عيسى بن يونس (ع)
ابن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله الإمام القدوة، الحافظ، الحجة أبو عمرو، وأبو محمد الهمداني، السبيعي الكوفي، المرابط بثغر الحدث أخو الحافظ إسرائيل.
أخبرنا أبو حفص عمر بن غدير الطائي، أخبرنا عبد الصمد بن محمد، أخبرنا علي بن المسلم، أخبرنا الحسين بن محمد، أخبرنا محمد بن أحمد الغساني، أخبرنا عبد الله بن علي بن إبراهيم العمري بالموصل، حدثنا عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش حدثنا عيسى بن يونس، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الجنين بغرة عبد أو أمة أو فرس أو بغل هذا حديث غريب جدا.
قرأت على أحمد بن هبة الله، عن عبد المعز بن محمد، أخبرنا تميم المؤدب، أخبرنا أبو سعد الكنجروذي، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا أبو يعلى، حدثنا أحمد بن جناب، حدثني عيسى بن يونس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود. أخرجه النسائي عن عثمان بن خرزاذ، عن أحمد بن جناب.
حدث عن أبيه وأخيه، ولم يدرك السماع من جده، كان صبيا في زمانه، وروى أيضا عن: سليمان التيمي، وهشام بن عروة، وأبي حيان التيمي، والجريري، وزكريا بن أبي زائدة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وطلحة بن يحيى، وعبد الملك بن أبي سليمان، وعبيد الله بن أبي زياد القداح، وعمر بن سعيد بن أبي حسين، وعوف، ومجالد، وعبيد الله بن عمر، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعمر مولى غفرة، وحسين المعلم، وهشام بن حسان، وابن أبي ليلى، ومعمر، والأوزاعي، وشعبة، ومسعر، والثوري، وخلق كثير. وكان واسع العلم، كثير الرحلة، وافر الجلالة.
حدث عنه: بقية، وابن وهب، والوليد بن مسلم، وإسماعيل بن عياش، وطائفة من أقرانه.(أعلام/2408)
وحدث عنه: حماد بن سلمة أحد شيوخه، والحكم بن موسى، وبشر الحافي، وسليمان بن بنت شرحبيل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق ابن راهويه، وعلي بن حجر، وعلي بن خشرم، ومسدد، وعمرو الناقد، ومحمد بن مهران الجمال، ومؤمل بن الفضل، ونصر بن علي الجهضمي، ويحيى بن معين، ويزيد بن موهب، ويعقوب الدورقي، وهشام بن عمار، وأبو نعيم الحلبي، وأحمد بن جناب، وأحمد بن عبدة الضبي، والحسن بن عرفة، وسعيد بن يحيى الأموي، وسفيان، ووكيع، والنفيلي، وأمم سواهم.
وقد حدث عنه أبوه يونس بن أبي إسحاق، ومات أبوه قبل ابن عرفة بأكثر من مائة عام. وثقه أحمد، وأبو حاتم، والنسائي، وابن خراش، وطائفة.
قال أحمد بن حنبل: هو أصح حديثا من أبيه. قيل له: فإسرائيل؟ قال: ما أقربهما. وقال المروذي، عن أحمد: ثبت. وكنا نخبر أنه سنة في الغزو، وسنة في الحج. وقد قدم بغداد في شيء من أمر الحصون، فأمر له بمال، فأبى أن يقبله.
الأثرم، عن أحمد قال: كان عيسى بن يونس يسند حديث عائشة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقبل الهدية، [ويثيب عليها] والناس يرسلونه، وكذا قال ابن معين.
قال عثمان بن سعيد: سألت يحيى بن معين، قلت: فعيسى بن يونس أحب إليك أو أبو معاوية؟ فقال: ثقة وثقة. وقال حرب بن إسماعيل: سئل علي ابن المديني عن عيسى بن يونس، فقال: بخ بخ، ثقة، مأمون.
وقال ابن عمار: هو أثبت من إسرائيل، عيسى حجة. وقال العجلي: ثقة ثبت يسكن الثغر.
وقيل: إنه زار ابن عيينة، فقال: مرحبا بالفقيه ابن الفقيه ابن الفقيه. وقال أبو زرعة: كان حافظا.
وقال أبو همام السكوني: حدثنا عيسى بن يونس الثقة الرضي. وقال ابن راهويه: قلت لوكيع: إني أريد أن أذهب إلى عيسى بن يونس، قال: تأتي رجلا قد قهر العلم.(أعلام/2409)
إبراهيم بن هاشم البغوي: سمعت بشر بن الحارث يقول: كان عيسى بن يونس يعجبه خطي، فكان يأخذ القرطاس، فيقرأه علي. قال: كتبت من نسخة قوم شيئا ليس من حديثه. قال: كأنهم لما رأوا إكرامه لي، أدخلوا عليه في حديثه. قال: فجعل يقرأ علي، ويضرب على تلك الأحاديث، فغمني ذلك، فقال: لا يغمك، لو كان واوا ما قدروا أن يدخلوه علي، أو قال: لو كان واوا، لعرفته. وروى حنبل، عن أبي نعيم، أنه فضل عيسى بن يونس على إبراهيم بن يوسف السبيعي. وقال: لم يسمع إبراهيم من أبيه.
قال أحمد بن داود الحداني: سمعت عيسى بن يونس يقول: لم يكن من أسناني -أو قال: من أترابي- أبصر بالنحو مني، فدخلني منه نخوة فتركته.
قال: ورأيت فرجا خادم أمير المؤمنين جاء إلى عيسى وهو قاعد بدرب الحدث على بابه، فكلمه، فما رفع به رأسا، ولا نظر إليه، فانصرف ذليلا.
أبو سعيد الأشج: حدثنا عمر بن أبي الرطيل، عن أبي بلال الأشعري، عن جعفر البرمكي قال: ما رأينا في القراء مثل عيسى بن يونس، أرسلنا إليه، فأتانا بالرقة، فاعتل قبل أن يرجع. فقلت له: يا أبا عمرو، قد أمرنا لك بعشرة آلاف. فقال: هيه. قلت: خمسون ألفا. قال: لا حاجة لي فيها. فقلت: ولم؟ والله، لأهنينكها، هي والله مائة ألف، قال: لا والله، لا يتحدث أهل العلم أني أكلت للسنة ثمنا، ألا كان هذا قبل أن ترسلوا إلي، فأما على الحديث فلا، ولا شربة ماء، ولا إهليلجة.
قال أحمد بن داود: وسمعت محمد بن عبيد الطنافسي يقول لأصحاب الحديث: ألا تكونون مثل عيسى بن يونس، كان إذا أقبل إلى الأعمش ومعه الشباب والشيوخ ينظرون إليه، وإلى هديه وسمته.
وروى محمود بن غيلان، عن محمد بن عبيد قال: رأيت أصحاب الأعمش الذين لا يفارقونه: عيسى بن يونس، وأبو بكر بن عياش، وحفص بن غياث.(أعلام/2410)
الحسن بن علي الحلواني، عن محمد بن داود، سمعت عيسى بن يونس يقول: أربعون حديثا حدثنا بها الأعمش، فيها ضرب الرقاب، لم يشركني فيها غير محمد بن إسحاق، وربما قال له الأعمش: من معك؟ فيقول: عيسى. فيقول: ادخلا، وأجيفا الباب، وكان يسأله عن حديث الفتن.
إبراهيم بن موسى، عن الوليد بن مسلم، قال: ما أبالي من خالفني في الأوزاعي ما خلا عيسى بن يونس، فإني رأيت أخذه أخذا محكما.
قال أحمد بن جناب: غزا عيسى بن يونس خمسا وأربعين غزوة، وحج كذلك.
قال يحيى بن معين: رأيت عيسى بن يونس عليه قباء محشو، وخفان أحمران -يعني كان بزي الأجناد.
وقال محمد بن المنكدر الكندي: جاء المأمون إلى عيسى بن يونس، فسمع منه، فأعطاه عشرة آلاف فردها.
قال أحمد بن جناب، وسليمان بن عمرو، وعلي بن بحر، وعبد الله بن جعفر: مات سنة سبع وثمانين. وقال المدائني، ومحمد بن المثنى، والداني، ومحمد بن مصفى: سنة ثمان وثمانين. زاد ابن مصفى في نصف شعبان.(أعلام/2411)
غندر
قد مر الحافظ المجود محمد بن جعفر صاحب شعبة وهو الكبير. غندر الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن جعفر بن الحسين البغدادي الوراق.
سمع الحسن بن علي المعمري، وأبا بكر الباغندي، وأبا عروبة، وأبا الجهم المشغراني، والطحاوي، وخلقا.
وعنه: الحاكم، وأبو الحسين بن جميع، وأبو عبد الرحمن السلمي، وعمر بن أبي سعد الهروي، وأبو نعيم الحافظ، وعدة.
قال الحاكم: أقام سنين عندنا يفيدنا، وخرج لي أفراد الخراسانيين من حديثي، ثم دخل إلى أرض الترك، وكتب ما لا يوصف كثرة، ثم استدعي من مرو إلى الحضرة ببخارى ليحدث بها فأدركه الأجل في المفازة سنة سبعين وثلاثمائة.
أنبأنا المسلم بن علان، أخبرنا الكندي، أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا الخطيب، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا محمد بن جعفر بن حسين غندر، حدثنا أبو علي محمد بن سعيد بالرقة، أخبرنا عبد الله بن محمد بن عيشون، حدثنا محمد بن سليمان بن أبي داود، حدثنا داود بن الزبرقان، عن مطر الوراق، عن هارون بن عنترة، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن ابن مسعود، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ذهاب البصر مغفرة للذنوب، وذهاب السمع مغفرة للذنوب، وما نقص من الجسد فعلى قدر ذلك غريب جدا.(أعلام/2412)
غندر
محمد بن جعفر أبو بكر البغدادي مولى فاتن.
سمع أبا شاكر مسرة بن عبد الله.
سمع منه بشرى الفاتني في سنة ستين وثلاثمائة.(أعلام/2413)
غيلان بن جرير (ع)
الإمام أبو يزيد الأزدي المعولي، بصري ثقة. حدث عن أنس بن مالك، وعبد الله بن معبد الزماني، وزياد بن رباح، وأبي بردة بن أبي موسى.
حدث عنه أيوب السختياني، وجرير بن حازم، وشعبة، وحماد بن زيد، ومهدي بن ميمون، وأبو هلال محمد بن سليم وآخرون. توفي سنة تسع وعشرين ومائة، -رحمه الله. وفيها توفي فراس بن يحيى الهمداني بالكوفة، ويحيى بن أبي كثير باليمامة، ومطر الوراق، وسالم أبو النضر المدني، وخالد بن أبي عمران قاضي أفريقية، وعلي بن زيد بن جدعان، وقيس بن حجاج السلفي.(أعلام/2414)
فأما جده الحارث بن هشام (ق)
أخو أبي جهل، فأسلم يوم الفتح، وحسن إسلامه، وكان خيرا، شريفا، كبير القدر، وهو الذي أجارته أم هانئ، فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: " قد أجرنا من أجرت ".
له رواية في سنن ابن ماجه.
أعطاه النبي - صلى الله عليه وسلم - من غنائم حنين مائة من الأبل.
استشهد بالشام، وتزوج عمر بعده بامرأته فاطمة.
وقال ابن سعد: تزوج عمر بابنته أم حكيم.
مات في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة.
ابن المبارك: أنبأنا الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل بن أبي عقرب، قال: خرج الحارث بن هشام فجزع أهل مكة وخرجوا يشيعونه، فوقف ووقفوا حوله يبكون، فقال: والله ما خرجت رغبة بنفسي عنكم، ولا اختيار بلد على بلدكم، ولكن هذا الأمر كان، فخرجت فيه رجال من قريش ما كانوا من ذوي أسنانها، ولا في بيوتها، وأصبحنا - والله - لو أن جبال مكة ذهبا، فأنفقناها في سبيل الله، ما أدركنا يوما من أيامهم، فنلتمس أن نشاركهم في الآخرة، فاتقى الله امرؤ.
فتوجه غازيا إلى الشام، واتبعه ثقله، فأصيب شهيدا رضي الله عنه.(أعلام/2415)
فاطمة بنت أسد
بن هاشم بن عبد مناف بن قصي الهاشمية، والدة علي بن أبي طالب. هي حماة فاطمة.
كانت من المهاجرات الأول وهي أول هاشمية ولدت هاشميا قاله الزبير.
قال ابن عبد البر: روى سعدان بن الوليد السابري، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: لما ماتت فاطمة أم علي ألبسها النبي صلى الله عليه وسلم قميصه، واضطجع معها في قبرها فقالوا: ما رأيناك يا رسول الله صنعت هذا! فقال: إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها؛ إنما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنة، واضطجعت معها ليهون عليها.
هذا غريب.(أعلام/2416)
فاطمة بنت رسول اللهصلى الله عليه وسلم (ع)
سيدة نساء العالمين في زمانها، البضعة النبوية، والجهة المصطفوية أم أبيها بنت سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشية الهاشمية، وأم الحسنين.
مولدها قبل المبعث بقليل وتزوجها الإمام علي بن أبي طالب في ذي القعدة، أو قبيله، من سنة اثنتين بعد وقعة بدر.
وقال ابن عبد البر: دخل بها بعد وقعة أحد. فولدت له الحسن، والحسين، ومحسنا، وأم كلثوم، وزينب.
وروت عن أبيها.
وروى عنها ابنها الحسين، وعائشة، وأم سلمة، وأنس بن مالك، وغيرهم. وروايتها في الكتب الستة.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها ويكرمها ويسر إليها. ومناقبها غزيرة. وكانت صابرة دينة خيرة صينة قانعة شاكرة لله. وقد غضب لها النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن أبا الحسن هم بما رآه سائغا من خطبة بنت أبي جهل، فقال: والله لا تجتمع بنت نبي الله وبنت عدو الله، وإنما فاطمة بضعة مني، يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها فترك علي الخطبة رعاية لها، فما تزوج عليها ولا تسرى، فلما توفيت تزوج وتسرى رضي الله عنهما.
ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم حزنت عليه، وبكته، وقالت: يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه. يا أبتاه، أجاب ربا دعاه. يا أبتاه، جنة الفردوس مأواه.
وقالت بعد دفنه: يا أنس، كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم! .
وقد قال لها في مرضه: إني مقبوض في مرضي هذا؛ فبكت. وأخبرها أنها أول أهله لحوقا به، وأنها سيدة نساء هذه الأمة، فضحكت، وكتمت ذلك، فلما توفي صلى الله عليه وسلم، سألتها عائشة، فحدثتها بما أسر إليها. وقالت عائشة رضي الله عنها -: جاءت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام إليها وقال: مرحبا بابنتي.(أعلام/2417)
ولما توفي أبوها تعلقت آمالها بميراثه، وجاءت تطلب ذلك من أبي بكر الصديق، فحدثها أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا نورث، ما تركنا صدقة فوجدت عليه، ثم تعللت.
روى إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، قال: لما مرضت فاطمة، أتى أبو بكر فاستأذن، فقال علي: يا فاطمة، هذا أبو بكر يستأذن عليك، فقالت: أتحب أن آذن له. قال: نعم. - قلت: عملت السنة رضي الله عنها -، فلم تأذن في بيت زوجها إلا بأمره قال: فأذنت له، فدخل عليها يترضاها، وقال: والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ورسوله ومرضاتكم أهل البيت. قال: ثم ترضاها حتى رضيت.
توفيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر أو نحوها. وعاشت أربعا أو خمسا وعشرين سنة. وأكثر ما قيل: إنها عاشت تسعا وعشرين سنة. والأول أصح. وكانت أصغر من زينب، زوجة أبي العاص بن الربيع؛ ومن رقية؛ زوجة عثمان بن عفان. وقد انقطع نسب النبي صلى الله عليه وسلم إلا من قبل فاطمة؛ لأن أمامة بنت زينب، التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحملها في صلاته تزوجت بعلي بن أبي طالب، ثم من بعده بالمغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي، وله رؤية، فجاءها منه أولاد.
قال الزبير بن بكار: انقرض عقب زينب.
وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم جلل فاطمة وزوجها وابنيهما بكساء، وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
أحمد بن حنبل: حدثنا تليد بن سليمان: حدثنا أبو الجحاف، عن أبي حازم، عن أبي هريرة: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين، فقال: أنا حرب لمن حاربكم، سلم لمن سالمكم.(أعلام/2418)
إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن زر، عن حذيفة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: نزل ملك فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وروي من وجه آخر عن المنهال، رواهما الحاكم.
يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام، عن أبي أسماء، عن ثوبان، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة وأنا معه، وقد أخذت من عنقها سلسلة من ذهب، فقالت: هذه أهداها لي أبو حسن، فقال: يا فاطمة، أيسرك أن يقول الناس: هذه فاطمة بنت محمد وفي يدها سلسلة من نار، ثم خرج، فاشترت بالسلسلة غلاما، فأعتقته فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي نجى فاطمة من النار رواه أبو داود.
داود بن أبي الفرات، عن علباء، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعا: أفضل نساء أهل الجنة خديجة وفاطمة.
أحمد بن حنبل: حدثنا يحيى بن أبي زائدة، أخبرني أبي، عن الشعبي، عن سويد بن غفلة، قال: خطب علي بنت أبي جهل إلى عمها الحارث بن هشام، فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أعن حسبها تسألني؟ قال علي: قد أعلم ما حسبها. ولكن أتأمرني بها؟ فقال: لا، فاطمة مضغة مني، ولا أحسب إلا أنها تحزن أو تجزع. قال: لا آتي شيئا تكرهه.
وقد روى الترمذي في " جامعه " من حديث عائشة أنها قيل لها: أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: فاطمة، من قبل النساء، ومن الرجال زوجها، وإن كان ما علمت صواما قواما.
قلت: ليس إسناده بذاك.
وفي " الجامع " لزيد بن أرقم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهما ولابنيهما: أنا سلم لمن سالمتم، وحرب لمن حاربتم.
وكان لها من البنات: أم كلثوم، زوجة عمر بن الخطاب؛ وزينب، زوجة عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.(أعلام/2419)
الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، قال: قال علي لأمه: اكفي فاطمة الخدمة خارجا، وتكفيك هي العمل في البيت، والعجن والخبز والطحن.
عبد الرحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم: فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت عمران.
علي بن هاشم بن البريد، عن كثير النواء، عن عمران بن حصين: أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد فاطمة وهي مريضة، فقال لها: كيف تجدينك؟ قالت: إني وجعة، وإنه ليزيدني مالي طعام آكله. قال: يا بنية، أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين؟ قالت: فأين مريم؟ قال: تلك سيدة نساء عالمها، وأنت سيدة نساء عالمك، أما والله لقد زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة.
رواه أبو العباس السراج، عن محمد بن الصباح، عن علي. وكثير واه. وسقط من بينه وبين عمران.
علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم، وآسية.
وروى أبو جعفر الرازي، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، ولفظه: خير نساء العالمين أربع.
معمر، عن قتادة، عن أنس، مرفوعا: حسبك من نساء العالمين أربع الحديث. وصحح الترمذي هذا، وهو: حسبك من نساء العالمين: مريم، وخديجة، وآسية بنت مزاحم، وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم.
أبو نعيم: حدثنا محمد بن مروان الذهلي: حدثنا أبو حازم: حدثني أبو هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن ملكا استأذن الله في زيارتي، فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أمتي، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
غريب جدا، والذهلي مقل ويروى نحو ذلك من حديث أبي هريرة أيضا.(أعلام/2420)
ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين قالت: ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها، فقبلها، ورحب بها، وكذلك كانت هي تصنع به ميسرة: صدوق.
الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: عاشت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر، ودفنت ليلا.
قال الواقدي: هذا أثبت الأقاويل عندنا. قال: وصلى عليها العباس، ونزل في حفرتها، هو وعلي والفضل. .
وقال سعيد بن عفير: ماتت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة وهي بنت سبع وعشرين سنة أو نحوها، ودفنت ليلا.
وروى يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، قال: مكثت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر وهي تذوب.
وقال أبو جعفر الباقر: ماتت بعد أبيها بثلاثة أشهر.
وعن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: كان بين فاطمة وبين أبيها شهران.
وعن أبي جعفر الباقر: أنها توفيت بنت ثمان وعشرين سنة. ولدت وقريش تبني الكعبة.
قال: وغسلها علي.
وذكر المسبحي: أن فاطمة تزوج بها علي بعد عرس عائشة بأربعة أشهر ونصف، ولفاطمة يومئذ خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصف.
قتيبة بن سعيد: حدثنا محمد بن موسى: عن عون بن محمد بن علي، عن أمه أم جعفر. وعن عمارة بن مهاجر، عن أم جعفر أن فاطمة قالت لأسماء بنت عميس: إني أستقبح ما يصنع بالنساء، يطرح على المرأة الثوب، فيصفها.
قالت: يا ابنة رسول الله، ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة فحنتها، ثم طرحت عليها ثوبا.
فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله! إذا مت فغسليني أنت وعلي، ولا يدخلن أحد علي.(أعلام/2421)
فلما توفيت، جاءت عائشة لتدخل، فقالت أسماء: لا تدخلي، فشكت إلى أبي بكر، فجاء، فوقف على الباب، فكلم أسماء، فقالت: هي أمرتني. قال: فاصنعي ما أمرتك، ثم انصرف.
قال ابن عبد البر: هي أول من غطي نعشها في الإسلام على تلك الصفة.
إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، قال: جاء أبو بكر إلى فاطمة حين مرضت، فاستأذن، فأذنت له، فاعتذر إليها، وكلمها، فرضيت عنه.
روى إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن علي بن فلان بن أبي رافع، عن أبيه، عن سلمى، قالت: مرضت فاطمة. . . إلى أن قالت: اضطجعت على فراشها، واستقبلت القبلة ثم قالت: والله إني مقبوضة الساعة، وقد اغتسلت، فلا يكشفن لي أحد كنفا، فماتت، وجاء علي، فأخبرته، فدفنها بغسلها ذلك.
هذا منكر.(أعلام/2422)
أبو عوانة، عن فراس، عن الشعبي، عن مسروق: حدثتني عائشة، قالت: كنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اجتمعنا عنده، لم يغادر منهن واحدة، فجاءت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآها، رحب بها، قال: مرحبا بابنتي. ثم أقعدها عن يمينه أو عن يساره. ثم سارها، فبكت؛ ثم سارها الثانية، فضحكت، فلما قام، قلت لها: خصك رسول الله بالسر وأنت تبكين، عزمت عليك بمالي عليك من حق، لما أخبرتني مم ضحكت؟ ومم بكيت؟ قالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما توفي، قلت لها: عزمت عليك بمالي عليك من حق لما أخبرتني. قالت: أما الآن فنعم، في المرة الأولى حدثني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة، وأنه عارضني العام في هذه السنة مرتين، وإني لا أحسب ذلك إلا عند اقتراب أجلي، فاتقي الله واصبري، فنعم السلف لك أنا، فبكيت، فلما رأى جزعي، قال: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين، أو سيدة نساء هذه الأمة؟ قالت: فضحكت أخرجه البخاري عن أبي نعيم، عن زكريا، عن فراس. وهو فرد غريب.
محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة، أنها قالت لفاطمة: أرأيت حين أكببت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبكيت، ثم أكببت عليه فضحكت؟ قالت: أخبرني أنه ميت من وجعه، فبكيت، ثم أخبرني أنني أسرع أهله به لحوقا، وقال: أنت سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران؛ [فضحكت] .
ابن حميد: حدثنا سلمة: حدثنا ابن إسحاق، عن يحيى بن عباد، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ما رأيت أحدا كان أصدق لهجة من فاطمة، إلا أن يكون الذي ولدها.
جعفر الأحمر، عن عبد الله بن عطاء، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة، ومن الرجال علي.(أعلام/2423)
إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة، حدثته: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة، فسارها، فبكت، ثم سارها، فضحكت، فقلت لها، فقالت: أخبرني بموته، فبكيت، ثم أخبرني أني أول من يتبعه من أهله، فضحكت.
وروى كهمس، عن ابن بريدة، قال: كمدت فاطمة على أبيها سبعين من يوم وليلة، فقالت لأسماء: إني لأستحيي أن أخرج غدا على الرجال من خلاله جسمي. قالت: أولا نصنع لك شيئا رأيته بالحبشة؟ فصنعت النعش، فقالت: سترك الله كما سترتني.
هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة، فقال لها: إنه قد نعيت إليه نفسه، فبكت، فقال: لا تبكين فإنك أول أهلي لاحقا بي، فضحكت
إسماعيل القاضي: حدثنا إسحاق الفروي: حدثنا عبد الله بن جعفر الزهري، عن جعفر بن محمد، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن المسور بن مخرمة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما فاطمة شجنة مني، يبسطني ما يبسطها، ويقبضني ما يقبضها.
غريب. ورواه عبد العزيز الأويسي، فخالف الفروي.
وروى الحاكم في " مستدركه " ومحمد بن زهير النسوي هذا، عن أبي سهل بن زياد، عن إسماعيل القاضي.
شعيب، عن الزهري، عن علي بن الحسين، أن المسور أخبره: أن عليا رضي الله عنه خطب بنت أبي جهل، فلما سمعت فاطمة، أتت فقالت: إن قومك يتحدثون أنك لا تغضب لبناتك، وهذا علي ناكح ابنة أبي جهل، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعته حين تشهد، فقال: أما بعد: فإني أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدثني فصدقني، وإن فاطمة بضعة مني، وأنا أكره أن يفتنوها، وإنها والله لا تجتمع ابنة رسول الله وابنة عدو الله عند رجل واحد، فترك علي الخطبة.
ورواه الوليد بن كثير: حدثنا محمد بن عمرو بن حلحلة، عن الزهري بنحوه. وفيه: وأنا أتخوف أن تفتن في دينها.(أعلام/2424)
ابن إسحاق، عن ابن قسيط، عن محمد بن أسامة، عن أبيه: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحب إليك؟ قال: فاطمة.
ويروى عن أسامة بإسناد آخر، ولفظه: أي أهل بيتك أحب إليك؟ .
حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر إذا خرج لصلاة الفجر يقول: الصلاة يا أهل بيت محمد، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا.
يونس بن أبي إسحاق، ومنصور بن أبي الأسود، وهذا لفظه: سمعت أبا داود، سمعت أبا الحمراء، يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي باب علي وفاطمة ستة أشهر، فيقول: إنما يريد الله. . . الآية.
ومما ينسب إلى فاطمة ولا يصح:
ماذا على من شم تربة أحمد
ألا يشم مدى الزمان غواليا
صبت علي مصائب لو أنها
صبت على الأيام عدن لياليا
ولها في " مسند " بقي ثمانية عشر حديثا، منها حديث واحد متفق عليه.(أعلام/2425)
فاطمة بنت قيس الفهرية (ع)
إحدى المهاجرات وأخت الضحاك.
كانت تحت أبي عمرو بن حفص بن المغيرة المخزومي، فطلقها، فخطبها معاوية بن أبي سفيان، وأبو جهم، فنصحها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأشار عليها بأسامة بن زيد، فتزوجت به.
وهي التي روت حديث السكنى والنفقة للمطلقة بتة.
وهي التي روت قصة الجساسة.
حدث عنها: الشعبي، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وآخرون.
توفيت في خلافة معاوية وحديثها في الدواوين كلها.(أعلام/2426)
فضالة بن عبيد (م، 4)
ابن نافذ بن قيس بن صهيب بن أصرم بن جحجبى القاضي الفقيه أبو محمد الأنصاري الأوسي. صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل بيعة الرضوان.
ولي الغزو لمعاوية، ثم ولي له قضاء دمشق، وكان ينوب عن معاوية في الإمرة إذا غاب.
وله عدة أحاديث. وله عن عمر وعن أبي الدرداء.
حدث عنه: حنش الصنعاني، وعبد الله بن محيريز، وعبد الرحمن بن جبير، وعمرو بن مالك الجنبي، وعبد العزيز بن أبي الصعبة، والقاسم أبو عبد الرحمن، وعلي بن رباح، وميسرة مولى فضالة وطائفة.
قال الواقدي: شهد فضالة أحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم خرج إلى الشام، فسكنها، وكان قاضيا بالشام.
وقال ابن يونس: شهد فتح مصر. وولي بها القضاء والبحر لمعاوية. فروى عنه من أهلها: أبو خراش الصحابي، والهيثم بن شفي، وعبد الرحمن بن جحدم وسمى جماعة.
وقال سعيد بن عبد العزيز: كان فضالة أصغر من شهد بيعة الرضوان.
قلت: إن ثبت شهوده أحدا، فما كان يوم الشجرة صغيرا.
قال: وقال معاوية حين هلك فضالة، وهو يحمل نعشه، لابنه عبد الله بن معاوية: تعال اعقبني، فإنك لن تحمل مثله أبدا.
قال الوليد: في سنة إحدى وخمسين غزا فضالة الشاتية.(أعلام/2427)
أيوب بن سويد: عن ابن جابر، حدثنا القاسم أبو عبد الرحمن، قال: غزونا مع فضالة بن عبيد - ولم يغز فضالة في البر غيرها - فبينا نحن نسرع في السير، وهو أمير الجيش، وكانت الولاة إذ ذاك يسمعون ممن استرعاهم الله عليه، فقال قائل: أيها الأمير! إن الناس قد تقطعوا، قف حتى يلحقوا بك. فوقف في مرج عليه قلعة، فإذا نحن برجل أحمر ذي شوارب، فأتينا به فضالة، فقلنا: إنه هبط من الحصن بلا عهد. فسأله، فقال: إني البارحة أكلت الخنزير، وشربت الخمر، فأتاني في النوم رجلان، فغسلا بطني، وجاءتني امرأتان، فقالتا: أسلم، فأنا مسلم، فما كانت كلمته أسرع من أن رمينا بالزبار فأصابه، فدق عنقه. فقال فضالة: الله أكبر! عمل قليلا، وأجر كثيرا. فصلينا عليه، ثم دفناه.
الوليد بن مسلم: حدثنا خالد بن يزيد، عن أبيه، أن أبا الدرداء كان يقضي على دمشق، وأنه لما احتضر، أتاه معاوية عائدا، فقال: من ترى للأمر بعدك؟ قال: فضالة بن عبيد. فلما توفي، قال معاوية لفضالة: إني قد وليتك القضاء، فاستعفى منه، فقال: والله ما حابيتك بها، ولكني استترت بك من النار، فاستتر منها ما استطعت.
قال سعيد بن عبد العزيز: لما سار معاوية إلى صفين، استعمل على دمشق فضالة.
إبراهيم بن هشام الغساني: حدثني أبي، عن جدي، قال: وقعت من رجل مائة دينار، فنادى: من وجدها، فله عشرون دينارا، فأقبل الذي وجدها. فقال: هذا مالك، فأعطني الذي جعلت لي. فقال: كان مالي عشرين ومائة دينار، فاختصما إلى فضالة، فقال لصاحب المال: أليس كان مالك مائة وعشرين دينارا كما تذكر؟ قال: بلى. وقال للآخر: أنت وجدت مائة؟ قال: نعم. قال: فاحبسها ولا تعطه، فليس هو بماله حتى يجيء صاحبه.(أعلام/2428)
وعن فضالة، قال: لأن أعلم أن الله تقبل مني مثقال حبة، أحب إلي من الدنيا وما فيها ; لأنه - تعالى - يقول: إنما يتقبل الله من المتقين.
أحمد بن يونس اليربوعي: حدثنا معاوية بن حفص، عن داود بن مهاجر، عن ابن محيريز ; سمع فضالة بن عبيد، وقلت له: أوصني، قال: خصال ينفعك الله بهن ; إن استطعت أن تعرف ولا تعرف، فافعل، وإن استطعت أن تسمع ولا تكلم، فافعل، وإن استطعت أن تجلس ولا يجلس إليك، فافعل.
قد عد فضالة في كبار القراء. وقيل: لكن ابن عامر تلا عليه.
سفيان: عن منصور، عن هلال بن يساف، عن نعيم بن ذي جناب، عن فضالة بن عبيد قال: ثلاث من الفواقر، إمام إن أحسنت، لم يشكر، وإن أسأت، لم يغفر. وجار إن رأى حسنة، دفنها، وإن رأى سيئة، أفشاها، وزوجة إن حضرت، آذتك، وإن غبت، خانتك في نفسها وفي مالك.
قال ابن معين: دفن فضالة بباب الصغير.
وقال المدائني وغيره: مات سنة ثلاث وخمسين وقال خليفة: توفي سنة تسع وخمسين.(أعلام/2429)
فضيل بن غزوان (ع)
ابن جرير الإمام المحدث الثقة أبو محمد الضبي الكوفي.
حدث عن أبي حازم الأشجعي، وأبي زرعة البجلي، وعكرمة، وسالم بن عبد الله، وجماعة.
حدث عنه ابنه محمد بن فضيل، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن المبارك، وإسحاق الأزرق، وابن نمير، ويحيى القطان، وعدة.
وثقه أحمد بن حنبل وغيره. وتوفي سنة بضع وأربعين ومائة.(أعلام/2430)
قاسم بن أصبغ
ابن محمد بن يوسف بن ناصح -قيل: واضح بدل ناصح، فيحرر هذا - الإمام الحافظ العلامة محدث الأندلس أبو محمد القرطبي، مولى بني أمية.
سمع بقي بن مخلد، ومحمد بن وضاح، وأصبغ بن خليل، ومحمد بن عبد السلام الخشني. وطائفة بالأندلس، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وطبقته بمكة، ومحمد بن الجهم السمري، وأبا محمد بن قتيبة، وجعفر بن محمد بن شاكر، وأبا بكر بن أبي الدنيا، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وإسماعيل القاضي، -وأكثر عنه جدا- وأبا بكر بن أبي خيثمة -وحمل عنه تاريخه - وإبراهيم بن عبد الله القصار صاحب وكيع بالكوفة وخلقا سواهم. وفاته السماع من أبي داود، فصنف سننا على وضع سننه، وصحيح مسلم فاته أيضا، فخرج صحيحا على هيئته، وألف كتاب " بر الوالدين "، وكتاب " مسند مالك "، وكتاب " المنتقى في الآثار "، وكتاب " الأنساب " بديع الحسن، وغير ذلك.
حدث عنه: حفيده قاسم بن محمد، وعبد الله بن محمد الباجي، وعبد الله بن نصر، وعبد الوارث بن سفيان، والقاضي محمد بن أحمد بن مفرج، وأبو عثمان سعيد بن نصر، وأحمد بن القاسم التاهرتي، والقاسم بن محمد بن عسلون، وأبو عمر أحمد بن الجسور، وخلق كثير.
وانتهى إليه علو الإسناد بالأندلس مع الحفظ والإتقان، وبراعة العربية، والتقدم في الفتوى والحرمة التامة، والجلالة.
أثنى عليه غير واحد. وتواليف ابن حزم، وابن عبد البر، وأبي الوليد الباجي طافحة بروايات قاسم بن أصبغ.
مات بقرطبة في جمادى الأولى سنة أربعين وثلاثمائة وكان من أبناء التسعين.(أعلام/2431)
قالون
مقرئ المدينة وتلميذ نافع، هو الإمام المجود النحوي أبو موسى عيسى بن مينا، مولى بني زريق. يقال: كان ربيب نافع، فلقبه بقالون لجودة قراءته.
روى عن شيخه، وعن محمد بن جعفر بن أبي كثير، وابن أبي الزناد.
وعنه: أبو زرعة، وابن ديزيل، وإسماعيل القاضي، وأحمد بن صالح، وأبو نشيط، وموسى بن إسحاق، وخلق.
وتلا عليه ابنه أحمد، والحلواني، وأبو نشيط، وعدة.
قال علي بن الحسن الهسنجاني كان شديد الصمم، فكان ينظر إلى شفتي القارئ ويرد.
قلت: مات سنة عشرين ومائتين عن نيف وثمانين سنة.(أعلام/2432)
قبيصة بن ذؤيب (ع)
الإمام الكبير الفقيه، أبو سعيد الخزاعي المدني ثم الدمشقي الوزير.
مولده عام الفتح سنة ثمان، ومات أبوه ذؤيب بن حلحلة صاحب بدن النبي -صلى الله عليه وسلم- في آخر أيام النبي -صلى الله عليه وسلم- فأتي بقبيصة بعد موت أبيه فيما قيل، فدعا له النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يع هو ذلك.
وروى عن أبي بكر -إن صح- وعن عمر، وأبي الدرداء، وبلال، وعبد الرحمن بن عوف، وتميم الداري، وعبادة بن الصامت، وعدة.
حدث عنه ابنه إسحاق، ومكحول، ورجاء بن حيوة، وأبو الشعثاء جابر بن زيد، وأبو قلابة، والزهري، وإسماعيل بن عبيد الله، وهارون بن رئاب، وآخرون.
وكان على الختم والبريد للخليفة عبد الملك، وقد أصيبت عينه يوم الحرة، وله دار معتبرة بباب البريد.
وقد كناه محمد بن سعد أبا إسحاق وقال: شهد أبوه الفتح، وكان ينزل بقديد، وكان يقرأ الكتب إذا وردت على الخليفة. قال: وكان ثقة مأمونا، كثير الحديث، توفي سنة ست أو سبع وثمانين.
قال البخاري سمع قبيصة أبا الدرداء وزيد بن ثابت.
قال أبو الزناد: كان عبد الملك بن مروان رابع أربعة في الفقه والنسك هو وسعيد بن المسيب، وقبيصة بن ذؤيب، وعروة بن الزبير.
قال محمد بن راشد المكحولي: حدثنا حفص بن عمر بن نبيه الخزاعي، عن أبيه: أن قبيصة بن ذؤيب كان معلم كتاب -قلت: يعني في مبدأ أمره.
وعن مجالد بن سعيد، قال: كان قبيصة كاتب عبد الملك بن مروان.
وعن مكحول قال: ما رأيت أحدا أعلم من قبيصة.
وعن الشعبي قال: كان قبيصة أعلم الناس بقضاء زيد بن ثابت.
ابن لهيعة: عن ابن شهاب، قال: كان قبيصة بن ذؤيب من علماء هذه الأمة.
قال علي بن المديني وجماعة: توفي سنة ست وثمانين، وقيل: سنة سبع وقيل: سنة ثمان وثمانين.(أعلام/2433)
قتادة (ع)
ابن دعامة بن قتادة بن عزيز، وقيل: قتادة بن دعامة بن عكابة، حافظ العصر، قدوة المفسرين والمحدثين أبو الخطاب السدوسي البصري الضرير الأكمه، وسدوس: هو ابن شيبان بن ذهل بن ثعلبة من بكر بن وائل مولده في سنة ستين.
وروى عن عبد الله بن سرجس، وأنس بن مالك، وأبي الطفيل الكناني، وسعيد بن المسيب، وأبي العالية رفيع الرياحي، وصفوان بن محرز وأبي عثمان النهدي، وزرارة بن أوفى، والنضر بن أنس، وعكرمة مولى ابن عباس، وأبي المليح ابن أسامة، والحسن البصري، وبكر بن عبد الله المزني، وأبي حسان الأعرج، وهلال بن يزيد، وعطاء بن أبي رباح، ومعاذة العدوية، وبشر بن عائذ المنقري، وبشر بن المحتفز، وبشير بن كعب، وأبي الشعثاء جابر بن زيد، وجري بن كليب السدوسي، وحبيب بن سالم فيما كتب إليه، وحسان بن بلال، وحميد بن عبد الرحمن بن عوف، وخالد بن عرفطة، وخلاس الهجري، وخيثمة بن عبد الرحمن، وسالم بن أبي الجعد، وشهر بن حوشب، وعبد الله بن شقيق، وعقبة بن صهبان، ومطرف بن الشخير، ومحمد بن سيرين، ونصر بن عاصم الليثي، وأبي مجلز، وأبي أيوب المراغي، وأبي الجوزاء الربعي، وعن عمران بن حصين، وسفينة، وأبي هريرة مرسلا، وعن مسلم بن يسار، وقزعة بن يحيى، وعامر الشعبي وخلق كثير وكان من أوعية العلم، وممن يضرب به المثل في قوة الحفظ.
روى عنه أئمة الإسلام أيوب السختياني، وابن أبي عروبة، ومعمر بن راشد، والأوزاعي، ومسعر بن كدام، وعمرو بن الحارث المصري، وشعبة بن الحجاج، وجرير بن حازم، وشيبان النحوي، وهمام بن يحيى، وحماد بن سلمة، وأبان العطار، وسعيد بن بشير، وسلام بن أبي مطيع، وشهاب بن خراش، وحسام بن مصك، وخليد بن دعلج، وسعيد بن زربي، والصعق بن حزن، وعفير بن معدان، وموسى بن خلف العمي، ويزيد بن إبراهيم التستري، وأبو عوانة الوضاح، وأمم سواهم.(أعلام/2434)
وهو حجة بالإجماع إذا بين السماع، فإنه مدلس معروف بذلك، وكان يرى القدر، نسأل الله العفو. ومع هذا فما توقف أحد في صدقه، وعدالته وحفظه، ولعل الله يعذر أمثاله ممن تلبس ببدعة يريد بها تعظيم الباري وتنزيهه، وبذل وسعه، والله حكم عدل لطيف بعباده، ولا يسأل عما يفعل. ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه، وعلم تحريه للحق، واتسع علمه، وظهر ذكاؤه، وعرف صلاحه وروعه واتباعه، يغفر له زلله، ولا نضلله ونطرحه، وننسى محاسنه. نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك.
قال معمر: أقام قتادة عند سعيد بن المسيب ثمانية أيام، فقال له في اليوم الثالث: ارتحل يا أعمى فقد أنزفتني.
قال معمر: وسمعت قتادة يقول: ما في القرآن آية إلا وقد سمعت فيها شيئا، وعنه قال: ما سمعت شيئا إلا وحفظته. قال عبد الرزاق: قتادة من بكر بن وائل.
وقال يحيى بن معين: ولد قتادة سنة ستين، وكان من سدوس. قال الإمام أحمد: مولد قتادة والأعمش واحد.
عبد الرزاق، عن معمر، قيل للزهري: أقتادة أعلم عندكم أو مكحول؟ .
قال: لا بل قتادة، ما كان عند مكحول إلا شيء يسير.
عبد الرزاق، عن معمر، قال: قال محمد بن سيرين: قتادة أحفظ الناس، أو من أحفظ الناس.
أبو هلال الراسبي، عن غالب القطان، عن بكر المزني، قال من سره أن ينظر إلى أحفظ من أدركنا، فلينظر إلى قتادة.
جرير، عن مغيرة، قال الشعبي: قتادة حاطب ليل. قال يحيى بن يوسف الزمي: حدثنا ابن عيينة، قال لي عبد الكريم الجوزي: يا أبا محمد، تدري ما حاطب ليل؟ قلت: لا، قال: هو الرجل يخرج في الليل فيحتطب، فيضع يده على أفعى فتقتله، هذا مثل ضربته لك لطالب العلم، أنه إذا حمل من العلم ما لا يطيقه، قتله علمه، كما قتلت الأفعى حاطب الليل.(أعلام/2435)
قال الصعق بن حزن: حدثنا زيد أبو عبد الواحد، سمعت سعيد بن المسيب، يقول: ما أتاني عراقي أحفظ من قتادة.
ابن علية، عن روح بن القاسم، عن مطر، قال: كان قتادة إذا سمع الحديث يختطفه اختطافا يأخذه العويل والزويل حتى يحفظه.
قال عفان: أهدى حسام بن مصك إلى قتادة نعلا، فجعل قتادة يحركها وهي تتثنى من رقتها وقال: إنك لتعرف سخف الرجل في هديته.
وقال عفان: قال لنا قيس بن الربيع: قدم علينا قتادة الكوفة، فأردنا أن نأتيه فقيل لنا: إنه يبغض عليا -رضي الله عنه- فلم نأته، ثم قيل لنا بعد: إنه أبعد الناس من هذا، فأخذنا عن رجل عنه.
البغوي في ترجمة قتادة له: حدثنا إبراهيم بن هانئ حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، قال: قال قتادة لسعيد بن المسيب: يا أبا النضر: خذ المصحف، قال: فأعرض عليه سورة البقرة فلم يخط فيها حرفا قال: فقال: يا أبا النضر أحكمت؟ قال: نعم، قال: لأنا لصحيفة جابر بن عبد الله أحفظ مني لسورة البقرة، قال: وكانت قرئت عليه الصحيفة التي يرويها سليمان اليشكري عن جابر. وبه قال معمر: قال قتادة: جالست الحسن اثنتي عشرة سنة أصلي معه الصبح ثلاث سنين. قال: ومثلي يأخذ عن مثله. قال وكيع: قال شعبة: كان قتادة يغضب إذا وقفته على الإسناد، قال: فحدثته يوما بحديث أعجبه، فقال: من حدثك؟ قلت: فلان عن فلان قال: فكان يعده.
قال أبو هلال: سألت قتادة عن مسألة، فقال: لا أدري، فقلت: قل فيها برأيك، قال: ما قلت برأي منذ أربعين سنة، وكان يومئذ له نحو من خمسين سنة. قلت: فدل على أنه ما قال في العلم شيئا برأيه.
قال أبو عوانة: سمعت قتادة يقول: ما أفتيت برأي منذ ثلاثين سنة.
أبو ربيعة: حدثنا أبو عوانة، قال: شهدت قتادة يدرس القرآن في رمضان.
وعن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قال: دهن الحاجبين أمان من الصداع.(أعلام/2436)
ضمرة بن ربيعة، عن حفص، عن قائد لقتادة، قال: قدت قتادة عشرين سنة، وكان يبغض الموالي، ويقول: دباغين حجامين أساكفة، فقلت: ما يؤمنك أن يجيء بعضهم فيأخذ بيدك، فيذهب بك إلى بئر فيطرحك فيها؟ .
قال: كيف قلت؟ فأعدت عليه، فقال: لا قدتني بعدها.
عفان: حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا قتادة، عن عمرو بن دينار بحديث في الوصية، فسألت عمرا ثم قلل معناه غير ما قال قتادة، فقلت: إن قتادة نبأ عنك بكذا وكذا، قال: إني أوهمت يوم حدثت به قتادة.
قال ابن عيينة: قالوا: كان معمر يقول: لم أر في هؤلاء أفقه من الزهري وقتادة وحماد.
ضمرة، عن ابن شوذب، قال رجل من أهل البصرة: إن لم تجد إلا مثل عبادة ثابت، وحفظ قتادة، وورع ابن سيرين، وعلم الحسن، وزهد مالك بن دينار لا تطلب العلم.
عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، قال: تكرير الحديث في المجلس يذهب نوره، وما قلت لأحد قط: أعد علي.
وبه عن قتادة، قال: لقد كان يستحب أن لا تقرأ الأحاديث التي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا على طهارة.
قال أبو هلال: سمعت قتادة يقول: إذا سرك أن يكذب صاحبك فلقنه.
الطيالسي، عن عمران القطان، عن قتادة، قال: قال أبو الأسود الدؤلي: إذا أردت أن يكذب الشيخ، فلقنه.
أبو هلال: سمعت قتادة يقول: إن الرجل ليشبع من الكلام كما يشبع من الطعام.
قال أبو داود الطيالسي: قال شعبة: كنا نعرف الذي لم يسمع قتادة مما سمع إذا قال: قال فلان، وقال فلان، عرفنا أنه لم يسمع.
وقال ابن مهدي: سمعت شعبة يقول: كنت أنظر إلى فم قتادة كيف يقول، فإذا قال حدثنا يعني: كتبت.(أعلام/2437)
وقال أبو داود: سمعت شعبة: كنت أتفطن إلى فم قتادة، فإذا قال: حدثنا سعيد، وحدثنا أنس، وحدثنا مطرف، فإذا حدث بما لم يسمع، قال: حديث سليمان بن يسار، وحدث أبو قلابة. قال عفان: قال لي همام: كل شيء أقول لكم: قال قتادة. فأنا سمعته منه، فإذا كان فيه لحن فأعربوه، فإن قتادة كان لا يلحن. أبو هلال، عن مطرف الوراق، قال: ما زال قتادة متعلما حتى مات.
قال أبو هلال: قالوا لقتادة: نكتب ما نسمع منك؟ قال: وما يمنعك أن تكتب، وقد أخبرك اللطيف الخبير أنه يكتب، فقال: علمها عند ربي في كتاب وسمعته يقول: الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر.
روى بكر بن خنيس، عن ضرار بن عمرو، عن قتادة: باب من العلم يحفظه الرجل لصلاح نفسه وصلاح من بعده أفضل من عبادة حول.
أبو عوانة، عن قتادة، قال في مصحف الفضل بن عباس (وأنزلنا بالمعصرات ماء ثجاجا) .
بشر بن عمر، حدثنا همام عن قتادة، قال: كان يقال: قلما ساهر الليل منافق.
زيد بن الحباب، عن الوزير بن عمران، قال: كان قتادة إذا دعي إلى طعام حل أزراره.
أبو هلال، عن قتادة، قال: إنما حدث هذا الإرجاء بعد هزيمة ابن الأشعث.
قال حنظلة بن أبي سفيان: كنت أرى طاوسا إذا أتاه قتادة يفر، قال: وكان قتادة يتهم بالقدر.
أبو سلمة المنقري: حدثنا أبان العطار، قال: ذكر يحيى بن أبي كثير عند قتادة، فقال: متى كان العلم في السماكين، فذكر قتادة عند يحيى، فقال: لا يزال أهل البصرة بشر ما كان فيهم قتادة.
قلت: كلام الأقران يطوى ولا يروى، فإن ذكر تأمله المحدث، فإن وجد له متابعا، وإلا أعرض عنه.(أعلام/2438)
أخبرني إسحاق الأسدي، أنبأنا يوسف بن خليل، أنبأنا أحمد بن محمد التيمي، أنبأنا أبو علي، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا أبو الشيخ، حدثنا ابن أخي سعدان بن نصر، حدثنا حسين بن مهدي، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، سمعت قتادة يقول: ما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي.
وبه إلى أبي الشيخ، حدثنا ابن أبي عاصم، حدثنا هدبة، حدثنا همام، عن قتادة، قال لي سعيد بن المسيب: لم أر أحدا أسأل عما يختلف فيه منك.
قلت: إنما يسأل عن ذلك من يعقل. وعن معمر، قال: جاء رجل إلى ابن سيرين فقال: رأيت كأن حمامة التقطت لؤلؤة فقذفتها سواء، قال: ذاك قتادة، ما رأيت أحفظ منه.
قال مطر الوراق: كان قتادة عبد العلم.
حسين بن محمد: حدثنا شيبان، عن قتادة إنما يخشى الله من عباده العلماء قال: كفى بالرهبة علما، اجتنبوا نقض الميثاق، فإن الله قدم فيه وأوعد، وذكره في آي من القرآن تقدمة ونصيحة وحجة، إياكم والتكلف والتنطع والغلو والإعجاب بالأنفس، تواضعوا لله، لعل الله يرفعكم.
قال سلام بن أبي مطيع: كان قتادة يختم القرآن في سبع، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث، فإذا جاء العشر ختم كل ليلة.
وقال سلام بن مسكين، عن عمران بن عبد الله، قال سعيد بن المسيب لقتادة: ما كنت أظن أن الله خلق مثلك.
قال أحمد بن حنبل: كان قتادة عالما بالتفسير، وباختلاف العلماء، ثم وصفه بالفقه والحفظ، وأطنب في ذكره، وقال: قلما تجد من يتقدمه.
وعن سفيان الثوري، قال: وهل كان في الدنيا مثل قتادة.
وقال الإمام أحمد: كان قتادة أحفظ أهل البصرة لا يسمع شيئا إلا حفظه، قرئ عليه صحيفة جابر مرة واحدة فحفظها.
وقال عبد الله بن إدريس: قال شعبة: نصصت على قتادة سبعين حديثا كلها يقول: سمعت أنس بن مالك.(أعلام/2439)
قال شعبة: لا يعرف لقتادة سماع من أبي رافع، وقال يحيى بن معين: لم يسمع قتادة من سعيد بن جبير ولا من مجاهد، قال يحيى بن سعيد القطان: لم يسمع قتادة من سليمان بن يسار، وقال أحمد بن حنبل: لم يسمع من معاذة العدوية.
قلت: قد عدوا رواية قتادة، عن جماعة هكذا من غير سماع، وكان مدلسا.
قال وكيع: كان سعيد بن أبي عروبة وهشام الدستوائي وغيرهما يقولون: قال قتادة: كل شيء بقدر إلا المعاصي.
وروى ضمرة، عن ابن شوذب قال: ما كان قتادة، لا يرضى حتى يصيح به صياحا يعني القدر. قلت: قد اعتذرنا عنه وعن أمثاله، فإن الله عذرهم، فيا حبذا، وإن هو عذبهم، فإن الله لا يظلم الناس شيئا، ألا له الخلق والأمر وقد كان قتادة أيضا رأسا في العربية والغريب وأيام العرب، وأنسابها حتى قال فيه أبو عمرو بن العلاء: كان قتادة من أنسب الناس، ونقل القفطي في " تاريخه " أن الرجلين من بني أمية كانا يختلفان في البيت من الشعر، فيبردان بريدا إلى العراق يسألان قتادة عنه.
قال ابن المديني: قلت ليحيى بن سعيد: إن عبد الرحمن يقول: اترك من كان رأسا في بدعة يدعو إليها، قال: فكيف يصنع بقتادة، وابن أبي رواد وعمر بن ذر، وذكر قوما، ثم قال يحيى: إن ترك هذا الضرب ترك ناسا كثيرا، ثم قال: عمرو بن دينار أثبت من قتادة، وقال يحيى: أخرج قتادة حيان الأعرج من الحجرة. قلت: لم أخرجه؟ قال: لأنه ذكر عثمان -رضي الله عنه- فقلت ليحيى: من أخبرك؟ قال أصحابنا: وسمعت يحيى، يقول عن شعبة، قال: ذكرت لقتادة حديث احتج آدم وموسى، فقال: مجنون أنت وإيش هذا؟ ، قد كان الحسن يحدث بها.(أعلام/2440)
أخبرنا ابن البخاري إجازة، أنبأنا ابن طبرزد، أنبأنا عبد الوهاب الأنماطي، أنبأنا الصريفيني، أنبأنا ابن حبابة، أنبأنا البغوي، حدثنا هدبة، حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن، عن جندب أو غيره، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لقي آدم موسى، فقال موسى: يا آدم أنت الذي خلقك الله بيده وأسكنك جنته، وأسجد لك ملائكته، ففعلت ما فعلت، وأخرجت ذريتك من الجنة؟ فقال: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته، وكلمك، وآتاك التوراة، فأنا أقدم أم الذكر؟ قال: بل الذكر، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فحج آدم موسى رواه أحمد بن أبي خيثمة، عن حرمي بن حفص وأبي سلمة، قالا: حدثنا حماد، فقال عن جندب ولم يشك. وهذا حديث جيد الإسناد.
قال حماد بن زيد: سمعت أيوب يقول: ما أقام قتادة عن محمد حديثا وقال نصر بن علي: حدثنا أبي، حدثنا خالد بن قيس، قال: قال قتادة ما نسيت شيئا، ثم قال يا غلام: ناولني نعلي، قال: نعلك في رجلك. قلت: هذه الحكاية غيرة، فإن الدعاوى لا تثمر خيرا.
عبد الرزاق: أنبأنا معمر، عن قتادة في قوله وهو ألد الخصام قال: جدل باطل.
محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم قال: جادلهم المشركون في الذبيحة. عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد، عن قتادة وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى إلى بعد ما نهى الله رسوله أن يجالس أهل الاستهزاء بكتاب الله إلا ريثما ينسى، فيعرض إذا ذكر.(أعلام/2441)
أبو سلمة التبوذكي: حدثنا أبو هلال، حدثنا قتادة، قال: قالت بنو إسرائيل: يا رب أنت في السماء ونحن في الأرض، فكيف لنا أن نعرف رضاك وغضبك؟ قال: إذا رضيت عليكم، استعملت عليكم خياركم، وإذا غضبت، استعملت عليكم شراركم. ومن عالي ما يقع لنا من حديث قتادة: أخبرنا أبو المعالي الهمداني، أنبأنا الفتح بن عبد السلام، أنبأنا محمد بن عمر القاضي، ومحمد بن أحمد الطرائفي، ومحمد بن الداية، قالوا: أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا عبيد الله الزهري، أنبأنا جعفر الفريابي، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب، وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر.
وبه إلى الفريابي، حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا همام بن يحيى، حدثنا قتادة، عن أنس، عن أبي موسى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة وذكر الحديث. أخرجه الشيخان عن هدبة، وأخرجه مسلم والترمذي عن قتيبة، فوافقناهم بعلو.
وعندي حديث ابن الجعد، عن شعبة، وشيبان عن قتادة في إخفاء البسملة كتبته في أخبار شعبة.(أعلام/2442)
أخبرنا الشيخ المقرئ عماد الدين عبد الحافظ بن بدران شيخ نابلس بها، ويوسف بن أحمد الغسولي بدمشق، قالا: أنبأنا موسى بن عبد القادر، أنبأنا أبو القاسم سعيد بن البناء، أنبأنا علي بن أحمد البندار، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا طالوت بن عباد، حدثنا سعيد بن إبراهيم، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي بكرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار.
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله، ومحمد بن عبد السلام الحلبي قراءة عن عبد المعز بن محمد البزاز، أنبأنا محمد بن إسماعيل الفضيلي، أنبأنا محلم بن إسماعيل أبو مضر الضبي، أنبأنا الخليل بن أحمد القاضي، قال: أنبأنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا، فيأكل منه طائر أو إنسان أو بهيمة إلا كانت له صدقة. أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن قتيبة فوافقناهم.
قال أبو نعيم وخليفة وأحمد بن حنبل وغيرهم: مات قتادة سنة عشرة ومائة.
قال خليفة: هو قتادة بن دعامة بن عزيز بن زيد بن ربيعة بن عمرو بن كرب بن عمرو بن الحارث بن سدوس أبو الخطاب: مات سنة سبع عشرة ومائة بواسط، وقال ابن عائشة: مات بواسط، كان عند خالد بن عبد الله القسري، وقال ابن شوذب: أوصى قتادة إلى مطر.
وبإسنادي المذكور إلى البغوي في " الجعديات ": حدثنا علي بن الجعد، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن ابن مسعود يوم يأتي بعض آيات ربك قال: طلوع الشمس من مغربها.
قال محمد بن سواء، عن شعبة، قال: حدثت سفيان بحديث قتادة، عن أبي حسان، عن ابن عباس، أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: قلد الهدي وأشعره قال: فقال لي سفيان: وكان في الدنيا مثل قتادة! .(أعلام/2443)
قال أبو داود في حديث قتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة إذا دعي أحدكم إلى طعام، فجاء مع الرسول، فإن ذلك إذنه قتادة لم يسمع من أبي رافع، قلت: بل سمع منه، ففي صحيح البخاري حديث سليمان التيمي، عن قتادة، سمعت أبا رافع، عن أبي هريرة حديث: إن رحمتي غلبت غضبي.
قال معمر: قال قتادة: جالست الحسن ثنتي عشرة سنة أصلي معه الصبح ثلاث سنين، ومثلي أخذ عن مثله، وعن ابن علية، قال: توفي قتادة سنة ثماني عشرة ومائة.(أعلام/2444)
قتادة بن النعمان (ع)
ابن زيد بن عامر. الأمير المجاهد. أبو عمر الأنصاري الظفري البدري.
من نجباء الصحابة وهو أخو أبي سعيد الخدري لأمه.
وهو الذي وقعت عينه على خده يوم أحد، فأتى بها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فغمزها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بيده الشريفة، فردها ; فكانت أصح عينيه.
له أحاديث.
روى عنه: أخوه أبو سعيد، وابنه عمر، ومحمود بن لبيد ; وغيرهم.
وكان على مقدمة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لما سار إلى الشام، كان من الرماة المعدودين.
عاش خمسا وستين سنة.
توفي في سنة ثلاث وعشرين بالمدينة ونزل عمر يومئذ في قبره.
عبد الرحمن بن الغسيل: حدثنا عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه، عن جده: أنه أصيبت عينه يوم بدر، فسالت حدقته على وجنته ; فأراد القوم أن يقطعوها، فقالوا: نأتي نبي الله نستشيره. فجاء، فأخبره الخبر. فأدناه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- منه، فرفع حدقته حتى وضعها موضعها، ثم غمزها براحته وقال: اللهم اكسه جمالا. فمات، وما يدري من لقيه أي عينيه أصيبت.
قال ابن سعد: بنو ظفر: من الأوس. وقيل: يكنى: أبا عبد الله.
وقال الواقدي: شهد العقبة مع السبعين. وكذا قال ابن عقبة، وأبو معشر.
ولم يذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة - رضي الله عنه.(أعلام/2445)
قتيبة (ع)
هو شيخ الإسلام، المحدث الإمام الثقة الجوال، راوية الإسلام، أبو رجاء، قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف الثقفي، مولاهم البلخي البغلاني، من أهل قرية " بغلان "، من موالي الحجاج بن يوسف الأمير الظالم، وهو ابن أخي وشيم بن جميل الثقفي.
وقد كنت عملت له ترجمة معها نحو من ثمانين حديثا من العوالي. وحدثت بذلك، وأحببت الآن عملها على أنموذج نظرائه.
مولده في سنة تسع وأربعين ومائة.
قال الحافظ أبو أحمد بن عدي: اسمه يحيى بن سعيد، وقتيبة لقب. وقال الحافظ ابن منده: اسمه علي بن سعيد. وقيل: كان له أخ اسمه قديد بن سعيد.
قال الأصمعي: قتيبة مشتق من القتب، وهو المعى، يقال: طعنته فاندلقت أقتاب بطنه، أي: خرجت.
نعم، وارتحل قتيبة في طلب العلم، وكتب ما لا يوصف كثرة.(أعلام/2446)
وذلك في سنة ثنتين وسبعين ومائة، فحمل الكثير عن مالك، والليث، وشريك، وحماد بن زيد، وأبي عوانة، وابن لهيعة، وبكر بن مضر، وكثير بن سليم، صاحب أنس بن مالك، وعبثر بن القاسم، وعبد الواحد بن زياد، وأبي الأحوص سلام بن سليم، ومفضل بن فضالة، وإبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن جعفر، وجعفر بن سليمان، وحرب بن أبي العالية، وحماد بن يحيى الأبح، وخلف بن خليفة، وداود العطار، وشهاب بن خراش، وعبد الله بن جعفر المديني، ورشدين بن سعد، وعبد الرحمن بن أبي الرجال، وابن المبارك، وعبد الوارث، والعطاف بن خالد، وفضيل بن عياض، وفرج بن فضالة، وأبي هاشم كثير بن عبد الله الأيلي، والمنكدر بن محمد بن المنكدر، وهشيم بن بشير، ويزيد بن زريع، ويزيد بن المقدام بن شريح، ويعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني، والمغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، وجرير بن عبد الحميد، ومحمد بن موسى الفطري، ومعاوية بن عمار الدهني، وخلق كثير. وينزل إلى غندر، ووكيع، والوليد بن مسلم، وابن وهب، وطبقتهم، ثم إلى حجاج الأعور، وابن أبي فديك.
حدث عنه: الحميدي، ونعيم بن حماد، ويحيى بن عبد الحميد الحراني، وأحمد بن حنبل فأكثر، ويحيى بن معين، وعلي ابن المديني، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبو بكر بن أبي شيبة، وطائفة ماتوا قبله.(أعلام/2447)
وروى عنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، والترمذي في كتبهم فأكثروا. وروى ابن ماجه عن محمد بن يحيى الذهلي عنه، وعن ابن أبي شيبة عنه. وروى الترمذي أيضا عن رجل عنه، وروى النسائي عن زكريا الخياط عنه. وروى عنه يعقوب بن شيبة، والحسن بن عرفة، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن سيار، وعباس العنبري، والحسن بن محمد الزعفراني، وموسى بن هارون، وجعفر الفريابي، والحارث بن أبي أسامة، والحسن بن سفيان، وجعفر بن محمد بن سوار، وإسحاق بن أبي عمران الإسفراييني الفقيه، وأحمد بن عبد الرحمن بن بشار النسائي، وإسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل البستي القاضي، وإسحاق بن إبراهيم بن نصر البشتي، بمعجمة، النيسابوري، والحسن بن الطيب البلخي، وولده عبد الله بن قتيبة، وعبدان بن محمد المروزي، وعلي بن طيفور النسوي، ومحمد بن أيوب الرازي، ومحمد بن عبد الله بن يوسف الدويري، ودوير بفتح أوله قرية بخراسان ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، وأبو العباس السراج، وخلق آخرهم موتا الواعظ أبو عبد الله محمد بن الفضل بن العباس البلخي الزاهد المتوفى سنة سبع عشرة وثلاثمائة، الذي روى عنه أبو بكر بن المقرئ في " معجمه " بالإجازة الذي قيل: إنه وعظ مرة، فمات في المجلس من تذكيره أربعة أنفس.
قال أبو بكر الأثرم: سمعت أحمد بن حنبل ذكر قتيبة، فأثنى عليه.
وقال يحيى بن معين، من طريق أحمد بن زهير: قتيبة ثقة، وكذا قال النسائي، وزاد: صدوق.
وقال أبو حاتم الرازي: ثقة. وقال ابن خراش: صدوق.
قال أبو داود: قدم قتيبة بغداد في سنة ست عشرة ومائتين، فجاءه أحمد ويحيى.
وقال فيه أبو حاتم الرازي أيضا: حضرته ببغداد، وقد جاءه أحمد، فسأله عن أحاديث، فحدثه بها. وجاء أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير بالكوفة إليه ليلة، وحضرت معهما، فلم يزالا ينتخبان عليه، وأنتخب معهما إلى الصبح.(أعلام/2448)
قال أحمد بن محمد بن زياد الكرميني: قال لي قتيبة بن سعيد: ما رأيت في كتابي من علامة الحمرة، فهو علامة أحمد بن حنبل، وما رأيت من الخضرة، فهو علامة يحيى بن معين.
وقال محمد بن حميد بن فروة: سمعت قتيبة يقول: انحدرت إلى العراق أول مرة سنة اثنتين وسبعين. وكنت يومئذ ابن ثلاث وعشرين سنة.
وقال عبد الله بن أحمد بن شبوية: سمعت قتيبة يقول: كنت في حداثتي أطلب الرأي، فرأيت فيما يرى النائم أن مزادة دليت من السماء، فرأيت الناس يتناولونها، فلا ينالونها، فجئت أنا، فتناولتها، فاطلعت فيها، فرأيت ما بين المشرق والمغرب، فلما أصبحت، جئت إلى مخضع البزاز، - وكان بصيرا بعبارة الرؤيا - فقصصت عليه رؤياي، فقال: يا بني، عليك بالأثر، فإن الرأي لا يبلغ المشرق والمغرب، إنما يبلغ الأثر. قال: فتركت الرأي، وأقبلت على الأثر.
وروى أحمد بن جرير اللال، عن قتيبة، قال لي أبي: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم، في يده صحيفة، فقلت: يا رسول الله، ما هذه الصحيفة؟ قال: فيه أسامي العلماء. قلت: ناولني، أنظر فيه اسم ابني، فنظرت، فإذا فيه اسم ابني.
قال عبد الله بن محمد بن سيار الفرهياني قتيبة صدوق، ليس أحد من الكبار إلا وقد حمل عنه بالعراق. وحدث عنه أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، وعباس العنبري، والحميدي بمكة.
وسمعت عمرو بن علي يقول: مررت بمنى على قتيبة، وعباس العنبري يكتب عنه، فجزت ولم أحمل عنه، فندمت.(أعلام/2449)
أحمد بن سيار المروزي: أبو رجاء قتيبة مولى الحجاج بن يوسف، فكان قتيبة يتولى ثقيف، ويذكر كرامة جده على الحجاج، وأن الحجاج كان إذا جلس على سريره، جلس جدي على كرسي عن يمينه. قال: وكان أبو رجاء رجلا ربعة أصلع، حلو الوجه، حسن اللحية، واسع الرحل، غنيا من ألوان الأموال من الدواب والإبل والبقر والغنم، وكان كثير الحديث. لقد قال لي: أقم عندي هذه الشتوة، حتى أخرج لك مائة ألف حديث، عن خمسة أناسي، فقلت: لعل أحدهم عمر بن هارون؟ قال: لا، كنت كتبت عن عمر بن هارون وحده أكثر من ثلاثين ألفا، ولكن وكيع بن الجراح، وعبد الوهاب الثقفي، وجرير، ومحمد بن بكر البرساني، ونسيت الخامس. قال: وكان ثبتا فيما روى، صاحب سنة وجماعة. سمعته يقول: ولدت سنة خمسين ومائة.
قال: ومات لليلتين خلتا من شعبان سنة أربعين ومائتين، وهو في تسعين سنة، وكان كتب الحديث عن ثلاث طبقات: الليث، وابن لهيعة، إلى أن قال: ثم كتب عن إدريس، ووكيع، والعنقزي ونحوهم، ثم كتب عن إسماعيل بن أبي أويس، وسعيد بن سليمان.
وأما موسى بن هارون، فقال: ولد سنة ثمان وأربعين ومائة، سنة موت الأعمش، وسمعته يقول: حضرت موت ابن لهيعة، وشهدت جنازته سنة أربع وسبعين ومائة.
قلت: حدث عنه الحميدي، ومحمد بن الفضل الواعظ، وبينهما في الموت ثمانية وتسعون عاما.
وأما الخطيب، فقال في كتاب " السابق واللاحق ": حدث عنه نعيم بن حماد، وأبو العباس السراج، وبين وفاتيهما أربع وثمانون سنة.
قال ابن المقرئ في " معجمه ": حدثنا محمد بن عبد الله النيسابوري، سمعت الحسن بن سفيان يقول: كنا على باب قتيبة، فمرض رجل كان معنا، يقول: لا أخرج حتى أكبر على قتيبة. قال: فمات، فأخبروا به قتيبة، فخرج يصلي عليه، وكتب على قبره: هذا قبر قاتل قتيبة.(أعلام/2450)
وقد روى أبو نصر، عن قتيبة قال: ولدت سنة ثمان وأربعين ومائة فالله أعلم.
وروى غير واحد عن أبي العباس السراج قال: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: هذا قول الأئمة في الإسلام، وأهل السنة والجماعة: نعرف ربنا - عز وجل - في السماء السابعة على عرشه، كما قال تعالى: الرحمن على العرش استوى.
ومما بلغنا من شعر قتيبة بن سعيد قوله:
لولا القضاء الذي لا بد مدركه
والرزق يأكله الإنسان بالقدر
ما كان مثلي في بغلان مسكنه
ولا يمر بها إلا على سفر
وكانت رحلة النسائي إلى قتيبة في سنة ثلاثين ومائتين، فأقام عنده سنة كاملة، وكتب عنه شيئا كثيرا، لكنه امتنع وتحرج من رواية كتاب ابن لهيعة لضعفه عنده.
وقيل: كان سبب نزوح قتيبة من مدينة بلخ، وانقطاعه بقرية بغلان، أنه حضر عنده مالك، وجاءه إبراهيم بن يوسف البلخي للسماع، فبرز قتيبة، وقال: هذا من المرجئة، فأخرجه مالك من مجلسه - وكان لإبراهيم صورة كبيرة ببلده - فعادى قتيبة، وأخرجه.
وما علمتهم نقموا على قتيبة سوى ذلك الحديث المعروف في الجمع في السفر.
قال أحمد بن سلمة: عمل أبي طعاما، ودعا إسحاق، ثم قال: إن ابني هذا قد ألح علي في الخروج إلى قتيبة، فما ترى؟ فنظر إلي، وقال: هذا قد أكثر عني، وهو يجلس بالقرب مني، وأبو رجاء عنده ما ليس عندنا، فأرى أن تأذن له عسى أن ينتفع.(أعلام/2451)
أخبرنا الإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد، وجماعة إجازة، قالوا: أخبرنا عمر بن محمد، أخبرنا هبة الله بن محمد، أخبرنا محمد بن محمد بن غيلان، أخبرنا أبو إسحاق المزكي أخبرنا أبو العباس السراج، حدثنا قتيبة، حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل، عن معاذ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في غزوة تبوك إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس، أخر الظهر حتى يجمعها إلى العصر، فيصليهما جميعا. وإذا ارتحل قبل المغرب، أخرها حتى يصليها مع العشاء. فإذا ارتحل بعد المغرب عجل العشاء، فصلاها مع المغرب. ما رواه أحد عن الليث سوى قتيبة. وقد أخرجه عنه أبو داود، والترمذي، وأما النسائي فامتنع من إخراجه لنكارته.
وأخبرنا المسلم بن محمد في كتابه، أخبرنا أبو اليمن الكندي، أخبرنا القزاز، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا محمد بن أحمد، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، حدثني محمد بن محمد بن يحيى الإسفراييني الفقيه، حدثنا محمد بن عبدك بن مهدي الإسفراييني، حدثنا إسحاق بن أبي عمران الشافعي، حدثنا أبو محمد المروزي، وراق محمود بن غيلان، حدثنا يحيى بن يحيى النيسابوري، حدثنا علي ابن المديني، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل، عن معاذ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج في غزوة تبوك، فكان يؤخر الظهر حتى يدخل وقت العصر، فيجمع بينهما مختصر.
أخرجه أحمد في " مسنده "، فوقع لنا موافقة نازلة بست درج.
ومن أعجب الأمور أن أبا عيسى الترمذي، حدث به عن قتيبة ورواه نازلا، كما هو موجود في نسخ عدة فقال: حدثنا عبد الصمد بن سليمان البلخي، عن زكريا بن يحيى اللؤلؤي عن أبي بكر الأعين، عن علي ابن المديني، عن أحمد، عن قتيبة، فهذا من طرق النوازل.(أعلام/2452)
قال أبو عبد الله الحاكم: رواته أئمة ثقات، وهو شاذ الإسناد والمتن، ثم لا نعرف له علة نعلله بها، فلو كان الحديث عند الليث، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل، لعللنا به الحديث، ولو كان عند يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الزبير، لعللنا به، فلما لم نجد له علة، خرج عن أن يكون معلولا. ثم نظرنا فلم نجد ليزيد عن أبي الطفيل رواية، ولا وجدنا هذا المتن بهذه السياقة عند أحد من أصحاب أبي الطفيل، ولا عند أحد ممن يرويه عن معاذ بن جبل غير أبي الطفيل، فقلنا: هو شاذ، وأئمة الحديث إنما سمعوه من قتيبة تعجبا من إسناده ومتنه. ولم يبلغنا عن أحد منهم أنه ذكر له علة.
قلت: بل رووه في كتبهم واستغربه بعضهم.
قال الحاكم: وقد قرأ علينا أبو علي الحافظ هذا، وحدثنا به عن النسائي، وهو إمام عصره، عن قتيبة. ولم يذكر أبو عبد الرحمن، ولا أبو علي للحديث علة، فنظرنا، فإذا هو موضوع. وقتيبة ثقة مأمون. فحدثني علي بن محمد بن عمران الفقيه، حدثنا ابن خزيمة، سمعت صالح بن حفصويه - نيسابوري صاحب حديث - يقول: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: قلت لقتيبة: مع من كتبت عن الليث حديث يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل؟ قال: مع خالد المدائني. قال البخاري: وكان خالد هذا يدخل على الشيوخ الأحاديث. وقد قال أبو داود عقيبه: لا يرويه إلا قتيبة وحده. وقال الترمذي: حسن غريب، تفرد به قتيبة، والمعروف حديث مالك وسفيان، يعني: عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل، عن معاذ: أنهم خرجوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك، فكان يجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء يعني: وليس فيه جمع التقديم.
قال أبو سعيد: لم يحدث به إلا قتيبة، ويقال: إنه غلط، وإن موضع يزيد بن أبي حبيب أبو الزبير.(أعلام/2453)
قلت: فيكون قد غلط في الإسناد، وأتى بلفظ منكر جدا. يرون أن خالدا المدائني، أدخله على الليث. وسمعه قتيبة معه، فالله أعلم.
قلت: هذا التقرير يؤدي إلى أن الليث كان يقبل التلقين، ويروي ما لم يسمع، وما كان كذلك. بل كان حجة متثبتا، وإنما الغفلة وقعت فيه من قتيبة، وكان شيخ صدق، قد روى نحوا من مائة ألف، فيغتفر له الخطأ في حديث واحد.
أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق المقرئ، أخبرنا الفتح بن عبد الله، أخبرنا محمد بن عمر القاضي، أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن، حدثنا جعفر بن محمد، حدثنا قتيبة، حدثنا عبد العزيز الدراوردي، وإسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا، ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا، ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا.
رواه مسلم عن قتيبة، عن إسماعيل، والترمذي عنه عن الدراوردي.
ومات مع قتيبة سنة أربعين. خلق، منهم: سويد بن سعيد الحدثاني، وسويد بن نصر المروزي، وأبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي الفقيه، وأبو بكر محمد بن أبي عتاب الأعين، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، ومحمد بن الصباح الجرجرائي وعبد الواحد بن غياث البصري، ومحمد بن خالد بن عبد الله الطحان.(أعلام/2454)
قدامة بن عبد الله (د، س، ق)
ابن عمار الكلابي العامري عداده في صغار الصحابة الذين لهم رؤية، رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يرمي الجمار. كناه أبو العباس الدغولي أبا عمران.
روى سفيان الثوري، وأبو داود الطيالسي، وأبو عاصم، وجماعة، عن أيمن بن نابل؛ عن قدامة بن عبد الله، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة على ناقة صهباء، لا ضرب، ولا طرد، ولا جلد، ولا إليك إليك.
كان قدامة يكون بنجد. عاش إلى بعد الثمانين.
وما علمت من يروي عنه سوى أيمن الحبشي المكي والحديث ففي سنن النسائي، والترمذي، والقزويني، وفي " مسند الإمام " ويقع لنا بالإجازة العالية.(أعلام/2455)
قدامة بن مظعون
أبو عمرو الجمحي.
من السابقين البدريين، ولي إمرة البحرين لعمر، وهو من أخوال أم المؤمنين حفصة، وابن عمر، وزوج عمتهما صفية بنت الخطاب إحدى المهاجرات.
ولقدامة هجرة إلى الحبشة، وقد شرب مرة الخمرة متأولا، مستدلا بقوله تعالى ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا الآية فحده عمر، وعزله من البحرين.
قال أيوب السختياني: لم يحد بدري في الخمر سواه.
قلت: بلى. ونعيمان بن عمرو الأنصاري النجاري صاحب المزاح.
قال ابن سعد: لقدامة من الولد: عمر، وفاطمة، وعائشة، وهاجر الهجرة الثانية إلى الحبشة، وشهد بدرا وأحدا.
وعن عائشة بنت قدامة أن أباها توفي سنة ست وثلاثين، وله ثمان وستون سنة. وكان لا يغير شيبه، وكان طويلا أسمر - رضي الله عنه -.(أعلام/2456)
قرة بن خالد (ع)
الحافظ، الحجة أبو خالد، ويقال: أبو محمد السدوسي البصري.
حدث عن: محمد بن سيرين، والحسن، ويزيد بن عبد الله بن الشخير، وأبي رجاء العطاردي، ومعاوية بن قرة، وحميد بن هلال، وسيار أبي الحكم، وعمرو بن دينار، وقتادة، والضحاك، وعدة.
حدث عنه: يحيى القطان، وبشر بن المفضل، وابن مهدي، ومعاذ بن معاذ، وخالد بن الحارث، وحرمي بن عمارة، وأبو عامر العقدي، وأبو عاصم، وحجاج بن منهال، وعثمان بن عمر بن فارس، ومسلم بن إبراهيم، والأنصاري، وأبو نعيم، وخلق.
وحدث عنه من القدماء: شعبة بن الحجاج.
قال علي بن المديني: له نحو مائة حديث. وقال علي: سمعت يحيى بن سعيد ذكره، فقال: كان قرة عندنا من أثبت شيوخنا.
وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن قرة، وعمران بن حدير، فقال: ما منهما إلا ثقة. وروى إسحاق الكوسج، عن يحيى بن معين: ثقة.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن قرة، وجرير بن حازم، فقال: قرة أحب إلي، قرة ثبت عندي. قال: وسئل أبو مسعود الرازي: قرة أثبت عندك أو حسن المعلم؟ قال: قرة أثبت. وقال أبو عبيد: سمعت أبا داود ذكر قرة بن خالد، فرفع من شأنه. وقال النسائي: ثقة. قيل: مات قرة سنة أربع وخمسين ومائة.
أخبرنا أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء، عن عبد المعز بن محمد الهروي، أنبأنا زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني، أنبأنا أبو سعيد عبد الله بن محمد الرازي، حدثنا محمد بن أيوب البجلي، أنبأنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا قرة بن خالد، حدثنا محمد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لو آمن بي عشرة من اليهود، ما بقي على ظهرها يهودي إلا أسلم " " متفق عليه "، من حديث قرة، رواه البخاري عن مسلم مثله.(أعلام/2457)
قصة سلمان الفارسي (ع)
قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر: هو سلمان ابن الإسلام، أبو عبد الله الفارسي سابق الفرس إلى الإسلام، صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - وخدمه وحدث عنه.
وروى عنه ابن عباس، وأنس بن مالك، وأبو الطفيل، وأبو عثمان النهدي، وشرحبيل بن السمط، وأبو قرة سلمة بن معاوية الكندي، وعبد الرحمن بن يزيد النخعي، وأبو عمر زاذان، وأبو ظبيان حصين بن جندب الجنبي، وقرثع الضبي الكوفيون.
له في مسند بقي ستون حديثا، وأخرج له البخاري أربعة أحاديث، ومسلم ثلاثة أحاديث.
وكان لبيبا حازما، من عقلاء الرجال وعبادهم ونبلائهم.
قال يحيى بن حمزة القاضي: عن عروة بن رويم، عن القاسم أبي عبد الرحمن حدثه، قال: زارنا سلمان الفارسي فصلى الإمام الظهر، ثم خرج وخرج الناس يتلقونه كما يتلقى الخليفة، فلقيناه وقد صلى بأصحابه العصر، وهو يمشي، فوقفنا نسلم عليه، فلم يبق فينا شريف إلا عرض عليه أن ينزل به، فقال: جعلت على نفسي مرتي هذه أن أنزل على بشير بن سعد.
فلما قدم، سأل عن أبي الدرداء، فقالوا: هو مرابط، فقال: أين مرابطكم؟ قالوا: بيروت. فتوجه قبله، قال: فقال سلمان: يا أهل بيروت، ألا أحدثكم حديثا يذهب الله به عنكم عرض الرباط؟ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: رباط يوم وليلة كصيام شهر وقيامه، ومن مات مرابطا أجير من فتنة القبر، وجرى له صالح عمله إلى يوم القيامة.
أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق، أنبأنا عبد القوي بن عبد العزيز الأغلبي، أنبأنا عبد الله بن رفاعة، أنبأنا أبو الحسن الخلعي، أنبأنا أبو محمد بن النحاس، أنبأنا أبو محمد بن الورد، أنبأنا أبو سعيد بن عبد الرحيم، أنبأنا عبد الملك بن هشام، حدثنا زياد بن عبد الله، عن ابن إسحاق (ح) .(أعلام/2458)
وأنبأنا أبو محمد بن قدامة، وأبو الغنائم بن علان، إجازة، أن حنبل بن عبد الله أخبرهم: أنبأنا أبو القاسم الشيباني، أنبأنا أبو علي الواعظ، أنبأنا أبو بكر المالكي، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي (ح) ومحمد بن عبد الله بن نمير وغيره، عن يونس بن بكير (ح) وسهل بن عثمان، حدثنا يحيى بن أبي زائدة (ح) وعن يحيى بن آدم، عن عبد الله بن إدريس (ح) وحجاج بن قتيبة، حدثنا زفر بن قرة، جميعهم عن ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن ابن عباس قال: حدثني سلمان الفارسي، قال: كنت رجلا فارسيا من أهل أصبهان، من أهل قرية منها يقال لها جي وكان أبي دهقانها، وكنت أحب خلق الله إليه، فلم يزل بي حبه إياي حتى حبسني في بيته كما تحبس الجارية، فاجتهدت في المجوسية حتى كنت قاطن النار الذي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة.
وكانت لأبي ضيعة عظيمة، فشغل في بنيان له يوما، فقال لي: يا بني، إني قد شغلت في بنياني هذا اليوم عن ضيعتي، فاذهب فاطلعها، وأمرني ببعض ما يريد. فخرجت، ثم قال: لا تحتبس علي ; فإنك إن احتبست علي كنت أهم إلي من ضيعتي، وشغلتني عن كل شيء من أمري.
فخرجت أريد ضيعته، فمررت بكنيسة من كنائس النصارى، فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون، وكنت لا أدري ما أمر الناس بحبس أبي إياي في بيته، فلما مررت بهم، وسمعت أصواتهم، دخلت إليهم أنظر ما يصنعون، فلما رأيتهم أعجبتني صلواتهم، ورغبت في أمرهم، وقلت: هذا - والله - خير من الدين الذي نحن عليه ; فوالله ما تركتهم حتى غربت الشمس، وتركت ضيعة أبي ولم آتها، فقلت لهم: أين أصل هذا الدين؟ قالوا: بالشام.(أعلام/2459)
قال: ثم رجعت إلى أبي وقد بعث في طلبي وشغلته عن عمله كله، فلما جئته قال: أي بني، أين كنت؟ ألم أكن عهدت إليك ما عهدت؟ قلت: يا أبة، مررت بناس يصلون في كنيسة لهم، فأعجبني ما رأيت من دينهم، فوالله ما زلت عندهم حتى غربت الشمس. قال: أي بني، ليس في ذلك الدين خير، دينك ودين آبائك خير منه. قلت: كلا والله، إنه لخير من ديننا. قال: فخافني، فجعل في رجلي قيدا، ثم حبسني في بيته. قال: وبعثت إلى النصارى، فقلت: إذا قدم عليكم ركب من الشام تجار من النصارى، فأخبروني بهم.
فقدم عليهم ركب من الشام، قال: فأخبروني بهم، فقلت: إذا قضوا حوائجهم، وأرادوا الرجعة، فأخبروني. قال: ففعلوا، فألقيت الحديد من رجلي، ثم خرجت معهم حتى قدمت الشام. فلما قدمتها، قلت: من أفضل أهل هذا الدين؟ قالوا: الأسقف في الكنيسة. فجئته، فقلت: إني قد رغبت في هذا الدين، وأحببت أن أكون معك أخدمك في كنيستك، وأتعلم منك، وأصلي معك. قال: فادخل، فدخلت معه، فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها، فإذا جمعوا إليه منها شيئا، اكتنزه لنفسه، ولم يعطه المساكين حتى جمع سبع قلال من ذهب وورق، فأبغضته بغضا شديدا لما رأيته يصنع.(أعلام/2460)
ثم مات، فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه، فقلت لهم: إن هذا رجل سوء، يأمركم بالصدقة، ويرغبكم فيها، فإذا جئتم بها، كنزها لنفسه، ولم يعط المساكين، وأريتهم موضع كنزه سبع قلال مملوءة، فلما رأوها قالوا: والله لا ندفنه أبدا. فصلبوه ثم رموه بالحجارة. ثم جاءوا برجل جعلوه مكانه، فما رأيت رجلا - يعني لا يصلي الخمس - أرى أنه أفضل منه، أزهد في الدنيا، ولا أرغب في الآخرة، ولا أدأب ليلا ونهارا، ما أعلمني أحببت شيئا قط قبله حبه، فلم أزل معه حتى حضرته الوفاة، فقلت: يا فلان، قد حضرك ما ترى من أمر الله، وإني والله ما أحببت شيئا قط حبك، فماذا تأمرني وإلى من توصيني؟
قال لي: يا بني - والله - ما أعلمه إلا رجلا بالموصل فائته ; فإنك ستجده على مثل حالي. فلما مات وغيب لحقت بالموصل، فأتيت صاحبها، فوجدته على مثل حاله من الاجتهاد والزهد، فقلت له: إن فلانا أوصاني إليك أن آتيك وأكون معك.
قال: فأقم أي بني. فأقمت عنده على مثل أمر صاحبه حتى حضرته الوفاة. فقلت له: إن فلانا أوصى بي إليك وقد حضرك من أمر الله ما ترى، فإلى من توصي بي؟ وما تأمرني به؟ قال: والله ما أعلم، أي بني، إلا رجلا بنصيبين.
فلما دفناه، لحقت بالآخر، فأقمت عنده على مثل حالهم حتى حضره الموت، فأوصى بي إلى رجل من أهل عمورية بالروم، فأتيته فوجدته على مثل حالهم، واكتسبت حتى كان لي غنيمة وبقيرات.
ثم احتضر فكلمته إلى من يوصي بي؟ قال: أي بني، والله ما أعلمه بقي أحد على مثل ما كنا عليه آمرك أن تأتيه، ولكن قد أظلك زمان نبي يبعث من الحرم، مهاجره بين حرتين إلى أرض سبخة ذات نخل، وإن فيه علامات لا تخفى، بين كتفيه خاتم النبوة، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، فإن استطعت أن تخلص إلى تلك البلاد فافعل ; فإنه قد أظلك زمانه.(أعلام/2461)
فلما واريناه، أقمت حتى مر بي رجال من تجار العرب من كلب، فقلت لهم: تحملوني إلى أرض العرب، وأعطيكم غنيمتي وبقراتي هذه؟ قالوا: نعم. فأعطيتهم إياها وحملوني، حتى إذا جاءوا بي وادي القرى ظلموني، فباعوني عبدا من رجل يهودي بوادي القرى، فوالله لقد رأيت النخل، وطمعت أن يكون البلد الذي نعت لي صاحبي.
وما حقت عندي حتى قدم رجل من بني قريظة وادي القرى، فابتاعني من صاحبي، فخرج بي حتى قدمنا المدينة، فوالله ما هو إلا أن رأيتها، فعرفت نعتها.
فأقمت في رق، وبعث الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - بمكة لا يذكر لي شيء من أمره مع ما أنا فيه من الرق، حتى قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قباء، وأنا أعمل لصاحبي في نخلة له، فوالله إني لفيها إذ جاءه ابن عم له، فقال: يا فلان، قاتل الله بني قيلة، والله إنهم الآن لفي قباء مجتمعون على رجل جاء من مكة يزعمون أنه نبي.
فوالله ما هو إلا أن سمعتها فأخذتني العرواء - يقول الرعدة - حتى ظننت لأسقطن على صاحبي، ونزلت أقول: ما هذا الخبر؟ .
فرفع مولاي يده فلكمني لكمة شديدة، وقال: ما لك ولهذا، أقبل على عملك. فقلت: لا شيء ; إنما سمعت خبرا فأحببت أن أعلمه.
فلما أمسيت، وكان عندي شيء من طعام، فحملته وذهبت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بقباء، فقلت له: بلغني أنك رجل صالح، وأن معك أصحابا لك غرباء، وقد كان عندي شيء من الصدقة فرأيتكم أحق من بهذه البلاد، فهاك هذا، فكل منه.
قال: فأمسك، وقال لأصحابه: كلوا. فقلت في نفسي: هذه خلة مما وصف لي صاحبي.
ثم رجعت، وتحول رسول الله إلى المدينة، فجمعت شيئا كان عندي ثم جئته به، فقلت: إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة، وهذه هدية. فأكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأكل أصحابه، فقلت: هذه خلتان.(أعلام/2462)
ثم جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يتبع جنازة وعلي شملتان لي وهو في أصحابه، فاستدرت أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف.
فلما رآني استدبرته عرف أني أستثبت في شيء وصف لي، فألقى رداءه عن ظهره، فنظرت إلى الخاتم فعرفته، فانكببت عليه أقبله وأبكي.
فقال لي: تحول. فتحولت، فقصصت عليه حديثي كما حدثتك يا ابن عباس، فأعجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يسمع ذلك أصحابه.
ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدر وأحد. ثم قال رسول الله: كاتب يا سلمان. فكاتبت صاحبي على ثلاث مائة نخلة أحييها له بالفقير وبأربعين أوقية. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: أعينوا أخاكم. فأعانوني بالنخل الرجل بثلاثين ودية والرجل بعشرين، والرجل بخمس عشرة، حتى اجتمعت ثلاث مائة ودية. فقال: اذهب يا سلمان ففقر لها، فإذا فرغت فائتني أكون أنا أضعها بيدي. ففقرت لها وأعانني أصحابي، حتى إذا فرغت منها، جئته وأخبرته، فخرج معي إليها نقرب له الودي، ويضعه بيده.
فوالذي نفس سلمان بيده ما ماتت منها ودية واحدة، فأديت النخل، وبقي علي المال، فأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثل بيضة دجاجة من ذهب من بعض المغازي، فقال: ما فعل الفارسي المكاتب؟ فدعيت له، فقال: خذها فأد بها ما عليك. قلت: وأين تقع هذه يا رسول الله مما علي؟ قال: خذها فإن الله سيؤدي بها عنك. فأخذتها فوزنت لهم منها أربعين أوقية، وأوفيتهم حقهم وعتقت، فشهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخندق حرا، ثم لم يفتني معه مشهد.
زاد إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، فقال عن يزيد بن أبي حبيب، عن رجل من عبد القيس، عن سلمان: قال: لما قلت له: وأين تقع هذه من الذي علي؟ أخذها فقلبها على لسانه، ثم قال: خذها.(أعلام/2463)
وفي رواية ابن إدريس، عن ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر، عن رجل من عبد القيس أنه سمع عمر بن عبد العزيز يقول: حدثني من حدثه سلمان، أنه كان في حديثه حين ساقه لرسول الله أن صاحب عمورية قال له: إذا رأيت رجلا كذا وكذا من أرض الشام بين غيضتين، يخرج من هذه الغيضة إلى هذه الغيضة في كل سنة مرة، يتعرضه الناس، ويداوي الأسقام، يدعو لهم، فيشفون، فائته، فسله عن الدين الذي يلتمس. فجئت حتى أقمت مع الناس بين تينك الغيضتين.
فلما كان الليلة التي يخرج فيها من الغيضة خرج وغلبني الناس عليه حتى دخل الغيضة الأخرى، وتوارى مني إلا منكبيه، فتناولته، فأخذت بمنكبيه، فلم يلتفت إلي، وقال: ما لك؟ قلت: أسأل عن دين إبراهيم الحنيفية. قال: إنك لتسأل عن شيء ما يسأل الناس عنه اليوم. وقد أظلك نبي يخرج من عند هذا البيت الذي بمكة يأتي بهذا الدين الذي تسأل عنه، فالحق به. ثم انصرف، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لئن كنت صدقتني لقد لقيت وصي عيسى ابن مريم.
تفرد به ابن إسحاق.
وقاطن النار: ملازمها، وبنو قيلة، الأنصار، والفقير: الحفرة، والودي: النصبة.
وقال يونس: عن ابن إسحاق، حدثني عاصم، حدثني من سمع عمر بن عبد العزيز بنحو مما مر، وفيه: وقد أظلك نبي يخرج عند أهل هذا البيت، ويبعث بسفك الدم. فلما ذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لئن كنت صدقتني يا سلمان لقد رأيت حواري عيسى.(أعلام/2464)
قيس (د، ت، ق)
ابن الربيع الإمام الحافظ المكثر أبو محمد الأسدي الكوفي الأحول، أحد أوعية العلم على ضعف فيه من قبل حفظه. ولد في حدود سنة تسعين.
وروى عن عمرو بن مرة، وزياد بن علاقة، وعلقمة بن مرثد، وزبيد اليامي، ومحارب بن دثار، وأبي إسحاق السبيعي وعدة، وكان من المكثرين.
حدث عنه: رفيقاه شعبة، والثوري، ويحيى بن آدم، وإسحاق بن منصور السلولي وعلي بن الجعد، ويحيى الحماني ومحمد بن بكار بن الريان، وخلق سواهم. وكان شعبة يثني عليه. ووثقه عفان وغيره.
وقال ابن عدي عامة رواياته مستقيمة، والقول فيه ما قاله شعبة، وأنه لا بأس به.
وقال يعقوب بن شيبة: هو عند جميع أصحابنا صدوق، وكتابه صالح. ثم قال: وهو رديء الحفظ جدا، كثير الخطأ.
وقال محمد بن المثنى: ما سمعت يحيى وعبد الرحمن يحدثان عن قيس شيئا قط.
وعن أبي بكر بن عياش قال: كان قيس لا يفرق بين " كره " وبين " لا بأس ". وقال الفلاس: حدث عبد الرحمن عن قيس أولا، ثم تركه. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال مرة: يضعف. ولينه أحمد بن حنبل. وقال النسائي: متروك.
قلت: لا ينبغي أن يترك، فقد قال محمد بن المثنى: سمعت محمد بن عبيد يقول: لم يكن قيس عندنا بدون سفيان، لكنه ولي، فأقام على رجل الحد فمات، فطفئ أمره.
وقال محمود بن غيلان: حدثنا محمد بن عبيد قال: استعمل المنصور قيسا على المدائن، فكان يعلق النساء بثديهن، ويرسل عليهن الزنابير. قال أبو الوليد: حضر شريك جنازة قيس بن الربيع فقال: ما ترك بعده مثله.
قال أبو الوليد: كتبت عن قيس ستة آلاف حديث.
قال سلم بن قتيبة: قال لي شعبة: أدرك قيسا لا يفوتك.
وقال أبو داود: سمعت شعبة يقول: ألا تعجبون من هذا الأحول! يقع في قيس بن الربيع - يريد يحيى القطان -. وقال أبو حاتم: لا يحتج به.(أعلام/2465)
قال قراد: سمعت شعبة يقول: ما أتينا شيخا بالكوفة إلا وجدنا قيسا قد سبقنا إليه، كنا نسميه: قيسا الجوال.
وعن شريك قال: ما نشأ بالكوفة أطلب للحديث من قيس بن الربيع.
قراد: سمعت شعبة يقول: جلست أنا وقيس في مسجد، فلم يزل يقول: حدثنا أبو حصين، حتى تمنيت أن المسجد يقع علي وعليه.
قال ابن حبان: قد سبرت أحاديث قيس، وتتبعتها، فرأيته صدوقا مأمونا حين كان شابا، فلما كبر ساء حفظه، وامتحن بابن سوء، فكان يدخل عليه الحديث، فوقع في أخباره مناكير.
قال عفان: قدمت الكوفة، فأتينا قيسا، فجلسنا إليه، فجعل ابنه يلقنه، ويقول له: حصين، فيقول: حصين، ويقول رجل آخر: ومغيرة.
قال ابن حبان: مات سنة سبع وستين ومائة وكذا أرخه أبو نعيم الملائي.(أعلام/2466)
قيس بن أبي حازم (ع)
العالم الثقة الحافظ، أبو عبد الله البجلي الأحمسي الكوفي , واسم أبيه حصين بن عوف، وقيل: عوف بن عبد الحارث بن عوف بن حشيش بن هلال، وفي نسبه اختلاف، وبجيلة هم بنو أنمار.
أسلم وأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- ليبايعه، فقبض نبي الله وقيس في الطريق، ولأبيه أبي حازم صحبة. وقيل: إن لقيس صحبة، ولم يثبت ذلك. وكان من علماء زمانه.
روى عن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعمار، وابن مسعود، وخالد، والزبير، وخباب، وحذيفة، ومعاذ، وطلحة، وسعد، وسعيد بن زيد، وعائشة، وأبي موسى، وعمرو، ومعاوية، والمغيرة، وبلال، وجرير، وعدي بن عميرة، وعقبة بن عامر، وأبي مسعود عقبة بن عمرو، وخلق.
وعنه: أبو إسحاق السبيعي، والمغيرة بن شبيل وبيان بن بشر، وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش، ومجالد بن سعيد، وعمر بن أبي زائدة، والحكم بن عتيبة، وأبو حريز عبد الله بن حسين قاضي سجستان -إن صح- وعيسى بن المسيب البجلي، والمسيب بن رافع، وآخرون.
قال علي بن المديني: روى عن بلال ولم يلقه، ولم يسمع من أبي الدرداء، ولا سلمان.
وقال سفيان بن عيينة: ما كان بالكوفة أحد أروى عن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من قيس بن أبي حازم.
وقال أبو داود: أجود التابعين إسنادا قيس. وقد روى عن تسعة من العشرة ; ولم يرو عن عبد الرحمن بن عوف.
وقال يعقوب بن شيبة: أدرك قيس أبا بكر الصديق، وهو رجل كامل إلى أن قال: وهو متقن الرواية، وقد تكلم أصحابنا فيه، فمنهم من رفع قدره وعظمه، وجعل الحديث عنه من أصح الأسانيد.
ومنهم من حمل عليه وقال: له أحاديث مناكير. والذين أطروه حملوا عنه هذه الأحاديث على أنها عندهم غير مناكير، وقالوا: هي غرائب.(أعلام/2467)
ومنهم من لم يحمل عليه في شيء من الحديث، وحمل عليه في مذهبه، وقالوا: كان يحمل على علي. والمشهور أنه كان يقدم عثمان. ولذلك تجنب كثير من قدماء الكوفيين الرواية عنه.
ومنهم من قال: إنه مع شهرته لم يرو عنه كبير أحد وليس الأمر عندنا كما قال هؤلاء. وأرواهم عنه: إسماعيل بن أبي خالد، وكان ثقة ثبتا وبيان بن بشر، وكان ثقة ثبتا - وذكر جماعة.
وقال عبد الرحمن بن خراش: هو كوفي جليل، ليس في التابعين أحد روى عن العشرة إلا قيس بن أبي حازم.
وروى معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال: قيس بن أبي حازم أوثق من الزهري، ومن السائب بن يزيد.
وروى أحمد بن أبي خيثمة، عن ابن معين: ثقة. وكذا وثقه غير واحد.
وروى علي بن المديني أن يحيى بن سعيد قال له: قيس بن أبي حازم منكر الحديث، قال: ثم ذكر له يحيى أحاديث مناكير، منها حديث كلاب الحوأب.
وقال أبو سعيد الأشج: سمعت أبا خالد الأحمر يقول لابن نمير: يا أبا هشام أما تذكر إسماعيل بن أبي خالد وهو يقول: حدثنا قيس بن أبي حازم، هذه الأسطوانة - يعني أنه في الثقة مثل هذه الأسطوانة.
وقال يحيى بن أبي غنية: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، قال: كبر قيس حتى جاز المائة بسنين كثيرة حتى خرف، وذهب عقله، قال: فاشتروا له جارية سوداء أعجمية، قال: وجعل في عنقها قلائد من عهن وودع وأجراس من نحاس، فجعلت معه في منزله، وأغلق عليه باب. قال: وكنا نطلع إليه من وراء الباب وهو معها، قال: فيأخذ تلك القلائد بيده فيحركها، ويعجب منها، ويضحك في وجهها. رواها يحيى بن سليمان الجعفي عن يحيى.
روى أحمد بن زهير، عن ابن معين، قال: مات سنة سبع أو ثمان وتسعين.
وقال خليفة وأبو عبيد: مات سنة ثمان وتسعين.
وقال الهيثم بن عدي: مات في آخر خلافة سليمان بن عبد الملك وشذ الفلاس فقال: مات سنة أربع وثمانين.(أعلام/2468)
ولا عبرة بما رواه حفص بن سلم السمرقندي -فقد اتهم- عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس قال: دخلت المسجد مع أبي، فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب وأنا ابن سبع أو ثمان سنين. فهذا لو صح، لكان قيس هذا هو قيس بن عائذ صحابي صغير ; فإن قيس بن أبي حازم قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأبايعه فجئت وقد قبض. رواه السري بن إسماعيل عنه.
وقيل: كان قيس في جيش خالد بن الوليد، إذ قدم الشام على برية السماوة وروى الحكم بن عتيبة عن قيس قال: أمنا خالد باليرموك في ثوب واحد.
وروى مجالد عن قيس قال: دخلت على أبي بكر في مرضه وأسماء بنت عميس تروحه، فكأني أنظر إلى وشم في ذراعها، فقال لأبي: يا أبا حازم قد أجزت لك فرسك.(أعلام/2469)
قيس بن سعد (ع)
ابن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج، الأمير المجاهد، أبو عبد الله، سيد الخزرج وابن سيدهم أبي ثابت، الأنصاري الخزرجي الساعدي، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابن صاحبه.
له عدة أحاديث.
روى عنه: عبد الله بن مالك الجيشاني، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو عمار الهمداني، وعروة، والشعبي، وميمون بن أبي شبيب، وعريب بن حميد الهمداني، والوليد بن عبدة وآخرون.
ووفد على معاوية، فاحترمه، وأعطاه مالا.
وقد حدث بالكوفة والشام ومصر.
وقال الواقدي: كنيته أبو عبد الملك لم يزل مع علي، فلما قتل علي، رجع قيس إلى وطنه.
قال أحمد بن البرقي: كان صاحب لواء النبي في بعض مغازيه. وكان بمصر واليا عليها لعلي.
وقال ابن يونس: شهد فتح مصر، واختط بها دارا، ووليها لعلي سنة ست، وعزله عنها سنة سبع.
وقال عمرو بن دينار: كان قيس بن سعد رجلا ضخما، جسيما، صغير الرأس، ليست له لحية، إذا ركب حمارا، خطت رجلاه الأرض، فقدم مكة، فقال قائل: من يشتري لحم الجزور، يعرض بقيس أنه لا يأكل لحم الجزور.
أبو إسحاق، عن يريم أبي العلاء. قال قيس بن سعد: صحبت النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين.
ثمامة: عن أنس، قال: كان قيس بن سعد من النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير، فكلم أبوه النبي - صلى الله عليه وسلم - في قيس، فصرفه عن الموضع الذي وضعه مخافة أن يتقدم على شيء، فصرفه.
لفظ أبي حاتم عن الأنصاري عن أبيه عن ثمامة.
الزهري: أخبرني ثعلبة بن أبي مالك: أن قيس بن سعد - وكان صاحب لواء النبي، صلى الله عليه وسلم - أراد الحج، فرجل أحد شقي رأسه ; فقام غلام له، فقلد هديه، فأهل وما رجل شقه الآخر.(أعلام/2470)
وذكر عاصم بن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استعمل قيس بن سعد على الصدقة.
وجاء في بعض طرق حديث الحوت الذي يقال له: العنبر، عن جابر، أن أميرهم كان قيس بن سعد، وإنما المحفوظ أبو عبيدة.
وروى عمر بن دينار، سمع أبا صالح السمان يذكر أن قيس بن سعد نحر لهم - يعني في تلك الغزوة - عدة جزائر.
وقد جود ابن عساكر طرقه.
وقال الواقدي: حدثنا داود بن قيس، ومالك، وطائفة، قالوا: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا عبيدة في سرية فيها المهاجرون والأنصار، وهم ثلاثمائة، إلى ساحل البحر إلى حي من جهينة، فأصابهم جوع شديد. فأمر أبو عبيدة بالزاد، فجمع ; حتى كانوا يقتسمون التمرة. فقال قيس بن سعد: من يشتري مني تمرا بجزر، يوفيني الجزر هاهنا وأوفيه التمر بالمدينة. فجعل عمر يقول: يا عجبا لهذا الغلام، يدين في مال غيره. فوجد رجلا من جهينة، فساومه، فقال: ما أعرفك! قال: أنا قيس بن سعد بن عبادة بن دليم. فقال: ما أعرفني بنسبك أما إن بيني وبين سعد خلة سيد أهل يثرب فابتاع منه خمس جزائر، كل جزور بوسق من تمر، وأشهد له نفرا. فقال عمر: لا أشهد، هذا يدين ولا مال له، إنما المال لأبيه. فقال الجهني: والله ما كان سعد ليخني بابنه في شقة من تمر، وأرى وجها حسنا، فنحرها لهم في ثلاثة مواطن. فلما كان في اليوم الرابع، نهاه أميره، وقال: تريد أن تخرب ذمتك ولا مال لك.
قال فحدثني محمد بن يحيى بن سهل، عن أبيه، عن رافع بن خديج قال: بلغ سعدا ما أصاب القوم من المجاعة، فقال: إن يك قيس كما أعرف، فسوف ينحر للقوم، فلما قدم، قص على أبيه، وكيف منعوه آخر شيء من النحر، فكتب له أربع حوائط أدنى حائط منها يجد خمسين وسقا. فقيل: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما بلغه، قال: أما إنه في بيت جود.(أعلام/2471)
أبو عاصم: حدثنا جويرية، قال: كان قيس يستدين، ويطعم، فقال أبو بكر وعمر: إن تركنا هذا الفتى، أهلك مال أبيه، فمشيا في الناس، فقام سعد عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: من يعذرني من ابن أبي قحافة وابن الخطاب، يبخلان علي ابني.
وقيل: وقفت على قيس عجوز، فقالت: أشكو إليك قلة الجرذان، فقال: ما أحسن هذه الكناية، املئوا بيتها خبزا ولحما وسمنا وتمرا.
مالك: عن يحيى بن سعيد، قال: كان قيس بن سعد يطعم الناس في أسفاره مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان إذا نفد ما معه تدين، وكان ينادي في كل يوم ; هلموا إلى اللحم والثريد.
قال ابن سيرين: كان سعد ينادي على أطمه: من أحب شحما ولحما، فليأت، ثم أدركت ابنه مثل ذلك.
وعن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: باع قيس بن سعد مالا من معاوية بتسعين ألفا ; فأمر من نادى في المدينة: من أراد القرض فليأت. فأقرض أربعين ألفا، وأجاز بالباقي، وكتب على من أقرضه. فمرض مرضا قل عواده، فقال لزوجته قريبة أخت الصديق: لم قل عوادي؟ قالت: للدين، فأرسل إلى كل رجل بصكه، وقال: اللهم ارزقني مالا وفعالا، فإنه لا تصلح الفعال إلا بالمال.
عمرو بن دينار، عن أبي صالح، أن سعدا قسم ماله بين ولده، وخرج إلى الشام، فمات، وولد له ولد بعد ; فجاء أبو بكر وعمر إلى ابنه قيس، فقالا: نرى أن ترد على هذا، فقال: ما أنا بمغير شيئا صنعه سعد، ولكن نصيبي له.
وجاءت هذه عن ابن سيرين، وعن عطاء.
قال مسعر: عن معبد بن خالد، قال: كان قيس بن سعد لا يزال هكذا رافعا أصبعه المسبحة، يعني: يدعو
وجود قيس يضرب به المثل، وكذلك دهاؤه.
روى الجراح بن مليح البهراني، عن أبي رافع، عن قيس بن سعد، قال: لولا أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: المكر والخديعة في النار لكنت من أمكر هذه الأمة.(أعلام/2472)
ابن عيينة: حدثني عمرو، قال: قال قيس: لولا الإسلام، لمكرت مكرا لا تطيقه العرب.
وعن الزهري: كانوا يعدون قيسا من دهاة العرب، وكان من ذوي الرأي، وقالوا: دهاة العرب حين ثارت الفتنة خمسة: معاوية، وعمرو، وقيس، والمغيرة، وعبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي.
وكان قيس وابن بديل مع علي وكان عمرو بن العاص مع معاوية، وكان المغيرة معتزلا بالطائف حتى حكم الحكمان.
عوف عن محمد، قال: كان محمد بن أبي بكر، ومحمد بن أبي حذيفة بن عتبة من أشدهم على عثمان، فأمر علي قيس بن سعد على مصر، وكان حازما. فنبئت أنه كان يقول: لولا أن المكر فجور، لمكرت مكرا تضطرب منه أهل الشام بينهم. فكتب معاوية وعمرو إليه يدعوانه إلى مبايعتهما. فكتب إليهما كتابا فيه غلظ. فكتبا إليه بكتاب فيه عنف، فكتب إليهما بكتاب فيه لين. فلما قرآه، علما أنهما لا يدان لهما بمكره. فأذاعا بالشام أنه قد تابعنا، فبلغ ذلك عليا، فقال له أصحابه: أدرك مصر فإن قيسا قد بايع معاوية. فبعث محمد بن أبي بكر، ومحمد بن أبي حذيفة إلى مصر، وأمر ابن أبي بكر. فلما قدما على قيس بنزعه، علم أن عليا قد خدع فقال لمحمد: يا ابن أخي احذر، يعني أهل مصر، فإنهم سيسلمونكما، فتقتلان. فكان كما قال.(أعلام/2473)
وعن يزيد بن أبي حبيب: قال: ضبط قيس مصر، وكان ممتنعا بالمكيدة والدهاء من معاوية وعمرو، أدر الأرزاق عليهم، ولم يحمل إلى أهل الشام طعاما، قال: فمكرا بعلي، وكتب معاوية كتابا من قيس إليه، يذكر فيه ما أتى إلى عثمان من الأمر العظيم وإني على السمع والطاعة. ثم نادى معاوية: الصلاة جامعة، فخطب، وقال: يا أهل الشام، إن الله ينصر خليفته المظلوم، ويخذل عدوه أبشروا. هذا قيس بن سعد ناب العرب قد أبصر الأمر، وعرفه على نفسه، ورجع إلى الطلب بدم خليفتكم، وكتب إلي. فأمر بالكتاب فقرئ، وقد أمر بحمل الطعام إليكم، فادعوا الله لقيس، وارفعوا أيديكم، فعجوا وعج معاوية، ورفعوا أيديهم ساعة، فقال معاوية لعمرو: تحين خروج العيون، ففي سبع أو ثمان يصل الخبر إلى علي، فيعزل قيسا، وكل من ولي مصر كان أهون علينا. فلما ورد على علي الخبر، دخل عليه محمد بن أبي بكر والأشتر، وذما قيسا، وجعل علي لا يقبل. ثم عزله، وولى الأشتر، فمات قبل أن يصل إليها.
قلت: فقيل: سم. وولى محمد بن أبي بكر فقتل بها، وغلب عليها عمرو.
قال ضمرة بن ربيعة: جعل معاوية يقول: ادعوا لصاحبكم - يعني قيسا - فإنه على رأيكم، فعزله علي، وولاها محمد بن أبي بكر. وتقدم إليه أن لا يعرض لابن حديج وأصحابه، وكانوا أربعة آلاف قد نزلوا بنخيلة وتنحوا عن الفريقين بعد صفين فعبث بهم. قال: ورحل قيس إلى المدينة، وعبثت به بنو أمية، فلحق بعلي. فكتب معاوية إلى مروان: ماذا صنعتم من إخراجكم قيسا إليه؟ قال: وكتب ابن حديج وأصحابه إلى معاوية: ابعث إلينا أميرا. فبعث عمرو بن العاص إليهم، فلجأ محمد بن أبي بكر إلى عجوز، فأقر عليه ابنها، فقتلوه، وأحرق في بطن حمار، وهرب محمد بن أبي حذيفة، فقتل أيضا.(أعلام/2474)
وعن الزهري، قال: قدم قيس المدينة فتوامر فيه الأسود بن أبي البختري، ومروان أن يبيتاه، وبلغ ذلك قيسا، فقال: والله إن هذا لقبيح أن أفارق عليا وإن عزلني، والله لألحقن به. فلحق به، وحدثه بما كان يعتمد بمصر. فعرف علي أن قيسا كان يداري أمرا عظيما بالمكيدة، فأطاع علي قيسا في الأمر كله، وجعله على مقدمة جيشه. فبعث معاوية يؤنب مروان والأسود، وقال: أمددتما عليا بقيس؟ والله لو أمددتماه بمائة ألف مقاتل، ما كان بأغيظ علي من إخراجكما قيسا إليه
وروي نحوه عن معمر أيضا، عن الزهري.
هشام بن عروة: عن أبيه، كان قيس مع علي في مقدمته ومعه خمسة آلاف قد حلقوا رءوسهم بعدما مات علي، فلما دخل الحسن. في بيعة معاوية أبى قيس أن يدخل، وقال لأصحابه: إن شئتم جالدت بكم أبدا حتى يموت الأعجل، وإن شئتم أخذت لكم أمانا. فقالوا: خذ لنا، فأخذ لهم، ولم يأخذ لنفسه خاصة. فلما ارتحل نحو المدينة ومعه أصحابه، جعل ينحر لهم كل يوم جزورا حتى بلغ صرارا.
ابن عيينة، عن أبي هارون المدني، قال: قال معاوية لقيس بن سعد: إنما أنت حبر من أحبار يهود ; إن ظهرنا عليك قتلناك، وإن ظهرت علينا نزعناك، فقال: إنما أنت وأبوك صنمان من أصنام الجاهلية، دخلتما في الإسلام كرها، وخرجتما منه طوعا.
هذا منقطع.(أعلام/2475)
المدائني: عن أبي عبد الرحمن العجلاني، عن سعيد بن عبد الرحمن بن حسان، قال: دخل قيس بن سعد في رهط من الأنصار على معاوية، فقال: يا معشر الأنصار! بما تطلبون ما قبلي؟ فوالله لقد كنتم قليلا معي، كثيرا علي، وأفللتم حدي يوم صفين، حتى رأيت المنايا تلظى في أسنتكم، وهجوتموني حتى إذا أقام الله ما حاولتم ميله، قلتم: ارع فينا وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هيهات يأبى الحقين العذرة فقال قيس: نطلب ما قبلك بالإسلام الكافي به الله ما سواه، لا بما تمت به إليك الأحزاب، فأما عداوتنا لك، فلو شئت كففتها عنك، وأما الهجاء فقول يزول باطله، ويثبت حقه، وأما استقامة الأمر عليك فعلى كره منا، وأما فلنا حدك، فإنا كنا مع رجل نرى طاعته لله، وأما وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنا، فمن أبه رعاها. وأما قولك: يأبى الحقين العذرة، فليس دون الله يد تحجزك، فشأنك. فقال معاوية: سوءة. ارفعوا حوائجكم.
أبو تميلة - يحيى بن واضح -: أنبأنا رجل من ولد الحارث بن الصمة، يكنى أبا عثمان، أن قيصر بعث إلى معاوية: ابعث إلي سراويل أطول رجل من العرب، فقال لقيس بن سعد: ما أظننا إلا قد احتجنا إلى سراويلك، فقام فتنحى وجاء، فألقاها، فقال: ألا ذهبت إلى منزلك، ثم بعثت بها؟ فقال:
أردت بها كي يعلم الناس أنها
سراويل قيس والوفود شهود
وأن لا يقولوا غاب قيس وهذه
سراويل عادي نمته ثمود
وإني من الحي اليماني سيد
وما الناس إلا سيد ومسود
فكدهم بمثلي إن مثلي عليهم
شديد وخلقي في الرجال مديد
فأمر معاوية بأطول رجل في الجيش فوضعت على أنفه، قال: فوقفت بالأرض.
ورويت بإسناد آخر.
قال الواقدي وغيره: توفي قيس في آخر خلافة معاوية.(أعلام/2476)
كثير عزة
من فحول الشعراء، وهو أبو صخر كثير بن عبد الرحمن بن الأسود الخزاعي المدني، امتدح عبد الملك والكبار. وقال الزبير بن بكار: كان شيعيا، يقول بتناسخ الأرواح، وكان خشبيا يؤمن بالرجعة، وكان قد تتيم بعزة، وشبب بها، وبعضهم يقدمه على الفرزدق والكبار، ومات هو وعكرمة في يوم سنة سبع ومائة.(أعلام/2477)
كعب الأحبار (د، ت، س)
هو كعب بن ماتع الحميري اليماني العلامة الحبر، الذي كان يهوديا فأسلم بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وقدم المدينة من اليمن في أيام عمر رضي الله عنه، فجالس أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فكان يحدثهم عن الكتب الإسرائيلية، ويحفظ عجائب ويأخذ السنن عن الصحابة. وكان حسن الإسلام، متين الديانة، من نبلاء العلماء.
حدث عن: عمر، وصهيب، وغير واحد.
حدث عنه: أبو هريرة، ومعاوية، وابن عباس، وذلك من قبيل رواية الصحابي عن التابعي، وهو نادر عزيز.
وحدث عنه: أيضا: أسلم مولى عمر، وتبيع الحميري ابن امرأة كعب، وأبو سلام الأسود، وروى عنه عدة من التابعين؛ كعطاء بن يسار، وغيره مرسلا.
وكان خبيرا بكتب اليهود، له ذوق في معرفة صحيحها من باطلها في الجملة.
وقع له رواية في سنن أبي داود، والترمذي، والنسائي.
سكن بالشام بأخرة، وكان يغزو مع الصحابة.
روى خالد بن معدان: عن كعب الأحبار، قال: لأن أبكي من خشية أحب إلي من أن أتصدق بوزني ذهبا.
توفي كعب بحمص ذاهبا للغزو في أواخر خلافة عثمان - رضي الله عنه - فلقد كان من أوعية العلم.
وممن روى عنه؛ أبو الرباب مطرف بن مالك القشيري أحد من شهد فتح تستر.
فروى محمد بن سيرين، عن أبي الرباب، قال: دخلنا على أبي الدرداء - رضي الله عنه - نعوده وهو يومئذ أمير، وكنت أحد خمسة ولوا قبض السوس، فأتاني رجل بكتاب، فقال: بيعونيه، فإنه كتاب الله، أحسن أقرؤه ولا تحسنون، فنزعنا دفتيه، فأخذه بدرهمين. فلما كان بعد ذلك، خرجنا إلى الشام، وصحبنا شيخ على حمار، بين يديه مصحف يقرؤه، ويبكي، فقلت: ما أشبه هذا المصحف بمصحف شأنه كذا وكذا.(أعلام/2478)
فقال: إنه هو، قلت: فأين تريد؟ قال: أرسل إلي كعب الأحبار عام أول، فأتيته، ثم أرسل إلي، فهذا وجهي إليه. قلت: فأنا معك. فانطلقنا حتى قدمنا الشام، فقعدنا عند كعب، فجاء عشرون من اليهود، فيهم شيخ كبير يرفع حاجبيه بحريرة، فقالوا: أوسعوا أوسعوا، فأوسعوا، وركبنا أعناقهم، فتكلموا، فقال كعب: يا نعيم! أتجيب هؤلاء، أو أجيبهم؟ قال: دعوني حتى أفقه هؤلاء ما قالوا، إن هؤلاء أثنوا على أهل ملتنا خيرا، ثم قلبوا ألسنتهم، فزعموا أنا بعنا الآخرة بالدنيا، هلم فلنواثقكم، فإن جئتم بأهدى مما نحن عليه، اتبعناكم، وإلا فاتبعونا إن جئنا بأهدى منه.
قال: فتواثقوا، فقال كعب: أرسل إلي ذلك المصحف، فجيء به. فقال: أترضون أن يكون هذا بيننا؟ قالوا: نعم، لا يحسن أحد أن يكتب مثله اليوم، فدفع إلى شاب منهم، فقرأ كأسرع قارئ، فلما بلغ إلى مكان منه، نظر إلى أصحابه كالرجل يؤذن صاحبه بالشيء، ثم جمع يديه، فقال: يه فنبذه فقال كعب: آه، وأخذه، فوضعه في حجره، فقرأ، فأتى على آية منه، فخروا سجدا، وبقي الشيخ يبكي. قيل: وما يبكيك؟ قال: وما لي لا أبكي، رجل عمل في الضلالة كذا وكذا سنة، ولم أعرف الإسلام حتى كان اليوم.
وقال همام: حدثنا قتادة، عن زرارة، عن مطرف بن مالك قال: أصبنا دانيال بالسوس في لحد من صفر، وكان أهل السوس إذا أسنتوا استخرجوه، فاستسقوا به؛ وأصبنا معه ربطتين من كتان وستين جرة مختومة، ففتحنا واحدة، فإذا فيها عشرة آلاف، وأصبنا معه ربعة فيها كتاب، وكان معنا أجير نصراني يقال له: نعيم، فاشتراها بدرهمين.(أعلام/2479)
ثم قال قتادة: وحدثني أبو حسان؛ أن أول من وقع عليه حرقوص، فأعطاه أبو موسى الربطتين، ومائتي درهم. ثم إنه طلب أن يرد عليه الربطتين، فأبى، فشققها عمائم. وكتب أبو موسى في ذلك إلى عمر؛ فكتب إليه: إن نبي الله دعا أن لا يرثه إلا المسلمون، فصل عليه، وادفنه.
قال همام بن يحيى: وحدثنا فرقد، حدثنا أبو تميمة، أن كتاب عمر جاء: أن اغسله بالسدر وماء الريحان.
ثم رجع إلى حديث مطرف بن مالك قال: فبدا لي أن آتي بيت المقدس، فبينا أنا في الطريق، إذا أنا براكب شبهته بذلك الأجير النصراني، فقلت: نعيم؟ قال: نعم. قلت: ما فعلت بنصرانيتك؟ قال: تحنفت بعدك. ثم أتينا دمشق، فلقيت كعبا، فقال: إذا أتيتم بيت المقدس، فاجعلوا الصخرة بينكم وبين القبلة. ثم انطلقنا ثلاثتنا حتى أتينا أبا الدرداء، فقالت أم الدرداء لكعب: ألا تعدني على أخيك؟ يقوم الليل ويصوم النهار. قال: فجعل لها من كل ثلاث ليال ليلة. ثم أتينا بيت المقدس، فسمعت يهود بنعيم وكعب، فاجتمعوا فقال كعب: هذا كتاب قديم وإنه بلغتكم فاقرؤوه. فقرأه قارئهم حتى أتى على ذلك المكان: ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين [آل عمران: 85] فأسلم منهم اثنان وأربعون حبرا، ففرض لهم معاوية، وأعطاهم.(أعلام/2480)
ثم قال همام: وحدثني بسطام بن مسلم، حدثنا معاوية بن قرة، أنهم تذاكروا ذلك الكتاب، فمر بهم شهر بن حوشب، فقال: على الخبير سقطتم؛ إن كعبا لما احتضر، قال: ألا رجل أئتمنه على أمانة؟ فقال رجل: أنا، فدفع إليه ذلك الكتاب، وقال: اركب البحيرة، فإذا بلغت مكان كذا وكذا، فاقذفه، فخرج من عند كعب، فقال: كتاب فيه علم، ويموت كعب لا أفرط به، فأتى كعبا وقال: فعلت ما أمرتني به قال: فما رأيت؟ قال: لم أر شيئا، فعلم كذبه، فلم يزل يناشده، ويطلب إليه حتى رده عليه، فقال: ألا من يؤدي أمانة؟ قال رجل: أنا.
فركب سفينة، فلما أتى ذلك المكان، ذهب ليقذفه، فانفرج له البحر، حتى رأى الأرض، فقذفه، وأتاه، فأخبره. فقال كعب: إنها التوراة كما أنزلها الله على موسى ما غيرت ولا بدلت، ولكن خشيت أن يتكل على ما فيها، ولكن قولوا: لا إله إلا الله، ولقنوها موتاكم.
هكذا رواه ابن أبي خيثمة في " تاريخه " عن هدبة، عن همام. وشهر لم يلحق كعبا.
وهذا القول من كعب دال على أن تيك النسخة ما غيرت ولا بدلت، وأن ما عداها بخلاف ذلك. فمن الذي يستحل أن يورد اليوم من التوراة شيئا على وجه الاحتجاج معتقدا أنها التوراة المنزلة؟ كلا والله.(أعلام/2481)
كعب بن سور الأزدي
قاضي البصرة وليها لعمر وعثمان. وكان من نبلاء الرجال
وعلمائهم. قتل يوم الجمل قام يعظ الناس ويذكرهم، فجاءه سهم غرب فقتله - رحمه الله تعالى.(أعلام/2482)
كعب بن عجرة (ع)
الأنصاري السالمي المدني، من أهل بيعة الرضوان. له عدة أحاديث.
روى عنه بنوه: سعد، ومحمد، وعبد الملك، وربيع، وطارق بن شهاب، ومحمد بن سيرين، وأبو وائل، وعبد الله بن معقل، وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وآخرون. حدث بالكوفة وبالبصرة فيما أرى.
مات سنة اثنتين وخمسين. قال كعب: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحديبية ونحن محرمون، وقد صده المشركون، فكانت لي وفرة. فجعلت الهوام تساقط على وجهي، فمر بي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أتؤذيك هوام رأسك؟ قلت: نعم. فأمر أن يحلق، ونزلت في آية الفدية.
قال ابن سعد: هو بلوي من حلفاء الخزرج. وقال الواقدي: هو من أنفسهم. وذكر عن رجاله قالوا: استأخر إسلام كعب بن عجرة. وكان له صنم يكرمه ويمسحه، فكان يدعى إلى الإسلام، فيأبى. وكان عبادة بن الصامت له خليلا، فرصده يوما، فلما خرج، دخل عبادة ومعه قدوم، فكسره، فلما أتى كعب قال: من فعل هذا؟ قالوا: عبادة، فخرج مغضبا، ثم فكر في نفسه، وأتى عبادة، فأسلم.(أعلام/2483)
ضمام بن إسماعيل: حدثني يزيد بن أبي حبيب، وموسى بن وردان، عن كعب بن عجرة قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يوما، فرأيته متغيرا، قلت: بأبي وأمي، ما لي أراك متغيرا؟ قال: ما دخل جوفي شيء منذ ثلاث، فذهبت، فإذا يهودي يسقي إبلا له فسقيت له على كل دلو بتمرة، فجمعت تمرا، فأتيته به. فقال: أتحبني يا كعب؟ قلت: - بأبي أنت - نعم، قال: إن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى معادنه، وإنك سيصيبك بلاء فأعد له تجفافا، قال: ففقده النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: مريض، فأتاه، فقال له: أبشر يا كعب فقالت أمه: هنيئا لك الجنة. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - من هذه المتألية على الله؟ قال: هي أمي. قال: ما يدريك يا أم كعب، لعل كعبا قال ما لا ينفعه، أو منع ما لا يغنيه، رواه الطبراني.
مسعر، عن ثابت بن عبيد قال: بعثني أبي إلى كعب بن عجرة، فإذا هو أقطع، فقلت لأبي: بعثتني إلى رجل أقطع! قال: إن يده قد دخلت الجنة، وسيتبعها - إن شاء الله.(أعلام/2484)
كعب بن مالك (ع)
ابن أبي كعب، عمرو بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري، الخزرجي العقبي الأحدي.
شاعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وصاحبه، وأحد الثلاثة الذين خلفوا، فتاب الله عليهم.
شهد العقبة، وله عدة أحاديث تبلغ الثلاثين. اتفقا على ثلاثة منها، وانفرد البخاري بحديث، ومسلم بحديثين.
روى عنه بنوه: عبد الله، وعبيد الله، وعبد الرحمن، ومحمد، ومعبد، بنو كعب ; وجابر، وابن عباس، وأبو أمامة، وعمر بن الحكم، وعمر بن كثير بن أفلح ; وآخرون ; وحفيده عبد الرحمن بن عبد الله.
وقيل: كانت كنيته في الجاهلية: أبا بشير.
وقال ابن أبي حاتم: كان كعب من أهل الصفة. وذهب بصره في خلافة معاوية.
وقد ذكره عروة في السبعين الذين شهدوا العقبة.
وروى صدقة بن سابق، عن ابن إسحاق، قال: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين طلحة بن عبيد الله، وكعب بن مالك.
وقيل: بل آخى بين كعب والزبير.
حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- آخى بين الزبير وكعب بن مالك، فارتث كعب يوم أحد، فجاء به الزبير، يقوده، ولو مات يومئذ، لورثه الزبير ; فأنزل الله: وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله.
وعن كعب: لما انكشفنا يوم أحد، كنت أول من عرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وبشرت به المؤمنين حيا سويا، وأنا في الشعب. فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كعبا بلأمته، وكانت صفراء، فلبسها كعب، وقاتل يومئذ قتالا شديدا، حتى جرح سبعة عشر جرحا.
قال ابن سيرين: كان شعراء أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم: حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك.(أعلام/2485)
قال عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه: أنه قال: يا رسول الله، قد أنزل الله في الشعراء ما أنزل. قال: إن المجاهد، مجاهد بسيفه ولسانه ; والذي نفسي بيده لكأنما ترمونهم به نضح النبل.
قال ابن سيرين: أما كعب، فكان يذكر الحرب، يقول: فعلنا ونفعل، ويتهددهم. وأما حسان، فكان يذكر عيوبهم وأيامهم. وأما ابن رواحة، فكان يعيرهم بالكفر.
وقد أسلمت دوس فرقا من بيت قاله كعب:
نخيرها ولو نطقت لقالت
قواطعهن دوسا أو ثقيفا
عن ابن المنكدر، عن جابر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال لكعب بن مالك: ما نسي ربك لك وما كان ربك نسيا بيتا قلته. قال: ما هو؟ قال: أنشده يا أبا بكر، فقال: زعمت سخينته أن ستغلب ربها وليغلبن مغالب الغلاب.
عن الهيثم، والمدائني: أن كعبا مات سنة أربعين. .
وروى الواقدي: أنه مات سنة خمسين.
وعن الهيثم بن عدي أيضا: أنه توفي سنة إحدى وخمسين.
وقصة توبة الثلاثة في الصحيح وشعره منه في السيرة.
الواقدي: حدثنا ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بين الزبير وبين كعب بن مالك.
قال الزبير: فلقد رأيت كعبا أصابته الجراحة بأحد، فقلت: لو مات، فانقلع عن الدنيا، لورثته ; حتى نزلت: وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله فصارت المواريث بعد للأرحام والقرابات، وانقطعت حين نزلت وأولو الأرحام تلك المواريث بالمواخاة. وفي رواية ابن إسحاق: آخى النبي - صلى الله عليه وسلم- بين كعب وطلحة.
وقد أنشد كعب عليا قوله في عثمان، رضي الله عنهم:
فكف يديه ثم أغلق بابه
وأيقن أن الله ليس بغافل
وقال لمن في داره لا تقاتلوا
عفا الله عن كل امرئ لم يقاتل
فكيف رأيت الله صب عليهم العداوة
والبغضاء بعد التواصل
وكيف رأيت الخير أدبر عنهم
وولى كإدبار النعام الجوافل(أعلام/2486)
فقال علي: استأثر عثمان، فأساء الأثرة، وجزعتم أنتم، فأسأتم الجزع.
الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن أبيه: سمعت كعبا يقول: لم أتخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في غزوة ; حتى كانت تبوك، إلا بدرا. وما أحب أني شهدتها، وفاتتني بيعتي ليلة العقبة وقلما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- غزوة إلا ورى بغيرها. فأراد في غزوة تبوك أن يتأهب الناس أهبة وكنت أيسر ما كنت، وأنا في ذلك أصغو إلى الظلال وطيب الثمار ; فلم أزل كذلك حتى خرج. فقلت: أنطلق غدا، فأشتري جهازي، ثم ألحق بهم. فانطلقت إلى السوق، فعسر علي، فرجعت، فقلت: أرجع غدا. فلم أزل حتى التبس بي الذنب، وتخليت، فجعلت أمشي في أسواق المدينة، فيحزنني أني لا أرى إلا مغموصا عليه في النفاق أو ضعيفا. وكان جميع من تخلف عن رسول الله بضعة وثمانين رجلا.
ولما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم- تبوك، ذكرني، وقال: ما فعل كعب؟ فقال رجل من قومي: خلفه يا نبي الله برداه والنظر في عطفيه. فقال معاذ: بئس ما قلت! والله ما نعلم إلا خيرا.
إلى أن قال: فلما رآني - صلى الله عليه وسلم- تبسم تبسم المغضب، وقال: ألم تكن ابتعت ظهرك؟ قلت: بلى. قال: فما خلفك؟ قلت: والله لو بين يدي أحد غيرك جلست، لخرجت من سخطه علي بعذر، لقد أوتيت جدلا ; ولكن قد علمت يا نبي الله أني أخبرك اليوم بقول تجد علي فيه وهو حق ; فإني أرجو فيه عقبى الله.
إلى أن قال: والله ما كنت قط أيسر ولا أخف حاذا مني حين تخلفت عنك؟ فقال: أما هذا فقد صدقكم، قم حتى يقضي الله فيك، فقمت.(أعلام/2487)
إلى أن قال: ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الناس عن كلامنا أيها الثلاثة. فجعلت أخرج إلى السوق، فلا يكلمني أحد، وتنكر لنا الناس، حتى ما هم بالذين نعرف، وتنكرت لنا الحيطان والأرض. وكنت أطوف، وآتي المسجد، فأدخل، وآتي النبي - صلى الله عليه وسلم- فأسلم عليه، فأقول: هل حرك شفتيه بالسلام!
واستكان صاحباي فجعلا يبكيان الليل والنهار لا يطلعان رءوسهما، فبينا أنا أطوف في السوق إذا بنصراني جاء بطعام، يقول: من يدل على كعب؟ فدلوه علي، فأتاني بصحيفة من ملك غسان. فإذا فيها: أما بعد: فإنه بلغني أن صاحبك قد جفاك وأقصاك ; ولست بدار مضيعة ولا هوان، فالحق بنا نواسك. فسجرت لها التنور، وأحرقتها.
إلى أن قال: إذ سمعت نداء من ذروة سلع أبشر يا كعب بن مالك. فخررت ساجدا. ثم جاء رجل على فرس يبشرني، فكان الصوت أسرع من فرسه، فأعطيته ثوبي بشارة، ولبست غيرهما.
ونزلت توبتنا على النبي - صلى الله عليه وسلم- ثلث الليل. فقالت أم سلمة: يا نبي الله، ألا نبشر كعبا؟ قال: إذا يحطمكم الناس، ويمنعونكم النوم.
قال: فانطلقت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فإذا هو جالس في المسجد وحوله المسلمون، وهو يستنير كاستنارة القمر، فقال: أبشر يا كعب بخير يوم أتى عليك. ثم تلا عليهم: لقد تاب الله على النبي الآيات.
وفينا نزلت أيضا: اتقوا الله وكونوا مع الصادقين.
فقلت: يا نبي الله، إن من توبتي ألا أحدث إلا صدقا، وأن أنخلع من مالي كله صدقة. فقال: أمسك عليك بعض مالك، فهو خير لك. . . الحديث.
وفي لفظ: فقام إلي طلحة يهرول، حتى صافحني وهنأني. فكان لا ينساها لطلحة.(أعلام/2488)
كيلجة
الإمام الحافظ، أبو بكر، محمد بن صالح، البغدادي الأنماطي كيلجة، محدث جوال.
سمع عفان بن مسلم، وسعيد بن أبي مريم، ومسلم بن إبراهيم، وأبا الوليد، وطبقتهم.
روى عنه: القاضي المحاملي، وإسماعيل الصفار، ومحمد بن مخلد، وجماعة.
قال الخطيب كان حافظا متقنا ثقة.
وذكره أبو داود، فقال: صدوق.
وقد سماه محمد بن مخلد مرة: أحمد بن صالح.
وقال النسائي: أحمد بن صالح بغدادي ثقة.
وقال الدارقطني كذلك، وزاد فقال: ويقال: اسمه محمد بن صالح.
قال أبو بكر الخطيب: بل هو محمد بلا شك.
قال أبو الحجاج القضاعي: روى النسائي حديثا عن أحمد بن صالح عن يحيى بن محمد، عن ابن عجلان، فإن كان كيلجة فقد سقط من بينه وبين أبي زكير يحيى بن محمد، وإن كان يحيى هو الحارثي فقد سقط من بينه وبين ابن عجلان.
قلت: لا يبعد أن يكون أحمد بن صالح هو الطبري الحافظ، عن أبي زكير. فالنسائي قد سمع أولا منه.
نعم، وتوفي كيلجة بمكة في سنة إحدى وسبعين ومائتين.
أخبرنا الأبرقوهي، أخبرنا زيد البيع، أخبرنا ابن قفرجل، أخبرنا عاصم، أخبرنا ابن مهدي، حدثنا المحاملي، حدثنا محمد بن صالح، حدثنا ابن مريم، أخبرنا يحيى بن أيوب، أخبرني يحيى بن سعيد، أخبرنا أبو صالح، عن الأسدي رجل حدثه، قال: مررت على أبي ذر بالربذة، فحدثني أنه سمع رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقول: من أشد أمتي حبا لي ناس يكونون بعدي، يود أحدهم لو يعطي أهله وماله بأن يراني غريب.(أعلام/2489)
ليث بن أبي سليم (4، خت، م تبعا)
ابن زنيم، محدث الكوفة وأحد علمائها الأعيان على لين في حديثه لنقص حفظه. مولى آل أبي سفيان بن حرب الأموي. أبو بكر، ويقال: أبو بكير الكوفي. وفي اسم أبيه أبي سليم أقوال: أيمن، ويقال: أنس، ويقال: زيادة، وعيسى.
ولد بعد الستين، لعل في دولة يزيد، وحدث عن أبي بردة، والشعبي، ومجاهد وطاوس، وعطاء، ونافع مولى ابن عمر، وشهر، وعكرمة، وزيد بن أرطاة، وابن أبي مليكة، وعبد الرحمن بن الأسود، وأشعث بن أبي الشعثاء، وخلق. ولم نجد له شيئا عن صغار الصحابة، ولكنه معدود في صغار التابعين. وكان في حياة بعض الصحابة كابن أبي أوفى وأنس رجلا.
حدث عنه الثوري، وزائدة، وشعبة، وشيبان، وشريك، وزهير، والفضيل بن عياض، وأبو عوانة، ويعقوب القمي، وعبيد الله بن عمرو، وأبو الأحوص، وزياد البكائي، وابن إدريس، والمحاربي وأبو إسحاق الفزاري، وابن علية، وجرير الضبي، وحسان بن إبراهيم، وحفص بن غياث، وذواد بن علبة، وأبو بدر السكوني، وعبد الواحد بن زياد، وعبد الوارث، والقاسم بن مالك، وأبو معاوية، وابن فضيل وخلق كثير.
قال أحمد بن حنبل: ليث بن أبي سليم مضطرب الحديث، ولكن حدث عنه الناس. وقال: ما رأيت يحيى بن سعيد أسوأ رأيا في أحد، منه في ليث، وابن إسحاق، وهمام. لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم.
وقال عبد الله بن أحمد: سألت عثمان بن أبي شيبة، فقال: سألت جريرا، عن ليث، وعطاء بن السائب، ويزيد بن أبي زياد، فقال: كان ليث أكثر تخليطا، ويزيد أحسنهم استقامة. قال عبد الله: فسألت أبي عن هذا، فقال: أقول كما قال جرير.
قال عبد الله: قال لي يحيى بن معين: ليث أضعف من يزيد بن أبي زياد. يزيد فوقه في الحديث.(أعلام/2490)
وروى معاوية بن صالح، عن يحيى قال: ليث ضعيف، إلا أنه يكتب حديثه. وقال الفلاس، وغيره: كان يحيى القطان لا يحدث عن ليث، ولا حجاج بن أرطاة. وكان عبد الرحمن يحدث عن سفيان وغيره، عنهما.
وقال ابن المديني وغيره: سمعت يحيى يقول: مجالد أحب إلي من ليث وحجاج.
وقال أبو معمر القطيعي: كان ابن عيينة يضعف ليث بن أبي سليم. وقال أحمد بن سنان: سمعت عبد الرحمن يقول: ليث، وعطاء، ويزيد بن أبي زياد. ليث أحسنهم حالا عندي. يحيى بن سليمان، عن ابن إدريس، قال: ما جلست إلى ليث بن أبي سليم إلا سمعت منه ما لم أسمع منه. قال أبو نعيم، قال شعبة لليث: أين اجتمع لك هؤلاء الثلاثة: عطاء، وطاوس، ومجاهد؟ فقال: إذ أبوك يضرب بالخف ليلة عرسه. قال قبيصة: فقال رجل كان جالسا: فما زال شعبة متقيا لليث منذ يومئذ. قال عبد الملك أبو الحسن الميموني: سمعت يحيى ذكر ليث بن أبي سليم فقال: ضعيف الحديث عن طاوس، فإذا جمع طاوسا وغيره، فالزيادة هو ضعيف.
مؤمل بن الفضل، عن عيسى بن يونس، وقلنا له: لم لم تسمع من ليث؟ قال: قد رأيته، كان قد اختلط، وكان يصعد المنارة ارتفاع النهار فيؤذن. وقال أبو حاتم: ليث أحب إلي من يزيد بن أبي زياد، وأبرأ ساحة، يكتب حديثه وهو ضعيف الحديث. وقال أبو زرعة، وغيره: ليث لا يشتغل به، هو مضطرب الحديث، لا تقوم به حجة.
أحمد بن يونس، عن فضيل بن عياض قال: كان ليث بن أبي سليم أعلم أهل الكوفة بالمناسك. وقال أبو داود: سألت يحيى عن ليث، فقال: ليس به بأس، وقال: عامة شيوخه لا يعرفون.
وقال ابن عدي -بعد أن سرد أحاديث منكرة-: له أحاديث صالحة غير ما ذكرت، وقد روى عنه شعبة، والثوري وغيرهما من الثقات، ومع الضعف الذي فيه، يكتب حديثه.(أعلام/2491)
وقال البرقاني: سألت الدارقطني عنه، فقال: صاحب سنة يخرج حديثه. ثم قال: إنما أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاوس ومجاهد حسب.
قال أبو بكر الخطيب: حدث عنه أيوب السختياني، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف، وبين وفاتيهما خمس، وقيل: أربع، وقيل: ثلاث، وقيل: اثنتان وسبعون سنة.
وقال مطين: مات ليث سنة ثمان وثلاثين ومائة. وقال أبو بكر بن محمويه، وابن حبان: مات سنة ثلاث وأربعين ومائة وقد استشهد به البخاري في صحيحه. وروى له مسلم مقرونا بأبي إسحاق الشيباني، والباقون من الستة. وقد قال عبد الوارث: كان ليث من أوعية العلم، وقال أبو بكر بن عياش: كان من أكثر الناس صلاة وصياما فإذا وقع على شيء لم يرده.
وقال ابن شوذب، عن ليث، قال: أدركت الشيعة الأولى بالكوفة وما يفضلون على أبي بكر وعمر أحدا.
قال ابن حبان: ليث بن أبي سليم واسمه أنس، ولد بالكوفة، وكان معلما بها، وكان من العباد، ولكن اختلط في آخر عمره، حتى كان لا يدري ما يحدث به، فكان يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، ويأتي عن الثقات بما ليس من حديثهم. كل ذلك كان منه في اختلاطه، تركه يحيى القطان، وابن مهدي، وأحمد، وابن معين.
روى ليث عن مجاهد عن ابن عمر، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: الزنى يورث الفقر حدثناه الحسن بن سفيان، حدثنا حرملة، حدثنا ابن وهب، حدثنا الماضي بن محمد عنه.
وليث عن مجاهد، عن عائشة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا كثرت ذنوب العبد، ولم يكن له من العمل ما يكفرها، ابتلاه الله بالحزن رواه عنه زائدة.
مؤمل بن الفضل: سألت عيسى بن يونس عن ليث، فقال: قد رأيته وكان قد اختلط، وكنت ربما مررت به ارتفاع النهار، وهو على المنارة يؤذن.(أعلام/2492)
ومن مناكيره: روى عبد الوارث، عنه، عن مجاهد وعطاء، عن أبي هريرة في الذي وقع على أهله في رمضان، قال: أعتق رقبة فزاد فيه: قال: فأهد بدنة فذكر هذا وأسقط: فصم شهرين متتابعين.
أبو حفص الأبار، عن ليث، عن نافع، عن ابن عمر، مرفوعا: لا يركب البحر إلا حاج، أو معتمر، أو غاز.
أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن ليث، عن عبد الملك، عن عطاء، عن ابن عمر: أن امرأة قالت: يا رسول الله، ما حق الزوج على زوجته؟ قال: لا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر قتب، ولا تصوم إلا بإذنه، ولا تصدق من بيته إلا بإذنه، ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه. فإن فعلت لعنتها الملائكة حتى تموت، أو تراجع. قالت: يا نبي الله، وإن كان لها ظالما؟ قال وإن كان لها ظالما الحديث رواه جرير، عن ليث، عن عطاء نفسه، عن ابن عمر.
قلت: بعض الأئمة يحسن لليث، ولا يبلغ حديثه مرتبة الحسن، بل عداده في مرتبة الضعيف المقارب. فيروى في الشواهد والاعتبار، وفي الرغائب والفضائل، أما في الواجبات، فلا.(أعلام/2493)
مالك الإمام (ع)
هو شيخ الإسلام، حجة الأمة، إمام دار الهجرة أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث، وهو ذو أصبح بن عوف بن مالك بن زيد بن شداد بن زرعة، وهو حمير الأصغر الحميري ثم الأصبحي المدني، حليف بني تيم من قريش، فهم حلفاء عثمان أخي طلحة بن عبيد الله أحد العشرة.
وأمه هي: عالية بنت شريك الأزدية. وأعمامه هم: أبو سهيل نافع وأويس، والربيع، والنضر، أولاد أبي عامر.
وقد روى الزهري عن والده أنس، وعميه أويس وأبي سهيل. وقال: مولى التيميين، وروى أبو أويس عبد الله عن عمه الربيع، وكان أبوهم من كبار علماء التابعين. أخذ عن عثمان وطائفة.(أعلام/2494)
مولد مالك على الأصح في سنة ثلاث وتسعين عام موت أنس خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونشأ في صون ورفاهية وتجمل. وطلب العلم وهو حدث بعيد موت القاسم وسالم. فأخذ عن نافع، وسعيد المقبري، وعامر بن عبد الله بن الزبير، وابن المنكدر، والزهري، وعبد الله بن دينار، وخلق سنذكرهم على المعجم، وإلى جانب كل واحد منهم ما روى عنه في الموطأ، كم عدده. وهم: إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أيوب بن أبي تميمة السختياني عالم البصرة، أيوب بن حبيب الجهني مولى سعد بن مالك،. إبراهيم بن عقبة، إسماعيل بن أبي حكيم، إسماعيل بن محمد بن سعد، ثور بن زيد الديلي، جعفر بن محمد، حميد الطويل، حميد بن قيس الأعرج، خبيب بن عبد الرحمن، داود بن الحصين، داود أبو ليلى بن عبد الله في القسامة، ربيعة الرأي، زيد بن أسلم، زيد بن رباح، زياد بن سعد زيد بن أبي أنيسة، سالم أبو النضر، سعيد بن أبي سعيد، سمي مولى أبي بكر، سلمة بن دينار أبو حازم، سهيل بن أبي صالح، سلمة بن صفوان الزرقي، سعد بن إسحاق، سعيد بن عمرو بن شرحبيل، شريك بن أبي نمر، صالح بن كيسان، صفوان بن سليم، صيفي مولى ابن أفلح، ضمرة بن سعيد، طلحة بن عبد الملك، عامر بن عبد الله بن الزبير، عبد الله بن الفضل، عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك، عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عبد الله بن يزيد مولى الأسود، عبد الله بن دينار، أبو الزناد عبد الله بن ذكوان.(أعلام/2495)
عبد الرحمن بن القاسم، عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عبد الله بن عبد الرحمن أبو طوالة، عبيد الله بن سليمان الأغر، عبيد الله بن عبد الرحمن، عبد الرحمن بن حرملة، عبد الرحمن بن أبي عمرة، عبد المجيد بن سهيل، عبد ربه بن سعيد، عبد الكريم الجزري، عطاء الخراساني، عمرو بن الحارث، عمرو بن أبي عمرو، عمرو بن يحيى بن عمار، علقمة بن أبي علقمة، العلاء بن عبد الرحمن، فضيل بن أبي عبد الله، قطن بن وهب، الزهري، ابن المنكدر، أبو الزبير، محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة، محمد بن عمرو بن حلحلة، محمد بن عمارة، محمد بن أبي أمامة، محمد بن عبد الله بن أبي صعصعة، محمد بن أبي بكر الثقفي، محمد بن عمرو بن علقمة، محمد بن يحيى بن حبان، محمد بن أبي بكر بن حزم، أبو الرجال محمد، موسى بن عقبة، موسى بن ميسرة، موسى بن أبي تميم، مخرمة بن سليمان، مسلم بن أبي مريم، المسور بن رفاعة، نافع، أبو سهيل نافع بن مالك، نعيم المجمر، وهب بن كيسان، هاشم بن هاشم الوقاصي، هلال بن أبي ميمونة، هشام بن عروة، يحيى بن سعيد الأنصاري، يزيد بن خصيفة، يزيد بن أبي زياد المدني، يزيد بن عبد الله بن الهاد، يزيد بن رومان، يزيد بن عبد الله بن قسيط، يونس بن يوسف بن حماس، أبو بكر بن عمر العمري، أبو بكر بن نافع، الثقة عنده، الثقة.
فعنهم كلهم ست مائة وستة وثلاثون حديثا، وستة أحاديث عمن لم يسم، واختلف في ذلك في أحد وسبعين حديثا.(أعلام/2496)
وممن روى عنه مالك مقاطيع: عبد الكريم بن أبي المخارق، ومحمد بن عقبة، وعمر بن حسين، وكثير بن زيد، وكثير بن فرقد، ومحمد بن عبيد الله بن أبي مريم، وعثمان بن حفص بن خلدة، ومحمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، ويعقوب بن يزيد بن طلحة، ويحيى بن محمد بن طحلاء، وسعيد بن عبد الرحمن بن رقيش، وعبد الرحمن بن المجبر، والصلت بن زييد وأبو عبيد حاجب سليمان، ومحمد بن يوسف، وعفيف بن عمرو، ومحمد بن زيد بن قنفذ، وأبو جعفر القارئ، وعمر بن محمد بن زيد، وصدقة بن يسار المكي، وزياد بن أبي زياد، وعمارة بن صياد، وسعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت، وسعيد بن عمرو بن سليم، وعروة بن أذينة، وأيوب بن موسى، ومحمد بن أبي حرملة، وأبو بكر بن عثمان، وجميل بن عبد الرحمن المؤذن، وعبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد، وعمرو بن عبيد الله الأنصاري، وإبراهيم بن أبي عبلة، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، ويزيد بن حفص، وعاصم بن عبيد الله، وثابت الأحنف، وعبد الرحمن بن أبي حبيب، وعمر بن أبي دلاف، وعبد الملك بن قريز، والوليد بن عبد الله بن صياد، وعائشة بنت سعد.
وفي " الموطأ " عدة مراسيل أيضا عن الزهري، ويحيى الأنصاري وهشام بن عروة. عمل الإمام الدارقطني أطراف جميع ذلك في جزء كبير، فشفى وبين، وقد كنت أفردت أسماء الرواة عنه في جزء كبير يقارب عددهم ألفا وأربعمائة، فلنذكر أعيانهم.
حدث عنه من شيوخه: عمه أبو سهيل، ويحيى بن أبي كثير، والزهري، ويحيى بن سعيد، ويزيد بن الهاد، وزيد بن أبي أنيسة، وعمر بن محمد بن زيد، وغيرهم.(أعلام/2497)
ومن أقرانه: معمر، وابن جريج، وأبو حنيفة، وعمرو بن الحارث، والأوزاعي، وشعبة، والثوري، وجويرية بن أسماء، والليث، وحماد بن زيد، وخلق، وإسماعيل بن جعفر، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك، والدراوردي، وابن أبي الزناد، وابن علية، ويحيى بن أبي زائدة، وأبو إسحاق الفزاري، ومحمد بن الحسن الفقيه، وعبد الرحمن بن القاسم، وعبد الرحمن بن مهدي، ومعن بن عيسى القزاز، وعبد الله بن وهب، وأبو قرة موسى بن طارق، والنعمان بن عبد السلام، ووكيع، والوليد بن مسلم، ويحيى القطان، وإسحاق بن سليمان الرازي، وأنس بن عياض الليثي، وضمرة بن ربيعة، وأمية بن خالد، وبشر بن السري الأفوه، وبقية بن الوليد، وبكر بن الشرود الصنعاني، وأبو أسامة، وحجاج بن محمد، وروح بن عبادة، وأشهب بن عبد العزيز، وأبو عبد الله الشافعي، وعبد الله بن عبد الحكم، وزياد بن عبد الرحمن شبطون الأندلسي، وأبو داود الطيالسي، وأبو كامل مظفر بن مدرك، وأبو عاصم النبيل، وعبد الرزاق، وأبو عامر العقدي، وأبو مسهر الدمشقي، وعبد الله بن نافع الصائغ، وعبد الله بن عثمان المروزي عبدان، ومروان بن محمد الطاطري، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبو نعيم الفضل بن دكين، ومعلى بن منصور الرازي، ومنصور بن سلمة الخزاعي، والهيثم بن جميل الأنطاكي، وهشام بن عبيد الله الرازي، وأسد بن موسى، وآدم بن أبي إياس، ومحمد بن عيسى بن الطباع، وخالد بن مخلد القطواني، ويحيى بن صالح الوحاظي، وأبو بكر، وإسماعيل ابنا أبي أويس، وعلي بن الجعد، وخلف بن هشام.(أعلام/2498)
ويحيى بن يحيى التميمي، ويحيى بن يحيى الليثي، وسعيد بن منصور، ويحيى بن بكير، وأبو جعفر النفيلي، وقتيبة بن سعيد، ومصعب بن عبد الله الزبيري، وأبو مصعب الزهري، وأحمد بن يونس اليربوعي، وسويد بن سعيد، ومحمد بن سليمان لوين، وهشام بن عمار، وأحمد بن حاتم الطويل، وأحمد بن نصر الخزاعي الشهيد، وأحمد بن محمد الأزرقي، وإبراهيم بن يوسف البلخي الماكياني، وإبراهيم بن سليمان الزيات البلخي، وإسماعيل بن موسى الفزاري، وإسحاق بن عيسى بن الطباع أخو محمد، وإسحاق بن محمد الفروي، وإسحاق بن الفرات، وإسحاق بن إبراهيم الحنيني، وبشر بن الوليد الكندي، وحبيب بن أبي حبيب كاتب مالك، والحكم بن المبارك الخاشتي وخالد بن خداش المهلبي، وخلف بن هشام البزار، وزهير بن عباد الرؤاسي، وسعيد بن عفير المصري، وسعيد بن داود الزبيري، وسعيد بن أبي مريم، وأبو الربيع سليمان بن داود الزهراني، وصالح بن عبد الله الترمذي، وعبد الله بن نافع بن ثابت الزبيري، وعبد الله بن نافع الجمحي، وعبد الرحمن بن عمرو البجلي الحراني، وعبد الأعلى بن حماد النرسي، وعبد العزيز بن يحيى المدني، وأبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي، وعلي بن عبد الحميد المعني، وعتبة بن عبد الله اليحمدي المروزي، وعمرو بن خالد الحراني، وعاصم بن علي الواسطي، وعباس بن الوليد النرسي، وكامل بن طلحة، ومحمد بن معاوية النيسابوري، ومحمد بن عمر الواقدي، وأبو الأحوص محمد بن حبان البغوي، ومحمد بن جعفر الوركاني، ومحمد بن إبراهيم بن أبي سكينة، ومنصور بن أبي مزاحم، ومطرف بن عبد الله اليساري، ومحرز بن سلمة العدني، ومحرز بن عون، والهيثم بن خارجة، ويحيى بن قزعة المدني، ويحيى بن سليمان بن نضلة المدني، ويزيد بن صالح النيسابوري الفراء.
وآخر أصحابه موتا راوي " الموطأ " أبو حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي، عاش بعد مالك ثمانين عاما.(أعلام/2499)
وقد حج قديما، ولحق عطاء بن أبي رباح، فقال مصعب الزبيري: سمعت ابن أبي الزبير، يقول: حدثنا مالك، قال: رأيت عطاء بن أبي رباح دخل المسجد، وأخذ برمانة المنبر، ثم استقبل القبلة.
قال معن، والواقدي، ومحمد بن الضحاك: حملت أم مالك بمالك ثلاث سنين. وعن الواقدي قال: حملت به سنتين.
وطلب مالك العلم، وهو ابن بضع عشرة سنة، وتأهل للفتيا، وجلس للإفادة، وله إحدى وعشرون سنة، وحدث عنه جماعة وهو حي شاب طري، وقصده طلبة العلم من الآفاق في آخر دولة أبي جعفر المنصور وما بعد ذلك، وازدحموا عليه في خلافة الرشيد، وإلى أن مات.
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الغني المعدل، أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف، أخبرنا أحمد بن إسحاق، أخبرنا محمد بن أبي القاسم الخطيب، قالا: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي، أخبرنا علي بن محمد بن محمد الأنباري، أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد، حدثنا أبو يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطار، حدثنا ابن عيينة عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ليضربن الناس أكباد الإبل في طلب العلم، فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة. وبه إلى ابن مخلد: حدثنا ليث بن الفرج، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يأتي على الناس زمان يضربون أكباد الإبل. . . فذكر الحديث. هذا حديث نظيف الإسناد، غريب المتن. رواه عدة عن سفيان بن عيينة. وفي لفظ: يوشك أن يضرب الناس آباط الإبل يلتمسون العلم وفي لفظ: من عالم بالمدينة وفي لفظ: أفقه من عالم المدينة.
وقد رواه المحاربي عن ابن جريج موقوفا، ويروى عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن ابن جريج مرفوعا. .(أعلام/2500)
وقد رواه النسائي فقال: حدثنا علي بن أحمد، حدثنا محمد بن كثير، عن سفيان، عن أبي الزناد، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: يضربون أكباد الإبل فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة قال النسائي: هذا خطأ، الصواب عن أبي الزبير، عن أبي صالح.
معن بن عيسى، عن أبي المنذر زهير التميمي، قال: قال عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يخرج ناس من المشرق والمغرب في طلب العلم، فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة.
ويروى عن ابن عيينة قال: كنت أقول: هو سعيد بن المسيب، حتى قلت: كان في زمانه سليمان بن يسار، وسالم بن عبد الله، وغيرهما، ثم أصبحت اليوم أقول: إنه مالك، لم يبق له نظير بالمدينة.
قال القاضي عياض: هذا هو الصحيح عن سفيان. رواه عنه ابن مهدي وابن معين، وذؤيب بن عمامة وابن المديني، والزبير بن بكار، وإسحاق بن أبي إسرائيل، كلهم سمع سفيان يفسره بمالك، أو يقول: وأظنه، أو أحسبه، أو أراه، أو كانوا يرونه.
وذكر أبو المغيرة المخزومي أن معناه: ما دام المسلمون يطلبون العلم لا يجدون أعلم من عالم بالمدينة. فيكون على هذا: سعيد بن المسيب، ثم بعده من هو من شيوخ مالك، ثم مالك، ثم من قام بعده بعلمه، وكان أعلم أصحابه.
قلت: كان عالم المدينة في زمانه بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه، زيد بن ثابت، وعائشة، ثم ابن عمر، ثم سعيد بن المسيب، ثم الزهري، ثم عبيد الله بن عمر، ثم مالك.(أعلام/2501)
وعن ابن عيينة قال: مالك عالم أهل الحجاز، وهو حجة زمانه. وقال الشافعي - وصدق وبر - إذا ذكر العلماء فمالك النجم. قال الزبير بن بكار في حديث: ليضربن الناس أكباد الإبل. . . كان سفيان بن عيينة إذا حدث بهذا في حياة مالك، يقول: أراه مالكا. فأقام على ذلك زمانا ثم رجع بعد، فقال: أراه عبد الله بن عبد العزيز العمري الزاهد.
قال ابن عبد البر، وغير واحد: ليس العمري ممن يلحق في العلم والفقه بمالك، وإن كان شريفا سيدا، عابدا.
قال أحمد بن أبي خيثمة: حدثنا مصعب، قال: أخبرنا سفيان: نرى هذا الحديث أنه هو مالك، وكان سفيان يسألني عن أخبار مالك.
قلت: قد كان لهذا العمري علم وفقه جيد وفضل، وكان قوالا بالحق، أمارا بالعرف، منعزلا عن الناس، وكان يحض مالكا إذا خلا به على الزهد، والانقطاع والعزلة، فرحمهما الله.(أعلام/2502)
مالك بن دينار (4)
علم العلماء الأبرار، معدود في ثقات التابعين، ومن أعيان كتبة المصاحف، كان من ذلك بلغته. ولد في أيام ابن عباس، وسمع من أنس بن مالك، فمن بعده، وحدث عنه، وعن الأحنف بن قيس، وسعيد بن جبير، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين، والقاسم بن محمد، وعدة.
حدث عنه سعيد بن أبي عروبة، وعبد الله بن شوذب، وهمام بن يحيى، وأبان بن يزيد العطار، وعبد السلام بن حرب، والحارث بن وجيه، وطائفة سواهم، وليس هو من أساطين الرواية. وثقه النسائي وغيره، واستشهد به البخاري، وحديثه في درجة الحسن.
قال علي بن المديني: له نحو من أربعين حديثا.
قال جعفر بن سليمان: سمعت مالك بن دينار يقول: وددت أن رزقي في حصاة أمتصها لا ألتمس غيرها، حتى أموت.
وقال: مذ عرفت الناس لم أفرح بمدحهم، ولم أكره ذمهم ; لأن حامدهم مفرط، وذامهم مفرط، إذا تعلم العالم العلم للعمل كسره، وإذا تعلمه لغير العمل، زاده فخرا. الأصمعي عن أبيه، قال: مر المهلب على مالك بن دينار متبخترا، فقال: أما علمت أنها مشية يكرهها الله إلا بين الصفين؟ ! فقال المهلب: أما تعرفني؟
قال: بلى، أولك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت فيما بين ذلك تحمل العذرة. فانكسر، وقال: الآن عرفتني حق المعرفة.
قال حزم القطعي: دخلنا على مالك وهو يكيد بنفسه، فرفع طرفه ثم قال: اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء لبطن ولا فرج. قيل: كان أبوه دينار من سبي سجستان، وكناه النسائي أبا يحيى، وقال: ثقة.
قال جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار: إذا لم يكن في القلب حزن خرب، وعن مالك بن دينار قال: من تباعد من زهرة الدنيا، فذاك الغالب هواه.(أعلام/2503)
وروى رياح القيسي عنه قال: ما من أعمال البر شيء، إلا ودونه عقيبة، فإن صبر صاحبها، أفضت به إلى روح، وإن جزع، رجع. وقيل: دخل عليه لص، فما وجد ما يأخذ، فناداه مالك: لم تجد شيئا من الدنيا، فترغب في شيء من الآخرة؟ قال: نعم. قال: توضأ، وصل ركعتين، ففعل ثم جلس وخرح إلى المسجد. فسئل من ذا؟ قال: جاء ليسرق فسرقناه. عن سلم الخواص قال: قال مالك بن دينار: خرج أهل الدنيا من الدنيا ولم يذوقوا أطيب شيء فيها، قيل: وما هو؟ قال: معرفة الله تعالى.
وروى جعفر بن سليمان، عن مالك قال: إن الصديقين إذا قرئ عليهم القرآن طربت قلوبهم إلى الآخرة. ثم يقول: خذوا، فيتلو، ويقول: اسمعوا إلى قول الصادق من فوق عرشه. قال محمد بن سعد: مالك ثقة، قليل الحديث، كان يكتب المصاحف.
وقال جعفر بن سليمان، حدثنا مالك بن دينار قال: أتينا أنسا أنا وثابت ويزيد الرقاشي، فنظر إلينا فقال: ما أشبهكم بأصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- لأنتم أحب إلي من عدة ولدي إلا أن يكونوا في الفضل مثلكم، إني لأدعو لكم في الأسحار.
قال الدارقطني: مالك بن دينار ثقة، ولا يكاد يحدث عنه ثقة.
قال السري بن يحيى: قال مالك بن دينار: إنه لتأتي علي السنة لا آكل فيها لحما إلا من أضحيتي يوم الأضحى.
قال سليمان التيمي: ما أدركت أحدا أزهد من مالك بن دينار. جعفر بن سليمان، سمعت مالكا يقول: وددت أن الله يجمع الخلائق، فيأذن لي أن أسجد بين يديه، فأعرف أنه قد رضي عني، فيقول لي: كن ترابا.
قال رياح بن عمرو القيسي: سمعت مالك بن دينار يقول: دخل علي جابر بن زيد، وأنا أكتب، فقال: يا مالك ما لك عمل إلا هذا؟ تنقل كتاب الله، هذا والله الكسب الحلال. وعن شعبة، قال: كان أدم مالك بن دينار في كل سنة بفلسين ملح.(أعلام/2504)
قال جعفر بن سليمان: كان ينسخ المصحف في أربعة أشهر، فيدع أجرته عند البقال فيأكله. وعنه: لو استطعت لم أنم مخافة أن ينزل العذاب. يا أيها الناس النار النار.
قال معلى الوراق: سمعت مالك بن دينار يقول: خلطت دقيقي بالرماد فضعفت عن الصلاة. قال السري بن يحيى: توفي مالك بن دينار سنة سبع وعشرين ومائة وقال ابن المديني: سنة ثلاثين ومائة.(أعلام/2505)
مالك بن مغول (ع)
ابن عاصم بن غزية بن خرشة، الإمام، الثقة، المحدث أبو عبد الله البجلي، الكوفي.
حدث عن: الشعبي، وعبد الله بن بريدة، ونافع العمري، وعطاء بن أبي رباح، وطلحة بن مصرف، والحكم، وعون بن أبي جحيفة، وقيس بن مسلم، وعبد الرحمن بن الأسود، وأبي إسحاق، ومحمد بن سوقة، وسماك، وزبيد اليامي، وخلق.
وعنه: أبو إسحاق شيخه، وشعبة، والثوري، ومسعر، وإسماعيل بن زكريا، وابن عيينة، وابن المبارك، وشعيب بن خرب، وابن نمير، وعبيد الله الأشجعي، ووكيع، وأبو معاوية، ويحيى بن سعيد، وأبو علي الحنفي، وأبو أحمد الزبيري، وأبو نعيم، وقبيصة، ومحمد بن سابق، وعبد الرحمن بن مهدي، وخلاد بن يحيى، وعمرو بن مرزوق، ومحمد بن يوسف الفريابي، وخلق سواهم.
قال أحمد: ثقة، ثبت في الحديث.
وقال ابن معين وأبو حاتم وجماعة: ثقة.
وقال العجلي: رجل صالح مبرز في الفضل.
وقال أحمد: سمعت ابن عيينة يقول: قال رجل لمالك بن مغول: اتق الله. فوضع خده بالأرض.
قلت: كان من سادة العلماء.
قال أبو نعيم وأبو بكر بن أبي شيبة: توفي سنة تسع وخمسين ومائة وقال محمد بن سعد: سنة ثمان وخمسين.
قال الخطيب: حدث عنه أبو إسحاق السبيعي، والربيع بن يحيى الأشناني، وبين وفاتهما سبع أو ثمان وتسعون سنة، وحديثه يكون نحوا من مائة حديث.(أعلام/2506)
أخبرنا أبو سعيد بيبرس المجدي بحلب، أنبأنا أبو البركات عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن إسماعيل ببغداد، أنبأنا عبيد الله بن شاتيل، أنبأنا أبو سعد بن حشيش أنبأنا أبو علي بن شاذان، أنبأنا أبو بكر النجاد، قال: قرئ على عبد الملك بن محمد وأنا أسمع: حدثنا عاصم، أنبأنا مالك بن مغول، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كأني أنظر إلى وبيص الطيب في مفرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي من حديث إسرائيل وأخيه يوسف، عن أبي إسحاق، ومن حديث عبد الله بن نمير عن مالك بن مغول، كلاهما عن عبد الرحمن نحوه. أخبرنا سليمان بن حمزة الحاكم، وعمر بن محمد العمري، وهدبة بنت علي، قالوا: أنبأنا عبد الله بن عمر، أنبأنا عبد الأول بن عيسى، أنبأنا عبد الرحمن بن محمد، أنبأنا عبد الله بن حمويه، أنبأنا عيسى بن عمر، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الحافظ، أنبأنا محمد بن يوسف، حدثنا مالك بن مغول،
قال لي الشعبي: ما حدثوك هؤلاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فخذه، وما قالوه برأيهم فألقه في الحش.(أعلام/2507)
مبشر (م، 4، خ، مقرونا)
ابن إسماعيل أبو إسماعيل الحلبي، مولى بني كلب.
حدث عن جعفر بن برقان، وتمام بن نجيح، وحسان بن نوح، وحريز بن عثمان، والأوزاعي، وجماعة.
وعنه أحمد بن حنبل، ودحيم، والحسن بن الصباح البزار، وعبد الرحمن بن محمد بن سلام الطرسوسي وآخرون.
قال ابن سعد: كان ثقة مأمونا، ثم قال: مات سنة مائتين.
قلت: تكلم فيه بعضهم بلا حجة.(أعلام/2508)
مجالد بن سعيد (4، م تبعا)
ابن عمير بن بسطام، ويقال: ابن ذي مران بن شرحبيل، العلامة المحدث أبو عمرو. ويقال: أبو عمير. ويقال: أبو سعيد الكوفي، الهمداني. والد إسماعيل بن مجالد.
حدث عن الشعبي، وأبي الوداك جبر بن نوف، وقيس بن أبي حازم، ومرة الهمداني، وزياد بن علاقة، ومحمد بن بشر، ووبرة بن عبد الرحمن. هؤلاء السبعة هم المذكورون له في " التهذيب ".
ولد في أيام جماعة من الصحابة ولكن لا شيء له عنهم. ويدرج في عداد صغار التابعين. وفي حديثه لين.
حدث عنه: سفيان، وشعبة، وجرير بن حازم، وابن المبارك، وعبدة بن سليمان، وعباد بن عباد، وهشيم، وأبو خالد الأحمر، وأبو عقيل الثقفي، وابن نمير، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وابن عيينة، وحفص بن غياث، وحماد بن زيد، وعبد الواحد بن زياد، وأحمد بن بشير، وأبو أسامة، ومحمد بن بشر، ومحاضر، ويحيى بن سعيد القطان، وابن فضيل وخلق سواهم. وقد روى عنه إسماعيل بن أبي خالد، وهو أكبر منه، وذلك من رواية التابعين عن الأتباع.
قال البخاري: كان يحيى بن سعيد يضعفه. وكان عبد الرحمن بن مهدي لا يروي له شيئا. وكان أحمد بن حنبل لا يراه شيئا. يقول: ليس بشيء. وقال أحمد بن سنان: سمعت عبد الرحمن يقول: مجالد حديثه عند الأحداث: يحيى بن سعيد، وأبي أسامة ليس بشيء. ولكن حديث شعبة وحماد بن زيد، وهشيم، وهؤلاء القدماء - يعني أنه تغير حفظه في آخر عمره.
وقال عمرو بن علي: سمعت يحيى بن سعيد يقول: لعبيد الله: أين تذهب؟ قال: أذهب إلى وهب بن جرير أكتب السيرة - يعني عن أبيه، عن مجالد - قال: تكتب كذبا كثيرا. لو شئت أن يجعلها لك مجالد كلها عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد الله، فعل.(أعلام/2509)
وقال أحمد: مجالد ليس بشيء، يرفع حديثا لا يرفعه الناس، وقد احتمله الناس، وقال ابن معين: لا يحتج به، وقال مرة: ضعيف. كان يحيى بن سعيد يقول: لو أردت أن يرفع لي مجالد حديثه كله رفعه. رواها ابن أبي خيثمة عن يحيى.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به، وهو أحب إلي من بشر بن حرب، وأبي هارون، وشهر بن حوشب، وداود الأودي، وعيسى الحناط.
وقال النسائي: ثقة. وقال مرة: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: له عن الشعبي، عن جابر أحاديث صالحة، وعن غير جابر من الصحابة أحاديث صالحة. وعامة ما يرويه غير محفوظ. وقال أبو سعيد الأشج: شيعي.
وقال الدارقطني: ضعيف. وقيل لخالد الطحان: لم لم تكتب عن مجالد؟ قال: لأنه كان طويل اللحية.
قلت: من أنكر ما له في جزء ابن عرفة حديثه: عن عامر، عن مسروق، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو شئت لأجرى الله معي جبال الذهب والفضة.
قال البخاري: مات في ذي الحجة سنة أربع وأربعين ومائة.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم، أنبأنا ابن الحرستاني، أنبأنا ابن المسلم، أنبأنا ابن طلاب، أنبأنا ابن جميع، أنبأنا أحمد بن محمد بن عيسى العماري بالأثارب حدثنا الحسن بن علي العمي، حدثنا هشيم، حدثنا مجالد، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ثلاثة يضحك الله إليهم يوم القيامة: الرجل إذا قام يصلي من الليل، والقوم إذا صفوا للصلاة، والقوم إذا صفوا لقتال العدو أخرجه ابن ماجه عن أبي كريب، عن عبد الله بن إسماعيل، عن مجالد.(أعلام/2510)
مجاهد بن جبر (ع)
الإمام، شيخ القراء والمفسرين، أبو الحجاج المكي، الأسود، مولى السائب بن أبي السائب المخزومي، ويقال: مولى عبد الله بن السائب القارئ، ويقال: مولى قيس بن الحارث المخزومي روى عن ابن عباس، فأكثر وأطاب، وعنه أخذ القرآن، والتفسير، والفقه، وعن أبي هريرة، وعائشة، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمرو، وابن عمر، ورافع بن خديج، وأم كرز، وجابر بن عبد الله، وأبي سعيد الخدري، وأم هانئ، وأسد بن ظهير، وعدة.
تلا عليه جماعة: منهم ابن كثير الداري، وأبو عمرو بن العلاء، وابن محيصن.
وحدث عنه عكرمة، وطاوس، وعطاء - وهم من أقرانه -، وعمرو بن دينار، وأبو الزبير، والحكم بن عتيبة، وابن أبي نجيح، ومنصور بن المعتمر، وسليمان الأعمش، وأيوب السختياني، وابن عون، وعمر بن ذر، ومعروف بن مشكان، وقتادة بن دعامة، والفضل بن ميمون، وإبراهيم بن مهاجر، وحميد الأعرج، وبكير بن الأخنس، والحسن الفقيمي، وخصيف، وسليمان الأحول، وسيف بن سليمان، وعبد الكريم الجزري، وأبو حصين، والعوام بن حوشب، وفطر بن خليفة، والنضر بن عربي، وخلق كثير.
قال الأنصاري: حدثنا الفضل بن ميمون: سمعت مجاهدا يقول: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة.
وروى ابن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن مجاهد، قال: عرضت القرآن ثلاث عرضات على ابن عباس، أقفه عند كل آية، أسأله فيم نزلت، وكيف كانت.
قال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: حدثنا الشافعي، حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، قال: قرأت على شبل بن عباد، وقرأ على ابن كثير، وأخبره ابن كثير أنه قرأ على مجاهد، وقرأ مجاهد على ابن عباس.
قال سفيان الثوري: خذوا التفسير من أربعة: مجاهد، وسعيد بن جبير، وعكرمة، والضحاك.
وقال خصيف: كان مجاهد أعلمهم بالتفسير.(أعلام/2511)
وقال قتادة: أعلم من بقي بالتفسير مجاهد. قال أبو بكر بن عياش: قلت للأعمش: ما بالهم يتقون تفسير مجاهد؟ قال: كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب.
قال ابن المديني: سمع مجاهد من عائشة. وقال يحيى القطان: لم يسمع منها.
قلت: بلى قد سمع منها شيئا يسيرا.
قال ابن جريج: لأن أكون سمعت من مجاهد، فأقول: سمعت مجاهدا أحب إلي من أهلي ومالي.
قلت: مع أنه قلما سمع من مجاهد حرفين.
وقال يحيى بن معين، وطائفة: مجاهد ثقة.
ويقال: سكن الكوفة بأخرة، وكان كثير الأسفار والتنقل.
قال سلمة بن كهيل ما رأيت أحدا يريد بهذا العلم وجه الله إلا هؤلاء الثلاثة: عطاء، ومجاهد، وطاوس.
بقية، عن حبيب بن صالح: سمع مجاهدا يقول: استفرغ علمي القرآن.
شعبة، عن رجل: سمعت مجاهدا يقول: صحبت ابن عمر وأنا أريد أن أخدمه فكان يخدمني.
إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، قال: ربما أخذ ابن عمر لي بالركاب.
قال الأعمش: كنت إذا رأيت مجاهدا ازدريته ; متبذلا كأنه خربندج ضل حماره وهو مغتم.
روى الأجلح، عن مجاهد، قال: طلبنا هذا العلم وما لنا فيه نية، ثم رزق الله النية بعد.
وقال منصور، عن مجاهد، قال: لا تنوهوا بي في الخلق.
حصين، عن مجاهد: بينا أنا أصلي إذ قام مثل الغلام ذات ليلة، فشددت عليه لآخذه، فوثب فوقع خلف الحائط حتى سمعت وجبته، ثم قال: إنهم يهابونكم كما تهابونهم من أجل ملك سليمان.
وروي عن الأعمش، قال: كان مجاهد كأنه حمال، فإذا نطق خرج من فيه اللؤلؤ.
وقال حميد الأعرج: كان مجاهد - رحمه الله - يكبر من سورة " والضحى ".
قال أبو القاسم ابن عساكر: قدم مجاهد على سليمان بن عبد الملك، ثم على عمر بن عبد العزيز، وشهد وفاته.(أعلام/2512)
فروى مروان بن معاوية، عن معروف بن مشكان، عن مجاهد، قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: يا مجاهد ما يقول الناس في؟ قلت: يقولون مسحور. قال: ما أنا بمسحور. ثم دعا غلاما له فقال: ويحك، ما حملك على أن سقيتني السم؟ قال: ألف دينار أعطيتها وأن أعتق. قال: هاتها. فجاء بها، فألقاها في بيت المال، وقال: اذهب حيث لا يراك أحد.
قال محمد بن عبيد، عن الثوري، قال: مجاهد مولى لبني زهرة.
وقال أحمد بن حنبل: مجاهد مولى عبد الله بن السائب.
وقال الحميدي وغيره: مولى قيس بن السائب.
وقال ابن المديني: كان ابن إسحاق يقول في أحاديث مجاهد كلها: مجاهد بن جبير وهو مولى قيس بن السائب بن أبي السائب، وكان السائب شريك النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن سعد مولى قيس. وقال البخاري ومسلم كقول أحمد.
قال الحافظ عبد الغني المصري للمصريين مجاهد بن جبر آخر، ذكره ابن يونس.
قال الأعمش: قال مجاهد: لو كنت قرأت قراءة ابن مسعود، لم أحتج أن أسأل ابن عباس عن كثير من القرآن مما سألت. رواه ابن عيينة عنه.
مطر الوراق، عن قتادة، قال: أعلم من بقي بالحلال والحرام الزهري، وأعلم من بقي بالقرآن مجاهد.
قال ابن سعد مجاهد ثقة، فقيه، عالم، كثير الحديث.
قال ابن خراش: أحاديث مجاهد عن علي وعائشة، مراسيل.
الثوري، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، قال: ربما أخذ لي ابن عمر بالركاب، وربما أدخل ابن عباس أصابعه في إبطي.
يعلى بن عبيد، عن الأعمش، عن مجاهد، قال: ما أدري أي النعمتين أعظم: أن هداني للإسلام، أو عافاني من هذه الأهواء.
قلت: مثل الرفض والقدر والتجهم.(أعلام/2513)
يحيى بن سليم: حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد، قال: كنت عند أبي فجاء ولده يعقوب، فقال: يا أبتاه، إن لنا أصحابا يزعمون أن إيمان أهل السماء وأهل الأرض واحد. فقال: يا بني، ما هؤلاء بأصحابي، لا يجعل الله من هو منغمس في الخطايا كمن لا ذنب له.
وبإسناد حسن، عن مجاهد، قال: كنت في جنازة رجل، فسمعت رجلا يقول لامرأة الميت: لا تسبقيني بنفسك. قالت: قد سبقت.
قلت: ولمجاهد أقوال وغرائب في العلم والتفسير تستنكر. وبلغنا أنه ذهب إلى بابل، وطلب من متوليها أن يوقفه على هاروت وماروت. قال: فبعث معي يهوديا، حتى أتينا تنورا في الأرض، فكشف لنا عنهما، فإذا بهما معلقان منكسان، فقلت: آمنت بالذي خلقكما. فاضطربا، فغشي علي وعلى اليهودي، ثم أفقنا بعد حين، فلامني اليهودي، وقال: كدت أن تهلكنا.
قال أبو عمر الضرير: مات مجاهد سنة مائة.
قلت: هذا قول شاذ ; فإن مجاهدا رأى عمر بن عبد العزيز يموت.
وقال أبو نعيم: مات مجاهد وهو ساجد سنة ثنتين ومائة. وكذا أرخه الهيثم بن عدي، والمدائني، وجماعة.
وقال حماد الخياط، وأبو عبيد، وجماعة: مات سنة ثلاث ومائة.
وقال ابن المديني وغيره: سنة أربع ومائة. وجاء عن ابن المديني: سنة ثمان ومائة. رواه عنه ابنه عبد الله. وعنه سنة سبع ومائة.
وروى محمد بن عمر الواقدي، عن ابن جريج، قال: بلغ مجاهد ثلاثا وثمانين سنة وقال يحيى القطان وغيره: مات سنة أربع ومائة.(أعلام/2514)
محمد بن حميد الرازي الحافظ: أنبأنا عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش قال: كان مجاهد لا يسمع بأعجوبة إلا ذهب فنظر إليها، ذهب إلى بئر برهوت بحضرموت، وذهب إلى بابل، عليها وال فقال له مجاهد: تعرض علي هاروت وماروت؟ . قال: فدعا رجلا من السحرة، فقال: اذهب به. فقال اليهودي: بشرط أن لا تدعو الله عندهما، قال: فذهب بي إلى قلعة، فقطع منها حجرا، ثم قال: خذ برجلي. فهوى به حتى انتهى إلى جوبة فإذا هما معلقان منكسان كالجبلين، فلما رأيتهما قلت: سبحان الله خالقكما. فاضطربا، فكأن الجبال تدكدكت، فغشي علي وعلى اليهودي، ثم أفاق قبلي فقال: أهلكت نفسك وأهلكتنى.
أخبرنا إسحاق الأسدي، أنبأنا ابن خليل، أنبأنا أبو المكارم، أنبأنا أبو علي، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد، حدثنا عبد الله بن شيرويه، حدثنا ابن راهويه، حدثنا محمد بن سلمة، والمحاربي، قالا: حدثنا ابن إسحاق، عن أبان بن صالح، عن مجاهد، قال: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات، أقفه عند كل آية أسأله فيم نزلت وكيف كانت.
وبه، إلى أبي نعيم: حدثنا حبيب بن الحسن، حدثنا يوسف القاضي، حدثنا عمرو بن مرزوق، حدثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، قال: الرعد ملك يزجر السحاب بصوته.
أخبرنا أحمد بن إسحاق، أنبأنا محمد بن هبة الله، أنبأنا عمي محمد بن عبد العزيز الدينوري، أنبأنا عاصم بن الحسن، أنبأنا أبو عمر بن مهدي، نبأنا الحسين بن إسماعيل، حدثنا يعقوب الدورقي، حدثنا مروان بن شجاع، عن خصيف، عن مجاهد، عن أبي سعيد الخدري، قال: سمعت رسول الله، مرتين على المنبر يقول: الذهب بالذهب، والفضة بالفضة وزنا بوزن(أعلام/2515)
مجاهد بن موسى (م، ت، س، ق، د)
ابن فروخ الحافظ الإمام الزاهد، أبو علي الخوارزمي نزيل بغداد.
حدث عن: هشيم، وأبي بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، وإسماعيل بن علية، وطبقتهم.
حدث عنه: الجماعة، سوى البخاري، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم وإبراهيم الحربي، وموسى بن هارون، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وعدة.
روي أحمد بن محمد بن محرز، عن يحيى بن معين، قال: ثقة لا بأس به.
وقال موسى بن هارون: كان أسن من أحمد بن حنبل بست سنين.
قال الخطيب: قرأت في كتاب عبيد الله بن جعفر: حدثنا أبو يعلى الطوسي، حدثنا محمد بن القاسم الأزدي، قال: قال لنا مجاهد بن موسى - وكان إذا حدث بالشيء رمى بأصله في دجلة، أو غسله - فجاء يوما ومعه طبق، فقال: هذا قد بقي، وما أراكم تروني بعدها. فحدث به، ورمى به، ثم مات بعد ذلك، رحمه الله تعالى.
قال أبو القاسم البغوي: مات في شهر ربيع الأول سنة أربع وأربعين ومائتين.
قلت: عاش ستا وثمانين سنة.
أخبرنا أحمد بن هبة الله، عن القاسم بن عبد الله، أخبرنا وجيه بن طاهر، أخبرنا أبو القاسم القشيري، ويعقوب بن أحمد، وأحمد بن عبد الرحيم، قالوا: أخبرنا أبو الحسين الخفاف، حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا مجاهد بن موسى، حدثنا يزيد، أخبرنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الركعتين الأوليين من الظهر، ويسمعنا الآية أحيانا، ويطول في الركعة الأولى،. . . ويقصر في الثانية، ويقرأ في الأوليين من صلاة العصر.(أعلام/2516)
محارب بن دثار (ع)
ابن كردوس بن قرواش السدوسي الكوفي الفقيه قاضي الكوفة، وليها لخالد بن عبد الله القسري.
حدث عن ابن عمر، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن يزيد الخطمي والأسود بن يزيد وجماعة، وليس حديثه بالكثير. حدث عنه زبيد اليامي، ومسعر، وشعبة، والثوري، وقيس بن الربيع، وعدد كثير. وكان ثقة حجة، قال سفيان: ما يخيل إلي أنني رأيت أحدا أفضله على محارب بن دثار.
قال ابن سعد: كان من المرجئة الأولى الذين يرجئون عليا وعثمان إلى أمر الله، ولا يشهدون عليهما بإيمان ولا بكفر. وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين.
قال ابن عيينة: رأيت محاربا يقضي في المسجد، وروى عبد الله بن إدريس عن أبيه قال: رأيت الحكم وحماد بن أبي سليمان في مجلس حكم محارب بن دثار، أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله.
قال سفيان الثوري: استعمل محارب على القضاء فبكى أهله، وعزل عن القضاء فبكى أهله.
قال سعد بن الصلت: حدثنا هارون بن الجهم، حدثنا عبد الملك بن عمير، قال: كنت في مجلس قضاء محارب بن دثار، فادعى رجل على رجل، فأنكر، فقال: ألك بينة، قال: نعم، فلان، فقال خصمه: إنا لله، لئن شهد علي ليشهدن بزور، ولئن سألتني عنه لأزكينه، فلما جاء الشاهد قال محارب: حدثنا ابن عمر، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الطير لتضرب بمناقيرها، وتقذف ما في حواصلها من هول يوم القيامة، وإن شاهد الزور لا تقار قدماه على الأرض حتى يقذف به في النار ثم قال: بم تشهد؟ قال: قد نسيت، أرجع فأتذكر.
توفي محارب في سنة ست عشرة ومائة.
روى زهير بن معاوية، عن أبيه، عن محارب قال: رأيت عمران بن حطان فما سأل واحد منا صاحبه عن الهوى، كان عمران خارجيا، وكان محارب يتشيع.(أعلام/2517)
محمد بن أبان (خ، 4)
ابن وزير الحافظ الإمام الثقة، أبو بكر البلخي المستملي، يعرف بحمدويه، مستملي وكيع مدة طويلة نحو بضع عشرة سنة. حدث عن: إسماعيل ابن علية، وابن وهب، وغندر، وسفيان بن عيينة، وعبدة بن سليمان، وابن إدريس، ويحيى القطان، ووكيع، ويزيد، وعبد الرزاق، ومروان بن معاوية، وأبي خالد الأحمر، وخلق كثير، وكتب العالي والنازل، وتغرب مدة في الطلب. روى عنه الجماعة سوى مسلم، ومسلم في غير " الصحيح "، وأبو حاتم، وإسماعيل القاضي، وإبراهيم الحربي، وأحمد بن سلمة، وإبراهيم بن أبي طالب، والمعمري، وعبد الله بن أحمد، ومحمد بن المجدر، والبغوي، وابن خزيمة، وأبو العباس السراج، وعبد الله بن محمد بن حيان بن مقير، وآخرون. روى البغوي عن أحمد قال: كان محمد بن أبان يستملي لنا عند وكيع، وقال المروذي: قلت لأبي عبد الله: فأبو بكر مستملي وكيع؟ قال: قد كان معنا يكتب الحديث، كتب لي كتابا بخطه، قلت: إنه حدث بحديث أنكروه، ما أقل من يرويه عن عبد الرزاق، وهو عندك وعند خلف بن سالم قال: قد كان معنا تلك السنة.
وقال عبد الله بن أحمد: قدم علينا رجل من بلخ، يقال له: محمد بن أبان، فسألت أبي عنه فعرفه، وذكر أنه كان معهم عند عبد الرزاق، فكتبنا عنه.
وقال أحمد بن قتيبة: سمعت عمرو بن حماد بن فرافصة قال: قدمت الكوفة، فسألني أبو بكر بن أبي شيبة عن محمد بن أبان، فقلت: خلفته على أنه يقدم، فإنه كان أزمع على الخروج، قال: ليته قدم حتى ينتفع به.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال النسائي: ثقة.
وقال ابن حبان: حسن المذاكرة، جمع وصنف، وكان مستملي وكيع.
قال موسى بن هارون، وغيره: مات ببلخ في المحرم سنة أربع وأربعين ومائتين. وفيها أرخه البغوي، وعلي بن محمد السمسار، وضبط اليوم. وروى القباني عن البخاري قال: مات سنة خمس وأربعين.(أعلام/2518)
محمد بن إبراهيم (ع)
التيمي المدني الحافظ من علماء المدينة، مع سالم ونافع، وكان جده الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المهاجرين، وهو ابن عم أبي بكر الصديق. رأى محمد سعد بن أبي وقاص، وأرسل عن أسيد بن حضير، وأسامة بن زيد، وعائشة، وابن عباس.
وحدث عن ابن عمر، وأبي سعيد، وجابر، وأنس بن مالك، ومحمود بن لبيد، وعلقمة بن وقاص، وعيسى بن طلحة، ونافع بن عجير، وعروة، وعطاء بن يسار، وأبي العلاء عبد الرحمن مولى الحرقة، ومعاذ بن عبد الرحمن التيمي، وابن حازم التمار، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وخلق سواهم.
حدث عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، وهشام بن عروة، ويحيى بن أبي كثير، وعمارة بن غزية، وحميد بن قيس الأعرج، والزهري، ومحمد بن عمارة بن عمرو بن حزم، وتوبة العنبري، وابن عجلان، وابن إسحاق، ومحمد بن عمرو، وعبيد الله بن عمر، والأوزاعي، وابنه موسى بن محمد، وأسامة بن زيد الليثي، وخلق سواهم.
قال ابن سعد: كان فقيها محدثا عنى ولده موسى.
وقال العقيلي: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: سمعت أبي ذكر محمد بن إبراهيم التيمي، فقال: في حديثه شيء، يروي أحاديث مناكير أو منكرة.
وقال ابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن خراش: ثقة.
وقال الواقدي: يكنى أبا عبد الله، وكان جده الحارث من المهاجرين الأولين. مات محمد في سنة عشرين ومائة قال ابن سعد: وكان ثقة كثير الحديث.
وقال أبو حسان الزيادي: مات سنة تسع عشرة ومائة وهو ابن أربع وسبعين، وقد سمعت أنه مات سنة عشرين. وكان عريف قومه.
قلت: لعل مالكا لم يحمل عنه لمكان العرافة، لكنه يروي عن رجل عنه.
وقال الهيثم ومحمد بن عبد الله بن نمير والفلاس: مات سنة عشرين ومائة.
وقال خليفة: سنة إحدى وعشرين.(أعلام/2519)
قلت: من غرائبه المنفرد بها حديث " الأعمال " عن علقمة، عن عمر وقد جاز القنطرة، واحتج به أهل الصحاح بلا مثنوية. أخبرنا أبو الفضل بن تاج الأمناء، أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد كتابة، أنبأنا أبو القاسم المستملي، أنبأنا سعيد بن محمد البحيري، أنبأنا زاهر بن أحمد، أنبأنا عبد الله المنيعي، حدثنا هدبة، حدثنا أبان العطار، حدثنا يحيى بن أبي كثير، أن محمد بن إبراهيم حدثه أن أبا سلمة حدثه أنه دخل على عائشة وهي تخاصم في أرض، فقالت: اجتنب الأرض، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من ظلم قيد شبر من الأرض، طوقه من سبع أرضين يوم القيامة أخرجه مسلم عن إسحاق بن منصور، عن حبان، عن أبان بن يزيد نحوه.(أعلام/2520)
محمد بن إسحاق
ابن راهويه الحنظلي: الإمام العالم، الفقيه، الحافظ، قاضي نيسابور أبو الحسن.
سمع: أباه الإمام أبا يعقوب، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وأبا مصعب، وعلي بن حجر، وجماعة.
وعنه: إسماعيل الخطبي، وابن قانع، وأحمد بن خزيمة، وأحمد بن سلم الختلي، وأبو القاسم الطبراني، وآخرون.
ولي قضاء مرو، ثم قضاء نيسابور. وتوفي والده وهذا في الرحلة.
قال الحافظ أبو عبد الله بن الأخرم: سمعته يقول: دخلت على أحمد بن حنبل، فقال لي: أنت ابن أبي يعقوب؟ قلت: نعم. قال: أما إنك لو لزمته كان أكثر لفائدتك، فإنك لن ترى مثله.
قال الحاكم: توفي بمرو.
هذا وهم، فإن ابن قانع وابن المنادي، قالا: قتلته القرامطة بطريق مكة، سنة أربع وتسعين ومائتين.
قلت: قارب الثمانين.(أعلام/2521)
محمد بن الحسن
ابن فرقد، العلامة، فقيه العراق أبو عبد الله الشيباني، الكوفي، صاحب أبي حنيفة. ولد بواسط، ونشأ بالكوفة.
وأخذ عن أبي حنيفة بعض الفقه، وتمم الفقه على القاضي أبي يوسف.
وروى عن: أبي حنيفة، ومسعر، ومالك بن مغول، والأوزاعي، ومالك بن أنس.
أخذ عنه: الشافعي فأكثر جدا، وأبو عبيد، وهشام بن عبيد الله، وأحمد بن حفص فقيه بخارى، وعمرو بن أبي عمرو الحراني، وعلي بن مسلم الطوسي، وآخرون.
وقد سقت أخباره في جزء مفرد.
قال ابن سعد: أصله جزري، سكن أبوه الشام، ثم ولد له محمد سنة اثنتين وثلاثين ومائة، غلب عليه الرأي، وسكن بغداد.
قلت: ولي القضاء للرشيد بعد القاضي أبي يوسف، وكان مع تبحره في الفقه يضرب بذكائه المثل.
كان الشافعي يقول: كتبت عنه وقر بختي وما ناظرت سمينا أذكى منه، ولو أشاء أن أقول: نزل القرآن بلغة محمد بن الحسن، لقلت لفصاحته.
وقال الشافعي: قال محمد بن الحسن: أقمت عند مالك ثلاث سنين وكسرا، وسمعت من لفظه سبعمائة حديث.
وقال ابن معين: كتبت عنه " الجامع الصغير ".
قال إبراهيم الحربي: قلت للإمام أحمد: من أين لك هذه المسائل الدقاق؟ قال: من كتب محمد بن الحسن.
قيل: إن محمدا لما احتضر، قيل له: أتبكي مع العلم؟ قال: أرأيت إن أوقفني الله، وقال: يا محمد، ما أقدمك الري؟ الجهاد في سبيلي، أم ابتغاء مرضاتي؟ ماذا أقول؟
قلت: توفي إلى رحمة الله سنة تسع وثمانين ومائة بالري.(أعلام/2522)
محمد بن الصباح (د، ق)
ابن سفيان الجرجرائي، فهو الإمام المحدث أبو جعفر، مولى عمر بن عبد العزيز، " وجرجرايا ": قرية بين واسط وبغداد.
حدث عن: عبدي العزيز: الدراوردي، وابن أبي حازم، وهشيم، وابن عيينة.
روى عنه: أبو داود، وابن ماجه، والفريابي، والسراج، والقاسم المطرز.
وثقه أبو زرعة.
مات سنة أربعين ومائتين بجرجرايا.
أخبرنا سنقر الزيني بحلب، أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف، أخبرنا أبو بكر بن النقور، أخبرنا المبارك بن عبد الجبار، أخبرنا محمد بن محمد السواق، أخبرنا مخلد بن جعفر، حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، حدثنا محمد بن الصباح البزاز، حدثنا إسماعيل بن زكريا، عن الشيباني، عن عامر، عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى على صاحب قبر بعدما دفن بليلتين.(أعلام/2523)
محمد بن المنكدر (ع)
ابن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي، الإمام الحافظ القدوة، شيخ الإسلام أبو عبد الله القرشي التيمي المدني. ويقال: أبو بكر أخو أبي بكر وعمر. ولد سنة بضع وثلاثين. وحدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعن سلمان، وأبي رافع، وأسماء بنت عميس، وأبي قتادة وطائفة مرسلا. وعن عائشة، وأبي هريرة، وعن ابن عمه، وجابر، وابن عباس، وابن الزبير، وأميمة بنت رقيقة، وربيعة بن عباد، وأنس بن مالك، وأبي أمامة بن سهل، ومسعود بن الحكم، وعبد الله بن حنين، وحمران، وذكوان أبي صالح، وسعيد بن المسيب، وعروة، وعبد الرحمن بن يربوع، وأبيه المنكدر، وخلق.
وعنه عمرو بن دينار، والزهري، وهشام بن عروة، وأبو حازم الأعرج، وموسى بن عقبة، ومحمد بن واسع، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومحمد بن سوقة، وعبيد الله بن عمر، وابن جريج، ومعمر، ومالك، وجعفر الصادق، وشعبة، والسفيانان، وروح بن القاسم، وشعيب بن أبي حمزة، والأوزاعي، وعبد العزيز بن الماجشون، وعمرو بن الحارث، وأبو حنيفة، وابن أبي ذئب، والمنكدر ابنه، وورقاء بن عمر، وأبو عوانة، والوليد بن أبي ثور، ويوسف بن يعقوب بن الماجشون، وابنه الآخر يوسف بن محمد، ويوسف بن إسحاق السبيعي وخلق كثير.
قال علي: له نحو مائتي حديث، وروى ابن راهويه، عن سفيان قال: كان من معادن الصدق، ويجتمع إليه الصالحون، ولم يدرك أحدا أجدر أن يقبل الناس منه إذا قال: قال رسول الله منه.
وقال الحميدي: هو حافظ، وقال ابن معين وأبو حاتم: ثقة.
وقال الترمذي: سألت محمدا يعني: البخاري، سمع من عائشة؟ فقال: نعم. يقول في حديثه: سمعت عائشة.
قلت: إن ثبت الإسناد إلى ابن المنكدر بهذا فجيد، وذلك ممكن ; لأنه قرابتها، وخصيص بها، ولحقها وهو ابن نيف وعشرين سنة.(أعلام/2524)
وقال أبو حاتم البستي: كان من سادات القراء، لا يتمالك البكاء إذا قرأ حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وكان يصفر لحيته ورأسه بالحناء.
وقال أبو القاسم اللالكائي: كان المنكدر خال عائشة، فشكا إليها الحاجة، فقالت: إن لي شيئا يأتيني، أبعث به إليك فجاءتها عشرة آلاف، فبعثت بها إليه، فاشترى جارية، فولدت له محمدا، وأبا بكر، وعمر.
وقال مالك: كان ابن المنكدر سيد القراء.
وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: حدثنا يحيى بن الفضل الأنيسي، سمعت بعض من يذكر عن محمد بن المنكدر، أنه بينا هو ذات ليلة قائم يصلي إذ استبكى، فكثر بكاؤه حتى فزع له أهله، وسألوه، فاستعجم عليهم، وتمادى في البكاء، فأرسلوا إلى أبي حازم فجاء إليه، فقال: ما الذي أبكاك؟ قال: مرت بي آية، قال: وما هي؟ قال: وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون فبكى أبو حازم معه، فاشتد بكاؤهما.
وروى عفيف بن سالم، عن عكرمة بن إبراهيم، عن ابن المنكدر، أنه جزع عند الموت، فقيل له: لم تجزع؟ قال: أخشى آية من كتاب الله. وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون فأنا أخشى أن يبدو لي من الله ما لم أكن أحتسب.
قال ابن عيينة: كان لمحمد بن المنكدر جار مبتلى، فكان يرفع صوته بالبلاء، وكان محمد يرفع صوته بالحمد.
قال عبد العزيز الأويسي: حدثنا مالك قال: كان محمد بن المنكدر لا يكاد أحد يسأله عن حديث إلا كان يبكي.
وعن ابن المنكدر قال: كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت. أبو خالد الأحمر، عن محمد بن سوقة، عن ابن المنكدر قال: إن الله يحفظ العبد المؤمن في ولده وولد ولده، ويحفظه في دويرته ودويرات حوله، فما يزالون في حفظ أو في عافية ما كان بين ظهرانيهم. وسمعت ابن المنكدر يقول: نعم العون على تقوى الله الغنى.(أعلام/2525)
وقال أبو معشر السندي: بعث ابن المنكدر إلى صفوان بن سليم بأربعين دينارا، ثم قال لبنيه: يا بني ما ظنكم بمن فرغ صفوان بن سليم لعبادة ربه. أبو معاوية، عن عثمان بن واقد قال: قيل لابن المنكدر: أي الدنيا أحب إليك؟ قال: الإفضال على الإخوان.
قال أبو معشر: كان سيدا يطعم الطعام، ويجتمع عنده القراء.
وروى جعفر بن سليمان، عن محمد بن المنكدر، أنه كان يضع خده على الأرض، ثم يقول لأمه: قومي ضعي قدمك على خدي.
قرأت على إسحاق الأسدي، أخبركم يوسف الحافظ، أنبأنا أبو المكارم التيمي، أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان، حدثنا إسماعيل القاضي، حدثنا نصر بن علي، حدثنا الأصمعي، حدثنا أبو مودود، عن محمد بن المنكدر. قال: جئت إلى المسجد، فإذا شيخ يدعو عند المنبر بالمطر، فجاء المطر، وجاء بصوت، فقال: يا رب ليس هكذا أريد. فتبعته حتى دخل دار آل حرام، أو دار آل عثمان، فعرضت عليه شيئا فأبى، فقلت: أتحج معي؟ فقال: هذا شيء لك فيه أجر، فأكره أن أنفس عليك، وأما شيء آخذه، فلا.(أعلام/2526)
وبه إلى أبي نعيم، حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا أبو العباس الهروي، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، حدثنا ابن زيد، قال: قال ابن المنكدر: إني لليلة مواجه هذا المنبر في جوف الليل أدعو، إذا إنسان عند أسطوانة مقنع رأسه، فأسمعه يقول: أي رب إن القحط قد اشتد على عبادك، وإني مقسم عليك يا رب إلا سقيتهم، قال: فما كان إلا ساعة إذا سحابة قد أقبلت، ثم أرسلها الله، وكان عزيزا على ابن المنكدر أن يخفى عليه أحد من أهل الخير، فقال: هذا بالمدينة ولا أعرفه!! فلما سلم الإمام، تقنع وانصرف، وأتبعه، ولم يجلس للقاص حتى أتى دار أنس، فدخل موضعا، ففتح ودخل. قال: ورجعت، فلما سبحت، أتيته، فقلت: أدخل؟ قال: ادخل، فإذا هو ينجز أقداحا، فقلت: كيف أصبحت؟ أصلحك الله، قال: فاستشهرها وأعظمها مني، فلما رأيت ذلك، قلت: إني سمعت إقسامك البارحة على الله، يا أخي هل لك في نفقة تغنيك عن هذا، وتفرغك لما تريد من الآخرة؟ قال: لا ولكن غير ذلك، لا تذكرني لأحد، ولا تذكر هذا لأحد حتى أموت، ولا تأتني يابن المنكدر، فإنك إن تأتني شهرتني للناس، فقلت: إني أحب أن ألقاك، قال: القني في المسجد، قال: وكان فارسيا، فما ذكر ذلك ابن المنكدر لأحد حتى مات الرجل. قال ابن وهب: بلغني أنه انتقل من تلك الدار، فلم ير، ولم يدر أين ذهب. فقال أهل تلك الدار: الله بيننا وبين ابن المنكدر، أخرج عنا الرجل الصالح.
قال محمد بن الفيض الغساني: حدثنا عبد الله بن يزيد الدمشقي، حدثنا صدقة بن عبد الله، قال: جئت محمد بن المنكدر، وأنا مغضب، فقلت له: أحللت للوليد أم سلمة؟ قال: أنا! ولكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حدثني جابر أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: لا طلاق لما لا تملك، ولا عتق لما لا تملك ورواه أحمد بن خليد الكندي عن عبد الله بن يزيد.(أعلام/2527)
وقد كان الوليد بن يزيد استقدم محمد بن المنكدر في عدة من الفقهاء أفتوه في طلاق زوجته أم سلمة.
محمد بن سعد: حدثنا أحمد بن أبي إسحاق العبدي، حدثنا حجاج بن محمد، عن أبي معشر، أن المنكدر جاء إلى أم المؤمنين عائشة، فشكى إليها الحاجة، فقالت: أول شيء يأتيني أبعث به إليك. فجاءتها عشرة آلاف درهم، فقالت: ما أسرع ما امتحنت يا عائشة، وبعثت بها إليه فاتخذ منها جارية، فولدت له محمدا وأبا بكر وعمر. كنى أبو خيثمة، وابن سعد وجماعة محمدا: أبا عبد الله، وكناه البخاري ومسلم والنسائي: أبا بكر.
قال يعقوب الفسوي: هو غاية في الإتقان والحفظ والزهد، حجة.
وقال الحميدي: حدثنا سفيان، قال: كان ابن المنكدر يقول: كم من عين ساهرة في رزقي في ظلمات البر والبحر. وكان إذا بكى، مسح وجهه ولحيته من دموعه، ويقول: بلغني أن النار لا تأكل موضعا مسته الدموع. وروي أنه كان يقترض ويحج، فكلم في ذلك، فقال: أرجو وفاءها.
وقال سهل بن محمود: حدثنا سفيان، قال: تعبد ابن المنكدر وهو غلام، وكانوا أهل بيت عبادة. قال يحيى بن بكير: محمد، وأبو بكر، وعمر لا يدرى أيهم أفضل؟ .
قال سعيد بن عامر: قال ابن المنكدر: إني لأدخل في الليل فيهولني، فأصبح حين أصبح وما قضيت منه أربي.
وقال إبراهيم بن سعد: رأيت ابن المنكدر يصلي في مقدم المسجد، فإذا انصرف، مشى قليلا، ثم استقبل القبلة ومد يديه ودعا، ثم ينحرف عن القبلة ويشهر يديه ويدعو، يفعل ذلك حين يخرج فعل المودع.
وقال مصعب بن عبد الله: حدثني إسماعيل بن يعقوب التيمي قال: كان ابن المنكدر يجلس مع أصحابه، فكان يصيبه صمات، فكان يقوم كما هو حتى يضع خده على قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يرجع. فعوتب في ذلك، فقال: إنه يصيبني خطر، فإذا وجدت ذلك، استعنت بقبر النبي -صلى الله عليه وسلم.(أعلام/2528)
وكان يأتي موضعا من المسجد يتمرغ فيه ويضطجع، فقيل له في ذلك، فقال: إني رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الموضع.
ويروى أنه حج، فوهب كل ما معه حتى بقي في إزار، فلما نزل بالروحاء، قال وكيله: ما بقي معنا درهم، فرفع صوته بالتلبية، فلبى أصحابه، ولبى الناس، وبالماء محمد بن هشام، فقال: إني أظن محمد بن المنكدر بالماء، فنظروا، فقالوا: نعم. قال: ما أظن معه شيئا، احملوا إليه أربعة آلاف، فأتي محمد بها.
قال المنكدر بن محمد: كان أبي يحج بولده، فقيل له: لم تحج بهؤلاء؟ .
قال: أعرضهم لله.
قال سعيد بن عامر: قال ابن المنكدر. بات أخي عمر يصلي، وبت أغمز قدم أمي، وما أحب أن ليلتي بليلته.
وقال ابن عيينة: تبع ابن المنكدر جنازة سفيه، فعوتب، فقال: والله إني لأستحيي من الله أن أرى رحمته عجزت عن أحد. الفسوي: حدثنا زيد بن بشر، حدثنا ابن وهب، حدثني ابن زيد، قال: خرج ناس غزاة في الصائفة، فيهم محمد بن المنكدر، فبيناهم يسيرون في الساقة، قال رجل منهم: أشتهي جبنا رطبا، قال محمد: فاستطعمه الله، فإنه قادر، فدعا القوم، فلم يسيروا إلا شيئا حتى وجدوا مكتلا، فإذا هو جبن رطب، فقال بعضهم: لو كان لهذا عسل، فقال: الذي أطعمكموه قادر على ذلك. فدعوا، فساروا قليلا، فوجدوا فاقرة عسل على الطريق، فنزلوا فأكلوا الجبن والعسل. سويد بن سعيد: حدثنا خالد بن عبد الله اليمامي، قال: استودع محمد بن المنكدر وديعة فاحتاج فأنفقها. فجاء صاحبها فطلبها، فتوضأ وصلى ودعا، فقال: يا ساد الهواء بالسماء، ويا كابس الأرض على الماء، ويا واحد قبل كل أحد وبعد كل أحد، أد عني أمانتي، فسمع قائلا يقول: خذ هذه فأد بها عن أمانتك، واقصر في الخطبة، فإنك لن تراني. رواها ابن أبي الدنيا عن سويد، وقيل: كانت مائة دينار.
قال: فإذا بصرة في نعله، فأداها إلى صاحبها.(أعلام/2529)
قال الواقدي: فأصحابنا يتحدثون أن الذي وضعها عامر بن عبد الله بن الزبير، كان كثيرا ما يفعل مثل هذا.
وقال ابن الماجشون: إن رؤية محمد بن المنكدر لتنفعني في ديني.
قال الواقدي وابن المديني وخليفة وجماعة: مات ابن المنكدر سنة ثلاثين ومائة وقال الفسوي: سنة إحدى وثلاثين. قيل: بلغت أحاديث ابن المنكدر المسندة أزيد من مائتي حديث.
أخبرنا محمد بن عبد العزيز المقرئ في سنة اثنتين وتسعين وستمائة وأحمد بن أبي الفتح، وأحمد بن سليمان، والحسن بن علي، وإبراهيم بن غالب، ومحمد بن يوسف، وأبو المحاسن محمد بن أبي الحزم، وإبراهيم بن عبد الرحمن الفارسي، ومحمد بن أحمد العقيلي سماعا منهم في أوقات، قالوا: أنبأنا علي بن محمد السخاوي، وقرأت على علي بن محمد الحافظ، ولؤلؤ المحسني، وعلي بن أحمد القناديلي، وسليمان بن قدامة، قالوا: أنبأنا علي بن هبة الله الخطيب، وقرأت على عبد المعطي بن الباشق، وعبد الحسن بن هبة الله الفوي، أخبركما عبد الرحمن بن مكي، قالوا: أنبأنا أبو طاهر السلفي، أنبأنا مكي بن علان الكرجي، وأخبرتنا عاثشة بنت عيسى سنة اثنتين وتسعين. أنبأنا الإمام أبو محمد بن قدامة حضورا في سنة أربع عشرة وستمائة أنبأنا أبو زرعة المقدسي، أنبأنا محمد بن أحمد الساوي قالا: حدثنا زكريا بن يحيى بن أسد المروزي ببغداد، حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن المنكدر، سمع ابن الزبير، يقول: إذا رميت الجمرة يوم النحر، فقد حل لك ما وراء النساء أخرجاه من حديث سفيان. وبه حدثنا سفيان، عن ابن المنكدر، أنه سمع جابرا يقول: ولد لرجل منا غلام، فسماه القاسم فقلنا: لا نكنيك أبا القاسم ولا ننعم لك عينا. فأتينا النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له. فقال: سم ابنك عبد الرحمن وأخرجاه عن جماعة، عن سفيان بن عيينة.(أعلام/2530)
أخوه عمر بن المنكدر المدني العابد من كبار الصالحين. وله ترجمة في طبقات ابن سعد قلما روى.(أعلام/2531)
محمد بن بشر (ع)
ابن الفرافصة بن المختار بن رديح، الحافظ الإمام الثبت أبو عبد الله العبدي الكوفي.
قال أحمد بن المعدل الفقيه: هو ابن عمنا، نجتمع نحن وهو في المختار.
قلت: ولد في خلافة هشام بن عبد الملك.
وحدث عن: هشام بن عروة، والأعمش، وأبي حيان التيمي، وإسماعيل بن أبي خالد، وزكريا بن أبي زائدة، وعبيد الله بن عمر، ومجمع بن يحيى، ومحمد بن عمرو، وسلام بن أبي عمرة، وحجاج الصواف، وحجاج بن دينار، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وهانئ بن هانئ الجهني، وابن أبي عروبة، وشعبة، وسفيان، ومسعر وخلق. وينزل إلى أن يروي عن إسحاق بن سليمان الدارمي.
حدث عنه: جعفر بن عون رفيقه، وعلي بن المديني، وإسحاق بن راهويه، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأخوه عثمان، وابن نمير، وأبو كريب، وأبو سعيد الأشج، وهارون الحمال، وأحمد بن الفرات، وعبد بن حميد، وأحمد بن يحيى الصوفي، وأحمد بن سليمان الرهاوي، والحسن بن علي بن عفان، ومحمد بن عاصم، وعباس الدوري، وآخرون.
وثقه يحيى بن معين وغيره.
قال أبو عبيد الأجري: سألت أبا داود عن سماع محمد بن بشر من ابن أبي عروبة، فقال: هو أحفظ من كان بالكوفة
الكديمي، عن أبي نعيم قال: لما خرجنا في جنازة مسعر، جعلت أتطاول في المشي، فقلت: يجيئوني: فيسألوني عن حديث مسعر، فذاكرني محمد بن بشر العبدي بحديث مسعر، فأغرب علي سبعين حديثا لم يكن عندي منها إلا حديث واحد.
قال البخاري وغيره: مات سنة ثلاث ومائتين.(أعلام/2532)
أخبرنا علي بن محمد الحافظ وإسماعيل بن مكتوم، وعيسى بن أبي محمد، وأحمد بن أبي طالب وأبو العز بن عساكر قالوا: أخبرنا عبد الله بن عمر، أخبرنا أبو الوقت، أخبرنا الداوودي، أخبرنا ابن حمويه، أخبرنا إبراهيم بن خزيم، حدثنا عبد بن حميد، حدثنا محمد بن بشر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن عمر قال: قيل لعمر: ألا تستخلف؟ قال: إن أترك فقد ترك من هو خير مني: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن أستخلف، فقد استخلف من هو خير مني: أبو بكر - رضي الله عنه متفق عليه من حديث هشام.(أعلام/2533)
محمد بن بكار بن بلال
العاملي، فمفتي دمشق، وقاضيها، الإمام المحدث، أبو عبد الله الدمشقي، والد المحدثين: هارون، والحسن، فهو سمي الذي قبله، ومن جيله. ولد سنة اثنتين وأربعين ومائة، قاله ولده حسن.
وحدث عن: موسى بن علي بن رباح، ومحمد بن راشد المكحولي، وسعيد بن عبد العزيز، وسعيد بن بشير، والليث بن سعد، ويحيى بن حمزة القاضي وطائفة.
وعنه: ابناه، وحفيده الحسن بن أحمد، وأحمد بن أبي الحواري، وأبو زرعة الدمشقي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن عبد الرحمن بن الأشعث الدمشقي، وعلي بن إشكاب وخلق. ذكره أبو زرعة في أهل الفتوى بدمشق.
وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي بمكة سنة خمس عشرة، وسئل عنه، فقال: صدوق.
وقال أبو زرعة الدمشقي: شهدت جنازته في منصرفه من الحج في استقبال سنة ست عشرة ومائتين. وفيها أرخه ابنه الحسن، وقال: وهو ابن أربع وسبعين سنة.(أعلام/2534)
محمد بن جبير (ع)
إمام، فقيه، ثبت، يكنى أبا سعيد.
روى عن أبيه، وعمر، وابن عباس، ووفد على معاوية.
روى عنه أولاده: جبير، وعمر، وسعيد، وإبراهيم، وعمرو بن دينار، والزهري، وسعد بن إبراهيم، وآخرون من المدنيين.
وكان أحد العلماء الأشراف، صاحب كتب وعناية بالعلم.
وقال ابن سعد ثقة، قليل الحديث.
قلت: مات بعد أخيه نافع بقليل بالمدينة ; فقيل: مات في خلافة عمر بن عبد العزيز.(أعلام/2535)
محمد بن جرير
ابن يزيد بن كثير، الإمام العلم المجتهد، عالم العصر أبو جعفر الطبري، صاحب التصانيف البديعة، من أهل آمل طبرستان.
مولده سنة أربع وعشرين ومائتين وطلب العلم بعد الأربعين ومائتين، وأكثر الترحال، ولقي نبلاء الرجال، وكان من أفراد الدهر علما، وذكاء، وكثرة تصانيف. قل أن ترى العيون مثله.
أخبرنا أحمد بن هبة الله، عن أبي روح الهروي: أخبرنا زاهر المستملي، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا محمد بن جرير الفقيه، ومحمد بن إسحاق الثقفي قالا: حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا الحسين بن محمد، حدثنا إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لضباعة: حجي واشترطي أن محلي حيث حبستني حديث حسن غريب من أعلى ما عندي عن ابن جرير.
سمع محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وإسماعيل بن موسى السدي، وإسحاق بن أبي إسرائيل، ومحمد بن أبي معشر، حدثه بالمغازي عن أبيه، ومحمد بن حميد الرازي، وأحمد بن منيع، وأبا كريب محمد بن العلاء، وهناد بن السري، وأبا همام السكوني، ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني، وبندارا، ومحمد بن المثنى، وسفيان بن وكيع، والفضل بن الصباح، وعبدة بن عبد الله الصفار، وسلم بن جنادة، ويونس بن عبد الأعلى، ويعقوب الدورقي.(أعلام/2536)
وأحمد بن المقدام العجلي، وبشر بن معاذ العقدي، وسوار بن عبد الله العنبري، وعمرو بن علي الفلاس، ومجاهد بن موسى، وتميم بن المنتصر، والحسن بن عرفة، ومهنا بن يحيى، وعلي بن سهل الرملي، وهارون بن إسحاق الهمداني، والعباس بن الوليد العذري، وسعيد بن عمرو السكوني، وأحمد بن أخي ابن وهب، ومحمد بن معمر القيسي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، ونصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن عبد الله بن بزيع، وصالح بن مسمار المروزي، وسعيد بن يحيى الأموي، ونصر بن عبد الرحمن الأودي، وعبد الحميد بن بيان السكري، وأحمد بن أبي سريج الرازي، والحسن بن الصباح البزار، وأبا عمار الحسين بن حريث، وأمما سواهم.
واستقر في أواخر أمره ببغداد. وكان من كبار أئمة الاجتهاد.
حدث عنه: أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني -وهو أكبر منه - وأبو القاسم الطبراني، وأحمد بن كامل القاضي، وأبو بكر الشافعي، وأبو أحمد بن عدي، ومخلد بن جعفر الباقرحي، والقاضي أبو محمد بن زبر، وأحمد بن القاسم الخشاب، وأبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان، وأبو جعفر أحمد بن علي الكاتب، وعبد الغفار بن عبيد الله الحضيني، وأبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني، والمعلى بن سعيد، وخلق كثير.
قال أبو سعيد بن يونس: محمد بن جرير من أهل آمل، كتب بمصر، ورجع إلى بغداد، وصنف تصانيف حسنة تدل على سعة علمه.(أعلام/2537)
وقال الخطيب محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب: كان أحد أئمة العلماء، يحكم بقوله، ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، فكان حافظا لكتاب الله، عارفا بالقراءات، بصيرا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالما بالسنن وطرقها، صحيحها وسقيمها، وناسخها ومنسوخها، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين، عارفا بأيام الناس وأخبارهم، وله الكتاب المشهور في " أخبار الأمم وتاريخهم "، وله كتاب: " التفسير " لم يصنف مثله، وكتاب سماه: " تهذيب الآثار " لم أر سواه في معناه، لكن لم يتمه، وله في أصول الفقه وفروعه كتب كثيرة واختيار من أقاويل الفقهاء، وتفرد بمسائل حفظت عنه.
قلت: كان ثقة، صادقا، حافظا، رأسا في التفسير، إماما في الفقه والإجماع والاختلاف، علامة في التاريخ وأيام الناس، عارفا بالقراءات وباللغة، وغير ذلك.
قرأ القرآن ببيروت على العباس بن الوليد.
ذكر أبو محمد عبد الله بن أحمد بن جعفر الفرغاني: أن مولده بآمل.
وقيل: إن المكتفي أراد أن يحبس وقفا تجتمع عليه أقاويل العلماء، فأحضر له ابن جرير، فأملى عليهم كتابا لذلك، فأخرجت له جائزة، فامتنع من قبولها، فقيل له: لا بد من قضاء حاجة. قال: أسأل أمير المؤمنين أن يمنع السؤال يوم الجمعة، ففعل ذلك.
وكذا التمس منه الوزير أن يعمل له كتابا في الفقه، فألف له كتاب: " الخفيف "، فوجه إليه بألف دينار، فردها.(أعلام/2538)
الخطيب: حدثني أبو الفرج محمد بن عبيد الله الشيرازي الخرجوشي: سمعت أحمد بن منصور الشيرازي، سمعت محمد بن أحمد الصحاف السجستاني، سمعت أبا العباس البكري يقول: جمعت الرحلة بين ابن جرير، وابن خزيمة، ومحمد بن نصر المروزي، ومحمد بن هارون الروياني بمصر، فأرملوا ولم يبق عندهم ما يقوتهم، وأضر بهم الجوع، فاجتمعوا ليلة في منزل كانوا يأوون إليه، فاتفق رأيهم على أن يستهموا ويضربوا القرعة، فمن خرجت عليه القرعة سأل لأصحابه الطعام، فخرجت القرعة على ابن خزيمة، فقال لأصحابه: أمهلوني حتى أصلي صلاة الخيرة. قال: فاندفع في الصلاة، فإذا هم بالشموع وخصي من قبل والي مصر يدق الباب، ففتحوا، فقال: أيكم محمد بن نصر؟ فقيل: هو ذا. فأخرج صرة فيها خمسون دينارا، فدفعها إليه، ثم قال: وأيكم محمد بن جرير؟ فأعطاه خمسين دينارا، وكذلك للروياني، وابن خزيمة، ثم قال: إن الأمير كان قائلا بالأمس، فرأى في المنام أن المحامد جياع قد طووا كشحهم، فأنفذ إليكم هذه الصرر، وأقسم عليكم: إذا نفدت، فابعثوا إلي أحدكم.(أعلام/2539)
وقال أبو محمد الفرغاني في " ذيل تاريخه " على تاريخ الطبري، قال: حدثني أبو علي هارون بن عبد العزيز ; أن أبا جعفر لما دخل بغداد، وكانت معه بضاعة يتقوت منها، فسرقت فأفضى به الحال إلى بيع ثيابه وكمي قميصه، فقال له بعض أصدقائه: تنشط لتأديب بعض ولد الوزير أبي الحسن عبيد الله بن يحيى بن خاقان؟ قال: نعم. فمضى الرجل، فأحكم له أمره، وعاد فأوصله إلى الوزير بعد أن أعاره ما يلبسه، فقربه الوزير ورفع مجلسه، وأجرى عليه عشرة دنانير في الشهر، فاشترط عليه أوقات طلبه للعلم والصلوات والراحة، وسأل إسلافه رزق شهر، ففعل، وأدخل في حجرة التأديب، وخرج إليه الصبي -وهو أبو يحيى -، فلما كتبه أخذ الخادم اللوح، ودخلوا مستبشرين، فلم تبق جارية إلا أهدت إليه صينية فيها دراهم ودنانير، فرد الجميع وقال: قد شورطت على شيء، فلا آخذ سواه. فدرى الوزير ذلك، فأدخلته إليه وسأله، فقال: هؤلاء عبيد وهم لا يملكون. فعظم ذلك في نفسه.
وكان ربما أهدى إليه بعض أصدقائه الشيء فيقبله، ويكافئه أضعافا لعظم مروءته.
قال الفرغاني: وكتب إلي المراغي يذكر أن المكتفي قال للوزير: أريد أن أقف وقفا. فذكر القصة وزاد: فرد الألف على الوزير ولم يقبلها، فقيل له: تصدق بها. فلم يفعل، وقال: أنتم أولى بأموالكم وأعرف بمن تصدقون عليه.
قال الخطيب: سمعت علي بن عبيد الله اللغوي يحكي: أن محمد بن جرير مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم منها أربعين ورقة.
قال الخطيب: وبلغني عن أبي حامد أحمد بن أبي طاهر الإسفراييني الفقيه أنه قال: لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل تفسير محمد بن جرير لم يكن كثيرا.(أعلام/2540)
قال الحاكم: سمعت حسينك بن علي يقول: أول ما سألني ابن خزيمة فقال لي: كتبت عن محمد بن جرير الطبري؟ قلت: لا، قال: ولم؟ قلت: لأنه كان لا يظهر، وكانت الحنابلة تمنع من الدخول عليه، قال: بئس ما فعلت، ليتك لم تكتب عن كل من كتبت عنهم، وسمعت من أبي جعفر.
قال الحاكم: وسمعت أبا بكر بن بالويه يقول: قال لي أبو بكر بن خزيمة: بلغني أنك كتبت التفسير عن محمد بن جرير؟ قلت: بلى، كتبته عنه إملاء، قال: كله؟ قلت: نعم. قال: في أي سنة؟ قلت: من سنة ثلاث وثمانين إلى سنة تسعين ومائتين. قال: فاستعاره مني أبو بكر، ثم رده بعد سنين، ثم قال: لقد نظرت فيه من أوله إلى آخره، وما أعلم على أديم الأرض أعلم من محمد بن جرير، ولقد ظلمته الحنابلة.
قال أبو محمد الفرغاني: تم من كتب محمد بن جرير كتاب: " التفسير " الذي لو ادعى عالم أن يصنف منه عشرة كتب، كل كتاب منها يحتوي على علم مفرد مستقصى لفعل.
وتم من كتبه كتاب: " التاريخ " إلى عصره، وتم أيضا كتاب: " تاريخ الرجال " من الصحابة والتابعين، وإلى شيوخه الذين لقيهم، وتم له كتاب: " لطيف القول في أحكام شرائع الإسلام "، وهو مذهبه الذي اختاره، وجوده، واحتج له، وهو ثلاثة وثمانون كتابا، وتم له كتاب " القراءات والتنزيل والعدد " وتم له كتاب: " اختلاف علماء الأمصار "، وتم له كتاب: " الخفيف في أحكام شرائع الإسلام "، وهو مختصر لطيف، وتم له كتاب: " التبصير "، وهو رسالة إلى أهل طبرستان، يشرح فيها ما تقلده من أصول الدين، وابتدأ بتصنيف كتاب: " تهذيب الآثار " وهو من عجائب كتبه، ابتداء بما أسنده الصديق مما صح عنده سنده، وتكلم على كل حديث منه بعلله وطرقه، ثم فقهه، واختلاف العلماء وحججهم، وما فيه من المعاني والغريب، والرد على الملحدين، فتم منه مسند العشرة وأهل البيت والموالي، وبعض مسند ابن عباس، فمات قبل تمامه.(أعلام/2541)
قلت: هذا لو تم لكان يجيء في مائة مجلد.
قال: وابتدأ بكتابه " البسيط " فخرج منه كتاب الطهارة، فجاء في نحو من ألف وخمس مائة ورقة ; لأنه ذكر في كل باب منه اختلاف الصحابة والتابعين، وحجة كل قول، وخرج منه أيضا أكثر كتاب الصلاة، وخرج منه آداب الحكام. وكتاب: " المحاضر والسجلات " وكتاب: " ترتيب العلماء " وهو من كتبه النفيسة، ابتدأه بآداب النفوس وأقوال الصوفية، ولم يتمه، وكتاب " المناسك " وكتاب: " شرح السنة " وهو لطيف، بين فيه مذهبه واعتقاده، وكتابه: " المسند " المخرج، يأتي فيه على جميع ما رواه الصحابي من صحيح وسقيم، ولم يتمه، ولما بلغه أن أبا بكر بن أبي داود تكلم في حديث غدير خم عمل كتاب: " الفضائل " فبدأ بفضل أبي بكر، ثم عمر، وتكلم على تصحيح حديث غدير خم، واحتج لتصحيحه، ولم يتم الكتاب.
وكان ممن لا تأخذه في الله لومة لائم مع عظيم ما يلحقه من الأذى والشناعات، من جاهل، وحاسد، وملحد، فأما أهل الدين والعلم فغير منكرين علمه، وزهده في الدنيا، ورفضه لها، وقناعته -رحمه الله- بما كان يرد عليه من حصة من ضيعة خلفها له أبوه بطبرستان يسيرة.
وحدثني هارون بن عبد العزيز قال: قال أبو جعفر: استخرت الله وسألته العون على ما نويته من تصنيف التفسير قبل أن أعمله ثلاث سنين، فأعانني.
القاضي أبو عبد الله القضاعي: حدثنا علي بن نصر بن الصباح، حدثنا أبو عمر عبيد الله بن أحمد السمسار، وأبو القاسم بن عقيل الوراق: أن أبا جعفر الطبري قال لأصحابه: هل تنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا؟ قالوا: كم قدره؟ فذكر نحو ثلاثين ألف ورقة، فقالوا: هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه! فقال: إنا لله! ماتت الهمم. فاختصر ذلك في نحو ثلاثة آلاف ورقة، ولما أن أراد أن يملي التفسير قال لهم نحوا من ذلك، ثم أملاه على نحو من قدر التاريخ.(أعلام/2542)
قال أحمد بن كامل القاضي: أربعة كنت أحب بقاءهم: أبو جعفر بن جرير، والبربري، وأبو عبد الله بن أبي خيثمة، والمعمري، فما رأيت أفهم منهم ولا أحفظ.
قال الفرغاني: وحدثني هارون بن عبد العزيز: قال لي أبو جعفر الطبري: أظهرت مذهب الشافعي، واقتديت به ببغداد عشر سنين، وتلقاه مني ابن بشار الأحول أستاذ ابن سريج. قال هارون: فلما اتسع علمه أداه اجتهاده وبحثه إلى ما اختاره في كتبه.
قال الفرغاني: وكتب إلي المراغي قال: لما تقلد الخاقاني الوزارة وجه إلى أبي جعفر الطبري بمال كثير، فامتنع من قبوله، فعرض عليه القضاء فامتنع، فعرض عليه المظالم فأبى، فعاتبه أصحابه وقالوا: لك في هذا ثواب، وتحيي سنة قد درست. وطمعوا في قبوله المظالم، فباكروه ليركب معهم لقبول ذلك، فانتهرهم وقال: قد كنت أظن أني لو رغبت في ذلك لنهيتموني عنه. قال: فانصرفنا خجلين.
أبو الفتح بن أبي الفوارس: أخبرنا محمد بن علي بن سهل بن الإمام -صاحب محمد بن جرير -: سمعت محمد بن جرير وهو يكلم ابن صالح الأعلم، وجرى ذكر علي -رضي الله عنه-، ثم قال محمد بن جرير: من قال: إن أبا بكر وعمر ليسا بإمامي هدى، أيش هو؟ قال: مبتدع. فقال ابن جرير إنكارا عليه: مبتدع مبتدع! هذا يقتل.
وقال مخلد الباقرحي: أنشدنا محمد بن جرير لنفسه:
إذا أعسرت لم يعلم رفيقي
وأستغني فيستغني صديقي
حيائي حافظ لي ماء وجهي
ورفقي في مطالبتي رفيقي
ولو أني سمحت بماء وجهي
لكنت إلى العلا سهل الطريق
وله:
خلقان لا أرضى فعالهما
بطر الغنى ومذلة الفقر
فإذا غنيت فلا تكن بطرا
وإذا افتقرت فته على الدهر(أعلام/2543)
قال أبو محمد الفرغاني: حدثني أبو بكر الدينوري قال: لما كان وقت صلاة الظهر من يوم الاثنين الذي توفي فيه -في آخره- ابن جرير طلب ماء ليجدد وضوءه، فقيل له: تؤخر الظهر تجمع بينها وبين العصر. فأبى وصلى الظهر مفردة، والعصر في وقتها أتم صلاة وأحسنها.
وحضر وقت موته جماعة منهم: أبو بكر بن كامل، فقيل له قبل خروج روحه: يا أبا جعفر، أنت الحجة فيما بيننا وبين الله فيما ندين به، فهل من شيء توصينا به من أمر ديننا، وبينة لنا نرجو بها السلامة في معادنا؟ فقال: الذي أدين الله به وأوصيكم هو ما ثبت في كتبي، فاعملوا به وعليه. وكلاما هذا معناه، وأكثر من التشهد وذكر الله -عز وجل-، ومسح يده على وجهه، وغمض بصره بيده، وبسطها وقد فارقت روحه الدنيا. وكان مولده سنة أربع وعشرين ومائتين ورحل من آمل لما ترعرع وحفظ القرآن، وسمح له أبوه في أسفاره، وكان طول حياته يمده بالشيء بعد الشيء إلى البلدان، فيقتات به، ويقول فيما سمعته: أبطأت عني نفقة والدي، واضطررت إلى أن فتقت كمي قميصي فبعتهما.
قلت: جمع طرق حديث: غدير خم، في أربعة أجزاء، رأيت شطره، فبهرني سعة رواياته، وجزمت بوقوع ذلك.
قيل لابن جرير: إن أبا بكر بن أبي داود يملي في مناقب علي. فقال: تكبيرة من حارس. وقد وقع بين ابن جرير وبين ابن أبي داود، وكان كل منهما لا ينصف الآخر، وكانت الحنابلة حزب أبي بكر بن أبي داود، فكثروا وشغبوا على ابن جرير، وناله أذى، ولزم بيته، نعوذ بالله من الهوى.
وكان ابن جرير من رجال الكمال، وشنع عليه بيسير تشيع، وما رأينا إلا الخير، وبعضهم ينقل عنه أنه كان يجيز مسح الرجلين في الوضوء، ولم نر ذلك في كتبه.(أعلام/2544)
ولأبي جعفر في تآليفه عبارة وبلاغة، فمما قاله في كتاب: " الآداب النفيسة والأخلاق الحميدة ": القول في البيان عن الحال الذي يجب على العبد مراعاة حاله فيما يصدر من عمله لله عن نفسه، قال: (إنه لا حالة من أحوال المؤمن يغفل عدوه الموكل به عن دعائه إلى سبيله، والقعود له رصدا بطرق ربه المستقيمة، صادا له عنها، كما قال لربه -عز ذكره- إذ جعله من المنظرين: لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم طمعا منه في تصديق ظنه عليه إذ قال لربه: لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا.
فحق على كل ذي حجى أن يجهد نفسه في تكذيب ظنه، وتخييبه منه أمله وسعيه فيما أرغمه، ولا شيء من فعل العبد أبلغ في مكروهه من طاعته ربه، وعصيانه أمره، ولا شيء أسر إليه من عصيانه ربه، واتباعه أمره.
فكلام أبي جعفر من هذا النمط، وهو كثير مفيد.
وقد حكى أبو علي التنوخي في " النشوار " له، عن عثمان بن محمد السلمي قال: حدثني ابن منجو القائد، قال: حدثني غلام لابن المزوق، قال: اشترى مولاي جارية، فزوجنيها، فأحببتها وأبغضتني حتى ضجرت، فقلت لها: أنت طالق ثلاثا، لا تخاطبيني بشيء إلا قلت لك مثله، فكم أحتملك؟ فقالت في الحال: أنت طالق ثلاثا. فأبلست، فدللت على محمد بن جرير، فقال لي: أقم معها بعد أن تقول لها: أنت طالق ثلاثا إن طلقتك.
فاستحسن هذا الجواب. وذكره شيخ الحنابلة ابن عقيل، وقال: وله جواب آخر: أن يقول كقولها سواء: أنت طالق. ثلاثا -بفتح التاء- فلا يحنث. وقال أبو الفرج ابن الجوزي: وما كان يلزمه أن يقول لها ذاك على الفور، فله التمادي إلى قبل الموت.
قلت: ولو قال: أنت طالق ثلاثا، وقصد الاستفهام أو عنى أنها طالق من وثاق، أو عنى الطلق لم يقع طلاق في باطن الأمر.(أعلام/2545)
وله جواب آخر على قاعدة مراعاة سبب اليمين ونية الحالف، فما كان عليه أن يقول لها ما قالته، إذ من المعلوم بقرينة الحال استثناء ذلك قطعا ; لأنه ما قصد إلا أنها إذا قالت له ما يؤذيه أن يؤذيها بمثله، ولو جاوبها بالطلاق لسرت هي، ولتأذى هو، كما استثني من عموم قوله تعالى: وأوتيت من كل شيء بقرينة الحال أنها لم تؤت لحية ولا إحليلا.
ومن المعلوم استثناؤه بالضرورة التي لم يقصدها الحالف قط لو حلف: لا تقولي لي شيئا إلا قلت لك مثله، أنها لو كفرت وسبت الأنبياء فلم يجاوبها بمثل ذلك لأحسن.
ثم يقول طائفة من الفقهاء: إنه لم يحنث إلا أن يكون -والعياذ بالله- قصد دخول ذلك في يمينه.
وأما على مذهب داود بن علي، وابن حزم، والشيعة، وغيرهم، فلا شيء عليه، ورأوا الحلف والأيمان بالطلاق من أيمان اللغو، وأن اليمين لا تنعقد إلا بالله.
وذهب إمام في زماننا إلى أن من حلف على حض أو منع بالطلاق، أو العتاق، أو الحج ونحو ذلك فكفارته كفارة يمين، ولا طلاق عليه.
قال ابن جرير في كتاب " التبصير في معالم الدين ": القول فيما أدرك علمه من الصفات خبرا، وذلك نحو إخباره تعالى أنه سميع بصير، وأن له يدين بقوله: بل يداه مبسوطتان وأن له وجها بقوله: ويبقى وجه ربك وأنه يضحك بقوله في الحديث: لقي الله وهو يضحك إليه وأنه ينزل إلى سماء الدنيا لخبر رسوله بذلك وقال -عليه السلام-: ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن.
إلى أن قال: فإن هذه المعاني التي وصفت ونظائرها مما وصف الله نفسه ورسوله ما لا يثبت حقيقة علمه بالفكر والروية، لا نكفر بالجهل بها أحدا إلا بعد انتهائها إليه.(أعلام/2546)
أخبرنا أحمد بن هبة الله: أخبرنا زين الأمناء الحسن بن محمد، أخبرنا أبو القاسم الأسدي، أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي، أخبرنا أبو سعيد الدينوري مستملي ابن جرير، أخبرنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري بعقيدته، فمن ذلك: وحسب امرئ أن يعلم أن ربه هو الذي على العرش استوى، فمن تجاوز ذلك فقد خاب وخسر. وهذا " تفسير " هذا الإمام مشحون في آيات الصفات بأقوال السلف على الإثبات لها، لا على النفي والتأويل، وأنها لا تشبه صفات المخلوقين أبدا.
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله، أخبرنا المسلم بن أحمد المازني، أخبرنا علي بن الحسن الحافظ ببعلبك سنة إحدى وخمسين وخمس مائة، أخبرنا علي بن إبراهيم الحسيني، أخبرنا أبو بكر الحافظ، قال: قرأت على أبي الحسن هبة الله بن الحسن الأديب لابن دريد. قلت: يرثي ابن جرير:
لن تستطيع لأمر الله تعقيبا
فاستنجد الصبر أو فاستشعر الحوبا
وافزع إلى كنف التسليم وارض بما
قضى المهيمن مكروها ومحبوبا
إن الرزية لا وفر تزعزعه
أيدي الحوادث تشتيتا وتشذيبا
ولا تفرق ألاف يفوت بهم
بين يغادر حبل الوصل مقضوبا
لكن فقدان من أضحى بمصرعه
نور الهدى وبهاء العلم مسلوبا
إن المنية لم تتلف به رجلا
بل أتلفت علما للدين منصوبا
أهدى الردى للثرى إذ نال مهجته
نجما على من يعادي الحق مصبوبا
كان الزمان به تصفو مشاربه
فالآن أصبح بالتكدير مقطوبا
كلا وأيامه الغر التي جعلت
للعلم نورا وللتقوى محاريبا
لا ينسري الدهر عن شبه له أبدا
ما استوقف الحج بالأنصاب أركوبا
إذا انتضى الرأي في إيضاح مشكلة
أعاد منهجها المطموس ملحوبا
لا يولج اللغو والعوراء مسمعه
ولا يقارف ما يغشيه تأنيبا
تجلو مواعظه رين القلوب كما(أعلام/2547)
يجلو ضياء سنا الصبح الغياهيبا
لا يأمن العجز والتقصير مادحه
ولا يخاف على الإطناب تكذيبا
ودت بقاع بلاد الله لو جعلت
قبرا له لحباها جسمه طيبا
كانت حياتك للدنيا وساكنها
نورا فأصبح عنها النور محجوبا
لو تعلم الأرض من وارت لقد خشعت
أقطارها لك إجلالا وترحيبا
إن يندبوك فقد ثلت عروشهم
وأصبح العلم مرثيا ومندوبا
ومن أعاجيب ما جاء الزمان به
وقد يبين لنا الدهر الأعاجيبا
أن قد طوتك غموض الأرض في لحف
وكنت تملأ منها السهل واللوبا
قال أحمد بن كامل: توفي ابن جرير عشية الأحد ليومين بقيا من شوال سنة عشر وثلاثمائة ودفن في داره برحبة يعقوب -يعني ببغداد.
قال: ولم يغير شيبه، وكان السواد فيه كثيرا، وكان أسمر إلى الأدمة، أعين، نحيف الجسم، طويلا، فصحيا. وشيعه من لا يحصيهم إلا الله تعالى، وصلي على قبره عدة شهور ليلا ونهارا. إلى أن قال: ورثاه خلق من الأدباء وأهل الدين، ومن ذلك قول أبي سعيد بن الأعرابي:
حدث مفظع وخطب جليل
دق عن مثله اصطبار الصبور
قام ناعي العلوم أجمع لما قام
ناعي محمد بن جرير(أعلام/2548)
محمد بن حاطب (ت، س، ق)
ابن الحارث بن معمر بن حبيب الجمحي.
مولده بالحبشة هو وأخوه الحارث، فتوفي أبوهما هناك. وجدهم حبيب من كبار قريش، وهو ابن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب.
وأمه من المهاجرات، وهي أم جميل بنت المجلل.
وله صحبة. وحديث في الدف في العرس. ويروي عن علي أيضا.
روى عنه: بنوه؛ الحارث، وعمر، وإبراهيم، ولقمان، وحفيده عثمان بن إبراهيم الجمحي، وسماك بن حرب، وسعد بن إبراهيم الزهري، وأبو بلج يحيى بن سليم.
وهو أخو عبد الله بن جعفر بن أبي طالب من الرضاعة.
وقيل: هو أول من سمي محمدا في الإسلام.
فأما محمد بن مسلمة الأنصاري فسمي محمدا قبل المبعث.
ويكنى محمد بن حاطب، أبا إبراهيم.
زكريا بن أبي زائدة: عن سماك بن حرب، عن محمد بن حاطب، قال: تناولت قدرا، فاحترقت يدي، فانطلقت بي أمي إلى رجل جالس، فقالت له: يا رسول الله! وأدنتني منه، فجعل ينفث، ويتكلم بكلام لا أدري ما هو، فسألت أمي بعد ذلك ما كان يقول؟ قالت: كان يقول: أذهب الباس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت.
سمعه منه محمد بن بشر العبدي، وتابعه شريك، وشعبة، ومسعر. رواه النسائي.
مات محمد بن حاطب سنة أربع وسبعين.(أعلام/2549)
محمد بن حماد (ق)
الإمام المحدث الرحال الثقة، أبو عبد الله، الرازي الطهراني، وطهران محلة أظن.
سمع عبد الرزاق، وعبيد الله بن موسى، وأبا عاصم النبيل، وعبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، وأبا نعيم، وطبقتهم فأكثر وأطاب.
حدث عنه: ابن ماجه، وأبو إسحاق بن أبي ثابت، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعبد الله بن علي خطيب يافا، وجماعة.
قال ابن أبي حاتم، ثقة، كتبت عنه بالري وبغداد والإسكندرية.
وقال الدارقطني: ثقة.
وقال أبو أحمد بن عدي: سمعت منصورا الفقيه يقول: لم أر من الشيوخ أحدا فأحببت أن أكون مثلهم -يعني: في الفضل- غير ثلاثة أنفس: أولهم محمد بن حماد الطهراني.
قلت: توفي الطهراني بعسقلان سنة إحدى وسبعين ومائتين في شهر ربيع الآخر، وله نيف وثمانون سنة.
قرأت على عمر بن عبد المنعم: أخبركم عبد الصمد بن محمد حضورا، أخبرنا علي بن المسلم، أخبرنا ابن طلاب، أخبرنا ابن جميع، حدثنا عبد الله بن علي إمام الجامع بيافا، حدثنا محمد بن حماد الطهراني، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري، قال: اعتكف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المسجد، فسمعهم يجهرون بالقراءة وهو في قبة له، فكشف الستر، وقال: إذا كان أحدكم يناجي ربه، فلا يرفعن بعضكم على بعض القراءة -أو قال- في الصلاة.(أعلام/2550)
محمد بن حميد (د، ت، ق)
ابن حيان العلامة الحافظ الكبير، أبو عبد الله الرازي.
مولده في حدود الستين ومائة.
وحدث عن: يعقوب القمي - وهو أكبر شيخ له -، وابن المبارك، وجرير بن عبد الحميد، والفضل بن موسى، وحكام بن سلم، وزافر بن سليمان، ونعيم بن ميسرة، وسلمةبن الفضل الأبرش، وخلق كثير من طبقتهم.
وهو مع إمامته منكر الحديث، صاحب عجائب.
حدث عنه: أبو داود، والترمذي، والقزويني في كتبهم، وأحمد بن حنبل، وأبو زرعة، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وصالح بن محمد جزرة، والحسن بن علي المعمري، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو القاسم البغوي، وأبو بكر محمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن هارون الروياني، وخلق كثير.
قال أبو زرعة: من فاته محمد بن حميد، يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث.
وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي، يقول: لا يزال بالري علم ما دام محمد بن حميد حيا.
وقال أبو قريش الحافظ: قلت لمحمد بن يحيى: ما تقول في محمد بن حميد؟ فقال: ألا تراني أحدث عنه.
وقال أبو قريش: وكنت في مجلس محمد بن إسحاق الصاغاني، فقال: حدثنا ابن حميد فقلت: تحدث عنه؟ فقال وما لي لا أحدث عنه، وقد حدث عنه أحمد، ويحيى بن معين؟ .
وأما البخاري، فقال: في حديثه نظر.
وقال صالح بن محمد: كنا نتهم ابن حميد.
قال أبو علي النيسابوري: قلت لابن خزيمة: لو حدث الأستاذ عن محمد بن حميد ; فإن أحمد بن حنبل قد أحسن الثناء عليه. قال: إنه لم يعرفه، ولو عرفه كما عرفناه، لما أثنى عليه أصلا.
قال أبو أحمد العسال: سمعت فضلك، يقول: دخلت على ابن حميد، وهو يركب الأسانيد على المتون.
قلت: آفته هذا الفعل ; وإلا فما أعتقد فيه أنه يضع متنا. وهذا معنى قولهم: فلان سرق الحديث.(أعلام/2551)
قال يعقوب بن إسحاق الفقيه: سمعت صالح بن محمد الأسدي، يقول: ما رأيت أحذق بالكذب من سليمان الشاذكوني، ومحمد بن حميد الرازي، وكان حديث محمد بن حميد كل يوم يزيد.
قال أبو إسحاق الجوزجاني: هو غير ثقة.
وقال أبو حاتم: سمعت يحيى بن معين، يقول: قدم علينا محمد بن حميد بغداد، فأخذنا منه كتاب يعقوب القمي، ففرقنا الأوراق بيننا، ومعنا أحمد بن حنبل، فسمعناه، ولم نر إلا خيرا. فأي شيء تنقمون عليه؟ قلت يكون في كتابه شيء، فيقول: ليس هو كذا، ويأخذ القلم فيغيره، فقال: بئس هذه الخصلة.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال العقيلي: حدثني إبراهيم بن يوسف، قال: كتب أبو زرعة، ومحمد بن مسلم، عن محمد بن حميد حديثا كثيرا، ثم تركا الرواية عنه.
قلت: قد أكثر عنه ابن جرير في كتبه. ووقع لنا حديثه عاليا، ولا تركن النفس إلى ما يأتي به، فالله أعلم. ولم يقدم إلى الشام، وله ذكر في " تاريخ الخطيب ".
أخبرنا الشيخ عماد الدين أبو محمد عبد الحافظ بن بدران بنابلس، وأبو الفضل يوسف بن أحمد بدمشق، قالا: أخبرنا موسى بن عبد القادر، أخبرنا سعيد بن أحمد، أخبرنا علي بن أحمد البندار، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا سلمة، يعني: ابن الفضل، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي مليكة، سمعت القاسم بن محمد، يقول: حدثني السائب، قال: قال لي سعد: يا ابن أخي، هل قرأت القرآن؟ قلت: نعم. قال: تغن بالقرآن; فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: تغنوا بالقرآن، ليس منا من لم يتغن بالقرآن، وابكوا فإن لم تقدروا على البكاء فتباكوا.
هذا حديث غريب.
مات ابن حميد سنة ثمان وأربعين ومائتين.(أعلام/2552)
وفيها توفي أحمد بن صالح، وحسين الكرابيسي، وعيسى زغبة، وأبو هشام الرفاعي، وأبو كريب، ومحمد بن زنبور، والقاسم الجوعي. وطاهر بن عبد الله بن طاهر الأمير، وعبد الجبار بن العلاء، وعبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد، ومحمد بن موسى الحرشي، والخليفة المنتصر.(أعلام/2553)
محمد بن راشد (4)
المكحولي الدمشقي المحدث نزيل البصرة.
حدث عن: مكحول وإليه ينسب، فأحسبه ابن مولاه، وعن عبدة بن أبي لبابة، وليث بن أبي رقية، وأبي وهب عبيد الله الكلاعي، وسليمان بن موسى، وجماعة.
حدث عنه: سفيان، وشعبة، وماتا قبله، وبقية، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الرزاق، وحبان بن هلال، وعارم، وحفص بن عمر الحوضي، وبشر بن الوليد، وعلي بن الجعد، وشيبان بن فروخ، وجماعة خاتمتهم عبد الله بن معاوية الجمحي.
وثقه الإمام أحمد.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي.
وقال الدارقطني: يعتبر به. وقال أبو أحمد بن عدي: ليس بحديثه بأس إذا حدث عنه ثقة، فحديثه مستقيم. وكناه البخاري والنسائي: أبا يحيى.
قال عبد الرزاق: ما رأيت رجلا أورع منه.
عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، قال: قال أبو النضر: كنت أوصي، شعبة بالرصافة، فدخل محمد بن راشد، فقال لي شعبة: أما كتبت عنه، أما إنه صدوق، ولكنه شيعي قدري. وقال الفلاس: قدري.
محمود بن غيلان: عن أبي النضر، عن شعبة، قال لي: لا تكتب عن محمد بن راشد، فإنه معتزلي رافضي. وقال أبو مسهر: لم يكن ثقة، كان يصحف.
قال الجوزجاني: يشتمل على غير بدعة، وكان متحريا للصدق. وعن أبي مسهر: كان يرى السيف، فلم أكتب عنه.
قال أبو زرعة الدمشقي: مات بعد سنة ستين ومائة.(أعلام/2554)
محمد بن رافع (خ، م، د، س، ت)
ابن أبي زيد، واسمه سابور، الإمام الحافظ الحجة القدوة، بقية الأعلام أبو عبد الله القشيري مولاهم النيسابوري. ولد سنة نيف وسبعين ومائة في أيام مالك الإمام، ورحل سنة نيف وتسعين. وسمع ما لا يوصف كثرة، وجمع، وصنف.
قال فيه الحاكم في " تاريخه ": شيخ عصره بخراسان في الصدق والرحلة.
سمع بالحجاز سفيان بن عيينة، ومعن بن عيسى، وابن أبي فديك، وأبا بكر بن أبي أويس، وطبقتهم بالحجاز. وعبد الله بن إدريس، ووكيعا، وابن نمير، وأبا معاوية، وأبا أسامة، ويونس بن بكير، والحسين الجعفي، وعدة بالكوفة. وعبد الرزاق، وأخاه عبد الوهاب، ويزيد بن أبي حكيم، وعبد الله الوليد، وإسماعيل بن عبد الكريم باليمن، وأبا داود، ووهب بن جرير، وأبا قتيبة، وأبا علي الحنفي، وحماد بن مسعدة وعدة بالبصرة.
ومن يزيد بن هارون وطبقته بواسط. ومن شبابة بالمدائن. ومن أبي النضر وعدة ببغداد. ومن النضر بن شميل، ومكي بن إبراهيم وطبقتهما بخراسان. وعني بالسنن علما وعملا وعمر، وارتحل الناس إليه.
حدث عنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، والترمذي في تصانيفهم، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن سلمة، وأبو زرعة، وإبراهيم بن أبي طالب، وأبو بكر بن خزيمة، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن عقيل البلخي، وجعفر بن أحمد بن نصر، ومحمد بن إسحاق الثقفي، وزنجويه بن محمد، وخلق، آخرهم موتا حاجب بن أحمد الطوسي. ومن طريقه يقع حديثه عاليا في " الثقفيات ".(أعلام/2555)
قال الحاكم: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، سمعت أبا عمرو المستملي، سمعت محمد بن رافع يقول: كنت مع أحمد بن حنبل وإسحاق عند عبد الرزاق، فجاءنا يوم الفطر، فخرجنا مع عبد الرزاق إلى المصلى، ومعنا ناس كثير فلما رجعنا من المصلى، دعانا عبد الرزاق إلى الغداء، فجعلنا نتغدى معه، فقال لأحمد وإسحاق: رأيت اليوم منكما شيئا عجبا، لم تكبرا! ! قالا: يا أبا بكر، نحن ننظر إليك هل تكبر فنكبر. فلما رأيناك لم تكبر أمسكنا. قال: وأنا كنت أنظر إليكما، هل تكبران فأكبر.
قال جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ: ما رأيت من المحدثين أهيب من محمد بن رافع، كان يستند إلى الشجرة الصنوبر في داره، فيجلس العلماء بين يديه على مراتبهم، وأولاد الطاهرية ومعهم الخدم، كأن على رؤوسهم الطير. فيأخذ الكتاب، ويقرأ بنفسه، ولا ينطق أحد، ولا يتبسم إجلالا له. وإذا تبسم واحد أو راطن صاحبه، قال: وصلى الله على محمد، ويأخذ الكتاب، فلا يقدر أحد يراجعه أو يشير بيده. ولقد تبسم خادم من خدم الطاهرية يوما، فقطع ابن رافع مجلسه، فانتهى الخبر بذلك [إلى طاهر بن عبد الله] فأمر بقتل الخادم، حتى احتلنا لخلاصه.
قال زكريا بن دلويه: بعث طاهر بن عبد الله إلى ابن رافع بخمسة آلاف درهم مع رسول، فدخل عليه بعد العصر، وهو يأكل الخبز مع الفجل. فوضع الكيس، فقال: بعث الأمير إليك بهذا المال. فقال: خذ خذ لا أحتاج إليه، فإن الشمس قد بلغت رأس الحيطان إنما تغرب بعد ساعة، وقد جاوزت الثمانين إلى متى أعيش؟ فرد. قال: فدخل ابنه، وقال: يا أبة، ليس لنا الليلة خبز. قال: فبعث ببعض أصحابه خلف الرسول ليرد المال إلى طاهر فزعا من ابنه أن يذهب خلفه، فيأخذ المال.
قال زكريا: ربما كان يخرج إلينا محمد بن رافع في الشتاء وقد لبس لحافه.(أعلام/2556)
أحمد بن سلمة: حدثنا محمد بن رافع: رأيت أحمد بن حنبل بين يدي يزيد بن هارون ببغداد، وفي يده كتاب لزهير عن جابر، وهو يكتبه. فقلت: يا أبا عبد الله، تنهونا عن جابر وتكتبونه؟ قال: نعرفه.
الحاكم: أخبرنا محمد بن أحمد بن عمر، سمعت أحمد بن سلمة، سمعت محمد بن رافع يقول: أنا أفدت أحمد بن حنبل، عن يزيد بن مسلم الصنعاني الراوي عن وهب. ونزلت أنا وأحمد، ومات الشيخ. وكان قد أتى له مائة وخمس وثلاثون سنة.
قال أحمد بن عمر بن يزيد: حدثنا محمد بن رافع، سمعت عبد الرزاق، سمعت معمرا يقول: رأيت باليمن عنقود عنب وقر بغل تام.
قال مسلم والنسائي: ابن رافع ثقة مأمون.
قال زنجويه بن محمد: مات محمد بن رافع في ذي الحجة، سنة خمس وأربعين ومائتين. وغسله أحمد بن نصر العابد، وصلى عليه محمد بن يحيى.
الحاكم: أخبرنا أحمد بن بالويه العفصي، حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم، سمعت أبا بكر المدني -يعني: محمد بن نعيم- يقول: رأيت محمد بن رافع في المنام بعد موته بثلاث في حجره مصحف يقرأ، فقلت له: أليس قد مت؟ فنظر إلي نظرة منكرة. فقلت: سألتك بالله إلا ما حدثتني، ما فعل بك ربك؟ قال: بشرني بالروح والراحة.
أخبرنا أبو الحسين الحافظ، أخبرنا جعفر بن علي، وعلي بن هبة الله، وأحمد بن محمد، وعبد الله بن رواحة، قالوا: أخبرنا أبو طاهر السلفي، أخبرنا أبو القاسم بن الفضل، حدثنا ابن محمش، أخبرنا حاجب بن أحمد، حدثنا محمد بن رافع، حدثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان، حدثني أبي، عن عكرمة أن أبا هريرة حدثه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر برجل يسوق بدنة وهو يمشي، فسأله النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إنها بدنة. فأمره أن يركبها.(أعلام/2557)
محمد بن رمح (م، ق)
ابن المهاجر الحافظ الثبت العلامة، أبو عبد الله التجيبي، مولاهم المصري.
ولد بعد الخمسين ومائة.
سمع الليث بن سعد، وعبد الله بن لهيعة، ومسلمة بن علي الخشني. وحكى عن مالك بن أنس، ولم يقع له عنه رواية.
حدث عنه: مسلم، وابن ماجه، والحسن بن سفيان، ومحمد بن الحسن بن قتيبة، وعلي بن أحمد علان، وأحمد بن عبد الوارث العسال، ومحمد بن زبان، وخلق سواهم.
وكان معروفا بالإتقان الزائد والحفظ، ولم يرحل.
قال النسائي: ما أخطأ ابن رمح في حديث واحد.
وقال أبو سعيد بن يونس: ثقة ثبت، كان أعلم الناس بأخبار بلدنا.
توفي في شوال سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: لو كان كتب عن مالك لأثبته في الطبقة الأولى من أصحابه ; يعني: لحفظه وإتقانه.
قلت: لم يتفق لي أن أورد ابن رمح في كتاب " تذكرة الحفاظ "، فذكرته هنا لجلالته. وأنا أتعجب من البخاري كيف لم يرو عنه! فهو أهل لذلك، بل هو أتقن من قتيبة بن سعيد، رحمهما الله.
أخبرنا أحمد بن هبة الله، عن زينب الشعرية، والمؤيد بن محمد، قالا: أخبرتنا أم الخير فاطمة بنت علي بن مظفر بن زعبل في سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي في أول عام إحدى وأربعين وأربعمائة، أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان الحافظ، حدثنا محمد بن رمح، حدثنا الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد، عن تميم الداري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الدين النصيحة. قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولأئمة المسلمين، أو المؤمنين وعامتهم. هذا حديث صحيح في " صحيح مسلم ".(أعلام/2558)
فتأمل هذه الكلمة الجامعة، وهي قوله: الدين النصيحة فمن لم ينصح لله وللأئمة وللعامة، كان ناقص الدين. وأنت لو دعيت - يا ناقص الدين - لغضبت. فقل لي: متى نصحت لهؤلاء؟ كلا والله، بل ليتك تسكت، ولا تنطق، أو لا تحسن لإمامك الباطل، وتجرئه على الظلم وتغشه.
فمن أجل ذلك سقطت من عينه، ومن أعين المؤمنين. فبالله قل لي: متى يفلح من كان يسره ما يضره؟ ومتى يفلح من لم يراقب مولاه؟ ومتى يفلح من دنا رحيله، وانقرض جيله، وساء فعله وقيله؟ فما شاء الله كان، وما نرجو صلاح أهل الزمان، لكن لا ندع الدعاء، لعل الله أن يلطف، وأن يصلحنا. آمين.(أعلام/2559)
محمد بن سلام (خ)
ابن الفرج، الإمام الحافظ الناقد أبو عبد الله السلمي مولاهم البخاري البيكندي.
رأى مالك بن أنس، ولم يتفق له السماع منه.
وروى عن: أبي الأحوص سلام بن سليم، وإسماعيل بن جعفر، وهشيم بن بشير، وعبد الله بن المبارك، وسفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، وأبي إسحاق الفزاري، وعيسى بن موسى غنجار، وزائدة بن أبي الرقاد، وأبي بكر بن عياش، وخلق كثير.
حدث عنه: البخاري، وأبو محمد الدارمي، وعبيد الله بن واصل، وأبو عمر محمد بن بجير، وأحمد بن الضوء، وحميد بن النضر، وطفيل بن زيد النسفي، وخلق من أهل ما وراء النهر.
وكان من أوعية العلم، وأئمة الأثر.
قال أحمد بن الهيثم الشاشي: قال لي يحيى بن يحيى: بخراسان كنزان: كنز عند محمد بن سلام البيكندي، وكنز عند إسحاق بن راهويه.
وروى محمد بن يوسف السمرقندي، عن محمد بن مبشر الكرميني قال: انكسر قلم محمد بن سلام البيكندي في مجلس شيخ، فأمر أن ينادى: قلم بدينار، فطارت إليه الأقلام.
قلت: كان محتشما ذا أموال.
قال محمد بن يعقوب البيكندي: سمعت علي بن الحسين يقول: كان محمد بن سلام في منزله، فدق بابه، فخرج، فقال الشخص: يا أبا عبد الله، أنا جني رسول ملك الجن إليك يسلم عليك ويقول: لا يكون لك مجلس إلا يكون منا في مجلسك أكثر من الإنس.
قال محمد بن يعقوب: هذه حكاية مستفيضة عندنا مشهورة.
وعن محمد بن سلام، قال: لم أجلس في سوق بيكند منذ أربعين سنة.
وقال سهل بن المتوكل: سمعت محمد بن سلام يقول: أنا محمد بن سلام بالتخفيف.
قلت: بكل قالوا، فقد ذكر التثقيل، ولم يثبت.
وقد دخل محمد بن سلام خوارزم مع غنجار، وسمعا بها من عبد الكريم بن الأسود البصري، ومغيرة بن موسى صاحب سعيد بن أبي عروبة.
قال عبيد الله بن واصل: سمعت محمد بن سلام يقول: كتبت عن أربعمائة شيخ.(أعلام/2560)
وقال علي بن الحسين: سمعت محمد بن سلام يقول: أدركت مالكا، فإذا الناس يقرأون عليه، فلم أسمع منه.
وقال سهل بن المتوكل: سمعت محمدا يقول: أنفقت في طلب العلم أربعين ألفا، وأنفقت في نشره أربعين ألفا، وليت ما أنفقت في طلبه كان في نشره، أو كما قال.
قال عبيد الله بن شريح: سمعت محمد بن سلام يقول: أحفظ نحوا من خمسة آلاف حديث.
وقال محمد بن أحمد الغنجار: كان لابن سلام مصنفات في كل باب من العلم، كان بينه وبين أبي حفص أحمد بن حفص الفقيه مودة وأخوة مع تخالفهما في المذهب.
قال يحيى بن جعفر البيكندي: ولد محمد بن سلام في الليلة التي توفي فيها سفيان الثوري.
قال البخاري: مات في سابع صفر سنة خمس وعشرين ومائتين.(أعلام/2561)
محمد بن سلمة (م، ع)
الإمام المحدث المفتي أبو عبد الله الحراني.
حدث عن: خصيف الجزري، ومحمد بن عجلان، ومحمد بن إسحاق، وخاله أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد وجماعة.
روى عنه: أبو جعفر النفيلي، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، والحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني، وعمرو بن هشام أبو أمية، وأبو يوسف محمد بن أحمد الصيدلاني، ومحمد بن وهب بن أبي كريمة، وعدة.
قال ابن سعد: كان ثقة فاضلا، توفي في آخر سنة إحدى وتسعين ومائة.
وقال أبو جعفر النفيلي: مات في أول سنة اثنتين وتسعين ومائة.
قلت: حديثه في الكتب سوى صحيح البخاري.(أعلام/2562)
محمد بن سيرين
الإمام، شيخ الإسلام، أبو بكر الأنصاري، الأنسي البصري، مولى أنس بن مالك، خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان أبوه من سبي جرجرايا تملكه أنس، ثم كاتبه على ألوف من المال، فوفاه وعجل له مال الكتابة قبل حلوله، فتمنع أنس من أخذه لما رأى سيرين قد كثر ماله من التجارة، وأمل أن يرثه، فحاكمه إلى عمر - رضي الله عنه - فألزمه تعجيل المؤجل.
قال أنس بن سيرين: ولد أخي محمد لسنتين بقيتا من خلافة عمر وولدت بعده بسنة قابلة.
سمع أبا هريرة، وعمران بن حصين، وابن عباس، وعدي بن حاتم، وابن عمر، وعبيدة السلماني، وشريحا القاضي، وأنس بن مالك، وخلقا سواهم.
روى عنه: قتادة، وأيوب، ويونس بن عبيد، وابن عون، وخالد الحذاء، وهشام بن حسان، وعوف الأعرابي، وقرة بن خالد، ومهدي بن ميمون، وجرير بن حازم، وأبو هلال محمد بن سليم، ويزيد بن إبراهيم التستري، وعقبة بن عبد الله الأصم، وسعيد بن أبي عروبة، وأبو بكر سلمى الهذلي، وحيان بن حصين، وشبيب بن شيبة، وسليمان بن المغيرة، وخليد بن دعلج.
قال خالد بن خداش: حدثنا حماد، عن أنس بن سيرين: ولد أخي محمد لسنتين بقيتا من خلافة عمر.
قال الحاكم: هكذا وجدت في كتابي: عمر، وقال غيره: عثمان.
قلت: الثاني أشبه، ولو كان أولاهما الأول لكان ابن سيرين في سن الحسن، ومعلوم أن محمدا كان أصغر بسنوات، لكن يشهد للأول قول عارم، عن حماد بن زيد: عاش ابن سيرين نيفا وثمانين سنة. ويشهد للثاني قول ميسرة، عن معلى بن هلال حدثنا يونس بن عبيد قال: مات محمد بن سيرين وهو ابن ثمان وسبعين سنة.(أعلام/2563)
حماد بن زيد، عن هشام، عن ابن سيرين، قال: حج بنا أبو الوليد فمر بنا على المدينة، فأدخلنا على زيد بن ثابت، ونحن سبعة ولد سيرين، فقال له: هؤلاء بنو سيرين، فقال زيد: هذان لأم، وهذان لأم، وهذان لأم، وهذا من أم. قال: فما أخطأ. وكان يحيى أخا محمد من أمه. وقيل: بل معبد كان أخا محمد لأمه.
قال هشام بن حسان: أدرك محمد ثلاثين صحابيا.
عمر بن شبة: حدثنا يوسف بن عطية: رأيت ابن سيرين قصيرا عظيم البطن، له وفرة، يفرق شعره، كثير المزاح والضحك، يخضب بالحناء.
قال ابن عون: كان محمد يأتي بالحديث على حروفه، وكان الحسن صاحب معنى.
عون بن عمارة: حدثنا هشام، حدثني أصدق من أدركت، محمد بن سيرين.
قال حبيب بن الشهيد: كنت عند عمرو بن دينار فقال: والله ما رأيت مثل طاوس، فقال أيوب السختياني وكان جالسا: والله لو رأى محمد بن سيرين لم يقله.
معاذ بن معاذ: سمعت ابن عون يقول: ما رأيت مثل محمد بن سيرين.
وعن خليف بن عقبة، قال: كان ابن سيرين نسيج وحده.
وقال حماد بن زيد، عن عثمان البتي، قال: لم يكن بالبصرة أحد أعلم بالقضاء من ابن سيرين.
وعن شعيب بن الحبحاب، قال: كان الشعبي يقول لنا: عليكم بذلك الأصم - يعني ابن سيرين.
وقال ابن يونس: كان ابن سيرين أفطن من الحسن في أشياء.
وقال عوف الأعرابي: كان ابن سيرين حسن العلم بالفرائض والقضاء والحساب.
حماد بن زيد، عن عاصم، سمعت مورقا العجلي يقول: ما رأيت أحدا أفقه في ورعه، ولا أورع في فقهه من محمد بن سيرين. وقال عاصم: وذكر محمد عند أبي قلابة، فقال: اصرفوه كيف شئتم، فلتجدنه أشدكم ورعا، وأملككم لنفسه.
حماد: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة قال: ومن يستطيع ما يطيق! ؟ محمد يركب مثل حد السنان.(أعلام/2564)
النضر بن شميل، عن ابن عون قال: ثلاثة لم تر عيناي مثلهم: ابن سيرين بالعراق، والقاسم بن محمد بالحجاز، ورجاء بن حيوة بالشام، كأنهم التقوا فتواصوا.
وقد وقف على ابن سيرين دين كثير من أجل زيت كثير أراقه؛ لكونه وجد في بعض الظروف فأرة.
حماد بن سلمة، عن ثابت، قال لي محمد: يا أبا محمد، لم يكن يمنعني من مجالستكم إلا مخافة الشهرة، فلم يزل بي البلاء حتى قمت على المصطبة. فقيل: هذا ابن سيرين، أكل أموال الناس، وكان عليه دين كثير.
وقال أبو عوانة: رأيت محمد بن سيرين في السوق، فما رآه أحد إلا ذكر الله.
محمد بن عمر الباهلي: سمعت سفيان يقول: لم يكن كوفي ولا بصري له مثل ورع محمد بن سيرين.
وعن زهير الأقطع: كان محمد بن سيرين إذا ذكر الموت، مات كل عضو منه على حدة. .
وقال ابن عون: كان محمد يرى أن أهل الأهواء أسرع الناس ردة، وأن هذه نزلت فيهم: وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره.
وما رأيت أحدا أسخى نفسا من ابن عون.
مسلم بن إبراهيم، عن قرة، قال: أكلت عند ابن سيرين فقال: إن الطعام أهون من أن يقسم عليه.
وعن ثابت البناني، قال: كان الحسن متواريا من الحجاج، فماتت بنت له، فبادرت إليه رجاء أن يقول لي صل عليها، فبكى حتى ارتفع نحيبه، ثم قال لي: اذهب إلى محمد بن سيرين، فقل له ليصل عليها. فعرف حين جاء الحقائق أنه لا يعدل بابن سيرين أحدا.
الأنصاري: حدثنا ابن عون، قال: كان إبراهيم بن الحسن، والشعبي يأتون بالحديث على المعاني، وكان القاسم وابن سيرين ورجاء بن حيوة، يقيدون الحديث على حروفه.
خارجة بن مصعب، عن ابن عون، عن محمد، قال: ما رأيت سود الرءوس أفقه من أهل الكوفة إلا أن فيهم حدة.(أعلام/2565)
قال محمد بن جرير الطبري: كان ابن سيرين فقيها، عالما، ورعا أديبا، كثير الحديث، صدوقا، شهد له أهل العلم والفضل بذلك، وهو حجة.
حماد بن زيد، عن أيوب، قال محمد: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم.
الفضل بن محمد الشعراني: حدثنا عمرو بن عون، حدثنا هشيم، حدثنا منصور بن زاذان، عن ابن سيرين، قال: نزل بنا أبو قتادة، فبينا هو على سطح لنا - قال: ونحن عشرة من ولد سيرين - فانقض كوكب من السماء، فأتبعناه أبصارنا، فنهانا أبو قتادة عن ذلك.
وعن شعيب بن الحبحاب، قلت لابن سيرين: ما ترى في السماع من أهل الأهواء؟ قال: لا نسمع منهم ولا كرامة.
الحاكم: حدثني عمر بن جعفر البصري، حدثنا الحسن بن صالح الأهوازي بالبصرة، حدثنا سليمان الشاذكوني، حدثنا ابن علية، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، أنه كان يحدثه الرجل فلا يقبل عليه، ويقول: ما أتهمك، ولا الذي يحدثك، ولكن من بينكما أتهمه.
قال سليمان: إنما يقع الكذب بالذي وضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال قرة بن خالد: سمعت محمدا يقول: ذهب العلم وبقيت منه شذرات في أوعية شتى.
خالد بن خداش: حدثنا مهدي بن ميمون، قال: رأيت محمد بن سيرين يحدث بأحاديث الناس، وينشد الشعر، ويضحك حتى يميل، فإذا جاء بالحديث من المسند، كلح وتقبض.
أشهل بن حاتم، عن ابن عون، عن محمد، قال: قال عمر لابن مسعود، أو لأبي مسعود: إنك تفتي الناس ولست بأمير، ول حارها من تولى قارها.
قال: وقال حذيفة: إنما يفتي الناس أحد ثلاثة: من يعلم ما نسخ من القرآن، قالوا: ومن يعلم ما نسخ من القرآن؟ قال: عمر، أو أمير لا يجد بدا، أو أحمق متكلف. ثم قال ابن سيرين، ولست بواحد من هذين، ولا أحب أن أكون الثالث.
يزيد بن طهمان، عن محمد بن سيرين، قال: كان معاوية لا يتهم في الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم.(أعلام/2566)
قال الحارث بن أبي أسامة: حدثني محمد بن سعد، قال: سألت محمد بن عبد الله الأنصاري، عن سبب الدين الذي ركب محمد بن سيرين حتى حبس به؟ فقال: كان باع من أم محمد بنت عبد الله بن عثمان بن أبي العاص جارية، فرجعت إلى محمد فشكت أنها تعذبها، فأخذها محمد وكان قد أنفق ثمنها، فهي التي حبسته، وهي التي تزوجها سلم بن زياد، وأخرجها إلى خراسان، وكان أبوها يلقب كركرة.
وقال المدائني كان سبب حبسه أنه أخذ زيتا بأربعين ألف درهم، فوجد في زق منه فأرة، فظن أنها وقعت في المعصرة، وصب الزيت كله. وكان يقول: إني ابتليت بذنب أذنبته منذ ثلاثين سنة. قال: فكانوا يظنون أنه عير رجلا بفقر.
إسماعيل بن زكريا، عن عاصم الأحول، عن ابن سيرين قال: لقد أتى على الناس زمان وما يسأل عن إسناد الحديث، فلما وقعت الفتنة سئل عن إسناد الحديث، فنظر من كان من أهل البدع، ترك حديثه.
قال أشعث: كان ابن سيرين إذا سئل عن الحلال والحرام تغير لونه حتى تقول: كأنه ليس بالذي كان.
وقال يونس: كان ابن سيرين صاحب ضحك ومزاح.
هشيم، عن منصور: كان محمد يضحك حتى تدمع عيناه، وكان الحسن يحدثنا ويبكي.
سليمان بن حرب: حدثنا عمارة بن مهران قال: كنا في جنازة حفصة بنت سيرين، فوضعت الجنازة ودخل محمد بن سيرين صهريجا يتوضأ، فقال الحسن: أين هو؟ قالوا: يتوضأ صبا صبا، دلكا دلكا، عذاب على نفسه وعلى أهله.
حماد، عن ابن عون: سمع ابن سيرين ينهى عن الجدال، إلا رجاء إن كلمته أن يرجع.
قال محمد بن عمرو: سمعت محمد بن سيرين يقول: كاتب أنس بن مالك أبي أبا عمرة على أربعين ألف درهم. فأداها محمد بن سيرين.
قال عبيد الله بن أبي بكر بن أنس: هذه مكاتبة سيرين عندنا، وكان قينا.
قال ابن شبرمة: دخلت على محمد بن سيرين بواسط، فلم أر أجبن من فتوى منه، ولا أجرأ على رؤيا منه.(أعلام/2567)
قال يونس بن عبيد: لم يكن يعرض لمحمد أمران في ذمته إلا أخذ بأوثقهما.
قال بكر بن عبد الله المزني: من أراد أن ينظر إلى أورع من أدركنا، فلينظر إلى محمد بن سيرين.
وقال هشام بن حسان: كان محمد يتجر، فإذا ارتاب في شيء تركه.
وقال ابن عون: كان محمد من أشد الناس إزراء على نفسه.
وقال غالب القطان: خذوا بحلم ابن سيرين، ولا تأخذوا بغضب الحسن.
حماد بن سلمة، عن أيوب، قال: كان محمد يصوم يوما ويفطر يوما.
وقال ابن عون: كان محمد يصوم عاشوراء يومين ثم يفطر بعد ذلك يومين.
قال جرير بن حازم: كنت عند محمد، فذكر رجلا، فقال: ذاك الأسود، ثم قال: إنا لله، إني اغتبته.
معاذ بن معاذ: عن ابن عون، أن عمر بن عبد العزيز بعث إلى الحسن فقبل، وبعث إلى ابن سيرين فلم يقبل.
ضمرة بن ربيعة، عن رجاء قال: كان الحسن يجيء إلى السلطان ويعيبهم، وكان ابن سيرين لا يجيء إليهم ولا يعيبهم.
قال هشام: ما رأيت أحدا عند السلطان أصلب من ابن سيرين.
حماد بن زيد، عن أيوب: رأيت الحسن في النوم مقيدا، ورأيت ابن سيرين في النوم مقيدا.
أبو شهاب الحناط، عن هشام بن حسان، أن ابن سيرين اشترى بيعا من منونيا فأشرف فيه على ربح ثمانين ألفا، فعرض في قلبه شيء فتركه، قال هشام: ما هو والله بربا.
محمد بن سعد: سألت الأنصاري عن سبب الدين الذي ركب محمد بن سيرين حتى حبس؟ قال: اشترى طعاما بأربعين ألفا، فأخبر عن أصل الطعام بشيء، فكرهه فتركه أو تصدق به، فحبس على المال حبسته امرأة، وكان الذي حبسه مالك بن المنذر.
وقال هشام: ترك محمد أربعين ألفا في شيء ما يرون به اليوم بأسا.
وعنه، قال: قلت مرة لرجل: يا مفلس، فعوقبت. قال أبو سليمان الداراني وبلغه هذا فقال: قلت ذنوب القوم فعرفوا من أين أتوا، وكثرت ذنوبنا فلم ندر من أين نؤتى.(أعلام/2568)
قريش بن أنس: حدثنا عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار أن السجان قال لابن سيرين: إذا كان الليل فاذهب إلى أهلك، فإذا أصبحت فتعال. قال: لا والله، لا أكون لك عونا على خيانة السلطان.
قال معمر: جاء رجل إلى ابن سيرين فقال: رأيت كأن حمامة التقمت لؤلؤة، فخرجت منها أعظم ما كانت، ورأيت حمامة أخرى التقمت لؤلؤة فخرجت أصغر مما دخلت، ورأيت أخرى التقمت لؤلؤة فخرجت كما دخلت. فقال ابن سيرين: أما الأولى فذاك الحسن، يسمع الحديث فيجوده بمنطقه، ويصل فيه من مواعظه. وأما التي صغرت فأنا، أسمع الحديث فأسقط منه. وأما التي خرجت كما دخلت فقتادة، فهو أحفظ الناس.
ابن المبارك، عن عبد الله بن مسلم المروزي، قال: كنت أجالس ابن سيرين، فتركته وجالست الإباضية، فرأيت كأني مع قوم يحملون جنازة النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتيت ابن سيرين فذكرته له، فقال: ما لك جالست أقواما يريدون أن يدفنوا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
وعن هشام بن حسان، قالا: قص رجل على ابن سيرين فقال: رأيت كأن بيدي قدحا من زجاج فيه ماء، فانكسر القدح وبقي الماء. فقال له: اتق الله ; فإنك لم تر شيئا. فقال: سبحان الله. قال ابن سيرين: فمن كذب فما علي ; ستلد امرأتك وتموت، ويبقى ولدها. فلما خرج الرجل قال: والله ما رأيت شيئا. فما لبث أن ولد له وماتت امرأته.
قال: ودخل آخر فقال: رأيت كأني وجارية سوداء نأكل في قصعة سمكة. قال: أتهيئ لي طعاما وتدعوني؟ قال: نعم، ففعل، فلما وضعت المائدة، إذا جارية سوداء! فقال له ابن سيرين: هل أصبت هذه؟ قال: لا، قال: فادخل بها المخدع، فدخل، وصاح: يا أبا بكر، رجل والله، فقال: هذا الذي شاركك في أهلك.(أعلام/2569)
أبو بكر بن عياش، عن مغيرة بن حفص، قال: سئل ابن سيرين، فقال: رأيت كأن الجوزاء تقدمت الثريا، قال: هذا الحسن يموت قبلي، ثم أتبعه، وهو أرفع مني.
قد جاء عن ابن سيرين في التعبير عجائب يطول الكتاب بذكرها، وكان له في ذلك تأييد إلهي.
حماد بن زيد: حدثنا أنس بن سيرين قال: كان لمحمد سبعة أوراد، فإذا فاته شيء من الليل قرأه بالنهار.
حماد، عن ابن عون، أن محمدا كان يغتسل كل يوم.
قلت: كان مشهورا بالوسواس. قال مهدي بن ميمون: رأيته إذا توضأ فغسل رجليه بلغ عضلة ساقيه.
قال قرة بن خالد: كان نقش خاتم محمد بن سيرين كنيته " أبو بكر "، ورأيته يتختم في الشمال.
قال محمد بن عمرو: سمعت ابن سيرين يقول: عققت عن نفسي بختية.
وقال مهدي بن ميمون: رأيت ابن سيرين يلبس طيلسانا، ويلبس كساء أبيض في الشتاء، وعمامة بيضاء وفروة.
وقال سليمان بن المغيرة: رأيت ابن سيرين يلبس الثياب الثمينة والطيالس والعمائم.
يحيى بن خليف: حدثنا أبو خلدة قال: رأيت ابن سيرين يتعمم بعمامة بيضاء لاطية، قد أرخى ذوائبها من خلفه، ورأيته يخضب بالصفرة.
قال أبو الأشهب: رأيت عليه ثياب كتان. .
معن بن عيسى: حدثنا محمد بن عمرو: رأيت ابن سيرين يخضب بحناء وكتم، ورأيته لا يحفي شاربه.
قال حميد الطويل: أمر ابن سيرين سويدا أن يجعل له حلة حبرة يكفن فيها.
وقال هشام بن حسان: حدثتني حفصة بنت سيرين قالت: كانت والدة محمد حجازية، وكان يعجبها الصبغ، وكان محمد إذا اشترى لها ثوبا اشترى ألين ما يجد، فإذا كان عيد، صبغ لها ثيابا، وما رأيته رافعا صوته عليها، كان إذا كلمها كالمصغي إليها.
بكار بن محمد، عن ابن عون، أن محمدا كان إذا كان عند أمه لو رآه رجل لا يعرفه ; ظن أن به مرضا من خفض كلامه عندها.(أعلام/2570)
أزهر، عن ابن عون، قال: كانوا إذا ذكروا عند محمد رجلا بسيئة ذكره هو بأحسن ما يعلم. وجاءه ناس فقالوا: إنا نلنا منك فاجعلنا في حل. قال: لا أحل لكم شيئا حرمه الله.
جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، قال: قدمت الكوفة وأنا أريد أن أشتري البز، فأتيت ابن سيرين بالكوفة، فساومته، فجعل إذا باعني صنفا من أصناف البز، قال: هل رضيت؟ فأقول: نعم، فيعيد ذلك علي ثلاث مرات، ثم يدعو رجلين فيشهدهما، وكان لا يشتري ولا يبيع بهذه الدراهم الحجاجية. فلما رأيت ورعه، ما تركت شيئا من حاجتي أجده عنده إلا اشتريته، حتى لفائف البز.
أبو كدينة، عن ابن عون، قال: كان ابن سيرين إذا وقع عنده درهم زيف، أو ستوق لم يشتر به، فمات يوم مات، وعنده خمس مائة زيوفا. وستوقة.
عبد الوهاب بن عطاء، أنبأنا ابن عون، قال: كانت وصية محمد بن سيرين: ذكر ما أوصى به محمد بن أبي عمرة أهله وبنيه، أن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم، وأن يطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين، وأوصاهم بما أوصى به إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون. وأوصاهم أن لا يدعوا أن يكونوا إخوان الأنصار ومواليهم في الدين ; فإن العفاف والصدق خير وأبقى وأكرم من الزنا والكذب، وأوصى فيما ترك: إن حدث بي حدث قبل أن أغير وصيتي. . فذكر الوصية.
محمد بن سعد: أنبأنا بكار بن محمد السيريني، حدثني أبي عن أبيه عبد الله بن محمد بن سيرين قال: لما ضمنت على أبي دينه، قال لي بالوفاء؟ قلت: بالوفاء. فدعا لي بخير. فقضى عبد الله عنه ثلاثين ألف درهم، فما مات عبد الله حتى قومنا ماله بثلاث مائة ألف درهم أو نحوها.
قال أيوب السختياني: أنا زررت على محمد القميص - يعني لما كفنه.
وروى أيوب، عن محمد أنه كان يأمر أن يجعل لقميص الميت أزرار ويكفن.(أعلام/2571)
قال غير واحد: مات محمد بعد الحسن البصري بمائة يوم، سنة عشر ومائة.
خالد بن خداش: حدثنا حماد بن زيد، قال: مات ابن سيرين لتسع مضين من شوال، سنة عشر ومائة.
أبو صالح كاتب الليث: حدثني يحيى بن أيوب أن رجلين تآخيا فتعاهدا: إن مات أحدهما قبل الآخر أن يخبره بما وجد، فمات أحدهما، فرآه الآخر في النوم، فسأله عن الحسن البصري؟ قال: ذاك ملك في الجنة لا يعصى، قال: فابن سيرين؟ قال: ذاك فيما شاء واشتهى، شتان ما بينهما، قال: فبأي شيء أدرك الحسن؟ قال بشدة الخوف والحزن.
جماعة سمعوا المحاربي: حدثنا حجاج بن دينار، قال: كان الحكم بن جحل صديقا لابن سيرين، فحزن على ابن سيرين حتى كان يعاد، ثم قال: رأيته في المنام في حال كذا وكذا، فسألته لما سرني: ما فعل الحسن؟ قال: رفع فوقي سبعين درجة، قلت: بم؟ فقد كنا نرى أنك فوقه! قال: بطول الحزن.
وقد كان الأوزاعي أشار عليه يحيى بن أبي كثير أن يرتحل إلى البصرة للقي محمد بن سيرين، فأتى، فوجده في مرض الموت، فعاده ولم يسمع منه، رحمه الله تعالى. وبلغني أن اسم أمه صفية، مولاة لأبي بكر الصديق.(أعلام/2572)
محمد بن طاهر
ابن علي بن أحمد الإمام الحافظ، الجوال الرحال، ذو التصانيف أبو الفضل بن أبي الحسين بن القيسراني، المقدسي الأثري، الظاهري الصوفي.
ولد ببيت المقدس في شوال سنة ثمان وأربعمائة.
وسمع بالقدس ومصر، والحرمين والشام، والجزيرة والعراق، وأصبهان والجبال، وفارس وخراسان، وكتب ما لا يوصف كثرة بخطه السريع، القوي الرفيع، وصنف وجمع، وبرع في هذا الشأن، وعني به أتم عناية، وغيره أكثر إتقانا وتحريا منه.(أعلام/2573)
سمع من أبي علي الحسن بن عبد الرحمن الشافعي وطبقته بمكة. ومن سعد الزنجاني، وهياج بن عبيد، وسمع بالمدينة الحسين بن علي الطبري، وجماعة، وسمع بمصر من أبي الحسن الخلعي، وأبي إسحاق الحبال، وعدة، وسمع ببغداد من أبي محمد الصريفيني، وابن النقور، وعلي بن البسري، وخلق، وبدمشق من أبي القاسم بن أبي العلاء، وعدة، وبأصبهان من محمد بن عبد العزيز، وعبد الوهاب بن أبي عبد الله بن منده، وطبقته، وبجرجان من إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي، وببيت المقدس من الفقيه نصر، وبنيسابور من الفضل بن المحب، وطبقته، وبهراة من محمد بن أبي مسعود الفارسي، وعبد الرحمن بن عفيف كلار، وطائفة، وبمرو من محمد بن الحسن المهربندقشايي، وبالإسكندرية من الحسين بن عبد الرحمن الصفراوي، وبتنيس علي بن الحسين بن الحداد، روى له عن جده عن الوشاء عن عيسى زغبة، وبحلب من الحسن بن مكي، وبالجزيرة من عبد الوهاب بن محمد اليمني صاحب أبي عمر بن مهدي، وبآمد من قاسم بن أحمد الأصبهاني الخياط، روى له عن ابن جشنس عن ابن صاعد، وبإستراباذ علي بن عبد الملك الحفصي، وبالبصرة عبد الملك بن شغبة، وبالدينور ابن عباد، وبالري إسماعيل بن علي، وبسرخس محمد بن المظفر، وبشيراز علي بن محمد الشروطي، وبقزوين محمد بن إبراهيم العجلي، وبالكوفة أبا القاسم حسين بن محمد، وبالموصل هبة الله بن أحمد المقرئ، وبمرو الروذ، وساوة، والرحبة، والأنبار، والأهواز، ونوقان، وهمذان، وواسط، وأسداباذ، وإسفرايين، وآمل، وبسطام، وخسروجرد، وطوس.
حدث عنه: شيرويه بن شهردار، وأبو جعفر ابن أبي علي الهمذاني، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي، وعبد الوهاب الأنماطي، وابن ناصر، والسلفي، وأبو زرعة طاهر بن محمد، وولده، ومحمد بن إسماعيل الطرسوسي، وطائفة سواهم.(أعلام/2574)
قال أبو القاسم بن عساكر: سمعت إسماعيل بن محمد الحافظ يقول: أحفظ من رأيت محمد بن طاهر.
وقال أبو زكريا يحيى بن منده: كان ابن طاهر أحد الحفاظ، حسن الاعتقاد، جميل الطريقة، صدوقا، عالما بالصحيح والسقيم، كثير التصانيف، لازما للأثر.
وقال السلفي: سمعت محمد بن طاهر يقول: كتبت " الصحيحين " و " سنن أبي داود " سبع مرات بالأجرة، وكتبت " سنن ابن ماجه " عشر مرات بالري.
قال أبو سعد السمعاني: سألت الفقيه أبا الحسن الكرجي عن ابن طاهر، فقال: ما كان على وجه الأرض له نظير، وكان داودي المذهب قال لي: اخترت مذهب داود، قلت: ولم؟ قال: كذا اتفق، فسألته: من أفضل من رأيت؟ فقال: سعد بن علي الزنجاني، وعبد الله بن محمد الأنصاري.
قال أبو مسعود عبد الرحيم الحاجي: سمعت ابن طاهر يقول: بلت الدم في طلب الحديث مرتين، مرة ببغداد، وأخرى بمكة، كنت أمشي حافيا في الحر، فلحقني ذلك، وما ركبت دابة قط في طلب الحديث، وكنت أحمل كتبي على ظهري، وما سألت في حال الطلب أحدا، كنت أعيش على [ما] يأتي.
وقيل: كان يمشي دائما في اليوم والليلة عشرين فرسخا، وكان قادرا على ذلك، وقد ذكره الدقاق في رسالته، فحط عليه، فقال: كان صوفيا ملامتيا، سكن الري، ثم همذان، له كتاب " صفوة التصوف "، وله أدنى معرفة بالحديث في باب شيوخ البخاري ومسلم وغيرهما.
قلت: يا ذا الرجل، أقصر، فابن طاهر أحفظ منك بكثير.
ثم قال: وذكر لي عنه الإباحة.
قلت: ما تعني بالإباحة؟ إن أردت بها الإباحة المطلقة، فحاشا ابن طاهر، هو - والله - مسلم أثري، معظم لحرمات الدين، وإن أخطأ أو شذ، وإن عنيت إباحة خاصة، كإباحة السماع، وإباحة النظر إلى المرد، فهذه معصية، وقول للظاهرية بإباحتها مرجوح.
قال ابن ناصر: محمد بن طاهر لا يحتج به، صنف في جواز النظر إلى المرد، وكان يذهب مذهب الإباحة.(أعلام/2575)
قال أبو سعد السمعاني: سألت إسماعيل بن محمد الحافظ عن ابن طاهر، فتوقف، ثم أساء الثناء عليه، وسمعت أبا القاسم بن عساكر يقول: جمع ابن طاهر أطراف " الصحيحين " وأبي داود، وأبي عيسى، والنسائي، وابن ماجه، فأخطأ في مواضع خطأ فاحشا.
وقال ابن ناصر: كان لحنة ويصحف، قرأ مرة: وإن جبينه ليتفصد عرقا - بالقاف - فقلت: بالفاء، فكابرني.
وقال السلفي: كان فاضلا يعرف، لكنه لحنة، قال لي المؤتمن الساجي: كان يقرأ، ويلحن عند شيخ الإسلام بهراة، فكان الشيخ يحرك رأسه، ويقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
وقال شيرويه بن شهردار في " تاريخ همذان ": ابن طاهر سكن همذان، وبنى بها دارا، دخل الشام، والحجاز، ومصر، والعراق وخراسان، وكتب عن عامة مشايخ الوقت، وروى عنهم، وكان ثقة صدوقا، حافظا، عالما بالصحيح والسقيم، حسن المعرفة بالرجال والمتون، كثير التصانيف، جيد الخط، لازما للأثر، بعيدا من الفضول والتعصب، خفيف الروح، قوي السير في السفر، كثير الحج والعمرة، مات ببغداد منصرفا من الحج.
قال ابن النجار: قرأت بخط شجاع الذهلي: أخبرني أحمد بن محمد بن أحمد البزاز، حدثنا محمد بن طاهر بن علي المقدسي، أخبرنا عثمان بن محمد المحمي بنيسابور، فذكر حديثا.
أنبؤونا عن شهاب الحاتمي، أخبرنا أبو سعد السمعاني، سمعت من أثق به يقول: قال عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي: ينبغي لصاحب الحديث أن يكون سريع القراءة، سريع النسخ، سريع المشي، وقد جمع الله هذه الخصال في هذا الشاب، وأشار إلى ابن طاهر، وكان بين يديه.
وبه قال السمعاني: وسمعت أبا جعفر الساوي يقول: كنت بالمدينة مع ابن طاهر، فقال: لا أعرف أحدا أعلم بنسب هذا السيد صلى الله عليه وسلم منى، وآثاره وأحواله.
وسمعت بعضهم يقول: كان ابن طاهر يمشي في ليلة واحدة قريبا من سبعة عشر فرسخا.(أعلام/2576)
أنبؤونا عن عبد القادر الرهاوي، سمعت عبد الرحيم بن أبي الوفاء العدل، سمعت ابن طاهر الحافظ يقول: رحلت من طوس إلى أصبهان لأجل حديث أبي زرعة الرازي الذي أخرجه مسلم عنه ذاكرني به بعض الرحالة بالليل، فلما أصبحت، سرت إلى أصبهان، ولم أحلل عني حتى دخلت على الشيخ أبي عمرو، فقرأته عليه، عن أبيه، عن القطان، عن أبي زرعة، ودفع إلي ثلاثة أرغفة وكمثراتين، فما كان لي قوت تلك الليلة غيره، ثم لزمته إلى أن حصلت ما أريد، ثم خرجت إلى بغداد، فلما عدت، كان قد توفي.
قال ابن طاهر: كنت يوما أقرأ على أبي إسحاق الحبال جزءا، فجاءني رجل من أهل بلدي، وأسر إلي كلاما قال فيه: إن أخاك قد وصل من الشام، وذلك بعد دخول الترك بيت المقدس، وقتل الناس بها، فأخذت في القراءة، فاختلطت علي السطور، ولم يمكني أقرأ، فقال أبو إسحاق: ما لك؟ قلت: خير، قال: لا بد أن تخبرني، فأخبرته، فقال: وكم لك لم تر أخاك؟ قلت: سنين، قال: ولم لا تذهب إليه؟ قلت: حتى أتم الجزء، قال: ما أعظم حرصكم يا أهل الحديث، قد تم المجلس، وصلى الله على محمد، وانصرف.(أعلام/2577)
وأقمت بتنيس مدة على أبي محمد بن الحداد ونظرائه، فضاق بي، فلم يبق معي غير درهم، وكنت أحتاج إلى حبر وكاغد، فترددت في صرفه في الحبر أو الكاغد أو الخبز، ومضى على هذا ثلاثة أيام لم أطعم فيها، فلما كان بكرة اليوم الرابع، قلت في نفسي: لو كان لي اليوم كاغد، لم يمكني أن أكتب من الجوع، فجعلت الدرهم في فمي، وخرجت لأشتري خبزا، فبلعته، ووقع علي الضحك، فلقيني صديق وأنا أضحك، فقال: ما أضحكك؟ قلت: خير، فألح علي، وأبيت أن أخبره، فحلف بالطلاق لتصدقني، فأخبرته، فأدخلني منزله، وتكلف أطعمة، فلما خرجنا لصلاة الظهر، اجتمع به بعض وكلاء عامل تنيس ابن قادوس، فسأله عني، فقال: هو هذا، قال: إن صاحبي منذ شهر أمر بي أن أوصل إليه كل يوم عشرة دراهم قيمتها ربع دينار، وسهوت عنه، فأخذ منه ثلاثمائة، وجاء بها.
قال: وكنت ببغداد في سنة سبع وستين وأربعمائة، وتوفي القائم بأمر الله، وبويع للمقتدي بأمر الله، فلما كان عشية اليوم، دخلنا على أبي إسحاق الشيرازي، وسألناه عن البيعة، كيف كانت؟ فحكى لنا ما جرى، ونظر إلي، وأنا يومئذ مختط، فقال: هو أشبه الناس بهذا، وكان مولد المقتدي في عام مولدي، وأنا أصغر منه بأربعة أشهر، وأول ما سمعت من الفقيه نصر في سنة ستين وأربعمائة، ورحلت إلى بغداد سنة سبع، ثم رجعت، وأحرمت من بيت المقدس إلى مكة.
قلت: قد كتب ابن طاهر عن ابن هزارمرد الصريفيني، وبيبى الهرثمية، وهذه الطبقة، ثم كتب عن أصحاب هلال الحفار، ثم نزل إلى أصحاب أبي نعيم، إلى أن كتب عن أصحاب الجوهري، بحيث إنه كتب عن تلميذه أبي طاهر السلفي، وسمع ولده أبا زرعة المقدسي من أبي منصور المقومي، وعبدوس بن عبد الله، والدوني، وخلق، وطال عمر أبي زرعة، وروى الكثير وبعد صيته.(أعلام/2578)
أنبئت عن أبي جعفر الطرسوسي عن ابن طاهر قال: لو أن محدثا من سائر الفرق أراد أن يروي حديثا واحدا بإسناد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوافقه الكل في عقده، لم يسلم له ذلك، وأدى إلى انقطاع الزوائد رأسا، فكان اعتمادهم في العدالة على صحة السماع والثقة من الذي يروى عنه، وأن يكون عاقلا مميزا.
قلت: العمدة في ذلك صدق المسلم الراوي، فإن كان ذا بدعة أخذ عنه، والإعراض عنه أولى، ولا ينبغي الأخذ عن معروف بكبيرة، والله أعلم.
أخبرنا أحمد بن سلامة في كتابه، عن محمد بن إسماعيل الطرسوسي، عن محمد بن طاهر، أخبرنا الحسن بن عبد الرحمن بمكة.
أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن فراس، أخبرنا محمد بن الربيع الجيزي، أخبرنا عبد الله بن أبي رومان بالإسكندرية، حدثنا ابن وهب، أخبرني عيسى بن يونس (ح) قال ابن طاهر: وأخبرنا الفضل بن عبد الله المفسر، أخبرنا أبو الحسين الخفاف، حدثنا أبو العباس السراج، حدثنا إسحاق الحنظلي، أخبرنا عيسى بن يونس، حدثنا حسين المعلم، عن بديل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح صلاته بالتكبير والقراءة ب الحمد لله رب العالمين وكان إذا ركع لم يشخص رأسه، ولم يصوبه، وكان إذا رفع رأسه من الركوع، استوى قائما، وكان إذا رفع رأسه من السجدة، لم يسجد حتى يستوي جالسا، وكان ينهى عن عقب الشيطان، وكان يفرش رجله اليسرى، وينصب رجله اليمنى، وكان يكره أن يفترش ذراعيه افتراش الكلب، وكان يختم الصلاة بالتسليم، وكان يقرأ في كل ركعتين التحية.
وقرأناه على أحمد بن هبة الله، عن القاسم بن أبي سعد، أخبرنا وجيه بن طاهر، أخبرنا أبو القاسم القشيري، أخبرنا الخفاف، فذكره.(أعلام/2579)
أخبرنا إسحاق بن طارق، وصالح الفرضي، قالا: أخبرنا يوسف بن خليل، أخبرنا محمد بن إسماعيل الحنبلي (ح) ، وأنبأنا أحمد بن أبي الخير، عن محمد هذا، أخبرنا محمد بن طاهر الحافظ سنة ست وخمسمائة، أخبرنا قاسم بن أحمد بآمد، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن جشنس، حدثنا الحسن بن علي العدوي، حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا نافع أبو هرمز، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بركعتي الفجر، فإن فيهما الرغائب.
قال أبو زرعة: أنشدنا والدي لنفسه:
يا من يدل بقده
وبخده والمقلتين
ويصول بالصدغ المعق
رب شبه لام فوق عين
ارحم فديتك مدنفا
وسط الفلاة صريع بين
قتلته أسهمك التي
من تحت قوس الحاجبين
الله ما بين الفرا
ق وبين من أهوى وبيني
وله:
أضحى العذول يلومني في حبهم
فأجبته والنار حشو فؤادي
يا عاذلي لو بت محترق الحشا
لعرفت كيف تفتت الأكباد
صد الحبيب وغاب عن عيني الكرى
فكأنما كانا على ميعاد
وله:
ساروا بها كالبدر في هودج
يميس محفوفا بأترابه
فاستعبرت تبكي فعاتبتها
خوفا من الواشي وأصحابه
فقلت لا تبكي على هالك
بعدك لن يبقى على ما به
للموت أبواب وكل الورى
لا بد أن يدخل من بابه
وأحسن الموت بأهل الهوى
من مات من فرقة أحبابه
ابن النجار: أنبأنا ذاكر، عن شجاع الذهلي قال: مات ابن طاهر عند قدومه من الحج في يوم الجمعة لليلتين بقيتا من شهر ربيع الأول، سنة سبع وخمسمائة، قال: وقرأت في كتاب عبد الله بن أبي بكر بن الخاضبة أنه توفي في ضحى يوم الخميس، العشرين من الشهر، وله حجات كثيرة على قدميه، وكان له معرفة بعلم التصوف وأنواعه، متفننا فيه ظريفا مطبوعا، له تصانيف حسنة مفيدة في علم الحديث، رحمه الله.(أعلام/2580)
محمد بن عباد (ع)
ابن جعفر القرشي المخزومي المكي. يروي عن جده لأمه عبد الله بن السائب المخزومي وأبي هريرة، وابن عباس، وجابر بن عبد الله، وعدة، وهو من العلماء الأثبات حدث عنه زياد بن سعد، وابن جريج، والأوزاعي، وآخرون.(أعلام/2581)
محمد بن عبد السلام
بن بشار النيسابوري، الوراق، الزاهد.
سمع الكتب من: يحيى بن يحيى التميمي النيسابوري، والتفسير من: إسحاق. وكان ينسخ التفسير ويتقوت.
وسمع من: الحسن بن عيسى، وعمرو بن زرارة، ومحمد بن رافع. وعنه: مؤمل بن الحسن، وأبو حامد بن الشرقي.
قال ولده عبدان: كان يقول أبي: نحن في مرحلة. وكان يصوم النهار، ويقوم الليل، ويقول: هذا ما أوصانا به يحيى بن يحيى.
قال الحاكم: حدثنا أبو زكريا العنبري، سمعت محمد بن يونس، سمعت الحسين بن محمد القباني يقول: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا يحيى. . . فلما فرغ، قال: أتدرون عمن حدثتكم؟ قالوا: حدثتنا عن بندار، عن يحيى القطان. قال: لا والله، حدثنا محمد بن عبد السلام بن بشار، حدثنا يحيى بن يحيى.
توفي محمد بن عبد السلام في رمضان، سنة ست أيضا وثمانين ومائتين فتوافق هو والذي قبله في الاسم والأب والحفظ وعام الوفاة، وفي اسم شيخيهما الليثي والتميمي. والله أعلم.
وفيها مات: أحمد بن سلمة النيسابوري وأحمد بن علي الخزاز وشيخ الصوفية أبو سعيد الخزاز وأحمد بن المعلى الدمشقي وإبراهيم بن سويد الشامي، ورفيقه إبراهيم بن برة الصنعاني ورفيقهما الحسن بن عبد الأعلى البوسي أصحاب عبد الرزاق، وعبد الرحيم بن البرقي راوي " السيرة "، وعلي بن عبد العزيز البغوي بمكة، ومحمد بن وضاح القرطبي، ومحمد بن يونس الكديمي والزاهد محمد بن يوسف البناء، وأبو عبادة البحتري الشاعر، ومحمد بن محمد بن رجاء الإسفراييني.(أعلام/2582)
محمد بن عجلان (خت، م، 4)
الإمام القدوة، الصادق بقية الأعلام أبو عبد الله القرشي، المدني. وكان عجلان مولى لفاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف. ولد في خلافة عبد الملك بن مروان.
وحدث عن أبيه، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وعمرو بن شعيب، وأبي حازم سلمان الأشجعي. وهو أقدم شيخ له، ورجاء بن حيوة، ونافع، ومحمد بن كعب القرظي، والنعمان بن أبي عياش الزرقي، وأبي الحباب سعيد بن يسار، وصيفي مولى أبي أيوب الأنصاري، وعامر بن عبد الله بن الزبير، وعبيد الله بن مقسم، وعون بن عبد الله بن عتبة، وإبراهيم بن عبد الله بن حنين، والقعقاع بن حكيم، ومحمد بن قيس بن مخرمة، وعبد الله بن دينار، وعاصم بن عمر بن قتادة، وزيد بن أسلم، وهشام بن عروة، وخلق كثير. وقيل: إنه روى عن أنس بن مالك، وذلك ممكن إن صح.
حدث عنه: إبراهيم بن أبي عبلة، ومنصور بن المعتمر، وهو أكبر منه، وشعبة، وسفيان، وزيد بن أبي أنيسة ومات قبله بدهر، وعبد الوهاب بن بخت كذلك، وصالح بن كيسان، والليث بن سعد، ومالك بن أنس، وابن المبارك، وأبو خالد الأحمر، وبكر بن مضر، وخالد بن الحارث، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن رجاء المكي، ويحيى بن سعيد القطان، وصفوان بن عيسى، وأبو عاصم، وأسباط بن محمد، وابن إدريس، وخلق كثير.
وكان فقيها مفتيا، عابدا صدوقا، كبير الشأن. له حلقة كبيرة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد خرج على المنصور مع ابن حسن، فلما قتل ابن حسن، هم والي المدينة جعفر بن سليمان أن يجلده. فقالوا له: أصلحك الله: لو رأيت الحسن البصري فعل مثل هذا أكنت تضربه؟ قال: لا. قيل: فابن عجلان في أهل المدينة كالحسن في أهل البصرة، وقيل: إنه هم بقطع يده حتى كلموه، وازدحم على بابه الناس. قال: فعفا عنه.(أعلام/2583)
روى عباس بن نصر البغدادي، عن صفوان بن عيسى قال: مكث ابن عجلان في بطن أمه ثلاث سنين، فشق بطنها، فأخرج منه وقد نبتت أسنانه. رواها عبد العزيز بن أحمد الغافقي عن عباس.
وقال يعقوب بن شيبة، حدثنا إبراهيم بن موسى الفراء، حدثنا الوليد بن مسلم قال: قلت لمالك: إني حدثت عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: لا تحمل المرأة فوق سنتين قدر ظل مغزل، فقال: من يقول هذا؟ هذه امرأة ابن عجلان جارتنا امرأة صدق، ولدت ثلاث أولاد في ثنتي عشرة سنة. تحمل أربع سنين قبل أن تلد.
قال سعيد بن داود الزنبري أخبرني محمد بن محمد بن عجلان قال: أنا ولدت في أربع سنين في حياة أبي.
وقال الواقدي: سمعت عبد الله بن محمد بن عجلان يقول: حمل بأبي أكثر من ثلاث سنين.
قال الواقدي: وسمعت مالكا يقول: قد يكون الحمل سنتين وأكثر. أعرف من حمل به كذلك، يعني نفسه.
روى أبو حاتم الرازي، عن رجل، عن ابن المبارك قال: لم يكن بالمدينة أحد أشبه بأهل العلم من ابن عجلان كنت أشبهه بالياقوتة بين العلماء، رحمه الله.
قال مصعب الزبيري: كان لابن عجلان قدر وفضل بالمدينة، وكان ممن خرج مع محمد بن عبد الله، فأراد جعفر بن سليمان قطع يده، فسمع ضجة، وكان عنده الأكابر. فقال: ما هذا؟ قالوا: هذه ضجة أهل المدينة يدعون لابن عجلان. فلو عفوت عنه؟ وإنما غر، وأخطأ في الرواية ظن أنه المهدي، فأطلقه وعفا عنه.
أبو بكر بن خلاد، سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان ابن عجلان مضطرب الحديث في حديث نافع.
وقال الفلاس: سألت يحيى عن حديث ابن عجلان، عن المقبري، عن أبي هريرة في القتل في سبيل الله، فأبى أن يحدثني. فقلت له: قد خالفه يحيى بن سعيد الأنصاري فقال: عن المقبري، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه. فقال: أأحدث به؟ ! كأنه تعجب.(أعلام/2584)
قلت: وثق ابن عجلان أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وحدث عنه شعبة، ومالك، وهو حسن الحديث. وأقوى من ابن إسحاق. ولكن ما هو في قوة عبيد الله بن عمرو ونحوه.
قال أبو عبد الله الحاكم: أخرج له مسلم في كتابه ثلاثة عشر حديثا كلها في الشواهد، وتكلم المتأخرون من أئمتنا في سوء حفظه.
عباس الدوري، عن يحيى بن معين قال: ابن عجلان أوثق من محمد بن عمرو، ما يشك في هذا أحد، وممن وثقه ابن عيينة، وأبو حاتم الرازي، مع تعنته في نقد الرجال.
وقال ابن القاسم: قيل لمالك: إن ناسا من أهل العلم يحدثون -يعني- بحديث خلق آدم على صورته. فقال: من هم؟ قيل: ابن عجلان. قال: لم يكن ابن عجلان يعرف هذه الأشياء، ولم يكن عالما. قلت: لم ينفرد به محمد. والحديث: في الصحيحين. وقال البخاري: قال لي علي، عن ابن أبي الوزير، عن مالك، أنه ذكر ابن عجلان فذكر خيرا.
قال أبو محمد الرامهرمزي، حدثنا عبد الله، حدثنا القاسم بن نصر، سمعت خلف بن سالم، حدثني يحيى القطان قال: قدمت الكوفة وبها ابن عجلان، وبها ممن يطلب حفص بن غياث، ومليح بن وكيع وابن إدريس: فقلت: نأتي ابن عجلان. فقال يوسف السمتي: نقلب عليه حديثه حتى ننظر فهمه. قال: ففعلوا. فما كان عن أبيه جعلوه عن أبي هريرة نفسه، وما كان للمقبري عن أبي هريرة جعلوه عن أبيه عن أبي هريرة. فدخلوا فسألوه فمر فيها، فلما كان عند آخر الكتاب، تنبه، فقال: أعد. فعرض عليه، فقال: ما سألتموني عن أبي، فقد حدثني سعيد وما سألتموني عن سعيد، فقد حدثني أبي به. ثم أقبل على يوسف بن خالد، فقال: إن كنت أردت شيني وعيبي فسلبك الله الإسلام. وأقبل على حفص، فقال: ابتلاك الله في دينك ودنياك. وأقبل على الآخر فقال: لا نفعك الله بعلمك.(أعلام/2585)
قال يحيى القطان: فمات مليح بن وكيع وما انتفع بعلمه، وابتلي حفص بالفالج وبالقضاء، ولم يمت يوسف حتى اتهم بالزندقة. فهذه الحكاية فيها نظر. وما أعرف عبد الله هذا، ومليح لا يدرى من هو، ولم يكن لوكيع بن الجراح ولد يطلب أيام ابن عجلان، ثم لم يكن ظهر لهم قلب الأسانيد على الشيوخ. إنما فعل هذا بعد المائتين. وقد روي حديث لابن عجلان، عن أنس بن مالك، ويحتمل أن يكون شافهه.
قالوا: ومات ابن عجلان سنة ثمان وأربعين ومائة وقد أورد البخاري في كتاب " الضعفاء " له في محمد بن عجلان، قول يحيى القطان في محمد، وأنه لم يتقن أحاديث المقبري عن أبيه، وأحاديث المقبري عن أبي هريرة، يعني أنه ربما اختلط عليه هذا بهذا.
وقد ذكرت ابن عجلان في " الميزان " فحديثه إن لم يبلغ رتبة الصحيح، فلا ينحط عن رتبة الحسن. والله أعلم.
أخبرنا أحمد بن فرح الحافظ، وخلق قالوا: أنبأنا أحمد بن عبد الدائم، أنبأنا عبد المنعم بن كليب، وأنبأني أحمد بن سلامة والخضر بن حمويه، عن ابن كليب، أنبأنا علي بن بيان، أنبأنا محمد بن مخلد، أنبأنا إسماعيل الصفار، حدثنا ابن عرفة، حدثنا بشر بن المفضل، عن محمد بن عجلان، عن المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا وقع الذباب في إناء أحدكم، فإن في أحد جناحيه داء، والآخر شفاء. وإنه يتقي بالجناح الذي فيه الداء فليغمسه كله، ثم لينزعه هذا حديث حسن الإسناد عال، أخرجه أبو داود، عن أحمد بن حنبل، عن بشر، فوقع بدلا عاليا.(أعلام/2586)
محمد بن فضيل (ع)
ابن غزوان، الإمام الصدوق الحافظ أبو عبد الرحمن الضبي مولاهم الكوفي، مصنف كتاب " الدعاء "، وكتاب " الزهد "، وكتاب " الصيام " وغير ذلك.
حدث عن أبيه، وحصين بن عبد الرحمن، وعاصم الأحول، وعمارة بن القعقاع، وبيان بن بشر، وإبراهيم الهجري، وعطاء بن السائب، وهشام بن عروة، وابن أبي خالد، وزكريا بن أبي زائدة، وليث بن أبي سليم، ومسعر، وحبيب بن أبي عمرة، وخلق كثير.
حدث عنه: أحمد، وأبو عبيد، وإسحاق، وعلي بن حرب، وأحمد بن بديل، وأحمد بن سنان القطان، وعمرو بن علي، وبنو أبي شيبة، وأبو كريب، وأبو سعيد الأشج، وأحمد بن حرب، وعلي بن المنذر الطريقي، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وعدد كثير، وجم غفير. على تشيع كان فيه، إلا أنه كان من علماء الحديث، والكمال عزيز.
وثقه يحيى بن معين.
وقال أحمد بن حنبل: هو حسن الحديث شيعي.
وقال أبو داود السجستاني: كان شيعيا متحرقا.
قلت: تحرقه على من حارب أو نازع الأمر عليا - رضي الله عنه - وهو معظم للشيخين - رضي الله عنهما.
وكان ممن قرأ القرآن على حمزة الزيات.
وقد أدرك منصور بن المعتمر، ودخل عليه، فوجده مريضا. وهذا أوان أول سماعه للعلم.
قال محمد بن سعد: بعضهم لا يحتج به.
وكان أبو الأحوص يقول: أنشد الله رجلا يجالس ابن فضيل، وعمرو بن ثابت، أن يجالسنا.
قال يحيى الحماني: سمعت فضيلا أو حدثت عنه، قال: ضربت ابني البارحة إلى الصباح أن يترحم على عثمان - رضي الله عنه - فأبى علي.
وقال الحسن بن عيسى بن ماسرجس: سألت ابن المبارك عن أسباط وابن فضيل، فسكت، فلما كان بعد ثلاثة أيام، قال: يا حسن، صاحباك لا أرى أصحابنا يرضونهما.
قلت: مات في سنة خمس وتسعين ومائة وقيل: سنة أربع.
وقد احتج به أرباب الصحاح.(أعلام/2587)
أخبرنا أحمد بن هبة الله، أنبأنا عبد المعز بن محمد، أخبرنا زاهر بن طاهر، أخبرنا أبو سعيد الطبيب، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا محمد بن خلاد الباهلي، حدثنا محمد بن فضيل، أخبرنا يحيى بن سعيد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: تسحروا فإن في السحور بركة.
أخرجه النسائي عن زكريا خياط السنة عن الباهلي، فوقع بدلا عاليا بدرجتين. وحديثه أعلى من هذا في جزء ابن عرفة.(أعلام/2588)
محمد بن مسلمة (ع)
ابن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة. أبو عبد الله - وقيل: أبو عبد الرحمن، وأبو سعيد- الأنصاري الأوسي. من نجباء الصحابة شهد بدرا والمشاهد.
وقيل: إن النبي - صلى الله عليه وسلم- استخلفه مرة على المدينة. وكان - رضي الله عنه- ممن اعتزل الفتنة. ولا حضر الجمل، ولا صفين ; بل اتخذ سيفا من خشب، وتحول إلى الربذة، فأقام بها مديدة.
روى جماعة أحاديث.
روى عنه: المسور بن مخرمة، وسهل بن أبي حثمة، وقبيصة بن ذؤيب، وعبد الرحمن الأعرج، وعروة بن الزبير، وأبو بردة بن أبي موسى، وابنه محمود بن محمد.
وهو حارثي، من حلفاء بني عبد الأشهل.
وكان رجلا طوالا أسمر معتدلا أصلع وقورا.
قد استعمله عمر على زكاة جهينة. وقد كان عمر إذا شكي إليه عامل، نفذ محمدا إليهم ليكشف أمره.
خلف من الولد عشرة بنين ; وست بنات، رضي الله عنه.
وقيل: اسم جده خالد بن عدي بن مجدعة.
وقدم للجابية، فكان على مقدمة جيش عمر.
عباد بن موسى السعدي: حدثنا يونس، عن الحسن، عن محمد بن مسلمة، قال: مررت، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على الصفا، واضعا يده على يد رجل، فذهبت. فقال: ما منعك أن تسلم؟ قلت: يا رسول الله، فعلت بهذا الرجل شيئا ما فعلته بأحد، فكرهت أن أقطع عليك حديثك، من كان يا رسول الله؟ قال: جبريل، وقال لي: هذا محمد بن مسلمة لم يسلم، أما إنه لو سلم رددنا عليه السلام. قلت: فما قال لك يا رسول الله؟ قال: ما زال يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه يأمرني فأورثه.
قال ابن سعد: أسلم محمد بن مسلمة على يد مصعب بن عمير، قبل إسلام سعد بن معاذ. قال: وآخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين أبي عبيدة، واستخلفه على المدينة عام تبوك.(أعلام/2589)
حماد بن سلمة، عن ابن جدعان، عن أبي بردة، قال: مررنا بالربذة، فإذا فسطاط محمد بن مسلمة، فقلت: لو خرجت إلى الناس، فأمرت ونهيت؟ فقال: قال لي النبي، صلى الله عليه وسلم: يا محمد، ستكون فرقة وفتنة واختلاف، فاكسر سيفك، واقطع وترك، واجلس في بيتك ففعلت ما أمرني.
شعبة، عن أشعث، عن أبي بردة، عن ضبيعة قال حذيفة: إني لأعرف رجلا لا تضره الفتنة. قال: فإذا فسطاط لما أتينا المدينة، وإذا محمد بن مسلمة.
قال ابن يونس: شهد محمد فتح مصر، وكان فيمن طلع الحصن مع الزبير. قال عباية بن رفاعة: كان محمد بن مسلمة أسود طويلا عظيما.
وفي " الصحاح "، من حديث جابر: مقتل كعب بن الأشرف على يد محمد بن مسلمة.
ابن المبارك: أخبرنا ابن عيينة، عن موسى بن أبي عيسى، قال: أتى عمر مشربة بني حارثة، فوجد محمد بن مسلمة، فقال: يا محمد، كيف تراني؟ قال: أراك كما أحب، وكما يحب من يحب لك الخير، قويا على جمع المال، عفيفا عنه، عدلا في قسمه، ولو ملت عدلناك كما يعدل السهم في الثقاف. قال: الحمد لله، الذي جعلني في قوم إذا ملت عدلوني.
ابن عيينة، عن عمرو بن سعيد، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة، قال: بلغ عمر أن سعدا اتخذ قصرا، وقال: انقطع الصويت. فأرسل عمر محمد بن مسلمة - وكان عمر إذا أحب أن يؤتى بالأمر كما يريد بعثه - فأتى الكوفة، فقدح، وأحرق الباب على سعد. فجاء سعدا، فقال: إنه بلغ عمر أنك قلت: انقطع الصويت. فحلف أنه لم يقله.
هشام، عن ابن سيرين، عن حذيفة، قال: ما من أحد إلا وأنا أخاف عليه الفتنة إلا ما كان من محمد بن مسلمة، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: لا تضره الفتنة.(أعلام/2590)
الفسوي في " تاريخه ": حدثنا محمد بن مصفى، حدثنا يحيى بن سعيد، عن موسى بن وردان، عن أبيه، عن جابر، قال: قدم معاوية ومعه أهل الشام، فبلغ رجلا شقيا من أهل الأردن صنيع محمد بن مسلمة - جلوسه عن علي ومعاوية - فاقتحم عليه المنزل، فقتله. فأرسل معاوية إلى كعب بن مالك: ما تقول في محمد بن مسلمة؟ .
قال يحيى بن بكير، وإبراهيم بن المنذر، وابن نمير، وشباب، وجماعة: مات محمد بن مسلمة في صفر سنة ثلاث وأربعين.
يزيد بن هارون: أخبرنا هشام، عن الحسن: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أعطى محمد بن مسلمة سيفا، فقال: قاتل به المشركين ; فإذا رأيت المسلمين قد أقبل بعضهم على بعض، فاضرب به أحدا حتى تقطعه، ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة، أو منية قاضية.
وروي نحوه من مراسيل زيد بن أسلم.
عاش ابن مسلمة سبعا وسبعين سنة.(أعلام/2591)
محمد بن مهران الجمال (خ، م، د)
الحافظ الثقة الجوال النقال، أبو جعفر الرازي. حدث عن: فضيل بن عياض، ومرحوم بن عبد العزيز، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وسفيان بن عيينة، وحاتم بن إسماعيل، وجرير بن عبد الحميد، وعتاب بن بشير، وعيسى بن يونس، وملازم بن عمرو، ومسكين بن بكير، وعطاء بن مسلم، والوليد بن مسلم، وعبد الرزاق، ويحيى القطان، وخلق كثير من نظرائهم ودونهم.
وعنه: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأحمد بن علي الأبار، وموسى بن هارون، وأحمد بن علي بن إسماعيل بن علي بن أبي بكر الرازي، والحسن بن العباس الرازي، ومحمد بن إبراهيم الطيالسي، وجعفر بن أحمد بن فارس، وعبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي، ومحمد بن إسحاق السراج، ومحمد بن الحسين الطبركي، ومحمد بن صالح بن بكر الكيلاني وراق أبي زرعة، وآخرون.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن أبي جعفر الجمال، وإبراهيم بن موسى، فقال: كان أبو جعفر أوسع حديثا، وكان إبراهيم أتقن، وأبو جعفر صدوق.
قال أبو بكر الأعين: مشايخ خراسان ثلاثة: أولهم قتيبة، والثاني محمد بن مهران، والثالث علي بن حجر.(أعلام/2592)
قال البخاري: مات محمد بن مهران في أول سنة تسع وثلاثين ومائتين. أو قريبا منه. قرأت على أحمد بن هبة الله، عن عبد المعز بن محمد، أخبرنا تميم القصار، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن سنة تسع وأربعين وأربعمائة، أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ، أخبرنا محمد بن الحسين الطبركي بالري، حدثنا أبو جعفر الجمال، حدثنا عيسى بن يونس، عن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: إن الله لا يقبض العلم انتزاعا، ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، فإذا لم يترك عالما، اتخذ الناس رؤساء جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا. هذا غريب من طريق عيسى. قال أبو أحمد: ما كتبناه إلا من هذا الطريق.(أعلام/2593)
محمد بن نصر
ابن الحجاج المروزي الإمام، شيخ الإسلام أبو عبد الله الحافظ.
مولده ببغداد في سنة اثنتين ومائتين ومنشؤه بنيسابور، ومسكنه سمرقند. كان أبوه مروزيا، ولم يرفع لنا في نسبه.
ذكره الحاكم فقال: إمام عصره بلا مدافعة في الحديث.
سمع بخراسان من يحيى بن يحيى التميمي، وأبي خالد يزيد بن صالح، وعمرو بن زرارة، وصدقة بن الفضل المروزي، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن حجر. وبالري: محمد بن مهران الجمال، ومحمد بن مقاتل، ومحمد بن حميد، وطائفة. وببغداد: محمد بن بكار بن الريان، وعبيد الله بن عمر القواريري، والطبقة. وبالبصرة: شيبان بن فروخ، وهدبة بن خالد، وعبد الواحد بن غياث، وعدة. وبالكوفة: محمد بن عبد الله بن نمير، وهنادا، وابن أبي شيبة، وطائفة. وبالمدينة: أبا مصعب، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وطائفة. وبالشام: هشام بن عمار، ودحيما.
قلت: وبمصر من يونس الصدفي، والربيع المرادي، وأبي إسماعيل المزني، وأخذ عنه كتب الشافعي ضبطا وتفقها، وكتب الكثير، وبرع في علوم الإسلام، وكان إماما مجتهدا علامة، من أعلم أهل زمانه باختلاف الصحابة والتابعين، قل أن ترى العيون مثله.
قال أبو بكر الخطيب حدث عن عبدان بن عثمان. ثم سمى جماعة، وقال: كان من أعلم الناس باختلاف الصحابة ومن بعدهم في الأحكام.
قلت: يقال: إنه كان أعلم الأئمة باختلاف العلماء على الإطلاق.
حدث عنه: أبو العباس السراج، ومحمد بن المنذر شكر، وأبو حامد بن الشرقي، وأبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم، وأبو النضر محمد بن محمد الفقيه، وولده إسماعيل بن محمد بن نصر، ومحمد بن إسحاق السمرقندي، وخلق سواهم.
قال أبو بكر الصيرفي من الشافعية: لو لم يصنف ابن نصر إلا كتاب: " القسامة " لكان من أفقه الناس.(أعلام/2594)
وقال أبو بكر بن إسحاق الصبغي، وقيل له: ألا تنظر إلى تمكن أبي علي الثقفي في عقله؟ فقال: ذاك عقل الصحابة والتابعين من أهل المدينة. قيل: وكيف ذاك؟ قال: إن مالكا كان من أعقل أهل زمانه، وكان يقال: صار إليه عقل الذين جالسهم من التابعين، فجالسه يحيى بن يحيى النيسابوري، فأخذ من عقله وسمته، ثم جالس يحيى بن يحيى محمد بن نصر سنين، حتى أخذ من سمته وعقله، فلم ير بعد يحيى من فقهاء خراسان أعقل من ابن نصر، ثم إن أبا علي الثقفي جالسه أربع سنين، فلم يكن بعده أعقل من أبي علي.
قال عبد الله بن محمد الإسفراييني: سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول: كان محمد بن نصر بمصر إماما. فكيف بخراسان؟
وقال القاضي محمد بن محمد: كان الصدر الأول من مشايخنا يقولون: رجال خراسان أربعة: ابن المبارك، وابن راهويه، ويحيى بن يحيى، ومحمد بن نصر.
ومن كلام محمد بن نصر قال: لما كانت المعاصي بعضها كفرا، وبعضها ليس بكفر، فرق -تعالى- بينها، فجعلها ثلاثة أنواع: فنوع منها كفر، ونوع منها فسوق، ونوع منها عصيان، ليس بكفر ولا فسوق. وأخبر أنه كرهها كلها إلى المؤمنين، ولما كانت الطاعات كلها داخلة في الإيمان، وليس فيها شيء خارج عنه، لم يفرق بينها، فما قال: حبب إليكم الإيمان والفرائض وسائر الطاعات، بل أجمل ذلك فقال: حبب إليكم الإيمان فدخل فيه جميع الطاعات ; لأنه قد حبب إليهم الصلاة والزكاة، وسائر الطاعات حب تدين، ويكرهون المعاصي كراهية تدين، ومنه قوله عليه السلام: من سرته حسنته، وساءته سيئته، فهو مؤمن.(أعلام/2595)
وقال أبو عبد الله بن الأخرم: انصرف محمد بن نصر من الرحلة الثانية سنة ستين ومائتين، فاستوطن نيسابور، فلم تزل تجارته بنيسابور، أقام مع شريك له مضارب، وهو يشتغل بالعلم والعبادة، ثم خرج سنة خمس وسبعين إلى سمرقند، فأقام بها وشريكه بنيسابور، وكان وقت مقامه بنيسابور هو المقدم والمفتي بعد وفاة محمد بن يحيى ; فإن حيكان -يعني يحيى ولد محمد بن يحيى - ومن بعده أقروا له بالفضل والتقدم.
قال ابن الأخرم الحافظ: أخبرنا إسماعيل بن قتيبة: سمعت محمد بن يحيى غير مرة إذا سئل عن مسألة يقول: سلوا أبا عبد الله المروزي.
وقال أبو بكر الصبغي: أدركت إمامين لم أرزق السماع منهما: أبو حاتم الرازي، ومحمد بن نصر المروزي ; فأما ابن نصر فما رأيت أحسن صلاة منه، لقد بلغني أن زنبورا قعد على جبهته، فسال الدم على وجهه، ولم يتحرك.
وقال محمد بن يعقوب بن الأخرم: ما رأيت أحسن صلاة من محمد بن نصر ; كان الذباب يقع على أذنه، فيسيل الدم، ولا يذبه عن نفسه، ولقد كنا نتعجب من حسن صلاته وخشوعه وهيئته للصلاة، كان يضع ذقنه على صدره، فينتصب كأنه خشبة منصوبة. قال: وكان من أحسن الناس خلقا، كأنما فقئ في وجهه حب الرمان، وعلى خديه كالورد، ولحيته بيضاء.
قال أحمد بن إسحاق الصبغي: سمعت محمد بن عبد الوهاب الثقفي يقول: كان إسماعيل بن أحمد -والي خراسان - يصل محمد بن نصر في العام بأربعة آلاف درهم، ويصله أخوه إسحاق بمثلها، ويصله أهل سمرقند بمثلها، فكان ينفقها من السنة إلى السنة، من غير أن يكون له عيال، فقيل له: لو ادخرت لنائبة؟ فقال: سبحان الله! أنا بقيت بمصر كذا كذا سنة، قوتي، وثيابي، وكاغدي وحبري وجميع ما أنفقه على نفسي في السنة عشرون درهما، فترى إن ذهب ذا لا يبقى ذاك! .(أعلام/2596)
قال الحافظ السليماني: محمد بن نصر إمام الأئمة الموفق من السماء، سكن سمرقند، سمع يحيى بن يحيى، وعبدان، وعبد الله المسندي، وإسحاق، وله كتاب " تعظيم قدر الصلاة "، وكتاب " رفع اليدين "، وغيرهما من الكتب المعجزة. كذا قال السليماني، ولا معجز إلا القرآن. ثم قال: مات هو وصالح جزرة في سنة أربع وتسعين أنبأني أبو الغنائم القيسي وجماعة سمعوا أبا اليمن الكندي: أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا الجوهري، أخبرنا ابن حيويه، حدثنا عثمان بن جعفر اللبان، حدثني محمد بن نصر قال: خرجت من مصر ومعي جارية، فركبت البحر أريد مكة، فغرقت، فذهب مني ألفا جزء، وصرت إلى جزيرة أنا وجاريتي، فما رأينا فيها أحدا، وأخذني العطش فلم أقدر على الماء، فوضعت رأسي على فخذ جاريتي مستسلما للموت، فإذا رجل قد جاءني ومعه كوز، فقال لي: هاه. فشربت وسقيتها، ثم مضى، فما أدري من أين جاء؟ ولا من أين راح؟ .
وفي " الطبقات " لأبي إسحاق: ولد محمد بن نصر ببغداد، ونشأ بنيسابور، واستوطن سمرقند.
روي عنه أنه قال: لم يكن لي حسن رأي في الشافعي، فبينا أنا قاعد في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- أغفيت، فرأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام، فقلت: يا رسول الله، أكتب رأي الشافعي؟ فطأطأ رأسه شبه الغضبان، وقال: تقول رأي؟ ليس هو بالرأي، هو رد على من خالف سنتي. فخرجت في أثر هذه الرؤيا إلى مصر، فكتبت كتب الشافعي.
قال أبو إسحاق: وصنف ابن نصر كتبا، ضمنها الآثار والفقه، وكان من أعلم الناس باختلاف الصحابة ومن بعدهم في الأحكام، وصنف كتابا فيما خالف أبو حنيفة عليا وابن مسعود.
قال أبو بكر الصيرفي: لو لم يصنف إلا كتاب: " القسامة " لكان من أفقه الناس، كيف وقد صنف سواه؟ !(أعلام/2597)
قال الوزير أبو الفضل محمد بن عبيد الله البلعمي سمعت الأمير إسماعيل بن أحمد يقول: كنت بسمرقند، فجلست يوما للمظالم، وجلس أخي إسحاق إلى جنبي، إذ دخل أبو عبد الله محمد بن نصر، فقمت له إجلالا للعلم، فلما خرج عاتبني أخي وقال: أنت والي خراسان تقوم لرجل من الرعية؟ هذا ذهاب السياسة. قال: فبت تلك الليلة وأنا متقسم القلب، فرأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام، كأني واقف مع أخي إسحاق، إذ أقبل النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأخذ بعضدي، فقال لي: ثبت ملكك وملك بنيك بإجلالك محمد بن نصر. ثم التفت إلى إسحاق، فقال: ذهب ملك إسحاق، وملك بنيه باستخفافه بمحمد بن نصر.
قلت: كان محمد بن نصر زوج أخت يحيى بن أكثم القاضي، واسمها: خنة، بمعجمة ثم نون مات بعد أيام قلائل من موت صالح بن محمد جزرة، وذلك في المحرم، سنة أربع وتسعين ومائتين.
قال الحافظ أبو عبد الله بن مندة في مسألة الإيمان: صرح محمد بن نصر في كتاب " الإيمان " بأن الإيمان مخلوق، وأن الإقرار، والشهادة، وقراءة القرآن بلفظه مخلوق، ثم قال: وهجره على ذلك علماء وقته، وخالفه أئمة خراسان والعراق.(أعلام/2598)
قلت: الخوض في ذلك لا يجوز، وكذلك لا يجوز أن يقال: الإيمان، والإقرار، والقراءة، والتلفظ بالقرآن غير مخلوق، فإن الله خلق العباد وأعمالهم، والإيمان: قول وعمل، والقراءة والتلفظ: من كسب القارئ، والمقروء الملفوظ: هو كلام الله ووحيه وتنزيله، وهو غير مخلوق، وكذلك كلمة الإيمان، وهي قول (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) ، داخلة في القرآن، وما كان من القرآن فليس بمخلوق، والتكلم بها من فعلنا، وأفعالنا مخلوقة، ولو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأ مغفورا له قمنا عليه وبدعناه وهجرناه؛ لما سلم معنا لا ابن نصر، ولا ابن مندة، ولا من هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحق، وهو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة.
قال أبو محمد بن حزم في بعض تواليفه: أعلم الناس من كان أجمعهم للسنن، وأضبطهم لها، وأذكرهم لمعانيها، وأدراهم بصحتها، وبما أجمع الناس عليه مما اختلفوا فيه.
قال: وما نعلم هذه الصفة -بعد الصحابة- أتم منها في محمد بن نصر المروزي، فلو قال قائل: ليس لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديث ولا لأصحابه إلا وهو عند محمد بن نصر، لما أبعد عن الصدق.
قلت: هذه السعة والإحاطة ما ادعاها ابن حزم لابن نصر إلا بعد إمعان النظر في جماعة تصانيف لابن نصر، ويمكن ادعاء ذلك لمثل أحمد بن حنبل ونظرائه، والله أعلم.(أعلام/2599)
محمد بن نوح
الإمام الحافظ الثبت أبو الحسن الجنديسابوري الفارسي، نزيل بغداد.
سمع الحسن بن عرفة، وشعيب بن أيوب الصريفيني وهارون بن إسحاق الهمداني، وطبقتهم.
حدث عنه الدارقطني، وأبو بكر بن شاذان، وأبو حفص بن شاهين، وعيسى [بن] الوزير، وآخرون.
قال أبو سعيد بن يونس: ثقة حافظ.
وقال الدارقطني: ثقة مأمون، ما رأيت كتبا أصح من كتبه، ولا أحسن.
قلت: حدث بدمشق، ومصر، وبغداد.
ومات في ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
وقع لي أحاديث من عواليه.(أعلام/2600)
محمود بن غيلان (خ، م، ت، س، ق)
الإمام الحافظ الحجة أبو أحمد، العدوي، مولاهم المروزي، من أئمة الأثر.
حدث عن: سفيان بن عيينة، والفضل بن موسى، والوليد بن مسلم، وأبي معاوية، ووكيع، ويحيى بن سليم الطائفي، وعبد الرزاق، وطبقتهم، فأكثر وجود، وكان من فرسان الحديث.
حدث عنه: الجماعة سوى أبي داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومطين، والحسن بن سفيان، والهيثم بن خلف، وأبو القاسم البغوي، وإبراهيم بن أبي طالب، وأبو العباس السراج، وجعفر بن أحمد بن نصر، ومحمد بن شاذان، وابن خزيمة، وخلق.
قال أحمد بن حنبل: أعرفه بالحديث، صاحب سنة، قد حبس بسبب القرآن.
وقال النسائي: ثقة.
قال محمود بن غيلان: سمع مني إسحاق بن راهويه حديثين.
وقال الحاكم: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بمرو، حدثنا أبو رجاء محمد بن حمدويه، قال: خرج محمود بن غيلان إلى الحج سنة ست وأربعين ومائتين، ثم رد إلى مرو، وتوفي لعشر بقين من ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين. كذا وقع في " تاريخ " الحاكم. والصحيحح وفاته في رمضان سنة تسع وثلاثين ومائتين. وقع لي من عوالي محمود بن غيلان.(أعلام/2601)
محمود بن لبيد (م، 4)
ابن عقبة بن رافع، أبو نعيم الأنصاري الأوسي الأشهلي المدني.
ولد بالمدينة في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وروى عنه أحاديث يرسلها.
وروى عن: عمر، وعثمان، وقتادة بن النعمان، ورافع بن خديج.
حدث عنه: بكير بن الأشج، ومحمد بن إبراهيم التيمي، والزهري، وعاصم بن عمر بن قتادة وآخرون.
وفي أبيه نزلت آية الرخصة فيمن لا يستطيع الصوم.
قال البخاري: له صحبة.
وقال ابن عبد البر: هو أسن من محمود بن الربيع.
قلت: توفي ابن لبيد في سنة سبع وتسعين ويقال: في سنة ست.(أعلام/2602)
مرثد بن عبد الله (ع)
الإمام، أبو الخير اليزني المصري، عالم الديار المصرية ومفتيها ويزن بطن من حمير.
حدث عن أبي أيوب الأنصاري، وزيد بن ثابت، وأبي بصرة الغفاري وعقبة بن عامر، وعمرو بن العاص، وابنه عبد الله بن عمرو وجماعة، ولزم عقبة مدة وتفقه به.
حدث عنه جعفر بن ربيعة، وعبد الرحمن بن شماسة، ويزيد بن أبي حبيب، وعبيد الله بن أبي جعفر، وعياش بن عباس القتباني، وجماعة.
قال أبو سعيد بن يونس: كان مفتي أهل مصر في أيامه، وكان عبد العزيز بن مروان -يعني متولي مصر - يحضره مجلسه للفتيا. قال: وقال ابن عون: توفي أبو الخير سنة تسعين.(أعلام/2603)
مروان بن الحكم (خ)
ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، الملك أبو عبد الملك القرشي الأموي.
وقيل: يكنى أبا القاسم، وأبا الحكم.
مولده بمكة. وهو أصغر من ابن الزبير بأربعة أشهر. وقيل: له رؤية، وذلك محتمل.
روى عن: عمر، وعثمان، وعلي، وزيد.
وعنه: سهل بن سعد - وهو أكبر منه - وسعيد بن المسيب، وعلي بن الحسين، وعروة، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله، ومجاهد بن جبر، وابنه عبد الملك.
وكان كاتب ابن عمه عثمان، وإليه الخاتم، فخانه، وأجلبوا بسببه على عثمان، ثم نجا هو، وسار مع طلحة والزبير للطلب بدم عثمان، فقتل طلحة يوم الجمل، ونجا - لا نجي - ثم ولي المدينة غير مرة لمعاوية.
وكان أبوه قد طرده النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الطائف ثم أقدمه عثمان إلى المدينة لأنه عمه. ولما هلك ولد يزيد؛ أقبل مروان، وانضم إليه بنو أمية وغيرهم، وحارب الضحاك الفهري، فقتله، وأخذ دمشق، ثم مصر، ودعا بالخلافة.
وكان ذا شهامة، وشجاعة، ومكر، ودهاء، أحمر الوجه، قصيرا؛ أوقص دقيق العنق، كبير الرأس واللحية، يلقب: خيط باطل.
قال الشافعي: لما انهزموا يوم الجمل، سأل علي عن مروان، وقال: يعطفني عليه رحم ماسة، وهو مع ذلك سيد من شباب قريش.
وقال قبيصة بن جابر: قلت لمعاوية: من ترى للأمر بعدك؟ فسمى رجالا، ثم قال: وأما القارئ الفقيه الشديد في حدود الله، مروان.
قال أحمد: كان مروان يتتبع قضاء عمر.
وروى ابن عون، عن عمير بن إسحاق، قال: كان مروان أميرا علينا، فكان يسب رجلا كل جمعة، ثم عزل بسعيد بن العاص، وكان سعيد لا يسبه، ثم أعيد مروان، فكان يسب، فقيل للحسن: ألا تسمع ما يقول؟ فجعل لا يرد شيئا وساق حكاية.(أعلام/2604)
قال عطاء بن السائب: عن أبي يحيى، قال: كنت بين الحسن والحسين ومروان، والحسين يساب مروان، فنهاه الحسن، فقال مروان: أنتم أهل بيت ملعونون. فقال الحسن: ويلك قلت هذا! والله لقد لعن الله أباك على لسان نبيه وأنت في صلبه، يعني: قبل أن يسلم.
وأبو يحيى هذا نخعي لا أعرفه.
جعفر بن محمد: عن أبيه؛ كان الحسن والحسين يصليان خلف مروان ولا يعيدان.
العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: إذا بلغ بنو العاص ثلاثين رجلا، اتخذوا مال الله دولا، ودين الله دغلا، وعباد الله خولا.
جاء هذا مرفوعا، لكن فيه عطية العوفي.
قلت: استولى مروان على الشام ومصر تسعة أشهر، ومات خنقا من أول رمضان سنة خمس وستين.
قال مالك: تذكر مروان، فقال: قرأت كتاب الله من أربعين سنة، ثم أصبحت فيما أنا فيه من هرق الدماء وهذا الشأن؟ !
قال ابن سعد: كانوا ينقمون على عثمان تقريب مروان وتصرفه. وقاتل يوم الجمل أشد قتال، فلما رأى الهزيمة رمى طلحة بسهم، فقتله، وجرح يومئذ، فحمل إلى بيت امرأة، فداووه، واختفى، فأمنه علي، فبايعه، ورد إلى المدينة. وكان يوم الحرة مع مسرف بن عقبة يحرضه على قتال أهل المدينة.
قال: وعقد لولديه عبد الملك وعبد العزيز بعده، وزهد الناس في خالد بن يزيد بن معاوية، ووضع منه، وسبه يوما، وكان متزوجا بأمه، فأضمرت له الشر، فنام، فوثبت في جواريها، وغمته بوسادة قعدن على جوانبها، فتلف، وصرخن، وظن أنه مات فجاءة.
وقيل: مات بالطاعون.(أعلام/2605)
مسدد بن مسرهد (خ، د، ت، س)
ابن مسربل، الإمام الحافظ الحجة أبو الحسن الأسدي البصري، أحد أعلام الحديث.
ولد في حدود الخمسين ومائة.
وحدث عن: جويرية ابن أسماء، ومهدي بن ميمون، وحماد بن زيد، وعبد الله بن يحيى بن أبي كثير، وأبي عوانة، وأبي الأحوص، والحارث بن عبيد، وخالد بن عبد الله، وهشيم، وعبد الوارث، وسلام بن أبي مطيع، وعبد العزيز بن المختار، ويزيد بن زريع، وملازم بن عمرو، ومحمد بن جابر السحيمي، ومعتمر، ومرحوم، وابن عيينة، وفضيل بن عياض، ويحيى القطان، وعيسى بن يونس، ووكيع، وأبيه الجراح، وعدد كثير.
وكان من الأئمة الأثبات.
حدث عنه: البخاري، وأبو داود، ومحمد بن يحيى، وولده يحيى، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ويعقوب الفسوي، ويعقوب السدوسي، ومعاذ بن المثنى، وأبو إسحاق الجوزجاني، وإسماعيل القاضي، وأخوه حماد بن إسحاق، وابن عمه يوسف القاضي، وأبو خليفة الجمحي، وخلق سواهم.
ووقع لي جزء من " مسنده ".
روى يحيى بن معين، عن يحيى بن سعيد القطان قال: لو أتيت مسددا فحدثته في بيته لكان يستأهل.
قال أحمد بن حنبل: مسدد صدوق، فما كتبت عنه فلا تعد.
وقال أبو الحسن الميموني: سألت أبا عبد الله الكتاب لي إلى مسدد، فكتب لي إليه. وقال: نعم الشيخ عافاه الله.
وقال محمد بن هارون الفلاس: سألت يحيى بن معين عن مسدد، فقال: صدوق.
وقال جعفر بن أبي عثمان: قلت لابن معين: عمن أكتب بالبصرة؟
قال: اكتب عن مسدد فإنه ثقة ثقة.
وقال النسائي: ثقة.(أعلام/2606)
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: مسدد بن مسرهد بن مسربل بن مستورد الأسدي بصري ثقة، كان يملي علي حتى أضجر، فيقول لي: يا أبا الحسن، اكتب هذا الحديث، فيملي علي بعد ضجري خمسين، ستين حديثا، فأتيته في رحلتي الثانية، فأصبت عليه زحاما كثيرا، فقلت: قد أخذت بحظي منك، وكان أبو نعيم يسألني عن اسمه واسم أبيه، فأخبره، فيقول: يا أحمد، هذه رقية العقرب.
وقال ابن أبي حاتم: سئل أبي عنه فقال: كان ثقة.
وقال أبو عمرو بن حكيم: قال أبو حاتم الرازي في حديث مسدد، عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: " كأنها الدنانير ". ثم قال: كأنك تسمعها من النبي - صلى الله عليه وسلم.
قال البخاري: مسدد بن مسرهد بن مسربل بن مرعبل مات سنة ثمان وعشرين ومائتين وكذا ورخه ابن سعد وجماعة وما عينوا شهرا.
روى له الجماعة سوى مسلم وابن ماجه.
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الحليم المالكي، أخبرنا علي بن مختار، أخبرنا أبو طاهر الحافظ، أخبرنا أحمد بن علي الصوفي، أخبرنا علي بن أحمد بن داود، حدثنا أبو بكر النجاد، حدثنا أبو داود قراءة عليه، حدثنا مسدد، حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، حدثنا قتادة، سمعت جابر بن زيد يحدث عن ابن عباس - رفعه شعبة - قال: " يقطع الصلاة المرأة الحائض والكلب ".
قال أبو داود: ورواه ابن أبي عروبة، وهمام، وهشام عن قتادة أوقفوه على ابن عباس.
قلت: أخرجه هكذا أبو داود في " سننه " والنسائي والقزويني جميعا من طريق يحيى القطان. ووقفه أشبه.(أعلام/2607)
أخبرنا بلال المغيثي، أخبرنا ابن رواج، أخبرنا السلفي، أخبرنا ثابت بن بندار، أخبرنا الحسين بن جعفر السلماسي أخبرنا أبو العباس الوليد بن بكر، أخبرنا منصور بن عبد الله الخالدي، حدثنا إبراهيم بن مسدد بن مسرهد، بن مسربل، بن مغربل، بن مرعبل، بن أرندل، بن سرندل، بن غرندل، بن ماسك بن المستورد الأسدي، حدثني أبي مسدد، حدثنا عيسى بن يونس، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقبل الهدية ويثيب عليها.
هذا سياق عجيب منكر في نسب مسدد، أظنه مفتعلا، ومنصور ليس بمعتمد.
ولمسدد مسند في مجلد رواه عنه معاذ بن مثنى، ومسند آخر صغير يرويه عنه أبو خليفة.
وما زاد البخاري في " تاريخه " على ذكر مرعبل بعد ذكر جده مسربل، وكذا مسلم في " الكنى ". لكن قال: مغربل بدل مرعبل.
وقال أبو نصر الكلاباذي في " الإرشاد " له: مسدد بن مسرهد بن مغربل، بن أرمك، بن ماهك.
وقال جعفر المستغفري: مسدد بن مسرهد بن شريك.
وقال ابن ماكولا: قال الشريف النسابة: ابن مسرهد، بن مسربل، بن ماسك، بن جرو، بن يزيد، بن شبيب، بن الصلت، بن أسد.
قال مازح: لو كتب أمام نسبه " بسم الله الرحمن الرحيم " كان رقية للعقرب.(أعلام/2608)
مسروق (ع)
ابن الأجدع، الإمام، القدوة، العلم، أبو عائشة الوادعي، الهمداني، الكوفي. وهو مسروق بن الأجدع بن مالك بن أمية بن عبد الله بن مر بن سلمان بن معمر، ويقال: سلامان بن معمر بن الحارث بن سعد بن عبد الله بن وادعة بن عمر بن عامر بن ناشح بن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان.
قال أبو بكر الخطيب: يقال إنه سرق وهو صغير ثم وجد فسمي مسروقا. وأسلم أبوه الأجدع.
حدث هو عن أبي بن كعب، وعمر، وعن أبي بكر الصديق -إن صح- وعن أم رومان، ومعاذ بن جبل، وخباب، وعائشة، وابن مسعود، وعثمان وعلي، وعبد الله بن عمرو، وابن عمر وسبيعة، ومعقل بن سنان، والمغيرة بن شعبة، وزيد حتى إنه روى عن عبيد بن عمير، قاص مكة.
وعنه: الشعبي، وإبراهيم النخعي، ويحيى بن وثاب، وعبد الله بن مرة، وأبو وائل، ويحيى بن الجزار، وأبو الضحى، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، وعبيد بن نضيلة، ومكحول الشامي -وما أراه لقيه- وأبو إسحاق، ومحمد بن المنتشر، ومحمد بن نشر الهمداني، وأبو الأحوص الجشمي، وأيوب بن هانئ، وعمارة بن عمير، وحبال ابن رفيدة، وأنس بن سيرين، وأبو الشعثاء المحاربي، وآخرون.
وعداده في كبار التابعين وفي المخضرمين الذين أسلموا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
قال أبو داود: كان أبو الأجدع أفرس فارس باليمن. قال أبو داود أيضا: ومسروق هو ابن أخت عمرو بن معد يكرب.
مجالد: عن الشعبي، عن مسروق، قال: لقيت عمر فقال: ما اسمك؟ فقلت: مسروق بن الأجدع. قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: الأجدع شيطان أنت مسروق بن عبد الرحمن. قال الشعبي: فرأيته في الديوان مسروق بن عبد الرحمن.(أعلام/2609)
وقال مالك بن مغول: سمعت أبا السفر، عن مرة، قال: ما ولدت همدانية مثل مسروق وقال أيوب الطائي، عن الشعبي، قال: ما علمت أن أحدا كان أطلب للعلم -في أفق من الآفاق- من مسروق.
وقال منصور عن إبراهيم، قال: كان أصحاب عبد الله الذين يقرئون الناس ويعلمونهم السنة: علقمة، والأسود وعبيدة، ومسروقا، والحارث بن قيس، وعمرو بن شرحبيل.
وروى عبد الملك بن أبجر، عن الشعبي، كان مسروق أعلم بالفتوى من شريح، وكان شريح أعلم بالقضاء من مسروق، وكان شريح يستشير مسروقا، وكان مسروق لا يستشير شريحا.
وروى شعبة عن أبي إسحاق، حج مسروق فلم ينم إلا ساجدا على وجهه حتى رجع.
وروى أنس بن سيرين، عن امرأة مسروق قالت: كان مسروق يصلي حتى تورم قدماه، فربما جلست أبكي مما أراه يصنع بنفسه.
المثنى القصير: عن محمد بن المنتشر، عن مسروق، قال: كنت مع أبي موسى أيام الحكمين، فسطاطي إلى جانبه، فأصبح الناس ذات يوم قد لحقوا بمعاوية، فرفع أبو موسى رفرف فسطاطه وقال: يا مسروق، قلت: لبيك، قال: إن الإمارة ما ائتمر فيها، وإن الملك ما غلب عليه بالسيف.
مجالد: عن الشعبي، عن مسروق، قالت عائشة: يا مسروق إنك من ولدي، وإنك لمن أحبهم إلي، فهل لك علم بالمخدج.
قال أبو السفر: ما ولدت همدانية مثل مسروق.
وقال الشعبي: لما قدم عبيد الله بن زياد الكوفة، قال: من أفضل الناس؟ قالوا له: مسروق. وقال ابن المديني: أنا ما أقدم على مسروق أحدا صلى خلف أبي بكر.
مجالد: عن الشعبي، قال مسروق: لأن أفتي يوما بعدل وحق، أحب إلي من أن أغزو سنة.
قال إبراهيم بن محمد بن المنتشر: أهدى خالد بن عبد الله بن أسيد عامل البصرة إلى عمي مسروق ثلاثين ألفا، وهو يومئذ محتاج فلم يقبلها: وقال أبو إسحاق السبيعي: زوج مسروق بنته بالسائب بن الأقرع على عشرة آلاف لنفسه يجعلها في المجاهدين والمساكين.(أعلام/2610)
الأعمش: عن أبي الضحى قال: غاب مسروق عاملا على السلسلة سنتين، ثم قدم، فنظر أهله في خرجه فأصابوا فأسا، فقالوا: غبت ثم جئتنا بفأس بلا عود، قال: إنا لله، استعرناها، نسينا نردها.
قال سعيد بن جبير، قال لي مسروق: ما بقي شيء يرغب فيه إلا أن نعفر وجوهنا في التراب، وما آسى على شيء إلا السجود لله تعالى.
وقال الكلبي: شلت يد مسروق يوم القادسية، وأصابته آمة.
قال وكيع: تخلف عن علي مسروق، والأسود، والربيع بن خثيم وأبو عبد الرحمن السلمي. ويقال: شهد صفين، فوعظ وخوف ولم يقاتل، وقيل: شهد قتال الحرورية مع علي، واستغفر الله من تأخره عن علي. وقيل: إن قبره بالسلسلة بواسط.
قال أحمد بن حنبل، قال ابن عيينة: بقي مسروق بعد علقمة لا يفضل عليه أحد.
وقال يحيى بن معين: مسروق ثقة، لا يسأل عن مثله. وسأل عثمان بن سعيد يحيى عن مسروق وعروة في عائشة، فلم يخير.
وقال علي بن المديني: ما أقدم على مسروق أحدا من أصحاب عبد الله صلى خلف أبي بكر ولقي عمر وعليا، ولم يرو عن عثمان شيئا.
وقال العجلي: تابعي ثقة، كان أحد أصحاب عبد الله الذين يقرئون ويفتون. وكان يصلي حتى ترم قدماه.
وقال ابن سعد كان ثقة له أحاديث صالحة.
روى سعيد بن عثمان التنوخي الحمصي، حدثنا علي بن الحسن السامي، حدثنا الثوري عن فطر بن خليفة، عن الشعبي، قال: غشي على مسروق في يوم صائف، وكانت عائشة قد تبنته، فسمى بنته عائشة، وكان لا يعصي ابنته شيئا. قال: فنزلت إليه فقالت: يا أبتاه أفطر واشرب. قال: ما أردت بي يا بنية؟ قالت: الرفق، قال: يا بنية إنما طلبت الرفق لنفسي في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.
قال أبو نعيم: مات سنة اثنتين وستين. وقال يحيى بن بكير وابن سعد وابن نمير: مات سنة ثلاث وستين.(أعلام/2611)
قال علي بن الجعد: حدثنا شعبة، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه، أن مسروقا كان لا يأخذ على القضاء أجرا، ويتأول هذه الآية: إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم الآية.
الأعمش: عن مسلم، عن مسروق، قال: كفى بالمرء علما أن يخشى الله تعالى، وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعمله.
منصور: عن هلال بن يساف، قال: قال مسروق: من سره أن يعلم علم الأولين والآخرين، وعلم الدنيا والآخرة، فليقرأ سورة الواقعة.
قلت: هذا قاله مسروق على المبالغة، لعظم ما في السورة من جمل أمور الدارين. ومعنى قوله: فليقرأ الواقعة -أي: يقرأها بتدبر وتفكر وحضور، ولا يكن كمثل الحمار يحمل أسفارا.
عمرو بن مرة: عن الشعبي، قال: كان مسروق إذا قيل له: أبطأت عن علي وعن مشاهده، فيقول: أرأيتم لو أنه حين صف بعضكم لبعض فنزل بينكم ملك فقال: ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما أكان ذلك حاجزا لكم؟ قالوا: نعم. قال: فوالله لقد نزل بها ملك كريم على لسان نبيكم، وإنها لمحكمة ما نسخها شيء.
قرأت على أبي المعالي، أحمد بن إسحاق بمصر: أخبرنا الفتح بن عبد الله الكاتب، أنبأنا محمد بن عمر القاضي، وأبو غالب محمد بن علي، ومحمد بن أحمد الطرائفي، قالوا: أنبأنا محمد بن أحمد بن المسلمة، أنبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن نمير، حدثنا الأعمش (ح) قال الفريابي: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أربع من كن فيه كان منافقا زاد عثمان: خالصا ثم اتفقا ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر أخرجه مسلم عن أبي بكر به.(أعلام/2612)
قال مجالد، عن الشعبي: إن مسروقا قال: لأن أقضي بقضية وفق الحق أحب إلي من رباط سنة في سبيل الله. أو قال: من غزو سنة.
قال أبو الضحى: سئل مسروق عن بيت شعر فقال: أكره أن أجد في صحيفتي شعرا.
حماد بن أبي سليمان، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: صليت خلف أبي بكر.(أعلام/2613)
مسلم (ت)
هو الإمام الكبير الحافظ المجود الحجة الصادق، أبو الحسين، مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ، القشيري النيسابوري، صاحب " الصحيح "، فلعله من موالي قشير.
قيل: إنه ولد سنة أربع ومائتين. وأول سماعه في سنة ثمان عشرة من يحيى بن يحيى التميمي، وحج في سنة عشرين وهو أمرد، فسمع بمكة من القعنبي، فهو أكبر شيخ له، وسمع بالكوفة من أحمد بن يونس، وجماعة. وأسرع إلى وطنه، ثم ارتحل بعد أعوام قبل الثلاثين. وأكثر عن علي بن الجعد، لكنه ما روى عنه في " الصحيح " شيئا. وسمع بالعراق والحرمين ومصر.(أعلام/2614)
مسلم بن إبراهيم (ع)
الإمام الحافظ الثقة، مسند البصرة أبو عمرو الأزدي الفراهيدي مولاهم البصري، القصاب.
ولد في حدود الثلاثين ومائة.
وحدث عن: عبد الله بن عون يسيرا، وعن قرة بن خالد، ومالك بن مغول، وسعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي، وإسماعيل بن مسلم العبدي، وأبي الغصن دجين اليربوعي، وأبي خلدة خالد بن دينار، وشعبة بن الحجاج، وهمام، وأبان، وسلام بن مسكين، ويزيد بن إبراهيم، وعبد الله بن المثنى، والأسود بن شيبان، ومحمد بن فضاء، والمستمر بن الريان، ووهيب، والقاسم بن الفضل الحداني، ومبارك بن فضالة، وخلق سواهم.
وعنه: البخاري، وأبو داود، وهو أكبر شيخ لأبي داود، ويحيى بن معين، ونصر بن علي، ومحمد بن يحيى، وزيد بن أخزم، وحجاج بن الشاعر، وعبد بن حميد، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأحمد بن أبي خيثمة، وأحمد بن الفرات، ويحيى بن مطرف، وإسماعيل سمويه، وحفص بن عمر الرقي سنجه، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وأبو مسلم الكجي، ومحمد بن عثمان بن أبي سويد، وأبو خليفة، وعلي بن عبد العزيز، ومحمد بن عبد الله بن سنجر الجرجاني، وخلق كثير.
روى أحمد بن زهير، عن يحيى بن معين: ثقة مأمون.
وقال الفضل بن سهل الأعرج: كان يحيى بن معين يقدم مسلم بن إبراهيم على معاذ بن هشام، ويقول: لا أجعل رجلا لم يرو إلا عن أبيه، كرجل روى عن الناس.
وقال أبو إسماعيل الترمذي: سمعت مسلم بن إبراهيم يقول: كتبت عن ثمانمائة شيخ، ما جزت الجسر.
قال أبو داود: ما رحل مسلم إلى أحد، وكتب عن قريب من ألف شيخ، وهؤلاء أصحاب شيوخ: مسلم بن إبراهيم، وعبد الصمد، وإسحاق بن إدريس.(أعلام/2615)
وقال أيضا: كان مسلم يحفظ حديثه عن قرة، ويحفظ حديث هشام، وحديث أبان العطار، يهذه هذا، وهو أحب إلينا من ابن كثير، كان ابن كثير - يعني محمدا - لا يحفظ، وكانت فيه سلامة.
قال نصر بن علي: سمعت مسلم بن إبراهيم يقول: قعدت مرة أذاكر شعبة عن خالد بن قيس، فقال: كدت تلقى أبا هريرة - يريد على سبيل المبالغة.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: كان مسلم يسكن البصرة في دار كبيرة، وإنما معه أخته عجوز كبيرة، وكان أصحاب الحديث إذا أرادوا أن يغيظوه قالوا: أختك قدرية، فيقول: لا والله إلا مثبتة. وكان ثقة عمي بأخرة، وروى عن سبعين امرأة.
قال أبو زرعة: سمعت مسلم بن إبراهيم يقول: ما أتيت حلالا ولا حراما قط، وكان أتى عليه نيف وثمانون سنة.
قال أبو حاتم: كان لا يحتاج إليه - يعني الجماع - وهو ثقة صدوق.
مات في صفر سنة اثنتين وعشرين ومائتين وهو في عشر المائة - رحمه الله.
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن تاج الأمناء، أنبأنا عبد المعز بن محمد، أخبرنا زاهر بن طاهر، أخبرنا أبو سعد الكنجروذي، أخبرنا عبد الله بن محمد الرازي، أخبرنا محمد بن أيوب، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا سحامة بن عبد الله قال: قدم علينا أنس بن مالك واسط، فحدثنا أن رجلا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر من أمره حاجة وفقرا، فأقيمت الصلاة، فنهض النبي - صلى الله عليه وسلم - ليدخل فيها، فتعلق به الرجل، فقام معه حتى قضى حاجته، ثم دخل في الصلاة.
هذا حديث حسن عال جدا. وسحامة مذكور في كتاب " الثقات " لابن حبان وقد أخرج له البخاري هذا الحديث في كتاب " الأدب " عن أبي بكر بن أبي الأسود، عن أبي عامر العقدي عنه.(أعلام/2616)
أنبأنا علي بن أحمد وغيره، قالوا: أخبرنا عمر بن محمد، أخبرنا أبو غالب بن البناء، أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا أبو بكر القطيعي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن: سمعت عثمان - رضي الله عنه - جمعا متواليات يأمر بقتل الكلاب وذبح الحمام.
في الإسنادين ضعف من جهة زاهر وعمر لإخلالهما بالصلاة، فلو كان في ورع لما رويت لمن هذا نعته.
بكر بن أحمد الحافظ: أخبرنا حفص بن عمر، سمعت مسلم بن إبراهيم يقول: طلبت الحديث، فلم أر أهل الحديث على مثل ما هم عليه اليوم، ولولا أني أقول: إنها سنة أحييها، وبدعة أميتها لعل الله أن يكفر عني بعض ما أنا فيه، ما حدثت.(أعلام/2617)
مسلمة بن عبد الملك (د)
ابن مروان بن الحكم الأمير الضرغام، قائد الجيوش أبو سعيد وأبو الأصبغ الأموي الدمشقي، ويلقب: بالجرادة الصفراء.
حكى عنه يحيى بن يحيى الغساني، ومعاوية بن صالح. وله حديث في سنن أبي داود، له مواقف مشهودة مع الروم، وهو الذي غزا القسطنطينية، وكان ميمون النقيبة، وقد ولي العراق لأخيه يزيد، ثم أرمينية.
قال الليث: وفي سنة تسع ومائة غزا مسلمة الترك والسند.
قال خليفة مات مسلمة سنة عشرين ومائة.
قلت: كان أولى بالخلافة من سائر إخوته. وفيه يقول أبو نخيلة:
أمسلم إني يا ابن خير خليفة
ويا فارس الهيجاء يا جبل الأرض
شكرتك إن الشكر حبل من التقى
وما كل من أوليته نعمة يغضي
وأحسنت لي ذكري وما كنت خاملا
ولكن بعض الذكر أنبه من بعض(أعلام/2618)
مسلمة بن مخلد (د)
ابن الصامت الأنصاري الخزرجي، الأمير، نائب مصر لمعاوية، يكنى أبا معن. وقيل: كنيته أبو سعيد. وقيل: أبو معاوية.
له صحبة، ولا صحبة لأبيه.
قال علي بن رباح: سمعته يقول: ولدت مقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وقبض ولي عشر سنين.
حدث عنه: أبو أيوب الأنصاري وهو أكبر منه، وأبو قبيل، وابن سيرين، وهشام بن أبي رقية، وجماعة.
وكان من أمراء معاوية نوبة صفين، ثم ولي له وليزيد إمرة مصر.
روى ابن جريج، عن رجل ضرير عن عطاء قال: خرج أبو أيوب إلى عقبة بن عامر بمصر، ليسأله عن حديث، فالتقاه مسلمة، وعانقه.
قال الواقدي وغيره: توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - ولمسلمة بن مخلد أربع عشرة سنة.
وقال البخاري، والدارقطني، وابن يونس: له صحبة.
وشذ أبو حاتم فقال: ليست له صحبة.
وورد أن عمر بعث مسلمة عاملا على صدقات بني فزارة.
قال الليث: عزل عقبة بن عامر عن مصر في سنة سبع وأربعين، فوليها مسلمة حتى مات زمن يزيد.
وقال مجاهد: صليت خلف مسلمة بن مخلد، فقرأ سورة البقرة، فما ترك واوا ولا ألفا.
قال ابن يونس: توفي سنة اثنتين وستين في ذي القعدة بالإسكندرية.(أعلام/2619)
مصعب (ق)
ابن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن حواري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابن عمته الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد، العلامة الصدوق الإمام، أبو عبد الله بن أمير اليمن القرشي الأسدي الزبيري المدني، نزيل بغداد.
سمع أباه، ومالك بن أنس، والضحاك بن عثمان، وإبراهيم بن سعد، وعبد العزيز الدراوردي، وهشام بن عبد الله المخزومي، وسفيان بن عيينة، وطائفة.
حدث عنه: ابن ماجه بحديث النجش وبواسطة النسائي، والزبير بن بكار القاضي ابن أخيه، وأبو يعلى الموصلي، وموسى بن هارون، وأبو القاسم البغوي، وأبو العباس السراج، وعدد كثير.
وثقه الدارقطني وغيره. ومنهم من تكلم فيه لأجل وقفه في مسألة القرآن.
قال أبو بكر المروزي: كان من الواقفة، فقلت له: قد كان وكيع وأبو بكر بن عياش، يقولان: القرآن غير مخلوق، قال: أخطأ وكيع وأبو بكر. قلت: فعندنا عن مالك أنه قال: غير مخلوق، قال: أنا لم أسمعه، قلت: يحكيه إسماعيل بن أبي أويس.
قال الحسين بن قهم: كان مصعب إذا سئل عن القرآن، يقف ويعيب من لا يقف.
قلت: قد كان علامة نسابة إخباريا فصيحا، من نبلاء الرجال وأفرادهم.
قد روى عنه مسلم، وأبو داود في غير كتابيهما.
قال الزبير: كان عمي وجه قريش مروءة وعلما وشرفا وبيانا وقدرا وجاها، وكان نسابة قريش، عاش ثمانين سنة.
قال ابن أبي خيثمة: سمعت مصعبا يقول: حضرت حبيبا يقرأ على مالك، أنا عن يمينه، وأخي عن يساره، فيقرأ عليه في كل يوم ورقتين ونصف، والناس ناحية. فإذا قضى، جاء الناس فعارضوا كتبنا بكتبهم، وكان حبيب يأخذ على كل عرضة دينارين من كل إنسان. فقلت لمصعب: إنهم كانوا لا يعرضون عرض حبيب، فأنكر هذا إذ مر بنا يحيى بن معين، فسأله مصعب عن حبيب فقال: كان يتصفح الورقة والورقتين. ومضى ابن معين، فسكت مصعب.(أعلام/2620)
وقال صالح بن محمد جزرة: حدثنا محمد بن عباد، حدثنا سفيان بن عيينة، عن مصعب بن عبد الله، فذكر شيئا.
وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: مصعب مستثبت.
قلت: وكان أبوه أميرا على اليمن. قال الزبير: حدثنا عبد الله بن عمرو المزني قال: لما كان جدك على اليمن، قال لي ابنه مصعب: امض معنا، فتأخرت، ثم قدمت عليهم صنعاء، فنزلت في دار الإمارة، فأكرمني، وأجرى علي في الشهر خمسين دينارا، فلما انصرفت وصلني بخمسمائة دينار. ولهذا المزني فيه مدائح تفرد مصعب الزبيري بحديث: التمسوا الرزق في خبايا الأرض
فرواه عن هشام بن عبد الله المخزومي عن هشام بن عروة عن أبيه وقع لنا في جزء بيبى الهرثمية عاليا.
توفي مصعب في شوال سنة ست وثلاثين ومائتين. رحمه الله.(أعلام/2621)
مصعب بن الزبير
ابن العوام القرشي الأسدي أمير العراقين. أبو عيسى وأبو عبد الله، لا رواية له.
كان فارسا شجاعا، جميلا وسيما، حارب المختار وقتله، وكان سفاكا للدماء، سار لحربه عبد الملك بن مروان، وأمه هي الرباب بنت أنيف الكلبية، وكان يسمى -من سخائه- آنية النحل.
وفيه يقول عبيد الله بن قيس الرقيات:
إنما مصعب شهاب من الل
هـ تجلت عن وجهه الظلماء
ملكه ملك عز ليس فيه
جبروت منه ولا كبرياء
يتقي الله في الأمور وقد أف
لح من كان همه الاتقاء
قال إسماعيل بن أبي خالد: ما رأيت أميرا قط أحسن من مصعب.
وروى عمر بن أبي زائدة، أن الشعبي قال: ما رأيت أميرا قط على منبر أحسن من مصعب.
قال المدائني: كان يحسد على الجمال.
وروى ابن أبي الزناد، عن أبيه، قال: اجتمع في الحجر عبد الله، ومصعب، وعروة -بنو الزبير - وابن عمر، فقال: تمنوا، فقال ابن الزبير أتمنى الخلافة، وقال عروة: أتمنى أن يؤخذ عني العلم، وقال مصعب: أتمنى إمرة العراق، والجمع بين عائشة بنت طلحة، وسكينة بنت الحسين.
فقال ابن عمر: أما أنا فأتمنى المغفرة. فنالوا ما تمنوا، ولعل ابن عمر قد غفر له.
وكان عبد الملك ودودا لمصعب وصديقا.
قال علي بن زيد بن جدعان: بلغ مصعبا شيء عن عريف الأنصار، فهم به، فأتاه أنس فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: استوصوا بالأنصار خيرا ; اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم فألقى مصعب نفسه عن السرير وألزق خده بالبساط وقال: أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على العين والرأس، وتركه أخرجه أحمد.
قال مصعب الزبيري: أهديت لمصعب نخلة من ذهب، عثاكلها من صنوف الجوهر، قومت بألفي ألف دينار، كانت للفرس، فدفعها إلى عبد الله بن أبي فروة.(أعلام/2622)
قال أبو عاصم النبيل: كان ابن الزبير إذا كتب لأحد بجائزة ألف درهم جعلها مصعب مائة ألف.
وقد سئل سالم: أي ابني الزبير أشجع؟ قال: كلاهما جاء الموت وهو ينظر إليه.
وقيل: تذاكروا الشجعان، فقال عبد الملك: أشجع العرب من ولي العراقين خمس سنين فأصاب ثلاثة آلاف ألف، وتزوج بنت الحسين وبنت طلحة وبنت عبد الله بن عامر، وأمه رباب بنت أنيف الكلبي سيد ضاحية العرب، وأعطي الأمان فأبى، ومشى بسيفه حتى قتل.
قال عبد الملك بن عمير: رأيت بقصر الكوفة رأس الحسين الشهيد، ثم رأس ابن زياد، ثم رأس المختار، ثم رأس مصعب بين يدي عبد الملك.
قتل مصعب يوم نصف جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين. وله أربعون سنة.
وكان مصعب قد سار ليأخذ الشام، فقصده عبد الملك، فوقع بينهما ملحمة كبرى بدير الجاثليق بقرب أوانا.
وكان قد كاتب عبد الملك جماعة من الوجوه يمنيهم ويعدهم إمرة العراق وإمرة العجم، فأجابوه إلا إبراهيم بن الأشتر، فأتى مصعبا بكتابه وفيه: إن بايعتني وليتك العراق. وقال: قد كتبت إلى أصحابك، فأطعني واضرب أعناقهم. قال: إذا تغضب عشائرهم. قال: فاسجنهم، قال: فإني لفي شغل عن ذلك. يرحم الله الأحنف، إن كان ليحذر غدر العراقيين.
وقيل: قال لهم قيس بن الهيثم: ويحكم ; لا تدخلوا أهل الشام عليكم منازلكم.
وأشار ابن الأشتر بقتل زياد بن عمرو، ومالك بن مسمع، فلما التقى الجمعان، لحقوا بعبد الملك وهرب عتاب بن ورقاء، وخذلوا مصعبا. فقال ابن قيس الرقيات
إن الرزية يوم مس
كن والمصيبة والفجيعه
بابن الحواري الذي
لم يعده يوم الوقيعه
غدرت به مضر العرا
ق وأمكنت منه ربيعه
فأصبت وترك يا ربي
ع وكنت سامعة مطيعه
يا لهف لو كانت له
بالدير يوم الدير شيعه
أولم يخونوا عهده
أهل العراق بنو اللكيعه
لوجدتموه حين يح
در لا يعرس بالمضيعه(أعلام/2623)
وجعل مصعب كلما قال لمقدم من جيشه: تقدم لا يطيعه.
فقيل: أخبر عبد الله بن خازم السلمي أمير خراسان بمسير مصعب إلى عبد الملك، فقال: أمعه عمر بن عبيد الله التيمي؟ قيل: لا، ذاك استعمله على فارس. قال: أفمعه المهلب بن أبي صفرة؟ قيل: لا، ولاه الموصل. قال: أمعه عباد بن حصين؟ قيل: استعمله على البصرة. فقال: وأنا هنا ثم تمثل:
خذيني وجريني ضباع وأبشري
بلحم امرئ لم يشهد اليوم ناصره
قال الطبري فقال مصعب لابنه عيسى: اركب بمن معك إلى عمك أمير المؤمنين فأخبره بما صنع أهل العراق، ودعني فإني مقتول. قال: لا أخبر قريشا عنك أبدا ولكن سر إلى البصرة، فهم على الطاعة، أو الحق بأمير المؤمنين قال: لا تتحدث قريش أنني فررت لخذلان ربيعة، وما السيف بعار وما الفرار لي بعادة ولا خلق، ولكن إن أردت أن ترجع فارجع فقاتل. فرجع فقاتل حتى قتل. وبعث إليه عبد الملك مع أخيه محمد: إني -يا ابن العم- أمنتك. قال: مثلي لا ينصرف عن هذا المقام إلا غالبا أو مغلوبا. فقيل: أثخنوه بالسهام ثم طعنه زائدة الثقفي -وكان من جنده- وقال: يا لثارات المختار، وقاتل قتلة ابن الأشتر حتى قتل، واستولى عبد الملك على المشرق.(أعلام/2624)
مصعب بن عمير
ابن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب.
السيد الشهيد السابق البدري القرشي العبدري.
قال البراء بن عازب: أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير، فقلنا له: ما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: هو مكانه، وأصحابه على أثري. ثم أتانا بعده عمرو بن أم مكتوم أخو بني فهر الأعمى وذكر الحديث.
الأعمش: عن أبي وائل، عن خباب قال: هاجرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونحن نبتغي وجه الله، فوقع أجرنا على الله، فمنا من مضى لسبيله لم يأكل من أجره شيئا، منهم: مصعب بن عمير قتل يوم أحد، ولم يترك إلا نمرة، كنا إذا غطينا رأسه بدت رجلاه، وإذا غطينا رجليه بدا رأسه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " غطوا رأسه، واجعلوا على رجليه من الإذخر "، ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها.
شعبة: عن سعد بن إبراهيم، سمع أباه يقول: أتي عبد الرحمن بن عوف بطعام، فجعل يبكي، فقال: قتل حمزة، فلم يوجد ما يكفن فيه إلا ثوبا واحدا، وقتل مصعب بن عمير، فلم يوجد ما يكفن فيه إلا ثوبا واحدا، لقد خشيت أن يكون عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا. وجعل يبكي.
ابن إسحاق: حدثني يزيد بن زياد، عن القرظي عمن سمع علي بن أبي طالب يقول: إنه استقى لحائط يهودي بملء كفه تمرا، قال: فجئت المسجد فطلع علينا مصعب بن عمير في بردة له مرقوعة بفروة، وكان أنعم غلام بمكة وأرفه، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ذكر ما كان فيه من النعيم، ورأى حاله التي هو عليها، فذرفت عيناه عليه، ثم قال: " أنتم اليوم خير أم إذا غدي على أحدكم بجفنة من خبز ولحم؟ " فقلنا: نحن يومئذ خير، نكفى المؤنة، ونتفرغ للعبادة. فقال: " بل أنتم اليوم خير منكم يومئذ ".(أعلام/2625)
ابن إسحاق: حدثني صالح بن كيسان عن سعد بن مالك قال: كنا قبل الهجرة يصيبنا ظلف العيش وشدته، فلا نصبر عليه، فما هو إلا أن هاجرنا، فأصابنا الجوع والشدة، فاستضلعنا بهما، وقوينا عليهما، فأما مصعب بن عمير، فإنه كان أترف غلام بمكة بين أبويه فيما بيننا، فلما أصابه ما أصابنا، لم يقو على ذلك، فلقد رأيته وإن جلده ليتطاير عنه تطاير جلد الحية، ولقد رأيته ينقطع به، فما يستطيع أن يمشي، فنعرض له القسي ثم نحمله على عواتقنا، ولقد رأيتني مرة، قمت أبول من الليل، فسمعت تحت بولي شيئا يجافيه، فلمست بيدي فإذا قطعة من جلد بعير، فأخذتها، فغسلتها حتى أنعمتها، ثم أحرقتها بالنار، ثم رضضتها فشققت منها ثلاث شقات، فاقتويت بها ثلاثا.
قال ابن إسحاق: وقاتل مصعب بن عمير دون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قتل، قتله ابن قمئة الليثي، وهو يظنه رسول الله، فرجع إلى قريش، فقال: قتلت محمدا. فلما قتل مصعب، أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اللواء علي بن أبي طالب، ورجالا من المسلمين.(أعلام/2626)
مطر الوراق (م، 4)
الإمام الزاهد الصادق، أبو رجاء بن طهمان الخراساني، نزيل البصرة، مولى علباء بن أحمر اليشكري. كان من العلماء العاملين، وكان يكتب المصاحف، ويتقن ذلك.
روى عن أنس بن مالك، والحسن، وابن بريدة، وعكرمة، وشهر بن حوشب، وبكر بن عبد الله، وطائفة.
حدث عنه شعبة، والحسين بن واقد، وإبراهيم بن طهمان، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وآخرون. وغيره أتقن للرواية منه، ولا ينحط حديثه عن رتبة الحسن، وقد احتج به مسلم.
قال يحيى بن معين: صالح، وقال أحمد بن حنبل: هو في عطاء ضعيف، وقال النسائي: ليس بالقوي.
قال الخليل بن عمر بن إبراهيم: سمعت عمي عيسى يقول: ما رأيت مثل مطر الوراق، في فقهه وزهده. وقال مالك بن دينار: رحم الله مطرا الوراق، إني لأرجو له الجنة.
وعن شيبة بنت الأسود قالت: رأيت مطر الوراق، وهو يقص. يقال: توفي مطر الوراق سنة تسع وعشرين ومائة.
قال أبو حاتم الرازي: ضعيف. وكان يحيى القطان يشبه مطرا بابن أبي ليلى في سوء الحفظ، وفيه يقول عثمان بن دحية اللغوي: لا يساوي دستجة بقل. وقال محمد بن سعد: فيه ضعف في الحديث. وعن مطر الوراق، قال: لما خلق الله الداء والدواء، جعل دواء المرة المشي، ودواء الدم الحجامة، ودواء البلغم الحمام.(أعلام/2627)
مطرف بن عبد الله (ع)
ابن الشخير، الإمام، القدوة، الحجة، أبو عبد الله الحرشي العامري البصري، أخو يزيد بن عبد الله.
حدث عن أبيه -رضي الله عنه-، وعلي، وعمار، وأبي ذر، وعثمان، وعائشة، وعثمان بن أبي العاص، ومعاوية، وعمران بن حصين، وعبد الله بن مغفل المزني، وغيرهم. وعن أبي مسلم الجذمي، وحكيم بن قيس بن عاصم المنقري. وأرسل عن أبي بن كعب.
حدث عنه: الحسن البصري، وأخوه يزيد بن عبد الله، وأبو التياح يزيد بن حميد، وثابت البناني، وسعيد بن أبي هند، وقتادة، وغيلان بن جرير، ومحمد بن واسع، وأبو نضرة العبدي، ويزيد الرشك، وحميد بن هلال، وسعيد الجريري، وابن أخيه عبد الله بن هانئ بن عبد الله بن الشخير، وعبد الكريم بن رشيد، وأبو نعامة السعدي، وخلق سواهم.
أنبأنا ابن أبي الخير، عن اللبان، أنبأنا الحداد، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا يوسف النجيرمي حدثنا الحسن بن المثنى، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء.
ذكره ابن سعد فقال روى عن أبي بن كعب وكان ثقة له فضل وورع وعقل وأدب.
وقال العجلي: كان ثقة لم ينج بالبصرة من فتنة ابن الأشعث إلا هو وابن سيرين، ولم ينج منها بالكوفة إلا خيثمة بن عبد الرحمن، وإبراهيم النخعي.
قال مهدي بن ميمون: حدثنا غيلان بن جرير، أنه كان بينه وبين رجل كلام، فكذب عليه فقال: اللهم إن كان كاذبا فأمته. فخر ميتا مكانه، قال: فرفع ذلك إلى زياد فقال: قتلت الرجل؟ قال: لا ; ولكنها دعوة وافقت أجلا.
وعن غيلان أن مطرفا كان يلبس المطارف والبرانس، ويركب الخيل، ويغشى السلطان، ولكنه إذا أفضيت إليه، أفضيت إلى قرة عين.
وكان يقول: عقول الناس على قدر زمانهم.(أعلام/2628)
وروى قتادة عن مطرف بن عبد الله، قال: فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة، وخير دينكم الورع.
قال يزيد بن عبد الله بن الشخير: مطرف أكبر مني بعشر سنين، وأنا أكبر من الحسن البصري بعشر سنين.
قلت: على هذا يقتضي أن مولد مطرف كان عام " بدر " أو عام " أحد " ويمكن أن يكون سمع من عمر وأبي.
قال ابن سعد: توفي مطرف في أول ولاية الحجاج.
قلت: بل بقي إلى أن خرج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بعد الثمانين، وأما عمرو بن علي والترمذي، فأرخا موته في سنة خمس وتسعين. وهذا أشبه.
وفي " الحلية " روى أبو الأشهب، عن رجل، قال مطرف بن عبد الله: لأن أبيت نائما وأصبح نادما أحب إلي من أبيت أن قائما وأصبح معجبا.
قلت: لا أفلح -والله- من زكى نفسه أو أعجبته.
وعن ثابت البناني، عن مطرف قال: لأن يسألني الله -تعالى- يوم القيامة، فيقول: يا مطرف، ألا فعلت. أحب إلي من أن يقول: لم فعلت؟ .
جرير بن حازم: حدثنا حميد بن هلال قال: قال مطرف بن عبد الله: إنما وجدت العبد ملقى بين ربه وبين الشيطان، فإن استشلاه ربه واستنقذه نجا، وإن تركه والشيطان، وذهب به.
جعفر بن سليمان: حدثنا ثابت قال: قال مطرف: لو أخرج قلبي، فجعل في يساري وجيء بالخير، فجعل في يميني، ما استطعت أن أولج قلبي منه شيئا حتى يكون الله يضعه.
أبو جعفر الرازي: عن قتادة، عن مطرف قال: إن هذا الموت قد أفسد على أهل النعيم نعيمهم، فاطلبوا نعيما لا موت فيه.
حماد بن يزيد: عن داود بن أبي هند، عن مطرف بن عبد الله قال: ليس لأحد أن يصعد فيلقي نفسه من شاهق، ويقول: قدر لي ربي ; ولكن يحذر ويجتهد ويتقي، فإن أصابه شيء، علم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له.(أعلام/2629)
غيلان بن جرير، عن مطرف قال: لا تقل: فإن الله يقول، ولكن قل: قال الله تعالى. وقال: إن الرجل ليكذب مرتين، يقال له: ما هذا؟ فيقول: لا شيء إلا شيء ليس بشيء.
أبو عقيل بشير بن عقبة قال: قلت ليزيد بن الشخير: ما كان مطرف يصنع إذا هاج الناس؟ قال: يلزم قعر بيته، ولا يقرب لهم جمعة ولا جماعة حتى تنجلي.
وقال أيوب: قال مطرف: لأن آخذ بالثقة في القعود أحب إلي من أن ألتمس فضل الجهاد بالتغرير.
قال غيلان بن جرير: كان مطرف يلبس البرانس والمطارف، ويركب الخيل، ويغشى السلطان، لكن إذا أفضيت إليه، أفضيت إلى قرة عين.
قال مسلمة بن إبراهيم: حدثنا أبو طلحة بشر بن كثير، قال: حدثتني امرأة مطرف أنه تزوجها على ثلاثين ألفا وبغلة وقطيفة وماشطة.
وروى مهدي بن ميمون، أن غيلان قال: تزوج مطرف امرأة على عشرين ألفا.
قلت: كان مطرف له مال وثروة وبزة جميلة، ووقع في النفوس. وروى أبو خلدة أن مطرفا كان يخضب بالصفرة.
أخبرنا إسحاق بن أبي بكر، أنبأنا ابن خليل، أنبأنا أبو المكارم اللبان، أنبأنا أبو علي المقرئ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي، حدثنا الحسن بن المثنى، حدثنا عفان، حدثنا همام، سمعت قتادة يقول: حدثنا مطرف قال: كنا نأتي زيد بن صوحان فكان يقول: يا عباد الله، أكرموا وأجملوا ; فإنما وسيلة العباد إلى الله بخصلتين: الخوف والطمع.(أعلام/2630)
فأتيته ذات يوم وقد كتبوا كتابا، فنسقوا كلاما من هذا النحو: إن الله ربنا، ومحمدا نبينا، والقرآن إمامنا، ومن كان معنا كنا وكنا، ومن خالفنا كانت يدنا عليه وكنا وكنا. قال: فجعل يعرض الكتاب عليهم رجلا رجلا، فيقولون: أقررت يا فلان؟ حتى انتهوا إلي فقالوا: أقررت يا غلام؟ قلت: لا، قال -يعني زيدا-: لا تعجلوا على الغلام، ما تقول يا غلام؟ قلت: إن الله قد أخذ علي عهدا في كتابه، فلن أحدث عهدا سوى العهد الذي أخذه علي.
فرجع القوم من عند آخرهم ما أقر منهم أحد، وكانوا زهاء ثلاثين نفسا.
قال قتادة: فكان مطرف إذا كانت الفتنة نهى عنها وهرب، وكان الحسن ينهى عنها ولا يبرح.
قال مطرف: ما أشبه الحسن إلا برجل يحذر الناس السيل ويقوم بسننه.
وبه، قال أبو نعيم حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا إسحاق، أنبأنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن قتادة قال: كان مطرف بن عبد الله وصاحب له سريا في ليلة مظلمة، فإذا طرف سوط أحدهما عنده ضوء، فقال: أما إنه لو حدثنا الناس بهذا، كذبونا. فقال مطرف: المكذب أكذب - يقول: المكذب بنعمة الله أكذب.
وبه، حدثنا أبو حامد بن جبلة: حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا الحسين بن منصور، حدثنا حجاج، عن مهدي بن ميمون، عن غيلان بن جرير، قال: أقبل مطرف مع ابن أخ له من البادية -وكان يبدو- فبينا هو يسير سمع في طرف سوطه كالتسبيح فقال له ابن أخيه: لو حدثنا الناس بهذا، كذبونا. فقال: المكذب أكذب الناس.(أعلام/2631)
وبه، حدثنا أبو بكر بن مالك، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثنا محمد بن عبيد بن حساب، حدثنا جعفر بن سليمان، حدثنا أبو التياح قال: كان مطرف بن عبد الله يبدو ; فإذا كان ليلة الجمعة، أدلج على فرسه، فربما نور له سوطه، فأدلج ليلة حتى إذا كان عند القبور، هوم على فرسه، قال: فرأيت أهل القبور، صاحب كل قبر جالسا على قبره، فلما رأوني، قالوا: هذا مطرف يأتي الجمعة قلت: أتعلمون عندكم يوم الجمعة؟ قالوا: نعم، نعلم ما تقول الطير فيه. قلت: وما تقول الطير؟ قالوا: تقول: سلام سلام من يوم صالح. إسنادها صحيح.
عبد الله بن جعفر الرقي، حدثنا الحسن بن عمرو الفزاري، عن ثابت البناني ورجل آخر، أنهما دخلا على مطرف وهو مغمى عليه، قال: فسطعت معه ثلاثة أنوار: نور من رأسه، ونور من وسطه، ونور من رجليه، فهالنا ذلك، فأفاق فقلنا: كيف أنت يا أبا عبد الله؟ قال: صالح. فقيل: لقد رأينا شيئا هالنا. قال: وما هو؟ قلنا: أنوار سطعت منك. قال: وقد رأيتم ذلك؟ قالوا: نعم. قال: تلك تنزيل السجدة، وهي تسع وعشرون آية، سطع أولها من رأسي ووسطها من وسطي وآخرها من قدمي، وقد صورت تشفع لي، فهذه ثوابية تحرسني.
وعن محمد بن واسع قال: كان مطرف يقول: اللهم ارض عنا ; فإن لم ترض عنا فاعف عنا ; فإن المولى قد يعفو عن عبده وهو عنه غير راض.
وعن مطرف أنه قال لبعض إخوانه: يا أبا فلان إذا كانت لك حاجة فلا تكلمني واكتبها في رقعة ; فإني أكره أن أرى في وجهك ذل السؤال.
روى أبو التياح عن يزيد بن عبد الله أن أخاه أوصى أن لا يؤذن بجنازته أحدا وكان يزيد أخو مطرف من ثقات التابعين، عاش بعد أخيه أعواما.
ابن أبي عروبة: عن قتادة، عن مطرف قال: لقيت عليا -رضي الله عنه- فقال لي: يا أبا عبد الله، ما بطأ بك؟ أحب عثمان؟ ثم قال: لئن قلت ذاك، لقد كان أوصلنا للرحم، وأتقانا للرب.(أعلام/2632)
وقال مهدي بن ميمون: قال مطرف: لقد كاد خوف النار يحول بيني وبين أن أسأل الله الجنة.
وقال ابن عيينة: قال مطرف بن عبد الله: ما يسرني أني كذبت كذبة وأن لي الدنيا وما فيها.
وقال أبو نعيم: حدثنا عمارة بن زاذان قال: رأيت على مطرف بن الشخير مطرف خز أخذه بأربعة آلاف درهم.
وقال حميد بن هلال: أتت الحرورية مطرف بن عبد الله يدعونه إلى رأيهم، فقال: يا هؤلاء، لو كان لي نفسان بايعتكم بإحداهما وأمسكت الأخرى ; فإن كان الذي تقولون هدى أتبعتها الأخرى، وإن كان ضلالة، هلكت نفس وبقيت لي نفس ; ولكن هي نفس واحدة لا أغرر بها.
قال قتادة: قال مطرف: لأن أعافى فأشكر أحب إلى من أن أبتلى فأصبر.
قال سليمان بن المغيرة: كان مطرف إذا دخل بيته، سبحت معه آنية بيته.
وقال سليمان بن حرب: كان مطرف مجاب الدعوة، قال لرجل: إن كنت كذبت فأرنا به. فمات مكانه.
وقال مهدي بن ميمون عن غيلان بن جرير، قال: حبس السلطان ابن أخي مطرفا، فلبس مطرف خلقان ثيابه، وأخذ عكازا وقال: أستكين لربي; لعله أن يشفعني في ابن أخي.
قال خليفة بن خياط مات مطرف سنة ست وثمانين. وقيل في وفاته غير ذلك كما مضى.(أعلام/2633)
معاذ بن المثنى
أبو المثنى: ثقة، متقن.
سمع: القعنبي، ومحمد بن كثير، ومسلم بن إبراهيم، وعدة.
وعنه: أبو بكر الشافعي، وجعفر المؤدب، والطبراني، وآخرون.
عاش ثمانين سنة. توفي سنة ثمان وثمانين ومائتين.(أعلام/2634)
معاذ بن جبل
(ع)
ابن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج.
السيد الإمام أبو عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي المدني البدري. شهد العقبة شابا أمرد، وله عدة أحاديث.
روى عنه ابن عمر، وابن عباس، وجابر، وأنس، وأبو أمامة، وأبو ثعلبة الخشني، ومالك بن يخامر، وأبو مسلم الخولاني، وعبد الرحمن بن غنم، وجنادة بن أبي أمية، وأبو بحرية عبد الله بن قيس، ويزيد بن عميرة، وأبو الأسود الديلي، وكثير بن مرة، وأبو وائل، وابن أبي ليلى، وعمرو بن ميمون الأودي، والأسود بن هلال، ومسروق، وأبو ظبية الكلاعي، وآخرون.
روى أبو إسحاق السبيعي: عن عمرو بن ميمون، عن معاذ بن جبل قال: كنت رديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حمار يقال له عفير.
قال شباب: أمه هي هند بنت سهل من بني رفاعة، ثم من جهينة، ولأمه ولد من الجد بن قيس.
وروى الواقدي عن رجاله أن معاذا شهد بدرا وله عشرون سنة أو إحدى وعشرون. قال ابن سعد: شهد العقبة في روايتهم جميعا مع السبعين.
وقال عبد الصمد بن سعيد: نزل حمص، وكان طويلا، حسنا، جميلا.
وقال الجماعة: كنيته أبو عبد الرحمن، إلا أبا أحمد الحاكم، فقال: كنيته أبو عبد الله.
قال علي بن محمد المدائني: معاذ لم يولد له قط، طوال، حسن الثغر، عظيم العينين، أبيض، جعد، قطط.
وأما ابن سعد، فقال: له ابنان عبد الرحمن وآخر.
قال عطاء: أسلم معاذ وله ثمان عشرة سنة.
وقال ابن إسحاق: ومن السبعين من بني جشم بن الخزرج معاذ بن جبل.
وروى قتادة عن أنس، قال: جمع القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، وزيد، ومعاذ بن جبل، وأبو زيد أحد عمومتي.(أعلام/2635)
قال أحمد: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: خذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وأبي، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة.
تابعه إبراهيم النخعي عن مسروق.
الثوري: عن خالد وعاصم، عن أبي قلابة، عن أنس مرفوعا: أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر، وأصدقها حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ، وأفرضهم زيد، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة.
ورواه وهيب عن خالد الحذاء.
وفي " فوائد سمويه ": حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا سلام بن سليمان، حدثنا زيد العمي، عن أبي الصديق، عن أبي سعيد: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: معاذ بن جبل أعلم الناس بحرام الله وحلاله إسناده واه.
روى ضمرة: عن يحيى السيباني، عن أبي العجفاء قال: قال عمر: لو أدركت معاذا، ثم وليته، ثم لقيت ربي، فقال: من استخلفت على أمة محمد؟ لقلت: سمعت نبيك وعبدك يقول: يأتي معاذ بن جبل بين يدي العلماء، برتوة.
وروى ابن أبي عروبة، عن شهر بن حوشب، قال: قال عمر: فذكر نحوه وذكر معه أبا عبيدة وسالما مولى أبي حذيفة.
وروى أبو إسحاق الشيباني، عن محمد بن عبيد الله الثقفي، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يجيء معاذ يوم القيامة أمام العلماء بين يدي العلماء.
وله إسناد آخر ضعيف.
هشام: عن الحسن مرفوعا: معاذ له نبذة بين يدي العلماء يوم القيامة.
تابعه ثابت عن الحسن.
ابن سعد: أنبأنا محمد بن عمر، حدثنا إسحاق بن يحيى، عن مجاهد قال: لما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة، استخلف عليها عتاب بن أسيد يصلي بهم، وخلف معاذا يقرئهم، ويفقههم.(أعلام/2636)
أبو أسامة: عن داود بن يزيد، عن المغيرة بن شبيل، عن قيس بن أبي حازم، عن معاذ: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن، فلما سرت أرسل في إثري فرددت، فقال: أتدري لم بعثت إليك؟ لا تصيبن شيئا بغير علم ; فإنه غلول ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة لقد أذعرت، فامض لعملك رواه الروياني في " مسنده ".
شعبة: عن محمد بن عبيد الله، عن الحارث بن عمرو الثقفي قال: أخبرنا أصحابنا، عن معاذ قال: لما بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن، قال لي: كيف تقضي إن عرض قضاء؟ قال: قلت: أقضي بما في كتاب الله، فإن لم يكن، فبما قضى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فإن لم يكن فيما قضى به الرسول؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو، فضرب صدري، وقال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما يرضي رسول الله.
أبو اليمان: حدثنا صفوان بن عمرو، عن راشد بن سعد، عن عاصم بن حميد السكوني أن معاذ بن جبل لما بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن خرج يوصيه، ومعاذ راكب، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي تحت راحلته، فلما فرغ، قال: يا معاذ، إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك أن تمر بمسجدي وقبري. فبكى معاذ جشعا لفراق رسول الله، قال: لا تبك يا معاذ، أو إن البكاء من الشيطان.
قال سيف بن عمر: حدثنا سهل بن يوسف، عن أبيه عن عبيد بن صخر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين ودعه معاذ، قال: حفظك الله من بين يديك ومن خلفك، ودرأ عنك شر الإنس والجن. فسار فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يبعث له رتوة فوق العلماء.(أعلام/2637)
وقال سيف: حدثنا جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي بردة، عن أبي موسى بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - خامس خمسة على أصناف اليمن: أنا، ومعاذ، وخالد بن سعيد، وطاهر بن أبي هالة، وعكاشة بن ثور، وأمرنا أن نيسر ولا نعسر.
شعبة: عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما بعثه ومعاذا إلى اليمن قال لهما: يسرا ولا تعسرا وتطاوعا ولا تنفرا. فقال له أبو موسى: إن لنا بأرضنا شرابا، يصنع من العسل يقال له: البتع، ومن الشعير يقال له: المزر، قال: كل مسكر حرام. فقال لي معاذ: كيف تقرأ القرآن؟ قلت: أقرأه في صلاتي، وعلى راحلتي، وقائما وقاعدا، أتفوقه تفوقا، يعني شيئا بعد شيء، قال: فقال معاذ: لكني أنام ثم أقوم، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي، قال: وكأن معاذا فضل عليه.
سيف: حدثنا جابر الجعفي، عن أم جهيش خالته قالت: بينا نحن بدثينة بين الجند وعدن، إذ قيل: هذا رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوافينا القرية، فإذا رجل متوكئ على رمحه، متقلد السيف، متعلق حجفة، متنكب قوسا وجعبة، فتكلم، وقال: إني رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليكم: اتقوا الله واعملوا فإنما هي الجنة والنار، خلود فلا موت، وإقامة فلا ظعن، كل امرئ عمل به عامل فعليه ولا له، إلا ما ابتغى به وجه الله، وكل صاحب استصحبه أحد خاذله وخائنه إلا العمل الصالح، انظروا لأنفسكم واصبروا لها بكل شيء فإذا رجل موفر الرأس، أدعج، أبيض، براق، وضاح.
قال الواقدي: توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعامله على الجند معاذ.
وروى سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نعم الرجل أبو بكر، نعم الرجل عمر، نعم الرجل معاذ بن جبل وروى نحوه ابن عيينة عن ابن المنكدر مرسلا.(أعلام/2638)
حيوة بن شريح: عن عقبة بن مسلم، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن الصنابحي، عن معاذ قال: لقيني النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا معاذ، إني لأحبك في الله. قلت: وأنا والله يا رسول الله أحبك في الله. قال: أفلا أعلمك كلمات تقولهن دبر كل صلاة: رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
مروان بن معاوية: عن عطاء، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد أن معاذا دخل المسجد ورسول الله ساجد، فسجد معه، فلما سلم، قضى معاذ ما سبقه، فقال له رجل: كيف صنعت؟ سجدت ولم تعتد بالركعة، قال: لم أكن لأرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حال إلا أحببت أن أكون معه فيها، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فسره، وقال: هذه سنة لكم.
ابن عيينة: عن زكريا، عن الشعبي قال: قرأ عبد الله: إن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا. فقال له فروة بن نوفل: إن إبراهيم، فأعادها، ثم قال: إن الأمة معلم الخير، والقانت المطيع، وإن معاذا - رضي الله عنه - كان كذلك.
وروى حيان، عن الشعبي، نحوها. فقيل له: يا أبا عبد الرحمن، نسيتها. قال: لا، ولكنا كنا نشبهه بإبراهيم. ورواه ابن علية: عن منصور بن عبد الرحمن، عن الشعبي، حدثني فروة بن نوفل الأشجعي بنحوه. ورواه فراس ومجالد وغيرهما، عن الشعبي، عن مسروق عن عبد الله. ورواه عبد الملك بن عمير: عن أبي الأحوص قال: بينما عبد الله يحدثهم إذ قال: إن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين.
وعن محمد بن سهل بن أبي حثمة عن أبيه قال: كان الذين يفتون على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة من المهاجرين: عمر، وعثمان، وعلي، وثلاثة من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ، وزيد.
وعن نيار الأسلمي: أن عمر كان يستشير هؤلاء، فذكر منهم معاذا.(أعلام/2639)
وروى موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، قال: خطب عمر الناس بالجابية فقال: من أراد الفقه فليأت معاذ بن جبل.
وروى الأعمش عن أبي سفيان، قال: حدثني أشياخ منا أن رجلا غاب عن امرأته سنتين، فجاء وهي حبلى، فأتى عمر، فهم برجمها، فقال له معاذ: إن يك لك عليها سبيل فليس لك على ما في بطنها سبيل، فتركها، فوضعت غلاما بان أنه يشبه أباه قد خرجت ثنيتاه، فقال الرجل: هذا ابني، فقال عمر: عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ، لولا معاذ لهلك عمر.
الواقدي: حدثنا أيوب بن النعمان بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن جده قال: كان عمر يقول حين خرج معاذ إلى الشام: لقد أخل خروجه بالمدينة وأهلها في الفقه، وفيما كان يفتيهم به، ولقد كنت كلمت أبا بكر أن يحبسه لحاجة الناس إليه، فأبى علي وقال: رجل أراد وجها - يعني الشهادة - فلا أحبسه.
قلت: إن الرجل ليرزق الشهادة وهو على فراشه.
الأعمش: عن شمر بن عطية، عن شهر بن حوشب، قال: كان أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - إذا تحدثوا وفيهم معاذ، نظروا إليه هيبة له.
جعفر بن برقان: حدثنا حبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي سلمة الخولاني قال: دخلت مسجد حمص، فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا من الصحابة، فإذا فيهم شاب أكحل العينين، براق الثنايا ساكت، فإذا امترى القوم، أقبلوا عليه، فسألوه، فقلت: من هذا؟ قيل: معاذ بن جبل. فوقعت محبته في قلبي.(أعلام/2640)
معمر: عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب قال: كان معاذ شابا جميلا سمحا من خير شباب قومه، لا يسأل شيئا إلا أعطاه، حتى كان عليه دين أغلق ماله كله، فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يكلم له غرماءه ففعل، فلم يضعوا له شيئا، فلو ترك أحد لكلام أحد لترك لمعاذ لكلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يبرح حتى باع ماله، وقسمه بينهم، فقام معاذ ولا مال له، ثم بعثه على اليمن ليجبره، فكان أول من تجر في هذا المال، فقدم على أبي بكر، فقال له عمر: هل لك يا معاذ أن تطيعني؟ تدفع هذا المال إلى أبي بكر، فإن أعطاكه فاقبله، فقال: لا أدفعه إليه، وإنما بعثني نبي الله ليجبرني، فانطلق عمر إلى أبي بكر، فقال: خذ منه ودع له، قال: ما كنت لأفعل، وإنما بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليجبره.
فلما أصبح معاذ، انطلق إلى عمر، فقال: ما أراني إلا فاعل الذي قلت، لقد رأيتني البارحة، أظنه قال: أجر إلى النار، وأنت آخذ بحجزتي. فانطلق إلى أبي بكر بكل ما جاء به، حتى جاءه بسوطه، قال أبو بكر: هو لك لا آخذ منه شيئا، وفي لفظ: قد وهبته لك، فقال عمر: هذا حين حل وطاب، وخرج معاذ عند ذلك إلى الشام.
ورواه الذهلي: عن عبد الرزاق عن معمر: فقال: بدل أجر إلى النار: كأني في ماء قد خشيت الغرق فخلصتني.
الواقدي: حدثنا عيسى بن النعمان، عن معاذ بن رفاعة، عن جابر بن عبد الله قال: كان معاذ من أحسن الناس وجها، وأحسنه خلقا، وأسمحه كفا، فادان، فلزمه غرماؤه، حتى تغيب أياما. . . وذكر الحديث وقال فيه: فقدم بغلمان.(أعلام/2641)
الأعمش: عن شقيق قدم معاذ من اليمن برقيق، فلقي عمر بمكة، فقال: ما هؤلاء؟ قال: أهدوا لي، قال: ادفعهم إلى أبي بكر، فأبى، فبات، فرأى كأنه يجر إلى النار وأن عمر يجذبه، فلما أصبح، قال: يا ابن الخطاب ما أراني إلا مطيعك. إلى أن قال: فدفعهم أبو بكر إليه، ثم أصبح فرآهم يصلون، قال: لمن تصلون؟ قالوا: لله، قال: فأنتم لله.
ابن جريج: أنبأنا ابن أبي الأبيض، عن أبي حازم، عن سعيد بن المسيب أن عمر بعث معاذا ساعيا على بني كلاب أو غيرهم، فقسم فيهم فيئهم حتى لم يدع شيئا، حتى جاء بحلسه الذي خرج به على رقبته. وعن نافع قال: كتب عمر إلى أبي عبيدة ومعاذ: انظروا رجالا صالحين، فاستعملوهم على القضاء وارزقوهم.
روى أيوب: عن أبي قلابة وغيره أن فلانا مر به أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أوصوني، فجعلوا يوصونه، وكان معاذ بن جبل في آخر القوم، فقال: أوصني يرحمك الله، قال: قد أوصوك فلم يألوا، وإني سأجمع لك أمرك: اعلم أنه لا غنى بك عن نصيبك من الدنيا، وأنت إلى نصيبك إلى الآخرة أفقر، فابدأ بنصيبك من الآخرة، فإنه سيمر بك على نصيبك من الدنيا فينتظمه، ثم يزول معك أينما زلت.
روى حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن معاذ قال: ما بزقت على يميني منذ أسلمت.
قال أيوب بن سيار: عن يعقوب بن زيد، عن أبي بحرية قال: دخلت مسجد حمص فإذا بفتى حوله الناس، جعد، قطط، إذا تكلم كأنما يخرج من فيه نور ولؤلؤ، فقلت: من هذا؟ قالوا: معاذ بن جبل.
حريز بن عثمان: عن المشيخة، عن أبي بحرية، عن معاذ قال: ما عمل آدمي عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله. قالوا: يا أبا عبد الرحمن، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا، إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع ; لأن الله تعالى يقول في كتابه: ولذكر الله أكبر.(أعلام/2642)
نعيم بن حماد: حدثنا ابن المبارك، حدثنا محمد بن مطرف، حدثنا أبو حازم، عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع، عن مالك الدار أن عمر - رضي الله عنه - أخذ أربع مائة دينار، فقال لغلام: اذهب بها إلى أبي عبيدة، ثم تله ساعة في البيت حتى تنظر ما يصنع. قال: فذهب بها الغلام فقال: يقول لك أمير المؤمنين: خذ هذه، فقال: وصله الله ورحمه، ثم قال: تعالي يا جارية، اذهبي بهذه السبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان، حتى أنفذها.
فرجع الغلام إلى عمر، وأخبره، فوجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل. فأرسله بها إليه، فقال معاذ: وصله الله يا جارية، اذهبي إلى بيت فلان بكذا، ولبيت فلان بكذا. فاطلعت امرأة معاذ، فقالت: ونحن والله مساكين، فأعطنا، ولم يبق في الخرقة إلا ديناران، فدحا بهما إليها. ورجع الغلام، فأخبر عمر، فسر بذلك، وقال: إنهم إخوة بعضهم من بعض.
قرأت على إسحاق بن أبي بكر، أخبرك يوسف الحافظ، أنبأنا أبو المكارم اللبان، أخبرنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا محمد بن علي، حدثنا ابن قتيبة (ح) وأنبأنا أبو المعالي الغرافي، أنبأنا الفتح بن عبد الله، أنبأنا الأرموي، وابن الداية، والطرائفي، قالوا: أنبأنا محمد بن أحمد، أنبأنا عبد الله بن عبد الرحمن، حدثنا جعفر بن محمد، قالا: حدثنا يزيد بن موهب، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب أن أبا إدريس الخولاني أخبره أن يزيد بن عميرة، وكان من أصحاب معاذ بن جبل، قال: كان لا يجلس مجلسا إلا قال: الله حكم قسط تبارك اسمه، هلك المرتابون. فذكر الحديث، وفيه: فقلت لمعاذ: ما يدريني أن الحكيم يقول كلمة الضلالة؟ قال: بلى، اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات التي يقال ما هذه، ولا يثنيك ذلك عنه ; فإنه لعله يرجع ويتبع الحق إذا سمعه، فإن على الحق نورا. اللفظ لابن قتيبة.(أعلام/2643)
سليمان بن بلال: عن موسى بن عبيدة عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع عن أم سلمة أن أبا عبيدة لما أصيب، استخلف معاذ بن جبل - يعني في طاعون عمواس - اشتد الوجع، فصرخ الناس إلى معاذ: ادع الله أن يرفع عنا هذا الرجز، قال: إنه ليس برجز ولكن دعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، وشهادة يخص الله من يشاء منكم، أيها الناس، أربع خلال من استطاع أن لا تدركه، قالوا: ما هي؟ قال: يأتي زمان يظهر فيه الباطل، ويأتي زمان يقول الرجل: والله ما أدري ما أنا، لا يعيش على بصيرة، ولا يموت على بصيرة.
أحمد بن حنبل في " مسنده " حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا مسرة بن معبد، عن إسماعيل بن عبيد الله قال: قال معاذ بن جبل: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ستهاجرون إلى الشام، فيفتح لكم، ويكون فيه داء، كالدمل أو كالوخزة يأخذ بمراق الرجل، فيشهد أو فيستشهد الله بكم أنفسكم، ويزكي بها أعمالكم. اللهم إن كنت تعلم أن معاذا سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطه هو وأهل بيته الحظ الأوفر منه، فأصابهم الطاعون، فلم يبق منهم أحد، فطعن في أصبعه السبابة، فكان يقول: ما يسرني أن لي بها حمر النعم.
همام: حدثنا قتادة، ومطر، عن شهر عن عبد الرحمن بن غنم، قال: وقع الطاعون بالشام، فخطب الناس عمرو بن العاص، فقال: هذا الطاعون رجز، ففروا منه في الأودية والشعاب، فبلغ ذلك شرحبيل بن حسنة، فغضب، وجاء يجر ثوبه، ونعلاه في يده، فقال: صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولكنه رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، ووفاة الصالحين قبلكم. فبلغ ذلك معاذا فقال: اللهم اجعل نصيب آل معاذ الأوفر.(أعلام/2644)
فماتت ابنتاه، فدفنهما في قبر واحد. وطعن ابنه عبد الرحمن، فقال، يعني لابنه، لما سأله: كيف تجدك؟ قال: الحق من ربك فلا تكن من الممترين قال: ستجدني إن شاء الله من الصابرين قال: وطعن معاذ في كفه، فجعل يقلبها، ويقول: هي أحب إلي من حمر النعم. فإذا سري عنه، قال: رب، غم غمك، فإنك تعلم أني أحبك.
ورأى رجلا يبكي، قال: ما يبكيك؟ قال: ما أبكي على دنيا كنت أصبتها منك، ولكن أبكي على العلم الذي كنت أصيبه منك، قال: ولا تبكه ; فإن إبراهيم - صلوات الله عليه - كان في الأرض وليس بها علم، فآتاه الله علما، فإن أنا مت، فاطلب العلم عند أربعة: عبد الله بن مسعود، وسلمان الفارسي، وعبد الله بن سلام، وعويمر أبي الدرداء.
ابن لهيعة: عن أبي الأسود، عن عروة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استخلف معاذا على مكة حين خرج إلى حنين، وأمره أن يعلمهم القرآن والدين.
أبو قحذم النضر بن معبد: عن أبي قلابة، وعن ابن عمر قال: مر عمر بمعاذ وهو يبكي، فقال: ما يبكيك؟ قال: حديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن أدنى الرياء شرك، وأحب العبيد إلى الله الأتقياء الأخفياء، الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، وإذا شهدوا لم يعرفوا، أولئك مصابيح العلم وأئمة الهدى.
أخرجه الحاكم وصححه، وخولف فإن النسائي قال: أبو قحذم ليس بثقة.
يوسف بن مسلم: حدثنا عبيد بن تميم، حدثنا الأوزاعي، عن عبادة بن نسي، عن ابن غنم قال: سمعت أبا عبيدة وعبادة بن الصامت يقولان: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: معاذ بن جبل أعلم الأولين والآخرين بعد النبيين والمرسلين، وإن الله يباهي به الملائكة.
قد أخرجه الحاكم في " صحيحه " فأخطأ، وعبيد لا يعرف، فلعله افتعله.(أعلام/2645)
الأعمش: عن شهر بن حوشب، عن الحارث بن عميرة، قال: إني لجالس عند معاذ، وهو يموت، وهو يغمى عليه ويفيق، فقال: اخنق خنقك فوعزتك إني لأحبك.
قال يحيى بن بكير: سمعت مالكا يقول: هو أمام العلماء رتوة.
هلك ابن ثمان وعشرين، وقيل: ابن اثنتين وثلاثين.
هشيم: أنبأنا علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب قال: قبض معاذ وهو ابن ثلاث أو أربع وثلاثين سنة.
المدائني: عن أبي سفيان الغداني عن ثور، عن خالد بن معدان أن عبد الله بن قرط قال: حضرت وفاة معاذ بن جبل، فقال: روحوني ألقى الله مثل سن عيسى ابن مريم ابن ثلاث أو أربع وثلاثين سنة.
قلت: يعني عندما رفع عيسى إلى السماء، قال ضمرة بن ربيعة: توفي معاذ بقصير خالد من الأردن.
قال يزيد بن عبيدة: توفي معاذ سنة سبع عشرة.
وقال المدائني وجماعة: سنة سبع أو ثمان عشرة.
وقال ابن إسحاق والفلاس: سنة ثمان عشرة.
وقال أبو عمر الضرير: وهو ابن ثمان وثلاثين سنة، وكذا قال الواقدي في سنه، وقال: توفي سنة ثمان عشرة - رضي الله عنه.(أعلام/2646)
معاذ بن معاذ (ع)
ابن نصر بن حسان بن الحر بن مالك بن الخشخاش، التميمي القاضي الإمام الحافظ، أبو المثنى العنبري البصري.
حدث عن: سليمان التيمي، وأشعث بن عبد الملك، وعوف الأعرابي، ومحمد بن عمرو، وأبي كعب صاحب الحرير وكهمس، وقرة بن خالد، والنهاس بن قهم، وابن عون، وحميد الطويل، وحاتم بن أبي صغيرة، وعمران بن حدير، وشعبة، وعاصم بن محمد العمري، والثوري، وخلق.
وعنه: أحمد، وإسحاق، ويحيى، وعلي، وبندار، ومحمد بن مثنى، وإسحاق بن موسى الخطمي، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن حاتم السمين، وعبد الوهاب بن الحكم الوراق، وأبو خيثمة، وعمرو الفلاس، ومحمد بن يحيى بن سعيد القطان، وأحمد بن سنان القطان، وعبد الله بن هاشم الطوسي، وابناه المثنى وعبيد الله، وسعدان بن نصر، وخلق كثير.
وقد روى أيضا عنه عبد الرحمن بن أبي الزناد، وهو أكبر منه.
قال أحمد بن حنبل: معاذ بن معاذ إليه المنتهى في التثبت بالبصرة، وقال: هو قرة عين في الحديث، رواها المروذي عنه.
وروى عنه ولده عبد الله بن أحمد أنه قال: ما رأيت أفضل من حسين الجعفي، وسعيد بن عامر، ولا رأيت أعقل من معاذ بن معاذ كأنه صخرة.
وقال الكوسج عن يحيى بن معين، وأبو حاتم الرازي: ثقة.
وقال عثمان الدارمي: قلت لابن معين: أيهما أحب إليك أزهر السمان في ابن عون، أو معاذ بن معاذ؟ قال: ثقتان. قلت: فمعاذ أثبت في شعبة أو غندر؟ قال: ثقة وثقة.
وقال النسائي: معاذ ثقة ثبت.(أعلام/2647)
قال عمرو بن علي: سمعت يحيى بن سعيد يقول: طلبت الحديث مع رجلين من العرب: خالد بن الحارث الهجيمي، ومعاذ بن معاذ العنبري، وأنا مولى لقريش لتيم، فوالله ما سبقاني إلى محدث قط، فكتبا شيئا حتى أحضر، إذا تابعاني، لا أبالي من خالفني من الناس. وسمعت يحيى بن سعيد يقول: ما بالكوفة ولا البصرة ولا الحجاز أثبت من معاذ بن معاذ، وما أبالي إذا تابعني من خالفني، وقد كان شعبة يحلف: لا يحدث، فيستثني معاذا وخالدا.
وورد أن يحيى بن سعيد قال في سجوده مرة: اللهم اغفر لخالد بن الحارث، ومعاذ بن معاذ، ثم قال: حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، قال أبو الدرداء: إني لأستغفر لسبعين من إخواني في سجودي أسميهم بأسماء آبائهم. قال محمد بن عيسى بن الطباع: ما علمت أحدا قدم بغداد إلا وقد تعلق عليه في شيء من الحديث إلا معاذا العنبري، ما قدروا أن يتعلقوا عليه بحديث مع شغله بالقضاء.
قال أحمد بن عبدة: حدثنا معاذ بن معاذ قال: لما قدم بنو العباس، بدءوا بالصلاة قبل الخطبة، فانصرف الناس، وهم يقولون: بدلت السنة، بدلت السنة يوم العيد.
قال الفلاس: سمعت يحيى القطان يقول: ولدت سنة عشرين ومائة في أولها، وولد معاذ بن معاذ في سنة تسع عشرة ومائة في آخرها، كان أكبر مني بشهرين.
وقال عبيد الله بن معاذ: مات أبي سنة ست وتسعين ومائة.
وقال ابن سعد: كان ثقة، ولي قضاء البصرة لهارون أمير المؤمنين، ثم عزل، وتوفي بالبصرة في ربيع الآخر سنة ست وتسعين ومائة.(أعلام/2648)
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن، وعلي بن محمد قالا: أخبرنا الحسن بن صباح، أخبرنا عبد الله بن رفاعة، أخبرنا أبو الحسن الخلعي، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن محمد البزاز، أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد، حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، حدثنا معاذ العنبري، حدثنا حميد، عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: دخلت الجنة، فإذا أنا بنهر يجري، حافتاه خيام اللؤلؤ، فضربت بيدي إلى ما يجري فيه الماء، فإذا مسك أذفر، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاكه الله - عز وجل -.(أعلام/2649)
معاوية بن أبي سفيان (ع)
صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، أمير المؤمنين، ملك الإسلام، أبو عبد الرحمن، القرشي الأموي المكي.
وأمه هي هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي.
قيل: إنه أسلم قبل أبيه وقت عمرة القضاء، وبقي يخاف من اللحاق بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من أبيه، ولكن ما ظهر إسلامه إلا يوم الفتح.
حدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وكتب له مرات يسيرة، وحدث أيضا عن أخته - أم المؤمنين - أم حبيبة، وعن أبي بكر، وعمر.
روى عنه: ابن عباس، وسعيد بن المسيب، وأبو صالح السمان، وأبو إدريس الخولاني، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وعروة بن الزبير، وسعيد المقبري، وخالد بن معدان، وهمام بن منبه، وعبد الله بن عامر المقرئ، والقاسم أبو عبد الرحمن، وعمير بن هانئ، وعبادة بن نسي، وسالم بن عبد الله، ومحمد بن سيرين، ووالد عمرو بن شعيب، وخلق سواهم.
وحدث عنه من الصحابة أيضا: جرير بن عبد الله، وأبو سعيد، والنعمان بن بشير، وابن الزبير.
ذكر ابن أبي الدنيا وغيره: أن معاوية كان طويلا، أبيض، جميلا، إذا ضحك انقلبت شفته العليا. وكان يخضب.
روى سعيد بن عبد العزيز: عن أبي عبد رب: رأيت معاوية يخضب بالصفرة كأن لحيته الذهب.
قلت: كان ذلك لائقا في الزمان واليوم لو فعل لاستهجن. وروى عبد الجبار بن عمر، عن الزهري، عن عمر بن عبد العزيز عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ: سمع معاوية على منبر المدينة يقول: أين فقهاؤكم يا أهل المدينة؟ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن هذه القصة ثم وضعها على رأسه. فلم أر على عروس ولا على غيرها أجمل منها على معاوية.(أعلام/2650)
وعن أبان بن عثمان: كان معاوية وهو غلام يمشي مع أمه هند، فعثر، فقالت: قم لا رفعك الله، وأعرابي ينظر، فقال: لم تقولين له؟ فوالله إني لأظنه سيسود قومه، قالت: لا رفعه إن لم يسد إلا قومه.
قال أسلم مولى عمر: قدم علينا معاوية وهو أبض الناس وأجملهم.
ابن إسحاق: عن أبيه: رأيت معاوية بالأبطح أبيض الرأس واللحية كأنه فالج.
قال مصعب الزبيري: كان معاوية يقول: أسلمت عام القضية.
ابن سعد: حدثنا محمد بن عمر، حدثني أبو بكر بن أبي سبرة، عن عمر بن عبد الله العنسي، قال معاوية: لما كان عام الحديبية، وصدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن البيت، وكتبوا بينهم القضية، وقع الإسلام في قلبي، فذكرت لأمي، فقالت: إياك أن تخالف أباك، فأخفيت إسلامي، فوالله لقد رحل رسول الله من الحديبية وإني مصدق به، ودخل مكة عام عمرة القضية وأنا مسلم. وعلم أبو سفيان بإسلامي، فقال لي يوما: لكن أخوك خير منك وهو على ديني، فقلت: لم آل نفسي خيرا، وأظهرت إسلامي يوم الفتح، فرحب بي النبي - صلى الله عليه وسلم - وكتبت له.
ثم قال الواقدي: وشهد معه حنينا، فأعطاه من الغنائم مائة من الإبل، وأربعين أوقية.
قلت: الواقدي لا يعي ما يقول، فإن كان معاوية كما نقل قديم الإسلام، فلماذا يتألفه النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ ولو كان أعطاه، لما قال عندما خطب فاطمة بنت قيس: أما معاوية فصعلوك لا مال له.
ونقل المفضل الغلابي عن أبي الحسن الكوفي، قال: كان زيد بن ثابت كاتب الوحي، وكان معاوية كاتبا فيما بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين العرب.
عمرو بن مرة: عن عبد الله بن الحارث، عن زهير بن الأقمر، عن عبد الله بن عمرو، قال: كان معاوية يكتب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم.(أعلام/2651)
أبو عوانة: عن أبي حمزة، عن ابن عباس، قال: كنت ألعب مع الغلمان، فدعاني النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: ادع لي معاوية. وكان يكتب الوحي.
رواه أحمد في مسنده وزاد فيه الحاكم: حدثنا علي بن حمشاد، حدثنا هشام بن علي، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عوانة قال: فدعوته، فقيل: إنه يأكل. فأتيت، فقلت: يا رسول الله، هو يأكل. قال: اذهب فادعه. فأتيته الثانية، فقيل: إنه يأكل، فأتيت رسول الله، فأخبرته، فقال في الثالثة: لا أشبع الله بطنه. قال: فما شبع بعدها.
رواه الطيالسي: حدثنا أبو عوانة، وهشيم، وفيه: لا أشبع الله بطنه.
فسره بعض المحبين قال: لا أشبع الله بطنه ; حتى لا يكون ممن يجوع يوم القيامة، لأن الخبر عنه أنه قال: أطول الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة. قلت: هذا ما صح، والتأويل ركيك، وأشبه منه قوله - عليه السلام -: اللهم من سببته أو شتمته من الأمة فاجعلها له رحمة أو كما قال. وقد كان معاوية معدودا من الأكلة.
جماعة: عن معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد، عن أبي رهم السماعي عن العرباض، سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يدعو إلى السحور في شهر رمضان: هلم إلى الغداء المبارك. ثم سمعته يقول: اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب.
رواه ابن مهدي، وأسد السنة، وأبو صالح، وبشر بن السري عنه. وهذا في جزء ابن عرفة معضل سقط منه العرباض وأبو رهم، وللحديث شاهد قوي.
أبو مسهر: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني - وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن النبي قال لمعاوية: اللهم علمه الكتاب والحساب وقه العذاب.(أعلام/2652)
أبو هلال محمد بن سليم: حدثنا جبلة بن عطية، عن رجل، عن مسلمة بن مخلد، أنه قال لعمرو بن العاص ومعاوية يأكل: إن ابن عمك هذا لمخضد، أما إني أقول هذا، وقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: اللهم علمه الكتاب ومكن له في البلاد وقه العذاب.
فيه رجل مجهول، وجاء نحوه من مراسيل الزهري، ومراسيل عروة بن رويم، وحريز بن عثمان.
مروان بن محمد: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، حدثني ربيعة بن يزيد، سمعت عبد الرحمن بن أبي عميرة، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لمعاوية: اللهم اجعله هاديا، مهديا، واهد به.
حسنه الترمذي.
صفوان بن صالح: حدثنا الوليد ومروان بن محمد، حدثنا سعيد نحوه.
وقال أبو زرعة النصري، وعباس الترقفي حدثنا أبو مسهر، حدثنا سعيد نحوه، وفيه: سمعت رسول الله.
أحمد بن المعلى: حدثنا محمود، حدثنا عمر بن عبد الواحد، عن سعيد، عن ربيعة: أن بعثا من أهل الشام كانوا مرابطين بآمد، وأن عمير بن سعد كان على حمص، فعزله عثمان، وولى معاوية، فبلغ ذلك أهل حمص، فشق عليهم، فقال عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لمعاوية: اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به واهده.
أبو بكر بن أبي داود: حدثنا محمود بن خالد، حدثنا الوليد وعمر بن عبد الواحد، عن سعيد، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة ; سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لمعاوية: اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به.
عمرو بن واقد: عن يونس بن حلبس، عن أبي إدريس، قال: لما عزل عمر عمير بن سعد عن حمص، ولى معاوية، فقال الناس في ذلك. فقال عمير: لا تذكروا معاوية إلا بخير، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: اللهم اهد به.
رواه عن الذهلي، عن النفيلي، عنه.(أعلام/2653)
هشام بن عمار، حدثنا عبد العزيز بن الوليد بن سليمان سمعت أبي يقول: إن عمر ولى معاوية. فقالوا: ولاه حديث السن. فقال: تلومونني، وأنا سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به هذا منقطع.(أعلام/2654)
معاوية بن عمرو (ع)
ابن المهلب بن عمرو، الإمام الحافظ الصادق أبو عمرو الأزدي المعني البغدادي.
حدث عن: إسرائيل، وجرير بن حازم، وزائدة بن قدامة، وعبد الرحمن المسعودي، وفضيل بن مرزوق، وطبقتهم.
حدث عنه: البخاري، وهو مع الجماعة عن رجل عنه، وأبو بكر بن أبي شيبة ويحيى بن معين، وأبو خيثمة، وعمرو بن الناقد، وأحمد بن منيع، وهارون الحمال، وعبد بن حميد، ومحمد بن أحمد بن النضر الأزدي سبطه، وآخرون.
قال أحمد بن حنبل: صدوق ثقة.
وقال ابن معين: كان رجلا شجاعا لا يبالي بلقاء عشرين.
وكان يقال له: ابن الكرماني.
قال محمد بن سعد: يروي عن زائدة " مصنفه "، ويروي عن أبي إسحاق الفزاري كتاب السيرة في دار الحرب.
نزل بغداد، وسمع منه أهلها.
قال علي بن أحمد بن النضر الأزدي: رأيت جدي -رحمه الله- معاوية بن عمرو، وهو عند رأس أمي، وهي في الموت، فجعل وجهها بحذاء القبلة ورجليها بحذاء القبلة، فلما قاربت أن تقضي سترها منا، وصلى عليها، فكبر أربعا. قال: وكان مولده في سنة ثمان وعشرين ومائة ومات سنة أربع عشرة ومائتين.
وقال ابن سعد: مات في غرة جمادى الأولى منها.(أعلام/2655)
معروف الكرخي
علم الزهاد، بركة العصر، أبو محفوظ البغدادي، واسم أبيه فيروز، وقيل: فيرزان، من الصابئة.
وقيل: كان أبواه نصرانيين، فأسلماه إلى مؤدب كان يقول له قل: ثالث ثلاثة، فيقول معروف: بل هو الواحد، فيضربه، فيهرب، فكان والداه يقولان: ليته رجع، ثم إن أبويه أسلما.
وذكر السلمي أنه صحب داود الطائي، ولم يصح.
روى عن الربيع بن صبيح، وبكر بن خنيس، وابن السماك وغيرهم شيئا قليلا.
وعنه خلف بن هشام، وزكريا بن يحيى بن أسد، ويحيى بن أبي طالب.
ذكر معروف عند الإمام أحمد، فقيل: قصير العلم، فقال: أمسك، وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف.
قال إسماعيل بن شداد: قال لنا سفيان بن عيينة: ما فعل ذلك الحبر الذي فيكم ببغداد؟ قلنا: من هو؟ قال: أبو محفوظ معروف. قلنا: بخير، قال: لا يزال أهل تلك المدينة بخير ما بقي فيهم.
قال السراج: حدثنا أبو بكر بن أبي طالب قال: دخلت مسجد معروف، فخرج، وقال: حياكم الله بالسلام، ونعمنا وإياكم بالأحزان، ثم أذن، فارتعد، وقف شعره، وانحنى حتى كاد يسقط.
عن معروف قال: إذا أراد الله بعبد شرا، أغلق عنه باب العمل، وفتح عليه باب الجدل.
وقال جشم بن عيسى: سمعت عمي معروف - بن الفيرزان - يقول: سمعت بكر بن خنيس يقول: كيف تتقي وأنت لا تدري ما تتقي؟ رواها أحمد الدورقي عن معروف. قال: ثم يقول معروف: إذا كنت لا تحسن تتقي، أكلت الربا، ولقيت المرأة، فلم تغض عنها، ووضعت سيفك على عاتقك، إلى أن قال: ومجلسي هذا ينبغي لنا أن نتقيه، فتنة للمتبوع، وذلة للتابع.
قيل: أتى رجل بعشرة دنانير إلى معروف، فمر سائل، فناوله إياها، وكان يبكي، ثم يقول: يا نفس كم تبكين؟ أخلصي تخلصي.(أعلام/2656)
وسئل: كيف تصوم؟ فغالط السائل، وقال: صوم نبينا - صلى الله عليه وسلم - كان كذا وكذا، وصوم داود كذا وكذا، فألح عليه، فقال: أصبح دهري صائما، فمن دعاني، أكلت، ولم أقل: إني صائم.
وقص إنسان شارب معروف، فلم يفتر من الذكر، فقال: كيف أقص؟ فقال: أنت تعمل، وأنا أعمل.
وقيل: اغتاب رجل عند معروف، فقال: اذكر القطن إذا وضع على عينيك.
وعنه قال: ما أكثر الصالحين، وما أقل الصادقين.
وعنه من كابر الله صرعه، ومن نازعه، قمعه، ومن ماكره، خدعه، ومن توكل عليه منعه، ومن تواضع له رفعه، كلام العبد فيما لا يعنيه خذلان من الله.
وقيل: أتاه ملهوف سرق منه ألف دينار ليدعو له، فقال: ما أدعو أما زويته عن أنبيائك وأوليائك، فرده عليه.
قيل أنشد مرة في السحر:
ما تضر الذنوب لو أعتقتني
رحمة لي فقد علاني المشيب
وعنه: من لعن إمامه حرم عدله.
وعن محمد بن منصور الطوسي، قال: قعدت مرة إلى معروف، فلعله قال: واغوثاه يا الله، عشرة آلاف مرة، وتلا: إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم.
وعن ابن شيرويه: قلت لمعروف: بلغني أنك تمشي على الماء.
قال: ما وقع هذا، ولكن إذا هممت بالعبور، جمع لي طرفا النهر، فأتخطاه.
أبو العباس بن مسروق: حدثنا محمد بن منصور الطوسي قال: كنت عند معروف، ثم جئت، وفي وجهه أثر، فسئل عنه، فقال للسائل: سل عما يعنيك عافاك الله، فأقسم عليه، فتغير وجهه، ثم قال: صليت البارحة، ومضيت، فطفت بالبيت، وجئت لأشرب من زمزم، فزلقت، فأصاب وجهي هذا.
ابن مسروق: حدثنا يعقوب ابن أخي معروف، أن معروفا استسقى لهم في يوم حار، فما استتموا رفع ثيابهم حتى مطروا.
وقد استجيب دعاء معروف في غير قضية، وأفرد الإمام أبو الفرج بن الجوزي مناقب معروف في أربع كراريس(أعلام/2657)
قال عبيد بن محمد الوراق: مر معروف، وهو صائم بسقاء يقول: رحم الله من شرب، فشرب رجاء الرحمة.
وقد حكى أبو عبد الرحمن السلمي شيئا غير صحيح، وهو أن معروفا الكرخي كان يحجب علي بن موسى الرضى، قال: فكسروا ضلع معروف، فمات فلعل الرضى، كان له حاجب اسمه معروف، فوافق اسمه اسم زاهد العراق.
وعن إبراهيم الحربي قال: قبر معروف الترياق المجرب يريد إجابة دعاء المضطر عنده; لأن البقاع المباركة يستجاب عندها الدعاء، كما أن الدعاء في السحر مرجو، ودبر المكتوبات، وفي المساجد، بل دعاء المضطر مجاب في أي مكان اتفق، اللهم إني مضطر إلى العفو، فاعف عني.
قال أبو جعفر بن المنادي وثعلب: مات معروف سنة مائتين. قال الخطيب: هذا هو الصحيح. وقال يحيى بن أبي طالب: مات سنة أربع ومائتين. - رحمة الله عليه -.
أخبرنا محمد بن علي السلمي، أخبرنا البهاء عبد الرحمن المقدسي، أخبرتنا تجني مولاة ابن وهبان، أخبرنا الحسين بن أحمد النعالي، أخبرنا محمد بن أحمد بن رزقويه، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا زكريا بن يحيى المروزي، حدثنا معروف الكرخي قال: قال بكر بن خنيس: إن في جهنم لواديا تتعوذ جهنم منه كل يوم سبع مرات، وإن في الوادي لجبا يتعوذ الوادي وجهنم منه كل يوم سبع مرات، وإن فيه لحية يتعوذ الجب والوادي وجهنم منها كل يوم سبع مرات، يبدأ بفسقة حملة القرآن، فيقولون: أي رب، بدئ بنا قبل عبدة الأوثان؟ ! قيل لهم: ليس من يعلم كمن لا يعلم.
أنبأنا مؤمل بن محمد، أخبرنا الكندي، أخبرنا أبو منصور الشيباني، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا ابن رزق، حدثنا عثمان بن أحمد، حدثنا يحيى بن أبي طالب، أخبرنا معروف الكرخي، حدثني الربيع بن صبيح، عن الحسن، عن عائشة، قالت: لو أدركت ليلة القدر، ما سألت الله إلا العفو والعافية.(أعلام/2658)
معقل بن يسار (ع)
المزني البصري - رضي الله عنه- من أهل بيعة الرضوان.
له عن النبي - صلى الله عليه وسلم- وعن النعمان بن مقرن.
حدث عنه: عمران بن حصين - مع تقدمه - والحسن البصري، وأبو المليح بن أسامة، ومعاوية بن قرة المزني، وعلقمة بن عبد الله المزني، وآخرون.
قال محمد بن سعد: لا نعلم في الصحابة من يكنى أبا علي سواه.
مات بالبصرة في آخر خلافة معاوية.(أعلام/2659)
معمر بن راشد (ع)
الإمام الحافظ، شيخ الإسلام أبو عروة بن أبي عمرو الأزدي، مولاهم البصري، نزيل اليمن.
مولده سنة خمس أو ست وتسعين وشهد جنازة الحسن البصري، وطلب العلم وهو حدث.
حدث عن: قتادة، والزهري، وعمرو بن دينار، وهمام بن منبه، وأبي إسحاق السبيعي، ومحمد بن زياد القرشي، وعمار بن أبي عمار المكي، وعبد الله بن طاوس، ومطر الوراق، وعبد الله أخي الزهري، والجعد أبي عثمان، وسماك بن الفضل، وإسماعيل بن أمية، وعبد الكريم الجزري، وعاصم الأحول، وثابت البناني، وعاصم بن أبي النجود، ويحيى بن أبي كثير، ومنصور بن المعتمر، وسليمان الأعمش، وزيد بن أسلم، وأيوب السختياني، وزياد بن علاقة، ومحمد بن المنكدر وطبقتهم، وكان من أوعية العلم، مع الصدق والتحري، والورع والجلالة، وحسن التصنيف.
حدث عنه: أيوب، وأبو إسحاق، وعمرو بن دينار، وطائفة من شيوخه، وسعيد بن أبي عروبة، والسفيانان، وابن المبارك، ويزيد بن زريع، وغندر وابن علية، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وهشام بن يوسف قاضي صنعاء، وأبو سفيان محمد بن حميد، ومروان بن معاوية، ورباح بن زيد، ومحمد بن عمر الواقدي، وعبد الرزاق بن همام، ومحمد بن كثير الصنعانيان، ومحمد بن ثور، وخلق سواهم.
وآخر أصحابه موتا محمد بن كثير، بقي إلى آخر سنة ست عشرة ومائتين.
قال أحمد بن ثابت، عن عبد الرزاق، عن معمر، قال: خرجت وأنا غلام إلى جنازة الحسن، وطلبت العلم سنة مات الحسن.
قال البخاري: وقال محمد بن كثير، عن معمر، قال: سمعت من قتادة وأنا ابن أربع عشرة سنة، فما شيء سمعت في تلك السنين إلا وكأنه مكتوب في صدري.(أعلام/2660)
يعقوب بن شيبة: حدثني جعفر بن محمد، حدثنا ابن عائشة، حدثني عبد الواحد بن زياد، قلت لمعمر: كيف سمعت من ابن شهاب؟ قال: كنت مملوكا لقوم من طاحية فأرسلوني ببز أبيعه، فقدمت المدينة، فنزلت دارا، فرأيت شيخا والناس حوله يعرضون عليه العلم، فعرضت عليه معهم.
قال أبو أحمد الحاكم: روى عن معمر شعبة والثوري.
أحمد بن حنبل: حدثنا عبد الرزاق، قال معمر: جئت الزهري بالرصافة فجعل يلقي علي.
وقال هشام بن يوسف: عرض معمر على همام بن منبه هذه الأحاديث. النسائي في " الكنى ": أنبأنا علي بن سعيد، سمعت أحمد يقول: ما أضم أحدا إلى معمر إلا وجدت معمرا أطلب للحديث منه، هو أول من رحل إلى اليمن.
حنبل: سمعت عليا يقول: نظرت في الأصول من الحديث، فإذا هي عند ستة ممن مضى: من أهل المدينة الزهري، ومن أهل مكة عمرو بن دينار، ومن أهل البصرة قتادة، ويحيى بن أبي كثير، ومن أهل الكوفة أبو إسحاق والأعمش، ثم نظرت فإذا حديث هؤلاء الستة يصير إلى أحد عشر رجلا: سعيد بن أبي عروبة، وحماد بن سلمة، وشعبة، والثوري، وابن جريج، وأبي عوانة، ومالك، وابن عيينة، وهشيم، ومعمر بن راشد، والأوزاعي.
قال أبو حفص الفلاس: معمر من أصدق الناس. سمعت يزيد بن زريع، سمعت أيوب - قبل الطاعون - يقول: حدثني معمر، وقال ابن عيينة: قال لي ابن أبي عروبة: روينا عن معمركم فشرفناه.
وقال الحميدي: قيل لابن عيينة: أهذا الحديث مما حفظت عن معمر؟(أعلام/2661)
قال: نعم. رحم الله أبا عروة. عبد الله بن جعفر الرقي: حدثنا عبيد الله بن عمرو، قال: كنت بالبصرة مع أيوب، ومعنا معمر في مسجد، فأتى رجل، فسأل أيوب عن رجل افترى على رجل، فحلف بصدقة ماله لا يدعه حتى يأخذ منه الحد. قال: فطلب إليه فيه، وطلبت إليه أمه فيه، فجعل أيوب يومئ إلى معمر، ويقول: هذا يفتيك عن اليمين. قال. فلما أكثر عليه، قال معمر: سمعت ابن طاوس عن أبيه أنه يرخص في تركه، قال أيوب: وأنا سمعت عطاء يرخص في تركه.
قال عبيد الله بن عمرو الرقي: كنت بالبصرة أنتظر قدوم أيوب من مكة، فقدم علينا مزاملا لمعمر بن راشد، قدم معمر يزور أمه.
قال عبد الرزاق: قيل للثوري: ما منعك من الزهري؟ قال: قلة الدراهم وقد كفانا معمر.
قال الواقدي: كنت أكون مع معمر ومعنا الثوري، فنخرج من عند أبى عروة فنحدث عنه.
أحمد في " مسنده " قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: قال ابن جريج: إن معمرا شرب من العلم بأنقع. قال ابن قتيبة: الأنقع جمع نقع، وهو هاهنا ما يستنقع.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: معمر ثقة، رجل صالح بصري، سكن صنعاء، وتزوج بها، ورحل إليه سفيان الثوري.
قال يحيى بن معين: قال هشام بن يوسف: أقام معمر عندنا عشرين سنة ما رأينا له كتابا. يعني كان يحدثهم من حفظه.
قال ابن معين: بلغني أن أيوب شيع معمرا وصنع له سفرة. سلمة بن شبيب: حدثنا عبد الرزاق: سمعت ابن المبارك يقول: إني لأكتب الحديث من معمر وقد سمعته من غيره، قال: وما يحملك على ذلك؟
قال: أما سمعت قول الراجز:
قد عرفنا خيركم من شركم
وقال عبد الرزاق: قال لي مالك: نعم الرجل كان معمر لولا روايته التفسير عن قتادة.
قلت: يظهر على مالك - الإمام - إعراض عن التفسير، لانقطاع أسانيد ذلك، فقلما روى منه. وقد وقع لنا جزء لطيف من التفسير منقول عن مالك.(أعلام/2662)
قال علي: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: اثنان إذا كتب حديثهما هكذا رأيت فيه. . . وإذا انتقيتهما كانت حسانا: معمر، وحماد بن سلمة.
محمد بن أحمد المقدمي: حدثنا أبي: سمعت علي بن المديني يقول: جمع لمعمر من الإسناد ما لم يجمع لأحد من أصحابه: أيوب وقتادة بالبصرة، وأبو إسحاق والأعمش بالكوفة، والزهري وعمرو بن دينار بالحجاز، ويحيى بن أبي كثير.
الرمادي: حدثنا عبد الرزاق: أنبأنا معمر، قال: حدثت يحيى بن أبي كثير بأحاديث، فقال: اكتب حديث كذا وكذا. فقلت أما تكره أن تكتب العلم يا أبا نصر؟ فقال: اكتبه لي، فإن لم تكن كتبت، فقد ضيعت، أو قال: عجزت.
قال محمد بن عوف الحمصي: حدثنا محمد بن رجاء، أنبأنا عبد الرزاق، سمعت ابن جريج يقول: عليكم بهذا الرجل - يعني معمرا - فإنه لم يبق في زمانه أعلم منه.
قال أحمد العجلي: لما دخل معمر صنعاء، كرهوا أن يخرج من بين أظهرهم، فقال لهم رجل: قيدوه. قال: فزوجوه.
وقال الفضل بن زياد: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لست تضم معمرا إلى أحد إلا وجدته فوقه.
قال عثمان بن سعيد: قلت لابن معين: ابن عيينة أحب إليك أو معمر؟ قال: معمر، قلت: فمعمر، أم صالح بن كيسان؟ قال: معمر إلي أحب، وصالح ثقة. قلت: فمعمر، أو يونس؟ قال: معمر. قلت: فمعمر أو مالك؟ قال: مالك. قلت له: إن بعض الناس يقولون: ابن عيينة أثبت الناس في الزهري. فقال: إنما يقول ذلك من سمع منه، وأي شيء كان سفيان؟ إنما كان غليما. يعني أمام الزهري.
قال المفضل الغلابي: سمعت يحيى يقدم مالكا على أصحاب الزهري، ثم معمرا، ثم يونس. وكان القطان: يقدم ابن عيينة على معمر. عثمان بن أبي شيبة: سألت يحيى القطان من أثبت في الزهري؟ قال: مالك، ثم ابن عيينة، ثم معمر.(أعلام/2663)
وقال الذهلي: قلت لابن المديني: محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أحب إليك، أم معمر، عن همام، عن أبي هريرة؟ قال: محمد أشهر، وهذا أقوى.
وقال ابن أبي خيثمة: سمعت ابن معين يقول: إذا حدثك معمر عن العراقيين، فخافه إلا عن ابن طاوس، والزهري، فإن حديثه عنهما مستقيم، فأما أهل الكوفة والبصرة فلا وما عمل في حديث الأعمش شيئا، وحديثه عن ثابت وعاصم وهشام بن عروة مضطرب كثير الأوهام.
يعقوب الفسوي: حدثنا زيد بن المبارك، عن محمد بن ثور، عن معمر، قال: سقطت مني صحيفة الأعمش، فإنما أتذكر حديثه، وأحدث من حفظي.
وقال يعقوب بن شيبة حدثنا أحمد بن العباس، سمعت يحيى بن معين يقول: سمعت أنه كان زوج أخت امرأة معمر مع معن بن زائدة، فأرسلت إليها أختها بدانجوج، فعلم بذلك معمر بعد ما أكل، فقام، فتقيأ. أحمد بن شبويه: حدثنا عبد الرزاق، قال: أكل معمر من عند أهله فاكهة، ثم سأل، فقيل: هدية من فلانة النواحة. فقام فتقيأ. وبعث إليه معن والي اليمن بذهب فرده، وقال لأهله: إن علم بهذا غيرنا لم يجتمع رأسي ورأسك أبدا.
قال مؤمل بن يهاب قال عبد الرزاق: كتبت عن معمر عشرة آلاف حديث.(أعلام/2664)
قال عبد الرزاق: ما نعلم أحدا عف عن هذا المال إلا الثوري ومعمرا. وبلغنا أن سفيان الثوري قال مرة: حدثنا أبو عروة، عن أبي الخطاب، عن أبي حمزة، فذكر حديثا، فقل من فطن له، وإنما هو معمر، عن قتادة، عن أنس. ومع كون معمر ثقة ثبتا، فله أوهام، لا سيما لما قدم البصرة لزيارة أمه، فإنه لم يكن معه كتبه، فحدث من حفظه، فوقع للبصريين عنه أغاليط، وحديث هشام وعبد الرزاق عنه أصح ; لأنهم أخذوا عنه من كتبه، والله أعلم. أخبرنا محمد بن جوهر المقرئ، أنبأنا يوسف بن خليل، أنبأنا مسعود الصالحاني (ح) وأنبأنا أحمد بن سلامة، عن مسعود، أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، أنبأنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من اطلع على قوم في بيتهم بغير إذنهم، فقد حل لهم أن يفقئوا عينه ".
وبه: عن معمر عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لو يعلم الذي يشرب وهو قائم ما في بطنه لاستقاء ".
وبه: عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " العين حق، ونهى عن الوشم " وبه: عن معمر، عن همام: سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله لا ينظر إلى المسبل ". - يعني إزاره وبه: عن معمر، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن أبي مسعود الأنصاري، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت ".(أعلام/2665)
أخبرنا الحسن بن علي، أنبأنا سالم بن صصري، أنبأنا أبو الفتح بن شاتيل، أنبأنا الحسين بن علي، أنبأنا عبد الله بن عبد الجبار، أنبأنا إسماعيل بن محمد، أنبأنا أحمد بن منصور، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين قال: لما بعث معاوية ببيعة ابنه يزيد إلى المدينة، كتب إليهم: إنه ليس عليكم أمير، فمن أحب أن يقدم علي فليفعل.
قال: فخرج عمرو وعمارة ابنا حزم، فدخل عليه عمرو، فقال: يا معاوية! إنه قد كان لمن قبلك بنون، فلم يصنعوا كما صنعت، وإنما ابنك فتى من فتيان قريش. . . فنال منه.
فبكى معاوية، ثم عرق فأروح فقال: إنما أنت رجل قلت برأيك بالغا ما بلغ، وإنما هو ابني وأبناؤهم، فابني أحب إلي من أبنائهم، ارفع حاجتك. قال: ما لي حاجة. فلقيه أخوه عمارة، فأخبره الخبر، فقال عمارة: إنا لله، ألهذا جئنا نضرب أكبادها من المدينة؟ ! قال: فأته، قال: فإنه ليكلمه، إذ جاء رسول معاوية إلى عمارة: ارفع حاجتك وحاجة أخيك. قال: ففعل، فقضاها.
لم يقع لنا حديث معمر أعلى من مثل هذا، وحديثه وافر في الكتب الستة، وفي " مسند أحمد "، ومعاجم الطبراني، ووقع لي من " جامعه " الجزء الأول والثاني والثالث.
قال الفسوي في " تاريخه ": سمعت زيد بن المبارك الصنعاني يقول: مات معمر في شهر رمضان، سنة اثنتين وخمسين ومائة كذا قال، بل قال إبراهيم بن خالد الصنعاني، فيما رواه عن ابن راهويه: مات معمر في رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائة، فصليت عليه. وكذا ورخه في سنة ثلاث أحمد، وأبو عبيد، وشباب، والفلاس.
وقال أحمد بن أبي خيثمة: سمعت أحمد وابن معين يقولان: مات سنة أربع وخمسين. وكذا أرخ الهيثم بن عدي، وعلي بن المديني، فالله أعلم.(أعلام/2666)
قال أحمد بن حنبل: عاش ثمانيا وخمسين سنة. قرأت على علي بن محمد الفقيه، أخبركم محمد بن إبراهيم، وقرأت على أحمد بن عبد الرحمن، أخبركم البهاء عبد الرحمن، قالا: أخبرتنا شهدة الكاتبة أنبأنا أبو عبد الله بن طلحة، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا إسماعيل الصفار، أنبأنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن أبان، عن بعضهم، قال: من سلم على سبعة فهو كعتق رقبة.
وبه: أنبأنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده
قال: كتب معاوية إلى عبد الرحمن بن شبل: أن علم الناس ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فجمعهم، فقال: إني سمعت رسول الله يقول: " تعلموا القرآن، فإذا علمتموه فلا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به. . . " الحديث. وبه: أنبأنا معمر، عن همام بن منبه، سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ليسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير ".
وبه: عن معمر، عن قتادة قال: كان نقش خاتم أبي موسى: أسد بين رجلين، وكان نقش خاتم أبي عبيدة: الخمس لله، وكان نقش خاتم أنس: كركي له رأسان.
وبه: عن معمر، أن عبد الله بن محمد بن عقيل أخرج خاتما، زعم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتختم به، فيه تمثال أسد، فرأيت بعض القوم غسله بالماء ثم شربه. إسناده مرسل.(أعلام/2667)
أخبرنا أبو الفداء إسماعيل بن عبد الرحمن، أنبأنا أبو محمد بن قدامة، أنبأنا أبو الفتح بن البطي أنبأنا علي بن محمد بن محمد الخطيب، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا إسماعيل الصفار، أنبأنا أحمد بن منصور، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود: أن رجلا مر برجل وهو ساجد، فوطئ على رقبته، فقال: ويحك، أتطأ على رقبتي وأنا ساجد! ؟ لا والله لا يغفر الله لك هذا أبدا، فقال الله: أيتألى علي؟ فإني قد غفرت له.
وبه: أنبأنا معمر، عن رجل من قريش رفع الحديث، قال: يقول الله: " إن أحب عبادي إلي الذين يتحابون في، والذين يعمرون مساجدي، والذين يستغفرون بالأسحار، أولئك الذين إذا أردت بخلقي عذابي ذكرتهم فصرفت عذابي عن خلقي ".
قال أبو محمد بن حميد المعمري: قال معمر: لقد طلبنا هذا الشأن وما لنا فيه نية، ثم رزقنا الله النية من بعد.
وقال عبد الرزاق: أنبأنا معمر قال: كان يقال: إن الرجل يطلب العلم لغير الله، فيأبى عليه العلم حتى يكون لله.
قلت: نعم، يطلبه أولا، والحامل له حب العلم، وحب إزالة الجهل عنه، وحب الوظائف، ونحو ذلك. ولم يكن علم وجوب الإخلاص فيه، ولا صدق النية، فإذا علم، حاسب نفسه، وخاف من وبال قصده، فتجيئه النية الصالحة كلها أو بعضها، وقد يتوب من نيته الفاسدة ويندم. وعلامة ذلك أنه يقصر من الدعاوى وحب المناظرة، ومن قصد التكثر بعلمه، ويزري على نفسه، فإن تكثر بعلمه، أو قال: أنا أعلم من فلان فبعدا له
قال هشام بن يوسف القاضي: عرض معمر على همام بن منبه هذه الأحاديث، وسمع منها سماعا نحوا من ثلاثين حديثا.(أعلام/2668)
قال أحمد بن زهير: سمعت ابن معين يقول: لما دخل الثوري اليمن، أتاه معمر يسلم عليه، فحدث يوما بحديث عن عبد الله بن محمد بن عقيل: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ضحى بكبشين وهو حديث يخطئ ابن عقيل فيه، فقال له سفيان: يا أبا عروة تعست، فغضب معمر من ذاك، فما أتى سفيان، فما أتاه حتى خرج ولا سلم عليه. ومات في سنة ثلاث وخمسين أسامة بن زيد الليثي، وأبان بن صمعة وثور بن يزيد، والحسن بن عمارة، وفطر بن خليفة وهشام بن الغاز.(أعلام/2669)
معن بن زائدة
أمير العرب أبو الوليد الشيباني، أحد أبطال الإسلام، وعين الأجواد.
كان من أمراء متولي العراقين يزيد بن عمر بن هبيرة، فلما تملك آل العباس، اختفى معن مدة، والطلب عليه حثيث، فلما كان يوم خروج الريوندية والخراسانية على المنصور، وحمي القتال، وحار المنصور في أمره، ظهر معن، وقاتل الريوندية فكان النصر على يده، وهو مقنع في الحديد، فقال المنصور: ويحك، من تكون؟ فكشف لثامه، وقال: أنا طلبتك معن. فسر به، وقدمه وعظمه، ثم ولاه اليمن وغيرها.
قال بعضهم: دخل معن على المنصور، فقال: كبرت سنك يا معن.
قال: في طاعتك. قال: إنك لتتجلد. قال: لأعدائك. قال: وإن فيك لبقية.
قال: هي لك يا أمير المؤمنين. ولمعن أخبار في السخاء، وفي البأس والشجاعة، وله نظم جيد. ثم ولي سجستان. وثبت عليه خوارج وهو يحتجم، فقتلوه، فقتلهم ابن أخيه يزيد بن مزيد الأمير في سنة اثنتين وخمسين ومائة وقيل: سنة ثمان وخمسين.(أعلام/2670)
معن بن عيسى (ع)
ابن يحيى بن دينار، الإمام الحافظ الثبت أبو يحيى المدني القزاز، مولى أشجع.
ولد بعد الثلاثين ومائة.
وحدث عن ابن أبي ذئب، ومالك، ومعاوية بن صالح، وأبي الغصن ثابت بن قيس، وأبي بن عباس بن سهل الساعدي، وموسى بن علي بن رباح، وإسحاق بن يحيى بن طلحة، وخالد بن أبي بكر العمري، وعبد العزيز بن المطلب بن عبد الله، وهشام بن سعد، وموسى بن يعقوب الزمعي، وعبد الله بن المؤمل، وسعيد بن السائب الطائفي، وإبراهيم بن طهمان، وعبد الرحمن بن أبي الموال، وقيس بن الربيع، ومحمد بن مسلم الطائفي، وخلق سواهم.
حدث عنه أحمد - فيما قيل - وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة، وقتيبة، وهارون الحمال، ومحمد بن يحيى العدني، وعلي بن شعيب السمسار، والحسين بن عيسى البسطامي وإسحاق بن بهلول، ونصر بن علي، ويونس بن عبد الأعلى، وأبو بكر محمد بن خلاد، وعلي بن ميمون العطار، وخلق كثير.
روى الميموني، عن أحمد قال: ما كتبت عن معن شيئا.
وقال إسحاق بن موسى الأنصاري: سمعت معنا يقول: كان مالك لا يجيب العراقيين في شيء من الحديث، حتى أكون أنا أسأله عنه، وكل شيء من الحديث في " الموطأ " سمعته من مالك إلا ما استثنيت أني عرضته عليه، وكل شيء من غير الحديث عرضته على مالك إلا ما استثنيت أني سألته عنه.
قال أبو حاتم: أثبت أصحاب مالك وأوثقهم معن بن عيسى، وهو أحب إلي من عبد الله بن نافع الصائغ، ومن ابن وهب.
وقال محمد بن سعد: كان معن يعالج القز بالمدينة، ويشتريه، وكان له غلمان حاكة، وكان يشتري، ويلقي إليهم، ثم قال: مات بالمدينة في شوال سنة ثمان وتسعين ومائة وكان ثقة كثير الحديث ثبتا مأمونا.
وكذلك قال محمد بن فضيل البزار في تاريخ وفاته، وزاد: يوم الثلاثاء.(أعلام/2671)
أخبرنا أحمد بن إسحاق، أخبرنا أحمد بن أبي الفتح بن صرما، والفتح بن عبد الله قالا: أخبرنا محمد بن عمر القاضي، أخبرنا أحمد بن محمد بن النقور، أخبرنا علي بن عمر الحربي، حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي، حدثنا أبو زكريا يحيى بن معين، حدثنا معن، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة قالت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يصافح امرأة قط.
أخرجه النسائي في جمعه حديث مالك، عن معاوية بن صالح، عن ابن معين.
قال أبو إسحاق في " الطبقات ": كان معن يتوسد عتبة مالك، فلا يلفظ مالك بشيء إلا كتبه، وكان ربيبه، وهو الذي قرأ " الموطأ " للرشيد وبنيه على مالك، قال: وقال علي بن المديني: أخرج إلينا معن بن عيسى أربعين ألف مسألة، سمعها من مالك - رحمه الله -.(أعلام/2672)
مقاتل
كبير المفسرين، أبو الحسن، مقاتل بن سليمان البلخي. يروي - على ضعفه البين - عن: مجاهد، والضحاك، وابن بريدة، وعطاء، وابن سيرين، وعمرو بن شعيب، وشرحبيل بن سعد، والمقبري، والزهري، وعدة.
وعنه: سعد بن الصلت، وبقية، وعبد الرزاق، وحرمي بن عمارة، وشبابة، والوليد بن مزيد، وخلق آخرهم علي بن الجعد.
قال ابن المبارك - وأحسن -: ما أحسن تفسيره لو كان ثقة! قيل: إن المنصور ألح عليه ذباب، فطلب مقاتلا، فسأله: لم خلق الله الذباب؟ قال: ليذل به الجبارين.
قال ابن عيينة: قلت لمقاتل: زعموا أنك لم تسمع من الضحاك. قال: كان يغلق علي وعليه باب. فقلت في نفسي: أجل، باب المدينة. وقيل: إنه قال: سلوني عما دون العرش. فقالوا: أين أمعاء النملة؟ فسكت. وسألوه: لما حج آدم؟ ، من حلق رأسه؟ فقال: لا أدري. قال وكيع: كان كذابا.
وعن أبي حنيفة قال: أتانا من المشرق رأيان خبيثان: جهم معطل، ومقاتل مشبه.
مات مقاتل سنة نيف وخمسين ومائة. قال البخاري: مقاتل لا شيء ألبتة.
قلت: أجمعوا على تركه.(أعلام/2673)
مقاتل بن حيان (م، 4)
ابن دوال دور الإمام العالم المحدث، الثقة أبو بسطام النبطي البلخي، الخراز. طوف وجال.
وحدث عن الشعبي، ومجاهد، والضحاك، وعكرمة، وابن بريدة، وشهر بن حوشب، وسالم بن عبد الله، ومسلم بن هيصم، وعمر بن عبد العزيز وعدة. روى عنه شيخه علقمة بن مرثد، وبكير بن معروف، وإبراهيم بن أدهم، وعبد الله بن المبارك، وعمر بن الرماح، وعيسى غنجار ومسلمة بن علي الخشني، وعبد الرحمن المحاربي، وعدد كثير وله حديث في صحيح مسلم من رواية علقمة عنه وكان من العلماء العاملين، ذا نسك وفضل، صاحب سنة.
هرب من خراسان أيام أبي مسلم صاحب الدولة، إلى بلاد كابل، فدعاهم إلى الله، فأسلم على يده خلق.
قال يحيى بن معين: ثقة. وقال أبو داود: ليس به بأس. ووثقه أبو داود أيضا، وقال الدارقطني: صالح الحديث. وقال ابن خزيمة: لا أحتج به. قال أحمد بن سيار: له إخوة: مصعب، وحسن، ويزيد. وخطتهم بمرو، وتعرف بسكة حيان من موالي بني شيبان. كان ذا منزلة عند قتيبة بن مسلم الأمير هرب مقاتل إلى كابل، فأسلم به خلق. وقال فيه عبد الغني الأزدي: هو الخراز، براء ثم زاي. قلت: توفي في حدود الخمسين ومائة وعاش مقاتل بن سليمان المفسر الضعيف بعده أعواما.(أعلام/2674)
مكي
العلامة المقرئ، أبو محمد، مكي بن أبي طالب حموش بن محمد بن مختار، القيسي القيرواني، ثم القرطبي، صاحب التصانيف.
ولد بالقيروان سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
وأخذ عن: [ابن] أبي زيد، وأبي الحسن القابسي.
وتلا بمصر على أبي عدي ابن الإمام، وأبي الطيب بن غلبون، وولده طاهر.
وسمع من محمد بن علي الأدفوي، وأحمد بن فراس المكي، وعدة.
وكان من أوعية العلم مع الدين والسكينة والفهم، ارتحل مرتين، الأولى في سنة ست وسبعين.
وقال صاحبه أبو عمر أحمد بن مهدي المقرئ: أخبرني مكي أنه سافر إلى مصر وله ثلاث عشرة سنة، واشتغل، ثم رحل سنة ست وسبعين، وأنه جاور ثلاثة أعوام، ودخل الأندلس في سنة ثلاث وتسعين، وأقرأ بجامع قرطبة، وعظم اسمه، وبعد صيته.
قال ابن بشكوال قلده أبو الحزم جهور خطابة قرطبة بعد يونس بن عبد الله، وقد ناب عن يونس.
قال: وله ثمانون مصنفا وكان خيرا متدينا، مشهورا بإجابة الدعوة، دعا على رجل كان يؤذيه، ويسخر به إذا خطب، فزمن الرجل. توفي في المحرم سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.
قلت: تلا عليه خلق منهم: عبد الله بن سهل، ومحمد بن أحمد بن مطرف، وروى عنه بالإجازة أبو محمد بن عتاب.
وفيها مات أبو محمد السكن بن محمد بن أحمد بن محمد بن جميع الغساني بصيدا عن بضع وثمانين سنة. يروي عن جده " الموطأ ". وفيها
مات أحمد بن محمد بن يزدة الملنجي المقرئ، وعلي بن محمد بن علي الأسواري.(أعلام/2675)
منذر بن سعيد البلوطي
أبو الحكم الأندلسي قاضي الجماعة بقرطبة ينسب إلى قبيلة يقال لها: كزنة، وهو من موضع قريب من قرطبة، يقال له: فحص البلوط.
كان فقيها محققا، وخطيبا بليغا مفوها، له اليوم المشهور الذي ملأ فيه الآذان، وبهر العقول، وذلك أن المستنصر بالله، كان مشغوفا بأبي علي القالي، يؤهله لكل مهم، فلما ورد رسول الروم أمره أن يقوم خطيبا على العادة الجارية، فلما شاهد أبو علي الجمع العظيم جبن فلم تحمله رجلاه، ولا ساعده لسانه، وفطن له منذر بن سعيد، فوثب في الحال، وقام مقامه، وارتجل خطبة بديعة، فأبهت الخلق، وأنشد في آخرها لنفسه:
هذا المقال الذي ما عابه فند
لكن صاحبه أزرى به البلد
لو كنت فيهم غريبا كنت مطرفا
لكنني منهم فاغتالني النكد
لولا الخلافة أبقى الله بهجتها
ما كنت أبقى بأرض ما بها أح د
فاستحسنوا ذلك، وصلب الرسول، وقال: هذا كبش رجال الدولة.
ومن تصانيفه: كتاب " الإنباه عن الأحكام من كتاب الله " وكتاب " الإبانة عن حقائق أصول الديانة ".
قال ابن بشكوال في بعض كتبه: منذر بن سعيد خطيب بليغ مصقع لم يكن بالأندلس أخطب منه، مع العلم البارع، والمعرفة الكاملة، واليقين في العلوم، والدين، والورع، وكثرة الصيام، والتهجد، والصدع بالحق. كان لا تأخذه في الله لومة لائم، وقد استسقى غير مرة، فسقي.
ذكر أمير المؤمنين الحكم فقال: كان فقيها، فصيحا، خطيبا، لم يسمع بالأندلس أخطب منه، وكان أعلم الناس باختلاف العلماء، شاعرا لبيبا أديبا، له تصانيف حسان جدا، وكان مذهبه النظر والجدل، يميل إلى مذهب داود بن علي.
وذكره محمد بن حارث القروي، فقال: كان من أهل النفاذ والتحصيل، متدربا للمناظرة، متخلقا بالإنصاف، جيد الفهم، طويل العلم، بليغا موجزا، يميل إلى طرق الفضائل، ويوالي أهلها، ويلهج بأخبار الصالحين.(أعلام/2676)
حج سنة ثمان وثلاثمائة، فأقام في رحلته أربعين شهرا، وانصرف، فأدخل الأندلس من علم النظر ومن علم اللغة كتبا كثيرة. وامتحنه الناصر بغيرما أمانة، وأخرجه رسولا إلى غيرما وجه، فخلص محمودا، وأقام بما حمل مشكورا، ثم ولاه قضاء كورة ماردة ثم ولاه قضاء الثغور الشرقية كلها، ثم نقله إلى قضاء القضاة، والصلاة بجامع الزهراء.
قال أبو محمد بن حزم: أخبرني حكم بن منذر بن سعيد، أخبرني أبي أنه حج راجلا مع قوم رجالة، فانقطعوا وأعوزهم الماء في الحجاز وتاهوا.
قال: فأوينا إلى غار ننتظر الموت، فوضعت رأسي ملصقا بالجبل، فإذا حجر كان في قبالته، فعالجته، فنزعته، فانبعث الماء، فشربنا وتزودنا.
وقال ابن عبد البر: حدثت أن رجلا وجد القاضي منذر بن سعيد في بعض الأسحار على دكان المسجد، فعرفه، فجلس إليه، وقال: يا سيدي إنك لتغرر بخروجك، وأنت أعظم الحكام، وفي الناس المحكوم عليه والرقيق الدين، فقال: يا أخي وأنى لي بمثل هذه المنزلة؟ وأنى لي بالشهادة، ما أخرج تعرضا للتغرر، بل أخرج متوكلا على الله إذ أنا في ذمته. فاعلم أن قدره لا محيد عنه، ولا وزر دونه.(أعلام/2677)
قال الحسن بن محمد: قحط الناس في بعض السنين آخر مدة الناصر، فأمر القاضي منذر بن سعيد بالبروز إلى الاستسقاء بالناس، فصام أياما وتأهب، واجتمع الخلق في مصلى الربض، وصعد الناصر في أعلى قصره ليشاهد الجمع، فأبطأ منذر، ثم خرج راجلا متخشعا، وقام ليخطب، فلما رأى الحال بكى ونشج وافتتح خطبته بأن قال: سلام عليكم، ثم سكت شبه الحسير، ولم يكن من عادته، فنظر الناس بعضهم إلى بعض لا يدرون ما عراه، ثم اندفع، فقال: سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة الآية، استغفروا ربكم وتوبوا إليه، وتقربوا بالأعمال الصالحة لديه، فضج الناس بالبكاء، وجاروا بالدعاء والتضرع، وخطب فأبلغ، فلم ينفض القوم حتى نزل غيث عظيم. واستسقى مرة، فقال يهتف بالخلق: يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله الآيتين فهيج الخلق على البكاء.
قال: وسمعت من يذكر أن رسول الناصر جاءه للاستسقاء، فقال للرسول: ها أنا سائر، فليت شعري ما الذي يصنعه الخليفة في يومنا هذا؟ فقال: ما رأيته قط أخشع منه في يومه هذا، إنه منفرد بنفسه، لابس أخشن الثياب، مفترش التراب، قد علا نحيبه واعترافه بذنوبه، يقول: رب هذه ناصيتي بيدك، أتراك تعذب الرعية وأنت أحكم الحاكمين وأعدلهم، أن يفوتك مني شيء. فتهلل منذر بن سعيد، وقال: يا غلام احمل الممطرة معك، إذا خشع جبار الأرض رحم جبار السماء.(أعلام/2678)
قال ابن عفيف: من أخباره المحفوظة: أن أمير المؤمنين عمل في بعض سطوح الزهراء قبة بالذهب والفضة، وجلس فيها، ودخل الأعيان، فجاء منذر بن سعيد، فقال له الخليفة كما قال لمن قبله: هل رأيت أو سمعت أن أحدا من الخلفاء قبلي فعل مثل هذا؟ فأقبلت دموع القاضي تتحدر، ثم قال: والله ما ظننت يا أمير المؤمنين أن الشيطان يبلغ منك هذا المبلغ، أن أنزلك منازل الكفار، قال: لم؟ فقال: قال الله عز وجل: ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة إلى قوله: والآخرة عند ربك للمتقين فنكس الناصر رأسه طويلا، ثم قال: جزاك الله عنا خيرا وعن المسلمين، الذي قلت هو الحق، وأمر بنقض سقف القبة.
وخطب يوما فأعجبته نفسه، فقال: حتى متى أعظ ولا أتعظ، وأزجر ولا أزدجر، أدل على الطريق المستدلين، وأبقى مقيما مع الحائرين، كلا إن هذا لهو البلاء المبين. اللهم فرغبني لما خلقتني له، ولا تشغلني بما تكفلت لي به.
وقد استغرق مرة في خطبته بجامع الزهراء فأدخل فيها أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين فتخير الناصر لخطابة الزهراء أحمد بن مطرف إذا حضر الناصر.
توفي منذر في انسلاخ ذي الحجة سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
وقد سمع عن عبيد الله بن يحيى بن يحيى، وأخذ عن ابن المنذر " كتاب الإشراف ".(أعلام/2679)
ومن خطبته إذ ارتجل على أبي علي القالي: أما بعد: فإن لكل حادثة مقاما، ولكل مقام مقالا، وليس بعد الحق إلا الضلال، وإني قد قمت في مقام كريم بين يدي ملك عظيم، فأصغوا إلي معشر الملأ بأسماعكم إن من الحق أن يقال للمحق: صدقت، وللمبطل: كذبت. وإن الجليل تعالى في سمائه، وتقدس بأسمائه، أمر كليمه موسى أن يذكر قومه بنعم الله عندهم، وأنا أذكركم نعم الله عليكم. وتلافيه لكم بولاية أميركم التي آمنت سربكم، ورفعت خوفكم، وكنتم قليلا فكثركم، ومستضعفين فقواكم، ومستذلين فنصركم، ولاه الله (أياما) ضربت الفتنة سرادقها على الآفاق، وأحاطت بكم شعل النفاق، حتى صرتم مثل حدقة البعير، مع ضيق الحال والتغيير، فاستبدلتم بخلافته من الشدة بالرخاء. . . إلى أن قال: فناشدتكم الله، ألم تكن الدماء مسفوكة فحقنها؟ والسبل مخوفة فآمنها، والأموال منتهبة فأحرزها والبلاد خرابا فعمرها، والثغور مهتضمة فحماها ونصرها.
فاذكروا آلاء الله عليكم. وذكر باقي الخطبة.
وذكر بعضهم أن مولده سنة خمس وستين ومائتين فيكون عمره تسعين سنة كاملة، رحمه الله تعالى.(أعلام/2680)
مهدي بن ميمون (ع)
الإمام الحافظ الثقة أبو يحيى الكردي الأزدي، ثم المعولي، مولاهم البصري، أحد الأثبات المعمرين.
حدث عن أبي رجاء العطاردي، ومحمد بن سيرين، والحسن البصري، وغيلان بن جرير، وأبي الوازع جابر بن عمرو الراسبي، وواصل الأحدب، وواصل مولى أبي عيينة، وعدة.
وقرأ القرآن على شعيب بن الحبحاب، عرض عليه الختمة يعقوب الحضرمي، فهو من كبار مشيخته في القراءات.
وحدث عنه يحيى القطان، وابن مهدي، وعارم، وأبو الوليد، ومسدد، وموسى بن إسماعيل، وهدبة، وعبد الله بن محمد بن أسماء، وعبد الله بن معاوية الجمحي، وآخرون، وحدث عنه من رفقائه هشام بن حسان. وثقه شعبة وأحمد بن حنبل.
قال ابن سعد: كان كرديا، مات في سنة اثنتين وسبعين ومائة.(أعلام/2681)
موسى بن أعين (خ، م، د، س، ق)
الإمام الحجة أبو سعيد الحراني.
روى عن عطاء بن السائب، وليث، وعبد الكريم الجزري، والأعمش، وعبد الله بن محمد بن عقيل، ومطرف بن طريف، ويزيد بن أبي زياد، ومعمر، وخلق.
وعنه: إسماعيل بن عبد الله بن سماعة، وأحمد بن أبي شعيب، وعبد الغفار بن داود، وسعيد بن حفص النفيلي، وقرابته أبو جعفر النفيلي، ويحيى بن يحيى، وآخرون. وثقه أبو حاتم وغيره. توفي سنة سبع وسبعين ومائة.(أعلام/2682)
موسى بن إسماعيل
الإمام الحافظ البجلي الجبلي، فشيخ صادق معاصر للتبوذكي.
روى عن: يعقوب القمي، وإبراهيم بن سعد، وابن المبارك، وجماعة.
روى عنه: أحمد بن سنان القطان، والحسن بن سهل المجوز، وآخرون.
قال أبو حاتم: ليس به بأس.
وجبل: قرية من ناحية واسط.(أعلام/2683)
موسى بن عقبة (ع)
ابن أبي عياش، الإمام الثقة الكبير، أبو محمد القرشي مولاهم، الأسدي المطرقي، مولى آل الزبير، ويقال: بل مولى الصحابية أم خالد بنت خالد الأموية، زوجة الزبير. وكان بصيرا بالمغازي النبوية، ألفها في مجلد، فكان أول من صنف في ذلك، وهو أخو إبراهيم بن عقبة، ومحمد بن عقبة، وعم إسماعيل بن إبراهيم.
أدرك ابن عمر، وجابرا، وحدث عن أم خالد، وعداده في صغار التابعين، وحدث أيضا عن علقمة بن وقاص، وأبي سلمة، وكريب، وسالم بن عبد الله، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ونافع بن جبير بن مطعم، ونافع مولى ابن عمر، وصالح مولى التوأمة، وعروة بن الزبير، وعكرمة، وابن المنكدر، والزهري، وأبي الزبير، وسالم أبي الغيث، وعبد الله بن دينار، ومحمد بن يحيى بن حبان، وحمزة بن عبد الله بن عمر، وأبي الزناد، ومحمد بن أبي بكر الثقفي وخلق سواهم.
وعنه: بكير بن عبد الله بن الأشج مع تقدمه، وشعبة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وابن جريج، ومالك، وإبراهيم بن طهمان، وابن أبي الزناد، وحفص بن ميسرة، والسفيانان، وزهير، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الدراوردي، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، ووهيب، وأبو قرة موسى بن طارق، وأبو إسحاق الفزاري، وفضيل بن سليمان، ومحمد بن فليح، وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، وإسماعيل بن عياش، وأبو ضمرة الليثي وحاتم بن إسماعيل، وزهير بن محمد المروزي، وأبو بدر السكوني، وعبد الله بن رجاء المكي، وأبو همام محمد بن الزبرقان، ويعقوب بن عبد الرحمن القاري، وخلق كثير.
قال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث، كذا هنا، وقال في موضع آخر وهو أشبه: كان ثقة ثبتا، كثير الحديث.(أعلام/2684)
إبراهيم بن المنذر عن معن قال: كان مالك إذا قيل له: مغازي من نكتب؟ قال: عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة، وقال ابن المنذر أيضا: حدثني مطرف، ومعن، ومحمد بن الضحاك، قالوا: كان مالك إذا سئل عن المغازي، قال: عليك بمغازي الرجل الصالح موسى بن عقبة، فإنها أصح المغازي. وقال أيضا سمعت محمد بن طلحة، سمعت مالكا يقول: عليكم بمغازي موسى، فإنه رجل ثقة، طلبها على كبر السن، ليقيد من شهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يكثر كما كثر غيره.
قلت: هذا تعريض بابن إسحاق. ولا ريب أن ابن إسحاق كثر وطول بأنساب مستوفاة، اختصارها أملح، وبأشعار غير طائلة، حذفها أرجح، وبآثار لم تصحح، مع أنه فاته شيء كثير من الصحيح لم يكن عنده، فكتابه محتاج إلى تنقيح وتصحيح، ورواية ما فاته.
وأما مغازي موسى بن عقبة، فهي في مجلد ليس بالكبير، سمعناها، وغالبها صحيح ومرسل جيد، لكنها مختصرة تحتاج إلى زيادة بيان وتتمة.
وقد أحسن في عمل ذلك الحافظ أبو بكر البيهقي في تأليفه المسمى بكتاب " دلائل النبوة ".
وقد لخصت أنا الترجمة النبوية، والمغازي المدنية، في أول " تاريخي الكبير " وهو كامل في معناه إن شاء الله.(أعلام/2685)
إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا سفيان بن عيينة، قال: كان بالمدينة شيخ يقال له: شرحبيل أبو سعد، وكان من أعلم الناس بالمغازي. قال: فاتهموه أن يكون يجعل لمن لا سابقة له سابقة. وكان قد احتاج، فأسقطوا مغازيه وعلمه، قال إبراهيم: فذكرت هذا لمحمد بن طلحة بن الطويل، ولم يكن أحد أعلم بالمغازي منه، فقال لي: كان شرحبيل أبو سعد عالما بالمغازي، فاتهموه أن يكون يدخل فيهم من لم يشهد بدرا، ومن قتل يوم أحد، والهجرة ومن لم يكن منهم، وكان قد احتاج، فسقط عند الناس، فسمع بذلك موسى بن عقبة، فقال: وإن الناس قد اجترءوا على هذا؟! فدب على كبر السن، وقيد من شهد بدرا، وأحدا، ومن هاجر إلى الحبشة والمدينة، وكتب ذلك.
وقال إبراهيم: حدثنا محمد بن الضحاك، سمعت المسور بن عبد الملك المخزومي يقول لمالك: يا أبا عبد الله، فلان كلمني يعرض عليك، وقد شهد جده بدرا. فقال مالك: لا تدري ما يقولون، من كان في كتاب موسى بن عقبة قد شهد بدرا، فقد شهدها، ومن لم يكن في كتاب موسى، فلم يشهد بدرا.
قال أحمد بن أبي خيثمة: كان يحيى بن معين يقول: كتاب موسى بن عقبة عن الزهري من أصح هذه الكتب.
وقال أحمد، ويحيى، وأبو حاتم، والنسائي: موسى ثقة. وروى المفضل بن غسان، عن يحيى بن معين، قال: موسى بن عقبة ثقة، يقولون: روايته عن نافع فيها شيء، وسمعت ابن معين يضعف موسى بعض الضعف.
قلت: قد روى عباس الدوري وجماعة، عن يحيى توثيقه. فليحمل هذا التضعيف على معنى أنه ليس هو في القوة عن نافع كمالك، ولا عبيد الله. وكذلك روى إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، عن يحيى بن معين قال: ليس موسى بن عقبة في نافع مثل عبيد الله بن عمر ومالك.
قلت: احتج الشيخان بموسى بن عقبة، عن نافع ولله الحمد. قلنا: ثقة وأوثق منه، فهذا من هذا الضرب.(أعلام/2686)
قال الواقدي: كان لإبراهيم وموسى ومحمد بني عقبة حلقة في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكانوا كلهم فقهاء، محدثين، وكان موسى يفتي.
وقال مصعب بن عبد الله الزبيري: كان لهم هيئة وعلم. وقال يحيى بن معين: سمع ابن المبارك من موسى بن عقبة، ولم يسمع من أخويه، أقدمهم محمد، ثم إبراهيم، ثم موسى، وموسى أكثرهم حديثا.
وقال يحيى بن سعيد القطان فيما نقله عنه أبو حفص الفلاس: مات موسى بن عقبة قبل أن يدخل المدينة بسنة، سنة إحدى وأربعين ومائة وفيها أرخه خليفة والترمذي، وغيرهما، وشذ نوح بن حبيب فقال: مات سنة اثنتين.
وقع لنا حديثه عاليا، في مواضع، من أعلاها في جزء ابن عرفة.
أخبرنا أحمد بن فرح الإشبيلي الحافظ، أنبأنا عبد العزيز بن محمد، وأحمد بن عبد الدائم قالا: أنبأنا عبد المنعم بن عبد الوهاب (ح) وأنبأنا أحمد بن سلامة، عن عبد المنعم، أنبأنا علي بن بيان، أنبأنا محمد بن محمد بن محمد البزاز، أنبأنا إسماعيل بن محمد، أنبأنا الحسن بن عرفة، أنبأنا إسماعيل بن عياش، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من القرآن هذا حديث لين الإسناد من قبل إسماعيل، إذ روايته عن الحجازيين مضعفة، أخرجه الترمذي عن ابن عرفة، فوافقناه بعلو.
أخبرنا أحمد بن إسحاق، أنبأنا أكمل بن أبي الأزهر العلوي، أنبأنا سعيد بن أحمد، أنبأنا أبو نصر الزينبي، أنبأنا محمد بن عمر الوراق، حدثنا عبد الله بن أبي داود، حدثنا هارون بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن رجاء، عن موسى بن عقبة، عن أم خالد بنت خالد قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ من عذاب القبر تابعه وهيب بن خالد وإسماعيل بن جعفر، أخرجه البخاري والنسائي.(أعلام/2687)
موسى بن عمران
بن محمد بن إسحاق بن يزيد، الشيخ الصالح، القدوة، مسند خراسان أبو المظفر الأنصاري، النيسابوري، الصوفي.
ولد سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
وسمع من: أبي الحسن العلوي فكان آخر من روى عنه، وأبي عبد الله الحاكم، وأبي القاسم السراج، وطائفة.
حدث عنه: زاهر ووجيه ابنا الشحامي، وأبو عمر محمد بن علي بن دوست الحاكم، وعمر بن أحمد بن الصفار الفقيه، والحسين بن علي الشحامي، وعبد الله بن محمد الفراوي، وآخرون.
قال عبد الغافر: هو شيخ وجيه، حسن الرواء والمنظر، راسخ القدم في الطريقة، لقي الشيخ أبا سعيد بن أبي الخير الميهني، وخدمه، ثم خدم أبا القاسم القشيري، وكان من أركان الشيوخ، عمر ثمانيا وتسعين سنة، ومات في شهر ربيع الأول سنة ست وثمانين وأربعمائة.(أعلام/2688)
موسى بن نصير
الأمير الكبير، أبو عبد الرحمن اللخمي، متولي إقليم المغرب، وفاتح الأندلس.
قيل: كان مولى امرأة من لخم. وقيل: ولاؤه لبني أمية، وكان أعرج مهيبا، ذا رأي وحزم.
يروي عن تميم الداري.
حدث عنه ولده عبد العزيز، ويزيد بن مسروق.
ولي غزو البحر لمعاوية، فغزا قبرس، وبنى هناك حصونا، وقد استعمل على أقصى المغرب مولاه طارقا، فبادر وافتتح الأندلس، ولحقه موسى فتمم فتحها، وجرت له عجائب هائلة، وعمل مع الروم مصافا مشهودا.
ولما هم المسلمون بالهزيمة كشف موسى سرادقه عن بناته وحرمه، وبرز ورفع يديه بالدعاء والتضرع والبكاء، فكسرت بين يديه جفون السيوف، وصدقوا اللقاء، ونزل النصر، وغنموا ما لا يعبر عنه ; من ذلك مائدة سليمان - عليه السلام - من ذهب وجواهر، وقيل: ظفر بستة عشر قمقما عليها ختم سليمان ففتح أربعة ونقب منها واحدا فإذا شيطان يقول: يا نبي الله، لا أعود أفسد في الأرض. ثم نظر فقال: والله ما أرى سليمان ولا ملكه، وذهب، فطمرت البواقي.
وقال الليث: بعث موسى ابنه مروان على الجيش، فأصاب من السبي مائة ألف، وبعث ابن أخيه فسبى أيضا مائة ألف من البربر، ودله رجل على كنز بالأندلس، فنزعوا بابه فسال عليهم من الياقوت والزبرجد ما بهرهم.
قال الليث: إن كانت الطنفسة لتوجد منسوجة بالذهب واللؤلؤ والياقوت لا يستطيع اثنان حملها فيقسمانها بالفأس.
وقيل: لما دخل موسى إفريقية وجد غالب مدائنها خالية لاختلاف أيدي البربر، وكان القحط، فأمر الناس بالصلاة والصوم والصلاح، وبرز بهم إلى الصحراء ومعه سائر الحيوانات ففرق بينها وبين أولادها، فوقع البكاء والضجيج، وبقي إلى الظهر، ثم صلى وخطب، فما ذكر الوليد، فقيل له: ألا تدعو لأمير المؤمنين؟ فقال: هذا مقام لا يدعى فيه إلا لله. فسقوا وأغيثوا.(أعلام/2689)
ولما تمادى في سيره في الأندلس، أتى أرضا تميد بأهلها، فقال عسكره: إلى أين تريد أن تذهب بنا؟ حسبنا ما بأيدينا. فقال: لو أطعتموني لوصلت إلى القسطنطينية، ثم رجع إلى المغرب وهو راكب على بغله كوكب، وهو يجر الدنيا بين يديه، أمر بالعجل تجر أوقار الذهب والحرير، واستخلف ابنه بإفريقية، وأخذ معه مائة من كبراء البربر، ومائة وعشرين من الملوك وأولادهم، فقدم مصر في هيئة ما سمع بمثلها، فوصل العلماء والأشراف، وسار إلى الشام، فبلغه مرض الوليد، وكتب إليه سليمان يأمره بالتوقف، فما سمع منه، فآلى سليمان إن ظفر به ليصلبنه. وقدم قبل موت الوليد، فأخذ ما لا يحد من النفائس، ووضع باقيه في بيت المال، وقومت المائدة بمائة ألف دينار.
وولي سليمان فأهانه، ووقف في الحر - وكان سمينا - حتى غشي عليه.
وبقي عمر بن عبد العزيز يتألم له، فقال سليمان: لا يا أبا حفص ما أظن إلا أنني خرجت من يميني.
وضمه يزيد بن المهلب إليه، ثم فدى نفسه ببذل ألف ألف دينار، وقيل له: أنت في خلق من مواليك وجندك، أفلا أقمت في مقر عزك، وبعثت بالتقادم. قال: لو أردت لصار ; ولكن آثرت الله ولم أر الخروج. فقال له يزيد: وكلنا ذاك الرجل - أراد بهذا قدومه على الحجاج.
وقال له سليمان يوما: ما كنت تفزع إليه عند الحرب؟ قال: الدعاء والصبر. قال: فأي الخيل رأيت أصبر؟ قال: الشقر. قال: فأي الأمم أشد قتالا؟ قال: هم أكثر من أن أصف. قال: فأخبرني عن الروم. قال: أسد في حصونهم، عقبان على خيولهم، نساء في مراكبهم، إن رأوا فرصة انتهزوها، وإن رأوا غلبة فأوعال تذهب في الجبال، لا يرون الهزيمة عارا.(أعلام/2690)
قال: فالبربر؟ قال: هم أشبه العجم بالعرب لقاء ونجدة وصبرا وفروسية ; غير أنهم أغدر الناس. قال: فأهل الأندلس؟ قال: ملوك مترفون، وفرسان لا يجبنون. قال: فالفرنج؟ قال: هناك العدد والجلد، والشدة والبأس. قال: فكيف كانت الحرب بينك وبينهم؟ قال: أما هذا فوالله ما هزمت لي راية قط، ولا بدد لي جمع، ولا نكب المسلمون معي منذ اقتحمت الأربعين إلى أن بلغت الثمانين، ولقد بعثت إلى الوليد بتور زبرجد، كان يجعل فيه اللبن حتى ترى فيه الشعرة البيضاء. ثم أخذ يعدد ما أصاب من الجوهر والزبرجد حتى تحير سليمان.
وقيل: إن مروان لما قرر ولده عبد العزيز على مصر، جعل عنده موسى بن نصير، ثم كان موسى مع بشر بن مروان وزيرا بالعراق.
قال الفسوي: كان ذا حزم وتدبير، افتتح بلادا كثيرة، وولي إفريقية سنة تسع وسبعين.
وقيل: إنه قال مرة: والله لو انقاد الناس لي، لقدتهم حتى أوقفهم على رومية، ثم ليفتحنها الله على يدي.
وقيل: جلس الوليد على منبره يوم الجمعة، فأتى موسى وقد ألبس ثلاثين من الملوك التيجان، والثياب الفاخرة، ودخل بهم المسجد وأوقفهم تحت المنبر، فحمد الوليد الله وشكره.
وقد حج موسى مع سليمان فمات بالمدينة.
وقال مرة: يا أمير المؤمنين، لقد كانت الألف شاة تباع بمائة درهم، وتباع الناقة بعشرة دراهم، وتمر الناس بالبقر فلا يلتفتون إليها، ولقد رأيت العلج الشاطر وزوجته وأولاده يباعون بخمسين درهما.
وكان فتح إقليم الأندلس في رمضان سنة اثنتين وتسعين على يد:(أعلام/2691)
ميمون بن مهران (م، 4)
الإمام الحجة، عالم الجزيرة ومفتيها، أبو أيوب الجزري الرقي، أعتقته امرأة من بني نصر بن معاوية بالكوفة، فنشأ بها، ثم سكن الرقة.
وحدث عن أبي هريرة، وعائشة، وابن عباس، وابن عمر، والضحاك بن قيس الفهري الأمير، وصفية بنت شيبة العبدرية، وعمرو بن عثمان، وأم الدرداء، وعمر بن عبد العزيز، ونافع، ويزيد بن الأصم، ومقسم، وعدة. وأرسل عن عمر والزبير.
روى عنه ابنه عمرو، وأبو بشر جعفر بن إياس، وحميد الطويل، وسليمان الأعمش، وحجاج بن أرطاة، وخصيف، وسالم بن أبي المهاجر، وجعفر بن برقان، وفرات بن السائب، وزيد بن أبي أنيسة، وحبيب بن الشهيد، والأوزاعي، وعلي بن الحكم، والنضر بن عربي، والجريري، ومعقل بن عبيد الله، وأبو المليح الحسن بن عمر الرقي، وخلق سواهم.
قيل: إن مولده عام موت علي -رضي الله عنه- سنة أربعين وثقه جماعة، وقال أحمد بن حنبل: هو أوثق من عكرمة.
وروى سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى قال: هؤلاء الأربعة علماء الناس في زمن هشام بن عبد الملك: مكحول والحسن والزهري وميمون بن مهران.
وروى إسماعيل بن عبيد الله، عن ميمون بن مهران قال: كنت أفضل عليا على عثمان، فقال لي عمر بن عبد العزيز: أيهما أحب إليك، رجل أسرع في الدماء، أو رجل أسرع في المال، فرجعت وقلت: لا أعود. وقال: كنت عند عمر بن عبد العزيز، فلما قمت، قال: إذا ذهب هذا وضرباؤه، صار الناس بعد رجراجة.
قال أبو المليح: ما رأيت رجلا أفضل من ميمون بن مهران.
روى عمرو بن ميمون بن مهران قال: إني وددت أن أصبعي قطعت من هاهنا، وأني لم أل لعمر بن عبد العزيز ولا لغيره.(أعلام/2692)
أبو المليح الرقي، عن حبيب بن أبي مرزوق: قال ميمون: وددت أن إحدى عيني ذهبت، وأني لم أل عملا قط، لا خير في العمل لعمر بن عبد العزيز، ولا لغيره. قلت: كان ولي خراج الجزيرة، وقضاءها، وكان من العابدين.
روى أبو المليح الرقي، عن ميمون بن مهران قال: لا تجالسوا أهل القدر، ولا تسبوا أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- ولا تعلموا النجوم.
بقية بن الوليد: أخبرنا عبد الملك بن أبي النعمان الجزري، عن ميمون بن مهران قال: خاصمه رجل في الإرجاء فبينما هما على ذلك إذ سمعا امرأة تغني، فقال ميمون: أين إيمان هذه من إيمان مريم بنت عمران، فانصرف الرجل ولم يرد عليه.
أبو المليح، عن فرات بن السائب قال: كنت في مسجد ملطية فتذاكرنا هذه الأهواء، فانصرفت فنمت، فسمعت هاتفا يهتف: الطريق مع ميمون بن مهران.
عبد الله بن جعفر الرقي: حدثنا عبد الله بن عمرو، عن عبد الملك بن زائدة قال: ضرب على أهل الرقة بعث، فجهز فيه ميمون بن مهران بنبال، فقال مسلمة: لقد أصبح أبو أيوب في طاعتنا شمريا.
يعلى بن عبيد: حدثنا هارون البربري، قال: كتب ميمون بن مهران إلى عمر بن عبد العزيز: إني شيخ رقيق، كلفتني أن أقضي بين الناس، وكان علي الخراج والقضاء بالجزيرة، فكتب إليه: إني لم أكلفك ما يعنيك، اجب الطيب من الخراج، واقض بما استبان لك، فإذا لبس عليك شيء، فارفعه إلي، فإن الناس لو كان إذا كبر عليهم أمر تركوه، لم يقم دين ولا دنيا.
جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران قال: لا يكون الرجل تقيا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه، وحتى يعلم من أين ملبسه ومطعمه ومشربه.
أحمد بن حنبل: حدثنا عبد الله بن ميمون، عن الحسن بن حبيب قال: رأيت على ميمون جبة صوف تحت ثيابه، فقلت له: ما هذا؟ قال: نعم، فلا تخبر به أحدا.(أعلام/2693)
وقال جامع بن أبي راشد: سمعت ميمون بن مهران يقول: ثلاثة تؤدى إلى البر والفاجر: الأمانة، والعهد، وصلة الرحم.
قال أبو المليح: جاء رجل إلى ميمون بن مهران يخطب بنته، فقال: لا أرضاها لك، قال: ولم؟ قال: لأنها تحب الحلي والحلل، قال: فعندي من هذا ما تريد، قال: الآن لا أرضاك لها.
قال الإمام أبو الحسن الميموني: قال لي أحمد بن حنبل: إني لأشبه ورع جدك بورع ابن سيرين.
قال أبو المليح: قال رجل لميمون: يا آبا أيوب! ما يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم، قال: أقبل على شأنك، ما يزال الناس بخير ما اتقوا ربهم.
ابن علية: حدثنا يونس بن عبيد، قال: كتبت إلى ميمون بن مهران بعد طاعون كان ببلادهم أسأله عن أهله، فكتب إلي: بلغني كتابك، وإنه مات من أهلي وخاصتي سبعة عشر إنسانا، وإني أكره البلاء إذا أقبل، فإذا أدبر، لم يسرني أنه لم يكن. روى أبو المليح، عن ميمون: من أساء سرا، فليتب سرا، ومن أساء علانية، فليتب علانية، فإن الناس يعيرون ولا يغفرون، والله يغفر ولا يعير.
خالد بن حيان الرقي، عن جعفر بن برقان: قال لي ميمون بن مهران: يا جعفر قل لي في وجهي ما أكره، فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره.
عبد الله بن جعفر، عن أبي المليح قال: قال ميمون: إذا أتى رجل باب سلطان، فاحتجب عنه، فليأت بيوت الرحمن، فإنها مفتحة، فليصل ركعتين، وليسأل حاجته.
وقال ميمون: قال محمد بن مروان بن الحكم: ما يمنعك أن تكتب في الديوان، فيكون لك سهم في الإسلام؟ قلت: إني لأرجو أن يكون لي سهام في الإسلام. قال: من أين ولست في الديوان؟ فقلت: شهادة أن لا إله إلا الله سهم، والصلاة سهم، والزكاة سهم، وصيام رمضان سهم، والحج سهم.(أعلام/2694)
قال: ما كنت أظن أن لأحد في الإسلام سهما إلا من كان في الديوان، قلت: هذا ابن عمك حكيم بن حزام لم يأخذ ديوانا قط، وذلك أنه سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسألة، فقال: استعف يا حكيم خير لك. قال: ومنك يا رسول الله؟ قال: ومني، قال: لا جرم لا أسألك ولا غيرك شيئا أبدا، ولكن ادع الله لي أن يبارك لي في صفقتي -يعني التجارة- فدعا له رواها عبد الله بن جعفر، عن أبي المليح، عنه.
قال فرات: سمعت ميمونا يقول: لو نشر فيكم رجل من السلف ما عرف إلا قبلتكم.
أبو المليح: سمعت ميمون بن مهران، وأتاه رجل فقال: إن زوجة هشام ماتت، وأعتقت كل مملوك لها، فقال: يعصون الله مرتين، يبخلون به وقد أمروا أن ينفقوه، فإذا صار لغيرهم أسرفوا فيه.
قال أحمد العجلي والنسائي: ميمون ثقة. زاد أحمد: كان يحمل على علي -رضي الله عنه- قلت: لم يثبت عنه حمل، إنما كان يفضل عثمان عليه، وهذا حق.
عبد الله بن جابر الطرسوسي، عن جعفر بن محمد بن نوح، عن إبراهيم بن محمد السمري أن ميمون بن مهران صلى في سبعة عشر يوما سبعة عشر ألف ركعة، فلما كان في اليوم الثامن عشر، انقطع في جوفه شيء فمات.
عبد الله بن جعفر: حدثنا أبو المليح، عن ميمون قال: أدركت من لم يكن يملأ عينيه من السماء فرقا من ربه -عز وجل -. وعنه قال: أدركت من كنت أستحيي أن أتكلم عنده.
قال ابن سعد: ميمون يكنى أبا أيوب، ثقة، كثير الحديث.
وقال أبو عروبة: نزل الرقة وبها عقبه.
معمر بن سليمان، عن فرات بن السائب، عن ميمون بن مهران قال: ثلاث لا تبلون نفسك بهن: لا تدخل على السلطان، وإن قلت: آمره بطاعة الله، ولا تصغين بسمعك إلى هوى، فإنك لا تدري ما يعلق بقلبك منه، ولا تدخل على امرأة، ولو قلت: أعلمها كتاب الله.(أعلام/2695)
وروى حبيب بن أبي مرزوق، عن ميمون: وددت أن عيني ذهبت، وبقيت الأخرى أتمتع بها، وأني لم أل عملا قط، قلت له: ولا لعمر بن عبد العزيز؟ قال: لا لعمر ولا لغيره.
أبو المليح، عن ميمون قال: لا تضرب المملوك في كل ذنب، ولكن احفظ له، فإذا عصى الله، فعاقبه على المعصية، وذكره الذنوب التي بينك وبينه.
أبو المليح، سمعت ميمونا يقول: لأن أوتمن على بيت مال أحب إلي من أن أوتمن على امرأة.
عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني يحيى بن عثمان الحربي، حدثنا أبو المليح، عن ميمون، قال: ما نال رجل من جسيم الخير -نبي ولا غيره- إلا بالصبر.
الحارث بن أبي أسامة: حدثنا كثير بن هشام، حدثنا جعفر بن برقان، حدثنا يزيد بن الأصم قال: لقيت عائشة -رضي الله عنها- - مقبلة من مكة، أنا وابن لطلحة وهو ابن أختها، وقد كنا وقعنا في حائط من حيطان المدينة، فأصبنا منه، فبلغها ذلك، فأقبلت على ابن أختها تلومه، ثم وعظتني، ثم قالت: أما علمت أن الله ساقك حتى جعلك في بيت نبيه، ذهبت والله ميمونة، ورمي برسنك على غاربك، أما إنها كانت من أتقانا لله -عز وجل- وأوصلنا للرحم.
جرى القلم بكتابة هذا هنا، ويزيد بن الأصم من فضلاء التابعين بالرقة.
وقد خرج أرباب الكتب لميمون بن مهران سوى البخاري، فما أدري لم تركه؟ .
قال ابن سعد وأبو عروبة وغيرهما: توفي سنة سبع عشرة ومائة، وقال شباب: سنة ست عشرة -رحمه الله- له حديث سيأتي.(أعلام/2696)
ميمونة أم المؤمنين (ع)
بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، الهلالية.
زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأخت أم الفضل زوجة العباس، وخالة خالد بن الوليد، وخالة ابن عباس.
تزوجها - أولا - مسعود بن عمرو الثقفي قبيل الإسلام، ففارقها. وتزوجها أبو رهم بن عبد العزى، فمات، فتزوج بها النبي صلى الله عليه وسلم في وقت فراغه من عمرة القضاء سنة سبع في ذي القعدة، وبنى بها بسرف - أظنه المكان المعروف بأبي عروة. وكانت من سادات النساء. روت عدة أحاديث.
حدث عنها ابن عباس، وابن أختها الآخر: عبد الله بن شداد بن الهاد، وعبيد بن السباق، [وعبد الرحمن بن السائب الهلالي] وابن أختها الرابع: يزيد بن الأصم، وكريب مولى ابن عباس، ومولاها سليمان بن يسار، وأخوه: عطاء بن يسار. وآخرون.
قال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر: حدثني إبراهيم بن محمد بن موسى، عن الفضيل بن أبي عبد الله، عن علي بن عبد الله بن عباس، قال: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج إلى مكة عام القضية بعث أوس بن خولي وأبا رافع إلى العباس؛ فزوجه بميمونة، فأضلا بعيريهما؛ فأقاما أياما ببطن رابغ، حتى أدركهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بقديد، وقد ضما بعيريهما، فسارا معه، حتى قدم مكة، فأرسل إلى العباس، فذكر ذلك له، وجعلت ميمونة أمرها إلى النبي صلى الله عليه وسلم كذا قال. وصوابه: إلى العباس فخطبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فزوجها إياه.
وروي عن عكرمة، عن ابن عباس: أنها جعلت أمرها لما خطبها النبي صلى الله عليه وسلم إلى العباس؛ فزوجها.
مالك، عن ربيعة، عن سليمان بن يسار، أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا رافع، ورجلا من الأنصار، فزوجاه ميمونة، قبل أن يخرج من المدينة.(أعلام/2697)
قال عبد الكريم الجزري، عن ميمون بن مهران: دخلت على صفية بنت شيبة، عجوز كبيرة، فسألتها: أتزوج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة، وهو محرم، قالت: لا، والله لقد تزوجها وإنهما لحلالان.
أيوب، عن يزيد بن الأصم، قال: خطبها، وهو حلال، وبنى بها، وهو حلال.
جرير بن حازم: حدثنا أبو فزارة، عن يزيد بن الأصم، عن أبي رافع أن رسول الله تزوج ميمونة حلالا، وبنى بها حلالا بسرف.
حماد بن زيد، عن مطر الوراق عن ربيعة، عن سليمان بن يسار، عن أبي رافع: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة حلالا، وكنت الرسول بينهما.
الواقدي: حدثنا معمر، عن الزهري، عن يزيد بن الأصم، عن ابن عباس، قال: تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حلال. هذا منكر. والواقدي متروك. والثابت عن ابن عباس خلافه، فقال ابن جريج، عن عطاء، عنه: إن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهو محرم.
وقال أيوب وهشام، عن عكرمة، عنه كذلك.
وقال عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عنه مثله.
وعمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء، عنه نحوه.
فهذا متواتر عنه.
والأنصاري، عن حبيب بن الشهيد: سمع ميمون بن مهران، عنه مثله.
وروى زكريا بن أبي زائدة، وعبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي: أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة، وهو محرم.
جرير، عن منصور، عن مجاهد - مرسلا - مثله.
رباح بن أبي معروف، عن عطاء، عن ابن عباس - مرفوعا - مثله. وفيه: وكان ابن عباس لا يرى بذلك بأسا.
وبعض من رأى صحة خبر ابن عباس، عد الجواز خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم.(أعلام/2698)
وجود هذا الباب ابن سعد، ثم قال: أخبرنا أبو نعيم: حدثنا جعفر بن برقان، عن ميمون، قال: كنت جالسا عند عطاء، فجاءه رجل فقال: هل يتزوج المحرم؟ قال: ما حرم الله النكاح منذ أحله، فقلت: إن عمر بن عبد العزيز كتب إلي - وميمون يومئذ على الجزيرة -: أن سل يزيد بن الأصم: أكان تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم تزوج ميمونة حلالا، أو حراما؟ .
فقال يزيد: تزوجها، وهو حلال.
وكانت ميمونة خالة يزيد.
الواقدي: حدثنا ابن جريج، عن أبي الزبير، عن عكرمة: أن ميمونة وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم.
قال مجاهد: كان اسمها برة، فسماها رسول الله: ميمونة.
وروى بكير بن الأشج، عن عبيد الله الخولاني: أنه رأى ميمونة تصلي في درع سابغ، لا إزار عليها.
حماد بن زيد، عن أبي فزارة، عن يزيد بن الأصم: أن ميمونة حلقت رأسها في إحرامها، فماتت، ورأسها محمم.
كثير بن هشام: حدثنا جعفر بن برقان: حدثنا يزيد بن الأصم، قال: تلقيت عائشة، وهي مقبلة من مكة، أنا وابن أختها ولد لطلحة، وقد كنا وقعنا في حائط بالمدينة فأصبنا منه فبلغها ذلك؛ فأقبلت على ابن أختها تلومه؛ ثم وعظتني موعظة بليغة، ثم قالت: أما علمت أن الله ساقك حتى جعلك في بيت نبيه؛ ذهبت والله ميمونة، ورمي بحبلك على غاربك! أما إنها كانت من أتقانا لله، وأوصلنا للرحم.
وبه أنبأنا يزيد: أن ذا قرابة لميمونة دخل عليها، فوجدت منه ريح شراب، فقالت: لئن لم تخرج إلى المسلمين، فيجلدوك، لا تدخل علي أبدا.
إبراهيم بن عقبة، عن كريب: بعثني ابن عباس أقود بعير ميمونة، فلم أزل أسمعها تهل، حتى رمت الجمرة.
أبو نعيم: حدثنا عقبة بن وهب: أخبرنا يزيد بن الأصم: رأيت ميمونة تحلق رأسها.(أعلام/2699)
جرير بن حازم، عن أبي فزارة، عن يزيد بن الأصم، قال: دفنا ميمونة بسرف في الظلة التي بنى بها فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كانت حلقت في الحج. نزلت في قبرها، أنا وابن عباس.
وعن عطاء: توفيت ميمونة بسرف، فخرجت مع ابن عباس إليها، فقال: إذا رفعتم نعشها، فلا تزلزلوها، ولا تزعزعوها.
وقيل: توفيت بمكة، فحملت على الأعناق بأمر ابن عباس إلى سرف، وقال: ارفقوا بها؛ فإنها أمكم.
قال الواقدي: ماتت في خلافة يزيد سنة إحدى وستين ولها ثمانون سنة.
قلت: لم تبق إلى هذا الوقت، فقد ماتت قبل عائشة. وقد مر قول عائشة: ذهبت ميمونة. . .
وقال خليفة: توفيت سنة إحدى وخمسين رضي الله عنها.
روي لها سبعة أحاديث في " الصحيحين "، وانفرد لها البخاري بحديث. ومسلم بخمسة. وجميع ما روت ثلاثة عشر حديثا.(أعلام/2700)
نافع (ع)
الإمام المفتي الثبت، عالم المدينة، أبو عبد الله القرشي، ثم العدوي العمري، مولى ابن عمر وراويته.
روى عن ابن عمر، وعائشة، وأبي هريرة، ورافع بن خديج، وأبي سعيد الخدري، وأم سلمة، وأبي لبابة بن عبد المنذر، وصفية بنت أبي عبيد زوجة مولاه، وسالم وعبد الله وعبيد الله وزيد أولاد مولاه، وطائفة.
وعنه الزهري، وأيوب السختياني، وعبيد الله بن عمر، وأخوه عبد الله وزيد بن واقد، وحميد الطويل، وأسامة بن زيد، وابن جريج، وعقيل وبكير بن عبد الله بن الأشج، وابن عون، ويزيد بن عبد الله بن الهاد ويونس بن عبيد، ويونس بن يزيد، وإسماعيل بن أمية، وابن عمه أيوب بن موسى، ورقبة بن مصقلة، وحنظلة بن أبي سفيان، وحفص بن عنان اليمامي، وخالد بن زياد الترمذي متأخر، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وعبد الله بن سليمان الطويل، وعبد الحميد بن جعفر، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعبد العزيز بن أبي رواد وعمر، وأبو بكر، ولدا نافع، ومحمد بن إسحاق، وابن أبي ذئب، وابن أبي ليلى ومحمد بن عجلان، والزبيدي، وشعيب بن أبي حمزة، وأبو معشر نجيح، وهشام بن الغاز، وهمام بن يحيى، وهشام بن سعد، وحميد بن زياد، وحجاج بن أرطاة، والأوزاعي، والضحاك بن عثمان، ومالك بن مغول، وزيد، وعاصم، وواقد، وأبو بكر، وعمر بنو محمد بن زيد العمري، وجرير بن حازم، وجويرية بن أسماء، وفليح بن سليمان، ومالك، والليث، ونافع بن أبي نعيم، وخلق سواهم.(أعلام/2701)
أخبرنا علي بن أحمد العلوي، أخبرنا محمد بن أحمد القطيعي، أخبرنا محمد بن عبيد الله الكتبي، أخبرنا محمد بن محمد الزينبي، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا خلف بن هشام البزار سنة ست وعشرين ومائتين، حدثنا القطاف بن خالد المخزومي، حدثنا نافع أنه أقبل مع ابن عمر من مكة، حتى إذا كان ببعض الطريق لقيه خبر من امرأته أنها بالموت، وكان إذا نودي للمغرب نزل مكانه، فصلى، فلما كانت تلك العشية نودي بالمغرب، فسار حتى أمسى، وظننا أنه نسي، فقلنا: الصلاة، فسار حتى إذا كاد الشفق يغيب نزل، فصلى المغرب، وغاب الشفق، فصلى العتمة، ثم أقبل علينا فقال: هكذا كنا نصنع مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا جد به السير أخرجه النسائي عن قتيبة عن العطاف فوقع بدلا عاليا.
قال النسائي: أول طبقة من أصحاب نافع: أيوب وعبيد الله ومالك.
الطبقة الثانية صالح بن كيسان، وابن عون، وابن جريج، ويحيى بن سعيد.
الثالثة: موسى بن عقبة، وإسماعيل بن أمية، وأيوب بن موسى.
الرابعة: يونس بن يزيد، وجويرية بن أسماء، والليث.
الخامسة: ابن عجلان، وابن أبي ذئب، والضحاك بن عثمان.
السادسة: سليمان بن موسى، وبرد بن سنان، وابن أبي رواد.
السابعة: عبد الرحمن السراج، وعبيد الله بن الأخنس.
الثامنة: ابن إسحاق، وأسامة بن زيد، وعمر بن محمد، وصخر بن جويرية، وهمام بن يحيى، وهشام بن سعد.
التاسعة: ليث بن أبي سليم، وحجاج بن أرطاة، وأشعث بن سوار، وعبد الله بن عمر.
العاشرة: إسحاق بن أبي فروة، وأبو معشر، وعبد الله بن نافع، وعثمان البري وطائفة.
قال البخاري: أصح الأسانيد: مالك، عن نافع، عن ابن عمر.
قال عبيد الله بن عمر: بعث عمر بن عبد العزيز نافعا مولى ابن عمر إلى أهل مصر يعلمهم السنن.(أعلام/2702)
الأصمعي حدثنا العمري عن نافع قال: دخلت مع مولاي على عبد الله بن جعفر، فأعطاه في اثني عشر ألفا، فأبى وأعتقني، أعتقه الله.
وروى زيد بن أبي أنيسة، عن نافع قال: سافرت مع ابن عمر بضعا وثلاثين حجة وعمرة، قال أحمد بن حنبل: إذا اختلف سالم ونافع ما أقدم عليهما.
قال ابن وهب: قال مالك: كنت آتي نافعا، وأنا حدث السن، ومعي غلام لي فيقعد ويحدثني، وكان صغير النفس، وكان في حياة سالم لا يفتي شيئا.
مطرف بن عبد الله، عن مالك قال: كان في نافع حدة، ثم حكى مالك أنه كان يلاطفه ويداريه، ويقال: كان في نافع لكنة وعجمة.
قال إسماعيل بن أمية: كنا نرد على نافع اللحن فيأبى.
وروى محمد بن عمر الواقدي عن جماعة قالوا: كان كتاب نافع الذي سمعه من ابن عمر صحيفة، فكنا نقرؤها.
قال يونس بن يزيد: قال نافع: من يعذرني من زهريكم، يأتيني فأحدثه عن ابن عمر، ثم يذهب إلى سالم، فيقول: هل سمعت هذا من أبيك؟ فيقول: نعم، فيحدث به عن سالم ويدعني، والسياق من عندي.
ابن وهب، عن مالك: كنت آتي نافعا، وأنا غلام حديث السن، فينزل ويحدثني، وكان يجلس بعد الصبح في المسجد لا يكاد يأتيه أحد، فإذا طلعت الشمس، خرج، وكان يلبس كساء، وربما وضعه على فمه لا يكلم أحدا، وكنت أراه بعد صلاة الصبح يلتف بكساء له أسود.
إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه: كنا نختلف إلى نافع، وكان سيئ الخلق، فقلت: ما أصنع بهذا العبد؟ فتركته ولزمه غيري، فانتفع به.
معمر، كان أيوب السختياني يحدثنا عن نافع، ونافع حي. وقال مالك: إذا قال نافع شيئا، فاختم عليه.
وقال عبد الرحمن بن خراش: نافع ثقة نبيل. وروى أيوب أن عمر بن عبد العزيز ولى نافعا صدقات اليمن.(أعلام/2703)
ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني نافع بن أبي نعيم، وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، وابن أبي فروة قالوا: كان كتاب نافع الذي سمعه من ابن عمر في صحيفة، فكنا نقرؤها عليه، فيقول: يا أبا عبد الله! أتقول: حدثنا نافع؟ فيقول: نعم الأصمعي، عن نافع بن أبي نعيم، عن نافع أنه قيل له: قد كتبوا علمك، قال: كتبوا؟ قيل: نعم، قال: فليأتوا به حتى أقومه.
عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن أبيه، عن نافع، أنه لما احتضر بكى، فقيل: ما يبكيك؟ قال: ذكرت سعدا وضغطة القبر.
قال حماد بن زيد وجماعة: توفي نافع سنة سبع عشرة ومائة وشذ الهيثم بن عدي، وأبو عمر الضرير، فقالا: مات سنة عشرين ومائة.
قال إسماعيل بن أمية: كنا نرد نافعا عن اللحن فيأبى، ويقول: لا إلا الذي سمعته.
وقد اختلف في محتد نافع على أقوال: فقيل: هو بربري. وقيل: نيسابوري. وقيل: ديلمي. وقيل: طالقاني. وقيل: كابلي. والأرجح أنه فارسي المحتد في الجملة.
قال النسائي: أثبت أصحاب نافع: مالك، ثم أيوب، ثم عبيد الله، ثم يحيى بن سعيد، ثم ابن عون، ثم صالح بن كيسان، ثم موسى بن عقبة، ثم ابن جريج، ثم كثير بن فرقد، ثم الليث بن سعد.
وقد اختلف سالم ونافع على ابن عمر في ثلاثة أحاديث، وسالم أجل منه، لكن أحاديث نافع الثلاثة أولى بالصواب. وبلغنا أنهم تذاكروا حديث إتيان الدبر الذي تفرد به نافع عن مولاه، فقال ميمون بن مهران: إنما قال هذا نافع بعدما كبر وذهب عقله. وروي أن سالما قالوا له: هذا عن نافع، فقال: كذب العبد، أو أخطأ العبد، إنما كان ابن عمر يقول: يأتيها مقبلة ومدبرة في الفرج.(أعلام/2704)
وعن أبي إبراهيم المنذر الحزامي قال: ما سمعت من هشام بن عروة رفثا قط إلا يوما واحدا، أتاه رجل، فقال: يا أبا المنذر! نافع مولى ابن عمر يفضل أباك عروة على أخيه عبد الله بن الزبير، فقال: كذب عدو الله، وما يدري نافع عاض بظر أمه! عبد الله خير والله وأفضل من عروة.
قلت: وقد جاءت رواية أخرى عنه بتحريم أدبار النساء، ما جاء عنه بالرخصة فلو صح لما كان صريحا، بل يحتمل أنه أراد بدبرها من ورائها في القبل، وقد أوضحنا المسألة في مصنف مفيد، لا يطالعه عالم إلا ويقطع بتحريم ذلك.
قد ذكرنا أن الأصح وفاة نافع سنة سبع عشرة ومائة وقال ابن عيينة وأحمد بن حنبل: سنة تسع عشرة ومائة.
وقول ميمون بن مهران: كبر وذهب عقله، قول شاذ، بل اتفقت الأمة على أنه حجة مطلقا.
قال ابن سعد: كان ثقة، كثير الحديث.
وقال العجلي والنسائي: مدني ثقة.
وقال ابن خراش: ثقة نبيل.(أعلام/2705)
نافع بن جبير (ع)
ابن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي، الفقيه، الإمام، الحجة، أبو محمد، وقيل: أبو عبد الله القرشي النوفلي المدني، أخو محمد بن جبير.
روايته عن العباس والزبير عند البخاري، وروى أيضا عن أبيه، وعائشة، وجرير، وعلي، والمغيرة، وأبي هريرة، ورافع بن خديج، وابن عباس، وعثمان بن أبي العاص، وأبي شريح الخزاعي، وأم سلمة، ومسعود بن الحكم، وعدة.
وعنه رفيقه عروة، وعمرو بن دينار، والزهري، وأبو الزبير، وعبيد الله بن أبي يزيد، ومحمد بن سوقة، وصالح بن كيسان، وصفوان بن سليم، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، وعبد الله بن الفضل الهاشمي، وعمر بن عطاء بن أبي الخوار، وواقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، وسعد بن إبراهيم، وأبو الغصن ثابت بن قيس، وخلق كثير.
وثقه العجلي وأبو زرعة وجماعة.
وقال علي بن المديني: أصحاب زيد الذين كانوا يأخذون عنه ويفتون بفتواه ; منهم من لقيه، ومنهم من لم يلقه، وهم اثنا عشر رجلا. فذكر منهم نافع بن جبير.
وقال ابن حبان: كان من خيار الناس، كان يحج ماشيا وناقته تقاد، وكان يخضب بالوسمة.
وقال ابن المبارك: كان نافع بن جبير يعد من فصحاء قريش، هو وعمر بن عبد العزيز، وسليمان بن عبد الملك.
وعن نافع بن جبير، قال: من شهد جنازة ليراه أهلها، فلا يشهدها.
وقيل: قدم نافع بن جبير على الحجاج، فقال الحجاج: قتلت ابن الزبير، وعبد الله بن صفوان، وابن مطيع، ووددت أني كنت قتلت ابن عمر. فقال له: ما أراد الله بك خير مما أردت لنفسك. قال: صدقت. فلما خرج قال له عنبسة بن سعيد: لا خير لك في المقام عند هذا ; قال: جئت للغزو. ثم ودع الحجاج، وسار نحو الديلم.
مالك بن يزيد بن رومان، قال: كنت أصلي إلى جنب نافع بن جبير فيغمزني، فأفتح عليه ونحن نصلي.(أعلام/2706)
محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو، أن نافع بن جبير كان يحج ماشيا، وراحلته تقاد معه.
يعلى بن عبيد: حدثنا عثمان بن حكيم، عن نافع بن جبير، قال: ما صخبت بمكة قط، ولا آجرت أرضا لي قط ; من استقرضها أقرضته. قال: وكان يقضي مناسكه على رجليه.
ابن أبي ذئب، عن القاسم بن عباس، عن نافع بن جبير، أنه قيل له: إن الناس يقولون كأنه - يعني التيه - فقال: والله لقد ركبت الحمار، ولبست الشملة، وحلبت الشاة، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما فيمن فعل ذلك من الكبر شيء ".
هذا مرسل جيد.
قال الواقدي وكاتبه وخليفة، والزبير بن بكار: مات نافع في خلافة سليمان بن عبد الملك وسليمان استخلف سنة ست وتسعين ومات سنة تسع.
وروى الواقدي عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، أنه توفي سنة تسع وتسعين.
قلت: مات في عشر التسعين. فيما أرى.
وأخوه:(أعلام/2707)
نافع بن عمر (ع)
ابن عبد الله بن جميل بن عامر بن حذيم بن سلامان بن ربيعة بن سعد بن جمح، الحافظ، الإمام الثبت الجمحي المكي.
حدث عن: ابن أبي مليكة، وأمية بن صفوان الجمحي، وبشر بن عاصم الثقفي، وعبد الملك بن أبي محذورة، وعمرو بن دينار، وأبي بكر بن أبي شيخ السهمي، وسعيد بن حسان، وسعيد بن أبي هند، وروايته عن سعيد، في " الأدب " للبخاري، وهو أكبر شيخ له.
روى عنه: ابن المبارك، ويحيى القطان، وأبو أسامة، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع، ويزيد بن هارون، ومحمد بن بشر، وبشر بن السري، وسريج بن النعمان، وخلاد بن يحيى، وسعيد بن أبي مريم، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبو سلمة التبوذكي، ويونس بن محمد المؤدب، ويسرة بن صفوان، ومحرز بن سلمة العدني، وعبد العزيز الأويسي، والقعنبي، ومحمد بن سنان العوقي، وداود بن عمرو الضبي، وخلق سواهم.
تكاثروا عليه لإتقانه، وعلو سنده قال ابن مهدي: كان من أثبت الناس. وروى أبو طالب عن أحمد: ثقة ثبت، صحيح الحديث. وروى عبد الله بن أحمد، عن أبيه، قال: نافع بن عمر أحب إلي من عبد الجبار بن الورد، وأصح حديثا، وهو في الثقات ثقة. وقال ابن معين، والنسائي: ثقة. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: ثقة. قلت: يحتج به؟ قال: نعم.
وروى ابن سعد، عن شهاب بن عباد، قال: مات بمكة سنة تسع وستين ومائة وكان ثقة، قليل الحديث، فيه شيء. وقال ابن حبان: أمه أم ولد مات بفخ سنة تسع.(أعلام/2708)
قرأت على أبي الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد، عن أبي روح الهروي، أنبأنا تميم الجرجاني، أنبأنا أبو سعيد الكنجروذي، أنبأنا محمد بن أحمد، أنبأنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا داود بن عمرو الضبي، حدثنا نافع بن عمر الجمحي، عن ابن أبي مليكة قال: قالت عائشة: توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيتي، وفي يومي، وبين سحري ونحري، وجمع الله بين ريقي وريقه، دخل أبو بكر بسواك، فضعف عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخذته ثم مضغته، ثم سننته به أخرجه البخاري عن ابن أبي مريم، عن نافع، فوقع لنا بدلا عاليا.(أعلام/2709)
نعيم بن حماد بن معاوية (خ، د، ت، ق)
ابن الحارث بن همام بن سلمة بن مالك، الإمام العلامة الحافظ أبو عبد الله الخزاعي المروزي الفرضي الأعور، صاحب التصانيف.
رأى الحسين بن واقد المروزي، وحدث عن: أبي حمزة السكري وهو أكبر شيخ له، وهشيم، وأبي بكر بن عياش، وإبراهيم بن طهمان له عنه حديث واحد، وخارجة بن مصعب، وعبد الله بن المبارك، وعيسى بن عبيد الكندي، وهو من كبار مشيخته، وعبد المؤمن بن خالد الحنفي، ونوح بن أبي مريم، ويحيى بن حمزة القاضي، وعبد السلام بن حرب، وعبد العزيز الدراوردي، وفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة، وإبراهيم بن سعد، وجرير بن عبد الحميد، وبقية بن الوليد، ومعتمر بن سليمان، وأبي معاوية، ورشدين بن سعد، وحفص بن غياث، وابن وهب، ويحيى القطان، والوليد بن مسلم، ووكيع، وابن إدريس، ونوح بن قيس، وعبد الرزاق، وأبي داود الطيالسي، وخلق كثير بخراسان والحرمين والعراق والشام واليمن ومصر. وفي قوة روايته نزاع.
روى عنه: البخاري مقرونا بآخر، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه بواسطة، ويحيى بن معين، والحسن بن علي الحلواني، وأحمد بن يوسف السلمي، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن عوف، والرمادي، وأبو محمد الدارمي، وسمويه، وأبو الدرداء عبد العزيز بن منيب، وعبيد بن شريك البزار، وأبو حاتم، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، ويعقوب الفسوي، وأبو الأحوص العكبري، وبكر بن سهل الدمياطي، وخلق آخرهم موتا شاب كاتب كان معه في السجن اتفاقا وهو حمزة بن محمد بن عيسى البغدادي.
قال المروذي: سمعت أبا عبد الله يقول: جاءنا نعيم بن حماد ونحن على باب هشيم نتذاكر المقطعات، قال: جمعتم حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: فعنينا بها من يومئذ.
وروى الميموني عن أحمد قال: أول من عرفناه يكتب المسند نعيم بن حماد.(أعلام/2710)
قال أبو بكر الخطيب: يقال: إن أول من جمع المسند، وصنفه نعيم.
وقال أحمد: كان نعيم كاتبا لأبي عصمة - يعني نوحا - وكان شديد الرد على الجهمية، وأهل الأهواء، ومنه تعلم نعيم.
قال صالح بن مسمار: سمعت نعيم بن حماد يقول: أنا كنت جهميا، فلذلك عرفت كلامهم، فلما طلبت الحديث، عرفت أن أمرهم يرجع إلى التعطيل.
يوسف بن عبد الله الخوارزمي: سألت أحمد بن حنبل عن نعيم بن حماد، فقال: لقد كان من الثقات.
ابن عدي: حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا عبد العزيز بن سلام،
حدثني أحمد بن ثابت أبو يحيى، سمعت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يقولان: نعيم بن حماد معروف بالطلب، ثم ذمه يحيى وقال: يروي عن غير الثقات.
إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد: سمعت يحيى بن معين - وسئل عن نعيم - فقال: ثقة. فقلت: إن قوما يزعمون أنه صحح كتبه من علي الخراساني العسقلاني، فقال يحيى: أنا سألته، فقلت: أخذت كتب علي الصيدلاني، فصححت منها؟ فأنكر، وقال: إنما كان قد رث فنظرت، فما عرفت ووافق كتبي، غيرت.
علي بن الحسين بن حبان: وجدت في كتاب أبي بخط يده، قال أبو زكريا: نعيم ثقة صدوق، رجل صدق، أنا أعرف الناس به، كان رفيقي بالبصرة، كتب عن روح خمسين ألف حديث، فقلت له قبل خروجي من مصر: هذه الأحاديث التي أخذتها من العسقلاني، أي شيء هذه؟ فقال: يا أبا زكريا، مثلك يستقبلني بهذا؟ ! فقلت: إنما قلت شفقة عليك. قال: إنما كانت معي نسخ أصابها الماء، فدرس بعض الكتاب، فكنت أنظر في كتاب هذا في الكلمة التي تشكل علي، فإذا كان مثل كتابي عرفته، فأما أن أكون كتبت منه شيئا قط، فلا والله الذي لا إله إلا هو. قال أبو زكريا: ثم قدم علينا ابن أخيه، وجاءه بأصول كتبه من خراسان، إلا أنه كان يتوهم الشيء كذا يخطئ فيه، فأما هو، فكان من أهل الصدق.(أعلام/2711)
وعن عباس بن محمد، عن ابن معين قال: حضرنا نعيم بن حماد بمصر، فجعل يقرأ كتابا من تصنيفه، فقرأ ساعة، ثم قال: حدثنا ابن المبارك، عن ابن عون بأحاديث، فقلت: ليس ذا عن ابن المبارك، فغضب، وقال: ترد علي؟ ! قلت: إي والله، أرد عليك، أريد زينك، فأبى أن يرجع، فقلت: لا والله ما سمعت أنت هذا من ابن المبارك قط، ولا هو من ابن عون، فغضب، وغضب من كان عنده من أصحاب الحديث، وقام، فأخرج صحائف، فجعل يقول: أين الذين يزعمون أن يحيى بن معين ليس أمير المؤمنين في الحديث؟ نعم يا أبا زكريا غلطت، وكانت صحائف فغلطت، فجعلت أكتب من حديث ابن المبارك، عن ابن عون، وإنما رواها عن ابن عون غير ابن المبارك.
هذه الحكاية أوردها شيخنا أبو الحجاج منقطعة، فقال: روى الحافظ أبو نصر اليونارتي بإسناده عن عباس.
قال أحمد العجلي: نعيم بن حماد ثقة مروزي.
وقال أبو زرعة الدمشقي: يصل أحاديث يوقفها الناس.
وقال أبو حاتم: محله الصدق.
العباس بن مصعب قال: وضع نعيم بن حماد الفارضي كتبا في الرد على أبي حنيفة، وناقض محمد بن الحسن، ووضع ثلاثة عشر كتابا في الرد على الجهمية، وكان من أعلم الناس بالفرائض.
فقال ابن المبارك: نعيم هذا قد جاء بأمر كبير، يريد أن يبطل نكاحا قد عقد، ويبطل بيوعا قد تقدمت، وقوم توالدوا على هذا، ثم خرج إلى مصر، فأقام بها نحو نيف وأربعين سنة، وكتبوا عنه بها، وحمل إلى العراق فى امتحان " القرآن مخلوق " مع البويطي مقيدين، فمات نعيم بالعسكر سنة تسع وعشرين.
قلت: نعيم من كبار أوعية العلم، لكنه لا تركن النفس إلى رواياته.(أعلام/2712)
قال أبو زرعة الدمشقي قلت لدحيم: حدثنا نعيم بن حماد، عن عيسى بن يونس، عن حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن عوف بن مالك، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم، فيحلون الحرام ويحرمون الحلال " فقال: هذا حديث صفوان بن عمرو حديث معاوية.
قال أبو زرعة: وقلت لابن معين في حديث نعيم هذا، فأنكره. قلت: من أين يؤتى؟ قال: شبه له.
وقال محمد بن علي بن حمزة: سألت يحيى بن معين عن هذا، فقال: ليس له أصل، ونعيم ثقة، قلت: كيف يحدث ثقة بباطل؟ قال: شبه له.
قال الخطيب: وافق نعيما عليه عبد الله بن جعفر الرقي، وسويد بن سعيد، ويروى عن عمرو بن عيسى بن يونس، كلهم عن عيسى.
وقال ابن عدي في حديث سويد: إنما يعرف هذا بنعيم، وتكلم الناس فيه من أجله، ثم رواه رجل خراساني يقال له: الحكم بن المبارك أبو صالح الخواستي، ويقال: إنه لا بأس به، ثم سرقه قوم ضعفاء يعرفون بسرقة الحديث، منهم عبد الوهاب بن الضحاك، والنضر بن طاهر، وثالثهم سويد.
قال الخطيب: وروي عن ابن وهب، ومحمد بن سلام المنبجي جميعا عن ابن يونس، ثم ساقه من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، عن عمه، ومن حديث المنبجي.
ثم قال أبو بكر الخطيب: حدثني الصوري قال: قال لي عبد الغني الحافظ: كل من حدث به عن عيسى غير نعيم، فإنما أخذه من نعيم، وبهذا الحديث سقط نعيم عند كثير من الحفاظ، إلا أن يحيى بن معين لم يكن ينسبه إلى الكذب، فأما حديث ابن وهب، فبليته من ابن أخيه، لأن الله رفعه عن ادعاء مثل هذا، ولأن حمزة بن محمد حدثني عن عليك الرازي أنه رأى هذا الحديث ملحقا بخط طري في قنداق ابن وهب لما أخرجه إليه بحشل ابن أخي ابن وهب، وأما المنبجي، فليس بحجة.(أعلام/2713)
قال ابن عدي: قال لنا جعفر الفريابي: لما أردت الخروج إلى سويد بن سعيد قال لي أبو بكر الأعين: سل سويدا عن هذا الحديث قال: فأملاه علي عن عيسى بن عيسى، ووقفته فأبى. قال ابن عدي: ورواه ابن أخي ابن وهب عن عمه عن عيسى، لكن قال: عن صفوان بن عمرو بدل حريز بن عثمان. ورواه هلال بن العلاء، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا عيسى، حدثنا حريز، وروي من وجه غريب عن عمرو، عن أبيه عيسى بن يونس، وزعم ابن عدي وغيره أن هؤلاء سرقوه من نعيم.
قال عبد الخالق بن منصور: رأيت يحيى بن معين كأنه يهجن نعيم بن حماد في خبر أم الطفيل في الرؤية، ويقول: ما كان ينبغي له أن يحدث بمثل هذا.
وقال أبو زرعة النصري: عرضت على دحيم ما حدثناه نعيم بن حماد، عن الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، عن ابن أبي زكريا، عن رجاء بن حيوة، عن النواس: " إذا تكلم الله بالوحي. . " الحديث. فقال: لا أصل له.
فأما خبر أم الطفيل، فرواه محمد بن إسماعيل الترمذي وغيره، حدثنا نعيم، حدثنا ابن وهب، أخبرنا عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال أن مروان بن عثمان حدثه عن عمارة بن عامر، عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر أنه رأى ربه في صورة كذا. فهذا خبر منكر جدا، أحسن النسائي حيث يقول: ومن مروان بن عثمان حتى يصدق على الله! ؟
وهذا لم ينفرد به نعيم، فقد رواه أحمد بن صالح المصري الحافظ، وأحمد بن عيسى التستري، وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب، عن ابن وهب. قال أبو زرعة النصري: رجاله معروفون.
قلت: بلا ريب قد حدث به ابن وهب وشيخه وابن أبي هلال، وهم معروفون عدول، فأما مروان، وما أدراك ما مروان، فهو حفيد أبي سعيد بن المعلى الأنصاري، وشيخه هو عمارة بن عامر بن عمرو بن حزم الأنصاري.(أعلام/2714)
ولئن جوزنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله، فهو أدرى بما قال، ولرؤياه في المنام تعبير لم يذكره عليه السلام، ولا نحن نحسن أن نعبره، فأما أن نحمله على ظاهره الحسي، فمعاذ الله أن نعتقد الخوض في ذلك بحيث إن بعض الفضلاء قال: تصحف الحديث، وإنما هو: رأى رئيه بياء مشددة. وقد قال علي - رضي الله عنه: حدثوا الناس بما يعرفون، ودعوا ما ينكرون. وقد صح أن أبا هريرة كتم حديثا كثيرا مما لا يحتاجه المسلم في دينه، وكان يقول: لو بثثته فيكم لقطع هذا البلعوم وليس هذا من باب كتمان العلم في شيء ; فإن العلم الواجب يجب بثه ونشره، ويجب على الأمة حفظه، والعلم الذي في فضائل الأعمال مما يصح إسناده يتعين نقله ويتأكد نشره، وينبغي للأمة نقله، والعلم المباح لا يجب بثه ولا ينبغي أن يدخل فيه إلا خواص العلماء.
والعلم الذي يحرم تعلمه ونشره علم الأوائل وإلهيات الفلاسفة وبعض رياضتهم بل أكثره وعلم السحر، والسيمياء، والكيمياء، والشعبذة، والحيل، ونشر الأحاديث الموضوعة، وكثير من القصص الباطلة أو المنكرة، وسيرة البطال المختلفة، وأمثال ذلك، ورسائل إخوان الصفا، وشعر يعرض فيه إلى الجناب النبوي، فالعلوم الباطلة كثيرة جدا فلتحذر، ومن ابتلي بالنظر فيها للفرجة والمعرفة من الأذكياء، فليقلل من ذلك، وليطالعه وحده، وليستغفر الله تعالى، وليلتجئ إلى التوحيد، والدعاء بالعافية في الدين، وكذلك أحاديث كثيرة مكذوبة وردت في الصفات لا يحل بثها إلا للتحذير من اعتقادها، وإن أمكن إعدامها فحسن. اللهم فاحفظ علينا إيماننا، ولا قوة إلا بالله.(أعلام/2715)
حديث آخر أنكر على نعيم بن حماد فقال: حدثنا ابن المبارك عن معمر، عن الزهري، عن محمد بن جبير، سمع عمرو بن العاص يقول: " لا تنقضي الدنيا حتى يملكها رجل من قحطان ". فقال معاوية: ما هذا؟ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " لا يزال هذا الأمر في قريش لا يناوئهم فيه أحد إلا أكبه الله على وجهه " ورواه شعبة عن الزهري، فقال: كان محمد بن جبير يحدث عن معاوية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأمراء، فقال صالح جزرة والزهري: إذا قال: كان فلان يحدث، فليس هو بسماع، ثم قال: وقد رواه نعيم عن ابن المبارك عن معمر عن الزهري قال: وليس لهذا الحديث أصل، ولا يعرف من حديث ابن المبارك. قال: ولا أدري من أين جاء به نعيم، وكان يحدث من حفظه وعنده مناكير كثيرة لا يتابع عليها، سمعت ابن معين سئل عنه فقال: ليس في الحديث بشيء، ولكنه صاحب سنة.
قلت: خبر الأمراء غريب منكر والأمراء اليوم ليس في قريش، والنبي - صلى الله عليه وسلم - لا يقول إلا حقا، فإن كان المراد بالحديث الأمر لا الخبر فلعل، والحديث فله أصل من حديث الزهري ولعل نعيما حفظه عن ابن المبارك
وحدث نعيم بن حماد عن ابن المبارك أيضا، عن معمر، عن الزهري، عن أنس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا جاء شهر رمضان قال: " قد جاءكم شهر مطهر " الحديث.
قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر في ترجمة نعيم وجودها كعادته: هذا رواه أصحاب الزهري عن الزهري عن ابن أبي أنس عن أبيه عن أبي هريرة.
قلت: فهذا غلط نعيم في إسناده.(أعلام/2716)
وتفرد نعيم بذاك الخبر المنكر: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعا: " إنكم في زمان من ترك فيه عشر ما أمر به فقد هلك، وسيأتي على أمتي زمان، من عمل بعشر ما أمر به فقد نجا " فهذا ما أدري من أين أتى به نعيم، وقد قال نعيم: هذا حديث ينكرونه، وإنما كنت مع سفيان، فمر شيء فأنكره، ثم حدثني بهذا الحديث.
قلت: هو صادق في سماع لفظ الخبر من سفيان، والظاهر والله أعلم أن سفيان قاله من عنده بلا إسناد، وإنما الإسناد قاله لحديث كان يريد أن يرويه، فلما رأى المنكر، تعجب وقال ما قال عقيب ذلك الإسناد، فاعتقد نعيم أن ذاك الإسناد لهذا القول. والله أعلم.
وقال نعيم بن حماد: حدثنا ابن المبارك، وعبدة بن سليمان، عن عبيد الله، عن نافع، عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يكبر في العيدين سبعا في الركعة الأولى، وخمس تكبيرات في الثانية، كلهن قبل القراءة وهذا صوابه موقوف ولم يرفعه أحد سوى نعيم، فوهم.
حديثه عن معتمر، عن أبيه، عن أنس، عن أبي بكر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " في خمس من الإبل شاة " فذكر صدقة الإبل، وصوابه من قول الصديق واختلف في رفعه أيضا على نعيم.
وحديثه عن رشدين بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعا: " لو كان ينبغي لأحد أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " وهذا لم يأت به عن رشدين سوى نعيم.
وحديثه عن بقية بن الوليد، عن ثور، عن خالد بن معدان، عن واثلة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: " المتعبد بلا فقه كالحمار في الطاحونة ".
وبه: قال - صلى الله عليه وسلم -: " تغطية الرأس بالنهار رفعة، وبالليل ريبة ".
قال ابن عدي: لا أعلم أتى به عن بقية غير نعيم.(أعلام/2717)
وحديثه عن الدراوردي، عن سهل، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعا: لا تقل: " أهريق الماء، ولكن قل: أبول " رواه عنه أبو الأحوص العكبري، ثم قال أبو الأحوص: وضع نعيم هذا الحديث، فقلت له: لا ترفعه فإنما هو من قول أبي هريرة، فأوقفه. قال ابن عدي: وهذا رفعه منكر.
قلت: فقد رجع المسكين إلى وقفه.
حديثه عن الفضل بن موسى، عن أبي بكر الهذلي، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، قال: خير النبي - صلى الله عليه وسلم - أزواجه، فاخترنه، ولم يكن ذلك طلاقا قال ابن عدي: وهذا غير محفوظ.
حديثه عن بقية، عن عبد الله مولى عثمان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس أنه ذكر عندهم قوم يقاتلون في العصبية. الحديث.
ولنعيم غير ما ذكرت.
وقال ابن حماد - يعني الدولابي -: نعيم ضعيف. قاله أحمد بن شعيب، ثم قال ابن حماد: وقال غيره: كان يضع الحديث في تقوية السنة، وحكايات عن العلماء في ثلب أبي فلان كذب.
ثم قال ابن عدي: ابن حماد متهم فيما يقول لصلابته في أهل الرأي. وقال لي ابن حماد: وضع نعيم حديثا عن عيسى بن يونس، عن حريز بن عثمان - يعني في الرأي.
وقال أبو عبيد الآجري عن أبي داود: عن نعيم بن حماد نحو عشرين حديثا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس لها أصل.
وقال النسائي: ليس بثقة. وقال مرة: ضعيف.
قال الحافظ أبو علي النيسابوري: سمعت أبا عبد الله النسائي يذكر فضل نعيم بن حماد، وتقدمه في العلم والمعرفة والسنن، ثم قيل له في قبول حديثه، فقال: قد كثر تفرده عن الأئمة المعروفين بأحاديث كثيرة، فصار في حد من لا يحتج به.
وذكره ابن حبان في " الثقات "، وقال: ربما أخطأ ووهم.
قلت: لا يجوز لأحد أن يحتج به، وقد صنف كتاب " الفتن " فأتى فيه بعجائب ومناكير.(أعلام/2718)
وقد قال ابن عدي عقيب ما ساق له من المناكير: وقد كان أحد من يتصلب في السنة، ومات في محنة القرآن في الحبس، وعامة ما أنكر عليه هو ما ذكرته، وأرجو أن يكون باقي حديثه مستقيما.
قال أحمد بن محمد بن سهل الخالدي: سمعت أبا بكر الطرسوسي يقول: أخذ نعيم بن حماد في أيام المحنة سنة ثلاث أو أربع وعشرين ومائتين، وألقوه في السجن، ومات في سنة تسع وعشرين ومائتين وأوصى أن يدفن في قيوده، وقال: إني مخاصم.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المعدل سنة ثلاث وتسعين وستمائة، أخبرنا الإمام أبو محمد بن قدامة، أخبرنا محمد بن عبد الباقي، أخبرنا أبو الفضل أحمد بن خيرون، وأبو الحسن بن أيوب البزاز، قالا: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد، أخبرنا أبو سهل بن زياد القطان، أخبرنا محمد بن إسماعيل الترمذي، سمعت نعيم بن حماد يقول: من شبه الله بخلقه، فقد كفر، ومن أنكر ما وصف به نفسه، فقد كفر، وليس في ما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه.
قلت: هذا الكلام حق، نعوذ بالله من التشبيه ومن إنكار أحاديث الصفات، فما ينكر الثابت منها من فقه، وإنما بعد الإيمان بها هنا مقامان مذمومان:
تأويلها وصرفها عن موضوع الخطاب، فما أولها السلف ولا حرفوا ألفاظها عن مواضعها، بل آمنوا بها، وأمروها كما جاءت.
المقام الثاني: المبالغة في إثباتها، وتصورها من جنس صفات البشر وتشكلها في الذهن، فهذا جهل وضلال، وإنما الصفة تابعة للموصوف، فإذا كان الموصوف - عز وجل - لم نره، ولا أخبرنا أحد أنه عاينه مع قوله لنا في تنزيله: ليس كمثله شيء فكيف بقي لأذهاننا مجال في إثبات كيفية البارئ، تعالى الله عن ذلك، فكذلك صفاته المقدسة، نقر بها ونعتقد أنها حق، ولا نمثلها أصلا ولا نتشكلها.(أعلام/2719)
قال محمد بن مخلد العطار: حدثنا الرمادي، سألت نعيم بن حماد عن قوله تعالى وهو معكم قال: معناه أنه لا يخفى عليه خافية بعلمه، ألا ترى قوله: ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم الآية.
قال محمد بن سعد: طلب نعيم الحديث كثيرا بالعراق والحجاز، ثم نزل مصر، فلم يزل بها حتى أشخص منها في خلافة أبي إسحاق - يعني المعتصم - فسئل عن القرآن، فأبى أن يجيب فيه بشيء مما أرادوه عليه، فحبس بسامراء، فلم يزل محبوسا بها حتى مات في السجن سنة ثمان وعشرين ومائتين.
وكذاك أرخ مطين، وأبو سعيد بن يونس، وابن حبان. وقال العباس بن مصعب: سنة تسع.
قال ابن يونس: حمل فامتنع أن يجيبهم، فسجن، فمات ببغداد غداة يوم الأحد لثلاث عشرة خلت من جمادى الأولى، وكان يفهم الحديث، وروى مناكير عن الثقات.
وقال أبو القاسم البغوي، وإبراهيم بن عرفة نفطويه، وابن عدي: مات سنة تسع وعشرين زاد نفطويه: وكان مقيدا محبوسا لامتناعه من القول بخلق القرآن، فجر بأقياده، فألقي في حفرة، ولم يكفن، ولم يصل عليه. فعل به ذلك صاحب ابن أبي دواد.
أنبأنا المسلم بن محمد القيسي، أخبرنا أبو اليمن الكندي، وأخبرنا عمر بن عبد المنعم، عن الكندي، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أخبرنا الحسن بن علي إملاء، أخبرنا الحسين بن محمد بن عبيد، حدثنا حمزة بن محمد الكاتب، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا ابن المبارك عن معمر، عن الزهري، عن أنس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا جاء شهر رمضان قال للناس: " قد جاءكم مطهر شهر رمضان فيه تفتح أبواب الجنة، وتغل فيه الشياطين، يعد فيه المؤمن القوة للصوم والصلاة، وهو نقمة للفاجر، يغتنم فيه غفلات الناس، من حرم خيره، فقد حرم ".(أعلام/2720)
نعيم بن عبد الله (ع)
المجمر المدني الفقيه، مولى آل عمر بن الخطاب، كان يبخر مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم. جالس أبا هريرة مدة، وسمع أيضا من ابن عمر، وجابر، وجماعة، وكان من بقايا العلماء. وثقه أبو حاتم وغيره.
حدث عنه العلاء بن عبد الرحمن، وسعيد بن أبي هلال، ومالك بن أنس، وفليح بن سليمان، وهشام بن سعد، ومسلم بن خالد، وآخرون.
روى سعيد بن أبي مريم، عن مالك سمع نعيما المجمر يقول: جالست أبا هريرة عشرين سنة. قلت: عاش إلى قريب سنة عشرين ومائة.(أعلام/2721)
نفيسة
السيدة المكرمة الصالحة ابنة أمير المؤمنين الحسن بن زيد بن السيد سبط النبي -صلى الله عليه وسلم- الحسن بن علي -رضي الله عنهما-، العلوية الحسنية، صاحبة المشهد الكبير المعمول بين مصر والقاهرة.
ولي أبوها المدينة للمنصور، ثم عزله، وسجنه مدة، فلما ولي المهدي أطلقه، وأكرمه، ورد عليه أمواله، وحج معه، فتوفي بالحاجر.
وتحولت هي من المدينة إلى مصر مع زوجها الشريف إسحاق بن جعفر بن محمد الصادق فيما قيل، ثم توفيت بمصر في شهر رمضان سنة ثمان ومائتين.
ولم يبلغنا كبير شيء من أخبارها.
ولجهلة المصريين فيها اعتقاد يتجاوز الوصف، ولا يجوز مما فيه من الشرك، ويسجدون لها، ويلتمسون منها المغفرة، وكان ذلك من دسائس دعاة العبيدية.
وكان أخوها القاسم رجلا صالحا زاهدا خيرا، سكن نيسابور، وله بها عقب، منهم السيد العلوي الذي يروي عنه الحافظ البيهقي.
وقيل: كانت من الصالحات العوابد، والدعاء مستجاب عند قبرها، بل وعند قبور الأنبياء والصالحين وفي المساجد، وعرفة ومزدلفة، وفي السفر المباح، وفي الصلاة، وفي السحر، ومن الأبوين، ومن الغائب لأخيه، ومن المضطر، وعند قبور المعذبين وفي كل وقت وحين، لقوله تعالى: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم.
ولا ينهى الداعي عن الدعاء في وقت إلا وقت الحاجة، وفي الجماع، وشبه ذلك. ويتأكد الدعاء في جوف الليل، ودبر المكتوبات، وبعد الأذان.(أعلام/2722)
نور الدين
صاحب الشام، الملك العادل، نور الدين، ناصر أمير المؤمنين، تقي الملوك، ليث الإسلام أبو القاسم، محمود بن الأتابك قسيم الدولة أبي سعيد زنكي بن الأمير الكبير آقسنقر، التركي السلطاني الملكشاهي.
مولده في شوال سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
ولي جده نيابة حلب للسلطان ملكشاه بن ألب آرسلان السلجوقي.
ونشأ قسيم الدولة بالعراق، وندبه السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه بإشارة المسترشد لإمرة الموصل وديار بكر والبلاد الشامية، وظهرت شهامته وهيبته وشجاعته، ونازل دمشق، واتسعت ممالكه، فقتل على حصار جعبر سنة إحدى وأربعين فتملك ابنه نور الدين هذا حلب، وابنه الآخر الموصل.
وكان نور الدين حامل رايتي العدل والجهاد، قل أن ترى العيون مثله، حاصر دمشق، ثم تملكها، وبقي بها عشرين سنة.
افتتح أولا حصونا كثيرة، وفامية، والراوندان، وقلعة إلبيرة، وعزاز، وتل باشر، ومرعش، وعين تاب، وهزم البرنس صاحب أنطاكية، وقتله في ثلاثة آلاف من الفرنج، وأظهر السنة بحلب وقمع الرافضة.
وبنى المدارس بحلب وحمص ودمشق وبعلبك والجوامع والمساجد، وسلمت إليه دمشق للغلاء والخوف، فحصنها، ووسع أسواقها، وأنشأ المارستان ودار الحديث والمدارس ومساجد عدة، وأبطل المكوس من دار بطيخ وسوق الغنم، والكيالة وضمان النهر والخمر، ثم أخذ من العدو بانياس والمنيطرة وكسر الفرنج مرات، ودوخهم، وأذلهم.
وكان بطلا شجاعا، وافر الهيبة، حسن الرمي، مليح الشكل، ذا تعبد وخوف وورع، وكان يتعرض للشهادة، سمعه كاتبه أبو اليسر يسأل الله أن يحشره من بطون السباع وحواصل الطير.(أعلام/2723)
وبنى دار العدل، وأنصف الرعية، ووقف على الضعفاء والأيتام والمجاورين، وأمر بتكميل سور المدينة النبوية، واستخراج العين بأحد دفنها السيل، وفتح درب الحجاز، وعمر الخوانق والربط والجسور والخانات بدمشق وغيرها. وكذا فعل إذ ملك حران وسنجار والرها والرقة ومنبج وشيزر وحمص وحماة وصرخد وبعلبك وتدمر. ووقف كتبا كثيرة مثمنة، وكسر الفرنج والأرمن على حارم، وكانوا ثلاثين ألفا، فقل من نجا، وعلى بانياس.
وكانت الفرنج قد استضرت على دمشق، وجعلوا عليها قطيعة، وأتاه أمير الجيوش شاور مستجيرا به، فأكرمه، وبعث معه جيشا ليرد إلى منصبه، فانتصر، لكنه تخابث وتلاءم، ثم استنجد بالفرنج، ثم جهز نور الدين -رحمه الله- جيشا لجبا مع نائبه أسد الدين شيركوه، فافتتح مصر، وقهر دولتها الرافضية، وهربت منه الفرنج، وقتل شاور، وصفت الديار المصرية لشيركوه نائب نور الدين، ثم لصلاح الدين، فأباد العبيديين، واستأصلهم، وأقام الدعوة العباسية.
وكان نور الدين مليح الخط، كثير المطالعة، يصلي في جماعة، ويصوم، ويتلو ويسبح، ويتحرى في القوت، ويتجنب الكبر، ويتشبه بالعلماء والأخيار، ذكر هذا ونحوه الحافظ ابن عساكر، ثم قال: روى الحديث، وأسمعه بالإجازة، وكان من رآه شاهد من جلال السلطنة وهيبة الملك ما يبهره، فإذا فاوضه، رأى من لطافته وتواضعه ما يحيره.
حكى من صحبه حضرا وسفرا أنه ما سمع منه كلمة فحش في رضاه ولا في ضجره، وكان يواخي الصالحين، ويزورهم، وإذا احتلم مماليكه أعتقهم، وزوجهم بجواريه، ومتى تشكوا من ولاته عزلهم، وغالب ما تملكه من البلدان تسلمه بالأمان، وكان كلما أخذ مدينة، أسقط عن رعيته قسطا.(أعلام/2724)
وقال أبو الفرج بن الجوزي جاهد، وانتزع من الكفار نيفا وخمسين مدينة وحصنا، وبنى بالموصل جامعا غرم عليه سبعين ألف دينار، وترك المكوس قبل موته، وبعث جنودا فتحوا مصر، وكان يميل إلى التواضع وحب العلماء والصلحاء، وكاتبني مرارا، وعزم على فتح بيت المقدس، فتوفي في شوال سنة تسع وستين وخمسمائة.
وقال الموفق عبد اللطيف: كان نور الدين لم ينشف له لبد من الجهاد، وكان يأكل من عمل يده، ينسخ تارة، ويعمل أغلافا تارة، ويلبس الصوف، ويلازم السجادة والمصحف، وكان حنيفيا يراعي مذهب الشافعي ومالك، وكان ابنه الصالح إسماعيل أحسن أهل زمانه.
وقال ابن خلكان ضربت السكة والخطبة لنور الدين بمصر، وكان زاهدا عابدا، متمسكا بالشرع، مجاهدا، كثير البر والأوقاف، له من المناقب ما يستغرق الوصف، توفي في حادي عشر شوال بقلعة دمشق بالخوانيق، وأشاروا عليه بالفصد، فامتنع، وكان مهيبا فما روجع، وكان أسمر طويلا، حسن الصورة، ليس بوجهه شعر سوى حنكه، وعهد بالملك إلى ابنه وهو ابن إحدى عشرة سنة.
وقال ابن الأثير كان أسمر، له لحية في حنكه، وكان واسع الجبهة، حسن الصورة، حلو العينين، طالعت السير فلم أر فيها بعد الخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز أحسن من سيرته، ولا أكثر تحريا منه للعدل، وكان لا يأكل ولا يلبس ولا يتصرف إلا من ملك له قد اشتراه من سهمه من الغنيمة، لقد طلبت زوجته منه، فأعطاها ثلاثة دكاكين، فاستقلتها، فقال: ليس لي إلا هذا، وجميع ما بيدي أنا فيه خازن للمسلمين، وكان يتهجد كثيرا، وكان عارفا بمذهب أبي حنيفة، لم يترك في بلاده على سعتها مكسا، وسمعت أن حاصل أوقافه في البر في كل شهر تسعة آلاف دينار صورية.(أعلام/2725)
قال له القطب النيسابوري بالله لا تخاطر بنفسك، فإن أصبت في معركة لا يبقى للمسلمين أحد إلا أخذه السيف، فقال: ومن محمود حتى يقال هذا؟! حفظ الله البلاد قبلي لا إله إلا هو.
قلت: كان دينا تقيا، لا يرى بذل الأموال إلا في نفع، وما للشعراء عنده نفاق، وفيه يقول أسامة:
سلطاننا زاهد والناس قد زهدوا
له فكل على الخيرات منكمش
أيامه مثل شهر الصوم طاهرة
من المعاصي وفيها الجوع والعطش
قال مجد الدين ابن الأثير في نقل سبط الجوزي عنه: لم يلبس نور الدين حريرا ولا ذهبا، ومنع من بيع الخمر في بلاده -قلت: قد لبس خلعة الخليفة والطوق الذهب- قال: وكان كثير الصوم، وله أوراد في الليل والنهار، ويكثر اللعب بالكرة، فأنكر عليه فقير، فكتب إليه: والله ما أقصد اللعب، وإنما نحن في ثغر، فربما وقع الصوت، فتكون الخيل قد أدمنت على الانعطاف والكر والفر. وأهديت له عمامة من مصر مذهبة، فأعطاها لابن حمويه شيخ الصوفية، فبيعت بألف دينار.
قال وجاءه رجل طلبه إلى الشرع، فجاء معه إلى مجلس كمال الدين الشهرزوري، وتقدمه الحاجب يقول للقاضي: قد قال لك: اسلك معه ما تسلك مع آحاد الناس. فلما حضر سوى بينه وبين خصمه، وتحاكما، فلم يثبت للرجل عليه حق، وكان ملكا، ثم قال السلطان: فاشهدوا أني قد وهبته له.
وكان يعقد في دار العدل في الجمعة أربعة أيام، ويأمر بإزالة الحاجب والبوابين، وإذا حضرت الحرب شد قوسين وتركاشين وكان لا يكل الجند إلى الأمراء، بل يباشر عددهم وخيولهم، وأسر إفرنجيا، فافتك نفسه منه بثلاثمائة ألف دينار، فعند وصوله إلى مأمنه مات، فبنى بالمال المارستان والمدرسة.(أعلام/2726)
قال العماد في " البرق الشامي ": أكثر نور الدين عام موته من البر والأوقاف وعمارة المساجد، وأسقط ما فيه حرام، فما أبقى سوى الجزية والخراج والعشر، وكتب بذلك إلى جميع البلاد، فكتبت له أكثر من ألف منشور.
قال: وكان له برسم نفقة خاصة في الشهر من الجزية ما يبلغ ألفي قرطاس يصرفها في كسوته ومأكوله وأجرة طباخه وخياطه كل ستين قرطاسا بدينار.
قال سبط الجوزي كان له عجائز، فكان يخيط الكوافي، ويعمل السكاكر فيبعنها له سرا، ويفطر على ثمنها. .
قال ابن واصل: كان من أقوى الناس قلبا وبدنا، لم ير على ظهر فرس أحد أشد منه، كأنما خلق عليه لا يتحرك، وكان من أحسن الناس لعبا بالكرة، يجري الفرس ويخطفها من الهواء، ويرميها بيده إلى آخر الميدان، ويمسك الجوكان بكمه تهاونا بأمره، وكان يقول: طالما تعرضت للشهادة، فلم أدركها.
قلت: قد أدركها على فراشه، وعلى ألسنة الناس: نور الدين الشهيد، والذي أسقط من المكوس في بلاده ذكرته في " تاريخنا الكبير " مفصلا، ومبلغه في العام خمسمائة ألف دينار، وستة وثمانون ألف دينار، وأربعة وسبعون دينارا من نقد الشام، منها على الرحبة ستة عشر ألف دينار، وعلى دمشق خمسون ألف وسبعمائة ونيف، وعلى الموصل ثمانية وثلاثون ألف دينار، وعلى جعبر سبعة آلاف دينار ونيف، وفي الكتاب: فأيقنوا أن ذلك إنعام مستمر على الدهور، باق إلى يوم النشور، ف كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه وكتب في رجب سنة سبع وستين وخمسمائة.(أعلام/2727)
قال سبط الجوزي حكى لي نجم الدين بن سلام عن والده أن الفرنج لما نزلت على دمياط، ما زال نور الدين عشرين يوما يصوم، ولا يفطر إلا على الماء، فضعف وكاد يتلف، وكان مهيبا، ما يجسر أحد يخاطبه في ذلك، فقال إمامه يحيى: إنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في النوم يقول: يا يحيى، بشر نور الدين برحيل الفرنج عن دمياط. فقلت: يا رسول الله، ربما لا يصدقني. فقال: قل له: بعلامة يوم حارم. وانتبه يحيى، فلما صلى نور الدين الصبح، وشرع يدعو، هابه يحيى، فقال له: يا يحيى، تحدثني أو أحدثك؟ فارتعد يحيى، وخرس، فقال: أنا أحدثك، رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه الليلة، وقال لك كذا وكذا. قال: نعم، فبالله يا مولانا، ما معنى قوله: بعلامة يوم حارم؟ فقال: لما التقينا العدو، خفت على الإسلام، فانفردت، ونزلت، ومرغت وجهي على التراب، وقلت: يا سيدي، من محمود في البين، الدين دينك، والجند جندك، وهذا اليوم افعل ما يليق بكرمك. قال: فنصرنا الله عليهم.
وحكى لي تاج الدين قال: ما تبسم نور الدين إلا نادرا، حكى لي جماعة من المحدثين أنهم قرءوا عليه حديث التبسم، فقالوا له: تبسم، قال: لا أتبسم من غير عجب.
قلت: الخبر ليس بصحيح، ولكن التبسم مستحب، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: تبسمك في وجه أخيك صدقة وقال جرير بن عبد الله: ما حجبني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم.
وقبر نور الدين بتربته عند باب الخواصين يزار.
وتملك بعده ابنه الملك الصالح أشهرا، وسلم دمشق إلى السلطان صلاح الدين، وتحول إلى حلب، فدام صاحبها تسع سنين، ومات بالقولنج وله عشرون سنة، وكان شابا دينا -رحمه الله.(أعلام/2728)
هشام الدستوائي
هو الحافظ، الحجة، الإمام، الصادق أبو بكر، هشام بن أبي عبد الله سنبر البصري الربعي، مولاهم. صاحب الثياب الدستوائية، كان يتجر في القماش الذي يجلب من دستوا. ولذا قيل له: صاحب الدستوائي ودستوا بليدة من أعمال الأهواز.
حدث عن: يحيى بن أبي كثير، وقتادة، والقاسم بن أبي بزة، وحماد الفقيه، وشعيب بن الحبحاب، والقاسم بن عوف، ومطر الوراق، وعاصم بن بهدلة، وعامر الأحول، وعبد الله بن أبي نجيح، ويونس الإسكاف، وأبي
الزبير، وأبي عصام البصري، وعلي بن الحكم، وأيوب، وبديل بن ميسرة، وينزل إلى أن يروي عن معمر بن راشد.
حدث عنه: ابناه معاذ وعبد الله، وشعبة، وابن المبارك، ويزيد بن زريع، وعبد الوارث، وابن علية، ويحيى القطان، ووكيع، وغندر، ومحمد بن أبي عدي، وبشر بن المفضل، وإسحاق الأزرق، وخالد بن الحارث، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون، وأبو داود، وأبو عامر العقدي، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ومكي بن إبراهيم، وأبو عمر الحوضي، وشاذ بن فياض، وعفان، وأبو نعيم، ومعاذ بن فضالة، وأبو سلمة التبوذكي، ومسلم بن إبراهيم، وأبو الوليد، وخلق كثير.
قال يزيد بن زريع: سمعت أيوب يأمرنا بهشام بن أبي عبد الله، ويحث على الأخذ عنه.
أمية بن خالد: سمعت شعبة يقول: ما من الناس أحد أقول: إنه طلب الحديث يريد به الله إلا هشام صاحب الدستوائي، وكان يقول: ليتنا ننجو من هذا الحديث كفافا لا لنا ولا علينا. ثم قال شعبة: إذا كان هشام يقول هذا، فكيف نحن؟ !
محمد بن عمار بن الحارث الرازي: عن علي بن الجعد، سمع شعبة يقول: كان هشام الدستوائي أحفظ مني عن قتادة.
وقال ابن معين: قال شعبة: هشام أعلم بحديث قتادة مني، وأكثر مجالسة له مني. معلى بن منصور: سألت ابن علية عن حفاظ البصرة، فذكر هشاما الدستوائي.(أعلام/2729)
أبو هشام الرفاعي: عن وكيع، قال: حدثنا هشام الدستوائي وكان ثبتا.
وقال ابن معين: كان يحيى القطان إذا سمع الحديث من هشام الدستوائي، لا يبالي أن لا يسمعه من غيره.
أبو حاتم: عن أبي غسان التستري: سمعت أبا داود الطيالسي يقول: كان هشام الدستوائي أمير المؤمنين.
وقال أبو حاتم: ما رأيت أبا نعيم يحث على أحد إلا على هشام الدستوائي.
قال أبو حاتم: وسألت أحمد بن حنبل عن الأوزاعي والدستوائي: أيهما أثبت في يحيى بن أبي كثير؟ فقال: الدستوائي لا تسأل عنه أحدا، ما أرى الناس يروون عن أحد أثبت منه، مثله عسى، أما أثبت منه فلا. صالح بن أحمد: قال أبي: أكثر من في يحيى بن أبي كثير بالبصرة هشام الدستوائي. وقال علي بن المديني: هو ثبت. وقال أبو حاتم: سألت عليا: من أثبت أصحاب يحيى بن أبي كثير؟ قال: هشام الدستوائي، ثم حسين المعلم، والأوزاعي، وحجاج الصواف وأراه ذكر علي بن المبارك. فإذا سمعت عن هشام، عن يحيى، فلا ترد بدلا.
قال العجلي: هشام بصري ثقة، ثبت في الحديث، كان أروى الناس عن ثلاثة: قتادة، وحماد بن أبي سليم، ويحيى بن أبي كثير، كان يقول بالقدر، ولم يكن يدعو إليه.
وقال ابن سعد: هشام الدستوائي مولى بني سدوس، كان ثقة، ثبتا في الحديث، حجة، إلا أنه يرى القدر.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة: من أحب إليكما من أصحاب يحيى بن أبي كثير؟ قالا: هشام. قلت لهما: والأوزاعي؟ قالا: بعده. وزادني أبو زرعة: لأن الأوزاعي ذهبت كتبه، وأثبت أصحاب قتادة هشام وسعيد.
وروى محمد بن سعد، عن عبيد الله العيشي قال: كان هشام الدستوائي إذا فقد السراج من بيته، يتململ على فراشه، فكانت امرأته تأتيه بالسراج. فقالت له في ذلك، فقال: إني إذا فقدت السراج، ذكرت ظلمة القبر.(أعلام/2730)
وقال شاذ بن فياض: بكى هشام الدستوائي حتى فسدت عينه، فكانت مفتوحة، وهو لا يكاد يبصر بها. وعن هشام قال: عجبت للعالم كيف يضحك. وكان يقول: ليتنا ننجو لا علينا ولا لنا.
قال عون بن عمارة: سمعت هشاما الدستوائي يقول: والله ما أستطيع أن أقول: إني ذهبت يوما قط أطلب الحديث أريد به وجه الله - عز وجل.
قلت: والله ولا أنا. فقد كان السلف يطلبون العلم لله فنبلوا، وصاروا أئمة يقتدى بهم، وطلبه قوم منهم أولا لا لله، وحصلوه، ثم استفاقوا، وحاسبوا أنفسهم، فجرهم العلم إلى الإخلاص في أثناء الطريق، كما قال مجاهد وغيره: طلبنا هذا العلم وما لنا فيه كبير نية، ثم رزق الله النية بعد، وبعضهم يقول: طلبنا هذا العلم لغير الله، فأبى أن يكون إلا لله. فهذا أيضا حسن. ثم نشروه بنية صالحة.
وقوم طلبوه بنية فاسدة لأجل الدنيا، وليثنى عليهم، فلهم ما نووا: قال - عليه السلام -: " من غزا ينوي عقالا فله ما نوى " وترى هذا الضرب لم يستضيئوا بنور العلم، ولا لهم وقع في النفوس، ولا لعلمهم كبير نتيجة من العمل، وإنما العالم من يخشى الله تعالى. وقوم نالوا العلم، وولوا به المناصب، فظلموا، وتركوا التقيد بالعلم، وركبوا الكبائر والفواحش، فتبا لهم، فما هؤلاء بعلماء!(أعلام/2731)
وبعضهم لم يتق الله في علمه، بل ركب الحيل، وأفتى بالرخص، وروى الشاذ من الأخبار. وبعضهم اجترأ على الله، ووضع الأحاديث، فهتكه الله، وذهب علمه، وصار زاده إلى النار. وهؤلاء الأقسام كلهم رووا من العلم شيئا كبيرا، وتضلعوا منه في الجملة، فخلف من بعدهم خلف بان نقصهم في العلم والعمل، وتلاهم قوم انتموا إلى العلم في الظاهر، ولم يتقنوا منه سوى نزر يسير، أوهموا به أنهم علماء فضلاء، ولم يدر في أذهانهم قط أنهم يتقربون به إلى الله ; لأنهم ما رأوا شيخا يقتدى به في العلم، فصاروا همجا رعاعا، غاية المدرس منهم أن يحصل كتبا مثمنة يخزنها وينظر فيها يوما ما، فيصحف ما يورده ولا يقرره. فنسأل الله النجاة والعفو، كما قال بعضهم: ما أنا عالم ولا رأيت عالما.
وقد كان هشام بن أبي عبد الله من الأئمة، لولا ما شاب علمه بالقدر.
قال الحافظ محمد بن البرقي قلت ليحيى بن معين: أرأيت من يرمى بالقدر يكتب حديثه؟ قال: نعم، قد كان قتادة، وهشام الدستوائي، وسعيد بن أبي عروبة، وعبد الوارث - وذكر جماعة - يقولون بالقدر، وهم ثقات، يكتب حديثهم ما لم يدعوا إلى شيء.
قلت: هذه مسألة كبيرة، وهي: القدري والمعتزلي والجهمي والرافضي، إذا علم صدقه في الحديث وتقواه، ولم يكن داعيا إلى بدعته، فالذي عليه أكثر العلماء قبول روايته، والعمل بحديثه، وترددوا في الداعية، هل يؤخذ عنه؟ فذهب كثير من الحفاظ إلى تجنب حديثه، وهجرانه، وقال بعضهم: إذا علمنا صدقه، وكان داعية، ووجدنا عنده سنة تفرد بها، فكيف يسوغ لنا ترك تلك السنة؟ فجميع تصرفات أئمة الحديث تؤذن بأن المبتدع إذا لم تبح بدعته خروجه من دائرة الإسلام، ولم تبح دمه، فإن قبول ما رواه سائغ.(أعلام/2732)
وهذه المسألة لم تتبرهن لي كما ينبغي، والذي اتضح لي منها أن من دخل في بدعة، ولم يعد من رءوسها، ولا أمعن فيها، يقبل حديثه كما مثل الحافظ أبو زكريا بأولئك المذكورين، وحديثهم في كتب الإسلام لصدقهم وحفظهم.
قال معاذ بن هشام: مكث أبي - يعني عاش - ثماني وسبعين سنة.
قلت: فهذا يدل على أنه أسن من أبي حنيفة وشعبة، وأنه ولد في حياة جابر بن عبد الله وطائفة من الصحابة.
قال أبو الحسن الميموني: حدثنا أحمد بن حنبل، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: مات هشام بن أبي عبد الله سنة اثنتين وخمسين ومائة كان بينه وبين قتادة سبع سنين - يعني في المولد -. وقال زيد بن الحباب: دخلت عليه سنة ثلاث وخمسين ومائة ومات بعد ذلك بأيام. وقال أبو الوليد وعمرو الفلاس: مات سنة أربع وخمسين.
قلت: حديثه في الدواوين كلها إلا " الموطأ ".
أخبرنا الأئمة: يحيى بن أبي منصور، وعبد الرحمن بن محمد، والمسلم بن محمد، وعلي بن أحمد، وأحمد بن عبد السلام إجازة، أنبأنا عمر بن محمد، أنبأنا هبة الله بن الحصين، أنبأنا محمد بن غيلان، أنبأنا محمد بن عبد الله، حدثنا محمد بن شداد المسمعي، حدثنا أبو عامر العقدي، حدثنا هشام، عن قتادة، عن أنس قال: لأحدثنكم حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمعته يقول: " إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويكثر الجهل، ويظهر الزنا، ويشرب الخمر، وتقل الرجال، وتكثر النساء، حتى تكون في الخمسين امرأة القيم الواحد ".
أخرجه البخاري. عن مسلم بن إبراهيم، وحفص بن عمر، عن هشام الدستوائي نحوه.(أعلام/2733)
هشام بن حسان (ع)
الإمام العالم، الحافظ محدث البصرة، أبو عبد الله الأزدي، القردوسي، البصري. ويقال: هو من العتيك، ونزل في القراديس، وقيل: هو من مواليهم، وهو أشبه. فلم يسم له جد مع شهرة هشام ونبله. وما علمت له شيئا عن الصحابة. والظاهر أنه رأى أنس بن مالك، فإنه أدركه وهو قد اشتد.
حدث عن الحسن، وابن سيرين، وأخته حفصة بنت سيرين، وأبي مجلز، وعكرمة، وعطاء بن أبي رباح، وأنس بن سيرين، وأبي معشر زياد بن كليب، وحميد بن هلال، وقيس بن سعد، وواصل مولى أبي عيينة، ويحيى بن أبي كثير، وأيوب بن موسى القرشي، وعبد العزيز بن صهيب. وينزل إلى أن يروي عن سهيل بن أبي صالح، ومهدي بن ميمون. وهو أصغر منه.
حدث عنه: ابن جريج، وابن أبي عروبة، وشعبة، وسفيان، وإبراهيم بن طهمان، وزائدة، والحمادان وفضيل بن عياض، وهشيم، ومعتمر، وابن عيينة، وابن علية، وجرير، وحفص بن غياث، وأبو أسامة، ويحيى القطان، ويزيد بن هارون، وغندر، والنضر بن شميل، ومحمد بن بكر البرساني، وروح، والأسود بن عامر، وعثمان بن عمر بن فارس، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وأبو عاصم، وعبد الله بن بكر السهمي، ومكي بن إبراهيم ووهب بن جرير، وسعيد بن عامر، وعثمان بن الهيثم المؤذن، وخلق كثير.
قال محمد بن سلام الجمحي: هشام بن حسان مولى القراديس من الأزد. وقال سليمان بن أبي شيخ: إنما سمي " قردوس " من جماله. وقال أبو حفص الفلاس: هشام مولى العتك، نزل درب القراديس فنسب إليهم.
روى حماد عن هشام قال: كناني محمد بن سيرين أبا عبد الله ولم يولد لي. وروى حماد، عن سعيد بن أبي صدقة، أن محمد بن سيرين قال: هشام منا أهل البيت. قال حماد: وكان أيوب يقول: سل لي هشاما عن حديث كذا.
قال سعيد بن أبي عروبة: ما رأيت -أو: ما كان أحد- أحفظ عن محمد من هشام.(أعلام/2734)
إبراهيم بن مهدي: سمعت حماد بن زيد يقول: أنبأنا أيوب وهشام. وحسبك بهشام.
نعيم بن حماد: سمعت سفيان يقول: لقد أتى هشام أمرا عظيما بروايته عن الحسن. قيل لنعيم: لم؟ قال: لأنه كان صغيرا.
قلت: هذا فيه نظر. بل كان كبيرا. وقد جاء أيضا عن نعيم بن حماد، عن سفيان بن عيينة قال: كان هشام أعلم الناس بحديث الحسن. فهذا أصح.
قال سعيد بن عامر الضبعي، سمع هشاما يقول: جاورت الحسن عشر سنين. وروى أبو بكر بن أبي شيبة، عن ابن علية قال: كنا لا نعد هشام بن حسان في الحسن شيئا.
مخلد بن الحسين، عن هشام، أنه كان إذا حدث عن ابن سيرين سرده سردا كما سمعه. فإن كان ابن سيرين يرسل فيه أرسل فيه، في حديث ابن سيرين خاصة.
عبد العزيز بن أبي رزمة، عن إبراهيم بن المغيرة المروزي، قلت لهشام بن حسان: أخرج إلي بعض كتبك. قال: ليس لي كتب. يعني كان يحفظ وقلما كتب.
وروى مخلد بن الحسين، عن هشام بن حسان قال: ما كتبت للحسن ومحمد حديثا قط إلا حديث الأعماق لأنه طال علي فكتبته، فلما حفظته محوته.
علي: سمعت يحيى بن سعيد يقول: روى هشام بن حسان، عن أبي مجلز واحدا أو اثنين. قلت: ما هو؟ .
قال لا تقوم الساعة حتى تعبد العرب بيتا أو شيئا قلت ليحيى: هذا مما سمعته من أبي مجلز؟ قال: نعم لقيته بخراسان.
قلت ليحيى بن سعيد: هشام في ابن سيرين أحب إليك، أو عاصم الأحول وخالد الحذاء؟ قال: هشام. ثم قال: هو عندي في الحسن دون محمد بن عمرو.
حجاج بن منهال: كان حماد بن سلمة لا يختار على هشام في حديث ابن سيرين أحدا.(أعلام/2735)
قال علي بن المديني: أما حديث هشام عن محمد، فصحاح، وحديثه عن الحسن عامتها تدور على حوشب، وهشام أثبت من خالد الحذاء في ابن سيرين. هشام ثبت. وروى الحسن بن علي الخلال، عن علي بن المديني قال: كان يحيى بن سعيد وكبار أصحابنا يثبتون هشام بن حسان. وكان يحيى يضعف حديثه عن عطاء، وكان الناس يرون أنه أخذ حديث الحسن عن حوشب.
علي بن المديني، عن عرعرة بن البرند: سألت عباد بن منصور: أتعرف أشعث مولى آل حمران؟ قال: نعم. قلت: كان يقاعد الحسن؟ قال: نعم، كثيرا. قلت: هشام بن حسان؟ قال: ما رأيته عند الحسن قط. قال عرعرة: فأخبرت بذلك جرير بن حازم، فقال: قاعدت الحسن سبع سنين ما رأيت هشاما عنده قط. قلت: فأشعث؟ قال: ما أتيت الحسن إلا رأيته عنده.
شعيب بن حرب، عن شعبة قال: لو حابيت أحدا لحابيت هشام بن حسان، كان ختني ولم يكن يحفظ.
معاوية بن صالح، عن ابن معين، قال: زعم معاذ بن معاذ قال: كان شعبة يتقي حديث هشام عن عطاء، ومحمد، والحسن. قال: وقال وهيب: سألني سفيان أن أفيده عن هشام بن حسان، فقلت: لا أستحل. فأفدته عن أيوب، عن محمد، فسأل هشاما عنهما.
سليمان بن حرب، عن حماد قال: ذكر لأيوب ويحيى عن هشام عن محمد، قال: سألت عبيدة عما ينقض الوضوء، قال: الحدث، وأذى المسلم. فأنكروا قوله: وأذى المسلم.
حماد بن زيد قال: كان هشام يرفع حديث محمد عن أبي هريرة، يقول فيها: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكرت ذلك لأيوب. فقال: قل له: إن محمدا لم يكن يرفعها، فلا ترفعها، إنما كان ينحو بها بالرفع. فذكرت ذلك لهشام فترك الرفع.
سليم بن أخضر، عن ابن عون: كان محمد لا يرفع من حديث أبي هريرة إلا ثلاثة أحاديث. صلى إحدى صلاتي العشي، وجاء أهل اليمن، ولم يذكر الثالث.(أعلام/2736)
قلت: قد أخرجا في " الصحيح " من المرفوعات لمحمد عن أبي هريرة، عدة أحاديث، وانفرد كل منهما بأحاديث.
عبد الرحمن بن المبارك العيشي، عن سفيان بن حبيب قال: ربما سمعت هشام بن حسان يقول: سمعت عطاء. وأجيء بعد فيقول: حدثني الثوري. وقيس عن عطاء هو ذاك بعينه. قلت له: اثبت على أحدهما. فصاح بي. قلت: عطاء هو ابن السائب، ويجوز أن يكون عطاء بن أبي رباح. وقوله: وقيس وهم. وإنما هو فيما أرى عن قيس وهو ابن سعد المكي.
قال أحمد: هشام صالح، وهو أحب إلي من أشعث وقال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يسأل عن هشام بن حسان قال: عندي لا بأس به. وما تكاد تنكر عليه شيئا إلا وجدت غيره قد رواه إما أيوب، وإما عوف.
وروى عباس عن ابن معين قال: لا بأس به. وروى عثمان بن سعيد، عن ابن معين: هو أحب إلي من جرير بن حازم. وقال عثمان: سمعت أبا الوليد الطيالسي يقول: يزيد بن إبراهيم أثبت عندنا من هشام بن حسان وقال العجلي: هشام بصري ثقة، حسن الحديث. يقال: إن عنده ألف حديث حسن ليست عند غيره. ورأيت بعضهم قال: له نحو مائتي حديث. فكأنه أراد المسند. وقال أبو حاتم: كان صدوقا، وكان يتثبت في رفع الأحاديث عن ابن سيرين.
وقال أيضا: يكتب حديثه. قلت: قد علمت بالاستقراء التام أن أبا حاتم الرازي إذا قال في رجل: يكتب حديثه -أنه عنده ليس بحجة.
قال عمرو بن علي الصيرفي: كان هشام من البكائين. سمعت أبا عاصم يقول: رأيت هشام بن حسان -وذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- والجنة، والنار- بكى حتى تسيل دموعه على خديه.
الرمادي، عن عبد الرزاق قال: كان هشام بن حسان يقول لإنسان: إذا دخل عبيد الله، فآذني. قال: فجاء عبيد الله فجلس إليه هشام، فلما قام هشام قال عبيد الله: هذا يرى اليوم أنه أعلم أهل المشرق.(أعلام/2737)
إبراهيم بن جابر، عن عبد الرحيم بن هارون الغساني، سمعت هشام بن حسان يقول: ليت ما حفظ عني من العلم في أخبث تنور بالبصرة. وليت حظي منه لا لي ولا علي.
قلت: ليس مراده ذات العلم، فهذا لا يقوله مسلم وإنما مراده التعليم والقصد بالعلم. ألا تراه كيف يقول: ليت حظي منه لا لي ولا علي؟ .
محمد بن عبد الرحمن العلاف، عن محمد بن سواء: سمعت هشام بن حسان يقول لأصحاب الحديث: لوددت أني قارورة حتى كنت أقطر في حلق كل واحد منكم.
عفان، عن معاذ بن معاذ، قال عمرو بن عبيد: لم أر هشاما عند الحسن قط، ولا جاء معنا عند الحسن قط. قال: وقال أشعث: ما رأيت هشاما عند الحسن، ولا ولا. . فقلت له: يا أبا هانئ، إن عمرو بن عبيد يقول هذا في هشام. وهشام صاحب سنة، فلا تعن عمرا عليه. قال: فكف عنه.
قال يحيى بن آدم: حدثنا أبو شهاب، قال لي شعبة: عليك بحجاج، ومحمد بن إسحاق، فإنهما حافظان، واكتم علي عند البصريين في خالد الحذاء وهشام. قلت: لم يتابع شعبة على رأيه هذا أحد.
قال حماد بن زيد: سمع عمرو بن الحجاج هشام بن حسان يحدث عن الحسن عن عمران قال: اكتوينا فما أفلحنا ولا أنجحنا، فقال: إنما قال: فما أفلحن، ولا أنجحن.
وهب بن جرير، عن أبيه قال: جلست إلى الحسن سبع سنين لم أخرم منه يوما واحدا أصوم وأذهب إليه، ما رأيت هشاما عنده قط.
قلت: هشام قد قفز القنطرة واستقر توثيقه، واحتج به أصحاب الصحاح، وله أوهام مغمورة في سعة ما روى. ولا شك أن يونس وابن عون أحفظ منه وأتقن، كما أنه أحفظ من ابن إسحاق، ومحمد بن عمرو وأتقن.
قال أبو نعيم، وابن معين، وأبو بكر بن أبي شيبة: مات سنة ست وأربعين ومائة.
وقال يحيى القطان، وابن بكير: مات سنة سبع. وقال مكي بن إبراهيم، وأبو عيسى الترمذي: مات في أول يوم من صفر سنة ثمان وأربعين ومائة وهذا أصح.(أعلام/2738)
أخبرنا عمر بن عبد المنعم، عن أبي اليمن الكندي، وكتب إلي أحمد بن عبد السلام التميمي، والخضر بن حمويه وطائفة، قالوا: أنبأنا عمر بن طبرزذ، وأنبأنا المؤمل بن محمد وجماعة، قالوا: أنبأنا الكندي، وأنبأنا المقداد بن هبة الله، أنبأنا عبد العزيز بن الأخضر، وأنبأنا يحيى بن أبي منصور، أنبأنا عبد العزيز بن منينا، وزيد بن الحسن اللغوي، قالوا أربعتهم: أنبأنا محمد بن عبد الباقي الأنصاري، أنبأنا إبراهيم بن عمر الفقيه حضورا، أنبأنا أبو محمد بن ماسي، أنبأنا أبو مسلم الكجي، حدثنا الأنصاري، حدثنا هشام بن حسان، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الترجل إلا غبا أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي، من طريق يحيى القطان وعيسى بن يونس، عن هشام نحوه.
وله علة، فقد رواه حماد بن سلمة عن قتادة عن الحسن مرسلا ورواه بشر بن المفضل، عن يونس، عن الحسن، وابن سيرين قولهما، وهذا أقوى.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد في كتابه، أنبأنا عمر بن محمد، أنبأنا ابن الحصين، أنبأنا ابن غيلان، أنبأنا أبو بكر الشافعي حدثنا محمد بن مسلمة، حدثنا يزيد، أخبرنا هشام بن حسان، عن محمد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من نسي وهو صائم، ثم أكل وشرب، فإنما أطعمه الله وسقاه.(أعلام/2739)
هشام بن سعد (م، 4)
الإمام المحدث الصادق أبو عباد القرشي، مولاهم المدني الخشاب، يتيم زيد بن أسلم.
حدث عن: سعيد المقبري، ونافع العمري، وعمرو بن شعيب، ونعيم المجمر، وابن شهاب، وزيد بن أسلم، وهو مكثر عنه، بصير بحديثه.
حدث عنه: وكيع، وابن وهب، وابن أبي فديك، وأبو عامر العقدي، والقعنبي، وعبد الله بن نافع، وجعفر بن عون، وأبو نعيم، وآخرون.
قال عباس، عن ابن معين: فيه ضعف.
وقال أحمد: لم يكن بالحافظ.
وقال أبو حاتم: هو وابن إسحاق عندي سواء.
وقال أحمد: كان يحيى بن سعيد لا يروي عنه.
وقال أبو داود: هو ثقة، أثبت الناس في زيد بن أسلم.
وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عنه، فقال: هو كذا وكذا.
وروى معاوية بن صالح، عن ابن معين: ليس بذاك القوي.
وقال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه.
وتقعر ابن حبان كعوائده، وذكر أنه يروي عن سعيد بن المسيب. كذا في النسخة، ثم قال: كان ممن ينقل الإسناد وهو لا يفهم، ويسند الموقوفات من حيث لا يعلم، فلما كثر مخالفته للأثبات، فيما يرويه عن الثقات، بطل الاحتجاج به، وإن اعتبر بما وافق الثقات، من حديثه، فلا ضير.
عبد الله بن نافع: عن هشام بن سعد، عن معاذ بن عبد الله بن خبيب، عن أبيه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا عرف الغلام يمينه من شماله، فمروه بالصلاة قلت: احتج به مسلم، واستشهد به البخاري. ومات في حدود سنة ستين ومائة.(أعلام/2740)
هشام بن عبد الملك
ابن مروان الخليفة أبو الوليد القرشي الأموي الدمشقي. ولد بعد السبعين. واستخلف بعهد معقود له من أخيه يزيد، ثم من بعده لولد يزيد، وهو الوليد. وكانت داره عند باب الخواصين، واليوم بعضها هي المدرسة والتربة النورية.
استخلف في شعبان سنة خمس ومائة إلى أن مات في ربيع الآخر وله أربع وخمسون سنة. وأمه فاطمة بنت الأمير هشام بن إسماعيل بن هشام أخي خالد ابني الوليد بن المغيرة المخزومي. وكان جميلا أبيض مسمنا أحول، خضب بالسواد.
قال مصعب الزبيري: زعموا أن عبد الملك رأى أنه بال في المحراب أربع مرات، فدس من سأل ابن المسيب عنها، فقال: يملك من ولده لصلبه أربعة، فكان هشام آخرهم، وكان حريصا جماعا للمال، عاقلا حازما سائسا، فيه ظلم مع عدل.
روى أبو عمير بن النحاس، عن أبيه قال: كان لا يدخل بيت المال لهشام شيء، حتى يشهد أربعون قسامة. لقد أخذ من حقه، ولقد أعطي الناس حقوقهم.
قال الأصمعي: أسمع رجل هشام بن عبد الملك كلاما، فقال له: ما لك أن تسمع خليفتك.
وغضب مرة على رجل، فقال: والله لقد هممت أن أضربك سوطا. ابن سعد، عن الواقدي: حدثني سحبل بن محمد، قال: ما رأيت أحدا من الخلفاء، أكره إليه الدماء، ولا أشد عليه من هشام، ولقد دخله من مقتل زيد بن علي وابنه يحيى أمر شديد، حتى قال: وددت لو كنت افتديتهما.
وقال الواقدي: حدثني ابن أبي الزناد، عن أبيه قال: ما كان أحد أكره إليه الدماء من هشام، ولقد ثقل عليه خروج زيد، فما كان شيء حتى أتي برأسه.
قال الواقدي: فلما ظهر بنو العباس، نبش هشاما عبد الله بن علي وصلبه.
قال العيشي، قال هشام: ما بقي علي شيء من لذات الدنيا إلا وقد نلته إلا شيئا واحدا، أخ أرفع مؤنة التحفظ منه. ويقال: إنه ما حفظ له من الشعر سوى هذا:
إذا أنت لم تعص الهوى قادك الهوى
إلى بعض ما فيه عليك مقال(أعلام/2741)
حرملة: حدثنا الشافعي، قال: لما بنى هشام الرصافة بقنسرين أحب أن يخلو يوما لا يأتيه فيه غم، فما تنصف النهار حتى أتته ريشة بدم من بعض الثغور. فقال: ولا يوم واحد؟ ! .
قال ابن عيينة: كان هشام لا يكتب إليه بكتاب فيه ذكر الموت.
قال الهيثم بن عمران: مات هشام بورم الحلق: داء يقال له: الحرذون بالرصافة وتسلم الخلافة الوليد بن يزيد ولي العهد. وقيل: كان هشام مغرى بالخيل، اقتنى من جيادها ما لا يوصف كثرة. وله من الأولاد: معاوية، وخلف، ومسلمة، ومحمد، وسليمان، وسعيد وعبد الله، ويزيد الأفقم، ومروان، وإبراهيم، ومنذر، وعبد الملك، والوليد، وقريش، وعبد الرحمن، وبنات. نقله وكيع القاضي.(أعلام/2742)
هشام بن عروة (ع)
بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب الإمام الثقة، شيخ الإسلام أبو المنذر القرشي، الأسدي، الزبيري، المدني.
ولد سنة إحدى وستين وسمع من أبيه، وعمه ابن الزبير، وزوجته أسماء بنت عمه المنذر، وأخيه عبد الله بن عروة، وعبد الله بن عثمان، وطائفة من كبراء التابعين، منهم أخوه عثمان، وابن عمه عباد، وابن ابن عمه عباد بن حمزة بن عبد الله، وأبو سلمة، وابن المنكدر، وعمر بن عبد الله بن عمر، وعمرو بن خزيمة، وعمرو بن شعيب، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، وعبد الرحمن بن سعد، وعبد الرحمن بن كعب، وعوف بن الطفيل، ومحمد والد السفاح، وابن شهاب، وأبو الزبير، ووهب بن كيسان، وأبو وجزة، وكريب ومحمد بن إبراهيم التيمي، وبكر بن وائل وهو أصغر منه، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم، وأبو الزناد، وابن القاسم، ويزيد بن رومان، وغيرهم.
ولقد كان يمكنه السماع من جابر، وسهل بن سعد، وأنس، وسعيد بن المسيب، فما تهيأ له عنهم رواية، وقد رأى ابن عمر، وحفظ عنه أنه دعا له، ومسح برأسه.
حدث عنه: شعبة، ومالك، والثوري، وخلق كثير.
ولحق البخاري بقايا أصحابه كعبيد الله بن موسى.
قال وهيب: قدم علينا هشام بن عروة، فكان مثل الحسن، وابن سيرين. وقال ابن سعد: كان ثقة، ثبتا، كثير الحديث، حجة.
وقال أبو حاتم الرازي: ثقة، إمام في الحديث. وقال علي ابن المديني: له نحو من أربعمائة حديث. وقال يحيى بن معين وجماعة: ثقة. وقال يعقوب بن شيبة: هشام ثبت، لم ينكر عليه إلا بعدما صار إلى العراق، فإنه انبسط في الرواية، وأرسل عن أبيه أشياء، مما كان قد سمعه من غير أبيه عن أبيه.(أعلام/2743)
وقال عبد الرحمن بن خراش: بلغني أن مالكا نقم على هشام بن عروة حديثه لأهل العراق، وكان لا يرضاه، ثم قال: قدم الكوفة ثلاث مرات، قدمة كان يقول فيها: حدثني أبي قال: سمعت عائشة. والثانية، فكان يقول: أخبرني أبي عن عائشة. وقدم الثالثة فكان يقول: أبي عن عائشة، يعني يرسل عن أبيه.
قلت: الرجل حجة مطلقا، ولا عبرة بما قاله الحافظ أبو الحسن بن القطان من أنه هو وسهيل بن أبي صالح، اختلطا وتغيرا، فإن الحافظ قد يتغير حفظه إذا كبر، وتنقص حدة ذهنه، فليس هو في شيخوخته، كهو في شبيبته. وما ثم أحد بمعصوم من السهو والنسيان، وما هذا التغير بضار أصلا، وإنما الذي يضر الاختلاط، وهشام فلم يختلط قط، هذا أمر مقطوع به، وحديثه محتج به في " الموطأ " والصحاح، " والسنن " فقول ابن القطان: " إنه اختلط " قول مردود، مرذول. فأرني إماما من الكبار سلم من الخطأ والوهم.
فهذا شعبة، وهو في الذروة، له أوهام، وكذلك معمر، والأوزاعي، ومالك -رحمة الله عليهم.
أخبرنا أحمد بن سلامة في كتابه عن خليل بن أبي الرجاء، وأنبأنا محمد بن سليمان، وعبد المحسن بن محمد، وإسماعيل بن صالح، وجماعة قالوا: أنبأنا يوسف بن خليل، أنبأنا خليل بن بدر، أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ، أنبأنا أبو بكر بن يوسف، حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، حدثنا محمد بن عبد الله بن كناسة، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال إن الله لا يقبض العلم بأن ينتزعه انتزاعا، ولكن يقبضه بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رءوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا.(أعلام/2744)
هذا حديث ثابت، متصل الإسناد، هو في دواوين الإسلام الخمسة -ما عدا سنن أبي داود- وهو من ثلاثة عشر طريقا عن هشام، ومن طريق أبي الأسود يتيم عروة عن عروة نحوه. وقد حدث به عن هشام عدد كثير سماهم أبو القاسم العبدي.
منهم: ابن عجلان، وأبو حمزة السكري، وابن شهاب وهو أكبر منه، وأبو معاوية، ومحمد بن أبي عدي، ومحمد بن سواء، ومحمد بن إسحاق، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك وما أحسبه لحقه، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي، ومحمد بن الحسن الواسطي، ومحمد بن بشر، ومحمد بن عبيد الطنافسي، ومحمد بن فضيل، وابن كناسة، ومحمد بن عيسى بن سميع، ومحمد بن ربيعة الكلابي، ومحمد بن عبيد، ومحمد بن الحجاح بن سويد البرجمي، ومحمد بن فليح بن سليمان، ومحمد بن منصور بن أبي الأسود، ومحمد بن ميسر أبو سعد الصاغاني، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وأحمد بن أبي ظبية، وأحمد بن بشير.
وأيوب السختياني -وهو أقدم منه- وأيوب بن خوط وأيوب بن مسكين وأيوب بن واقد، وإبراهيم بن طهمان، وإبراهيم بن أبي يحيى، وإبراهيم بن عثمان العبسي، وإبراهيم بن سعد، وإبراهيم بن سليمان أبو إسماعيل المؤدب، وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، وإبراهيم بن حميد الرؤاسي وإبراهيم بن المغيرة، وإبراهيم بن أبي حية، وإبراهيم بن عيينة، وإسماعيل بن أبان الغنوي، وإسماعيل السدي -إن صح- وإسماعيل بن عياش، وإسماعيل بن زكريا، وإسماعيل بن زيد بن قيس، وإسماعيل بن عبد الكريم بن معقل، وإسماعيل بن هلال، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وإسحاق بن يوسف الأزرق.(أعلام/2745)
وأسباط بن محمد، وأنس بن عياض، وأنس بن عبد الحميد أخو جرير، وأبان بن يزيد، وأبيض بن أبان الثقفي، وأبيض بن عجلان، وإسرائيل، وأبيض بن الأغر، وأسامة بن حفص، وأشعث بن سعيد السمان، وإياس بن دغفل، وآدم بن عيينة، وأشعث بن عبد الله أبو الربيع القاضي.
وبحر بن كثير، وبكر بن سليمان الصواف، وبكر بن عبد الملك الأعتق، وبكير بن الأشج قديم، وبزيع بن حسان، وبشر بن المفضل. وتليد بن سليمان، وثابت بن كثير، وثابت بن زهير، وثابت بن قيس، وثابت بن حماد.
وجعفر بن عون، وجعفر بن زياد الأحمر، وجعفر بن برقان وجنادة بن سلم أبو سلم، وجرير بن عبد الحميد، وجارية بن هرم، وجامع بن مدرك اللخمي، وجعفر بن سليمان، وجابر بن نوح.
والحسن بن أبي جعفر، والخشني الحسن بن يحيى، والحسن بن دينار، والحسن بن عمارة، والحسين بن علوان، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وحماد بن أسامة، وحماد بن عبد الملك قاضي إفريقية، وحماد بن مصبح، وحماد بن شعيب، وحماد بن مسعدة، والحارث بن عبيدة، والحارث بن عمران الجعفري، وحفص بن قيس الصنعاني، وحفص بن راشد، وحفص بن غياث، وحفص بن عمرو الجعفري، وحفص بن سلم أبو مقاتل، وحفص بن مخارق، وحفص بن ميسرة، وحفص بن سويد البرجمي، وحجاج بن أرطأة، وحجوة بن مدرك الغساني، وحكيم بن نافع.
وحكيم بن بشير النهدي، وحبان بن علي، وحسان بن إبراهيم، وحمزة بن حبيب، وحبيب بن الشهيد، وحصين بن مخارق، وحديج بن معاوية، وحسام بن مصك.
وخالد بن يزيد، وخالد بن إسماعيل المخزومي، وخالد بن أبي عمران وخالد بن الحارث، وخالد بن يزيد القشيري، وخالد العبد، وخالد بن رباح، وخالد بن إلياس، والخليل بن مرة، وخارجة بن مصعب، والخصيب بن ناصح، وخاقان بن الحجاج، والخليل بن موسى.(أعلام/2746)
وداود بن الزبرقان، وداود العطار، وداود بن الأسود، وداود الطائي، ودلهم العجلي، ودلهم بن صالح النميري، ودجين بن ثابت أبو الغصن اليربوعي. وذواد بن علبة.
وروح بن القاسم، وروح بن مسافر، ورحيل بن معاوية، ورقبة بن مصقلة، والربيع بن صبيح، ورافع بن الليث، ورواد بن الفضل، ورواد بن داود.
وأبو عمرو بن العلاء زبان، وزيد بن يحيى، وزيد بن بكر بن حبيش، وزائدة بن قدامة، وزياد بن خيثمة، وزياد بن سعد، وأبو معشر زياد بن كليب، وزكريا بن منظور، وزمعة بن صالح، والزبير بن حبيب، وزفر بن الهذيل، وزكريا بن مسافر، وزهير بن محمد، وزهير بن معاوية.
والسفيانان، وسليمان الأعمش، وسليمان بن حيان أبو خالد الأحمر، وسليمان بن بلال، وسليمان بن قرم، وسليمان بن عمرو أبو داود النخعي، وسليمان بن مسلم، وسليمان بن عياش، وسعيد بن دريك، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وسعيد بن أبي عروبة، وسعيد بن عبد الرحمن الزهري، وسعيد بن الحسن، وسعيد بن سلمة بن أبي الحسام، وسعيد بن أبي سعيد الزبيدي، وسعيد بن خالد القرشي، وسعير بن الخمس، وسويد بن عبد العزيز وسعيد الأزرق، وسلام بن سعيد القطان، وسلام بن أبي مطيع، وسلام بن سليم أبو الأحوص، وسلم بن رزين، وسيف بن محمد، وسلام بن مسكين، وسعيد بن الحسن، وسابق البربري، وسليمان بن أبي داود، وسليمان بن يزيد الكعبي.
وشعبة، وشريك، وشعيب بن إسحاق، وشعيب بن أبي حمزة، وشعيب بن حرب، وشجاع بن الوليد، وشبيب بن شيبة، وشبيب بن عبد الرحمن، وشبيل بن عزير، وشرقي بن قطامي.
وصفوان بن سليم وهو أكبر منه، والصلت بن الحجاج، والصباح بن محارب، والصباح بن عمير المزني، وصدقة بن عبد الله، وصالح بن حسان، وصالح بن قدامة، والصباح بن يحيى. والضحاك بن عثمان.(أعلام/2747)
وعبد الله بن إدريس، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن عون، وعبد الله بن عاصم، وعبد الله بن نمير، وعبد الله بن الحارث الجمحي، وعبد الله بن الزبير والد مصعب، وعبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة، وعبد الله بن محمد بن طلحة، وعبد الله الخريبي.
وعبد الله بن بشر، وعبد الله بن جعفر والد ابن المديني، وعبد الله بن فروخ، وعبد الله بن المغيرة، وعبد الله بن قطاف أبو بكر النهشلي، وعبد الله بن عبد الله أبو أويس، وعبد الله بن فرقد، وعبد الله بن الأجلح الكندي، وعبد الله بن نافع أبو يعقوب، وعبد الله بن محمد بن زاذان، وعبد الله بن يزيد الكوفي، وعبد الله بن رجاء. وعبد الله بن عياش القتباني، وعبيد الله بن عمر العمري، وعبيد الله بن موسى العبسي، وعبيد الله بن هشام بن عروة، وعبيد الله بن سعيد بن العاص، وعبد الله بن العلاء بن خالد الحنفي، وعبيد الله بن الوازع، وعبد الله بن محمد بن حاطب.
وعبد الله بن عمير، وعبد الله بن حكيم المدني، وعبد الله بن معاوية بن عاصم الزبيري، وعبد الله أبو ظبية، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وعبد الرحمن بن عثمان أبو بحر البكراوي، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وعبد الرحمن المسعودي، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وعبد الرحمن بن مغراء، وعبد الملك بن جريج، وعبد الملك بن عبد الوارث، وعبد الملك بن محمد، وعبد الملك بن حسين أبو مالك النخعي، وعبد الملك بن قدامة الجمحي.(أعلام/2748)
وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الدراوردي، وعبد العزيز بن مسلم القسملي، وعبد العزيز بن المختار، وعبد العزيز بن الحصين، وعبد العزيز بن عمران، وعبد الوهاب الثقفي، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف، وعبد المجيد الثقفي والد عبد الوهاب، وعبد الوهاب بن مجاهد، وعبد القاهر بن السري، وعبد الوارث بن سعيد، وعبد الوارث بن صخر، وعبد القدوس بن بكر بن خنيس، وعبد الحكيم بن منصور، وعبد الغفار بن القاسم أبو مريم، وعبدة بن سليمان، وعبيدة بن أبي رائطة، وعبيدة بن الأسود، وعبيد بن القاسم البصري.
وعمار بن عمير، وعصمة بن المنذر، وعباد بن عباد المهلبي، وعباد بن العوام، وعباد بن صهيب الكليبي، وعباد بن راشد، وعباد بن كثير، وعباد بن منصور، وعمر بن علي المقدمي، وعمر بن حبيب القاضي، وعمر بن عبيد، وعمر بن صهيان الأسلمي، وعمر بن أبي زائدة، وعمر بن محمد بن زيد العمري، وعمر بن مجاشع، وعمر بن هارون البلخي، وعمر بن المغيرة، وعمر بن رباح، وعمر بن نبهان، وعثمان بن فرقد العطار، وعثمان بن الحكم الجذامي، وعثمان بن عثمان، وعثمان بن مكيل، وعثمان بن مخارق، وعثمان بن خالد، وعلي بن المبارك، وعلي بن مسهر، وعلي بن هاشم بن البريد، وعلي بن ثابت، وعلي بن علي الرفاعي.(أعلام/2749)
وعلي بن غراب، وعلي بن مصعب، والعلاء بن راشد، والعلاء بن المنهال، وعيسى بن ميمون، وعيسى بن يونس، وعيسى بن ماهان أبو جعفر الرازي، وعمران القطان، وعمران بن أبي الفضل، وعتاب بن محمد بن شوذب، وعثام بن علي، وعصمة بن محمد الزرقي، وعصمة بن عياض، وعصمة بن المنذر، وعاصم غير منسوب، وعقبة بن خالد السكوني، وعمرو بن الحارث، وعمرو بن فايد، وعمرو بن هاشم الجنبي، وعمرو بن خليفة الأعشى أبو يوسف، وعطاء بن السائب، وعطاء بن عروة، وعمرو بن عثمان الجعفي، وعطاف بن خالد، وعنبسة بن سعيد، وعنبسة بن عبد الواحد، وعابد بن حبيب.
وعباية بن عمر، وعكرمة بن إبراهيم، وعقيل بن خالد، وعمارة بن غزية، وعدي بن الفضل، وعرعرة بن البرند، وعبيس بن ميمون، وعلي بن حي، وعبد الوهاب الحجبي، وعمار بن رزيق، وعاصم بن سليمان، وعبد الأعلى بن سليمان الزراد، وعمر بن عبد الغافر، وعمران بن عبد العزيز العوفي، وعمار بن سيف، وعثمان بن زائدة.
وغالب بن فائد.
والفضل بن موسى، والفضل بن خالد أبو معاذ النحوي، وفليح بن سليمان، وفليح بن مسلم الحجبي، وفرج بن فضالة، وفزارة بن جرير.
والقاسم بن غصن، والقاسم بن معن، والقاسم بن بهرام، والقاسم بن إسماعيل أبو العتاهية، والقاسم بن يحيى، وقطبة بن عبد العزيز، وقطبة بن العلاء، وقران بن تمام، وقيس بن الربيع.
وكثير بن جعفر بن أبي كثير، وكثير بن هشام، وكنانة بن جبلة، وأم كلثوم بنت عثمان بن مصعب.(أعلام/2750)
ولوذان بن سليمان، والليث، ومالك، ومالك بن سعير، ومسلمة بن سعيد بن عبد الملك، ومسلمة بن قعنب، ومسلمة بن علي، ومبارك بن فضالة، ومبارك بن مجاهد الخراساني، ومفضل بن صالح أبو جميلة، ومفضل بن فضالة، ومغيرة بن مطرف، ومغيرة بن عبد الرحمن، وموسى بن يعقوب الزمعي، وموسى بن عقبة، ومعمر، ومحاضر بن المورع، ومعافى بن عمران ولم يلحقه، ومهدي بن ميمون المعولي، والمسيب بن شريك، ومسلم الزنجي، ومصعب بن المقدام، ومصعب بن ثابت، ومصعب بن سلام، ومسعر.
ومهلب بن أبي عيسى، ومروان بن معاوية، ومطر الوراق وهو أقدم منه، ومنصور بن أبي الأسود، ومشمعل بن ملحان، ووالد إبراهيم بن المنذر الحزامي، ومجاشع بن عمرو، والمحبر بن قحذم، ومرجى بن رجاء، ومروان بن جناح، ومؤمل بن هارون، ومعاوية الضال ومعلى بن هلال، ومقاتل بن حيان، ومندل بن علي، وميمون بن توبة.
ونوح بن أبي مريم الجامع، ونوح بن دراج، ونوح بن ذكوان، ونوح بن قيس، والنضر بن شميل، والنضر بن محمد العامري المروزيان، ونصر بن طريف، ونصر بن قابوس، ونصر بن باب، وأبو حنيفة النعمان، ونعيم بن المورع، وأبو معشر نجيح، ونجيح العطار، ونافع المقرئ، ونافع بن يزيد.
ووكيع، ووهيب، وأبو عوانة وضاح، ووهب بن وهب أبو البختري.
وهشام بن عبد الله المخزومي، وهشام بن حسان، وهشام بن زياد، وهشام بن يحيى الغساني، وهمام بن أبي خبزة، وهمام بن يحيى، وهدبة بن المنهال، والهيثم بن عدي.(أعلام/2751)
ويحيى بن سعيد الأنصاري ومات قبله، ويحيى بن أبي كثير كذلك، ويحيى بن سعيد بن العاص، ويحيى بن سعيد الأموي، ويحيى بن محمد أبو زكير، ويحيى بن أبي زائدة، ويحيى بن دينار أبو هاشم الرماني، ويحيى بن زكريا الغساني، ويحيى بن سليم الطائي، ويحيى بن عبد الله بن سالم، ويحيى بن عيسى الرملي، ويحيى بن يونس، ويحيى بن هاشم السمسار التالف ويحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، يحيى بن عمير مولى بني هاشم ويحيى بن أبي زكريا، ويحيى بن يعلى، ويحيى بن الحارث المرهبي، ويحيى بن كثير ويعقوب بن عبد الرحمن، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، قلت: ما لحقه أبدا بل ذا يعقوب بن إبراهيم مدني، ويعقوب أبو يوسف القاضي، ويعقوب بن محمد الدراوردي، ويعقوب بن أبي المتئد، وأبو يوسف يعقوب بن محمد بن خليفة الأعشى، ويقال: اسمه عمرو -كما مر- ويعقوب أصح، ويعقوب بن الوليد المدني، ويزيد بن سنان الرهاوي، ويزيد بن عبد العزيز بن سياه، ويزيد بن عبد الله بن الهاد -ومات قبله- ويزيد بن زريع، ويزيد بن عياض، وياسين بن معاذ الزيات، ويعلى بن عبيد، ويونس بن راشد، ويونس بن يزيد، ويونس بن عبيد -ومات قبله- ويونس بن بكير الكوفي.
وأبو بكر النهشلي، وأبو بكر بن أبي سبرة، وأبو بكر بن عياش، وأبو سهل الخراساني، وأبو إسماعيل المؤدب إبراهيم، وأبو مروان الغساني وغيرهم.
وتابع هشاما عليه: الزهري، وأبو الأسود يتيم عروة، ويحيى بن أبي كثير.
ورواه عمر بن الحكم، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال عن أبيه عمرو، وقيل: عن همام بن عروة عن أخويه: يحيى، وعثمان عن أبيهما، ولم يصح.
روى عبد الله بن مصعب عن هشام بن عروة، قال: وضع محمد بن علي والد المنصور وصيته عندي.(أعلام/2752)
وروى الزبير بن بكار عن عثمان بن عبد الرحمن قال: قال المنصور لهشام بن عروة: يا أبا المنذر، تذكر يوم دخلت عليك أنا وإخوتي مع أبي، وأنت تشرب سويقا بقصبة يراع؟ فلما خرجنا، قال أبونا: اعرفوا لهذا الشيخ حقه، فإنه لا يزال في قومكم بقية ما بقي. قال: لا أذكر ذلك يا أمير المؤمنين، قال: فليم في ذلك، فقال: لم يعودني الله في الصدق إلا خيرا.
يونس بن بكير: عن هشام قال: رأيت ابن عمر، له جمة تضرب أطراف منكبيه.
علي بن مسهر عن هشام قال: رأيت ابن الزبير إذا صلى العصر صفنا خلفه، فصلى بنا ركعتين، ورأيته يصعد المنبر وفي يده عصا، فيسلم ثم يجلس، ويؤذن المؤذنون، فإذا فرغوا قام، فتوكأ على العصا فخطب.
عمر بن علي المقدمي، عن هشام بن عروة، أنه دخل على المنصور فقال: يا أمير المؤمنين، اقض عني ديني. قال: وكم دينك؟ قال: مائة ألف. قال: وأنت في فقهك وفضلك تأخذ مائة ألف ليس عندك قضاؤها؟ ! قال: يا أمير المؤمنين، شب فتيان من فتياننا، فأحببت أن أبوئهم، واتخذت لهم منازل، وأولمت عنهم خشيت أن ينتشر علي من أمرهم ما أكره، ففعلت ثقة بالله، وبأمير المؤمنين قال: فردد عليه مائة ألف! استعظاما لها. ثم قال: قد أمرنا لك بعشرة آلاف. فقال: يا أمير المؤمنين، فأعطني ما أعطيت وأنت طيب النفس، فإني سمعت أبي يحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من أعطى عطية، هو بها طيب النفس، بورك للمعطي والآخذ. .
قال: فإني طيب النفس بها. هذا حديث مرسل.
وروي أن هشاما أهوى إلى يد أبي جعفر ليقبلها، فمنعه وقال: يا ابن عروة، إنا نكرمك عنها، ونكرمها عن غيرك.
قلت: كان يرى له، لشرفه، وعلمه، ولكونه من أولاد صفية أخت العباس.
وقال يعقوب بن شيبة: هشام ثبت لم ينكر عليه إلا بعد مصيره إلى العراق، فإنه انبسط في الرواية وأرسل عن أبيه مما كان سمعه من غير أبيه عن أبيه.(أعلام/2753)
قلت: في حديث العراقيين عن هشام أوهام تحتمل، كما وقع في حديثهم عن معمر أوهام.
وضبط جماعة وفاة هشام ببغداد في سنة ست وأربعين ومائة وصلى عليه أبو جعفر المنصور. وشذ الفلاس فقال: سنة سبع وأربعين وقيل سنة خمس وقيل عاش سبعا وثمانين سنة، وقيل غير ذلك.
وقع لي الكثير من عواليه حتى في الجامع الصحيح من رواية عبيد الله بن موسى عنه، وأعلى من ذلك ما حدثنا وأخبرنا عن عمر بن طبرزذ سماعا، أنبأنا هبة الله بن الحصين، أخبرنا محمد بن محمد بن غيلان، أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدثنا محمد بن غالب تمتام، حدثنا يحيى بن هاشم، حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحب الحلواء والعسل لكن يحيى السمسار ليس بثقة. وأما المتن، ففي الصحاح.
وحديث هشام لعله أزيد من ألف حديث -والله أعلم.(أعلام/2754)
هشام بن عمار (خ، 4)
ابن نصير بن ميسرة بن أبان، الإمام الحافظ العلامة المقرئ، عالم أهل الشام، أبو الوليد السلمي، ويقال: الظفري، خطيب دمشق.
نقل عنه الباغندي، قال: ولدت سنة ثلاث وخمسين ومائة.
وسمع من: مالك، وتمت له معه قصة، ومسلم الزنجي، وعبد الرحمن بن أبي الرجال، ومعاوية بن يحيى بن الأطرابلسي، ومعروف أبي الخطاب صاحب واثلة بن الأسقع، ويحيى بن حمزة، وهقل بن زياد، وعبد الرحمن بن سعد بن عمار القرظي، وإسماعيل بن عياش، ورديح بن عطية، ورفدة بن قضاعة، والجراح بن مليح البهراني، والبختري بن عبيد الطابخي، وحاتم بن إسماعيل، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وحفص بن سليمان المقرئ، والحسن بن يحيى الخشني، والربيع بن بدر السعدي، وسعد بن سعد بن أبي سعيد المقبري، وسعدان بن يحيى، وسويد بن عبد العزيز القاضي، وصدقة بن خالد، وشعيب بن إسحاق، والوليد بن مسلم، وعيسى بن يونس، وبقية بن الوليد، وإبراهيم بن أعين، وأيوب بن تميم، وأيوب بن سويد، وحرملة بن عبد العزيز، والحسن بن يحيى، ومسلمة بن علي الخشنيين، وحفص بن عمر البزاز، والحكم بن هشام الثقفي، وحماد بن عبد الرحمن الكلبي.
وحماد أبي الخطاب، والخليل بن موسى، وزكريا بن منظور، وسبرة الجهني أخو حرملة المذكور، وسعيد بن الفضل البصري، وسفيان بن عيينة، وسليم بن مطير، وسليمان بن عتبة، وسليمان بن موسى الزهري، وسهل بن هاشم البيروتي، وشهاب بن خراش، وصدقة بن عمرو، وضمرة بن ربيعة، وعبد الله بن الحارث الجمحي، وعبد الله بن رجاء المكي، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعبد الحميد بن أبي العشرين، وعبد ربه بن ميمون، وعبد الرحمن بن أبي الجون، وعبد العزيز بن أبي حازم، والدراوردي، وعبد العزيز بن الحصين، وعبد الملك الصنعاني.(أعلام/2755)
وعثمان بن حصن، وعراك بن خالد، وعطاء بن مسلم، والعطاف بن خالد، وأبي نوفل علي بن سليمان، وأبيه عمار، وعمر بن الدرفس، وعمر بن عبد الواحد، وعمر بن مغيرة، وعمرو بن واقد، وعيسى بن خالد اليمامي، وغالب بن غزوان الثقفي، والقاسم بن عبد الله بن عمر، ومحمد بن إبراهيم الهاشمي، ومحمد بن حرب، وابن شابور وابن سميع ومروان بن معاوية، ومعن القزاز، والهيثم بن حميد، والهيثم بن عمران، ووزير بن صبيح، ويحيى بن سليم الطائفي، ويوسف بن محمد بن صيفي، وعدة سواهم مذكورين في " تهذيب الكمال " وفي " تاريخ دمشق ".
فلقد كان من أوعية العلم، وكان ابتداء طلبه للعلم وهو حدث قبل السبعين ومائة، وفيها، وقرأ القرآن على أيوب بن تميم، وعلى الوليد بن مسلم، وجماعة سيأتي ذكرهم في أثناء ترجمته.
تلا على هشام طائفة، منهم: أحمد بن يزيد الحلواني، وأبو عبيد، ومات قبله، وهارون الأخفش، وإسماعيل بن الحويرس، وأحمد بن محمد بن مامويه، وطائفة.
وروى عنه: أبو عبيد القاسم بن سلام، ومات قبله بنيف وعشرين سنة، ومحمد بن سعد، ومات قبله ببضع عشرة سنة، ومؤمل بن الفضل الحراني كذلك، ويحيى بن معين كذلك.
وحدث عنه من كبار شيوخه: الوليد بن مسلم، ومحمد بن شعيب بن شابور.
وحدث عنه من أصحاب الكتب: البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وروى الترمذي عن رجل عنه، ولم يلقه مسلم، ولا ارتحل إلى الشام، ووهم من زعم أنه دخل دمشق. نعم، وحدث عنه بشر كثير، وجم غفير، منهم: ولده أحمد، وأبو زرعة الدمشقي والرازي، وأبو حاتم، ودحيم، ومحمد بن عوف، والذهلي، ونوح بن حبيب، ويعقوب الفسوي، ويزيد بن عبد الصمد، وبقي بن مخلد، وصالح بن محمد جزرة، والحسن بن محمد بن بكار، وابن أبي عاصم، وأحمد بن يحيى البلاذري المؤرخ، وإسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي، وإسحاق بن إبراهيم البستي القاضي.(أعلام/2756)
وإسحاق بن إبراهيم بن نصر النيسابوري البشتي، بمعجمة، وإسحاق بن أبي عمران الإسفراييني الشافعي، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وجعفر الفريابي، وجماهر بن أحمد الزملكاني، والحسين بن عبد الله الرقي القطان، والحسين بن الهيثم الرازي الكسائي، وحمدان بن عارم البخاري، وخالد بن روح الثقفي، وزكريا خياط السنة، وسعد البيروتي، وسليمان بن حذلم وسلامة بن ناهض المقدسي، والضحاك بن الحسين الإستراباذي، وعبد الله بن عتاب الزفتي، وعبد الله بن محمد بن سلم المقدسي، وعبد الله بن محمد بن طويط الرملي، وعبد الحميد بن محمود بن خالد السلمي، وعبد الرحيم بن عمر المازني، وأبو الأصبغ عبد العزيز بن محمد، وعبدان الأهوازي، وعثمان بن خرزاذ، وعلي بن الحسين بن ثابت الرازي، وعمرو بن أبي زرعة الدمشقي.
والفضل بن العباس الرازي فضلك، وقسطنطين الرومي، ومحمد بن أحمد بن عبد بن فياض الوراق، ومحمد بن بشر بن يوسف الأرموي وابن قتيبة العسقلاني، وأبو بكر محمد بن خزيم العقيلي، ومحمد بن شيبة الراهبي، ومحمد بن صالح بن أبي عصمة، ومحمد بن عبدوس بن جرير الصوري، ومحمد بن عمير الرملي، ومحمد بن عون الوحيدي، ومحمد بن الفيض الغساني، وأبو بكر الباغندي، ومحمد بن وضاح القرطبي، ومحمد بن يحيى بن رزين الحمصي، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد، ومحمد بن يوسف بن بشير الهروي، ومحمود بن سميع الحافظ، وأبو عمران موسى بن سهل الجوني، ونصر بن زكريا نزيل بخارى، وهميم بن همام الآملي، ووريزة بن محمد الغساني، ويحيى بن محمد بن أبي صغير الحلبي، وأمم سواهم.
وثقه يحيى بن معين فيما نقله معاوية بن صالح، وابن الجنيد، وروى أبو حاتم الرازي، عن يحيى بن معين: كيس كيس.
وقال أحمد العجلي: ثقة. وقال مرة: صدوق.
وقال النسائي: لا بأس به.
وقال الدارقطني: صدوق كبير المحل.(أعلام/2757)
وقال أبو حاتم: صدوق، لما كبر تغير، وكل ما دفع إليه قرأه، وكل ما لقن تلقن، وكان قديما أصح. كان يقرأ من كتابه.
وقال أبو داود: سمعت يحيى بن معين، يقول: هشام بن عمار كيس. ثم قال أبو داود: سليمان بن بنت شرحبيل أبو أيوب خير منه، هشام حدث بأرجح من أربعمائة حديث، ليس لها أصل مسندة كلها، كان فضلك يدور على أحاديث أبي مسهر وغيره، يلقنها هشاما، ويقول هشام: حدثني قد روي، فلا أبالي من حمل الخطأ.
وقال أبو عبيد الآجري، عن أبي داود: كان فضلك يدور بدمشق على أحاديث أبي مسهر والشيوخ يلقنها هشام بن عمار، فيحدثه بها. وكنت أخشى أن يفتق في الإسلام فتقا.
أحمد بن خالد الخلال: حدثنا يحيى بن معين، حدثنا هشام بن عمار، وليس بالكذوب، فذكر حديثا.
وقال هاشم بن مرثد: سمعت ابن معين، يقول: هشام بن عمار أحب إلي من ابن أبي مالك.
قال أبو القاسم بن الفرات: أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد الأصبهاني المقرئ، لما توفي أيوب بن تميم، يعني: مقرئ دمشق، رجعت الإمامة حينئذ إلى رجلين: أحدهما مشتهر بالقراءة والضبط، وهو ابن ذكوان، فائتم الناس به، والآخر مشتهر بالنقل والفصاحة والرواية، والعلم، والدراية، وهو هشام بن عمار، وكان خطيبا بدمشق، رزق كبر السن، وصحة العقل والرأي، فارتحل الناس إليه في نقل القراءة والحديث.
نقل القراءة عنه أبو عبيد قبل موت هشام بنحو من أربعين سنة، وحدث عنه هو والوليد بن مسلم، وابن شابور.(أعلام/2758)
وكان ابن ذكوان يفضله، ويرى مكانه لكبر سنه. ولد قبله بعشرين سنة. فأخذ القراءة عن أيوب تلاوة، كما أخذها ابن ذكوان، وزاد عليه بأخذه القراءة عن الوليد، وسويد بن عبد العزيز، وصدقة بن هشام، كذا قال، وأظنه أراد صدقة بن خالد وعراك بن خالد، وصدقة بن يحيى، ومدرك بن أبي سعد، وعمر بن عبد الواحد. وكل هؤلاء أئمة، قرءوا على يحيى الحارث. فلما توفي ابن ذكوان سنة اثنتين وأربعين، اجتمع الناس على إمامة هشام بن عمار في القراءة والنقل. وتوفي بعده بثلاث سنين.
قلت: هشام عظيم القدر، بعيد الصيت، وغيره أتقن منه وأعدل رحمه الله تعالى.
قال أبو أحمد بن عدي في " كامله ": سمعت قسطنطين بن عبد الله مولى المعتمد، يقول: حضرت مجلس هشام بن عمار، فقال المستملي: من ذكرت؟ فقال: أخبرنا بعض مشايخنا، ثم نعس، ثم قال له: من ذكرت؟ فنعس، فقال المستملي: لا تنتفعوا به، فجمعوا له شيئا فأعطوه. فكان بعد ذلك يملي عليهم حتى يملوا.
وقال محمد بن أحمد بن راشد بن معدان الأصبهاني: سمعت ابن وارة، يقول: عزمت زمانا أن أمسك عن حديث هشام بن عمار ; لأنه كان يبيع الحديث.
قلت: العجب من هذا الإمام مع جلالته، كيف فعل هذا، ولم يكن محتاجا، وله اجتهاده.
قال صالح بن محمد جزرة: كان هشام بن عمار يأخذ على الحديث، ولا يحدث ما لم يأخذ، فدخلت عليه، فقال: يا أبا علي، حدثني بحديث لعلي بن الجعد، فقال: حدثنا ابن الجعد، حدثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع، عن أبي العالية، قال: علم مجانا كما علمت مجانا. قال: تعرضت بي يا أبا علي؟ فقلت: ما تعرضت، بل قصدتك.(أعلام/2759)
وقال صالح أيضا: كنت شارطت هشاما أن أقرأ عليه بانتخابي ورقة، فكنت آخذ الكاغد الفرعوني وأكتب مقرمطا. فكان إذا جاء الليل، أقرأ عليه إلى أن يصلي العتمة، فإذا صلى العتمة، يقعد وأقرأ عليه، فيقول: يا صالح، ليس هذه ورقة، هذه شقة.
الإسماعيلي: أخبرنا عبد الله بن محمد بن سيار، قال: كان هشام بن عمار يلقن، وكان يلقن كل شيء ما كان من حديثه. فكان يقول: أنا قد أخرجت هذه الأحاديث صحاحا. وقال الله تعالى: فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه قال: وكان يأخذ على كل ورقتين درهما. ويشارط، ويقول: إن كان الخط دقيقا، فليس بيني وبين الدقيق عمل. وكان يقول: وذاك أني قلت له: إن كنت تحفظ فحدث، وإن كنت لا تحفط، فلا تلقن ما يلقن، فاختلط من ذلك، وقال: أنا أعرف هذه الأحاديث. ثم قال لي بعد ساعة: إن كنت تشتهي أن تعلم، فأدخل إسنادا في شيء، فتفقدت الأسانيد التي فيها قليل اضطراب، فجعلت أسأله عنها، فكان يمر فيها يعرفها.
قال أبو بكر المروذي: ذكر أحمد بن حنبل هشام بن عمار، فقال: طياش خفيف.
خيثمة: سمعت محمد بن عوف، يقول: أتينا هشام بن عمار في مزرعة له، وهو قاعد على مورج له، وقد انكشفت سوءته، فقلنا: يا شيخ، غط عليك. فقال: رأيتموه؟ ! لن ترمد عينكم أبدا، يعني: يمزح.(أعلام/2760)
قال الحافظ محمد بن أبي نصر الحميدي: أخبرني بعض أصحاب الحديث ببغداد أن هشام بن عمار، قال: سألت الله - تعالى - سبع حوائج، فقضي لي منها ستا، والواحدة ما أدري ما صنع فيها. سألته أن يغفر لي ولوالدي، فما أدري، وسألته أن يرزقني الحج، ففعل، وسألته أن يعمرني مائة سنة، ففعل قلت: إنما عاش اثتنين وتسعين سنة، ثم قال: وسألته أن جعلني مصدقا على حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففعل: وسألته أن يجعل الناس يغدون إلي في طلب العلم، ففعل. وسألته أن أخطب على منبر دمشق، ففعل. وسألته أن يرزقني ألف دينار حلالا ففعل. قال: فقيل له: كل شيء قد عرفناه، فألف دينار حلال من أين لك؟ فقال: وجه المتوكل بعض ولده ليكتب عني لما خرج إلينا، يعني لما سكن دمشق، وبني له القصر بداريا. قال: ونحن نلبس الأزر، ولا نلبس السراويلات. فجلست، فانكشف ذكري، فرآه الغلام، فقال: استتر يا عم. قلت: رأيته؟ قال: نعم. قلت: أما إنه لا ترمد عينك أبدا إن شاء الله. قال: فلما دخل على المتوكل، ضحك. قال: فسأله فأخبره بما قلت له، فقال: فأل حسن تفاءل لك به رجل من أهل العلم، احملوا إليه ألف دينار. فحملت إلي، فأتتني من غير مسألة، ولا استشراف نفس.
فهذه حكاية منقطعة. ولعلها جرت.(أعلام/2761)
قال أبو بكر محمد بن سليمان الربعي: حدثنا محمد بن الفيض الغساني، سمعت هشام بن عمار، يقول: باع أبي بيتا له بعشرين دينارا، وجهزني للحج. فلما صرت إلى المدينة، أتيت مجلس مالك، ومعي مسائل أريد أن أسأله عنها. فأتيته، وهو جالس في هيئة الملوك، وغلمان قيام، والناس يسألونه، وهو يجيبهم. فلما انقضى المجلس، قال لي بعض أصحاب الحديث: سل عن ما معك؟ فقلت له: يا أبا عبد الله، ما تقول في كذا وكذا؟ فقال: حصلنا على الصبيان، يا غلام، احمله. فحملني كما يحمل الصبي، وأنا يومئذ غلام مدرك، فضربني بدرة مثل درة المعلمين سبع عشرة درة، فوقفت أبكي، فقال لي: ما يبكيك؟ أوجعتك هذه الدرة؟ قلت: إن أبي باع منزله، ووجه بي أتشرف بك، وبالسماع منك، فضربتني؟ فقال: اكتب، قال: فحدثني سبعة عشر حديثا، وسألته عما كان معي من المسائل فأجابني.
قال يعقوب بن إسحاق الهروي، عن صالح بن محمد الحافظ: سمعت هشام بن عمار، يقول: دخلت على مالك، فقلت له: حدثني، فقال: اقرأ، فقلت: لا. بل حدثني، فقال: اقرأ، فلما أكثرت عليه، قال: يا غلام، تعال اذهب بهذا، فاضربه خمسة عشر، فذهب بي فضربني خمس عشرة درة، ثم جاء بي إليه، فقال: قد ضربته، فقلت له: لم ظلمتني؟ ضربتني خمس عشرة درة بغير جرم، لا أجعلك في حل، فقال مالك: فما كفارته؟ قلت: كفارته أن تحدثني بخمسة عشر حديثا.
قال: فحدثني بخمسة عشر حديثا. فقلت له: زد من الضرب، وزد في الحديث، فضحك مالك، وقال: اذهب.(أعلام/2762)
قال الخليلي: سمعت علي بن أحمد بن صالح المقرئ، حدثنا الحسن بن علي الطوسي، سمعت محمد بن طرخان، سمعت هشام بن عمار، يقول: قصدت باب مالك، فهجمت عليه بلا إذن، فأمر غلاما له، حتى ضربني سبعة عشر ضرب السلاطين. وأخرجت، فقعدت على بابه أبكي، ولم أبك للضرب ; بل بكيت حسرة، فحضر جماعة. قال: فقصصت عليهم، فشفعوا في، فأملى علي سبعة عشر حديثا.
قال محمد بن خريم الخريمي: سمعت هشام بن عمار، يقول في خطبته: قولوا الحق، ينزلكم الحق منازل أهل الحق يوم لا يقضى إلا بالحق. معروف بن محمد بن معروف الواعظ، عن أبي المستضيء معاوية بن أوس السكسكي من أهل بيت قوفا، قال: رأيت هشام بن عمار إذا مشى أطرق إلى الأرض لا يرفع رأسه إلى السماء حياء من الله عز وجل.
قلت: وكان هشام خطيبا بليغا صاحب بديهة.
روى عنه عبدان الجواليقي، قال: ما أعدت خطبة منذ عشرين سنة. ثم قال عبدان: ما كان في الدنيا مثله.
وقال أبو زرعة الرازي: من فاته هشام بن عمار، يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث.
قال أبو بكر أحمد بن المعلى القاضي: رأيت هشام بن عمار في النوم، والمشايخ متوافرون، سليمان بن عبد الرحمن وغيره، وهو يكنس المسجد، فماتوا، وبقي هو آخرهم.
قال ابن حبان البستي: كانت أذناه لاصقتين برأسه، وكان يخضب بالحناء.
قلت: لم يخرج له الترمذي سوى حديث سوق الجنة رواه عن محمد بن إسماعيل البخاري عنه، ورواه ابن ماجه عاليا عنه. ووقع لي عاليا في أمالي أبي الحسين بن سمعون، رواه عن شيخ ليس بثقة، يقال له: أحمد بن سليمان بن زبان الكندي، عن هشام. وابن زبان هو آخر من زعم في الدنيا، أنه سمع من هشام، وبقي بعده إلى سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وله جزء مشهور.
قال الفسوي: سمعت هشام بن عمار، يقول: سمعت من سعيد بن بشير مجلسا مع أصحابنا، فلم أكتبه، وسمعت الكثير من بكير بن معروف.(أعلام/2763)
قال عبدان الأهوازي: كنا لا نصلي خلف هدبة بن خالد من طول صلاته، يسبح في الركوع والسجود نيفا وثلاثين تسبيحة، وكان من أشبه خلق الله بهشام بن عمار لحيته ووجهه، وكل شيء حتى في صلاته.
قلت: أما قول الإمام فيه: طياش ; فلأنه بلغه عنه أنه قال في خطبته: الحمد لله الذي تجلى لخلقه بخلقه ; فهذه الكلمة لا ينبغي إطلاقها، وإن كان لها معنى صحيح، لكن يحتج بها الحلولي والاتحادي. وما بلغنا أنه - سبحانه وتعالى - تجلى لشيء إلا بجبل الطور، فصيره دكا. وفي تجليه لنبينا - صلى الله عليه وسلم - اختلاف أنكرته عائشة، وأثبته ابن عباس.
وبكل حال كلام الأقران بعضهم في بعض يحتمل، وطيه أولى من بثه إلا أن يتفق المتعاصرون على جرح شيخ، فيعتمد قولهم، والله أعلم.
وقد روى هشام غير حديث، عن ابن لهيعة في كتابه إليه. وحسبك قول أحمد بن أبي الحواري مع جلالته: إذا حدثت ببلد فيه مثل هشام بن عمار يجب للحيتي أن تحلق.
وقال أبو بكر المروذي في كتاب " القصص ": ورد علينا كتاب من دمشق: سل لنا أبا عبد الله، فإن هشاما، قال: لفظ جبريل - عليه السلام - ومحمد - صلى الله عليه وسلم - بالقرآن مخلوق. فسألت أبا عبد الله، فقال: أعرفه طياشا، لم يجتر الكرابيسي أن يذكر جبريل ولا محمدا. هذا قد تجهم في كلام غير هذا.
قلت: كان الإمام أحمد يسد الكلام في هذا الباب، ولا يجوزه، وكذلك كان يبدع من يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق. ويضلل من يقول: لفظي بالقرآن قديم، ويكفر من يقول: القرآن مخلوق. بل يقول: القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، وينهى عن الخوض في مسألة اللفظ. ولا ريب أن تلفظنا بالقرآن من كسبنا، والقرآن الملفوظ المتلو كلام الله - تعالى - غير مخلوق، والتلاوة والتلفظ والكتابة والصوت به من أفعالنا، وهي مخلوقة، والله أعلم.(أعلام/2764)
قال ابن عدي في " كامله ": حدثنا الحسين بن عبد الله القطان، حدثنا هشام بن عمار، قال: كتب إلينا ابن لهيعة، عن أبي عشانة، عن عقبة بن عامر: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله ليعجب إلى الشاب ليست له صبوة.
قال محمد بن خريم العقيلي: سمعت هشام بن عمار، يخطب: قولوا الحق ينزلكم الحق منازل أهل الحق، يوم لا يقضى إلا بالحق.
وقال محمد بن الفيض الغساني: كان هشام بن عمار يربع بعلي رضي الله عنه. .
قلت: خالف أهل بلده، وتابع أئمة الأثر.
وقال أبو حاتم: لما كبر هشام، تغير.
قال محمد بن الفيض: سمعت هشاما يقول: في جوسية رجل شرعبي كان له بغل، فكان يدلج على بغله من جوسية، وهي من قرى حمص يوم الجمعة، فيصلي الجمعة في مسجد دمشق، ثم يروح، فيبيت في أهله، فكان الناس يعجبون منه. ثم إن بغله مات، فنظر إلى جنبيه، فإذا ليس له أضلاع، إنما له صفحتان، عظم مصمت. ثم قال محمد بن الفيض: وسمعت جدي، وبكار بن محمد يذكران حديث الشرعبي، كما قال هشام بن عمار. رواها تمام الرازي عن محمد بن سليمان الربعي عنه.(أعلام/2765)
وقال محمد بن الفيض أيضا: جاء رجل من قرية الحرجلة يطلب لعرس أخيه لعابين، فوجد الوالي قد منعهم، فجاء يطلب مغبرين، يعني: مزمزمين يغبرون بالقضيب، قال: فلقيه صوفي ماجن، فأرشده إلى ابن ذكوان، وهو خلف المنبر، فجاءه، وقال: إن السلطان قد منع المخنثين. فقال: أحسن والله، فقال: فنعمل العرس بالمغبرين، وقد دللت عليك، فقال: لنا رفيق، فإن جاء جئت، وهو ذاك، وأشار إلى هشام بن عمار. فقام الرجل إليه، وهو عند المحراب متكئ، فقال الرجل لهشام: أبو من أنت؟ فرد عليه ردا ضعيفا، فقال: أبو الوليد، فقال: يا أبا الوليد، أنا من الحرجلة، قال: ما أبالي من أين كنت. قال: إن أخي يعمل عرسه، فقال: فماذا أصنع؟ قال: قد أرسلني أطلب له المخنثين. قال: لا بارك الله فيهم ولا فيك. قال: وقد طلب المغبرين فأرشدت إليك. قال: ومن بعثك؟ قال: هذاك الرجل، فرفع هشام رجله، ورفسه، وقال: قم. وصاح بابن ذكوان: أقد تفرغت لهذا؟ ! قال: إي والله، أنت رئيسنا، لو مضيت مضينا.
قال ابن الفيض: رأى هشام عصا لابن ذكوان، فقال: أنا أكبر من أبيه، وما أحمل عصا.(أعلام/2766)
أخبرنا أحمد بن إسحاق، أخبرنا الفتح بن عبد السلام، أخبرنا محمد بن عمر القاضي، ومحمد بن علي، ومحمد بن أحمد الطرائفي، قالوا: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة، أنبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن، أخبرنا جعفر بن محمد الفريابي، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن ابن عمر، أنه رأى الناس يدخلون المسجد، فقال: من أين جاء هؤلاء؟ قالوا: من عند الأمير، فقال: إن رأوا منكرا أنكروه، وإن رأوا معروفا أمروا به؟ فقالوا: لا. قال: فما يصنعون؟ قال: يمدحونه، ويسبونه إذا خرجوا من عنده. فقال ابن عمر: إن كنا لنعد النفاق على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيما دون هذا. رواته ثقات، لكنه ليس بمتصل. ما أظن أبا حازم سمعه من ابن عمر.
وبه: حدثنا هشام بن عمار، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا عوف بن موسى البصري، سمعت معاوية بن قرة، يقول: أن لا نكون في نفاق، أحب إلي من الدنيا وما فيها. كان عمر يخشاه، وآمنه أنا! .
قال البخاري وغيره: توفي هشام بن عمار في آخر المحرم سنة خمس وأربعين ومائتين. وكان ولده أحمد ممن قرأ عليه القرآن. وعاش إلى سنة ست عشرة وثلاث مائة.(أعلام/2767)
هشام بن يوسف (خ، 4)
الصنعاني الإمام الثبت قاضي صنعاء اليمن، وفقيهها، أبو عبد الرحمن، من أقران عبد الرزاق، لكنه أجل وأتقن، مع قدم موته، فهو ممن يذكر مع معن بن عيسى، وعبد الرحمن بن مهدي.
حدث عن ابن جريج، ومعمر، وسفيان الثوري، والقاسم بن فياض، وجماعة، وليس بالمكثر، لكنه مجود.
روى عنه إبراهيم بن موسى الفراء، ويحيى بن معين، وإسحاق بن راهويه، وعبد الله بن محمد المسندي، وخلق سواهم ولم يدركه أحمد بن حنبل.
ذكره أبو حاتم، فقال: ثقة متقن.
وروى عبد الله بن أحمد، عن أبيه، قال: سمعت بعض أصحابنا قال مرة: قال يحيى بن معين: كتب لي عبد الرزاق إلى هشام بن يوسف، فقال: إنك تأتي رجلا إن كان غيره السلطان، فإنه لم يغير حديثه.
وقال يحيى بن معين: مكثنا على باب هشام خمسين يوما، لا يحدثنا بحديث، نذهب معه إلى باب الأمير.
وقال أحمد بن حنبل: سمعت عبد الرزاق يقول: أتاه - يعني يحيى بن معين - فأجزره شاة، وفعل به وفعل، ثم قال أحمد: هشام ألأم من أن يذبح له.
قال إبراهيم بن يوسف: سمعت هشام بن يوسف يقول: قدم سفيان الثوري اليمن، فقال: اطلبوا كاتبا سريع الخط، فارتادوني، فكنت أكتب.
قال أبو زرعة الرازي: هشام أصح اليمانيين كتابا.
وقال عبد الرزاق: إن حدثكم القاضي، فلا عليكم أن لا تكتبوا عن غيره.
قلت: توفي هشام في سنة سبع وتسعين ومائة، في عشر السبعين أرى.(أعلام/2768)
قرأت على أبي المعالي أحمد بن إسحاق بن محمد بن المؤيد القرافي بمصر، أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي الفتح، والفرج بن عبد الله الكاتب ببغداد قالا: أخبرنا محمد بن عمر القاضي، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور، أخبرنا علي بن عمر الحربي في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، حدثنا أبو زكريا يحيى بن معين، سنة سبع وعشرين ومائتين، حدثنا هشام بن يوسف، عن عبد الله بن سليمان النوفلي، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي.
هذا حديث غريب فرد، ما رواه عن ابن عباس إلا ولده علي، ولا عن علي إلا ابنه محمد أبو الخلفاء، تفرد به عنه قاضي صنعاء عبد الله بن سليمان، ولم يروه عنه إلا هشام، أخرجه الترمذي عن سليمان بن الأشعث السجزي، عن يحيى بن معين، فوقع لنا بدلا بعلو درجتين.
وقد رواه يعقوب الفسوي في " تاريخه " عن زياد بن أيوب، عن ابن معين، والناس فيه عيال على يحيى، وليس النوفلي بمعروف.(أعلام/2769)
هشيم (ع)
ابن بشير بن أبي خازم، واسم أبي خازم قاسم بن دينار الإمام شيخ الإسلام، محدث بغداد، وحافظها أبو معاوية السلمي، مولاهم الواسطي. ولد سنة أربع ومائة.
وأخذ عن الزهري، وعمرو بن دينار بمكة، ولم يكثر عنهما، وهما أكبر شيوخه.
وروى عن منصور بن زاذان، وحصين بن عبد الرحمن، وأبي بشر وأيوب السختياني، وأبي الزبير، ومغيرة، وسليمان التيمي، وعبد العزيز بن صهيب، وعلي بن زيد، وأبي إسحاق الشيباني، ويحيى بن سعيد، ويعلى بن عطاء، ويحيى بن أبي إسحاق، وأبي هاشم الرماني، وحميد الطويل، وعبد الله بن أبي صالح السمان، وعطاء بن السائب، والأعمش، وخلق.
حدث عنه ابن إسحاق، وعبد الحميد بن جعفر، وشعبة، وسفيان، وهم من أشياخه، وحماد بن زيد، وابن المبارك، وطائفة من أقرانه، ويحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وعفان، وقتيبة، وأحمد، وعمرو بن عون، ومسدد، وابن المديني، وابنا أبي شيبة، وعلي بن حجر، وعلي بن مسلم الطوسي، وعمرو الناقد، وأبو عبيد، وابن الصباح الدولابي، والجرجرائي وشجاع بن مخلد، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، ويعقوب الدورقي، وأبو معمر القطيعي، وخلف بن سالم، وأبو خيثمة، وأحمد بن منيع، وأبو كريب، وأبو سعيد الأشج، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وهناد بن السري، وزياد بن أيوب، والحسن بن عرفة، وإبراهيم بن مجشر وخلق كثير.
سكن بغداد، ونشر بها العلم، وصنف التصانيف. قال يعقوب الدورقي: كان عند هشيم عشرون ألف حديث.
قلت: كان رأسا في الحفظ إلا أنه صاحب تدليس كثير، قد عرف بذلك.
قال أحمد بن حنبل: لم يسمع هشيم من يزيد بن أبي زياد، ولا من الحسن بن عبيد الله، ولا من أبي خالد، ولا من سيار، ولا من موسى الجهني، ولا من علي بن زيد بن جدعان، ثم سمى جماعة كثيرة - يعني فروايته عنهم مدلسة.(أعلام/2770)
قال إبراهيم الحربي: كان والد هشيم صاحب صحناء وكامخ، فكان يمنع هشيما من الطلب، فكتب العلم حتى ناظر أبا شيبة القاضي، وجالسه في الفقه. قال: فمرض هشيم، فجاء أبو شيبة يعوده، فمضى رجل إلى بشير، فقال: الحق ابنك، فقد جاء القاضي يعوده، فجاء، فوجد القاضي في داره، فقال: متى أملت أنا هذا، قد كنت يا بني أمنعك، أما اليوم فلا بقيت أمنعك.
قال وهب بن جرير: قلنا لشعبة: نكتب عن هشيم؟ قال: نعم، ولو حدثكم عن ابن عمر، فصدقوه.
قال أحمد بن حنبل: لزمت هشيما أربع سنين، أو خمسا، ما سألته عن شيء، إلا مرتين هيبة له، وكان كثير التسبيح بين الحديث، يقول بين ذلك: لا إله إلا الله، يمد بها صوته.
وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: كان هشيم أحفظ للحديث من سفيان الثوري.
وقال يزيد بن هارون: ما رأيت أحدا أحفظ للحديث من هشيم إلا سفيان، إن شاء الله.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: هشيم ثقة، يعد من الحفاظ، وكان يدلس.
قال ابن أبي الدنيا: حدثني من سمع عمرو بن عون يقول: مكث هشيم يصلي الفجر بوضوء العشاء قبل أن يموت عشرين سنة.
وقال عمرو بن عون: سمعت حماد بن زيد يقول: ما رأيت في المحدثين أنبل من هشيم.
وسئل أبو حاتم عن هشيم، فقال: لا يسأل عنه في صدقه، وأمانته، وصلاحه.
وقال عبد الله بن المبارك: من غير الدهر حفظه، فلم يغير حفظ هشيم.
قال يحيى بن أيوب العابد: سمعت نصر بن بسام وغيره من أصحابنا، قالوا: أتينا معروفا الكرخي، فقال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام وهو يقول لهشيم: جزاك الله عن أمتي خيرا. فقلت لمعروف: أنت رأيت؟ قال: نعم، هشيم خير مما نظن.(أعلام/2771)
أحمد بن أبي خيثمة، حدثنا سليمان بن أبي شيخ، حدثنا أبو سفيان الحميري، عن هشيم، قال: قدم الزبير - رضي الله عنه - الكوفة في خلافة عثمان، وعلى الكوفة سعيد بن العاص، فبعث إليه بسبع مائة ألف، وقال: لو كان في بيت المال أكثر من هذا لبعثت بها إليك، فقبلها الزبير. قال أحمد: فحدثت بهذا مصعب بن عبد الله، فقال: ما كان الذي بعث إليه عندنا إلا الوليد بن عقبة، وكنا نشكرها لهم، وهشيم أعلم.
قال أبو سفيان: سألت هشيما عن التفسير: كيف صار فيه الاختلاف؟ قال: قالوا برأيهم، فاختلفوا.
قال إبراهيم بن عبد الله الهروي: سمع هشيم، وابن عيينة من الزهري في سنة ثلاث وعشرين في ذي الحجة، فقال سفيان: أقام عندنا إلى عمرة المحرم، ثم خرج إلى الجعرانة فاعتمر منها، ثم نفر، ومات من سنته.
وقد ذكر إبراهيم بن عبد الله الهروي حديثا، فقال: لم يسمعه هشيم من الزهري، ولم يرو عنه سوى أربعة أحاديث سماعا، منها: حديث " السقيفة " وحديث " المضامين والملاقيح " وحديث " ما استيسر من الهدي " وحديث: " اعتكف فأتته صفية ".
قلت: قد ذكرنا في ترجمة شعبة أنه اختطف صحيفة الزهري من يد هشيم فقطعها، لكونه أخفى شأن الزهري على شعبة لما رآه جالسا معه وسأله: من ذا الشيخ؟ فقال: شرطي لبني أمية، فما عرفه شعبة، ولا سمع منه. وهذه هفوة كانت من الاثنين في حال الشبيبة، ثم إن هشيما كان يحفظ من تلك الصحيفة أربعة أحاديث، فكان يرويها.
قال أحمد بن حنبل: ليس أحد أصح حديثا من هشيم عن حصين.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: حفظ هشيم عندي أثبت من حفظ أبي عوانة، وكتاب أبي عوانة أثبت.(أعلام/2772)
روى عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه قال: الذين رأيتهم لا يختضبون: هشيم، معتمر، يحيى بن سعيد، معاذ بن معاذ، ابن إدريس، ابن مهدي، إسماعيل بن إبراهيم، عبد الوهاب الثقفي، يزيد بن هارون، أبو معاوية حفص بن غياث، عباد بن العوام.
إلى السواد: جرير بن نمير، غندر بن فضيل البرساني، عبد الرزاق، عباد بن عباد بن أبي زائدة، الوليد بن مسلم.
خضابا خفيفا: مرحوم العطار، حجاج، سعد ويعقوب ابنا إبراهيم، أبو داود، أبو النضر، أبو نعيم. خضابا خفيفا: محمد بن عبيد، أخوه يعلى، أخوهما عمر. خضابا خفيفا: أبو قطن، أبو المغيرة، علي بن عياش، أبو اليمان، عصام بن خالد، بشر بن شعيب، يحيى بن أبي بكير، غنام بن علي، مروان بن شجاع، شجاع بن الوليد، حميد الرؤاسي، إبراهيم بن خالد. رأيت هولاء يخضبون.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران، ويوسف بن أحمد، قالا: أخبرنا موسى بن عبد القادر، أخبرنا سعيد بن البناء، أخبرنا علي بن البسري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا أبو الأحوص محمد بن حبان البغوي، سنة سبع وعشرين، وعبيد الله بن عمر، وسريج بن يونس، قالوا: أخبرنا هشيم، أخبرنا علي بن زيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول شافع يوم القيامة ولا فخر.
أخرجه الترمذي وابن ماجه بأطول من هذا من حديث سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان وهو من أوعية العلم، لكن له ما ينكر. وقال الترمذي في هذا الحديث: حسن. وفيه تصريح الإخبار عن علي كما ترى، وقد مر قول أحمد بن حنبل - فالله أعلم.(أعلام/2773)
همام بن منبه (ع)
ابن كامل بن سيج الأبناوي الصنعاني المحدث المتقن أبو عقبة صاحب تلك الصحيفة الصحيحة التي كتبها عن أبي هريرة، وهي نحو من مائة وأربعين حديثا.
حدث بها عنه معمر بن راشد، وقد حفظ أيضا عن معاوية وابن عباس وطائفة.
حدث عنه أخوه وهب صاحب القصص، ومات قبله بزمان، وابن أخيه عقيل بن معقل، وعلي بن الحسن بن أنس الصنعاني.
وثقه يحيى بن معين وغيره. قال أحمد بن حنبل: كان يغزو، وكان يشتري الكتب لأخيه، فجالس أبا هريرة بالمدينة، وعاش حتى أدرك ظهور المسودة وسقط حاجباه على عينيه من الكبر.
قال سفيان بن عيينة: كنت أتوقع قدوم همام مع الحجاج عشر سنين.
قال الميموني: سمعت أحمد بن حنبل يقول في صحيفة همام: أدركه معمر أيام السودان، فقرأ عليه همام حتى إذا مل، أخذ معمر، فقرأ عليه الباقي، وعبد الرزاق لم يكن يعرف ما قرئ عليه مما قرأه هو، وهي نحو من مائة وأربعين حديثا.
قلت: لو كان أحد سمعها من همام كما عاش همام بعد أبي هريرة بضعا وسبعين سنة، لعاش إلى سنة بضع وستين، وما رأينا من روى الصحيفة عن همام إلا معمرا، وجميع ما عاش بعده نيفا وعشرين سنة
قال البخاري: قال علي: سألت رجلا لقي هماما عن موته، فقال: سنة ثنتين وثلاثين ومائة.
أخبرنا أبو الفداء إسماعيل بن عبد الرحمن المعدل، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد المقدسي، أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد الأنباري، أنبأنا علي بن محمد المعدل، أنبأنا إسماعيل بن محمد، أنبأنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر) ، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ذروني ما تركتكم; فإنما هلك الذين من قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم. فإذا نهيتكم عن شيء، فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر، فأتوا منه ما استطعتم.(أعلام/2774)
قال عبد الرزاق: أنبأنا أبي وغيره، أن همام بن منبه قعد إلى ابن الزبير، وكان رجل بنجران من الأبناء يعظمونه يقال له: حنش لم يكن له لحية، فقال له رجل من قريش: من أنت؟ قال: من أهل اليمن، قال: ما فعلت عجوزكم يريد حنشا، قال همام: عجوزنا أسلمت مع سليمان لله رب العالمين، وعجوزكم حمالة الحطب، فبهت القرشي. فقال له ابن الزبير: أما تدري من كلمت؟ لم تعرضت بابن منبه؟ رواها إسحاق الكوسج عنه.(أعلام/2775)
همام بن يحيى (ع)
ابن دينار، الإمام الحافظ الصدوق الحجة أبو بكر، وأبو عبد الله
العوذي، المحلمي، البصري. وبنو عوذ: بطن من الأزد، وهو من مواليهم، وكان أبوه قصابا بالبصرة.
ولد بعد الثمانين. وحدث عن: الحسن، وأنس بن سيرين، وعطاء بن أبي رباح، ونافع مولى ابن عمر، ويحيى بن أبي كثير، وأبي جمرة الضبعي، وأبي عمران الجوني، وأبي التياح، وثابت البناني، وعلي بن زيد، وقتادة، وزيد بن أسلم، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وابن جحادة، وشقيق أبي ليث، ومطر الوراق، وخلق، وينزل إلى زياد بن سعد، وإلى سفيان بن عيينة ; وذلك في أبي داود والنسائي.
حدث عنه: سفيان الثوري، مع تقدمه، وابن المبارك، وابن علية، ووكيع، ويزيد، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو علي الحنفي، والمقرئ، وعبد الله بن رجاء الغداني، وأبو نعيم، ومحمد بن سنان العوقي، وأبو الوليد الطيالسي، وعفان، وعمرو بن عاصم، وحبان بن هلال، وحجاج بن منهال، وأبو داود، ومسلم بن إبراهيم، وعلي بن الجعد، وأبو سلمة التبوذكي، وشيبان بن فروخ، وهدبة بن خالد، وسهل بن بكار، ومحمد بن كثير العبدي، وأبو عمر الحوضي، وخلق سواهم.
أخبرنا ابن عساكر، أنبأنا أبو روح، أنبأنا تميم، أنبأنا أبو سعد، أنبأنا أبو عمرو الحيري، أنبأنا أبو يعلى، حدثنا هدبة، حدثنا همام، حدثنا أبو جمرة الضبعي، عن أبي بكر، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من صلى البردين، دخل الجنة "
روى عمر بن شبة، عن عفان، قال: كان يحيى بن سعيد يعترض على همام في كثير من حديثه، فلما قدم معاذ بن هشام، نظرنا في كتبه، فوجدناه يوافق هماما في كثير مما كان يحيى ينكره، فكف يحيى بعد عنه.
وقال يزيد بن هارون: كان همام قويا في الحديث. وروى صالح بن أحمد بن حنبل، عن أبيه قال: همام ثبت في كل المشايخ.(أعلام/2776)
وقال الأثرم: قلت لأبي عبد الله: همام أيش تقول فيه؟ فقال: كان عبد الرحمن يرضاه.
أحمد بن حنبل: عن ابن مهدي، قال: همام عندي في الصدق مثل ابن أبي عروبة، ثم قال أحمد: همام ثقة، وهو أثبت من أبان في يحيى بن أبي كثير.
وقال ابن معين: كان يحيى بن سعيد يروي عن أبان العطار، ولا يروي عن همام، وكان همام أفضل عندنا.
وروى الحسين بن الحسن الرازي، عن ابن معين: ثقة صالح، وهو في قتادة أحب إلي من حماد بن سلمة.
وروى أحمد بن زهير، عن يحيى، قال: همام في قتادة أحب إلي من أبي عوانة، همام، ثم أبو عوانة، ثم أبان، ثم حماد بن سلمة.
وقال علي بن المديني في أصحاب قتادة: كان هشام أرواهم عنه، وكان سعيد أعلمهم به، وكان شعبة أعلمهم بما سمع قتادة، وما لم يسمع، ولم يكن همام عندي بدون القوم في قتادة، ولم يكن ليحيى بن سعيد رأي فيه، وكان عبد الرحمن حسن الرأي فيه.
عمر بن شبة: حدثنا الفلاس، قال: حدث ابن أبي عدي، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة بحديث، فأنكره يحيى بن سعيد، وقال: لم يصنع ابن أبي عروبة شيئا. فقال عفان - وكان حاضرا -: حدثنا همام، عن قتادة، فسكت يحيى، فعجبنا من يحيى حيث يحدثه ابن أبي عدي عن سعيد فينكره، وحيث حدثه عفان عن همام فسكت.
قلت: هذا يدل على أن يحيى تغير رأيه بأخرة في همام، أو أنه لما رأى اتفاقهما على حديث اطمأن.
أبو الوليد وحبان: أن هماما قال: إني لأستحيي من الله أن أنظر في الكتاب، وأحفظ الحديث لكي أحدث الناس.
وقال أحمد بن أبي خيثمة: قال ابن مهدي: ظلم يحيى بن سعيد هماما، لم يكن له به علم، ولم يجالسه، فقال فيه.
قال محمد بن عبد الله بن عمار: سمعت يحيى القطان يقول: ألا تعجب من عبد الرحمن يقول: من فاته شعبة، سمع من همام. وكان يحيى لا يعبأ بهمام.(أعلام/2777)
وقال أحمد: قال ابن مهدي: ذكر يحيى بن سعيد عاصم بن سعيد الذي روى عنه قتادة، فقال يحيى - كأنه يحمل على همام -: قد أدخل بين قتادة وبين سعيد. قال: فجعل عبد الرحمن يضحك.
قال إبراهيم بن عرعرة ليحيى: حدثنا عفان، حدثنا همام، فقال له: اسكت ويحك. قال عمرو بن علي: الأثبات من أصحاب قتادة: سعيد، وهشام، وشعبة، وهمام.
وقال ابن عدي: أخبرني إسحاق بن يوسف - أظنه عن عبد الله بن أحمد - عن أبيه، قال: شهد يحيى بن سعيد في حداثته شهادة - وكان همام على العدالة - يعني فلم يعدل يحيى، فتكلم فيه يحيى لهذا.
قال عبد الله بن المبارك: همام ثبت في قتادة. وقال محمد بن المنهال: سمعت يزيد بن زريع يقول: همام حفظه رديء، وكتابه صالح. وقال ابن سعد: ثقة، ربما غلط. وقال أبو زرعة: لا بأس بهمام. وقال ابن أبي حاتم: سئل أبي عن همام وأبان، قال: همام أحب إلي ما حدث من كتابه، وإذا حدث من حفظه، تقاربا في الحفظ والغلط. وقال أيضا: سألت أبي عن همام، فقال: ثقة صدوق، في حفظه شيء، وهو في قتادة أحب إلي من حماد بن سلمة وأبان.
قال عفان، عن همام: إذا رأيتم في حديثي لحنا، فقوموه، فإن قتادة كان لا يلحن.
قال الحافظ عبد الله بن عدي: وهمام أشهر وأصدق من أن يذكر له حديث، وأحاديثه مستقيمة عن قتادة، وهو مقدم في يحيى بن أبي كثير. وقع لنا حديث همام عاليا في " صفة النفاق " للفريابي وقد أوردته في أماكن، وهمام ممن جاوز القنطرة، واحتج به أرباب الصحاح.
روى البخاري، عن محمد بن محبوب: وفاته في سنة ثلاث وستين ومائة وقال ابن حبان: مات في رمضان سنة أربع وستين وقال شريح بن النعمان: قدمت البصرة سنة أربع أو خمس وستين -شك- فقيل لي: مات همام منذ جمعة أو جمعتين.(أعلام/2778)
أخبرنا محمد بن المطهر، أنبأنا عبد المعز بن محمد، أنبأنا تميم بن أبي سعيد، أنبأنا أبو سعد، أنبأنا ابن حمدان، أنبأنا أبو يعلى، حدثنا هدبة، حدثنا همام، عن قتادة، عن أبي عيسى الأسواري عن أبي سعيد الخدري: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الشرب قائما، أو نحو ذاك رواه مسلم عن هدبة بن خالد.(أعلام/2779)
هناد بن السري (عخ، م، 4)
ابن مصعب بن أبي بكر بن شبر بن صعفوق الإمام الحجة القدوة زين العابدين، أبو السري التميمي الدارمي الكوفي، مصنف كتاب " الزهد " وغير ذلك.
روى أبو العباس السراج أنه قال: ولدت سنة اثنتين وخمسين ومائة.
حدث عن: شريك، وأبي الأحوص، وابن المبارك، وهشيم، وعبثر بن القاسم، وإسماعيل بن عياش، وابن أبي الزناد، وملازم بن عمرو، وأبي بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة، وحاتم بن إسماعيل، وعبدة بن سليمان، وعلي بن مسهر، وعيسى بن يونس، وأبي معاوية، ويحيى بن أبي زائدة، وخلق. وينزل إلى قبيصة، ويحيى بن معين، وكان من الحفاظ العباد.
حدث عنه الجماعة، لكن البخاري في غير " صحيحه " اتفاقا لا اجتنابا، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وابن أبي الدنيا، والرمادي، والدقيقي، ومطين، وعبدان الأهوازي، وأبو العباس السراج، ومحمد بن صالح بن ذريح، وابن ابن أخيه أبو دارم محمد بن السري بن يحيى، وآخرون.
قال أبو حامد أحمد بن سهل الإسفراييني: سمعت أحمد بن حنبل، وسئل عمن نكتب بالكوفة، فقال: عليكم بهناد.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال أبو داود: سمعت قتيبة يقول: ما رأيت وكيعا يعظم أحدا تعظيمه لهناد، ثم سأله عن الأهل.
وقال النسائي: ثقة.(أعلام/2780)
وقال أحمد بن سلمة النيسابوري الحافظ: كان هناد - رحمه الله - كثير البكاء، فرغ يوما من القراءة لنا، فتوضأ وجاء إلى المسجد، فصلى إلى الزوال، وأنا معه في المسجد، ثم رجع إلى منزله، فتوضأ، وجاء فصلى بنا الظهر، ثم قام على رجليه يصلي إلى العصر، يرفع صوته بالقرآن، ويبكي كثيرا. ثم إنه صلى بنا العصر، وأخذ يقرأ في المصحف، حتى صلى المغرب. قال: فقلت لبعض جيرانه: ما أصبره على العبادة، فقال: هذه عبادته بالنهار منذ سبعين سنة، فكيف لو رأيت عبادته بالليل، وما تزوج قط، ولا تسرى، وكان يقال له: راهب الكوفة.
قال أبو العباس الثقفي: مات في يوم الأربعاء آخر يوم من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
قلت: عاش إحدى وتسعين سنة. ولا يشتبه ب: هناد بن السري الصغير الدارمي.(أعلام/2781)
وأبوهم عمرو بن الجموح
ابن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد، بن جشم بن الخزرج الأنصاري السلمي الغنمي.
والد معاذ، ومعوذ، وخلاد المذكورين، وعبد الرحمن، وهند.
روى ثابت البناني: عن عكرمة، قال: قدم مصعب بن عمير المدينة يعلم الناس، فبعث إليه عمرو بن الجموح: ما هذا الذي جئتمونا؟ قالوا: إن شئت جئناك، فأسمعناك القرآن. قال: نعم. فقرأ صدرا من سورة يوسف، فقال عمرو: إن لنا مؤامرة في قومنا - وكان سيد بني سلمة - فخرجوا، ودخل على مناف فقال: يا مناف، تعلم - والله - ما يريد القوم غيرك، فهل عندك من نكير؟ .
قال: فقلده السيف وخرج، فقام أهله فأخذوا السيف، فلما رجع قال: أين السيف يا مناف؟ ويحك! إن العنز لتمنع استها، والله ما أرى في أبي جعار غدا من خير. ثم قال لهم: إني ذاهب إلى مالي فاستوصوا بمناف خيرا.
فذهب، فأخذوه فكسروه وربطوه مع كلب ميت وألقوه في بئر، فلما جاء قال: كيف أنتم؟ قالوا: بخير يا سيدنا، طهر الله بيوتنا من الرجس. قال: والله إني أراكم قد أسأتم خلافتي في مناف. قالوا: هو ذاك، انظر إليه في ذلك البئر. فأشرف فرآه، فبعث إلى قومه فجاءوا، فقال: ألستم على ما أنا عليه؟ قالوا: بلى، أنت سيدنا. قال: فأشهدكم أني قد آمنت بما أنزل على محمد.
قال: فلما كان يوم أحد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ". فقام - وهو أعرج - فقال: والله لأقحزن عليها في الجنة. فقاتل حتى قتل.(أعلام/2782)
وعن عاصم بن عمر أن إسلام عمرو بن الجموح تأخر، وكان له صنم يقال له مناف، وكان فتيان بني سلمة قد آمنوا، فكانوا يمهلون، حتى إذا ذهب الليل دخلوا بيت صنمه فيطرحونه في أنتن حفرة منكسا، فإذا أصبح عمرو غمه ذلك، فيأخذه فيغسله ويطيبه، ثم يعودون لمثل فعلهم، فأبصر عمرو شأنه وأسلم، وقال أبياتا منها:
والله لو كنت إلها لم تكن
أنت وكلب وسط بئر في قرن
أف لمثواك إلها مستدن
فالآن فتشناك عن شر الغبن
روى محمد بن مسلم، عن عمرو بن دينار (ح) وفطر بن خليفة، عن حبيب بن أبي ثابت (ح) ، وابن عيينة، عن ابن المنكدر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " يا بني سلمة، من سيدكم؟ قالوا: الجد بن قيس، وإنا لنبخله. قال: وأي داء أدوى من البخل؟ ! بل سيدكم الجعد الأبيض عمرو بن الجموح ".
قال الواقدي: لم يشهد بدرا - كان أعرج - ولما خرجوا يوم أحد منعه بنوه، وقالوا: عذرك الله. فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشكوهم، فقال: " لا عليكم أن لا تمنعوه ; لعل الله يرزقه الشهادة ".
قالت امرأته هند أخت عبد الله بن عمرو بن حرام: كأني أنظر إليه قد أخذ درقته وهو يقول: اللهم لا تردني. فقتل هو وابنه خلاد.
إسرائيل: عن سعيد بن مسروق، عن أبي الضحى: أن عمرو بن الجموح قال لبنيه: أنتم منعتموني الجنة يوم بدر، والله لإن بقيت لأدخلن الجنة. فلما كان يوم أحد، قال عمر: لم يكن لي هم غيره، فطلبته، فإذا هو في الرعيل الأول.
قال مالك: كفن هو وعبد الله بن عمرو بن حرام في كفن واحد.(أعلام/2783)
مالك: عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أنه بلغه أن عمرو بن الجموح، وابن حرام كان السيل قد خرب قبرهما، فحفر عنهما ليغيرا من مكانهما، فوجدا لم يتغيرا، كأنما ماتا بالأمس. وكان أحدهما قد جرح، فوضع يده على جرحه، فدفن كذلك، فأميطت يده عن جرحه ثم أرسلت، فرجعت كما كانت.
وكان بين يوم أحد ويوم حفر عنهما ست وأربعون سنة.(أعلام/2784)
وائل بن حجر بن سعد (م، 4)
أبو هنيدة الحضرمي، أحد الأشراف. كان سيد قومه. له وفادة وصحبة ورواية.
ونزل العراق. فلما دخل معاوية الكوفة، أتاه، وبايع. حدث عنه: ابناه: علقمة وعبد الجبار ; ووائل بن علقمة، وكليب بن شهاب ; وآخرون.
ويقال: كان على راية قومه يوم صفين مع علي.
وروى سماك بن حرب، عن علقمة بن وائل، عن أبيه: أنه وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فأقطعه أرضا، وأرسل معه معاوية بن أبي سفيان ليعرفه بها.
قال: فقال لي معاوية: أردفني خلفك. قلت: إنك لا تكون من أرداف الملوك. قال: أعطني نعلك. فقلت: انتعل ظل الناقة.
قال: فلما استخلف، أتيته ; فأقعدني معه على السرير، فذكرني الحديث.
فقلت في نفسي: ليتني كنت حملته بين يدي.
قلت: روى له الجماعة، سوى البخاري.(أعلام/2785)
واصل بن عطاء
البليغ الأفوه أبو حذيفة المخزومي، مولاهم البصري الغزال، وقيل ولاؤه لبني ضبة. مولده سنة ثمانين. بالمدينة، وكان يلثغ بالراء غينا، فلاقتداره على اللغة وتوسعه يتجنب الوقوع في لفظة فيها راء كما قيل:
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وخالف الراء حتى احتال للشعر.
وهو وعمرو بن عبيد رأسا الاعتزال، طرده الحسن عن مجلسه لما قال: الفاسق لا مؤمن ولا كافر، فانضم إليه عمرو، واعتزلا حلقة الحسن، فسموا المعتزلة قال شاعر:
وجعلت وصلي الراء لم تلفظ به
وقطعتني حتى كأنك واصل
وقيل: لواصل تصانيف. وقيل: كان يجيز التلاوة بالمعنى. وهذا جهل. قيل: مات سنة إحدى وثلاثين ومائة وقيل: عرف بالغزال لترداده إلى سوق الغزل ليتصدق على النسوة الفقيرات. جالس أبا هاشم عبد الله بن محمد ابن الحنفية، ثم لازم الحسن، وكان صموتا، طويل الرقبة جدا، وله مؤلف في التوحيد. وكتاب " المنزلة بين المنزلتين ".(أعلام/2786)
ورش
شيخ الإقراء بالديار المصرية أبو سعيد، وأبو عمرو، عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو، وقيل: اسم جده عدي بن غزوان القبطي الإفريقي مولى آل الزبير.
قيل: ولد سنة عشر ومائة.
جود ختمات على نافع، ولقبه نافع بورش لشدة بياضه، والورش لبن يصنع، وقيل: لقبه بطائر اسمه ورشان، ثم خفف، فكان لا يكرهه، ويقول: نافع أستاذي سماني به.
وكان في شبيبته رواسا وكان أشقر أزرق، ربعة سمينا، قصير الثياب، ماهرا بالعربية، انتهت إليه رئاسة الإقراء.
تلا عليه: أحمد بن صالح الحافظ، وداود بن أبي طيبة، ويوسف الأزرق، وعبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم، ويونس بن عبد الأعلى، وعدد كثير.
وكان ثقة في الحروف حجة، وأما الحديث، فما رأينا له شيئا، وقد استوفيت ترجمته في أخبار القراء.
قال يونس: كان جيد القراءة، حسن الصوت، إذا قرأ يهمز، ويمد، ويشدد، ويبين الإعراب، لا يمله سامعه.
ويقال: إنه تلا على نافع أربع ختمات في شهر واحد.
مات بمصر في سنة سبع وتسعين ومائة.(أعلام/2787)
وكيع (ع)
ابن الجراح، بن مليح، بن عدي بن فرس بن جمجمة بن سفيان، بن الحارث، بن عمرو، بن عبيد، بن رؤاس، الإمام الحافظ، محدث العراق أبو سفيان الرؤاسي، الكوفي، أحد الأعلام.
ولد سنة تسع وعشرين ومائة قاله أحمد بن حنبل.
وقال خليفة وهارون بن حاتم: ولد سنة ثمان وعشرين. واشتغل في الصغر.
وسمع من: هشام بن عروة، وسليمان الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وابن عون، وابن جريج، وداود الأودي، ويونس بن أبي إسحاق، وأسود بن شيبان، وهشام بن الغاز، والأوزاعي، وجعفر بن برقان، وزكريا بن أبي زائدة، وطلحة بن عمرو المكي، وفضيل بن غزوان، وأبي جناب الكلبي، وحنظلة بن أبي سفيان، وأبان بن صمعة، وأبان بن عبد الله البجلي، وأبان بن يزيد، وإبراهيم بن الفضل المخزومي، وإبراهيم بن يزيد الخوزي، وإدريس بن يزيد، وإسماعيل بن رافع المدني، وإسماعيل بن سليمان الأزرق، وإسماعيل بن أبي الصفيرا وإسماعيل بن مسلم العبدي، وأفلح بن حميد، وأيمن بن نابل، وبدر بن عثمان، وبشير بن المهاجر، وحريث بن أبي مطر، وأبي خلدة خالد بن دينار، وخالد بن طهمان، ودلهم بن صالح، وسعد بن أوس، وسعدان الجهني، وسعيد بن السائب، وسعيد بن عبيد الطائي، وسلمة بن نبيط، وطلحة بن يحيى، وعباد بن منصور، وعثمان الشحام، وعمر بن ذر، وعيسى بن طهمان، وعيينة بن عبد الرحمن بن جوشن، وكهمس، والمثنى بن سعيد الضبعي، والمثنى، بن سعيد الطائي، وابن أبي ليلى، ومسعر بن حبيب، ومسعر بن كدام، ومعاوية بن أبي مزرد، ومصعب بن سليم، وابن أبي ذئب، وسفيان، وشعبة، وإسرائيل، وشريك، وخلق كثير.
وكان من بحور العلم وأئمة الحفظ.(أعلام/2788)
حدث عنه: سفيان الثوري أحد شيوخه، وعبد الله بن المبارك، والفضل بن موسى السيناني - وهما أكبر منه - ويحيى بن آدم، وعبد الرحمن بن مهدي، والحميدي، ومسدد، وعلي، وأحمد، وابن معين، وإسحاق، وبنو أبي شيبة، وأبو خيثمة، وأبو كريب، وابن نمير، وأبو هشام الرفاعي، وعبد الله بن هاشم الطوسي، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وإبراهيم بن عبد الله العبسي، وأمم سواهم.
وكان والده ناظرا على بيت المال بالكوفة، وله هيبة وجلالة.
وروي عن يحيى بن أيوب المقابري، قال: ورث وكيع من أمه مائة ألف درهم.
قال يحيى بن يمان: لما مات سفيان الثوري، جلس وكيع موضعه.
قال القعنبي: كنا عند حماد بن زيد، فلما خرج وكيع، قالوا: هذا راوية سفيان، قال حماد: إن شئتم، قلت: أرجح من سفيان.
الفضل بن محمد الشعراني: سمعت يحيى بن أكثم يقول: صحبت وكيعا في الحضر والسفر، وكان يصوم الدهر، ويختم القرآن كل ليلة.
قلت: هذه عبادة يخضع لها، ولكنها من مثل إمام من الأئمة الأثرية مفضولة، فقد صح نهيه - عليه السلام - عن صوم الدهر وصح أنه نهى أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث والدين يسر، ومتابعة السنة أولى، فرضي الله عن وكيع، وأين مثل وكيع؟ ! ومع هذا فكان ملازما لشرب نبيذ الكوفة الذي يسكر الإكثار منه فكان متأولا في شربه، ولو تركه تورعا، لكان أولى به، فإن من توقى الشبهات، فقد استبرأ لدينه وعرضه وقد صح النهي والتحريم للنبيذ المذكور وليس هذا موضع هذه الأمور، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك، فلا قدوة في خطأ العالم، نعم، ولا يوبخ بما فعله باجتهاد، نسأل الله المسامحة.
قال يحيى بن معين: وكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه.
وقال أحمد بن حنبل: ما رأيت أحدا أوعى للعلم ولا أحفظ من وكيع.
قلت: كان أحمد يعظم وكيعا ويفخمه.(أعلام/2789)
قال محمد بن عامر المصيصي: سألت أحمد: وكيع أحب إليك أو يحيى بن سعيد؟ فقال: وكيع، قلت: كيف فضلته على يحيى، ويحيى ومكانه من العلم والحفظ والإتقان ما قد علمت؟ قال: وكيع كان صديقا لحفص بن غياث، فلما ولي القضاء، هجره، وإن يحيى كان صديقا لمعاذ بن معاذ، فلما ولي القضاء، لم يهجره يحيى.
وقال محمد بن علي الوراق: عرض القضاء على وكيع، فامتنع.
محمد بن سلام البيكندي: سمعت وكيعا يقول: من طلب الحديث كما جاء، فهو صاحب سنة، ومن طلبه ليقوي به رأيه، فهو صاحب بدعة.
قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر: قد حدث وكيع بدمشق، فأخذ عنه هشام بن عمار، وابن ذكوان.
قال أحمد بن أبي خيثمة: حدثنا محمد بن يزيد، حدثني حسين أخو زيدان قال: كنت مع وكيع، فأقبلنا جميعا من المصيصة أو طرسوس، فأتينا الشام، فما أتينا بلدا إلا استقبلنا واليها، وشهدنا الجمعة بدمشق، فلما سلم الإمام، أطافوا بوكيع، فما انصرف إلى أهله يعني إلى الليل. قال: فحدث به مليحا ابنه، فقال: رأيت في جسد أبي آثار خضرة مما زحم ذلك اليوم.
قال محمد بن عبد الله بن عمار: أحرم وكيع من بيت المقدس.
وقال محمد بن سعد: كان وكيع ثقة مأمونا عاليا رفيعا كثير الحديث حجة.
قال محمود بن غيلان: قال لي وكيع: اختلفت إلى الأعمش سنين.(أعلام/2790)
وقال محمد بن خلف التيمي: أخبرنا وكيع قال: أتيت الأعمش، فقلت: حدثني. قال: ما اسمك؟ قلت: وكيع. قال: اسم نبيل. ما أحسب إلا سيكون لك نبأ، أين تنزل من الكوفة؟ قلت: في بني رؤاس. قال: أين من منزل الجراح بن مليح؟ قلت: ذاك أبي، وكان على بيت المال، قال لي: اذهب، فجئني بعطائي، وتعال حتى أحدثك بخمسة أحاديث. فجئت إلى أبي، فأخبرته، قال: خذ نصف العطاء، واذهب، فإذا حدثك بالخمسة، فخذ النصف الآخر حتى تكون عشرة، فأتيته بنصف عطائه، فوضعه في كفه، وقال: هكذا؟ ثم سكت، فقلت: حدثني، فأملى علي حديثين، فقلت: وعدتني بخمسة. قال: فأين الدراهم كلها؟ أحسب أن أباك أمرك بهذا، ولم يدر أن الأعمش مدرب، قد شهد الوقائع؟ اذهب فجئني بتمامه، فجئته، فحدثني بخمسة، فكان إذا كان كل شهر، جئته بعطائه، فحدثني بخمسة أحاديث.
قال قاسم بن يزيد الجرمي: كان الثوري يدعو وكيعا، وهو غلام فيقول: يا رؤاسي! تعال، أي شيء سمعت؟ فيقول: حدثني فلان بكذا، وسفيان يتبسم، ويتعجب من حفظه.
قال ابن عمار: ما كان بالكوفة في زمان وكيع أفقه ولا أعلم بالحديث من وكيع، وكان جهبذا، سمعته يقول: ما نظرت في كتاب منذ خمس عشرة سنة إلا في صحيفة يوما، فقلت له: عدوا عليك بالبصرة أربعة أحاديث غلطت فيها. قال: وحدثتهم بعبادان بنحو من ألف وخمسمائة، أربعة أحاديث ليست بكثيرة في ذلك.
قال يحيى بن معين: سمعت وكيعا يقول: ما كتبت عن الثوري قط، كنت أتحفظ، فإذا رجعت إلى المنزل، كتبتها.
قال محمد بن عمران الأخنسي: سمعت يحيى بن يمان يقول: نظر سفيان إلى عيني وكيع، فقال: لا يموت هذا الرؤاسي حتى يكون له شأن. فمات سفيان، وجلس وكيع مكانه.
قال أحمد بن أبي الحواري: قلت لأبي بكر بن عياش: حدثنا. قال: قد كبرنا، ونسينا الحديث، اذهب إلى وكيع في بني رؤاس.(أعلام/2791)
قال الشاذكوني: قال لنا أبو نعيم يوما: ما دام هذا التنين حيا - يعني وكيعا - ما يفلح أحد معه.
قلت: كان وكيع أسمر ضخما سمينا.
قال ابن عدي: حدثت عن نوح بن حبيب، عن عبد الرزاق، قال: رأيت الثوري وابن عيينة ومعمرا ومالكا، ورأيت ورأيت، فما رأت عيناي قط مثل وكيع.
قال المفضل الغلابي: كنا بعبادان، فقال لي حماد بن مسعدة: أحب أن تجيء معي إلى وكيع، فأتيناه، فسلم عليه، وتحدثنا، ثم انصرفنا، فقال لي حماد: يا أبا معاوية! قد رأيت الثوري، فما كان مثل هذا.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: كان وكيع حافظا حافظا، ما رأيت مثله.
وقال بشر بن موسى: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما رأيت قط مثل وكيع في العلم والحفظ والإسناد والأبواب مع خشوع وورع.
قلت: يقول هذا أحمد مع تحريه وورعه، وقد شاهد الكبار مثل هشيم، وابن عيينة، ويحيى القطان، وأبي يوسف القاضي وأمثالهم.
وكذا روى عن أحمد إبراهيم الحربي، قال جعفر بن محمد بن سوار النيسابوري: سمعت عبد الصمد بن سليمان البلخي: سألت أحمد بن حنبل، عن يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن، ووكيع، وأبي نعيم، فقال: ما رأيت أحفظ من وكيع، وكفاك بعبد الرحمن معرفة وإتقانا، وما رأيت رجلا أوزن بقوم من غير محاباة، ولا أشد تثبتا في أمور الرجال من يحيى بن سعيد، وأبو نعيم أقل الأربعة خطأ، وهو عندي ثقة موضع الحجة في الحديث.
وقال صالح بن أحمد: قلت لأبي: أيما أثبت عندك، وكيع أو يزيد؟ فقال: ما منهما بحمد الله إلا ثبت، وما رأيت أوعى للعلم من وكيع، ولا أشبه من أهل النسك منه، ولم يختلط بالسلطان.
وقال الترمذي: سمعت أحمد بن الحسن: سئل أحمد بن حنبل عن وكيع وابن مهدي، فقال: وكيع أكبر في القلب، وعبد الرحمن إمام.
وقال زاهد دمشق أحمد بن أبي الحواري: ما رأيت فيمن لقيت أخشع من وكيع.(أعلام/2792)
علي بن الحسين بن حبان، عن أبيه، سمعت ابن معين يقول: ما رأيت أفضل من وكيع، قيل: ولا ابن المبارك؟ قال: قد كان ابن المبارك له فضل، ولكن ما رأيت أفضل من وكيع، كان يستقبل القبلة، ويحفظ حديثه، ويقوم الليل، ويسرد الصوم، ويفتي بقول أبي حنيفة رحمه الله، وكان قد سمع منه كثيرا.
قال صالح بن محمد جزرة: سمعت يحيى بن معين يقول: ما رأيت أحدا أحفظ من وكيع. فقال له رجل: ولا هشيم؟ فقال: وأين يقع حديث هشيم من حديث وكيع؟ قال الرجل: إني سمعت علي بن المديني يقول: ما رأيت أحدا أحفظ من يزيد بن هارون. فقال: كان يزيد يتحفظ، كانت له جارية تحفظه من كتاب
قال قتيبة: سمعت جريرا يقول: جاءني ابن المبارك، فقلت له: يا أبا عبد الرحمن، من رجل الكوفة اليوم؟ فسكت عني، ثم قال: رجل المصرين وكيع.
تمتام حدثنا يحيى بن أيوب، حدثني بعض أصحاب وكيع الذين كانوا يلزمونه، أن وكيعا كان لا ينام حتى يقرأ جزءه من كل ليلة ثلث القرآن، ثم يقوم في آخر الليل، فيقرأ المفصل، ثم يجلس، فيأخذ في الاستغفار حتى يطلع الفجر.
وقال أبو سعيد الأشج: حدثنا إبراهيم بن وكيع، قال: كان أبي يصلي، فلا يبقى في دارنا أحد إلا صلى حتى جارية لنا سوداء.
عباس: حدثنا يحيى بن معين: سمعت وكيعا يقول كثيرا: وأي يوم لنا من الموت؟ ورأيته أخذ في كتاب " الزهد " يقرؤه، فلما بلغ حديثا منه، ترك الكتاب، ثم قام، فلم يحدث، فلما كان من الغد، وأخذ فيه، بلغ ذلك المكان، قام أيضا، ولم يحدث، حتى صنع ذلك ثلاثة أيام. قلت ليحيى: وأي حديث هو؟ قال: حديث كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل.
قال ابن عمار: كان وكيع يصوم الدهر، ويفطر يوم الشك والعيد، وأخبر أنه كان يشتكي إذا أفطر في هذه الأيام.(أعلام/2793)
وعن سفيان بن وكيع، قال: كان أبي يجلس لأصحاب الحديث من بكرة إلى ارتفاع النهار، ثم ينصرف، فيقيل، ثم يصلي الظهر، ويقصد الطريق إلى المشرعة التي يصعد منها أصحاب الروايا فيريحون نواضحهم، فيعلمهم من القرآن ما يؤدون به الفرض إلى حدود العصر، ثم يرجع إلى مسجده، فيصلي العصر، ثم يجلس يدرس القرآن ويذكر الله إلى آخر النهار، ثم يدخل منزله، فيقدم إليه إفطاره، وكان يفطر على نحو عشرة أرطال من الطعام، ثم تقدم إليه قرابة فيها نحو من عشرة أرطال من نبيذ، فيشرب منها ما طاب له على طعامه، ثم يجعلها بين يديه، ثم يقوم فيصلي ورده من الليل، كلما صلى شيئا شرب منها حتى ينفدها، ثم ينام.
روى هذه الحكاية الدارقطني، عن القاضي ابن أم شيبان، عن أبيه، عن أبي عبد الرحمن بن سفيان بن وكيع، عن أبيه.
قال إسحاق بن بهلول: قدم علينا وكيع، فنزل في مسجد الفرات، وسمعت منه، فطلب مني نبيذا، فجئته به، وأقبلت أقرأ عليه الحديث، وهو يشرب، فلما نفد ما جئته به، أطفأ السراج. قلت: ما هذا؟ قال: لو زدتنا، زدناك.
قال جعفر الطيالسي: سمعت يحيى بن معين يقول: سمعت رجلا يسأل وكيعا، فقال: يا أبا سفيان، شربت البارحة نبيذا، فرأيت فيما يرى النائم كأن رجلا يقول: شربت خمرا. فقال وكيع: ذلك الشيطان.
وقال نعيم بن حماد: تعشينا عند وكيع - أو قال: تغدينا - فقال: أي شيء تريدون أجيئكم منه: نبيذ الشيوخ أو نبيذ الفتيان؟ فقلت: تتكلم بهذا؟ قال: هو عندي أحل من ماء الفرات، قلت له: ماء الفرات لم يختلف في حله، وقد اختلف في هذا.
قلت: الرجل سامحه الله لو لم يعتقد إباحته، لما قال هذا.
وعن إبراهيم بن شماس قال: لو تمنيت كنت أتمنى عقل ابن المبارك وورعه، وزهد ابن فضيل ورقته، وعبادة وكيع وحفظه، وخشوع عيسى بن يونس، وصبر حسين الجعفي، صبر ولم يتزوج ولم يدخل في شيء من أمر الدنيا.(أعلام/2794)
وروى بعض الرواة عن وكيع قال: قال لي الرشيد، إن أهل بلدك طلبوا مني قاضيا. وقد رأيت أن أشركك في أمانتي وصالح عملي، فخذ عهدك. فقلت: يا أمير المؤمنين، أنا شيخ كبير، وإحدى عيني ذاهبة، والأخرى ضعيفة.
قال علي بن خشرم: ما رأيت بيد وكيع كتابا قط، إنما هو حفظ، فسألته عن أدوية الحفظ، فقال: إن علمتك الدواء استعملته؟ قلت: إي والله. قال: ترك المعاصي ما جربت مثله للحفظ.
وقال طاهر بن محمد المصيصي: سمعت وكيعا يقول: لو علمت أن الصلاة أفضل من الحديث ما حدثتكم.
قال سفيان بن عبد الملك صاحب ابن المبارك: كان وكيع أحفظ من ابن المبارك.
وقال أحمد العجلي: وكيع كوفي ثقة عابد صالح أديب من حفاظ الحديث، وكان مفتيا.
وقال أبو عبيد الآجري: سئل أبو داود: أيما أحفظ وكيع أو عبد الرحمن بن مهدي؟ قال: وكيع أحفظ، وعبد الرحمن أتقن، وقد التقيا بعد العشاء في المسجد الحرام، فتواقفا حتى سمعا أذان الصبح.
عباس وابن أبي خيثمة، سمعا يحيى يقول: من فضل عبد الرحمن بن مهدي على وكيع، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
قلت: هذا كلام رديء، فغفر الله ليحيى، فالذي أعتقده أنا أن عبد الرحمن أعلم الرجلين وأفضل وأتقن، وبكل حال هما إمامان نظيران.
قال أبو داود: ما رئي لوكيع كتاب قط، ولا لهشيم، ولا لحماد بن زيد، ولا لمعمر.
قال ابن المديني: أوثق أصحاب سفيان الثوري ابن مهدي والقطان ووكيع.
وقال أبو حاتم: أشهد على أحمد بن حنبل قال: الثبت عندنا بالعراق وكيع، ويحيى القطان، وعبد الرحمن.
رواها أحمد بن أبي الحواري عن أحمد بن حنبل أيضا، ثم قال: فذكرته ليحيى بن معين، فقال: الثبت عندنا بالعراق وكيع.
الساجي: حدثني أحمد بن محمد: سمعت يحيى بن معين يقول: ما رأيت أحفظ من وكيع.(أعلام/2795)
قال يعقوب الفسوي - وبلغه قول يحيى: من فضل عبد الرحمن على وكيع فعليه اللعنة -: كان غير هذا أشبه بكلام أهل العلم، ومن حاسب نفسه، لم يقل مثل هذا، وكيع خير فاضل حافظ.
وقد سئل أحمد بن حنبل: إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن، بقول من نأخذ؟ فقال: نوافق عبد الرحمن أكثر، وخاصة في سفيان، كان معنيا بحديثه، وعبد الرحمن يسلم منه السلف، ويجتنب شرب المسكر، وكان لا يرى أن يزرع في أرض الفرات.
قلت: عبد الرحمن له جلالة عجيبة، وكان يغشى عليه إذا سمع القرآن، نقله صاحب " شريعة المقارئ ".
عباس الدوري: قلت ليحيى: حديث الأعمش إذا اختلف وكيع وأبو معاوية؟ قال: يوقف حتى يجيء من يتابع أحدهما، ثم قال: كانت الرحلة إلى وكيع في زمانه.
قال أبو حاتم الرازي: وكيع أحفظ من ابن المبارك.(أعلام/2796)
ولده عبد الله (ع)
ابن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الإمام الحافظ أبو محمد الأنصاري صاحب المغازي وشيخ ابن إسحاق.
حدث عن أنس بن مالك، وعباد بن تميم، وعروة بن الزبير، وعمرة، وحميد بن نافع وطائفة، ويرسل كثيرا.
حدث عنه الزهري وهو أكبر منه، وابن جريج، وابن إسحاق، ومالك، وفليح بن سليمان، وسفيان بن عيينة وآخرون.
قال مالك: كان رجل صدق، كثير الحديث، وقال ابن سعد: كان ثقة عالما كثير الحديث. عاش سبعين سنة. قال: وتوفي سنة خمس وثلاثين ومائة وقيل: بل توفي سنة ثلاثين ومائة وله إخوة وأقارب من أهل العلم.(أعلام/2797)
وموسى بن هارون ابنه
الإمام الحافظ الكبير الحجة الناقد، محدث العراق أبو عمران. البزاز.
ولد سنة أربع عشرة ومائتين.
وسمع من: علي بن الجعد، وأحمد بن حنبل، ويحيى الحماني، وخلف بن هشام، ويحيى بن معين، وابن أبي شيبة، ووالده، وطبقتهم. وصنف الكتب، واشتهر اسمه.
روى عنه: خلق كثير، منهم: أبو سهل بن زياد، وجعفر الخلدي، ودعلج السجزي، وأبو بكر الشافعي، وأبو القاسم الطبراني، وأبو بكر بن إسحاق الصبغي، والقاضي أبو الطاهر الذهلي قاضي مصر.
قال الصبغي: ما رأينا في حفاظ الحديث أهيب ولا أورع من موسى بن هارون.
وقال الحافظ عبد الغني بن سعيد: أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علي بن المديني في زمانه، وموسى بن هارون في وقته، والدارقطني في وقته.
قال أبو عبد الله الحاكم: سمعت أبا سهل بن زياد يقول: كان إسماعيل القاضي يجلس موسى بن هارون معه على سريره، ينظر في كل ما يقرأ عليه، يعني ليتقنه له، هذا مع ثقة إسماعيل وجلالته في العلم والحديث، لكنه شاخ، وناطح التسعين، فخاف أن تزل قدم بعد ثبوتها.
قال أبو بكر الخطيب: كان موسى ثقة حافظا.
وقيل: كان موسى كثير الحج، فكان يقيم ببغداد سنة، ويحج ويجاور سنة، وأظنه كان يتجر في غضون ذلك.
مات في شهر شعبان، سنة أربع وتسعين ومائتين. وله ثمانون عاما. وقع لي من عواليه، وعوالي أبيه.(أعلام/2798)
فأخبرنا الشريف أبو الحسن علي بن أحمد العلوي بالإسكندرية، أخبرنا محمد بن أحمد بن عمر ببغداد، أخبرنا محمد بن عبيد الله المجلد، أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، أخبرنا أبو طاهر المخلص، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا هارون بن عبد الله، حدثنا محاضر بن المورع، حدثنا الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن تميم بن طرفة، عن جابر بن سمرة، قال: دخل النبي -صلى الله عليه وسلم-، ونحن حلق في المسجد، فقال: ما لي أراكم عزين؟ . وبه إلى البغوي: حدثنا هارون بن عبد الله، حدثنا محاضر، ومحمد بن عبد الله الأسدي، قالا: حدثنا الأعمش، عن المسيب، عن تميم، عن جابر، قال: دخل علينا النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما لكم لا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟ قال: يتمون الصفوف الأول، ويتراصون في الصف أخبرنا يحيى بن أبي منصور، وعبد الرحمن بن محمد، وعلي بن أحمد الحنبليون، وجماعة كتابة، قالوا: أخبرنا عمر بن محمد، أخبرنا هبة الله بن محمد، أخبرنا محمد بن محمد بن غيلان، أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدثنا موسى بن هارون البزاز، حدثنا كامل بن طلحة، حدثنا الليث عن عقيل، عن ابن شهاب، عن علي بن الحسين أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، كفن في ثلاثة أثواب: أحدها برد، وألحد له، ونصب على اللحد اللبن هذا مرسل جيد، ورواه قتيبة عن الليث.(أعلام/2799)
وهب بن بقية (م، د، س)
ابن عثمان بن سابور بن عبيد بن آدم، المحدث الإمام الثقة، أبو محمد الواسطي وهبان.
ولد سنة خمس وخمسين ومائة قاله بحشل في " تاريخه ".
روى عن: حماد بن زيد حكاية، وعن يزيد بن زريع، وخالد بن عبد الله الطحان، وجعفر بن سليمان، ومرحوم بن عبد العزيز، والحكم بن ظهير، وعبد الوهاب الثقفي، وبشر بن المفضل، وهشيم، ونوح بن قيس، وأبي خالد الأحمر، والمغيرة بن مطرف واسطي، ومحمد بن هارون بن عبيد شيخ واسطي، ويحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، وعدة.
وعنه: مسلم، وأبو داود، وروى النسائي عن زكريا خياط السنة عنه، وأبو زرعة، وبقي، وجعفر الفريابي، وأبو بكر أحمد بن علي المروزي، وعبد الله بن أحمد، وأبو يعلى، والبغوي، وعبدان، وأبو العباس السراج، وابن ناجية، ومحمود بن محمد الواسطي، وعلي بن إسحاق بن زاطيا، وخلق سواهم.
روى هاشم بن مرثد، عن يحيى بن معين، قال: وهبان ثقة ; ولكنه سمع وهو صغير.
قلت: بل ما سمع حتى صار ابن نيف وعشرين سنة، ولو سمع في صغره، للحق جرير بن حازم وأقرانه.
وقال أبو بكر الخطيب: كان ثقة، قدم بغداد، وحدث بها.
وقال أحمد بن كامل: كان وهب يخضب بالحناء، ومات بواسط في سنة تسع وثلاثين ومائتين. وفيها أرخه بحشل ومطين والبغوي.
ذكر شيء من عواليه:(أعلام/2800)
أخبرنا أحمد بن إسحاق، أخبرنا الفتح بن عبد السلام، أخبرنا أبو الفضل الأرموي، وأبو غالب بن الداية، ومحمد بن أحمد الطرائفي (ح) وأخبرنا يحيى بن منصور الفقيه في كتابه، أخبرنا عمر بن محمد ببغداد سنة سبع وستمائة وفيها توفي، وأنبأنا علي بن أحمد، أخبرنا عمر بن أحمد بدمشق سنة ثلاث وستمائة، وأخبرنا محمد بن عبد الملك بن خيرون وزاد، حدثنا ابن الصيرفي الفقيه عنه، فقال: وأخبرنا يحيى بن علي، وعبد الخالق بن عبد الصمد، وأبو غالب بن البناء (ح) وأخبرنا الفخر بن البخاري أيضا، أخبرتنا نعمة بنت علي بن يحيى بن علي، أخبرنا جدي (ح) وأخبرنا المسلم بن محمد القيسي، وإبراهيم بن علي الفقيه، قالا: أخبرنا داود بن أحمد الوكيل، (ح) وأخبرنا أبو المرهف المقداد بن أبي القاسم الصقلي، أخبرنا سعيد بن محمد بن سعيد بن الرزاز، قالا: أخبرنا أبو الفضل الأرموي (ح) ، وأخبرنا أبو الفرج عبد الرحمن بن الزين، وإبراهيم بن علي، قالا: أخبرنا الفتح عن مشايخه الثلاثة، قالوا سبعتهم: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة، أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن، أخبرنا جعفر بن محمد الفريابي، سنة ثمان وتسعين ومائتين، حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا إسحاق بن يوسف، عن زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن زياد بن حدير، قال: قال عمر - رضي الله عنه -: إن أخوف ما أخاف عليكم ثلاثة: منافق يقرأ القرآن لا يخطئ فيه واوا ولا ألفا، يجادل الناس أنه أعلم منهم ليضلهم عن الهدى، وزلة عالم، وأئمة مضلون.
وفيها - أي: سنة تسع - مات داود بن رشيد، وصفوان بن صالح، وعثمان بن أبي شيبة، وإبراهيم بن يوسف البلخي الفقيه، ومحمد بن مهران الرازي الجمال، ووهب بن بقية، ويحيى بن موسى خت، ومحمود بن غيلان المروزي، ومحمد بن النضر المروزي، وعبد الله بن عمر بن أبان، والصلت بن مسعود الجحدري.(أعلام/2801)
وهب بن جرير (ع)
ابن حازم بن زيد بن عبد الله بن شجاع، الحافظ الصدوق الإمام، أبو العباس الأزدي البصري.
ولد بعد الثلاثين ومائة.
وروى عن والده فأكثر، وعن ابن عون، وهشام بن حسان، وقرة بن خالد، وعكرمة بن عمار، وشعبة، وغالب بن سليمان، والأسود بن شيبان، وسلام بن أبي مطيع، وهشام الدستوائي، وموسى بن علي بن رباح، وصخر بن جويرية، وعدة.
وعنه أحمد، وإسحاق، ويحيى، وعلي، وعمرو بن علي، وأبو خيثمة، وبندار، وعبد الله المسندي، وعبد الله بن منير، وعقبة بن مكرم، ومحمد بن رافع، وابن مثنى، ومحمود بن غيلان، وأحمد بن الأزهر، وأبو إسحاق الجوزجاني، وأحمد بن سعيد الدارمي، وأحمد بن سعيد الرباطي، والحسن بن أبي الربيع، ومحمد بن سنان القزاز، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وسليمان بن سيف الحراني، ويعقوب السدوسي وخلق كثير.
أمر أحمد بن حنبل بالكتابة عنه، وأكثر عنه في " مسنده ".
وقال أبو محمد بن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: صدوق، فقيل له: وهب، وروح، وعثمان بن عمر؟ فقال: وهب أحب إلي منهما، وهو صالح الحديث.
وقال النسائي وغيره: ليس به بأس.
وقال العجلي: بصري ثقة، كان عفان يتكلم فيه. توفي بالمنجشانية على ستة أميال من المدينة منصرفا من الحج، فحمل حتى دفن بالبصرة.
قال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود يذكر عن وهب بن جرير، عن أبيه، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي وهب الجيشاني، ثم قال أبو داود: جرير روى هذا عن ابن لهيعة، طلبتها بمصر، فما وجدت منها حديثا واحدا عند يحيى بن أيوب، وما فقدت منها حديثا واحدا من حديث ابن لهيعة، فأراها صحيفة اشتبهت على وهب بن جرير.
قال ابن سعد: مات وهب سنة ست ومائتين.
روى عثمان بن سعيد عن ابن معين: وهب بن جرير ثقة.(أعلام/2802)
قلت: في " تاريخ أصبهان " لأبي نعيم، وعليه خطه حديث لوهب، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، وأراه وهما، لعله عن عبد الله أخي عبيد الله، فإنه لا يلحق ذلك.
وقع لنا جملة من عواليه.
أخبرنا أحمد بن إسحاق، أخبرنا أحمد بن يوسف، والفتح بن عبد السلام، قالا: أخبرنا محمد بن عمر القاضي (ح) وأخبرنا أحمد بن هبة الله، أنبأنا أبو روح الهروي، أخبرنا يوسف بن أيوب، قالا: أخبرنا أبو الحسين بن النقور، أخبرنا علي بن عمر الحربي، حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا وهب، أخبرني أبي، سمعت محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أمية، عن بجير بن أبي بجير، سمعت عبد الله بن عمرو، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول حين خرجنا معه إلى الطائف، فمررنا بقبر، فقال: هذا قبر أبي رغال، وهو أبو ثقيف وكان من ثمود وكان بهذا الحرم، يدفع عنه، فلما خرج منه أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان، فدفن فيه، وآية ذلك أنه دفن معه غصن من ذهب، إن أنتم نبشتم عنه، أصبتموه معه. فابتدره الناس، فاستخرجوا منه الغصن.
أخرجه أبو داود عن يحيى.(أعلام/2803)
وهب بن منبه (ع)
ابن كامل بن سيج بن ذي كبار، وهو الأسوار الإمام، العلامة الأخباري القصصي، أبو عبد الله الأبناوي، اليماني الذماري الصنعاني، أخو همام بن منبه، ومعقل بن منبه، وغيلان بن منبه.
مولده في زمن عثمان سنة أربع وثلاثين، ورحل وحج.
وأخذ عن ابن عباس، وأبي هريرة - إن صح - وأبي سعيد، والنعمان بن بشير، وجابر، وابن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاص - على خلاف فيه - وطاوس.
حتى إنه ينزل ويروي عن عمرو بن دينار، وأخيه همام، وعمرو بن شعيب، وفنج اليماني - ولا يدرى من فنج.
حدث عنه ولداه: عبد الله وعبد الرحمن، وعمرو بن دينار، وسماك بن الفضل، وعوف الأعرابي، وعاصم بن رجاء بن حيوة، ويزيد بن يزيد بن جابر، وعبد الله بن عثمان بن خثيم، وإسرائيل أبو موسى، وهمام بن نافع أبو عبد الرزاق، والمغيرة بن حكيم، والمنذر بن النعمان، وابن أخيه عقيل بن معقل، وابن أخيه عبد الصمد بن معقل، وسبطه إدريس بن سنان، وصالح بن عبيد، وعبد الكريم بن حوران، وعبد الملك بن خلج، وداود بن قيس، وعمران بن هربذ أبو الهذيل، وعمران بن خالد الصنعانيون، وخلق سواهم.
وروايته للمسند قليلة ; وإنما غزارة علمه في الإسرائيليات، ومن صحائف أهل الكتاب.
قال أحمد: كان من أبناء فارس، له شرف ; قال: وكل من كان من أهل اليمن له " ذي " هو شريف، يقال: فلان له " ذي "، وفلان لا " ذي " له.
قال العجلي: تابعي ثقة، كان على قضاء صنعاء. وقال أبو زرعة والنسائي: ثقة.(أعلام/2804)
قال أحمد بن محمد بن الأزهر: سمعت مسلمة بن همام بن مسلمة بن همام يذكر عن آبائه: أن هماما ووهبا وعبد الله ومعقلا ومسلمة بنو منبه، أصلهم من خراسان، من هراة ; فمنبه من أهل هراة، خرج أيام كسرى، وكسرى أخرجه من هراة، ثم إنه أسلم على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فحسن إسلامه. ومسكنهم باليمن، وكان وهب بن منبه يختلف إلى هراة، ويتفقد أمر هراة.
حسان بن إبراهيم: حدثنا يحيى بن زبان أنبأنا عبد الله بن راشد، عن مولى لسعيد بن عبد الملك: سمعت خالد بن معدان يحدث عن عبادة بن الصامت، سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: " سيكون في أمتي رجلان: أحدهما يقال له وهب، يؤتيه الله الحكم ; والآخر يقال له غيلان، هو أشد على أمتي من إبليس " سئل ابن معين عن ابن زبان وشيخه فقال: لا أعرفهما.
الوليد بن مسلم، عن مروان بن سالم - واه - عن أحوص بن حكيم، عن خالد، عن عبادة مرفوعا، نحوه. وقال: " أضر على أمتي ".
وعن عبد الرزاق، عن أبيه، عن وهب قال: يقولون عبد الله بن سلام كان أعلم أهل زمانه، وإن كعبا أعلم أهل زمانه، أفرأيت من جمع علمهما، أهو أعلم أم هما؟ إسنادها مظلم.
وعن كثير، أنه سار مع وهب، فباتوا بصعدة عند رجل، فخرجت بنت الرجل فرأت مصباحا، فاطلع صاحب المنزل فنظر إليه صافا قدميه في ضياء كأنه بياض الشمس، فقال الرجل: رأيتك الليلة في هيئة. وأخبره، فقال: اكتم ما رأيت.
مسلم الزنجي: حدثني المثنى بن الصباح، قال: لبث وهب بن منبه أربعين سنة لم يسب شيئا فيه الروح، ولبث عشرين سنة لم يجعل بين العشاء والصبح وضوءا. قال: وقال وهب: لقد قرأت ثلاثين كتابا نزلت على ثلاثين نبيا.
جعفر بن سليمان، عن عبد الصمد بن معقل، قال: صحبت عمي وهبا أشهرا يصلي الغداة بوضوء العشاء.(أعلام/2805)
وقال سلم بن ميمون الخواص، عن مسلم الزنجي، قال: لبث وهب بن منبه أربعين سنة لا يرقد على فراش، وعشرين سنة لم يجعل بين العتمة والصبح وضوءا. .
وروى عبد الرزاق بن همام، عن أبيه، قال: رأيت وهبا إذا قام في الوتر قال: لك الحمد السرمد، حمدا لا يحصيه العدد، ولا يقطعه الأبد، كما ينبغي لك أن تحمد، وكما أنت له أهل، وكما هو لك علينا حق. .
وروى عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، قال: كان وهب يحفظ كلامه كل يوم، فإن سلم أفطر، وإلا طوى.
قال عبد الصمد بن معقل، قال الجعد بن درهم: ما كلمت عالما قط إلا غضب، وحل حبوته غير وهب.
معمر، عن سماك بن الفضل، قال: كنا عند عروة بن محمد الأمير، وإلى جنبه وهب، فجاء قوم فشكوا عاملهم وذكروا منه شيئا قبيحا، فتناول وهب عصا كانت في يد عروة فضرب بها رأس العامل حتى سال الدم، فضحك عروة واستلقى وقال: يعيب علينا وهب الغضب وهو يغضب! قال: وما لي لا أغضب وقد غضب الذي خلق الأحلام، يقول تعالى: فلما آسفونا انتقمنا منهم.
وروى إسماعيل بن عبد الكريم، عن عبد الصمد بن معقل، قيل لوهب: إنك يا أبا عبد الله كنت ترى الرؤيا، فتحدثنا بها فتكون حقا! قال: هيهات، ذهب ذلك عني منذ وليت القضاء.
وعن وهب: الدراهم خواتيم الله في الأرض، فمن ذهب بخاتم الله قضيت حاجته.
ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: دخلت على وهب داره بصنعاء، فأطعمني من جوزة في داره، فقلت له: وددت أنك لم تكن كتبت في القدر كتابا. فقال: وأنا والله.
أحمد، عن عبد الرزاق: سمعت أبي يقول: حج عامة الفقهاء سنة مائة، فحج وهب، فلما صلوا العشاء أتاه نفر فيهم عطاء والحسن، وهم يريدون أن يذاكروه القدر، قال: فافتن في باب من الحمد، فما زال فيه حتى طلع الفجر، فافترقوا ولم يسألوه عن شيء.
قال أحمد: اتهم بشيء منه ورجع. وقال العجلي: رجع.(أعلام/2806)
حماد بن سلمة، عن أبي سنان عيسى بن سنان: سمعت وهبا يقول: كنت أقول بالقدر حتى قرأت بضعة وسبعين كتابا من كتب الأنبياء ; في كلها: من جعل إلى نفسه شيئا من المشيئة فقد كفر. فتركت قولي.
أبو أسامة، عن أبي سنان: سمعت وهبا يقول لعطاء الخراساني: كان العلماء قبلنا قد استغنوا بعلمهم عن دنيا غيرهم، فكانوا لا يلتفتون إليها، وكان أهل الدنيا يبذلون دنياهم في علمهم، فأصبح أهل العلم يبذلون لأهل الدنيا علمهم رغبة في دنياهم، وأصبح أهل الدنيا قد زهدوا في علمهم لما رأوا من سوء موضعه عندهم.
وعنه، قال: احفظوا عني ثلاثا: إياكم وهوى متبعا، وقرين سوء، وإعجاب المرء بنفسه.
وعنه: دع المراء والجدل ; فإنه لن يعجز أحد رجلين: رجل هو أعلم منك، فكيف تعادي وتجادل من هو أعلم منك؟ ! ورجل أنت أعلم منه، فكيف تعادي وتجادل من أنت أعلم منه ولا يطيعك؟ !
أبو عاصم النبيل: حدثني أبو سلام، عن وهب بن منبه، قال: العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله، والعمل قيمه، والصبر أمير جنوده، والرفق أبوه، واللين أخوه.
وعن وهب: المؤمن ينظر ليعلم، ويتكلم ليفهم، ويسكت ليسلم، ويخلو ليغنم.
الإيمان عريان، ولباسه التقوى، وزينته الحياء، وماله الفقه.
ثلاث من كن فيه أصاب البر: السخاء، والصبر على الأذى، وطيب الكلام.
أبو اليمان، عن عباس بن يزيد، قال: قال وهب بن منبه: استكثر من الإخوان ما استطعت ; فإن استغنيت عنهم لم يضروك، وإن احتجت إليهم نفعوك. .
وعن وهب: إذا سمعت من يمدحك بما ليس فيك، فلا تأمنه أن يذمك بما ليس فيك.
ابن المبارك، عن وهيب بن الورد، قال: جاء رجل إلى وهب بن منبه فقال: قد حدثت نفسي أن لا أخالط الناس. قال: لا تفعل ; إنه لا بد لك من الناس، ولا بد لهم منك، ولهم إليك حوائج ولك نحوها ; ولكن كن فيهم أصم سميعا، أعمى بصيرا، سكوتا نطوقا.(أعلام/2807)
أخبرنا إسحاق بن أبي بكر، أنبأنا ابن خليل، أنبأنا أحمد بن محمد، أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا ابن حيان حدثنا محمد بن عبد الله بن رسته، حدثنا بشر بن هلال، حدثنا جعفر بن سليمان، عن أبي سنان، قال: اجتمع وهب وعطاء الخراساني، فقال له عطاء: يا أبا عبد الله، ما هذا الذي فشا عنك في القدر؟ فقال: ما تكلمت في القدر بشيء، ولا أعرف هذا، قرأت نيفا وتسعين كتابا من كتب الله، منها سبعون ظاهرة في الكنائس، ومنها عشرون لا يعلمها إلا القليل، فوجدت فيها كلها: أن من وكل إلى نفسه شيئا من المشيئة فقد كفر.
وبه، إلى أبي نعيم: حدثنا أبو حامد، حدثنا السراج، حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا عبد الرزاق، أخبرني أبي، سمعت وهبا يقول: ربما صليت الصبح بوضوء العتمة.
وعن وهب قال: كان نوح - عليه السلام - من أجمل أهل زمانه، وكان يلبس البرقع، فأصابتهم مجاعة في السفينة، فكان نوح إذا تجلى لهم بوجهه شبعوا.
وعن وهب، أن عيسى - عليه السلام - قال للحواريين: أشدكم جزعا على المصيبة، أشدكم حبا للدنيا.
وعن وهب قال: المؤمن يخالط ليعلم، ويسكت ليسلم، ويتكلم ليفهم، ويخلو ليغنم.
وعنه، قرأت في بعض الكتب: ابن آدم، لا خير لك في أن تعلم ما لم تعلم ولم تعمل بما علمت ; فإن مثل ذلك كرجل احتطب حطبا فحزم حزمة، فذهب يحملها فعجز عنها، فضم إليها أخرى.
أنبأنا أحمد بن سلامة، عن أبي المكارم اللبان، أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن الحسن بن كيسان، حدثنا أبو حذيفة، حدثنا سفيان، عن أبي موسى اليماني عن وهب بن منبه، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من سكن البادية جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى السلطان افتتن " أبو موسى مجهول.(أعلام/2808)
مبارك بن سعيد الثوري عن سفيان، عن جعفر بن برقان، قال وهب: طوبى لمن شغله عيبه عن عيب أخيه، طوبي لمن تواضع لله من غير مسكنة، طوبى لمن تصدق من مال جمعه من غير معصية، طوبى لأهل الضر وأهل المسكنة، طوبى لمن جالس أهل العلم والحلم، طوبى لمن اقتدى بأهل العلم والحلم والخشية، طوبى لمن وسعته السنة فلم يعدها. .
عن وهب: الأحمق إذا تكلم فضحه حمقه، وإذا سكت فضحه عيه، وإذا عمل أفسد، وإذا ترك أضاع ; لا علمه يعينه، ولا علم غيره ينفعه، تود أمه أنها ثكلته، وامرأته لو عدمته، ويتمنى جاره منه الوحدة، ويجد جليسه منه الوحشة.
علي بن المديني حدثنا هشام بن يوسف، أخبرني داود بن قيس، قال: كان لي صديق يقال له أبو شمر ذو خولان، فخرجت من صنعاء أريد قريته، فلما دنوت منها وجدت كتابا مختوما إلى أبي شمر، فجئته فوجدته مهموما حزينا، فسألته عن ذلك فقال: قدم رسول من صنعاء، فذكر أن أصدقاء لي كتبوا لي كتابا فضيعه الرسول، قلت: فهذا الكتاب. فقال: الحمد لله ; ففضه فقرأه، فقلت: أقرئنيه، فقال: إني لأستحدث سنك. قلت: فما فيه؟ قال: ضرب الرقاب. قلت: لعله كتبه إليك ناس حرورية في زكاة مالك. قال: من أين تعرفهم؟ قلت: إني وأصحابا لي نجالس وهب بن منبه، فيقول لنا: احذروا أيها الأحداث الأغمار هؤلاء الحروراء لا يدخلونكم في رأيهم المخالف ; فإنهم عرة لهذه الأمة. فدفع إلي الكتاب فقرأته فإذا فيه: سلام عليك، فإنا نحمد إليك الله، ونوصيك بتقواه ; فإن دين الله رشد وهدى، وإن دين الله طاعة الله ومخالفة من خالف سنة نبيه، فإذا جاءك كتابنا، فانظر أن تؤدي - إن شاء الله - ما افترض الله عليك من حقه، تستحق بذلك ولاية الله، وولاية أوليائه والسلام.
قلت له: فإني أنهاك عنهم. قال: فكيف أتبع قولك وأترك قول من هو أقدم منك؟ قلت: فتحب أن أدخلك على وهب حتى تسمع قوله؟ قال: نعم.(أعلام/2809)
فنزلنا إلى صنعاء، فأدخلته على وهب - ومسعود بن عوف وال على اليمن من قبل عروة بن محمد فوجدنا عند وهب - نفرا، فقال لي بعض النفر: من هذا الشيخ؟ قلت: له حاجة، فقام القوم، فقال وهب: ما حاجتك يا ذا خولان؟ فهرج وجبن، فقال لي وهب: عبر عنه. قلت: إنه من أهل القرآن والصلاح، والله أعلم بسريرته، فأخبرني أنه عرض له نفر من أهل حروراء فقالوا له: زكاتك التي تؤديها إلى الأمراء لا تجزئ عنك ; لأنهم لا يضعونها في مواضعها فأدها إلينا، ورأيت يا أبا عبد الله أن كلامك أشفى له من كلامي.
فقال: يا ذا خولان، أتريد أن تكون بعد الكبر حروريا تشهد على من هو خير منك بالضلالة؟ فماذا أنت قائل لله غدا حين يقفك الله؟ ومن شهدت عليه، فالله يشهد له بالإيمان، وأنت تشهد عليه بالكفر، والله يشهد له بالهدى، وأنت تشهد عليه بالضلالة، فأين تقع إذا خالف رأيك أمر الله، وشهادتك شهادة الله؟ أخبرني يا ذا خولان، ماذا يقولون لك؟ فتكلم عند ذلك، وقال لوهب: إنهم يأمرونني أن لا أتصدق إلا على من يرى رأيهم ولا أستغفر إلا له. فقال: صدقت، هذه محنتهم الكاذبة.
فأما قولهم في الصدقة، فإنه قد بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " ذكر أن امرأة من أهل اليمن دخلت النار في هرة ربطتها " أفإنسان ممن يعبد الله يوحده ولا يشرك به أحب إلى الله أن يطعمه من جوع، أو هرة! ؟ والله يقول: ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا الآيات.
وأما قولهم: لا يستغفر إلا لمن يرى رأيهم، أهم خير أم الملائكة، والله يقول: ويستغفرون لمن في الأرض فوالله ما فعلت الملائكة ذلك حتى أمروا به: لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون وجاء ميسرا: ويستغفرون للذين آمنوا.(أعلام/2810)
يا ذا خولان، إني قد أدركت صدر الإسلام، فوالله ما كانت الخوارج جماعة قط إلا فرقها الله على شر حالاتهم، وما أظهر أحد منهم قوله إلا ضرب الله عنقه، ولو مكن الله لهم من رأيهم لفسدت الأرض، وقطعت السبل والحج، ولعاد أمر الإسلام جاهلية، وإذا لقام جماعة، كل منهم يدعو إلى نفسه الخلافة، مع كل واحد منهم أكثر من عشرة آلاف، يقاتل بعضهم بعضا ويشهد بعضهم على بعض بالكفر، حتى يصبح المؤمن خائفا على نفسه ودينه ودمه وأهله وماله، لا يدري مع من يكون، قال تعالى: ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض.
وقال: إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا فلو كانوا مؤمنين لنصروا.
وقال: وإن جندنا لهم الغالبون ألا يسعك يا ذا خولان من أهل القبلة ما وسع نوحا من عبدة الأصنام، إذ قال له قومه: أنؤمن لك واتبعك الأرذلون.
إلى أن قال: فقال ذو خولان: فما تأمرني؟ قال: انظر زكاتك فأدها إلى من ولاه الله أمر هذه الأمة، وجمعهم عليه ; فإن الملك من الله وحده وبيده، يؤتيه من يشاء، فإذا أديتها إلى والي الأمر برئت منها، وإن كان فضل فصل به أرحامك ومواليك وجيرانك والضيف. فقال: اشهد أني نزلت عن رأي الحرورية.
وفي " العقل " لابن المحبر ذكر صفات حميدة للعاقل نحوا من ستين سطرا فيها مائة خصلة.
وعن وهب قال: احتمال الذل خير من انتصار يزيد صاحبه قمأة.
وقد امتحن وهب وحبس وضرب، فروى حبان بن زهير العدوي، قال: حدثني أبو الصيداء صالح بن طريف، قال: لما قدم يوسف بن عمر العراق بكيت وقلت: هذا الذي ضرب وهب بن منبه حتى قتله.(أعلام/2811)
يعني لما ولي إمرة اليمن، ثم نقله الخليفة هشام إلى إمرة العراق - وكان جبارا عنيدا مهيبا - كان سماطه بالعراق فيما حكى المدائني كل يوم خمسمائة مائدة، أبعد الموائد وأقربها سواء في الجودة، ثم إنه عزل عن العراق عند مقتل الوليد الفاسق، ثم ضربت عنقه - ولله الحمد - في سنة سبع وعشرين ومائة
قلت: لا شيء في " الصحيحين " لوهب بن منبه سوى حديث واحد أنبأناه ابن قدامة، أنبأنا حنبل، أنبأنا ابن الحصين، أنبأنا ابن المذهب، أنبأنا ابن مالك، حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن ابن منبه، عن أخيه، سمعت أبا هريرة يقول: ليس أحد أكثر حديثا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني إلا عبد الله بن عمرو ; فإنه كان يكتب، وكنت لا أكتب.
قال الواقدي، وكاتبه وشباب، وأبو عبيد، وعبد المنعم بن إدريس: مات سنة عشر ومائة.
وقال والد عبد الرزاق، وعبد الصمد بن معقل، ومعاوية بن صالح: مات سنة أربع عشرة ومائة. زاد عبد الصمد: في المحرم.
وقيل: مات في ذي الحجة سنة ثلاث عشرة.(أعلام/2812)
وهيب
ابن الورد، أخو عبد الجبار بن الورد، العابد الرباني، أبو أمية، ويقال: أبو عثمان المكي، مولى بني مخزوم. ويقال: اسمه عبد الوهاب. له عن تابعي لقي عائشة، وعن حميد الأعرج، وعمر بن محمد بن المنكدر.
وعنه: بشر بن منصور السلمي، وابن المبارك، وعبد الرزاق، وإدريس بن محمد الروذي، وآخرون.
قال ابن إدريس: ما رأيت أعبد منه. وقال ابن المبارك: قيل لوهيب: يجد طعم العبادة من يعصي؟ قال: ولا من يهم بالمعصية.
وعن الثوري أنه قال: قوموا إلى الطبيب - يعني وهيبا - وقيل: إنه حلف أن لا يضحك حتى تعلمه الملائكة بمنزلته إذا احتضر.
قال ابن معين: ثقة. وقال النسائي: ليس به بأس.
قيل: مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.(أعلام/2813)
يحيى القطان (ع)
يحيى بن سعيد بن فروخ، الإمام الكبير، أمير المؤمنين في الحديث أبو سعيد التميمي مولاهم البصري، الأحول، القطان، الحافظ.
ولد في أول سنة عشرين ومائة.
سمع سليمان التيمي، وهشام بن عروة، وعطاء بن السائب، وسليمان الأعمش، وحسينا المعلم، وحميدا الطويل، وهشيم بن عراك، وإسماعيل بن أبي خالد، وعبيد الله بن عمر، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وابن عون، وابن أبي عروبة، وشعبة، والثوري، وأخضر بن عجلان، وإسرائيل بن موسى - نزيل الهند - وأشعث بن عبد الملك الحمراني، وأشعث بن عبد الله الحداني، وبهز بن حكيم، وجعفر بن محمد، وحاتم بن أبي صغيرة، وحبيب بن الشهيد، وحجاج بن أبي عثمان الصواف، وزكريا بن أبي زائدة، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وعبد الرحمن بن حرملة الأسلمي، وعبد الملك بن أبي سليمان، وعثمان بن الأسود المكي، وفضيل بن غزوان، ومحمد بن عجلان، وخلقا كثيرا.
وعني بهذا الشأن أتم عناية، ورحل فيه، وساد الأقران، وانتهى إليه الحفظ، وتكلم في العلل والرجال، وتخرج به الحفاظ، كمسدد، وعلي، والفلاس، وكان في الفروع على مذهب أبي حنيفة - فيما بلغنا - إذا لم يجد النص.
روى عنه: سفيان، وشعبة، ومعتمر بن سليمان - وهم من شيوخه - وعبد الرحمن بن مهدي، وعفان، ومسدد، وابنه محمد بن يحيى، وعبيد الله القواريري، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعلي، ويحيى، وأحمد، وإسحاق، وعمرو بن علي، وبندار، وابن مثنى، ومحمد بن حاتم السمين، وسليمان الشاذكوني، وعبيد الله بن سعيد السرخسي، ويحيى بن حكيم المقوم، وعمر بن شبة، ونصر بن علي، ومحمد بن عبد الله المخزومي، وأحمد بن سنان القطان، وإسحاق الكوسج، وزيد بن أخزم، ويعقوب الدورقي، وخلق كثير، خاتمتهم محمد بن شداد المسمعي.
وكان يقول: لزمت شعبة عشرين سنة.(أعلام/2814)
قال محمد بن عبد الله بن عمار: روى ابن مهدي في تصانيفه ألفي حديث عن يحيى القطان، فحدث بها ويحيى حي.
وثبت أن أحمد بن حنبل قال: ما رأيت بعيني مثل يحيى بن سعيد القطان.
وقال يحيى بن معين: قال لي عبد الرحمن: لا ترى بعينيك مثل يحيى القطان.
وقال علي بن المديني: ما رأيت أحدا أعلم بالرجال من يحيى بن سعيد.
وقال بندار: حدثنا يحيى بن سعيد إمام أهل زمانه.
وقال أبو الوليد الطيالسي: كان يحيى بن سعيد مولى بني تميم، زعموا، وكان يوقر وهو شاب.
وقال ابن معين: قال لي يحيى بن سعيد: ليس لأحد علي عقد ولا ولاء.
قال العباس بن عبد العظيم: سمعت ابن مهدي يقول: لما قدم الثوري البصرة، قال: يا عبد الرحمن، جئني بإنسان أذاكره، فأتيته بيحيى بن سعيد، فذاكره، فلما خرج، قال: قلت لك: جئني بإنسان، جئتني بشيطان - يعني: بهره حفظه.
قال عبد الله بن جعفر بن خاقان: سمعت عمرو بن علي يقول: كان يحيى بن سعيد القطان يختم القرآن كل يوم وليلة يدعو لألف إنسان، ثم يخرج بعد العصر، فيحدث الناس.
قال ابن خزيمة: سمعت بندارا يقول: اختلفت إلى يحيى بن سعيد أكثر من عشرين سنة، ما أظنه عصى الله قط، لم يكن في الدنيا في شيء.
عباس الدوري: سمعت يحيى يقول: قال لي يحيى القطان: لو لم أرو إلا عمن أرضى، لم أرو إلا عن خمسة.
قال عبد الله بن بشر الطالقاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: يحيى بن سعيد أثبت الناس.
وقال جعفر بن أبان الحافظ: سألت أبا الوليد الطيالسي عن خالد بن الحارث، ويحيى بن سعيد القطان، فقال: يحيى أكثر منه بكثير، وأما خالد، فثقة صاحب كتاب، فقال رجل: ما كان بالبصرة مثل خالد بعد شعبة. فقال: وكان شعبة يحسن ما يحسن يحيى؟ فقلت: فمن كان أكثر عندك، يحيى أو عبد الرحمن بن مهدي؟ فإن قوما يقدمون عبد الرحمن عليه، قال: ما ينصفون، هو أكبر من عبد الرحمن.(أعلام/2815)
وعن أبي عوانة قال: إن كنتم تريدون الحديث، فعليكم بيحيى القطان، فقال له رجل: فأين حماد بن زيد؟ قال: يحيى بن سعيد معلمنا.
قال أحمد بن سعيد الدارمي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما كتبت الحديث عن مثل يحيى بن سعيد.
قال ابن معين: روى يحيى القطان عن الأوزاعي حديثا واحدا.
قال أبو قدامة السرخسي: سمعت يحيى بن سعيد يقول: كل من أدركت من الأئمة كانوا يقولون: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، ويكفرون الجهمية ويقدمون أبا بكر وعمر في الفضيلة والخلافة. مسدد، عن يحيى قال: ما حملت عن سفيان الثوري شيئا إلا ما قال: حدثني وحدثنا سوى حديثين من قول إبراهيم وعكرمة.
قال أبو بكر الصغاني: قال لي ابن معين: يحيى بن سعيد فوق يزيد بن زريع وخالد بن الحارث ومعاذ بن معاذ.
قال يحيى: ربما أتيت التيمي، وليس عنده أحد من خلق الله، وكان إذا حدث في بني مرة إنما يكون عنده خمسة أو ستة.
قال الحافظ ابن عمار: كنت إذا نظرت إلى يحيى القطان، ظننت أنه لا يحسن شيئا، بزي التجار، فإذا تكلم أنصت له الفقهاء.
قال أحمد بن محمد بن يحيى القطان: لم يكن جدي يمزح ولا يضحك إلا تبسما، ولا دخل حماما، وكان يخضب.
قال يحيى بن معين: أقام يحيى بن سعيد عشرين سنة، يختم القرآن كل ليلة.
وقال علي بن المديني: كنا عند يحيى بن سعيد، فقرأ رجل سورة الدخان، فصعق يحيى، وغشي عليه.
قال أحمد بن حنبل: لو قدر أحد أن يدفع هذا عن نفسه، لدفعه يحيى - يعني الصعق.
قال أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد: ما أعلم أني رأيت، جدي قهقه قط، ولا دخل حماما قط، ولا اكتحل، ولا ادهن.
عباس الدوري: عن يحيى قال: كان يحيى بن سعيد إذا قرئ عنده القرآن، سقط حتى يصيب وجهه الأرض. وقال: ما دخلت كنيفا قط إلا ومعي امرأة - يعني من ضعف قلبه.(أعلام/2816)
قال يحيى بن معين: جعل جار له يشتمه، ويقع فيه، ويقول: هذا الخوزي، ونحن في المسجد، قال: فجعل يبكي، ويقول: صدق، ومن أنا؟ وما أنا؟
قال ابن معين: وكان يحيى يجيء معه بمسباح، فيدخل يده في ثيابه، فيسبح.
قال عبد الرحمن بن مهدي: اختلفوا يوما عند شعبة، فقالوا له: اجعل بيننا وبينك حكما. قال: قد رضيت بالأحول - يعني القطان - فجاء، فقضى على شعبة، فقال شعبة: ومن يطيق نقدك يا أحول؟ .
قال ابن سعد: كان يحيى ثقة مأمونا رفيعا حجة.
وقال النسائي: أمناء الله على حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: شعبة، ومالك، ويحيى القطان.
قال محمد بن بندار الجرجاني: قلت لابن المديني: من أنفع من رأيت للإسلام وأهله؟ قال: يحيى بن سعيد القطان.
قال أحمد بن حنبل: إلى يحيى القطان المنتهى في التثبت.
وقال محمد بن أبي صفوان: كان ليحيى القطان نفقة من غلته، إن دخل من غلته حنطة، أكل حنطة، إن دخل شعير، أكل شعيرا، إن دخل تمر أكل تمرا.
قال يحيى بن معين: إن يحيى بن سعيد لم يفته الزوال في المسجد أربعين سنة.
قال عفان بن مسلم: رأى رجل ليحيى بن سعيد قبل موته أن بشر يحيى بن سعيد بأمان من الله يوم القيامة.
قال أحمد: ما رأيت أحدا أقل خطأ من يحيى بن سعيد، ولقد أخطأ في أحاديث، ثم قال: ومن يعرى من الخطأ والتصحيف؟ !
قال أحمد بن عبد الله العجلي: كان يحيى بن سعيد نقي الحديث، لا يحدث إلا عن ثقة.
قال أبو قدامة السرخسي: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أخاف أن يضيق على الناس تتبع الألفاظ، لأن القرآن أعظم حرمة، ووسع أن يقرأ على وجوه إذا كان المعنى واحدا.
قال شاذ بن يحيى: قال يحيى القطان: من قال: إن قل هو الله أحد مخلوق، فهو زنديق، والله الذي لا اله إلا هو.(أعلام/2817)
قال أبو حفص الفلاس: كان هجيرى يحيى بن سعيد إذا سكت ثم تكلم يقول. يحيي ويميت وإليه المصير. وقلت له في مرضه: يعافيك الله - إن شاء الله. فقال: أحبه إلي أحبه إلى الله.
قال أبو حاتم الرازي: إذا اختلف ابن المبارك ويحيى القطان وابن عيينة في حديث، آخذ بقول يحيى.
قال ابن المديني: سألت يحيى عن أحاديث عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، فقال: ليست بصحاح.
الفلاس، عن يحيى، قال: كنت أنا وخالد بن الحارث ومعاذ بن معاذ، وما تقدماني في شيء قط - يعني من العلم - كنت أذهب معهما إلى ابن عون، فيقعدان ويكتبان، وأجيء أنا، فأكتبها في البيت.
قال محمد بن يحيى بن سعيد: قال أبي: كنت أخرج من البيت أطلب الحديث، فلا أرجع إلا بعد العتمة.
قلت: كان يحيى بن سعيد متعنتا في نقد الرجال، فإذا رأيته قد وثق شيخا، فاعتمد عليه، أما إذا لين أحدا، فتأن في أمره حتى ترى قول غيره فيه، فقد لين مثل: إسرائيل، وهمام، وجماعة احتج بهم الشيخان، وله كتاب في الضعفاء لم أقف عليه، ينقل منه ابن حزم وغيره، ويقع كلامه في سؤالات علي، وأبي حفص الصيرفي، وابن معين له.
قال عبد الرحمن بن عمر رستة: سمعت علي بن عبد الله يقول: كنا عند يحيى بن سعيد، فلما خرج من المسجد، خرجنا معه، فلما صار بباب داره، وقف، ووقفنا معه، فانتهى إليه الروبي، فقال يحيى لما رآه: ادخلوا. فدخلنا، فقال للروبي: اقرأ. فلما أخذ في القراءة، نظرت إلى يحيى يتغير، حتى بلغ: إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين صعق يحيى، وغشي عليه، وارتفع صوته، وكان باب قريب منه، فانقلب، فأصاب الباب فقار ظهره، وسال الدم، فصرخ النساء، وخرجنا، فوقفنا بالباب حتى أفاق بعد كذا وكذا، ثم دخلنا عليه، فإذا هو نائم على فراشه، وهو يقول: إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين فما زالت فيه تلك القرحة حتى مات - رحمه الله.(أعلام/2818)
وروى أحمد بن عبد الرحمن العنبري، عن زهير البابي، قال: رأيت يحيى القطان في النوم عليه قميص بين كتفيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم، كتاب من الله العزيز العليم، براءة ليحيى بن سعيد القطان من النار.
وقال أبو بكر بن خلاد الباهلي: عن يحيى القطان قال: كنت إذا أخطأت، قال لي سفيان: أخطأت يا يحيى، فحدث يوما عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الذي يشرب في آنية الذهب والفضة، إنما يجرجر في بطنه نار جهنم فقلت: أخطأت يا أبا عبد الله. قال: وكيف هو؟ قلت: حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن زيد بن عبد الله، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أم سلمة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: صدقت يا يحيى، اعرض علي كتبك قلت: تريد أن ألقى منك ما لقي زائدة؟ قال: وما لقي؟ أصلحت له كتبه، وذكرته حديثه.
قلت: أقرب ما بيننا وبين يحيى بن سعيد في هذا الحديث الواحد:
أنبأنا عبد الرحمن بن محمد وجماعة قالوا: أخبرنا عمر بن محمد، أخبرنا هبة الله بن محمد، أخبرنا ابن غيلان، أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدثنا محمد بن شداد، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا إسماعيل، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يرحم الله من لا يرحم الناس.(أعلام/2819)
أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق، أخبرنا أبو بكر زيد بن هبة الله، أخبرنا أبو القاسم بن قفرجل، أخبرنا عاصم بن الحسن، أخبرنا عبد الواحد بن محمد الفارسي، حدثنا أبو عبد الله المحاملي، حدثنا يعقوب الدورقي، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا أبو حيان يحيى بن سعيد، حدثني يزيد بن حيان، سمعت زيد بن أرقم قال: بعث إلي عبيد الله بن زياد: ما أحاديث بلغني تحدثها وترويها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتذكر أن له حوضا في الجنة؟ قال: حدثنا ذاك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووعدناه. قال: كذبت، ولكنك شيخ قد خرفت. قال: أما إنه سمعته أذناي، ووعاه قلبي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ما كذبت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
قرأت على أبي الحسن علي بن أحمد العلوي بالثغر، أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمر القطيعي، أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الزاغوني، أخبرنا محمد بن محمد الزينبي، أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد، حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، قال: أخبرني أبو جمرة: سمعت ابن عباس يقول: قدم وفد عبد القيس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمرهم بالإيمان بالله - عز وجل - قال: تدرون ما الإيمان بالله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وأن تعطوا الخمس من المغنم.
رواه أبو داود عن أحمد.
قال محمد بن عمرو بن عبيدة العصفري: سمعت علي بن المديني قال: رأيت خالد بن الحارث في النوم، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي على أن الأمر شديد قلت: فما فعل يحيى القطان؟ قال: نراه كما يرى الكوكب الدري في أفق السماء.(أعلام/2820)
قالوا: توفي يحيى بن سعيد في صفر سنة ثمان وتسعين ومائة قبل موت ابن مهدي وابن عيينة بأربعة أشهر - رحمهم الله تعالى.
قال أبو بكر بن أبي داود: حدثني أبي، عن محمد بن سعيد الترمذي قال: قدمت البصرة أكتب الحديث، وكان يحيى بن سعيد القطان يجلس على موضع مرتفع، ويمر به أصحاب الحديث واحدا واحدا، يحدث كل إنسان بحديث، فمررت به لأسأله، فقال لي: اصعد، واقرأ حدرا، واقرأ من سورة واحدة، فقرأت: إذا زلزلت فسقط مغشيا عليه، فأصابه خشبة جزار.
قال أبو بكر: قال أبي: عن علي بن عبد الله، قال: فما رأينا إلا جنازته. قال أبي: قال محمد بن سعيد: وقرأت على عبد الرحمن بن مهدي، فأصابه نحو ذلك.
قال عبد الصمد بن سليمان: سمعت أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - يقول: انتهى العلم إلى أربعة: إلى ابن المبارك، ووكيع، ويحيى القطان، وعبد الرحمن، فأما ابن المبارك فأجمعهم، وأما وكيع فأسردهم، وأما يحيى، فأتقنهم، وأما عبد الرحمن، فجهبذ. ثم قال: ما رأيت أحفظ ولا أوعى للعلم من وكيع، لا أشبه بأهل النسك.
قال محمد بن عبد الله بن عمار: قال يحيى بن سعيد: لا تنظروا إلى الحديث، ولكن انظروا إلى الإسناد، فإن صح الإسناد، وإلا فلا تغتروا بالحديث إذا لم يصح الإسناد.(أعلام/2821)
يحيى بن آدم (ع)
ابن سليمان، العلامة، الحافظ، المجود، أبو زكريا الأموي، مولاهم الكوفي، صاحب التصانيف، من موالي خالد بن عقبة بن أبي معيط.
ولد بعد الثلاثين ومائة، ولم يدرك والده، كأنه توفي وهذا حمل.
روى عن عيسى بن طهمان، ومالك بن مغول، وفطر بن خليفة، ويونس بن أبي إسحاق، ومسعر بن كدام، وسفيان الثوري، وحمزة الزيات، وجرير بن حازم، والحسن بن حي، وإسرائيل، وعمار بن رزيق، ومفضل بن مهلهل، ويزيد بن عبد العزيز، وأبي بكر النهشلي، وسليمان بن المغيرة، وشريك، وحماد بن سلمة، وزهير بن معاوية، وأبي الأحوص، وابن عيينة، وقطبة بن عبد العزيز، والحسن بن عياش، وأخيه أبي بكر بن عياش، وجود عنه حروف عاصم. ولم يلق شعبة.
حدث عنه أحمد، وإسحاق، ويحيى، وعلي، وأبو بكر بن أبي شيبة، والحسن بن علي الخلال، ومحمد بن رافع، ومحمد بن عبد الله المخرمي، ومحمود بن غيلان، وهارون الحمال، وموسى بن حزام الترمذي، وأحمد بن سليمان الرهاوي، وعبد بن حميد، وعبدة الصفار، والحسن بن علي بن عفان العامري، وخلق سواهم.
وثقه يحيى بن معين والنسائي.
قال أبو عبيد الآجري: سئل أبو داود عن معاوية بن هشام، ويحيى بن آدم، فقال: يحيى واحد الناس.
وقال أبو حاتم: ثقة كان يتفقه.
وقال يعقوب بن شيبة: ثقة، كثير الحديث، فقيه البدن، ولم يكن له سن متقدم، سمعت عليا يقول: يرحم الله يحيى بن آدم، أي علم كان عنده! وجعل علي يطريه. وسمعت عبيد بن يعيش، سمعت أبا أسامة يقول: ما رأيت يحيى بن آدم قط، إلا ذكرت الشعبي - يريد أنه كان جامعا للعلم.(أعلام/2822)
وله حديث منكر، رواه علي بن المديني، والحلواني، والفضل بن سهل، والمخرمي، حدثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا حدثتم عني حديثا تعرفونه، ولا تنكرونه، فصدقوا به، قلته، أو لم أقله، فإني أقول ما يعرف، ولا ينكر، وإذا حدثتم عني حديثا تنكرونه، ولا تعرفونه، فكذبوا به، قلته أو لم أقله، فإني لا أقول ما ينكر، وأقول ما يعرف.
أخرجه الدارقطني، ورواته ثقات.
قال ابن خزيمة: في صحة هذا الحديث مقال لم نر في شرق الأرض ولا غربها أحدا يعرف هذا من غير رواية يحيى، ولا رأيت محدثا يثبت هذا عن أبي هريرة.
وقال البيهقي: وجاء عن يحيى مرسلا لسعيد المقبري.
قلت: وصله قوي، والثقة قد يغلط.
وقال محمد بن غيلان: سمعت أبا أسامة يقول: كان عمر في زمانه رأس الناس، وهو جامع، وكان بعده ابن عباس في زمانه، وبعده الشعبي في زمانه، وكان بعده سفيان الثوري، وكان بعد الثوري يحيى بن آدم.(أعلام/2823)
قلت: قد كان يحيى بن آدم من كبار أئمة الاجتهاد، وقد كان عمر كما قال في زمانه، ثم كان علي وابن مسعود، ومعاذ، وأبو الدرداء، ثم كان بعدهم في زمانه زيد بن ثابت، وعائشة، وأبو موسى، وأبو هريرة، ثم كان ابن عباس، وابن عمر، ثم علقمة، ومسروق، وأبو إدريس، وابن المسيب، ثم عروة، والشعبي، والحسن، وإبراهيم النخعي، ومجاهد، وطاوس، وعدة، ثم الزهري، وعمر بن عبد العزيز، وقتادة، وأيوب، ثم الأعمش، وابن عون، وابن جريج، وعبيد الله بن عمر، ثم الأوزاعي، وسفيان الثوري، ومعمر، وأبو حنيفة، وشعبة، ثم مالك، والليث، وحماد بن زيد، وابن عيينة، ثم ابن المبارك، ويحيى القطان، ووكيع، وعبد الرحمن، وابن وهب، ثم يحيى بن آدم، وعفان، والشافعي وطائفة، ثم أحمد، وإسحاق، وأبو عبيد، وعلي بن المديني، وابن معين، ثم أبو محمد الدارمي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وآخرون من أئمة العلم والاجتهاد.
قال دعلج السجزي: حدثنا محمد بن أحمد البراء، سمعت علي بن عبد الله يقول: نظرت، فإذا الإسناد يدور على ستة - يعني الأسانيد الصحاح - قال: فلأهل المدينة ابن شهاب الزهري، ولأهل مكة عمرو بن دينار، ولأهل البصرة قتادة، ويحيى بن أبي كثير، ولأهل الكوفة أبو إسحاق، والأعمش، ثم صار علم هؤلاء الستة إلى أصحاب الأصناف ممن صنف، فمن المدينة مالك، وابن إسحاق، ومن مكة ابن جريج وابن عيينة، ومن البصرة ابن أبي عروبة، وحماد بن سلمة، وشعبة، وأبو عوانة، ومعمر، وقد سمع معمر من الستة، ومن الكوفة سفيان الثوري، ومن الشام الأوزاعي، ومن واسط هشيم.
قلت: أغفل حماد بن زيد، والليث، وما هما بدونهم.
قال: ثم انتهى علم هؤلاء إلى يحيى بن سعيد القطان، ويحيى بن أبي زائدة، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن آدم.
قلت: نسي ابن المبارك، ووكيعا، وابن وهب، وهم من بحور العلم.(أعلام/2824)
وقد وقع لنا بعلو، كتاب " الخراج " ليحيى بن آدم.
واتفق موته غريبا ببلد فم الصلح في سنة ثلاث ومائتين، في شهر ربيع الأول، في النصف منه، قيده محمد بن سعد وذكر العام البخاري وأبو حاتم.
أخذ عنه قراءة عاصم: شعيب بن أيوب الصريفيني، وأبو حمدون الطيب بن إسماعيل، وعبد الله بن محمد بن شاكر، وآخرون.
قال أبو هشام الرفاعي: حدثنا يحيى بن آدم قال: سألت أبا بكر عن حروف عاصم التي في هذه الكراسة أربعين سنة، فحدثني بها كلها، وقرأها علي حرفا حرفا.
أخبرنا الحسن بن علي، وأبو المعالي بن المؤيد، قالا: أخبرنا جعفر بن علي، أخبرنا أبو طاهر السلفي، أخبرنا الحسين بن علي، أخبرنا عبد الله بن يحيى، أخبرنا إسماعيل الصفار، حدثنا الحسن بن علي العامري، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن أبي وائل، عن مسروق، عن معاذ بن جبل قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن، وأمرني أن آخذ مما سقت السماء ومما سقي بعلا العشر، وما سقي بالدوالي نصف العشر.
هذا حديث صالح، جيد الإسناد، لكن فيه إرسال بين مسروق ومعاذ، أخرجه ابن ماجه، عن الحسن بن علي بن عفان، فوافقناه بعلو.
أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة، عن خليل بن بدر، وعلي بن فادشاه، وأحمد بن محمد، قالوا: أخبرنا أبو علي المقرئ، أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا محمد بن عاصم، حدثنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن الأسود بن قيس، عن جندب بن سفيان قال: لما انطلق أبو بكر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الغار، قال: لا تدخل يا رسول الله، حتى أستبرئه، فدخل أبو بكر الغار، فأصاب يده شيء، فجعل يمسح الدم عن أصبعه، ويقول:
هل أنت إلا إصبع دميت
وفي سبيل الله ما لقيت
.(أعلام/2825)
وبه: سمعت يحيى بن آدم يقول: الميل ثلاثة آلاف وست مائة ذراع إلى أربعة آلاف، والفرسخ ثلاثة أميال، والبريد اثنا عشر ميلا.
قال هشام بن منصور: سمعت أحمد بن حنبل يقول: قال لي يحيى بن آدم: يجيئني الرجل ممن أبغضه، وأكره مجيئه، فأقرأ عليه كل شيء معه، لأستريح منه، ولا أراه، ويجيء الرجل أوده، فأردده حتى يرجع إلي.(أعلام/2826)
يحيى بن أبي كثير (ع)
الإمام الحافظ، أحد الأعلام أبو نصر الطائي، مولاهم اليمامي، واسم أبيه صالح، وقيل يسار، وقيل: نشيط.
روى عن أبي أمامة الباهلي، وذلك في صحيح مسلم، ولكنه مرسل، وعن أنس بن مالك وذلك في كتاب النسائي. وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وعبد الله بن أبي قتادة، وأبي قلابة الجرمي، وبعجة بن عبد الله الجهني، وعمران بن حطان، وهلال بن أبي ميمونة، وعدة.
وروى عن جابر مرسلا، ودينار، والسائب بن يزيد، وضمضم بن جوس، وعقبة بن عبد الله الغافر، وعبيد الله بن - مقسم، وعكرمة، وحية بن حابس، ونافع، ومحمد بن إبراهيم التيمي، وأبي سلام الحبشي - وينزل إلى أن روى عن زيد بن سلام، حفيد هذا، وعن الأوزاعي، وهو تلميذه.
وكان طلابة للعلم، حجة.
روى عنه ابنه عبد الله، ومعمر، والأوزاعي، وهشام بن أبي عبد الله، وحرب بن شداد، وعكرمة بن عمار، وشيبان النحوي، وهمام بن يحيى، وأبان بن يزيد، وأيوب بن عتبة، ومحمد بن جابر، وأيوب بن النجاد، وجرير بن حازم، وسليمان بن أرقم، وأبو عامر الخزاز، وعمران القطان، وعلي بن المبارك، وأبو إسماعيل القناد وخلق.
وقال حرب بن شداد: عن يحيى، قال: كل شيء عندي عن أبي سلام الأسود، إنما هو كتاب. وروى وهيب بن خالد، عن أيوب، قال: ما بقي على وجه الأرض مثل يحيى بن أبي كثير.
وقال شعبة: يحيى بن أبي كثير أحسن حديثا من الزهري.
وقال أحمد بن حنبل: إذا خالفه الزهري، فالقول قول يحيى.
وقال أبو حاتم الرازي: هو إمام لا يروي إلا عن ثقة، وقد نالته محنة، وضرب لكلامه في ولاة الجور.
نقل جماعة أنه توفي سنة تسع وعشرين ومائة وبعضهم نقل أنه بقي إلى سنة اثنتين وثلاثين ومائة والأول أصح.(أعلام/2827)
قال أحمد: هو من أثبت الناس، إنما يعد مع الزهري، ويحيى بن سعيد. وقال ابن حبان: كان من العباد، إذا حضر جنازة، لم يتعش تلك الليلة، ولا يكلمه أحد.
وقال العقيلي: كان يذكر بالتدليس.
وقال أبو حاتم: قد رأى أنسا يصلي في الحرم.
وقال حسين المعلم: قال لي يحيى: كل شيء عن أبي سلام إنما هو كتاب. المعافى بن عمران، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان -عليه السلام-: يا بني إياك والمراء، فإنه ليس فيه منفعة، وهو يورث العداوة بين الإخوان.
عبد الله بن يحيى بن أبي كثير: سمعت أبي يقول: لا يستطاع العلم براحة الجسد.
أبو إسحاق الفزاري، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، قال: إذا رأيت المبتدع في طريق، فخذ في غيره.
ابن وهب: أخبرني من سمع الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير، أن سليمان بن داود قال لابنه: إن الأحلام تصدق قليلا، وتكذب كثيرا، فعليك بكتاب الله، فالزمه، وإياه فتأول.
عبد الرزاق، عن معمر قال: حدث يحيى بن أبي كثير بأحاديث، فقال: اكتب لي حديث كذا، وحديث كذا. فقلت: يا أبا نصر، أما تكره كتب العلم؟ قال: اكتبه لي، فإنك إن لم تكتب فقد ضيعت أو عجزت.
أخبرنا أحمد بن سلامة، وعلي بن أحمد كتابة عن المبارك بن المبارك، أخبرنا أبو علي محمد بن محمد الخطيب، أخبرنا عبيد الله بن عمر، أخبرنا أبو بحر بن محمد بن الحسن، حدثنا محمد بن سليمان الباغندي، حدثنا أبو عاصم، حدثنا حجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة، حدثني حجاج بن عمر الأنصاري أنه سمع رسول الله يقول: من كسر أو عرج، فقد حل، وعليه الحج من قابل رواه أحمد في " مسنده " عن يحيى بن سعيد، عن حجاج ورواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، عن أصحاب يحيى نحوه. ورواه الترمذي عن الكوسج، عن روح، والأنصاري عن حجاج وحسنه.(أعلام/2828)
لكنه معلول بما رواه معمر ومعاوية بن سلام عن يحيى عن عكرمة، فقال: عن عبد الله بن رافع عن الحجاج. قال البخاري: وهذا أصح.
قال حسين المعلم: قلنا ليحيى بن أبي كثير: هذه المرسلات، عمن؟ قال: أترى رجلا أخذ مدادا وصحيفة، فكتب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكذب؟ .
قال: فقلت: إذا جاء مثل هذا فأخبرنا، قال: إذا قلت: بلغني، فإنه من كتاب.
وقال يحيى القطان: مرسلات يحيى بن أبي كثير شبه الريح.
وقال الفلاس: ما حدثنا يحيى القطان لقتادة ولا ليحيى بن أبي كثير بشيء مرسل، إلا حديثا واحدا.
حدثنا عن الأوزاعي، عن يحيى، أن ابن عباس كان لا يرى طلاق المكره شيئا. قال يزيد بن هارون عن همام قال: ما رأيت أصلب وجها من يحيى بن أبي كثير. كنا نحدثه بالغداة، فنروح بالعشي فيحدثناه.
ويروى أن يحيى بن أبي كثير، أقام بالمدينة عشر سنين في طلب العلم.
قال الفلاس: مات سنة تسع وعشرين ومائة.(أعلام/2829)
يحيى بن أكثم (ت)
ابن محمد بن قطن، قاضي القضاة، الفقيه العلامة، أبو محمد، التميمي المروزي، ثم البغدادي. ولد في خلافة المهدي.
وسمع من: عبد العزيز بن أبي حازم، وابن المبارك، وعبد العزيز الدراوردي، وجرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، والفضل السيناني، وعبد الله بن إدريس، وعدة. وله رحلة ومعرفة.
حدث عنه: الترمذي:، وأبو حاتم، والبخاري خارج " صحيحه "، وإسماعيل القاضي، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وأبو العباس السراج، وعبد الله بن محمود المروزي، وآخرون. وكان من أئمة الاجتهاد، وله تصانيف، منها كتاب " التنبيه ".
قال الحاكم: من نظر في " التنبيه " له، عرف تقدمه في العلوم.
؛ وقال طلحة الشاهد كان واسع العلم بالفقه، كثير الأدب، حسن العارضة، قائما بكل معضلة. غلب على المأمون، حتى لم يتقدمه عنده أحد مع براعة المأمون في العلم. وكانت الوزراء لا تبرم شيئا حتى تراجع يحيى.
قال الخطيب: ولاه المأمون قضاء بغداد، وهو من ولد أكثم بن صيفي.
قال عبد الله بن أحمد: سمع من ابن المبارك صغيرا فصنع أبوه طعاما، ودعا الناس، وقال: اشهدوا أن ابني سمع من عبد الله.
قال أبو داود السنجي سمعت يحيى يقول: كنت عند سفيان، فقال: بليت بمجالستكم بعدما كنت أجالس من جالس الصحابة، فمن أعظم مني مصيبة؟ قلت: يا أبا محمد، الذين بقوا حتى جالسوك بعد الصحابة، أعظم منك مصيبة.
وروى أحمد بن أبي الحواري، عن يحيى، عن سفيان، قال: لو لم يكن من بليتي إلا أني حين كبرت صار جلسائي الصبيان، بعدما كنت أجالس من جالس الصحابة. قلت: أعظم منك مصيبة من جالسك في صغرك بعدما جالس من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
قال: فسكت.
قال علي بن خشرم: أخبرني يحيى قال: صرت إلى حفص بن غياث، فتعشينا عنده، فأتى بعس، فشرب، وناول أبا بكر بن أبي شيبة، فشرب وناولني.(أعلام/2830)
قال: فقلت: أيسكر كثيره؟ .
قال: إي والله، وقليله. فتركته.
وروى أبو حازم القاضي، عن أبيه، قال: ولي يحيى بن أكثم قضاء البصرة وله عشرون سنة، فاستصغروه. وقيل: كم سن القاضي؟ . قال: أنا أكبر من عتاب بن أسيد الذي ولاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مكة، وأكبر من معاذ حين وجه به رسول الله قاضيا على اليمن، وأكبر من كعب بن سور الذي وجه به عمر قاضيا على البصرة.
قال الفضل الشعراني: سمعت يحيى بن أكثم يقول: القرآن كلام الله، فمن قال: مخلوق يستتاب، فإن تاب، وإلا ضربت عنقه.
وعن يحيى قال: ما سررت بشيء سروري بقول المستملي: من ذكرت رضي الله عنك. وذكر لأحمد بن حنبل ما يرمى به يحيى، فقال: سبحان الله من يقول هذا؟ ! .
قلت: قد ولع الناس بيحيى لتولعه بالصور حبا أو مزاحا.
الصولي: سمعت إسماعيل القاضي يعظم شأن يحيى بن أكثم، وذكر له يوم قيامه في وجه المأمون، لما أباح متعة النساء، فما زال به حتى رده إلى الحق، ونص له الحديث في تحريمها، فقيل لإسماعيل: فما كان يقال؟ قال: معاذ الله أن تزول عدالة مثله بكذب باغ أو حاسد. ثم قال: وكانت كتبه في الفقه أجل كتب، تركها الناس لطولها.
قال أبو العيناء: سئل رجل من البلغاء عن يحيى بن أكثم، وأحمد بن أبي دواد: أيهما أنبل؟ قال: كان أحمد يجد مع جاريته وبيته، وكان يحيى يهزل مع عدوه وخصمه.
قال أبو حاتم الرازي: فيه نظر.
وقال جعفر بن أبي عثمان، عن ابن معين: كان يكذب.
وقال ابن راهويه: ذاك الدجال يحدث عن ابن المبارك.
وقال علي بن الجنيد: يسرق الحديث.
وقال صالح جزرة: حدث عن ابن إدريس بأحاديث لم يسمعها.
وقال أبو الفتح الأزدي: روى عن الثقات عجائب.
قلت: ما هو ممن يكذب، كلا وكان عبثه بالمرد أيام الشبيبة، فلما شاخ أقبل على شأنه، وبقيت الشناعة، وكان أعور.(أعلام/2831)
قال أبو العيناء وقف له الأضراء، فطالبوه، فقال: ليس لكم عند أمير المؤمنين شيء. فقالوا: لا تفعل يا أبا سعيد، فصاح: الحبس الحبس، فحبسوا، فلما كان الليل ضجوا. فقال المأمون: ما هذا؟ قيل: الأضراء. فقال له: ولم حبستهم؟ أعلى أن كنوك؟ قال: بل حبستهم على التعريض بشيخ لائط في الحربية. قال فضلك الرازي: مضيت أنا وداود الأصبهاني إلى يحيى بن أكثم، ومعنا عشرة مسائل، فأجاب في خمسة منها أحسن جواب. ودخل غلام مليح، فلما رآه اضطرب، فلم يقدر يجيء ولا يذهب في مسألة.
فقال داود: قم، اختلط الرجل.
قال أبو العيناء: كنا في مجلس أبي عاصم، فنازع أبو بكر بن يحيى بن أكثم غلاما، فقال أبو عاصم: مهيم؟ قيل: أبو بكر ينازع غلاما، فقال: إن يسرق، فقد سرق أب له من قبل. وقد هجي بأبيات مفرقة لم أسقها.
قال الخطيب: لما استخلف المتوكل صير يحيى في مرتبة ابن أبي دواد، وخلع عليه خمس خلع.
وقال نفطويه: لما عزل يحيى من القضاء بجعفر الهاشمي جاءه كاتبه، فقال: سلم الديوان. فقال: شاهدان عدلان على أمير المؤمنين بذلك، فلم يلتفت إليه، وأخذ منه قهرا. وأمر المتوكل بقض أملاكه، وحول إلى بغداد، وألزم بيته.
قال الكوكبي: حدثنا محرز بن أحمد الكاتب، حدثنا محمد بن مسلم السعدي قال: دخلت على يحيى بن أكثم، فقال: افتح هذا القمطر. ففتح، فإذا فيه شيء رأسه رأس إنسان، ومن سرته إلى أسفل خلقة زاغ، وفي ظهره سلعة -يعني: حدبة وفي صدره كذلك. فكبرت وهللت وجزعت، ويحيى يضحك، فقال لي بلسان طلق:
أنا الزاغ أبو عجوة
أنا ابن الليث واللبوه
أحب الراح والريحا
ن والنشوة والقهوه
فلا عربدتي تخشى
ولا تحذر لي سطوه
ثم قال: يا كهل، أنشدني شعرا غزلا، فأنشدته:
أغرك أن أذنبت ثم تتابعت
ذنوب، فلم أهجرك ثم أتوب
وأكثرت حتى قلت: ليس بصارمي(أعلام/2832)
وقد يصدم الإنسان وهو حبيب
فصاح: زاغ زاغ زاغ، فطار، ثم سقط في القمطر. فقلت: أعز الله القاضي، وعاشق أيضا؟ ! فضحك. فقلت: ما هذا؟ قال: هو ما ترى. وجه به صاحب اليمن إلى أمير المومنين، وما رآه بعد.
قال سعيد بن عفير: حدثنا يعقوب بن الحارث، عن شبيب بن شيبة بن الحارث، قال: قدمت الشحر على رئيسها، فتذاكرنا النسناس. فقال: صيدوا لنا منها. فلما أن رحت إليه، إذا بنسناس مع الأعوان، فقال: أنا بالله وبك! فقلت: خلوه، فخلوه، فخرج يعدو، وإنما يرعون النبات. فلما حضر الغداء قال: استعدوا للصيد، فإنا خارجون. فلما كان السحر سمعنا قائلا يقول: أبا محمد، إن الصبح قد أسفر، وهذا الليل قد أدبر، والقانص قد حضر. فعليك بالوزر.
فقال كلي ولا تراعي، فقالوا: يا أبا محمد، فهرب وله وجه كوجه الإنسان، وشعرات بيض في ذقنه، ومثل اليد في صدره، ومثل الرجل بين وركيه، فألظ به كلبان، وهو يقول:
إنكما [حين] تجارياني
ألفيتماني خضلا عناني
لو بي شباب ما ملكتماني
حتى تموتا أو تفارقاني
قال: فأخذاه. قال: يزعمون أنهم ذبحوا منها نسناسا، فقال قائل: سبحان الله، ما أحمر دمه! قال: يقول نسناس من شجرة: كان يأكل السماق، فقالوا: نسناس، فأخذوه، وقالوا: لو سكت، ما علم به.
فقال آخر من شجرة: أنا صميميت، فقالوا: نسناس خذوه. قال: وبنو مهرة يصطادونها، ويأكلونها. قال: وكان بنو أميم بن لاوذ بن سام بن نوح، سكنوا زنار أرض رمل كثيرة النخل، ويسمع فيها حس الجن حتى كثروا، فعصوا، فعاقبهم الله، فأهلكهم، وبقي منهم بقايا للعرب تقع عليهم. وللرجل والمرأة منهم يد أو رجل في شق واحد، يقال لهم: النسناس.
قلت: هذا كقول بعضهم: ذهب الناس، وبقي النسناس. يشبهون الناس، وليسوا بناس. لعل هؤلاء تولدوا من قردة وناس. فسبحان القادر.(أعلام/2833)
وقد روي أن يحيى بن أكثم، رئي في النوم، وأنه غفر له، وأدخل الجنة.
قال السراج في " تاريخه ": مات بالربذة منصرفه من الحج يوم الجمعة في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
قال ابن أخته: بلغ ثلاثا وثمانين سنة. ودعابة يحيى مع المرد أمر مشهور، وبعض ذلك لا يثبت. وكان ذلك قبل أن يشيخ. عفا الله عنه وعنا.(أعلام/2834)
يحيى بن إسحاق (م، 4)
الحافظ الإمام الثبت، أبو زكريا السيلحيني، والسالحين: من قرى العراق.
ولد في حدود الأربعين ومائة.
وحدث عن يحيى بن أيوب المصري، وموسى بن علي بن رباح، وأبان بن يزيد، وحماد بن سلمة، وسعيد بن عبد العزيز الدمشقي، ويزيد بن حيان أخي مقاتل، ومحمد بن سليمان الأصبهاني، وفليح بن سليمان، وعبد العزيز بن الماجشون، والربيع بن بدر، والليث بن سعد، وجعفر بن كيسان، وعدد كثير، وارتحل إلى الآفاق.
حدث عنه أحمد، وابنا أبي شيبة، وهارون الحمال، ومحمد بن سعد، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وأحمد بن سيار المروزي، وأحمد بن أبي غرزة الغفاري، والحارث بن أبي أسامة، وبشر بن موسى، وأحمد بن أبي خيثمة، وأحمد بن ملاعب، وعباس الدوري، وخلق كثير.
قال أحمد بن حنبل: شيخ صالح ثقة، سمع من الشاميين، وابن لهيعة.
وقال ابن سعد: كان ثقة، حافظا لحديثه، توفي ببغداد سنة عشر ومائتين، زاد غيره: في شعبان.
قلت: من أغرب ما جاء به حديثه عن عبد الله بن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكل أذني القلب خالفه مسدد، وإسحاق بن إسرائيل فرووه عن عبد الله، عن أبيه، فقال: عن رجل من الأنصار مرسلا، ورواه هكذا أبو داود في " المراسيل ".
قال عثمان الدارمي: سألت يحيى بن معين عن السيلحيني، فقال: صدوق المسكين.
وقال علي بن المديني: كان عبد الرحمن ينكر حديث مبارك عن الحسن في حل العقد في القبر - يعني عن السيلحيني -.
قلت: هو حجة صدوق - إن شاء الله -، ولا تنزل رواية حديثه عن درجة الحسن، وكان من أوعية العلم.(أعلام/2835)
يحيى بن الضريس (م، ت)
ابن يسار القاضي، الإمام الحافظ، قاضي الري، أبو زكريا البجلي، مولاهم الرازي، رأى محمد بن أبي ليلى.
وحدث عن ابن جريج، وابن إسحاق، وزكريا بن إسحاق، وفضيل بن مرزوق، وإبراهيم بن طهمان، وعمرو بن أبي قيس الرازي، وسفيان الثوري، وزائدة بن قدامة، وطبقتهم، وكان من بحور العلم.
حدث عنه إبراهيم بن موسى القزاز، وأبو غسان زنيج، ويحيى بن معين، وابن راهويه، وإسحاق بن الفيض، ويحيى بن أكثم، ومحمد بن حميد، وموسى بن نصر، وخلق.
حدث عنه من شيوخه جرير بن عبد الحميد، وكان جرير معجبا بحفظه.
قال النسائي: ليس به بأس.
وقال الحافظ إبراهيم بن موسى: منه تعلمت الحديث.
قال علي بن المديني: كان عند يحيى بن ضريس عن حماد بن سلمة عشرة آلاف حديث.
روى البخاري عن يوسف بن موسى قال: مات يحيى بن ضريس في ربيع الأول سنة ثلاث ومائتين.
قلت: وهو جد محدث الري محمد بن أيوب البجلي مؤلف كتاب " فضائل القرآن ".
قال يحيى بن معين: يحيى بن الضريس ثقة.
وقال أبو حاتم: كان عنده عن حماد عشرة آلاف حديث.
وقال وكيع: هو من حفاظ الناس. وقد خلط في حديثين.
قلت: لو خلط في عشرين حديثا في سعة ما روى لما عد إلا ثقة.(أعلام/2836)
يحيى بن ثابت
ابن بندار بن إبراهيم، الشيخ الجليل المسند العالم أبو القاسم الدينوري الأصل، البغدادي البقال الوكيل.
سمع أباه المقرئ أبا المعالي، وابن طلحة النعالي، وطراد بن محمد الزينبي، وجماعة.
وحدث ب " صحيح " الإسماعيلي، وب " الموطأ " وأشياء عن أبيه.
حدث عنه: السمعاني، وعمر بن علي القرشي، وابن الجوزي، وابن قدامة، وعبد الغني الحافظ، والموفق عبد اللطيف، الفخر الإربلي، وأبو المنجا بن اللتي، وأبو حفص السهروردي، ومحمد بن عماد، وعبد العزيز بن باقا، وعبد اللطيف بن محمد بن القبيطي، وأبو الكرم محمد بن دلف، وعلي بن فائق، وآخرون.
وسماعه صحيح.
مات في خامس ربيع الأول سنة ست وستين وخمسمائة عن نيف وثمانين سنة.
وقد روى الحافظ أبو القاسم بن عساكر عنه بالإجازة والرشيد بن مسلمة.
وفيها مات الوزير الكبير أبو جعفر أحمد بن محمد بن البلدي، قتله رئيس الرؤساء لما وزر، وأبو زرعة المقدسي، وعبد الرحيم بن أبي الوفاء الحاجي، وأبو عبد الله بن سعادة بشاطبة، والمستنجد بالله، والمحدث أبو بكر عبد الرحمن بن أحمد بن أبي ليلى الأنصاري المرسي.(أعلام/2837)
يحيى بن حسان (خ، م، ش، د)
ابن حيان الإمام الحافظ القدوة أبو زكريا البكري، البصري، ثم التنيسي، نزيل تنيس، وأما ابن حيان فيقال: أصله من دمشق.
وقال دحيم: مولده سنة أربع وأربعين ومائة.
روى عن: حماد بن سلمة، وعبد العزيز بن الماجشون، والليث بن سعد، ومالك بن أنس، وسليمان بن بلال، وابن أبي الموال، وحماد بن زيد، وسليمان بن موسى الزهري، وعبد الله بن جعفر المخرمي، وعبد العزيز بن الربيع بن سبرة، ومحمد بن راشد المكحولي، ومعاوية بن سلام، ووهيب بن خالد، ومنصور بن أبي الأسود، ومحمد بن مهاجر، وعبد الواحد بن زياد، وقريش بن حيان، ومجمع بن يعقوب، وهشيم، وعدة. وكان من العلماء الأبرار.
حدث عنه: محمد بن وزير الدمشقي، والإمام الشافعي -ومات قبله-، وأحمد بن صالح، وجعفر بن مسافر، ودحيم، ومحمد بن سهل بن عسكر، ومحمد بن عبد الله بن البرقي، ومحمد بن مسكين اليمامي، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، والربيع المرادي، وبحر بن نصر، ويونس بن عبد الأعلى وآخرون، وابنه محمد بن يحيى.
روى عبد الله بن أحمد، عن أبيه: ثقة، رجل صالح.
والأثرم، عن أحمد: كان ثقة، صاحب حديث.
وقال العجلي: كان ثقة مأمونا عالما بالحديث.
وقال النسائي: ثقة.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
قلت: لو كان لحقه، لقال: ثقة حجة. وجاء في " ذم الكلام " حديث ليحيى بن حسان، عن شعبة، وما أظنه لقيه.
قال مروان بن محمد الطاطري فيما رواه عنه أحمد بن أبي الحواري: لو رأيتني والوليد بن مسلم نطلب الحديث قبل أن يقدم يحيى بن حسان لرحمتنا، لم نكن نحسن نطلب حتى قدم يحيى بن حسان.
وقال أبو داود السجستاني: قد خلف يحيى بن حسان كذا كذا ألف دينار، وما كان له مال قديم.
وقال أبو سعيد بن يونس: كان ثقة، حسن الحديث، وصنف كتبا، وحدث بها.(أعلام/2838)
قال الحسن بن عبد العزيز الجروي، وابن جرير الطبري، وابن يونس: مات سنة ثمان ومائتين زاد ابن يونس: توفي في رجب بمصر، ووهم من قال: مات سنة سبع.
أخبرنا إبراهيم بن علي، وهدية بنت عسكر وعدة قالوا: أخبرنا عبد الله بن عمر، أخبرنا عبد الأول بن عيسى، أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، أخبرنا عبد الله بن حمويه، أخبرنا عيسى بن عمر، أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن الحافظ، أخبرنا يحيى بن حسان، حدثنا سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لا يجوع أهل بيت عندهم التمر.
وبه عن عائشة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: نعم الإدام الخل.
أخرجهما مسلم والترمذي، عن عبد الله، فوافقناهما بعلو.(أعلام/2839)
يحيى بن حمزة (ع)
ابن واقد الإمام الكبير، الثقة أبو عبد الرحمن الحضرمي، مولاهم البتلهي الدمشقي. قاضي دمشق. ولد سنة ثلاث ومائة فيما نقله أبو مسهر. وقال المفضل الغلابي: سنة ثمان ومائة قرأ القرآن على يحيى الذماري. وحدث عن: عطاء الخراساني، وعروة بن رويم، وعمرو بن مهاجر، وأبي وهب الكلاعي عبيد الله، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وثور بن يزيد، ويزيد بن أبي مريم، والأوزاعي.
وعنه: الوليد بن مسلم، وابن مهدي، وأبو مسهر، ومحمد بن المبارك، والحكم بن موسى، وهشام بن عمار، وعلي بن حجر، وولده محمد، وخلق. قال ابن سعد: كان كثير الحديث، صالحه. وقال أحمد: ليس به بأس. وقال دحيم: ثقة، عالم عالم. وقال يحيى: ثقة قدري. وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال مروان الطاطري: استعمل المنصور سنة ثلاث وخمسين لما قدم دمشق على القضاء يحيى بن حمزة، وقال: يا شاب، أرى أهل بلدك قد أجمعوا عليك، فإياك والهدية. قال أبو زرعة الدمشقي: أعلمهم بقول مكحول هو والهيثم بن حميد. قال دحيم وجماعة: توفي سنة ثلاث وثمانين ومائة.
قلت: دام على القضاء ثلاثين عاما، وكان ثبتا في الحديث، وإن كان يميل إلى القدر فلم يكن داعية.(أعلام/2840)
يحيى بن خالد
ابن برمك الوزير الكبير أبو علي الفارسي.
من رجال الدهر حزما ورأيا وسياسة وعقلا، وحذقا بالتصرف، ضمه المهدي إلى ابنه الرشيد ليربيه، ويثقفه، ويعرفه الأمور، فلما استخلف، رفع قدره، ونوه باسمه، وكان يخاطبه: يا أبي، ورد إليه مقاليد الوزارة، وصير أولاده ملوكا، وبالغ في تعظيمهم إلى الغاية مدة، إلى أن قتل ولده جعفر بن يحيى، فسجنه، وذهبت دولة البرامكة، كما ذكرنا في ترجمة جعفر.
قال الأصمعي: سمعت يحيى يقول: الدنيا دول، والمال عارية، ولنا بمن قبلنا أسوة، وفينا لمن بعدنا عبرة.
قال إسحاق الموصلي: كانت صلات يحيى لمن تعرض له إذا ركب مائتي درهم، فقال لي أبي: شكوت إلى يحيى ضيقا، فقال: كيف أصنع؟ ما عندي شيء، لكن أدلك على أمر، فكن فيه رجلا، جاءني وكيل صاحب مصر، يطلب أن أستهدي منه شيئا، فأبيت، فألح، وقد بلغني أنك أعطيت في جارية لك ثلاثة آلاف دينار، فهو ذا أستهديه إياها وأخبره أنها قد أعجبتني فلا تنقصها عن ثلاثين ألف دينار، قال، فوالله ما شعرت، إلا والرجل يسومني الجارية، فبذل فيها عشرين ألف دينار، فضعف قلبي عن ردها، فلما صرت إلى الوزير، قال: إنك لكذا، كنت صبرت، وهذا خليفة صاحب فارس، قد جاءني في مثل هذا، فخذ جاريتك، فإذا ساومك، لا تنقصها من خمسين ألف دينار، قال: فجاءني، فلنت، وبعتها بثلاثين ألفا، فلما صرت إلى الوزير، قال: ألم تؤدبك الأولى عن الثانية خذ جاريتك إليك. فقلت: قد أفدت بها خمسين ألف دينار، أشهدك أنها حرة، وأني قد تزوجتها.
قيل: إن أولاد يحيى قالوا له - وهم في القيود مسجونين -: يا أبة! صرنا بعد العز إلى هذا! قال: يا بني دعوة مظلوم غفلنا عنها، لم يغفل الله عنها.
مات يحيى بن خالد في سجن الرقة سنة تسعين ومائة وله سبعون سنة.
وكان أبوه أحد الأعيان المذكورين.(أعلام/2841)
يحيى بن سعيد (ع)
ابن قيس بن عمرو، وقيل: يحيى بن سعيد بن قيس بن قهد الإمام العلامة المجود، عالم المدينة في زمانه، وشيخ عالم المدينة، وتلميذ الفقهاء السبعة أبو سعيد الأنصاري الخزرجي النجاري المدني القاضي مولده قبل السبعين. زمن ابن الزبير. وسمع من أنس بن مالك، والسائب بن يزيد، وأبي أمامة بن سهل، وسعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد، وعلي بن الحسين، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، وعمرة بنت عبد الرحمن، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وعبيد بن حنين، ونافع العمري، وابن شهاب، وسليمان بن يسار الفقيه، وبشير بن يسار، وسعيد بن يسار الإخوة، والأعرج، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، وحنظلة بن قيس، والنعمان بن أبي عياش، وأبي صالح ذكوان، وعباد بن تميم، وخلق سواهم.
روى عنه الزهري مع تقدمه، وابن أبي ذئب، وشعبة، ومالك، وعبد العزيز بن الماجشون، وسفيان الثوري، وحماد بن سلمة، والأوزاعي، وحماد بن زيد، والليث بن سعد، وإبراهيم بن سعد، وأبو إسحاق الفزاري، وإسماعيل بن عياش، وابن المبارك، والقاضي أبو يوسف، وابن علية، وسعيد بن محمد الوراق، وسفيان بن عيينة، وعبد الرحمن بن سليمان الداراني، وعبد الوهاب الثقفي، ويحيى بن سعيد الأموي، ويحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن هارون، وجعفر بن عون العمري، وخلق سواهم. وهو صاحب حديث الأعمال بالنيات وعنه اشتهر حتى يقال: رواه عنه نحو المائتين، ووقع عاليا لأصحاب ابن طبرزد. وقد اختلف في نسبه، فقال أبو عبيدة بن أبي السفر: حدثنا أبو أسامة، حدثني يحيى بن سعيد بن قيس بن قهد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب، وقال محمد بن عبيد بن حسان، حدثنا حماد، عن يحيى بن سعيد قال: كانت حبيبة بنت سهل إحدى عماتي، وأنبأنا يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل.(أعلام/2842)
قلت: حبيبة هذه هي القائلة: لا أنا ولا ثابت بن قيس بن شماس. وأما قيس بن عمرو فصحابي ; له في " السنن " في ركعتي الصبح.
قال الحاكم: هو قاضي حرم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومفتيها في عصره يحيى بن سعيد بن قيس بن قهد بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن يزيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار.
وقال خليفة في " الطبقات ": يحيى بن سعيد بن قيس بن قهد بن سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار أبو سعيد.
وقال أبو أحمد في (الكنى) : يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم، ثم قال: ويقال: ابن سعيد بن قيس بن قهد. ولم يصح أخو سعد وعبد ربه وسعيد.
قلت: وممن قال: إن جده هو قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة: أحمد وابن معين. وقال مصعب: جده قيس بن قهد بن قيس، فقال أحمد بن أبي خيثمة: غلط مصعب، وقيس بن قهد هو جد أبي مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري الكوفي. قال: وكلاهما له صحبة. ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: خير دور الأنصار دار بني النجار.
رأى يحيى بن سعيد عبد الله بن عمر، قاله الحاكم أبو عبد الله، ثم قال: سمع أنسا، والسائب، وأبا أمامة، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، ويوسف بن عبد الله بن سلام، وسمع ابن المسيب ومن بعده من الفقهاء السبعة وجالسهم.
روى عنه من التابعين أربعة: هشام بن عروة، وحميد الطويل، وأيوب السختياني، وعبيد الله بن عمر.
إسماعيل بن أبي أويس: حدثني أبي، حدثنا يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة. ابن سعد: أنبأنا محمد بن عمر قال: يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل النجاري، توفي بالهاشمية، وكان قاضيا بها لأبي جعفر سنة ثلاث وأربعين. عارم: حدثنا حماد، عن هشام بن عروة، قال: حدثني العدل الرضي الأمين على ما يغيب عليه أبو سعيد يحيى بن سعيد.(أعلام/2843)
قلت: عامة الناس كنوه هكذا. وروى أبو يحيى صاعقة، عن ابن المديني قال: كنيته أبو نصر.
قال سليمان بن بلال: كان يحيى بن سعيد قد ساءت حالته، وأصابه ضيق شديد، وركبه الدين، فبينما هو كذاك إذ جاءه كتاب أبي جعفر المنصور يستقضيه، فوكلني بأهله، وقال لي: والله ما خرجت وأنا أجهل شيئا. فلما قدم العراق كتب إلي، قلت لك ذاك القول، وإنه والله لأول خصمين جلسا بين يدي، فاقتصا شيئا، والله ما سمعته قط، فإذا جاءك كتابي هذا، فسل ربيعة بن أبي عبد الرحمن، واكتب إلي ما يقول، ولا تعلمه. هذه حكاية منكرة، فإن ربيعة كان قد مات. رواها إبراهيم بن المنذر الحزامي، عن يحيى بن محمد بن طلحة من ولد أبي بكر، عن سليمان، وزاد فيها: فلما خرجت إلى العراق شيعته. . فكان أول ما استقبله جنازة، فتغير وجهي، فقال: كأنك تغيرت؟ فقلت: اللهم لا طير إلا طيرك. فقال: والله لئن صدق طيرك، لينعشن أمري، فمضى فما أقام إلا شهرين حتى قضى دينه، وأصاب خيرا.
قال عبد الله بن بشر الطالقاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: يحيى بن سعيد الأنصاري أثبت الناس.
وقال حماد بن زيد: قدم أيوب من المدينة، فقيل له: من أفقه من خلفت بها؟ قال: يحيى بن سعيد الأنصاري.
أبو صالح: حدثنا الليث، عن عبيد الله بن عمر، قال: كان يحيى بن سعيد يحدثنا فيسح علينا مثل اللؤلؤ، إذا طلع ربيعة، فقطع حديثه إجلالا لربيعة وإعظاما.
علي بن مسهر: سمعت سفيان يقول: أدركت من الحفاظ ثلاثة: إسماعيل بن أبي خالد، وعبد الملك بن أبي سليمان، ويحيى بن سعيد الأنصاري، قلت: فالأعمش؟ فأبى أن يجعله معهم.(أعلام/2844)
محمد بن المنهال: سمعت يزيد بن زريع يقول: لما قدم يحيى بن سعيد الأنصاري، نزل على عبد الوهاب بن عبد الحميد، وكان يحيى لا يملي فكنا ندخل عليه، ومعنا ابن علية وجماعة فنحفظ، فإذا خرجنا كتب هذا ما حفظ، وهذا ما حفظ، فتركت لذلك حديثه، وقلت: لا آخذ ديني عنكم. محمد بن سعد، عن الواقدي، أن سليمان بن بلال أخبره، قال: خرج يحيى بن سعيد إلى إفريقية في ميراث له، فطلب له ربيعة بن أبي عبد الرحمن البريد، فركبه إلى إفريقية، فقدم بذلك الميراث، وهو خمسمائة دينار، فأتاه الناس يسلمون عليه، وأتاه ربيعة أغلق الباب عليهما، ودعا بمنطقته، فصيرها بين يدي ربيعة، وقال يا أبا عثمان: والله ما غيبت منها دينارا إلا ما أنفقناه في الطريق، ثم عد مائتين وخمسين دينارا فدفعها إلى ربيعة، وأخذ هو مثلها قاسمه.
قال يحيى القطان: سمعت سفيان بن سعيد يقول: كان يحيى بن سعيد الأنصاري أجل عند أهل المدينة من الزهري. الترمذي: حدثنا قتيبة، حدثنا جرير، سألت يحيى بن سعيد فقلت: أرأيت من أدركت من الأئمة؟ ما كان قولهم في أبي بكر وعمر وعلي؟ فقال: سبحان الله ما رأيت أحدا يشك في تفضيل أبي بكر وعمر على علي، إنما كان الاختلاف في علي وعثمان.(أعلام/2845)
قال عبد الرحمن بن مهدي: حدثنا وهيب، قال: قدمت المدينة فلم ألق بها أحدا إلا وأنت تعرف وتنكر غير يحيى بن سعيد ومالك. الحاكم: حدثنا أبو بكر محمد بن داود الزاهد، حدثنا يحيى بن أحمد الهروي، أن محمد بن حفص حدثهم، حدثنا يحيى بن أيوب المقابري، حدثني أبو عيسى وغيره، أن قوما كانت بينهم وبين المسيب بن زهير خصومة، فارتفعوا إلى يحيى بن سعيد الأنصاري، فكتب إليه يحيى أن يحضر، فأتوه بكتاب يحيى، فانتهرهم وأبى، فجاءوا إلى يحيى، فقام مغضبا يريد المسيب، فوافقه قد ركب وبين يديه نحو المائتين من الخشابة، فلما رأوا القاضي، أفرجوا له، فأتى المسيب فأخذ بحمائل سيفه، ورمى به إلى الأرض، ثم برك عليه يخنقه، قال: فما خلص حمائل السيف من يده إلا أبو جعفر بنفسه. قلت: هكذا فليكن الحاكم، ومتى خاف الحاكم من العزل لم يفلح، وفي ثبوت هذه الحكاية نظر.
الحسن بن عيسى بن ماسرجس: حدثنا جرير قال: سألت يحيى بن سعيد، وما رأيت شيخا أنبل منه، فذكر تفضيل الشيخين، وقد مر.
قال حماد بن زيد: كان يحيى بن سعيد، يقول في مجلسه: اللهم سلم سلم.
وقال يحيى: كان عبيد الله بن عدي بن الخيار، يقول في مجلسه: اللهم سلمنا وسلم المؤمنين منا. ابن بكير: حدثنا الليث، عن يحيى بن سعيد قال: أهل العلم أهل وسعة، وما برح المفتون يختلفون، فيحلل هذا، ويحرم هذا، وإن المسألة لترد على أحدهم كالجبل، فإذا فتح لها بابها، قال: ما أهون هذه.
يعقوب بن كاسب: حدثنا بعض أهل العلم، قال: سمعت صائحا يصيح في المسجد الحرام أيام مروان: لا يفتي الحاج في المسجد إلا يحيى بن سعيد، وعبيد الله بن عمر، ومالك بن أنس.(أعلام/2846)
ابن وهب، عن مالك، عن يحيى قال: قلت لسالم بن عبد الله: أسمعت هذا من ابن عمر؟ فقال: مرة واحدة، نعم أكثر من مائة مرة. وبه عن يحيى قال: لأن أكون كتبت كل ما أسمع أحب إلي من أن يكون لي مثل ما لي.
قال أبو سعيد الحنفي: سمعت يزيد بن هارون يقول: حفظت ليحيى بن سعيد ثلاثة آلاف حديث، فمرضت مرضة، فنسيت نصفها، فقال فتى من القوم: رويدا، ليتك مرضت الثانية فنسيتها كلها، فنستريح منك. رواها الحاكم ولا أعرف الحنفي. كان يحيى بن سعيد القطان يقدم يحيى بن سعيد الأنصاري على الزهري، لكونه رآه، ولم ير الزهري.
قال أحمد العجلي: كان يحيى بن سعيد رجلا صالحا فقيها ثقة، وقال الثوري: كان حافظا وقال ابن عيينة: محدثوا الحجاز ابن شهاب، ويحيى بن سعيد، وابن جريج. وروى أبو أويس، عن يحيى بن سعيد، قال: صحبت أنس بن مالك إلى الشام. وروى محمد بن سلام الجمحي، قال: كان يحيى بن سعيد خفيف الحال، فاستقضاه المنصور، فلم يتغير حاله، فقيل له في ذلك، فقال: من كانت نفسه واحدة، لم يغيره المال.
وقال أحمد العجلي: قال يزيد بن هارون: قلت ليحيى بن سعيد: كم تحفظ؟ قال: ستمائة، سبعمائة. قلت: هذا يوضح لك ضعف القول المار عن يزيد، ولا كان يحيى بن سعيد عنده ثلاثة آلاف حديث قط. وعن يحيى القطان قال: هو مقدم على الزهري ; لأن الزهري اختلف عليه، ويحيى لم يختلف عليه. وأما علي بن المديني فقال: له نحو من ثلاثمائة حديث، فكأنه عنى المسند من حديثه، أو الذي اشتهر له. سليمان بن حرب، سمعت حماد بن زيد يقول: ليس لأحد عندي كتاب، ولو كان، لسرني أن يكون ليحيى بن سعيد الأنصاري. قلت: توفي بالهاشمية بقرب الكوفة، وله بضع وسبعون سنة، سنة ثلاث وأربعين ومائة.(أعلام/2847)
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه في كتابه، أنبأنا عمر بن محمد، أنبأنا هبة الله بن محمد الشيباني، أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، أنبأنا أبو بكر الشافعي، أنبأنا الحارث بن محمد، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن زحر، أنه سمع أبا سعيد الرعيني، يحدث عن عبد الله بن مالك، أنه سمع عقبة بن عامر يذكر أن أخته نذرت أن تمشي إلى البيت حافية غير مختمرة، فذكر ذلك عقبة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: مر أختك، فلتركب، ولتختمر، ولتصم ثلاثة أيام هذا حديث غريب فرد.
واسم أبي سعيد: جعثل بن هاعان قاضي إفريقية. مات سنة خمس عشرة ومائة محله الصدق ما رواه عنه سوى عبيد الله بن زحر وفيه لين. أخرجه أبو داود، عن مخلد بن خالد الشعيري، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج قال: كتب إلى يحيى بن سعيد بهذا، وأخرجه الترمذي، عن محمود بن غيلان، عن وكيع، عن سفيان، عن يحيى بن سعيد وحسنه الترمذي. ووقع لنا عاليا بدرجتين، وهذا الحديث من جملة ما استفاد يحيى في رحلته إلى إفريقية.
عارم، عن حماد قال: قيل لهشام بن عروة: سمعت أباك يقول كذا وكذا؟ قال: لا، ولكن حدثني العدل الرضي الأمين عدل نفسي عندي يحيى بن سعيد، أنه سمعه من أبي.
قال النسائي: يحيى بن سعيد ثقة ثبت.
وقال العجلي: كان قاضيا على الحيرة، وثم لقيه يزيد بن هارون، فروى عنه مائة وسبعين حديثا.
قال القطان، وأبو عبيد، وأحمد، وعدة: مات سنة ثلاث وأربعين ومائة وقال يزيد بن هارون، وابن بكير، والفلاس: سنة أربع.(أعلام/2848)
قال أبو القاسم بن منده: طرق حديث يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن علقمة بن وقاص، عن عمر بن الخطاب، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنما الأعمال بالنيات رواه عنه إبراهيم بن طهمان، وإبراهيم بن أدهم، وإبراهيم بن عيينة الهلالي، وإبراهيم بن محمد أبو إسحاق الفزاري، وإبراهيم بن أبي يحيى المدني وإبراهيم بن صرمة المدني، وإبراهيم بن محمد بن جناح، وإبراهيم بن زكريا المعلم الضرير، وإبراهيم بن أبي اليسع، وإبراهيم بن عبد الحميد الحمصي، وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، وإسماعيل بن علية، وإسماعيل بن عياش، وإسماعيل بن القاسم أبو العتاهية فيما قيل، وإسماعيل بن زكريا الخلقاني، وإسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت، وإسماعيل بن زياد، وإسماعيل بن ثابت بن مجمع، وإسحاق بن الربيع العطار، وأنس بن عياض أبو ضمرة، وأبان بن يزيد، وأسيد بن القاسم الكتاني، وأبرد بن الأشرس، وأبو الربيع أشعث بن سعيد السمان، وأسباط بن محمد، وأسد بن عمرو، وأسامة بن حفص، وأيوب بن واقد كوفي، وأبيض بن الأغر، وأبيض بن أبان، وبحر بن كنيز السقاء، وبكر بن عمرو المعافري، وبشير بن زياد الجزري، وتوبة بن سعيد العنبري بن أبي الأسد، وتليد بن سليمان الكوفي، وثور بن يزيد، وثابت بن كثير، وجعفر الصادق، وجعفر بن عون، وجرير بن حازم، وجرير بن عبد الحميد، وجنادة بن سلم، وجارية بن هرم الهنائي، وجميع بن ثوب الشامي.(أعلام/2849)
وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وحماد بن زيد بن عمر كوفي، وحماد بن أسامة أبو أسامة، وحماد أخو شعبة بن الحجاج، وحماد بن عبد الملك الخولاني، وحماد بن يحيى الأبح، وحماد بن شيبة، وحماد بن يونس، وحماد بن نجيح، والحسن بن صالح، والحسن بن عياش أخو أبي بكر، والحسن بن عمارة، والحسن بن أبي جعفر، وحسين بن علوان، وحر الحذاء، وحديج بن معاوية، وحبان بن علي، وحمزة الزيات، وحسان بن غيلان، وحفص بن غياث، وحفص بن عمر القناد، وحفص بن سليمان القارئ، وحكيم بن نافع الرقي، والحارث بن عمير، وحميد بن زياد أبو صخر، وحجاج بن أرطاة، وخالد بن عبد الله الطحان، وخالد بن حميد الرؤاسي، وخالد بن سلمة الجهني، وخالد بن القاسم المدائني، ولم يصح وخالد بن يزيد البحراني، وخلف بن خليفة، وخليفة بن غالب بصري، وخارجة بن مصعب، وخطاب بن أبي خيرة، والخليل بن مرة، وخصيب بن عبد الرحمن.(أعلام/2850)
وخازم بن الحارث أبو عصمة، والخصيب بن جحدر، والخصيب بن عقبة الوابشي، وداود بن عبد الرحمن العطار، وداود بن الزبرقان، وداود بن بكر بن أبي الفرات، وداود بن جشم، وذؤاد بن علبة، وربيعة الرأي، ورقبة بن مصقلة، وروح بن القاسم، والربيع بن حبيب كوفي، ورشدين بن سعد، ورجاء بن صبيح، وزهير بن معاوية، وزهير بن محمد، وزيد بن بكر بن خنيس، وزيد بن علي، وزيد بن أبي أنيسة، وزياد بن خيثمة، وزمعة بن صالح، وزكريا بن أبي العتيك كوفي، وزافر بن سليمان، وزفر الفقيه، وزائدة، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وسفيان بن عمر الحضرمي كوفي، وسليمان التيمي، وسليمان أبو خالد الأحمر، وسليمان بن بلال، وسليمان الأعمش، وسليمان بن عمر، وأبو داود النخعي، وسليمان بن يزيد الكعبي، وسليمان بن خثيم، وسعيد بن المرزبان أبو سعد البقال، وسعيد بن مسلمة الأموي، وسعير بن الخمس، وسعيد بن محمد الوراق الثقفي، وسعيد بن عبد الله الأودي، وسلمة بن رجاء، وسلام أبو المنذر القارئ، وأبو الأحوص سلام بن سليم، وسابق البربري، وسويد بن عبد العزيز، وسيف بن محمد الثوري، وسيف بن عمر، وسعاد بن سليمان التميمي.(أعلام/2851)
وسنان بن هارون، وشعبة، وشريك، وشعيب بن إسحاق، وشجاع بن الوليد، وشرقي بن قطامي، وشجاع بن عبد الله، وشقيق بن عبد الله، وصدقة بن عبد الله الدمشقي، وصالح بن يحيى، وصالح بن جبلة وصالح بن قدامة الجمحي، وصالح بن كيسان، والضحاك بن عثمان، وطلحة بن مصرف اليامي، وطلحة بن زيد، وعبد الله بن عبد الله أبو أويس، وعبد الله بن إدريس، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن هشام بن عروة، وعبد الله بن نمير، وعبد الله بن زياد بن سمعان، وعبد الله بن لهيعة، وعبد الله بن واقد الهروي، وعبد الله بن عرادة، وعبد الله بن ميمون القداح، وعبد الله بن حسين بن عطاء، وعبد الله بن سفيان الواسطي، وعبد الله بن شوذب، وعبد الرحمن الأوزاعي، وعبد الرحمن بن بديل، وعبد الرحمن بن الأسود، وعبد الرحمن بن حميد الزهري، وعبد الرحمن بن صالح بن موسى، وعبد الرحمن المحاربي، وعبد الرحمن بن مغراء، وعبد الرحمن بن زياد أبو خالد، وعبد الرحمن العرزمي.(أعلام/2852)
وعبد الرحمن بن يحيى بن سعيد الأنصاري، وعبد الرحمن بن حميد الرؤاسي، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وعبيد الله بن عدي الكندي، وعبيد الله بن هشام بن عروة، وعبد العزيز الدراوردي، وعبد العزيز بن الحصين، وعبد الغفار بن القاسم، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الأعلى بن محمد المصري، وعبد الملك بن أبي بكر، وعبد الملك بن محمد بن زرارة، وعبد الملك بن جريج، وعبد الوهاب بن عطاء، وعبد الوهاب الثقفي، وعبد السلام بن حرب، وعبد السلام بن حفص، وعبد ربه أبو شهاب الحناط، وعبدة بن سليمان، وعباد بن عباد، وعباد بن العوام، وعباد بن صهيب، وعبد الحميد الفراء، وعبيد الله بن جعفر، وعبدة بن أبي برزة السجستاني، وعمر بن عبيد، وعمر بن سعيد بن أبي حسين، وعمر بن يزيد، وعمر بن حبيب، وعمر بن علي بن مقدم، وعمر بن عبد الحميد الطائي، وعمر بن هارون، وعمر بن مروان الجلاب، وعمر بن وجيه، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد المنعم بن نعيم، وعامر بن خداش، وعبد الجبار بن سليمان أو ابن عثمان، وعمران بن الربيع، وعمرو بن هاشم، وعباد بن كثير الثقفي.(أعلام/2853)
وعباد بن منصور، وعدي بن الفضل، وعيسى بن شعيب، وعيسى بن يونس، وعبد الرحيم بن سليمان الرازي، وعبد ربه بن سعيد، وعلي بن هاشم، وعلي بن مسهر، وعلي بن القاسم العمري، وعلي بن هاشم بن هاشم وعلي بن عاصم، وعلي بن هاشم بن مرزوق، وعلي بن صالح، وعيسى بن ثوبان، وعيسى بن زيد بن علي، وعمارة بن غزية، وعمرو بن الحارث الفقيه، وعمرو بن جميع، وعمرو بن أبي قيس، وعثمان بن الحكم، وعثمان بن مخارق، وعقبة بن خالد، وعصمة بن محمد الزرقي، وعائذ بن حبيب، وعمار بن رزيق، وعمار بن سيف، وعطاء بن جبلة، وعمر بن الخطاب بن أبي خيرة، وغسان بن غيلان، وغياث بن إبراهيم، وفضيل بن عياض، وفرح بن فضالة، وفليح بن محمد، وفليح بن سليمان، وفضالة بن نوح، وفطر بن خليفة، وقيس بن الربيع، والقاسم بن عبد الله العمري، والقاسم بن معن والقاسم بن الحكم، وقريب الأصمعي، وكنانة بن جبلة، وكثير بن زياد أبو سهل، والليث، وابن عجلان، ومحمد بن عبد الله بن عبيد الليثي، ومحمد بن ورد العجلي.(أعلام/2854)
ومحمد بن عمر القارئ، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، ومحمد بن ميمون السكري، ومحمد بن مغيث البجلي، ومحمد بن سعيد المدني، ومحمد بن مسلم أبو سعيد المؤدب، ومحمد بن إسماعيل بن رجاء، ومحمد بن دينار الطاحي، ومحمد بن عبد الملك الأنصاري، ومحمد بن فضيل، ومحمد بن يزيد، ومحمد بن مروان العجلي، ومحمد بن زياد بن علاقة، ومحمد بن خازم أبو معاوية، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، ومحمد بن ميمون الأسدي، ومحمد بن عبيد الطنافسي، ومحمد بن عصمة، ومحمد بن إسحاق، ومحمد بن عبيد الله العرزمي، ومحمد بن جحادة، ومالك، ومروان بن معاوية، ومروان بن سالم، ومعمر، ومندل، ومفضل بن يونس، ومسلمة بن علي، ومنصور بن يسير، ومنصور بن الأسود، ومصاد بن عقبة، ومسكين أبو فاطمة الطاحي، والمسيب بن شريك، ومعاوية بن يحيى، ومعلى بن هلال، ومعاوية بن صالح، ومغلس بن زياد، ومقاتل بن حيان، ومسعر.(أعلام/2855)
ومكي بن إبراهيم، ونوح بن أبي مريم، ونوح بن المختار، والنضر بن محمد المروزي، والنعمان أبو حنيفة، ونصر بن باب، ونصر بن طريف، وأبو عوانة الوضاح، ووهيب، وهمام، وهشيم، وهشام بن عروة، وهشام بن عبد الكريم، وهشام بن حسان، وهشام بن أبي عبد الله وهارون بن عنترة، وهاشم بن يحيى الغساني، وهريم بن سفيان، وهبار بن عقيل، والهيثم بن عدي، وهشام بن زيد، ويزيد بن هارون، ويزيد بن عبد الملك النوفلي، ويزيد بن عمرو، ويزيد بن أبي حفص كوفي، ويونس بن راشد، ويحيى بن سعيد القطان، ويحيى بن سعيد الأموي، ويحيى بن أبي زائدة، وأبو عقيل يحيى بن المتوكل، وأبو المقدام يحيى بن ثعلبة، ويحيى بن أيوب المصري، ويحيى بن العلاء الرازي ; ويحيى بن سليم الطائفي، ويحيى بن عبد الله بن الأجلح، ويحيى بن المهلب أبو كدينة، ويعلى بن عبيد، والقاضي أبو يوسف يعقوب، وأبو بكر بن أبي سبرة، وأبو بكر بن أبي مريم، وأبو بكر بن عياش.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران، ويوسف بن أحمد قالا: أنبأنا موسى بن عبد القادر، أنبأنا سعيد بن أحمد، أنبأنا علي بن البسري، أنبأنا أبو طاهر المخلص، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا محمد بن عبد الواهب الحارثي، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم، عن عائشة، قالت: لما مات عثمان بن مظعون، كشف النبي -صلى الله عليه وسلم- الثوب عن وجهه، وقبل بين عينيه، ثم بكى بكاء طويلا، فلما رفع على السرير، قال: طوباك يا عثمان، لم تلبسك الدنيا ولم تلبسها محمد بن عبد الله هذا المعروف بالمحرم، ضعفوه.(أعلام/2856)
يحيى بن سعيد العطار
الإمام المحدث الصدوق، أبو زكريا الأنصاري الحمصي.
روى عن يونس بن يزيد، وحريز بن عثمان، والمسعودي، وفضيل بن مرزوق، ومحمد بن عبد الرحمن بن عرق اليحصبي، ويحيى بن أيوب المصري، وأبي غسان محمد بن مطرف.
وعنه أبو همام، ومحمد بن مصفى، وأبو التقي اليزني، ومحمد بن عمرو بن حنان، وآخرون.
وثقه ابن مصفى، وضعفه ابن معين، والدارقطني.
وقال ابن خزيمة: لا يحتج به. وهو مصنف كتاب " حفظ اللسان ".(أعلام/2857)
يحيى بن عبد الحميد
ابن عبد الرحمن بن ميمون بن عبد الرحمن، الحافظ الإمام الكبير أبو زكريا بن المحدث الثقة أبي يحيى الحماني الكوفي صاحب " المسند " الكبير.
ولد نحو الخمسين ومائة.
وحدث عن: أبيه - وأبوه من أصحاب الأعمش - وعن عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، وهذا أكبر شيخ له، ومندل بن علي، وعبد الله بن جعفر المخرمي، وأبي عوانة، وشريك، وسليمان بن بلال، وقيس بن الربيع، وأبي إسرائيل الملائي، وعبد الله بن المبارك، وهشيم، وفضيل بن عياض، وعبد الواحد بن زياد، وخالد بن عبد الله، وحشرج بن نباتة، وإبراهيم بن سعد، وحماد بن زيد، وعلي بن مسهر، وسفيان بن عيينة، وخلق.
وعنه: أبو قلابة، وأبو حاتم، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وأحمد بن يحيى الحلواني، وأبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن أيوب الرازي، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي، وأبو حصين محمد بن الحسين الوادعي، ومطين، وموسى بن إسحاق الأنصاري، ومحمد بن إبراهيم السراج، وعثمان بن خرزاذ، وأبو القاسم البغوي، والحسين بن إسحاق التستري، وخلق كثير.
قال الأثرم: سمعت القعنبي يقول: رأيت رجلا طويلا شابا في مجلس ابن عيينة، فقال ابن عيينة: من يسأل لأهل الكوفة؟ ثم قال: أين ابن الحماني، فقام، فقال: من أنت؟ فانتسب له، فقال: نعم، كان أبوك جليسنا عند مسعر، فجعل يسأل.
وقال إبراهيم بن بشار: رأيت عند ابن عيينة جماعة من البصريين يتذاكرون الحديث، فتحول سفيان للكوفة، أتى إلى ناحية أهل الكوفة، فقال: أين ابن آدم؟ أين ابن الحماني عبد الحميد؟ .
وروى ابن عدي، عن طريف بن عبيد الله الموصلي قال: كأني أنظر إلى يحيى الحماني شيخ ضعيف، أعور اليسرى، منحني العنق، يقول: حدثنا شريك.
وقال محمد بن عبد الرحمن السامي الهروي: سئل أحمد بن حنبل عن يحيى الحماني، فسكت، فلم يقل شيئا.(أعلام/2858)
وقال الميموني: ذكر الحماني عند أحمد، فقال: ليس بأبي غسان بأس. ومرة ذكره، فنفض يده، وقال: لا أدري.
وقال مطين: سألت أحمد بن حنبل عنه، قلت له: تعرفه؟ لك به علم؟ فقال: كيف لا أعرفه؟ قلت: أكان ثقة؟ قال: أنتم أعرف بمشايخكم.
وقال محمد بن إبراهيم البوشنجي: حدثنا يحيى الحماني، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا إسحاق الأزرق. . فذكر حديثا في الإبراد بالظهر.
قال حنبل: قدمت من الكوفة، فقلت لأبي عبد الله: حدثنا يحيى الحماني، عن أبي عبد الله بحديث إسحاق الأزرق، فقال: ما أعلم أني حدثته به، فلعله حفظه على المذاكرة.
وكذا سأل المروذي أحمد، فأنكر أن يكون حدثه، وقال: قولوا لهارون الحمال يضرب على حديث يحيى الحماني.
وقال أبو عبيد الآجري، عن أبي داود قال: حدث يحيى الحماني عن أحمد بحديث إسحاق الأزرق، فأنكره، فقال يحيى: حدثنا أحمد على باب ابن علية، فقال أحمد: ما سمعناه من إسحاق إلا بعد موت إسماعيل.
ثم قال أبو داود: كان حافظا، سألت أحمد عنه، فقال: ألم تره؟ قلت: بلى. قال: إنك إذا رأيته عرفته.
وقيل: كان يتشيع فقال أبو داود: سألته عن حديث لعثمان، فقال لي: تحب عثمان.
قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: إن ابني أبي شيبة يقدمون بغداد، فما ترى فيهم؟ فقال: قد جاء ابن الحماني إلى هاهنا، فاجتمع عليه الناس، وكان يكذب جهارا، ابن شيبة على كل حال يصدق. وقلت لأبي عن حديث إسحاق فقال: كذب، ما سمعته من الأزرق إلا بعد ذلك، أنا لم أعلم تلك الأيام أن هذا حديث غريب، حتى سألني عنه هؤلاء الشباب. وقال أبي: ما كان أجرأه! وقال: ما زلنا نعرفه أنه يسرق الأحاديث أو يتلقفها، أو يتلقطها. وقال: قد طلب وسمع، ولو اقتصر على ما سمع، لكان له فيه كفاية.(أعلام/2859)
وقال عبد الله بن أحمد: حدث أيضا عن قريش بن حيان، عن بكر بن وائل، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي أيوب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأظفار، وقريش مات قبل أن يدخل الحماني البصرة، وإنما سمعه من وكيع، عن قريش.
وقال الأثرم: قلت لأبي عبد الله: ما تقول في ابن الحماني؟ فقال: ليس هو واحدا ولا اثنين ولا ثلاثة ولا أربعة يحكون عنه. ثم قال: الأمر فيه أعظم من ذلك، وحمل عليه حملا شديدا في أمر الحديث. وذكرته لأبي عبد الله مرة، فقال: ابن الحماني ليس الآن عليه قياس، أمر ذاك عظيم، أو كما
قال، ورأيته شديد الغيظ عليه.
وقال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: بلغني أن ابن الحماني حدث عن شريك، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعجبه النظر إلى الحمام، فأنكروه عليه، فرجع عن رفعه، فقال أبي: هذا كذب، إنما كنا نعرف بهذا حسين بن علوان يقولون: وضعه على هشام.
قال البخاري: كان أحمد وعلي يتكلمان في يحيى الحماني. وقال مرة: رماه أحمد وابن نمير.
أحمد بن يوسف السلمي: سمعت علي بن المديني يقول: أدركت ثلاثة ويحدثون بما لا يحفظون: يحيى بن عبد الحميد، وعبد الأعلى السامي، ومعتمر بن سليمان.
ابن عدي: أخبرنا عبدان قال: قال ابن نمير: الحماني كذاب، فقيل لعبدان: سمعته منه؟ قال: لا.
وقال مطين: سألت محمد بن عبد الله بن نمير عن يحيى الحماني، فقال: هو ثقة، هو أكبر من هؤلاء كلهم، فاكتب عنه.
وقال محمد بن عبد الله بن عمار: يحيى الحماني سقط حديثه.
قال الحسين بن إدريس: فقيل لابن عمار: فما علته؟ قال: لم يكن لأهل الكوفة حديث جيد غريب، ولا لأهل المدينة، ولا لأهل بلد حديث جيد غريب إلا رواه، فهذا يكون هكذا.
وقال الجوزجاني: يحيى بن عبد الحميد ساقط متلون، ترك حديثه، فلا ينبعث.(أعلام/2860)
وقال ابن خزيمة: سمعت الذهلي يقول: ذهب كالأمس الذاهب.
وقال محمد بن المسيب الأرغياني: سمعت محمد بن يحيى يقول: اضربوا على حديثه بستة أقلام.
وقال أبو يحيى صاعقة: كنا إذا قعدنا إلى الحماني، تبين لنا منه بلايا.
وقال أحمد بن محمد بن صدقة وأبو شيخ، عن زياد بن أيوب دلويه، سمعت يحيى بن عبد الحميد يقول: مات معاوية على غير ملة الإسلام. قال أبو شيخ: قال دلويه: كذب عدو الله.
أحمد بن سعيد بن مسعود المروزي، عن أبيه: سمعت عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي يقول: قدمت الكوفة، فنزلت بالقرب من ابن الحماني، فذاكرته بأحاديث سمعتها بالبصرة، ومن أحاديث سليمان بن بلال، وكان يستغربها، ويقول: ما سمعت هذا من سليمان، ثم أودعته كتبي، وختمت عليها، فلما رجعت، وجدت الخواتيم قد كسرت، فقلت: ما شأن هذه الكتب؟ قال: ما أدري، وجدت تلك الأحاديث التي ذاكرته بها عن سليمان، قد أدخلها في مصنفاته، فقلت: سمعت من سليمان بن بلال؟
قال: نعم.
وقال ابن خراش: حدثنا محمد بن يحيى، عن عبد الله بن عبد الرحمن، قال: أودعت كتبي يحيى الحماني، وكان فيها حديث خالد الواسطي، عن عمرو بن عون وفيها حديث سليمان بن بلال، عن يحيى بن حسان، وكنت قد سمعت منه المسند، ولم يكن فيه من حديثهما شيء، فقدمت، فإذا كتبي على خلاف ما تركتها عنده، وإذا قد نسخ حديث خالد وسليمان، ووضعه في " المسند ". قال محمد بن يحيى: ما أستحل الرواية عنه.(أعلام/2861)
أخبرنا العقيلي: حدثنا سليمان بن داود القطان بالري: سمعت عبد الله بن عبد الرحمن قال: قدمت الكوفة حاجا، وأودعت يحيى كتبا لي، فلما رجعت جحدها، وأنكر، فرفقت به، فلم ينفع، قال: فصايحته، واجتمع الناس علينا، فقام إلى وراقه، فأخذ بيدي، فنحاني، وقال: إن أمسكت، تخلصت. فأمسكت، فإذا الوراق قد جاءني بالكتب، وكانت مشدودة في خرقة ولبد، فإذا الشد مغير، فنظرت في الأجزاء، فإذا فيها علامات بالحمرة، ولم يكن نظر فيها أحد، وإذا أكثر العلامات على مروان الطاطري، عن سليمان بن بلال، وعبد العزيز الدراوردي، فافتقدت منها جزأين.
وقال النسائي: ليس بثقة، وقال مرة: ضعيف.
وأما يحيى بن معين: فروى عنه عباس: أبو يحيى الحماني ثقة، وابنه ثقة.
وقال أحمد بن زهير عنه: يحيى الحماني ثقة.
وروى عنه عثمان بن سعيد: صدوق مشهور، ما بالكوفة مثله، ما يقال فيه إلا من حسد.
وقال أبو حاتم: سألت ابن معين عنه، فأجمل القول فيه، وقال: ما له؟ كان يسرد مسنده أربعة آلاف سردا، وحديث شريك ثلاثة آلاف وخمسمائة كمثل. ذكر أبو حاتم نحو عشرة آلاف. ثم قال: كان أحد المحدثين.
وقال عن ابن معين عبد الخالق بن منصور: صدوق ثقة.
وقال أحمد بن منصور الرمادي: هو عندي أوثق من أبي بكر بن أبي شيبة، وما يتكلمون فيه إلا من الحسد.
قلت: الجرح مقدم، وأحمد والدارمي بريئان من الحسد.
قال عثمان بن سعيد: كان يحيى الحماني فيه غفلة، لم يقدر أن يصون نفسه كما يفعل أصحاب الحديث، ربما يجيء رجل، فيفتري عليه، وفي رواية: فيسبه، وربما يلطمه.
وقال أحمد بن زهير، عن ابن معين: ما كان بالكوفة في أيامه رجل يحفظ معه، وهؤلاء يحسدونه.
قلت: بل ينصفونه، وأنت فما أنصفت.(أعلام/2862)
ابن صالح المصري: قال البغوي: كنا على باب يحيى الحماني، فجاء يحيى بن معين على بغلته، فسأله أصحاب الحديث أن يحدثهم، فأبى، وقال: جئت مسلما على أبي زكريا، فدخل، ثم خرج، فسألوه عنه، فقال: ثقة ابن ثقة.
وكذلك روى توثيقه عن ابن معين: مطين، وأحمد بن أبي يحيى، وعبد الله بن الدورقي، وغيرهم، حتى قال محمد بن أبي هارون الهمذاني: سألته عنه، فقال: ثقة وأبوه ثقة. فقلت: يقولون فيه. قال: يحسدونه، هو - والله الذي لا إله إلا هو - ثقة.
العقيلي، عن علي بن عبد العزيز: سمعت يحيى الحماني يقول لقوم غرباء في مجلسه: من أين أنتم؟ فأخبروه. فقال: سمعتم ببلدكم أحدا يتكلم في، ويقول: إني ضعيف في الحديث؟ لا تسمعوا كلام أهل الكوفة، فإنهم يحسدونني، لأني أول من جمع المسند، وقد تقدمتهم في غير شيء.
قال علي بن حكيم: ما رأيت أحدا أحفظ لحديث شريك من يحيى الحماني.
قلت: لا ريب أنه كان مبرزا في الحفظ، كما كان سليمان الشاذكوني، ولكنه أصون من الشاذكوني، ولم يقل أحد قط: إنه وضع حديثا، بل ربما كان يتلقط أحاديث، ويدعي روايتها، فيرويها على وجه التدليس، ويوهم أنه سمعها وهذا قد دخل فيه طائفة، وهو أخف من افتراء المتون.
قال أبو حاتم الرازي: لم أر من المحدثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظ واحد لا يغيره سوى قبيصة وأبي نعيم في حديث الثوري، وسوى يحيى الحماني في حديث شريك، وعلي بن الجعد في حديثه.(أعلام/2863)
قال أبو أحمد بن عدي: ليحيى الحماني مسند صالح، ويقال: إنه أول من صنف المسند بالكوفة، وأول من صنف المسند بالبصرة مسدد، وأول من صنف المسند بمصر أسد السنة، وهو أقدم منهما موتا. والحماني يقال: إن الدارمي أودعه كتبا، فسرق منها أحاديث، وتكلم فيه أحمد، وابن المديني قال: يحيى حسن الثناء عليه. . . إلى أن قال ابن عدي: ولم أر في مسنده وأحاديثه أحاديث مناكير ; وأرجو أنه لا بأس به.
قال شيخنا أبو الحجاج: وجده ميمون، ويقال: عبد الرحمن بن ميمون يلقب بشمين.
قلت: وقد تواتر توثيقه عن يحيى بن معين، كما قد تواتر تجريحه عن الإمام أحمد، مع ما صح عنه من تكفير صاحب.
ولا رواية له في الكتب الستة، تجنبوا حديثه عمدا، لكن له ذكر في " صحيح " مسلم في ضبط اسمه، فقال عقيب حديث سليمان بن بلال، عن ربيعة، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد، عن أبي حميد أو أبي أسيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا دخل أحدكم المسجد، فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك. . . " وذكر الحديث ثم قال: سمعت يحيى بن يحيى يقول: كتبت هذا الحديث من كتاب سليمان بن بلال، قال: وبلغني أن يحيى الحماني يقول: وأبو أسيد.
قد وقع لي من عوالي الحماني:
فأخبرني أبو المعالي أحمد بن إسحاق بمصر، أخبرنا الفتح بن عبد الله الكاتب، أخبرنا هبة الله بن الحسين الحاسب، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور، حدثنا عيسى بن علي الوزير إملاء، حدثنا أبو القاسم البغوي، حدثنا يحيى بن عبد الحميد، حدثنا شريك، حدثنا منصور، حدثنا ربعي قال: حدثنا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: أما إني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: " لا تكذبوا علي، فمن كذب علي متعمدا فليلج النار ".(أعلام/2864)
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء بقراءتي، أخبرنا عبد المعز بن محمد في كتابه، أخبرنا تميم بن أبي سعيد سماعا في سنة تسع وعشرين وخمسمائة، أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن، أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري سنة أربع وسبعين وثلاثمائة قال: أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي بها سنة ست وثلاثمائة قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد، حدثنا قيس بن الربيع، عن زياد بن علاقة، عن عمارة بن أوس، رضي الله عنه - وكان قد صلى القبلتين جميعا - قال: إني لفي منزلي، إذا مناد ينادي على الباب: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد حول القبلة، فأشهد على إمامنا والرجال والنساء والصبيان لقد صلوا إلى هاهنا - يعني بيت المقدس - وإلى هاهنا - يعني الكعبة.
وقرأت على أبي سعيد سنقر الحلبي بها، أخبركم عبد اللطيف بن يوسف، أخبرنا أبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق، أخبرنا علي بن محمد، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحمامي، أخبرنا عبد الباقي بن قانع، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا يحيى الحماني، حدثنا قيس، عن زياد بن علاقة، عن عمارة بن أوس - وكان ممن صلى القبلتين - قال: إني في منزلي، إذ ناداني مناد على الباب: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد حول القبلة إلى الكعبة هذا حديث غريب من الأفراد العوالي.(أعلام/2865)
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران، أخبرنا موسى بن عبد القادر، أخبرنا ابن البناء، أخبرنا ابن البسري، أخبرنا المخلص، حدثنا عبد الله، حدثنا يحيى الحماني، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وابن عوف في الجنة، وسعد في الجنة، وسعيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة ".
قال البخاري ومطين ومعاوية بن صالح والبغوي: مات يحيى الحماني سنة ثمان وعشرين ومائتين.
زاد مطين: في رمضان بالعسكر، وكان لا يخضب.
وقال البغوي: في رمضان أيضا. قال: وكان أول من مات بسامراء من المحدثين الذين أقدموا، وكان لا يخضب، وقد كتبت عنه.
قلت: أخطأ من قال: إنه توفي سنة خمس وعشرين.(أعلام/2866)
يحيى بن عبد الله بن بكير (خ، م، ق)
الإمام المحدث الحافظ الصدوق أبو زكريا، القرشي المخزومي مولاهم المصري.
ولد سنة خمس وخمسين ومائة.
وسمع من الإمام مالك " الموطأ " مرات، ومن الليث كثيرا، وبكر بن مضر، وابن لهيعة، ويعقوب بن عبد الرحمن القارئ، والمغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، وحماد بن زيد، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، وعبد العزيز بن أبي حازم، وهقل بن زياد، وابن وهب، وعدة.
وعنه: البخاري، وحرملة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، ويحيى بن معين، ويونس بن عبد الأعلى، وسهل بن زنجلة، وأبو بكر الصاغاني، وأبو زرعة الرازي، وبقي بن مخلد، وروح بن الفرج، ويحيى بن أيوب العلاف، ويحيى بن عثمان بن صالح، وأبو حاتم، وخير بن موفق، وأبو الأحوص العكبري، ومالك بن عبد الله بن سيف، وأبو خيثمة علي بن عمرو بن خالد الحراني، وابنه عبد الملك بن يحيى، والحسن بن الفرج الغزي، وخلق سواهم.
احتج به الشيخان وذكره ابن حبان في " الثقات ".
وأما أبو حاتم فقال: لا يحتج به. قال: وكان يفهم هذا الشأن.
وقال النسائي: ضعيف.
وقال أبو سعيد بن يونس: ولد سنة أربع وخمسين ومائة ومات سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
قال ابن حبان: مات في نصف صفر.
قلت: كان غزير العلم، عارفا بالحديث وأيام الناس، بصيرا بالفتوى، صادقا دينا، وما أدري ما لاح للنسائي منه حتى ضعفه، وقال مرة: ليس بثقة. وهذا جرح مردود، فقد احتج به الشيخان، وما علمت له حديثا منكرا حتى أورده.
وقد قال أسلم بن عبد العزيز: حدثنا بقي بن مخلد أن يحيى بن بكير سمع " الموطأ " من مالك سبع عشرة مرة.
قلت: وقد روى البخاري عن محمد بن عبد الله، عن يحيى بن بكير،(أعلام/2867)
وسمعت " الموطأ " من طريقه من شيخنا أبي الحسين الحافظ، أخبرنا مكرم، أخبرنا حمزة، أخبرنا الفقيه نصر، أخبرنا الميماسي، أخبرنا ابن وصيف الغزي، أخبرنا الحسن بن الفرج بغزة، حدثنا يحيى بن بكير، عن مالك.
أخبرنا محمد بن عبد السلام التميمي، وأحمد بن هبة الله، وزينب بنت كندي قراءة عن المؤيد الطوسي أن محمد بن الفضل الفراوي وأخبرونا عن زينب الشعرية عن إسماعيل القاري، وأخبرونا عن عبد المعز بن محمد، أخبرنا تميم بن أبي سعيد، قالوا: أخبرنا عمر بن مسرور، أخبرنا إسماعيل بن نجيد، حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي، حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، حدثني الليث، عن حيوة بن شريح، عن عقبة بن مسلم، عن عبد الله بن الحارث بن جزء - رضي الله عنه -، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار ".
هذا حديث صالح الإسناد من العوالي.(أعلام/2868)
يحيى بن مالك
ابن عائذ الإمام المجود، الحافظ المحقق أبو زكريا الأندلسي.
سمع أبا عمر بن عبد ربه صاحب " العقد "، وعبد الله بن يونس المقرئ، وعدة، وفي الرحلة من أبي سهل القطان، وعبد الباقي بن قانع، ودعلجا السجزي.
روى عنه: الحسن بن رشيق أحد شيوخه، ومحمد بن أحمد بن القاسم المحاملي الشافعي، وأبو الوليد بن الفرضي، ويحيى بن علي الطحان، وجماعة.
أملى بجامع قرطبة.
قال التنوخي أبو علي في " النشوار ": حضرت مجلس أبي الفرج صاحب " الأغاني "، فقال: لم نسمع بمن مات فجاءة على المنبر، فقال شيخ أندلسي قد لزم أبا الفرج، اسمه يحيى بن عائذ: إنه شاهد في جامع بلده بالأندلس خطيبهم وقد صعد يوم الجمعة ليخطب، فلما بلغ يسيرا من الخطبة خر ميتا فوق المنبر، فأنزل، وطلبوا في الحال من خطب.
قال أبو إسحاق الحبال: مات ابن عائذ بالأندلس في شعبان سنة ست وسبعين وثلاثمائة.(أعلام/2869)
يحيى بن معين (خ، م، د)
هو الإمام الحافظ الجهبذ، شيخ المحدثين، أبو زكريا، يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام. وقيل: اسم جده غياث بن زياد بن عون بن بسطام الغطفاني ثم المري، مولاهم البغدادي، أحد الأعلام.
ولد سنة ثمان وخمسين ومائة.
وسمع من: ابن المبارك، وهشيم، وإسماعيل بن عياش، وعباد بن عباد، وإسماعيل بن مجالد بن سعيد، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ومعتمر بن سليمان، وسفيان بن عيينة، وغندر، وأبي معاوية، وحاتم بن إسماعيل، وحفص بن غياث، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الرزاق، ومروان بن معاوية، وهشام بن يوسف، وعيسى بن يونس، ووكيع، ومعن، وأبي حفص الأبار، وعمر بن عبيد، وعلي بن هاشم، ويحيى القطان، وابن مهدي، وعفان، وخلق كثير بالعراق والحجاز والجزيرة والشام ومصر.
روى عنه: أحمد بن حنبل، ومحمد بن سعد، وأبو خيثمة، وهناد بن السري، وعدة من أقرانه، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وعباس الدوري، وأبو بكر الصاغاني، وعبد الخالق بن منصور، وعثمان بن سعيد الدارمي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وإسحاق الكوسج، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، ومعاوية بن صالح الأشعري، وحنبل بن إسحاق، وصالح بن محمد جزرة، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو بكر أحمد بن علي المروزي، وأبو معين الحسين بن الحسن الرازي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومطين، ومضر بن محمد الأسدي، والمفضل بن غسان الغلابي، وأبو زرعة النصري، وأحمد بن محمد بن عبيد الله التمار، وعبد الله بن أحمد، ومحمد بن صالح كيلجة، وعلي بن الحسن ماغمة وعبيد العجل حسين بن محمد، ومحمد بن وضاح، وجعفر الفريابي، وموسى بن هارون، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وخلائق.(أعلام/2870)
أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق الزاهد، أخبرنا أحمد بن يوسف الدقاق، والفتح بن عبد السلام ببغداد (ح) وأخبرنا عمر بن عبد المنعم، عن أبي اليمن الكندي، قالوا: أخبرنا أبو الفضل محمد بن عمر الأرموي، وقرأت على أحمد بن هبة الله، عن عبد المعز بن محمد، أخبرنا يوسف بن أيوب الزاهد، قالا: أخبرنا أحمد بن محمد بن النقور، حدثنا علي بن عمر السكري، حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي، حدثنا أبو زكريا يحيى بن معين سنة سبع وعشرين ومائتين، حدثنا إسماعيل بن مجالد، عن بيان، عن وبرة، عن همام قال: قال عمار بن ياسر: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان، وأبو بكر، رضي الله عنهم. أخرجه البخاري عن عبد الله، عن ابن معين. وبالإسناد إلى يحيى بن معين قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس الأنصاري، سمعت طلحة بن خراش، يحدث عن جابر بن عبد الله، أن رجلا قام فركع ركعتي الفجر، فقرأ في الركعة الأولى: قل يا أيها الكافرون حتى انقضت السورة. فقال - صلى الله عليه وسلم -: هذا عبد عرف ربه. وقرأ في الآخرة: قل هو الله أحد حتى انقضت السورة. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: هذا عبد آمن بربه قال طلحة: فأنا أستحب أن أقرأهما في هاتين الركعتين.
وبالإسناد إلى ابن معين قال: حدثنا ابن عيينة، عن حميد الأعرج، عن سليمان بن عتيق، عن جابر بن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بوضع الجوائح، ونهى عن بيع السنين.
أخرجه أبو داود عن يحيى فوافقناه.
وبالإسناد حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من أقال مسلما عثرته، أقاله الله يوم القيامة. أخرجه أبو داود عن يحيى، وقد رواه عبد الله بن أحمد في زيادات " المسند " عن يحيى وهو معدود في أفراده.(أعلام/2871)
وروينا في البخاري: حدثنا عبد الله بن محمد، حدثني يحيى بن معين، حدثنا حجاج، قال ابن جريج، قال ابن أبي مليكة: وكان بينهما شيء، فغدوت على ابن عباس، فقلت: أتريد أن تقاتل ابن الزبير، فتحل ما حرم الله؟ قال: معاذ الله. وذكر باقي الأثر، وهو في تفسير براءة. فعبد الله أظنه المسندي.
قرأت على أبي الفضل أحمد بن هبة الله، عن أبي روح الهروي، أخبرنا تميم بن أبي سعيد في سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن النحوي، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان، أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا غندر، عن شعبة، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله والنازعات غرقا قال: الملائكة قال ابن عدي: سمعت عبدان الأهوازي يقول: سمعت حسين بن حميد بن الربيع، سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يتكلم في يحيى بن معين يقول: من أين له حديث حفص بن غياث، عن الأعمش يعني: من أقال مسلما؟ وقال: هو ذا كتب حفص بن غياث عندنا، وهو ذا كتب ابنه عمر عندنا، وليس فيها شيء من هذا.
قال ابن عدي: قد روى الحديث مالك بن سعير عن الأعمش، وقد رواه أبو عوف البزوري عن زكريا بن عدي، عن حفص بن غياث.
قال ابن عدي: الحسين بن حميد لا يعتمد على روايته، هو متهم في هذه الحكاية، ويحيى أوثق وأجل من أن ينسب إليه شيء من ذلك، وبه يسبر أحوال الضعفاء.
قلت: فحاصل الأمر أن يحيى بن معين مع إمامته لم ينفرد بالحديث.
ولله الحمد.
قال أحمد بن زهير: ولد يحيى في سنة ثمان وخمسين ومائة قلت: وكتب العلم وهو ابن عشرين سنة.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سئل أبي عن يحيى، فقال: إمام.
وقال النسائي: أبو زكريا أحد الأئمة في الحديث ثقة مأمون.(أعلام/2872)
قال الكلاباذي: روى عنه البخاري، ثم روى عن عبد الله بن محمد عن يحيى في تفسير براءة وروى عن عبد الله غير منسوب عنه في ذكر أيام الجاهلية.
قال ابن المرزبان: حدثنا أبو العباس المروزي، سمعت داود بن رشيد يذكر أن والد ابن معين كان مشعبذا من قرية نحو الأنبار، يقال لها " نقيا " ويقال: إن فرعون كان من أهل نقيا. قال العجلي: كان أبوه معين كاتبا لعبد الله بن مالك.
وقال ابن عدي: حدثني شيخ كاتب ذكر أنه قرابة يحيى بن معين قال: كان معين على خراج الري، فمات، فخلف ليحيى ابنه ألف ألف درهم، فأنفقه كله على الحديث حتى لم يبق له نعل يلبسه.
أخبرنا أبو الغنائم القيسي إجازة، أخبرنا أبو اليمن الكندي، أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو بكر الحرشي وأبو سعيد الصيرفي، قالا: أخبرنا أبو العباس الأصم سمعت العباس بن محمد، سمعت يحيى بن معين، وسأله عباس العنبري، يا أبا زكريا، من أي العرب أنت؟ قال: أنا مولى للعرب. قيل: أصل ابن معين من الأنبار، ونشأ ببغداد، وهو أسن الجماعة الكبار الذين هم: علي ابن المديني، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو خيثمة، فكانوا يتأدبون معه، ويعترفون له، وكان له هيبة وجلالة، يركب البغلة، ويتجمل في لباسه، رحمه الله تعالى.
وقال أحمد بن زهير: سمعت يحيى يقول: أنا مولى للجنيد.(أعلام/2873)
ابن عبد الرحمن المري: قال أحمد بن يحيى الجارود: قال ابن المديني: انتهى العلم بالبصرة إلى يحيى بن أبي كثير وقتادة، وعلم الكوفة إلى أبي إسحاق والأعمش، وعلم الحجاز إلى ابن شهاب وعمرو بن دينار، وصار علم هؤلاء الستة إلى اثني عشر رجلا: ابن أبي عروبة، ومعمر، وشعبة، وحماد بن سلمة، والسفيانين، ومالك، والأوزاعي، وابن إسحاق، وهشيم، وأبي عوانة، ويحيى بن سعيد، ويحيى بن أبي زائدة إلى أن ذكر ابن المبارك، وابن مهدي، ويحيي بن آدم. فصار علم هؤلاء جميعهم إلى يحيى بن معين.
قلت: نعم، وإلى أحمد بن حنبل، وأبي بكر بن أبي شيبة، وعلي، وعدة.
ثم من بعد هؤلاء إلى أبي عبد الله البخاري، وأبي زرعة، وأبي حاتم، وأبي داود، وطائفة.
ثم إلى أبي عبد الرحمن النسائي، ومحمد بن نصر المروزي، وابن خزيمة، وابن جرير.
ثم شرع العلم ينقص قليلا قليلا فلا قوة إلا بالله.
وبإسنادي إلى الخطيب: أخبرنا محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف، سمعت صالح بن محمد، أخبرنا علي يقول: سمعت علي ابن المديني يقول: انتهى علم الحجاز إلى الزهري، وعمرو، إلى أن قال: فانتهى علم هؤلاء إلى ابن معين.
علي بن أحمد بن النضر، قال ابن المديني: انتهى العلم إلى يحيى بن آدم، وبعده إلى يحيى بن معين، رحمه الله.
عبد الخالق بن منصور، قلت لابن الرومي: سمعت أبا سعيد الحداد يقول: لولا يحيى بن معين، ما كتبت الحديث. قال: وما تعجب! ! فوالله لقد نفعنا الله به، ولقد كان المحدث يحدثنا لكرامته ما لم نكن نحدث به أنفسنا.
ولقد كنت عند أحمد فجاءه رجل، فقال: يا أبا عبد الله، انظر في هذه الأحاديث، فإن فيها خطأ. فقال: عليك بأبي زكريا، فإنه يعرف الخطأ.(أعلام/2874)
قال عبد الخالق: فقلت لابن الرومي: حدثني أبو عمرو أنه سمع أحمد بن حنبل، يقول: السماع مع يحيى بن معين شفاء لما في الصدور.
علي بن سهل: سمعت أحمد في دهليز عفان، يقول لعبد الله بن الرومي: ليت أن أبا زكريا قدم، فقال: ما تصنع به؟ قال أحمد: اسكت هو يعرف خطأ الحديث.
وبه إلى الخطيب: أخبرنا الصيرفي، حدثنا الأصم، سمعت الدوري يقول: رأيت أحمد بن حنبل في مجلس روح سنة خمس ومائتين، فيسأل يحيى بن معين عن أشياء، يقول: يا أبا زكريا، ما تقول في حديث كذا؟ وكيف حديث كذا؟ فيستثبته في أحاديث قد سمعوها. فما قال يحيى: كتبه أحمد. وقلما سمعه يسمي يحيى باسمه، بل يكنيه.
وبه: أخبرنا أبو سعد الماليني كتابة، أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الإدريسي، حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن موسى البخاري، سمعت الحسين بن إسماعيل الفارسي، سمعت أبا مقاتل سليمان بن عبد الله، سمعت أحمد بن حنبل يقول: هاهنا رجل خلقه الله لهذا الشأن، يظهر كذب الكذابين، يعني: ابن معين.
وبه: حدثنا التنوخي، ومحمد بن طلحة النعالي، قالا: حدثنا أبو نصر أحمد بن محمد بن إبراهيم البخاري، أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن حريث، سمعت أحمد بن سلمة، سمعت محمد بن رافع، سمعت أحمد بن حنبل يقول: كل حديث لا يعرفه يحيى بن معين، فليس هو بحديث.
ابن عدي: حدثنا يحيى بن زكريا بن حيويه، حدثنا العباس بن إسحاق، سمعت هارون بن معروف يقول: قدم علينا شيخ فبكرت عليه، فسألناه أن يملي علينا، فأخذ الكتاب، وإذا الباب يدق، فقال الشيخ: من هذا؟ قال: أحمد بن حنبل فأذن له، والشيخ على حالته لم يتحرك. فإذا آخر يدق الباب، فقال: من ذا؟ قال: أحمد الدورقي فأذن له، ولم يتحرك، ثم ابن الرومي فكذلك، ثم أبو خيثمة فكذلك، ثم دق الباب، فقال: من ذا؟ قال: يحيى بن معين. فرأيت الشيخ ارتعدت يده، وسقط منه الكتاب.(أعلام/2875)
جعفر الطيالسي: سمعت ابن معين يقول: لما قدم عبد الوهاب بن عطاء، أتيته، فكتبت عنه، فبينا أنا عنده، إذ أتاه كتاب من أهله، فقرأه، وأجابهم، فرأيته، وقد كتب على ظهره: قدمت بغداد، وقبلني يحيى بن معين. والحمد لله رب العالمين.
قال أبو عبيد الآجري: قلت لأبي داود: أيما أعلم بالرجال يحيى أو علي؟ قال: يحيى، وليس عندي من خبر أهل الشام شيء.
قال عبد المؤمن النسفي: سألت أبا علي صالح بن محمد: من أعلم بالحديث يحيى بن معين أو أحمد بن حنبل؟ فقال: أحمد أعلم بالفقه، والاختلاف، وأما يحيى، فأعلم بالرجال والكنى.
محمد بن عثمان بن أبي شيبة: سمعت علي ابن المديني يقول: كنت إذا قدمت إلى بغداد منذ أربعين سنة، كان الذي يذاكرني أحمد، فربما اختلفنا في الشيء، فنسأل أبا زكريا، فيقوم فيخرجه، ما كان أعرفه بموضع حديثه.
وقال أبو الحسن بن البراء: سمعت ابن المديني يقول: ما رأيت يحيى استفهم حديثا قط ولا رده.
بكر بن سهل: حدثنا عبد الخالق بن منصور، قلت لابن الرومي: سمعت بعض أصحاب الحديث يحدث بأحاديث يحيى، ويقول: حدثني من لم تطلع الشمس على أكبر منه. فقال: وما تعجب؟ سمعت علي ابن المديني يقول: ما رأيت في الناس مثله.
وعن ابن المديني قال: ما أعلم أحدا كتب ما كتب يحيى بن معين.
وقال أبو الحسن بن البراء، سمعت عليا يقول: لا نعلم أحدا من لدن آدم كتب من الحديث ما كتب يحيى.
قال أحمد بن عقبة، سألت يحيى بن معين: كم كتبت من الحديث؟ قال: كتبت بيدي هذه ستمائة ألف حديث - قلت: يعني بالمكرر.
قال صالح بن أحمد الحافظ: سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الله، سمعت أبي، يقول: خلف يحيى من الكتب مائة قمطر، وأربعة عشر قمطرا، وأربعة حباب شرابية مملوءة كتبا.(أعلام/2876)
وقال عبد المؤمن: سمعت صالحا جزرة يقول: ذكر لي أن يحيى بن معين خلف من الكتب ثلاثين قمطرا وعشرين حبا، فطلب يحيى بن أكثم كتبه بمائتي دينار، فلم يدع أبو خيثمة أن تباع.
وبإسنادي إلى الخطيب: أخبرنا الماليني، أخبرنا ابن عدي، حدثنا موسى بن القاسم بن الأشيب عن بعض شيوخه، قال: كان أحمد ويحيى وعلي عند عفان أو عند سليمان بن حرب، فأتى بصك، فشهدوا فيه، وكتب يحيى فيه. فقال عفان: أما أنت يا أحمد، فضعيف في إبراهيم بن سعد، وأما أنت يا علي، فضعيف في حماد بن زيد، وأما أنت يا يحيى، فضعيف في ابن المبارك. فقال يحيى: وأنت يا عفان فضعيف في شعبة. ثم قال الخطيب: لم يكن واحد منهم ضعيفا وإنما هذا مزاح.
قلت: كل منهم صغير في شيخه ذلك، ومقل عنه.
عبد الخالق بن منصور: سمعت ابن الرومي يقول: ما رأيت أحدا قط يقول الحق في المشايخ غير يحيى، وغيره كان يتحامل بالقول.
قلت: هذا القول من عبد الله بن الرومي غير مقبول، وإنما قاله باجتهاده، ونحن لا ندعي العصمة في أئمة الجرح والتعديل، لكن هم أكثر الناس صوابا، وأندرهم خطأ، وأشدهم إنصافا، وأبعدهم عن التحامل. وإذا اتفقوا على تعديل أو جرح، فتمسك به، واعضض عليه بناجذيك، ولا تتجاوزه، فتندم. ومن شذ منهم، فلا عبرة به. فخل عنك العناء، وأعط القوس باريها، فوالله لولا الحفاظ الأكابر، لخطبت الزنادقة على المنابر، ولئن خطب خاطب من أهل البدع، فإنما هو بسيف الإسلام وبلسان الشريعة، وبجاه السنة وبإظهار متابعة ما جاء به الرسول، فنعوذ بالله من الخذلان.(أعلام/2877)
ومن نادر ما شذ به ابن معين، رحمه الله، كلامه في أحمد بن صالح حافظ مصر، فإنه تكلم فيه باجتهاده، وشاهد منه ما يلينه باعتبار عدالته لا باعتبار إتقانه، فإنه متقن ثبت، ولكن عليه مأخذ في تيه وبأو كان يتعاطاه، والله لا يحب كل مختال فخور، ولعله اطلع منه على حال في أيام شبيبة ابن صالح، فتاب منه أو من بعضه، ثم شاخ، ولزم الخير، فلقيه البخاري والكبار، واحتجوا به. وأما كلام النسائي فيه، فكلام موتور ; لأنه آذى النسائي، وطرده من مجلسه، فقال فيه: ليس بثقة.
قال الحسن بن عليل: حدثنا يحيى بن معين قال: أخطأ عفان في نيف وعشرين حديثا، ما أعلمت بها أحدا ; وأعلمته سرا، ولقد طلب إلي خلف بن سالم أن أخبره بها فما عرفته، وكان يحب أن يجد عليه.
قال يحيى: ما رأيت على رجل خطأ إلا سترته، وأحببت أن أزين أمره، وما استقبلت رجلا في وجهه بأمر يكرهه، ولكن أبين له خطأه فيما بيني وبينه، فإن قبل ذلك، وإلا تركته.
وقال ابن الغلابي: قال يحيى: إني لأحدث بالحديث فأسهر له مخافة أن أكون قد أخطأت فيه.
وبإسنادي إلى الخطيب: حدثنا علي بن طلحة، أخبرنا صالح بن أحمد الهمذاني، حدثنا عبد الرحمن بن حمدان بن المرزبان قال: قال لي أبو حاتم الرازي: إذا رأيت البغدادي يحب أحمد بن حنبل، فاعلم أنه صاحب سنة، وإذا رأيته يبغض يحيى بن معين، فاعلم أنه كذاب.
وقال محمد بن هارون الفلاس: إذا رأيت الرجل يقع في يحيى بن معين، فاعلم أنه كذاب، يضع الحديث، وإنما يبغضه لما يبين من أمر الكذابين.
قال الأبار في " تاريخه ": قال ابن معين: كتبنا عن الكذابين، وسجرنا به التنور، وأخرجنا به خبزا نضيجا.
قال أبو داود: سمعت يحيى يقول: أكلت عجينة خبز، وأنا ناقه من علة.
قال الدوري: سئل يحيى بن معين عن الرءوس فقال: ثلاثة بين اثنين صالح.(أعلام/2878)
يحيى بن يحيى (خ، م، ت، س)
ابن بكر بن عبد الرحمن، شيخ الإسلام، وعالم خراسان أبو زكريا التميمي المنقري النيسابوري الحافظ.
كتب ببلده وبالحجاز والعراق والشام ومصر.
لقي صغارا من التابعين، منهم كثير بن سليم، وأخذ عنه، وعن عبد الله بن جعفر المخرمي، ويزيد بن المقدام، وزهير بن معاوية، ومالك، وشريك القاضي، وسعير بن الخمس، وأبي عقيل يحيى بن المتوكل، وسليمان بن بلال، والليث بن سعد، وعبد الرحمن بن أبي الموال، وعطاف بن خالد، وإبراهيم بن سعد، وابن أبي الزناد، والمنكدر بن محمد، وداود بن عبد الرحمن العطار، ومسلم بن خالد، ومعاوية بن عبد الكريم، وخلف بن خليفة، ويزيد بن زريع، وعبثر بن القاسم، وأمم سواهم.
وعنه: البخاري، ومسلم، وحميد بن زنجويه، ومحمد بن نصر المروزي، وأحمد بن سيار، وعثمان بن سعيد الدارمي، ومحمد بن رافع القشيري، ومحمد بن يحيى الذهلي، وابنه يحيى حيكان، وزكريا بن داود الخفاف، ومحمد بن عمرو الجرشي، وجعفر بن محمد بن الترك، ومحمد بن عبد السلام بن بشار، وإبراهيم بن علي الذهلي، وداود بن الحسين البيهقي، وعلي بن الحسين الصفار، وخلائق.
أخبرنا محمد بن عبد السلام الشافعي، وزينب بنت عمر، قالا: أنبأتنا زينب بنت أبي القاسم، أخبرنا إسماعيل بن أبي القاسم القارئ، أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي، أخبرنا بشر بن أحمد الإسفراييني، حدثنا داود بن الحسين بن عقيل، حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: قرأت على مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي على راحلته حيث ما توجهت به.
ولد يحيى بن يحيى سنة اثنتين وأربعين ومائة نقله أبو عمرو المستملي، عن أبي الطيب المكفوف صاحب يحيى بن يحيى.(أعلام/2879)
يحيى بن محمد بن يحيى: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: ما رأيت مثل يحيى بن يحيى، ولا أحسب أنه رأى مثل نفسه.
وقال أبو داود الخفاف: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما رأى يحيى بن يحيى مثل نفسه، وما رأى الناس مثله. رواها أبو عثمان سعيد بن شاذان عنه.
قال أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: مات يحيى بن يحيى يوم مات وهو إمام لأهل الدنيا.
أبوالعباس السراج: سمعت الحسين بن عبدش وكان ثقة، سمعت محمد بن أسلم يقول: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام، فقلت: عمن أكتب؟ فقال: عن يحيى بن يحيى.
قال خشنام بن سعيد: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كان يحيى بن يحيى عندي إماما، ولو كانت عندي نفقة، لرحلت إليه.
محمد بن يعقوب الأخرم: سمعت يحيى بن محمد يقول: كان أبي يرجع في المشكلات إلى يحيى بن يحيى، ويقول: هو إمام فيما بيني وبين الله.
قال أبو الطيب المكفوف: سمعت إسحاق يقول: لم أكتب عن أحد أوثق في نفسي من يحيى بن يحيى، والفضل بن موسى، ويحيى أحسن حديثا من ابن المبارك. قلت: ولم؟ قال: لأن يحيى أخرج من علمه ما كان ينبغي أن يخرجه، وأمسك ما كان ينبغي أن يمسك عنه.
الأثرم: سمعت أحمد بن حنبل ذكر يحيى بن يحيى، فقال: بخ بخ! ثم ذكر قتيبة، فأثنى عليه، ثم قال: إلا أن يحيى بن يحيى شيء آخر.
قال ابن محمش: أخبرنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري، حدثنا أبو أحمد الفراء: سمعت الحسين بن منصور يقول: كنا عند أحمد بن حنبل، فروى حديثا عن سفيان، فقلت: خالفك يحيى بن يحيى، فقال: كيف قال يحيى؟ فأخبرته، فضرب على حديثه، وقال: لا خير فيما خالف فيه يحيى بن يحيى.
قال أبو أحمد الفراء: سمعت يحيى بن يحيى، وكان إماما وقدوة ونورا للإسلام.(أعلام/2880)
الحاكم: سمعت محمد بن يعقوب الحافظ: سمعت مشايخنا يقولون: لو عاش يحيى بن يحيى سنتين، لذهب حديثه، فإنه إذا شك في حديث، أرسله، هذا في بدء أمره، ثم صار إذا شك في حديث تركه، ثم صار يضرب عليه من كتابه.
ابن أبي حاتم: أخبرنا عبد الله بن أحمد في كتابه: سمعت أبي يذكر يحيى بن يحيى فأثنى عليه خيرا، وقال: ما أخرجت خراسان بعد ابن المبارك مثله، كنا نسميه يحيى الشكاك من كثرة ما كان يشك في الحديث.
قال عبد الله بن محمد بن مسلم: كنت مع أبي عبد الله المروزي، فقلت: من أدركت من المشايخ على سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: ما أعلم إلا أن يكون يحيى بن يحيى.
قال إبراهيم بن أبي طالب: قرأ علينا إسحاق عن مشايخه أحاديث، وقال: حدثنا يحيى بن يحيى، وهو أوثق من حدثتكم اليوم عنه.
قال علي بن الحسن الدارابجردي: سمعت يحيى الحماني يقول: كنا نعد فقهاء خراسان ثلاثة: عبد الله بن المبارك، ويحيى بن يحيى، وآخر.
قال أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب: سمعت الحسين بن منصور
قال: كنا عند أحمد بن حنبل، فروى حديثا عن سفيان، فقلت: خالفك يحيى بن يحيى، فتوقف، وقال: لا خير فيما يخالف فيه يحيى بن يحيى.
وقال أبو زرعة: سمعت أحمد بن حنبل يقول - وذكر يحيى بن يحيى النيسابوري - فذكر من فضله وإتقانه أمرا عظيما.
محمد بن أحمد بن شذرة الخطيب: سمعت أبا علي أحمد بن عثمان، سمعت محمد بن عزرة يقول: قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي كثيرا ما يقول: وددت أني رأيت يحيى بن يحيى النيسابوري.(أعلام/2881)
فكنت يوما جالسا أكتب، فوقف علي رجل عليه أثر السفر، معه عصا وركوة، فقال: يا بني، هذه دار أبي عبد الله؟ قلت: نعم. قال: تراه في البيت؟ قلت: من أنت؟ قال: أنا يحيى بن يحيى، فوثبت مسرورا وأخبرت أبي، فأطرق مليا، وقال: أبلغه مني السلام، وقل: آتاك الله ثواب ما نويت. فرجعت شبه الخجل، فقال: أستودعك الله يا بني. . ومضى.
فهذه حكاية باطلة، لم يتم من ذلك شيء، وإنما طلب عبد الله بعد موت يحيى بن يحيى، وأيضا فما نعلم أن يحيى دخل بغداد.
الحاكم: سمعت محمد بن حامد، سمعت أبا محمد المنصوري، سمعت محمد بن عبد الوهاب، سمعت الحسين بن منصور يقول: أراد يحيى بن يحيى الحج، فاستأذن عبد الله بن طاهر الأمير، فقال: أنت من الإسلام بالعروة الوثقى، فلا آمن أن تمتحن، فتصير إلى مكروه، فهذا الإذن، وهذه النصيحة. فقعد.
وبلغنا أن يحيى أوصى بثياب بدنه لأحمد بن حنبل، فلما قدمت على أحمد، أخذ منها ثوبا واحدا للبركة، ورد الباقي، وقال: إنه ليس تفصيل ثيابه من زي بلدنا.
قال محمد بن عبد الوهاب، وغيره: مات يحيى بن يحيى في أول ربيع الأول سنة ست وعشرين ومائتين.
وقال أبو عمرو المستملي: سمعت أبا أحمد الفراء يقول: أخبرني زكريا بن يحيى بن يحيى قال: أوصى أبي بثياب جسده لأحمد، فأتيته بها في منديل، فنظر إليها، وقال: ليس هذا من لباسي، ثم أخذ ثوبا واحدا، ورد الباقي.
قال محمد بن عبد الوهاب: وسمعت الحسين بن منصور، سمعت عبد الله بن طاهر الأمير يقول: رأيت في النوم في رمضان كأن كتابا أدلي من السماء، فقيل لي: هذا الكتاب فيه اسم من غفر له، فقمت، فتصفحت فيه، فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم. يحيى بن يحيى.(أعلام/2882)
قال الحاكم: سمعت أبي: سمعت أبا عمرو العمروي والي البلد يقول: بينا أنا نائم ذات ليلة على السطح، إذ رأيت نورا يسطع إلى السماء من قبر في مقبرة الحسين، كأنه منارة بيضاء، فدعوت بغلام لي رام، فقلت: ارم ذاك القبر الذي يسطع منه النور، ففعل، فلما أصبحت، بكرت بنفسي، فإذا النشابة في قبر يحيى بن يحيى - رحمة الله عليه.
قال النسائي: ثقة ثبت.
وقال أحمد بن سيار المروزي: يحيى بن يحيى من موالي بني منقر، كان ثقة، حسن الوجه، طويل اللحية، خيرا، فاضلا، صائنا لنفسه.
وقال النسائي أيضا: يحيى بن يحيى النيسابوري الثقة المأمون.
قال عثمان بن سعيد الدارمي: ذهبت يوما أحكي ليحيى بن يحيى بعض كلام الجهمية لأستخرج منه نقضا عليهم، وفي مجلسه يومئذ حسين بن عيسى البسطامي، وأحمد بن الحريش القاضي، ومحمد بن رافع، وأبو قدامة السرخسي فيما أحسب، وغيرهم من المشايخ، فزبرني يحيى بغضب، وقال: اسكت، وأنكر على أولئك استعظاما أن أحكي كلامهم، وإنكارا.
وقال نصر بن زكريا بإسبيجاب سمعت محمد بن يحيى الذهلي: سمعت يحيى بن معين يقول: الذب عن السنة أفضل من الجهاد في سبيل الله. فقلت ليحيى: الرجل ينفق ماله، ويتعب نفسه، ويجاهد، فهذا أفضل منه! ؟ قال: نعم، بكثير.
قال إبراهيم بن إسحاق الغسيلي: حدثني صالح بن أحمد بن حنبل: قال لي أبي: ما أخرجت خراسان بعد ابن المبارك مثل يحيى بن يحيى.
وقال أبو العباس السراج: سمعت النبيل أبا الطيب المكفوف - وقد جالس يحيى بن يحيى - يقول: قال لي إسحاق بن راهويه يوما: أصبح يحيى بن يحيى إمام أهل الشرق والغرب.
قلت: لم يكن بخراسان بعده مثله إلا إسحاق، ولا بعد إسحاق مثل الذهلي، ولا بعد الذهلي كمسلم، ولا بعد مسلم كمحمد بن نصر المروزي، ولا بعد ابن نصر كابن خزيمة، ولا بعده كأبي حامد بن الشرقي، ولا بعده كأبي بكر الصبغي.(أعلام/2883)
يحيى بن يحيى بن كثير
ابن وسلاس بن شملال بن منغايا، الإمام الكبير، فقيه الأندلس أبو محمد الليثي البربري المصمودي الأندلسي القرطبي.
مولده في سنة اثنتين وخمسين ومائة
سمع أولا من الفقيه زياد بن عبد الرحمن شبطون، ويحيى بن مضر، وطائفة.
ثم ارتحل إلى المشرق في أواخر أيام مالك الإمام، فسمع منه " الموطأ " سوى أبواب من الاعتكاف، شك في سماعها منه، فرواها عن زياد شبطون، عن مالك، وسمع من الليث بن سعد، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وعبد الرحمن بن القاسم العتقي، وحمل عن ابن القاسم عشرة كتب سؤالات، ومسائل، وسمع من القاسم بن عبد الله العمري، وأنس بن عياض الليثي.
ويقال: إنه لحق نافع بن أبي نعيم مقرئ المدينة، وأخذ عنه. وهذا بعيد، فإن نافعا مات قبل مالك بعشر سنين.
ولازم ابن وهب، وابن القاسم، ثم حج، ورجع إلى المدينة ليزداد من مالك، فوجده في مرض الموت، فأقام إلى أن توفاه الله، وشهد جنازته، ورجع إلى قرطبة بعلم جم، وتصدر للاشتغال، وازدحموا عليه، وبعد صيته، وانتفعوا بعلمه وهديه وسمته.
وكان كبير الشأن، وافر الجلالة، عظيم الهيبة، نال من الرئاسة والحرمة ما لم يبلغه أحد.
روى عنه: ولده أبو مروان عبيد الله، ومحمد بن العباس بن الوليد، ومحمد بن وضاح، وبقي بن مخلد، وصباح بن عبد الرحمن العتقي، وخلق سواهم.
كان أحمد بن خالد بن الحباب الحافظ يقول: لم يعط أحد من أهل العلم بالأندلس من الحظوة، وعظم القدر، وجلالة الذكر، ما أعطيه يحيى بن يحيى.
وبلغنا أن يحيى بن يحيى الليثي كان عند مالك بن أنس - رحمه الله، فمر على باب مالك الفيل، فخرج كل من كان في مجلسه لرؤية الفيل، سوى يحيى بن يحيى، فلم يقم، فأعجب به مالك، وسأله: من أنت؟ وأين بلدك؟ ثم لم يزل بعد مكرما له.(أعلام/2884)
وعن يحيى بن يحيى، قال: أخذت بركاب الليث، فأراد غلامه أن يمنعني فقال الليث: دعه. ثم قال لي: خدمك العلم. قال: فلم تزل بي الأيام حتى رأيت ذلك.
وقيل: إن عبد الرحمن بن الحكم المرواني صاحب الأندلس نظر إلى جارية له في رمضان نهارا، فلم يملك نفسه أن واقعها، ثم ندم، وطلب الفقهاء، وسألهم عن توبته، فقال يحيى بن يحيى: صم شهرين متتابعين، فسكت العلماء، فلما خرجوا قالوا ليحيى: مالك لم تفته بمذهبنا عن مالك أنه مخير بين العتق والصوم والإطعام؟ قال: لو فتحنا له هذا الباب، لسهل عليه أن يطأ كل يوم، ويعتق رقبة، فحملته على أصعب الأمور لئلا يعود.
قال أبو عمر بن عبد البر: قدم يحيى بن يحيى الأندلس بعلم كثير، فعادت فتيا الأندلس بعد عيسى بن دينار الفقيه عليه، وانتهى السلطان والعامة إلى رأيه، وكان فقيها حسن الرأي، وكان لا يرى القنوت في الصبح، ولا في سائر الصلوات، ويقول: سمعت الليث بن سعد يقول: سمعت يحيى بن سعيد الأنصاري يقول: إنما قنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحوا من أربعين يوما يدعو على قوم، ويدعو لآخرين. قال: وكان الليث لا يقنت.
ثم قال ابن عبد البر: وخالف يحيى بن يحيى مالكا في اليمين مع الشاهد، فلم ير القضاء به ولا الحكم وأخذ بقول الليث بن سعد.
قال: وكان يرى جواز كراء الأرض بجزء مما يخرج منها، على مذهب الليث، ويقول: هي سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خيبر. وقضى برأي أمينين إذا لم يوجد في أهل الزوجين حكمان يصلحان لذلك.
قال أبو عمر: وكان يحيى بن يحيى إمام أهل بلده، والمقتدى به منهم، والمنظور إليه، والمعول عليه، وكان ثقة عاقلا، حسن الهدي والسمت، يشبه في سمته بسمت مالك. قال: ولم يكن له بصر بالحديث.
قلت: نعم، ما كان من فرسان هذا الشأن، بل كان متوسطا فيه - رحمه الله.(أعلام/2885)
قال ابن الفرضي: كان يفتي برأي مالك، وكان إمام وقته، وواحد بلده، وكان رجلا عاقلا.
قال محمد بن عمر بن لبابة: فقيه الأندلس: عيسى بن دينار، وعالمها: عبد الملك بن حبيب، وعاقلها: يحيى بن يحيى.
ثم قال ابن الفرضي في " تاريخه ": وكان يحيى بن يحيى ممن اتهم ببعض الأمر في الهيج - يعني: في القيام والإنكار على أمير الأندلس - قال: فهرب إلى طليطلة، ثم استأمن، فكتب له الحكم الأمير المعروف بالربضي أمانا، فرد إلى قرطبة.
قال عبد الله بن محمد بن جعفر: رأيت يحيى بن يحيى نازلا عن دابته، ماشيا إلى الجامع يوم جمعة، وعليه عمامة ورداء متين، وأنا أحبس دابة أبي.
قال أبو القاسم بن بشكوال الحافظ كان يحيى بن يحيى مجاب الدعوة، قد أخذ نفسه في هيئته ومقعده هيئة مالك الإمام بالأندلس، فإنه عرض عليه قضاء الجماعة، فامتنع، فكان أمير الأندلس لا يولي أحدا القضاء بمدائن إقليم الأندلس، إلا من يشير به يحيى بن يحيى، فكثر لذلك تلامذة يحيى بن يحيى، وأقبلوا على فقه مالك، ونبذوا ما سواه.
نقل غير واحد وفاة يحيى بن يحيى في شهر رجب سنة أربع وثلاثين ومائتين وبعضهم قال: في سنة ثلاث والأول أصح.
أخبرنا بكتاب " الموطأ " الإمام المعمر مسند المغرب أبو محمد عبد الله بن محمد بن هارون الطائي كتابة من مدينة تونس، قال: أخبرنا القاضي أبو القاسم أحمد بن يزيد بن بقي المالكي قراءة عليه في سنة عشرين وستمائة، قال: أخبرنا محمد بن عبد الحق القرطبي قراءة، قال: أخبرنا الإمام محمد بن فرج مولى ابن الطلاع، قال: أخبرنا القاضي أبو الوليد يونس بن عبد الله بن مغيث سماعا، أخبرنا أبو عيسى يحيى بن عبد الله بن يحيى بن يحيى بن يحيى الليثي قراءة - وتوفي في رجب سنة سبع وستين وثلاثمائة.(أعلام/2886)
قال: أخبرنا عم أبي الفقيه أبو مروان عبيد الله بن يحيى بن يحيى - وتوفي في رمضان سنة ثمان وتسعين ومائتين - قال: أخبرنا أبي قال: حدثنا مالك بن أنس سوى فوته من الاعتكاف، فذكر " الموطأ ".(أعلام/2887)
يحيى بن يعمر (ع)
الفقيه، العلامة، المقرئ، أبو سليمان العدواني البصري، قاضي مرو ويكنى أبا عدي.
حدث عن أبي ذر الغفاري، وعمار بن ياسر مرسلا، وعن عائشة وأبي هريرة، وابن عباس، وابن عمر، وعدة.
وقرأ القرآن على أبي الأسود الدؤلي.
حدث عنه عبد الله بن بريدة - وهو من طبقته - وقتادة، وعطاء الخراساني، وسليمان التيمي، ويحيى بن عقيل، وإسحاق بن سويد، وآخرون.
وكان من أوعية العلم وحملة الحجة.
قال أبو داود: لم يسمع من عائشة.
وقيل: إنه كان أول من نقط المصاحف، وذلك قبل أن يوجد تشكيل الكتابة بمدة طويلة، وكان ذا لسن وفصاحة، أخذ ذلك عن أبي الأسود.
وكان الحجاج قد نفاه، فأقبل عليه الأمير قتيبة بن مسلم وولاه قضاء خراسان، فكان إذا انتقل من بلد إلى بلد، استخلف على القضاء بها، ثم إن قتيبة عزله لما قيل عنه: إنه يشرب المنصف.
قال أبو عمرو الداني: روى القراءة عنه عرضا عبد الله بن أبي إسحاق وأبو عمرو بن العلاء.
عمران القطان، عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن عبد الله بن فطيمة، عن يحيى بن يعمر، قال: قال عثمان - رضي الله عنه -: في القرآن لحن ستقيمه العرب بألسنتها.
قال خليفة بن خياط توفي يحيى بن يعمر قبل التسعين.(أعلام/2888)
يحيى بن يمان (م، 4)
الإمام الحافظ الصادق العابد المقرئ أبو زكريا العجلي الكوفي.
روى عن: هشام بن عروة، والمنهال بن خليفة، وإسماعيل بن أبي خالد، وجماعة. وتلا على حمزة الزيات. وصحب الثوري وأكثر عنه، وكان من العلماء العاملين.
حدث عنه: ولده داود الحافظ، وبشر بن الحارث، وأبو كريب، وسفيان بن وكيع، وعلي بن حرب، والحسن بن عرفة. وخلق كثير. قال ابن المديني: صدوق، فلج فتغير حفظه.
وعن وكيع قال: ما كان أحد من أصحابنا أحفظ للحديث من يحيى بن يمان. كان يحفظ في مجلس واحد خمسمائة حديث، ثم نسي. وقال محمد بن عبد الله بن نمير: كان سريع الحفظ، سريع النسيان. وقال أحمد بن حنبل: ليس بحجة. قلت: قد رضيه مسلم.
وقد قال يحيى بن معين: أرجو أن يكون صدوقا، وقال مرة: ضعيف. وقال مرة: ليس به بأس. وقال النسائي وغيره: ليس بالقوي. قلت: حديثه من قبيل الحسن.
قال يعقوب بن شيبة: يعد مع الأشجعي في الكثرة عن سفيان، أنكروا عليه كثرة الغلط. قلت: توفي سنة تسع وثمانين ومائة وقد ذكره أبو بكر بن عياش، فقال: ذاك راهب. ومات ولده داود بن يحيى في سنة ثلاث ومائتين قبل محل الرواية. روى عن أبيه شيئا يسيرا.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران، أخبرنا ابن عبد القادر، أخبرنا سعيد بن البناء، أخبرنا علي بن البسري، أخبرنا أبو طاهر الذهبي، حدثنا يحيى بن محمد، حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا يحيى بن يمان، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من طاف بالبيت خمسين مرة يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه أخرجه [الترمذي] عن ابن وكيع.(أعلام/2889)
يزيد بن أبي حبيب (ع)
الإمام الحجة، مفتي الديار المصرية أبو رجاء الأزدي، مولاهم المصري وقيل: كان أبوه سويد مولى امرأة مولاة لبني حسل، وأمه مولاة لتجيب.
ولد بعد سنة خمسين في دولة معاوية، وهو من صغار التابعين.
حدث عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، الصحابي، وأبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني، وأبي الطفيل الليثي -إن صح- وسعيد بن أبي هند، وعكرمة، وعطاء، وعلي بن رباح، وعراك بن مالك، وعمرو بن شعيب، ونافع، وأبي وهب الجيشاني، وإبراهيم بن عبد الله بن حنين، وأسلم أبي عمران التجيبي، والحارث بن يعقوب، وسويد بن قيس، وعبد الرحمن بن شماسة، وعيسى بن طلحة بن عبيد الله، ولهيعة بن عقبة والد عبد الله، ومحمد بن عمرو بن حلحلة، ومحمد بن عمرو بن عطاء، والهيثم بن شفي، وخلق، وينزل إلى أن روى عن الزهري بالإجازة.
وكان من جلة العلماء العاملين، ارتفع بالتقوى مع كونه مولى أسود.
حدث عنه سليمان التيمي، وزيد بن أبي أنيسة، ومحمد بن إسحاق، وعبد الحميد بن جعفر، وعمرو بن الحارث، وعبد الله بن عياش القتباني، وحيوة بن شريح، وسعيد بن أبي أيوب، ومعاوية بن سعيد التجيبي، ويحيى بن أيوب، والليث، وابن لهيعة، ورشدين بن سعد، وإبراهيم بن يزيد الثاتي وآخرون.
وهو مجمع على الاحتجاج به، وذكره أبو حاتم البستي في كتاب الثقات له.
قال أبو سعيد بن يونس: كان مفتي أهل مصر في أيامه، وكان حليما، عاقلا، وكان أول من أظهر العلم بمصر، والكلام في الحلال والحرام، ومسائل. وقيل: إنهم كانوا قبل ذلك يتحدثون بالفتن والملاحم، والترغيب في الخير.(أعلام/2890)
وقال الليث بن سعد: يزيد بن أبي حبيب سيدنا وعالمنا. وقال ضمرة بن ربيعة، عن إبراهيم بن عبد الله الكناني: اجتمع ناس فيهم يزيد بن أبي حبيب وهم يريدون أن يعودوا مريضا، فتدافعوا الاستئذان على المريض، فقال يزيد: قد علمت أن الضأن والمعزى إذا اجتمعت، تقدمت المعزى، فتقدم، فاستأذن.
قال محمد بن سعد: يزيد بن حبيب، مولى لبني عامر بن لؤي، من قريش، وكان ثقة كثير الحديث مات سنة ثمان وعشرين ومائة.
وقال غيره: بلغ زيادة على خمس وسبعين سنة.
أخبرنا أحمد بن إسحاق، أنبأنا أكمل بن أبي الأزهر العلوي، أخبرنا سعيد بن أحمد، وأخبرنا علي بن محمد، وأحمد بن عبد الحميد، وأحمد بن مكتوم، وسنقر الزيني، وأحمد بن محمد المفيد وآخرون قالوا: أنبأنا عبد الله بن عمر، أنبأنا سعيد بن أحمد حضورا، أنبأنا محمد بن محمد الزينبي، أخبرنا أبو بكر بن عمر الوراق، حدثنا عبد الله بن سليمان، حدثنا عيسى بن حماد، حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير عن عقبة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر، فقال: إني فرطكم على الحوض، وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض، وإني -والله- ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها.
هذا حديث صحيح عال أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي من وجوه، عن يزيد.(أعلام/2891)
يزيد بن أبي زياد (4، م قرنه، خت)
الإمام المحدث أبو عبد الله، الهاشمي، مولاهم الكوفي، مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل، معدود في صغار التابعين.
قلت: رأى أنسا، وروى عن مولاه عبد الله، وأبي جحيفة السوائي إن صح، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الله بن شداد بن الهاد، وعمرو بن سلمة الهمداني، لا الجرمي، وعبد الله بن معقل بن مقرن، ومجاهد وعكرمة، وعطاء، وأبي صالح ذكوان، وسالم بن أبي الجعد، وأبي فاختة سعيد بن علاقة، ومقسم، وإبراهيم النخعي، وعبد الرحمن بن أبي نعم، وطائفة. وينزل إلى عبد الله بن محمد بن عقيل.
وكان من أوعية العلم، وليس هو بالمتقن، فلذا لم يحتج به الشيخان. حدث عنه شعبة، والثوري، وأبو حمزة السكري، ومنصور بن أبي الأسود، وزائدة، وقيس، وعبد العزيز بن مسلم، وحبان بن علي، وشريك، وهشيم، وابن عيينة، وعلي بن مسهر، وابن فضيل، وأبو عوانة، وجرير بن عبد الحميد، وخالد بن عبد الله، وأبو بكر بن عياش، وزياد البكائي، وعلي بن عاصم، وابن إدريس، وابن نمير، وخلق كثير.
وروى عنه من أقرانه: إسماعيل بن أبي خالد.
قال شعبة: كان رفاعا -يعني الآثار التي هي من أقوال الصحابة يرفعها- وقال ابن فضيل: كان من أئمة الشيعة الكبار. وقال أحمد بن حنبل: لم يكن بالحافظ. وروى عباس عن يحيى: لا يحتج بحديثه.
روى عثمان الدارمي عن يحيى: ليس بالقوي. وروى أبو يعلى عن يحيى: ضعيف الحديث. وقال العجلي: جائز الحديث. كان بأخرة يلقن، وأخوه برد ثقة.
وروى عثمان بن أبي شيبة، عن جرير قال: كان أحسن حفظا من عطاء بن السائب، وقال ابن معين: ما أقربهما. وذكره ابن المبارك فقال: ارم به.
وقال ابن مهدي: ليث بن أبي سليم، وعطاء بن السائب، ويزيد بن أبي زياد، ليث أحسنهم حالا.(أعلام/2892)
وقال أبو زرعة لين. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال أبو داود: لا أعلم أحدا ترك حديثه، وقال الجوزجاني: سمعتهم يضعفون حديثه. وقال ابن عدي: هو من شيعة أهل الكوفة، ومع ضعفه يكتب حديثه.
وقد علق البخاري له لفظة فقال: قال جرير، عن يزيد: القسية: ثياب مضلعة. وقد روى له مسلم فقرنه بآخر معه. وقد حدث عنه شعبة مع براعته في نقد الرجال.
وروى علي بن عاصم -وليس بحجة- عن شعبة، قال: ما أبالي إذا كتبت عن يزيد بن أبي زياد أن لا أكتبه عن أحد. وقد خرج له الترمذي، وحسن له ما رواه من طريق هشيم: أنبأنا يزيد بن أبي زياد، حدثنا عبد الرحمن بن أبي نعم عن أبي سعيد، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عما يقتل المحرم، قال: الحية، والعقرب، والفويسقة، ويرمي الغراب ولا يقتله، والكلب العقور، والحدأة، والسبع العادي وأخرجه أبو داود أيضا وهذا خبر منكر.
ابن فضيل: حدثنا يزيد، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أبي برزة قال: تغنى معاوية وعمرو بن العاص فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم أركسهما في الفتنة ركسا ودعهما في النار دعا وهذا أيضا منكر.(أعلام/2893)
وأنكر منه حديث الرايات فقال أبو جعفر العقيلي: حدثناه محمد بن إسماعيل، حدثنا عمرو بن عون، أنبأنا خالد بن عبد الله، عن يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: كنا جلوسا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ جاءه فتية من قريش فتغير لونه. فقلنا: يا رسول الله إنا لا نزال نرى في وجهك الشيء تكرهه؟ فقال: إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي تطريدا وتشريدا، حتى يجيء قوم من هاهنا -وأومأ بيده نحو المشرق- أصحاب رايات سود، يسألون الحق ولا يعطونه مرتين أو ثلاثا، فيقاتلون، فيعطون ما سألوا فلا يقبلون، حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي يملؤها عدلا، كما ملئت ظلما وجورا، فمن أدرك ذلك منكم، فليأته ولو حبوا على الثلج قال أحمد بن حنبل: حديثه في الرايات ليس بشيء.
قلت: وقد رواه عنه أيضا محمد بن فضيل، قال الحافظ أبو قدامة السرخسي: حدثنا أبو أسامة قال: حديث يزيد عن إبراهيم في الرايات لو حلف عندي خمسين يمينا قسامة ما صدقته. قلت: معذور والله أبو أسامة، وأنا قائل كذلك، فإن من قبله ومن بعده أئمة أثبات، فالآفة منه عمدا أو خطأ.
محمد بن آدم المصيصي، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان الرازي، عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو مرفوعا قال: من شرب الخمر، لم تقبل له صلاة سبعا، فإن مات فيهن مات كافرا، وإن هي أذهبت عقله عن شيء من القرآن، لم تقبل له صلاة أربعين يوما وإن مات فيهن مات كافرا وهذا أيضا شبه موضوع، ولو علم شعبة أن يزيد حدث بهذه البواطيل، لما روى عنه كلمة.
روى جرير عن يزيد بن أبي زياد، قال: قتل الحسين وأنا ابن أربع عشرة سنة، أو خمس عشرة سنة. وقال مطين مات سنة سبع وثلاثين ومائة.
قلت: فعلى هذا عاش نحوا من إحدى وتسعين سنة.(أعلام/2894)
يزيد بن أبي مالك (د، س، ق)
هو العلامة قاضي دمشق يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك هانئ الهمداني الدمشقي. ولد سنة ستين. وأرسل عن أبي أيوب، وروى عن واثلة بن الأسقع، وأنس بن مالك، وجبير بن نفير، وابن المسيب، وأبي إدريس الخولاني، وسليمان بن يسار وعدة. وعنه ابنه خالد، والأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وسعيد بن بشير، وعمرو بن واقد وآخرون.
وثقه أبو حاتم. قال أبو مسهر: رأى أنسا. وقال ابن معين: قضى لهشام بن عبد الملك.
قلت: كان أحد الفقهاء مع مكحول، وقد ندبه عمر بن عبد العزيز ليفقه بني نمير ويقرئهم.
قال سعيد بن بشير: كان صاحب كتب، يعني: أنه كان بليغا في ترسله.
قلت: لما استخلف الوليد بن يزيد، عزله بالحارث بن محمد الأشعري.
وقال سعيد بن عبد العزيز: لم يكن عندنا أعلم بالقضاء من يزيد بن أبي مالك، لا مكحول ولا غيره.
قال أبو عبيد: مات سنة ثلاثين ومائة وقال الوليد بن مسلم: بقي إلى سنة ثمان وثلاثين ومائة.(أعلام/2895)
يزيد بن أبي مسلم
أمير المغرب، أبو العلاء بن دينار الثقفي، مولى الحجاج وكاتبه ومشيره، استخلفه الحجاج عند موته على أموال الخراج، فضبط ذلك، وأقره الوليد، حتى لقد قال: مثلي ومثل الحجاج وأبي العلاء، كمن ضاع منه درهم فوجد دينارا.
ثم ولي الخلافة سليمان، فطلب أبو العلاء في غل، وكان قصيرا دميما، كبير البطن، مشوها، فنظر إليه سليمان فقال: لعن الله من ولاك. قال: لا تفعل يا أمير المؤمنين ; فإنك رأيتني والأمور مدبرة عني، فلو رأيتني في الإقبال لاستعظمت ما استحقرت. فقال: قاتله الله ما أسد عقله. ثم قال: أترى الحجاج يهوي بعد في جهنم أو بلغ قعرها؟ قال: لا تقل ذاك ; فإنه يحشر مع من ولاه. فقال: مثل هذا فليصطنع. ثم إنه كشف عليه فلم يجده خان في درهم، وهم باستكتابه. ثم أمره على إفريقية يزيد بن عبد الملك، فثارت عليه الخوارج ففتكوا به لظلمه سنة اثنتين ومائة.(أعلام/2896)
يزيد بن زريع (ع)
الحافظ، المجود، محدث البصرة مع حماد بن زيد، وعبد الوارث، ومعتمر، وعبد الواحد بن زياد، وجعفر بن سليمان، ووهيب بن خالد، وخالد بن الحارث، وبشر بن المفضل، وإسماعيل ابن علية. فهؤلاء العشرة كانوا في زمانهم أئمة الحديث بالبصرة. يكنى يزيد أبا معاوية العيشي البصري.
روى عن أيوب السختياني، ويونس بن عبيد، وخالد الحذاء، وحسين المعلم، وحبيب المعلم، وحبيب بن الشهيد، وحجاج بن حجاج، وحجاج بن أبي عثمان، وحميد الطويل، وداود بن أبي هند، وابن أبي عروبة، وسليمان التيمي، وابن عون، وعوف، وعمارة بن أبي حفصة، وهشام بن عروة، ويحيى بن أبي إسحاق الحضرمي، وسعيد الجريري، وروح بن القاسم، وطائفة. ولا رحلة له.
روى عنه عبد الرحمن بن مهدي، ومسدد، وعلي بن المديني، وأمية بن بسطام، والقواريري، ومحمد بن المنهال الضرير، ومحمد بن منهال أخو حجاج، وأحمد بن المقدام، ونصر بن علي الجهضمي. وخلق كثير.
قال أحمد بن حنبل: كان ريحانة البصرة، ما أتقنه، وما أحفظه. وقال أبو حاتم الرازي: ثقة، إمام.
وقال أبو عوانة الوضاح: صحبت يزيد بن زريع أربعين سنة، يزداد في كل سنة خيرا. وقال بشر الحافي: كان يزيد بن زريع متقنا، حافظا، ما أعلم أني رأيت مثله ومثل صحة حديثه.
قال يحيى بن سعيد القطان: لم يكن هاهنا أحد أثبت منه. قلت: وكان صاحب سنة واتباع، كان يقول: من أتى مجلس عبد الوارث فلا يقربني.
قال نصر بن علي الجهضمي: رأيت يزيد بن زريع في المنام، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: أدخلت الجنة. قلت: بماذا؟ قال: بكثرة الصلاة.
قلت: كان أبوه واليا على الأبلة. مولده: في سنة إحدى ومائة، ومات في سنة اثنتين وثمانين ومائة.
قال صالح بن حاتم بن وردان: سمعت يزيد بن زريع يقول: لكل دين فرسان، وفرسان هذا الدين أصحاب الأسانيد.(أعلام/2897)
وفي " التهذيب " من الرواة عنه أيضا: أحمد بن عبدة الضبي، وأحمد بن أبي عبيد الله السليمي، وإسماعيل بن مسعود، وبشر بن معاذ، وبشر بن هلال، وخليفة بن خياط، وبكر بن خلف، وبهز بن أسد، وحبان بن هلال، والحسن بن عمر بن شقيق، وحماد بن مسعدة، وروح بن عبد المؤمن، وزكريا بن عدي، وأبو الربيع الزهراني، وسهل بن عثمان، وسويد بن سعيد، وصالح بن حاتم، والصلت بن محمد الخاركي والعباس بن الوليد النرسي، والعباس بن يزيد البحراني، والقعنبي، وعبدان، وعبد الأعلى بن حماد، والفلاس، وقتيبة، وبندار، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، ومحمد بن عبد الأعلى، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن النضر بن مساور، ويحيى بن حبيب، ويحيى بن يحيى.
وروى أبو بكر الأسدي، عن أحمد بن حنبل قال: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة.
وقال أحمد: كل شيء رواه عن ابن أبي عروبة، فلا تبال أن لا تسمعه من أحد، سماعه من سعيد قديم، وكان يأخذ الحديث بنية.
وقال عبد الخالق بن منصور، عن ابن معين: ثقة مأمون.
وقال معاوية بن صالح، عن ابن معين: هو أثبت شيوخ البصريين.
وقال ابن سعد: كان ثقة حجة، كثير الحديث، توفي سنة اثنتين وثمانين [ومائة] وقال ابن حبان: مات سنة اثنتين أو ثلاث وثمانين، في ثامن شوال وكان من أورع أهل زمانه. مات أبوه، وكان واليا على الأبلة، فخلف خمس مائة ألف، فما أخذ منها حبة - رحمه الله.(أعلام/2898)
أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي، أخبرنا الفتح بن عبد السلام ببغداد، أخبرنا هبة الله الحاسب، أخبرنا أبو الحسين بن النقور، حدثنا عيسى بن علي إملاء، قال: قرئ على أبي بكر محمد بن إبراهيم بن نيروز، وأنا أسمع، قيل له: حدثكم عمرو بن علي، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يمنعن أحدكم جاره أن يضع خشبة في جداره، ما لي أراكم عنها معرضين، والله لأرمين بها بين أكتافكم هذا حديث غريب من الأفراد العوالي.(أعلام/2899)
يزيد بن عبد الملك
الخليفة أبو خالد القرشي الأموي الدمشقي، استخلف بعهد عقده له أخوه سليمان بعد عمر بن عبد العزيز. وأمه هي عاتكة بنت يزيد بن معاوية. ولد سنة إحدى وسبعين، وكان أبيض جسيما جميلا مدور الوجه، لم يتكهل.
قال ابن جابر: أقبل يزيد بن عبد الملك إلى مجلس مكحول، فهممنا أن نوسع له، فقال: دعوه يتعلم التواضع.
ابن وهب: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد قال: لما توفي عمر بن عبد العزيز قال يزيد: سيروا بسيرة عمر بن عبد العزيز، فأتى بأربعين شيخا شهدوا أن الخلفاء ما عليهم حساب ولا عذاب.
وقال ابن الماجشون وآخر: إن يزيد قال: والله ما عمر بن عبد العزيز بأحوج إلى الله مني، فأقام أربعين يوما يسير بسيرته، فتلطفت حبابة وغنته أبياتا، فقال للخادم: ويحك! قل لصاحب الشرط يصلي بالناس. وهي التي أحب يوما الخلوة معها، فحذفها بعنبة، وهي تضحك، فوقعت في فيها فشرقت، فماتت، وبقيت عنده حتى أروحت، واغتم لها ثم زار قبرها وقال:
فإن تسل عنك النفس أو تدع الصبا
فباليأس تسلو عنك لا بالتجلد
وكل خليل زارني فهو قائل:
من اجلك هذا هامة اليوم أو غد
ثم رجع، فما خرج إلا على النعش، وقيل: عاش بعدها خمسة عشر يوما. وكانت بديعة الحسن، مجيدة للغناء، لامه أخوه مسلمة من شغفه بها، وتركه مصالح المسلمين، فما أفاد. وكان لا يصلح للإمامة، مصروف الهمة إلى اللهو والغواني. قيل: مشى مع جارية في قصوره بعد موت حبابة، فقالت جاريته:
كفى حزنا بالواله الصب أن يرى
منازل من يهوى معطلة قفرا(أعلام/2900)
فصاح، وخر مغشيا عليه، ومات بعد أيام. قيل: مات بسواد الأردن، ومرض بنوع من السل. وقال أبو مسهر: مات بإربد، وقالوا: مات لخمس بقين من شعبان سنة خمس ومائة فكانت دولته أربعة أعوام وشهرا. وعهد بالخلافة إلى أخيه هشام، ثم من بعده لولده الوليد بن يزيد ذاك الفويسق، وخلف أحد عشر ابنا.(أعلام/2901)
يزيد بن معاوية
ابن أبي سفيان بن حرب بن أمية، الخليفة، أبو خالد، القرشي، الأموي، الدمشقي، قد ترجمه ابن عساكر، وهو في تاريخي الكبير.
له على هناته حسنة، وهي غزو القسطنطينية، وكان أمير ذلك الجيش، وفيهم مثل أبي أيوب الأنصاري.
عقد له أبوه بولاية العهد من بعده، فتسلم الملك عند موت أبيه في رجب سنة ستين، وله ثلاث وثلاثون سنة. فكانت دولته أقل من أربع سنين، ولم يمهله الله على فعله بأهل المدينة لما خلعوه. فقام بعده ولده نحوا من أربعين يوما، ومات. وهو أبو ليلى معاوية. عاش عشرين سنة وكان خيرا من أبيه، وبويع ابن الزبير بالحجاز والعراق والمشرق.
ويزيد ممن لا نسبه ولا نحبه، وله نظراء من خلفاء الدولتين، وكذلك في ملوك النواحي، بل فيهم من هو شر منه ; وإنما عظم الخطب لكونه ولي بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بتسع وأربعين سنة، والعهد قريب، والصحابة موجودون، كابن عمر الذي كان أولى بالأمر منه ومن أبيه وجده.
قيل: إن معاوية تزوج ميسون بنت بحدل الكلبية، فطلقها وهي حامل بيزيد، فرأت كأن قمرا خرج منها، فقيل: تلدين خليفة.
وكان يزيد -لما هلك أبوه- بناحية حمص فتلقوه إلى الثنية وهو بين أخواله على بختي ليس عليه عمامة ولا سيف. وكان ضخما كثير الشعر، شديد الأدمة، بوجهه أثر جدري. فقال الناس: هذا الأعرابي الذي ولي أمر الأمة! فدخل على باب توما، وسار إلى باب الصغير، فنزل إلى قبر معاوية، فوقف عليه وصفنا خلفه وكبر أربعا، ثم أتي ببغلة، فأتى الخضراء وأتى الناس لصلاة الظهر، فخرج وقد تغسل ولبس ثيابا نقية، فصلى وجلس على المنبر، وخطب وقال: إن أبي كان يغزيكم البحر، ولست حاملكم في البحر، وإنه كان يشتيكم بأرض الروم فلست أشتي المسلمين في أرض العدو، وكان يخرج العطاء أثلاثا وإنى أجمعه لكم. فافترقوا يثنون عليه.(أعلام/2902)
وعن عمرو بن قيس، سمع يزيد يقول على المنبر: إن الله لا يؤاخذ عامة بخاصة إلا أن يظهر منكر فلا يغير، فيؤاخذ الكل، وقيل: قام إليه ابن همام فقال: أجرك الله يا أمير المؤمنين على الرزية، وبارك لك في العطية، وأعانك على الرعية، فقد رزئت عظيما، وأعطيت جزيلا، فاصبر واشكر، فقد أصبحت ترعى الأمة، والله يرعاك.
وعن زياد الحارثي قال: سقاني يزيد شرابا ما ذقت مثله، فقلت: يا أمير المؤمنين لم أسلسل مثل هذا. قال: هذا رمان حلوان، بعسل أصبهان بسكر الأهواز، بزبيب الطائف، بماء بردى.
وعن محمد بن أحمد بن مسمع قال: سكر يزيد، فقام يرقص، فسقط على رأسه فانشق وبدا دماغه.
قلت: كان قويا شجاعا، ذا رأي وحزم، وفطنة، وفصاحة، وله شعر جيد وكان ناصبيا فظا، غليظا، جلفا. يتناول المسكر، ويفعل المنكر.
افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين، واختتمها بواقعة الحرة، فمقته الناس.
ولم يبارك في عمره. وخرج عليه غير واحد بعد الحسين. كأهل المدينة قاموا لله وكمرداس بن أدية الحنظلي البصري ونافع بن الأزرق وطواف بن معلى السدوسي وابن الزبير بمكة.
ابن عون: عن ابن سيرين، عن عقبة بن أوس، عن عبد الله بن عمرو، أنه ذكر أبا بكر الصديق فقال: أصبتم اسمه، ثم قال: عمر الفاروق قرن من حديد، أصبتم اسمه، ابن عفان ذو النورين قتل مظلوما معاوية وابنه ملكا الأرض المقدسة والسفاح، وسلام ومنصور وجابر، والمهدي، والأمين، وأمير العصب كلهم من بني كعب بن لؤي، كلهم صالح، لا يوجد مثله. تابعه هشام بن حسان.
وروى يعلى بن عطاء، عن عمه، قال: كنت مع عبد الله بن عمرو حين بعثه يزيد إلى ابن الزبير، فسمعته يقول له: إني أجد في الكتب: إنك ستعنى ونعنى، وتدعي الخلافة ولست بخليفة، وإني أجد الخليفة يزيد.(أعلام/2903)
وعن الحسن، أن المغيرة بن شعبة، أشار على معاوية ببيعة ابنه ففعل، فقيل له: ما وراءك؟ قال: وضعت رجل معاوية في غرز غي لا يزال فيه إلى يوم القيامة، قال الحسن: فمن أجل ذلك بايع هؤلاء أولادهم، ولولا ذلك لكان شورى.
وروي أن معاوية كان يعطي عبد الله بن جعفر في العام ألف ألف. فلما وفد على يزيد أعطاه ألفي ألف وقال: والله لا أجمعهما لغيرك.
روى الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن مكحول، عن أبي عبيدة مرفوعا: لا يزال أمر أمتي قائما حتى يثلمه رجل من بني أمية يقال له: يزيد.
أخرجه أبو يعلى في " مسنده "، ويرويه صدقة السمين -وليس بحجة- عن هشام، عن مكحول، عن أبي ثعلبة الخشني، عن أبي عبيدة مرفوعا.
وعن صخر بن جويرية، عن نافع قال: مشى عبد الله بن مطيع وأصحابه إلى ابن الحنفية، فأرادوه على خلع يزيد فأبى، فقال ابن مطيع: إنه يشرب الخمر، ويترك الصلاة ويتعدى حكم الكتاب، قال: ما رأيت منه ما تذكر وقد أقمت عنده، فرأيته مواظبا للصلاة، متحريا للخير، يسأل عن الفقه. قال: ذاك تصنع ورياء.
وروى محمد بن أبي السري العسقلاني، حدثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، عن نوفل بن أبي الفرات، قال: كنت عند عمر بن عبد العزيز فقال رجل: قال أمير المؤمنين يزيد، فأمر به فضرب عشرين سوطا.
توفي يزيد في نصف ربيع الأول سنة أربع وستين.(أعلام/2904)
يزيد بن هارون (ع)
ابن زاذي الإمام القدوة شيخ الإسلام أبو خالد السلمي مولاهم الواسطي الحافظ.
مولده في سنة ثمان عشرة ومائة.
وسمع من: عاصم الأحول، ويحيى بن سعيد الأنصاري القاضي، وسليمان التيمي، وسعيد الجريري، وحميد الطويل، وداود بن أبي هند، وبهز بن حكيم، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وعبد الله بن عون، وحريز بن عثمان، وأبي الأشهب جعفر بن الحارث، وسالم بن عبيد، وشيبان النحوي، وشعبة بن الحجاج، ومبارك، وعاصم بن محمد العمري، وعبد الملك بن أبي سليمان، وسعيد بن أبي عروبة، ومحمد بن إسحاق، وفضيل بن مرزوق، وسفيان بن حسين، وجويبر بن سعيد، وشريك بن عبد الله، وإسماعيل بن عياش، وقيس بن الربيع، وخلق كثير.
وكان رأسا في العلم والعمل، ثقة حجة، كبير الشأن.
حدث عنه بقية بن الوليد مع تقدمه، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، ومحمد بن عبد الله بن نمير، والحسن بن عرفة، وأبو إسحاق الجوزجاني، وأحمد بن عبيد الله النرسي، وأحمد بن عبيد بن ناصح، وأحمد بن الوليد الفحام، وإسحاق الكوسج، والحسن بن علي الخلال، والزعفراني، وسلمة بن شبيب، وسليمان بن سيف الحراني، وعباس الدوري، وعبد الله بن منير، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام، وعبد بن حميد، وعبد الله الدارمي، وأحمد بن الفرات، وأحمد بن سنان، وأحمد بن سليمان الرهاوي، وأبو قلابة الرقاشي، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، ويعقوب الدورقي، والحسن بن مكرم، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن مسلمة الواسطي، ومحمد بن ربح البزاز، وإدريس بن جعفر العطار، وأحمد بن عبد الرحمن السقطي، وهو خاتمة من روى عنه.
يقال: إن أصله من بخارى.
قال علي بن المديني: ما رأيت أحفظ من يزيد بن هارون.
وقال يحيى بن يحيى التميمي: هو أحفظ من وكيع.
وقال أحمد بن حنبل: كان يزيد حافظا متقنا.(أعلام/2905)
وقال زياد بن أيوب: ما رأيت ليزيد كتابا قط، ولا حدثنا إلا حفظا.
وقال علي بن شعيب: سمعت يزيد بن هارون يقول: أحفظ أربعة وعشرين ألف حديث بالإسناد ولا فخر، وأحفظ للشاميين عشرين ألف حديث لا أسأل عنها.
قلت: لأنه أكثر إلى الغاية عن محدثي الشام: ابن عياش وبقية، وكان ذاك نازلا عنده، وإنما حسن سماع ذلك من أصحابهما في أيام أحمد بن حنبل ونحوه.
قال الفضيل بن زياد: سمعت أبا عبد الله وقيل له: يزيد بن هارون له فقه؟ قال: نعم، ما كان أذكاه وأفهمه وأفطنه.
قال أحمد بن سنان القطان: ما رأينا عالما قط أحسن صلاة من يزيد بن هارون، لم يكن يفتر من صلاة الليل والنهار.
قال أبو حاتم الرازي: يزيد ثقة إمام، لا يسأل عن مثله.
وروى عمرو بن عون، عن هشيم، قال: ما بالمصرين مثل يزيد بن هارون.
وقال مؤمل بن يهاب: سمعت يزيد بن هارون يقول: ما دلست حديثا قط إلا حديثا واحدا عن عوف الأعرابي، فما بورك لي فيه.
عن عاصم بن علي قال: كنت أنا ويزيد بن هارون عند قيس بن الربيع، فأما يزيد، فكان إذا صلى العتمة، لا يزال قائما حتى يصلي الغداة بذلك الوضوء نيفا وأربعين سنة.
وقال محمد بن إسماعيل الصائغ نزيل مكة: قال رجل ليزيد بن هارون: كم جزؤك؟ قال: وأنام من الليل شيئا؟ إذا لا أنام الله عيني.
وقال يحيى بن أبي طالب: سمعت من يزيد ببغداد، وكان يقال: إن في مجلسه سبعين ألفا.
قلت: احتفل محدثو بغداد وأهلها لقدوم يزيد، وازدحموا عليه لجلالته وعلو إسناده.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: يزيد بن هارون ثقة ثبت متعبد حسن الصلاة جدا، يصلي الضحى ست عشرة ركعة، بها من الجودة غير قليل، قال: وكان قد عمي.
قال أبو بكر بن أبي شيبة: ما رأيت أحدا أتقن حفظا من يزيد بن هارون.
قال أحمد بن سنان: كان يزيد وهشيم معروفين بطول صلاة الليل والنهار.(أعلام/2906)
وقال يعقوب بن شيبة: كان يزيد يعد من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.
أنبأنا المسلم بن محمد وجماعة قالوا: أخبرنا زيد بن الحسن، أخبرنا أبو منصور الشيباني، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو بكر الحيري، حدثنا أبو العباس الأصم، حدثنا يحيى بن أبي طالب، أخبرني الحسن بن شاذان الحافظ، حدثني ابن عرعرة، حدثني يحيى بن أكثم قال: قال لنا المأمون: لولا مكان يزيد بن هارون، لأظهرت: القرآن مخلوق، فقيل: ومن يزيد حتى يتقى؟ فقال: ويحك إني لأرتضيه لا أن له سلطنة، ولكن أخاف إن أظهرته، فيرد علي، فيختلف الناس، وتكون فتنة.
العباس بن عبد العظيم، وأحمد بن سنان، عن شاذ بن يحيى، سمع يزيد بن هارون يقول: من قال: القرآن مخلوق، فهو زنديق.
وقد كان يزيد رأسا في السنة معاديا للجهمية، منكرا تأويلهم في مسألة الاستواء.
وروى حمدويه بن الخطاب، عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قال: أصل يزيد بن هارون من بخارى.
وقال محمد بن عبد الرحيم صاعقة: كان يزيد يخضب خضابا قانيا.
قال يحيى بن معين: يزيد بن هارون مثل هشيم وابن علية.
وقال أحمد بن حنبل: سماع يزيد من ابن أبي عروبة ضعيف، أخطأ في أحاديث.
قلت: إنما الضعف فيها من قبل سعيد بن أبي عروبة ; لأنه سمع منه بعد التغير.
وروى أحمد بن أبي خيثمة، عن يحيى قال: يزيد بن هارون لا يميز، ولا يبالي عمن روى.
وأحمد بن أبي خيثمة عن أبيه قال: كان يعاب على يزيد حيث ذهب بصره، ربما سئل عن حديث لا يعرفه، فيأمر جارية له تحفظه إياه من كتابه.
قلت: ما بهذا الفعل بأس مع أمانة من يلقنه، ويزيد حجة بلا مثنوية.
قال محمد بن رافع: سمعت يحيى بن يحيى يقول: كان بالعراق أربعة من الحفاظ: شيخان: يزيد بن زريع، وهشيم، وكهلان: وكيع، ويزيد بن هارون، ويزيد أحفظهما.(أعلام/2907)
الأبار: سمعت أحمد بن خالد يقول: سمعت يزيد بن هارون يقول: سمعت حديث الصور مرة، فحفظته، وأحفظ عشرين ألفا، فمن شاء، فليدخل فيها حرفا. وفي حكاية المأمون المذكورة زيادة، قال: فخرج رجل - يعني من ناحية المأمون إلى واسط - قال: فجاء إلى يزيد، فقال: أمير المؤمنين يقرئك السلام، ويقول لك: أريد أن أظهر: القرآن مخلوق، قال: كذبت على أمير المؤمنين، فإنه لا يحمل الناس على ما لا يعرفونه. وفي كتاب " ذم الكلام " أخبرنا محمد بن المنتصر الباهلي، أخبرنا محمد بن عبد الله الحسيني، حدثنا محمد بن إبراهيم الصرام، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الغسيلي حدثنا عبد الوهاب بن الحكم قال: كان المأمون يسأل عن يزيد بن هارون يقول: ما مات، وما امتحن الناس حتى مات يزيد.
قال أبو نافع سبط يزيد بن هارون: كنت عند أحمد بن حنبل - وعنده رجلان - فقال أحدهما: رأيت يزيد بن هارون في المنام، فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي، وشفعني، وعاتبني، وقال: أتحدث عن حريز بن عثمان؟ فقلت: يا رب ما علمت إلا خيرا، قال: إنه يبغض عليا - رضي الله عنه -. وقال الرجل الآخر: رأيته في المنام، فقلت له: هل أتاك منكر ونكير؟ قال: إي والله، وسألاني: من ربك؟ وما دينك؟ فقلت: ألمثلي يقال هذا، وأنا كنت أعلم الناس بهذا في دار الدنيا؟ فقالا لي: صدقت.(أعلام/2908)
أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق الهمذاني بمصر، أخبرنا أبو هريرة محمد بن الليث بن شجاع الوسطاني، وزيد بن هبة الله البيع ببغداد قالا: أخبرنا أبو القاسم أحمد بن المبارك، أخبرنا قفرجل، أخبرنا عاصم بن الحسن، أخبرنا عبد الواحد بن محمد، حدثنا الحسين بن إسماعيل القاضي إملاء، حدثنا محمد بن يزيد أخو كرخويه، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا زكريا، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المعدل، أخبرنا عبد الله بن أحمد الفقيه، أخبرنا محمد بن عبد الباقي، أخبرنا علي بن الحسين البزاز، أخبرنا أبو علي بن شاذان، أخبرنا أبو سهل بن زياد، حدثنا علي بن إبراهيم الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا جعفر، عن القاسم، عن أبي أمامة الباهلي، عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا حسن إسلام العبد تمم الله له عمله بسبعمائة ضعف.
قرأت على عبد المؤمن بن خلف الحافظ، أخبرنا يحيى بن أبي السعود، أخبرتنا شهدة الكاتبة، أخبرنا الحسين بن أحمد، أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا العوام بن حوشب، عن سلمة بن كهيل، عن علقمة، عن خالد بن الوليد قال: كان بيني وبين عمار شيء فانطلق يشكو إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل لا يزيده إلا غلظا، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساكت، فبكى عمار، وقال: يا رسول الله، ألا تراه؟ فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: من أبغض عمارا، أبغضه الله، ومن عادى عمارا، عاداه الله. قال خالد: فخرجت، وليس شيء أحب إلي من رضى عمار، فلقيته، فرضي.(أعلام/2909)
وبه إلى يعقوب: حدثنا عمرو بن مرزوق، حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، عن الأسود، قال: كان بين خالد وعمار كلام، فشكاه خالد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: من يعاد عمارا، يعاده الله، ومن يبغض عمارا يبغضه الله، ومن يسب عمارا يسبه الله.
أخبرنا أحمد بن عبد الحميد، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد، وعبد الرحمن بن إبراهيم قالا: أخبرتنا شهدة، أخبرنا أبو عبد الله النعالي، أخبرنا علي بن محمد، أخبرنا محمد بن عمرو الرزاز، حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي، حدثنا يزيد، حدثنا شريك، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من كانت له أرض وأراد بيعها، فليعرضها على جاره.
أخبرنا يحيى بن أبي منصور، وعبد الرحمن بن محمد كتابة قالا: أخبرنا عمر بن محمد المعلم، أخبرنا هبة الله بن محمد، أخبرنا محمد بن محمد بن غيلان، أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدثنا أحمد بن عبيد الله، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى.
معناه: لا تشد الرحال إلى مسجد؛ ابتغاء الأجر سوى المساجد الثلاثة، فإن لها فضلا خاصا، فمن قال: لم يدخل في النهي شد الرحل إلى زيارة قبر نبي أو ولي، وقف مع ظاهر النص، وأن الأمر بذلك والنهي خاص بالمساجد، ومن قال بقياس الأولى، قال: إذا كان أفضل بقاع الأرض مساجدها، والنهي ورد فيها، فما دونها في الفضل كقبور الأنبياء والصالحين أولى بالنهي، أما من سار إلى زيارة قبر فاضل من غير شد رحل، فقربة بالإجماع بلا تردد، سوى ما شذ به الشعبي ونحوه، فكان بلغهم النهي عن زيارة القبور، وما علموا بأنه نسخ ذلك، والله أعلم.(أعلام/2910)
قال يعقوب بن شيبة: توفي يزيد بواسط في شهر ربيع الآخر سنة ست ومائتين.
قلت: يقع حديثه عاليا في " الغيلانيات " ومن ذلك حديث الأعمال بالنية وحديثه كثير جدا في مسند أحمد، وفي الكتب الستة، وفي أجزاء كثيرة.
قال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود: سمعت أحمد بن سنان يقول: كان يزيد يكره قراءة حمزة كراهة شديدة.
قال المزي: يزيد بن هارون بن زاذي، ويقال: زاذان بن ثابت، كان جده مولى لأم عاصم امرأة عتبة بن فرقد، فأعتقته، قيل: أصله من بخارى، روى عن أبان بن أبي عياش، وإسماعيل بن أبي خالد، وإسماعيل بن مسلم المكي، وأشعث بن سوار، وأصبغ بن زيد، وحجاج بن أرطاة، وحجاج بن أبي زينب، وحسين المعلم، وعوف الأعرابي، والعوام بن حوشب، والعلاء بن زيدل وفائد أبي الورقاء، وهشام بن حسان، وأبي مالك الأشجعي، وذكر خلقا قد مضوا، وينزل إلى الرواية عن بقية بن الوليد ونحوه وسمى من الرواة عنه مائة وأربعة عشر نفسا.
روى أبو طالب، عن أحمد قال: كان يزيد حافظا متقنا للحديث، صحيح الحديث عن حجاح بن أرطاة، قاهرا لها حافظا.
وقال ابن معين: ثقة.
وقال أبو زرعة: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول: ما رأيت أتقن حفظا من يزيد بن هارون. قال أبو زرعة: والإتقان أكبر من حفظ السرد.
وقال أبو حاتم: ثقة إمام صدوق، لا يسأل عن مثله.
وقال أحمد بن سنان، عن عفان: أخذ يزيد عن حماد بن سلمة حفظا، وهي صحاح، بها من الاستواء غير قليل، ومدحها.
وقال أحمد بن سنان: ما رأيت عالما قط أحسن صلاة من يزيد بن هارون، يقوم كأنه أسطوانة.
قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث. ولد سنة ثمان عشرة ومائة وقال: طلبت الحديث، وحصين حي، كان ابن المبارك يقرأ عليه، وكان قد نسي.
قال ابن سعد: وتوفي في خلافة المأمون، وهو ابن تسع أو ثمان وثمانين سنة وأشهر - يعني سنة ست ومائتين.(أعلام/2911)
وروى المروذي عن جعفر بن ميمون حكاية تدل على أن يزيد بن هارون كان صاحب مزاح، وكان يتأدب بحضور الإمام، ولا يمازحه.
وقد اعتل أحمد مرة، فعاده يزيد، ووصله بخمس مائة درهم، فردها أحمد، واعتذر.
قرأت على أحمد بن محمد الحافظ، أخبركم ابن خليل، أخبرنا مسعود الخياط، أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو الفتح علي بن محمد التاني، حدثنا ابن المقرئ، سمعت أحمد بن عمرو بن جابر الرملي، سمعت الحارث بن أبي أسامة يقول: كان يزيد بن هارون إذا جاءه من فاته المجلس، قال: يا غلام، ناوله المنديل.
وبه: قال ابن المقرئ، سمعت ابن قتيبة، سمعت مؤمل بن يهاب، سمعت يزيد بن هارون يقول: اللهم لا تجعلنا من الثقلاء.
الطبراني: حدثنا المعمري، سمعت خلف بن سالم يقول: كنا في مجلس يزيد بن هارون، فمزح مع مستمليه، فتنحنح أحمد بن حنبل، فقال يزيد: من المتنحنح؟ فقيل له: أحمد بن حنبل، فضرب يزيد على جبينه، وقال: ألا أعلمتموني أن أحمد هاهنا حتى لا أمزح.(أعلام/2912)
يعقوب بن إبراهيم (ع)
ابن سعد بن إبراهيم، ابن صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبد الرحمن بن عوف، الإمام الحافظ، الحجة، أبو يوسف الزهري العوفي المدني، ثم البغدادي.
حدث عن: أبيه الحافظ إبراهيم بن سعد، وشعبة، وعاصم بن محمد العمري، وعبدة بن أبي رائطة، ومحمد ابن أخي الزهري، وشريك، والليث، وعبد العزيز بن المطلب، وسيف بن عمر، وأبي أويس عبد الله بن عبد الله، وعبد الملك بن الربيع بن سبرة، وكان من كبار المحدثين.
حدث عنه: أحمد، وإسحاق، وعلي، ويحيى، وأبو خيثمة، ومحمد بن يحيى، وإسحاق الكوسج، وسليمان بن سيف، وعلي بن سلمة اللبقي، وعبد بن حميد، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وأحمد بن سعيد الرباطي، وعباس الدوري، وابن أخيه عبيد الله بن سعد، والفضل بن سهل الأعرج، ويعقوب بن شيبة، وخلق كثير.
وثقه يحيى، والعجلي، وطائفة.
وقال أبو حاتم: صدوق.
قال الذهلي: إبراهيم بن سعد روى عن الزهري، وعن أصحاب الزهري عنه، وكثرت روايته لحديث الزهري، وأغرب عنه، ومدار حديثه على ابنه يعقوب بن إبراهيم سمع هو وأخوه سعد الكتب، قال: فمات أخوه سعد قبل أن يكتب عنه كبير أحد، وبقي يعقوب، فكتب الناس عنه، فوجدوا عنه علما جليلا من حديث الزهري، وغيره.
وقال ابن سعد: كان ثقة مأمونا، يقدم على أخيه في الفضل والورع والحديث، ولم يزل ببغداد، ثم خرج إلى الحسن بن سهل بفم الصلح فلم يزل معه حتى توفي هناك في شوال سنة ثمان ومائتين، وكان أصغر من أخيه سعد بأربع سنين وقال جماعة كذلك في موته.(أعلام/2913)
قرأت على أحمد بن عبد الحميد، أخبركم موسى بن عبد القادر، أخبرنا أبو الوقت السجزي، أخبرنا أبو الحسن الداودي، أخبرنا عبد الله بن أحمد، أخبرنا إبراهيم بن خزيم، حدثنا عبد بن حميد، حدثني يعقوب بن إبراهيم، حدثني أبي، عن صالح بن كيسان، حدثنا نافع أن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يقوم الناس لرب العالمين يوم القيامة، حتى يغيب أحدهم إلى أنصاف أذنيه في رشحه أخرجه مسلم عن عبد.(أعلام/2914)
يعقوب بن إسحاق
ابن الصباح، الكندي الأشعثي الفيلسوف، صاحب الكتب، من ولد الأشعث بن قيس، أمير العرب.
كان رأسا في حكمة الأوائل ومنطق اليونان والهيئة والتنجيم والطب وغير ذلك. لا يلحق شأوه في ذلك العلم المتروك، وله باع أطول في الهندسة والموسيقى.
كان يقال له: فيلسوف العرب، وكان متهما في دينه، بخيلا، ساقط المروءة. وله نظم جيد وبلاغة وتلامذة. هم بأن يعمل شيئا مثل القرآن. فبعد أيام أذعن بالعجز.
قال عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان: رأيته في النوم، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: ما هو إلا أن رآني، فقال: انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون.
وقد روى عن أبيه أبو داود.(أعلام/2915)
يعقوب بن شيبة
ابن الصلت بن عصفور، الحافظ الكبير العلامة الثقة، أبو يوسف، السدوسي البصري ثم البغدادي، صاحب " المسند " الكبير، العديم النظير المعلل، الذي تم من مسانيده نحو من ثلاثين مجلدا. ولو كمل لجاء في مائة مجلد.
مولده في حدود الثمانين ومائة، وسماعاته على رأس المائتين.
سمع علي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وأزهر بن سعد السمان، وبشر بن عمر الزهراني، وجعفر بن عون، وأبا عامر العقدي، وشجاع بن الوليد، وعبد الله بن بكر السهمي، ومحاضر بن المورع، وعبد الوهاب بن عطاء، وأبا النضر، ويعلى بن عبيد، ووهب بن جرير، وحجاج بن منهال، وينزل إلى أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، ثم إلى الحسن بن علي الحلواني، وهارون الحمال، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبي بكر الأعين، ثم ينزل إلى أصحاب يحيى بن معين، وابن المديني، ويخرج العالي والنازل، ويذكر أولا سيرة الصحابي مستوفاة، ثم يذكر ما رواه، ويوضح علل الأحاديث، ويتكلم على الرجال، ويجرح ويعدل، بكلام مفيد عذب شاف، بحيث إن الناظر في " مسنده " لا يمل منه، ولكن قل من روى عنه.
حدث عنه: حفيده محمد بن أحمد بن يعقوب، ويوسف بن يعقوب الأزرق، وطائفة.
وثقه أبو بكر الخطيب وغيره.
قال أبو الحسن الدارقطني: لو كان كتاب يعقوب بن شيبة مسطورا على حمام لوجب أن يكتب، يعني: لا يفتقر الشخص فيه إلى سماع.
قال الخطيب: حدثني الأزهري قال: بلغني أنه كان في منزل يعقوب بن شيبة أربعون لحافا، أعدها لمن كان عنده من الوراقين الذين يبيضون له " المسند " قال: ولزمه على ما خرج منه عشرة آلاف دينار. ثم قال: وقيل: إن نسخه بمسند أبي هريرة منه شوهدت بمصر، فكانت في مائتي جزء. قال: والذي ظهر له مسند العشرة، وابن مسعود، وعمار، والعباس، وعتبة بن غزوان، وبعض الموالي.(أعلام/2916)
قلت: وبلغني أنه شوهد له " مسند " علي في خمسة أسفار.
قال أحمد بن كامل القاضي: كان يعقوب بن شيبة من كبار أصحاب أحمد بن المعذل، والحارث بن مسكين، فقيها سريا، وكان يقف في القرآن.
قلت: أخذ الوقف عن شيخه أحمد المذكور، وقد وقف علي بن الجعد، ومصعب الزبيري، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وجماعة، وخالفهم نحو من ألف إمام، بل سائر أئمة السلف والخلف على نفي الخليقة عن القرآن، وتكفير الجهمية. نسأل الله السلامة في الدين.
قال أبو بكر المروذي: أظهر يعقوب بن شيبة الوقف في ذلك الجانب من بغداد، فحذر أبو عبد الله منه، وقد كان المتوكل أمر عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان أن يسأل أحمد بن حنبل عمن يقلد القضاء. قال عبد الرحمن: فسألته عن يعقوب بن شيبة، فقال: مبتدع صاحب هوى.
قال الخطيب: وصفه أحمد بذلك لأجل الوقف.
قلت: قد كان يعقوب صاحب أموال عظيمة وحشمة وحرمة وافرة، بحيث إن حفيده حكى، قال: لما ولدت عمد أبواي، فملآ لي ثلاثة خوابي ذهبا، وخبآها لي. فذكر أنه طال عمره، وأنفقها وفنيت، واحتاج. وكان مولده قبل موت جده بنيف عشرة سنة.
مات يعقوب الحافظ في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وستين ومائتين.
وقع لي جزء واحد من " مسند " عمار له.(أعلام/2917)
قرأت على الحافظ أبي محمد بن خلف: أخبركم يحيى بن أبي السعود، أخبرتنا فخر النساء شهدة، أخبرنا الحسين بن أحمد النعالي، أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن مهدي، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، حدثنا جدي، حدثنا علي بن عاصم، أخبرنا عطاء بن السائب، عن أبي البختري الطائي، قال: قاول عمار رجلا، فاستطال الرجل عليه فقال عمار: أنا إذا كمن لا يغتسل يوم الجمعة. فعاد الرجل فاستطال عليه، فقال عمار: أنا إذا كمن لا يغتسل يوم الجمعة. فعاد الرجل فاستطال عليه، فقال له عمار: إن كنت كاذبا فأكثر الله مالك وولدك، وجعلك يوطأ عقبك.
وبه قال يعقوب: حدثنا روح بن عبادة، حدثنا ابن عون، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة، قالت ما نسينا الغبار على شعر صدر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: اللهم إن الخير خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة إذ جاء عمار، فقال: ويحك -أو ويلك- يا ابن سمية، تقتلك الفئة الباغية.(أعلام/2918)
يوسف بن أسباط
الزاهد من سادات المشايخ، له مواعظ وحكم.
روى عن: محل بن خليفة، والثوري، وزائدة بن قدامة.
وعنه: المسيب بن واضح، وعبد الله بن خبيق، وغيرهما.
نزل الثغور مرابطا.
قال المسيب: سألته عن الزهد، فقال: أن تزهد في الحلال، فأما الحرام، فإن ارتكبته، عذبك.
وسئل يوسف: ما غاية التواضع؟ قال: أن لا تلقى أحدا إلا رأيت له الفضل عليك.
وعنه قال: للصادق ثلاث خصال: الحلاوة، والملاحة، والمهابة.
وعنه: خلقت القلوب مساكن للذكر، فصارت مساكن للشهوات، لا يمحو الشهوات إلا خوف مزعج، أو شوق مقلق. الزهد في الرئاسة أشد منه في الدنيا.
قال ابن خبيق: قلت لابن أسباط: لم لا تأذن لابن المبارك يسلم عليك؟ قال: خشيت أن لا أقوم بحقه، وأنا أحبه.
وعن يوسف: إذا رأيت الرجل قد أشر وبطر، فلا تعظه، فليس للعظة فيه موضع، لي أربعون سنة ما حك في صدري شيء إلا تركته.
قال شعيب بن حرب: ما أقدم على يوسف بن أسباط أحدا.
وعن يوسف قال: يجزئ قليل الورع والتواضع من كثير الاجتهاد في العمل.
وثقه ابن معين.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
وقال البخاري: دفن كتبه، فكان حديثه لا يجيء كما ينبغي.(أعلام/2919)
يوسف بن عبد الله بن سلام (4)
ابن الحارث أبو يعقوب الإبراهيمي الإسرائيلي المدني حليف الأنصار.
ولد في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - فسماه يوسف، وأجلسه في حجره وله رؤية ما.
وله رواية حديثين حكمهما الإرسال، وحدث عن أبيه، وعثمان، وعلي.
روى عنه: عمر بن عبد العزيز، وعيسى بن معقل، ويزيد بن أبي أمية، ومحمد بن المنكدر، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ويحيى بن أبي الهيثم العطار. وشهد موت أبي الدرداء بدمشق.
وقد روى حفص بن غياث، عن محمد بن أبي يحيى، عن يزيد بن أبي أمية الأعور، عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ كسرة فوضع عليها تمرة، وقال: هذه إدام هذه، فأكلها.
فإن صح هذا، فهو صحابي.
وقد قال محمد بن سعد في الطبقة الخامسة من الصحابة: يوسف بن عبد الله بن سلام؛ هو رجل من بني إسرائيل من ولد يوسف - صلى الله عليه وسلم - وكان ثقة. له أحاديث صالحة.
وقال ابن أبي حاتم: له رؤية.
وقال البخاري: له صحبة.
وقال أبو حاتم: ليست له صحبة.
وقال العجلي: تابعي ثقة.
وقال شباب: مات في خلافة عمر بن عبد العزيز.
خلف بن هشام: حدثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، قال: غدوت مع يوسف بن عبد الله بن سلام في يوم عيد، فقلت له: كيف كانت الصلاة على عهد عمر؟ قال: كان يبدأ بالخطبة قبل الصلاة.
غريب جدا.(أعلام/2920)
يوسف بن ماهك (ع)
الفارسي من موالي أهل مكة.
حدث عن حكيم بن حزام، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وابن عباس، وعبد الله بن صفوان بن أمية، وعبيد بن عمير.
وعنه أبو بشر، وعطاء وأيوب السختياني، وحميد الطويل، وابن جريج، وآخرون. وثقه يحيى بن معين.
قال الهيثم بن عدي: مات سنة عشر ومائة، وقيل: سنة أربع عشرة.
وقال الواقدي ويحيى بن بكير والفلاس: توفي سنة ثلاث عشرة ومائة، رحمه الله.(أعلام/2921)
يوسف بن موسى (خ، د، ت، ق)
ابن راشد، الإمام المحدث الثقة أبو يعقوب، الكوفي القطان، نزيل بغداد.
ولد سنة نيف وستين ومائتين.
وحدث عن: جرير بن عبد الحميد، وأبي خالد الأحمر، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن إدريس، وأبي بكر بن عياش، ووكيع، وعبد الله بن نمير، وحكام بن سلم، وأحمد بن يونس، وعبيد الله بن موسى، وأبي أسامة، وعدة.
حدث عنه: البخاري، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وإبراهيم الحربي، وقاسم المطرز، وأبو القاسم البغوي، وابن صاعد، والنسائي خارج " سننه "، والقاضي المحاملي، وخلق سواهم. وكان من أوعية العلم، قد كتب عنه يحيى بن معين والكبار.
قال النسائي: لا بأس به.
وروى أبو سعيد السكري عن يحيى بن معين: صدوق. وقيل: يتجر إلى الري، فسمع من جرير.
قال ابن زولاق: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد الحداد يقول: قرأت على أبي عبيد بن حربويه جزءا عن يوسف بن موسى القطان. فلما فرغت قلت: كما قرأت على القاضي، قال: نعم إلا الإعراب، فإنك تعرب، وكان يوسف لا يعرب.
قلت: توفي يوسف بن راشد -وكذا نسبه البخاري إلى جده- في صفر سنة ثلاث وخمسين ومائتين. ويقع من عواليه في " المحامليات " وغير ذلك.(أعلام/2922)
يونس بن حبيب
المحدث الحجة، أبو بشر العجلي، مولاهم الأصبهاني.
روى عن أبي داود الطيالسي " مسندا " في مجلد كبير، وعن بكر بن بكار، وعامر بن إبراهيم، ومحمد بن نشر-بنون- الصنعاني، وجماعة.
حدث عنه: أبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بكر بن أبي داود، وعلي بن رستم، وعبد الله بن جعفر بن فارس.
قال أبو محمد بن أبي حاتم، كتبت عنه، وهو ثقة.
وحدثني ابن أبي عاصم أن ابن الفرات أمره بالكتابة عن يونس بن حبيب.
وقال بعضهم: كان يونس محتشما، عظيم القدر بأصبهان، موصوفا بالدين والديانة والصلاح.
مات سنة سبع وستين ومائتين.
روى القراءة عن قتيبة بن مهران صاحب الكسائي.(أعلام/2923)
يونس بن عبد الأعلى (م، س، ق)
ابن ميسرة بن حفص بن حيان، الإمام، شيخ الإسلام، أبو موسى الصدفي، المصري المقرئ الحافظ، وأمه فليحة بنت أبان التجيبية.
ولد سنة سبعين ومائة في ذي الحجة.
وحدث عن: سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، والوليد بن مسلم، ومعن بن عيسى، وابن أبي فديك، وأبي ضمرة الليثي، وبشر بن بكر التنيسي، وأيوب بن سويد، وأبي عبد الله الشافعي، وعبد الله بن نافع الصائغ، وسلامة بن روح، ومحمد بن عبيد الطنافسي، ويحيى بن حسان، وأشهب الفقيه. وينزل إلى نعيم بن حماد، ويحيى بن بكير، بل وإلى أن روى عن تلميذه أبي حاتم الرازي.
وقرأ القرآن على ورش صاحب نافع. وكان من كبار العلماء في زمانه.
حدث عنه: مسلم، والنسائي، وابن ماجه، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وبقي بن مخلد، وابن خزيمة، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وأبو عوانة الإسفراييني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعمر بن بجير، وأبو جعفر بن سلامة الطحاوي، وأبو الطاهر أحمد بن محمد الخامي، وأبو بكر محمد بن سفيان بن سعيد المصري المؤذن، وأبو الفوارس أحمد بن محمد السندي، وخلق كثير.
وقرأ عليه: مواس بن سهل المصري، وأحمد بن محمد الواسطي، وعبد الله بن الهيثم دلبة، وعبد الله بن الربيع الملطي شيخ للمطوعي. وسمع منه الحروف: محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني، وأسامة بن أحمد، وابن خزيمة، وابن جرير، ومحمد بن الربيع الجيزي، وغيرهم.
وكان كبير المعدلين والعلماء في زمانه بمصر.
قال يحيى بن حسان التنيسي: يونسكم هذا ركن من أركان الإسلام.
وقال النسائي: ثقة.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يوثقه، ويرفع من شأنه.
وقال أبو حاتم: سمعت أبا الطاهر بن السرح، يحث على يونس، ويعظم شأنه.
وقال علي بن الحسن بن قديد: كان يحفظ الحديث.(أعلام/2924)
وقال الطحاوي: كان ذا عقل، لقد حدثني علي بن عمرو بن خالد: سمعت أبي يقول: قال الشافعي: يا أبا الحسن، انظر إلى هذا الباب الأول من أبواب المسجد الجامع. قال: فنظرت إليه، فقال: ما يدخل من هذا الباب أحد أعقل من يونس بن عبد الأعلى.
وقال حفيده الحافظ الكبير، أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس: دعوتهم في الصدف، وليس هو من أنفسهم، ولا مواليهم.
توفي غداة يوم الاثنين ثاني ربيع الآخر سنة أربع وستين ومائتين.
قلت: عاش أربعا وتسعين سنة. ووقع لي جملة من عالي حديثه في " الخلعيات "، وفي أماكن مختلفة، وبين مشايخنا وبينه خمسة أنفس. ولقد كان قرة عين، مقدما في العلم والخير والثقة.
وأما الحديث الذي انفرد به عن الشافعي، حديث: لا مهدي إلا عيسى فلعله بلغه عن الشافعي، فدلسه. وقد رأيت أصلا عتيقا، يقول فيه: حدثت عن الشافعي.(أعلام/2925)
يونس بن عبيد (ع)
ابن دينار الإمام القدوة، الحجة أبو عبد الله العبدي، مولاهم البصري. من صغار التابعين وفضلائهم.
رأى أنس بن مالك. وحدث عن الحسن، وابن سيرين، وعطاء، وعكرمة، ونافع مولى ابن عمر، وزياد بن جبير، وإبراهيم التيمي، وعمرو بن سعيد الثقفي، ومحمد بن زياد الجمحي، وأبي بردة بن أبي موسى، وحميد بن هلال، والحكم بن الأعرج وحصين بن أبي الحر، وثابت البناني، وأبي العالية البراء وعدة.
حدث عنه: حجاج بن حجاج، وشعبة، وسفيان، وحماد بن سلمة، ويزيد بن زريع، وهشيم، وعبد الوارث، وحماد بن زيد، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد الوهاب الثقفي، ومحمد بن أبي عدي، وأبو همام محمد بن الزبرقان، ومعتمر بن سليمان، وسالم بن نوح، ووهيب. وخلق كثير.
قال علي ابن المديني: له نحو مائتي حديث. وقال ابن سعد: كان ثقة، كثير الحديث. وقال أحمد وابن معين والناس: ثقة.
وقال أبو حاتم: هو أحب إلي من هشام بن حسان، وأكبر من سليمان التيمي، لا يبلغ التيمي منزلة يونس.
وعن سلمة بن علقمة قال: جالست يونس بن عبيد فما استطعت أن آخذ عليه كلمة. قال ابن سعد: ما كتبت شيئا قط.
وقال حماد بن زيد: كان يونس يحدث، ثم يقول: أستغفر الله، أستغفر الله ثلاثا.(أعلام/2926)
روى الأصمعي عن مؤمل بن إسماعيل قال: جاء رجل شامي إلى سوق الخزازين فقال: عندك مطرف بأربعمائة فقال يونس بن عبيد: عندنا بمائتين، فنادى المنادي: الصلاة. فانطلق يونس إلى بني قشير ليصلي بهم. فجاء وقد باع ابن أخته المطرف من الشامي، بأربعمائة، فقال: ما هذه الدراهم؟ قال: ثمن ذاك المطرف، فقال: يا عبد الله هذا المطرف الذي عرضته عليك بمائتي درهم. فإن شئت فخذه وخذ مائتين، وإن شئت فدعه. قال: من أنت؟ قال: أنا رجل من المسلمين. قال: أسألك بالله من أنت؟ وما اسمك؟ قال: يونس بن عبيد. قال: فوالله إنا لنكون في نحر العدو، فإذا اشتد الأمر علينا قلنا: اللهم رب يونس فرج عنا، أو شبيه هذا. . .
فقال يونس: سبحان الله، سبحان الله! إسنادها مرسل.
وقال أمية بن خالد: جاءت امرأة يونس بن عبيد بجبة خز، فقالت له: اشترها. قال: بكم؟ قالت: بخمسمائة. قال: هي خير من ذلك. قالت: بستمائة قال: هي خير من ذلك. فلم يزل حتى بلغت ألفا. وكان يشتري الإبريسم من البصرة فيبعث به إلى وكيله بالسوس، وكان وكيله يبعث إليه بالخز. فإن كتب وكيله إليه: إن المتاع عندهم زائد، لم يشتر منهم أبدا حتى يخبرهم أن وكيله كتب إليه أن المتاع عندهم زائد.
قال بشر بن المفضل: جاءت امرأة بمطرف خز إلى يونس بن عبيد تعرضه عليه، فقال لها: بكم؟ قالت: بستين درهما. فألقاه إلى جاره، فقال: كيف تراه؟ قال: بعشرين ومائة. قال أرى ذاك ثمنه، أو نحوا من ثمنه. فقال لها: اذهبي فاستأمري أهلك في بيعه بخمس وعشرين ومائة. قالت: قد أمروني أن أبيعه بستين. قال: ارجعي فاستأمريهم.
وقال سعيد بن عامر الضبعي: حدثنا أسماء بن عبيد، سمعت يونس بن عبيد يقول: ليس شيء أعز من شيئين: درهم طيب، ورجل يعمل على سنة.(أعلام/2927)
وقال: بئس المال مال المضاربة وهو خير من الدين، ما خط على سوداء في بيضاء قط، ولا أستطيع أن أقول لمائة درهم أصبتها إنه طاب لي منها عشرة، وايم الله، لو قلت: خمسة لبررت قالها غير مرة. وسمعته يقول: ما سارق يسرق الناس بأسوأ عندي منزلة من رجل أتى مسلما فاشترى منه متاعا إلى أجل مسمى، فحل الأجل، فانطلق في الأرض، يضرب يمينا وشمالا، يطلب فيه من فضل الله، والله لا يصيب منه درهما إلا كان حراما.
الأصمعي: حدثنا سكن صاحب الغنم قال: جاءني يونس بن عبيد بشاة فقال: بعها وابرأ من أنها تقلب العلف وتنزع الوتد فبين قبل أن يقع البيع.
قال أبو عبد الرحمن المقرئ: نشر يونس بن عبيد ثوبا على رجل، فسبح رجل من جلسائه، فقال: ارفع، أحسبه قال: ما وجدت موضع التسبيح إلا هاهنا؟ .
وعن جعفر بن برقان قال: بلغني عن يونس فضل وصلاح، فأحببت أن أكتب إليه أسأله. فكتب إليه: أتاني كتابك تسألني أن أكتب إليك بما أنا عليه. فأخبرك أني عرضت على نفسي أن تحب للناس ما تحب لها، وتكره لهم ما تكره لها، فإذا هي من ذاك بعيدة، ثم عرضت عليها مرة أخرى ترك ذكرهم إلا من خير، فوجدت الصوم في اليوم الحار أيسر عليها من ذلك. هذا أمري يا أخي والسلام.
قال سعيد بن عامر: قيل إن يونس بن عبيد قال: إني لأعد مائة خصلة من خصال البر، ما في منها خصلة واحدة، ثم قال سعيد، عن جسر أبي جعفر قال: دخلت على يونس بن عبيد أيام الأضحى، فقال: خذ لنا كذا وكذا من شاة. ثم قال: والله ما أراه يتقبل مني شيء. قد خشيت أن أكون من أهل النار.
قلت: كل من لم يخش أن يكون في النار، فهو مغرور قد أمن مكر الله به.
قال سعيد بن عامر، عن سلام بن أبي مطيع أو غيره قال: ما كان يونس بأكثرهم صلاة، ولا صوما. ولكن لا والله ما حضر حق لله إلا وهو متهيئ له.(أعلام/2928)
قال سعيد بن عامر: قال يونس: هان علي أن آخذ ناقصا، وغلبني أن أعطي راجحا. وقيل: إن يونس نظر إلى قدميه عند الموت وبكى، فقيل ما يبكيك أبا عبد الله؟ قال: قدماي لم تغبر في سبيل الله.
قال: وحدثنا مبارك بن فضالة، عن يونس بن عبيد قال: لا تجد من البر شيئا واحدا يتبعه البر كله غير اللسان. فإنك تجد الرجل يكثر الصيام، ويفطر على الحرام، ويقوم الليل، ويشهد بالزور بالنهار. وذكر أشياء نحو هذا. ولكن لا تجده لا يتكلم إلا بحق، فيخالف ذلك عمله أبدا.
وعن جار ليونس قال: ما رأيت أكثر استغفارا من يونس. كان يرفع طرفه إلى السماء ويستغفر.
قال حماد بن زيد: سمعت يونس يقول: توشك عينك أن ترى ما لم تر، وأذنك أن تسمع ما لم تسمع، ثم لا تخرج من طبقة إلا دخلت فيما هو أشد منها حتى يكون آخر ذلك الجواز على الصراط.
وقال حماد بن زيد: شكى رجل إلى يونس وجعا في بطنه، فقال له: يا عبد الله، هذه دار لا توافقك، فالتمس دارا توافقك.
وقال غسان بن المفضل الغلابي، حدثني بعض أصحابنا قال: جاء رجل إلى يونس بن عبيد فشكا إليه ضيقا من حاله ومعاشه واغتماما بذلك. فقال: أيسرك ببصرك مائة ألف؟ قال: لا. قال: فبسمعك؟ قال: لا. قال: فبلسانك؟ قال: لا. قال: فبعقلك؟ قال: لا. في خلال. وذكره نعم الله عليه، ثم قال يونس: أرى لك مئين ألوفا وأنت تشكو الحاجة؟ ! .
حماد بن زيد، سمعت يونس بن عبيد يقول: عمدنا إلى ما يصلح الناس فكتبناه، وعمدنا إلى ما يصلحنا فتركناه.
وعن يونس قال: يرجى للرهق بالبر الجنة، ويخاف على المتأله بالعقوق النار.
قال حزم بن أبي حزم: مر بنا يونس بن عبيد على حمار ونحن قعود، على باب ابن لاحق. فوقف. فقال: أصبح من إذا عرف السنة عرفها، غريبا، وأغرب منه الذي يعرفها.(أعلام/2929)
قال سعيد بن عامر: حدثنا جسر أبو جعفر قلت ليونس: مررت بقوم يختصمون في القدر. فقال: لو همتهم ذنوبهم ما اختصموا في القدر.
قال النضر بن شميل: غلا الخز في موضع كان إذا غلا هناك غلا بالبصرة، وكان يونس بن عبيد خزازا فعلم بذلك فاشترى من رجل متاعا بثلاثين ألفا. فلما كان بعد ذلك، قال لصاحبه: هل كنت علمت أن المتاع غلا بأرض كذا وكذا؟ قال: لا. ولو علمت لم أبع. قال: هلم إلي مالي، وخذ مالك. فرد عليه الثلاثين الألف.
قال حماد بن سلمة: سمعت يونس يقول: ما هم رجلا كسبه إلا همه أين يضعه.
مخلد بن الحسين، عن هشام بن حسان قال: ما رأيت أحدا يطلب بالعلم وجه الله إلا يونس بن عبيد.
عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا إبراهيم بن الحسن الباهلي، حدثنا حماد بن زيد قال: قال يونس بن عبيد: ثلاثة احفظوهن عني: لا يدخل أحدكم على سلطان يقرأ عليه القرآن، ولا يخلون أحدكم مع امرأة يقرأ عليها القرآن، ولا يمكن أحدكم سمعه من أصحاب الأهواء.
ضمرة عن ابن شوذب، سمعت يونس وابن عون اجتمعا، فتذاكرا الحلال والحرام فكلاهما قال: ما أعلم في مالي درهما حلالا.
قلت: والظن بهما أنهما لا يعرفان في مالهما أيضا درهما حراما.
وقال ابن شوذب: سمعت يونس يقول: خصلتان إذا صلحتا من العبد صلح ما سواهما: صلاته ولسانه.
وروى سلام بن أبي مطيع عن يونس قال: رحم الله الحسن، إني لأحسب الحسن تكلم حسبة، رحم الله محمدا إني لأحسبه سكت حسبة.(أعلام/2930)
سعيد بن عامر، حدثنا حرب بن ميمون الصدوق المسلم، عن خويل، يعني -ختن شعبة - قال: كنت عند يونس فجاءه رجل، فقال: يا أبا عبد الله ; تنهانا عن مجالسة عمرو بن عبيد، وقد دخل عليه ابنك؟ قال: ابني! قال: نعم. فتغيظ الشيخ. فلم أبرح حتى جاء ابنه. فقال: يا بني، قد عرفت رأيي في عمرو ثم تدخل عليه؟ قال: كان معي فلان. وجعل يعتذر. قال: أنهاك عن الزنا، والسرقة، وشرب الخمر. ولأن تلقى الله بهن أحب إلي من أن تلقاه برأي عمرو وأصحاب عمرو.
وقال سعيد بن عامر: قال يونس: إني لأعدها من نعمة الله أني لم أنشأ بالكوفة.
وقيل: التقى يونس وأيوب، فلما تفرقا قال أيوب: قبح الله العيش بعدك.
وقال فضيل بن عبد الوهاب: حدثنا خالد بن عبد الله قال: أراد يونس بن عبيد أن يلجم حمارا: فلم يحسن. فقال لصاحب له: ترى الله كتب الجهاد على رجل لا يلجم حمارا؟
أنبأني أحمد بن سلامة، عن أبي المكارم اللبان، أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أحمد بن عبد الله التستري البزاز، حدثنا محمد بن صدران، حدثنا عامر بن أبي عامر الخراز، سمعت يونس بن عبيد وهو يرثي بهذه الأبيات.
من الموت لا ذو الصبر ينجيه صبره
ولا لجزوع كاره الموت مجزع
أرى كل ذي نفس وإن طال عمرها وعاشت، لها سم من الموت منقع
فكل امرئ لاق من الموت سكرة له ساعة فيها يذل ويضرع
وإنك من يعجبك لا تك مثله إذا أنت لم تصنع كما كان يصنع(أعلام/2931)
قال حماد بن زيد. ولد يونس قبل طاعون الجارف. وقيل: كان يونس أسن من أبي عون بسنة. قال محمد بن سعد: مات يونس سنة أربعين ومائة وقال فهد بن حيان: مات سنة تسع وثلاثين قال محمد بن عبد الله الأنصاري: رأيت سليمان وعبد الله ابني علي بن عبد الله بن عباس، وابني سليمان يحملون سرير يونس بن عبيد على أعناقهم. فقال عبد الله بن علي: هذا والله الشرف! .
قلت: كان عبد الله بن علي بعد أن بويع بالخلافة بالشام وغيرها قد عمل مصافا مع أبي مسلم الخراساني، فانهزم جيش عبد الله، وفر هو إلى عند أخيه أمير البصرة سليمان فأجاره من المنصور.
فأما يونس بن عبيد فشيخ لا يعرف من موالي ثقيف. له عن البراء بن عازب: كانت راية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سوداء من نمرة لم يرو عنه سوى أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الثقفي. أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه. فيظنه من لا يدري أنه الإمام البصري صاحب الترجمة.
وروى حميد بن هلال عن يونس، عن البراء، له في أول غريب أبي عبيد. فيقال له: إن صاحب الترجمة لا يدرك البراء. فيقول ما المانع من أن يكون روى عن البراء مرسلا؟ فيقال له: إن صاحب الترجمة من موالي عبد القيس، والراوي حديث الراية من موالي ثقيف.(أعلام/2932)
وقد جمع أبو عروبة الحراني حديث يونس بن عبيد الإمام، وقرأت من ذلك الجزء الأول والثاني، على أبي الفضل أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء في سنة أربع وتسعين، عن عبد المعز بن محمد الهروي، أنبأنا زاهر بن طاهر، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن الأديب، أنبأنا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ، حدثنا أبو عروبة بحران، حدثنا إسحاق بن شاهين، حدثنا خالد عن يونس، عن الحكم بن الأعرج، عن الأشعث بن ثرملة، عن أبي بكرة، سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: من قتل معاهدا بغير حله، حرم الله عليه الجنة، أن يجد ريحها هذا حديث صالح الإسناد، أخرجه النسائي، من طريق ابن علية عن يونس.(أعلام/2933)
يونس بن يزيد (ع)
بن أبي النجاد، مشكان، الإمام، الثقة، المحدث أبو يزيد الأيلي، مولى معاوية بن أبي سفيان الأموي. وهو أخو أبي علي، وعم عنبسة بن خالد.
حدث عن ابن شهاب، ونافع مولى ابن عمر، والقاسم، وعكرمة، وعن أخيه، وهشام بن عروة، وعمارة بن غزية، وعمر مولى غفرة وجماعة.
وعنه: الليث بن سعد، ويحيى بن أيوب، ونافع بن يزيد، وعمرو بن الحارث، والأوزاعي، وجرير بن حازم، وابن المبارك، وبقية، وابن وهب، وشبيب بن سعيد الحبطي، ورشدين بن سعد، وطلحة بن يحيى، وعبد الله بن عمر النميري، والقاسم بن مبرور، ومفضل بن فضالة، وعثمان بن الحكم الجذامي، وأبو صفوان عبد الله بن سعيد وأبو ضمرة الليثي، وأيوب بن سويد الرملي، وسليمان بن بلال، ومحمد بن فليح، ومحمد بن بكر البرساني، وعثمان بن عمر بن فارس، وابن أخيه عنبسة بن خالد الأيلي، وخلق سواهم. وصحب الزهري ثنتي عشرة سنة، وقيل: أربع عشرة وأكثر عنه، وهو من رفعاء أصحابه. وكان ابن المبارك يقول: كتابه صحيح. وكذا قال ابن مهدي. وروى عبدان عن ابن المبارك قال: إني إذا نظرت في حديث معمر ويونس يعجبني كأنما خرجا من مشكاة واحدة.
وروى عبد الرزاق، عن ابن المبارك قال: ما رأيت أحدا أروى عن الزهري من معمر، إلا أن يونس أحفظ للمسند. وفي لفظ: إلا ما كان من يونس، فإنه كتب الكتب على الوجه.
وروى محمد بن عوف، عن أحمد بن حنبل، قال وكيع: رأيت يونس بن يزيد وكان سيئ الحفظ. قال أحمد: سمع وكيع منه ثلاثة أحاديث. وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: ما أحد أعلم بحديث الزهري من معمر إلا ما كان من يونس الأيلي فإنه كتب كل شيء هناك.(أعلام/2934)
وقال أبو بكر الأثرم: قال أبو عبد الله: قال عبد الرزاق، عن ابن المبارك: ما رأيت أحدا أروى عن الزهري من معمر، إلا ما كان من يونس فإنه كتب كل شيء. قيل لأبي عبد الله: فإبراهيم بن سعد؟ فقال:. وأي شيء روى إبراهيم عن الزهري؟ إلا أنه في قلة روايته أقل خطأ من يونس. قال: ورأيته يحمل على يونس. قال الأثرم: أنكر أبو عبد الله على يونس فقال: كان يجيء عن سعيد بأشياء ليست من حديث سعيد، وضعف أمر يونس، وقال: لم يكن يعرف الحديث. وكان يكتب " أرى " أول الكتاب فينقطع الكلام، فيكون أوله عن سعيد، وبعضه عن الزهري، فيشتبه عليه.
قال أبو عبد الله: ويونس يروي أحاديث من رأي الزهري يجعلها عن سعيد، يونس كثير الخطأ عن الزهري، وعقيل أقل خطأ. وقال أبو زرعة النصري: سمعت أحمد بن حنبل يقول: في حديث يونس بن يزيد منكرات عن الزهري. منها عن سالم، عن أبيه مرفوعا فيما سقت السماء العشر.
وروى الميموني عن أحمد قال: روى يونس أحاديث منكرة. وقال الفضل بن زياد، عن أحمد قال: يونس أكثر حديثا من عقيل وهما ثقتان. وروى عباس عن ابن معين: أثبت الناس في الزهري، مالك، ومعمر، ويونس، وعقيل، وشعيب، وابن عيينة.
وقال عثمان الدارمي: قلت ليحيى: يونس أحب إليك أو عقيل؟ فقال: يونس ثقة، وعقيل ثقة نبيل الحديث عن الزهري.
وروى أحمد بن أبي خيثمة، عن يحيى قال: معمر ويونس عالمان بالزهري.(أعلام/2935)
وقال محمد بن عبد الرحيم: سمعت عليا يقول: أثبت الناس في الزهري: سفيان بن عيينة، وزياد بن سعد، ثم مالك ومعمر، ويونس من كتابه. وقال أحمد بن صالح المصري: نحن لا نقدم على يونس في الزهري أحدا. كان الزهري ينزل إذا قدم أيلة عليه، وإذا سار إلى المدينة زامله يونس. وقال ابن عمار الموصلي: يونس عارف برأي الزهري. وقال العجلي والنسائي: ثقة. وقال يعقوب بن شيبة: صالح الحديث، عالم بالزهري. وقال أبو زرعة: لا بأس به. وقال ابن خراش: صدوق. وقال ابن سعد: حلو الحديث، كثيره وليس بحجة، ربما جاء بالشيء المنكر.
قلت: قد احتج به أرباب الصحاح أصلا وتبعا. قال ابن سعد: ربما جاء بالشيء المنكر. قلت: ليس ذاك عند أكثر الحفاظ منكرا بل غريب.
قال أبو سعيد بن يونس: سألت القاسم وسالما زعموا أنه توفي بصعيد مصر سنة اثنتين وخمسين ومائة.
وقال يحيى بن بكير: توفي سنة بضع وخمسين وقال البخاري والمفضل الغلابي: مات سنة تسع وخمسين وقال محمد بن عزيز الأيلي: مات سنة ستين ومائة.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن، وعلي بن محمد قالا: أنبأنا الحسن بن يحيى المخزومي، أنبأنا عبد الله بن رفاعة، أنبأنا علي بن الحسن، أنبأنا عبد الرحمن بن عمر البزاز، أنبأنا أبو الطاهر أحمد بن محمد بن عمرو، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة.(أعلام/2936)
آسيا
آسيا هي أكبر القارات مساحة وسكانا، وتكاد تحتل ثلث يابسة العالم، وبها حوالي ثلاثة أخماس سكانه، وتمتد آسيا من إفريقيا وأوروبا غربا إلى المحيط الهادئ شرقا، ويقع أقصى شمال القارة في منطقة القطب الشمالي المتجمد، وتنتهي آسيا في الجنوب في المنطقة الاستوائية المشبعة بالبخار بالقرب من خط الاستواء، وتبلغ مساحة آسيا حوالي 44. 103. 000 كم2 أو 30% من مساحة يابسة العالم، ويبلغ طول ساحل آسيا حوالي 129. 077كم، والكثير من المرافئ على طول الساحل ضحلة، وتظل مرافئ شمالي آسيا على المحيط القطبي الشمالي متجمدة لفترة طويلة من السنة.
لاتساع مساحة آسيا أثر كبير في اختلاف مناخ أقاليمها المتعددة، فمن مناطق شديدة البرودة في الشمال القطبي، إلى مناطق صحراوية حارة جافة بوسط وجنوب غربي القارة، إلى مناطق رطبة حارة في الجنوب الاستوائي.
يوجد في آسيا ما يقرب من 60% من سكان العالم حيث بلغ عدد سكانها حسب تقديرات 2004م حوالي 3. 879. 849. 000 نسمة، وتفوق الصين في عدد مواطنيها أي قطر آخر في العالم تليها الهند، ويعيش حوالي خمسي سكان العالم في هذين البلدين.
ظهرت الديانات السماوية كلها في آسيا وهي: اليهودية، والنصرانية، والإسلام وهو خاتم الديانات السماوية، كما نشأت العقائد غير السماوية مثل: البوذية والكونفوشية والهندوسية والشنتو والطاوية في آسيا.
يدين كثير من الآسيويين بالهندوسية، وهي الديانة الرئيسية في الهند ونيبال، ويدين بالنصرانية معظم سكان قبرص والفلبين وقليل من شعب لبنان والجزء الآسيوي من الاتحاد السوفييتي السابق، وتعد البوذية الديانة الرئيسية بجنوب شرقي آسيا، ولها أتباع كثيرون في شرقي آسيا، كما أن هناك أتباعا كثيرين للكونفوشية والطاوية في الصين، وتعدّ الشنتو ديانة مهمة في اليابان، ويجمع الكثير من الآسيويين بين البوذية وديانة أخرى أو أكثر من هذه الديانات.(أمكنة/1)
يفوق المسلمون في عددهم أتباع الديانات الأخرى باستثناء الهندوسية؛ إذ يأتي الإسلام جغرافيّا أوسع الأديان انتشارا في القارة، فمعظم الآسيويين في الطرف الغربي من آسيا وشرقا في باكستان مسلمون، كما يدين معظم الإندونيسيين وأهل بنجلادش بالإسلام، هذا بالإضافة إلى المسلمين المنتشرين في كل أرجاء جنوب ووسط اتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية (سابقا) وغربي الصين.
وتعد أربع مناطق بالعالم مهود الحضارة، ويشير ذلك إلى الحضارات الأولى المهمة التي بدأت هناك، وتوجد إحدى هذه المناطق في مصر، أما المناطق الثلاث الأخرى فتقع في آسيا وهي: وادي دجلة والفرات، ووادي السّند بجنوب آسيا فيما يعرف الآن بباكستان، وواديا هوانج هي ويانجتسي في الصين بشرق آسيا.
المصدر: موقع الموسوعة العربية العالمية.(أمكنة/2)
أبها
تقع المدينة على جبال السروات، وهي عاصمة منطقة عسير ومركزها الإداري. تضافرت جهود التنمية الشاملة في الطرق والحدائق والخدمات مع جمال الطبيعة ووفرة المياه في أن تكون أبها من أجمل مصايف البلاد، ويطلق عليها لقب عروس الجبل.
يعتقد بعض الباحثين أن مدينة أبها كانت تعرف في التاريخ القديم باسم أبقا، وهو المكان الذي كانت إبل بلقيس تحمل الهدايا منه إلى النبي سليمان (عليه السلام) .
الموقع والسطح: تشغل مدينة أبها منطقة حوضية ترتفع 2.200م فوق مستوى سطح البحر، وتقع في قلب المنطقة حيث تلتقي عندها جميع الطرق البرية التي تربطها بالمناطق الجنوبية الغربية للملكة. يحدها من الشرق والشمال الشرقي منطقة خميس مشيط ومن الشمال الغربي النماص ومن الغرب والجنوب الغربي منطقة محايل، وتبلغ مساحة أبها نحو 5.000 هكتار.
المناخ: معتدل في الأغلب خلال شهور الصيف حيث لا تزيد درجة الحرارة على 30°م، وبارد في الشتاء حيث لا تقل عن 5°م، وتهب عليها الرياح الموسمية الممطرة القادمة من المحيط الهندي، وكذلك الرياح الغربية الآتية من البحر الأحمر، يزداد بها المطر في الشتاء، وتصل كمياته إلى 500 ملم سنويا.
النّقل والاتصالات: تعتبر أبها بفضل موقعها ملتقى عدد من الطرق الرئيسية والفرعية التي تخدم جنوبي المملكة، وأهم الطرق التي تربط المدينة بغيرها من المناطق والمدن: 1- طريق أبها الطائف (562 كم) 2- طريق أبها جازان (200 كم) 3- طريق خميس مشيط نجران (380 كم) 4- طريق وادي الدواسر (350 كم) . هذا بالإضافة إلى الأنفاق التي شقّت الجبال ويسّرت المرور بين الجنوب والجنوب الغربي وبين الجنوب والشمال، وهي مناطق كان من المتعذر تماما اجتيازها وتسمى العقبات.
وبالمدينة مطار منطقة عسير، ويعتبر رابع مطارات المملكة من حيث كثافة الركاب بعد جدة والرياض والظهران، وهو مطار دولي مجهز بأحدث وسائل وتقنيات الهبوط والإقلاع والخدمات بأنواعها.(أمكنة/3)
وقد أنشأت وزارة الإعلام محطة تلفازية ملونة وهي محطة تلفاز أبها وهناك محطة للبث الإذاعي على الموجة المتوسطة وموجة F. M.
النشاط الاقتصادي. يعمل معظم سكان أبها بالزراعة والرعي كما ينشط المجال التجاري بينما لا يزال القطاع الصناعي ناشئا محدودا.
الزراعة والري: كان لوفرة المياه وخصوبة الأرض أثر في توجيه سكان المنطقة للزراعة وتشجيعهم عليها، وينتج أهل أبها جميع أنواع الفواكه والحبوب وخاصة القمح. وتسهم وزارة الزراعة بجهود ملموسة لإرشاد المزارعين وتوفير المياه ببناء السدود، وأهمها سد أبها (طوله 350م، ارتفاعه 33م، طاقته 2.4 مليون م3) ، وبمد خطوط أنابيب للمياه العذبة من الشقيق على البحر الأحمر إلى أبها.
يوجد في أبها من الثروة الحيوانية 300.000 رأس من غنم و5000 رأس من الأبقار، كما يربي أهلها الدواجن لإنتاج البيض.
الصناعة: تقتصر الصناعة في أبها على مواد البناء كالإسمنت والأخشاب وكذلك الأغذية فضلا عن ورش الصيانة، إلا أن المستقبل الزاهر ينتظر المدينة بفضل ثرواتها المتنوعة وخطة التنمية الشاملة وخاصة في مجال التعليم الصناعي؛ حيث أسست المعاهد الفنية ومراكز التدريب التي تستطيع أن تمد القطاع الصناعي بالكوادر الفنية.
التجارة: ينشط القطاع التجاري معتمدا على ما تنتجه الأرض من فواكه وحبوب وثروة حيوانية، وما تنتجه المصانع من مواد بناء ومواد غذائية، وبالمدينة عدد من الأسواق المركزية التي تبيع المواد الأساسية، فضلا عن المصارف والمطاعم والفنادق.
المصدر:
الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/4)
أبو ظبي
وتسمى أيضا أبو ظابي، وهي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة التي تتكون أساسا من سبع إمارات عربية. وتعد أبو ظبي أيضا عاصمة لإمارة أبو ظبي التي تعد إحدى الإمارات السبع. ولقد تأسست عام 1761م بوصفها ميناء لتجارة اللؤلؤ. بلغ عدد سكانها 928.350 نسمة عام 1996م.
وتقع المدينة على جزيرة في جنوب شرقي الخليج العربي، وترتبط بالأرض الرئيسية للإمارات من خلال جسر. ولقد نمت المدينة بخطوات سريعة منذ اكتشاف البترول على اليابس الساحلي في بداية الستينيات من القرن العشرين، وتمّ تطويرها وفقا لبرنامج التقدم الوطني، الذي ساهم في تحسين مينائها والتوسع في مبانيها وطرقاتها، إضافة إلى تحسين مطارها الرئيسي والدولي. حتى أصبحت من المدن النموذجية في العالم.
ولقد قامت بلدية أبو ظبي بعمليات تشجير، بهدف نشر الرقعة الخضراء فيها، حتى بلغت مساحة المناطق المزروعة داخل المدينة وخارجها خلال السنوات الماضية 20.348 هكتارا، شملت مسطحات خضراء وحدائق، ومزارع أعلاف وغابات وخضراوات ومراعي. كما زرعت أشجار النخيل في مختلف أنحاء أبو ظبي، حتى قدر عدده خلال العام الماضي فقط 2004 بأكثر من 400 ألف نخلة، إضافة إلى أربعة ملايين وتسعمائة نخلة مزروعة في عدة مناطق بغربي أبو ظبي، إضافة إلى مزارع المواطنين بها، ومزارع ضواحيها بالعين والمرفأ وبينونة.
السوق الحرة في مطار أبو ظبي الدولي.
كذلك وضعت للمدينة مشاريع جديدة لتطويرها وتحديثها، من أهمها مشروع المرحلة الثانية لتجميل كورنيش أبو ظبي بتكلفة حوالي 50 مليون درهم بداية من منطقة أبو ظبي هيلتون، حتى الرأس الأخضر، إضافة إلى مشروع تحسين وسائل جمع النفايات، مع تطوير مصنع السماد الحالي من خلال أحدث الوسائل العلمية للاستفادة من تلك المواد، وكذلك مشروع إنشاء مصنع تعليب الخضر والفاكهة في المرفأ، ومشروع إنشاء أسواق اللحوم والخضراوات في أحياء المدينة، كالشهامة وبني ياس ونادي الجولف.(أمكنة/5)
أبو ظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، وعاصمة إمارة أبو ظبي في الوقت نفسه، وهي مدينة عصرية إلا أنها تحافظ على تراثها وتقاليدها.
وقد اتسعت دائرة التخطيط المدني لتمتد إلى تنفيذ بعض المشروعات المهمة كمشروع مدينة زايد الرياضية، ومشروع ديوان صاحب السمو ولي العهد، والأمانة العامة للمجلس التنفيذي ومبنى دائرة بلدية أبو ظبي وتخطيط المدن، ومبنى التحكم الآلي لإشارات المرور، ومشروعات الفيلات الحديثة بمناطق متعددة من العاصمة، وتطوير منشآت الأندية الرياضية بالعين والشارقة ورأس الخيمة، وإنشاء نادي بدع زايد الرياضي بالمنطقة الغربية، ومبنى المجلس الأعلى للشباب والرياضة.
الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/6)
أبو عريش
تتبع منطقة جازان وتبلغ مساحتها 600 كيلو متر مربع.
نشأت مدينة أبي عريش كقرية صغيرة في منطقة خالية من السبخة وذات مناخ أقل رطوبة وقد تطورت الكتلة العمرانية للمدينة في نواتها القديمة قبل عام 1395هـ والمتمثلة من مجموعة من العشش المنتشرة من جميع الاتجاهات، ثم أخذ النمو بعد ذلك شكل المخططات الأهلية المنتشرة في جميع أنحاء المدينة، وتقع مدينة أبو عريش شرق مدينة جيزان على مسافة 32 كم.
تقوم بلدية محافظة أبي عريش بخدمة 115 قرية تقريبا تقع في نطاقها، وتؤدي البلدية خدماتها الخاصة (بعمل المخططات السكنية وأعمال النظافة وسفلتة الشوارع الداخلية والإنارة إلى ما يقرب من 56 قرية من هذه القرى وهي منتشرة على شكل دائري حول المدينة، ويربطها بهذه القرى مجموعة من المدقات والطرق المسفلتة.
المصدر:
http://www.momra.gov.sa/MUN/mun034.asp(أمكنة/7)
أثيوبيا
إثيوبيا واحدة من أقدم دول القارة الإفريقية، وتقع في الجناح الشمالي الشرقي من قارة إفريقيا أو ما يعرف الآن بالقرن الإفريقي، ويحدّها من الشمال إرتريا، ومن الغرب السودان، ومن الجنوب كينيا والصومال، ومن الشرق الصومال وجيبوتي.
تبلغ مساحة إثيوبيا نحو 1.104.300 كم2، وبلغ عدد سكانها عام 2002م بنحو 65.579.000 نسمة، وهي الثالثة بعد نيجيريا ومصر في قائمة أكثر الدول سكانا في القارة الإفريقية، ويعيش نحو 85% منهم في المناطق الريفية، على حين يعيش 15% في المناطق الحضرية.
ينتمي نحو 40 % من سكان إثيوبيا إلى الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية، ويشكّل المسلمون نحو 40% من عدد السكان، ويعيش أكثر المسلمين في جنوب إثيوبيا، وهم من قبائل الدناقل والصوماليين والجالا، كما توجد في إثيوبيا مجموعة الفلاشا التي تمارس شكلا من أشكال الديانة اليهودية، أما البقية الباقية من السكان فيمارسون الديانات التقليدية السائدة.
تعد اللغة الأمهرية وهي لغة سامية لغة التخاطب الرسمية في إثيوبيا التي يبلغ فيها عدد اللغات ما يقرب من 70 لغة بالإضافة إلى 200 لهجة أخرى، ويستطيع الشعب الإثيوبي التحدث بكلتا اللغتين العربية والإنجليزية إلى جانب اللغة الرسمية.
الزراعة هي النشاط الاقتصادي الرئيسي للبلاد، حيث يجدّ معظم الفلاحين من أجل الحصول على الغذاء لأسرهم، ويعمل بالزراعة نحو 85% من قوى العمل، و10% في الأعمال الخدمية والحكومية، و5% في مجال الصناعة.
وجدت بعض أجزاء أحفورية قديمة للإنسان يرجع تاريخها إلى نحو مليوني عام، وفي القرن الخامس قبل الميلاد سكنت المنطقة جماعتان هما: الساميون والكوشيون، وقد كان الكوشيون فلاحين أو رعاة، أما الساميون فكانوا فلاحين أو تجارا.(أمكنة/8)
تعد مملكة أكسوم هي أوّل دولة مهمة في المنطقة المعروفة الآن باسم إثيوبيا، حيث تم تأسيسها في القرن الثالث الميلادي، وكانت عاصمتها مدينة أكسوم، وأصبحت مملكة أكسوم أكثر ثراء من خلال تجارتها مع الجزيرة العربية ومصر واليونان والهند وفارس وروما؛ فقد كانت تصدر الذهب والعاج والتوابل.
وقد بلغت مملكة أكسوم أوج قوتها في القرن الرابع الميلادي وذلك تحت حكم الملك عيزانا الذي جعل النصرانية الديانة الرسمية، وخلال القرن السابع الميلادي انهارت قوة أكسوم بعد أن سيطر المسلمون على الجزيرة العربية والبحر الأحمر وساحل إفريقيا الشمالي، وتمّ لهم الهيمنة على طرق التجارة الدولية ومن ثم القضاء على تجارة أكسوم.
المصدر: موقع الموسوعة العربية العالمية.(أمكنة/9)
أجنادين
بالفتح ثم السكون ونون وألف وتفتح الدا ل فتكسر معها النون، فيصير بلفظ التثنية وتكسر الدال وتفتح النون بلفظ الجمع، وأكثر أصحاب الحديث يقولون: إنه بلفظ التثنية، ومن المحصلين من يقوله بلفظ الجمع.
وهو موضع معروف بالشام من نواحي فلسطين، وفي كتاب أبي حذيفة إسحاق بن بشر بخط أبي عامر العبدري أن أجنادين من الرملة من كورة بيت جبرين، كانت به وقعة بين المسلمين والروم مشهورة، وقالت العلماء بأخبار الفتوح: شهد يوم أجنادين مائة ألف من الروم، سرّب هرقل أكثرهم وتجمع الباقي من النواحي وهرقل يومئذ بحمص فقاتلوا المسلمين قتالا شديدا، ثم إن الله تعالى هزمهم وفرقهم، وقتل المسلمون منهم خلقا، واستشهد من المسلمين طائفة منهم عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وعكرمة بن أبي جهل والحارث بن هشام، وأبلى خالد بن الوليد يومئذ بلاء مشهورا، وانتهى خبر الوقعة إلى هرقل فنخب قلبه وملئ رعبا فهرب من حمص إلى إنطاكية، وكانت لاثتتي عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة قبل وفاة أبي بكررضي الله عنه بنحو شهر.
معجم البلدان(أمكنة/10)
أحد
جبل أحد من أهم المعالم الطبيعية في المدينة وأظهرها، ويمتد أحد كسلسلة جبلية من الشرق إلى الغرب، مع ميل نحو الشمال، في الجهة الشمالية من المدينة، ومعظم صخوره من الجرانيت الأحمر، وأجزاء منه تميل ألوانها إلى الخضرة الداكنة والسواد، وتتخلله تجويفات طبيعية تمسك مياه الأمطار أغلب أيام السنة، لأنها مستورة عن الشمس، وتسمى تلك التجويفات (المهاريس) . ويبلغ طول جبل أحد سبعة أكيال، وعرضه ما بين 2-3 أكيال، ويبعد عن المسجد النبوي خمسة أكيال تقريبا، وتنتشر على مقربة من جبل أحد عدة جبال صغيرة، أهمها: جبل ثور في شماله الغربي، وجبل عينين في جنوبه الغربي. ويمر عند قاعدته وادي قناة ويتجاوزه غربا ليصب في مجمع الأسيال.
ويرتبط اسم هذا الجبل بموقعة تاريخية وقعت في السنة الثالثة للهجرة وسميت باسمه (غزوة أحد) وكان ميدانها الساحة الممتدة ما بين قاعدته الجنوبية الغربية وجبل عينين الذي يبعد عنه كيلا واحدا تقريبا ويسمى أيضا (جبل الرماة) .
ولجبل أحد مكانة كبيرة في نفوس المسلمين فقد وردت في فضله أحاديث عدة منها قوله صلى الله عليه وسلم (إن أحدا جبل يحبنا ونحبه) .
المصدر:
http://www.imaratalmadinah.gov.sa/fadealwamaalim4.html(أمكنة/11)
أدنبرة
أدنبرة ثانية كبريات مدن أسكتلندا. يسكنها نحو 213,421 نسمة، ومساحتها 272 كم²، وتقع في الساحل الجنوبي لخليج فورت. أنشئت المدينة فوق عدد من التلال والأودية، التي تكونت بفعل النشاط الجليدي والبركاني القديم. تطل على المدينة صخرة القلعة، وهي تل بركاني خامد، ويفصلها عن المدينة الحديثة واد، بني فيه خط السكك الحديدية.
يهتم سكانها بالرياضة، قدمت أدنبرة للعالم لعبة الجولف. وبها ملعب رياضي ضخم بني أصلا لاستقبال ألعاب دول الكومنولث عام 1970م.
تمثل المدينة مركزا لسلطتين محليتين، هما مجلس مدينة أدنبرة ومجلس إقليم لوثيان. وهي المقر الرئيسي لفروع دوائر الحكومة المركزية في أسكتلندا، ولسلطة الإدارة القانونية، إذ إن قانون أسكتلندا يختلف عن قانون إنجلترا وويلز. وهي أيضا مقر للعديد من الهيئات الاجتماعية والدينية. أدنبرة مركز تجاري، ومالي ومصرفي مهم، فهي مقر لرئاسة العديد من البنوك والشركات التجارية وشركات التأمين والاستثمار. فضلا عن ذلك، فهي مدينة صناعية تهتم بصناعة الورق والطباعة والنشر والصناعات الهندسية الخفيفة، وصناعة الأدوية والمعدات الطبية.
يجلب القطاع السياحي دخلا مهما للمدينة إذ يزورها مليونا شخص سنويا لمشاهدة مبانيها التاريخية الجميلة كقصر هوليروود ومنتزهاتها الواسعة، وحديقة النبات الملكية. ويفد إلى المدينة في شهر أغسطس من كل سنة أفواج من السياح والفنانين للمشاركة والاستمتاع بمهرجان أدنبرة الدولي للفن المسرحي والموسيقي الذي أقيم أول مرة عام 1947م.
متحف الطفولة في أدنبرة يشتمل على معرض مثير للاهتمام؛ فإنه يحوي لعب الأطفال والملابس والكتب. ويعرض بيت العرائس (أعلاه) مجموعة كبيرة من العرائس.(أمكنة/12)
ظلت أدنبرة مركز حضارة وعلوم وآداب منذ القرون الوسطى. أسست جامعتها عام 1583م، وتشتهر بكليات القانون والطب. أصبحت كلية هيوروات عام 1966م جامعة أدنبرة الثانية. في المدينة عدة متاحف فنية، أهمها متحف أسكتلندا الملكي، ومتحف الشمع، ومتحف الطفولة. هذا بالإضافة إلى معارض فنية، منها أكاديمية أسكتلندا الملكية وصالة المعرض الوطني الذي أسس عام 1859م. ويضم لوحات للمشاهير من الفنانين القدامى والمحدثين، مثل تيتان وروبنز ورامبرانت وغوغان وسيزان.
تشتهر المدينة، بمسارحها ومكتباتها الأدبية والعلمية. وبها مطار دولي، يربطها مباشرة مع بقية مدن بريطانيا، وبعض مدن غربي أوروبا، وتربطها بشمالي أسكتلندا وإنجلترا خطوط للسكك الحديدية وطرق برية سريعة. صدرت أول صحيفة يومية فيها عام 1737م، وتصدر فيها ثلاث صحف يومية في الوقت الحاضر. بها محطة إذاعة مستقلة واستديوهات لهيئة الإذاعة البريطانية وتلفاز أسكتلندا المستقل.
نبذة تاريخية. ربما عاش الإنسان في منطقة أدنبرة منذ عام 1500ق. م تقريبا. وفي القرن السادس الميلادي أصبحت أدنبرة جزءا من مملكة نورثمبريا القوية. ثم تعرضت لهجوم وسيطرة الغال الأسكتلنديين. في القرن السادس عشر الميلادي، أصبحت أدنبرة مركز حركة الإصلاح الديني، وموطنا لقائدها جون نوكس.
وفي عام 1560م وضعت معاهدة أدنبرة حدا للحروب بين البروتستانت والكاثوليك الذين ساندتهم فرنسا. وفقدت أدنبرة أهميتها بوصفها عاصمة بعد اتحاد البرلمانين الإنجليزي والأسكتلندي في سنة 1707م.
من أشهر الشخصيات التي ارتبطت بأدنبرة الفيلسوف ديفيد هيوم، وآدم سميث، مؤسس علم الاقتصاد، والشاعر روبرت بيرنز، والروائيان السير وولتر إسكوت، وروبرت لويس ستفينسون، ومخترع الهاتف جراهام بل.
الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/13)
أرجونجو
مدينة هامة فى أقصى شمال غرب نيجيريا وعلى بعد حوالي 50 كيلو مترا شرق الحدود مع جمهورية النيجر.
وتتصل بمدن البلاد الأخرى بطرق مواصلات برية عديدة وطويلة وقد دخلها الإسلام منذ القرن الثاني عشر الميلادي أي السادس الهجري وانتشر بين أهلها بسرعة حتى أصبح الديانة الأولى ويعمل سكان المدينة بالتجارة والصناعة وخاصة فى منتجات الزيوت والحبوب والمنسوجات والصناعات الغذائية.
المصدر:
http://www.aseeldj.com/vb/showpost.php?p=1674&postcount=40(أمكنة/14)
أرض الحجاز
أرض الحجاز هي في الأصل سلسلة جبال السروات التي تبدأ جنوبا من اليمن وتمتد شمالا إلى قرب الشام، وسميت حجازا لأنها تحجز تهامة والغور عن نجد، وحدد الأصمعي الحجاز في كتابه جزيرة العرب: " الحجاز من تخوم صنعاء من العبلاء وتبالة إلى تخوم الشام، وإنما سمي حجازا لأنه حجز بين تهامة ونجد، فمكة تهامية، والمدينة حجازية، والطائف حجازية ".
ويأتي على رأس أشهر القبائل العربية التي استوطنت الحجاز قديما: قبيلة قريش في مكة، وهي التي ينتسب إليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون والأمويون والعباسيون، والأوس والخزرج في المدينة، وهذيل وثقيف وفهم وسعد بن بكر بجوار مكة والطائف، إضافة إلى هوازن وجهينة وبلي.
كان أبناء الحجاز أكثر صلة من نظرائهم في مناطق أخرى من الجزيرة العربية بالحركات النهضوية الحديثة في البلاد العربية، وكان وجود الحرمين الشريفين وما يمثلانه من استقطاب علمي للمسلمين إضافة إلى موقعهما المقدس عاملا في إبقاء جذوة العلم متقدة حتى في عصور الضعف التي عرفها العالم الإسلامي، وكان لاتصال الحجاز بوفود الحجيج السنوية تأثير آخر في التبكير في نهوض الحجاز، وحين انضم الحجاز إلى المملكة العربية السعودية أدرك الملك عبد العزيز ذلك الموقع المتميز فدعم النهوض بإنشاء المعاهد التعليمية الحديثة، وشجع البعثات إلى الخارج.
دخلت أرض الحجاز تحت الحكم العثماني ضمن أنحاء العالم الإسلامي الأخرى، ولكنها ظلت تحت الحكم المباشر للأشراف حتى عام 1925م حين ضمها الملك عبد العزيز رحمه الله لما فتحه من أجزاء الجزيرة العربية، وبإعلان قيام المملكة العربية السعودية دخل الحجاز ضمن التقسيم الإداري لمناطق المملكة، وهو حاليا واقع في المقام الأول ضمن منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة.(أمكنة/15)
وللحجاز مكانة خاصة في قلوب المسلمين جميعا لوجود المدينتين المقدستين فيه، وهما: مكة المكرمة والمدينة المنورة، ففي مكة توجد الكعبة المشرفة قبلة المسلمين، والمسجد الحرام، وبئر زمزم، والمشاعر المقدسة التي يحج إليها المسلمون كل عام، وفي المدينة يوجد قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبور صحابته، والمسجد النبوي.
المصدر: موقع الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/16)
أريزونا
أريزونا ولاية بجنوب غربي الولايات المتحدة، يجذب مناخها الصحراوي الدافئ الجاف إليها الكثير من الناس، حتى أصبحت هذه الولاية واحدة من أسرع المناطق نموّا. يعيش أكثر من نصف السكان في فينيكس، عاصمة أريزونا كبرى مدنها.
عدد السكان: 5,130,632 نسمة.
المساحة: 276,295 كم².
المناخ: متوسط الحرارة في يوليو 27°م. ومتوسطها في يناير 5°م.
الارتفاع: أعلى (قمة) قمّة همفري، 3,851م.
أدنى (منخفض) 21م على طول نهر كولورادو في مقاطعة يوما.
المدن الكبرى: فينيكس، تسكون، ميسا، تمبل، جلينديل.
المنتجات الرئيسية: الزراعة: لحوم الماشية، القطن، بذرة القطن، التبن، الخس.
التصنيع: الآلات والأدوات الكهربائية، الآلات، أدوات النقل، المعادن الأولية، المنتجات الغذائية، المنتجات المعدنية المصنّعة.
التعدين: النحاس، الفحم الحجري، الرمل، والحصباء، الحجر.
أصل الاسم: كلمة هندية، لعلها أريزوناك، ولا يعلم لها معنى.
اللقب: ولاية جراند كانيون.
تغطي الأراضي المخصصة للهنود ربع أرض أريزونا، ويعيش بعض الهنود في مجتمعات تأسست منذ أكثر من 800 سنة. ويعيش الكثير من الأمريكيين ذوي الأصل المكسيكي أيضا في أريزونا، ويظهر تأثيرهم في العادات والأطعمة وأسماء الأماكن.
تغطي هضبة كولورادو، شمالي أريزونا، حوالي خمسي الولاية. وهي تشتمل على سلسلة من الهضاب التي تعترضها أحيانا الجبال والوديان العميقة. وأعمق هذه الوديان هو الوادي الكبير أو الجراندكانيون الرائع المنظر لنهر كولورادو.
والمنطقة الانتقالية شريحة ضيقة من الأرض الجبلية التي تقع إلى الجنوب من هضبة كولورادو. ويشمل الحوض ومنطقة السلسلة الجبلية معظم الجزء الجنوبي من الولاية والشريحة الضيقة في الغرب. وتجري سلاسل الجبال خلال هذه المنطقة من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي. وتزدهر العديد من أنواع الصبّار في المناطق الصحراوية العريضة لجنوبي أريزونا.(أمكنة/17)
نتج عن الزيادة السريعة في عدد الأشخاص والسياح في أريزونا نمو اقتصادي كبير. وأصبحت الصناعات الخدمية، بما في ذلك تجارة التجزئة والعقارات، هي الأكثر إدرارا للربح. ويتركز معظمها في مناطق فينيكس وتسكون. وتستقطب تجارة الجملة والتجزئة الأريزونيين أكثر من أية صناعة أخرى. وقد نما التصنيع سريعا في أريزونا بسبب تطوير صناعة الإلكترونيات في الولاية. ويعد النحاس المنتج المعدني الرئيسي في أريزونا.
تؤدّي حكومة الولايات المتحدة دورا مهما في اقتصاد أريزونا. وتمتلك أكثر من نصف الأرض في تلك الولاية.
وقد عاش الهنود في أريزونا منذ عدة آلاف سنة. وخلال ثلاثينات القرن السادس عشر، بدأت حملات للأسبان المقيمين في المكسيك دون إحراز نجاح للعثور على الكنز الأسطوري في منطقة أريزونا. وأرسلت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية القساوسة إلى داخل المنطقة لتأسيس الإرساليات في أواخر القرن السابع عشر.
حاول الهنود إخراج الأسبان عدة مرات ولكنهم فشلوا. حصلت المكسيك على استقلالها من أسبانيا في 1821م، وأصبحت منطقة أريزونا جزءا من الدولة الجديدة. وسيطرت الولايات المتحدة على المنطقة في عام 1848م، في أعقاب الحرب مع المكسيك. وقد عاش مستوطنو أريزونا القليلون في خوف من مقاتلي قبائل النافاجو والآباشي المعادين لهم. وانتهى معظم القتال في حوالي عام 1886م، عندما استسلم الزعيم الآباشي جيرونيمو.
جلبت المناجم ومزارع تربية الحيوانات والمزارع الكبيرة الكثير من الناس إلى المنطقة خلال سبعينيات وثمانينيات القرن التاسع عشر. وأصبحت أريزونا إحدى ولايات الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1912م.(أمكنة/18)
وفي أثناء الحرب العالمية الثانية (1939-1945م) ، أنشأت حكومة الولايات المتحدة عدة قواعد جوية في أريزونا. وقد أدى نمو الزراعة والتصنيع والسكان في أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين إلى ضيق في الموارد المائية لأريزونا. وفي عام 1974م، بدأ إنشاء مشروع وسط أريزونا، الذي يسحب المياه إلى مناطق العمران المدني من نهر كولورادو. اكتمل العمل على المشروع الذي غطى مساحة 541 كم في عام 1991م. يذكر أن المشروع امتد بين بحيرة هافاسو ومدينة تسكون.
المصدر:
الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/19)
أسبانيا
أسبانيا دولة تقع جنوب غربي أوربا، وهي مشهورة بتاريخها السياسي والثقافي العريق، وهي ثالثة كبريات دول أوربا مساحة بعد روسيا وفرنسا، وتحتل حوالي خمسة أسداس شبه الجزيرة الأيبيرية، وتضم أسبانيا أيضا جزر البليار في البحر الأبيض المتوسط، وجزر الكناري في المحيط الأطلسي، وتقع مدريد - وهي عاصمة أسبانيا وأكبر مدنها - في وسط البلاد، ومعظم أسبانيا هضبة مرتفعة جافة تسمى الميزيتا، وتبلغ مساحة أسبانيا 505.992 كم2.
هناك حوالي 95% من الشعب الأسباني كاثوليك، وحوالي 15.000 من البروتستانت، كما أن آلافا قليلة من المسلمين واليهود يعيشون في أسبانيا، اللغة الرسمية هي الأسبانية القشتالية، وتستخدم لغة ثانية في ثلاث مناطق في شمالي أسبانيا هي: قطلونيا وأقاليم الباسك وجاليسيا.
يوجد في أسبانيا حوالي 1400 قلعة وقصر، ويقع الإسكوريال على بعد حوالي 48 كم شمال غربي مدريد، وهو مبنى متعدد الأغراض يحتوي على مقبرة وكنيسة ودير وقصر وخزانة كتب تضم مخطوطات عربية نادرة، وقد أنشأه الملك فيليب الثاني، وهو أحد أكبر المباني في العالم.(أمكنة/20)
حكم القوط الغربيون أسبانيا حتى أول القرن الثامن الميلادي، عندما فتحها المسلمون بقيادة طارق بن زياد، وبدأ الفتح الإسلامي في عام 93 هـ - 711م، ومن ثم أخضع المسلمون كل المملكة القوطية الغربية تقريبا بحلول عام 100هـ - 718م، وبقيت فقط المنطقة الجبلية الضيقة عبر أقصى شمالي أسبانيا مستقلة عن حكم المسلمين، ومن ثم أصبح الكثيرون من الشعب الأسباني مسلمين لما رأوه من سماحة الإسلام، وكان للمسلمين حضارة أكثر تقدما مما كان لدى أوربا في العصور الوسطى، وحقق المسلمون اكتشافات عظيمة في الرياضيات والطب والفلك وفي حقول دراسية أخرى، وكانوا أيضا قد حفظوا الكثير من كتابات الحضارات اليونانية والرومانية والشرق أوسطية القديمة وزادوا عليها، وفي أسبانيا جعل المسلمون هذه الأعمال متاحة للعلماء الأوربيين، وأنشئوا أيضا الكثير من المباني في أسبانيا، وشمل ذلك المساجد الجميلة والقلاع الحصينة التي تسمى القصور، وقد انهار حكم المسلمين لأسبانيا خلال أوائل القرن الحادي عشر الميلادي في عصر ملوك الطوائف، ومن ثم تجزأت البلاد إلى دويلات صغيرة عديدة ومدن مستقلة.
المصدر: موقع الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/21)
أستراليا
أستراليا هي الدولة الوحيدة التي تشغل قارة بأكملها، وهي أصغر قارات العالم، إذ تبلغ مساحتها نحو 7,7 مليون كم² تقريبا؛ أو مايعادل 5% من مساحة اليابسة. تقع أستراليا بين المحيطين الهادئ الجنوبي والهندي، وذلك على بعد 3,000كم من جنوب شرقي آسيا وعاصمتها كانبرا.
يغلب عليها طابع الأراضي السهلية , الجليد يغطي قمة جبل كوسيياسكو وغيرها من القمم في جبال الألب الاسترالية. وتمثل جبال الألب الأسترالية الواقعة في أقصى جنوبي المرتفعات الشرقية أعلى جبال أستراليا وفي وسط استراليا توجد جبال ماكدونل ومسغريف، وتقع صخرة آيرز إلى الجنوب من ماكدونل.
وتغطي الصحاري ثلث القارة الأسترالية وأهم أنهارأستراليا نهر موراي، وأطول أنهار أستراليا هو نهر دارلنج، حيث يصل طوله 2,739كم وينبع من وسط المرتفعات الشرقية ويتصل بنهر موراي.
تقع أستراليا جنوبي خط الاستواء، ولهذا فإن فصول السنة فيها على عكس فصول السنة في نصف الكرة الشمالي، حيث يمتد فصل الشتاء من شهر يونيو وحتى نهاية أغسطس، أما فصل الصيف فهو فصل الحرارة والجفاف ويمتد من ديسمبر وحتى نهاية فبراير.
تتميز أستراليا بوجود حيوانات لاتوجد في القارات الأخرى مثل: الكنغر والكوالا والولّب وينتشر في أستراليا نوعان من الأشجار، الأكاسيا والأوكالبتوس حيث يوجد مايزيد على 500 نوع من الأوكالبتوس وأكثر من 700 نوع من الأكاسيا، وتنمو أشجار النخيل في بعض أجزاء أستراليا، كما توجد آلاف من أنواع الزهور البرية.
يعيش 80 % من سكان أستراليا في الربع الجنوبي الشرقي من القارة، وخصوصا في المدن الساحلية الكبرى، ويشكل سكان أستراليا الأصليون (الأبورجين) نحو 2% من مجموع السكان. ويوجد بأستراليا نحو 4,75 مليون مهاجر، جاء نصفهم من الجزر البريطانية، وجاء الباقون من أوروبا، وقد تزايد عدد المهاجرين من نيوزيلندا وجنوب شرقي آسيا منذ السبعينيات من هذا القرن.(أمكنة/22)
ويقيم معظم السكان الأصلييين في المناطق الريفية في المقاطعة الشمالية وكوينزلاند وأستراليا الغربية والمهاجرون الجدد يصبحون مواطنين أستراليين وذلك بعد أن يؤدوا قسم الولاء في احتفالات تنظمها إدارة الهجرة.
وتعد نسبة التحضّر في أستراليا واحدة من أعلى النسب في دول العالم، حيث يعيش 85% من السكان في المدن التي أهمها: سيدني وملبورن وبرزبين وبيرث وأديليد وهوبارت. ويزيد عدد سكان سيدني على ثلاثة ملايين، ويزيد عدد سكان ملبورن على ثلاثة ملايين أيضا.
ويعيش 15% من سكان أستراليا في المناطق الريفية، ويعني الريف بالنسبة للأستراليتين المناطق البعيدة أو الهامشية.
التعليم في أستراليا إجباري في جميع المقاطعات من سن خمس أو ست سنوات إلى 15سنة، ويوجد في أستراليا 33 جامعة.
يدين غالبية السكان بالنصرانية، وتوجد في أستراليا أقلية مسلمة وأخرى يهودية؛ وتعد اللغة الإنجليزية اللغة الرسمية لأستراليا.
تعد أستراليا من الدول المتطورة اقتصاديا حيث يعتمد اقتصادها على الزراعة والتعدين، أما في مجال الصناعة فتعتمد على رؤوس الأموال الخارجية من الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان.
ويعمل في الزراعة مايقرب من 5% من مجموع القوى العاملة الأسترالية، وينتجون ما يفيض على حاجة البلاد فيصدرون الفائض للخارج.
وتغطي الأراضي الزراعية والرعوية نحو 60% من مساحة البلاد، ومعظم هذه الأراضي رعوية جافة.
وتزرع المحاصيل الحقلية في 10% من الأراضي الزراعية، وأهم منتجات أستراليا الزراعية والرعوية؛ القمح والفواكه وقصب السكر، والأبقار والأغنام والصوف.
المصدر: موقع الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/23)
أسيوط
محافظة أسيوط من محافظات صعيد مصر، عاصمتها مدينة أسيوط، تتوسط محافظات الصعيد. واسمها مشتق من الكلمة الفرعونية "سيوت" أي الحارس. تقع أسيوط بين مرتفعين جبليين ولذلك فمناخها قاري متطرف، وهي تعد العاصمة التجارية للصعيد. وتشتهر بأحيائها القديمة.
أطلق على المحافظة اسم "سوت" المشتق من كلمة "سأوت" التي تعني "حارس" باللغة الهيروغليفية أي حارس الحدود لمصر العليا عندما انضمت إلى طيبة عاصمة البلاد في نضالها ضد الهكسوس الغزاة، وبذلك تكونت أقدم إمبراطورية عرفها التاريخ. وأثناء حكم البطالمة لمصر أطلق على أسيوط اسم ليكوبوليس أي مدينة الذئب, وقد اكتسبت أهميتها في مصر القديمة لما لها من موقع متوسط بين أقاليم مصر الفرعونية، ولكونها مركزا رئيسيا للقوافل التجارية المتجهة إلى الواحات بالصحراء الغربية، وبداية درب الأربعين الذي يصل إلى كردفان بالسودان. وبعد الفتح الإسلامي لمصر نقل العرب اسم المدينة الفرعوني ونطقوه سيوط، ثم أضافوا همزة القطع فصارت أسيوط.
مناخها قاري بارد شتاء حار صيفا تحدها شمالا محافظة المنيا وجنوبا محافظة سوهاج وغربا محافظة الوادي الجديد وشرقا محافظة البحر الأحمر، والمسافة بينها وبين القاهرة 375 كم وبين أسوان 530 كم وبين المنيا 125 كم وبين سوهاج 100 كم وبين الوادي الجديد 220 كم.
مساحتها المأهولة 1562 كم ومساحتها الكلية 25926 كم، وكثافتها السكانية في المساحة المأهولة 1971 نسمة /كم، وفي المساحة الكلية 118 نسمة /كم
* تضم محافظة أسيوط تراثا عريقا من مختلف العصور من الآثار الفرعونية والقبطية والإسلامية والمعالم الحديثة والصناعات البيئية المميزة.
* لأسيوط محمية طبيعية ونيل شيدت عليه قناطر أسيوط العريقة. وتنقسم المحافظة إداريّا غلى 11 مركز، 11 مدينة، 2 حي،52 وحدة محلية قروية تضم 236 قرية،911 عزبة ونجع.
* وبها أقدم جامعة أقليمية وهي جامعة أسيوط العريقة،(أمكنة/24)
* ومن أبرز أعلام المحافظة الإمام جلال الدين السيوطي.
المصدر: المصدر: موقع ويكيبيديا
http://www.asuit.gov.eg/arb/index.htm(أمكنة/25)
أصفهان
مدينة عظيمة من أعلى المدن ومشاهيرها، جامعة لأشتات الأوصاف الحميدة من طيب التربة وصحة الهواء وعذوبة الماء، وصفاء الجو وصحة الأبدان، وحسن صورة أهلها وحذقهم في العلوم والصناعات حتى قالوا: كل شيء استقصى صناع أصفهان في تحسينها عجز عنها صناع جميع البلدان.
والمدينة العظمى تسمى اليهودية، وذاك أن بختنصر أخذ أسارى بيت المقدس أهل الحرف والصناعات، فلما وصلوا إلى موضع أصفهان وجدوا ماءها وهواءها وتربتها شبيهة ببيت المقدس، فاختاروها للوطن وأقاموا بها وعمروها. وهي مدينة ترابها كحل وحشيشها زعفران وونيم ذبابها عسل.
من عجائبها أمر تفاحها فإنها ما دامت في أصفهان لا يكون لها كثير رائحة، فإذا أخرجت منها فاحت رائحتها حتى لو كانت تفاحة في قفل لا يبقى في القفل أحد إلا يحس برائحتها. وبها نوع من الكمثرى يقال له ملجي، ليس في شيء من البلاد مثله. وإذا وصلوا شجرة الكمثرى بشجرة الخلاف تأتي بثمر لذيذ جدا.
ولصناعها يد باسطة في تدقيق الصناعات، لا ترى خطوطا كخطوط أهل أصفهان ولا تزويقا كتزويقهم، وهكذا صناعهم في كل فن فاقوا جميع الصناع، حتى إن نساجها ينسج خمارا من القطن أربعة أذرع وزنها أربعة مثاقيل. والفخار يعمل كوزا وزنه أربعة مثاقيل يسع ثمانية أرطال ماء، وقس على هذا جميع صناعاتهم.
وأما أرباب العلوم كالفقهاء والأدباء والمنجمين والأطباء، فأكثر من أهل كل مدينة، سيما فحول الشعراء أصحاب الدواوين، فاقوا غيرهم بلطافة الكلام وحسن المعاني وعجيب التشبيه وبديع الاقتراح، مثل رفيع فارسي دبير وكمال زياد وشرف شفروه وعز شفروه وجمال عبد الرزاق وكمال إسماعيل ويمن مكي. فهؤلاء أصحاب الدواوين الكبار لا نظير لهم في غير أصفهان.
معجم البلدان(أمكنة/26)
أفريقيا
أفريقيا هي ثاني أكبر قارة بالعالم بعد آسيا. يحيطها البحر الأبيض شمالا والبحر الأحمر والمحيط الهندي شرقا والمحيط الأطلنطي غربا وفي أقصي شمال شرقها تتصل بآسيا برّا في شبه جزيرة سيناء. وهذه القارة متعددة الثقافات وبها مئات اللغات المختلفة. والعديد من القري بها ما زالت تعيش عيشة بدائية لم تتطور منذ مئات السنين.
يعتبر الوادي المتصدع الكبير أحد الملامح البارزة في طبوغرافية القارة السمراء. وقد نشأ من فلق بقشرة الأرض. لهذا يتكون من وديان متصدعة بقشر الأرض. ويبدأ هذا الوادي المتصدع من سوريا بالشرق الأوسط ليمتد جنوبا ويمر بطول البحر الأحمر ليدخل أفريقيا من عند منخفض عفار على ساحل إريتريا وجيبوتي ويتجه حتى يصل ساحل جنوب موزامبيق. ويوجد بحيرات في شرق وغرب الوادي المتصدع من بينها بحيرات منابع نهري الميل والكونغو. وبأفريقيا أربعة أنهار عظمى كنهر النيل والكونغو ونهر النيجر ونهر زمبيزي.
وتضم إفريقيا 53 قطرا مستقلّا، إلى جانب العديد من الوحدات السياسية الأخرى. وأكبر أقطارها السودان، مساحته 2,505,813كم²، وأصغرها سيشل مساحته 455كم² وأكثر بلدان إفريقيا سكانا نيجيريا.
وتنتمي شعوب إفريقيا إلى عدة مجموعات عرقية وخلفيات حضارية متنوعة، ففي الشمال على سبيل المثال أغلب السكان عرب، أما في الجنوب، حيث يسكن معظم الأفارقة، فإن السود يشكلون غالبية السكان، غير أنهم موزعون إلى أكثر من 800 مجموعة عرقية، كل لها لغتها ودينها ونشاطاتها الخاصة.
ويسكن حوالي 70% من الأفارقة في المناطق الريفية حيث يمارسون زراعة المحاصيل وتربية الماشية، وفي كثير من أنحاء الريف الإفريقي يعيش الأفارقة نمط حياة أسلافهم منذ مئات السنين.(أمكنة/27)
وتتمتع إفريقيا بثروة معدنية هائلة، ففيها تكوينات ضخمة من النحاس والماس والذهب والنفط، كما تمتلك القارة ثروة غابية قيمة، وإضافة إلى ذلك يمكن استعمال العديد من الأنهار الإفريقية والمساقط لإنتاج الطاقة الكهرومائية.
وتنتج إفريقيا أيضا معظم الإنتاج العالمي من المنيهوت (الكسافا) والكاكاو والبقوليات واليام، ومع ذلك فإن لإفريقيا دون القارات الأخرى أضعف مستوى من التنمية الاقتصادية.
تعتبر الزراعة النشاط الاقتصاديّ الرائد، غير أن معظم المزارعين يستعملون أدوات وطرقا زراعية عتيقة في استغلال أراضيهم.
أما في مجال الصناعة، فقد كان لنقص رأس المال وقلة العمالة المدربة، والمنافسة من قبل الصناعات الوافدة من القارات الأخرى - أثر سلبيّ على التنمية الصناعية، وتعتمد معظم دول إفريقيا على واحد أو اثنين من المنتجات الزراعية أو المعدنية في الحصول على أكثر من نصف دخلها من الصادرات، ولذا فإن الاقتصاد يتأثر سلبا في حالة فشل المحصول الزراعي أو تدني الأسعار العالمية، وعموما فإن غالبية الدول الإفريقية تعتمد بشدة على العون من دول خارج القارة.
ويبلغ عدد سكان إفريقيا حوالي 877 مليون نسمة، يسكن أكثر من 700 مليون نسمة منهم جنوبي الصحراء، كما أن ثلثي الإفريقيين يسكنون في قرى ريفية وتسكن البقية في المدن.
المصدر:
موقع الموسوعة العربية العالمية
وموقع الموسوعة الحرة ويكيبيديا(أمكنة/28)
أفغانستان
تقع دولة أفغانستان في القسم الجنوبي الغربي من قارة آسيا، وتضم سلاسل جبلية عالية، وصحارى شاسعة وأودية خصبة وسهولا متموجة، غير أن أفغانستان لا تمتلك شواطئ بحرية، ويحدّها من الشمال تركمانستان وطاجكستان وأوزبكستان، وتحاذيها الصين الشعبية من أقصى الشمال الشرقي، وعلى حدودها الشرقية والجنوبية تجاورها باكستان، وعلى حدودها الغربية تقع جمهورية إيران الإسلامية.
وكابول هي عاصمة أفغانستان، وتعد أكبر مدينة في البلاد، وتقع على نهر كابول في شرقي أفغانستان، وهنالك مدن أخرى منها قندهار في جنوب شرقي البلاد وهرات في أقصى الغرب.
يعتنق معظم سكان أفغانستان الدين الإسلامي، ويتألف سكان أفغانستان من حوالي عشرين مجموعة عرقية، حيث تنقسم معظم تلك المجموعات إلى قبائل مختلفة، ولكل مجموعة عرقية لغتها الخاصة بها ونمطها الحضاري المميز مثل:
* البشتون، حوالي 58%
* الطاجيك، حوالي 21%
* الهزاره، حوالي 9%
* الأوزبك، حوالي 6%
* مجموعات أخرى، 6%
ولأفغانستان تاريخ طويل من الاضطرابات. فمنذ القدم غزا الفرس والإغريق والمغول وأمم أخرى عديدة - أراضيها. وفي الزمن الحالي عانت أفغانستان من التدخلات الأجنبية وخصوصا من قبل بريطانيا والاتحاد السوفييتي سابقا.
وأفغانستان بمجملها عبارة عن جبال، وهناك بضع وديان منفصلة هنا وهناك وتصل ارتفاعات الجبال إلى حوالي 20،000 قدم.
ولأفغانستان مجموعة متنوعة من البيئات الطبيعية، منها الجبلية، والصحراوية، والسهول، والوديان الخصبة. وللبلاد ثلاث مناطق رئيسية:
* السهول الشمالية.
* الجبال الوسطى، وتشكل حوالي ثلثي مساحة البلاد.
* المناطق المنخفضة الجنوبية، التي تتكون بشكل رئيسي من مناطق صحراوية وشبه صحراوية.
لأفغانستان مناخ قاري قاس شتاء، والصيف دافئ باستثناء المرتفعات العليا ومعظم البلاد جافّة أو شبه جافّة.(أمكنة/29)
والأمطار خفيفة تسقط عادة في الشتاء والربيع، ولا تسقط أي أمطار بين شهري يونيو وأكتوبر.
معظم سكان أفغانستان من المزارعين، ولكن فقط 12% من الأرض صالحة للزراعة، والمنتجات الزراعية تشمل الحنطة، والبندق، والفواكه التي تنمو وبشكل رئيسي في وديان الأنهار. الشياه والماعز والدجاج هي الدواب المرباة عادة.
أفغانستان غنية بالمعادن، ولكن العديد من مصادرها غير مطورة، أهم المصادر هي الغاز الطبيعي، والنحاس، والذهب.
الصناعة بها غير متطورة، والصناعات الشائعة هي النسيج والصناعات الحرفية كتشكيل المعادن ودبغ الجلود والحلي والمجوهرات وصناعة البسط.
المصدر: المصدر: موقع الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/30)
أكسفورد
أكسفورد مدينة ذات حكم محلي، تقع في مقاطعة أكسفورد في إنجلترا والمدينة مقر جامعة أكسفورد التي تعتبر من أقدم المعاهد الثقافية في أوروبا، وتقع مدينة أكسفورد على نهري شيرويل، والتايمز على بعد 80كم شمال غربي لندن , وتقع على ضواحي المدينة معامل الفولاذ المضغوط، ومصانع السيارات.
ومن المعالم الشهيرة في أكسفورد متحف أشموليان، ومكتبة بودليان، وحدائق النباتات , ومن الأبنية المهمة في هذه المدينة رادكليف كاميرا، ومسرح الشلدونيان، وهو المبنى الذي تقام فيه مختلف احتفالات الجامعة الرسمية.
المصدر: المصدر: موقع الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/31)
ألمانيا
ألمانيا قطر كبير يقع في وسط أوروبا. وفي 3 أكتوبر عام 1990م تم توحيد ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية في أمة واحدة باسم جمهورية ألمانيا الفيدرالية.
قدر عدد سكان ألمانيا بنحو 82,286,000 نسمة عام 2002م وبكثافة سكانية بلغت 231 نسمة/كم². ينحدر الألمان من عدة قبائل قديمة منها الفرنجة (فرانك) ، والسيمبري، والقوط، والتيوتونيون.
هناك شكلان رئيسيان للغة الألمانية هما الألمانية العليا والألمانية الدنيا. ولكن مع انتشار التلفاز والمذياع والمدارس، أخذ الألمان يتحدثون بلغة تكاد تكون موحدة.
يبلغ عدد الألمان البروتستانت 38%، أغلبهم من اللوثريين أي أتباع لوثر.
وأما الكاثوليك الرومان فهم نحو 34% من السكان. وتبلغ نسبة المسلمين نحو 2% من السكان.
في ألمانيا تضاريس متنوعة تتكوّن من خمسة أقاليم رئيسية. وهي (من الشمال إلى الجنوب) : 1 - السهل الألماني الشمالي، 2 - المرتفعات الوسطى، 3 - التلال الجنوبية الألمانية 4 - الغابة السوداء، 5 - جبال الألب البافارية.
يعتبر مناخ ألمانيا معتدلا، حيث إن الأرض قريبة من البحر، وفي الشتاء لا يصل البحر حدا عاليا من البرودة، كما أن الأرض في الصيف ليست دافئة كثيرا.
في عام 1945م بنهاية الحرب العالمية الثانية وصل اقتصاد ألمانيا إلى أسوأ درجات الدمار. ولكن موقف ألمانيا الغربية الاقتصادي أخذ في التحسن بسرعة، بسبب تلك المساعدات التي كانت تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية بموجب مشروع مارشال واستطاع الاقتصاد الألماني أن يزدهر بسرعة كبيرة في الخمسينيات من القرن العشرين.
* بدأت الوحدة الاقتصادية مع ألمانيا الشرقية في أول يوليو عام 1990م. ومنذ ذلك التاريخ بدأت ألمانيا الشرقية في عملية تجارة حرة، وأخذت حكومة ألمانيا الشرقية في بيع ما تملكه من مؤسسات تجارية.(أمكنة/32)
يستخدم معظم الحديد الذي تنتجه ألمانيا في صناعة السيارات والشاحنات والآلات الزراعية والسفن والأدوات. وتعتبر ألمانيا القطر الثالث في العالم بعد اليابان والولايات المتحدة، من حيث إنتاج السيارات. وتنتج ألمانيا أيضا كميات كبيرة من الإسمنت والملابس والمعدات الكهربائية والمعلبات الغذائية والأدوية والسماد والبلاستيك وحمض الكبريت والمطاط الصناعي والألياف وآلات التصوير وأجهزة الحاسوب والسلع الجلدية والآلات العلمية وألعاب الأطفال والخشب الحبيبي والورق.
الصناعات الخدمية. وهي النشاطات التي تنتج خدمات، وأهم هذه الخدمات هي خدمة المجتمع والحكومة والخدمات الشخصية. وتشمل خدمة المجتمع التعليم والصحة، إضافة إلى الخدمات الشخصية والإعلان ومعالجة المعلومات وعملية نظافة المؤسسات وإصلاح المحلات التجارية وصالونات التجميل. وتتضمن خدمة الحكومة كلا من الإدارة العامة والدفاع. وهناك صناعات خدمية أخرى مثل المالية والتأمين والتجارة والنقل والمواصلات والماء والكهرباء.
المزارع الألمانية نجدها في معظم الحالات صغيرة في حجمها. وتنتج هذه المزارع نحو ثلثي ما تحتاج إليه البلاد من غذاء السكان. وتعتبر ألمانيا أكبر مستورد في العالم للسلع الزراعية.
تستورد ألمانيا ثلث ما تحتاج إليه من أغذية. وهي أكبر دول العالم استيرادا للسلع الزراعية. تعتبر البطاطس المحصول الوحيد الذي تنتجه ألمانيا بكثرة ووفرة، ولذلك فإنها لا تستورد منه شيئا. وتكثر زراعة العنب، كما أن هناك زراعة للشعير وغيره من الحبوب والخضراوات والتفاح. وتربى الماشية بكثرة في ألمانيا بغرض لحومها وألبانها، كما تربى الخنازير والخيول والدواجن والضأن.
ويعمل الزراع في مزارعهم لبعض الوقت فقط، فهم غير متفرغين لهذا العمل الزراعي طيلة الوقت. ولدى ألمانيا احتياطيات كبيرة من البوتاس والأملاح الصخرية والزنك.(أمكنة/33)
تحتل ألمانيا المركز الثاني بعد الولايات المتحدة في العالم في تصدير المنتجات. وتصدّر ألمانيا منتجات بمبالغ أكبر مما تستورد، بالرغم من أنها تستورد كميات كبيرة من الأطعمة. وأكثر من نصف تجارتها مع أوروبا، ولها علاقات تجارية مع الولايات المتحدة وروسيا.
المصدر: موقع الموسوعة العربية العالمية.(أمكنة/34)
أم درمان
أم درمان مدينة سودانية تقع غربي الخرطوم على شاطئ النيل. من أكبر مدن السودان. وتكتب أحيانا: أمدرمان. يقال إنها محرفة من أم در أمان، وهي مدينة حديثة النشأة بعض الشيء إذا ما قورنت بالخرطوم. وكانت أم درمان أول أمرها قرية، ثم أخذت في النمو والازياد بعد أن عسكر محمد أحمد المهدي الزعيم السوداني في قرية أبي سعد. ولما سقطت الخرطوم في يد أنصار المهدي في 26 يناير 1885م رجع المهدي برجاله إلى أم درمان التي أصبحت منذ ذلك الوقت عاصمة الثورة المهدية.
بعد وفاة المهدي في يونيو 1885م تولى الخليفة عبد الله الحكم في البلاد، وظلت أم درمان عاصمة الحكم، فبنى فيها منزلا له، كما أقام ضريحا للمهدي، وبنى فيها شارع العرضة للاحتفال باستعراض الجيش في المناسبات. وظلت أم درمان عاصمة للبلاد حتى نهاية حكم الثورة المهدية.
نقل الحكم الإنجليزي المصري العاصمة من أم درمان إلى الخرطوم، وأقام المصالح الحكومية هناك، ولكن غالبية السكان ظلوا في أم درمان، وكانوا يذهبون إلى أعمالهم ثم يعودون بعد منتصف النهار. ولذلك سميت بالعاصمة القومية.
شهدت أم درمان كثيرا من الأحداث التي أدت إلى استقلال السودان فيما بعد وإلى الحركات الوطنية. وكان يسكنها كثير من رجال الحركة الوطنية، منهم الرئيس إسماعيل الأزهري. وفي أم درمان أقيم أول ناد للخريجين في السودان في دار وهبها الشريف يوسف الهندي لرواد الحركة الوطنية. وكان ذلك النادي مركزا للحركة الأدبية والسياسية والوطنية في البلاد. وفي أم درمان أنشئت أولى المدارس الأهلية على اختلاف مراحلها، وبها أول جامعة أهلية للبنات بالإضافة إلى جامعة أم درمان الإسلامية والجامعة الأهلية.
وفي كثير من كتب التاريخ تنسب إلى أم درمان الواقعة الأخيرة بين اللورد كتشنر والجيش السوداني فيطلق عليها معركة أم درمان إذ إن أرض المعركة تبعد أميالا قليلة من هذه المدينة في جبال كرري.(أمكنة/35)
ومن الناحية التجارية فإن أم درمان تعج بالأسواق المليئة بالسلع المختلفة التي ترسل إلى غرب السودان. وبها عدد من المصارف التجارية والفنادق التي يلجأ إليها من له أعمال فيها.
وبأم درمان معهد القرش الذي أنشئ في الثلاثينيات لتعليم الصبيان الذين لا مأوى لهم بعض الحرف لكسب العيش. وقد تطور هذا المعهد الآن فأصبح ذا فائدة عظمية في ميدان الصيانة، ووجد تشجيعا من بعض الجمعيات الخيرية من الخارج.
ويوجد بأم درمان المقر الرئيسي لإذاعة وتلفاز جمهورية السودان.
المصدر: المصدر: موقع الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/36)
أم ذيان
وادي يقع غرب المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية.(أمكنة/37)
أمريكا
أمريكا الجزء الأكبر من الأرض في النصف الغربي من الكرة الأرضية. تتألّف أمريكا من الأمريكتين الشمالية والجنوبية. وتعتبر اليابسة في أمريكا أطول كتلة من الأرض الممتدة شمالا وجنوبا على سطح الكرة الأرضية. وأطول مسافة لهذه الأرض اليابسة من الشمال إلى الجنوب تبلغ حوالي 14,000كم وذلك من شبه جزيرة بوثيا في كندا إلى رأس فراوارد في تشيلي. وأقصى نقطة في غرب اليابسة في أمريكا تقع في شبه جزيرة سيوارد على الشاطئ الغربي من ألاسكا. أما أقصى نقطة في شرقي اليابسة فهي شمال شرق البرازيل. وتضمّ الكثير من الجزر شمال وجنوب وشرق وغرب الجزء اليابس. وتتصل الأمريكتان الشمالية والجنوبية بجسر أرضي حيث يقع برزخ بنما في أضيق نقطة فيه.
يعتقد معظم العلماء أن أمريكا كانت متصلة بالطرف الغربي من إفريقيا وأوراسيا منذ حوالي مائتين وخمسين مليون سنة وحتى حوالي مائتي مليون سنة ماضية، ذلك أن التشكيلات البركانية في البرازيل تشبه تلك التشكيلات الموجودة في إفريقيا الجنوبية. وبالطريقة نفسها فإن جبال الأبلاش في أمريكا الشمالية يمكن أن تكون مرتبطة بالجبال الكاليدونية في أسكتلندا.
عندما وصل الأوروبيون إلى أمريكا الشمالية وجدوا هناك الهنود الأمريكيين الذين كانوا يعيشون في مجموعات قبلية. وأدى احتلال الأوروبيين لهذا الجزء إلى اختفاء كثير من العناصر الهندية من تلك الجهات، وبالتالي اختفت كثير من اللغات التي كان يتحدث بها هؤلاء الهنود، وحدث تغيير جذري في الجماعات الهندية التي استطاعت البقاء بعد الاحتلال الأوروبي، واختفت من مناطق أمريكا الواقعة شمال المكسيك حوالي ثلث اللغات الهندية الأمريكية الأصلية.
وبالإضافة إلى ذلك فإن أكثر من 50 في المائة من اللغات الهندية التي كانت تستعمل في شمال أمريكا لا يوجد الآن أكثر من 1000 شخص ممن يتحدثون بها. وأصبح الكثير منهم يتحدث لغتين إحداهما لغته الهندية، والأخرى اللغة الإنجليزية(أمكنة/38)
ويسود الاعتقاد أن كلمة أمريكا جاءت من اسم المكتشف الإيطالي أميريغو فسبوتشي. وقد تم استخدام هذه التسمية أولا لأمريكا الجنوبية ثم تم تطبيقها فيما بعد على مجمل نصف الكرة الأرضية الغربي. أما اليوم فإن هذا التعبير غالبا ما يتم استخدامه ليدل على الولايات المتحدة الأمريكية.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/39)
أمريكا الجنوبية
تغطي أمريكا الجنوبية نحو 17,866,000كم²، يقع 3/4 القارة الشمالي في المنطقة المدارية. ويعبر خط الاستواء هذه القارة على مسافة 640كم إلى الشمال من أقصى عرض لها. وبأمريكا الجنوبية ثلاث مناطق يابسة أساسية هي: 1- جبال الأنديز 2- السهول الوسطى 3- المرتفعات الشرقية.
الأنهار: تنصرف معظم مياه أمريكا الجنوبية الجارية عبر خمسة أنظمة نهرية. وأنظمة الأنهار هذه هي: 1 الأمازون 2 ريو دي لا بلاتا 3 ماجدلينا وكوكا 4 أورينوكو 5 ساو فرانسيسكو.
البحيرات: يوجد بأمريكا الجنوبية عدد قليل من البحيرات الكبيرة. وتعدّ بحيرة ماراكايبو بفنزويلا أكبر بحيرة في القارة. وتغطي 13,512كم². وتعدّ بحيرة تيتيكاكا بالأنديز أكثر البحيرات صلاحية للملاحة في العالم.
الشلالات: يوجد بأمريكا الجنوبية كثير من الشلالات الرائعة. منها شلال إنجل بشرقي فنزويلا؛ وشلال كوكوينان ويقع أيضا بجنوب شرقي فنزويلا. وشلالات إيجواكو التي تعد من أبدع المناظر الطبيعية بأمريكا الجنوبية.
المناخ: هناك تفاوت كبير في مناخ أمريكا الجنوبية يتراوح بين أجواء الصحراء الجافة بشمالي تشيلي، والأمطار الغزيرة على امتداد ساحل القارة الجنوبي الغربي وبصفة عامة، فإن معظم القارة ينعم بمناخ دافئ طوال العام. ويكون المناخ باردا دائما بأعالي الأنديز فقط.
الاقتصاد: توجد بأمريكا الجنوبية كميات هائلة من المواد الخام التي تستخدم في الصناعة، ومساحات واسعة من الأرض الخصبة، ومصادر ضخمة للطاقة. ومن البلدان ذات الاقتصاد المتطور جدا: الأرجنتين والبرازيل وأروجواي وفنزويلا، حيث يوجد لدى هذه الدول مصانع إنتاجية ناجحة تستخدم الأساليب الإنتاجية والآلات الحديثة.(أمكنة/40)
تستغل أربعة أخماس الأرض بأمريكا الجنوبية في بعض أنماط الزراعة. وتتراوح هذه الأنماط بين الزراعة الآلية الحديثة والزراعة التقليدية بالآلات اليدوية. ويستغل نحو ثلث الأرض في الزراعة، بينما يستغل الباقي في الرعي.
يوجد في أمريكا الجنوبية أكبر المزارع في العالم. فتوجد بالأرجنتين والبرازيل مثلا مزارع أكبر من بعض الدول بأسرها. وتستعمل المزارع الكبيرة بأمريكا الجنوبية الأساليب الزراعية الحديثة والآلات، وتستفيد من آخر ما توصّل إليه من التحسينات في البذور والمواد الكيميائية الزراعية، وتنتج تلك المزارع صادرات قيمة كالموز ولحوم الأبقار والبنّ والحبوب وفول الصويا والسكر والصوف.
http://www.mawsoah.net/gae_portal/maogen.asp?main2&articleid=! أمريكا%20الجنوبية! 180835_0(أمكنة/41)
أمريكا الشمالية
أمريكا الشمالية ثالثة أكبر القارات مساحة في العالم، وتمتد من المحيط المتجمد الشمالي شمالا، إلى أمريكا الجنوبية جنوبا. وتفوقها في المساحة كل من قارتي آسيا وإفريقيا. أما من حيث عدد السكان، فإن أمريكا الشمالية تأتي في المرتبة الرابعة، إذ إن سكانها أقل من سكان آسيا وأوروبا وإفريقيا.
تضم أمريكا الشمالية كلا من كندا، وجرينلاند، والولايات المتحدة، والمكسيك، وأمريكا الوسطى وجزر البحر الكاريبي. وتشكل كندا والولايات المتحدة ما يسمى أحيانا أنجلوأمريكا (أي أمريكا الإنجليزية) ، لأن معظم المهاجرين إليها قدموا من إنجلترا. وقد تغلبت اللغة الإنجليزية على غيرها من اللغات في أمريكا الإنجليزية.
المساحة: 24,198,000كم². المسافات القصوى (الأرض الرئيسية) من الشمال للجنوب: 7,200كم. ومن الشرق للغرب 6,400كم (بما في ذلك الجزر) - من الشمال للجنوب 8,900كم، من الشرق للغرب 8,900كم. طول الساحل: حوالي 300,000كم.
السطح: تبلغ مساحة أمريكا الشمالية 24,198,000كم²، أو ما يعادل بالتقريب سدس مساحة اليابسة في الكرة الأرضية. ويشبه شكل القارة المثلث تقريبا ويحيط بها كل من المحيط المتجمد الشمالي، والمحيط الهادئ، والمحيط الأطلسي. ويمتد ضلع أمريكا الشمالية الشمالي بطول 8,900كم تقريبا وذلك من جزر ألوشيان التابعة لألاسكا حتى المقاطعة الكندية المسماة نيوفاوندلاند. أما من الناحية الجنوبية للقارة فإن أقل منطقة اتساعا تبلغ في عرضها 50كم تقريبا في بنما. وتبلغ أقصى مسافة من الشمال إلى الجنوب ما يقرب من 8,900كم، وهو الامتداد من جرينلاند إلى بنما.(أمكنة/42)
الأقاليم: تنقسم أمريكا الشمالية إلى ثمانية أقاليم رئيسية هي:1- السلاسل الجبلية والسهول المطلة على المحيط الهادئ، 2- الهضاب الغربية والأحواض وسلاسل الجبال، 3- جبال الروكي، 4- السهول الداخلية، 5- الدرع الكندي، 6- مرتفعات الأبلاش، 7- الأراضي المنخفضة الساحلية، 8- أمريكا الوسطى والأراضي الكاريبية.
المناخ: وهناك تباين كبير في كثير من الأوجه في أمريكا الشمالية. فإن اختلاف المناخ في أرجاء هذه القارة، يفوق أي اختلاف في المناخ في بقية القارات. والسهول الشمالية المغطاة بالجليد تختلف اختلافا كبيرا في درجة الحرارة عن مناطق السواحل الكاريبية المشمسة. وفي معظم أرجاء أمريكا الشمالية يشتد البرد في الشتاء ويصبح دافئا في الصيف مع مستوى معتدل من الرطوبة. ويسود بعض المناطق شتاء معتدل وصيف طويل حار، بينما تخضع بعض الجهات الأخرى لشتاء قارس وصيف قصير. وكانت أعلى درجة حرارة سجلت في أمريكا الشمالية على الإطلاق هي 57°م وذلك في وادي الموت عام 1913م، وبلغت أدنى درجة للحرارة 66°م تحت الصفر وذلك في نورثايس في جرينلاند سنة 1954م.
السكان: عدد السكان في عام 2004م: 501,991,000 نسمة أي ما يعادل 8% من سكان العالم. ومنذ الخمسينيات من القرن العشرين نزح عدد من سكان المنطقة الشمالية الشرقية، والغرب الأوسط من الولايات المتحدة إلى كاليفورنيا وبعض الولايات الجنوبية الغربية وعلى سواحل الخليج. معظم سكان أمريكا الشمالية هم من ذرية المهاجرين الأوروبيين.
اللغات: يتحدث معظم سكان أمريكا الشمالية اللغات التالية: الإنجليزية والأسبانية والفرنسية. كذلك فإن كل المكسيكيين تقريبا ومعظم سكان أمريكا الوسطى وجزر البحر الكاريبي يتحدثون اللغة الأسبانية، مع أن اللغات الإنجليزية والفرنسية والهولندية تستعمل في بعض المناطق.(أمكنة/43)
الزراعة: تحتل أمريكا الشمالية المركز الثالث بين القارات الأخرى في الإنتاج الزراعي، إذ إنها تأتي بعد كل من آسيا وأوروبا. وتنبت مزارعها حوالي ثلاثة أخماس محصول فول الصويا العالمي، كما تنبت نصف محصول العالم من الذرة الشامية وبذرة الكتان والذرة. وتنتج مزارع أمريكا الشمالية ربع محصول العالم من الموالح والشوفان، كما تنتج خمس إنتاج العالم من القطن والقمح، ويزرع المزارعون في الولايات المتحدة وكندا الكثير من المحاصيل الغذائية حتى يمكن إرسالها إلى الأقطار الأخرى. فمثلا نجد أن أمريكا الشمالية تمد العالم بنصف ما يحتاج إليه من الحبوب.
وتبلغ نسبة الذين يعملون في الزراعة في كل من كندا والولايات المتحدة حوالي 4% من السكان. ويملك معظم العاملين في الزراعة جميع الأراضي التي يزرعونها أو جزءا منها على الأقل. وفي أمريكا الوسطى، فإن حوالي نصف السكان يعملون في الزراعة، وقليل منهم من يمتلك الأرض. وكثير منهم يعملون عمالا في المزارع الكبيرة. ويستأجر بعضهم قطعا صغيرة من الأرض، ويكافح من أجل إنتاج طعام يكفي لسد حاجة العائلة.
تأتي أمريكا الشمالية في المرتبة الثانية بعد أوروبا في قائمة الصناعة في القارات. وتنتج الولايات المتحدة الأمريكية وكندا حوالي ثلث السلع المصنعة التي ينتجها العالم. وتشمل مصنوعات القارة الرئيسية السيارات، وقطع غيارها، والمنتجات الكيميائية، والغذائية. ويستخدم التصنيع حوالي خمس عمال أمريكا الشمالية.(أمكنة/44)
وقد ظلت مناطق الولايات المتحدة الشمالية الشرقية والوسطى الغربية ومقاطعة أونتاريو وكويبك الكندية لمدة طويلة مراكز أمريكا الشمالية الصناعية الرئيسية. ولكن منذ أواسط القرن العشرين أخذت الصناعة في التوسع السريع في الولايات المتحدة الجنوبية وعلى امتداد ساحل المحيط الهادئ. وكانت منتجات هذه المصانع الجديدة التي أنشئت في تلك المناطق الصناعية هي: الطائرات، والصواريخ، والحواسيب، والأجهزة الإلكترونية، والنفط، والبتروكيميائيات وهي المنتجات المصنوعة من البترول أو الغاز الطبيعي.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/45)
أمريكا اللاتينية
منطقة كبيرة تغطي كل المساحة التي تقع جنوب الولايات المتحدة الأمريكية وتشمل كلا من المكسيك وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية وجزر الهند الغربية. تنقسم هذه المنطقة إلى 33 قطرا مستقلا و 13 وحدة سياسية أخرى. وتعتبر البرازيل أكبر الأقطار في أمريكا اللاتينية مساحة وسكانا.
تبلغ مساحة أمريكا اللاتينية 21 مليون كم² تقريبا. ولو كان السكان موزعين توزيعا متساويا على هذه المساحة الشاسعة لكان عدد الذين يسكنون في الكيلو متر المربع الواحد 25 شخصا تقريبا. ولكن توزيع السكان لايزال بعيدا عن التوزيع المتساوي. إن هناك مناطق داخلية شاسعة في أمريكا الوسطى، وأمريكا الجنوبية يسكنها عدد قليل من الناس أو تكاد تكون خالية من السكان.
يعود سكان أمريكا اللاتينية إلى أصول متنوعة الأسلاف. تتكون مجموعات السكان الرئيسية من: 1- الهنود الحمر (الهنود الأمريكيون) . 2- الأجناس البيضاء. 3- الأجناس السوداء. 4- ذوي الأصول المختلطة.
السكان: يبلغ عدد سكان أمريكا اللاتينية حوالي 521 مليونا. ويزيد السكان بنسبة 2% سنويا تقريبا. تضاعف سكان أمريكا اللاتينية ثلاث مرات تقريبا منذ عام 1960م. وتعزى هذه الزيادة إلى ارتفاع معدل المواليد والتحسينات التي طرأت على العناية الصحية، والتي أدت بدورها إلى انخفاض معدل الوفيات في المنطقة. إن حوالي ثلث سكان أمريكا اللاتينية لم يبلغوا الخامسة عشرة من العمر بعد.(أمكنة/46)
اللغات: يتكلم معظم سكان أمريكا اللاتينية لغات البلاد الأوروبية التي كانت تستعمر بلادهم. ويتكلم ثلثا السكان تقربيا اللغة الأسبانية، وهي اللغة الرسمية لكل من كوبا وجمهورية الدومينيكان والمكسيك ومعظم أقطار أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية. ويتكلم ثلث سكان أمريكا اللاتينية اللغة البرتغالية التي تعتبر اللغة الرسمية للبرازيل. أما اللغة الفرنسية فهي لغة سورينام الرسمية. وتعد اللغة الإنجليزية اللغة الرسمية لكل من بليز وغايانا ودول جزر الهند الغربية التي كانت سابقا تحت حكم بريطانيا. ويتكلم معظم سكان أمريكا لهجات محلية مشتقة إما من لغة بلادهم الرسمية أو من خليط من اللغات الرسمية لبلاد أخرى.
الدين: ينتمي حوالي 80 % من السكان إلى الكنيسة الكاثوليكية. والأغلبية المطلقة منهم ينتمون إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. ولكن من ينتمون إلى الكنائس البروتستانتية في تزايد مستمر. وتضمن قوانين معظم أقطار أمريكا اللاتينية حرية العقيدة، على الرغم من أن بعض الدول تدعم رسميا الكنيسة الكاثوليكية. وهناك مجموعات دينية أخرى في أمريكا اللاتينية تشمل المسلمين والبوذيين والهندوس واليهود. كما أن بعض الزنوج وهنود أمريكا الأصليين مازالوا يعبدون الهة دياناتهم وثقافتهم القديمة.
نبذة تاريخية: كان الهنود الحمر هم أول السكان الأصليين لأمريكا اللاتينية. ومن المحتمل أن يكون بعض الناس من آسيا قد عبروا هذا البرزخ وهم يتابعون بعض حيوانات الصيد. وقد أصبحت سلالة هؤلاء يعرفون باسم الهنود الحمر، وفي حوالي عام 6000 قبل الميلاد انتشر هؤلاء الهنود في معظم أرجاء الأمريكتين حتى الطرف الجنوبي لأمريكا الجنوبية.(أمكنة/47)
الاكتشاف الأوروبي للمنطقة: في عام 1492م أصبح كريستوفر كولمبوس أول أوروبي يصل إلى أمريكا اللاتينية. وقد أبحر كولمبوس غربا من أسبانيا على أمل العثور على طريق بحري أقصر يوصل إلى شرق آسيا. ونزل إلى اليابسة في جزيرة سان سلفادور في جزر الهند الغربية.
الحكم الاستعماري: بدأ المستوطنون الأسبان والبرتغاليون يتدفقون إلى أمريكا اللاتينية حتى قبل أن تكتمل الحملات العسكرية على المنطقة، وقدم الكثيرون منهم حبّا في المغامرة والثروات المعدنية. وفي خلال القرن السابع عشر بدأ الهولنديون والبريطانيون والفرنسيون في إقامة مستعمرات صغيرة في أمريكا اللاتينية، وعلى وجه الخصوص جزر الهند الغربية. استمر الحكم الاستعماري الأوروبي في أمريكا اللاتينية حوالي ثلاثة قرون. أدت المظالم السياسية والاقتصادية التي عانى منها أبناء المستعمرات إلى ظهور رغبة قوية للاستقلال في بلاد أمريكا اللاتينية. وعلى الرغم من أن أسبانيا والبرتغال قامتا بإحداث عدد من الإصلاحات في المستعمرات قبل بداية القرن التاسع عشر الميلادي، إلا أن عددا كبيرا من سكان المستعمرات كانوا يرغبون في الاستقلال.(أمكنة/48)
حصل عدد كبير من مستعمرات أمريكا اللاتينية على الاستقلال خلال السنوات الأولى من القرن التاسع عشر، وتحولت المستعمرات إلى جمهوريات ومع ذلك فإن قادة هذه الجمهوريات الجديدة كانت تنقصهم الخبرة الضرورية للتعامل مع المشكلات الاقتصادية والاجتماعية المعقدة، ونتيجة لذلك فإن الجمهوريات الجديدة لم تستطع أن تدير شؤونها بالمستوى الذي كان يأمله كثير من الناس. ففي بعض بلاد أمريكا اللاتينية استولى على السلطة حكام عسكريون. وكانت هناك أقطار أخرى تحكم بوساطة عدة أسر قوية، استخدمت موقعها وسلطاتها في زيادة ثرواتها الخاصة. كانت حركات الاحتجاج المعادية للحكومة، بل وحتى الثورات العنيفة، تتكرر كثيرا في عدد كبير من أقطار أمريكا اللاتينية. حاول كثير من الزعماء المدنيين والقادة العسكريين خلال القرن العشرين، أن يبسطوا الاستقرار السياسي على المنطقة. ولكن خلال هذه المحاولات والعمليات قام كثير من هؤلاء القادة بفرض القيود على الحقوق المدنية لشعوبهم.
اندلعت خلال أوائل ومنتصف القرن العشرين حركات احتجاج واسعة في العديد من بلاد أمريكا اللاتينية مطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية رئيسية. وخلال منتصف القرن العشرين كان العنف كثيرا ما يعصف بالحياة السياسية نظرا لصراع الجماعات السياسية من أجل السلطة. وانتشرت الانفجارات والاختطافات والاغتيالات في كثير من الأقطار. توسعت في الثمانينيات وانتشرت حركات الاحتجاج والرفض للحكومات العسكرية في كثير من الدول. نتيجة لهذه الحركات قامت حكومات مدنية انتخبتها الجماهير بديلا عن الحكومات العسكرية في بلاد مثل الأرجنتين والبرازيل وتشيلي. كما جرت انتخابات في نيكاراجوا وفشلت حكومات الساندينيستيين في الحصول على الأغلبية وأتت حكومة غير شيوعية إلى الحكم.
الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/49)
أنطاكية
أنطاكية مدينة تجارية في تركيا يبلغ عدد سكانها 123,900 نسمة. تقع مدينة أنطاكية في وادي العاص الأدنى، مركز لواء الإسكندرونة أسفل السفح الغربي لجبل حبيب النجار، وتبعد عن مدينة اللاذقية السورية نحو 110كم ومثلها عن مدينة حلب، ويخترقها نهر العاص. وأنطاكية مدينة تاريخية قديمة أسسها سلوقس عام 300 ق. م، فأصبحت عاصمة الدولة السلوقية. عدت أنطاكية في العصر الروماني الثالث المدينة الثالثة بعد روما والإسكندرية، فصارت كرسيا رسوليا.
حررها العرب المسلمون عام 638م بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح، واحتلها الصليبيون فأصبحت إحدى الإمارات الصليبية الأربع لفترة 170 عاما حتى حررها الظاهر بيبرس. ثم ضمها العثمانيون في 1516م فأهملوا شأنها وتحولت إلى بلدة صغيرة. وفي عهد الانتداب الفرنسي لسوريا أصبحت أنطاكية المركز الإداري للواء.
يعمل سكان أنطاكية بالزراعة والصناعة، واكتسبت أهميتها التجارية لوقوعها عند ملتقى الطرق التي تصل بلاد الشام بآسيا الصغرى. وتتمتع المدينة بشهرة سياحية لأهميتها التاريخية. تنازلت فرنسا عن أنطاكية لتركيا عام 1939م، في عهد الانتداب الفرنسي على سوريا بموجب معاهدة أنقرة الثانية.
http://www.mawsoah.net/gae_portal/maogen.asp?main2&articleid=! أنطاكية! 014210_1(أمكنة/50)
أوروبا
أثرت أوروبا كثيرا في تاريخ العالم، إذ إنها تحتل الخمس الغربي من أكبر كتلة من اليابسة في العالم. وتمتد قارة أوروبا من المحيط المتجمد الشمالي إلى البحر الأبيض المتوسط في الجنوب، ومن المحيط الأطلسي في الغرب إلى جبال الأورال في الشرق.
وتعد أوروبا أصغر القارات حجما باستثناء أستراليا، وتأتي في المرتبة الثالثة بعد قارتي آسيا وإفريقيا من حيث عدد السكان.
توجد في أوروبا حوالي خمسين لغة وأكثر من مائة لهجة. كانت اللغات دائما من أسباب التفرقة والوحدة في كل أنحاء القارة. فالناطقون بلغة واحدة، غالبا ما يشعرون بالترابط فيما بينهم، وبالفرقة عن الناطقين بلغة مختلفة.
يعد الدين النصراني إلى حد كبير الدين الرئيسي في أوروبا. معظم النصارى بأوروبا من أتباع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، ويعيش الكاثوليك في الأقاليم الجنوبية من أوروبا الغربية وفي المناطق الشمالية من أوروبا الشرقية.
يتنوع المناخ في أوروبا فيختلف من إقليم لآخر. إلا أن معظم أجزاء القارة يتمتع بمناخ معتدل، لكن أوربا دون غيرها تمتع بمناخ أكثر اعتدالا من بعض أجزاء آسيا وأمريكا الشمالية اللتين تقعان في خطوط العرض نفسها.
تدل الأحافير التي اكتشفها العلماء على أن الإنسان الأول عاش في أوروبا منذ أكثر من مليون عام. وأهم الأشكال المعروفة عن إنسان ما قبل التاريخ إنسان نياندرتال والإنسان الكرومانيوني.(أمكنة/51)
هذا ولقد قامت الحضارات الأوروبية الأولى في جزر بحر إيجة شرقي اليونان. ازدهرت الحضارة الإيجية في الفترة بين 3000 ق. م و1200 ق. م. فكان سكان بعض الجزر الإيجية، خاصة في جزيرة كريت، يستخدمون نظاما للكتابة، كما كان بينهم البحارة المغامرون والتجار. ولقد اجتاحت قبائل من الفرسان، التي كانت تسكن المنطقة التي تقع شمال شرقي البحر الأسود، أوروبا جنوبا وغربا وكان ذلك نحو عام 2000ق. م. كان هؤلاء المحاربون من رجال القبائل يعملون رعاة في السهول الخضراء التي تقع بمنطقتهم. ولقد تمكن هؤلاء من نشر ثقافة الحرب والقتال في معظم أنحاء أوروبا عند غزوهم لعدد كبير من القرى.
وفي أواخر القرن الثاني الميلادي بدأت بعض القبائل القوية في الشمال والشرق تهديد الإمبراطورية الرومانية التي لم تعد تستطيع الدفاع عن جميع حدودها. فقد كانت الخلافات الداخلية تمثل تهديدا آخر للإمبراطورية، بدأت الإمبراطورية تتفكك على أثره حتى أعاد الإمبراطور قسطنطين توحيدها عام 324م.
وفي عام 395م انقسمت الإمبراطورية الرومانية بصورة نهائية إلى إمبراطوريتين. فأصبح النصف الشرقي الإمبراطورية الرومانية الشرقية أو البيزنطية وكانت عاصمتها القسطنطينية (الآن إسطنبول، تركيا) . أما باقي الإمبراطورية فأصبح الإمبراطورية الرومانية الغربية وكانت عاصمتها روما.
امتد عصر النهضة الأوروبية لفترة ثلاثمائة عام ولقد نشأت الأوروبية في أوائل القرن الرابع عشر الميلادي، وأواخر العصور الوسطى، في إيطاليا، وانتشرت في معظم أنحاء أوروبا خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين. وكان لفكر عصر النهضة التأثير الأكبر على الحضارة الغربية منذ ذلك الحين.
المصدر: موقع الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/52)
أوطاس
واد في ديار هوازن فيه كانت وقعة حنين للنبي صلى الله عليه وسلم ببني هوازن ويومئذ قال النبي صلى الله عليه وسلم حمي الوطيس وذلك حين استعرت الحرب وهو صلى الله عليه وسلم أول من قاله، وقال ابن شبيب: الغور من ذات عرق إلى أؤطاس وأوطاس على نفس الطريق ونجد من حد أوطاس إلى القريتين، ولما نزل المشركون بأوطاس قال دريد بن الصمة وكان مع هوازن شيخا كبيرا بأي واد أنتم قالوا بأوطاس قال نعم مجال الخيل، لا حزن ضرس. ولا سهل دهس.
وقول دريد هذا حدا ببعض الباحثين أن يظن أن أوطاسا من حنين، وليس الأمر كذلك، بل هو بعيد عنه، فأوطاس سهل يقع على طريق حاج العراق إذا أقبل من نجد قبل أن يصعد الحرة، فالحاج، حاج البصرة - إذا تسهل من كشب مر بطرف وجرة الشمالي، ثم في غمرة، وبها بركة تنسب إلى زبيدة، ثم يجزع وادي العقيق - وليس هذا بعقيق المدينة - ثم يسير في أوطاس ساعة، فهي ضفة العقيق اليسرى، ثم يصعد الحرة فيرد الضريبة الميقات، فهي شمال شرقي مكة، وشمال بلدة عشيرة، وتبعد عن مكة قرابة (190) كيلا على طريق متعرجة، وكان حاج العراق يخرج من مكة على طريق واحدة هي طريق المنقى، فإذا وصل إلى أوطاس افترق، فذهب البصري يمينا، والكوفي ثم البغدادي يسارا.
المصدر:
كتاب معجم البلدان
وموقع
http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%C3%E6%D8%C7%D3(أمكنة/53)
أوغندا
أوغندا قطر يقع في وسط إفريقيا، تتمتع أوغندا بمناظر طبيعية رائعة وتشمل الجبال التي يغطيها الجليد، والغابات الاستوائية الكثيفة، والمناطق شبه الصحراوية. وتغطي البحيرات سدس مساحة أوغندا، ويقع فيها جانب من بحيرة فيكتوريا ثانية أكبر بحيرة مائية عذبة في العالم. وتتجوّل الحيوانات البرية في حظائرها الطبيعية الواسعة.
حكمت بريطانيا الإقليم بوصفه محمية أوغندا نحو70 عاما، ونالت أوغندا استقلالها عام 1962م، عاصمتها وأكبر مدنها كمبالا.
معظم الأوغنديين من الإفريقيين السود، ولكل مجموعة من العشرين مجموعة عرقيّة في أوغندا لغتها الخاصة تقريبا، وليس لأوغندا لغة مفهومة للجميع. والغاندا، والذين يسمون أيضا الباغاندا هم أكبر المجموعات وأكثرها ثروة، ويسكنون في وسط وجنوبي أوغندا، ويعدّ نظامهم السياسي والاجتماعي من الأنظمة الأكثر تطورا في وسط إفريقيا. كان للغاندا إلى 1967م ملكهم الخاص الذي يسمى الكاباكا وبرلمانهم الذي يسمى لوكيكو.
ومعظم الغاندا مزارعون، وتقوم النساء بالقدر الكبير من العمل في المزارع، يسكن الغاندا في منازل جدرانها من الطوب المحروق واللّبن والإسمنت وسقفها من ألواح حديدية مموّجة.
وهناك ثلاث مجموعات عرقية أخرى في جنوب أوغندا مثل الغاندا، كان لهم ملوك حتى 1967م. يعمل معظم السكان بالزراعة، ولكن الكارموجنق في الشمال الشرقي ومجموعات عرقية أخرى في المناطق الأكثر جفافا في الشمال، يتجولون بقطعانهم، ويلبّد رجال الكارموجنق شعرهم بالطين الملون في أنماط متقنة.
يمارس العديد من الأوغنديين ديانات إفريقية تقليدية، وأقل من نصف السكان من النصارى، كما تبلغ نسبة المسلمين نحو 40% من السكان. يستطيع أكثر من نصف السكان القراءة والكتابة. إلا أن النظام التعليمي في أوغندا قد تدهور تدهورا حادّا منذ مطلع السبعينيات من القرن العشرين بسبب الاضطرابات المدنية في البلاد. توجد جامعة ماكيريري في كمبالا.(أمكنة/54)
معظم أوغندا هضبة يبلغ ارتفاعها حوالي 1,200م فوق مستوى سطح البحر. تنمو غابات كثيفة في الجنوب، ومعظم الشمال تغطيه السافانا وهي أعشاب وشجيرات قصيرة، بينما بعض المناطق الشمالية الشرقية شبه صحراوية.
توجد المرتفعات بالقرب من الحدود الشرقية والغربية. وفي الشرق تصل قمة إلجون إلى 4,321م وتصل قمة جبل مارجريتا إلى 5,109م في سلسلة جبال رونزوري في الجنوب الغربي. يقع وادي الأخدود العظيم إلى الشرق من المرتفعات الغربية. ويشتمل الأخدود على بحيرات البرت وإدوارد وجورج. وتمثل منابع النيل الأبيض تصريفا للمياه في أوغندا.
يمر خط الاستواء جنوبي أوغندا.
الشاي أهم المحاصيل النقدية في أوغندا.
نبذة تاريخية: بحلول المائة عام الأولى لميلاد المسيح كان الناس في تلك الأجزاء المعروفة بأوغندا حاليا قد طوروا الزراعة واستخدام الحديد، ونظموا في وقت لاحق شكلا لحكومة يترأسها الزعماء.
جاء التجار العرب إلى المنطقة حوالي عام 1850م، وبحلول ذلك الوقت كان الغاندا قد أنشأوا أغنى وأقوى مملكة سمّيت بوغاندا، وكان لهذه المملكة جيش كبير ونظام حكم متطور جدا. وصل المكتشفون والبعثات التنصيرية من بريطانيا إلى أوغندا خلال ستينيات وسبعينيات القرن التاسع عشر. وفي عام 1894م، جعلت بريطانيا بوغاندا محمية بريطانية.
وفي وقت لاحق من تسعينيات القرن التاسع عشر، توحّدت بوغاندا وثلاث ممالك أخرى وكوّنت محمية بريطانية. وحازت أوغندا حدودها الحالية في عام 1926م. وأصبحت المحاصيل النقدية مثل البن والقطن أساسا لاقتصاد أوغندا. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في عام 1945م، أدّى الإفريقيون دورا متزايد الأهمية في حكم أوغندا، وأراد العديد من الغاندا أن تصبح مملكتهم مستقلة. في 9 أكتوبر 1962م أصبحت أوغندا مستقلة.
المصدر: موقع الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/55)
أوهايو
أوهايو ولاية في المنطقة الغربية الوسطى من الولايات المتحدة، وهي إحدى الولايات الصناعية الرئيسية. ساعد وجود المياه الوفيرة وخام المعدن في أراضيها والموقع المركزي على جعلها منطقة صناعية مهمة. كذلك نمت أوهايو كولاية زراعية حيث تمتد فيها الأراضي الزراعية الخصبة التي تكوّن جزءا من حزام القمح الكبير في المنطقة الغربية الوسطى.
ولد سبعة من رؤساء الولايات المتحدة بالولاية (التي تسمي نفسها أم الرؤساء) وعاصمة أوهايو هي كولمبس. وقد كونت الأنهار الجليدية معظم أراضي أوهايو منذ آلاف السنين. ويتدفق نهر أوهايو على امتداد الحدود الجنوبية والجنوبية الشرقية للولاية.
تكوّن سهول البحيرات العظمى في شمال أوهايو جزءا من أراض خصبة منخفضة تمتد على طول البحيرات العظمى. وتتم فيها زراعة الفواكه والخضراوات.
وتعتبر سهول التيل في غرب أوهايو من بين أكثر الأراضي الزراعية خصوبة في القطر. وفي هضبة الأبلاش الوعرة توجد أجمل الأراضي حيث التلال والأودية والغابات الواسعة والشلالات. كذلك تحتوي هذه الهضبة على أكثر مناطق أوهايو ثراء بالمعادن. يوجد إقليم العشب الأزرق في أوهايو الجنوبية وهو منطقة مثلثة صغيرة ذات أراض جبلية ومتدرجة تدرجا سهلا.
وتستقطب الصناعات الخدمية حوالي ثلثي عمال ولاية أوهايو. وتعتبر تجارة الجملة والتجزئة الصناعة الخدمية الرئيسية بالولاية. ويمر عبر مينائي توليدو وسينسناتي الجزء الأكبر من تجارة الجملة. وتشتمل النشاطات الأخرى من الصناعات الخدمية المهمة على الخدمات المصرفية والتعليم والرعاية الصحية والنقل.
يعتبر التصنيع النشاط الاقتصادي المهم الوحيد في الولاية، وتختلف البضائع المنتجة اختلافا واسعا. فهي تشتمل على قطع غيار الطائرات والآلات والسيارات وعلى الصابون والفولاذ واللدائن (البلاستيك) .(أمكنة/56)
يعتبر الفحم والغاز الطبيعي أهم المنتجات التعدينية حيث يوجد في شرق وسط أوهايو أكبر مناجم الفحم الحجري كما يوجد الغاز الطبيعي بصورة رئيسية في الجنوب الشرقي من ولاية أوهايو.
وتوفر محاصيل الحقول معظم دخل أوهايو الزراعي. وتعد أوهايو من بين منتجي الصدارة للذرة الشامية وفول الصويا بالولايات المتحدة. عندما وصل أوائل المستوطنين البيض كانت تعيش في المنطقة قبائل متعددة. أدى نزاع فرنسا وبريطانيا على أراض في شمال أمريكا بما في ذلك إقليم أوهايو، إلى الحرب الفرنسية الهندية (1754-1763م) وبعد الحرب تنازلت فرنسا عن مطالبتها بأوهايو.
وقد باشرت الولايات المتحدة السيطرة على الإقليم بعد الثورة الأمريكية (1775-1783م) وأصبحت أوهايو ولاية في 1 مارس عام 1803م. أدت التجارة على نهر أوهايو وقنواته والسكك الحديدية المقامة هناك إلى ازدهار الحالة الاقتصادية في الإقليم.
أسست مشاريع تحكّم في الفيضانات بعد أن عانت أوهايو من فيضانات مدمرة عام 1913م. بدأت تجارة أوهايو العالمية في النمو في الستينيات من القرن العشرين بعد أن أصبحت ثمان من مدن أوهايو على بحيرة إيري موانئ على ممر سانت لورنس البحري. وفي الثمانينيات أجبر تدني أسعار المحاصيل والماشية العديد من صغار مزارعي أوهايو على ترك العمل.
الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/57)
إرتيريا
إرتريا قطر صغير يقع على الساحل الإفريقي الشمالي الشرقي. ويمتد هذا القطر على ساحل البحر الأحمر بين السودان وجيبوتي وشمال إثيوبيا. وعاصمة إرتريا هي مدينة أسمرا وهي أكبر المدن.
كانت إرتريا منذ عام 1952م وحتى أوائل التسعينيات تتبع إثيوبيا. لكن حربا أهلية نشبت في سنة 1961م بين الثوار الإرتريين الذين كانوا يريدون الاستقلال وبين جنود الحكومة الإثيوبية. وانتهت هذه الحرب في سنة 1991م لصالح الإرتريين وغيرهم من الثوار على الحكومة الإثيوبية. واستطاعت إرتريا أن تحقق استقلالها أخيرا في عام 1993م.
يعيش حوالي 84% من سكان إرتريا في مناطق ريفية، كما يسكن حوالي 16% منهم في المناطق الحضرية. وينحدر معظم أهالي إرتريا من شعوب نزحت من شبه الجزيرة العربية ومن إقليم سودان وادي النيل، وقد استقر هؤلاء في إرتريا منذ حوالي سنة 2000ق. م. وتشكل اللغة التيجرينية لغة الأغلبية في البلاد، تليها في الترتيب اللغة التيجرية إذ إنها شائعة الاستعمال هناك، والتجرينية والتيجرية لغتان ساميتان. أما اللغة العربية فإنها تستعمل في المنطقة الساحلية بإرتريا. وهناك بعض القبائل الرعوية التي تتحدث بلغة العفار، أو بعض اللغات الأخرى.
ويعمل حوالي 80% من سكان إرتريا بالزراعة أو الرعي. وتعيش العائلات التي تعمل بالزراعة في مناطق محاطة بأسوار أو جدران. وللمساكن سقوف مسطحة من القش، كما أن بعضها مصنوع من ألواح الزنك، ذات شكل منحدر. وتتكون معظم الأسر التي تعمل بالزراعة من أجيال من العائلات، قد يصل عددها أحيانا إلى عشرات من الأقارب. أما الرعاة فإنهم يتنقلون من مكان لآخر ومعهم حيواناتهم المختلفة التي يربونها.(أمكنة/58)
تأثر نظام التعليم في إرتريا بالدول التي استعمرتها وهي إيطاليا أولا ثم بريطانيا فيما بعد. ولما قامت حرب التحرير سنة 1381هـ، 1961م كان لها أثر سلبي على سير التعليم في البلاد. ونتيجة لذلك فإن عددا كبيرا من الأطفال الإرتريين، قد حرموا من التعليم النظامي، ولذلك فقد أصبحت الأمية تشكل تحديا للمسؤولين. ولإرتريا جامعة واحدة هي جامعة إرتريا بأسمرا.
تبلغ مساحة إرتريا 117,598 كم². وتمتد البلاد على طول ساحل البحر الأحمر من رأس كسار إلى مضيق باب المندب، وتبلغ هذه المسافة حوالي 1,000 كم. ويتفاوت عرض الخط الساحلي في اتساعه بين 16 و64كم.
ويرتفع السهل إلى أراض مرتفعة في الجزء الأوسط من البلاد حيث يوجد جبل سويرا في تلك المرتفعات وهو أعلى قمة في إرتريا ويبلغ ارتفاعه 3,013م فوق سطح البحر. وتنحدر المرتفعات الإرترية إلى أراض منخفضة في الغرب. وتغطي صحراء الدناقل الجزء الجنوبي الشرقي من هذا القطر.
درجات الحرارة تتفاوت في إرتريا بين 27°م على الساحل و16°م على المرتفعات. ويتلقى الساحل حوالي 15 إلى 25سم من الأمطار سنويا، كما تتلقى المرتفعات ما يصل إلى 61سم من الأمطار. وفي معظم أنحاء القطر تهطل الأمطار بغزارة في شهر يونيو ويوليو.
واجه الاقتصاد الإرتري تدهورا عظيما بسبب الحرب بين إرتريا وإثيوبيا؛ واستمرت هذه المشكلات الاقتصادية حتى بعد انتهاء الحرب.(أمكنة/59)
وتعتبر الزراعة والرعي أهم الأنشطة الاقتصادية في إرتريا في المرتفعات الوسطى. أما الرعي فإنه ينشط بكثرة على الأراضي الساحلية وفي المنخفضات الغربية. وأهم منتجات القطر الزراعية: الشعير ومنتجات الألبان والعدس والدّخن والقمح. ويزرع الزراع حبوبا تعرف باسم تيف وهي حبوب تزرع في إرتريا وإثيوبيا بشكل واسع. ويتولى الرعاة تربية الماشية والأغنام والضأن. وقد أصيبت الزراعة في إرتريا بنكسات بسبب الجفاف الذي كان يضرب البلاد من حين لآخر. أما الري الصناعي الذي أدخل إلى البلاد في أثناء الاستعمار الإيطالي فإنه حل المشكلة إلى حد ما. وهناك نشاط لصيد الأسماك على ساحل البحر الأحمر وقد أسهم هذا النشاط في إنعاش اقتصاد البلاد.
أتلفت معظم مصانع إرتريا خلال الحرب وتوقفت عن العمل، والقليل من هذه المصانع مازالت تعمل. وتشكل أسمرا المقر الرئيسي للصناعة والإنتاج. ومن أهم المنتجات المصنعة والمستحضرة في البلاد: مواد البناء والسلع الجلدية والأطعمة المعلبة والملح.
في حوالي سنة 2000ق. م وصلت جماعات من داخل الأراضي الإفريقية واستقرت فيما يعرف الآن بإرتريا. وحوالي سنة 1000ق. م، بدأت جماعات من شبه الجزيرة العربية في الهجرة إلى إرتريا. وكانت مملكة أكسوم هي الدولة المهمة الأولى في تلك المنطقة. وبلغت تلك المملكة مرحلة مهمة حوالي سنة 50م، ثم ارتفع شأنها حتى بلغت القمة بين القرنين الرابع والسابع الميلاديين. وفي القرن السابع الميلادي تمكن المسلمون من فتح البلاد ونشر الإسلام.(أمكنة/60)
وتولّت الدولة العثمانية مسؤولية حكم المناطق الساحلية لإرتريا في القرن العاشر الهجري، السادس عشر الميلادي. وفي نفس الوقت تقريبا أخذت الممالك التي كانت تحكم الأراضي السودانية والأراضي الحبشية تتنازع بقية الأراضي الإرترية. وفي القرن التاسع عشر الميلادي حاولت كل من مصر وفرنسا وإيطاليا السيطرة على إرتريا. وفي سنة 1882م استولت إيطاليا على عصب. وفي عام 1889م كانت إيطاليا قد نجحت في الاستيلاء على كل إرتريا. واستخدمت بعد ذلك مصوّع قاعدة لغزو إثيوبيا.
ولكن الإمبراطور الأثيوبي منليك الثاني تمكن من هزيمة القوات الإيطالية سنة 1896م. غير أن إيطاليا مالبثت أن احتلت إثيوبيا سنة 1935م.
خلال الفترة التي كانت فيها إيطاليا تسيطر على إرتريا، قامت ببعض الاستثمارات في الحقل الزراعي، وأسست عددا من المصانع. دحرت القوات البريطانية الإيطاليين في سنة 1941م وطردتهم من إفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية. وقامت إدارة بريطانية عسكرية بحكم إرتريا. وفي عام 1950م تبنت الجمعية العمومية للأمم المتحدة قرارا، بأن تصبح إرتريا جزءا من إثيوبيا على أن تقيم لها حكما ذاتيا. ووضع هذا القرار موضع التنفيذ في سنة 1952م.
منعت الحكومة الإثيوبية بقيادة الإمبراطور هيلاسيلاسي قيام الأحزاب السياسية والنقابات العمالية في إرتريا. بيد أن الإرتريين بدأوا حركة سياسية أطلقوا عليها اسم جبهة تحرير إرتريا. واندلعت حرب التحرير في سنة 1961م بين جبهة التحرير الإرترية والحكومة الإثيوبية. وفي عام 1962م أعلنت إثيوبيا أن إرتريا أصبحت ولاية أثيوبية. وازداد عدم الرضا من جبهة تحرير إرتريا. وفي عام 1970م أنشئت جبهة تحرير إرتريا الشعبية. وأخذت هذه الجبهة تحل محل جبهة تحرير إرتريا شيئا فشيئا، لتصبح هي المنظمة السياسية الرئيسية في البلاد.(أمكنة/61)
في سنة 1974م وبعد مجاعة حادة في إثيوبيا استولى بعض كبار القادة العسكريين على الحكم في البلاد وأقصوا هيلاسيلاسي عن الحكم، وأقاموا حكومة انتقالية مؤقتة أطلقوا عليها الدرقو. وحاولت جبهة تحرير إرتريا الشعبية التفاوض مع هذه الحكومة حول استقلال إرتريا، غير أن الدرقو لم توافق على منح إرتريا استقلالها، واستمرت الحرب بعد ذلك. وفي عامي 1987م و1988م أدت الانتصارات التي حققتها كل من جبهة تحرير إرتريا الشعبية والقوات التابعة لإقليم التيجري في جنوبي إرتريا إلى انهيار الحكومة المركزية في كثير من أنحاء إثيوبيا.
وفي عام 1991م انضم الثوار الإرتريون مع جماعة من الثوار الذين كانوا بقيادة التيجريين لإسقاط الحكومة الإثيوبية. وأقامت الجماعة الثائرة بقيادة التيجريين حكومة جديدة لكل أثيوبيا باستثناء إرتريا. وأقام الإرتريون حكومتهم وحدهم. وأعلنوا رسميا استقلالهم عن إثيوبيا في 24 مايو عام 1993م بعد استفتاء عام أيد الاستقلال. أنتخب أسياس أفورقي عام 1995م رئيسا لإرتريا في أول انتخابات تقام بعد الاستقلال. وفي عام 1997م، اتخذت إرتريا لنفسها دستورا جديدا. لم ترسم الحدود بين إثيوبيا وإرتريا بعد استقلال الأخيرة؛ مما أدى إلى توتر مسلح بين البلدين في مايو 1998م. وفي مطلع عام 2000م، تطور النزاع إلى حرب شاملة احتلت، على إثرها، القوات الإثيوبية مناطق واسعة من إرتريا. وفي ديسمبر من العام نفسة وقع البلدان على معاهدة للسلام برعاية مجلس الأمن الدولي تضمنت إحدى فقراتها الموافقة على تشكيل لجنة لترسيم الحدود بين البلدين. أصدرت اللجنة حكما نهائيا ملزما في فبراير 2002م.
المصدر:
الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/62)
إريتيريا
أريتريا، وهي أرض تلي البحر الأحمر تبدأ من مضيق باب المندب جنوبا إلى جنوب " طوكر " في السودان.
ومن مدن هذا الإقليم: أسمرة: (العاصمة) ومصوع: الميناء الرئيسي، وكانت تسمى باضع، وإليها هاجر الصحابة في هجرة الحبشة، وعصب: ميناء في آخر الجنوب قرب عدول من أرض الدناكل.
http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%C7%E1%CD%C8%D4%C9(أمكنة/63)
إسرائيل
إسرائيل دولة أقامتها الصهيونية مدعومة من القوى العالمية، على أرض فلسطين العربية في 14 مايو 1948م.
في عام 1947م، أعلنت بريطانيا، الدولة التي انتدبتها عصبة الأمم على فلسطين، عن عزمها على إنهاء انتدابها لفلسطين وطلبت من هيئة الأمم المتحدة التدخل لحل الصراع بين الفلسطينيين واليهود الذين كانت غالبيتهم قد بدأت بالتوافد إلى فلسطين منذ نهاية ثلاثينيات القرن العشرين.
وفي 29 نوفمبر 1947م صدر القرار 189، الذي وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجبه على تقسيم فلسطين إلى دولتين: عربية ويهودية، مع وضع القدس تحت الوصاية الدولية. وقبل الصهاينة هذا القرار لأنه حقق لهم حلمهم في إقامة كيان قومي لليهود على أرض فلسطين، كما حقق لهم اعترافا دوليا بهذا الكيان. أما العرب الفلسطينيون فقد رفضوا قرار الأمم المتحدة آنف الذكر، لأنه لم يأخذ بعين الاعتبار أن الفلسطينيين هم أصحاب البلاد الشرعيين، ولا توجد سلطة في العالم تملك الحق في أن تقتطع جزءا من بلادهم وتمنحه للحركة الصهيونية لتقيم فيه دولة يهودية على أرضهم. كما أنه لم يأخذ بعين الاعتبار نسبة التوزيع السكاني، ذلك أنه حسب إحصائيات الأمم المتحدة، وسجلات الانتداب البريطاني لعام 1939م، لم يتجاوز عدد السكان اليهود الذين يحملون وثائق من الانتداب البريطاني 7% في فلسطين، أما الغالبية منهم فمهاجرون يهود قدموا من سائر أنحاء أوروبا، وبخاصة أوروبا الشرقية، ولذلك فهم في حكم الأجانب الغرباء على أرض فلسطين، وكان قرار الأمم المتحدة قد ساوى بينهم وبين العرب الذين كانوا يشكلون آنئذ نسبة 93% من مجموع السكان.
في 14 مايو 1948م أعلن اليهود من جانب واحد قيام دولة إسرائيل بزعامة ديفيد بن جوريون.
الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/64)
إسلام آباد
إسلام أباد عاصمة باكستان وتقع في الشمال. وقد بنيت إسلام أباد في الستينيات من هذا القرن، وكثير من عمائرها مزيج من التصميم الفني الحديث والعمارة الإسلامية التقليدية. ويبلغ عدد سكانها 204,364 نسمة.
مسجد الملك فيصل في إسلام أباد، من المساجد الكبيرة في العالم. قام بتصميمه المهندس التركي فيدات دالوكاي، وتم بناؤه عام 1985م.
وتتكون إسلام أباد من أربع مناطق رئيسية إدارية ودبلوماسية وتجارية وسكنية وتتألف المنطقة الإدارية من إسلام أباد الواقعة في الشمال من مبان حكومية وثقافية في معظمها، كما تضم مباني الجمعية الوطنية، ومنزل رئيس الجمهورية، وجامعة الشعب المفتوحة.
وتتألف المنطقة الدبلوماسية الواقعة في الركن الشمالي الشرقي من إسلام أباد بأكملها من سفارات أجنبية. أما المنطقة التجارية فتقع في وسط المدينة وتنقسم المنطقة السكنية إلى قطاعات تبلغ مساحة كل قطاع منها 3 كم². وكل قطاع وحدة مستقلة نسبيا. ولكل منها منطقة تجارية، ومركز صحي ومدارس ومسجد خاص بها.
يعمل معظم أهل إسلام أباد في الحكومة التي تخصص المسكن وفقا لمرتبة العامل. وقد عانى أولئك الذين لا يعملون لحساب الحكومة صعوبات في العثور على مساكن في إسلام اباد. ومعظمهم يعيشون في روالبندي وهي مدينة تقع على مقربة من العاصمة.
وفي عام 1959م، قررت الحكومة الباكستانية اختيار إسلام أباد لتكون العاصمة، بدلا من كراتشي. وبدأت أعمال التشييد في المدينة الجديدة عام 1961م. وفي أواخر الستينيات من هذا القرن، كانت معظم مكاتب الحكومة قد انتقلت إلى إسلام أباد.
وإسلام آباد مدينة حديثة، وهي مركز الإدارات الحكومية ورجال الأعمال. وكانت روالبندي المدينة القديمة المجاورة عاصمة الباكستان من 1959 - 1969م، وهي الفترة التي شيدت فيها إسلام آباد.(أمكنة/65)
إندونيسيا
إندونيسيا دولة إسلامية تقع في جنوب شرقي آسيا. وتتألف من أكثر من 17,500 جزيرة. وتقع هذه الجزر على خط الاستواء، وتمتد أكثر من 5,150كم. لا تتجاوز مساحة الكثير من هذه الجزر بضعة كيلو مترات مربعة.
يقسّم الكثير من الجغرافيين الجزر الإندونيسية التي يتجاوز عددها 17,500 جزيرة إلى ثلاث مجموعات. 1- جزر سوندا الكبرى 2- جزر سوندا الصغرى 3- المولوكاس.
ويسود إندونيسيا المناخ الحار الرطب. ويبلغ المتوسط السنوي لدرجة حرارة الأراضي المنخفضة 27م، أما في المناطق المرتفعة فهي أقل من ذلك. ولا يوجد تباين كبير في درجات الحرارة طوال العام؛ لذا يحدد الفصل في إندونيسيا تبعا للاختلاف في كميات الأمطار وليس تبعا للتغيّرات الحرارية. ويهطل على المناطق الأكثر جفافا من إندونيسيا ما بين 90-100سم من الأمطار سنويا، أما الأراضي المنخفضة في المناطق الأخرى من إندونيسيا فيهطل عليها 180- 320سم سنويا، مقابل 300-370سم في كاليمنتان وسومطرة. وتتزايد كميات الأمطار في الأراضي المرتفعة. وتحظى بعض المناطق الجبلية في إريان جايا في المتوسط بحوالي 640سم سنويا.
تحتل إندونيسيا المركز الرابع بين دول العالم من حيث حجمها السكاني بعد الصين والهند والولايات المتحدة الأمريكية. حيث قدر عدد سكان إندونيسيا عام 2004م بنحو 213,483,000 نسمة. ويعيش 60% من سكانها في جزيرة جاوة التي تشكل 7% من مجموع مساحة إندونيسيا. يدين معظم سكان إندونيسيا بالإسلام. كما يدين قليل منهم بالنصرانية، والبوذية، والهندوسية.
إندونيسيا غنية بتنوع مصادرها الطبيعية. فالكثير من أراضيها خصبة جدا لاحتوائها على الرماد البركاني. كما ساعدت الأمطار الوفيرة والمناخ المداري المزارعين على زراعة أنواع كثيرة من المحاصيل.(أمكنة/66)
وتعدّ الزراعة النشاط الاقتصادي الرئيسي في إندونيسيا، ويعمل بها أكثر من نصف سكان إندونيسيا. وتشمل المزارع الإندونيسية المزارع الكبيرة والتي تنتج البن وزيت النخيل والمطاط وقصب السكر والشاي والتبغ بهدف التصدير. ويزرع الأرز وهو المحصول الغذائي الرئيسي في مزارع صغيرة، ويأتي معظمه من جاوة كما تنتج المزارع الصغيرة، الموز، والمينهوت (الكاسافا) وجوز الهند والذرة والفول السوداني والتوابل والبطاطا الحلوة. ويعدّ المطاط المحصول النقدي الرئيسي، وهو رأس الصادرات الزراعية، كما يربي بعض المزارعين الجاموس المائي والأبقار والماعز والطيور.
في معظم تاريخها، تألفت المنطقة المعروفة الآن بإندونيسيا من عدة ولايات بعضها كبير، وبعضها صغير. وقد عرفت المنطقة سابقا باسم جزر الهند الشرقية، وكان يطلق على الجزء المعروف الآن باسم إندونيسيا جزر الهند الهولندية. وقد استعملت تسمية إندونيسيا لأول مرة عام 1850م. ولم تتشكل الأمة الإندونيسية الحديثة حتى الأربعينيات من القرن العشرين، حيث أخذ سكانها بعد ذلك يسمون أنفسهم الإندونيسيين.
وجد المؤرخون مؤشرات على النفوذ الهندي تعود إلى القرن الخامس الميلادي في إندونيسيا، مع أن النفوذ الهندي ربما يكون قد تطور في إندونيسيا قبل ذلك بمئات السنين. ولم يؤسس الهنود مستعمرات لهم في إندونيسيا، لكن بعض مظاهر الحضارة الهندية دخلت إندونيسيا عن طريق التجارة.
تنافست الممالك التي نمت في جاوة وسومطرة تحت النفوذ الهندي لنحو 1,000 سنة؛ فخلال القرن الثامن الميلادي تأسست مملكة هندوسية تدعى ماتارام في وسط جاوة وكان يحكمها حاكم يدعى سانجايا. وفي الوقت نفسه كانت في المنطقة أسرة بوذية تدعى شيلندرا (سادة الجبال) . وفي نحو عام 850م توحدت السلالتان بالزواج.(أمكنة/67)
دب النزاع بين الممالك البحرية والممالك البرية كالنزاع الذي وقع بين مملكتي سريفيجايا وماتارام. وأخذت هذه الدول القوية الجديدة الكثير من الأفكار الهندية فيما يتعلق بتنظيم الحكم واللغة، كما أظهرت القرى بعض التأثر بالهنود إذ كانت الأساطير الهندية تتلى في الوايانج، أي مسرح الدمى المتحركة والتي كانت تعرض في القرى.
جاء الإسلام إلى إندونيسيا مع التجار المسلمين من الهند والجزيرة العربية. وقد انتشر الإسلام تدريجيا بين الإندونيسيين؛ إذ بدأ يمد جذوره في إندونيسيا قبل انتهاء فترة النفوذ الهندي بوقت طويل. وفي العقد الأخير من القرن الثالث عشر الميلادي اعتنق أحد الحكام الإندونيسيين المحليين في شمالي سومطرة، ويدعى الملك الصالح الذي كان حاكما لباساي وأتباعه الإسلام. وزار الرحالة ابن بطوطة باساي عام 1345م، فوجد سلطانها كريما، مولعا بالحوار الديني، متواضعا يذهب للمسجد أيام الجمعة. وقام هذا السلطان بإرسال البعثات الدينية لتدعو الناس حول باساي إلى الإسلام.
وكان الإسلام أكثر نجاحا من النصرانية في جزر الهند الشرقية؛ فقد انتشر الدين الإسلامي غالبا بوساطة لغة الملايو، التي كانت تكتب بحروف عربية، والتي أدخلها المسلمون إلى منطقة إندونيسيا.
وانتشرت لغة الملايو لتصبح لغة إندونيسيا الحديثة. وانتشر الإسلام تدريجيا عبر الجزر الإندونيسية، ولا يزال انتشاره مستمرا، وبذلك تبلغ نسبة المسلمين في إندونيسيا في الوقت الحاضر 85% من مجموع السكان، أما عددهم فيفوق نظيره في أية دولة إسلامية أخرى.
وصل أول التجار الأوروبيين إلى جزر الهند الشرقية في مطلع القرن السادس عشر الميلادي. ولم يزرها من الأوروبيين قبل ذلك التاريخ سوى بعض الرحالة، فقد زارها ماركو بولو عام 1292م. وكان البرتغاليون أوائل الأوروبيين الذين أسسوا أول اتصال مستمر ومباشر مع إندونيسيا. ففي عام 1497م.(أمكنة/68)
سيطر المسلمون على معظم هذه التجارة، وكان البرتغاليون باستمرار في حرب معهم؛ لأنهم كانوا يرون في الإسلام عدوا للنصرانية. استمر النفوذ البرتغالي في إندونيسيا حتى مطلع القرن السابع عشر الميلادي، ولكن فقدت البرتغال في وقت وجيز كافة مستعمراتها هناك ولم يتبق لها سوى تيمور التي احتفظت بها حتى عام 1975م.
احتل اليابانيون إندونيسيا في مارس 1942م. وأعطت سلطات الاحتلال الياباني للإندونيسيين أعمالا مهمة، كان قد استثناهم منها الهولنديون. كما أعطى اليابانيون بعض الاعتراف بالقادة الوطنيين ليجعلوا حكمهم أكثر تقبلا. وفي 14 أغسطس 1945م استسلم اليابانيون للحلفاء. وفي 17 أغسطس من نفس العام أعلن سوكارنو وحاتا جمهورية إندونيسيا المستقلة، ولكن الهولنديين لم يعترفوا بهذا الإعلان.
وصلت القوات البريطانية إلى إندونيسيا بعد استسلام اليابان ووجدوا أن الوطنيين الإندونيسيين قد شكلوا حكومتهم. وعندما رجع الهولنديون وجدوا أن الحكومة الوطنية قد توطدت. وقد غادرت القوات البريطانية بنهاية عام 1946م تاركين الإندونيسيين والهولنديين في صراع من أجل السيطرة.
وفي عام 1946م توصل الإندونيسيون والهولنديون إلى اتفاقية، وعد الهولنديون بموجبها باستقلال محدود للإندونيسيين ضمن الاتحاد الهولندي. وفي ديسمبر 1949م ولدت جمهورية إندونيسيا الفيدرالية، وكان رئيسها الأول سوكارنو ورئيس وزرائها محمد حاتا.
أصبحت إندونيسيا عضوا في الأمم المتحدة في 28 سبتمبر 1950م، وبذلك حصلت على اعتراف دولي بها. وفي البداية عملت الحكومة تحت دستور اتحادي، لأن الاتحاد الفيدرالي في نظر الهولنديين هو الوسيلة الوحيدة لضمان وزن متساو للجزر ذات الحجم السكاني الصغير مع الجزر الكثيفة السكان مثل جاوة التي يعيش فيها ثلثا سكان إندونيسيا. وقام حكام إندونيسيا بتغيير الدستور. وفي أغسطس 1950م أصبحت إندونيسيا، تعرف باسم الولايات الاتحادية لجمهورية إندونيسيا.(أمكنة/69)
http://www.mawsoah.net/gae_portal/maogen.asp?main2&articleid=! أندونيسيا! 100910_0(أمكنة/70)
إيران
إيران دولة إسلامية، وهي بلد قديم في الشرق الأوسط بمنطقة جنوب غربيّ آسيا. أرضها ذات جبال يغطّي قممها الثلج، وبها أودية خضراء وصحار قاحلة. وطهران العاصمة أكبر مدينة.
يتزايد عدد سكان بمعدل 2,5% سنويا تقريبا ومع ذلك فإن كثافة السكان في إيران ضئيلة، وتبلغ 45شخصا/كم².
لغة إيران الرسمية هي الفارسية، وتنتمي اللغة الفارسية إلى عائلة اللغات الهندو أوروبية. وقد استعارت كلمات كثيرة من اللغة العربية، وتكتب بالأحرف العربية.
نسبة 99% من الشعب الإيراني مسلمون. وينتمي أكثر من 95% منهم إلى طائفة الشيعة. والمذهب الشيعي هو المذهب الديني الرسمي لإيران. وينتمي معظم الباقين إلى طائفة السّنة. ويمثّل البهائيون أقلية دينية.
كما يوجد في إيران بعض النصارى واليهود وأتباع دين فارسي قديم يسمى الزرادشتية. تتعامل الحكومة الإسلامية بحزم مع الأقليّات الدينية في إيران.
يختلف مناخ إيران من إقليم لآخر حيث تنخفض درجات الحرارة في المناطق الجبلية في الشمال الغربي إلى 29°م تحت الصفر. ولكن فصول الشتاء الطويلة القاسية تتبعها فصول الصيف المعتدلة. وعلى النقيض، فإنّ فصول الصيف في سهول خوزستان بالغة الحرارة والرطوبة، ويبلغ متوسط درجة الحرارة فيها حوالي 35°م. ولكن فصول الشتاء في السهل معتدلة ولطيفة.
مناخ معظم الهضبة الداخلية جاف جدّا. يسقط المطر في طهران التي تقع على الهضبة عند سفح جبال إلبرز بمعدل حوالي 23سم فقط في السنة. وتتراوح نسبة درجات الحرارة في المدينة بين درجتين مئويتين في يناير و29°م في يوليو. تنخفض درجات حرارة الشتاء إلى التّجمد في الصحراء الملحية الكبرى وصحراء لوط، ولكن درجات حرارة الصيف ترتفع عاليا حتى تصل إلى 54°م. ويسقط ما متوسطه حوالي 5سم من المطر على الصحارى سنويّا.(أمكنة/71)
في العهود الأولى كانت الحضارة الرئيسية الأولى فيما يعرف الآن بإيران هي حضارة العيلاميّين الذين ربّما استقروا في جنوب غربي إيران في عهد مبكّر يعود إلى 3000 سنة ق. م. وفي القرن السادس عشر قبل الميلاد، بدأ الآريون الهجرة إلى إيران من آسيا الوسطى وفي النهاية، استقرت مجموعتان رئيسيتان في إيران. استقرت مجموعة في الشمال الغربي وأنشأت مملكة ميديا. وسكنت الأخرى جنوبي إيران في منطقة سماها الإغريق فيما بعد برسيس. وبحلول القرن السابع قبل الميلاد، كان الميديّون قد أصبحوا حكام الفارسيين.
الإمبراطورية الأخمينيّة. في حوالي سنة 550ق. م، أطاح الفارسيون، بقيادة قورش الكبير، بالميديين. كان قورش أحد أفراد سلالة فارسية حاكمة تدعى الأخمينيون، ثم أضاف قمبيز بن قورش، مصر إلى الإمبراطورية الأخمينية في عام 525ق. م.
فتحت الجيوش العربية الإسلامية إيران في منتصف القرن السابع الميلادي. ودخل معظم الإيرانيين في الدين الإسلامي، وحلّت اللغة العربية محل الفارسية كلغة رسمية لإيران. وبحلول منتصف القرن التاسع الميلادي، كانت إيران قد أصبحت مركزا عالميا للفن والأدب والعلوم. ولكن الصبغة العربية ضعفت أثناء القرن العاشر الميلادي، وانقسمت إيران إلى عدد من الممالك الصغيرة.
وفي السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر، والسنوات الأولى من القرن العشرين الميلادي، أدخل المثقفون الإيرانيون ومن تأثر منهم بالغرب، أفكارا جديدة عن الحرية السياسية إلى البلد.
في أواخر السبعينيات من القرن العشرين الميلادي، اتحدّ مختلف معارضي الشاه تحت زعامة آية الله الخميني. وفي يناير 1979م، غادر الشاه إيران بعد مظاهرات وإضرابات وشغب على نطاق واسع ضدّ حكمه. وفي الشهر التالي، سيطر الثوريون على الحكومة.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/72)
إيطاليا
هي دولة أوربية تقع في جنوب القارة الأوربية، يحدها من الشمال جبال الألب، ويوجد داخل أراضيها دولتان مستقلتان هما: الفاتيكان وسان مارين، وتتكون إيطاليا من ثلاثة أجزاء أساسية: الأرض المتصلة بأوربا التي عادة ما يتم وصف شكلها بالحذاء، وجزيرتين هما: صقلية وسردينيا.
مساحة إيطاليا تقارب 300.000 كيلو متر مربع، وشكل البلاد جغرافيا هو كالحذاء الممتد داخل البحر الأبيض المتوسط بساحل يبلغ مجمل طوله 7600 كم، تتبع إيطاليا جزر عدة أهمها جزيرتا سردينيا وصقلية.
اللغة الإيطالية هي اللغة الرسمية هناك لغات هي أقرب إلى أن تكون لهجات مختلفة منتشرة في البلاد، وخاصة في جزر سردينيا وصقلية.
الديانة الأكثر انتشارا هي المسيحية الكاثوليكية التي كانت روما مركزا لها حتى عام 1929، إلى أن تم إنشاء دولة الفاتيكان المستقلة في قلب روما في ذلك العام، وهناك أقليات بروتستانتية ويهودية ومسلمة، بينما يشكل الإسلام أسرع الديانات نموا هناك.
تحول الاقتصاد الإيطالي من اقتصاد زراعي إلى اقتصاد صناعي بعد الحرب العالمية الثانية، لتشكل اليوم خامس أقوى اقتصاد بالعالم، والقطاع الحكومي يلعب دورا مهما في الاقتصاد الإيطالي.
هناك فجوة بين الشمال الصناعي والجنوب الزراعي، وأهم المراكز الصناعية في الشمال تتركز حول المدن الكبرى وخاصة ميلانو، ويمكن مقارنة اقتصاد الشمال الإيطالي بدول شمال أوربا، بينما يعد اقتصاد الجنوب شبيه باقتصاد الدول الفقيرة في الاتحاد، يضاهي دخل الفرد إجمالا في إيطاليا دخل الفرد في فرنسا وبريطانيا.(أمكنة/73)
منذ القرن الحادي عشر قبل الميلاد ولفترة ألف وخمسمائة سنة تقريبا كان تاريخ إيطاليا هو في الواقع تاريخ الإتروسكانيين وتاريخ روما القديمة، آخر إمبراطور روماني هو رومولوس أوغسطولس الذي هزم في إيطاليا سنة 476م على يد الزعيم الجرماني أدواسر، وكانت هزيمته المعلم التاريخي لنهاية الجزء الغربي من الإمبراطورية الرومانية، ومنذ ذلك التاريخ حتى عام 1861م حين توحدت إيطاليا كانت إيطاليا خلال معظم ذلك الوقت واقعة تحت سيطرة دويلات صغيرة، وكانت فريسة سهلة لكل من أراد الاستيلاء على إيطاليا، وعندما نشبت حرب الأسابيع السبعة بين النمسا وألمانيا التي كانت تحت رئاسة بسمارك تحالف كافور (حاكم إيطاليا) مع بسمارك لفتح جبهة ثانية للنمسا، ومع أن الجيوش الإيطالية لم تستطع إحراز نصر إلا أن بسمارك تغلب على النمسا، وأملى شروطه عليها سنة 1866م، ونالت إيطاليا البندقية.
أخذت إيطاليا تحاول توسيع رقعة نفوذها في العالم بعد توحيدها، فاشتركت في الحلف الثلاثي سنة 1882م، وانضمت إلى إمبراطورية النمسا والمجر والإمبراطورية الألمانية، واستولت على إرتريا عام 1896م، وكانت إرتريا تابعة لمصر كجزء من السودان الشرقي، ثم حاولت أن تزيد من نفوذها في الحبشة للاستيلاء عليها، وفي سنة 1911م انقضت على ليبيا التي كانت تحت الحكم العثماني واستولت عليها.
بدأت تظهر ملامح جديدة للجمهورية في إيطاليا بين عامي 1945م و1948م، ففي 9 مايو 1946م تخلى الملك فكتور إيمانويل الثالث عن عرش إيطاليا، وخلفه ابنه همبيرت الثاني، وبعد انتخابات برلمانية حرة اختار المجلس التشريعي المنتخب الدستور الجديد الذي أعد لتحكم البلاد بموجبه وذلك في عام 1947م.
المصدر:
الموسوعة العربية العالمية - الموسوعة الحرة ويكيبيديا(أمكنة/74)
إيلياء
هو أحد أسماء بيت المقدس (القدس) وهو مشتق من كلمة (إيلوس) اسم الأسرة التي ينتمي إليها الإمبراطور الروماني (هادريان) (117-138 م) ومعنى الكلمة (الشمس) ، وقد أطلق اسم إيليا على أورشليم بعد أن هدمها القائد الروماني (تيتوس) سنة 70 م، وجدد بناءها (هادريان) بعد ذلك وأطلق عليها اسم (إيليا) .
تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير(أمكنة/75)
استانبول
استانبول (الآستانة) أكبر مدن تركيا، وميناؤها البحري. عدد سكانها 6.620.600 نسمة.
وتعد المدينه الكبيرة الوحيدة الواقعة في قارتين هما آسيا وأوروبا. وتقع عند الطرف الجنوبي من خليج البوسفور، وهو مضيق في الشمال الغربي من تركيا. وكانت إسطنبول منذ أمد طويل واحدة من أهم مدن العالم. فقد كانت هي القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية الرومانية، ثم البيزنطية بعد ذلك. ثم أصبحت عاصمة الدولة العثمانية من عام 857هـ، 1453م حتى عام 1341هـ، 1922م، وعرفت إبان هذه الفترة باسم الآستانة. وفي عام 1342هـ، 1923م أصبحت العاصمة أنقرة مع مولد الجمهورية التركية. إلا أن إسطنبول ظلت أهم مركز للتجارة والصناعة والثقافة.
تغطي إسطنبول مساحة قدرها 238كم²، وتبلغ مساحة المنطقة الأوروبية حوالي مرة ونصف مرة أكبر من المنطقة الآسيوية، ويسكن 75% من سكانها في الجانب الأوروبي. وتتألف إسطنبول الآسيوية أساسا من مناطق سكنية وتسهيلات للموانئ.
ويقسم القرن الذهبي إسطنبول إلى قسمين: أحدهما عصري، والآخر قديم. ويقع القسم القديم جنوب القرن الذهبي، ويقع القسم العصري شماله. وتشكّل المساجد القديمة أفق المنطقة القديمة، وتنعطف الأزقة المرصوفة بالحصى الكبير عبر المناطق الجبلية لتربط المناطق الحكومية والتجارية بالحدائق والميادين والأحياء السكنية. ويحتفظ بعض أجزاء القسم القديم ببعض الحرف. فهناك على سبيل المثال شارع للنحاسين، ومناطق عديدة لحوانيت القرميد، وشارعان لباعة الكتب، كما يضم القسم القديم سوقا كبيرا مغطى يضم حوالي 400 حانوت
والجزء العصري من إسطنبول الأوروبية أهم منطقة تجارية فيها، وتشكل الفنادق والمباني الإدارية الحديثة أفق المدينة، ومن المألوف أن تجد في القسم العصري الشوارع الفسيحة.(أمكنة/76)
وفي إسطنبول قرابة 1000 مسجد و25 كنيسة بيزنطية وكثير من المتاحف. وفي الثلاثينيات من القرن السادس الميلادي، بنى الإمبراطور جستنيان الكاتدرائية الأرثوذكسية الضخمة المسماة أيا صوفيا. وقد تحولت إلى مسجد في عام 857هـ، 1453م. ومنذ عام 1354هـ، 1935م، صارت متحفا. وتضم أشهر مساجد إسطنبول المسجد السليماني، وجامع السلطان أحمد. وقد قام بتصميم المسجد السليماني، الذي اكتمل بناؤه في عام 965هـ، 1557م، المهندس المعماري الأستاذ سنان. وكثيرا ما يسمى مسجد السلطان أحمد المسجد الأزرق لأن جزأه الداخلي مزيّن بالقيشاني الأزرق. وهو المسجد الوحيد في إسطنبول الذي فيه ست مآذن. ويوجد كذلك في إسطنبول قصر توب كابي، وهو متحف كان يوما ما مقرا للسلاطين الأتراك، وتقوم أطلال قنوات جر المياه وأسوار المدينة القديمة خارج المدينة، ويطل حصن رميلي هزار الصغير، الذي بني عام 1452م، على البوسفور شمالي المدينة تماما.
معظم سكان إسطنبول أتراك مسلمون، وتضم أقليات من اليهود والنصارى والأرمن. وقد زاد عدد سكان إسطنبول كثيرا منذ أوائل القرن العشرين، وفي عام 1401هـ، 1980م، كان في المدينة ثلاثة أضعاف عدد السكان الذين كانوا بها عام 1370هـ، 1950م، وحوالي أربعة أضعاف الذين كانوا بها عام1354هـ، 1935م. وحوالي نصف سكانها الذين يعيشون بها اليوم ولدوا بها، وجاء الباقون إليها من مدن وقرى في تركيا الآسيوية.
كانت إسطنبول المركز الثقافي لتركيا طوال مئات السنين. وتحتل جامعة إسطنبول أعلى مرتبة بوصفها أقدم وأكبر جامعة تركية. وتضم جامعات وكلّيات إسطنبول الأخرى جامعة إسطنبول التكنولوجية، وجامعة البوسفور.
وتوجد في إسطنبول حوالي 15 مكتبة كبرى، ويحتفظ ناشرو الكتب والصحف بمكاتبهم هناك.(أمكنة/77)
وتعد إسطنبول أهم مراكز الصناعة في تركيا، وتنتج مصانع المدينة الإسمنت والعقاقير والمعدات الكهربائية والأواني الزجاجية ومصنوعات البلاستيك والمنسوجات والأطعمة المصنّعة. وبالمدينة أيضا مصانع لتجميع السيارات، ويتم بناء السفن وإصلاحها في الأحواض الجافة القائمة بمحاذاة البوسفور.
المصدر:
الموسوعة الحرة(أمكنة/78)
الأبطح
الأبطح: بالفتح ثم السكون وفتح الطاء والحاء وكل مسيل فيه دقاق الحصا فهو أبطح، وقال ابن دريد: الأبطح والبطحاء الرمل المنبسط على الأرض، وقال أبو زيد: الأبطح أثر المسيل ضيقا كان أو واسعا. والأبطح يضاف إلى مكة وإلى منى لأن المسافة بينه وبينهما واحدة وربما كان إلى منى أقرب وهو المحصب وهو خيف بني كنانة، وقد قيل: إنه ذو طوى وليس به، وذكر بعضهم: أنه إنما سمي أبطح لأن آدم عليه السلام بطح فيه.
المصدر:
معجم البلدان(أمكنة/79)
الأبواء
تقع قرية الأبواء بالمملكة العربية السعودية بين دائرتي عرض 23.5 و23.10 شمالا وبين خطي طول 39.6 و39.9 وتبعد عن مستورة حوالي 25 كم وعن رابغ 60 كم شمال شرق ويتكون وادي الأبواء من لقاء وادي القاحة بوادي الفرع ويتم اللقاء عند بئر مبيرك وتعرف المنطقة اليوم باسم الخريبة وكانت الأبواء إحدى مراحل درب القوافل في الجاهلية بين مكة والمدينة وتوفيت بها السيدة آمنة بنت وهب أم الرسول صلى الله عليه وسلم ودفنت بها. كانت من المراحل الهامة لدرب القوافل في الجاهلية لهذا اتجهت إليها أولى غزواته صلى الله عليه وسلم بعد أن استقر بالمدينة. وذلك لاعتراض عير قريش، مر الرسول صلى الله عليه وسلم بالأبواء عدة مرات، كانت الأولى مع والدته والثانية مع عمه أبى طالب وعمره 12 سنة والثالثة عندما خرج لتجارة السيدة خديجة. والرابعة في غزوة الأبواء والخامسة في غزوة الحديبية والسادسة في عمرة القضاء والسابعة عام الفتح والثامنة حجة الوداع. كانت الأبواء دربا هاما يسلكه الحجاج بين مكة والمدينة. وكانت بئر مبيريك تمثل استراحة لهم ولقد سميت بهذا نسبة للشيخ مبيريك بن حمدي الغانمي جد أسرة آل مبيريك واشترى هذه البئر سنة 1263هـ وتكاد الأبواء تكون الآن خالية من السكان وذلك لأن معظم أهلها هجروها إلى المدن الكبيرة وبها عدد بسيط من السكان يعملون في الزراعة والتعليم وهم من قبائل الحروب أغلبهم من بني محمد واليوبات والسادة.
وسكانه: بنو محمد من بني عمرو، وبنو أيوب من البلادية من بني عمرو.
المصدر: http://www.khayma.com/sbaa/(أمكنة/80)
الأحساء
تمتد الأحساء فيما بين الخليج العربي وصحراء الدهناء وصحراء الصّمّان، وتشكّّل الحدود الشرقية للمملكة مع دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، وتبلغ مساحتها 2.500كم².
تأسست بلدية منطقة الأحساء في عام (1373هـ، 1952م) وهي تقع في مدينة الهفوف كبرى مدن واحة الأحساء وحاضرتها الإقليمية، وتعد الأحساء أكبر بلدية في المملكة العربية السعودية من حيث النطاق الإداري؛ حيث تشمل خدماتها مساحات شاسعة وتتبع لها بلديتان فرعيتان ومجمّعان قرويان. مبنى بلدية الأحساء في الهفوف، وهي إحدى مدن المنطقة الشرقية.
يبلغ عدد سكان الأحساء حوالي 600.000 نسمة موزعين على مدنها الرئيسية الأربع: الهفوف، والمبرز، والعيون، والعمران، والقرى الخمسين التي تتبعها. وتعتبر أيضا مصدر توزيع سكاني حيث إن معظم سكان بعض مدن المنطقة الشرقية كالدمام والخبر والظهران من سكان الواحة أصلا.
والأحساء سهل خصب محصور بين شاطئ الخليج العربي وصحراء الدهناء والصمّان ويشمل مساحات واسعة مزروعة بأشجار النخيل وبعض الموالح (الحمضيات) والخضراوات، فهي أراض زراعية منبسطة ترتفع عن سطح البحر ما بين 120 و160م مع انحدار بسيط من الغرب إلى الشرق، وتمتاز بمياهها الجوفية الغزيرة. وتنتمي منطقة الأحساء إلى المناطق المدارية الجافة حيث تنقسم السنة إلى فصلين اثنين، أحدهما صيف طويل يستمر خمسة أشهر من السنة، والآخر شتاء يتراوح بين البرودة والاعتدال، ولا يزيد الربيع والخريف عن بضعة أيام تندمج في مناخ الفصل الرئيسي الذي يليه.
ويبلغ متوسط درجات الحرارة ما بين 34°و 36°م كما تهطل الأمطار بمتوسط يتراوح بين 50 و100ملم.
بها أكثر من مشروع تطويري كالري والصرف فهو يهدف إلى التوسع الأفقي في استصلاح الأراضي الزراعية وزيادة رقعتها، والتوسع الرأسي لزيادة إنتاج الفدان من خلال إدخال الأساليب الحديثة المتطورة في الزراعة.(أمكنة/81)
ومركز أبحاث التمور يحرص على جمع عينات مختلفة من التمور في منطقة الأحساء لفحصها ودراستها.
والمسجد الكبير في الهفوف وقد أسسه الإمام فيصل بن تركي آل سعود على نسق عمارة مسجد قرطبة في الأندلس.
وعين أم سبعة إحدى العيون المعروفة في واحة الأحساء وتساهم مع العيون الأخرى في النهضة الزراعية بالمنطقة.
وعين نجم أحد معالم الأحساء وبها متنزهات يقصدها الزوار من المنطقة والمناطق الأخرى للاستمتاع بمياهها الصحية التي تساعد على الشفاء من بعض الأمراض.
وواحة واقعة جنوبي المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية. تعتبر أكبر واحة في المملكة، كما أن مجال نشاط بلديتها هو أوسع مجال بين بلديات المملكة حيث تتبعها خمسون قرية.
تعتبر الأحساء أحد منافذ شبه الجزيرة العربية على مياه الخليج والهند، وكان ميناؤها العقير المنفذ الساحلي الوحيد للمنطقة الوسطى من المملكة العربية السعودية قديما.
تتمتع الأحساء بشخصية فريدة من بين مدن المملكة العربية السعودية، حيث يلاحظ باستمرار تدفق المواطنين من القرى والهجر المجاورة للاستفادة من النشاط الاقتصادي الواسع الذي تشهده المنطقة وهو ما يعرف باسم الهجرة الداخلية.
تشتهر الأحساء ببساتين النخيل الفائقة الجودة التي تغطي مساحات شاسعة من الواحة ويوجد بها ما يقرب من مليون نخلة؛ حيث تعتبر من المصادر الأساسية لإنتاج التمور في المملكة العربية السعودية، الأمر الذي دعا إلى إنشاء مصنع لتعبئة التمور بطاقة إنتاجية مقدارها 500 طن يوميا.
كما توجد زراعات أخرى متنوعة مثل: الأرز والذرة الشامية والحمضيات والفواكه. وقد ساعدها في ذلك وجود الينابيع الطبيعية المنتشرة في كل أرجاء الواحة والتي تعتبر المصدر الرئيسي للري، وهي من أهم المشروعات المستحدثة بها والتي ساعدت إلى حد كبير في استغلال الأراضي ورفع قيمة إنتاجها.(أمكنة/82)
وإضافة إلى ذلك، نجد بالأحساء ثروة حيوانية تتمثل في 200 ألف رأس من الغنم و50 ألف رأس من الماعز و12 ألف رأس من الأبقار و15 ألف رأس من الإبل.
وتزدهر فيها أيضا تربية الدواجن حيث يوجد أكثر من 115 مزرعة بعضها لإنتاج البيض، وبعضها لإنتاج الدجاج اللاّحم، ويزيد إنتاج هذه المزارع على مائة مليون بيضة سنويا، وثلاثة ملايين فرخ من الدجاج اللاحم.
تتنوع الصناعات في الأحساء ومن أهمها، صناعة استخراج النفط التي تعدّ على رأس الصناعات الأساسية في المنطقة بشكل خاص والمملكة العربية السعودية بوجه عام، وتستوعب صناعة استخراج وتكرير البترول نسبة 20% من العمالة البشرية.
ويوجد أيضا مصانع للأسمنت والبلاستيك ونسج المشالح إلى جانب عدد من الصناعات الصغيرة، والورش الصناعية المنتشرة بأعداد كبيرة.
ونتيجة للنمو الزراعي والصناعي ازدهرت التجارة بمشروعاتها المختلفة في الأحساء حيث تنتشر الأسواق والمتاجر والفنادق وفروع المصارف الحكومية والأهلية، وبلغت نسبة العاملين في هذا القطاع نحو 60%.
بمجيء الإسلام، أوفد الرسول إلى الأحساء العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه الذي أبلغ الرسالة إلى حاكم الأحساء إذ ذاك، المنذر بن ساوي، فدخل في دين الله هو وأهالي الأحساء جميعا.
ومن أهم الآثار بالأحساء
مسجد جواثا وهو يعتبر ثاني مسجد في الإسلام، بعد مسجد الرسول، في المدينة، ولا يزال أثر هذا المسجد قائما يشهد على تاريخ هذه المنطقة.
والمسجد الكبير. أسسه الإمام فيصل بن تركي، واختار له الطراز الأندلسي المشابه لتصميم مسجد قرطبة.(أمكنة/83)
وميناء العقير. يقع على ساحل الخليج العربي في الجزء الشرقي من الأحساء. وكان يعد من المنافذ البحرية المهمة للمنطقة في إرسال البضائع غير أن دوره تراجع الآن نظرا لوجود موانئ بحرية كبرى للمنطقة، كميناء الملك عبد العزيز بالدمام الذي أنشئ عام 1365هـ، 1945م، وانحصرت أهمية ميناء العقير الآن في كونه متنفسا ترفيهيا لسكان واحة الأحساء، وبعض سكان مدن المنطقة الشرقية.
وقصر إبراهيم أحد القصور التي شيدت في العهد العثماني، ويقع في حي الكوت بمدينة الهفوف.
والعيون. كعين أم سبعة، وعين نجم ذات الماء الصحي الذي يقال أنه نافع لعلاج الأمراض.
وجبل قارة. ويقع في قرية القارة، ويمتاز بهوائه البارد في الصيف.
وقصر صاهود. ويقع في مدينة المبرز، وأنشئ في العهد العثماني.
المصدر:
الموسوعة الحرة(أمكنة/84)
الأرجنتين
الأرجنتين ثانية كبرى بلدان أمريكا الجنوبية من حيث المساحة، ولا يفوقها في ذلك إلا البرازيل، وثالثة بلدان القارة من حيث السكان إذ لا يفوقها في ذلك سوى البرازيل وكولومبيا.
وتمتد الأرجنتين على الخريطة في شكل طويل مستدق، وتحتل معظم الجزء الجنوبي لأمريكا الجنوبية. وتمتد من تشاكو البوليفية في الشمال إلى قنال بيجل في الجنوب.
يعيش في الأرجنتين حوالي 37.533.000 نسمة (2004م) يزداد عددهم ببطء بسبب النسبة المنخفضة لعدد المواليد. وهذه النسبة من أكثر النسب انخفاضا في أمريكا الجنوبية يعيش ثلث سكان الأرجنتين تقريبا في منطقة بوينس أيريس، بينما يقل السكان في أجزاء واسعة من البلاد.
ينتمي معظم الأرجنتينيين إلى سلالات أسبانية وإيطالية. ويشكل الهنود وهم السكان الأصليون لما يعرف الآن بالأرجنتين جزءا صغيرا فقط من سكان البلاد.
يعيش حوالي 90% من الأرجنتينيين في المدن. ويعيش حوالي 11 مليون نسمة في بوينس أيريس الكبرى وهذا يجعلها واحدة من أكبر المناطق المأهولة في العالم. وبوينس أيريس هي المركز الرئيسي للحكومة والتجارة والصناعة والزراعة. وتقع على طول ريودي لابلاتا وهو خليج على شكل قمع. ويطلق الأرجنتينيون على سكان بوينس أيريس بورتينوز وتعني أصحاب الميناء. أما المدن الأقل اتساعا فيقطن كلا منها أقل من مليون نسمة. وسكان الأرجنتين تقريبا يتكلمون جميعا اللغة الأسبانية وهم من الرومان الكاثوليك.(أمكنة/85)
تبلغ مساحة الأرجنتين 2.780.400 كم². وهي تمتد مسافة 3.700 كم تقريبا من الشمال إلى الجنوب. وتقع أبعد أطرافها جنوبا على مسافة 970 كم فقط من القارة القطبية الجنوبية. ويسود أقصى الشمال مناخ مداري تقريبا. ويشمل السطح في الأرجنتين الجبال العالية والصحارى القاحلة والسهول الواسعة وغابات المستنقعات. مناخ الأرجنتين معتدل. وأعلى درجات الحرارة في الشمال وأقلها في الجنوب. تقع الأرجنتين جنوب خط الاستواء، ولذلك تكون فصولها عكس فصول نصف الكرة الشمالي. ويمتد الصيف من أواخر ديسمبر إلى أواخر مارس، بينما يمتد الشتاء من أواخر يونيو إلى أواخر سبتمبر. ويكون معدل درجات الحرارة حوالي 27°م في الشمال، وحوالي 16°م في أقصى الجنوب. ويتراوح معدل درجات الحرارة في يوليو بين 16°م في الشمال وصفر مئوي في الجنوب.
وتنتشر الغابات على مساحات شاسعة في الشمال على امتداد حدود بوليفيا وباراجواي.
نبذة عن الأرجنتين يعود اسم الأرجنتين للكلمة اللاتينية أرجنتوم التي تعني الفضة. وقد جاء أول المستوطنين الأسبان إلى الأرجنتين بحثا عن الفضة والذهب خلال القرن السادس عشر. ومثل هذه الثروة لم تكن موجودة في البلاد، ولكن تربة البامبا الخصبة أثبتت فيما بعد أنها أثمن كثيرا من المعادن الثمينة. وعند نهاية القرن التاسع عشر الميلادي أصبحت الأرجنتين غنية بصادراتها من اللحوم والحبوب إلى أوروبا. وفي أواخر العشرينيات من القرن العشرين الميلادي أصبحت الأرجنتين إحدى أغنى بلاد العالم. واليوم تبقى الأرجنتين غنية بثرواتها الطبيعية. ومع ذلك فلا تعتبر من بين عمالقة الاقتصاد، فقد دمّر اقتصادها التضخم المرتفع بالإضافة إلى عدد من المشاكل السياسية الصعبة.(أمكنة/86)
ازدادت أهمية الصناعة تدريجيا بالنسبة للاقتصاد الأرجنتيني. وأصبح جزء كبير من الصناعة يتضمن معالجة المنتجات الزراعية. فالأرجنتين منتج ومصدر رئيسي للحوم والذرة وبذور الكتان. كما أنها تنتج وتصدر كميات هائلة من القمح. ولكن البلاد تفتقر إلى الكميات الكبيرة من الفحم الحجري وخامات الحديد ومعظم المعادن الأخرى التي تحتاجها الصناعة الثقيلة. ومع ذلك توفر صناعة النفط الأرجنتينية معظم حاجات البلاد من الزيت تقريبا.
كانت الأرجنتين مستعمرة أسبانية لنحو 300 عام تقريبا. وقد حصلت على استقلالها في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي وأصبحت جمهورية عام 1853م. الحكومة الوطنية. نص دستور الأرجنتين الذي أقر عام 1853م على أن تكون البلاد جمهورية. وينص الدستور كذلك على انتخاب رئيس وكونجرس. ويضع الدستور الكنيسة الرومانية الكاثوليكية تحت حماية الدولة، ويشترط أن يكون الرئيس ونائبه من الكاثوليك تقسم الأرجنتين إلى 22 منطقة إدارية، وإقليم جزيري واحد ومقاطعة فيدرالية واحدة. ويرأس كل منطقة إدارية حاكم يختاره الشعب. ويقوم الرئيس بتعيين حاكم الجزيرة المسماة تييرا دل فويجو التي تقع في أقصى الطرف الجنوبي لأمريكا الجنوبية. ويرأس رئيس بلدية منتخب المقاطعة الفيدرالية التي تشمل العاصمة بوينس أيريس.
المصدر:
الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/87)
الأردن
يقع الأردن في قلب الشرق الأوسط إلى الشمال الغربي من المملكة العربية السعودية، وإلى الجنوب من سورية، والجنوب الغربي من العراق، وإلى الشرق من فلسطين والضفة الغربية. ويوجد لدى الأردن منفذ على البحر الأحمر من خلال مدينة العقبة التي تقع في أقصى شمال خليج العقبة. وعاصمتها عمان ومساحتها الإجمالية: 89.213 كيلومتر مربع. ومن ضمن سكانها أقليات شركسية، شيشانية، أرمينية، كردية، تركمانية تشكل مجتمعة حوالي 1% من مجموع السكان. وحوالي 55% من سكان المملكة تأتي أصولهم من فلسطين. جزء منهم هاجروا إلى الأردن بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948، والجزء الآخر منح الجنسية الأردنية بعد تعميمها على سكان الضفة الغربية بعد قيام وحدة الضفتين عام 1950 (بين ضفتي نهر الأردن) . لا يمكن للمرء أن يميز سكان البلاد ذوي الأصل الفلسطيني بسهولة، حيث إنهم متجانسون عرقيا، ودينيا، ولغويا، وأحيانا عشائريا مع سكان البلاد الأصليين. يتمتع الأردن بنسبة أمية منخفضة، يرافقها نسبة نمو سكاني عالية. والكثافة السكانية تتركز في وسط وشمال البلاد. والديانة الرسمية هي الإسلام. تتمتع الأقلية المسيحية، التي يتبع معظمها الكنيسة الأرثوذكسية، بحقوق دينية وسياسية عالية. كما يعيش عدة آلاف من أبناء الطائفة الدرزية في شرق الأردن.
اللغة الرسمية هي اللغة العربية، كما أن اللهجة الأردنية هي خليط بين الشامية والبدوية. اللغة الإنغليزية هي اللغة الأجنبية الأولى، يرجع ذلك لفترة الاستعمار البريطاني للبلاد في بداية القرن العشرين. هناك طبقة عمالة أجنبية كبيرة في البلاد مقارنة مع عدد السكان.(أمكنة/88)
يقسم الأردن طبيعيا إلى ثلاث مناطق: الصحراء في الشرق، والضفة الشرقية لنهر الأردن، وغور الأردن. ويجمع الأردن بين مناخ حوض البحر المتوسط والمناخ الصحراوي، حيث يسود مناخ حوض المتوسط في الأجزاء الشمالية والغربية من البلد، فيما يسود المناخ الصحراوي الغالبية العظمى من البلاد. وعلى العموم، فإن الأردن يتمتع بطقس دافئ وجاف صيفا ومعتدل رطب شتاء. وتتراوح معدلات درجات الحرارة السنوية بين 12-15 درجة مئوية (54-77 فهرنهايت) ، وتصل في حدها الأعلى صيفا إلى الأربعينات (105-115 ف) في المناطق الصحراوية. ويتراوح معدل سقوط الأمطار من 50 ملم (1.97 إنش) سنويا في الصحراء إلى حوالي 800 ملم (31.5 إنش) في المرتفعات الشمالية التي تتساقط الثلوج على بعض منها في بعض الأحيان. ويمتاز الأردن بتنوع الخصائص الجغرافية من وادي حوض نهر الأردن في الغرب إلى الصحراء في الشرق مع وجود بعض المرتفعات والتلال الصغيرة بينهما. أخفض نقطة في العالم هي منطقة البحر الميت، -408 متر (-1338.6 قدم) وأعلى نقطة هي جبل رم، 1734 متر (5689 قدم) .
كانت الأردن قبل الحرب العالمية الأولى جزءا من ولاية سوريا التي كانت دمشق عاصمتها الإدارية، دخلتها قوات الثورة العربية (1920 - 1921) بقيادة علي بن الحسين شريف مكة وبصحبته الزعيم الوطني عودة أبو تايه في عام 1921 قام الأمير عبد الله بن الحسين بتأسيس إمارة شرق الأردن وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى في 25 مايو 1946 اعترفت بريطانيا بالأردن كدولة مستقلة مع الإبقاء على معاهدة تنظم العلاقات بين الأردن وبريطانيا، وتم تسمية هذا اليوم يوم الاستقلال. ضمت إليها الضفة الغربية بعد احتلال فلسطين عام 1948 وبقيت الضفة الغربية بيدها حتى عام 1967.(أمكنة/89)
منذ استقلال الأردن الفعلي في 1946 فقد أمضت الأردن معظم وقتها تحت حكم الملك الحسين بن طلال الحفيد للملك عبد الله الأول ووالد الملك الحالي عبد الله بن الحسين فقد استمر حكمه 1953-1999 وقد تولى حكم البلاد في سن 17 أو الثامنة عشرة حسب التقويم الهجري القمري. وشهد عام 1951 مقتل جده في المسجد الأقصى.
العادات العربية الموجودة في المنطقة ستجدها في الأردن. إذ أن العادات المتعلقة بالكرم وحسن المعاملة للضيف، والمعاملة بين الأشخاص، يغلب على الأردنيين الطابع القبلي البدوي. ومما يميز الأردن هو التجانس والتمازج بين ثقافته، وبين ثقافة البلاد المحيطة به، مثل فلسطين وسورية. وبها كثير من المحافظات أمثال إربد، البلقاء، الكرك، معان، الزرقاء، المفرق، الطفيلة، ماديا، جرش، عجلون، العقبة.
العملة الرسمية في الأردن هي الدينار الأردني الذي يقسم إلى 1000 فلس، أو 100 قرش. ويوجد الدينار بشكل ورقي للفئات 50، 20، 10، 5، 1، 0.5 دينار.
المصدر:
الموسوعة الحرة(أمكنة/90)
الأزهر
جامعة الأزهر مؤسسة تعليمية وضع أساسها بالقاهرة جوهر الصّقليّ (إلياس الصقلي) القائد الفاطمي في الرابع عشر من رمضان عام 359هـ، 970م. واستغرق بناء جامعها الأساس نحو العامين، وأقيمت فيه الصلاة لأول مرة في السابع من رمضان عام 360هـ، الثاني والعشرين من يونيو عام 971م، وهو ما عرف بالجامع الأزهر الشريف، نسبة إلى فاطمة الزهراء رضي الله عنها. وعندما توطدت دعائم الحكم الفاطمي بمصر اهتم الخلفاء الفاطميون بالأزهر، وفتحت أبوابه لدراسة العلوم الدينية والعقلية في عهد الخليفة العزيز بالله (365 - 386هـ ,976 - 996م) ، وإنما القصد من ذلك تخريج الداعية المسلم الذي يحمل سلاح العلم الحديث والإيمان، ليساهم في نشر الإسلام والتمكين لدين الله في كل مجالات الحياة وأنشأ به ملجأ للفقراء يسع خمسة وثلاثين شخصا ثم حفل التاريخ المصري الحديث بجهود كبيرة لإصلاح الأزهر، وكان من أبرز المنادين بإصلاحه الشيخ محمد عبده. فقد تقدم إلى الخديوي عباس الثاني بخطة إصلاح، ووفق في استصدار قانون تمهيدي في 17 رجب من عام 1312هـ، 15 يناير 1895م. وتألف مجلس لإدارة الأزهر من كبار شيوخه الذين يمثلون المذاهب الأربعة.
ومن فوق منبر الأزهر، ومن أروقته وأبهائه علت صيحة الجهاد لمقاومة الصليبيين والتتار. ومن داخل الأزهر أيضا انطلقت دعوة الجهاد ضد الحملة الفرنسية (1213هـ، 1798م) . كما قاد الأزهر ثورتين متواليتين ضد حملة نابليون، وهما: ثورة أكتوبر عام 1213هـ، 1798م، وثورة مارس عام 1215هـ، 1800م، كما قام الأزهر بحركة المقاومة ضدّ الحملة البريطانية عام 1222هـ، 1807م، والحركة الوطنية ضد الإنجليز والخديوي عام 1298هـ، 1880م كما شارك الأزهر في قيادة ثورة 1338هـ، 1919م.(أمكنة/91)
عرف طلاب العلم الذين يؤمون الأزهر بالمجاورين، يقيم بعضهم في المسجد والبعض الآخر خارجه، وينقسم الذين يقيمون داخل المسجد إلى طوائف، بحسب البلدان التي يقدمون منها أو حسب المذهب الفقهي، ولكل طائفة رواق خاص بهم ملاصق للجامع. والأروقة حجرات يضع فيها الطلاب المجاورون كتبهم ومتاعهم، وينامون فيها.
ينبغي الإشارة هنا إلى أن منصب شيخ الأزهر لم ينشأ إلا في العصر العثماني، وكان لقبه هو (شيخ عموم) . وهذا المنصب كمنصب مدير الجامعة. وهو يرأس شيوخ الأقسام المختلفة، وله مكانته الروحية والسياسية لدى الشعب والسلطة الحاكمة.. وأول من تولى المشيخة: الشيخ محمد عبد الله الخرشي المالكي (ت1101 هـ، 1689م) ، ثم الشيخ محمد النشرتي (ت 1120هـ، 1708م) .
ومن أشهر علماء الأزهر، وإن لم يتولوا منصب المشيخة، العز بن عبد السلام (ت660هـ، 1261م) الملقب بسلطان العلماء، وكان مرهوبا مهيبا مسموع الكلمة لدى سلاطين المماليك، وجماهير الشعب.
ومن أشهرهم أيضا كمال الدين الدّميري (750 - 808هـ، 1349 - 1405م) ، مؤلف الموسوعة الشهيرة حياة الحيوان. ولأن الأزهر من أعظم دور التثقيف فإن به مكتبة الأزهر من أغنى المكتبات العامة، إذ بلغ عدد ماتضمّه خزائنها من العناوين نحو 15.400 عنوان، تصل عدد مجلداتها إلى ما يزيد على ربع المليون كتاب. كما تصدر مجلة الأزهر منذ عام 1349هـ، 1930م وهي مجلة شهرية، وكان اسمها نور الإسلام، ثم غيّر إلى مجلة الأزهر منح الأزهر الشريف جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1420هـ، 2000م تقديرا للدور الكبير الذي يقوم به هذا الصرح الإسلامي العريق في خدمة الإسلام والمسلمين منذ أكثر من ألف سنة.
المصدر:
الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/92)
الأشمونين
الأشمونين قرية بمركز ملوي بمحافظة المنيا. وتجاور أطلال مدينة خمون الفرعونية
وأصل اسم "الأشمونين" هو تحريف للاسم المصري القديم "خمون" أو مدينة الثمانية المقدسة. وكانت عاصمة الإقليم الخامس عشر في مصر العليا القديمة.
تقع غرب مدينة ملوي بنحو 8 كم ويمكن الوصول إليها بالسيارة حتى الطريق السياحي شمال مدينة ملوي 3 كم ثم الاتجاه غربا 8 كم.
المصدر:
الموسوعة الحرة ويكيبيديا(أمكنة/93)
الأفلاج
تقع المدينة في الجهة الجنوبية لمدينة الرياض وتبعد بمسافة 300 كم، وذلك على طريق الرياض وادي الدواسر، وتقع على هضبة نجد وسط شبه الجزيرة العربية، وتتميز بالمعالم الجغرافية مثل عيون الأفلاج وجبل التوباد بالغيل وعدد من القصور، من أشهرها قصر (سلمى) ، وتشتهر المحافظة بزراعة النخيل والقمح والخضروات بأنواعها والفواكه.
المساحة الإجمالية: 54.000 كيلومتر مربع.
http://www.momra.gov.sa/MUN/mun028.asp(أمكنة/94)
الأندلس
الأندلس
الأندلس اسم عربي أطلقه المسلمون على منطقة جنوب إسبانيا بعد ما فتحها القائد طارق بن زياد سنة 711م وقد أصبحت الأندلس جزءا من الدولة الإسلامية. ويعتبر عبد الرحمن الداخل المؤسس للدولة الأندلسية سنة 750م التي كانت مستقلة عن الدولة العباسية واعتبرت الأندلس امتدادا لدولة بني أمية التي قضى عليها العباسيون في الشرق.
وفي سنة 756م بنى عبد الرحمن الداخل (صقر قريش) مدينة قرطبة والتي أصبحت عاصمة الأندلس واعتبرت المدينة المنافسة لبغداد عاصمة العباسين, ولقد كان للأندلس دور كبير قرابة 800 سنة.
وفي العصر الحاضر لا تزال منطقة جنوب إسبانيا تعرف باسم الأندلس وتعتبر إحدى المقاطعات التي تشكل إسبانيا الحديثة وتحتفظ بالعديد من المباني التي يعود تاريخها إلى عهد الدولة الإسلامية في الأندلس, وتحمل اللغة الإسبانية كثيرا من الكلمات التي يعود أصلها إلى اللغة العربية.(أمكنة/95)
تشير الأدوات الحجرية ورسوم الكهوف إلى أن الإنسان استوطن شبه جزيرة أيبريا منذ أكثر من 10.000 سنة. وقد أقام الفينيقيون مدنا على السواحل. ثم ضمها الرومان إلى إمبراطوريتهم، حتى غزاها القوط الغربيون (Visigoth) حوالي عام 450 ضمن اجتياح مختلف قبائل البربر للإمبراطورية الرومانية. طرد القوط الغربيون قبائل الوندال البربرية إلى شمال أفريقيا. وفي عام 711 م أرسل موسى بن نصير الوالي الأموي للمغرب القائد الشاب طارق بن زياد من طنجة مع جيش صغير من البربر والعرب يوم 30 أبريل 711، عبر المضيق الذي سمي على اسمه، ثم استطاع الانتصار على القوط الغربيين) في معركة جواداليتي في 19 يوليو 711. أو معركة وادى برباط في 28 رمضان 92هجرى، وبحلول عام 718 سيطر الأمويون على معظم أيبريا عدا جيب صغير في الركن الشمالي الغربي حيث أسس النبيل القوطي بيلايو مملكة أستوريا في نفس العام 718. واستطاع بيلايو الدفاع عن مملكته في وجه المسلمين في معركة كوفادونجا عام 722، ولجأ إلى مملكته المسيحيين الرافضين للحكم الإسلامي.
واصل المسلمون التوسع بعد السيطرة على معظم أبيريا لينتقلوا شمالا عبر جبال البيرانيس حتى وصلوا إلى وسط فرنسا وغرب سويسرا. هزم الجيش الإسلامي في معركة بلاط الشهداء (تورز) عام 732 أمام قائد الفرنجة شارل مارتل.
أرسل القائد موسى بن نصير إلى ابنه عبد العزيز ليستكمل الفتوحات في غرب الأندلس حتى وصل إلى لشبونة عاصمة البرتغال الآن أما موسى بن نصير وطارق بن زياد فقد اتجها شمالا إلى برشلونة ثم سراقسطة ثم إلى الوسط والغرب حتى انتهى فتح كل الأندلس في 3 سنين ونصف. المصدر:
الموسوعة الحرة(أمكنة/96)
الأهواز
الأهواز هي عاصمة ومركز وأكبر مدن محافظة خوزستان شمال غرب إيران، جاء في لسان العرب: الأهواز هي سبع كور بين البصرة وفارس، لكل واحدة منها اسم، وجمعها الأهواز أيضا.
شيدت المدينة على ضفاف نهر كارون في وسط محافظة خوزستان ويقطنها 1،052،749 نسمة حسب تقديرات عام (2005) .
أما تاريخ الأهواز: ففي عام 1880 وتحت الحكم القاجاري تم تأهيل نهر كارون وإعادة فتحه للتجارة.
عبرت خطوط سكك حديدية حديثة البناء نهر كارون في الأهواز، فأصبحت المدينة مرة أخرى نقطة تقاطع تجاري، وذلك بسبب الارتباط عبر النهر وحركة مرور القطارات، وأدى شق قناة السويس في مصر لزيادة النشاط التجاري.
تم بناء مدينة ساحلية قرب القرية القديمة للأهواز، وسميت ببندر الناصري تمجيدا لناصر الدين شاه قاجار.
اكتشف النفط قرب الأهواز في بدايات القرن العشرين فنمت المدينة مرة أخرى ونهضت بسبب هذه الثروة المكتشقة حديثا.
بين عامي 1897 - 1925، حكم الشيخ خزعل هذه المنطقة، وغيّرت تسمية المدينة إلى الناصرية.
وبعد ذلك ضمن فترة حكم السلالة البهلوية استعادت المدينة تسميتها القديمة أهواز.
الأهوازيون أکثرهم من أصول عربية تعود لقبائل بني كعب وبني طرف (طي) والزرقان والباوية وبني تميم وبني أسد وبني لام وآل خميس وآل كثير.
استغل صدام حسين ذلك لمحاولة ضم خوزستان والأهواز ونتج عن ذلك الحرب العراقية الإيرانية بين عامي 1980 - 1988 غير أن الإيرانيين العرب قاوموا قوات العراقيين، وعانت الأهواز الكثير لوقوعها على الخط الأمامي للحرب.
الموسوعة الحرة(أمكنة/97)
الإسكندرية
العاصمة الثانية لمصر وأكبر مدنها بعد العاصمة القاهرة. وهي أكبر ميناء في مصر أسسها الإسكندر 333 ق. م , فغدت مركزا للثقافة العالمية.
اشتهرت بمكتبتها الغنية وبمدرستها اللاهوتية والفلسفة في قرنين. شيد البطالمة منارة الإسكندرية، والتي اعتبرت من عجائب الدنيا السبع، وذلك لإرتفاعها الهائل حوالي 35 مترا. ظلت هذه المنارة قائمة حتى دمرها زلزال شديد سنة 1307م. وحديثا، بني في الإسكندرية مكتبة جديدة في عام 2001م.
المناخ: يؤدّي البحر المتوسط دورا في تحديد خصائص مناخ الإسكندرية بحكم كل من الجبهة الطويلة التي تطل بها المدينة على البحر، واتجاه الرياح السائدة على المدينة معظم أيام السنة، التي تهب من ناحيتي الشمال والشمال الغربي، ويبلغ متوسط درجة حرارة شهر يناير وهو أبرد شهور السنة في المدينة نحو 18°م، في حين لا يتجاوز متوسط درجة حرارة شهر أغسطس وهو أكثر شهور السنة حرارة 31°م لتأثير البحر المتوسط الملطف لدرجات الحرارة السائدة على المدينة خلال الصيف. ويسود الجفاف شهور الصيف، في حين تسقط الأمطار خلال شهور الشتاء.
السكان: يتزايد عدد سكان الإسكندرية بمعدلات كبيرة شأنها في ذلك شأن معظم المدن المصرية الكبيرة نتيجة لازدهار أوضاعها الاقتصادية وبحكم وظيفتها ميناء أول لمصر، لذلك يبلغ عدد سكان المدينة حاليا 3,380,000 نسمة بعد أن كان نحو 1,8 مليون عام 1966م، مما يعني تضاعف سكان الإسكندرية تقريبا خلال الربع الأخير من القرن العشرين الميلادي. ومعظم سكان المدينة من المسلمين إذ يشكلون أكثر من 90% من مجموع السكان، في حين يشكل النصارى النسبة الباقية أي أقل من 10%، وهي نسبة تضم عناصر ذات أصول أجنبية من اليونان وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا.(أمكنة/98)
الاقتصاد: تبلغ مساحة الأراضي الزراعية في الإسكندرية نحو 70 ألف فدان، وتنتشر زراعة محاصيل الخضراوات والفاكهة على وجه الخصوص في الأراضي المحيطة بالمدينة، بالإضافة إلى بعض المحاصيل الغذائية الأخرى التي يأتي القمح والفول في مقدمتها.
وتعدّ الإسكندرية ثاني أكبر مركز صناعي في مصر بعد القاهرة، ساعد على ذلك وظيفتها بوصفها ميناء، مما يتيح لها استيراد متطلبات الصناعة غير المتاحة محليا بسهولة، إلى جانب تصدير الجزء الأكبر من منتجات منشآتها الصناعية إلى الأسواق الخارجية.
وتوجد في الإسكندرية أماكن سياحية وترويحية كثيرة لعل أهمها المزارات والمواقع الأثرية مثل: قلعة قايتباي والمسرح الروماني وعامود السواري ومدافن الشاطبي الأثرية، بالإضافة إلى متاحف الأحياء المائية والآثار اليونانية والرومانية، إلى جانب المتحف البحري ومتحف المقتنيات الملكية النفيسة.
نبذة تاريخية: الإسكندرية إغريقية النشأة، فعندما زار الإسكندر الأكبر ملك مقدونيا قرية راقودة الصغيرة المطلة على البحر المتوسط اعجب بالموقع، لذا أمر مهندسه دينوقراطيس بتشييد مدينة في هذا الموقع تحمل اسمه. وبالفعل تم بناء المدينة في شكل رقعة الشطرنج حيث تألّفت آنذاك من سبعة شوارع عرضية تمتد بين الشرق والغرب ويتوسطها شارع كانوب (طريق الحرية حاليا) ، وأحد عشر شارعا طوليا تمتد بين الشمال والجنوب، ويتوسطها شارع السوما (النبي دانيال حاليا) . والنطاقات المربعة الشكل الناتجة عن تقاطع الشوارع المشار إليها هي التي استغلت في بناء مساكن المدينة ومنشآتها المختلفة. واتسع عمران الإسكندرية، بصورة متدرّجة، وازدهرت أوضاعها الاقتصادية والثقافية وخاصة أنها ضمت مكتبة الإسكندرية القديمة ومنارتها التي تعدّ إحدى عجائب الدنيا السبع، وظلّت المدينة عاصمة لمصر منذ إنشائها عام 332 ق. م وحتى دخول العرب المسلمين مصر عام 642م.(أمكنة/99)
الإسكندرية بعد ظهور الإسلام: بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) خرج العرب المسلمون من شبه الجزيرة العربية لنشر الإسلام في أنحاء العالم المعروف، وضربوا أروع الأمثلة في الفضائل والقدوة الحسنة.. وقد رحب المصريون بالمسلمين الذين خلصوهم من ظلم الرومان طيلة عقود طويلة من القهر والظلم.. وبعد أن عجز البيزنطيون عن مقاومة الجيش الإسلامي تم عقد معاهدة في 641 م اشتهرت ب"صلح الإسكندرية" تنتهي بعد حوالي سنة يتم خلالها جلاء الحامية البيزنطية عن الإسكندرية وألا يعود البيزنطيون للإسكندرية.. ودخل القائد عمرو بن العاص الإسكندرية في 642 ولكن بعد مدة قصيرة من السيطرة على المدينة قام البيزنطيين بهجوم مضاد ليستعيدوا المدينة من جديد إلا أن عمرو بن العاص استطاع هزيمتهم ودخل الإسكندرية مرة أخرى في صيف سنة 646 ورحب الأقباط في الإسكندرية بقيادة البطريرك بنيامين بالمسلمين ترحيبا بالغا وبذلك فقدت الدولة البيزنطية أغنى ولاياتها إلى الأبد.
وقد تعرضت المدينة لعدة زلازل قوية (عام 956 ثم 1303 ثم 1323) أدت إلى تحطم منارتها الشهيرة (إحدى عجائب الدنيا السبع) كما تعرضت الإسكندرية لهجمات صليبية كان أخرها فى أكتوبر [[1365]] م عانت فيها من أعمال قتل دون تمييز بين مسلم ومسيحي ونهب وضربت المساجد.. إلا انه وفى عام 1480 قام السلطان المملوكي قايتباي ببناء حصن للمدينة لحمايتها في نفس موقع المنارة والمعروفة الآن ب"قلعة قيتباي"حيث حظيت الإسكندرية فى عهده بعناية كبيرة.(أمكنة/100)
وفى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي حينما سيطر المماليك على مصر في ظل الحكم العثماني، ظهر الفساد وزادت الضرائب على المصريين وكانت أوروبا قد بدأت تشهد تغيرات سياسية هامة بعد قيام الثورة الفرنسية وصعود نابليون بونابرت كزعيم سياسي.. وجاءت الحملة الفرنسية على مصر ودخل الجنود الحملة الفرنسية الإسكندرية فى الأول من يوليو عام 1798 بدون مقاومة تذكر.. ورغم أن أفراد الحملة لم يكن لديهم لا الوقت ولا الرغبة فى إعادة الحياة إلى الإسكندرية إلا أن تلك الحملة كانت بمثابة إنذار ب"اليقظة" إلى كل المصريين! وسرعان ما التحمت القوات البريطانية مع الفرنسية في الإسكندرية فى عام 1801 م فى معركة أدت لخروج القوات الفرنسية من مصر.. لتدخل الإسكندرية ومصر بصفة عامة مرحلة جديدة مليئة بالنهضة فى جميع المجالات..
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%83%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%A9(أمكنة/101)
الإمارات
تقع في شرق شبه الجزيرة العربية في جنوب غرب قارة آسيا
تأتي تسمية الإمارات نسبة إلى الإمارات السبع المشكلة للاتحاد، وهي: أبوظبي, دبي, الشارقة, عجمان, رأس الخيمة, أم القوين والفجيرة.
المناخ: تقع دولة الإمارات العربية المتحدة في المنطقة المدارية الجافة التي تمتد عبر آسيا وشمال أفريقيا وتخضع في الوقت نفسه لتأثيرات المحيط لوقوعها على ساحلي الخليج الفارسي وخليج عمان، وترتبط معدلات درجات حرارتها الشديدة صيفا بارتفاع نسبة الرطوبة كما يلاحظ عموما وجود فروق كبيرة بين مناخ المناطق الساحلية والصحراوية الداخلية والمرتفعات التي تشكل في مجموعها تضاريس الدولة.
السكان: بلغت إحصائية عدد السكان لعام 2003 حوالي 3,480,000 مليون نسمة - تقريبا.
الاقتصاد: يعتمد اقتصاد الإمارات على النفط والغاز. وتعتبر دبي مركز التجارة الإقليمي وقد بدأت أهميتها في النمو تزداد في المنطقة منذ انتهاء حرب الخليج.
التعليم: ترتكز استراتيجية الدولة في مجال التعليم على تشجيع الأجيال الناشئة على المشاركة في التنمية الإجتماعية والاقتصادية في الدولة. ونتيجة لتزايد عدد السكان فقد توسعت الدولة في إنشاء المدارس والمؤسسات التعليمية الأخرى. ووصل عدد المدارس الحكومية وفقا لبيانات 2000/2001 إلى 1167 مدرسة تضم حوالي 292 ألف طالب وحوالي 277 ألف طالبة مقارنة بحوالي 74 مدرسة تضم حوالي 33 ألف طالب وطالبة في عام 1970.
نبذة تاريخية: تم مؤخرا اكتشاف آثار كثيرة في الإمارات العربية خاصة في منطقة أبو ظبي. وتشمل هذه الآثار نصبا تذكارية قديمة وقطعا من الفخار ومقابر قديمة نقش عليها رسوم حيوانات. وقد أكدت هذه الآثار على صلات هذه المنطقة القديمة بحضارة السومريين العريقة التي نشأت في بلاد الرافدين.(أمكنة/102)
الإمارات العربية في العصر الإسلامي: عندما بعث الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الإسلام، أسّس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة. وبعد فتح مكة، بدأ بدعوة الأمصار المجاورة إلى الدخول في الإسلام. وكانت منطقة الخليج العربي من أوائل المناطق التي أرسل لها الرسول من يدعوها للدخول في دين الله؛ فقد أرسل النبي عمرو بن العاص السّهمي إلى منطقة عمان وصحار، كما أرسل أبا العلاء الحضرميّ إلى البحرين. وقد أسلم أهل الخليج في عهد الرسول وحسن إسلام كثير منهم. غير أن الذي حدث بعد وفاته هو أن عددا كبيرا من الناس ارتد عن الإسلام في منطقة عمان وما جاورها. فأرسل الخليفة أبو بكر ثلاثة جيوش كبيرة كان أولها بقيادة عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه، والثاني بقيادة حذيفة ابن محصن الأزدي رضي الله عنه، والثالث بقيادة عرفجة رضي الله عنه. وقد وصلت هذه الجيوش الإسلامية إلى مدينة دبا التي لا تزال موجودة اليوم على ساحل دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان لقيط بن مالك قائد المرتدين قد لجأ إليها. ودارت الحرب في دبا وانتصرت الجيوش الإسلامية وقّتل لقيط وعادت المنطقة إلى الإسلام، كما عادت اليمن والبحرين أيضا عن ردتهما.
الخليج وأوروبا: كانت البرتغال أول الأقطار الأوروبية التي وصلت إلى الخليج عندما قام فاسكو دي جاما باكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح المؤدي إلى الهند. وقد جالت سفن البرتغاليين في مياه الخليج وبمرور الزمن أصبحت المسيطرة على الملاحة وأصبحت تنقل البضائع بين الهند وإفريقيا وأوروبا. ولم يكتف البرتغاليون بالسيطرة على الملاحة والتجارة بل حاولوا السيطرة على بلاد الخليج، وكانوا يمارسون البطش والوحشية في تنفيذ سياستهم.(أمكنة/103)
سيطرة الإنجليز على الخليج: حاول الإنجليز السيطرة على منطقة الخليج بما فيها الإمارات وذلك بالمعاهدات وبسياسة اللين والتودّد. غير أنهم لم يتورعوا عن استخدام القوة، فقد استخدموها عندما شعروا بالتهديد أو المقاومة لسياساتهم بالمنطقة.
استقلال الإمارات العربية: انتشر الوعي بخطورة الاستعمار في العالم العربي وبدأت الأقطار الأوروبية نفسها تنتقد بعضها في استعمار البلاد الأخرى، فاضطرت حكومة العمال البريطانية أن تعلن انسحابها من الخليج قبل عام 1971م. وكان لهذا الإعلان دور كبير في قيام اتحاد الإمارات، إذ أن شيوخ الإمارات كانوا يدركون جيدا أنهم سيكونون ضحية للأطماع المختلفة إذا ظلوا متفرقين؛ فقد عرفوا طمع الهولنديين والبرتغاليين والفرنسيين والإنجليز. وبعد اجتماعات ولقاءات عديدة، تم في اليوم الثاني من ديسمبر عام 1971م إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة (ست إمارات) فاستقلت بذلك عن الإنجليز وانتهت فترة الحماية البريطانية وتولي شؤونها الخارجية. وفي 10 فبراير 1972م، انضمت إمارة رأس الخيمة للاتحاد. وأصبحت الدولة الحديثة يوم إعلانها الدولة الثامنة عشرة في جامعة الدول العربية والعضو الثاني والثلاثين بعد المائة في الأمم المتحدة.
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9(أمكنة/104)
الاتحاد السوفيتي
دولة شملت مناطق شمال آسيا (روسيا) وغرب أوروبا ومناطق من وسط آسيا، في الفترة ما بين عام 1922م و1991م، وكانت اللغة الرسمية الروسية، والعاصمة موسكو.
شمل عدّة جمهوريات وصل عددها قبيل انهياره إلى 15 جمهورية وهي: الجمهورية السوفييتية وهي الآن أرمينيا، جمهورية أذربيجان السوفييتية وهي الآن أذربيجان، جمهورية بلروسيا السوفييتية وهي الآن روسيا البيضاء، جمهورية أستونيا السوفييتية وهي الآن أستونيا، جمهورية كازاخستان السوفييتية وهي الآن كاراخستان، جمهورية قرغيزستان السوفييتية الاشتراكية وهي الآن قرغيزستان، جمهورية لاتفيا السوفييتية وهي الآن لاتفيا، جمهورية اتحاد روسيا الفيدرالي السوفييتية وهي الآن روسيا، جمهورية الطاجيك السوفييتية وهي الآن الطاجيك، جمهورية تركمانستان السوفييتية وهي الآن تركمانستان، جمهورية أوكرانيا السوفييتية وهي الآن أوكرانيا، جمهورية أوزبكستان السوفييتية وهي الآن أوزبكستان، وروسيا أكبر الجمهوريات.
وكان الحزب الواحد الحاكم هو الحزب الشيوعي السوفييتي، نشأ الاتحاد السوفييتي بعد ثورة أكتوبر في العام 1917 بقيادة لينين الذي أزاح منافسيه ووصل إلى الحكم على يد البلاشفة (أي الأكثرية) الذين تسموا باسم الحزب الشيوعي. وفيما بعد انهار الاتحاد السوفييتي في العام 1991 باستلام بوريس يلتسن مقاليد الحكم، وكان قدوم الرئيس السوفييتي ميخائيل جورباتشوف وخططه الواعدة بإعادة البناء وخفض حمى التوتر السوفييتي الأمريكي قد مهّد الطريق إلى الانهيار السلميّ نوعا ما، والذي أحاط به ضباب من الانقسام الداخلي في الجيش السوفييتي والذي أوصل بوريس يلتسن على ظهر دبابة إلى دكة الحكم في روسيا.
المصدر: الموسوعة الحرة(أمكنة/105)
البحر الأحمر
ذراع ضيق وطويل للمحيط الهندي يفصل شبه الجزيرة العربية عن الشمال الشرقي الإفريقي، وهو يعد من أكثر الممرات المائية ازدحاما في العالم، حيث تمر به أغلب التجارة بين أوروبا وآسيا. ويتصل البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط عن طريق قناة السويس. وخليج السويس ذراع شمالي للبحر الأحمر، وهو منطقة رئيسية لإنتاج البترول داخل البحر الأحمر.
والواقع أن الباحثين غير متأكدين من أصل اسم هذا البحر. لكن من الشائع جدا أنّ البحر الأحمر قد سمي بهذا الاسم بسبب نوع من الطحالب يكوّن زبدا بنيا يميل إلى الحمرة خلال فترة الصيف. عرف البحر الأحمر عند العرب الأقدمين ببحر القلزم.
تبلغ مساحة البحر الأحمر قرابة 456,000كم² ويبلغ طوله 2,200كم بينما يبلغ عرضه نحو 350كم في أوسع نقطة له. ومتوسط عمقه 538م، كما أن أعمق نقطة فيه نحو 3,040م، وعند طرفه الشمالي، يتفرع البحر الأحمر إلى خليج السويس في الغرب وخليج العقبة شرقا. وتقع شبه جزيرة سيناء بين الخليجين. وينتهي خليج السويس إلى قناة السويس. وفي الطرف الجنوبي للبحر الأحمر مضيق بحري ضيق يسمى مضيق باب المندب يؤدي إلى خليج عدن والذي بدوره يؤدي إلى المحيط الهندي.
يقع البحر الأحمر ضمن مجموعة وديان الأخدود الأعظم، وهي سلسلة وديان تقطع معظم شرق إفريقيا وجزءا من جنوبي آسيا، وعلى جانبيه ترتفع صخور عالية وفي معظم الأماكن توجد سهول ساحلية ضيقة تنحصر بين الصخور والبحر. وللبحر الأحمر حواجز مرجانية كثيرة العدد. والواقع أن هذه الحواجز، بالإضافة إلى التيارات غير المنتظمة الكثيرة والرياح القوية، تجعل الملاحة في البحر الأحمر صعبة على السفن الصغيرة.
الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/106)
البحر المتوسط
أحد الطرق البحرية التجارية الرئيسية في العالم منذ أقدم العصور. وفي الوقت الحاضر تعتبر جزر البحر الأبيض المتوسط ومناطقه الساحلية من أكبر مناطق الجذب السياحي شعبية في العالم.
تأتي التسمية من كونه يقع وسط الأرض، فالأرض تحيط تقريبا بالبحر المتوسط. فأوروبا تقع إلى الشمال منه، وآسيا إلى الشرق، وإفريقيا إلى الجنوب. أما في الغرب فيربط مضيق جبل طارق البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي. ويربط مضيق الدردنيل البحر الأبيض المتوسط ببحر مرمرة والبوسفور والبحر الأسود. وفي الجنوب الشرقي تفصل قناة السويس البحر الأبيض المتوسط عن البحر الأحمر. فقناة السويس، ممر مائي اصطناعي يقطع هذا الشريط الضيق من الأرض وتبحر السفن عبر القناة بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والمحيط الهندي
تبلغ مساحة البحر الأبيض المتوسط 2,510,000كم². يبلغ أقصى طول للبحر المتوسط حوالي 3,540كم بين مضيق جبل طارق والإسكندرونة في تركيا. ويبلغ أقصى عرض للبحر المتوسط 1600كم بين ليبيا وكرواتيا.
يبلغ متوسط الحرارة على سطح البحر الأبيض المتوسط حوالي 16°م، وفي الصيف قد تبلغ 27°م وحتى في الشتاء نادرا ما تنخفض درجة حرارة سطح البحر عن أربع درجات مئوية. تتباين درجة حرارة المياه بشكل بسيط في الأعماق الوسطى وقرب قاع البحر، إذ تتراوح بين 13- 15°م خلال السنة.
يجذب المناخ الدافئ، والمناظر الجميلة والأهمية التاريخية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط ملايين السياح سنويا. إذ تشمل المنطقة منتجعات ذات شعبية عالية كجزر اليونان، والريفيرا الفرنسية، والريفيرا الإيطالية. كما يستفاد منه الأسماك البحرية العديدة كأسماك الأنشوفة، السردين، الروبيان، التونة، وكذلك يستخرج منه المرجان والإسفنج. كما يستخدم البحر الأبيض المتوسط بوصفه طريقا بحريا مهما يربط أوروبا بالشرق الأوسط وآسيا، فتستخدم السفن قناة السويس طريقا بين البحرين المتوسط والأحمر.(أمكنة/107)
كان البحر الأبيض المتوسط منطقة ازدهار حضاري طوال تاريخه. فقد شجع المناخ المعتدل. كما جعل هدوء مياه البحر والرياح المستقرة معظم أيام السنة، العمل بالبحر سهلا. علاوة على ذلك تميز البحر بوفرة الموانئ الطبيعية والجزر الكثيرة التي كان بإمكان البحارة استخدامها كموانئ. ومن المرجح أن تكون الحضارة المصرية أولى الحضارات التي تطورت في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وأول حضارة أوروبية مهمة كانت الحضارة المينوية التي ظهرت في جزيرة كريت حوالي 3000ق. م. وقد ظهرت الحضارة الهيلادية في بلاد اليونان. كما أصبحت مدينة مسّيني قوية للغاية حتى إن بعض المؤرخين سمى الحضارة الهيلادية المسّينية. لقد سيطرت السفن المسّينية على الجزء الغربي من البحر الأبيض المتوسط حوالي 1450ق. م. فتاجرت مع مدن تقع فيما يعرف الآن بسوريا ولبنان.(أمكنة/108)
أخذ الفينيقيون بعد عام 1200ق. م يسيطرون على البحر الأبيض المتوسط. فمن مواطنهم على الشواطئ الشرقية، أبحروا إلى كافة أجزائه وسافروا عبر مضيق جبل طارق إلى المحيط الأطلسي. وأقام الفينيقيون، مستعمرة قرطاج التي أصبحت قوة بحرية بذاتها بعد حوالي عام 600ق. م. كانت الإمبراطورية الرومانية، مع حلول القرن الثاني الميلادي، تحكم جميع الأراضي المحاذية للبحر المتوسط. وكان البحر الأبيض المتوسط قرونا طويلة أعظم طريق بحري في العالم. ومن القرن الثاني عشر إلى القرن الخامس عشر الميلاديين عملت المراكز التجارية المطلة عليه مثل برشلونة والقسطنطينية وجنوة والبندقية على ربط أوروبا بآسيا. لقد أبحر المكتشف البرتغالي فاسكو دا جاما حول إفريقيا عام 1497م، ووصل الهند عام 1498م، وأخذت بعد ذلك السفن التجارية تستخدم هذا الطريق البحري السهل للوصول إلى الشرق. ونتيجة لذلك تراجعت أهمية البحر الأبيض المتوسط بوصفه طريقا تجاريا. واستمر الوضع كذلك حتى القرن التاسع عشر الميلادي. فقد جعل افتتاح قناة السويس عام 1869م البحر الأبيض المتوسط جزءا من أقصر طريق بحري بين أوروبا وآسيا. لقد أغلقت قناة السويس خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967م. وأعيد فتحها عام 1975م.
أصبح تلوث المياه مشكلة خطرة في البحر الأبيض المتوسط خلال السبعينيات من القرن العشرين؛ لذا وقّعت معظم الدول الواقعة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط عام 1976م معاهدة تعهدت بموجبها العمل على الحد من التلوث. ومنذ ذلك الوقت اتّبعت خططا مفصلة ساهمت بشكل أو بآخر في خفض حدة التلوث.
الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/109)
البحرين
دولة عربية خليجية تعدّ بمثابة أرخبيل من الجزر الصغيرة والكبيرة، التي تقع في منطقة متوسطة من الحيز المائي للخليج العربي، والذي يمتد في جنوب غربي آسيا مابين الجزيرة العربية غربا وإيران شرقا. وترجع تسمية البلاد بهذا الاسم إلى موقع الأرخبيل الذي يبعد نحو 25 كم عن الساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية، وإلى الساحل الشمالي الغربي نحو 35كم.
السطح: توجد ست جزر رئيسية من مجموعة الجزر التي تتكون منها دولة البحرين، أهمها جزيرة البحرين التي تمثل غالبية أراضي الدولة، ويتميز سطحها بوجود سهول ساحلية منخفضة. وتضم الدولة جزرا أخرى كالمحرق، التي تكوّن الجزء الشمالي من مجموعة الجزر، وهناك الفشوت وهي منخفضة عن مستوى البحرين، لذا فهي عرضة للفيضان في حالة المد العالي. وتقع جزيرتا أم الشجر والشجيرة إلى الجنوب الشرقي من جزيرة المحرق، وكانتا سكنا لصيادي السمك الذين يشكلون سكانهما الوحيدين، وتقع جزيرة سترة إلى الشرق من جزيرة النبيه صالح. أما جدة فهي جزيرة صخرية صغيرة تبعد خمسة كيلو مترات إلى الشمال الغربي من البحرين. وتقع أم النعسان إلى الجنوب من جزيرة جدة، وهي ثانية أكبر الجزر في دولة البحرين. وهي جزيرة رملية منبسطة باستثناء تلّين من الجير في وسطها.
السكان: بلغ عدد سكان البحرين وفقا للتعداد الذي أجري عام 1418هـ، 1998م نحو 633,000. ويعتنق أغلبهم الدين الإسلامي، الذي يعد الدين الرسمي لدولة البحرين.
التعليم: تتميز البحرين بارتفاع معدلات التعليم عن أي منطقة أخرى في الخليج العربي، فالتعليم بها حر، كما أن تعليم الأطفال بها إجباري من الناحية القانونية، ويصل عدد المدارس الابتدائية نحو 126 مدرسة. ويزيد عدد المدارس الإعدادية والثانوية عن خمسين مدرسة، يسجل بها ما يزيد على30,000 طالب وطالبة.(أمكنة/110)
تضم جامعة البحرين العديد من الكليات أهمها كلية الهندسة، وكلية إدارة الأعمال وكلية الآداب والتربية. إلى جانب ذلك توجد جامعة الخليج العربي التي تضم كلية الطب وكلية العلوم الطبيعية وكلية التربية.
الاقتصاد: يعتمد اقتصاد البحرين بشكل كبير على النفط؛ إذ تحتوي أراضيها على احتياطي صغير منه، لكن مصنع تكرير البترول الواقع بجزيرة سترة يحتل مكانة كبيرة بين ما يناظره من مصانع التكرير الحديثة في العالم؛ إذ يقوم بتكرير غالبية احتياجات البحرين من البترول الخام، وكذلك يقوم بتكرير معظم كميات البترول الوافدة إليه من السعودية عبر خط الأنابيب الممتد بينهما، كذلك تمتلك كميات كبيرة من احتياطي الغاز الطبيعي.
وتعدّ البحرين سوقا رئيسيا، ومركزا تجاريا مهما للخليج العربي، وكذلك تعدّ المركز الرئيسي في الشرق الأوسط للعديد من الشركات العالمية، وتقوم بها صناعة إصلاح السفن. ويعدّ معدن الألومنيوم ومنتجاته المتنوعة أحد منتجات البحرين المعدنية، ويضم إلى جانبه الأمونيا والحديد والغاز السائل ومنتجات تكرير البترول. ويشغل البحرينيون العديد من الوظائف الحكومية، كما يقوم المزارعون بالإكثار من زراعة التمور والبطاطا والعديد من الفواكه والخضراوات بالاعتماد على الري من الأجزاء الشمالية للإقليم، ويقوم البعض بتربية الماشية والدواجن، كذلك يتم صيد الأسماك والروبيان من مياه الشواطئ البحرينية.
نبذة تاريخية: كانت دلمون بمثابة حضارة تجارية ناجحة خلال الفترة ما بين 2500-1800ق. م. ودلمون هو الاسم الذي أطلقه السومريون على البحرين وأهلها، ويعني هذا الاسم بلد التجارة والتجار. أما اسم البحرين فقد عرف في العصر الإسلامي، وأطلق على إقليم إسلامي متكامل واسع المساحة، يمتد من البصرة شمالا، حتى عمان جنوبا. وشكلت البحرين المركز الحيوي لهذا الإقليم على المستوى الاقتصادي والصناعي والزراعي.(أمكنة/111)
وقد خضعت البحرين للحكم البرتغالي في عام 928هـ، 1521م ثم تلا ذلك خضوعها للحكم الفارسي، ولم تطل فترة سيطرة الفرس على الجزيرة؛ لأن عرب الهولة وهم من قبائل بني كعب الذين يقيمون على الشاطئ الإيراني للخليج العربي نزلوا بالجزيرة بزعامة شيخ أسالو وأخضعوها لسيطرتهم، وانتهى حكم شيخ أسالو في عام 1171هـ، 1757م، عندما جاءت قوات كبيرة من الموانئ الفارسية المقابلة بزعامة الشيخ ناصر المذكور حاكم بوشهر وهم من عرب المطاريش، وغزت الجزيرة، وأخضعت عرب الهولة لسلطانهم، واستمر حكمها حتى عام 1197هـ، 1783م، حين جاءت مجموعات عربية من الجزيرة العربية على رأسها الشيخ خليفة بن محمد مؤسس الأسرة الحاكمة الحالية. وفي عام 1278هـ، 1861م ارتبطت البحرين باتفاقيات مع بريطانيا، وتولّت بريطانيا إدارة شؤونها الخارجية، وفي عهد الشيخ عيسى بن علي آل خليفة استقرت الأوضاع في الجزيرة، ونشطت الحركة التجارية نشاطا ملحوظا وسريعا، وأقبلت عليها أعداد وفيرة من السكان. وبعد اكتشاف النفط عام 1351هـ، 1932م، واستغلاله تجاريا عمت البلاد موجة من الرخاء، كان لها أثر كبير في هجرة كثير من السكان إلى هذه الجزر الصغيرة.
وفي عام 1391هـ،1971م تم الانسحاب البريطاني من الخليج العربي، كما صاحب نهاية هذا العام حصول البحرين على استقلالها، وتم التحاقها بجامعة الدول العربية وبالأمم المتحدة. وفي عام 1402هـ، 1981م كونت البحرين مع غيرها من دول شرق الجزيرة العربية اتحاد مجلس التعاون لدول الخليج العربية بهدف تعاون تلك الدول في المجالات العسكرية والاقتصادية.(أمكنة/112)
وتعمل حكومة البحرين على تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والتعليمية بالتعاون مع دول المنطقة. وقد خطت البلاد خطوات سريعة واسعة في سبيل ما تصبو إليه من تقدم في القرن العشرين الميلادي. كما اتخذ سياسة خارجية واقعية ثابتة الجذور، وقوى صلاته بدول الخليج خاصة والدول العربية عامة. وفي فبراير 2001م، وافق الشعب البحريني في استفتاء عام على ميثاق العمل الوطني. وبموجب هذا الميثاق تم إعلان البحرين مملكة دستورية، كما تم إعادة الحياة النيابية إليها بإقامة نظام المجلسين في ظل الدستور.
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%86 http://www.mawsoah.net/gae_portal/maogen.asp?main2&articleid=! البحرين! 020325_0(أمكنة/113)
البرازيل
البرازيل أكبر دول أمريكا الجنوبية خاصة فيما يتعلق بالمساحة وعدد السكان. وتشغل البرازيل نصف مساحة القارة تقريبا، كما أن عدد سكانها يفوق عدد سكان دول أمريكا الجنوبية مجتمعة. وتحتل البرازيل المرتبة الخامسة بين دول العالم من حيث المساحة وعدد السكان.
السطح: تعدّ البرازيل خامسة أكبر دولة في العالم من حيث المساحة. وتبلغ مساحتها 8,547,403كم² أي مايقرب من نصف أمريكا الجنوبية. وتحتل الجبال المنخفضة والهضاب الواسعة ثلثي مساحة البرازيل. ويتكون الجزء المتبقي من أراض منخفضة تكسوها الغابات. وبالبرازيل ما يزيد على 1,000 نهر. وتتضمن أكبر هذه الأنهار الأمازون، وبارانا، وساو فرانسيسكو، وتاباهوس، وزينغو.
المناخ: مناخ البلاد استوائي في الشمال أي شديد الرطوبة والحرارة طوال العام وكلما اتجهنا جنوبا تنخفض درجة الحرارة حتى يصبح المناخ معتدلا.
عدد السكان: يعيش في البرازيل أكثر من 174 مليون نسمة. وتحتل البرازيل المرتبة الخامسة كدولة كبرى في العالم من حيث عدد السكان. ويتحدث غالبية الشعب البرازيلي اللغة البرتغالية، وهي اللغة الرسمية. وما زالت المجموعات التي تعيش في منطقة الأمازون تتحدث لغاتها الخاصة بها.
الديانة: بالبرازيل اليوم ما يقرب من 110 ملايين كاثوليكي، ويشكل الكاثوليك ما يقرب من 70% من السكان. ويوجد بالبرازيل كاثوليكيون أكثر من أي دولة أخرى في العالم.
يمارس نحو10% من الشعب البرازيلي ومعظمهم من الزنوج وخليط من السلالات الشعائر الدينية المحلية مثل الماكومبا والكاندومبلي. ويشكل البروتستانت مجموعات دينية أخرى تبلغ نحو 20% من سكان البرازيل.(أمكنة/114)
المسلمون في البرازيل: وصل المسلمون إلى أمريكا اللاتينية قبل وصول الأسبان إلى العالم الجديد، وكان هذا الوصول المبكّر من مسلمي شمال وغرب إفريقيا ومن مسلمي الأندلس. واستمرّت هذه الهجرة من لبنان وسوريا وفلسطين. قدّر عدد المسلمين في البرازيل عام 1980م بحوالي 279 ألف مسلم ولكن عددهم الآن يزيد على نصف مليون نسمة. وأوضاع المسلمين في البرازيل مستقرة، ويتركّز المسلمون في المدن الرئيسية مثل سان باولو وريو دي جانيرو وسانتوس ولندرونيا. وهناك تطوّر واضح للصحوة الإسلامية في البرازيل؛ ففيها أكثر من 25 مسجدا (في عام 1985م) وعدد كبير من المصلّيّات. كما يوجد عشرات الدعاة تتكفّل رابطة العالم الإسلامي وبعض الدول الإسلامية وخاصة المملكة العربية السعودية بنفقاتهم.
التعليم: يستطيع 83% من البالغين بالبرازيل القراءة والكتابة. ولكن تختلف مستويات التعليم إلى حد بعيد من منطقة لأخرى بالبلاد. وبصفة عامة تزيد نسبة المتعلمين في جنوب البرازيل وتقل في الجزء الشمالي الشرقي. والدراسة في المرحلة الابتدائية مجانا.
الاقتصاد: تنتج المزارع والغابات والمناجم البرازيلية منذ زمن طويل، كميات هائلة من الصادرات ذات القيمة العالية. ويعد الناتج الوطني الإجمالي للبرازيل الأعلى على مستوى دول أمريكا اللاتينية وواحدا من أعلى المعدلات على مستوى دول العالم. يشكل التصنيع نحو 20% من إجمالي الناتج الوطني للبرازيل. وتوظّف المصانع ما يقرب من 12% من عمال الدولة. كما تحتل البرازيل مركزا مرموقا في مجال تصنيع السيارات، ويوجد بها أكبر مصنع للحديد والفولاذ في أمريكا اللاتينية، وتعدّ البرازيل في قمة دول العالم في مجال إنتاج السكر الخام، كما أنها واحدة من أعلى الدول في مجال المنتجات النسيجية.(أمكنة/115)
وتشكل الزراعة نحو 8% من الناتج الاقتصادي. ويعمل ما يقرب من 24% من القوى العاملة في البرازيل في الزراعة. تزرع البرازيل حوالي 20% من محصول البن في العالم. وتعدّ البرازيل كذلك من الدول الرائدة في مجال زراعة الموز، والمنيهوت (الكسافا) ، والبرتقال، والباباي، وقصب السكر، إضافة إلى أنها واحدة من أعلى دول العالم في إنتاج الكاكاو، والبلاذر، والقطن، والليمون، والذرة الشامية، والأناناس، والأرز، وفول الصويا، والتبغ. والبرازيل من دول العالم الرائدة في تربية الأبقار، والخيول، والخنازير، والدواجن والأغنام.
نبذة تاريخية: عاش الهنود فيما يعرف الآن بالبرازيل فترة طويلة قبل وصول الأوروبيين الأوائل. وتضمنت المجموعات الهندية الرئيسية في البلاد جماعة الغوارانا وتوبينامبا، وكان الهنود يعتمدون في غذائهم إلى حد بعيد على الصيد البري والبحري. كما كانوا يجمعون الفاكهة من الغابات ويزرعون المحاصيل. وكان نبات المنيهوت (الكسافا) أكثر المحاصيل أهمية بالنسبة لهم.
الحكم البرتغالي: قسمت معاهدة تورديسيلاس عام 1494م أمريكا بين أسبانيا والبرتغال. وفازت البرتغال بحقها في الحصول على الأرض التي تعرف الآن بشرقي البرازيل.
بدأ المستعمرون البرتغاليون في الاستقرار بالبرازيل خلال العقد الثالث من القرن السادس عشر الميلادي. اجتاحت فرنسا البرتغال عام 1807م لتأييد البرتغال لبريطانيا في الحرب التي وقعت بين الفرنسيين والبريطانيين.
وفي 15 نوفمبر عام 1889م أصبحت البرازيل جمهورية وقد أقر الشعب دستورا عام 1891م على غرار دستور الولايات المتحدة. وتم انتخاب الجنرال مانويل ديدورو دافونسيكا أول رئيس للبرازيل.(أمكنة/116)
وفي عام 1985م انتهى الحكم العسكري في البرازيل، حيث قام الكونجرس بالموافقة على تعديل دستوري عام 1985م ينص على الانتخاب المباشر للرؤساء مستقبلا بوساطة أفراد الشعب. وفي نوفمبر عام 1986م انتخب البرازيليون مجلسا نيابيا جديدا وهيئة تشريعية عامة.
وفي عام 1988م أصبح الدستور الجديد ساري المفعول. وانتخب الشعب في ديسمبر 1989م فيرناندو كولور دي ميللو رئيسا للجمهورية. استقال كولور في ديسمبر 1992م بعد أن أدين بالتقصير، وأصبح نائب الرئيس اتمار أوجوستو فرانكو رئيسا للبلاد. برأت المحكمة العليا ساحة كولور في ديسمبر 1994م. وفي أكتوبر 1994م، انتخب فيرناندو هنريك كاردوسو رئيسا للبرازيل. وأعيد انتخابه لفترة رئاسية جديدة عام 1998م. فاز لويز إيناسو لولا دي سيلفا مرشح حزب العمال في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في أكتوبر عام 2002م. وقد بدأت فترة رئاسته بحلول الأول من يناير عام 2003م.
http://www.mawsoah.net/gae_portal/maogen.asp?main2&articleid=! البرازيل! 026950_0 http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D9%84(أمكنة/117)
البرة
تقع البرة في الشمال الغربي من مدينة الرياض على بعد حوالي 120 كيلو متر
وقد اختلف المؤرخون والجغرافيون في حدود البرة قديما التي هي نجد حديثا، قال الجوهري: ونجد من بلاد العرب ما كان فوق العالية، والعالية ما كان فوق نجد إلى أرض تهامة إلى ما وراء مكة فما كان دون ذلك إلى أرض العراق فهو نجد. وقال السكري: حد نجد ذات عرق من ناحية الحجاز، كما تدور الجبال معها إلى جبال المدينة، وما وراء ذات عرق من الجبال إلى تهامة فهو حجاز كله، فإذا انقطعت الجبال من نحو تهامة فما وراءها إلى البحر فهو غور، والغور وتهامة واحد. وقال عبد الله بن خميس: إن نجدا يحد من الناحية الشمالية بسواد العراق ومشارف الشام، ومن الناحية الجنوبية بالربع الخالي. ومن الناحية الشرقية بالأحساء وجوفها الشمالي إلى حدود الكويت، أما من ناحية الغرب فقد مال عبد الله بن خميس إلى أن ما كان داخل جبال الحجاز وإن كان يسيل مشرقا وما تعلق بذلك من حرار وآكام وحزون وتعاريج تقتضيها طبيعة الجبال وما يضاف إلى ذلك ويحمل صفاته من متعلقاته فهو حجازي، وما أسهل وانبسط بعد ذلك فهو نجدي.(أمكنة/118)
أما عن موقعة البرّة فهي سبب التسمية بنجد لما علم الإمام عبد الله الفيصل بهزيمة جيشه واستيلاء أخيه على الأحساء والمنطقة الشرقية، توقع أن يواصل سعود زحفه على الرياض، فقرر مغادرتها درءا للشر، ولكي يجنب الرياض وأهلها حربا غشوما وقودها الرجال والمال، فخرج بما بقي معه من قوة وثروة، وفي الطريق التقت قواته بجيش أخيه سعود في البرة في جمادى الأولى عام 1288هـ، يوليو 1871م، وحلت الهزيمة بقوته في معركة غير متكافئة فهام على وجهه يطلب العون من أهل نجد فلم يجبه أحد, وعندما فقد الأمل استجار بالأتراك العثمانيين في العراق (فكان كالمستجير من الرمضاء بالنار) فأعد (مدحت باشا) جيشا من الجنود النظاميين تسانده بعض القبائل فانتزعوا الأحساء من إمارة سعود واحتلوها وأطلقوا عليها اسم (ولاية نجد) .
المصدر: الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/119)
البرتغال
تقع في جنوب غرب القارة الأوروبية. لها حدود فقط مع إسبانيا من جهة الشرق والشمال، من باقي الجهات هي مطلة على للمحيط الاطلسي.
تقع البرتغال على شبه جزيرة ايبيريا. يقسم نهر تييو (أو تيخو) البرتغال الى قسمين: قسم الى شماله ذو تضاريس مرتفعة ومناخ بارد ورطب، يتخلله العديد من السهول، وقسم الى جنوبه ذو طبيعة سهلة ومناخ أكثر حرارة وأقل مطرا. أهم أنهر البلاد الأخرى هي الدورو، مينهو، غواديانا ومونديغو، اللتي تنبع جميعها في إسبانيا، ما عدا الأخير. سييرا دا استريلا هي أعلى سلسة جبلية على أرض اليابسة البرتغالية، بينما يشكل جبل بيكو بإرتفاع قدره 2351 متر الواقع على جزر الأزور البرتغالية أعلى جبل في البرتغال. تقع هذه الجزر وجزيرة ماديرا في المحيط الأطلسي وتتمتع بعدة براكين أحدها يعتبر نشط.
والبرتغال هي إحدى أحر الدول الأوروبية، حيث تصل درجة الحرارة في الصيف معدل ال 35 درجة. معدل درجة الحرارة بشكل عام يبلغ 13 درجة مئوية في الشمال و18 درجة مئوية في الجنوب، وتقل بشكل نادر عن 5 درجات مئوية. درجات الحرارة في جزر الأزور وماديرا تتقارب من بعضها، المناخ هناك يتميز بالرياح وكثرة الأمطار.
سكان البرتغال هم عرقيا، لغويا ودينيا شعب متجانس جدا. أصول البرتغاليين مختلفة ولكن معظمهم قادمون من شبه جزيرة ايبيريا والباقي من حوض البحر المتوسط. التأثير الأفريقي في أصل السكان هو الأهم في أوروبا. هاجر العديد من البرتغاليين الى الخارج لغرض تحسين وضعهم المادي، فرنسا تحتضن أكبر عدد من البرتغاليين في المهجر حيث يبلغ عددهم حوالي 600 ألف. الأجانب المقيمين في البرتغال يأتوا معظمهم من جزر الرأس الأخضر، البرازيل، أنغولا وغينيا بيساو، كل هذه الدول كانت مستعمرات برتغالية في السابق.
لغة البلاد الرسمية هي برتغالية، إحدى اللغات الرومانسية. يتكلم قلة من الناس اللغة الأستورية، التي تعترف الدولة بها.(أمكنة/120)
الديانة: يتبع معظم البرتغاليين الكنيسة الكاثوليكية.
الاقتصاد: اقتصاد البرتغال آخذ بالتغير وخاصة منذ انضمامها عام 1986 الى الاتحاد الاوروبي، فينما هو كان اقتصاد زراعي هو اليوم اقتصاد متنوع. قطاع الخدمات يشكل ثلثي الناتج الاجمالي العام للدولة. تم خصخصة العديد من الشركات الحكومية في السنوات الأخيرة. دخلت عام 1998 منطقة اليورو مما جعل اليورو العملة المتداولة منذ بداية 2002. النمو الاقتصادي بلغ معدله 3% في الأعوام الأخيرة مما جعل البرتغال من الأسواق الواعدة في أوروبا، ولكن الدين العام للدولة اللذي تعدى حاجز ال 3% يهدد بتطبيق عقوبات من الاتحاد الأوروبي لأن في ذللك خرق للإتفاقيات الموقعة. كما أن هناك الحاجة الى إصلاح النظام الاقتصادي لكي تستطيع البلاد الوقوف أمام دخول دول أوروبا الشرقية الى الاتحاد عام 2004، والمنافسة على استقطاب الاستثمار. بريطانيا وإسبانيا هم أكبر المستثمرين في البلاد. البضائع الإسبانية مجددا تكون الواردات الأولى تليها ألمانيا، فرنسا وإيطاليا. هذه البلاد أيضا هي أكبر الواردين للبضائع البرتغالية.
البرتغال تملك احتياطات معدنية مهمة مثل: الفحم، النحاس، الذهب، القصدير، الحديد، كما تعد من أكبر منتجي التنغستن واليورانيوم في العالم. القطاع الزراعي يشكل نسبة 5% من الاقتصاد ولكنه يشغل 15% من عمالة البرتغال، ويعد لذلك ولأسباب أخرى أحد الأقل فعالية في القارة الأوروبية.
انتاج العالم من الفلين الطبيعي يأتي معظمه من البرتغال، بسبب امتلاك البلاد مساحات ضخمة من شجرة الفلين المتواجدة فقط في المنطقة. تمتلك البرتغال أيضا كميات كبيرة من شجر اللوز ومن شجر الأوكالبتوس اللذي يستعمل لصناعة لباب الخشب.
صيد الأسماك يعاني من سيطرة إسبانيا على هذا القطاع في المنطقة.(أمكنة/121)
السياحة: هي أحد أهم أعمدة الاقتصاد البرتغالي وأحد القطاعات الأسرع نموا، تكون اليوم ما نسبته 8% من الناتج العام. معظم السياح يأتون من بريطانيا وإسبانيا.
التعليم: لم تبذل الحكومات البرتغالية الكثير من الجهد لتحسين النظام التعليمي في البرتغال، حيث يملك فقط 10% من سكان البلاد فوق الثلاثين شهادة جامعية، لتشكل بذلك أقل نسبة في الاتحاد الأوروبي قبل انضمام الدول الأخيرة عام 2004. نسبة الأمية البالغة 15% مرتفعة للغاية وهي الأعلى في أوروبا.
الموسوعة الحرة(أمكنة/122)
البصرة
مدينة عراقية تقع جنوبي العراق بالقرب من التقاء نهري دجلة والفرات على بعد 130كم من الخليج العربي. وبذلك فهي تقع في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وفي المنطقة المعتدلة الدافئة. تسقط على البصرة كمية من الأمطار لا تزيد على 100ملم في السنة.
يبلغ ارتفاع البصرة عن مستوى سطح البحر حوالي 8 أقدام فقط (2,4م) . وتتميز بموقعها الجغرافي الهام حيث تعد البوابة الرئيسية للعراق من جهة الجنوب مع دول العالم المختلفة. يمثل موقع البصرة نقطة التقاء شط العرب برأس الخليج العربي حيث تتجمع الطرق في جنوب العراق.
السكان. تعدّ البصرة ثانية أكبر المدن العراقية بعد بغداد، والميناء الرئيسي للدولة. وهي عاصمة محافظة البصرة. وقد وصلت المدينة إلى مرتبة المدن المليونية خلال العقد الثامن من القرن العشرين الميلادي حيث بلغ عدد سكانها 1,540,000 نسمة في إحصاء عام 1977م، وخلال حرب الخليج العربي عام 1991م تعرضت مدينة البصرة للقصف العنيف مما تسبب في مغادرة الكثير من أهلها المدنيين واقامتهم في مناطق أخرى من العراق. ثم زاد إلى نحو المليونين عام 1993م.
كانت مدينة البصرة تشغل المرتبة التاسعة عشرة بين المدن المليونية في العالم الإسلامي حسب إحصاء عام 1984م، كما يشكل سكان البصرة أكثر من عشر إجمالي عدد سكان العراق في الوقت الحاضر (10,91%) .
نمو السكان. تعدّ البصرة من أسرع المدن المليونية نموا، فقد تضاعف عدد سكانها 81 مرة منذ بداية القرن العشرين. فقد كان 19,000 نسمة عام 1900م ثم أصبح 1,540,000 نسمة عام 1977م. وكان النصف الأخير من القرن العشرين أسرع فترات نموها السكاني، فقد تضاعف حجمها 25 مرة من 102,000 نسمة عام 1950م إلى 1,540,000 نسمة عام 1977م، بينما لم تزد إلا خمس مرات فقط خلال النصف الأول من القرن العشرين الميلادي من 19,000 إلى 102,000 نسمة بين عامي 1900 و1950م.(أمكنة/123)
تعرّضت البصرة لانخفاض حاد في عدد سكانها في بداية القرن العشرين عما كانت عليه في القرن التاسع عشر الميلادي، حيث انخفض عدد السكان إلى 19,000 نسمة عام 1900م بعد أن كان 40,000 نسمة عام 1800م و60,000 نسمة عام 1850م، لكنها عادت إلى التزايد السريع منذ بداية القرن العشرين.
بلغ معدل نمو المدينة منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين 52% سنويا، مما أدى إلى مضاعفة عدد سكانها مرة كل سنتين فقط.
وشهد نمو سكان البصرة دورات من الزيادة والنقصان منذ بداية القرن التاسع عشر. ففي الفترة بين عامي 1800 و1850م زاد السكان بنسبة 150%، لينخفض في النصف الثاني من القرن التاسع عشر (1850-1900م) بنسبة 32%، ثم تعود الزيادة السكانية مرة أخرى في النصف الأول من القرن العشرين فتبلغ 537% بين عامي 1900 و1950م، كما تبلغ أقصاها 1,510% بين عامي 1950 و1986م.
الاقتصاد. تتميز مدينة البصرة بوقوعها في منطقة غنية بحقول النفط جنوبي العراق، ولذلك تقوم فيها وبالقرب منها أكبر معامل تكرير النفط ومصانع البتروكيميائيات. كما تتميز المدينة بوجودها وسط منطقة غنية بأشجار النخيل مما أدى إلى قيام مصنع هام لتعليب التمور في المدينة.
تتميز مدينة البصرة بمواصلاتها الجيدة مع بغداد وبقية المدن العراقية، وبها مطار صغير للخطوط الداخلية. كما يتميز ميناء البصرة بقدرته على استيعاب 12 سفينة، وبوجود رصيف خاص بالمنتجات النفطية عند منتية، ورصيف آخر لمنتجات المخصبات عند أبو فلوس.
البصرة أهم موانئ العراق، وبوابته الخارجية مع العالم، وترتبط بالطرق المحيطية المختلفة مع جميع أنحاء العالم، وهناك خدمات متصلة بين البصرة وموانئ الخليج العربي وموانئ شمال أوروبا.
التعليم. للبصرة أهمية كبيرة كمركز تعليمي في العراق، ففيها توجد جامعة البصرة، إلى جانب العديد من المراكز العلمية والثقافية المتنوعة.(أمكنة/124)
نبذة تاريخية. البصرة مدينة عراقية قديمة مشهورة شيدها عتبة بن غزوان في عهد الخليفة عمر بن الخطاب سنة 14 وقيل 15هـ عند ملتقى دجلة والفرات. ويعرف ملتقاها بشط العرب. وكان قصد عمر بن الخطاب بذلك أن يتخذ للمسلمين مدينة يشتون بها ويستريحون من غزواتهم في بلاد الفرس. وقيل أن سبب تسميتها بالبصرة هو أن عتبة بن غزوان كتب إلى الخليفة عمر يستأذنه في تمصيرها ووصفها له بقوله (إني أرى أرضا كثيرة القضة في طرف البر إلى الريف ودونها مناقع فيها ماء وفيها قصباء) . فقال عمر (هذه أرض بصرة قريبة من المشارب والمراعي والمحتطب) . ومعنى البصرة في اللغة العربية الأرض الغليظة الصلبة ذات الحجارة الصلبة.
شهدت البصرة على مدى تاريخها أحداثا تاريخية مهمة. ففي عام 35هـ كانت فيها وقعة الجمل الشهيرة بين علي وعائشة (رضي الله عنهما) . ودخلت البصرة عام 75هـ في ولاية الحجاج بن يوسف الثقفي. وسنة 101هـ دخلها يزيد بن المهلب بن أبي صفرة. واستمرت الأحداث تتوالى على البصرة بمرور الزمن. وكانت في تلك الحروب والتقلبات قد خربت وأنشئت في مكان يبعد عن مركزها الأول 14 كيلومترا إلى الشمال الغربي. وكان إنشاؤها في القرن الرابع عشر الميلادي.
وكانت البصرة في الماضي من أشهر المدن وأكثرها أدبا وعلما وتجارة وعزا وأجلها شأنا وأبهجها مركزا ولا سيما في أيام العباسيين الذين زادوا في عمارتها وشادوا فيها الأبنية الجميلة من صروح ومقاصير ومساجد. وكانت بعد بغداد في الأهمية والذكر. وكانت مركز التجارة بين العراق والبلاد الأخرى.
عرفت البصرة أيضا بدورها الكبير الذي أدته في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية. فقد كانت مساجدها ومدارسها تعج بحركة العلماء والفقهاء والأدباء. وخرج منها فطاحل علماء المسلمين وكبار فقهائهم. واشتهرت بأئمة المعتزلة. وظهرت فيها في القرن الرابع للهجرة مدرسة شهيرة ذاع صيتها في الآفاق، وعرف أصحاب هذه المدرسة بإخوان الصفا.(أمكنة/125)
ودعيت البصرة قبة الإسلام. وكانت البصرة تناظر الكوفة في المذاهب العربية وهو أمر مشهور في كتب النحاة. ولذلك كانتا أشهر من أن تذكرا في صحة العربية وثقتها. وقال بعضهم حيثما وجد اختلاف بين البصريين والكوفيين، فمذهب البصريين أصح من جهة اللفظ ومذهب الكوفيين أصح من جهة المعنى.
وتحتوي مدينة البصرة على كثير من مشاهد وقبور بعض الصحابة رضوان الله عليهم. فمن المشاهد مشهد طلحة بن عبيد الله، ومشهد الزبير بن العوام. وفي البصرة قبر حليمة السعدية مرضعة رسول الله. وفيها قبر أنس ابن مالك وفيها كذلك قبر الحسن البصري، ومحمد بن سيرين ومالك بن دينار وغيرهم من مشاهير هذه الأمة. وفي البصرة أيضا قبور الصحابة الذين استشهدوا في وقعة الجمل.
المصدر:
الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/126)
البطحاء
وكانت البطحاء علما على جزء من وادي مكة، هو: بين الحجون إلى المسجد الحرام، ومنها الغزة وسوق الليل.
أما في عصرنا فقد عبدت فذهبت البطحاء. فإذا ذكرت بطحاء مكة فهي هذا الموضع، أما بطحاء قريش فهي غير هذه، إنما هي مكان قرب جبل ثور.
وقد ذكرت في " معالم مكة التأريخية والأثرية ".
المصدر: موقع الإسلام(أمكنة/127)
البقاع
سهل البقاع: وهو يفصل بين جبال لبنان الغربية وجبال لبنان الشرقية, ويتميز هذا السهل بأنه عريض في الشمال والجنوب، ضيق في الوسط أمام بيروت, ويبلغ طوله 120كم، كما يترواح عرضه بين 8 و16كم, ويمتاز بخصبه وغناه وبكونه مزرعة للخضراوات اللبنانية، كما يتميز بارتفاع أرضه إلى 500م فوق مستوى سطح البحر، لكنه يبدو منخفضا بالمقارنة بجانبيه المرتفعين من الجبال العالية، ويبلغ متوسط الارتفاع في وسط هذا السهل 1400م تقريبا, يعتبر هذا الإقليم منخفضا أخدوديا، كما يعدّ حلقة في سلسلة المنخفضات الأخدودية المتتابعة التي يشملها الأخدود الإفريقي الآسيوي العظيم.
ومن أهم الأنهار التي تخترق سهل البقاع نهر الليطاني متجها نحو الجنوب فالغرب داخل الحدود اللبنانية حيث يسمى باسم نهر القاسمية، ويصب في البحر الأبيض المتوسط شمالي مدينة صور، ويبلغ طوله 145كم.
سهل البقاع يشتهر بزراعة الحبوب والبطاطس، كما يزرع فيه القطن بنجاح.
ويعيش الشيعة في جنوبي لبنان وفي شمالي سهل البقاع، بينما يعيش معظم السّنة في المدن الكبيرة.
تعيش أعداد كبيرة من النصارى الروم في وادي البقاع.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/128)
البلقاء
البلقاء، إقليم من أرض الشام في المملكة الأردنية الهاشمية، وهو الإقليم الذي تتوسطه مدينة عمان عاصمة الأردن، ومن أشهر مدن هذا الإقليم: عمان والسلط ومادبا والزرقاء والرصيفة، يتصل به في الجنوب إقليم الشراة الذي قاعدته معان، وفي الشمال إقليم حوران، ويشرف إقليم البلقاء على الغور الأردني غربا، ويتصل ببادية الشام وصحراء العرب شرقا، ومنطقته جبلية عالية، وهي مركز الثقل في المملكة الهاشمية الأردنية.
المصدر: موقع الإسلام(أمكنة/129)
البوسنة والهرسك
بلد إسلامي في جنوب شرقي أوروبا أعلن استقلاله عن اتحاد الجمهوريات اليوغوسلافية في سنة 1992م. تبلغ مساحة بلاد البوسنة والهرسك حوالي 51,129كم²، كما يبلغ سكانها حوالي 3,890,000 نسمة. أما العاصمة فهي سراييفو، وهي أكبر مدينة في هذه البلاد، ويبلغ عدد سكانها حوالي 447,687 نسمة.
السطح والمناخ: تتكون البوسنة والهرسك من إقليمين على اليابسة، فالبوسنة أرض جبلية تغطيها الغابات الكثيفة. وتتكون الهرسك من جبال صخرية كبيرة وبعض الأراضي الزراعية المسطحة. ومن بين الأنهار الرئيسية في البوسنة نهر البوسنة ودرينا وفرباس ونريتفا. أما طقس البوسنة والهرسك فهو في الشتاء شديد البرودة، ويكثر فيه الجليد. وأما في الصيف فتهطل الأمطار في مطلعه. والصيف دافئ في الوديان الجبلية، ولكنه ينقلب باردا في المرتفعات الأعلى.
السكان: حوالي 44% من سكان البوسنة والهرسك من البوسنيين المسلمين. ويشكل الصرب حوالي 32% من السكان، كما يشكل الكروات حوالي 17%. وتشتمل البقية وهي 7% على ألبانيين وغجر وأوكرانيين. ومنذ اندلاع الحرب الأهلية هرب عدد كبير من الناس من البلاد.
الاقتصاد: تتمتع البوسنة والهرسك بثروة طبيعية غنية، وفيها غابات شاسعة، واحتياطي ضخم من خام الحديد، وموارد هائلة من الفحم الحجري والطاقة الكهرومائية. ويزرع الفلاحون المسلمون الكرز والعنب والذرة الشامية والكمثرى والبرقوق والبطاطس، والتبغ، والجوز والقمح. كما يعتنون بتربية الأبقار، والضأن، أما غير المسلمين فيربون الخنازير.(أمكنة/130)
نبذة تاريخية: سكن الشعب الإليري قبل حوالي ثلاثة آلاف عام المنطقة المعروفة الآن باسم البوسنة والهرسك، ثم أصبحت المنطقة جزءا من الإمبراطورية الرومانية حوالي سنة 11 ق. م، واستقر فيها شعب سلافي بعد ذلك خلال القرنين السادس والسابع الميلاديين. وجاء بعض ملوك المجر وفرضوا سيطرتهم على معظم أراضي البوسنة والهرسك في الفترة ما بين القرن الثاني عشر والخامس عشر الميلاديين، لكن النبلاء المحليين الذين كانوا يسمون بانز كانوا قادرين على أن يحكموا بشيء من الاستقلال في كثير من الأوقات. وكانت هوم التي هي الآن الهرسك تحت الحكم الصربي أو المجري من القرن الثاني عشر حتى سنة 1326م. ثم سيطرت عليها البوسنة من سنة 1326م حتى سنة 1448م عندما أعلن الحاكم المحلي استقلاله وتلقب بلقب هرسك ومعناها الدوق ثم جاء الأتراك العثمانيون وفتحوا معظم البوسنة عام 1463م، كما فتحوا أيضا أراضي الهرسك في 1480م وما بعدها، واعتنق بعض السلاف الدين الإسلامي بعد ذلك الفتح.
ظلت البوسنة والهرسك جزءا من الإمبراطورية العثمانية حتى مؤتمر برلين الذي عقده زعماء الدول الأوروبية الكبرى سنة 1878م، وفي هذا المؤتمر أعطيت إمبراطورية النمسا المجر حق إدارة هذه المنطقة. وفي عام 1908م ضمت هذه الإمبراطورية الإقليم نهائيا إليها. بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى سنة 1918م أصبحت البوسنة والهرسك تحت حكم مملكة الصرب والكروات وسلوفينيا.
وخلال الحكم الشيوعي في يوغوسلافيا صنفت جمهورية البوسنة والهرسك على أنها منطقة أقل تطورا من الأخريات. وهذا التصنيف مكّنها من أن تتسلم أموالا تساعدها على التطور الاقتصادي. وفي سنة 1990م تنازل الحزب الشيوعي عن انفراده بالسلطة في يوغوسلافيا، فبدأت تتكون أحزاب سياسية في البلاد.(أمكنة/131)
وفي يونيو 1991م بدأت يوغوسلافيا في الانقسام على نفسها بعد أن أعلنت كل من كرواتيا وسلوفينيا استقلالهما. وما لبث أن عقد استفتاء عام في فبراير ومارس من عام 1992م على الاستقلال في البوسنة والهرسك. وكان الغرض من هذا الاستفتاء أن يقرر السكان ما يريدون لمستقبل بلادهم. فقاطع معظم الصرب هذا الاستفتاء. بيد أن أغلبية سكان الجمهورية من كروات وبوسنيين صوتوا لصالح الاستقلال وعندها أعلنت البوسنة والهرسك الاستقلال.
عارض عدد كبير من الصرب الذين يعيشون في البوسنة والهرسك إعلان الاستقلال. وبدأ الصرب الذين كان يساندهم الجيش اليوغوسلافي القومي حربا ضد كل من لم يكن صربيا. واستولوا على ما يقرب من ثلثي أراضي البوسنة والهرسك خلال شهرين. وسعى الصرب إلى إخراج كل من لم يكن صربيا من الأراضي البوسنية التي ادعوها لأنفسهم. وأطلق على تلك السياسة التي انتهجوها سياسة التطهير العرقي.
وفي سنة 1995م، اتفق ممثلو البوسنة وصربيا وكرواتيا على خطة للسلام في دايتون بولاية أوهايو الأمريكية في شهر نوفمبر، ووقعت اتفاقية السلام بباريس في شهر ديسمبر من نفس العام. قسمت الاتفاقية البوسنة إلى قسمين: قسم يسيطر عليه اتحاد فيدرالي من المسلمين والكروات يمثل 51% من مساحة البلاد، وآخر يسيطر عليه الصرب البوسنيين يمثل 49% من مساحة البلاد. وبموجب الاتفاقية تمت الموافقة على وقف أعمال العنف، وعودة اللاجئين إلى ديارهم،. ووضع بموجب الاتفاقية 60,000 جندي من حلف شمال الأطلسي لمراقبة وقف إطلاق النار.
وفي 14 سبتمبر 1996م، أجريت أول انتخابات عامة في البوسنة منذ 1990م، فاز فيها حزب العمل الديمقراطي بقيادة علي عزت بيجوفيتش الذي أصبح رئيس الرئاسة الجماعية الثلاثية مع عضوين صربي وكرواتي. تخلى بيجوفيتش عن منصبه في عام 2000م، واكتفى بمنصب الرئيس الفخري حتى وفاته في عام 2003م.(أمكنة/132)
http://www.mawsoah.net/gae_portal/maogen.asp?main2&articleid=! البوسنة! 026190_0(أمكنة/133)
البويب
البويب: بلفظ تصغير الباب. نقب بين جبلين.
وقال يعقوب: البويب مدخل أهل الحجاز إلى مصر.
والبويب أيضا نهر كان بالعراق موضع الكوفة فمه عند دار الرزق يأخذ من الفرات كانت عنده وقعة أيام الفتوح بين المسلمين والفرس في أيام أبي بكر الصديق وكان مجراه إلى موضع دار صالح بن علي بالكوفة ومصبه في الجوف العتيق وكان مغيضا للفرات أيام المدود ليزيدوا به الجوف تحصينا وقد كانوا فعلوا ذلك الجوف حتى كانت السفن البحرية ترفأ إلى الجوف.
معجم البلدان(أمكنة/134)
التنعيم
موضع بين مر وسرف، بينه وبين مكة فرسخان، وإنما سمي التنعيم لأن الجبل الذي عن يمينه يقال له نعيم والذي عن يساره يقال له ناعم، والوادي نعمان. ومن التنعيم يحرم من أراد العمرة. وهو الذي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن أبى بكر رضي الله عنهما أن يعمر منه عائشة رضي الله عنها فقال: " يا عبد الرحمن أردف أختك عائشة فأعمرها من التنعيم، فإذا هبطت بها من الأكمة فلتحرم فإنها عمرة متقبلة ".
المصدر:
كتاب الروض المعطار في خبر الأقطار(أمكنة/135)
الجابون
بلد صغير غني بالغابات يقع على الساحل الغربي للقارة الإفريقية.
والجابون دولة غنية بالثروات الطبيعية، وهي كذلك من أغنى دول العالم في مخزون الحديد والمنجنيز. ويعمل معظم أهالي الجابون في الزراعة.
كانت الجابون منذ بدايات القرن العشرين مستعمرة فرنسية إلى أن حصلت على استقلالها، وتحولت إلى جمهورية مستقلة عام 1960م.
والفرنسية هي اللغة الرسمية في البلاد.
ومدينة ليبرفيل من أكبر مدن الجابون ويبلغ تعداد سكانها نحو 350 ألف نسمة.
والجابون نظام الحكم فيها جمهوري.
يعيش معظم الناس في الجابون في القرى التي تقع على طول الشريط الساحلي، أو على ضفاف الأنهار، أو في مناطق الغابات غير الكثيفة الواقعة في شمالي البلاد.
يعتنق عديد من أهالي الجابون (وخصوصا الذين يعيشون في المدن الكبيرة) الديانة النصرانية وتبلغ نسبة المسلمين 44%. ويعتنق الباقون ديانات إفريقية تقليدية، ويرتاد المدارس الابتدائية هناك حوالي 90% من الأطفال.
الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/136)
الجامعة الإسلامية
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة مؤسسة إسلامية عالمية من حيث الغاية، عربية سعودية من حيث التبعية، وأنشئت بالأمر الملكي رقم 11 بتاريخ 25 / 3 / 1381هـ في عهد الملك سعود رحمه الله، وكانت كلية الشريعة هي أولى كلياتها، ثم تلتها الكليات الأخرى. تقع الجامعة بالمدينة المنورة، ويضم مركزها الرئيسي بالمدينة إدارة الجامعة وكلياتها ومعاهدها ومكتبتها وبعض المنشآت الأخرى. وتضم الجامعة الكليات الآتية: كلية الشريعة، وكلية الدعوة وأصول الدين، وكلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية، وكلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية، وكلية اللغة العربية. ومن أهداف الجامعة: تبليغ رسالة الإسلام إلى العالم عن طريق الدعوة والتعليم الجامعي والدراسات العليا، وإعداد البحوث العلمية وترجمتها ونشرها وتشجيعها في مجالات العلوم الإسلامية والعربية خاصة وسائر العلوم وفروع المعرفة الإنسانية عامة، وتجميع التراث الإسلامي والعناية بحفظه وتحقيقه ونشره، وإقامة الروابط العلمية والثقافية بين الجامعة والهيئات والمؤسسات العلمية في العالم وتوثيقها.
المصدر:
موقع: http://www.iu.edu.sa/arabic/intro/index.htm
وموقع: http://www.college - help.org/SUMadinah.htm(أمكنة/137)
الجامعة العربية
* منظمة عربية دولية أنشئت في مارس 1945م طبقا لبروتوكول (اتفاق) الإسكندرية الموقّع في 20 شوال 1363هـ الموافق 7 أكتوبر 1944م، وللميثاق الذي وقّعه سبعة ملوك ورؤساء في القاهرة في 8 ربيع الثاني 1364هـ، الموافق 22 مارس 1945م.
* وقد كانت الدول العربية السبع المستقلة المؤسسة للجامعة هي: السعودية، مصر، العراق، الأردن، سوريا، لبنان، اليمن.
* نبعت فكرة إنشاء الجامعة خلال الحرب العالمية الثانية وتبنى ثلاثة من الزعماء السياسيين العرب هذه الفكرة في ذلك الحين، وهم مصطفى النحاس رئيس وزراء مصر، وجميل حروم رئيس وزراء سوريا، وبشارة الخوري، الزعيم السياسي اللبناني، ورئيس الجمهورية اللاحق. وعرض هؤلاء الزعماء الفكرة على الملوك والرؤساء العرب الذين استحسنوها وأيدوها.
* حصلت فكرة إنشاء الجامعة على دعم سياسي بريطاني، وبذلك تهيأت الأجواء في نهاية الحرب العالمية الثانية لعقد مؤتمر إقليمي في الإسكندرية لتحقيق الوحدة العربية.
* ونص بروتوكول الإسكندرية على إنشاء جامعة للدول العربية، وأن تعتمد قراراتها على قاعدة الإجماع في التصويت. وفي حالة عدم توفره، تكون تلك القرارات ملزمة لمن يقبلها. كما نصّ البروتوكول على عدم جواز اللجوء للقوة لفض المنازعات بين عضوين من أعضاء الجامعة. وأعطى المجلس الحق في التوسّط في أي خلاف أو حرب تقع بين الدول الأعضاء، أو بينها وبين دولة خارج الجامعة. وألحق بالبروتوكول ملحقان أحدهما قرار خاص باستقلال لبنان وسيادته بحدوده الحاضرة، والآخر ينص على تأييد الحق العربي في فلسطين وعلى ضرورة مساهمة الحكومات والشعوب العربية في صندوق الأمة العربية لإنقاذ أراضي العرب في فلسطين.(أمكنة/138)
* وتتكون الجامعة العربية من هيئة واحدة هي مجلس الجامعة العربية ويتبعه خمس لجان متخصصة وعدد من اللجان الدائمة. وقد تطورت بعض هذه اللجان خاصة في السبعينيات وانبثق عنها عدد من المؤسسات العربية المتخصصة مثل منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول أوابك، وكذلك بعض الصناديق والمؤسسات المالية المشتركة. ولعل أهم تطور حدث في تاريخ الجامعة هو تنظيم مؤتمرات قمّة عربية بشكل دوري منذ عام 1964م. إلا أنه لا توجد أمانة عامة لمثل تلك المؤتمرات، كما أن عقدها وتنظيمها يقع خارج الأطر الرسمية للجامعة.
* يشرف على أعمال الجامعة العربية أمين عام يمثلها في مؤتمرات القمة العربية وغيرها. وكان عبد الرحمن عزام أول أمين عام للجامعة منذ إنشائها عام 1945م حتى عام 1952م، ثم خلفه عبد الخالق حسونة 1952 - 1972م، ثم محمود رياض 1972 - 1979م، ثم الشاذلي القليبي 1979 - 1991م، ثم عصمت عبد المجيد 1991 - 2001م، وأخيرا عمرو موسى الذي شغل هذا المنصب ابتداء من مايو 2001م. وتحظى الجامعة بشخصية قانونية دولية مستقلة. ولها حقّ إبرام المعاهدات الدولية، والتمثيل الدبلوماسي الخارجي.
*وقد دعمت الجامعة كفاح الشعوب العربية لتحقيق الاستقلال في كل من سوريا ولبنان ومصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب واليمن الجنوبي وفلسطين. كما نجحت في الوساطة والتحكيم في بعض الأزمات العربية، وفشلت في إنهاء أزمات وخلافات عربية أخرى.
* كانت القاهرة هي المقر الرئيسي للجامعة منذ إنشائها. إلا أنه في فترة تعليق عضوية مصر في الجامعة العربية إثر توقيعها لاتفاق سلام منفصل مع إسرائيل عام 1979م، نقل مقر الجامعة إلى تونس، وظل هناك حتى عام 1990م حيث عاد مرة أخرى إلى القاهرة. المصدر: الموسوعة العربية العالمية
الدول الأعضاء
سنة الإنضمام ... اسم الدولة
1945 ... المملكة العربية السعودية
1945 ... الأردن
1945 ... العراق
1945 ... سورية
1945 ... لبنان
1945 ... مصر(أمكنة/139)
1945 ... اليمن
1953 ... ليبيا
1956 ... السودان
1958 ... المغرب
1958 ... تونس
1961 ... الكويت
1962 ... الجزائر
1971 ... الإمارات العربية المتحدة
1971 ... البحرين
1971 ... قطر
1971 ... سلطنة عمان
1973 ... موريتانيا
1974 ... الصومال
1976 ... فلسطين
1977 ... جيبوتي
1993 ... جمهورية القمر المتحدة
المصدر: موقع الموسوعة الحرة ويكيبديا(أمكنة/140)
الجبيلة
الجبيلة شمال الرياض وهي قرية كان بها قبر زيد بن الخطاب رضي الله عنه.
الجبيلة: تصغير جبلة، بلد هو قصبة قرى بني عامر بن الحارت بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز العبقسيين بالبحر والله أعلم.
المصدر:
موقع الجزيرة.
وكتاب معجم البلدان(أمكنة/141)
الجحفة
الجحفة قرية كبيرة على طريق المدينة بقرب رابغ، وهي على ثلاث مراحل من مكة، وبينها وبين ساحل الجار نحو ثلاث مراحل، وبينها وبين أقرن - موضع في البحر - ستة أميال، وبينها وبين المدينة ست مراحل، وبينها وبين غدير خمّ ميلان، وهي على يسار الذاهب لمكة، وتعرف الآن بالمقابر، كان اسمها مهيعة، فجحف السيل بأهلها فسميت الجحفة، وكانت ميقات أهل مصر والشام والمغرب ومن مر بهم من غيرهم، فلما خربت الجحفة صار الناس يحرمون بدلها من رابغ، ومن أحرم من رابغ فقد أحرم قبل الميقات بيسير.
المصدر: موقع: http://hajj.al - islam.com/arb/Display.asp?ID=1312&URL=hajmos00049.htm
وكتاب معجم البلدان(أمكنة/142)
الجزائر
الجزائر دولة عربية تشكل بفضل موقعها حلقة وصل مهمة بين العالم العربي وبقية الدول الإفريقية وأوربا، فسواحلها المطلة على البحر المتوسط تربطها بعلاقات وثيقة مع أوربا التي لا تبعد عنها سوى 700 كم، وهي قلب المغرب العربي، والجناح الغربي للعالم العربي. وهي ثانية كبرى دول إفريقيا من حيث المساحة بعد السودان، تتبع مناطقها الشمالية إقليم البحر المتوسط مناخا ونباتا، ويتركز فيها ثلثا سكان البلاد، وأغلب الأنشطة الاقتصادية والبشرية، كما توجد بها مدينة الجزائر عاصمة الدولة، وفي جنوبها توجد الصحراء التي تغطي ثلاثة أرباع مساحة البلاد، حيث توجد أغنى الموارد والثروات الطبيعية كالنفط والغاز. وسكان الجزائر مزيج من العرب والبربر، وحّدهم الدين الإسلامي، وجمعتهم اللغة العربية، والعادات والتقاليد، فانصهروا في مجتمع متماسك ومنسجم، والدين الرسمي للدولة هو الإسلام حيث تبلغ نسبة المسلمين في الجزائر 99.9 %. دخل الإسلام الجزائر في القرن السابع الميلادي لتشارك في إرساء دعائم الدولة الإسلامية، وفي نشر الدعوة، وإثراء الثقافة والفكر الإسلامي بعلمائها ومفكريها، ثم تتابعت عليها الممالك والدويلات إلى أن دخلت في حماية الأتراك العثمانيين في القرن السادس عشر الميلادي لتصبح أول قوة بحرية في البحر المتوسط، تتحكم في الملاحة والمبادلات التجارية، فازدهر اقتصادها وتطور عمران مدنها، وازدهرت فيها الثقافة والعلوم، وقد خضعت الجزائر في العصر الحديث للاحتلال الفرنسي طوال 130 سنة، وتم استقلالها عام 1962م بعد كفاح مرير وبعد استشهاد مليون ونصف المليون شهيد.
المصدر: موقع الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/143)
الجعرانة
الجعرانة: بكسر أوله إجماعا، ثم إن أصحاب الحديث يكسرون عينه ويشددون راءه، وأهل الإتقان والأدب يخطئونهم، ويسكنون العين، ويخففون الراء، وقد حكي عن الشافعي أنه قال: المحدثون يخطئون في تشديد الجعرانة وتخفيف الحديبية.
ترددت في السيرة، جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنائم والسبي من يوم حنين بالجعرانة، ومنها اعتمر، يعتمر منها المكيون، وبها مسجد، وقد عطلت بئرها اليوم، وكانت عذبة الماء يضرب المثل بعذوبته.
وقال أبو العباس القاضي: أفضل العمرة لأهل مكة ومن جاورها من الجعرانة؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر منها، وهي من مكة على بريد من طريق العراق، فإن أخطأ ذلك فمن التنعيم.
وذكر سيف بن عمر في كتاب الفتوح، قال: أول من قدم أرض فارس حرملة بن مريطة وسلمى بن القين، وكانا من المهاجرين ومن صالحي الصحابة، فنزلا أطد ونعمان والجعرانة في أربعة آلاف من بني تميم والرباب، وكان بإزائهما النوشجان والفيومان بالوركاء، فزحفوا إليهما، فغلبوهما على الوركاء.
المصدر: كتاب معجم البلدان للحموي(أمكنة/144)
الجمرة
الجمرات ثلاث: الجمرة الكبرى وتسمى جمرة العقبة، وهي أولاها مما يلي مكة وأول منى من هذه الناحية، والجمرة الوسطى تليها من مطلع الشمس وعلى بعد أدنى من مد النظر، ثم الصغرى على مثل هذه المسافة بعد الوسطى من مطلع الشمس، والحاج يرمي الجمرة الكبرى جميع أيام الحج، أما الوسطى والصغرى فيبدأ رميهما في اليوم الثاني بعد الزوال. قال صاحب معجم البلدان: قد ذكرنا أن الجمرة الحصاة، والجمرة موضع رمي الجمار بمنى، وسميت جمرة العقبة والجمرة الكبرى؛ لأنه يرمى بها يوم النحر.
قال الداودي: وجمرة العقبة في آخر منى مما يلي مكة، وليست جمرة العقب التي نسبت إليها الجمرة من منى، والجمرة الأولى والوسطى هما جميعا فوق مسجد الخيف مما يلي مكة.
المصدر: معجم البلدان للحموي http://sirah.alslam.com/places.asp?p=&ps=%C7%E1%CC%E3%D1%C9_%C7%E1%DF%C8%D1%EC(أمكنة/145)
الجنوب
الجنوب: بلفظ الجنوب من الرياح، موضع.
في شعر أمية بن أبي عائذ الهذلي:
وخيامها بليت كأن حنيها.. أوصال حسرى بالجنوب شواصي
المصدر: المصدر: معجم البلدان للحموي(أمكنة/146)
الجيزة
الجيزة ثالثة كبريات مدن مصر بعد القاهرة والإسكندرية، وهي جزء من نظام القاهرة الكبرى الذي يشمل القاهرة والجيزة وشبرا الخيمة (قليوبية) .
تحتوي الجيزة على أشهر آثار مصر القديمة: أبو الهول وثلاثة من أكبر الأهرامات، تقع الجيزة على الضّفة الغربيّة لنهر النيل مقابل القاهرة.
تربط الجسور الجيزة بمدينة القاهرة وجزيرة الرّوضة على نهر النيل، وعلى طول الشّاطئ توجد المباني السّكنية الفاخرة، والمساكن الضّخمة، وسفارات الدّول الأجنبية. وهذه المباني تتباين بصورة حادة مع العديد من البيوت الصّغيرة الفقيرة التي يسكنها عمال المدينة في بعض أحياء مدينة الجيزة.
يسكن الجيزة كثير من الأثرياء المصريين ورجال الأعمال والدبلوماسيين من الدول الأخرى، وتصل أعداد كبيرة من العمال سنويّا بحثا عن العمل في المصانع؛ ولذلك ارتفع عدد سكان الجيزة من حوالي 260,000 نسمة في عام 1960م إلى أكثر من 900,000 نسمة في عام 1970م، ومليوني نسمة تقريبا عام 1990م، ثم نحو 4 ملايين ونصف المليون نسمة عام 1995م.
وتقوم المصانع الموجودة في الجيزة بصناعة منتجات مثل الطّوب، والمواد الكيميائية، والسجائر، وعدد الآلات. وصناعة السينما المصرية تنتج عشرات الأفلام سنويّا في المدينة، ويوجد بالجيزة المبنى الرّئيسي لجامعة القاهرة، كما تقع بها أشهر الأحياء الراقية مثل: الدقي، والعجوزة، والصحفيين، والمهندسين.(أمكنة/147)
قال صاحب معجم البلدان: الجيزة: بالكسر، والجيزة في لغة العرب: الوادي، أي أفضل موضع فيه كله، عن أبى زياد، والجيزة بليدة فى غربي فسطاط مصر قبالتها، ولها كورة كبيرة واسعة، وهي من أفضل كور مصر، قال أهل السير: لما ملك عمرو بن العاص الإسكندرية ورجع إلى الفسطاط جعل طائفة من جيشه بالجيزة خوفا من عدو يغشاهم في تلك الناحية، فجعل بها آل ذي أصبح من حمير وهمدان وآل رعين وطائفة من الأزد بن الحجر وطائفة من الحبشة، فلما استقر عمرو بالفسطاط وأمن أمرهم بانضمامهم إليه، فكرهوا ذلك، فكتب بخبرهم إلى عمر بن الخطاب، فأمره أن يبني لهم حصنا إن كرهوا الانضمام إليه، فكرهوا بناء الحصن أيضا، وقالوا: حصوننا سيوفنا، فاختط بالجيزة خططا معروفة بهم إلى الآن.
وقد نسب إليها قوم من العلماء، منهم: الربيع بن سليمان بن داود الجيزي، ويكنى أبا محمد، ويعرف بالأعرج، روى عن أسد بن موسى وعبد الله بن عبد الحكم، وكان ثقة، مات في ذي الحجة سنة 256. وابنه أبو عبد الله محمد بن الربيع بن سليمان، روى عن أبيه وعن الربيع بن سليمان المرادي، وكان مقدما في شهود مصر، شهد عند أبي عبيد علي بن الحسين بن حرب وغيره. وأبو يوسف يعقوب بن إسحاق الجيزي، روى عن مؤمل بن إسماعيل وغيره.
المصدر:
الموسوعة العربية العالمية.
وكتاب معجم البلدان للحموي.(أمكنة/148)
الحبشة
الحبشة: اسم للأمة أطلق على أرضهم، وتسمى دولتهم أثيوبيا، وهي تضم أراضي إسلامية إلى جانب أرضهم.
وأرض الحبشة: هضبة مرتفعة غرب اليمن بينهما البحر، وعاصمتها أديس أبابا، ولهم صلات قديمة مع العرب، ولملكهم موقف يذكر ويشكر مع المسلمين الأوائل الذين هاجروا إليه فوجدوا في كنفه ملجأ وحسن جوار.
الحبشة نصارى، غير أن الإسلام زحف على بلادهم من زمن بعيد فأسلمت أطرافها من كل اتجاه، وبقيت الهضبة حول أديس أبابا متمسكة بشدة بالنصرانية ولا زال الإسلام يتكاثر في العاصمة نفسها، والإسلام هناك ليس مفروضا بالقوة، إنما هو ينتشر بالدعوة الفردية وبالاحتكاك والجوار. وقد تحولت أثيوبيا منذ سنوات إلى جمهورية وطرد النجاشي.
ومن هذه الإمبراطورية أقاليم أصبحت عربية، مثل: أريتريا، وهي أرض تلي البحر الأحمر تبدأ من مضيق باب المندب جنوبا إلى جنوب " طوكر " في السودان. ومن مدن هذا الإقليم: أسمرة: (العاصمة) ومصوع: الميناء الرئيسي، وكانت تسمى باضع، وإليها هاجر الصحابة في هجرة الحبشة، وعصب: ميناء في آخر الجنوب قرب عدول من أرض الدناكل.
وهذا الإقليم - لو تحرر واستقل - حجب الأحباش عن البحر الأحمر نهائيا، وهذا من أهم الأسباب التي تجعلهم يتمسكون بأريتريا وقد أصبحت مشكلة أريتريا من المشاكل العربية الحادة تأتي بعد مشكلة فلسطين.
ومن الأقاليم المطالب بها من الإمبراطورية: إقليم أوجادين أو الصومال الغربي الذي تطالب به الصومال، ومن أهم مقاطعاته مدينة " هرر " المشهورة بإنتاج البن الهرري. وهذا الإقليم كثير المحاصيل، والأحباش يتمسكون به بشدة ويقاتلون دونه بضراوة، ولا يقبلون فيه ولا في أريتريا مفاوضات. تقع " هرر " في الهضبة المرتفعة غرب باب المندب.
المصدر: http://sirah.al - islam.com/places.asp?p=&ps=%C7%E1%CD%C8%D4%C9(أمكنة/149)
الحجر
حجر إسماعيل: هو الحائط الواقع شمال الكعبة المشرفة يكون على يسار الطائف بالبيت وهو على شكل نصف دائرة.
قال الأزروقي: كان الحجر زربا لغنم إسماعيل عليه السلام.
قالوا إن قريشا عندما أعادت بناء الكعبة قبيل البعثة قصرت بهم النفقة فتركوا الحجر، ثم حجروا عليه بذلك الجدار لئلا يختلط بصحن المطاف.
المصدر: http://sirah.al - islam.com/places.asp?p=&ps=%C7%E1%CD%CC%D1(أمكنة/150)
الحجر الأسود
يوجد في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة، ويقال الحجر الأسعد أيضا. على ارتفاع متر وخمسين سنتيمترا من أرض المطاف، وهو حجر صقيل بيضي الشكل، ولونه أسود ضارب إلى الحمرة، وفيه نقط حمراء وتعاريج صفراء، قطره نحو 30سم، يحيط به إطار من الفضّة عرضه 10سم.
وقد كان الناس قبل الإسلام يلمسون الحجر الأسود للتبرّك به، فلما جاء الإسلام، صار المسلمون يقبّلون الحجر الأسود، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "والله إني أعلم أنّك حجر لا يضر ولا ينفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبّلك ما قبّلتك".
ويذكر الأزرقي أن عبد الله بن الزّبير رضي الله عنه ربط الركن الأسود بالفضّة، وكان أول من فعل ذلك، لمّا أصابه الحريق.
وفي العصر العباسي، عمد هارون الرشيد إلى الرّكن الأسود، فأجرى له ترميما، إذ أمر بالحجارة التي بينها الحجر الأسود أن تنقب بالماس، فنقبت بالماس من فوقها ومن تحتها، ثم أفرغ فيها الفضة.
قال صاحب معجم البلدان: ولم يزل هذا الحجر في الجاهلية والإسلام محترما معظما مكرما، يتبركون به ويقبلونه، إلى أن دخل القرامطة لعنهم الله في سنة 317 إلى مكة عنوة، فنهبوها وقتلوا الحجاج، وسلبوا البيت، وقلعوا الحجر الأسود، وحملوه معهم إلى بلادهم بالأحساء من أرض البحرين، وبذل لهم بجكم التركي الذي استولى على بغداد في أيام الراضي بالله ألوف دنانير على أن يردوه، فلم يفعلوا، حتى توسط الشريف أبو علي عمر بن يحيى العلوي بين الخليفة المطيع لله في سنة 339 وبينهم، حتى أجابوا إلى رده، وجاءوا به إلى الكوفة، وعلقوه على الأسطوانة السابعة من أساطين الجامع، ثم حملوه وردوه إلى موضعه، واحتجوا وقالوا: أخذناه بأمر، ورددناه بأمر، فكانت مدة غيبته اثنتين وعشرين سنة.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية.
وكتاب معجم البلدان للحموي.(أمكنة/151)
الحديبية
الحديبية على بعد (22) كيلا غرب مكة على طريق جدة القديم، وهو الطريق الذي يمر بالحديبية ثم حداء، على بضع أكيال من الحديبية، ثم على بحرة، منتصف الطريق، ثم على أم السلم فجدة، بها مسجد الشجرة، قيل إن مكانه لم يثبت، وهو اليوم مهدم، وبها بويتات يعدها الناظر، ومسجد غير مسجد الشجرة يصلى فيه، وبها مخفر للشرطة، وهي خارج الحرم غير بعيدة منه، على مرأى، وملاكها الأشراف ذوو ناصر.
قال صاحب معجم البلدان: قرية متوسطة ليست بالكبيرة، سميت ببئر هناك عند مسجد الشجرة التي بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتها. وقال الخطابي في أماليه: سميت الحديبية بشجرة حدباء كانت في ذلك الموضع. وبين الحديبية ومكة مرحلة، وبينها وبين المدينة تسع مراحل، وفي الحديث أنها بئر، وبعض الحديبية في الحل، وبعضها في الحرم، وهو أبعد الحل من البيت، وليس هو في طول الحرم ولا في عرضه، بل هو في مثل زاوية الحرم، فلذلك صار بينها وبين المسجد أكثر من يوم، وعند مالك بن أنس أنها جميعها من الحرم. وقال محمد بن موسى الخوارزمي: اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم عمرة الحديبية ووداع المشركين لمضي خمس سنين وعشرة أشهر للهجرة النبوية.
المصدر: موقع: http://sirah.alislam.com/places.asp?p=&ps=%C7%E1%CD%CF%ED%C8%ED%C9
وكتاب معجم البلدان للحموي(أمكنة/152)
الحرة
جاء في عن عون المعبود شرح سنن أبي داود: هي أرض ذات حجارة سود معروفة بالمدينة، وإنما ألقوا فيها لأنها أقرب المكان الذي فعلوا فيه ما فعلوا.
قال صاحب معجم البلدان: قال صاحب كتاب العين: الحرة أرض ذات حجارة سود نخرة كأنها أحرقت بالنار، والجمع الحرات الأرض التي ألبستها الحجارة السود، فإن كان فيها نجوة الأحجار فهي الصخرة وجمعها صخر، فإن استقدم منها شيء فهو كراع.
وقال النضر بن شميل: الحرة الأرض مسيرة ليلتين سريعتين أو ثلاث فيها حجارة أمثال الإبل البروك كأنها تشطب بالنار، وما تحتها أرض غليظة من قاع ليس بأسود، وإنما سودها كثرة حجارتها وتدانيها.
وقال أبو عمرو: تكون الحرة مستديرة، فإذا كان فيها شيء مستطيل ليس بواسع فذلك الكراع واللآبة والحرة بمعنى، ويقال للظلمة الكبيرة وهي الخبزة التي تنضج بالملة حرة، والحرة أيضا البثرة الصغيرة، والحرة أيضا العذاب الموجع.
والحرار في بلاد العرب كثيرة وأكثرها حوالي المدينة إلى الشام، وأنا أذكرها مرتبة على الحروف التي في أوائل ما أضيفت الحرة إليه ... ثم قام الحموي بذكر الحرار الآتية مرتبة، مع ذكر تعريف بكل واحدة:
حرة أوطاس، حرة تبوك، حرة تقدة، حرة حقل، حرة الحمارة، حرة راجل، حرة راهص، الحرة الرجلاء، حرة رماح، حرة سليم، حرة شرج، حرة شوران، حرة ضارج، حرة عباد، حرة عذرة، حرة عشعس، حرة غلاس، حرة القوس، حرة لبن، حرة لقلف، حرة ليلى، حرة معشر، حرة ميطان، حرة النار، حرة الوبرة، حررة بني هلال.
المصدر: معجم البلدان للحموي.(أمكنة/153)
الحرم المدني
ثاني الحرمين الشريفين، ومدرسة المسلمين الأولى ومنتداهم، خطه الرسول صلى الله عليه وسلم بيده حين بركت ناقته في مربد (موضع يجفف فيه التمر) لسهل وسهيل ابني عمرو. ابتاع الرسول صلى الله عليه وسلم أرض المربد من صاحبيه، واشترك مع أصحابه في تطهيره وتجهيزه، وصلى فيه المسلمون، ثم قال صلى الله عليه وسلم: هذا إن شاء الله تعالى المنزل. ارتجز الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يحمل الأحجار في بناء مسجده: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فارحم الأنصار والمهاجرة.
رفع أساس المسجد بالحجارة، وسقف بعضه بالجريد، وأقيمت أعمدته من جذوع النخل، اتخذت القبلة تجاه بيت المقدس.
وأقيمت له ثلاثة أبواب: باب عاتكة المسمى فيما بعد باب الرحمة، وباب أبي بكر إلى جهة الغرب، وباب آل عثمان إلى جهة الشرق، وهو الباب الذي كان يدخل منه الرسول. كانت هذه العمارة الأولى للمسجد النبوي الشريف.(أمكنة/154)
المسجد النبوي في العصر الحديث: أقيمت أكبر توسعة في تاريخ المسجد النبوي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بدأت عام 1405هـ. تضمنت هذه التوسعة تعمير، وتحسين المسجد النبوي والمدينة المنورة بكاملها. تبلغ مساحة المسجد بعد التوسعة الكبرى 165,500م² ويستوعب 257 ألفا من المصلّين، من هذه المساحة 67 ألف متر لمساحة السطح تستوعب 90 ألفا من المصلّين. كما أضيفت الساحات المحيطة بالمسجد، وبلغت 235م²، ليصل مجموع المساحات ضمن هذا المشروع 400,500م² تستوعب 650 ألف مصل داخل المسجد والأماكن المحيطة به. تميزت هذه التوسعة بإضافة 6 مآذن جديدة ليصبح عددها 10 مآذن. أصبح عدد أبواب الحرم 81 بابا، كما تم تركيب 18 سلما تؤدي لسطح المسجد، وتحسين وتجميل الدورين الأرضي والعلوي. تم تزويد المسجد بسبع وعشرين قبة متحركة لها خاصية الانزلاق، تزن القبة الواحدة 80 طنا يتحكم في فتحها وإغلاقها حاسوب مركزي. تم تزويد المسجد بمولدات كهربائية حديثة ومحطة ضخمة لتبريد وتكييف الجو. أقيمت مواقف للسيارات من دورين تحت الساحات المحيطة بالحرم تبلغ مساحتها 390 ألف متر مربع، وتستوعب 4,500 سيارة. زود المشروع بكاميرات تلفازية ثابتة ومتحركة وأجهزة إنذار حساسة، فضلا عن شبكة حديثة للاتصالات.
المصدر: المصدر: الموسوعة العربية العالمية.(أمكنة/155)
الحرم المكي
المسجد الحرام. أول بيت وضع للناس لقوله تعالى: " إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين " آل عمران: 96. تهفو إليه قلوب المسلمين ويأتون من كل فج عميق ضارعين خاشعين لله ملبين نداءه بالحج. وهو أول المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال. عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي أنه قال: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد؛ المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى) وروي عنه أنه قال: (صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه) حديث صحيح ورد في مسند أحمد وفي الصحيحين وفي ابن ماجة عن جابر.
تمت أول عمارة للمسجد الحرام بعد بناء إبراهيم عليه السلام على يد قبيلة قريش قبل الإسلام، وكان عمر الرسول وقتها خمسا وثلاثين سنة. وفي عهد الخلفاء الراشدين، تمت إزالة العديد من المنازل حول البيت وأضيفت إلى مساحة الحرم، وبنى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه حائطا حول الحرم. وفي العصر الأموي، أجرى عبد الله بن الزبير توسعة كبيرة للحرم المكي، حيث بلغت مساحة المسجد 7,464,96م²، كما أضاف الوليد بن عبد الملك توسعة أخرى عام 91هـ، 709م.
وفي العصر العباسي، قام الخليفة أبو جعفر المنصور عام 137هـ، 754م بشراء العديد من الدور حول المسجد وأضاف مساحتها إليه. تضاعفت مساحة المسجد في هذه الزيادة، وأمر المنصور بزخرفة المسجد الحرام بالفسيفساء والذهب والنقوش الأخرى. في عام 161هـ، 777م أمر الخليفة العباسي محمد المهدي بشراء البيوت الواقعة بين المسجد الحرام والمسعى وهدمها وإضافتها إلى مساحة المسجد. وبلغ إجمالي التوسعة في عهد المهدي 120 ألف ذراع، وبلغ عدد الأبواب تسعة أبواب و38 منفذا، وأضاف ثلاث منائر جديدة.(أمكنة/156)
كما تم ترميم المسجد عام 271هـ، 884م في عهد الخليفة العباسي المعتمد على الله، وضم الخليفة أبو العباس المعتضد بالله دار الندوة، وجعل مكانها مسجدا، وأضاف منارة عرفت بمنارة باب زيادة. وأجريت عدة تحسينات أخرى.
في العصر المملوكي، تعرض المسجد لأمطار غزيرة أدت إلى سقوط مئذنة باب الحازورة، واجتاح السيل مرة أخرى وادي إبراهيم وأجياد؛ فدخلت المياه إلى المسجد الحرام، فسقط عمودان من أعمدة المسجد بما عليهما. كما شب حريق في السنة نفسها أتى على الجانب الغربي من المسجد، فتم تجديد المسجد وعمارته تجديدا شاملا خلال ذلك العصر.
في العهد العثماني، أجرى السلطان سليمان عمارة للمسجد الحرام عام 972هـ، 1564م، وأهدى المسجد منبرا رخاميا مطعما بالمرمر، وأنشأ المدارس الأربع في الجهة الشمالية. في عهد السلطان سليم العثماني، بدأت عمارة أخرى للمسجد الحرام، وتمت في عهد خليفته السلطان مراد عام 984هـ، 1576م. بلغت مساحة المسجد الحرام في العمارة العثمانية الأخيرة 28,003م. كما تمت عدة ترميمات وإصلاحات أخرى في نهاية العهد العثماني، كان آخرها عمارة السلطان محمود رشاد.(أمكنة/157)
تضاعف عدد الحجاج عاما بعد عام فأمر الملك عبد العزيز آل سعود عام 1375هـ، 1955م بتوسعة الحرمين الشريفين. بدأ العمل في هذه التوسعة في شعبان 1375هـ، 1955م على مراحل ثلاث وأصبحت مساحة المسجد في نهايتها 151 ألف متر مربع وتتسع لحوالي 400 ألف مصل. وفي عام 1406هـ، 1986م، أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بتنفيذ أكبر توسعة في تاريخ المسجد الحرام. بدأت خطوات التنفيذ لهذه التوسعة في الثاني من رجب 1409هـ، 15 من فبراير 1989م. تتضمن هذه التوسعة ربط التوسعات الجديدة بالتوسعات السابقة، فضلا عن إعداد وتجهيز سطح المسجد ليسع 90 ألف مصل. تقوم التوسعة الجديدة بإضافة جزء جديد إلى المسجد من الناحية الغربية بين باب العمرة وباب الملك. تبلغ مساحة التوسعة 76 ألف متر مربع وتتسع لحوالي 190 ألف مصل. كما تهدف التوسعة إلى تحسين وتجهيز الساحات الخارجية للمسجد بمساحة إجمالية تبلغ 59 ألف متر مربع تستوعب 130 ألف مصل. وبذلك تصبح المساحة الإجمالية للمسجد الحرام بعد هذه التوسعة، شاملة سطح المسجد 361 ألف متر مربع، تستوعب نحو 730 ألف مصل خلال موسم الحج. بلغت مساحة الطابق الأرضي 20 ألف متر مربع تستوعب 33 ألف مصل، والدور الأول 47 ألف متر مربع تستوعب 77 ألف مصل، ومساحة المسعى والمطاف 30 ألف متر مربع تستوعب 150 ألف مصل. وأصبحت مساحة السطح بعد التحسين 42 ألف متر مربع تتسع ل 90 ألف مصل.
تنتشر بمكة المساجد التاريخية، وأهمها: مسجد الراية ومسجد الجن، ومسجد الإجابة، ومسجد أبي بكر الصديق، ومسجد بلال بن رباح، ومسجد حمزة بن عبد المطلب، ومسجد الأميرة حصة، ومسجد جامع الملك بالمعابدة، ومسجد نمرة، ومسجد المشعر الحرام بمزدلفة، ومسجد الخيف، ومسجد الكبش، ومسجد البيعة، ومسجد الكوثر، ومسجد الجعرانة (الذي أحرم منه الرسول بعد فتح مكة المكرمة) ، ومسجد التنعيم.(أمكنة/158)
الكعبة المشرفة. ارتبطت نهضة مكة عمرانيا بقيام الكعبة فيها، فلقد كان اهتمام العرب بالبيت الحرام وتعظيمهم له والحج إليه السبب الأساسي في قيام هذه المدينة وتقدمها، كما أن موقع الكعبة كان عاملا قويا في جذب اهتمام الناس إلى البيت الحرام نفسه. وهي بناء مكعب الشكل مكسو بالحرير الأسود وموشى بخطوط الذهب والفضة ومزين بالآيات القرآنية. ويتم تغيير هذا الكساء سنويا. تأسر قداسة الكعبة المشرفة الدينية والروحية منذ أمد بعيد مشاعر وقلوب المسلمين، فإليها يتجه مئات الملايين من المسلمين في صلواتهم الخمس يوميا، وحولها يبدأ طوافهم للحج والعمرة، وبه تنتهي مشاعر الحج.
المصدر:
الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/159)
الحرمين
من أشهر المساجد الأثرية وأظهرها المسجد الحرام بمكة المكرمة ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة.
للمسجد الحرام طرازه الخاص بين المساجد، وهو يعرف بالبيت الحرام والبيت المحرم والبيت العتيق، ويسمى أيضا الكعبة المشرفة لتكعيبه أي تربيعه، وهو بيت الله الذي فرض الله الحج إليه لمن استطاع إليه سبيلا، وقبلة المسلمين في صلاتهم، وليس من شك في أن بناء الكعبة لحقته بعض الترميمات في العصور المختلفة، يرجع الفضل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه في إزالة الدور والبيوت التي كانت تحيط بالكعبة وبالمطاف، وإليه أيضا يرجع الفضل في بناء أول جدار حول الكعبة. وفي عام 26هـ في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه جعل للمسجد أروقة. وفي 44هـ، في عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه (ت 60هـ) أدخل المنبر لأول مرة إلى المسجد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الجمعة في المسجد الحرام، وهو واقف على الأرض. وفي عهد الوليد بن عبد الملك أجريت للمسجد الحرام عمارة كبرى.
وبسيطرة العثمانيين على مصر انتقلت إليهم بصفة رسمية السيادة على الحجاز ورعاية الحرمين بمكة والمدينة، وصار السلطان العثماني يلقب منذ ذلك الوقت بخادم الحرمين الشريفين. ونتيجة لعمارة العهد العثماني أصبح المسجد مستطيل الشكل تحيط به أروقة من جهاته الأربع، ترتكز سقفها على أعمدة معظمها من الرخام. وتقوم الكعبة في وسط الحرم، ولكنها تميل إلى الجنوب، ويحيط بها المطاف، وهو مرصوف بالرخام. وأهم المزارات الدينية بحرم الكعبة مقام إبراهيم عليه السلام وحجر إسماعيل عليه السلام وبئر زمزم.(أمكنة/160)
المسجد النبوي الشريف: لما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة بني له منزل، وأخذ من الفضاء الموجود أمام المنزل فناء واسع، يقال: كان به مربد ملك لغلامين يتيمين في المدينة هما سهل وسهيل، وهذا الموضع هو الذي بركت فيه ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم يوم أن دخل إلى المدينة مهاجرا، ولذلك اختار الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الموضع ليكون مسجدا للمسلمين؛ فأمر بتمهيد أرضه وبناء المسجد واشترك هو نفسه صلى الله عليه وسلم في البناء، وتأسى به سائر المسلمين في المدينة.
كان تخطيط المسجد الأول في عهد النبي مكونا من فناء مربع متساوي الأضلاع تقريبا، تحف به جدران أربعة بنيت من اللبن على أسس من الحجارة، وجعلت القبلة في الجدار الشمالي من حجارة منضودة بعضها فوق بعض، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبنى في الطرف الجنوبي من الجانب الشرقي مسكنان لزوجتيه: أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر، وأم المؤمنين سودة بنت زمعة، ثم بنيت في جهة القبلة سقيفة من جريد لتقي الناس من حرارة الشمس وهم وقوف في الصلاة، وكانت هذه السقيفة مغطاة بسعف النخيل، وترتكز على جذوع النخل، وعندما تحولت القبلة إلى الجنوب تجاه مكة المكرمة أقيمت بالمسجد سقيفة أخرى في الجهة الجنوبية على غرار السقيفة القديمة التي بقيت يستظل بها فقراء المدينة من المسلمين، وبذلك أصبح للمسجد جزء مكشوف في الوسط هو الصحن (الفناء) ، وظلتان إحداهما في الشمال والأخرى إلى الجنوب. وبعد نحو سبع سنوات من الهجرة ضاق المسجد بالمصلين؛ فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتوسيعه، فأصبح طول كل ضلع بالمسجد مائة ذراع، وصار جدار المسجد الشرقي ملتصقا ببيوت النبي صلى الله عليه وسلم.(أمكنة/161)
وكان للمسجد في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة أبواب ظلت في أماكنها حتى اليوم على الرغم من التوسعات الجديدة، وما زالت هذه الأبواب تعرف بأسمائها، وهي: باب جبريل وسط الجدار الشرقي، وباب النساء في شماله، ويقابله باب الرحمة في الجدار الغربي، ولم يكن المسجد يشتمل على مئذنة؛ إذ كان المؤذن ينادي للصلاة من فوق سطح أحد المنازل العالية المجاورة للمسجد. ومن الجدير بالذكر أن تخطيط المسجد النبوي بالمدينة صار النموذج الذي خططت عليه مساجد الأمصار الإسلامية في المدن الجديدة التي أنشئت عقب الفتوح الإسلامية مثل: مسجد البصرة ومسجد الكوفة ومسجد عمرو بن العاص بالفسطاط، ومسجد عقبة بن نافع بالقيروان.
حظي مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بعناية شديدة من قبل الخلفاء الراشدين وغيرهم من حكام المسلمين، فتوالت يد التوسيع التي كان يتطلبها المسجد من وقت لآخر نظرا لاتساع رقعة الدولة الإسلامية وازدياد عدد المسلمين. وكان من أهم أعمال التوسيع بمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم تلك التي قام بها الوليد بن عبد الملك 91هـ (709م) ، حيث روعي في عمارة الوليد أن يتحقق في بناء مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ما تطور إليه فن العمارة الإسلامية حتى ذلك الوقت من تقدم، مع المحافظة على التراث المعماري الذي يرجع إلى العهد النبوي.
ومن الجدير بالذكر أن تخطيط المسجد النبوي قد أدخلت عليه بعض الإضافات والعناصر المعمارية الجديدة؛ فأصبح يتكون من صحن أوسط وأربعة أروقة تحف به، وصار له أربع مآذن ومحراب مجوف وأعمدة من رخام، ونقلت المداخل القديمة إلى الجدران الجديدة، وحوفظ على وضعها في الاتجاهات القديمة التي كانت عليها وقت النبي صلى الله عليه وسلم، أما القبة الخضراء التي تعلو الضريح فقد أضيفت إلى المسجد في عصر دولة المماليك.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/162)
الحسكة
هي مدينة تقع في الشمال الشرقي من سوريا.
تعتمد على الزراعة وتشتهر بزراعة القمح وهي الأكبر من حيث النتاج في سوريا وثاني أكبر إنتاج من محصول القطن يعد 30% من سكان الحسكة خارج سوريا وأكثرالمهاجرين هم من المسيحيين والأكراد والذين يشكلون 70% من عدد السكان.(أمكنة/163)
تاريخ الحسكة يرتبط في عراقته بتاريخ بلاد ما بين النهرين حيث قسم المؤرخون عالم هذه البلاد إلى سومر وأكاد في الجنوب الشرقي، وعيلام في الشمال الشرقى وعمورو بلاد العموريين في الجنوب الغربي، وسوبارتو في الشمال الغربى، ويقع وادي الخابور ضمن مملكة سوبارتو التي كانت تمتد من مدينة عيلام في بلاد الرافدين إلى جبال طوروس، وقد عثر في لوحات جغرافية محفوظة في المكتبة الملكية لآشور بانيبال على لفظة "سوبارتو التي كانت مهد المدنية وحضارات قديمة متلاحقة، حيث خضعت المنطقة للحثيين الذين استولوا تدريجيا على القسم الغربى من سوبارتو، وبعدهم حكمها الميتانيون الذين أسسوا دولة في الجزيرة جعلوا عاصمتها مدينة "واشوكاني"، عند ينابيع الخابور، إلا أن الآشوريين قوضوا الدولة الميتانية، ودمروا عاصمتها واشوكاني، من غير أن يتمكنوا من الاستقرار وذلك بسبب الحروب المتواصلة بينهم وبين الحيثيين وشعوب أخرى، مما مهد لظهور الدولة الآرامية في منطقة الجزيرة، حيث استطاع أحد الشيوخ الآراميين بناء دولة جديدة على أنقاض دولة ميتاني المنهارة فاختار مدينة "غوزانا" في تل حلف عاصمة لدولته، ثم عاد الآشوريون في غزوة ثانية للمنطقة وتمكن "تغلات فلاصر الأول" من تدمير غوزانا، إلا أن الآراميين ما لبثوا أن حسروا نفوذ الآشوريين من جديد، وأعادوا بناء دولة آرامية جديدة تحت حكم "أبي سلمو" رئيس غوزانا، وهو الاسم الذي أطلق على بلاد الخابور في العهد الآشوري، ثم عاد الآشوريون مرة أخرى لإخضاع المنطقة، إلى أن قضى عليهم الفرس الميديون عام 606 ق. م. وفى عام 332 ق. م، تمكن اليونانيون بقيادة الإسكندر المقدوني من فتح البلاد، ثم حل محلهم الرومان عام 64 ق. م، حيث كان لمدينتي نصيبين ورأس العين شأن كبير في عهد الإمبرطور "تيودريوليوس.(أمكنة/164)
أما حضاريا فتشير المصادر التاريخية إلى أن الاستقرار البشري في محافظة الحسكة يعود إلى الألف الثامن ق. م. وقد لعبت جغرافية المنطقة الخصبة دورا هاما في اجتذاب الشعوب السوبارتية والأكادية والآمورية والحورية والحيثية والميتانية والآشورية والآرامية والإغريقية والرومانية والفارسية والعربية، مما جعل حضارة المنطقة التي ترتقي في القدم إلى ما قبل الألف السادس ق. م، حيث تتسم بالغنى والتنوع، وهو ما أثبتته المكتشفات الأثرية المتتابعة، وتكاد أغلب المواقع الأثرية تتوضع في التلال المنتشرة على ضفتي الخابور. وقد وثقت أغلب الأوابد ومراكز الاستيطان في النصوص المسمارية والآشورية القديمة ومن أشهر المواقع الأثرية المكتشفة: تل حلف "غوزانا": ويقع جنوبي مدينة رأس العين، وفيه أظهرت التنقيبات طبقات حضارية ومنحوتات بازلتية كانت تزين جدران مبانى المعبد والقصر، كما عثر على لقى فخارية ومجموعات من الخزف الملون تعود إلى الألفين الرابع والخامس ق. م. تل براك "ناجار": يرجح بعض الآثاريين أن يكون اسم موقع تل براك مستمد من "لاكورس بيراكى" المدون في لوحة بوتغنر لأسماء المدن والمواقع الشهيرة للإمبراطورية الرومانية، حيث أظهرت الحفريات ست طبقات حضارية متعاقبة وأبنية مثل معبد العيون قصر الملك "نارام سين" كما أظهرت لقى فخارية وتماثيل وأختاما أسطوانية ذات دلالات أسطورية(أمكنة/165)
تل عجاجة "عرابان": يقع جنوب الحسكة، وكان يعد مركزا حدوديا فاصلا بين إمبراطوريتي الروم والفرس. وتشير النصوص المسمارية إلى أن هذا التل يعرف باسم مدينة "شاديكاني". ويضم التل آثار أهم مدينة من مدن حوض الخابور في العصر العباسي. تل حطين "شاغر بازار": ويقع شمال الحسكة، وقد أظهرت المكتشفات خمس عشرة طبقة حضارية متعاقبة، ومن أهم ما عثر عليه رقم طينية هامة في تاريخ الشرق القديم وحضاراته. تل ليلان "شبات انليل": يقع جنوب القامشلي على مسافة 25 كم، في منطقة مثلث الخابور، وقد أظهرت التنقيبات الأثرية طبقات حضارية تعود إلى الألف السادس ق. م، وسور المدينة والمعبد والقصر، ورقما طينية وأختاما أسطوانية وآثارا فخارية مختلفة. تل برى "كحت": يقع على بعد 8 كم شمال تل براك على الضفة الشرقية للجغجغ، وقد عثر فيه على نقشين حجريين، ساعدا على معرفة الموقع "كحت" الذي كان عام 885 ق. م. تل موزان "أوركيش": يقع بين مدينتي عامودا والقامشلي، وقد أظهر التنقيب أسوار مدينة، من أهم مدن حوض الخابور في بداية الألف الثانى ق. م. كما أظهر أطلال مبنى حجري وطبعات أختام وآثارا متنوعة هامة. تل الخوير: يقع بين مدينتي رأس العين وتل أبيض. وقد أظهرت التنقيبات مبنى معبد حجري ومنشآت معمارية ومكتشفات فخارية وعظمية ومعدنية، ومن بين أهم المكتشفات الفأس الأكادية. تل الأوبيض: يقع على مسافة 12كم جنوب مدينة الحسكة، على الضفة اليمنى لنهر الخابور، وقد أبرزت التنقيبات بقايا قصر ملكي يعود إلى العصر الآشوري الحديث 800 ق. م ويتألف من 45 غرفة ومعبدين وثلاثة أجنحة، عثر فيها على تنانير ومخازن للحبوب وأحواض وحمامات.(أمكنة/166)
تلال كشكشوك: وهي أربعة تلال، الأول يقع إلى الشمال الغربي من مدينة الحسكة، على طريق الدرباسية الضفة اليمنى لمسيل أعيوج أما التلال الثلاثة الأخرى فتقع على الضفة اليسرى لهذا المسيل, وقد أثبتت الاكتشافات أن التلال الأربعة تنتمي إلى حضارات متعددة؛ فالأول ينتمي للحضارة الحلفية الألف الخامس ق. م والثانى ينتمي إلى الحضارة الحسونية الألف السادس ق. م والثالث يعود للحضارة العبيدية، أما الرابع فينحدر إلى الحضارة الأوروكية
تل أحمدى: يقع شرقي طريق القامشلي الحسكة، ويبعد عن القامشلي باتجاه الجنوب 20 كم، وقد أظهرت التنقيبات دورا تعود إلى العهد الميتاني، وفخاريات متنوعة وتعود إلى العهد الإسلامى والبيزنطي. وهناك تلال أثرية ضمت حضارات هامة مثل: العمارة "أبو حفو"، نص تل "أبو حجيرة"، الجسعة الغربي، تل بيدر، الحميدية، الشيخ حمد، قرمة، كرمة، تنينير، البديري، الميلبية، تل خزنة، تل عتيبج، المشنقة ... إلخ(أمكنة/167)
كشفت البعثة الأثرية السورية برئاسة الدكتور أنطوان سليمان خلال شهر نيسان 2005 عن معبدين في موقع تل مبطوح شرقي الواقع على بعد 45 كم عن مدينة الحسكة. وعن التسمية التاريخية للجزيرة تفيد المصادر التاريخية والكتب التي صدرت عن العديد من الباحثين، بالإضافة إلى الكتيبات التي أصدرتها المحافظة بهذه الخصوص عن تاريخ المحافظة وأصل التسمية أن المحافظة عرفت تسميات تاريخية عدة مثل: "ميزوبوتاميا"، و"آرام النهرين"، و"جزيرة أقور". وتأتى تسميتها بالجزيرة من خلال مدونات المؤرخين العرب لوقوعها بين دجلة والفرات، كما أشار إلى ذلك ياقوت الحموي، المقدسي، ابن حوقل، والإصطخري، والمسعودي، وغيرهم. يقول ياقوت في وصفه الجغرافي لمنطقة الجزيرة: "جزيرة أقور بالقاف، وهي التي بين دجلة والخابور، مجاورة للشام، تشتمل على ديار مضر وديار بكر، وسميت بالجزيرة لأنها بين دجلة والفرات، وهما يقبلان من بلاد الروم وينحطان متساويين، حتى يلتقيا قرب البصرة، ثم ينصبان في البحر، وهى صحيحة الهواء جيدة الريح والنماء، واسعة الخير، بها مدن جليلة وحصون وقلاع كثيرة ومن أمهات مدنها: حران، الرها، الرقة، رأس العين، نصيبين، سنجار، الخابور، ماردين، ميافارقين، الموصل، ماكسين، تل مجدل، عبربان، وطابان ... إلخ
الفضل في زراعة الشجرة المثمرة في منطقة الجزيرة يعود إلى الآشوريين "الذين ذهب بعضهم إلى حلب وحمص والساحل السوري ودمشق ولبنان وجلبوا معهم أشجار التين والتفاح والإجاص وغيرها.
المصدر: الموسوعة الحرة ويبكيبديا.(أمكنة/168)
الحسينية
إحدى القرى الواقعة على طريق (المدينة - جدة - مكة) بالسعودية.(أمكنة/169)
الحطيم
الحطيم: هو ما بين ركن الحجر الأسود وباب الكعبة وقيل هو حجر إسماعيل, ويقال لما بين الملتزم وباب الكعبة الحطيم أيضا، وهو الجزء المخرج من الكعبة سمّي بذلك لأن البيت رفع وترك هو محطوما, وقيل لأن أهل الجاهلية كانوا يطرحون فيه ثيابهم التي طافوا بها, فبقي حتى حطم بطول الزمن.
موقع الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/170)
الحناكية
تقع محافظة الحناكية في منطقة المدينة المنورة على دائرة عرض 25 درجة وخط طول 41 درجة، وتبعد حوالي 108كم شمال شرق المدينة المنورة، مناخها قاري بصورة عامة، تتمتع بمعدل هطول أمطار يبلغ 6 ملم ويصل معدل الرطوبة فيها الى 16% تربتها رملية ناعمة وأرضها مستوية وترتفع مناسيبها +690 إلى +700 فوق منسوب سطح البحر. وتعتبر محافظة الحناكية من أكبر محافظات منطقة المدينة المنورة مساحة، ويتبع المحافظة العديد من القرى, ونشأت مدينة الحناكية كمركز خدمة صغير على الطريق الترابي الذي يربط المدينة المنورة بالقصيم وحائل, وتشتمل على عدة أحياء متناثرة وهي بلدة تاريخية ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ حيث أنها تعد محطة توقف لحجاج البر القادمين من بلاد العراق ودول الخليج ودول شرق آسيا.
وتعتبر مدينة الحناكية منطقة جذب سكاني للبدو والمحيطين بها لتوافر الخدمات الحكومية بها، وتعتبر مركزا إداريّا هامّا تتوسط العديد من القرى والهجر، وتوجد بمحافظة الحناكية منطقة الربذة الأثرية الموجود بها آثار برك الماء التي قامت زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد ببنائها على طريق الحجاج كما يوجد بها قبر أبي ذر الغفاري (رضي الله عنه) .
المصدر: http://www.momra.gov.sa/MUN/mun076.asp(أمكنة/171)
الحيرة
مدينة تاريخية تقع في جنوب وسط العراق جنوب الكوفة، اتخذها المناذرة عاصمة لهم في القرن الثاني قبل الميلاد وقد سميت الحيرة وريفها تحت الحكم الفارسي الساساني بعربستان.
* وكان ملوك الفرس يدرسون في الحيرة مثل الملك يزدجرد الأول وبهرام الخامس الذي تعلم الأدب والفن والفلوكلور والفروسية في قصر المنذر الأول.
* في عام 542 حارب المناذرة في عهد المنذر الخامس مع الفرس ضد الجنرال البيزنطي بلزاريوس في كالينيكوم (جنوب شرق تركيا) ، وفي عام 602 قام خسرو الثاني باستدراج النعمان الثالث وقتله مما أثار حمية العرب الذين قاتلوا الفرس وهزموهم في موقعة ذي قار وبعد ظهور الإسلام فتحت الحيرة ودخلت تحت سلطة الخلافة.
* أما أول ملوك الحيرة فقد كان كما ذكر مؤرخو العرب - جذيمة الأبرش التنوخي، فلما مات، تولى الملك بعده ابن أخته عمرو بن عدي بن نصر اللخمي اليمني.
* وقد عرفت هذه المملكة في كتب تاريخ العرب وآدابهم بمملكة الحيرة ومملكة اللخميين ومملكة المناذرة وأبناء نصر.
المصدر:
موقع: الموسوعة العربية العالمية
وموقع: الموسوعة الحرة ويكيبيديا(أمكنة/172)
الخبر
الخبر: إحدى أهم مدن المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية تأسست أول إمارة بالخبر عام 1359هـ، 1940م وسميت بإمارة منطقة الظهران، وفي عام 1370هـ، 1950م تأسست إمارة المنطقة الشرقية وتحول اسم إمارة الظهران إلى إمارة الخبر.
تأثر مناخ الخبر بوجودها على الخليج مباشرة، ولذلك تبلغ نسبة الرطوبة 100%، ويعتدل الجو ويصبح لطيفا في الشتاء، أما في الصيف فالجو حار جدا.
الخبر منطقة سكنية كبيرة مأهولة برجال الأعمال الأجانب نظرا لوجود معظم المؤسسات والوكالات التجارية بها، وتوافر المباني السكنية الحديثة، ومنذ أن بدأ التنقيب عن النفط في منطقة جبل الظهران الذي يبعد عن الخليج نحو عشرة كيلومترات وقع الاختيار على الخبر لبناء رصيف على شاطئها من الصخور والحجارة لاستقبال الزوارق الصغيرة التي تحمل المؤن والمعدات من البحرين للعاملين في منطقة التنقيب.
وقبل اكتشاف النفط لم تكن الخبر غير قرية صغيرة يسكنها بعض الصيادين وبعض البدو، في بيوت من الشعر أو من اللّبن والطّين. أما الآن وبعد اكتشاف البترول، فقد أصبحت ميناء مهما على الخليج العربي وخاصة بعد بناء جسر الملك فهد. ويبلغ عدد سكانها نحو مائة ألف نسمة يعمل معظمهم في التجارة.
تتجاور مدينتا الخبر والظهران لدرجة أنهما تعتبران مدينة واحدة، وقد تصبحان كذلك خلال وقت قريب. لذلك فإن أغلب مدارس المدينتين يوجد بالخبر لأنها المنطقة السكنية.(أمكنة/173)
يتداخل النشاط الاقتصادي في منظومة مدن المنطقة بين الخبر والدمام والظهران، فهناك منطقتان صناعيتان كبريان، إحداهما في الظهران والثانية بين الدمام والخبر. وأغلب النشاط الاقتصادي في الخبر يقوم على التجارة حيث توجد العديد من المجمعات المركزية والفنادق والمصارف. أما الزراعة فتقتصر على البساتين والحدائق التي تزود بها الأطراف الشمالية والغربية، وفيها مزارع للدواجن والخضراوات والفواكه، وهناك بعض الصناعات الاستهلاكية مثل مواد البناء والمياه الغازية والملابس والألبان والغازات الصناعية.
تحفل الخبر بالحدائق والمتنزهات، كما تتميز بشواطئها الجميلة على الخليج العربي، ومن أهمها شاطئ خليج نصف القمر، وشاطئ الغروب، وشاطئ العزيزية الذي يقع على بعد 5كم جنوب مدينة الخبر، وهناك أيضا مدينة الملك فهد الساحلية التي تضم المتنزهات وصالات الألعاب والمسرح بالإضافة إلى مشروع الكورنيش الجميل وحديقة الحيوان.
موقع الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/174)
الخرج
تعتبر الخرج أكبر محافظات منطقة الرياض مساحة وسكانا إذ تبلغ مساحتها في حدود 150 كم من الشرق إلى الغرب و"130" كم من الشمال إلى الجنوب، ويبلغ عدد السكان أربعمائة ألف نسمة بما في ذلك المدن والقرى والمراكز التابعة للخرج وعددها خمسون مركزا وقرية.
أما المناخ فهو قاري حار صيفا بارد جاف شتاء إذ يتحسن الجو ليلا منتصف شهر سبتمبر حتى يشتد البرد شهر ديسمبر , أما المناخ فهو قاري حار صيفا بارد جاف شتاء إذ يتحسن الجو ليلا منتصف شهر سبتمبر حتى يشتد البرد شهر ديسمبر ويناير.
تعتبر الخرج خط الدفاع الأول للعاصمة الرياض إذ يوجد بالخرج قاعدتين عسكريتين بالإضافة إلى المصانع الحربية الأولى قاعدة الامداد والتموين وهي خاصة بتموين القوات البرية بالسلاح والمعدات والمؤن , أما القاعدة الأخرى فهي قاعدة الأمير سلطان الجوية , أما المصانع الحربية فيوجد بها مصانع لتصنيع الأسلحة ومخازن البارود , وتشكل المصانع والقاعدتين نصف مساحة الخرج.
وتعتبر الخرج منطقة زراعية من الدرجة الأولى إذ كانت ولا زالت سلة الغذاء لمنطقة الرياض وتصب بالخرج عدة أودية هي وادي حنيفة، ووادي الحنية، ووادي السهباء. وتعتبر الخرج كذلك مفترق طرق إلى أربع دول هي اليمن عن طريق الجنوب الذي يمر بالأفلاج، ووادي الدواسر، ومنطقة عسير والإمارات وقطر وعمان عن طريق حرض.
وسكان الخرج إجمالا هم من كل مناطق السعودية بسب توفر فرص وظيفية كثيرة بالمدينة كذلك من المقيمين من خارج المملكة، وتعتبر منطقة السوق بمدخل الخرج المنطقة التجارية بالخرج إذ يوجد بها جميع البنوك وعدد من الأسواق التجارية.
المصدر: المصدر: موقع ويكيبيديا(أمكنة/175)
الخرطوم
الخرطوم العاصمة القومية لجمهورية السودان. وتسمى العاصمة المثلثة وتتكون من مدن: الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان وتقع الخرطوم عند ملتقى النيلين الأزرق والأبيض، عند خط عرض36 15° شمالا، وخط طول31 32° شرقا.
وتتميز بمناخ مداري حار جاف، حيث تصل درجات الحرارة إلى أكثر من30°م في معظم أشهر السنة. ويمتد فصل الأمطار بين شهري يوليو وسبتمبر. تتمتع العاصمة السودانية بطقس معتدل وجاف خلال فصل الشتاء، ويتميز فصل الصيف بارتفاع درجات الحرارة والجفاف، مما يساعد على هبوب الرياح المحملة بالأتربة
تتركز في الخرطوم دواوين الحكومة الفيدرالية، إضافة إلى حكومة ولاية الخرطوم، والإدارات المحلية والشعبية. ويعتبر مجمّع الخرطوم الحضري مركزا وطنيا للتعليم العالي، حيث توجد به ثماني جامعات، إضافة إلى المعاهد الفنية والتجارية والدينية والهيئات العلمية والبحثية. ومن أهم المجالس العلمية: المجلس القومي للتعليم العالي والمجلس القومي للبحوث.
أما أماكن الزيارة في مدينة الخرطوم فتشتمل على حديقة الحيوان ومتنزه المقرن للألعاب، والمتاحف الوطنية والطبيعية، والإثنية، والقصر الجمهوري، وقباب الأتراك. كما توجد في مدينة أم درمان (قبة المهدي، وجامع الخليفة، ومتحف المهدية بيت الخليفة وبوابة عبد القيوم، وسوق أم درمان المركزي ذو الطابع الشعبي ودار الإذاعة والتلفاز) .
تعتبر الحكومة أكبر مستخدم للعمالة في العاصمة وبخاصة في القطاعات الإدارية والخدمية. كما أن للقطاع الخاص دورا مهما في الأنشطة الصناعية والتجارية والخدمية، وتتركز الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية بوجه عام في العاصمة السودانية بصورة لا تتواءم مع حجم السكان.
وتشير بعض الدراسات الأثرية إلى أن ملتقى النيلين الأبيض والأزرق ظل موطنا للإنسان منذ عهود سحيقة.(أمكنة/176)
كما عثر في الموقع نفسه على بقايا مستوطنات يرجع تاريخها إلى عهد (نبتة ومروي (750ق. م - 350م) وكذلك العهد النصراني (540م - 1504م.
كما عثر على أدوات يرجع تاريخها إلى العصر الحجري في كل من خور أبي عنجة في مدينة أم درمان، وكذلك في قرية الشهيناب على بعد 50كم شمالي المدينة نفسها.
أما التاريخ الحديث للخرطوم؛ فيبدأ بتأسيس أول نواة للاستيطان في جزيرة توتي في منتصف القرن الثاني الميلادي، ومنها انتشر العمران في مواقع الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان. وعندما حكم الأتراك السودان؛ قاموا باختيار الخرطوم عاصمة لهم عام 1821م. أما أم درمان، فقد اختارها الإمام المهدي عاصمة له عام 1885م. ويبدأ التاريخ المعاصر للعاصمة السودانية بفترة الحكم الثنائي 1898 - 1956م عندما بدأ لورد هربرت كتشنر بتنفيذ مخططه لبناء مدينة الخرطوم على طراز المدن الغربية.
المصدر: موقع الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/177)
الخريبة
الخريبة بلفظ تصغير خربة موضع بالبصرة وسميت بذلك فيما ذكره الزجاجي لأن المرزبان كان قد ابتنى به قصرا وخرب بعده فلما نزل المسلمون البصرة ابتنوا عنده وفيه أبنية وسموها الخريبة.
كانت بيوت القرية تتوزع على ربوة تنفرج من جهاتها الأربع نحو أودية ومنخفضات تحدها من الشرق راشيا وكفر حمام، ومن الغرب نهر الحاصباني وتخوم الخيام وإبل السقي، ومن الشمال راشيا الفخار، ومن الجنوب الماري والدحيرجات. تبلغ مساحتها نحو 12 ألف دونم، وكانت الطريق إليها قبل التدمير والتهجير "قادومية" وتمر بجانبها طريق تركية "سكي سلطاني"، وحولها خانات لإقامة المتنقلين بين لبنان وفلسطين وسوريا، وفيها عين مياه تحمل اسمها.
بدأت معاناة الخريبة مع بدء التهجير من فلسطين، ثم كانت لها محطات مع عصابات "الهاغانا"، وفي الوقت عينه مع "الهزائم العربية". وتعرض أهلها للتضييق في ثورة 1958 كونها كانت نقطة الحدود بين سيطرة الثوار وتمدد الجيش اللبناني. أما التهجير الفعلي لسكانها فبدأ في العام 1968، مع تغلغل العمل الفدائي الفلسطيني المقاوم إليها وانسحاب الجيش من كرومها، ثم قطعه لطريقها الترابية منعا لتسلل الإسرائيليين، ما دفع العديد من سكانها للنزوح عنها.
وتزامن ذلك مع قدوم مقاومين فلسطينيين إليها وتمركزهم في منزلي نقولا وطعمة دعبوس، ثم في منزل مخايل دعبوس. بعدها أقدم جيش العدو على هدم هذه المنازل بالقصف المدفعي، ثم نسف منازل آل دعبوس في العام 1970، في العام 1972 قامت طاذرات العدو بتدمير منازلها على مدى ثلاث ساعات من الغارات المتتالية، ونجا من كان في البلدة من أهلها بأعجوبة.(أمكنة/178)
بعدها لجأت قوات العدو إلى حرق مواسم مزارعيها ثلاث مرات على بيدرها ليفقدوا مصدر عيشهم الوحيد، وفي العام 1978 احتلتها إسرائيل وجرفت منازلها وكنيستها (كنيسة مار الياس وعمرها أكثر من مئتي عام) ونقلت حجارتها في شاحنات نحو فلسطين المحتلة، ثم بدأت بأعمال تنقيب، وشوهدت المروحيات الإسرائيلية تنقل ما كان مدفونا تحت الكنيسة وغيرها من المغاور التي تنتشر بكثرة في هذه القرية القديمة، وبعدها فقدت أجران الكنيسة وما كان تحت المذبح.
المصدر: http://www.bintjbeil.com/A/news/2002 11_khraibe.html(أمكنة/179)
الخرير
وهو موضع بالحجاز يقال: هو قرب الجحفة، وقيل واد من أودية المدينة وقيل ماء بالمدينة وقيل موضع بخيبر، وفي حديث السرايا قال ابن إسحاق: وفي العام الأول من الهجرة (وقيل الثاني) بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص في ثمانية رهط من المهاجرين فخرج حتى بلغ الخرار من أرض الحجاز ثم رجع ولم يلق كيدا.
المصدر:
معجم البلدان(أمكنة/180)
الخفجي
ظهرت مدينة الخفجي في عام 1378هـ وهي مدينة حدودية بتلاولية تقع في أقصى شمال شرق المملكة على الحدود مع دولة الكويت وتبعد عن الدمام 300كم. وعدد المخططات المعمرة 33 مخططا. معدل هطول الأمطار 26 - 171,60 ملم سنويا وترتفع عن سطح البحر 100,8 متر وتتمتع بكورنيش جميل يمتد بطول 7كم وهو من معالم المدينة البارزة كما يبلغ طول الطرق المسفلتة فيها 77, 830 , 159 كم2. وعدد القطع السكنية 20390. وتبلغ مساحتها الإجمالية 2500 هكتار.
المصدر:
موقع: http://www.momra.gov.sa/MUN/mun020.asp(أمكنة/181)
الخليج العربي
الخليج العربي: كتلة مائية شبيهة بالكلية تقع في جنوب غربي آسيا بين إيران وشبه الجزيرة العربية. وغالبا ما يطلق الأوروبيون على هذا الخليج اسم الخليج الفارسي. وأول من أطلق هذه التسمية نيارخوس قائد أسطول الإسكندر الأكبر عام 325 ق. م؛ لأنه سار بحذاء الساحل الفارسي ولم يدرك أن هناك ساحلا آخر. وفي القرن الأول الميلادي، أطلق بليني اسم الخليج العربي بعد أن عرف الساحل الغربي. يصل مضيق هرمز بين الخليج العربي وخليج عمان الذي يعد ذراعا للمحيط الهندي. يبلغ طول هذا الخليج نحو 800 كم وعرضه نحو 200كم وتقدر مساحته بنحو 260,000كم². ويبلغ انخفاض أعمق نقطة فيه نحو 90م. وتتكاثر في مياه هذا الخليج الأحياء المائية كالمحار والقريدس.
يحيط بالخليج كل من: إيران، والعراق، والكويت، والمملكة العربية السعودية، والبحرين، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، وعمان. ومن المرافئ المهمة التي تطل عليه: بندر عباس، بوشهر، عبدان، وهي موانئ إيرانية؛ وميناء البصرة في العراق؛ وميناء الكويت؛ والظهران والدمام والجبيل في المملكة العربية السعودية؛ والدوحة؛ وأبوظبي؛ ودبي، وهذه كلها على الساحل العربي.
يوجد في منطقة الخليج أكثر من نصف الاحتياطي العالمي من النفط والغاز الطبيعي. وهي توفر لكثير من صناعات العالم الطاقة اللازمة لتشغيلها.
وفي القديم كان معظم الدول المدن الواقعة على هذا الخليج ذات سيادة تحكم نفسها بنفسها. وازدهرت هذه الدول كمرافئ ومراكز تجارية. وخلال القرن التاسع عشر، بسطت بريطانيا نفوذها على معظم أجزاء الخليج. ونالت كل دول الخليج استقلالها بحلول عام 1971م. وبذا تخلّت بريطانيا عن المنطقة تماما. وقد كان هذا الخليج مركزا لحرب بين إيران والعراق استمرت من عام 1980 إلى 1988م، كما كان مسرحا لحرب الخليج الثانية التي وقعت عام 1991م.
المصدر:
موقع الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/182)
الخيف
الخيف بفتح الخاء وسكون الياء..ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء..ومنه سمي مسجد الخيف , ويقع في سفح جبل منى الجنوبي قريبا من الجمرة الصغرى وقد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله فعن يزيد بن الأسود قال: شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف.
وقد كان هذا المسجد موضع اهتمام وعناية خلفاء المسلمين على مر التاريخ وتمت توسعته وعمارته في سنة 1407هـ - 1987م
http://www.makkawi.com/kaif.htm(أمكنة/183)
الدار البيضاء
مدينة مغربية تقع على المحيط الأطلسي في المنطقة المعتدلة الدافئة ((30 -40°م شمالا، ويبلغ ارتفاعها 174 قدما (58م) عن مستوى سطح البحر. ويتميز موقع المدينة بقربه من المناطق الزراعية ومناجم الفوسفات الكبيرة في خربيكة، مما ساعد على سرعة نموها وعلى تركيز أكثر من ثلثي صناعات المغرب بها، وعلى احتلالها مكانتها الهامة في التجارة والنقل والخدمات والصناعة.
كذلك يتميز موقع الدار البيضاء بأنه ميناء هام للصيد، تحميه الحواجز الكبيرة التي تستطيع صد الأمواج العالية للمحيط الأطلسي التي ترتفع في بعض الأحيان من 10 - 35 قدما. كما يفسر نمو موقع الدار البيضاء بصورة جزئية بأنها كانت تمثل القاعدة الحربية للقوات الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها.
وتعتبر الدار البيضاء أكبر مدن المغرب وميناء كبيرا في شمال إفريقيا، ويمر بها حوالي 70% من تجارة المغرب الخارجية. وتعتبر الدار البيضاء مركز التصنيع الرئيسي في المغرب؛ ففيها توجد مشاريع صناعة السيارات، ومعامل تكرير السكر وورش النسيج، وساحات صناعة الطوب الأحمر، ومصانع تعليب الأسماك واللحوم، والسلع الجلدية، والإسمنت، والمواد الكيميائية، والورق، والمعادن، ومواد البناء، وطحن القمح، وإصلاح السفن.
وتعتبر الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للبلاد، فهي المركز المصرفي ومركز صناعة التأمين في المغرب إلى جانب أهميتها الصناعية. وتتمتع المدينة بشبكة جيدة من الطرق البرية والسكك الحديدية التي تربطها بالمدن الأخرى في شمال المغرب وبالسهل الساحلي في الجنوب وبمراكش.
ويوجد بالدار البيضاء ثلاث مؤسسات للبحث العلمي، ومكتبة علمية عامة، وجامعة الحسن الثاني، والمكتبة الحسنية للحرف العامة،، وهو ما يجعلها مركزا علميا وثقافيا هاما في المغرب.(أمكنة/184)
أنشأ البرتغاليون الدار البيضاء في عام 1575م، في موضع كانت تشغله قرية صيد صغيرة. وقد تعرضت المدينة لزلزال شديد دمّر معظم مبانيها في عام 1755م، فأعيد بناؤها من جديد. وكانت الدار البيضاء هي الموضع الذي تقابل فيه كل من الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء الإنجليزي ونستون تشرتشل في يناير من عام 1943م، ليقررا مصير الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م) .
وقد أطلق التجار الأسبان على المدينة اسم كازابلانكا أي المسكن الأبيض باللغة الأسبانية بسبب الطلاء الأبيض الذي يستخدم لمبانيها وصارت فيما بعد معروفة بهذا الاسم.
وتعد أكبر مدن المغرب سكانا، ورابعة مدن إفريقيا من حيث كبر الحجم بعد القاهرة والإسكندرية وجوهانسبرج.
وقد كانت الدار البيضاء من أولى المدن المليونية التي ظهرت بالعالم الإسلامي. وكان بلوغها هذا الرقم خلال العقد السابع من القرن العشرين. ففي عام 1971م، بلغ عدد سكانها 1.506.000 نسمة.
وتتميز مدينة الدار البيضاء بوجود قطاع أعمال حديث يضم المحلات والمباني العالية. أما القطاع القديم من المدينة فيعرف باسم المدينة القديمة. وقد نمت الدار البيضاء حول هذا الحي القديم المزدحم الصغير. أما المدينة الحديثة فهي ثانية المناطق الكثيفة السكان، وقد بنيت في العشرينيات من القرن العشرين بغرض إسكان السكان المتزايدين بالمدينة. الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/185)
الدرعية
بدأ تاريخ الدرعية حوالي منتصف القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي) . ففي عام 850هـ (1446م) انتقل جد آل سعود مانع المريدي بأسرته من شرقي الجزيرة العربية إلى العارض في نجد بدعوة من ابن عمه ابن درع صاحب حجر والجزعة، فمنحهم موضعي " المليبيد " و"غصيبة " فاستقر فيهما مانع بأسرته، وأصبحت بعد ذلك مناطق عامرة بالسكان والزراعة، وأنشأ فيهما بلدة قوية سميت "الدرعية" تخليدا لاسم أسرتهم، وأصبحت إمارة قوية تحت حكم آل سعود.
ثم تطورت ونمت فغدت موطن الدولة السعودية ودعوة التوحيد، وأصبحت قاعدة حضارية وعاصمة عربية إسلامية في قلب الجزيرة العربية لدولة بسطت نفوذها على معظم الجزيرة العربية معتمدة على عقيدة واحدة وراية واحدة نشرت الأمن والاستقرار، وخلصت الدين الإسلامي الحنيف مما شابه من خرافات وجهل وبدع في المنطقة.
ينتمي آل سعود إلى بني حنيفة من قبائل بكر بن وائل، ويلتقون مع عنزة في وائل بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، وكانت قبيلة بني حنيفة تسكن قبل ظهور الإسلام في الوادي المعروف باسمها في منطقة اليمامة، واعتنق بنو حنيفة الإسلام وانضووا تحت رايته فكان منهم المجاهدون ورواة الحديث، وعندما حكم الأخيضريون المنطقة في منتصف القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) تفرق بنو حنيفة في أنحاء الجزيرة العربية، واستقروا في عدد من الحواضر ويذكر الرحالة ابن بطوطة، أنه عندما زار اليمامة في عام 732هـ (1331م) ، كان يحكمها طفيل بن غانم من بني حنيفة وأنه حج معه في جمع كبير.
تضم مدينة الدرعية العديد من الآثار الهامة التي تعطي زائرها دلالة قوية على مكانتها وأهميتها خلال العصور الماضية ومن أهم آثار الدرعية:(أمكنة/186)
1- قصر سلوى الذي وضع لبنته الأولى الإمام محمد بن سعود في القرن الثاني عشر ويقع في منطقة سلوى وكان سكنا للأمير ومنه تدار شؤون الدولة حتى أصبح قصرا للحكم وتعاقب عليه عدد من الأئمة مما أحدث فيه الكثير من التعديلات والإضافات بما يتماشى مع الحاجة الحاضرة في كل عهد ومن يشاهده الآن يدرك ويشعر بقوة دولة هذا مقر قائدها.
2- سور الطريف وهو سور كبير وعليه عدد من الأبراج الضخمة للمراقبة ويحيط بحي طريف الذي يضم العديد من القصور التي شيدت في عهد الدولة السعودية الأولى.
http://www.addiriyah.org.sa/main.htm(أمكنة/187)
الدلم
تقع مدينة الدلم في الجزء الجنوبي الشرقي من مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، وتبعد عنها حوالي سبعين كم وهي جزء لا يتجزأ من محافظة الخرج، وتقع بين خطى الطول 47 - 48 درجة شرق خط جرينتش ومابين خطى الطول 23,5 _ 24, 5 درجة شمال خط الاستواء، وترتفع عن مستوى سطح البحر 1360 قدما.
وإذا رجعنا إلى كتب التاريخ ودراسة الآثار نجد أن مدينة الدلم قديمة قدم التاريخ؛ فهي تقع على عدة طرق تجارية من الشرق إلى الغرب والجنوب إلى الشمال وبالعكس.
فهي نقطة اتصال وتعتبر استراحة منذ قيام الممالك القديمة التاريخية، علاوة على الأهمية الاقتصادية لخصوبة الأرض الزراعية وتوفر المياه الجارية، مما ساعد على الاستقرار، وقد دلت كتب التاريخ والآثار أن المسمى القديم للدلم هو مسمى الخرج؛ فهي تقع على مستوطنة قديمة هي مستوطنة الخرج وتقع هذه المستوطنة في شرق الدلم الحالية، وهو استيطان امتد من القرون السابقة لميلاد المسيح عليه السلام بحوالي خمسة قرون والمسمى الحالي للخرج يطلق على محافظة الخرج بجميع مدنها وقراها ومراكزها.
المصدر: http://aldelam.jeeran.com/history.htm(أمكنة/188)
الدليمية
الدليمية بإسكان الدال المشددة فلام مفتوحة فياء أولى ساكنة فميم مكسورة فياء ثانية مشددة فتاء مربوطة، على صيغة النسبة إلى الدليم أو الديلم وهذا هو الواقع كما سيأتي: هي قرية قديمة العمران ثم أصبحت هجرة للحنانية من بني سالم من حرب منذ عام 1335هـ. وأصله ماء قديم لبني عبس كان يسمى الديلم.
قال ياقوت الحموي: ديلم: ماء لبني عبس، ونقل البكري عن المطرز قوله: الديلم هو ماء لبني عبس والدليمية ورد ذكرها عندما زار أحد الرحالة الأوروبيين المنطقة وهو المستر لوريمر في نهاية القرن الثالث عشر قال: الدليمية على بعد عشرة أميال شمال غربي الرس وهي مكان استراحة على أحد الطرق المؤدية من بريدة إلى المدينة المنورة ويوجد بها حوالي عشرين بئرا يبلغ عمقها ثلاث قامات وماؤها به قليل من الأملاح ويزرع فيها القمح مزارعون من أهل الرس وقبيلة حرب وأحيانا يضرب بها البدو خيامهم وتقع الدليمية في بطن واد يسمى وادي الدليمية مبتدأ سيله من جبل الرحا المسمى رقد قديما حتى يفيض في وادي الرمة أي أنه يمتد حوالي ستين ميلا وقد أقطع الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن رحمه الله الدليمية لشيخ قبيلة الحنانية وأميرهم / زبن بن مقبل بن جديع رحمه الله وجماعته في عام 1335هـ وعمروها حتى أصبحت الآن من أكبر بلدان القصيم.(أمكنة/189)
تقع الدليمية في غرب منطقة القصيم على خط العرض 26,02 وخط الطول 043,16 وتقع على طريق المدينة المنورة وتبعد عن مدينة بريدة 100 كم ويقع طريق المدينة المنورة السريع جنوب الدليمية ويبعد عنها 2 كم وهي أحد أكبر بلدان منطقة القصيم الغربية وهي مركز فئة (أ) ويرتبط مباشرة في إمارة منطقة القصيم , ويقع شمال الدليمية عدد من الأماكن التي يرتادها الناس في الرحلات وبخاصة فصل الربيع مثل جبل الرحى والتي كانت تسمى قديما " رقدا " والإصبعة والتي كانت تسمى قديما " ساق العناب ".. http://www.mrkzdulimiah.jeeran.com/%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA%20%D8%B9%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9.htm(أمكنة/190)
الدمام
الدمام مدينة تقع على ساحل الخليج الفارسي وهي عاصمة المنطقة الشرقية (المنطقة الأغنى بالنفط عالميا) في المملكة العربية السعودية.
وتقع الدمام على الشريط الساحلي للخليج الفارسي إلى الغرب من مدينة الخبر ويحدها الخليج من ثلاث جهات الشمال والشرق والجنوب وأما من الغرب فتحدها صحراء الدهناء. وهي عاصمة المنطقة الشرقيّة الغنيّة بالنفط.
عدد سكانها يقدر ب 647. 516 نسمة حسب إحصائية عام 1415هـ الصادرة عن أمانة مدينة الدمام, جميعهم من المسلمين إلا بعض المقيمين الأجانب.
ويرى بعض الباحثين أن منطقة الدمام كانت مسكونة منذ أواخر العصر الحجري حيث عثر على آثار مستوطنة يعتقد أنها كانت قائمة عند (عين السيح) الواقعة على مسافة ثلاثة عشر كيلومتر جنوبي الخبر. وقد بدأت مدينة الدمام في الظهور والبروز مع اكتشاف البترول في بداية الثلاثينات الميلادية وبدأ السكان ينزحون إليها من جميع مناطق المملكة وخصوصا من الجنوب حيث أصبحت تضم الكثير من أبناء المملكة من جميع المناطق، وشيئا فشيئا أصبحت الدمام مركزا تجاريا مهمّا في المنطقة. أما أول من سكن الدمام فيعتقد أنهم قبيلة الدواسر في حوالي عام 1923م حيث بنوا لهم مساكن من سعف النخيل والطين. واليوم يشترك سكانها من الشيعة والسنة في العديد من المهن أهمها الصيد والتجارة بسبب وقوعها على الخليج.
وأبرز معالمها: كورنيش الدمام وجزيرة المرجان. ميناء الملك عبد العزيز. خطوط السكة الحديدية. الواجهات البحرية. شاطئ نصف القمر. مطار الملك فهد الدولي.
http://64.233.183.104/search?q=cache:wCto1X7f2dgJ:ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%85%D8%A7%D9%85+%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%85%D8%A7%D9%85&hl=ar(أمكنة/191)
الدوحة
الدّوحة عاصمة دولة قطر، تقع في منتصف الساحل الشرقي للبلاد على إحدى الدوحات (الخلجان المستديرة) ومنه أخذت اسمها.
تطورت مساحة المدينة من نحو 1.2كم² في بداية القرن العشرين إلى أكثر من 170كم² في عام 1992م. ويعود هذا التوسع الأفقي الكبير إلى هيمنة ظاهرة الفيلات (الدارات) الواسعة المصممة على أحدث النماذج المعمارية. ومنذ أن تبنت الدولة التخطيط العمراني في عام 1963م والالتزام به تماما منذ 1973م انتظمت المدينة في خطة شبه دائرية تتباعد حلقاتها عن مركز المدينة على نحو منتظم بشكل أقواس حول الكورنيش تفصلها شوارع تنطلق من وسط المدينة إلى أطرافها. وقد اكتملت أربع حلقات. كما تمتد المدينة، في الوقت الراهن، نحو الطريق الدائري الخامس.
وتتميز المدينة بمناخ صحراوي جاف، شتاؤه معتدل، وصيفه حار، وأمطاره شتوية لا تتعدى في المتوسط 80 ملم مع ارتفاع في معدل الرطوبة النسبية طوال العام مع قسوة في البرودة شتاء. وبسبب التربة الجيرية والتوسع في استخدامات المياه، حديثا، ارتفع مستوى المياه السطحية في كثير من أجزاء المدينة مما استدعى إجراءات هندسية جديدة وإنشاء مصارف للمياه لعلاج الظاهرة.(أمكنة/192)
كانت مدينة الدوحة حتى بداية القرن العشرين الميلادي قرية صغيرة يسكنها نحو 12.000 نسمة من القبائل العربية، ومع تدفق عائدات النفط تزايدت الهجرة الداخلية أولا ثم الخارجية إلى المدينة، وارتفع عدد سكانها، بالإضافة إلى ضاحيتها الريان إلى 446.424 نسمة تعادل 84% من إجمالي سكان البلاد في عام 1992م. وتزامن مع هذه الزيادة الارتفاع الكبير في عدد الوافدين حتى أصبحوا يشكلون نحو ثلثي سكان المدينة، غالبيتهم من الآسيويين، من هنود وباكستانيين وإيرانيين وفلبينيّين، تليهم الجاليات العربية ثم الغربية. وقد ترتب على هذه الهجرة الكثير من المشاكل الاجتماعية منها: التعدد الثقافي في الشارع القطري، وظهور قيم جديدة تدعو لاحتقار العمل اليدوي، وأخيرا ظاهرة تحريف اللغة العربية من حيث النطق أو إدخال الكلمات الأجنبية عليها.
والإسلام هو دين سكان هذه المدينة حيث ينتشر أكثر من 500 مسجد في الدوحة والريان وأكثرها حداثة مسجد عمر ومسجد أبي بكر. كما ينتمي بعض الوافدين إلى ديانات آسيوية وإلى النصرانية بكنائسها المختلفة.
ويتوزع سكان الدوحة على العديد من الأحياء الأفقية مع بعض البنايات الرأسية وأشهرها: منطقة الخليج العربي (تعرف باسم الدفنة لأنها ردمت من البحر) والدوحة الجديدة وحي الغانم الجديد والمنصورة الجديدة ومدينة خليفة والمطار القديم والجديد والمتنزه والسّلطة والسودان وكليب والحي الدبلوماسي وغيرها.
والدوحة تعتبر المركز التعليمي والثقافي الأول في البلاد، ففيها جامعة قطر وكلية للطيران المدني، ومبنى التلفزيون والإذاعة، ومكتبة الشيخ علي، ودار الكتب القطرية وهي مكتبة مركزية لها فروع بالمدينة. ويعتبر نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي معلما ثقافيا مهما بالإضافة إلى مسرح قطر الوطني ومسرح الدوحة بليرز الذي يقدم أعماله باللغة الإنجليزية.(أمكنة/193)
يزيد عدد الجرائد اليومية والمجلات الأسبوعية والدورية بالمدينة على 18 مطبوعة تشمل موضوعات السياسة والاقتصاد والثقافة والأطفال والنساء والعلوم وبعضها يصدر باللغة الإنجليزية. وهناك الكثير من الفرق المسرحية منها فرقة السد والأضواء والمسرح الشعبي والمسرح القطري، كما تستقطب المدينة عددا من الفرق المسرحية العالمية سنويا. وتقام عادة مهرجانات سنوية للفنون المسرحية وللموسيقى والغناء وللفنون الشعبية، بالإضافة إلى المعارض الخاصة بالفنون التشكيلية والتصوير. وبعض الوزارات والهيئات لها مواسمها الثقافية التي تدعو لها كبار المتخصصين من عرب وغيرهم لإلقاء المحاضرات والندوات العامة.
ومن أشهر أسواق الدوحة سوق واقف ويعتبر نموذجا للأسواق العربية الإسلامية التقليدية. وتنتشر الأسواق الحديثة في وسط المدينة كسوق الجبر والديرة والعسيري، وعلى الطرقات الرئيسية كشارع السد وسلوى حيث يقع (السنتر) وهو سوق متكامل حديث. وتقع الأسواق المركزية للخضراوات والفاكهة والأسماك خارج المدينة على طريق سلوى، كما تقع قاعة المعارض بمنطقة الدفنة شمال المدينة.
ويوجد داخل المدينة وخارجها الكثير من المناطق السياحية والأثرية والتاريخية. فداخل المدينة يقع متحف قطر الوطني كان قصرا لحكام قطر وقلعة الكوت التي تحولت إلى مركز للتراث، وبيت التقاليد الشعبية وهو نموذج للبيت القطري التقليدي قبل عصر النفط. أما خارج المدينة فهناك قلعة وآثار مدينة الزبارة وقلاع الوجبة ومروب وأم صلال محمد وأركبيات والثغب ومدافن أم النار وآثار جبل فويرط والجساسية. ومن المناطق السياحية: مزارع المها (الوضيحي) ومتنزه الخور، وخور العديد بكثبانه الرملية، والسواحل الرملية شمالي المدينة وجنوبيها وشمالي مدينة دخان بالإضافة إلى الدحول.(أمكنة/194)
والدوحة هي العاصمة الاقتصادية للبلاد ففيها يتمركز الوكلاء التجاريون وشركات التأمين والمصارف الوطنية والأجنبية (أكثر من 14 مصرفا بالإضافة إلى فروعها) وشركات الصرافة. وتقع منطقة الصناعات الخفيفة خارج المدينة على طريق سلوى بالإضافة إلى الورش المنتشرة على طول بعض الشوارع على أطراف المدينة. وبالمثل تتمركز الخدمات التعليمية والصحية بالمدينة على نحو يتناسب مع حجمها السكاني وكونها عاصمة البلاد.
وللدوحة مطار حديث يستقبل الطائرات بمختلف أحجامها، وميناء بحري يدعمه ميناء مسيعيد الصناعي التجاري الذي يبعد عنه 45 كم. والمدينة لها اتصالاتها الهاتفية والبرقية (التلكس) المباشرة مع 175دولة كما تتبادل البريد الممتاز مع 75 دولة والبريد الإلكتروني مع 25 دولة أخرى. واتسعت حديثا خدمات النداء الآلي كما أصبح من الممكن الاشتراك في التلفازات العالمية من خلال تلفاز الكيبل الذي تشرف عليه الدولة.
المصدر: http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%AD%D8%A9(أمكنة/195)
الدول الإسكندنافية
شبه الجزيرة الإسكندنافية تقع في الركن الشمالي الغربي من قارة أوروبا، تمتد من روسيا وفنلندا شمالا حتى الدنمارك جنوبا. دولتان فقط تقعان في شبه الجزيرة هما السويد والنروج وتفصل بينهما سلسلة الجبال الإسكندنافية.
والدول الاسكندنافية هي السويد، الدنمارك، النروج.
المصدر:
الموسوعة الحرة(أمكنة/196)
الديرة
أحد أحياء مدينة الرياض بالسعودية.
المصدر:
http://www.arriyadhmap.com/default.asp(أمكنة/197)
الدينمارك
الدنمارك مملكة صغيرة تقع في شمالي أوروبا وتكاد تحيط بها المياه من كل الجوانب. وتتألف من شبه جزيرة واحدة و482 جزيرة متجاورة وشبه الجزيرة التي تسمى جتلاند لها حدود مشتركة مع ألمانيا تمتد مسافة 68كم
يعيش حوالي ربع الدنماركيين في كوبنهاجن وضواحيها.
اللغة الدنماركية هي اللغة الرسمية للدنمارك وعلاقتها وثيقة جدا باللغتين النرويجية والسويدية، وتكثر اللهجات الإقليمية بخاصة في شمالي جتلاند، وفي جزيرة بورنهولم، وتتحدث الأقليّة العرقية الألمانية اللغة الألمانية.
ينتمي 97% من الشعب الدنماركي إلى الكنيسة اللوثرية الإنجيلية وهي كنيسة الدنمارك الرسمية. ويقضي قانون البلاد أن يكون الملك من أتباع هذه الكنيسة.
تشمل المكتبات الكبرى في الدنمارك المكتبة الوطنية للدنمارك، وتحتوي على حوالي مليونين ونصف المليون كتاب، ومكتبة الجامعة في كوبنهاجن، ثم مكتبة الجامعة والدولة في أورهوس، وتدعم الحكومة الدنماركية مجموعة كبيرة من المكتبات العامة يصل عددها إلى حوالي 250 مكتبة عامة.
ويوجد في الدنمارك ما يقارب 280 متحفا، ويقع عدد مهم منها في كوبنهاجن. ويعرض المتحف الوطني ما يوثّق تاريخ الدنمارك من عصور ما قبل التاريخ إلى عصرنا الحديث.
تشكل شبه جزيرة جتلاند 70% من أراضي الدنمارك، ويعيش معظم الدنماركيين في حوالي مائة جزيرة متجاورة. والأرض منخفضة في جميع الدنمارك حيث ترتفع أعلى نقطة فيها عند تل إيدينج سكوفهوي في جتلاند إلى 173مترا فوق سطح البحر.(أمكنة/198)
مناخ الدنمارك معتدل ورطب وذلك لكونها بلدا محاطا تقريبا بالمياه بصورة رئيسية، ولا تكون البحار في الشتاء باردة كبرودة اليابسة ولا تكون دافئة في الصيف. ونتيجة لذلك، فإن الرياح الغربية تجعل الدنمارك دافئة في الشتاء وباردة في الصيف. تؤثر هذه الرياح على الطقس في الدنمارك طيلة أيام السنة. وتجلب الرياح الغربية أيضا في الشتاء بعض الدفء من التيار الأطلسي الشمالي المتفرع من تيار الخليج.
والدنمارك بلد صغير، لذلك لا يختلف المناخ فيه كثيرا من منطقة إلى أخرى وتكون درجة الصفر المئوي تقريبا معدّل درجات الحرارة شتاء في الدنمارك، وتتراوح مابين تسع درجات تحت الصفر وسبع درجات تحت الصفر في أبرد الأيام. وقد تتجمّد المياه في الشرق أثناء فصول الشتاء الباردة. ففي هذه الأوقات لا يمكن للمياه أن تبعث الدفء في الرياح الباردة مما يجعل الطقس باردا جدا. ويكون معدلّ درجات الحرارة في الصيف 17 درجة مئوية. وقد تسبب الرياح القادمة من أوروبا الشرقية ارتفاعا في درجات الحرارة وخاصة خلال فصول الصيف الحارة وتتلقى الدنمارك معدلا سنويا يبلغ حوالي 61سم من التساقط (ما يسقط من الجو من مطر أو ثلج أو برد أو صقيع) .
وتحظى المنطقة الغربية من الدنمارك برطوبة أكثر بقليل من المنطقة الشرقية لأن الرياح الغربية الحاملة للرطوبة تصل إليها أولا، وتسقط الأمطار طيلة السنة وأعظمها في شهري أغسطس وأكتوبر. وتسقط الثلوج من 20 إلى 30 يوما في السنة، لكنها تذوب عادة بسرعة. ويتشكل الضباب الكثيف والضباب الخفيف في أغلب الأحيان في الشتاء، وخصوصا على الساحل الغربي.(أمكنة/199)
امتدت سلطة الدنماركيين في أواخر القرن الثاني عشر وأوائل القرن الثالث عشر الميلاديين على طول الساحل الجنوبي لبحر البلطيق إلى إستونيا التي فتحت عام 1219م، إلاّ أن حروبا أهلية طويلة وخلافات مع المدن الألمانية الشمالية بدأت في الأربعينيات من القرن الثالث عشر الميلادي أضعفت القطر لدرجة عظيمة.
واستعادت الدنمارك قوّتها في أيام الملكة مارجريت التي أصبحت حاكمة الدنمارك بوصفها وصية على عرش ابنها الشاب عام 1375م وكانت مارجريت زوجة هوكون السادس ملك النرويج.
وبعد وفاة زوجها عام 1380م أصبحت مارجريت وصية على عرش النرويج كما كانت وصية على عرش الدنمارك.
المصدر: موقع الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/200)
الرباط
الرّباط عاصمة المغرب، وتقع على شاطئ المحيط الأطلسي في الجزء الشمالي من البلاد عند مصب نهر بورقراق، وهو نهر ضحل يفصلها عن مدينة سلا التي تقع على الضفة الشمالية للنهر، بينما تقع الرباط على ضفته الجنوبية.
يتكون سكانها من العرب والبربر، مع بعض الأوروبيين واليهود.
الدين: المسلمون (98%) ، النصارى واليهود (2%) .
أبرز المناطق السكنية: القطاع القديم (المدينة) في الشمال، والقطاع الحديث الأوروبي وفيه القصر الملكي.
أشهر المؤسسات التعليمية والثقافية: جامعة محمد الخامس، متحفان أثريان، 4 مكتبات عامة، 6 كليات متخصصة. محطة الإذاعة والتلفاز المغربي.
أشهر الأسواق: شارع محمد الخامس، وهو شارع الأعمال الرئيسي، ويربط المدينة القديمة بالحديثة.
أهم المناطق السياحية والأثرية والتاريخية: توجد مناطق أثرية قديمة، وأسوار تحيط بالمدينة.
المساجد ودور العبادة الأخرى: منارة الحسن، ضريح محمد الخامس.
الاقتصاد: ويشمل أهم النشاطات المرتبطة بقطاعات:
الصناعة: المنسوجات، استخراج الفلين، الطوب الأحمر، الإسمنت، الدقيق، السجاد.
التجارة: النشاط التجاري قليل بالمقارنة بالدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للمغرب.
الخدمات: تتوافر فيها المرافق العامة، والمدارس والجامعات والكليات المتخصصة، والمستشفيات.
المصارف والتمويل: يوجد بها البنك المركزي للمغرب وبعض البنوك وشركات التأمين.
النقل والمواصلات: ترتبط بالمدن المغربية الأخرى بوسائل وطرق برية مرصوفة. وبها محطة الإذاعة والتلفاز.
السياحة: تزورها أعداد كبيرة من السياح تجتذبهم أسوارها القديمة، والمدينة القديمة.(أمكنة/201)
نبذة تاريخية: احتل الرومان الموقع الذي تشغله في الوقت الحاضر مدينة الرباط في القرن الأول الميلادي، ولا تزال آثار المباني الرومانية موجودة في جنوب شرقي مدينة الرباط. وقد أسس القائد الموحدي عبد المنعم وابنه الأكبر يعقوب المنصور المدينة الحالية في القرن الثاني عشر الميلادي. وفي سنة 1331هـ 1912م أقام الفرنسيون محمية فوق معظم المغرب، وجعلوا من الرباط مركزا رئيسيّا لهم وعاصمة للبلاد؛ لأن فرنسا أرادت أن يكون سلطان المغرب تحت مراقبتها مباشرة. وعندما انتهت الحماية الفرنسية على المغرب عام 1956م أصبحت الرباط عاصمة للدولة المستقلة.
تعتبر الرباط أساسا مركزا تنفيذيّا وحكوميّا، وتوجد بالمدينة صناعة المنسوجات وصناعة استخراج الفلين، كما يتم إنتاج الإسبستوس والطوب الأحمر، والإسمنت، والدقيق. ويقوم حرفيو المدينة بصناعة السلال، والسجاد، والسلع الجلدية، والأنسجة المزدانة بالصور والرسوم، وحرف يدوية أخرى.
وفي عام 1957م تأسست بالرباط جامعة محمد الخامس، وبالمدينة متحف أثري يضم تحفا من العصور الرومانية وعصور ما قبل التاريخ، كما توجد بها أربع مكتبات عامة، وست كليات متخصصة، و10 مؤسسات للبحث العلمي، ومحطة الراديو والتلفاز المغربية.
السكان: بلغ عدد سكان المدينة حسب إحصاء 1994م، 623.457 نسمة، ومع ضواحيها 1.386.000 نسمة. وقدر أن الرباط قد بلغت المرتبة المليونية بنهاية القرن العشرين الميلادي حيث وصل عدد سكانها إلى 1.040.748 نسمة.(أمكنة/202)
التخطيط العمراني: تنقسم الرباط إلى قطاعات قديمة وأخرى حديثة. أما القطاع القديم فيسمى المدينة، ويشكل الجزء الشمالي من المدينة، وتتميز مساكنه بأنها صغيرة، بيضاء، ذات أسقف مسطحة، كما يوجد بها العديد من المساجد. أما القطاع الحديث فيمتد إلى الخارج حول المدينة، ويتميز بشوارعه الواسعة، ومساكنه الحديثة ذات الطراز الأوروبي، ويرتبط قطاعا المدينة بوساطة شارع محمد الخامس، وهو شارع الأعمال الرئيسي. وتقع منارة مسجد الحسن في جرف عال يشرف على نهر بورقراق. ويقع بالقرب منه ضريح محمد الخامس أول حاكم للمغرب المستقلة.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/203)
الرصافة
تقع الرصافة على بعد ثلاثين كيلومترا من مدينة (الرقة) في شمال سورية على الفرات, وقد كان لها تاريخ عريق عبر العصور, فسمّيت بعهد الآشوريين في القرن التاسع قبل الميلاد: (RASAPPA) , ثم تنازع عليها اليونان والفرس, وأضحت لها قلاع منيعة تحميها من غزوات الساسانيين قبل أن تصبح من المدن التابعة لمملكة (تدمر) , وبما أنها تبعد فقط خمسة وسبعين كيلومترا عن (قصر الحير) الشرقي احتلها العرب الغساسنة لأهمية موقعها, وسوّروها معتبرين أنفسهم ورثة للأنباط, ثم تحالفوا مع البيزنطيين لحمايتها من غزوات الساسانيين. وإذا كان ينسب إلى (الحارث الثاني) بترميم الأسوار, وتشييد كاتدرائية كبيرة في الرصافة في العصر البيزنطي, فإنه ينسب إلى ابنه (المنذر بن الحارث الثاني) الفضل بتشييد خزانات المياه فيها, وببناء قصر كبير له, ودار للضيافة خارج سورها الشمالي, تثير ضخامتها شعور الاحترام لهيبته لدى رجال القبائل.
وفي عهد الأمويين, أضحت الرصافة منتجعا صيفيا انتقل إليه الأمير (هشام بن عبد الملك من قصر الحير) , وأسهم في عمرانها وازدهارها بتشييد قصرين, فعرفت آنذاك باسم: (رصافة هشام) , وبعدما انتصر العباسيون على الأمويين, نجا الأمير عبد الرحمن بن معاوية من الموت, لأنه اختبأ عند جماعة من الأعراب على ضفة نهر الفرات بشمال سورية, ثم انتقل سرّا للأندلس وهو في التاسعة عشرة من العمر, حيث أسس دولة جديدة للأمويين فيها. بعد نهاية حكم الأمويين في سورية, تابعت (الرصافة) ازدهارها حتى بداية القرن العاشر الميلادي, وقد هدمت إبان غزوات التتار كليا.(أمكنة/204)
ورصافة الأندلس التي بناها بضاحية قرطبة الأمير (هشام بن عبد الرحمن الداخل) وجعلها مقرا صيفيا له لارتفاعها عن قرطبة, وإطلالتها على نهر الوادي الكبير, الذي يجتازها في القرن الثامن الميلادي, تخليدا لذكرى جده (هشام بن عبد الملك) باني (رصافة) سورية, ولم يبق لها أثر في القرن العشرين, فبنت الحكومة الإسبانية في موضعها فندقا سياحيا كبيرا, أطلقت عليه اسم: (الرصافة) . والرصافتان إذن, السورية والأندلسية لعبتا دورا مهما في التاريخ, علما بأن رصافة الشام انبعثت أنقاضها من جديد, وأضحت تحدثنا عن ماضيها المجيد بلغة آثارها المكتشفة.
المصدر: السياحة في سوريا
الرصافة لؤلؤة بادية الشام(أمكنة/205)
الرقة
الرقة: بفتح أوله وثانية وتشديده، وأصله كل أرض إلى جنب واد ينبسط عليها الماء، وجمعها رقاق. وقال غيره: الرقاق الأرض اللينة التراب. وقال الأصمعي: الرقاق الأرض اللينة من غير رمل. وأنشد:
كأنها بين الرقاق والخمر إذا تبارين شآبيب مطر
وهي مدينة مشهورة على الفرات بينها وبين حران ثلاثة أيام معدودة في بلاد الجزيرة؛ لأنها من جانب الفرات الشرقي، طول الرقة أربع وستون درجة، وعرضها ست وثلاثون درجة في الإقليم الرابع، ويقال لها: الرقة البيضاء، أرسل سعد بن أبي وقاص والي الكوفة في سنة 17 جيشا عليه عياض بن غنم، فقدم الجزيرة، فبلغ أهل الرقة خبره، فقالوا: أنتم بين العراق والشام، وقد استولى عليها المسلمون، فما بقاؤكم مع هؤلاء؟! فبعثوا إلى عياض بن غنم في الصلح، فقبله منهم، فقال سهيل بن عدي:
وصادمنا الفرات غداة سرنا إلى أهل الجزيرة بالعوالي
أخذنا الرقة البيضاء لما رأينا الشهر لوح بالهلال
وأزعجت الجزيرة بعد خفض وقد كانت تخوف بالزوال
وصار الخرج ضاحية إلينا بأكناف الجزيرة عن تقالي
وقال ربيعة الرقي يصفها:
حبذا الرقة دار أو بلد بلد ساكنه ممن تود
ما رأينا بلدة تعدلها لا ولا أخبرنا عنها أحد
إنها برية بحرية سورها بحر وسور في الجدد
تسمع الصلصل في أشجارها هدهد البر ومكاء غرد
لم تضمن بلدة ما ضمنت من جمال في قريش وأسد
وقال عبيد الله بن قيس الرقيات:
كم يصح هذا الفؤاد عن طربه وميله في الهوى وعن لعبه
أهلا وسهلا بمن أتاك من إلى رقة يسري إليك في شجبه
وقال أيضا عبيد الله بن قيس الرقيات لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب:
أتيناك نثني بالتي أنت أهله عليك كما أثنى على الروض جارها
تقدت بين الشهباء نحو ابن جعفر سواء عليها ليلها ونهارها
فوالله لولا أن تزور ابن جعفر لكان قليلا في دمشق قرارها
فإن مت لم يوصل صديق ولم يقم سبيل من المعروف أنت منارها
ذكرتك أن فاض الفرات بأرضنا وجاش بأعلى الرقتين بحارها(أمكنة/206)
وعندي مما خول الله هجمة عطاوك منها شولها وعشارها
وكان بالجانب الغربي مدينة أخرى تعرف برقة واسط كان بها قصران لهشام بن عبد الملك كانا على طريق رصافة هشام وأسفل من الرقة بفرسخ الرقة السوداء، وهي قرية كبيرة ذات بساتين كثيرة وشربها من البليخ والجميع متصل، والرقتان: الرقة، والرافقة، وقد ذكرت الرافقة، وفي الرقتين شاهد في الشاذياخ. والرقة أيضا مدينة من نواحي قوهستان عن البشاري. والرقة البستان المقابل للتاج من دار الخلافة ببغداد، وهي بالجانب الغربي وهو عظيم جدا جليل القدر، وينسب إلى الرقة المذكورة أولا جماعة من أهل العلم وافرة، منهم: أبو عمرو هلال بن العلاء بن هلال بن عمرو بن هلال الرقي، قال ابن أبي حاتم: هلال بن عمرو الرقي جد هلال بن العلاء، روى عن أبيه عمرو بن هلال، سألت عنه أبي، فقال: ضعيف الحديث، مات في سنة270، ومحمد بن الحسن الرقي الشاعر يعرف بالمعوج، مات في سنة307.
المصدر:
معجم البلدان للحموي(أمكنة/207)
الركن اليماني
الركن اليماني من أركان الكعبة، إنما ذكر فيما ذكره ابن قتيبة أن رجلا من اليمن يقال له: أبي بن سالم، بناه، وأنشد لبعض أهل اليمن:
لنا الركن من بيت الحرام وراثة بقية ما أبقى أبي بن سالم
معجم البلدان للحموي(أمكنة/208)
الروضة الشريفة
هي المكان الواقع بين بيت النبي صلى الله عليه وسلم - حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها - والمنبر الشريف.
تبلغ مساحة الروضة نحو (330 م2) ، وقد أخذ الجدار الغربي للحجرة الشريفة جزءا منها.
ويوجد في الروضة وعلى أطرافها معالم جليلة، أهمها: الحجرة الشريفة في الجهة الشرقية، ومحراب النبي صلى الله عليه وسلم في وسط جدارها القبلي، والمنبر الشريف في جهتها الغربية.
وتنتشر فيها الأساطين (الأعمدة) الحجرية، التي وضعت عليها خطوط مذهبة لتميزها عن سائر أساطين المسجد، وكتب على بعضها ما يربطها بمناسبة تاريخية، كأسطوانة التوبة، والوفود، والسرير، والأسطوانة المخلقة، وأسطوانة السيدة عائشة رضي الله عنها.
وفي الجهة القبلية من الروضة حاجز نحاسي جميل، ارتفاعه متر، يفصل بينها وبين مقدمة المسجد، أقيم عليه مدخلان، يكتنفان المحراب النبوي.
وكانت الروضة ولا تزال محل اهتمام ولاة المسلمين، فقد قام السلطان سليم العثماني بتلبيس أساطينها إلى النصف بالرخام الأبيض المطعم بالأحمر، ثم جاء السلطان عبد المجيد العثماني فجدد هذه الأساطين وأعاد الرخام عليها كما كان، وزاد في صقله وتحليته، ومع مرور الزمن ظهر عليها بعض التقشر، فقامت حكومة المملكة العربية السعودية سنة 1404هـ فكستها برخام أبيض مميز عن سائر أساطين المسجد، وفرشت أرضها بالسجاد الفاخر، وعلقت عليها الثريات النفيسة.
وللروضة الشريفة فضائل جليلة، جاءت بها الأحاديث الشريفة، منها قوله صلى الله عليه وسلم: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي".
المصدر:
http://www.al-madinah.org/arabic/28.htm(أمكنة/209)
الروم
هم أمة عظيمة، وهم سكان غربي الإقليم الخامس والسادس؛ قالوا: هم من نسل عيصو بن إسحق بن إبراهيم، عليه السلام. بلادهم واسعة ومملكتهم عظيمة، منها الرومية والقسطنطينية. بلادهم بلاد برد لدخولها في الشمال، وهي كثيرة الخيرات وافرة الثمرات كيرة البهائم من الدواب والمواشي. وكانوا في قديم الزمان على دين الفلاسفة إلى أن ظهر فيهم دين النصارى. ومن عاداتهم الخروج في أعيادهم بالشعانين والسباسب والدنح بالزينة للهو والطرب والمأكول والمشروب، صغيرهم وكبيرهم وفقيرهم وغنيهم على قدر مكنته وقدرته. ومن عاداتهم إخصاء أولادهم ليكونوا من سدنة بيوت عبادتهم، لكنهم لا يتعرضون للقضيب ويحدثون الخصي بالأنثيين، لأنهم كرهوا لرهبانهم احبال نسائهم. وأما قضاء الوطر فلا يكرهونه، وقيل: ان الخصي يبلغ في ذلك مبلغا لا يبلغه الفحول لأنه يستحلب لفرط المداومة جميع ما عند المرأة ولا يفتر، فإذا تزوج أحدهم وأراد الزفاف، تحمل المرأة إلى القس حتى يكون القس مفترعها وينالها بركته، والزوج أيضا يمشي معها ليعلم أن الاقتضاض حصل بفعل القس! وملوك الروم وهم القياصرة كانوا من أوفر الملوك علما وعقلا، وأتمهم رأيا وأكثرهم عددا وعددا، وأوسعهم مملكة وأكثرهم مالا، ومن عاداتهم أن لا يأخذوا عدوهم مغافصة، بل إذا أرادوا غزو بلاد كتبوا إلى صاحبها: نحن قاصدون بلادك في السنة الآتية، فاستعد وتأهب للقائنا.
آثار البلاد وأخبار العباد(أمكنة/210)
الرياض
عاصمة المملكة العربية السعودية وأكبر مدنها تقع في مركز شبه متوسط من المملكة، وتمتد رقعتها العمرانية على مساحة قدرها 1800كم²، تنتشر على أرض شبه مستوية، تقع بين شبكة للأودية الجافة في الغرب وحافة جبلية في الشرق.
ويتعاقب على المدينة فصلان مناخيان متميزان: صيف حار جاف، وشتاء بارد ممطر أحيانا. وتتراوح درجات الحرارة في الصيف ما بين 42و47°م أثناء النهار وقد تهبط في الشتاء إلى درجة التّجمد أثناء الليل. تسقط الأمطار على المدينة في فصل الربيع بصفة عامة، لكن كمياتها متفاوتة بشدة من سنة لأخرى، إذ تترواح ما بين بضعة ملليمترات و200 ملم.
ظل مجتمع مدينة الرياض شبه مغلق، حتى بداية السبعينيات من القرن العشرين التي شهدت تطورا هائلا في التركيب العرقي للسكان، بعد أن صارت المدينة مركز أعمال عالميا، نتيجة لتوافر مئات الآلاف من فرص العمل المتوّلدة عن خطط التنمية الخمسية المتعاقبة.
الدين الإسلامي هو الدين الرسمي للبلاد، وتعتنقه أغلبية الجنسيات الوافدة.
تعدّ مدينة الرياض مركزا وطنيا للتعليم العالي، حيث تضم عشرات الكليات والمعاهد المتنوعة الاختصاصات. ومن أهم المؤسسات التعليمية جامعة الملك سعود التي تأسست عام 1376هـ، 1957م. وهي بذلك أقدم الجامعات السعودية. وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية المتخصّصة في الدراسات الإسلامية والعربية والاجتماعية.
تنتشر المساجد في جميع أنحاء العاصمة ويبلغ عددها ما يقارب 2,395 مسجدا. ومن أهمها جامع الإمام فيصل بن تركي في قلب المدينة (17 ألف مصل) ومسجد المدينة الجامعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامع حي السفارات (5 آلاف مصل) ، ومسجد مطار الملك خالد الذي يعد نموذجا لفن العمارة والزخارف الإسلامية، ويستوعب خمسة آلاف مصل.(أمكنة/211)
هناك أماكن تاريخية وأثرية بالرياض وتشمل بلدة الدرعية القديمة وهي العاصمة التاريخية للدولة السعودية الأولى (1157 - 1234هـ، 1744م - 1818م) حصن المصمك وهو أقدم أثر تاريخي في وسط المدينة، يعود إلى عام 1282هـ، 1865م، وقصر المربع المبني في عام 1354هـ، 1935م وهو نموذج لفن العمارة النجدية التقليدية، ومنطقة قصر الحكم التي تمثل النواة التاريخية والقلب الإداري والتجاري للعاصمة، وقرية التراث الشعبي المحتوية على سجل حي لتراث أقاليم المملكة العربية السعودية، من حيث مساكنها وصناعاتها وأسواقها التقليدية، ويقام في القرية مهرجان الجنادرية السنوي ويتألف من سباق للجمال وعروض حية للفنون الشعبية الإقليمية السعودية وندوات فكرية وأدبية.
منطقة قصر الحكم تمثل النواة التاريخية والقلب الإداري والتجاري للعاصمة كان هذا القصر مقر الحاكم وملتقى المواطنين بقادتهم وولاة أمرهم منذ عهد الإمام تركي بن عبد الله. وقد أعيد بناؤه في موقعه السابق، وهو يحمل الملامح التقليدية لعمارة المنطقة.
يعود تاريخ الموضع الذي تقوم عليه مدينة الرياض إلى فترات موغلة في القدم ويؤكد ذلك ماعثر عليه من الأدوات الحجرية التي تعود إلى العصر الحجري القديم الأعلى (250,000 سنة) .
ويعتقد بعض الباحثين أن مدينة الرياض، قامت على أنقاض مدينة حجر التي كانت حاضرة مزدهرة في قلب شبه الجزيرة العربية في عصور ما قبل الإسلام وبداية العصر الإسلامي. لكن مكانتها تدهورت في العصور التالية، نظرا لانتقال مراكز الحكم إلى دمشق وبغداد في العصرين الأموي والعباسي. وقد ظهر اسم الرياض لأول مرة في عام 1240هـ، 1824م حينما اختارها الإمام تركي بن عبد الله عاصمة للدولة السعودية الثانية. ويحمل الاسم الجديد وصفا للموضع التاريخي للمدينة المشتهر بالبساتين وأشجار النخيل وسط محيط من الصحاري القاحلة.
المصدر: موقع الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/212)
الريو دي جانيرو
تقع ريو دي جانيرو على خليج غوانابارا على المحيط الأطلسي، ويرتفع جبل شوجارلوف الذي يميز سطحها وراء الخليج، وهي
ثاني أكبر مدينة في أمريكا الجنوبية بعد ساو باولو المركز الصناعي للبرازيل، وتضم المدينة أحد أكبر الموانئ البحرية الرئيسية في أمريكا الجنوبية، وهي عاصمة ولاية ريو دي جانيرو في جنوب شرقي البرازيل، وكثيرا ما تسمى اختصارا باسم ريو.
تعدّ ريو بمؤسساتها التعليمية ومكتباتها ومتاحفها أكبر مركز ثقافي في البرازيل، وتحتل جامعة ريو دي جانيرو الفيدرالية موقعها كأكبر مؤسسات التعليم العالي العديدة، ومن بين مكتبات المدينة تضم المكتبة الوطنية ثلاثة ملايين كتاب.
تأسست ريو عندما بنى الجنود البرتغاليون قلعة وقرية بالقرب مما يعرف الآن بخليج غوانابارا في عام 1565م، واستقر البرتغاليون هناك من أجل السيطرة على الميناء، وأطلقوا على مدينتهم اسم الخليج الذي كان يسمى في ذلك الوقت ريو دي جانيرو (نهر يناير) ، وقد عثر المنقّبون البرتغاليون على الذهب في جنوبي البرازيل خلال التسعينيات من القرن السابع عشر، وبدأت السفن في نقله من ريو إلى البرتغال، واجتذبت تجارة الذهب العديد من المستوطنين إلى ريو في أوائل القرن الثامن عشر، وأصبحت المدينة عاصمة للبرازيل في عام 1763م.
وفي عام 1808م قدم حاكم البرتغال الأمير جون إلى ريو هربا من الغزو الفرنسي للشبونة عاصمة البرتغال، واتخذ من ريو عاصمة للإمبراطورية البرتغالية، وفي عام 1822م أصبحت البرازيل دولة مستقلة عاصمتها ريو، وفي أوائل القرن العشرين أصبحت ريو مدينة عصرية ذات شوارع فسيحة ومبان حديثة، وفي عام 1960م حلّت برازيليا محل ريو عاصمة فيدرالية، وانتقلت الحكومة الفيدرالية إلى هناك في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين. المصدر: الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/213)
الزبير
تقع مدينة الزبير في القسم الشمالي الشرقي للجزيرة العربية شمال الخليج العربي في الجنوب الغربي للبصرة, والزبير كبلدة عربية إسلامية لها مكانتها التاريخية تحفل بالتراث والأحداث خلال بضعة قرون من تأسيسها وحتى هذا اليوم، وهي إحدى القناطر الهامة التي تصل بين جزيرة العرب والعراق، فهي ملتقى السبيل للذاهبين بين البصرة والكويت ومنطقة الخليج العربي عامة كما هي محط رحال القادمين والقاصدين إلى حج بيت الله الحرام ممن هم خارج العراق القادمين من الشمال والشرق.
وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الصحابي الجليل الزبير بن العوام (رضي الله عنه) المدفون فيها سنة 38 هـ الموافق سنة 658 ميلادية وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.
يعتقد أنه في سنة 979 هـ (1571م) لما أمر السلطان سليم بن سليمان الثاني أن يقام مسجد بجوار قبر الصحابي الجليل الزبير بن العوام (رضي الله عنه) في شهر رجب من نفس السنة.
أهل الزبير هم أولئك الذي انحدروا من نجد قبل أربعة قرون أو ثلاثة، بل وحتى قبل قرن واحد.. أولئك الذين بنوا المدينة وبرزوا للدفاع عنها وعن أهليهم في الأيام العصيبة, وأهل الزبير ببلدتهم هذه جزء من بلاد العرب ويوم نزلوا أرض العراق مجاورين البصرة لم يغيروا من عاداتهم الأولية وأخلاقياتهم العربية شيئا - حافظوا عليها - على أنهم لم يقطعوا صلاتهم بمن بقي من أبناء عمومتهم في نجد.
إن العوامل الطبيعية قد دفعت كثيرا من الجماعات من نجد للبحث عن سبيل حياة أفضل نتيجة للجفاف الذي اجتاح نجد خلال بعض السنوات والذي سبب قحطا ومجاعات أجبرت بعض سكانها على الهجرة للمناطق المجاورة بما فيها مدينة الزبير، والتي كانت تتميز بمياها جوفية تؤمن متطلبات الحياة والاستقرار.
المصدر: موقع الزبير(أمكنة/214)
الزعفرانية
الزّعفرانية: قرية بهمذان، منها القاسم بن عبد الرحمن شيخ الدارقطني، وببغداد، منها الحسن بن محمد بن الصّبّاح صاحب الشافعي، رضي الله تعالى عنه، وإليه ينسب درب الزّعفراني
القاموس المحيط(أمكنة/215)
الزقازيق
مدينة الزقازيق هي عاصمة محافظة الشرقية، وتقع على ترعة الإسماعيلية، وكذلك تطل على قناة المعز، وهي الفرع الطانيسي المندثر للنيل، وتقع الزقازيق على بعد 80 كم تقريبا شمال شرق مدينة القاهرة.
يقدر عدد سكانها ب 956846 نسمة حسب التعداد التقديري لعام 2005م، ومساحة مركز الزقازيق 343.692 كم2، وتمثل خامس مركز من حيث المساحة بمحافظة الشرقية أي بنسبة 7% من مساحة المحافظة.
يرجع أصل تسمية مدينة الزقازيق نسبة إلى أسرة أحمد زقزوق الكبير، وهم الذين أنشئوا كفر الزقازيق قبل مجيء محمد علي باشا إلى مصر ثم نزلة الزقازيق التي أنشأها إبراهيم باشا زقزوق الكبير بجوار القناطر التسعة، وهو من ذرية أحمد زقزوق الكبير.
وقد ورد اسم كفر الزقازيق بخريطة الوجه البحري التي رسمها علماء الحملة الفرنسية في سنة 1800م وورد محرفا باسم كفر زجري.
ومن أهم معالمها: معبد بسطة الكبير الذي يطلق عليه معبد رمسيس الثاني ومعبد بيبى الأول من الأسرة 6 في الدولة القديمة ومجموعات المقابر من الدولة القديمة للعصر اليوناني والروماني وبقايا معبد أمنمحات الثالث من الأسرة 12.
http://www.sharkia.gov.eg/gov_info_cap.asp(أمكنة/216)
الزلفي
تقع محافظة الزلفي في الشمال الغربي من مدينة الرياض التي تبعد عنها حوالي 260 كم، وترتفع عن سطح البحر بحوالي 600 م، وتتميز بموقعها الاستراتيجي فهي تربط ما بين شمال المملكة العربية السعودية وبلدان الخليج العربي والديار المقدسة حيث إنها في منتصف المساحة الرابطة بين الرياض وحائل، وبين الرياض والمدينة المنورة، وبين الكويت والمدينة المنورة، وهي عبارة عن سهل ممتد بين جبل طويق والنفود، ويتبع المحافظة ثلاثة مراكز إدارية هي: علقة وسمنان والثوير،
وتقدر المساحة الإجمالية للمحافظة حوالي 6500 كم2 فتكون كثافة السكان 6.40 نسمة / كم2، أما المساحة التي يستعملها الإنسان في العمران والزراعة فتبلغ حوالي 260 كم2، فتكون الكثافة حوالي 160.2 نسمة/ كم2، ويقدر عدد سكان مدينة الزلفي 53000 نسمة حسب آخر إحصائية عام 1419 هـ.
يمتهن كثير من السكان منذ القدم أعمال النقل البري من المراكز الحضرية المهنية في نجد وإليها، وتأتي الزلفي في المرتبة الثالثة من خمس مراتب في نسبة السكان الذين يعملون في النقل والموصلات، كما تمارس التجارة على مستوى الأفراد والمؤسسات، ويلاحظ كثرة العاملين في تجارة التجزئة ثم الجملة، وتسيطر على تجارة التجزئة بيع المواد الغذائية والأقمشة والملابس ثم المعادن والآلات.
ظهرت في الزلفي ورش ومعامل لصناعة البلاط والرخام والألومنيوم والحديد وورش خراطة ومعامل ثلج، وكذلك مصنع لتحلية المياه وإنتاج العصائر، كما أنشئ مصنع لأسلاك اللحام، ومصنع لإنتاج غرف النوم، وتشتهر الزلفي بخصوبة الأرض وكثرة المزروعات فيها حيث النخيل والقمح والخضراوات بأنواعها.
المصدر: http://www.azzulfi.com(أمكنة/217)
الزوراء
الزوراء ماء لبني أسد، وقال الأصمعي: الزوراء هي رصافة هشام وكانت للنعمان وفيها كان يكون واليها كانت تنتهي غنائمه وكان عليها صليب لأنه كان نصرانيأ وكان يسكنها بنو حذيفة وكانت أدنى بلاد الشام إلى الشيح والقيصوم قال: وليس للزوراء ماء لكنهم سمعوا قول القائل:
ظفت أقاطيع أنعام مؤبلة ... لدى صليب على الزوراء منصوب
فظنوا أنه ماء لهم وليس هناك ماة وأنما نصبوا الصليب تبركا به، وزوراء فلج وفلج ماء بين الرحيل إلى المجازة وهي أول الدهناء وزلفة وزوراء ماءان لبني أسد، وقال الحسين بن مطير:
ألا حبذا ذات السلام وحبذا ... أجارع وعساء التقى فدوررها
ومن مرزقب الزوراء أرض حبيبة ... إلينا محاني متنها وظهورها
وسقيا لأعلى الواديين وللرحى ... إذا ما بدا يوما لعينك نورها
تحمل منها الحي لما تلهبت ... لهم وغرة الشعرى وهبت حرورها
قال بطليموس في كتاب الملحمة مدينة الزوراء طولها مائة وخمس درج وعرضها تسع وثلاثون درج وهي في الإقليم الخامس طالعها تسع درجات من العقرب لها شركة من الدبران تحت خمس عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت عاقبتها مثلها من الميزان بيت ملكها مثلها من الحمل قلت لا أدري أنا هذه الزوراء أين موقعها وما أظنها إلا في بلاد الروم.
المصدر:
معجم البلدان(أمكنة/218)
السراة
السراة هي المنطقة الجبلية الواقعة جنوب الطائف إلى قرب أبها، وما زالت قبائل الأزد تنتشر فيها، وتتميز بالكرم والشجاعة والفصاحة. وإذا أطلقت السراة في جزيرة العرب فإنما يقصد بها هذه المنطقة.
المصدر: http://sirah.alislam.com/places.asp?p=&ps=%C7%E1%D3%D1%C7%C9(أمكنة/219)
السلفادور
السلفادور إحدى مدن البرازيل. يبلغ عدد سكان المدينة 2.050.133 نسمة بينما يبلغ عدد سكان المنطقة الحضرية للمدينة 2.424.878 نسمة. وتسمى أيضا باهيا. وهي المدينة الثالثة من ناحية الحجم ولا تفوقها إلا ساو باولو، ثم ريو دي جانيرو في عدد السكان. وتعتبر سلفادور عاصمة لمقاطعة باهيا، وهي أيضا ميناء ذو حركة نشطة على المحيط الأطلسي يقع على خليج تودوس أوس سانتوس.
يقع ميناء سلفادور على الساحل، في أسفل منحدر صخري، وتقود الطرق الملتوية والمصاعد من القطاع القديم للمدينة إلى القطاع الحديث، وتتميز الشوارع بصفوف من أشجار النخيل ومبان بيضاء بسطوح من القرميد الأحمر. تشتهر سلفادور بكثرة كنائسها ذات الزخارف المتقنة والتي يرجع تاريخ بعضها إلى القرن الثامن عشر الميلادي.
تعتمد صناعات سلفادور الرئيسية على عمليات إنتاج الطعام والتبغ وصناعة النسيج والبتروكيميائيات وإنتاج المنصات والأجهزة الأخرى لاستكشاف النفط. صادراتها الرئيسية، هي الكاكاو والفواكه وعصير الفواكه والنفط والسكر والتبغ وزيوت النباتات. فيها جامعتان هما جامعة باهيا وجامعة سلفادور الكاثوليكية. ظلت سلفادور عاصمة لمستعمرة البرازيل البرتغالية منذ إنشائها عام 1459م وحتى عام 1763م. لقد أنعشت برامج التنمية الصناعية نمو المدينة منذ عام 1940م
المصدر:
الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/220)
السند
حضارة وادي السّند كانت واحدة من أولى الحضارات العالمية العظيمة. بدأت هذه الحضارة في الازدهار قبل نحو 4500 عام، وكانت تتمركز في أودية النهر الشاسعة، وهي المنطقة التي تعرف الآن باسم الباكستان، وشمال غربي الهند. وتسمى هذه الحضارة في بعض الأحيان بحضارة هارابا. واكتسبت هذه الحضارة اسمها من اسم مدينة هارابا الباكستانية، حيث اكتشف علماء الآثار لأول مرة دلائل تشير إلى وجود حضارة.
تطورت هذه الحضارة بوساطة جماعات كانت تمارس الزراعة والرعي، وعمل بعضها مع بعض بالتجارة. وفي حوالي عام 2500 ق. م أصبحت هذه الجماعات أكثر اتحادا من حيث الثقافة، وبدأت بناء مدن خططت بصورة دقيقة في بعض الأماكن. ونمت بمرور الوقت حضارة وادي السند لتشمل معظم ما يسمّى اليوم باكستان وأجزاء مما يعرف اليوم بأفغانستان، وشمال غربي الهند. وكان قلب تلك الحضارة الوادي الشاسع الذي كانت تغمره مياه فيضان نهري السند وهاكرا، أما نهر هاكرا وقد عرف أيضا باسم نهر غاغار وساراسفاتي - فقد جفّت مياهه الآن. وكانت مياه ذلك النهر تنساب إلى جهة الشرق من نهر السند وبمحاذاته في المناطق التي تعرف حاليا بالهند والباكستان. وقد طورت تلك الحضارة نظاما معياريا للأوزان والمقاييس، ونظام الكتابة التصويرية، وهو النظام الذي يعتمد على رسومات بسيطة تمثل الكلمات.
وفي أوائل القرن التاسع عشر، أدرك العلماء البريطانيون أن الناس في تلك المنطقة اكتشفوا أعمالا فنية قديمة مطمورة تحت رواب ترابية ضخمة. ولكن لم يبدأ علماء الآثار الحفريات في تلك المناطق إلا في العشرينيات من القرن العشرين، ومن ثم اكتشفوا أنها احتوت على بقايا مدن شيدت أثناء حضارة لم تكن معروفة من قبل. وتم العثور على المئات من مواقع تلك الآثار.(أمكنة/221)
وبالنسبة لثقافة وادي السند. فقد خطط الناس الذين عاشوا فترة حضارة وادي السند لبناء المدن بدقة شديدة. وتم تشييد المباني على منصات من الطوب المصنوع من الطين وكانت تلك المنصات تحمي المباني من الفيضانات الموسمية. وشيدت المنازل بالطوب المجفف بحرارة الشمس.
وكان أغلب المنازل مكونا من طابقين، كما كان لمعظمها مناطق للاستحمام مدت بالمياه من بئر عامة مجاورة، أو من بئر محفورة فى المنزل. وبالنسبة للمجتمعات الكبيرة، كان كل منزل موصولا بنظام صرف متقن يمتد على نطاق المدينة بأسرها. وشملت المنشآت الأخرى مباني كبيرة استخدمت لخزن الحبوب ولأغراض أخرى.
ومارس أهل حضارة وادي السند التجارة بعضهم مع بعض على نطاق واسع. وتاجر سكان المدن مع جيرانهم من الجماعات الزراعية، ومع الجماعات التي سكنت في مناطق بعيدة، ومارست عمليات التعدين. وربما كانت البضائع التي تم الاتجار بها تشمل القطن، والأخشاب، والحبوب، والحيوانات. أما فيما يتعلق بالمواصلات فقد استخدم الناس حيوانات الحمل، والمراكب النهرية، والمركبات التي تجرها الثيران. وتاجر أهل حضارة وادي السند كذلك مع أهل حضارات أخرى، بما في ذلك حضارات في أواسط أسيا، وبلاد ما بين النهرين، وعلى طول الخليج العربي.
وأنتج حرفيو حضارة وادي السند مجموعة منوعة من الأشياء المفيدة والزخرفية. واستخدموا النحاس والبرونز لصناعة الآلات، والمرايا، والجرار، والمقالي، واستخدمت العظام والصدف والعاج لصناعة الحلي والأدوات وقطع الألعاب وغيرها من تطعيم الأثاثات.
كما نحت حرفيو حضارة وادي السند الأواني المنزلية وصنعوا الحلي من الفضة والذهب، كما صنعوها من الحجارة والخزف. وصنع نحاتو حضارة وادي السند أشكال الحيوانات والناس من الطين، وربما كان ذلك لأغراض تتعلق بالطقوس الدينية. وكما صنعوا تماثيل صغيرة من الأحجار الجيرية التي ربما كانت ممّثلة للآلهة أو لأشخاص مهمّين.(أمكنة/222)
وشملت الأشياء الأكثر غرابة التي وجدت في مواقع مناطق حضارة وادي السند أختاما مربعة الأشكال منحوتة من الأحجار، وعليها كتابة بالصور البسيطة ورسومات للحيوانات. كما وجدت كتابات بالصور على الفخار وغيره من الأشياء التي صنعها حرفيو حضارة وادي السند. وعلى كل حال، فإن العلماء لم يستطيعوا فك رموز معنى الكتابات التي عثروا عليها. وكان أهل حضارة وادي السند يدفنون موتاهم في أغلب الأحيان في توابيت خشبية مع الأواني الفخارية والأوعية الأخرى.
بدأت حضارة السند في التفكك بحلول عام 1700ق. م. وتحولت إلى ثقافات أصغر، سميت ثقافات هارابا الأخيرة، ويطلق عليها أحيانا اسم حضارة ما بعد ثقافات هارابا. وكان أحد أسباب تفكك تلك الحضارة تقلبات أحوال مياه النهر. وشملت تلك التقلبات جفاف مياه نهر هاكرا، والتغيرات التي طرأت على مجرى نهر السند. وسببت هذه التغيرات اضطرابا في الأنظمة الزراعية والاقتصادية، وغادر كثير من الناس المدن الواقعة فى منطقة وادي السند إلا أن بعض جوانب فنون حضارة وادي السند وزراعتها وربما نظامها الاجتماعي أيضا قد استمرت في الثقافات الصغيرة التي أعقبتها. وأصبح بعض تلك الجوانب مدمجا في الحضارة الموحدة التي بدأت تنمو على نطاق المنطقة في حوالي عام 600 ق. م.
المصدر:
الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/223)
السنغال
السنغال بلد يقع في شمال غربي إفريقيا. وتبلغ مساحة السنغال نحو 196,722كم².
في حين أن عدد السكان وصل عام 2000م إلى 9,495,000 نسمة.
ومعظم السكان من الأفارقة الأصليين. وتغطي السهول المتموجة معظم مساحة القطر.
وعاصمة السنغال داكار، وهي أكبر مدينة بجانب كونها مركزا للتجارة.
نالت السنغال استقلالها عام 1960م، بعد أن كانت مستعمرة فرنسية منذ أواخر القرن التاسع عشر الميلادي.
والسنغال جمهورية يرأسها رئيس الدولة، وهو بدوره يعين رئيس الوزراء الذي يقوم بأعباء الحكم.
يبلغ عدد الأفارقة الأصليين حوالي 95%، ويدين بالإسلام حوالي 85% من سكان السنغال.
يعيش نحو 58% من السنغاليين في مناطق ريفية، والنسبة الباقية، ويمثلون 42% من السكان، يسكنون في المدن أما التعليم فهناك 10% فقط من السنغاليين يعرفون القراءة والكتابة.
اشتهر السنغاليون بأعمالهم الفنية في الحفر على الأخشاب وصناعة الأقنعة.
الأراضي السنغالية الداخلية تتكون من تلال متموجة يكسوها الرمل الأحمر.
السطح والمناخ: يمتد ساحل السنغال لمسافة 499كم على طول المحيط الأطلسي.
مناخ السنغال يتميز بفصل ممطر يمتد من يوليو إلى أكتوبر. وهناك فصل جاف يمتد من نوفمبر إلى يونيو.
يشتغل ثلاثة أرباع السنغاليين بالزراعة، أهم صادرات السنغال الفول السوداني والفوسفات ومنتجات الأسماك
جامعة داكار جامعة السنغال الوحيدة.
يعود تاريخ دخول الإسلام إلى السنغال للقرن العاشر الميلادي بوساطة الدعاة والتجار من المناطق المجاورة فيما يعرف اليوم بموريتانيا والجزائر والمغرب ومالي.
وكان لدولة المرابطين دور كبير في نشر الإسلام في إفريقيا الغربية بأكملها وما يعرف اليوم بالسنغال. وبانتشار الإسلام في تلك البقاع امتدت مناطق نفوذ المسلمين امتدادا واسعا. فقامت ثلاث دول إسلامية هي دولة مالي الإسلامية ودولة صنغي ودولة غانا.(أمكنة/224)
ففي القرن الحادي عشر الميلادي اعتنقت قبائل كوتيا الإسلام. واستطاعت أن تقيم دولة مالي الإسلامية التي بسطت سلطانها حتى شمل ما يعرف اليوم بجمهورية مالي وجمهورية السنغال إلى غانا جنوبا والجزائر وموريتانيا شمالا.
وفي القرن الرابع عشر الميلادي كانت هذه المملكة قد بلغت أوج مجدها فشملت جنوب الجزائر حتى غانا في الجنوب وما يعرف اليوم بجمهورية مالي والسنغال وجامبيا وغينيا بيساو ونيجيريا واجتذبت العلماء والفقهاء وأصبحت تمبكتو مركزا علميا مهما تفاخر بمكتباتها وعلمائها ومساجدها تلك الموجودة في مراكش وفاس والقيروان وطرابلس والقاهرة.
وفي القرن الخامس عشر الميلادي قامت دولة صنغي التي امتد سلطانها إلى مالي والسنغال وما يعرف اليوم بنيجيريا واستمرت تمبكتو مركزا علميا مهما.
وفي أواخر القرن الخامس عشر الميلادي انتشر الإسلام في جميع ربوع السنغال.
في الفترة ما بين القرنين الحادي عشر والرابع عشر الميلاديين، قامت ممالك مستقلة في أرض السنغال منها مملكة توكولور في الشمال، والسرر والولوف بالقرب من الإقليم الأوسط.
http://www.mawsoah.net(أمكنة/225)
السودان
تقع السودان في شمال شرقي قارة إفريقيا، ولها حدود مشتركة مع تسع دول عربية وإفريقية هي: مصر، وليبيا، وتشاد، وإفريقيا الوسطى، والكونغو الديمقراطية (زائير سابقا) ، وأوغندا، وكينيا، وأثيوبيا، وإرتريا، وتطل البلاد على واجهة بحرية طولها 644 كم على البحر الأحمر، وتمتد السودان على مساحة تبلغ 2.505.813 كم2، وهي أكبر الدول العربية والإفريقية قاطبة من حيث المساحة، وتغطي السهول والمستنقعات والصحاري معظم هذه المساحة، وتشكل مساحة السودان 8.3% من مساحة القارة الإفريقية، و1.7% من مساحة اليابسة.
زاد عدد سكان السودان حسب التعدادات والتقديرات الأخيرة من 10 ملايين عام 1956م إلى 14مليونا عام 1973م ثم إلى 21 مليونا 1983م وأخيرا إلى 31.065.000 نسمة عام 1996 م، ومتوسط الكثافة السكانية هو 4.13 شخصا/ كم2.
يجري النيل في السودان بين دائرتي عرض 4° و22° شمالا، ويبدأ النهر من الهضبة الاستوائية وينحدر في سهول السودان عند دائرة عرض 4° شمالا عند بلدة نيمولي، ويعرف عند دخوله السودان من الهضبة الاستوائية ببحر الجبل، ويجري في حوض شبه مغلق حتى يلتقي مع بحر العرب القادم من الغرب ومياه بحر الغزال حيث تصب جميعها في منطقة السدود، وتغذي العديد من الروافد المنحدرة من منطقة تقسيم المياه بين النيل والكونغو هذه الأنهار الثلاثة.
للسودان تاريخ حضاري طويل وقد شهد حضارات قديمة تمثلت في العصور التاريخية في حضارة كوش في فتراتها الثلاث، وبعد اضمحلال الحضارات القديمة شهد شمالي البلاد دخول الديانة النصرانية (540 - 1504م) ، وقامت العديد من الممالك النصرانية التي امتد سلطانها إلى الموقع الحالي لمدينة الخرطوم.(أمكنة/226)
وعلى الرغم من أن الإسلام دخل شمالي السودان بطرق سلمية منذ أن فتحت الجيوش الإسلامية أرض مصر إلا أن تحول شمالي السودان إلى الحضارة والثقافة العربية الإسلامية لم يتم بصورة شاملة إلا بحلول القرن السابع الهجري الثالث عشر الميلادي، وقد تأسست في السودان ممالك إسلامية قوية في وسط البلاد وغربها كان من أهمها سلطنة الفونج (910 - 1237هـ، 1504 - 1821م) وكانت عاصمتها سنار على بعد 250كم جنوبي الخرطوم، وبعد سقوط هذه السلطنة هيمنت القوات المصرية التركية على البلاد فيما يعرف بالحكم التركي (1237 - 1303هـ، 1821 - 1885م) ، ونتيجة لاستبداد وظلم الحكام الجدد تولدت الثورة المهدية (1885 - 1898م) وهي حركة دينية بقيادة محمد أحمد المهدي الذي استطاع مع أتباعه من الأنصار محاصرة الخرطوم ثم فتح المدينة وتحريرها من قبضة الجنرال غوردون الحاكم البريطاني معلنا بذلك تأسيس الدولة المهدية (1885 - 1898م) على هدي من الشريعة الإسلامية، وبما أن هذا الوضع أزعج القوى الاستعمارية آنذاك، وهو نفس الوقت الذي تكالبت فيه القوى الأوربية الاستعمارية على توزيع القارة الإفريقية إلى مناطق نفوذ، فقد عزمت بريطانيا بمساعدة الجيوش المصرية على غزو السودان والسيطرة عليه مرة أخرى، ودخلت الجيوش الغازية بقيادة اللورد هيربرت كتشنر السودان عام 1315هـ - 1898م، وفي هذه الفترة عمد المستعمر إلى فصل جنوبي البلاد عن شماليها، كما قام الحكام البريطانيون بزرع الفتنة والبغضاء وتأجيجها بين أبناء السودان، وكان من ثمارها حركات التمرد التي اندلعت في جنوبي السودان قبيل الاستقلال عام 1955م وحتى وقتنا الحاضر.
المصدر: موقع الموسوعة العربية العالمية.(أمكنة/227)
السويد
السويد هي إحدى الدول الاسكندنافية الواقعة في شمال أوربا، تحدها النروج من الغرب، وفنلندا من الشمال الغربي، وبحر كاتيغات وخليج سكاجيراك من الجنوب الغربي، وتحتل السويد الجانب الشرقي من شبه الجزيرة الاسكندنافية، والحدود الفاصلة بينها وبين النرويج تتشكل من التلال وفي أجزاء منها بعض الجبال، وتنحدر الأرض بصورة تدريجية باتجاه خليج بوثنيا وبحر البلطيق شرقا، وتغطي آلاف البحيرات نحو 1\12 من مساحة السويد، وتشتهر السويد بطبيعتها الخلابة واستقرار النظام الاجتماعي فيها، والسويد عضو في الاتحاد الأوربي وفي المجلس الشمالي.
تقدر مساحتها ب 449.964 كم2، وعدد سكانها 9.006.405 نسمة حسب تقدير عام 2004 م، والكثافة السكانية بها 20 نسمة / كم2، ويتبع 95% من السكان الكنيسة اللوثرية الكاثوليكية بالإضافة إلى المسلمين واليهود والأرثوذوكس الشرقيين.
السويدية لغة جرمانية تشبه كثيرا اللغة الدانماركية والنرويجية، والسويديون والدانماركيون والنرويجيون عادة ما يفهم بعضهم لغة بعض، واللغة السويدية المنطوقة أو المكتوبة متماثلة في كل القطر.
كانت السويد واحدة من آخر بقاع الأرض التي زال عنها الجليد الذي كان يغطي أوربا قبل آلاف السنين، وقد ذاب الجليد عن القمة الجنوبية للسويد نحو عام 8000ق. م، وبدأت مجموعات من الناس التي كانت تصطاد الحيوانات والأسماك في التحرّك من جنوبي بحر البلطيق إلى هذا الإقليم وبدأ الناس في الاستقرار في نقاط أبعد في الشمال مع تحسن المناخ.(أمكنة/228)
ابتداء من العام 800 م أبحر مغامرون اسكندنافيون يدعون الفايكنج إلى العديد من أجزاء العالم، وقد حقّقوا ثروات من التجارة والغزو، وقد أبحر أكثر الفايكنج النرويجيين والدانماركيين غربا، وقد ذهب الفايكنج السويديون شرقا عبر روسيا وإلى حدود البحر الأسود وبحر قزوين، وكان السويديون يستبدلون العبيد والفراء بالذهب والفضة وبضائع الترف، وقد استمرت مغامرات الفايكنج حتى القرن الحادي عشر الميلادي وتحول كثير من تجارة السويد مع الشرق إلى التجار الألمان الذين كانوا قد استقروا في فزبي على جزيرة جتلاند.
المصدر: موقع الموسوعة العربية العالمية
وموقع الموسوعة الحرة ويكبيديا(أمكنة/229)
السيل الكبير
وهي قرن المنازل، وتعرف اليوم باسم السيل الكبير، وما زال الوادي يسمى قرنا، والبلدة تسمى السيل، وهو على طريق الطائف من مكة المار بنخلة اليمانية، يبعد عن مكة 80 كيلا، وعن الطائف (53) كيلا.
المصدر: http://sirah.alislam.com/places.asp?p=%DE%D1%E4&ps=%C7%E1%D9%D1%ED%C8%C9(أمكنة/230)
الشارقة
بلغ عدد سكانها 400.339 نسمة عام 1996م، وتقع على الجانب الغربي من ساحل الخليج العربي، مواجهة لمدن الإمارة التي تواجهها شرقا مثل مدينتي دبا وخورفكان.
وتتميز دولة الإمارات بوقوعها على أهم الطرق التجارية الرئيسية، وفي عام 1971م حصلت الإمارات على استقلالها الكامل عن بريطانيا، وبالرغم من وجود بعض النزاعات التقليدية فيما بينها إلا أن كل الإمارات ترابطت عدا رأس الخيمة مكونة دولة الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر عام 1971م، وفي نفس العام أصبحت الإمارات عضوا في الجامعة العربية والأمم المتحدة، أما رأس الخيمة، فقد انضمت إلى ذلك الاتحاد في فبراير عام 1972م.
ومن خلال النظام الحالي الذي تألف عام 1971م في دولة الإمارات العربية المتحدة، استمر كل أمير في إدارة شؤون إمارته الداخلية، لكن الحكام اتفقوا على اقتسام مواردهم، والعمل على التطوير الاقتصادي لكل الإمارات. ولقد انتعش اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة في السبعينيات، بتوالي زيادة إنتاجها البترولي، إضافة إلى ما اكتشف من تكوينات الغاز الطبيعي في الشارقة.
وقد أدى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس الدولة منذ 1971م، دورا كبيرا في توحيد الإمارات السبع. كما قام بتوحيد قواتها الدفاعية وسخر عائدات الثروة النفطية لبناء الوطن والمواطن. وأقام الشيخ زايد علاقات ممتازة مع الدول العربية والإسلامية ودول العالم الأخرى.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/231)
الشام
الشام أصل الكلمة ترجع إلى سام بن نوح عليه السلام، وهي المنطقة الممتدة على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، وتمتد شرقا إلى نهر الفرات، وتمتد شمالا من بلاد الروم (تركيا) حاليا إلى حدود مصر وجزيرة العرب جنوبا، وتشتمل في الوقت الحاضر على سورية ولبنان وفلسطين والأردن
يتردد اسم الشام كثيرا في كتب السير والمغازي، وله ثلاثة اصطلاحات: الشام في عرف العرب كل ما هو في جهة الشمال، والشام في عرف بعض العامة هو دمشق فحسب، أما الشام تاريخيّا فيشمل: سورية والأردن ولبنان وفلسطين، وهذه الأقطار تسمى أيضا، سورية الكبرى، وهي تسمية متأخرة.
كان أول دخول المسلمين الشام زمن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة، وستأتي، ثم افتتحوا كل بلاد الشام في زمن عمر، والشام اليوم من أعمر بلاد العرب، ذات قرى متراصة يكاد بعضها يمس بعضا، ذات أنهار جارية ومزارع خضرة نضرة، وأهم مدنها: القدس الشريف، المحتل من قبل الصهاينة الأشرار، وعمان: عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية،
ودمشق: عاصمة الجمهورية السورية، وبيروت عاصمة لبنان. وعشرات المدن كالعقبة وإربد ونابلس وحماة وحمص وحلب وطرابلس وصور وصيدا ويافا وحيفا، وغيرها كثير.
المصدر: موقع الموسوعة الحرة.
وموقع: http://sirah.al - islam.com/places.asp?p=&ps=%C7%E1%D4%C7%E3(أمكنة/232)
الشجرة
قال الحموي: الشجرة بلفظ واحدة الشجر، وهي الشجرة التي ولدت عندها أسماء بنت محمد بن أبي بكر رضي الله عنه بذي الحليفة، وكانت سمرة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينزلها من المدينة ويحرم منها، وهي على ستة أميال من المدينة.
معجم البلدان للحموي.(أمكنة/233)
الشرائع
إحدى مدن العاصمة المقدسة للمملكة.(أمكنة/234)
الشرق الأوسط
الشرق الأوسط منطقة شاسعة تشتمل على أجزاء من إفريقيا الشمالية، وجنوب غربي آسيا، وجنوب شرقي أوروبا.
ويختلف العلماء بشأن الأقطار التي تشكل الشرق الأوسط. غير أن كثيرا منهم يتفق على أن الإقليم يتكون من قبرص، ومصر، وإيران، والعراق، وفلسطين المحتلة، والأردن، والكويت، ولبنان، وعمان، وقطر، والبحرين والمملكة العربية السعودية، والسودان، وسوريا، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة، واليمن.
وتبلغ مساحة هذه الأقطار مجتمعة حوالي 9,694,000كم²، كما أن عدد سكانها يصل إلى حوالي 262 مليون نسمة.
وكثير من مناطق الشرق الأوسط صحراء حارة، غير أن واديي نهري دجلة والفرات في العراق ووادي نهر النيل في مصر كانا مهدا لاثنتين من أولى الحضارات القديمة العظيمة في العالم وهما سومر ومصر القديمة. وقد تطورت هاتان الحضارتان في المنطقة بعد سنة 3500 ق. م.
كذلك فإن هذه المنطقة انبثقت فيها الأديان السماوية الثلاثة: الإسلام والنصرانية واليهودية.
ومنذ ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي تمكن العرب المسلمون من فتح دول الشرق الأوسط، وأصبح ما يزيد عن 90% من السكان مسلمين.
ويشكل المسلمون السنيون أغلبية، غير أن هناك عددا كبيرا من المسلمين الشيعة في كل من العراق وإيران. كما أن هناك أعدادا قليلة منهم في بعض أقطار الشرق الأوسط.
وتمثل منطقة الشرق الأوسط منطقة اقتصادية مهمة، إذ إنها تختزن في باطنها أكبر احتياطي للنفط كما أنها تعتبر أكبر منتج له في العالم. وقد تعرّضت كثيرا لعدم الاستقرار السياسي وكثرة النزاع والتوتر.(أمكنة/235)
تنتمي شعوب الشرق الأوسط إلى جماعات عرقية مختلفة تعتمد إلى حد كبير على الثقافة واللغة والتاريخ. فالعرب يشكلون أكثر من ثلاثة أرباع سكان الشرق الأوسط ويعيشون في أقطار مختلفة. ويشترك العرب في ثقافة واحدة ولغة واحدة هي اللغة العربية. كما يشكل الإيرانيون جماعات رئيسية أخرى في المنطقة. وهناك بعض الجماعات القومية الصغيرة الأخرى في الشرق الأوسط، تشمل الأرمن، والإغريق، والأكراد والشراكسة والشيشان وبعض الجماعات الأخرى.
الشرق الأوسط هو المهد الذي ولدت فيه اليهودية والنصرانية والإسلام. وهناك أكثر من 90% من سكان المنطقة بما في ذلك معظم العرب والإيرانيين والأتراك يدينون بالإسلام. وتبلغ نسبة السكان النصارى 7% من جملة السكان. وأكبر الجماعات النصرانية هم الأقباط، والروم الأرثوذكس، والمارونيون. أما اليهود الذين يمثلون نسبة 1% من السكان الأصليين فيعيشون في فلسطين المحتلة (إسرائيل) .
أما اللغة الأساسية في الشرق الأوسط فهي اللغة العربية. وتمثل اللغة الفارسية اللغة الرسمية في إيران. ويتحدث الناس في تركيا اللغة التركية. وهناك لغات أخرى في الشرق الأوسط منها البلوشية والكردية.
لمحة عن تاريخ الشرق الأوسط: ولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مكة حوالي سنة 570م. وفي عام 622م هاجر إلى المدينة المنورة، التي أصبحت مركز الدين الإسلامي والدولة الإسلامية الناشئة. وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قام المسلمون بنشر الدين الإسلامي في كل من مصر والعراق وسوريا. ودخل أهالي تلك البلاد في الدين الإسلامي، كما أصبحت اللغة العربية لغتهم. وبحلول عام 93هـ، 711م، كان الحكم الإسلامي العربي قد امتد من أسبانيا في الغرب إلى إيران في الشرق. وكان الحكام من الأسرة الأموية يديرون هذه المناطق من عاصمتهم دمشق. وفي عام 133هـ،750م انتقل الحكم من الأمويين إلى العباسيين وأصبحت بغداد عاصمة الإمبراطورية الإسلامية.(أمكنة/236)
وخلال العهود الأخيرة للخلافة العباسية تقاطرت بعض جماعات الأتراك المسلمين من أواسط آسيا وأخذوا في غزو الدولة العباسية. وكان السلاجقة أهم هذه الجماعات، وقد استولوا على بغداد سنة 447 هـ، 1055م، ثم بعد ذلك احتلوا أراضي سوريا وفلسطين الحالية. وفي عام 657 هـ، 1258م استولى المغول الذين قدموا من الصين على بغداد وقوّضوا ما بقي من الدولة العباسية.
في القرن الرابع عشر الميلادي استقرت الأسرة العثمانية التركية في الأناضول (تركيا حاليا) . وفي القرن السادس عشر الميلادي ضم العثمانيون الأراضي العربية في الشرق الأوسط إلى دولتهم. وفي ذلك الوقت كان العثمانيون قد تغلغلوا في شبه جزيرة البلقان، وخلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر أخذت الدولة العثمانية في التدهور والضعف، وفقدت بعض أجزاء دولتها. وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918م) ، كانت بعض الدول الأوروبية قد حققت الكثير من المكاسب الاقتصادية والسياسية من الدولة العثمانية في الشرق الأوسط.
المصدر: الموسوعة العربية والعالمية.(أمكنة/237)
الشرقية
محافظة الشرقية من محافظات مصر عاصمتها مدينة الزقازيق، كما توجد بها جامعة الزقازيق، لقد كانت أرض الشرقية هي البوابة الرئيسية لمصر التي كان يسلكها الغزاة والزوار، والجيوش والأنبياء، فهي التي تجابه الصدمة الأولى في كل غزوة وافدة من الشرق، وتستقبل كل زائر، وتودع كل مسافر، ولموقعها الفريد هذا وتوسطها شرق الدلتا فهي نقطة التقاء لأهم طرق المواصلات لمحافظات الوجه البحري.
تبلغ مساحة محافظة الشرقية 4,911 كم2 وهي ثاني محافظة على مستوى الوجه البحري من حيث المساحة بعد محافظة البحيرة وهى كالتالى:
المساحة المأهولة 4,764.3 كم2 سكن ومتناثرات 220.75 كم2 منافع وجبانات 229.34 كم2 برك وآراضي بور 573.75 كم2 آراضي زراعية داخل الزمام 3,191.04 كم2 آراضي زراعية خارج الزمام 549.04 كم2.
تعتبر محافظة الشرقية ثالث محافظة في تعداد السكان على مستوى الجمهورية بعد محافظتي القاهرة والجيزة حيث يبلغ سكانها التقديري (لعام 2005) 5.8 مليون نسمة.
تشتهر محافظة الشرقية بتربية الخيول العربية فى مركز الحسينية.(أمكنة/238)
الصادقية
المدرسة الصادقية أقدم المدارس في القطر التونسي لتعليم العلوم العصرية واللغات الاجنبية، وقد افتتحت في العشرين من شهر المحرم 1292.
http://vb.alrames.net/archive/index.php/t-16338.html(أمكنة/239)
الصعيد
الصعيد أو صعيد مصر هي منطقة تقع في الجزء العلوي من أراضي نهر النيل في مصر، تمتد هذه المنطقة من الجيزة شمالا حتى أسوان جنوبا.
من أهم مدن صعيد مصر: سوهاج، الأقصر، المنيا، أسيوط، قنا، أسوان، الجيزة، بني سويف، الفيوم.
الصعيد بمصر بلاد واسعة كبيرة فيها عدة مدن عظام منها أسوان وهي أوله من ناحية الجنوب ثم قوص وقفط وأخميم والبهنسا وغير ذلك وهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام الصعيد الأعلى وحده أسوان وأخره قرب إخميم، والثاني من إخميم إلى البهنسا، والأدنى من البهنسا إلى قرب الفسطاط وذكر أبو عيسى التويس أحد الكتاب الأعيان قال: الصعيد تسعمائة وسبع وخمسون قرية، والصعيد في جنوبي الفسطاط ولاية يكتنفها جبلان والنيل يجري بينهما والقرى والمدن شارعة على النيل من جانبيه وبنحو منه الجنان مشرفة والرياض بجوانبه محدقة أشبه شيء بأرض العراق ما بين واسط والبصرة، وبالصعيد عجائب عظيمة وآثار قديمة.
موقع الموسوعة الحرة معجم البلدان(أمكنة/240)
الصفا والمروة
الصفا جزء من جبل أبي قبيس، يقع في الجهة الجنوبية من المسجد الحرام، وضع العرب في الجاهلية وثنا على الصفا يسمى أساف وآخر على المروة يسمى نائلة، وكانوا إذا طافوا بالبيت مسحوا الوثنين، ولذلك تحرج المسلمون في بداية الأمر من السعي بينهما خوفا من فعل الجاهلية، حتى نزل قول الله تعالى: (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم) البقرة: 158.
المصدر: موقع الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/241)
الصفاء
أحد الأحياء السكنية بمدينة جدة بالسعودية.(أمكنة/242)
الصفة
قال صاحب معجم البلدان: الصفة: واحدة صفف الدار. قال الدارقطني: هي ظلة كان المسجد في مؤخرها.
المصدر: معجم البلدان للحموي.(أمكنة/243)
الصلصلة
هو أحد مراكز محافظة خيبر بالسعودية، وتبلغ مساحته (3,816كم²) ، وتمثل 19,06% من مساحة المحافظة، ويأتي ترتيبه في المرتبة الثانية، ويبلغ عدد سكانه (11842) نسمة، ويأتي في المرتبة الثانية، ويقع المركز على بعد (48كم) من المحافظة، والطريق المؤدي إليها إسفلتي، ويعتبر المركز في المرتبة الأولى من حيث القرب من مقر المحافظة.
المصدر: http://www.imaratalmadinah.gov.sa/arabic/khaiber.php3(أمكنة/244)
الصومال
الصومال دولة عربية إسلامية، تقع شمال شرقي إفريقيا، يحدها خليج عدن شمالا والمحيط الهندي شرقا وكينيا وإثيوبيا غربا وجيبوتي في الشمال الغربي.
تبلغ مساحة الصومال نحو 638,000كم² على أن الصوماليين ينتشرون في مساحة لا تقل عن مليون كم² فيما يطلق عليه الصوماليون الصومال الكبير. وتقع بعض أجزاء الصومال الكبير في غربي أثيوبيا وشمالي كينيا.
وقدّر عدد سكان الصومال 1411هـ، 1991م بنحو 7,734,000 نسمة، أما في 1996م، فقد تقلص عدد السكان إلى 6,872,000 نسمة، وتقلص أكثر عام 1998م فأصبح 6,842,000 نسمة. وقدّرت الكثافة السكانية بنحو 107 شخصا لكل كم².
ويدين الشعب الصومالي بالإسلام حيث تصل نسبة المسلمين إلى 99,9%. يتبع غالبية السكان المذهب الشافعي.
من المعروف تاريخيا أن أول هجرة إسلامية اتجهت إلى الساحل الشرقي لإفريقيا كانت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم حينما خرج جعفر بن أبي طالب وغيره من الصحابة من مكة إلى الحبشة، وكان ذلك قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة بنحو ثماني سنوات. وتنتشر في الصومال عدة طرق صوفية منها القادرية والصالحية والإدريسية والدندرية والأحمدية.
ويتحدث الصوماليون اللغة الصومالية وهي من اللغات الكوشية التي تضم بضعا وثلاثين لغة ولهجة وتنتشر في شرقي إفريقيا، وتقدر نسبة الكلمات العربية في اللغة الصومالية بأكثر من 30%. وكان الصوماليون يكتبون لغتهم بالحروف العربية بصفة عامة حتى سنة 1972م، حينما أعلن محمد سياد بري رئيس مجلس الثورة في 1392هـ، 21 أكتوبر سنة 1972م، كتابة اللغة الصومالية بالحروف اللاتينية بضغط من بعض الجهات الأجنبية المعادية للغة العربية، وفي سنة 1394هـ، 1974م انضمت الصومال إلى جامعة الدول العربية، واتخذت اللغة العربية لغة رسمية.(أمكنة/245)
احتلها البريطانيون عام 1302هـ، 1884م، وأنشئوا في الجزء الشمالي منها محمية عرفت باسم الصومال البريطاني، كما احتلها الإيطاليون عام 1307هـ، 1889م، وأنشئوا على ساحلها الشرقي محمية عرفت باسم الصومال الإيطالي، وفي عام 1360هـ،1941م احتل البريطانيون الصومال الإيطالي إلا أن الإيطاليين استعادوا سيطرتهم مرة أخرى على محميتهم عام 1370هـ، 1950م.
اتحد الصومال الإيطالي والصومال البريطاني وكونا جمهورية الصومال المستقلة عام 1380هـ،1960م برئاسة آدم عبد الله عثمان.
انضمت جمهورية الصومال إلى الأمم المتحدة عام 1380هـ، 1960م، وإلى منظمة الدول الإفريقية عام 1383هـ، 1963م.
في عام 1409هـ، 1988م نجحت فصائل المعارضة في الإطاحة بالرئيس الصومالي محمد سياد بري، ثم تلت ذلك حروب مستمرة بين جناحي المعارضة محمد فارح عيديد (ثم ابنه بعد وفاته) وعلي مهدي. أصابت هذه الحرب البلاد بالخراب والدمار، وتعطلت عجلة الإنتاج، وعانى السكان القحط والجوع ومات الآلاف منهم نتيجة لذلك.
وفي عام 1413هـ، 1992م اتخذت الأمم المتحدة قرارا بضرورة التدخل في الصومال، وأرسلت القوات المختلفة تحت اسم عملية إعادة الأمل لتأمين وصول المعونات الغذائية إلى السكان المحاصرين في جهات مختلفة.
وفي أكتوبر 2000م، اتفقت الفصائل الصومالية، في مدينة عرتة بجيبوتي، على اختيار عبده قاسم صلاة حسن رئيسا للبلاد، كما تم تعيين علي خليف جيلف رئيسا للوزراء.
المصدر: الموسوعة العربية والعالمية.(أمكنة/246)
الصين
تقع جمهورية الصين الشعبية في الجزء الشرقي من قارة آسيا، وعلى الساحل الغربي من المحيط الهادي. تبلغ مساحتها 6،9 مليون كيلومتر مربع، تزيد مساحتها على 20% من مساحة آسيا، ولا يفوقها مساحة إلا روسيا وكندا. وتضم الأراضي الصينية بعضا من أكثر الصحاري جفافا وأعلى القمم ارتفاعا، وأكثر الأراضي خصوبة في العالم.
وتتناثر في مناطق الصين البحرية 5400 جزيرة، أكبرها جزيرة تايوان ومساحتها 36 ألف كيلومتر مربع. وتليها جزيرة هاينان ومساحتها 34 ألف كيلومتر مربع.
الصين أكثر دول العالم سكانا. وحتى نهاية عام 2002، بلغ عدد السكان الإجمالي في الصين 1284،53 مليون نسمة (ما عدا سكان منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة ومنطقة ماكاو الإدارية الخاصة وتايوان) ، وهذا العدد يمثل خمس سكان العالم تقريبا.
تعد نسبة الكثافة السكانية في الصين من أعلى النسب في العالم، ويبلغ متوسط كثافة السكان 134 نسمة/كيلومتر مربع. ولكن توزيع السكان ليس متوازنا: الكثافة السكانية عالية في المناطق الساحلية الشرقية، إذ تتجاوز 400 نسمة/كيلومتر مربع. وفي مناطق وسط الصين تبلغ أكثر من 200 نسمة/كيلومتر مربع. وتعداد السكان في هضاب المناطق الغربية قليل للغاية - أقل من 10 أفراد/كيلومتر مربع.
من أهم الديانات التي انتشرت في الصين على مر العصور: الكونفوشية والطاوية والبوذية. وبدأت الحكومة منذ السبعينيات من القرن العشرين باستخدام سياسة مرنة مع الأديان لاقتناعها بضرورة النمو العاطفي والوجداني لدى الشعوب، ولذلك قامت بفتح بعض المساجد والمعابد أمام الشعب لممارسة النشاطات الدينية فيها.
يشكل المسلمون ما نسبته 2,4% من مجموع السكان الكلي وغالبيتهم أقلية في الجزء الشمالي الغربي من البلاد.(أمكنة/247)
دخلت البوذية الصين في القرن الأول الميلادي تقريبا، وبدأت تنتشر منذ القرن الرابع، وأصبحت تدريجيا الدين الأوسع تأثيرا في الصين. والبوذية التبتية فرع من الديانة البوذية، وتنتشر في التبت ومنغوليا الداخلية بصورة رئيسية. وفي الوقت الحاضر يبلغ عدد المعابد البوذية في عموم الصين أكثر من 13 ألف معبد. دخل الإسلام الصين في أواسط القرن السابع الميلادي تقريبا. وفي عهد أسرة يوان ازداد الإسلام ازدهارا.
وحاليا يبلغ عدد المساجد في الصين أكثر من 30 ألف مسجد. ودخلت الكاثوليكية الصين منذ القرن السابع الميلادي تدريجيا. وبدأت البروتستانتية تنتقل إلى الصين بحلول القرن التاسع عشر. وفي الصين اليوم أكثر من 4600 كنيسة وقاعة للكاثوليكية، و12 ألف كنيسة للبروتستانتية، وأكثر من 25 ألف مكان بسيط (تجمع صغير) لمزاولة النشاطات الدينية. وتشكلت الطاوية في القرن الثاني الميلادي، وهي تتخذ لاو - تسه ممثل المدرسة الفكرية الطاوية في فترة الربيع والخريف مؤسسا لها، وكتابه ((الأخلاق)) كتابها المقدس الرئيسي.
يعود حوالي 92% من سكان الصين لأصل هان، ويتكون بقية المجتمع الصيني من خمس وخمسين أقلية، منها القزق أو الكازاخستانيون والمغول والتيبتيون واليغوريون.
يتحدث شعب الهان اللغة الصينية ذات اللهجات المتعددة، ولشدة اختلاف النطق بين اللهجات، تحسب أن هذه اللهجات لغات مختلفة. يتحدث قرابة 70% من السكان اللغة الصينية الشمالية التي تدرس في المدارس الصينية. تتحدث الأقليات الصينية لغات عدة منها الكورية والمغولية واليوغورية.
تأسست جمهورية الصين الشعبية رسميا في أول اكتوبر 1949 م. قام ماو تسي تونغ رئيس الحكومة المركزية الشعبية بدور كبير في قيادة الحركة الشعبية(أمكنة/248)
يعود تاريخ الحضارة الصينية لأكثر من 3,500 سنة. أسست بعض الأسر الصينية الحاكمة إمبراطورية قوية استمر حكمها أكثر من ألفي عام، طور خلالها الصينيون نظام حكم فاعلا وقويّا، مما ساعد على بناء مدن مزدهرة وإيجاد أدب قوي.
بدأ تراجع الإمبراطورية الصينية في القرن العشرين الميلادي؛ إذ تمكن الثوريون من الإطاحة بالإمبراطورية عام 1911م، وتحولت بعدها الصين إلى جمهورية في العام الذي تلاه. ولكن الحزب الوطني الذي حكم الجمهورية لم يتمكن من بسط نفوذه على كل الصين. وفي سنة 1949م هزم الشيوعيون الوطنيين وكونوا الحكومة الحالية.
على إثر ذلك، فر أتباع الحزب الوطني الكومنتانج إلى جزيرة تايوان وأسسوا حكومتهم فيها. لكن الصين الشعبية تطالب اليوم بضم تايوان إليها.
مرت الصين إبان الحكم الشيوعي بعدة تغيرات، إذ استولت السلطة على المصانع، وتولت إدارتها، وسيطرت على المرافق التجارية والمالية. واستطاع الشيوعيون زيادة الإنتاج الصناعي وأحدثوا نقلة نوعية في نظام التعليم والعناية الطبية. وعلى الرغم من قلة الموارد، إلا أن الصين تحقق اكتفاء ذاتيا في الغذاء. عمدت الدولة إلى إجراء إصلاحات، واستعانت بشركات أجنبية للعمل فيها إلا أن الإصلاح السياسي كان بطيئا.
وينتشر المسلمون في كافة أنحاء الصين، وخاصة في إقليم سينكيانج أو المستعمرة الجديدة باللغة الصينية، وسكانها المسلمون من عرق الإيغور.
ويقول التاريخ إن علاقة الإسلام بالصين قديمة بدأت منذ عهد الخليفة عثمان بن عفان في عام 29 هجرية، عندما أرسل وفدا برئاسة سعد بن أبي وقاص إلى إمبراطور الصين وي يدعوه إلى الإسلام. وقد قامت عدة ثورات قام بها المسلمون ضد الحكم الصيني في القرون الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين، وقد تم قمعها جميعا.(أمكنة/249)
ونظرا لثراء مقاطعة سينكيانج بالنفط والفحم واليورانيوم يطلق عليها الصينيون أرض اللبن والعسل، وقد زادت الهجرة الصينية إليها، مما أدى إلى تغيير التركيبة الديموغرافية فيها.
المصدر: موقع الموسوعة العربية والعالمية.
http://www.annoormagazine.com/mag/ar/172/eslam/eslam_03.asp(أمكنة/250)
الضريبة
حي الضريبة: أحد أحياء العاصمة العراقية بغداد.
http://www.middle - east - online.com/iraq/?id=24818(أمكنة/251)
الضريس
بلدة سعودية.(أمكنة/252)
الطائف
من أشهر المدن السعودية، لكونها أحد أهم المنتجعات الجبلية السياحية الوطنية، والمقر الصيفي للحكومة السعودية، ومركزا مهما للمؤتمرات الدولية التي تعقد في البلاد.
تقع الطائف عند المنحدرات الشرقية لجبال السروات على ارتفاع 1,700م فوق مستوى سطح البحر، في الجنوب الغربي من شبه الجزيرة العربية ويسمى هذا المرتفع جبل غزوان، وتبعد مسافة 88كم عن مكة المكرمة و160كم عن جدة و901كم عن الرياض. وبسبب هذا الموقع الممتاز والمناخ الجميل شهدت المدينة أحداثا عديدة قبل الإسلام، وبنى العثمانيون فيها مدينة عسكرية حصينة، وكتب عنها المؤرخون والرحالة وامتدحوا هواءها وخيراتها. تبلغ مساحة المدينة 8,000 هكتار أي 80كم².
يبلغ عدد سكان الطائف نحو 400,000 نسمة بزيادة سنوية قدرها 4,8%، وهي زيادة تفوق المعدل القياسي، ولعل سبب ذلك هو اتساع مجالات الاستثمار وجاذبية المناخ وتوفر فرص العمل.
يميل مناخ الطائف إلى الاعتدال في الصيف والبرودة شتاء بسبب وقوعها بين مرتفعات جبلية في الغرب والسهل المنبسط في الشمال. تتراوح درجة الحرارة بين 11 و39°م صيفا وبين 3 و30°م شتاء.
شملت النهضة الحضارية المعاصرة في الطائف قطاع التعليم، فأنشئت المدارس للبنين والبنات حتى بلغت نحو 140 مدرسة تخدم مختلف مراحل التعليم، بالإضافة إلى فرع لجامعة أم القرى.
حرصت حكومة المملكة على توفير الرعاية الصحية لهذه المنطقة المهمة فأسست نحو أربعة مستشفيات عامة فيها أقسام متخصصة لعلاج كافة الأمراض بالإضافة إلى المستوصفات والعمل على توفير المياة النقية للشرب، من محطة الشعيبة المقامة على ساحل البحر الأحمر.
يرتكز النشاط الاقتصادي في الطائف في أغلب صوره ومصادره على النشاط الزراعي والتجاري والسياحي.(أمكنة/253)
تتوفر في الطائف أراض خصبة ومياه عذبة وعدد كبير من المزارعين، ينتجون العديد من الفواكه مثل العنب والرمان والعسل ومحاصيل أخرى بالإضافة إلى تربية الأبقار والأغنام والدجاج.
ينشط القطاع التجاري في الطائف بسبب تزايد عدد السكان وكثرة الوافدين للاصطياف والسياحة في الطائف، ولبيع المنتجات الزراعية وخدمة الفنادق والمصارف التي تأسست بكثرة في هذه المدينة.
وتتميز الطائف بآثار يعد أقدمها أطلال سوق عكاظ، وهناك حصون أقامها من سكنوا الطائف قبل الإسلام، وهناك مسجد ابن عباس ومسجد عداس ومسجد الكوع ومسجد السنوسي، ومن القصور الأثرية قصر إسماعيل، وقصر شبرا، وقصر البهوات، وهي تمثل نماذج لفن المعمار الحجازي كما توجد بعض القلاع التي أنشأتها الدولة العثمانية والسدود الأثرية مثل سد وادي عكرمة.
المصدر: موقع الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/254)
الظهران
الظهران: هي مدينة في المملكة العربية السعودية. تقع في الجزء الشرقي من البلاد على ساحل الخليج. تبعد مسافة قليلة جنوب الدمام. وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الجبل الجيري الظاهر والبارز في منتصفها، وتقع عليه حاليا جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
تتمثل أهمية مدينة الظهران في أنها مقر شركة أرامكو السعودية أكبر شركة نفط في العالم وتملكها بالكامل حكومة المملكة، وفي الظهران أنشئ أول مطار دولي في المملكة، كما أنها تضم جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
السكان يتوزعون بشكل رئيس على ثلاثة أحياء سكنية، هي: الظهران والدانة والدوحة. ويتميز غالبية سكان الظهران بالمستوى التعليمي والثقافي والاجتماعي المرتفع، وقد يكون لطبيعة العمل في هذه المدينة سبب مباشر في ذلك، حيث يعمل أغلب السكان في شركة أرامكو السعودية، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن والباقي في الوظائف الحكومية والتجارة.
توجد بالمنطقة نحو عشرين مدرسة بين ابتدائية ومتوسطة وثانوية، فضلا عن مراكز التدريب المهني والمدارس الخاصة. وتعتبر جامعة الملك فهد المركز الكبير بالمدينة.
ويعد مطار الظهران الدولي أهم إنجازات المنطقة في مجال الطرق والمواصلات، فهو البوابة الجوية الشرقية للمملكة، ويتميز هذا المطار ببنائه المستوحى من العمارة الإسلامية، وهو أول مطار دولي أنشئ بالمملكة وبدأ تشغيله في الستينيات من القرن العشرين. وأهمية المطار تظهر جلية بالنظر إلى وجود مدينتين صناعيتين في الجبيل والخبر، وكذلك إلى وجود الجامعة ومراكزها البحثية وحجم النشاط الاقتصادي في المنطقة الشرقية وخاصة في التنقيب عن النفط وتصديره.
المصدر:
موقع الموسوعة العربية العالمية.
وموقع الموسوعة الحرة ويكيبيديا.(أمكنة/255)
العذيب
إحدى المراكز التابعة لمحافظة العلا الواقعة في الجزء الشمالي الغربي من المدينة المنورة وهو يقع في الجزء الشرقي من محافظة العلا وتبلغ مساحته (2,224كم2) ، وتمثل 7,60% من مساحة المحافظة.
المصدر: http://www.imaratalmadinah.gov.sa/arabic/alla.php3(أمكنة/256)
العراق
العراق قطر عربي إسلامي، يقع عند رأس الخليج العربي في منطقة جنوب غربي آسيا. ويحدّ العراق كل من تركيا من الشمال، وإيران من الشرق، والمملكة العربية السعودية والكويت من الجنوب، والأردن وسوريا وكذلك المملكة العربية السعودية من الغرب. وبغداد عاصمة العراق وأكبر مدنه.
بلغ عدد سكان العراق في أبريل 1993م حوالي 19,2 مليون نسمة، وقدر عددهم بنحو 21,422,000 نسمة عام 1998م. وهو ما يجعل العراق قطرا قليل السكان برغم قدرته على استيعاب عدد أكبر. والمتوقع أن يبلغ العدد 31,2 مليون نسمة عام 2010م. ونحو 52,6 مليونا في عام 2025م.
يشكل المسلمون أغلبية سكان العراق، وتبلغ نسبتهم 97% من جملة عدد السكان، بينما تشكل الجماعات الدينية الأخرى 3% من جملة السكان.
اللغة العربية هي اللغة الرسمية في العراق، وتبلغ نسبة المتحدثين بها 79% من جملة عدد السكان. وتعتبر الكردية لغة رسمية في المناطق الكردية بشمال العراق ويتحدث بها حوالي 16% من جملة عدد السكان. وتسود اللغات واللهجات التركية في شمالي البلاد وتقدّر نسبة المتحدثين بها بنحو 2% من جملة عدد السكان. وهناك اللغة الفارسية التي تقدر نسبة المتحدثين بها بنحو 3% من جملة عدد السكان، والأرمينية ويتحدث بها السكان المنحدرون من أصول أرمينية.
يتراوح مناخ العراق بين المناخ المعتدل في الشمال والمناخ شبه المداري في الشرق والجنوب الشرقي، والمناخ الصحراوي القاري في الغرب والجنوب الغربي.
ويتميز الصيف بالحرارة الشديدة التي تزيد في معظم الأحيان عن 43°م في معظم أنحاء العراق، مما يدعو الكثير من السكان إلى الاختفاء خلال النهار في حجرات تحت الأرض. ويعدّ سهل العراق من أعلى مناطق العالم في درجات الحرارة، وإن كانت تختلف كثيرا بين الشمال والجنوب، أي بين المنطقة السهلية والمنطقة الجبلية.(أمكنة/257)
أما في الشتاء فتنخفض درجات الحرارة إلى حوالي 2°م في الصحراء وفي الشمال، وتتميز المناطق الشمالية على امتداد الحدود الإيرانية والتركية بشتاء قارس البرودة مع وجود فترات حارة فجائية خلال الشتاء في وسط وجنوب العراق.
أما الأمطار فنادرة في جميع أنحاء العراق، عدا الجزء الشمالي الشرقي (في منطقة أشوريا) . والصيف جاف خال من السحب، أما الشتاء فرطب.
نشأت في العراق في وادي الرافدين، إحدى أقدم حضارات العالم في العصور التاريخية، في سومر في النصف الجنوبي من العراق. وكانت بداية سومر نحو 3500 ق. م، الحكم الإسلامي العربي. ولقد أدى ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي إلى تمكين المسلمين العرب من هزيمة الساسانيين عام 637م. وقد نشر العرب اللغة العربية والدين الإسلامي في بلاد ما بين النهرين.
وفي عام 1228م غزا المغول من آسيا الوسطى بلاد ما بين النهرين، وقد أهمل المغول هذه الأرض فتدهور الإقليم من الناحيتين الاقتصادية والحضارية تحت حكمهم.
استولى الأتراك العثمانيون على أرض ما بين النهرين سنة 1534م وجعلوها جزءا من دولتهم. وفي أواخر القرن السابع عشر الميلادي ضعف الحكم العثماني وبدأ القادة العرب في فرض سياسات محلية داخل أراضي ما بين النهرين.
استولت القوات البريطانية على بلاد ما بين النهرين من الأتراك العثمانيين خلال الحرب العالمية الأولى. وفي عام 1910م منحت عصبة الأمم المتحدة بريطانيا انتدابا على المنطقة.(أمكنة/258)
وخلال عشرينيات القرن العشرين الميلادي سيطر البريطانيون على مراكز القوة في الحكومة البريطانية، كما سيطروا على الجيش العراقي والسياسة الخارجية والاقتصاد ومصادر النفط. وقد عارض العراقيون الوجود البريطاني وظهرت حركة تطالب بالاستقلال. وتحت ضغط حركة الاستقلال العراقي وقّعت بريطانيا معاهدة مع العراق في عام 1930م، وفي هذه المعاهدة وعدت بريطانيا بالحماية العسكرية وبالاستقلال النهائي للعراق، وفي مقابل ذلك وعد العراق بريطانيا باستمرار استخدامها القواعد الجوية البريطانية في العراق.
المصدر: موقع الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/259)
العقبة
العقبة مدينة أردنيّة وميناء يشكل المنفذ البحري الوحيد للبلاد على العالم الخارجي. تقع في أقصى الطرف الجنوبي الغربي للأردن، على الركن الشمالي الشرقي لرأس خليج العقبة، وهي على دائرة عرض 29 31 ° شمالا، وخط طول 35° شرقا.
يخدم هذا الميناء معظم التجارة الخارجية للأردن إضافة إلى خدمته التجارة العابرة لبعض الأقطار المجاورة مثل: العراق وسوريا ولبنان وتركيا والمملكة العربية السعودية.
يرتبط ميناء العقبة مع ظهيره المباشر داخل الأردن عبر طريق عمان العقبة الصحراوي (335كم) وطريق غور الصافي العقبة المار داخل وادي عربة (187كم) . ويقع مطار العقبة شمال غربي المدينة (9كم) . وتقوم مدينة العقبة فوق عدد من الدالات الفيضية المتشابكة لمجموعة أودية، أكبرها وادي اليتم، وتنحصر ما بين جبال العقبة الجرانيتية شرقا وخليج العقبة غربا. ويقع الميناء إلى الجنوب من المدينة بسبب عمق مياه خليج العقبة، ويتوافر للعقبة عنصران يؤهلانها لأن تكون مدينة سياحية، هما: المناخ الملائم والشواطئ المرجانية الجميلة.
أما المناخ فإنه دافئ قليل الأمطار شتاء وحار جاف صيفا، وأما الشواطئ فإنها تتميز بعمقها وهدوء مياهها وشعابها المرجانية التي تعيش الأسماك والكائنات البحرية الأخرى بينها. وتتزود العقبة بمياه الشرب من آبار تقع في وادي اليتم الأدنى وقاع الديسي.
ارتفع عدد سكان العقبة من 2,835 نسمة في عام 1952م إلى 8,908 نسمة في عام 1961م وإلى 26,986 نسمة في عام 1979م، وبلغ عددهم في عام 1994م 79,745 نسمة.
يرجع تاريخ العقبة إلى عهد الملك سليمان الذي أسس ميناء أيلة على رأس خليج العقبة إلى الغرب من العقبة الحالية. وأدى هذا الميناء دورا في التجارة الخارجية في العهود اللاحقة وبخاصة عهود الأدوميين والأنباط والرومان والمسلمين.(أمكنة/260)
لم تكن العقبة حتى أواخر الأربعينيات من القرن العشرين سوى قرية صغيرة تضم بضع مئات من السكان الذين يعيشون على صيد الأسماك ويزرعون بعض الخضراوات بين أشجار النخيل، ولكن منذ أن تم تأسيس ميناء العقبة في أوائل الخمسينيات أخذت العقبة تشهد تطورا عمرانيا ملحوظا، إذ توسعت المدينة نحو الشمال ليغطي العمران جزءا من وادي عربة المطل على رأس خليج العقبة. وقد امتدت المباني السكنية إلى الشمال من وسط المدينة، وتحيط بها مناطق خضراء من الجهتين الشمالية والشرقية.
تمتد المنطقة الصناعية في جنوب الميناء حتى الحدود السعودية. ويعمل نحو نصف القوى العاملة في أعمال الميناء من شحن ونقل وتخزين، ويأتي قطاع الإنشاءات في المرتبة الثانية وقطاع الصناعة في المرتبة الثالثة من حيث فرص العمل، إذ أقيمت في العقبة مصانع الأسمدة والأخشاب والتعدين ومحطة الطاقة، ويحتل قطاع الخدمات بما فيها السياحة والمطاعم والفنادق والتجارة المرتبة الرابعة من إجمالي العمالة.
أما قطاع الزراعة وصيد الأسماك، فقد توارى نشاطهما في الظل وتضاءلت أهميتهما في الوقت الحاضر. وفيما يتعلق بحركة ميناء العقبة يمكن القول إن عدد السفن التي زارت الميناء بلغ 2,430 باخرة في عام 1992م، وإن مجموع وزن البضائع المصدرة والمستوردة بلغ 134 مليون طن في العام نفسه، وإن إجمالي عدد القادمين والمغادرين للميناء بلغ 650,356 و561,279 نسمة على التوالي.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/261)
العقيق
العقيق من أشهر أودية المدينة المنورة، وربما أودية الحجاز كلها. تتجمع مياهه من منطقة النقيع التي تبعد عن المدينة أكثر من مائة كيلومتر جنوبا، ويسير إلى مشارف المدينة حتى يصل إلى جبل عير، ويسمى هذا الجزء منه العقيق الأقصى، ثم يسير غربي جبل عير، ويمر بذي الحليفة حتى يبلغ أقصى عير فينعطف شرقا حتى يلتقي بوادي بطحان قرب منطقة القبلتين، ثم يسير باتجاه الشمال الشرقي قليلا ثم شمالا فيلتقي بوادي قناة القادم من شرقي المدينة عند منطقة (زغابة) .
ويسيل وادي العقيق في الشتاء مثل نهر كبير، وفي السنوات التي تكثر فيها الأمطار تظل المياه فيه عدة أشهر. وتدل الكتابات التاريخية أنه كان في بعض العصور أشبه بنهر دائم الجريان لذلك قامت على ضفافه في العصر الأموي وشطر من العصر العباسي قصور كثيرة، وتزاحم الميسورون على قطع الأراضي بجانبيه حتى لم يعد فيه موضع لمزيد من البناء.
ومن أشهر القصور فيه: قصر سعد بن أبي وقاص، وما زالت بعض آثاره قائمة حتى الآن، قصر عروة، وقصر سكينة بنت الحسين، وغيرها كثير.
كما نشأت بالقرب منه مزارع خصبة تغطيها أشجار النخيل وشتلات الخضراوات والفواكه فضلا عن الحدائق التابعة للقصور القائمة فيه لذلك يمكن أن نتصور منطقة العقيق في فترة ازدهارها مساحة خضراء يتخللها مسيل مائي واسع شبه متعرج فيها أشجار النخيل والفواكه وبساتين الخضار وغيرها.
غير أن هذه الحالة الزاهرة انتهت عندما تقلصت المدينة في القرن الهجري الثالث وهجرت القصور وتهدمت. وتصف المصادر التاريخية مياهه ومياه الآبار فيه بالعذوبة، ولذا يتزود منها أهل المدينة والمسافرون إليها، ومن أشهر آباره بئر عروة.(أمكنة/262)
ويسمى القسم الذي يبدأ من جبل عير إلى زغابة العقيق الأدنى وهو داخل حرم المدينة. وقد ورد في الأحاديث بأن العقيق واد مبارك، ففي صحيح البخاري باب بعنوان: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم (العقيق واد مبارك) وفيه حديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بوادي العقيق، يقول: (أتاني الليلة آت من ربي، فقال: صلّ في هذا الوادي المبارك) . وقد فرشت أرض المسجد النبوي في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بحصى ناعمة من أرض العقيق. وقد امتد العمران حاليا إلى أطراف العقيق حتى ذي الحليفة، وما زال مجراه يمتلئ بالماء كلما هطلت أمطار غزيرة. والجدير بالذكر أن في الجزيرة العربية عدة أودية تحمل هذا الاسم، ولكن أشهرها عقيق المدينة. وكلمة العقيق مشتقة من العق وهو الشقّ، وربما يكون قد سمي بهذا الاسم، وكذلك الأودية المسماة به لأنه في الأصل سيل يشق الأرض ويجري في مجراه.
http://www.imaratalmadinah.gov.sa/fadealwamaalim28.html(أمكنة/263)
العلا
تقع محافظة العلا في الجزء الشمالي الغربي من منطقة المدينة المنورة، ويحدها من الشمال والغرب منطقة تبوك، ومن الشرق منطقة تبوك ومحافظة خيبر، ومن الجنوب مقر المنطقة ومحافظة ينبع، وتقع بين خطي طول (40 - 36، 00 - 39) شرقا، ودائرتي عرض (25 - 25، 30 - 27) شمالا. وتبلغ مساحتها (29261كم) 2ويبلغ عدد المراكز التابعة لمحافظة العلا (14) مركزا وفي العلا كانت حضارة ثمود قوم النبي صالح عليه السلام والتي لا تزال آثارها موجودة حتى اليوم في المنطقة المعروفة باسم مدائن صالح.
المصدر: موقع: http://www.momra.gov.sa/MUN/mun062.asp
وموقع: http://www.imaratalmadinah.gov.sa/arabic/yanboo.php3#a/(أمكنة/264)
العيص
العيص: منطقة زراعية وأثرية منذ القدم، وتقع على مسافة (190) كيلومترا شمال ينبع البحر، وموقعها ذو حصانة طبيعية، إذ تحيط بها الجبال من أغلب جهاتها، وتكثر فيها السهول والأودية، وسكانها يعملون بالزراعة والرعي وبعض الحرف اليدوية، وبها العديد من المدارس والمستوصفات والمعاهد وتبلغ مساحتها (2,863كم2) ، وتمثل 15,86% من مساحة محافظة ينبع.
وهي ذات شهرة تاريخية وبها آثار متعددة قديمة جدا وتشتهر بالزراعة وتعد حاضرة كبيرة يسكنها عدد كبير من فروع قبيلة
المصدر:
موقع: http://pr.sv.net/svw/june/trip.htm
وموقع: http://www.imaratalmadinah.gov.sa/arabic/yanboo.php3#a(أمكنة/265)
العيينة
العيينة بلدة صغيرة تقع في الشمال الغربي على بعد 80 كم من مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، تقع في ملتقى شعاب وادي حنيفة الرئيسية، وأصل التسمية تصغير لعين الماء، وكانت عينا لبني عامر من بني حنيفة. قال الهمداني: كان لهذه العيينة دور كبير في وادي حنيفة وكانت تحكم ما حولها، ولها صولة ونفوذ·. ولد بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب عام 1115هـ، وكانت منطلق دعوته لترسيخ العقيدة السلفية.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/266)
الفاتيكان
مدينة الفاتيكان أصغر دولة مستقلة.
وتغطي مدينة الفاتيكان مساحة قدرها أربعة وأربعين هكتارا، لكن نفوذها الروحي يشمل الملايين من النصارى الكاثوليك في جميع أنحاء العالم.
ولفظة الفاتيكان هي الاسم الذي يطلق على المدينة والدولة على حد سواء، وكثيرا ما تستخدم للإشارة إلى البابا أو حكومة الفاتيكان.
تقع على تل الفاتيكان في شمال غربي روما، على مقربة من غربي نهر التيبر. وتحيط بمعظم جوانبها أسوار عالية، والشكل غير المنتظم لهذه المساحة داخل الأسوار يضم مباني ذات طرز معمارية مختلفة، كما أنها تشتمل على عدة أفنية وحدائق ممهدة وطرقات هادئة، وتبرز كنيسة القديس بطرس الضخمة بقبتها التي تطل على منظر المدينة بأكملها.
كنيسة القديس بطرس: واحدة من أكبر الكنائس النصرانية في العالم، وهي على نقيض ما يظنه الكثيرون، بازيليقا وليست كاتدرائية، والبازيليقا كنيسة لها مزايا وسمات طقوسية معينة يمنحها لها البابا في حين أن الكاتدرائية هي الكنيسة الرئيسية لأسقف الأبرشية، وبها مكتبه الرسمي. والبابا هو أسقف روما، وكاتدرائيته هي كاتدرائية القديس جون لاتيران.
قصر الفاتيكان: يتكون من عدة مبان تضم أكثر من ألف غرفة، وتحيط المحاريب المتعددة والمباني السكنية والمتاحف وغيرها من القاعات بالعديد من الأفنية المفتوحة، بينما يحتل السكن الخاص بالبابا ومكاتب أمناء الدولة وصالات الاستقبال جزءا من القصر، وتحتل متاحف الفاتيكان ومحفوظاته ومكتبته الجزء الباقي.
هناك اعتقاد عام بأن القديس بطرس قد لقي مصرعه صلبا في ذلك المكان، وأنه دفن فيه، ولأن الباباوات قديما كانوا يعتقدون أن محرابا صغيرا يقوم على مدفن القديس بطرس، لذا فقد قاموا ببناء الفاتيكان فوقه.(أمكنة/267)
في القرن الرابع الميلادي أنشأ الإمبراطور النصراني قسطنطين بازيليقا فوق البقعة نفسها التي كان يظن أن القديس بطرس مدفون بها، ثم شيّد قصر الفاتيكان ومباني أخرى تدريجيا حول البازيليقا. وكان المركز السكني الرئيسي للباباوات في العصور الوسطى قصر لاتيران بروما وليس مدينة الفاتيكان، بينما أقام الباباوات في أفينيون بفرنسا بين عامي 1309م و1377م، وعند عودتهم إلى روما وجدوا قصر لاتيران قد احترق فانتقلوا إلى الفاتيكان، ثم شيدت كنيسة القديس بطرس في العقد الأول من القرن السادس عشر الميلادي، فوق موقع البازيليقا القديمة التي بناها قسطنطين.
بمرور السنين سيطر الباباوات على مساحة في وسط إيطاليا سميت الدولة البابوية، إلا أن البابا بيوس التاسع فقد هذه السلطة في عام 1870م بعد سلسلة من الهزائم السياسية. وما كان من البابا بيوس ومن خلفه إلا أن اعتكفوا داخل الفاتيكان، ورفضوا التعامل مع الحكومة الإيطالية. وأخيرا تمت الموافقة على معاهدة لاتيران في عام 1929م. وقد تخلى البابا بموجب هذه المعاهدة عن المطالبة بالدولة البابوية في حين وافقت الحكومة الإيطالية على إقامة دولة مدينة الفاتيكان المستقلة. وفي عام 1939م، أشرف البابا بيوس الثاني عشر على حفريات أسفل بازيليقا القديس بطرس. وقد كشفت هذه الحفريات، إلى جانب أشياء أخرى، عن ضريح يعتقد أنه للقديس بطرس.
الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/268)
الفارعة
تقع الفارعة في الجزء الشمالي الغربي من محافظة العلا التابع لمنطقة المدينة المنورة.
أما المساحة فتبلغ مساحته 1.557 كم²، وتمثل 5.32 % من مساحة المحافظة، ويأتي في المرتبة التاسعة من حيث المساحة.
أما عدد السكان فيبلغ 2254 نسمة، ويأتي في المرتبة السادسة.
أما بعد المركز عن المحافظة: يقع المركز على بعد (190كم) من المحافظة، والطريق المؤدي إليها ترابي، ويعتبر المركز في المرتبة الرابعة عشرة والأخيرة من حيث القرب من مقر المحافظة.
المصدر:
http://www.imaratalmadinah.gov.sa/arabic/alla.php3(أمكنة/269)
الفرات
الفرات: نهر، وهو أطول نهر في جنوب غربي آسيا؛ إذ يبلغ طوله 2.736كم، وهو يمثّل جزءا من التكوين التاريخي النهري لنهري دجلة والفرات.
ينبع نهر الفرات من منطقة جبلية في شرقي تركيا، ويجري خلال البلاد إلى سوريا. ويصب فيه بعد ذلك رافداه البليخ ثم الخابور في ضفته اليسرى، ويرفده نهر الساجور في ضفته اليمنى. وفي سوريا يتجه إلى الجنوب الشرقي حيث يدخلها بالقرب من جرابلس. وبالتدريج ينحدر إلى أن يصل إلى أرض منخفضة مسطحة، ومن سوريا، وعند مدينة ألبوكمال يتجه الفرات إلى العراق. وقد أنشئت عليه سدود لتنظيم الاستفادة من مياهه، أهمها سد الهندية. وعند مدينة القرنة في العراق يتصل بدجلة مكونا نهرا يطلق عليه اسم شط العرب، ومن ثم يصب في الخليج العربي.
والمنطقة التي توجد بالقرب من نهري الفرات ودجلة وبينهما في العراق، أخصب تربة بالبلاد ومعظم أهل العراق يعيشون هناك. لا تستطيع السفن الكبرى أن تبحر في الفرات بسبب مياهه الضحلة ومرتفعاته الرملية المتحركة. ويعدّ النهر بصفة رئيسية مصدرا لمياه الري والقوة الكهرومائية. وفي بعض الأماكن استعملت السواقي منذ قديم الأزمنة؛ لرفع الماء من الفرات للأرض المجاورة. وتقوم القنوات القائمة على طول النهر بتصفية المياه وضخها إلى الأرض الملاصقة. كما أن الترع على امتداد النهر تصفي الماء لتروي المحاصيل. وتخزن السدود الماء الذي يستعمل لتوليد القوة الكهربائية للعراق وسوريا وتركيا.
تطورت حضارة العالم الأولى في الإقليم الواقع حول نهري الفرات ودجلة. وقد نشأت هذه الحضارة المتقدمة في سومر حوالي عام 3500ق. م. كما ازدهرت حضارة بابل وحضارات مبكرة أخرى في هذا الإقليم ومازالت أطلال حضارة الكلدانيين ومدينتهم القديمة الشهيرة بابل تبدو على امتداد الفرات.
المصدر:
الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/270)
الفرس
فارس القديمة أرض تشمل أجزاء من كلّ من إيران وأفغانستان الحاليتين. في ظل حكم قورش الكبير وداريوس الأول وأحشورش وغيرهم من القواد، أصبحت فارس موطنا لحضارة مزدهرة ومركزا لإمبراطورية واسعة. أطلق الفرس على المنطقة اسم أرض الآريين الذي اشتق منه اسم إيران، ويسمي الفرس لغتهم اللغة الآرية.
كان الفرس الأوائل بدوا جاءوا إلى المنطقة من جنوبي أراضي الأورال في القرن العاشر قبل الميلادي وصاروا بعد تحضرهم إداريين ومنظمين جيدين، فقد استمرت الإمبراطورية التي أنشأوها أكثر من مائتي سنة. ابتكر الفرس أشياء مهمة في الحكم والقانون والدين. كما ابتكروا نظاما بريديا استخدموا فيه تناوب الخيول السريعة. كذلك أنشأوا نظاما للري، وحاولوا توحيد المكاييل والمقاييس.
عامل الفرس رعاياهم بطريقة أفضل مما فعل سابقوهم، وربما أثروا في ممارسات الحكومات المتأخرة وسياساتها. لقد بنى الإسكندر المقدوني على منجزات الفرس ليوحد إمبراطوريته، واستفاد منهم العرب في بناء بعض مظاهر حضارتهم لاحقا.
في القرن السادس قبل الميلاد، أصبحت فارس مركزا للإمبراطورية الأخمينية الواسعة التي شملت معظم العالم المعروف آنذاك. امتدت من شمال إفريقيا وجنوب شرقي أوروبا غربا إلى الهند شرقا، ومن خليج عمان جنوبا إلى جنوبي تركستان وروسيا شمالا. وفي بداية القرن الخامس قبل الميلاد، غزا الفرس بلاد اليونان. إلا أن اليونانيين تمكنوا من طردهم خارج أوروبا وأوقفوا توسع إمبراطوريتهم. استطاع الإسكندر الأكبر هزيمة الإمبراطورية الفارسية عام 331ق. م. وبعد ذلك، سيطر الفرثيون والساسانيون الفرس على بلاد الفرس قبل أن يفتح العرب المسلمون بلادهم عام 641م.(أمكنة/271)
أدى ظهور الإسلام في جزيرة العرب إلى نهاية سريعة للأسرة الساسانية في منتصف القرن السابع الميلادي، حين فتح المسلمون فارس حوالي عام 15هـ، 637م، ولم تمض سنوات قلائل إلا وكان الإسلام قد انتشر في سائر بلاد فارس. وكما صان الإسلام أرواح الناس بعد اعتناقهم له، فقد أبقى الحكام المسلمون على العمارة الفارسية، وفنونها، وآدابها مالم يتعارض ذلك مع جوهر الدين.
المعتقدات: اعتقد قدامى الفرس بآلهة من الطبيعة، كالشمس والسماء. واعتقد الناس أن لآلهتهم قدرات اجتماعية. فعلى سبيل المثال، إلههم مثرا، إله الضوء عندهم، يعتقدون أنه يتحكم في العقود. ولم يكن لدى الفرس معابد وإنما كانوا يؤدون الصلاة ويقدمون القرابين في الجبال.
قام الحكيم زرادشت الذي عاش خلال الفترة ما بين القرنين الخامس عشر والحادي عشر قبل الميلاد بإدخال تعديلات في عقيدة الفرس المجوسية، التي تعتمد كما في كتابهم الزندأفستا على وجود معبودين، أهورامازدا (إله الخير) وأهريمان (إله الشّر) .
الفن والعمارة: كان الفن والعمارة في فارس القديمة مزيجا فريدا من الثقافات اليونانية والمصرية والبابلية وغيرها من الثقافات.
الاقتصاد: كان الفرس الأوائل مزارعين يربون الحيوانات ويزرعون الحبوب. حملت القوافل التجارية البضائع من مختلف أنحاء العالم عبر إيران إلى البحر الأبيض المتوسط. واشتملت السلع التجارية المهمة على الأحجار الكريمة وشبه الكريمة وعلى التوابل. وقد افتتح طريق الحرير إلى أواسط آسيا والصين ربمّا حوالي القرن الثاني قبل الميلاد.
حكمت الإمبراطورية الأخمينية مجالس جيدة التنظيم (حوالي 550-331ق. م) . وقد تم تقسيم الإمبراطورية إلى ولايات تسمى المرزبانيات، كل مرزبانية يحكمها موظف يسمى المرزبان. ولكن الشاهان شاه أو ملك الملوك الذي حكم الإمبراطورية من فارس كانت له السلطة المطلقة والنهائية.(أمكنة/272)
احتفظ الفرس في ظل الفرثيين (البارثيين) (155ق. م - 225م) والساسانيين (224 - 641م) بمنصب ملك الملوك الصغير.
المصدر:
موقع الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/273)
الفريش
يقع مركز الفريش غرب المدينة المنورة، على بعد حوالي 40 كم على طريق المدينة المنورة/ ينبع، وتبلغ مساحة المركز حوالي 1837.7 كم²، وتمثل حوالي 7.3% من إجمالي مساحة نطاق المدينة المنورة ومراكزها، ويضم المركز 33 قرية، ويبلغ عدد سكان مركز الفريش طبقا لتقديرات الاستشاري لعام 1420هـ نحو 14.1 ألف نسمة، حيث تمثل حوالي 17.1% من إجمالي سكان القرى، وتبلغ الكثافة العامة حوالي 8.5 شخص/ كم².
يعتبر التكوين الجيولوجي لمركز الفريش كباقي المنطقة حيث يظهر به الصخور المتطابقة شديدة الطي والتصدع، وتظهر بعض الجيوب الصغيرة من تكوينات المتداخلات النارية المتقدمة في العمر على الحدود الشمالية والجنوبية للمركز. وتغلب البروزات الصخرية (الجبال) على تكوينات التربة، والتي تنتشر من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب ومن أهم تلك المرتفعات جبل الفقرة حيث يتوافر به إمكانات سياحية نظرا لانخفاض درجات الحرارة بها في فصل الصيف عن المدن والمناطق المجاورة وتمثل مساحة المناطق الجبلية حوالي 67.6% من المساحة الإجمالية للمركز.
تعتبر أنشطة الزراعة والرعي وخدمات الطرق من أهم الأنشطة الاقتصادية بالمركز، علما بأن النشاط السياحي سوف يلعب دورا رئيسا في تنمية المركز بعد تطوير منطقة جبل الفقرة.
يخترق المركز طريق (المدينة المنورة/ينبع) بطول حوالي 65 كم، أما الطرق الداخلية فجميعها ترابية وغير ممهدة، وتبلغ مساحة الطرق المرصوفة والترابية نحو 3 كم2، تمثل الطرق الترابية منها نحو 62,1%، وتتسم الطرق بالتعرج والميول الحادة نظرا لطبيعة المركز الجبلية.(أمكنة/274)
يتغذى مركز الفريش بمياه الشرب بنقل مياه التحلية بالوايتات من مآخذ أنابيب التحلية التي تمر بالمركز من ينبع إلى المدينة المنورة. ويتم التخلص من مياه الصرف الصحي من خلال البيارات ذات القاع المفتوح والتي يتم نزحها بالجهود الذاتية. أما المخلفات الصلبة يتم جمعها يوميا والتخلص منها بالطمر الصحي في مرامي تابعة للمركز. ويتغذى المركز من شبكة الكهرباء الموحدة، ويتم توفير الكهرباء لبعض القرى عن طريق المولدات الخاصة والتجارية التي يوفرها بعض المتعهدين، كما يتوافر بالمركز الخدمات الهاتفية.
المصدر:
http://www.imaratalmadinah.gov.sa/almadina5.html(أمكنة/275)
الفلبين
الفلبين دولة تقع جنوب غربي المحيط الهادئ. وتتألف من نحو 7.100 جزيرة، بعضها صغير جدا لدرجة أنه غير مسمى. تقع هذه الجزر في المنطقة المدارية على بعد 100كم من ساحل البر الآسيوي. وتبلغ مساحتها 300.000كم². وأكبر جزيرتين فيها هما لوزون ومينداناو، وتشكلان نحو ثلثي مساحة البلاد. ومعظم أراضيها جبلية، وتنتشر البراكين في جميع أنحائها. وعاصمتها مانيلا التي تضم منطقتها الحضرية 10% من سكان الفلبين. وقد قدم معظم الفلبينيين من إندونيسيا وماليزيا.
قاد المكتشف الأسباني فرديناند ماجلان عام 1521م بعثة استكشافية للفلبين. وأسس الجنرال ميجيل لوبيز دي لجازبي أول مستوطنة أسبانية في الفلبين عام 1566م. وسميت الجزر بالفلبين على اسم الملك الأسباني فيليب الثاني.
أدخل الأسبان النصرانية للفلبين. شهد العقد الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي عدة محاولات للثورة ضد الحكم الأسباني. وفي 12 يونيو 1898م، أعلن القادة الوطنيون استقلال البلاد. وفي الأول من مايو 1898م هزم الأسطول الأمريكي الأسطول الأسباني، ووقّعت أسبانيا في ديسمبر من العام نفسه معاهدة سلام مع الولايات المتحدة، سيطرت بموجبها الولايات المتحدة على الفلبين.
منحت الولايات المتحدة الفلبين حكما ذاتيّا عام 1935م. غير أنها وقعت تحت الاحتلال الياباني (1942 - 1944م) . واستعادت الولايات المتحدة سيطرتها على الفلبين عام 1945م إلى أن استقلت في الرابع من يوليو عام 1946م.
بلغ عدد سكان الفلبين في عام 2000م 74.575.000 نسمة، يعيش نصفهم في جزيرة لوزون، وبالذات في منطقة مانيلا العاصمة.(أمكنة/276)
في الفلبين أكثر من 70 مجموعة عرقية ولغوية، تعيش المجموعة الكبرى منها في الأراضي المنخفضة، وغالبيتها من النصارى، وهم يشكلون الجزء الرئيسي من المجتمع والثقافة الفلبينية. وتشمل هذه المجموعات مجموعة تاجالوغ، وهم يتركزون في وسط لوزون خصوصا في مانيلا وفي الجزر القريبة المجاورة كجزر مندورو ومارندكيو. وتشمل المجموعات العرقية الأخرى الوكانوس في شمالي لوزون وبايكولانوس في جنوبي لوزون.
معظم الأقليات التي تعيش في المناطق الجبلية ليست نصرانية وتختلف حياتها عن حياة بقية سكان البلاد. ومن أشهر قبائل الأقليات: كارابالو، كوردييرا، داماجاتس، مانجيانز، مينداناو مانوبوس، الأقزام الآسيويون، بلوان. ومن الأقليات الأخرى المسلمون، الصينيون.
اللغتان الرسميتان حسب دستور عام 1987م هما: الفلبينية والإنجليزية، كما جعل اللغة الفلبينية اللغة القومية. أما دستور عام 1935م فقد قرر أن يكون أساس اللغة القومية واحدة من اللغات المحلية، فاختيرت لغة تاجالوغ وهي المستخدمة على نطاق واسع في لوزون. ومع أن الفلبينية ما زالت تتخذ من لغة تاجالوغ أساسا لها، فإنها تأخذ كلمات من اللغات المحلية الأخرى، وكذلك من اللغات الأجنبية. يتحدث ويكتب أكثر من 80% من السكان لغة تاجالوغ. فاللغة الفلبينية مادة إجبارية في المدارس الأساسية الحكومية والخاصة، ويلزم المعلمون باستخدامها. وينشر الكثير من الكتب باللغتين الفلبينية والإنجليزية. وتأمل الحكومة أن توحد السكان من خلال استخدام اللغة الموحدة (الفلبينية) . فاللغات المحلية ذات أصل ملايوي بولينيزي. وأخذت الكثير عن اللغات الأجنبية كالعربية والصينية والإنجليزية والهندية والأسبانية.
تبلغ نسبة من يجيدون الإنجليزية أكثر من نصف السكان. وهناك قلة من السكان تتحدث العربية والأسبانية والصينية.
تعدّ منطقة مدينة مانيلا وضواحيها أكبر مركز حضري في البلاد.(أمكنة/277)
نحو 80% من نصارى الفلبين هم من الرومان الكاثوليك، وقليل منهم من الميثوديست. ونحو 11% من سكان الفلبين يدينون بالإسلام، ويتبع 3% ديانات محلية تضاف إلى ذلك البوذية التي يدين بها بضعة آلاف من السكان.
المصدر:
الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/278)
الفلوجة
الفلوجة مدينة في العراق تقع ضمن الحدود الإدارية لمحافظة الأنبار، تقع المدينة على بعد 69 كلم غربي العاصمة بغداد.
ازداد عدد سكان المدينة تدريجيا حتى وصل عددهم إلى ما يقارب 200.000 حسب تقديرات عام 2003. يطلق على المدينة أيضا لقب مدينة المساجد لكثرة المساجد فيها، والتي تصل عددها إلى 200 مسجد.
تعرضت المدينة إلى أضرار في بناياتها وبنيتها التحتية خلال أحداث الفلوجة التي أعقبت غزو العراق وسقوط بغداد في 2003 والتي قدرت بإلحاق أضرار في 60% من بنايات المدينة.
نبذة تاريخية:
هناك مؤشرات أن المدينة موغلة بالقدم وأنها كانت مسكونة منذ زمن البابليين. هناك عدة نظريات عن منشأ تسمية المدينة, إحدى هذه النظريات يرجع أصول التسمية إلى الكلمة السريانية بالوغثا والتي تعني التقسيم الإداري، والبعض يعتقد أن مدينة الفلوجة هي نفس مدينة بومبيديتا البابلية، والتي كانت مركزا لعلماء الكتاب اليهودي المقدس التلمود.
اتخذ العثمانيون مدينة الفلوجة كمحطة استراحة في الطريق الصحراوي المؤدي إلى بغداد.
في عام 1920 إبان الاحتلال البريطاني للعراق حدثت اضطرابات سياسية في المدينة بسبب مقتل الضابط الإنجليزي جيرارد ليجمان بعد خلافات مع الشيخ ضاري، ونتيجة لمقتل جيرارد ليجمان أرسلت السلطات البريطانية قواتها لسحق الاضطرابات وقتل ما يقرب من 10.000 من العراقيين و1000 جندي بريطاني.
في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين كانت المنطقة تعتبر إحدى المناطق الموالية للرئيس السابق، وكان يتواجد بها أعضاء كبار في الجيش العراقي والحزب الحاكم حزب البعث، ولكن هذا لم يمنع من قيام بعض الحركات ضد حكم الرئيس السابق صدام حسين منها حركة حسن مظلوم، والتي انتهت بقمعها وإعدام قادتها.
المصدر: الموسوعة الحرة ويكيبيديا(أمكنة/279)
القادسية
كمؤنث القادس: جاءت في تراجم من قتل في موقعة القادسية. وكانت موقعة القادسية من أعظم الوقائع التي حدثت بين المسلمين والفرس، قال أهل الأخبار: ما زال الفرس هم الغالبون المتسلطون على العرب، حتى حدث يوم ذي قار - قرب البصرة - فانتصف العرب من الفرس، ولما توجه المسلمون إلى فتح فارس سخرت منهم الفرس واحتقرتهم، فكان يوم القادسية، أعظم يوم انهزم فيه الفرس وزالت دولتهم.
كانت القادسية بقيادة سعد بن أبي وقاص سنة 16 للهجرة، فكانت من أعظم وقائع المسلمين، وكانت أربعة أيام: يوم أرماث، ويوم أغواث، ويوم عماس، وليلة الهرير، ثم يوم القادسية وفيه هزيمة الفرس وقتل رستم قائدهم. تقع القادسية بين النجف والحيرة إلى الشمال الغربي من الكوفة، وإلى الجنوب من كربلاء، وبعد هذا مخطط يبين الكثير من معالم العراق التأريخية.
محافظة القادسية (ومركزها مدينة الديوانية) أحد محافظات الفرات الأوسط في العراق، وتسمى أيضا بالديوانية ويمر بها نهر الفرات، لقبت المحافضة بالقادسية لوجود قرية القادسية بها، وهى التي وقعت بها معركة القادسية الشهيرة بين المسلمين والفرس.
يتبع محافظة القادسية كل من الأقضية الديوانية وعفك وأبى صخير والشامية والحمزة, وتمتاز محافظة القادسية بزراعة البطيخ وكثير من الزراعات الاخرى كزراعة الرز المسمى العنبر المعروف برائحته الزكيه، كباقى المحافظات الأخرى حيث كان لمحافظة القادسية التاريخ الحافل فى ثورة العشرين حيث سجلت كثيرا من البطولات التي أذهلت الإنجليز لشجاعة أبنائها.
المصدر:
http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%C7%E1%DE%C7%CF%D3%ED%C9
وموقع الموسوعة الحرة ويكيبيديا
-(أمكنة/280)
القاهرة
القاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية وأكبر مدنها، تقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، في شمال شرقي مصر، على بعد 800كم تقريبا من موقع السد العالي الواقع جنوبي مصر. ويضم نطاق المدينة جزيرتي الجزيرة (حي الزمالك) والروضة (حي المنيل) في مجرى النيل، بالإضافة إلى الضفة الغربية للنهر. وتغطي أحياء المدينة مساحة 215كم²، وتحف بها الأراضي الزراعية من ناحيتي الشمال والجنوب.
تشكل القاهرة جزءا من وادي النيل، في حين تحف بها قطاعات صحراوية من ناحيتي الشرق، وتمتد الأطراف الشمالية الغربية للصحراء الشرقية والغرب حيث توجد مقدمات الصحراء الغربية. ويضم نطاق المدينة كذلك هضبة المقطم التي تشكّل حاليا جزءا من النطاق السكني، والجبل الأحمر. ويتفرّع نهر النيل شمالي القاهرة إلى فرعين هما: فرع دمياط البالغ طوله 242كم، وفرع رشيد البالغ طوله 236كم.
يتصف مناخ القاهرة بارتفاع درجة الحرارة خلال أشهر الصيف واعتدالها مع الميل إلى البرودة أحيانا خلال أشهر الشتاء، حيث يتراوح المعدل اليومي لدرجة الحرارة في شهر يوليو (الصيف) بين 36°م أعلى درجة حرارة و21°م أدنى درجة حرارة، في حين يتراوح المعدل اليومي خلال شهر يناير (الشتاء) بين 18°م أعلى درجة حرارة و8°م أدنى درجة حرارة. لذا يؤدّي نسيم نهر النيل خلال أشهر الصيف دورا في انخفاض الحرارة في القاهرة.
وتتعرض القاهرة أحيانا لهبوب رياح الخماسين خلال الفترة الممتدة بين شهري مارس ويونيو، وهي رياح تعمل على رفع متوسط درجة الحرارة بمقدار قد يصل إلى 14°م بشكل فجائي، كما أنها تخفض الرطوبة في الهواء لنسبة لا تتجاوز 10%.(أمكنة/281)
يشكّل المسلمون أكثر من 90% من مجموع سكان القاهرة، أما النسبة الباقية (أقل من 10%) فمعظمهم من النصارى الأورثوذكس، ونسبة قليلة منهم كاثوليك وبروتستانت. أما اليهود، فقد غادر غالبيتهم المدينة بعد عام 1957م، ولم تعد لهم بقية في القاهرة سوى بعض الأثار التي يأتي في مقدمتها معبدهم في شارع عدلي في قلب القاهرة ومدافنهم الخاصة في حي البساتين.
بنيت القاهرة الحديثة قرب موقع مدينة ممفيس القديمة التي شيّدت نحو عام 3100 ق. م، وكانت بذلك أول عاصمة لمصر القديمة. وعندما دخل العرب مصر عام 22هـ، 642م، أقامت وحدات الجيش العربي معسكرا لها جنوبي الموقع الحالي للقاهرة حيث شيدوا بجواره بعد ذلك وبصورة متدرّجة العديد من المساكن والمساجد، ويعد مسجد عمرو بن العاص أول وأكبر هذه المساجد، والقصور وهي النطاق العمراني الذي عرف بمدينة الفسطاط التي كانت أول عاصمة إسلامية لمصر.
ويعتقد أن القاهرة سمّيت بهذا الاسم نسبة إلى نجم القاهر الذي ظهر في السماء عندما بدئ في بناء المدينة، وتلى ذلك تشييد الفاطميين للجامع الأزهر الشريف الذي أصبح أمل الراغبين في دراسة العلوم الإسلامية من كافة دول العالم الإسلامي. ووسع السلطان صلاح الدين الأيوبي مؤسس الدولة الأيوبية في مصر (567 - 648هـ، 1171 1250م) من النطاق العمراني للقاهرة وبنى قلعته (قلعة صلاح الدين الأيوبي) في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي. وفعل المماليك نفس الشيء، حيث اتسع عمران المدينة خلال فترة حكمهم الطويلة (648 - 923هـ،1250 - 1517م) وشيّدوا فيها العديد من القصور والمساكن الفاخرة والمساجد الجميلة التصميم والتي لا يزال العديد منها باقيا حتى الآن. وتركت فترة الحكم التّركي على مصر (923 - 1299هـ، 1517 - 1882م) بصماتها في بعض مساكن المدينة، بالإضافة إلى مسجد محمد علي باشا الذي بني على طراز المساجد التّركية التاريخية الموجودة في إسطنبول بتركيا.(أمكنة/282)
وتعرف القاهرة منذ عهد بعيد بمدينة المآذن، لكثرة مساجدها التي ترجع إلى عهود تاريخية مختلفة تبدأ من الفتح الإسلامي لمصر حوالي عام 22هـ، 642م عندما فتحها عمرو بن العاص وشيد مسجده الشهير المعروف باسمه حتى الآن في الفسطاط. وهو نهج سار عليه الكثير من حكام مصر الذين شيدوا العديد من المساجد ذات النماذج الفريدة في الفن المعماري الإسلامي مثل مسجد الأزهر.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/283)
القدس
مدينة مقدسة عند المسلمين والنصارى واليهود. والاسم الشائع لها بعد الفتح الإسلامي هو: بيت المقدس، يليه في الشيوع اسم القدس الشريف، وهي عند المسلمين المكان الذي عرج منه بالرسول إلى السماء في ليلة الإسراء والمعراج، كما أنها تضم المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. والقدس أيضا ثالثة الأماكن المقدسة، بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة. ويقدسها النصارى لارتباطها بالسيد المسيح عليه السلام، كما يقدسها اليهود لارتباطها بملك داود وسليمان.
تنفرد المدينة بالتزامها ثلاث عطلات أسبوعية؛ فالجمعة عطلة المسلمين والسبت عطلة اليهود والأحد عطلة النصارى.
مساحة المدينة 107كم²، وعدد سكانها حوالي 567,100 نسمة (كان عدد اليهود سنة 1947م في القدس 2,400 نسمة وعدد العرب 33,600 نسمة) . ارتفاعها 732 م فوق سطح البحر. ومتوسط حرارتها في شهر يناير 13°م، وفي شهر يوليو 24°م. أمّا المتوسط السنوي للأمطار فيها، فيعادل 560 ملم.
وفيها المسجد الأقصى. وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. وقد بقي القبلة الأولى للمسلمين حتى السنة الثانية للهجرة عندما تحولت القبلة إلى المسجد الحرام. وقد ورد ذكره في قوله تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) الإسراء:1. ويشكل المسجد الأقصى مع قبة الصخرة الحرم القدسي.(أمكنة/284)
قامت إسرائيل بمحاولات كثيرة للنيل من المسجد الأقصى وأهمها: 1- تدمير المنطقة الواقعة أمام مربط البراق (وهو المكان الذي يسميه اليهود: حائط المبكى) ، وإجلاء سكان الحي عنه. 2- عمليات حفر في أرض الوقف الإسلامي المحاذية لسور المسجد الأقصى من الجهة الغربية. 3- إحراق المسجد الأقصى بقصد القضاء على مسجد الصخرة المشرّفة والاستيلاء على الحرم القدسي كله لتشييد ما يسمى بهيكل سليمان. وقد حدث إحراق المسجد في 21 أغسطس 1969م، مما استدعى عقد مؤتمر القمة الإسلامي الأول في الدار البيضاء بالمغرب في السنة نفسها. وفي سبتمبر 2000م، عندما دنسه آرييل شارون مع ثلاثة آلاف من جنوده اشتعل الشارع الفلسطيني فيما عرف بانتفاضة الأقصى التي قدمت مئات الشهداء وآلاف الجرحى، مما استدعى عقد مؤتمر القمة العربي الطارئ في القاهرة في أكتوبر 2000م.
قبة الصخرة. إحدى المواقع المقدسة في المدينة. وتوصف بأنها أجمل مبنى إنشائي في القدس. بنيت كمعلم لتخليد الموقع الذي عرج منه بالرسول.
كنيسة القيامة. تقع على الجبل الذي يزعم النصارى أن عيسى المسيح عليه السلام، قد تم صلبه عليه، ودفنه فيه.
وفيها مربط البراق وهو جزء من الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف. ويسميه اليهود حائط المبكى وهو أثر إسلامي وليس يهوديا. وقد حققت في الموضوع لجنة دولية سنة 1930م عينتها الحكومة البريطانية المنتدبة على فلسطين، حيث قررت أن هذا المكان وقف إسلامي وليس لليهود أي حق فيه أو في تغيير معالمه. يقدسه اليهود ويعتبرون أنّه يمثل الجزء الغربي من معبد الهيكل اليهودي، على الرغم من أن ذلك المعبد هدمه الرومانيون عام 70م، وكان قد تعرض للهدم قبل ذلك عدة مرات ولا وجود له في الوقت الحاضر رغم المحاولات التي جرت وتجري في سبيل العثور عليه.(أمكنة/285)
والقدس الشرقية تمثل الجزء الشرقي من مدينة القدس الأصلية. مساحتها ضعف مساحة القدس الغربية، ولكن عدد سكانها أقل من عدد سكان القدس الغربية. تضم داخلها بقايا مدينة القدس القديمة، التي يحيط بها سور طوله أربعة كيلو مترات، وارتفاعه اثنا عشر مترا. أغلب أجزاء السور بنيت خلال القرن السادس عشر الميلادي، لكن أجزاء أقدم من ذلك بكثير توجد فيه. وقد احتلت إسرائيل القدس الشرقية التي كانت في ذلك الوقت جزءا من الضفة الغربية لنهر الأردن. وضمتها إلى الأراضي التي احتلتها عام 1948م. وأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا بتاريخ 22 مايو 1968م أبطل فيه جميع الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل بضم القدس الشرقية. والعرب يعملون بإصرار على استرجاع القدس الشريف عاصمة لفلسطين العربية الإسلامية.
يوجد داخل الجزء المسوّر من المدينة أربعة أحياء مميزة هي: 1- الحي الإسلامي 2- الحي النصراني 3- الحي اليهودي 4- الحي الأرمني.
لم تتغير الحياة داخل المدينة القديمة منذ مئات السنين. ولقد تعايش داخلها المسلمون والنصارى واليهود في وئام عبر القرون. لا توجد في القدس الشرقية صناعات حديثة، ولكن توجد صناعات يدوية.
القدس الغربية. قدم معظم سكان القدس الغربية بعد قرار الأمم المتحدة، الذي قضى بتقسيم فلسطين. وتنادى اليهود من كل أنحاء العالم لإقامة دولة صهيونية. لكن يوجد من بين سكان القدس الغربية فئة من اليهود المتدينين لايعترفون بقيام دولة إسرائيل، ويؤمنون بأن المسيح وحده هو المخلص المنتظر الذي يستطيع إنشاء مثل تلك الدولة.
وعلى الرغم من إعلانها عاصمة لدولة اليهود، فإن معظم دول العالم ترفض الاعتراف بذلك.(أمكنة/286)
تحتوي القدس الغربية على مبان عصرية وصناعات حديثة، وتوجد فيها الجامعة العبرية. وهناك بعض المواقع الأثرية في القدس الغربية، أهمها مبنى على جبل صهيون، يضم ما يظن أنّه قبر نبي الله داود، ويضم كذلك ما يسمى بقاعة العشاء الأخير، وهي القاعة التي يقال: إن السيد المسيح، عليه السلام، قد تناول فيها آخر عشاء له.
المدينة القديمة: يمتد تاريخ القدس القديم إلى أكثر من 4,000 سنة، ولقد غزاها البابليون عام 586 أو 587 ق. م، وسيطروا عليها إلى أن سقطت مملكتهم على أيدي الفرس. وفي عام 63 ق. م، سقطت المدينة في أيدي الرومان. قوبل الرومان بثورات عديدة كان من أهمها الثورة التي اندلعت عام 66م، إذ تمكن اليهود من السيطرة على القدس حتى عام 70 م. بعد ذلك عاد الرومان، وأحرقوا معبد اليهود في المدينة. واستمر الصراع على المدينة، حتى أصبحت جزءا من الإمبراطورية البيزنطية عام 395م.
خلال القرن السابع الميلادي، تبادلت السيطرة على القدس ثلاث قوى مختلفة هي: الفرس، والبيزنطيون، والمسلمون. حين فتح المسلمون القدس سنة 15 هـ، 636م، اشترط سكانها أن يكون تسليم المدينة للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فجاءها عمر وتسلم مفاتيحها من صفرونيوس بطريرك القدس. وشهد على العهد الذي أبرمه معهم من كبار الصحابة مثل خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم. ولقد شيّد المسلمون قبة الصخرة عام 72هـ، 691م، فوق المكان الذي عرج منه بالرسول بصحبة جبريل في ليلة الإسراء والمعراج.
شهدت المدينة صراعات متعددة بين جيوش إسلامية متنافسة، استمرت على فترات متقطعة، خلال القرن العاشر والقرن الحادي عشر الميلاديين. وفي عام 493هـ، 1099م، غزاها الصليبيون، وسيطروا عليها. استعاد المسلمون القدس عام 583هـ، 1187م بعد هزيمة الصليبيين، على يد القائد صلاح الدين الأيوبي.(أمكنة/287)
أصبحت القدس تحت حكم الأتراك عام 923هـ، 1517م، وكان معظم سكانها عندئذ من المسلمين، بينما كان عدد النصارى يفوق عدد اليهود في المدينة. لكن في ديسمبر 1917م، دخلت الجيوش البريطانية المدينة، وسيطرت عليها تماما بعد طرد الأتراك. وبعد شهر واحد فقط من دخول البريطانيين القدس، قامت الحكومة البريطانية بإصدار وعد بلفور، الذي تعهدت فيه بتأييد إقامة وطن لليهود. ثم وضعت القدس، وسائر أرجاء فلسطين تحت الوصاية، وكان ذلك عام 1920م. وفي عام 1922م، وافقت عصبة الأمم على تلك الوصاية، كما وافقت أيضا على وعد بلفور. تبع ذلك زيادة مطّردة في هجرة اليهود إلى فلسطين خاصة خلال العشرينيات، والثلاثينيات من القرن العشرين. ولقد تزامن ذلك مع ازدياد قوة وفعالية الحركة الصهيونية العالمية.
ازداد الشعور المناهض للصهيونية بين عرب فلسطين الذين يمثلون سكان المنطقة الأصليين. وثار العرب مطالبين بإنشاء دولة فلسطينية عربية على أرض فلسطين. تصاعد العنف كثيرا، مما اضطر بريطانيا عام 1947م، للتقدم بطلب إلى الأمم المتحدة، لاتخاذ ما تراه مناسبا حيال الأوضاع الملتهبة في فلسطين. وفي نهاية ذلك العام، اتخذت الأمم المتحدة قرارا تم بموجبه إنهاء الوصاية البريطانية على فلسطين، كما تمّ أيضا اتخاذ قرار بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود، على أن تبقى مدينة القدس تحت سيطرة الأمم المتحدة.
رفضت الدول العربية قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة، ودخلت جيوشها في حرب طاحنة ضد اليهود. لكن في نهاية عام 1948م، تمكنت القوات اليهودية من وقف زحف الجيوش العربية، والسيطرة على الأجزاء الغربية من فلسطين، بما فيها الجزء الغربي من مدينة القدس. أما الجزء الشرقي من المدينة، فقد بقي تحت سيطرة الأردنيين. بعد ذلك أعلن قيام دولة إسرائيل، وأعلنت القدس عاصمة لها، لكن معظم دول العالم لم تعترف بذلك الإعلان.(أمكنة/288)
نشبت حروب أخرى بين العرب واليهود، كان أهمها حرب عام 1967م، ثم حرب عام 1973م. وانتهت تلك الحروب بفقد الجزء الشرقي من مدينة القدس، وكل الأرض الفلسطينية التي كانت تمثل الضفة الغربية للمملكة الأردنية الهاشمية، وقطاع غزة. ودفعت هذه الأحداث بمنظمة المؤتمر الإسلامي إلى إنشاء لجنة القدس (1979م) ، وإسناد رئاستها إلى جلالة الملك الحسن الثاني ملك المملكة المغربية آنذاك وتخويله كافة الصلاحيات لتحقيق الهدف المتمثل في المحافظة على عروبة وإسلام المدينة المقدسة وعودتها إلى السيادة الإسلامية. وقد تولى الملك محمد السادس رئاسة اللجنة بعد وفاة الملك الحسن الثاني عام 1999م. وفي الثمانينيات من القرن العشرين، قامت إسرائيل بضم مدينة القدس رسميا إلى فلسطين المحتلة، ولا يزال الصراع مستمرا من أجل إعادة القدس لأهلها الأصليين.
الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/289)
القرويين
جامعة القرويّين من أقدم الجامعات الإسلامية ومقرها مدينة فاس بالمملكة المغربية، وقيل في تأسيسها إن فشل ثورة الفقهاء على الحكم بن هشام الأموي الأندلسي (180 - 206هـ، 796 - 821م) أدى إلى هجرة أفواج كبيرة من العلماء وطلاب العلم من الأندلس إلى فاس هربا من بطش الخليفة، وكان إدريس الأول قد شرع في تأسيسها فاستقبلهم ورحب بهم، وخصص لهم القطاع الشرقي من فاس، وذلك عام 192هـ - 808 م، وخصص في العام التالي الجانب الغربي لإقامته مع فريق آخر من القيروانيين، وهؤلاء هم الذين تسميهم الكتب القديمة بالقرويين ميلا للتخفيف. وعندما كثر الوافدون على مدينة فاس، وصار الناس في حاجة إلى مسجد جامع كبير، تطوعت فاطمة بنت محمد بن عبد الله الفهري القيرواني ببناء مسجد جامع بحي القيروانيين، عرف بجامع القرويين ثم جامعة القرويين نسبة لهذا الحي. كان جامع القرويين بفاس من بين المعاهد العلمية التي ظلت تقوم بدورها التعليمي منذ إنشائها إلى زماننا هذا، بل يعد أقدم جامعة علمية في العالم، وذلك بدليل أن جامعة بولونيا الإيطالية أسست عام 1119م - 513هـ، وجامعة أكسفورد الإنجليزية عام 1229م - 627هـ، وجامعة السوربون الفرنسية أسست في القرن الثالث عشر الميلادي. عنيت جامعة القرويين في مراحلها الأولى بالعلوم العربية والإسلامية، ولما كان الفقه من أهم العلوم الإسلامية فقد شغلت به جامعة القرويين التي تبنّت مذهب الإمام مالك، وعملت على إذاعته ونشره، وأصبحت آراء مالك ومؤلفات تلاميذه تحتل زوايا القرويين.(أمكنة/290)
وعندما احتلت فرنسا المغرب، رأت أن تطمئن على ما يجري داخل القرويين لما لها من نفوذ في الحياة الاجتماعية والدينية والثقافية والسياسية في البلاد المغربية، ففصلت السلطة الفرنسية إدارة القرويين عن نظر قاضي المدينة رئيس الجامعة وشكلت مجلسا برئاسة المسيو مرسيه والقبطان ميلي في عام 1332هـ - 1914م، وصدر مرسوم عام 1350هـ - 1931م ينص على أن مراحل التعليم بالقرويين ثلاثة: الابتدائي والثانوي والنهائي، ويشتمل الأخير على قسمين للتخصص الديني والأدبي، وتعرّض العلماء الشباب للحرمان من اعتلاء الكراسي العلمية سنة 1351هـ - 1932م لأن صرخة الاحتجاج ضد سياسة الحماية البربرية قد انطلقت من زوايا القرويين، وعندما حصلت الدولة المغربية على استقلالها وجدت نفسها أمام جيل متباين التكوين: فريق اقتصرت ثقافته على الدراسات العربية والإسلامية، وفريق اقتصرت ثقافته على اللسان الأجنبي وعلومه، فقررت اللجنة الملكية الجديدة سنة 1377هـ - 1957م توحيد البرامج الدراسية لجميع المدارس، بما في ذلك أطوار التعليم بالمعاهد الدينية، وسلم الملك المغربي جامعة القرويين لوزير التربية الوطنية، وطلب إليه أن يجعل من القرويين نموذجا جامعيا حيا بدلا من المدارس العتيقة، ثم تأسس المجلس الأعلى للتربية الوطنية فخطا الخطوات الحاسمة سنة 1380هـ - 1960م، وهكذا انصرفت الجهود إلى تحقيق مبدأ التوحيد في مرحلة أولى للتعليم تكون بمنزلة جذع مشترك تتفرع منه مرحلة ذات شعب في السلك الثانوي الثاني، وتفضي حسب مادتها إلى الدراسة في كلية الشريعة أو كلية الآداب أو كلية العلوم، وهذه الكليات هي التي احتضنتها مؤخرا جامعة القرويين.
المصدر:
موقع الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/291)
القصيم
تقع منطقة القصيم وسط شبه الجزيرة العربية تقريبا، وتحدها من الشمال والشمال الغربي منطقة حائل، ومن الشرق الزلفي، ومن الجنوب السّر والوشم، وتتبع هذه المدن منطقة الرياض، ومن الغرب منطقة المدينة المنورة، ومنطقة القصيم هي إحدى مناطق المملكة الثلاث عشرة التي حددها نظام المناطق السعودي، وعاصمتها بريدة، تبلغ مساحتها 80.000 كم2، ويعيش فيها ما يقرب من مليون نسمة. تشتهر منطقة القصيم بثروتها الزراعية، وتضم ما يزيد على 250 مدينة وقرية وهجرة تتبع 13 إمارة رئيسية ترتبط جميعها بإمارة منطقة القصيم في بريدة، ومحافظاتها هي: عنيزة، الرس، المذنب، البكيريّة، البدايع، الأسياح، النّبهانيّة، رياض الخبراء، الشماسية، عيون الجواء. وأهم تضاريسها الطبيعية وادي الرّمّة الذي يخترقها من الغرب قرب المدينة المنورة، ويمتد لمسافة 600كم منتهيا عند رمال الثويرات، فهو بذلك أطول واد في شبه الجزيرة العربية.
المصدر: موقع الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/292)
القطيفة
تصغير القطيفة، وهو كساء له خمل يفترشه الناس، وهو الذي يسمى اليوم زولية ومحفورة، وهي قرية دون ثنية العقاب للقاصد إلى دمشق في طرف البرية من ناحية حمص.
معجم البلدان(أمكنة/293)
القوقاز
القوقاز إقليم جبليّ يقع بين البحر الأسود في الغرب وبحر قزوين في الشرق، وتقسمه جبال القوقاز، وتتقاسمه أربع دول هي: روسيا، وجورجيا، وأذربيجان، وأرمينيا، ويقسمه الباحثون إلى قسمين: القوقاز الشمالي: ويشمل ست جمهوريات خاضعة للسيادة الروسية هي: الشيشان، وداغستان، وأوسيتيا الشمالية، وقبردين - بلقاريا، وقارتشي - شيركيسيا، والأديغة، والقوقاز الجنوبي: ويشمل ثلاث دول هي: أذربيجان، وأرمينيا، وجورجيا.
تمتد جبال القوقاز بصفة عامة من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، وهي مؤلفة من سلسلتي جبال القوقاز الكبرى في الشمال، والقوقاز الصغرى في الجنوب، ومناخ القوقاز انتقالي بين المعتدل والمداري.
يعيش في القوقاز نحو 33 مليون نسمة، ويتسم الإقليم بتنوع عرقي كبير حيث يقطنه أكثر من 50 شعبا، يتحدثون بلغات مختلفة ولهجات متنوعة، وقد أصاب كثير من الرحالة العرب حينما أطلقوا على الإقليم اسم " جبل الألسن " إشارة إلى التنوع الكبير في لغات الإقليم، وتمثل سواحل البحر الأسود وسهول الأودية أكثر مناطق التركز السكاني بسبب النشاط الزراعي، كما أن سفوح الجبال تحوي أعدادا كبيرة من السكان، وعلى النقيض تشهد الأقاليم الألبية المرتفعة تبعثرا سكانيا.
كان الإقليم عبر العصور مسارا هاما لانتقال الثقافات من الجنوب حيث حضارات الهلال الخصيب إلى الشمال حيث الحضارة الروسية، وإلى الغرب حيث حضارات شرق أوربا، وكذلك إلى الشرق حيث آسيا الوسطى، وعلى الرغم من أن الإقليم بموقعه هذا يمثل حضارة أورو - آسيوية، فإن التأثير الثقافي الآسيوي أكثر وضوحا فيه.
وإقليم القوقاز غني بالموارد الطبيعية كالنفط والفحم والغاز الطبيعي بالإضافة إلى المواد المعدنية كالحديد والمنجنيز والنحاس.
http://www.islamonline.net/Arabic/politics/2002/03/article11.shtml الموسوعة الحرة(أمكنة/294)
القويعية
محافظة القويعية تتبع منطقة الرياض، وتقع على دائرة عرض 34 درجة و23 دقيقة، وعلى خط طول 46 درجة و44 دقيقة، وترتفع عن سطح البحر 830 م، مساحتها الإجمالية 28000 كيلو متر مربع، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى وادي القويع. تضاريسها من الشمال والجنوب جبلية ومنبسطة على جانبي الوادي، وتربتها رملية، ويوجد بها نشاط اقتصادي، ويعمل أهلها بالتجارة والصناعة والزراعة، ويوجد بها آثار سياحية مثل برج الرقيبة، ويوجد بها أيضا مناجم للذهب قديمة وتقع على بعد 50 كم تقريبا غرب القويعية.
المصدر:
موقع: http://www.momra.gov.sa/MUN/mun011.asp(أمكنة/295)
الكرك
وهي مدينة معروفة عبر التاريخ. تقع ضمن محافظة الكرك في جنوب العاصمة الأردنية عمان وتبعد عنها حوالي 140 كم.
يعود تاريخ الكرك إلى بداية الحضارة في المنطقة انطلاقا من المؤابيين وصولا إلى الأشوريين فالأنباط فاليونان فالرومان فالبيزنطيين فالمسلمين.
وفيها قلعة الكرك التي بناها فولك اوف انجو، وهي قلعة منيعة أمنت للفرنجة السيطرة على المنطقة إلى أن فتحها صلاح الدين الأيوبي وقتل حاكمها رينالد من شاتيون المعروف بأرناط, واحتلها العثمانيون في عام 1516.(أمكنة/296)
قال القلقشندي (أحمد بن علي 1355-1410) في كتابه "صبح الأعشى في كتابة الإنشاء" ما يلي: "القاعدة السادسة من قواعد المملكة الشامية الكرك وفيها جملتان الجملة الأولى في حاضرتها وهي بفتح الكاف والراء المهملة ثم كاف ثانية والألف واللام في أولها غير لازمتين وتعرف بكرك الشوبك لمقاربتها لها قال في تقويم البلدان وهي من البلقاء وهما وموقعها في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة قال ابن سعيد وطولها سبع وخمسون درجة وخمسون دقيقة وعرضها إحدى وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة وقال في تقويم البلدان القياس أن طولها سبع وخمسون درجة وخمسون دقيقة وعرضها إحدى وثلاثون درجة وخمس دقائق وهي مدينة محدثة البناء كانت ديرا يتديره رهبان ثم كثروا فكبروا بناءه وأوى إليهم من يجاورهم من النصارى فقامت لهم به أسواق ودرت لهم فيه معايش وأوت إليه الفرنج فأداروا أسواره فصارت مدينة عظيمة ثم بنوا به قلعة حصينة من اجل المعاقل وأحصنها وبقي الفرنج مستولين عليه حتى فتحه السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب رحمه الله على يد أخيه العادل أبي بكر قال في التعريف وكانوا قد عملوا فيه مراكب ونقلوها إلى بحر القلزم لقصد الحجاز الشريف لأمور سولتها لهم أنفسهم فأوقع الله تعالى بهم العزائم الصلاحية والهمم العادلية فأخذوا وأمر بهم السلطان صلاح الدين فحملوا إلى منى ونحروا بها على جمرة العقبة حيث تنحر البدن بها واستمرت بأيدي المسلمين من يومئذ واتخذها ملوك الإسلام حرزا ولأموالهم كنزا ولم يزل الملوك يستخلفون بها أولادهم ويعدونها لمخاوفهم وهو بلد خصب بواديه حمام وبساتين كثيرة وفواكه مفضلة قال البلاذري في فتوح البلدان وكانت مدينة هذه الكورة في القديم الغرندل(أمكنة/297)
الجملة الثانية في نواحيها وأعمالها قال في التعريف وحدها من القبلة عقبة الصوان وحدها من الشرق بلاد البلقاء وحدها من الشمال بحيرة سذوم المتقدم ذكرها وحدها من الغرب تيه بني إسرائيل ولها أربعة أعمال الأول عمل برها المختص ببلادها كما في غيرها من القواعد المتقدمة الثاني عمل الشوبك بألف ولام لازمتين وفتح الشين المعجمة المشددة وسكون الواو وفتح الباء الموحدة وكاف في الآخر قال في تقويم البلدان وهي من جبل الشراة وموقعها في الإقليم الثالث قال ابن سعيد طولها ست وخمسون درجة وعرضها إحدى وثلاثون درجة وقال في تقويم البلدان القياس أن طولها ثمان وخمسون درجة وعرضها إحدى وثلاثون درجة وهي بلدة صغيرة أكثر دخولا في البر من الكرك ذات عيون وجداول تجري وبساتين وأشجار وفواكه مختلفة قال في العزيزي ولها قلعة مبنية بالحجر الأبيض على تل مرتفع أبيض مطل على الغور من شرقيه قال في تقويم البلدان وينبع من تحت قلعتها عينان إحداهما عن يمينها والأخرى عن يسارها كالعينين للوجه يجريان للبلد ومنهما شرب أهلها وبساتينها قال وكانت بأيدي الفرنج مع الكرك وفتحت بفتحها وأقطعها السلطان صلاح الدين مع الكرك لأخيه العادل فأعطاهما لابنه المعظم عيسى فاعتنى بأمرهما وجلب إلى الشوبك غرائب الأشجار حتى تركها تضاهي دمشق في بساتينها وتدفق أنهارها وتزيد بطيب مائها".
تشتهر الكرك بزراعه القمح والشعير والحمص والعدس، خاصة بأراضي الكرك الغربية. ويوجد بها عين ماء مشهور اسمه عين سارة.
وتشتهر الكرك بأكلة المنسف وصناعة الجميد.
المصدر:
الموسوعة الحرة(أمكنة/298)
الكسوة
قرية هي أول منزل تنزله القوافل إذا خرجت من دمشق إلى مصر. قال الحافظ أبو القاسم: وبلغني أن الكسوة إنما سميت بذلك لأن غسان قتلت بها رسل ملك الروم لما أتوا إليهم لأخذ الجزية منهم واقتسمت كسوتهم.
المصدر:
معجم البلدان(أمكنة/299)
الكنغو
بلد كبير كان يعرف باسم زائير، يقع في قلب إفريقيا، يطل منه شريط ضيق على المحيط الأطلسي، ولكن يقع معظمه في عمق القارة الإفريقية إلى الجنوب قليلا من وسطها. ويقطع خط الاستواء الجزء الشمالي منه.
تغطي إحدى أكبر مناطق الغابات المدارية المطيرة كثافة في العالم نحو ثلث مساحة جمهورية الكونغو الديمقراطية. ويجري نهر الكونغو ذو التيار الشديد والذي كان يعرف محليا باسم نهر زائير عبر الغابات، ويعدّ أحد طرق المواصلات الرئيسية في القطر. كما تعيش في جمهورية الكونغو الديمقراطية أنواع كثيرة من الحيوانات البرية.
معظم سكان جمهورية الكونغو الديمقراطية من الأفارقة السود، ويعيش معظمهم في قرى صغيرة، ويعتمدون على الزراعة في كسب عيشهم. ومدينة كنشاسا العاصمة وأكبر مدينة في البلاد.
حكم البلجيكيون جمهورية الكونغو الديمقراطية من عام 1885م إلى أن نالت استقلالها في 1960م. وقد كانت تدعى الكونغو حتى عام 1971م، حيث غيّر اسمها إلى زائير. وفي عام 1997م، أصبح اسمها الكونغو الديمقراطية، أثر الأوروبيون كثيرا في الحياة الاقتصادية والثقافية في البلاد، وبالإضافة إلى وجود فوارق شاسعة بين السكان، إلا أن البلاد تواجه مشاكل اقتصادية صعبة، بالرغم مما بذله قادة البلاد من جهد، للحد من النفوذ الأوروبي وتوحيد الشعب وتحسين الاقتصاد.
يتكون أكثر من 99% من سكان الكونغو الديمقراطية من أقوام هاجروا إلى هذه المنطقة من مناطق أخرى في إفريقيا منذ 2,000 سنة على الأقل. وفي ذلك الوقت كان يعيش في المنطقة المعروفة حاليا باسم الكونغو الديمقراطية مجموعات أخرى من الأفارقة السود بما فيهم الأقزام. ويبلغ عدد الأقزام الذين يتصفون بقصر القامة نحو 50,000 نسمة، ويقطن في الكونغو الديمقراطية أيضا نحو مليون من اللاجئين الأفارقة، أغلبهم من أنجولا وبوروندي ورواندا، هذا بالإضافة إلى نحو 50,000 أوروبي معظمهم من البلجيكيين.(أمكنة/300)
تتحدث معظم المجموعات العرقية في الكونغو الديمقراطية لهجات محلية، ويبلغ عدد اللغات المستخدمة في القطر نحو 200 لغة محلية، ينتمي معظمها إلى مجموعة لغة البانتو، وهي وثيقة الارتباط بعضها ببعض.
يتحدث معظم سكان الكونغو الديمقراطية واحدة على الأقل من اللغات الإقليمية الأربع في البلاد، وهي الكيكونجو واللنجالا والسواحيلية والتشيلوبا، أما اللغة الرسمية في البلاد فهي الفرنسية.
يعتنق حوالي 75% من الكونغوليين النصرانية، بينما تبلغ نسبة المسلمين 10% والبقية يتبعون ديانات محلية مختلفة.
تبلغ مساحة الكونغو الديمقراطية نحو 2,344,858كم². وتنقسم المناطق الطبيعية في الكونغو الديمقراطية إلى ثلاثة أنواع هي: 1- مناطق الغابات المدارية المطيرة. 2- مناطق السافانا. 3- مناطق الأراضي المرتفعة.
الزراعة والغابات: يعتمد النشاط الزراعي في الكونغو الديمقراطية علي المزارع الصغيرة، حيث تكافح الأسر الزراعية لإنتاج ما يكفي احتياجاتها الخاصة. وتشمل المحاصيل الزراعية الرئيسية الموز والكاسافا والذرة الصفراء والفول السوداني والأرز. أما المحاصيل التي تنتج للبيع، فتشمل: الكاكاو والبن والقطن والشاي. أما منتجات الغابات المدارية المطيرة، فتشمل: زيت النخيل والمطاط والأخشاب.
تنتج الكونغو الديمقراطية عددا قليلا نسبيا من السلع المصنعة، تشمل: الجعة والإسمنت والأغذية المحفوظة والمشروبات غير المسكرة والفولاذ والمنسوجات وإطارات السيارات. ومنذ الاستقلال ازدادت أهمية التصنيع في الكونغو الديمقراطية.
يمثل النحاس أهم الصادرات الكونغولية، وتشمل الصادرات الأخرى: الكوبالت والبن والماس الصناعي، وزيت النخيل، بينما تستورد الكونغو الديمقراطية الأغذية والنفط والمنسوجات والبضائع المصنعة. وتتاجر بشكل رئيسي مع أوروبا الغربية وبخاصة بلجيكا.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/301)
الكوفة
أول عاصمة إسلامية بعد خروج الخلافة من المدينة المنورة في عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. اختط المدينة وأسسها سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عام 17هـ، وكان المسلمون قد بنوا مدينة البصرة قبلها.
تقع المدينة على الضفة اليمنى لنهر الفرات الأوسط (شط الهندية القديم) شرق مدينة النجف بنحو 10 كم وغرب العاصمة بغداد بنحو 156 كم.
ترتفع المدينة عن سطح البحر بنحو 22 م ويحدها من الشمال ناحية الكفل (محافظة بابل) ومن الشرق ناحية السنية وناحية الصلاحية (محافظة الديوانية) ومن الغرب كري سعد، ومن الجنوب قضاء أبي صخير، وناحية الحيرة.
أنشئت الكوفة لتكون دار هجرة وعاصمة للمسلمين بدل المدائن أسسها سعد بن أبي وقاص سنة 17 هـ 638 م بأمر من عمر بن الخطاب، بعد أن ثبت له أن بيئة المدائن قد أثرت في صحة جند العرب، إذ كتب عمر إلى سعد، إن العرب لا يوافقهم إلا ما وافق إبلهم، وأمر قواده أن يرتادوا موضعا لا يفصله عن المدينة بحر ولا عارض، وولى التخطيط أبو الهياج عمرو بن مالك الأسدي، والذي دل سعد عليها هو (عبد المسيح بن بقيلة الغساني) وكان يقال لها (سورستان) و (خد العذراء) ، وحينما مصّرها العرب عرفت بالكوفة من التكوف (التجمع) وسميت كوفاني (المواضع المستديرة من الرمل) ، وكل أرض فيها الحصباء مع الطين والرمل تسمى (كوفة) ، وسميت (كوفان) بمعنى (البلاء والشر) أو (ما بين الدغل والقصب والخشب) وسميت كوفة الجند (لأنها أسست لتكون قاعدة عسكرية تتجمع فيها الجند) ومهما يكن فإن اسمها اسم عربي، وقيل: إن اسمها سرياني.(أمكنة/302)
وأول ما اختط في الكوفة مسجدها على بعد 5 / 1 كم من الفرات في الجهة الغربية من الكوفة وهو اليوم يتألف من أربعة جدران مدعومة بأبراج نصف دائرية يبلغ عددها 28 برجا وفي ساحته عدة مقامات منها، مقام النبي إبراهيم (ع) ، ومقام الخضر (ع) ، ومقام بيت ألطشت، ودكة القضاء، ومقام النبي (ص) ، ومقام الإمام جعفر الصادق (ع) ، ومقام آدم (ع) ، ومقام جبرائيل (ع) ، ومقام الإمام زين العابدين (ع) ، وفي صدر الجدار القبلي للمسجد يقع محراب المسجد الذي ضرب فيه الإمام (ع) وهو مزخرف بالقاشاني وفي وسطه مشبك نحاسي. وفي وسط المسجد منفذ يؤدي إلى سرداب يعرف ب (سفينة نوح أو التنور) .
ظلت الكوفة مركزا من مراكز الثقافة والعلم في القرنين الثاني والثالث الهجريين، ومشعلا حضاريا في كافة فروع العلم. نشطت الحركة الفكرية في الكوفة جنبا إلى جنب مع البصرة، فكانت ملتقى علماء اللغة والنحو وإحدى مدرستين أو مذهبين في هذا المجال عرفت بمدرسة الكوفة. وكانت من المدن التي اتخذتها الدولة الإسلامية مراكز جديدة تقيم فيها حاميات عسكرية لحماية حدود الدولة ولاستتباب الأمن، ثم تطورت هذه المدن بعد ذلك وأصبحت مراكز حضارية ومواطن لحياة مدنية نشيطة.
المصدر: موقع الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/303)
الكونغو
قطر حار رطب يقع في غربي وسط إفريقيا، يمر عبر هذا القطر خط الاستواء، وتغطي الأدغال وأشجار الكروم المتشابكة والغابات الكثيفة النصف الشمالي منه، ومعظم هذا الجزء من البلاد تعيش فيه الحيوانات.
كان الكونغو في السابق إقليما ضمن إفريقيا الاستوائية الفرنسية، وكان يسمى الكونغو الأوسط، حصل على استقلاله في عام 1960م، واسمه الرسمي جمهورية الكونغو الشعبية، وعاصمته برازافيل وهي أكبر مدنه.
تبلغ مساحة الكونغو 342.000 كم2، ويمارس نحو نصف السكان طقوسا وثنية، ويعتقدون بوجود أرواح في جميع الأشياء حتى الجمادات كالحجارة مثلا، يوجد نحو 4.500 من السكان مسلمون ومعظم البقية من النصارى.
يتمتع الكونغو بثروات طبيعية قليلة باستثناء غاباته وبعض المعادن، كما أن هناك صناعات قليلة في البلاد، ويزرع معظم الكونغوليين الموز والذرة الشامية والأرز ومحاصيل أخرى لتوفير الغذاء لأسرهم، يعد النفط أكثر المعادن قيمة في البلاد، أما المعادن الأخرى فتشمل: الغاز الطبيعي، والبوتاس، والزنك.
صادرات الكونغو الرئيسية هي: النفط والأخشاب التي تأتي من سلسلة جبال مايومب والغابات الشمالية، بينما يوجد خام النفط بالقرب من بوانت نوار.(أمكنة/304)
ربما كان جزء صغير مما يعرف حاليا بالكونغو بعضا من مملكة الكونغو التي ازدهرت خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين، ففي القرن الخامس عشر الميلادي وصل المستكشفون البرتغاليون إلى ساحل الكونغو، وفي الفترة من أواخر القرن الخامس عشر وحتى القرن التاسع عشر جلب البرتغاليون وبعض التجار الأوربيين الرقيق والعاج من طول الساحل، وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي اكتشفت الأراضي الداخلية لما يسمى الآن بالكونغو، إذ وصل المستكشف الفرنسي بيير سافورنان برازا إلى المنطقة في عام 1875م، وأبحر المستكشف البريطاني المشهور هنري مورتن ستانلي من منبع نهر الكونغو إلى مصبه عند المحيط في عامي 1876 و1877م.
وفي عام 1880م وقع برازا وماكوكو ملك الباتيكي معاهدة وضعت منطقة شمالي نهر الكونغو (زائير) تحت الحماية الفرنسية، وفي عام 1903م صارت هذه المنطقة التي تسمى الكونغو الوسطى إقليما ضمن إفريقيا الاستوائية الفرنسية، وفي 1910م ربطت المنطقة بإقليم الجابون وتشاد والأوبانجي وشاري (جمهورية إفريقيا الوسطى حاليا) .
الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/305)
الكويت
الكويت قطر عربي يقع في جنوب غربي آسيا في الطرف الشمالي للخليج العربي، ويحيط بالكويت العراق من الشمال والشرق، والمملكة العربية السعودية من الغرب والجنوب الغربي، والخليج العربي من الجنوب، ولديها ساحل طويل نسبيا يشرف على مياه الخليج العربي يبلغ طوله 193كم، ويبلغ أقصى امتداد للكويت من الشرق إلى الغرب 153كم، ومن الشمال إلى الجنوب 145كم.
تبلغ مساحة الكويت 17.818كم2، وتتكون أرضها من مناطق صحراوية، وتعد واحدة من دول العالم الرئيسية المنتجة للنفط، وتملك الكويت أكثر من عشر إجمالي الاحتياطيات النفطية المؤكدة في العالم.
بلغ عدد السكان حسب تقدير قطاع الإحصاء والمعلومات بوزارة التخطيط الكويتية في منتصف عام 1997م حوالي 1.809.270 نسمة.
الإسلام هو الدين الرسمي للدولة حيث تبلغ نسبة المسلمين نحو 92%، وتبلغ نسبة النصارى حوالي 6%، وأتباع الديانات الأخرى حوالي 2% من السكان طبقا لإحصاء عام 1980م.
تعد اللغة العربية اللغة الرسمية في الكويت، ويتحدث بها كل الكويتيين تقريبا إلى جانب السكان غير الكويتيين من المقيمين في البلاد، وتبلغ نسبة من يتحدثون العربية 78% من جملة السكان.
يعدّ النفط أهم مصادر الطاقة في الكويت، وتأتي الكويت في المرتبة الرابعة بين دول العالم الإسلامي في إنتاج النفط بعد السعودية وإيران وإندونيسيا، ويعدّ إنتاج النفط أكثر الصناعات أهمية في الكويت؛ إذ يقدم النفط والمنتجات النفطية 94.3% من جملة عائدات التصدير، وتبلغ احتياطيات النفط المؤكدة في الكويت في أوائل عام 1991م حسب تقديرات منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ما يعادل 9.4% من جملة الاحتياطي العالمي.(أمكنة/306)
لقد كانت الكويت قبل الإسلام وبعده منطقة تجوال لعدد كبير من القبائل العربية، وكان العرب يضربون الخيام فيها عدة أشهر في الواحات عندما يبدأ موسم هطول الأمطار ونمو الكلأ، وبعد انتهاء فترة الرعي يعودون من حيث أتوا، وكانت الكويت داخلة في نطاق ما يسمى بالبحرين عند ظهور الإسلام، ومن ثم فإن إسلام البحرين يعني كذلك إسلام الكويت.
وقد دارت معركة كبيرة على أرض الكويت عند بداية الفتوح الإسلامية في عهد الخليفة أبي بكر الصديق، وكانت بين المسلمين بقيادة خالد بن الوليد وبين الفرس بقيادة هرمز، وكان النصر فيها حليف المسلمين.
وقد اتخذ المسلمون الكويت في عهد الخليفة عمر بن الخطاب قاعدة انطلاق نحو السواحل الجنوبية لبلاد الفرس، وهكذا دخل الإسلام إلى الكويت وانتشر فيها تجاه الشرق إلى إيران.
المصدر: موقع الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/307)
اللاذقية
اللاذقية إحدى مدن سوريا، مساحة محافظتها 2.297كم2، وعدد سكانها 690.000 نسمة عام 1988م، أي ترتفع الكثافة إلى 300 نسمة /كم2، وهي كثافة نادرة في العالم العربي باستثناء وادي النيل والدلتا، وتقع بين خطي العرض °35 و36°، وإلى الشرق من خط الطول 35° شرقي جرينتش.
وقد أنشئ فيها مرفأ حديث عام 1956م مع حوض مساحته 145 هكتارا، ومكسر بطول 3.163 م، وأرصفة طولها 1.670م، وصوامع للغلال طاقتها 45.000 طن، كما أنشئ بها مزلقان (رصيف) لإصلاح السفن، ومنطقة حرة لتجارة الترانزيت، ويتراوح عدد السفن التي تقصده سنويا بين 1200 و1500 سفينة، ويظل الاستيراد أكثر وزنا وقيمة من الصادرات ولا سيما بعد توقف تصدير الحبوب عمليا في منتصف الستينيات من القرن العشرين.
تقوم فيها صناعة الخشب المضغوط، وصناعة أدوات الألومنيوم، والمحركات الكهربائية، وصناعة التبغ، وطحن الحبوب وصنع الرخام.
فتح العرب المسلمون اللاذقية بقيادة عبادة بن الصامت الأنصاري والي حمص سنة 17هـ - 638م، وقد سقطت بيد تانكرد الصليبي عام 1102م، واستردها صلاح الدين الأيوبي عام 1188م لأول مرة كي ينتزعها السلطان قلاوون لآخر مرة من أيدي الصليبيين، واشتهرت بتجارتها النشطة مع قبرص ومصر.
ومن آثار اللاذقية الأكروبول، كما لا تزال الأعمدة الأربعة من بقايا معبد باخوس قائمة، وكذلك القلعتان الصليبيتان في شمال شرقي جامع المغربي فوق التل المشرف على المدينة، وقد أقيم فيها متحف يضم معظم آثار المنطقة التي تمثل مختلف العهود التي تعاقبت عليها.
المصدر: موقع الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/308)
الله أباد
الله أباد مدينة كبرى بولاية أتربرادش في شمالي الهند، تقع عند ملتقى نهري الجانج وجمنة، وعند تقاطع الطريق الرئيسي مع السكك الحديدية التي تربط بين دلهي وكلكتا وبومباي، وهي مكونة من مدينتين في مدينة واحدة، تتكون المدينة الهندية الأصلية القديمة من منازل مكدسة محشورة في بعضها ذات أزقة ضيقة، أما المدينة العصرية التي ما زالت تتسع فقد بنيت على نمط متشابك، وقد تم تخطيط المدينة أواخر القرن التاسع عشر الميلادي فوق أراض انتزعها البريطانيون من الهنود بعد حروب استقلال الهند عام (1857م) .
وتعد المدينة مركزا تجاريا للمناطق الزراعية المحيطة بها، وتضمّ أيضا عددا من الصناعات الخفيفة، وتعدّ أيضا المركز الإداري لمقاطعة الله أباد، وهي أيضا منطقة تشريعية تعليمية ومركز مهم للنشاطات القانونية، وبها صناعة الصحف والنشر والطباعة ومحطة للإذاعة، وكلها مجندة لخدمة المدينة والمناطق المحيطة بها.
خلال الفترة الواقعة بين عامي 1739 و1797م حكم المنطقة عدد من الحكام وذلك نتيجة الصراع على السلطة بين المغول المارثاس حكام أوده ومجموعة شرقي الهند، وانتعشت الله أباد في عهد أورنكزيب الذي أدخل إصلاحات اقتصادية كبيرة وفتح المدارس وشيد المساجد ودور العجزة، وفي عهد الإمبراطور ناصر الدين محمد شاه عمّ مدينة الله أباد الخراب على أيدي السّيخ والهندوس بمعاونة الإنجليز، وكان ذلك نذيرا بسقوط الإمبراطورية المغولية كلّها.
شارك مسلمو الله أباد تحت قيادة فتح الله خان الملقب بالسلطان تيبو في المعركة التي دارت بين المسلمين والإنجليز عام 1214هـ - 1799م، وقتل السلطان تيبو في تلك المعركة، فوقف القائد الإنجليزي على جثته بعد المعركة وقال: اليوم الهند لنا، وأخيرا استطاعت مجموعة شرقي الهند أن تحتل مدينة الله أباد كميناء نهري وآلت إلى البريطانيين عام 1801م.(أمكنة/309)
أعيد ترميم قلعة الإمبراطور أكبر على الطراز الأوروبي كمستودع للأسلحة، وأصبحت بذلك قاعدة ساعدت البريطانيين على التقدم إلى جمنة وأكرا ودلهي، ومنذ عام 1836م أصبحت الله أباد جزءا من المقاطعة التي كانت تحكم من أكرا.
وعندما انطلقت الانتفاضات ضد الحكم الإنجليزي في أتربراديش عام 1274هـ - 1857م كان لمسلمي الله أباد دور بارز في قيادة الهجمات ضد الإنجليز.
وفي أواخر القرن التاسع عشر شيّد البريطانيون مدينة الله أباد العصرية في موقع شمالي المدينة الهندية القديمة، وجعلوا منها مركزا مهما للسكك الحديدية، وأسست جامعة الله أباد عام 1305هـ - 1887م وأصبحت بذلك مركزا ثقافيا يجتذب الطلاب من مناطق بعيدة مثل: كشمير والبنغال وغوجارات.
وفي أوائل القرن العشرين أصبحت الله أباد مركزا للقومية الهندية، وقد عقدت أول جلسة للمؤتمر القومي الهندي بهذه المدينة عام 1303هـ - 1885م.
وفي عام 1349هـ - 1930م عقد اجتماع الرابطة الإسلامية في الله أباد، وألقى محمد إقبال أول بيان عبّر فيه عن مشاعر مسلمي الهند بتكوين دولة خاصة لهم في الهند.
موقع الموسوعة العربية العالمية(أمكنة/310)
المجر
المجر دولة أوروبية صغيرة، داخلية بدون سواحل، وتسمى عادة هنغاريا. ويعيش نحو خمس السكان في بودابست العاصمة، وهي أكبر مدينة مجرية. تنتشر السهول في الجزء الغربي من البلاد. وتعد خصوبة التربة، وصلاحية المناخ للزراعة من أهم موارد الدولة الطبيعية.
السطح: معظم أراضي المجر منخفضة، ويقع نحو ثلثي البلاد على ارتفاع أقل من 198م فوق سطح البحر. كل المناطق الشرقية سهلية، ماعدا بعض الجبال المنخفضة في الشمال. أعلى منطقة في المجر جبل كاكس 1,015م فوق سطح الأرض. أما غربي المجر فيتكون من تلال وجبال منخفضة. أطول أنهار المجر التيزا، الذي يبلغ طوله 579كم، ويجري من الشمال إلى الجنوب في المنطقة الشرقية من البلاد. وهو أحد روافد نهر الدانوب، الذي يجري في سبع دول أوروبية، منها المجر. ويستخدم نهر الدانوب وسيلة نقل تجارية مهمة داخليا، بين المجر والدول المجاورة. وبحيرة بالاتون المجرية، أكبر بحيرة في وسط أوروبا.
الأقاليم الجغرافية. يوجد في المجر أربعة أقاليم جغرافية هي: 1- السهل الكبير، 2- إقليم عبر الدانوب، 3- السهل الصغير، 4- المرتفعات الشمالية.
المناخ: يختلف المناخ قليلا في المجر؛ وذلك لصغر الدولة وعدم وجود اختلافات كبيرة في السطح. يسود في المجر شتاء بارد، وصيف حار، ومعدّل درجة الحرارة في يناير حوالي -2°م، وفي يوليو حوالي 21°م. ويهطل على المجر حوالي 60 سم من الأمطار والثلوج سنويا، وأكثر الشهور رطوبة: مايو ويونيو ويوليو.
السكان: يبلغ عدد سكان المجر نحو 9,940,000 نسمة. ومنذ أواخر الأربعينيات من القرن العشرين الميلادي، ظهرت مشكلة هجرة السكان من الريف إلى المدينة؛ للعمل في قطاع الصناعة النامي. ويعيش نحو 63% من السكان في المدن، منهم 1,995,696 في بودابست العاصمة. ويوجد في المجر مدينتا دبرسن، ومسكولك عدد سكانهما أكثر من 200,000 نسمة.(أمكنة/311)