يعني الإيمان لأنه سيأتي الكلام في معناهما إذا اجتمعا أو إذا تفرقا و تجده مثلاً يقول باب محبة الرسول ? من الإيمان " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده و ولده و الناس أجمعين " حديث أنس عند البخاري و لذلك فإن الإيمان يزيد و ينقص؛ لأن الأعمال تزيد و تنقص و دل على ذلك الكتاب العزيز قال عز و جل: (????•??? ???????? ?????????? ??????????? ????????????? ?????)، قال: (??????????? ???????????? ????????? ????? ???????????? ??????????? ????)، و قال عز و جل: (?•????? ????????? ?????????? ????????????? ????????? ?????? ??????????????? ????? ?•????? ????????? ??? ?????????? ????•? ????????????? ??????? ?????? ?????????? ?????????? ?????? ?????????? ?????) فهذا مما يدل على مذهب السلف ويؤكده و يحققه يبقى بعد ذلك مسألة و هي ما العلاقة بين الإيمان و الإسلام؟
تقدم أن الإسلام هو المرتبة الأولى من مراتب الدين يليه الإيمان فهو أعلى منه و يليهما الإحسان و هو أعلى من الاثنين كما سيأتي إن شاء الله تعالى الإسلام من العلماء من فسّر الإسلام بالإيمان و قال: إنهما مترادفان (????????????? ??? ????? ?????? ???? ??????????????? ???? ????? ????????? ?????? ?????? ?????? ????? ??????????????? ????) و قال: لما سئل الرسول ? عن الإيمان قال: لما سأله وفد عبد قيس كما في البخاري: أخبرنا عن الإيمان. فقال عليه الصلاة و السلام: " آمركم بالإيمان بالله وحده. أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ أن تشهدوا أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله، و تقيموا الصلاة، و تؤتوا الزكاة، وتؤدوا الخمس من المغنم " و مرة فسر الإسلام بأنه شهادة أن لا إله إلا الله " بني الإسلام على خمس .. " و ذكرها. فقالوا: هما بمعنى واحد. هذا قول و قول آخر أن لهما معنيين مختلفين و هذا هو الصحيح الأقرب إلى الأدلة و لذلك جاءت الأدلة بالتفريق بينهما، و منهم من جمع و قال: إنهما إذا افترقا اجتمعا و إذا اجتمعا افترقا، و هذا الثالث هو الصحيح يعني ليسا مفترقين على كل حال بل الراجح هو القول الثالث و هو أنهما إذا ذكرا جميعاً افترق معناهما و إذا ذكر أحدهما دخل فيه الآخر فإذا أفرد أحدهما بالذكر دخل الآخر معه و لابد، فمثلاً في قوله عز و جل: (??????????? ????????? ?????????? ??????????? ??? ?????????? ????????) هل المراد مجرد الإسلام أو و الإيمان؟ و الإيمان و إذا قال الله عز و جل: (??????????? ????????? ??????????? ?????????? ?????? ????????????) هل المراد مجرد الإيمان أو مع الإسلام؟ مع الإسلام فإذا أطلق أحدهما دل على الإسلام الظاهر و الإيمان الباطن يعني الانقياد الظاهر و الباطن و دخل فيه إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، و دخل فيه أيضاً الإيمان بالله، و ملائكته، و كتبه و رسله إذا أطلق الإسلام و كذلك إذا أطلق الإيمان شمل المعنيين الظاهر و الباطن لذلك الرسول ? تارة فسره بالظاهر كما في حديث ابن عمر " بني الإسلام على خمس " و تارة بالباطن كما في حديث وفد عبد قيس فسر الإيمان بأركان الإسلام أما إذا اجتمعا في الذكر افترقا في المعنى هذا هو الصحيح إذا اجتمعا ذكراً حُمل الإسلام على الانقياد الظاهر و الإيمان على التسليم الباطن يعني الإسلام على إقام الصلاة و الأمور الظاهرة و الإيمان على الإقرار الباطن أن تؤمن بالله و ملائكته مع أنه يدخل فيه هذا إذا اجتمعا ذكرا فهما من الألفاظ المتقاربة كما يقال في الفقير و المسكين، و البر و التقوى، و الإثم والعدوان، و الفسوق والعصيان كلها من الألفاظ المتقاربة التي إذا اجتمعا افترقا و إذا افترقا اجتمعا هكذا أيضاً الإسلام و الإيمان و الدليل على هذا الذي ذكرناه ما تقدم من حديث وفد عبد قيس، و كذلك الدليل على أنهما إذا اجتمعا افترقا قوله عز و جل: (??????? ??????????? ?•?????? ? ??? ???? ??????????? ???????? ????????? ??????????? ??????? ???????? ?????????? ??? ??????????? ? ????? ?????????? ???? ???????????? ?? ????????? ????? ????????????? ???????) فدل على أن لهما معنيين إذا اجتمعا و كذلك في الصحيح صحيح البخاري من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه و أرضاه قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/421)
أعطى رسول الله ? أناساً و سعد جالس و ترك رجلاً لم يعطه فقلت: يا رسول الله ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمناً، فقال ?: أو مسلماً، قال: فسكت ثم غلبني ما أظن في الرجل أو كما قال فعدت إلى مقالتي فقلت: ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا، فقال: أو مسلما ـ يعني قل مسلما لأن الإيمان أعلى درجة من الإسلام ـ ثم قال: يا سعد و الذي نفسي بيده إني لأعطي الرجل و غيره أحب إلي مخافة أن يكبه الله على وجهه في النار " فدل على أن لهما معنيين إذا اجتمعا في الذكر، و أما قوله عز و جل يعني ما استدل به القائلون بالتفريق و هو قوله عز و جل: (????????????? ??? ????? ?????? ???? ??????????????? ???? ????? ????????? ?????? ?????? ?????? ????? ??????????????? ????) هذا استدل به من قال: أنهما مترادفان نقول: لا يلزم لأن أهل لوط اجتمع فيهم الإسلام و الإيمان فمرة وصفهم بالإسلام الظاهر و مرة بالإيمان الباطن و هذا هو الصحيح لكن ينبغي أن يُعلم أنه ليس المراد أن كل من أسلم ظاهراً فهو مسلم و إن كان في الباطن منافقاً لا ليس المراد هذا و إنما المراد أن الإسلام هو الانقياد الظاهر الحقيقي و لو لم يكن في القلب ذلك الإيمان و اليقين القوي و لابد من وجوده أصلاً لأنه لو لم يكن إيماناً نهائياً لكان منافقاً لا ينفعه ذلك لكن يوجد قليل من الإيمان و لو مثقال ذرة أو حبة فإذا زاد الإيمان ارتقى إلى مرحلة الإيمان يعني زاد عن الإسلام و لهذا قال:
و هو ـ أي الإيمان ـ بضع و سبعون شعبة: الشعبة معناها الفرقة أو الجزء أو القطعة يقال تشعب أي تجزأ كما قال:
و إذا القلوب إذا تنافر ودها مثل الزجاجة كسرها لا يُشعب
أي لا يجمع حتى يكون قطعة واحدة و منه تشعب كذا أي تجزأ.
قال: بضع و سبعون شعبة: و كل شعبة يدخل تحتها خصال لأن خصال الإيمان كثيرة فللإيمان خصال كما أن للكفر خصال كل حسنة من خصال الإيمان و كل سيئة من خصال الكفر و النفاق عياذاً بالله كما قال: " من كان فيه واحدة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها " ثم عدها و ذكرها.
قال: و هو بضع و سبعون شعبة: البضع: أصل البضعة هي القطعة كما في الحديث " لا إنما هو بضعة منك " و قال ?: " فاطمة بضعة مني " و هو بضع يعني جزء و سبعون شعبة و البضع يطلق على العدد من الثلاثة إلى العشرة، و قيل إلى التسعة و هذا ليس الجهل من الراوي بل هكذا وردت عن رسول الله ? على الصحيح و هناك روايتان رواية البخاري " بضع و ستون شعبة " و رواية مسلم " بضع و ستون أو بضع و سبعون " على التردد و وقع رواية صحيحة في السنن " بضع و سبعون شعبة " منهم من رجح الأقل لأنه المتيقن كما يشير إليه صنع البخاري و منهم من رجح الأكثر لأن فيه زيادة علم و الزيادة من الثقة مقبولة على كل حال الإيمان كما ذكر الرسول ? بضع و سبعون شعبة أو بضع و ستون شعبة و قد تكلف كما يقول الإمام ابن حجر بل كما يقول عياض بن موسى اليحصبي تكلف بعضهم في عدها و في حصرها و ليس ذلك بلازم يعني لا يدل أن ما ذكره البخاري من شعب الإيمان أن هذه هي شعب الإيمان لا تزيد و لا تنقص أو كما ذكره غيره، لا و إنما هذا اجتهاد من هذا الجامع لكن المؤكد أنها ترجع إلى أركان الإيمان الثلاثة أو الستة ترجع إلى ماهية الإيمان ترجع إلى أعمال القلب و أعمال اللسان و أعمال البدن فأعمال القلب هي الاعتقادات و الإرادات التي ترد على القلب هذه هي الخصال أو الشعب المتعلقة بالقلب مثل الهم بفعل الحسنة، و مثل اعتقاد تنزيه الله عز و جل و تعظيم المولى سبحانه و تعالى و ما أشبه ذلك، الخوف من الله المحبة هذه كلها من أفعال القلب و منها ما يرجع إلى اللسان مثل قول لا إله إلا الله، و مثل قراءة القرآن، و مثل الاستغفار، و مثل الأمر بالمعروف و منها ما يرجع إلى البدن مثل فعل الخيرات و ترك المنكرات، و الصلاة و الزكاة و كل ما يرجع إلى البدن فكلها إما راجعة إلى القلب أو اللسان أو إلى الجوارح و البدن كل هذه الخصال المذكورة و الخصال كثيرة؛ لأن كل خصلة كما ذكرت كل شعبة تنتظم خصالاً كثيرة من خصال الإيمان و لهذا ذكر البخاري عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلى عدي بن عدي عامله أظن على المدينة قال: أما بعد فإن للإيمان فرائض و شرائع و حدوداً و سنناً فإن عشت فسأبينها لكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/422)
حتى تعملوا بها، فإن مت فما أنا على صحبتكم بحريص. و أيضاً ذكر البخاري عن عمار بن ياسر رضي الله عنه و أرضاه أنه قال: ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان الإنصاف من نفسك، و الإنفاق على الإقتار، و بذل السلام للعالم. و لا يخفى حديث الرسول ?: " من أحب في الله، و أبغض في الله، و أعطى لله، ومنع لله فقد استكمل الإيمان " لأن معظم أفعال الخير و ترك الشر راجع إلى الحب في الله و البغض في الله و أحاديث ذلك كثيرة.
قال: بضع و سبعون شعبة، فأعلاها قول لا إله إلا الله: سبق أنها من أركان الإسلام و هي أيضاً من الإيمان كما ذكر و كما بينا الاصطلاح الصحيح أنهما إذا افترقا اجتمعا و إذا اجتمعا افترقا فأعلاها قول لا إله إلا الله يعني أعلى الإيمان التوحيد.
و أدناها إماطة الأذى عن الطريق، و الحياء شعبة من الإيمان: فمثّل للإيمان بهذه يعني مثل لكل ركن من أركانه بخصلة فلا إله إلا الله ترجع إلى قول اللسان و إماطة الأذى ترجع إلى عمل الأركان و الحياء يرجع إلى عمل القلب و لهذا كما في البخاري مر الرسول ? على رجل يعظ أخاه في الحياء فقال: " دعه فإن الحياء لا يأتي إلا بخير " "و الحياء من الإيمان " كما ورد أيضا و لهذا استدل البخاري على أن الحياء من الإيمان فمثّل لكل ركن بخصلة من خصاله لبيان أنه اعتقاد أو عمل القلب، و عمل الجوارح، و قول اللسان، فأعلاها قول لا إله إلا الله قول لا إله إلا الله يعني التوحيد هو أعلى الإيمان تحقيق التوحيد، و أدناها إماطة الأذى عن الطريق يعني من أدنى خصال الإيمان أعلاها الإحسان مع الله و أدناها الإحسان مع الناس بل مع البهائم، و هناك خصال بين هذه و هذه خصال تقترب من العليا، و خصال تقترب من الدنيا، و خصال بين بين و هذا ما يدلنا على أن الإيمان يزيد و ينقص فتارة يزيد الإيمان بحسب تحقيق التوحيد حتى يكون في قلب صاحبه كالشمس الساطعة تحرق كل ما يقوم فيه من الشبهات و الشهوات نسأل الله لنا و لكم من فضله و إحسانه، و منهم من يبلغ الإيمان في قلبه كالكوكب الدري، و منهم كالمشعل العظيم، ومنهم كالسراج الوهاج، و منهم كالسراج الضعيف، و منهم كالشمعة الضعيفة، و منهم كالذرة و الخردلة و ليس وراء ذلك من الإيمان شيء إلا الكفر و النفاق و العياذ بالله فهو درجات و أقسام و خصال كما ذكر رسول الله عليه الصلاة و السلام، ومن الخصال من يزول الإيمان بزواله بالكلية بالإجماع مثل لا إله إلا الله من عدمت منه فقد عدم الإيمان بلا خلاف و منها من لا يزول الإيمان بزوالها بإجماع مثل إماطة الأذى عن الطريق، و منها ما هو مختلف فيه مثل الصلاة و بعض مسائل الحكم بغير ما أنزل الله و غير ذلك يعني منها ما يتأكد زواله، و منها ما لا يتأكد و المسألة تحتمل تفصيلاً كثيراً و خصال الإيمان كثيرة كل عمل من أعمال الطاعة راجع إلى شعبة من شعب الإيمان فأعلاها قول لا إله إلا الله، و أدناها إماطة الأذى عن الطريق، و الحياء شعبة من الإيمان يعني شعبة كاملة.
لماذا كان الحياء شعبة؟
الحياء يعرفونه بأنه خلق باطني يبعث على فعل ما يزين و ترك ما يشين يبعث على فعل المليح و ترك القبيح و الحياء لا يكون حياء إلا إذا استحيا العبد من حسيبه و رقيبه قبل أن يستحييَ من الإنسان الذي هو مثله فالحياء من الله و الحياء من الناس شعبة من الإيمان كما قال ?: " إن الحياء لا يأتي إلا بخير " و لماذا كان شعبة من الإيمان؟
لأن الحياء إذا تحقق في القلب حمل على ترك كل القبائح و الإيمان عبارة عن فعل أو ترك فإذا حمله هذا الحياء على الترك فقد استكمل جزءاً كبيراً و شعبة عظيمة من الإيمان و هو خلق باطني من أفعال القلوب و أفعال القلوب كثيرة و إذا عرفت هذا فإن كثيراً من الناس حريص على تحقيق الخصال الظاهرة و يغيب عنه تحقيق الخصال الباطنة و ليعلم المسلم بأن هذا مطلوب و هذا مطلوب و هذا من السنة وهذا من السنة بل قد يكون لفعل القلوب أعظم مما لفعل الأبدان الظاهرة و الجميع مطلوب و لا يتهاون في شيء منه فكما إن اللحية من الإسلام و الإيمان و هي مطلوبة و لا يقبل بحال أن يتنقص منها و لا أن يهون من أمرها و كما أن الثوب كذلك مطلوب اتباع السنة فيه و هو من الإسلام و الإيمان و كما أن الشعر كذلك و كما أن البشرة كذلك و كما أن الظفر كذلك و كما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/423)
أن الظاهر أيضاً فكذلك أعمال القلوب ينبغي أن لا يتهاون فيها العبد بل إن من أعمال القلوب ما ذكر عليه الصلاة و السلام: " إن منها ما يحلق الحسنات حلقاً و يحصدها حصداً و يحرقها حرقاً فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب " و هو من أعمال القلوب و عن البغضاء بين المسلمين يقول فيها ?: " هي الحالقة، قال: لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين " إن بعض الحريصين على الخير و السنة يغيب عنه هذا المفهوم و يحقق الإيمان في الظاهر و لكن يغيب عنه تحقيقه في الباطن وقد يظن في شيء خلاف ما ينبغي أن يكون عليه و يتساهل في البغضاء بين المسلمين لأمر موهوم أو لأمر مظنون أو لأمر مرجوح فتجده يمشي أحياناً بالعداوة و البغضاء بين المسلمين بل خاصة المسلمين فيما يستحق و فيما لا يستحق و فيما يستاهل و فيما لا يستاهل و فيما ينبغي و فيما لا ينبغي و تراه يصل إلى درجة الغيبة و النميمة و قطع ذات البين و إفسادها من حيث يريد الإصلاح:
رام نفعاً فضر من غير قصد و من البر ما يكون عقوقا
فينبغي الانتباه لهذا الأمر غاية الانتباه نسأل الله التوفيق لنا و لكم و الهداية إلى سواء السبيل.
ثم قال عليه رحمة الله قال: و أركانه ستة: أن تؤمن بالله، و ملائكته، و كتبه، و رسله، و اليوم الآخر، و تؤمن بالقدر خيره و شره) أركان الإيمان هذه المذكورة ستة أركان يعني ستة عُمد لا يقوم الإيمان إلا عليها و بها كما إن الإسلام لا يقوم إلا على الخمس المذكورة و إلا فالخصال كثيرة و الشعب عديدة لكن الأركان ستة كما ذكرها الله سبحانه و تعالى في بعض الآيات.
قال: أن تؤمن بالله: تؤمن بالله أي تؤمن بوجود الله و بوحدانية الله و بتنزه الله و كمال الله و جمال الله و عظمة الله و بهاءه، و نفي كل النقائص و العيوب عن رب العالمين سبحانه و تعالى، تؤمن بأنه واحد أحد في ذاته و في صفاته و في أسمائه لا سمي له و في صفاته لا شريك له و لا ند له و لا مثيل و في أفعاله أيضاً لا ند له و لا ضد، تؤمن بذلك كله على النحو الذي فصلناه في أقسام التوحيد فلا نكرر ما قلنا لئلا نطيل.
و ملائكته: هذا أيضاً من الأركان هنا فسر الإيمان بالأعمال الباطنة يعني الإيمان بالمُغيبات التي لا نشاهدها و لا تقع تحت الحس، الملائكة هم عباد الله لا يعصونه ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون هم مخلوقات نورانية خلقها الله عز و جل لطاعته و وكل بها أقطار الكون فمنهم ما هو موكل بالنبات، و منهم من هو موكل بالقطر، و منهم من أوكل إليه الوحي، و منهم البعث، و منهم الريح، و منهم و منهم و منهم خازن جهنم خزنة النار و منهم خزنة الجنة و منهم و منهم إلى غير ذلك من أنواع الملائكة كما قال الله سبحانه و تعالى: (?????????????? ????? ??? ????????•?????? ??????? ??? ??????????????? ?•????? ???)، و كما قال الله عز و جل: (??????????????? ??????? ???) إلى غير ذلك، كما قال: (????????????????? ??????? ???) فسرها كثير بأنهم الملائكة فلكل منهم وظيفة و مهمة في هذا الكون و كلهم (???? ??????? ??????????? ???? ?? ?????????????? ???????????? ????? ??????????? ??????????? ???? ???????? ??? ?????? ??????????? ????? ?????????? ???? ??????????? ???? ?????? ?????????? ????? ????? ??????????? ??????????? ????)
و الإيمان بالملائكة على نحوين: إيمان مجمل، و إيمان مفصل الإجمال أن تؤمن أن لله ملائكة لا يعصون الله ما أمرهم هذا الإجمال في المجمل منهم و التفصيل في المفصل يعني تؤمن فيمن عيّن منهم جبريل و أنه الموكّل مثلاً بالوحي.
ـ[العفالقي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 10:38 ص]ـ
شرح ثلاثة الأصول
لشيخ الإسلام الإمام المجدد
محمد بن عبد الوهاب
- رحمه الله تعالى -
للشيخ: محمد الفراج
- غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين -
(الشريط الرابع)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/424)
و أن يقضي حق العلم بالترفع عن ذلك كله، و أن تكون غايته ابتغاء وجه الله يسمو عن الجواذب الأرضية و المقاصد الترابية و الأمور الدنيوية و الأهداف المعيشية و أن يكون هدفه لله و بالله عز و جل (??????? ??????? ???? ???? ????????? ???????????????? ?)، و ما أحسن ما تلفظ به أبو بكر الجرجاني الفقيه الشافعي المعروف من حكم و درر لما لاموه على أن لم يأخذ مكانه لدى المواكب و المراكب و الوجهاء والسلاطين وهو العالم المعروف و كيف يعتزل و أنه رجل منقبض و غير ذلك ففاه بأبيات كلها حكمة يقول:
يقولون لي فيك انقباض و إنما رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما
أرى الناس من داناهم هان عندهم و من أكرمته عزة النفس أُكرما
و لم أقض حق العلم إن كان كلما بدا مطمع صيرته لي سلما
و لم أبتذل في خدمة العلم مهجتي لأخدم من لاقيت لكن لأُخدما
أأشقى به غرساً و أجنيه ذلة إذاً فاتباع الجهل قد كان أحزما
فإن قلت زند العلم كاب فإنما كبا حين لم نحرس حماه و أظلما
و لو أن أهل العلم صانوه صانهم و لو عظموه في النفوس لعُظما
و لكن أهانوه فهان و دنسوا محياه بالأطماع حتى تجهما
و إني إذا ما فاتني الأمر لم أبت أقلب كفي إثره متندما
و لكنه إن جاء عفواً قبلته و إن مال لم أتبعه هلاّ و ليتما
و ما زلت منحازاً بعرضي جانباً عن الذل اعتد الصيانة مغنما
إذا قيل هذا منهل قلت قد أرى و لكن نفس الحر تحتمل الظما
يجنبها عن بعض ما لا يشينها مخافة أقوال العدا فيما أو لما
و كم طالب رقي بنعماه لم يصل إليه و إن كان الرئيس المعظما
و كم نعمة باتت على الحر نقمة و كم مغنم يعتده الحر مغرما
فأصبحت عن عيب اللئيم مسلَّما و قد رحت في نفس الكريم مُكرما
و أكرم نفسي أن أضاحك عابساً و أن أتلقى بالمديح مُذمما
و ما كل برق لاح لي يستفزني و لا كل من لاقيت أرضاه منعما
ولكن إذا ما اضطرني الأمر لم أزل أقلب فكري مُنجداً ثم مُتهِما
إلى أن أرى ما لا أغص بذكره إذا قلت قد أسدى علي و أنعما
فهذه كما ترى تدل على عزة في النفس و شموخ من طالب العلم و قيامه بحق العلم و ترفعه عن المساومة و أمور الدنيا التي ـ و الله المستعان ـ أذهبت رونق العلم و كبت بزنده كما ذكر عليه رحمة الله و جعلت العلماء أو كثيراً من العلماء في مختلف الأزمان و الأعصار و الأماكن جعلتهم عبيداً للقمة و عبيداً للكبراء و جبناء عن القيام بواجب العلم و القيام لله سبحانه و تعالى بحجته و إن كانت لا تخلو الأرض في كل مكان و في كل زمان ـ بحمد الله ـ لا تخلو من علماء ربانيين مخلصين، بالمعروف آمرين، لا يجارون و لا يحابون و لا يدارون، و لا يراعون في ذلك صغيراً و لا كبيراً فنسأل الله أن يبارك فيهم و أن يحفظ هؤلاء و أن ينفع بهم البلاد و العباد.
(??????????? ?????????? ????????? ???????????? ? ?? ??????? ???? ???? ??????????? ???????????)
(????????? ????????????): أي بالعدل هذه حال، قائماً بالقسط أي بالعدل، القسط هو العدل يقال القسط و القسطاس و الكل بمعنى العدل.
(?? ??????? ???? ???? ??????????? ???????????) تأكيد لما سبق أنه لا إله إلا هو سبحانه، من صفاته القيام بالقسط و العدل كما جاء في الحديث الصحيح عند مسلم و غيره: " إن ربنا لا ينام و لا ينبغي له أن ينام، يرفع القسط و يخفضه، يرفع إليه عمل النهار قبل عمل الليل، و عمل الليل قبل عمل النهار ـ يخفض القسط و يرفعه ـ حجابه النور لو كشفه لأحرقت سُبُحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه " و أعدل العدل التوحيد أقسط القسط التوحيد و أعدل العدل التوحيد و لذلك قال: (قائماً بالقسط) ليه هنا ذكر القسط؟ لأن العدل التوحيد القسط هو التوحيد معنى العدل ايش؟ أن تضع الأمر في نصابه يعني تعطي الحق للمظلوم يعني تعيد الحق إلى نصابه هذا هو العدل حتى تعتدل كفة الميزان، أعدل العدل هو التوحيد تضع العبادة في مكانها الصحيح كما أن أظلم الظلم هو الشرك (???? ?????????? ???????? ???????) و لهذا قال: (????????? ???????????? ?) فالقسط و العدل و السواء هو الحق و أعظمه التوحيد و لهذا قال عز و جل: (???? ?????????? ??????????? ??????????? ?????? ???????? ????????) عدل يعني (????????? ???????????? ???? ???????? ???? ???? ???? ???????? ????? ???????).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/425)
قال: و معناها: يعني معنى شهادة أن لا إله إلا الله.
لا معبود بحق إلا الله: معنى الشهادة لا معبود بحق إلا الله هذا هو الصحيح لأن الشهادة تفسر بالألوهية مطابقة و الربوبية تضمنا و لهذا يقال توحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية و توحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية فإذا قلت: لا إله إلا الله أي لا مألوه إلا الله يعني لا معبود. (إله) سبق أن قلت لكم إله من الأله أو الوله و هو شدة الحب لاه ابن عمك.
لا أفضلت في نسب عني و لا كنت دياني فتهجوني
الوله شدة التعلق و أعظمه ينبغي أن يكون لله عز و جل. إله على وزن فِعَال بمعنى مفعول مألوه مثل ما تقول كتاب بمعنى مكتوب إله بمعنى مألوه من تألهه القلوب و تتوجه إليه محبة و تعظيماً وانقياداً فلا إله إلا الله هذه تفسر في الألوهية لا معبود بحق إلا الله لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله لأن المعبودات كثيرة فهناك عبد الدرهم و الدينار و الخميصة و الخميلة و المنصب و الجاه و السلطان و الكرسي و الهوى (???????????? ???? ???????? ?????????? ???????)، و هناك من يعبد العظماء كما قال الله عز و جل: (??????????? ????????????? ??????????????? ?????????? ???? ????? ????)، و هناك من يعبد الشجر و المدر و الحجر و البشر و الجن و الإنس إلى غير ذلك لكن مَن الإله الحق المستحق للعبادة؟ هو الله عز و جل، ليه؟ لأنه هو الخالق الرازق فإذا كان الخالق الرازق فينبغي أن يكون هو المعبود أيضاً يعني إذا كان هو الواحد في الربوبية ينبغي أن يكون الواحد في الألوهية لا معبود بحق إلا الله و أما أهل البدع و الكلام و الفلسفة و المنطق و التصوف إلى زماننا فهم يفسرون لا إله إلا الله خالق إلا الله يفسرونها بالربوبية و إلا الألوهية؟ الربوبية و هذا خطأ أما أهل الحق فإنهم يفسرونها بالألوهية المتضمن للربوبية لا إله إلا الله أي لا معبود إلا الله و يتضمن ذلك لا خالق إلا الله لأن من دخل في دائرة الألوهية فقد دخل حتماً في دائرة الربوبية أما من دخل في الربوبية فقد يدخل في الألوهية و قد لا يدخل و لذلك أبو جهل و أبو لهب و أضرابهما آمنوا أنه لا خالق إلا الله يعني دخلوا الدائرة الواسعة لكن هل آمنوا أنه لا معبود إلا الله و لذلك مثلاً يصح أن تقول: إذا كنت مثلاً في السويدي فأنا جزماً في الرياض و إلا لا، لكن لو كنت في الرياض قد تكون في السويدي و قد تكون خارج السويدي هكذا دائرة الألوهية أضيق، من دخل الألوهية حتماً دخل الربوبية يعني من آمن أنه لا يعبد إلا الله آمن جزماً و حتماً أنه لا خالق إلا الله و هذا معنى قولنا إن الألوهية متضمن للربوبية و لا عكس الربوبية لا يتضمن الألوهية و لذلك أهل البدع و المنطق و الفلسفة و التصوف إلى زماننا و منهم الأشاعرة في فروعهم و المتكلمة هؤلاء المتكلمون الصفاتيون و الجهمية الخلص أو الجهمية الصفاتية هؤلاء يفسرون لا إله إلا الله بمعنى لا خالق إلا الله حتى الدعوات المتأثرة بالتصوف التي تجوب العالم كله وقف واحد منهم يفسر لا إله إلا الله كما حكى لي أحد طلبة العلم قال: أي لا خالق إلا الله هذا تأثر بهؤلاء المتصوفة هذا حق، لكن ليس هذا معناها لا معبود بحق إلا الله تفسر بالألوهية ما الدليل؟ لأن لا إله يعني لا مألوه و المألوه هو المعبود خذها من إله، و قد فقه هذا المشركون أكثر من بعض المسلمين اليوم و لذلك المشركون هل كانوا ينازعون أنه لا رب إلا الله؟ لا هل كانوا ينازعون أنه لا خالق إلا الله (??????? ??????????? ??•? ?????? ????????????? ?????????? ??????????? ???? ?) وغير ذلك مما ذكر الله سبحانه و تعالى عنهم لكن لما قال الرسول ?: " قولوا كلمة إن قلتموها دانت لكم العرب و ملكتم بها العجم " قالوا: و بك عشر كلمات، قال: قولوا لا إله إلا الله، قالوا: لا. (???????? ?????????? ???????? ???????? ?) لو كانوا يعرفون لا إله إلا الله لا خالق إلا الله هل كانوا يستنكفون عن قولها؟ لا لكن يعرفون أنه لا مألوه إلا الله فلذلك تكبروا عنها (????•??? ????????? ????? ????? ?????? ?? ??????? ???? ????) (??????????? ?•????? ????????????? ????????????) لاحظ في الألوهية كل الكلام يعني يعرفون أنهم لن يدعوا لات و لا عزى و لن يذبحوا لها و
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/426)
لن ينذروا لها ... الخ فهذا هو معناها لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله و يتضمن هذا لا خالق إلا الله ـ واضح، إذن هذا معناها لا معبود بحق إلا الله ـ و هي ذات ركنين نفي و إثبات، سلب و إيجاب (لا إله) نفي (إلا الله) إثبات.
(لا إله) نفي لجميع ما يعبد من دون الله و لهذا قال:
(لا إله نافياً جميع ما يعبد من دون الله) هذا هو الركن الأول.
(إلا الله) مثبتاً العبادة لله وحده لا شريك في عبادته، كما أنه لا شريك له في ملكه يعني كما أنه الرب الواحد في الربوبية فهو الواحد بالألوهية و التفريق بينهما تفريق بين المتماثلات كما يفعله المشركون في الزمان الأول و الحاضر حتى مشركي الزمان هذا يقول لك: ما فيه مانع تذهب عند قبر البدوي أو قبر فلان أو علاّن و تسأله قضاء الحاجة المهم اعتقد أنه لا ينفع و لا يضر إلا الله أما مجرد سؤالك هذا للتشفع يقولون هذا هو عين شرك المشركين هم يعرفون أنه لا ينفع و لا يضر إلا الله لكن يقولون (??? ???????????? ???? ???????????????? ????? ???? ????????) يعني نتخذهم وسائط فأولئك يقولون إذا آمنت أنه لا ينفع و لا يضر إلا الله يعني إذا آمنت بالربوبية فالألوهية عندهم لا ضير بأن تشرك فيها و هذا باطل و ظلم و عدوان و هذا كما قلت لكم يوجد عند السابقين كما يوجد عند كثير من الحاضرين اليوم فهي ذات ركنين و كل الإسلام كما قلت لكم يرجع إلى الركنين لأن الإسلام إما إيجاب أو عدم أي سلب، فالإيجاب راجع للإيجاب فيها و السلب راجع للسلب فيها، فمثلاً الأمر بالخير، و فعل الندى، و الأمر بالبر، و أداء الصلوات كلها راجعة و الولاء راجع إلى (إلا الله) و النهي عن المنكر و الجهاد و الحدود و التعزيرات و البراء من المشركين كلها راجع إلى (لا إله) إلى السلب فيها فالإسلام راجع إلى هذه الكلمة العظيمة و لذلك كل الدين راجع إلى لا إله إلا الله كله يرجع إلى هذه الكلمة العظيمة حتى شهادة الرسالة إذا تأملت رجعت إليها لأنها فرع لها و كل القرآن في التوحيد كما ذكر أهل العلم و ينبغي أن يُعلم أن التوحيد مستفاد فيها من النفي و الإثبات لا إله إلا الله كما ذكرت قبل ذلك لأنها ذات ركنين لا إله إلا الله تخلية ثم تحلية تجريد ثم تفريد تفريغ ثم ملء لا إله إلا الله كفر بالطاغوت و إيمان بالله (????? ???????? ????????????? ?????????? ??????)، (?? ??????? ???? ?????? ?????????????) كلها ترجع إلى النفي و الإثبات قالوا: و تحصيل التوحيد من النفي و الإثبات أبلغ من مجرد الإثبات أيهما أبلغ أن تقول لا إله إلا الله أو تقول الله إله؟ لا إله إلا الله لأنك لو قلت الله إله قد يقول قائل: هل معه إله آخر معاذ الله، لكن لو قلت لا إله إلا الله خلاص انقطع هذا الاحتمال واضح وإلا لا؟ و لهذا لما قال الله عز و جل: (????????????? ??????? ??????? ?) ماذا قال؟ (?? ??????? ???? ???? ???????????? ??????????) لم يكتفِِ بهذا، و لهذا لما قال الله عز و جل: (????????????? ??????? ??????? ? ?? ??????? ???? ???? ???????????? ??????????) لأننا قلنا لا معبود بحق إلا الله أما المعبودات الأخرى فهل هي بحق أو بغير حق لأنها هل لها شيء من أفعال الربوبية؟ لا، هل تخلق؟ هل ترزق؟ هل تُوجد؟ هل تميت؟ لا (??????? ???????? ????? ?? ???????? ?) كما قال: (???? ??????????? ??????????? ????? ???? ??????? ???? ??????????? ??????? ???? ???????? ???? ???????? ???) طيب إذا كانت مفرغة من أفعال الإله هذه المعبودات التي يُتوجه إليها مهما كانت إذا كانت لا تملك شيئاً من أفعال الإله فماذا يكون لها من الألوهية مجرد ايش، إذا كانت ما عندها شيء من خصائص الإله أبداً فقط مجرد الاسم و لهذا قال عز و جل: (??? ??????????? ??? ????????? ???? ?????????? ??????????????? ??????? ??????????????) لكن هل لها حقائق؟ لا، لا ترزق و لا تحيي و لا تميت.
ثم قال: و تفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى: (????? ????? ???????????? ??????? ???????????? ??????? ???????? ?????? ??????????? ???? ???? ??????? ????????? ????????? ??????????? ???? ??????????? ???????? ????????? ??? ????????? ?????????? ??????????? ????)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/427)
تفسيرها: أي بيانها تفسير من السفر و الفسر كلها مادتها واحدة الإسفار الوضوح أسفر الصبح و منه السفر إذا خرج عن البناء للخارج للواضح من الأرض و هكذا كل معانيها تدل على الوضوح تفسيرها يعني توضيحها الذي يبينها و يوضحها قوله تعالى يعني يوضح لوازمها و مكملاتها و أركانها.
(????? ????? ???????????? ??????? ????????????) أبيه آزر كما قال عز و جل في سورة الأنعام: (?????? ????? ???????????? ??????? ???????) و يقال أن اسمه تارخ يقوله بعض المؤرخين قد يكون له اسمان لكن في القرآن عندنا آزر (??????? ????????????) و على رأس قومه، قومه هم أهل بابل في العراق إبراهيم عليه الصلاة و السلام قبل أن يهاجر كان عندهم، و زعيم قومه هو النمرود بن كنعان، و هو الذي كانت بينه و بينه المحاجة (????? ???? ????? ??????? ?????? ???????????? ??? ?????????).
(??????? ???????? ?????? ??????????? ????) براء البرء كما قلت لكم بالأمس أنه يدل على القطع براء (???????? ?????? ??????????? ????) يعني بريء عبّر بالمصدر براء لأنه أبلغ من الفعل أو من المشتق بريء يعني فاعل بارئ لكن براء هو المصدر كما تقول محمد أو زيد سير يعني لا يتوقف عن السير هذا للتأكيد.
(???? ??????? ????????? ????????? ??????????? ????) هذا يدل على أن من معنى الإسلام البراءة من الشرك لأنه تقدم أن الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد، و الانقياد له بالطاعة، و البراءة من الشرك لا يكفي أن تقول لا إله إلا الله و توالي المشركين لا يكفي لابد من البراءة و لهذا قال عز و جل لما إبراهيم ابتلاه الله بالكلمات التوحيد (???????????? ?) من ذلك البراءة من المشركين (??????? ???????? ?????? ??????????? ????) يعني مما تدعون من دون الله من النجوم و التماثيل التي صنعتموها للنجوم و عكفتم عليها (??? ??????? ????????????? ???????? ??????? ????? ?????????? ????) التي حطمها إبراهيم و إلا فهم يعبدون النجوم و الكواكب (??????? ???????? ?????? ??????????? ???? ???? ??????? ?????????) هذا معنى لا إله إلا الله لأن قومه يعبدون الله و الكواكب فقال: أنا بريء من كل ما تعبدون إلا الله هذا معنى لا إله إلا الله (???? ??????? ?????????) كأنه يقول المستحق للعبادة ه و المستحق للربوبية هو الواحد في الربوبية، فالخالق الذي يفطر و يبدع هو المستحق للعبادة و إلا لا، فصاحب الربوبية هو صاحب الألوهية (???? ??????? ?????????) ابتدأ من غير مثال سابق الفطر الابتداء و الاختراع و الإبداع (?????? ????????????? ?????????? ?).
(???? ??????? ?????????) يعني لا أتبرأ من عبادته.
(????????? ??????????? ????) يعني للحق كما قال الله سبحانه و تعالى: (??????? ?????????? ?????????????? ???????????? ?????? ????????? ?)، كما قال الله عز وجل: (?????? ????? ???????????? ??????? ??????? ?????????? ?•???????? ????????? ? ??????? ??????? ?????????? ??? ??????? ??????? ???? ??????????? ?????? ???????????? ????????? ????????????? ?????????? ??????????? ???? ?????????????? ????)، ثم قال بعد ذلك: (??????? ????? ????????? ????????? ????? ?????? ?????? ??????? ???????? ? ???????? ???????? ????? ????????? ?????? ???????? ?????? ??????????? ???? ?????? ???????? ???????? ??????? ?????? ????????????? ?????????? ???????? ?) و قبل ذلك قال: (????? ???? ????????? ?????? ????????? ???? ?????????? ????????????? ????) هنا قال (???? ??????? ????????? ????????? ??????????? ????) يعني إلى العبادة الحقة (???? ??????? ?????????) يعني لا أتبرأ منه هذا معنى لا إله إلا الله فدل على أن من الإسلام البراءة من الشرك و أهله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/428)
(و جعلها) أي كلمة التوحيد لا إله إلا الله (كلمة) لأن الكلمة تطلق على اللفظة المفردة مثل رجل، و تطلق الكلمة على الكلام المفيد هذا إطلاق آخر كما تقول لا إله إلا الله كلمة التوحيد و الخطبة أحياناً يطلق عليها كلمة يقال تكلم فلان بكلمة يعني كلمات كثيرة لكن هذا يجوز، الكلمة و لهذا قال ابن مالك: و كِلْمَة بها كلام قد يؤم. يعني قد يقصد الكلام الكثير يقصد و يؤم يطلق عليه كِلْمَة أو كَلِمَة قال:
كلامنا لفظ مفيد كاستقم و اسم و فعل ثم حرف الكلم
واحده كلمتنا القول عم و كلمة بها كلام قد يؤم
يعني يقصد الكلام الكثير هنا لا إله إلا الله أكثر من كلمة (لا إله) كلمة (إلا الله) كلمة (لا) كلمة (إلا) كلمة الحرف كلمة و الفعل كلمة و الاسم كلمة و يطلق على الجميع كلمة أيضا.
قال: (??????????? ???????? ????????? ??? ?????????) نسله الذين عقّبهم أي خلفهم لأنه أوصاهم قال كما قال الله عز وجل: (????? ???????? ??? ??????? ???????????? ???? ??? ?????? ????????? ? ???????? ??????????????? ??? ?????????? ? ????????? ??? ?????????? ?????? ????????????? ????? ???? ????? ????? ???????? ???????? ? ????? ?????????? ??????? ?????????????? ????? ???????? ?????? ???????????? ??????? ???????????) (??????????? ???????? ????????? ??? ?????????).
(????????? ??????????? ????) يعني لعل قريشاً ترجع قريش تدعي أنه حنفية و تدعي أنها على دين إبراهيم هذا دين إبراهيم فافهموه لعلكم ترجعون عن عبادة الأوثان.
و قوله تعالى يعني من تفسيرها الذي يوضحها: (???? ?????????? ???????????) يا محمد يا أهل الكتاب يا معشر اليهود و النصارى سموا أهل الكتاب لأنه نزل عليهم الكتاب في السابق (??????????? ?????? ???????? ???????? ????????? ????????????) أنتم يا أهل الكتاب تعرفون دعوكم من المشركين (??????????? ?????? ???????? ????????) هي لا إله إلا الله، سواء يعني عدل كما قلنا (????????? ???????????? ?) نتفق عليها نحن و أنتم.
(???????? ????????? ???????????? ???? ???????? ???? ????) و هذه نزلت في نصارى نجران لما جاءوا يحاجون الرسول ? قال الله لرسوله ?: قل يا نصارى نجران (?????????? ??????????? ??????????? ?????? ???????? ???????? ????????? ???????????? ???? ???????? ???? ???? ???? ???????? ????? ??????? ???? ???????? ????????? ??????? ?????????? ???? ????? ???? ? ????? ?????????? ?????????? ??????????? ??????? ??????????? ????) فلما تولوا و أبوا إلا إلهية عيسى عليه الصلاة و السلام أمره الله أن يباهلهم قال: (?????????? ??????????? ???? ??????????? ???? ???????????? ?????? ????????? ???????????? ???????????? ???? ???? ?????????? ?) و قبل ذلك قال عز و جل: (???? ?????? ??? ???????? ???? ?????????? ?????? ??????????? ?????? ????????????? ???????????????? ????????????? ?????????????? ???????????? ????????????? ???? ?????????? ????????? ???????? ???? ????? ?????????????? ????) فأشفقوا و خافوا و رجعوا إلى نجران ولم يباهلوا رسول الله ?.
(??????????) يعني هلموا و أقبلوا تعالوا المراد تعالوا بأجسامكم تعالوا بقلوبكم و أقوالكم و أصل تعالوا فعل أمر يعني ارتفعوا حينما تقول تعال أصله ارْتَفِع تقول الله تعالى يعني ارتفع و تقدس أصل الكلام تعال يعني ارتفع و يطلق على المجيء يعني ارتفع إلي أو ائتي إلى هنا (??????????? ?????? ???????? ????????) ارتفعوا من الشرك و الوثنية و ألوهية البشر عيسى و غيره إلى كلمة التوحيد تعالوا ارتفعوا اسموا (????? ???????? ???????? ????????? ????????????).
(???? ????????) هذا تفسيرها (???? ????) لا ندعو إلا الله.
(???? ???????? ????? ???????) لا حجر و لا جن و لا طواغيت و لا عيسى و لا عزير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/429)
(???? ???????? ????????? ??????? ?????????? ???? ????? ???? ?) يعني معبودين لا نتخذ عيسى كما اتخذتموه و لا العزير كما قال: (???????? ?????? ????) وعبده اليهود هذا كله لأهل الكتاب (???? ???????? ?????????) أيضاً (??????? ?????????? ???? ????? ???? ?) يعني لا نطيع كما يقول ابن جريج: لا نطيع العلماء و الأمراء في معصية الله؛ لأن من أطاعهم فقد عبدهم كما في حديث عدي الحسن قال: " يا رسول الله لسنا نعبدهم لما نزل قوله عز و جل: (??????????? ????????????? ??????????????? ?????????? ???? ????? ????) قال: لسنا نعبدهم. قال: أليسوا يحلون لكم الحرام فتطيعونهم و يحرمون الحلال فتطيعونهم؟ قال: بلى. قال:فتلك عبادتهم " و لهذا قال الله عز وجل: (•????? ????????????? ?????????? ?????? ???????????????? ???????????????? ? ?????? ??????????????? ???????? ????????????? ?????) و لهذا لما قال عز وجل: (?????? ???????? ?????????? ????????? ??????? ??? ?? ??????????? ???????????? ?) أي لا تطيعوه كما قال العلماء (??????? ?????? ?????? ???????) فطاعة غير الله في التحليل و التحريم و التشريع شرك أكبر و اتخاذ له إلهاً و مشرعاً من دون الله سبحانه و تعالى كما قال: (??????????? ????????????? ??????????????? ?????????? ???? ????? ????).
قال: (????? ??????????): تولى يعني أعرض و أدبر و استكبر بقلبه أو بجسمه تولى (????? ??????????) و لذلك التولي يطلق على القرب و يطلق على البعد فإذا ولاك وجهه فهو القريب تولاك قريب منك وإليك و إذا ولاك ظهره صار بعيداً (????? ??????????) يعني ولوكم وجوههم و إلا أدبارهم؟ أدبارهم يعني أعرضوا عنكم.
(?????????? ??????????? ??????? ??????????? ????)، (?????? ???? ??????? ?? ??????? ???? ????) اشهدوا و اعلموا أنّا مسلمون يعني مؤمنون موحدون لله سبحانه و تعالى.
قال: و دليل شهادة أن محمداً رسول الله قوله تعالى: (?????? ?????????? ??????? ????? ??????????? ??????? ???????? ??? ???????? ??????? ????????? ????????????????? ??????? ??????? ?????).
شهادة أن محمداً رسول الله هذه هي الشهادة الثانية شهادة الرسالة و الدين قائم على الشهادتين الشهادة بالألوهية و الشهادة بالرسالة هذا هو الركن الثاني و دليل شهادة أن محمداً رسول الله يعني الخبر القاطع أن محمداً ? مرسل من عند الله قوله تعالى: (?????? ?????????? ??????? ????? ??????????? ??????? ???????? ??? ???????? ??????? ????????? ????????????????? ??????? ??????? ?????) و طرق تقرير الشهادة كثيرة فمن الطرق:
1 / النقل: يعني شهادة الله لرسوله بالصدق هذا أعظم طريق يعني شهادة الله لنبيه ? بالصدق هذا أعظم طريق و أبلغه و إلا لا، و لهذا قال الله سبحانه و تعالى: (???????? ????????? ????????? ?????? ???????? ?) يعني أنت كاذب قال عز و جل: (???? ?????? ?????? ???????? ??????? ???????????? ?????? ???????? ?????? ??????????? ????) تكفي شهادة الله لي بالرسالة كما تكفي شهادته بالألوهية ما هي شهادة الله لرسوله ? بالرسالة؟ قال: (????? ???????? ???? ??????? ???? ?????? ??? ???????? ?????????)، قال: (???????? ??????? ???? ????????? ????????•???? ?)، قال: (???????? ??????? ???? ? ??????????? ???????? ?????????? ????? ???????????) هذه شهادة الله لرسوله ? و هناك طرق أخرى في تقرير نبوته ? أما أهل الكلام و الفلسفة فيقولون: لا طريق إلا المعجزات فقط و نقول: لا المعجزات يمكن أن يدعيها أصدق الصادقين و أكذب الكاذبين و لا يلتبس ذلك إلا على أجهل الجاهلين و لذلك الخوارق تظهر على يد الصادق و الكاذب كما ذكر شيخ الإسلام لكن كيف نميز بين الصادق و الكاذب لو كان الطريق وحده المعجزات لالتبس علينا و إلا لا، لكن نعرض حال الشخص على الكتاب و السنة و نعرف المعجزة بالشخص، لا نعرف الشخص بالمعجزة هذا هو الحق فإن كان الشخص مستقيماً سالكاً صالحاً فإن ما معه معجزة إن كان رسولاً أو كرامة إن كان ولياً، و إن كان طاغياً فاجراً فالذي معه سحر و تلبيس الشياطين و قد بين هذا شيخ الإسلام في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/430)
كتابه الفرقان بين أولياء الرحمن و أولياء الشيطان فارجع إليه فإن فيه كلاماً نفيساً جداً، و كذلك النبوات كتاب النبوات لشيخ الإسلام ابن تيمية فليس الطريق وحده هو المعجزة و لهذا قيل للشافعي: قال أبو ثور: إذا رأيت الرجل يمشي على الماء أو يطير في الهواء فلا تغتر بحاله حتى تعرضه على الكتاب و السنة قال الشافعي: صدق أبو ثور و قصّر بل إذا رأيت الرجل يمشي على الماء أو يطير في الهواء أو يدخل النار فلا تغتر بحاله حتى تعرضه على الكتاب و السنة و لهذا من طرق تقرير النبوة قرائن الأحوال التي تعرب عن الحال قلنا شهادة الله عز و جل.
2 / المعجزات و منها أنين الجذع، و تسبيح الطعام، و نبع الماء، و انشقاق القمر و هي كثيرة.
ثالثاً: قرائن الأحوال التي تعرب عن الحال: يعني الصدق و حسن الحديث و المعاملة و العلامات التي يشاهدها جليسه و أنيسه و قريبه و لهذا لما جاء الرسول ? يرجف فؤاده إلى خديجة أول ما نزل عليه الوحي و قال: " لقد خشيت على نفسي ". قالت: كلا و الله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصدق الحديث، و تصل الرحم، و تقري الضيف، و تحمل الكل، و تكسب المعدوم، و تعين على نوائب الحق. فاستدلت على صدقه بأخلاقه كما قال حسان:
لو لم يكن فيه آيات مبينة كانت بديهته تأتيك بالخبر
و لهذا قال عبد الله بن سلام: فلما رأيته عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب. قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: ما أسر رجل سريرة إلا أبانها الله على فلتات لسانه أو قسمات وجهه.
لا يمكن يستمر كذبه و تلبيسه على الناس لا يمكن و لهذا سرعان ما انكشف مسيلمة، و سرعان ما انكشفت سجاح، و سرعان ما انكشف الأسود العنسي، و سرعان ما انكشف طُليحة الأسدي، و سرعان ما انكشف غلام مرزا صاحب القاديانية و كل من ادعى النبوة لا يلبث أن ينكشف بل يعلم قومه كذبه مسيلمة يعرفون كذبه من قرآنه، قرآنه و الطاحنات طحناً، و الخابزات خبزاً، و يا ضفدعة يا ضفدعين نقنقي أو لا تنقين نصفك في الماء و نصفك في الطين كل المسألة حول هذه الأشياء يقلد القرآن الكريم و يحاكيه فهو يعرفونه ـ قومه ـ و لذلك يقول أحدهم: و الله إني أعلم انه كاذب أعرف أنه دجال صاحبنا لا يخفى علينا لكن كاذب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر فالمسألة عصبية و العياذ بالله لكن لا يلتبس أبداً و لهذا الكذاب لا يزيده مرور الزمان إلا كذباً و معرفة بحاله كما قال الكاذب يعرف كذبه من حاله و من قوله و فعله و الصادق بضد ذلك أما الصادق فلا يزيده مرور الزمان إلا صدقاً كما قال عز و جل: (???? ?????? ??????????? ???????? ??????????????? ????)، و يدلنا على ذلك أيضاً حديث هرقل العظيم الطويل في البخاري لما قابل أبا سفيان و سأله عن الرسول ? في المدة التي ماد الرسول ? فيها قريشاً يعني في صلح الحديبية أرسل الرسول ? استغل الهدنة و أرسل رسالة إلى اليمن و كسرى و هرقل، صاحب كسرى يزدجرد مزق الرسالة فقال ?: " مزق الله ملكه " فثار عليه ابنه نشروان و مزق ملكه لكن هرقل تقبلها و أخذ الرسالة و اهتم للأمر لأن هرقل كما في البخاري و الحديث عن ابن عباس يرويه عن أبي سفيان قبل أن يسلم ثم أخبره إياه فرواه بكماله كما في البخاري باب كيف بدأ الوحي برسول الله ? هرقل لما جاء من قسطنطينة إلى أنطاكية رأى في المنام و كان حزاءً يعني ينظر في النجوم فضرب في النجوم فرأى أن ملك الختان قد ظهر فسأل من يختتن من هذه الأمة؟ قالوا: ليس يختتن إلا اليهود فلا يهمنك شأنهم و انظر إلى من في مدن ملكك من اليهود فاقتلهم فبينما هم كذلك إذا بأمير بصرى ملك غسان يبعث برسول معه رسول رسول الله ? و معه الرسالة فقرأ الرسالة ثم أرسل هذا العربي الذي بعث الرسول ? فقال: انظروا هل هو مختتن فنظروا فإذا هو مختتن فقال هرقل: هذا ملك هذه الأمة قد ظهر يعني ليسوا اليهود العرب ثم سأل هل هنا أحد من العرب من أهل مكة؟ قالوا: نعم يوجد تجار بالشام أبو سفيان و أصحابه، قال ائتوهم إلي ثم دعاهم و أحضر الترجمان و قال لهم: أيكم أقرب نسباً بهذا الرجل الذي يدعي أنه نبي؟ قال أبو سفيان: قلت: أنا، قال: أدنوه مني و كان أبو سفيان كافراً في ذلك الوقت ثم قال لأصحابه: إن كذب فكذبوه و إن صدق فصدقوه، قال أبو سفيان: فلولا الحياء من أن ينسبوا عني كذباً لكذبت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/431)
عليه لكن يستعيبون العرب حتى في جاهليتهم الكذب فكان أول ما سأله أهو ذو نسب فيكم؟ أشراف الناس يتبعونه أم ضعفاءهم؟ هل كان من آبائهم ملك؟ هل قال أحد قبله؟ هل يزيد اتباعه أم ينقصون؟ هل يرتد أحد عن دينه سُخطة له بعد أن يدخله؟ هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ هل يغدر؟ هل حاربتموه؟ كيف الحرب بينه و بينكم؟ بم يأمركم؟ أحد عشر سؤالاً سألها لأبي سفيان. قال: أهو ذو نسب فيكم؟ قال أبو سفيان: نعم، قال: فهل كان من آبائه من ملك؟ قال: لا، قال: هل قال هذا القول أحد قبله؟ قال: لا، قال: فهل يغدر؟ قال: لا ـ شوف صدق أبو سفيان حتى و لو كان عدوه ـ قال: هل يغدر؟ قال: لا و نحن منه في مدة لا ندري ما هو صانع فيها يعني تعاهدنا معه على إيقاف الحرب عشر سنوات ما ندري قد يغدر فيقول: و الله ما أمكنتني كلمة أدخل فيها إلا هذه الكلمة يعني أتشفى فيها من الرسول ? إلى آخر الأسئلة إلى قوله بم يأمركم؟ قال: يأمرنا بالصلاة و الصدق و العفاف و الصلة و يقول: اتركوا ما يعبد آباءكم و اعبدوا الله وحده لا شريك له و ينهانا عن الشرك و إلى آخره فأجاب هرقل قال: سألتك هل هو ذو نسب فيكم؟ فقلت: نعم فكذلك الرسل تبعث في نسب من قومها، و سألتك هل كان من آبائه من ملك؟ فقلت: لا قلت: لو كان من آبائه من ملك لقلت رجل يطلب ملك أبيه، و سألتك: هل قال هذا القول أحد قبله؟ فقلت: لا فقلت: لو كان قال هذا القول أحد قبله لقلت رجل يأتم بمن كان قبله، و سألتك هل اتبعه أشراف الناس أم ضعفاءهم؟ فذكرت أنهم ضعفاءهم و هم أتباع الرسل، و سألتك هل يزيدون أم ينقصون؟ فأخبرت أنهم يزيدون فكذلك أتباع الرسل، و سألتك هل يرتد أحد منهم سُخطة لدينه؟ فقلت: لا فكذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب لا يسخطه أحد، و سألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب ـ و هذا هو الشاهد معنا ـ فقلت: لا فقد أعرف أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس و يذهب يكذب على ربه سبحانه و تعالى يسمونه الصادق الأمين يصدق معكم و يكذب على الله يقول أرسلني (?????? ???????? ?????? ?????????? ????? ???? ??????? ???? ????? ??????? ?????? ?????? ????? ???????? ?????? ????? ????? ????????? ?????? ???? ??????? ???? ?) يعني أكذب الكاذبين من ادعى الألوهية أو الرسالة ثم قال: و سألتك هل يغدر؟ فقلت: لا فكذلك الرسل لا تغدر، و سألتك عن الحرب بينكم و بينه؟ فأخبرت أنها سجال فكذلك الرسل تبتلى إلى قوله و سألتك بم يأمركم؟ فأخبرت أنه يأمرنا بكذا و كذا و كذا إلى آخره ثم قال هرقل بعد ما انتهى من سؤال أبي سفيان قال: و قد كنت أعرف أنه يبعث نبي و لم أعلم أنه يبعث منكم و عن كان ما تقوله حقاً ـ يعني أبا سفيان ـ ليملكن موضع قدمي هاتين ـ يعني في سوريا بالشام ـ لأنه جاء على الشام و لولا ما أنا فيه من الملك لخلصت إليه و لتجشمت إليه و لقبلت رأسه و لغسلت عن قدميه هذا يقوله هرقل في الرسول ? قال: فلما قرأ الكتاب ارتفع عنده الأصوات و كثر السخط فأمر بنا فأخرجنا فقلت لأصحابي حين أخرجنا: لقد أمِر أمرَ ابن أبي كبشة إنه ليهابه ملك بني الأصفر وما زلت كارهاً حتى أدخل الله علي الإسلام و أنا كاره يعني بعد فتح مكة و ابن أبي كبشة هو الرسول ? يعيرونه بأبي كبشة الذي هو أبوه من الرضاع زوج حليمة السعدية رضي الله عنهما و أرضاهما ثم خرج ... الخ الحديث. فالشاهد وهو حديث طويل الشاهد قوله: فقد أعرف أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس و يذهب يكذب على ربه سبحانه و تعالى.
و من طرق تقرير النبوة يعني مما يدلنا على صدقه عليه الصلاة و السلام: به من الآيات البينات مع أنه أمي لا يقرأ و لا يكتب و أخبر عن مغيبات فوقعت دخان و غيره و أخبر عليه الصلاة و السلام عن أمور كانت في التاريخ و أيضاً هذا القرآن الذي جاء به عليه الصلاة و السلام في أرقى الأحكام في الأسرة و النكاح و الطلاق و الاقتصاد و أحوال السلم و الحرب و التعزيرات فيه الأحكام الراقية التي تدل على أنه من الله عز و جل لا غير و قال الله عز و جل: (????? ????? ????????? ??? ????????? ??? ??????? ???? ????????? ??????????? ? ????? ????????? ??????????????? ????) يعني لا تقرأ و لا تكتب أنت أمي لو كنت تقرأ أو تكتب لقالوا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/432)
تعلم من أهل الكتاب لكنك أمي فهذا يبطل دعواهم.
قال: (?????? ?????????? ??????? ????? ???????????) يعني منكم تعرفون نسبه أو من أنْفَسِكم قراءة يعني من خيركم (??????? ???????? ??? ????????) يعني يشق عليه ما يعنتكم العنت (?????? ?????? ?????????? ??????? ?) يعني ما شق عليكم.
(??????? ?????????) على الخير لكم (????????????????? ??????? ??????? ?????) أما بالكافرين فهو يجاهدهم و إن كان حريصاً على خيرهم و لهذا قال: (??????? ?????????) عليكم كلكم على الخير لكم لكن (????????????????? ??????? ??????? ?????) عليه صلاة الله و سلامه.
قال: و دليل الصلاة و الزكاة و تفسير التوحيد قوله تعالى: (?????? ?????????? ???? ????????????? ???? ??????????? ???? ?????????).
تفسير التوحيد و معنى شهادة أن محمداً رسول الله ? طاعته فيما أمر، و تصديقه فيما أخبر، و اجتناب ما عنه نهى و زجر و أن لا يعبد الله إلا بما شرع هذا معنى شهادة أن محمداً رسول الله يعني تتضمن طاعته فيما أمر (?•? ?????? ?????????? ?????? ??????? ???? ?) و تقدم.
و تصديقه فيما أخبر: يعني في كل ما أخبر به من عند الله و أنه حق لا ريب فيه.
و اجتناب ما عنه نهى و زجر: كما قال: " و ما نهيتكم عنه فانتهوا " و قال الله عز و جل: (?????? ?????????? ?????????? ????????? ????? ????????? ?????? ???????????? ? ?????•????? ???? ?). *
و أن لا يعبد الله إلا بما شرع: لأن الله سد كل باب إلا باب رسول الله ? لأن العبادة إنما تعلم من الله أو من رسوله عليه الصلاة و السلام سداً لباب البدعة فكل طريق سواه مسدود، و كل عمل ليس عليه أمره فهو مردود.
قال: و دليل الصلاة و الزكاة و تفسير التوحيد قوله تعالى: (?????? ?????????? ???? ????????????? ???? ??????????? ???? ?????????). هذا تفسير التوحيد أنه لابد من إخلاص العمل لله لا يشرك معه لا بشر و لا غيره و لا رياء و لا جن و لا إنس و لا كبير و لا صغير.
(??????????? ???? ????????? ??????????) و سبق أن الحنفاء أو الحنيف ما هو؟ المائل عن الشرك قاصداً إلى التوحيد لأن الحنف من ألفاظ الأضداد التي تطلق على الميل و تطلق على القصد و الاستقامة كما قال:
* نهاية الوجه الأول.
(????•????? ?????? ???????????? ???????? ?) حنفاء يعني على طريقة إبراهيم. (???????????? ??????????? ??????????? ??????•???? ? ????????? ????? ????????????? ???) يعني الدين المستقيم الصالح (?????? ??????? ??????? ???????????? ???????? ?)
قال: و دليل الصيام: طبعاً الصلاة تقدم أنها في اللغة الدعاء و في الشرع هي الأقوال و الأفعال المعلومة المفتتحة بالتكبير و المختتمة بالتسليم، و الزكاة هي في اللغة هي من النماء و الطهر زكى أي نما المال أو طهُرت النفس تزكية و هي في الشرع مال معلوم يدفع لشخص معلوم.
دليل الصيام: الصيام في اللغة هو الإمساك مجرد الإمساك عن أي شيء عن الكلام و غيره (??????
??????? ???????????? ??????? ?????? ????????? ?????????? ???????? ????) قال الشاعر:
خيل صيام و خيل غير صائمة تحت الغبار و أخرى تعلك اللجما
و في الشرع: هو الإمساك عن الطعام و الشراب و الشهوات و سائر المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس.
قوله عز وجل: (??????????? ????????? ?????????? ?????? ??????????) يعني فرض (??????????? ????? ?????? ????? ????????? ??? ??????????) لأنهم يعرفون أن الصيام عن الطعام مشروع كانوا في الجاهلية يصومون عاشوراء قبل أن يبعث الرسول ? كما في الصحيحين فهم يعرفون هذا (?????????? ????????? ?????) أي تتقون المحارم لأن الصيام يكسر شهوة النفس فيضيق مجاري الدم و الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/433)
قال: و دليل الحج قوله تعالى: الحج في اللغة: القصد، و في الاصطلاح: قصد بيت الله في وقت معلوم لعمل معلوم و هو من أركان الإسلام قال ?: " بني الإسلام على خمس ... و ذكر منها الحج و قال عز و جل: (??????????? ???????? ?????????????? ?? ?)، و قال: (???? ????? ?•?•????) يعني لله فرض على الناس (???? ??????????) أو حَج البيت قراءتان (???? ??????????? ???????? ??????? ?) من ملك الزاد و الراحلة و استطاع الثبات عليها (????? ??????) أي جحد وجوبه أو ترك رغبة عنه و لم يحج إطلاقاً (•????? ???? ?????? ???? ?????????????? ????) أما من لم يستطع فهو معفو عنه.
...........................
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة والسلام على سيد النبيين، و خاتم المرسلين و حجة الله على عباده أجمعين نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين و علينا و على عباد الله الصالحين.
أما بعد: فيقول الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب نور الله ضريحه و قدس روحه:
المرتبة الثانية: الإيمان وهو بضع و سبعون شعبة فأعلاها قول لا إله إلا الله و أدناها إماطة الأذى عن الطريق، و الحياء شعبة من الإيمان، و أركانه ستة أن تؤمن بالله، و ملائكته، و كتبه، ورسله، و اليوم الآخر، و تؤمن بالقدر خيره و شره، و الدليل على هذه المراتب قوله تعالى: (?????? ???????? ??? ????????? ??????????? ?????? ???????????? ?????????????? ????????? ???????? ???? ??????? ?????? ???????????? ???????? ?????????????????? ????????????? ????????•??????)
و دليل القدر قوله تعالى: (????? •??? ?????? ??????????? ???????? ????)
عوداً على بدء قوله: المرتبة الثانية: أي من مراتب الدين و هو الأصل الثاني من الأصول التي يجب على كل مسلم و مسلمة معرفتها من الأصول الثلاثة و ذكر المرتبة الأولى و هي الإسلام و سبق الكلام فيه و في أركانه و شرح ذلك و الأدلة.
المرتبة الثانية أي من مراتب الدين و هي أرقى من المرتبة السابقة
قال: الإيمان: و الإيمان إفعال مشتق إما من التصديق لأن آمن بمعنى صدّق لأنه تصديق باطن بالله و بما جاء عن الله و برسول الله ? و بما جاء عن رسول الله ?، و إما مشتق من الأمن و هو ضد الخوف فأهل الإيمان لهم الأمن (????????? ?????????? ?????? ???????????? ??????????? ???????? ???????????? ?????? ???????? ????? ??????????? ????) و كلاهما كلا هذين المعنيين موجود في الإيمان ففيه تصديق و فيه أمن فيه أمن لأنه ترك للمنازعة و المحادة و المحاربة، أما الإسلام من التسليم و السلم السلم هو الانقياد ترك المنازعة و المحادة السلم ضد الحرب كذلك الأمن من ائتمنه فأمنه أو آمنه أي سالمه ترك حربه الأمن أيضاً ضد الحرب فهو ضد المنازعة و المعاندة الإيمان كالإسلام كلاهما فيه معنى الانقياد و التسليم و الإذعان
إيانا نؤمنك تأمن غيرنا و إذا لم تدرك الأمن منا لم تزل حذرا
فهو إيمان من الأمن آمنه أي وادعه هذا بالنسبة للمعنى اللغوي و أما المعنى الاصطلاحي فالإيمان كما جاء عن أهل السنة اعتقاد القلب و نطق اللسان و عمل الجوارح أو قول باللسان و اعتقاد بالجنان و عمل بالأركان هذا هو تعريف الإيمان عند أهل السنة و الجماعة و هذه حقيقته عند أهل السنة فهو قول و عمل قول اللسان و عمل القلب و الجوارح لأن القلب له فعل كما تقدم في بعض الدروس السابقة و أفعال القلب هي الأفعال الباطنة هي الاعتقادات و ترك الشبهات و الإعراض عنها، وأعمال الجوارح هي الأعمال الظاهرة و لهذا فإن أهل السنة يقولون الإيمان اعتقاد و قول و عمل و منهم من يقول هو قول و عمل و هذا اختصار لأن المراد قول باللسان و عمل بالقلب و عمل بالجوارح فإن للقلب عمل كما أن للجوارح و الأركان عملا و لهذا قال البخاري: كتاب الإيمان و هو قول و عمل يزيد و ينقص المراد عمل بالقلب و عمل بالجوارح فإذا رأيت هذا من كلام السلف فاعلم ليس المراد أنهم يلغون اعتقاد القلب إذا قالوا قول و عمل و إنما يختصرون الاثنين في واحد يعنون عمل القلب و عمل الجوارح إذاً أهل السنة و الجماعة يرون أن الإيمان تصديق القلب و إقرار اللسان و عمل الجوارح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/434)
فهو مشتمل على هذه كلها كما نطقت بذلك الأدلة من كتاب ربنا سبحانه و من سنة رسوله عليه الصلاة و السلام و هناك أقوال أخرى مخالفة لأقوال السلف فلا يلتفت إليها فمن الناس من فسر الإيمان بأنه اعتقاد القلب، و قول اللسان و هؤلاء هم المرجئة الذين قالوا: لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة و هؤلاء ردود أهل السنة عليهم مستفيضة ثم هؤلاء يُخرجون الأعمال جملة و تفصيلا عن أن تكون داخلة في الإيمان و لهذا يقولون: إيمان أفسق الأمة يستوي مع إيمان أبي بكر لأن الإيمان عندهم لا يزيد و لا ينقص و هناك قول آخر و هو أن الإيمان اعتقاد بالقلب و قول باللسان و الأعمال من لوازم الإيمان و ليست من ماهيته و أركانه وهذا هو المشهور من قول أبي حنيفة رحمه الله و قد أكثر السلف في الرد عليه و تفنيد كلامه و أكثر الحنفية علماء الحنفية لا سيما المتقدمين أعني العلماء الذين هم معدودون من أتباع التابعين كصاحبي أبي حنيفة أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري و محمد بن الحسن الشيباني و مثل زفر بن الهذيل و هؤلاء وافقوا جمهور أهل السنة فأدخلوا الأعمال في ماهية الإيمان و جعلوه ركناً من أركانه و لم يجعلوه من اللوازم فقط و على كل حال المسألة تفصيل هذا يطول و لهم أدلة كثيرة أعني أبا حنيفة منها قوله سبحانه و تعالى: (•??? ????????? ?????????? ??????????? ?????????????) فيقولون الإيمان هو التصديق و يقولون إن العطف يقتضي المغايرة عطف العمل الصالح على الإيمان و العطف يقتضي المغايرة و أهل السنة لهم رد عليهم يقولون: ليس الإيمان هو مجرد التصديق بل هناك فرق بينهما، و لذلك قال الله عز و جل: (????????? ????? ????? ?)، و أما التصديق فلا يستعمل له اللام لا يقال صدق له و إنما يقال صدقه لكن الإيمان يقال آمن له و لا يقال آمنه فدل على الفرق بينهما كذلك قولهم إن عطف العمل على الإيمان يقتضي المغايرة ليس مسلّما لأنه ليس كل عطف يقتضي المغايرة العطف أحياناً يقتضي المغايرة و أحياناً يقتضي مزيد الاهتمام بالمعطوف و تخصيصه بأمر ما و إن كان داخلاً في المعطوف عليه كما قال عز و جل: (?????????? ????? ???????????? ????????????? ????????????) فهل يعني هذا أن الصلاة الوسطى ليست من الصلوات؟ لا، و غير ذلك من الأدلة و هذا معروف من أساليب العرب في كلامها.
و هناك من الناس من جعل الإيمان هو قول اللسان فقط مجرد النطق مجرد قول لا إله إلا الله ولذلك هؤلاء عندهم المنافق الذي يقول لا إله إلا الله المنافق مظلم القلب عندهم كامل الإيمان إيمانه كإيمان أبي بكر و هذا قول الكرامية أتباع ابن كرّام و قولهم ساقط يغني حكايته عن الانشغال برده أما أردأ الأقوال، و أسقط الأقوال، و أشنع الأقوال، و أرذل الأقوال و هو قول جهم بن صفوان السمرقندي الذي سمي أتباعه الجهمية، و جهم بن صفوان هذا رجل ضال من رؤوس الضلال و الطواغيت و صاحب شؤم قوله و مذهبه و بدعه صاحبت بعض أمة محمد ? إلى هذا الزمان و كل مقولة في نفي الصفات كلاً أو بعضاً سواء جهمية خالصة أو أشاعرة أو ماتريدية أو سالمية أو كلابية أو غيرهم من الصفاتية فإنما جاءهم من هذا الضال جهم بن صفوان الذي أخذ مقولته من الجعد بن درهم و جعد أخذ مقولته بنفي الصفات و خلق القرآن من أبان بن سمعان اليهودي و ذلك أخذها عن طالوت و طالوت أخذها عن لبيد بن الأعصم اليهودي الذي سحر النبي ? فانظر إلى هذا السند المظلم ظلمات بعضها فوق بعض نعوذ بالله من الضلال و التخبط.
جهم بن صفوان له أقوال في الصفات ينفي الصفات عن رب العالمين و يعتبر الله عز و جل لا صفات له أبداً و يقول: هو الوجود المطلق كالهواء لا يخلو منه مكان نعوذ بالله من الكفر قال ابن المبارك: إنا لنحكي أقوال اليهود و النصارى و نستعظم أن نحكي قول جهم بن صفوان و أنشد:
و لا أقول بقول الجهم إن له قولاً يضارع أهل الكفر أحيانا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/435)
بل يضارع أهل الكفر كثيراً و دائماً ليس أحياناً فقط و في القدر أيضاً له ضلال، و خلق القرآن هو صاحب هذه البدعة و هو أول من أظهر مقولة نفي الصفات فسمي الجهمية نسبت الجهمية إليه و له كلام في الإيمان أيضاً فهو يرى أن الإيمان مجرد المعرفة معرفة القلب إذا عرفت ربك بالقلب فأنت مؤمن حتى و لو لم تقل أو تعمل فعنده فرعون كامل الإيمان لأنه يعرف ربه و لهذا قال الله عز و جل: (??????????? ????? ???????????????????? ??????????? ??????? ????????? ?)، و قال له موسى (?????? ???????? ???? ??????? ?????????? ???? ???? ????????????? ?????????? ??????????) بل إبليس عنده مؤمن لأنه عرف الله و حلف بالله و وقّر الله غاية ما في الأمر أنه عصاه مرة واحدة فلعنه هذا لازم قوله و العجيب أنه يدعي أن الإيمان معرفة القلب بالله و هو أجهل الناس برب العالمين؛ لأنه نفى عنه ما يجب له من الصفات و أثبت له صفات النقص و الضلال، و كل من نفى الصفات فهو جهمي يقال لهم جهمية و إمامه الجعد بن درهم هو أول من قال بنفي الصفات و خلق القرآن فانتبه له المسلمون في القرون السابقة المفضلة و حاصروا مقولته و ما زالوا به حتى قبض عليه الأمير و هو خالد بن عبد الله القسري أمير تبع نصر بن سيار تبع مروان بن محمد و إن كان الجعد كان شيخاً لمروان بن محمد و لهذا يقال له الجعدي لكن نبه إلى خطره فتبرأ منه و ذبحه كما هو مشهور خالد بن عبد الله القسري عليه رحمة الله و ضحى به و لما خطب الناس في خطبة الأضحى قال: يا أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضحٍ بالجعد بن درهم إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً و لم يكلم موسى تكليما ثم نزل فذبحه تقبل الله قربانه و أما جهم بن صفوان فقيل قتله سَلْمة بن أحوز و قيل لم يقتل و إنما خشي من السيف الحق و العدل لجأ إلى النفاق و راوغ وصار يدس هذه المقولة بين أتباعه و ما زالت حتى تبناها بعض من فتنوا بالمنطق و الكلام ثم ما زالت حتى دخلت بيت الخلافة و من هنا حاق الخطر و الضرر المؤكد فتبناها الخليفة المأمون و حمل الناس عليها بالسيف و من بعده المعتصم و من بعده هارون الواثق و مرت على المسلمين سنوات مظلمة فتن فيها أهل السنة و الجماعة و لا زالت طوائف الجهمية إلى ساعتكم هذه فنعوذ بالله من البدع و الضلال فالحاصل إنه يرى الإيمان مجرد المعرفة و هذه أقوال ساقطة لا يُلتفت إليها و لا يعول عليها و لا يُشتغل بها و يبقى مذهب أهل السنة قوياً ناصعاً واضحاً بيناً مدللاً و هو أن الإيمان قول باللسان، و عمل بالأركان، واعتقاد بالجنان هذا هو ما دل عليه كتاب الرحمن و سنة سيد ولد عدنان عليه من الله أفضل الصلاة و السلام هذا هو الإيمان الحق هذا هو التعريف الصحيح عند أهل السنة و الجماعة و يدلنا على أن الأعمال من الإيمان أنه يزيد و ينقص كما دل على ذلك الكتاب العزيز و كما سيأتي في ذكر شعب الإيمان و لهذا يقول أهل السنة في الإيمان يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية كلما أطعت الله كلما عملت طاعة زاد إيمانك و كلما عملت سيئة نقص إيمانك و لهذا أبو ذر كما أخرج عبد الرزاق في مصنفه لما جاءه رجل فقال: ما الإيمان؟ فتلا عليه قوله عز و جل: (?????? ???????? ??? ????????? ??????????? ?????? ???????????? ??????????????) الآية فقال: ما عن هذا سألتك. قال: سئل رسول الله ? عن هذا فقرأ الآية. قال: ما عن هذا سألتك. قال: إن المؤمن إذا عمل حسنة سرته فرجى ثوابها ـ زاد الإيمان يعني ـ و إذا عمل سيئة ساءته فخاف عقابها. فدل على أن الأعمال من الإيمان.
و مما يدل على ذلك أيضاً أدلة أخرى كثيرة كما قال عز و جل: (????? ????? ???? ????????? ????????????) أي صلاتكم إلى بيت المقدس قبل أن تُحولوا إلى الكعبة المشرفة (????? ????? ???? ????????? ???????????? ???? ???? ?•?•?????? ????????? ??????? ?????)، و أيضاً يدلنا على ذلك أن رسول الله ? عد جملة أعمال من الإيمان لا يؤمن أحدكم حتى يكون كذا و كذا، و لهذا لما تقرأ في كتب أهل السنة تقرأ مثلاً في صحيح البخاري باب كذا من الإيمان هذا إشارة من الإمام البخاري إلى تأكيد و ترسيخ مذهب أهل السنة في أن الأعمال داخلة في ماهية الإيمان فترى مثلاً عند البخاري باب رد السلام من الإسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/436)
يعني الإيمان لأنه سيأتي الكلام في معناهما إذا اجتمعا أو إذا تفرقا و تجده مثلاً يقول باب محبة الرسول ? من الإيمان " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده و ولده و الناس أجمعين " حديث أنس عند البخاري و لذلك فإن الإيمان يزيد و ينقص؛ لأن الأعمال تزيد و تنقص و دل على ذلك الكتاب العزيز قال عز و جل: (????•??? ???????? ?????????? ??????????? ????????????? ?????)، قال: (??????????? ???????????? ????????? ????? ???????????? ??????????? ????)، و قال عز و جل: (?•????? ????????? ?????????? ????????????? ????????? ?????? ??????????????? ????? ?•????? ????????? ??? ?????????? ????•? ????????????? ??????? ?????? ?????????? ?????????? ?????? ?????????? ?????) فهذا مما يدل على مذهب السلف ويؤكده و يحققه يبقى بعد ذلك مسألة و هي ما العلاقة بين الإيمان و الإسلام؟
تقدم أن الإسلام هو المرتبة الأولى من مراتب الدين يليه الإيمان فهو أعلى منه و يليهما الإحسان و هو أعلى من الاثنين كما سيأتي إن شاء الله تعالى الإسلام من العلماء من فسّر الإسلام بالإيمان و قال: إنهما مترادفان (????????????? ??? ????? ?????? ???? ??????????????? ???? ????? ????????? ?????? ?????? ?????? ????? ??????????????? ????) و قال: لما سئل الرسول ? عن الإيمان قال: لما سأله وفد عبد قيس كما في البخاري: أخبرنا عن الإيمان. فقال عليه الصلاة و السلام: " آمركم بالإيمان بالله وحده. أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ أن تشهدوا أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله، و تقيموا الصلاة، و تؤتوا الزكاة، وتؤدوا الخمس من المغنم " و مرة فسر الإسلام بأنه شهادة أن لا إله إلا الله " بني الإسلام على خمس .. " و ذكرها. فقالوا: هما بمعنى واحد. هذا قول و قول آخر أن لهما معنيين مختلفين و هذا هو الصحيح الأقرب إلى الأدلة و لذلك جاءت الأدلة بالتفريق بينهما، و منهم من جمع و قال: إنهما إذا افترقا اجتمعا و إذا اجتمعا افترقا، و هذا الثالث هو الصحيح يعني ليسا مفترقين على كل حال بل الراجح هو القول الثالث و هو أنهما إذا ذكرا جميعاً افترق معناهما و إذا ذكر أحدهما دخل فيه الآخر فإذا أفرد أحدهما بالذكر دخل الآخر معه و لابد، فمثلاً في قوله عز و جل: (??????????? ????????? ?????????? ??????????? ??? ?????????? ????????) هل المراد مجرد الإسلام أو و الإيمان؟ و الإيمان و إذا قال الله عز و جل: (??????????? ????????? ??????????? ?????????? ?????? ????????????) هل المراد مجرد الإيمان أو مع الإسلام؟ مع الإسلام فإذا أطلق أحدهما دل على الإسلام الظاهر و الإيمان الباطن يعني الانقياد الظاهر و الباطن و دخل فيه إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، و دخل فيه أيضاً الإيمان بالله، و ملائكته، و كتبه و رسله إذا أطلق الإسلام و كذلك إذا أطلق الإيمان شمل المعنيين الظاهر و الباطن لذلك الرسول ? تارة فسره بالظاهر كما في حديث ابن عمر " بني الإسلام على خمس " و تارة بالباطن كما في حديث وفد عبد قيس فسر الإيمان بأركان الإسلام أما إذا اجتمعا في الذكر افترقا في المعنى هذا هو الصحيح إذا اجتمعا ذكراً حُمل الإسلام على الانقياد الظاهر و الإيمان على التسليم الباطن يعني الإسلام على إقام الصلاة و الأمور الظاهرة و الإيمان على الإقرار الباطن أن تؤمن بالله و ملائكته مع أنه يدخل فيه هذا إذا اجتمعا ذكرا فهما من الألفاظ المتقاربة كما يقال في الفقير و المسكين، و البر و التقوى، و الإثم والعدوان، و الفسوق والعصيان كلها من الألفاظ المتقاربة التي إذا اجتمعا افترقا و إذا افترقا اجتمعا هكذا أيضاً الإسلام و الإيمان و الدليل على هذا الذي ذكرناه ما تقدم من حديث وفد عبد قيس، و كذلك الدليل على أنهما إذا اجتمعا افترقا قوله عز و جل: (??????? ??????????? ?•?????? ? ??? ???? ??????????? ???????? ????????? ??????????? ??????? ???????? ?????????? ??? ??????????? ? ????? ?????????? ???? ???????????? ?? ????????? ????? ????????????? ???????) فدل على أن لهما معنيين إذا اجتمعا و كذلك في الصحيح صحيح البخاري من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه و أرضاه قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/437)
أعطى رسول الله ? أناساً و سعد جالس و ترك رجلاً لم يعطه فقلت: يا رسول الله ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمناً، فقال ?: أو مسلماً، قال: فسكت ثم غلبني ما أظن في الرجل أو كما قال فعدت إلى مقالتي فقلت: ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا، فقال: أو مسلما ـ يعني قل مسلما لأن الإيمان أعلى درجة من الإسلام ـ ثم قال: يا سعد و الذي نفسي بيده إني لأعطي الرجل و غيره أحب إلي مخافة أن يكبه الله على وجهه في النار " فدل على أن لهما معنيين إذا اجتمعا في الذكر، و أما قوله عز و جل يعني ما استدل به القائلون بالتفريق و هو قوله عز و جل: (????????????? ??? ????? ?????? ???? ??????????????? ???? ????? ????????? ?????? ?????? ?????? ????? ??????????????? ????) هذا استدل به من قال: أنهما مترادفان نقول: لا يلزم لأن أهل لوط اجتمع فيهم الإسلام و الإيمان فمرة وصفهم بالإسلام الظاهر و مرة بالإيمان الباطن و هذا هو الصحيح لكن ينبغي أن يُعلم أنه ليس المراد أن كل من أسلم ظاهراً فهو مسلم و إن كان في الباطن منافقاً لا ليس المراد هذا و إنما المراد أن الإسلام هو الانقياد الظاهر الحقيقي و لو لم يكن في القلب ذلك الإيمان و اليقين القوي و لابد من وجوده أصلاً لأنه لو لم يكن إيماناً نهائياً لكان منافقاً لا ينفعه ذلك لكن يوجد قليل من الإيمان و لو مثقال ذرة أو حبة فإذا زاد الإيمان ارتقى إلى مرحلة الإيمان يعني زاد عن الإسلام و لهذا قال:
و هو ـ أي الإيمان ـ بضع و سبعون شعبة: الشعبة معناها الفرقة أو الجزء أو القطعة يقال تشعب أي تجزأ كما قال:
و إذا القلوب إذا تنافر ودها مثل الزجاجة كسرها لا يُشعب
أي لا يجمع حتى يكون قطعة واحدة و منه تشعب كذا أي تجزأ.
قال: بضع و سبعون شعبة: و كل شعبة يدخل تحتها خصال لأن خصال الإيمان كثيرة فللإيمان خصال كما أن للكفر خصال كل حسنة من خصال الإيمان و كل سيئة من خصال الكفر و النفاق عياذاً بالله كما قال: " من كان فيه واحدة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها " ثم عدها و ذكرها.
قال: و هو بضع و سبعون شعبة: البضع: أصل البضعة هي القطعة كما في الحديث " لا إنما هو بضعة منك " و قال ?: " فاطمة بضعة مني " و هو بضع يعني جزء و سبعون شعبة و البضع يطلق على العدد من الثلاثة إلى العشرة، و قيل إلى التسعة و هذا ليس الجهل من الراوي بل هكذا وردت عن رسول الله ? على الصحيح و هناك روايتان رواية البخاري " بضع و ستون شعبة " و رواية مسلم " بضع و ستون أو بضع و سبعون " على التردد و وقع رواية صحيحة في السنن " بضع و سبعون شعبة " منهم من رجح الأقل لأنه المتيقن كما يشير إليه صنع البخاري و منهم من رجح الأكثر لأن فيه زيادة علم و الزيادة من الثقة مقبولة على كل حال الإيمان كما ذكر الرسول ? بضع و سبعون شعبة أو بضع و ستون شعبة و قد تكلف كما يقول الإمام ابن حجر بل كما يقول عياض بن موسى اليحصبي تكلف بعضهم في عدها و في حصرها و ليس ذلك بلازم يعني لا يدل أن ما ذكره البخاري من شعب الإيمان أن هذه هي شعب الإيمان لا تزيد و لا تنقص أو كما ذكره غيره، لا و إنما هذا اجتهاد من هذا الجامع لكن المؤكد أنها ترجع إلى أركان الإيمان الثلاثة أو الستة ترجع إلى ماهية الإيمان ترجع إلى أعمال القلب و أعمال اللسان و أعمال البدن فأعمال القلب هي الاعتقادات و الإرادات التي ترد على القلب هذه هي الخصال أو الشعب المتعلقة بالقلب مثل الهم بفعل الحسنة، و مثل اعتقاد تنزيه الله عز و جل و تعظيم المولى سبحانه و تعالى و ما أشبه ذلك، الخوف من الله المحبة هذه كلها من أفعال القلب و منها ما يرجع إلى اللسان مثل قول لا إله إلا الله، و مثل قراءة القرآن، و مثل الاستغفار، و مثل الأمر بالمعروف و منها ما يرجع إلى البدن مثل فعل الخيرات و ترك المنكرات، و الصلاة و الزكاة و كل ما يرجع إلى البدن فكلها إما راجعة إلى القلب أو اللسان أو إلى الجوارح و البدن كل هذه الخصال المذكورة و الخصال كثيرة؛ لأن كل خصلة كما ذكرت كل شعبة تنتظم خصالاً كثيرة من خصال الإيمان و لهذا ذكر البخاري عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلى عدي بن عدي عامله أظن على المدينة قال: أما بعد فإن للإيمان فرائض و شرائع و حدوداً و سنناً فإن عشت فسأبينها لكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/438)
حتى تعملوا بها، فإن مت فما أنا على صحبتكم بحريص. و أيضاً ذكر البخاري عن عمار بن ياسر رضي الله عنه و أرضاه أنه قال: ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان الإنصاف من نفسك، و الإنفاق على الإقتار، و بذل السلام للعالم. و لا يخفى حديث الرسول ?: " من أحب في الله، و أبغض في الله، و أعطى لله، ومنع لله فقد استكمل الإيمان " لأن معظم أفعال الخير و ترك الشر راجع إلى الحب في الله و البغض في الله و أحاديث ذلك كثيرة.
قال: بضع و سبعون شعبة، فأعلاها قول لا إله إلا الله: سبق أنها من أركان الإسلام و هي أيضاً من الإيمان كما ذكر و كما بينا الاصطلاح الصحيح أنهما إذا افترقا اجتمعا و إذا اجتمعا افترقا فأعلاها قول لا إله إلا الله يعني أعلى الإيمان التوحيد.
و أدناها إماطة الأذى عن الطريق، و الحياء شعبة من الإيمان: فمثّل للإيمان بهذه يعني مثل لكل ركن من أركانه بخصلة فلا إله إلا الله ترجع إلى قول اللسان و إماطة الأذى ترجع إلى عمل الأركان و الحياء يرجع إلى عمل القلب و لهذا كما في البخاري مر الرسول ? على رجل يعظ أخاه في الحياء فقال: " دعه فإن الحياء لا يأتي إلا بخير " "و الحياء من الإيمان " كما ورد أيضا و لهذا استدل البخاري على أن الحياء من الإيمان فمثّل لكل ركن بخصلة من خصاله لبيان أنه اعتقاد أو عمل القلب، و عمل الجوارح، و قول اللسان، فأعلاها قول لا إله إلا الله قول لا إله إلا الله يعني التوحيد هو أعلى الإيمان تحقيق التوحيد، و أدناها إماطة الأذى عن الطريق يعني من أدنى خصال الإيمان أعلاها الإحسان مع الله و أدناها الإحسان مع الناس بل مع البهائم، و هناك خصال بين هذه و هذه خصال تقترب من العليا، و خصال تقترب من الدنيا، و خصال بين بين و هذا ما يدلنا على أن الإيمان يزيد و ينقص فتارة يزيد الإيمان بحسب تحقيق التوحيد حتى يكون في قلب صاحبه كالشمس الساطعة تحرق كل ما يقوم فيه من الشبهات و الشهوات نسأل الله لنا و لكم من فضله و إحسانه، و منهم من يبلغ الإيمان في قلبه كالكوكب الدري، و منهم كالمشعل العظيم، ومنهم كالسراج الوهاج، و منهم كالسراج الضعيف، و منهم كالشمعة الضعيفة، و منهم كالذرة و الخردلة و ليس وراء ذلك من الإيمان شيء إلا الكفر و النفاق و العياذ بالله فهو درجات و أقسام و خصال كما ذكر رسول الله عليه الصلاة و السلام، ومن الخصال من يزول الإيمان بزواله بالكلية بالإجماع مثل لا إله إلا الله من عدمت منه فقد عدم الإيمان بلا خلاف و منها من لا يزول الإيمان بزوالها بإجماع مثل إماطة الأذى عن الطريق، و منها ما هو مختلف فيه مثل الصلاة و بعض مسائل الحكم بغير ما أنزل الله و غير ذلك يعني منها ما يتأكد زواله، و منها ما لا يتأكد و المسألة تحتمل تفصيلاً كثيراً و خصال الإيمان كثيرة كل عمل من أعمال الطاعة راجع إلى شعبة من شعب الإيمان فأعلاها قول لا إله إلا الله، و أدناها إماطة الأذى عن الطريق، و الحياء شعبة من الإيمان يعني شعبة كاملة.
لماذا كان الحياء شعبة؟
الحياء يعرفونه بأنه خلق باطني يبعث على فعل ما يزين و ترك ما يشين يبعث على فعل المليح و ترك القبيح و الحياء لا يكون حياء إلا إذا استحيا العبد من حسيبه و رقيبه قبل أن يستحييَ من الإنسان الذي هو مثله فالحياء من الله و الحياء من الناس شعبة من الإيمان كما قال ?: " إن الحياء لا يأتي إلا بخير " و لماذا كان شعبة من الإيمان؟
لأن الحياء إذا تحقق في القلب حمل على ترك كل القبائح و الإيمان عبارة عن فعل أو ترك فإذا حمله هذا الحياء على الترك فقد استكمل جزءاً كبيراً و شعبة عظيمة من الإيمان و هو خلق باطني من أفعال القلوب و أفعال القلوب كثيرة و إذا عرفت هذا فإن كثيراً من الناس حريص على تحقيق الخصال الظاهرة و يغيب عنه تحقيق الخصال الباطنة و ليعلم المسلم بأن هذا مطلوب و هذا مطلوب و هذا من السنة وهذا من السنة بل قد يكون لفعل القلوب أعظم مما لفعل الأبدان الظاهرة و الجميع مطلوب و لا يتهاون في شيء منه فكما إن اللحية من الإسلام و الإيمان و هي مطلوبة و لا يقبل بحال أن يتنقص منها و لا أن يهون من أمرها و كما أن الثوب كذلك مطلوب اتباع السنة فيه و هو من الإسلام و الإيمان و كما أن الشعر كذلك و كما أن البشرة كذلك و كما أن الظفر كذلك و كما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/439)
أن الظاهر أيضاً فكذلك أعمال القلوب ينبغي أن لا يتهاون فيها العبد بل إن من أعمال القلوب ما ذكر عليه الصلاة و السلام: " إن منها ما يحلق الحسنات حلقاً و يحصدها حصداً و يحرقها حرقاً فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب " و هو من أعمال القلوب و عن البغضاء بين المسلمين يقول فيها ?: " هي الحالقة، قال: لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين " إن بعض الحريصين على الخير و السنة يغيب عنه هذا المفهوم و يحقق الإيمان في الظاهر و لكن يغيب عنه تحقيقه في الباطن وقد يظن في شيء خلاف ما ينبغي أن يكون عليه و يتساهل في البغضاء بين المسلمين لأمر موهوم أو لأمر مظنون أو لأمر مرجوح فتجده يمشي أحياناً بالعداوة و البغضاء بين المسلمين بل خاصة المسلمين فيما يستحق و فيما لا يستحق و فيما يستاهل و فيما لا يستاهل و فيما ينبغي و فيما لا ينبغي و تراه يصل إلى درجة الغيبة و النميمة و قطع ذات البين و إفسادها من حيث يريد الإصلاح:
رام نفعاً فضر من غير قصد و من البر ما يكون عقوقا
فينبغي الانتباه لهذا الأمر غاية الانتباه نسأل الله التوفيق لنا و لكم و الهداية إلى سواء السبيل.
ثم قال عليه رحمة الله قال: و أركانه ستة: أن تؤمن بالله، و ملائكته، و كتبه، و رسله، و اليوم الآخر، و تؤمن بالقدر خيره و شره) أركان الإيمان هذه المذكورة ستة أركان يعني ستة عُمد لا يقوم الإيمان إلا عليها و بها كما إن الإسلام لا يقوم إلا على الخمس المذكورة و إلا فالخصال كثيرة و الشعب عديدة لكن الأركان ستة كما ذكرها الله سبحانه و تعالى في بعض الآيات.
قال: أن تؤمن بالله: تؤمن بالله أي تؤمن بوجود الله و بوحدانية الله و بتنزه الله و كمال الله و جمال الله و عظمة الله و بهاءه، و نفي كل النقائص و العيوب عن رب العالمين سبحانه و تعالى، تؤمن بأنه واحد أحد في ذاته و في صفاته و في أسمائه لا سمي له و في صفاته لا شريك له و لا ند له و لا مثيل و في أفعاله أيضاً لا ند له و لا ضد، تؤمن بذلك كله على النحو الذي فصلناه في أقسام التوحيد فلا نكرر ما قلنا لئلا نطيل.
و ملائكته: هذا أيضاً من الأركان هنا فسر الإيمان بالأعمال الباطنة يعني الإيمان بالمُغيبات التي لا نشاهدها و لا تقع تحت الحس، الملائكة هم عباد الله لا يعصونه ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون هم مخلوقات نورانية خلقها الله عز و جل لطاعته و وكل بها أقطار الكون فمنهم ما هو موكل بالنبات، و منهم من هو موكل بالقطر، و منهم من أوكل إليه الوحي، و منهم البعث، و منهم الريح، و منهم و منهم و منهم خازن جهنم خزنة النار و منهم خزنة الجنة و منهم و منهم إلى غير ذلك من أنواع الملائكة كما قال الله سبحانه و تعالى: (?????????????? ????? ??? ????????•?????? ??????? ??? ??????????????? ?•????? ???)، و كما قال الله عز و جل: (??????????????? ??????? ???) إلى غير ذلك، كما قال: (????????????????? ??????? ???) فسرها كثير بأنهم الملائكة فلكل منهم وظيفة و مهمة في هذا الكون و كلهم (???? ??????? ??????????? ???? ?? ?????????????? ???????????? ????? ??????????? ??????????? ???? ???????? ??? ?????? ??????????? ????? ?????????? ???? ??????????? ???? ?????? ?????????? ????? ????? ??????????? ??????????? ????)
و الإيمان بالملائكة على نحوين: إيمان مجمل، و إيمان مفصل الإجمال أن تؤمن أن لله ملائكة لا يعصون الله ما أمرهم هذا الإجمال في المجمل منهم و التفصيل في المفصل يعني تؤمن فيمن عيّن منهم جبريل و أنه الموكّل مثلاً بالوحي.
شرح ثلاثة الأصول
لشيخ الإسلام الإمام المجدد
محمد بن عبد الوهاب
- رحمه الله تعالى -
للشيخ: محمد الفراج
- غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين -
(الشريط الرابع)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/440)
و أن يقضي حق العلم بالترفع عن ذلك كله، و أن تكون غايته ابتغاء وجه الله يسمو عن الجواذب الأرضية و المقاصد الترابية و الأمور الدنيوية و الأهداف المعيشية و أن يكون هدفه لله و بالله عز و جل (??????? ??????? ???? ???? ????????? ???????????????? ?)، و ما أحسن ما تلفظ به أبو بكر الجرجاني الفقيه الشافعي المعروف من حكم و درر لما لاموه على أن لم يأخذ مكانه لدى المواكب و المراكب و الوجهاء والسلاطين وهو العالم المعروف و كيف يعتزل و أنه رجل منقبض و غير ذلك ففاه بأبيات كلها حكمة يقول:
يقولون لي فيك انقباض و إنما رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما
أرى الناس من داناهم هان عندهم و من أكرمته عزة النفس أُكرما
و لم أقض حق العلم إن كان كلما بدا مطمع صيرته لي سلما
و لم أبتذل في خدمة العلم مهجتي لأخدم من لاقيت لكن لأُخدما
أأشقى به غرساً و أجنيه ذلة إذاً فاتباع الجهل قد كان أحزما
فإن قلت زند العلم كاب فإنما كبا حين لم نحرس حماه و أظلما
و لو أن أهل العلم صانوه صانهم و لو عظموه في النفوس لعُظما
و لكن أهانوه فهان و دنسوا محياه بالأطماع حتى تجهما
و إني إذا ما فاتني الأمر لم أبت أقلب كفي إثره متندما
و لكنه إن جاء عفواً قبلته و إن مال لم أتبعه هلاّ و ليتما
و ما زلت منحازاً بعرضي جانباً عن الذل اعتد الصيانة مغنما
إذا قيل هذا منهل قلت قد أرى و لكن نفس الحر تحتمل الظما
يجنبها عن بعض ما لا يشينها مخافة أقوال العدا فيما أو لما
و كم طالب رقي بنعماه لم يصل إليه و إن كان الرئيس المعظما
و كم نعمة باتت على الحر نقمة و كم مغنم يعتده الحر مغرما
فأصبحت عن عيب اللئيم مسلَّما و قد رحت في نفس الكريم مُكرما
و أكرم نفسي أن أضاحك عابساً و أن أتلقى بالمديح مُذمما
و ما كل برق لاح لي يستفزني و لا كل من لاقيت أرضاه منعما
ولكن إذا ما اضطرني الأمر لم أزل أقلب فكري مُنجداً ثم مُتهِما
إلى أن أرى ما لا أغص بذكره إذا قلت قد أسدى علي و أنعما
فهذه كما ترى تدل على عزة في النفس و شموخ من طالب العلم و قيامه بحق العلم و ترفعه عن المساومة و أمور الدنيا التي ـ و الله المستعان ـ أذهبت رونق العلم و كبت بزنده كما ذكر عليه رحمة الله و جعلت العلماء أو كثيراً من العلماء في مختلف الأزمان و الأعصار و الأماكن جعلتهم عبيداً للقمة و عبيداً للكبراء و جبناء عن القيام بواجب العلم و القيام لله سبحانه و تعالى بحجته و إن كانت لا تخلو الأرض في كل مكان و في كل زمان ـ بحمد الله ـ لا تخلو من علماء ربانيين مخلصين، بالمعروف آمرين، لا يجارون و لا يحابون و لا يدارون، و لا يراعون في ذلك صغيراً و لا كبيراً فنسأل الله أن يبارك فيهم و أن يحفظ هؤلاء و أن ينفع بهم البلاد و العباد.
(??????????? ?????????? ????????? ???????????? ? ?? ??????? ???? ???? ??????????? ???????????)
(????????? ????????????): أي بالعدل هذه حال، قائماً بالقسط أي بالعدل، القسط هو العدل يقال القسط و القسطاس و الكل بمعنى العدل.
(?? ??????? ???? ???? ??????????? ???????????) تأكيد لما سبق أنه لا إله إلا هو سبحانه، من صفاته القيام بالقسط و العدل كما جاء في الحديث الصحيح عند مسلم و غيره: " إن ربنا لا ينام و لا ينبغي له أن ينام، يرفع القسط و يخفضه، يرفع إليه عمل النهار قبل عمل الليل، و عمل الليل قبل عمل النهار ـ يخفض القسط و يرفعه ـ حجابه النور لو كشفه لأحرقت سُبُحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه " و أعدل العدل التوحيد أقسط القسط التوحيد و أعدل العدل التوحيد و لذلك قال: (قائماً بالقسط) ليه هنا ذكر القسط؟ لأن العدل التوحيد القسط هو التوحيد معنى العدل ايش؟ أن تضع الأمر في نصابه يعني تعطي الحق للمظلوم يعني تعيد الحق إلى نصابه هذا هو العدل حتى تعتدل كفة الميزان، أعدل العدل هو التوحيد تضع العبادة في مكانها الصحيح كما أن أظلم الظلم هو الشرك (???? ?????????? ???????? ???????) و لهذا قال: (????????? ???????????? ?) فالقسط و العدل و السواء هو الحق و أعظمه التوحيد و لهذا قال عز و جل: (???? ?????????? ??????????? ??????????? ?????? ???????? ????????) عدل يعني (????????? ???????????? ???? ???????? ???? ???? ???? ???????? ????? ???????).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/441)
قال: و معناها: يعني معنى شهادة أن لا إله إلا الله.
لا معبود بحق إلا الله: معنى الشهادة لا معبود بحق إلا الله هذا هو الصحيح لأن الشهادة تفسر بالألوهية مطابقة و الربوبية تضمنا و لهذا يقال توحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية و توحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية فإذا قلت: لا إله إلا الله أي لا مألوه إلا الله يعني لا معبود. (إله) سبق أن قلت لكم إله من الأله أو الوله و هو شدة الحب لاه ابن عمك.
لا أفضلت في نسب عني و لا كنت دياني فتهجوني
الوله شدة التعلق و أعظمه ينبغي أن يكون لله عز و جل. إله على وزن فِعَال بمعنى مفعول مألوه مثل ما تقول كتاب بمعنى مكتوب إله بمعنى مألوه من تألهه القلوب و تتوجه إليه محبة و تعظيماً وانقياداً فلا إله إلا الله هذه تفسر في الألوهية لا معبود بحق إلا الله لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله لأن المعبودات كثيرة فهناك عبد الدرهم و الدينار و الخميصة و الخميلة و المنصب و الجاه و السلطان و الكرسي و الهوى (???????????? ???? ???????? ?????????? ???????)، و هناك من يعبد العظماء كما قال الله عز و جل: (??????????? ????????????? ??????????????? ?????????? ???? ????? ????)، و هناك من يعبد الشجر و المدر و الحجر و البشر و الجن و الإنس إلى غير ذلك لكن مَن الإله الحق المستحق للعبادة؟ هو الله عز و جل، ليه؟ لأنه هو الخالق الرازق فإذا كان الخالق الرازق فينبغي أن يكون هو المعبود أيضاً يعني إذا كان هو الواحد في الربوبية ينبغي أن يكون الواحد في الألوهية لا معبود بحق إلا الله و أما أهل البدع و الكلام و الفلسفة و المنطق و التصوف إلى زماننا فهم يفسرون لا إله إلا الله خالق إلا الله يفسرونها بالربوبية و إلا الألوهية؟ الربوبية و هذا خطأ أما أهل الحق فإنهم يفسرونها بالألوهية المتضمن للربوبية لا إله إلا الله أي لا معبود إلا الله و يتضمن ذلك لا خالق إلا الله لأن من دخل في دائرة الألوهية فقد دخل حتماً في دائرة الربوبية أما من دخل في الربوبية فقد يدخل في الألوهية و قد لا يدخل و لذلك أبو جهل و أبو لهب و أضرابهما آمنوا أنه لا خالق إلا الله يعني دخلوا الدائرة الواسعة لكن هل آمنوا أنه لا معبود إلا الله و لذلك مثلاً يصح أن تقول: إذا كنت مثلاً في السويدي فأنا جزماً في الرياض و إلا لا، لكن لو كنت في الرياض قد تكون في السويدي و قد تكون خارج السويدي هكذا دائرة الألوهية أضيق، من دخل الألوهية حتماً دخل الربوبية يعني من آمن أنه لا يعبد إلا الله آمن جزماً و حتماً أنه لا خالق إلا الله و هذا معنى قولنا إن الألوهية متضمن للربوبية و لا عكس الربوبية لا يتضمن الألوهية و لذلك أهل البدع و المنطق و الفلسفة و التصوف إلى زماننا و منهم الأشاعرة في فروعهم و المتكلمة هؤلاء المتكلمون الصفاتيون و الجهمية الخلص أو الجهمية الصفاتية هؤلاء يفسرون لا إله إلا الله بمعنى لا خالق إلا الله حتى الدعوات المتأثرة بالتصوف التي تجوب العالم كله وقف واحد منهم يفسر لا إله إلا الله كما حكى لي أحد طلبة العلم قال: أي لا خالق إلا الله هذا تأثر بهؤلاء المتصوفة هذا حق، لكن ليس هذا معناها لا معبود بحق إلا الله تفسر بالألوهية ما الدليل؟ لأن لا إله يعني لا مألوه و المألوه هو المعبود خذها من إله، و قد فقه هذا المشركون أكثر من بعض المسلمين اليوم و لذلك المشركون هل كانوا ينازعون أنه لا رب إلا الله؟ لا هل كانوا ينازعون أنه لا خالق إلا الله (??????? ??????????? ??•? ?????? ????????????? ?????????? ??????????? ???? ?) وغير ذلك مما ذكر الله سبحانه و تعالى عنهم لكن لما قال الرسول ?: " قولوا كلمة إن قلتموها دانت لكم العرب و ملكتم بها العجم " قالوا: و بك عشر كلمات، قال: قولوا لا إله إلا الله، قالوا: لا. (???????? ?????????? ???????? ???????? ?) لو كانوا يعرفون لا إله إلا الله لا خالق إلا الله هل كانوا يستنكفون عن قولها؟ لا لكن يعرفون أنه لا مألوه إلا الله فلذلك تكبروا عنها (????•??? ????????? ????? ????? ?????? ?? ??????? ???? ????) (??????????? ?•????? ????????????? ????????????) لاحظ في الألوهية كل الكلام يعني يعرفون أنهم لن يدعوا لات و لا عزى و لن يذبحوا لها و
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/442)
لن ينذروا لها ... الخ فهذا هو معناها لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله و يتضمن هذا لا خالق إلا الله ـ واضح، إذن هذا معناها لا معبود بحق إلا الله ـ و هي ذات ركنين نفي و إثبات، سلب و إيجاب (لا إله) نفي (إلا الله) إثبات.
(لا إله) نفي لجميع ما يعبد من دون الله و لهذا قال:
(لا إله نافياً جميع ما يعبد من دون الله) هذا هو الركن الأول.
(إلا الله) مثبتاً العبادة لله وحده لا شريك في عبادته، كما أنه لا شريك له في ملكه يعني كما أنه الرب الواحد في الربوبية فهو الواحد بالألوهية و التفريق بينهما تفريق بين المتماثلات كما يفعله المشركون في الزمان الأول و الحاضر حتى مشركي الزمان هذا يقول لك: ما فيه مانع تذهب عند قبر البدوي أو قبر فلان أو علاّن و تسأله قضاء الحاجة المهم اعتقد أنه لا ينفع و لا يضر إلا الله أما مجرد سؤالك هذا للتشفع يقولون هذا هو عين شرك المشركين هم يعرفون أنه لا ينفع و لا يضر إلا الله لكن يقولون (??? ???????????? ???? ???????????????? ????? ???? ????????) يعني نتخذهم وسائط فأولئك يقولون إذا آمنت أنه لا ينفع و لا يضر إلا الله يعني إذا آمنت بالربوبية فالألوهية عندهم لا ضير بأن تشرك فيها و هذا باطل و ظلم و عدوان و هذا كما قلت لكم يوجد عند السابقين كما يوجد عند كثير من الحاضرين اليوم فهي ذات ركنين و كل الإسلام كما قلت لكم يرجع إلى الركنين لأن الإسلام إما إيجاب أو عدم أي سلب، فالإيجاب راجع للإيجاب فيها و السلب راجع للسلب فيها، فمثلاً الأمر بالخير، و فعل الندى، و الأمر بالبر، و أداء الصلوات كلها راجعة و الولاء راجع إلى (إلا الله) و النهي عن المنكر و الجهاد و الحدود و التعزيرات و البراء من المشركين كلها راجع إلى (لا إله) إلى السلب فيها فالإسلام راجع إلى هذه الكلمة العظيمة و لذلك كل الدين راجع إلى لا إله إلا الله كله يرجع إلى هذه الكلمة العظيمة حتى شهادة الرسالة إذا تأملت رجعت إليها لأنها فرع لها و كل القرآن في التوحيد كما ذكر أهل العلم و ينبغي أن يُعلم أن التوحيد مستفاد فيها من النفي و الإثبات لا إله إلا الله كما ذكرت قبل ذلك لأنها ذات ركنين لا إله إلا الله تخلية ثم تحلية تجريد ثم تفريد تفريغ ثم ملء لا إله إلا الله كفر بالطاغوت و إيمان بالله (????? ???????? ????????????? ?????????? ??????)، (?? ??????? ???? ?????? ?????????????) كلها ترجع إلى النفي و الإثبات قالوا: و تحصيل التوحيد من النفي و الإثبات أبلغ من مجرد الإثبات أيهما أبلغ أن تقول لا إله إلا الله أو تقول الله إله؟ لا إله إلا الله لأنك لو قلت الله إله قد يقول قائل: هل معه إله آخر معاذ الله، لكن لو قلت لا إله إلا الله خلاص انقطع هذا الاحتمال واضح وإلا لا؟ و لهذا لما قال الله عز و جل: (????????????? ??????? ??????? ?) ماذا قال؟ (?? ??????? ???? ???? ???????????? ??????????) لم يكتفِِ بهذا، و لهذا لما قال الله عز و جل: (????????????? ??????? ??????? ? ?? ??????? ???? ???? ???????????? ??????????) لأننا قلنا لا معبود بحق إلا الله أما المعبودات الأخرى فهل هي بحق أو بغير حق لأنها هل لها شيء من أفعال الربوبية؟ لا، هل تخلق؟ هل ترزق؟ هل تُوجد؟ هل تميت؟ لا (??????? ???????? ????? ?? ???????? ?) كما قال: (???? ??????????? ??????????? ????? ???? ??????? ???? ??????????? ??????? ???? ???????? ???? ???????? ???) طيب إذا كانت مفرغة من أفعال الإله هذه المعبودات التي يُتوجه إليها مهما كانت إذا كانت لا تملك شيئاً من أفعال الإله فماذا يكون لها من الألوهية مجرد ايش، إذا كانت ما عندها شيء من خصائص الإله أبداً فقط مجرد الاسم و لهذا قال عز و جل: (??? ??????????? ??? ????????? ???? ?????????? ??????????????? ??????? ??????????????) لكن هل لها حقائق؟ لا، لا ترزق و لا تحيي و لا تميت.
ثم قال: و تفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى: (????? ????? ???????????? ??????? ???????????? ??????? ???????? ?????? ??????????? ???? ???? ??????? ????????? ????????? ??????????? ???? ??????????? ???????? ????????? ??? ????????? ?????????? ??????????? ????)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/443)
تفسيرها: أي بيانها تفسير من السفر و الفسر كلها مادتها واحدة الإسفار الوضوح أسفر الصبح و منه السفر إذا خرج عن البناء للخارج للواضح من الأرض و هكذا كل معانيها تدل على الوضوح تفسيرها يعني توضيحها الذي يبينها و يوضحها قوله تعالى يعني يوضح لوازمها و مكملاتها و أركانها.
(????? ????? ???????????? ??????? ????????????) أبيه آزر كما قال عز و جل في سورة الأنعام: (?????? ????? ???????????? ??????? ???????) و يقال أن اسمه تارخ يقوله بعض المؤرخين قد يكون له اسمان لكن في القرآن عندنا آزر (??????? ????????????) و على رأس قومه، قومه هم أهل بابل في العراق إبراهيم عليه الصلاة و السلام قبل أن يهاجر كان عندهم، و زعيم قومه هو النمرود بن كنعان، و هو الذي كانت بينه و بينه المحاجة (????? ???? ????? ??????? ?????? ???????????? ??? ?????????).
(??????? ???????? ?????? ??????????? ????) براء البرء كما قلت لكم بالأمس أنه يدل على القطع براء (???????? ?????? ??????????? ????) يعني بريء عبّر بالمصدر براء لأنه أبلغ من الفعل أو من المشتق بريء يعني فاعل بارئ لكن براء هو المصدر كما تقول محمد أو زيد سير يعني لا يتوقف عن السير هذا للتأكيد.
(???? ??????? ????????? ????????? ??????????? ????) هذا يدل على أن من معنى الإسلام البراءة من الشرك لأنه تقدم أن الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد، و الانقياد له بالطاعة، و البراءة من الشرك لا يكفي أن تقول لا إله إلا الله و توالي المشركين لا يكفي لابد من البراءة و لهذا قال عز و جل لما إبراهيم ابتلاه الله بالكلمات التوحيد (???????????? ?) من ذلك البراءة من المشركين (??????? ???????? ?????? ??????????? ????) يعني مما تدعون من دون الله من النجوم و التماثيل التي صنعتموها للنجوم و عكفتم عليها (??? ??????? ????????????? ???????? ??????? ????? ?????????? ????) التي حطمها إبراهيم و إلا فهم يعبدون النجوم و الكواكب (??????? ???????? ?????? ??????????? ???? ???? ??????? ?????????) هذا معنى لا إله إلا الله لأن قومه يعبدون الله و الكواكب فقال: أنا بريء من كل ما تعبدون إلا الله هذا معنى لا إله إلا الله (???? ??????? ?????????) كأنه يقول المستحق للعبادة ه و المستحق للربوبية هو الواحد في الربوبية، فالخالق الذي يفطر و يبدع هو المستحق للعبادة و إلا لا، فصاحب الربوبية هو صاحب الألوهية (???? ??????? ?????????) ابتدأ من غير مثال سابق الفطر الابتداء و الاختراع و الإبداع (?????? ????????????? ?????????? ?).
(???? ??????? ?????????) يعني لا أتبرأ من عبادته.
(????????? ??????????? ????) يعني للحق كما قال الله سبحانه و تعالى: (??????? ?????????? ?????????????? ???????????? ?????? ????????? ?)، كما قال الله عز وجل: (?????? ????? ???????????? ??????? ??????? ?????????? ?•???????? ????????? ? ??????? ??????? ?????????? ??? ??????? ??????? ???? ??????????? ?????? ???????????? ????????? ????????????? ?????????? ??????????? ???? ?????????????? ????)، ثم قال بعد ذلك: (??????? ????? ????????? ????????? ????? ?????? ?????? ??????? ???????? ? ???????? ???????? ????? ????????? ?????? ???????? ?????? ??????????? ???? ?????? ???????? ???????? ??????? ?????? ????????????? ?????????? ???????? ?) و قبل ذلك قال: (????? ???? ????????? ?????? ????????? ???? ?????????? ????????????? ????) هنا قال (???? ??????? ????????? ????????? ??????????? ????) يعني إلى العبادة الحقة (???? ??????? ?????????) يعني لا أتبرأ منه هذا معنى لا إله إلا الله فدل على أن من الإسلام البراءة من الشرك و أهله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/444)
(و جعلها) أي كلمة التوحيد لا إله إلا الله (كلمة) لأن الكلمة تطلق على اللفظة المفردة مثل رجل، و تطلق الكلمة على الكلام المفيد هذا إطلاق آخر كما تقول لا إله إلا الله كلمة التوحيد و الخطبة أحياناً يطلق عليها كلمة يقال تكلم فلان بكلمة يعني كلمات كثيرة لكن هذا يجوز، الكلمة و لهذا قال ابن مالك: و كِلْمَة بها كلام قد يؤم. يعني قد يقصد الكلام الكثير يقصد و يؤم يطلق عليه كِلْمَة أو كَلِمَة قال:
كلامنا لفظ مفيد كاستقم و اسم و فعل ثم حرف الكلم
واحده كلمتنا القول عم و كلمة بها كلام قد يؤم
يعني يقصد الكلام الكثير هنا لا إله إلا الله أكثر من كلمة (لا إله) كلمة (إلا الله) كلمة (لا) كلمة (إلا) كلمة الحرف كلمة و الفعل كلمة و الاسم كلمة و يطلق على الجميع كلمة أيضا.
قال: (??????????? ???????? ????????? ??? ?????????) نسله الذين عقّبهم أي خلفهم لأنه أوصاهم قال كما قال الله عز وجل: (????? ???????? ??? ??????? ???????????? ???? ??? ?????? ????????? ? ???????? ??????????????? ??? ?????????? ? ????????? ??? ?????????? ?????? ????????????? ????? ???? ????? ????? ???????? ???????? ? ????? ?????????? ??????? ?????????????? ????? ???????? ?????? ???????????? ??????? ???????????) (??????????? ???????? ????????? ??? ?????????).
(????????? ??????????? ????) يعني لعل قريشاً ترجع قريش تدعي أنه حنفية و تدعي أنها على دين إبراهيم هذا دين إبراهيم فافهموه لعلكم ترجعون عن عبادة الأوثان.
و قوله تعالى يعني من تفسيرها الذي يوضحها: (???? ?????????? ???????????) يا محمد يا أهل الكتاب يا معشر اليهود و النصارى سموا أهل الكتاب لأنه نزل عليهم الكتاب في السابق (??????????? ?????? ???????? ???????? ????????? ????????????) أنتم يا أهل الكتاب تعرفون دعوكم من المشركين (??????????? ?????? ???????? ????????) هي لا إله إلا الله، سواء يعني عدل كما قلنا (????????? ???????????? ?) نتفق عليها نحن و أنتم.
(???????? ????????? ???????????? ???? ???????? ???? ????) و هذه نزلت في نصارى نجران لما جاءوا يحاجون الرسول ? قال الله لرسوله ?: قل يا نصارى نجران (?????????? ??????????? ??????????? ?????? ???????? ???????? ????????? ???????????? ???? ???????? ???? ???? ???? ???????? ????? ??????? ???? ???????? ????????? ??????? ?????????? ???? ????? ???? ? ????? ?????????? ?????????? ??????????? ??????? ??????????? ????) فلما تولوا و أبوا إلا إلهية عيسى عليه الصلاة و السلام أمره الله أن يباهلهم قال: (?????????? ??????????? ???? ??????????? ???? ???????????? ?????? ????????? ???????????? ???????????? ???? ???? ?????????? ?) و قبل ذلك قال عز و جل: (???? ?????? ??? ???????? ???? ?????????? ?????? ??????????? ?????? ????????????? ???????????????? ????????????? ?????????????? ???????????? ????????????? ???? ?????????? ????????? ???????? ???? ????? ?????????????? ????) فأشفقوا و خافوا و رجعوا إلى نجران ولم يباهلوا رسول الله ?.
(??????????) يعني هلموا و أقبلوا تعالوا المراد تعالوا بأجسامكم تعالوا بقلوبكم و أقوالكم و أصل تعالوا فعل أمر يعني ارتفعوا حينما تقول تعال أصله ارْتَفِع تقول الله تعالى يعني ارتفع و تقدس أصل الكلام تعال يعني ارتفع و يطلق على المجيء يعني ارتفع إلي أو ائتي إلى هنا (??????????? ?????? ???????? ????????) ارتفعوا من الشرك و الوثنية و ألوهية البشر عيسى و غيره إلى كلمة التوحيد تعالوا ارتفعوا اسموا (????? ???????? ???????? ????????? ????????????).
(???? ????????) هذا تفسيرها (???? ????) لا ندعو إلا الله.
(???? ???????? ????? ???????) لا حجر و لا جن و لا طواغيت و لا عيسى و لا عزير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/445)
(???? ???????? ????????? ??????? ?????????? ???? ????? ???? ?) يعني معبودين لا نتخذ عيسى كما اتخذتموه و لا العزير كما قال: (???????? ?????? ????) وعبده اليهود هذا كله لأهل الكتاب (???? ???????? ?????????) أيضاً (??????? ?????????? ???? ????? ???? ?) يعني لا نطيع كما يقول ابن جريج: لا نطيع العلماء و الأمراء في معصية الله؛ لأن من أطاعهم فقد عبدهم كما في حديث عدي الحسن قال: " يا رسول الله لسنا نعبدهم لما نزل قوله عز و جل: (??????????? ????????????? ??????????????? ?????????? ???? ????? ????) قال: لسنا نعبدهم. قال: أليسوا يحلون لكم الحرام فتطيعونهم و يحرمون الحلال فتطيعونهم؟ قال: بلى. قال:فتلك عبادتهم " و لهذا قال الله عز وجل: (•????? ????????????? ?????????? ?????? ???????????????? ???????????????? ? ?????? ??????????????? ???????? ????????????? ?????) و لهذا لما قال عز وجل: (?????? ???????? ?????????? ????????? ??????? ??? ?? ??????????? ???????????? ?) أي لا تطيعوه كما قال العلماء (??????? ?????? ?????? ???????) فطاعة غير الله في التحليل و التحريم و التشريع شرك أكبر و اتخاذ له إلهاً و مشرعاً من دون الله سبحانه و تعالى كما قال: (??????????? ????????????? ??????????????? ?????????? ???? ????? ????).
قال: (????? ??????????): تولى يعني أعرض و أدبر و استكبر بقلبه أو بجسمه تولى (????? ??????????) و لذلك التولي يطلق على القرب و يطلق على البعد فإذا ولاك وجهه فهو القريب تولاك قريب منك وإليك و إذا ولاك ظهره صار بعيداً (????? ??????????) يعني ولوكم وجوههم و إلا أدبارهم؟ أدبارهم يعني أعرضوا عنكم.
(?????????? ??????????? ??????? ??????????? ????)، (?????? ???? ??????? ?? ??????? ???? ????) اشهدوا و اعلموا أنّا مسلمون يعني مؤمنون موحدون لله سبحانه و تعالى.
قال: و دليل شهادة أن محمداً رسول الله قوله تعالى: (?????? ?????????? ??????? ????? ??????????? ??????? ???????? ??? ???????? ??????? ????????? ????????????????? ??????? ??????? ?????).
شهادة أن محمداً رسول الله هذه هي الشهادة الثانية شهادة الرسالة و الدين قائم على الشهادتين الشهادة بالألوهية و الشهادة بالرسالة هذا هو الركن الثاني و دليل شهادة أن محمداً رسول الله يعني الخبر القاطع أن محمداً ? مرسل من عند الله قوله تعالى: (?????? ?????????? ??????? ????? ??????????? ??????? ???????? ??? ???????? ??????? ????????? ????????????????? ??????? ??????? ?????) و طرق تقرير الشهادة كثيرة فمن الطرق:
1 / النقل: يعني شهادة الله لرسوله بالصدق هذا أعظم طريق يعني شهادة الله لنبيه ? بالصدق هذا أعظم طريق و أبلغه و إلا لا، و لهذا قال الله سبحانه و تعالى: (???????? ????????? ????????? ?????? ???????? ?) يعني أنت كاذب قال عز و جل: (???? ?????? ?????? ???????? ??????? ???????????? ?????? ???????? ?????? ??????????? ????) تكفي شهادة الله لي بالرسالة كما تكفي شهادته بالألوهية ما هي شهادة الله لرسوله ? بالرسالة؟ قال: (????? ???????? ???? ??????? ???? ?????? ??? ???????? ?????????)، قال: (???????? ??????? ???? ????????? ????????•???? ?)، قال: (???????? ??????? ???? ? ??????????? ???????? ?????????? ????? ???????????) هذه شهادة الله لرسوله ? و هناك طرق أخرى في تقرير نبوته ? أما أهل الكلام و الفلسفة فيقولون: لا طريق إلا المعجزات فقط و نقول: لا المعجزات يمكن أن يدعيها أصدق الصادقين و أكذب الكاذبين و لا يلتبس ذلك إلا على أجهل الجاهلين و لذلك الخوارق تظهر على يد الصادق و الكاذب كما ذكر شيخ الإسلام لكن كيف نميز بين الصادق و الكاذب لو كان الطريق وحده المعجزات لالتبس علينا و إلا لا، لكن نعرض حال الشخص على الكتاب و السنة و نعرف المعجزة بالشخص، لا نعرف الشخص بالمعجزة هذا هو الحق فإن كان الشخص مستقيماً سالكاً صالحاً فإن ما معه معجزة إن كان رسولاً أو كرامة إن كان ولياً، و إن كان طاغياً فاجراً فالذي معه سحر و تلبيس الشياطين و قد بين هذا شيخ الإسلام في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/446)
كتابه الفرقان بين أولياء الرحمن و أولياء الشيطان فارجع إليه فإن فيه كلاماً نفيساً جداً، و كذلك النبوات كتاب النبوات لشيخ الإسلام ابن تيمية فليس الطريق وحده هو المعجزة و لهذا قيل للشافعي: قال أبو ثور: إذا رأيت الرجل يمشي على الماء أو يطير في الهواء فلا تغتر بحاله حتى تعرضه على الكتاب و السنة قال الشافعي: صدق أبو ثور و قصّر بل إذا رأيت الرجل يمشي على الماء أو يطير في الهواء أو يدخل النار فلا تغتر بحاله حتى تعرضه على الكتاب و السنة و لهذا من طرق تقرير النبوة قرائن الأحوال التي تعرب عن الحال قلنا شهادة الله عز و جل.
2 / المعجزات و منها أنين الجذع، و تسبيح الطعام، و نبع الماء، و انشقاق القمر و هي كثيرة.
ثالثاً: قرائن الأحوال التي تعرب عن الحال: يعني الصدق و حسن الحديث و المعاملة و العلامات التي يشاهدها جليسه و أنيسه و قريبه و لهذا لما جاء الرسول ? يرجف فؤاده إلى خديجة أول ما نزل عليه الوحي و قال: " لقد خشيت على نفسي ". قالت: كلا و الله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصدق الحديث، و تصل الرحم، و تقري الضيف، و تحمل الكل، و تكسب المعدوم، و تعين على نوائب الحق. فاستدلت على صدقه بأخلاقه كما قال حسان:
لو لم يكن فيه آيات مبينة كانت بديهته تأتيك بالخبر
و لهذا قال عبد الله بن سلام: فلما رأيته عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب. قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: ما أسر رجل سريرة إلا أبانها الله على فلتات لسانه أو قسمات وجهه.
لا يمكن يستمر كذبه و تلبيسه على الناس لا يمكن و لهذا سرعان ما انكشف مسيلمة، و سرعان ما انكشفت سجاح، و سرعان ما انكشف الأسود العنسي، و سرعان ما انكشف طُليحة الأسدي، و سرعان ما انكشف غلام مرزا صاحب القاديانية و كل من ادعى النبوة لا يلبث أن ينكشف بل يعلم قومه كذبه مسيلمة يعرفون كذبه من قرآنه، قرآنه و الطاحنات طحناً، و الخابزات خبزاً، و يا ضفدعة يا ضفدعين نقنقي أو لا تنقين نصفك في الماء و نصفك في الطين كل المسألة حول هذه الأشياء يقلد القرآن الكريم و يحاكيه فهو يعرفونه ـ قومه ـ و لذلك يقول أحدهم: و الله إني أعلم انه كاذب أعرف أنه دجال صاحبنا لا يخفى علينا لكن كاذب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر فالمسألة عصبية و العياذ بالله لكن لا يلتبس أبداً و لهذا الكذاب لا يزيده مرور الزمان إلا كذباً و معرفة بحاله كما قال الكاذب يعرف كذبه من حاله و من قوله و فعله و الصادق بضد ذلك أما الصادق فلا يزيده مرور الزمان إلا صدقاً كما قال عز و جل: (???? ?????? ??????????? ???????? ??????????????? ????)، و يدلنا على ذلك أيضاً حديث هرقل العظيم الطويل في البخاري لما قابل أبا سفيان و سأله عن الرسول ? في المدة التي ماد الرسول ? فيها قريشاً يعني في صلح الحديبية أرسل الرسول ? استغل الهدنة و أرسل رسالة إلى اليمن و كسرى و هرقل، صاحب كسرى يزدجرد مزق الرسالة فقال ?: " مزق الله ملكه " فثار عليه ابنه نشروان و مزق ملكه لكن هرقل تقبلها و أخذ الرسالة و اهتم للأمر لأن هرقل كما في البخاري و الحديث عن ابن عباس يرويه عن أبي سفيان قبل أن يسلم ثم أخبره إياه فرواه بكماله كما في البخاري باب كيف بدأ الوحي برسول الله ? هرقل لما جاء من قسطنطينة إلى أنطاكية رأى في المنام و كان حزاءً يعني ينظر في النجوم فضرب في النجوم فرأى أن ملك الختان قد ظهر فسأل من يختتن من هذه الأمة؟ قالوا: ليس يختتن إلا اليهود فلا يهمنك شأنهم و انظر إلى من في مدن ملكك من اليهود فاقتلهم فبينما هم كذلك إذا بأمير بصرى ملك غسان يبعث برسول معه رسول رسول الله ? و معه الرسالة فقرأ الرسالة ثم أرسل هذا العربي الذي بعث الرسول ? فقال: انظروا هل هو مختتن فنظروا فإذا هو مختتن فقال هرقل: هذا ملك هذه الأمة قد ظهر يعني ليسوا اليهود العرب ثم سأل هل هنا أحد من العرب من أهل مكة؟ قالوا: نعم يوجد تجار بالشام أبو سفيان و أصحابه، قال ائتوهم إلي ثم دعاهم و أحضر الترجمان و قال لهم: أيكم أقرب نسباً بهذا الرجل الذي يدعي أنه نبي؟ قال أبو سفيان: قلت: أنا، قال: أدنوه مني و كان أبو سفيان كافراً في ذلك الوقت ثم قال لأصحابه: إن كذب فكذبوه و إن صدق فصدقوه، قال أبو سفيان: فلولا الحياء من أن ينسبوا عني كذباً لكذبت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/447)
عليه لكن يستعيبون العرب حتى في جاهليتهم الكذب فكان أول ما سأله أهو ذو نسب فيكم؟ أشراف الناس يتبعونه أم ضعفاءهم؟ هل كان من آبائهم ملك؟ هل قال أحد قبله؟ هل يزيد اتباعه أم ينقصون؟ هل يرتد أحد عن دينه سُخطة له بعد أن يدخله؟ هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ هل يغدر؟ هل حاربتموه؟ كيف الحرب بينه و بينكم؟ بم يأمركم؟ أحد عشر سؤالاً سألها لأبي سفيان. قال: أهو ذو نسب فيكم؟ قال أبو سفيان: نعم، قال: فهل كان من آبائه من ملك؟ قال: لا، قال: هل قال هذا القول أحد قبله؟ قال: لا، قال: فهل يغدر؟ قال: لا ـ شوف صدق أبو سفيان حتى و لو كان عدوه ـ قال: هل يغدر؟ قال: لا و نحن منه في مدة لا ندري ما هو صانع فيها يعني تعاهدنا معه على إيقاف الحرب عشر سنوات ما ندري قد يغدر فيقول: و الله ما أمكنتني كلمة أدخل فيها إلا هذه الكلمة يعني أتشفى فيها من الرسول ? إلى آخر الأسئلة إلى قوله بم يأمركم؟ قال: يأمرنا بالصلاة و الصدق و العفاف و الصلة و يقول: اتركوا ما يعبد آباءكم و اعبدوا الله وحده لا شريك له و ينهانا عن الشرك و إلى آخره فأجاب هرقل قال: سألتك هل هو ذو نسب فيكم؟ فقلت: نعم فكذلك الرسل تبعث في نسب من قومها، و سألتك هل كان من آبائه من ملك؟ فقلت: لا قلت: لو كان من آبائه من ملك لقلت رجل يطلب ملك أبيه، و سألتك: هل قال هذا القول أحد قبله؟ فقلت: لا فقلت: لو كان قال هذا القول أحد قبله لقلت رجل يأتم بمن كان قبله، و سألتك هل اتبعه أشراف الناس أم ضعفاءهم؟ فذكرت أنهم ضعفاءهم و هم أتباع الرسل، و سألتك هل يزيدون أم ينقصون؟ فأخبرت أنهم يزيدون فكذلك أتباع الرسل، و سألتك هل يرتد أحد منهم سُخطة لدينه؟ فقلت: لا فكذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب لا يسخطه أحد، و سألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب ـ و هذا هو الشاهد معنا ـ فقلت: لا فقد أعرف أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس و يذهب يكذب على ربه سبحانه و تعالى يسمونه الصادق الأمين يصدق معكم و يكذب على الله يقول أرسلني (?????? ???????? ?????? ?????????? ????? ???? ??????? ???? ????? ??????? ?????? ?????? ????? ???????? ?????? ????? ????? ????????? ?????? ???? ??????? ???? ?) يعني أكذب الكاذبين من ادعى الألوهية أو الرسالة ثم قال: و سألتك هل يغدر؟ فقلت: لا فكذلك الرسل لا تغدر، و سألتك عن الحرب بينكم و بينه؟ فأخبرت أنها سجال فكذلك الرسل تبتلى إلى قوله و سألتك بم يأمركم؟ فأخبرت أنه يأمرنا بكذا و كذا و كذا إلى آخره ثم قال هرقل بعد ما انتهى من سؤال أبي سفيان قال: و قد كنت أعرف أنه يبعث نبي و لم أعلم أنه يبعث منكم و عن كان ما تقوله حقاً ـ يعني أبا سفيان ـ ليملكن موضع قدمي هاتين ـ يعني في سوريا بالشام ـ لأنه جاء على الشام و لولا ما أنا فيه من الملك لخلصت إليه و لتجشمت إليه و لقبلت رأسه و لغسلت عن قدميه هذا يقوله هرقل في الرسول ? قال: فلما قرأ الكتاب ارتفع عنده الأصوات و كثر السخط فأمر بنا فأخرجنا فقلت لأصحابي حين أخرجنا: لقد أمِر أمرَ ابن أبي كبشة إنه ليهابه ملك بني الأصفر وما زلت كارهاً حتى أدخل الله علي الإسلام و أنا كاره يعني بعد فتح مكة و ابن أبي كبشة هو الرسول ? يعيرونه بأبي كبشة الذي هو أبوه من الرضاع زوج حليمة السعدية رضي الله عنهما و أرضاهما ثم خرج ... الخ الحديث. فالشاهد وهو حديث طويل الشاهد قوله: فقد أعرف أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس و يذهب يكذب على ربه سبحانه و تعالى.
و من طرق تقرير النبوة يعني مما يدلنا على صدقه عليه الصلاة و السلام: به من الآيات البينات مع أنه أمي لا يقرأ و لا يكتب و أخبر عن مغيبات فوقعت دخان و غيره و أخبر عليه الصلاة و السلام عن أمور كانت في التاريخ و أيضاً هذا القرآن الذي جاء به عليه الصلاة و السلام في أرقى الأحكام في الأسرة و النكاح و الطلاق و الاقتصاد و أحوال السلم و الحرب و التعزيرات فيه الأحكام الراقية التي تدل على أنه من الله عز و جل لا غير و قال الله عز و جل: (????? ????? ????????? ??? ????????? ??? ??????? ???? ????????? ??????????? ? ????? ????????? ??????????????? ????) يعني لا تقرأ و لا تكتب أنت أمي لو كنت تقرأ أو تكتب لقالوا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/448)
تعلم من أهل الكتاب لكنك أمي فهذا يبطل دعواهم.
قال: (?????? ?????????? ??????? ????? ???????????) يعني منكم تعرفون نسبه أو من أنْفَسِكم قراءة يعني من خيركم (??????? ???????? ??? ????????) يعني يشق عليه ما يعنتكم العنت (?????? ?????? ?????????? ??????? ?) يعني ما شق عليكم.
(??????? ?????????) على الخير لكم (????????????????? ??????? ??????? ?????) أما بالكافرين فهو يجاهدهم و إن كان حريصاً على خيرهم و لهذا قال: (??????? ?????????) عليكم كلكم على الخير لكم لكن (????????????????? ??????? ??????? ?????) عليه صلاة الله و سلامه.
قال: و دليل الصلاة و الزكاة و تفسير التوحيد قوله تعالى: (?????? ?????????? ???? ????????????? ???? ??????????? ???? ?????????).
تفسير التوحيد و معنى شهادة أن محمداً رسول الله ? طاعته فيما أمر، و تصديقه فيما أخبر، و اجتناب ما عنه نهى و زجر و أن لا يعبد الله إلا بما شرع هذا معنى شهادة أن محمداً رسول الله يعني تتضمن طاعته فيما أمر (?•? ?????? ?????????? ?????? ??????? ???? ?) و تقدم.
و تصديقه فيما أخبر: يعني في كل ما أخبر به من عند الله و أنه حق لا ريب فيه.
و اجتناب ما عنه نهى و زجر: كما قال: " و ما نهيتكم عنه فانتهوا " و قال الله عز و جل: (?????? ?????????? ?????????? ????????? ????? ????????? ?????? ???????????? ? ?????•????? ???? ?). *
و أن لا يعبد الله إلا بما شرع: لأن الله سد كل باب إلا باب رسول الله ? لأن العبادة إنما تعلم من الله أو من رسوله عليه الصلاة و السلام سداً لباب البدعة فكل طريق سواه مسدود، و كل عمل ليس عليه أمره فهو مردود.
قال: و دليل الصلاة و الزكاة و تفسير التوحيد قوله تعالى: (?????? ?????????? ???? ????????????? ???? ??????????? ???? ?????????). هذا تفسير التوحيد أنه لابد من إخلاص العمل لله لا يشرك معه لا بشر و لا غيره و لا رياء و لا جن و لا إنس و لا كبير و لا صغير.
(??????????? ???? ????????? ??????????) و سبق أن الحنفاء أو الحنيف ما هو؟ المائل عن الشرك قاصداً إلى التوحيد لأن الحنف من ألفاظ الأضداد التي تطلق على الميل و تطلق على القصد و الاستقامة كما قال:
* نهاية الوجه الأول.
(????•????? ?????? ???????????? ???????? ?) حنفاء يعني على طريقة إبراهيم. (???????????? ??????????? ??????????? ??????•???? ? ????????? ????? ????????????? ???) يعني الدين المستقيم الصالح (?????? ??????? ??????? ???????????? ???????? ?)
قال: و دليل الصيام: طبعاً الصلاة تقدم أنها في اللغة الدعاء و في الشرع هي الأقوال و الأفعال المعلومة المفتتحة بالتكبير و المختتمة بالتسليم، و الزكاة هي في اللغة هي من النماء و الطهر زكى أي نما المال أو طهُرت النفس تزكية و هي في الشرع مال معلوم يدفع لشخص معلوم.
دليل الصيام: الصيام في اللغة هو الإمساك مجرد الإمساك عن أي شيء عن الكلام و غيره (??????
??????? ???????????? ??????? ?????? ????????? ?????????? ???????? ????) قال الشاعر:
خيل صيام و خيل غير صائمة تحت الغبار و أخرى تعلك اللجما
و في الشرع: هو الإمساك عن الطعام و الشراب و الشهوات و سائر المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس.
قوله عز وجل: (??????????? ????????? ?????????? ?????? ??????????) يعني فرض (??????????? ????? ?????? ????? ????????? ??? ??????????) لأنهم يعرفون أن الصيام عن الطعام مشروع كانوا في الجاهلية يصومون عاشوراء قبل أن يبعث الرسول ? كما في الصحيحين فهم يعرفون هذا (?????????? ????????? ?????) أي تتقون المحارم لأن الصيام يكسر شهوة النفس فيضيق مجاري الدم و الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/449)
قال: و دليل الحج قوله تعالى: الحج في اللغة: القصد، و في الاصطلاح: قصد بيت الله في وقت معلوم لعمل معلوم و هو من أركان الإسلام قال ?: " بني الإسلام على خمس ... و ذكر منها الحج و قال عز و جل: (??????????? ???????? ?????????????? ?? ?)، و قال: (???? ????? ?•?•????) يعني لله فرض على الناس (???? ??????????) أو حَج البيت قراءتان (???? ??????????? ???????? ??????? ?) من ملك الزاد و الراحلة و استطاع الثبات عليها (????? ??????) أي جحد وجوبه أو ترك رغبة عنه و لم يحج إطلاقاً (•????? ???? ?????? ???? ?????????????? ????) أما من لم يستطع فهو معفو عنه.
...........................
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة والسلام على سيد النبيين، و خاتم المرسلين و حجة الله على عباده أجمعين نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين و علينا و على عباد الله الصالحين.
أما بعد: فيقول الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب نور الله ضريحه و قدس روحه:
المرتبة الثانية: الإيمان وهو بضع و سبعون شعبة فأعلاها قول لا إله إلا الله و أدناها إماطة الأذى عن الطريق، و الحياء شعبة من الإيمان، و أركانه ستة أن تؤمن بالله، و ملائكته، و كتبه، ورسله، و اليوم الآخر، و تؤمن بالقدر خيره و شره، و الدليل على هذه المراتب قوله تعالى: (?????? ???????? ??? ????????? ??????????? ?????? ???????????? ?????????????? ????????? ???????? ???? ??????? ?????? ???????????? ???????? ?????????????????? ????????????? ????????•??????)
و دليل القدر قوله تعالى: (????? •??? ?????? ??????????? ???????? ????)
عوداً على بدء قوله: المرتبة الثانية: أي من مراتب الدين و هو الأصل الثاني من الأصول التي يجب على كل مسلم و مسلمة معرفتها من الأصول الثلاثة و ذكر المرتبة الأولى و هي الإسلام و سبق الكلام فيه و في أركانه و شرح ذلك و الأدلة.
المرتبة الثانية أي من مراتب الدين و هي أرقى من المرتبة السابقة
قال: الإيمان: و الإيمان إفعال مشتق إما من التصديق لأن آمن بمعنى صدّق لأنه تصديق باطن بالله و بما جاء عن الله و برسول الله ? و بما جاء عن رسول الله ?، و إما مشتق من الأمن و هو ضد الخوف فأهل الإيمان لهم الأمن (????????? ?????????? ?????? ???????????? ??????????? ???????? ???????????? ?????? ???????? ????? ??????????? ????) و كلاهما كلا هذين المعنيين موجود في الإيمان ففيه تصديق و فيه أمن فيه أمن لأنه ترك للمنازعة و المحادة و المحاربة، أما الإسلام من التسليم و السلم السلم هو الانقياد ترك المنازعة و المحادة السلم ضد الحرب كذلك الأمن من ائتمنه فأمنه أو آمنه أي سالمه ترك حربه الأمن أيضاً ضد الحرب فهو ضد المنازعة و المعاندة الإيمان كالإسلام كلاهما فيه معنى الانقياد و التسليم و الإذعان
إيانا نؤمنك تأمن غيرنا و إذا لم تدرك الأمن منا لم تزل حذرا
فهو إيمان من الأمن آمنه أي وادعه هذا بالنسبة للمعنى اللغوي و أما المعنى الاصطلاحي فالإيمان كما جاء عن أهل السنة اعتقاد القلب و نطق اللسان و عمل الجوارح أو قول باللسان و اعتقاد بالجنان و عمل بالأركان هذا هو تعريف الإيمان عند أهل السنة و الجماعة و هذه حقيقته عند أهل السنة فهو قول و عمل قول اللسان و عمل القلب و الجوارح لأن القلب له فعل كما تقدم في بعض الدروس السابقة و أفعال القلب هي الأفعال الباطنة هي الاعتقادات و ترك الشبهات و الإعراض عنها، وأعمال الجوارح هي الأعمال الظاهرة و لهذا فإن أهل السنة يقولون الإيمان اعتقاد و قول و عمل و منهم من يقول هو قول و عمل و هذا اختصار لأن المراد قول باللسان و عمل بالقلب و عمل بالجوارح فإن للقلب عمل كما أن للجوارح و الأركان عملا و لهذا قال البخاري: كتاب الإيمان و هو قول و عمل يزيد و ينقص المراد عمل بالقلب و عمل بالجوارح فإذا رأيت هذا من كلام السلف فاعلم ليس المراد أنهم يلغون اعتقاد القلب إذا قالوا قول و عمل و إنما يختصرون الاثنين في واحد يعنون عمل القلب و عمل الجوارح إذاً أهل السنة و الجماعة يرون أن الإيمان تصديق القلب و إقرار اللسان و عمل الجوارح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/450)
فهو مشتمل على هذه كلها كما نطقت بذلك الأدلة من كتاب ربنا سبحانه و من سنة رسوله عليه الصلاة و السلام و هناك أقوال أخرى مخالفة لأقوال السلف فلا يلتفت إليها فمن الناس من فسر الإيمان بأنه اعتقاد القلب، و قول اللسان و هؤلاء هم المرجئة الذين قالوا: لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة و هؤلاء ردود أهل السنة عليهم مستفيضة ثم هؤلاء يُخرجون الأعمال جملة و تفصيلا عن أن تكون داخلة في الإيمان و لهذا يقولون: إيمان أفسق الأمة يستوي مع إيمان أبي بكر لأن الإيمان عندهم لا يزيد و لا ينقص و هناك قول آخر و هو أن الإيمان اعتقاد بالقلب و قول باللسان و الأعمال من لوازم الإيمان و ليست من ماهيته و أركانه وهذا هو المشهور من قول أبي حنيفة رحمه الله و قد أكثر السلف في الرد عليه و تفنيد كلامه و أكثر الحنفية علماء الحنفية لا سيما المتقدمين أعني العلماء الذين هم معدودون من أتباع التابعين كصاحبي أبي حنيفة أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري و محمد بن الحسن الشيباني و مثل زفر بن الهذيل و هؤلاء وافقوا جمهور أهل السنة فأدخلوا الأعمال في ماهية الإيمان و جعلوه ركناً من أركانه و لم يجعلوه من اللوازم فقط و على كل حال المسألة تفصيل هذا يطول و لهم أدلة كثيرة أعني أبا حنيفة منها قوله سبحانه و تعالى: (•??? ????????? ?????????? ??????????? ?????????????) فيقولون الإيمان هو التصديق و يقولون إن العطف يقتضي المغايرة عطف العمل الصالح على الإيمان و العطف يقتضي المغايرة و أهل السنة لهم رد عليهم يقولون: ليس الإيمان هو مجرد التصديق بل هناك فرق بينهما، و لذلك قال الله عز و جل: (????????? ????? ????? ?)، و أما التصديق فلا يستعمل له اللام لا يقال صدق له و إنما يقال صدقه لكن الإيمان يقال آمن له و لا يقال آمنه فدل على الفرق بينهما كذلك قولهم إن عطف العمل على الإيمان يقتضي المغايرة ليس مسلّما لأنه ليس كل عطف يقتضي المغايرة العطف أحياناً يقتضي المغايرة و أحياناً يقتضي مزيد الاهتمام بالمعطوف و تخصيصه بأمر ما و إن كان داخلاً في المعطوف عليه كما قال عز و جل: (?????????? ????? ???????????? ????????????? ????????????) فهل يعني هذا أن الصلاة الوسطى ليست من الصلوات؟ لا، و غير ذلك من الأدلة و هذا معروف من أساليب العرب في كلامها.
و هناك من الناس من جعل الإيمان هو قول اللسان فقط مجرد النطق مجرد قول لا إله إلا الله ولذلك هؤلاء عندهم المنافق الذي يقول لا إله إلا الله المنافق مظلم القلب عندهم كامل الإيمان إيمانه كإيمان أبي بكر و هذا قول الكرامية أتباع ابن كرّام و قولهم ساقط يغني حكايته عن الانشغال برده أما أردأ الأقوال، و أسقط الأقوال، و أشنع الأقوال، و أرذل الأقوال و هو قول جهم بن صفوان السمرقندي الذي سمي أتباعه الجهمية، و جهم بن صفوان هذا رجل ضال من رؤوس الضلال و الطواغيت و صاحب شؤم قوله و مذهبه و بدعه صاحبت بعض أمة محمد ? إلى هذا الزمان و كل مقولة في نفي الصفات كلاً أو بعضاً سواء جهمية خالصة أو أشاعرة أو ماتريدية أو سالمية أو كلابية أو غيرهم من الصفاتية فإنما جاءهم من هذا الضال جهم بن صفوان الذي أخذ مقولته من الجعد بن درهم و جعد أخذ مقولته بنفي الصفات و خلق القرآن من أبان بن سمعان اليهودي و ذلك أخذها عن طالوت و طالوت أخذها عن لبيد بن الأعصم اليهودي الذي سحر النبي ? فانظر إلى هذا السند المظلم ظلمات بعضها فوق بعض نعوذ بالله من الضلال و التخبط.
جهم بن صفوان له أقوال في الصفات ينفي الصفات عن رب العالمين و يعتبر الله عز و جل لا صفات له أبداً و يقول: هو الوجود المطلق كالهواء لا يخلو منه مكان نعوذ بالله من الكفر قال ابن المبارك: إنا لنحكي أقوال اليهود و النصارى و نستعظم أن نحكي قول جهم بن صفوان و أنشد:
و لا أقول بقول الجهم إن له قولاً يضارع أهل الكفر أحيانا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/451)
بل يضارع أهل الكفر كثيراً و دائماً ليس أحياناً فقط و في القدر أيضاً له ضلال، و خلق القرآن هو صاحب هذه البدعة و هو أول من أظهر مقولة نفي الصفات فسمي الجهمية نسبت الجهمية إليه و له كلام في الإيمان أيضاً فهو يرى أن الإيمان مجرد المعرفة معرفة القلب إذا عرفت ربك بالقلب فأنت مؤمن حتى و لو لم تقل أو تعمل فعنده فرعون كامل الإيمان لأنه يعرف ربه و لهذا قال الله عز و جل: (??????????? ????? ???????????????????? ??????????? ??????? ????????? ?)، و قال له موسى (?????? ???????? ???? ??????? ?????????? ???? ???? ????????????? ?????????? ??????????) بل إبليس عنده مؤمن لأنه عرف الله و حلف بالله و وقّر الله غاية ما في الأمر أنه عصاه مرة واحدة فلعنه هذا لازم قوله و العجيب أنه يدعي أن الإيمان معرفة القلب بالله و هو أجهل الناس برب العالمين؛ لأنه نفى عنه ما يجب له من الصفات و أثبت له صفات النقص و الضلال، و كل من نفى الصفات فهو جهمي يقال لهم جهمية و إمامه الجعد بن درهم هو أول من قال بنفي الصفات و خلق القرآن فانتبه له المسلمون في القرون السابقة المفضلة و حاصروا مقولته و ما زالوا به حتى قبض عليه الأمير و هو خالد بن عبد الله القسري أمير تبع نصر بن سيار تبع مروان بن محمد و إن كان الجعد كان شيخاً لمروان بن محمد و لهذا يقال له الجعدي لكن نبه إلى خطره فتبرأ منه و ذبحه كما هو مشهور خالد بن عبد الله القسري عليه رحمة الله و ضحى به و لما خطب الناس في خطبة الأضحى قال: يا أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضحٍ بالجعد بن درهم إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً و لم يكلم موسى تكليما ثم نزل فذبحه تقبل الله قربانه و أما جهم بن صفوان فقيل قتله سَلْمة بن أحوز و قيل لم يقتل و إنما خشي من السيف الحق و العدل لجأ إلى النفاق و راوغ وصار يدس هذه المقولة بين أتباعه و ما زالت حتى تبناها بعض من فتنوا بالمنطق و الكلام ثم ما زالت حتى دخلت بيت الخلافة و من هنا حاق الخطر و الضرر المؤكد فتبناها الخليفة المأمون و حمل الناس عليها بالسيف و من بعده المعتصم و من بعده هارون الواثق و مرت على المسلمين سنوات مظلمة فتن فيها أهل السنة و الجماعة و لا زالت طوائف الجهمية إلى ساعتكم هذه فنعوذ بالله من البدع و الضلال فالحاصل إنه يرى الإيمان مجرد المعرفة و هذه أقوال ساقطة لا يُلتفت إليها و لا يعول عليها و لا يُشتغل بها و يبقى مذهب أهل السنة قوياً ناصعاً واضحاً بيناً مدللاً و هو أن الإيمان قول باللسان، و عمل بالأركان، واعتقاد بالجنان هذا هو ما دل عليه كتاب الرحمن و سنة سيد ولد عدنان عليه من الله أفضل الصلاة و السلام هذا هو الإيمان الحق هذا هو التعريف الصحيح عند أهل السنة و الجماعة و يدلنا على أن الأعمال من الإيمان أنه يزيد و ينقص كما دل على ذلك الكتاب العزيز و كما سيأتي في ذكر شعب الإيمان و لهذا يقول أهل السنة في الإيمان يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية كلما أطعت الله كلما عملت طاعة زاد إيمانك و كلما عملت سيئة نقص إيمانك و لهذا أبو ذر كما أخرج عبد الرزاق في مصنفه لما جاءه رجل فقال: ما الإيمان؟ فتلا عليه قوله عز و جل: (?????? ???????? ??? ????????? ??????????? ?????? ???????????? ??????????????) الآية فقال: ما عن هذا سألتك. قال: سئل رسول الله ? عن هذا فقرأ الآية. قال: ما عن هذا سألتك. قال: إن المؤمن إذا عمل حسنة سرته فرجى ثوابها ـ زاد الإيمان يعني ـ و إذا عمل سيئة ساءته فخاف عقابها. فدل على أن الأعمال من الإيمان.
و مما يدل على ذلك أيضاً أدلة أخرى كثيرة كما قال عز و جل: (????? ????? ???? ????????? ????????????) أي صلاتكم إلى بيت المقدس قبل أن تُحولوا إلى الكعبة المشرفة (????? ????? ???? ????????? ???????????? ???? ???? ?•?•?????? ????????? ??????? ?????)، و أيضاً يدلنا على ذلك أن رسول الله ? عد جملة أعمال من الإيمان لا يؤمن أحدكم حتى يكون كذا و كذا، و لهذا لما تقرأ في كتب أهل السنة تقرأ مثلاً في صحيح البخاري باب كذا من الإيمان هذا إشارة من الإمام البخاري إلى تأكيد و ترسيخ مذهب أهل السنة في أن الأعمال داخلة في ماهية الإيمان فترى مثلاً عند البخاري باب رد السلام من الإسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/452)
يعني الإيمان لأنه سيأتي الكلام في معناهما إذا اجتمعا أو إذا تفرقا و تجده مثلاً يقول باب محبة الرسول ? من الإيمان " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده و ولده و الناس أجمعين " حديث أنس عند البخاري و لذلك فإن الإيمان يزيد و ينقص؛ لأن الأعمال تزيد و تنقص و دل على ذلك الكتاب العزيز قال عز و جل: (????•??? ???????? ?????????? ??????????? ????????????? ?????)، قال: (??????????? ???????????? ????????? ????? ???????????? ??????????? ????)، و قال عز و جل: (?•????? ????????? ?????????? ????????????? ????????? ?????? ??????????????? ????? ?•????? ????????? ??? ?????????? ????•? ????????????? ??????? ?????? ?????????? ?????????? ?????? ?????????? ?????) فهذا مما يدل على مذهب السلف ويؤكده و يحققه يبقى بعد ذلك مسألة و هي ما العلاقة بين الإيمان و الإسلام؟
تقدم أن الإسلام هو المرتبة الأولى من مراتب الدين يليه الإيمان فهو أعلى منه و يليهما الإحسان و هو أعلى من الاثنين كما سيأتي إن شاء الله تعالى الإسلام من العلماء من فسّر الإسلام بالإيمان و قال: إنهما مترادفان (????????????? ??? ????? ?????? ???? ??????????????? ???? ????? ????????? ?????? ?????? ?????? ????? ??????????????? ????) و قال: لما سئل الرسول ? عن الإيمان قال: لما سأله وفد عبد قيس كما في البخاري: أخبرنا عن الإيمان. فقال عليه الصلاة و السلام: " آمركم بالإيمان بالله وحده. أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ أن تشهدوا أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله، و تقيموا الصلاة، و تؤتوا الزكاة، وتؤدوا الخمس من المغنم " و مرة فسر الإسلام بأنه شهادة أن لا إله إلا الله " بني الإسلام على خمس .. " و ذكرها. فقالوا: هما بمعنى واحد. هذا قول و قول آخر أن لهما معنيين مختلفين و هذا هو الصحيح الأقرب إلى الأدلة و لذلك جاءت الأدلة بالتفريق بينهما، و منهم من جمع و قال: إنهما إذا افترقا اجتمعا و إذا اجتمعا افترقا، و هذا الثالث هو الصحيح يعني ليسا مفترقين على كل حال بل الراجح هو القول الثالث و هو أنهما إذا ذكرا جميعاً افترق معناهما و إذا ذكر أحدهما دخل فيه الآخر فإذا أفرد أحدهما بالذكر دخل الآخر معه و لابد، فمثلاً في قوله عز و جل: (??????????? ????????? ?????????? ??????????? ??? ?????????? ????????) هل المراد مجرد الإسلام أو و الإيمان؟ و الإيمان و إذا قال الله عز و جل: (??????????? ????????? ??????????? ?????????? ?????? ????????????) هل المراد مجرد الإيمان أو مع الإسلام؟ مع الإسلام فإذا أطلق أحدهما دل على الإسلام الظاهر و الإيمان الباطن يعني الانقياد الظاهر و الباطن و دخل فيه إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، و دخل فيه أيضاً الإيمان بالله، و ملائكته، و كتبه و رسله إذا أطلق الإسلام و كذلك إذا أطلق الإيمان شمل المعنيين الظاهر و الباطن لذلك الرسول ? تارة فسره بالظاهر كما في حديث ابن عمر " بني الإسلام على خمس " و تارة بالباطن كما في حديث وفد عبد قيس فسر الإيمان بأركان الإسلام أما إذا اجتمعا في الذكر افترقا في المعنى هذا هو الصحيح إذا اجتمعا ذكراً حُمل الإسلام على الانقياد الظاهر و الإيمان على التسليم الباطن يعني الإسلام على إقام الصلاة و الأمور الظاهرة و الإيمان على الإقرار الباطن أن تؤمن بالله و ملائكته مع أنه يدخل فيه هذا إذا اجتمعا ذكرا فهما من الألفاظ المتقاربة كما يقال في الفقير و المسكين، و البر و التقوى، و الإثم والعدوان، و الفسوق والعصيان كلها من الألفاظ المتقاربة التي إذا اجتمعا افترقا و إذا افترقا اجتمعا هكذا أيضاً الإسلام و الإيمان و الدليل على هذا الذي ذكرناه ما تقدم من حديث وفد عبد قيس، و كذلك الدليل على أنهما إذا اجتمعا افترقا قوله عز و جل: (??????? ??????????? ?•?????? ? ??? ???? ??????????? ???????? ????????? ??????????? ??????? ???????? ?????????? ??? ??????????? ? ????? ?????????? ???? ???????????? ?? ????????? ????? ????????????? ???????) فدل على أن لهما معنيين إذا اجتمعا و كذلك في الصحيح صحيح البخاري من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه و أرضاه قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/453)
أعطى رسول الله ? أناساً و سعد جالس و ترك رجلاً لم يعطه فقلت: يا رسول الله ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمناً، فقال ?: أو مسلماً، قال: فسكت ثم غلبني ما أظن في الرجل أو كما قال فعدت إلى مقالتي فقلت: ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا، فقال: أو مسلما ـ يعني قل مسلما لأن الإيمان أعلى درجة من الإسلام ـ ثم قال: يا سعد و الذي نفسي بيده إني لأعطي الرجل و غيره أحب إلي مخافة أن يكبه الله على وجهه في النار " فدل على أن لهما معنيين إذا اجتمعا في الذكر، و أما قوله عز و جل يعني ما استدل به القائلون بالتفريق و هو قوله عز و جل: (????????????? ??? ????? ?????? ???? ??????????????? ???? ????? ????????? ?????? ?????? ?????? ????? ??????????????? ????) هذا استدل به من قال: أنهما مترادفان نقول: لا يلزم لأن أهل لوط اجتمع فيهم الإسلام و الإيمان فمرة وصفهم بالإسلام الظاهر و مرة بالإيمان الباطن و هذا هو الصحيح لكن ينبغي أن يُعلم أنه ليس المراد أن كل من أسلم ظاهراً فهو مسلم و إن كان في الباطن منافقاً لا ليس المراد هذا و إنما المراد أن الإسلام هو الانقياد الظاهر الحقيقي و لو لم يكن في القلب ذلك الإيمان و اليقين القوي و لابد من وجوده أصلاً لأنه لو لم يكن إيماناً نهائياً لكان منافقاً لا ينفعه ذلك لكن يوجد قليل من الإيمان و لو مثقال ذرة أو حبة فإذا زاد الإيمان ارتقى إلى مرحلة الإيمان يعني زاد عن الإسلام و لهذا قال:
و هو ـ أي الإيمان ـ بضع و سبعون شعبة: الشعبة معناها الفرقة أو الجزء أو القطعة يقال تشعب أي تجزأ كما قال:
و إذا القلوب إذا تنافر ودها مثل الزجاجة كسرها لا يُشعب
أي لا يجمع حتى يكون قطعة واحدة و منه تشعب كذا أي تجزأ.
قال: بضع و سبعون شعبة: و كل شعبة يدخل تحتها خصال لأن خصال الإيمان كثيرة فللإيمان خصال كما أن للكفر خصال كل حسنة من خصال الإيمان و كل سيئة من خصال الكفر و النفاق عياذاً بالله كما قال: " من كان فيه واحدة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها " ثم عدها و ذكرها.
قال: و هو بضع و سبعون شعبة: البضع: أصل البضعة هي القطعة كما في الحديث " لا إنما هو بضعة منك " و قال ?: " فاطمة بضعة مني " و هو بضع يعني جزء و سبعون شعبة و البضع يطلق على العدد من الثلاثة إلى العشرة، و قيل إلى التسعة و هذا ليس الجهل من الراوي بل هكذا وردت عن رسول الله ? على الصحيح و هناك روايتان رواية البخاري " بضع و ستون شعبة " و رواية مسلم " بضع و ستون أو بضع و سبعون " على التردد و وقع رواية صحيحة في السنن " بضع و سبعون شعبة " منهم من رجح الأقل لأنه المتيقن كما يشير إليه صنع البخاري و منهم من رجح الأكثر لأن فيه زيادة علم و الزيادة من الثقة مقبولة على كل حال الإيمان كما ذكر الرسول ? بضع و سبعون شعبة أو بضع و ستون شعبة و قد تكلف كما يقول الإمام ابن حجر بل كما يقول عياض بن موسى اليحصبي تكلف بعضهم في عدها و في حصرها و ليس ذلك بلازم يعني لا يدل أن ما ذكره البخاري من شعب الإيمان أن هذه هي شعب الإيمان لا تزيد و لا تنقص أو كما ذكره غيره، لا و إنما هذا اجتهاد من هذا الجامع لكن المؤكد أنها ترجع إلى أركان الإيمان الثلاثة أو الستة ترجع إلى ماهية الإيمان ترجع إلى أعمال القلب و أعمال اللسان و أعمال البدن فأعمال القلب هي الاعتقادات و الإرادات التي ترد على القلب هذه هي الخصال أو الشعب المتعلقة بالقلب مثل الهم بفعل الحسنة، و مثل اعتقاد تنزيه الله عز و جل و تعظيم المولى سبحانه و تعالى و ما أشبه ذلك، الخوف من الله المحبة هذه كلها من أفعال القلب و منها ما يرجع إلى اللسان مثل قول لا إله إلا الله، و مثل قراءة القرآن، و مثل الاستغفار، و مثل الأمر بالمعروف و منها ما يرجع إلى البدن مثل فعل الخيرات و ترك المنكرات، و الصلاة و الزكاة و كل ما يرجع إلى البدن فكلها إما راجعة إلى القلب أو اللسان أو إلى الجوارح و البدن كل هذه الخصال المذكورة و الخصال كثيرة؛ لأن كل خصلة كما ذكرت كل شعبة تنتظم خصالاً كثيرة من خصال الإيمان و لهذا ذكر البخاري عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلى عدي بن عدي عامله أظن على المدينة قال: أما بعد فإن للإيمان فرائض و شرائع و حدوداً و سنناً فإن عشت فسأبينها لكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/454)
حتى تعملوا بها، فإن مت فما أنا على صحبتكم بحريص. و أيضاً ذكر البخاري عن عمار بن ياسر رضي الله عنه و أرضاه أنه قال: ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان الإنصاف من نفسك، و الإنفاق على الإقتار، و بذل السلام للعالم. و لا يخفى حديث الرسول ?: " من أحب في الله، و أبغض في الله، و أعطى لله، ومنع لله فقد استكمل الإيمان " لأن معظم أفعال الخير و ترك الشر راجع إلى الحب في الله و البغض في الله و أحاديث ذلك كثيرة.
قال: بضع و سبعون شعبة، فأعلاها قول لا إله إلا الله: سبق أنها من أركان الإسلام و هي أيضاً من الإيمان كما ذكر و كما بينا الاصطلاح الصحيح أنهما إذا افترقا اجتمعا و إذا اجتمعا افترقا فأعلاها قول لا إله إلا الله يعني أعلى الإيمان التوحيد.
و أدناها إماطة الأذى عن الطريق، و الحياء شعبة من الإيمان: فمثّل للإيمان بهذه يعني مثل لكل ركن من أركانه بخصلة فلا إله إلا الله ترجع إلى قول اللسان و إماطة الأذى ترجع إلى عمل الأركان و الحياء يرجع إلى عمل القلب و لهذا كما في البخاري مر الرسول ? على رجل يعظ أخاه في الحياء فقال: " دعه فإن الحياء لا يأتي إلا بخير " "و الحياء من الإيمان " كما ورد أيضا و لهذا استدل البخاري على أن الحياء من الإيمان فمثّل لكل ركن بخصلة من خصاله لبيان أنه اعتقاد أو عمل القلب، و عمل الجوارح، و قول اللسان، فأعلاها قول لا إله إلا الله قول لا إله إلا الله يعني التوحيد هو أعلى الإيمان تحقيق التوحيد، و أدناها إماطة الأذى عن الطريق يعني من أدنى خصال الإيمان أعلاها الإحسان مع الله و أدناها الإحسان مع الناس بل مع البهائم، و هناك خصال بين هذه و هذه خصال تقترب من العليا، و خصال تقترب من الدنيا، و خصال بين بين و هذا ما يدلنا على أن الإيمان يزيد و ينقص فتارة يزيد الإيمان بحسب تحقيق التوحيد حتى يكون في قلب صاحبه كالشمس الساطعة تحرق كل ما يقوم فيه من الشبهات و الشهوات نسأل الله لنا و لكم من فضله و إحسانه، و منهم من يبلغ الإيمان في قلبه كالكوكب الدري، و منهم كالمشعل العظيم، ومنهم كالسراج الوهاج، و منهم كالسراج الضعيف، و منهم كالشمعة الضعيفة، و منهم كالذرة و الخردلة و ليس وراء ذلك من الإيمان شيء إلا الكفر و النفاق و العياذ بالله فهو درجات و أقسام و خصال كما ذكر رسول الله عليه الصلاة و السلام، ومن الخصال من يزول الإيمان بزواله بالكلية بالإجماع مثل لا إله إلا الله من عدمت منه فقد عدم الإيمان بلا خلاف و منها من لا يزول الإيمان بزوالها بإجماع مثل إماطة الأذى عن الطريق، و منها ما هو مختلف فيه مثل الصلاة و بعض مسائل الحكم بغير ما أنزل الله و غير ذلك يعني منها ما يتأكد زواله، و منها ما لا يتأكد و المسألة تحتمل تفصيلاً كثيراً و خصال الإيمان كثيرة كل عمل من أعمال الطاعة راجع إلى شعبة من شعب الإيمان فأعلاها قول لا إله إلا الله، و أدناها إماطة الأذى عن الطريق، و الحياء شعبة من الإيمان يعني شعبة كاملة.
لماذا كان الحياء شعبة؟
الحياء يعرفونه بأنه خلق باطني يبعث على فعل ما يزين و ترك ما يشين يبعث على فعل المليح و ترك القبيح و الحياء لا يكون حياء إلا إذا استحيا العبد من حسيبه و رقيبه قبل أن يستحييَ من الإنسان الذي هو مثله فالحياء من الله و الحياء من الناس شعبة من الإيمان كما قال ?: " إن الحياء لا يأتي إلا بخير " و لماذا كان شعبة من الإيمان؟
لأن الحياء إذا تحقق في القلب حمل على ترك كل القبائح و الإيمان عبارة عن فعل أو ترك فإذا حمله هذا الحياء على الترك فقد استكمل جزءاً كبيراً و شعبة عظيمة من الإيمان و هو خلق باطني من أفعال القلوب و أفعال القلوب كثيرة و إذا عرفت هذا فإن كثيراً من الناس حريص على تحقيق الخصال الظاهرة و يغيب عنه تحقيق الخصال الباطنة و ليعلم المسلم بأن هذا مطلوب و هذا مطلوب و هذا من السنة وهذا من السنة بل قد يكون لفعل القلوب أعظم مما لفعل الأبدان الظاهرة و الجميع مطلوب و لا يتهاون في شيء منه فكما إن اللحية من الإسلام و الإيمان و هي مطلوبة و لا يقبل بحال أن يتنقص منها و لا أن يهون من أمرها و كما أن الثوب كذلك مطلوب اتباع السنة فيه و هو من الإسلام و الإيمان و كما أن الشعر كذلك و كما أن البشرة كذلك و كما أن الظفر كذلك و كما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/455)
أن الظاهر أيضاً فكذلك أعمال القلوب ينبغي أن لا يتهاون فيها العبد بل إن من أعمال القلوب ما ذكر عليه الصلاة و السلام: " إن منها ما يحلق الحسنات حلقاً و يحصدها حصداً و يحرقها حرقاً فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب " و هو من أعمال القلوب و عن البغضاء بين المسلمين يقول فيها ?: " هي الحالقة، قال: لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين " إن بعض الحريصين على الخير و السنة يغيب عنه هذا المفهوم و يحقق الإيمان في الظاهر و لكن يغيب عنه تحقيقه في الباطن وقد يظن في شيء خلاف ما ينبغي أن يكون عليه و يتساهل في البغضاء بين المسلمين لأمر موهوم أو لأمر مظنون أو لأمر مرجوح فتجده يمشي أحياناً بالعداوة و البغضاء بين المسلمين بل خاصة المسلمين فيما يستحق و فيما لا يستحق و فيما يستاهل و فيما لا يستاهل و فيما ينبغي و فيما لا ينبغي و تراه يصل إلى درجة الغيبة و النميمة و قطع ذات البين و إفسادها من حيث يريد الإصلاح:
رام نفعاً فضر من غير قصد و من البر ما يكون عقوقا
فينبغي الانتباه لهذا الأمر غاية الانتباه نسأل الله التوفيق لنا و لكم و الهداية إلى سواء السبيل.
ثم قال عليه رحمة الله قال: و أركانه ستة: أن تؤمن بالله، و ملائكته، و كتبه، و رسله، و اليوم الآخر، و تؤمن بالقدر خيره و شره) أركان الإيمان هذه المذكورة ستة أركان يعني ستة عُمد لا يقوم الإيمان إلا عليها و بها كما إن الإسلام لا يقوم إلا على الخمس المذكورة و إلا فالخصال كثيرة و الشعب عديدة لكن الأركان ستة كما ذكرها الله سبحانه و تعالى في بعض الآيات.
قال: أن تؤمن بالله: تؤمن بالله أي تؤمن بوجود الله و بوحدانية الله و بتنزه الله و كمال الله و جمال الله و عظمة الله و بهاءه، و نفي كل النقائص و العيوب عن رب العالمين سبحانه و تعالى، تؤمن بأنه واحد أحد في ذاته و في صفاته و في أسمائه لا سمي له و في صفاته لا شريك له و لا ند له و لا مثيل و في أفعاله أيضاً لا ند له و لا ضد، تؤمن بذلك كله على النحو الذي فصلناه في أقسام التوحيد فلا نكرر ما قلنا لئلا نطيل.
و ملائكته: هذا أيضاً من الأركان هنا فسر الإيمان بالأعمال الباطنة يعني الإيمان بالمُغيبات التي لا نشاهدها و لا تقع تحت الحس، الملائكة هم عباد الله لا يعصونه ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون هم مخلوقات نورانية خلقها الله عز و جل لطاعته و وكل بها أقطار الكون فمنهم ما هو موكل بالنبات، و منهم من هو موكل بالقطر، و منهم من أوكل إليه الوحي، و منهم البعث، و منهم الريح، و منهم و منهم و منهم خازن جهنم خزنة النار و منهم خزنة الجنة و منهم و منهم إلى غير ذلك من أنواع الملائكة كما قال الله سبحانه و تعالى: (?????????????? ????? ??? ????????•?????? ??????? ??? ??????????????? ?•????? ???)، و كما قال الله عز و جل: (??????????????? ??????? ???) إلى غير ذلك، كما قال: (????????????????? ??????? ???) فسرها كثير بأنهم الملائكة فلكل منهم وظيفة و مهمة في هذا الكون و كلهم (???? ??????? ??????????? ???? ?? ?????????????? ???????????? ????? ??????????? ??????????? ???? ???????? ??? ?????? ??????????? ????? ?????????? ???? ??????????? ???? ?????? ?????????? ????? ????? ??????????? ??????????? ????)
و الإيمان بالملائكة على نحوين: إيمان مجمل، و إيمان مفصل الإجمال أن تؤمن أن لله ملائكة لا يعصون الله ما أمرهم هذا الإجمال في المجمل منهم و التفصيل في المفصل يعني تؤمن فيمن عيّن منهم جبريل و أنه الموكّل مثلاً بالوحي.
ـ[العفالقي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 10:41 ص]ـ
شرح ثلاثة الأصول
لشيخ الإسلام الإمام المجدد
محمد بن عبد الوهاب
- رحمه الله تعالى -
للشيخ: محمد الفراج
- غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين -
(الشريط الخامس)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/456)
و ميكائيل الموكل بالقطر، و إسرافيل الموكل بالبعث و النفخ في الصور، و مالك خازن جهنم، و رضوان خازن الجنة. التفصيل في المفصل و الإجمال في المجمل و قد عد القرآن الكريم بعضهم وعد النبي ? كما في الحديث الصحيح المشهور: " اللهم فاطر السماوات و الأرض اللهم رب جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل، فاطر السماوات و الأرض، عالم الغيب و الشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم " قال ابن القيم: هذا العلاج هو دواء الحيرة النافع بإذن الله.
و لماذا عد هؤلاء الملائكة؟ لماذا خص هؤلاء الثلاثة بالذكر فقط دون غيرهم؟ قال: لأنهم هم الموكلون بأسباب الحياة فجبريل الموكل بالوحي الذي به حياة القلوب و الأرواح، و ميكائيل الموكل بالقطر الذي به حياة النبات و الإنسان، و إسرافيل الذي ينفخ في الأرواح فتحيا بعد موتها فأنت تسأل الله أن يحيي قلبك بنور الإيمان و الحق و اليقين و أن يطرد عنه ظلمات الشك و الريب و الشُبه و الضلالات و الشبهات و الشهوات و لهذا خص هؤلاء الملائكة بالذكر.
و كتبه: أيضاً الكتب تؤمن أن لله كتباً أنزلها على رسله لا يعلم عددها إلا هو سبحانه و تعالى الإجمال في المجمل، و التفصيل في المفصل و من المفصل الزبور، و التوراة، و الإنجيل، و صحف إبراهيم و موسى، و هذا القرآن الكريم و القرآن الكريم أيضاً يزيد أن تؤمن أنه حاوياً لكل ما في هذه الكتب و مهيمناً عليها و ناسخ لها، و أنه الرسالة الخالدة الباقية إلى قيام الساعة أو حتى يرفعها الله عز و جل إلى غير ذلك.
و رسله: أيضاً الرسل واجب وفرض أن تؤمن أن لله رسلاً و أنبياء وقد تقدم الكلام على الرسل الرسول و النبي و الفرق بين الرسول و النبي، من يذكرنا بفرق من الفروق التي ذكرناها؟ نعم الرسول مؤسس و النبي مجدد و قيل غير ذلك، و الرسول من بعث إلى قوم مخالفين و النبي من بعث إلى قوم موافقين قيل هذا، نعم من يأتيه خبر السماء و يؤمر بالتبليغ و النبي من لم يؤمر و لكن اعترض على هذا بقوله عز و جل: (?????? ??????????? ??? ???????? ??? ??????? ???? ???????).
* رسول يوسف (???????? ?????????? ??????? ??? ?????? ???????????????? ????? ???????? ??? ????? ?????? ????????? ????? ? ??•??? ????? ?????? ???????? ??? ???????? ???? ???? ????????? ??????? ?) و هذا دليل على أن الهلاك يمكن أن يطلق على، و يستعمل في حق الصالح لأن بعض الناس يقول الصالح تقول فيه مات أو ما أشبه ذلك،
* سؤال غير واضح لكن ربما كان سؤال السائل: هل يوسف نبي أو رسول؟.
و هلك لا تقولها إلا للفاسق ليس صحيح قال عز و جل في يوسف: (??•??? ????? ?????? ???????? ??? ? ??????? ???? ???? ????????? ??????? ?) و هؤلاء الرسل تؤمن بهم إجمالاً و تؤمن بمن فصل منهم تفصيلاً و هم كثير لا يعلم عددهم إلا الله، نعم ورد التحديد بأنهم كما في حديث أبي ذر عند ابن حبان و غيره عند الإمام أحمد و صححه ابن حبان " أن الأنبياء مائة و خمسة و عشرون ألفاً و الرسل منهم ثلاثمائة و ثلاثة عشر بعدد أهل بدر " لكن هذا الحديث لا يثبت على الصحيح فلا يعلم عدتهم إلا ربهم سبحانه و تعالى، و تؤمن بمن جاء منهم تفصيلا، يعني مثل نوح، و إبراهيم، و موسى، و عيسى، و الأسباط أسباط يعقوب يوسف و إخوانه، و إلياس، و ذا الكفل، و اليسع و غير ذلك ممن عد الله سبحانه و تعالى و بيّنهم، نبينا ? له خصوصية و هي أن تؤمن أنه خاتِم الرسل جميعاً، و أن طاعته فرض عليك و تصديقه كذلك كما تقدم في معنى شهادة أن محمداً رسول الله ?، و أنه لا يسع أحد إلا اتباعه حتى عيسى إذا نزل في آخر الزمان فهو من أمة محمد ? و لذلك لن تقوم الساعة حتى ينزل عيسى عليه الصلاة و السلام و يحكم بشريعة محمد ?، و لهذا يطرح سؤال، بعض الفقهاء يلغز لغزاً أو يطرح سؤالاً يقول: من أفضل أمة محمد ? فيتبادر إلى الذهن أنه أبو بكر و الصحيح أنه لا، أفضل أمة محمد ? عيسى بن مريم فيصح أن تسأل هذا السؤال: من أفضل أمة محمد ?؟ عيسى بن مريم عليه الصلاة و السلام ذكر هذا بعض فقهاء الشافعية فالحاصل من هذا كله أنك تؤمن بمن فصل منهم تفصيلا و بمن أجمل منهم إجمالاً، و تعتقد أنهم صفوة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/457)
خلق الله من البشر.
و اختُلف في المفاضلة بين صالح البشر و صالح الملائكة كلام كثير و ليس عندنا أدلة ترجح هذا من هذا و لا كلفنا بهذه الأمور التي يطول بحثها و ذكرها و ليس عندنا أدلة صريحة ترجح هذا من هذا و لكن ينبغي أن يعلم أن من الملائكة رسلاً مختارة و مصطفاة و من البشر رسلاً أيضاً مختارة و مصطفاة فكما قال عز و جل: (???? ????????? ???? ???????????????? ?????? ?????? ?•?•???? ?) فرسول الملائكة جبريل هو خيرهم و خير رسل البشر هو محمد عليه صلاة الله و سلامه و كذلك الرسل و الملائكة أجمعون.
و اليوم الآخر: اليوم الآخر هو يوم القيامة يوم يبعث الناس و يقومون لرب العالمين، يوم ترد الأجساد إلى الأرواح، يوم ينفخ في الصور، يوم يقوم الناس لرب العالمين، يوم يجيء الجبار لفصل القضاء، يوم تأتي الملائكة، و يوم يأتي الله عز و جل، و يوم يؤتى بجهنم، سمي اليوم الآخر؛ لأنه لا يوم بعده و إنما خلود لهؤلاء و لا موت و خلود لهؤلاء و لا موت، و يحشر فيه البشر و يجمعون كلهم و يبلغ حالهم من الشدة و الضنك حتى قيل ما يتمنون أن يفصل بينهم و لو ذهب بهم إلى النار حتى يأتون الرسل و يسألونهم أن يشفعوا إلى ربهم عز وجل فلا ينبري لها إلا محمد عليه صلاة الله وسلامه حينئذ لن ينصرف كل واحد منا حتى يعرف مصيره إما إلى الجنة و إما إلى النار، و قد كثرت الأدلة التي فيها الإيمان باليوم الآخر و كفر من أنكر اليوم الآخر لأن كل من نفى مرتبة من هذه المراتب الست فهو كافر خارج من ملة الإسلام بإجماع قال عز و جل: (?????? ????????? ?????????? ??? ??? ??????????? ?) فسماهم كفروا بهذا الزعم (???? ?????? ???????? ???????????? ???? •??????????? ????? ?????????? ? ????????? ????? ???? ??????? ???).
و بالقدر خيره وشره القدر أيضاً هو المرتبة السادسة أو الركن السادس من أركان الإيمان سمي القدر قدراً يسمى القضاء و القدر من التقدير وهو الحساب قدّره على نحو كذا أي أحصاه، و القدر من أركان الإيمان القضاء و القدر لا يؤمن أحد حتى يؤمن بالقدر كما قال ?: " حتى يؤمن بالقدر خيره و شره، حلوه و مره من الله "، و كما جاء في صحيح مسلم وهو أول حديث في صحيح مسلم حديث يحيى بن يعمر أنه جاء هو و رجل إلى عبد الله بن عمر فقال: إن هاهنا أناساً من قبلنا بالشام ينكرون القدر و يقولون: إن الأمر أنف. قال: إن لقيتهم فأخبرهم أنني براء منهم و الذي يحلف به ابن عمر لا يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً حتى يؤمن بالقدر خيره و شره. فهذا هو الشاهد على أن من جحد القدر فهو كافر خارج من ملة الإسلام، و القدر سر الله في خلقه كما قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه و أرضاه، و هو من الأمور التي يجب أن يسلم فيها المرء لله عز و جل و أن يتقبلها و يؤمن بها و يسلّم و يذعن فهو سر الله في خلقه و لا ينبغي للمرء أن يخوض فيه إلا بعلم لأن كثيراً من الجهلة يطرح بعض مسائله بجهل عظيم فيقول إذا كنا كذا ففيمَ العمل؟ ولمَ نُتعب أنفسنا؟ و هذا لا يجوز و ضلال و لهذا خاض بعض الصحابة في القدر فخرج عليهم ? فكأنما تفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب كما جاء ذلك في السنن و نهاهم ? و أنكر عليهم. قال وهب بن منبه: نظرت في القدر نظرة ثم نظرت فيه نظرة فتحيرت فوجدت أجهل الناس به أنطقهم به و أن أعلمهم به أكفهم عنه. و قال الإمام الطحاوي ـ رحمه الله ـ بعد الكلام في القدر: و أصل القدر سر الله في خلقه ثم قال: فويل لمن صار لله في قدره خصيماً لقد التمس بوهمه في فحص الغيب سراً كتيما، و عاد بما قال أفاكاً أثيما. فلا ينبغي للمسلم أن يخوض في القدر و لا أن ينظر فيه إلا بعلم و لا يعني هذا أن ليس عندنا أدلة أو قواعد تبين الحق من غيره فيه، لا بل جعلنا الله على حجة بينة، و محجة واضحة، و نور و برهان و بصيرة.
مراتب القدر أربع: الإيمان بالقدر يعني الإيمان بمراتب القدر الأربع إذا قيل أن تؤمن بالقدر أي بمراتب القدر.
مراتب القدر أربع مراتب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/458)
المرتبة الأولى: العلم: و هو أن الله عز و جل علم ما كان و ما يكون و ما لم يكن لو كان كيف يكون فهو يعلم ما كان و ما يكون و الدليل على ذلك (•??? ???? ????? ??????? ?????? ????????)، و كما قال الله عز و جل: (?? ???????? ?????? ????????? ?????? ??? ????????????? ???? ??? ????????)، كما قال عز و جل: (????? ???????? ??? ???????? ???? ??????????? ???? ?????? ??? ????????? ????????)، و قال عز و جل: (??? ???? ?? ???????? ???????? ?????? ??? ???????? ???? ??? ??????????? ??? ???? ??????? ????????????? ??? ?????????? ?????? ???????? ?) فالله علم ما كان و ما يكون و ما لم يكن لو كان كيف يكون بعكس علم البشر القاصر البشر لا يعلم إلا محيطه و القريب منه و لا يعلم المستقبل لا يعلم إلا بعض الحاضر
و أعلم ما في اليوم و الأمس قبله و لكنني عن علم ما في غد عمي
كما يقول زهير في معلقته المشهورة.
هذا يدل على أن الجاهليين كان عندهم شيء من بقايا الملة الصحيحة، و لهذا يقول عمرو بن كلثوم في القدر:
و أنّا سوف تدركنا المنايا مقدرة لنا و مقدرينا
في معلقته المشهورة.
بل يقول زهير في المعلقة المذكورة آنفاً يقول:
فلا تكتمن الله ما في صدوركم ليُخفى و مهما يكتم الله يعلم
يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر ليوم حساب أو يعجل فينقم
و يقول عنترة بن شداد:
يا عبل أين من المنية مهرب إن كان ربي في السماء قضاها
قال العلماء: هذا فيه خمسة أبواب من أبواب العقيدة: (أين من المنية مهرب) فيه الإيمان باليوم الآخر (قال: إن كان ربي) فيه الإيمان بالربوبية، (في السماء) في العلو فعنترة خير من الأشعري الذي لا يدري أين ربه فوق عرشه في سماواته أو أنه في كل مكان تعالى الله عما يقولون (قال: قضاها) هذا فيه دليل أيضاً على إيمانه بالقضاء و القدر و هذا معروف حتى للكافر إذاً هذه المرتبة الأولى.
المرتبة الثانية: الكتابة: يعني بعد العلم الكتابة و الكتابة لما يكون فقط يعني علم الله ما كان و ما يكون و ما لم يكن لو كان كيف يكون لكن الكتابة للذي هو كائن فقط أما الذي لا يكون يعني المعدوم الذي ليس هذا لا يكتب، و إنما الذي يكتب ما هو كائن إلى قيام الساعة قال عز و جل: (?????? ???????? ???? ???? ???????? ??? ??? ??????????? ??????????) هذا دليل على أي مرتبة؟ العلم قال: (??? ??????? ??? ??????? ?) الكتابة (•??? ??????? ????? ???? ??????? ????)، قال عز و جل: (???? ??????? ??? ????????? ??? ???????? ???? ???? ??????????? ???? ??? ??????? ???? ?????? ??? ???????????? ? •??? ??????? ????? ???? ??????? ????)، و في الصحيح عن ابن عمر أن الرسول ? قال: " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات و الأرض بخمسين ألف سنة و كان عرشه على الماء "، و في الحديث الآخر: " أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب " أي حينما خلق الله القلم لأن قبله العرش و غيره " قال له: اكتب فجرى بما هو كائن " يعني بما سيحصل فقط " بما هو كائن إلى يوم القيامة " إذاً هذا الدليل على الكتابة و كما قال ?: " كان الله و لم يكن شيء قبله و كان عرشه على الماء و كتب في الذكر كل شيء و خلق السماوات و الأرض " هذا دليل على الكتابة.
المرتبة الثالثة: المشيئة: و دليلها (????? ??????????? ???? ??? ???????? ???? ???? ?????????????? ????)، (•??? ???? ???????? ??? ???????) هذه المشيئة العامة المطلقة.
المرتبة الرابعة: و دليلها (????? •??? ?????? ??????????? ???????? ????)، (??????? •??? ?????? ??????????? ?????????? ???).
طيب لو أردنا أن نطبق كيف نقول؟ نريد مثلاً أن نطبق على حادثة ما كيف نطبق هذه المراتب الأربع؟ نفترض مثلاً عندنا غزوة بدر كل مؤمن يؤمن أنها مرت على هذه المراتب الأربع و إلا لا، علم الله في الأزل أن هناك غزوة ستكون و هي غزوة بدر أو لا، ثم كتب الله عز وجل زمانها و مكانها و رجالها و أحداثها و نتيجتها أو لا هذه الكتابة، ثم جرى الزمان و مضى فلما شاء الله وقوعها شاء هذه المرتبة الثالثة المشيئة، فلما شاء وجودها خلق رجالها و وقائعها و هي المرتبة الرابعة وهي الخلق إذاً لابد من الإيمان بهذه المراتب الأربع و
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/459)
يجب كذلك الإيمان بأن ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن و أن ما أصابك لم يكن ليخطئك و ما أخطأك لم يكن ليصيبك جفت الأقلام و طويت الصحف و استقر الأمر على ما قدر الله سبحانه و تعالى و قضى في الزمان الأول و لا يختلف شيء عن علم الله و قضائه و قدره لابد من الإيمان بهذا كله و هذا لله عز و جل لا يعزب عن علمه و إرادته شيء بعكس البشر، البشر قد يفعل ما لا يريد و قد يريد ما لا يفعل و إلا لا، البشر قد يريد ما لا يفعل قد يكرس جهده و جهده و جهده ليعمل أمراً ما لكنه ما يُوفق إليه
على المرء أن يسعى إلى الخير جهده و ليس عليه أن يكون موفقا
لكن أيضاً قد يفعل فعلاً ما أراده قد يقتل خطأ أو لا، لكن الله عز و جل لا يكون إلا ما يريد كما قال الطحاوي: لا يكون إلا ما يريد و كما قال عن نفسه: (???•??? ?????? ??????? ????)، و كما قال القائل:
فما شئت كان و إن لم أشأ و ما شئت إن لم تشاء لم يكن
فهذه مراتب القضاء و القدر، و ينبغي أن يعلم أن الخير و الشر كله مقدر و أن الحسن و القبيح مقدر و أن الإيمان و الكفر و المعصية كل ذلك مقدر عند أهل السنة و الجماعة، الكفر و المعاصي و الإيمان و الخير و الشر كل شيء بقضاء و قدر (??????? •??? ?????? ??????????? ?????????? ???) بعكس ما عليه عقيدة أهل الضلال القدرية الضلاّل النفاة الذين يزعمون أن الله يخلق الخير و أن الإنسان يخلق لنفسه الشر و المعصية فجعلوا لله نديداً و لذلك سموا مجوس هذه الأمة لأن المجوس أثبتوا خالِقَين النور و الظلمة، و هؤلاء أثبتوا خالِقَين قالوا: الله يخلق الخير و ابن آدم يخلق لنفسه الشر الله أراد منك الإيمان، الله أراد الإيمان من أبي جهل و أبو جهل أراد الكفر فغلبت إرادة أبي جهل إرادة الله - تعالى الله عما يقولون علواً كبيرا – هذا موجود في كتبهم و قد رأيت في بعض الكتب للأسف التي قد يتداولها بعض المسلمين و يمشي عليهم بعض العقائد و المقولات في القدر، هناك كتيب لشخص فرح به بعض المسلمين الأغرار موسى الموسى أظن تعرفون كتبه التي أظهرها الشيعة و التجديد أو التصحيح نعم و في كتاب آخر يا شيعة العالم استيقظوا هذا الكتاب رأيت فيه من هذا الكلام نعم فيه خير فيه حق أنكر على الرافضة أموراً كثيرة و على كل حال فينبغي أن لا يغتر بالإنسان لأول وهلة حتى يعرف صدق توبته ويعلن ذلك صراحة نعم ولو أظهر لنا معسول الكلام و حلو القول فرأيت في هذا الكتاب الذي يتداوله بعض الناس فرحين به شيئاً من هذا الكلام لأن الرافضة قدرية الرافضة أخذوا من الشر أطرافه فهم جهمية في الصفات و هم قدرية في القدر و هم غالية في آل البيت و هم ناصبة في الصحابة رضي الله عنهم و هم أخذوا من كل مذهب خبيثه بطرف فجمعوا من الشر أطرافه و ما أحسن ما قاله أحدهم:
الشر و الشيطان و الشيعة كلهم شِين في شَين
يعني يبدأون في الشين و صدق فالحاصل أن فيهن من الضلال الشيء الكثير فلهذا سرب شيئاً من عقيدته في هذا الكتاب يا شيعة العالم استيقظوا قال: إن بعض الناس يقول كذا و غير ذلك من الأمور التي لم يتدخل فيها قضاء الله في صغير و لا كبير هذه عقيدة الجهمية، نعم عقيدة المعتزلة الذين يقولون إن الله لا يتدخل في فعل الإنسان السيئ و أن العبد هو الذي غلبت مشيئته و خلق فعله السيئ، إذ كيف يقدر الله عليه الشر و يعذبه عليه كيف يقدر عليه الكفر و يعذبه عليه هذه شبهتهم التي أُتوا منها و لذلك سموا مجوس هذه الأمة و هم من المشركين في الربوبية زعموا خالقاً مع الله كما قال القائل في الفائية الذي يرد على الزمخشري معروف المفسر هذا معتزلي من رؤوس المعتزلة و الرجل فيه خبث و فيه ضلال و تعصب لذلك سمى أهل السنة حميراً كما في قصيدته المعروفة الفائية يقول:
لجماعة جعلوا هواهم سنة و جماعة ـ يعني يسمون أنفسهم سنة ـ
لجماعة جعلوا هواهم سنة و جماعة حُمُر لعمري موكفا
هم شبهوه بخلقه و تخوفوا شُنع الورى فتستروا بالْ بل كَفِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/460)
يعني تستروا بقولهم بلا كيف يزعم أن إثبات الصفات تشبيه، و لذلك يقول في تفسيره في الكشاف، ما هو صحيح الذي يقول: تتبعت الكشاف فاستخرجت الاعتزاليات بالمناقيش ما هو صحيح بل واضحة كالشمس فمثلاً تجده عندما يقول (???????? ????????????? ????? ????????? ????????? ????? ???? ?????????? ??•??????? ?) قال: الذين كذبوا على الله هم الذين نسبوا له الولد و الشريك و الصاحبة و قال: و لا يبعد أن يكون منهم قوم نسبوا إليه الجنب، و نسبوا إليه الوجه، و نسبوا إليه كذا و كذا من الصفات الثابتة لله سبحانه و تعالى فانظر إلى هذا الضلال على كل حال أنا أعني بما قلت قبل قليل رد عليه أناس كثير من ضمنهم قصيدة جيدة رد عليه أحدهم و هي تقع في تسعة و خمسين بيتاً طيبة لولا بيتين أو ثلاثة فيها تأثر ببعض الصوفية و الأشاعرة لكن مما يقول:
لجماعة إلى قوله يسب الزمخشري و صحبه يقول:
نفوا الصفات عن الإله و أثبتوا ذاتاً مجردة تعرت عن صفة
وتعينت ذات الإله لديهم أن لا تكون أو أن تكون مكيفة
إلى قوله:
لقد اعتزلتم أمة سنية فخفيتم يا معشر المتخوفة
و لقد زعمتم أنكم شركاؤه: هذا الشاهد في قولكم إن العبد خلق فعله السيئ
و لقد زعمتم أنكم شركاؤه و الخالقية لا تزال منصفة
جرتم و قلتم إنكم عدلية لا و الذي جعل القلوب مصرفة
و بنيتم داراً على مستنقع و جعلتموها بالقذاة مسقفة
إلى قوله:
و لنا بحمد الله ثم بفضله كتب على الحق الصريح مصنفة
أنا نرى يوم القيامة ربنا متشرفين على جبال مشرفة
من لا يريد لقاءه فهو الذي في النار يخلد مثل أهل الفلسفة
يعني الذي ينكر رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة إلى آخر ما قال. الحاصل قوله: جرتم و قلتم إنكم عدلية؛ لأنهم يزعمون أن من أصولهم التوحيد و العدل يقولون: نقول بالعدل وهو أن نقول أن العبد خلق فعله السيئ إذ كيف يقدر الله عليه المعصية و يعذبه عليها هذا هو منشأ ضلالهم.
والرد عليهم: بين و واضح نقول: ليس المراد بقولنا التقدير هو الجبر لأننا لسنا جبرية أيضاً فقد ضل في القدر الجبرية و إنما المراد بقولنا: إن الله قدر فعل العبد السيئ عليه أن هذا مرّ بمراتب القدر الأربع علم الله كفره و معصيته، ثم كتبها عليه لا إجباراً لكن لما اختار لنفسه (??????? ????????? ??????? ???? ???????????)، ثم شاء، ثم وقع فإن الله أعطاك حرية و اختياراً تختار الخير من الغير و الحق من الباطل و كل إنسان يجد من نفسه (?????? ???????? ??? ????????? ? ????? ?????? ??????????? ????? ?????? ???????????? ?) و هذا واضح و بين حتى في واقع الحس و المشاهدة لا أحد يجبرك على الخير و الشر، نعم فإذا اختار العبد الفعل السيئ فإن الله يعاقبه و يهيئ له أسبابه كما قال: (?•????? ???? ???????? ????•????? ??? ???????? ?????????????? ??? ???????????????? ???????????? ??? ?•????? ???? ?????? ?????????????? ??? ???????? ?????????????? ??? ???????????????? ???????????? ????)، (???????? ???????? ????) لا إجبارمن الله و لكن لأن الله علم و علم الله لا حدود له أن هذا العبد سيختار الشر باختياره فكتبه عليه فكتب شقياً ثم إذا شاء الله أن يوجد خلق فعله السيئ و أعانه عليه (?????? ?????????? ????? ??????????? ????) و لذلك من احتج علينا بالقدر في أمور الدين نحتج عليه بالقدر في أمور الدنيا هل يقبل؟ لا يقبل جاء رجل إلى عمر بن الخطاب ليقطع يده قال: لم سرقت؟ قال: بقضاء و قدر يا أمير المؤمنين، قال: و أنا أقطع يدك بقضاء الله و قدره. يقال الرجل الأعمى كان يقوده صبي فكان الصبي يسرح و يقع في حفر و يتردى الأعمى كل لحظة فيقول له فيقول: قضاء و قدر قضاء و قدر فصكه على وجهه و قال: قضاء و قدر، نعم فإذا قال: لا، لابد من فعل الأسباب هنا نقول: و لابد من فعل الأسباب هنا ابق في بيتك و أبشر بالرزق و الولد و لا تتزوج و أمّل يقول: لابد من فعل السبب نقول: أيضاً في أمور الدين لابد من فعل السبب و لهذا يقال حكاية طريفة أن يهودياً كان يطرح بعض الشبه على المسلمين يقول: من أجابني على سؤالين أسلمت و آمنت السؤال الأول: كيف يعاقبني الله على معصية قدرها علي و كفر كتبه علي؟ و السؤال الثاني: كيف يعذب الله إبليس بالنار و هو قد خلق من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/461)
النار؟ فيحار بعض الجهلاء حتى إذا جاء إلى أحد العلماء الراسخين أجابه جواباً عملياً أخذ كفاً من تراب فحثاه في وجهه فذهب إلى القاضي يشكوه فلما مَثَل أمام القاضي قال: هل فعلت به هذا؟ قال: نعم و أنا الشهيد على نفسي، قال: لماذا؟ قال: سألني فأجبته عنه كيف يلومني على أمر كتبه الله علي ثم كيف يتأذى من تراب و هو قد خلق من التراب، فأجاب عن السؤالين لكن جواب مسدد و هذا هو الذي يصلح لليهود في الزمان الأول و الحاضر أما القول فلا ينفع معهم لا ينفع إلا الفعل على كل حال هذا من يحتج علينا بالقدر في أمور الدين احتججنا عليه بالقدر في أمور الدنيا فإذا قال: لابد من فعل السبب، قلنا: و لابد أيضاً هنا من فعل السبب كما تقدم و لهذا يعني نقول لمن احتج علينا بذلك كما قال عمر لقدامة: أخطأت استك الحفرة و أول من عارض بين شرع الله و قدر الله هم المشركون الذين (??????? ????? ?????? ?????????? ????? ?????????? ???? ????? ????????? ????????? ????????? ??????????? ?????????? ??? ???? ???????? ???? ????????????) عارضوا بين أمر الله القدري و أمره الشرعي، و الذين قالوا (??? ?????? ???? ???? ??????????? ???? ????????????) و غير ذلك مما ذكر الله سبحانه و تعالى عنهم، يحتجون بهذا على هذا و الواجب على المسلم أن لا يساير ما يظنه القدر فيقول: قدّر علي هذا فأنا أساير القدر لا، عارض ما تظنه قدراً يعني إذا ظننت أن الله قدر عليك الشقاء فعارض كما قال عبد القادر الجيلاني و حكى عنه شيخ الإسلام في العبودية: كل الناس إذا انشطر في القدر تحير إلا أنا فقد انفتحت لي فيه روزنة فعارضت أقدار الحق بأقدار الحق للحق و الرجل من يعارض القدر لا من يوافق القدر. و الأمر كما ذكر الرسول ? كما في حديث علي الصحيح لما دفنوا أحد الصحابة جعل النبي ? ينكت بمخصرة و يقول: " ما من نفس منفوسة إلا و قد علم الله مكانها من الجنة أو النار قبل أن تخلق، فقال رجل: يا رسول الله، أفلا نتكل على كتابنا و ندع العمل أو ففيمَ العمل و هذا أمر قد فرغ منه؟ فقال ?: " اعملوا فكل ميسر لما خلق له ".
قال: و الدليل على هذه المراتب: ذكر الدليل على ذلك.
...............................
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين و سلم تسليماً كثيرا أما بعد:
فيقول الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله رحمة واسعة في ذكر مرتبة الإيمان و هي المرتبة الثانية من مراتب الدين الذي هو الأصل الثاني من الأصول التي يجب على كل مسلم و مسلمة معرفتها و تعلمها بأدلتها بعد أن ذكر أركان الإيمان الستة ذكر الدليل عليها:
قال: و الدليل على هذه الأركان قوله تعالى: (?????? ???????? ??? ????????? ??????????? ?????? ???????????? ?????????????? ????????? ???????? ???? ??????? ?????? ???????????? ???????? ?????????????????? ????????????? ????????•??????)، و دليل القدر: (????? •??? ?????? ??????????? ???????? ????)
فانتظمت هاتان الآيتان الأصول الستة أصول الإيمان التي عدها النبي عليه الصلاة و السلام كما في حديث جبرائيل الآتي إن شاء الله و قد ذكر الله سبحانه و تعالى في أصول الإيمان في مواضع أخرى من كتابه كما ذكرها عز و جل هنا في سورة البقرة ذكرها أيضاً في نهاية سورة البقرة (??????? ?????????? ?????? ??????? ???????? ??? ???????? ????????????????? ? ???? ??????? ?????? ????????????????? ??????????? ??????????? ?? ????????? ?????? ?????? ???? ????????? ? ?????????? ????????? ??????????? ? ??????????? ??????? ?????????? ??????????? ?????)، و أيضاً ذكرها الله سبحانه و تعالى في سورة النساء: (??????????? ????????? ?????????? ???????? ?????????? ???????????? ?????????? ?? ?????? ?????? ??????????? ???? ??????????????? ??????????????? ? ??? ?????? ??????? ???? ???????? ?????? ???????? ??????? ? ???? ??????????? ?????????? ??? ??????????? ? ????? ?????????? ???? ??????????? •????? ???? ????? ????? ???????????
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/462)
???????? ????? ??????????? ????????? ??????????? ?????????? ?????? ???????????? ????????????? ??????? ??•??? ?????? ?????????? ????????????? ???????? ??????? ??? ?????? ? ????? ???????? ?????? ????????????????? ??????????? ??????????? ???????????? ???????? ?????? •??? ??????? ???????? ?????) فذكرت أصول الإيمان و أركانه الستة في هذه المواضع الثلاثة إضافة إلى القدر كما في قوله عز و جل في سورة القمر: (????? •??? ?????? ??????????? ???????? ????)، و قوله سبحانه وتعالى: (??????? •??? ?????? ??????????? ?????????? ???)، و كما في قوله سبحانه و تعالى: (?????? ???????? ???? ???? ???????? ??? ??? ??????????? ?????????? ? •??? ??????? ??? ??????? ?)، و كما في قوله عز وجل: (???? ??????? ??? ????????? ??? ???????? ???? ???? ??????????? ???? ??? ??????? ???? ?????? ??? ???????????? ?) إلى غير ذلك من الآيات الكريمة التي تحدثت عن القدر.
قال: و الدليل على هذه الأركان قوله تعالى: (?????? ???????? ??? ?????????) ليس فعل ماضي ناقص ناسخ، البر: اسمها مقدم، أن تولوا: المصدر المؤول من أن و الفعل في محل رفع خبر ليس مؤخر أي ليس البر توليتكم وجوهكم و هذه الآية جاءت بعد حجاج أهل الكتاب و جدالهم و نقاشهم في مسألة القبلة فقد كان أهل الكتاب يعجبهم أن يستقبل النبي ? بيت المقدس يعجب اليهود ذلك أول ما هاجر إلى المدينة و كان ? قبل ذلك لما كان في مكة كان يصلي إلى بيت المقدس لكنه يجعل الكعبة بينه و بين بيت المقدس فيستقبلها فلما هاجر عليه الصلاة و السلام رأى أنه إن استقبل بيت المقدس فقد استدبر الكعبة و إن استقبل الكعبة و استدبر بيت المقدس فقد خالف ما كان عليه إبراهيم فاستقبل ? بيت المقدس و هو يقلب وجهه في السماء و يتمنى لو صرف إلى الكعبة فمكث على هذا ستة عشر شهراً سنة و أربعة أشهر و قيل غير ذلك ثم جاء الأمر بتحويل القبلة و صرف وجهه إلى الكعبة جاءه عليه الصلاة و السلام الأمر بذلك فتحول إلى الكعبة و ذلك بعد غزوة بدر في السنة الثانية للهجرة و تكلم في ذلك اليهود و قالوا: إن كانت صلاتك الأولى صحيحة فقد خالفت و إن كانت قبلتك الأخرى صحيحة فإن صلاتك السابقة باطلة و الذين ماتوا في الغزوات و غيرها على قبلتك الأولى ماتوا على باطل فرد الله عز و جل عليهم في آيات كريمة ابتداء من قوله عز وجل: (???? ???????????? ?????????????? ? ??????????? ????????? ?????? ?????? ???? ? ???? ???? ??????? ??????? ?????)، ثم قال عز وجل فيما بعد: (????????? ????????????? ???? ?•?•????) اليهود (??? ????????? ??? ???????????? ??????? ???????? ????????? ?) ما صرفهم (??? ?? ???????????? ?????????????? ? ??????? ??? ???????? ?????? ??????? ??????????? ?????)، ثم قال عز و جل فيما بعد: (???? ?????? ???????? ???????? ??? ???????????) إلى قوله عز و جل: (????? ????? ???? ????????? ???????????? ?) أي صلاتكم إلى بيت المقدس السابقة (??? ???? ?•?•?????? ????????? ???????) و بعد جولة من الحجاج و الجدال و النقاش قال عز و جل: (?????? ???????? ??? ????????? ??????????? ?????? ???????????? ??????????????) ليس البر: البر كثرة الخير، الخير الكثير و من ذلك أيضاً البَر المصدر واحد الله عز و جل كثيرات خيراته البَر الرحيم.
(??? ????????? ??????????? ?????? ???????????? ??????????????) يعني ليست العبرة و لا البر مجرد التولية و المخالفة الباطنة و البقاء على الكفر و الضلال ليس الدين و ليس الخير مجرد أن تولي وجهك هنا أوهنا إذا كان القلب مظلماً بل الدين هذا وهذا الدين و الإيمان ظاهر و باطن إسلام و إيمان و لهذا قال عز وجل: (???????? ???????? ???? ??????? ?????? ???????????? ???????? ?????????????????? ????????????? ????????•??????) هذه الأمور الباطنة ثم قال: (???????? ????????? ?????? ???????? ????? ???????????? ??????????????? ???????????????? ???????? ?????????? ???????????????? ????? ??????????? ????????? ??????????? ???????? ??????•???? ?????????????? ???????????? ?????
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/463)
?????????? ?) هذه الأمور الظاهرة أمور الإسلام (??????????????? ??? ?????????????? ????????????? ??????? ?•???????? ?) يعني في الرخاء و الشدة و حين الحرب (????? ?•????????) في وقت الحرب في سبيل الله (???????????? ????????? ????????? ?) في إسلامهم و إيمانهم (?????????????? ???? ?????????????) و هذه إشارة إلى أصحاب الرسول ? و إليه من باب أولى عليه الصلاة و السلام و رد على اليهود و هذا مصداق ما تقرر لنا في الدرس الماضي أن الإيمان و الإسلام إذا اجتمعا ذكراً فقد افترقا معنى، و إذا افترقا ذكراً فقد اجتمعا معنى و هنا افترق ذكرهما ففسر البر الذي هو الإيمان أو الخير أو الإسلام فسر بالمعنيين الحاصل أنه فسر بالأمور الظاهرة و الباطنة.
(???????? ???????? ???? ??????? ??????) يقول العلماء هنا لابد من تقدير و لكن البر بر من آمن بالله أو و لكن ذا البر من آمن بالله و اليوم الآخر، هذا هو البر الحقيقي هذا هو الخير الحقيقي من آمن بالله فذكر هنا أركان الإيمان الخمسة القدر سيأتي مفردا.
(???? ??????? ??????) صدّق بالله و وحد الله، راقب الله، خشي الله،خاف الله، أحب الله، عبد الله وحده أفرده بجميع أنواع التوحيد توحيد الإثبات و المعرفة الذي هو توحيد الذات و الأسماء و الصفات و توحيد الأفعال أفعال الله عز و جل الربوبية و أفعال العبد التي يتوجه بها إلى الله و هي الألوهية.
(???????????? ????????) تقدم أنه يوم القيامة الذي لا يوم بعده.
(?????????????????) تقدم أيضاً الإيمان بهم مجملاًً و مفصلا.
(????????????) الكتاب هنا جنس ليس كتاب واحد إنما جنس الكتاب يعني الكتب الكتاب بمعنى الكتب فهنا الكتاب أطلق و أريد به الجنس لا الفرد يعني جنس الكتب المنزلة و تقدم الكلام في الكتب.
(????????•??????) الأنبياء تقدم قبل مدة أنه يجمع على النبيين و الأنبياء و الجمع الثالث نبئاء كما تقدم في قول ابن مرداس:
يا خاتم النبئاء إنك مرسل بالحق خير هدى النبي هداك
إن الإله ثنا عليك محبة بكتابه و محمداً أسماك
عليه الصلاة و السلام.
هذا ذكر خمسة أركان من أركان الإيمان و هي المذكورة أيضاً في سورة البقرة آخرها (??????? ??????????)، و هي المذكورة في سورة النساء (????? ???????? ?????? ????????????????? ??????????? ??????????? ???????????? ???????? ?????? •??? ??????? ???????? ?????) فهذا جزاء من آمن بها (???????????? ???? ?????????????) و جزاء من كفر بها (????? •??? ??????? ????????) هذا الدليل على هذه الخمسة الأركان المذكورة (???????? ???????? ???? ??????? ?????? ???????????? ???????? ?????????????????? ????????????? ????????•??????) ثم بعد ذلك ذكر الأعمال الظاهرة (???????? ????????? ?????? ???????? ????? ????????????) إلى آخر الآية الكريمة الشاهد هذه خمسة أركان.
قال: و دليل القدر قوله تعالى: (????? •??? ?????? ??????????? ???????? ????)
أنا أريد أحدكم يعرب هذه الآية الكريمة من يستطيع؟ لأن الخطأ فيها كثير.
ـ نعم تفضل، إن دخلت عليه دخلت على المبتدأ ـ
(?????): إنّ حرف توكيد و نصب حرف ناسخ معروف إنها تنصب المبتدأ اسم لها و ترفع الخبر خبر لها ـ نعم، لا، قبل لا تبرح ـ و نا الفاعلين: اسم إنّ هي مدغمة أصلها إنّنا إن نا ـ إنّ حرف توكيد و نصب نا ـ يعني نحن فأدغمت صارت إنّا هذه إنّا عبارة عن إنّ حرف ناسخ و نا التي هي وش نعربها هنا؟ اسم إنّ مبني على السكون في محل نصب اسم إنّ، و نا الفاعلين بالذات تصلح للثلاثة أوجه تركب على الثلاثة تصلح ضمير رفع و نصب و جر * ما فيه ضمير في الدنيا عندنا تاء الفاعل و تاء المخاطبة و ياء المخاطبة و ألف الاثنين و واو الجماعة و غيرها الضمائر كثيرة منها ضمائر رفع و منها ضمائر نصب و منها ضمائر جر و منها مشترك بين الجر و النصب مثل الياء و الكاف و منها مشترك بين الرفع و النصب و الجر و هذا فقط ليس إلا نا المتكلمين و لهذا يقول ابن مالك:
للرفع و النصب و جر النا صلح كاعرف بنا فإننا منا المنح
مثل للرفع و النصب و الجر (اعرف بنا) جر، (فإننا) نصب، (نلنا) رفع المنح، فهنا نا المتكلمين واقعة في محل نصب اسم إنّ. طيب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/464)
(•??? ??????) مشتغل عنه و يفسر الاشتغال الضمير في خلقناه و لولا الضمير هنا لاعتبرناه مفعول به كما ذكرت.
فهنا كل: مفعول به لفعل محذوف أو منصوب على الاشتغال و يصلح أن تقول: مفعول به لفعل محذوف إنا خلقنا كل شيء خلقناه بقدر.
و الجملة (خلقناه) في محل رفع خبر إنّ.
(•??? ??????) يعني لا يستثنى من ذلك شيء و كل هنا هي من العام المطلق أو من العام المخصوص؟ إذا كان مطلق فهذا يصلح للمعتزلة الدليل كاستدلالهم بقوله (???? ??????? ????? ??????) فنقول مخصوص
* نهاية الوجه الأول.
يعني كل شيء مخلوق فلا يدخل القرآن و لا صفات الله سبحانه و تعالى ـ واضح ـ كل شيء مخلوق يصلح للخلق.
(??????????? ????????) ما معنى بقدر؟ ذكرت لكم مراتب القدر الأربع وهي: أولاً العلم ثم الكتابة ثم المشيئة ثم الخلق يعني خلقنا لكل شيء ليس عشوائياً و إنما على وفق علم سابق و كتابة سابقة فيخلقه الله على النحو الذي قدره في الأزل و على النحو الذي كُتب.
(????????) أصل التقدير المساواة تقول قدرت النعل بالنعل يعني أتيت بالنعل و خططت بالقلم لتقيس عليها و تقطع أختها مثلها هذا التقدير قدرت السهم بالسهم أو المفتاح بالمفتاح يعني جعلتهما سواء لتقص السهم على السهم و التقدير على نحو الكتابة السابقة و كذلك قوله عز و جل: (??????? •??? ?????? ??????????? ?????????? ???) فكل شيء بقضاء و قدر و تقدم بالأمس الكلام على القدرية و الرد عليهم الذين خالفوا القدر و تقدم أن بدعة القدر من أسبق البدع ظهوراً لأن من بواكير البدع بدعة الخوارج تقريباً هي أول بدعة ثم بدعة القدر ثم بدعة الاعتزال ثم الإرجاء ثم تتابعت البدع كعقد انفرط نظامه - فنعوذ بالله من الفتن و نسأل الله أن يتوفانا على الإسلام - فالمنكرون للقدر هم الذين أنكروا مراتب القدر الأربع لكنهم على درجتين غلاة و دونهم، فأما الغلاة فهم أول من تكلم في القدر كما أشرت إلى ذلك بالأمس وهم الذين أدركوا الصحابة و تكلم فيهم ابن عمر و الصحابة كما سيأتي من حديث جبريل إن شاء الله تعالى هم معبد الجهني و غيلان الدمشقي و عمرو بن عبيد هؤلاء و العياذ بالله أنكروا حتى المرتبة الأولى و هي العلم علم الله عز و جل فزعموا أن الأمر أُنُف و أن الله لا يعلم بالشيء حتى يقع - تعالى الله عما يقولون علواً كبيرا –و هؤلاء أشبهوا اليهود فإن اليهود يقولون بالبداء، و هذه عقيدة الرافضة؛ لأن الرافضة قدرية في القدر كما أنهم في الصفات جهمية كما إنهم في آل البيت غالية و في الصحابة ناصبة و هم قد جمعوا من الشر أطرافه كما ذكرت ذلك لأن الرافضة يقولون بالبداء، البداء يعني بدو الأمر بعد أن كان خافيا - تعالى الله عما يقولون - يقولون ما بدا الله من شيء كما بدا له في ذبح إبراهيم لولده إسماعيل يعني بدا له أن ينسخ الأمر لما رأى ضعف الوالد و الولد، و الملائكة جعلت تستغيث بربها - تعالى الله عما يقولون علواً كبيرا - فهؤلاء أشبهوا هؤلاء معبد الجهني أنكر علم الله عز و جل، و هؤلاء لا يختلف السلف في تكفيرهم من أنكر علم الله و لهذا يقول الشافعي في القدرية: ناظروهم بالعلم فإن أقروا به خصموا و إن أنكروه كفروا، و هؤلاء الذين جاء حميد بن عبد الرحمن الحميري و يحيى بن يعمر يسألان ابن عمر جاءا يسألانه فقالا: عن هاهنا أناساً من قبلنا يقولون بالقدر و أن الأمر أُنُف، و ذكرا من صلاتهم و تقواهم و ورعهم فقال: إن لقيتهم فأخبرهم أني براء منهم و أنهم بُراؤا مني و الذي يحلف به ابن عمر لو أن لأحدهم مثل الأرض ذهباً فأنفقه لم يقبل منه حتى يؤمن بالقدر خيره و شره، حدثني أبي ـ أي عمر ـ قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله ? إذ طلع علينا شديد بياض الثياب الخ الحديث و ذكر في آخره " و تؤمن بالقدر خيره و شره " فهؤلاء هم الغلاة معبد الجهني قتل في مسألة زندقة و غيلان الدمشقي أيضاً كانت نهايته سيئة عمرو بن عبيد معروف هو رأس المعتزلة عمرو بن عبيد و واصل ابن عطاء هما أول من اخترع مذهب المعتزلة حتى جاء أبو الهذيل العلاف فأصل لهم الأصول الخمسة و خدم مذهبهم و إلا فقد كان عمرو بن عبيد من أتقى الناس كما تعرفون و كان في حلقة الحسن البصري كان تقياً ورعاً كان الحسن يحبه أول الأمر سئل عنه فقال: نِعم الرجل إذا قام بالأمر قعد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/465)
به و إذا قعد بالأمر قام به نِعم الرجل إن لم يُحدث، توسم فيه البدعة الحسن رحمه الله، و هو الذي يقول فيه أبو جعفر المنصور يمدحه يقول للعلماء:
كلكم يمشي رويد كلكم يطلب صيد غير عمرو بن عبيد
فأحدث اعتزل هو و واصل بن عطاء حلقة الحسن البصري فقال: ما شأن هؤلاء المعتزلة و اجتمع حولهم بعض الأغرار فسموا من ذلك الوقت معتزلة و عمرو بن عبيد كان ينكر العلم فيما يقال - نسأل الله العافية و السلامة - و أقل منهم الذين يؤمنون بالعلم لكن ينكرون المرتبة الرابعة الخلق أن الله خلق أفعال العباد وهؤلاء كفّرهم أيضاً طائفة كبيرة من السلف و منهم من يعني قال غير ذلك و الصواب على الصحيح كفر كل من أنكر القدر أو شيء من مراتبه و لذلك قال: " و تؤمن بالقدر خيره و شره " و هذا دليل القدر و قد تقدم بالأمس كلام كثير عن القدر.
بعد هذا ننتقل إلى المرتبة الثالثة.
قال: المرتبة الثالثة الإحسان و هو ركن واحد، أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
ثم شرع في ذكر الدليل على ذلك المرتبة الثالثة من مراتب الدين وهي أرقى المراتب الإحسان المرتبة الأولى الإسلام أعلى منه الإيمان أعلى منهما الإحسان، و يشبهونها بدوائر الدائرة الواسعة الإسلام أضيق منها الإيمان أضيق منهما الإحسان فكل محسن مؤمن مسلم و لا عكس، كل مؤمن مسلم و لا عكس ليس كل مسلم مؤمناً و إن كان معه أصل الإيمان و لو مثقال الذرة لكن ليس معه كمال الإيمان و لا ما يقارب الكمال كما تقدم بيان ذلك بالأمس و الدليل على أن الإيمان أخص من الإسلام أن النبي ? سئل: أي الإسلام خير؟ قال: " الإيمان أن تؤمن بالله و ملائكته " إلى آخره، و الدليل على أن الإحسان أخص أن النبي ? سئل: أي الإيمان خير؟ قال: " أن تعبد الله كأنك تراه " فدل على أن أفضل الإسلام الإيمان و أن أفضل الإيمان الإحسان فسره النبي ? أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك فسره النبي ? بهذا. الإحسان يفسر بالإتقان، الإحسان الإتقان وهو الغاية في الإخلاص و المراقبة و المتابعة متابعة النبي ? الغاية في الإخلاص و الغاية في المراقبة، و هذا لا يصل إليه إلا القلة من عباد الله الخلاصة من عباد الله وأصل الإحسان إتقان كل عمل قال عز وجل: (????????????? ? •??? ???? ?????? ??????????????? ?????)، و قال عليه الصلاة و السلام: " إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلة، و إذا ذبحتم فأحسنوا الذِبْحة، و ليحد أحدكم شفرته، و ليرح ذبيحته " فالإحسان هو الإتقان في كل شيء أما إتقان المراقبة و إتقان التقوى و الاستحضار فهو الإحسان المراد به أعلى الإيمان و فسره النبي ? " أن تعبد الله كأنك تراه " كأنه ماثل أمامك و إذا كنت على هذه الحال فلا يمكن أن تتجرأ على معصيته أرأيت البشر و لله المثل الأعلى لو أن إنسان أمامه مديره يعني هل يستوي مثلاً في دائرة عامل في أقصى المبنى أو عامل أمام المدير وجهاً لوجه موظف هل يستوي هذا و هذا في الإتقان؟ لا تعالى الله و لله المثل الأعلى المراد للتقريب لا للتشبيه فإن الله لا يشبه شيئاً من خلقه و لا يشبهه شيء من خلقه و هنا أن تعبد الله كأنك تراه أي تراه بقلبك و هذا أعلى الإيمان بمعنى أن تنكشف الحجب عن القلب و يصير بحيث يتجلى له ربه سبحانه و تعالى بقلبه كأنه يراه بقلبه فيواظب على عبادته و يكف عن محارمه و هذه الغاية في المراقبة قال عز و جل: (•??? ????????? ?????????? ??????? ???????????? ????? ????????•? ???????? ??????? ????)، و قال ?: " اتق الله حيثما كنت " فإذا وصل الإنسان لهذه المرحلة يعبد الله في كل حاله كأنه يرى الله فهذا أعلى الإيمان لا يمكن أن يتجرأ على معصية أو يكف عن طاعة أو يفتر عن عبادة كالملائكة لأنها ترى الله عز و جل أو يقارب الملائكة لأنها ترى الله سبحانه و تعالى فهؤلاء ذكر الله من حالهم و عبادتهم كما قال:
إذا سكن الغدير على صفاء و جنب أن يحركه النسيم
كذاك قلوب أرباب التجلي ترى في صفوها الله العظيم
هذا معنى أن تعبد الله كأنك تراه فلا يتجاسر الإنسان على معصية الله.
قال: فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/466)
هذه مرتبة ثانية أو أقل منها يعني عن عجزت عن تحقيق هذا المقام فاعبد الله كأنه يراك فاعلم أنه يراك و هو يراك سبحانه و تعالى كما سيأتي في الأدلة فإذا علمت أن الله مطلع عليك عز و جل لا يخفى عليه منك خافية فكيف تتجرأ على محارم الله لا يغيب ربك سبحانه و تعالى عن مراقبتك لحظة واحدة هذا هو أعلى الإيمان و المراقبة و هذا ما وصى به النبي ? أصحابه قال ابن عمر أخذ النبي ? ببعض جسدي فقال: " اعبد الله كأنك تراه "، و قال أبو ذر: أوصاني خليلي ? أن أعبد الله كأني أراه فإن لم أكن أراه فإنه يراني، و الأحاديث في هذا كثيرة و حديث حارثة المرسل المشهور و إن كان مرسلاً قال النبي ?: " كيف أصبحت؟ قال أصبحت مؤمناً حقا، قال: " إن لكل قول حقيقة فانظر حقيقة قولك " قال أصبحت كأني انظر إلى عرش ربي عز و جل بارزاً و إلى أهل النار يتضاغون فيها و أهل الجنة يتزاورون فيها، فقال النبي ?: " أبصرت فالزم " أو كما قال " عبد نور الله بالإيمان قلبه " أو كما قال عليه الصلاة و السلام فهذه مرتبة الإحسان مرتبة المراقبة أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك دوام مراقبة الله سبحانه و تعالى و استحضار مشاهدة الله عز وجل لك أن تعبد الله كأنك تراه فإذا وصل القلب إلى هذه الدرجة من الشفافية و صار بحيث زالت الحجب كأنه يرى الله عز و جل فجدير به أن تزول الموانع و الحجب يوم القيامة فيرى الله عز و جل بعيني وجهه (???????? ????????) لأنه من أهل الإحسان و لهذا قال الله عز و جل: (?????????? ???????????) (??????????) لهم ايش؟ (???????????? ??????????? ?) ما الزيادة؟ النظر إلى وجه الله عز و جل لأن قلوبهم صفت و راقت فصارت كأنها تنظر إلى الله فجزاؤهم أن يمتعهم الله عز و جل بالنظر إليه بأعينهم يوم القيامة لكن من كان على قلبه ران و غشاوة و غلف يحجبه عن الله فهذا أيضاً جزاؤه أن يحجب عن الله عز و جل يوم القيامة قال عز و جل: (???? ? ????? ????? ?????? ?????????? ?•? ???????? ??????????? ???? ???? ????•??? ??? ????????? ?????????? ?????????????? ????) قال العلماء: و قد ذكر الله الإحسان مع الإسلام تارة و مع الإيمان أخرى و مع التقوى ثالثة و مع غيرها من الأعمال الصالحة فأما مع الإسلام فكما في قوله عز و جل: (????? ???? ???????? ????????? ?? ?????? ????????)، وقال عز وجل: (????? ???????? ?????????? ????? ???? ?????? ???????? ?????? ???????????? ?????????????? ????????????) وتارة مع الإيمان و التقوى قال عز وجل: (?????? ????? ????????? ?????????? ??????????? ????????????? ??????? ?????? ?????????? ????? ??? ?????•??? ??????????•? ??????????? ????????????? ???? ?????•??? ??????????•? ???? ?????•??? ???????????•? ? ?????? ?????? ??????????????? ????)، وقال عز و جل: (•??? ???? ???? ????????? ?????•??? ?????????•? ??? ??????????? ?????) و قرن الله عز و جل الإحسان ببعض الأعمال الصالحة و رسوله ? كما تقدم و هذه الآية في الخمر لكن ليست كما فهمها قدامة بن مظعون رضي الله عنه الكلام في الخمر لأن الآية في سياق الخمر، كما قال عز و جل: (?????? ????? ????????? ?????????? ??????????? ????????????? ??????? ?????? ??????????) قبلها: (??????????? ????????? ??????????? ??????? ?????????? ?????????????? ???????????? ?????????????) إلى قوله عز و جل: (?????? ????? ????????? ?????????? ??????????? ????????????? ???????) قدامة بن مظعون ظن أنه ليس على الإنسان بأس إذا كان مؤمناً تقياً صالحاً فلا بأس أن يشرب الخمر فشربه فأخبر عنه عمر فاستدعاه من العراق فناداه فقال: بمَ شربت الخمر؟ قال: بكتاب الله عز و جل، قال: أين؟ قال: (?????? ????? ????????? ?????????? ??????????? ????????????? ???????)، قال عمر: أخطأت استك الحفرة و لكن هذه الآية نزلت في قوم ماتوا في بدر و غيرها قبل أن تحرم الخمر فسأل عنهم الصحابة ما حالهم؟ فقال الله عز وجل: (?????? ????? ????????? ?????????? ??????????? ????????????? ??????? ?????? ??????????) إلى آخر الآية يعني لأنهم ماتوا قبل العلم بالتحريم قبل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/467)
التحريم لكن ليست الآية باقية فرجع و لا شك أنه لو لم يرجع لضرب عمر عنقه لأن هذا ردة لو لم يرجع لما بين له الأمر و جلي له فالحاصل أن الإحسان يقرن بهذه و بهذه كما تقدم هذه هي مرتبة الإحسان و هي غاية الإخلاص و المتابعة و لا يصل إليها إلا القلة من عباد الله سبحانه و تعالى نسأل الله أن يجعلنا و إياكم من هؤلاء.
قال: و الدليل على ذلك ـ أي الإحسان ـ قوله تعالى: (•??? ???? ???? ????????? ?????•??? ?????????•? ??? ??????????? ?????)
(مع) معية حقيقية لأن صفات الله عز و جل كلها على الحقيقة، و قد دلت النصوص الكثيرة على معية الله و قربه من عباده، و هي معية و قرب لا تقتضي حلولاً و لا اتحاداً و لا تشبيهاً و من ظن ذلك فقد أخطأ و لله عز و جل المثل الأعلى، و هذا كل ما أخبر الله به عن نفسه في كتابه و على سنة رسوله ? فهو حق على حقيقته لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا و لا متوهمين بأهوائنا بل هو حق يؤخذ على ظاهره و يفوض العلم بكيفيته إلى الله عز و جل آمنا بالله و بما جاء عن الله على مراد الله و آمنا برسول الله ? و بما جاء عن رسول الله ? على مراد رسول الله ? كما قال ذلك الشافعي و غيره.
و المعية جاءت في القرآن عامة و خاصة، أما العامة فهي للناس كلهم (?????? ???? •??? ???? ???????? ??? ??? ????????????? ????? ??? ???????? ? ??? ??????? ??? ???????? ????????? ???? ???? ??????????? ???? ???????? ???? ???? ??????????? ???? ???????? ??? ??????? ???? ???????? ???? ???? ???????? ?????? ??? ???????? ?)، قال عز و جل: (?????? ???????? ?????? ??? ??????? ?)، و معية خاصة لخاصة عباده، كما قال الله عز و جل: (•??? ???? ???? ????????? ?????•??? ?????????•? ??? ??????????? ?????)، وقال: (??????? ?????????? ???????? ???????? ????) قال ذلك لموسى و هارون، أما المعية العامة فهي تقتضي المراقبة و الرؤية و غير ذلك و الإحاطة، و أما المعية الخاصة فهي بحسب ... * لكن يغلب أنها تقتضي النصرة و التأييد و الحفظ و الرعاية و كل صفات الله عز و جل حق على حقيقتها و ظاهرها و كيفيتها إلى الله سبحانه و تعالى و إن كنا نعلم أن صفات الله لا يعارض بعضها بعضا، فعلوّه لا يعارض دنوه، و استواؤه على عرشه لا يعارض قربه من عباده فهو سبحانه و تعالى عليّ في دنوه قريب في علوه سبحانه و تعالى لأنه عز و جل ليس كالبشر و لا يخضع لمقاييسهم بل يصح هذا في بعض المخلوقات تقريباً للتقريب و لهذا كما قال شيخ الإسلام: العرب تقول ما زلنا نسير و القمر معنا فهو معهم وإن كان علياً فإذا جاز هذا في المخلوق و المخلوق، فلئن يجوز هذا في الخالق و المخلوق من باب أولى و أحرى.
(•??? ???? ???? ????????? ?????•??? ?????????•? ??? ??????????? ?????) يحفظهم و يرعاهم و يؤيدهم و من كان الله عز و جل معه فينبغي أن لا يخاف و لا يهاب إلا من الملك الوهاب سبحانه و تعالى، هذه الآية عزاء لكل مؤمن لكل مسلم موحد لله عز و جل مجرد توحيده، هذا تثبيت لكل مسلم أن يؤمن بالله، و ينطق بكلمة الحق، و يثبت على التوحيد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و ليعلم أن الله عز و جل معه حافظه و مؤيده و كالئه و لو اجتمع عليه من بأقطارها على أن ينقصوا من اجله لحظة أو يمنعوا من رزقه لقمة و الله عز و جل لم يرد ذلك لم يستطيعوا إلى ذلك سبيلا و لم يقدروا على ذلك، فلو اجتمع الخلق كلهم إنسهم وجنهم و برهم و فاجرهم على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك فمن استحضر هذه الآية تمام الاستحضار و رعاها تمام الرعاية فإنه لا يجبن عن فعل ما يجب و لا يقدم على فعل ما لا ينبغي و ما يكره و ما يحرم عليه (•??? ???? ???? ????????? ?????•??? ?????????•? ??? ??????????? ?????).
و قوله تعالى: (??????? ??????? ????? ??????? ????? ???????????? ??? ????????????? ?????)
هذه مثل الآية السابقة (?????????? ????? ??????????? ?????????? ????? ??????? ??????? ????? ??????? ????? ???????????? ??? ????????????? ?????) يعني يراك في سائر أحوالك ركوعك و سجودك و عبادتك و خلوتك و جلوتك.
* كلمة غير واضحة، لم تتضح لي و هي قريبة من لفظ كلمة (مواضعه).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/468)
و قوله سبحانه و تعالى: (????? ??????? ??? ?????? ????? ????????? ?????? ??? ????????? ???? ??????????? ???? ?????? ???? ?•??? ?????????? ?•??????) أي مشاهدين (???? ?????????? ????? ?).
يعني تأخذون فيه و تشرعون أفاض في الحديث يعني شرع في الحديث و بدأ و زاد (????? ???????? ??? ??????? ??? ?????????? ?????? ??? ???????? ???? ??? ??????????? ???? ???????? ??? ??????? ???? ???????? ???? ??? ??????? ??????? ????)، و قال تعالى: (•??? ???? ?? ???????? ???????? ?????? ??? ???????? ???? ??? ??????????? ??? ???? ??????? ????????????? ??? ??????????? ?????? ???????? ? ?? ??????? ???? ???? ??????????? ??????????? ???).
(?????????? ????? ??????????? ?????????? ????? ??????? ??????? ????? ??????? ?????) كلها صفات الله عز وجل (???????????) يعني يرى تقلبك (??? ?????????????) يعني مع الساجدين لأن حروف الجر ينوب بعضها عن بعض (??? ?????????????) أي مع الساجدين، كما قال عز و جل: (??????????? ??? ???????? ????) يعني مع عبادي (??????????? ???•??? ????).
قال: و الدليل من السنة: حديث جبرائيل المشهور: حديث جبريل هذا هو المعروف في سؤالاته للنبي ? و هو حديث عظيم مشهور جمع الدين كله و لذلك اعتنى به العلماء شرحاً و تبييناً و توضيحا، هو دليل على الإسلام و الإيمان و الإحسان و كل الدين يرجع إلى هذه الأشياء، فإن الدين إما أعمال ظاهرة فهي الإسلام، و إما أعمال قلبية و اعتقادات فهي الإيمان عند الاجتماع و إلا يدخل أحدهما في الآخر عند الافتراق، و إما أخلاق و آداب و مراقبة و استحضار فهي الإحسان فالدين يرجع إلى هذه لا يخرج شيء من الدين، و لذلك فإن هذا الحديث يجمع الدين كله و لذلك قال ? في آخره: " هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينِكم " " أو دينَكم " في رواية لأنه يجمع الدين كله و هذا الحديث في الصحيحين و في السنن و في كثير من دواوين الحديث و كتبه و هو بهذا اللفظ عند مسلم من طريق يحيى ابن يعمر و حميد بن عبد الرحمن أنهما جاءا إلى ابن عمر يسألانه عن القدر قالا: جئنا حاجين أو معتمرين إلى مكة فقلنا: لو لقينا واحداً من أصحاب رسول الله ? فسألناه عن هؤلاء الذين يتكلمون في القدر قال: فخرج ابن عمر فاكتنفته أنا و صاحبي أنا عن يمينه و صاحبي عن يساره فظننت أنه سيكل الكلام إلي فتكلم فقال: يا ابن عمر ما تقول في أناس من قبلنا يصومون و ذكر من علمهم و لكنهم يتكلمون في القدر و يقولون: إن الأمر أُنف ـ يعني غير مكتوب مستأنف جديد بادي بعد أن لم يكن الله عز و جل علمه - تعالى الله عما يقولون ـ فقال ابن عمر: إن لقيتهم فأخبرهم أنني بريء منهم، و أنهم براؤا مني، و الذي يحلف به ابن عمر لو كان لأحدهم مثل الأرض ذهباً فأنفقه لم يقبل منه حتى يؤمن بالقدر خيره و شره حدثني أبي قال: بينما نحن جلوس عند النبي ? و ذكر الحديث. هذا الحديث روي عن أبي هريرة، و روي عن ابن عباس، و روي عن أبي فروة، و روي عن ابن عمر عن عمر و روي عن جملة من الصحابة و هو حديث مشهور يعني طرقه كثيرة دون التواتر لأن الحديث كما تعلمون باعتبار طرقه غريب و عزيز و مشهور و متواتر و المشهور هو الذي تعددت طرقه إلا أنه لم يصل إلى حد التواتر.
قال: " بينما نحن جلوس " عمر هو الخليفة الراشد الثاني أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي، من السابقين إلى الإسلام، و من العشرة المبشرين بالجنة و هو معروف رضي الله عنه و أرضاه.
قال: " بينما نحن جلوس عند النبي ? "
بينما: ظرف يعني وقتما حالما نحن جلوس جمع جالس عند النبي ?.
إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر و لا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/469)
إذ طلع علينا رجل: إيراد رجل بدون أل للتنكير رجلٌ التنوين هنا للتنكير لأن التنوين يقصد به التمكين و التنكير و المقابلة و العوض و الترنم و الغالي و لكن هنا المراد به التنكير يعني غير معروف منكر لا نعرفه، وَصَفَه بأنه شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر أو اللحية في رواية، وهذا الذي أثار استغراب الصحابة و عجبهم، و لهذا قال: لا يرى عليه أثر السفر و لا يعرفه منا أحد، فكيف جاء بهذه الحالة هو غير معروف ليس من أهل المدينة لا نعرفه و مع ذلك لا يرى عليه أثر السفر ثوبه أبيض و شعره أسود غير مغبر؛ لأن المسافر ينقلب ثوبه أسود و شعره أبيض من الغبار و التعب و الطريق كما قال:
رمى الحدثان نسوة آل حرب بمقدار سمدن له سمودا
فرد شعورهن السود بيضا و رد وجههن البيض سودا
لكن هذا الرجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر و لا يعرفه منا أحد، هذا الذي أثار استشكالهم و استغرابهم قال: حتى جلس إلى رسول الله ? هذا هو جبريل يتمثل عليه الصلاة و السلام أحياناً بصورة دحية الكلبي و يأتي إلى الرسول ?، و لهذا قال عز و جل: (???? ???????? ???????)، و أخبر ? أنه أحياناً يتمثل له المَلَك رجلاً، كما في الحديث عند البخاري لما سئل ? عن الوحي أخبرنا كيف يأتيك؟ فقال: " أحياناً يكون مثل صلصلة الجرس و هو أشده علي، و أحياناً يتمثل لي المَلَك رجلاً " إلى آخر الحديث و حينما دخل الرسول ? لم يعرفه، و لهذا جاء في رواية أخرى لمسلم قال: و الذي نفسي بيده ما اشتبه علي قبل مجيئه الآن و ما عرفته حتى تولى لأنه لما تولى قال: ردوه، قال: فطلبناه جهدنا فلم نستطع فعلم ? أنه جبريل و إلا قبل ذلك فلم يكن يعلم أنه هو كما جاء في الرواية الأخرى، و لكن يعلم أنه جاء عند الإمام أحمد في رواية للحديث عند الإمام أحمد أنه جلس ? و جعل الصحابة يسمعون صوته و لا يرون شخصه و هذه الرواية لا تصح، عارضها ما هو أصح منها و هو أن الصحابة رأوه و استغربوا هيئته و استنكروها.
قال: حتى جلس إلى النبي ? فأسند ركبتيه إلى ركبتيه و وضع كفيه على فخذيه.
هذا جلوس السائل من المسؤول أو التلميذ من العالِم جلس إليه و اقترب منه بوقار ليسأله.
فقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام. و أرى أن الوقت ضاق عن إكمال شرح الحديث فأؤجل ذلك إن شاء الله إلى الدرس القادم.
...................................
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على خاتم النبيين و سيد المرسلين محمد بن عبد الله و على آله و أصحابه و التابعين، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين و علينا و على عباد الله الصالحين.
أما بعد: فيقول الإمام الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب عليه من الله الرحمة و الرضوان في معرض ذكره للأصل الثاني من الأصول الثلاثة التي يجب على كل مسلم و مسلمة معرفتها، و هو معرفة العبد دينه بمراتبه الإسلام و الإيمان و الإحسان ثم استدل بعد ذلك على هذه المراتب الثلاث جميعاً بحديث جبرائيل عليه الصلاة و السلام المخرج في الصحيحين و غير الصحيحين بروايات متكاثرة ساق الرواية الطويلة المشهورة و هي التي أخرجها مسلم بن الحجاج بن مسلم الإمام صاحب الصحيح في صدر صحيحه عن حميد بن عبد الرحمن الحميري و يحيى بن يعمر قالا: انطلقنا حاجين أو معتمرين فقلنا: لو أتينا أحد أصحاب رسول الله ? فنسأله عن هؤلاء القدرية فلقينا ابن عمر خارجاً من المسجد فاكتنفناه أنا عن يمينه و صاحبي عن يساره فظننت أنه سيكل الكلام إلي فتكلم فقال: يا ابن عمر إن ها هنا من قبلنا أناساً يتكلمون في القدر، و يزعمون أن المر أُنُف فقال: إذا لقيتهم فأخبرهم أنني بريء منهم، و أنهم براؤا مني، و الذي يحلف به ابن عمر لو كان لأحدهم مثل الأرض ذهباً فأنفقه لم يقبل منه حتى يؤمن بالقدر خيره و شره حدثني أبي قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله ? إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر و لا يعرفه منا أحد، و هذا كما تقدم في الدرس الماضي كعادة الصحابة يجلسون عند رسول الله ? يتخولهم بالموعظة يجلسون معه بعد الفجر كما جاء في حديث جابر بن سمرة في الصحيح قال: كنا إذا صلى النبي ? جلسنا حوله و جعلنا نتكلم في أمر الجاهلية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/470)
فنضحك و يتبسم رسول الله ?حتى إذا طلعت الشمس قام فصلى ركعتين ثم انصرف و كان يدعوهم أحياناً و يجمعهم و يخطبهم و يتحدث إليهم و يعظهم عليه صلاة الله و سلامه قال: إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، و هذا إشارة إلى صفة جبرائيل حيث تصور بصورة آدمي، و المَلَك يأتي الرسول رسول الملائكة يأتي رسول البشر بطرق فأحياناً يأتيه الوحي مثل صلصلة الجرس، و أحياناً يُكلم من وراء حجاب، و أحياناً يتمثل له المَلَك رجلاً و كان جبرائيل غالباً ما يأتي النبي ? في صورة دحية الكلبي رضي الله عنه و أرضاه و كان رجلاً جميلاً من الصحابة من عرب كلب من شمال الجزيرة و الذي أثار عجب الصحابة و استغرابهم أن هذا رجل غريب، و مع ذلك لا يرى عليه أثر السفر و لا يعرفه منهم أحد فدل على أنه غريب ليس منهم، و لكن الغريب يأتي نظراً لبعد الشُقة و المشقة و السفر و الشعث و الغبار يأتي بشعر أشعث و بثياب متسخة في الغالب و لكن هذا الرجل جاء فجأة و دخل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر فهذا الذي أثار استغراب الصحابة رضي الله عنهم و العادة كما ذكرت كما قال:
رمى الحدثان نسوة آل حرب بمقدار سمدن له سمودا
فرد شعورهن السود بيضا و رد وجههن البيض سودا
فالمسافر عادة يكون شعره أبيض من الغبار و يكون وجهه أسود من الشمس و التعب و الريح لكن هذا كان بخلاف ذلك قال: لا يرى عليه أثر السفر و لا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي ? فأسند ركبتيه إلى ركبتيه و وضع كفيه على فخذيه، و هذا امتحان لخُلق الرسول ? هل يصبر على جفاء السائل أو أنه يحتمل أن يكون أيضاً من تواضع السائل و جلسته جِلْسة المتعلم أمام شيخه و التلميذ أمام أستاذه فقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام، فقال: ـ أي النبي ? ـ الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله ـ و في رواية " أن تعبد الله و لا تشرك به شيئاً " ـ و أن محمداً رسول الله، و تقيم الصلاة، و تؤتي الزكاة، و تصوم رمضان، و تحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ".
فذكر له جواب سؤاله أركان الإسلام الخمسة التي بُني عليها كما في حديث ابن عمر " بني الإسلام على خمس " و ذكرها فسر الإسلام هنا بالأعمال الظاهرة لأنه ذكره مع الإيمان سواء و قد تقدم أنهما متى اجتمعا ذكراً افترقا معنى، و إذا افترقا ذكراً اجتمعا معنى، و قد ذكرت لكم حديث وفد عبد قيس حيث فسر الإيمان بالأعمال الظاهرة، و تقدم أيضاً تفسير الإسلام بالأعمال الباطنة لكن إذا اجتمعا في الذكر فالإسلام غالباً ما يطلق على الأعمال الظاهرة و الإيمان على الأعمال الباطنة.
قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسأله و يصدقه.
كيف يسأله ثم يردف بما يدل على علمه بذلك فكأنه يختبره حتى جاء في رواية أنهم قالوا: قال الصحابة بعضهم لبعض: انظروا كأنه أعلم منه يسأله و يصدقه، و هذا كان لبالغ أدب الصحابة مع الرسول عليه الصلاة و السلام فقد كانوا إذا تكلم لا يتكلمون و إذا تحدث ينصتون و إذا قال يستمعون و كانوا كل ما يسألهم سؤال استخبار و استعلام قالوا: الله و رسوله أعلم، فما تعودوا هذا الأسلوب خاصة من رجل ظنوه أعرابياً لا يفقه و لا يعرف شيئاً فكيف يسأله و يصدقه.
فقال: أخبرني عن الإيمان، فقال: أن تؤمن بالله، و ملائكته، و كتبه، و رسله، و اليوم الآخر،و تؤمن بالقدر خيره و شره.
وقد تقدم بيان الإيمان و مأخذه، و تقدم كذلك الكلام في أركان الإيمان و أسسه و في شعب الإيمان و خصاله و تقدم أيضاً قبل قليل و قبله أيضاً معنى الإيمان، و أنه إذا انفرد الإيمان دخل فيه الإسلام و إذا اجتمع مع الإسلام في الذكر ففي الغالب يفسر الإيمان بالإيمان الباطن الإيمان القلبي في الغالب، و إذا انفرد شمل أيضاً الإسلام، و إذا اجتمع مع الإسلام في الذكر انصرف هذا إلى الأعمال الظاهرة و هذا إلى الأعمال الباطنة في الغالب و لهذا فسر النبي ? هنا الإيمان لما جاء بعد الإسلام بالأعمال الباطنة، كما في قوله عز و جل: (??????? ??????????? ?•?????? ? ??? ???? ??????????? ???????? ????????? ???????????)، و كما أيضاً جاء في حديث سعد بن أبي وقاص في الصحيح - صحيح البخاري - لما قال: ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمناً قال: " أو مسلم " قالها ثلاثاً و يرد الرسول ? قال: " أو مسلم " حتى قال: "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/471)
يا سعد و الذي نفسي بيده إني لأعطي الرجل و غيره أحب إلي منه أو أفضل منه مخافة أن يكبه الله على وجهه في النار " أي أنه كان عليه الصلاة و السلام يتألف المدعوين فيعطي الرجل الكافر، و يعطي الرجل المفضول، و قد يترك الفاضل كما أعطى في حنين أعطى الطلقاء.
ـ[العفالقي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 10:44 ص]ـ
شرح ثلاثة الأصول
لشيخ الإسلام الإمام المجدد
محمد بن عبد الوهاب
- رحمه الله تعالى -
للشيخ: محمد الفراج
- غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين -
(الشريط السادس)
الذين أسلموا في مكة مثل سهيل بن عمرو، و أيضاً أعطى أبا سفيان كذلك، هذا منه تألف عليه الصلاة و السلام، و أعطى العباس بن مرداس، و أعطى عيينة بن حصن و غيرهم من الأعراب و ترك الأنصار فوجدوا في أنفسهم فقال ?: " أما ترضون أن يذهب بالشاة و البعير و ترجعون برسول الله ? "، ثم ذكر فضائلهم و مناقبهم فما تركهم إلا لفضلهم فالحاصل أنه لما اجتمع مع الإسلام في الذكر فُسر هذا بكذا و هذا بكذا.
ثم قال: صدقت. و إفراده هنا قوله: و تؤمن بالقدر: كرر فعل تؤمن مع القدر وحده، تؤمن بالله، و ملائكته، و كتبه، و رسله، واليوم الآخر كلها بالعطف على نية تكرار العامل لكن هنا صرح بالعامل و تؤمن بالقدر خيره و شره قالوا: لأهمية القدر و عظمته؛ و لأنه سيأتي ممن ينتسب للإسلام من يتكلم في القدر يعني من أمة محمد ? من أهل القبلة، أما الأركان الأخرى الخمسة فلم يأت من يتكلم فيها أو يجادل، و الإيمان بالله يعني في الجملة بوجود الله عز و جل و ألوهيته و ما أشبه ذلك مما يتعلق به، لا ترى مؤمناً أو مسلماً من أهل القبلة يجادل في هذا صريحاً، و هكذا الملائكة، و الكتب، و الرسل، و اليوم الآخر لكن القدر جاء من يجادل مجادلة صريحة فلذلك صرح معه بذكر العامل.
قال: فأخبرني عن الإحسان: قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك و قد تقدم الكلام عن الإحسان و أنه غاية الإخلاص و غاية المتابعة كما قال ?: " عن الله كتب الإحسان على كل شيء " إلى آخر الحديث، و لكنه في باب العقائد يراد به غاية الإخلاص و التجرد و المراقبة بحيث يصير العبد كأنه يشاهد الله عز و جل بعين البصيرة و القلب لا بعين البصر كما قال:
إذا سكن الغدير على صفاء و جنب أن يحركه النسيم
كذاك قلوب أرباب التجلي يُرى في صفوها الله العظيم
يشف القلب و تزول الحجب و الموانع و يحلق في ملكوت و آفاق و رحاب العبادة حتى كأنه يرى الله عز و جل يشف القلب و يصقل حتى يصير كالصفا أبيض لا تضره فتنة، و لهذا جزاؤه أنه يرى يوم القيامة ربه بعين البصر كما رآه بعين البصير ?لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا ?الإحسان? الْحُسْنَى وَزِيَادَة ٌ? أجمع العلماء و المفسرون أنها النظر إلى وجهه الكريم سبحانه و تعالى بعكس من رانت الشبهات و الشهوات و الحجب و الموانع و الآثام على قلبه فأصبح أسوداً مرباداً كالكوز مجخياً مثخناً بجراح سهام المعاصي و النظر و الآثام و الفسوق و أكل الحرام و ترك الطاعات فهذا جزاؤه كما حجب عن ربه في الدنيا أن يحجب بصره عنه يوم القيامة، كما قال عز و جل: ? كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ? نسأل الله العافية و السلامة من هذه الحال فهذا معنى الإحسان و قد تقدم كلام كثير حوله.
قال: فإن لم تكن تراه فإنه يراك يعني على كل حال فاستح من الله عز و جل أعظم مما يستحي الرقيب من رقيبه، و خف منه كذلك فإن الله يراك على كل حال أينما كنت و حيثما كنت فاتقه في الخلوة و الجلوة و الغيب و الشهادة، كما قال الله عز و جل: ? الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ?، و كما قال: ? إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ ?، و كما قال: ? وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ?، و قال ?: " اتق الله حيثما كنت "، و في الأثر: اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك، و ما جاء عن السلف: - خف الله بقدر قربه منك - خف الله بقدر اطلاعه عليك، و استحيي منه بقدر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/472)
قربه منك.
و هو عز و جل أقرب إلى كل أحد من حبل الوريد سبحانه و تعالى.
فإن لم تكن تراه فإنه يراك: هذا هو الإحسان حد الإحسان و معناه.
قال: صدقت. فأخبرني عن الساعة: الساعة المقصود بها القيامة، و لها أسماء كثيرة الواقعة، و الطامة الكبرى، و الصاخة، و القيامة، و الحاقة، و القارعة، و اليوم الآخر، و الحق، و الساعة و غير ذلك من أسمائها مما هو مفصل في محله.
قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل: و الساعة تطلق على المدة من الزمان، يقولون حتى في الزمان القديم لبث ساعة يعني مدة معينة من الزمان كانوا يقدرون في السابق بالأعمال و الأفعال مثل حلب شاة و نحر جزور، و أحياناً يقدرون بآيات قدر خمسين، و يظهر إن الساعات يعني الساعة أحياناً يستعملها الأولون استعمالاً عاماً يعني المدة المعينة من الزمان و إن لم تكن محددة على وجه الدقة، و أحياناً يقصد بها الساعة التي هي ستون دقيقة حتى على لسان الرسول بدليل قوله عليه الصلاة و السلام: " يوم الجمعة أربع و عشرون ساعة "، و في رواية " اثنتا عشرة ساعة " يعني النهار فقط، " فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله إلا أعطاه ما سأله " أو كما قال ?، فالظاهر إن الساعة يعني مثل التقاسيم المعروفة اليوم ستون دقيقة و العلماء علماء الإسلام أول ما صنعت هذه الساعة في العهد العباسي أيضاً جروا على هذا على جعلها ستين دقيقة و الدقيقة ستين ثانية، و أحياناً يعني تطلق الساعة كما ذكرت على المدة المعينة من الزمان و إن لم تكن على وجه الدقة قال عز و جل: ? وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ? الساعة هي القيامة الساعة الزمان القليل ? مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ? و هذا يسمونه الجناس التام مثل قول القائل:
ما قضى الله كائن لا محالة فالشقي الظلوم من لام حاله
توافق في الصورة و اللفظ و الاختلاف في المعنى، و مثل قول القائل:
اقنع بما ترزق يا ذا الفتى فليس ينسى ربنا نملة
إن أقبل الدهر فقم له و إن تولى مدبراً نم له
و كما في قول الآخر:
دارهم ما دمت في دارهم و أرضهم ما دمت في أرضهم
هذا يسمى جناس تام يعني توافق اللفظ و اختلاف المعنى هنا قال: ? وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ ? فالساعة هنا غير الساعة الثانية.
قال: أخبرني عن الساعة: و كان الأعراب أو العرب عادة يسألون عنها كان بعض الصحابة يسأل الرسول ? كما في الصحيح الرجل الذي يسأل الرسول ? فقال له: " إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ".
قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل: يعني أنا و أنت في العلم سواء لا أنا أعلم و لا أنت تعلم لأن هذا مما استأثر الله بعلمه لأن في رواية قال: " في خمس من الغيب لا يعلمها إلا الله " في صحيح البخاري " مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله و ذكر ? إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ?، فهذه مفاتيح الغيب الخمس التي استأثر الله عز و جل بعلمها لا يعلمها غيره عز و جل الساعة، و تنزيل الغيث، تنزيل الغيث مما اختص الله عز و جل به، أما أصحاب الأرصاد فغاية ما يعرفونه رصد الرياح و مناطق الضغط و توقع استمرار الرياح هنا أو انصرافها هنا و انحرافها المهم إنه قد يصيب و قد يخيب و غاية ما يفعلونه توقع و مسايرة و رصد لحركة الرياح و الأمطار لكن لا يستطيعون أن يجزمون بحوادث الجو و حوادث المطر و الرياح و كذلك الأمور الأخرى ? وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ?، بقي ما يسمى بالأجنة أو الأرحام فإنه اشتهر في هذا الزمان أنه يعرف بالأشعة فوق الصوتية، و أحياناً قد يدخل على رحم المرأة بعض العدسات الدقيقة عندهم عدسة كالدبوس تصور الجنين من الداخل و قد يعرف أنه ذكر أو أنثى، و لهذا ترى بعض الغيورين تحمله الغيرة و العاطفة إنه ينكر هذا أبداً و الصحيح أنه لا ينكر هذا يمكن أن يعرفوا الجنين في بطن أمه و الصور أيضاً هناك صور
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/473)
، الأمر بيّن و كل زمان تتطور الأجهزة و الوسائل، لكنّا نعلم أن قول الله عز و جل و رسوله حق لا ريب فيه، فالجواب عن هذا: أن ما في الأرحام هي الأجنة قبل أن تخلق قبل أن يتبين تفصيلها و معرفة آلة الجنين هل هو ذكر أو أنثى فهو قبل يعني أثناء كونه نطفة أو علقة أو مضغة أو قبل أن يخلق قبل أن يتبين لا يعلم إلا الله عز و جل، لا يعلم ماذا سيكون هذا الجنين إلا الله سبحانه و تعالى و لذلك يبقى في جانب من الرحم يسمى الغور الجنيني، فإذا كبر و خُلّق بإذن الله يعني تميزت أعضاؤه و تفصلت خرج من هذا الغور إلى الرحم و بدأ يكبر، فالمراد بالأرحام هو ما يسمى بالغور الجنيني قبل أن يخلق لا تستطيع قوة على وجه الأرض أن تحدد ماذا سيكون ذكر أو أنثى أو تتصرف في خلقه و تكييفه بحيث تجعله ذكراً أو تجعله أنثى و أصحاب الجينات و الأجنة و هذا العلم يقولون: إنه إذا غلب عنصر معين أذكر و إذا غلب عنصر معين آنث و لذلك حاولوا أن يدعموا العنصر عنصر التذكير ليروا هل يخرج ذكراً أو لا فجاءت النتائج سلبية جداً بعكس ما أرادوا و افسدوا الجنين و ما خرج سوياً و لا حياً فهذا كله إلى الله سبحانه و تعالى، أما بعد ذلك فلا يصبح غيباً بدليل أنه حتى قبل تطور الآلات و أجهزة التصوير قد مثلاً يشق بطن المرأة فيعرف هل هو ذكر أو أنثى فحينئذ يعرف أنه ليس بغيب، بل قد ورد في الحديث أنه يُرسل إليه الملك و يؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه و أجله و عمله و شقي هو أو سعيد فخرج عن علم الله عز و جل يعني خرج من كونه غيباً استأثر الله بعلمه إلى علم ملك الجنة به فلم يعد غيباً و الحالة هذه، و هذا و الله أعلم بعد مائة و عشرين يوم، يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك يعني إلى حد مائة و عشرين يوماً تقريباً يعني وقت التخليق و التفصيل فبعد ذلك إذا نفخ فيه الروح تميز و إذا حسبت هذه المدة وافقت المدة التي قررها علماء الأجنة و هي خروجه من الغور الجنيني فتوافق المنقول مع المعقول و هكذا فإن علم كتاب الله عز و جل و سنة رسوله ? موافق للعقول الصحيحة و للعلوم السوية و لا يمكن أن يتعارض بحال و قد حمل اكتشافهم لهذا الشيء بعض كبار أطباء أو علماء الأجنة على الإقرار بهذا في معرض مجادلات بعض العلماء المختصين بهذه المسائل لهم، بل إن بعضهم أشهر إسلامه فأردت التنبيه على هذه المسألة لئلا يخلط بين الأمرين.
قال: خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله عز و جل، و في الرواية التي معنا: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل.
قال: فأخبرني عن أماراتها. و هذا جواب الرسول ? فيه تواضع المسؤول إذا كان لا يعلم جواب ما سئل عنه و من قال: الله أعلم فقد أفتى أو من قال: لا أدري فقد أفتى و لذلك كان الرسول ? يقول: الله أعلم و كان صحابته تعلماً منه يقولون: الله و رسوله أعلم، و بعد وفاته لا يقال إلا الله أعلم لا يقال و رسوله أعلم إلا في حياته عليه صلاة الله و سلامه فيما يعلمه إذا سأل r ليحضر أذهانهم لتلقي ما يقول عليه الصلاة و السلام و لذلك لا ينبغي للإنسان أن يتكلف ما لا علم له به و لا يظن أن هذا يغض من مكانته و قدره بالعكس إذا فوض الشيء إلى عالمه كان أرفع لمكانته عند الله و عند خلقه و لهذا قال الله عز و جل: ? قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ * إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ * وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ? ألا أتكلف الجواب عما لا أعلم جوابه و معروف أن الإمام مالك سئل في مجلس واحد عن أربعين مسألة فقال في ست و ثلاثين منها: لا أدري أو الله أعلم. و أجاب عن أربع مسائل قال: لا تعلم و أنت مالك، قال: نعم و طف على الأقطار كلها و قل: سألت مالكاً فقال في ست و ثلاثين مسألة: لا أعلم، قال ابن قدامة: بل إن ذلك لم يخرجه عن درجة الاجتهاد أيضاً يعني ليس فقط لم يغض من مكانته فالواقع أن بعض المشتغلين بالعلم و الطلب يتكلف الجواب و يظن أنه إذا سئل عن مسألة فحار في جوابها أنه يغض ذلك من مكانته أو يكتشف تقصيره، سبحان الله معلوم أن كل إنسان مهما تعلم مسألة ما فإنه كما يقال: كلما اتسعت دائرة معلومه اتسعت دائرة مجهوله، و إن كنت تعلم شيئاً فقد غاب عنك أشياء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/474)
قل للذي يدعي في العلم معرفة حفظت شيئاً و غابت عنك أشياء
فلا ينبغي للإنسان أن يتكلف ما لا علم له به و مما يذكر أن الإمام مالك بن أنس رحمه الله أيضاً رأى في المنام فيما يقال ملك الموت فقال: كم بقي من أجلي؟ فأشار إليه و أفرد يده أصابعه هكذا خمس فلما أصبح قلق قلقاً عظيماً و لم يدر هل هي خمسة أيام ساعات أو جمع أو أشهر أو سنوات فسأل مالك ابن سيرين و قد اشتهر عنه براعته في تعبير الأحلام و قال: يا مالك هل هي خمسة أيام أو جمع أو أشهر أو سنوات؟ فقال: لا هذه و لا هذه و لا هذه و لا يمكن أن تعلم وقت موتك لأن هذا مما استأثر الله به و لكن ملك الموت يقول لك: إن سؤالك في خمس أشياء لا يعلمها إلا الله عز و جل مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله عز و جل و منها: ? وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ? فسرّي عن الإمام مالك رحمه الله تعالى فهذا مما استأثر الله سبحانه و تعالى بعلمه الساعة سواءً الساعة الصغرى ساعة الإنسان أو الساعة الكبرى التي هي ساعة الخلائق أجمعين.
قال: فأخبرني عن أماراتها: يعني علاماتها يعني علامات الساعة و معروف أن للساعة علامات صغرى و كبرى أما الصغرى فهي كثيرة منها موت الرسول عليه الصلاة و السلام و منها و منها أشياء كثيرة مما ذكره أما العلامات الكبرى فهي الدابة و الدجال و الشمس من مغربها و غير ذلك.
قال: أن تلد الأمة ربتها: أماراتها يعني علاماتها الأمارة العلامة الدالة على الشيء.
قال: أن تلد الأمة ربتها، و أن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان.
أن تلد الأمة ربتها: الأمة أي المملوكة، ربتها: أي سيدتها، قالوا: و هذا يحتمل معاني كثيرة إما أن يكون المعنى: كثرة الأرقاء نظراً لكثرة الفتوح حتى يكثر التسري فيولد للمالك من المملوكة و تصبح أم ولد فيصبح الولد حراً و أمه أمة، أو البنت حرة و أمها أمة، فتصبح الحرة بدرجة الأب فكانت كأنها ربة لأمها المملوكة، طيب قد يسأل سائل يقول: معروف أن الولد يتبع لمن في الحرية و الرق؟ لأمه الولد يتبع في الحرية و الرق لأمه هذه مسألة معروفة في القواعد الفقهية في مسألة التبعية مثلاً يتبع الولد في الدين لخير أبويه ديناً يعني إذا كان أحد أبويه مسلم و الآخر نصراني تبع المسلم و إذا كان هذا نصراني و هذا يهودي تبع النصراني و في مسألة مثلاً تحليل الأكل أو التحري يغلب جانب التحريم فمثلاً البغل حلال و إلا حرام؟ حرام؛ لأنه متولد من حمار و فرس فنغلب جانب التحريم، و كذلك السِمْع محرم و إن كان أحد أبويه ضبعاً لكن الأب الآخر ذئب فغلب جانب الذئب و أصبح السِمْع محرماً، في الأكل يغلب جانب التحريم، و الدين يلحق بخير أبويه ديناً و النسب يلحق بمن؟ بأبيه و لا شك، لكن الحرية و الرق يلحق بايه؟ بأمه و نحن نقول هنا: الولد حر و الأمة رقيقة فكيف؟ عندنا نوعين أو مثلاً طريقتين في استيلاد الأمة: إما أن تزوج الأمة إلى رقيق يعني تزوج المملوكة إلى مملوك آخر أو تزوج طبعاً لا شك أنه إذا زوجت إلى مملوك فالولد مملوك لصاحب المرأة يعني يملك الأولاد رب الأم رب أم الأولاد و هكذا لو تزوجها حر الحر معروف أنه لا يحل له أن ينكح الأمة إلا بشرطين: عدم طول مهر الحرة، و الثاني خشية العنت كما قال الله سبحانه و تعالى: ? وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ?، قال عز و جل: ? ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ ? لماذا قيد الشرع لماذا الشرع حرم على الحر أن يتزوج الأمة زواج الأمة ليه؟؛ لأن الأولاد سيخرجون أرقاء يملكهم رب الأم و الشارع لا يريد تكثير الأرقاء بالعكس يريد تحريرهم و لذلك فتح أبواب التحرير نعم، لكن الطريقة الثانية استيلاد المالك لا يزوج الأمة لحر آخر غير المالك لا إنما هو يتسراها المالك نفسه يتسرى هذه الأمة و هذا له يحل له، فإذا ولدت منه صارت أم ولد، و أحكام أم الولد كثيرة: لا يجوز بيعها على الصحيح، و تعْتُق بمجرد موت المالك على الصحيح، و أولادها أحرار و إلا لا؛ لأنها ما وطئت من نكاح و إنما بملك اليمين، فهنا المقصود بأن تلد الأمة ربتها، و قيل المعنى: أن يكثر السبي و
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/475)
الرقيق نظراً لكثرة الفتوحات حتى ربما يعني لكثرة الرقيق إنه ربما و قد وقع في التاريخ شيء من ذلك ربما استقدمت البنت ثم أعتقت فصارت حرة و ملكت ثم استقدمت أمها فاشترتها و امتلكتها و هي لا تدري أنها أمها فهنا ولدت الأمة ربتها يعني مالكتها، قالوا: و قد وقع لهذا نظائر في التاريخ و قيل: الإماء يلدن الملوك و هذا قد وقع لأن في قصور الملوك في الزمان الأول و غيرها الدولة العباسية و ما بعدها و الأموية كثر تسري الملوك فولدن ملوكاً فولدت الأمة مالك أو ملك، ربها أو ربتها و معروف أن بعض من ولوا الخلافة كانوا من أبناء الموالي فمثلاً المأمون كانت أمه أمة تسمى مراجل وهذا هو السبب الذي جعل والده يقدم الأمين و إن كان الأمين أصغر، محمد الأمين قدمه على عبد الله المأمون، المأمون أكبر لكن ابن أمة محمد الأمين ابن زبيدة المعروفة عربية قحة فجعله يقدم هذا لأنه ابن حرة فهذا الذي أثار حفيظة المأمون و جرت الحرب المعروفة و غير ذلك.
و قيل: معنى تلد الأمة ربتها الأعاجم العجميات يلدن العرب و العرب أرباب العجم لأنهم هم أصحاب هم مواليهم هم الذين أدخلوهم إلى الإسلام بإذن الله و لذلك يقال فلان مولاه فلان يعني أسلم على يده و أعتق على يده سمي ولي النعمة بالنسبة له معروف حكم هذا في الفرائض و هل يرث أو لا، و قيل: الأعجميات يلدن العرب، و في هذا إشارة إلى فتح بلاد العجم الفرس و الروم و كثرة التسري و كثرة زواج الأعجميات و قد حصل و قد كان العرب يكرهون في الزمان الأول يتخيرون لنطفهم و لا يقرون يعني أن يتزوج الرجل أن يتزوج العربي أعجمية و يعيبون ولده منها قيل حتى جاء الثلاثة أبناء الخالات المعروفون الفقهاء فصار العرب يكثرون بعد ذلك رجاء أن ينجبوا مثل الثلاثة، لأنه لما سقط ملك كسرى بنات يزدجرد طبعاً من آل ساسان بيت رفيع من ملوك الفرس فأراد أبناء الصحابة أن يكرموا بنات ملك كسرى جئن فأسلمن فتزوجهن ثلاثة هن ثلاث تزوجهن ثلاثة محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عمر، و الحسين بن علي بن أبي طالب، فأنجبن ثلاثة محمد بن القاسم بن أبي بكر أحد الفقهاء السبعة فقهاء المدينة، و سالم بن عبد الله بن عمر أيضاً فقيه معروف عالم فذ من الفقهاء السبعة، و زين العابدين علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب الذي يقول فيه الفرزدق:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته هذا التقي النقي الطاهر العلم
هذا ابن خير عباد الله كلهم
إلى آخر ما قال.
لما سأل الخليفة قال: من هذا لما اجتمع الناس حوله تحقيراً فرد عليه و قال: و هذا و هذا و هذا، قيل في قوله:
و ليس قولك من هذا بظائره العُرب تعرف من أنكرت و العجم
لأنه من عربي و أعجمية فلذلك قال:
العُرب تعرف من أنكرت و العجم.
يعني لا يظيره تحقيرك له فبعد هؤلاء الثلاثة صار العرب يكثرون من التزوج بالفارسيات و الموالي رجاء أن يلدوا مثل هؤلاء لكن إن كانت الأم كالأم فليس الأب كالأب و يأتي جنى الحنظلية حنظل.
و يأتي جنى الكرم من طيب أصله و يأتي جنى الحنظلية حنظل
نعم نعود.
قال: و قيل المعنى: أن يلد العجميات يلدن العرب.
على كل حال هذه المعاني تحتمل الصحة أن تلد الأمة ربتها.
و أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان.
هذا وصف للعرب في الزمان الأول حفاة عراة لا يلبسون إلا القليل من اللباس العالة يعني فقراء جمع عائل ? وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى ? يتطاولون في البنيان و القصور يعني تنقلب الآيات و تختلف الموازين و تنتكس المقاييس فهؤلاء الذين يعيشون أحدهم رب شويهته و بعيره يصبحون أرباب قصور يتطاولون بها و قد كانوا في السابق لا يريدونها و لا يألفونها بل كانوا ينفرون منها و لهذا معروف أن ميسون بنت بحدل الكلبية لما تزوجها معاوية و أتى بها و أسكنها القصر نكفت من تلك الحياة و ضاق صدرها فجاء إليها يوماً و هي تقول أبياتها المشهورة:
لبيت تخفق الأرياح فيه أحب إلي من قصر منيف
و أصوات الرياح بكل فج أحب إلي من نقر الدفوف
و لكلب ينبح الطراق دوني أحب إلي من قط أليف
و لبس عباءة و تقر عيني أحب إلي من لبس الشفوف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/476)
فطلقها و أرسلها إلى أهلها رحمة بها و لكن ولدت له داهية الدواهي يزيد بن معاوية هذا أمه كلبية بدوية و لذلك صار معرباً فذاً يقال أن من الطرائف أن معاوية رضي الله عنه كان له يزيد و كان له ولداً آخر من أم قرشية يعني من بيت معاوية و لما طلّق أم يزيد و أرسلها صار معاوية يولي يزيد عناية أكثر فكانت أم القرشية كانت تغار و تقول: تفضل ولد البدوية على ولدي قال: إنه أنجب من ولدك، قالت: و ما يدلك؟ قال: سترين، فناداهما و اختبرهما أمام القرشية فقال لابن القرشية: يا بني ـ أطفال صغار ـ ماذا تشتهي؟
قال: أشتهي كلباً و كليبة و كذا و كذا يعني يريد يلعب يخربط.
و قال ليزيد: ماذا تشتهي و ماذا تريد يا بني؟
قال: رضا أمير المؤمنين عني.
قال: و ماذا بعد ذلك؟
قال: لا شيء.
قال: بلى.
قال: أن يعهد أمر المسلمين إلي من بعده.
و هو صغير. فنكست القرشية رأسها، و قال: علمت لماذا أفضل هذا على هذا و فعلاً يزيد على كل حال قيل فيه ما قيل و لا ندخل الآن فيه و لهذا خير ما نجيب بما أجاب عنه السلف: ما تقول في يزيد؟ قال: لا ننقص و لا نزيد، أتحبه؟ قال: لا نحبه و لا نسبه. فأمره إلى الله عز و جل له حسنات و سيئات قاد الجيش إلى القسطنطينية و كان معه الصحابة و غزا و له أعمال و له أيضاً غير ذلك فنسأل الله أن يعفو عنه و أن يتوب على عصاة المسلمين جميعا.
و أيضاً و من هذا المعنى ما يذكر عن أعرابية أخرى تزوجها أعرابي حضري و أسكنها قصراً فصار لها مثل ما صار لميسون بنت بحدل فطلقها و لها أبيات مشهورة مؤثرة جداً كانت تقول:
فما بال أعرابية إلى قولها:
لها أنّةٌ قبل الأصيل وأنّةٌ سحيرا فلولا أنّتاها لجنت
فما بال أعرابية إلى آخر ما قالت تذكر غربتها فالحاصل أن البادية لا يتحملون أن يعيشوا في القصور العالية المشرفة يذكر الرسول ? أنه في آخر الزمان تنقلب الآية فيتركون ما هم عليه و يتطاولون في البنيان و يحتمل أن يكون المعنى ينقلب الوضعاء أشراف الفقراء العالة يصيرون أشرافاً أرفع الناس لهم الكلمة و مما يساعد أيضاً على هذا المعنى أنه كانوا في الزمان الأول كان بعضهم يتمنى لو صار إلى عيشة أفضل مثل الأعرابي الذي كان عند شويهته و بعيره فإذا اشتهى أن يصير ملكاً أو مملكاً بلا ملك كان يفزع إلى كأسه و يشرب الخمر حتى يعني يحب أن يصير مثل النعمان ملك الحيرة كان يقول:
و إذا سكرت فإنني رب الخورنق و السدير
و إذا صحوت فإنني رب الشويهة و البعير
يعني أرجع إلى شويهتي و بعيري.
فهؤلاء ينتقلون من الحال الدنيا إلى حال أفضل فيتطاولون في البنيان.
أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يعني رعاة للشاة يتطاولون في البنيان بمعنى يطيلونها و يفخمونها و يزخرفونها و يتطاولون في تجميلها و تزيينها و لو نظرنا إلى هذا الزمان لوجدنا العجب العجاب و أكثر الناس فخراً و بذخاً في البنيان هم أقرب الناس عهداً بالبادية في الغالب الكثير و كل أهل هذه البلاد كانوا أقرب الناس عهداً بالبادية كل أصحاب هذه المواطن بالأمس القريب حتى في العقد القريب يعني ليس في العقد الماضي ما كانوا يجدون إلا المدر و الحجر و السعف و الجريد و بيوت الشعر و فجأة تراهم ينزلون في شاهق القصور و في نيف الأبنية فهذا مصداق قول الرسول عليه الصلاة و السلام.
في الزمان السابق كان مثل هذا أيضاً فهذه آية و علم من أعلام نبوته عليه الصلاة و السلام، و في هذا إشارة إلى تحول الأشراف إلى الضعة و الضعة إلى الشرف، و لهذا جاء في صحيح الحاكم " لا تقوم الساعة حتى يوضع الأخيار و يرفع الأشرار "، و جاء في مسند الإمام أحمد عن حذيفة أن النبي ? قال: " لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا ـ يعني بالمال و القصور ـ لكع ابن لكع " يعني السفيه التافه كما قال الحطيئة:
أطوف ما أطوف ثم آوي إلى بيت قعيدته لكاع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/477)
المرأة لكاع و الرجل لكع أو يطلق على الاثنين أحياناً. و قال ? كما في مسند الإمام أحمد عن أنس: " بين يدي الساعة سنون خداعة يتهم فيها الأمين، و يؤتمن المتهم، و تنطق الرويبضة قالوا: و ما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم بأمر العامة " و في رواية " بين يدي الساعة سنون خداعة يُصدق فيها الكاذب، و يُكذب فيها الصادق، و يُخون فيها الأمين، و يُؤمن فيها الخائن، و تنطق الرويبضة " الخ الحديث. الله أكبر الله المستعان الصالح و المؤتمن و الأمين و صاحب الدين و الورع يكون أبعد الناس عن الدنيا يعني الأعمال المهمة و يلصق به من التهم ما يسمع كثيراً و يردد و الخائن السفيه التافه الرويبضة كما أخبر ? هذا يؤتمن و يُجعل إليه الأمور المهمة و يؤتمن و يرفع و يصدق إلى غير ذلك مما قال ? و هذا معنى قوله ?: " إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة " قال العلماء: و في هذا ذم للتطاول في البنيان جاء في سنن أبي داود أن رجلاً من الأنصار بنى بيتاً فأعلى فيه قبة فكان يأتي و يسلم على النبي ? فيعرض عنه حتى هدم القبة، و ذكر الحسن البصري أنه دخل في صفف أمهات المؤمنين في زمن عثمان فكان ينال سقوفها بيده، و قد جاء في هذا أحاديث و آثار عن عمر و عن غيره من الصحابة رضي الله عنهم حتى كانوا يضعون البيوت بقدر القامة و الحاجة و الطرقات كذلك حتى تباهى الناس في ذلك فصار الأمر كما ترون و أصبح الآن أهم المهمات أن تنمق البيوت و تزين و هذا أهم ما يشغل بال الرجل و المرأة و الكبير و الصغير حتى صارت هذه الأمور التي فيها إسراف و مخيلة حتى الصالحون لم يستطيعوا أن يتحرروا من نيل هذه الأمور و من رقتها فاضطروا إلى مجاراة الناس.
و لما تُكلم مع واحد من الصالحين أسرف في بنيانه قال: أنا لا أبني لي وحدي أبني لي و لغيري أرأيت لو أردت بيع البيت هل يقبله مني أحد في هذا الزمان؟ فقلت: لا، لا يقبله منك أحد، فاضطر الصالحون إلى مجاراة الناس و اصبح المنكر في البيوت أعظم من المنكر في الدين و في مهمات الإسلام و الشريعة أرأيت لو أن إنساناً سكن بيتاً بدون دهان بنى بيتاً فيلا و نمقها و ليصها لكن ما وضع فيها دهان سكنها كذا اسمنت كم سينكر عليه من الناس و يتعجبون و ربما اتهموه في تصرفاته و في تعقله يعني يسكن بيت بدون دهان هذه طامة كبرى عند الناس إحدى الكبر أو يسكن بيت بدون تلييص أصبحت همة الناس إلى هذه الأمور عقدوا الحياة لكن يضع المنكر فوق بيته و سطحه هذا أمر لا يسأل عنه صغير و لا كبير و ليس محل استغراب و استنكار فانظر كيف انقلبت الآية و انتكست المقاييس و الموازين ثم قال ـ الكلام هنا يطول لكن نختصر ـ.
قال: يتطاولون في البنيان قال: صدقت، ثم قام. فلبثنا ملياً: يعني مكثنا، ملياً يعني شيئاً من الوقت.
فقال النبي ?: يا عمر أتدري من هذا؟ قلت: الله و رسوله أعلم: هذا كما تقدم في أدب الجواب.
قال: هذا جبريل ـ أو جبرائيل ـ أتاكم يعلمكم أمر دينكم. أعطى الصحابة درس محاضرة لكن من فم الرسول عليه الصلاة و السلام، جاء في رواية أنه قال: ردوه فطلبوه كل مطلب فلم يجدوه فقال ?: " هذا جبريل " و في رواية أنه قال: " لم يخف علي قبل هذه المرة و ما عرفته حتى ولى " كلها روايات في الصحيح، و جبريل أو جبرائيل قيل معناها: عبد الله قيل ميكائيل أسماء غير عربية ميكائيل إسرافيل جبرائيل، إيل قيل معناها: الله و معناها عبد الله مثلاً جبرائيل قيل عبد الله و ميكائل مثل ذلك تتنوع و قيل العكس إن إيل معناها عبد والاسم الأول أسماء لله عز و جل بغير لغة العرب تدل على أسماء الله بغير لغة العرب إيل، عبد الله، عبد الرحمن، عبد العزيز، عبد المؤمن، جبرائيل، ميكائيل، إسرافيل قيل هذا و الله أعلم يعني ما ذكره المفسرون و إن كان ما فيه دليل على هذا و هذا مما يوجب في الحقيقة التوقف فيه و الحذر لأنك لا تستطيع أن تثبت لله عز و جل هذه الأسماء التي ما ثبتت في الشرع لكن ذكرها ابن كثير وغيره، هذا شرح حديث جبريل و نقف بعد هذا على الأصل الثالث و هو معرفة نبينا عليه الصلاة و السلام.
* هذا مما يشكل عليه لكن مما ذكره ابن رجب في شرح الحديث و لكن إلا إذا كان فيه روايات " أن تلد
* شخص يسأل و السؤال غير واضح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/478)
الأمة ربها " فلا يبعد أن يكون فيه رواية من هذا يبحث فيها. *
..............................
أما بعد فيقول الإمام الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب عليه من الله الرحمة و الرضوان في رسالته الأصول الثلاثة:
الأصل الثالث: معرفة نبيكم محمد ?
هذا هو الأصل الثالث بعد الأصلين العظيمين السابقين
الأصل الأول: معرفة العبد ربه.
و الثاني: معرفة دين الإسلام بالأدلة.
و الثالث: معرفة العبد نبيه ?.
و لا شك أن هذه المعرفة مهمة للعبد؛ لأن هذه المعرفة متعلقة بالرسالة الثانية متعلقة بالشهادة الثانية و هي شهادة الرسالة لأن الدين يقوم على أساسين عظيمين:
الأساس الأول: الشهادة الأولى، و الأساس الثاني: الشهادة الثانية.
شهادة الألوهية، و شهادة الرسالة.
و الشهادة الأولى يتوقف عليها تحقيق التوحيد و تجريد العبادة و إخلاص العمل، و الشهادة الثانية يتوقف عليها صواب العمل و كونه واقعاً بطريقة صحيحة على سنة سليمة، و لا شك أن كل عمل لا يكون مقبولاً إلا بهذين الشرطين الإخلاص و الصواب، التجريد و المتابعة، و إنما تحقق المتابعة بتحقيق الشهادة الثانية شهادة أن محمداً رسول الله ?.
و تأتي أيضاً أهمية معرفة الأصل الثالث من جهة أن محمداً ? رسولنا هو الواسطة فيما بيننا و بين الله عز و جل.
الله المعبود المُرْسِل جعل بينه و بين البشر رسلاً من الملائكة و بينه و بين البشر و بين العامة عامة البشر رسلاً من البشر ? اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ ? فجبريل يتبلغ الرسالة من رب العالمين فيبلغها للصادق الأمين و الصادق الأمين ? يبلغها لعموم المسلمين فهو الواسطة فيما بيننا و بين ربنا عز و جل، و لولاه ما عرفنا ربنا و لا عرفنا كيف نعبده و قد قدمت لكم فيما سبق من دروس أن الدين قائم على ثلاثة أسس هي الثلاثة الأصول المُرْسِل و المُرْسَل الرسول و الرسالة الدين و ما دام أننا عرفنا المُرْسِل و عرفنا كذلك الرسالة وهي دين الإسلام بمراتبه الثلاث بقي أن نعرف الواسطة و هو الرسول ? و المراد هنا معرفة ما تهم المعرفة له و ما يتوقف عليه تصحيح العبادة و سلوك الطريق الصحيح
* نهاية الوجه الأول
و منها معرفة مندوبة أو علم مستحب، و علم ضروري فالعلم الضروري الفرض أن تعرف نبيك ? و لذلك تسأل عنه في القبر مع الدين و مع السؤال عن الله عز و جل، و تعلم أنه خاتم النبيين و تعرف أنه صادق أمين لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى، و تعرف كذلك يعني شيئاً من خصائصه عليه الصلاة و السلام مما ذكر الله عز و جل و ذكره عليه صلاة الله و سلامه، أما بقية المعرفة فهي مندوبة كولادته مثلاً و هجرته و غزواته، و هذا لا شك من أجل العلوم و من أشرف المعارف.
قال: معرفة نبيكم ? و قد عرفنا حد المعرفة و هي العلم الإدراك الصحيح الجازم كما تقدم و النبي سبق تعريفه النبي يقال نبي و نبيء بالهمز و نبي بالتسهيل بترك الهمز و بهما ورد القرآن الكريم و هو مشتق إما من النبأ و هو الخبر العظيم أو الخفي أو مشتق من النبْوة و هي المرتفع من الأرض و يقال نبْوة و نبي أو نابي من الأرض مرتفع و قد ورد لا تصلوا على النبي أو النهي عن الصلاة على النبي و هذا يصلح لغزاً فما معنى هذا؟ معناه النهي عن الصلاة على الأرض المرتفعة و هذا لا أدري عن ثبوته لكن ذكرته كتب اللغة، و لا أسوقه هنا على مساق الحديث الثابت و لكن الشاهد اللغوي، فالنبوة مأخوذ إما من النبوة و هو المرتفع أو النبي أو النابي المكان المرتفع أو من النبأ و هو الخبر العظيم و كلاهما متحقق في النبوة ففيها خبر و فيها كذلك ارتفاع نبيكم ? هو أي النبي ?، و ? دعاء الصلاة من الله عز و جل صلاة الخير و الرحمة و من العبد الدعاء ? صَلِّ عَلَيْهِمْ ? أي ادع لهم و هذا معروف في لغة العرب قال أعشى قيس:
تقول بنتي و قد قربت مرتحلاً يا رب جنب أبي الأوصاب و الوجعا
عليك مثل الذي صليت فاغتمضي نوماً فإن لجنب المرء مضطجعا
و الشاهد صليت أي دعوت.
? سلم من التسليم و السلامة في الدنيا و الآخرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/479)
هذا دعاء و هذا الصلاة والتسليم لا ينبغي أن يكون علماً إلا يكون على الأنبياء و الملائكة بحيث انه كلما ذكر النبي ذكرت الصلاة عليه الصلاة و السلام و لا تجعل علماً على بشر آخرين كما تفعله الرافضة مع بعض آل البيت أو مع أئمتهم يقولون عليهم السلام، لا بأس أن يصلى على عموم المسلمين جملة السلام علينا و على عباد الله الصالحين لكن لا تجعل علماً على شخص كلما ذكر ذكرت غير النبيين و الملائكة و أما الصحابة فلهم الترضي عنهم كما هي طريقة السلف و كما جاء في القرآن ? لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ ? ? رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ? و يبقى عموم المسلمين يدعى لهم بالرحمة و المغفرة.
قال: وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، و هاشم من قريش، و قريش من العرب، و العرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليه و على نبينا أفضل الصلاة و السلام.
هو أي نبينا عليه الصلاة و السلام بدأ بالتعريف باسمه محمد، محمد من الحمد مُفَعّل كما تقول مكرم من التكريم هذه صيغة التفعيل تدل على الزيادة فمحمد أبلغ من محمود لأن فيها كثرة و الزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى و كما قال أبو طالب:
و شق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود و هذا محمد
عليه الصلاة و السلام من الحمد و هو اسم قليل عند العرب و سماه به جده عبد المطلب لما بشر بولادته و وافق الاسم الذي اختاره الله عز و جل له.
هو محمد و له أسماء غير محمد عليه الصلاة و السلام أحمد في السماء و محمد في الأرض ? وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ? عليه الصلاة و السلام و له أسماء ثابتة كما في البخاري فمن أسمائه عليه الصلاة و السلام الماحي قال: " أنا محمد، و أحمد، و الماحي الذي يمحو الله بي الشرك " و العاقب، و الحاشر الذي يحشر الناس تحت قدمه عليه الصلاة و السلام فمن أسمائه محمد، و أحمد، و الحاشر، و الماحي، و العاقب و الحاشر بين معناه ? الذي يحشر الناس تحت قدمه فهو عليه الصلاة و السلام معنى هذا هو الذي يشفع لهم عند الله و يسجد و الناس ينتظرونه وراء قدمه حتى يأذن الله عز و جل لهم بفصل القضاء و الماحي الذي يمحو الله به الشرك عليه الصلاة و السلام، و العاقب أو المعقب أنه عقب كل الرسل و ليس بعده رسول عليه الصلاة و السلام و هذه أسماء ثابتة له عليه الصلاة و السلام، و له أسماء أخرى وردت و ثبتت أيضاً فثبت له الخاتم؛ لأنه خاتم النبيين ? وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ?، و ورد كذلك المقفي و هو في معنى العاقب ? قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا ? يعني أنه في قفى النبيين بعد النبيين كلهم خاتمهم، و ورد نبي الرحمة و الملحمة، و رود كذلك نبي التوبة كما في صحيح مسلم فهذه عشرة أسماء محمد، و أحمد، و الماحي، و الحاشر، و العاقب، و الخاتم، و المقفي، و نبي التوبة، و نبي الرحمة، و نبي الملحمة و هناك أسماء أخرى ذكرت له لكنها أوصاف الصحيح أنها صفات كما في قوله تعالى:? بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ?، ومثل أيضاً ? شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً ? هذه الصحيح أنها أوصاف لنبينا عليه الصلاة و السلام، و أما ما ذكر من تسميته بـ طه و ياسين فهذا لم يقم الدليل الثابت عليه، بل هذه على الصحيح شأنها شأن الحروف المقطعة الأخرى مثل: حم، آلم يقال فيها ما يقال في الحروف المقطعة و لا أعلم شيئاً ثابتاً بتسميته عليه الصلاة و السلام بـ طه أو ياسين و غير ذلك من هذه الحروف المقطعة، و كنيته عليه الصلاة و السلام أبو القاسم و يقال أبو إبراهيم و لم يثبت أبو إبراهيم إنما الثابت أبو القاسم قال: " أنا أبو القاسم، الله يعطي و أنا أقسم ".
و قد نهى ? عن الجمع بين اسمه و كنيته " تسموا باسمي، و لا تكنوا بكنيتي "، و قال: " لا تجمعوا بين اسمي و كنيتي " فحمل هذا على " تسموا باسمي و لا تكنوا بكنيتي " يعني إن تسميتوا باسمي فلا تكتنوا بكنيتي و هذا من توقيره عليه الصلاة و السلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/480)
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، عبد الله أبوه مات و هو في بطن أمه ابن عبد المطلب جده الذي كفله بعد وفاة أمه، و عبد المطلب اسمه شيبة يسمونه شيبة الحمد لكرمه و قصة تسميته بعبد المطلب أنه ولد عند أخواله بني النجار و مات أبوه فذهب عمه المطلب ليأتي به و جاء به و قد أردفه على بعيره فدخل به مكة و قد تغير وجهه و شعره من السفر فظنوا أنه عبد اشتراه المطلب له فقالوا: جاء المطلب و عبد المطلب فذهب اسماً له عبد المطلب و إلا فاسمه شيبة الحمد، هذا جده جد النبي عليه الصلاة و السلام ابن هاشم، قيل اسم هاشم عمرو سمي هاشم لأنه يهشم الثريد باللحم و يطعمه حجاج بيت الله، و بقية نسبه عليه الصلاة و السلام ابن عبد مناف، و عبد مناف قيل اسمه المغيرة بن قصي ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة ابن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. هذه العشرين اسماً ثابتة بإجماع المؤرخين وأهل السير، و أما ما بعد عدنان فهو مختلف فيه.
والنضر هذا هو قريش النضر بن كنانة هذا هو قريش لقب بقريش، و لذلك قال ?: " إن الله اصطفى العرب من بني إسماعيل، و اصطفى كنانة من العرب، و اصطفى قريشاً من كنانة، و اصطفى من كنانة بني هاشم، و اصطفاني من بني هاشم، فأنا خيار من خيار من خيار " أو كما قال عليه الصلاة و السلام.
هذا ثابت له، و قد ورد أنه عليه الصلاة و السلام زكى نسبه و بين أنه خرج من أصلاب صحيحة لأن العرب تتجوز في أنكحتها فعندهم أنواع من الأنكحة كما تعرفون في السير فهناك نكاح الرايات و نكاح الإرث يعني الشخص قد يرث أمه بعد أبيه و ينكحها و هناك السفاح و أنواع من النكاح إلا أن النبي ? خرج من أصلاب صحيحة و لا يجوز أن يظن غير ذلك من نكاح لا سفاح، من نكاح العرف المعروف في أزمنتهم حتى جاء الإسلام فوضع ضوابط النكاح كغيره من الأمور و شروطه.
ما وراء عدنان مختلف فيه، إلا أنه لا شك أنه يرجع عليه الصلاة و السلام إلى إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهم صلاة الله و سلامه، فهو ابن الذبيحين عبد الله و إسماعيل، و لهذا يقول عروة بن الزبير رضي الله عنه و رحمه الله: ما رأينا من يذكر ما وراء قحطان و عدنان إلا تخرصاً و بعض النسابين من السلف كان إذا سئل عنه يستدل بقوله عز و جل: ? وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً ?، و قوله تعالى: ? وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ?، و يقول: كذب النسّابون و إن كان بعضهم يذكر أجداداً بين عدنان و إسماعيل لكن كلها لم تثبت منهم من يذكر ثلاثين جداً، و منهم من ذكر نيفاً و ثلاثين، و منهم من ذكر أربعين، و منهم من ذكر بضعة عشر، و أشهر ما ذكر كما قال الذهبي يعني بين عدنان و إسماعيل: أدد ابن مقوم بن ناحور ابن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام، هذا هو الذي ذكره ابن هشام و ذكره الذهبي في السيرة من تاريخه و ليس عليه دليل ثابت فهو مختلف في كثرتهم لكن بالتأكيد راجع إلى إسماعيل عليه الصلاة و السلام، و إسماعيل ابن إبراهيم الخليل أبو الأنبياء و أبو العرب قيل في نسبه عليه الصلاة و السلام إبراهيم أنه ابن تارخ، و تارخ هو آزر الذي ذكره الله تعالى في القرآن ابن تارخ بن ناحور - أو ناخور على اختلاف في النقط أو تركه - بن ساروغ ابن أرغو ابن فالغ - أو فالخ على اختلاف أيضاً - ابن عابر بن شالخ ابن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه الصلاة و السلام، و هذا أيضاً مما يذكره المفسرون و المؤرخون و لم يقم عليه دليل صحيح لكنه مشهور إبراهيم بن آزر الذي هو تارخ ناحور أو ناخور بن ساروغ بن أرغو ابن فالغ ابن عابر أو بعضهم يقول عيبر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح.
و نوح قيل إنه ابن لمك بن متوشلخ بن خنوخ و خنوخ هو إدريس عليه السلام أول الأنبياء قيل أيضاً ابن مهليل أو مهلاييل بن قين بن أنوش بن شيث بن آدم وهذا و الله أعلم لكن مما يذكره أصحاب السير و المؤرخون و المفسرون و إلا ما يظن أن هذه الأزمنة السحيقة يعني فقط لا يوجد فيها إلا هذه الأجيال و هذه الأجداد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/481)
الحاصل أنه ما عندنا شيء ثابت من نسب العرب إلا إلى عدنان، و منه نسب نبينا عليه الصلاة و السلام لكنه موصول بكل حال إلى إسماعيل بن إبراهيم الخليل و إبراهيم هو أبو العرب و أبو الروم و أبو اليهود كذلك لأن إبراهيم ولد ولدين ولد إسحاق و ولد إسماعيل، إسحاق العليم، و إسماعيل الحليم كما سماهما الله و وصفهما في القرآن الكريم، إسحاق ولد ولدين ولد يعقوب و ولد العيص، و العيص ولد روم، والروم ذريته الروم روم بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل، و ولد كذلك إسحاق يعقوب، و يعقوب هو إسرائيل عليه الصلاة و السلام ولد الاثني عشر ولداً هم: يوسف، و بنيامين، و شيمون أو سيمون، و يهوذا، و غيرهم إلى اثني عشر ولدا وهو أصبحوا قبائل بني إسرائيل أفخاذ بني إسرائيل اثنتي عشرة أسباطاً أمما أمم بني إسرائيل فسموا بني إسرائيل، و أما إسماعيل فهو ابن هاجر ولد إبراهيم من هاجر إسماعيل انحدر منه العرب، و تقدم أن إسماعيل ولد نابتاً، و نابت ولد سلسلة حتى تصل إلى عدنان و الكلام مشهور في زواج عدنان من جرهم و في تقسيم العرب إلى عرب عاربة و عرب مستعربة، قيل العرب العاربة هم الذين يرجعون إلى قحطان بن يعرب بن يشجب، و قيل أن هؤلاء القحطانيين يرجعون إلى هود من العرب البائدة، و العرب المستعربة هم الذين يرجعون إلى عدنان، و عدنان تزوج من جرهم و أخذ عنهم اللسان العربي الباقي لأن اللسان في ذلك الوقت كان اللسان السرياني نسبة إلى سوريا أو سيريا وهو الذي كان يتكلم به إبراهيم و هو الباقي بعد نجاة أصحاب السفينة كانوا قبل يتكلمون بالعربية فاندرس و لم يبق إلا بعضهم و يتكلمون في العرب البائدة منهم طسم و جديس و العماليق و هذا كله مما لا دليل عليه ما فيه دليل على تقسيم العرب إلى عاربة و مستعربة تكلم فيه بعض العلماء و من السلف كذلك لكن بعضهم اعترض على هذا و قال: النبي ? من أصرح العرب و من أعرب العرب فكيف تكون مستعربة، و بعضهم يجعل كل العرب قحطانيهم و عدنانيهم يرجعون إلى إسماعيل و هذا هو الأقرب و الله أعلم.
في الحديث: أول من فتق لسانه بالعربية إسماعيل و هو ابن أربعة عشرة سنة، و هذا صححه الحاكم و ذكره البيهقي و اختلف في تصحيحه أيضا.
و لعل الراجح أن العرب كلهم قحطانيهم و عدنانيهم يرجعون إلى إسماعيل عدنان يلتقي بقحطان في يعرب ابن يشجب و لذلك سموا العرب سميت عرباً إما من الفصاحة أعرب أي أفصح و أبان أعرب عن قصده أو سميت عرباً من التجوال لأن أول أمرهم يتجولون و لا يسكنون و كلاهما يعني له شاهد فالعرب من أعرب أي أفصح و من التجوال، منه العربة العربة التي يجرها حمار أو حصان سميت عربة من تجولها و تنقلها في الشوارع فالأصل يعني المصدر العرب من التنقل فسموا عرباً من هذا أو من هذا العرب.
قال: و عبد مناف هذا هو المغيرة من أجداده عليه الصلاة و السلام هاشم من قريش، و قريش تقدم منها النضر بن كنانة، و قريش من العرب، و العرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل، إسماعيل هذا هو الذبيح على الصحيح و ليس إسحاق خلافاً لما رجحه بعضهم فالذي يقرأ في نيل الأوطار للشوكاني يذكر من هذه الإسرائيليات المحشودة التي يكاد المرء معها يصدق أن الذبيح هو إسحاق الصحيح أن الذبيح هو إسماعيل لأن النبي ? كما جاء هو ابن الذبيحين و إسماعيل بن إبراهيم يقال إبراهيم و إبراهام الخليل سمي خليلاً؛ لأن الله عز و جل اتخذه خليلاً و الخلة بالنسبة للبشر هي أقصى درجات المحبة.
قد تخللت مسلك الروح مني و لذا سمي الخليل خليلا
ابن إبراهيم الخليل عليه و على نبينا أفضل الصلاة و السلام.
قال: و له من العمر ثلاث و ستون سنة، منها أربعون قبل النبوة، و ثلاث و عشرون نبياً رسولا.
نبينا ? عمره ثلاث و ستون سنة باتفاق لأنه ولد عام الفيل كما سيأتي في يوم الاثنين ثلاث و ستون سنة و العجب أنه جاء في الصحيح أنه عليه الصلاة و السلام في حجة الوداع أهدى مائة من الإبل فذبح عليه الصلاة و السلام بيده ثلاث وستين فكلّ تعب و أعطى علياً فأكمل الباقي فوافق هذا العدد عمره عليه الصلاة و السلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/482)
ثلاث و ستون سنة، منها أربعون قبل النبوة: قبل أن يبعث إليه و يوحى إليه لم يوح إليه حتى بلغ الأشد الأربعين ? حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ? وهو منتهى إدراك الإنسان، و مبلغ قواه العقلية و الجسدية مبلغها هذه هي سنة الإبدار البدر ليلة خمس عشرة أو ست عشرة ثم بعد ذلك، كان قبل ذلك هلالاً ثم يصبح محاقاً يتناقص بالعكس و هكذا الإنسان يرتفع و يرتفع و يرتفع حتى إذا بلغ الأربعين أتى بعد ذلك نازلاً نزولاً سريعاً و لا ينزل نزولاً بطيئاً كما كان في الصعود طبيعة الصعود ببطء و هكذا الإنسان أول ما يولد على ظهره عاجزاً ثم يحبو على أربع ثم بعد ذلك يمشي و يسقط و يقف ثم بعد ذلك على اثنتين ثم بعد ذلك بعد الاثنتين و القوة و الشدة بعدما يمشي على رجلين يعود فيمشي على ثلاث ثم على أربع ثم يسقط على ظهره ثم ينتهي كما كان قبل ذلك مات مرة أخرى و لله الأمر سبحانه و تعالى من قبل و من بعد.
فأوحي عليه الصلاة و السلام في الأربعين و بلغ و نبئ كما سيأتي.
و ثلاث و عشرون نبياً و رسولا: و تقدم الكلام في الرسول الرسول سمي رسولاً من ايه؟ من الرسالة.
و الفرق بين النبي و الرسول سبق أن ذكرنا فروقاً من يذكرنا بها ببعضها؟
النبي من أوحي إليه بشرع و لم يؤمر بتبليغه نعم.
و الرسول من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه. نعم
و الفرق الثاني و النبي أرسل إلى قوم موافقين و هذا هو الذي اختاره شيخ الإسلام، نعم.
و لذلك قال عز و جل: ? وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ? و هذا بسببه جعل هذا القول مرجوحاً، و قيل: النبي من أرسل بشرع من قبله و الرسول من أرسل بشرع جديد، الرسول مؤسس و النبي مجدد، و قيل غير ذلك و لذلك فالرسالة أعم من جهة معناها و أخص من جهة أهلها، أعم من جهة معناها لأنه يدخل فيها النبوة الرسالة معها النبوة كل رسول نبي و لا عكس و أخص من جهة أهلها لأن الرسل أقل من الأنبياء و ثلاث و عشرون نبياً و رسولا. نعم.
قال: نبئ باقرأ، و أرسل بالمدثر.
نبئ باقرأ أول ما نزل عليه الوحي كما في الصحيح في البخاري في باب كيف بدء الوحي برسول الله ? قالت عائشة: و كان يتحنث في غار حراء فيتعبد فيه و هو تعبد الليالي ذوات العدد، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق و هو في غار حراء، فنزل عليه الملك وهو في غار حراء قال: فأخذني فغطني ـ أو فغتني ـ حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني قال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ ـ يعني أنا أمي لست بقارئ لا أعرف القراءة ـ قال: فأخذني الثانية فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ قال: فأخذني الثالثة فقال: ? اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ? فرجع بها إلى خديجة بنت خويلد يرجف فؤاده فقال: زملوني، زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة و أخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي، قالت: كلا، و الله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصدق الحديث، و تصل الرحم، و تقري الضيف، و تكسب المعدوم، و تحمل الكل، و تعين على نوائب الحق.
ثم انطلقت به خديجة إلى ابن عمها ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى، و كان امرأ ً قد تنصر في الجاهلية، و كان يقرأ الإنجيل فيقرأ بالعبرانية ما شاء الله أن يقرأ فقالت: يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك فقال: يا ابن أخي ما ترى؟ فأخبره ? خبر ما رأى فقال: هذا الناموس الذي نزّل الله على موسى يا ليتني فيها جذعاً ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك، فقال: أومخرجي هم؟ قال: نعم، لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا أوذي، قال: فلم ينشب ورقة أن توفي و فتر الوحي فأول ما نزل عليه من القرآن ? اقرأ إشارة إلى عظم و أهمية القراءة و عظم العلم و أنه قبل كل شيء قبل العمل و قبل الرسالة و قبل الدعوة، و العلم إنما يستفاد بأداته بالقلم ? عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ? الكتابة أو القراءة في الذهن و اللسان ? عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ?، و لهذا نزل في بواكير ما نزل ? نْ * وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ? تنويهاً بأهمية العلم، و أدواته القلم و القراءة و
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/483)
البيان فهذه أول ما نزل على النبي ? نزل عليه الوحي قيل ليلة الاثنين و قيل في رمضان و قيل غير ذلك لكن الثابت أنه ليلة الاثنين قيل ليلة سبع عشرة و قيل أربع وعشرين لكن الثابت أنه نزل عليه القرآن عليه الصلاة و السلام أول ما ابتدأ ليلة الاثنين في يوم الاثنين في رمضان على الصحيح و في ليلة القدر على الأصح كما ورد في كتاب الله عز و جل.
و أُرسل بالمدثر: يعني أول ما نزل عليه الأمر بالتبليغ بالمدثر نبئ باقرأ صار نبيا، أرسل بالمدثر صار رسولا؛ لأنه في البخاري أيضاً بعدما فتر الوحي جاء في حديث آخر أنه فتر الوحي قال: فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني في حراء على كرسي بين السماء و الأرض فرعب ? منه ثم تدثّر قال: دثروني فنزل قوله عز و جل: ? يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ ? أرسل بالمدثر، نبئ باقرأ، و أرسل بالمدثر.
ولد بمكة، و هاجر إلى المدينة: ولد بمكة عام الفيل على الصحيح، و يوم الاثنين على الصحيح أيضاً، في ربيع الأول يوم الاثنين باتفاق و في عام الفيل على الصحيح و بمكة هذا ثابت لكن في ربيع الأول هذا على الصحيح و في الثاني عشر من ربيع الأول أيضاً هذا على الأرجح هذا مولده عليه الصلاة و السلام بمكة و ما قيل فيما جرى في ولادته ? من ارتجاس أو ارتجاف في إيوان كسرى و سقوط بعض شرفاته و خمد النيران و سقوط الأصنام هذا كله ما ثبت روي بأسانيد لم تثبت و الله أعلم، و إنما الذي حصل بولادته أو ببعثته على الصحيح تشديد الرصد في السماء كانت الشياطين تسترق السمع بسهولة فوجئت الشياطين يوماً من الأيام بشهب شديدة حامية تتساقط من السماء و أرادت أن تقعد مقاعد للسمع كما كانت تفعل ذلك فوجدتها ملئت حرساً شديداً و شهبا قالوا:? وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً * وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً ?، بل أراد بهم ربهم رشدا ببعثة نبينا عليه الصلاة و السلام، و إنما شدد الله الرصد لأنه وقت مهم و حاسم و هو الإيذان ببعثة النبي عليه الصلاة و السلام و قال عليه الصلاة و السلام: " أنا دعوة إبراهيم لقوله: ? رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ ?، و بشرى عيسى، و رأت أمي كأن نوراً خرج منها فأضاءت له قصور الشام " يعني ليلة ولادته أو في حمله عليه الصلاة و السلام.
و أكثر ما ورد في ولادته من أخبار كله مما أحدثه الصوفية و اخترعوه و لا أساس له، و ينبغي أن يحتاط في ذلك فلا يؤخذ إلا الثابت؛ لأن أصحاب البدع يعظمون المولد كما تعرفون تعظيماً أكثره لم يثبت و لم يأت من طريق صحيح.
قال: و هاجر إلى المدينة: الهجرة سيأتي معناها إن شاء الله فيما بعد و هي الترك أو الانتقال، المهاجر من هجر ما نهى الله عنه فالهجرة هي الترك و هي الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام، أو من بلد الكفر إلى بلد أهون منه كفراً كما حصل في الهجرة إلى الحبشة و الهجرة إلى المدينة و سيأتي إن شاء الله تعالى بإذن الله الكلام عن الهجرة فيما بعد.
و هاجر إلى المدينة هاجر ليلة الاثنين، و وصل إلى المدينة كذلك ليلة الاثنين يوم الاثنين ضحى الاثنين، و مات عليه الصلاة و السلام يوم الاثنين، و لذلك كان ? يصوم يوم الاثنين، و يقول: ذلك يوم ولدت فيه، و نزل علي فيه أو بعثت فيه فكان يصومه عليه الصلاة و السلام، و ليس في هذا مستمسك لأهل الخرافة و التصوف و تعظيم الموالد؛ لأنهم يستدلون بهذا الحديث كما يقول أحدهم: أن هذا يدل على أنه كان يحتفل بمولده فيقول: ذلك يوم ولدت فيه، و هذا باطل فإنه لم يقل ? يوم الثاني عشر من ربيع الأول يوم ولدت فيه هم يعظمون الثاني عشر من ربيع الأول بالذات، هو لم يقل ?، يقول: في يوم الاثنين فهلا جعلوا كل اثنين عيداً و مولداً و عظموه لا هم لا يفعلون فلا ينطبق الدليل على المدلول لا ينطبق على ما استدلوا به عليه.
قال: و بعث ? بالنذارة عن الشرك، و يدعو إلى التوحيد.
بعث أي أرسل، البعث الإرسال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/484)
بالنذارة عن الشرك: الإنذار هو الإعلام بأمر مهم، أنذره أي أخبره بأمر مهم، أعلمه بأمر مهم و خطير.
بالنذارة عن الشرك: الشرك هو جعل شريك للمولى عز و جل في العبادة أو في الربوبية.
و يدعو إلى التوحيد الذي هو أول الواجبات.
و النذارة عن الشرك قبل الدعوة للتوحيد؛ لأن لا إله نفي قبل الإثبات، ثم إلا الله إثبات.
و تقدم أن أول ما يجب على العبد الكفر بالطاغوت و الإيمان بالله، فالكفر بالطاغوت قبل الإيمان بالله قبل أن تملأ قلبك بالتوحيد فرغه من الشرك.
ـ[العفالقي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 10:49 ص]ـ
شرح ثلاثة الأصول
لشيخ الإسلام الإمام المجدد
محمد بن عبد الوهاب
- رحمه الله تعالى -
للشيخ: محمد الفراج
- غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين -
(الشريط السادس)
الذين أسلموا في مكة مثل سهيل بن عمرو، و أيضاً أعطى أبا سفيان كذلك، هذا منه تألف عليه الصلاة و السلام، و أعطى العباس بن مرداس، و أعطى عيينة بن حصن و غيرهم من الأعراب و ترك الأنصار فوجدوا في أنفسهم فقال ?: " أما ترضون أن يذهب بالشاة و البعير و ترجعون برسول الله ? "، ثم ذكر فضائلهم و مناقبهم فما تركهم إلا لفضلهم فالحاصل أنه لما اجتمع مع الإسلام في الذكر فُسر هذا بكذا و هذا بكذا.
ثم قال: صدقت. و إفراده هنا قوله: و تؤمن بالقدر: كرر فعل تؤمن مع القدر وحده، تؤمن بالله، و ملائكته، و كتبه، و رسله، واليوم الآخر كلها بالعطف على نية تكرار العامل لكن هنا صرح بالعامل و تؤمن بالقدر خيره و شره قالوا: لأهمية القدر و عظمته؛ و لأنه سيأتي ممن ينتسب للإسلام من يتكلم في القدر يعني من أمة محمد ? من أهل القبلة، أما الأركان الأخرى الخمسة فلم يأت من يتكلم فيها أو يجادل، و الإيمان بالله يعني في الجملة بوجود الله عز و جل و ألوهيته و ما أشبه ذلك مما يتعلق به، لا ترى مؤمناً أو مسلماً من أهل القبلة يجادل في هذا صريحاً، و هكذا الملائكة، و الكتب، و الرسل، و اليوم الآخر لكن القدر جاء من يجادل مجادلة صريحة فلذلك صرح معه بذكر العامل.
قال: فأخبرني عن الإحسان: قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك و قد تقدم الكلام عن الإحسان و أنه غاية الإخلاص و غاية المتابعة كما قال ?: " عن الله كتب الإحسان على كل شيء " إلى آخر الحديث، و لكنه في باب العقائد يراد به غاية الإخلاص و التجرد و المراقبة بحيث يصير العبد كأنه يشاهد الله عز و جل بعين البصيرة و القلب لا بعين البصر كما قال:
إذا سكن الغدير على صفاء و جنب أن يحركه النسيم
كذاك قلوب أرباب التجلي يُرى في صفوها الله العظيم
يشف القلب و تزول الحجب و الموانع و يحلق في ملكوت و آفاق و رحاب العبادة حتى كأنه يرى الله عز و جل يشف القلب و يصقل حتى يصير كالصفا أبيض لا تضره فتنة، و لهذا جزاؤه أنه يرى يوم القيامة ربه بعين البصر كما رآه بعين البصير ?لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا ?الإحسان? الْحُسْنَى وَزِيَادَة ٌ? أجمع العلماء و المفسرون أنها النظر إلى وجهه الكريم سبحانه و تعالى بعكس من رانت الشبهات و الشهوات و الحجب و الموانع و الآثام على قلبه فأصبح أسوداً مرباداً كالكوز مجخياً مثخناً بجراح سهام المعاصي و النظر و الآثام و الفسوق و أكل الحرام و ترك الطاعات فهذا جزاؤه كما حجب عن ربه في الدنيا أن يحجب بصره عنه يوم القيامة، كما قال عز و جل: ? كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ? نسأل الله العافية و السلامة من هذه الحال فهذا معنى الإحسان و قد تقدم كلام كثير حوله.
قال: فإن لم تكن تراه فإنه يراك يعني على كل حال فاستح من الله عز و جل أعظم مما يستحي الرقيب من رقيبه، و خف منه كذلك فإن الله يراك على كل حال أينما كنت و حيثما كنت فاتقه في الخلوة و الجلوة و الغيب و الشهادة، كما قال الله عز و جل: ? الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ?، و كما قال: ? إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ ?، و كما قال: ? وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/485)
إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ?، و قال ?: " اتق الله حيثما كنت "، و في الأثر: اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك، و ما جاء عن السلف: - خف الله بقدر قربه منك - خف الله بقدر اطلاعه عليك، و استحيي منه بقدر قربه منك.
و هو عز و جل أقرب إلى كل أحد من حبل الوريد سبحانه و تعالى.
فإن لم تكن تراه فإنه يراك: هذا هو الإحسان حد الإحسان و معناه.
قال: صدقت. فأخبرني عن الساعة: الساعة المقصود بها القيامة، و لها أسماء كثيرة الواقعة، و الطامة الكبرى، و الصاخة، و القيامة، و الحاقة، و القارعة، و اليوم الآخر، و الحق، و الساعة و غير ذلك من أسمائها مما هو مفصل في محله.
قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل: و الساعة تطلق على المدة من الزمان، يقولون حتى في الزمان القديم لبث ساعة يعني مدة معينة من الزمان كانوا يقدرون في السابق بالأعمال و الأفعال مثل حلب شاة و نحر جزور، و أحياناً يقدرون بآيات قدر خمسين، و يظهر إن الساعات يعني الساعة أحياناً يستعملها الأولون استعمالاً عاماً يعني المدة المعينة من الزمان و إن لم تكن محددة على وجه الدقة، و أحياناً يقصد بها الساعة التي هي ستون دقيقة حتى على لسان الرسول بدليل قوله عليه الصلاة و السلام: " يوم الجمعة أربع و عشرون ساعة "، و في رواية " اثنتا عشرة ساعة " يعني النهار فقط، " فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله إلا أعطاه ما سأله " أو كما قال ?، فالظاهر إن الساعة يعني مثل التقاسيم المعروفة اليوم ستون دقيقة و العلماء علماء الإسلام أول ما صنعت هذه الساعة في العهد العباسي أيضاً جروا على هذا على جعلها ستين دقيقة و الدقيقة ستين ثانية، و أحياناً يعني تطلق الساعة كما ذكرت على المدة المعينة من الزمان و إن لم تكن على وجه الدقة قال عز و جل: ? وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ? الساعة هي القيامة الساعة الزمان القليل ? مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ? و هذا يسمونه الجناس التام مثل قول القائل:
ما قضى الله كائن لا محالة فالشقي الظلوم من لام حاله
توافق في الصورة و اللفظ و الاختلاف في المعنى، و مثل قول القائل:
اقنع بما ترزق يا ذا الفتى فليس ينسى ربنا نملة
إن أقبل الدهر فقم له و إن تولى مدبراً نم له
و كما في قول الآخر:
دارهم ما دمت في دارهم و أرضهم ما دمت في أرضهم
هذا يسمى جناس تام يعني توافق اللفظ و اختلاف المعنى هنا قال: ? وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ ? فالساعة هنا غير الساعة الثانية.
قال: أخبرني عن الساعة: و كان الأعراب أو العرب عادة يسألون عنها كان بعض الصحابة يسأل الرسول ? كما في الصحيح الرجل الذي يسأل الرسول ? فقال له: " إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ".
قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل: يعني أنا و أنت في العلم سواء لا أنا أعلم و لا أنت تعلم لأن هذا مما استأثر الله بعلمه لأن في رواية قال: " في خمس من الغيب لا يعلمها إلا الله " في صحيح البخاري " مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله و ذكر ? إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ?، فهذه مفاتيح الغيب الخمس التي استأثر الله عز و جل بعلمها لا يعلمها غيره عز و جل الساعة، و تنزيل الغيث، تنزيل الغيث مما اختص الله عز و جل به، أما أصحاب الأرصاد فغاية ما يعرفونه رصد الرياح و مناطق الضغط و توقع استمرار الرياح هنا أو انصرافها هنا و انحرافها المهم إنه قد يصيب و قد يخيب و غاية ما يفعلونه توقع و مسايرة و رصد لحركة الرياح و الأمطار لكن لا يستطيعون أن يجزمون بحوادث الجو و حوادث المطر و الرياح و كذلك الأمور الأخرى ? وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ?، بقي ما يسمى بالأجنة أو الأرحام فإنه اشتهر في هذا الزمان أنه يعرف بالأشعة فوق الصوتية، و أحياناً قد يدخل على رحم المرأة بعض العدسات الدقيقة عندهم عدسة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/486)
كالدبوس تصور الجنين من الداخل و قد يعرف أنه ذكر أو أنثى، و لهذا ترى بعض الغيورين تحمله الغيرة و العاطفة إنه ينكر هذا أبداً و الصحيح أنه لا ينكر هذا يمكن أن يعرفوا الجنين في بطن أمه و الصور أيضاً هناك صور، الأمر بيّن و كل زمان تتطور الأجهزة و الوسائل، لكنّا نعلم أن قول الله عز و جل و رسوله حق لا ريب فيه، فالجواب عن هذا: أن ما في الأرحام هي الأجنة قبل أن تخلق قبل أن يتبين تفصيلها و معرفة آلة الجنين هل هو ذكر أو أنثى فهو قبل يعني أثناء كونه نطفة أو علقة أو مضغة أو قبل أن يخلق قبل أن يتبين لا يعلم إلا الله عز و جل، لا يعلم ماذا سيكون هذا الجنين إلا الله سبحانه و تعالى و لذلك يبقى في جانب من الرحم يسمى الغور الجنيني، فإذا كبر و خُلّق بإذن الله يعني تميزت أعضاؤه و تفصلت خرج من هذا الغور إلى الرحم و بدأ يكبر، فالمراد بالأرحام هو ما يسمى بالغور الجنيني قبل أن يخلق لا تستطيع قوة على وجه الأرض أن تحدد ماذا سيكون ذكر أو أنثى أو تتصرف في خلقه و تكييفه بحيث تجعله ذكراً أو تجعله أنثى و أصحاب الجينات و الأجنة و هذا العلم يقولون: إنه إذا غلب عنصر معين أذكر و إذا غلب عنصر معين آنث و لذلك حاولوا أن يدعموا العنصر عنصر التذكير ليروا هل يخرج ذكراً أو لا فجاءت النتائج سلبية جداً بعكس ما أرادوا و افسدوا الجنين و ما خرج سوياً و لا حياً فهذا كله إلى الله سبحانه و تعالى، أما بعد ذلك فلا يصبح غيباً بدليل أنه حتى قبل تطور الآلات و أجهزة التصوير قد مثلاً يشق بطن المرأة فيعرف هل هو ذكر أو أنثى فحينئذ يعرف أنه ليس بغيب، بل قد ورد في الحديث أنه يُرسل إليه الملك و يؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه و أجله و عمله و شقي هو أو سعيد فخرج عن علم الله عز و جل يعني خرج من كونه غيباً استأثر الله بعلمه إلى علم ملك الجنة به فلم يعد غيباً و الحالة هذه، و هذا و الله أعلم بعد مائة و عشرين يوم، يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك يعني إلى حد مائة و عشرين يوماً تقريباً يعني وقت التخليق و التفصيل فبعد ذلك إذا نفخ فيه الروح تميز و إذا حسبت هذه المدة وافقت المدة التي قررها علماء الأجنة و هي خروجه من الغور الجنيني فتوافق المنقول مع المعقول و هكذا فإن علم كتاب الله عز و جل و سنة رسوله ? موافق للعقول الصحيحة و للعلوم السوية و لا يمكن أن يتعارض بحال و قد حمل اكتشافهم لهذا الشيء بعض كبار أطباء أو علماء الأجنة على الإقرار بهذا في معرض مجادلات بعض العلماء المختصين بهذه المسائل لهم، بل إن بعضهم أشهر إسلامه فأردت التنبيه على هذه المسألة لئلا يخلط بين الأمرين.
قال: خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله عز و جل، و في الرواية التي معنا: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل.
قال: فأخبرني عن أماراتها. و هذا جواب الرسول ? فيه تواضع المسؤول إذا كان لا يعلم جواب ما سئل عنه و من قال: الله أعلم فقد أفتى أو من قال: لا أدري فقد أفتى و لذلك كان الرسول ? يقول: الله أعلم و كان صحابته تعلماً منه يقولون: الله و رسوله أعلم، و بعد وفاته لا يقال إلا الله أعلم لا يقال و رسوله أعلم إلا في حياته عليه صلاة الله و سلامه فيما يعلمه إذا سأل r ليحضر أذهانهم لتلقي ما يقول عليه الصلاة و السلام و لذلك لا ينبغي للإنسان أن يتكلف ما لا علم له به و لا يظن أن هذا يغض من مكانته و قدره بالعكس إذا فوض الشيء إلى عالمه كان أرفع لمكانته عند الله و عند خلقه و لهذا قال الله عز و جل: ? قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ * إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ * وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ? ألا أتكلف الجواب عما لا أعلم جوابه و معروف أن الإمام مالك سئل في مجلس واحد عن أربعين مسألة فقال في ست و ثلاثين منها: لا أدري أو الله أعلم. و أجاب عن أربع مسائل قال: لا تعلم و أنت مالك، قال: نعم و طف على الأقطار كلها و قل: سألت مالكاً فقال في ست و ثلاثين مسألة: لا أعلم، قال ابن قدامة: بل إن ذلك لم يخرجه عن درجة الاجتهاد أيضاً يعني ليس فقط لم يغض من مكانته فالواقع أن بعض المشتغلين بالعلم و الطلب يتكلف الجواب و يظن أنه إذا سئل عن مسألة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/487)
فحار في جوابها أنه يغض ذلك من مكانته أو يكتشف تقصيره، سبحان الله معلوم أن كل إنسان مهما تعلم مسألة ما فإنه كما يقال: كلما اتسعت دائرة معلومه اتسعت دائرة مجهوله، و إن كنت تعلم شيئاً فقد غاب عنك أشياء
قل للذي يدعي في العلم معرفة حفظت شيئاً و غابت عنك أشياء
فلا ينبغي للإنسان أن يتكلف ما لا علم له به و مما يذكر أن الإمام مالك بن أنس رحمه الله أيضاً رأى في المنام فيما يقال ملك الموت فقال: كم بقي من أجلي؟ فأشار إليه و أفرد يده أصابعه هكذا خمس فلما أصبح قلق قلقاً عظيماً و لم يدر هل هي خمسة أيام ساعات أو جمع أو أشهر أو سنوات فسأل مالك ابن سيرين و قد اشتهر عنه براعته في تعبير الأحلام و قال: يا مالك هل هي خمسة أيام أو جمع أو أشهر أو سنوات؟ فقال: لا هذه و لا هذه و لا هذه و لا يمكن أن تعلم وقت موتك لأن هذا مما استأثر الله به و لكن ملك الموت يقول لك: إن سؤالك في خمس أشياء لا يعلمها إلا الله عز و جل مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله عز و جل و منها: ? وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ? فسرّي عن الإمام مالك رحمه الله تعالى فهذا مما استأثر الله سبحانه و تعالى بعلمه الساعة سواءً الساعة الصغرى ساعة الإنسان أو الساعة الكبرى التي هي ساعة الخلائق أجمعين.
قال: فأخبرني عن أماراتها: يعني علاماتها يعني علامات الساعة و معروف أن للساعة علامات صغرى و كبرى أما الصغرى فهي كثيرة منها موت الرسول عليه الصلاة و السلام و منها و منها أشياء كثيرة مما ذكره أما العلامات الكبرى فهي الدابة و الدجال و الشمس من مغربها و غير ذلك.
قال: أن تلد الأمة ربتها: أماراتها يعني علاماتها الأمارة العلامة الدالة على الشيء.
قال: أن تلد الأمة ربتها، و أن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان.
أن تلد الأمة ربتها: الأمة أي المملوكة، ربتها: أي سيدتها، قالوا: و هذا يحتمل معاني كثيرة إما أن يكون المعنى: كثرة الأرقاء نظراً لكثرة الفتوح حتى يكثر التسري فيولد للمالك من المملوكة و تصبح أم ولد فيصبح الولد حراً و أمه أمة، أو البنت حرة و أمها أمة، فتصبح الحرة بدرجة الأب فكانت كأنها ربة لأمها المملوكة، طيب قد يسأل سائل يقول: معروف أن الولد يتبع لمن في الحرية و الرق؟ لأمه الولد يتبع في الحرية و الرق لأمه هذه مسألة معروفة في القواعد الفقهية في مسألة التبعية مثلاً يتبع الولد في الدين لخير أبويه ديناً يعني إذا كان أحد أبويه مسلم و الآخر نصراني تبع المسلم و إذا كان هذا نصراني و هذا يهودي تبع النصراني و في مسألة مثلاً تحليل الأكل أو التحري يغلب جانب التحريم فمثلاً البغل حلال و إلا حرام؟ حرام؛ لأنه متولد من حمار و فرس فنغلب جانب التحريم، و كذلك السِمْع محرم و إن كان أحد أبويه ضبعاً لكن الأب الآخر ذئب فغلب جانب الذئب و أصبح السِمْع محرماً، في الأكل يغلب جانب التحريم، و الدين يلحق بخير أبويه ديناً و النسب يلحق بمن؟ بأبيه و لا شك، لكن الحرية و الرق يلحق بايه؟ بأمه و نحن نقول هنا: الولد حر و الأمة رقيقة فكيف؟ عندنا نوعين أو مثلاً طريقتين في استيلاد الأمة: إما أن تزوج الأمة إلى رقيق يعني تزوج المملوكة إلى مملوك آخر أو تزوج طبعاً لا شك أنه إذا زوجت إلى مملوك فالولد مملوك لصاحب المرأة يعني يملك الأولاد رب الأم رب أم الأولاد و هكذا لو تزوجها حر الحر معروف أنه لا يحل له أن ينكح الأمة إلا بشرطين: عدم طول مهر الحرة، و الثاني خشية العنت كما قال الله سبحانه و تعالى: ? وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ?، قال عز و جل: ? ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ ? لماذا قيد الشرع لماذا الشرع حرم على الحر أن يتزوج الأمة زواج الأمة ليه؟؛ لأن الأولاد سيخرجون أرقاء يملكهم رب الأم و الشارع لا يريد تكثير الأرقاء بالعكس يريد تحريرهم و لذلك فتح أبواب التحرير نعم، لكن الطريقة الثانية استيلاد المالك لا يزوج الأمة لحر آخر غير المالك لا إنما هو يتسراها المالك نفسه يتسرى هذه الأمة و هذا له يحل له، فإذا ولدت منه صارت أم ولد، و أحكام أم الولد كثيرة: لا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/488)
يجوز بيعها على الصحيح، و تعْتُق بمجرد موت المالك على الصحيح، و أولادها أحرار و إلا لا؛ لأنها ما وطئت من نكاح و إنما بملك اليمين، فهنا المقصود بأن تلد الأمة ربتها، و قيل المعنى: أن يكثر السبي و الرقيق نظراً لكثرة الفتوحات حتى ربما يعني لكثرة الرقيق إنه ربما و قد وقع في التاريخ شيء من ذلك ربما استقدمت البنت ثم أعتقت فصارت حرة و ملكت ثم استقدمت أمها فاشترتها و امتلكتها و هي لا تدري أنها أمها فهنا ولدت الأمة ربتها يعني مالكتها، قالوا: و قد وقع لهذا نظائر في التاريخ و قيل: الإماء يلدن الملوك و هذا قد وقع لأن في قصور الملوك في الزمان الأول و غيرها الدولة العباسية و ما بعدها و الأموية كثر تسري الملوك فولدن ملوكاً فولدت الأمة مالك أو ملك، ربها أو ربتها و معروف أن بعض من ولوا الخلافة كانوا من أبناء الموالي فمثلاً المأمون كانت أمه أمة تسمى مراجل وهذا هو السبب الذي جعل والده يقدم الأمين و إن كان الأمين أصغر، محمد الأمين قدمه على عبد الله المأمون، المأمون أكبر لكن ابن أمة محمد الأمين ابن زبيدة المعروفة عربية قحة فجعله يقدم هذا لأنه ابن حرة فهذا الذي أثار حفيظة المأمون و جرت الحرب المعروفة و غير ذلك.
و قيل: معنى تلد الأمة ربتها الأعاجم العجميات يلدن العرب و العرب أرباب العجم لأنهم هم أصحاب هم مواليهم هم الذين أدخلوهم إلى الإسلام بإذن الله و لذلك يقال فلان مولاه فلان يعني أسلم على يده و أعتق على يده سمي ولي النعمة بالنسبة له معروف حكم هذا في الفرائض و هل يرث أو لا، و قيل: الأعجميات يلدن العرب، و في هذا إشارة إلى فتح بلاد العجم الفرس و الروم و كثرة التسري و كثرة زواج الأعجميات و قد حصل و قد كان العرب يكرهون في الزمان الأول يتخيرون لنطفهم و لا يقرون يعني أن يتزوج الرجل أن يتزوج العربي أعجمية و يعيبون ولده منها قيل حتى جاء الثلاثة أبناء الخالات المعروفون الفقهاء فصار العرب يكثرون بعد ذلك رجاء أن ينجبوا مثل الثلاثة، لأنه لما سقط ملك كسرى بنات يزدجرد طبعاً من آل ساسان بيت رفيع من ملوك الفرس فأراد أبناء الصحابة أن يكرموا بنات ملك كسرى جئن فأسلمن فتزوجهن ثلاثة هن ثلاث تزوجهن ثلاثة محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عمر، و الحسين بن علي بن أبي طالب، فأنجبن ثلاثة محمد بن القاسم بن أبي بكر أحد الفقهاء السبعة فقهاء المدينة، و سالم بن عبد الله بن عمر أيضاً فقيه معروف عالم فذ من الفقهاء السبعة، و زين العابدين علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب الذي يقول فيه الفرزدق:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته هذا التقي النقي الطاهر العلم
هذا ابن خير عباد الله كلهم
إلى آخر ما قال.
لما سأل الخليفة قال: من هذا لما اجتمع الناس حوله تحقيراً فرد عليه و قال: و هذا و هذا و هذا، قيل في قوله:
و ليس قولك من هذا بظائره العُرب تعرف من أنكرت و العجم
لأنه من عربي و أعجمية فلذلك قال:
العُرب تعرف من أنكرت و العجم.
يعني لا يظيره تحقيرك له فبعد هؤلاء الثلاثة صار العرب يكثرون من التزوج بالفارسيات و الموالي رجاء أن يلدوا مثل هؤلاء لكن إن كانت الأم كالأم فليس الأب كالأب و يأتي جنى الحنظلية حنظل.
و يأتي جنى الكرم من طيب أصله و يأتي جنى الحنظلية حنظل
نعم نعود.
قال: و قيل المعنى: أن يلد العجميات يلدن العرب.
على كل حال هذه المعاني تحتمل الصحة أن تلد الأمة ربتها.
و أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان.
هذا وصف للعرب في الزمان الأول حفاة عراة لا يلبسون إلا القليل من اللباس العالة يعني فقراء جمع عائل ? وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى ? يتطاولون في البنيان و القصور يعني تنقلب الآيات و تختلف الموازين و تنتكس المقاييس فهؤلاء الذين يعيشون أحدهم رب شويهته و بعيره يصبحون أرباب قصور يتطاولون بها و قد كانوا في السابق لا يريدونها و لا يألفونها بل كانوا ينفرون منها و لهذا معروف أن ميسون بنت بحدل الكلبية لما تزوجها معاوية و أتى بها و أسكنها القصر نكفت من تلك الحياة و ضاق صدرها فجاء إليها يوماً و هي تقول أبياتها المشهورة:
لبيت تخفق الأرياح فيه أحب إلي من قصر منيف
و أصوات الرياح بكل فج أحب إلي من نقر الدفوف
و لكلب ينبح الطراق دوني أحب إلي من قط أليف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/489)
و لبس عباءة و تقر عيني أحب إلي من لبس الشفوف
فطلقها و أرسلها إلى أهلها رحمة بها و لكن ولدت له داهية الدواهي يزيد بن معاوية هذا أمه كلبية بدوية و لذلك صار معرباً فذاً يقال أن من الطرائف أن معاوية رضي الله عنه كان له يزيد و كان له ولداً آخر من أم قرشية يعني من بيت معاوية و لما طلّق أم يزيد و أرسلها صار معاوية يولي يزيد عناية أكثر فكانت أم القرشية كانت تغار و تقول: تفضل ولد البدوية على ولدي قال: إنه أنجب من ولدك، قالت: و ما يدلك؟ قال: سترين، فناداهما و اختبرهما أمام القرشية فقال لابن القرشية: يا بني ـ أطفال صغار ـ ماذا تشتهي؟
قال: أشتهي كلباً و كليبة و كذا و كذا يعني يريد يلعب يخربط.
و قال ليزيد: ماذا تشتهي و ماذا تريد يا بني؟
قال: رضا أمير المؤمنين عني.
قال: و ماذا بعد ذلك؟
قال: لا شيء.
قال: بلى.
قال: أن يعهد أمر المسلمين إلي من بعده.
و هو صغير. فنكست القرشية رأسها، و قال: علمت لماذا أفضل هذا على هذا و فعلاً يزيد على كل حال قيل فيه ما قيل و لا ندخل الآن فيه و لهذا خير ما نجيب بما أجاب عنه السلف: ما تقول في يزيد؟ قال: لا ننقص و لا نزيد، أتحبه؟ قال: لا نحبه و لا نسبه. فأمره إلى الله عز و جل له حسنات و سيئات قاد الجيش إلى القسطنطينية و كان معه الصحابة و غزا و له أعمال و له أيضاً غير ذلك فنسأل الله أن يعفو عنه و أن يتوب على عصاة المسلمين جميعا.
و أيضاً و من هذا المعنى ما يذكر عن أعرابية أخرى تزوجها أعرابي حضري و أسكنها قصراً فصار لها مثل ما صار لميسون بنت بحدل فطلقها و لها أبيات مشهورة مؤثرة جداً كانت تقول:
فما بال أعرابية إلى قولها:
لها أنّةٌ قبل الأصيل وأنّةٌ سحيرا فلولا أنّتاها لجنت
فما بال أعرابية إلى آخر ما قالت تذكر غربتها فالحاصل أن البادية لا يتحملون أن يعيشوا في القصور العالية المشرفة يذكر الرسول ? أنه في آخر الزمان تنقلب الآية فيتركون ما هم عليه و يتطاولون في البنيان و يحتمل أن يكون المعنى ينقلب الوضعاء أشراف الفقراء العالة يصيرون أشرافاً أرفع الناس لهم الكلمة و مما يساعد أيضاً على هذا المعنى أنه كانوا في الزمان الأول كان بعضهم يتمنى لو صار إلى عيشة أفضل مثل الأعرابي الذي كان عند شويهته و بعيره فإذا اشتهى أن يصير ملكاً أو مملكاً بلا ملك كان يفزع إلى كأسه و يشرب الخمر حتى يعني يحب أن يصير مثل النعمان ملك الحيرة كان يقول:
و إذا سكرت فإنني رب الخورنق و السدير
و إذا صحوت فإنني رب الشويهة و البعير
يعني أرجع إلى شويهتي و بعيري.
فهؤلاء ينتقلون من الحال الدنيا إلى حال أفضل فيتطاولون في البنيان.
أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يعني رعاة للشاة يتطاولون في البنيان بمعنى يطيلونها و يفخمونها و يزخرفونها و يتطاولون في تجميلها و تزيينها و لو نظرنا إلى هذا الزمان لوجدنا العجب العجاب و أكثر الناس فخراً و بذخاً في البنيان هم أقرب الناس عهداً بالبادية في الغالب الكثير و كل أهل هذه البلاد كانوا أقرب الناس عهداً بالبادية كل أصحاب هذه المواطن بالأمس القريب حتى في العقد القريب يعني ليس في العقد الماضي ما كانوا يجدون إلا المدر و الحجر و السعف و الجريد و بيوت الشعر و فجأة تراهم ينزلون في شاهق القصور و في نيف الأبنية فهذا مصداق قول الرسول عليه الصلاة و السلام.
في الزمان السابق كان مثل هذا أيضاً فهذه آية و علم من أعلام نبوته عليه الصلاة و السلام، و في هذا إشارة إلى تحول الأشراف إلى الضعة و الضعة إلى الشرف، و لهذا جاء في صحيح الحاكم " لا تقوم الساعة حتى يوضع الأخيار و يرفع الأشرار "، و جاء في مسند الإمام أحمد عن حذيفة أن النبي ? قال: " لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا ـ يعني بالمال و القصور ـ لكع ابن لكع " يعني السفيه التافه كما قال الحطيئة:
أطوف ما أطوف ثم آوي إلى بيت قعيدته لكاع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/490)
المرأة لكاع و الرجل لكع أو يطلق على الاثنين أحياناً. و قال ? كما في مسند الإمام أحمد عن أنس: " بين يدي الساعة سنون خداعة يتهم فيها الأمين، و يؤتمن المتهم، و تنطق الرويبضة قالوا: و ما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم بأمر العامة " و في رواية " بين يدي الساعة سنون خداعة يُصدق فيها الكاذب، و يُكذب فيها الصادق، و يُخون فيها الأمين، و يُؤمن فيها الخائن، و تنطق الرويبضة " الخ الحديث. الله أكبر الله المستعان الصالح و المؤتمن و الأمين و صاحب الدين و الورع يكون أبعد الناس عن الدنيا يعني الأعمال المهمة و يلصق به من التهم ما يسمع كثيراً و يردد و الخائن السفيه التافه الرويبضة كما أخبر ? هذا يؤتمن و يُجعل إليه الأمور المهمة و يؤتمن و يرفع و يصدق إلى غير ذلك مما قال ? و هذا معنى قوله ?: " إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة " قال العلماء: و في هذا ذم للتطاول في البنيان جاء في سنن أبي داود أن رجلاً من الأنصار بنى بيتاً فأعلى فيه قبة فكان يأتي و يسلم على النبي ? فيعرض عنه حتى هدم القبة، و ذكر الحسن البصري أنه دخل في صفف أمهات المؤمنين في زمن عثمان فكان ينال سقوفها بيده، و قد جاء في هذا أحاديث و آثار عن عمر و عن غيره من الصحابة رضي الله عنهم حتى كانوا يضعون البيوت بقدر القامة و الحاجة و الطرقات كذلك حتى تباهى الناس في ذلك فصار الأمر كما ترون و أصبح الآن أهم المهمات أن تنمق البيوت و تزين و هذا أهم ما يشغل بال الرجل و المرأة و الكبير و الصغير حتى صارت هذه الأمور التي فيها إسراف و مخيلة حتى الصالحون لم يستطيعوا أن يتحرروا من نيل هذه الأمور و من رقتها فاضطروا إلى مجاراة الناس.
و لما تُكلم مع واحد من الصالحين أسرف في بنيانه قال: أنا لا أبني لي وحدي أبني لي و لغيري أرأيت لو أردت بيع البيت هل يقبله مني أحد في هذا الزمان؟ فقلت: لا، لا يقبله منك أحد، فاضطر الصالحون إلى مجاراة الناس و اصبح المنكر في البيوت أعظم من المنكر في الدين و في مهمات الإسلام و الشريعة أرأيت لو أن إنساناً سكن بيتاً بدون دهان بنى بيتاً فيلا و نمقها و ليصها لكن ما وضع فيها دهان سكنها كذا اسمنت كم سينكر عليه من الناس و يتعجبون و ربما اتهموه في تصرفاته و في تعقله يعني يسكن بيت بدون دهان هذه طامة كبرى عند الناس إحدى الكبر أو يسكن بيت بدون تلييص أصبحت همة الناس إلى هذه الأمور عقدوا الحياة لكن يضع المنكر فوق بيته و سطحه هذا أمر لا يسأل عنه صغير و لا كبير و ليس محل استغراب و استنكار فانظر كيف انقلبت الآية و انتكست المقاييس و الموازين ثم قال ـ الكلام هنا يطول لكن نختصر ـ.
قال: يتطاولون في البنيان قال: صدقت، ثم قام. فلبثنا ملياً: يعني مكثنا، ملياً يعني شيئاً من الوقت.
فقال النبي ?: يا عمر أتدري من هذا؟ قلت: الله و رسوله أعلم: هذا كما تقدم في أدب الجواب.
قال: هذا جبريل ـ أو جبرائيل ـ أتاكم يعلمكم أمر دينكم. أعطى الصحابة درس محاضرة لكن من فم الرسول عليه الصلاة و السلام، جاء في رواية أنه قال: ردوه فطلبوه كل مطلب فلم يجدوه فقال ?: " هذا جبريل " و في رواية أنه قال: " لم يخف علي قبل هذه المرة و ما عرفته حتى ولى " كلها روايات في الصحيح، و جبريل أو جبرائيل قيل معناها: عبد الله قيل ميكائيل أسماء غير عربية ميكائيل إسرافيل جبرائيل، إيل قيل معناها: الله و معناها عبد الله مثلاً جبرائيل قيل عبد الله و ميكائل مثل ذلك تتنوع و قيل العكس إن إيل معناها عبد والاسم الأول أسماء لله عز و جل بغير لغة العرب تدل على أسماء الله بغير لغة العرب إيل، عبد الله، عبد الرحمن، عبد العزيز، عبد المؤمن، جبرائيل، ميكائيل، إسرافيل قيل هذا و الله أعلم يعني ما ذكره المفسرون و إن كان ما فيه دليل على هذا و هذا مما يوجب في الحقيقة التوقف فيه و الحذر لأنك لا تستطيع أن تثبت لله عز و جل هذه الأسماء التي ما ثبتت في الشرع لكن ذكرها ابن كثير وغيره، هذا شرح حديث جبريل و نقف بعد هذا على الأصل الثالث و هو معرفة نبينا عليه الصلاة و السلام.
* هذا مما يشكل عليه لكن مما ذكره ابن رجب في شرح الحديث و لكن إلا إذا كان فيه روايات " أن تلد
* شخص يسأل و السؤال غير واضح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/491)
الأمة ربها " فلا يبعد أن يكون فيه رواية من هذا يبحث فيها. *
..............................
أما بعد فيقول الإمام الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب عليه من الله الرحمة و الرضوان في رسالته الأصول الثلاثة:
الأصل الثالث: معرفة نبيكم محمد ?
هذا هو الأصل الثالث بعد الأصلين العظيمين السابقين
الأصل الأول: معرفة العبد ربه.
و الثاني: معرفة دين الإسلام بالأدلة.
و الثالث: معرفة العبد نبيه ?.
و لا شك أن هذه المعرفة مهمة للعبد؛ لأن هذه المعرفة متعلقة بالرسالة الثانية متعلقة بالشهادة الثانية و هي شهادة الرسالة لأن الدين يقوم على أساسين عظيمين:
الأساس الأول: الشهادة الأولى، و الأساس الثاني: الشهادة الثانية.
شهادة الألوهية، و شهادة الرسالة.
و الشهادة الأولى يتوقف عليها تحقيق التوحيد و تجريد العبادة و إخلاص العمل، و الشهادة الثانية يتوقف عليها صواب العمل و كونه واقعاً بطريقة صحيحة على سنة سليمة، و لا شك أن كل عمل لا يكون مقبولاً إلا بهذين الشرطين الإخلاص و الصواب، التجريد و المتابعة، و إنما تحقق المتابعة بتحقيق الشهادة الثانية شهادة أن محمداً رسول الله ?.
و تأتي أيضاً أهمية معرفة الأصل الثالث من جهة أن محمداً ? رسولنا هو الواسطة فيما بيننا و بين الله عز و جل.
الله المعبود المُرْسِل جعل بينه و بين البشر رسلاً من الملائكة و بينه و بين البشر و بين العامة عامة البشر رسلاً من البشر ? اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ ? فجبريل يتبلغ الرسالة من رب العالمين فيبلغها للصادق الأمين و الصادق الأمين ? يبلغها لعموم المسلمين فهو الواسطة فيما بيننا و بين ربنا عز و جل، و لولاه ما عرفنا ربنا و لا عرفنا كيف نعبده و قد قدمت لكم فيما سبق من دروس أن الدين قائم على ثلاثة أسس هي الثلاثة الأصول المُرْسِل و المُرْسَل الرسول و الرسالة الدين و ما دام أننا عرفنا المُرْسِل و عرفنا كذلك الرسالة وهي دين الإسلام بمراتبه الثلاث بقي أن نعرف الواسطة و هو الرسول ? و المراد هنا معرفة ما تهم المعرفة له و ما يتوقف عليه تصحيح العبادة و سلوك الطريق الصحيح
* نهاية الوجه الأول
و منها معرفة مندوبة أو علم مستحب، و علم ضروري فالعلم الضروري الفرض أن تعرف نبيك ? و لذلك تسأل عنه في القبر مع الدين و مع السؤال عن الله عز و جل، و تعلم أنه خاتم النبيين و تعرف أنه صادق أمين لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى، و تعرف كذلك يعني شيئاً من خصائصه عليه الصلاة و السلام مما ذكر الله عز و جل و ذكره عليه صلاة الله و سلامه، أما بقية المعرفة فهي مندوبة كولادته مثلاً و هجرته و غزواته، و هذا لا شك من أجل العلوم و من أشرف المعارف.
قال: معرفة نبيكم ? و قد عرفنا حد المعرفة و هي العلم الإدراك الصحيح الجازم كما تقدم و النبي سبق تعريفه النبي يقال نبي و نبيء بالهمز و نبي بالتسهيل بترك الهمز و بهما ورد القرآن الكريم و هو مشتق إما من النبأ و هو الخبر العظيم أو الخفي أو مشتق من النبْوة و هي المرتفع من الأرض و يقال نبْوة و نبي أو نابي من الأرض مرتفع و قد ورد لا تصلوا على النبي أو النهي عن الصلاة على النبي و هذا يصلح لغزاً فما معنى هذا؟ معناه النهي عن الصلاة على الأرض المرتفعة و هذا لا أدري عن ثبوته لكن ذكرته كتب اللغة، و لا أسوقه هنا على مساق الحديث الثابت و لكن الشاهد اللغوي، فالنبوة مأخوذ إما من النبوة و هو المرتفع أو النبي أو النابي المكان المرتفع أو من النبأ و هو الخبر العظيم و كلاهما متحقق في النبوة ففيها خبر و فيها كذلك ارتفاع نبيكم ? هو أي النبي ?، و ? دعاء الصلاة من الله عز و جل صلاة الخير و الرحمة و من العبد الدعاء ? صَلِّ عَلَيْهِمْ ? أي ادع لهم و هذا معروف في لغة العرب قال أعشى قيس:
تقول بنتي و قد قربت مرتحلاً يا رب جنب أبي الأوصاب و الوجعا
عليك مثل الذي صليت فاغتمضي نوماً فإن لجنب المرء مضطجعا
و الشاهد صليت أي دعوت.
? سلم من التسليم و السلامة في الدنيا و الآخرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/492)
هذا دعاء و هذا الصلاة والتسليم لا ينبغي أن يكون علماً إلا يكون على الأنبياء و الملائكة بحيث انه كلما ذكر النبي ذكرت الصلاة عليه الصلاة و السلام و لا تجعل علماً على بشر آخرين كما تفعله الرافضة مع بعض آل البيت أو مع أئمتهم يقولون عليهم السلام، لا بأس أن يصلى على عموم المسلمين جملة السلام علينا و على عباد الله الصالحين لكن لا تجعل علماً على شخص كلما ذكر ذكرت غير النبيين و الملائكة و أما الصحابة فلهم الترضي عنهم كما هي طريقة السلف و كما جاء في القرآن ? لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ ? ? رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ? و يبقى عموم المسلمين يدعى لهم بالرحمة و المغفرة.
قال: وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، و هاشم من قريش، و قريش من العرب، و العرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليه و على نبينا أفضل الصلاة و السلام.
هو أي نبينا عليه الصلاة و السلام بدأ بالتعريف باسمه محمد، محمد من الحمد مُفَعّل كما تقول مكرم من التكريم هذه صيغة التفعيل تدل على الزيادة فمحمد أبلغ من محمود لأن فيها كثرة و الزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى و كما قال أبو طالب:
و شق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود و هذا محمد
عليه الصلاة و السلام من الحمد و هو اسم قليل عند العرب و سماه به جده عبد المطلب لما بشر بولادته و وافق الاسم الذي اختاره الله عز و جل له.
هو محمد و له أسماء غير محمد عليه الصلاة و السلام أحمد في السماء و محمد في الأرض ? وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ? عليه الصلاة و السلام و له أسماء ثابتة كما في البخاري فمن أسمائه عليه الصلاة و السلام الماحي قال: " أنا محمد، و أحمد، و الماحي الذي يمحو الله بي الشرك " و العاقب، و الحاشر الذي يحشر الناس تحت قدمه عليه الصلاة و السلام فمن أسمائه محمد، و أحمد، و الحاشر، و الماحي، و العاقب و الحاشر بين معناه ? الذي يحشر الناس تحت قدمه فهو عليه الصلاة و السلام معنى هذا هو الذي يشفع لهم عند الله و يسجد و الناس ينتظرونه وراء قدمه حتى يأذن الله عز و جل لهم بفصل القضاء و الماحي الذي يمحو الله به الشرك عليه الصلاة و السلام، و العاقب أو المعقب أنه عقب كل الرسل و ليس بعده رسول عليه الصلاة و السلام و هذه أسماء ثابتة له عليه الصلاة و السلام، و له أسماء أخرى وردت و ثبتت أيضاً فثبت له الخاتم؛ لأنه خاتم النبيين ? وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ?، و ورد كذلك المقفي و هو في معنى العاقب ? قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا ? يعني أنه في قفى النبيين بعد النبيين كلهم خاتمهم، و ورد نبي الرحمة و الملحمة، و رود كذلك نبي التوبة كما في صحيح مسلم فهذه عشرة أسماء محمد، و أحمد، و الماحي، و الحاشر، و العاقب، و الخاتم، و المقفي، و نبي التوبة، و نبي الرحمة، و نبي الملحمة و هناك أسماء أخرى ذكرت له لكنها أوصاف الصحيح أنها صفات كما في قوله تعالى:? بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ?، ومثل أيضاً ? شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً ? هذه الصحيح أنها أوصاف لنبينا عليه الصلاة و السلام، و أما ما ذكر من تسميته بـ طه و ياسين فهذا لم يقم الدليل الثابت عليه، بل هذه على الصحيح شأنها شأن الحروف المقطعة الأخرى مثل: حم، آلم يقال فيها ما يقال في الحروف المقطعة و لا أعلم شيئاً ثابتاً بتسميته عليه الصلاة و السلام بـ طه أو ياسين و غير ذلك من هذه الحروف المقطعة، و كنيته عليه الصلاة و السلام أبو القاسم و يقال أبو إبراهيم و لم يثبت أبو إبراهيم إنما الثابت أبو القاسم قال: " أنا أبو القاسم، الله يعطي و أنا أقسم ".
و قد نهى ? عن الجمع بين اسمه و كنيته " تسموا باسمي، و لا تكنوا بكنيتي "، و قال: " لا تجمعوا بين اسمي و كنيتي " فحمل هذا على " تسموا باسمي و لا تكنوا بكنيتي " يعني إن تسميتوا باسمي فلا تكتنوا بكنيتي و هذا من توقيره عليه الصلاة و السلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/493)
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، عبد الله أبوه مات و هو في بطن أمه ابن عبد المطلب جده الذي كفله بعد وفاة أمه، و عبد المطلب اسمه شيبة يسمونه شيبة الحمد لكرمه و قصة تسميته بعبد المطلب أنه ولد عند أخواله بني النجار و مات أبوه فذهب عمه المطلب ليأتي به و جاء به و قد أردفه على بعيره فدخل به مكة و قد تغير وجهه و شعره من السفر فظنوا أنه عبد اشتراه المطلب له فقالوا: جاء المطلب و عبد المطلب فذهب اسماً له عبد المطلب و إلا فاسمه شيبة الحمد، هذا جده جد النبي عليه الصلاة و السلام ابن هاشم، قيل اسم هاشم عمرو سمي هاشم لأنه يهشم الثريد باللحم و يطعمه حجاج بيت الله، و بقية نسبه عليه الصلاة و السلام ابن عبد مناف، و عبد مناف قيل اسمه المغيرة بن قصي ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة ابن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. هذه العشرين اسماً ثابتة بإجماع المؤرخين وأهل السير، و أما ما بعد عدنان فهو مختلف فيه.
والنضر هذا هو قريش النضر بن كنانة هذا هو قريش لقب بقريش، و لذلك قال ?: " إن الله اصطفى العرب من بني إسماعيل، و اصطفى كنانة من العرب، و اصطفى قريشاً من كنانة، و اصطفى من كنانة بني هاشم، و اصطفاني من بني هاشم، فأنا خيار من خيار من خيار " أو كما قال عليه الصلاة و السلام.
هذا ثابت له، و قد ورد أنه عليه الصلاة و السلام زكى نسبه و بين أنه خرج من أصلاب صحيحة لأن العرب تتجوز في أنكحتها فعندهم أنواع من الأنكحة كما تعرفون في السير فهناك نكاح الرايات و نكاح الإرث يعني الشخص قد يرث أمه بعد أبيه و ينكحها و هناك السفاح و أنواع من النكاح إلا أن النبي ? خرج من أصلاب صحيحة و لا يجوز أن يظن غير ذلك من نكاح لا سفاح، من نكاح العرف المعروف في أزمنتهم حتى جاء الإسلام فوضع ضوابط النكاح كغيره من الأمور و شروطه.
ما وراء عدنان مختلف فيه، إلا أنه لا شك أنه يرجع عليه الصلاة و السلام إلى إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهم صلاة الله و سلامه، فهو ابن الذبيحين عبد الله و إسماعيل، و لهذا يقول عروة بن الزبير رضي الله عنه و رحمه الله: ما رأينا من يذكر ما وراء قحطان و عدنان إلا تخرصاً و بعض النسابين من السلف كان إذا سئل عنه يستدل بقوله عز و جل: ? وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً ?، و قوله تعالى: ? وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ?، و يقول: كذب النسّابون و إن كان بعضهم يذكر أجداداً بين عدنان و إسماعيل لكن كلها لم تثبت منهم من يذكر ثلاثين جداً، و منهم من ذكر نيفاً و ثلاثين، و منهم من ذكر أربعين، و منهم من ذكر بضعة عشر، و أشهر ما ذكر كما قال الذهبي يعني بين عدنان و إسماعيل: أدد ابن مقوم بن ناحور ابن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام، هذا هو الذي ذكره ابن هشام و ذكره الذهبي في السيرة من تاريخه و ليس عليه دليل ثابت فهو مختلف في كثرتهم لكن بالتأكيد راجع إلى إسماعيل عليه الصلاة و السلام، و إسماعيل ابن إبراهيم الخليل أبو الأنبياء و أبو العرب قيل في نسبه عليه الصلاة و السلام إبراهيم أنه ابن تارخ، و تارخ هو آزر الذي ذكره الله تعالى في القرآن ابن تارخ بن ناحور - أو ناخور على اختلاف في النقط أو تركه - بن ساروغ ابن أرغو ابن فالغ - أو فالخ على اختلاف أيضاً - ابن عابر بن شالخ ابن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه الصلاة و السلام، و هذا أيضاً مما يذكره المفسرون و المؤرخون و لم يقم عليه دليل صحيح لكنه مشهور إبراهيم بن آزر الذي هو تارخ ناحور أو ناخور بن ساروغ بن أرغو ابن فالغ ابن عابر أو بعضهم يقول عيبر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح.
و نوح قيل إنه ابن لمك بن متوشلخ بن خنوخ و خنوخ هو إدريس عليه السلام أول الأنبياء قيل أيضاً ابن مهليل أو مهلاييل بن قين بن أنوش بن شيث بن آدم وهذا و الله أعلم لكن مما يذكره أصحاب السير و المؤرخون و المفسرون و إلا ما يظن أن هذه الأزمنة السحيقة يعني فقط لا يوجد فيها إلا هذه الأجيال و هذه الأجداد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/494)
الحاصل أنه ما عندنا شيء ثابت من نسب العرب إلا إلى عدنان، و منه نسب نبينا عليه الصلاة و السلام لكنه موصول بكل حال إلى إسماعيل بن إبراهيم الخليل و إبراهيم هو أبو العرب و أبو الروم و أبو اليهود كذلك لأن إبراهيم ولد ولدين ولد إسحاق و ولد إسماعيل، إسحاق العليم، و إسماعيل الحليم كما سماهما الله و وصفهما في القرآن الكريم، إسحاق ولد ولدين ولد يعقوب و ولد العيص، و العيص ولد روم، والروم ذريته الروم روم بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل، و ولد كذلك إسحاق يعقوب، و يعقوب هو إسرائيل عليه الصلاة و السلام ولد الاثني عشر ولداً هم: يوسف، و بنيامين، و شيمون أو سيمون، و يهوذا، و غيرهم إلى اثني عشر ولدا وهو أصبحوا قبائل بني إسرائيل أفخاذ بني إسرائيل اثنتي عشرة أسباطاً أمما أمم بني إسرائيل فسموا بني إسرائيل، و أما إسماعيل فهو ابن هاجر ولد إبراهيم من هاجر إسماعيل انحدر منه العرب، و تقدم أن إسماعيل ولد نابتاً، و نابت ولد سلسلة حتى تصل إلى عدنان و الكلام مشهور في زواج عدنان من جرهم و في تقسيم العرب إلى عرب عاربة و عرب مستعربة، قيل العرب العاربة هم الذين يرجعون إلى قحطان بن يعرب بن يشجب، و قيل أن هؤلاء القحطانيين يرجعون إلى هود من العرب البائدة، و العرب المستعربة هم الذين يرجعون إلى عدنان، و عدنان تزوج من جرهم و أخذ عنهم اللسان العربي الباقي لأن اللسان في ذلك الوقت كان اللسان السرياني نسبة إلى سوريا أو سيريا وهو الذي كان يتكلم به إبراهيم و هو الباقي بعد نجاة أصحاب السفينة كانوا قبل يتكلمون بالعربية فاندرس و لم يبق إلا بعضهم و يتكلمون في العرب البائدة منهم طسم و جديس و العماليق و هذا كله مما لا دليل عليه ما فيه دليل على تقسيم العرب إلى عاربة و مستعربة تكلم فيه بعض العلماء و من السلف كذلك لكن بعضهم اعترض على هذا و قال: النبي ? من أصرح العرب و من أعرب العرب فكيف تكون مستعربة، و بعضهم يجعل كل العرب قحطانيهم و عدنانيهم يرجعون إلى إسماعيل و هذا هو الأقرب و الله أعلم.
في الحديث: أول من فتق لسانه بالعربية إسماعيل و هو ابن أربعة عشرة سنة، و هذا صححه الحاكم و ذكره البيهقي و اختلف في تصحيحه أيضا.
و لعل الراجح أن العرب كلهم قحطانيهم و عدنانيهم يرجعون إلى إسماعيل عدنان يلتقي بقحطان في يعرب ابن يشجب و لذلك سموا العرب سميت عرباً إما من الفصاحة أعرب أي أفصح و أبان أعرب عن قصده أو سميت عرباً من التجوال لأن أول أمرهم يتجولون و لا يسكنون و كلاهما يعني له شاهد فالعرب من أعرب أي أفصح و من التجوال، منه العربة العربة التي يجرها حمار أو حصان سميت عربة من تجولها و تنقلها في الشوارع فالأصل يعني المصدر العرب من التنقل فسموا عرباً من هذا أو من هذا العرب.
قال: و عبد مناف هذا هو المغيرة من أجداده عليه الصلاة و السلام هاشم من قريش، و قريش تقدم منها النضر بن كنانة، و قريش من العرب، و العرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل، إسماعيل هذا هو الذبيح على الصحيح و ليس إسحاق خلافاً لما رجحه بعضهم فالذي يقرأ في نيل الأوطار للشوكاني يذكر من هذه الإسرائيليات المحشودة التي يكاد المرء معها يصدق أن الذبيح هو إسحاق الصحيح أن الذبيح هو إسماعيل لأن النبي ? كما جاء هو ابن الذبيحين و إسماعيل بن إبراهيم يقال إبراهيم و إبراهام الخليل سمي خليلاً؛ لأن الله عز و جل اتخذه خليلاً و الخلة بالنسبة للبشر هي أقصى درجات المحبة.
قد تخللت مسلك الروح مني و لذا سمي الخليل خليلا
ابن إبراهيم الخليل عليه و على نبينا أفضل الصلاة و السلام.
قال: و له من العمر ثلاث و ستون سنة، منها أربعون قبل النبوة، و ثلاث و عشرون نبياً رسولا.
نبينا ? عمره ثلاث و ستون سنة باتفاق لأنه ولد عام الفيل كما سيأتي في يوم الاثنين ثلاث و ستون سنة و العجب أنه جاء في الصحيح أنه عليه الصلاة و السلام في حجة الوداع أهدى مائة من الإبل فذبح عليه الصلاة و السلام بيده ثلاث وستين فكلّ تعب و أعطى علياً فأكمل الباقي فوافق هذا العدد عمره عليه الصلاة و السلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/495)
ثلاث و ستون سنة، منها أربعون قبل النبوة: قبل أن يبعث إليه و يوحى إليه لم يوح إليه حتى بلغ الأشد الأربعين ? حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ? وهو منتهى إدراك الإنسان، و مبلغ قواه العقلية و الجسدية مبلغها هذه هي سنة الإبدار البدر ليلة خمس عشرة أو ست عشرة ثم بعد ذلك، كان قبل ذلك هلالاً ثم يصبح محاقاً يتناقص بالعكس و هكذا الإنسان يرتفع و يرتفع و يرتفع حتى إذا بلغ الأربعين أتى بعد ذلك نازلاً نزولاً سريعاً و لا ينزل نزولاً بطيئاً كما كان في الصعود طبيعة الصعود ببطء و هكذا الإنسان أول ما يولد على ظهره عاجزاً ثم يحبو على أربع ثم بعد ذلك يمشي و يسقط و يقف ثم بعد ذلك على اثنتين ثم بعد ذلك بعد الاثنتين و القوة و الشدة بعدما يمشي على رجلين يعود فيمشي على ثلاث ثم على أربع ثم يسقط على ظهره ثم ينتهي كما كان قبل ذلك مات مرة أخرى و لله الأمر سبحانه و تعالى من قبل و من بعد.
فأوحي عليه الصلاة و السلام في الأربعين و بلغ و نبئ كما سيأتي.
و ثلاث و عشرون نبياً و رسولا: و تقدم الكلام في الرسول الرسول سمي رسولاً من ايه؟ من الرسالة.
و الفرق بين النبي و الرسول سبق أن ذكرنا فروقاً من يذكرنا بها ببعضها؟
النبي من أوحي إليه بشرع و لم يؤمر بتبليغه نعم.
و الرسول من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه. نعم
و الفرق الثاني و النبي أرسل إلى قوم موافقين و هذا هو الذي اختاره شيخ الإسلام، نعم.
و لذلك قال عز و جل: ? وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ? و هذا بسببه جعل هذا القول مرجوحاً، و قيل: النبي من أرسل بشرع من قبله و الرسول من أرسل بشرع جديد، الرسول مؤسس و النبي مجدد، و قيل غير ذلك و لذلك فالرسالة أعم من جهة معناها و أخص من جهة أهلها، أعم من جهة معناها لأنه يدخل فيها النبوة الرسالة معها النبوة كل رسول نبي و لا عكس و أخص من جهة أهلها لأن الرسل أقل من الأنبياء و ثلاث و عشرون نبياً و رسولا. نعم.
قال: نبئ باقرأ، و أرسل بالمدثر.
نبئ باقرأ أول ما نزل عليه الوحي كما في الصحيح في البخاري في باب كيف بدء الوحي برسول الله ? قالت عائشة: و كان يتحنث في غار حراء فيتعبد فيه و هو تعبد الليالي ذوات العدد، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق و هو في غار حراء، فنزل عليه الملك وهو في غار حراء قال: فأخذني فغطني ـ أو فغتني ـ حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني قال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ ـ يعني أنا أمي لست بقارئ لا أعرف القراءة ـ قال: فأخذني الثانية فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ قال: فأخذني الثالثة فقال: ? اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ? فرجع بها إلى خديجة بنت خويلد يرجف فؤاده فقال: زملوني، زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة و أخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي، قالت: كلا، و الله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصدق الحديث، و تصل الرحم، و تقري الضيف، و تكسب المعدوم، و تحمل الكل، و تعين على نوائب الحق.
ثم انطلقت به خديجة إلى ابن عمها ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى، و كان امرأ ً قد تنصر في الجاهلية، و كان يقرأ الإنجيل فيقرأ بالعبرانية ما شاء الله أن يقرأ فقالت: يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك فقال: يا ابن أخي ما ترى؟ فأخبره ? خبر ما رأى فقال: هذا الناموس الذي نزّل الله على موسى يا ليتني فيها جذعاً ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك، فقال: أومخرجي هم؟ قال: نعم، لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا أوذي، قال: فلم ينشب ورقة أن توفي و فتر الوحي فأول ما نزل عليه من القرآن ? اقرأ إشارة إلى عظم و أهمية القراءة و عظم العلم و أنه قبل كل شيء قبل العمل و قبل الرسالة و قبل الدعوة، و العلم إنما يستفاد بأداته بالقلم ? عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ? الكتابة أو القراءة في الذهن و اللسان ? عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ?، و لهذا نزل في بواكير ما نزل ? نْ * وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ? تنويهاً بأهمية العلم، و أدواته القلم و القراءة و
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/496)
البيان فهذه أول ما نزل على النبي ? نزل عليه الوحي قيل ليلة الاثنين و قيل في رمضان و قيل غير ذلك لكن الثابت أنه ليلة الاثنين قيل ليلة سبع عشرة و قيل أربع وعشرين لكن الثابت أنه نزل عليه القرآن عليه الصلاة و السلام أول ما ابتدأ ليلة الاثنين في يوم الاثنين في رمضان على الصحيح و في ليلة القدر على الأصح كما ورد في كتاب الله عز و جل.
و أُرسل بالمدثر: يعني أول ما نزل عليه الأمر بالتبليغ بالمدثر نبئ باقرأ صار نبيا، أرسل بالمدثر صار رسولا؛ لأنه في البخاري أيضاً بعدما فتر الوحي جاء في حديث آخر أنه فتر الوحي قال: فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني في حراء على كرسي بين السماء و الأرض فرعب ? منه ثم تدثّر قال: دثروني فنزل قوله عز و جل: ? يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ ? أرسل بالمدثر، نبئ باقرأ، و أرسل بالمدثر.
ولد بمكة، و هاجر إلى المدينة: ولد بمكة عام الفيل على الصحيح، و يوم الاثنين على الصحيح أيضاً، في ربيع الأول يوم الاثنين باتفاق و في عام الفيل على الصحيح و بمكة هذا ثابت لكن في ربيع الأول هذا على الصحيح و في الثاني عشر من ربيع الأول أيضاً هذا على الأرجح هذا مولده عليه الصلاة و السلام بمكة و ما قيل فيما جرى في ولادته ? من ارتجاس أو ارتجاف في إيوان كسرى و سقوط بعض شرفاته و خمد النيران و سقوط الأصنام هذا كله ما ثبت روي بأسانيد لم تثبت و الله أعلم، و إنما الذي حصل بولادته أو ببعثته على الصحيح تشديد الرصد في السماء كانت الشياطين تسترق السمع بسهولة فوجئت الشياطين يوماً من الأيام بشهب شديدة حامية تتساقط من السماء و أرادت أن تقعد مقاعد للسمع كما كانت تفعل ذلك فوجدتها ملئت حرساً شديداً و شهبا قالوا:? وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً * وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً ?، بل أراد بهم ربهم رشدا ببعثة نبينا عليه الصلاة و السلام، و إنما شدد الله الرصد لأنه وقت مهم و حاسم و هو الإيذان ببعثة النبي عليه الصلاة و السلام و قال عليه الصلاة و السلام: " أنا دعوة إبراهيم لقوله: ? رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ ?، و بشرى عيسى، و رأت أمي كأن نوراً خرج منها فأضاءت له قصور الشام " يعني ليلة ولادته أو في حمله عليه الصلاة و السلام.
و أكثر ما ورد في ولادته من أخبار كله مما أحدثه الصوفية و اخترعوه و لا أساس له، و ينبغي أن يحتاط في ذلك فلا يؤخذ إلا الثابت؛ لأن أصحاب البدع يعظمون المولد كما تعرفون تعظيماً أكثره لم يثبت و لم يأت من طريق صحيح.
قال: و هاجر إلى المدينة: الهجرة سيأتي معناها إن شاء الله فيما بعد و هي الترك أو الانتقال، المهاجر من هجر ما نهى الله عنه فالهجرة هي الترك و هي الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام، أو من بلد الكفر إلى بلد أهون منه كفراً كما حصل في الهجرة إلى الحبشة و الهجرة إلى المدينة و سيأتي إن شاء الله تعالى بإذن الله الكلام عن الهجرة فيما بعد.
و هاجر إلى المدينة هاجر ليلة الاثنين، و وصل إلى المدينة كذلك ليلة الاثنين يوم الاثنين ضحى الاثنين، و مات عليه الصلاة و السلام يوم الاثنين، و لذلك كان ? يصوم يوم الاثنين، و يقول: ذلك يوم ولدت فيه، و نزل علي فيه أو بعثت فيه فكان يصومه عليه الصلاة و السلام، و ليس في هذا مستمسك لأهل الخرافة و التصوف و تعظيم الموالد؛ لأنهم يستدلون بهذا الحديث كما يقول أحدهم: أن هذا يدل على أنه كان يحتفل بمولده فيقول: ذلك يوم ولدت فيه، و هذا باطل فإنه لم يقل ? يوم الثاني عشر من ربيع الأول يوم ولدت فيه هم يعظمون الثاني عشر من ربيع الأول بالذات، هو لم يقل ?، يقول: في يوم الاثنين فهلا جعلوا كل اثنين عيداً و مولداً و عظموه لا هم لا يفعلون فلا ينطبق الدليل على المدلول لا ينطبق على ما استدلوا به عليه.
قال: و بعث ? بالنذارة عن الشرك، و يدعو إلى التوحيد.
بعث أي أرسل، البعث الإرسال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/497)
بالنذارة عن الشرك: الإنذار هو الإعلام بأمر مهم، أنذره أي أخبره بأمر مهم، أعلمه بأمر مهم و خطير.
بالنذارة عن الشرك: الشرك هو جعل شريك للمولى عز و جل في العبادة أو في الربوبية.
و يدعو إلى التوحيد الذي هو أول الواجبات.
و النذارة عن الشرك قبل الدعوة للتوحيد؛ لأن لا إله نفي قبل الإثبات، ثم إلا الله إثبات.
و تقدم أن أول ما يجب على العبد الكفر بالطاغوت و الإيمان بالله، فالكفر بالطاغوت قبل الإيمان بالله قبل أن تملأ قلبك بالتوحيد فرغه من الشرك.
شرح ثلاثة الأصول
لشيخ الإسلام الإمام المجدد
محمد بن عبد الوهاب
- رحمه الله تعالى -
للشيخ: محمد الفراج
- غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين -
(الشريط السادس)
الذين أسلموا في مكة مثل سهيل بن عمرو، و أيضاً أعطى أبا سفيان كذلك، هذا منه تألف عليه الصلاة و السلام، و أعطى العباس بن مرداس، و أعطى عيينة بن حصن و غيرهم من الأعراب و ترك الأنصار فوجدوا في أنفسهم فقال ?: " أما ترضون أن يذهب بالشاة و البعير و ترجعون برسول الله ? "، ثم ذكر فضائلهم و مناقبهم فما تركهم إلا لفضلهم فالحاصل أنه لما اجتمع مع الإسلام في الذكر فُسر هذا بكذا و هذا بكذا.
ثم قال: صدقت. و إفراده هنا قوله: و تؤمن بالقدر: كرر فعل تؤمن مع القدر وحده، تؤمن بالله، و ملائكته، و كتبه، و رسله، واليوم الآخر كلها بالعطف على نية تكرار العامل لكن هنا صرح بالعامل و تؤمن بالقدر خيره و شره قالوا: لأهمية القدر و عظمته؛ و لأنه سيأتي ممن ينتسب للإسلام من يتكلم في القدر يعني من أمة محمد ? من أهل القبلة، أما الأركان الأخرى الخمسة فلم يأت من يتكلم فيها أو يجادل، و الإيمان بالله يعني في الجملة بوجود الله عز و جل و ألوهيته و ما أشبه ذلك مما يتعلق به، لا ترى مؤمناً أو مسلماً من أهل القبلة يجادل في هذا صريحاً، و هكذا الملائكة، و الكتب، و الرسل، و اليوم الآخر لكن القدر جاء من يجادل مجادلة صريحة فلذلك صرح معه بذكر العامل.
قال: فأخبرني عن الإحسان: قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك و قد تقدم الكلام عن الإحسان و أنه غاية الإخلاص و غاية المتابعة كما قال ?: " عن الله كتب الإحسان على كل شيء " إلى آخر الحديث، و لكنه في باب العقائد يراد به غاية الإخلاص و التجرد و المراقبة بحيث يصير العبد كأنه يشاهد الله عز و جل بعين البصيرة و القلب لا بعين البصر كما قال:
إذا سكن الغدير على صفاء و جنب أن يحركه النسيم
كذاك قلوب أرباب التجلي يُرى في صفوها الله العظيم
يشف القلب و تزول الحجب و الموانع و يحلق في ملكوت و آفاق و رحاب العبادة حتى كأنه يرى الله عز و جل يشف القلب و يصقل حتى يصير كالصفا أبيض لا تضره فتنة، و لهذا جزاؤه أنه يرى يوم القيامة ربه بعين البصر كما رآه بعين البصير ?لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا ?الإحسان? الْحُسْنَى وَزِيَادَة ٌ? أجمع العلماء و المفسرون أنها النظر إلى وجهه الكريم سبحانه و تعالى بعكس من رانت الشبهات و الشهوات و الحجب و الموانع و الآثام على قلبه فأصبح أسوداً مرباداً كالكوز مجخياً مثخناً بجراح سهام المعاصي و النظر و الآثام و الفسوق و أكل الحرام و ترك الطاعات فهذا جزاؤه كما حجب عن ربه في الدنيا أن يحجب بصره عنه يوم القيامة، كما قال عز و جل: ? كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ? نسأل الله العافية و السلامة من هذه الحال فهذا معنى الإحسان و قد تقدم كلام كثير حوله.
قال: فإن لم تكن تراه فإنه يراك يعني على كل حال فاستح من الله عز و جل أعظم مما يستحي الرقيب من رقيبه، و خف منه كذلك فإن الله يراك على كل حال أينما كنت و حيثما كنت فاتقه في الخلوة و الجلوة و الغيب و الشهادة، كما قال الله عز و جل: ? الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ?، و كما قال: ? إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ ?، و كما قال: ? وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ?، و قال ?: "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/498)
اتق الله حيثما كنت "، و في الأثر: اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك، و ما جاء عن السلف: - خف الله بقدر قربه منك - خف الله بقدر اطلاعه عليك، و استحيي منه بقدر قربه منك.
و هو عز و جل أقرب إلى كل أحد من حبل الوريد سبحانه و تعالى.
فإن لم تكن تراه فإنه يراك: هذا هو الإحسان حد الإحسان و معناه.
قال: صدقت. فأخبرني عن الساعة: الساعة المقصود بها القيامة، و لها أسماء كثيرة الواقعة، و الطامة الكبرى، و الصاخة، و القيامة، و الحاقة، و القارعة، و اليوم الآخر، و الحق، و الساعة و غير ذلك من أسمائها مما هو مفصل في محله.
قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل: و الساعة تطلق على المدة من الزمان، يقولون حتى في الزمان القديم لبث ساعة يعني مدة معينة من الزمان كانوا يقدرون في السابق بالأعمال و الأفعال مثل حلب شاة و نحر جزور، و أحياناً يقدرون بآيات قدر خمسين، و يظهر إن الساعات يعني الساعة أحياناً يستعملها الأولون استعمالاً عاماً يعني المدة المعينة من الزمان و إن لم تكن محددة على وجه الدقة، و أحياناً يقصد بها الساعة التي هي ستون دقيقة حتى على لسان الرسول بدليل قوله عليه الصلاة و السلام: " يوم الجمعة أربع و عشرون ساعة "، و في رواية " اثنتا عشرة ساعة " يعني النهار فقط، " فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله إلا أعطاه ما سأله " أو كما قال ?، فالظاهر إن الساعة يعني مثل التقاسيم المعروفة اليوم ستون دقيقة و العلماء علماء الإسلام أول ما صنعت هذه الساعة في العهد العباسي أيضاً جروا على هذا على جعلها ستين دقيقة و الدقيقة ستين ثانية، و أحياناً يعني تطلق الساعة كما ذكرت على المدة المعينة من الزمان و إن لم تكن على وجه الدقة قال عز و جل: ? وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ? الساعة هي القيامة الساعة الزمان القليل ? مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ? و هذا يسمونه الجناس التام مثل قول القائل:
ما قضى الله كائن لا محالة فالشقي الظلوم من لام حاله
توافق في الصورة و اللفظ و الاختلاف في المعنى، و مثل قول القائل:
اقنع بما ترزق يا ذا الفتى فليس ينسى ربنا نملة
إن أقبل الدهر فقم له و إن تولى مدبراً نم له
و كما في قول الآخر:
دارهم ما دمت في دارهم و أرضهم ما دمت في أرضهم
هذا يسمى جناس تام يعني توافق اللفظ و اختلاف المعنى هنا قال: ? وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ ? فالساعة هنا غير الساعة الثانية.
قال: أخبرني عن الساعة: و كان الأعراب أو العرب عادة يسألون عنها كان بعض الصحابة يسأل الرسول ? كما في الصحيح الرجل الذي يسأل الرسول ? فقال له: " إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ".
قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل: يعني أنا و أنت في العلم سواء لا أنا أعلم و لا أنت تعلم لأن هذا مما استأثر الله بعلمه لأن في رواية قال: " في خمس من الغيب لا يعلمها إلا الله " في صحيح البخاري " مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله و ذكر ? إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ?، فهذه مفاتيح الغيب الخمس التي استأثر الله عز و جل بعلمها لا يعلمها غيره عز و جل الساعة، و تنزيل الغيث، تنزيل الغيث مما اختص الله عز و جل به، أما أصحاب الأرصاد فغاية ما يعرفونه رصد الرياح و مناطق الضغط و توقع استمرار الرياح هنا أو انصرافها هنا و انحرافها المهم إنه قد يصيب و قد يخيب و غاية ما يفعلونه توقع و مسايرة و رصد لحركة الرياح و الأمطار لكن لا يستطيعون أن يجزمون بحوادث الجو و حوادث المطر و الرياح و كذلك الأمور الأخرى ? وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ?، بقي ما يسمى بالأجنة أو الأرحام فإنه اشتهر في هذا الزمان أنه يعرف بالأشعة فوق الصوتية، و أحياناً قد يدخل على رحم المرأة بعض العدسات الدقيقة عندهم عدسة كالدبوس تصور الجنين من الداخل و قد يعرف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/499)
أنه ذكر أو أنثى، و لهذا ترى بعض الغيورين تحمله الغيرة و العاطفة إنه ينكر هذا أبداً و الصحيح أنه لا ينكر هذا يمكن أن يعرفوا الجنين في بطن أمه و الصور أيضاً هناك صور، الأمر بيّن و كل زمان تتطور الأجهزة و الوسائل، لكنّا نعلم أن قول الله عز و جل و رسوله حق لا ريب فيه، فالجواب عن هذا: أن ما في الأرحام هي الأجنة قبل أن تخلق قبل أن يتبين تفصيلها و معرفة آلة الجنين هل هو ذكر أو أنثى فهو قبل يعني أثناء كونه نطفة أو علقة أو مضغة أو قبل أن يخلق قبل أن يتبين لا يعلم إلا الله عز و جل، لا يعلم ماذا سيكون هذا الجنين إلا الله سبحانه و تعالى و لذلك يبقى في جانب من الرحم يسمى الغور الجنيني، فإذا كبر و خُلّق بإذن الله يعني تميزت أعضاؤه و تفصلت خرج من هذا الغور إلى الرحم و بدأ يكبر، فالمراد بالأرحام هو ما يسمى بالغور الجنيني قبل أن يخلق لا تستطيع قوة على وجه الأرض أن تحدد ماذا سيكون ذكر أو أنثى أو تتصرف في خلقه و تكييفه بحيث تجعله ذكراً أو تجعله أنثى و أصحاب الجينات و الأجنة و هذا العلم يقولون: إنه إذا غلب عنصر معين أذكر و إذا غلب عنصر معين آنث و لذلك حاولوا أن يدعموا العنصر عنصر التذكير ليروا هل يخرج ذكراً أو لا فجاءت النتائج سلبية جداً بعكس ما أرادوا و افسدوا الجنين و ما خرج سوياً و لا حياً فهذا كله إلى الله سبحانه و تعالى، أما بعد ذلك فلا يصبح غيباً بدليل أنه حتى قبل تطور الآلات و أجهزة التصوير قد مثلاً يشق بطن المرأة فيعرف هل هو ذكر أو أنثى فحينئذ يعرف أنه ليس بغيب، بل قد ورد في الحديث أنه يُرسل إليه الملك و يؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه و أجله و عمله و شقي هو أو سعيد فخرج عن علم الله عز و جل يعني خرج من كونه غيباً استأثر الله بعلمه إلى علم ملك الجنة به فلم يعد غيباً و الحالة هذه، و هذا و الله أعلم بعد مائة و عشرين يوم، يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك يعني إلى حد مائة و عشرين يوماً تقريباً يعني وقت التخليق و التفصيل فبعد ذلك إذا نفخ فيه الروح تميز و إذا حسبت هذه المدة وافقت المدة التي قررها علماء الأجنة و هي خروجه من الغور الجنيني فتوافق المنقول مع المعقول و هكذا فإن علم كتاب الله عز و جل و سنة رسوله ? موافق للعقول الصحيحة و للعلوم السوية و لا يمكن أن يتعارض بحال و قد حمل اكتشافهم لهذا الشيء بعض كبار أطباء أو علماء الأجنة على الإقرار بهذا في معرض مجادلات بعض العلماء المختصين بهذه المسائل لهم، بل إن بعضهم أشهر إسلامه فأردت التنبيه على هذه المسألة لئلا يخلط بين الأمرين.
قال: خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله عز و جل، و في الرواية التي معنا: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل.
قال: فأخبرني عن أماراتها. و هذا جواب الرسول ? فيه تواضع المسؤول إذا كان لا يعلم جواب ما سئل عنه و من قال: الله أعلم فقد أفتى أو من قال: لا أدري فقد أفتى و لذلك كان الرسول ? يقول: الله أعلم و كان صحابته تعلماً منه يقولون: الله و رسوله أعلم، و بعد وفاته لا يقال إلا الله أعلم لا يقال و رسوله أعلم إلا في حياته عليه صلاة الله و سلامه فيما يعلمه إذا سأل r ليحضر أذهانهم لتلقي ما يقول عليه الصلاة و السلام و لذلك لا ينبغي للإنسان أن يتكلف ما لا علم له به و لا يظن أن هذا يغض من مكانته و قدره بالعكس إذا فوض الشيء إلى عالمه كان أرفع لمكانته عند الله و عند خلقه و لهذا قال الله عز و جل: ? قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ * إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ * وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ? ألا أتكلف الجواب عما لا أعلم جوابه و معروف أن الإمام مالك سئل في مجلس واحد عن أربعين مسألة فقال في ست و ثلاثين منها: لا أدري أو الله أعلم. و أجاب عن أربع مسائل قال: لا تعلم و أنت مالك، قال: نعم و طف على الأقطار كلها و قل: سألت مالكاً فقال في ست و ثلاثين مسألة: لا أعلم، قال ابن قدامة: بل إن ذلك لم يخرجه عن درجة الاجتهاد أيضاً يعني ليس فقط لم يغض من مكانته فالواقع أن بعض المشتغلين بالعلم و الطلب يتكلف الجواب و يظن أنه إذا سئل عن مسألة فحار في جوابها أنه يغض ذلك من مكانته أو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(73/500)
يكتشف تقصيره، سبحان الله معلوم أن كل إنسان مهما تعلم مسألة ما فإنه كما يقال: كلما اتسعت دائرة معلومه اتسعت دائرة مجهوله، و إن كنت تعلم شيئاً فقد غاب عنك أشياء
قل للذي يدعي في العلم معرفة حفظت شيئاً و غابت عنك أشياء
فلا ينبغي للإنسان أن يتكلف ما لا علم له به و مما يذكر أن الإمام مالك بن أنس رحمه الله أيضاً رأى في المنام فيما يقال ملك الموت فقال: كم بقي من أجلي؟ فأشار إليه و أفرد يده أصابعه هكذا خمس فلما أصبح قلق قلقاً عظيماً و لم يدر هل هي خمسة أيام ساعات أو جمع أو أشهر أو سنوات فسأل مالك ابن سيرين و قد اشتهر عنه براعته في تعبير الأحلام و قال: يا مالك هل هي خمسة أيام أو جمع أو أشهر أو سنوات؟ فقال: لا هذه و لا هذه و لا هذه و لا يمكن أن تعلم وقت موتك لأن هذا مما استأثر الله به و لكن ملك الموت يقول لك: إن سؤالك في خمس أشياء لا يعلمها إلا الله عز و جل مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله عز و جل و منها: ? وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ? فسرّي عن الإمام مالك رحمه الله تعالى فهذا مما استأثر الله سبحانه و تعالى بعلمه الساعة سواءً الساعة الصغرى ساعة الإنسان أو الساعة الكبرى التي هي ساعة الخلائق أجمعين.
قال: فأخبرني عن أماراتها: يعني علاماتها يعني علامات الساعة و معروف أن للساعة علامات صغرى و كبرى أما الصغرى فهي كثيرة منها موت الرسول عليه الصلاة و السلام و منها و منها أشياء كثيرة مما ذكره أما العلامات الكبرى فهي الدابة و الدجال و الشمس من مغربها و غير ذلك.
قال: أن تلد الأمة ربتها: أماراتها يعني علاماتها الأمارة العلامة الدالة على الشيء.
قال: أن تلد الأمة ربتها، و أن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان.
أن تلد الأمة ربتها: الأمة أي المملوكة، ربتها: أي سيدتها، قالوا: و هذا يحتمل معاني كثيرة إما أن يكون المعنى: كثرة الأرقاء نظراً لكثرة الفتوح حتى يكثر التسري فيولد للمالك من المملوكة و تصبح أم ولد فيصبح الولد حراً و أمه أمة، أو البنت حرة و أمها أمة، فتصبح الحرة بدرجة الأب فكانت كأنها ربة لأمها المملوكة، طيب قد يسأل سائل يقول: معروف أن الولد يتبع لمن في الحرية و الرق؟ لأمه الولد يتبع في الحرية و الرق لأمه هذه مسألة معروفة في القواعد الفقهية في مسألة التبعية مثلاً يتبع الولد في الدين لخير أبويه ديناً يعني إذا كان أحد أبويه مسلم و الآخر نصراني تبع المسلم و إذا كان هذا نصراني و هذا يهودي تبع النصراني و في مسألة مثلاً تحليل الأكل أو التحري يغلب جانب التحريم فمثلاً البغل حلال و إلا حرام؟ حرام؛ لأنه متولد من حمار و فرس فنغلب جانب التحريم، و كذلك السِمْع محرم و إن كان أحد أبويه ضبعاً لكن الأب الآخر ذئب فغلب جانب الذئب و أصبح السِمْع محرماً، في الأكل يغلب جانب التحريم، و الدين يلحق بخير أبويه ديناً و النسب يلحق بمن؟ بأبيه و لا شك، لكن الحرية و الرق يلحق بايه؟ بأمه و نحن نقول هنا: الولد حر و الأمة رقيقة فكيف؟ عندنا نوعين أو مثلاً طريقتين في استيلاد الأمة: إما أن تزوج الأمة إلى رقيق يعني تزوج المملوكة إلى مملوك آخر أو تزوج طبعاً لا شك أنه إذا زوجت إلى مملوك فالولد مملوك لصاحب المرأة يعني يملك الأولاد رب الأم رب أم الأولاد و هكذا لو تزوجها حر الحر معروف أنه لا يحل له أن ينكح الأمة إلا بشرطين: عدم طول مهر الحرة، و الثاني خشية العنت كما قال الله سبحانه و تعالى: ? وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ?، قال عز و جل: ? ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ ? لماذا قيد الشرع لماذا الشرع حرم على الحر أن يتزوج الأمة زواج الأمة ليه؟؛ لأن الأولاد سيخرجون أرقاء يملكهم رب الأم و الشارع لا يريد تكثير الأرقاء بالعكس يريد تحريرهم و لذلك فتح أبواب التحرير نعم، لكن الطريقة الثانية استيلاد المالك لا يزوج الأمة لحر آخر غير المالك لا إنما هو يتسراها المالك نفسه يتسرى هذه الأمة و هذا له يحل له، فإذا ولدت منه صارت أم ولد، و أحكام أم الولد كثيرة: لا يجوز بيعها على الصحيح، و تعْتُق بمجرد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/1)
موت المالك على الصحيح، و أولادها أحرار و إلا لا؛ لأنها ما وطئت من نكاح و إنما بملك اليمين، فهنا المقصود بأن تلد الأمة ربتها، و قيل المعنى: أن يكثر السبي و الرقيق نظراً لكثرة الفتوحات حتى ربما يعني لكثرة الرقيق إنه ربما و قد وقع في التاريخ شيء من ذلك ربما استقدمت البنت ثم أعتقت فصارت حرة و ملكت ثم استقدمت أمها فاشترتها و امتلكتها و هي لا تدري أنها أمها فهنا ولدت الأمة ربتها يعني مالكتها، قالوا: و قد وقع لهذا نظائر في التاريخ و قيل: الإماء يلدن الملوك و هذا قد وقع لأن في قصور الملوك في الزمان الأول و غيرها الدولة العباسية و ما بعدها و الأموية كثر تسري الملوك فولدن ملوكاً فولدت الأمة مالك أو ملك، ربها أو ربتها و معروف أن بعض من ولوا الخلافة كانوا من أبناء الموالي فمثلاً المأمون كانت أمه أمة تسمى مراجل وهذا هو السبب الذي جعل والده يقدم الأمين و إن كان الأمين أصغر، محمد الأمين قدمه على عبد الله المأمون، المأمون أكبر لكن ابن أمة محمد الأمين ابن زبيدة المعروفة عربية قحة فجعله يقدم هذا لأنه ابن حرة فهذا الذي أثار حفيظة المأمون و جرت الحرب المعروفة و غير ذلك.
و قيل: معنى تلد الأمة ربتها الأعاجم العجميات يلدن العرب و العرب أرباب العجم لأنهم هم أصحاب هم مواليهم هم الذين أدخلوهم إلى الإسلام بإذن الله و لذلك يقال فلان مولاه فلان يعني أسلم على يده و أعتق على يده سمي ولي النعمة بالنسبة له معروف حكم هذا في الفرائض و هل يرث أو لا، و قيل: الأعجميات يلدن العرب، و في هذا إشارة إلى فتح بلاد العجم الفرس و الروم و كثرة التسري و كثرة زواج الأعجميات و قد حصل و قد كان العرب يكرهون في الزمان الأول يتخيرون لنطفهم و لا يقرون يعني أن يتزوج الرجل أن يتزوج العربي أعجمية و يعيبون ولده منها قيل حتى جاء الثلاثة أبناء الخالات المعروفون الفقهاء فصار العرب يكثرون بعد ذلك رجاء أن ينجبوا مثل الثلاثة، لأنه لما سقط ملك كسرى بنات يزدجرد طبعاً من آل ساسان بيت رفيع من ملوك الفرس فأراد أبناء الصحابة أن يكرموا بنات ملك كسرى جئن فأسلمن فتزوجهن ثلاثة هن ثلاث تزوجهن ثلاثة محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عمر، و الحسين بن علي بن أبي طالب، فأنجبن ثلاثة محمد بن القاسم بن أبي بكر أحد الفقهاء السبعة فقهاء المدينة، و سالم بن عبد الله بن عمر أيضاً فقيه معروف عالم فذ من الفقهاء السبعة، و زين العابدين علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب الذي يقول فيه الفرزدق:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته هذا التقي النقي الطاهر العلم
هذا ابن خير عباد الله كلهم
إلى آخر ما قال.
لما سأل الخليفة قال: من هذا لما اجتمع الناس حوله تحقيراً فرد عليه و قال: و هذا و هذا و هذا، قيل في قوله:
و ليس قولك من هذا بظائره العُرب تعرف من أنكرت و العجم
لأنه من عربي و أعجمية فلذلك قال:
العُرب تعرف من أنكرت و العجم.
يعني لا يظيره تحقيرك له فبعد هؤلاء الثلاثة صار العرب يكثرون من التزوج بالفارسيات و الموالي رجاء أن يلدوا مثل هؤلاء لكن إن كانت الأم كالأم فليس الأب كالأب و يأتي جنى الحنظلية حنظل.
و يأتي جنى الكرم من طيب أصله و يأتي جنى الحنظلية حنظل
نعم نعود.
قال: و قيل المعنى: أن يلد العجميات يلدن العرب.
على كل حال هذه المعاني تحتمل الصحة أن تلد الأمة ربتها.
و أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان.
هذا وصف للعرب في الزمان الأول حفاة عراة لا يلبسون إلا القليل من اللباس العالة يعني فقراء جمع عائل ? وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى ? يتطاولون في البنيان و القصور يعني تنقلب الآيات و تختلف الموازين و تنتكس المقاييس فهؤلاء الذين يعيشون أحدهم رب شويهته و بعيره يصبحون أرباب قصور يتطاولون بها و قد كانوا في السابق لا يريدونها و لا يألفونها بل كانوا ينفرون منها و لهذا معروف أن ميسون بنت بحدل الكلبية لما تزوجها معاوية و أتى بها و أسكنها القصر نكفت من تلك الحياة و ضاق صدرها فجاء إليها يوماً و هي تقول أبياتها المشهورة:
لبيت تخفق الأرياح فيه أحب إلي من قصر منيف
و أصوات الرياح بكل فج أحب إلي من نقر الدفوف
و لكلب ينبح الطراق دوني أحب إلي من قط أليف
و لبس عباءة و تقر عيني أحب إلي من لبس الشفوف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/2)
فطلقها و أرسلها إلى أهلها رحمة بها و لكن ولدت له داهية الدواهي يزيد بن معاوية هذا أمه كلبية بدوية و لذلك صار معرباً فذاً يقال أن من الطرائف أن معاوية رضي الله عنه كان له يزيد و كان له ولداً آخر من أم قرشية يعني من بيت معاوية و لما طلّق أم يزيد و أرسلها صار معاوية يولي يزيد عناية أكثر فكانت أم القرشية كانت تغار و تقول: تفضل ولد البدوية على ولدي قال: إنه أنجب من ولدك، قالت: و ما يدلك؟ قال: سترين، فناداهما و اختبرهما أمام القرشية فقال لابن القرشية: يا بني ـ أطفال صغار ـ ماذا تشتهي؟
قال: أشتهي كلباً و كليبة و كذا و كذا يعني يريد يلعب يخربط.
و قال ليزيد: ماذا تشتهي و ماذا تريد يا بني؟
قال: رضا أمير المؤمنين عني.
قال: و ماذا بعد ذلك؟
قال: لا شيء.
قال: بلى.
قال: أن يعهد أمر المسلمين إلي من بعده.
و هو صغير. فنكست القرشية رأسها، و قال: علمت لماذا أفضل هذا على هذا و فعلاً يزيد على كل حال قيل فيه ما قيل و لا ندخل الآن فيه و لهذا خير ما نجيب بما أجاب عنه السلف: ما تقول في يزيد؟ قال: لا ننقص و لا نزيد، أتحبه؟ قال: لا نحبه و لا نسبه. فأمره إلى الله عز و جل له حسنات و سيئات قاد الجيش إلى القسطنطينية و كان معه الصحابة و غزا و له أعمال و له أيضاً غير ذلك فنسأل الله أن يعفو عنه و أن يتوب على عصاة المسلمين جميعا.
و أيضاً و من هذا المعنى ما يذكر عن أعرابية أخرى تزوجها أعرابي حضري و أسكنها قصراً فصار لها مثل ما صار لميسون بنت بحدل فطلقها و لها أبيات مشهورة مؤثرة جداً كانت تقول:
فما بال أعرابية إلى قولها:
لها أنّةٌ قبل الأصيل وأنّةٌ سحيرا فلولا أنّتاها لجنت
فما بال أعرابية إلى آخر ما قالت تذكر غربتها فالحاصل أن البادية لا يتحملون أن يعيشوا في القصور العالية المشرفة يذكر الرسول ? أنه في آخر الزمان تنقلب الآية فيتركون ما هم عليه و يتطاولون في البنيان و يحتمل أن يكون المعنى ينقلب الوضعاء أشراف الفقراء العالة يصيرون أشرافاً أرفع الناس لهم الكلمة و مما يساعد أيضاً على هذا المعنى أنه كانوا في الزمان الأول كان بعضهم يتمنى لو صار إلى عيشة أفضل مثل الأعرابي الذي كان عند شويهته و بعيره فإذا اشتهى أن يصير ملكاً أو مملكاً بلا ملك كان يفزع إلى كأسه و يشرب الخمر حتى يعني يحب أن يصير مثل النعمان ملك الحيرة كان يقول:
و إذا سكرت فإنني رب الخورنق و السدير
و إذا صحوت فإنني رب الشويهة و البعير
يعني أرجع إلى شويهتي و بعيري.
فهؤلاء ينتقلون من الحال الدنيا إلى حال أفضل فيتطاولون في البنيان.
أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يعني رعاة للشاة يتطاولون في البنيان بمعنى يطيلونها و يفخمونها و يزخرفونها و يتطاولون في تجميلها و تزيينها و لو نظرنا إلى هذا الزمان لوجدنا العجب العجاب و أكثر الناس فخراً و بذخاً في البنيان هم أقرب الناس عهداً بالبادية في الغالب الكثير و كل أهل هذه البلاد كانوا أقرب الناس عهداً بالبادية كل أصحاب هذه المواطن بالأمس القريب حتى في العقد القريب يعني ليس في العقد الماضي ما كانوا يجدون إلا المدر و الحجر و السعف و الجريد و بيوت الشعر و فجأة تراهم ينزلون في شاهق القصور و في نيف الأبنية فهذا مصداق قول الرسول عليه الصلاة و السلام.
في الزمان السابق كان مثل هذا أيضاً فهذه آية و علم من أعلام نبوته عليه الصلاة و السلام، و في هذا إشارة إلى تحول الأشراف إلى الضعة و الضعة إلى الشرف، و لهذا جاء في صحيح الحاكم " لا تقوم الساعة حتى يوضع الأخيار و يرفع الأشرار "، و جاء في مسند الإمام أحمد عن حذيفة أن النبي ? قال: " لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا ـ يعني بالمال و القصور ـ لكع ابن لكع " يعني السفيه التافه كما قال الحطيئة:
أطوف ما أطوف ثم آوي إلى بيت قعيدته لكاع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/3)
المرأة لكاع و الرجل لكع أو يطلق على الاثنين أحياناً. و قال ? كما في مسند الإمام أحمد عن أنس: " بين يدي الساعة سنون خداعة يتهم فيها الأمين، و يؤتمن المتهم، و تنطق الرويبضة قالوا: و ما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم بأمر العامة " و في رواية " بين يدي الساعة سنون خداعة يُصدق فيها الكاذب، و يُكذب فيها الصادق، و يُخون فيها الأمين، و يُؤمن فيها الخائن، و تنطق الرويبضة " الخ الحديث. الله أكبر الله المستعان الصالح و المؤتمن و الأمين و صاحب الدين و الورع يكون أبعد الناس عن الدنيا يعني الأعمال المهمة و يلصق به من التهم ما يسمع كثيراً و يردد و الخائن السفيه التافه الرويبضة كما أخبر ? هذا يؤتمن و يُجعل إليه الأمور المهمة و يؤتمن و يرفع و يصدق إلى غير ذلك مما قال ? و هذا معنى قوله ?: " إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة " قال العلماء: و في هذا ذم للتطاول في البنيان جاء في سنن أبي داود أن رجلاً من الأنصار بنى بيتاً فأعلى فيه قبة فكان يأتي و يسلم على النبي ? فيعرض عنه حتى هدم القبة، و ذكر الحسن البصري أنه دخل في صفف أمهات المؤمنين في زمن عثمان فكان ينال سقوفها بيده، و قد جاء في هذا أحاديث و آثار عن عمر و عن غيره من الصحابة رضي الله عنهم حتى كانوا يضعون البيوت بقدر القامة و الحاجة و الطرقات كذلك حتى تباهى الناس في ذلك فصار الأمر كما ترون و أصبح الآن أهم المهمات أن تنمق البيوت و تزين و هذا أهم ما يشغل بال الرجل و المرأة و الكبير و الصغير حتى صارت هذه الأمور التي فيها إسراف و مخيلة حتى الصالحون لم يستطيعوا أن يتحرروا من نيل هذه الأمور و من رقتها فاضطروا إلى مجاراة الناس.
و لما تُكلم مع واحد من الصالحين أسرف في بنيانه قال: أنا لا أبني لي وحدي أبني لي و لغيري أرأيت لو أردت بيع البيت هل يقبله مني أحد في هذا الزمان؟ فقلت: لا، لا يقبله منك أحد، فاضطر الصالحون إلى مجاراة الناس و اصبح المنكر في البيوت أعظم من المنكر في الدين و في مهمات الإسلام و الشريعة أرأيت لو أن إنساناً سكن بيتاً بدون دهان بنى بيتاً فيلا و نمقها و ليصها لكن ما وضع فيها دهان سكنها كذا اسمنت كم سينكر عليه من الناس و يتعجبون و ربما اتهموه في تصرفاته و في تعقله يعني يسكن بيت بدون دهان هذه طامة كبرى عند الناس إحدى الكبر أو يسكن بيت بدون تلييص أصبحت همة الناس إلى هذه الأمور عقدوا الحياة لكن يضع المنكر فوق بيته و سطحه هذا أمر لا يسأل عنه صغير و لا كبير و ليس محل استغراب و استنكار فانظر كيف انقلبت الآية و انتكست المقاييس و الموازين ثم قال ـ الكلام هنا يطول لكن نختصر ـ.
قال: يتطاولون في البنيان قال: صدقت، ثم قام. فلبثنا ملياً: يعني مكثنا، ملياً يعني شيئاً من الوقت.
فقال النبي ?: يا عمر أتدري من هذا؟ قلت: الله و رسوله أعلم: هذا كما تقدم في أدب الجواب.
قال: هذا جبريل ـ أو جبرائيل ـ أتاكم يعلمكم أمر دينكم. أعطى الصحابة درس محاضرة لكن من فم الرسول عليه الصلاة و السلام، جاء في رواية أنه قال: ردوه فطلبوه كل مطلب فلم يجدوه فقال ?: " هذا جبريل " و في رواية أنه قال: " لم يخف علي قبل هذه المرة و ما عرفته حتى ولى " كلها روايات في الصحيح، و جبريل أو جبرائيل قيل معناها: عبد الله قيل ميكائيل أسماء غير عربية ميكائيل إسرافيل جبرائيل، إيل قيل معناها: الله و معناها عبد الله مثلاً جبرائيل قيل عبد الله و ميكائل مثل ذلك تتنوع و قيل العكس إن إيل معناها عبد والاسم الأول أسماء لله عز و جل بغير لغة العرب تدل على أسماء الله بغير لغة العرب إيل، عبد الله، عبد الرحمن، عبد العزيز، عبد المؤمن، جبرائيل، ميكائيل، إسرافيل قيل هذا و الله أعلم يعني ما ذكره المفسرون و إن كان ما فيه دليل على هذا و هذا مما يوجب في الحقيقة التوقف فيه و الحذر لأنك لا تستطيع أن تثبت لله عز و جل هذه الأسماء التي ما ثبتت في الشرع لكن ذكرها ابن كثير وغيره، هذا شرح حديث جبريل و نقف بعد هذا على الأصل الثالث و هو معرفة نبينا عليه الصلاة و السلام.
* هذا مما يشكل عليه لكن مما ذكره ابن رجب في شرح الحديث و لكن إلا إذا كان فيه روايات " أن تلد
* شخص يسأل و السؤال غير واضح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/4)
الأمة ربها " فلا يبعد أن يكون فيه رواية من هذا يبحث فيها. *
..............................
أما بعد فيقول الإمام الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب عليه من الله الرحمة و الرضوان في رسالته الأصول الثلاثة:
الأصل الثالث: معرفة نبيكم محمد ?
هذا هو الأصل الثالث بعد الأصلين العظيمين السابقين
الأصل الأول: معرفة العبد ربه.
و الثاني: معرفة دين الإسلام بالأدلة.
و الثالث: معرفة العبد نبيه ?.
و لا شك أن هذه المعرفة مهمة للعبد؛ لأن هذه المعرفة متعلقة بالرسالة الثانية متعلقة بالشهادة الثانية و هي شهادة الرسالة لأن الدين يقوم على أساسين عظيمين:
الأساس الأول: الشهادة الأولى، و الأساس الثاني: الشهادة الثانية.
شهادة الألوهية، و شهادة الرسالة.
و الشهادة الأولى يتوقف عليها تحقيق التوحيد و تجريد العبادة و إخلاص العمل، و الشهادة الثانية يتوقف عليها صواب العمل و كونه واقعاً بطريقة صحيحة على سنة سليمة، و لا شك أن كل عمل لا يكون مقبولاً إلا بهذين الشرطين الإخلاص و الصواب، التجريد و المتابعة، و إنما تحقق المتابعة بتحقيق الشهادة الثانية شهادة أن محمداً رسول الله ?.
و تأتي أيضاً أهمية معرفة الأصل الثالث من جهة أن محمداً ? رسولنا هو الواسطة فيما بيننا و بين الله عز و جل.
الله المعبود المُرْسِل جعل بينه و بين البشر رسلاً من الملائكة و بينه و بين البشر و بين العامة عامة البشر رسلاً من البشر ? اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ ? فجبريل يتبلغ الرسالة من رب العالمين فيبلغها للصادق الأمين و الصادق الأمين ? يبلغها لعموم المسلمين فهو الواسطة فيما بيننا و بين ربنا عز و جل، و لولاه ما عرفنا ربنا و لا عرفنا كيف نعبده و قد قدمت لكم فيما سبق من دروس أن الدين قائم على ثلاثة أسس هي الثلاثة الأصول المُرْسِل و المُرْسَل الرسول و الرسالة الدين و ما دام أننا عرفنا المُرْسِل و عرفنا كذلك الرسالة وهي دين الإسلام بمراتبه الثلاث بقي أن نعرف الواسطة و هو الرسول ? و المراد هنا معرفة ما تهم المعرفة له و ما يتوقف عليه تصحيح العبادة و سلوك الطريق الصحيح
* نهاية الوجه الأول
و منها معرفة مندوبة أو علم مستحب، و علم ضروري فالعلم الضروري الفرض أن تعرف نبيك ? و لذلك تسأل عنه في القبر مع الدين و مع السؤال عن الله عز و جل، و تعلم أنه خاتم النبيين و تعرف أنه صادق أمين لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى، و تعرف كذلك يعني شيئاً من خصائصه عليه الصلاة و السلام مما ذكر الله عز و جل و ذكره عليه صلاة الله و سلامه، أما بقية المعرفة فهي مندوبة كولادته مثلاً و هجرته و غزواته، و هذا لا شك من أجل العلوم و من أشرف المعارف.
قال: معرفة نبيكم ? و قد عرفنا حد المعرفة و هي العلم الإدراك الصحيح الجازم كما تقدم و النبي سبق تعريفه النبي يقال نبي و نبيء بالهمز و نبي بالتسهيل بترك الهمز و بهما ورد القرآن الكريم و هو مشتق إما من النبأ و هو الخبر العظيم أو الخفي أو مشتق من النبْوة و هي المرتفع من الأرض و يقال نبْوة و نبي أو نابي من الأرض مرتفع و قد ورد لا تصلوا على النبي أو النهي عن الصلاة على النبي و هذا يصلح لغزاً فما معنى هذا؟ معناه النهي عن الصلاة على الأرض المرتفعة و هذا لا أدري عن ثبوته لكن ذكرته كتب اللغة، و لا أسوقه هنا على مساق الحديث الثابت و لكن الشاهد اللغوي، فالنبوة مأخوذ إما من النبوة و هو المرتفع أو النبي أو النابي المكان المرتفع أو من النبأ و هو الخبر العظيم و كلاهما متحقق في النبوة ففيها خبر و فيها كذلك ارتفاع نبيكم ? هو أي النبي ?، و ? دعاء الصلاة من الله عز و جل صلاة الخير و الرحمة و من العبد الدعاء ? صَلِّ عَلَيْهِمْ ? أي ادع لهم و هذا معروف في لغة العرب قال أعشى قيس:
تقول بنتي و قد قربت مرتحلاً يا رب جنب أبي الأوصاب و الوجعا
عليك مثل الذي صليت فاغتمضي نوماً فإن لجنب المرء مضطجعا
و الشاهد صليت أي دعوت.
? سلم من التسليم و السلامة في الدنيا و الآخرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/5)
هذا دعاء و هذا الصلاة والتسليم لا ينبغي أن يكون علماً إلا يكون على الأنبياء و الملائكة بحيث انه كلما ذكر النبي ذكرت الصلاة عليه الصلاة و السلام و لا تجعل علماً على بشر آخرين كما تفعله الرافضة مع بعض آل البيت أو مع أئمتهم يقولون عليهم السلام، لا بأس أن يصلى على عموم المسلمين جملة السلام علينا و على عباد الله الصالحين لكن لا تجعل علماً على شخص كلما ذكر ذكرت غير النبيين و الملائكة و أما الصحابة فلهم الترضي عنهم كما هي طريقة السلف و كما جاء في القرآن ? لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ ? ? رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ? و يبقى عموم المسلمين يدعى لهم بالرحمة و المغفرة.
قال: وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، و هاشم من قريش، و قريش من العرب، و العرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليه و على نبينا أفضل الصلاة و السلام.
هو أي نبينا عليه الصلاة و السلام بدأ بالتعريف باسمه محمد، محمد من الحمد مُفَعّل كما تقول مكرم من التكريم هذه صيغة التفعيل تدل على الزيادة فمحمد أبلغ من محمود لأن فيها كثرة و الزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى و كما قال أبو طالب:
و شق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود و هذا محمد
عليه الصلاة و السلام من الحمد و هو اسم قليل عند العرب و سماه به جده عبد المطلب لما بشر بولادته و وافق الاسم الذي اختاره الله عز و جل له.
هو محمد و له أسماء غير محمد عليه الصلاة و السلام أحمد في السماء و محمد في الأرض ? وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ? عليه الصلاة و السلام و له أسماء ثابتة كما في البخاري فمن أسمائه عليه الصلاة و السلام الماحي قال: " أنا محمد، و أحمد، و الماحي الذي يمحو الله بي الشرك " و العاقب، و الحاشر الذي يحشر الناس تحت قدمه عليه الصلاة و السلام فمن أسمائه محمد، و أحمد، و الحاشر، و الماحي، و العاقب و الحاشر بين معناه ? الذي يحشر الناس تحت قدمه فهو عليه الصلاة و السلام معنى هذا هو الذي يشفع لهم عند الله و يسجد و الناس ينتظرونه وراء قدمه حتى يأذن الله عز و جل لهم بفصل القضاء و الماحي الذي يمحو الله به الشرك عليه الصلاة و السلام، و العاقب أو المعقب أنه عقب كل الرسل و ليس بعده رسول عليه الصلاة و السلام و هذه أسماء ثابتة له عليه الصلاة و السلام، و له أسماء أخرى وردت و ثبتت أيضاً فثبت له الخاتم؛ لأنه خاتم النبيين ? وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ?، و ورد كذلك المقفي و هو في معنى العاقب ? قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا ? يعني أنه في قفى النبيين بعد النبيين كلهم خاتمهم، و ورد نبي الرحمة و الملحمة، و رود كذلك نبي التوبة كما في صحيح مسلم فهذه عشرة أسماء محمد، و أحمد، و الماحي، و الحاشر، و العاقب، و الخاتم، و المقفي، و نبي التوبة، و نبي الرحمة، و نبي الملحمة و هناك أسماء أخرى ذكرت له لكنها أوصاف الصحيح أنها صفات كما في قوله تعالى:? بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ?، ومثل أيضاً ? شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً ? هذه الصحيح أنها أوصاف لنبينا عليه الصلاة و السلام، و أما ما ذكر من تسميته بـ طه و ياسين فهذا لم يقم الدليل الثابت عليه، بل هذه على الصحيح شأنها شأن الحروف المقطعة الأخرى مثل: حم، آلم يقال فيها ما يقال في الحروف المقطعة و لا أعلم شيئاً ثابتاً بتسميته عليه الصلاة و السلام بـ طه أو ياسين و غير ذلك من هذه الحروف المقطعة، و كنيته عليه الصلاة و السلام أبو القاسم و يقال أبو إبراهيم و لم يثبت أبو إبراهيم إنما الثابت أبو القاسم قال: " أنا أبو القاسم، الله يعطي و أنا أقسم ".
و قد نهى ? عن الجمع بين اسمه و كنيته " تسموا باسمي، و لا تكنوا بكنيتي "، و قال: " لا تجمعوا بين اسمي و كنيتي " فحمل هذا على " تسموا باسمي و لا تكنوا بكنيتي " يعني إن تسميتوا باسمي فلا تكتنوا بكنيتي و هذا من توقيره عليه الصلاة و السلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/6)
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، عبد الله أبوه مات و هو في بطن أمه ابن عبد المطلب جده الذي كفله بعد وفاة أمه، و عبد المطلب اسمه شيبة يسمونه شيبة الحمد لكرمه و قصة تسميته بعبد المطلب أنه ولد عند أخواله بني النجار و مات أبوه فذهب عمه المطلب ليأتي به و جاء به و قد أردفه على بعيره فدخل به مكة و قد تغير وجهه و شعره من السفر فظنوا أنه عبد اشتراه المطلب له فقالوا: جاء المطلب و عبد المطلب فذهب اسماً له عبد المطلب و إلا فاسمه شيبة الحمد، هذا جده جد النبي عليه الصلاة و السلام ابن هاشم، قيل اسم هاشم عمرو سمي هاشم لأنه يهشم الثريد باللحم و يطعمه حجاج بيت الله، و بقية نسبه عليه الصلاة و السلام ابن عبد مناف، و عبد مناف قيل اسمه المغيرة بن قصي ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة ابن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. هذه العشرين اسماً ثابتة بإجماع المؤرخين وأهل السير، و أما ما بعد عدنان فهو مختلف فيه.
والنضر هذا هو قريش النضر بن كنانة هذا هو قريش لقب بقريش، و لذلك قال ?: " إن الله اصطفى العرب من بني إسماعيل، و اصطفى كنانة من العرب، و اصطفى قريشاً من كنانة، و اصطفى من كنانة بني هاشم، و اصطفاني من بني هاشم، فأنا خيار من خيار من خيار " أو كما قال عليه الصلاة و السلام.
هذا ثابت له، و قد ورد أنه عليه الصلاة و السلام زكى نسبه و بين أنه خرج من أصلاب صحيحة لأن العرب تتجوز في أنكحتها فعندهم أنواع من الأنكحة كما تعرفون في السير فهناك نكاح الرايات و نكاح الإرث يعني الشخص قد يرث أمه بعد أبيه و ينكحها و هناك السفاح و أنواع من النكاح إلا أن النبي ? خرج من أصلاب صحيحة و لا يجوز أن يظن غير ذلك من نكاح لا سفاح، من نكاح العرف المعروف في أزمنتهم حتى جاء الإسلام فوضع ضوابط النكاح كغيره من الأمور و شروطه.
ما وراء عدنان مختلف فيه، إلا أنه لا شك أنه يرجع عليه الصلاة و السلام إلى إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهم صلاة الله و سلامه، فهو ابن الذبيحين عبد الله و إسماعيل، و لهذا يقول عروة بن الزبير رضي الله عنه و رحمه الله: ما رأينا من يذكر ما وراء قحطان و عدنان إلا تخرصاً و بعض النسابين من السلف كان إذا سئل عنه يستدل بقوله عز و جل: ? وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً ?، و قوله تعالى: ? وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ?، و يقول: كذب النسّابون و إن كان بعضهم يذكر أجداداً بين عدنان و إسماعيل لكن كلها لم تثبت منهم من يذكر ثلاثين جداً، و منهم من ذكر نيفاً و ثلاثين، و منهم من ذكر أربعين، و منهم من ذكر بضعة عشر، و أشهر ما ذكر كما قال الذهبي يعني بين عدنان و إسماعيل: أدد ابن مقوم بن ناحور ابن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام، هذا هو الذي ذكره ابن هشام و ذكره الذهبي في السيرة من تاريخه و ليس عليه دليل ثابت فهو مختلف في كثرتهم لكن بالتأكيد راجع إلى إسماعيل عليه الصلاة و السلام، و إسماعيل ابن إبراهيم الخليل أبو الأنبياء و أبو العرب قيل في نسبه عليه الصلاة و السلام إبراهيم أنه ابن تارخ، و تارخ هو آزر الذي ذكره الله تعالى في القرآن ابن تارخ بن ناحور - أو ناخور على اختلاف في النقط أو تركه - بن ساروغ ابن أرغو ابن فالغ - أو فالخ على اختلاف أيضاً - ابن عابر بن شالخ ابن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه الصلاة و السلام، و هذا أيضاً مما يذكره المفسرون و المؤرخون و لم يقم عليه دليل صحيح لكنه مشهور إبراهيم بن آزر الذي هو تارخ ناحور أو ناخور بن ساروغ بن أرغو ابن فالغ ابن عابر أو بعضهم يقول عيبر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح.
و نوح قيل إنه ابن لمك بن متوشلخ بن خنوخ و خنوخ هو إدريس عليه السلام أول الأنبياء قيل أيضاً ابن مهليل أو مهلاييل بن قين بن أنوش بن شيث بن آدم وهذا و الله أعلم لكن مما يذكره أصحاب السير و المؤرخون و المفسرون و إلا ما يظن أن هذه الأزمنة السحيقة يعني فقط لا يوجد فيها إلا هذه الأجيال و هذه الأجداد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/7)
الحاصل أنه ما عندنا شيء ثابت من نسب العرب إلا إلى عدنان، و منه نسب نبينا عليه الصلاة و السلام لكنه موصول بكل حال إلى إسماعيل بن إبراهيم الخليل و إبراهيم هو أبو العرب و أبو الروم و أبو اليهود كذلك لأن إبراهيم ولد ولدين ولد إسحاق و ولد إسماعيل، إسحاق العليم، و إسماعيل الحليم كما سماهما الله و وصفهما في القرآن الكريم، إسحاق ولد ولدين ولد يعقوب و ولد العيص، و العيص ولد روم، والروم ذريته الروم روم بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل، و ولد كذلك إسحاق يعقوب، و يعقوب هو إسرائيل عليه الصلاة و السلام ولد الاثني عشر ولداً هم: يوسف، و بنيامين، و شيمون أو سيمون، و يهوذا، و غيرهم إلى اثني عشر ولدا وهو أصبحوا قبائل بني إسرائيل أفخاذ بني إسرائيل اثنتي عشرة أسباطاً أمما أمم بني إسرائيل فسموا بني إسرائيل، و أما إسماعيل فهو ابن هاجر ولد إبراهيم من هاجر إسماعيل انحدر منه العرب، و تقدم أن إسماعيل ولد نابتاً، و نابت ولد سلسلة حتى تصل إلى عدنان و الكلام مشهور في زواج عدنان من جرهم و في تقسيم العرب إلى عرب عاربة و عرب مستعربة، قيل العرب العاربة هم الذين يرجعون إلى قحطان بن يعرب بن يشجب، و قيل أن هؤلاء القحطانيين يرجعون إلى هود من العرب البائدة، و العرب المستعربة هم الذين يرجعون إلى عدنان، و عدنان تزوج من جرهم و أخذ عنهم اللسان العربي الباقي لأن اللسان في ذلك الوقت كان اللسان السرياني نسبة إلى سوريا أو سيريا وهو الذي كان يتكلم به إبراهيم و هو الباقي بعد نجاة أصحاب السفينة كانوا قبل يتكلمون بالعربية فاندرس و لم يبق إلا بعضهم و يتكلمون في العرب البائدة منهم طسم و جديس و العماليق و هذا كله مما لا دليل عليه ما فيه دليل على تقسيم العرب إلى عاربة و مستعربة تكلم فيه بعض العلماء و من السلف كذلك لكن بعضهم اعترض على هذا و قال: النبي ? من أصرح العرب و من أعرب العرب فكيف تكون مستعربة، و بعضهم يجعل كل العرب قحطانيهم و عدنانيهم يرجعون إلى إسماعيل و هذا هو الأقرب و الله أعلم.
في الحديث: أول من فتق لسانه بالعربية إسماعيل و هو ابن أربعة عشرة سنة، و هذا صححه الحاكم و ذكره البيهقي و اختلف في تصحيحه أيضا.
و لعل الراجح أن العرب كلهم قحطانيهم و عدنانيهم يرجعون إلى إسماعيل عدنان يلتقي بقحطان في يعرب ابن يشجب و لذلك سموا العرب سميت عرباً إما من الفصاحة أعرب أي أفصح و أبان أعرب عن قصده أو سميت عرباً من التجوال لأن أول أمرهم يتجولون و لا يسكنون و كلاهما يعني له شاهد فالعرب من أعرب أي أفصح و من التجوال، منه العربة العربة التي يجرها حمار أو حصان سميت عربة من تجولها و تنقلها في الشوارع فالأصل يعني المصدر العرب من التنقل فسموا عرباً من هذا أو من هذا العرب.
قال: و عبد مناف هذا هو المغيرة من أجداده عليه الصلاة و السلام هاشم من قريش، و قريش تقدم منها النضر بن كنانة، و قريش من العرب، و العرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل، إسماعيل هذا هو الذبيح على الصحيح و ليس إسحاق خلافاً لما رجحه بعضهم فالذي يقرأ في نيل الأوطار للشوكاني يذكر من هذه الإسرائيليات المحشودة التي يكاد المرء معها يصدق أن الذبيح هو إسحاق الصحيح أن الذبيح هو إسماعيل لأن النبي ? كما جاء هو ابن الذبيحين و إسماعيل بن إبراهيم يقال إبراهيم و إبراهام الخليل سمي خليلاً؛ لأن الله عز و جل اتخذه خليلاً و الخلة بالنسبة للبشر هي أقصى درجات المحبة.
قد تخللت مسلك الروح مني و لذا سمي الخليل خليلا
ابن إبراهيم الخليل عليه و على نبينا أفضل الصلاة و السلام.
قال: و له من العمر ثلاث و ستون سنة، منها أربعون قبل النبوة، و ثلاث و عشرون نبياً رسولا.
نبينا ? عمره ثلاث و ستون سنة باتفاق لأنه ولد عام الفيل كما سيأتي في يوم الاثنين ثلاث و ستون سنة و العجب أنه جاء في الصحيح أنه عليه الصلاة و السلام في حجة الوداع أهدى مائة من الإبل فذبح عليه الصلاة و السلام بيده ثلاث وستين فكلّ تعب و أعطى علياً فأكمل الباقي فوافق هذا العدد عمره عليه الصلاة و السلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/8)
ثلاث و ستون سنة، منها أربعون قبل النبوة: قبل أن يبعث إليه و يوحى إليه لم يوح إليه حتى بلغ الأشد الأربعين ? حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ? وهو منتهى إدراك الإنسان، و مبلغ قواه العقلية و الجسدية مبلغها هذه هي سنة الإبدار البدر ليلة خمس عشرة أو ست عشرة ثم بعد ذلك، كان قبل ذلك هلالاً ثم يصبح محاقاً يتناقص بالعكس و هكذا الإنسان يرتفع و يرتفع و يرتفع حتى إذا بلغ الأربعين أتى بعد ذلك نازلاً نزولاً سريعاً و لا ينزل نزولاً بطيئاً كما كان في الصعود طبيعة الصعود ببطء و هكذا الإنسان أول ما يولد على ظهره عاجزاً ثم يحبو على أربع ثم بعد ذلك يمشي و يسقط و يقف ثم بعد ذلك على اثنتين ثم بعد ذلك بعد الاثنتين و القوة و الشدة بعدما يمشي على رجلين يعود فيمشي على ثلاث ثم على أربع ثم يسقط على ظهره ثم ينتهي كما كان قبل ذلك مات مرة أخرى و لله الأمر سبحانه و تعالى من قبل و من بعد.
فأوحي عليه الصلاة و السلام في الأربعين و بلغ و نبئ كما سيأتي.
و ثلاث و عشرون نبياً و رسولا: و تقدم الكلام في الرسول الرسول سمي رسولاً من ايه؟ من الرسالة.
و الفرق بين النبي و الرسول سبق أن ذكرنا فروقاً من يذكرنا بها ببعضها؟
النبي من أوحي إليه بشرع و لم يؤمر بتبليغه نعم.
و الرسول من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه. نعم
و الفرق الثاني و النبي أرسل إلى قوم موافقين و هذا هو الذي اختاره شيخ الإسلام، نعم.
و لذلك قال عز و جل: ? وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ? و هذا بسببه جعل هذا القول مرجوحاً، و قيل: النبي من أرسل بشرع من قبله و الرسول من أرسل بشرع جديد، الرسول مؤسس و النبي مجدد، و قيل غير ذلك و لذلك فالرسالة أعم من جهة معناها و أخص من جهة أهلها، أعم من جهة معناها لأنه يدخل فيها النبوة الرسالة معها النبوة كل رسول نبي و لا عكس و أخص من جهة أهلها لأن الرسل أقل من الأنبياء و ثلاث و عشرون نبياً و رسولا. نعم.
قال: نبئ باقرأ، و أرسل بالمدثر.
نبئ باقرأ أول ما نزل عليه الوحي كما في الصحيح في البخاري في باب كيف بدء الوحي برسول الله ? قالت عائشة: و كان يتحنث في غار حراء فيتعبد فيه و هو تعبد الليالي ذوات العدد، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق و هو في غار حراء، فنزل عليه الملك وهو في غار حراء قال: فأخذني فغطني ـ أو فغتني ـ حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني قال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ ـ يعني أنا أمي لست بقارئ لا أعرف القراءة ـ قال: فأخذني الثانية فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ قال: فأخذني الثالثة فقال: ? اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ? فرجع بها إلى خديجة بنت خويلد يرجف فؤاده فقال: زملوني، زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة و أخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي، قالت: كلا، و الله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصدق الحديث، و تصل الرحم، و تقري الضيف، و تكسب المعدوم، و تحمل الكل، و تعين على نوائب الحق.
ثم انطلقت به خديجة إلى ابن عمها ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى، و كان امرأ ً قد تنصر في الجاهلية، و كان يقرأ الإنجيل فيقرأ بالعبرانية ما شاء الله أن يقرأ فقالت: يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك فقال: يا ابن أخي ما ترى؟ فأخبره ? خبر ما رأى فقال: هذا الناموس الذي نزّل الله على موسى يا ليتني فيها جذعاً ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك، فقال: أومخرجي هم؟ قال: نعم، لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا أوذي، قال: فلم ينشب ورقة أن توفي و فتر الوحي فأول ما نزل عليه من القرآن ? اقرأ إشارة إلى عظم و أهمية القراءة و عظم العلم و أنه قبل كل شيء قبل العمل و قبل الرسالة و قبل الدعوة، و العلم إنما يستفاد بأداته بالقلم ? عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ? الكتابة أو القراءة في الذهن و اللسان ? عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ?، و لهذا نزل في بواكير ما نزل ? نْ * وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ? تنويهاً بأهمية العلم، و أدواته القلم و القراءة و
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/9)
البيان فهذه أول ما نزل على النبي ? نزل عليه الوحي قيل ليلة الاثنين و قيل في رمضان و قيل غير ذلك لكن الثابت أنه ليلة الاثنين قيل ليلة سبع عشرة و قيل أربع وعشرين لكن الثابت أنه نزل عليه القرآن عليه الصلاة و السلام أول ما ابتدأ ليلة الاثنين في يوم الاثنين في رمضان على الصحيح و في ليلة القدر على الأصح كما ورد في كتاب الله عز و جل.
و أُرسل بالمدثر: يعني أول ما نزل عليه الأمر بالتبليغ بالمدثر نبئ باقرأ صار نبيا، أرسل بالمدثر صار رسولا؛ لأنه في البخاري أيضاً بعدما فتر الوحي جاء في حديث آخر أنه فتر الوحي قال: فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني في حراء على كرسي بين السماء و الأرض فرعب ? منه ثم تدثّر قال: دثروني فنزل قوله عز و جل: ? يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ ? أرسل بالمدثر، نبئ باقرأ، و أرسل بالمدثر.
ولد بمكة، و هاجر إلى المدينة: ولد بمكة عام الفيل على الصحيح، و يوم الاثنين على الصحيح أيضاً، في ربيع الأول يوم الاثنين باتفاق و في عام الفيل على الصحيح و بمكة هذا ثابت لكن في ربيع الأول هذا على الصحيح و في الثاني عشر من ربيع الأول أيضاً هذا على الأرجح هذا مولده عليه الصلاة و السلام بمكة و ما قيل فيما جرى في ولادته ? من ارتجاس أو ارتجاف في إيوان كسرى و سقوط بعض شرفاته و خمد النيران و سقوط الأصنام هذا كله ما ثبت روي بأسانيد لم تثبت و الله أعلم، و إنما الذي حصل بولادته أو ببعثته على الصحيح تشديد الرصد في السماء كانت الشياطين تسترق السمع بسهولة فوجئت الشياطين يوماً من الأيام بشهب شديدة حامية تتساقط من السماء و أرادت أن تقعد مقاعد للسمع كما كانت تفعل ذلك فوجدتها ملئت حرساً شديداً و شهبا قالوا:? وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً * وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً ?، بل أراد بهم ربهم رشدا ببعثة نبينا عليه الصلاة و السلام، و إنما شدد الله الرصد لأنه وقت مهم و حاسم و هو الإيذان ببعثة النبي عليه الصلاة و السلام و قال عليه الصلاة و السلام: " أنا دعوة إبراهيم لقوله: ? رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ ?، و بشرى عيسى، و رأت أمي كأن نوراً خرج منها فأضاءت له قصور الشام " يعني ليلة ولادته أو في حمله عليه الصلاة و السلام.
و أكثر ما ورد في ولادته من أخبار كله مما أحدثه الصوفية و اخترعوه و لا أساس له، و ينبغي أن يحتاط في ذلك فلا يؤخذ إلا الثابت؛ لأن أصحاب البدع يعظمون المولد كما تعرفون تعظيماً أكثره لم يثبت و لم يأت من طريق صحيح.
قال: و هاجر إلى المدينة: الهجرة سيأتي معناها إن شاء الله فيما بعد و هي الترك أو الانتقال، المهاجر من هجر ما نهى الله عنه فالهجرة هي الترك و هي الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام، أو من بلد الكفر إلى بلد أهون منه كفراً كما حصل في الهجرة إلى الحبشة و الهجرة إلى المدينة و سيأتي إن شاء الله تعالى بإذن الله الكلام عن الهجرة فيما بعد.
و هاجر إلى المدينة هاجر ليلة الاثنين، و وصل إلى المدينة كذلك ليلة الاثنين يوم الاثنين ضحى الاثنين، و مات عليه الصلاة و السلام يوم الاثنين، و لذلك كان ? يصوم يوم الاثنين، و يقول: ذلك يوم ولدت فيه، و نزل علي فيه أو بعثت فيه فكان يصومه عليه الصلاة و السلام، و ليس في هذا مستمسك لأهل الخرافة و التصوف و تعظيم الموالد؛ لأنهم يستدلون بهذا الحديث كما يقول أحدهم: أن هذا يدل على أنه كان يحتفل بمولده فيقول: ذلك يوم ولدت فيه، و هذا باطل فإنه لم يقل ? يوم الثاني عشر من ربيع الأول يوم ولدت فيه هم يعظمون الثاني عشر من ربيع الأول بالذات، هو لم يقل ?، يقول: في يوم الاثنين فهلا جعلوا كل اثنين عيداً و مولداً و عظموه لا هم لا يفعلون فلا ينطبق الدليل على المدلول لا ينطبق على ما استدلوا به عليه.
قال: و بعث ? بالنذارة عن الشرك، و يدعو إلى التوحيد.
بعث أي أرسل، البعث الإرسال.
بالنذارة عن الشرك: الإنذار هو الإعلام بأمر مهم، أنذره أي أخبره بأمر مهم، أعلمه بأمر مهم و خطير.
بالنذارة عن الشرك: الشرك هو جعل شريك للمولى عز و جل في العبادة أو في الربوبية.
و يدعو إلى التوحيد الذي هو أول الواجبات.
و النذارة عن الشرك قبل الدعوة للتوحيد؛ لأن لا إله نفي قبل الإثبات، ثم إلا الله إثبات.
و تقدم أن أول ما يجب على العبد الكفر بالطاغوت و الإيمان بالله، فالكفر بالطاغوت قبل الإيمان بالله قبل أن تملأ قلبك بالتوحيد فرغه من الشرك.
ـ[العفالقي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 10:51 ص]ـ
أخي الكريم انتهى ما عندي من شرح الشيخ حفظه الله، معذرة عدم ظهور النصوص فهو عند بهذا الشكل!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/10)
ـ[العفالقي]ــــــــ[28 - 06 - 09, 07:44 م]ـ
لعلك تكون استفد منه.
ـ[محمد علي الجزائري]ــــــــ[30 - 06 - 09, 02:06 ص]ـ
السلام عليكم
أكيد أخي أكيد ..
أنا ممتن لك كثيرا
طبعا عندي الأشرطة لكن كان ينقصني التفريغ
أسأل الله أن يجعل أجري وطلابي في ميزانك وأخيرا شكرا شكرا ....
ـ[عبدالرحيم الجيزاني]ــــــــ[17 - 11 - 10, 04:57 م]ـ
ممكن هذا الشرح بصيغه وورد؟؟ ولكم جزيل الشكر(74/11)
حمل متن مراقي السعود pdf
ـ[ابو نوح]ــــــــ[19 - 06 - 09, 04:51 م]ـ
هذا هو الرابط
http://ifile.it/5g3ermq
لاتنسونا من صالح دعائكم
ـ[ابو نوح]ــــــــ[19 - 06 - 09, 04:53 م]ـ
من لايعرفون طريقة التحميل من هذا الموقع
اضغط على Request Download Ticket
ثم تنزيل او download
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[20 - 06 - 09, 11:19 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء.(74/12)
فتح الباري / مشكولا / موافقا للمطبوع / ومن مكتبة أبي المعاطي
ـ[يحيى خليل]ــــــــ[19 - 06 - 09, 06:04 م]ـ
وجدت هنا اليوم الجمعة طلبًا لأحد إخوتي لكتاب فتح الباري، مشكولا
وفي الجمعة ساعة إجابة
وهاهو الكتاب، مشكولا، وموافقًا للمطبوع:
الكتاب: فتح الباري شرح صحيح البخاري.
المؤلف: أبو الفضل أحمد بن علي بن حَجَر العسقلاني
(المتوفى: 852هـ).
المحقق: محب الدين الخطيب.
الناشر: دار المعرفة، بيروت.
عدد الأجزاء: 13.
ـ[أبو محمد المرقال]ــــــــ[19 - 06 - 09, 07:16 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[عبد الملك الصالح]ــــــــ[20 - 06 - 09, 12:05 ص]ـ
[ SIZE="5"]
وهاهو الكتاب، مشكولا، وموافقًا للمطبوع:
الكتاب: فتح الباري شرح صحيح البخاري.
المؤلف: أبو الفضل أحمد بن علي بن حَجَر العسقلاني
(المتوفى: 852هـ).
المحقق: محب الدين الخطيب.
الناشر: دار المعرفة، بيروت.
عدد الأجزاء: 13.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً جزاك الله خيراً وبارك فيك ونفعك بما تقدمه لنا
ثانياً: النسخة التي رفعتها تتميز بأنها مشكولة، ولكن هناك تعليقات (وأرجو أن يتسع صدرك لنا)
1 - الكتاب خالي من هدي الساري مقدمة الفتح، وقد رفعتُ نسخة فيها الهدي موافقاً للمصور.
2 - الكتاب فيه أخطاء كثيرة، صححت منها آلاف، وبقي آلاف ولا أزال أعمل عليه، وعملي عليه لأنني أحضر رسالة ماجستير من الفتح.
3 - الكتاب الذي رفعته ليس موافقاً كلياً للمصور (أو المطبوع) بينما الذي رفعته أنا موافق تماماً بالجزء والصفحة، وأول كل صفحة من كتاب الشاملة توافق أول كل صفحة من المصور (والمطبوع)
4 - صفحات كتابكم في الشاملة والتي تقابل المصور متعددة، أي إنك تجد صفحة رقمها 8 من الجزء الأول وبعدها صفحتان لهما نفس الرقم والصفحات الثلاث توافق صفحة 8 من المصور، بينما في النسخة التي رفعتها أنا صفحة 8 واحدة وتقابل المصورة كاملة.
5 - النسخة التي رفعتها أنا هي في الأصل من المكتبة الشاملة القديمة، لكن عملي فيها كان تصحيحاً لما وقع بين يدي من الأخطاء، وفيها تنبيهات أضفتها عليها من الطبعة التي حققها الفاريابي وبعض التصحيحات من كتب الجرح والتعديل، وتجد أحياناً في هامش الصفحة قولي (قاله أبو عبد الله) والمقصود بأبي عبد الله خادمكم عبد الملك.
6 - لم أشر إلى كل ما صححته، فإن كان الخطأ ظاهراً صححته بدون تعليق، وإن كان يحتاج إلى تنبيه قلت في ختامه (قاله أبو عبد الله)
7 - النسخة التي عملت عليها أنا ورفعتها ليست مشكولة.
- - ختاماً: لا زال عملي في الكتاب مستمراً، وأتوقع ان أنتهي منه مع انتهائي من تحضير الرسالة، وأتوقع أن يكون في نهاية هذا العام إن أحياني الله ويسر لي - -
لكم الشكر على ما قدمتم، [ COLOR="Red"]###
ولي طلب: إن كنت تملك هدي الساري من الطبعة المذكورة مصوراً فالرجار رفعه على هذا الملتقى، ولك جزيل الشكر.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[20 - 06 - 09, 11:01 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك.
ـ[عبد الملك الصالح]ــــــــ[21 - 06 - 09, 09:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حمل فتح الباري موافق للمصور كاملاً صفحة بصفحة من هنا ( http://cid-174c81d0238a703e.skydrive.live.com/self.aspx?path=%2f%d9%83%d8%aa%d8%a8%20%d8%b4%d8%b 1%d9%88%d8%ad%20%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%af%d9%8a%d8% ab%20%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7%d9%81%d9%82%d8 %a9%20%d9%84%d9%84%d9%85%d8%b5%d9%88%d8%b1%2f%d9%8 1%d8%aa%d8%ad%20%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d9% 8a%20%d9%84%d8%a7%d8%a8%d9%86%20%d8%ad%d8%ac%d8%b1 %20%d8%b7%d8%a8%d8%b9%d8%a9%20%d8%af%d8%a7%d8%b1%2 0%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%b1%d9%81%d8%a9.rar).
وتجد معه خمسة عشر شرحاً لكتب الحديث كلها موافقة للمصور.
لا تنسونا من الدعاء
ـ[عبدالمنان الأثري]ــــــــ[21 - 06 - 09, 07:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا الجزاء وأحسن الجزاء
هل هناك أحد من الاخوة من يجعل هذا الكتاب مفهرسا لنالكي يسهل الانتفاع حق الانتفاع؟
ـ[ابن المنير]ــــــــ[21 - 06 - 09, 09:11 م]ـ
في المرفقات الكتاب مشكولاً ومفهرساً ولكنه غير موافق للمطبوع
ـ[عبدالمنان الأثري]ــــــــ[22 - 06 - 09, 02:17 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا الجزاء
ـ[عبد الملك الصالح]ــــــــ[23 - 06 - 09, 08:48 ص]ـ
جزاكم الله خيرا الجزاء وأحسن الجزاء
هل هناك أحد من الاخوة من يجعل هذا الكتاب مفهرسا لنالكي يسهل الانتفاع حق الانتفاع؟
السلام عليكم
أخي الكريم: الكتاب مفهرس وموافق للمصور تماماً
ـ[أحمد نواف المجلاد]ــــــــ[05 - 10 - 10, 05:25 م]ـ
بارك الله فيكم على جهودكم
ولكن هل من نسخة من كتاب فتح الباري طبعة دار السلام بالرياض؟
ـ[أحمد بن شاهد]ــــــــ[06 - 10 - 10, 09:17 م]ـ
جزاكم الله عنا خيرا
ـ[أبو الأشعث الجنبي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 11:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(74/13)
أريد هذه الكتاب معاني القراءات للأزهري
ـ[محمد السيدالسلفي]ــــــــ[19 - 06 - 09, 07:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الآخوة القائمين على الملتقى تحميل هذا الكتاب
وهو (معاني القراءات للأزهري) سواء كان مصورا لأو نسخة وورد
لأني في احتياج شديد له
ولكم جزيل الشكر(74/14)
كتاب نحو طب إسلامي من إهداء المؤلف
ـ[أمل العلمي]ــــــــ[19 - 06 - 09, 08:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم أيها الإخوة الأعزاء يسعد المؤلف أن يهدي كتابه نحو طب إسلامي إلى جميع الإخوة في هذا الموقع ملتقى أهل الحديث وبواسطتهم إلى جميع خلق الله وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم وفي نشاطكم المتواصل ودمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وهو مرفق مع هذه الرسيلة ...
ـ[عبد الملك الصالح]ــــــــ[20 - 06 - 09, 12:24 ص]ـ
أين الكتاب؟
ـ[أمل العلمي]ــــــــ[20 - 06 - 09, 12:29 ص]ـ
يمكن تحميله على الرابط التالي مباشرة لتعذر رفعه بالمرفقات لمشكل تقني فمعذرة
http://www.4shared.com/dir/16766744/fe6ca869/___.html
وقد نبهت على ذلك
وأشرت أنه موجود على فورشير في المكتبة الخاصة بعلوم القرآن وضعته في مجلد مؤلفات الدكتور أمل العلمي والغيث أوله قطرة ...
ـ[معاذ الطالب]ــــــــ[20 - 06 - 09, 08:04 م]ـ
بارك الله فيك، وأجزل لك العطاء،
والكتاب قيم ومفيد.
في انتظار المزيد من الإهداءات تقبلوا مني فائق التقدير والاحترام.
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[20 - 06 - 09, 09:35 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
سأضع له رابط على الأرشيف لاحقاً بعون الله تعالى
ـ[إبراهيم أمين]ــــــــ[20 - 06 - 09, 10:10 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[21 - 06 - 09, 03:16 ص]ـ
رابط على موقع الأرشيف:
http://ia301502.us.archive.org/1/items/books-34_ahlalhdeeth/Nahwa6ibIslami.pdf
أو
http://www.archive.org/download/books-34_ahlalhdeeth/Nahwa6ibIslami.pdf
ـ[أمل العلمي]ــــــــ[22 - 06 - 09, 07:44 م]ـ
رفع الله قدركم وجزاكم خيرا على هذا المجهود(74/15)
أبحث عن رسالة معاملة أهل السنة لسائر الأمة
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[19 - 06 - 09, 08:44 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله,
رسالة صغيرة كنت قرأتها على الشبكة منذ أكثر من عشر سنوات, الرسالة لشيخ الأسلام ابن تيمية بعنوان معاملة أهل السنة لسائر الأمة, تكلم فيها رحمه الله عن معاملة أهل السنة لسائر الفرق المخالفة من أهل القبلة.
و جزاكم الله خيرا(74/16)
حملوا كتاب تربية الأولاد في الإسلام للنابلسي للشاملة 3 مفهرسا
ـ[علي 56]ــــــــ[19 - 06 - 09, 08:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فتربية الأولاد جزء لا يتجزأ من المنهج الإسلامي، وقد كتبت فيها كتب عديدة منها تربية الأولاد في الإسلام للشيخ عبد الله علوان وهو كتاب نافع، وكتاب منهج تربية الطفل لمحمد نور سويد وهي رسالة ماجستير قيمة، وفن تربية الأولاد لمحمد سعيد المرسي وهو كتاب نافع، ومنها كتاب تربية الأولاد في الإسلام للداعية الإسلامي ((محمد راتب النابلسي))
وقد عرفته منذ أكثر من ربع قرن، وحضرت له بعض الدروس في جامع النابلسي في دمشق.
وأسلوبه يمتاز بالسهولة والإقناع والعذوبة
وهذا الكتاب من الكتب القيمة والنافعة، وهو يحتوي على ثلاثة وخمسين محاضرة
وهي موجودة في كتاب إلكتروني،بهذا الاسم ولكن كثيرا من ملفاته مضروبة، ومن عيوبه أن الآيات والعناوين موضوعة على شكل صورة بحيث لو قمت بنسخها لا يظهر شيء، وإنما يظهر فراغ فقط، ولأهمية الكتاب فقد بحثت عن سائر نسخه على النت لأجعل منها نسخة سليمة من هذه العلل، وبعد لأيٍ تمَّ الأمر بعون الله تعالى، فهذه النسخة كاملة، والآيات بالرسم العادي، ولا يوجد به نقص، وقد حذفت منه مقدمات المحاضرات فقط، ليكون الدخول في الموضوع مباشرة على شكل كتاب وليس محاضرات صوتية.
والكتاب موجود كملفات ورد وبيدي إف في موقع الشيخ نفسه
http://www.nabulsi.com/index_ar.php
وفي صفحتين:
http://www.nabulsi.com/text/07tarbia/3awlad/awlad1.php
وهذه عناوينها:
1 - تمهيد ـ رعاية الأولاد واجب ديني.
2 - أهمية تربية الأولاد.
3 - التربية الإيمانية.
4 - التربية الخلقية 1 - العلاقة الوثيقة بين الإيمان والخلق.
5 - التربية الخلقية 2 - القدوة قبل الدعوة، الكذب.
6 - التربية الاجتماعية 1 ـ ظاهرة السرقة.
7 - التربية الاجتماعية 2: " ظاهرة الكلام البذيء "
8 ـ التربية الصحية " العناية بصحة أولادنا "
9 ـ التربية الصحية المتعلقة بالغذاء
10 ـ مضار التدخين على الفرد والأسرة والمجتمع
11 ـ فضل التربية العقلية
12 - التربية النفسية: عقدة الشعور بالنقص (2)
13 ـ التربية العقلية 3 ـ قيمة العلم
14 ـ التربية العقلية 4 ـ طلب العلم فرض على كل مسلم
15 ـ التربية النفسية 1 ـ ظاهرة الخجل
16 ـ التربية النفسية 2 ـ ظاهرة الخوف
17 ـ التربية النفسية 3 ـ الحكمة في تربية الأبناء
18 ـ التربية النفسية 4 ـ ظاهرة الحسد:
19 ـ التربية النفسية 5 ـ سبب الأمراض النفسية عند الأطفال
20 ـ التربية الاجتماعية 1ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
21 ـ التربية الاجتماعية 2ـ الحوار بين الأب وابنه
22 ـ التربية الاجتماعية 3ـ فن الحديث
23 ـ التربية الاجتماعية 4 ـ أدب المزاح
24 ـ التربية الاجتماعية 5 ـ آداب الطعام
25 ـ التربية الاجتماعية 6 ـ آداب الطعام عند الصغار والكبار
26 ـ التربية الاجتماعية 7 ـ آداب الشراب ـ وأهمية الماء للإنسان
27 ـ التربية الاجتماعية 8 ـ الآداب العامة والخاصة عند المؤمن
28 ـ التربية الجنسية 1ـ أدب الاستئذان عند الأولاد
29 ـ التربية الجنسية 2: غضّ البصر
30 - التربية الاجتماعية 9: تأديب الصغار على معرفة حق الكبير
31 ـ التربية الاجتماعية 10: توقير الكبير،" الحياء فضيلة أما الخجل نقيصة ـ سلوك الآباء ينطبع على الأبناء "
32 - وسائل تربية الأولاد (2): التربية بالقدوة (2): توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم في القدوة
33 - وسائل تربية الأولاد (3): التربية بالعادة (1)
34 - وسائل تربية الأولاد (4): التربية بالعادة (2)
35 - وسائل تربية الأولاد (5): التربية بالموعظة (1)
36 - وسائل تربية الأولاد (6): التربية بالموعظة (2)
37 - وسائل تربية الأولاد (7): التربية بالملاحظة (1)
38 - وسائل تربية الأولاد (8): التربية بالملاحظة (2)
39 - وسائل تربية الأولاد (9): التربية بالعقوبة (1)
40 - وسائل تربية الأولاد (10): صفات المربي
41 - وسائل تربية الأولاد (11): القواعد الأساسية في التربية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/17)
42 - وسائل تربية الأولاد (12): القواعد الأساسية في التربية:قاعدة الربط (2)
43 - وسائل تربية الأولاد (13): القواعد الأساسية في التربية:قاعدة الربط (3)
44 - وسائل تربية الأولاد (14): القواعد الأساسية في التربية: قاعدة الربط (4)
45 - وسائل تربية الأولاد (15): القواعد الأساسية في التربية: التربية بالتحذير (1)
46 - وسائل تربية الأولاد (16): القواعد الأساسية في التربية: التربية بالتحذير (2)
47 - وسائل تربية الأولاد (17): القواعد الأساسية في التربية: التربية بالتحذير (3)
48 - وسائل تربية الأولاد (18): القواعد الأساسية في التربية: التربية بالتحذير (4)
49 - وسائل تربية الأولاد (19): تشويق المتعلم إلى أشرف الكسب
50 - وسائل تربية الأولاد (20): مراعاة الفروق بين الصغار وأن يعيش الطفل سنه
51 - وسائل تربية الأولاد (21): التعاون بين المسجد والمدرسة والبيت
=================
وقد قمت بعمليات عدة حتى فهرستها على الشاملة 3،ووضعت تعريفاً مختصرا للشيخ حفظه الله.
وهو يعتمد بالدرجة الأولى على القرآن الكريم، ثم على السنة النبوية، ويذكر من أخرج الحديث دون ذكر مكانه،وفيها الصحيح والحسن وما دون ذلك.
فإن تيسر لنا في وقت آخر فسوف نقوم بمراجعته وتحقيقه وتخريج أحاديثه، وإن لم يتسر ذلك،فلعل طالبا من طلاب العلم - المتمكنين - يقوم بذلك.
نسأل الله تعالى أن ينفع به كاتبه وجامعه وقارئه وناشره والدال عليه في الدارين.
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
في 25 جمادى الآخرة 1430 هـ الموافق ل 19/ 6/2009 م
وحملوا البي دي إف من هنا:
http://up.ahlalalm.net/ccfiles/Xe529674.rar
ومن هنا:
http://cid-3d4e3b5bad809b62.skydrive.live.com/self.aspx?path=%2f%D9%83%D8%AA%D8%A8%D9%8A%2f%D8%A A%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9% 88%D9%84%D8%A7%D8%AF%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84 %D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%20%D9%84%D9%84%D9%8 6%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%B3%D9%8A%20%D9%84%D9%84%D8% B4%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A9%203%20%2b%D8%A8%D9%8A%2 0%D8%AF%D9%8A%20%D8%A5%D9%81.rar
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[19 - 06 - 09, 09:43 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك.
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[19 - 06 - 09, 10:32 م]ـ
جزاك الله خيرًا ................
ـ[علي 56]ــــــــ[20 - 06 - 09, 01:47 ص]ـ
وأنتم أيها الأحبة
جزاكم الله خيرا
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[20 - 06 - 09, 03:25 ص]ـ
كتاب الأستاذ عبد الله علوان رحمه الله كتاب سيء!
ولي مصنف مفرد في تتبع أخطائه
وفيه حوالي 250 حديثا ضعيفا وموضوعا
ـ[أبو الزهراء بكري]ــــــــ[20 - 06 - 09, 07:40 ص]ـ
بارك الله فيك أستاذنا علي 56
وأنت أيضا شيخنا إحسان العتيبي أحسن الله إليك على هذا التنبيه ونرجو أ نرى ملاحظاتك على الكتاب(74/18)
مختصر السيرة - عبدالغني المقدسي pdf
ـ[سلوم السلوم]ــــــــ[19 - 06 - 09, 10:22 م]ـ
السلام عليكم
هذا كتاب
مختصر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه العشرة - عبدالغني بن عبدالواحد
المقدسي (ت) خالد عبدالرحمن الشايع (ط2) دار بلنسية
قمت بتصويره ورفعه على الانترنت
مع الرجاء ألا تنسوني من دعوة صالحة
...
http://img20.imageshack.us/img20/2020/736o.jpg (http://img20.imageshack.us/i/736o.jpg/)
...
حمله من المرفقات،
أو اضغط (هنا ( http://www.4shared.com/dir/15035697/25b1e712/sharing.html)) وأبحث عنه ..
...
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[20 - 06 - 09, 11:15 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء.
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[20 - 06 - 09, 02:56 م]ـ
جزاك الله خيرا، وبارك فيك.
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[20 - 06 - 09, 07:13 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم وبجهودكم(74/19)
- طلب -: كتاب من توفي عنها زوجها فأظهرت الغموم وباحت بالمكتوم؛ للمرزباني
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[20 - 06 - 09, 12:11 ص]ـ
تحقيق: عبد العزيز بن ناصر المانع
طبع: عام 1981م.
انظر هنا ( http://www.al-jazirah.com/culture/2009/26032009/almlf50.htm)
وجزيتم خيرا.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[20 - 06 - 09, 10:22 م]ـ
ذُكر لي أنه من غرائب الكتب!
فمن أطلع عليه؟
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[21 - 09 - 09, 08:25 م]ـ
يقول الدكتور المانع حول هذا الكتاب:
إن مؤلفه دوَّن فيه وفاء المرأة لزوجها الذي اختطفته المنية منها؛ فرثته بشعر بكائي حزين في منتهى الجمال.
قلت: والعرب تقول إن أصدق الشعر أشعار النساء!
ويظهر أن الكتاب طبع في الأردن سنة 2002م بتحقيق: محمد سعيد بكر
http://hip.jopuls.org.jo/c/portal/layout?p_l_id=PUB.1010.1(74/20)
"الدرة الرابعة" القادياني و القاديانية لأبي الحسن الندوي pdf
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[20 - 06 - 09, 03:16 ص]ـ
الدرة الرابع
الكتاب: القادياني و القاديانية
المؤلف: أبو الحسن الندوي
دار النشر: الدار السعودية للنشر و التوزيع
عدد الصفحات:181
الحجم:4 ميغا
http://www.archive.org/details/nadawi
أبو معاذ.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[20 - 06 - 09, 10:25 ص]ـ
جزاك الله تعالى كل الخير وزادك من فضله.(74/21)
لأول مرة: حمل المجلد الأول من تهذيب الأسماء واللغات موافق للمصور
ـ[د. حامد الصالح]ــــــــ[20 - 06 - 09, 10:16 ص]ـ
حمل المجلد الأول من تهذيب الأسماء واللغات موافقاً للمصور جزءاًوصفحة موافقة تامة
صنعه بيده الشامي وفقه الله
((لايسمح بوضع روابط لمواقع تشترط التسجيل)) المشرف.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[20 - 06 - 09, 10:37 ص]ـ
بارك الله فيك ونفعك بك، ووفقني وإياك لما يحب ويرضى.
ـ[د. حامد الصالح]ــــــــ[20 - 06 - 09, 11:18 ص]ـ
http://www.mahaja.com/forum/showthread.php?t=7066(74/22)
جامع الرسائل المنثورة بكر أبو زيد هل يوجد مصورا
ـ[علي سعد بنطا]ــــــــ[20 - 06 - 09, 04:13 م]ـ
انتظر ردا من الاخوة الكرام
ـ[فوزى محمد أمين ملطان]ــــــــ[06 - 12 - 09, 03:34 م]ـ
للرفع
والسؤال ما زال مطروحا
ـ[وليد اليمني السلفي]ــــــــ[29 - 12 - 09, 06:53 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد بن عبد المحسن المنصور]ــــــــ[05 - 01 - 10, 10:46 ص]ـ
لا يوجد كتاب باسم "جامع الرسائل المنثورة" لبكر أبو زيد. وإنما المقصود به كتاب "جامع المسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية" جمع وتحقيق محمد عزير شمس، وبإشراف بكر أبو زيد رحمه الله تعالى، من منشورات دار عالم الفوائد، صدر منه حتى الآن 6 مجموعات، وهو موجود مصورًا. والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[06 - 01 - 10, 01:01 م]ـ
و جدته في الوقفية جامع الرسائل تحقيق محمد رشاد سالم
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2868(74/23)
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد doc
ـ[أبو الخير الأزهري]ــــــــ[20 - 06 - 09, 04:46 م]ـ
هل من أحد يسعفني بحاشية السندي على مسند الإمام أحمد
بصيغة doc
تصلح للشاملة(74/24)
شرح تفصيلي مصوّر لبرنامج webcopier-v5 أفضل برامج تحميل الموقع بالكامل-الإصدار الأخير
ـ[محمد زكريا يوسف]ــــــــ[20 - 06 - 09, 05:19 م]ـ
قمت بإعداد هذا الشرح بناء على طلب أحد الإخوة على موقع الألوكة
أرجو أن ينفعكم الله به
وهذا رابط الموضوع
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=243042#post243042
<table id="ncode_imageresizer_warning_1" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://i490.photobucket.com/albums/rr268/teamwarez/icone/Besm.gif
http://tawfeek.0fees.net/033.gif http://tawfeek.0fees.net/as01120701009sd.gifhttp://tawfeek.0fees.net/as01120701009sd.gifhttp://tawfeek.0fees.net/as01120701009sd.gifhttp://tawfeek.0fees.net/033.gif
<table id="ncode_imageresizer_warning_7" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://img246.imageshack.us/img246/5732/60522326ar1.gif
بناء على طلب أحد الإخوة الأعضاء
قمت بعمل شرح تفصيلي مصور لبرنامج webcopier-v5 أفضل برامج تحميل الموقع بالكامل-الإصدار الأخير
الصفحة ممكن تتأخر في الفتح لأن فيها 40 صورة تشرح البرنامج
أولا: ننزل البرنامج من الموقع التالي.:
http://www.mediafire.com/?bjdxb4imlth
<table id="ncode_imageresizer_warning_8" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://tawfeek.0fees.net/bannnner.gif
ثانيا: خطوات التنصيب:
(1) سنبدأ بتنصيب الإصدار القديم 4.6
لا تقلقوا سننزل الإصدار الأخير، لكن المشكلة أنه لم يتمكن أحد من سرقته، لكننا سنشتريه، اصبروا وسترون
< table id="ncode_imageresizer_warning_9" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://img244.imageshack.us/img244/3022/65502371.png
1
<table id="ncode_imageresizer_warning_10" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3251&stc=1&d=1245490542
2
<table id="ncode_imageresizer_warning_11" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3252&stc=1&d=1245491545
3
<table id="ncode_imageresizer_warning_12" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3253&stc=1&d=1245492627
4
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/25)
< table id="ncode_imageresizer_warning_13" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3254&stc=1&d=1245492705
5
<table id="ncode_imageresizer_warning_14" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3255&stc=1&d=1245492734
6
<table id="ncode_imageresizer_warning_15" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3256&stc=1&d=1245494176
7
<table id="ncode_imageresizer_warning_16" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3257&stc=1&d=1245494252
<table id="ncode_imageresizer_warning_17" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://tawfeek.0fees.net/bannnner.gif
كده تم التنصيب لتشغيل البرنامج اضغط على اختصار سطح المكتب مرتين متتاليتين
< table id="ncode_imageresizer_warning_18" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3258&stc=1&d=1245494380
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3259&stc=1&d=1245494565
<table id="ncode_imageresizer_warning_20" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3260&stc=1&d=1245494741
<table id="ncode_imageresizer_warning_21" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3261&stc=1&d=1245494873
<table id="ncode_imageresizer_warning_22" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3263&stc=1&d=1245495158
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/26)
< table id="ncode_imageresizer_warning_23" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://tawfeek.0fees.net/bannnner.gif
1 2 3 4 5 6 7 هنا أهم خطوة لشراء النسخة الأخيرة من البرنامج
وهذه الخطوات لن تجدها في أي مكان آخر لأنها من جهدي الخاص
أي إخلال بالتوجيهات تتحمل مسئوليته
< table id="ncode_imageresizer_warning_24" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3264&stc=1&d=1245495229
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3265&stc=1&d=1245495486
سيفتح لك المتصفح للتحميل وقد يفشل، لا يهم لأني وضعت ملف الإصدار الجديد في الملف رقم 2
بعد الضغط عليه مرتين تابع خطوات التنصيب
(2) تنصيب الإصدار الجديد
1
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3266&stc=1&d=1245495510
2
<table id="ncode_imageresizer_warning_27" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3267&stc=1&d=1245495740
3
<table id="ncode_imageresizer_warning_28" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3268&stc=1&d=1245495808
4
<table id="ncode_imageresizer_warning_29" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3269&stc=1&d=1245495856
5
<table id="ncode_imageresizer_warning_30" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3270&stc=1&d=1245495902
6
<table id="ncode_imageresizer_warning_31" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3271&stc=1&d=1245495960
7
<table id="ncode_imageresizer_warning_32" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3272&stc=1&d=1245496090
8
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/27)
< table id="ncode_imageresizer_warning_33" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3273&stc=1&d=1245496112
9
<table id="ncode_imageresizer_warning_34" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3274&stc=1&d=1245496138
10
<table id="ncode_imageresizer_warning_35" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3275&stc=1&d=1245496162
11
<table id="ncode_imageresizer_warning_36" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3277&stc=1&d=1245496236
سيعمل البرنامج الآن وتظهر هذه الشاشة
< table id="ncode_imageresizer_warning_37" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3263&stc=1&d=1245495158
<table id="ncode_imageresizer_warning_38" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://img244.imageshack.us/img244/4205/41234133.png
سنشرح الآن واجهة البرنامج وكيفية التنزيل
< table id="ncode_imageresizer_warning_39" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3279&stc=1&d=1245496298
تابع شرح الواجهة
< table id="ncode_imageresizer_warning_40" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3282&stc=1&d=1245496648
اضغط على زر download بأعلى لتعرف شرح واجهته
< table id="ncode_imageresizer_warning_41" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3281&d=1245496535
ثالثا: شرح تحميل موقع:
الآن نبدأ في تنزيل أحد المواقع (بيني وبينكم هو موقعنا)
هانضغط على new project كما بيننا في الشرح
1
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/28)
< table id="ncode_imageresizer_warning_42" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3280&stc=1&d=1245496402
2
<table id="ncode_imageresizer_warning_43" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3283&stc=1&d=1245496947
3
<table id="ncode_imageresizer_warning_44" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3284&stc=1&d=1245496967
4
<table id="ncode_imageresizer_warning_45" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3285&stc=1&d=1245497007
5
<table id="ncode_imageresizer_warning_46" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3286&stc=1&d=1245497033
لو لم يكن للموقع اسم وسيريال (مثل: ودود والمصطفى) فاتركهما فارغين
6
< table id="ncode_imageresizer_warning_47" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3287&stc=1&d=1245497079
7
<table id="ncode_imageresizer_warning_48" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3288&stc=1&d=1245497249
8
<table id="ncode_imageresizer_warning_49" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3289&stc=1&d=1245497429
9
<table id="ncode_imageresizer_warning_50" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3290&stc=1&d=1245497526
10
<table id="ncode_imageresizer_warning_51" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=3291&stc=1&d=1245497598
<table id="ncode_imageresizer_warning_52" class="ncode_imageresizer_warning" width="400"><tbody><tr><td class="td1" width="20">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif</td><td class="td2"> نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي</ td></tr></tbody></table>http://tawfeek.0fees.net/bannnner.gif
ملحوظات هامة:
هذا البرنامج تم ضبط الأعداد المفضل له على سحب الملفات من الموقع المحدد دون التشعب مع الروابط التي به إلى مواقع أخرى، وهذا يصلح مع المواقع التي تضع ملفاتها على سيرفرها (مثل: ودود والمصطفى).
ولسحب مواقع أخرى يحتاج الأمر لمزيد شرح عن قبول سيرفرات أخرى، لكنني مجهد الآن.
إن يسَّر الله الأمر سأكمل لكم باقي الشرح.
http://img244.imageshack.us/img244/355/rkwl6b.gif
لا تنسوني من صالح دعائكم
المحقق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/29)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[20 - 06 - 09, 06:40 م]ـ
جزاك الله خيرًا
الصور غير ظاهرة بالمرة!!!
ـ[أبو أكرم الحلبي]ــــــــ[20 - 06 - 09, 07:12 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أغلب الصورة لا تظهر
وحتى وإن ظهرت فستحتاج للكثير من الوقت لكي تظهر
وسيأتي يوم وتحذف من موقع الرفع
لذا نتمنى منك أن تجعلها على شكل كتاب إلكتروني أو تضيفها لملف وورد ثم ترفعه وترفقه بالمنتدى وهذا أضمن وأسهل
جزاك الله خيراً
ـ[سيدي محمد اندي]ــــــــ[20 - 06 - 09, 08:44 م]ـ
الصور من مرفقات منتدى الالوكة وهي لا تظهر الا للعضو الذي سجل الدخول هناك
ويمكن تحميلها من المرفقات
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=68399&stc=1&d=1245516709
ـ[محمد زكريا يوسف]ــــــــ[30 - 06 - 09, 04:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وأخص الأخ الفاضل سيدي محمد أندي بالشكر على مساهمته الغالية(74/30)
"الدرة الخامسة" اعتقاد أهل السنة في الصحابة للدكتور محمد الوهيبي pdf
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[20 - 06 - 09, 05:27 م]ـ
الدرة الخامسة
الكتاب: اعتقاد أهل السنة في الصحابة رضي الله عنهم
المؤلف: الدكتور محمد بن عبد الله الوهيبي
عدد الصفحات:59 صفحة
الحجم:2 ميغا
http://www.archive.org/details/whibi
أبو معاذ.(74/31)
سؤال: عن منهج الطبري في تاريخه
ـ[عبد الغفور ميمون]ــــــــ[20 - 06 - 09, 06:57 م]ـ
هل هناك كتاب عن منهج الطبري في تاريخه؟
هل يتوفر في الانترنيت؟
شكرا جزيلا ..(74/32)
تفضلوا: (شرح كتاب الجُمَل .. أبو عبد الله الفخار) مقدمة + ثلاثة مجلدات
ـ[إبراهيم أمين]ــــــــ[20 - 06 - 09, 10:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر: من الأخوين الكريمين مشرف الشهري، وأبي رقية الذهبي – حفظهما الله وغفر لهما –
(أبو عبد الله بن الفخار وجهوده في الدراسات النحوية مع تحقيق كتابه شرح الجُمَل)
دكتوراه 1410هـ، مقدمة + ثلاثة مجلدات، الباحث: حماد بن محمد الثمالي، المشرف: أ. د/ محمود محمد الطناحي
*المقدمة:
http://www.mediafire.com/download.php?own1uk1zyym
* الجزء الأول:
http://www.mediafire.com/?ikzntdz0zzd
* الجزء الثاني:
http://www.mediafire.com/download.php?wwjyytmmq15
* الجزء الثالث:
http://www.mediafire.com/download.php?jyyujqjudtj
**((( لا تحرمونا من صالح دعائكم))) **
ـ[خالد البعلبكي]ــــــــ[20 - 06 - 09, 11:25 م]ـ
جزاك الله خيرا
بارك الله بك
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[21 - 06 - 09, 11:29 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك ويسر لك كل عسير.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[21 - 06 - 09, 10:09 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[محمد أمنزوي]ــــــــ[21 - 06 - 09, 10:33 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[البوني الشنقيطي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 09:37 م]ـ
جزاك الله خيرا
أنبه إلى ان رابط المجلد الثاني معطوب فليتك تعيد رفعه
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[24 - 06 - 09, 11:48 م]ـ
جزاك الله خيرا
أنبه إلى ان رابط المجلد الثاني معطوب فليتك تعيد رفعه
بل يعمل وسأضع الكتاب كاملا على الأرشيف
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[25 - 06 - 09, 03:20 ص]ـ
روابط على الأرشيف:
http://ia301513.us.archive.org/1/items/books-36_ahlalhdeeth/ifwjfdnmtksj_0.pdf
http://ia301513.us.archive.org/1/items/books-36_ahlalhdeeth/ifwjfdnmtksj_1.pdf
http://ia301513.us.archive.org/1/items/books-36_ahlalhdeeth/ifwjfdnmtksj_2.pdf
http://ia301513.us.archive.org/1/items/books-36_ahlalhdeeth/ifwjfdnmtksj_3.pdf
أو
http://www.archive.org/download/books-36_ahlalhdeeth/ifwjfdnmtksj_0.pdf
http://www.archive.org/download/books-36_ahlalhdeeth/ifwjfdnmtksj_1.pdf
http://www.archive.org/download/books-36_ahlalhdeeth/ifwjfdnmtksj_2.pdf
http://www.archive.org/download/books-36_ahlalhdeeth/ifwjfdnmtksj_3.pdf
ـ[أبو إبراهيم النجدي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 12:24 م]ـ
هذه نسخة مفهرسة ومنسقة مع إضافة بعض الصفحات الساقطة ..
http://www.archive.org/details/ibn_alfakhar_12
وهي من عمل الأخ: حميد المرزوقي جزاه الله خيرا.
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 01:25 م]ـ
جاري التحميل بارك الله فيكم.
ـ[الطيماوي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 02:32 م]ـ
من رفعي
http://www.megaupload.com/?d=ORV59STR
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[25 - 06 - 09, 11:21 م]ـ
ما المطبوع من كتب الامام ابن الفخار غير هذا
وفقكم الله
ـ[أبو إبراهيم النجدي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 07:22 م]ـ
ما المطبوع من كتب الامام ابن الفخار غير هذا
وفقكم الله
ليس لابن الفخار (754هـ) غير شرح الجمل، وهذا الشرح لا يشمل جميع أبواب الجمل، لأن آخره في حكم المفقود.(74/33)
حمل المجلد الأول من تهذيب الأسماء واللغات موافق للمصور، وعلى موقع الملتقى
ـ[عبد الملك الصالح]ــــــــ[20 - 06 - 09, 10:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عملت على موافقة المجلد الأول من تهذيب الأسماء واللغات، وساعدتني ابنتي البتول في هذا، وهاهو في المرفقات برجاء دعوة صالحة لنا في ظهر الغيب.
وقد أشار المشرف هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=177314) إلى أنه لا يسمح بوضع روابط لمواقع تشترط التسجيل.
وأنا لم أتنبه لهذا فالعذر منكم.
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[20 - 06 - 09, 10:40 م]ـ
بارك الله فيكم ووفقكم لكل خيرٍ
ـ[أبو الزهراء بكري]ــــــــ[21 - 06 - 09, 09:58 ص]ـ
أكرمكم الله عز وجل وأفاض عليكم من رحماته
ـ[د. حامد الصالح]ــــــــ[21 - 06 - 09, 10:58 ص]ـ
الحمد لله
إخواني جميل جداً أن يقدم الإنسان جهده للآخرين بدون مقابل
وجميل جداً أن يشكره المشرف بدل أن يحذف جهده أو يغلق له موضوعه
وجميل جداً أن يبتسم أحدنا في وجه أخيه
وأقدر جداً للمشرف وفقه الله أنه بين سبب إغلاق الموضوع فهذا يجعلنا نعذره ونتجنب السبب في قادمات الأيام، وهذا أولى وأليق للتعامل بين الإخوة المحبين (جزاه الله خيرا)، وأسلم للقلوب (قلوب الإخوان).
وأكرم وأهناً وألطف (زادكم الله لطفا)
------------------------
إخواني جميل جداً أن نقدر جهد الآخرين وأجمل من ذلك أن نعينهم بدل أن نقف متفرجين مستهلكين غير شاكرين لا قولاً ولا عملاً
أشكر صاحب الموضوع على جهده، وليتني أستطيع العمل معه على باقي أجزاء هذا الكتاب النفيس جداً لكن بضاعتي في هذا الفن مزجاة،ورحم الله امرءا عرف حده فوقف عنده
بارك الله في جهود الأعضاء والمشرفين والمشاهدين
----------------------------------
أقترح ولكوننا مسلمين وحفاظاً على القلوب أن يفعل خيار في المنتدى وهو إرسال رسالة خاصة لصاحب الموضوع عند حذف موضوعه أو إيقافه فيها: (أخي الحبيب تم حذف موضوعك لأنه يخالف شروط المنتدى (ويذكر المخالفة) وهذا لا يفسد للود قضية،اعذرنا مع تمنياتنا لك بموضوع أكثر إفادة وبعيداً عن هذه المخالفة ... ونحو هذا، فهذا من أخلاق المسلمين ولنكن نحن قدوة للآخرين في ذلك، والله أعلم /أخوكم ومحبكم في الله ولله الدكتور حامد)
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[21 - 06 - 09, 11:22 ص]ـ
بارك الله فيك ونفعك بك، ووفقني وإياك لما يحب ويرضى.
ـ[د. حامد الصالح]ــــــــ[21 - 06 - 09, 11:34 ص]ـ
قل الحق أو ارحل
======================
أرجو من الإخوة التفاعل الإيجابي المفيد للملتقى وللمسلمين جميعاً
وأن لا نبقى سلبيين، فنحن أسرة واحدة والملتقى يمثل طلاب العلم جميعاً
ويستحق منا أن ندعمه ولا ننافق عليه فالدين النصيحة.
لا ترحل قبل أن تفيدنا وتدعمنا فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه
تصدق ولو بشطر كلمة
ـ[د. حامد الصالح]ــــــــ[22 - 06 - 09, 09:53 م]ـ
أخي ننتظر المجلد الثاني بعون الله
ـ[الكردستاني]ــــــــ[23 - 06 - 09, 12:02 ص]ـ
عمل عظيم مبارك، فبارك الله فيك وفي ذريتك وحشرني وإياكم مع محمد صلى الله عليه وسلم وآله.
ـ[الطيماوي]ــــــــ[08 - 09 - 09, 03:03 م]ـ
للعلم فقط أكملت العمل على بقية المجلدات وتم الكتاب م م بحمد الله(74/34)
أسبوعيات المساهم (57/ 3): نفوذ السهم فيما وقع للجوهري من الوهم للصفدي (لأول مرة) Pdf
ـ[المساهم]ــــــــ[20 - 06 - 09, 10:34 م]ـ
http://www.alukah.net/UserFiles/Basmmalah22(5).gif
الكتاب الثالث من كتب الأسبوعية السابعة والخمسين ضمن مشروع
(أسبوعيات المساهم)
نفوذ السهم
فيما
وقع للجوهري من الوهم
تأليف
صلاح الدين بن خليل بن أيبك الصفدي
تحقيق
محمد عايش
http://img31.imageshack.us/img31/2336/000ntp.jpg
التحميل
archive (http://www.archive.org/details/ALSHM) أو adrive (http://www.adrive.com/public/e7a751ac0c45fbd9fdab1147ef5c50c69652049aca06c2838a 57edae5ca0ae45.html)
بطاقة الكتاب
العنوان: نفوذ السهم فيما وقع للجوهري من الوهم.
تأليف: صلاح الدين بن خليل بن أيبك الصفدي.
تحقيق: محمد عايش.
دار النشر: دار البشائر الإسلامية.
سنة الطبع: الطبعة الأولى (1427هـ - 2006م).
نوع التغليف: مجلد (402).
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[21 - 06 - 09, 11:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[النصري]ــــــــ[21 - 06 - 09, 06:31 م]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمد أمنزوي]ــــــــ[21 - 06 - 09, 09:28 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك كل خير
ـ[المريني]ــــــــ[22 - 06 - 09, 04:51 م]ـ
بارك الله فيك با أخي الكريم المساهم,
وددت لو أنك جمعت كل ما في حوزتك من الكتب التي تتعلق بمعجم الصحاح, و رفعتها لي و للإخوان, فنعكف عليها, و نستشف فصيحها من سقيمها.
على سبيل المثال لا للحصر: غوامض الصحاح للصفدي, و ايضاح مختار الصحاح.
و جزاك الله خيرا
ـ[البشير الزيتوني]ــــــــ[23 - 06 - 09, 11:36 ص]ـ
جزاكم الله كل خير على كتبكم النادرة.(74/35)
من يصور لنا مقدمة ابن القصار بتحقيق السليماني
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[21 - 06 - 09, 02:58 ص]ـ
السلام عليكم
ارجو من الاوة الكرام مساعدتي في الحصول على هذا الكتاب القيم للامام الحافظ ابن القصار الشيرازي شيخ القاضي اين نصر
بارك الله فيكم
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[21 - 06 - 09, 10:17 م]ـ
للتذكير
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[26 - 06 - 09, 02:23 ص]ـ
للرفع والتذكير
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[17 - 08 - 09, 02:06 م]ـ
للرفع
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[17 - 08 - 09, 02:08 م]ـ
اخي قد وجدتها مصورة لكن ليس بتحقيق السليماني لعلي ابحث لك عن رابطها او يفعل الاخوة(74/36)
حملوا كتابي ((الأساليب النبوية في التعليم)) ط1 - للشاملة 3 +بي دي إف مفهرسا
ـ[علي 56]ــــــــ[21 - 06 - 09, 12:01 م]ـ
الطبعة الأولى
1430 هـ - 2009 م
بهانج دار المعمور
((حقوق الطبع لكل مسلم))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
لقد أكد القرآن الكريم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معلمٌ للناس والبشرية جميعاً، على أميته وصحراوية بيئته.
قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} (2) سورة الجمعة
وقال تعالى: {وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا} (79) سورة النساء.
وكذلك أثبتت السنة المطهرة أيضا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معلمٌ هادٍ بصير. فقد روى ابن ماجه في سننه عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ بَعْضِ حُجَرِهِ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ بِحَلْقَتَيْنِ، إِحْدَاهُمَا يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، وَيَدْعُونَ اللَّهَ، وَالأُخْرَى يَتَعَلَّمُونَ وَيُعَلِّمُونَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: كُلٌّ عَلَى خَيْرٍ، هَؤُلاَءِ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، وَيَدْعُونَ اللَّهَ، فَإِنْ شَاءَ أَعْطَاهُمْ، وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُمْ، وَهَؤُلاَءِ يَتَعَلَّمُونَ وَيُعَلِّمُونَ، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ مُعَلِّمًا , فَجَلَسَ مَعَهُمْ. (1)
إلى جانب ذلك أثبت التاريخ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان معلماً وأي معلم؟ فنظرة يسيرة إلى ما كانت عليه البشرية قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإلى ما آلت إليه البشرية بعد رسالته، تعطينا أوضح شاهد ودليل على ثبوت ذلك. فأي معلم من المربين تخرَّج على يديه عدد أوفر وأهدى من هذا الرسول الكريم، الذي تخرج من تحت يديه هؤلاء الأصحاب والأتباع؟ فكيف كانوا قبله؟ وكيف صاروا بعده؟!
إن كل واحد من هؤلاء الأصحاب دليلٌ ناطق على عِظم هذا المعلم المربي الفريد الأوحد، وهذا يذكرنا بكلمة طيبة لبعض الجهابذة الأصوليين، يقول فيها: "لو لم يكن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - معجزة إلا أصحابه، لكفوه لإثبات نبوته".
هذا المعلم للخير - صلى الله عليه وسلم - رغم أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب، قد منحه الله تعالى العلم الذي لا يدانيه أحد من البشر، وأتم عليه النعمة بما آتاه من شخصية فذة جامعة فريدة، وامتن عليه بقوله سبحانه: {وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} (113) سورة النساء.
فنهض - صلى الله عليه وسلم - ينشر العلم في الناس ويذيعه بينهم، وكان بحق المعلم الأول للخير في هذه الدنيا، في جمال بيانه، وفصاحة لسانه، ونصاعة منطقه، وحلاوة أسلوبه، ولطف إشارته، وإشراق روحه، ورحابة صدره، ورقة قلبه، ووفرة حنانه وحكيم شدته، وعظيم انتباهه، وسمو ذكائه، وبالغ عنايته، وكثير رفقه بالناس، حتى قال - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّمَا بُعِثْتُ مُعَلِّمًا".
ولقد حذر هذا المعلِّم الكريم من العلم الذي لا ينفع، حتى جعل ذلك دعاءً له يدعو به في أكثر أحيانه - صلى الله عليه وسلم -.
وقد تمثلت شخصية الرسول - صلى الله عليه وسلم - المعلم في الرأفة والرحمة، وترك العنت وحب اليسر، والرفق بالمتعلم، والحرص عليه، وبذل العلم والخير له في كل وقت ومناسبة، بالمكان الأسمى والخلق الأعلى، قال الله تعالى: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (128) سورة التوبة.
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتخيَّر في تعليمه من الأساليب أحسنها وأفضلها، وأوقعها في نفس المخاطب وأقربها إلى فهمه وعقله، وأشدها تثبيتا للعلم في ذهنه وأكثرها مساعدة على إيضاًحه له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/37)
فالرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يُلوِّن الحديث لأصحابه ألوانا كثيرة، فتارة يكون سائلاً، وتارة يكون مجيباً وتارة يجيب السائل بقدر سؤاله، وتارة يزيده على ما سأل، وتارة يضرب المثل لما يريد تعليمه، وتارة يصحب كلامه القسم بالله تعالى، وتارة يلفت السائل عن سؤاله
لحكمة بالغة منه - صلى الله عليه وسلم -، وتارة يُعلم بطريقة الكتابة، وتارة بطريق الرسم، وتارة بطريق التشبيه أو التصريح، وتارة بطريق الإبهام أو التلويح. (2)
هذا وقد انتبه المسلمون أخيراً إلى خطورة استيراد مناهج للتعليم سواء من الشرق أو الغرب، حيث إنها تمثل ثقافةً وفكراً مختلفاً تمام الاختلاف عن منابع ثقافتنا ومثلنا العليا، وألفت العديد من الكتب في هذا المجال، ومن أهمها كتابان:
الأول - الرسول المعلم - صلى الله عليه وسلم - وأساليبه في التعليم للشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله، وهو كتاب قيِّمٌ ومليء بالفوائد،وهو مطبوع ومتداول وعدد صفحاته (238) صفحة من القطع المتوسط.
وقد ذكر فيه أربعين نوعاً من أنواع الأساليب النبوية، ولكننا يمكن أن ندمج بعضها مع بعض فتصبح دون ذلك، والأمثلة فيه كلها مخرجة من مصادرها، ولكنها ليست بالكثيرة، فهو يأتي لكل قاعدة ببعض الأمثلة وأحياناً بمثال واحد.
وهذا مكانه على النت:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=243379#post243379
والثاني - كتاب ((المعلم الأول - صلى الله عليه وسلم -)) تأليف الشيخ الفاضل فؤاد بن عبد العزيز الشلهوب.
وهو موجود بمكتبة صيد الفوائد:
http://saaid.net/book/open.php?cat=5&book=282
وغيرها على النت.
والكتاب حوالي 80صفحة من القطع المتوسط، وقد قسمه لمدخل وثلاثة أقسام وخاتمة:
القسم الأول-صفات ينبغي توفرها في المعلم، وفيه أحد عشر موضوعاً
القسم الثاني- (مهمات وواجبات المعلم) وفيه ستة موضوعات ...
القسم الثالث - (طرق وأساليب التعليم) وفيه عشرون موضوعاً
وفي الغالب يمهد لكل موضوع ثم يأتي بالأحاديث المناسبة، ويعلق عليها في الغالب تعليقات نافعة ومفيدة، وهذا التقسيم دقيق وجيد.
ومما يؤخذ عليه - بالرغم من أهميته - هو أن الأحاديث لم يشكل حديثاً واحدا منها والآيات كذلك - على قلتها-، فقد وقعت أخطاء مطبعية لهذا السبب، وهو يخرجها ولكن لم يسر على وتيرة واحدة في ذلك، وكثيرا ما يترك التخريج فلا يذكر الجزء والصفحة أو رقم الحديث.
والأحاديث التي ليست في الصحيحين يعتمد في الغالب كلام الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله عليها.
ولكنه - مع ذلك - يبقى من الكتب النافعة في هذا المجال، ولكنه يحتاج لتحقيق علمي لاستدراك هذه الملاحظات.
وقد رأيت أن أقوم بجمع ما تناثر في هذا الموضوع الجلل، والكتابان اللذان أشرت إليهما استفدت منهما كثيرا، ولكني لم أقف عندهما فقط، بل تجاوزتهما كثيراً.
فأما هذا الكتاب فقد قسمته إلى مدخل وأربعة أبواب وخاتمة:
الباب الأول=صفات ينبغي توفرها في المعلم
الباب الثاني= مهمات وواجبات المعلم
الباب الثالث= صفات الرسول المعلم
الباب الرابع= أساليب الرسول صلى الله عليه وسلم التعليمية
ثم خاتمة.
وهذه هي مفصلة:
الباب الأول صفات ينبغي توفرها في المعلم
1 - إخلاصُ العلم لله:
2 - صدق المعلم:
3 - مطابقة القول العمل:
4 - العدل والمساواة:
5 - التحلي بالأخلاق الفاضلة والحميدة:
6 - تواضع المعلم:
7 شجاعة المعلم:
8 - مزاح المعلم مع تلاميذه:
9 - الصبر واحتمال الغضب:
10 - تجنب الكلام الفاحش البذيء:
11 - استشارة المعلم لغيره:
الباب الثاني مهمات وواجبات المعلم
1 - غرس العقيدة الصحيحة وتقوية الإيمان خلال التعليم:
2 - إسداءُ النصيحة للمتعلم:
3 - الرفق بالمتعلم وتعليمه بالأسلوب الحسن:
4 - عدم التصريح بالأسماء أثناء التوبيخ:
5 - إلقاء السلام على المتعلِّم قبل الدرس وبعده:
6 - استخدام العقوبات أثناء التعليم:
7 - تقديم المكافآت للمتعلم:
الباب الثالث صفات الرسول المعلم
المبحث الأول كلمةٌ موجزةٌ عن شَخْصيةِ الرسول المعلِّم
المبحث الثاني بيان خصائص الرسول المعلِّم وفضائِله
الباب الرابع أساليب الرسول - صلى الله عليه وسلم - التعليمية
1 - تهيئة المتعلِّم لاستقبال العلم:
2 - الاتصال السمعي والبصري بين المعلم والمتعلم:
3 - الأسلوب العملي في التعليم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/38)
4 - عرض المادة العلمية بأسلوب يناسب عقل الطالب وفهمه:
5 - أسلوب المحاورة والإقناع العقلي:
6 - التعليم عن طريق القصص:
7 - ضرب الأمثال أثناء التعليم:
8 - أسلوب التشويق في التعليم:
9 - استخدام الإيماءات (حركات اليدين والرأس) في التعليم
10 - استخدام الرسومات للتوضيح والبيان:
11 - توضيح المسائل المهمة عن طريق التعليل
12 - ترك استخراج الجواب للمتعلم:
13 - استخدام التكرار في التعليم:
14 - استخدام أسلوب التقسيم في التعليم:
15 - استخدام أسلوب الاستفهام أثناء التعليم:
16 - طرح بعض المسائل العلمية المهمة لاختبار مقدرة الطالب العقلية:
17 - حثُّ المعلم طلابَه على طرح الأسئلة:
18 - تقديم السائل من خلال سؤاله، وإجابته بما يناسب حاله:
19 - التعليق على إجابة المتعلم:
20 - تأخير جواب السائل لمصلحة معينة:
21 - عدم السخرية من سؤال الجاهل:
22 - إعادة السؤال على السائل لتنبيهه إلى السؤال الأهم:
23 - تأخير جواب السائل إذا كان مرتبطا بشيء عمليٍّ:
24 - السكوت عن جواب السائل ساعة أو نحوها حسب مقتضى الحال:
25 - السؤال واحد والجواب مختلف حسب طبيعة السائل:
26 - استخدام القياس أثناء التعليم أو الإجابة على الأسئلة:
27 - الحوار المشوق مع المتعلم:
28 - هل يخص بعض طلابه ببعض العلم دون غيرهم؟:
29 - نهي المتعلم عن أشياء تضره في المستقبل:
30 - الإيجاز في الموعظة:
31 - انتِهازُه - صلى الله عليه وسلم - المناسباتِ العارِضةَ في التعليم:
32 - القراءة على العالم:
33 - ترك الجدال والتنازع الذي يؤدي إلى نسيان المعلم بعض أفكاره:
34 - النهي عن كثرة الأسئلة على المعلم:
35 - حَضُّه - صلى الله عليه وسلم - على محوِ العاميّة وتحذيرُه من الفتور في التعليم والتعلُّم:
36 - تعليمُه - صلى الله عليه وسلم - بالسيرة الحسنة والخلق العظيم:
37 - تعليمُه - صلى الله عليه وسلم - الشرائعَ بالتدريج:
38 - رِعايتُه - صلى الله عليه وسلم - في التعليم الاعتدالَ والبُعدَ عن الإملال:
39 - رعايتُه - صلى الله عليه وسلم - الفروقَ الفردية في المتعلمين:
40 - ابتداؤه (أصحابَه بالإفادة دون سؤال منهم:
41 - إجابتُه - صلى الله عليه وسلم - السائلَ عما سأل عنه:
42 - جوابُه - صلى الله عليه وسلم - السائلَ بأكثرَ مما سأل عنه:
43 - لَفْتُه (السائلَ إلى غير ما سَأَل عنه:
44 - استِعادتُه - صلى الله عليه وسلم - السؤالَ من السائِل لإيفاء بيان الحكم:
45 - تفويضُه - صلى الله عليه وسلم - الصحابي بالجواب عما سُئل عنه ليُدرِّبه:
46 - تعليمُه - صلى الله عليه وسلم - بالسكوتِ والإقرارِ على ما حَدَث أمامه:
47 - تعليمه - صلى الله عليه وسلم - بالمُمازَحةِ والمُداعَبة:
48 - تأكيدُه - صلى الله عليه وسلم - التعليم بالقَسَم:
49 - إمساكُه - صلى الله عليه وسلم - بيد المُخاطَب أو منكِبِه لإثارةِ انتباهِه:
50 - إبهامُه - صلى الله عليه وسلم - الشيءَ لحملِ السامِع على الاستِكشافِ عنه للترغيب فيه أو الزَّجْر عنه:
51 - إجمالُه - صلى الله عليه وسلم - الأمر، ثم تفصيلُه ليكون أوضحَ وأمكَنَ في الحفظ والفهم:
52 - تعليمُه - صلى الله عليه وسلم - بالترغيب والترهيب:
53 - اكتفاؤه - صلى الله عليه وسلم - بالتعريض والإشارة في تعليم ما يُستحيا منه:
54 - اهتمامُه - صلى الله عليه وسلم - بتعليم النساء ووعظِهن:
55 - اتخاذُه - صلى الله عليه وسلم - الكتابة وسيلةً في التعليم والتبليغ ونحوِهما:
56 - أمرُه - صلى الله عليه وسلم - بعض أصحابه بتعلُّم اللغة السُّريانية:
57 - قول المعلم لا أدري لما لا يدري جزء من العلم:
وفي نهاية كل مبحث خلاصة مختصرة له.
--------------
وأما طريقتي فهي ذكر نصوص القرآن والسنَّة من مصادرها مباشرة، مشكلة، ومخرجة، وإذا لم تكن في الصحيحين حكمت عليها بما يناسبها وفق المنهج الوسط في الجرح والتعديل.
وقد قمت بشرح معظم الآيات بشكل مختصر.
وكذلك قمت بشرح غريب الأحاديث، وذكر ما يستنبط منها تعليميا، وقد زدت أحاديث كثيرة لكل قاعدة تركتها دون تعليق اكتفاء بالأمثلة المعلَّق عليها لشرح القاعدة.
وقد تكررت بعض الأحاديث بسبب دخولها تحت مباحث متعددة، وغالب الأحاديث تدور بين الصحة والحسن.
والباب مفتوح أمام طلاب العلم لكي يستنبطوا قواعد وأساليب تعليمية جديدة من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.
فكلام الرسول - صلى الله عليه وسلم - غزير المعاني ومتنوعها.
نسأل الله تعالى أن ينفع به كاتبه وقارئه وناشره والدال عليه في الدارين.
قال تعالى: { ... وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} (113) سورة النساء.
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
في 26 جمادى الآخرة 1430 هـ الموافق ل 21/ 6/2009 م
__________
(1) - سنن ابن ماجة- طبع مؤسسة الرسالة - (1/ 155) (229) حسن لغيره
(2) - انظر كتاب: الرسول المعلم - صلى الله عليه وسلم - وأساليبه في التعليم لأبي غدة - (1/ 12)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/39)
ـ[علاء السلفي]ــــــــ[21 - 06 - 09, 01:21 م]ـ
جزاك الله خيراً ياأستاذي وبارك الله فيك
ـ[علي 56]ــــــــ[21 - 06 - 09, 01:29 م]ـ
وأنت أخي الحبيب
جزاك الله خيراً(74/40)
هل يوجد على النت كتاب الابتهاج باذكار المسافر الحاج للسخاوى
ـ[محمد ابن الشنقيطي]ــــــــ[21 - 06 - 09, 01:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يوجد على النت كتاب الابتهاج باذكار المسافر الحاج لللسخاوى
ـ[محمد ابن الشنقيطي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 09:31 ص]ـ
للرفع
ـ[محمد ابن الشنقيطي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 11:01 م]ـ
للرفع
ـ[رشيد أحمد]ــــــــ[23 - 03 - 10, 12:19 ص]ـ
للرفع(74/41)
هل هناك أبحاث عن منهج البقاعي
ـ[حبيب الدين الحسني]ــــــــ[21 - 06 - 09, 01:19 م]ـ
إخواني هل هناك كتب أو أبحاث أفردت للحديث عن منهج البقاعي في النكت الوفية. أفيدونا دمتم طيبين.
ـ[أمجد عبد الرؤوف]ــــــــ[21 - 06 - 09, 06:54 م]ـ
نعم هناك رسالة ماجستير في جامعة الأزهر عن منهج البقاعي في النكت الوفية(74/42)
رسالة ماجستير: "الاستثمار في أموال الزكاة حكمه وآثاره "
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[21 - 06 - 09, 02:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رسالة ماجستير: "الاستثمار في أموال الزكاة حكمه وآثاره "
جامعة الجزائر، كلية العلوم الإسلامية
قسم: الشريعة، تخصص أصول الفقه
http://www.salafishare.com/arabic/296J7D3O4CF0/0US8NSG.rar (http://www.salafishare.com/arabic/296J7D3O4CF0/0US8NSG.rar)
أو:
http://www.islamup.com/view.php?file=a57e470436 (http://www.islamup.com/view.php?file=a57e470436)
<!-- / message -->
ـ[أبو البركات بن أبي عامر]ــــــــ[21 - 06 - 09, 06:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[العفالقي]ــــــــ[22 - 06 - 09, 11:15 ص]ـ
بوركت
ـ[أبو محمد المحراب]ــــــــ[29 - 06 - 09, 04:36 ص]ـ
جميل، بارك الله فيك، وأحسن إليك
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[30 - 06 - 09, 12:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا(74/43)
[الضلالة بهد الهدى] أسبابها وعلاجها للشيخ عبد الله بن جار الله آل جار الله
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[21 - 06 - 09, 08:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الضلالة بعد الهدى
أسبابها وعلاجها
للشيخ
عبد الله بن جار الله آل جار الله
صفحة الشيخ في موقع صيد الفوائد
http://saaid.net/Doat/aljarallah/index.htm (http://saaid.net/Doat/aljarallah/index.htm)
<!-- / message --><!-- attachments -->
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[24 - 07 - 09, 01:47 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ورحم الله شيخنا عبدالله الجارالله(74/44)
موسوعة الشعر العربى - القسم الاول (8 أجزاء)
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[21 - 06 - 09, 11:30 م]ـ
المؤلف: مجموعة أساتذة
وصف الكتاب: الناشر: معهد البحوث العلمية - جامعة أم القرى الطبعة الأولى 1419هـ / 1998م.
أما التعريف بالموسوعة هنا
http://www.uqu.edu.sa/page/ar/303 (http://www.uqu.edu.sa/page/ar/303)
و للتحميل هنا
http://wadod.net/bookshelf/book/706 (http://wadod.net/bookshelf/book/706)
أما المشكل فالتحميل صعب قليلا من الموقع فهل من فحل يرفعها لنا على أرشيف مثلا و له الشكر و الثناء و الدعاء
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[23 - 06 - 09, 02:35 ص]ـ
وضعتهُ على الأرشيف:
http://www.archive.org/details/Mawso3atShi3r3arabi_1
ـ[أبو عبد الرحمن العامري]ــــــــ[23 - 06 - 09, 07:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب مهاجي
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[23 - 06 - 09, 09:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب مهاجي
وجزاكم وبارك فيكم أخي الحبيب
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[23 - 06 - 09, 04:31 م]ـ
جزاك الله خير أخي جمال و بارك الله فيك و لك و بك
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[23 - 06 - 09, 06:11 م]ـ
جزاك الله خير أخي جمال و بارك الله فيك و لك و بك
وجزاكم وبارك فيكم ورضي عنكم(74/45)
حمل word + pdf : الكلمات الحسان في بيان علو الرحمن
ـ[محمد جمال حسين]ــــــــ[22 - 06 - 09, 02:48 ص]ـ
الكلمات الحسان في بيان علو الرحمن
للشيخ عبد الهادي حسن وهبي
حمل pdf :
http://www.4shared.com/file/95363530/2a0a0f31/_____.html (http://www.4shared.com/file/95363530/2a0a0f31/_____.html)
حمل WORD :
حمله بصيغة وورد (نص) حجم 1.3 ميغا بايت
http://www.asseraj.net/books/kalemat%20hesan.doc (http://www.asseraj.net/books/kalemat%20hesan.doc)
وبصيغة وورد (نص) ومضغوط حجم 226 كيلو بايت فقط
http://www.4shared.com/file/113268857/d4e0e24a/_____-___.html (http://www.4shared.com/file/113268857/d4e0e24a/_____-___.html)
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[23 - 06 - 09, 01:29 ص]ـ
أحسن الله إليكم
رابط مباشر على الأرشيف:
http://ia301512.us.archive.org/1/items/books-36_ahlalhdeeth/KalimatHisanFiBayan3olowRahman.pdf
أو
http://www.archive.org/download/books-36_ahlalhdeeth/KalimatHisanFiBayan3olowRahman.pdf
ـ[محمد جمال حسين]ــــــــ[29 - 06 - 09, 03:32 ص]ـ
أحسن الله إليكم
رابط مباشر على الأرشيف:
http://ia301512.us.archive.org/1/items/books-36_ahlalhdeeth/KalimatHisanFiBayan3olowRahman.pdf
أو
http://www.archive.org/download/books-36_ahlalhdeeth/KalimatHisanFiBayan3olowRahman.pdf
بارك الله فيك
أخي الكريم
شاكر لكم المرور(74/46)
برء العليل بفوائد وتعليقات العالم الجليل عبد الله بن عقيل
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[22 - 06 - 09, 02:52 ص]ـ
http://www.almtoon.com/show-behest.php?id=7
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[22 - 06 - 09, 10:20 م]ـ
بارك الله فيك ونفعنا بالشيخ الجليل.(74/47)
من يدلنى على هذين الكتابين المغانم المطابة فى تاريخ طابة للفيروز أبادى وتحفة الزائر لابن عساكر
ـ[علاءالدين]ــــــــ[22 - 06 - 09, 06:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوانى الكرام أنا بحاجة ماسة إلى كتابى:
المغانم المطابة فى تاريخ طابة للفيروز أبادى.
تحفة الزائر لابن عساكر.
هل لهما وجود على شبكة الانترنت بأى صيغة كانت؟ وكيف أحملهما إن وجدا؟
وأى معلومات عنهما أنا فى حاجة إليها.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[22 - 06 - 09, 07:29 م]ـ
ليس لهما أثر على الشبكة الآن /
1 - كتاب المغانم المطابة في معالم طابة؛ للفيروز آبادي طبع بتحقيق حمد الجاسر
(وهو مستل من معجمه القاموس)
2 - وكتاب إتحاف الزائر وإطراف المقيم للسائر في زيارة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لابن عساكر
(فهو كتاب في آداب الزيارة وما يقول الزائر عند الروضة الشريفه).
ـ[محمدابيدن]ــــــــ[22 - 12 - 09, 01:04 ص]ـ
المغانم المطابة و روضة الفردوسية للاقشهري كتابان مهمان ولكن لم اجدهما حتي الان
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[18 - 10 - 10, 12:20 ص]ـ
هذا كتاب ابن عساكر: (إتحاف الزائر وإطراف المقيم السائر) بصيغة الوورد وللشاملة
http://www.4shared.com/file/F9jzrVFY/________.html
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[26 - 11 - 10, 01:34 م]ـ
وهذا كتاب المغانم المطابة في معالم طابة مصورا بصيغة pdf
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=229446
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[27 - 11 - 10, 06:34 ص]ـ
ليس لهما أثر على الشبكة الآن /
1 - كتاب المغانم المطابة في معالم طابة؛ للفيروز آبادي طبع بتحقيق حمد الجاسر
(وهو مستل من معجمه القاموس)
لا ليس هو مستل من معجمه القاموس، ولكنه كتاب مستقل في تاريخ المدينة، ولم يُحَقَّق منه إلا باب من أبوابه وهو باب المعالم.(74/48)
يا كرام: أريد كتبًا عن مذهب الزيدية العقدي والفقهي
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[22 - 06 - 09, 09:11 ص]ـ
لأن عندي بحثًا يتعلق بالزيدية فأريد التكرم بكتب عن مذهب الزيدية العقدي والفقهي
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[24 - 06 - 09, 12:02 م]ـ
هل من متكرِّم؟!
ـ[كاتب]ــــــــ[24 - 06 - 09, 07:27 م]ـ
http://rapidshare.com/files/248155831/zayd.rar.html
http://www.badongo.com/file/15647850
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[24 - 06 - 09, 08:46 م]ـ
جزاك الله خيرًا
وما أحراك بقول البحتري:
وغرائب في المجد تعلم أنها ... من شاعرٍ أو عالم أو كاتبِ
ـ[سعود3]ــــــــ[24 - 06 - 09, 09:01 م]ـ
يمكنك الاستفادة من السيل الجرار
وفقك الله.
ـ[كاتب]ــــــــ[24 - 06 - 09, 10:33 م]ـ
جزاك الله خيرًا
وما أحراك بقول البحتري:
وغرائب في المجد تعلم أنها ... من شاعرٍ أو عالم أو كاتبِ
مدَّ اللهُ عمرك في طاعته ... ونفعكم بها ..
ـ[كاتب]ــــــــ[24 - 06 - 09, 11:26 م]ـ
وهنا كتاب ينتصر للقوم، ولعلكم تجدون فيه تعريفا بهم ومعتقداتهم (ولا تخلو عقائدهم من فساد)، نسأل الله السلامة:
http://www.4shared.com/file/51354294/ab504612/_online.html?err=no-sess
ـ[ابو عبد المحسن]ــــــــ[24 - 06 - 09, 11:37 م]ـ
السلام عليكم
إن كنت تريد كتب القوم فرد على الخاص ...
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[25 - 06 - 09, 11:32 ص]ـ
أخي سعود2: أسعدك الله بجنته.
أخي كاتب: كتبك الله من الأتقياء.
أخي أبو عبد المحسن: قد فعلتُ وفقك الله.(74/49)
هل يوجد: الإفصاح عن معاني الصحاح لابن هبيرة؟؟؟
ـ[أبو نور السعداوي سعيد]ــــــــ[22 - 06 - 09, 10:18 ص]ـ
هل يوجد كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح للوزير ابن هبيرة محققا ومصورا
والكتاب يسمى أيضا: اختلاف الأئمة العلماء وهو موجود على الشاملة.
ولكني أريده محققا مصورا.
ولكم الشكر.
ـ[أبو نور السعداوي سعيد]ــــــــ[28 - 06 - 09, 03:22 م]ـ
للرفع
ـ[أبو حارث السلفي]ــــــــ[18 - 03 - 10, 11:02 م]ـ
ساعدونا يا اخوان
الله يجزاكم خير
ـ[ابوهادي]ــــــــ[22 - 03 - 10, 05:15 م]ـ
تفضل بارك الله فيك هذا الأول والثاني
http://file9.9q9q.net/Download/94397957/-----------------------.rar.html
ـ[ابوهادي]ــــــــ[22 - 03 - 10, 05:20 م]ـ
وهذا الثالث والرابع
http://file9.9q9q.net/Download/34649668/-----------------------.rar.html
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[22 - 03 - 10, 05:52 م]ـ
أرجو إعادة النظر في الرابط فهو لا يعمل.
ـ[ابوهادي]ــــــــ[22 - 03 - 10, 06:36 م]ـ
تفضل ها قد رفعته مرة أخرى على موقع آخر أرجو أن يعمل هذه المرة
http://www.mediafire.com/?mwzt1tyq0tn
http://www.mediafire.com/?zyxymv552tu
http://www.mediafire.com/?ly5winnnwit
http://www.mediafire.com/?yzjtijgdmw5
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[22 - 03 - 10, 07:38 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ويبنغي لفت الانتباه هنا إلى أن كتاب ابن هبيرة رحمه الله شرح للجمع بين الصحيحين للحميدي، ولما وصل إلى حديث من يرد الله به خيرا يفقه في الدين انتقل إلى ذكر اختلاف الفقهاء على النحو المذكور في كتاب الموجود في الشاملة.
أما المرفوع فهو القسم الأول من الكتاب، وهو شرحه على الجمع بين الصحيحين.
والجدير بالذكر أن القسم الفقهي لم يرفع إلى الآن.
وللعلم فلهذا القسم تحقيق في مصر في حوالي تسع مجلدات صغيرة الحجم!
أجزل الله لكم المثوبة
ـ[سليمان بطيخ]ــــــــ[22 - 03 - 10, 07:40 م]ـ
ياأخى بارك الله فيك هذا الذى رفعته هو شرح للجمع بين الصحيحين للحميدى
وأظن أن أخانا سأل عن كتاب الأفصاح الذى إستله ابن هبيرة من كتابه هذا وهو فى الفقه المقارن والذى قال عنه الدكتور محمد الزحيلى أنه تتبعه من خلال الكتب الأخرى فوجده ملما بكل المذاهب الاربعة
وانا عندى نسخة تحقيق الدكتور يعقوب طالب عبيدى طبعة المكتبة الاسلامية بالقاهرة ولكنها تحتاج الى عناية بالحديث التى إستدل بهاأصحاب المذاهب ولم يخرجها المحشى لها الدكتور يعقوب طالب عبيدى لان تحقيق الدكتور يعقوب طالب عبيدى لها انما هو من الجانب الفقهى فلو هناك أخرى جمعت بين المذاهب ومدى صحة أدلة كل مذهب من الحديث لكان أقوى
ـ[سليمان بطيخ]ــــــــ[22 - 03 - 10, 07:49 م]ـ
ياأخى بارك الله فيك هذا الذى رفعته هو شرح للجمع بين الصحيحين للحميدى
وأظن أن أخانا سأل عن كتاب الأفصاح الذى إستله ابن هبيرة من كتابه هذا وهو فى الفقه المقارن والذى قال عنه الدكتور محمد الزحيلى أنه تتبعه من خلال الكتب الأخرى فوجده ملما بكل المذاهب الاربعة
وانا عندى نسخة تحقيق الدكتور يعقوب طالب عبيدى طبعة المكتبة الاسلامية بالقاهرة ولكنها تحتاج الى عناية بالحديث التى إستدل بهاأصحاب المذاهب ولم يخرجها المحشى لها الدكتور يعقوب طالب عبيدى لان تحقيق الدكتور يعقوب طالب عبيدى لها انما هو من الجانب الفقهى فلو هناك أخرى جمعت بين المذاهب ومدى صحة أدلة كل مذهب من الحديث لكان أقوى(74/50)
أبحاث قرآنية علمية محكمة ...
ـ[العوضي]ــــــــ[22 - 06 - 09, 11:59 ص]ـ
- رسالة في تفسير قوله تعالى (إنما يعمر مساجد الله) الآية , للشيخ علي الأجهوري المالكي المتوفى سنة 1066 هـ - رحمه الله تعالى -
دراسة وتحقيق: د / عيادة أيوب الكبيسي
مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية - العدد 25
ـ[العوضي]ــــــــ[22 - 06 - 09, 12:44 م]ـ
المصدر ودلالته البلاغية في القرآن الكريم , د / أبوسعيد محمد عبدالمجيد
مجلة كلية الدراسات الإسلامية بدبي.
ـ[العوضي]ــــــــ[22 - 06 - 09, 01:27 م]ـ
- النسخ في القرآن الكريم , للشيخ عبدالله بن حمد الشبانة
مجلة البحوث الإسلامية ’ العدد 29
ـ[الطيماوي]ــــــــ[22 - 06 - 09, 01:29 م]ـ
المصدر ودلالته البلاغية في القرآن الكريم , د / أبوسعيد محمد عبدالمجيد
مجلة كلية الدراسات الإسلامية بدبي.
من رفعي
http://www.megaupload.com/?d=KRN62VR3
ـ[الطيماوي]ــــــــ[22 - 06 - 09, 01:30 م]ـ
- رسالة في تفسير قوله تعالى (إنما يعمر مساجد الله) الآية , للشيخ علي الأجهوري المالكي المتوفى سنة 1066 هـ - رحمه الله تعالى -
دراسة وتحقيق: د / عيادة أيوب الكبيسي
مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية - العدد 25
من رفعي
http://www.megaupload.com/?d=8U8STONR
ـ[الطيماوي]ــــــــ[22 - 06 - 09, 01:32 م]ـ
- النسخ في القرآن الكريم , للشيخ عبدالله بن حمد الشبانة
مجلة البحوث الإسلامية ’ العدد 29
من رفعي
http://www.megaupload.com/?d=J0HKH
[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]
RX
ـ[العوضي]ــــــــ[22 - 06 - 09, 07:00 م]ـ
مفردة ابن محيصن المكي
ذكر ما انفرد به ابن محيصن مخالفاً به لأبي عمرو غير ما اتفقا عليه وغير ما لا خلاف فيه
لأبي علي الحسن بن علي الأهوازي 362 - 446 هـ
بتحقيق الدكتور / عمار أمين الددو
مجلة الأحمدية العدد الثاني والعشرون 1427 هـ
اضغط هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=68420&d=1245645395)
ـ[العوضي]ــــــــ[22 - 06 - 09, 07:50 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم / الطيماوي على جهودك
ولم أكن أعلم أن هذه الأبحاث منشورة من قبل وقد طلبها الاخوة وصورتها لهم , ووضعته في المنتدى لكي يستفيد منه الاخوة
والله الموفق(74/51)
أين أجد شرح الأصبهانية بتحقيق السعوي؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[22 - 06 - 09, 01:31 م]ـ
شرح الأصبهانية، لابن تيمية، ت: محمد بن عودة السعوي، رسالة دكتوراه سنة 1407هـ، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، غير مطبوعة.
كيف يمكن الوصول إليها؟
سيما ان طبعة الرشد سيئة جداً.
ـ[محمد براء]ــــــــ[21 - 07 - 09, 03:33 ص]ـ
أرجو المساعدة
ـ[صالح العواد]ــــــــ[10 - 12 - 09, 08:44 م]ـ
الكتاب طبع بالتحقيق المذكور والحمدلله بدار المنهاج بالرياض.
ـ[محمد براء]ــــــــ[24 - 01 - 10, 01:00 ص]ـ
اشتريت الكتاب من المكتبة الأثرية في عمان، ولله الحمد ..
ـ[صالح العواد]ــــــــ[24 - 01 - 10, 01:31 ص]ـ
نفعك الله به(74/52)
طلب: الفارق بين المصنف والسارق وورد أو للشاملة.
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[22 - 06 - 09, 02:56 م]ـ
السلام عليكم
إخواني هل أجد عند أحد منكم الفارق بين المصنف والسارق للسيوطي على ملف وورد او الشاملة؟
بوركتم(74/53)
منظومة (الألفية في الآداب الشرعية) المرداوي pdf
ـ[سلوم السلوم]ــــــــ[22 - 06 - 09, 06:03 م]ـ
السلام عليكم
هذه منظومة
الألفية في الآداب الشرعية - محمد بن عبدالقوي المرداوي (ت) محمد ناصر
العجمي (ط2) دار البشائر الإسلامية
وقد كنت أنزلتها منذ مدة بصيغة ( woor)
وقد وضعتها لكم في "المرفقات"، تخفيفًا من عنا البحث عنها
ورأيت ألآن تتميمًا للفائدة أن أقوم بتصويرها ورفعها على الانترنت
مع الرجاء ألا تنسوني من دعوة صالحة
...
http://img41.imageshack.us/img41/6114/546x.jpg (http://img41.imageshack.us/i/546x.jpg/)
...
http://www.4shared.com/file/113423371/f73808c0/____-____________2____.html
...
أرجو ممن قام بتحميله: ألاّ يبخل على إخوانه برفعه على موقع آخر
فأنا لا أُجيد إلاّ هذا الموقع ..
ـ[عبد الله محمد إبراهيم]ــــــــ[22 - 06 - 09, 08:25 م]ـ
رابط مباشر:
http://www.archive.org/details/2adab_Merdawy
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[23 - 06 - 09, 02:28 ص]ـ
جزاكما الله خيراً وبارك فيكما
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[23 - 06 - 09, 01:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمود بن محمد حمدان]ــــــــ[30 - 09 - 10, 11:57 م]ـ
كتبَ الله أجركم.(74/54)
**سؤال إلى من يملك كتاب "الصاحبي" لابن فارس تحقيق السيد احمد صقر
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[22 - 06 - 09, 08:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
رجاء إلى من يمتلك مقدمة تحقيق كتاب "الصاحبي" للسيد احمد صقر،فاليخبرني لأن عندي الكتاب طبعة الحلبي بدون مقدمة العلامة المحقق السيد احمد صقر، وأريد أن استوضح بعض الشيء من خلال المقدمة.(74/55)
أسبوعيات المساهم (58/ 1): شرح أبيات الجمل للبطليوسي (لأول مرة) Pdf
ـ[المساهم]ــــــــ[22 - 06 - 09, 10:52 م]ـ
http://www.alukah.net/UserFiles/Basmmalah22(5).gif
الكتاب الأول من كتب الأسبوعية الثامنة والخمسين ضمن مشروع
(أسبوعيات المساهم)
شرح أبيات الجمل
تأليف
أبو محمد عبد الله بن السيد بن السيد البطليوسي
تحقيق
عبد الله الناصير
http://img35.imageshack.us/img35/3472/000jpp.jpg
التحميل
archive (http://www.archive.org/details/GMALsh) أو adrive (http://www.adrive.com/public/5425f510b1c2c6eca96119f6c56d9acab5c3b6c85f6545e57f bd9ff1053e5ca6.html)
بطاقة الكتاب
العنوان: شرح أبيات الجمل.
تأليف: أبو محمد عبد الله بن السيد بن السيد البطليوسي.
تحقيق: عبد الله الناصير.
دار النشر: منشورات دار علاء الدين.
سنة الطبع: الطبعة الأولى (2000م).
نوع التغليف: مجلد (577).
ـ[خالد البعلبكي]ــــــــ[22 - 06 - 09, 11:19 م]ـ
جزاك الله خيرا
اذا كان خير الأعمال أدومها وان قل كما في الحديث
فكيف اذا كثر ودام
بارك الله بك
ـ[بن نعمان]ــــــــ[22 - 06 - 09, 11:41 م]ـ
جزاك الله خير أخي المساهم
وبارك الله فيك
ـ[البشير الزيتوني]ــــــــ[23 - 06 - 09, 11:34 ص]ـ
جزاكم الله كل خير.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[23 - 06 - 09, 10:12 م]ـ
إنا لنعجز عن شكرك؛ لعظم سهمك وأجرك
ولا يشكر الله من لا يشكر الناس؛ فمتعك الله بالصحة والعافيه وحفظك.(74/56)
أسبوعيات المساهم (58/ 1): شرح أبيات الجمل للبطليوسي (لأول مرة) Pdf
ـ[المساهم]ــــــــ[22 - 06 - 09, 10:53 م]ـ
مكرر(74/57)
تفضلوا: (لبيد بن ربيعة/ حميد بن ثور الهلالي/ ابن مُقَرَّب العيوني) ثلاث رسائل من جامعة الأزهر
ـ[إبراهيم أمين]ــــــــ[23 - 06 - 09, 07:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر: من الأخوين الكريمين مشرف الشهري، وأبي رقية الذهبي – حفظهما الله وغفر لهما –
** (لبيد بن ربيعة .. حياته وشعره)
ماجستير 1977م، 158ص، الباحث: حامد محمد جبر، المشرف: أ. د/ أحمد الشرباصي
http://www.mediafire.com/download.php?d2ymkkymgyt
** ( حميد بن ثور الهلالي .. حياته وشعره)
ماجستير 1978م، 336ص، الباحث: رضوان محمد حسين النجار، المشرف: أ. د/ محمد السعدي فرهود
http://www.mediafire.com/download.php?lzjoyye0c0d
** ( ابن مُقَرَّب العيوني .. حياته وشعره)
ماجستير 1974م، 108ص، فهد بن عوض بن وريده، المشرف: أ. د/ أحمد الشرباصي
http://www.mediafire.com/download.php?zng2mjmmhdi
**((( لا تحرمونا من صالح دعائكم))) **
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[23 - 06 - 09, 09:10 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ـ[البشير الزيتوني]ــــــــ[23 - 06 - 09, 11:29 ص]ـ
با صاحب الفضلِ إنَّ الفضلَ مشكورُ
جزاكم الله كل خير.
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[25 - 06 - 09, 03:02 ص]ـ
أحسن الله إليكم
روابط على الأرشيف:
** (لبيد بن ربيعة .. حياته وشعره)
ماجستير 1977م، 158ص
الباحث: حامد محمد جبر
المشرف: أ. د/ أحمد الشرباصي
http://ia301513.us.archive.org/1/items/books-36_ahlalhdeeth/LobaydIbnRabi3a_HayatohoWaShi3roho.pdf
أو
http://www.archive.org/download/books-36_ahlalhdeeth/LobaydIbnRabi3a_HayatohoWaShi3roho.pdf
** ( حميد بن ثور الهلالي .. حياته وشعره)
ماجستير 1978م، 336ص
الباحث: رضوان محمد حسين النجار
المشرف: أ. د/ محمد السعدي فرهود
http://ia301513.us.archive.org/1/items/books-36_ahlalhdeeth/HomaydIbnThawr_HayatohoWaShi3roho.pdf
أو
http://www.archive.org/download/books-36_ahlalhdeeth/HomaydIbnThawr_HayatohoWaShi3roho.pdf
** ( ابن مُقَرَّب العيوني .. حياته وشعره)
ماجستير 1974م، 108ص
فهد بن عوض بن وريده
المشرف: أ. د/ أحمد الشرباصي
http://ia301513.us.archive.org/1/items/books-36_ahlalhdeeth/IbnM9rb3youni_HayatohoWaShi3roho.pdf
أو
http://www.archive.org/download/books-36_ahlalhdeeth/IbnM9rb3youni_HayatohoWaShi3roho.pdf(74/58)
حمل: الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز pdf
ـ[الكردستاني]ــــــــ[23 - 06 - 09, 08:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقدم لكم اليوم الكتاب النفيس الذي طالما انتظرته أنا وغيري أن يصوره لنا أحد الإخوة الناشطين في مجال تصوير الكتب (هنا ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=4535) و هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=96791))، لكن الله تعالى منَّ علي أن قدّر أن يكون الذي يصوره هو العبد الفقير أخوكم، بعد أن أتاني به أحد الإخوة من طلبة العلم مشكوراً والحمد لله على توفيقه، والكتاب كما هو ظاهر من من عنوان الموضوع هو:
الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=68441&stc=1&d=1245729572
بيانات الكتاب:
العنوان: الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز
المؤلف: عبد العظيم بن بدوي الخلفي
قدم له: كل من: الشيخ محمدصفوت نور الدين والشيخ محمد صفوت الشوادفي والشيخ محمد إبراهيم شقرة
الطبعة: الثالثة - 1421 هـ - 2001 م
الناشر: دار ابن رجب
عدد الصفحات: 528 صفحة
الحجم: 9 MB
رابط التحميل: الغلاف ( http://ia301534.us.archive.org/2/items/alwajizffswka/GH-ALWAJIZ.pdf) ---- الكتاب ( http://ia301534.us.archive.org/2/items/alwajizffswka/ALWAJIZ.pdf)
وهذه صفحة الكتاب على الأرشيف:
http://www.archive.org/details/alwajizffswka
أرجوا منكم الدعاء لي ولوالديّ بظهر الغيب، ولكم بالمثل بإذن الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابو عبد المحسن]ــــــــ[23 - 06 - 09, 08:50 ص]ـ
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك
ـ[أبو الزهراء بكري]ــــــــ[23 - 06 - 09, 09:13 ص]ـ
أكرمك الله خي الكردستاني
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[23 - 06 - 09, 09:28 ص]ـ
أحسن الله إليك أيها الكريم
ـ[الكردستاني]ــــــــ[23 - 06 - 09, 09:58 ص]ـ
آمين على الدعوات الطيبة، ولكم بالمثل أيها الكرام.
ـ[رياض الحشاني]ــــــــ[24 - 06 - 09, 07:52 م]ـ
جزاك الله خيرا وغفر لك ولوالديك ولجميع المسلمين
ـ[اسد الدين شركوه]ــــــــ[24 - 06 - 09, 08:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الحسن السلفي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 08:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[سامح رضا]ــــــــ[25 - 06 - 09, 03:39 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[الكردستاني]ــــــــ[26 - 06 - 09, 12:15 م]ـ
آمين على الدعوات الطيبة، ولكم بالمثل إخواني الكرام.
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[09 - 08 - 09, 01:50 ص]ـ
بارك الله فيك.
والرابط لا يعمل.
ـ[ابراهيم الفيومي]ــــــــ[19 - 08 - 09, 12:10 م]ـ
الرابط الان لا يعمل
يرجى العمل على تصحيحه
وبارك الله فيكم
ـ[ابراهيم الفيومي]ــــــــ[19 - 08 - 09, 01:00 م]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وائل جلال
بعد بحث مضني على هذا الكتاب وجدت أن أحد الكرام الأفاضل رفعه مجددا على هذه الروابط:
http://www.mediafire.com/?gyrtmdzkjn0
أو
http://www.megaupload.com/?d=qvmpno1x
منقول من الالوكة
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - 08 - 09, 01:06 م]ـ
تم رفعه على الأرشيف
مباشر
http://ia301538.us.archive.org/3/items/ALWAJIZ/ALWAJIZ.pdf
غير مباشر
http://www.archive.org/details/ALWAJIZ(74/59)
أين أجد شرح النووي لصحيح مسلم مصورا و موافق للمطبوع؟
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[23 - 06 - 09, 01:37 م]ـ
لقد وجدت الطبعة المصرية من الأزهر ووجدت طبعة لدار إحياء التراث العربي ببيروت فأيهما أفضل ومن لدية طبعة دار المعرفة لخليل مأمون فجزاه الله عنا خيرا.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[24 - 06 - 09, 02:49 ص]ـ
الدال على الخير كفاعله أريد النسخة ضروري.
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 03:09 ص]ـ
لا توجد طبعة محققة حتى الآن ويوجد طبعة قيد التحقيق، ستكون _إن شاء الله_ أفضل طبعة على الإطلاق!
فأصبري أختاه،وإلا فأفضل الموجود الطبعة المصرية في 18مجلد، والطبعة التى على حاشية كتاب إرشاد الساري (بولاق، والميمنية)
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[24 - 06 - 09, 03:37 ص]ـ
فأصبري أختاه،وإلا فأفضل الموجود الطبعة المصرية في 18مجلد، والطبعة التى على حاشية كتاب إرشاد الساري (بولاق، والميمنية)
جزاكم الله خيرا أرجوا أن تتحمل جهلي
أسمع كثيرا كلمة (بولاق) هذه اسم دار للطباعة أم ماذا؟
كتاب إرشاد الساري أليس لصحيح بخاري؟ لم أفهم أين أجد الطبعة التي أشرت إليها أنها في الحاشية؟
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[24 - 06 - 09, 10:20 ص]ـ
أختي:
تعجبت من قولك (مصورًا) و (موافقًا للمطبوع) فهل يفترقان؟!
وهذه الطبعة
http://www.archive.org/details/alhelawy05
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[24 - 06 - 09, 10:29 ص]ـ
يصادف طالب العلم أسماء طبعات قديمة لبعض الكتب كطبعة بولاق والطبعة البابية والميمنية والسلطانية فما معنى هذه الطبعات؟
طبعة بولاق: نسبة إلى ضاحية بولاق قريبة من القاهرة، أنشأها محمد علي باشا عام 1820م 1235هـ، وتسمى أحيانا المطبعة الأميرية أو الميرية.
الطبعة السلطانية: نسبة إلى الخليفة العثماني السلطان عبدالحميد الذي أمر بها،
المطبعة الميمنية: أسسها بمصر مصطفى البابي الحلبي وأخواه عيسى وبكري عام 1276هـ
ثم تفرع منها مطبعتان: مطبعة مصطفى البابي الحلبي وتسمى أحيانا البابية أو الحلبية،
والثانية: مطبعة عيسى البابي الحلبي التي تسمت (دار إحياء الكتب العربية)
الطبعة المنيرية:نسبة إلى صاحبها محمد منير الدمشقي أنشأ دار الطباعة المنيرية بالقاهرة عام 1337هـ.
المصدر / ((جوال الدرر السنية 80280)) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=121567&highlight=%CC%E6%C7%E1+%C7%E1%CF%D1%D1)
رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح
ـ[الطيماوي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 11:31 ص]ـ
اسم الكتاب: صحيح مسلم بشرح النووي
قلت: ويعرف أيضاً باسم: المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج.
المؤلف: أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي
سنة الولادة:631
سنة الوفاة:676
عدد الأجزاء:18*9
دار النشر: دار إحياء التراث العربي
مدينة النشر: بيروت
سنة النشر:1392
رقم الطبعة: الطبعة الثانية
اسم المحقق:
مصدر الكتاب: شركة التراث
ملاحظات بخصوص الكتاب:
1. موافق للمطبوع.
[شرح النووي على صحيح مسلم]
الكتاب: المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج
المؤلف: أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي
الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت
الطبعة الطبعة الثانية، 1392
عدد الأجزاء: 18
ملاحظات بخصوص الكتاب:
1. موافق للمطبوع + pdf
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[24 - 06 - 09, 01:30 م]ـ
أختي:
تعجبت من قولك (مصورًا) و (موافقًا للمطبوع) فهل يفترقان؟!
وهذه الطبعة
http://www.archive.org/details/alhelawy05
جزاى الله الجميع خير الجزاء.
لا لا يفترقان ولكن سهوا حصل الخطأ في كتابة العنوان لصغر الحقل الذي يكتب به ولا أرى الأمر يستدعي التعجب!
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 05:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا أرجوا أن تتحمل جهلي
أسمع كثيرا كلمة (بولاق) هذه اسم دار للطباعة أم ماذا؟
كتاب إرشاد الساري أليس لصحيح بخاري؟ لم أفهم أين أجد الطبعة التي أشرت إليها أنها في الحاشية؟
علمنا الله وإياكم أختي الكريمة
ومطبعة بولاق _كما قال الأخ الكريم أبو زارع المدني_ أنها منطقة في مصر تُسمى ببولاق، وإليها تُنسب المطبعة، وهي من أقدم المطابع في مصر بل في العالم العربي.
أما إرشاد الساري فهو بالفعل شرح البخاري للقسطلاني، ولكن كان من عادات المطابع القديمة، طبع أكثر من كتاب في كتاب واحد، أي: في الحاشية والهوامش وما إلى ذلك ...
وهذا رابط الكتاب من الوقفية
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=764
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[24 - 06 - 09, 08:05 م]ـ
علمنا الله وإياكم أختي الكريمة
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=764
أحسن الله إليكم
بما أن لكم أهتمام بالمخطوطات فهل من النساء من حققت مخطوط؟ أم هذا العلم قاصر على الرجال وهل لكل مخطوط لابد للطالب أن يتكبد عناء السفر؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/60)
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 08:56 م]ـ
أحسن الله إليكم
بما أن لكم أهتمام بالمخطوطات فهل من النساء من حققت مخطوط؟ أم هذا العلم قاصر على الرجال وهل لكل مخطوط لابد للطالب أن يتكبد عناء السفر؟
طبعًا كثيرٌ من النساء لهم عناية بالتحقيق والتراث والمخطوطات ... و قد حققن مخطوطات من التراث ما لا يُحصى، ومن ابرزهم المحققة الأديبة الكبيرة الموسومة بعائشة عبد الرحمن (بنت الشاطيء) وغيرها كثير. وهو ليس قاصرًا طبعًا على الرجال فقط، بل هناك رجال ونساء، بل هناك عرب وعجم، بل هناك مسلمون و مستشرقون وغير ذلك ...
ولكن الأهم ضبط القواعد وأيضًا الخبرة والدربة وطول العشرة.
ولا يشترط أن يتكبد أحد عناء السفر للحصول على مخطوط، فهي موجودة على الشبكة بكثرة ولله الحمد.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[25 - 06 - 09, 04:52 ص]ـ
فهي موجودة على الشبكة بكثرة ولله الحمد. وكيف لي أن أعلم أن هذا المخطوط لم يحقق بعد؟ أو أن أحدهم عاكف عليه؟
ـ[الطيماوي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 11:32 ص]ـ
انظري نسختي التي رفعتها على الموقع وهي م م
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[25 - 06 - 09, 02:27 م]ـ
انظري نسختي التي رفعتها على الموقع وهي م م
تقصد هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=154096
جزاكم الله خيرا لكن لماذا أحلتني عليه؟
سؤال: لماذا يهتم طلاب العلم بطبعة بولاق مع أنها قديمة؟ أما تغني الطبعات الحديثة؟
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[20 - 12 - 09, 10:16 ص]ـ
للرفع.(74/61)
من لهذا الموقع القيم؟
ـ[البلنصوري]ــــــــ[23 - 06 - 09, 02:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
وجدت موقعا علميا وحاولت تحميله بعدة برامج لتحميل المواقع فلم أتمكن أرجو المساعدة في تحميله وهذا هو الموقع:
http://www.oloommagazine.com/Articles/Archieve.aspx
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(74/62)
أسبوعيات المساهم (58/ 2): شرح أدب الكاتب للجواليقي (لأول مرة) Pdf
ـ[المساهم]ــــــــ[23 - 06 - 09, 05:15 م]ـ
http://www.alukah.net/UserFiles/Basmmalah22(5).gif
الكتاب الثاني من كتب الأسبوعية الثامنة والخمسين ضمن مشروع
(أسبوعيات المساهم)
شرح أدب الكاتب للجواليقي
موهوب الجواليقي
تحقيق ودراسة
د. طيبة حمد بودي
http://img193.imageshack.us/img193/7725/000ubj.jpg
التحميل
archive (http://www.archive.org/details/GWL
[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]
I) أو adrive (http://www.adrive.com/public/e0b220436755cd3824d6c6d32b5891fea84a5e366226188050 cf23558439e75c.html)
بطاقة الكتاب
العنوان: شرح أدب الكاتب للجواليقي.
تأليف: موهوب الجواليقي.
تحقيق ودراسة: د. طيبة حمد بودي.
دار النشر: مطبوعات جامعة الكويت.
سنة الطبع: الطبعة الأولى (1415هـ ـ 1995م).
نوع التغليف: مجلد (458).
ـ[خالد البعلبكي]ــــــــ[23 - 06 - 09, 08:49 م]ـ
بارك الله بك أيها المساهم الكريم
وجزاك الله بكل حرف حسنة الى أضعاف كثيرة
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[23 - 06 - 09, 08:56 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك كل خير.
ـ[البوني الشنقيطي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 08:52 م]ـ
جزاك الله هيرا وكم دعونا لك بالغيب دون أن ترى ذلك مكتوبا
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[25 - 06 - 09, 01:18 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[الطيماوي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 11:39 ص]ـ
من رفعي
http://www.megaupload.com/?d=P4YT33W0
ـ[يوسف بن عواد البردي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 05:08 م]ـ
جزاك الله خيراً، ويعطيك العافية ...
ـ[أحمد أبو يوسف]ــــــــ[23 - 11 - 09, 12:31 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أحمد أبو تسنيم]ــــــــ[24 - 11 - 09, 05:09 م]ـ
أحسن الله إليك وغفر لوالديك
ـ[أحمد بن شاهد]ــــــــ[24 - 11 - 09, 11:52 م]ـ
حفظك الله ورعاك.
اسمك الكريم يدخل الفرح إلى قلبي كلما وقعت عيناي عليه.(74/63)
مؤلفات الموريسكيين
ـ[هيثم العبيدي]ــــــــ[23 - 06 - 09, 06:55 م]ـ
الى الاخوة في تونس والمغرب والجزائر نرجو منكم تصوير كتب المؤلفات التي تتحدث عن تاريخ الموريسكيين وابحاث معهد عبد الجليل التميمي في تونس وتنزيلها على النت وكذلك ابحاث التي هي في مجلة الدراسات التاريخية ومجلة دراسات اندلسية ولو ان تنزل على شكل مقالات - لاننا في المشرق نفقد هذه المصادر ولكم الشكر
هيثم العبيدي
ـ[خلدون الجزائري]ــــــــ[23 - 06 - 09, 07:27 م]ـ
هل المقصود من كان يطلق عليهم العلماء "المُدَجَّنون" The Mudejars ؟
ـ[احمدعاطف]ــــــــ[23 - 06 - 09, 08:53 م]ـ
مجلة دراسات أندلسية
نحتاج هذه المجلة كثيرا وطال انتظارها فمن لها بارك الله فيكم
ـ[أبو عيسى الإلغي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 03:56 م]ـ
السلام عليكم
هذا موقع له علاقة بالموريسكيين والأندلس
محاكم التفتيش وابادة المسلمين في الاندلس (موقع جديد)
http://www.hassankettani.info/index.php
ـ[هيثم العبيدي]ــــــــ[29 - 08 - 09, 06:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا. لكن هل من مؤلفات عن تاريخ الموريسكيين
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[01 - 09 - 09, 04:01 ص]ـ
السلام عليكم
أخي ادخل هنا عسى أن تجد ما يعجبك
http://www.pdfbooks.net/vb/t4565.html
ـ[جمال عبد الرحمن]ــــــــ[02 - 09 - 09, 10:28 ص]ـ
السلام عليكم وكل عام وأنتم بخير وبعد، فقد صدر عن المجلس الأعلى للثقافة فى مصر ما لا يقل عن عشرين كتابا عن القضية الموريسكية، وهى كتاب تباع بأسعار مخفضة
ـ[هيثم العبيدي]ــــــــ[21 - 12 - 09, 06:08 م]ـ
هل من الممكن عن طريق المراسلة ان يرسل المجلس الاعلى للثقافة والفنون والترجمة في مصر كتب الى العراق وخاصة المؤلفات المورييسكيية بطريقة او اخرى واذا كان ممكنا فمن نراسل(74/64)
حمل كتاب "قتل الرحمة والسلوك الطبي من منظور الشريعة والقانون" هدية من المؤلف
ـ[أمل العلمي]ــــــــ[23 - 06 - 09, 08:37 م]ـ
< STYLE> v\:* {behavior:url(#default#VML);} o\:* {behavior:url(#default#VML);} w\:* {behavior:url(#default#VML);} .shape {behavior:url(#default#VML);} </STYLE><LINK href="file:///C:%5CDOCUME%7E1%5CUser%5CLOCALS%7E1%5CTemp%5Cmsoht mlclip1%5C01%5Cclip_themedata.thmx" rel=themeData><LINK href="file:///C:%5CDOCUME%7E1%5CUser%5CLOCALS%7E1%5CTemp%5Cmsoht mlclip1%5C01%5Cclip_colorschememapping.xml" rel=colorSchemeMapping><STYLE> <!-- /* Font Definitions */ @font-face {font-family:"Cambria Math"; panose-1:2 4 5 3 5 4 6 3 2 4; mso-font-charset:1; mso-generic-font-family:roman; mso-font-format:other; mso-font-pitch:variable; mso-font-signature:0 0 0 0 0 0;} @font-face {font-family:Calibri; panose-1:2 15 5 2 2 2 4 3 2 4; mso-font-charset:0; mso-generic-font-family:swiss; mso-font-pitch:variable; mso-font-signature:-1610611985 1073750139 0 0 159 0;} /* Style Definitions */ p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal {mso-style-unhide:no; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; margin-top:0cm; margin-right:0cm; margin-bottom:10.0pt; margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:Calibri; mso-fareast-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi; mso-fareast-********:EN-US;} a:link, span.MsoHyperlink {mso-style-priority:99; color:blue; text-decoration:underline; text-underline:single;} a:visited, span.MsoHyperlinkFollowed {mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; color:purple; mso-themecolor:followedhyperlink; text-decoration:underline; text-underline:single;} .MsoChpDefault {mso-style-type:export-only; mso-default-props:yes; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:Calibri; mso-fareast-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi; mso-fareast-********:EN-US;} .MsoPapDefault {mso-style-type:export-only; margin-bottom:10.0pt; line-height:115%;} @page Section1 {size:612.0pt 792.0pt; margin:70.85pt 70.85pt 70.85pt 70.85pt; mso-header-margin:36.0pt; mso-footer-margin:36.0pt; mso-paper-source:0;} div.Section1 {page:Section1;} --> </STYLE> قتل الرحمة والسلوك الطبي من منظور الشريعة والقانون.
هو عنوان كتاب لمؤلفه الأستاذ الدكتور أمل العلمي. صدر ضمن "سلسلة أبحاث بين الطب والإسلام" للمؤلف. الطبعة الأولى ماي 1999م (مطبعة آنفو برينت فاس). وقدمه الأستاذ الدكتور علي لغزيوي عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وأستاذ الأدب العربي بالجامعات المغربية، والمحافظ سابقا على خزانة القرويين العريقة بفاس.<? xml:namespace prefix = o /><o:p></o:p>
تعريف بالكتاب< o:p></o:p>
<o:p></o:p> غلاف كتاب "قتل الرحمة والسلوك الطبي من منظور الشريعة والقانون" تأليف الأستاذ الدكتور أمل العلمي< o:p></o:p> إنها لمبادرة طيبة هذه التي أقدم عليها الدكتور أمل العلمي، وهو يقتحم مجموعة من التحديات، ويلتزم بإخراج سلسلة علمية متميزة تحاول أن تعرض أمور الطب وقضاياه وإشكالاته على ضوء القانون والشرع، هدفه من ذلك إعادة الاعتبارات الخلقية والإنسانية لهذه المهنة الشريفة التي تتوخى حفظ الأبدان ليقوم الناس بوظائفهم في الحياة على خير وجه، ودحض ما قد يداخل الممارسات الطبية في الحياة اليومية من شبهات وميول تمليها الأهواء أكثر مما تنضبط بالقانون والشريعة. وكان اختياره الأول موفقا حين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/65)
استهل هذه السلسلة بموضوع لا يخلو من طرافة ومفارقة في الوقت ذاته ولاسيما وقد غدا شاغلا للمهتمين في الآونة الأخيرة، وهو: موضوع (قتل الرحمة والسلوك الطبي من منظور الشريعة والقانون) ليكون فاتحة هذه الإصدارات التي لا شك ستلقى القبول لدى الأطباء أولا، ثم لدى رجال القانون وفقهاء الشريعة، وكذلك لدى الباحثين عموما، من أساتذة وطلبة، كما سيجد فيها القارئ العادي متعة وطرافة، لأنها بقدر ما تثير لديه مجموعة من التساؤلات، تسعى في الوقت ذاته إلى الإجابة عن تساؤلات أخرى مرتبطة بهذا الموضوع ارتباطا جدليا، ليس لأنه موضوع الساعة فقط، وإن كان قد عُرف قديما أيضا، ولكن لأنه يضع الممارسة الطبية في ما يسمى بالحالات الحرجة والاستثنائية من حياة المريض على محك الضمير الخلقي ويعرضها على المواد القانونية، والتشريعات السماوية، والسؤال المحير هو: هل يحق للطبيب، أو لغيره ممن له علاقة بالمريض أن يحكم وينفذ حكمه بوضع حد لحياته بادعاء الرحمة والشفقة؟ مهما كانت الأحوال؟ وأين مسلماتنا الدينية من قبيل: الأعمار بيد الله، وما إلى ذلك مما يدخل في الغيبيات؟. إن الكتاب بهذه الخصوصية، يسد ثغرة في المكتبة العربية الحديثة. بما يتناوله من قضايا وإشكالات وحالات ومواقف ترتبط أساساً بالممارسة الطبية. وكذلك بما يعرضه من جوانب فقهية وقانونية واجتماعية وتاريخية وفلسفية ... ويؤكد، من خلال اللغة التي كتب بها، إمكان استيعاب لغتنا العربية للثقافة العلمية بعد أن كان ذلك حكرا على لغات أخرى في الغالب، ويبرهن، من خلال منهجه الذي يجمع بين الرؤية الأكاديمية والخبرة المهنية لصاحبه الذي يعمل طبيبا جراحا في تخصص حساس جداً من جسم الإنسان هو الرأس والأعصاب، بل هو قبل ذلك وبعده أستاذ ممارس ومتمرس بكلية الطب بالدار البيضاء سابقا، ملم بتراث الأدبيات الطبية لدى الأمة الإسلامية ولدى غيرها من الأمم القديمة، مواكب لمستجدات تخصصه، مشارك فيما يعقد من ندوات ومؤتمرات طبية داخل الوطن وخارجه، كاتب باحث مخترع في مجال تخصصه، مشارك في العمل الجمعوي والثقافي ذي النزعة الإنسانية والقيم الفكرية النبيلة. إن منهج الكتاب وأسلوب عرض مضمونه، وما يتميزان به من تبسيط غير مخل، وإيجاز بعيد عن الإطناب والحشو، لمن شأنه أن يجعل هذا السفر الصغير في حجمه، الكبير في مضمونه، النبيل في أهدافه، جديراً بالاقتناء من أجل قراءته دون عناء، وجعل المكتبات الخاصة تزدان بهذه السلسلة بما لها من أهمية في المساهمة في تبسيط الثقافة الطبية وتقريبها من الإنسان العادي، دون أن تفقد قيمتها لدى المختصين والمهتمين، ولاسيما وهي قائمة على التوثيق، معززة بالفهارس المساعدة على الوصول إلى الهدف بأيسر جهد، وضمنها فهرس معجم الألفاظ أو المصطلحات الطبية الواردة في النص، مؤثرة لاستعمال اللغة العربية أداة للتواصل، جامعة بين التعريف بالمشكل واقتراح حلوله على ضوء القانون والشرع، بغية ترشيد المهنة، مهنة الطب، موفَّقة في معالجة المواقف وعرضها في إطارها الإنساني الواقعي وما يصطبغ به من صراع بين الأهواء والنزعات الذاتية من جهة، وبين الضمير المهني والخلقي من جهة أخرى، ثم بين الوضع الاجتماعي للمريض وأسرته، وبين هذه الجوانب جميعها وما يتميز به القانون من صرامة أو ما يعانيه من ثغرات، وما يتصف به الفقه الشرعي من شمول في سن الضوابط، وما يقوم عليه من تكريم للإنسانية والحفاظ على روح الإنسان التي ترتبط بالملإ العلوي. إنني لا أملك شخصيا إلا أن أهنئ الصديق العزيز الدكتور أمل العلمي على مبادرته الطيبة هاته، مقدراً غيرته على العربية، وإصراره على إخراج سلسلته المفيدة بلغة القرآن، بما يتطلبه ذلك من اجتهاد يعرفه الممارسون للمهنة في بيئة لا تستعمل في هذا المجال إلا اللغة الأجنبية، منوهاً بما توخاه من غايات نبيلة تعكس كريم محتده وأصالة تكوينه وحميد خلقه، شاكراً له هذه المتعة التي أتاحها لي وهو يضع بين يدي هذا السفر الثمين لأقرأه وأقدم له. معتزاً بثقته في شخصي المتواضع. وأنا على يقين من أن كل من قرأ صفحات هذا السفر اللطيف سيجد من المتعة أضعاف ما وجدته في فقراته وفصوله. أسأل الله أن ينفع به، ويثيب صاحبه ويتقبله منه ويزيده توفيقا. وهو من وراء القصد. د. علي لغزيوي< o:p></o:p>
حمل الكتاب من الرابط مباشرة< o:p></o:p>
http://www.4shared.com/get/113649820/5c28973d/________-___ (http://www.4shared.com/get/113649820/5c28973d/________-___).<o:p></o:p>
ـ[خلدون الجزائري]ــــــــ[23 - 06 - 09, 11:09 م]ـ
... والسؤال المحير هو: هل يحق للطبيب، أو لغيره ممن له علاقة بالمريض أن يحكم وينفذ حكمه بوضع حد لحياته بادعاء الرحمة والشفقة؟ مهما كانت الأحوال؟ ...
مع ترحيبي بأي بحث ينتهج القواعد العلمية الصحيحة ..
فيبدو لي أن عنوان الكتاب يتعارض مع موضوع الإشكال المبحوث، لأن تسمية هذا النوع من القتل بقتل الرحمة في العنوان فهو استباق لنتيجة البحث بإعطاء غطاء شرعي له، وإلا لم يُسمِّه كذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/66)
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 11:07 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو وئام]ــــــــ[24 - 06 - 09, 02:23 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أمل العلمي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 04:10 م]ـ
مع ترحيبي بأي بحث ينتهج القواعد العلمية الصحيحة ..
فيبدو لي أن عنوان الكتاب يتعارض مع موضوع الإشكال المبحوث، لأن تسمية هذا النوع من القتل بقتل الرحمة في العنوان فهو استباق لنتيجة البحث بإعطاء غطاء شرعي له، وإلا لم يُسمِّه كذلك.
خاب ظنك يا فلان اطلع على فهرس الكتاب إن لم يكن لك وقت للقراءة. الحكم على الشيء فرع من تصوره كما يقول الفقهاء ... أما المنهج العلمي الذي تدعيه ... فأنت تناقضه بهذا الحكم المسبق ... ومن الأطباء من هم فقهاء وعلماء الشريعة ...
ـ[خلدون الجزائري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 05:04 م]ـ
خاب ظنك يا فلان اطلع على فهرس الكتاب إن لم يكن لك وقت للقراءة. الحكم على الشيء فرع من تصوره كما يقول الفقهاء ... أما المنهج العلمي الذي تدعيه ... فأنت تناقضه بهذا الحكم المسبق ... ومن الأطباء من هم فقهاء وعلماء الشريعة ...
شكرًا على أسلوب النقاش والرد، ولا تعليق عليه ..
كلامي كان على العنوان وإضافة القتل إلى الرحمة فقط، وقد تصورت هذه الجزئية جيداً، وقد قلت حسب ما يبدو لي أي أنه يحتمل الصواب والخطأ
ولا تعليق أيضا على الباقي
كان يمكن تفادي هذا التهجم بإفهامنا وإقناعنا لماذا سميته في العنوان "قتل الرحمة"، مع أني لم أعلم في مشاركتي الأولى أنك صاحب (ة) الكتاب
إذا كان مجرد الاستفسار والاستشكال عن العنوان أحدث لكم ما أحدث فإني أسحب مشاركتي الأولى(74/67)
نرغب في تسهيل هذه الشروح للجزرية word فمن يملكها أو يوفرها
ـ[تركي مسفر]ــــــــ[23 - 06 - 09, 10:59 م]ـ
نرغب في تسهيل هذه الشروح للجزريةبصيغة word فمن يملكها أو يوفرها
الجواهر المضية على المقدمة الجزرية تأليف سيف الدين الفضالي. أو نسخة مصورة منه , فقد طبع طبعتين فيما اظن , ولعله أحسن شرح لها.
الحواشي الأزهرية لخالد الأزهري.
الدقاائق المحكمة لزكريا الأنصاري.
الطرازات المعلمة لعبد الدايم الحديدي , طبعته دار عمار / الأردن , ولو نسخة مصورة منه.
الفصول المؤيدة للوصول إلى المقدمة الجزرية.
الفوائد المسعدية لعمر المسعدي.
المنح الفكرية للقاري
الحواشي المفهمة لابن الناظم الجزري.
اللآلي السنية للقسطلاني , طبع بمؤسسة قرطبة.
أتمنى الإجتهاد لمن له قدرة في توفير شيء مما سبق , للحاجة الماسة وليعم النفع للجميع , وبارك الله في جهود أهل الحديث
ـ[تركي مسفر]ــــــــ[25 - 06 - 09, 11:14 م]ـ
للرفع والتذكير(74/68)
أحتاج كتاب " موارد الخطيب البغدادي في تأريخ بغداد "للدكتور اكرم ضياء العمري
ـ[ماهر]ــــــــ[23 - 06 - 09, 11:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحتاج كتاب " موارد الخطيب البغدادي في تأريخ بغداد "للدكتور اكرم ضياء العمري
على صيغة بي دي أف أو وورد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[24 - 06 - 09, 12:04 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هنا:
http://www.kabah.info/uploaders/mohmsor/mawaridkhateeb.rar
ـ[ماهر]ــــــــ[17 - 01 - 10, 10:49 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم وزادكم من فضله.(74/69)
:: أبحث عن طبعة لكتاب الاقتراح في بيان الاصطلاح لابن دقيق العيد pdf ::
ـ[أبو سراقة الأثري]ــــــــ[23 - 06 - 09, 11:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخي واخواني ....
ابحث عن نسخة لكتاب الاقتراح في بيان الاصطلاح لابن دقيق العيد pdf
فارجو لمن عنده نسخة يتحفنا بها أو يدلنا عليها
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد ابن عمر المصرى]ــــــــ[24 - 06 - 09, 12:40 ص]ـ
ابحث هنا
http://ketablink.com/
ـ[أبو سراقة الأثري]ــــــــ[25 - 06 - 09, 09:44 م]ـ
للرفع
أخي محمد جزاك الله خيرا
ولكن كل ما وجدته علىالشبكة هو عبارة عن كتاب " نظم الاقتراح " للعراقي
ولكني أبحث عن " الاقتراح " نفسه لإبن دقيق العيد
ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - 11 - 09, 08:37 م]ـ
للتذكير(74/70)
مطلوب سلسلة الموسوعة الكونية الكبرى
ـ[محمد سليم]ــــــــ[24 - 06 - 09, 09:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله بكم
مطلوب اخواننا
سلسلة الموسوعة الكونية الكبرى
تأليف ماهر أحمد الصوفي
وهو عبارة عن 20 مجلد
فهل من يرفعه لنا على الشبكة ولو مصورا
وان كان مصورا أفضل
"الموسوعة الكونية الكبرى" تشتمل في أجزائها العشرين على علوم جمعت أكثر من خمسين علماً فصل ا لقول فيها على ضوء: 1 - كتاب الله تعالى. 2 - سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. 3 - من كبار المفسرين لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. 4 - من العلوم والمعارف الإنسانية وفق أحدث النظريات العلمية الحديثة. 5 - من الموسوعات العالمية والإسلامية والعربية. 6 - من الموسوعات الشخصية لكبار الكتاب والمؤلفين المعاصرين. 7 - كبار المفسرين والعلماء والباحثين والمفكرين. 8 - وقد استمدت هذه الموسوعة الآراء والأفكار من 269 عالماً وباحثاً في شتى العلوم والمعارف الإنسانية.
وقد تحدثت هذه الموسوعة عن خلق الكون، والأرض، ونشأة الحياة، وخلق الإنسان، والحيوان والطير والحشرات، والنبات، والنوم، والرؤى، والأحلام، وتحدثت عن الإعجاز في الأرض، والجبال، والبحار، والفضاء، وكذلك تحدثت عن الإعجاز التشريعي والغيبي، والرقمي، واللغوي، وآيات الله في الرياح، والمطر، والبراكين.
وقد تحدثت عن نهاية الكون، والحياة، والموت، وقيام الساعة، والحشر، وتبديل السماوات، والأرض.(74/71)
تهذيب اللغة للأزهري
ـ[المريني]ــــــــ[24 - 06 - 09, 10:58 ص]ـ
السلام عليكم,
هل طبع تهذيب اللغة للأزهري على الترتيب الأبجدي؟
و شكرا جزيلا
ـ[الطيماوي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 11:23 ص]ـ
لماذا تريده على الحروف وهو متوفر م م
ـ[عبدالرحمن المسلم]ــــــــ[24 - 06 - 09, 02:30 م]ـ
أخي الطيماوي ..
أين نجد نسخة الشاملة الموافقة للمصور ..
ـ[المريني]ــــــــ[25 - 06 - 09, 12:32 ص]ـ
هل يوجد المعجم مفهرسا و موافقا للمطبوع , بحيث يسهل البحث على المفردات؟
و شكرا جزيلا.(74/72)
حملوا كتاب الثلاثة لإبن فارس
ـ[المريني]ــــــــ[24 - 06 - 09, 11:11 ص]ـ
تفضلوا , و من بحوزته الأجزاء الأخرى, فليتحفنا بها مشكورا.(74/73)
الثمر الداني في الاستفادة من برامج الحاسب الآلي
ـ[أبو عبدالحي السلفي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 05:12 م]ـ
الحمد لله العلي الكريم الذي سخر لنا هذه البرامج النافعة، التي كانت بمثابة الحلم للكثيرين من طلبة العلم، وها هي الآن متوفرة ومنتشرة وفي تقدم وتطور مستمر، نسأل الله أن يرزقنا شكر هذه النعمة وأن ينفعنا بها في الدارين.
فنداء إلى كل من عنده فائدة - حول هذه البرامج التي تخص العلوم الشرعية - أن يذكرها لنا هنا في هذا الموضوع لكي يكون موضوع شامل ونافع لكل من أراد أن يتعامل مع هذه البرامج.
(اذكر لنا أي معلومة حتى ولو كانت بسيطة أو مشهورة فقد ينتفع بها غيرك ممن لا علم لهم بهذه البرامج وهم كثر)
ونبدأ ببعض التساؤلات المهمة
ما هي برامج (العلوم الشرعية) المتوفرة حاليا
موسوعة الحديث الشريف / شركة حرف
موسوعة الحديث الشريف / جمعية المكنز
الجامع الكبير لكتب التراث العربي والإسلامي / شركة التراث
الموسوعة الذهبية / شركة التراث للبرمجيات
المرجع الأكبر في الحديث الشريف / العريس
جوامع الكلم / شركة أفق للبرمجيات
جامع الحديث النبوي / شركة رواية
إتقان الحرفة الشركة العربية لتقنية المعلومات
المكتبة الشاملة
هل هناك برامج غير هذه
وما هي أفضل هذه البرامج (التي إذا اقتنيتها تغنيني عن غيرها)
وهناك الكثير من التساؤلات ....... ولكن نذكرها تباعا بعد أن يجيب الإخوة حفظهم الله تعالى
واسأل الله من فضله وكرمه العظيم أن يجزي كل من يبذل لنا النصيحة خير الجزاء، وأن يجعلها ثقيلة في ميزان حسناته يوم القيامة.
ـ[ايهاب الزين]ــــــــ[25 - 06 - 09, 03:10 م]ـ
اخي الكريم
الموسوعة الحديثية المصغرة
من اروع ما انتجته العقول الاسلامية
.
ـ[أبو عبدالحي السلفي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 03:53 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[26 - 06 - 09, 06:48 م]ـ
اخي الكريم
الموسوعة الحديثية المصغرة
من اروع ما انتجته العقول الاسلامية
.
لتحميل الموسوعة اضغط هنا ( http://www.al-eman.com/freeware/)
ـ[الطيماوي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 02:04 ص]ـ
كان عندي الكثير من البرامج لكن جميعها عفا عليها التراب بعد الشاملة
وسأتحدث في الشاملة عن امور يعرفها الجميع لكن من باب التذكير
1 - امكانية تصنيف الكتب تحت الموضوعات وفق ارادة الباحث ولعل افضل تصنيف رأيته هو التصنيف الموضوعي مع ربط كل كتاب بالكتب المتعلقة به مثلا كتب المتون: صحيح البخاري ويذكر معه في تصنيف فرعي (الكتب المتعلقة بصحيح البخاري) مما يعلمه من كتب.
2 - تصنيف الكتب وفق سنوات وفيات المؤلفين وذلك لما له من أهمية في فهم اصل المعلومة وتتبع ما جرى عليها من تبديل وتحريف او زيادة ونقص، كما تفيد في معرفة منزلة أقوال السابقين مقارنة باللاحقين، ومن كتاباته اصيلة ممن كتاباته منقوله
ملاحظة: لا يضرك كثرة التصنيفات فعند البحث تختار تجاهل الكتب المكررة حتى لا تتكرر نتائج البحث لنفس الكتاب (وبهذا يجمع بين الخيرين).
3 - البحث داخل نتائج البحث وهذه اروع ما في نظام البحث والذي لن تجده سوى في الشاملة ولهذه الميزة دور كبير في تخريج الأحاديث والبحث عن رواية لفلان بعينه أو معرفة راو مهمل
ملاحظة: نتائج البحث السابقة لا تذهب بل تبقى موجودة وما عليك سوى اغلاق شاشة البحث الحالية لتظهر لك السابقة وهذا الامر يوفر الكثير من الوقت والجهد في عملية البحث.
يتبع ان شاء الله،،،،
ـ[الطيماوي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 02:19 ص]ـ
4 - امكانية البحث عن كتاب من خلال بطاقة الكتاب فمثلا قال الطبرسي وتريد معرفة كتابه ما عليك سوى البحث وانت داخل ايقونة التحكم في بطاقة الكتاب وستخرج لك النتائج.
5 - ربط الكتب بمؤلفها وهذه من اروع الامور لتتعرف على نتاجه الفكري ولا شك ان التعريف بالكتاب والمؤلف المتوفرتان في الشاملة لهما مكانة ليست بالهينة للتعرف على شخصية المؤلف وطبيعة الكتاب.
6 - أفضل ما في الشاملة هو تحقيقها لمقترح شيخي نزار تقبله الله وجمعني به وإياكم في الجنة ان شاء الله حيث اقترح ربط صفحة الكتاب المصورة بصفحة المطبوع داخل الشاملة فقلت صعب قال راسل نافع فاعتذر بداية ثم قال الشيخ رحمه الله (إن لم تفعلوا سأفعلها انا سأوظف مبرمج خصيصا لذلك) ثم راسلت نافع لذلك وبالفعل حدث ما كان يتمناه الشيخ وكانت اول نسخة بين يدي ويدي الشيخ رحمه الله قبل أن تكون في يدي اي شخص آخر بعام كامل وكانت موافقة الكتب م م يعمل عليها لفترة عام كامل بثثت جزءا منها وآخر لم أبثه بين يدي نافع بانتظار ان يبثه لكم في صورة افضل وأحسن.
ملاحظة: تم تطوير ربط اكثر من نسخه مصورة بالمطبوع للجمع بين مزايا النسخ المصورة.
7 - ميزة أيقونة ترجمة والتي تتميز عن غيرها بأنها ربطت التراجم بحقول ترجمة موحدة مما يؤدي الى دقة كبيرة في النتائج بخلاف البرامج الاسلامية الاخرى التي ربطت الترجمة بمقدار ذكرها في الكتاب المترجم ولا يخفي الفرق الكبير بين الامرين من حيث دقة النتائج.
8 - امكانية ربط الكتاب بأكثر من شرح مع امكانية النسخ بكل سهولة ويسر والتنقل مع صفحات الكتاب الشارح سابقا وتاليا مما له اثر نافع في فهم شرح حديث قد يكون له ارتباط بالصفحات السابقة أو التالية دون الانتقال الى البحث عن الحديث التالي ومن ثم شرحه (توفير في الجهد والوقت).
9 - من الامور القادمة في الشاملة خدمة البحث الموضوعي والتي ستربط (المتن الموحد للحديث) بموضوعاته المختلفة وفي كل موضوع المتون الموحدة المتعلقة به (مع امكانية وقوف الباحث على مصادر كل حديث للتوثيق وقد هب جماعة للعمل على ذلك وتم تنسيق الامر مع اخونا نافع لكن للاسف ...
يتبع ان شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/74)
ـ[الطيماوي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 02:23 ص]ـ
4 - امكانية البحث عن كتاب من خلال بطاقة الكتاب فمثلا قال الطبرسي وتريد معرفة كتابه ما عليك سوى البحث وانت داخل ايقونة التحكم في بطاقة الكتاب وستخرج لك النتائج.
5 - ربط الكتب بمؤلفها وهذه من اروع الامور لتتعرف على نتاجه الفكري ولا شك ان التعريف بالكتاب والمؤلف المتوفرتان في الشاملة لهما مكانة ليست بالهينة للتعرف على شخصية المؤلف وطبيعة الكتاب.
6 - أفضل ما في الشاملة هو تحقيقها لمقترح شيخي نزار تقبله الله وجمعني به وإياكم في الجنة ان شاء الله حيث اقترح ربط صفحة الكتاب المصورة بصفحة المطبوع داخل الشاملة فقلت صعب قال راسل نافع فاعتذر بداية ثم قال الشيخ رحمه الله (إن لم تفعلوا سأفعلها انا سأوظف مبرمج خصيصا لذلك) ثم راسلت نافع لذلك وبالفعل حدث ما كان يتمناه الشيخ وكانت اول نسخة بين يدي ويدي الشيخ رحمه الله قبل أن تكون في يدي اي شخص آخر بعام كامل وكانت موافقة الكتب م م يعمل عليها لفترة عام كامل بثثت جزءا منها وآخر لم أبثه بين يدي نافع بانتظار ان يبثه لكم في صورة افضل وأحسن.
ملاحظة: تم تطوير ربط اكثر من نسخه مصورة بالمطبوع للجمع بين مزايا النسخ المصورة.
7 - ميزة أيقونة ترجمة والتي تتميز عن غيرها بأنها ربطت التراجم بحقول ترجمة موحدة مما يؤدي الى دقة كبيرة في النتائج - (وكنت بحمد الله قد سبقت لذلك في موضوع موسوعة التراجم الكبرى) - بخلاف البرامج الاسلامية الاخرى التي ربطت الترجمة بمقدار ذكرها في الكتاب المترجم ولا يخفي الفرق الكبير بين الامرين من حيث دقة النتائج.
8 - امكانية ربط الكتاب بأكثر من شرح مع امكانية النسخ بكل سهولة ويسر والتنقل مع صفحات الكتاب الشارح سابقا وتاليا مما له اثر نافع في فهم شرح حديث قد يكون له ارتباط بالصفحات السابقة أو التالية دون الانتقال الى البحث عن الحديث التالي ومن ثم شرحه (توفير في الجهد والوقت).
9 - من الامور القادمة في الشاملة خدمة البحث الموضوعي والتي ستربط (المتن الموحد للحديث) بموضوعاته المختلفة وفي كل موضوع المتون الموحدة المتعلقة به (مع امكانية وقوف الباحث على مصادر كل حديث للتوثيق وقد هب جماعة للعمل على ذلك ولكن للأسف ....
يتبع ان شاء الله
ـ[الطيماوي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 02:35 ص]ـ
10 - ميزة تنفرد به الشاملة وهي انها مفتوحة فيما يتعلق باضافة الكتب وتحريرها زيادة ونقصا تصنيفا وعنونه ترقيما وتقسيما.
يتبع ان شاء الله
ولي حديث بعد الميزات عن المقترحات التالية لتطويرها وتحسينها
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[27 - 06 - 09, 04:36 ص]ـ
اخبرني احد المشايخ عن موسوعة تدعى {موسوعة الخطيب} تضم الكثير من الكتب المهمة لطالب العلم واذكر انه ذكر مبلغا كبيرا ثمنا لها .. ولا ادري حقيقة اي شئ غير هذا .. فمن لديه علم فليعلمنا وله الشكر مسبقا والاجر من الله.
ـ[أبو عبدالحي السلفي]ــــــــ[28 - 06 - 09, 02:43 ص]ـ
إخواني الأفاضل
إيهاب الزين، د. أبو بكر خليل، عبد المهيمن بارك الله فيكم ونفع الله بكم
أخي الطيماوي
ما شاء الله ....... جهود ضخمة ومباركة
جزاكم الله خير الجزاء واسأل الله أن يبارك لكم وأن يرزقكم التوفيق والسداد والصدق والإخلاص.
أكمل أخي الحبيب ذكر هذه الفوائد النافعة
ـ[أبو عبدالحي السلفي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 05:29 م]ـ
للرفع
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 06:03 م]ـ
جامع الفقه الإسلامي ... من أروع البرامج إتقانا وحرفية في البحث ... من إنتاج شركة حرف
ـ[أبو عبدالحي السلفي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 06:57 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[ابو عبدالله]ــــــــ[02 - 07 - 09, 12:49 م]ـ
جامع الفقه الإسلامي ... من أروع البرامج إتقانا وحرفية في البحث ... من إنتاج شركة حرف
أوافقك على كل حرف كتبته برنامج البائع فيه مغبون وان كان السعر ماكان ....
وفقكم الله ..
ـ[أبو عبدالحي السلفي]ــــــــ[04 - 07 - 09, 02:54 ص]ـ
نرجو من احد الإخوة أن يذكر لنا مراحل تطور الشاملة وما هو الحال الذي وصلت إليه الآن
وان يضع لنا رابط لأفضل إصدار متوفر الآن
ـ[الطيماوي]ــــــــ[04 - 07 - 09, 09:44 ص]ـ
مآخذ على الشاملة:
1 - بطء محرك البحث فيها عندما يكبر عدد الكتب بشكل كبير كـ (11 ألف) وشاملة (20ألف) وهكذا مما يلزم تطوير محرك البحث بشكل أسرع.
2 - عدم امكان تصدير كتب البرنامج دفعة واحدة، أو تصدير مرفقات مجموعة من الكتب.
3 - عدم امكانية البحث بخيار ما عدا (وهو خيار مهم في استثناء بعض النتائج) مما يؤدي لتقليل عدد النتائج ومن ثم التوفير في الجهد والوقت.
4 - تعدد الشوامل ولكن حاليا اعكف على تطوير قاعدة بيانات لحل هذه المشكلة ومعرفة زيادات شاملة على شاملة آليا.
5 - طغيان جانب التخصص الحديثي على الشاملة فعدد أيقوناته اكبر وخدماته اكثر مع غياب الخدمات التخصصية لغير هذا التخصص والأصل أن الشاملة شاملة وليست شاملة حديثية (والحديث يدور عن الايقونات)
وأقترح ان يكون هنالك زر للتخصص ويتم نقل المختص لشاشة اخرى غير الشاشة الرئيسية يتم فيها التعامل مع تخصصه (وفائدة ذلك زيادة خدمات الشاملة التخصصية) وأضرب على ذلك بمثال: (اعراب القرآن)
(القواعد الفقهية).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/75)
ـ[سيدي محمد اندي]ــــــــ[04 - 07 - 09, 10:18 ص]ـ
من اجمل ما رايت في الشاملة انها تحول العبارات المشبكة مثل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ومثل 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ... وعز وجل الخ تحولها الى نصوص عادية ولذلك من كان عنده كتاب وورد مليء بهذه العبارات ويريد ان ينشره وطبعا اغلب الناس ستظهر هذه العبارات له على شكل رموز غريبة او r او t او صليب ... ما لم يكن عند الخط الخاص بهذه العبارات فمن كان عند كتاب فيه هذه العبارات فالافضل له قبل ان ينشره ان يستورده الى الشاملة ثم يصدره لتظهر هذه العبارات مكتوبة بشكل عادي بدل ان تكون مكتوبة بشكل مشبك لا يستطيع كل جهاز قراءتها
ـ[سيدي محمد اندي]ــــــــ[04 - 07 - 09, 10:20 ص]ـ
نرجو من احد الإخوة أن يذكر لنا مراحل تطور الشاملة وما هو الحال الذي وصلت إليه الآن
وان يضع لنا رابط لأفضل إصدار متوفر الآن
اذا راجعت هذا الموضوع من اوله الى اخره ونفذته سوف تحصل على الشاملة باذن الله
http://www.shamela.ws/forum/viewtopic.php?f=15&t=338
ـ[أبو عبدالحي السلفي]ــــــــ[05 - 07 - 09, 08:23 م]ـ
مآخذ على الشاملة:
1 - بطء محرك البحث فيها عندما يكبر عدد الكتب بشكل كبير كـ (11 ألف) وشاملة (20ألف) وهكذا مما يلزم تطوير محرك البحث بشكل أسرع.
2 - عدم امكان تصدير كتب البرنامج دفعة واحدة، أو تصدير مرفقات مجموعة من الكتب.
3 - عدم امكانية البحث بخيار ما عدا (وهو خيار مهم في استثناء بعض النتائج) مما يؤدي لتقليل عدد النتائج ومن ثم التوفير في الجهد والوقت.
4 - تعدد الشوامل ولكن حاليا اعكف على تطوير قاعدة بيانات لحل هذه المشكلة ومعرفة زيادات شاملة على شاملة آليا.
5 - طغيان جانب التخصص الحديثي على الشاملة فعدد أيقوناته اكبر وخدماته اكثر مع غياب الخدمات التخصصية لغير هذا التخصص والأصل أن الشاملة شاملة وليست شاملة حديثية (والحديث يدور عن الايقونات)
وأقترح ان يكون هنالك زر للتخصص ويتم نقل المختص لشاشة اخرى غير الشاشة الرئيسية يتم فيها التعامل مع تخصصه (وفائدة ذلك زيادة خدمات الشاملة التخصصية) وأضرب على ذلك بمثال: (اعراب القرآن)
(القواعد الفقهية).
بارك الله في أخي الطيماوي واسأل الله أن ييسر لهم القيام بهذه الخصائص في الإصدارات القادمة إن شاء الله
اذا راجعت هذا الموضوع من اوله الى اخره ونفذته سوف تحصل على الشاملة باذن الله
http://www.shamela.ws/forum/viewtopic.php?f=15&t=338
جزاك الله خيرا ونفع الله بك
ـ[أبو عبدالحي السلفي]ــــــــ[05 - 07 - 09, 08:40 م]ـ
يا أهل القاهرة هل منكم احد لديه الموسوعة الشاملة ذات 11000، لان النت عندي بطئ وأنا محتاج إليها بشدة(74/76)
كيف أحول من الميكرفيلم إلى الحاسوب
ـ[البوني الشنقيطي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 08:49 م]ـ
إلى الإخوة الكرام المهتمين بالبحوث العلمية والمخطوطات النادرة
وجدت في قسم المخطوطات بالمعهد الموريتاني للبحث العلمي كتبا كثيرة نادرة لكنها على الميكر فيلم فلا تتيسر قراءتها إلا على عارض خاص تكون فيه الكتابة بيضاء والورقة سوداء والعارض المذكور متخلف ويسخن بسرعةفإذا وجدت آلية لنقل الصور من الميكروفيلم إلى الحاسوب لمعالجتها حتى تكون جاهزة للتداول بين طلبة العلم فإنني يمكن أن أخدم طلبة العلم في هذا المضمار
فهل من كريم يتفضل بشرح الطريقة والأجهزة والبرامج اللازمة لتلك العملية.؟؟؟
ـ[أبو عيسى الإلغي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 10:18 م]ـ
السلام عليكم
الأخ الفاضل ما تحتاجه لتحويل هذه الأشرطة إلى صور هو ماسح ضوئي متوفر على تقنية تصوير الجذاذات والأفلام وهو متوفر بثمن اكثر من الماسح العادي، وهو مجهز بمكان لإدراج الأشرطة والنيكاتيف، ثم تختار في الخصائص نوعية التصوير، وهكذا يتم التصوير، وقد قمت بتصوير كتاب يضم أزيد من 200 صفحة بهذه الطريقة بواسطة ماسح من نوع إيتش بي، المهم أن تتأكد أن الماسح متوفر على تقنية تصوير الميكروفيلم والنيكاتيف.
والسلام
ـ[البوني الشنقيطي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 03:31 ص]ـ
أخب أبا عيسى جزاكم الله خيرا على الرد لكن
هل من شرح مصور للعملية مع العلم أني حصلت على ماسح بنفس المواصفات التي أشرت إليها
ـ[أبو عيسى الإلغي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 01:38 ص]ـ
الأخ الشنقيطي السلام عليكم
لا يتوفر لدي شرح مصور للعمل، ولكن وثائق الجهاز تزيل كل غبش عن الكيفية، وإذا لم تتوفر لديك فيمكنك الرجوع إلى موقع الشركة المصنعة، ومهما يكن فالطريقة بسيطة فتصوير الميكروفيلم مثل تصوير أي وثيقة كيفما كانت، الفرق يكمن في وضع الميكروفيلم في المكان المخصص له، في القطعة البلاستيكية المرفقة بالجهاز والتي توضع - حسب الجهاز الذي اشتغلت عليه - في الغطاء ثم يغلق الجهاز ويتم التصوير وحفظ الصورة ثم سحب الميكروفيلم لتصوير صورة جديدة وهكذا دواليك حتى الانتهاء، وبالتجربة تكتسب الخبرة
والسلام(74/77)
حملوا كتابي الخلاصة في حقوق النبي - صلى الله عليه وسلم - للشاملة 3 +بي دي إف
ـ[علي 56]ــــــــ[24 - 06 - 09, 09:11 م]ـ
الطبعة الأولى
1430هـ 2009 م
((بهانج- دار المعور))
حقوق الطبع لكل مسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، القائل: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (9) سورة الفتح
وأصلي وأسلم على سيد الخلق الرسل محمد بن عبد الله، القائل: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ». (1)
وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذه رسالة صغيرة فيها بيان موجز لحقوق النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته، والواجب على كل مسلم أن يطلع عليها حتى يؤدي هذه الحقوق لينال السعادة في الدارين.
وقد قسمتها إلى المباحث التالية:
المبحث الأول=تمهيد حول هذه الحقوق.
المبحث الثاني=أهم هذه الحقوق
أولا ـ الإيمان الصادق به - صلى الله عليه وسلم - وتصديقه فيما أتى به
ثانيا-وجوب طاعته - صلى الله عليه وسلم - والحذر من معصيته
ثالثا- اتباعه - صلى الله عليه وسلم - واتخاذه قدوة في جميع الأمور والاقتداء بهديه.
رابعاً - محبته - صلى الله عليه وسلم - أكثر من الأهل والولد والوالد والناس أجمعين
خامساً- وجوب احترامه وتوقيره ونصرته
سادسا- الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم -
سابعاً - وجوب التحاكم إليه والرضي بحكمه - صلى الله عليه وسلم -
ثامنا- وجوب الإيمان بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح للأمة
تاسعاً - إنزاله مكانته - صلى الله عليه وسلم - بلا غلو ولا تقصير
عاشرا- محبة أصحابه وأهل بيته وأزواجه وموالاتهم جميعًا والحذر من تنقصهم أو سبهم أو الطعن فيهم بشيء
المبحث الثالث = نواقض الإيمان بالنبي - صلى الله عليه وسلم -
القسم الأول-الطعن في شخص الرسول - صلى الله عليه وسلم -
القسم الثاني-الطعن فيما أخبر به الرسول لا مما هو معلوم من الدين بالضرورة- إما بإنكاره أو انتقاصه
القسم الثالث-النواقض العامة
وقد قمت بشرح الآيات بشكل مختصر من كتب التفسير، وخرجت الأحاديث من مظانها،مع الحكم على الأحاديث التي ليست في الصحيحين، بما يناسبها وذكرت المصادر بالهامش بذيل كل موضوع.
أسأل الله تعالى أن ينفعني وكل من يقرؤها أو يدلُّ عليها في الدارين.، وأن يدخلنا تحت شفاعته - صلى الله عليه وسلم - وأن يسقينا من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً.
جمعها وأعدَّها
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
في 15 ربيع الآخر 1430 هـ الموافق 10/ 4/2009
وعدلت بتاريخ 1 رجب 1430 هـ الموافق ل 24/ 6/2009 م
__________
(1) - صحيح البخارى - (15) وصحيح مسلم - (177)
ـ[ابو عمر الهلالي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 09:14 م]ـ
جزيتم خيرا ..
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[24 - 06 - 09, 10:42 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وأوفاه
أسأل الله تعالى أن ينفعني وكل من يقرؤها أو يدلُّ عليها في الدارين.، وأن يدخلنا تحت شفاعته - صلى الله عليه وسلم - وأن يسقينا من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً.
اللهم آمين
ـ[علاء السلفي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 10:55 م]ـ
جزاك الله خيراً ياشيخي العزيز
ـ[علي 56]ــــــــ[25 - 06 - 09, 01:46 ص]ـ
وأنتم أيها الأحبة الكرام
جزاكم الله خيرا(74/78)
موسوعة الشعر العربي 2009 - إصدار أكثر من رائع للتحميل بروابط متعددة وسريعة
ـ[صدام بن الحسن الجزائري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 10:38 م]ـ
موسوعة الشعر العربي 2009
إصدار أكثر من رائع للتحميل بروابط متعددة وسريعة
http://www.arabsdurra.org/Durra_images/files/hethmymzorjzltw0wjo1.jpg
أضع بين يدي إخواني (الموسوعة الشعرية 2009)، وهي من إصدار مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، وتم توزيعها مجانا مع جريدة البيان وتم توزيعها مجانا على الحضور في مهرجان دبي الدولي للشعر الذي أقيم مؤخرا بدبي
والموسوعة لا تحتاج أي تنصيب، وهي بصيغة ( ISO) يمكن حرقها مباشرة على أسطوانة ( CD)، أو فكها ببرنامج ( Winrar)، وتشغيل ملف ( Poetry.exe)، وكذلك يمكن تشغيلها على أي برنامج للسواقات الوهمية مثل ( Daemon Tools) أو ما يشبهه
رابط موقع الموسوعة للتصفح على الأنترنت
[/ URL][URL]http://www.arpoetry.com/Pages/default.aspx (http://www.arpoetry.com/Pages/default.aspx)
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[صدام بن الحسن الجزائري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 10:40 م]ـ
نأتي الآن إلى روابط التحميل لهذه الموسوعة الرائعة
الموسوعة مقسمة إلى 8 أجزاء تم رفع كل جزء على سرفرات كثيرة جدا ومتنوعة لك أن تختار أحدها للتحميل منها وأفضل لك أن تقوم بالتحميل من MediaFire أو iFile أو ADrive
الجزء الأول:
< TABLE border=0 cellSpacing=0 cellPadding=6 width="100%"><TBODY><TR><TD style="BORDER-BOTTOM: 1px inset; BORDER-LEFT: 1px inset; BORDER-TOP: 1px inset; BORDER-RIGHT: 1px inset" class=alt2>
http://rapidshare.com/files/20943862...part1.rar.html (http://rapidshare.com/files/209438628/Poetry_Enc2009.part1.rar.html)
أو
http://www.adrive.com/public/c32a4a0...4563659a6.html (http://www.adrive.com/public/c32a4a060a3361381e8fae5aea0aa61d86cdd311d2f9969a3f e4b9f4563659a6.html)
أو
http://www.4shared.com/file/93005602...2009part1.html (http://www.4shared.com/file/93005602/a2006e6f/Poetry_Enc2009part1.html)
أو
http://www.mediafire.com/?jmfzka2mxni (http://www.mediafire.com/?jmfzka2mxni)
أو
http://www.zshare.net/download/5707047216b54cb4 (http://www.zshare.net/download/5707047216b54cb4)
أو
http://www.filesend.net/download.*******.ea9d811f6aebe1 (http://www.filesend.net/download.php?f=3ccd88e1a64b9ec275ea9d811f6aebe1)
أو
http://flyupload.flyupload.com/?fid=198956493 (http://flyupload.flyupload.com/?fid=198956493)
أو
http://www.fileflyer.com/view/8sNs6Br (http://www.fileflyer.com/view/8sNs6Br)
أو
http://ifile.it/chtylgm (http://ifile.it/chtylgm)
أو
http://www.sendspace.com/file/bqhwv6 (http://www.sendspace.com/file/bqhwv6)
أو
http://www.turboupload.com/files/get...2009.part1.rar (http://www.turboupload.com/files/get/HR8x_
[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]
PU0Z/poetry-enc2009.part1.rar)
أو
http://d01.megashares.com/?d01=51ee88c (http://d01.megashares.com/?d01=51ee88c)
أو
http://momupload.com/files/115827/Po...part1.rar.html (http://momupload.com/files/115827/Poetry_Enc2009.part1.rar.html)
أو
http://openfile.ru/230744/ (http://openfile.ru/230744/)
أو
http://share-now.net/files/168331-Po...part1.rar.html (http://share-now.net/files/168331-Poetry_Enc2009.part1.rar.html)
أو
http://www.load.to/MLBjVYqoIA/Poetry_Enc2009.part1.rar (http://www.load.to/MLBjVYqoIA/Poetry_Enc2009.part1.rar)
أو
http://ifolder.ru/11051389 (http://ifolder.ru/11051389)
أو
http://www.uploadstube.de/download.php?file=633396 (http://www.uploadstube.de/download.php?file=633396)
أو
http://jamber.info/files/download/a426786532.html (http://jamber.info/files/download/a426786532.html)
أو
http://www.2shared.com/file/5084872/...2009part1.html (http://www.2shared.com/file/5084872/699e6a45/Poetry_Enc2009part1.html)
أو
http://www.badongo.com/file/13879308 (http://www.badongo.com/file/13879308)
أو
http://filebeam.com/be22c7a7f1f438fb371fb3d875ecb302 (http://filebeam.com/be22c7a7f1f438fb371fb3d875ecb302)
أو
http://filesurf.ru/103560 (http://filesurf.ru/103560)
أو
http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106369 (http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106369)
أو
http://www.rapidshare.ru/964032 (http://www.rapidshare.ru/964032)
أو
http://storeandserve.com/download/68093/.html (http://storeandserve.com/download/68093/.html)
</TD></TR></TBODY></TABLE>
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/79)
ـ[صدام بن الحسن الجزائري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 10:42 م]ـ
الجزء الثاني:
< TABLE border=0 cellSpacing=0 cellPadding=6 width="100%"><TBODY><TR><TD style="BORDER-BOTTOM: 1px inset; BORDER-LEFT: 1px inset; BORDER-TOP: 1px inset; BORDER-RIGHT: 1px inset" class=alt2>
http://rapidshare.com/files/20954058...part2.rar.html (http://rapidshare.com/files/209540586/Poetry_Enc2009.part2.rar.html)
أو
http://www.adrive.com/public/e3f4916...294444de8.html (http://www.adrive.com/public/e3f49165951f09416451d9f14c66af35100fac47b96f66df26 784d4294444de8.html)
أو
http://www.4shared.com/file/93032250...2009part2.html (http://www.4shared.com/file/93032250/ec0711b3/Poetry_Enc2009part2.html)
أو
http://www.mediafire.com/?mxwxzbhwmby (http://www.mediafire.com/?mxwxzbhwmby)
أو
http://www.zshare.net/download/570807780491333f/ (http://www.zshare.net/download/570807780491333f/)
أو
http://www.filesend.net/download.*******.7fcbbf3cdc9fe9 (http://www.filesend.net/download.php?f=466363529062ba90457fcbbf3cdc9fe9)
أو
http://www.fileflyer.com/view/3k2XnAe (http://www.fileflyer.com/view/3k2XnAe)
أو
http://flyupload.flyupload.com/?fid=306142131 (http://flyupload.flyupload.com/?fid=306142131)
أو
http://ifile.it/qk84fjt (http://ifile.it/qk84fjt)
أو
http://www.sendspace.com/file/f69ct0 (http://www.sendspace.com/file/f69ct0)
أو
http://d01.megashares.com/?d01=e73129d (http://d01.megashares.com/?d01=e73129d)
أو
http://www.2shared.com/file/5086704/...2009part2.html (http://www.2shared.com/file/5086704/6ee9d601/Poetry_Enc2009part2.html)
أو
http://www.badongo.com/file/13883211 (http://www.badongo.com/file/13883211)
أو
http://storeandserve.com/download/68093/.html (http://storeandserve.com/download/68093/.html)
أو
http://share-now.net/files/168420-Po...part2.rar.html (http://share-now.net/files/168420-Poetry_Enc2009.part2.rar.html)
أو
http://filebeam.com/fda7622c61ccca5a4dc23f38fa7623e6 (http://filebeam.com/fda7622c61ccca5a4dc23f38fa7623e6)
أو
http://jamber.info/files/download/a219952986.html (http://jamber.info/files/download/a219952986.html)
أو
http://www.uploadstube.de/download.php?file=916132 (http://www.uploadstube.de/download.php?file=916132)
أو
http://filesurf.ru/103633 (http://filesurf.ru/103633)
أو
http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106416 (http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106416)
أو
http://ifolder.ru/11058707 (http://ifolder.ru/11058707)
أو
http://www.load.to/1pm4tLaCZY/Poetry_Enc2009.part2.rar (http://www.load.to/1pm4tLaCZY/Poetry_Enc2009.part2.rar)
أو
http://momupload.com/files/115844/Po...part2.rar.html (http://momupload.com/files/115844/Poetry_Enc2009.part2.rar.html)
أو
http://openfile.ru/231090/ (http://openfile.ru/231090/)
أو
http://www.turboupload.com/files/get...2009.part2.rar (http://www.turboupload.com/files/get/9SGXt
[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]
WKOT/poetry-enc2009.part2.rar)
أو
http://yabadaba.ru/files/84048 (http://yabadaba.ru/files/84048)
أو
http://www.rapidshare.ru/964409 (http://www.rapidshare.ru/964409)
</TD></TR></TBODY></TABLE>
ـ[صدام بن الحسن الجزائري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 10:45 م]ـ
الجزء الثالث:
< TABLE border=0 cellSpacing=0 cellPadding=6 width="100%"><TBODY><TR><TD style="BORDER-BOTTOM: 1px inset; BORDER-LEFT: 1px inset; BORDER-TOP: 1px inset; BORDER-RIGHT: 1px inset" class=alt2>
http://rapidshare.com/files/20975563...2009.part3.rar (http://rapidshare.com/files/209755639/Poetry_Enc2009.part3.rar)
أو
http://www.adrive.com/public/de236ee...0307484a9.html (http://www.adrive.com/public/de236ee17ea01678859a73d79af4dd8993d3bac66285dfceb9 d51bd0307484a9.html)
أو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/80)
http://www.4shared.com/file/93154437...2009part3.html (http://www.4shared.com/file/93154437/41c326fd/Poetry_Enc2009part3.html)
أو
http://www.mediafire.com/?xiylbmzemgy (http://www.mediafire.com/?xiylbmzemgy)
أو
http://www.zshare.net/download/57112465713621a3/ (http://www.zshare.net/download/57112465713621a3/)
أو
http://www.filesend.net/download.*******.fd5faf845a89c9 (http://www.filesend.net/download.php?f=246c45051ab1fc9714fd5faf845a89c9)
أو
http://ifile.it/ytarxki (http://ifile.it/ytarxki)
أو
http://www.ziddu.com/downloadlink/38...2009.part3.rar (http://www.ziddu.com/downloadlink/3881041/Poetry_Enc2009.part3.rar)
أو
http://www.sendspace.com/file/mfzxcr (http://www.sendspace.com/file/mfzxcr)
أو
http://d01.megashares.com/?d01=2e23dc1 (http://d01.megashares.com/?d01=2e23dc1)
أو
http://jamber.info/files/download/a937578081.html (http://jamber.info/files/download/a937578081.html)
أو
http://www.fileflyer.com/view/ZFyYSBJ (http://www.fileflyer.com/view/ZFyYSBJ)
أو
http://www.filefactory.com/file/af55...2009_part3_rar (http://www.filefactory.com/file/af556cd/n/Poetry_Enc2009_part3_rar)
أو
http://www.easy-share.com/1904050328...2009.part3.rar (http://www.easy-share.com/1904050328/Poetry_Enc2009.part3.rar)
أو
http://www.egoshare.com/download.php?id=0B181A7D27 (http://www.egoshare.com/download.php?id=0B181A7D27)
أو
http://www.turboupload.com/files/get...2009.part3.rar (http://www.turboupload.com/files/get/xSWrP5V
[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]
rl/poetry-enc2009.part3.rar)
أو
http://www.2shared.com/file/5091691/...2009part3.html (http://www.2shared.com/file/5091691/6e34e2f9/Poetry_Enc2009part3.html)
أو
http://www.badongo.com/file/13892989 (http://www.badongo.com/file/13892989)
أو
http://www.uploadstube.de/download.php?file=794730 (http://www.uploadstube.de/download.php?file=794730)
أو
http://www.filezzz.com/download/3931...part3.rar.html (http://www.filezzz.com/download/39315/Poetry_Enc2009.part3.rar.html)
أو
http://filebeam.com/d54a30caaed31c9b4fe66ba8cdf6ccb3 (http://filebeam.com/d54a30caaed31c9b4fe66ba8cdf6ccb3)
أو
http://filesurf.ru/103774 (http://filesurf.ru/103774)
أو
http://www.load.to/Xsr3DAxa3G/Poetry_Enc2009.part3.rar (http://www.load.to/Xsr3DAxa3G/Poetry_Enc2009.part3.rar)
أو
http://openfile.ru/231587/ (http://openfile.ru/231587/)
أو
http://yabadaba.ru/files/84217 (http://yabadaba.ru/files/84217)
أو
http://ifolder.ru/11069097 (http://ifolder.ru/11069097)
أو
http://share-now.net/files/168651-Po...part3.rar.html (http://share-now.net/files/168651-Poetry_Enc2009.part3.rar.html)
أو
http://storeandserve.com/download/68093/.html (http://storeandserve.com/download/68093/.html)
أو
http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106623 (http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106623)
أو
http://www.rapidshare.ru/965275 (http://www.rapidshare.ru/965275)
</TD></TR></TBODY></TABLE>
<!-- / message --><!-- stamps hack --><!-- / stamps hack -->
ـ[صدام بن الحسن الجزائري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 10:46 م]ـ
الجزء الرابع:
< TABLE border=0 cellSpacing=0 cellPadding=6 width="100%"><TBODY><TR><TD style="BORDER-BOTTOM: 1px inset; BORDER-LEFT: 1px inset; BORDER-TOP: 1px inset; BORDER-RIGHT: 1px inset" class=alt2>
http://rapidshare.com/files/20976007...2009.part4.rar (http://rapidshare.com/files/209760076/Poetry_Enc2009.part4.rar)
أو
http://www.adrive.com/public/3fb56d8...a231df84c.html (http://www.adrive.com/public/3fb56d8d3c7f9900689c6c539123c575c32311d1f6dce94a57 5a675a231df84c.html)
أو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/81)
http://www.4shared.com/file/93157382...2009part4.html (http://www.4shared.com/file/93157382/c5a7b2d2/Poetry_Enc2009part4.html)
أو
http://www.mediafire.com/?thmjtvzv7cu (http://www.mediafire.com/?thmjtvzv7cu)
أو
http://www.zshare.net/download/571136120dabc72d/ (http://www.zshare.net/download/571136120dabc72d/)
أو
http://ifile.it/rsic8dp (http://ifile.it/rsic8dp)
أو
http://www.sendspace.com/file/pda2ea (http://www.sendspace.com/file/pda2ea)
أو
http://flyupload.flyupload.com/?fid=392542123 (http://flyupload.flyupload.com/?fid=392542123)
أو
http://www.fileflyer.com/view/85Z17Az (http://www.fileflyer.com/view/85Z17Az)
أو
http://www.filesend.net/download.*******.992f40db16ad55 (http://www.filesend.net/download.php?f=80e4dbf91ad3bbe1b7992f40db16ad55)
أو
http://www.filefactory.com/file/af55...2009_part4_rar (http://www.filefactory.com/file/af557d2/n/Poetry_Enc2009_part4_rar)
أو
http://www.egoshare.com/download.php?id=945BB49818 (http://www.egoshare.com/download.php?id=945BB49818)
أو
http://www.easy-share.com/1904050583...2009.part4.rar (http://www.easy-share.com/1904050583/Poetry_Enc2009.part4.rar)
أو
http://d01.megashares.com/?d01=94839bc (http://d01.megashares.com/?d01=94839bc)
أو
http://www.turboupload.com/files/get...2009.part4.rar (http://www.turboupload.com/files/get/SW4k1zN5--/poetry-enc2009.part4.rar)
أو
http://openfile.ru/231598/ (http://openfile.ru/231598/)
أو
http://www.2shared.com/file/5091775/...2009part4.html (http://www.2shared.com/file/5091775/f6186159/Poetry_Enc2009part4.html)
أو
http://www.badongo.com/file/13893412 (http://www.badongo.com/file/13893412)
أو
http://yabadaba.ru/files/84220 (http://yabadaba.ru/files/84220)
أو
http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106626 (http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106626)
أو
http://filesurf.ru/103776 (http://filesurf.ru/103776)
أو
http://www.uploadstube.de/download.php?file=957266 (http://www.uploadstube.de/download.php?file=957266)
أو
http://www.filezzz.com/download/3933...part4.rar.html (http://www.filezzz.com/download/39333/Poetry_Enc2009.part4.rar.html)
أو
http://filebeam.com/da72b4b2042ecc52d09ce111b50a4c6d (http://filebeam.com/da72b4b2042ecc52d09ce111b50a4c6d)
أو
http://ifolder.ru/11069257 (http://ifolder.ru/11069257)
أو
http://jamber.info/files/download/a232785985.html (http://jamber.info/files/download/a232785985.html)
أو
http://storeandserve.com/download/68093/.html (http://storeandserve.com/download/68093/.html)
أو
http://share-now.net/files/168652-Po...part4.rar.html (http://share-now.net/files/168652-Poetry_Enc2009.part4.rar.html)
أو
http://www.load.to/hbJVxHhxxF/Poetry_Enc2009.part4.rar (http://www.load.to/hbJVxHhxxF/Poetry_Enc2009.part4.rar)
أو
http://momupload.com/files/115879/Po...part4.rar.html (http://momupload.com/files/115879/Poetry_Enc2009.part4.rar.html)
أو
http://www.rapidshare.ru/965280 (http://www.rapidshare.ru/965280)
</TD></TR></TBODY></TABLE>
<!-- / message --><!-- stamps hack --><!-- / stamps hack -->
ـ[صدام بن الحسن الجزائري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 10:47 م]ـ
الجزء الخامس:
< TABLE border=0 cellSpacing=0 cellPadding=6 width="100%"><TBODY><TR><TD style="BORDER-BOTTOM: 1px inset; BORDER-LEFT: 1px inset; BORDER-TOP: 1px inset; BORDER-RIGHT: 1px inset" class=alt2>
http://rapidshare.com/files/20976262...2009.part5.rar (http://rapidshare.com/files/209762624/Poetry_Enc2009.part5.rar)
أو
http://www.adrive.com/public/58540e6...fbea0abd4.html (http://www.adrive.com/public/58540e650f50b7fd44c3f523374d199ff71252ed622892b3bd 57d68fbea0abd4.html)
أو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/82)
http://www.4shared.com/file/93159371...2009part5.html (http://www.4shared.com/file/93159371/3be98894/Poetry_Enc2009part5.html)
أو
http://www.mediafire.com/?qingxqcwjbw (http://www.mediafire.com/?qingxqcwjbw)
أو
http://www.zshare.net/download/57114313c7761341/ (http://www.zshare.net/download/57114313c7761341/)
أو
http://www.filesend.net/download.*******.24add1a4dce9de (http://www.filesend.net/download.php?f=04b1eed5df58bf817e24add1a4dce9de)
أو
http://ifile.it/ispj0nf (http://ifile.it/ispj0nf)
أو
http://d01.megashares.com/?d01=6e49bf7 (http://d01.megashares.com/?d01=6e49bf7)
أو
http://www.sendspace.com/file/47zvx7 (http://www.sendspace.com/file/47zvx7)
أو
http://www.fileflyer.com/view/4YeftB
[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]
(http://www.fileflyer.com/view/4YeftB
[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]
)
أو
http://www.turboupload.com/files/get...2009.part5.rar (http://www.turboupload.com/files/get/O3wRSfGihO/poetry-enc2009.part5.rar)
أو
http://www.filefactory.com/file/af55...2009_part5_rar (http://www.filefactory.com/file/af55788/n/Poetry_Enc2009_part5_rar)
أو
http://www.egoshare.com/download.php?id=E76B058022 (http://www.egoshare.com/download.php?id=E76B058022)
أو
http://www.easy-share.com/1904050673...2009.part5.rar (http://www.easy-share.com/1904050673/Poetry_Enc2009.part5.rar)
أو
http://www.2shared.com/file/5091819/...2009part5.html (http://www.2shared.com/file/5091819/a2a8cdc9/Poetry_Enc2009part5.html)
أو
http://www.badongo.com/file/13893572 (http://www.badongo.com/file/13893572)
أو
http://yabadaba.ru/files/84223 (http://yabadaba.ru/files/84223)
أو
http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106634 (http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106634)
أو
http://www.uploadstube.de/download.php?file=442439 (http://www.uploadstube.de/download.php?file=442439)
أو
http://filesurf.ru/103778 (http://filesurf.ru/103778)
أو
http://storeandserve.com/download/68093/.html (http://storeandserve.com/download/68093/.html)
أو
http://www.filezzz.com/download/3934...part5.rar.html (http://www.filezzz.com/download/39340/Poetry_Enc2009.part5.rar.html)
أو
http://share-now.net/files/168654-Po...part5.rar.html (http://share-now.net/files/168654-Poetry_Enc2009.part5.rar.html)
أو
http://jamber.info/files/download/a466680520.html (http://jamber.info/files/download/a466680520.html)
أو
http://filebeam.com/e4384ddc5ecf66bd72017c47bbedb443 (http://filebeam.com/e4384ddc5ecf66bd72017c47bbedb443)
أو
http://www.load.to/XkUVVc2
[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]
an/Poetry_Enc2009.part5.rar (http://www.load.to/XkUVVc2
[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]
an/Poetry_Enc2009.part5.rar)
أو
http://ifolder.ru/11069427 (http://ifolder.ru/11069427)
أو
http://openfile.ru/231606/ (http://openfile.ru/231606/)
أو
http://momupload.com/files/115880/Po...part5.rar.html (http://momupload.com/files/115880/Poetry_Enc2009.part5.rar.html)
أو
http://www.rapidshare.ru/965282 (http://www.rapidshare.ru/965282)
</TD></TR></TBODY></TABLE>
ـ[صدام بن الحسن الجزائري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 10:49 م]ـ
الجزء السادس:
< TABLE border=0 cellSpacing=0 cellPadding=6 width="100%"><TBODY><TR><TD style="BORDER-BOTTOM: 1px inset; BORDER-LEFT: 1px inset; BORDER-TOP: 1px inset; BORDER-RIGHT: 1px inset" class=alt2>
http://rapidshare.com/files/20976659...2009.part6.rar (http://rapidshare.com/files/209766595/Poetry_Enc2009.part6.rar)
أو
http://www.adrive.com/public/81c1cc9...7eb6e73f4.html (http://www.adrive.com/public/81c1cc9f190a495e79b6e3ed2ecef0a94aebb77ad24717a9fc b77c07eb6e73f4.html)
أو
http://www.4shared.com/file/93161294...2009part6.html (http://www.4shared.com/file/93161294/56d6699d/Poetry_Enc2009part6.html)
أو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/83)
http://www.mediafire.com/?j2vjsgmmtqr (http://www.mediafire.com/?j2vjsgmmtqr)
أو
http://www.zshare.net/download/5711486107e4b48d/ (http://www.zshare.net/download/5711486107e4b48d/)
أو
http://www.filesend.net/download.*******.df9f890c72cb64 (http://www.filesend.net/download.php?f=6b334a48cc5dff494edf9f890c72cb64)
أو
http://www.fileflyer.com/view/0choTBC (http://www.fileflyer.com/view/0choTBC)
أو
http://flyupload.flyupload.com/?fid=591990065 (http://flyupload.flyupload.com/?fid=591990065)
أو
http://www.sendspace.com/file/xqxyos (http://www.sendspace.com/file/xqxyos)
أو
http://ifile.it/oxzsa3v (http://ifile.it/oxzsa3v)
أو
http://www.filezzz.com/download/3934...part6.rar.html (http://www.filezzz.com/download/39349/Poetry_Enc2009.part6.rar.html)
أو
http://d01.megashares.com/?d01=31e61fc (http://d01.megashares.com/?d01=31e61fc)
أو
http://www.turboupload.com/files/get...2009.part6.rar (http://www.turboupload.com/files/get/tlWDhPl44e/poetry-enc2009.part6.rar)
أو
http://www.filefactory.com/file/af55...2009_part6_rar (http://www.filefactory.com/file/af55823/n/Poetry_Enc2009_part6_rar)
أو
http://www.egoshare.com/download.php?id=89D7B1C424 (http://www.egoshare.com/download.php?id=89D7B1C424)
أو
http://www.easy-share.com/1904050739...2009.part6.rar (http://www.easy-share.com/1904050739/Poetry_Enc2009.part6.rar)
أو
http://www.2shared.com/file/5091869/...2009part6.html (http://www.2shared.com/file/5091869/ede95b0e/Poetry_Enc2009part6.html)
أو
http://www.badongo.com/file/13893729 (http://www.badongo.com/file/13893729)
أو
http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106636 (http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106636)
أو
http://www.uploadstube.de/download.php?file=585124 (http://www.uploadstube.de/download.php?file=585124)
أو
http://filesurf.ru/103779 (http://filesurf.ru/103779)
أو
http://storeandserve.com/download/68093/.html (http://storeandserve.com/download/68093/.html)
أو
http://yabadaba.ru/files/84224 (http://yabadaba.ru/files/84224)
أو
http://filebeam.com/45af2e1e9a6482a8f4f6de3316b366fc (http://filebeam.com/45af2e1e9a6482a8f4f6de3316b366fc)
أو
http://share-now.net/files/168661-Po...part6.rar.html (http://share-now.net/files/168661-Poetry_Enc2009.part6.rar.html)
أو
http://jamber.info/files/download/a687432575.html (http://jamber.info/files/download/a687432575.html)
أو
http://www.load.to/
[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]
kzNcfnKXq/Poetry_Enc2009.part6.rar (http://www.load.to/
[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]
kzNcfnKXq/Poetry_Enc2009.part6.rar)
أو
http://ifolder.ru/11069614 (http://ifolder.ru/11069614)
أو
http://openfile.ru/231616/ (http://openfile.ru/231616/)
أو
http://www.rapidshare.ru/965288 (http://www.rapidshare.ru/965288)
</TD></TR></TBODY></TABLE>
<!-- / message --><!-- stamps hack --><!-- / stamps hack -->
ـ[صدام بن الحسن الجزائري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 10:51 م]ـ
الجزء السابع:
< TABLE border=0 cellSpacing=0 cellPadding=6 width="100%"><TBODY><TR><TD style="BORDER-BOTTOM: 1px inset; BORDER-LEFT: 1px inset; BORDER-TOP: 1px inset; BORDER-RIGHT: 1px inset" class=alt2>
http://rapidshare.com/files/20977062...2009.part7.rar (http://rapidshare.com/files/209770623/Poetry_Enc2009.part7.rar)
أو
http://www.adrive.com/public/0fb3241...3240770e5.html (http://www.adrive.com/public/0fb32412211d406c63b08c6c7a8370ea12cf95b3e8a03002f7 c09c33240770e5.html)
أو
http://www.4shared.com/file/93162992...2009part7.html (http://www.4shared.com/file/93162992/a1558ca7/Poetry_Enc2009part7.html)
أو
http://www.mediafire.com/?yl2h9mmrt3y (http://www.mediafire.com/?yl2h9mmrt3y)
أو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/84)
http://www.zshare.net/download/5711539299b30ce8/ (http://www.zshare.net/download/5711539299b30ce8/)
أو
http://www.filesend.net/download.*******.6884cf0e9a92d9 (http://www.filesend.net/download.php?f=0131358e2d973e87b46884cf0e9a92d9)
أو
http://ifile.it/g0w5b96 (http://ifile.it/g0w5b96)
أو
http://www.fileflyer.com/view/BjD3zBm (http://www.fileflyer.com/view/BjD3zBm)
أو
http://flyupload.flyupload.com/?fid=465835066 (http://flyupload.flyupload.com/?fid=465835066)
أو
http://www.sendspace.com/file/a5hy02 (http://www.sendspace.com/file/a5hy02)
أو
http://www.filezzz.com/download/3935...part7.rar.html (http://www.filezzz.com/download/39354/Poetry_Enc2009.part7.rar.html)
أو
http://www.turboupload.com/files/get...2009.part7.rar (http://www.turboupload.com/files/get/WhouqwH_Jf/poetry-enc2009.part7.rar)
أو
http://d01.megashares.com/?d01=22dbd2e (http://d01.megashares.com/?d01=22dbd2e)
أو
http://www.filefactory.com/file/af55...2009_part7_rar (http://www.filefactory.com/file/af559hc/n/Poetry_Enc2009_part7_rar)
أو
http://www.egoshare.com/download.php?id=62975B805 (http://www.egoshare.com/download.php?id=62975B805)
أو
http://www.easy-share.com/1904050864...2009.part7.rar (http://www.easy-share.com/1904050864/Poetry_Enc2009.part7.rar)
أو
http://www.2shared.com/file/5091918/...2009part7.html (http://www.2shared.com/file/5091918/d46d9768/Poetry_Enc2009part7.html)
أو
http://www.badongo.com/file/13893905 (http://www.badongo.com/file/13893905)
أو
http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106638 (http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106638)
أو
http://www.uploadstube.de/download.php?file=803935 (http://www.uploadstube.de/download.php?file=803935)
أو
http://filesurf.ru/103781 (http://filesurf.ru/103781)
أو
http://storeandserve.com/download/68093/.html (http://storeandserve.com/download/68093/.html)
أو
http://jamber.info/files/download/a74960324.html (http://jamber.info/files/download/a74960324.html)
أو
http://www.load.to/STfmeO8oW5/Poetry_Enc2009.part7.rar (http://www.load.to/STfmeO8oW5/Poetry_Enc2009.part7.rar)
أو
http://share-now.net/files/168666-Po...part7.rar.html (http://share-now.net/files/168666-Poetry_Enc2009.part7.rar.html)
أو
http://filebeam.com/bf7c5b8f244628c386431fcb46c81968 (http://filebeam.com/bf7c5b8f244628c386431fcb46c81968)
أو
http://ifolder.ru/11069860 (http://ifolder.ru/11069860)
أو
http://yabadaba.ru/files/84225 (http://yabadaba.ru/files/84225)
أو
http://openfile.ru/231628/ (http://openfile.ru/231628/)
أو
http://www.rapidshare.ru/965298 (http://www.rapidshare.ru/965298)
</TD></TR></TBODY></TABLE>
<!-- / message --><!-- stamps hack --><!-- / stamps hack -->
ـ[صدام بن الحسن الجزائري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 11:01 م]ـ
<! -- / stamps hack --><!-- message -->
<TABLE id=table4 border=0 cellSpacing=3 cellPadding=3 width="100%" height=250><TBODY><TR><TD vAlign=top align=middle><!-- / message -->
الجزء الثامن والأخير:
< TABLE border=0 cellSpacing=0 cellPadding=6 width="100%"><TBODY><TR><TD style="BORDER-BOTTOM: 1px inset; BORDER-LEFT: 1px inset; BORDER-TOP: 1px inset; BORDER-RIGHT: 1px inset" class=alt2>
http://rapidshare.com/files/20979044...2009.part8.rar (http://rapidshare.com/files/209790442/Poetry_Enc2009.part8.rar)
أو
http://www.adrive.com/public/06d9286...8354ab1b9.html (http://www.adrive.com/public/06d92868c6f9187698b4d7d428787d9d110de39d0073ad357c dc5e88354ab1b9.html)
أو
http://www.4shared.com/file/93166543...2009part8.html (http://www.4shared.com/file/93166543/e584ac4f/Poetry_Enc2009part8.html)
أو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/85)
http://www.mediafire.com/?masd61bvf1y (http://www.mediafire.com/?masd61bvf1y)
أو
http://www.zshare.net/download/571162144cc0df0c/ (http://www.zshare.net/download/571162144cc0df0c/)
أو
http://www.filesend.net/download.*******.325ffc19dadd95 (http://www.filesend.net/download.php?f=95b967859cc6f212ee325ffc19dadd95)
أو
http://ifile.it/619zl5q (http://ifile.it/619zl5q)
أو
http://flyupload.flyupload.com/?fid=188421340 (http://flyupload.flyupload.com/?fid=188421340)
أو
http://www.sendspace.com/file/cc67v2 (http://www.sendspace.com/file/cc67v2)
أو
http://www.turboupload.com/files/get...2009.part8.rar (http://www.turboupload.com/files/get/kZu-DDJYrm/poetry-enc2009.part8.rar)
أو
http://www.filezzz.com/download/3937...part8.rar.html (http://www.filezzz.com/download/39378/Poetry_Enc2009.part8.rar.html)
أو
http://www.fileflyer.com/view/HZlwhAw (http://www.fileflyer.com/view/HZlwhAw)
أو
http://www.filefactory.com/file/af56...2009_part8_rar (http://www.filefactory.com/file/af56dh1/n/Poetry_Enc2009_part8_rar)
أو
http://www.egoshare.com/download.php?id=643D170D29 (http://www.egoshare.com/download.php?id=643D170D29)
أو
http://www.easy-share.com/1904051475...2009.part8.rar (http://www.easy-share.com/1904051475/Poetry_Enc2009.part8.rar)
أو
http://d01.megashares.com/?d01=febde04 (http://d01.megashares.com/?d01=febde04)
أو
http://www.2shared.com/file/5092014/...2009part8.html (http://www.2shared.com/file/5092014/c0bf4f22/Poetry_Enc2009part8.html)
أو
http://www.badongo.com/file/13894152 (http://www.badongo.com/file/13894152)
أو
http://share-now.net/files/168682-Po...part8.rar.html (http://share-now.net/files/168682-Poetry_Enc2009.part8.rar.html)
أو
http://openfile.ru/231691/ (http://openfile.ru/231691/)
أو
http://filebeam.com/42192ed576da1e86edb9f5073d5c40c4 (http://filebeam.com/42192ed576da1e86edb9f5073d5c40c4)
أو
http://www.uploadstube.de/download.php?file=620277 (http://www.uploadstube.de/download.php?file=620277)
أو
http://filesurf.ru/103790 (http://filesurf.ru/103790)
أو
http://jamber.info/files/download/a109842628.html (http://jamber.info/files/download/a109842628.html)
أو
http://www.load.to/7dsCXnctPl/Poetry_Enc2009.part8.rar (http://www.load.to/7dsCXnctPl/Poetry_Enc2009.part8.rar)
أو
http://ifolder.ru/11070997 (http://ifolder.ru/11070997)
أو
http://storeandserve.com/download/68093/.html (http://storeandserve.com/download/68093/.html)
أو
http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106650 (http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106650)
أو
http://yabadaba.ru/files/84228 (http://yabadaba.ru/files/84228)
أو
http://www.rapidshare.ru/965323 (http://www.rapidshare.ru/965323)
</TD></TR></TBODY></TABLE>
تمت بحمد الله تعالى ومنه
ولا تنسونا من صالح دعائكم
===================
الموضوع والروابط للفاضلين
أبي إسحاق التطواني
و
أبي عبيد محمد نجيب
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
</ TD></TR></TBODY></TABLE>
ـ[عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 11:10 م]ـ
بوركت أخي الفاضل
مجهود طيب
ـ[صدام بن الحسن الجزائري]ــــــــ[25 - 06 - 09, 01:22 ص]ـ
وفيك بارك الله أخي .. سلام
ـ[محمد الخامس باغوش]ــــــــ[25 - 06 - 09, 06:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا وزادكم أدبا وعلما وحلما.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[28 - 01 - 10, 12:21 م]ـ
الحمد لله رب العالمين , حملتها كاملة من هذه الروابط وجاري فكها وتنصيبها
شكرًا كثيرًا جزيلا شيخنا وحبيبنا واستاذنا أبا مالك العوضي.
ـ[سعود البارودي]ــــــــ[30 - 01 - 10, 05:15 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء
ـ[أبوياسين]ــــــــ[30 - 01 - 10, 09:17 ص]ـ
لقد حملت الموسوعة الشعرية، لكن عند تشغيلها تعطي حروفا غير عربية، فهل من مسعف يرشدنا إلى ما يجب عمله لتعود الحروف عربية؟
ـ[أحمد عبد الغفار]ــــــــ[12 - 03 - 10, 01:07 ص]ـ
و كان الشكر يوفيك حقا فنحن لك والله من الشاكرين
جزاك الله حيرا
ـ[أحمد عبد الغفار]ــــــــ[12 - 03 - 10, 01:10 ص]ـ
و كان الشكر يوفيك حقا فنحن لك والله من الشاكرين
جزاك الله حيرا
التحميل جار
ونرجو أن تعمل بصورة جيدة
ـ[كريم الشاطري]ــــــــ[12 - 03 - 10, 08:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الفداء الدمياطي]ــــــــ[12 - 03 - 10, 08:58 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/86)
ـ[أبويعلى البيضاوي]ــــــــ[12 - 03 - 10, 09:38 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وكذلك جزى الله خيرا وجعله في ميزان حسناته من وضع هذا البرنامج وجعله في سبيل الله لينتفع به المسلمون(74/87)
[حَمِّل في المقاصد] 1 ـ مقاصد الشريعة الإسلامية، الأستاذ الدكتور: محمد مصطفى الزحيلي ( Word)
ـ[خلدون الجزائري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 11:21 م]ـ
[حمل في المقاصد]
1 ـ مقاصد الشريعة الإسلامية، الأستاذ الدكتور: محمد مصطفى الزحيلي ( Word)
رسالة من حوالي 20 صفحة فقط
التحميل من المرفقات
البحث القادم:
2 ـ شرح فصول المقاصد الشرعية والتكليف والحقوق من مرتقى الوصول للولاتي الشنقيطي ( Word) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1065432)
ـ[أبو أويس التلمساني]ــــــــ[22 - 11 - 09, 05:44 م]ـ
sbl
جيد جدا ان يكون للمشارقة فه لمقاصد الشرع
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[22 - 11 - 09, 06:59 م]ـ
بارك الله فيك ونفعك بك، ووفقني وإياك لما يحب.(74/88)
[حَمِّل في المقاصد] 2 ـ شرح فصول المقاصد الشرعية والتكليف والحقوق من المرتقى للولاتي الشنقيطي ( Word)
ـ[خلدون الجزائري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 11:29 م]ـ
[حَمِّل في المقاصد]
2 ـ شرح فصول المقاصد الشرعية والتكليف والحقوق من المرتقى للولاتي الشنقيطي ت1330هـ ( Word)
الموضوع تم تناوله هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=76274)، وقد تم تنسيقه على شكل وورد ( Word)
التحميل: من هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=68459&d=1245870583)
فصول فقه المقاصد الشرعية والتكليف والحقوق (من شرح منظومة: مرتقى الوصول)
المنظومة لأبي بكر محمد بن عاصم الغرناطي (ت 829 هـ)
والشرح لمحمد يحي المختار بن الطالب الولاتي الشنقيطي (ت 1330 هـ/1912م)
الكتاب السابق:
1 ـ مقاصد الشريعة الإسلامية، الأستاذ الدكتور: محمد مصطفى الزحيلي ( Word) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=177821)
الكتاب القادم:
3 ـ توضيح المشكلات في اختصار الموافقات للولاتي الشنقيطي، ج2 كتاب المقاصد ( Word) بعد تصحيحه من الأخطاء والسقط الكثير جدا
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[25 - 06 - 09, 01:03 ص]ـ
جزاك الله خيراا أخي خلدون
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[25 - 06 - 09, 01:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي وبورك فيك
ـ[محمد براء]ــــــــ[25 - 06 - 09, 11:26 ص]ـ
هذا هو الكتاب كاملاً:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=53748&d=1201000489
الجزء الأول ( http://www.chatharat.com/mazid/mourtagha%201-104.pdf)
الجزء الثاني ( http://www.chatharat.com/mour105-202.pdf)
ـ[خلدون الجزائري]ــــــــ[25 - 06 - 09, 11:46 ص]ـ
هذا هو الكتاب كاملاً:
...
الجزء الأول ( http://www.chatharat.com/mazid/mourtagha%201-104.pdf)
الجزء الثاني ( http://www.chatharat.com/mour105-202.pdf)
بارك الله فيك،
الكتاب ليس كاملاً وإنما المائتا الصفحة الأولى منه فقط (200 صفحة، كل رابط أعلاه فيه 100ص)، (إلى باب الأمر والنهي)، وهي حوالي نصف الكتاب، لكن النسخة هذه أفضل بكثير من النسخة التي نشرها حفيد الشارح، وتحتاج إلى تصوير بطريقة أحسن.
سأرفع الكتاب كاملاً إن شاء الله على شكل وورد ( Word) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=175491)
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[25 - 06 - 09, 11:27 م]ـ
بارك الله فيكم واحسن اليكم
في الحقيقة كتب الشيخ الولاتي قيمة ويجب ان ترفع كاملة على النت
وفقكم الله
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[26 - 06 - 09, 11:05 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الحامدي]ــــــــ[30 - 06 - 09, 01:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
كنت قد اطلعت على كتاب له مطبوع، اسمه الرحلة الحجازية، نشرته دار الغرب الإسلامي، وفيه كثير من المباحث والأجوبة الشرعية المفيدة ..
فلعله يصور ويرفع إن شاء الله ..
ـ[خلدون الجزائري]ــــــــ[02 - 07 - 09, 09:23 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
كنت قد اطلعت على كتاب له مطبوع، اسمه الرحلة الحجازية، نشرته دار الغرب الإسلامي، وفيه كثير من المباحث والأجوبة الشرعية المفيدة ..
فلعله يصور ويرفع إن شاء الله ..
بارك الله فيك
الكتاب غير موجود على الشبكة، ويا ليتَنا نظفر به قريبًا(74/89)
أسبوعيات المساهم (58/ 3): أمثال العرب للضبي (لأول مرة) Pdf
ـ[المساهم]ــــــــ[25 - 06 - 09, 12:49 ص]ـ
http://www.alukah.net/UserFiles/Basmmalah22(5).gif
الكتاب الثالث من كتب الأسبوعية الثامنة والخمسين ضمن مشروع
(أسبوعيات المساهم)
أمثال العرب
تأليف
المفضل بن محمد الضبي
تحقيق وتعليق
د. إحسان عباس
http://img265.imageshack.us/img265/2340/000g.jpg
التحميل
archive (http://www.archive.org/details/AMTHAL) أو adrive (http://www.adrive.com/public/69b761606bed0f516742ae6b489c5743e856bdb052f1a8af99 dc3169f8212544.html)
بطاقة الكتاب
العنوان: أمثال العرب.
تأليف: المفضل بن محمد الضبي.
تحقيق وتعليق: د. إحسان عباس.
دار النشر: دار الرائد العربي.
سنة الطبع: الطبعة الثانية (1403هـ ـ 1983م).
نوع التغليف: مجلد (226).
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[25 - 06 - 09, 01:19 ص]ـ
أحسنتم، بارك الله فيكم أخي المساهم.
ـ[البشير الزيتوني]ــــــــ[25 - 06 - 09, 01:20 ص]ـ
جزاكم الله كل خير على هذا الكتاب القيم.
ـ[أبو ذر محمد]ــــــــ[25 - 06 - 09, 03:47 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[الطيماوي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 11:39 ص]ـ
من رفعي
http://www.megaupload.com/?d=7WI7SGDG
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 01:50 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[26 - 06 - 09, 11:31 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[29 - 06 - 09, 08:29 م]ـ
جميل جداً؛ رعاك الله وحفظك
ننتظر منك:: (معجم الشعراء) للمرزباني
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[29 - 06 - 09, 08:29 م]ـ
جميل جداً؛ رعاك الله وحفظك
ننتظر منك:: (معجم الشعراء) للمرزباني.(74/90)
فتاوى الشبكة الاسلامية للشاملة3
ـ[أبو همام السلفي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 01:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ايها الكرام
نظرا همية فتاوى الشبكة الاسلامية وكبر حجمها
قررت ان أرفعها لكم للشاملة
ولكن لا اعرف كيف احملها كاملة وكيف انسقها للشاملة انا عنجي نت سريع
رجاء كل من عنده خبرة يعرفني وانا ساقوم بالتحميل وتجهيزها ورفعها وله الأجر
كذلك فتاوى موقع الاسلام سؤال وجواب للشيخ المنجد
ان شاء الله لو علمني احد ساحمل عدة مواقع وادخلها للشاملة قريبا
بس المشكلة ان حد يجود ويتفضل علينا ويعلمنا
سأنتظر رد اخواني واحبابي
ـ[أبو سلمى المغربي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 07:46 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
تفضل هنا فتاوى الشبكة الإسلامية مفهرسة للشاملة الملف حجمه 22.8 م ب وبعد الفك 137 م ب ومن عند الشاملة ذات 6688 كتاب أو الشاملة ذات 8000 أو الشاملة ذات 11000 كتاب يجدها بداخلها
www.islamport.com/isp_eBooks/ftw/e-Books/3386.rar
بطاقة الكتاب
الكتاب: فتاوى الشبكة الإسلامية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه، أما بعد:
فهذه فتاوى من مركز الفتوى بموقع الشبكة الإسلامية www.islamweb.net بإشراف د. عبدالله الفقيه
وهي فتاوى شرعية مؤصلة تصل إلى قرابة 56.547 فتوى مستخلصة إلى آخر جمادى الأولى تقريباً لعام 1427هـ، وكل فتوى يسبقها عنوانها ورقمها وتبويبها وتاريخها.
أسأل الله أن ينفع بها الجميع، ولا تنسونا من دعائكم
ـ[أبو سلمى المغربي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 08:15 م]ـ
أما إذا أردت أن تتعلم الفهرسة فراجع هذا الموضوع الذي نشره أستاذنا نافع حفظه الله
http://www.shamela.ws/forum/viewtopic.php?f=23&t=86
هذه الدروس فيديو لاستخدام الشاملة، يرفعها أخونا، أبو أحمد الحربي، جزاه الله خيرا، وهي مفيدة جدا في مجالها، وتتميز بالسهولة والوضوح
قبل البدأ
1 - ضبط إعدادات الجهاز وتنصيب برنامج Flash_Player
2 - تحديد مسار قواعد البيانات
المقدمة
1 - البحث بمعامل (و) و (أو) (مهم)
2 - نظرة عامة على المكتبة (مهم جدا)
ربط الشاملة بالكتب المصورة
1 - ربط الشاملة بالكتب المصورة
الفهرسة الموضوعية
1 - الفهرسة باستخدام التعبيرات القياسية (1)
2 - الفهرسة باستخدام التعبيرات القياسية (2) - وهو أجود من الدرس السبق وأسهل -
3 - الفهرسة العادية
ترقيم الصفحات
1 - ترقيم الصفحات باستخدام التعبيرات القياسية
2 - ترقيم الصفحات وموافقتها بالمطبوع باستخدام التعبيرات القياسية
دروس منوعة في التعبيرات القياسية
1 - مثال بسيط لفهم طبيعة عمل العلامة المرجعية
2 - استبدال الرموز بالأقواس خاص بالأحاديث المنفرد كل في صفحة
3 - استبدال الرموز بالأقواس خاص بالفقرات وغيرها أيضا (1)
4 - استبدال الرموز بالأقواس خاص بالفقرات وغيرها أيضا (2) - وهو أجود من الدرس السابق -
5 - تعديل الأخطاء الناتجة عن استيراد ملفات الوُورد
6 - استبدال نص بآخر
7 - استبدال النقطة بالشرطة في الترقيم
8 - حذف الحواشي_________________
المشرف على موقع وبرنامج المكتبة الشاملة
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[06 - 10 - 09, 09:35 م]ـ
عملكم هذا رائع ونافع ومبارك بإذن الله
هل هناك الموسوعة الشاملة وحدة أم أكثر.
وهل يمكن تحميلها علي قرص خارجي؟
جزاكم الله كل خير(74/91)
مؤلفات فضيلة الشيخ راشد العليمي.
ـ[بو فوزي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 03:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض مؤلفات فضيلة الشيخ راشد سعد العليمي
الإمام و الخطيب بوزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية بدولة الكويت – مسجدالفرحان منطقة حطين
و الخبير الأسري
و رئيس لجنة بر الوالدين التابعة لجمعية احياء التراث بمنطقة حطين
العمرة سؤال و جواب
http://www.salafishare.com/arabic/29...1A/K3BFJ03.pdf (http://www.salafishare.com/arabic/298LUEAINV1A/K3BFJ03.pdf)
عدَّة الطلاق والوفاة أحكام وآداب
http://www.salafishare.com/arabic/29...E
[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]
/V9K2RAA.pdf (http://www.salafishare.com/arabic/29ZRKP46UUE
[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]
/V9K2RAA.pdf)
الحج و العمرة سؤال و جواب
http://www.salafishare.com/arabic/29...ZN/W5XR1S2.pdf (http://www.salafishare.com/arabic/291C7237GTZN/W5XR1S2.pdf)
عادات و ليست عبادات (من أفضل كتب الشيخ)
http://www.salafishare.com/arabic/29...PP/JC4CTJM.pdf (http://www.salafishare.com/arabic/29UN2SWITFPP/JC4CTJM.pdf)
نصائح البدايات بعد عقد الزواج
http://www.salafishare.com/arabic/29...R8/FHCTMU0.pdf (http://www.salafishare.com/arabic/299
[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]
BC71UWR8/FHCTMU0.pdf)
طريقة التحميل:
ادخل على الرابط
ثم اكتب الرقم المبين في الفراغ
ثم انتظر العداد
ثم اضغط
Download File(74/92)
اريد تفريغ شرح البخاري للعلامه بن عثيمين
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 04:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اريد بارك الله فيكم تفريغ شرح البخاري للعلامه بن عثيمين رحمه الله تعالي
وجزاكم الله كل خير
ـ[أبو الزهراء بكري]ــــــــ[25 - 06 - 09, 08:14 ص]ـ
وأنا أضم صوتي إلى صوت أخي معمر في طلب ذلك التفريغ
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن الشامي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 11:48 م]ـ
هل قام أحد بتفريغه في الأصل؟
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[07 - 07 - 09, 08:17 م]ـ
يرفع ..
ـ[توفيق الصائغ]ــــــــ[07 - 07 - 09, 08:30 م]ـ
نعم وطبعته دار مصرية
ـ[سفيان العباسي]ــــــــ[10 - 10 - 09, 11:44 م]ـ
يرفع لعل و عسى ...
ـ[أم اسلام]ــــــــ[04 - 03 - 10, 07:37 م]ـ
وأنا أضم صوتي في طلب ذلك التفريغ
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد الحكيم بن عبد القادر]ــــــــ[04 - 03 - 10, 11:24 م]ـ
نعم هو مطبوع بمكتبة الطبري في ثمانية أجزاء
ـ[علي سَليم]ــــــــ[22 - 10 - 10, 09:07 م]ـ
هل من مشمّر؟؟؟؟
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[23 - 10 - 10, 02:48 م]ـ
شرح كتاب الحج من صحيح البخاري للعلامة ابن عثيمين:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=99&book=2228(74/93)
كيف أربط ملفات pdf ببعضها؟
ـ[أبو إبراهيم النجدي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 02:28 م]ـ
السلام عليكم
الإخوة الكرام ...
لدي مجموعة ملفات pdf أريد أن أجلعها مربوطة ببعض، لأن الكتاب عبارة عن أجزاء متعددة ... علماً أنني استعمل الإصدار التاسع برو، النسخة المعربة.
ولكم جزيل الشكر.
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[26 - 06 - 09, 04:28 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
للرفع في انتظار أصحاب الخبرة
ـ[سيدي محمد اندي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 07:25 ص]ـ
السلام عليكم
الإخوة الكرام ...
لدي مجموعة ملفات pdf أريد أن أجلعها مربوطة ببعض، لأن الكتاب عبارة عن أجزاء متعددة ... علماً أنني استعمل الإصدار التاسع برو، النسخة المعربة.
ولكم جزيل الشكر.
وعليكم السلام
يقول الاخ ابو ريا في موضوعه القيم حول صناعة الكتب الالكترونية
الخطوة السابعة: ربط المجلدات ببعضها
في هذه الخطوة سنتعلم بإذن الله كيفية ربط المجلدات أو الأجزاء ببعضها البعض.
أولا: انشء مجلد جديد وضع فيه المجلدات المراد ربطها ببعض والتي تريد أن تظهر في الفهرسة على يسار الصفحة لكي يسهل التنقل بين هذه المجلدات كأن نربط بين أجزاء كتاب مكون من عدة أجزاء مثل سير أعلام النبلاء أو تاريخ الاسلام أو بين كتب متنوعة لمؤلف واحد كما في حالة شرحنا المتحرك الآن.
ثانيا: انشء صفحة PDF يكون فيها الغلاف الرئيس للكتاب وذلك بأن تحوّل صورة الغلاف الرئيسة إلى PDF كما تعلمنا سابقا ووضعها في المجلد الرئيس " الألباني "مثلاً كما في الشرح التالي.
ثالثا نغير تسميات المجلدات إلى اللغة الانجليزية ونعطيها تسميات سهلة كأن نبدأ بـ abc0 للصفحة الرئيسة " الغلاف " ثم نعطي التسمية للمجلد الأول abc1 وهكذا.
رابعا: تذكر أن تعمل الفهرسة الخاصة بكل كتاب أو جزء على حدة قبل هذه العملية وكما شرحناها سابقا حتى تكون هذه المرحلة خاصة بالربط فقط.
فكرة عمل الربط تتمثل في الآتي:
- المرحلة الأولى: ربط الغلاف الرئيس أو الواجهة بالكتب أو المجلدات.
- المرحلة الثانية: ربط الكتب أو المجلدات بالغلاف الرئيس.
والآن أترككم مع الشرح المتحرك:
http://www.myfilehut.com/userfiles/214695/step7.gif
ملاحظة: لكي تتابع الشرح المتحرك حمل الصورة والتي هي بامتداد GIF إلى جهازك لكي تتابع الشرح خطوة بخطوة. وقد عزمت على نقل الشرح لملف فيديو ولكن الحجم كان كبيرا جدا مما دعاني إلى تأجيل الفكرة إلى حين اشعار آخر.
وقد ارفقت لكم الصورة المتحركة ولم اعرضها في المشاركها لانها ستثقل الصفحة فحملوها اولا وتصفحوها من الجهاز
ملاحظة
الاخ يشرح على برنامج
Adobe Acrobat 7.0 Professional
اي الاصدار 7 بواجهة انجليزية
وقد ارفقت جميع موضوع ابي ريا مع الصور لان موضوعه في الملتقى لم تعد صوره ظاهرة
ـ[سيدي محمد اندي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 08:01 ص]ـ
وقد ارفقت جميع موضوع ابي ريا مع الصور لان موضوعه في الملتقى لم تعد صوره ظاهرة
ـ[سلوم السلوم]ــــــــ[26 - 06 - 09, 12:46 م]ـ
تفضل:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=34031
.
ـ[أبو إبراهيم النجدي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 01:07 م]ـ
شكرا لك أخي الكريم ..
لكن الإصدار الذي لدي هو التاسع (عربي) ولم أستطع تطبيق الشرح المرفق على ما لدي!!(74/94)
أريد كتاب أفراد مسلم عن البخاري
ـ[أبي الأنوار]ــــــــ[25 - 06 - 09, 04:15 م]ـ
الإخوة الكرام
ذكر العلماء في ترجمة الحافظ ابن حجر أن له كتابا بعنوان: " أفراد مسلم عن البخاري."
فهل من خبر عن هذا الكتاب أو أي معلومة عنه؟
أو أي مؤلف كتب عن ما انفرد به أحد الشيخين.
لا شك أن في كتب الجمع بينهما فوائد.(74/95)
اريد اسماء الكتب المعنيه بمعاني اللغة العربية سواء معاجم او اي شيئ لتساعدني في معرفة معني الكلمة
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[25 - 06 - 09, 05:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
اريد اسماء الكتب المعنيه بمعاني اللغة العربية سواء معاجم او اي شيئ لتساعدني في معرفة معني الكلمة
واسف علي عدم التعبير الدقيق
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[26 - 06 - 09, 03:34 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تفضل يا أخي:
1 - معجم مقاييس اللغة ( http://saaid.net/book/open.php?cat=90&book=1005)
2- القاموس المحيط ( http://saaid.net/book/open.php?cat=90&book=1429)
3- لسان العرب ( http://saaid.net/book/open.php?cat=90&book=1773)
4- المعجم الوسيط ( http://saaid.net/book/open.php?cat=90&book=2706)
5- تاج العروس من جواهر القاموس - للشاملة - موافق للمطبوع ( http://saaid.net/book/open.php?cat=90&book=4435)
6- معجم الفروق اللغوية ( http://saaid.net/book/open.php?cat=90&book=1006)
7- الصحاح في اللغة ( http://saaid.net/book/open.php?cat=90&book=1230)
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[26 - 06 - 09, 05:33 م]ـ
بارك الله فيك
ونفع بك
وشكرا علي اهتمامك
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[30 - 06 - 09, 02:58 م]ـ
هل توجد هذه الكتب p d f(74/96)
خطبة الجمعة كتاب الكتروني رائع يحوي 150 خطبة في مختلف المواضيع
ـ[أحمد أبوالمعاطي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 06:17 م]ـ
خطبة الجمعة كتاب الكتروني رائع يحوي 150 خطبة في مختلف المواضيع
http://img263.imageshack.us/img263/6243/get620077ymlhpr1nm5.gif
خُطبَة الجُمعَة
كتاب الكتروني يحوي ما يزيد عن 150 خطبة
في مختلف المواضيع
حجم الكتاب 2.8 ميجابايت
http://img185.imageshack.us/img185/8906/tajmeel1yh6ps2.gif
http://img241.imageshack.us/img241/4810/94654114.jpg
http://img241.imageshack.us/img241/989/10236066.jpg
http://img241.imageshack.us/img241/9026/85844255.jpg
روابط التنزيل
http://up.ahlalalm.net/ccfiles/RL136129.rar
أو
من المرفقات
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ[أحمد أبوالمعاطي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 02:11 ص]ـ
هل من تعليق على الكتاب من أحد الإخوة؟
ـ[خالد البعلبكي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 06:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وبارك الله بك.
مجموعة خطب منوعة وجميلة
ـ[ابو عمر الهلالي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 08:02 ص]ـ
جزيتم خيرا: جهد مميز.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[27 - 06 - 09, 10:19 ص]ـ
بارك الله فيك ونفعك بك، ووفقني وإياك لما يحب ويرضى.
ـ[الطيماوي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 11:12 ص]ـ
هل من نسخة للشاملة وبارك الله فيك
ـ[شبيب القحطاني]ــــــــ[28 - 06 - 09, 07:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا
تم التحميل وجاري الاطلاع والتقييم
ـ[أحمد أبوالمعاطي]ــــــــ[28 - 06 - 09, 12:37 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا. جزاكم الله خيرا
بردودكم الكريمة تعيدون عرض الكتاب في الواجهة فيستفيد منه عدد أكبر.
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[28 - 06 - 09, 01:16 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو إلياس السلفي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 01:32 ص]ـ
هل من نسخة للشاملة وبارك الله فيك
ـ[أبو إلياس السلفي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 01:40 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[أحمد أبوالمعاطي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 02:33 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا وأكرمكم في الدارين. جار عمل نسخة للشاملة إن شاء الله تعالى
ـ[أحمد أبوالمعاطي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 05:21 م]ـ
نسخة للشاملة(74/97)
الجامع الفريد للأسئلة والأجوبة على كتاب التوحيد
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 08:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجامع الفربد
للأسئلة والأجوبة على كتاب التوحيد
للشيخ عبد الله بن جار الله آل جار الله
صفحة الشيخ في موقع صيد الفوائد
http://saaid.net/Doat/aljarallah/index.htm (http://saaid.net/Doat/aljarallah/index.htm)<!-- / message --><!-- attachments -->
<!-- / message --><!-- attachments --><!-- / message --><!-- attachments -->
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[26 - 06 - 09, 03:46 ص]ـ
أحسن الله إليكم
ـ[مسك]ــــــــ[26 - 06 - 09, 12:08 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[24 - 07 - 09, 01:52 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ورحم الله شيخنا عبدالله الجارالله(74/98)
مطلوب: كتب أو أبحاث في النظام القضائي الغربي عموماً , والأمريكي خصوصاً.
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 05:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن والاه.
دُلَّني - جُزيت الخير - على كتاب أو بحث موضوعه إستعراض الأنظمة القضائية الغربية ونقدها , وخصوصاً الطاغوت الأمريكي.
ولك مني صالح الدعوات.
ـ[عبدالعزيز العقيلي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 06:37 ص]ـ
http://www.4shared.com/u/vpttgkk/950ea000/___httpsciencesjuridiquesblogspotcom200905blog-post_31html_.html
اتمنى ان تجد ما تبحث عنه.
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 10:54 م]ـ
جزاك الله خيراً على ما قدمت , و مازالت أحتاج الجواب , إذ لم أجد ضالتي بعد.(74/99)
طلب تصوير كتاب عارض الجهل واثره على احكام الاعتقاد بطبعته الاخيرة
ـ[سيدي محمد اندي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 09:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ايها الافاضل هل يمكنكم تصوير هذا الكتاب:
"عارض الجهل وأثره على أحكام الاعتقاد"
http://www.rushd.com/images/books_cover/q.gif
وجزاكم الله خيرا
ـ[سيدي محمد اندي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 01:35 ص]ـ
هل سبق وان صور
ـ[ماجد المسلم]ــــــــ[02 - 07 - 09, 02:30 ص]ـ
الكتاب على قائمة التصوير
ـ[سيدي محمد اندي]ــــــــ[04 - 07 - 09, 07:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(74/100)
أين أجد كتاب إرشاد الساري إلى أفراد مسلم عن البخاري
ـ[أبي الأنوار]ــــــــ[26 - 06 - 09, 12:23 م]ـ
الإخوة الكرام من يرفع لي كتاب الشيخ عبد الله العبيلان: "إرشاد الساري إلى أفراد مسلم عن البخاري"،
أحتاجه ضروري.
ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[26 - 06 - 09, 03:48 م]ـ
http://www.megaupload.com/?d=D05T2ID2 ارشاد القاري الى افراد مسلم عن البخاري. rar كتب السنة المطهرة 7.55 MB
من مرفوعات الفاضل الشهري - وفقه الله -.
أو
http://www.ahlalathr.com/vb/showpost.php?p=8282&postcount=1(74/101)
حمل كتاب "آمنت بربكم فاسمعون" قصة إسلام الأمريكية إملي براملت هدية من المؤلفة والمترجم لها
ـ[أمل العلمي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 02:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في هذا اليوم المبارك يوم الجمعة تجد على الرابط أسفله ولأول مرة وحصريا النسخة الإلكترونية التي أعدها الدكتور أمل العلمي لكتاب "آمنت بربكم فاسمعون" ويحكي قصة إسلام الأمريكية إملي براملت. صدر الكتاب باللغة العربية وقام والدي رحمة الله عليه الأستاذ إدريس بن الحسن العلمي بترجمته إلى اللغة الفرنسية وصدرت طبعته الأولى منذ سنين خلت بالدار البيضاء. وأعيد طبعه. وقمت بتصوير الطبعة الثانية في ملف بدف لتعميم الفائدة منه ونشره على أوسع نطاق. والله من وراء القصد. والكاتبة أم محمد (هكذا تريد أن تسمى) كرست حياتها للدعوة إلى الإسلام وسخرت من أجل ذلك وقتها ومالها بارك الله فيها وفي زوجها أبو محمد السوري. وهي تقطن بأرض الحجاز ... وصدرت لها كتب إسلامية بالإنجليزية. من بينها مصنف في التجويد. وراسلت والدي رحمة الله عليه في شأن كتابها الذي ترجمه الوالد كما قلت ولم نكن نعرف مكان إقامة الكاتبة لطلب إذنها في الترجمة والنشر ... وكان عمل الوالد ابتغاءا لوجه الله ... ووزعت نسخ الطبعة الأولى والثانية مجانا ... وللترجمة قصة حكيتها في مقدمة الكتاب ... وللتعرف بالكاتبة قصة أغرب منها لم أحكيها ولم تدون ... ولهذا الكون رب يتصرف فيه ... هذا وأقول أنني أتقدم بهذه الهدية أصالة عن نفسي ونيابة عن المؤلفة والمترجم لها والدي رحمة الله عليه ... اللهم اجعل هذا العمل في ميزان حسناته وحسنات الكاتبة ومن سعى في نشر الكتاب. فإن كنتَ ممن يريد الثواب فاسع لنشره سواء كنت تعرف اللغة الفرنسية أم تجهلها ... والله يا إخوة لقد أسلم عدد من الأفارقة بواسطة هذا الكتاب في صيغته الفرنسية ... فبادر لتحميله وتعميم الفائدة جزاك الله خيرا.
الرابط للتحميل:
http://www.4shared.com/dir/17022102/b67ebe71/_______.html
ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 03:04 م]ـ
بارك الله فيك و في والدك - يرحمه الله - و في الكاتبة و في كل من سعى لنشر هدا الدين العظيم و يرحم الله عبدا قال" امين " امين ...
ـ[أبو وئام]ــــــــ[26 - 06 - 09, 06:35 م]ـ
بارك الله فيكم
هذا الكتاب القيم، كنت قرأته عند صدوره بالمغرب في نهاية الثمانينات وهو كتاب رائع
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[27 - 06 - 09, 01:16 م]ـ
أحسن الله إليكم وغفر لكم ورحم والدكم وثبت أختنا على الحق
أقترح إرسال الكتاب لموقع المهتدين لمقارنة الأديان لإضافته لمكتبتهم
هنا:
http://www.al-maktabeh.com/ar/index.php(74/102)
حملوا كتابي الجديد ((الإيمانُ بالملائكة وبيانُ صفاتهم)) للشاملة 3 + بي دي إف
ـ[علي 56]ــــــــ[26 - 06 - 09, 02:38 م]ـ
الطبعة الأولى
2009 م-1430 هـ
((بهانج دار المعمور))
((حقوق الطبع لكل مسلم))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين،وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن الإيمان بالملائكة ركن من أركان العقيدة الإسلامية، قال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (285) سورة البقرة.
وقد ألفت كتب كثيرة في الإيمان بالملائكة،قديما وحديثاً، ومن أهمها كتاب ((عالم الملائكة الأبرار)) لعمر سليمان الأشقر، وهو كتاب نافع، ولكنه لم يستقص نا يتعلق بهذا الموضوع. والآيات والأحاديث فيه غير مشكلة ...
وفي كتابي هذا تعرضت فيه للمباحث التالية:
المبحث الأول= ما يتعلق بالإيمان بهم ...
المبحث الثاني= صفاتُ الملائكة الخلْقية والخلُقية
المبحث الثالث = أعمال الملائكة ...
المبحث الرابع= الملائكة والأنبياء عليهم السلام ....
المبحث الخامس= الملائكة والمؤمنون ....
المبحث السادس = خصوصيات بعض المؤمنين مع الملائكة ...
المبحث السابع= حقوق الملائكة على المؤمنين ....
المبحث التاسع= الملائكة والدار الآخرة ....
المبحث العاشر=تفضيل الملائكة أم البشر ....
المبحث الحادي عشر= سَبُّ الْمَلاَئِكَةِ ....
المبحث الثاني عشر= أوجه الاختلاف بين عمل الملائكة وعمل الشياطين ...
المبحث الثالث عشر=ثمرات الإيمان بالملائكة
وتحت كل مبحث مطالب عديدة ...
فقد جمعت في هذا الكتاب ما تناثر في غيره من كتب العقيدة حول الإيمان بالملائكة وصفاتهم وأعمالهم وعلاقتهم بالإنس ....
والآيات مشكلة ومخرجة، وغالبها مشروح بشكل مختصر
والأحاديث كلها مشكلة، وقد استخرجتها من كتب السنة الأساسية مباشرة، وذكرت حكم كل حديث بذيله في الهامش، وغالبها تدور بين الصحة والحسن.
ثم ذكرت المصادر بنهاية الكتاب.
نسأل الله تعالى أن ينفع به كاتبه وقارئه وناشره والدال عليه في الدارين.
قال تعالى: {مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ} (98) سورة البقرة.
جمعه وأعده
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
3 رجب 1430 هـ الموافق ل 26/ 6 /2009 م
- - - - - - - - - - - - -
ـ[علاء السلفي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 12:52 ص]ـ
اللهم إنك قلت وقولك حق (ادعوني أستجب لكم) اللهم استجب دعائي وارحم واغفر لشيخي الذي لم اراه الشيخ علي واجمعنا سوياً في الجنة بفضلك ورحمتك ياأرحم الراحمين
ـ[علي 56]ــــــــ[27 - 06 - 09, 01:51 ص]ـ
اللهم اغفر له وارحمه واجمع بيننا على طاعتك ومحبتك يا أرحم الراحمين
ـ[د. مهجة]ــــــــ[27 - 06 - 09, 04:09 م]ـ
جزاكم الله كل خير ... الموضوع جديد ويغري بالقراءة، لعلك تكون أضفت جديدا على ما قاله الجلال السيوطي.
ـ[علي 56]ــــــــ[27 - 06 - 09, 04:46 م]ـ
وأنت أخي الحبيب
جزاك الله خيرا
وسترى بنفسك الفارق بينهما
ـ[عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[27 - 06 - 09, 04:48 م]ـ
أحسن الله إليكم شيخ علي
ـ[علي 56]ــــــــ[27 - 06 - 09, 04:55 م]ـ
وأنت أخي الحبيب
جزاك الله خيرا
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[27 - 06 - 09, 09:02 م]ـ
جزاكم الله خيراً ونفعنا بكم ..
عندي ملاحظة على إيرادكم حديث ابن عباس الذي فيه أن الرعد ملك من الملائكة، فهذه زيادة منكرة.
أخرجه أحمد (2483) وأبو الشيخ في العظمة (4/ 1279) وابن منده في التوحيد (44)، من طريق: أبي أحمد.
وأخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 304)، ومن طريقه الترمذي (3117) والنسائي في الكبرى (9072) والطبراني في الكبير (12/ 45).
كلاهما: (أبو أحمد، وأبو نعيم): عن عبد الله بن الوليد، عن بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
القول في عبد الله بن الوليد:
- قال علي بن المديني: ((مجهول لا أعرفه)).
- وقال أبو حاتم: ((صالح الحديث)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/103)
- ووثقه ابن معين والعجلي والنسائي.
- لا تُعرَف له رواية عن بكير إلاّ هذا الحديث.
القول في بكير بن شهاب:
- مجهول الحال لم يَروِ عنه إلا اثنان: مبارك بن سعيد، وعبد الله بن الوليد هذا الحديث.
- لم يَروِ عن سعيد بن جبير إلاّ هذا الحديث.
- قال أبو حاتم: ((هو شيخ)).
- وقال المزي: ((روى له الترمذي والنسائي حديثاً واحداً، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في سؤال اليهود النبي صلى الله عليه وسلم عن الرعد وغير ذلك)).
- وقال الذهبي: ((عراقي صدوق)).
- وقال ابن حجر: ((مقبول)).
الحُكم على الحديث:
- قال أبو نعيم في الحلية: ((غريب من حديث سعيد تفرد به بكير)). اهـ
- وقال الترمذي: ((حسن غريب)). اهـ
- وقال الشوكاني (فتح القدير 1/ 48): ((في إسناده مقال)). اهـ
- وقال شعيب الأرنؤوط على مسند أحمد: ((حسن دون قصة الرعد تفرد بها بكير بن شهاب، وهو لم يرو عنه سوى اثنين. وقال أبو حاتم: "شيخ". وقال الذهبي في الميزان: "عراقي صدوق". و قد توبع على حديثه هذا .. سوى قصة الرعد فهي منكرة)). اهـ
- ما تفرّد به بكير فهو مُنكَر، فقد ليّنه أبو حاتم وابن حجر. وعلى فرض أنه صدوق على قول الذهبي، فلا يُقبَل تفرُّده أيضاً. قال في الميزان: ((وإن تفرد الصدوق ومَن دونه يُعَدّ منكراً)). اهـ
- أعلَّ البخاري حديث بكير في تاريخه الكبير (1878)، بمخالفته حبيب بن أبي ثابت الذي روى الحديث عن سعيد موقوفاً على ابن عباس. قال البخاري:
((بكير بن شهاب: يُعَدّ في الكوفيين. عن: صالح بن سلمان. روى عنه: مبارك بن سعيد. قال لي أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن الوليد، عن بكير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: "أقبلت يهود فقالوا: يا أبا القاسم، أخبرنا عما حرم إسرائيل على نفسه. قال: كان يسكن البدو، فاشتكى عرق النسا. فلم يجد شيئاً يلاومه إلا لحوم الإبل وألبانها، فلذلك حرمها. قالوا: صدقت".
وقال الثوري: عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قوله. قال أبو عبد الله: حدثناه محمد بن يوسف، وغير واحد، عن سفيان)). اهـ
- وقد تابع سعيداً عن ابن عباس شهر بن حوشب كما عند أحمد وغيره، فذكر قصة مجيء اليهود وليس في حديثه ذِكر الرعد.
- القول بأن الرعد هو ملك من الملائكة هو مِن كلام ابن عباس موقوفاً، ورواه جمعٌ عنه.
الخلاصة:
الحديث حسَن إلاّ ذِكر الرعد، فهو منكر ولا يصحّ مرفوعاً، بل هو من كلام ابن عباس رضي الله عنه.
والله تعالى أعلى وأعلم
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[28 - 06 - 09, 01:21 ص]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا الحبيب
ـ[علي 56]ــــــــ[28 - 06 - 09, 05:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وهذه ترجمة عبد الله بن الوليد
رتبته عند ابن حجر: ثقة
رتبته عند الذهبي: قال أبو حاتم: صالح الحديث
تقريب التهذيب [جزء 1 - صفحة 328]
3690 - عبد الله بن الوليد بن عبد الله بن معقل المزني الكوفي ويقال له العجلي ثقة من السابعة ت س
الكاشف [جزء 1 - صفحة 606]
3044 - عبد الله بن الوليد المزني عن أبي جعفر الباقر وبكير بن شهاب وعنه بن المبارك وأبو نعيم قال أبو حاتم صالح الحديث ت س
الثقات للعجلي [جزء 2 - صفحة 65]
989 - عبد الله بن الوليد بن معقل كوفي ثقة روى عنه بن المبارك ومحمد بن بشر
الجرح والتعديل [جزء 5 - صفحة 187]
871 - عبد الله بن الوليد المزني وهو بن الوليد بن عبد الله بن بن معقل المزني وجده من قبل أمه إياس بن عبد روى عن موسى بن عبد الله بن يزيد وعون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وابن أبى ذئب روى عنه إسماعيل بن زكريا وأبو احمد الزبيري وأبو نعيم سمعت أبى يقول ذلك قال أبو محمد وروى عنه أبو عاصم ومحمد بن بشر العبدي وأبو أسامة ثنا عبد الرحمن قال ذكر أبى عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين انه قال عبد الله بن الوليد المزني ثقة نا عبد الرحمن قال سألت أبى عن عبد الله بن الوليد المزني فقال هو صالح الحديث
------------
قلت: أما قولك - قال علي بن المديني: ((مجهول لا أعرفه)).
قلت: إذا لم يعرفه فقد عرفه غيره، والحجة فيمن عرف وليس فيمن لا يعرف
فالصواب أنه ثقة .....
----------
وأما الزعم بأنه لا تُعرَف له رواية عن بكير إلاّ هذا الحديث. فغير صحيح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/104)
ففي المعجم الكبير للطبراني - (9/ 126) 10461 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن الْوَلِيدِ الْعِجْلِيُّ، عَنْ بُكَيْرِ بن شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: الْمَسَاجِدُ بُيُوتُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ، تُضِئُ لأَهْلِ السَّمَاءِ كَمَا تُضِئُ نُجُومُ السَّمَاءِ لأَهْلِ الأَرْضِ.
وفي شعب الإيمان - (4/ 380) 2687 - أَخْبَرَنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرانَ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْفَحَّامُ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " إِنَّ الْمَسَاجِدَ بُيُوتُ اللهِ فِي الْأَرْضِ تُضِيءُ لِأَهْلِهَا كَمَا تُضِيءُ نُجُومُ السَّمَاءِ لِأَهْلِهَا "
وفي تعظيم قدر الصلاة لمحمد بن نصر المروزي - (2/ 427) 776 - حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد الله بن الوليد، ومنزله، في بني عجل وكان يجالس الحسن بن حي، عن بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «الحياء والإيمان في قرن فإذا انتزع أحدهما تبعه الآخر»
====================
وهذه ترجمة: بكير بن شهاب
تهذيب الكمال [جزء 4 - صفحة 238]
762 - ت س بكير بن شهاب الكوفي وليس بالدامغاني روى عن سعيد بن جبير ت س وصالح بن سلمان روى عنه عبد الله بن الوليد مزني ت س من ولد عبد الله بن معقل بن مقرن ومبارك بن سعيد أخو سفيان الثوري قال أبو حاتم هو شيخ يمكن أن يكون كوفيا روى له الترمذي والنسائي حديثا واحدا عن سعيد بن جبير عن بن عباس في سؤال اليهود النبي صلى الله عليه وسلم عن الرعد وغير ذلك
تقريب التهذيب [جزء 1 - صفحة 127]
757 - بكير بن شهاب الكوفي مقبول من السادسة ت س
الكاشف [جزء 1 - صفحة 275]
642 - بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير وعنه مبارك بن سعيد الثوري وغيره ليس بالدامغاني ت س
التاريخ الكبير [جزء 2 - صفحة 114]
1878 - بكير بن شهاب يعد في الكوفيين عن صالح بن سلمان روى عنه مبارك بن سعيد قال لي أبو نعيم حدثنا عبد الله بن الوليد عن بكير عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال أقبلت يهود فقالوا يا أبا القاسم أخبرنا عما حرم إسرائيل على نفسه قال كان يسكن البدو فاشتكى عرق النسا فلم يجد شيئا يلاومه إلا لحوم الإبل وألبانها فلذلك حرمها قالوا صدقت وقال الثوري عن حبيب عن سعيد بن جبير عن بن عباس قوله قال أبو عبد الله حدثناه محمد بن يوسف وغير واحد عن سفيان
الثقات لابن حبان [جزء 6 - صفحة 106]
6922 - بكير بن شهاب الكوفى يروى عن سعيد بن جبير روى عنه مبارك بن سعيد الثوري أخو سفيان
الجرح والتعديل [جزء 2 - صفحة 404]
1587 - بكير بن شهاب وليس بالدامغانى هذا آخر روى عن سعيد بن جبير وصالح بن سليمان روى عنه مبارك بن سعيد وعبد الله بن الوليد المزني من ولد عبد الله بن معقل بن مقرن المزني سمعت أبى يقول ذلك ويقول هو شيخ يمكن ان يكون كوفى
ميزان الاعتدال في نقد الرجال - (2/ 67) 1309 (000) بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير فعراقي صدوق يروي عنه عبدالله بن الوليد ومبارك بن سعيد الثوري خرج له النسائي والترمذي
المغني في الضعفاء للذهبي - (1/ 19) 995 ت س بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير فعراقي صدوق
فالصواب أنه صدوق
------------
وأما القول في بكير بن شهاب:
- مجهول الحال لم يَروِ عنه إلا اثنان: مبارك بن سعيد، وعبد الله بن الوليد هذا الحديث.
قلت: ليس هذا قول أحد من أهل العلم السابقين، وإنما هو من شطحات أستاذنا الشيخ شعيب عفا الله عنه.
وهذه القاعدة فيها تفصيل ذكرته في كتابي ((المفصل في علوم الحديث))
--------------
وأما قوله: لم يَروِ عن سعيد بن جبير إلاّ هذا الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/105)
فغير صحيح،ففي المعجم الكبير للطبراني - (9/ 126) 10461 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن الْوَلِيدِ الْعِجْلِيُّ، عَنْ بُكَيْرِ بن شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: الْمَسَاجِدُ بُيُوتُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ، تُضِئُ لأَهْلِ السَّمَاءِ كَمَا تُضِئُ نُجُومُ السَّمَاءِ لأَهْلِ الأَرْضِ.
وفي شعب الإيمان - (4/ 380) 2687 - أَخْبَرَنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرانَ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْفَحَّامُ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " إِنَّ الْمَسَاجِدَ بُيُوتُ اللهِ فِي الْأَرْضِ تُضِيءُ لِأَهْلِهَا كَمَا تُضِيءُ نُجُومُ السَّمَاءِ لِأَهْلِهَا "
وفي تعظيم قدر الصلاة لمحمد بن نصر المروزي - (2/ 427) 776 - حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد الله بن الوليد، ومنزله، في بني عجل وكان يجالس الحسن بن حي، عن بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «الحياء والإيمان في قرن فإذا انتزع أحدهما تبعه الآخر»
--------------
وأما قول أبي حاتم رحمه الله ((هو شيخ)). هو تعديل وليس بجرح، فقد ذكر في كثير من أصحاب هذه المرتبة ((شيخ)) وقيده بقيد،
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (2/ 57) 82 - أحمد بن عبد الله أبو عبيدة بن أبي السفر الكوفي روى عن ابن نمير وأبي اسامة وزيد بن الحباب (119 ك) وشهاب بن عباد، حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول ذلك ويقول كتبت عنه، وسألته عنه فقال شيخ، [ادركناه ولم نسمع منه - 1].
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (2/ 64)
(5) 110 - أحمد بن عمران الاخنسي أبو عبد الله روى عن أبي بكر بن عياش وحفص بن غياث وابن فضيل يعد في الكوفيين، سكن بغداد حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك، قال وسمعت أبي يقول لم اكتب عنه وقد ادركته، قلت ما حاله؟ قال: شيخ، قال وسمعت أبا زرعة يقول كتبت عنه، قال وسئل أبو زرعة عنه فقال كتبت عنه ببغداد وكان كوفيا وتركوه [قال أبو محمد روى عنه أبو زرعة - 1].
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (2/ 71) 132 - أحمد بن محمد بن ايوب الواسطي المعروف ببلبل روى عن شاذ ابن يحيى ومحمد بن عمر بن هياج الصائدي، محله الصدق كتبنا عنه مع أبي، حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبي عنه فقال: شيخ.
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (2/ 74) 148 - أحمد بن محمد بن الوليد بن برد الانطاكي (2) أبو جعفر روى عن محمد بن جعفر بن محمد العلوي وضمرة واسحاق بن الفرات قاضي مصر ورواد وابن ابى فديك وبشر بن بكر سمع منه أبي بانطاكية. حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبي عنه فقال شيخ.
----------------
وعندما يقيده يكون الحكم مختلفاً أمثلة:
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (2/ 39)
2 - احمد بن ابراهيم أبو صالح الخراساني، روى عن عبد الرحمن بن زيد ابن اسلم المدينى، روى عنه صالح بن بشر بن سلمة الطبراني (3) حدثنا عبد الرحمن قال سألت أبى عنه فقال شيخ مجهول، والحديث الذى رواه صحيح.
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (2/ 202) سمعت أبي يقول: [إسمعيل بن نشيط - 2] ليس بالقوي [شيخ مجهول، سمعت ابا زرعة يقول: هو صدوق حدثنا عنه أبو نعيم - 3].
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (2/ 215) 738 - إسحاق بن ثعلبة روى عن مكحول روى عنه بقية وعثمان ابن عبد الرحمن الطرائفي سألت أبي عنه فقال: شيخ مجهول منكر الحديث.
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (2/ 300) 1103 - ابان بن جبلة أبو عبد الرحمن الكوفى روى عن ابى اسحاق روى عنه ... سمعت ابى يقول: هو شيخ مجهول منكر الحديث
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (2/ 353) 1339 - بشر بن جساس روى عن مليكة بنت النعمان في يوم الجمل روى عنه أبو الارقم سمعت ابى يقول ذلك ويقول: هو شيخ مجهول.
وقد فصلت القول بهذه المصطلحات في كتابي ((الخلاصة في علم الجرح والتعديل))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/106)
وأما قول الحافظ ابن حجر: ((مقبول)). فهو حسن الحديث أو صحيحه، وقد حققنا ذلك بشكل مفصل في كتابنا ((الحافظ ابن حجر ومنهجه في تقريب التهذيب)) المرتبة السادسة ((مقبول))
----------------
وأما قول أبي نعيم في الحلية: ((غريب من حديث سعيد تفرد به بكير)). اهـ
فليس بجرح، وكم من راو ثقة تفرد بأحاديث لم يروها غيره، والتفرد بحد ذاته ليس بعلة، وإنما العلة أن يجتمع معه مخالفة الثقات، وتكثر هذه المخالفة
وقد فصلنا القول في ذلك في كتابنا ((المفصل في علوم الحديث)) وكذلك في كتابنا الخلاصة في عم الجرح والتعديل)) وغيرهما
-----------
وأما قول الشوكاني (فتح القدير 1/ 48): ((في إسناده مقال)). اهـ
ففي فتح القدير للشوكاني - (1/ 44) والرعد: اسم لصوت الملك الذي يزجر السحاب. وقد أخرج الترمذي من حديث ابن عباس قال: «سألت اليهود النبي صلى الله عليه وسلم عن الرعد ما هو؟ قال: " ملك من الملائكة بيده مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله " قالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: " زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر " قالت: صدقت» الحديث بطوله، وفي إسناده مقال. قال القرطبي: وعلى هذا التفسير أكثر العلماء.
والصواعق: - ويقال الصواقع: - هي قطعة نار تنفصل من مخراق الملك الذي يزجر السحاب عند غضبه وشدة ضربه لها، ويدلّ على ذلك ما في حديث ابن عباس الذي ذكرنا بعضه قريباً وبه قال كثير من علماء الشريعة.
قلت: وينقضه أنه ذكره في موضع آخر وذكر تصحيح الترمذي له وسكت عليه
ففي فتح القدير للشوكاني - (4/ 102) موقع التفاسير: وأخرج أحمد، والترمذي وصححه. والنسائي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه، وأبو نعيم في الدلائل والضياء في المختارة عن ابن عباس قال: «أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم، إنا نسألك عن خمسة أشياء، فإن أنبأتنا بهنّ عرفنا أنك نبيّ واتبعناك، فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قال: {الله على ما نقول وكيل} [يوسف: 66]، قال «هاتوا»، قالوا: أخبرنا عن علامة النبيّ؟ قال: «تنام عيناه ولا ينام قلبه»، قالوا: أخبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف تذكر؟ قال: «يلتقي الماءان، فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت» قالوا: أخبرنا عمّا حرم إسرائيل على نفسه؟ قال: «كان يشتكي عرق النساء، فلم يجد شيئاً يلائمه إلاّ ألبان كذا وكذا: يعني: الإبل، فحرم لحومها» قالوا: صدقت، قالوا أخبرنا ما هذا الرعد؟ قال: «ملك من ملائكة الله موكل بالسحاب بيده مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمره الله»، قالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: «صوته»، قالوا: صدقت إنما بقيت واحدة، وهي التي نتابعك إن أخبرتنا، إنه ليس من نبيّ إلاّ له ملك يأتيه بالخبر، فأخبرنا من صاحبك؟ قال: «جبريل،» قالوا: جبريل ذاك ينزل بالخراب والقتال والعذاب عدوّنا، لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر لكان فأنزل الله: {قُلْ مَن كَانَ عَدُوّا لِّجِبْرِيلَ} [البقرة: 97] إلى آخر الآية. وأخرج البخاري في الأدب المفرد، وابن أبي الدنيا في المطر، وابن جرير عن ابن عباس أنه كان إذا سمع صوت الرعد قال: سبحان الذي سبحت له، وقال: إن الرعد ملك ينعق بالغيث كما ينعق الراعي بغنمه. وقد روي نحو هذا عنه من طرق. وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة أن الرعد صوت الملك، وكذا أخرج نحوه أبو الشيخ عن ابن عمر. وأخرج ابن المنذر، وابن مردويه عن ابن عباس قال: الرعد ملك اسمه الرعد، وصوته هذا تسبيحه، فإذا اشتدّ زجره احتك السحاب واضطرم من خوفه، فتخرج الصواعق من بينه "
----------------
وأما قول أستاذنا الشيخ شعيب الأرنؤوط على مسند أحمد: ((حسن دون قصة الرعد تفرد بها بكير بن شهاب، وهو لم يرو عنه سوى اثنين. وقال أبو حاتم: "شيخ". وقال الذهبي في الميزان: "عراقي صدوق". وقد توبع على حديثه هذا .. سوى قصة الرعد فهي منكرة)). اهـ
ففيه نظر:
أولاً - مجرد التفرد ليس بعلة ما يجتمع معه شيء آخر ...
ثانيا- القول الفصل في بكير التعديل وليس الجهالة كما قال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/107)
ثالثا- نقله عن الحافظ الذهبي، فهذا قول الإمام الذهبي:
ففي ميزان الاعتدال في نقد الرجال - (2/ 67) 1309 (000) بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير فعراقي صدوق يروي عنه عبدالله بن الوليد ومبارك بن سعيد الثوري خرج له النسائي والترمذي
المغني في الضعفاء للذهبي - (1/ 19) 995 ت س بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير فعراقي صدوق
وفي تاريخ الإسلام للإمام الذهبي - موافقة للمطبوع - (10/ 95)
4 (بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير، فقديم، عراقيّ صدوق، ويحتمل أنّه الدامغانيّ.)
فقد نقل العبارة مختصرة، فقد بين الإمام الذهبي أنه صدوق في المغني والميزان، والتاريخ وبين أنه خرج له النسائي والترمذي، ولم يخرج له النسائي والترمذي سوى هذا الحديث، فلو كان منكرا لذكره، بل الصواب تقويته للحديث.
والصواب أن بكيرا صدوق
كذلك لم يفصل كلامه عن كلام الإمام الذهبي فيظن القارئ أنه للذهبي!!!
وهو وقد توبع على حديثه هذا .. سوى قصة الرعد فهي منكرة)). اهـ
فهذا من كلام الشيخ شعيب وليس الذهبي.
-----------------
وأما قوله: ما تفرّد به بكير فهو مُنكَر، فقد ليّنه أبو حاتم وابن حجر. وعلى فرض أنه صدوق على قول الذهبي، فلا يُقبَل تفرُّده أيضاً. قال في الميزان: ((وإن تفرد الصدوق ومَن دونه يُعَدّ منكراً)). اهـ
قلت: هذا استنتاج بعيد، فليس مجرد التفرد يعتبر علة.
كما أن قوله لينه أبو حاتم وابن حجر فهو تقويل لهما ما لم يقولاه، والصواب بعكس ما قال تماما.
وأما اعتماده على كلام الإمام الذهبي ((((وإن تفرد الصدوق ومَن دونه يُعَدّ منكراً)
قلت: فقد قاله الذهبي ضمن كلامه عن الجرح والتعديل في ميزان الاعتدال في نقد الرجال - (5/ 170)
لكن هذا الكلام منقوض لأمرين:
الأول - لا بد مع التفرد من مخالفة الثقات، فمجرد التفرد ليس بعلة أصلاً ..
فالإتكاء قول الإمام الذهبي المختصر جدا لا يجوز عند أئمة هذا الفن.
الثاني - أن الإمام الذهبي قال عنه في كتبه الثلاث: صدوق ونص في الميزان أنه خرج له النسائي والترمذي ولم يخرجا له سوى هذا الحديث، فيكون يكون صدوقاً ومنكراً؟؟!!!
وفي الموقظة في علم مصطلح الحديث - (1/ 7) 14 - المنكَر: وهو ما انفرد الراوي الضعيفُ به. وقد يُعَدُّ مُفْرَدُ الصَّدُوقِ منكَراً."
وفي شرح الموقظة في علم المصطلح - (1/ 350): وأما تفرد الصدوق، فمن أهل العلم من لا يقبله، مثل أبي حاتم، أما ابن الصلاح وكثير من أهل العلم فيعتبرون الصدوق إذا انفرد حسن الحديث.
وفي تحرير علوم الحديث لعبدالله الجديع - (3/ 15):
رابعاً: تفرد الصدوق الذي لم يبلغ في الإتقان مبلغ الثقات، كمحمد بن عمرو بن عَلْقَمَة، وعمر بن شعيب، وأسامة بن زيد اللَّيثي، بما لم يروه غيره مطلقاً.فهذا مقبول بتحقيق ما يُطلب لحسن الحديث.
--------------
وأما قوله:- أعلَّ البخاري حديث بكير في تاريخه الكبير (1878)، بمخالفته حبيب بن أبي ثابت الذي روى الحديث عن سعيد موقوفاً على ابن عباس. قال البخاري: ((بكير بن شهاب: يُعَدّ في الكوفيين. عن: صالح بن سلمان. روى عنه: مبارك بن سعيد. قال لي أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن الوليد، عن بكير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: "أقبلت يهود فقالوا: يا أبا القاسم، أخبرنا عما حرم إسرائيل على نفسه. قال: كان يسكن البدو، فاشتكى عرق النسا. فلم يجد شيئاً يلاومه إلا لحوم الإبل وألبانها، فلذلك حرمها. قالوا: صدقت".
وقال الثوري: عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قوله. قال أبو عبد الله: حدثناه محمد بن يوسف، وغير واحد، عن سفيان)). اهـ
- وقد تابع سعيداً عن ابن عباس شهر بن حوشب كما عند أحمد وغيره، فذكر قصة مجيء اليهود وليس في حديثه ذِكر الرعد.
بل رواية شهر فيها ذكر الموضوع، ففي أخبار أصبهان - (5/ 145)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/108)
1342 - حدثنا أبي، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد، ثنا صالح بن أحمد القاضي، ثنا عفان، ثنا أبو عوانة، ثنا موسى البزاز، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، قال: «الرعد ملك يسوق السحاب كما يسوق الحادي الإبل بحدائه» حدثنا عبد الله بن محمد بن الحجاج، ثنا محمد بن عمر بن عبد الله، ثنا صالح بن أحمد بن حنبل، ثنا علي بن المديني، قال: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: ثنا الحسن بن عمارة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاوس، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: فيما أحرزه العد، وقال يحيى: فسألت مسعرا عنه فقال هو من حديث عبد الملك، ولكني لا أحفظه فأعدته على يحيى قلت: عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أكبر علمي
قلت: روايته موقوفاً لا تعل رواية الرفع، فقد يروي الراوي الحديث موقوفا ومرفوعاً ...
--------------
وأما قوله: - القول بأن الرعد هو ملك من الملائكة هو مِن كلام ابن عباس موقوفاً، ورواه جمعٌ عنه.
قلت: ليس كلام ابن عباس رضي الله عنهما، بل كثير من التابعين، ولا يمكن عده من الإسرائليات ما لد يرد نص يدل على أنهم أخذوه من الإسرائليات، فالصواب الرفع، ومثله لا يقال بالرأي
وسترى أقول المفسرين في النهاية .....
----------------
وأما قوله الخلاصة: " الحديث حسَن إلاّ ذِكر الرعد، فهو منكر ولا يصحّ مرفوعاً، بل هو من كلام ابن عباس رضي الله عنه. والله تعالى أعلى وأعلم"
قلت: هذا الحكم بنكارة ذكر الرعد غير صحيح، فمن الذي حكم عليها من العلماء القدامى بالنكارة؟؟؟!!!
والمسألة غيبية فما علينا التسليم، ولا يمكن قياسها على العقل، والوحيد الذي أنكرها من مفشري أهل السنة هو صاحب تفسير المنار الشيخ محمد رشيد رضا تبعاً لشيخه محمد عبدة، وزعما أنها لا تصح وأنها من الإسرائليات والخرافات على عادته في إنكار كثير منم الشياء من هذا القبيل
وهذا نصه: تفسير المنار - (1/ 146)
قَالَ تَعَالَى فِي وَصْفِ الصَّيِّبِ: (فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ) الظُّلُمَاتُ: هِيَ ظُلْمَةُ اللَّيْلِ وَظُلْمَةُ السُّحُبِ وَظُلْمَةُ الصَّيِّبِ نَفْسِهِ، وَالرَّعْدُ: هُوَ الصَّوْتُ الْمَعْرُوفُ الَّذِي يُسْمَعُ فِي السَّحَابِ عِنْدَ اجْتِمَاعِهِ أَحْيَانًا، وَالْبَرْقُ: هُوَ الضَّوْءُ الَّذِي يَلْمَعُ فِي السَّحَابِ فِي الْغَالِبِ، وَقَدْ يَلْمَعُ مِنَ الْأُفُقِ حَيْثُ لَا سَحَابَ، وَقَالَ مُفَسِّرُنَا الْجَلَالُ السُّيُوطِيُّ: إِنَّ الرَّعْدَ مَلَكٌ أَوْ صَوْتُهُ، وَالْبَرْقَ سَوْطُهُ يَسُوقُ بِهِ السَّحَابَ، كَأَنَّ الْمَلَكَ جِسْمٌ مَادِّيٌّ؛ لِأَنَّ الصَّوْتَ الْمَسْمُوعَ بِالْآذَانِ مِنْ خَصَائِصِ الْأَجْسَامِ، وَكَأَنَّ السَّحَابَ حِمَارٌ بَلِيدٌ لَا يَسِيرُ إِلَّا إِذَا زُجِرَ بِالصُّرَاخِ الشَّدِيدِ وَالضَّرْبِ الْمُتَتَابِعِ، وَمَا ذَكَرْنَاهُ هُوَ الَّذِي كَانَ يَفْهَمُهُ الْعَرَبُ مِنَ اللَّفْظَيْنِ، وَهُوَ الَّذِي يَفْهَمُهُ النَّاسُ الْيَوْمَ، وَلَا يَجُوزُ صَرْفُ الْأَلْفَاظِ عَنْ مَعَانِيهَا الْحَقِيقِيَّةِ إِلَّا بِدَلِيلٍ صَحِيحٍ، وَلَا سِيَّمَا إِذَا صُرِفَتْ عَنْ مَعَانٍ مِنْ عَالَمِ الشَّهَادَةِ الَّذِي يَعْرِفُهُ الْوَاضِعُونَ وَالْمُتَكَلِّمُونَ إِلَى مَعَانٍ مِنْ عَالَمِ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللهُ تَعَالَى وَمَنْ أَعْلَمَهُمُ اللهُ تَعَالَى إِيَّاهَا بِالْوَحْيِ، وَلَكِنَّ أَكْثَرَ الْمُفَسِّرِينَ وَلِعُوا بِحَشْوِ تَفَاسِيرِهِمْ بِالْمَوْضُوعَاتِ الَّتِي نَصَّ الْمُحَدِّثُونَ عَلَى كَذِبِهَا، كَمَا وَلِعُوا بِحَشْوِهَا بِالْقِصَصِ وَالْإِسْرَائِيلِيَّاتِ الَّتِي تَلَقَّفُوهَا مِنْ أَفْوَاهِ الْيَهُودِ وَأَلْصَقُوهَا بِالْقُرْآنِ لِتَكُونَ بَيَانًا لَهُ وَتَفْسِيرًا، وَجَعَلُوا ذَلِكَ مُلْحَقًا بِالْوَحْيِ، وَالْحَقُّ الَّذِي لَا مِرْيَةَ فِيهِ: أَنَّهُ لَا يَجُوزُ إِلْحَاقُ شَيْءٍ بِالْوَحْيِ غَيْرَ مَا تَدُلُّ عَلَيْهِ أَلْفَاظُهُ وَأَسَالِيبُهُ، إِلَّا مَا ثَبَتَ بِالْوَحْيِ عَنِ الْمَعْصُومِ الَّذِي جَاءَ بِهِ ثُبُوتًا لَا يُخَالِطُهُ الرَّيْبُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/109)
أَقُولُ: هَذَا مَا قَالَهُ الْأُسْتَاذُ فِي الرَّعْدِ وَالْبَرْقِ رَدًّا عَلَى الْجَلَالِ فِيمَا تَبِعَ فِيهِ مَا رُوِيَ فِي التَّفْسِيرِ الْمَأْثُورِ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعَيْنِ وَلَا يَصَحُّ مِنْهُ شَيْءٌ، وَأَمْثِلَةُ مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ مِنْ سُؤَالِ الْيَهُودِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَقَدْ رَأَيْنَا السُّيُوطِيَّ لَمْ يَذْكُرْ مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ شَيْئًا فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ مِنْ كِتَابِهِ (الدُّرُّ الْمَنْثُورُ) الْمُخَصَّصُ لِنَقْلِ الْمَأْثُورِ، وَكَذَلِكَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَكَأَنَّ هَذَا عَدَّهُ مِنَ الْإِسْرَائِيلِيَّاتِ مَعَ عَدَمِ صِحَّةِ الرِّوَايَةِ فِيهِ، وَفَسَّرَهُمَا الْبَغَوِيُّ بِمَفْهُومِهِمَا اللُّغَوِيِّ، فَقَالَ فِي الرَّعْدِ: هُوَ الصَّوْتُ الَّذِي يُسْمَعُ مِنَ السَّحَابِ وَفِي الْبَرْقِ: هُوَ النَّارُ الَّتِي تَخْرُجُ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَأَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ: الرَّعْدُ اسْمُ مَلَكٍ يَسُوقُ السَّحَابَ. وَالْبَرْقُ: لَمَعَانُ سَوْطٍ مِنْ نُورٍ يَزْجُرُ بِهِ الْمَلَكُ السَّحَابَ. "
قلت: ويكفي لنقض كلامه على الإمام السيوطي أنه ساق جميع الروايات المتعلقة بهذا الموضوع، وهذه هي:
الدر المنثور للسيوطي -موافق للمطبوع - (8/ 399 - 403)
الآية 13.
أَخرَج أحمد والترمذي وصححه والنسائي، وَابن المنذر، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، وَابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل والضياء في المختارة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم إنا نسألك عن خمسة أشياء فإن أنبئتانا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك، فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قال (والله على ما نقول وكيل) (سورة القصص آية 28) قال: هاتوا، قالوا: أخبرنا عن علامة النَّبِيّ، قال: تنام عيناه ولا ينام قلبه، قالوا: أخبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف تذكر قال: يلتقي الماءان فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت، قالوا: أخبرنا عما حرم إسرائيل على نفسه فقال: كان يشتكي عرق النسا فلم يجد شيئا يلائمه إلا ألبان كذا وكذا - يعني الإبل - فحرم لحومها، قالوا: صدقت قالوا: أخبرنا ما هذا الرعد قال: ملك من ملائكة الله موكل بالسحاب بيديه مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمره الله قالوا: فماذا الصوت الذي نسمع قال: صوته، قالوا: صدقت إنما بقيت واحدة وهي التي نتابعك إن أخبرتنا أنه ليس من نبي إلا له ملك يأتيه بالخبر فأخبرنا من صاحبك قال: جبريل، قالوا: جبريل، ذلك ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والمطر لكان، فأنزل الله (قل من كان عدوا لجبريل) (سورة البقرة آية 97) إلى آخر الآية.
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المطر، وَابن جَرِير، وَابن المنذر والبيهقي في "سُنَنِه" والخرائطي في مكارم الأخلاق عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: الرعد ملك، والبرق ضربه السحاب بمخراق من حديد.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ والخرائطي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: الرعد ملك يسوق السحاب بالتسبيح كما يسوق الحادي الإبل بحدائه وأخرج البخاري في الأدب المفرد، وَابن أبي الدنيا في المطر، وَابن جَرِير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان إذا سمع صوت الرعد قال: سبحان الذي سبحت له وقال: إن الرعد ملك ينعق بالغيث كما ينعق الراعي بغنمه.
وأخرج ابن جرير، وَابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال:
الرعد ملك من الملائكة اسمه الرعد وهو الذي تسمعون صوته والبرق سوط من نور يزجر به الملك السحاب.
وأخرج ابن المنذر، وَابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما قال: الرعد ملك اسمه الرعد وصوته هذا تسبيحه فإذا اشتد زجره احتك السحاب واصطدم من خوفه فتخرج الصواعق من بينه.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: الرعد ملك يزجر السحاب بالتسبيح والتكبير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/110)
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ما خلق الله شيئا أشد سوقا من السحاب ملك يسوقه، والرعد صوت الملك يزجر به والمخاريق يسوقه بها.
وأخرج أبو الشيخ عن عبد الله بن عمرو أنه سئل عن الرعد فقال: ملك وكله الله بسياق السحاب فإذا أراد الله أن يسوقه إلى بلد أمره فساقه فإذا تفرق عليه زجره بصوته حتى يجتمع كما يرد أحدكم ركانه ثم تلا هذه الآية {ويسبح الرعد بحمده}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد، وَابن جَرِير وأبو الشيخ عن مجاهد - رضي الله عنه - قال: الرعد ملك ينشئ السحاب ودويه صوته.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله {ويسبح الرعد بحمده} قال: هو ملك يسمى الرعد وذلك الصوت تسبيحه.
وأخرج ابن جرير والخرائطي وأبو الشيخ عن أبي صالح - رضي الله عنه - {ويسبح الرعد بحمده} قال: ملك من الملائكة.
وأخرج عَبد بن حُمَيد، وَابن المنذر والبيهقي في "سُنَنِه" عن عكرمة - رضي الله عنه - قال: إن الرعد ملك من الملائكة وكل بالسحاب يسوقها كما يسوق الراعي الإبل.
وأخرج عَبد بن حُمَيد، وَابن جَرِير وأبو الشيخ في العظمة عن شهر بن حوشب - رضي الله عنه - قال: إن الرعد ملك يزجر السحاب كما يحث الراعي الإبل فإذا شذت سحابة ضمها فإذا اشتد غضبه طار من فيه النار فهي الصواعق.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن مجاهد أن رجلا سأله عن الرعد فقال: ملك يسبح بحمده.
وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: الرعد الملك والبرق الماء.
وأخرج الخرائطي عن عكرمة - رضي الله عنه - قال: الرعد ملك يزجر السحاب بصوته.
وأخرج الخرائطي عن مجاهد - رضي الله عنه - مثله.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن عمرو بن أبي عمرو عن الثقة: أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: هذا سحاب ينشئ الله عز وجل فينزل الله منه الماء فما من منطق أحسن من منطقه ولا من ضحك أحسن من ضحكه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم منطقه الرعد وضحكه البرق.
================================-=
وهذه بعض التفاصيل من شاء:
السلسلة الصحيحة - (4/ 371) 1872 - " الرعد ملك من الملائكة موكل بالسحاب، (بيديه أو في يده مخراق من نار يزجر به السحاب) و الصوت الذي يسمع منه زجره السحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمره ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4/ 491:
أخرجه الترمذي (4/ 129) و أحمد (1/ 274) و أبو إسحاق الحربي في " غريب الحديث " (5/ 123 / 1 - 2) و الطبراني في " المعجم الكبير " (رقم 12429) وابن بشران في " الآمالي " (24/ 27 / 2) و الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " (ق 206 - 207) عن عبد الله بن الوليد العجلي عن بكير بن شهاب ({الكوفي} و ليس بالدامغاني) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم! نسألك عن أشياء إن أجبتنا فيها اتبعناك و صدقناك و آمنا بك. قال: فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على نفسه، قالوا: (الله على ما نقول وكيل). قالوا: أخبرنا عن علامة النبي. قال: " تنام عيناه و لا ينام قلبه ". قالوا: فأخبرنا كيف تؤنث المرأة و كيف تذكر؟ قال: " يلتقي الماءان، فإن علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت و إن علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت ". قالوا: صدقت، فأخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال: فذكره. و ما بين المعكوفتين زيادة عند الضياء في رواية له، و كذلك رواه ابن منده في " التوحيد " (ق 21 - 22) وقال: " هذا إسناد متصل ورواته مشاهير ثقات أخرجه النسائي ".
قلت: يعني في " سننه الكبرى " كما صرح الحافظ المزي في " التحفة " (4/ 394)
. وقال الترمذي: " حديث حسن صحيح غريب ". وقال أبو نعيم: " غريب من حديث سعيد، تفرد به بكير ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/111)
قلت: وهو صدوق كما قال الذهبي في " الميزان " ولعل مستنده في ذلك قول أبي حاتم فيه: " شيخ ". مع ذكر ابن حبان له في " الثقات "، وتصحيح من صحح حديثه هذا ممن ذكرنا. وأما الحافظ فقال في " التقريب ":" مقبول ". يعني عند المتابعة، ولم يتابع عليه كما صرح بذلك أبو نعيم في قوله السابق، فالحديث من رأي الحافظ لين والأرجح أنه صحيح كما ذهب إليه الجماعة،لاسيما وقد ذكر له الحافظ شاهدا في " تخريج الكشاف " (ص 91) من رواية الطبراني في " الأوسط " عن
أبي عمران الكوفي عن ابن جريج عن عطاء عن جابر أن خزيمة بن ثابت - وليس بالأنصاري - سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرعد؟ فقال: " هو ملك بيده مخراق،إذا رفع برق،و إذا زجر رعدت،و إذا ضرب صعقت ".
قلت: ولم يتكلم عليه الحافظ بشيء، وأبو عمران الكوفي لم أعرفه وفي الرواة المعروفين بهذه الكنية إبراهيم بن يزيد النخعي الكوفي الفقيه، ولكنه متقدم على هذا، والله أعلم. وقد روى الخرائطي في " مكارم الأخلاق " (ص 85) من طريق شهر بن حوشب عن ابن عباس قال: " الرعد ملك يسوق السحاب كما يسوق الحادي الإبل بحدائه ". وشهر ضعيف لسوء حفظه. وجملة القول أن الحديث عندي حسن على
أقل الدرجات. وفي الباب آثار أخرى كثيرة،أوردها السيوطي في " الدر المنثور " فليراجعها من شاء.اهـ
===========================
موسوعة السنة النبوية - (6/ 309)
الدعاطب (989 - 993 - 1000) من طرق عنه وعن علي وغيره والإتحاف 9/ 125 والصحيحة (1872) وصحيح الجامع (3553) وحم 1/ 274 وت (3117) ون (9072) والعظمة 4/ 1279 (7651)
=================
السنن الكبرى للإمام النسائي الرسالة - (6/ 1)
9024ـأخبرنا أحمد بن يحيى الصوفي قال نا أبو نعيم قال نا عبد الله بن الوليد وكان يجالس الحسن بن حي عن بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا أبا القاسم نسألك عن أشياء فإن أجبتنا فيها اتبعناك وصدقناك وآمنا بك قال فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قالوا الله على ما نقول وكيل قال أخبرنا عن علامة النبي صلى الله عليه وسلم قال تنام عيناه ولا ينام قلبه قالوا وأخبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف يذكر الرجل قال يلتقي الماءان فإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت وإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت قالوا صدقت قالوا فأخبرنا عن الرعد ما هو قال ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله قالوا فما هذا الصوت الذي يسمع قال زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر قالوا صدقت قالوا أخبرنا ما حرم إسرائيل على نفسه قال كان يسكن البدو فاشتكى عرق النسا فلم يجد شيئا يلاومه إلا لحوم الإبل وألبانها فلذلك حرمها قالوا صدقت قالوا أخبرنا من الذي يأتيك من الملائكة فإنه ليس من نبي إلا يأتيه ملك من الملائكة من عند ربه بالرسالة وبالوحي فمن صاحبك فإنه إنما بقيت هذه حتى نتابعك قال هو جبريل قالوا ذلك الذي ينزل بالحرب وبالقتل ذاك عدونا من الملائكة لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالقطر والرحمة تابعناك فأنزل الله تعالى ?من كان عدوا لجبريل? إلى آخر الآية ?فإن الله عدو للكافرين?. [التحفة: 5445].
المعجم الكبير للطبراني - (10/ 191)
12259 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ , حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن الْوَلِيدِ الْعِجْلِيُّ , عَنْ بُكَيْرِ بن شِهَابٍ , عَنْ سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ نَسْأَلُكَ عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ أَجَبْتَنَا فِيهَا اتَّبَعْنَاكَ , وَصَدَّقْنَاكَ وَآمَنَّا بِكَ , قَالَ: فَأَخَذَ عَلَيْهِمْ مَا أَخَذَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ , قَالُوا: اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ , قَالُوا: أَخْبِرْنَا عَنْ عَلامَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: تَنَامُ عَيْنَاهُ , وَلا يَنَامُ قَلْبُهُ, قَالُوا: أَخْبِرْنَا كَيْفَ تُؤَنِّثُ الْمَرْأَةُ وَكَيْفَ تُذْكِرُ؟ قَالَ: يَلْتَقِي الْمَاءَانِ , فَإِنْ عَلا مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ آنَثَتْ , وَإِنْ عَلا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/112)
مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ أَذْكَرَتْ, قَالُوا: صَدَقْتَ , قَالُوا: فَأَخْبِرْنَا عَنِ الرَّعْدِ مَا هُوَ؟ قَالَ: مَلَكٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ يَصْرِفُهُ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ, قَالُوا: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي يُسْمَعُ؟ قَالَ: زَجْرَةُ السَّحَابِ إِذَا زَجَرَهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى حَيْثُ أَمَرَهُ, قَالُوا: صَدَقْتَ , قَالُوا: فَأَخْبِرْنَا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ؟ قَالَ: كَانَ يَسْكُنُ الْبَدْوَ , فَاشْتَكَى فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يُلائِمُهُ إِلا لُحُومَ الإِبِلِ وَأَلْبَانَهَا فَلِذَلِكَ حَرَّمَهَا, قَالُوا: صَدَقْتَ , قَالُوا: فَأَخْبِرْنَا مَنِ الَّذِي يَأْتِيكَ مِنَ الْمَلائِكَةِ , فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلا وَيَأْتِيهِ مَلَكٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ بِالرِّسَالَةِ , وَالْوَحْيِ , فَمَنْ صَاحِبُكَ؟ فَإِنَّمَا بَقِيَتْ هَذِهِ , قَالَ: جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ, قَالُوا: ذَلِكَ الَّذِي يَنْزِلُ بِالْحَرْبِ وَالْقِتَالِ , ذَلِكَ عَدُوُّنَا, لَوْ قُلْتَ: مِيكَائِيلُ الَّذِي يَنْزِلُ بِالْقَطْرِ تَابَعْنَاكَ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: "قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ" [البقرة آية 97].
سنن الترمذى- المكنز - (11/ 386)
3406 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ وَكَانَ يَكُونُ فِى بَنِى عِجْلٍ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالُوا يَا أَبَا الْقَاسِمِ أَخْبِرْنَا عَنِ الرَّعْدِ مَا هُوَ قَالَ «مَلَكٌ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ مَعَهُ مَخَارِيقُ مِنْ نَارٍ يَسُوقُ بِهَا السَّحَابَ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ». فَقَالُوا فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِى نَسْمَعُ قَالَ «زَجْرُهُ بِالسَّحَابِ إِذَا زَجَرَهُ حَتَّى يَنْتَهِىَ إِلَى حَيْثُ أُمِرَ». قَالُوا صَدَقْتَ فَأَخْبِرْنَا عَمَّا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ قَالَ «اشْتَكَى عِرْقَ النَّسَا فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يُلاَئِمُهُ إِلاَّ لُحُومَ الإِبِلِ وَأَلْبَانَهَا فَلِذَلِكَ حَرَّمَهَا». قَالُوا صَدَقْتَ. قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.
__________
معانى بعض الكلمات:
المخاريق: جمع مخراق والمراد آلة تزجر بها الملائكة السحاب وتسوقه
سنن الترمذي - (5/ 294)
3117 - بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا أبو نعيم عن عبد الله بن الوليد وكان يكون في بني عجل عن بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله فقالوا فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر قالوا صدقت فأخبرنا عما حرم إسرائيل على نفسه؟ قال اشكتى عرق النسا فلم يجد شيئا يلائمه إلا لحوم الإبل وألبانها فلذلك حرمها قالوا صدقت؟ قال هذا حديث حسن غريب
قال الشيخ الألباني: صحيح
مجمع الزوائد - (16/ 51)
$ 13902 وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقْبَلَتِ الْيَهُودُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، إِنَّا نَسْأَلُكَ عَنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ، فَإِنْ أَنْبَأْتَنَا بِهِنَّ عَرَفْنَا أَنَّكَ نَبِيٌّ وَاتَّبَعْنَاكَ، فَأَخَذَ عَلَيْهِمْ مَا أَخَذَ إِسْرَائِيلُ عَلَى بَنِيهِ إِذْ قَالُوا: (اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ) قَالَ: " هَاتُوا "، [قَالُوا: أَخْبِرْنَا عَنْ عَلَامَةِ النَّبِيِّ؟ قَالَ: " تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ "] قَالُوا: خَبِّرْنَا كَيْفَ تُؤَنِّثُ الْمَرْأَةُ وَكَيْفَ تُذَكِّرُ؟ قَالَ: " يَلْتَقِي الْمَاآنِ، فَإِذَا الجزء الثامن < 242 > عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ أَذْكَرَتْ، وَإِذَا عَلَا مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ أَنَّثَتْ "،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/113)
قَالُوا: أَخْبِرْنَا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ؟ قَالَ: " كَانَ يَشْتَكِي عِرْقَ النَّسَا، فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يُلَائِمُهُ إِلَّا أَلْبَانَ كَذَا وَكَذَا - قَالَ بَعْضُهُمْ: يَعْنِي الْإِبِلَ - فَحَرَّمَ لُحُومَهَا "، قَالُوا: صَدَقْتَ، قَالُوا: أَخْبِرْنَا مَا هَذَا الرَّعْدُ؟ قَالَ: " مَلَكٌ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ، بِيَدِهِ، أَوْ فِي يَدِهِ مِخْرَاقٌ مِنْ نَارٍ يَزْجُرُ بِهِ السَّحَابَ، يَسُوقُهُ حَيْثُ أَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ "، قَالُوا: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي نَسْمَعُ؟ قَالَ: " صَوْتُهُ "، قَالُوا: صَدَقْتَ إِنَّمَا بَقِيَتْ وَاحِدَةٌ، إِنَّمَا نُبَايِعُكَ إِنْ أَخْبَرْتَنَا [بِهَا فَ] أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا لَهُ مَنْ يَأْتِيهِ بِالْخَبَرِ، فَأَخْبِرْنَا عَنْ صَاحِبِكَ؟ قَالَ: " جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ "، قَالُوا: جِبْرِيلُ! ذَلِكَ الَّذِي يَنْزِلُ بِالْعَذَابِ وَالْحَرْبِ وَالْقِتَالِ وَهُوَ عَدُوُّنَا، لَوْ قُلْتَ: مِيكَائِيلُ الَّذِي يَنْزِلُ بِالرَّحْمَةِ وَالنَّبَاتِ وَالْقَطْرِ لَكَانَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: (قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ) الْآيَةَ. 13903 وَفِي رِوَايَةٍ: كُلَّمَا أَخْبَرَهُمْ بِشَيْءٍ فَصَدَّقُوهُ قَالَ: " اللَّهُمَّ اشْهَدْ "، وَقَالَ فِيهَا: " أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ هَذَا النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ؟ "، قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، وَقَالَ أَيْضًا: " فَإِنَّ وَلِيِّي جِبْرِيلُ وَلَمْ يَبْعَثِ اللَّهُ نَبِيًّا قَطُّ إِلَّا وَهُوَ وَلِيُّهُ "، قُلْتُ: رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِاخْتِصَارٍ، رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالطَّبَرَانِيُّ وَرِجَالُهُمَا ثِقَاتٌ.
مسند أحمد (عالم الكتب) - (1/ 713)
2483 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعِجْلِيُّ، وَكَانَتْ لَهُ هَيْئَةٌ رَأَيْنَاهُ عِنْدَ حَسَنٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ إِنَّا نَسْأَلُكَ عَنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ، فَإِنْ أَنْبَأْتَنَا بِهِنَّ، عَرَفْنَا أَنَّكَ نَبِيٌّ وَاتَّبَعْنَاكَ، فَأَخَذَ عَلَيْهِمْ مَا أَخَذَ إِسْرَائِيلُ عَلَى بَنِيهِ، إِذْ قَالُوا: اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ، قَالَ: هَاتُوا قَالُوا: أَخْبِرْنَا عَنْ عَلامَةِ النَّبِيِّ، قَالَ: تَنَامُ عَيْنَاهُ، وَلاَ يَنَامُ قَلْبُهُ قَالُوا: أَخْبِرْنَا كَيْفَ تُؤَنِّثُ الْمَرْأَةُ، وَكَيْفَ تُذْكِرُ؟ قَالَ: يَلْتَقِي الْمَاءَانِ، فَإِذَا عَلاَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ أَذْكَرَتْ، وَإِذَا عَلاَ مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ آنَثَتْ قَالُوا: أَخْبِرْنَا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ؟ قَالَ: كَانَ يَشْتَكِي عِرْقَ النَّسَا، فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يُلائِمُهُ إِلاَّ أَلْبَانَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ أَبِي: قَالَ بَعْضُهُمْ: يَعْنِي الإِِبِلَ، فَحَرَّمَ لُحُومَهَا، قَالُوا: صَدَقْتَ، قَالُوا: أَخْبِرْنَا مَا هَذَا الرَّعْدُ؟ قَالَ: مَلَكٌ مِنْ مَلائِكَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ بِيَدِهِ، أَوْ فِي يَدِهِ، مِخْرَاقٌ مِنْ نَارٍ، يَزْجُرُ بِهِ السَّحَابَ، يَسُوقُهُ حَيْثُ أَمَرَ اللَّهُ قَالُوا: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي نَسْمَعُ؟ قَالَ: صَوْتُهُ قَالُوا: صَدَقْتَ، إِنَّمَا بَقِيَتْ وَاحِدَةٌ وَهِيَ الَّتِي نُبَايِعُكَ إِنْ أَخْبَرْتَنَا بِهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ لَهُ مَلَكٌ يَأْتِيهِ بِالْخَبَرِ، فَأَخْبِرْنَا مَنْ صَاحِبكَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، قَالُوا: جِبْرِيلُ ذَاكَ الَّذِي يَنْزِلُ بِالْحَرْبِ وَالْقِتَالِ وَالْعَذَابِ عَدُوُّنَا،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/114)
لَوْ قُلْتَ: مِيكَائِيلَ الَّذِي يَنْزِلُ بِالرَّحْمَةِ وَالنَّبَاتِ وَالْقَطْرِ، لَكَانَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} إِلَى آخِرِ الآيَةَ. (1/ 274)
مسند احمد بن حنبل (بأحكام شعيب الأرنؤوط) - (1/ 328)
تعليق شعيب الأرنؤوط: حسن دون قصة الرعد تفرد بها بكير بن شهاب وهو لم يرو عنه سوى اثنين وقال أبو حاتم: شيخ. وقال الذهبي في الميزان: عراقي صدوق. و قد توبع على حديثه هذا - فيما يأتي برقم 2514 - سوى قصة الرعد فهي منكرة
التوحيد لابن منده - (1/ 59)
44 - أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل قال: حدثنا أحمد بن الوليد الفحام قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري قال: حدثنا عبد الله بن الوليد العجلي، كوفي. وأخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الجلاب، بهمذان قال: حدثنا إبراهيم بن نصر قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد الله بن الوليد العجلي، عن بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رضي الله عنهما قال: أقبلت اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال: «ملك من الملائكة موكل بالسحاب، معه مخاريق (1) من نار يسوق به السحاب حيث يشاء الله، عز وجل»، قالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: «زجره السحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر»، قالوا: صدقت. هذا إسناد متصل ورواته مشاهير ثقات، أخرجه النسائي
__________
(1) المخراق: ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضاً أراد آلة تسوق بها الملائكة السحاب
الدعاء للطبراني - (3/ 77)
909 - حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عبد الله بن الوليد العجلي، عن بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رضي الله عنه قال: أقبلت اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال: ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق (1) من نار، يسوق بها السحاب إذا زجره حتى ينتهي حيث أمر
__________
(1) المخراق: ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضاً أراد آلة تسوق بها الملائكة السحاب
العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني - (2/ 270)
745 - حدثنا إسحاق بن أحمد الفارسي، حدثنا ابن أبي سريج، حدثنا أبو أحمد، حدثنا عبد الله بن الوليد، عن بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رضي الله عنهما قال: أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا أبا القاسم، إنا نسألك عن خمسة أشياء، فإن أنبأتهن عرفنا أنك نبي واتبعناك، قالوا: فأخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال: «ملك من الملائكة موكل بالسحاب، معه مخاريق (1) من نار ليسوق بها السحاب حيث شاء الله». قالوا: فما الصوت الذي نسمع فيه؟ قال: «زجره السحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر» قالوا: صدقت
__________
(1) المخراق: ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضاً أراد آلة تسوق بها الملائكة السحاب
أخبار أصبهان - (5/ 145)
1342 - حدثنا أبي، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد، ثنا صالح بن أحمد القاضي، ثنا عفان، ثنا أبو عوانة، ثنا موسى البزاز، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، قال: «الرعد ملك يسوق السحاب كما يسوق الحادي الإبل بحدائه» حدثنا عبد الله بن محمد بن الحجاج، ثنا محمد بن عمر بن عبد الله، ثنا صالح بن أحمد بن حنبل، ثنا علي بن المديني، قال: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: ثنا الحسن بن عمارة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاوس، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: فيما أحرزه العد، وقال يحيى: فسألت مسعرا عنه فقال هو من حديث عبد الملك، ولكني لا أحفظه فأعدته على يحيى قلت: عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أكبر علمي
الدعاء للطبراني - (3/ 80)
912 - حدثنا محمد بن محمد الجذوعي القاضي، وداود بن محمد بن صالح المروزي، قالا: ثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، ثنا حماد بن سلمة، عن أبي محمد الهاشمي، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه قال: «الرعد ملك»
العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني - (2/ 273)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/115)
748 - حدثنا الوليد، حدثنا عمرو بن سعيد، حدثنا إسحاق، حدثنا عمرو بن محمد، حدثنا أسباط، عن السدي، عن بشير بن أبي ميمونة، قال: سمعت عليا، رضي الله عنه سئل عن البرق، فقال: «مخاريق (1) من نار بأيدي ملائكة السحاب يزجرون (2) به السحاب»
__________
(1) المخراق: ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضاً أراد آلة تسوق بها الملائكة السحاب
(2) زجر: أثار
السنن الكبرى للبيهقي - حيدر آباد - (3/ 363)
6711 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ: مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِىٍّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِى مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِىِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِىٍّ قَالَ: الرَّعْدُ مَلَكٌ، وَالْبَرْقُ مِخْرَاقٌ مِنْ حَدِيدٍ.
العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني - (2/ 279)
754 - حدثنا أحمد بن عمر، حدثنا عبد الله، قال: حدثني الحسين بن الأسود، حدثنا أبو أسامة، عن عبد الملك بن الحسين، عن السدي، عن أبي مالك، عن ابن عباس، رضي الله عنهما قال: «الرعد ملك يحدو (1) يزجر (2) السحاب بالتسبيح والتكبير»
__________
(1) يحدو: يقود ويسوق
(2) زجر: أثار
الأدب المفرد - (1/ 252)
722 - حدثنا بشر قال حدثنا موسى بن عبد الله قال حدثني الحكم قال حدثني عكرمة: أن بن عباس كان إذا سمع صوت الرعد قال سبحان الذي سبحت له قال إن الرعد ملك ينعق بالغيث كما ينعق الراعي بغنمه
قال الشيخ الألباني: حسن
الدعاء للطبراني - (3/ 81)
913 - حدثنا بكر بن سهل الدمياطي، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، رضي الله عنه قال: «الرعد ملك»
914 - حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا حفص بن عمر الحوضي، ثنا مرجى بن رجاء، عن أبي سعد البقال، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس، رضي الله عنه قال: «الرعد ملك يزجر (1) السحاب بصوته»
__________
(1) زجر: أثار
915 - حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس، رضي الله عنه قال: «الرعد ملك من الملائكة اسمه الرعد وهو الذي يسمع صوته»
916 - حدثنا بكر بن محمد أبو عثمان القزاز البصري، ثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ثنا أبو عوانة، عن موسى البزاز، عن ابن عباس، رضي الله عنه قال: «الرعد ملك يسوق السحاب بالتسبيح كما يسوق الحادي الإبل بحدائه»
917 - حدثنا معاذ بن المثنى، ثنا مالك بن عبد الواحد أبو غسان المسمعي، ثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي، ثنا عمران بن حدير، عن دعامة بن يزيد، قال: كان في خطبة أبي ذر الغفاري رضي الله عنه: «الرعد تسبيح ملك»
918 - حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عارم أبو النعمان، ثنا حماد بن زيد، عن عبد الجليل بن عطية، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، رضي الله عنه أنه سئل عن الرعد، فقال: «ملك»
919 - حدثنا زكريا بن يحيى الساجي، ثنا محمد بن زنبور، ثنا فضيل بن عياض، عن ليث، عن مجاهد، قال: «الرعد ملك ينشر السحاب»
920 - حدثنا محمد بن محمد الجذوعي القاضي، ثنا مسدد، ثنا يحيى بن سعيد، عن عثمان بن الأسود، عن مجاهد، قال: «الرعد ملك»
921 - حدثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا عاصم بن علي، ثنا حسان بن إبراهيم، عن سعيد بن مسروق، عن عكرمة، قال: «الرعد صوت ملك»
922 - حدثنا بكر بن سهل، ثنا أحمد بن إشكاب الصفار الكوفي، ثنا محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن الشعبي، قال: كتب ابن عباس إلى أبي الجلد يسأله عن الرعد، فكتب إليه: «الرعد ملك»
923 - حدثنا محمد بن علي بن شعيب السمسار، ثنا شجاع بن مخلد، ثنا هشيم، عن إسماعيل بن سالم، عن أبي صالح، قال: «الرعد ملك من الملائكة»
مسند ابن الجعد - (1/ 274)
226 - حدثنا علي، أنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد قال: «الرعد ملك يزجر (1) السحاب بصوته»
__________
(1) زجر: أثار
مكارم الأخلاق للخرائطي - (3/ 36)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/116)
957 - حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا وكيع، عن عمر بن أبي زائدة، قال: سمعت عكرمة، رضي الله عنه يقول: (يسبح الرعد بحمده (1))، وقال: «الرعد ملك يزجر (2) السحاب بصوته»
__________
(1) سورة:
(2) زجر: أثار
العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني - (2/ 278)
753 - حدثنا أحمد بن محمد بن أسيد، حدثنا الحسين بن عبد المؤمن، حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، حدثني حرب بن شداد، قال: سمعت شهر بن حوشب، رحمه الله تعالى يقول: «الرعد ملك موكل بالسحاب يسوقه كما يسوق الحادي الإبل، فإذا خالفت سحابة صاح بها، فإذا اشتد غضبه تناثرت من فيه النيران، وهي الصواعق التي رأيتم»
غريب الحديث لإبراهيم الحربي - (3/ 38)
772 - حدثنا ابن نمير، حدثنا أبي، حدثنا إسماعيل، عن عامر: جاء ابنا مليكة إلى النبي صلى الله عليه فقال: «إن أمنا ماتت حين رعد الإسلام وبرق» قوله: «الرعد ملك»: هو عند الصحابة: علي، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو، وأبي هريرة، وكذا قال التابعون: مجاهد، وعكرمة، وأبو صالح، والضحاك، وشهر، وعطية، والحسن، ومحمد بن قيس، والسدي وقال أبو الجلد: هو ريح، ولم يعرفه وهب بن منبه والزهري وأخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: الرعد إما أن تكون اسم ملك، وإما صوت سحاب، واحتجوا بقوله: (والملائكة من خيفته (1))، وقالوا: ألا ترى إلى قوله: جون هزيم رعده أجش ولا يكون هذا إلا الصوت ورعدت السماء وبرقت، ورعد السماء وبرق، وأرعدنا وأبرقنا: أصابنا رعد وبرق قوله: حين رعد الإسلام وبرق، يقول: حين جاء وعيده وتهدده يقال: أرعد لي فلان وأبرق أي تهددني وتوعدني، سمعت هذا من أبي نصر، وأنشدنا: ياجل ما بعدت عليك بلادنا وطلابنا فابرق بأرضك وارعد قال آخر: فإذا جعلت بلاد فارس دونه فارعد ما بدا لك وابرق وقال الأصمعي: برق ورعد في الوعيد ولم يعرف أبرق وأرعد والرعدة: حركة تأخذ الجبان والمحموم، والرعديد: الجبان، قال: ثأرت بأبناء الكرام ولم أكن لدى الروع رعديدا جبانا ولا غمرا
__________
(1) سورة: الرعد آية رقم: 13
============
البحر المحيط ـ نسخة محققة - (1/ 136)
، وقيل: ريح تختنق بين السماء والأرض. وروي عن ابن عباس: أنه ريح تختنق بين السحاب فتصوت ذلك الصوت، وقيل: اصطكاك الأجرام السحابية، وهو قول أرباب الهيئة. والمعروف في اللغة: أنه اسم الصوت المسموع، وقاله علي، قال بعضهم: أكثر العلماء على أنه ملك، والمسموع صوته يسبح ويزجر السحاب، وقيل: الرعد صوت تحريك أجنحة الملائكة الموكلين بزجر السحاب. وتلخص من هذه النقول قولان: أحدهما: أن الرعد ملك، الثاني: أنه صوت.
الروايات
المحرر الوجيز لابن عطية - موقع التفاسير - (1/ 36)
وروي عن ابن عباس أنه قال: «الرعد ريح تختنق بين السحاب فتصوت ذلك الصوت». وقيل: «الرعد اصطكاك أجرام السحاب». وأكثر العلماء على أن الرعد ملك، وذلك صوته يسبح ويزجر السحاب
النكت والعيون للماوردي - (2/ 304)
قوله عز وجل: {ويسبِّح الرعد بحمده} وفي الرعد قولان:
أحدهما: أنه الصوت المسموع، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «الرعد وعيد من الله فإذا سمعتموه فأمسكوا عن الذنوب
». الثاني: أن الرعد ملك، والصوت المسموع تسبيحه، قاله عكرمة.
بحر العلوم للسمرقندي - (2/ 408)
تفسير البغوي - (1/ 70)
وقال شهر بن حوشب: الرعد ملك يزجي السحاب فإذا تبددت ضمها فإذا اشتد غضبه طارت من فيه النار فهي الصواعق، وقيل الرعد صوت انحراف الريح بين السحاب والأول أصح.
تفسير التستري ـ موافقا للمطبوع - (1/ 84)
قوله تعالى: هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً [12] قال: روي عن ابن عباس رضي اللّه عنه أنه قال: الرعد ملك، وهو الذي تسمعون صوته، والبرق سوط من نور يزجر به الملك السحاب «1»، وكذا قال مجاهد «2». وعن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه أنه قال: البرق مخاريق الملائكة، والرعد صوت ملك «3». وقال قتادة: الرعد صوت السحاب.
قوله تعالى: وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ [13] فأفرد الملائكة ذكرا.
وقال عكرمة «4»: الرعد ملك موكل بسحاب يسوقه، كما يسوق راعي الإبل إبله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/117)
تفسير الثعالبي - (1/ 11)
وأكثر العلماء على أن الرعد ملكٌ، وذلك صوته يسبِّح ويزجرُ السحابَ.
تفسير الطبري - مؤسسة الرسالة - (1/ 338)
القول في تأويل قوله جل ثناؤه: {فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا}
قال أبو جعفر: فأما الظلمات، فجمعٌ، واحدها ظُلمة.
أما الرَّعد، فإنّ أهل العلم اختلفوا فيه:
فقال بعضهم: هو مَلك يَزجُر السحابَ.
* ذكر من قال ذلك:
419 - حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شُعبة، عن الحكم، عن مجاهد، قال: الرعد، مَلك يَزجُر السحاب بصوته.
420 - حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عَديّ، عن شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، مثله.
421 - حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي، قال: حدتنا فُضَيْل بن عِيَاض، عن ليث، عن مجاهد، مثله (1).
422 - حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هُشيم قال: أنبأنا إسماعيل بن سالم، عن أبي صالح، قال: الرَّعد، مَلك من الملائكة يُسبِّح (2).
__________
(1) الإسناد 421 - يحيى بن طلحة اليربوعي: روى عنه الترمذي وغيره، وذكره ابن حبان في الثقات. وضعفه النسائي، فقال في الضعفاء: 32: "ليس بشيء".
(2) الإسناد 422 - إسماعيل بن سالم الأسدي: ثقة، روى عنه الثوري وأبو عوانة، قال ابن سعد 7/ 2/67: "كان ثقة ثبتًا". وأبو صالح: هو السمان.
423 - حدثني نَصر بن عبد الرحمن الأزدي، قال: حدثنا محمد بن يَعْلَى، عن أبي الخطاب البصري، عن شَهر بن حَوشب، قال: الرّعد، مَلك موكَّل بالسحاب يَسوقه، كما يسوق الحادي الإبل، يُسبِّح. كلما خالفتْ سحابةٌ سحابةً صاح بها، فإذا اشتد غَضبه طارت النارُ من فيه، فهي الصواعقُ التي رأيتم (1).
424 - حدثت عن المنجاب بن الحارث، قال: حدثنا بشر بن عُمارة، عن أبي رَوْق، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: الرَّعد، مَلَك من الملائكة اسمه الرعد، وهو الذي تسمعون صوته.
425 - حُدِّثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا عبد الملك بن حسين، عن السُّدّيّ، عن أبي مالك، عن ابن عباس، قال: الرعد، مَلَك يَزجُر السحاب بالتسبيح والتكبير (2).
426 - وحدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا علي بن عاصم، عن ابن جُريج، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: الرعد اسم مَلَك، وصوتهُ هذا تسبيحه، فإذا اشتد زَجْرُه السحابَ، اضطرب السحابُ واحتكَّ. فتخرج الصَّواعق من بينه.
427 - حدثنا الحسن، قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبو عَوَانة، عن
__________
(1) الإسناد 423 - نصر بن عبد الرحمن بن بكار التاجي، شيخ الطبري: ثقة، روى عنه الترمذي وابن ماجه وغيرهما، مترجم في التهذيب، وقال"ويقال: الأزدي"، فكذلك نسب هنا، وكذلك روى عنه الطبري في التاريخ 2: 128، ونسبه"الأزدي"، ووقع في المطبوعة"الأودي" بالواو بدل الزاي، وهو تصحيف. محمد بن يعلى: هو السلمي الكوفي، ولقبه"زنبور"، وهو ضعيف، وقال البخاري"يتكلمون فيه". أبو الخطاب البصري: لم أعرف من هو؟ ولكن ذكر الدولابي في الكنى 1: 167"أبو الخطاب عبد الله"، ثم قال: "وروى محمد بن عبد الله بن عمار عن المعافى بن عمران عن عبد الله أبي الخطاب عن شهر بن حوشب" فذكر حديثًا. ولم يبين أكثر من ذلك، ولم أجد ترجمته.
(2) الإسناد 425 - عبد الملك بن حسين: هو أبو مالك النخعي الواسطي، اشتهر بكنيته وبها ترجم في التهذيب 12: 219، وترجمه ابن أبي حاتم باسمه 2/ 2/347. وهو ضعيف ليس بشيء.
موسى البزار، عن شهر بن حَوْشب، عن ابن عباس، قال: الرعدُ مَلَكٌ يسوق السحاب بالتسبيح، كما يسوق الحادي الإبل بحُداته.
428 - حدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا يحيى بن عَبَّاد، وشَبابة، قالا حدثنا شعبة، عن الحكَم، عن مجاهد، قال: الرَّعد مَلكٌ يزجر السحاب.
429 - حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد الزُّبيري، قال: حدثنا عتَّاب بن زياد، عن عكرمة، قال: الرعد مَلك في السحاب، يَجمع السحابَ كما يَجمع الراعي الإبل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/118)
430 - وحدثنا بشر، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قال: الرعد خَلْقٌ من خَلق الله جل وعز، سامعٌ مطيعٌ لله جل وعَز.
431 - حدثنا القاسم بن الحسن، قال: حدثنا الحسين بن داود، قال: حدثني حجاج، عن ابن جُريج، عن عكرمة، قال: إن الرعد مَلكٌ يُؤمر بإزجاء السحاب فيؤلِّف بينه، فذلك الصوت تسبيحه.
432 - وحدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جُريج، عن مجاهد، قال: الرعد مَلك.
433 - وحدثني المثنى، قال: حدثنا الحجاج بن المنهال، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن المغيرة بن سالم، عن أبيه، أو غيره، أن علي بن أبي طالب قال: الرعد: مَلك.
434 - حدثنا المثنى، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا حماد، قال: أخبرنا موسى بن سالم أبو جَهْضم، مولى ابن عباس، قال: كتب ابن عباس إلى أبي الجَلْدِ يسألهُ عن الرعد، فقال: الرعد مَلك (1).
__________
(1) الخبر 434 - هذا إسناد منقطع: موسى بن سالم أبو جهضم: ثقة، ولكن روايته عن ابن عباس مرسلة. "أبو الجلد": بفتح الجيم وسكون اللام وآخره دال مهملة، ووقع في الأصول هنا، وفي الروايات التالية"أبو الخلد" بالخاء بدل الجيم، وهو تصحيف. وأبو الجلد: هو جيلان -بكسر الجيم- بن أبي فروة، ويقال: ابن فروة الأسدي البصري، كما ذكر البخاري في ترجمته في الكبير 1/ 2/250. وقال ابن أبي حاتم 1/ 1/547: "صاحب كتب التوراة ونحوها". ثم روى عن أحمد بن حنبل أنه وثقه. وترجمه ابن سعد 7/ 1/161، وقال: "أبو الجلد الجوني، حي من الأزد، واسمه: جيلان بن فروة، وكان ثقة". وذكره ابن حبان في الثقات: 157، والدولابي في الكنى 1: 139، والزبيدي في شرح القاموس (جلد) و (جيل). وذكره الحافظ في لسان الميزان في الأسماء 2: 144، ووعد بترجمته في الكنى"أبو الجلد"، ثم لم يفعل، وروى عنه الطبري أثرًا في التاريخ 2: 203. وسيأتي في الخبر: 445 أنه"رجل من أهل هجر".
435 - حدثنا المثنى، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا عمر بن الوليد الشَّنّي، عن عكرمة، قال: الرعدُ ملكٌ يسوق السحاب كما يسوق الراعي الإبل (1).
436 - حدثني سعد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا الحكَم بن أبان، عن عكرمة، قال: كان ابن عباس إذا سمع الرعد، قال: سُبحان الذي سَبَّحتَ له. قال: وكان يقول: إن الرَّعد مَلكٌ يَنعَق بالغيث كما ينعَقُ الراعي بغنمه (2).
وقال آخرون: إن الرعد ريح تختنق تحت السحاب فتصَّاعد، فيكون منه ذلك الصوت.
* ذكر من قال ذلك:
437 - حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد الزُّبيري، قال: حدثنا بِشر بن إسماعيل، عن أبي كثير، قال: كنت عند أبي الجَلد، إذْ جاءه رسول ابن عباس بكتاب إليه، فكتب إليه:"كتبتَ تَسألني عن الرّعد، فالرعد الريح (3).
438 - حدثني إبراهيم بن عبد الله، قال: حدثنا عِمْران بن مَيسرة، قال: حدثنا ابن إدريس، عن الحسن بن الفُرات، عن أبيه (4) قال: كتب ابن عباس
__________
(1) عمر بن الوليد الشني أبو سلمة العبدي: ثقة، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، وقال أبو حاتم: "ما أرى بحديثه بأسًا". وهو مترجم في التعجيل: 304، وابن أبي حاتم 3/ 1/ 139. "الشني": بفتح الشين المعجمة، كما في المشتبه: 279. ووقع في المطبوعة بالمهملة، وهو تصحيف.
(2) الإسناد 436 - سعد بن عبد الله بن عبد الحكم: لم أجد له ترجمة إلا في كتاب ابن أبي حاتم 2/ 1/ 92، وقال: "سمعت منه بمكة وبمصر، وهو صدوق".
(3) الإسناد 437 - هو إسناد مشكل. ما وجدت ترجمة"بشر بن إسماعيل"، وما عرفت من هو. ثم لم أعرف من"أبو كثير" الراوي عن أبي الجلد. وسيأتي هذا الإسناد مرة أخرى: 443.
(4) الإسناد 438 - عمران بن ميسرة المنقري: ثقة، من شيوخ البخاري وأبي داود وأبي زرعة وأبي حاتم. ابن إدريس: هو عبد الله بن إدريس الأودي: ثقة مأمون حجة. الحسن بن الفرات: ثقة، أخرج له مسلم في صحيحه. أبوه: فرات بن أبي عبد الرحمن القزاز التميمي، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، ولكن روايته عن ابن عباس منقطعة، إنما هو يروى عن التابعين.
إلى أبي الجَلد يسأله عن الرعد، فقال: الرعد ريح (1).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/119)
قال أبو جعفر: فإن كان الرّعد ما ذكره ابن عباس ومجاهد، فمعنى الآية: أو كصيِّب من السماء فيه ظلمات وصوتُ رَعد. لأن الرعد إن كان مَلَكًا يسوق السَّحاب، فغير كائن في الصيِّب، لأن الصيِّب إنما هو ما تحدَّر من صَوْب السحاب، والرعد إنما هو في جو السماء يَسوق السحاب. على أنه لو كان فيه ثَمَّ لم يكن له صوت مسموع، فلم يكن هنالك رُعب يُرْعَب به أحد. لأنه قد قيل: إنّ مع كل قطرةٍ من قطر المطر مَلَكًا، فلا يعدُو الملكُ الذي اسمه"الرعد"، لو كان مع الصيِّب، إذا لم يكن مسموعًا صوته، أن يكون كبعض تلك الملائكة التي تنزل مع القطر إلى الأرض، في أن لا رُعب على أحد بكونه فيه. فقد عُلم -إذ كان الأمر على ما وصفنا من قول ابن عباس- أنّ معنى الآية: أو كمثَل غَيث تحدَّر من السماء فيه ظلماتٌ وصوتُ رعدٍ، إن كان الرعد هو ما قاله ابن عباس، وأنه استغنى بدلالة ذكر الرعد باسمه على المراد في الكلام مِنْ ذكر صوته. وإن كان الرعد ما قاله أبو الجَلد، فلا شيء في قوله"فيه ظلماتٌ ورَعدٌ" متروك. لأن معنى الكلام حينئذ: فيه ظلمات ورعدٌ الذي هو ما وصفنا صفته.
__________
(1) الأخبار 419 - 438 جميعًا: لم يذكرها ابن كثير ولا السيوطي في الدر المنثور، وذكر البغوي في تفسيره 1: 99 - 100، بعضها، والقرطبي 1: 187 وما بعدها.
تفسير العز بن عبد السلام موافق للمطبوع - (1/ 17)
(الرعد) ^ ملك ينعق بالغيث نعيق الراعي بالغنم، سمى ذلك الصوت باسمه، أو ريح تختنق تحت السماء # قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، أو اصطكاك الأجرام.
تفسير اللباب في علوم الكتاب - (1/ 210)
وقال علي وابن عباس -رضي الله عنهما- وأكثر المفسرين: الرعد: اسم ملك يسوق السَّحاب، والبرق: لَمَعَانُ سَوْط] من نور يزجر به المكل السحاب.
تفسير النسفى موافق للمطبوع داخل الصفحات - (2/ 203)
وعن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال: " الرعد ملك موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب} والصوت الذي يسمع زجره السحاب حتى ينتهي إلى حيث أمر {وَالْمَلَائكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} [الرعد: 13]
تفسير روح البيان ـ موافق للمطبوع - (1/ 54)
والصحيح الذي عليه التعويل ما روي عن الترمذي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقالوا: أخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال عليه السلام: "ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوقه بها حيث شاء الله" فقالوا: فما هذا الصوت الذي يسمع قال: "زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر" فقالوا: صدقت فالمراد بالرعد في الآية صوت ذلك الملك لا عينه كما في بعض الروايات من (أن الرعد ملك موكل بالسحاب يصرفه إلى حيث يؤمر وأنه يجوز الماء في نقرة إبهامه وأنه يسبح الله فإذا سبح الله لا يبقى ملك في السماء إلا رفع صوته بالتسبيح فعندها ينزل القطر) انتهى
حاشية الشهاب الخفاجى على البيضاوى - (1/ 395)
وفي الحديث كما رواه ابن جرير " الرعد ملك موكل بالسحاب يسوقها كما يسوق الحادي
الإبل) (1) وقال الحكماء أيضاً إنّ بعض الرياح كالشمال مبرّدة لحرارة السحاب، وتحدث فيه رعدا وبرقاً قيل ما ذكره المصنف رحمه الله تبع فيه الزمخشريّ، والحكماء ولا عبرة به، والذي عليه التعويل كما قاله الطيبي، ما ورد في الأحاديث الصحيحة من طرق مختلفة في السنن أنّ الرعد ملك، والبرق مخراق من حديد أو من نار أو من نور يضرب به السحاب (2)، وعن ابن عباس رضي الله عهما الرعد ملك يسوق السحاب بالتسبيح وهو صوته، وورد " سبحان من يسئح الرعد بحمده " (1) وقيل البرق ضحكه، وقيل نار تخرج من فيه إذا غضب وله عدّة طرق، وروايات ذكرها السيوطيّ في الدر المنثور ولا شبهة في صحته فتركه لخرافات الحكماء مما لا يليق كما ذهب إليه بعض من كتب على هذا الكتاب، والقول بأنّ ما في الحديث تمثيلات مسخ لكلام النبوّة نعم لك أن تقول الأجرام العلوية وما في الجوّ موكل بها ملائكة تتصرّف فيها بإذن الله وأمره كملك السحاب والمطر فإذا ساق السحاب، وقطعها حدث من تفريقها أصوات، ولمعان نورية مختلطة فتسبح ملائكتها فأهل الله يسمعون تسبيحها معرضين عما سواه، والمتشبث باذيال العقل يسمع حركاتها ويرى ما يحدث من إصطكاكها فتأمّل
محاسن التأويل تفسير القاسمي - (8/ 112)
وقد حاول الرازي الجمع بين ما روي عن بعض السلف: أن الرعد ملك، وبين ما ثبت في العلم الطبيعي بما يدفع المنافاة فقال: اعلم أن المحققين من الحكماء يذكرون أن هذه الآثار العلوية إنما تتم بقوى روحانية فلكية، فللسحاب روح معين من الأرواح الفلكية يدبره. وكذا القول في الرياح وفي سائر الآثار العلوية. قال: وهذا عين ما نقلناه من أن الرعد اسم ملك من الملائكة يسبح الله، فهذا الذي قاله المفسرون بهذه العبارة هو عين ما ذكره المحققون من الحكماء. فكيف يليق بالعاقل الإنكار؟! انتهى.
هميان الزاد - موقع التفاسير - (1/ 142)
وأكثر العلماء أن الرعد ملك، وذلك الصوت تسبيحه وزجر للسحاب
تفسير ابن كثير - دار طيبة - (2/ 75)
وقد رواه الترمذي، والنسائي، من حديث عبد الله بن الوليد العِجْلي، به نحوه، وقال الترمذي: حسن غريب (15).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/120)
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[28 - 06 - 09, 09:06 م]ـ
جزاكم الله خيراً وزادكم علماً وكرماً، ونفعنا بكم .. آمين.
وأما قول أبي حاتم رحمه الله ((هو شيخ)). هو تعديل وليس بجرح، فقد ذكر في كثير من أصحاب هذه المرتبة ((شيخ)) وقيده بقيد
هو أدنى درجات التعديل المُشعر بالتليين، ومثله لا يُحتجّ بحديثه. قال ابن أبي حاتم (2/ 37): ((ووجدتُ الألفاظَ في الجرح والتعديل على مراتب شتَّى:
1 - فإذا قيل للواحد إنه "ثقة" أو "متقن ثبت"، فهو مِمَّن يُحتجّ بحديثه.
2 - وإذا قيل له "صدوق" أو "محله الصدق" أو "لا بأس به"، فهو مِمَّن يُكتَب حديثه ويُنظَر فيه وهي المنزلة الثانية.
3 - وإذا قيل "شيخ"، فهو بالمنزلة الثالثة، يُكتب حديثه ويُنظَر فيه إلاّ أنه دون الثانية)). اهـ
فالشيخ دُون الصدوق. ولذلك قال ابن حجر في بكير بن شهاب: ((مقبول)). وقال في التقريب (1/ 24): ((السادسة: مَن ليس له مِن الحديث إلاّ القليل، ولم يثبت فيه ما يُترك حديثه من أجله، وإليه الإشارة بلفظ "مقبول" حيث يُتابَع، وإلاَّ فلَيِّن الحديث)). اهـ
وقد تفرّد بكير بسؤال اليهود عن الرعد ولم يتابَع عليه، وهو ما نبّه إليه أيضاً أبو نعيم وغيره، ووصفه الترمذي بالغرابة. وحيث لم يُتابع، صار ليّن الحديث. وإنما السبيل إلى ذلك أن يُنظَر في متون حديثه كما نبّه ابن أبي حاتم، فإنّ مَن كان على هذا النسق فلا يُحتجّ بتفرّده. بل الذهبي يطلق على تفرّد الصدوق ومَن دُونه "منكر".
فالأحكام - بعد النظر - لا تؤخذ على إطلاقها، بل كلُّ حديثٍ وما احتفّ به مِن قرائن. فأرجو منك تفضلاً أن تفصّل قولك:
وأما قول الحافظ ابن حجر: ((مقبول)). فهو حسن الحديث أو صحيحه، وقد حققنا ذلك بشكل مفصل في كتابنا ((الحافظ ابن حجر ومنهجه في تقريب التهذيب)) المرتبة السادسة ((مقبول))
فإني أراك ترفع أهل هذه المرتبة إلى درجة الاحتجاج!
تقول حفظك الله:
وأما قول أبي نعيم في الحلية: ((غريب من حديث سعيد تفرد به بكير)). اهـ
فليس بجرح، وكم من راو ثقة تفرد بأحاديث لم يروها غيره، والتفرد بحد ذاته ليس بعلة، وإنما العلة أن يجتمع معه مخالفة الثقات، وتكثر هذه المخالفة
أراك تجعل بكيراً ثقة!
تقول حفظك الله:
وأما قوله: ما تفرّد به بكير فهو مُنكَر، فقد ليّنه أبو حاتم وابن حجر. وعلى فرض أنه صدوق على قول الذهبي، فلا يُقبَل تفرُّده أيضاً. قال في الميزان: ((وإن تفرد الصدوق ومَن دونه يُعَدّ منكراً)). اهـ
قلت: هذا استنتاج بعيد، فليس مجرد التفرد يعتبر علة.
كما أن قوله لينه أبو حاتم وابن حجر فهو تقويل لهما ما لم يقولاه، والصواب بعكس ما قال تماما.
وأما اعتماده على كلام الإمام الذهبي ((((وإن تفرد الصدوق ومَن دونه يُعَدّ منكراً)
قلت: فقد قاله الذهبي ضمن كلامه عن الجرح والتعديل في ميزان الاعتدال في نقد الرجال - (5/ 170)
لكن هذا الكلام منقوض لأمرين:
الأول - لا بد مع التفرد من مخالفة الثقات، فمجرد التفرد ليس بعلة أصلاً ..
فالإتكاء قول الإمام الذهبي المختصر جدا لا يجوز عند أئمة هذا الفن.
الثاني - أن الإمام الذهبي قال عنه في كتبه الثلاث: صدوق ونص في الميزان أنه خرج له النسائي والترمذي ولم يخرجا له سوى هذا الحديث، فيكون يكون صدوقاً ومنكراً؟؟!!!
وفي الموقظة في علم مصطلح الحديث - (1/ 7) 14 - المنكَر: وهو ما انفرد الراوي الضعيفُ به. وقد يُعَدُّ مُفْرَدُ الصَّدُوقِ منكَراً."
وفي شرح الموقظة في علم المصطلح - (1/ 350): وأما تفرد الصدوق، فمن أهل العلم من لا يقبله، مثل أبي حاتم، أما ابن الصلاح وكثير من أهل العلم فيعتبرون الصدوق إذا انفرد حسن الحديث.
وفي تحرير علوم الحديث لعبدالله الجديع - (3/ 15):
رابعاً: تفرد الصدوق الذي لم يبلغ في الإتقان مبلغ الثقات، كمحمد بن عمرو بن عَلْقَمَة، وعمر بن شعيب، وأسامة بن زيد اللَّيثي، بما لم يروه غيره مطلقاً.فهذا مقبول بتحقيق ما يُطلب لحسن الحديث.
- هذا مِن كلامي وليس مِن كلام الشيخ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/121)
- ابن أبي حاتم أوضح المقصود بالشيخ وأنه دُون الصدوق، وكذلك فعل ابن حجر وأن المقبول إذا لم يُتابع فهو ليّن. فإذا لم يكن هذا تلييناً، فماذا إذن؟ وما التقوُّل في ذلك؟ تقول حفظك الله: ((قوله لينه أبو حاتم وابن حجر فهو تقويل لهما ما لم يقولاه، والصواب بعكس ما قال تماما)).
- الذهبي لم يقيّد تفرّد الصدوق والضعيف بالمخالفة، بل قال في الميزان (3/ 140): ((وإنَّ تَفَرُّد الثقة المتقن يُعَدّ صحيحاً غريباً. وإنَّ تَفَرُّد الصدوق ومَن دُونَه يُعَدّ مُنكراً)). اهـ ولا يخفى أن أئمة هذا الشأن كأحمد وغيره كانوا يطلقون المنكر على أفراد الثقات أيضاً.
وكما تفضلتَ ونقلتَ قولَ الذهبي من الموقظة: ((المنكَر: وهو ما انفرد الراوي الضعيفُ به. وقد يُعَدُّ مُفْرَدُ الصَّدُوقِ منكَراً)). اهـ فهو أيضاً يشير إلى أن المنكر يُطلق على تفرّد الصدوق.
وبكير عند أبي حاتم وابن حجر دُون الصدوق، ورفَعه الذهبيُّ إلى مرتبة الصدوق. فاعتمدتَ على قول الذهبي، ثم خالفتَه في حُكم تفرّده! فكيف يكون وَصْفُ تَفَرُّدِه بالمنكر "استنتاجاً بعيداً"؟ فهو صريح القول، وليس باستنتاج ولا هو ببعيد.
تقول أكرمني الله وإياك:
بل رواية شهر فيها ذكر الموضوع، ففي أخبار أصبهان - (5/ 145)
1342 - حدثنا أبي، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد، ثنا صالح بن أحمد القاضي، ثنا عفان، ثنا أبو عوانة، ثنا موسى البزاز، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، قال: «الرعد ملك يسوق السحاب كما يسوق الحادي الإبل بحدائه» حدثنا عبد الله بن محمد بن الحجاج، ثنا محمد بن عمر بن عبد الله، ثنا صالح بن أحمد بن حنبل، ثنا علي بن المديني، قال: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: ثنا الحسن بن عمارة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاوس، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: فيما أحرزه العد، وقال يحيى: فسألت مسعرا عنه فقال هو من حديث عبد الملك، ولكني لا أحفظه فأعدته على يحيى قلت: عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أكبر علمي
قلت: روايته موقوفاً لا تعل رواية الرفع، فقد يروي الراوي الحديث موقوفا ومرفوعاً ...
بارك الله فيك، ماذا تقصد بقولك ((ذِكْر الموضوع))؟ الحديث الذي معنا هو قصة مجيء اليهود وسؤالهم للنبي صلى الله عليه وسلَّم عن عدة أمور.
وهذا الحديث له راويان عن ابن عباس: سعيد بن جبير، وشهر بن حوشب. وحديث سعيد لم يروِه عنه إلا بكير ولم يُتابَع عليه، وفيه هذه الزيادة. وحديث شهر أخرجه أحمد والطبراني والطبري، وليس فيه السؤال عن الرعد. وشهر أعلى مرتبة مِن بكير، ولو كان كلاهما ثقة لكان حديث بكير شاذاً.
وتفرُّد بكير ليس مجرّد زيادة، بل هي مخالفة أيضاً لأن الحديث عن الرعد إنما هو من كلام ابن عباس لا مِن كلام النبي صلى الله عليه وسلّم. فخالَف بكير رواية شهر، وأدخل ذِكر الرعد. وقد فصَل شهر بين قصة اليهود وبين كلام ابن عباس، فرَوى القصةَ مرفوعةً دون هذه الزيادة، ورَوى قولَ ابن عباس موقوفاً في غير قصة اليهود.
فتعليل البخاريّ ثاقبٌ، لأن المحفوظ عن ابن عباس في أمر الرعد أنه مِن كلامه موقوفاً عليه وليس مرفوعاً ولا هو مِن أسئلة اليهود. فأعلّ الرفعَ بتفرّد بكير وبمخالفته مَن هو أوثق منه.
قال ابن حجر في الفتح (8/ 166): ((وفي رواية لأحمد والطبري من طريق شهر بن حوشب عن ابن عباس: "عليكم عهد الله لئن أنا أنبأتكم لتبايعني؟ فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق". فذكر الحديث، لكن ليس فيه السؤال عن الرعد)). اهـ
فهذا تفرَّد به بكير، وأنتَ جعلتَ تفرُّدَ بكير حُجّة. فأردتُ توضيح الأمر لا الطعن في حُكمكم حفظك الله، فمنكم نتعلم.
والله أعلى وأعلم
ـ[علي 56]ــــــــ[29 - 06 - 09, 05:28 م]ـ
جزاك الله خيرا
أخي الحبيب
أنا لم أفصل كل ما قلت وإنما أحلت لمصادر أخرى، ولا أدري هل اطلعت عليها أم لا؟
وهي هنا وفي مكتبة صيد الفوائد.
أما نقلك قول ابن أبي حاتم رحمه الله في مراتب الجرح والتعديل
فأقول لك:
هذه المراتب الأربعة عامة، وابن أبي حاتم لم يلتزم بها أثناء التطبيق، فهي ليست قواعد صماء.
بل ذكر كثيرا من ألفاظ الجرح والتعديل التي لم ينص عليها، فلا بد من الاجتهاد في معرفة مقصده منها.
ومن ذلك كلمة ((شيخ))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/122)
فقد وردت بأشكال مختلفة في كتاب الجرح والتعديل، فلا بد من وضع حكم لكل حالة، مع مقارنة قوله بقول غيره.
وقد ذكرت لك بعض الأمثلة، فالبمقارنة يعرف المقصود من قوله.
كما أن هذه المرتبة عنده يعادلها عند غيره مرتبة أخرى ولاسيما من جعل مراتب الجرح والتعديل خماسية أو سداسية كما عليه الحافظ ابن حجر في التقريب.
=================
فأما قولك: عنه مرتبة شيخ ((هو أدنى درجات التعديل المُشعر بالتليين، ومثله لا يُحتجّ بحديثه.))
فهذا القول غير مسلَّم به على هذا الإطلاق، بل لابد من مقارنة قوله هذا بقول غيره وقد كان أبو حاتم رحمه الله من المتشددين كما هو معلوم.
قلت: الذي تبين لديَّ أن من قال فيهم أبو حاتم (شيخ) دون أية إضافة تعني التعديل، ولو كانت أحاديثه قليلة، فكثير من الرواة أحاديثهم قليلة وهي صحيحة أو حسنة، أمثلة مقارنة:
ففي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (ج 2 / ص 57) 82 - أحمد بن عبد الله أبو عبيدة بن أبي السفر الكوفي روى عن ابن نمير وأبي اسامة وزيد بن الحباب (119 ك) وشهاب بن عباد، حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول ذلك ويقول كتبت عنه، وسألته عنه فقال شيخ،
وفي الكاشف (50) أحمد بن عبد الله أبو عبيدة بن أبي السفر الهمداني عن بن نمير وأبي عبيدة الحداد وعنه الترمذي والنسائي وابن ماجة وابن صاعد والمحاملي صدوق توفي 258 ت س ق
وفي تقريب التهذيب (60) أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي السفر بفتح الفاء سعيد بن يحمد بضم التحتانية وكسر الميم يكنى أبا عبيدة الكوفي صدوق يهم من الحادية عشرة مات سنة ثمان وخمسين ت س ق
وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (ج 2 / ص 64) - 110 - أحمد بن عمران الأخنسي أبو عبد الله روى عن أبي بكر بن عياش وحفص بن غياث وابن فضيل يعد في الكوفيين، سكن بغداد حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك، قال وسمعت أبي يقول لم اكتب عنه وقد ادركته، قلت ما حاله؟ قال: شيخ، قال وسمعت أبا زرعة يقول كتبت عنه، قال وسئل أبو زرعة عنه فقال كتبت عنه ببغداد وكان كوفيا وتركوه قال أبو محمد روى عنه أبو زرعة.
قلت: وهو راو مختلف فيه انظر لسان الميزان [ج 1 - ص234] (739)
وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (ج 2 / ص 71) -132 - أحمد بن محمد بن أيوب الواسطي المعروف ببلبل روى عن شاذ بن يحيى ومحمد بن عمر بن هياج الصائدي، محله الصدق كتبنا عنه مع أبي، حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبي عنه فقال: شيخ.
وفي تقريب التهذيب (93) أحمد بن محمد بن أيوب صاحب المغازي يكنى أبا جعفر صدوق كانت فيه غفلة لم يدفع بحجة قاله أحمد من العاشرة مات سنة ثمان وعشرين د
وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (ج 2 / ص 74) -148 - أحمد بن محمد بن الوليد بن برد الانطاكي أبو جعفر روى عن محمد بن جعفر بن محمد العلوي وضمرة واسحاق بن الفرات قاضي مصر ورواد وابن ابى فديك وبشر بن بكر سمع منه أبي بانطاكية. حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبي عنه فقال شيخ.
وفي تقريب التهذيب (104) أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق بن عمرو الغساني أبو محمد وأبو الوليد ثقة من العاشرة مات سنة سبع عشرة وقيل سنة اثنتين وعشرين خ
وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (ج 2 / ص 92) -241 - إبراهيم بن الحسن الثعلبي روى عن يحيى بن يعلى الاسلمي ويحيى ابن أبي زائدة روى عنه أحمد بن يحيى الصوفي وأبو أسامة الكلبي وأبو شيبة ابن أبي بكر بن أبي شيبة سألت أبي عنه فقال: شيخ.
وفي الثقات لابن حبان (12330) إبراهيم بن الحسن الثعلبي يروى عن أبى بكر بن عياش وأبى الأحوص والكوفيين روى عنه الحضرمي
وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (ج 2 / ص 101) -279 - إبراهيم بن زياد الخياط البغدادي أبو إسحاق روى عن شريك وإبراهيم بن سعد والفرج بن فضالة كتب أبي عنه ببغداد سمعت أبي يقول ذلك، قال وسئل أبي عنه فقال: شيخ.
وفي التاريخ الكبير [ج1 - ص 286]-921 - إبراهيم بن زياد الخياط البغدادي أبو إسحاق سمع شريكا وإبراهيم بن سعد وعدي بن أبي عمارة
وفي الثقات لابن حبان (12299) إبراهيم بن زياد الخياط أبو إسحاق البغدادي يروى عن شريك وإبراهيم بن سعد روى عنه العراقيون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/123)
وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - (ج 2 / ص 106) -303 - إبراهيم بن صدقة كان ينزل في بني ليث، بصري روى عن يونس ابن عبيد وسفيان بن حسين روى عنه عبد الله بن محمد بن أبي شيبة يعد في البصريين، سمعت أبي وابا زرعة يقولان ذلك قال أبو محمد وروى عنه محمد بن بشار بندار. قال وسألت أبي عن إبراهيم بن صدقة فقال: شيخ.
حدثنا عبد الرحمن قال سمعت علي بن الحسين بن الجنيد يقول محله الصدق، قال أبو محمد روى عنه محمد بن مرزوق ابن بنت مهدي بن ميمون.
وفي تقريب التهذيب (187) إبراهيم بن صدقة البصري صدوق من التاسعة ت
والأمثلة كثيرة ....
=====================
وأما نقلك لقول الحافظ ابن حجر رحمه الله عن مرتبة المقبول فلا غبار عليه، وإنما المشكلة في فهم مراده في هذه المرتبة الخاصة له.
وقد قلت لك في مشاركتي السابقة أنني قد حققت القول في هذه المرتبة بالتفصيل في كتابي الحافظ ابن حجر ومنهجه في التقريب.
فقد فهم منها كثير من المعاصرين أن المقبول لابد له من متابعة وإلا فهو لين الحديث، يعني كل مقبول لابد أن نبحث له عن متابع فإن وجدنا حسنا حديثه وإلا كان لين الحديث ....
قلت: هذه تهمة خطيرة للحافظ ابن حجر رحمه الله، فهي اتهام له أنه يقول عن راو ((مقبول)) وهو لا يدري أهو متابع أم لا؟؟!!
علما أنه قد أفرد ((لين الحديث)) بمرتبة، وذكره في التقريب نصًّا.
فإذا لم نعرف مقاصد علماء الجرح والتعديل في كلامهم، فسوف نقع في أخطاء فاحشة في الجرح والتعديل، وهذا الذي حصل عند كثير من المحْدَثين،فضعفوا كثيرا من الأحاديث التي لا تستحقُّ ذلك،وذلك لعدم تعمقهم بشكل دقيق في فهم مصطلحات الجرح والتعديل لكل عالم على حدة.
================
أما قولك ((فالشيخ دُون الصدوق)) فقد نص الحافظ الذهبي بثلاثة مواضع على أنه صدوق وحسن حديثهالترمذي أ و صححه واخرج الحديث ابن خزيمة في صحيحه ولم يعله بشيء.
========================
وأما قولك عن تفرد بكير ثم قولك ((وهو ما نبّه إليه أيضاً أبو نعيم وغيره))
فقد قلت لك: أن هذه ليست بعلة وحدها، كما أن أبا نعيم ذكر مثل هذه الكلمة في أحاديث صحيحة بلا خلاف، فهل نضعفها لأنه قال عنه غريب؟؟!!
ففي حلية الأولياء - (1/ 190)
حدثنا حبيب بن الحسن، حدثنا أبو شعيب الحراني، حدثنا عاصم بن علي، حدثني أبي، عن عبد الله بن خيثم، قال: حدثني قال: حدثني عمي بن جبير، عن جده، عن أبي أيوب، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله علمني وأوجز، قال: " إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع، ولا تكلمن بكلام تعتذر منه، وأجمع اليأس لما في أيدي الناس ".
قال الشيخ: غريب من حديث أبي أيوب لم يروه إلا عبد الله بن عثمان بن خيثم. وروى بن عمر نحوه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هـ (4171) وحم 5/ 412 وطب (3987) وزهد هق (101) والإتحاف 8/ 160 و10/ 251 والصحيحة (401) وحلية 1/ 362 وصحيح الجامع (742) صحيح
==========
حلية الأولياء - (1/ 249)
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قال: حدثنا محمد بن العباس، قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن المنذر الحجري، حدثني أبي، قال: حدثنا ابن الأجلح، عن الأعمش، عن يحيى بن وثاب، عن علقمة، عن عبد الله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أهلك من كان قبلكم الدينار والدرهم، وهما مهلكاكم ".
هذا حديث غريب من حديث يحيى بن وثاب لم يروه عن الأعمش إلا ابن الأجلح.
كشف الأستار - (4/ 236)
3613 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَجْلَحِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ كَانَ يُعْطِي النَّاسَ عَطَاءَهُمْ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ، فَأَعْطَاهُ أَلْفَ دِرْهَمٍ، ثُمَّ قَالَ: خُذْهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ وَهُمَا مُهْلِكَاكُمْ.
مجمع الزوائد - (21/ 132)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/124)
$ 17746 وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّهُ كَانَ يُعْطِي النَّاسَ عَطَاءَهُمْ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ أَلْفَ دِرْهَمٍ، ثُمَّ قَالَ: خُذْهَا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " إِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ، وَهُمَا مُهْلِكَاكُمْ ". رَوَاهُ الْبَزَّارُ، وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ.
================
حلية الأولياء - (1/ 251)
حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا الحسين بن جعفر القتات، قال: حدثنا إسماعيل بن خليل الخزاز، قال: حدثني علي بن مسهر، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنه سيكون أمراء يميتون الصلاة ويخففونها إلى شرق الموتى، وإنها صلاة من هو شر من حمار، وصلاة من لا يجد بداً، فمن أدرك منكم ذلك الزمان فليصل الصلاة لوقتها واجعلوا صلاتكم معهم سبحة ".
هذا حديث غريب من حديث الأعمش بهذا اللفظ مجموعاً عن علقمة والأسود، لم نكتبه إلا من حديث علي بن مسهر عنه.
قلت: روي من طريق محمد بن فضيل عن الأعمش، ففي مصنف ابن أبي شيبة - (1/ 245) 2554 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إبْرَاهِيمَ، قَالَ: دَخَلَ الأَسْوَدُ وَعَلْقَمَةُ عَلَى عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: صَلَّى هَؤُلاَءِ بَعْدُ؟ قَالاَ: لاَ، قَالَ: فَقُومُوا فَصَلُّوا، وَلَمْ يَأْمُرْ بِأَذَانٍ، وَلاَ إقَامَةٍ، وَتَقَدَّمَ هو فَصَلَّى بِنَا، فَذَهَبْنَا نَتَأَخَّرُ فَأَخَذَ بِأَيْدِينَا فَأَقَامَنَا مَعَهُ، فَلَمَّا رَكَعْنَا وَضَعَ الأَسْوَدُ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَنَظَرَ عَبْدُ اللهِ فَأَبْصَرَهُ فَضَرَبَ يَدَهُ، فَنَظَرَ الأَسْوَدُ فَإِذَا يَدَا عَبْدِ اللهِ بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ وَقَدْ خَالَفَ بين أَصَابِعَهُ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ، قَالَ: إذَا كُنْتُمْ ثَلاَثَةً فَلْيَؤُمَّكُمْ أَحَدُكُمْ، وَإِذَا رَكَعْتَ فَأَفْرِشْ ذِرَاعَيْك فَخِذَيْك، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إلَى اخْتِلاَفِ أَصَابِعِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ رَاكِعٌ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُ سَيَكُونُ أُمَرَاءُ يُمِيتُونَ الصَّلاَةَ شَرَقَ الْمَوْتَى، وَأَنَّهَا صَلاَةُ مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْ حِمَارٍ، وَصَلاَةُ مَنْ لاَ يَجِدُ بُدًّا، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيُصَلِّ الصَّلاَةَ لِمِيقَاتِهَا، وَلْتَكُنْ صَلاَتُكُمْ مَعَهُمْ سُبْحَةً، فَقُلْتُ لإِبْرَاهِيمَ: كَانَ عَلْقَمَةُ وَالأَسْوَدُ يَفْعَلاَنِ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ لإِبْرَاهِيمَ: تَفْعَلُ أَنْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: إنَّ النَّاسَ يَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى رُكَبِهِمْ؟ فَقَالَ إبْرَاهِيمُ: سَمِعْت أَبَا مَعْمَرٍ يَقُولُ: رَأَيْت عُمَرَ يَضَعُ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ.
قلت: وهو حديث صحيح
ومن طريق ابن نمير عن الأعمش، ففي الْمُسْنَدُ لِلشَّاشِيِّ >> مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ >> مَا رَوَى الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَمْرٍو النَّخَعِيُّ عَنْهُ >>
406 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، نا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعَلْقَمَةُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: قَدْ صَلَّى هَؤُلَاءِ وَرَاءَكُمْ؟ فَقُلْنَا: لَا، فَقَالَ: " قُومُوا فَصَلُّوا "، وَلَمْ يَأْمُرْنَا بِأَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ، قَالَ: قَدْ كُنْتَ لَتَتَأَخَّرُ، فَجَعَلَ وَاحِدًا عَنْ يَمِينِهِ وَالْآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ، فَلَمَّا رَكَعْتُ ذَهَبْتُ أَضَعُ يَدَيَّ عَلَى رُكْبَتَيَّ فَضَرَبَهَا، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: " إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدَنَا أُمَرَاءُ يُمِيتُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤخِّرُونَهَا عَنْ وَقْتِهَا، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَصَلُّوا الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، وَاجْعَلُوا صَلَاتَكُمْ مَعَهُمْ سُبْحَةً، وَإِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَصُفُّوا جَمِيعًا، وَإِنْ كُنْتُمْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَدِّمُوا أَحَدَكُمْ، وَإِذَا رَكَعَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/125)
أَحَدُكُمْ فَلْيَفْرِشْ ذِرَاعَيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى اخْتِلَافِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ "
وهو صحيح أيضاً
===================
حلية الأولياء - (1/ 257)
حدثنا محمد بن عبد الله الكاتب، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: حدثنا عبيد عن معاذ، قال: حدثنا شعبة، عن علي بن مدرك، عن إبراهيم النخعي، عن الربيع بن خثيم، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أيعجز أحدكم أن يقرأ بثلث القرآن كل ليلة؟ "، قالوا: ومن يطيق ذلك؟ قال: " قل هو الله أحد ".
هذا حديث غريب من حديث الربيع بهذا الإسناد، تفرد به معاذ بن معاذ، عن شعبة، ورواه هلال بن يساف، عن الربيع فخالف إبراهيم النخعي.
قلت: وهو حديث صحيح
ففي السُّنَنُ الْكُبْرَى لِلنَّسَائِي >> كِتَابُ عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ >> مَا يُسْتَحَبُّ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يُقْرَأَ كُلَّ لَيْلَةٍ >>
9187 أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَظِيمِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ كُلَّ لَيْلَةٍ؟ " قَالَ: وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ؟ قَالَ: " بَلَى، قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ"
رَوَاهُ سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ فَأَرْسَلَهُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُرْسَلٌ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُرْسَلٌ
وفي صَحِيحُ ابْنِ حِبَّانَ >> بَابُ الْإِمَامَةِ وَالْجَمَاعَةِ >> بَابُ الْحَدَثِ فِي الصَّلَاةِ >> ذِكْرُ الِاقْتِصَارِ لِلتَّهَجُّدِ عَلَى قِرَاءَةِ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، >>
2628 أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ كُلَّ لَيْلَةٍ؟ " قَالُوا: وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ "
قال شعيب الأرنؤوط: إسناد صحيح على شرط الشيخين "صحيح ابن حبان - (6/ 314)
=============
حلية الأولياء - (1/ 257)
حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن الهيثم، قال: حدثنا جعفر بن محمد الصائغ، قال: حدثنا غسان بن الربيع، قال: حدثنا جعفر بن ميسرة، عن هلال أبي ضياء، عن الربيع بن خثيم، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كل قرض يقرضه الرجل يكتب صدقة ".
غريب من حديث هلال والربيع، تفرد به جعفر بن ميسرة ولم نكتبه إلا من حديث غسان، وحدث به الفضل بن سهل، عن غسان مثله.
1768 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْثَمِ، قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، قَالَ: ثنا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ هِلَالٍ أَبِي ضِيَاءٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّ قَرْضٍ يَقْتَرِضُهُ الرَّجُلُ يُكْتَبُ صَدَقَةً " غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ هِلَالٍ وَالرَّبِيعِ تَفَرَّدَ بِهِ جَعْفَرُ بْنُ مَيْسَرَةَ وَلَمْ نَكْتُبْهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ غَسَّانَ وَحَدَّثَ بِهِ الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/126)
عَنْ غَسَّانَ مِثْلَهُ
--------------
قلت: هو حديث حسن
ففي صَحِيحُ ابْنِ حِبَّانَ >> كِتَابُ الْبُيُوعِ >> بَابُ الدُّيُونِ >> ذِكْرُ كَتَبَةِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا لِلْمُقْرِضِ مَرَّتَيْنِ الصَّدَقَةَ بِإِحْدَاهُمَا >>
5131 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الْفُضَيْلِ أَبِي مُعَاذٍ عَنْ أَبِي حَرِيزٍ، أَنَّ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَهُ، أَنَّ الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ، كَانَ يَسْتَقْرِضُ مِنْ تَاجِرٍ، فَإِذَا خَرَجَ عَطَاؤُهُ قَضَاهُ، فَقَالَ الْأَسْوَدُ: إِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُ عَنْكَ، فَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ عَلَيْنَا حُقُوقٌ، فِي هَذَا الْعَطَاءِ، فَقَالَ لَهُ التَّاجِرُ: لَسْتَ فَاعِلًا، فَنَقَدَهُ الْأَسْوَدُ خَمْسَ مِائَةِ دِرْهَمٍ حَتَّى إِذَا قَبَضَهَا، قَالَ لَهُ التَّاجِرُ: دُونَكَهَا، فَخُذْ بِهَا، فَقَالَ لَهُ الْأَسْوَدُ: قَدْ سَأَلْتُكَ هَذَا فَأَبَيْتَ، فَقَالَ لَهُ التَّاجِرُ: إِنِّي سَمِعْتُكَ تُحَدِّثُنَا، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ: " مَنْ أَقْرَضَ اللَّهَ مَرَّتَيْنِ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ أَحَدِهِمَا لَوْ تَصَدَّقَ بِهِ "، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " الْفُضَيْلُ أَبُو مُعَاذٍ هَذَا هُوَ الْفُضَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَأَبُو حَرِيزٍ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَاضِي سِجِسْتَانَ حَدَّثَ بِالْبَصْرَةِ " *
قال شعيب الأرنؤوط: حديث حسن "صحيح ابن حبان - (11/ 418)
--------------
وفي الْمُعْجَمُ الْأَوْسَطُ لِلطَّبَرَانِيِّ >> بَابُ الْحَاءِ >> مَنِ اسْمُهُ الْحُسَيْنُ >>
3631 حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْكُمَيْتِ قَالَ: نا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ مَيْسَرَةَ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ هِلَالٍ أَبِي ضِيَاءٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّ قَرْضٍ صَدَقَةٌ " " لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الرَّبِيعِ، إِلَّا هِلَالٌ أَبُو ضِيَاءٍ، وَلَا عَنْ هِلَالٍ، إِلَّا جَعْفَرُ بْنُ مَيْسَرَةَ، تَفَرَّدَ بِهِ: غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ
وصحيح الجامع (4542) وحلية 2/ 118 والشعب (3563) حسن
=============
وأما قولك ((ووصفه الترمذي بالغرابة))
فيا أخي الكريم كيف هذا الكلام؟؟!!
الذي ورد عن الإمام الترمذي في أكثر النسخ أنه قال عنه حسن غريب، وهو يعني به الحسن لذاته. وفي بعضها حسن صحيح غريب،ولم يقل غريب
فالذي ورد عن الإمام الترمذي في كلمة ((غريب))
حسن صحيح غريب
حسن غريب
غريب
وكل واحدة لها معنى
فلو قال غريب فقط فهو معلول ضعيف بلا ريب
=================
وأما نقلك لقول ابن أبي حاتم مرة أخرى، فقد بينا أن تلك المرتبة عنده تحتاج لتفصيل وضبط، ومقارنة كلامه بكلام غيره.
وأما قولك عن الإمام الذهبي ((بل الذهبي يطلق على تفرّد الصدوق ومَن دُونه "منكر".))
قلت: هذا تقوُّلٌ عجيب على الإمام الذهبي، وهو خطأ من وجوه:
الأول- قال الإمام الذهبي في الموقظة في علم مصطلح الحديث - (1/ 7) 14 - المنكَر: وهو ما انفرد الراوي الضعيفُ به. وقد يُعَدُّ مُفْرَدُ الصَّدُوقِ منكَراً."
فقوله وقد يعدٌّ مفرد الصدوق منكراً، إذا فليست قاعدة مطردة، وأنت جعلتها مطردة قوله، فهنا ((قد)) للتقليل
فقد بين الشيخ عبد الله السعد شارح الكتاب ذلك،ففي شرح الموقظة في علم المصطلح - (1/ 350): وأما تفرد الصدوق، فمن أهل العلم من لا يقبله، مثل أبي حاتم، أما ابن الصلاح وكثير من أهل العلم فيعتبرون الصدوق إذا انفرد حسن الحديث."
والقول قول ابن الصلاح رحمه الله، وهو كثير كثير من اهل العلم كما ترى ....
وأما الثاني - فقد ذكره الإمام الذهبي تمييزاً له عن الدامغاني
ففي المغني في الضعفاءللذهبي - (1/ 19)
994 بكير بن شهاب الدامغاني عن ابن سيرين قال ابن عدي منكر الحديث اما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/127)
995 ت س بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير فعراقي صدوق
وفي الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة - (1/ 275)
642 - بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير وعنه مبارك بن سعيد الثوري وغيره ليس بالدامغاني ت س
وفي ميزان الاعتدال - (1/ 349)
1306 - بكير بن شهاب الحنظلي الدامغاني.
قال ابن عدى: منكر الحديث. وروى رواد بن الجراح، عن أبى الحسن
فأما: 1307 - بكير بن شهاب. عن سعيد بن جبير فعراقي صدوق، يروى عنه عبدالله بن الوليد، ومبارك بن سعيد الثوري. خرج له النسائي والترمذي.
إذن أتى به للتمييز وليس لأنه يستحق أن يكون ممن يذكر في هذا الكتاب
والثالث - قد نص الإمام الذهبي على أن النسائي والترمذي خرجا له عن سعيد بن جبير، وقال عنه صدوق، ولم يخرجا عنه سوى هذه الرواية.
فلو كانت منكرة لنص على ذلك، ولأتى بها كعادته في الميزان
فاعتمادك على الكلام الذي نقلته عن الإمام الذهبي في الموقظة منقوض هنا تماما.
================
وأما استفسارك عن المقبول وقولك ((فإني أراك ترفع أهل هذه المرتبة إلى درجة الاحتجاج!))، فعليك بالرجوع للكتاب المذكور
وهذا رابطه:
http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=4756
واقرأ ما يتعلق بهذا الموضوع - في الكلام عن المرتبة السادسة،
ثم بعد ذلك أبد رأيك ..
=================
وأما الإعلال بأنه روي من طريق شهر دون الكلام عن الرعد
أقول:
ليس هذا بعلة على الصحيح
فقد ورد بحديث صفات المنافق ((ثلاث من كن فيه كان منافقا)) وورد أربع من كن فيه ... ))
فقد يضبط أحد الرواة ما لم يضبطه الآخر
وشهر بن حوشب قد روى قصة الرعد وأنه ملك عن ابن عباس من قوله،ولم يذكرها في المرفوع، ولكن ليست هذه بعلة فالحافظ ابن حجر رحمه الله ذكر في فتح الباري شرح صحيح البخاري- ط دار الفكر - (8/ 166)
فقد روى أحمد والترمذي والنسائي في سبب نزول الآية قصة غير قصة عبد الله بن سلام، فأخرجوا من طريق بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس "أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم. إنا نسألك عن خمسة أشياء. فإن أنبأتنا بها عرفنا أنك نبي واتبعناك - فذكر الحديث وفيه - أنهم سألوه عما حرم إسرائيل على نفسه، وعن علامة النبوة، وعن الرعد وصوته وكيف تذكر المرأة وتؤنث، وعمن يأتيه بالخبر من السماء فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه" وفي رواية لأحمد والطبري من طريق شهر بن حوشب عن ابن عباس "عليكم عهد الله لئن أنا أنبأتكم لتبايعني؟ فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق" فذكر الحديث لكن ليس فيه السؤال عن الرعد. وفي رواية شهر بن حوشب " لما سألوه عمن يأتيه من الملائكة قال: جبريل، قال: ولم يبعث الله نبيا قط إلا وهو وليه. فقالوا: فعندها نفارقك، لو كان وليك سواه من الملائكة لبايعناك وصدقناك. قال فما منعكم أن تصدقوه؟ قالوا: إنه عدونا، فنزلت" وفي رواية بكير بن شهاب" قالوا جبريل ينزل بالحرب والقتل والعذاب، لو كان ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر"
فلم يعلها الحافظ ابن حجر رحمه الله، بل سكت عليها، ولو كانت شاذة أو منكرة لنص عليها كما هو معلوم عنه.
================
فحديث الرعد ورد مرفوعاً وموقوفا ومقطوعاً، فمن الذي أنكره من المتقدمين؟؟؟
ومن الذي أنكر رفعه منهم صراحة؟؟؟
ففي تخريج أحاديث الكشاف - (2/ 184) 647 - الحَدِيث الثَّالِث عَن ابْن عَبَّاس أَن الْيَهُود سَأَلت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الرَّعْد مَا هُوَ فَقَالَ (ملك من الْمَلَائِكَة مُوكل بالسحاب مَعَه مخاريق من نَار يَسُوق بهَا السَّحَاب)
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَالنَّسَائِيّ فِي الْعشْرَة عَن عبد الله بن الْوَلِيد عَن بكير بن شهَاب عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أَقبلت يهود إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالُوا أخبرنَا يَا أَبَا الْقَاسِم عَن الرَّعْد مَا هُوَ قَالَ (ملك من الْمَلَائِكَة مُوكل بالسحاب مَعَه مخاريق من نَار يَسُوق بهَا السَّحَاب حَيْثُ شَاءَ الله) قَالُوا فَمَا هَذَا الصَّوْت الَّذِي نسْمع قَالَ (زَجْرَة بالسحاب إِذا زَجره حَيْثُ يَنْتَهِي إِلَى حَيْثُ أَمر) قَالُوا صدقت
مُخْتَصر
قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/128)
وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَعند الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط فِي آخر تَرْجَمَة المحمدين عَن أبي عمرَان الْجونِي حَدثنَا ابْن جريج عَن عَطاء عَن جَابر بن عبد الله أَن خُزَيْمَة بن ثَابت وَلَيْسَ بِالْأَنْصَارِيِّ سَأَلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عَن الرَّعْد قَالَ (هُوَ ملك بِيَدِهِ مِخْرَاق إِذا رفع برقتْ وَإِذا زجر رعدَتْ وَإِذا ضربت صعِقَتْ) مُخْتَصر
وفي تخريج أحاديث الإحياء - (8/ 226)
وللترمذي وحسنه من حديث ابن عباس: قالت اليهود يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد قال " ملك من الملائكة موكل بالسحاب "
وفي مجموع الفتاوى لابن تيمية - (24/ 263)
وَأَمَّا " الرَّعْدُ وَالْبَرْقُ " فَفِي الْحَدِيثِ الْمَرْفُوعِ فِي التِّرْمِذِيِّ وَغَيْرِهِ {أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ الرَّعْدِ قَالَ: مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ مَعَهُ مخاريق مِنْ نَارٍ يَسُوقُ بِهَا السَّحَابَ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ}. وَفِي مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ للخرائطي: عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ الرَّعْدِ فَقَالَ: " مَلَكٌ وَسُئِلَ عَنْ الْبَرْقِ فَقَالَ: مخاريق بِأَيْدِي الْمَلَائِكَةِ - وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ - مخاريق مِنْ حَدِيدٍ بِيَدِهِ ". وَرُوِيَ فِي ذَلِكَ آثَارٌ كَذَلِكَ. وَقَدْ رُوِيَ عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ أَقْوَالٌ لَا تُخَالِفُ ذَلِكَ.
وفي الفتح السماوي بتخريج أحاديث القاضي البيضاوي- (2/ 738)
626 - قَوْله: وَعَن ابْن عَبَّاس: سُئِلَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام عَن (الرَّعْد) فَقَالَ: ملك مُوكل بالسحاب مَعَه مخاريق من نَار يَسُوق بهَا السَّحَاب.
أخرجه التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ.
==================
وفي الجامع الصغير وزيادته - (1/ 587)
5866 - الرعد ملك من ملائكة الله موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله (ت) عن ابن عباس.
قال الشيخ الألباني: (حسن) انظر حديث رقم: 3553 في صحيح الجامع
وفي صحيح وضعيف سنن الترمذي - (7/ 117)
(سنن الترمذي) 3117 حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا أبو نعيم عن عبد الله بن الوليد وكان يكون في بني عجل عن بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد ما هو قال ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله فقالوا فما هذا الصوت الذي نسمع قال زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر قالوا صدقت فأخبرنا عما حرم إسرائيل على نفسه قال اشتكى عرق النسا فلم يجد شيئا يلائمه إلا لحوم الإبل وألبانها فلذلك حرمها قالوا صدقت قال هذا حديث حسن غريب.
تحقيق الألباني:
صحيح، الصحيحة (1872)
وفي تحفة الأحوذي - (7/ 444) قَوْلُهُ: (هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ) وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ.
وفي مجمع الزوائد - (16/ 51)
$ 13902 وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقْبَلَتِ الْيَهُودُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، إِنَّا نَسْأَلُكَ عَنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ، فَإِنْ أَنْبَأْتَنَا بِهِنَّ عَرَفْنَا أَنَّكَ نَبِيٌّ وَاتَّبَعْنَاكَ، فَأَخَذَ عَلَيْهِمْ مَا أَخَذَ إِسْرَائِيلُ عَلَى بَنِيهِ إِذْ قَالُوا: (اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ) قَالَ: " هَاتُوا "، [قَالُوا: أَخْبِرْنَا عَنْ عَلَامَةِ النَّبِيِّ؟ قَالَ: " تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ "] قَالُوا: خَبِّرْنَا كَيْفَ تُؤَنِّثُ الْمَرْأَةُ وَكَيْفَ تُذَكِّرُ؟ قَالَ: " يَلْتَقِي الْمَاآنِ، فَإِذَا الجزء الثامن < 242 > عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ أَذْكَرَتْ، وَإِذَا عَلَا مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ أَنَّثَتْ "، قَالُوا: أَخْبِرْنَا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ؟ قَالَ: " كَانَ يَشْتَكِي عِرْقَ النَّسَا، فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يُلَائِمُهُ إِلَّا أَلْبَانَ كَذَا وَكَذَا - قَالَ بَعْضُهُمْ: يَعْنِي الْإِبِلَ - فَحَرَّمَ لُحُومَهَا "، قَالُوا: صَدَقْتَ، قَالُوا: أَخْبِرْنَا مَا هَذَا الرَّعْدُ؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/129)
قَالَ: " مَلَكٌ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ، بِيَدِهِ، أَوْ فِي يَدِهِ مِخْرَاقٌ مِنْ نَارٍ يَزْجُرُ بِهِ السَّحَابَ، يَسُوقُهُ حَيْثُ أَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ "، قَالُوا: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي نَسْمَعُ؟ قَالَ: " صَوْتُهُ "، قَالُوا: صَدَقْتَ إِنَّمَا بَقِيَتْ وَاحِدَةٌ، إِنَّمَا نُبَايِعُكَ إِنْ أَخْبَرْتَنَا [بِهَا فَ] أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا لَهُ مَنْ يَأْتِيهِ بِالْخَبَرِ، فَأَخْبِرْنَا عَنْ صَاحِبِكَ؟ قَالَ: " جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ "، قَالُوا: جِبْرِيلُ! ذَلِكَ الَّذِي يَنْزِلُ بِالْعَذَابِ وَالْحَرْبِ وَالْقِتَالِ وَهُوَ عَدُوُّنَا، لَوْ قُلْتَ: مِيكَائِيلُ الَّذِي يَنْزِلُ بِالرَّحْمَةِ وَالنَّبَاتِ وَالْقَطْرِ لَكَانَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: (قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ) الْآيَةَ. 13903 وَفِي رِوَايَةٍ: كُلَّمَا أَخْبَرَهُمْ بِشَيْءٍ فَصَدَّقُوهُ قَالَ: " اللَّهُمَّ اشْهَدْ "، وَقَالَ فِيهَا: " أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ هَذَا النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ؟ "، قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، وَقَالَ أَيْضًا: " فَإِنَّ وَلِيِّي جِبْرِيلُ وَلَمْ يَبْعَثِ اللَّهُ نَبِيًّا قَطُّ إِلَّا وَهُوَ وَلِيُّهُ "، قُلْتُ: رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِاخْتِصَارٍ، رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالطَّبَرَانِيُّ وَرِجَالُهُمَا ثِقَاتٌ.
وفي الجامع الصحيح للسنن والمسانيد 1 - (1/ 120)
(ت حم) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ) (1) (إِنَّا نَسْأَلُكَ عَنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ) (2) (لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ) (3) (فَإِنْ أَنْبَأْتَنَا بِهِنَّ عَرَفْنَا أَنَّكَ نَبِيٌّ وَاتَّبَعْنَاكَ) (4) (قَالَ: " سَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ , وَلَكِنْ اجْعَلُوا لِي ذِمَّةَ اللَّهِ وَمَا أَخَذَ يَعْقُوبُ - عليه السلام - عَلَى بَنِيهِ , لَئِنْ حَدَّثْتُكُمْ شَيْئًا فَعَرَفْتُمُوهُ لَتُتَابِعُنِّي عَلَى الْإِسْلَامِ ") (5) (فَأَعْطَوْهُ مَا شَاءَ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ , وقَالُوا: ذَلِكَ لَكَ , قَالَ: " فَسَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ ") (6) (قَالُوا: أَخْبِرْنَا عَنْ عَلَامَةِ النَّبِيِّ؟ , قَالَ: " تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ " , قَالُوا: أَخْبِرْنَا كَيْفَ تُؤَنِّثُ الْمَرْأَةُ وَكَيْفَ تُذْكِرُ؟ , قَالَ: " يَلْتَقِي الْمَاءَانِ فَإِذَا عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ أَذْكَرَتْ , وَإِذَا عَلَا مَاءُ الْمَرْأَةِ آنَثَتْ " , قَالُوا: صَدَقْتَ) (7) (فَأَخْبِرْنَا أَيُّ الطَّعَامِ حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ؟ , قَالَ: " فَأَنْشُدُكُمْ بِالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ إِسْرَائِيلَ يَعْقُوبَ مَرِضَ يَعْقُوبُ مَرَضًا شَدِيدًا وَطَالَ سَقَمُهُ , فَنَذَرَ لِلَّهِ نَذْرًا لَئِنْ شَفَاهُ اللَّهُ مِنْ سَقَمِهِ لَيُحَرِّمَنَّ أَحَبَّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ وَأَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ , وَكَانَ أَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ لُحْمَانُ الْإِبِلِ , وَأَحَبَّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ أَلْبَانُهَا؟) (8) وفي رواية: (كَانَ يَشْتَكِي عِرْقَ النَّسَا (9) فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا (10) يُلَائِمُهُ إِلَّا لُحُومَ الْإِبِلِ وَأَلْبَانَهَا فَلِذَلِكَ حَرَّمَهَا (11) ") (12) (فَقَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ , قَالَ: " اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ ") (13) (قَالُوا: أَخْبِرْنَا مَا هَذَا الرَّعْدُ؟ , قَالَ: " مَلَكٌ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ - عز وجل - مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ , بِيَدِهِ مِخْرَاقٌ (14) مِنْ نَارٍ يَزْجُرُ بِهِ السَّحَابَ , يَسُوقُهُ حَيْثُ أَمَرَ اللَّهُ " , قَالُوا: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي يُسْمَعُ؟) (15) (قَالَ: " زَجْرُهُ السَّحَابَ إذَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/130)
زَجَرَهُ (16)
__________
(1) حم) 2483 , (ت) 3117
(2) حم) 2483 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.
(3) حم) 2514 , انظر الصَّحِيحَة: 1872 , وصححه أحمد شاكر في (حم) 2514
(4) حم) 2483
(5) حم) 2514
(6) حم) 2514
(7) حم) 2483
(8) حم) 2514
(9) عِرْق النَّسَا): وَجَعٌ يَبْتَدِئُ مِنْ مَفْصِلِ الْوَرِكِ , وَيَنْزِلُ مِنْ جَانِبِ الْوَحْشِيِّ عَلَى الْفَخِذِ، وَرُبَّمَا اِمْتَدَّ إِلَى الرُّكْبَةِ وَإِلَى الْكَعْبِ، وَالنَّسَا: وَرِيدٌ يَمْتَدُّ عَلَى الْفَخِذِ مِنْ الْوَحْشِيِّ إِلَى الْكَعْبِ. تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 444)
(10) أَيْ: مِنْ الْمَأْكُولَاتِ وَالْمَشْرُوبَاتِ. تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 444)
(11) أَيْ: لُحُومَ الْإِبِلِ وَأَلْبَانَهَا. تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 444)
(12) ت) 3117 , (حم) 2483
(13) حم) 2514
(14) المَخَارِيقُ): جَمْعُ مِخْرَاقٍ , وَهُوَ فِي الْأَصْلِ ثَوْبٌ يُلَفُّ وَيَضْرِبُ بِهِ الصِّبْيَانُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَأَرَادَ بِهِ هُنَا آلَةً تَزْجُرُ بِهَا الْمَلَائِكَةُ السَّحَابَ. تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 444)
(15) حم) 2483 , (ت) 3117
(16) إِذَا زَجَرَهُ) أَيْ: إِذَا سَاقَهُ , قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا} يَعْنِي الْمَلَائِكَةَ تَزْجُرُ السَّحَابَ، أَيْ: تَسُوقُهُ .. تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 444)
حَتَّى يَنْتَهِي إلَى حَيْثُ أَمَرَه ") (1) (قَالُوا: صَدَقْتَ , إِنَّمَا بَقِيَتْ وَاحِدَةٌ , وَهِيَ الَّتِي نُبَايِعُكَ إِنْ أَخْبَرْتَنَا بِهَا , فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا لَهُ مَلَكٌ يَأْتِيهِ بِالْخَبَرِ , فَأَخْبِرْنَا مَنْ صَاحِبكَ؟ , قَالَ: " جِبْرِيلُ - عليه السلام - " , قَالُوا: جِبْرِيلُ؟ , ذَاكَ عَدُوُّنَا الَّذِي يَنْزِلُ بِالْحَرْبِ وَالْقِتَالِ وَالْعَذَابِ , لَوْ قُلْتَ مِيكَائِيلَ الَّذِي يَنْزِلُ بِالرَّحْمَةِ وَالنَّبَاتِ وَالْقَطْرِ) (2) (لَتَابَعْنَاكَ وَصَدَّقْنَاكَ , قَالَ: " فَمَا يَمْنَعُكُمْ مِنْ أَنْ تُصَدِّقُوهُ؟ " قَالُوا: إِنَّهُ عَدُوُّنَا , قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ اللَّهُ - عز وجل -: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ , مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ , وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ , أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ , وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّه وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (3) فَعِنْدَ ذَلِكَ بَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ) (4).
__________
(1) ت) 3117
(2) حم) 2483
(3) البقرة/97 - 101]
(4) حم (2514)
وفي الحبائك في أخبار الملائك - (1/ 23)
قال تعالى: (وَيُسَبِحُ الرَعدُ بِحَمدِهِ وَالمَلائِكَةُ مِن خيفَتِهِ)) الرعد: 13 (.
أخرج أحمد، والترمذى وصححه، والنسائى، وابن المنذر، وابن أبى حاتم، وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه، وأبو نعيم في الدلائل، والضياء في المختارة عن ابن عباس قال: أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: أخبرنا ما هذا الرعد؟ قال:) ملك من ملائكة الله موكل بالسحاب، بيده مخراق من نار، يزجر به السحاب، يسوقه حيث أمره الله (قالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: " صوته " قالوا: صدقت.
وفي تفسير ابن كثير - دار طيبة - (1/ 337)
ورواه الترمذي، والنسائي من حديث عبد الله بن الوليد، به (6). وقال الترمذي: حسن غريب.
تفسير ابن كثير - دار طيبة - (2/ 75)
وقد رواه الترمذي، والنسائي، من حديث عبد الله بن الوليد العِجْلي، به نحوه، وقال الترمذي: حسن غريب.
============
وفي كتاب الطعن في القرآن الكريم و الرد على الطاعنين في القرن الرابع عشر الهجري - (1/ 22)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/131)
وفي وراية عن عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم)، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ إِنَّا نَسْأَلُكَ عَنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ، فَإِنْ أَنْبَأْتَنَا بِهِنَّ عَرَفْنَا أَنَّكَ نَبِيٌّ وَاتَّبَعْنَاكَ، فَأَخَذَ عَلَيْهِمْ مَا أَخَذَ إِسْرَائِيلُ عَلَى بَنِيهِ إِذْ قَالُوا:اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ. قَالَ: «هَاتُوا».قَالُوا: أَخْبِرْنَا عَنْ عَلَامَةِ النَّبِيِّ؟ قَالَ: «تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ». قَالُوا:أَخْبِرْنَا كَيْفَ تُؤَنِّثُ الْمَرْأَةُ وَكَيْفَ تُذْكِرُ؟ قَالَ: «يَلْتَقِي الْمَاءَانِ؛ فَإِذَا عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ أَذْكَرَتْ، وَإِذَا عَلَا مَاءُ الْمَرْأَةِ آنَثَتْ». قَالُوا:أَخْبِرْنَا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ؟ قَالَ: «كَانَ يَشْتَكِي عِرْقَ النَّسَا، فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يُلَائِمُهُ إِلَّا أَلْبَانَ الْإِبِلَِ فَحَرَّمَ لُحُومَهَا». قَالُوا:صَدَقْتَ، قَالُوا:أَخْبِرْنَا مَا هَذَا الرَّعْدُ؟ قَالَ: «مَلَكٌ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ، بِيَدِهِ أَوْ فِي يَدِهِ مِخْرَاقٌ مِنْ نَارٍ يَزْجُرُ بِهِ السَّحَابَ، يَسُوقُهُ حَيْثُ أَمَرَ اللَّهُ». قَالُوا:فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي يُسْمَعُ؟ قَالَ: «صَوْتُهُ». قَالُوا:صَدَقْتَ،إِنَّمَا بَقِيَتْ وَاحِدَةٌ وَهِيَ الَّتِي نُبَايِعُكَ إِنْ أَخْبَرْتَنَا بِهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا لَهُ مَلَكٌ يَأْتِيهِ بِالْخَبَرِ، فَأَخْبِرْنَا مَنْ صَاحِبكَ؟ قَالَ: «جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام». قَالُوا:جِبْرِيلُ ذَاكَ الَّذِي يَنْزِلُ بِالْحَرْبِ وَالْقِتَالِ وَالْعَذَابِ عَدُوُّنَا، لَوْ قُلْتَ مِيكَائِيلَ الَّذِي يَنْزِلُ بِالرَّحْمَةِ وَالنَّبَاتِ وَالْقَطْرِ لَكَانَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (مَن كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ ... إِلَى آخِرِ الْآيَةَ ((304).
(304) أخرجه الإمام أحمد (2479)، وصححه أحمد شاكر رقم: 2483.
===========
وفي مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - (36/ 192)
فقد ورد عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أن تفسير ((الرعد)): الريح. وما ثبت عنه مرفوعاً أنه ملك من ملائكة اللّه موكل بالسحاب كما أخرج الإِمام أحمد والترمذي والنسائي وابن أبي حاتم من طريق بكير بن شهاب عن سعيد بن جبيرعن ابن عباس قال: أقبلت يهود إلى رسول اللّه الله عليه وسلم الله عليه وسلم فقالوا: "يا أبا القاسم أخبرنا ما هذا الرعد؟ قال: "ملك من ملائكة اللّه موكل بالسحاب بيده أو في يده مخاريق من نار يزجر به السحاب ويسوقه حيث أمره اللّه" قالوا: فما هذا الصوت الذي يسمع؟ قال: "صوته"قالوا: صدقت.
واللفظ لابن أبي حاتم وقد ساقه مقتصراً على موضع تفسير الرعد والحديث طويل، وقال الترمذي: حسن غريب وفي نسخة تحفة الأحوذي: حسن صحيح غريب، وذكره الهيثمي ونسبه إلى أحمد والطبراني وقال: ورجالهما ثقات، وصححه أحمد شاكر في تعليقه على مسند أحمد، والألباني في صحيح سنن الترمذي.
مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - (38/ 136)
أخرج الإمام أحمد والترمذي (1) والنسائي وابن أبي حاتم من طريق بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أقبلت يهود إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا أبا القاسم أخبرنا ما هذا الرعد؟ قال: ملك من ملائكة الله موكل بالسحاب بيده أو في يده مخاريق من نار يزجر به السحاب ويسوقه حيث أمره اللّه. قالوا: فما هذا الصوت الذي يسمع؟ قال: صوته. قالوا: صدقت. واللفظ لابن أبي حاتم وقد ساقه مقتصرا على موضع تفسير الرعد والحديث طويل، وقال الترمذي: حسن غريب وفي تحفة الأحوذي: حسن صحيح غريب. وذكره الهيثمي ونسبه إلى أحمد والطبراني:وقال: رجالهما ثقات. وصححه أحمد شاكر في تعليقه على مسند أحمد، و الألباني في صحيح سنن الترمذي
===============
وفي أرشيف ملتقى أهل الحديث - 1 - (51/ 272)
وروا أحمد في المسند 4/ 161وقال الشيخ أحمد شاكر اسناده صحيح ولفظه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/132)
أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم إنا نسألك عن خمسة أشياء فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قالوا: الله على ما نقول وكيل قال: هاتوا قالوا: أخبرنا عن علامة النبي قال: تنام عيناه ولا ينام قلبه قالوا: أخبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف تذكر قال: يلتقي الماءان فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت قالوا: أخبرنا ما حرم إسرائيل على نفسه قال: كان يشتكي عرق النسا فلم يجد شيئا يلائمه إلا ألبان كذا وكذا قال أبي: قال بعضهم: يعني الإبل فحرم لحومها قالوا: صدقت قالوا: أخبرنا ما هذا الرعد قال: ملك من ملائكة الله عز وجل موكل بالسحاب بيده أو في يده مخراق من نار يزجر به السحاب يسوقه حيث أمر الله قالوا: فما هذا الصوت الذي يسمع قال: صوته قالوا: صدقت إنما بقيت واحدة وهي التي نبايعك إن أخبرتنا بها فإنه ليس من نبي إلا له ملك يأتيه بالخبر فأخبرنا من صاحبك قال: جبريل عليه السلام قالوا: جبريل ذاك الذي ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر لكان فأنزل الله عز وجل: {من كان عدوا لجبريل} إلى آخر الآية
ولقد وقفت على تصحيح الشيخ مقبل الوادعي لهذا الحديث في أسباب النزول ((فيه بكير بن شهاب قد خولف لكن له طرق)) قلت هو في الصحيح المسند من أسباب النزول ص 22
ولكن في بعض كلامه نظر
------------
أرشيف ملتقى أهل الحديث - 3 - (4/ 338)
• (ورعد) هو صوت الملَك وليس كما يدعيه أهل العلم الحديث الذين يقولون إنه شحنة كهربائية, وقد ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم أخبرنا ما هذا الرعد؟ قال صلى الله عليه وسلم: ملَكٌ من ملائكة الله موكَلٌ بالسحاب بيده أو في يده مخاريقُ من نارٍ يزجرُ بها السحاب ويسوقه حيث أمره الله , قالوا: فما هذا الصوتُ؟ قال صلى الله عليه وسلم: صوته, قالوا: صدقتَ) أخرجه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما, وحسنه الترمذي وصححه أحمد شاكر والألباني رحمهم الله.
--------
أرشيف ملتقى أهل الحديث - 5 - (43/ 198)
وما ثبت عنه مرفوعاً أنه ملك من ملائكة اللّه موكل بالسحاب كما أخرج الإِمام أحمد [59] والترمذي [60] والنسائي [61] وابن أبي حاتم [62] من طريق بكير بن شهاب عن سعيد بن جبيرعن ابن عباس قال: أقبلت يهود إلى رسول اللّه الله عليه وسلم الله عليه وسلم فقالوا: "يا أبا القاسم أخبرنا ما هذا الرعد؟ قال: "ملك من ملائكة اللّه موكل بالسحاب بيده أو في يده مخاريق من نار يزجر به السحاب ويسوقه حيث أمره اللّه" قالوا: فما هذا الصوت الذي يسمع؟ قال: "صوته" قالوا: صدقت.
واللفظ لابن أبي حاتم وقد ساقه مقتصراً على موضع تفسير الرعد والحديث طويل، وقال الترمذي: حسن غريب وفي نسخة تحفة الأحوذي: حسن صحيح غريب [63]، وذكره الهيثمي ونسبه إلى أحمد والطبراني وقال: ورجالهما ثقات [64]، وصححه أحمد شاكر في تعليقه على مسند أحمد [65]، والألباني في صحيح سنن الترمذي [66].
======================
ـ[علي 56]ــــــــ[29 - 06 - 09, 05:51 م]ـ
وأخيرا نقول للأخ الفاضل أحمد
هدانا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه من الحق
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[30 - 06 - 09, 05:06 م]ـ
بارك الله فيك أيها الشيخ الفاضل ونفعنا بك .. فلستُ إلا متطفلاً على موائد أهل العلم ..
وجزاكم الله عنا خير الجزاء
ـ[علي 56]ــــــــ[01 - 07 - 09, 04:25 م]ـ
وأنت أخي الحبيب
بارك الله بك(74/133)
من يتكرم علي بـ: وبل الغمام للشوكاني مصورًا؟!
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[26 - 06 - 09, 04:01 م]ـ
قد سعيت جهدي في طلب هذا الكتاب؛ كتاب:
وبل الغمام في شرح شفاء الأوام للشوكاني
فلم أجده ألبته:
لا في المكتبات
ولا في النت
ولا في مجموع الشوكاني
ولا في الفتح الرباني لصبحي حلاق (في الوقفية).
ولم أعرف عنه إلا أنه ضمن تحقيقات صبحي حلاق، وأن التي طبعته هي مكتبة ابن تيمية بمصر عام 1416هـ.
فهل أظفر به مصورًا عند أحد من إخواني الكرام؟
** ملحوظة: يوجد للشوكاني وبل الغمامة في تفسير: (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل يوم القيامة). وهذا موجود عندي مصورًا، وليس هو الذي أريد، لذا ألفت الانتباه**<! -- / message --><!-- sig -->
ـ[محمد بن يحيى محمد]ــــــــ[12 - 05 - 10, 07:50 م]ـ
http://almeshkat.com/books/open.php?cat=57&book=4193(74/134)
تفضلوا: (طرفة بن العبد – علي الجندي – أبو القاسم الشابي) لأول مرة
ـ[إبراهيم أمين]ــــــــ[26 - 06 - 09, 04:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر: من الأخوين الكريمين مشرف الشهري، وأبي رقية الذهبي – حفظهما الله وغفر لهما –
** (أبو القاسم الشابي حياته وأدبه)
ماجستير 1974م، 155ص، الباحث: فخري أحمد حسن،
http://www.mediafire.com/download.php?nkilz3tj5kf
** ( طرفة بن العبد حياته وشعره)
ماجستير 1400هـ، 474ص، الباحث: محمد الشيخ محمود صيام، المشرف: أ. د/ حسن محمد باجودة
http://www.mediafire.com/download.php?wwzonjdywx2
** ( علي الجندي حياته وشعره)
ماجستير 1410هـ، 449ص، الباحث: طيب أحمد الحارثي، المشرف: أ. د/ محمد نبيه حجاب
http://www.mediafire.com/download.php?djmnwt51wnq
**((( لا تحرمونا من صالح دعائكم))) **(74/135)
حملوا كتابي ((الوجيز في حقوق الأولاد في الإسلام)) للشاملة 3 + ورد + بي دي إف
ـ[علي 56]ــــــــ[26 - 06 - 09, 07:08 م]ـ
الطبعة الأولى
1430هـ -2009 م
((بهانج- دار المعمور))
((حقوق الطبع لكل مسلم))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقد اعتنى الإسلام بكل جوانب حياة الإنسان، وشرع له من الأحكام ما يجعله سعيدا في الدنيا والآخرة، قال تعالى ممتنًّا على عباده: {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ} (72) سورة النحل.
وقد جعل الإسلام للأولاد حقوقاً على والديهم، لابد لهم من مراعاتها والالتزام بها.
وهذه الحقوق منوعة مادية ومعنوية، من قبل أن يتزوج أبوه أمَّه حتى يصبح رجلاً.
وقد كتبت بحوث منوعة ومتعددة في هذا الموضوع.
وكثير منها متأثر بما يصدَّر للأمة المسلمة من هنا وهناك،أو بالواقع المر الذي تعيش به أمة الإسلام اليوم وهي مغزوة في عقر دارها ماديا ومعنويا.
وغالب هذه القوانين المستوردة لا تناسب فطرة الأولاد، ولا القيم الأخلاقية، بل كثير منها نابع من وحي الشيطان لا وحي الرحمن.
والقليل من الأبحاث الذي استقى هذه الحقوق من القيم والمثل العليا في الإسلام.
وفي هذا الكتاب ذكرت أهم هذه الحقوق، وهي عشرون حقا، ويمكن أن يزاد عليها ....
الحقُّ الأول= اختيار الزوجة الصالحة
الحقُّ الثاني=إتباع السنَّة في المعاشرة الزوجية وطلب الولد الصالح
الحق الثالث=إتباعُ السنَّة في استقبال المولود
الحقُّ الرابع= الرضا بقسمة الله من الذكور والإناث وعدم تسخط البنات ...
الحقُّ الخامس=أن يختار له مرضعة صالحة إنْ فقد أمه
الحقُّ السادس= أن تحضن الأم ابنها
الحقُّ السابع=أن يعلِّمه والداه كتاب الله وما يلزم من العلوم الضرورية ...
الحقُّ الثامن=ألا يرزقه إلا طيباً من الكسب الحلال
الحقُّ التاسع=أن يعلِّمه الصلاة ويعوِّده عليها
الحقُّ العاشر=أن يدربه على الصوم
الحقُّ الحادي عشر=تربية البنات على الحجاب
الحقُّ الثاني عشر=أن يعلَّم الأطفال آداب الاستئذان في الدخول
الحقُّ الثالث عشر=أن يعدل الوالدان بين أولادهم
الحقُّ الرابع عشر=تخيِّرُ الصحبة الصالحة لهم
الحقُّ الخامس عشر=توفير أسباب اللهو واللعب المفيد
الحق السادس عشر=أن يعوله حتى سن الرشد
الحقُّ السابع عشر=الرحمة وما يتفرع عنها من حب وحنان وعطف
الحقُّ الثامن عشر=من حق الأولاد التأديب
الحقُّ التاسع عشر = تعليم الولد أحكام المراهقة والبلوغ
الحقُّ العشرون=أن يبحث الوالدان لولدهما عن الزوجة الصالحة
أسأل الله تعالى أن ينفع بها كل متزوج وكل مقبل على الزواج، وأن ينفع بها كاتبها ويصلح ذريته وذريات المسلمين، وأن يجازي من قرأها ونشرها ودل عليها خير الجزاء.
قال تعالى عن عباد الرحمن: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} (74) سورة الفرقان.
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
في 3 رجب 1430 هـ الموافق ل26/ 6/2009 م
- - - - - - - - - - -
ـ[علاء السلفي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 12:30 ص]ـ
يشرفني ان أكون أول من يرد جزاك الله خيراً ياشخي الفاضل ورحم الله والديك واعلى منزلتك في الدنيا والآخرة
ـ[علي 56]ــــــــ[27 - 06 - 09, 01:49 ص]ـ
ولك مثل دعوتك أخي الحبيب
وبارك الله بك
ـ[أبو إلياس السلفي]ــــــــ[07 - 07 - 09, 04:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا والله لقد استفدت من كتبك الكثير والكثير
ـ[علي 56]ــــــــ[07 - 07 - 09, 09:51 ص]ـ
وأنت أخي الحبيب جزاك الله خيرا(74/136)
الفرقان برنامج بخيارات متعددة للبحث في آيات وكلمات القرآن الكريم
ـ[أبو أكرم الحلبي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 07:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:
{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان: 1]
الفرقان للبحث في آيات وكلمات القرآن الكريم الإصدار 1.8.0
http://www12.0zz0.com/2009/06/24/01/927706212.jpg
شرّفنا الله عزّ وجل بإصدار النسخة النهائية من برنامج الفرقان للبحث في آيات وكلمات القرآن الكريم، وقد تم نشر النسخة التجريبية منه منذ حوالي شهر على صفحات ملتقى أهل الحديث وملتقى أهل التفسير كنسخة تجريبية استفدنا من ملاحظات وتصويبات وتقييمات طلبة العلم والمشايخ حولها، والحمد لله لاقت النسخة التجريبية القَبول، وقد أثنى عليها الدكتور عبد الرحمن الشهري المشرف العام على ملتقى أهل التفسير:
شكر الله لكم هذا الجهد الموفق، والعمل المتقن وأسأل الله أن يحسن جزاءكم على ما بذلتموه فيه من جهد ووقت.
ولا شك أن فائدته كبيرة، وحاجة الباحثين إلى مثله كبيرة.
استفدنا جداً من اقتراحات الأخوة وتم تنفيذ الاقتراحات في هذه النسخة النهائية والحمد لله ..
ولم تكن الغاية من هذا البرنامج تكرار ما هو موجود ومنتشر على صفحات الشبكة العنكبوتية، بل كانت الغاية أعظم من ذلك؛ فقد أردنا أن نجمع بين المنهجية والتقنية وأن نخدم الباحث في نفس الوقت، ولا أخفيكم بأن أغلب برامج البحث في القرآن الكريم تفتقد لهذه الأمور، وأفضلها الآن مصحف المدينة النبوية المبارك المكتوب بالرسم العثماني، أثاب الله القائمين عليه خيراً وجعله حجةً لهم يوم القيامة.
ومن يتصفح برامج البحث في القرآن الكريم يضع عليها الملاحظات التالية:
1 - تفتقد للمنهجية في اعتماد النص القرآني وفي اعتماد قاعدة بيانات موثوقة كما سأوضح لاحقاً.
2 - عدم مرونتها وكثرة الأدوات والأزرار المرتبطة بها.
3 - نطاق البحث فيها ضيق جداً لا يخدم الباحث أو الكاتب.
أذكر مرة أنني وضعت قائمة بأخطاء أحد البرامج وأردت أن أراسل موقعه ولكن للأسف لم يعد موجوداً على الشبكة.
من هنا فكرت ببرمجة برنامج للبحث في آيات القرآن الكريم، وقد بدأ العمل به فعلاً منذ حوالي ثلاثة أشهر وكان متواضعاً جداً يبحث عن نص الآية وبمجرد نقرِك عليها يتم نسخها ووضعها في الحافظة.
http://www12.0zz0.com/2009/06/24/01/604878316.jpg
وبدأ المشروع يتطور ويتطور حتى أكرمني الله عزّ وجل بالأخ الحبيب محمد ماجد المصري من موقع الفريق العربي للبرمجة فقمنا بتطوير البرنامج حتى خرج بهذه الحلّة:
http://www12.0zz0.com/2009/06/24/01/640996930.jpg
1- اعتمادنا لقاعدة بيانات موثوقة ومعتمدة من قبل طلبة العلم والمشايخ كما سأوضح لاحقاً وبالتفصيل.
2 - خيارات متعددة للبحث في آيات وكلمات وسور القرآن الكريم لم يجمعها أي برنامج.
3 - سرعة فائقة في عرض النتائج: أكثر من 4000 نتيجة في الثانية (أربعة آلاف) يعني لو كانت كلمة البحث موجودة في كل آية من آيات القرآن الكريم فإن البرنامج سيستغرق تقريباً ثانية ونصف لعرض النتائج التي عددها 6236، وهو عدد آيات القرآن الكريم.
وهذا الكلام عن حاسب مواصفاته متواضعة جداً وإلا فقد جربته على حاسب متطور فكانت سرعته أكثر من 6000 نتيجة في الثانية.
4 - سرعة فائقة في إحصاء كلمات القرآن: حوالي 7000 نتيجة في الثانية (سبعة آلاف)، لو طلبت عرض كل كلمات القرآن وكل كلمة كم مرة تكررت في القرآن ككل أو في كل سورة من سوره، فإن البرنامج سيعطيك تقرير فيه أكثر من 40 ألف كلمة خلال سبع ثوانٍ. وهذا الكلام كان على حاسب متواضع وإلا فإن النتائج في الثانية تفوق 10000 نتيجة في الثانية على الحواسب المتطورة.
5 - بمجرد نقرك المزدوج على أي نتيجة سيتم نسخها مع اسم السورة ورقم الآية؛ كهذه مثلاً:
{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان: 1]
وقد أضفنا خيار يمكنك من نسخ أكثر من آية متتالية بناء على طلب البعض، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أصبح بإمكانك نسخ سورة كاملة، بل ونسخ القرآن الكريم بأكمله لو أحببت وذلك خلال أقل من ثانيتين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/137)
6 - أحيانا تكون بحاجة لجزء من الآية فقط. البرنامج يوفر لك ذلك، فبمجرد تظليلك لأي جزءٍ من الآية سيتم نسخها مع اسم سورتها ورقمها؛ كهذه مثلا:
{وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114]
فهذه جزء من الآية التالية:
{فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114]
7 - أضفنا خيار يسمح لك بتجميع الآيات التي تريدها في قسم الآيات المجمّعة.
وقد وضعت لكم شرحاً فلاشياً ستتعرفون من خلاله على خفايا البرنامج، أنصح الجميع بمشاهدته فخفايا البرنامج عديدة ويصعب شرحها هنا.
http://www12.0zz0.com/2009/06/24/01/302988696.jpg
رسم النص القرآني في برنامج الفرقان:
المصحف الشريف في برنامج الفرقان متوفر بالرسم الإملائي لا العثماني، وذلك ليسهل البحث فيه والنسخ واللصق، وما إلى ذلك من العمليات.
والآن والأهم: من أين حصلنا على نسخة المصحف الشريف؟ وما المشاكل التي اعترضتنا؟!
أولاً: نسخة المصحف الشريف هي نسخة موقع تنزيل ( http://tanzil.info/)، وهي أتقن النسخ، وستجدون مع البرنامج ملفاً بعنوان (حول قاعدة بيانات المصحف) فيه معلومات تفصيلية عن قاعدة البيانات هذه والمنهجية الدقيقة المتّبعة فيها.
المشاكل التي واجهتنا:
لا أريد أن أنقل ما هو مكتوب من ضوابط في الملف (حول قاعدة بيانات المصحف) ولكن أتمنى الاطّلاع عليه؛ لأن أكثر البرامج وقعت في أخطاء من جراء عدم اتباع الرسم والضوابط المُشار إليها، وخاصة ما يتعلق بالكلمات التي جاءت مرة بالتاء المربوطة ومرة أخرى بالتاء المبسوطة، وكان الخطأ فيها من جهتين:
1 - لا ضابط لذلك أبداً في البرامج: فقد تجد في برنامج ما "امرأت فرعون" في سورة القصص بتاء مبسوطة وفي سورة التحريم بتاء مربوطة وغيرها الكثير.
2 - المعضلة الأكبر أن الحاسب لا يميز بين التاء المربوطة والتاء المبسوطة في الإحصاء، وخاصة إذا كانت الكلمة منتهية بتاء مبسوطة فستخرج لك نتائج لكلمات منتهية بالتاء المربوطة .. وأين المشكلة؟ المشكلة إذا أردت أن تقوم بإحصاء لكلمة من هذه الكلمات التي كتبت مرة بتاء مبسوطة وأخرى بتاء مربوطة، أو أردت أن تبحث عن جذر ما، "رحم" مثلاً فإنك ستصدم عندما ستجد أن إحدى الكلمتين ليست في النتيجة (هنا أتكلم عن إحصاء الكلمات وليس الآيات).
فمثلاً إذا طلبت أن تتعرف على كلمات الجذر "رحم" فستخرج نتائج كثيرة ليس من بينها "رحمت" وستفاجئ بأن كلمة "رحمة" قد تكررت 40 مرة، علماً أنها تكررت فقط 36 مرة ولكن الحاسب أضاف إليها 6 مرات هي عدد مرات تكرار "رحمت".
إذا أردت أن تجرب افتح أي قاعدة بيانات أكسيس وأضف إليها عدة حقول واكتب رحمت بالتاء المبسوطة ثم اكتبها في حقول أخرى بالتاء المربوطة والآن قم بإجراء بحث عن كلمة "رحمة" بالتاء المربوطة أو ابحث عن كلمة "رحمت" بالتاء المبسوطة. ماذا تلاحظ؟ تلاحظ أنه في المرتين كان يخرج لك نفس النتائج ..
الحمد لله والفضل لله تعالى عالجنا المشكلة ..
ثانياً: نسخة قاعدة البيانات الخاصة بالبحث بالجذر حصلنا عليها من موقع عالم النور جزاهم الله خيراً.
المشاكل التي واجهتنا:
وجدت ثغرات في نسخة موقع عالم النور فيما يتعلق بقاعدة بيانات "جذور القرآن"، وهذه الثغرات هي:
1 - أكثر من 700 كلمة من كلمات القرآن الكريم لم يتم ربطها بأي جذر.
2 - هنالك كلمات في القرآن الكريم اتفقت في الرسم ولكنها اختلفت في الجذر، وهذه المشكلة شاب لها رأس أبي أكرم، سأعطيكم مثالاً لذلك:
{لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ} [البقرة: 255]
{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 62]
{تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج: 4]
في الآية الأولى سِنة جذرها وسن وهو النعاس.
في الآية الثانية سُنّة جذرها سنن وهي الطريقة.
في الآية الثالثة سَنَة جذرها سنه وهي الفترة من الزمن المقدرة بـ 12 شهراً.
كما رأيتم فإن هذه الكلمات اتفقت في الرسم (سنة) ولكنها اختلفت في الجذر بسبب اختلافها في المعنى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/138)
هذا الأمر لم يتم مراعاته في قاعدة بيانات موقع عالم النور، ولا يمكن معالجته حتى برمجياً، لماذا؟!
سأوضح ذلك بمثال:
كيف سيفرّق الحاسب بين:
{فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} [البقرة: 173]
وبين:
{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا} [هود: 50]
انظروا رسم الكلمتين فهو متفق حتى بالتشكيل، ولكنّ المعنى مختلف جذرياً، وهذا يستحيل معالجته برمجياً!!
لذا اضطررت لمراجعة القرآن الكريم كلمة كلمة، وكانت حصيلة الكلمات التي اتفقت في الرسم واختلفت في الجذر 33 كلمة نظمتها في جدول، وهو أيضاً مرفق مع البرنامج في ملف واسمه (كلمات اتفقت في الرسم واختلفت في الجذر).
والحمد لله والفضل لله تعالى عالجنا تلك المشاكل وتم التخلص منها، وسيدرك المستخدم ذلك من خلال البحث ..
http://www12.0zz0.com/2009/06/24/01/987002263.jpg
ثالثاً: نسخة قاعدة بيانات مواضيع القرآن الكريم حصلنا عليها من موقع عالم النور جزاهم الله خيراً.
المشاكل التي واجهتنا:
بدايةً يجب أن نعلم أن فهرس مواضيع القرآن الكريم الموجود في موقع عالم النور هو عمل قام به أحد الأفاضل وتم طباعته وإضافته في نهاية الكثير من المصاحف ومنها مصحف التجويد.
وهو عمل كبير وعظيم النفع وهو من أفضل ما كتب في هذا المجال إن لم يكن أفضلها، ولكنه يحتاج لمراجعة من طلبة العلم والمشايخ ففيه بعض الثغرات التي يجب سدها.
1 - تم إرفاق ملف بعنوان (ملاحظات على فهرس الموضوعات) وضعت فيه أهم الملاحظات حول الكتاب.
2 - تم إرفاق ملف بعنوان (ملاحظات على قاعدة بيانات الموضوعات) وضعت فيه أهم الملاحظات حول قاعدة بيانات مواضيع القرآن الكريم الصادرة عن موقع عالم النور.
3 - تم إضافة الكثير من المواضيع في برنامج الفرقان زيادة على الفهرس الأصلي.
والحمد لله والفضل لله تعالى عالجنا كل ذلك ..
http://www12.0zz0.com/2009/06/24/01/364202547.jpg
أعتذر جداً عن الإطالة وحسبي أني أردت أن أقدم برنامجاً بأسلوب منهجي وتقني في آن واحد، وفي الوقت ذاته يكون أخوتي المبرمجين على بينة وبصيرة فيبدؤون من حيث انتهى الآخرين.
لم أنم ولم أترك محمد ماجد ينام، ورغم ذلك فإنّ هذا العمل كأي عمل لا يكتمل إلا بالتقييم وسد الثغرات فإن وجدتم خيراً فمن الله تعالى وإن وجدتم غير ذلك فمني ومن الشيطان، وإن شاء الله تعالى سيكون هذا الإصدار بداية المطاف .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..
إليكم روابط التحميل وهي دائمة وتدعم إكمال التحميل بإذن الله تعالى:
1 - نسخة تنصيبية للبرنامج وحجمها 6.3 ميغا.
http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=2556&d=1246026964
2- نسخة محمولة من البرنامج تعمل مباشرة دون تنصيب وحجمها 4.3 ميغا.
http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=2557&d=1246028380
3- شرح فلاشي يتضمن كل صغيرة وكبيرة في البرنامج، أتمنى منكم مشاهدته وحجمه 4.4 ميغا.
http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=2558&d=1246029877
البرنامج يعمل على أنظمة التشغيل من ويندوز 95 وحتى نظام فيستا وما بعد الفيستا.
أسأل الله العظيم أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم
لا تنسونا من دعوة في ظهر الغيب
محبكم في الله: أبو أكرم الحلبي
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[26 - 06 - 09, 07:48 م]ـ
نفع الله بك .. وأحسن اليك ... ورزقك ومن عمل معك ..... بكل حرف الف الف حسنة
عمل جميل وسرعة في البحث تفوق غيرها
فتح الله عليك
ما شاء الله لاقوة الا بالله
ـ[سيدي محمد اندي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 09:02 م]ـ
بارك الله فيك اخي ابا اكرم
هل يغني هذا البرنامج عن الباحث للقرآن الاصدار 5 ام الباحث يغني عن هذا
لان الباحث فيه القرآن الكريم بالرسم العثماني ويقدم خدمة البحث في المواضيع فلو اردت تقديم درس عن الدعوة مثلا فسترى تقسيم موضوع الدعوة الى عدة اقسام وكل قسم عدة انواع وكل نوع يذكر كل ملا تعلق به من القرآن الكريم
اضافة الى خدمة البحث عن الكلمة او جزء منها وخيارات البحث المتعددة ... وغير ذلك
وجزاكم الله خيرا على جهودكم في خدمة الاسلام
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[26 - 06 - 09, 09:26 م]ـ
جزيتم خيرا ونفع الله بكم
ـ[أبو أكرم الحلبي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 09:26 م]ـ
بارك الله فيك اخي ابا اكرم
هل يغني هذا البرنامج عن الباحث للقرآن الاصدار 5 ام الباحث يغني عن هذا
لان الباحث فيه القرآن الكريم بالرسم العثماني ويقدم خدمة البحث في المواضيع فلو اردت تقديم درس عن الدعوة مثلا فسترى تقسيم موضوع الدعوة الى عدة اقسام وكل قسم عدة انواع وكل نوع يذكر كل ملا تعلق به من القرآن الكريم
اضافة الى خدمة البحث عن الكلمة او جزء منها وخيارات البحث المتعددة ... وغير ذلك
وجزاكم الله خيرا على جهودكم في خدمة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
برنامج (الباحث 5) فيه الكثير من الأخطاء:
1 - أخطاء في الرسم القرآني، وليتك تقرأ ما كتبته في المشاركة الأولى من مشاكل ثم نفذه على برنامج (الباحث 5) وانظر الأخطاء.
2 - تجاهل مئات الكلمات في البحث بالجذر والبحث الموضوعي.
بالنسبة للرسم العثماني فلا يعمل إلا عند الاتصال بالنت.
أسأل الله أن يبارك في مبرمجه وأتمنى أن يقوم أحد الأخوة بتنبيهه على ذلك
وهذا سبب تنبيهي في صلب الموضوع على ثغرات بعض قواعد البيانات
... *** ...
بالنسبة للموضوعات كالدعوة وماشابه فهي موجودة في برنامج الفرقان مع ميزة تسمح لك بالبحث فيها وعرضها في شجرة مما يسهل عليك مشاهدة كل المواضيع
والبحث الموضوعي في برنامج الفرقان موسّع أكثر ..
وأيضاً خيار تجميع الآيات وغير ذلك وكل ما ذكرته موجود بالفرقان ليتك تحمله مع الشرح لكي تشاهد بعينك
مسألة الرسم العثماني: أنصح الأخوة جميعاً: اعتمدوا في الرسم العثماني على مصحف المدينة النبوية ..
نصيحة أخرى تتعلق بإحصاء الحروف وعدد تكرار كل حرف في القرآن الكريم: أيضاً اعتمدوا فيها على مصحف المدينة النبوية.
حياكم الله جميعاً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/139)
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[26 - 06 - 09, 09:30 م]ـ
بعد التحميل وعند الفك لا يتم الفك بصورة صحيحة والملف الناتج عن عملية الفك حجمه صغير جدا
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[26 - 06 - 09, 09:30 م]ـ
أحسن الله إليكم ووفقكم للمزيد
ـ[أبو أكرم الحلبي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 09:38 م]ـ
بعد التحميل وعند الفك لا يتم الفك بصورة صحيحة والملف الناتج عن عملية الفك حجمه صغير جدا
هذه المشكلة من عندك أخي الكريم
كما تشاهد فقد قام بتحميله الكثير من الأخوة (أكثر من 100 شخص)
وقبل أن أنشر الموضوع طلبت من البعض التجريب ولا مشكلة والحمد لله
على كل: أرسل لي أحد الأخوة هذه الروابط الجديدة
جرب أن تقوم بالتحميل منها:
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي أبو أكرم وجزاك الله ألف خير
تفضل تم رفع النسخة التنصيبية على عدة سرفرات دا ئمة وكلمة السر لفك الضغط أو في المواقع هي:
بسم الله الرحمان الرحيم
من هنا ( http://www.megaupload.com/?d=GWEJB4UM)
أو من هنا ( http://www.2shared.com/file/6461569/cd180707/_online.html)
أو من هنا ( http://rapidshare.com/files/248929823/__1575___1604___1601___1585___1602___1575___1606_. rar.html)
حياك الله
ـ[سيدي محمد اندي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 10:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا
اهم شيء عندي ان تكون على اطلاع بالباحث للقرآن حتى لا تبذل جهدا انت في غنى عنه والحمد لله انك اطلعت عليه وعلى غيره
ولقد شاهدت شرحكم الجميل وتعرفت على مزايا برنامجكم بل برنامجنا ولا ادري ايهما احسن البرنامج ام شرحه والحقيقة انه لا بد من مشاهدته اكثر من مرة
ونزلت النسخة المحمولة واعطى وين رار رسالة خطا في الفك فلا يتم فكها بطريقة سليمة فارجو ان تجدد رابطها
كما ارجو ان تكون المحمولة لا تنقص عن المثبة في شيء من مميزاتها مهما كان اهميتها
كما ارجو ان يكون الشرح الفلاشي مع البرنامج من خلال ايقونة تعليمات او شرح البرنامج
وفقكم الله
ـ[أبو أكرم الحلبي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 10:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا
اهم شيء عندي ان تكون على اطلاع بالباحث للقرآن حتى لا تبذل جهدا انت في غنى عنه والحمد لله انك اطلعت عليه وعلى غيره
كل هذه البرامج اطلعت عليها بالتفصيل
ولو كان لدي وقت لكنت قد وضعت قائمة بكل ثغراتها كما فعلت بقائمة ثغرات قاعدة بيانات الجذور
ولقد شاهدت شرحكم الجميل وتعرفت على مزايا برنامجكم بل برنامجنا ولا ادري ايهما احسن البرنامج ام شرحه والحقيقة انه لا بد من مشاهدته اكثر من مرة
الشرح أتعبني جداً وخاصة الحركات المؤثرة فيه
استغرق إعداده حوالي سبع ساعات
ابتسامة
ونزلت النسخة المحمولة واعطى وين رار رسالة خطا في الفك فلا يتم فكها بطريقة سليمة فارجو ان تجدد رابطها
قم بتحميل نسخة حديثة من برنامج فك الضغط الوينرار
وقد قمت بوضع روابط جديدة للبرنامج تستطيع التحميل منها
كما ارجو ان تكون المحمولة لا تنقص عن المثبة في شيء من مميزاتها مهما كان اهميتها
المحمولة نسخة كربونية عن نسخة التنصيب
ولا فرق بينهما أبداً من حيث الخيارات والمزايا
كما ارجو ان يكون الشرح الفلاشي مع البرنامج من خلال ايقونة تعليمات او شرح البرنامج
وفقكم الله
شيئاً فشيئاً سيتمرس الجميع على العمل على برنامج الفرقان
ولن نحتاج الشرح الفلاشي مستقبلاً أبداً
لذلك لم أضعه ضمن الملف التنفيذي للبرنامج
حياك الله أخي الحبيب
ـ[سيدي محمد اندي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 11:30 م]ـ
اخي انا فككت الضغط بطريقة سليمة عن مئات الملفات وحتى الان فككت الضغط عن النسخة المثبتة وعن الشرح الفلاشي ولكن النسخة المحمولة فيها مشكلةفي الضغط فالمطلوب هو اعادة ضغطها ورفعها من جديد
ولو قمت انت الان بتنزيلها وحاولت فكها لعرفت ان ذلك لايمكن ولظهرت لك هذه الرسالة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=68529&stc=1&d=1246044501
اخيرا ما ذا تقصد يقولك
كربونية
المحمولة نسخة كربونية عن نسخة التنصيب
للعلم انا جهازي الان لا يتحمل اي تثبيت لاي برنامج وذلك لكثرة ما فيه من البرامج فاصبح يعلق كثيرا لذلك افضل النسخ المحمولة
ـ[كاتب]ــــــــ[27 - 06 - 09, 12:35 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، وغفر لكم، ولوالديكم ...
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[27 - 06 - 09, 12:45 ص]ـ
جزيتم خيرا ونفع الله بكم
ـ[أبو أكرم الحلبي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 02:20 ص]ـ
اخي انا فككت الضغط بطريقة سليمة عن مئات الملفات وحتى الان فككت الضغط عن النسخة المثبتة وعن الشرح الفلاشي ولكن النسخة المحمولة فيها مشكلةفي الضغط فالمطلوب هو اعادة ضغطها ورفعها من جديد
ولو قمت انت الان بتنزيلها وحاولت فكها لعرفت ان ذلك لايمكن ولظهرت لك هذه الرسالة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=68529&stc=1&d=1246044501
جربتها وهي تعمل وتم الفك بنجاح
لكن تكرم عيونك هذا رابط للنسخة المحمولة على موقع آخر
اضغط هنا ( http://www.mediafire.com/?sharekey=697fb9bb0b157c141f8e0fff488e27e0e04e75f6 e8ebb871)
وهذا رابط آخر
اضغط هنا ( http://rapidshare.com/files/249019957/__1575___1604___1601___1585___1602___1575___1606__ __1606___1587___1582___1577____1605___1581___1605_ .html)
حياك الله
اخيرا ما ذا تقصد يقولك
كربونية
للعلم انا جهازي الان لا يتحمل اي تثبيت لاي برنامج وذلك لكثرة ما فيه من البرامج فاصبح يعلق كثيرا لذلك افضل النسخ المحمولة
أي مماثلة ومشابهة
النسخة المحمولة لا تختلف عن النسخة التنصيبية أبداً
لقد وضعت نسخة تنصيبية ونسخة محمولة فقط للتنويع
أما الميزات في واحدة في النسختين
بارك الله بك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/140)
ـ[أبو أكرم الحلبي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 02:38 ص]ـ
قام أحد الأخوة بإضافة روابط إضافية
كل رابط يجمع كل ما يتعلق بالبرنامج من نسخة تنصيبية أو محمولة أو شرح فلاشي
http://www.mynetimages.com/6e63899e.gif
البرنامج على عدة روابط للجميع
http://www.mynetimages.com/606652d4.gif (http://www.klurk.com/files/0ZIVJEOM/Al-Furqan.rar)
http://www.klurk.com/files/0ZIVJEOM/Al-Furqan.rar
أو
http://www.zshare.net/download/61903617cf410b70
أو
http://www.badongo.com/file/15687365
http://www.mynetimages.com/0591686a.gif
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[27 - 06 - 09, 05:03 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم، تم التحميل والروابط تعمل والبرنامج رائع، شكر الله لكم، ووفقكم إلى كل خير وأعانكم.
ـ[سيدي محمد اندي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 06:49 ص]ـ
جزاكم الله خيرا تمتنزيل النسخة وتم فكها بنجاح
مشكلة النسخة المحمولة الاولى انها تنزل عنديبحجم 4 م ب بينما هذه بحجم 4.58 م ب
وقدر رافقت نسخة منها هنا بصيغة zip
ـ[أبوعبدالله الكندري]ــــــــ[27 - 06 - 09, 11:37 ص]ـ
الأخ الفاضل: أبو أكرم الحلبي، جزاك الله خيرا على البرنامج، كنت قد أشرت عليك سابقا بأن البرنامج عند البحث عن جزء من آية أن تظهر بقية الآيات التالية للآية المبحوث عنها، حيث أنك قد تحتاج أن تنسخ عدة آيات متتالية، فتضطر للبحث عن جزء من كل آية حتى تصل للنتيجة المطلوبة وهي طريقة غير عملية، ومثال ذلك عند البحث عن: {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}، تضطر للبحث مرتين والنسخ مرتين، وإذا تعدد الآيات فإنك تضطر للبحث عدة مرات بعدد الآيات والنسخ كل مرة. والبرنامج لا يقبل البحث عن عدة آيات متتالية عند البحث عنها.
وإذا بحثت عن {الهوى * إن هو إلا وحي يوحى} لا يأتي البرنامج بنتيجة أيضا، فالأفضل أن يأتي البرنامج بالنتائج وإن كانت كلمات البحث جزء من عدة آيات.
وكذلك إذا بحثت عن {ثُلَّة من الأولين وقليل من الآخرين} لا يأتي البرنامج بنتيجة أيضاً.
وقلت بأنك ستبحث هذا الأمر، وعندما جربت البرنامج مرة أخرى وجدت أنه لا يوفر هذه الميزة حتى الآن، فهل سيتم إدراج هذه الميزة مستقبلا أم ماذا؟
ـ[أبو أكرم الحلبي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 03:06 م]ـ
الأخ الفاضل: أبو أكرم الحلبي، جزاك الله خيرا على البرنامج، كنت قد أشرت عليك سابقا بأن البرنامج عند البحث عن جزء من آية أن تظهر بقية الآيات التالية للآية المبحوث عنها، حيث أنك قد تحتاج أن تنسخ عدة آيات متتالية، فتضطر للبحث عن جزء من كل آية حتى تصل للنتيجة المطلوبة وهي طريقة غير عملية، ومثال ذلك عند البحث عن: {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}، تضطر للبحث مرتين والنسخ مرتين، وإذا تعدد الآيات فإنك تضطر للبحث عدة مرات بعدد الآيات والنسخ كل مرة. والبرنامج لا يقبل البحث عن عدة آيات متتالية عند البحث عنها.
وإذا بحثت عن {الهوى * إن هو إلا وحي يوحى} لا يأتي البرنامج بنتيجة أيضا، فالأفضل أن يأتي البرنامج بالنتائج وإن كانت كلمات البحث جزء من عدة آيات.
وكذلك إذا بحثت عن {ثُلَّة من الأولين وقليل من الآخرين} لا يأتي البرنامج بنتيجة أيضاً.
وقلت بأنك ستبحث هذا الأمر، وعندما جربت البرنامج مرة أخرى وجدت أنه لا يوفر هذه الميزة حتى الآن، فهل سيتم إدراج هذه الميزة مستقبلا أم ماذا؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب: هذا الطلب غير منطقي! لماذا؟
لأنه إن كان يخدم شخصاً واحداً فسيوقع الآلاف بالحرج، كيف؟
عندما يأتي شخص ويبحث عن آية ثم تخرج له كل الآيات التابعة لها
فهذا يعني أن البحث عن كلمة (الم) بدل أن يخرج 6 آيات سيخرج له مئات الآيات!!
يعني ستخرج كل سورة فيها (الم) ومن ثم الآيات التابعة لهذه الآية!!
وهذا أمر غير منطقي إطلاقاً!! ..
لذلك ماذا فعلت عندما قرأت طلبك؟
أنشأت نافذة جديد اسمها (آيات القرآن)
عندما تبحث عن آية (وما ينطق عن الهوى) فسيخبرك البرنامج أنها موجودة في
{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} [النجم: 3]
هنا تأتي أنت وتذهب إلى نافذة (آيات القرآن) وستجد كل شيء بسيط أمامك
تختار سورة النجم من الآية 3 وما يتبعها من آيات حسب رغبتك ..
وهذا هو الحل الأسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/141)
في هذا البرنامج قمت بخدمة الباحث بنسبة 95% ووفرت له كل شيء
أما الـ 5% فتركتها على الباحث
ابتسامة
ليتك تشاهد الشرح الفلاشي
حياك الله أخي الكريم
ـ[أبوعبدالله الكندري]ــــــــ[27 - 06 - 09, 07:43 م]ـ
أخي الحبيب أبو أكرم الحلبي:
بالنسبة للطلب الذي طلبته، فإن من المفترض من برامج الكمبيوتر تسهيل عملية البحث في خطوات بسيطة وقليلة، مع تقليل الجهد البشري، لكن أن أبحث عن جزء من آية، ثم أذهب لشاشة أخرى ثم أبحث مرة أخرى عن السورة التي وجدت فيها الآية، ثم أذهب إلى الآية التي أريدها، ثم أقوم بتظليلها، ثم أقوم بنسخها، مع وجود آيات بالمئات في كل كتاب يحتاج تخريج آيات، فلا أعتقد أخي أن هذا استغلال أمثل لإمكانيات الكمبيوتر.
ثم إني فعلت ما قلت أخي الكريم فبحثت عن {وما ينطق عن الهوى}، فأظهر البرنامج النتيجة في سورة النجم، ثم قمت بالنقر المزدوج على النتيجة، وهذه هي نتيجة البحث:
{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} [النجم: 3]. وهذا يعتبر استغلال أمثل لإمكانيات الكمبيوتر.
ولكن لكي أخرَّج الآيتين قمت بتتبع كلامك كما قلت أخي الحبيب:
ذهبت إلى شاشة آيات القرآن، ثم ذهبت إلى سورة النجم، ثم إلى الآية رقم 3، 4، وقمت بتظليلها، ثم قمت بنسخ الآيتين، فانظر أخي ماذا أخرج لي البرنامج:
وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)
فهل هذا هو المطلوب؟ وأين الأقواس أخي الكريم وأين اسم الآية ورقم الآيات؟!
فهل من المفروض أن أضع الأقواس يدويا، ثم أكتب اسم السورة ورقم الآيات يدوياً أيضا؟!
فلا تقل لي أخي الحبيب أن هذا استغلال أمثل لإمكانيات الكمبيوتر، ولا تقل لي إن هذا لا يمكن أن نقوم به آليا.
وكان بالإمكان أن تضع في البرنامج خيار بحث عن آيات متتالية، أو خيار إظهار الآيات التالية للآية المبحوث عنها، وعندما تظهر النتيجة أنا لا أريد كل الآيات التالية لهذه الآية التي وجدت فيها النتيجة، ولكن في الجزء السفلي من الشاشة بدل أن يظهر فقط آية واحدة هكذا:
وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى.
إنما يظهر عدة آيات متتالية: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10).
حسب ما تسعه الشاشة الصغيرة، فيقوم الباحث بتظليل الآيات التي تماثل بحثه وينسخها، فيقوم البرنامج بوضع الأقواس حول الآيات المنسوخة مع اسم السورة ورقم الآيات.
هذا هو الذي طلبته أخي الكريم، فأين هي آلاف النتائج التي ستظهر عند البحث عن {وما ينطق عن الهوى}.
ثم أخي الكريم أنا لم أفهم كلامك هذا:
هذا الطلب غير منطقي! لماذا؟
لأنه إن كان يخدم شخصاً واحداً فسيوقع الآلاف بالحرج، كيف؟
عندما يأتي شخص ويبحث عن آية ثم تخرج له كل الآيات التابعة لها
فهذا يعني أن البحث عن كلمة (الم) بدل أن يخرج 6 آيات سيخرج له مئات الآيات!!
يعني ستخرج كل سورة فيها (الم) ومن ثم الآيات التابعة لهذه الآية!!
فأنا أخي الحبيب لم أطلب ذلك أبداً، وكل الذي طلبته تسهيل عملية تخريج الآيات المتتالية بطريقة سهلة وبخطوات بسيطة.
شكرا أخي الحبيب على جهدك في هذا البرنامج، فهو جهد كبير لا شك فيه، ولكن لا تقل أخي إن طلبك غير منطقي، فأنا أعمل على هذه الكتب ليل نهار، وما طلبت ذلك إلا من واقع معاناة من تخريج الآيات القرآنية في كثير من هذه الكتب، والتي تحوي بلا مبالغة آلاف المواضع التي فيها آيات غير مخرجة.
ابتسامة ...
وكان من الممكن أن تضع خيار البحث عن عدة آيات متتالية، بحيث يبحث البرنامج في سورة بأكملها عن الجزء المطلوب البحث عنه، ثم يظهره في نفس شاشة البحث.
وإن لم تستطع أن تفعل ذلك فلا أقل أخي من أن تكون هناك إمكانية عند البحث عن آية أن يكون هناك زر للذهاب لآيات القرآن، ثم يقف البرنامج عند الآية التي بحثت عنها،
البحث عن أن يظهر
ـ[أبو أكرم الحلبي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 08:06 م]ـ
رويدك أخي الحبيب ..
ابتسامة
سامحك الله يبدو أنك لم تشاهد الشرح الفلاشي إطلاقاً، والدليل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/142)
قمت بتتبع كلامك كما قلت أخي الحبيب:
ذهبت إلى شاشة آيات القرآن، ثم ذهبت إلى سورة النجم، ثم إلى الآية رقم 3، 4، وقمت بتظليلها، ثم قمت بنسخ الآيتين، فانظر أخي ماذا أخرج لي البرنامج:
وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)
فهل هذا هو المطلوب؟ وأين الأقواس أخي الكريم وأين اسم الآية ورقم الآيات؟!
فهل من المفروض أن أضع الأقواس يدويا، ثم أكتب اسم السورة ورقم الآيات يدوياً أيضا؟!
ألم تشاهد زر نسخ الموجود في نافذة (آيات القرآن)؟!
بعد اختيارك للسورة والآيات اضغط الزر نسخ وهذه هي النتيجة:
{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)} [النجم: 3 - 4]
أخي الفاضل: عندما تبحث عن آية ستخرج لك وستجد في القائمة أنه أعطاك معلومات عنها
من هذه المعلومات ترتيب السورة مثلاً: النجم: 53
اذهب إلى نافذة آيات القرآن وستجد أيضاً أن السورة مرتبة بالأرقام
وهذا يسهل لك اختيار السورة ومن ثم اختيار آياتها
وصدق المدة الزمنية التي ستقضيها هي نفس المدة الزمنية التي ستقضيها فيما لو كان هذا الخيار متوفراً
ودعنا نتكلم عن أبعاد القضية:
كيف سيفهم الحاسب الآيات التي تريدها أو يريدها أي مستخدم آخر؟!
عندما تبحث عن (وما ينطق عن الهوى) كيف سيعرف الحاسب أنك تريد الآية 3 و 4؟
الأمر يجب أن يكون مدروساً بحيث يخدم الكل
وكان بالإمكان أن تضع في البرنامج خيار بحث عن آيات متتالية، أو خيار إظهار الآيات التالية للآية المبحوث عنها، وعندما تظهر النتيجة أنا لا أريد كل الآيات التالية لهذه الآية التي وجدت فيها النتيجة، ولكن في الجزء السفلي من الشاشة بدل أن يظهر فقط آية واحدة هكذا:
وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى.
إنما يظهر عدة آيات متتالية: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10).
حسب ما تسعه الشاشة الصغيرة
قد تكون بحاجة لآيات كثيرة لم تتسع لها الشاشة الصغيرة!! أليس كذلك؟
إذن: عدنا لنفس المشكلة ..
خيار آيات القرآن أسهل بكثير وينسخ لك ما تريده من الآيات مع التوثيق عن طريق الضغط على زر (نسخ)
فلا أقل أخي من أن تكون هناك إمكانية عند البحث عن آية أن يكون هناك زر للذهاب لآيات القرآن، ثم يقف البرنامج عند الآية التي بحثت عنها
أعدك بأن أفكر بهذا الأمر
وإن شاء الله سأسعى لتوفيره في الإصدار القادم في شهر رمضان
حياك الله وأشكر لك تفاعلك
وإن شاء الله تجد ما يسرك
ـ[أبوعبدالله الكندري]ــــــــ[27 - 06 - 09, 08:59 م]ـ
أخي الحبيب أنا رأيت زر النسخ، ولم أغفل عنه، وقمت بتظليل الآيات 3، 4، ثم قمت بضغط زر النسخ فقام البرنامج بنسخ السورة بأكملها، ولم ينسخ الآيتين؟! فقمت بعرض سورة أخرى هي الرحمن وقمت بتظليل آيتين منه ثم قمت بالضغط على زر النسخ، فقام البرنامج بنسخ السورة بأكملها أيضا.
ولكن عند الضغط على ctl + c يقوم البرنامج بنسخ الآيات المظللة فقط.
الطريقة الوحيدة لكي يقوم بها البرنامج بنسخ الآيات المطلوبة فقط هي أن أذهب إلى شاشة آيات القرآن ثم أحدد رقم السورة ثم أحدد رقم الآيات من كذا إلى كذا لكي تظهر هذه الآيات فقط ثم أقوم بضغط رز النسخ، فيقوم بنسخ ما يظهر على الشاشة فقط.
فأخي الحبيب لكي أقوم بتخريج آيتين متتاليتين، يجب أن أقوم بكل هذه الخطوات في برنامجك:
أولا أكتب المقطع المراد البحث عنه في شاشة البحث في آيات القرآن، فتظهر النتيجة، ثم أقوم بمعرفة رقم السورة ورقم الآية، ثم أذهب إلى شاشة آيات القرآن، فأفتح السورة المرادة، ثم أقوم بتحديد الآيات التي أريدها والتي لا أعرف إن كانت آيتين أو ثلاث أو أربع، فيجب أن أظهر السورة بأكملها، ثم أحدد أي الآيات التي تماثل البحث الذي أريده، ثم أقوم بتحديد الآيات التي أريد ان أعرضها في الشاشة، ثم أقوم بالضغط على زر النسخ، فتظهر النتيجة المطلوبة.
فهل هذه أخي الكريم طريقة سليمة لتخريج آيتين متتاليتن؟!
أما بالنسبة لسؤالك:
كيف سيفهم الحاسب الآيات التي تريدها أو يريدها أي مستخدم آخر؟!
عندما تبحث عن (وما ينطق عن الهوى) كيف سيعرف الحاسب أنك تريد الآية 3 و 4؟
الأمر يجب أن يكون مدروساً بحيث يخدم الكل.
أخي الكريم أنا لا أريد من الكمبيوتر أن يفهم عدد الآيات التي سأقوم بنسخها.
أقول أخي الكريم عندما يجد البرنامج الآية التي بحثت عنها، فعندما أنتقل لشاشة آيات القرآن، لماذا لا يقف البرنامج عند الآية التي بحثت عنها مظللة، ثم يقوم الباحث بتظليل ما يريد من الآيات التالية، ثم يقوم بالضغط على زر النسخ فينسخ البرنامج، الآيات المظللة فقط.
فالمراد أخي الحبيب تقليل العمليات التي يقوم بها الباحث، بدل أن يقوم هو باختيار السورة ثم يحدد رقم الآية ثم الآيات التي يريد نسخها فقط ثم يقوم بالنسخ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/143)
ـ[أبو أكرم الحلبي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 09:26 م]ـ
أخي الحبيب أنا رأيت زر النسخ، ولم أغفل عنه، وقمت بتظليل الآيات 3، 4، ثم قمت بضغط زر النسخ فقام البرنامج بنسخ السورة بأكملها، ولم ينسخ الآيتين؟! فقمت بعرض سورة أخرى هي الرحمن وقمت بتظليل آيتين منه ثم قمت بالضغط على زر النسخ، فقام البرنامج بنسخ السورة بأكملها أيضا.
ولكن عند الضغط على ctl + c يقوم البرنامج بنسخ الآيات المظللة فقط.
الطريقة الوحيدة لكي يقوم بها البرنامج بنسخ الآيات المطلوبة فقط هي أن أذهب إلى شاشة آيات القرآن ثم أحدد رقم السورة ثم أحدد رقم الآيات من كذا إلى كذا لكي تظهر هذه الآيات فقط ثم أقوم بضغط رز النسخ، فيقوم بنسخ ما يظهر على الشاشة فقط.
فأخي الحبيب لكي أقوم بتخريج آيتين متتاليتين، يجب أن أقوم بكل هذه الخطوات في برنامجك:
أولا أكتب المقطع المراد البحث عنه في شاشة البحث في آيات القرآن، فتظهر النتيجة، ثم أقوم بمعرفة رقم السورة ورقم الآية، ثم أذهب إلى شاشة آيات القرآن، فأفتح السورة المرادة، ثم أقوم بتحديد الآيات التي أريدها والتي لا أعرف إن كانت آيتين أو ثلاث أو أربع، فيجب أن أظهر السورة بأكملها، ثم أحدد أي الآيات التي تماثل البحث الذي أريده، ثم أقوم بتحديد الآيات التي أريد ان أعرضها في الشاشة، ثم أقوم بالضغط على زر النسخ، فتظهر النتيجة المطلوبة.
فهل هذه أخي الكريم طريقة سليمة لتخريج آيتين متتاليتن؟!
كم ستستغرق هذه الطريقة؟
لا أظن أنها تحتاج أكثر من خمس ثوانٍ
وقد تكون أكثر من آيتين
على كلٍ أخ أبو عبد الله أنا فهمتك جيداً
كونك تعمل على الكثير من الكتب والملفات فخمس ثوانٍ بالنسبة لك بالفعل كثير
يجب أن تكون الأمور أسهل من ذلك
الحل الأمثل كما تفضلت أخي الكريم:
عند الذهاب إلى نافذة آيات القرآن يجب أن يعرض لك آلياً:
الآية التي كنت تبحث عنها أو تقف عليها
أو الآية المعروض في الشاشة الصغيرة
فمثلاً: لو كنت تبحث عن (وما ينطق عن الهوى) ثم خرجت لك النتيجة:
{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} [النجم: 3]
الآن عندما تذهب لنافذة آيات القرآن ستجدها بهذا الشكل:
http://www12.0zz0.com/2009/06/27/17/357019846.jpg
إن شاء الله سيتم العمل على ذلك
حياك الله
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[29 - 06 - 09, 04:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الملك الصالح]ــــــــ[02 - 07 - 09, 04:28 م]ـ
http://www12.0zz0.com/2009/06/24/01/927706212.jpg
جزاكم الله خيراً
ـ[ايهاب الزين]ــــــــ[03 - 07 - 09, 10:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وجعل مثواكم الجنة
ـ[شادي نبيل محمد السروجي]ــــــــ[04 - 07 - 09, 05:25 ص]ـ
نعمت الوسيلة رجاء نعم الله في هذاا العصر.
أحسنتم شكر الله لكم.
و قبله منكم عملا صالحا.
و أعاذكم من الرياء و التسميع.
ـ[أبو أكرم الحلبي]ــــــــ[04 - 07 - 09, 04:18 م]ـ
طلب من الأخ أبو عبد المعز ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/member.php?u=181)
أخي الحبيب أبا أكرم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
نشكر لكم برنامج الفرقان،ونسأل الله لكم قبول العمل ووافر الجزاء ...
أخي هل في وسعكم إضافة المكي/المدني في خدمة نطاق البحث .. فلو شاء الباحث مثلا أن يبحث عن كلمة "الزكاة" فمن المفيد جدا تحديد نطاق البحث فيرى هل وردت في السور المكية أم لا ..
وعليه سيكون البرنامج رائعا لو توفرت هذه الخدمة فيكون البحث اختيارا:في القرآن كله-في السور المكية وحدها-في السور المدنية وحدها ..
وهل في وسعكم تنتويع مجال البحث ليكون في السورة الواحدة .. وإن كان هذا الأمر ليس ضروريا حيث يمكن الاكتفاء بالنتائج العامة و مراعاة السورة المراد البحث فيها ..
ملاحظة أخيرة بارك الله فيكم .. في خانة "سور القرآن" وقفتم عند حدود سورة الهمزة .. 104 هلا استقصيتم جميع السور .. (بقيت عشر سور)
أعانكم الله ووفق سعيكم ..
محبكم أبو عبد المعز ..
ـ[أبو أكرم الحلبي]ــــــــ[04 - 07 - 09, 04:37 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كنت أتمنى لو وضعت طلبك في نفس الموضوع حتى يتسفيد الإخوة ولا يتكرر
بالنسبة لطلبك حول المكي والمدني وسور القرآن أقول لك:
أبشر لكن ليس الآن
إن شاء الله سيتم إصدار النسخة الذهبية في شهر رمضان وسنضيف لها ما ذكرته
وسيكون مجال البحث بخيارات أوسع وأوسع إن شاء الله، انظر ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=68735&d=1246710932
بالنسبة لسور القرآن:
سامحك الله لو كان هذا موجوداً لكان هذا خطأ فادحاً
أخي الكريم قم بإلغاء تفعيل كل الخيارات وستشاهد سور القرآن
يبدو أنك قد قمت بتفعيل خيار عرض السور الغير متشابهة في عدد الآيات
ألغ تفعيل الخيارات وستخرج لك السور ..
تذكر دوماً أن البرنامج يحفظ الخيارات عند إغلاقه ويتركها كما تركتها أنت آخر مرة
لا تنس مشاهدة الشرح الفلاشي
حياك الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/144)
ـ[أبو الحسن السلفي]ــــــــ[07 - 07 - 09, 09:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن العدناني]ــــــــ[07 - 01 - 10, 07:37 م]ـ
بارك الله فيكم ووفقكم لما يحبه ويرضاه
النسخة التنصيبية من البرنامج تعمل بنجاح في ويندوز7 اما المحمولة فلم استطع تشغيلها عليه
وهل من جديد حول الاصدار الثاني
ـ[وائل يونس]ــــــــ[09 - 01 - 10, 09:50 ص]ـ
باحث الشاملة عن كلمات القرآن الكريم.
هو أحسن برنامج استخدمته ونتيجة البحث 100 %.ولكن غير مفهرس للأسف الشديد.
أرجو أن يقوم صاحب الفرقان بعمل فهرسة له، أو بالمتن الذي عنده، لخدمة طلبة العلم.
ليس هذا خاص بصاحب الفرقان فقط، وإنما لأي أخ مغوار له الباع في ذلك.
جزاكم الله خيرا.
الله المستعان.
ـ[أحمد سيدأحمد]ــــــــ[09 - 01 - 10, 03:37 م]ـ
هذه جميل وجزاكم الله خير ًا وكنا نحيب طالما أن فيه خاصية النسخ أن يكون النص القرآني بالرسم العثماني
ـ[عطية]ــــــــ[21 - 01 - 10, 02:28 م]ـ
عمل متقن مبارك، أقترح ما يلي:
1. إضافة ترجمات للقرآن الكريم كاللغة الإنجليزية والملايوية والأوردية، بحيث بعد البحث عن الآية يمكن نسخ النص العربي مع الترجمة إلى وورد (هذا مفيد جدا للعجم وهم أكثر من العرب، لأنهم يوردون اللغة العربية مع الترجمة في مؤلفاتهم وتدريسهم)
2. إضافة خيار لنقل النص بالخط العثماني
3. ربط البرنامج ببرنامج وورد عن طريق Add-in حيث يكون بالإمكان فتح البرنامج من خلال أيقونة مضافة إلى برنامج وورد كما هو الحال في مصحف النور والقرآن في وورد وغيرهما.
أرجو أن يجزل الله لك الثواب على هذا البرنامج النافع الخادم لكتاب الله تعالى
ـ[همام الجرف]ــــــــ[23 - 01 - 10, 01:00 م]ـ
أثابكم الله
ـ[أبو عبدالله الشامسي]ــــــــ[22 - 09 - 10, 09:34 م]ـ
جزاك الله خير
لو ترفع لنا قاعدة بيانات موقع عالم النور (الجذر ومواضيع القرآن) فلعنا نستفيد منها كما استفدت.
وأيضا ما هو رابط هذا الموقع
ـ[أحمد سيدأحمد]ــــــــ[23 - 09 - 10, 12:25 م]ـ
جعلكم الله خدامًا لكتابه ولسنة نبية(74/145)
[للتحميل] التحفة المرضية لنظم القوانين الفقهية PDF
ـ[خلدون الجزائري]ــــــــ[26 - 06 - 09, 08:15 م]ـ
نظم كتاب القوانين الفقهية لابن جزي الغرناطي المالكي ت741هـ
الناظم: المرابط بن محفوظ الأنصاري الشنقيطي
من الرابط التالي (6.6م):
http://www.mediafire.com/?9gwxg0mlybm
منقول
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[27 - 06 - 09, 10:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الطيماوي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 11:28 ص]ـ
من رفعي
http://www.megaupload.com/?d=SEDEE5D0(74/146)
[للتحميل] تحرير القواعد المنطقية في شرح الشمسية، للرازي، ومعه حاشية للجرجاني PDF
ـ[خلدون الجزائري]ــــــــ[26 - 06 - 09, 08:57 م]ـ
[للتحميل] تحرير القواعد المنطقية في شرح الشمسية، للرازي، ومعه حاشية للجرجاني PDF
طبعة مصطفى البابي الحلبي
تحميل مباشر: http://ia301535.us.archive.org/3/items/tahrir-kwmantikia/tahrir-kwmantikia.pdf
صفحة التحميل: http://www.archive.org/details/tahrir-kwmantikia
منقول
طريقة التصوير ربما تصعب من القراءة لذلك لابد من نقر يمين الماوس وتكبير الصورة
ـ[خليل إبراهيم]ــــــــ[27 - 06 - 09, 03:28 م]ـ
السلام عليكم
الروابط لا تعمل فالرجاء ممن نزل الكتاب إعادة تنزيله وجزاكم الله خيرا.
ـ[خليل إبراهيم]ــــــــ[27 - 06 - 09, 03:30 م]ـ
السلام عليكم
الروابط لا تعمل فالرجاء ممن نزل الكتاب إعادة تنزيله وجزاكم الله خيرا.
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[27 - 06 - 09, 04:20 م]ـ
السلام عليكم
الروابط لا تعمل فالرجاء ممن نزل الكتاب إعادة تنزيله وجزاكم الله خيرا.
يعمل لدي لكن دونك هذين الرابطين:
http://ia301534.us.archive.org/3/items/tahrir-kwmantikia/tahrir-kwmantikia.pdf
أو
http://www.archive.org/download/tahrir-kwmantikia/tahrir-kwmantikia.pdf
وبارك الله في شيخنا خلدون(74/147)
:: أبحث عن طبعة لكتاب الاقتراح في بيان الاصطلاح لابن دقيق العيد PDF ::
ـ[أبو سراقة الأثري]ــــــــ[26 - 06 - 09, 10:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخي واخواني ....
ابحث عن نسخة لكتاب الاقتراح في بيان الاصطلاح لابن دقيق العيد pdf
فارجو لمن عنده نسخة يتحفنا بها أو يدلنا عليها
وجزاكم الله خيرا <! -- / message --><!-- BEGIN TEMPLATE: ad_showthread_firstpost_sig --><!-- END TEMPLATE: ad_showthread_firstpost_sig --><!-- sig -->
ـ[أبو سراقة الأثري]ــــــــ[30 - 06 - 09, 02:34 م]ـ
هل من مجيب
ـ[أبو سراقة الأثري]ــــــــ[30 - 06 - 09, 04:57 م]ـ
للرفع
ـ[محمد المراكشي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 02:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله
ها هو أخي
http://www.archive.org/download/mrtnmrtn/nke.pdf
ـ[أبو سراقة الأثري]ــــــــ[01 - 07 - 09, 12:01 م]ـ
جزاك الله خيرا
ولكن أخي هذا نظم الاقتراح للعراقي
وأنا أريد كتاب الاقتراح نفسه.
ـ[أبويعلى البيضاوي]ــــــــ[08 - 11 - 09, 06:13 م]ـ
للكتاب حسب علمي ثلاث طبعات:
1 - ط العلمية
2 - طبعة دار المشاريع ومعه نظم الاقتراح للعراقي
3 - ط ار البشائر الإسلامية تحقيق عامر حسين صبري
وعندي الاولى والثانية
وقد بدات بعون الله في تصوير الثانية وسارفعها بحول الله وقوته فور فراغي منها والله الموفق وله الحمد والشكر
ـ[شتا العربي]ــــــــ[08 - 11 - 09, 08:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وليتك تتكرم برفع الطبعتين المتوفرتين لديك
ونرجو من بعض الأفاضل التكرم بتصوير الطبعة الثالثة التي تفضلت أنها بتحقيق الدكتور عامر حسن صبري
وهل تستطيع شيخنا الفاضل المساعدة في هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=192312
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى(74/148)
الكتاب القيم: الأبيات الجامعة للمسائل النافعه + تذكير المسلمين بتوحيد رب العالمين للشيخ آل جار الله
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 12:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الكتاب القيم والنادر
الأبيات الجامعة للمسائل النافعة
ومعه كتاب
تذكير المسلمين باتباع سيد المرسلين
للشيخ
عبد الله بن جار الله آل جار الله
رحمه الله
صفحة الشيخ في موقع صيد الفوائد
http://saaid.net/Doat/aljarallah/index.htm
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[24 - 07 - 09, 01:26 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ورحم الله شيخنا عبدالله الجارالله(74/149)
مطلوب: تفسير المظهري للفانيفتي
ـ[فهد بن عبد القيوم]ــــــــ[27 - 06 - 09, 12:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبحث عن التفسير المعروف بتفسير المظهري للشيخ القاضي ثناء الله المظهري الفانيفتي (ت 1225)
بارك الله فيكم
والسلام
ـ[عصمت الله]ــــــــ[27 - 06 - 09, 08:39 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
هذا هو الكتاب
ـ[فهد بن عبد القيوم]ــــــــ[28 - 06 - 09, 01:30 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً أخي الكريم
هل النسخة المصورة موجودة في النت أيضاً؟
بارك الله فيك(74/150)
أين أجد كتاب: تاريخ الجمعيات السرية والحركات الهدامة لمحمد عبدالله عنان رحمه الله
ـ[فيصل الهمداني]ــــــــ[27 - 06 - 09, 03:59 ص]ـ
كتاب مهم , ذكرة الدكتور أحمد الدعيج في سلسلة الحروب الصليبية.
ـ[فيصل الهمداني]ــــــــ[28 - 06 - 09, 03:46 ص]ـ
من يدلنا على الكتاب , بأي صيغة.
وجزاكم الله خير.
ـ[فيصل الهمداني]ــــــــ[04 - 07 - 09, 10:29 م]ـ
للرفع
ـ[محمود المنصور]ــــــــ[27 - 08 - 10, 07:38 م]ـ
للرفع بارك الله فيكم(74/151)
دُلنا على أفضل ما قرأت في صفة العمرة وفقهها
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[27 - 06 - 09, 06:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دٌلنا على أفضل الكتب "العلمية" التي قرأتها في صفة العمرة، وفي فقه العمرة.
يستوي في ذلك المطبوعة أو المتوفرة بصيغ إلكترونية.
والدال على الخير كفاعله
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[27 - 06 - 09, 06:53 ص]ـ
كتاب الشيخ سليمان اللهيميد ((صفة العمرة وآداب السفر)) مرتب ومنظم ومختصر ومفيد في بابه .....
موقع الشيخ ((رياض المتقين)) ...
ـ[الطيماوي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 11:30 ص]ـ
في صفة العمرة (وصف عمر النبي صلى الله عليه وسلم) ليشخي نافذ حماد
http://www.megaupload.com/?d=NBDJSIKV
وصف عمر خير الأنام
1.87 MB
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[27 - 06 - 09, 12:07 م]ـ
السلام عليكم
الأخ الطيماوي شيخك هل هو الدكتور المحدث نافذ حماد، عالم فلسطين الجليل؟؟
ثم قد حاولت فتح الرابط لكن للأسف الرابط عندنا في السعودية محجوب!!! فهلا تكرمتم بإرفاق الملف لأتمكن من الحصول على مؤلف الدكتورنافذ
ـ[الطيماوي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 01:13 م]ـ
نعم هو شيخي
وبالنسبة للكتاب لعل احد الاخوة يسحبه لك على روابط اخرى مثل اخونا مهاجي جمال فهو متخصص في ذلك
اما انا فلا ارفع الا على هذا الموقع
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[27 - 06 - 09, 02:30 م]ـ
صفة الحج والعمرة للشيخ محمد بن عثيمين ممتاز في بابه
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 03:16 م]ـ
من افضلها كتاب الشيخ أحمد حطيبة الجامع في أحكام الحج و العمرة
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[27 - 06 - 09, 03:59 م]ـ
في صفة العمرة (وصف عمر النبي صلى الله عليه وسلم) ليشخي نافذ حماد
http://www.megaupload.com/?d=NBDJSIKV
وصف عمر خير الأنام
1.87 MB
أحسن الله إليكم شيخنا الكريم
الكتاب على الأرشيف:
http://ia301542.us.archive.org/2/items/books-37_ahlalhdeeth/FiSefat3omra.pdf
أو
http://www.archive.org/download/books-37_ahlalhdeeth/FiSefat3omra.pdf
أو
http://www.sendspace.com/file/le1kda
أو
http://ifile.it/vu84e7x
أو
http://dl5.gettyfile.ru:8080/34/331270/FiSefat3omra.rar
أو
http://rapidshare.com/files/249196482/FiSefat3omra.rar.html
أو
http://www.mediafire.com/?ldjzjbddndm
أو
http://www.4shared.com/file/114426214/22b3ff42/FiSefat3omra.html
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[27 - 06 - 09, 08:30 م]ـ
الإخوة الكرام جزيتم خيراً
الأخ مهاجي جمال جزاك الله خيراً
الأخ الطيماوي:نفعكم الله بمحدث فلسطين محدث غزة، ونفع به وبكم، وأسأل الله العلي القدير أن يثبتكم على الحق،وأن يجعل لكم أعواناً عليه، وأن ينصركم على عدوكم.
ولي رجاء بأن توافونا بكتب الشيخ ومؤلفاته-من بعد إذنه-إن تيسر ذلك، فقد حرمنا من علم مشايخنا وعلمائنا الأجلاء كما حرمنا من أرضنا وأهلنا .... ثبتكم الله
ولو جعلتم ذلك في صفحة خاصة لكان أفضل
جزى الله الجميع خير الجزاء
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[01 - 07 - 10, 01:09 ص]ـ
للنفع ...(74/152)
أطلس النحو
ـ[يوسف مروة]ــــــــ[27 - 06 - 09, 12:04 م]ـ
السلام عليكم هذا كتاب أطلس النحو بعد تصغير حجمه وتحويله إلى ملف pdf
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[27 - 06 - 09, 12:23 م]ـ
أين هو؟
وجزاك الله خيرا مقدما ......
ـ[يوسف مروة]ــــــــ[27 - 06 - 09, 12:40 م]ـ
لقد فشل رفع الملف وسأحاول رفعه مجدداً
ـ[يوسف مروة]ــــــــ[27 - 06 - 09, 01:03 م]ـ
السلام عليكم هذا كتاب أطلس النحو بعد تصغير حجمه وتحويله إلى ملف pdf
لم أستطع رفع الملف فما هي الطريقة الأسرع لرفعه؟؟؟؟
ـ[يوسف مروة]ــــــــ[27 - 06 - 09, 01:49 م]ـ
http://www.4shared.com/file/114414924/e862f13b/__online.html
ـ[يوسف مروة]ــــــــ[27 - 06 - 09, 01:51 م]ـ
تفضل من هذا العنوان
http://www.4shared.com/file/114414924/e862f13b/__online.html
ـ[محمد احمد الحقاني الافغاني]ــــــــ[27 - 06 - 09, 02:08 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد احمد الحقاني الافغاني]ــــــــ[27 - 06 - 09, 02:22 م]ـ
ولكن اخي يوسف هذه النسخة لاجل صغر حجمها ليست بواضحة جدا، لو وضعت الرابط لتحميل النسخة الاصلية بدون صغر الحجم وان كانت كبيرة.
وجزاك الله خيرا مسبقا
ـ[محمد احمد الحقاني الافغاني]ــــــــ[27 - 06 - 09, 02:25 م]ـ
اطلس النحو العربي بالحجم الاصلي، صور، القسم الاول:
http://www.4shared.com/get/114123396/62b51fd0/__1.html;jsessionid=88FA434C4E52EAA9D9D33ACB5FC6D8 6A.dc116
ـ[محمد احمد الحقاني الافغاني]ــــــــ[27 - 06 - 09, 02:26 م]ـ
القسم الثاني
http://www.4shared.com/file/114138290/60757e63/__2.html
وجزى الله خيرا جزيلا لمن صورها ورفعها(74/153)
أحد الإخوة بعث برسالة يطلب تصوير بعض الكتب
ـ[مشرف الإعلانات]ــــــــ[27 - 06 - 09, 01:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الأخوة المشرفون على موقع ملتقى أهل الحديث
الرجاء منكم الإهتمام بطلب تصوير الكتب التالية:
«مجموع فيه مصنفات لشيخ الإسلام ابن تيمية»
إبراهيم بن شريف الميلي، بيروت، دار ابن حزم، 2002، [341 ص].
(يحتوي على 4 رسائل)
«مجموع فيه رسائل وقواعد لشيخ الإسلام ابن تيمية»
جمع وتحقيق وتعليق: علي بن عبد العزيز الشبل، مكتبة الرشد، 2005، [533 ص].
«المجموعة العلية من كتب ورسائل وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية»
تحقيق: هشام بن إسماعيل الصيني، الدمام، دار ابن الجوزي، (2002)، [1 - 2]، [ص].
(تحتوي على 23 رسالة).
«مجموعة رسائل مستدركة على مجموع الفتاوى»
اعتنى بنشرها والتعليق عليها: عبد المجيد جمعة الجزائري، القاهرة، دار الإمام أحمد، 2005، [71 ص].
«من تراث شيخ الإسلام ابن تيمية»، تحقيق: حسين بن عكاشة، القاهرة، الفاروق الحديثة، 2004، [348 ص].
«قاعدة في الرد على الغزالي في التوكل»، تحقيق: علي بن عبد العزيز الشبل، دار الصميعي، 1416ه/1995، [185 ص].
«رسالة في النزول والمعية وإثبات الصفات» وفصل في محنة شيخ الإسلام،
تحقيق وتعليق: علي بن عبد العزيز بن علي الشبل، الرياض، دار علوم السنة، 2000، [92 ص].
«قاعدة عظيمة في الفرق بين عبادات أهل الإسلام والإيمان وعبادات أهل الشرك والنفاق»
تحقيق: سليمان بن صالح الغصن، الرياض، دار العاصمة، 1418ه/1997، [189 ص].
العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية
تأليف أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي الدمشقي الصالحي؛ دراسة وتحقيق أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني،
القاهرة، الفاروق الحديثة للطباعة والنشر, 2002
الإنتصار بذكر أحوال قامع المبتدعين وآخر المجتهدين
ابن قدامة المقدسي
تحقيق: محمد السيد الجليند، القاهرة، وزارة الأوقاف، 2003، [612 ص].
أفقر العباد أبو عمر اللاذقي
ـ[الطيماوي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 01:09 م]ـ
العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيميه - محمد بن أحمد بن عبدالهادي بن قدامة المقدسي
http://al-mostafa.info/data/arabic/depot/gap.php?file=000769-www.al-mostafa.com.pdf
ـ[الطيماوي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 01:10 م]ـ
هل يشترط نفس الطبعات التي ذكرها ام ان اي طبعة بيمشي الحال
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[29 - 06 - 09, 02:33 ص]ـ
للرفع
ـ[محمد بن عبد المحسن المنصور]ــــــــ[30 - 06 - 09, 10:44 ص]ـ
1 - «مجموع فيه مصنفات لشيخ الإسلام ابن تيمية»
إبراهيم بن شريف الميلي، بيروت، دار ابن حزم، 2002، [341 ص].
(يحتوي على 4 رسائل)
2 - «مجموع فيه رسائل وقواعد لشيخ الإسلام ابن تيمية»
جمع وتحقيق وتعليق: علي بن عبد العزيز الشبل، مكتبة الرشد، 2005، [533 ص].
كل رسائل هذا المجموع موجودة في «مجموع الفتاوى» أو في «جامع المسائل»، وفيه فصل في ترجمة شيخ الإسلام هو قطعة من كتاب «الكواكب الدرية في مناقب المجتهد ابن تيمية» لمرعي الكرمي.
3 - «المجموعة العلية من كتب ورسائل وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية»
تحقيق: هشام بن إسماعيل الصيني، الدمام، دار ابن الجوزي، (2002)، [1 - 2]، [ص].
(تحتوي على 23 رسالة).
كل رسائل هذا المجموع نشرت ضمن «جامع المسائل»، وعلى نفس الأصول الخطية.
4 - «مجموعة رسائل مستدركة على مجموع الفتاوى»
اعتنى بنشرها والتعليق عليها: عبد المجيد جمعة الجزائري، القاهرة، دار الإمام أحمد، 2005، [71 ص].
كل رسائل هذا المجموع نشرت ضمن «جامع المسائل»، وعلى نفس الأصول الخطية.
5 - «من تراث شيخ الإسلام ابن تيمية»، تحقيق: حسين بن عكاشة، القاهرة، الفاروق الحديثة، 2004، [348 ص].
6 - «قاعدة في الرد على الغزالي في التوكل»، تحقيق: علي بن عبد العزيز الشبل، دار الصميعي، 1416ه/1995، [185 ص].
هذه الرسالة موجودة في مجموع المحقق المذكور عاليه برقم (2)، وهي منشورة ضمن «جامع المسائل».
7 - «رسالة في النزول والمعية وإثبات الصفات» وفصل في محنة شيخ الإسلام،
تحقيق وتعليق: علي بن عبد العزيز بن علي الشبل، الرياض، دار علوم السنة، 2000، [92 ص].
هذه الرسالة موجودة في مجموع المحقق المذكور عاليه برقم (2)، وهي منشورة ضمن «جامع المسائل».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/154)
8 - «قاعدة عظيمة في الفرق بين عبادات أهل الإسلام والإيمان وعبادات أهل الشرك والنفاق»
تحقيق: سليمان بن صالح الغصن، الرياض، دار العاصمة، 1418ه/1997، [189 ص].
مصورة هذا الكتاب عندي، والذي يؤخر رفعه على الإنترنت كبر حجم ملفه، وأحاول الآن تخفيض حجمه قدر الإمكان، وأرفعه قريبًا إن شاء الله تعالى.
9 - العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية
تأليف أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي الدمشقي الصالحي؛ دراسة وتحقيق أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني،
القاهرة، الفاروق الحديثة للطباعة والنشر, 2002
10 - الإنتصار بذكر أحوال قامع المبتدعين وآخر المجتهدين
ابن قدامة المقدسي
تحقيق: محمد السيد الجليند، القاهرة، وزارة الأوقاف، 2003، [612 ص].
هو عينه كتاب «العقود الدرية» لابن عبد الهادي المذكور قبله، ولكن بعنوان مختلف. والنسخة التي أشار إليها الأخ الطيماوي في مكتبة المصطفى هي نسخة محولة من ملف نصي.
فبعد التمحيص يتبقى من هذه الكتب العشر المطلوبة 3 عناوين فقط؛ وهي ذات الأرقام (1)، (5)، (9).
ولكن أود أن أغتنم هذه الفرصة لأطلب بدوري بعض الكتب المهمة لشيخ الإسلام ابن تيمية والتي لا توجد مصورة (وكلها بحمد الله تعالى موجودة في مكتبة الجامعة الإسلامية بغزة؛ أعني في متناول أخينا الطيماوي، بارك الله فيه)، وهي 3 كتب أيضًا:
1 - الاستقامة
[جزآن في مجلد واحد، ويوجد منها نسخة للشاملة موافقة لهذه الطبعة]
التأليف: ابو العباس تقي الدين احمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن عبدالله بن ابي القاسم ابن تيمية (مؤلف)، محمد رشاد سالم (محقق)
النشر: ط2القاهرة (مصر):مؤسسة قرطبة، 1900
التصنيف: 210
مكان وجوده: (غزة. المكتبة المركزية. مراجع)
رقم العنوان: 2130
2 - جامع الرسائل
[مجلدان، وله نسخة موافقة للمطبوع نشرت للشاملة 3 حديثًا]
التأليف: محمد رشاد سالم (محقق)، ابو العباس تقي الدين احمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن عبدالله بن ابي القاسم ابن تيمية (مؤلف)
النشر: القاهرة (مصر):مطبعة المدني، 1984
التصنيف: 240
مكان وجوده: (غزة. المكتبة المركزية. مراجع)
رقم العنوان: 5893
3 - بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية أهل الإلحاد من القائلين بالحلول والاتحاد (المعروف بالسبعينية)
[مجلد واحد، ويوجد لها نسخة للشاملة موافقة لهذه الطبعة، ولها نسخة مصورة ناقصة عن طبعة قديمة في مكتبة المصطفى لا تفي بالغرض]
التأليف: ابو العباس تقي الدين احمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن عبدالله بن ابي القاسم ابن تيمية (مؤلف)، موسى بن سليمان الدرويش (محقق)
النشر: ط3 [د. م]:مكتبة العلوم والحكم، 1995
التصنيف: 216.4
مكان وجوده: (غزة. المكتبة المركزية. عامه)
رقم العنوان: 3347
وبالله التوفيق.(74/155)
كتب وصى بها الشيخ الحكمي. فمن يرفعها لنا.
ـ[أبو الوليد بن أبي الليث]ــــــــ[27 - 06 - 09, 02:38 م]ـ
هذه بعض الكتب وصى بقرأتها الشيخ عبدالله سفيان الحكمي في موقعه الماتع المتون العلمية, فمن يرفعها لنا.
((كتاب اعتقاد أهل السنة)).
* المؤلف: الإمام الحافظ: أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيليّ المتوفى رحمه الله تعالى سنة 371 هـ.<? xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
* المحقق: د / جمال عَزُّون.< o:p></o:p>
* قدم له: العلامة الشيخ: حماد بن محمد الأنصاريّ رحمه الله تعالى.< o:p></o:p>
* الناشر: مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع بالرياض.< o:p></o:p>
شرح صحيح مسلم المسمّى بـ ((الكوكب الوهاج والروض البهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج)).
* الشارح: محمد الأمين بن عبدالله الهرري الشافعيّ، نزيل مكة المكرمة.< o:p></o:p>
* الناشر: دار المنهاج وطوق النجاة.< o:p></o:p>
(( حصول المسرة بتسهيل لامية الأفعال بزيادة بحرق والاحمرار والطرة)).
* المؤلف: الشيخ: صلاح بن محمد البدير، إمام وخطيب المسجد النبويّ الشريف.< o:p></o:p>
* قدم له: العلامة الشيخ: محمد بن عبدالله بن الصديق الشنقيطيّ.< o:p></o:p>
* الناشر: مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع بالرياض.< o:p></o:p>
اسم الكتاب: ((هجاء مصاحف الأمصار)).
* المؤلف: الإمام أبو العباس: أحمد بن عمّار المهدويّ رحمه الله تعالى.< o:p></o:p>
* تاريخ وفاته: سنة 440 هـ.< o:p></o:p>
* اسم المحقق: الدكتور: حاتم صالح الضامن.< o:p></o:p>
* الناشر: دار ابن الجوزيّ.< o:p></o:p>
اسم الكتاب: ((شرح الإلمام بأحاديث الأحكام)).
* المؤلف: الإمام المجتهد: ابن دقيق العيد رحمه الله تعالى.< o:p></o:p>
* تاريخ وفاته: سنة 702 هـ.< o:p></o:p>
* اسم المحقق: محمد خلّوف العبدالله.< o:p></o:p>
* الناشر: دار النوادر.< o:p></o:p>
اسم الكتاب: ((الفجر الساطع على الصحيح الجامع)).
* اسم المؤلف: الفقيه المغربيّ: محمد الفضيل الشبيهيّ الزرهونيّ، رحمه الله تعالى.< o:p></o:p>
* تاريخ وفاته: 1318 هـ.< o:p></o:p>
* اسم المحقق: د / عبدالفتاح الزِّنيفيّ.< o:p></o:p>
* الناشر: مكتبة الرشد - ناشرون.< o:p></o:p>
اسم الكتاب: ((الحاوي الصغير))
ووصف بالصغير تمييزاً له عن الحاوي الكبير للماورديّ، رحمه الله تعالى.< o:p></o:p>
* اسم المؤلف: نجم الدين: عبدالغفار بن عبدالكريم القزوينيّ الشافعيّ، رحمه الله تعالى.< o:p></o:p>
* تاريخ وفاته: سنة 665 هـ.< o:p></o:p>
* اسم المحقق: د / صالح بن محمد بن إبراهيم اليابس.< o:p></o:p>
* الناشر: دار ابن الجوزيّ بالدمّام ((كتب عليه: توزيع دار ابن الجوزيّ)).< o:p></o:p>
ـ[عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[27 - 06 - 09, 04:50 م]ـ
اعتقاد أهل السنة
تأليف
الحافظ أبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي
(277هـ - 371هـ)
قال ابن قدامة، أخبرنا الشريف أبو العباس مسعود بن عبد الواحد بن مطر الهاشمي، قال انبأنا الحافظ أبو العلاء صاعد بن سيَّار الهرويُّ أنبأنا أبو الحسن على بن محمد الجرجاني، أنبأ أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي، أنبأ أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي (*) بكتاب: اعتقاد السنة له قال:
[اصول الاعتقاد عند أهل الحديث]
اعلموا رحمنا الله وإياكم أن مذهب أهل الحديث أهل السنة والجماعة:
1 - الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله.
2 - وقبول ما نطق به كتاب الله تعالى، وصحت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، لا معدل عن ما وردا به ولا سبيل إلى رده، إذ كانوا مأمورين باتباع الكتاب والسنة، مضمونا لهم الهدى فيهما، مشهودا لهم بأن نبيهم صلى الله عليه وسلم يهدي إلى صراط مستقيم، محذرين في مخالفته الفتنة والعذاب الأليم.
[القول في الاسماء والصفات]
3 - ويعتقدون أن الله تعالى مدعو بأسمائه الحسنى وموصوف بصفاته التي سمى ووصف بها نفسه ووصفه بها نبيه صلى الله عليه وسلم.
4 - خلق آدم بيده.
5 - ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء، بلا اعتقاد كيف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/156)
6 - وأنه عز وجل استوى على العرش، بلا كيف، فإن الله تعالى انتهى من ذلك إلى أنه استوى على العرش ولم يذكر كيف كان استواؤه.
[ذكر بعض خصائص الربوبية]
7 - وأنه مالك خلقه وأنشأهم لا عن حاجة إلى ما خلق ولا معنى دعاه إلى أن خلقهم، لكنه فعال لما يشاء ويحكم كما يريد، لا يسأل عما يفعل، والخلق مسؤولون عما يفعلون.
[إثبات أسماء الله الحسنى وصفاته العلى]
8 - وأنه مدعو بأسمائه الحسنى، وموصوف بصفاته التي سمى ووصف بها نفسه، وسماه ووصفه بها نبيه عليه الصلاة والسلام.
9 - لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
10 - ولا يوصف بنقص أو عيب أو آفة، فإنه عز وجل تعالى عن ذلك.
[إثبات صفة اليدين]
11 - وخلق آدم عليه السلام بيده.
12 - ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء، بلا اعتقاد كيف يداه، إذ لم ينطق كتاب الله تعالى فيه بكيف.
13 - ولا يعتقد فيه الأعضاء (1)، والجوارح، ولا الطول والعرض، والغلظ، والدقة، ونحو هذا مما يكون مثله في الخلق، فإنه ليس كمثله شيء تبارك وجه ربنا ذو الجلال والإكرام.
14 - ولا يقولون: إن أسماء الله عز وجل غير الله كما يقوله المعتزلة (2) والخوارج (3) وطوائف من أهل الأهواء (4).
[قولهم في صفة الوجه والسمع والبصر والعلم والقدرة والكلام]
15 - ويثبتون أن له وجها، وسمعا، وبصرا، وعلما، وقدرة، وقوة، وكلاما، لا على ما يقوله أهل الزيغ من المعتزلة وغيرهم، ولكن كما قال تعالى: (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّك) (الرحمن: من الآية27) وقال: (أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ) (النساء: من الآية166) وقال: (وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ) (البقرة: من الآية255) وقال: (فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً) (فاطر: من الآية10)، وقال: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ) (الذريات: من الآية47)، وقال: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً) (فصلت: من الآية15) وقال: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) (الذريات:58).
16 - فهو تعالى ذو العلم، والقوة، والقدرة، والسمع، والبصر، والكلام، كما قال تعالى: (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) (طه: من الآية39)، وقال: (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا) (هود: من الآية37)، وقال: (حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّه) (التوبة: من الآية6)، وقال: (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً) (النساء: من الآية164)، وقال: (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (النحل:40)
[إثبات المشيئة]
17 - ويقولون ما يقوله المسلمون بأسرهم: (ما شاء الله كان، وما لا يشاء لا يكون)، كما قال تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّه) (الانسان: من الآية30).
[علم الله]
18 - ويقولون لا سبيل لأحد أن يخرج عن علم الله ولا أن يغلب فعله وإرادته مشيئة الله ولا أن يبدل علم الله، فإنه العالم لا يجهل ولا يسهو، والقادر لا يغلب.
[القرآن كلام الله]
19 - ويقولون: القرآن كلام الله غير مخلوق، وإنه كيفما تَصَرَّف بقراءة القارئ له وبلفظه، ومحفوظا في الصدور، متلواً بالألسن، مكتوباَ في المصاحف، غير مخلوق، ومن قال بخلق (5) اللفظ بالقرآن يريد به القرآن، فهو قد قال بخلق القرآن.
[أفعال العباد مخلوقة لله]
20 - ويقولون: إنه لا خالق على الحقيقة إلا الله عز وجل، وأن أكساب العباد كلها مخلوقة لله، وأن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء، لا حجة لمن أضله الله عز وجل، ولا عذر، كما قاله الله عز وجل: (قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ) (الأنعام:149)، وقال: (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) (الأعراف: من الآية29) (فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ) (لأعراف: من الآية30)، وقال: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ) (لأعراف: من الآية179)، وقال: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا) (الحديد: من الآية22)، ومعنى "نبرأها" أي نخلقها بلا خلاف في اللغة، وقال مخبراً عن أهل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/157)
الجنة: (وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ) (الأعراف: من الآية43) وقال: (لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً) (الرعد: من الآية31)، وقال: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) (هود:118) (إِلَّ ا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ) (هود: من الآية119).
[الخير والشر بقضاء الله]
21 - ويقولون إن الخير والشر والحلو والمر، بقضاء من الله عز وجل، أمضاه وقدره، لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله.
22 - وإنهم فقراء إلى الله عز وجل، لا غنى لهم عنه في كل وقت.
[النزول إلى السماء الدنيا]
23 - وأنه عز وجل ينزل إلى السماء على ما صح به الخبر (6) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بلا اعتقاد كيف فيه (7).
[رؤية المؤمنين ربهم في الآخرة]
24 - ويعتقدون جواز الرؤية من العباد المتقين لله عز وجل في القيامة، دون الدنيا، ووجوبها لمن جعل الله ذلك ثواباً له في الآخرة، كما قال: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ) (القيامة:22) (إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (القيامة:23) , وقال في الكفار: (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) (المطففين:15)
فلو كان المؤمنون كلهم والكافرون كلهم لا يرونه، كانوا جميعا عنه محجوبين، وذلك من غير اعتقاد التجسيم (8) في الله عز وجل ولا التحديد له، ولكن يرونه جل وعز بأعينهم على ما يشاء هو بلا كيف.
[حقيقة الإيمان]
25 - ويقولون: إن الإيمان قول وعمل (9) ومعرفة، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، من كثرت طاعته أزيد إيماناَ ممن هو دونه في الطاعة.
[قولهم في مرتكب الكبيرة]
26 - ويقولون: إن أحداَ من أهل التوحيد ومن يصلي إلى قبلة المسلمين، لو ارتكب ذنباَ، أو ذنوباَ كثيرة، صغائر، أو كبائر، مع الإقامة على التوحيد لله والإقرار بما التزمه وقبله عن الله، فإنه لا يكفر به، ويرجون له المغفرة: (وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) (النساء: من الآية48).
[حكم تارك الصلاة عمداَ]
27 - واختلفوا في متعمدي ترك الصلاة المفروضة حتى يذهب وقتها من غير عذر، فكفره جماعة (10) لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة) وقوله: (من ترك الصلاة فقد كفر) و: (من ترك الصلاة فقد برأت منه ذمة الله) وتأول جماعة منهم أنه يريد بذلك من تركها جاحداَ لها، كما قال يوسف عليه السلام: (إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) (يوسف: من الآية37) ترك (11) جحود.
[أقوال أهل العلم في الفرق بين الإسلام والإيمان]
28 - وقال كثير منهم: إن الإيمان قول وعمل، والإسلام فعل ما فرض على الإنسان أن يفعله، إذا ذكر كل اسم على حِدَته مضموماً إلى الآخر، فقيل: المؤمنون والمسلمون جميعا أو مفردين أريد بأحدهما معنى لم يرد بالآخر، وإن ذكر أحد الاسمين شمل الكل وعمهم.
29 - وكثير منهم (12) قالوا: الإسلام والإيمان واحد، قال الله عز وجل: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْه) (آل عمران: من الآية85) فلو أن الإيمان غيره لم يقبل منه، وقال: (فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:35) (فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (الذريات:36).
30 - ومنهم من ذهب إلى أن الإسلام مختص بالاستسلام لله والخضوع له والانقياد لحكمه فيما هو مؤمن به، كما قال: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُم) (الحجرات: من الآية14) وقال: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ) (الحجرات: من الآية17)، وهذا أيضاَ دليل لمن قال هما واحد.
[الشفاعة والحوض والمعاد والحساب]
31 - ويقولون: إن الله يخرج من النار قوما من أهل التوحيد بشفاعة الشافعين برحمته.
32 - وأن الشفاعة حق.
33 - وأن الحوض حق.
34 - الميزان حق.
35 - والحساب حق.
[ترك الشهادة لأحد من الموحدين بالجنة أو النار]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/158)
36 - ولا يقطعون على أحد من أهل الملة أنه من أهل الجنة أو أنه من أهل النار، لأن علم ذلك مغيَّبٌ عنهم، لا يدرون على ماذا يموت؟ أعلى الإسلام أم على الكفر؟ ولكن يقولون: إن من مات على الإسلام مجتنبا للكبائر والأهواء والآثام، فهو من أهل الجنة، لقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) (البينة: من الآية7) - ولم يذكر عنهم ذنبا – (أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (البينة: من الآية7) (جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ) (البينة: من الآية8) 37 - ومن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بعينه بأنه من أهل الجنة وصح له ذلك عنه، فإنهم يشهدون له بذلك، اتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتصديقا لقوله.
[عذاب القبر]
38 - ويقولون إن عذاب القبر حق، يعذب الله من استحقه إن شاء، وإن شاء عفى عنه، لقوله تعالى: (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) (غافر:46)، فأثبت لهم ما بقيت الدنيا عذابا بالغدو والعشي دون ما بينهما، حتى إذا قامت القيامة عذبوا أشد العذاب، بلا تخفيف عنهم كما كان في الدنيا.
وقال: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) (طه:124) يعني قبل فناء الدنيا، لقوله بعد ذلك: (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) (طه:124) بين أن المعيشة الضنك قبل يوم القيامة، وفي معاينتنا اليهود والنصارى والمشركين في العيش الرغد والرفاهية في المعيشة ما يعلم به انه لم يرد به ضيق الرزق في الحياة الدنيا لوجودنا مشركين في سعة من أرزاقهم، وإنما أراد به بعد الموت، قبل الحشر.
[سؤال منكر ونكير]
39 - ويؤمنون بمسألة منكر ونكير على ما ثبت به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع قول الله تعالى: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) (ابراهيم:27)، وما ورد تفسيره عن النبي (13).
[ترك الخصومات والمراء في الدين]
40 - ويرون ترك الخصومات والمراء في القرآن وغيره، لقول الله عز وجل: (مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا) (غافر: من الآية4) يعني يجادل فيها تكذيبا بها والله اعلم.
[خلافة الخلفاء الراشدين]
41 - ويثبتون خلافة أبي بكر رضي الله عنه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، باختيار الصحابة إياه، ثم خلافة عمر بعد أبي بكر رضي الله عنه باستخلاف أبي بكر إياه، ثم خلافة عثمان رضي الله عنه باجتماع أهل الشورى وسائر المسلمين عليه عن أمر عمر، ثم خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن بيعة من بايع من البدريين عمّار بن ياسر، وسهل بن حنيف، ومن تبعهما من سائر الصحابة مع سابقته وفضله.
[المفاضلة بين الصحابة]
42 - ويقولون بتفضيل الصحابة الذين رضي الله عنهم، لقوله: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَة) (الفتح: من الآية18)،وقوله: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ) (التوبة: من الآية100).
ومن أثبت الله رضاه عنه لم يكن منهم بعد ذلك ما يوجب سخط الله عز وجل، ولم يوجب ذلك للتابعين إلا بشرط الإحسان، فمن كان من التابعين من بعدهم لم يأت بالإحسان، فلا مدخل له في ذلك.
[قولهم فيمن يبغض الصحابة]
ومن غاظه مكانهم من الله فهو مخوف عليه ما لا شيء أعظم منه، لقوله عز وجل: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ) (الفتح: من الآية29) إلى قوله: (وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) (الفتح: من الآية29) فأخبر أنه جعلهم غيظا للكافرين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/159)
وقالوا بخلافتهم، لقول الله عز وجل: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَات) (النور: من الآية55) فخاطب بقوله {منكم} من نزلت الآية وهو مع النبي صلى الله عليه وسلم على دينه، فقال بعد ذلك: (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) (النور: من الآية55).
فمكن الله بأبي بكر وعمر وعثمان الدين، وعد الله آمنين يَغزُون ولا يُغزَون، ويخيفون العدو ولا يخيفهم العدو.
وقال عز وجل للذين تخلفوا عن نبيه عليه السلام في الغزوة التي ندبهم الله عز وجل بقوله: (فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ) (التوبة:83).
فلما لقوا النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه الإذن في الخروج للعدو فلم يأذن لهم، أنزل الله عز وجل: (سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً) (الفتح:15).
وقال لهم: (قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً) (الفتح:16)
والذين كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحياء خوطبوا بذلك لما تخلفوا عنه، وبقي منهم في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ما أوجب لهم بطاعتهم إياهم الأجر وبترك طاعتهم العذاب الأليم، إيذانا من الله عز وجل بخلافتهم رضي الله عنهم ولا جعل في قلوبنا غلا لأحد منهم، فإذا ثبت خلافة واحد منهم انتظم منها خلافة الأربعة.
[الجمعة خلف كل إمام مسلم برا كان أو فاجرا]
43 - ويرون الصلاة - الجمعة وغيرها- خلف كل إمام مسلم برا كان أو فاجرا، فإن الله عز وجل فرض الجمعة وأمر بإتيانها فرضا مطلقا، مع علمه تعالى بان القائمين يكون منهم الفاجر والفاسق، ولم يستثن وقتا دون وقت، ولا أمرا بالنداء للجمعة دون أمر.
[الجهاد مع الائمة وإن كانوا جورة]
44 - ويرون جهاد الكفار معهم، وإن كانوا جورة.
45 - ويرون الدعاء لهم بالإصلاح والعطف إلى العدل.
46 - ولا يرون الخروج بالسيف عليهم.
47 - ولا القتال في الفتنة.
48 - ويرون قتال الفئة الباغية مع الإمام العادل، إذا كان ووجد على شرطهم في ذلك.
[دار الإسلام]
49 - ويرون الدار دار الإسلام لا دار كفر - كما رأته المعتزلة - مادام النداء بالصلاة والإقامة بها ظاهرَيْن وأهلها ممكنين منها آمنين.
[أعمال العباد لا توجب لهم الجنة إلا بفضل الله]
50 - ويرون أن أحدا لا تخلص له الجنة - وإن عمل أي عمل - إلا بفضل الله ورحمته التي يخص بهما من يشاء، فإن عمله للخير وتناوله الطاعات إنما عن فضل الله الذي لو لم يتفضل به عليه لم يكن لأحد على الله حجة ولا عتب، كما قال الله: (وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ) (النور: من الآية21)، (وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً) (النساء: من الآية83) وقال: (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ) (آل عمران: من الآية74).
51 - ويقولون: إن الله عز وجل أجَّل لكل حي مخلوق أجلاً هو بالغه، (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) (الأعراف: من الآية34).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/160)
وإن مات أو قتل عند انتهاء أجله المسمى له كما قال الله عز وجل: (قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ) (آل عمران: من الآية154).
[الرازق الله]
52 - وإن الله تعالى يرزق كل حي مخلوق رزق الغذاء الذي به قوام الحياة، وهو ما يضمنه الله لمن أبقاه من خلقه،وهو الذي رزقه من حلال أو من حرام، وكذلك رزق الزينة الفاضل عما يحيا به.
[الله خالق الشياطين ووساوسهم]
53 - ويؤمنون بأن الله تعالى خلق الشياطين توسوس للآدميين ويختدعونهم ويغرونهم.
54 - وأن الشيطان يتخبط الإنسان (14).
[السحر والسحرة]
55 - وأن في الدنيا سحرا وسحرة، وان السحر استعماله كفر من فاعله، معتقدا له، نافعا ضارا بغير إذن الله.
[مجانبة البدعة]
56 - ويرون مجانبة البدعة والآثام، والفخر، والتكبر، والعجب، والخيانة، والدغل (15)، والاغتيال والسعاية (16).
57 - ويرون كف الأذى وترك الغيبة إلا لمن أظهر بدعة وهو يدعو إليهما، فالقول فيه ليس بغيبة عندهم.
[تعلم العلم]
58 - ويرون تعلم العلم وطلبه من مظانه، والجد في تعلم القرآن وعلومه وتفسيره، وسماع سنن الرسول صلى الله عليه وسلم وجمعها والتفقه فيها، وطلب آثار أصحابة.
[الكف عن الصحابة]
والكف عن الوقيعة فيهم، وتأول القبيح عليهم، ويكلونهم فيما جرى بينهم على التأويل إلى الله عزّ وجل.
[لزوم الجماعة]
59 - مع لزوم الجماعة.
60 - والتعفف في المأكل والمشرب والملبس.
61 - والسعي في عمل الخير.
62 - والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإعراض عن الجاهلين حتى يعلموهم ويبينوا لهم الحق، ثم الإنكار والعقوبة من بعد البيان وإقامة العذر بينهم وبينهم.
[وجوب لزوم مذهب أهل الحديث الفرقة الناجية]
هذا أصل الدين والمذهب، اعتقاد أئمة أهل الحديث، الذين لم تشنهم بدعة، ولم تلبسهم فتنة، ولم يخفُّوا إلى مكروه في دين، فتمسكوا معتصمين بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا عنه.
واعلموا ان الله تعالى أوجب في محبته ومغفرته لمتبعي رسوله صلى الله عليه وسلم في كتابه، وجعلهم الفرقة الناجية والجماعة المتبعة، فقال عزّ وجلّ لمن ادعى أنه يحب الله عز وجل: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31).
نفعنا الله وإياكم بالعلم، وعصمنا بالتقوى من الزيغ والضلالة بمنه ورحمته.
b
هوامش
(*) قال الحاكم عن الإمام الإسماعيلي: (كان الإسماعيلي واحد عصره وشيخ المحدثين والفقهاء وأجلهم في الرئاسة والمروءة والسخاء) (سير أعلام النبلاء 16/ 294). وقال عنه السمعاني: (إمام أهل جرجان والمرجوع إليه في الحديث والفقه. . . وهو أشهر من أن يذكر) (الأنساب 1/ 139). وقال عنه الذهبي: (الإمام الحافظ الفقيه شيخ الإسلام) (سير أعلام النبلاء 16/ 292) وقال في موضع آخر: (الإمام الحافظ الثبت شيخ الإسلام) (تذكرة الحفاظ 3/ 947). وقال عنه الصفدي: (الإمام. . . الفقيه الشافعي الحافظ) (الوافي بالوفيات 6/ 213). وقال عنه الأناباكي: (الحافظ. . . كان إماما طاف البلاد ولقي الشيوخ) (النجوم الزاهرة 4/ 140). وقال عنه ابن كثير: (الحافظ الكبير الرحال الجوال سمع الكثير وحدث وخرج وصنف فأفاد وأجاد وأحسن الانتقاد والاعتقاد) (البداية والنهاية 11/ 317). وقال عنه ابن عبد الهادي: (الإمام الحافظ الكبير أحد الأئمة الاعلام. . . كبير الشافعية بناحيته) (طبقات علماء الحديث 3/ 140). وقال عنه ابن ناصر الدين: (الإمام. . . أحد الحفاظ الأعيان كان شيخ المحدثين والفقهاء واجلهم في المروءة والسخاء)
(شذرات الذهب 3/ 72).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/161)
(1) هذه الكلمات ليست من الألفاظ المعروفة عند اهل السنة والجماعة من سلف هذه الأمة، بل هي من الكلمات المبتدعة المخترعة، والتعبير عن الحق بالالفاظ الشرعية هو سبيل أهل السنة والجماعة، فلا ينبغي لطالب الحق الالتفات إلى مثل هذه الالفاظ والتعويل عليها، وما كان أغنى الإمام المصنف رحمه الله عن مثل هذه الكلمات فإن الله سبحانه موصوف بصفات الكمال منعوت بنعوت الجلال، وعلى كل حال فالباطل مردود على قائله كائنا من كان، والقاعدة السلفية في مثل هذه الكلمات أنه لا يجوز نفيها ولا إثباتها إلا بعد التفصيل وتبيين مراد قائلها، وكان على المؤلف أن يجمل في النفي غير أنه أراد بهذا النفي أن يسد الطريق على المعطلة لئلا يكون لهم مدخل في رمي أهل الحديث بالتشبيه، لكنه لو امسك رحمه الله عن مثل هذه العبارات لكان أجدى.
(2) المعتزلة: فرقة كلامية ظهرت في أول القرن الثاني الهجري، وبلغت شانها في العصر العباسي الأول، يرجع اسمها إلى اعتزال إمامها واصل بن عطاء مجلس الحسن البصري لقول واصل بأن مرتكب الكبيرة ليس كافرا ولا مؤمنا بل هو في منزلة بين المنزلتين، ولما اعتزل واصل مجلس الحسن وجلس عمرو بن عبيد إلى واصل وتبعهما انصارهما قيل لهم معتزلة، وهذه الفرقة تعتد بالعقل وتغلو فيه وتقدمه على النقل.
(3) الخوارج: جمع خارجة، أي فرقة خارجة، واشتهر بهذا اللقب جماعة خرجوا على علي رضي الله عنه ممن كان معه في حرب صفين، وقد افترق الخوارج إلى عدة فرق يجمعهم القول بتكفير عثمان وعلي وأصحاب الجمل ومن رضي بالتحكيم وصوب الحكمين أو أحدهما، وتكفير صاحب الكبيرة، انظر الملل والنحل 1/ 114 والفرق بين الفرق 72/ 73 ومقالات الإسلاميين 1/ 167 ومجموع الفتاوي 3/ 279.
(4) هذه من حماقات الجهمية والمعتزلة ومن تابعهم، وهي مبنية على قولهم بخلق القرآن، قال الدارمي في الرد على المريسي: (وقد كان للمريسي في أسماء الله مذهب كمذهبه في القرآن، كان القرآن عنده مخلوقا من قول البشر لم يتكلم الله بحرف منه في دعواه، وكذلك أسماء الله عنده من ابتداع البشر) إلى ان قال: (فهذا الذي أدعو في أسماء الله أصل كبير من أصول الجهمية الذي التي بنوا عليها محنتهم وأسسوا عليها ضلالاتهم، غالطوا بها الأغمار والسفهاء) وشبهتهم: (أنهم لو اثبتوا لله تسعة وتسعين اسما لأثبتوا تسعة وتسعين إلها) انظر شرح اصول الاعتقاد 2/ 215، وقد كفرهم جماعة من السلف، يقول إسحاق بن راهوية: (أفضوا -الجهمية- إلى أن قالوا اسماء الله مخلوقة. . . وهذا الكفر المحض)، وقال الإمام احمد بن حنبل: (من زعم أن اسماء الله مخلوقة فهو كافر) شرح اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة 2/ 214. وقال خلف بن هشام المقري: (من قال إن أسماء الله مخلوقة فكفره عندي أوضح من هذه الشمس) شرح أصول أعتقاد أهل السنة 2/ 207.
(5) زعم كثير من أهل الأهواء أن الإمام البخاري قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ولكن بعد التحقيق تبين أن نسبة هذا القول للإمام البخاري رحمه الله من قبل شهادة الزور عليه وأنه براء من هذه المقالة، قال نصر بن محمد: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: (من زعم أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقله) طبقات الحنابلة 1/ 277، سير أعلام النبلاء 12/ 457. وقال أبو عمر والخفاف: (أتيت البخاري فناظرته في الأحاديث حتى طابت نفسي، فقلت: يا أبا عبد الله هاهنا أحد يحكي عنك أنك قلت هذه المقالة. فقال: يا أبا عمرو أحفظ ما أقول لك: من زعم من أهل نيسابور وقومس والري وهمذان وحلوان وبغداد والكوفة والبصرة ومكة والمدينة أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقله، إلا أني قلت أفعال العباد مخلوقة) تاريخ بغداد 2/ 32 مقدمة فتح الباري 492، سير أعلام النبلاء 12/ 457 - 458.
(6) في عقيدة السلف أصحاب الحديث: (على ما صح به الخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد قال عز وجل: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَام) (البقرة: من الآية210) وقال: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً) (الفجر:22) ونؤمن بذلك كله على ما جاء).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/162)
(7) في عقيدة السلف اصحاب الحديث: (بلا كيف، فلو شاء سبحانه أن يبين لنا كيفية ذلك فعل، فانتهينا إلى ما أحكم وكففنا عن الذي يتشابه، إذ كنا قد أمرنا به في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) (آل عمران:7)).
(8) التجسيم من الألفاظ المجملة المحدثة التي أحدثها أهل الكلام، فلم ترد في الكتاب والسنة ولم تعرف عن أحد من الصحابة والتابعين وأئمة الدين، فلذلك لا يجوز إطلاقها نفيا ولا إثباتا، فإن الله لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم نفيا أو إثباتا.
(9) العمل قسمان: عمل القلب وهو الإخلاص والنية، وعمل الجوارح وهي الأعضاء ويدخل في ذلك اللسان.
(10) منهم عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل وابن مسعود وابن عباس وجابر بن عبد الله وأبو الدرداء رضي الله عنهم، ومن التابعين إبراهيم النخعي وعبد الله بن المبارك وأيوب السختياني وإسحاق بن راهوية وأحمد بن حنبل وأبو بكر بن أبي شيبة وغيرهم رحمهم الله، انظر المحلى لابن حزم 2/ 242، ومعالم السنن للخطابي 5/ 58، وكتب الصلاة لابن القيم ص 37.
(11) معلوم أن النبي يوسف عليه السلام لم يكن تلبس بملة الكفر، ولكن أعرض عن الكفر جاحداً له، ومعلوم أن ترك الشيء لا يستلزم الوقوع فيه أولا.
(12) منهم محمد بن نصر المروزي وسفيان الثوري والبخاري والمزني وابن عبد البر، انظر جامع العلوم والحكم ص170، وروي عن الشافعي، انظر فتح الباري 1/ 114 - 115.
(13) قال النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير هذه الآية: (المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قول الله تعالى: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ) (ابراهيم: من الآية27))، اخرجه البخاري.
(14) كما قال تعالى:) الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) (البقرة: من الآية275).
(15) الدغل: هو الذي يبغي الشر، انظر تهذيب اللغة 8/ 71.
(16) الوشاية والنميمة بين الناس.
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[04 - 01 - 10, 09:07 م]ـ
الكوكب الوهاج:
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3658
لكن من عدة أيام، وهو تحت التجهيز، وإني لفي حاجة عاجلة إليه، فأسأل الله أن ييسر لهم.(74/163)
خطب عن المنافقين
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[27 - 06 - 09, 04:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وضعتها من أجل قراءتها على الجوال .....
أول مقابلة يتربص بها ابن أبيّ بالنبي صلى الله عليه وسلم
كانت أول مقابلة لهذه الشخصية مع النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه عن أسامة بن زيد؛ أن نبي الله صلى الله عليه وسلم ركب على حمار على قطيفة فدكية، وأردف أسامة بن زيد وراءه يعود سعد بن عبادة في بني الحارث من الخزرج، قبل وقعة بدر، حتى مر بمجلسٍ فيه عبد الله بن أبي، قبل أن يسلم عبد الله بن أبي، أي: يتظاهر بالإسلام، فإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان، واليهود والمسلمين، وفي المجلس عبد الله بن رواحة، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة، خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه، ثم قال: لا تغبروا علينا، فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم، ثم وقف، فنزل فدعاهم إلى الله، وقرأ عليهم القرآن، فقال عبد الله بن أبي ابن سلول: أيها المرء! إنه لا أحسن مما تقول، إن كان حقاً فلا تؤذنا به في مجلسنا، ارجع إلى رحلك، فمن جاءك فاقصص عليه، فقال: عبد الله بن رواحة: بلى يا رسول الله .. فاغشنا به في مجالسنا، فإنا نحب ذلك، فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون، فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكنوا، ثم ركب النبي صلى الله عليه وسلم دابته، حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (يا سعد ألم تسمع ما قال أبو حباب؟ يريد عبد الله بن أبي، قال كذا وكذا، قال سعد بن عبادة: يا رسول الله! اعف عنه واصفح، فوالذي أنزل عليك الكتاب، لقد جاء الله بالحق الذي أنزل عليك، وقد اصطلح أهل هذه البحيرة -أي: البلدة، وهي يثرب التي صارت المدينة و طيبة - على أن يتوجوه فيعصبوه بالعصابة، أي: يتوجوا عبد الله بن أبي ملكاً عليهم -فلما أبى الله ذلك، فاتت الفرصة على عبد الله بن أبي وفاته الملك للإسلام الذي جاء- فلما أبى الله ذلك بالحق الذي أعطاك الله، شرق بذلك -أي: غص به وكرهه- فذلك فعل به ما رأيت، فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم). وكان النبي صلى الله وعليه وسلم وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب -كما أمرهم الله- ويصبرون على الأذى، أي: في تلك المرحلة التي جاءت بعدها مرحلة أخرى، كما قال الله عز وجل: وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً [آل عمران:186] إلى آخر الآية. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتأول العفو ما أمره الله به حتى أذن الله فيهم، ونزلت الآيات بالأمر بجهاد الكفار والمنافقين، والغلظة عليهم، وتغيَّر الحال، فلما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدراً، فقتل الله به صناديد كفار قريش، قال ابن أبي ابن سلول ومن معه من المشركين وعبدة الأوثان: هذا أمر قد توجه -أي: ظهر وبان، وقوي الإسلام وقام عموده- فبايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم على الإسلام، فأسلموا، أي: في الظاهر. لقد اضطر ابن أبي أن ينتقل من العداوة الجهرية للدين إلى العداوة السرية، والكيد للإسلام وأهله، لقد فوت عليه هذا الدين الملك، فشرق من أجل ملكه، ونافق، وصار يعادي الإسلام والمسلمين، ويدبر المؤامرات ويحبكها هو وأعوانه كيداً للدين وأهله، وكان مما يخفي به أمره أنه كان يقوم بعد خطبة الجمعة، بعد أن كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطبها، يدعو قومه إلى الإسلام متظاهراً أنه ينصر الله ورسوله، وهكذا كان يتظاهر بالحرص على مصلحة المسلمين. وفي الجهاد كان لا يريد المسلمين أن يخرجوا من المدينة إلى أحد، حتى لا ينكشف هو وأصحابه، ولكن الله عز وجل أراد أمراً آخر، فاضطر للخروج، ثم انسحب، وهكذا صار أمرهم في بقية الغزوات أنهم لا يخرجون، ويتخلفون بالأعذار الواهية، وإذا خروا خرجوا ليرجعوا، أو ليثيروا الفتنة في جيش المسلمين. إن ذلك الرجل يكره الدين وأهله، وتجرأ أن يقول للنبي صلى الله عليه وسلم وقد خمر أنفه بردائه: لا تغبروا علينا، وفي رواية أخرى للبخاري أنه قال للنبي عليه الصلاة والسلام: إليك عني، والله لقد آذاني نتن حمارك، فقال رجل من الأنصار: والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحاً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/164)
منك، فغضب لعبد الله رجل من قومه فشتمه، فغضب لكل واحد منهم أصحابه، فكان بينهما ضرب بالجريد والأيدي والنعال.
أعلى الصفحة
مكائده في غزوة بني المصطلق
فإذاً كان مؤامرات عبد الله بن أبي تسبب الوقيعة في المسلمين والفتنة بينهم، فلقد كاد النبي عليه والصلاة والسلام وآذاه في أقرب الناس إليه زوجته عائشة، واتهم صفوان بن المعطل وإياها بفعل الفاحشة، وأنزل الله براءتها من فوق سبع سموات، وبراءة صفوان رضي الله عنهما، فقد بلغ أذاه إلى أهل النبي صلى الله عليه وسلم، وكان لا يتوانى في انتهاز الفرص للوقيعة بين المسلمين، ولذلك فإن غزوة المريسيع (غزوة بني المصطلق) قد شهدت مواقف دنيئة من هذا الرجل في غاية العجب، ومن ذلك ما حصل بين رجلين مزح أحدهما مع الآخر، فحصل بينهما رفع لشعار الجاهلية، فلما أنكره النبي صلى الله عليه وسلم، قال عبد الله بن أبي لما سمع القصة أوقد فعلوها؟ أي: المهاجرون، والله لقد كاثرونا في بلدنا، وصاروا يأكلون من خيراتنا، ونافسونا، ثم يريدون أن يطغوا علينا، فأراد أن يحيي العصبية، ويعيدها جاهلية، فقال: لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وقال أيضاً: لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا، أي: امنعوا الأموال عنه وعن أصحابه، لا تعطوه زكاة ولا غيرها، فيضطر الناس للانفضاض عنه، والأعراب الذين لا يأتون للمال لا يأتون، فلما سمع بذلك عمر رضي الله عنه، قال: دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (دعه .. لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه). سلك النبي صلى الله عليه وسلم ذلك المسلك إيثاراً لسلامة الدين والدعوة، وحتى لا يتحدث العرب الذين لا يعرفون القصة، وهم البعيدون عن المدينة وظروفها والأحوال والملابسات، حتى لا يقال إن محمداً قتل ابن أبي وهو قد تابعه وأظهر الإسلام، فترك النبي صلى الله عليه وسلم قتله، فانبرى ابنه عبد الله، وكان رجلاً مسلماً صادقاً - عبد الله بن عبد الله بن أبي، والله يخرج الحي من الميت- فقال لأبيه: والله لا تنقلب حتى تقر أنك الذليل ورسول الله صلى الله عليه وسلم العزيز، ففعل رغماً عنه، حبسه على باب المدينة، الحديث رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح. لقد فعل ابن أبي من المؤامرات عجيباً، ومن ذلك أنه خان الله ورسوله؛ وهذا من أشنع الأمور، والله سبحانه وتعالى قال لنبيه: وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ [النساء:107] أي: يخونونها بالمعصية [النساء:107] وخان الخيانات جميعاً الصغرى إلى العظمى، إلى خيانة دولة المسلمين، وإلى التجسس لحساب العدو مع إخوانه المنافقين، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ [المائدة:41]. هل تعرفون -يا أيها الأخوة- هذه الآية: سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ [المائدة:41] قال أهل التفسير، وذكره ابن كثير رحمه الله: هذه الآية في المنافقين، وقال في شرحها: سماعون من أجل قوم آخرين، فكانوا يأتون مجالس النبي صلى الله عليه وسلم، وينقلون أخباره إلى قوم وصفهم الله بقوله: لم يأتوك قال تعالى: سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ [المائدة:41] فكان هناك كفار صرحاء لا يستطيعون الإتيان، وكان هؤلاء المنافقون يجلسون عند النبي صلى الله عليه وسلم يسمعون الأخبار، وينقلونها إلى قوم لم يأتوه: سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ [المائدة:41].
أعلى الصفحة
ما هي صفات المنافقين؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/165)
ما هي صفات عبد الله بن أبي وأصحابه؟ قال تعالى: وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ [البقرة:14] لقد كان أمراً عجيباً ذلك الذي فعله ابن أبي في الطعن وكشف عورات المسلمين، وإفشاء أسرارهم، والتجسس للمشركين على المسلمين، ونقل أخبار المسلمين والتآمر عليهم، كانوا طابوراً خامساً وصفاً خلفياً، يريدون أن يظهر في المسلمين عورة تنقل إلى الكفار، وثغرة يخبر بها الكفار، واتخذوا مسجد الضرار كفراً وتفريقاً بين المؤمنين، وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله، وتستروا بالمسجد، وهو في الحقيقة ضرار للإسلام وأهله، هكذا كانوا يتسترون بالإسلام وهم على الكفر الأكبر، وهكذا فعلوا عندما نصبوا ذلك الصرح ليجعلوه وكراً لمؤامراتهم، حتى لا تنتبه إليهم عيون المسلمين، وكانوا يحرضون الكفار على المسلمين قال تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ [الحشر:11] وهكذا صنع أعداء الله، وهكذا جاملوهم وكانوا في صفهم، قال الله تعالى عنهم: بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً [النساء:138 - 139] فكانوا يصانعون اليهود في المدينة ليبتغوا عزة، وإذا كانت الدائرة على المسلمين قالوا: لقد دخلنا في الصف الأقوى قال تعالى: أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً [النساء:139] وقال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ [المائدة:51 - 52] إنها مسارعة وهرولة، إنها ركض وسعي، يسارعون فيهم، يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ * وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ [المائدة:52 - 53]. لقد كان أولئك المنافقون بقيادة عبد الله بن أبي يتخلفون عن الجهاد الحقيقي، ويصانعون أعداء الله، وكانوا من تخلفهم لا يعدون عدة، ولقد كشف الله أستارهم وأسرارهم وقال: وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً [التوبة:46] فلو كانوا يريدون الجهاد حقيقةً لأعدوا عدة الجهاد، ولكنهم لم يعدوها، ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة، كانوا يتخلفون عن النبي صلى الله عليه وسلم بالأعذار القبيحة، وكذلك فعل عبد الله بن أبي، وكان المسلمون يكتشفون المنافق من وجهه ونصيحته لمن هي، ولذلك قال بعضهم في رجل اتهمه بالنفاق: إنا لنرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين، وهكذا كانت سور القرآن تنزل، كالتوبة والمنافقين، والنساء والنور؛ كاشفة لأستار هؤلاء، فإن الله تعالى لم يكن ليترك نبيه دون كشف حالهم، وسميت سورة من القرآن بالفاضحة، لأنها كانت تفضحهم، والعجب كيف كان شعور ابن أبي وغيره من المنافقين والسور تنزل في فضحهم، والله يقول: يقولون، يقولون، وهو كلامهم بالنص، وهكذا كان القرآن ينزل بكلامهم بالنص الذي قالوه سراً، فاطلع الله عليه، فأطلع المؤمنين عليه. اللهم إنا نسألك البراءة من النفاق، اللهم إنا نسألك البراءة من النفاق، اللهم طهر قلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء، وألستنا من الكذب، إنك حي قيوم سميع مجيب، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .......
موت ابن أبي والصلاة عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/166)
الحمد لله، أشهد أن لا إله إلا الله، وسبحان الله! ولا حول ولا وقوة إلا بالله، وأشهد أن محمداً رسول الله، الرحمة المهداة، وحامل لواء الحمد، وصاحب المقام المحمود، الشفيع المشفع يوم الدين، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. عباد الله! وبعد حياة حافلة بالمؤامرات على الإسلام مات عبد الله بن أبي ابن سلول، وذهب منافقاً إلى ربه، فماذا كان موقف النبي صلى الله عليه وسلم؟ وماذا حصل في نهاية قصة ذلك الرجل؟ روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه، فأعطاه، ثم سأله أن يصلي عليه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، فقام عمر، فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تصلي عليه وقد نهاك ربك أن تصلي عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما خيرني الله، فقال: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً [التوبة:80] وسأزيده على السبعين، قال: إنه منافق، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله: وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ [التوبة:84]) الحديث رواه البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه، قال ابن حجر أحمد بن علي العسقلاني صاحب كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري رحمه الله تعالى في قول البخاري: جاء ابنه عبد الله بن عبد الله .. القصة: لما احتضر عبد الله، أي: ابن أبي جاء ابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (يا نبي الله إن أبي قد احتضر فأحب أن تشهده وتصلي عليه، قال: ما اسمك؟ قال: الحباب، قال: بل أنت عبد الله). وكان عبد الله بن عبد الله بن أبي من فضلاء الصحابة، وشهد بدراً وما بعدها، واستشهد يوم اليمامة في خلافة أبي بكر الصديق، ومن مناقبه: أنه بلغه بعض مقالات أبيه، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في قتله، خشي إن قتله أحد المسلمين ألا يتحمل الموقف، فقال: أقتله بيدي، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (بل أحسن صحبته) أخرجه ابن مندة من حديث أبي هريرة بإسناد حسن، وكأنه كان يحمل أمر أبيه على ظاهر الإسلام، فلذلك التمس من النبي صلى الله عليه وسلم أن يحضر عنده ويصلي عليه، ولا سيما وقد ورد ما يدل على أنه فعل ذلك بعهد أبيه، ويؤيد ذلك ما أخرجه عبد الرزاق عن معمر و الطبري من طريق سعيد كلاهما عن قتادة، قال: أرسل عبد الله بن أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما دخل عليه أي: على المنافق، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أهلكك حب يهود) فقال: يا رسول الله! إنما أرسلت إليك لتستغفر لي، ولم أرسل إليك لتوبخني، ثم سأله أن يعطيه قميصه ليكفن فيه، فأجابه، وهذا مرسل مع ثقة رجاله، ويعضده ما أخرجه الطبراني عن ابن عباس قال: لما مرض عبد الله بن أبي، جاءه النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر الحديث، قال ابن حجر: وكأن عبد الله أراد بذلك دفع العار عن ولده وعشيرته بعد موته، فأظهر الرغبة في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، ووقعت إجابته إلى سؤاله بحسب ما ظهر من حاله، إلى أن كشف الله الغطاء عن ذلك، وهذا من أحسن الأجوبة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، فقام عمر فأخذ بثوب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي رواية: [فقام إليه، فلما وقف عليه يريد الصلاة، وثبتُ إليه فقلت: يا رسول الله! أتصلي على ابن أبي وقد قال يوم كذا كذا وكذا؟ أعدد عليه قوله] يشير بذلك إلى مثل قوله: لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ، وإلى مثل قوله: لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ، وقال عمر يا رسول الله: أتصلي عليه وقد نهاك ربك أن تصلي عليه؟ وكأن عمر رضي الله عنه فهم من قوله تعالى: إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ [التوبة:80] أن النبي صلى الله عليه وسلم حتى لو زاد على السبعين لن يغفر الله لعبد الله بن أبي مادام قد مات على النفاق، وهذا مقتضى كلام العرب، وكان النبي صلى الله عليه وسلم، يريد أن يتألف قوم عبد الله بن أبي وولده المسلم أيضاً، وكذلك فإنه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/167)
كان رحيماً بأمته، فمشى على فهم كان قد تراءى له، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو أعلم أني لو زدت على السبعين غفر له لزدت) وهكذا أراد أن يزيد، فطول القيام تطويلاً طويلاً، كما جاء في بعض الطرق لهذا الحديث، وقال: (تأخر عني يا عمر) فلما تأخر عنه، وحصلت الصلاة، نزلت الآيات، والله سبحانه وتعالى يبين للمؤمنين: وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ [التوبة:84] قال في رواية: فذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: (وما يغني عنه قميصي من الله، وإني لأرجو أن يسلم بذلك ألف من قومه) وأنزل الله تعالى: وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ [التوبة:84]. وفي حديث ابن عباس، فلم يمكث إلا يسيراً، حتى نزلت، أي الآية، قال: فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على منافق بعده حتى قبضه الله، وهكذا حصل في هذه السيرة لهذا الرجل، وانتهت بإعلان واضح وصريح من رب العزة سبحانه وتعالى بأنه لا مجاملات على حساب العقيدة، وأنه لا يمكن أن يستغفر المؤمنون لرجل من المشركين: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ [التوبة:113] كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل بالظاهر حتى يعلم الحق والحقيقة بالأدلة التي يراها في الواقع، أو بما يوحيه الله إليه، وبين الله تعالى لنا صفات المنافقين، في سور كثيرة من القرآن، وآيات معددة لنحذر منهم، وليس بعجيب ولا غريب أن تكون عدد الآيات في صدر سورة البقرة التي تتكلم عن المنافقين أضعاف عدد الآيات التي تتكلم عن المؤمنين، وكذلك التي تتكلم عن الكافرين الصرحاء، لأن الناس ثلاثة أقسام: مسلم، وكافر صريح، ومنافق يخفي الكفر ويظهر الإسلام، ونظراً لخفاء حال هؤلاء فقد اعتنى الله عز وجل عناية بالغة بذكر صفاتهم، ليحذرهم المؤمنون، وهكذا كان جهادهم أمراً واجباً، بنص قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ [التحريم:9]. اللهم إن نسألك أن تحيي الإيمان في قلوبنا، اللهم اجعل قلوبنا معمورة بالإيمان واليقين .......
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[27 - 06 - 09, 04:57 م]ـ
الخطبة الأولى
فقد ذكر الله سبحانه وتعالى: في كتابه العزيز صنفاً من الناس يتلونون بكل لون ويأتون الى الناس بوجوه متعددة يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام، يتظاهرون بأفعال الخير وهم من أفسد الناس باطناً ذلكم الصنف هم المنافقون الذين ضررهم على الإسلام والمسلمين أشد من ضرر الكفار الأصليين، ولذلك حذر الإسلام من فعالهم وأمر المسلمين أن لاينخدعوا بهم، فقال تعالى في بيان حالهم وكشف أستارهم وفضح عوارهم: ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون واذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون واذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لايعلمون وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينيهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤن الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لايبصرون صم بكم عمي فهم لايرجعون أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين يكاد البرق يخطف أبصارهم كما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولوشاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير [البقرة:8 - 20].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/168)
والمنافقون يقولون ما لايفعلون فهم يتظاهرون بالتوحيد ومحبة الله وهم من أكذب الناس وأفسدهم باطناً، ولذلك حذر رسول الله من الإتصاف بصفاتهم، فلهم علامات يعرفون بها تميزهم عن غيرهم، فيستدل عليهم بقرائن أحوالهم، فعن أبي هريرة أن رسول الله قال: ((آية المنافق ثلاث: اذا حدث كذب واذا وعد أخلف واذا اؤتمن خان)) 1، وعن عبدالله بن عمرو بن العاص أن رسول الله قال: ((أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر)) 2، فهذان الحديثان أفادا أن من خصال المنافق وصفاته الكذب في الحديث وخلف الوعد وخيانة الأمانة وغدر العهد والفجور في الخصومة، فهذه الخصال المذمومة لا يتصف بها جميعها الا من كان منافقاً خالصاً، فالمنافقون ديدنهم الكذب فهم كاذبون في مقالهم وفعالهم، ويوجد بين المسلمين اليوم صنف من هؤلاء يتزيون بزي الإسلام ويطلقون اللحى ويقصرون الثوب، ويبرمون العمامة ولكنهم يكذبون على الله فيتزلفون الى الطاغوت ويبيعون دينهم بعرض من الدنيا قليل، يشترون الضلالة بالهدى والعماية بالنور ويستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير، يكذبون على الجهلة من المسلمين في أنهم إنما يريدون بعملهم هذا خدمة الإسلام والمسلمين والذود عن حياض هذا الدين وهم كاذبون في الحقيقة موالون لأعداء الله ومعادون لأولياءه وعدواً بالناس بنصرة الدين ثم ظهروا في المواقف التي فيها الخذلان للإسلام والمسلمين، عاهدوا في الله بنصرة الإسلام ثم نقضوا العهد والميثاق في دخولهم في في أحلاف الجاهليين خانوا الأمانة التي حملوها مع أن السماوات والأرض والجبال ناءت بحملها لعظمتها فلم يؤدوها كما ينبغي أداءها فتنصلوا عن مبادئهم واذا بهم يركضون لاهثين خلف العلمانيين يطلبون منهم الفتات على موائد النفاق فبئس الفعل فعلهم وبئس الصنيع صنيعهم يا أيها الذين آمنوا لاتخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون [الأنفال:27] فحري بالمسلمين أن يحذروهم ويجتنبوا أعمالهم ويحذروا من أقوالهم فإن للقوم كلاماً معسولاً، وبهم من القول وزوراً، والمعصوم من عصمه الله تعالى من شرورهم ونفاقهم والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم.
________________________________________
الخطبة الثانية
إن من صفات المنافقين رفض تحكيم شرع الله وإرادة التحاكم إلى الطاغوت والصد عن رسول الله كما قال تعالى: ألم تر الى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا الى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً واذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً [النساء:60 - 61].
ومن صفاتهم أيضاً: إتخاذهم الكفار أولياء من دون المؤمنين قال تعالى: بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليماً الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً [النساء:138 - 140]، وقد ذكر الله بعض صفاتهم في سورة التوبة التي سميت بالفاضحة لأنها فضحتهم وكشفت أسرارهم وهتكت خبايا نفوسهم وعرّت ماهم عليه من الكفر والنفاق فلنستمع الى شيء من آيات سورة التوبة التي فضح الله فيها المنافقين قال تعالى: ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون [التوبة:48 - 50]. ومن صفاتهم أيضاً مناصرتهم للكفار وموالاتهم لهم والوقوف معهم عند حربهم على الإسلام قال الله تعالى: ألم ترى إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحداً أبداً وإن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/169)
قوتلتم لننصركم والله يعلم إنهم لكاذبون لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لاينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لاينصرون [الحشر:11 - 12] فهكذا هي أفعالهم يوالون الكافرين ويطيعونهم وينصرونهم على المسلمين في حال حربهم، ولكنهم جبناء لا يثبتون في معمعات المعارك، فعند الجد والقتال لاينصرون الكفار، بل يولون الأدبار خاذليهم فهم جبناء رعاديد، ومن صفاتهم أنهم يكثرون الإدعاء بأنهم مؤمنون بالله وبالرسول ومطيعون الله وللرسول مع إنهم كاذبون في ادعائهم، ودليل ذلك إعراضهم عن الاحتكام الى الله ورسوله كلما دعوا اليه قال الله تعالى: ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين واذا دعوا الى الله ورسوله لحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين أفي قلوبهم مرض أم إرتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون [النور:47 - 50].
هذه هي بعض صفات المنافقين أولياء الشيطان وأنصار الكفر والطواغيت فالحذر الحذر منهم ومن فعالهم ومقالهم والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم.
الخطبة الأولى
أما بعد: إن الله تبارك وتعالى صنف عباده في أول سورة البقرة إلى مؤمنين وكافرين ومنافقين، وأنزل في ذلك عشرين آية في أول هذه السورة.
منها ثلاث آيات في وصف المؤمنين وآيتان في وصف الكافرين، وثلاث عشرة آية في وصف المنافقين، بين فيها أحوالهم وكشف أسرارهم وصور طبائعهم ونفسياتهم وطريقة تفكيرهم ومنطقهم.
وقد تحدث القرآن عن المنافقين في مواضع كثيرة. وفي سور عديدة وأكثر ما تحدث عنهم في سورة التوبة حتى سميت الفاضحة لأنها فضحت المنافقين وكشفت أحوالهم وبينت أسرارهم ودواخلهم وخططهم ثم فرغت سورة بأكملها للمنافقين كشفت أيضًا أسرارهم وأساليبهم وبينت شيئًا من خططهم سميت سورة المنافقين كل هذا لتحذير المجتمع المسلم من خطر هذا العدو الهدام الذي يحاربهم من داخلهم، ويسعى إلى تدميرهم خلسة وخفية حتى لا تراه الأعين ولكن يجب أن تكتشفه البصائر، إن أهم سمة وأخطر صفة لهذا العدو الهدام المدمر هي صفة الخفاء فهو خلال المجتمع المسلم، داخل خلال المجتمع المسلم، يظهر التعاطف معهم ويخفي كفره وعداوته معه في باطنه، فالمكر والخداع والكذب هي أساليبه وأدواته لكن إذا سنحت الفرصة ووجد ثغرة ينفذ منها لضرب المسلمين فإنه يكون حينئذ أشد قسوة ووحشية ونكاية للمؤمنين من أي عدو مجاهر، كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلاً ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون [التوبة:8].
إن قدرة المنافقين على التحرك في الخفاء وسعيهم لتدمير المجتمع المسلم من داخله جعل خطرهم أشد وأعظم وأنكى من خطر العدو المجاهر الكافر المعلن لكفره ولعداوته لأن أمر العدو الكافر المجاهر واضح للعيان فيأخذ المسلمون حيطته منه واستعدادهم له بخلاف هذا العدو الهدام الخفي المتسلل بين صفوفنا بخلاف المنافقين، وقد تسللوا إلى داخل المجتمع المسلم وتشكلوا بشكله وتصوروا بصورته، فإنهم كإبليس وجنوده يروننا من حيث ما نراهم، وقد نغتر بظواهرهم ونركن إليهم ونسند إليهم بعض شئوننا يديرونها ونسلم إليهم بعض أمورنا يدبرونها، وربما فعلنا أكثر من ذلك.
إذا كانت الغفلة فينا نحن المسلمين مستحكمة ربما اتخذناهم بطانة نأتمنهم على أسرارنا ونسلطهم على دواخلنا وفي ذلك الخطر كل الخطر وأعظم من هذا خطرًا إذا تمكن هؤلاء المنافقون من التقرب من ولاة المسلمين وأمرائهم وحكمائهم ونالوا الحظوة لديهم وأصبحوا من أعوانهم المقربين، وقد يُسندون إليهم أشد الأعمال خطرًا وشأنًا وأعظمها وأهمها شأنًا فيضطلع هذا العدو الخفي الهدام على أسرار المسلمين ويكتشف مكامنهم ومداخلهم ونقاط الضعف فيهم، حتى إذا جاءت الفرصة وفار التنور أنشبوا أظافرهم ومخالبهم وكشروا عن نابهم.
والله تبارك وتعالى من رحمته بعباده المؤمنين ولطفه بهم ورعايته لهم حذرهم من هذا العدو الخفي المدمر، حذرهم من المنافقين ومن اتخاذهم بطانة والركون إليهم والانخداع بظواهرهم، حذرنا نحن المؤمنون من ذلك أيما تحذير، إنه تحذير مفصل واضح كالشمس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/170)
قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم أي من أهل ملتكم ممن يخالفونكم في الدين ويناصبونكم العداوة ولو في بواطنهم لا يألونكم خبالاً أي لا يترددون في تدميركم وإلحاق الأذى والضرر بكم بكل وسيلة ممكنة لهم ودوا ما عنتم ما يشقيكم ويتعبكم ويربيكم ويرهقكم يسرهم يودون ذلك ويحبونه ويسعون إليه قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون [آل عمران:118].
إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئًا إن الله بما يعملون محيط [آل عمران:120].
إن اتخاذ البطانة من هؤلاء الكافرين ممن هو دوننا من أهل ملتنا ممن يفارقوننا في الدين وإن أخفوا ذلك في بواطنهم وهم يظهرون لنا حلاوة اللسان ولين الجانب والتفاني في إرضائنا وخدمتنا والسعي لإجابة أهواءنا وخدمة شهواتنا، إن اتخاذ البطانة من هؤلاء المنافقين كان من أكبر الأسباب والعوامل لتدمير الدول الإسلامية في الماضي بل ولحلول الكوارث والنكبات العظيمة على المجتمع المسلم كله.
عندما غفل المسلمون حكامًا ومحكومين عندما تحكمت فيهم شهواتهم فحجبت عقولهم وبصائرهم من هذا الجانب الخطير، فركنوا إلى من هو دونهم من غير أهل ملتهم واستخدموهم واستعانوا بهم واتخذوا البطانات منهم فحلت الكوارث وانهارت الدول بينما الصدر الأول أصحاب رسول الله كانوا متيقظين أشد التيقظ لهذا الجانب، فلم يكونوا يسمحون أبدًا بأي ثغرة ينفذ منها أحد ممن هو دونهم من غير أهل ملتهم من المنافقين من هذا العدو الخفي الهدام، ما كانوا يسمحون أبدًا لهذا العدو الخفي الهدام أن ينفذ في مجتمعهم ويتسلل خلال صفوفه.
روى أبو موسى الأشعري رضي الله عنه وكان قد ولاه الفاروق عمر بن الخطاب ولاه على البصرة أميرًا، يروي أبو موسى الأشعري فيقول قلتُ لعمر يا أمير المؤمنين: إن لي كاتبًا نصراني فرفع عمر يده وضرب بها على فخد أبي موسى حتى كاد يكسرها وقال له: مالك قاتلك الله، أما سمعت الله يقول: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم، قال أبو موسى يا أمير المؤمنين: لي كتابته ولهم دينهم، فقال عمر: لا أكرمهم إذ أهانهم الله ولا أعزهم إذ أذلهم الله، ولا أدنيهم وأقربهم إذ أبعدهم وأقصاهم الله.
وكتب عمر بعد ذلك إلى سائر ولاته وأمراءه وعماله يقول: أما بعد فإن كان لكم قبله له كاتب من المشركين فلا يعاشره ولا يؤازره - أي لا يتخذه وزيرًا أو مستشارًا - ولا يجالسه ولا يعتضد برأيه.
وكان لعمر الفاروق رضي الله عنه عبد نصراني فقال له عمر: أسلم فإنا نريد أن نستعين بك على بعض أمور المسلمين وما ينبغي لنا أن نستعين على أمورهم بمن ليس منهم فأبى العبد النصراني أن يسلم فأعتقه عمر وقال: له اذهب حيث شئت.
ولمّا ولى الفاروق عمر رضي الله عنه أبا هريرة أميرًا على البحرين كتب له كتابًا ضمن فيه تعليمات عظيمة ما أعظمها وما أهمها لكل والٍ وأمير من المسلمين وكان مما جاء في تلك التعليمات أن قال فيها كتابه: عُد مرضى المسلمين وأشهد جنائزهم وافتح بابك وباشرهم وابعد أهل الشر عنهم وأنكر أفعالهم ولا تستعن على أمر من أمور المسلمين بمن ليس منهم وباشر مصالحهم بنفسك فإنما أنت رجل منهم غير أن الله جعلك حاملاً لأثقالهم.
والأصل في هذه التعليمات العمرية الإسلامية المشددة في منع المسلمين وخاصة منع ولاتهم وأمراءهم من الركون لغير أهل ملتهم من استخدام الكافرين واستعمال المشركين، الأصل في ذلك الآية التي ذكرها عمر بنفسه رضي الله عنه لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء [المائدة:51]. وقوله تعالى: لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً [آل عمران:118].
وكذلك قول سيدنا رسول الله: ((إنا لا نستعين بمشرك)) [1] ولكن عندما غفل المسلمون حكامًا ومحكومين في بعض العصور السابقة عن هذا المبدأ الهام وركنوا إلى أعدائهم بل واستخدموهم واستعملوهم واتخذوهم بطانة حلت الكوارث العظيمة على مجتمع المسلمين وهذا ما سنتحدث عنه إن شاء الله في الجمعة القادمة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون [التوبة: 67].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/171)
بارك الله لي ولكم في القرآن ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
________________________________________
الخطبة الثانية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعص الله ورسوله فقد غوى ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه.
أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
وعليكم أيها المسلمون بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار.
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون [آل عمران:102] يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدًا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا [الأحزاب:70 - 71].
يا ابن آدم أحبب ما شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك ملاقيه وكن كما شئت فكما تدين تُدان.
ثم صلوا على خاتم النبيين وإمام المرسلين فقد أمركم الله بذلك في كتابه المبين فقال جل من قائل: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا [الأحزاب:56].
وقال: ((من صلى علىّ واحدة صلى الله عليه بها عشرًاْ)) [1]
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وذي النورين عثمان وأبي السبطين علىَّ وعن آل بيت نبيك الطيبين الطاهرين وعن أزواجه أمهات المؤمنين، وعن الصحابة أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك وعفوك وإحسانك يا أرحم الراحمين
أما بعد:
قوله عز وجل: يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون اعلموا أن الله يحيي الأرض بعض موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون [الحديد:12 - 17].
يقول الله تعالى مخبرا عن عباده المؤمنين يوم القيامة، أنهم يسعى نورهم بين أيديهم في عرصات القيامة، وبأيمانهم كتبهم، قال ابن مسعود: (على قدر أعمالهم يمرون على الصراط منهم من نوره مثل الجبل، ومنهم من نوره مثل النخلة ومنهم من نوره مثل الرجل القائم، وأدناهم نورا من نوره في إبهامه، ويتقد مرة ويطفأ مرة).
وعن قتادة بن أبي أمية قال: إنكم مكتوبون عند الله بأسمائكم وسيماكم وحلاكم ونجواكم ومجالسكم، فإذا كان يوم القيامة قيل: يا فلان هذا نورك، يا فلان لا نور لك. وقيل: ليس أحد لا يعطى نورا يوم القيامة، فإذا انتهوا إلى الصراط طفئ نور المنافقين أحوج ما يكونون إليه، عند ذلك يقول المؤمنون: ربنا أتمم لنا نورنا [التحريم:8].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/172)
وقوله عز وجل: وبأيمانهم [الحديد:12] أي وبأيمانهم كتبهم، كما قال: فمن أوتي كتابه بيمينه [الانشقاق:7]. أي يقول لهم من يتلقاهم من الملائكة: بشراكم أي المبشر به جنات، أو بشراكم دخول الجنات، قال ابن القيم رحمه الله: وكيف يقدر قدر دار خلقها الله بيده، وجعلها مقرا لأحبابه، وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه، ووصف نعيمها بالفوز العظيم، وملكها بالملك الكبير، وأودعها الخير بحذافيره وطهرها من كل عيب وآفة ونقص، فإن سألت عن أرضها وتربتها فهي المسك والزعفران، وإن سألت عن سقفها فهو عرض الرحمن، وإن سألت عن بلاطها فهو المسك الأذفر، وإن سألت عن حصبائها فهو اللؤلؤ والجوهر، وإن سألت عن بنائها فلبنة من فضة ولبنة من ذهب، وإن سألت عن أشجارها فما فيه شجرة إلا وساقها من ذهب أو فضة لا من الحطب والخشب، وإن سألت عن ثمارها فأمثال القلال ألين من الزبد وأحلى من العسل، وإن سألت عن ورقها فأحسن ما يكون من رقائق الحلل، وإن سأل عن أنهارها فأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: ((لقاب قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب)) ([1]).
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله قال الله عز وجل: ((أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر)) مصداق ذلك في كتاب الله: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون [السجدة:17].
فيا عجبا ممن يؤمن بدار هذه صفتها، ويوقن بأنها لا يموت أهلها، ولا تحل الفجائع بمن نزل بفنائها، ولا تنظر الأحداث بعين التغيير إلى أهلها، كيف يأنس بدار قد أذن الله في خرابها، ويهنأ بعيش دونها، والله لو لم يكن فيها إلا سلامة الأبدان، مع الأمن من الموت والجوع والعطش وسائر أصناف الحدثان، لكان جديرا بأن يهجر الدنيا بسببها وأن لا يؤثر عليها ما التصرم والتنغص من ضرورته.
كيف وأهلها ملوك آمنون، وفي أنواع السرور متمتعون، لهم فيها ما يشتهون، وهم في كل يوم بفناء العرش يحضرون، وإلى وجه الله الكريم ينظرون، وينالون بالنظر إلى وجه الله ما لا ينظرون معه إلى سائر نعيم الجنان ولا يلتفتون، وهم على الدوام بين أصناف هذه النعم يترددون وهم من زوالها آمنون.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: ((ينادي مناد: يا أهل الجنة إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا فذلك قول الله عز وجل: ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون ([2]) [الأعراف:43].
وبعد أن بين الله عز وجل حال المؤمنين، وكيف أنهم يعطون النور في الآخرة بقدر أعمالهم، ويحملون كتابهم بأيمانهم، وتبشرهم الملائكة بجنة الله عز وجل خالدين فيها، وأن ذلك هو الفوز العظيم، بين الله عز وجل أحوال المنافقين إذا حرموا النور يوم القيامة، أو أطفأ عنهم أحوج ما يكونون إليه.
فقال عز وجل: يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب [الحديد:13].
قوله: انظرونا أي انظروا إلينا، وقيل بمعنى انتظرونا وهو الذي عول عليه ابن جرير، وكأنهم يقولون للمؤمنين ذلك حينما يساقون إلى الجنة زمرا، والمنافقون ما يزالون في عرصات الآخرة وأهوالها وعذابها، والمراد حينئذ من الانتظار الاقتباس من نورهم، ورجاء شفاعتهم، أو دخول الجنة معهم، طمعا في غير مطمع، يقولون لهم ذلك حين يسرع بهم إلى الجنة.
قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً قال الزمخشري: طرد لهم وتهكم بهم، أي ارجعوا إلى الموقف إلى حيث أعطينا هذا النور فالتمسوه هناك فمن ثم يقتبس، أو ارجعوا إلى الدنيا فالتمسوا نورا بتحصيل سببه، وهو الإيمان والعمل الصالح، أو ارجعوا خائبين وتنحوا عنا فالتمسوا نورا آخر فلا سبيل لكم إلى هذا النور، وقد علموا أنه لا نور وراءهم وإنما هو تخييب وإقناط لهم.
قال الحسن وقتادة: هو حائط بين الجنة والنار، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم هو الذي قال الله تعالى: وبينهما حجاب [الأعراف:46]. وقال ابن كثير وهو الصحيح: باطنه في الرحمة أي الجنة وما فيها وظاهره من قبله العذاب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/173)
والنفاق عباد الله هو الداء العضال، وهو أن يظهر للمسلمين إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وهو في الباطن منسلخ من ذلك كله مكذب به.
وقد هتك الله سبحانه أستار المنافقين، وكشف أسرارهم، وجلّى لعباده أمورهم ليكونوا منها ومن أهلها على حذر.
هم أحسن الناس أجساما وألطفهم بيانا، وأخبثهم قلوبا وأضعفهم جنانا، فهم كالخشب المسنّدة التي لا ثمر لها، قد قلعت من مغارسها فتساندت إلى حافظ يقيمها لئلا يطأها السالكون: وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون [المنافقون:3].
يؤخرون الصلاة عن وقتها، فالصبح عند طلوع الشمس، والعصر عند الغروب، وينقرونها نقر الغراب، إذ هي صلاة الأبدان لا صلاة القلوب، ويلتفتون فيها التفات الثعلب إذ يتقين أنه مطرود وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر، وإذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان، ما أكثرهم وهم الأقلون، وما أجهلهم وهم المتعالمون: ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون [التوبة:56].
كره الله طاعاتهم لخبث قلوبهم وفساد نياتهم فثبطهم عنها وأقعدهم، وأبغض قربهم منه وجوارهم لميلهم إلى أعدائه فطردهم عنه وأبعدهم، وحكم عليهم بحكم عدل لا مطمع لهم في الفلاح بعده إلا أن يكونوا من التائبين فقال تعالى: ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين [التوبة:46].
ثم ذكر حكمته في تثبيطهم وإقعادهم وطردهم عن بابه وإبعادهم، وأن ذلك من لطفه بأوليائه، وإسعادهم فقال وهو أحكم الحاكمين: لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين [التوبة:47].
إن حاكمتهم إلى صريح الوحي وجدتهم عنه نافرين، فلو شهدت حقائقهم لرأيت بينها وبين الهدى أمدا بعيدا وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً [النساء:61].
كثروا والله على ظهر الأرض وفي أجواف القبور، لئلا يستوحش المؤمنون في الطرقات، سمع حذيفة رجلا يقول اللهم أهلك المنافقين فقال: (يا ابن أخي لو هلك المنافقون لاستوحشتم في طرقاتكم قلة السالك).
تالله لقد قطع خوف النفاق قلوب السابقين الأولين، ساء ظنونهم بنفوسهم حتى خشوا أن يكونوا من جملة المنافقين، قال عمر بن الخطاب لحذيفة: (نشدتك بالله هل سماني لك رسول الله منهم؟ قال لا ولا أزكي بعدك أحدا).
وقال ابن أبي مليكة: (أدركت ثلاثين من أصحاب محمد كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول إن إيمانه كإيمان جبريل وميكائيل). وذكر عن الحسن البصري (ما أمنه إلا منافق، وما خافه إلا مؤمن) قوله: ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور [الحديد:14].
أي ينادي المنافقون المؤمنين، أما كنا في الدار الدنيا، نشهد معكم الجمعات، ونقف معكم بعرفات، ونؤدي معكم سائر الواجبات؟ (قالوا بلى) قد كنتم معنا: ولكنكم فتنتم أنفسكم وارتبتم وغرتكم الأماني.
أي فتنتم أنفسكم باللذات والمعاصي والشهوات، وتربصتم أي أخرتم التوبة، وقال قتادة تربصتم بالحق وأهله: وارتبتم أي برسالة محمد، وبالبعث بعد الموت، وغرتكم الأماني أي قلتم سيغفر لنا: حتى جاء أمر الله أي ما زلتم في هذه الحالة بغير توبة حتى جاءكم الموت وغركم بالله الغرور أي الشيطان، قال قتادة: كانوا على خدعة من الشيطان، والله ما زالوا عليها حتى قذفهم الله في النار.
قال بعض العلماء: إن للباقي بالماضي معتبرا، وللآخر بالأول مزدجرا، والسعيد من لا يغتر بالطمع، ولا يركن إلى الخدع، ومن ذكر المنية نسي الأمنية، ومن أطال الأمل نسي العمل، وغفل عن الأجل.
فمعنى قول المؤمنين للمنافقين إنكم كنتم معنا، أي بالأبدان لا بالقلوب، كنتم معنا بأبدان لا نية لها ولا قلوب معها، وإنما كنتم في حيرة وشك وتربص وغرور. ثم بالغ المؤمنون في توبيخهم وتقريعهم وتقنيطهم، فقالوا: فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير أي لو جاء أحدكم اليوم بملء الأرض ذهبا ومثله معه ليفتدي به من عذاب الله ما قبل منه كما لا تقبل الفدية كذلك ممن أظهر كفره وعناده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/174)
وقوله تعالى: مأواكم النار هي مصيركم وإليها منقلبكم، وقوله تعالى: هي مولاكم أي أولى بكم من كل منزل على كفركم وارتيابكم وبئس المصير، ثم قال عز وجل: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون [الحديد:16].
يقول تعالى أما آن للمؤمنين أن تخشع قلوبهم لذكر الله، أي تلين عند الذكر والموعظة وسماع القرآن فتفهمه وتنقاد له وتسمع له وتطيعه، عن ابن عباس قال: إن الله استبطأ قلوب المؤمنين فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة من نزول القرآن فقال: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ثم قال عز وجل: ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم نهى الله تعالى المؤمنين أن يتشبهوا بالذين حملوا الكتاب من قبلهم من اليهود والنصارى؛ لما تطاول عليهم الأمد بدلوا كتاب الله الذي بأيدهم، واشتروا به ثمنا قليلا، ونبذوه وراء ظهورهم، وأقبلوا على الآراء المختلفة والأقوال المؤتفكة. وقلدوا الرجال في دين الله، واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله، فعند ذلك قست قلوبهم، فلا يقبلون موعظة، ولا تلين قلوبهم بوعد ولا وعيد، وكثير منهم فاسقون أي في الأعمال، فقلوبهم فاسدة وأعمالهم قاسية، كما قال تعالى: فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به [المائدة:13]. ولهذا نهى الله المؤمنين أن يتشبهوا بهم في شيء من الأمور الأصلية والفرعية، ثم قال عز وجل: اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون [الحديد:17].
فيه إشارة إلى أن الله عز وجل يلين القلوب بعد قسوتها، ويهدي الحيارى بعد ضلتها، ويفرج الكروب بعد شدتها، فكما يحيي الأرض الميتة المجدبة الهامدة بالغيث الهتال الوابل، كذلك يحيي القلوب ببراهين القرآن والدلائل، ويولج إليها النور بعد أن كانت مقفلة لا يصل إليها الواصل، فسبحان الهادي لمن يشاء بعد الضلال، والمضل لمن أراد بعد الكمال، الذي هو لما يشاء فعال، وهو الحكيم العدل في جميع الفعال، اللطيف الخبير الكبير المتعال
الخطبة الأولى
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ...
أما بعد:
فيا عباد الله اتقوا الله حق التقوى.
معاشر المسلمين، سبق حديث عن المنافقين وخطرهم، وكثرتهم، وبلية الإسلام بهم، ومحنة المسلمين معهم، وانخداع البعض بهم.
وفي هذا اليوم يدور الحديث عن سماتهم، وصفاتهم، وملامحهم، في الكتاب والسنة.
إخوة الإسلام، والحديث عن صفات المنافقين في كل زمان ومكان يكشف لنا طرفاً من إعجاز القرآن الكريم حيث فضح السابقين منهم رغم خفائهم وتسترهم بنفاقهم.
وبقيت آيات القرآن بين أيدينا وفي صدورنا هاديةً لمعرفة المنافقين في كل زمان ومكان، ولا يزال المؤمنون يدركون عظمة القرآن كلما أطل النفاق برأسه، وبرزت طوائف من المنافقين.
نعم أيها المسلمون، ليست حركة النفاق قصةً ماضية ولكنها حقيقةٌ باقية، اختلفت وسائلها وتعددت مسمياتها واتحدت أهدافها وسماتها، قال الإمام مالك رحمه الله تعالى: النفاق في عهد رسول الله هو الزندقة فينا اليوم.
ويقول ابن تيمية رحمه الله: والمنافقون ما زالوا ولا يزالون إلى يوم القيامة.
أيها المسلمون، والصفات الواردة في القرآن الكريم عن المنافقين نجدها بكثرة في مجتمعنا المعاصر، ولا يجد المرء عناء في التمثيل من الواقع على هذه الصفات، ولكن هذا لا يعني تعميم الحكم بالنفاق على كل من وجدت فيه تلك الصفات؛ ذلك أن النفاق شعب وأنواع، كما أن الكفر شعب وأنواع، فكذا من كان متهماً بنفاق، فهم على أنواع متعددة كما وضحه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في قوله: ولهذا لم يكن المتهمون بالنفاق نوعاً واحداً، بل فيهم المنافق المحض، وفيهم من فيه إيمان ونفاق، وفيهم من إيمانه غالب وفيه شعبة من النفاق.
إخوة الإسلام، ومن يُذكر في هذا العصر بصفة من صفاتهم فلا يعني ذلك حكماً عليه بل أمره إلى الله، ولا يعامل في هذه الدنيا إلا بالظاهر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/175)
عباد الله، وإذا تقررت محنة الإسلام والمسلمين بالمنافقين قديماً وحديثاً كان لا بد من بيان سماتهم وعلاماتهم؛ حتى يحذر المسلمون شرورهم ولا يتورطوا بشيء من خلال النفاق وصفات المنافقين، على أن حصرَ جميع ِصفاتهم والإحاطةَ بكل علاماتهم ومواقفهم أمرٌ يصعب ويطول، وحسبي الإشارة إلى شيء منها.
إخوة الإيمان، أما وصف جوارح المنافقين، فأسماع قلوبهم قد أثقلها الوقر فهي لا تسمع منادي الإيمان، وعيون بصائرهم عليها غشاوة العمى، فهي لا تبصر الحقائق، وألسنتهم بها خرسٌ عن الحق فهم لا ينطقون، صم بكم عمي فهم لا يرجعون.
لقد حكم القرآن بكذب ألسنتهم ومرض قلوبهم وجاءت السنة ببيان قلوبهم المنكوسة فقال تعالى: وَ?للَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ لَكَـ?ذِبُونَ [المنافقون:1]، وقال تعالى: فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ ?للَّهُ مَرَضًا [البقرة:10]، وقال رسول الهدى: ((القلوب أربعة)) وذكر منها القلب المنكوس ـ رواه أحمد بسند جيد ـ والقلب المنكوس هو قلب المنافق لأنه عرف الحق ثم أنكره.
والمنافقون مع كذبهم يخلفون الميعاد، ويخونون الأمانة، ويغدرون حين يعاهدون، ويفجرون حين يخاصمون، بهذا صح الخبر عن رسول الله وفي رواية مسلم: ((وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم)).
أيها المسلمون، من علامات المنافق التكاسل عن الطاعات والمراءات حين يؤدون الواجبات ولا يستطيعون المواربة في المكتوب من الصلوات، ففضيحتهم تكون فيها، قال الله عن المنافقين: وَإِذَا قَامُواْ إِلَى ?لصَّلَو?ةِ قَامُواْ كُسَالَى? يُرَاءونَ ?لنَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ ?للَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً [النساء:142]، وقال تعالى: وَلاَ يَأْتُونَ ?لصَّلَو?ةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى? [التوبة:54].
وينكشف المنافقون أكثرُ ما ينكشفون في صلاتي العشاء والفجر حيث تقل الرقابة وتثقل عليهم الطاعة، يقول رسول الهدى: ((إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما من الأجر لأتوهما ولو حبواً)) رواه أحمد والنسائي، وأصله في البخاري.
وقال ابن مسعود: (ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق) رواه مسلم.
هؤلاء هم المنافقون يؤخرون الصلاة عن وقتها وينقرونها نقر الغراب، ويلتفتون التفات الثعلب، وقلَّ ما يشهدون الصلاة مع جماعة المسلمين.
وهذا أمر مشاهد في الأحياء والبيوت اليوم، وهو نفاق معلوم كما قال ابن مسعود.
ولقد بنى المنافقون مسجداً ليبرروا تخلفهم عن الصلاة معه بالصلاة في ذلك المسجد الذي هو مسجد الضرار ففضحهم الله، أما في عصرنا فحجتهم أنه يصلي مع مسجد آخر يتأخر أو مع مسجد آخر يبكر، أو يصلي في العمل أو في الطريق، وبين المؤمنين والمنافقين صلاة الفجر مع المسلمين.
المنافقون لا يتصدقون ولا يزكون، وقد شهد القرآن ببخلهم وقبض أيديهم وقال عنهم: وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَـ?رِهُونَ [التوبة:54].
أيها المسلمون، وحين يتفق العقلاء أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضمانة بقاء وصلاح المجتمع، فيه تحيا الفضيلة وتحاصر الرذيلة، ينتكس المنافقون في فهمهم وتراهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، لا فرق في ذلك بين الرجال والنساء، يشتركون في السمة والأداء كما يشتركون في العقوبة والجزاء قال الله عنهم: ?لْمُنَـ?فِقُونَ وَ?لْمُنَـ?فِقَاتُ بَعْضُهُمْ مّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِ?لْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ?لْمَعْرُوفِ [التوبة:67]، هذه صفتهم في كل زمان ومكان، وهذه طبيعتهم لا يتغيرون ولا يتبدلون ولهم في هذا الزمن مناهج شتى في الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف منها:
تجنيد الأجهزة الإعلامية لصياغة الأمة صياغة فساد وعلمنة، من خلال البرنامج المسلسل والأغنية والتعليق الإذاعي والحوار والتغطية الإعلامية والتحقيق الصحفي والمقالات ذات الكاتب المجهول، وإجراء مقابلات مع أراذل الخلق الذين يراد منهم أن يكونوا نماذج في النجاح والتحضر والمدنية.
ولقد أمطرتنا صحيفة محلية بوابل من المقالات والتحقيقات التي تهدف إلى تحرير المرأة ـ زعموا ـ وتمتعها بحقوقها المشروعة من قيادة للسيارة وتدريبات صباحية في المدارس كالحال مع البنين، وأيضاً المشاركة في مجلس الشورى وإفراد النساء بمدن صناعية خاصة، وتمكين المرأة من حمل بطاقة خاصة بها قد لصقت بها صورتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/176)
حملة محمومة سخَّرت فيها جميع عقارب النفاق لإقناع المجتمع بهذا الطرح الزائغ البليد، ففرح لهذا الطرح أقوام من المرضى حتى قال أحدهم: والحقيقة أنني سعيد جداً بمن يمكن أن أسميهم "عصافير الصحيفة" أولئك الإخوة والأخوات الذين يسعدونني بمقالاتهم وسجالاتهم الجميلة، سواء في صفحة الرأي, أو في الزوايا اليومية, وغير اليومية, أو في صفحة النقاشات وغيرها من الصفحات الأخرى, ويهمني بشكل خاص أن أقدم تحية حارة لأصحاب الزوايا اليومية الذين وفقت الصحيفة في اختيارهم والذين تشعر وأنت تقرأ لهم أنهم كتّاب مخلصون لفنهم, يكتبون بدمهم ورموش عيونهم.
ولما انتفش الباطل وظهر أمره رأت الصحيفة أن تغلق الستار على هذا الموضوع ولم يرق للكاتب هذا الأمر لأنه يريد ألا يوقف النقاش في قيادة المرأة للسيارة حتى يتحقق هذا المطلب بتمامه فكتب لهذه الصحيفة معاتباً كيف تغلق هذا الموضوع المهم دون نقاش القرآء، وأبدى لهم أنه أصيب بخيبة أمل شديدة لأنه أثنى عليهم في أمر ثم خذلوه في ذلك الأمر نفسه.
ومن أساليبهم أيضاً في الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف طرح المسلمات العقدية والفقهية على سبيل عرض الآراء ووجهات النظر والحوار في كل شيء حتى قال أحدهم: ليست هناك قضايا ينبغي أن تظل بمنأى عن الحوار حتى تلك التي بقامة ناطحات السحاب.
ومن أساليبهم: التباكي والمدافعة عن الحقوق الشخصية والإصلاح ورد الاعتبار، ومن ذلك ما يحتجون به كثيراً في الحديث عن المرأة يقول أحدهم: والمرأة لدينا ترزح في إرث طويل من العزلة والمسكنة, نتيجة قرون طويلة من الأمية والجهل, ونتيجة خضوعها لتسلط قهري من الرجل الذي حبسها وفرض عليها العزلة التامة, تأثراً بعصر الجواري وأروقة "الحريم العثمانية".
عباد الله، المنافقون يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، ولا يتورعون عن التهم الباطلة، وإن قوماً تطاولوا في تهمهم على مقام بيوت الأنبياء عليهم السلام لن يتورعوا في إلصاق التهم زوراً وبهتاناً على غيرهم من باب أولى، ولن يقصروا في دفع مجتمع المسلمين إلى الفاحشة والرذيلة.
كتب أحدهم قديماً من لندن ينعى على أمته ما هي فيه من تحجر وتطرف ويصف ما رآه في عربة أحد القطارات من أن شاباً وفتاة غارقين في القبل ما يقرب من نصف ساعة ولم يستنكر ذلك أحد في القطار, ويتسائل متى يرى هذه الظاهرة في بلاده؟ إن قضيته الشاغلة أن الفتيان في بلاده لا يقبلون الفتيات في نواصي الطرقات وهل يتصور حب للفاحشة أكثر من هذا؟ سبحان الله!
ولا شك أن كل من يكتب اليوم عن: تحرير المرأة مشاركٌ في إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا ولم يفعل ذلك لسواد أعين النساء وإنما لأمر يراد في نفسه وإن زعم أنه فوق هذه الشكليات وأنه ينظر إلى ضمير المرأة دون النظر إلى شكلها، يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في تفنيد كلام هؤلاء السخفاء مخاطباً النساء: ولا تصدقي ما يقوله بعض الرجال من أنهم لا يرون في البنت إلا خلقها وأدبها وأنهم يكلمونها كلام الرفيق ويودونها ود الصديق، كذبٌ والله ولو سمعت أحاديثهم في خلواتهم لسمعت مهولاً مرعباً وما يبسم لك الشاب بسمة ولا يلين لك بكلمة ولا يقدم لك خدمة إلا وهي تمهيد لما يريد أو هي على الأقل إيهام لنفسه أنها تمهيد.
أيها المسلمون، تاريخ المنافقين حافل بالسخرية بالدين والاستهزاء واللمز بالمتدينين، وتلك طامة كبرى كشف فيها القرآن دخيلة المنافقين وحكم بكفرهم عليها رب العالمين حتى وإن اعتذروا فيها ظاهراً أمام المسلمين وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِ?للَّهِ وَءايَـ?تِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَـ?نِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مّنْكُمْ نُعَذّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ [التوبة:65، 66]، وكشف الله عورهم مرة أخرى عندما سخروا من المطوعين من المؤمنين ووعدهم العذاب الأليم فقال تعالى: ?لَّذِينَ يَلْمِزُونَ ?لْمُطَّوّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَـ?تِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ ?للَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [التوبة:79].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/177)
السخرية بالصالحين أو بمعنى أصح التعبير عن كراهية الصالحين أمر موجود في إعلامنا وحساب من يتبنى ذلك على الله.
في كل عام يعرض في شهر رمضان المبارك مجموعة من حلقات ذلك البرنامج.
الذي يفترض في الممثلين القائمين على إنتاجه أن يؤدوا أدوارًا، تعالج سلبيات اجتماعية متنوعة لكن دأب القائمون على هذا البرنامج في السنوات الأخيرة على إبراز شخصية المواطن المتدين بقالب وصورة منفرة. تتعمد تشويهه، وتقديمه للمشاهد بشكل (كاريكاتيري) مضحك ومقزز، (الصورة الذهنية) التي يقدمها البرنامج عن الفرد الملتزم، تختزله في شخص متطرف، ضيق الأفق، يضطهد المرأة، مسكون بالهاجس الجنسي، رث الهيئة، ومخادع لا يعبر مظهره عن مخبره. فعلى سبيل المثال، قدم البرنامج في إحدى حلقاته، المواطن المتدين على أنه (خائن) و (مرتشي)، حينما أبدى الممثل الذي يقوم بدور شخص متدين استعداده لتزوير ميزانية إحدى الشركات.
في حلقة قديمة قُدِّمت الشخصية المتدينة على أنها غبية ومتطرفة. ففي رحلة خاوية (يحرص) المتدين، كما يقدمه البرنامج، على أن تكون المسافة بينه وبين (أقرب) مجموعة من الناس كيلومتر كامل، كما أنه يستخدم المقرب (الدربيل) ليتأكد من ذلك، وتوضع الأغطية الثقيلة على النساء في آخر المشهد الكاريكاتيري السخيف.
في مشهد آخر يقوم ابن أحد الممثلين بدور شاب متدين ويبدو من خلال ذلك الدور، أبلها معتوها، مظهره وهيئته منفران.
ولا شك أن هذه عملية تشويه، وتدمير متعمدة ومقصودة، للشخصية العامة. وهي تعني كل بيت في هذا الوطن الذي لا يكاد يخلو من شاب ملتزم، أو فتاة ملتزمة.
إن الممثل الذي يقدم ابنه ليؤدي دور شاب متدين، أبله وساذج، لا يستطيع أن ينكر أن أوائل طلبة الثانوية العامة هم في الغالب، من الشباب المتدين. كما أن الذين انبروا للدفاع عن البرنامج لا يقدرون على إنكار تميز الشخص المتدين في مجتمعنا، في أكثر من موقع، فهناك عشرات بل المئات من المتدينين، من الأطباء والمهندسين، وأساتذة الجامعات، وغيرهم، من المتفوقين علميًا، على الصعيدين المحلي والعالمي.
إن أبرز صفة للمنافقين هي بغض الصالحين والتندر بهم وهي كافية لتكفيرهم ولوكان على وجه الخوض واللعب كما قال النبي لأولئك النفر لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَـ?نِكُمْ [التوبة:66].
أيها المسلمون، المنافقون أصحاب المصالح والأهواء ليس لهم قرار واضح ولا قاعدة ثابتة تراهم مع المؤمنين تارة ومع الكافرين تارات رسل فساد وأصل كل بلية وهزيمة: ?لَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مّنَ ?للَّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُنْ مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَـ?فِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مّنَ ?لْمُؤْمِنِينَ فَ?للَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ ?لْقِيَـ?مَةِ وَلَن يَجْعَلَ ?للَّهُ لِلْكَـ?فِرِينَ عَلَى ?لْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً [النساء:141].
ولاء المنافقين للكافرين ولو عاشوا بين ظهراني المسلمين، وقلوبهم مع أعداء الدين وإن كانوا بألسنتهم وأجسامهم وعدادهم في المسلمين يخشون الدوائر فيسارعون للولاء والمودة للكافرين ويسيئون الظن بأمتهم فيرتمون في أحضان أعدائهم ويزعمون إبقاء أياد عند الكافرين تحسباً لظفرهم بالمسلمين: فَتَرَى ?لَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَـ?رِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى? أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى ?للَّهُ أَن يَأْتِىَ بِ?لْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى? مَا أَسَرُّواْ فِى أَنفُسِهِمْ نَـ?دِمِينَ [المائدة:52].
المنافقون هم الأعداء الحقيقيون للمسلمين، وهم الذين خططوا لأعظم نكبات المسلمين، هم رسل الفساد وعقارب النفاق وخنافس الفحش التي تسبح في كل عفونة وتصطاد في كل عكر: هُمُ ?لْعَدُوُّ فَ?حْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ ?للَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [المنافقون:4].
من كل ذئب إذا واتته فرصته هدى إليك بناب الغدر عن كثب
وإن بدا جانب الأيام معتدلاً لاً أتاك بثغر الأغيد الشنب
ما شئت من مقت ئت من أدب اشئت من ذلة في خده الترب
ويل الأفاعي وإن لانت ملامسها إذا على نابها من كامن العطب
كانوا المطية للأعداء مذ درجوا ينا وما برحوا في كل محترب
رسل الفساد وما حلوا وما رحلوا لا وكانوا به أعدى من الجرب
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وخطيئة وعصيان فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه وصلاة الله وسلامه على أشرف المرسلين.
أما بعد:
فيا عباد الله، من سيما المنافقين وعلاماتهم أنهم يكرهون التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله باطناً وإن زعموا الإيمان بهما ظاهراً ويميلون إلى حكم الطاغوت وإن لم يقولوا به جهاراً: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى? مَا أَنزَلَ ?للَّهُ وَإِلَى ?لرَّسُولِ رَأَيْتَ ?لْمُنَـ?فِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً [النساء:61].
سياسة التجويع وقطع الأرزاق وإذلال الأعناق من سياساتهم، وهم الذين ابتدعوها وسنوها، ولا يزال تلامذتهم وأتباعهم على منهجهم يمارسون السياسة نفسها وما فقهوا أن خزائن السموات والأرض بيد الله وأن الله خلق هذه الأرض وقدر فيها أقواتها وجعل مفاتيح الرزق بيده لا بأيديهم: هُمُ ?لَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنفِقُواْ عَلَى? مَنْ عِندَ رَسُولِ ?للَّهِ حَتَّى? يَنفَضُّواْ وَلِلَّهِ خَزَائِنُ ?لسَّمَـ?و?تِ وَ?لأَرْضِ وَلَـ?كِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ [المنافقون:70].
إخوة الإسلام، هذه بعض سمات القوم وتلك ملامحهم وأماراتهم، ومن رام المزيد فكتاب الله حافل بذكر صفاتهم وفضائحهم وسنة المصطفى وسيرته زاخرة بكثير من مواقفهم وعدوانهم وحيلهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/178)
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[27 - 06 - 09, 05:00 م]ـ
الخطبة الأولى
أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.
عبادَ الله، بيَّن الله في كتابِه العزيز موقفَ الخلق مما بعَث به نبيَّه محمّدًا، وأنهم انقسَموا إلى أقسامٍ ثلاثة، فكافِر أعلَن كفرَه ورفضَه للإسلام وعدَمَ انقياده له، وأعلَنَ عن موقفِه الواضح، كفرٌ بالله وعدَم انقياد لشرع الله، ومؤمنٌ آمن بالله إيمانًا صادقًا، إيمانًا ظاهِرًا وباطنًا، فهو المؤمِنُ الصّادِق في أقوالِهِ وأعمالِه وتصرّفاتِه، وهناك قسمٌ ثالث هم شرُّ الخلق على الإطلاقِ، آمَنت ألسنتُم وكفَرَت قلوبهم، آمَنوا ظاهرًا وكفروا باطنًا، تظاهَروا بالإسلامِ وفي نفسِ الوقت هم أعداؤه الألدّاء، وهم خصومه، وهم ضدّ الإسلام وضدّ أهله، انتسَبوا إلى الإسلام ولكنّها النسبةُ التي أرادوا بها عصمةَ دمائهم وأموالهم، والله يعلم إنّ المنافقين لكاذبون.
إذا حدَّثوك رأيتَ حديثًا جيّدًا وقولاً طيّبًا، ولكن ليس ذلك على ظاهرِه، فهذا القولُ الطيّب باطنُه الكفرُ والضلال، لكن يتظاهَرون أحيانًا بالحقّ وكلِمةِ الحقّ والدعوة إلى الخير والدعوة إلى الإصلاح والدعوة والدعوة .. ولكن يعلَم الله ما وراءَ ذلك المقالِ مِن كفرٍ وضلال وعداءٍ لله ورسولِه وللمسلمين جميعًا.
أيّها المسلم، لا تستكثِر هذا، فهؤلاء المنافقون في عهدِ النبيِّ طالما آذوا المسلمين، طالما آذَوا نبيَّهم، وآذوا أصحابَه، وبذَلوا كلَّ جهد في سبيلِ ذلك، إلا أنَّ الله جل وعلا ردَّ كيدهم في نحورِهم، وكشف أستارهم، وبيَّن ضلالتَهم، وأوضح للمسلمين صفاتِهم وأخلاقَهم؛ ليكون المسلمون على حذرٍ منهم، قال تعالى: وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ [محمد:30 - 32].
المنافق تعرِفه، يحِبّ الذلَّ للإسلام وأهله، إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوا وَهُمْ فَرِحُونَ [التوبة:50]. إذًا فالمنافق يفرَح للإسلام بالذّلِّ والهوان، والمنافِقُ يفرح بأذَى المسلمين، والمنافق يسعَى في إيذاءِ الأمّة، والمنافق يسعَى في التشكيك والشُّبَه، والمنافِقُ يسعى في الأرضِ فسادًا، والمنافِق لا يُرَى منه خيرٌ ولا يؤمَّل منه خير، قال تعالى: وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمْ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [المنافقون:4].
إذا حدَّثوك أصغيتَ لحديهم، تظنُّ ذلك صِدقًا وحقًّا، وتظنّ ذلك خيرًا وهدى، ولكن إذا قرأتَ ما وراءَ السطور وجدتَ ذلك كذبًا وبهتانًا ونفاقًا، وأنهم يبطِنون للإسلام وأهله كلَّ شر وبلاء، ليس في قلوبهم رحمةٌ للأمة، ولكنهم يسعَونَ في الأرض فسادًا، مشابهين لإخوانهم اليهود الذين قال الله فيهم: وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [المائدة:64].
قرَن الله بينهم وبين اليهودِ، وجعل بينهم أخوّةً في الباطل، أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ [الحشر:11].
هذا الضّربُ من الناس كم عانَت الأمّةُ منهم من ضرَرٍ، وكم جرَّ عليها من بلاء، يُحسبون على الأمّة وهم بعيدون كلَّ البُعد عن الأمة وعن قِيَمها وفضائلها وأخلاقها، يقول الله جلّ وعلا مبيِّنًا حالَهم: وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ [البقرة:204 - 206].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/179)
تأمّل ـ أخي ـ هذه الآيةَ حقَّ التأمّل؛ لينجليَ الأمر أمامك، وليكونَ الأمر واضحًا أمامك، وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، يعجبك هذا القولُ، يأتي بألفاظٍ طيّبة وكلماتٍ معسولة تظنّها خيرًا وصدقًا، ولكن إذا تأمّلتَ وجدتَ الأمرَ على خلافِ ما تظنّ، ورأيتَ الباطل والكفرَ والضلال، وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ ثم قال: وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ. إذًا المنافقُ لا يسعَى بالخير، والمنافِق لا يدعو إلى خيرٍ، والمنافق لا يرجَى منه خير، والمنافق خلُقُه الفساد والإفسادُ والضلال ونشرُ كلِّ باطل بين الأمة.
إنَّ الله جلّ وعلا بعَث محمّدًا والعربُ في جاهليّة جهلاء وضلالة عمياء، لا يعرفون معروفًا ولا ينكرون منكَرًا، لم تستطع لغتُهم أن توحِّدَهم، ولم تستطع أنسابهم أن توحِّدَهم، ولم تستطع أوطانهم أن تجمعَ كلمتَهم. كانوا قبلَ الإسلام في حروبٍ طاحنة وفوضى ضاربَةٍ بأطنابها، لا يخضَعون لأحدٍ، كلٌّ يرى نفسَه الزعيمَ والقائد، وكلٌّ يرى نفسَه أنه كذا وكذا، فكانوا في فَوضى دائِمةٍ، فجاء الله بالإسلامِ، فانتشَلَهم من غوايَتِهم، وبصَّرهم مِن عماهم، وجمعهم بعد فُرقتهم، ووحَّد بينهم بعد شَتاتهم، فجعلهم الأمّةَ الواحدة التي تخضَع لشرع الله وتنقادُ لدين الله، وأرشَدَهم إلى أن تكونَ لهم قيادةٌ تجمَع شملَهم وتوحِّد صفَّهم ويخضعون لها خضوعًا لشرع الله؛ حتى تكون أمورُهم منتظِمةً غايةَ الانتظام وسيرتُهم على أحسنِ حال، فجاء الإسلام ليقولَ للمسلمين: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:50]. كلُّ ذلك لأنَّ طاعة الله وطاعةَ رسوله هي الأصل، وطاعةُ وليّ الأمر هي سببٌ لانتظامِ الأمّة في مصالح دينها ودنياها وسعادَتها في دنياها وآخرتها؛ لأنَّ الأمةَ إذا لم تكن لها قيادةٌ تجمعها وتسير بها على الخير عاثَت الفَوضى والضلال.
أيّها المؤمن، إنَّ المؤمن حقًّا إذا تدبَّر الأمرَ وجدَ أنَّ أهلَ الإيمان أهلُ وضوحٍ في الرؤيَة، أهل وضوحٍ في المنهَج، أهل وضوحٍ في الطريق، أهلُ الإيمان أمرُهم واضِحٌ جليّ، إيمانٌ صادِق ظاهرًا وباطنًا، وقولٌ صادق وعمَل حقّ، أمرُهم واضِح، رؤيتُهم واضِحة، ليسوا كالمناهجِ المتعدِّدة التي لها باطنٌ وظاهر، ظاهِرُها شيءٌ وباطِنها شيءٌ آخر، تلك الأحزابُ الضّالّة المنحرفةُ عن الطريقِ المستقيم؛ ولذا حذَّرنا الله من الانقسامِ والفُرقة فقال: مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [الروم:32].
تلك الأمورُ إذا خالفتِ الشرع والدّعواتُ إذا لم تسلُك المسلكَ الشرعيّ تراها متناقِضةً في فِكرها مضطَرِبة في منهجها، لها في الباطنِ أسرارٌ وأمور، ولها في الظاهِرِ لِسان، في الباطن لها لسانٌ وفي الظاهرِ لها لسان، لسانُها في الظاهِر شيء، ولسانُها في باطنِ أمرها شيءٌ آخر، يظهِرون مَا لا يكتُمون، ويُبدون خلافَ ما يعتقدون، إنهم ـ والعياذُ بالله ـ[في] ضلال وخطأ وتصوُّرات ضالّة.
أمّا المؤمِنُ فرؤيتُه للأمور واضحة، تراه جليًّا في أمرِه واضحًا في أسلوبه، ولذا محمّد سيّدُ ولَدِ آدم كان يتعبَّد بغارِ حِراء، فلمّا جاءه الوحيُ وأمرَه الله بالبلاغ: فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنْ الْمُشْرِكِينَ [الحجر:94] كان يأتي للعربِ في أنديَتِها ومجتمَعاتها، يعرِض عليهم شرعَ الله، ويدعوهم إلى دينِ الله، ويعلِن حقيقةَ ما بَعثَه الله به مِنَ الهدى ودينِ الحقّ، ويقرَأ القرآنَ ويدعو إلى الدين، كانت دعوتُه واضحةً، يعلمها عدوُّه ومن اتّبَعَه، يعلمون حقيقةَ ما جاء به، وأنّه الصادِقُ المصدوق، وأنّه الذي لم يجرَّب عليه كذِبٌ ولا خِيانة، بل هو الصادِق الأمين؛ ولذا يقول الله: فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ [الأنعام:33]، فأمره واضحٌ، وهكذا أتباعُ سنّته والمتمسِّكون بمنهَجِه، هم على وضوحٍ في دعوتهم ظاهِرًا وباطنًا، يقولون ما يعتَقِدون، ويَدعون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/180)
إلى ما يَعمَلون، فلا يكتُمون شيئًا ويظهِرون أشياء، ولا يتقلَّبون في مناهِجِهم، ولا يضطَرِبون في خُطَطهم، بل هم على مَنهجٍ واحد وطريق مستقيم، وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ [الأنعام:153].
أيّها المسلم، إنَّ المؤمنَ حقًّا هو الذي يوالي ربَّه ودينَه وأمّتَه، يوالي ربَّه بمحبّتِه وطاعتِه له وقيامِه بما أوجَبَ عليه، يوالي هذَا الدينَ بنصرِ هذا الدين والدّعوةِ إليه والتمسُّك به وتحكيمِه والتحاكم إليه، يوالي أمّةَ الإسلام بأن يحبَّ لهم الخيرَ ويسعَى في تثبيتِ الخيرَ في نفوسهم ويكرَه لهم الشرَّ والبَلاء ولا يرضَى فيهم بنقيصةٍ ولا هوان، بل هو بعيدٌ كلَّ البعد عمّا يسيء إلى الأمّةِ في حاضرها ومستقبلها، يوالي وطنَه المسلم فيحمِيهِ من كيدِ الكائدين وحِقد الحاقدين، ويتصوَّر دعاةَ السوءِ والضلال وأنهم لا يريدون بالأمّةِ خيرًا، ولا يهدفون خيرًا، ولا يحقِّقون خيرًا، بل هو لا يصغِي للأقوالِ الضالة ولا للمَبادئ الخطيرة ولا للأفكارِ المنحَرِفة، لا يصغِي لشَيءٍ من ذلك، دينُه يمنَعه ويحجِزُه، دينُه يمنَعه عن الباطلِ وعن سماع الباطل وعن طاعةِ أهل الأهواء والضّلالات، دينه يحجزه عن ذلك، دينُه يدعوه إلى حبِّ الخير لنفسه وحب الخير لإخوانِه المسلمين: ((ولا يؤمِنُ أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبّ لنفسِه)) [1]. المؤمنون بعضُهم أولياء بَعض، نصيحةً وتوجيهًا ودعوةً وإصلاحًا، وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [التوبة:71]، ولايةُ بعضِهم لبعض فيها النُّصحُ والتّوجيه وحبُّ الخير والسّعي في الخير.
أمّا من يدَّعي خلافَ ذلك بأن يجعلَ همَّه إلحاقَ الأذى بالأمّة وتسبيبَ الشرِّ للأمّة وإحداثَ الفوضَى بين صفوفِ الأمّة فذاك القولُ الباطل والتصوُّر الخاطئ، والأمّةُ ولله الحمد على منهجٍ من دينها، تَعلَم الكاذبَ وتَعلَم المغرِض، ويستبين لها الغيّ من الرّشاد، وتعلَم دعاةَ السوء وما يهدِفون وما يريدون، وأنهم لن يريدُوا بالأمّة خيرًا، ولن يقصدوا بهم خيرًا، وإنما هي الدِّعايات المضلِّلة التي يحيكها أعداءُ الإسلام، وينبري لها من يُحسب على الأمّة، والله يعلم أنَّ الأمّةَ والدّينَ منه براء.
فليتّقِ المسلمون ربَّهم، وليتمسَّكوا بدينهم، وليحمَدوا الله على نِعَمه العظيمةِ عليهم، أعظمُها نعمةُ الإسلام والتمسّك به ثم الأمنُ والخير والاستقرار، نسأل الله أن يوفِّقَنا جميعًا لما يرضِيه عنّا، وأن ويعيذَنا من شرورِ أنفسِنا ومن سيّئات أعمالنا، وأن يردَّ كيدَ الكائدين ويذلَّ أعداءَ الإسلام ويرزقَ المسلمين الوعيَ والفهمَ الصحيح لدينهم والفهمَ الصحيحَ لمكائدِ أعدائِهم؛ حتى لا ينطلِي عليهم الباطلُ، ولا يغترّوا بهذه الضلالات.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله جل وعلا: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام:153].
بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفَعني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذّكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفِر الله العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
________________________________________
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربّنا ويرضَى، وأشهَد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهَد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، صلّى الله عليه وعلى آلِه وصحبِه، وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدّين.
أمّا بعد: فيا أيّها النّاس، اتّقوا الله تعالى حقَّ التقوى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/181)
عباد الله، يقول الله جلّ وعلا في حقِّ نبيّه والمؤمنين: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ [الفتح:29]، فوصفهم بأنهم رحماءُ بينهم، يرحَم بعضهم بعضًا، ويحسِن بعضهم إلى بعض، ويشفقُ بعضهم على بعض، وينصَح بعضهم بعضًا، ويوالي بعضُهم بعضًا. هكذا حالُ الأمّة المسلِمَة الحقّة، تراحمٌ فيما بينهم، وتعاوُن على البرّ والتقوى، قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2]. وأرشَدَ الأمّة إلى التشاوُر في الخير والتعاون على الخير بالأصول الشرعيّة، قال تعالى في وصف المؤمنين: وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ [الشورى:38]. فأمرهم شورَى بينهم فيما بينهم، لا يدخُل عدوّ، ولا ينفذ لهم عدوّ، ولكنّهم فيما بينهم، مشاكِلهم تحَلّ فيما بينهم، ينصَح بعضهم بعضًا، ويرشِدُ بعضُهم بعضًا، ويسمَعون ويطيعون للحقّ ولمن قادَهم بالحق من غيرِ أن يكون في نفوسهم حرج، هَكذا تعاليمُ الإسلام: النصيحة للأمة، ينصَح المسلم لأخيه المسلم، ولذا النبيّ يقول: ((الدين النصيحة))، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله ولكتابِه ولرسولِه ولأئمّة المسلمين وعامتهم)) [1]. فالمسلمون أهلُ تناصحٍ وتشاورٍ في الخير وتعاونٍ على الخير، ليسوا أهلَ فوضَى ولا أهلَ اضطرابٍ وقلَق، ولا سببًا في نهبِ أموالٍ وسفكِ دماء وهتكِ أَعراض، هذه أمورٌ يترفَّع المسلمون عنها، ويعلَمون أنَّ دينَهم جاءهم بالخير والهدَى، فينصَح بعضهم بعضًا، ويُعين بعضُهم بعضًا، ويوجِّه بعضهم بعضًا، هم كالجسَد الواحد، إذا اشتكَى منه عضوٌ تداعَى له سائر الجسدِ بالحمى والسهر، هكذا حالُ الأمّة المسلِمة المصدّقة.
أمّا ما يدعو إليه أعداؤهم وما ينادِي به أعداؤُهم فكلُّ ذلك مخالِفٌ لشرع ربهم، ومخالِف لكتاب ربهم وسنّةِ نبيّهم. فالمؤمِنون أهلُ خيرٍ وتناصح فيما بينهم، يقيم بعضُهم اعوجاجَ البعض، ويصوِّب بعضُهم بعضًا، ويبصِّر بعضُهم بَعضًا في خطئِه، ويرشِدُه إلى الخير؛ لأنَّ هدفه جمعُ كلمةِ الأمّة وإصلاحُ شأنها ولمُّ شعثِها وسلامةُ أوطانها وحمايتُها من كيد الكائدين.
أمّا المنافقون والمغرِضون فليس لهم هدَفٌ إلاّ تتبّع الزّلاّت ولن يجدوا ذلك، فيفرَحون بكلِّ زلّة، ويصطادون كلَّ خطيئة، ليجسِّدوها ويجعَلوها وسيلةً إلى آرائِهم المضلِّلة وأفكارِهم المنحرفة، حمَى الله مجتَمَعَ المسلمين من كلِّ سوء، ورزَق الجميعَ التمسّكَ بالهدى والسيرَ على المنهج القويم، إنّه على كل شيء قدِير.
واعلَموا ـ رحمكم الله ـ أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هدي محمّد، وشرّ الأمورِ محدَثاتها، وكلّ بِدعةٍ ضلالَة، وعليكم بجمَاعةِ المسلمين، فإنّ يدَ اللهِ على الجماعَة، ومَن شذَّ شذَّ في النّار.
وَصَلّوا ـ رحمكم الله ـ على عبد الله ورسوله محمّد كما أمَركم بذلك ربّكُم، قالَ تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].
اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك علَى عبدِك ورسولِك محمّد، وارضَ اللهمّ عن خلَفائه الرّاشِدين ...
الخطبة الأولى
أما بعد: فإن أصدقَ الحديث كلامُ الله، وخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ نبينا محمد، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثة بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالةٌ.
إن خطرًا عظيمًا وسُمًّا قاتلاً يَسْرِي في كيان المجتمع المسلم من عهد رسول الله إلى قيام الساعة يهدد الإسلام والمسلمين من الداخل، ألا وهو خطر المنافقين، حيث لا يوجد خطر أعظم من خطرهم؛ لأنه يأتي من داخل الصفوف ويغفل عنه المؤمنون وهو خَطَرٌ خَفِيٌّ، أما خطر الشيوعيين واليهود والنصارى وغيرهم من الكفار فهو شيء واضح أمام العيان، وبديهي الحذر منه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/182)
لقد ذكر الله عز وجل من صفات المنافقين شيئًا كثيرًا، وكذلك عَدَّدَ رسولُ الله بعضَ صفاتهم، وهنا نتتبع شيئًا من علاماتهم كما وردت في القرآن الكريم وفي السنة المطهرة؛ لكي نحذر الوقوع فيها، ولنعلم أيضًا المنافقين بصفاتهم سواء كانت مجتمعة كلها أو معظمها، ولنحذِّر غيرنا من الوقوع فيها فهي سبب للانحراف عن منهج الله والبعد عن الإسلام وتعاليمه من حيث يشعر مرتكبها أو لا يشعر، نسأل الله السلامة والعافية والعصمة من الوقوع فيها وفي غيرها من الآثام.
ومن أبرز صفاتهم ما ورد في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي قال: ((أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر))، وفي رواية أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان)).
وفي الحديث الأول إِخْبَارٌ من الذي لا ينطق عن الهوى من رسولنا محمد بأنه متى اجتمعت تلك الخصال الأربع في شخصٍ ما ذَكَرًا كان أو أنثى كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة من هذه الخصال كانت فيه خصلة من النفاق حتى يتركها ويبتعد عنها ويرجع إلى إيمانه النَّقِيِّ الصافي الخالص من علامات النفاق. وفي الحديث الثاني بين آية المنافق وهي علامته التي يمكن أنْ يُعْرَفَ بها، وفيها زيادة على الحديث الأول أنه إذا وعد أخلف الوعد ولم يَفِ به. ولا أستطرد في شرح وبيان تلك الصفات لأن الكلامَ عَرَبِيٌّ ومفهومٌ للجميع، ويفهمه طالب العلم والأمي والصغير والكبير، وأكتفي بإيراد الصفات مدعمة بالأدلة، فالذي ورد من صفاتهم سابقًا:
1 - الخيانة في الأمانة أيًا كانت الأمانة، وليست مقصورة على أمانة المال بل الأمانة عامة.
2 - الكذب في الحديث.
3 - الغدر وعدم الوفاء بالعهد.
4 - الفجور والخروج عن الطريق المستقيم عند الخصومة مع أي إنسان.
5 - عدم الوفاء بالوعد، وهذه سبق دليلها.
6 - الخداع ومرض القلوب وعدم صفائها والسعي بالفساد في الأرض، قال الله تعالى مخبرًا عنهم: يُخَـ?دِعُونَ ?للَّهَ وَ?لَّذِينَ ءامَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ ?للَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِى ?لأرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ ?لْمُفْسِدُونَ وَلَـ?كِن لاَّ يَشْعُرُونَ [البقرة: 9 - 12].
7 - الخوف من افتضاح أمرهم والاستهزاء بالمؤمنين وكذبهم عندما يسألون عن خوضهم في أعراض المؤمنين، قال تعالى: يَحْذَرُ ?لْمُنَـ?فِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ ?سْتَهْزِئواْ إِنَّ ?للَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِ?للَّهِ وَءايَـ?تِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَـ?نِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مّنْكُمْ نُعَذّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ [التوبة: 64 - 66].
وهذه الآيات وإن كان لها سببُ نزولٍ فإنَّ النَّصَّ عَامٌّ، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ما لم يرد نص من القرآن أو السنة تُخَصِّصُ وتُقَيِّدُ هذا العمومَ، لذلك فهو عام في المنافقين في أي زمان ومكان. عن ابن عمر ومحمد بن كعب وزيد بن أسلم وقتادة ـ قال: دخل حديث بعضهم في بعض ـ أنه قال رجل في غزوة تبوك: ما رأينا مِثْلَ قُرَّائِنَا هؤلاء أَرْغَبَ بطونًا، ولا أكْذَبَ ألسنًا، ولا أجْبَنَ عند اللقاء، يعني رسول الله وأصحابه القراء، فقال له عوف بن مالك: كذبت ولكنك منافق، لأخبرنَّ رسول الله، فذهب عوف إلى رسول الله ليخبره فوجد القرآن قد سبقه، فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله وقد ارتحل وركب ناقته، فقال: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب ونتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق، قال ابن عمر: كأني أنظر إليه متعلقًا بِنِسْعَةِ نَاقَةِ رسولِ اللهِ وإن الحجارة لَتَنْكُبُ رِجْلَيْهِ وهو يقول: إنما كنا نخوض ونلعب، فيقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/183)
له رسول الله: أَبِ?للَّهِ وَءايَـ?تِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءونَ [التوبة: 65] ما يلتفت إليه وما يزيد عليه.
8 - ومن صفات المنافقين أيضًا أنهم متكاتفون مع بعضهم ويُعِينُ بعضُهم بعضًا على الشر ويأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم عن الإنفاق في سبيل الله، فالبخل صفة ملازمة لهم، قال تعالى: ?لْمُنَـ?فِقُونَ وَ?لْمُنَـ?فِقَاتُ بَعْضُهُمْ مّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِ?لْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ?لْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ ?للَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ هُمُ الْفَـ?سِقُونَ [التوبة: 67].
9 - ومن علاماتهم أنهم يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين للضعف الحاصل في نفوسهم وانهزامهم وعدم ثقتهم بالله عزَّ وجلَّ وبنصره تبارك وتعالى؛ لذلك فهم يركنون إلى الكافرين ويسعون إليهم مع التَّرَبُّصِ بالمؤمنين وتَحَيُّنِ الْفُرَصِ والمخادعة والخداع بشتى صوره والذبذبة وعدم الثبات والكسل عند قيامهم للصلاة والرياء وعدم ذكر الله إلا قليلاً، ولنستمع إلى هذه الآيات المحكمة التالية التي تدل على ما ذُكِرَ من صفاتهم، قال تعالى: بَشّرِ ?لْمُنَـ?فِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ?لَّذِينَ يَتَّخِذُونَ ?لْكَـ?فِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ ?لْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ ?لْعِزَّةَ فَإِنَّ ?لعِزَّةَ للَّهِ جَمِيعًا وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِى ?لْكِتَـ?بِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ ءايَـ?تِ ?للَّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى? يَخُوضُواْ فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مّثْلُهُمْ إِنَّ ?للَّهَ جَامِعُ ?لْمُنَـ?فِقِينَ وَ?لْكَـ?فِرِينَ فِى جَهَنَّمَ جَمِيعًا ?لَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مّنَ ?للَّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُنْ مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَـ?فِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مّنَ ?لْمُؤْمِنِينَ فَ?للَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ ?لْقِيَـ?مَةِ وَلَن يَجْعَلَ ?للَّهُ لِلْكَـ?فِرِينَ عَلَى ?لْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً إِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ يُخَـ?دِعُونَ ?للَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى ?لصَّلَو?ةِ قَامُواْ كُسَالَى? يُرَاءونَ ?لنَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ ?للَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذ?لِكَ لاَ إِلَى? هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ ?للَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً [النساء: 138 - 143]، وقال تعالى: وَإِذَا لَقُواْ ?لَّذِينَ ءامَنُواْ قَالُوا ءامَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى? شَيَـ?طِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئونَ ?للَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَـ?نِهِمْ يَعْمَهُونَ أُوْلَـ?ئِكَ ?لَّذِينَ ?شْتَرَوُاْ ?لضَّلَـ?لَةَ بِ?لْهُدَى? فَمَا رَبِحَت تِّجَـ?رَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ [البقرة: 14 - 16]، وقال تعالى: يَـ?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ?لْيَهُودَ وَ?لنَّصَـ?رَى? أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ ?للَّهَ لاَ يَهْدِى ?لْقَوْمَ ?لظَّـ?لِمِينَ فَتَرَى ?لَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَـ?رِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى? أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى ?للَّهُ أَن يَأْتِىَ بِ?لْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى? مَا أَسَرُّواْ فِى أَنفُسِهِمْ نَـ?دِمِينَ [المائدة: 51، 52].
10 - البخل والشح وعدم الوفاء بالنذر واللمز والسخرية من المؤمنين، قال تعالى: وَمِنْهُمْ مَّنْ عَـ?هَدَ ?للَّهَ لَئِنْ ءاتَـ?نَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ ?لصَّـ?لِحِينَ فَلَمَّا ءاتَاهُمْ مّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِى قُلُوبِهِمْ إِلَى? يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ ?للَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ ?للَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ ?للَّهَ عَلَّـ?مُ ?لْغُيُوبِ ?لَّذِينَ يَلْمِزُونَ ?لْمُطَّوّعِينَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/184)
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَـ?تِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ ?للَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [التوبة: 75 - 80].
11 - ومن صفاتهم وعلاماتهم نقلُ الأخبار الكاذبة وحبُّهم إشاعة الفاحشة والسوء في الذين آمنوا كما في حادثة الإفك على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وقد توعدهم الله بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة، قال تعالى: إِنَّ ?لَّذِينَ جَاءوا بِ?لإفْكِ عُصْبَةٌ مّنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلّ ?مْرِئٍ مّنْهُمْ مَّا ?كْتَسَبَ مِنَ ?لإثْمِ وَ?لَّذِى تَوَلَّى? كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ [النور: 11]، وقال تعالى إِنَّ ?لَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ?لْفَـ?حِشَةُ فِى ?لَّذِينَ ءامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ?لدُّنْيَا وَ?لآخِرَةِ وَ?للَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [النور: 19].
12 - ومنها أيضًا أنَّ أجسامَهم تُعْجِبُ من ينظر إليها، وعندما يتكلمون ينخدع السامعُ بكلامهم ويستمع لقولهم، ولكنهم كما وصفهم الله تعالى وشبههم بالخشب المسندة، وكذلك هم دائمًا على خوف ووجل من سوء صنيعهم ويحسبون أن كل صيحة عليهم، قال تعالى: وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَـ?مُهُمْ وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ [المنافقون: 4].
وجزاء المنافقين من جنس فعلهم، فالله سبحانه وتعالى أعد لهم العذاب الأليم في الدنيا والآخرة كما في الآية السابقة وكما ورد في قوله تعالى: إِنَّ ?للَّهَ جَامِعُ ?لْمُنَـ?فِقِينَ وَ?لْكَـ?فِرِينَ فِى جَهَنَّمَ جَمِيعًا [النساء: 140]، وقال سبحانه: إِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ فِى ?لدَّرْكِ ?لأسْفَلِ مِنَ ?لنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا [النساء: 145]، وقال عز وجل: يأَيُّهَا ?لنَّبِىُّ جَـ?هِدِ ?لْكُفَّارَ وَ?لْمُنَـ?فِقِينَ وَ?غْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ?لْمَصِيرُ [التحريم: 9].
ولننظر إلى لطف الله بعباده وعفوه عنهم وسعة رحمته، فلو ارتكب العبد من المعاصي والآثام أَقْبحها وأَشْنَعها أو جمع بينها ثم تاب فإن الله يتوب عليه ويغفر له إنه هو الغفور الرحيم، ولنستمع إلى هذه الآيات من سورة النساء التي جاءت بعد الآيات السابق ذكرها والتي فيها معظم صفات المنافقين، فالواجب عليهم التوبة مع صلاح العمل والاعتصام بالله وبكتابه وسنة نبيه محمد، قال تعالى: إِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ فِى ?لدَّرْكِ ?لأسْفَلِ مِنَ ?لنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا إِلاَّ ?لَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَ?عْتَصَمُواْ بِ?للَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ ?لْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ ?للَّهُ ?لْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا مَّا يَفْعَلُ ?للَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَءامَنْتُمْ وَكَانَ ?للَّهُ شَـ?كِرًا عَلِيمًا [النساء: 145 - 147].
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدًا عبد الله ورسوله، اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد: فلقد كان أصحاب رسول الله من المؤمنين الصادقين يخافون على أنفسهم من النفاق، فكيف لا نخاف نحن على أنفسنا في هذا العصر الذي كثرت فيه الفتن وكثر فيه النفاق وأهله؟! وكيف نأمن على أنفسنا ونزكيها ولم يأمن أمير المؤمنين الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو أحد المبشرين بالجنة وهو الذي ضرب الأمثلة الرائعة في تاريخ الإسلام بعدله واستقامته؟! فلقد سأل رضي الله عنه حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ رضي الله عنه كَاتِمَ سِرِّ رسولِ اللهِ واسْتَحْلَفَهُ بالله بقوله: أستحلفك بالله، أما عَدَّنِي عندك رسول الله من المنافقين؟ فقال له: لا، ولا أخبر أحدًا غيرك،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/185)
أي: أنه لا يخبر غيره من الصحابة هل هو مؤمن أو منافق؛ لأن ذلك سِرٌّ عنده أخبره به الرسول عن أسماء المنافقين لِيَعْلَمَ بعد ذلك أن ما عداهم مؤمنون.
وكان منْ حِرْصِ عمر رضي الله عنه أنه لا يصلي على جنازةِ مَنْ جَهِلَ حَالَهُ حتى يصليَ عليها حذيفةُ بْنُ اليمان رضي الله عنه لأنه كان يعلم أعيان المنافقين، وذلك بعد موت رسول الله، وهذا حرص منه رضي الله عنه على امتثال أمر الله، وقد نزلت هذه الآية تصديقًا له وتدعيمًا لِمَوْقِفِهِ وقَوْلِهِ رضي الله عنه، قال الله تعالى: وَلاَ تُصَلّ عَلَى? أَحَدٍ مّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَى? قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِ?للَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَـ?سِقُونَ [التوبة: 84]، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: لما توفي عبد الله بن أبيّ دُعِيَ رسولُ الله للصلاة عليه فقام إليه، فلما وقف عليه يريد الصلاة عليه تحَوَّلْتُ حتى قُمْتُ في صدره فقلتُ: يا رسولَ الله أَعَلَى عَدُوِّ اللهِ ـ عبد الله بن أبيّ ـ القائلِ يوم كذا: كذا وكذا؟ أُعَدِّدُ أيَّامَهُ، قال: ورسول الله يَتَبَسَّمُ حتى إذا أَكْثَرْتُ عليه قال: ((أَخِّرْ عَنِّي يا عُمَرُ، إني خُيِّرْتُ فَاخْتَرْتُ، قد قيل لي: ?سْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ ?للَّهُ لَهُمْ ذ?لِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِ?للَّهِ وَرَسُولِهِ وَ?للَّهُ لاَ يَهْدِي ?لْقَوْمَ ?لْفَـ?سِقِينَ [التوبة: 80]))، قال: ((لو أعلم أني زدتُ على السبعين غُفِرَ له لَزِدْتُ))، قال: ثم صلى عليه ومشى معه وقام على قبره حتى فرغ منه، قال: فعجبتُ مِنْ جُرْأَتِي على رسول الله، والله ورسوله أعلم. قال: فَوَاللهِ ما كان إلا يسيرًا حتى نَزَلَتْ هاتان الآيتان: وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ [التوبة: 84، 85]، فما صلى رسول الله بعده على منافق ولا قام على قبره حتى قبضه الله عز وجل.
قال البخاري في صحيحه: قال ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: أدركتُ ثلاثين من أصحاب النبي كلهم يخاف النفاق على نفسه. ويُذْكَرُ عن الحسن أنه قال: ما خافه إلا مؤمن ولا أَمِنَهُ إلا منافق.
هكذا كان الصحابة رضي الله عنهم، يخافون على أنفسهم من النفاق الأصغر أو ما يسمى بالعملي، وليس النفاق الأكبر؛ لأن الأصغر وسيلة النفاق الأكبر، فالنفاق الأصغر أو ما يسمى بالنفاق العملي خمسة أنواع كما وردت في الحديثين السابقين وملخصها: ((إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر)). أما النفاق الأكبر وهو ما يسمى بالنفاق الاعتقادي فهو ستة أنواع: 1 - تكذيب الرسول. 2 - تكذيب بعض ما جاء به الرسول. 3 - بُغْضُ الرسول الله. 4 - بُغْضُ بَعْضِ ما جاء به الرسول الله. 5 - الْمَسَرَّةُ بانخفاض دين الرسول. 6 - الكراهية لانتصار دين الرسول.
والأنواع الستة صاحبها من أهل الدرك الأسفل من النار لأنه وإن كان يصلي ويصوم ويعمل بالعبادات الظاهرة أمام المسلمين للتَّسَتُّرِ ولكنه في حقيقته يُظْهِرُ خِلافَ ما يُبْطِنُ ويعمل ضد الإسلام والمسلمين في الخفاء.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله ...
الخطبة الأولى
أما بعد: فإنّ من سعادة المؤمن أن يعيش مع تفسير القرآن العظيم ليفهم كلام ربّ العالمين حين يتلوه أو يُتلى عليه، واليوم نستعرض ما تيسر من سورة المنافقين، حيث بدِئت السورة بوصف طريقة المنافقين في مداراتهم لما في قلوبهم من الكفر، وإعلانهم الإسلام والشهادة بأن النبي هو رسول الله وحلفهم كذبًا ليصدقهم المؤمنون، واتخاذهم تلك الأيمان وقايةً وجُنَّةً يُخْفُون وراءَها حقيقة أمرهم ويخدعون المسلمين بها، قال تعالى: إِذَا جَاءكَ ?لْمُنَـ?فِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ?للَّهِ وَ?للَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَ?للَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ لَكَـ?ذِبُونَ ?تَّخَذُواْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/186)
أَيْمَـ?نَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ?للَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [المنافقون: 1، 2]. فهم كانوا يَجِيئُونَ إلى رسول الله فيشهدون بين يديه برسالته شهادة باللسان ولا يقصدون بها وجه الحق، إنما يقولونها للتقية، وليخفوا أمرهم وحقيقتهم على المسلمين فهم كاذبون في أنهم جاؤوا ليشهدوا هذه الشهادة، فقد جاؤوا ليخدعوا المسلمين بها، ويُدَارُوا أنفسَهم بقولها، ومِنْ ثَمَّ أكذبهم الله في شهادتهم بعد أن أثبت حقيقة الرسالة: وَ?للَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَ?للَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ لَكَـ?ذِبُونَ.
وقد اتخذوا أيمانهم وقاية حيث صَدّوا أنفسهم وصدوا غيرهم عن سبيل الله بِأََسْوَإِِ خديعة وتضليل، ألا وهو الكذبُ الْمُؤَيَّدُ بالأيمان الكاذبة. فهم عرفوا الإيمان ولكنهم اختاروا العودة إلى الكفر فطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون، قال تعالى: ?تَّخَذُواْ أَيْمَـ?نَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ?للَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ ءامَنُواّ ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى? قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ [المنافقون: 2، 3].
وقال تعالى: وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَـ?مُهُمْ لأنهم أجسامٌ تُعْجِبُ لا أَنَاسِيَّ تَتَجَاوَبُ، وإذا كانوا صامتين لا يتكلمون فهم أجسام معجبة للعيون، وأما حين ينطقون ويتكلمون فهم خواء من كل معنى ومن كل حسّ، كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ لا حركة فيها، فهم دائمًا في حالة من التّوجّس الدائم والفزع والاهتزاز والخوف، يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ، فهم يَتَوَجَّسُونَ من كل حركة ومن كل صوت ومن كل كلمة وهاتف يحسبونه يطلبهم وأنهم هم المقصودون؛ لأنهم يخافون من فضيحة أمرهم ونفاقهم.
ويُنَبِّهُ اللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وتعالت عظمته ينبِّه الرسولَ وأصحابَه والمؤمنين إلى يوم القيامة على حقيقة المنافقين بأنهم هم العدو الحقيقي الذي يَنْخُرُ في جسم الأمة المسلمة، والله تعالى مقاتلهم حيثما انصرفوا وأنَّى اتَّجَهُوا، قال تعالى: هُمُ ?لْعَدُوُّ فَ?حْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ ?للَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [المنافقون: 4].
وقال جل جلاله: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ ?للَّهِ لَوَّوْاْ رُءوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ ?للَّهُ لَهُمْ إِنَّ ?للَّهَ لاَ يَهْدِى ?لْقَوْمَ ?لْفَـ?سِقِينَ هُمُ ?لَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنفِقُواْ عَلَى? مَنْ عِندَ رَسُولِ ?للَّهِ حَتَّى? يَنفَضُّواْ وَلِلَّهِ خَزَائِنُ ?لسَّمَـ?و?تِ وَ?لأرْضِ وَلَـ?كِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى ?لْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ?لأعَزُّ مِنْهَا ?لأذَلَّ وَلِلَّهِ ?لْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـ?كِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ [المنافقون: 5 - 8].
لقد ذكر غيرُ واحدٍ من السلف أنَّ هذا السِّيَاقَ السَّابِقَ من الآيات كله نزل في عبد الله بْنِ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ، فقال ابن إسحاق في حديثه عن غزوة بني المصطلق سنة ست من الهجرة على المريسيع وهو ماء لهم أي: لبني المصطلق، قال: فبينا رسول الله على ذلك الماء ـ بعد الغزوة ـ وَرَدَتْ وَارِدَةُ الناسِ، ومع عمر بن الخطاب رضي الله عنه أَجِيرٌ له من بني غفار يُقَالُ له: جَهْجَاه، فازدحم جهجاهُ وسِنَانُ بْنُ يزيد الْجُهَنِيّ على الماء فاقتتلا، ـ أي: تخاصما ـ فصرخ الجهني: يا معشر الأنصار، وصرخ جهجاه: يا معشر المهاجرين، وفي رواية للبخاري ومسلم: فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فقال النبي: ((دعوها فإنها مُنْتِنَةٌ))، ثم جاء في الرواية الأخرى: فغضب عبد الله بن أبيّ بن سلول وعنده رهط من قومه، وفيهم زيد بن أرقم غلام حَدَثٌ، فقال: أَوَقَدْ فَعَلُوهَا؟ قد نَافَرُونَا وكاثرونا في بلادنا، والله ما أَعُدُّنَا وجَلابِيب قريش إلا كما قال الأوَّلُ: سَمِّنْ كَلْبَكَ يَأْكُلكَ، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجَنَّ الأعزُّ منها الأذلَّ، ثم أقبل على من حضره من قومه فقال لهم: هذا ما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/187)
فعلتم بأنفسكم: أحللتموهم بلادكم وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحوّلوا إلى غير داركم، فسمع ذلك زيد بن أرقم فمشى به إلى رسول الله، وذلك عند فراغ رسول الله من عدوه، فأخبره الخبر وعنده عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: مُرْ به عَبَّادَ بْنَ بِشْرٍ فليقتله، وفي رواية البخاري ومسلم: دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال رسول الله: ((دعه؛ لا يتحدث الناس: إن محمدًا يقتل أصحابه، ولكن أَذِّنْ بالرحيل))، وذلك في ساعة لم يكن رسول الله يرتحل فيها، فارتحل الناس وقد مشى عبدُ اللهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ إلى رسول الله حين بلغه أنَّ زيدَ بْنَ أَرْقَمٍ قد بَلَّغَهُ ما سمع منه، فحلف بالله ما قلت ما قال ولا تكلمت به، وكان في قومه شريفًا عظيمًا، فقال من حضر رسول الله من الأنصار من أصحابه: يا رسول الله، عسى أن يكون الغلام قد أَوْهَمَ في حديثه ولم يحفظ ما قال الرجل؛ وذلك حَدَبًا منهم على ابن أبيّ بن سلول ودفعًا عنه. فلما اسْتَقَلَّ رسولُ الله وسَارَ لَقِيَهُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ فَحَيَّاهُ بتحية النبوة وسلّم عليه، ثم قال: يا نبي الله، والله لقد رُحْتَ في ساعة منكرة ما كنت تروح في مثلها! فقال له رسول الله: ((أوَما بلغك ما قال صاحبكم؟)) قال: وَأَيُّ صاحبٍ يا رسول الله؟ قال: ((عبد الله بن أبيّ))، قال: وما قال؟ قال: ((زعم أنه إن رجع المدينة أخرج الأعزُّ منها الأذلَّ))، قال: فأنت يا رسول الله والله لتخرجنه منها إن شئت، هو والله الذليل وأنت العزيز، ثم قال: يا رسول الله اُرْفُقْ به، فوالله لقد جاءنا الله بك وإن قومه لينظمون له الْخَرَزَ لِيُتَوِّجُوهُ، فإنه ليرى أنك قد اسْتَلَبْتَهُ مُلْكًا، ثم مشى رسول الله بالناس يومهم ذلك حتى أمسى وليلتهم حتى أصبح وصدر يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس ثم نزل بالناس، فلم يلبثوا أنْ وَجَدُوا مَسَّ الأرضِ فوقعوا نيامًا، وإنما فعل ذلك رسول الله ليشغل الناس عن الحديث الذي كان بالأمس من حديث عبد الله بن أبيّ، ونزلت السورة التي ذكر الله فيها المنافقين في ابن أبيّ ومن كان على مثل أمره، فلما نزلت أَخَذَ رسولُ اللهِ بِأُذُنِ زَيْد بْنِ أرقم ثم قال: ((هذا الذي أوفى الله له بأذنه)). وفي آخر إحدى الروايات: فبعث إليَّ رسول الله فقرأها عليَّ ـ أي: الآيات من أول إِذَا جَاءكَ ?لْمُنَـ?فِقُونَ إلى لَيُخْرِجَنَّ ?لأعَزُّ مِنْهَا ?لأذَلَّ ثم قال: ((إن الله قد صدقك يا زيد)) رواه البخاري ومسلم.
وبلغ عبدَ الله بْنَ عبد الله بْنِ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ الذي كان من أمر أبيه، فأتى رسول الله فقال: يا رسول الله، إنه بلغني أنك تريد قتل عبد الله بن أبيّ فيما بلغك عنه، فإنْ كنتَ لا بدَّ فاعلاً فَمُرْنِي به فأنا أَحْمِلُ إليك رأسَهُ، فوالله لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبرَّ بوالده مني، وإني أخشى أن تأمر غيري فيقتله، فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل عبد الله بن أبيّ يمشي في الناس فأقتله، فأقتل مؤمنًا بكافر فأدخل النار، فقال رسول الله: ((بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا)). وجعل بعد ذلك إذا أحدث الحدث كان قومه هم الذين يعاتبونه ويأخذونه ويعنِّفونه، فقال رسول الله لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين بلغه ذلك من شأنهم: ((كيف ترى يا عمر؟ أما والله لو قتلته يوم قلت لي: اقتله لأرعدتْ له آنُفٌ لو أمرتُها اليوم تقتله لقتلته))، قال عمر: قد علمت واللهِ لأمْرُ رسولِ اللهِ أعظمُ بركةً من أمري.
وذكر عكرمة وابن زيد وغيرهما أن الناس لما قفلوا راجعين إلى المدينة وقف عبد الله بن عبد الله بن أبيّ على باب المدينة واسْتَلَّ سيفَه، فجعل الناس يمرُّون عليه، فلما جاءه أبوه عبد الله بن أبيّ قال له ابنه: وراءك، فقال: ما لك؟ ويلك! فقال: والله، لا تَجُوز من ها هنا حتى يأذن لك رسول الله فإنه العزيز وأنت الذليل، فلما جاء رسول الله وكان إنما يسير في سَاقَةٍ الجيش ـ أي: في مؤخرته ـ ينظر المتخلفَ والضَّالَّ والمحتاجَ إلى مَعُونَةٍ، فشكا إليه عبدُ الله بنُ أبيٍّ ابْنَهُ، فقال ابنُه عبدُ الله: والله يا رسول الله لا يدخلها حتى تأذن له، فأذن له رسول الله فقال: أما إِذْ أَذِنَ لك رسولُ الله فَجُزِ الآنَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/188)
إنه لَنَمُوذَجٌ للمسلم المتجرد الطائع، وإنها لروعة تواجه القلب، روعة الإيمان في قلب، ذلك الابن المؤمن حقًا، بينما نجد على النقيض والعكس من ذلك في أبيه رأس المنافقين من زمن رسول الله وفي أمثاله إلى قيام الساعة. ذلك الموقف، موقف الرجل المؤمن عبد الله بن عبد الله بن أبيّ بن سلول وهو يأخذ بسيفه في مدخل المدينة على أبيه، فلا يدعه يدخل ليعلم الناس أن رسول الله هو الأعز وأن أباه هو الأذل، ألا إنها قِمَّةٌ سَامِقَةٌ تلك التي رفع الإيمان إليها أولئك الرجال، رفعهم إلى هذه القمة وهم بشر، بهم ضعف البشر، وعواطف البشر، وهذا هو أجمل ما في هذه العقيدة حين يدركها المسلمون على حقيقتها، وحين يصبحون هم حقيقتها التي تَدبُّ على الأرض، تدعو إلى الإسلام وتطبقه وتعمل به قولاً وعملاً في كل شؤون الحياة.
الخطبة الثانية
الحمد لله كتب العزة للمؤمنين والذلة على المنافقين، يعز من يشاء ويذل من يشاء وهو العزيز الحكيم، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا.
أما بعد: فإن المنافقين في أي زمان ومكان لهم صفات وعلامات عُرِفُوا بها، والخطبة القادمة إن شاء الله لبيان علاماتهم التي يُعْرَفُون بها، أما هنا فأقتصر على بيان خطة عرفوا بها كما ورد في السورة، تلك الخطة التي يتجلى فيها خُبْثُ الطَّبْعِ وخِسَّةُ المشاعر، تلك هي خطة التجويع التي يبدو أنهم يتواصون بها على مَرِّ العصور هم والكفار، وذلك لمحاربة أهل الإيمان، فهذه الطريقة عملتها قريش وهي تقاطع بني هاشم في الشعب لينفضُّوا عن نصرة رسول الله ويُسْلِمُوهُ للمشركين، وهي كذلك طريقة المنافقين كما وردت في القرآن الكريم من أجل أن ينفضَّ أصحابُ رسولِ اللهِ عنه ويتفرقوا تحت وطأة الضيق في العيش والجوع، قال تعالى: هُمُ ?لَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنفِقُواْ عَلَى? مَنْ عِندَ رَسُولِ ?للَّهِ حَتَّى? يَنفَضُّواْ [المنافقون: 7].
وتلك الطريقة نفسها يستعملها المنافقون والفاسقون في هذا الزمان مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ لحربِ المؤمنين وإيذائهم والتضييق عليهم في معيشتهم وإشغالهم بالبحث عن لقمة العيش، ويستعملها مع كل أسف أصحاب المناصب السياسية في البلاد المنتسبة للإسلام لإشغال شعوبهم بالبحث عن موارد لمعيشتهم ليصرفوهم إلى عدم التفكير في غيرها مما هم عليه من أمور يحسبون أن غفلة البشر عنها وعدم علمهم بها تُعْفِيهِمْ عن السؤال ومِنْ ثَمَّ العقاب يوم الحسرة والندامة، وجَهِلُوا أو تجاهلوا أنهم موقوفون ومسؤولون يوم القيامة عن شعوبهم ومن تحت رعايتهم ومسؤوليتهم عن عدم تأمين العيش الكريم لهم وإبعادهم عن الطرق المحرمة التي تلجئهم إلى تأمين ما يحتاجونه في حياتهم، ومن تلك الطرق المحرمة التي يلجؤون إليها السرقات والمتاجرة بالمخدرات والمحرمات، وأقلُّهم من يعمل في المؤسسات الربوية إنْ وَجَدَ له عملاً فيها مع أنه يتعذر على كثير من الشباب الحصول على وظيفة حتى في هذا المجال، والواجب على من ولاه الله شيئًا من أمور المسلمين في أيّ منصب كان وفي جميع بلاد المسلمين أن يتنبه لخطورة الموقف والأوضاع الراهنة ويتصوّر اتساع الخرق على الراقع في الأيام القادمة وأن يعمل في زمن المهلة على ما يُخَلِّصُهُ من ذلك الموقف الرهيب يوم القيامة لينجو من العقاب، وأما السؤال والحساب فلا بدّ منه، وليفكر كل مسلم في مسؤوليته عن هذا وغيره لأن كثيرًا منا مسؤولٌ عن ذلك مهما وضعنا رؤوسنا أو جهلنا أو تجاهلنا أو حاولنا التغافل عن ذلك، فجميعنا واللهِ مسؤولون، كلٌّ في منصبه وموقعه، فليفكر كلّ منا بِجِدِّيَّةٍ في هذا الأمر الخطير في هذا البلد وفي غيره من ديار المسلمين، الأئمة والخطباء والداعون إلى الله عمومًا والقضاة والعلماء وأرباب القلم والصحافة وغيرها والمتقلدون للمناصب أيًا كانت، الجميع مسؤول في جميع ديار المسلمين عن ارتكاب الجرائم والمحرمات والبعد عما حرم الله في المعيشة وغيرها من أمور المعاملات والعبادات، فالمسؤولية مسؤولية مشتركة لا تختص بمرتكبيها لأن الوسائل التي دفعتهم لارتكابها قد اشترك فيها عِدَّةُ جهاتٍ حيث سَهَّلُوا الوصولَ إليها وعملوا على توفير الأسباب الدافعة إليها دون النظر في عواقبها الوخيمة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/189)
على الجميع في الدنيا والآخرة، فلنتصوّر ولنتأمّل هذه الأمور الشائكة والمعقدة ونستخدم الحلول الموجودة في كتاب الله وسنة رسوله محمد.
أعود للقول بأن طريقة الحصار والتجويع هي طريقة الشيوعيين أيضًا في حرمان المتمسكين بالإسلام ليموتوا جوعًا أو يكفروا بالله ويتركوا الصلاة، وهي الوسيلة نفسها التي استخدمتها دول الكفر الآن بالحصار الاقتصادي لبعض بلاد المسلمين وديارهم وحرمانهم من العيش الكريم في بلادهم وعلى أرضهم، تلك الطريقة اللئيمة الخسيسة التي تستخدمها الدول الكبرى الكافرة وتنساق معها الدولُ الصغيرةُ الْمُشَكِّلَةُ في النهاية لما يسمى بالأمم المتحدة، وهي في حقيقتها وعلى هذه الكيفية تستحق أنْ تُسَمَّى بعصبةِ الأممِ الظالمةِ الشِّرِّيرَةِ، لأنها تتعاون في كثير من الأحيان على الباطل والإثم والعدوان والظلم الواضح للعيان، وهكذا يتفق على هذه الوسيلة الخسيسة كل خصوم الإيمان من قديم الزمان إلى هذا الزمان إلى قيام الساعة نَاسِينَ الحقيقة التي يذكرهم الله بها في القرآن الكريم، وهي قوله تعالى: وَلِلَّهِ خَزَائِنُ ?لسَّمَـ?و?تِ وَ?لأرْضِ وَلَـ?كِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ [المنافقون: 7]. فمن خزائن الله في السماوات والأرض يرتزق هؤلاء الذين يحاولون أن يتحكموا في أرزاق المؤمنين، فليسوا هم الذين يخلقون رزق أنفسهم، فما أغباهم وأقل علمهم وهم يحاولون قطع الرزق عن الآخرين، قال تعالى: قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبّى إِذًا لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ ?لإِنفَاقِ وَكَانَ ?لإنْسَـ?نُ قَتُورًا [الإسراء: 100].
وهكذا يُثبِّتُ اللهُ المؤمنين ويُقَوِّي قلوبَهم على مواجهة هذه الخطة اللئيمة والوسيلة الخبيثة التي يلجأ إليها أعداء الله في حربهم ومعاداتهم، ولكي يُطَمْئِنَ المؤمنين إلى أن خزائن الله في السماوات هي خزائن الأرزاق للجميع، وهو سبحانه الذي يعطي أعداءه ولا ينسى أولياءه، وقد أوضح ذلك في عدة آيات من القرآن الكريم وأقسم عليه سبحانه وأنه هو الرزاق يرزق الإنس والجنّ وجميع مَنْ دَبَّ على هذه الأرض من حيوانات برية أو بحرية وحشرات وطيور وديدان، فقال تعالى: وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي ?لأرْضِ إِلاَّ عَلَى ?للَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِى كِتَابٍ مُّبِينٍ [هود: 6]، وقال عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ ?لْجِنَّ وَ?لإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مّن رّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ ?للَّهَ هُوَ ?لرَّزَّاقُ ذُو ?لْقُوَّةِ ?لْمَتِينُ [الذاريات: 56 - 58]. كما أقسم سبحانه لعباده على هذا الرزق ليطمئنهم عليه ويَثِقُوا ويَتَيَقَّنوا منه ويعلموا حقيقة ذلك كما أنهم متيقِّنُون من نُطْقِهِمْ فقال جل ثناؤه: وَفِى ?لسَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ فَوَرَبّ ?لسَّمَاء وَ?لأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ [الذاريات: 22، 23].
وفي ختام هذه السورة التي فيها أوصاف المنافقين نادى الله عباده المؤمنين بأن لا تلهيهم أموالهم ولا أولادهم عن ذكره سبحانه وتعالى، وعليهم أن ينفقوا مما منحهم الله ورزقهم إياه قبل فوات الأوان ومجيء الموت وقبل أن يتركوا كل شيء وراءهم لغيرهم وقبل أن يرجوا ويتمنوا التأخير وأنى لهم ذلك، قال تعالى: ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْو?لُكُمْ وَلاَ أَوْلَـ?دُكُمْ عَن ذِكْرِ ?للَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَـ?ئِكَ هُمُ ?لْخَـ?سِرُونَ وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَـ?كُمْ مّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ ?لْمَوْتُ فَيَقُولُ رَبّ لَوْلا أَخَّرْتَنِى إِلَى? أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مّنَ ?لصَّـ?لِحِينَ وَلَن يُؤَخّرَ ?للَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَ?للَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المنافقون: 9 - 11].
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وآله
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[27 - 06 - 09, 05:01 م]ـ
الخطبة الأولى
أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/190)
عبادَ الله، بيَّن الله في كتابِه العزيز موقفَ الخلق مما بعَث به نبيَّه محمّدًا، وأنهم انقسَموا إلى أقسامٍ ثلاثة، فكافِر أعلَن كفرَه ورفضَه للإسلام وعدَمَ انقياده له، وأعلَنَ عن موقفِه الواضح، كفرٌ بالله وعدَم انقياد لشرع الله، ومؤمنٌ آمن بالله إيمانًا صادقًا، إيمانًا ظاهِرًا وباطنًا، فهو المؤمِنُ الصّادِق في أقوالِهِ وأعمالِه وتصرّفاتِه، وهناك قسمٌ ثالث هم شرُّ الخلق على الإطلاقِ، آمَنت ألسنتُم وكفَرَت قلوبهم، آمَنوا ظاهرًا وكفروا باطنًا، تظاهَروا بالإسلامِ وفي نفسِ الوقت هم أعداؤه الألدّاء، وهم خصومه، وهم ضدّ الإسلام وضدّ أهله، انتسَبوا إلى الإسلام ولكنّها النسبةُ التي أرادوا بها عصمةَ دمائهم وأموالهم، والله يعلم إنّ المنافقين لكاذبون.
إذا حدَّثوك رأيتَ حديثًا جيّدًا وقولاً طيّبًا، ولكن ليس ذلك على ظاهرِه، فهذا القولُ الطيّب باطنُه الكفرُ والضلال، لكن يتظاهَرون أحيانًا بالحقّ وكلِمةِ الحقّ والدعوة إلى الخير والدعوة إلى الإصلاح والدعوة والدعوة .. ولكن يعلَم الله ما وراءَ ذلك المقالِ مِن كفرٍ وضلال وعداءٍ لله ورسولِه وللمسلمين جميعًا.
أيّها المسلم، لا تستكثِر هذا، فهؤلاء المنافقون في عهدِ النبيِّ طالما آذوا المسلمين، طالما آذَوا نبيَّهم، وآذوا أصحابَه، وبذَلوا كلَّ جهد في سبيلِ ذلك، إلا أنَّ الله جل وعلا ردَّ كيدهم في نحورِهم، وكشف أستارهم، وبيَّن ضلالتَهم، وأوضح للمسلمين صفاتِهم وأخلاقَهم؛ ليكون المسلمون على حذرٍ منهم، قال تعالى: وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ [محمد:30 - 32].
المنافق تعرِفه، يحِبّ الذلَّ للإسلام وأهله، إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوا وَهُمْ فَرِحُونَ [التوبة:50]. إذًا فالمنافق يفرَح للإسلام بالذّلِّ والهوان، والمنافِقُ يفرح بأذَى المسلمين، والمنافق يسعَى في إيذاءِ الأمّة، والمنافق يسعَى في التشكيك والشُّبَه، والمنافِقُ يسعى في الأرضِ فسادًا، والمنافِق لا يُرَى منه خيرٌ ولا يؤمَّل منه خير، قال تعالى: وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمْ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [المنافقون:4].
إذا حدَّثوك أصغيتَ لحديهم، تظنُّ ذلك صِدقًا وحقًّا، وتظنّ ذلك خيرًا وهدى، ولكن إذا قرأتَ ما وراءَ السطور وجدتَ ذلك كذبًا وبهتانًا ونفاقًا، وأنهم يبطِنون للإسلام وأهله كلَّ شر وبلاء، ليس في قلوبهم رحمةٌ للأمة، ولكنهم يسعَونَ في الأرض فسادًا، مشابهين لإخوانهم اليهود الذين قال الله فيهم: وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [المائدة:64].
قرَن الله بينهم وبين اليهودِ، وجعل بينهم أخوّةً في الباطل، أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ [الحشر:11].
هذا الضّربُ من الناس كم عانَت الأمّةُ منهم من ضرَرٍ، وكم جرَّ عليها من بلاء، يُحسبون على الأمّة وهم بعيدون كلَّ البُعد عن الأمة وعن قِيَمها وفضائلها وأخلاقها، يقول الله جلّ وعلا مبيِّنًا حالَهم: وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ [البقرة:204 - 206].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/191)
تأمّل ـ أخي ـ هذه الآيةَ حقَّ التأمّل؛ لينجليَ الأمر أمامك، وليكونَ الأمر واضحًا أمامك، وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، يعجبك هذا القولُ، يأتي بألفاظٍ طيّبة وكلماتٍ معسولة تظنّها خيرًا وصدقًا، ولكن إذا تأمّلتَ وجدتَ الأمرَ على خلافِ ما تظنّ، ورأيتَ الباطل والكفرَ والضلال، وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ ثم قال: وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ. إذًا المنافقُ لا يسعَى بالخير، والمنافِق لا يدعو إلى خيرٍ، والمنافق لا يرجَى منه خير، والمنافق خلُقُه الفساد والإفسادُ والضلال ونشرُ كلِّ باطل بين الأمة.
إنَّ الله جلّ وعلا بعَث محمّدًا والعربُ في جاهليّة جهلاء وضلالة عمياء، لا يعرفون معروفًا ولا ينكرون منكَرًا، لم تستطع لغتُهم أن توحِّدَهم، ولم تستطع أنسابهم أن توحِّدَهم، ولم تستطع أوطانهم أن تجمعَ كلمتَهم. كانوا قبلَ الإسلام في حروبٍ طاحنة وفوضى ضاربَةٍ بأطنابها، لا يخضَعون لأحدٍ، كلٌّ يرى نفسَه الزعيمَ والقائد، وكلٌّ يرى نفسَه أنه كذا وكذا، فكانوا في فَوضى دائِمةٍ، فجاء الله بالإسلامِ، فانتشَلَهم من غوايَتِهم، وبصَّرهم مِن عماهم، وجمعهم بعد فُرقتهم، ووحَّد بينهم بعد شَتاتهم، فجعلهم الأمّةَ الواحدة التي تخضَع لشرع الله وتنقادُ لدين الله، وأرشَدَهم إلى أن تكونَ لهم قيادةٌ تجمَع شملَهم وتوحِّد صفَّهم ويخضعون لها خضوعًا لشرع الله؛ حتى تكون أمورُهم منتظِمةً غايةَ الانتظام وسيرتُهم على أحسنِ حال، فجاء الإسلام ليقولَ للمسلمين: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:50]. كلُّ ذلك لأنَّ طاعة الله وطاعةَ رسوله هي الأصل، وطاعةُ وليّ الأمر هي سببٌ لانتظامِ الأمّة في مصالح دينها ودنياها وسعادَتها في دنياها وآخرتها؛ لأنَّ الأمةَ إذا لم تكن لها قيادةٌ تجمعها وتسير بها على الخير عاثَت الفَوضى والضلال.
أيّها المؤمن، إنَّ المؤمن حقًّا إذا تدبَّر الأمرَ وجدَ أنَّ أهلَ الإيمان أهلُ وضوحٍ في الرؤيَة، أهل وضوحٍ في المنهَج، أهل وضوحٍ في الطريق، أهلُ الإيمان أمرُهم واضِحٌ جليّ، إيمانٌ صادِق ظاهرًا وباطنًا، وقولٌ صادق وعمَل حقّ، أمرُهم واضِح، رؤيتُهم واضِحة، ليسوا كالمناهجِ المتعدِّدة التي لها باطنٌ وظاهر، ظاهِرُها شيءٌ وباطِنها شيءٌ آخر، تلك الأحزابُ الضّالّة المنحرفةُ عن الطريقِ المستقيم؛ ولذا حذَّرنا الله من الانقسامِ والفُرقة فقال: مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [الروم:32].
تلك الأمورُ إذا خالفتِ الشرع والدّعواتُ إذا لم تسلُك المسلكَ الشرعيّ تراها متناقِضةً في فِكرها مضطَرِبة في منهجها، لها في الباطنِ أسرارٌ وأمور، ولها في الظاهِرِ لِسان، في الباطن لها لسانٌ وفي الظاهرِ لها لسان، لسانُها في الظاهِر شيء، ولسانُها في باطنِ أمرها شيءٌ آخر، يظهِرون مَا لا يكتُمون، ويُبدون خلافَ ما يعتقدون، إنهم ـ والعياذُ بالله ـ[في] ضلال وخطأ وتصوُّرات ضالّة.
أمّا المؤمِنُ فرؤيتُه للأمور واضحة، تراه جليًّا في أمرِه واضحًا في أسلوبه، ولذا محمّد سيّدُ ولَدِ آدم كان يتعبَّد بغارِ حِراء، فلمّا جاءه الوحيُ وأمرَه الله بالبلاغ: فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنْ الْمُشْرِكِينَ [الحجر:94] كان يأتي للعربِ في أنديَتِها ومجتمَعاتها، يعرِض عليهم شرعَ الله، ويدعوهم إلى دينِ الله، ويعلِن حقيقةَ ما بَعثَه الله به مِنَ الهدى ودينِ الحقّ، ويقرَأ القرآنَ ويدعو إلى الدين، كانت دعوتُه واضحةً، يعلمها عدوُّه ومن اتّبَعَه، يعلمون حقيقةَ ما جاء به، وأنّه الصادِقُ المصدوق، وأنّه الذي لم يجرَّب عليه كذِبٌ ولا خِيانة، بل هو الصادِق الأمين؛ ولذا يقول الله: فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ [الأنعام:33]، فأمره واضحٌ، وهكذا أتباعُ سنّته والمتمسِّكون بمنهَجِه، هم على وضوحٍ في دعوتهم ظاهِرًا وباطنًا، يقولون ما يعتَقِدون، ويَدعون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/192)
إلى ما يَعمَلون، فلا يكتُمون شيئًا ويظهِرون أشياء، ولا يتقلَّبون في مناهِجِهم، ولا يضطَرِبون في خُطَطهم، بل هم على مَنهجٍ واحد وطريق مستقيم، وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ [الأنعام:153].
أيّها المسلم، إنَّ المؤمنَ حقًّا هو الذي يوالي ربَّه ودينَه وأمّتَه، يوالي ربَّه بمحبّتِه وطاعتِه له وقيامِه بما أوجَبَ عليه، يوالي هذَا الدينَ بنصرِ هذا الدين والدّعوةِ إليه والتمسُّك به وتحكيمِه والتحاكم إليه، يوالي أمّةَ الإسلام بأن يحبَّ لهم الخيرَ ويسعَى في تثبيتِ الخيرَ في نفوسهم ويكرَه لهم الشرَّ والبَلاء ولا يرضَى فيهم بنقيصةٍ ولا هوان، بل هو بعيدٌ كلَّ البعد عمّا يسيء إلى الأمّةِ في حاضرها ومستقبلها، يوالي وطنَه المسلم فيحمِيهِ من كيدِ الكائدين وحِقد الحاقدين، ويتصوَّر دعاةَ السوءِ والضلال وأنهم لا يريدون بالأمّةِ خيرًا، ولا يهدفون خيرًا، ولا يحقِّقون خيرًا، بل هو لا يصغِي للأقوالِ الضالة ولا للمَبادئ الخطيرة ولا للأفكارِ المنحَرِفة، لا يصغِي لشَيءٍ من ذلك، دينُه يمنَعه ويحجِزُه، دينُه يمنَعه عن الباطلِ وعن سماع الباطل وعن طاعةِ أهل الأهواء والضّلالات، دينه يحجزه عن ذلك، دينُه يدعوه إلى حبِّ الخير لنفسه وحب الخير لإخوانِه المسلمين: ((ولا يؤمِنُ أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبّ لنفسِه)) [1]. المؤمنون بعضُهم أولياء بَعض، نصيحةً وتوجيهًا ودعوةً وإصلاحًا، وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [التوبة:71]، ولايةُ بعضِهم لبعض فيها النُّصحُ والتّوجيه وحبُّ الخير والسّعي في الخير.
أمّا من يدَّعي خلافَ ذلك بأن يجعلَ همَّه إلحاقَ الأذى بالأمّة وتسبيبَ الشرِّ للأمّة وإحداثَ الفوضَى بين صفوفِ الأمّة فذاك القولُ الباطل والتصوُّر الخاطئ، والأمّةُ ولله الحمد على منهجٍ من دينها، تَعلَم الكاذبَ وتَعلَم المغرِض، ويستبين لها الغيّ من الرّشاد، وتعلَم دعاةَ السوء وما يهدِفون وما يريدون، وأنهم لن يريدُوا بالأمّة خيرًا، ولن يقصدوا بهم خيرًا، وإنما هي الدِّعايات المضلِّلة التي يحيكها أعداءُ الإسلام، وينبري لها من يُحسب على الأمّة، والله يعلم أنَّ الأمّةَ والدّينَ منه براء.
فليتّقِ المسلمون ربَّهم، وليتمسَّكوا بدينهم، وليحمَدوا الله على نِعَمه العظيمةِ عليهم، أعظمُها نعمةُ الإسلام والتمسّك به ثم الأمنُ والخير والاستقرار، نسأل الله أن يوفِّقَنا جميعًا لما يرضِيه عنّا، وأن ويعيذَنا من شرورِ أنفسِنا ومن سيّئات أعمالنا، وأن يردَّ كيدَ الكائدين ويذلَّ أعداءَ الإسلام ويرزقَ المسلمين الوعيَ والفهمَ الصحيح لدينهم والفهمَ الصحيحَ لمكائدِ أعدائِهم؛ حتى لا ينطلِي عليهم الباطلُ، ولا يغترّوا بهذه الضلالات.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله جل وعلا: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام:153].
بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفَعني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذّكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفِر الله العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
________________________________________
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربّنا ويرضَى، وأشهَد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهَد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، صلّى الله عليه وعلى آلِه وصحبِه، وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدّين.
أمّا بعد: فيا أيّها النّاس، اتّقوا الله تعالى حقَّ التقوى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/193)
عباد الله، يقول الله جلّ وعلا في حقِّ نبيّه والمؤمنين: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ [الفتح:29]، فوصفهم بأنهم رحماءُ بينهم، يرحَم بعضهم بعضًا، ويحسِن بعضهم إلى بعض، ويشفقُ بعضهم على بعض، وينصَح بعضهم بعضًا، ويوالي بعضُهم بعضًا. هكذا حالُ الأمّة المسلِمَة الحقّة، تراحمٌ فيما بينهم، وتعاوُن على البرّ والتقوى، قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2]. وأرشَدَ الأمّة إلى التشاوُر في الخير والتعاون على الخير بالأصول الشرعيّة، قال تعالى في وصف المؤمنين: وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ [الشورى:38]. فأمرهم شورَى بينهم فيما بينهم، لا يدخُل عدوّ، ولا ينفذ لهم عدوّ، ولكنّهم فيما بينهم، مشاكِلهم تحَلّ فيما بينهم، ينصَح بعضهم بعضًا، ويرشِدُ بعضُهم بعضًا، ويسمَعون ويطيعون للحقّ ولمن قادَهم بالحق من غيرِ أن يكون في نفوسهم حرج، هَكذا تعاليمُ الإسلام: النصيحة للأمة، ينصَح المسلم لأخيه المسلم، ولذا النبيّ يقول: ((الدين النصيحة))، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله ولكتابِه ولرسولِه ولأئمّة المسلمين وعامتهم)) [1]. فالمسلمون أهلُ تناصحٍ وتشاورٍ في الخير وتعاونٍ على الخير، ليسوا أهلَ فوضَى ولا أهلَ اضطرابٍ وقلَق، ولا سببًا في نهبِ أموالٍ وسفكِ دماء وهتكِ أَعراض، هذه أمورٌ يترفَّع المسلمون عنها، ويعلَمون أنَّ دينَهم جاءهم بالخير والهدَى، فينصَح بعضهم بعضًا، ويُعين بعضُهم بعضًا، ويوجِّه بعضهم بعضًا، هم كالجسَد الواحد، إذا اشتكَى منه عضوٌ تداعَى له سائر الجسدِ بالحمى والسهر، هكذا حالُ الأمّة المسلِمة المصدّقة.
أمّا ما يدعو إليه أعداؤهم وما ينادِي به أعداؤُهم فكلُّ ذلك مخالِفٌ لشرع ربهم، ومخالِف لكتاب ربهم وسنّةِ نبيّهم. فالمؤمِنون أهلُ خيرٍ وتناصح فيما بينهم، يقيم بعضُهم اعوجاجَ البعض، ويصوِّب بعضُهم بعضًا، ويبصِّر بعضُهم بَعضًا في خطئِه، ويرشِدُه إلى الخير؛ لأنَّ هدفه جمعُ كلمةِ الأمّة وإصلاحُ شأنها ولمُّ شعثِها وسلامةُ أوطانها وحمايتُها من كيد الكائدين.
أمّا المنافقون والمغرِضون فليس لهم هدَفٌ إلاّ تتبّع الزّلاّت ولن يجدوا ذلك، فيفرَحون بكلِّ زلّة، ويصطادون كلَّ خطيئة، ليجسِّدوها ويجعَلوها وسيلةً إلى آرائِهم المضلِّلة وأفكارِهم المنحرفة، حمَى الله مجتَمَعَ المسلمين من كلِّ سوء، ورزَق الجميعَ التمسّكَ بالهدى والسيرَ على المنهج القويم، إنّه على كل شيء قدِير.
واعلَموا ـ رحمكم الله ـ أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هدي محمّد، وشرّ الأمورِ محدَثاتها، وكلّ بِدعةٍ ضلالَة، وعليكم بجمَاعةِ المسلمين، فإنّ يدَ اللهِ على الجماعَة، ومَن شذَّ شذَّ في النّار.
وَصَلّوا ـ رحمكم الله ـ على عبد الله ورسوله محمّد كما أمَركم بذلك ربّكُم، قالَ تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].
اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك علَى عبدِك ورسولِك محمّد، وارضَ اللهمّ عن خلَفائه الرّاشِدين ...
الخطبة الأولى
أما بعد: فإن أصدقَ الحديث كلامُ الله، وخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ نبينا محمد، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثة بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالةٌ.
إن خطرًا عظيمًا وسُمًّا قاتلاً يَسْرِي في كيان المجتمع المسلم من عهد رسول الله إلى قيام الساعة يهدد الإسلام والمسلمين من الداخل، ألا وهو خطر المنافقين، حيث لا يوجد خطر أعظم من خطرهم؛ لأنه يأتي من داخل الصفوف ويغفل عنه المؤمنون وهو خَطَرٌ خَفِيٌّ، أما خطر الشيوعيين واليهود والنصارى وغيرهم من الكفار فهو شيء واضح أمام العيان، وبديهي الحذر منه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/194)
لقد ذكر الله عز وجل من صفات المنافقين شيئًا كثيرًا، وكذلك عَدَّدَ رسولُ الله بعضَ صفاتهم، وهنا نتتبع شيئًا من علاماتهم كما وردت في القرآن الكريم وفي السنة المطهرة؛ لكي نحذر الوقوع فيها، ولنعلم أيضًا المنافقين بصفاتهم سواء كانت مجتمعة كلها أو معظمها، ولنحذِّر غيرنا من الوقوع فيها فهي سبب للانحراف عن منهج الله والبعد عن الإسلام وتعاليمه من حيث يشعر مرتكبها أو لا يشعر، نسأل الله السلامة والعافية والعصمة من الوقوع فيها وفي غيرها من الآثام.
ومن أبرز صفاتهم ما ورد في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي قال: ((أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر))، وفي رواية أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان)).
وفي الحديث الأول إِخْبَارٌ من الذي لا ينطق عن الهوى من رسولنا محمد بأنه متى اجتمعت تلك الخصال الأربع في شخصٍ ما ذَكَرًا كان أو أنثى كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة من هذه الخصال كانت فيه خصلة من النفاق حتى يتركها ويبتعد عنها ويرجع إلى إيمانه النَّقِيِّ الصافي الخالص من علامات النفاق. وفي الحديث الثاني بين آية المنافق وهي علامته التي يمكن أنْ يُعْرَفَ بها، وفيها زيادة على الحديث الأول أنه إذا وعد أخلف الوعد ولم يَفِ به. ولا أستطرد في شرح وبيان تلك الصفات لأن الكلامَ عَرَبِيٌّ ومفهومٌ للجميع، ويفهمه طالب العلم والأمي والصغير والكبير، وأكتفي بإيراد الصفات مدعمة بالأدلة، فالذي ورد من صفاتهم سابقًا:
1 - الخيانة في الأمانة أيًا كانت الأمانة، وليست مقصورة على أمانة المال بل الأمانة عامة.
2 - الكذب في الحديث.
3 - الغدر وعدم الوفاء بالعهد.
4 - الفجور والخروج عن الطريق المستقيم عند الخصومة مع أي إنسان.
5 - عدم الوفاء بالوعد، وهذه سبق دليلها.
6 - الخداع ومرض القلوب وعدم صفائها والسعي بالفساد في الأرض، قال الله تعالى مخبرًا عنهم: يُخَـ?دِعُونَ ?للَّهَ وَ?لَّذِينَ ءامَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ ?للَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِى ?لأرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ ?لْمُفْسِدُونَ وَلَـ?كِن لاَّ يَشْعُرُونَ [البقرة: 9 - 12].
7 - الخوف من افتضاح أمرهم والاستهزاء بالمؤمنين وكذبهم عندما يسألون عن خوضهم في أعراض المؤمنين، قال تعالى: يَحْذَرُ ?لْمُنَـ?فِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ ?سْتَهْزِئواْ إِنَّ ?للَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِ?للَّهِ وَءايَـ?تِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَـ?نِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مّنْكُمْ نُعَذّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ [التوبة: 64 - 66].
وهذه الآيات وإن كان لها سببُ نزولٍ فإنَّ النَّصَّ عَامٌّ، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ما لم يرد نص من القرآن أو السنة تُخَصِّصُ وتُقَيِّدُ هذا العمومَ، لذلك فهو عام في المنافقين في أي زمان ومكان. عن ابن عمر ومحمد بن كعب وزيد بن أسلم وقتادة ـ قال: دخل حديث بعضهم في بعض ـ أنه قال رجل في غزوة تبوك: ما رأينا مِثْلَ قُرَّائِنَا هؤلاء أَرْغَبَ بطونًا، ولا أكْذَبَ ألسنًا، ولا أجْبَنَ عند اللقاء، يعني رسول الله وأصحابه القراء، فقال له عوف بن مالك: كذبت ولكنك منافق، لأخبرنَّ رسول الله، فذهب عوف إلى رسول الله ليخبره فوجد القرآن قد سبقه، فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله وقد ارتحل وركب ناقته، فقال: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب ونتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق، قال ابن عمر: كأني أنظر إليه متعلقًا بِنِسْعَةِ نَاقَةِ رسولِ اللهِ وإن الحجارة لَتَنْكُبُ رِجْلَيْهِ وهو يقول: إنما كنا نخوض ونلعب، فيقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/195)
له رسول الله: أَبِ?للَّهِ وَءايَـ?تِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءونَ [التوبة: 65] ما يلتفت إليه وما يزيد عليه.
8 - ومن صفات المنافقين أيضًا أنهم متكاتفون مع بعضهم ويُعِينُ بعضُهم بعضًا على الشر ويأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم عن الإنفاق في سبيل الله، فالبخل صفة ملازمة لهم، قال تعالى: ?لْمُنَـ?فِقُونَ وَ?لْمُنَـ?فِقَاتُ بَعْضُهُمْ مّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِ?لْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ?لْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ ?للَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ هُمُ الْفَـ?سِقُونَ [التوبة: 67].
9 - ومن علاماتهم أنهم يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين للضعف الحاصل في نفوسهم وانهزامهم وعدم ثقتهم بالله عزَّ وجلَّ وبنصره تبارك وتعالى؛ لذلك فهم يركنون إلى الكافرين ويسعون إليهم مع التَّرَبُّصِ بالمؤمنين وتَحَيُّنِ الْفُرَصِ والمخادعة والخداع بشتى صوره والذبذبة وعدم الثبات والكسل عند قيامهم للصلاة والرياء وعدم ذكر الله إلا قليلاً، ولنستمع إلى هذه الآيات المحكمة التالية التي تدل على ما ذُكِرَ من صفاتهم، قال تعالى: بَشّرِ ?لْمُنَـ?فِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ?لَّذِينَ يَتَّخِذُونَ ?لْكَـ?فِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ ?لْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ ?لْعِزَّةَ فَإِنَّ ?لعِزَّةَ للَّهِ جَمِيعًا وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِى ?لْكِتَـ?بِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ ءايَـ?تِ ?للَّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى? يَخُوضُواْ فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مّثْلُهُمْ إِنَّ ?للَّهَ جَامِعُ ?لْمُنَـ?فِقِينَ وَ?لْكَـ?فِرِينَ فِى جَهَنَّمَ جَمِيعًا ?لَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مّنَ ?للَّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُنْ مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَـ?فِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مّنَ ?لْمُؤْمِنِينَ فَ?للَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ ?لْقِيَـ?مَةِ وَلَن يَجْعَلَ ?للَّهُ لِلْكَـ?فِرِينَ عَلَى ?لْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً إِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ يُخَـ?دِعُونَ ?للَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى ?لصَّلَو?ةِ قَامُواْ كُسَالَى? يُرَاءونَ ?لنَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ ?للَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذ?لِكَ لاَ إِلَى? هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ ?للَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً [النساء: 138 - 143]، وقال تعالى: وَإِذَا لَقُواْ ?لَّذِينَ ءامَنُواْ قَالُوا ءامَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى? شَيَـ?طِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئونَ ?للَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَـ?نِهِمْ يَعْمَهُونَ أُوْلَـ?ئِكَ ?لَّذِينَ ?شْتَرَوُاْ ?لضَّلَـ?لَةَ بِ?لْهُدَى? فَمَا رَبِحَت تِّجَـ?رَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ [البقرة: 14 - 16]، وقال تعالى: يَـ?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ?لْيَهُودَ وَ?لنَّصَـ?رَى? أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ ?للَّهَ لاَ يَهْدِى ?لْقَوْمَ ?لظَّـ?لِمِينَ فَتَرَى ?لَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَـ?رِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى? أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى ?للَّهُ أَن يَأْتِىَ بِ?لْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى? مَا أَسَرُّواْ فِى أَنفُسِهِمْ نَـ?دِمِينَ [المائدة: 51، 52].
10 - البخل والشح وعدم الوفاء بالنذر واللمز والسخرية من المؤمنين، قال تعالى: وَمِنْهُمْ مَّنْ عَـ?هَدَ ?للَّهَ لَئِنْ ءاتَـ?نَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ ?لصَّـ?لِحِينَ فَلَمَّا ءاتَاهُمْ مّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِى قُلُوبِهِمْ إِلَى? يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ ?للَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ ?للَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ ?للَّهَ عَلَّـ?مُ ?لْغُيُوبِ ?لَّذِينَ يَلْمِزُونَ ?لْمُطَّوّعِينَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/196)
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَـ?تِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ ?للَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [التوبة: 75 - 80].
11 - ومن صفاتهم وعلاماتهم نقلُ الأخبار الكاذبة وحبُّهم إشاعة الفاحشة والسوء في الذين آمنوا كما في حادثة الإفك على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وقد توعدهم الله بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة، قال تعالى: إِنَّ ?لَّذِينَ جَاءوا بِ?لإفْكِ عُصْبَةٌ مّنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلّ ?مْرِئٍ مّنْهُمْ مَّا ?كْتَسَبَ مِنَ ?لإثْمِ وَ?لَّذِى تَوَلَّى? كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ [النور: 11]، وقال تعالى إِنَّ ?لَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ?لْفَـ?حِشَةُ فِى ?لَّذِينَ ءامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ?لدُّنْيَا وَ?لآخِرَةِ وَ?للَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [النور: 19].
12 - ومنها أيضًا أنَّ أجسامَهم تُعْجِبُ من ينظر إليها، وعندما يتكلمون ينخدع السامعُ بكلامهم ويستمع لقولهم، ولكنهم كما وصفهم الله تعالى وشبههم بالخشب المسندة، وكذلك هم دائمًا على خوف ووجل من سوء صنيعهم ويحسبون أن كل صيحة عليهم، قال تعالى: وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَـ?مُهُمْ وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ [المنافقون: 4].
وجزاء المنافقين من جنس فعلهم، فالله سبحانه وتعالى أعد لهم العذاب الأليم في الدنيا والآخرة كما في الآية السابقة وكما ورد في قوله تعالى: إِنَّ ?للَّهَ جَامِعُ ?لْمُنَـ?فِقِينَ وَ?لْكَـ?فِرِينَ فِى جَهَنَّمَ جَمِيعًا [النساء: 140]، وقال سبحانه: إِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ فِى ?لدَّرْكِ ?لأسْفَلِ مِنَ ?لنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا [النساء: 145]، وقال عز وجل: يأَيُّهَا ?لنَّبِىُّ جَـ?هِدِ ?لْكُفَّارَ وَ?لْمُنَـ?فِقِينَ وَ?غْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ?لْمَصِيرُ [التحريم: 9].
ولننظر إلى لطف الله بعباده وعفوه عنهم وسعة رحمته، فلو ارتكب العبد من المعاصي والآثام أَقْبحها وأَشْنَعها أو جمع بينها ثم تاب فإن الله يتوب عليه ويغفر له إنه هو الغفور الرحيم، ولنستمع إلى هذه الآيات من سورة النساء التي جاءت بعد الآيات السابق ذكرها والتي فيها معظم صفات المنافقين، فالواجب عليهم التوبة مع صلاح العمل والاعتصام بالله وبكتابه وسنة نبيه محمد، قال تعالى: إِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ فِى ?لدَّرْكِ ?لأسْفَلِ مِنَ ?لنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا إِلاَّ ?لَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَ?عْتَصَمُواْ بِ?للَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ ?لْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ ?للَّهُ ?لْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا مَّا يَفْعَلُ ?للَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَءامَنْتُمْ وَكَانَ ?للَّهُ شَـ?كِرًا عَلِيمًا [النساء: 145 - 147].
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدًا عبد الله ورسوله، اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد: فلقد كان أصحاب رسول الله من المؤمنين الصادقين يخافون على أنفسهم من النفاق، فكيف لا نخاف نحن على أنفسنا في هذا العصر الذي كثرت فيه الفتن وكثر فيه النفاق وأهله؟! وكيف نأمن على أنفسنا ونزكيها ولم يأمن أمير المؤمنين الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو أحد المبشرين بالجنة وهو الذي ضرب الأمثلة الرائعة في تاريخ الإسلام بعدله واستقامته؟! فلقد سأل رضي الله عنه حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ رضي الله عنه كَاتِمَ سِرِّ رسولِ اللهِ واسْتَحْلَفَهُ بالله بقوله: أستحلفك بالله، أما عَدَّنِي عندك رسول الله من المنافقين؟ فقال له: لا، ولا أخبر أحدًا غيرك،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/197)
أي: أنه لا يخبر غيره من الصحابة هل هو مؤمن أو منافق؛ لأن ذلك سِرٌّ عنده أخبره به الرسول عن أسماء المنافقين لِيَعْلَمَ بعد ذلك أن ما عداهم مؤمنون.
وكان منْ حِرْصِ عمر رضي الله عنه أنه لا يصلي على جنازةِ مَنْ جَهِلَ حَالَهُ حتى يصليَ عليها حذيفةُ بْنُ اليمان رضي الله عنه لأنه كان يعلم أعيان المنافقين، وذلك بعد موت رسول الله، وهذا حرص منه رضي الله عنه على امتثال أمر الله، وقد نزلت هذه الآية تصديقًا له وتدعيمًا لِمَوْقِفِهِ وقَوْلِهِ رضي الله عنه، قال الله تعالى: وَلاَ تُصَلّ عَلَى? أَحَدٍ مّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَى? قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِ?للَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَـ?سِقُونَ [التوبة: 84]، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: لما توفي عبد الله بن أبيّ دُعِيَ رسولُ الله للصلاة عليه فقام إليه، فلما وقف عليه يريد الصلاة عليه تحَوَّلْتُ حتى قُمْتُ في صدره فقلتُ: يا رسولَ الله أَعَلَى عَدُوِّ اللهِ ـ عبد الله بن أبيّ ـ القائلِ يوم كذا: كذا وكذا؟ أُعَدِّدُ أيَّامَهُ، قال: ورسول الله يَتَبَسَّمُ حتى إذا أَكْثَرْتُ عليه قال: ((أَخِّرْ عَنِّي يا عُمَرُ، إني خُيِّرْتُ فَاخْتَرْتُ، قد قيل لي: ?سْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ ?للَّهُ لَهُمْ ذ?لِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِ?للَّهِ وَرَسُولِهِ وَ?للَّهُ لاَ يَهْدِي ?لْقَوْمَ ?لْفَـ?سِقِينَ [التوبة: 80]))، قال: ((لو أعلم أني زدتُ على السبعين غُفِرَ له لَزِدْتُ))، قال: ثم صلى عليه ومشى معه وقام على قبره حتى فرغ منه، قال: فعجبتُ مِنْ جُرْأَتِي على رسول الله، والله ورسوله أعلم. قال: فَوَاللهِ ما كان إلا يسيرًا حتى نَزَلَتْ هاتان الآيتان: وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ [التوبة: 84، 85]، فما صلى رسول الله بعده على منافق ولا قام على قبره حتى قبضه الله عز وجل.
قال البخاري في صحيحه: قال ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: أدركتُ ثلاثين من أصحاب النبي كلهم يخاف النفاق على نفسه. ويُذْكَرُ عن الحسن أنه قال: ما خافه إلا مؤمن ولا أَمِنَهُ إلا منافق.
هكذا كان الصحابة رضي الله عنهم، يخافون على أنفسهم من النفاق الأصغر أو ما يسمى بالعملي، وليس النفاق الأكبر؛ لأن الأصغر وسيلة النفاق الأكبر، فالنفاق الأصغر أو ما يسمى بالنفاق العملي خمسة أنواع كما وردت في الحديثين السابقين وملخصها: ((إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر)). أما النفاق الأكبر وهو ما يسمى بالنفاق الاعتقادي فهو ستة أنواع: 1 - تكذيب الرسول. 2 - تكذيب بعض ما جاء به الرسول. 3 - بُغْضُ الرسول الله. 4 - بُغْضُ بَعْضِ ما جاء به الرسول الله. 5 - الْمَسَرَّةُ بانخفاض دين الرسول. 6 - الكراهية لانتصار دين الرسول.
والأنواع الستة صاحبها من أهل الدرك الأسفل من النار لأنه وإن كان يصلي ويصوم ويعمل بالعبادات الظاهرة أمام المسلمين للتَّسَتُّرِ ولكنه في حقيقته يُظْهِرُ خِلافَ ما يُبْطِنُ ويعمل ضد الإسلام والمسلمين في الخفاء.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله ...
الخطبة الأولى
أما بعد: فإنّ من سعادة المؤمن أن يعيش مع تفسير القرآن العظيم ليفهم كلام ربّ العالمين حين يتلوه أو يُتلى عليه، واليوم نستعرض ما تيسر من سورة المنافقين، حيث بدِئت السورة بوصف طريقة المنافقين في مداراتهم لما في قلوبهم من الكفر، وإعلانهم الإسلام والشهادة بأن النبي هو رسول الله وحلفهم كذبًا ليصدقهم المؤمنون، واتخاذهم تلك الأيمان وقايةً وجُنَّةً يُخْفُون وراءَها حقيقة أمرهم ويخدعون المسلمين بها، قال تعالى: إِذَا جَاءكَ ?لْمُنَـ?فِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ?للَّهِ وَ?للَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَ?للَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ لَكَـ?ذِبُونَ ?تَّخَذُواْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/198)
أَيْمَـ?نَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ?للَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [المنافقون: 1، 2]. فهم كانوا يَجِيئُونَ إلى رسول الله فيشهدون بين يديه برسالته شهادة باللسان ولا يقصدون بها وجه الحق، إنما يقولونها للتقية، وليخفوا أمرهم وحقيقتهم على المسلمين فهم كاذبون في أنهم جاؤوا ليشهدوا هذه الشهادة، فقد جاؤوا ليخدعوا المسلمين بها، ويُدَارُوا أنفسَهم بقولها، ومِنْ ثَمَّ أكذبهم الله في شهادتهم بعد أن أثبت حقيقة الرسالة: وَ?للَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَ?للَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ لَكَـ?ذِبُونَ.
وقد اتخذوا أيمانهم وقاية حيث صَدّوا أنفسهم وصدوا غيرهم عن سبيل الله بِأََسْوَإِِ خديعة وتضليل، ألا وهو الكذبُ الْمُؤَيَّدُ بالأيمان الكاذبة. فهم عرفوا الإيمان ولكنهم اختاروا العودة إلى الكفر فطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون، قال تعالى: ?تَّخَذُواْ أَيْمَـ?نَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ?للَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ ءامَنُواّ ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى? قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ [المنافقون: 2، 3].
وقال تعالى: وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَـ?مُهُمْ لأنهم أجسامٌ تُعْجِبُ لا أَنَاسِيَّ تَتَجَاوَبُ، وإذا كانوا صامتين لا يتكلمون فهم أجسام معجبة للعيون، وأما حين ينطقون ويتكلمون فهم خواء من كل معنى ومن كل حسّ، كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ لا حركة فيها، فهم دائمًا في حالة من التّوجّس الدائم والفزع والاهتزاز والخوف، يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ، فهم يَتَوَجَّسُونَ من كل حركة ومن كل صوت ومن كل كلمة وهاتف يحسبونه يطلبهم وأنهم هم المقصودون؛ لأنهم يخافون من فضيحة أمرهم ونفاقهم.
ويُنَبِّهُ اللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وتعالت عظمته ينبِّه الرسولَ وأصحابَه والمؤمنين إلى يوم القيامة على حقيقة المنافقين بأنهم هم العدو الحقيقي الذي يَنْخُرُ في جسم الأمة المسلمة، والله تعالى مقاتلهم حيثما انصرفوا وأنَّى اتَّجَهُوا، قال تعالى: هُمُ ?لْعَدُوُّ فَ?حْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ ?للَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [المنافقون: 4].
وقال جل جلاله: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ ?للَّهِ لَوَّوْاْ رُءوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ ?للَّهُ لَهُمْ إِنَّ ?للَّهَ لاَ يَهْدِى ?لْقَوْمَ ?لْفَـ?سِقِينَ هُمُ ?لَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنفِقُواْ عَلَى? مَنْ عِندَ رَسُولِ ?للَّهِ حَتَّى? يَنفَضُّواْ وَلِلَّهِ خَزَائِنُ ?لسَّمَـ?و?تِ وَ?لأرْضِ وَلَـ?كِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى ?لْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ?لأعَزُّ مِنْهَا ?لأذَلَّ وَلِلَّهِ ?لْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـ?كِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ [المنافقون: 5 - 8].
لقد ذكر غيرُ واحدٍ من السلف أنَّ هذا السِّيَاقَ السَّابِقَ من الآيات كله نزل في عبد الله بْنِ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ، فقال ابن إسحاق في حديثه عن غزوة بني المصطلق سنة ست من الهجرة على المريسيع وهو ماء لهم أي: لبني المصطلق، قال: فبينا رسول الله على ذلك الماء ـ بعد الغزوة ـ وَرَدَتْ وَارِدَةُ الناسِ، ومع عمر بن الخطاب رضي الله عنه أَجِيرٌ له من بني غفار يُقَالُ له: جَهْجَاه، فازدحم جهجاهُ وسِنَانُ بْنُ يزيد الْجُهَنِيّ على الماء فاقتتلا، ـ أي: تخاصما ـ فصرخ الجهني: يا معشر الأنصار، وصرخ جهجاه: يا معشر المهاجرين، وفي رواية للبخاري ومسلم: فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فقال النبي: ((دعوها فإنها مُنْتِنَةٌ))، ثم جاء في الرواية الأخرى: فغضب عبد الله بن أبيّ بن سلول وعنده رهط من قومه، وفيهم زيد بن أرقم غلام حَدَثٌ، فقال: أَوَقَدْ فَعَلُوهَا؟ قد نَافَرُونَا وكاثرونا في بلادنا، والله ما أَعُدُّنَا وجَلابِيب قريش إلا كما قال الأوَّلُ: سَمِّنْ كَلْبَكَ يَأْكُلكَ، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجَنَّ الأعزُّ منها الأذلَّ، ثم أقبل على من حضره من قومه فقال لهم: هذا ما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/199)
فعلتم بأنفسكم: أحللتموهم بلادكم وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحوّلوا إلى غير داركم، فسمع ذلك زيد بن أرقم فمشى به إلى رسول الله، وذلك عند فراغ رسول الله من عدوه، فأخبره الخبر وعنده عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: مُرْ به عَبَّادَ بْنَ بِشْرٍ فليقتله، وفي رواية البخاري ومسلم: دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال رسول الله: ((دعه؛ لا يتحدث الناس: إن محمدًا يقتل أصحابه، ولكن أَذِّنْ بالرحيل))، وذلك في ساعة لم يكن رسول الله يرتحل فيها، فارتحل الناس وقد مشى عبدُ اللهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ إلى رسول الله حين بلغه أنَّ زيدَ بْنَ أَرْقَمٍ قد بَلَّغَهُ ما سمع منه، فحلف بالله ما قلت ما قال ولا تكلمت به، وكان في قومه شريفًا عظيمًا، فقال من حضر رسول الله من الأنصار من أصحابه: يا رسول الله، عسى أن يكون الغلام قد أَوْهَمَ في حديثه ولم يحفظ ما قال الرجل؛ وذلك حَدَبًا منهم على ابن أبيّ بن سلول ودفعًا عنه. فلما اسْتَقَلَّ رسولُ الله وسَارَ لَقِيَهُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ فَحَيَّاهُ بتحية النبوة وسلّم عليه، ثم قال: يا نبي الله، والله لقد رُحْتَ في ساعة منكرة ما كنت تروح في مثلها! فقال له رسول الله: ((أوَما بلغك ما قال صاحبكم؟)) قال: وَأَيُّ صاحبٍ يا رسول الله؟ قال: ((عبد الله بن أبيّ))، قال: وما قال؟ قال: ((زعم أنه إن رجع المدينة أخرج الأعزُّ منها الأذلَّ))، قال: فأنت يا رسول الله والله لتخرجنه منها إن شئت، هو والله الذليل وأنت العزيز، ثم قال: يا رسول الله اُرْفُقْ به، فوالله لقد جاءنا الله بك وإن قومه لينظمون له الْخَرَزَ لِيُتَوِّجُوهُ، فإنه ليرى أنك قد اسْتَلَبْتَهُ مُلْكًا، ثم مشى رسول الله بالناس يومهم ذلك حتى أمسى وليلتهم حتى أصبح وصدر يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس ثم نزل بالناس، فلم يلبثوا أنْ وَجَدُوا مَسَّ الأرضِ فوقعوا نيامًا، وإنما فعل ذلك رسول الله ليشغل الناس عن الحديث الذي كان بالأمس من حديث عبد الله بن أبيّ، ونزلت السورة التي ذكر الله فيها المنافقين في ابن أبيّ ومن كان على مثل أمره، فلما نزلت أَخَذَ رسولُ اللهِ بِأُذُنِ زَيْد بْنِ أرقم ثم قال: ((هذا الذي أوفى الله له بأذنه)). وفي آخر إحدى الروايات: فبعث إليَّ رسول الله فقرأها عليَّ ـ أي: الآيات من أول إِذَا جَاءكَ ?لْمُنَـ?فِقُونَ إلى لَيُخْرِجَنَّ ?لأعَزُّ مِنْهَا ?لأذَلَّ ثم قال: ((إن الله قد صدقك يا زيد)) رواه البخاري ومسلم.
وبلغ عبدَ الله بْنَ عبد الله بْنِ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ الذي كان من أمر أبيه، فأتى رسول الله فقال: يا رسول الله، إنه بلغني أنك تريد قتل عبد الله بن أبيّ فيما بلغك عنه، فإنْ كنتَ لا بدَّ فاعلاً فَمُرْنِي به فأنا أَحْمِلُ إليك رأسَهُ، فوالله لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبرَّ بوالده مني، وإني أخشى أن تأمر غيري فيقتله، فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل عبد الله بن أبيّ يمشي في الناس فأقتله، فأقتل مؤمنًا بكافر فأدخل النار، فقال رسول الله: ((بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا)). وجعل بعد ذلك إذا أحدث الحدث كان قومه هم الذين يعاتبونه ويأخذونه ويعنِّفونه، فقال رسول الله لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين بلغه ذلك من شأنهم: ((كيف ترى يا عمر؟ أما والله لو قتلته يوم قلت لي: اقتله لأرعدتْ له آنُفٌ لو أمرتُها اليوم تقتله لقتلته))، قال عمر: قد علمت واللهِ لأمْرُ رسولِ اللهِ أعظمُ بركةً من أمري.
وذكر عكرمة وابن زيد وغيرهما أن الناس لما قفلوا راجعين إلى المدينة وقف عبد الله بن عبد الله بن أبيّ على باب المدينة واسْتَلَّ سيفَه، فجعل الناس يمرُّون عليه، فلما جاءه أبوه عبد الله بن أبيّ قال له ابنه: وراءك، فقال: ما لك؟ ويلك! فقال: والله، لا تَجُوز من ها هنا حتى يأذن لك رسول الله فإنه العزيز وأنت الذليل، فلما جاء رسول الله وكان إنما يسير في سَاقَةٍ الجيش ـ أي: في مؤخرته ـ ينظر المتخلفَ والضَّالَّ والمحتاجَ إلى مَعُونَةٍ، فشكا إليه عبدُ الله بنُ أبيٍّ ابْنَهُ، فقال ابنُه عبدُ الله: والله يا رسول الله لا يدخلها حتى تأذن له، فأذن له رسول الله فقال: أما إِذْ أَذِنَ لك رسولُ الله فَجُزِ الآنَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/200)
إنه لَنَمُوذَجٌ للمسلم المتجرد الطائع، وإنها لروعة تواجه القلب، روعة الإيمان في قلب، ذلك الابن المؤمن حقًا، بينما نجد على النقيض والعكس من ذلك في أبيه رأس المنافقين من زمن رسول الله وفي أمثاله إلى قيام الساعة. ذلك الموقف، موقف الرجل المؤمن عبد الله بن عبد الله بن أبيّ بن سلول وهو يأخذ بسيفه في مدخل المدينة على أبيه، فلا يدعه يدخل ليعلم الناس أن رسول الله هو الأعز وأن أباه هو الأذل، ألا إنها قِمَّةٌ سَامِقَةٌ تلك التي رفع الإيمان إليها أولئك الرجال، رفعهم إلى هذه القمة وهم بشر، بهم ضعف البشر، وعواطف البشر، وهذا هو أجمل ما في هذه العقيدة حين يدركها المسلمون على حقيقتها، وحين يصبحون هم حقيقتها التي تَدبُّ على الأرض، تدعو إلى الإسلام وتطبقه وتعمل به قولاً وعملاً في كل شؤون الحياة.
الخطبة الثانية
الحمد لله كتب العزة للمؤمنين والذلة على المنافقين، يعز من يشاء ويذل من يشاء وهو العزيز الحكيم، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا.
أما بعد: فإن المنافقين في أي زمان ومكان لهم صفات وعلامات عُرِفُوا بها، والخطبة القادمة إن شاء الله لبيان علاماتهم التي يُعْرَفُون بها، أما هنا فأقتصر على بيان خطة عرفوا بها كما ورد في السورة، تلك الخطة التي يتجلى فيها خُبْثُ الطَّبْعِ وخِسَّةُ المشاعر، تلك هي خطة التجويع التي يبدو أنهم يتواصون بها على مَرِّ العصور هم والكفار، وذلك لمحاربة أهل الإيمان، فهذه الطريقة عملتها قريش وهي تقاطع بني هاشم في الشعب لينفضُّوا عن نصرة رسول الله ويُسْلِمُوهُ للمشركين، وهي كذلك طريقة المنافقين كما وردت في القرآن الكريم من أجل أن ينفضَّ أصحابُ رسولِ اللهِ عنه ويتفرقوا تحت وطأة الضيق في العيش والجوع، قال تعالى: هُمُ ?لَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنفِقُواْ عَلَى? مَنْ عِندَ رَسُولِ ?للَّهِ حَتَّى? يَنفَضُّواْ [المنافقون: 7].
وتلك الطريقة نفسها يستعملها المنافقون والفاسقون في هذا الزمان مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ لحربِ المؤمنين وإيذائهم والتضييق عليهم في معيشتهم وإشغالهم بالبحث عن لقمة العيش، ويستعملها مع كل أسف أصحاب المناصب السياسية في البلاد المنتسبة للإسلام لإشغال شعوبهم بالبحث عن موارد لمعيشتهم ليصرفوهم إلى عدم التفكير في غيرها مما هم عليه من أمور يحسبون أن غفلة البشر عنها وعدم علمهم بها تُعْفِيهِمْ عن السؤال ومِنْ ثَمَّ العقاب يوم الحسرة والندامة، وجَهِلُوا أو تجاهلوا أنهم موقوفون ومسؤولون يوم القيامة عن شعوبهم ومن تحت رعايتهم ومسؤوليتهم عن عدم تأمين العيش الكريم لهم وإبعادهم عن الطرق المحرمة التي تلجئهم إلى تأمين ما يحتاجونه في حياتهم، ومن تلك الطرق المحرمة التي يلجؤون إليها السرقات والمتاجرة بالمخدرات والمحرمات، وأقلُّهم من يعمل في المؤسسات الربوية إنْ وَجَدَ له عملاً فيها مع أنه يتعذر على كثير من الشباب الحصول على وظيفة حتى في هذا المجال، والواجب على من ولاه الله شيئًا من أمور المسلمين في أيّ منصب كان وفي جميع بلاد المسلمين أن يتنبه لخطورة الموقف والأوضاع الراهنة ويتصوّر اتساع الخرق على الراقع في الأيام القادمة وأن يعمل في زمن المهلة على ما يُخَلِّصُهُ من ذلك الموقف الرهيب يوم القيامة لينجو من العقاب، وأما السؤال والحساب فلا بدّ منه، وليفكر كل مسلم في مسؤوليته عن هذا وغيره لأن كثيرًا منا مسؤولٌ عن ذلك مهما وضعنا رؤوسنا أو جهلنا أو تجاهلنا أو حاولنا التغافل عن ذلك، فجميعنا واللهِ مسؤولون، كلٌّ في منصبه وموقعه، فليفكر كلّ منا بِجِدِّيَّةٍ في هذا الأمر الخطير في هذا البلد وفي غيره من ديار المسلمين، الأئمة والخطباء والداعون إلى الله عمومًا والقضاة والعلماء وأرباب القلم والصحافة وغيرها والمتقلدون للمناصب أيًا كانت، الجميع مسؤول في جميع ديار المسلمين عن ارتكاب الجرائم والمحرمات والبعد عما حرم الله في المعيشة وغيرها من أمور المعاملات والعبادات، فالمسؤولية مسؤولية مشتركة لا تختص بمرتكبيها لأن الوسائل التي دفعتهم لارتكابها قد اشترك فيها عِدَّةُ جهاتٍ حيث سَهَّلُوا الوصولَ إليها وعملوا على توفير الأسباب الدافعة إليها دون النظر في عواقبها الوخيمة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/201)
على الجميع في الدنيا والآخرة، فلنتصوّر ولنتأمّل هذه الأمور الشائكة والمعقدة ونستخدم الحلول الموجودة في كتاب الله وسنة رسوله محمد.
أعود للقول بأن طريقة الحصار والتجويع هي طريقة الشيوعيين أيضًا في حرمان المتمسكين بالإسلام ليموتوا جوعًا أو يكفروا بالله ويتركوا الصلاة، وهي الوسيلة نفسها التي استخدمتها دول الكفر الآن بالحصار الاقتصادي لبعض بلاد المسلمين وديارهم وحرمانهم من العيش الكريم في بلادهم وعلى أرضهم، تلك الطريقة اللئيمة الخسيسة التي تستخدمها الدول الكبرى الكافرة وتنساق معها الدولُ الصغيرةُ الْمُشَكِّلَةُ في النهاية لما يسمى بالأمم المتحدة، وهي في حقيقتها وعلى هذه الكيفية تستحق أنْ تُسَمَّى بعصبةِ الأممِ الظالمةِ الشِّرِّيرَةِ، لأنها تتعاون في كثير من الأحيان على الباطل والإثم والعدوان والظلم الواضح للعيان، وهكذا يتفق على هذه الوسيلة الخسيسة كل خصوم الإيمان من قديم الزمان إلى هذا الزمان إلى قيام الساعة نَاسِينَ الحقيقة التي يذكرهم الله بها في القرآن الكريم، وهي قوله تعالى: وَلِلَّهِ خَزَائِنُ ?لسَّمَـ?و?تِ وَ?لأرْضِ وَلَـ?كِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ [المنافقون: 7]. فمن خزائن الله في السماوات والأرض يرتزق هؤلاء الذين يحاولون أن يتحكموا في أرزاق المؤمنين، فليسوا هم الذين يخلقون رزق أنفسهم، فما أغباهم وأقل علمهم وهم يحاولون قطع الرزق عن الآخرين، قال تعالى: قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبّى إِذًا لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ ?لإِنفَاقِ وَكَانَ ?لإنْسَـ?نُ قَتُورًا [الإسراء: 100].
وهكذا يُثبِّتُ اللهُ المؤمنين ويُقَوِّي قلوبَهم على مواجهة هذه الخطة اللئيمة والوسيلة الخبيثة التي يلجأ إليها أعداء الله في حربهم ومعاداتهم، ولكي يُطَمْئِنَ المؤمنين إلى أن خزائن الله في السماوات هي خزائن الأرزاق للجميع، وهو سبحانه الذي يعطي أعداءه ولا ينسى أولياءه، وقد أوضح ذلك في عدة آيات من القرآن الكريم وأقسم عليه سبحانه وأنه هو الرزاق يرزق الإنس والجنّ وجميع مَنْ دَبَّ على هذه الأرض من حيوانات برية أو بحرية وحشرات وطيور وديدان، فقال تعالى: وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي ?لأرْضِ إِلاَّ عَلَى ?للَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِى كِتَابٍ مُّبِينٍ [هود: 6]، وقال عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ ?لْجِنَّ وَ?لإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مّن رّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ ?للَّهَ هُوَ ?لرَّزَّاقُ ذُو ?لْقُوَّةِ ?لْمَتِينُ [الذاريات: 56 - 58]. كما أقسم سبحانه لعباده على هذا الرزق ليطمئنهم عليه ويَثِقُوا ويَتَيَقَّنوا منه ويعلموا حقيقة ذلك كما أنهم متيقِّنُون من نُطْقِهِمْ فقال جل ثناؤه: وَفِى ?لسَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ فَوَرَبّ ?لسَّمَاء وَ?لأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ [الذاريات: 22، 23].
وفي ختام هذه السورة التي فيها أوصاف المنافقين نادى الله عباده المؤمنين بأن لا تلهيهم أموالهم ولا أولادهم عن ذكره سبحانه وتعالى، وعليهم أن ينفقوا مما منحهم الله ورزقهم إياه قبل فوات الأوان ومجيء الموت وقبل أن يتركوا كل شيء وراءهم لغيرهم وقبل أن يرجوا ويتمنوا التأخير وأنى لهم ذلك، قال تعالى: ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْو?لُكُمْ وَلاَ أَوْلَـ?دُكُمْ عَن ذِكْرِ ?للَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَـ?ئِكَ هُمُ ?لْخَـ?سِرُونَ وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَـ?كُمْ مّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ ?لْمَوْتُ فَيَقُولُ رَبّ لَوْلا أَخَّرْتَنِى إِلَى? أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مّنَ ?لصَّـ?لِحِينَ وَلَن يُؤَخّرَ ?للَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَ?للَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المنافقون: 9 - 11].
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وآله
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[27 - 06 - 09, 05:03 م]ـ
ثلاثون علامة للمنافقين
النفاق داء خطير خاف منه الصالحون والمخلصون، وأما الكاذبون في إيمانهم فقد فضحهم الله وكشف سرائرهم ومكائدهم، ولهم علامات ذكرت في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومنها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/202)
الكذب، والغدر، والفجور، وخلف الوعد، والكسل في العبادات، والرياء، وقلة الذكر، وقلة الصلاة، ولمز المطوعين، والاستهزاء والسخرية، والإنفاق كرهاً، والتخذيل، والإرجاف، والاعتراض على أقدار الله، والوقوع في أعراض الصالحين، والتخلف عن صلاة الجماعة، والإفساد في الأرض، ومخالفة الظاهر للباطن، والتخوف من الحوادث.
النفاق وخطره
الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً, وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً, وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً, وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً, بلغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حتى أتاه اليقين.
فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
إخوتي في الله .. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ..
ومع أول مستهل هذا الدرس بمدينة الخميس أحيي وأشكر فضيلة الشيخ أحمد الحواش إمام هذا الجامع، على استضافته لهذه الدروس.
وعنوان هذا الدرس: "ثلاثون علامة للمنافقين" نعوذ بالله من النفاق, ونسأل الله عز وجل أن يشافينا منه، وأن يبرأ قلوبنا من هذا المرض الخطير.
ثلاثون علامة للمنافقين في كتاب الله عز وجل, وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم, وأنا أسردها سرداً، ثم أعود أفصلها بالأدلة، والله المستعان والموفق.
والمقصود من هذا: أن يتنبه المؤمن من النفاق, وأن يخشاه، ففي صحيح البخاري في كتاب الإيمان تعليق من كلام الحسن البصري [[ما خافه إلا مؤمن وما أمنه إلا منافق]] أي: ما خاف النفاق إلا مؤمن, فالمؤمن دائماً يخاف النفاق, وأما من يأمن النفاق فهو المنافق.
قال عمر لحذيفة في الصحيح: [[أسألك بالله يا حذيفة! أسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنافقين؟ قال: لا. ولا أزكي أحداً بعدك]].
والنفاق هذا إذا لم يتنبه له المسلم وقع فيه وقعة ما بعدها وقعة، تودي به إلى نار تلظى .......
أقسام النفاق
النفاق قسمان عند أهل السنة: ......
النفاق الإعتقادي
أولاً: نفاق يخرج من الملة, وصاحبه في الدرك الأسفل من النار, وهو الذي يكذب في الباطن برسالة الرسول عليه الصلاة والسلام، ولو أظهرها في الظاهر، أو يكذب بالكتب، أو بالملائكة، أو بأي أصل من أصول أهل السنة , ودليل ذلك قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ [البقرة:8 - 10].
أعلى الصفحة
نفاق العمل
ثانياً: نفاق لا يخرج من الملة، وقد دل عليه قوله عليه الصلاة والسلام في الصحيحين {آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب, وإذا وعد أخلف, وإذا أؤتمن خان}.
أعلى الصفحة
علامات المنافقين
وأسرد لكم علامات المنافقين الثلاثين:
1/ الكذب.
2/ الغدر.
3/ الفجور.
4/ الخلف في الوعد.
5/ الكسل في العبادة.
6/ المراءاة.
7/ قلة ذكر لله عز وجل
8/ نقر الصلاة.
9/ لمز المطوعين من المؤمنين والصالحين.
10/ الاستهزاء.
11/ الحلف مداجاة (مطاولة ومداراة).
12/ الإنفاق كرهاً.
13/ التخذيل.
14/ الإرجاف.
15/ الاعتراض على القدر.
16/ الوقوع في أعراض الصالحين.
17/ التخلف عن صلاة الجماعة.
18/ الإفساد في الأرض بزعم الإصلاح.
19/ مخالفة الظاهر للباطن.
20/ التخوف من الحوادث.
21/ الاعتذار كذباً.
22/ يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف.
23/ يقبضون أيديهم بخلاً وشحاً.
24/ نسيان الله عز وجل.
25/ التكذيب بوعد الله، وبوعد رسوله صلى الله عليه وسلم.
26/ الاهتمام بالظاهر وإهمال الباطن.
27/ التفاصح والتملق والتشدق.
28/ عدم الفقه في الدين.
29/ الاستخفاء من الناس ومبارزة الله بالذنوب والخطايا.
30/ الفرح بمصيبة المؤمنين والتضايق من مسراتهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/203)
شكى الصالحون من النفاق, وبكوا منه, وخافوا على أنفسهم, وتبرءوا إلى الله منه، وسألوا الله أن يشافيهم من النفاق, والنفاق كثير، خاصة مع هذا العصر، وكثرة الفتن والمفاسد, وما طمت به المادة الغربية الملحدة المتزندقة, من ثقافات وسموم وانحرافات.
وقد ذكر الله المنافقين في أكثر من سورة, بل خصص لهم سُبحَانَهُ وَتَعَالى سورة كاملة، هي: سورة التوبة، تسمى: الفاضحة لأنها فضحتهم, ذكر فيها خمس مرات: ومنهم ومنهم ومنهم .. ! وخصهم الله بسورة المنافقين, فابتدأها سُبحَانَهُ وَتَعَالى بقوله: إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ [المنافقون:1].
أحدهم أتى إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، فقال: يا رسول الله! لن أخرج معك في غزوة تبوك؛ لأني رجل إذا رأيت بنات بني الأصفر لا أصبر عن النساء, فعذره عليه الصلاة والسلام, فأنزل الله قوله: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ [التوبة:49].
جاء ابن جميل فقال: يا رسول الله! أنا فقير؛ فادعُ الله أن يغنيني من خزائنه سُبحَانَهُ وَتَعَالى, فوالله يا رسول الله! لئن أغناني الله لأتصدقن ولأعطين ولأبذلن, فدعا له, فلما أتت عليه الزكاة كفر بها، ورفضها، ومنع وبخل وقبض يده, فأنزل الله قوله: وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ [التوبة:75 - 76].
قال عبد الله بن أبي -وقد تضارب مهاجري وأنصاري-: والله لئن رجعنا إلى المدينة من تبوك ليخرجن الأعز منها الأذل, فأنزل الله على رسوله الآيات، وكذبه، وجعل الدائرة عليه، ومات منافقاً رعديداً زنديقاً .......
الكذب
أيها المسلمون! أول علامة من علامات النفاق: الكذب, قال ابن تيمية: الكذب ركن من أركان الكفر.
وذكر -رحمه الله- أن الله إذا ذكر النفاق في القرآن ذكر معه الكذب, وإذا ذكر الكذب ذكر النفاق, قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ [البقرة:9 - 10] وقال سبحانه -كما أسلفت- في سورة التوبة: وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ [التوبة:107] فذكر الله الكذب, وإذا ذكر النفاق ذكر قلة الذكر, قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً [النساء:142] وقال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى في آخر سورة المنافقين: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ [المنافقون:9] فنفى الله عن المؤمنين النفاق بذكرهم, ووصف الله نفاق المنافقين بقلة ذكرهم.
والكذب, يقول عليه الصلاة والسلام في الصحيحين: {آية المنافق ثلاث، وذكر منها: وإذا حدث كذب} فمن كذب مازحاً أو جاداً، أو كذب لأمر، أو لحيلة، ففيه شعبة من النفاق, وما كذب إلا لنفاق في قلبه والله المستعان! وهو علامة صارخة تشهد على صاحبه بالنفاق.
وكذلك من كذب مازحاً، فإن بعض الناس يتساهل في ذلك, وعند أحمد في المسند بسند جيد: {ويل له, ويل له, ويل له, من كذب الكذبة ليضحك القوم} أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
والكذَّاب ملعون، سواء كان جاداً أو مازحاً، فليتنبه لهذه الخصلة الذميمة، فإن مبنى النفاق وركن النفاق الأعظم وقطبه ودائرته وبركانه وعموده هو الكذب, وما نافق المنافقون إلا بكذب في قلوبهم، وهو يبدأ كالقطرة في القلب، ثم يتعمق ويتطور حتى يصبح فسطاطاً عظيماً, ويصبح حصناً من حصون النفاق والعياذ بالله, فأحذركم ونفسي من الكذب, إياكم والكذب فإن الكذب مدد للنفاق, والله وصف المنافقين بالكذب، فقد كذبوا في أقوالهم وأعمالهم وأحوالهم.
أعلى الصفحة
الغدر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/204)
العلامة الثانية: الغدر, والدليل على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: {وإذا عاهد غدر} من أعطى المسلمين بيمينه أو عاهده أو ولي الأمر أو مسلماً أو كافراً في حرب في معاهدة ثم غدر؛ فقد أشهد على نفسه بالنفاق, ولذلك ثبت في حديث بريدة يوم قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم يوم ولى الأمير وقال: {وإذا سألك أهل حصن أن تنزلهم في ذمة الله، فأنزلهم في ذمتك أو ذمة أصحابك، فإنكم أن تخفروا ذممكم أهون -أو أسهل- من أن تخفروا ذمة الله}.
فمن أعطى عهده رجلاً أو امرأته أو ولده أو صاحبه أو صديقه أو ولي أمر ثم خانه وغدره بلا سند إسلامي، فهذا علامة وركن من أركان النفاق والعياذ بالله.
أعلى الصفحة
الفجور
العلامة الثالثة: الفجور في الخصومات؛ لقوله عليه الصلاة والسلام في الصحيحين {وإذا خاصم فجر}.
قال أهل العلم: "من خاصم مسلماً -لأن مخاصمة الكفار لها باب آخر يفصلونه عن مخاصمة المسلمين- ثم فجر في خصومته، فقد أشهد الله على ما في قلبه أنه فاجر منافق".
وأما الكافر فهناك حديث: {الحرب خدعة} وقد عمل به علي رضي الله عنه مع الكفار, وله تفصيل آخر إذا خان الكفار, فغدرهم أو اللعب بهم والاحتيال عليهم وارد لا غدراً ولا فجوراً, وإنما من باب الحيلة، ولها بحث.
أعلى الصفحة
خلف الوعد
الأمر الرابع: الخلف بالوعد فمن وعد ثم أخلف وعده فقد ورث شعبة من شعب النفاق, يذكر عنه صلى الله عليه وسلم في السير بأسانيد تقبل التحسين, أنه وعد رجلاً عليه الصلاة والسلام أن يلاقيه, فأتى عليه الصلاة والسلام للموعد فأخلف ذاك الرجل, فبقي صلى الله عليه وسلم في المكان ثلاثة أيام بلياليها, فتذكر الرجل فجاء, فقال له صلى الله عليه وسلم: {لقد شققت عليّ} فمن أخلف في ميعاده ولم ينضبط ففيه علامة من النفاق, من وعدك في ساعة أو في يوم أو في مكان, ثم أخلف ميعادك بلا عذر، فاعلم أن فيه شعبة من النفاق, فاغسل يديك منه.
كان أحد الصالحين إذا وعد أخاه، قال: إن شاء الله ليس بيني وبينك موعد, إن استطعت حضرت وإن لم أستطع فالعذر, لئلا تكتب عليه شعبة من شعب النفاق والعياذ بالله, وهذا النفاق العملي الذي يأتي كثيراً، وذلك لقلة الإيمان في بعض المسلمين، أصبحوا يخلفون الميعاد، ويكذبون، ويفجرون، ويغدرون, فإذا سافر المسافر إلى دول الكفر ورأى انضباطهم -في النفع من أجل المادة- وانضباط مواعيدهم, قال: عجيب! وجدت هناك الإخلاص والصدق والأمانة, وأتى يمدح في أعداء الله، وأذناب كل ملحد رعديد، ويسب المسلمين, فنقول له: وجدت هناك قوماً يتعاملون بالدرهم والدينار، ويعبدون المنفعة، فانضبطوا, ووجدت هنا قوماً ليس عندهم إيمان، فخالفوا شرع الله، فقبحوا صورة هذا الدين في عيون المسلمين.
والعجيب أن هناك كتاباً في الساحة مذكرات للرئيس الأمريكي "ريجن " الهالك المتزحلق من الرئاسة, يذكرون عنه أن مواعيده كانت بالدقيقة بل بالثواني, وكان يدخل البيت الأبيض -وهذا من باب: الحكمة ضالة المؤمن- في الساعة الثانية والثامنة والخمسين دقيقة، فيتكلم مع نائبه دقيقتين ثم يجلس على مكتبه, فينقل بعض المعلقين الصحفيين، فيقول: هذا هو الانضباط, والصدق والإخلاص, وأي صدق عند ذلك الفاجر؟ وأي إخلاص عن رجل باع ذمته وعهده ووقته وأيامه؟ بل هو عدو لله، ولكنه نفعي، يعبد كرسيه وهو بعيد عن الله.
أعلى الصفحة
الكسل في العبادة
العلامة الخامسة: الكسل في العبادة, قال سبحانه: وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى [النساء:142] إذا رأيت الإنسان يتكاسل عن الصلاة، وعن الصف الأول، وعن الذكر، وعن الدعوة، والعلم، وعن مجالس الخير, فاعلم أن في نفسه وسوسة وأن الشيطان يريد أن يفرخ ويبيض في قلبه, فليتنبه لذلك, ليس المعنى أن من صلّى فهو بريء من النفاق, والمنافقون كانوا يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم, لكن علامة صلاتهم كسالى: يقومون بكسل وببطء وببرود لا يعرفون القوة, ولا الحياة, والله يقول: يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ [مريم:12] أما هؤلاء فيجر أحدهم أقدامه، فكأنما يجر بالسلاسل إلى المسجد, فيقف في طرف الصف أو في آخر المسجد, لا يدري ماذا قرأ الإمام, لا يتدبر ولا يعي.
فقل للعيون الرمد للشمس أعين تراها بحق في مغيب ومطلع
وسامح عيوناً أطفأ الله نورها بأبصارها لا تستفيق ولا تعي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/205)
وقد ورد في صحيح مسلم من حديث الأسود بن يزيد العراقي العابد {قال: قلت لعائشة: متى كان صلى الله عليه وسلم يستيقظ لصلاة الليل؟ -أي: قيام الليل- قالت عائشة: كان يستيقظ إذا سمع الصارخ} -الصارخ: هو الديك- وقالت عائشة: {وكان صلى الله عليه وسلم يثب وثباً} -ما قالت يقوم قياماً- إنما يثب وثباً, وهذا يدل على الشجاعة, والحيوية, وحرارة الإيمان, وعلى قوة الإرادة, يأتي إلى العبادة بطاعة, ولذلك تجد الصالح ينظر دائماً في عقارب ساعته, متى يؤذن؟ هل حان وقت الصلاة؟ هل أقبل الوقت؟ ثم يقوم مبادراً.
قال الإمام أحمد في كتاب الزهد في ترجمة عدي بن حاتم: [[والله ما قربت الصلاة إلا كنت لها بالأشواق]] , وقالوا عن سعيد بن المسيب عن سيرته: [[ما أذن المؤذن من أربعين سنة إلا وأنا في مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام]].
وهذا هو الإيمان والله! وإذا رأيت الرجل في الروضة، وفي الصف الأول, فاشهد له بالإيمان. وعند الترمذي بسند فيه مقال، فيه دراج أبي السمح عن أبي الهيثم وفيه ضعف, قال صلى الله عليه وسلم: {من رأيتموه يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان} لكن معناه صحيح عند أهل العلم, فإن من أتى المسجد وداوم على ذلك, برئ -إن شاء الله- من النفاق الاعتقادي, وعليه أن يبرأ نفسه من النفاق العملي.
فالكسل يا إخوتي في الله! علامة من علامات النفاق، وتظهر في العلامات الثلاث, في العبادة، في الصيام، في الذكر، في الإقبال للدروس وإلى العلم النافع، إلى الدعوة, فليتنبه العبد, وليحذر على نفسه من الكسل, فإنه والله داء خطير وصف الله به المنافقين والعياذ بالله.
أعلى الصفحة
الرياء والسمعة
العلامة السادسة: المراءاة في العبادة، قال تعالى: ((يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً [النساء:142] في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم قال: {من راءى راءى الله به، ومن سمّع سمّع الله به}.
كيف الرياء؟
يخشع أمام الناس، وينقر صلاته في الخلوة, إذا جلس مع الناس، عليه زهد وعبادة, ويتأدب في مجلسه, وفي كلامه ومنطقه, فإذا خلا بمحارم الله انتهكها, وعند ابن ماجة من حديث أبي هريرة بسند يقبل التحسين، قال عليه الصلاة والسلام: {ليأتين أقوام يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة , يجعلها الله هباءاً منثوراً, قال الصحابة: يا رسول الله! أليسوا بمسلمين؟ قال: بلى، يصلون كما تصلون, ويصومون كما تصومون, ولهم أموال يتصدقون بها وكان لهم حظ من الليل, لكنهم كانوا إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها}.
فعلامة المنافق الرياء, يعمل لأجل الناس، ويتكلم لأجل الناس, ونحن نسأل الله أن يطهرنا من الرياء والسمعة, فإنها أخطر الأمراض, وإذا وقعت على العبد أفسدت عمله.
وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم: {أن الله يقول يوم القيامة: أنا أغنى الشركاء عن الشرك, من أشرك معي في عمل تركته وشركه} فلا يقبل الله من عمل المرائي قليلاً ولا كثيراً, وعند أحمد في المسند قوله صلى الله عليه وسلم: {الرياء شرك} وقد بكى الصالحون من تخوفهم من الرياء، وشكوا إلى مولاهم، وسألوا الله أن يبرأهم من الرياء, فقد يدخل النفقة رياء، والصلاة رياء، والذكر والصيام ولا مفر لنا من الرياء إلا بثلاثة أمور:
1/ أن تعلم أنه لا ينفع ولا يضر إلا الله, ولا يعافي ولا يشافي، ولا يحيى ولا يميت، ولا يبسط ولا يجزي، ولا يعاقب إلا الله.
2/ أن تعرف قدر المخلوق، وأنه ضعيف هزيل، لا يملك ضراً ولا نفعاً، ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً، ولا أجراً ولا عقوبة, فعليك أن تهدأ.
3/ أن تدعو بالدعاء الحسن الذي قاله عليه الصلاة والسلام معلماً أصحابه أن يقول أحدهم: {اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاًَ وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم}.
قال الحسن البصري: [[اللهم إني أعوذ بك من الرياء والسمعة]] وفي لفظ عنه في الترجمة أنه قال: [اللهم اغفر ريائي وسمعتي]].
فالله الله!! أما السمعة فهو طلب الصيت والعمل من أجل الشهرة, وهؤلاء يفضحهم الله على رءوس الأشهاد, نسأل الله أن يشافينا من الرياء والسمعة.
أعلى الصفحة
قلة الذكر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/206)
العلامة السابعة: قلة الذكر. سبحان الله! يذكرون الله لكن قليلاً, قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً [النساء:142] ولم يقل: لا يذكرون الله, يذكرون الله لكن قليلاً, ربما المنافق يذكر الله، ويسبح قليلاً, لكن لسانه ميت، وليس عنده نشاط على الذكر, وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم في حديث أبي الدرداء {تلك صلاة المنافق, تلك صلاة المنافق, تلك صلاة المنافق يرقب الشمس حتى تدنو من الغروب -وفي لفظ: حتى تَصْفَر - ثم يقوم فينقر أربع ركعات لا يذكر الله فيها إلا قليلاً} سبحان الله! يصلي ويذكر الله قليلاً ومنافق.
أما علامة الإيمان فكثرة الذكر, قال ابن القيم في كتاب "الوابل الصيب ": لو لم يكن من فوائد الذكر إلا أنه ينفي عن صاحبه النفاق لكفى به فائدة، قيل لعلي: الخوارج منافقون؟
الخوارج الذين قتلهم رضي الله عنه وأرضاه، قال:
[[لا. هؤلاء يذكرون الله كثيراً, والمنافق يذكر الله إلا قليلاً]] وقال سبحانه: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28] وقال سبحانه: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ [البقرة:152] وقال تعالى: يَذْكُرُونَ الذينَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ [آل عمران:191] وقال سبحانه: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ [الأحزاب:35] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً [الأحزاب:41].
قيل لابن الصلاح المحدث الشافعي: كيف يذكر الله كثيراً؟
قال: من حافظ على الأذكار المأثورة عن معلم الخير صلى الله عليه وسلم، فقد ذكر الله كثيراً، من حافظ على أذكار أدبار الصلوات وفي الصباح والمساء, ومع الطعام والشراب, ومع النوم والاستيقاظ, ومع رؤية البرق وسماع الرعد ونزول الغيث, ومع دخول المسجد والخروج منه وأمثالها, فقد ذكر الله كثيراً.
ونسب إلى ابن عباس أنه قال: [[من ذكر الله في الحل والترحال، والإقامة والظعن، والصحة والمرض، فقد ذكر الله كثيراً]].
وذكر عن بعضهم أنهم قالوا: ذكر الله كثيراً ألا يزال لسانك رطباً من ذكر الله، وعند الترمذي بسند صحيح عن عبد الله بن بسر قال: {يا رسول الله! إن شرائع الإسلام قد كثرت عليّ, فأخبرني بشيء أتشبث به؟ قال: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله} وعند مسلم في الصحيح, قال عليه الصلاة والسلام: {لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر, أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس} وفي لفظ {أو غربت} وعند مسلم عن أبي هريرة قوله صلى الله عليه وسلم: {سيروا هذا جمدان، سبق المفردون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات}.
فيا إخوتي في الله .. أوصيكم بالذكر، قليل الذكر يخشى عليه من النفاق, علقوا قلوبكم بالتسبيح، والتهليل، وقراءة القرآن، والاستغفار، والتوبة، والصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم.
ومن أحسن كتب الذكر والأذكار ثلاثة: الأذكار للنووي والوابل الصيب لابن القيم والكلم الطيب لابن تيمية.
أعلى الصفحة
نقر الصلاة
وأما المسألة الثامنة من علامات المنافقين: فنقر الصلاة تلك صلاة المنافق، وقد ثبت في الحديث الصحيح: {ينقر أربع ركعات} أي: ومعنى نقر الصلاة: أي السرعة في الصلاة، وعدم الخشوع فيها، والتؤدة، وعدم التريث، وقلة الذكر في الصلاة، وشرود القلب، وعدم استحضار عظمة الله عز وجل وهيبته ومقامه كل هذا من علامات المنافقين.
يقول ابن القيم في المدارج: يصلي المصلي بجانب أخيه في صف واحد، ووراء إمام واحد، وبين صلاتيهما كما بين السماء والأرض، لأن هذا في قلبه إخلاص وحب وأشواق ومراقبة وخشية, وفي قلب هذا شرود وبعد وموت والعياذ بالله.
فالله الله .. بالانتباه في الخشوع في الصلاة, قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:1 - 2] وأدلكم على رسالة الخشوع في الصلاة لابن رجب , فهي أحسن ما كتب في الصلاة.
أعلى الصفحة
لمز المطوعين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/207)
ومن علامات النفاق، وهي التاسعة: لمز المطوعين من المؤمنين والصالحين, اللمز: نيل الأعراض منهم، وسل الألسنة عليهم, والمطوعين يدخل فيهم: المتصدقين طاعة, والباذلين أنفسهم في سبيل الله, تجد المنافق في كل مجلس لا هم له إلا الصالحين, المطاوعة المتزمتين المتطرفين!! لا يتكلم في اليهود، ولا في النصارى، ولا في الشيوعيين، ولا في الزنادقة, إنما همه صباح مساء, الصالحين من أولياء الله يتكلم فيهم وينالهم في المجالس ويجتهد بهم, مثل بعض الكتبة العصريين في كتاب له يقول: سألني رجل في الإمارات كث اللحية عن الكولونية!! -هو داعية في الظاهر نسأل الله أن يغفر لنا وله- مقصوده اللحية يحاربها والثياب, لا أدري كيف يفهم السنة إلا أن تكون سنة عوجاء؟
قال: وفي الجزائر سألني سائل كث اللحية عن مسألة تقصير الثياب؟ وسألني ساءل آخر كث اللحية عن مسألة الحجاب؟
فنقول له: ما علاقة السؤال وكث اللحية والحجاب؟ إلا الهمز واللمز.
فيا إخوتي .. فلينتبه المؤمن، فإن علامة المنافق أن ينال من الصالحين، يتتبع آثارهم، ويستهزئ بهم، مثل: العلماء، والدعاة، وطلبة العلم والعباد والمستقيمين, ولذلك يقول الأول -وقد تكرر هذا كثيراً- وذكره ابن القيم في كتاب شفاء العليل , قال لما ذكر المبتدعة وهم يهاجمون أهل السنة , قال: نحن وإياهم كما قال الأول:
ولو أني بليت بهاشمي خئولته بنو عبد المدان
لهان عليّ ما ألقاه لكن تعالوا فانظروا بمن ابتلاني
وقال العربي لأخيه، يعني ليكون أخوه واضحاً, قال:
فإما أن تكون أخي بصدق فأعرف منك غثي من سميني
وإلا فاطّرحني واتخذني عدواً أتقيك وتتقيني
فإني لو تخالفني شمالي ببغض ما وصفت بها يميني
إذاً لقطعتها ولقلت بيني كذلك أجتوي من يجتويني
من يسبب في إرباك الصالحين والنيل منهم ومن سننهم, فهو علامة النفاق والعياذ بالله.
أعلى الصفحة
الاستهزاء والسخرية
ومن علاماتهم: الاستهزاء بالقرآن والسنة والرسول صلى الله عليه وسلم, سمعت عن فاجر حداثي في هذا العصر, من طريق أحد الثقات, بأن هذا الفاجر انسلخ -نعوذ بالله من الانسلاخ- لا يصلي ولا يصوم ولا يزكي, ولا يكفي هذا! بل تقحم على السنة، واستهزأ برسول الله عليه الصلاة والسلام, وإن كانت صحت عنه هذه القصة فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين, لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ولا كلاماً ولا ينظر الله إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم.
جلس مع شباب من أمثاله, فاستغواهم وحرفهم عن طريق الجنة, أخذهم إلى طريق النار, قال: تريدون أن أحدثكم من أحاديث أبي هريرة؟
قالوا: حدثنا من أحاديث أبي هريرة.
قال: حدثتني عمتي قالت: حدثتها خالتها، أن جدتها سمعت قائلاً يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً لأصحابه وهم حوله: أتدرون ما البيبسي؟ -البيبسي هذا المشروب وهو لم يكن في عهد الرسول, ولكن استهزاءً- قالوا: لا ندري! قال: قوموا عني ما تدرون ما البيبسي؟!!
فهذا يكفي في تكفيره, وقد كفر بهذه الكلمة, وأصبح دمه هدراً, وحده السيف, ولا يصلى عليه, ولا يكفن، ولا يدفن في مقابر المسلمين, بل هو كافر قال تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:65 - 66] وقد أنزلها الله في قوم من المنافقين صلوا وصاموا وجاهدوا معه صلى الله عليه وسلم, ولكن قال أحدهم: ما وجدنا كقرائنا هؤلاء -أي: الصحابة- أرغب بطوناً، وأجبن عند اللقاء! فأنزل الله كفرهم في هذه الآية، ومقتهم وفضحهم على رءوس الأشهاد, فلا إله إلا الله كم من قصر مشيد للإسلام هدموه! وكم من حصن أوقعوه! وكم من بيت أخربوه! وكم من دار وكم من بلد دمروه! وجزاؤهم نار جهنم وساءت مصيراً.
الاستهزاء: يكون بالاستهزاء بسنن الرسول صلى الله عليه وسلم, كالاستهزاء بالثياب, والسواك، واللحية, والجلوس, والهيئات, والأحاديث .. ونحوها.
حكم المستهزئ المتعمد: أنه كافر.
أعلى الصفحة
الحلف مداجاة (مطاولة ومداراة)
ومن علاماتهم: الحلف مداجاة مطاولة ومداراة, يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً [المجادلة:16] أي: وقاية لهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/208)
إذا سألته حلف, وأسهل شيء عليه اليمين وهو كاذب, دائماً يحلف والله لأفعل .. ! والله قد فعلت .. ! والله ما أردت .. ! يغتاب رجلاً؛ فإذا سمع المغتاب أو الذي قيلت فيه الغيبة أتى, وقال: والله ما قلت فيك شيئاً, والله إنك أحب الناس إليّ! والله إنك صاحبي! وقد كذب اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً [المجادلة:16].
فمن علامة المنافق: أنه أكثر الناس يميناً كاذباً وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ [القلم:10] , والحلَّاف: كثير الحلف بصيغة مبالغة على وزن فعّال, أي: يحلف باستمرار.
قال الشافعي: (ما حلفت بالله صادقاً ولا كاذباً لله درّك ما أتقاك .. ورع, يعني: توقيراً لعظمة الواحد الأحد, فجزاه الله خيراً على ورعه.
ومما يذكر في هذا الجانب على باب الاستطراد في باب الورع: أن البخاري قال: ما اغتبت مسلماً منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها, وفي لفظ عنه في أنه قال: ما اغتبت مسلماً منذ بلغت الحلم.
قالوا: ونقد الرجال؟
تقول: فلان وضاع, فلان كذاب, وفلان سيئ الحفظ؟
قال: ليس هذا من هذا, هذا من باب الذب عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، أما سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول: {ائذنوا له بئس أخو العشيرة}.
أعلى الصفحة
الإنفاق كرهاً
ومن علامة المنافقين، وهي الثانية عشرة: الإنفاق كرهاً, ينفق ويتصدق ويتورع، وقد يبني المساجد، وقد يعطي, ولكن إما رياءً وإما سمعة، وينفق وهو كاره للنفقة, ينفق لأمور في نفسه، الله أعلم بها, إما للشهرة, وإما ليداجي بعض الناس, وإما يتوجه ويراعي بعض القوم، فينفق كرهاً وهو لا يريد النفقة, والمسلم إذا أنفق انشرح صدره وارتاح, وحمد الله تعالى أن سهل له مشروعاً في الخير أو فقيراً أو مسكيناً فحمد الله على هذه المكاسب, هذه علامة المؤمن.
فيا إخوتي في الله .. ليتفقد الإنسان نفقته ورياله ودرهمه أين ينفقه؟
إن رأى رياءً، أو كره في نفسه، فليمسك درهمه عليه, لئلا يضيع ماله وينفقه ثم يكون عليه حسرة، ويندم يوم العرض الأكبر.
أعلى الصفحة
التخذيل
الثالث عشر: التخذيل, فمن علامة المنافقين أنهم يخذلون في صفوف المسلمين, فالمنافق دائماً متشائم, يقول: الكفار أقوى من المسلمين, عندهم من المعدات والقوات ما الله به عليم, يقول: هل يستطيع المسلمون أن يقاتلوا أمريكا؟ أمريكا صاحبة أسلحة نووية, وقنابل ذرية, ونحن المسلمون في هلاك ودمار وضعف ومسكنة دائماً, ولذلك تجد المنافقين الذين قدموا من هناك وغُسلت أدمغتهم, وأصبحوا صوراً للكافر والمستعمر الأجنبي، وهم من أبنائنا, يصورون عظمة أمريكا دائماً, قواتها، صواريخها، طائراتها, ودائماً يذكر ضعفنا وقلتنا؛ لأنه ما اعتز بالله, إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ [آل عمران:160] , وقال سبحانه: وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ [آل عمران:126] وقال جل وعلا: مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ [العنكبوت:41] لكن لا يشعر، ما علم أن العزة من عند الله, فهو دائماً يخذل, تذكر له الجهاد الأفغاني، قال: لا. روسيا لن تترك المجاهدين، سوف تسحقهم سحقاً, عندها من القوات الكبيرة, يريد أن يخذل شباب الجهاد, قال: لا أرى أن تذهبوا، سمعنا بقتال عظيم, وأن المجاهدين يسحقون سحقاً, يذهبون إلى المحاضرات يخذل، قال: المحاضرات هذه ليس فيها فائدة, يقول أحدهم: تحضر عند هؤلاء المشايخ وطلبة العلم، لا يقولون إلا: اتقوا الله اتقوا الله .. دائماً, وهل أحسن من كلمة: (اتق الله)؟ وهل هناك أجمل وهل أنبل وأفضل منها؟ لا والله, فهو يخذل، يقول لزملائه: لا تحضروا الدروس، هذه أمور مكررة, عليك أن تبقى في بيتك، لا تضيع وقتك في أمور نعرفها في الكتب، وهذا من التخذيل، وهو علامة النفاق والعياذ بالله.
أعلى الصفحة
الإرجاف
الرابع عشر: الإرجاف, قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: (وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ [الأحزاب:60] , وهم يدخلون في التخذيل, والإرجاف والتخذيل ربما بينهم أمور نسبية، لكن المرجف يضخم الحوادث, يقع أمر بسيط فيكبره, يسمع بمصيبة تقع على عالمٍ أو على مجاهد من المجاهدين فيكبرها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/209)
مثلاً: يقتل مجاهد من المجاهدين، قال: سمعنا أنه قتل ثلاثمائة من المجاهدين, يقع أمر بسيط، قال: وقع على العالم الفلاني من الوقائع ما الله به عليم.
يخطئ عالم في مسألة فرعية أو جزئية، قال: الله يهدينا وإياه يخطئ دائماً، عنده من الأخطاء ما الله بها عليم, ما هذا العلم، ما كأنه يفقه شيئاً!
يتكلم داعية فتزل لسانه فيضخمها ويصورها وينقلها في المجالس, أما سمعتم ماذا قال فلان؟ ولهذا الداعية من الحسنات ألوف الحسنات، ولكن لا ينشرها في الناس, قال الشعبي: ما رأيت كالمرجفين, والله لو أصبت تسعاً وتسعين لنسوها ولعدوا عليّ غلطة واحدة, أي: أنت تصيب مائة مرة, ولكن تخطئ مرة, نسوا مائة مرة وعدوا عليك المرة، وهو من الإرجاف, يزعزعون القلوب.
أعلى الصفحة
الاعتراض على القدر
ومن علاماتهم: الاعتراض على القدر, قال سبحانه في المنافقين: الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا [آل عمران:168] لو أطاعونا، أي: عندما خرجوا إلى أحد، قال لهم المنافقون: لا تخرجوا إلى أحد، لا تقاتلوا, اجلسوا معنا, فعصوهم وخرجوا، فقتلوا شهداء في سبيل الله, فيقولون -يتبجحون في المجالس-: أشرنا عليهم، قدمنا لهم النصيحة، أوصيناهم، ولكن خالفونا، ولو أطاعونا ما قتلوا, قال سبحانه: قُلْ فَادْرَأُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [آل عمران: 168] والله أنتم كذبة، وسوف تموتون لكن كما تموت الحمير.
لعمرك ما الرزية فقدُ مالٍ ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقدَ شهمٍ يموت بموته بشر كثير
يقولون: من يموت في ممسى الدجاج مثل من يموت بالسيف في سبيل الله, هذا ميت وهذا ميت, لكن ذاك في سبيل الله، وهذا ميت من الميتين, ومن يموت في الخمارة ويغص بالخمر كمن يموت في سبيل الله في الظاهر, لكن ذاك في الجنة وهذا معرض للعذاب والعياذ بالله.
فطعم الموت في أمرٍ حقير كطعم الموت في أمرٍ عظيم
أو كما قال ..
إذاً: فالاعتراض على القدر من علامات النفاق, والمؤمن يسلم بالقدر: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا [الحديد:22] وقال سبحانه: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ * وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ [القمر:49 - 50] وقال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [البقرة:155 - 156] والمنافق يعترض, يموت ابنه في الحادث فيقول: لماذا خرج بدون إذني؟!
هذا السائق متهور! هو الذي صدمه! لو ترك الابن الخروج .. ! ويلوم الناس؛ وهذا كفر بالقضاء والقدر, وهي علامة النفاق, لا. قل: آمنت بالله وسلمت.
كل شيء بقضاء وقدر والليالي عبر أي عبر
وفي صحيح مسلم عن سهيل مرفوعاً: {عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك إلا للمؤمن، إن أصابته سراء فشكر كان خيراً له, وإن أصابته ضراء فصبر كان خيراً له, وليس ذلك إلا للمؤمن}.
قال عمر: [[والله لا أبالي أمطية الفقر ركبت أو مطية الغنى]].
فسبحان الله! كيف أرضى الله أولياءه بالقضاء والقدر, وكيف أحرم المنافقين لذة الإيمان بالقضاء والقدر, ومع ذلك سوف يذوقونها مراً ثم يعرضون على الله وهم نادمون.
يقول أبو تمام لأحد إخوانه يعزيه يقول:
أتصبر للبلوى رجاءً وحسبة فتؤجر أم تسلو سلو البهائم
يقول: إما أن تصبر وتحتسب وإلا والله لتسلون كما تسلو الدابة عن ولدها.
أعلى الصفحة
الوقوع في أعراض الصالحين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/210)
ومن علامات المنافقين: الوقوع في أعراض الصالحين, والاستهزاء شيء ولكن الوقوع شيء آخر, الوقوع مثل الغيبة, قال تعالى: سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ [الأحزاب:19] حداد هذه صفة لألسنة، وأشحة: حال له, وليست صفة ثانية لألسنة, لأن الألسنة لا توصف بأنها أشحة، لكن نفوسهم أشحة, حداداً: أي: كأنها سيوف، تجدهم إذا استدبروا الصالحين سلقوهم وحنطوهم وسحقوهم وقصفوهم وأخذوا أعراضهم، غيبة في المجالس, فالصالح فلان هدانا الله وإياه, حتى يذكر ابن تيمية أن من الدعاء ما يكون غيبة في صاحبه، يدعون في الظاهر, تقول: ما رأيك في فلان؟
قال: غفر الله لنا وله, وهو لا يريد غفر الله لنا وله, لكن هناك شيء مبطن الله أعلم به, ويقول: عافانا الله مما ابتلاه به, ويقول: هداه الله, حتى يقول ابن المبارك: من التسبيح ريبة, حتى ذكر عند السلاطين رجل, فقال: سيسأل أحد وزرائي عنه, فيقول: سبحان الله! أي: انتبه له, وفي الظاهر أنه سبح الله، وفي الباطن أنه لمزه وغمزه, وهذه مقاصد الله يعلمها يوم يبعث ما في القبور، ويحصل ما في الصدور.
فالوقوع في أعراض الصالحين من علامات النفاق, بعض الناس لا يغتاب الفاجر، يسلم منه اليهود والنصارى، لكن المسلم لا يسلم منه.
جاء رجل إلى الربيع بن خثيم وقيل غيره, فاغتاب أخاً له, فقال الربيع بن خثيم: أقاتلت الروم؟ قال: لا. قال: أقاتلت فارس؟ قال: لا. قال: فيسلم منك فارس والروم ولا يسلم منك المسلم؟! قم عني.
واغتاب رجل في مجلس أحد العلماء فقال: اذكر القطنة إذا وضعوها على عينيك في سكرات الموت: يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء:88 - 89].
أعلى الصفحة
التخلف عن صلاة الجماعة
ومن علاماتهم: التخلف عن صلاة الجماعة، وهذا داء عضال، من أكبر الداء, وعند مسلم في الصحيح من حديث ابن مسعود: [[وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق]].
إذا رأيت البدين الصحيح، القوي الفارغ، الذي ليس له عذر شرعي، وسمع النداء، ولم يأت إلى المسجد؛ فاشهد عليه بالنفاق, قال عليه الصلاة والسلام في الصحيح: {والذي نفسي بيده! لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم أخالف إلى أناس لا يشهدون العشاء معنا -وفي لفظ: الصلاة- فأحرق عليهم بيوتهم بالنار -وعند أحمد: {لولا ما في البيوت من النساء والذرية، والذي نفسي بيده! لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقاً سميناً أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء معنا}.
فمن علامة المنافق التخلف عن صلاة الجماعة، يصلي في بيته مع امرأته وابنته، ولا يحضر الجماعة، فاشهد عليه بالنفاق, لا تتوقف بالحكم عليه بالنفاق إذا تكرر منه هذا العمل بغير عذر، فإنه قد أشهد الله على نفسه أنه منافق والعياذ بالله.
أعلى الصفحة
الإفساد في الأرض
ومن علامات المنافقين أيضاً: الإفساد في الأرض بزعم الإصلاح: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ [البقرة:11 - 12] تجده يسعى بالنميمة بين الناس, ويشهد شهادة الزور, يقاتل بين الأخ وأخيه، وبين الأب وابنه, يسعى بالوشاية، يكون كهشيم النار, يحرق البيوت، يدمر المجتمعات, فإذا قلت له: يا فلان! ويلك من الله، اتق الله، قال: والله ما أريد إلا الإصلاح، الله يعلم أني أريد أن أصلح هذه الأسرة, أو هذا المجتمع, أو هذه القبيلة, وقد علم الله أنه يريد الفساد, وأكثر من أفسد بين القبائل والمجتمعات والأسر, هؤلاء المنافقون، إما شاهد زور، وإما متزلف، وإما مدعوم بنفاق: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَام * ِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ [البقرة:204 - 205] , هذا علامة النفاق .. الإفساد بين الأسر والمجتمعات, وقد تجددت وسائل خدمة هؤلاء المفسدين، منها: التلفون، فأصبح يرتاح ويتكئ على أريكته ووسادته ويشغل القلوب، ويحرق بين الأسر, ويفسد المجتمعات وهو جالس, يتصل بفلان، ويقول له: قال فيك فلان, ويتدخل في المشكلة، في الظاهر أنه يريد الإصلاح، وفي الباطن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/211)
يريد الإفساد, ماذا حدث بينكم؟
سمعنا أنه جرى بينكم كذا وكذا .. ! وقد ساءني هذا وما نمت البارحة! وقد نام البارحة وغطّ وخطّ في نومه، حتى إنه لا يعلم أين هو, لكن في الظاهر، أما في الباطن فيعلمه الله.
أعلى الصفحة
مخالفة الظاهر للباطن
ومن علاماتهم: مخالفة الظاهر للباطن، وهذا هو النفاق الصريح, أو هذه المسألة تدور عليها جميع هذه المسائل، قال تعالى: إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ [المنافقون:1].
يسأل ويقول: قوم شهدوا شهادة فصدقوا فيها، فكذبهم الله وأدخلهم الله بشهادتهم النار, فمن هم؟
الجواب: هؤلاء المنافقون، صدقوا في الظاهر أن الرسول رسول, لكن كذبهم الله في الباطن وأدخلهم بشهادتهم الصادقة في الظاهر النار.
وقوم شهدوا فكانت شهادتهم صدقاًً، فكذبهم الله وأدخلهم النار بشهادتهم, وهم وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ [البقرة:113] فمخالفة الظاهر للباطن علامة النفاق, ظاهره جميل، ولكن باطنه مهدم, والله المستعان.
والمنافق يظهر الخشوع, قال أحد السلف: أعوذ بالله من خشوع النفاق, قالوا: وما خشوع النفاق؟
قال: أن ترى الأعضاء ساكنة هادئة والقلب ليس بخاشع.
وأما حديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يعبث في صلاته بلحيته وبثيابه، قال: [[لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه]] فليس بحديث, بل رده الدار قطني والحفاظ، وهو من كلام عمر بن الخطاب ولا يرفع إليه صلى الله عليه وسلم.
أعلى الصفحة
التخوف من الحوادث
ومن علاماتهم، وهي العشرون: التخوف من الحوادث، قال تعالى: يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ [المنافقون:4] فهم دائماً خائفون، إذا غليت الأسعار تباكوا في المجالس، غلت الأسعار, وما سمعتم بالسعر، كيف ارتفع الأرز والسكر؟ يريدون أكلاً وشرباً! لا هم لهم في الدعوة إلى الإسلام, ولا في نصرة الدين, ولا في إنهاء المفاسد, ولا في إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, إنما الأسعار، والأشجار، والأخبار، والأمطار، والصيدليات المناوبة، ودرجات الحرارة, دائماً هكذا .. ! يريدون الحياة أكلاً وشرباً, حتى يقول بعضهم: اللهم لاتقلب علينا هذه النعمة, اللهم لا تغير علينا هذه النعمة, فإذا سألته أي نعمة؟
قال: رخص الأزر في السوق, والفرسك والتفاح والبطاطا, يظن أن النعمة فقط في المطعم والمشرب، ونسي نعمة الله في هذا الدين قال الله عنهم: يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [الحجرات:17] , وقال تعالى: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:58] , ليفرحوا بالدين، بالرسالة، بالمساجد، بالقرآن، بالسنة، بالسيرة، بالعلماء، بالدعاة, أما هذه الدنيا فسبقهم الكافر عليها, يا من سكن في قصر! الخواجة يسكنون في ناطحات السحاب، يا من ركب الهيلوكس! الخواجة يركبون أحسن موديل من السيارات ومن صنعه.
منهم أخذنا العود والسيجارة وما عرفنا نصنع السيارة!
استيقظوا بالجد يوم نمنا وبلغوا الفضاء يوم قمنا
وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآِخرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ [الزخرف:-35].
شادوا الزخارف هالات مزخرفة جمّاعها لا يساوي ربع دينار
ولذلك تجد أن النعيم عندهم فقط الأكل والشرب، وهو نعيم, لكن إذا كان عوناً على الطاعة, أما إذا ترك الصلاة، وترك البيت الإسلامي الحجاب، ولم يحرِّم على نفسه الغناء، ولا التكشف على حرمات المسلمين, فأين نعمة الأكل والشرب؟ فإن الحيوان يأكل ويشرب, لكن أين نعمة الإيمان؟! فلذلك يتخوف من الحوادث, وإذا وقع بركان في الفلبين انهزوا هنا.
المسلم نفسه في كفه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/212)
أرواحنا يا رب فوق أكفنا نرجو ثوابك مغنماً وجوارا
دائماً باع نفسه: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ [التوبة:111] أولئك الصادقون من الصحابة، سيوفهم معلقة، وأرواحهم في أيمانهم، ويضحكون في المعركة, أما المنافق يخاف ويرتجف ويرتعش، والمعركة وراءه بألف كيلو متر!.
فلذلك الإرجاف والخوف من الحوادث، من علامات النفاق, يتزلزل دائماً، مضطرب, يريد العيش في قرار, اتركونا، دعونا، يبقي علينا الله هذه النعمة, لا نريد تغيير الحال, وحاله سيئ بنفسه، وليس بعلامة الحال الصالح.
أعلى الصفحة
الاعتذار كذباً
ومن علامات المنافقين: الاعتذار كذباً, قال أحدهم: ائذن لي يا رسول الله ولا تفتني؟ يوم قال الرسول صلى الله عليه وسلم للجد بن قيس: اخرج جاهد معنا؟ قال: أنا يا رسول الله رجل أخاف على سمعي وبصري, الله أكبر ما أتقاه .. ! تقوى مثل ما قال ابن تيمية: الورع البارد, بعض الناس، إذا اغتبت فرعون, قال: أستغفر الله، لا تغتاب الصالحين, وإذا ذكرت إبليس, قال: أما أنا فلا أتكلم في أولياء الله بشيء! ومثلما قال ابن الجوزي في كتاب الحمقى والمغفلين , يقول: إن رجلاً ذكُر عنده فرعون، فقال: أحمي سمعي وبصري من التكلم في أنبياء الله, يظن أن فرعون من أنبياء الله, قال: وهذا يسمى ورع بارد.
ولذلك قال: يا رسول الله! أنا رجل إذا رأيت النساء لا أصبر, فصدّق عليه الصلاة والسلام وأخذ ظاهره, قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى فيه يكذبه: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي [التوبة:49] أي: النساء أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا [التوبة:49] ترك الجهاد ووقع في الفتنة, فرّ من الموت وفي الموت وقع: وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ [التوبة:49] هذا الجد بن قيس أتى في الحديبية فضاع جمله, قالوا: تعال يستغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال: والله لئن أجد جملي الأحمر أحسن لي من أن يستغفر لي محمد، قالوا: تعال يستغفر لك؟! يلوي رأسه كذا .. , فنقل سُبحَانَهُ وَتَعَالَى الصورة والحديث حيث قال: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُون * سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ [المنافقون:5 - 6] , أبداً كتب الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى ألا يغفر لهم, والعدد لا مفهوم له في القرآن في قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ [التوبة:80] , والرسول صلى الله عليه وسلم فهم منها أنه ولو أكثر من السبعين, ولو فهم منها العدد لاستغفر إحدى وسبعين مرة وغفر الله له, لكنه قال: {والذي نفسي بيده! لو أعلم أن الله يغفر لهم بعد السبعين لاستغفرت لهم} فعلامتهم أنهم يعتذرون بالكذب في الظاهر, لذلك تقول لهم: لماذا لم تصل معنا صلاة الفجر يا فلان؟!
قال: والله إني مريض ما رفعت جنبي إلا ما رفعه الله, ويعلم الله أنه بات في نعمة وصحة وعافية!
وفي منطقة من المناطق يقولون: هناك رجل أحمق, وكان إمام المسجد حريصاً على الخير، يحضر الناس كل صباح بعد أن يسلم الناس، يا فلان؟ حاضر! يا فلان؟ حاضر! فإذا غاب رجل كتب على اسمه وسأله, والرجل الأحمق يحضر كل وقت إلا يوم الجمعة يظن أنهم لا يحضرون؛ فترك الصلاة في فجر الجمعة, يقول جيرانه: الإمام لا يحضر صباح يوم الجمعة، يسافر عند أهله في القرية, فيسافر إليهم ويبيت عندهم, فيحضرنا كل الأيام إلا صباح الجمعة, فترك الصلاة يوم الجمعة وصلّى في البيت, ولقيه الإمام ضحى, قال: أين أنت عنا؟ بحثنا عنك اليوم! قال: والله فلان قال لي: أنك لن تصلي معنا الفجر؟ -فجعل الصلاة من أجل هذا الإمام, والله المستعان! - وأخبرني فلان وهو ثقة أنك لا تصلي فجر الجمعة! فظننت أنك ما صليت!! ما شاء الله، عذر أقبح من ذنب.
أعلى الصفحة
الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/213)
ومن علاماتهم أنهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف, الناس يستقبلون القبلة وهم يستدبرونها, ولذلك تجد أحدهم إذا حدث بقال الله وقال رسوله, قال: دعونا! ريحونا يا إخوان, نحن نعرف الدين -والله- أعرف منكم, والدين والعلم انتشر، والحمد الله، حتى العجائز والنساء يعرفن العلم, لكن تسأله عن سجود السهو لا يعرف كوعه من بوعه, وإنما مداجاة, لذلك سوف يأتي من علاماتهم: قلة الفقه, ولذلك تجدهم يأمرون بالمنكر، كما قال سبحانه: وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ [التوبة:67] يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا, يريدون أن ينتشر ترك الحجاب, ولذلك منهم بعض الكتبة ينادي بتحرير المرأة, والتفسخ من الحجاب, وينادون بانتشار الأغنية، وانتشار المجلات الخليعة، والمخدرات, فهذا أمر بالمنكر، وحباً في انتشار الفاحشة، ومع ذلك لا يريدون المعروف, يريدون أن يقل الخير، ويقل العلم، وتقل الدعوة, والله يتولاهم.
أعلى الصفحة
يقبضون أيديهم شحاً وبخلاً
ومن علاماتهم وهي الثالثة والعشرون: قبض الأيدي شحاً, فالمنافقون من أبخل الناس, أما في الدنيا فحدث ولا حرج, أما في مشاريع الخير فمن أبخل الناس, أحدهم يذبح في الوليمة الواحدة رياءً وسمعة ستين خروفاً أو سبعين خروفاً, لكن إذا طلبته في الإنفاق في مسجد أو جهاد أخرج عشرة فعدها ومحصها، ودعا لها واستودعها الله الذي لا تضيع ودائعه, واشترط على الله أن يبني له قصراً أبيض بذهب الجنة, ولذلك تجدهم ينفقون شحاً, قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [التوبة:67] يقبضون الأيدي، ولا يتبرعون في الخير، وهذا علامة النفاق والعياذ بالله.
أعلى الصفحة
نسيان الله
ومن علاماتهم: نسيان الله, يذكرون كل شيء إلا الله, ولذلك تجد الواحد منهم يذكر كل شيء، أهله وأطفاله والأغاني والأماني والعواني وكل شيء في الحياة الدنيا إلا ذكر الله فلا يمر على قلبه إلا غروراً, وهذا قلبه قد مات.
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام
فنسيان الله من أعظم ما ابتلي به المنافقون: نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ [التوبة:67] وقال سبحانه: اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ [المجادلة:19] قال الغزالي صاحب الإحياء: من أحب شيئاً أكثر من ذكره, ولذلك إذا دخل أهل المهن وأهل الصنائع في قصر أو في بيت ذكر كل إنسان منهم صنعته ونظر إليها, وذكرها وأحبها.
تجد النجار إذا دخل البيت ينظر إلى الخشب وإلى النوافذ, وتجد المُليس ينظر إلى البويات وما في أحكامها, إذا علم هذا؛ فإن من أحب شيئاً أكثر من ذكره، ومحب الله عز وجل مكثر من ذكره, وأما المنافق فأبغض ما عند الله، فقلل من ذكر الله ونسي الله فنسيه الله.
معنى نسيهم الله سبحانه: أي: تركهم, وفي القرآن صفات على المقابلة، كقوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ [البقرة:15] فهل يسمى الله مستهزئاً؟
لا يسمى مستهزئاً إلا على القيد -كما ذكر ذلك ابن تيمية وغيره- يقيد بأنه يستهزئ بمن يستهزئ به, كقوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ [التوبة:79] يثبت لهم سخرية, وهو له سخرية سُبحَانَهُ وَتَعَالَى بمن سخر منهم, وكقوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ [الأنفال:30] أي: يمكر بمن يمكر به, هذه تثبت مقيدة, لكن الصفات النقصية المطردة لا نقولها.
ولذلك يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ [الأنفال:71] لم يقل: خانهم, لأنه الخيانة ليت مقيدة ولا مطلقة، إنما هي مذمومة وصفة نقص, فقال: فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ [الأنفال:71] أما (سخر) فتأتي مقيدة, مثل: نسي بمعنى: الترك, لأن النسيان صفة النقص، والله لا ينسى سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.
أعلى الصفحة
التكذيب بوعد الله وبوعد رسوله صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/214)
ومن صفاتهم: التكذيب بوعد الله ورسوله وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً [الأحزاب:12].
وسبب الآية: أن الرسول عليه الصلاة والسلام في الأحزاب حضر حفر الخندق مع الصحابة, فكان الصحابة يحفرون الخندق فعرضت له عليه الصلاة والسلام وللصحابة صخرة، فنزل عليه الصلاة والسلام بالمعول -يسمى: الفاروع أو مسحاة- فضرب الصخرة، فلمع له كالبارق, ثم ضربه، فلمع له كالبارق, قال: {أريت الكنزين: الأبيض والأحمر، وسوف تعطاهما أمتي} أو كما قال عليه الصلاة والسلام, فتغامز المنافقون وهم حول الخندق, قالوا: انظروا، يمنينا قصور كسرى وقيصر, وأحدهم لا يستطيع من الخوف أن يبول, قال سبحانه عنهم: وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً [الأحزاب:12] ولكن الله حقق هذا الوعد، ونصر أمة الإسلام وصحابة الرسول عليه الصلاة والسلام, ففتحوا بقاع الأرض وانتصروا، ولله الحمد والمنة.
أعلى الصفحة
الاهتمام بالظاهر وإهمال الباطن
ومن علامات المنافقين وهي السادسة والعشرون: الاهتمام بالظاهر وإهمال الباطن.
لا بأس بالقوم من طول ومن قصر جسم البغال وأحلام العصافير
أما زيهم في الظاهر فجميل, لكن باطنهم خاوٍ, ونحن لا ندعو الإنسان إلى أن يتدروش في لباسه ولا يلبس جميلاً, ويرى أن كي الغترة من السبع الموبقات, لا! بل يكوي غترته، ويلبس الجميل، ويتطيب، ولا يتدروش، والإسلام بريء من القذارة, ويلبس أجمل اللباس، ويظهر إيمان القوة والجمال, فالله جميل يحب الجمال, ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده, لكن يجمل الباطن أيضاً بالذكر والمراقبة والإخلاص، والتوكل والعبادة، والصدق مع الله عز وجل, فيجمع الظاهر والباطن: نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [النور:35].
أما الذي يهتم بالملابس فقط, ولا يعرف الصلاة ولا المراقبة ولا الذكر, فهذا بعيد عن الله عز وجل.
قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ [المنافقون:4] فعرض أنهم يهتمون بظاهرهم ويهملون باطنهم, قال أبو الفتح البستي:
يا متعب الجسم كم تسعى لراحته أتعبت جسمك فيما فيه خسران
أقبل على الروح واستكمل فضائلها فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
أعلى الصفحة
التفاصح والتملق والتشدق
السابعة والعشرون: التفاصح والتشدق والتفيهق في الكلام كبراً وعلواً وعتواً, قال سبحانه: وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ [المنافقون:4] وذم عليه الصلاة والسلام من تشدق في كلامه, قال أهل العلم: هو الذي يتفيهق كبراً وعتواً وترفعاً عن الناس, أي: لا يخرج الحروف من مخارجها, يمطمط الحرف ويتشدق في اللسان, ويتفاصح في المجلس، ويتكلف في الحديث, قال عمر في كتاب الأدب في صحيح البخاري: [[نهينا عن التكلف]] فهذه من علامة النفاق فنحذرها, وعند الترمذي: [[العي والحياء شعبتان من الإيمان, والبذاء والبيان شعبتان من النفاق] قالوا: والبيان هنا من بذا وتفصح وخرج الكلام عن قدر الحاجة، وتكلف, تجده يقدم مقدمات, ويظهر أنه وجيه وفاهم وعاقل ومربٍ، وليس عنده شيء, فهذا يخشى عليه النفاق, بل وقع في جزئية من جزئيات النفاق.
أعلى الصفحة
عدم الفقه في الدين
الثامنة والعشرون: عدم الفقه في الدين, مما يميز المنافقين: أنهم -والحمد لله- لا يفقهون في الدين شيئاً, يعرف قيادة السيارة, ويعرف هندستها مسماراً مسماراً, ويعرف عواصم ودول العالم, ويعرف جزئيات ومعلومات لا تنفعه إن لم تضره, ولكن إذا أتيت به في مسلمات من الدين لا يعرف منها شيئاً, قال سبحانه: وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ [المنافقون:7] , وقال عليه الصلاة والسلام في الصحيحين {من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/215)
قال أهل العلم: مفهوم المخالفة: أن من لم يرد الله به خيراً لا يفقهه في الدين, ولذلك علامة المؤمن أن يفقه الله في الدين, دائماً يزداد مسألة وفائدة, يحرص على الخير وعلى مجالس الخير, أما المنافق فمعرض تماماً، إذا تحدثوا في المجلس عن أمور الصلاة والعبادة كأنهم يتحدثون بالإنجليزية, لكن إذا أتى أمر الدنيا -الأسعار والمستندات والشيكات والفرنك والدولار- جاءك يهذي ويحاضر ويلقي محاضرات, ولا أقول: إن المؤمن لا يعرف هذه الأمور, قد يعرف هذه الأمور لكن يعرف أمور الدين, أما أنه لا يعرف أمور الدين ويعرف أمور الدنيا فهذا من علامات النفاق.
أعلى الصفحة
الفرح بمصيبة المؤمنين والتضايق من مسراتهم
الثلاثون من علامات النفاق -نعوذ بالله من النفاق-: الفرح بمصيبة المؤمنين والتضايق من مسراتهم, قال سبحانه: إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ [التوبة:50] إذا جاء حادث على الصالحين، فرح ونشر الخبر وأظهر أنه متألم, وقال: الله المستعان! سمعنا أن فلاناً أتاه كيت وكيت .. , الله يصبرنا وإياك! وفي باطنه الفرح والمسرة والتروح لهذا الأمر, وإذا أصاب المسلمين كذلك مسرة غضب وتذمر وتضايق، والله يتولى السرائر.
هذا درس ختمناه، وهو درس ثلاثون علامة من علامات المنافقين, ونسأل الله لنا ولكم التوفيق.
أعلى الصفحة
مسائل عرضت على الشيخ / ابن باز
وهنا مسائل عرضت على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز قبل ثلاثة أيام، عرضتها أنا والشيخ ابن مسفر , لأنها مسائل عصرية ويكثر التساؤل عنها عند الناس, فنحن نجيب عليكم بجواب الشيخ عبد العزيز.
إذا قالت حذام فصدقوها فإن القول ما قالت حذام
وهو ليس بمعصوم، ولكنه رجل يتبع الدليل، وقد فتح الله عليه ونوَّر بصيرته .......
حكم الدف
سؤال: ما حكم ضرب الدف للرجال؟ والعرضات الشعبية التي يصحبها الطبل والدف والمزمار وما بحكمها؟
الجواب: قال سماحته: مما ظهر من الأدلة أن الدف ليس بجائز للرجال, واستدل سماحته بحديث عند أحمد بسند جيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم {نهى عن الكوبة للرجال} والكوبة يدخل فيها أدوات اللهو, فليس الدف إلا للنساء, فليس للرجال أن يستصحبوا في العرضات الطبل ولا الدف ولا المزمار.
وقال سماحته: لهم أن يعرضوا عرضات حربية بحمل السلاح، بدليل حديث الحبشة {أنهم عرضوا بالحراب في مسجده عليه الصلاة والسلام}.
فيرى أنهم لا بأس أن ينشدوا نشيداً في العرضات، ونشيداً بطولياً فيه رجولة, ليس فيه غزل ولا تأنث بدون دف ولا طبل.
أعلى الصفحة
حكم الجمعيات بين الأساتذة
سؤال: المسألة الثانية: سألناه عن مسألة الجمعية التي يسأل عنها الإخوة كثيراً, أساتذة يجتمعون ويجمع كل واحد منهم مثلاً مبلغ خمسة آلاف من الشهر تدور على أحدهم, يعطى هذا ثم هذا ثم هذا .. , أو موظفون؟
الجواب: قال: الذي ظهر لي التحريم, لأن فيها قرض بشرط، وفيه منفعة يجر للقارض نفسه.
أعلى الصفحة
حديث (كل قرض جر منفعة فهو رباً)
السؤال: وسئل عن حديث {كل قرض جر منفعة فهو ربا}؟
الجواب: قال: الحديث ساقط السند وضعيف, ولكن معناه مجمع عليه, فلذلك يرى التحريم, وقال: سوف تبحث في مجلس هيئة كبار العلماء ويصدر بها فتيا, لأن بعض العلماء أباحوها، ولكن لا بد أن يجتمعوا ثم يخرج بها فتيا ثم يتوقف الناس عن هذه الجمعية حتى يأتي من علمائنا فتيا إن شاء الله تشفي العليل وتروي الغليل.
أعلى الصفحة
حكم التمثيل
سؤال: سئل سماحته عن التمثيل, الذي يدور في المخيمات والمراكز, الذي يمثل الشباب في المراكز والمسارح والمخيمات؟
الجواب: كله محرم, لأنه ينبني على الكذب, والكذب حرام, سواء منه ما مثل الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابة أو الكافر, فهو محرم لأنه ينبني على الكذب، ولا يخرج لنا صورة من التمثيل فكله محرم.
أعلى الصفحة
حكم بعض الأحاديث
هنا حديثان سئل عنهما:
سؤال: ما صحة حديث: الحديث الأول: {من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا}؟
الجواب: لا يصح هذا الحديث, قال ابن تيمية: حديث باطل, ومعناه باطل, والصلاة لا يزداد بها العبد إلا قرباً من الله, ولا يزداد بها إلا زلفى ووسيلة إلى الله عز وجل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/216)
سؤال: ما صحة حديث: {رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر}؟
الجواب: قال: باطل ومعناه ليس بصحيح, بل الجهاد في سبيل الله من أعظم الجهاد في ذات الله عز وجل, وهو الأكبر إذا أطلق سراحه, لأن العبد في جبهة الجهاد يقاتل عدوين: الكافر والنفس, وإذا رجع إلى داره قاتل نفسه وجاهد نفسه وحدها, فلا يصح المعنى.
هذه مسائل تعرض لها بارك الله فيكم ..
أعلى الصفحة
الأسئلة
......
طلب العلم الشرعي للمبتدئين
السؤال: كيف نطلب العلم الشرعي وأي كتب نبدأ بها؟
الجواب: على الإخوة إذا كان في المدينة أو في البلد طلبة علمٍ أن يمضوا ويتعلموا معهم, وفي كل بلد -والحمد لله- وفي كل مدينة طلبة علم، أئمة المساجد غالبهم طلبة علم, وأن يطلبوا العلم على أيديهم, ولكن هناك ملخصات يبدأ بها طالب العلم، منها بعد حفظ كتاب الله, -وألوم نفسي وبعض الإخوان الذين يبدءون ببعض المتون قبل القرآن- تجده يحفظ الرحبية ولا يحفظ القرآن, تجده يحفظ في ألفية ابن مالك ولا يحفظ القرآن, لكن مع ألفية ابن مالك والرحبية عليه أن يبدأ بكتاب الله عز وجل, ومنها: بلوغ المرام يحفظه في الأحكام, ومنها كتاب رياض الصالحين للدعاة من يحفظه فهو كتاب الخطيب والداعية والواعظ, وكتاب زاد المستقنع في الفقه, ونخبة الفكر في مصطلح الحديث, وألفية ابن مالك في النحو, وألفية العراقي أو البيقونية أو ما شابهها في مصطلح الحديث, والله يتولانا وإياكم.
أعلى الصفحة
حكم المشاركة في المخيمات والمراكز
السؤال: يسأل الكثير عن المشاركة في المخيمات والمراكز؟
الجواب: أمر طيب, وما رأينا في المراكز والمخيمات إلا الخير الكثير, لكن تختلف باختلاف القائمين عليها, بعضهم يحفظها بالعلم، بقال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، بطلب العلم النافع, بالتزود من الصالحات، فهذا مشكور مأجور, وبعضهم يكثر من الأناشيد فيها, والنشيد -حفظكم الله- كما قال بعض العلماء له ضوابط ثلاثة:
1/ ألا يصاحبه آلات موسيقى لا دف ولا طبل ولا مزمار.
2/ ألا يكون الشعر بذيئاً أو ماجناً أو فيه غزل.
3/ ألا يكثر منه؛ لأن بعض الناس إذا وقع في النشيد وقع وقعة ما بعدها وقعة, يجعل ليله ونهاره نشيد, وهذا ليس بمطلوب, يطلب من النشيد وقت الحاجة، فقط.
أعلى الصفحة
حكم زيادة الثمن من أجل زيادة الأجل
السؤال: هل زيادة الثمن من أجل زيادة الأجل واردة أم لا؟
الجواب: يعني: بيع التقاسيط في السيارات، كأن تقول لمشتري: هذه السيارة قيمتها نقداً بثلاثين ألفاً, وإن كنت تريدها ديناً بالتقسيط بخمسة وأربعين ألفاً, فهذا بيعه صحيح, وزيادة الثمن من أجل زيادة الأجل لا غبار عليه, وقد أجمع على هذا العقلاء, لأنه لا يعقل في الذهن أن تبيع في نفس اليوم أو بعد سنة بنفس الثمن ليس بصحيح, فزيادة الثمن من أجل زيادة الأجل صحيح.
- مسألة أخرى، وقد أفتى فيها العلماء من هيئة كبار العلماء مسألة بيع السيارات في المعارض، يأتي إليك المشتري فيشتري منك سيارة وأنت لم تشترها، ثم تذهب معه إلى المعرض وتشتري السيارة، هذا البيع باطل، لقوله عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه: {لا تبع ما ليس عندك} والصحيح أن تشتري السيارة أولاً بعقد ومبايعة، ثم تبيعها من هذا الرجل، هذا أمر, فليعلم ذلك ويتنبه لهذا.
قال بعض علمائنا: لا بأس أن يكون شبه اتفاق بينهم, أو يقول: أنا أشتري منك سيارة لو اشتريتها أنت، بشرط ألا يبايعه ولا يكون بينهم عقد -هذا شبه اتفاق, ولا بأس- فيذهب فيشتريها ثم يبيعها منه.
أعلى الصفحة
حكم نقض المرأة شعرها في غسل الجنابة
السؤال: هل تنقض المرأة شعرها عند الغسل من الجنابة؟
الجواب: الصحيح أنها لا تنقض شعرها عند الغسل من الجنابة, وتنقضه عند الغسل من الحيض إذا طهرت من الحيض, ولكن تروي أصول الشعر عند غسلها من الجنابة.
أعلى الصفحة
حكم الزينة التي تحجب الوضوء
السؤال: ما حكم الزينة التي توضع على أظافر النساء, وتكون سميكة فتحجب الوضوء؟
الجواب: الصحيح كما أفتى كثير من علمائنا أنها تحجب عن وصول الماء, وأنه لا بد من إزالتها, أما ما ليس له سمك، مثل: الحناء فلا بأس به, فالأمر فيه سعة.
أعلى الصفحة
ملاحظات على كتاب إحياء علوم الدين
السؤال: يسأل بعض الأخوة عن كتاب إحياء علوم الدين؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/217)
الجواب: كتاب إحياء علوم الدين للغزالي نقده العلماء فهم شيخ الإسلام ابن تيمية , وأظنه نقده في المجلد العاشر أو الحادي عشر من فتاويه , لكن عليه ثلاث ملاحظات:
أولاً: عقيدته أشعرية لا تؤخذ منه العقيدة.
الثاني: يحب الصوفية ويغلو في حبهم ويأتي بتراهاتهم.
الثالث: كتابه فيه أحاديث.
وأنا أوصيكم بكتب ابن تيمية وكتب ابن القيم فهي الذهب الإبريز.
يقول الألوسي في كتاب الرد على النبهاني في غاية الأماني , قال: النبهاني ينتقد ابن تيمية , فهو بدعي قبوري, يأتي بقصائد بدعة القبور، ويستشهد بكلام البرعي , وهذا البرعي قبوري غالي من غلاة أشاعرة اليمن، أتى إلى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، فمسح القبر والشبك، وقال:
يا رسول الله! يا من ذكره في نهار الحشر رمزا ًومقاما
فأقلني عثرتي يا سيدي واكتساب الذنب في خمسين عاما
فأثنى عليه .. ! وهذا شرك والعياذ بالله, ويقول النبهاني: شيخنا وسيدنا أحمد الرفاعي -أي: شيخ الصوفية - وفد إلى المدينة، فأتى إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم فمد يده إلى القبر، وقال:
في حالة البعد نفسي كنت أرسلها تقبل القبر عنكم وهي نائبتي
وهذه دولة الأشباح قد حضرت فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي
قال: فانشق القبر، ومد الرسول صلى الله عليه وسلم يده، فصافحه وقبله, شيخنا أحمد الرفاعي , قلنا: كذبت يا عدو الله: كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً [الكهف:5].
فيقول النبهاني: كتب ابن تيمية ما جعل الله لها القبول في الأرض, قال الألوسي: عجيب! بل كتب ابن تيمية هي العسل المصفى، والذهب الإبريز، أما كتبك وكتب أشياخك, فوالله لا تصلح إلا مخالي يوضع فيها الشعير للحمير, أي: تؤخذ الكتب وتوضع مخلاة، وتعلق برأس الحمار، ويوضع فيها مد شعير, أو تصلح صندوقاً للأحذية, أو تصلح كراتين للعلاجات, هذه هي كتب أهل الضلالة والعمالة والعياذ بالله.
فأحذركم، وقد انتشر كتاب للنبهاني -والعجيب أنه موجود- الصلاة على سيد الكونين , وديوان البرعي موجود، وهو في الأسواق، وأحذركم من هذا الكتاب, وبعض الكتب الأخرى التي هي لغلاة الصوفية، التي عقيدتهم إما الحلول وإما الاتحاد وإما المغالاة في شخصه عليه الصلاة والسلام.
أما كتب ابن تيمية بعد الكتاب والسنة فشيء عجيب, ومن أراد أن يتأمل العمق والأصالة، فليقرأ الفتاوى، لا إله إلا الله ما أصدقه! وما أنصحه! وما أعلمه! كالبحر، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
تقدم شاعراً فيهم خطيباً ولولاه لما ركبوا وراءه
وهذا الرجل عجيب أمره، ويحتاج إلى مجالس, وهناك محاضرات تسمى: ابن تيمية، وحياة ابن تيمية، وكتيبات, بل كتب عنه أكثر من عشرين كاتباً, فرحمه الله وجمعنا به في الجنة.
أعلى الصفحة
أحسن الكتب في العقيدة
السؤال: ما هي أحسن الكتب في العقيدة؟
الجواب: العقيدة ثلاث مستويات:
1/ البادئين في العقيدة، أوصيهم بكتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.
2/ الكتاب الثاني: معارج القبول للشيخ الجليل حافظ الحكمي رحمه الله.
3/ الكتاب الثالث: شرح الطحاوية وهو كتاب معروف وموجود وهو للمستوى الثالث.
فعليهم بهذه الكتب فإنها مفيدة ونافعة.
أعلى الصفحة
المقام المحمود
السؤال: في هذه الآية: عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً [الإسراء:79] ما هو المقام المحمود؟
الجواب: بحثها بعض طلبة العلم جزاهم الله خيراً؛ فتبين لهم أقوال:
قيل: المقام المحمود -قاله القرطبي، وقد دل عليه حديث البخاري -: هي شفاعة سيد الخلق يوم القيامة, الشفاعة الكبرى.
واستشفع الناس أهل العزم في إراحة العباد من ذي الموقف
وليس فيهم من رسول نالها حتى يقول المصطفى أنا لها
فهذا المقام المحمود.
وأما مجاهد فقال: المقام المحمود، هو أن يجلسه ربه معه على العرش, وهذا أورده ابن أبي شيبة والقرطبي وسنده ضعيف.
أولاً: أن هذا من كلام مجاهد , ومجاهد إمام معتبر من التابعين, لكن مثل هذا لا يثبت بآراء الناس, بل القرطبي أشعري في بعض الصفات، يقول: على الكرسي, والكرسي شيء عند أهل السنة، والعرش شيء, لكن الأشاعرة يدمجونه, وليس هذا القول بصحيح.
وذكروا بعض المعاني الأخرى.
أعلى الصفحة
البيت المعمور
السؤال: ما هو البيت المعمور؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/218)
الجواب: منهم من قال: في كل سماء بيت معمور, والصحيح أنه كما ورد في الحديث الصحيح، أنه في السماء السابعة بيت معمور يوازي الكعبة، يدخل فيه كل يوم أو يطوف فيه كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه, وقد اتكأ عليه إبراهيم الخليل, ويوم عرج بالرسول صلى الله عليه وسلم -في الحديث الصحيح- رأى إبراهيم متكئاً عند البيت المعمور.
قال بعض أهل العلم: جازاه الله يوم بنى البيت المعمور في الدنيا؛ أن جعل له بيتاً معموراً في السماء السابعة, فهذا هو الصحيح من هذا القول.
أعلى الصفحة
المقصود بقوله تعالى: (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني)
السؤال: من المقصود بقوله: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي [التوبة:49]؟
الجواب: قد سبق ذكره, وهو الجد بن قيس.
أعلى الصفحة
المقصود بقوله تعالى: (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله)
السؤال: ما المقصود بقوله تعالى: وَمِنْهُم مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ [التوبة:75]؟
الجواب: الأصح والأقرب كما هو عند البخاري في كتاب الزكاة أنها نزلت في ابن جميل , عندما منع الزكاة فقال عليه الصلاة والسلام: {وما ينقم ابن جميل إلا أن كان فقيراً فأغناه الله} فأنزل الله قوله: وَمِنْهُم مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ [التوبة:75].
أعلى الصفحة
من هو شاهد بني إسرائيل
السؤال: من هو شاهد بني إسرائيل في قوله تعالى: وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ [الأحقاف:10]؟
الجواب: عبد الله بن سلام شهد بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم, والحديث عند البخاري لما أسلم قال للرسول صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! لا تخبر اليهود بإسلامي، وأدخلني في هذه المشربة، وأدخله الرسول صلى الله عليه وسلم وأغلق عليه, ثم استدعى اليهود, قال: {كيف ابن سلام فيكم؟ قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، وفقيهنا وابن فقيهنا، وعالمنا وابن عالمنا, قال: أفرأيتم إن أسلم, قالوا: أعاذه الله من ذلك! قال: فإنه أسلم, فخرج عليهم ابن سلام قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله, فقاموا ينفضون ثيابهم, قالوا: شرنا وابن شرنا، وسيئنا وابن سيئنا، وخسيسنا وابن خسيسنا، أو كما قالوا, فأنزل الله} وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [الأحقاف:10].
وفي الختام: أسأل الله لي ولكم التوفيق والهداية, وأن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[27 - 06 - 09, 05:06 م]ـ
الخطبة الأولى
أما بعد: معاشر المسلمين، فإنه لا تكاد تخلو سورةٌ مدنية من ذكر المنافقين؛ تلميحًا أو تصريحًا وصفًا لأحوالهم وفضحًا لمكائدهم، بل نزلت سورةٌ تحمل اسمهم، ويكاد الحديث فيها يقتصر عليهم، وما ذاك إلا لعِظَم خطرِهم وشدّة ضررهم على المسلمين، إذ هم العدوُّ الأول للمسلمين وللدعوة الإسلامية، هُمْ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ [المنافقون: 4].
والنفاق من النَفَق، وهو السِّرب في الأرض له مَخْلص إلى موضع آخر كجُحر اليربوع. واليربوع يحفر حُفيرة ثم يسدُّ بابها بترابها، ويقال لها: القاصعاء، ثم يحفر حُفَرًا أخرى يقال لها: النافقاء، فإذا هُو جم وطُلب في نافقائه خرج من قاصعائه. والمنافق كذلك سُمِّي منافقًا لأنه يدخل في الإسلام ثم يخرج منه من الوجه الذي دخل فيه، فيُلبِّسُ على الناس ويغترّون به، لذا جعل الله تعالى عقوبته وعذابه يوم القيامة أشد أنواع العذاب، فهو في الدرك الأسفل من النار، أجارنا الله منها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/219)
عباد الله، الآيات التي وردت عن المنافقين في القرآن الكريم تتضمن حملة عنيفة عليهم، كاشفةً أكاذيبهم ودسائسهم ومؤامراتهم، وما في نفوسهم من البغض والكيد للمسلمين، ومن اللؤم والجبن وانطماس البصائر والقلوب. والمنافقون الذين كانوا بالمدينة زمن الرسول ليسوا من أجناس أخرى، بل هم من قبائل العرب الخلَّص، وكذا من جاء بعدهم. وحملوا أسماء أخرى أطلقها عليهم علماء المسلمين، كالفِرَق الباطنية التي تظهر الإسلام لكنها تسعى جاهدة للانقضاض على المسلمين، كان كثير من أولئك عربًا أيضًا؛ لكن هل توقفت حركة النفاق في هذا العصر؟ سؤالٌ ربما يرد في أذهان البعض.
والجواب: لم تتوقف، بل ازدادت ضراوة؛ لأنها من جانب سَخَّرت إمكانيات هذا العصر لخدمة أهدافهم في هدم الإسلام وتقويض أركانه، الأمر الذي يجعل الكفار الصرحاء يسعون جاهدين في مدِّهم ودعمهم وتزويدهم بكل ما يحتاجون. والعامل الثاني الذي يُذكي حركة النفاق ما يراه المنافقون من علو هذا الدين وسعة وسرعة انتشاره وكثرة الداخلين فيه رغم كل ما يُكاد له، وهذا يغيظهم ويضرم نار العداوة والحقد والكراهية في نفوسهم.
وإن كل تجمع أو تيار فكري أو حزب مهما رفع من راية وحمل من اسم يعرض برامج إصلاحية تحارب الإسلام أو تقصيه وتبعده وتهمشه ولا توافق على حضوره في الخطط والتنفيذ هي في حقيقة أمرها وجهٌ من أوجه النفاق وإن تظاهر أصحابها بالإسلام، وكانت أسماؤهم إسلامية، وتضمّنت برامجهم بعض النتف والمظاهر الإسلامية التي أشبه ما تكون بالطقوس في الديانات الأخرى، لا تقدم شيئًا ولا تؤخر، ولا يعتمد عليها تقويم، ولا يعاقب تاركها ولا يثاب فاعلها، غاية تأثيرها إن أثرت على استحياء وامتعاض التذكير بأنهم من أصول إسلامية! وسرعان ما ينقشع ذلك الأثر. ترى المنافق الذي يتظاهر بالإسلام والكافرَ فلا تفرق بينهما في المظهر ولا المشاعر ولا في المحبة والبغض، ولا في العلاقات ولا التفكير والاهتمام ولا في التربية، ولا فرق بينهما إلا في الاسم فقط.
معاشر المؤمنين، من أبرز صفات المنافقين خلطهم وتخبطهم في تقدير وتقييم قوة المسلمين، يرصدون الدعوة ويراقبون في ظنهم تحركات أهلها وما يجري من نشاط دعوي وإصلاحي، ويحسبون أن الأمر بعد رحيل بعض رموز أهل العلم والدعوة والفضل قد خلا للمنافقين يبيضون ويفرخون كما يشاؤون، والحق أن الأمر خلاف ما يظنّون ويحسبون، فهذه الأمة ولود، ودين الله ليس مربوطًا بشخص ولا معلقًا مصيره برجل أو جهةٍ رسميةٍ كانت أو غيرها، ولو كان معلقًا مصيره برجل لانمحى وزال برحيل محمد المبلِّغ الأول عن ربه، لكنه مات وظل الدين حيًا، وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ [آل عمران: 144]، وتمت الفتوحات، ودخل الناس في دين الله أفواجًا. والمنافقون يُخطئون التقدير كثيرًا، ورصدهم فيه تخبط ويفتقد الدقة؛ لأن الله ختم على قلوبهم وعلى سمعهم، فيرون أشباحًا ويتوهمونها أجسامًا، وربما رأوا أجسامًا فيظنونها أشباحً؛ لأنّ الله جعل على بصرهم غشاوة.
يُعمِيهم الحقد ويَصمّهم، ولا يملكون الشجاعة التي يجرؤون بها على مقابلة الدين بالإنكار الصريح، فيضطرهم الجبن إلى إظهار وإعلان خلاف حقيقتهم، وإلى الحذلقة بإيقاع الدس حينًا، والتشكيك حينًا، وتنقص علماء المسلمين حينًا، والسعي المحموم في تنحية الشرع وإفساد العقيدة والسلوك والأخلاق باسم الإصلاح والتطوير، وشاهدًا على تخبطهم وسوء تقديرهم وتقييمهم للساحة الإسلامية وقوة أهلها.
أسوق نموذجًا من الصدر الأول من عهد النبوة، والرسول لا زال حيًا، والوحي لا زال يتدفق، ومع ذلك تسوِّل لهم نفوسهم المريضة وطبيعتهم الحمقاء ويزين لهم الشيطان أنهم قادرون على الانقضاض على الدعوة وأهلها، وما هي إلا عمليات وإلقاءات يقذفون بها في المجتمع المسلم؛ ليقع فريسة بين أيديهم، هكذا يظنون ويحلمون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/220)
روى ابن إسحاق في السيرة ـ وأصل الخبر أورده البخاري في الصحيح ـ في حديثه عن غزوة بني المصطلق في ماء المريسيع سنة ستٍ من الهجرة، قال: فبينا رسول على ذلك الماء ـ أي: بعد الغزوة ـ وردت واردة الناس، ومع عمر بن الخطاب أجيرٌ له من بني غِفار، يقال له: جهجاه بن مسعود يقود فرسه، فازدحم جهجاه وسنان بن وبر الجهني حليف بني عوف بن الخزرج على الماء، فاقتتلا، فصرخ الجهني: يا معشر الأنصار، وصرخ جهجاه: يا معشر المهاجرين، فغضب عبد الله بن أبي بن سلول، وعنده رهط من قومه، فيهم زيد بن أرقم غلام حدَث، فقال: أوَقد فعلوها؟ قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا، والله ما أعُدُّنا وجلابيب قريش إلا كما قال الأول: سمن كلبك يأكلك، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل، ثم أقبل على من حضره من قومه، فقال لهم: هذا ما فعلتم بأنفسكم؛ أحللتموهم بلادكم، وقاسمتوهم أموالكم، وأما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير داركم، فسمع ذلك زيد بن أرقم، فمشى به إلى رسول الله، وذلك عند فراغ رسول الله من عدوه، فأخبره الخبر، وعنده عمر بن الخطاب؛ فقال: مُر به عباد بن بشر فليقتله، فقال له رسول الله: ((فكيف ـ يا عمر ـ إذا تحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه؟! لا ولكن أذِّن بالرحيل))، وذلك في ساعة لم يكن رسول الله يرتحل فيها، فارتحل الناس.
وقد مشى عبد الله بن أبي بن سلول إلى رسول الله حين بلغه أن زيد بن أرقم قد بلَّغه ما سمع منه، فحلف بالله: ما قلت ما قال، ولا تكلمت به، وكان ابن أبي في قومه شريفًا عظيمًا، فقال من حضر رسول الله من الأنصار من أصحابه: يا رسول الله، عسى أن يكون الغلام قد أوهم في حديثه ولم يحفظ ما قال الرجل، حدبًا على ابن أبيّ بن سلول ودفعًا عنه.
قال ابن إسحاق: فلما استقل رسول الله وسار لقيه أُسيد بن حضير من الأنصار، فحيّاه بتحية النبوة وسلّم عليه، ثم قال: يا نبي الله، والله لقد رُحتَ في ساعة مبكرة ما كنت تروح في مثلها، فقال رسول الله: ((أوما بلغك ما قال صاحبكم؟)) قال: وأي صاحب يا رسول الله؟ قال: ((عبد الله بن أبيّ))، قال: وما قال؟ قال: ((زعم أنه إن رجع إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل))، قال: فأنت يا رسول الله والله تخرجه منها إن شئت، هو والله الذليل وأنت العزيز، ثم قال: يا رسول الله، ارفق به، فوالله لقد جاءنا الله بك، وإنّ قومه لينظمون له الخرز ليُتوجوه، فإنه ليرى أنك قد استلبته ملكه. انتهى كلام ابن إسحاق رحمه الله.
كل إناءٍ بما فيه ينضح، تمكّن داء العظمة من زعيم المنافقين، فلم يتمالك كتمان ما كان يخفيه ويكنه من بغضٍ للإسلام ورسوله وأهله، فقذف لسانُه حِممًا كانت تعتلج في صدره طالما أخفاها، لكنه أخطأ التقدير، وظن أتباعه الأقلية النفعيين يغنون عنه شيئًا، فإذا به يفاجأ بانخناس صحبه وانقلاب المجتمع ضده، حتى إن ابنه عبد الله بن عبد الله بن أبيّ بن سلول حين علم بمقولة أبيه سارع إلى رسول قائلاً: يا رسول الله، إنه بلغني أنك تريد قتل أبي فيما بلغك عنه، فإن كنت فاعلاً فمرني به فأنا أحمل إليك رأسه. يقول الابن رضي الله عنه هذا الكلام وهو المعروف بشدة بِرِّه بأبيه واحترامه البالغ له، لكن دين الله مقدم على الأب والأم والعشيرة وكل شيء.
الخطبة الثانية
الحمد لله العزيز المنان، القوي العظيم الشان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعلم ما يكون وما كان، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبعوث إلى الإنس والجان، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: شاهد آخر على تخبط المنافقين وحمقهم وخلطهم في تقييم وقياس ما لدى الصف المسلم من القوة: ما وقع في غزوة تبوك والرسول أيضًا لا زال حيًا، ونزول القرآن كذلك لم ينقطع، فقد ابتنى المنافقون مسجدًا بالمدينة قبيل غزوة تبوك ليجتمعوا فيه؛ مكايدَة للمسلمين ومضرَّةً بهم، وزعموا أنهم بنوه للمنفعة والتوسعة على المسلمين، وقد أرادوا أن يفرقوا اجتماع المؤمنين في مسجد الرسول بالمدينة بصرف بعضهم للصلاة فيه، وليتسنى لهم نفث سمومهم ومحاولة استمالة غيرهم إلى صفهم، وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [التوبة: 107] أي: إعدادًا وإعانة للمحاربين الله ورسوله ممن شرقوا بهذا الدين الإسلامي ورفضوا الدخول فيه كبرًا وشقاءً،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/221)
عياذًا بالله من الشقاء. وظنوا أنهم قادرون على إنفاذ مخططهم، فحين فشل أبو عامر الراهب ـ وكان من الخزرج ـ في هزيمة الرسول يوم أحد وحاول قتله التفت من طريق آخر، فكتب إلى منافقين من أهل المدينة يَعِدهم ويُمنّيهم أنه سيقدم بجيش يقاتل به رسول ويغلبه، وأمر قومه أن يتخذوا له معقلاً يكون بمثابة المكتب يستقبلون فيه رسائله وتوجيهاته ومخططاته، وليكون مقرًا له إذا قدم عليهم بعد ذلك، فبنوا المسجد بجوار قباء في المدينة، وأحكموا بناءه وفرغوا منه، ولإخفاء نواياهم ومقاصدهم والغرض الذي بنوه من أجله طلبوا من الرسول أن يقدم عليهم ليفتتحه ويصلي فيه، فيحتجوا بصلاته فيه على أنه أقرّ عملهم وبارك جهدهم.
هكذا يفكّرون، ويظنون بالمسلمين من الغباء الشيء الكثير، فاعتذر الرسول عن ذلك لأنه تجهّز للسفر إلى تبوك لغزو الروم هناك، لكنه لما رجع قافلاً من تبوك وكان عازمًا على الذهاب إلى ذلك المسجد نزل الوحي يمنعه من الذهاب إليه والصلاة فيه وأنه بُني حربًا لله ورسوله، فبعث الرسول من فوره جمعًا من الصحابة ليهدموه ويحرقوه؛ لأنه لم يُرد أهله إلا الإضرار والكفر، وليكون مركزًا للتعاون مع أعداء الإسلام تحت ستار الدين.
وفي الآيات بشارة عن مصير كل مسجد ضرار يقام إلى جوار مساجد التقوى، وأنه سينكشف ويُفضح أهله، وتطمين للمؤمنين المتطهرين العاملين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر أن كل كيد يراد بهم وبدينهم مصيره الفشل والهزيمة؛ لأن مساجد التقوى أُسّست على حق وأساس راسخ، ومساجد الضرار قائمة على شفا جرف هار، على تربة مخلخلة مستعدة للانهيار.
أيها المسلمون، حركة النفاق تقوى وتنشط كلما قويت الدعوة، لكنها ـ أي: حركة النفاق ـ تعمل في سراديب ودهاليز وأنفاق وفي الظلام، ولعل هذا سِرُّ قساوة ضرباتها وأذيتها، ولولا أن المؤمنين يأخذون علاجهم بوصفة نبوية ومن وحي السماء لتأخر وتفاقم جرحهم الذي أحدثه المنافقون فيهم.
فيا أيها العاملون والناصحون والدعاة وطلبة العلم، ويا أيها الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، سيروا وأمّلوا خيرًا وأبشروا، فليس من كان بناؤه مؤسسًا على التقوى كمن أسس بنيانه على حافة منهارة.
ثبت الله الناصحين العاملين، ورزقهم اليقين، وأبطل كيد الكائدين، إنه نعم المولى ونعم النصير
الخطبة الأولى
أما بعد: فلا يزال الحديث موصولاً عن صور الخلط والتخبط وسوء التقييم الذي هو سمة من سمات المنافقين تجاه أهل الدعوة والعلم والدين، لكن قبل ذلك أحبّ أن أذكّر وأنبّه إلى أن عدد السور المدنية ثلاثون سورة، منها سبع عشرة سورة فيها ذكر المنافقين، استغرق الحديث عنهم ما يقرب من ثلاثمائة وأربعين آية، بل إن ابن القيم رحمه الله قال: "كاد القرآن أن يكون كله في شأنهم" اهـ.
وبلية الإسلام بالمنافقين شديدة جدًا، لأنهم منسوبون إليه أي: إلى الإسلام، وهم أعداؤه في الحقيقة، بل هم العدو الأول، وإن كان كل كافر عدوًا للمسلمين. وكون المنافقين يتبوؤون المركز الأول في العداوة للمؤمنين لأن غيرهم يجاهر بكفره وعداوته، وله منهجه وعقيدته وشريعته المعلنة، وأما المنافقون فمُندسّون مع المسلمين في الديار والمنازل، ليلاً ونهارًا، يدلُّون على العورات، ويتربصون بالمؤمنين الدوائر.
كان لعبد الله بن أبي مقام يقومه في مسجد رسول الله كل جمعة نظرًا لشرفه وسيادته ووجاهته في أهل المدينة، فإذا قام النبي يخطب في الناس يوم الجمعة قام ابن أبي بعد الخطبة فقال: أيها الناس، هذا رسول الله بين أظهركم، أكرمكم الله به، وأعزكم به، فانصروه وعزروه، واسمعوا له وأطيعوا. ولما جاءت غزوة أحد وصنع رأس النفاق ما صنع من رجوعه بثلث الجيش عن القتال تخذيلاً للمسلمين لم يتخلَّ عن عمله السابق يوم الجمعة في مسجد الرسول من التظاهر بنصرته ودعوة الناس إلى السمع والطاعة لولي الأمر، لكن المسلمين هذه المرة أخذوا بثيابه من نواحيه وقالوا: اجلس أي عدو الله، لست لذلك بأهل وقد صنعت ما صنعت، فخرج من المسجد يتخطى رقاب الناس وهو يقول: والله، لكأنما قلت بُجْرًا، أي: أمرًا عظيمًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/222)
سجية من سجايا المنافقين لا تنفك عنهم، خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ [البقرة: 7]، وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ [الأعراف: 198]. يظنون أهل الإيمان مثلهم غفلاً لا يفقهون ولا يدركون، ولعل هذه الصفة فيهم هي التي تدفعهم دائمًا إلى تجديد أذيتهم للمسلمين، وسعيهم الدؤوب في النيل منهم، خاصة وأن المنافقين محسوبون على المسلمين، ويعيشون بينهم ومعهم.
ولا تعجب ـ أيها المسلم ـ من حمق المنافقين، ولا تستغرب وتقول: إلى هذه الدرجة يظنون أنهم يضحكون على المسلمين؟! أو إلى هذه الدرجة هم أغبياء ويظنون غيرهم أغبياء؟! أقول لك: لا تعجب، فالأمر أكبر من ذلك؛ يَوْمَ يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْكَاذِبُونَ [المجادلة: 18]. تعوَّدوا في الدنيا الحلف كذبًا لإنكار ما ينسب إليهم من مؤامرات وأقوال ووشايات لتَأَصِّل النفاق في كيانهم، فسرى هذا الحمق معهم ليصاحبهم إلى يوم القيامة في حضرة الله الخبير، فيحلفون له كما يحلفون للمخلوقين ظنًا منهم أنه يصدقهم! أتراهم لا يوقنون أن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، أم أن فيروس النفاق نخر في قلوبهم فسلبها خاصة الفهم والإدراك والتمييز؟! أمرٌ عجيب حقًا.
أيها المؤمنون، ورغم قوة كيد المنافقين إلا أن الذلة والهزيمة كتبت عليهم، وكتبت العزة والغلبة والتمكين لله ولرسوله وللمؤمنين، كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ [المجادلة: 21]. وهذا وعد الله الصادق الذي كان والذي لا بد أن يكون على الرغم مما قد يبدو أحيانًا من الظاهر الذي يخالف هذا الوعد الصادق. ولعل غلبة النفاق وأهله حينًا استجاشةٌ للإيمان، وتهييج له عند أهله؛ لتحقيق وعد الله في وقته الذي لا يتخلف، وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ [الروم: 6]. فليطمئن المؤمنون والدعاة والمصلحون والآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه كان عفوًا غفورا.
الخطبة الثانية
الحمد لله العظيم المنان، ذي الجلال والإكرام، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرًا.
أما بعد: فعن نُعيم المُجْمِر عن أبي هريرة عن النبي أنه قال: ((إن أمتي يُدعون يوم القيامة ـ أي: ينادون للحساب ـ غُرًا محجّلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غُرته فليفعل)) متفق عليه. يعني أن أمة محمد يأتون يوم القيامة تلمع وجوههم بياضًا ونورًا من آثار الوضوء. والمراد أن الله تعالى خصّ هذه الأمة بخصائص في الدنيا والآخرة لم تكن لغيرهم؛ منّةً من الله، فله الحمد والثناء والمجد، تلك المنة أنهم يأتون يوم القيامة ووجوههم وأيديهم وأرجلهم تتلألأ نورًا وبياضًا، وذلك من آثار الوضوء الذي يفعلونه في الدنيا تعبُدًا لله عز وجل وتعظيمًا لشأن الصلاة، فهنيئًا للمصلين، ويا فوز المتوضئين، ويا لعظم خسارة المفرطين في الوضوء.
عباد الله، نبيكم يقول: من قدر على أن يطيل غُرته أي: يطيل محلَّ ذلك النور في وجهه ويديه ورجليه بالزيادة في محل التطهير فليفعل، ليزداد نوره يوم القيامة، وحليته في الجنة تبلغ حيث يبلغ الوضوء كما ورد في صحيح مسلم، وكان أبو هريرة رضي الله عنه ـ وهو راوي الحديث ـ يفعل ذلك.
وكيفية إطالة الغرة أن يغسل يديه حتى يقارب المنكبين، ورجليه حتى يرفع إلى الساقين؛ استشعارًا لأهمية الوضوء، واستحضارًا لعظم أجره. لكن ليعلم المسلم أن الواجب هو غسل اليدين إلى المرفقين، وغسل الرجلين إلى الكعبين فقط، وما زاد فهو سنة يفعلها أحيانًا طمعًا أن يأتي يوم القيامة غرًا محجلاً، جعلنا الله منهم. وليحذر من الوسوسة الموقعة في الإسراف المنهي عنه شرعًا وتخرجه من السنة.
إن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي رسول الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/223)
وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه ...
الخطبة الأولى
أما بعد: فاتقوا الله ربكم أيها المؤمنون، وأطيعوه تفلحوا، والجؤوا إليه تسعدوا، فما خاب من لجأ إلى القوي العزيز سبحانه.
أيها المسلمون، إن الله سبحانه قد أخبرنا أن الناس فريقان، فريق في الجنة وفريق في السعير، فهما فريقان لا ثالث لهما يوم القيامة، أما في الدنيا فإن هناك صنفاً ثالثاً له سماته وخصاله وتاريخه الحافل، وهذا الصنف أراد أن يقف في الوسط ويستمد من الفريقين ما يضمن له عيشاً رغيداً وأماناً من القتل والإبادة، ولكن الله تعالى جعله في الدرك الأسفل من النار عقاباً عظيماً على معاص عظيمة.
ولخطورة هذا الصنف على المسلمين جاءت آيات القرآن منذرة ومحذرة وفاضحة لهذا الفريق من الناس، ففي مستهل القرآن الكريم وفي أول سورة البقرة يذكر القرآن المؤمنين في أربع آيات ثم يذكر الكافرين في آيتين ثم يتعرض لهذا الصنف الثالث في ثلاث عشرة آية، ولعظيم كيدهم ومكرهم وشدة أذاهم وأثرهم الكبير في زعزعة العقيدة والمسلمات الإيمانية قال الله تعالى عنهم مخاطباً نبيه هُمُ ?لْعَدُوُّ فَ?حْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ ?للَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [المنافقون:4].
ويخبرنا القرآن الكريم أن الله تعالى خاطب هذا الجنس من البشر خطاب تهديد ووعيد قُلِ ?سْتَهْزِءواْ إِنَّ ?للَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِ?للَّهِ وَءايَـ?تِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَـ?نِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مّنْكُمْ نُعَذّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ [التوبة:65 - 67].
وعن حالهم مع النبي وصحابته والمسلمين من بعده يقول القرآن عنهم إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمْ فَرِحُونَ [التوبة:50]، فهم يفرحون إذا وقع بالمسلمين نازلة أو حلت بهم مصيبة، ويعجبهم كثيراً أن يروا الكفار وقد أراقوا دماء المسلمين واجتاحوهم واحتلوا ديارهم وعاثوا في الأرض فساداً، وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن المسلمون وامتثلوا أحكام الله وقوموا بما أوجب عليكم قالوا بلسان الحال أو المقال أو القلم: أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ ?لسُّفَهَاء [البقرة:13]، فمن هؤلاء يا ترى؟ إنهم المنافقون لا كثرهم الله، فما هو النفاق يا عباد الله؟
إن النفاق هو مخالفة الباطن للظاهر، بأن يظهر صاحبُه الإيمانَ بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر، ويبطن ما يناقض ذلك كله أو بعضه، وهذا هو النفاق الذي كان على عهد النبي، ونزل القرآن بذمِّ أهله وتكفيرهم، وأخبر أن أهله في الدرك الأسفل من النار، وهو النفاق الاعتقادي.
وثمة نوع آخر من النفاق، وهو النفاق العملي، وأصوله مذكورةٌ في قوله: ((أربعٌ من كن فيه كان منافقاً، وإن كانت خصلةٌ منهن فيه كانت فيه خصلةٌ من النفاق حتى يدعها: من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر)) أخرجه البخاري ومسلم.
وهذا النوع من النفاق لا ينقل صاحبه عن الإسلام ما دام أصل الإيمان في القلب، لكنه سمي نفاقاً لتلبس صاحبه ببعض أعمال المنافقين التي يخالف فيها الظاهر ما في الباطن كالكذب والخيانة والغدر وبغض الصالحين وغير ذلك.
ولا شك أن هذه ذنوب عظيمة وصاحبها على خطر شديد، وقد عرض نفسه لفتنة النفاق الأكبر، وهذا النوع من النفاق هو الذي خافه السلف وأشفقوا من فتنته واستعاذوا بالله منها، قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه: "باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر" وقال إبراهيم التيمي: "ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذباً"، وقال بن أبي مليكة: "أدركت ثلاثين من أصحاب النبي كلهم يخاف النفاق على نفسه"، ويذكر عن الحسن: (ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/224)
ولقد بين الله تعالى أوصاف المنافقين في كتابه أكمل التبيين حتى يتعرف المؤمنون على أهل هذه الأوصاف فيحذروهم، فمما وصفهم الله تعالى به أنهم لم يرتضوا الإسلام ديناً ولم يعلنوا الكفر الصريح، فكانوا مذبذبين بين الكفار والمؤمنين، غير أنهم يبغضون المؤمنين ويتولون الكافرين، ويطلبون منهم المدد، ومنهم يستمدون عزتهم ومكانتهم، وإذا أصاب المسلمين خير شركوهم فيه، أما إن أصابهم ضر وذل تبرؤوا منهم وركنوا إلى الكفار وذكروهم بخدماتهم الجليلة التي قدموها للكفار في حرب المسلمين.
ومن صفاتهم أنهم يأخذون من الدين ما سهل عليهم ويتقاعسون عن تنفيذ ما يشق عليهم كشهود صلاة العشاء والفجر في المسجد، وإذا أرادوا شيئاً من العبادات فكأنما يستكرهون أنفسهم عليه، فيؤدونه بكسل وتثاقل، وأنهم يقولون مالا يفعلون، فيقولون ويكتبون الكلام المعسول والعبارات المنمقة بينما يضمرون الكيد والمكر، قلوبهم قاسية، وعقولهم قاصرة، وعند الملمات والأزمات ينكشف معدنهم الخبيث، وتفوح روائح الكفر المنتنة منهم، يخذلون المؤمنين عن الجهاد، وإن خرجوا معهم في الجهاد أحدثوا الخلل والاضطراب في صفوفهم، والمنافقون يلجئون في طلب النصر إلى الأعداء، يقول سبحانه في محكم كتابه ذاكراً بعض أوصاف المنافقين ومتوعداً لهم: بَشّرِ ?لْمُنَـ?فِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ?لَّذِينَ يَتَّخِذُونَ ?لْكَـ?فِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ ?لْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ ?لْعِزَّةَ فَإِنَّ ?لعِزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِى ?لْكِتَـ?بِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ ءايَـ?تِ ?للَّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى? يَخُوضُواْ فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مّثْلُهُمْ إِنَّ ?للَّهَ جَامِعُ ?لْمُنَـ?فِقِينَ وَ?لْكَـ?فِرِينَ فِى جَهَنَّمَ جَمِيعاً ?لَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مّنَ ?للَّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُنْ مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَـ?فِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مّنَ ?لْمُؤْمِنِينَ فَ?للَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ ?لْقِيَـ?مَةِ وَلَن يَجْعَلَ ?للَّهُ لِلْكَـ?فِرِينَ عَلَى ?لْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً إِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ يُخَـ?دِعُونَ ?للَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى ?لصَّلَو?ةِ قَامُواْ كُسَالَى? يُرَاءونَ ?لنَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ ?للَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذ?لِكَ لاَ إِلَى? هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ ?للَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ?لْكَـ?فِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ ?لْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ للَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً إِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ فِى ?لدَّرْكِ ?لاْسْفَلِ مِنَ ?لنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً إِلاَّ ?لَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَ?عْتَصَمُواْ بِ?للَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ ?لْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ ?للَّهُ ?لْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً [النساء:138 - 146].
وللمنافقين تاريخ حافل في خذلان المسلمين في أشد الأزمات التي تحيط بالمسلمين، ها هم المنافقون وهم في معية النبي الكريم في معركة أحد وقبيل التقاء الصفين ينخذلون وينسحبون من ميدان المعركة وهم قرابة ثلث جيش المسلمين، وفي معركة الأحزاب وعندما أحاط الأعداء بالمدينة من كل جانب شرع المنافقون في مزاولة كيدهم وبث مكرهم فمن تخذيل وسخرية بالمؤمنين، كما قال سبحانه: وَإِذْ يَقُولُ ?لْمُنَـ?فِقُونَ وَ?لَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا ?للَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مّنْهُمْ ي?أَهْلَ يَثْرِبَ لاَ مُقَامَ لَكُمْ فَ?رْجِعُواْ وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مّنْهُمُ ?لنَّبِىَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِىَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً [الأحزاب:12، 13].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/225)
ولا تخلو حقبة من تاريخ الأمة الإسلامية من هذا الصنف الخطير الذي يفُتُّ في عضد الأمة ويقف في صف أعدائها عندما تدلهِمُّ الأمور ويسيطر الكافرون، والشواهد كثيرة، والله المستعان.
ومن مظاهر المنافقين وسماتهم ترك الاهتمام بأمر الدين وأهله وعدم الاهتمام بأحوال المسلمين وشؤونهم والانصراف إلى المصالح الدنيوية والانشغال بها، قال تعالى عمن حضر أحداً من المؤمنين والمنافقين: ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مّن بَعْدِ ?لْغَمّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَى? طَائِفَةً مّنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِ?للَّهِ غَيْرَ ?لْحَقّ ظَنَّ ?لْجَـ?هِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ?لاْمْرِ مِن شَىْء قُلْ إِنَّ ?لاْمْرَ كُلَّهُ للَّهِ يُخْفُونَ فِى أَنْفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ ?لاْمْرِ شَىْء مَّا قُتِلْنَا هَـ?هُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِى بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ ?لَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ ?لْقَتْلُ إِلَى? مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِىَ ?للَّهُ مَا فِى صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحّصَ مَا فِى قُلُوبِكُمْ وَ?للَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ?لصُّدُورِ [آل عمران:254]، فوصف طائفة المنافقين بأنهم مهتمون بأنفسهم ويخافون عليها الموت، ولا يهمهم ما وراء ذلك.
ومن صفاتهم وأعمالهم مساعدة الكافرين على المسلمين بالمال والقول والنصرة أَلَمْ تَرَ إِلَى ?لَّذِينَ نَـ?فَقُواْ يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ?لْكِتَـ?بِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلاَ نُطِيعُ فيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَ?للَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَـ?ذِبُونَ [الحشر:11]، ومن حكمة الله تعالى أن يصيب المسلمين شيء من المحن والمصائب ليتميز صف المسلمين عن صف الكافرين وإخوانهم المنافقين، كما وقع ذلك للمسلمين مع النبي في معركة أحد حين أصيب المسلمون، وقتل منهم من قتل، بعد أن انخذل المنافقون وانسحبوا من الميدان قبل نشوب المعركة، قال سبحانه: وَمَا أَصَـ?بَكُمْ يَوْمَ ?لْتَقَى ?لْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ ?للَّهِ وَلِيَعْلَمَ ?لْمُؤْمِنِينَ وَلِيَعْلَمَ ?لَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِى سَبِيلِ ?للَّهِ أَوِ ?دْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَـ?كُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإيمَـ?نِ يَقُولُونَ بِأَفْو?هِهِم مَّا لَيْسَ فِى قُلُوبِهِمْ وَ?للَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ [آل عمران:166، 167].
والإشارة هنا إلى موقف رأس النفاق عبد الله بن أُبَي بن سلول ومن معه من المنافقين، وقد كشفهم الله في هذه الموقعة، وميز الصف الإسلامي منهم. وقرر حقيقة موقفهم يومذاك: هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإيمَـ?نِ يَقُولُونَ بِأَفْو?هِهِم مَّا لَيْسَ فِى قُلُوبِهِمْ [آل عمران:167]، فقد كان في قلوبهم النفاق الذي يجعل أشخاصهم واعتباراتها فوق العقيدة واعتباراتها، ثم مضى سياق الآيات يكشف بقية موقفهم في محاولة خلخلة الصفوف والنفوس: ?لَّذِينَ قَالُواْ لإِخْو?نِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا [آل عمران:168]، فهم لم يكتفوا بالتخلف ـ والمعركة على الأبواب ـ وما يحدثه هذا التخلف من رجة وزلزلة في الصفوف والنفوس، بل راحوا يثيرون الزلزلة والحسرة في قلوب أهل الشهداء وأصحابهم بعد المعركة، وهم يقولون: لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا فيجيبهم القرآن: قُلْ فَادْرَءوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَـ?دِقِينَ [آل عمران:168]، ثم بيَّن عاقبة الشهداء الذين أراقوا دماءهم وبذلوا أرواحهم في سبيل الله وَلاَ تَحْسَبَنَّ ?لَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ ?للَّهِ أَمْو?تاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران:169]، ويخبرنا القرآن أن المنافقين يسوؤهم أن يجد الرسول والمسلمون خيراً: إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ [التوبة:50]، وإنهم ليفرحون لما يحل بالمسلمين من مصائب وما ينزل بهم من مشقة، وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ [التوبة:50]، واحتطنا ألا نصاب مع المسلمين بشرّ، وتخلفنا عن الكفاح والغزو وَيَتَوَلَّواْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/226)
وَّهُمْ فَرِحُونَ [التوبة:50]، أي بالنجاة وبما أصاب المسلمين من بلاء، ذلك أنهم يأخذون بظواهر الأمور، ويحسبون البلاء شراً في كل حال، ويظنون أنهم يحققون لأنفسهم الخير بالتخلف والقعود. وقد خلت قلوبهم من التسليم للّه، والرضا بقدره، واعتقاد الخير فيه، فارتكسوا في حمأة النفاق والعياذ بالله.
اللهم إنا نعوذ بك من الكفر والنفاق والشقاق، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا.
الخطبة الثانية
أما بعد: فإن للمنافقين صفات مغايرة لصفات المؤمنين، فحين يتآمر المسلمون بالمعروف ويتناهون عن المنكر فإن للمنافقين شأناً آخر سجله القرآن: ?لْمُنَـ?فِقُونَ وَ?لْمُنَـ?فِقَاتُ بَعْضُهُمْ مّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِ?لْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ?لْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ ?للَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ هُمُ الْفَـ?سِقُونَ [التوبة:67].
وإذا رأى المسلم من يفعل الخير غبطه وشكر صنيعه، أما المنافقون فإنهم إذا رأوا من يفعل الخير ويبذله لمزوه واستنقصوه ?لَّذِينَ يَلْمِزُونَ ?لْمُطَّوّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَـ?تِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ ?للَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [التوبة:79]، والمسلم الحق يتمنى أن يجاهد في سبيل الله، ويفرح إن سمع براية جهاد ترفع، والمسلم يجاهد بنفسه وماله. أما المنافقون فيخبرنا القرآن أنهم لا يخرجون إلى الجهاد ولا يعدون له العدة وَلَوْ أَرَادُواْ ?لْخُرُوجَ لاعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـ?كِن كَرِهَ ?للَّهُ ?نبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ ?قْعُدُواْ مَعَ ?لْقَـ?عِدِينَ [التوبة:46]، ثم بين سبحانه خطورتهم لو خرجوا مع المسلمين في القتال لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولاَوْضَعُواْ خِلَـ?لَكُمْ يَبْغُونَكُمُ ?لْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّـ?عُونَ لَهُمْ وَ?للَّهُ عَلِيمٌ بِ?لظَّـ?لِمِينَ [التوبة:47]، أي لا يزال في صفوف المسلمين من يغتر بكلام المنافقين وأكاذيبهم لما يزوقون به أحاديثهم وكتاباتهم، ومهما استخفى المنافق وتنكر ولبس لباس المؤمنين وتظاهر بحبه وموالاته لهم فإن الله تعالى يفضحه بفلتات لسانه أو بخط بنانه أَمْ حَسِبَ ?لَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ ?للَّهُ أَضْغَـ?نَهُمْ وَلَوْ نَشَاء لأَرَيْنَـ?كَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَـ?هُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ ?لْقَوْلِ وَ?للَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَـ?لَكُمْ [محمد:29، 30]، وفي التحذير منهم يقول الله تعالى: ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ ?لْبَغْضَاء مِنْ أَفْو?هِهِمْ وَمَا تُخْفِى صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الاْيَـ?تِ إِنْ كُنتُمْ تَعْقِلُونَ [آل عمران:118]، وقد أُمِر المسلمون بجهاد المنافقين كما أُمِروا بجهاد الكافرين ي?أَيُّهَا ?لنَّبِىُّ جَـ?هِدِ ?لْكُفَّـ?رَ وَ?لْمُنَـ?فِقِينَ وَ?غْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ?لْمَصِيرُ [التوبة:73].
وللنفاق في كل عصر ومصر لباسه وخلاله ومقاله، وللمنافقين في كل بلية أو مصيبة تنزل بالمسلمين مشاركة أو شماتة، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
الخطبة الأولى
أما بعد: فاتقوا الله تعالى، والزموا طاعته، واحذروا معصيته، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ [الحشر: 18، 19].
أيها الناس، في المحن والأزمات يظهر الرجال من أشباههم، وحين يتكالب الأعداء على أهل الإسلام يبين المؤمنون من المنافقين، ويتميز الثابتون على دينهم من الناكصين على أعقابهم.
إن المحن والابتلاءات تفضح الأنانيين الذين يقدمون ذواتهم على أمتهم، ويضحون بقضاياهم في سبيل مصالحهم، ويمالئون أعداء الأمة على إخوانهم، في صفاقة متناهية ورقاعة غير مبالية وعداء سافر ونفاق ظاهر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/227)
إن من أعظم أسباب الخذلان والخسران والذل والهوان التي أودت بالأمة المسلمة عبر تاريخها الطويل ثقة كبرائها في المنافقين، واطمئنانهم إليهم، وإدناءهم لاستشارتهم، وتقريبهم وتوليتهم، واتخاذهم بطانة من دون المؤمنين، وتسليمهم قضايا الأمة ومصالحها؛ ليعملوا عملهم في خيانتها وهدمها وتمكين أعدائها منها.
وما خُذلت الأمة في القديم والحديث حتى ضاع مجدها وأفل نجمها واضمحلت سيادتها وامتهنت كرامتها وفقدت كثيرا من أراضيها وثرواتها إلا على أيدي المنافقين الذين يظهرون خلاف ما يبطنون، ويبدون النصح وهم يخونون. بهم ضاعت ممالك الأندلس، وعلى أيديهم سقطت خلافة بني العباس في أيدي التتر، حتى جيء بآخر الخلفاء العباسيين فألقي تحت أقدام هولاكو وجنده يرفسونه ويدوسونه حتى مات، وبالمنافقين العبيديين سقط بيت المقدس في براثن الصليبيين، وبالمنافقين سقطت دولة بني عثمان، ومزقت دولة الإسلام العظيمة إلى دول مجزأة ترزح تحت الاستعمار النصراني فيما عرف باتفاقية (سايكسبيكو).
بالمنافقين امتطى الأعداء دول الإسلام دولة دولة ومزقوها شر ممزق، وحاولوا تحريف دينها، وأفسدوا مناهجها، وقضوا على أوقافها، وحرَّشوا بينها.
بالمنافقين انتهكت سيادة الأمة واستقلاليتها، وأضحت عالة على غيرها. لقد أضعفوها بعد القوة، وأذلوها بعد العزة، وأفقروها بعد الجدة، وأكثر الفقر والعوز في الأرض مرتكز في دول أهل الإسلام، رغم امتلاكهم أكثر الثروات.
وكل احتلال لأراضي المسلمين في عصرنا هذا بدءًا من فلسطين فكشمير فأفغانستان فالشيشان فالصومال وانتهاء بالعراق كانت كتائب المنافقين في مقدمة جيوش المستعمرين، تدل على العورات، وتُرَوِّج للاحتلال، وتُخَذِّل في الناس.
إن من نظر إلى سيرة المنافقين مع هذه الأمة واستقرأ أفعالهم فيها علم لماذا جاءت آيات القرآن تحذر المؤمنين من المنافقين أشد من تحذيرها من المشركين، وفي مطلع سورة البقرة آيتان فقط عن الكافرين، وثلاث عشرة آية عن المنافقين، وصفهم الله تعالى فيها بأنهم مرضى القلوب مخادعون مستهزئون، يدَّعون الإصلاح وهم مفسدون. ولا يعدو حالهم في زمننا هذا الوصف الدقيق الذي أُنزل من عند الله تبارك تعالى قبل أربعة عشر قرنا وزيادة.
وأكثر الآيات القرآنية التي حذرت من المنافقين وبينت أوصافهم القبيحة وذكرت خياناتهم المتكررة للأمة جاءت في سياق الحروب والأزمات والغزوات، فهي وقت عمل المنافقين وإرجافهم، وفي أحد دُعوا للقتال فقالوا: لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاتَّبَعْنَاكُمْ [آل عمران: 167]، ثم لما ابتلى الله تعالى المؤمنين بالقتل كانت مواساة المنافقين للمؤمنين لا تخرج عن الشماتة والتشفي فقالوا: لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا [آل عمران: 156].
وفي غزوة الخندق دُعوا للدفاع عن المدينة فقال فريق منهم: يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا [الأحزاب: 13]، وقال آخرون: إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ [الأحزاب: 13]، ففضحهم الله تعالى فقال سبحانه: وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا [الأحزاب: 13]، وكانوا يقولون: مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا [الأحزاب: 12].
وفي سورة براءة فضحهم الله تعالى، وبين خيانتهم للمؤمنين في غزوة تبوك، وقال في القاعدين منهم: لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ [التوبة: 47].
ولذلك حذر الله تعالى المؤمنين من المنافقين أكثر مما حذرهم من الكافرين، ونهاهم عن اتخاذهم بطانة، وكان هذا النهي في إثر أول خيانة للمنافقين في غزوة أحد بعد أقل من عام واحد على ظهور النفاق في هذه الأمة؛ مما يدل على عظيم خطر المنافقين وفداحة جرمهم، يقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ البَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/228)
الأَنَامِلَ مِنَ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ [آل عمران: 118 - 120].
فذكر الله تعالى في هذه الآيات الكريمة عشرة أوصاف لهم تزجر من يعي القرآن ويعمل به أن يتخذ المنافقين بطانة له، ومن هذه الأوصاف أنهم جادون في أذية المؤمنين والنيل منهم: لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً، حريصون على عنتهم وضررهم: وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قد فاضت قلوبهم بالحقد والضغينة على المؤمنين حتى فلتت ببعضه ألسنتهم: قَدْ بَدَتِ البَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ، وبلغ من غيظهم أنهم عضوا بسببه أناملهم مما يجدون في قلوبهم: وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الغَيْظِ، وهذه البغضاء التي بدت منهم هي أقل مما في قلوبهم السوداء: وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ، وهم يقابلون وفاء المؤمنين لهم بالخيانة ومحبتهم لهم بالبغضاء والكراهية: هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ، والكذبُ والمخادعة صفتهم الملازمة لهم؛ إذ عليها بُني نفاقهم: وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا، يحسدون المؤمنين على أي خير أو نصر يتحقق لهم فينفونه أو يقللون من شأنه: إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ، وفي مقابل ذلك يفرحون بأي مصيبة تنزل بالمؤمنين، فيلومونهم ويشمتون بهم، ويتبرؤون منهم: وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا، وهم أهل مكر كبير وكيد عظيم بأهل الإسلام: وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا [آل عمران: 120].
وكل هذه الأوصاف العشرة التي ذكرها الله تعالى عن منافقي غزوة أحد ملازمةٌ للمنافقين في كل زمان ومكان؛ ولذلك قال الله تعالى محذّرا عباده المؤمنين في هذه الآيات العظيمة الكاشفة للمنافقين: قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ، فالثقة في المنافقين والاطمئنان إليهم واتخاذهم بطانة ليس من العقل في شيء كما دل على ذلك القرآن الكريم، فمن وثق بهم واتخذهم له بطانة كان مخذولا مهزوما؛ إذ إنهم من أهم أسباب الخذلان، وما أصيبت أمة الإسلام بشيء كما أصيبت بهم، وقد رأينا هذه الأوصاف التي ذكر الله تعالى للمنافقين في منافقي زمننا هذا، وتجلى ذلك أكثر في الأزمات والحروب التي سعرها اليهود والنصارى في العقدين الأخيرين ضد المسلمين، وبدا ذلك واضحا كل الوضوح قبل أيام في معركة غزة من بدايتها إلى نهايتها؛ إذ وقفوا مع الصهاينة بأقوالهم وأقلامهم وأفعالهم في بداية عدوانهم على المستضعفين، يعتذرون لهم، ويسوغون جرائمهم، ويجلدون ضحاياهم، ولم يزعجهم قتل النساء والأطفال وتمزيق الأشلاء وهدم المساجد والدور، فلما خُذل الصهاينة وانهزموا ورجعوا مقهورين مذلولين تحركت عواطف صهاينة العرب المنافقين على الأطفال والنساء، فذرفوا دموع التماسيح، وصوروا للناس أن المجاهدين الدافعين للصائل المعتدي هم السبب في قتل هؤلاء المستضعفين، وكأنهم القتلة وليس إخوانهم صهاينة أهل الكتاب، فأعادوا علينا ما قال إخوانهم في أحد: لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا [آل عمران: 168]، حسبهم الله بما قالوا وما كتبوا وما فعلوا، وأخزاهم بما كسبوا، وأراح المسلمين من شرهم وكيدهم، إنه سميع قريب.
وأقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ...
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى الله ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [البقرة: 281].
أيها المسلمون، من تأمل كتاب الله تعالى في المنافقين وأوصافهم ونظر إلى أفعالهم بالمسلمين عبر التاريخ ثم التفت إلى مواقفهم مع قضايا المسلمين في هذا العصر عَلِم لِمَ أبدى الله تعالى فيهم في القرآن وأعاد، وكرر القول فيهم، وذكر أوصافهم، وأكثر التحذير منهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/229)
يقول الله تعالى عن موقف المنافقين في غزوة بني النضير: أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ [الحشر: 11]، ونرى هذا الموقف عينه من منافقي عصرنا مع صهاينة أهل الكتاب حتى فاقوهم في الإخلاص لهم والدفاع عنهم وتسويغ أفعالهم، فكانوا صهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم. وهذا ما عَجِب منه صهاينة أهل الكتاب؛ حتى إن وزيرة خارجية دولة اليهود أمرت بأن تُنشر مقالات صهاينة العرب الموافقة للصهاينة في مذابحهم على الموقع الرسمي لوزارتها في سابقة لم تُعهد من قبل، وعللت ذلك بقولها: "إن هؤلاء سفراء إسرائيل لدى العالم العربي وأفضل من يوصل وجهة النظر الإسرائيلية إلى الشارع العربي"، وتُرجم مقالٌ لأحد صهاينة العرب إلى العبرية، فقرئ على رئيس وزراء اليهود، فقام اليهودي عن كرسيه مبتهجا، ورفع يديه منتشيا، يقترح ترشيح هذا الكاتب العربي لأعلى وسام في إسرائيل، ووصفه بأنه أكثر صهيونية من هرتزل.
والمقال كان تأييدا للصهاينة في سحق أهل غزة وإبادتهم عن بكرة أبيهم، وكثير من كتاب اليهود يقصرون عن الوصول إلى هذا المستوى الدموي المتوحش الذي وصل إليه الصهاينة العرب؛ ولذلك كان وتر صهاينة العرب بهزيمة الجيش اليهودي أعظم من وتر اليهود أنفسهم، ففقدوا بها صوابهم، وأعلنوا للمسلمين عداءهم، وتخبطوا تخبطا كبيرا، قَدْ بَدَتِ البَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ [آل عمران: 118].
لقد كان اليهود ولا يزالون يقولون: إن حروبهم دينية دعتهم إليها التوراة، وكان المنافقون ولا يزالون يقولون: إنها حروب دنيوية لا علاقة للدين بها؛ خوفا من إحياء الشعور الديني لدى المسلمين فيهزمون بحقهم باطل غيرهم.
ولما خسر اليهود حربهم الأخيرة اعترف عدد من قادتهم بهزيمتهم، وعدَّها المفكرون منهم هزيمة استراتيجية، لن ينتصر اليهود بعدها أبدا، وستجترئ بعدها الشعوبُ المقهورة المغلوبة على دولة الصهاينة، لكن المنافقين من بين كل البشر جعلوه نصرا مؤزرا لليهود.
فمتى يعي الناس حقيقة هؤلاء الصهاينة العرب الذين فُرضوا على الأمة بالقهر والقوة في إرهاب فكري أحادي؟! ومتى يعلم الناس أن من أعظم أسباب خذلان المسلمين في هذا العصر هو إمساك جوقة المنافقين في دول أهل الإسلام منابر الإعلام؛ لينفثوا سمومهم على الناس، ويبثوا فيهم روح الانهزام والتبعية التي تشربوها من أسيادهم حتى ثملوا منها؟! وإلى متى يُتخذ هؤلاء المفلسون المفسدون المنحرفون بطانة يُستشارون وهم الذين أضاعوا الأمة من قبل بالشعارات الجاهلية القومية، قبل أن يتحولوا إلى عملاء للصهيونية والإمبريالية، حتى صاروا صهاينة أكثر من أربابها، ينافحون عنهم، ويجادلون غيرهم فيهم، ويخونون الأمة لأجلهم؟! وَيَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ لَوْ يَجِدُونَ مَلْجأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ [التوبة: 57].
وصلوا وسلموا على نبيكم محمّد ...
الخطبة الأولى
أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واعرفوا فضل ربكم عليكم فاشكروه، واقدروا دينكم قدره فالزموه، وأيقنوا بوعد الله تعالى لكم تجدوه، قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِالله وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لله يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [الأعراف: 128].
أيها الناس، لا شيء أضر على الأفراد والأمم من طاعتهم لأعدائهم وتعلقهم بهم وركونهم إليهم وثقتهم فيهم وانسياقهم خلفهم، يظنون نصحهم، ويستجدونهم حقوقهم، ويرجون نفعهم، ويخافون ضرهم، ويصبرون على ظلمهم، ويتجرعون الذل منهم، والحقوق لا يهبها الأعداء لأعدائهم، بل تؤخذ منهم قسرا بلا رضاهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/230)
ولذا كان القرآن واضحا كل الوضوح في تحذير المؤمنين من الثقة بالكافرين والمنافقين وطاعتهم، ولا أحد أنصح لنا من ربنا جل جلاله، ولا أحد أعلم منه عز وجل بحقيقة أعدائنا ولا بما يصلحنا وينفعنا، وقد بين لنا في كتابه العزيز شدة عداوة الكفار والمنافقين لنا.
إن طاعة الكفار والمنافقين لا يجني منها العبد إلا الوبال والخسران في الدنيا والآخرة، وإن تقديم أقوالهم على أقوال الله ورسوله لمن أعظم الضلال والانحراف، وهو من أسباب الخذلان للأفراد والأمم.
كان أبو طالب يحوط النبيّ وينصره، ويدافع عنه ويؤيده، فلما حضرته الوفاة دعاه النبي إلى كلمة الحق ليحاج له بها عند ربه، فقال: ((يا عَمِّ، قُلْ: لا إِلَهَ إلا الله كَلِمَةً أَشْهَدُ لك بها عِنْدَ الله))، فقال أبو جَهْلٍ وَعَبْدُ الله بن أبي أُمَيَّةَ: يا أَبَا طَالِبٍ، أَتَرْغَبُ عن مِلَّةِ عبد الْمُطَّلِبِ؟! فلم يَزَلْ رسول الله يَعْرِضُهَا عليه وَيَعُودَانِ بِتِلْكَ الْمَقَالَةِ حتى قال أبو طَالِبٍ آخِرَ ما كَلَّمَهُمْ: هو على مِلَّةِ عبد الْمُطَّلِبِ، وَأَبَى أَنْ يَقُولَ: لا إِلَهَ إلا الله. رواه الشيخان. فأوردت طاعةُ الكفار أبا طالب نار جهنم خالدا فيها مخلدا وهو عم أفضل الخلق عليه الصلاة والسلام.
وهرقل عظيم الروم علم صدق النبي، وأيقن بأن ما جاء به هو الحق، وكاد أن يعلن إسلامه لولا أن قومه ثاروا عليه، فأطاعهم، فكانت طاعته إياهم سبب خسرانه الأبدي في الآخرة، وقد فارق ما أطاعهم لأجهله في الدنيا وهو الملك.
وفي مقابل ذلك فإن طاعة الله تعالى وطاعة رسوله سبب للهدى والرشاد والفوز والفلاح في الدنيا والآخرة، وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ [النساء: 69]، وفي آية أخرى: وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَائِزُونَ [النور: 52]، ومَرِضَ غلامٌ يهوديٌ لو مات على يهوديته لكان من أهل النار خالدا فيها مخلدا، فزاره النبي، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فقال له: ((أَسْلِمْ))، فَنَظَرَ إلى أبيه وهو عِنْدَهُ فقال له: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ، فَأَسْلَمَ، فَخَرَجَ النبيُّ وهو يقول: ((الْحَمْدُ لله الذي أَنْقَذَهُ من النَّارِ)) رواه البخاري. فكانت طاعته للنبي سبب فوزه وفلاحه.
وكما كانت طاعة الكفار والمنافقين وبالا على الأفراد فإنها وبال كذلك على الدول والأمم، وما انتُقصت أمة الإسلام نقصا عظيما وخذلت خذلانا كبيرا واستبيحت كما لم تستبح من قبل إلا بسبب طاعة كثير من ساستها وكبرائها للكفار والمنافقين، فأردوهم في دينهم، ولم يصلحوا لهم دنياهم التي أطاعوهم من أجلها، وقد خاطب الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام ينهاه عن طاعة الكفار والمنافقين، ويحذره من ذلك أشد التحذير، وأكثر ما جاء النهي عن ذلك في سورة الأحزاب التي سميت بهذا الاسم لتحزّب الأحزاب من قريش وحلفائها ضدّ النبيّ، وفيها أرجف المنافقون وخذلوا، ونقض اليهود عهدهم مع رسول الله وبيّتوا غدره، وكان موقفا عصيبا يشبهه تكالب أمم أهل الكتاب والنفاق على المسلمين اليوم.
لقد كان موقفا يستدعي اللين والتنازل، ويستوجب المناورة والمهادنة، ولا سيما أن الأبصار قد زاغت من الخوف، وبلغت القلوب الحناجر، ولكن مقادير الله سبحانه غير حسابات البشر، ودينه سبحانه هو دينه في السراء وفي الضراء، فتفتتح هذه السورة العظيمة المخبرة عن هذه الغزوة الكبيرة بنهي النبي عن طاعة الكفار والمنافقين: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الكَافِرِينَ وَالمُنَافِقِينَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا وَتَوَكَّلْ عَلَى الله وَكَفَى بِالله وَكِيلاً [الأحزاب: 13]، فليس من تقوى الله تعالى ولا من التوكل عليه سبحانه طاعة الكفار والمنافقين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/231)
ثم يتكرر هذا النهي الجازم وسط السور في قول الله تعالى: وَلا تُطِعِ الكَافِرِينَ وَالمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى الله وَكَفَى بِالله وَكِيلاً [الأحزاب: 48]، فلا طاعة للكفار والمنافقين حتى في الأوقات الحرجة والساعات العسرة والنوازل العظيمة والأزمات الكبيرة؛ ذلك أن طاعتهم سبب للخذلان والانتكاس، وهم لن ينصحوا للمؤمنين ولن ينصفوهم، ولن يحفظوا لهم عهدا أو يعيدوا لهم حقا؛ فالكفار لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاً وَلا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ المُعْتَدُونَ [التوبة: 10]، والمنافقون لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ البَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ [آل عمران: 118].
يا لها من حقائق ربانية قد عمي عنها كثير من المسلمين أو تعاموا عنها، فكانت النتيجة خذلانا بعد خذلان، وهزيمة في إثر هزيمة، وإخوانهم يقتلون ولا يملكون حيلة.
إنها طاعة الكفار والمنافقين التي أوردت الأمة موارد الضعف والخذلان، وسقتها كأس الهزيمة والخسران، وجرعتها علقم الذل والهوان، وأقعدتها عن نصرة الإخوان، فَلا تُطِعِ المُكَذِّبِينَ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ [القلم: 89]، وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ الله [الأنعام: 116]، ومن سبيل الله تعالى العزة والغلبة والنصر، فحُجب ذلك بطاعة الكفار والمنافقين.
بل حتى لو كانت الأمّة في حال ضعف ودعة وهوان فلا يَحِلُ لها طاعة الكفار والمنافقين فيما فيه نقص الدين وخذلان المسلمين، وإنما الواجب الثبات على الحق والتواصي بالصبر إلى أن يأتي الله تعالى بالفرج كما صبر السابقون، فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا [الإنسان: 24]، وفي آية أخرى: فَلا تُطِعِ الكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا [الفرقان: 52] أي: جاهدهم بالقرآن، ومِنْ جِهادهم بالقرآن العمل به وتحكيمه، وموالاة المؤمنين، ومعاداة الكافرين، وعدم طاعتهم في التخلي عن الدين أو في خذلان المسلمين.
بل جعل الله تعالى طاعة الكفار والمنافقين واتباع أهوائهم ظلما توعّد عليه بالعقوبة: وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ [البقرة: 145]، وفي آية أخرى: وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ الله مِنْ وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ [الرعد: 37].
إن الله سبحانه وتعالى نهى عن اتباع أهواء الكفار والمنافقين؛ لما في أهوائهم من الظلم والفساد والبغي والانحراف، ومن اتبعهم في أهوائهم فهو شريك لهم في بغيهم، معين لهم على ظلمهم، وتلك حيدة عن دين الله تعالى وشريعته، وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحَقِّ [المائدة: 48]، وفي آية أخرى: وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ [المائدة: 49]. وإن من أعظم الفتنة في هذا العصر عما أنزل الله تعالى صرفَ المسلمين عن الدعوة إلى دينهم ونصرة إخوانهم، وتكبيلهم عن جهاد أعدائهم بمعاهدات جائرة واتفاقيات آثمة، ألزمتهم بها المجالس العالمية الطاغوتية. والبارحة تمخض مجلس الأمن في قضية غزة فولد فأرًا؛ إذ كافأ الجلاد، وعاقب الضحية، وانحاز للقاتل ضدَ المقتول.
إن ربنا جل جلاله قد أمرنا باتباع شريعته، ونهانا عن الانسياق خلف الكفار والمنافقين؛ لأنهم لن ينفعونا شيئا: ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ الله شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللهُ وَلِيُّ المُتَّقِينَ [الجاثية: 1819].
أسأل الله تعالى أن يلهمنا رشدنا، وأن يدلنا على ما ينفعنا، وأن يكفينا شر أعدائنا.
وأقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ...
الخطبة الثانية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/232)
الحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، نحمده ونشكره ونتوب إليه ونستغفره، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، ولا تطيعوا أهل الكفر والنفاق، فإنهم أهل الانحراف والفساد، لا يُبقون على دين من اتبعهم، ولا يُصلحون له دنياه، وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ المُفْسِدِينَ [الأعراف: 142].
أيها المسلمون، إن حقيقة ما يجري للمسلمين في هذا العصر على أيدي عباد الصليب وعباد العجل لا يخرج عن قول الله تعالى: وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى الله هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ الله مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ [البقرة: 120]. وقد اتبع كثير من ساسة المسلمين وقادتهم أهواء اليهود والنصارى، ففقدوا ولاية الله تعالى وتأييده ونصره، فلم يسلم لهم دينهم، ولا كسبوا قضاياهم.
لقد أطاع الساسة العرب أئمة الكفر من اليهود والنصارى في قضيتهم الأولى قضية فلسطين، واتبعوا فيها أهواءهم، فآل الأمر إلى ما ترون من الذل والهوان وذبح الإخوان، ولا أحد ينصرهم، بل أعانوا على خنقهم وقتلهم.
لقد استفرد اليهود والنصارى بأكبر دول الطوق في كامب ديفد الأولى، فحيدوها عن الصراع، وكبلوها بمعاهدات لم تنفع شعوبهم، بل أضرتها وأضرت بفلسطين، وهي السبب الأهم في خنق أهل غزة وقتلهم، ولا أحد يتحرك.
ثم كانت اتفاقيات مدريد وأوسلو ووادي عربة وشرم الشيخ التي أطاع العرب فيها أعداءهم، واتبعوا أهواءهم، وها هم أولاءِ إخوانهم في غزة يُذبحون وهم مكبلون عن نصرتهم ونجدتهم، وعن الوقوف معهم، ورد العدوان عنهم، لا يملكون سوى استجداء الأعداء القتلة وأعوانهم الظلمة في أن يقنعوا الصائل الغاشم في وقف عدوانه أو تخفيفه، ولولا غضبة الشعوب وتأثرها لما حفلوا بالأمر أبدا.
إنها فضيحة وعار وخزي لحق المسلمين في هذا العصر، لا يمحوه الزمان وإن نسيته الذاكرة. عار يسجله التاريخ بمداد الذل والهوان، حين يُقتل أطفال ونساء ومستضعفون لا حول لهم ولا قوة أمام بصر إخوانهم في الشاشات ولا يستطيعون نصرتهم، في الوقت الذي تُحرّك فيه الأشلاء الممزقة قلب داعرة نصرانية تمثل أدوار الإثارة والإغراء في هوليود، فتشنّ هجومها على دولة اليهود وتحملها مسؤولية ما يجري في غزة، وتخسر أكبر المنتجين للأفلام السينمائية؛ لأنه يهوديّ دعم دولة اليهود في عدوانها على غزة ماديا ومعنويا، وتقاطعه إنكارا لما يقع في غزة!
يا لزمنٍ بلغ فيه خذلان المسلمين وهوانهم وغفلتهم مبلغا تتحرك فيه قلوب الداعرات لأطفال غزة بالرحمة والشفقة، وتموت فيه قلوب كثير من المسلمين، فهم يلعبون ويرقصون ويفرحون بالدورات الرياضية، ويحيون الحفلات الغنائية الليلية، في الوقت الذي يقدم فيه إخوانهم قرابين لعقائد اليهود ومشاريعهم على المذابح الصهيونية التوراتية في غزة، فنسأل الله تعالى أن يعفو عنا، وأن لا يكل إخواننا إلينا، وأن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
ورغم شدة هذه النازلة وفداحتها وتعدد أطراف الجريمة فيها فإن الأمل معقود بعد الله تعالى على الغزاويين في صبرهم وثباتهم أمام قصف الأعداء الذين طاشوا وتخبطوا، وصاروا يضربون بلا وعي، وإنما النصر صبر ساعة، وقد بدت بوادر هذا الفشل، وعبر عنه عدد من المفكرين والمحللين اليهود، يقول جدعون ليفي: "لقد خرجت إسرائيل إلى حرب فاشلة، كما ارتكبت جريمةَ حربٍ بشعة، تجاوزتْ كل منطق وكل حدود إنسانية، بشكلٍ يُدَلِّلُ على غباء سياسي مستفحل لدى قيادتها".
وإننا ـ إن شاء الله تعالى ـ لنرجو أن يحظى إخواننا المرابطون في الأرض المباركة وفي غزة بقول النبي: ((لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ من أمتي على الدِّينِ ظَاهِرِينَ لِعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ، لاَ يَضُرُّهُمْ من خَالَفَهُمْ إلا ما أَصَابَهُمْ من لأْوَاءَ حتى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ الله وَهُمْ كَذَلِكَ))، قالوا: يا رَسُولَ الله، وَأَيْنَ هُمْ؟ قال: ((بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ)) رواه أحمد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/233)
وصلوا وسلموا على خير البرية ...
الخطبة الأولى
أما بعد: فيا إخوة الإيمان، قد سبقَ الحديثُ عن المنافقين وخطرِهِمْ، وبَليَّةِ الإسلامِ بهم، ومحنةِ المسلمين معهم، وانخداعِ البعضِ بهم لخفائِهِم، ووعدتُ في هذه الخطبةِ بالحديث عن سِماتِهم وصِفاتِهم التي تُميطُ اللِّثَامَ عن وجوههمُ الكالحة البغيضة، مسترشداً ومستهدياً بالكتاب والسنة.
فقد ذكر الله عز وجل من صفات المنافقين شيئاً كثيراً، وكذلك عدَّدَ رسولُ اللهِ بعضَ صفاتِهم، لكي نحذر الوقوعَ فيها، ولنعلم أيضاً المنافقين بصفاتهم، سواء كانت مجتمعة كلّها أو معظمها، ولنحذِّر غيرنا من الوقوع فيها. فهي سببٌ للانحرافِ عن منهجِ اللهِ، والبعدِ عنِ الإسلامِ وتعاليمِهِ من حيث يشعر مرتكبها أو لا يشعر.
فمن أبرز صفاتهم، بغض الرسول، وازدراؤُهُ، وتَنقُّصُهُ، فالذين عاشوا معه كانوا يؤذونهُ بأفعالهم وأقوالهم .. وأخلافُهُمُ اليوْمَ يُؤَلفُونَ الكتبَ، ويحرِّرون المقالاتِ في جرائدِهمْ، ويعقدون الندواتِ والمحاضراتِ سعياً في تشويه حياة النبي ودعوتهِ.
ومن صفاتهم، بغضهم لشرائع الإسلام، فتجدهم يتذمرون من الفرائض والأحكام الدينية، ويقيمون الحملاتِ لمحادَّةِ هذه الأحكام والتلاعب بها باسم الإصلاح والمرونة، ويستخرجون الفتاوى الملفقة المصطنعة تحقيقاً لأمانيهم، أو تقرباً إلى سادتهم وأولياء نعمتهم.
ومن صفاتهم، أنهم يأخذون من الدين ما سهل عليهم، أو ما فيه مصلحتهم، ولا يفعلون ذلك لوجه الله بل رياءً للمؤمنين، وإذا أدَّوا شيئاً من العبادات فإنما يستكرهون أنفسهم عليه، ويؤدونه بتكاسل وتثاقل ... قال تعالى: وَإِذَا قَامُواْ إِلَى ?لصَّلَو?ةِ قَامُواْ كُسَالَى? يُرَاءونَ ?لنَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ ?للَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً [النساء:142].
ومن صفاتهم، أنهم يسعون للإفساد في الأرضِ بتيسير سبل الفساد التي تحطم الأخلاقَ وتقضي على الفضائلِ الإنسانيةِ .. قال تعالى: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِى ?لارْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ ?لْمُفْسِدُونَ وَلَـ?كِن لاَّ يَشْعُرُونَ [البقرة:11، 12].
نعم فهم إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض، برَّروا سلوكَهُمُ المنافق المفسد بأنه من الأعمال الإصلاحيةِ، وجعلوا الباطلَ حقاً، والحقَّ باطلاً دونَما حياءٍ ... يفتتحون الكازينوهات وعلبَ الليل، ويقولون: نشجعُ الفنَّ ... ويُحْيُونَ الشعوذةَ والدَّجلَ، ويقولون: نحيي التراث والثقافة ... ويسمون الأشرطة التي تدعو إلى الإسلام وتمسك الناس بدينهم أشرطة التطرُّف، والأشرطة التي تدعو إلى المجون والرذيلةِ وإفسادِ عقولِ وقلوبِ الشبابِ أشرطةَ الفنِّ الرفيع.
ومن صفاتهم، أنهم متكاتفون مع بعضهم، ويعين بعضهم بعضاً على الشر، يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، قال تعالى: ?لْمُنَـ?فِقُونَ وَ?لْمُنَـ?فِقَاتُ بَعْضُهُمْ مّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِ?لْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ?لْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ ?للَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ هُمُ الْفَـ?سِقُونَ [التوبة:67].
فهم يشجعون ويحرضون على الزنا، والقمار، والعُريِ ... وإذا رأوا إنساناً سائراً في طريق الخير سفَّهوه واحتقروه، بل يستغلون كلَّ فرصة للطعن في المتمسكين بتعاليم الإسلام وتشويههم والتحريض عليهم.
ومن صفاتهم، أنهم يتحاكمون إلى الطواغيت الذين يحققون لهم رغباتهم في ظلم الآخرين، ولا يتحاكمون إلى ما أنزل الله وإلى رسوله، قال تعالى: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى? مَا أَنزَلَ ?للَّهُ وَإِلَى ?لرَّسُولِ رَأَيْتَ ?لْمُنَـ?فِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً [النساء:61].
فمن أعرض عمداً عن حكم الله ورسوله كان منافقاً.
ومن صفاتهم، أنهم يوالون الكفار، ويخدمونهم، ويتجسسون لهم ضدَّ المؤمنين، ويعينوهم على المسلمين، قال تعالى: تَرَى? كَثِيراً مّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ ?للَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِى ?لْعَذَابِ هُمْ خَـ?لِدُونَ [المائدة:80].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/234)
فولاؤهم للكافرين وإن عاشوا بين ظهراني المسلمين، وقلوبهم مع أعداء الدين وإن كانوا بألسنتهم وأجسامهم في المسلمين، يخشون الدوائر فيسارعون للولاء والمودة للكافرين ويسيئون الظن بأمتهم، فيرتمون في أحضان أعدائهم، ويزعمون إبقاءَ أيادٍ عند الكافرين تحسُّباً لظفرهم بالمسلمين فَتَرَى ?لَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَـ?رِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى? أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى ?للَّهُ أَن يَأْتِىَ بِ?لْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى? مَا أَسَرُّواْ فِى أَنفُسِهِمْ نَـ?دِمِين [المائدة:52].
ومن صفاتهم، أن ظواهرَهُمْ قد تعجب الناظرين، وأن أقوالَهُم ترضي السامعينَ .. قال تعالى: وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَـ?مُهُمْ وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ [المنافقون:4].
فهم يتصنعون الظواهر التي تخدع الأنظار حتى تظن فيهم خيراً.
كما ترى أحدَهُمْ ـ عند حديثه ـ تسبق يمينُه كلامَه، لعلمه بشكِّ المؤمنين في كلامه وارتيابهم منه. قال تعالى: ?تَّخَذُواْ أَيْمَـ?نَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ?للَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [المنافقون:2].
ومن صفاتهم أن لهم أكثرَ من وجهٍ، لهم وجهٌ يستعلنون به، وآخرُ يتوارون به ولا يظهرونهُ.
ترى أحدَهُم يسعى إليكَ مُبدياً تودُّدَهُ ومحبَّتهُ، مُظْهِراً لك أتمَّ استعداده ليكون أخاك الذي لم تلدهُ أمك، ويمدحك بما فيك وما ليس فيك.
وإذا تواريت أو غبت عنه، كادَ لك بلا تورُّعٍ، وقرضَ لحمك بلا حياءٍ، واستطال على عرضكَ بغير حقٍّ، وطعنك من الخلف طعناتِ غدرٍ.
ومن صفاتهم التي قد يتلبَّسُ بها بعض المؤمنين ما ورد في الحديث الصحيح عن النَّبِيِّ قَالَ: ((أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ)) وفي رواية لمسلم: ((وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ)).
فمتى اجتمعت تلك الخصال الأربع في شخص مَا، ذكراً كان أو أنثى كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلةٌ من هذه الخصالِ كانت فيه خصلةٌ من النفاق حتى يتركَها ويبتعدَ عنها، ويرجعَ إلى إيمانه النقي الصافي الخالصِ من علاماتِ النفاق.
وسياسة التجويع عند المنافقين منهج وطريقة ابتدعوها، وهم يقصدون منها إضعاف انتماء المؤمنين لدينهم، وإبعادهم عن هدي نبيهم، وغاب عنهم أنَّ خزائنَ السماواتِ والأرضِ بيد الله، وذلك من قلة فقههم كما حكى الله عنهم: هُمُ ?لَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنفِقُواْ عَلَى? مَنْ عِندَ رَسُولِ ?للَّهِ حَتَّى? يَنفَضُّواْ وَلِلَّهِ خَزَائِنُ ?لسَّمَـ?و?تِ وَ?لأَرْضِ وَلَـ?كِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ [المنافقون:7].
ومن مراتب النفاق الكبرى، أن يجلس جالسهم مجلساً يَسمع فيه آياتُ اللهِ يُكفر بها ويُستهزأُ بها فيسكتُ ويتغاضى، ملتمساً لنفسه أعذاراً ومسوغاتٍ من التسامح واللباقة والدهاء والكياسة وسعة الأفق وحرية الرأي، وما درى أن هذه هي الهزيمةُ تدب في أوصاله، وتنحر في فؤاده، وما فرّق بين حرية الفكر وجريمة الكفر وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِى ?لْكِتَـ?بِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ ءايَـ?تِ ?للَّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى? يَخُوضُواْ فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مّثْلُهُمْ إِنَّ ?للَّهَ جَامِعُ ?لْمُنَـ?فِقِينَ وَ?لْكَـ?فِرِينَ فِى جَهَنَّمَ جَمِيعاً [النساء:140].
إخوة الإسلام، هذه بعض صفات القوم، وتلك بعض ملامحهم وأماراتهم، ومن رام المزيد فكتابُ الله حافل بذكر صفاتهم وفضائحهم، وسنة المصطفى وسيرتُه زاخرةٌ بكثير من مواقفهم وعدوانهم وحيلهم.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/235)
الحمد لله الذي أسعد بجواره من أطاعه واتقاه، وقضى بالذل والهوان على من خالف أمره وعصاه، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وحبيبه وخليله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا إخوة الإيمان، لقد خاف النفاقَ على أنفسهم خيارُ هذه الأمة وصفوتُها من أصحاب رسول الله، ومن بعدهم من أئمة التابعين، وغيرهم من أئمة الإسلام وأهل الدين والصلاح، حتى قال الإمام الحسن البصري رحمه الله: "ما خاف النفاق على نفسه إلا مؤمن، ولا أمنه على نفسه إلا منافق".
وسأل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب حذيفةَ بنَ اليمان صاحبُ سرِّ رسولِ الله وقال له: "ناشدتك الله: هل عدَّني لك رسول الله في المنافقين فقال: لا، ولا أزكي أحدا بعدك". وروى البخاريُ في صحيحه: "قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَدْرَكْتُ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ".
فإذا كان هؤلاء المتقون الأبرار، والصفوة الأخيار من هذه الأمة يخشون النفاق على أنفسهم، فإننا أولى بأن نحذر منه، وأن نخشاه على أنفسنا.
أيها الإخوة، ولفظاعة هذا الجرم وشدة أثره على أهل الدين والدنيا، فقد لعن الله أصحابه وذمَّهم، وبالعذاب المقيم توعَّدهم، وفي الدرك الأسفل من النار حشرَهم وَعَدَ الله الْمُنَـ?فِقِينَ وَ?لْمُنَـ?فِقَاتِ وَ?لْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَـ?لِدِينَ فِيهَا هِىَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ ?للَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ [التوبة:68]. وقال تعالى: إِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ فِى ?لدَّرْكِ ?لاْسْفَلِ مِنَ ?لنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً [النساء:145].
ولكن الله البر الرحيم ذا الفضل العظيم شرع الباب مفتوحاً لمن رجع وأناب مهما كانت شناعة الفعل، ومهما كان كبر الذنب إذا أصلح عمله، واعتصم بربه، وأخلص لله دينه إِلاَّ ?لَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَ?عْتَصَمُواْ بِ?للَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ ?لْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ ?للَّهُ ?لْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً [النساء:146].
هذا وصلوا وسلموا على محمد سيد الأولين والآخرين، وأفضل الخلق أجمعين، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
الخطبة الأولى
عباد الله، إن من سنة الله الماضية وقدره السابق أن يبتلي عباده المؤمنين بأنواع البلايا، وذلك ليميز الله الخبيث من الطيب، فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ [العنكبوت:3]، وليفاوت سبحانه وتعالى بين عباده المؤمنين في الدرجات، كلّ حسب إيمانه وثباته وعمله.
وإن مما ابتلى به عباده المؤمنين تسلّط أعدائهم من الكفرة والمنافقين، فما يزال الصراع بين المؤمنين وأعدائهم قائمًا حتى قيام الساعة، وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة:120].
عباد الله، إن عداوة المنافقين أشد من عداوة الكافرين، ذلك أنهم مندسّون في الصفّ، يعيشون بين ظهرانينا ويتسمّون بأسمائنا ويصلون خلف أئمتنا ويطّلعون على أسرارنا، وهم مع ذلك محكومون بما يكرهون، عاجزون عن إظهار ما يعتقدون، فعداوتهم أشد وسلاحهم أمضى.
إخوة الإيمان، ولما كانت عداوة المنافقين أشدّ وضررهم أعظم وكان المؤمن مأمورًا بإحسان الظن وبمعاملة الناس بظواهرهم وأن يكل سرائرهم إلى الله سبحانه وتعالى جلّى الله سبحانه وتعالى المنافقين بأوصافهم وسماتهم حتى لا يخدع بهم أهل الإيمان.
لقد تكاثرت الآيات التي تخبر المؤمنين بصفات أهل النفاق حتى كان المنافقون يحذرون كلما أضمروا كيدًا أن يفضحهم القرآن، يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ [التوبة:64]. لقد وصفهم الله سبحانه وتعالى في كتابه حتى كان المؤمن يعرفهم بكلامهم لا يشك فيهم: وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/236)
[محمد:30]
عباد الله، إن للمنافقين من التخفي والتلون ما يجعلُ المؤمن مأمورًا بالتعرف عليهم حتى لا يخدع بهم ولا يغتر بكلامهم، ولا سبيل للتعرف عليهم إلا من خلال ما قصّه الله سبحانه وتعالى علينا من أوصافهم.
فمن أوصافهم في القرآن الكريم أنهم يتخفّون خلف دعاوى الإصلاح والإحسان، فإنّ بالمنافقين من صفاقة الوجه وقلّة الحياء ما يجعل الواحد منهم يسعى إلى الفساد بكل حيلة وينقض عرى الإسلام عروة عروة إن استطاع، فإذا قيل له: اتق الله رفع عقيرته بدعوى الإصلاح: إنني أريد خيرَ الأمة وصلاحها وتقدّمها وازدهارها. فالذين بنوا مسجد الضرار على عهد رسول الله لما ظهر أمرهم وفضحهم القرآن أخذوا يحلفون لرسول الله أنهم ما أرادوا إلا الخير، وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ [التوبة:107].
إن من يشيع الفتن في المؤمنين ويحارب تعاليم الدين ويسعى في مسخ الأمة وتغريبها وإشاعة الفاحشة في أبنائها وبناتها منافق ولو صرخ بأعلى صوته أنه مصلح، وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ [البقرة:11، 12]
إخوة الإيمان، ومن صفاتهم التي وصفهم بها القرآن الكريم أنهم دعاة فتنة وفرقة بين المؤمنين، فسعيهم حثيث وحرصهم شديد على فرقة المؤمنين وتناحرهم، وذلك ليضعف أهل الإيمان وتكون الدائرة لهم، قال الله سبحانه وتعالى: لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمْ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ لَقَدْ ابْتَغَوْا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ [التوبة:47، 48]، وقال سبحانه وتعالى: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ [التوبة:107].
إن من سمات المنافقين سعيهم بين المؤمنين أو بين المؤمنين وولاة أمرهم بأسباب الفرقة والخلاف وإغراء العداوة وإيغار الصدور، فلا صلاح لهم إلا بضعف أهل الإيمان. إن الفرقة بين المؤمنين أو بين المؤمنين وولاة أمرهم لا مصلحة فيها إلا لأعداء الأمة من الكفرة وأهل النفاق. وقد يلبس المنافقون فتنتهم وسعيهم بالشر بين المؤمنين بلباس النصيحة والشفقة، أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ [البقرة:12].
إخوة الإيمان، ومن سماتهم التي وسمهم القرآن بها وصفاتهم التي وصفهم الله بها أنهم إذا ضاقت بهم الحيل وانكشف أمرهم بادروا إلى الأيمان الكاذبة والدعاوى الفاجرة، فمن يكذب في إسلامه لا يعجزه أن يكذب في يمينه، قال الله سبحانه وتعالى: اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [المنافقون:2]. وحين انكشف أمر مسجد الضرار فزعوا إلى الأيمان الكاذبة، وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ [التوبة:107]. وحين رجع رسول الله من غزوة تبوك بادر المنافقون رسول الله بالأيمان الكاذبة يستدفعون غضبه، فوقعوا في غضب الله سبحانه وتعالى، سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنْ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ [التوبة:95، 96].
عباد الله، ما أشبه الليلة بالبارحة، فدعاة الفساد والمروّجون للرذيلة والفاحشة ومثيرو الفتنة بين المؤمنين وبين المؤمنين وولاة أمرهم كلّما تكشف أمرهم بادروا إلى ادعاء النصيحة والإصلاح، وشفعوا دعاواهم الكاذبة بالأيمان الفاجرة، فصدق الله العظيم: وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ [محمد:30].
اللهم نوّر بصائرنا حتى نعرف أعداءك فنعاديهم، وأوليائك فنواليهم، وصراطك المستقيم فنسلكه يا رب العالمين.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الذكر الحكيم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/237)
الخطبة الثانية
ثم أما بعد: فاتقوا الله أيها المؤمنين، واعلموا أن ربكم سبحانه وتعالى قد أمركم بما أمر به نبيَّكم، وقد أمر نبيّكم بجهاد المنافقين: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [التحريم:9].
وإن جهاد المنافقين لا يتمّ إلا بمعرفتهم، ولا سبيل إلى معرفتهم إلا بالتعرّف على أوصافهم في القرآن الكريم الذي نزل من عند حكيم عليم، يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ [غافر:19].
عباد الله، ومن أخطر أوصاف المنافقين التي وصفهم بها القرآن الكريم أنهم كهفٌ لأعداء الدين والملة وفئة للكفار، يتّصلون بهم ويوالونهم ويستقبلونهم، ويسعون لتحقيق أهدافهم، فقد بنى المنافقون مسجد الضرار ليكون مرصادًا لمن حارب الله ورسوله، يجتمع فيه المنافقون، ويأرز إليه كلّ من شرق بهذا الدين، فيخططون للفتنة والإفساد، قال سبحانه وتعالى: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ [التوبة:107]. قال البغوي رحمه الله عند قوله سبحانه: وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ: "أي: انتظارًا وإعدادًا لمن حارب الله ورسوله" اهـ.
إن من يدعو أعداء الأمة إلى بيته أو مكتبه ليكشف لهم أسرار الأمة ومَواطن ضعفها وليمالِئهم على الكيد لها والتخطيط لإفسادها أو يدعو أعداء الأمة للضغط عليها وإرغامها على ما يريد من الفساد أو يسعى للاتصال بأعدائها في الخارج ليطلِعهم على مواطن ضعفها ويعِدهم بالنصرة، كل ذلك علامة على نفاق وفساد باطن وإن حلف الأيمان المغلظة وادعى النصح والإصلاح، فالله يشهد إنهم لكاذبون.
عباد الله، ومن صفات المنافقين في القرآن الكريم أن الله سبحانه وتعالى بظلمهم وفسقهم وكفرهم بعد إيمانهم قد طمس بصائرهم وطبع على قلوبهم، فلا تنفعهم المواعظ، ولا تحرّكهم الزواجر، ولا تؤثّر فيهم المثلات، قال سبحانه وتعالى: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ [المنافقون:3]، وقال سبحانه: رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ [التوبة:87]. والطبع ـ إخوة الإيمان ـ هو أن تختم قلوبهم وتغلق فلا تدخلها المواعظ ولا تنفعها الزواجر.
إن القرآن الذي جعله الله هدى وشفاء للمؤمنين لا يزيد هؤلاء المنافقين إلا كفرًا ونفاقًا، قال الله سبحانه وتعالى: وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ [التوبة:124، 125].
أخي المؤمن، حين تقرأ هذه الآية يذهب عنك العجب من قسوة قلوب هؤلاء المنافقين، يشيب عارضا أحدهم في بلاد الإسلام ويقرأ القرآن والسنة ويطّلع على كلام أهل العلم ويناصِحه العلماء وأهل الدين فلا يزيده ذلك إلا رجسًا ونفاقًا، قد أظلم قلبه وطمست بصيرته، نعوذ بالله من حال الأشقياء.
عباد الله، إن من ظهر شرّه وبان إفساده اتهمناه وحَذِرنا وحَذَّرنا منه ووكلنا سريرته إلى الله، فهو الذي يتولى السرائر.
اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبسًا علينا فنضل، وأعذنا برحمتك من حال أهل الزيغ والفساد، اللهم افتح قلوبنا لأهل طاعتك، وبصرنا بأعدائك، وأعذنا برحمتك من الهوى والشيطان.
اللهم إنا نعوذ بك أن نقول زورًا، أو نغشى فجورًا، أو أن نطعن في أحد من المؤمنين يا كريم
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[27 - 06 - 09, 05:12 م]ـ
الخطبة الأولى
ثم أما بعد: فاتقوا الله أيها المؤمنون، اتقوه وراقبوه، راقبوه عند خطرات القلب ولحظات العين وعثرات اللسان، واعلموا أن الله عز وجل قد وكّل بكم من ليس يغفل أو ينام، يحصي الأعمال ويكتب الحسنات والسيئات، وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ [الانفطار:10 - 12].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/238)
احذروا ـ عباد الله ـ غدرات دوِّنت وسيّئات حفظت، فلئن نسيتموها فإنّ الدواوين لا تنسى، أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ [المجادلة:6]، وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا [الكهف:49].
عباد الله، إنّ الكلمة من أعظم الأمانات وأثقل المسؤوليات، تكون في قلب الرجل فلا يُسأل عنها ولا يحاسب عليها، ثم تخرج إلى لسانه فيتكلم بها فتورده الموارد أو ترفعه المنازل، تهوي به في الدركات أو تعلو به في الدرجات.
روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم))، وعن بلال بن الحارث رضي الله عنه قال: إن رسول الله قال: ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتبُ الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه)) رواه مالك في الموطأ والترمذي وقال: "حديث حسن صحيح".
عباد الله، لم يكن اللسان بهذه المنزلة إلا لما له من الفعل الشديد والأثر الأكيد، يتكلم المؤمن بالحق والعدل فيتجلى للناظرين ويروق للسالكين، ويلحنُ الفاجرُ بالباطل فيعمي الحق على الناس ويزوّقُ لهم الباطل ويصدهم عن الصراط ويُلبسُ عليهم دينهم، فيضلُ الخلق ويضيعُ الحق.
ولهذا لما بين رسول الله لمعاذ رضي الله عنه أسباب دخول الجنة والبعدِ عن النار ودلّه على أبواب الخير ثم أخبره برأس الأمر وعمودِه وذروة سنامه قال له: ((ألا أخبرك بملاك ذلك كلِّه؟)) فلما قال: بلى، أخذ بلسانه وقال: ((كفَّ عليك هذا))، فقال معاذ رضي الله عنه: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟! قال: ((ثكلتك أمك، وهل يكبُّ الناس في النار على وجوههم إلا حصائدُ ألسنتهم)) رواه الترمذي وقال: "حديث حسن صحيح".
عباد الله، إن اللسان هو أخطرُ الجوارح؛ ذلك أنه أخفُّها حركة وأشدُّها أثرًا حتى إن رسول الله شبه أثر اللسان في قلب الحقائق وتلبيس الحق بالباطل بالسحر فقال: ((إن من البيان لسحرا)).
إخوة الإيمان، إن رجالاً يطلقون لألسنتهم العنان ولأقلامهم الزّمام، إنما يتقحمون بذلك نار جهنم، فعن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال: سألت رسول الله: ما أخوفُ ما تخافُ عليّ؟ فأخذ بلسان نفسه ثم قال: ((هذا)) رواه الترمذي وقال: "حديث حسن صحيح"، وسأل عقبة بن عامر رضي الله عنه رسول الله: ما النجاة؟ قال: ((أمسك عليك لسانك، وليسعكُ بيتك، وابكِ على خطيئتك)) رواه الترمذي وحسنه، وكان أبو بكر رضي الله عنه يمسك بلسانه ويقول: ((هذا الذي أوردني الموارد))، بل إن رسول الله تكفّل لمن حفظ لسانه الذي بين لحييه وفرجه الذي بين رجليه بالجنة. متفق عليه.
عباد الله، هل أدرك هذا الأمرَ من يحمل قلمًا يكتب به في الصحف والمجلات أو الساحات والشبكات؟! هل أدرك هؤلاء أنهم يحملون في أيديهم سلاحًا أمضى من كل سلاح، سلاحًا يصلح ويفسد ويجمع ويفرق؟!
إن شئت أصلحتَ به ذات البين، وإن شئتَ فرقت به بين الحميمين، إن شئت جليتَ به الحقّ وعرّيت به الباطل فكنت هاديًا مهديًا، وإن شئتَ لبست به الحق ونصرتَ به الباطل فكنت شيطانًا على سبيل من سبل جهنم.
إن عددًا من مرضى القلوب ممن يحملون ألسنة حدادا وأقلامًا سلِطة وجرأة على الدين قد اتخذوا من الأحداث الآثمة التي تمرّ بها بلادنا ذريعة وسلَّمًا لنيل مآربهم وتحصيل مقاصدهم وتصفية حساباتهم، فباسم مقاومة الإرهاب سبّوا الدين وتكلّموا في الثوابت واجترؤوا على العقيدة ونالوا من رجالات الإسلام ودعاة الخير. فمرّةً على فهم السلف لملة إبراهيم، وأخرى لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وثالثة لعقيدة الولاء والبراء، ورابعة لشيخ الإسلام ابن تيمية، وخامسة لمناهج التعليم، وسادسة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسابعة لحِلق تحفيظ القرآن الكريم، وثامنة للجمعيات الخيرية، والمحصّلَة حرب الإسلام باسم حربِ الإرهاب، فإذا أنكِر على أحدهم أو خوِّف بالله أقسم الأيمان المغلظة أنه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/239)
ما قصد إلا الإصلاح ولا أراد إلا الحسنى، وصدق الله العظيم: وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ [التوبة:107]، ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا [النساء:62، 63]، لقد زعم كثير من هؤلاء الكتاب أنهم يحاربون الإرهاب، وكذبوا والله، إنهم يصنعون الإرهاب.
إن الرجل ليرخص نفسه ويبذلُ مهجته إذا انتهِك عرض، ولا شك أن دين الإنسان أغلى وأنفسُ من عرضه، فمن يسب الدين بسبِّ رجالاته ورموزه وأجهزته وهيئاته ومناهجه وعقائده يستعدي شعبًا بأكمله، بل أمة بأكملها، يسبّ دينها وثوابتها.
لقد رأى هؤلاء المفتونون أنّ الدولة ـ وفقها الله ـ تدافع عن الإسلام، وتدعَم هيئاته ومؤسّساته، فشرقوا بذلك، وأرادوا استعداءها على أهل الدين.
يتظاهرون بحرب الإرهاب وهم يطلبون الفتنة ويغرون بالعداوة، وصدق الله العظيم: لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمْ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ لَقَدْ ابْتَغَوْا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ [التوبة:47، 48].
إخوة الإيمان، تهدأُ الأمور فيتخفّى المنافقون ويلبسون مسوحَ الإصلاح، حتى إذا كادوا أن يشتبهوا بأهل الحقّ رحم اللهُ الأمة ففتنَ أهل النفاق وأخرج أضغانهن وكشفَ دخائلهم، فيتبيّنهم المؤمنون، لا يضامّون في معرفتهم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ [محمد:29، 30].
بارك الله لي ولكم ...
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك البر الرحيم، وأشهد أنّ محمدًا النبيّ الأمين، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ثم أما بعد: فاتقوا الله أيها المؤمنون، واعلموا أنه لا بد للمؤمن من العلم ومعرفة الحق، ولا بد بعد العلم من العمل.
إخوة الإيمان، إنه لا يكفي أن يعرف المؤمن الحقّ من الباطل ولا المؤمنَ الصادق من المنافق الكاذب، بل لا بد بعد العلم من العمل.
إنّ دين المسلم هو أغلى شيء يملكه في الحياة، كيف لا وهو سرّ سعادة المرء في الدنيا والآخرة.
إخوة الإيمان، كان الرجلُ من صحابة رسول الله ما إن يدخلُ في هذا الدين ويخالط شغاف قلبه إلا وينذر نفسه لنصرتِه والدفاعِ عنه وموالاة أهله ومعاداة أعدائه. فبهذا انتصر هذا الدين وعلا شأنه وارتفعت رايته وعز أهله. وإن دَور كلّ مسلم يرى هذه الحربَ الضروس على دينه أن ينصر دين الله، ويقارع أعداء الله.
واعلموا ـ عباد الله ـ أن دين الله منصور وأمره ظاهر، ولكن الإنسان يرتفع بنصرة هذا الدين، ويحقق النجاة لنفسه، إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد:7].
ثم اعلموا ـ أيها المؤمنون ـ أن كلاًّ على ثغر، وأنّ كل أحد يطيق أن ينصر هذا الدين، فالوسائل كثيرة، والمجالات متعددة، ولكن ينبغي أن تكون نصرة هذا الدين بالحكمة والموعظة الحسنة، بالكلمة الهادئة والموعظة اللينة، بعيدًا عن التكفير والتفسيق أو التبديع والسبّ، فلعل صاحب شبهة أو مغررًا به يُغْلَظُ عليه ويُستعدى فيكون من أعداء الدين.
لقد كان رسول الله يعلم أعيانَ المنافقين ومع ذلك لم يكن يواجههم بذلك.
إن الكلام اللينَ والدعوات الصادقة تفتح القلوب وتشرح الصدور وأنتم دعاة إلى الله سبحانه. وأما من ظهر فسقه واستشرى شره وعظمت فتنته فمنهج السلف الصالح تحذيرُ الناس من بدعته وتعريفُهُم شرَّه وخطَرَه.
الخطبة الأولى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/240)
أما بعد: عباد الله: النفاق من اللُّوثات الخبيثة، والأمراض المعنوية الخطيرة التي يعاني منها الإسلام على مر الأيام والدهور بمرارة، وهو انحراف خلقي خطير في حياة الفرد والجماعة، إذ يقوم بعمليات الهدم الشنيع، والتفتيت الفظيع للمجتمع من الداخل، وصاحبه آمن مستأمن، لا تراقبه الأعين، ولا تطيف بذكره الألسن، ولا تحسب حساباً لمكره ومكائده الأنفس.
النفاق ـ يا رعاكم الله ـ: سلوك مركب في الفرد، يرجع إلى عناصر خلقية متعددة، أولها: الكذب، وثانيها الجبن، وثالثها الطمع في حطام الدنيا الفاني، ورابعها الإعراض عن الحق وجحوده، وتلك بمجموعها تمثل شبكة شيطانية عنيدة، يصعب التعامل معها، والحذر منها. ترى الواحد منهم يعيش بين الناس بلسانين، وتتلون نفسه بلونين، يقود نفسه بزمام الشيطان إلى الرذائل والمحرمات، فإذا همت بالمعروف قال لها: مهلاً!
وتبرز خطورة النفاق والمنافقين على المؤمنين: في تدبير المؤتمرات، وحبك الدسائس، والمشاركة فيها، والاستجابة لمروجيها، لأنهم قوم خونة، لا تصفو مودتهم لأحد، ولا يسلم من أذاهم بشر، قد صدق فيهم قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((تجدون من شر الناس ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه و هؤلاء بوجه)) رواه مسلم.
ترى أحدهم يتقلب بين الأفراد والجماعات، لا يُدرى مع من يأمن، ولا من يخالط ويرضى، منطبقاً عليه قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((مثل المنافق كمثل الشاة العائِرَة بين الغَنَمَين، تَعِيُر إلى هذه مرة، وإلى هذه مرة)) رواه مسلم.
?لْمُنَـ?فِقُونَ وَ?لْمُنَـ?فِقَاتُ بَعْضُهُمْ مّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِ?لْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ?لْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ ?للَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ هُمُ الْفَـ?سِقُونَ وَعَدَ الله الْمُنَـ?فِقِينَ وَ?لْمُنَـ?فِقَاتِ وَ?لْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَـ?لِدِينَ فِيهَا هِىَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ ?للَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ [التوبة:67، 68].
عباد الله، ومن أبرز المخططات النفاقية التي سجلها القرآن الكريم وصمة عار على جبين المنافقين إلى يوم القيامة: مخطط مسجد الضِّرار، التي دبرها المنافق" أبو عامر الراهب" مع فريق من "المنافقين" من جهة، ومع "الروم" من الجهة الأخرى، بقصد القضاء على المسلمين سراً وهم غافلون. كان" أبو عامر الراهب "خَزرجياً من أهل يثرب، وقد "تنصر قبل الإسلام"، وكان ذا مكانة في قومه، فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وبنى (مسجد قباء) أول مسجد أُسِّسَ على التقوى، ورأى هذا المنافق تجمع المسلمين فيه، وظهور أمرهم أعلن عداءه الأكيد للرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه، وأخذ يؤلب عليه من استطاع صده عن الإسلام من قومه.
غير أن هذا المنافق لم يظفر بما يريده داخل المدينة، فخرج منها إلى مكة محرضاً المشركين فيها على محاربة المسلمين، بعد أن شرقت نفسه بانتصار المسلمين في (غزوة بدر الكبرى).
وكان قد حلف ليحاربن محمداً مع كل من يحاربه. وقال لمشركي مكة: إن لي أنصاراً في يثرب، إذا رأوني لم يختلف عليَّ منهم رجلان.
فخرج مع المشركين في غزوة أحد، وكان في أول جيشهم، ليستحث قومه الذين في صفوف المسلمين على طاعته، وخذلان الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه رضي الله عنهم. لكنهم لم يستجيبوا له بعد أن شرفت نفوسهم بالإسلام، ونعمت قلوبهم ببرد الطاعة وحلاوة الإيمان. فرجع إلى مكة مع المشركين ممتلئاً غيظاً وحقداً على المسلمين، الذين فرقوا بينه وبين قومه بزعمه.
وما برح هذا المنافق يدبر الخطط، ويحيك المؤامرات ضد المسلمين حتى فتح الله مكة على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين. وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لفتح الطائف، فانضم هذا المنافق إلى قبائل هَوازن وثَقيف ومن معهم يقاتل المسلمين. ولكن الله جل شأنه نصر المسلمين في حُنين، فيئس "أبو عامر الراهب" من الاعتماد على قوات الشرك داخل الجزيرة، وقلبه يغلي كراهية وبغضاً للإسلام والمسلمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/241)
فقرر أن يستعين على المسلمين بهرقل الروم في الشام فهرب إليه، واتفق معه على أن يرسل معه جنداً لحرب محمد وأصحابه، في عملية انقضاض ماكرة خبيثة على عاصمة الإسلام والمسلمين. وفي سبيل إحكام هذه المؤامرة، ولتكون حملة شرسة خاطفة لا يتنبه لها أحد، أخذ أبو عامر يُراسل خلصاءه من المنافقين في المدينة سراً بما اتفق عليه مع قيصر الروم، ويأمرهم بالاستعداد بكل ما استطاعوا من قوة وسلاح، وأن يبنوا قاعدة سرية في ضاحية المدينة، لا يشعر المسلمون لما يراد منها.
تمثلت هذه القاعدة في مسجد يبنيه المنافقون، ويجتمعون فيه، متخذين لإقامته المبررات الكافية أمام الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى يأذن لهم بإقامته. وفي سبيل تنفيذ هذه المؤامرة الماكرة اجتمع اثنا عشر منافقاً، وقرروا إقامة مسجدهم هذا قريباً من مسجد قباء، وقد تم بناؤه بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتجهز للسفر إلى (تبوك)، لغزو الروم. فلما فرغوا من بنائه أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا له: يا رسول الله! إنا قد بنينا مسجداً لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة، وإنا نحب أن تأتينا فتصلي لنا فيه. فقال صلى الله عليه وسلم: ((إني على جناح سفرٍ، وحال شغل، ولو قدمنا إن شاء الله لأتيناكم فصلينا لكم فيه)).
وخرج المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمسلمين إلى تبوك، دون أن يصلي لهم في مسجدهم هذا، وبينما هو عائد من تبوك، راجع إلى المدينة، وقد انهكته مؤامرات المنافقين الذين رافقوه في غزوة تبوك، نزل عليه الوحي يخبره بمؤامرة المنافقين، وحال المسجد الذي بنوه في المدينة، وينهاه عن الصلاة فيه، قائلاً سبحانه وتعالى: وَ?لَّذِينَ ?تَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ ?لْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لّمَنْ حَارَبَ ?للَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ ?لْحُسْنَى? وَ?للَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَـ?ذِبُونَ لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسّسَ عَلَى ?لتَّقْوَى? مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَ?للَّهُ يُحِبُّ ?لْمُطَّهّرِينَ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى? تَقْوَى? مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى? شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَ?نْهَارَ بِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ وَ?للَّهُ لاَ يَهْدِى ?لْقَوْمَ ?لظَّـ?لِمِينَ لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ ?لَّذِى بَنَوْاْ رِيبَةً فِى قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَ?للَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة:107 - 110].
فلما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أتاه أصحاب مسجد الضرار، فسألوه أن يأتي مسجدهم ويصلي لهم فيه، فدعى نفراً من أصحابه، وأمرهم أن ينطلقوا إلى المسجد الظالم أهلُه فيهدموه ويحرقوه، فانطلقوا حتى أتوه، فهدموه وحرقوه. وانكشفت مكيدة المنافقين، وتم وأدها في مهدها، وتوقفت مكائد المنافق أبي عامر الراهب، ثم هلك في "قنسرين" من أرض الشام، إلى جهنم وبئس القرار.
أيها المسلمون، لقد بنى المنافقون مسجد الضرار إضراراً بالمسلمين، وتفريقاً بينهم، وقصدوا من خلاله مباهاة أهل الإسلام، وتقوية أهل النفاق، والإرصاد والتجميع لحرب الله ورسوله والمؤمنين، ولكن الله غالب على أمره، وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ ?للَّهُ وَ?للَّهُ خَيْرُ ?لْمَـ?كِرِينَ [الأنفال:30]. يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ ?للَّهِ بِأَفْو?هِهِمْ وَيَأْبَى? ?للَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ ?لْكَـ?فِرُونَ [التوبة:32].
إن مسجد الضرار الذي بناه المنافقون: هو بمثابة الأساس الخرب لكل مخطط، يُقصد من خلاله الإضرار بالمسلمين وإسلامهم إلى يوم القيامة، فإن الله سبحانه وتعالى قال: لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ ?لَّذِى بَنَوْاْ رِيبَةً فِى قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَ?للَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة:110]. أي: لا تزال الريبة والمكر والعداء للإسلام وأهله في نفوس المنافقين قائمةً، ما داموا على قيد الحياة، حتى يُقتلوا أو يتوبوا إلى الله، توبة تتقطع لها قلوبهم ندماً وأسفاً على تفريطهم وعدوانهم للإسلام وأتباعه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/242)
وإن مسجد الضرار الذي بناه المنافقون في الصدر الأول ما يزال اليوم يتخذ في صور شتى من الوسائل الماكرة التي يتخذها أعداء الإسلام لحرب المسلمين، وتفريقهم، وتشويه صورة الإسلام في نفوسهم، عبر وسائلهم المختلفة، فقنوات البث المباشر الناشرة للرذيلة يعد وكراً من أوكار الضرار، والمجلات الفاتنة الفاضحة، والجرائد المنحرفة الضالة، والكتب الهدامة، صور جديدة لمسجد الضرار، وقوالب مختلفة لمسجد الضرار، يقوم عليها علمانيون وحداثيون وإن تلبسوا باسم الإسلام، وافتتحوا أوكارهم بمقدماته، ونشرت بعض قيمه وأخلاقه، فهي تحمل في طياتها الفساد والانحلال والغزو الفكري المركز ضد عقيدة المسلمين، وتربيتهم وقيمهم وأخلاقهم، وإنما يتأكلون باسم الإسلام. وعلى شاكلتها كل محل ينشر الرذيلة، أو يبيع الفساد والخبث للمسلمين، كمحلات الفيديو ومحلات الأشرطة الغنائية، والأزياء الفاضحة، والمكتبات التي تروج للفساد والإفساد بين المسلمين، كلها صور متنوعة ومختلفة لمسجد الضرار. بل وكثير من المنظمات والأحزاب المنتمية للإسلام، والفرق الخارجة عنه إنّما هي صور مشكلة مزخرفة لمسجد الضرار.
ترفع لافتة الإسلام وتدعي الدفاع عنه وتتحدث باسمه، وتزعم أنها الطائفة المنصورة، والفرقة الناجية، وكلها في النار إلا من كان على مثل ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم، وما هي إلا وسائل فرقة وهدم للإسلام والمسلمين، وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله من قبل، يذبح المسلمون على أيديهم في مشارق الأرض ومغاربها، ويمحق الإسلام بمخططاتهم، وتداس أوامره ونواهيه على أيديهم، ومع ذلك يزعمون أن الإسلام بخير، وأن المسلمين بأمن وأمان، لا خوف عليهم، ولا هم يحزنون. قَاتَلَهُمُ ?للَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [المنافقون:4].
بل إن مسجد الضرار معاشر المسلمين: ما هو إلا صورة جامدة للنفاق والمنافقين، فقد يتمثل ذلك المسجد في منافق يمشي بالنفاق بين الناس، يخذلهم ويثبطهم عن نصرة الإسلام والمسلمين، والدفاع عن كرامتهم، وحماية حقوقهم وينشر بينهم من الرذائل والموبقات ما تنهدم به مجتمعاتهم، وتفسد به أخلاقهم، كمروجي المخدرات، وبائعي الأفلام الخبيثة، والمجلات الفاضحة، والكذبة والنمامين والواشين ومن في حكمهم.
ولكن الفرج والغلبة للمسلمين، فإن التعبير القرآني الفريد في آيات مسجد الضرار، يرسم الصورة النهائية التي توضح بجلاء مصير كل وسيلة إضرار بالمسلمين تقام إلى يوم القيامة، ويكشف عن نهاية كل محاولة خادعة تخفي وراءها نية خبيثة ضد المسلمين وَلاَ يَحِيقُ ?لْمَكْرُ ?لسَّيّىء إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ آلاْوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ?للَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ?للَّهِ تَحْوِيلاً [فاطر:43]. أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى? تَقْوَى? مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى? شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَ?نْهَارَ بِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ وَ?للَّهُ لاَ يَهْدِى ?لْقَوْمَ ?لظَّـ?لِمِينَ [التوبة:109].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
أما بعد: فاتقوا الله أيها الناس، واعلموا ـ رحمكم الله ـ أن آيات مسجد الضرار اشتملت على عدد من التوجيهات الفريدة، التي يجب العناية بها، والحذر من نقيضها:
أولاً: أن اتخاذ المسجد الذي يقصد به الضرار بمسجد آخر قريب منه محرم، يجب هدمه إذا اطلع عن مقصود أهله.
ثانياً: أن كل وسيلة يحصل بها التفريق بين المؤمنين، هي من المعاصي التي يتعين تركها، وإزالتها. كما أن كل وسيلة يحصل بها جمع المسلمين، وائتلافهم يتعين اتباعها والأمر بها والحث عليه.
ثالثاً: النهي عن الصلاة في أماكن المعصية، والبعد عنها.
رابعاً: أن المعصية تؤثر في البقاع، كما أثرت معصية المنافقين في المسجد الذي بنوه، وكذلك الطاعة تؤثر في الأماكن، ولهذا كان لمسجد قُباء من الفضل ما ليس لغيره، فقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يزوره كل سبت، يصلي فيه، وحث على الصلاة فيه بقوله: ((من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة)) رواه ابن ماجه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/243)
خامساً: أن كل عمل فيه مضارة لمسلم، أو فيه معصية لله تعالى، أو فيه تفريق بين المؤمنين، أو مساعدة لمن عادى الله ورسوله والمؤمنين فإنه محرم ممنوع منه، فليحذر كل مسلم من المشاركة بماله أو بجهده في شيء من ذلك، في شيء من الصور الجديدة التي ذكرتها أو غيرها لمسجد الضرار، فإنَّ كل من شارك بماله في باطل، أو باع أذى للمسلمين أو أعان على نشر فساد بينهم، أو عقد عقداً أو أجّر أجاراً فيه ضرر على المسلمين، فهو كالمنافقين الذين اتخذوا مسجد الضرار.
سادساً: أنه يجب هدم كل مكان يضر بالمسلمين، وينشر الفساد بينهم ويفرق جماعتهم، ويهدم أخلاقهم، لأن شره وفساده لا ينتهي إلا بهدمه والقضاء عليه، كما هدم صلى الله عليه وسلم مسجد الضرار الذي قد يستغل للطاعة، لما تيقن من ضرره على الإسلام والمسلمين.
ألا فاتقوا الله تبارك وتعالى ـ أيها المسلمون ـ وصلُّوا وسلموا على من أمركم الله تعالى بالصلاة والسلام عليه في قوله عز من قائل: إِنَّ ?للَّهَ وَمَلَـ?ئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ?لنَّبِىّ ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشراً)) رواه مسلم.
الخطبة الأولى
أما بعد، فيا عباد الله اتقوا الله حق التقوى.
معاشر المسلمين،
أستكمل اليوم حديثاً بدأته عن خطر النفاق والمنافقين، وكثرتهم، والحذر من الانخداع بهم، وأبرز ملامح المنافقين وصفاتهم، وليس يخفى أنك لن تجد علامة صريحة على المنافقين، ولن تجد لافتة على رأسه مكتوب عليها منافق، ولن تجد أيضاً من يرضى أن يوصم بالنفاق أو يُعد في المنافقين، ولو كان من شرار الخليقة وكبار المنافقين، ولكنها الأعمال ـ أيها المسلمون ـ تكشف النفاق وتحدد هوية المنافقين.
الأفعال تفضحهم، ولحن القول يرديهم، وفلتات اللسان تبرزهم، قال الله وهو أصدق القائلين: وَلَوْ نَشَاء لأَرَيْنَـ?كَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَـ?هُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ ?لْقَوْلِ وَ?للَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَـ?لَكُمْ [محمد: 30]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله-: "فمعرفة المنافقين في لحن القول ثابتة مقسم عليها، لكن هذا يكون إذا تكلموا، وأما معرفتهم بالسيما فهو موقوف على مشيئة الله ".
أيها المسلمون، وهنا توارد أسئلة مهمة: ما موقف المسلم من المنافقين؟، وما هي أنواع النفاق؟، وهل أحدنا في نجوة منه؟ أم لا بد أن ينقب ويتهم نفسه؟ وإن المتأمل في كتاب الله وسنة رسول الله وسيرتِه وسيرِ أصحابه، يجد الإجابة عن الموقف الشرعي من المنافقين في الأمور التالية:
أولاً الحذر من المنافقين قال الله تعالى فيهم: هُمُ ?لْعَدُوُّ فَ?حْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ ?للَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [المنافقون: 4]، ولم لا يكون الحذر من المنافقين وهم يظهرون ما لا يبطنون، ويسرون ما لا يعلنون، ولربما تحدثوا باسم الدين، وقد يغتر بهم فيحسبون من الناصحين والله أعلم بما يكتمون.
ثانياً ومع الحذر من المنافقين لا بد من كشف خططهم، وفضح أساليبهم، فالمنافقون جبناء، لا يجرؤون على التصريح بما يريدون، بل هم أصحاب حيل، وأرباب مكر وخديعة، وأصحاب ظواهر لا بواطن، فلربما سعوا إلى التدمير باسم التطوير، ولربما سعوا في الأرض فساداً وهم يزعمون أنهم مصلحون، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ ?لْمُفْسِدُونَ وَلَـ?كِن لاَّ يَشْعُرُونَ [البقرة: 12].
ثالثا: مجاهدتهم والغلظة عليهم امتثالاً لقول الله تعالى: ي?أَيُّهَا ?لنَّبِىُّ جَـ?هِدِ ?لْكُفَّـ?رَ وَ?لْمُنَـ?فِقِينَ وَ?غْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ?لْمَصِيرُ [التوبة: 73] قال القرطبي – رحمه الله- في تفسير هذه الآية: "الخطاب للنبي وتدخل فيه أمته من بعده ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/244)
رابعاً: عدم موالاة المنافقين واتخاذهم بطانة من دون المؤمنين، والحكمة من هذا ظاهرة في نص القرآن: ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ ?لْبَغْضَاء مِنْ أَفْو?هِهِمْ وَمَا تُخْفِى صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الاْيَـ?تِ إِنْ كُنتُمْ تَعْقِلُونَ هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِ?لْكِتَـ?بِ كُلّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ ءامَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ ?لاْنَامِلَ مِنَ ?لْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ ?للَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ?لصُّدُورِ [آل عمران: 18، 19].
خامساً: عدم الدفاع والمجادلة عن المنافقين كما أوحى الله إلى نبيه: إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ ?لْكِتَـ?بَ بِ?لْحَقّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ ?لنَّاسِ بِمَا أَرَاكَ ?للَّهُ وَلاَ تَكُنْ لّلْخَائِنِينَ خَصِيماً وَ?سْتَغْفِرِ ?للَّهِ إِنَّ ?للَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً وَلاَ تُجَـ?دِلْ عَنِ ?لَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ ?للَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً. [النساء: 105 ـ 107]
سادساً: تحقيرهم وعدم تسويدهم قال رسول الهدى: ((لا تقولوا للمنافق سيداً؛ فإنه إن يك سيداً فقد أغضبتم ربكم –عز وجل-)) أخرجه أبو داود والنسائي بسند صحيح.
سابعا: وعظ المنافقين وتذكيرهم برقابة الله، قال تعالى: أُولَئِكَ ?لَّذِينَ يَعْلَمُ ?للَّهُ مَا فِى قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِى أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً [النساء: 63]
أيها المسلمون:النفاق كله شر وبلية، ولكنه نوعان كما قال ابن كثير – رحمه الله- اعتقادي وهو الذي يخلد صاحبه في النار وهو الذي يظهر صاحبه الإسلام ويبطن الكفر، والآخر عملي وهو من أكبر الذنوب وهو التلبس بشيء من علامات المنافقين كالكذب في الحديث والخلف في الوعد ونحوها.
والنفاق أكبر وأصغر كما أن الكفر أكبر وأصغر ولذا يقول العلماء: كفر ينقل عن الملة وكفر لا ينقل عن الملة، قال ابن تيمية –رحمه الله-: "لم يكن المتهمون بالنفاق نوعاً واحداً، بل فيهم المنافق المحض، وفيهم من فيه إيمان ونفاق، وفيهم من إيمانه غالب، وفيه شعبة من النفاق".
إخوة الإسلام، ذلك مؤشر على كثرة النفاق وتعدد شعبه، حتى إنه ليداخل أهل الإيمان في حال ضعفهم، ويكون تهمة توجه إليهم، ألم يقل عمر بن الخطاب في شأن حاطب بن أبي بلتعة: ((دعني أضرب عنق هذا المنافق)) وذلك حين كاتب حاطبٌ المشركين بمكة ببعض أخبار النبي.
وحين احتملت الحمية سعد بن عبادة فنافح عن المنافق ابن سلول، قال له أسيد بن الحضير: (إنما أنت منافق تجادل عن المنافقين).
وكذلك قول من قال من الصحابة عن مالك بن الدُّخشم:منافق، وإن كان قال ذلك لما رأى فيه من نوع معاشرة ومودة للمنافقين.
وما تقدم إخوة الإيمان ما يدعو إلى الحذر من النفاق صغيره وكبيره، دقه وجله، العملي منه والاعتقادي، فقد يؤول النفاق الأصغر بصاحبه إلى النفاق الأكبر، وفي هذا يقول ابن رجب –رحمه الله-: "والنفاق الأصغر وسيلة وذريعة إلى النفاق الأكبر، كما أن المعاصي بريد الكفر، وكما يخشى على من أصر على المعصية أن يسلب الإيمان عند الموت كذلك يخشى على من أصر على النفاق أن يسلب الإيمان فيصير منافقاً خالصاً "
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وخطيئة وعصيان فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه وصلاة الله وسلامه على أشرف المرسلين.
أما بعد فيا عباد الله، الرياء أحد شعب النفاق وهو شرك أصغر خفي أخفى من دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء كما قال النبي حتى قال أبو بكر: وكيف ننجوا منه وهو أخفى من دبيب النمل؟ فقال: ((ألا أعلمك كلمة إذا قلتها نجوت من دقِّه وجلِّه؟ قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم)) رواه أبوحاتم في صحيحه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/245)
كذلك الكذب إخوة الإسلام هو أحد شعب النفاق وهو يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً، وهكذا بقية شعب النفاق العملية،من إخلاف الوعد، وفجور في الخصومة، وخيانة في الأمانة وغيرها، قد نتساهل بها أحياناً وهي طريقُ الضلالِ والنفاقِ الأكبر، ألا فليحذر العاقلُ من شعب النفاق كُلِّها ويتهمَ نفسه كما اتهم السابقون أنفسهم وليطيِّب أعماله كما طيَّبها السابقون، فإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، ومن يرائي يرائي الله به ومن يسمع يسمَّع الله به، واحذروا ذا الوجهين فهم شرار الخلق كما قال النبي: ((تجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه)) رواه البخاري، وهذا الصنيع وإن كان في عرف المتأخرين دهاءٌ ولباقة فهو في عرف المتقدمين كذب ونفاق وخيانة.
اللهم أنر بصائرنا، وألهمنا رشدنا، واحفظ علينا ديننا، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا يارب العالمين
هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه في قوله: إِنَّ ?للَّهَ وَمَلَـ?ئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ?لنَّبِىّ ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب: 56].
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد
الخطبة الأولى
ثم أما بعد:
فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى الذي ما من غائبة في السماء ولا في الأرض إلا ويعلمها ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور, فأصلحوا عباد الله بواطنكم كما تعتنون بصلاح ظواهر كم، فإن الله تعالى لا ينظر إلى الصور والأجسام، ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال.
روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سأل حذيفة بن اليمان وكان (حذيفة صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم) سأله عمر فقال: أنشدك الله يا حذيفة أما ذكرني رسول الله مع المنافقين، فقال: لا، ولا أزكي أحداً بعدك.
الله أكبر يا عمر، يخاف عمر على نفسه النفاق … يخاف أن يكون من الذين قال الله فيهم إِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ فِى ?لدَّرْكِ ?لاْسْفَلِ مِنَ ?لنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً [النساء:145].
من هو عمر؟ إن مسلماً على وجه الأرض لا يعرف عمر لا يكاد يكون موجوداً …. إن عمر من أهم شخصيات أمة الإسلام، في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته، جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في وصفه: أنه من أهل الجنة، وأنه ما سلك فجاً إلا سلك الشيطان آخر، ويخاف الشيطان منه، وأنه شهيد، ولو كان بعده نبي لكان عمر، وأنه ملهم، ومع ذلك يخاف عمر على نفسه النفاق.
إذاً يا عباد الله، فالنفاقُ أمره عظيم وخطير. إذا كانت تلك الشخصيةُ الهامةُ بعد رسول الله وأبي بكر. يخاف النفاق على نفسه.
فما هو النفاق؟
إن النفاق هو مخالفة الباطن للظاهر، بأن يظهر صاحبُه الإيمانَ بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر، ويبطن ما يناقض ذلك كله أو بعضه، وهذا هو النفاق الذي كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ونزل القرآن بذمِّ أهله وتكفيرهم، وأخبر أن أهله في الدرك الأسفل من النار، وهو النفاق الاعتقادي.
وثمة نوع آخر من النفاق، وهو النفاق العملي، وهو طريقٌ موصل إلى الأول وأصوله مذكورةٌ في قوله صلى الله عليه وسلم: ((أربعٌ من كن فيه كان منافقاً، وإن كانت خصلةٌ منهن فيه كانت فيه خصلةٌ من النفاق حتى يدعها: من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر)) [البخاري ومسلم].
ولقد بين الله تعالى أوصاف المنافقين في كتابه أكمل التبيين حتى يتعرف المؤمنون على أهل هذه الأوصاف فيحذروهم، فمما وصفهم الله تعالى به بالأوصاف التالية:
أنهم لم يرتضوا الاسلام ديناً ولا الكفر الصريح مبدأً، فكانوا مذبذبين بين الكفار والمؤمنين غير أنهم يبغضون المؤمنين ويتولون الكافرين، وأنهم يأخذون من الدين ما سهل عليهم ويتقاعسون عن تنفيذ ما يشق عليهم كشهود صلاة العشاء والفجر في المسجد، وإذا أرادوا شيئاً من العبادات فكأنما يستكرهون أنفسهم عليه فيؤدونه بكسل وتثاقل، وأنهم يقولون مالا يفعلون، فيقولون الكلام المعسول بينما يضمرون الكيد والمكر، قلوبهم قاسية، وعقولهم قاصرة، فلا يتأثرون بالقيم الإنسانية النبيلة، والمثل العليا، ولا يقدرون مكارم الأخلاق، أفقهم ضيق، ونظرتهم محدودة، فصحاء شجعان في السلم،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/246)
فإذا جد الجد وجاء دور العمل استخْفوا بأنفسهم ولاذوا بغيرهم يحسبون كل صيحة عليهم، يخدمون الكفار ويتجسسون لهم ضد المؤمنين، يخذلون المؤمنين عن الجهاد في سبيل الله، وإذا اشتركوا معهم أحدثوا الخلل والاضطراب في صفوفهم، وعملوا على تفكيك وحدتهم وتفتيت قوتهم، ييأسون من رحمة الله، وينقطع أملهم في نصره، ويلجئون في طلب النصر إلى الأعداء، ويعتمدون على القوى الحسية وحدها في وزن القوى المتقابلة في الميدان، يستغلون الفرص المناسبة للطعن في دعاة الإسلام المخلصين وتشويه سمعتهم عن طريق الكذب وتغيير الحقائق، يستغلون الفرص لإثارة الشبهات حول الإسلام ليزعزعوا إيمان المؤمنين به ويصدوا الناس عن الدخول فيه، يحاولون إفساد المجتمع الاسلامي عن طريق تيسير سبل الفساد التي تحطم الأخلاق وتقضي على الفضائل الإنسانية، يحاربون الإسلام عن طريق التسمي به والدعوة إليه، يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، يقبضون أيديهم فلا ينفقون المال في الحقوق الواجبة.
عباد الله: هذا شيءٌ من صفات المنافقين التي ذكرها الله تعالى في كتابه المبين، ليبين للمؤمنين حتى يحذروا من النفاق وصفات المنافقين ويعرفوا أعداءهم حقيقة، إن المنافقين شرٌ على الاسلام والمسلمين من اليهود والنصارى والكافرين، وذلك لأن أولئك قد أعلنوا الكفر،، فالمؤمنون جميعاً يدركون عداوتهم ويتكتلون ضدهم، وأي فرد منا يتعاون معهم يتهم بالخيانة، أما حين يكون منافقاً فإنه لا يدرك عداوته وخطره على الأمة إلا القليل من المسلمين، وهم أصحاب الوعي الكامل، ولا يتصدى لحربه إلا الذين جمعوا بين الوعي الكامل والإيمان القوي، أما بقية المسلمين فينخدعون بالمظاهر ويشغلهم التمتع بالوعود الكاذبة، والجري وراء الدعايات الجوفاء عن النظر والتأمل والنقد الهادف والاستشهاد بالماضي على الحاضر، ثم بين عشية وضحاها يصبح والأمر قد انفلت من أيدي المؤمنين وأخذ المنافقون حريتهم الكاملة في تنفيذ مخططاتهم للإفساد في الأرض، وحينما يتولى المنافقون السلطة على المسلمين ويعملون أيديهم في المخلصين منهم قتلاً وتشريداً لا ينكر ذلك إلا القليل من المؤمنين، وسائر المسلمين إما جاهل بخطرهم على الإسلام والمسلمين، وإما عالم بذلك ولكنه يداجيهم لمصلحته الخاصة دفعاً لشرهم أو رجاء خيرهم، ومن هنا كان المنافقون أخطر على الأمة الإسلامية فيما إذا تولوا شيئاً من السلطة عليه مما إذا تولاها الكفار.قاله صاحب كتاب "المنافقون في القرآن".
وإن مما حدث في هذا الزمان أن المنافقين تسموا بأسماء ظاهرها جمالٌ وباطنها مرُّ المذاق، ومن أمثلة ذلك من المتسمين بالعلمانيين، ومنهم من يسمون أنفسهم بالحداثيين، الذين يتنكرون لكل ما هو ماض، ٍ بزعمهم أن ذلك تخلفٌ ورجعية فيتنكرون للدين واللغة والأخلاق الفاضلة، ويصفون أنفسهم بالأدباء والمثقفين، وتنشر صورهم وتلمع أسماؤهم، وتؤخذ آراؤهم، قدواتهم: أدونيس، ونزار قباني، وسميح القاسم، ومحمود درويش، الذين يصفون الله تعالى بالأوصاف الشنيعة …جلَّ الله وتنزه وتعالى.
اللهم غفرانك، اللهم غفرانك …. ما أحلمك يا الله عن هؤلاء وأمثالهم، ولو شئنا لسمينا غيرهم، ولكن الله تعالى يقول: وَلَوْ نَشَاء لارَيْنَـ?كَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَـ?هُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ ?لْقَوْلِ وَ?للَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَـ?لَكُمْ [محمد:30]. لهم الأمسيات الشعرية والمنتديات الأدبية يخرجون الباطل في صورٍ يخالها الجاهل حقاً. فاحذروهم عباد الله. مهرجاناتهم المربد وجرش وغيرها، أخزاهم الله.
ماذا يقولون في أدبهم الفج، كان ينبغي أن تنزه أسماع المسلمين عن هذا الكفر المبين، ولكن اسمعوا إلى أقوالهم لتتبينوا عداءهم الصارخ لله ورسوله كما كان عليه حال عبد الله بن أُبي ورفاقه، بل إن أولئك لم يجرؤوا على ما جرأ عليه هؤلاء.
يقول محمود وليس بمحمود: (نامي فعين الله نائمة عنا وأسراب الشحارير) تعالى الله عن هذا الوصف الشنيع، بل إنه الله الذي لا إله إلا هو لا تأخذه سنة ولا نوم …، وقِس على هذا كلامهم الباقي والله المستعان.
إنه ليس غريباً أن يكون هناك أشخاص كفروا بالله وتجرؤوا على ذاته، فذلك يكون، ولكن أن يمجدوا ويتخذوا قدواتٍ، ويكون لهم تلاميذٌ وتلمعُ أسماؤهُم ويفصلُ بين الأدب والدين فإن هذا هو المنكرُ العظيم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/247)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: أَلَمْ تَرَ إِلَى ?لَّذِينَ تَوَلَّوْاْ قَوْماً غَضِبَ ?للَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مّنكُمْ وَلاَ مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى ?لْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَعَدَّ ?للَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ?تَّخَذْواْ أَيْمَـ?نَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ?للَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ لَّن تُغْنِىَ عَنْهُمْ أَمْو?لُهُمْ وَلاَ أَوْلَـ?دُهُمْ مّنَ ?للَّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ أَصْحَـ?بُ ?لنَّارِ هُمْ فِيهَا خَـ?لِدُونَ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ?للَّهِ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى? شَىْء أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ ?لْكَـ?ذِبُونَ ?سْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ ?لشَّيْطَـ?نُ فَأَنسَـ?هُمْ ذِكْرَ ?للَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَـ?نِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَـ?نِ هُمُ الخَـ?سِرُونَ [المجادلة:14 - 19].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي تقدس في علاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، ولي من تولاه، وأشهد أن نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمدٌ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، حذر أمته من النفاق وأوصاف المنافقين فجزاه الله عن أمته خير ما جازى نبياً عن أمته.
ثم أما بعد:
فيا عباد الله، إن العبد إذا لم يتعاهد إيمانه، ويحافظ على طاعة ربه، واستهان بالمعاصي قاده ذلك إلى الشر ومراتعه، فينسل من الخير رويداً رويداً حتى يغلف قلبه الران، قال صلى الله عليه وسلم: ((تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عوداً عوداً، فأيُّ قلبٍ أُشربها نُكتت في قلبه نكتةٌ سوداء، وأيُّ قلب أنكرها نكتت فيه نكتةٌ بيضاء، حتى يصير القلبُ أبيض مثل الصفا، لا تضره فتنةٌ ما دامتِ السماوات والأرض، والآخر أسود مُرْبداً كالكوز مجخياً، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً، إلا ما أشرب من هواه)) [صحيح الجامع (2960)، رواه أحمد ومسلم عن حذيفة].
وقد كان السلف الصالح يخاف على نفسه النفاق أشد الخوف، فقد سبق قول عمر رضي الله عنه، وكان يلاحِظ حذيفة عند الجنائز، فإن صلى حذيفة على الميت صلى عمر، وإن لم يصلِ لم يصل.
وقال البخاري رحمه الله: قال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف على نفسه النفاق.
ويذكر عن الحسن أنه قال: (ما خافه إلا مؤمن، ولا أمنه إلا منافق). وروي عن الحسين أنه حلف: (ما مضى مؤمن قطُّ ولا بقي إلا وهو من النفاق مشفق، ولامضى منافق قط ولابقي إلا وهو من النفاق آمن، وكان يقول:من لم يخف النفاق فهو منافق).
وسئل الإمام أحمد رحمه الله: ما تقول فيمن لا يخاف على نفسه النفاق؟ فقال: ومن يأمن النفاق على نفسه؟
وكان الحسن يسمي من ظهرت منه أوصاف النفاق العملي منافقاً، وروي نحوه عن حذيفة.
فالحذر الحذر عباد الله من النفاق وخصال المنافقين، اصدقوا في الأقوال والأعمال، ووفوا بالعهود والمواثيق، والتزموا بالمواعيد، واعفوا عند المخاصمة. وكونوا حرباً على المنافقين، وبينوا للناس عوارهم حتى يحذروهم، وقد أمر الله رسوله بجهادهم فقال: ي?أَيُّهَا ?لنَّبِىُّ جَـ?هِدِ ?لْكُفَّارَ وَ?لْمُنَـ?فِقِينَ وَ?غْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ?لْمَصِيرُ [التحريم:90].
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ ?لْبَغْضَاء مِنْ أَفْو?هِهِمْ وَمَا تُخْفِى صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الاْيَـ?تِ إِنْ كُنتُمْ تَعْقِلُونَ هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِ?لْكِتَـ?بِ كُلّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ ءامَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ ?لاْنَامِلَ مِنَ ?لْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ ?للَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ?لصُّدُورِ إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ ?للَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ [آل عمران:118 - 1(74/248)
حملوا كتابي ((الخلاصةُ في صفات المربي الصالح)) للشاملة 3 + ورد مفهرساً
ـ[علي 56]ــــــــ[28 - 06 - 09, 12:19 م]ـ
الطبعة الأولى
1430هـ -2009 م
((بهانج- دار المعمور))
((حقوق الطبع لكل مسلم))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن تربية الأطفال من أصعب الأمور في الحياة،ذلك لأنهم جيل المستقبل المنشود،وعلى أكتافهم تقوم نهضة الأمم.
والعملية التربوية تحتاج إلى العناصر التالية:
المنهج السليم المناسب للطلاب
البيئة العلمية السليمة في البيت والمدرسة والمجتمع
الإدارة التربوية السليمة والصالحة.
المعلم التي يقوم بتطبيق المنهج التربوي،ودور المعلم يعتبر هو العامل الحاسم في نجاحها أو إخفاقها.
ومن ثم يجب أن يكون هناك اهتمام كبير في إعداده إعداداً صحيحاً وسليماً.
والمنهج الإسلامي قد اعتنى بهذا الجانب - وبكل الجوانب المشار إليها-اعتناء كبيرا وفريدا،لا يدانيه منهج في الأرض،ذلك لأنه يستمد قوته من الوحي المعصوم،بعكس المناهج الأرضية التي تعتمد على العادات والتقاليد،وإشباع الرغبات المادية ليس إلا.
ولو نظرنا إليها مليًّا لوجدنا أن مناهجهم التربوية للطالب والمعلم قد أخفقت إخقاقاً تاماً في إنشاء جيل صالح ومجتمع صالح،ذلك لأنها تفقد الروح التي لا توجد إلا في ظل الإسلام.
وفي هذا الكتيب بيان لأهم الصفات التي ينبغي أن يتحلَّى بها المربي الصالح الناجح،وقد قسمته لبابين على الشكل التالي:
الباب الأول = الصفات العامة للمربي الصالح وهي:
1 - الحلم والأناة 2 - الرفق واللين 3 - الرحمة 4 - الابتعاد عن الغضب 5 - الليونة والمرونة 6 - أخذ أيسر الأمرين ما لم يكن إثما 7 - الاعتدال والتوسط 8 - التخول بالموعظة الحسنة 9 - القدوة الحسنة وعدم مخالفة الفعل للقول 10 - العلم 11 - الأمانة 12 - القوة 13 - العدل 14 - الحرص 15 - الحزم 16 - الصلاح 17 - الصدق 18 - الحكمة
الباب الثاني= الخصائص التي ينبغي أن يتصف بها المربي الصالح وهي:
1 - الخصائص الجسيمة 2 - الخصائص العقلية 3 - الخصائص الخلُقية
وقد جمعتها من أماكن متعددة،وكلها مشفوعة بالدليل الواضح.
وها أنا ذا أضعها بين أيديكم عسى أن تسهم في هذا المجال الذي نحن بأمس الحاجة إليه.
صحيح أن تطبيقها ليس بالأمر الهين ولا بالسهل،بل تحتاج إلى مجاهدة وصبر وجلد {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (35) سورة فصلت.
فأنت أخي المربي بين خيارين لا ثالث لهما إما أن تكون موظفاً أو صاحب رسالة يبذل كل ما في وسعه لإيصالها إلى الناس، ويضحي من أجلها بالغالي والنفيس.
وشتان شتان بين النائحة والثكلى.
أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من المربين والمرشدين والمعلمين الصالحين لكي نسدَّ ثغرة من ثغور الإسلام.
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
3 رجب 1430هـ الموافق ل 26/ 6/2009 م
- - - - - - - - - - -
ـ[علاء السلفي]ــــــــ[28 - 06 - 09, 04:58 م]ـ
يسعدني ويشرفني ان أكون أول من يشكرك جزاك الله خيراً ياشيخي الفاضل وبارك الله فيك ورحم الله والديك
ـ[علي 56]ــــــــ[28 - 06 - 09, 06:02 م]ـ
وأنت أخي الحبيب
جزاك الله خيرا وغفر لنا ولكم
ـ[عبد المغني عبد العزيز عمر]ــــــــ[28 - 06 - 09, 06:20 م]ـ
TERIMA KASIH SYUKRON KATSIRON YA ABU BAKER
ـ[علي 56]ــــــــ[28 - 06 - 09, 07:56 م]ـ
وأنت أخي الحبيب
جزاك الله خيرا(74/249)
مدارج السالكين لابن القيم كتاب الكتروني رائع
ـ[أحمد أبوالمعاطي]ــــــــ[28 - 06 - 09, 12:44 م]ـ
مدارج السالكين لابن القيم كتاب الكتروني رائع
http://img263.imageshack.us/img263/6243/get620077ymlhpr1nm5.gif
مَدارجُ السَّالكين
بَيْن مَنازل إيّاك نعبُدُ وَإيّاك نسْتعين
محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية
حاول المؤلف في هذا الكتاب أن يغسل ما حوى كتاب (منازل السائرين) للهروي من خرافات الصوفية المتعمقة في الطريقة المتمسكة برسومها و غاياتها و مبادئها، وحاول جعله مناراً للرشد ودليلاً لصراط الله المستقيم بشرح متن منازل السائرين و تبسيطه وردّ أخطاءً و أوضح أوهاماً و شطحات وقع فيها الهروي فاستطرد في رده و توضيحه مع كثير من المخاطبات القلبية ذات القيم التربوية
حجم الكتاب 1.35 ميجابايت
http://img185.imageshack.us/img185/8906/tajmeel1yh6ps2.gif
http://img33.imageshack.us/img33/3591/23915383.jpg
http://img33.imageshack.us/img33/9544/72878730.jpg
http://img33.imageshack.us/img33/1573/14271790.jpg
روابط التنزيل
http://up.ahlalalm.net/ccfiles/Kxd78038.rar
أو
من المرفقات
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[29 - 06 - 09, 10:24 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء.
مشكور للمجهود الطيب .... أثابك الله.
ـ[أحمد أبوالمعاطي]ــــــــ[30 - 06 - 09, 01:35 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء.
مشكور للمجهود الطيب .... أثابك الله.
وإياكم الأخ الفاضل جزاكم الله خيرا(74/250)
حمل مختصر الرسالة الوهبية في سنن الصلاة الرباعية
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[28 - 06 - 09, 02:42 م]ـ
اسم الكتاب: مختصر الرسالة الوهبية في سنن الصلاة الرباعية. (وفق مذهب الشافعي)
المؤلف: العلامة حامد بن عبد الله المارديني الحسيني.
الصفحات: 66 صفحة.
في هذه الرسالة عدَّدَ المؤلفُ (666) سنة في الصلاة الرباعية
أصل المختصر تقدمت به لنيل درجة الماجستير في الفقه المقارن، يسر الله طبعه.
أسأل الله تعالى أن ينفع به
الكتاب في المرفقات
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[28 - 06 - 09, 03:32 م]ـ
أرجو المعذرة
أرجو تحميل الكتاب من المرفق في هذه المشاركة الأخيرة نظراً لأن في الملف الأول بعض الخطأ
أزيل الملف المرفق
حمل الملف من المشاركة رقم (9)
# المشرف #
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[28 - 06 - 09, 05:21 م]ـ
شكر الله لك، يوم حققت أمنية تحراها جمع من طلبة العلم في هذا المنتدى
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[28 - 06 - 09, 05:31 م]ـ
خذوها قبل أن أُسأل عنها
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4116&highlight=%C3%C8%ED+%CD%C7%CA%E3
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[28 - 06 - 09, 05:54 م]ـ
بارك الله فيك أخي راشد وفي جميع الإخوة ونفع بكم
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 06 - 09, 08:37 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم / حسين بن حيدر.
وأسأل الله أن يسعدك في الدارين.
وليتكم - كرما - تنزلها مختصرة حسب فصولها ... لتكون الفائدة أعم.
شاكرا وداعيا ومقدرا لك.
زادك الله من فضله.
والشكر موصول للأخ الكريم / راشد البداح على إشارته وتذكيره ... فلا حرمك الله الأجر.
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[28 - 06 - 09, 08:49 م]ـ
وليتكم - كرما - تنزلها مختصرة حسب فصولها ... لتكون الفائدة أعم.
.
بارك الله فيك أخي العزيز، ولكني ما فهمت قصدك من هذه العبارة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 - 06 - 09, 12:25 ص]ـ
بارك الله فيك.
أقصد أن الكتاب تختصر فصوله، ويتم إنزالها مكتوبة في صفحات الملتقى.
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[02 - 07 - 09, 01:09 م]ـ
في الحقيقة لا أدري كيف حملت الملف الغير معد للنشر، وغابت عني النسخة المصححة، وكنت أظنها تلك التي نشرتها، لأنني حققت النسخة (المختصر والشرح) من أكثر من عامين وهجرت المختصر ..
على العموم تبين لي أن النسخة التي أنزلتها للمرة الثانية بعد نحو ربع ساعة من إنزال الأولى أنها الغير مصححة، فأرجو المعذرة
فألحقت بالمرفقات نسختين:
1/ مصورة
2/وورد(74/251)
بحاجة إلى أبحاث حول القياس والتشبه بالكفار
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[28 - 06 - 09, 04:12 م]ـ
بحاجة إلى أبحاث حول موضوع القياس وموضوع التشبه بالكفار
بارك الله فيكم
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[28 - 06 - 09, 05:05 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=88112
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[28 - 06 - 09, 05:07 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28082
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[28 - 06 - 09, 05:20 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير
بحق انت مختارنا (إبتسامة)
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[28 - 06 - 09, 08:01 م]ـ
http://www.4shared.com/file/70327252/aa41d31c/_____--___.html
ما لا يجري القياس فيه رسالة ماجستير
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[28 - 06 - 09, 08:08 م]ـ
قاعدة "ما ثبت على خلاف القياس فغيره عليه لا يقاس"(74/252)
هل هناك أبحاث أو رسائل جامعية إعتنت بموضوع (السؤال في القرآن الكريم)؟؟
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[28 - 06 - 09, 05:22 م]ـ
هل هناك ابحاث او رسائل جامعية إعتنت بموضوع (السؤال في القرآن الكريم)؟؟
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[28 - 06 - 09, 08:36 م]ـ
السلام عليكم
الذي لدي هما بحث في مجلة الجامعة الاسلامية بالمدينة
و تفريغ لحلقة قطوف دانية للشيخ صالح المغامسي
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[29 - 06 - 09, 12:54 ص]ـ
جزيت خيرا عظيما(74/253)
بحث" زكاة الأموال المُستَغَلَّة "
ـ[ابو عبيدة الوديع]ــــــــ[28 - 06 - 09, 09:57 م]ـ
السلام عليكم
هذا بحث عن الأموال المستغلة وكيفية تزكيتها كالعمارات المؤجرة والتاكسيات وغيرها مما تجب الزكاة في غلته لا اصله
وهي عبارة عن بحث قدم لنيل درجة الماجستير وفيه دراسة فقهية مقارنة
فجزى الله صاحبها كل خير
و لاتنسونا بالدعاء لنا ولصاحبها ......................
على هذا الرابط
http://file14.9q9q.net/Download/54255715/--------------.pdf.html
ـ[أبو إبراهيم الزاحم]ــــــــ[28 - 06 - 09, 11:11 م]ـ
الملف به فيروس، فلينتبه له.
أشكرك على جهدك، وأرجو رفعه بعد فحصه.
ـ[ابو عبيدة الوديع]ــــــــ[29 - 06 - 09, 11:09 م]ـ
قمت بانزال الملف من نفس الربط ولم يظهر به فيروس انما يبدو وجود خلل في تحميله
على كل هذا رابط اخر لنفس الموضوع مع دعائكم لي ولصاحب البحث
http://file14.9q9q.net/Download/15411742/--------------.pdf.html
ـ[أبو إبراهيم الزاحم]ــــــــ[30 - 06 - 09, 05:34 م]ـ
الرابط الثاني سليم، وفقك الله.(74/254)
سؤال في الوورد
ـ[أبو يسر]ــــــــ[28 - 06 - 09, 10:00 م]ـ
في برنامج الوورد
هل يمكن وضع خط فوق الكلمة أو الحرف بدون استخدام المعادلات وبدون رسم خط؟
ـ[أبو عبد الله الغيني]ــــــــ[29 - 06 - 09, 12:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في برنامج الوورد
هل يمكن وضع خط فوق الكلمة أو الحرف بدون استخدام المعادلات وبدون رسم خط؟ 68566
يمكن ذلك بالطريقة التالية:
"إدراج"، ثم "مربع نص"، ثم خط خطا في مربع النص بالضغط على مفتاح حرف التاء مع Sheft، واجعل حجم الخط 8 أو أقل، وذلك لئلا يأخذ عرضه حجما زائدا؛ ثم انقر على طرف مربع الخط نقرتين متتاليتين للدخول في خصائص مربع النص.
68566
في تبويب "ألوان"، عند "خط اللون"، انقر واخذ "بلا خط رسم"،
[68567
ثم اصعد إلى تبويب "تخطيط"، واختر "خلف النص"، لتختفي معالم مربع النص.
واحمد الله على آله عليك، وكن من الشاكرين.
وهذا مثال لما قمت به.
68565
والله أسأل أن يجعل عملنا خالصا لوجهه.
ـ[حسام الدين قاسم]ــــــــ[29 - 06 - 09, 12:29 ص]ـ
ظلل الكلمة واضغط Control + U
وفقنا الله وإياكم
ـ[حسام الدين قاسم]ــــــــ[29 - 06 - 09, 12:30 ص]ـ
أعتذر فقد ظننتك تريد وضع خط تحت الكلمة
ـ[أبو يسر]ــــــــ[29 - 06 - 09, 12:57 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على التفاعل
وإن كان غرضي طريقة يمكن تنسيقها مع النص نفسه مثل الرموز مثلا حيث لايخفى عليكم أننا لو كبرنا حجم الخط مثلا فسوف يختلط التنسيق.
ودمتم بخير
ـ[أبو عبد الله الغيني]ــــــــ[29 - 06 - 09, 01:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا على التفاعل
وإن كان غرضي طريقة يمكن تنسيقها مع النص نفسه مثل الرموز مثلا حيث لايخفى عليكم أننا لو كبرنا حجم الخط مثلا فسوف يختلط التنسيق.
ودمتم بخير
هذا سهل؛ قم بتنسيق اللنص أولا، ثم ارجع إلى الخط واضبط رقمه إلى رقم صغير كالرموز؛
علما بأن التسطير قد لا يكون كثيرا في بحثك.
فهو حينئذ كمصحف المدينة النبوية الذي يحتاج إلى تصغير خطه، وعدم تغيير نوع الخط الذي جاء به، وإلا فإنه يصبح رموزا.
وأعتقد أن بإمكانك صناعة "ماكرو" لحفظ الخطوات التي تمر بها عند العمل على التسطير فوق الكلمة ... لم أجربه، ولكن،،،
والله أسأل لنا ولكم التوفيق.
ـ[أبو عبد الله الغيني]ــــــــ[29 - 06 - 09, 03:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا على التفاعل
وإن كان غرضي طريقة يمكن تنسيقها مع النص نفسه مثل الرموز مثلا حيث لايخفى عليكم أننا لو كبرنا حجم الخط مثلا فسوف يختلط التنسيق.
ودمتم بخير
تعديل في رقم الخط
الحمد لله. قد جربت طريقة أخرى فوجدتها تفي بالمقصود بإذن الله عز وجل.
قم بالعمل كما ذكرت في الطريقة الأولى (تماما)، واجعل حجم الخط مثل حجم الأصلي للمستند.
وباقي العملية سواء.
وقد جرّبته، فنجح معي. ولله الحمد والمنة
هذا تذكير بما سبق، مع التعديل:
1 - انقر على قائمة "إدراج"، ثم اختر "مربع نص"،
2 - خُطَّ خطا في مربع النص بالضغط على مفتاح حرف التاء مع Sheft، واجعل حجم الخط كحجم المستند الأصلي، 18 مثلا؛
3 - ثم اسحب مربع النص، ونزّله حتى يكون الخط فوق الكلمة (أو الكلمات) مباشرة
68578
4 - ثم انقر على طرف مربع الخط نقرتين متتاليتين للدخول في خصائص مربع النص.
68578
وفي تبويب "ألوان"، عند "خط اللون"، انقر واخذ "بلا خط رسم"،
68575
5 - ثم اصعد إلى تبويب "تخطيط"، واختر "خلف النص"، لتختفي معالم مربع النص.
68576
ويمكنك زيادة ضبط ارتفاع مربع النص، مع عرضه.
واحمد الله على آله عليك، وكن من الشاكرين.
هذه صورة لما قمت به:
68579
وهذا مثال آخر
68577
وصلّى الله على رسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلّم
ـ[أبو يسر]ــــــــ[29 - 06 - 09, 08:58 م]ـ
الحمد لله
اللهم اجعلنا من الشاكرين
أخي الكريم
الحيل كثيرة ولعل أفضل من ذلك استخدام محرر المعادلات
ولكن ما أريده قد يكون باستخدام الماكرو مثلا
انظر هذا ماكرو لتحديد حرف ثم وصع خط تحته باستخدام الطريقة المعتادة
Sub Macro1()
'
' Macro1 Macro
'
' Selection.Font.UnderlineColor = wdColorAutomatic
Selection.Font.Underline = wdUnderlineSingle
End Sub
ووضع الخط تحت الحرف باستخدام هذا السطر في الماكرو السابق
Selection.Font.Underline = wdUnderlineSingle
تحديدا باستخدام كلمة underline
فيا ترى لو كلمة أخرى بدل underline تجعل الخط فوق بلا من تحت الحرف
ودمتم في أمن الله
ـ[أبو عبد الله الغيني]ــــــــ[29 - 06 - 09, 11:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
اللهم اجعلنا من الشاكرين
أخي الكريم
الحيل كثيرة ولعل أفضل من ذلك استخدام محرر المعادلات
ولكن ما أريده قد يكون باستخدام الماكرو مثلا
انظر هذا ماكرو لتحديد حرف ثم وصع خط تحته باستخدام الطريقة المعتادة
Sub Macro1()
'
' Macro1 Macro
'
' Selection.Font.UnderlineColor = wdColorAutomatic
Selection.Font.Underline = wdUnderlineSingle
End Sub
ووضع الخط تحت الحرف باستخدام هذا السطر في الماكرو السابق
Selection.Font.Underline = wdUnderlineSingle
تحديدا باستخدام كلمة underline
فيا ترى لو كلمة أخرى بدل underline تجعل الخط فوق بلا من تحت الحرف
ودمتم في أمن الله
لعل التسطير فوق الكلمة من خصائص المسلمين، كما هو مستعمل في القرآن الكريم.
ولم أر -مع قلة اطلاعي- شيئا من ذلك عند الغربيين.
بل هم يسطرون تحت الكلمة مخالفةً للمسلمين في كل شيء.
ولذا فإني لا أطمع في وجود كود جاهز يقوم بالتسطير فوق الكلمة، إلا أن يكون شيئا مطوَّرا من قبَل المسلمين، أو كتابة أكواد جديدة، ورسم الخط فوق الكلمة.
فمن وجد شيئا من ذلك (الأكواد الجاهزة، أو الكلمات التي فوقها خط عند الغربيين) فليتحفنا به وجزاه الله خيرا.
وقد نبهنا لذلك شيخنا الفاضل الأستاذ الدكتور عمر بن رفود السفياني (حفظه الله)، في الجامعة الإسلامية، بالمدينة النبوية.
من ذلك اليوم، أنا أسطر فوق الكلمات -إلا نادرا- مخالفة لليهود والنصارى. (وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم).
أسأل الله أن يردّنا إليه ردّا جميلا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(74/255)
ـ[أبو عبد الله الغيني]ــــــــ[30 - 06 - 09, 12:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
اللهم اجعلنا من الشاكرين
أخي الكريم
الحيل كثيرة ولعل أفضل من ذلك استخدام محرر المعادلات
ولكن ما أريده قد يكون باستخدام الماكرو مثلا
انظر هذا ماكرو لتحديد حرف ثم وصع خط تحته باستخدام الطريقة المعتادة
Sub Macro1()
'
' Macro1 Macro
'
' Selection.Font.UnderlineColor = wdColorAutomatic
Selection.Font.Underline = wdUnderlineSingle
End Sub
ووضع الخط تحت الحرف باستخدام هذا السطر في الماكرو السابق
Selection.Font.Underline = wdUnderlineSingle
تحديدا باستخدام كلمة underline
فيا ترى لو كلمة أخرى بدل underline تجعل الخط فوق بلا من تحت الحرف
ودمتم في أمن الله
لعل التسطير فوق الكلمة من خصائص المسلمين، كما هو مستعمل في القرآن الكريم.
ولم أر -مع قلة اطلاعي- شيئا من ذلك عند الغربيين.
بل هم يسطرون تحت الكلمة مخالفةً للمسلمين في كل شيء.
ولذا فإني لا أطمع في وجود كود جاهز يقوم بالتسطير فوق الكلمة، إلا أن يكون شيئا مطوَّرا من قبَل المسلمين، أو كتابة أكواد جديدة، ورسم الخط فوق الكلمة.
فمن وجد شيئا من ذلك (الأكواد الجاهزة، أو الكلمات التي فوقها خط عند الغربيين) فليتحفنا به وجزاه الله خيرا.
ـ[أبو عبد الله الغيني]ــــــــ[30 - 06 - 09, 12:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
اللهم اجعلنا من الشاكرين
أخي الكريم
الحيل كثيرة ولعل أفضل من ذلك استخدام محرر المعادلات
ولكن ما أريده قد يكون باستخدام الماكرو مثلا
انظر هذا ماكرو لتحديد حرف ثم وصع خط تحته باستخدام الطريقة المعتادة
Sub Macro1()
'
' Macro1 Macro
'
' Selection.Font.UnderlineColor = wdColorAutomatic
Selection.Font.Underline = wdUnderlineSingle
End Sub
ووضع الخط تحت الحرف باستخدام هذا السطر في الماكرو السابق
Selection.Font.Underline = wdUnderlineSingle
تحديدا باستخدام كلمة underline
فيا ترى لو كلمة أخرى بدل underline تجعل الخط فوق بلا من تحت الحرف
ودمتم في أمن الله
لعل التسطير فوق الكلمة من خصائص المسلمين، كما هو مستعمل في القرآن الكريم.
ولم أر -مع قلة اطلاعي- شيئا من ذلك عند الغربيين.
بل هم يسطرون تحت الكلمة مخالفةً للمسلمين في كل شيء.
ولذا فإني لا أطمع في وجود كود جاهز يقوم بالتسطير فوق الكلمة، إلا أن يكون شيئا مطوَّرا من قبَل المسلمين، أو كتابة أكواد جديدة، ورسم الخط فوق الكلمة.
فمن وجد شيئا من ذلك (الأكواد الجاهزة، أو الكلمات التي فوقها خط عند الغربيين) فليتحفنا به وجزاه الله خيرا.
ـ[أبو عبد الله الغيني]ــــــــ[30 - 06 - 09, 12:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عفوا مكرر
ـ[أبو يسر]ــــــــ[01 - 07 - 09, 07:00 م]ـ
للرفع والاهتمام(74/256)
**طلب الكتب الاتية بصيغة pdf........ جزاكم الله خيرا
ـ[أبو تراب السلفى الاثري]ــــــــ[29 - 06 - 09, 12:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
-مستدرك الحاكم
-سنن البيهقى
-مسند أحمد مفهرس على الابواب الفقهية
-كتاب الجمع بين الصحيحين
-كيف تكتب بحثا علميا
-الخلافيات للبيهقى
-الضعيفة كاملة للالبانى رحمة الله عليه
-مجمع الزوائد للهيثمى
جزاكم الله خيرا
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[29 - 06 - 09, 04:46 م]ـ
المستدرك على الصحيحين
http://www.waqfeya.net/book.php?bid=651
السنن الكبرى للبيهقي
http://www.waqfeya.net/book.php?bid=1352
السنن الصغير للبيهقي
http://www.waqfeya.net/book.php?bid=1356
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[29 - 06 - 09, 04:51 م]ـ
بغية الرائد فى تحقيق مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=904
كيف تكتب بحثاً علمياً
لعله هذا:
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=697
الخلافيات للبيهقي:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19921
مختصره:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19981
سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=505
ـ[أبو تراب السلفى الاثري]ــــــــ[29 - 06 - 09, 09:34 م]ـ
جزاك الله خير ا أخى
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[29 - 06 - 09, 09:58 م]ـ
جزاك الله خير ا أخى
وجزاكم وبارك فيكم
ـ[محمد سامر السلفي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 10:47 م]ـ
السلام عليكم
ابحث من هنا تجد الكتب بروابط متعددة وقد تكون بطبعات مختلفة
www.ketablink.com
لاتنس أخاك من الدعاء
ـ[أبو تراب السلفى الاثري]ــــــــ[30 - 06 - 09, 11:48 م]ـ
حفظك الله تعالى أخى محمد سامر السلفى
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[01 - 07 - 09, 03:50 ص]ـ
جزاك الله خير(74/257)
سؤال عن كتاب المنتخب لابن التركماني
ـ[حبيب الدين الحسني]ــــــــ[29 - 06 - 09, 12:25 م]ـ
إخواني ما هي أخبار كتاب المنتخب في علوم الحديث لابن التركماني. هل هناك من بحث عن منهجه في هذا الكتاب.أفيدونا دمتم عوناً للخير.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 06 - 09, 12:45 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=865686
ـ[حبيب الدين الحسني]ــــــــ[30 - 06 - 09, 12:59 ص]ـ
لم أستفد من الموجود فقد كنت طرحته سابقاً. هل هناك من كتب عن منهج ابن التركماني في المنتخب علماً أن الكتاب محقق من نشر دار البشائر بيروت.
نرجو من الإخوة الإفادة.(74/258)
مشكلة بحاجة الى حل ... فهل من معين؟؟؟
ـ[مثنى النعيمي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 02:17 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته:
أيها الاحبة في الله .... مشكلتي باختصار هي مع موقع رفع الملفات (فور شيرد) حيث ان لي عدد لأباس به من الكتبالمرفوعة (467) كتاب متنوع، و بألأمس وصلني تنبيه من الموقع يفيد بأن الملفات التي تم رفعها سوف تنتهي صلاحيتها في 26/ 9 ... و هذا الامر اصابني بحالة من الحزن .... لأن هذا هو الموقع الثاني للرفع .... فهل من طريقة للحيلولة دون ذلك؟؟؟؟؟
و هل بالامكان نقل الكتبالموجودة عندي الى الى مواقع اخرى دون حاجة الى رفعها مرة أخرى؟؟؟
و هل يوجد موقع يسمح برفع الكتب و يحتفظ بها دون الغائها مجاناً و لفترة طويلة ...
افيدونا بارك الله فيكم ....
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 06 - 09, 02:43 م]ـ
السلام عليكم
أخي الفاضل هل لديك بريد هوتميل؟
فإن لديهم خدمة لكل بريد حساب مجاني مع بريدك 25جيجا في خدمة سكاي درايف
ـ[سيدي محمد اندي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 04:00 م]ـ
طريقة الاستفادة من مساحة هوتميل مشروحة هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=160389
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[29 - 06 - 09, 05:05 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولاً لا تقلق أخي الكريم فهناك حلول بديلة بعون الله تعالى
ثانياً: هلاً أخبرتني عن نوعية حسابك هنالك - مجاني أم بريميوم مدفوع -
وأرجو وضع الرسالة كاملة هنا فربما لم تفهمها جيداً - وعذراً فقد تكون أفضل مني في الانجليزية (ابتسامة) -
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[29 - 06 - 09, 05:16 م]ـ
و هل بالامكان نقل الكتبالموجودة عندي الى الى مواقع اخرى دون حاجة الى رفعها مرة أخرى؟؟؟
هذا مربط الفرس أخواي " مختار الديرة " و " سيدي محمد اندي "
ـ[مثنى النعيمي]ــــــــ[30 - 06 - 09, 03:11 م]ـ
الأخ الفاضل مختار الديرة .... و الاخ الفاضل مهاجي جمال ......
بارك الله فيكم ..... و جزاكم عنا كل خير
الحقيقة ان حسابي على الفورشيرد هو مجاني ... و المشكلة ان هل بالأمكان نقلها لحساب آخر .... يعني بدون حاجة الى اعادة رفع الملفات مرة اخرى ..... ساحاول مع الهوت ميل و أترك لكم جواباً ايها الاحبة ..... دمتم بحفظ الله(74/259)
الرجاء مساعدتي: اكمال نقص كتاب PDF
ـ[الطيماوي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 03:42 م]ـ
نهاية المحتاج للرملي
يوجد منه 8 أجزاء مفقود منها الأول
الثالث عندي معطل أريده رجاء من يمتلك المجلد الثالث الرجاء رفعه لي
علما بأني وقفت على نسخة دار الفكر وهي متوافقة مع نسخة الاسكندرية (دار الكتب العلمية) حيث كلتاهما مصورتان عن نسخة قديمة بنفس الاجزاء والارقام والكلام وسأعمل على تصوير الاول لتكمل النسخة ان شاء الله
لكني الآن بحاجة للمجلد الثالث الرجاء رفعه
علما بان اسمه في مكتبة الاسكندرية بالانجليزية
nhaeh-almhtaj-aly-shrh-alm-alr-vol3-ar
فالرجاء السرعة في رفعه وبارك الله فيكم
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[29 - 06 - 09, 07:55 م]ـ
أبشر أخي الكريم عندي الثامن والثالث سأرفعه لك الآن.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[29 - 06 - 09, 08:14 م]ـ
دخلت على هذا الرابط: www.megaupload.com لرفع الملف فلم أجد فيه مكانا للتصفح ورفع الملف كما كان قديما، فأخبرني كيف أرفعه أو أعطني عنوانا للرفع وسأرفعه مباشرة.
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[29 - 06 - 09, 08:43 م]ـ
إرفعه هنا شيخنا الكريم:
www.rapidshare.com
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[29 - 06 - 09, 08:55 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي مهاجي، وجاري الرفع.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[29 - 06 - 09, 10:05 م]ـ
رابط المجلد الثالث:
http://rapidshare.com/files/250030880/nhaeh-almhtaj-aly-shrh-alm-alr-vol3-ar_PTIFF.zip.html
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[29 - 06 - 09, 10:30 م]ـ
رابط المجلد الثامن:
http://rapidshare.com/files/250035914/nhaeh-almhtaj-aly-shrh-alm-alr-vol8-ar_PTIFF.zip.html
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[29 - 06 - 09, 11:31 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي مهاجي، وجاري الرفع.
أحسن الله إليكم شيخنا الكريم
وننتظر من يحوله إلى pdf لأنه عبارة عن صور
ـ[الطيماوي]ــــــــ[30 - 06 - 09, 12:27 ص]ـ
الرجاء الرجاء من يعلم عن المجلد الاول مصورا فليخربني لا اريد تصويره ثم يذهب الجهد هباء
ـ[سعيد المغربي]ــــــــ[30 - 06 - 09, 12:40 ص]ـ
نهاية المحتاج للرملي
يوجد منه 8 أجزاء مفقود منها الأول
الثالث عندي معطل أريده رجاء من يمتلك المجلد الثالث الرجاء رفعه لي
علما بأني وقفت على نسخة دار الفكر وهي متوافقة مع نسخة الاسكندرية (دار الكتب العلمية) حيث كلتاهما مصورتان عن نسخة قديمة بنفس الاجزاء والارقام والكلام وسأعمل على تصوير الاول لتكمل النسخة ان شاء الله
لكني الآن بحاجة للمجلد الثالث الرجاء رفعه
علما بان اسمه في مكتبة الاسكندرية بالانجليزية
nhaeh-almhtaj-aly-shrh-alm-alr-vol3-ar
فالرجاء السرعة في رفعه وبارك الله فيكم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1068505&postcount=87
ـ[خلدون الجزائري]ــــــــ[30 - 06 - 09, 01:24 ص]ـ
الجزء الثالث (ج 03) من نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج في الفقه الشافعي لشمس الدين الرملي ( PDF):
مباشر سريع: http://ia301534.us.archive.org/2/items/ramli3/ramli3.pdf
صفحته: http://www.archive.org/details/ramli3
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[30 - 06 - 09, 02:29 ص]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا الكريم
وننتظر من يحوله إلى pdf لأنه عبارة عن صور
آمين وإياكم أخي الكريم، وأنا وضعته صورا لأني ظننت أن الأخ الطيماوي يريده هكذا وإلا فتحويل الكتاب سهل جدا.
ـ[أبو البركات بن أبي عامر]ــــــــ[30 - 06 - 09, 10:05 ص]ـ
للأخوة الذين يبحثون عن مواقع الرفع خذوا هذا الرابط
http://www.salahmera.com/vb/showthread.php?t=1368(74/260)
تفضلوا: لأهل النحو (كتاب ترشيح العلل في شرح الجُمل للخوارزمي)
ـ[إبراهيم أمين]ــــــــ[29 - 06 - 09, 04:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر: من الأخوين الكريمين مشرف الشهري، وأبي رقية الذهبي – حفظهما الله وغفر لهما –
(كتاب ترشيح العلل في شرح الجمل تصنيف صدر الأفاضل القاسم بن الحسين الخوارزمي ’ت 617هـ‘)
ماجستير 1996م، 465ص، الباحث: عادل محسن سالم العميري، المشرف: أ. د/ رياض حسن الخوام
** الرسالة:
http://www.mediafire.com/download.php?myyoyj4dhlo
** الكتاب:
http://www.mediafire.com/download.php?qood2jiom5n
**((( لا تحرمونا من صالح دعائكم))) **(74/261)
الرجاء اعادة رفع هذا الكتاب فتح الجواد بشرح منظومة ابن العماد
ـ[الطيماوي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 05:42 م]ـ
فتح الجواد بشرح منظومة ابن العماد
وهو موجود على مكتبة المصطفى الرجاء تحميله منها واعادة رفعه هنا وبارك الله فيكم
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[29 - 06 - 09, 08:31 م]ـ
الجواب هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1062024
عذراً فقد نسيتُ تنبيهك إلى الموضوع فقد أحسستُ أنك لم تره
ـ[أبو البركات بن أبي عامر]ــــــــ[29 - 06 - 09, 08:36 م]ـ
جزاك الله خيرا أخى مهاجى جمال
ـ[الطيماوي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 09:55 م]ـ
ألا يوجد منه نسخة مصورة للمطبوع سوى المخطوط؟؟؟؟؟
أفيدونامأجورين(74/262)
الكتب المصورة فى المكتبة الشاملة
ـ[أبو البركات بن أبي عامر]ــــــــ[29 - 06 - 09, 06:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فهذا هو قسم الكتب المصورة فى المكتبة الشاملة
يمكنك تحميل كل الكتب المصورة من هنا ( http://www.shamela.ws/index.php?type=1)
و الحمد لله رب العالمين
<! -- / message --><!-- sig -->
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[29 - 06 - 09, 07:22 م]ـ
جزاك الله كل خير ...
من طول الغيبات جاء بالغنايم ... :)
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[29 - 06 - 09, 08:27 م]ـ
جزاك الله كل خير ...
من طول الغيبات جاء بالغنايم ... :)
أضحك الله أسنانكم كلها وبارك فيكم وفي الأخ "أبو البركات بن أبي عامر"
ـ[أبو البركات بن أبي عامر]ــــــــ[30 - 06 - 09, 10:58 ص]ـ
أعتذر على الغياب و لكن أرجو منكم الدعاء و جزاكم الله خيرا على الرد(74/263)
الكواكب النيرات في المنجيات والمهلكات للشيخ عبد الله بن جار الله آل جار الله
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 07:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الكواكب النيرات
في المنجيات والمهلكات
للشيخ عبد الله بن جار الله آل جار الله
صفحة الشيخ في موقع صيد الفوائد
http://saaid.net/Doat/aljarallah/index.htm (http://saaid.net/Doat/aljarallah/index.htm)
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[24 - 07 - 09, 01:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ورحم الله شيخنا عبدالله الجارالله(74/264)
العالم الإسلامي والمكائد الدولية لفتحي يكن كتاب الكتروني رائع
ـ[أحمد أبوالمعاطي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 08:18 م]ـ
العالم الإسلامي والمكائد الدولية لفتحي يكن كتاب الكتروني رائع
http://img263.imageshack.us/img263/6243/get620077ymlhpr1nm5.gif
العَالمُ الإسْلاميّ والمَكائد الدَّوْليّة
خلال القرن الرابع عشر الهجري
الداعية الإسلامي فتحي يكن
الكلام عن المكائد والمؤامرات التي تعرض لها الإسلام كلام طويل وشاق ومتشعب فتاريخ الإسلام حافل بالمواجهات بينه وبين أعدائه والمكيدين له والمتآمرين عليه وفي كل مرة كان الإسلام يخرج منتصرا شامخا
حجم الكتاب 594 كيلوبايت
http://img185.imageshack.us/img185/8906/tajmeel1yh6ps2.gif
http://img13.imageshack.us/img13/8017/81840989.jpg
http://img13.imageshack.us/img13/9805/10440162.jpg
http://img13.imageshack.us/img13/3892/97136984.jpg
روابط التنزيل
http://up.ahlalalm.net/ccfiles/BA692085.rar
أو
من المرفقات
فلنتعاون في الله بنشره على مواقع أخرى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[30 - 06 - 09, 11:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.(74/265)
حمل كتاب: مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين لأبي الحسن الأشعري pdf
ـ[محمد براء]ــــــــ[29 - 06 - 09, 09:38 م]ـ
وجدته في الشبكة:
http://www.4shared.com/file/51199342/8c0d638a/__online.html?s=1
بتحقيق الشيخ محمد محي الدين عبد الحميد
قال شيخ الإسلام في النبوات: " وتأملت ما وجدته في الصفات من المقالات مثل كتاب الملل والنحل للشهرستاني وكتاب مقالات الاسلاميين للأشعري وهو أجمع كتاب رأيته في هذا الفن وقد ذكر فيه ما ذكر أنه مقالة أهل السنة والحديث وأنه يختارها وهي أقرب ما ذكره من المقالات الى السنة والحديث لكن فيه أمور لم يقلها أحد من أهل السنة والحديث ونفس مقالة أهل السنة والحديث لم يكن يعرفها ولا هو خبير بها فالكتب المصنفة في مقالات الطوائف التي صنفها هؤلاء ليس فيها ما جاء به الرسول وما دل عليه القرآن لافي المقالات المجردة ولا في المقالات التي يذكر فيها الأدلة فإن جميع هؤلاء دخلوا في الكلام المذموم الذي عابه السلف وذموه ولكن بعضهم أقرب الى السنة من بعض وقد يكون هذا أقرب في بعض وهذا أقرب في مواضع وهذا لكون أصل اعتمادهم لم يكن على القرآن والحديث بخلاف الفقهاء فإنهم في كثير مما يقولونه إنما يعتمدون على القرآن والحديث فلهذا كانوا أكثر متابعة لكن ما تكلم فيه أولئك أجل ولهذا يعظمون من وجه ويذمون من وجه فإن لهم حسنات وفضائل وسعيا مشكورا وخطأهم بعد الاجتهاد مغفور والأشعري أعلم بمقالات المختلفين من الشهرستاني ولهذا ذكر عشر طوائف وذكر مقالات لم يذكرها الشهرستاني وهو أعلم بمقالات أهل السنة وأقرب اليهم وأوسع علما من الشهرستاني والشهرستاني أعلم باختلاف المختلفين ومقالاتهم من الغزالي ولهذا ذكر لهم في القرآن أربع مقالات وعدد طوائف من أهل القبلة ".
وقد أشار المحقق في مقدمة الكتاب إلى ثناء شيخ الإسلام على الأشعري.
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[30 - 06 - 09, 01:09 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
شكر الله لك أخي في الله:" أبي الحسنات الدمشقي "0على هذا الكتاب القيم00وبارك الله فيك00لقد تم التحميل بنجاح والحمد لله الذي بنعتمه تتم الصالحات
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[30 - 06 - 09, 05:43 ص]ـ
أحسن الله إليكم
روابط أخرى:
http://www.sendspace.com/file/9suojd
أو
http://ifile.it/tdinrg5
أو
http://dl3.gettyfile.ru:8080/34/332854/Ma9alatIslamiyin.rar
أو
http://rapidshare.com/files/250145693/Ma9alatIslamiyin.rar.html
أو
http://www.mediafire.com/?juoyminim5g
أو
http://www.4shared.com/file/114989572/3688f05d/Ma9alatIslamiyin.html
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[30 - 06 - 09, 06:38 ص]ـ
جزيتم من الله بخير ما يجزي به عباده الصالحين
كتاب مقالات الإسلاميين كنز ثمين(74/266)
كتاب الأمل والمأمول؛ للجاحظ (وورد)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[29 - 06 - 09, 09:54 م]ـ
لأول مره:: الأمل والمأمول؛ للجاحظ (وورد)
تأليف: الجاحظ (ت: 255هـ)
قال الأدباء: مؤلفات الجاحظ غداء للعقل!
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[29 - 06 - 09, 09:57 م]ـ
كتاب الأوطان والبلدان؛ للجاحظ (وورد) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=173987)
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[30 - 06 - 09, 08:03 ص]ـ
أخي مصعب: شكر الله مبادرتك
وجزاك الله خيرًا
ـ[أبو البركات بن أبي عامر]ــــــــ[30 - 06 - 09, 10:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الجهد المبارك(74/267)
أريد كتاب إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي
ـ[أبو بلال الفلسطيني]ــــــــ[29 - 06 - 09, 10:49 م]ـ
أريد كتاب (إكمال تهذيب الكمال) للعلامة مغلطاي بصيغة ورد لوسمحتم؟؟
ـ[شتا العربي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 01:34 م]ـ
نفس الطلب لأن الموجود منه بخزانة الكتب هو المجلد الأول والثاني فقط
فالرجاء توفيره بصيغة الشاملة
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
ـ[ابن الهبارية]ــــــــ[06 - 06 - 10, 02:55 م]ـ
الرجاء توفير الكتاب(74/268)
حمل كتاب كتاب البداية والنهاية محقق pdf
ـ[أحمد أبو تسنيم]ــــــــ[29 - 06 - 09, 11:28 م]ـ
كتاب البداية والنهاية
للإمام الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي
701، 774 هـ
تحقيق الدكتور
عبد الله بن عبد المحسن التركي
بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات العربية والإسلامية
بدار هجر
النسخة بي دي إف، مقسمة إلى 21 جزء
http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn00.pdf (http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn00.pdf)
http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn01.pdf (http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn01.pdf)
http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn01p.pdf (http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn01p.pdf)
http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn02.pdf (http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn02.pdf)
http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn03.pdf (http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn03.pdf)
http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn04.pdf (http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn04.pdf)
http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn05.pdf (http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn05.pdf)
http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn06.pdf (http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn06.pdf)
http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn07.pdf (http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn07.pdf)
http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn08.pdf (http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn08.pdf)
http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn09.pdf (http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn09.pdf)
http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn10.pdf (http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn10.pdf)
http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn11.pdf (http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn11.pdf)
http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn12.pdf (http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn12.pdf)
http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn13.pdf (http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn13.pdf)
http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn14.pdf (http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn14.pdf)
http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn15.pdf (http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn15.pdf)
http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn16.pdf (http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn16.pdf)
http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn17.pdf (http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn17.pdf)
http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn18.pdf (http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn18.pdf)
http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn19.pdf (http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn19.pdf)
http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn19p.pdf (http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn19p.pdf)
http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn20.pdf (http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn20.pdf)
http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn21.pdf (http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn21.pdf)
http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn21p.pdf (http://www.archive.org/download/alhelawy07/bn21p.pdf)
منقول
<! -- / message --><!-- sig -->
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[30 - 06 - 09, 07:52 ص]ـ
شكرا لك
وجزاك الله خيرا
وأحسن إليك
وغفر لك ولوالديك
ـ[خالد البعلبكي]ــــــــ[30 - 06 - 09, 09:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو البركات بن أبي عامر]ــــــــ[30 - 06 - 09, 10:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[30 - 06 - 09, 10:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[صهيب عبدالجبار]ــــــــ[01 - 07 - 09, 03:44 م]ـ
أحسن الله إليك وأجزل لك المثوبة.
ـ[محمد سمير]ــــــــ[02 - 07 - 09, 04:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا هل يوجد الكتاب بصيغة وورد او للشاملة؟
ـ[انور عبدالرؤوف]ــــــــ[02 - 07 - 09, 07:10 ص]ـ
أحسن الله إليك وأجزل لك المثوبة.
ـ[ابو ابراهيم السلفي]ــــــــ[04 - 07 - 09, 01:49 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أحمد أبو تسنيم]ــــــــ[06 - 07 - 09, 06:36 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على مروركم الكريم(74/269)