تحميل تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور
ـ[أمة الله بنت عبد الله]ــــــــ[26 - 10 - 04, 02:10 ص]ـ
كتاب تفسير ارجو ان ينفعكم الله به
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 10 - 04, 11:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، وهو موجود هنا في الملتقى،وهو أول من وضعه على الشبكة الأخ الطحان الصغير جزاه الله خيرا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=68279#post68279
ـ[حارث همام]ــــــــ[27 - 10 - 04, 01:27 ص]ـ
الشيخ الفاضل إذا كان ما مع الأخت الكريمة نسخة أخرى فإن حرصنا عليها كحرصنا على الأولى [ولا يملأ فم ابن آدم إلاّ التراب (ابتسامة)].(11/227)
حمل -بإذن الله- مصحف التجويد على مراحل
ـ[لغوي من مصر]ــــــــ[26 - 10 - 04, 03:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد، فهذا مصحف التجويد مقسم إلى ستة عشر جزءا باستخدام برنامج الوينرار، حمله تباعا، ثم عند انتهاء التحميل ضع الأجزاء كلها فى مجلد واحد ثم فك الضغط، وسينتج - إن شاء الله - ملف بصيغة بى دى إف ( pdf) يمكنك بعد ذلك قراءة القرآن من خلال مصحف التجويد الملون.
مع الشكر
01
ـ[لغوي من مصر]ــــــــ[26 - 10 - 04, 03:53 ص]ـ
02
ـ[لغوي من مصر]ــــــــ[26 - 10 - 04, 04:04 ص]ـ
03
ـ[لغوي من مصر]ــــــــ[26 - 10 - 04, 04:16 ص]ـ
04
ـ[لغوي من مصر]ــــــــ[26 - 10 - 04, 04:20 ص]ـ
05
ـ[لغوي من مصر]ــــــــ[26 - 10 - 04, 04:25 ص]ـ
06
ـ[لغوي من مصر]ــــــــ[26 - 10 - 04, 04:29 ص]ـ
07
ـ[لغوي من مصر]ــــــــ[26 - 10 - 04, 04:35 ص]ـ
08
ـ[لغوي من مصر]ــــــــ[26 - 10 - 04, 04:42 ص]ـ
09
ـ[لغوي من مصر]ــــــــ[26 - 10 - 04, 04:46 ص]ـ
10
ـ[لغوي من مصر]ــــــــ[26 - 10 - 04, 04:50 ص]ـ
11
ـ[لغوي من مصر]ــــــــ[26 - 10 - 04, 04:54 ص]ـ
12
ـ[لغوي من مصر]ــــــــ[26 - 10 - 04, 04:55 ص]ـ
13
ـ[لغوي من مصر]ــــــــ[26 - 10 - 04, 05:06 ص]ـ
14
ـ[لغوي من مصر]ــــــــ[26 - 10 - 04, 05:10 ص]ـ
15
ـ[لغوي من مصر]ــــــــ[26 - 10 - 04, 05:15 ص]ـ
16
وهو الملف الأخير.
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[26 - 10 - 04, 06:09 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء الاخ الكريم لغوي من مصر
نعم الهديه فى شهر رمضان شهر القرآن
ـ[لغوي من مصر]ــــــــ[26 - 10 - 04, 04:51 م]ـ
هذا من بعض ما عندكم.
وجزاكم الله أنتم على ما تقدمونه لإخوانكم فى الله، فقد أفدت مما أرفقته لنا (أخى العزيز) من كتب رائعة.
ـ[أبو عمار البنهاوي]ــــــــ[24 - 12 - 04, 02:32 ص]ـ
جزاكم الله كل خير
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[24 - 12 - 04, 03:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الخديوى]ــــــــ[27 - 12 - 04, 04:52 ص]ـ
كيف انشاء ملف بالصيغه التى تحدثت عنها
ـ[الخديوى]ــــــــ[29 - 12 - 04, 11:07 م]ـ
اريد ان يشرح لى بعض من استفاد من مصحف التجويد كيفيه عمله لانى كلما فككت الضغط قال لى ان يجب توافر الكتله ارجو من الله الافاده من محبى الخير(11/228)
تخريج الأحاديث وقعت في شرح التحفة الوردية، للبغدادي
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[26 - 10 - 04, 08:57 ص]ـ
تخريج الأحاديث وقعت في شرح التحفة الوردية
تأليف
عبد القادر البغدادي
قرأة، وقدَّم له
د. عبد الرحمن بن جميل قصاص
مجلة جامعة أم القرى
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 11 - 04, 05:46 م]ـ
السلام عليكم
بوركتم(11/229)
أحاديث أذكار الأذان والإقامة،، جمعاً ودراسة ..
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[26 - 10 - 04, 09:03 ص]ـ
أحاديث أذكار الأذان والإقامة
جمعاً ودراسة
إعداد
د. إبراهيم بن علي بن عبيد العبيد
مجلة جامعة أم القرى
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 11 - 04, 05:45 م]ـ
السلام عليكم
بوركتم
ـ[أبو صالح الطحان]ــــــــ[21 - 11 - 04, 11:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[23 - 11 - 04, 12:44 ص]ـ
وفقك الله.
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[31 - 01 - 05, 01:47 ص]ـ
لا يعمل الرابط!
هل من رابط آخر؟(11/230)
للتحميل كتاب فتح الغفور في وضع الأيدي على الصدور للسندي "ورد"
ـ[مسك]ــــــــ[26 - 10 - 04, 02:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعد هذا الكتاب رداً على أحد الفقهاء في مسألة وضع الأيدي في الصلاة وانها تكون على الصدور وذكر الأدلة على أن الأيدي توضع على الصدر في الصلاة لا تحت السرة.
لتحميل الكتاب أضغط هنا ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31605)
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 11 - 04, 05:44 م]ـ
السلام عليكم
بوركتم(11/231)
أبو بكرة من فضلاء الصحابة - رد على د. محمد الأشقر
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[26 - 10 - 04, 03:26 م]ـ
http://almanhaj.net/article.php?ID=237
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[26 - 10 - 04, 04:45 م]ـ
أبو بكرة من فضلاء الصحابة - رد على د. محمد الأشقر
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون ((آل عمران آية 102)
) يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا (
(النساء آية 1)
) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ((الأحزاب آية 71)
أما بعد،،،
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أيها القارئ الكريم:
هذا رد موجز على بعض ما جاء في مقال الدكتور محمد الأشقر ـ حفظه الله ـ والذي نشر في جريدة الوطن يوم السبت 29/ 5 / 2004 م والذي جرح فيه الشيخ ـ عفا الله عنه ـ عدالة الصحابي أبي بكرة ـ رضي الله عنه، وعد أحاديثه التي رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم موضوعة ومكذوبة لا يصلح الاستدلال بها، وفي هذا كذلك طعن في صحيح البخاري، والتقليل من شأنه، واتهام البخاري بإخراج أحاديث موضوعة ومكذوبة في صحيحة. وردي على فضيلته سيكون في النقاط التالية:
أولا: ترجمة أبي بكرة ـ رضي الله عنه ـ.
ثانيا: ذكر أقوال أهل العلم بعدالة الصحابة.
ثالثا: أقوال أهل العلم في عدالة أبي بكرة وفضله.
رابعا: مراد المحدثين في العدالة الثابتة لجميع الصحابة.
خامسا: قصة أبي بكرة مع المغيرة ـ رضي الله عنهما ـ.
سادسا: حكم قبول شهادة القاذف.
سابعا: تفريق العلماء بين الشهادة والرواية.
ثامنا: سبب امتناع أبي بكرة ـ رضي الله عنه ـ عن التوبة عندما دعاه عمر ـ رضي الله عنه ـ.
تاسعا: مكانة الإمام البخاري عند العلماء.
عاشرا: مكانة صحيح البخاري عند العلماء.
الحادي عشر: الآثار السلبية لهذا المقال.
هذا وأرجو الله تبارك وتعالى أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
والحمد لله رب العالمين،،،
كتبه /
ناظم سلطان المسباح
14 / ربيع الآخر 1425هـ
الموافق 2/ 6 / 2004 م
الكويت
الدكتور محمد الأشقر مكانته عظيمة عند شباب الصحوة في كويتنا ـ حفظها الله تعالى ـ فله فضل ومنة بعد الله تعالى على شباب الكويت، فقد درس وحاضر وأفتى وخدم في الموسوعة الفقهية ... ، فلا ينكر منصف علمه وفضله ومكانته، ولكنه ـ حفظه الله وبارك في علمه ـ لم يكن موفقا فيما كتب في مقاله الموسوم (نظرة في الأدلة الشرعية حول مشاركة المرأة في الوظائف الرئاسية والمجالس النيابية ونحوها) والذي نشر في جريدة الوطن الكويتية يوم السبت بتاريخ 29/ 5 / 2004 م ومما جاء فيه: ( .... ولذلك جلد عمر ـ رضي الله عنه ـ أبا بكرة ثمانين جلدة حد القذف بالزنى. ثم قال له: تب أقبل شهادتك، فأبى أن يتوب وأسقط عمر ـ رضي الله عنه ـ بعد ذلك شهادته، فكان أبو بكرة بعد ذلك إذا استشهد على شيء يأبى أن يشهد، ويقول: إن المؤمنين قد أبطلوا شهادتي.
وقد قال الله تعالى في آية لاحقة: (لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون) (النور 13). أي أنهم في حكم الله تعالى كاذبون لا يثبت بقولهم حق. هكذا حكم الله تعالى على من قذف محصنا، وهذا منطبق على أبي بكرة، فإن الآية تدمغه بالفسق وبالكذب، وهذا يقتضي رد ما رواه عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مما انفرد به كهذا الحديث العجيب " لن يفلح قوم تملكهم امرأة " فينبغي أن يضم هذا الحديث إلى الأحاديث الموضوعة المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/232)
وقال في لقاء آخر مع رئيس تحرير جريدة الوطن نشر يوم الاثنين بتاريخ 31/ 5 / 2004 م ما نصه: (رئيس التحرير: أليس هناك أحاديث أخرى غير حديث أبي بكرة " لا يفلح قوم اسندوا أمرهم إلى امرأة "؟.
د. الأشقر: ليس هناك تحريم للمسألة إلا في هذا الحديث. ومن رواه صحابي جليل لكنه أخطأ. وقد قبل الحديث احتراما له على الرغم من أنه لا يجوز قبول هذا الحديث.
رئيس التحرير: هناك من يسأل هل تسقط بقية الأحاديث التي رواها الصحابي أبو بكرة؟
د. الأشقر: نعم وهي بين 50 إلى 60 حديثا. وليس هناك من هو منزه عن الخطأ حتى البخاري نفسه. إن كتب الحديث ليست قرآنا.
وحول ما كتب سماحته لي بعض التعقيبات:
أولا: ترجمة أبي بكرة رضي الله عنه:ـ
" أبو بكرة " هو نفيع بن الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج بن أبي سلمة، صاحب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قيل له أبو بكرة: لأنه تدلى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببكرة من حصن الطائف، فكني أبا بكرة، وأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ.
روى أبو بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مائة واثنين وثلاثين حديثا، اتفق الشيخان على ثمانية وانفرد البخاري بخمسة ومسلم بحديث كما قال العيني في عمدة القاري.
روى عنه: الحسن البصري وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، والأحنف بن قيس، ومحمد بن سيرين وأبناؤه وغيرهم.
كان مثل النصل في العبادة حتى مات، له عقب كثير لهم وجاهة وسؤدد بالبصرة، اعتزل الفتن في البصرة فلم يقاتل مع أحد الفريقين.
قال البخاري: قال مسدد: مات أبو بكرة والحسن بن علي في سنة واحدة. قال: وقال غيره:مات سنة إحدى وخمسين بعد الحسن.
ثانيا: ذكر أقوال أهل العلم بعدالة عموم الصحابة.
كلام الدكتور محمد في أبي بكرة كلام ليس بصواب، ولم يسبقه إليه أحد ممن يعتد به، فعدالة الصحابة مجمع عليها بين علماء الكتاب والسنة. وهذه أقوال جهابذة أهل العلم فيهم:
قال النووي في التقريب: الصحابة كلهم عدول، من لابس الفتن وغيرهم بإجماع من يعتد به. (تدريب الراوي للسيوطي 2/ 214)
وقال إمام الحرمين: والسبب في عدم الفحص عن عدالتهم: أنهم حملة الشريعة، فلو ثبت توقف في روايتهم لانحصرت الشريعة على عصره صلى الله عليه وسلم، ولما استرسلت سائر الأعصار، وقيل يجب البحث عن عدالتهم مطلقا، وقيل: بعد الفتن. قال المعتزلة: عدول إلا من قاتل عليا، وقيل: إذا انفرد، وقيل إلا المقاتِل والمقاتَل، وهذا كله ليس بصواب، إحسانا للظن بهم وحملا لهم في ذلك على الاجتهاد المأجور فيه كل منهم. (نقله السيوطي في كتاب تدريب الراوي 2/ 214)
وقال القاضي أبو بكر بن العربي في كتابه العواصم من القواصم: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عدول بتعديل الله ورسوله لهم ولا ينتقص أحدا منهم إلا زنديق.
قال ابن الملقن: للصحابة بأسرهم خصيصة، وهي أنه لا يسأل عن عدالة أحد منهم بل ذلك أمر مفروغ منه لكونهم على الإطلاق معدلين بنصوص الكتاب والسنة وإجماع من يعتد به. (المقنع في علوم الحديث 2/ 492 نقلا من كتاب ولاية المرأة في الفقه الإسلامي لحافظ محمد أنور)
وقال ابن كثير كما في الباعث الحثيث (2/ 498): (والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة، لما أثنى الله عليهم في كتابه العزيز، وبما نطقت به السنة النبوية في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعالهم، وما بذلوه من الأموال والأرواح بين يدي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رغبة فيما عند الله من الثواب الجزيل، والجزاء الجميل.
وأما ما شجر بينهم بعده عليه الصلاة والسلام فمنه ما وقع عن غير قصد كيوم الجمل، ومنه ما كان عن اجتهاد كيوم صفين، والاجتهاد يخطئ ويصيب، ولكن صاحبه معذور وإن أخطأ، ومأجور أيضا. وأما المصيب فله أجران.
وكان علي وأصحابه أقرب إلى الحق من معاوية وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين. وقول المعتزلة: الصحابة عدول إلا من قاتل عليا، قول باطل مرذول مردود.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/233)
وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة (1/ 10 ـ 11): " اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ المبتدعة، وقد ذكر الخطيب في الكفاية فصلا نفيسا في ذلك. فقال: عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم واختياره لهم، فمن ذلك قوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) وقوله: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) وقوله: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم) وقوله: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه) وقوله: (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين) وقوله: (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون) إلى قوله: (إنك رؤوف رحيم) في آيات كثيرة يطول ذكرها، وأحاديث شهيرة يكثر تعدادها، وجميع ذلك يقتضي القطع بتعديلهم ولا يحتاج أحد منهم مع تعديل الله له إلى تعديل أحد من الخلق، على أنه لو لم يرد من الله ورسوله فيهم شيء مما ذكرناه لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة، والجهاد ونصرة الإسلام، وبذل المهج، والأموال، وقتل الآباء والأبناء، والمناصحة في الدين وقوة الإيمان واليقين القطع على تعديلهم والاعتقاد لنزاهتهم، وأنهم كافة أفضل من جميع الخالفين بعدهم، والمعدلين الذين يجيئون من بعدهم، هذا مذهب كافة العلماء ومن يعتمد قوله.
ثم روى بسنده إلى أبي زرعة الرازي قال: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول حق، وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة. انتهى
والأحاديث الواردة في تفضيل الصحابة كثيرة.
ثالثا:أ قوال أهل العلم في عدالة أبي بكرة ـ رضي الله عنه ـ
قال علي بن محمد الجزري في كتابه أسد الغابة (4/ 391):
كان أبو بكرة من فضلاء أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصالحيهم، كثير العبادة حتى مات.
وقال الحسن البصري: لم ينزل البصرة من الصحابة ممن سكنها أفضل من عمران بن حصين وأبي بكرة (المصدر السابق)
وقال الحافظ ابن حجر في كتاب الإصابة (10/ 183) عن أبي بكرة ـ رضي الله عنه مشهور بكنيته، وكان من فضلاء الصحابة.
ونقل الحافظ ابن حجر قول العجلي في أبي بكرة أنه كان من خيار الصحابة.
(تهذيب التهذيب ج 10/ 469)
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (3/ 5): (كان من فقهاء الصحابة).
أما رأي الشيخين ـ البخاري ومسلم ـ فمعروف في تعديل أبي بكرة، فقد رويا له في صحيحيهما.
قال العيني في عمدة القاري (7/ 208): (روى له ـ يعني أبا بكرة ـ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة حديث واثنان وثلاثون حديثا اتفقا على ثمانية وانفرد البخاري بخمسة ومسلم بحديث.
وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني: كان رجلا صالحا ورعا، آخى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي برزة. (تهذيب الكمال 18/ 420)
وقال ابن كثير في البداية والنهاية (8/ 57): أبو بكرة صحابي جليل كبير القدر.
وقد أجمعت الأمة على قبول رواية الصحابي الجليل أبي بكرة ونقل الإجماع ابن قدامة وقال: " ولا نعلم خلافا في قبول رواية أبي بكرة مع رد شهادته " (المغني 12/ 87)
وقال ابن القيم: " وقد أجمع المسلمون على قبول رواية أبي بكرة رضي الله عنه "
(إعلام الموقعين 1/ 127)
هذه أقوال جهابذة أهل العلم في أبي بكرة ـ رضي الله عنه ـ وهم أهل الاختصاص بهذا الفن، وبهذا يتضح خطأ د. محمد في حق هذا الصحابي الجليل ـ رضي الله عنه ـ.
رابعا: مراد المحدثين في العدالة الثابتة لجميع الصحابة
قال الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر و محقق كتاب تدريب الراوي (2/ 215) تطلق العدالة بإطلاقات منها:
بمعنى التجنب عن تعمد الكذب في الرواية والانحراف فيها بارتكاب ما يوجب عدم قبولها، فلا يقع من الصحابة ذنب، أو يقع ولا يؤثر في قبول مروياتهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/234)
قال ابن الأنبا ري: المراد من عدالة الصحابة قبول روايتهم من غير تكلف البحث عن أسباب العدالة وطلب التزكية، إلا أن يثبت ارتكاب قادح، ولم يثبت ذلك.
وقال شاه ولي الله الدهلوي: وبالتتبع وجدنا أن جميع الصحابة يعتقدون أن الكذب على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أشد الذنوب ويحترزون عنه غاية الاحتراز.
وقال الآلوسي في الأجوبة العراقية على الأسئلة الإيرانية: أنه ما مات من ابتلي منهم بفسق إلا تائبا عدلا ببركة الصحبة، والآلوسي يفسر بذلك معنى العدالة المرادة للمحدثين. ثم قال: لا يقال: إذا كانت العدالة التي ادعيتموها للصحابة رضي الله عنهم بذلك المعنى يلزم منه التوقف في قبول رواية من وقع منه مفسق إلى أن يعلم أنها بعد التوبة، لأنا نقول بعد الالتزام، بأنه لا بد من أن يتوب ببركة الصحبة التي هي الإكسير الأعظم، لا احتمال، لكون روايته عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كذبا وافتراء عليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأن صحة توبته يقتضي تلافي ذلك بالإخبار عن أمره، فتأمله فإنه دقيق، وعليك برعاية حق الصحبة فهو بالرعاية حقيق. ا. هـ.
وبهذا يتضح أن المراد بالعدالة الثابتة لجميع الصحابة عند المحدثين هي تجنب تعمد الكذب في الرواية والانحراف فيها بارتكاب ما يوجب عدم قبولها فإن الذنب على فرض وقوعه لا يمنع من قبولها، فهم عدول على العموم.
ويشرح معنى عدالتهم محمد أبو شيبة فيقول: ومعنى عدالتهم أنهم لا يتعمدون الكذب على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما اتصفوا به من قوة الإيمان والتزام التقوى وليس معنى عدالتهم أنهم معصومون من المعاصي أو من السهو أو الغلط.
خامسا: قصة أبي بكرة مع المغيرة ـ رضي الله عنهما ـ
الصحابة على جلالة قدرهم، ومكانتهم في الإسلام، والاتفاق على عدالتهم فيما يبلغون من دين الله فهم فيما عدا ذلك بشر غير معصومين يعتريهم ما يعتري البشر من ضعف، وغفلة، فقد يقع أحدهم في الخطأ والزلل وهم محفوظون بحفظ الله لهم وتيسير التوبة لهم وببركة دعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لهم وبما قدموه للإسلام من خدمات جليلة عظيمة وبما لهم من حسنات ومناقب.
روى سليمان بن كثير عن الزهري عن سعيد بن المسيب " أن عمر حيث شهد أبو بكرة ونافع وشبل على المغيرة، وشهد زياد على خلاف شهادتهم، فجلدهم عمر واستتابهم وقال: من رجع منكم عن شهادته قبلت شهادته. فأبى أبو بكرة أن يرجع " أخرجه عمر بن شبة في أخبار البصرة من هذا الوجه، وساق قصة المغيرة هذه من طرق كثيرة محصلها أن المغيرة بن شعبة كان أمير البصرة لعمر، فاتهمه أبو بكرة ـ رضي الله عنه ـ وهو ـ نفيع ـ الثقفي الصحابي المشهور، وكان أبو بكرة ونافع بن الحارث بن كلدة الثقفي وهو معدود في الصحابة وشبل (بكسر المعجمة وسكون الموحدة) ابن معبد بن عتيبة بن الحارث البجلي، وهو معدود في المخضرمين، وزياد بن عبيد الذي كان بعد ذلك يقال له زياد بن أبي سفيان اخوة من أم، أمهم سمية مولاة الحارث بن كلدة، فاجتمعوا جميعا فرأوا المغيرة متبطن المرأة، وكان يقال لها الرقطاء أم جميل بنت عمرو بن الأفقم الهلالية، وزوجها الحجاج بن عتيك بن عوف الجشمي، فرحلوا إلى عمر فشكوه فعزله وولى أبا موسى الأشعري، وأحضر المغيرة فشهد عليه ثلاثة بالزنا، وأما زياد فلم يبت الشهادة وقال رأيت منظرا قبيحا وما ادري أخالطها أم لا؟ فأمر عمر بجلد الثلاثة حد القذف وقال ما قال. واخرج القصة الطبراني في ترجمة شبل بن معبد، والبيهقي من رواية أبي عثمان النهدي أنه شاهد ذلك عند عمر وإسناده صحيح ورواه الحاكم في المستدرك من طريق عبد العزيز بن أبي بكرة مطولا وفيها قال زياد: رأيتهما في لحاف واحد وسمعت نفسا عاليا ولا أدري ما وراء ذلك.
(فتح الباري 5/ 321)
سادسا: حكم قبول شهادة القاذف: ـ
قال سبحانه: (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون، إلا الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا فإن الله غفور رحيم) (النور 4، 5) فباب التوبة مفتوح للناس جميعا من القذف وغيره فمن تاب تاب الله عليه، وتكذيب القاذف نفسه ليس شرطا في قبول توبته. صحيح أن عمر رضي الله عنه ذهب إلى ذلك ولكن خالفه جمع كبير من أهل العلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/235)
قال ابن جرير الطبري في تفسيره (9/ 270): (وقال آخرون توبته من ذلك صلاح حاله وندمه على ما فرط منه من ذلك، والاستغفار منه، وتركه العود في مثل ذلك من الجرم، وذلك قول جماعة من التابعين وغيرهم، وقد ذكرنا بعض قائليه فيما مضى، وهو قول مالك بن أنس، وهذا القول أولى القولين في ذلك بالصواب، لأن الله ـ تعالى ذكره ـ جعل توبة كل ذي ذنب من أهل الإيمان تركه العود منه والندم على ما سلف منه، واستغفار ربه منه فيما كان من ذنب بين العبد وبينه، دونما كان من حقوق عباده ومظالمهم بينهم. والقاذف إذا أقيم عليه فيه الحد، أو عفي عنه فلم يبق عليه إلا توبته من جرمه بينه وبين ربه، فسبيل توبته منه سبيل توبته من سائر أجرامه، فإذا كان الصحيح من القول ما وصفنا فتأويل الكلام: أولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا من جرمهم الذي اجترموه من قذفهم المحصنات من بعد اجترامهموه (فإن الله غفور رحيم) يقول: ساتر على ذنوبهم بعفوه لهم عنها، رحيم بهم بعد التوبة أن يعذبهم عليها، فاقبلوا شهادتهم ولا تسموهم فسقة بل سموهم بأسمائهم التي هي لهم في حال توبتهم) أ. هـ.
وقال القرطبي في تفسيره (12/ 179 ـ 181): " وقال الجمهور: الاستثناء عامل في رد الشهادة، فإذا تاب القاذف قبلت شهادته، وإنما كان ردها لعلة الفسق، فإذا زال بالتوبة قبلت شهادته مطلقا قبل الحد وبعده، وهو قول عامة الفقهاء، وأجمعت الأمة على أن التوبة تمحو الكفر، فيجب أن يكون ما دون ذلك أولى والله اعلم.
وقال الزجاج: وليس القاذف بأشد جرما من الكافر، فحقه إذا تاب وأصلح أن تقبل شهادته. قال: وقوله (أبدا) أي مادام قاذفا، كما يقال لا تقبل شهادة الكافر أبدا، فإن معناه ما دام كافرا. وقال الشعبي للمخالف في هذه المسالة: يقبل الله توبته ولا تقبلون شهادته. وقال مالك ـ رحمه الله تعالى ـ: توبته أن يصلح ويحسن حاله وإن لم يرجع عن قوله بتكذيب نفسه، وحسبه الندم على قذفه والاستغفار منه، وترك العود إلى مثله وهو قول ابن جرير. انتهى كلامه.
فأبو بكرة ـ رضي الله عنه ـ التوبة النصوح حاصلة منه إن شاء الله، وهذا الذي يجب أن يظن به، فهو صاحب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهو حريص على ما يقربه من مولاه سبحانه، ودعوة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حقه مستجابة حين قال له: " زادك الله حرصا ولا تعد " أخرجه أحمد وغيره صحيح الجامع رقم (559) وجلده لا يقدح في قبول روايته، فإنه لم يجلد في جريمة إنما جلد في حد قذف لم يستكمل فيه نصاب الشهادة.
سابعا: تفريق العلماء بين الشهادة والرواية:ـ
فرق العلماء بين الشهادة والرواية، فلا يلزم من عدم قبول شهادة رجل عدم قبول روايته،فالشهادة يطلب فيها مزيد تثبت لا يطلب في الرواية، كالعدد والحرية وغير ذلك. لذلك احتج البخاري ومسلم وغيرهما بحديث أبي بكرة ـ رضي الله عنه ـ مع علمهم بقصة جلده.
ذكر العيني في كتابه عمدة القاري شرح صحيح البخاري (7/ 207) عن الإسماعيلي في كتابه المدخل، إذا لم يثبت هذا كيف رواه البخاري في صحيحه؟ وأجيب بأن الخبر مخالف للشهادة، ولهذا لم يتوقف أحد من أهل المصر عن الرواية عنه، ولاطعن أحد على روايته من هذه الجهة، مع إجماعهم أن لا شهادة لمحدود في قذف غير ثابت، فصار قبول خبره جاريا مجرى الإجماع وفيه ما فيه.
وقال أبو عبد الله الزركشي: " إذا جاء القاذف مجيء الشاهد كما في قصة الذين شهدوا على المغيرة، فإن شهادته ترد دون روايته، بدليل ما تقدم عن عمر في حق أبي بكرة ـ رضي الله عنهما ـ، مع أنه مقبول الرواية بلا تردد، بخلاف من قصد الشتم والقذف، فإن شهادته وخبره وفتياه لا يقبلن حتى يتوب ". (شرح الزركشي على الخرقي 3/ 407)
ثامنا: سبب امتناع أبي بكرة عن التوبة عندما دعاه عمر ـ رضي الله عنه ـ إلى تكذيب نفسه:ـ
امتنع أبو بكرة ـ رضي الله عنه ـ من أن يتوب عندما دعاه عمر ـ رضي الله عنه ـ للتوبة بعد أن جلده للآتي:
1. لم ير أبو بكرة ما يراه عمر ـ رضي الله عنه الله عنه ـ من اشتراط تكذيب القاذف نفسه لقبول توبته وشهادته.
2. أبو بكرة يفرق بين الشاهد والقاذف.
3. يرى أبو بكرة أنه كان صادقا فيما أدلى به من الشهادة فمم يتوب إذ ا؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/236)
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (3/ 7) قال البيهقي: " إن صح هذا، فلأنه امتنع من التوبة من قذفه وأقام على ذلك. قلت: (أي الذهبي) كأنه يقول لم أقذف المغيرة، وإنما أنا شاهد، فجنح إلى الفرق بين القاذف والشاهد، إذ نصاب الشهادة لو تم بالرابع لتعين الرجم ولما سموا قاذفين.
وقال القسطلاني في كتابه إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (6/ 89): وقد سأل ابن المنير فقال: إن كان صادقا في قذفه فمم يتوب إذا؟! وأجاب: بأنه يتوب من الهتك ومن التحدث بما رآه، ويحتمل أن يقال إن المعاين للفاحشة مأمور بأن لا يكشف صاحبها إلا إذا تحقق كمال النصاب معه، فإذا كشف قبل ذلك عصى فيتوب من المعصية في الإعلان لا من الصدق في علمه، وتعقبه في الفتح بأن أبا بكرة لم يكشف حتى تحقق كمال النصاب ومع ذلك أمره عمر بالتوبة لتقبل شهادته قال: ويجاب عن ذلك بأن عمر لعله لم يطلع على ذلك، فأمره بالتوبة، ولذلك لم يقبل منه أبو بكرة ما أمره به لعلمه بصدقه عند نفسه. أ. هـ
4. إقامة الحد على الشهود إذا لم يكتمل النصاب فيه خلاف بين العلماء، ففي المغني لابن قدامة الحنبلي (8/ 202): وذكر أبو الخطاب فيهم روايتين وحكي عن الشافعي فيه قولا ن أحدهما لا حد عليهم لأنهم شهود فلم يجب عليهم الحد كما لو كانوا أربعة أحدهم فاسق. .. الخ.
ولعل أبا بكرة ـ رضي الله عنه ـ يرى هذا لذلك لم يستجب إلى ما دعاه عمر ـ رضي الله عنه ـ من التوبة بتكذيب نفسه. والله أعلم.
تاسعا: مكانة الإمام البخاري عند العلماء:ـ
البخاري هو: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري الجعفي (أبو عبد الله) ولد في بخارى يوم الجمعة في 11 شوال سنة 194 هـ وتوفي ليلة عيد الفطر سنة 256 هـ.
مكانته العلمية عظيمة عند أهل العلم، أقامه المولى عز وجل لحفظ سنة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحباه الله بذاكرة قوية، حتى كان يقال له جبل الحفظ، متمكن متبحر بهذا الفن (علم الحديث)، وهذه طائفة من ثناء العلماء عليه وبيان مكانته ـ رحمه الله ـ:
قال عنه إمام أهل السنة الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ"ما أخرجت خراسان مثل محمد بن إسماعيل يعني البخاري" وقال محمد بن بشار شيخ البخاري ومسلم: " حفاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة الرازي بالري، ومسلم بن الحجاج بنيسابور، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل ببخارى ".
وقال عبد الله بن محمد المسندي: " محمد بن إسماعيل إمام، فمن لم يجعله إماما فاتهمه ".
وقال أبو حامد الأعمش: " رأيت محمد بن إسماعيل البخاري في جنازة، ومحمد بن يحي الذهلي شيخه يسأله عن الأسماء والكنى وعلل الحديث، والبخاري يمر فيها مثل السهم، كأنه يقرأ (قل هو الله أحد) ".
وقال أبو عيسى الترمذي: " لم أر بالعراق ولا بخراسان في معرفة العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بن إسماعيل ".
وقال محمد بن إسحاق بن خزيمة: " ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من محمد بن إسماعيل البخاري ".
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[26 - 10 - 04, 05:00 م]ـ
الشيخ أبو إسحاق الحويني في حوار غير تقليدي مع مجلة الفرقان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23259
... منقول ...
http://www.alheweny.com/index2/modules.php?name=News&file=article&sid=235
عدالة الصحابة
- فوجئنا أخيراً بسلسلة حلقات وردود للشيخ د. محمد سليمان الأشقر على صفحات الجرائد يسقط فيها عدالة الصحابي أبي بكرة ويسقط مروياته، حتى استغل العلمانيون مثل تلك الردود للوقيعة بين الإسلاميين والانتصار لمشاركة المرأة السياسية .. ما تعليقكم على ذلك؟
- بعثتم لي قبل شهرين في مجلة الفرقان مشكورين نص الرد الأول للشيخ د. محمد سليمان الأشقر في هذا الموضوع وأسقط في يدي، ولأول وهلة تصورت أن الشيخ ضعف أحد الرواة وما خطر ببالي قط أن يتعرض لصحابي .. لكن لما وصلني المقال ووجدت أنه رمى الصحابي الجليل أبي بكرة بالفسق والكذب صراحة وأسقط روايته .. عجبت لرجل مثله يشتغل في الفقه ويجهل الفرق بين الرواية والشهادة والفرق بين الشاهد والقاذف وهذه كمانعلم أبجديات لا يسوغ الوقوع فيها، حتى خيل لي بصراحة أن الرجل في عقله شيء .. لأنه لو كان يدري ما يقول لا يمكن أن يقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/237)
مثل هذا الكلام، لأن هذا الكلام مليء بالمخالفات منها:
أولاً: في ذلك مخالفة للأمة جمعاء، ولا يتصور أن يفوت الحق على الأمة كلها، ولا يدركه إلا واحد من المتأخرين جداً .. فهل عندما ننظر اليوم إلى البخاري أو مسلم أو أحمد أو مالك أو غيرهم من الفقهاء يحتجون بلا نكير ولم نسمع أبداً أن أحداً تعرض لعدالة أبي بكرة على وجه الخصوص أو الصحابة عموماً، فيفوت الحق على كل هؤلاء ثم يدركه د. الأشقر.
وهذا رد إجمالي لا يستطيع أحد أن يرده إلا أن يرمي الأمة كلها بأنها تواطأت على مثل هذا، وقد ذكره وللأسف د. الأشقر، وهذا خطير جداً، فهذا رمي للأمة كلها بالكذب، وأنا إحساناً للظن بالدكتور الأشقر، لأنه رجل له تاريخ، درس في الجامعة الإسلامية أول إنشائها وله جهود مشكورة وكتب مفيدة .. وكونه يأتي في آخر عمره ويقول مثل هذا الكلام ويصر مثل هذا الإصرار الغريب الذي لا يستند إلى برهان ولا إلى دليل، أنا عندي أن أتهمه بأنه أصيب في عقله أهون عندي من أن أقول إنه مصر على ما يقول وهو معتقد، لأن هذا برغم مرارته وأنه قد يكون اختلط في آخر عمره، كما كان يحدث لبعض الفضلاء، إلا أنهم كانوا يحجبون ولا يتكلمون حتى لا يضيع تاريخهم، أما ويأتي الأشقر ولا يفرق بين الشهادة والرواية، على الرغم من أن الأصل في الشاهد العدالة حتى تثبت إدانته، والأصل في الراوي أنه متهم حتى تثبت عدالته، ولذلك العلماء لا يقبلون رواية المجهول، ويقبلون جهالة الشاهد والقاضي إذا وقف أمامه شاهد لا يسأله ما الدليل على أنك صادق، ويدل على ذلك كلام عمر بن الخطاب في رسالته الشهيرة في القضاء إلى أبي موسى الأشعري قال له: والمسلمون بعضهم عدول على بعض إلا مجلوداً في حد أو مجرباً عليه شهادة زور.
وهذا وجه من وجوه الفرق بين الشاهد والراوي .. فيأتي على أبي بكرة كشاهد حتى لو أسقطت شهادته، فإنه مات وانتهت قصة الشهادة، وبقيت روايته التي لم يمتر أحد من العلماء فيها ..
والعلمانيون بلاشك هذا توجههم؛ أناس فجرة يكرهون الإسلام والمسلمين، ولكن أن يأتي هذا الكلام الخطير من د، الأشقر سيقولون: هذا سهم رماه الأقربون!!
وصية
- رسالة توجهونها للشيخ الأشقر عبر الفرقان؟
- أنا أوصي د. الأشقر وأنا في سن أبنائه استشعاراً لواجب النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم، أوصيه بتقوى الله عز وجل، وأن لا يختم حياته بهذه السوأة وهذه الوصمة، وأن يستغفر الله عز وجل من هذا ولا تأخذه العزة بالإثم
وأقول للدكتور الأشقر إن الفاضل من فضله أنه ينزل على رأي المفضول وهذا معروف، ولنا في رسول الله أسوة حسنة عندما قال له عمر: أخلّ الناس يعملوا؟ قال: خلهم ياعمر، فنزل الفاضل على رأي المفضول وهذا يدل على فضل الفاضل، ولذلك أقول: أنا طالعت بعض بحوث د. محمد الأشقر وبعض كتبه العلمية وهو رجل جيد ورجل متين في الفقه، ولم أتصور أن يصدر عنه مثل هذا الكلام في عدالة الصحابي، وأحيله بالمناسبة على الكتاب الذي نشره في عدالة الصحابي العلائي -تحقيق منيف الرتبة لمن ثبت له شرف الصحبة- وهو الذي حققه وأخرجه، فأنا أحيله على هذا الكتاب ليعيد النظر فيه مرة أخرى، لأن العلائي أثبت أنه أشرف ما يكون أن يصحب الرجل الرسول صلى الله عليه وسلم.
والدكتور الأشقر رجل أصولي يعلم أنه لا يجوز لأحد أن يخرق الاجماع وما طعن على الصحابة إلا الخارجون على السنة، من الشيعة والمبتدعة بصفة عامة والخوارج بصفة خاصة، أما أهل السنة فهم الذين يذبون عن أعراض الصحابة، فكيف يتورط الدكتور الأشقر في آخر عمره وأراد أن يختم حياته بمثل هذا الذي أنكره عليه أهل العلم جميعاً؟!
وارجو أن يعلم أن هؤلاء العلمانيين لن ينفعوه وأنهم إذا وصفوه بالاجتهاد والرأي الجرئ فلهم ألفاظ معينة يستثيرون بها الشيخ وقولهم فيه له مفعول السحر!!
وأنا أقول له لا تصغ إلى أقوال هؤلاء فإنهم يورطون وهؤلاء لا حمية عندهم وأسأل الله عز وجل أن يراجع د. الأشقر نفسه في هذا الأمر حتى لا يلطخ تاريخه وجهاده طوال هذه السنوات في آخر عمره بمثل هذا القول ...
------------------------------------------------------------
الرجاء من المشرفين بارك الله فيهم نقل الموضوع الى منتدى العلوم الشرعية لتعم الفائده و لنقوم بواجبنا للذب عن الصحابى أبي بكرة رضى الله عنه(11/238)
سؤال؟؟؟؟؟
ـ[هدى]ــــــــ[26 - 10 - 04, 09:33 م]ـ
الإخوة والأخوات الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وانتم بخير، وتقبّل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
هل أجد- بارك الله فيكم- هذه الكتب على الشبكة بصيغة وورد؟؟
- المعجم المفهرس لألفاظ الحديث
- الضعفاء للعقيلي
- التاريخ الكبير للإمام البخاري
- تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف للمزيّ
ـ[ abo-omar] ــــــــ[27 - 10 - 04, 12:14 ص]ـ
السلام عليكم
تقدم إدراج التاريخ الكبير في مكتبة هذا الملتقى العامر إن شاء الله تعالى
على الرابط التالي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16458&page=2)
أما المعجم المفهرس لألفاظ الحديث الشريف، وتحفة الأشراف فليس لها وجود على الشبكة فيما نعلم ... والله تعالى أعلم
ـ[ abo-omar] ــــــــ[27 - 10 - 04, 12:18 ص]ـ
وكتاب الضعفاء للعقيلي في مشاركة لأخينا ابن عبد الوهاب السالمي
وهذا رابط المشاركة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10491&page=2
وهذا رابط تحميل الكتاب:
http://www.almansiuon.com/Data01/LI...faa_al3kily.zip
ـ[هدى]ــــــــ[27 - 10 - 04, 07:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا، وبارك فيك.(11/239)
حمل سؤالات الأثرم للإمام أحمد
ـ[حارث همام]ــــــــ[27 - 10 - 04, 01:02 ص]ـ
وجدت الإخوة في سحاب وفقنا الله وإياهم لهداه قد أضفوه فأحببت أن أتحفكم به
من سؤالات أبي بكر للإمام أحمد ( http://www.sahab.org/books/count.php?book=1008&action=download&goto=files/hadeeth/sahab.net_M7.rar)
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[20 - 04 - 06, 11:46 م]ـ
جزى الله شيخنا أبا عبد الرحمن خيراً
سؤال هل هذه كل السؤالات أم جزء منها كما يفهم من العنوان
ـ[حسام الدين الكيلاني]ــــــــ[21 - 04 - 06, 01:54 ص]ـ
جزاكم الله كل خير ...
ـ[أحمد السيد سعد]ــــــــ[21 - 04 - 06, 04:23 ص]ـ
جزاك الله خير ونفع الله بك وبارك الله فيك
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[21 - 04 - 06, 06:41 ص]ـ
جواباً على سؤالي في المشاركة الثانية فإن هذا هو الجزء المتبقي من الكتاب أما الباقي فمفقود منذ زمن الحافظ ابن حجر رحمه الله
وجدتُ الجواب في صفحة 15 من مقدمة المحقق(11/240)
نقض مطاعن فى القرآن الكريم
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[27 - 10 - 04, 02:34 ص]ـ
نقض مطاعن فى القرآن الكريم
يتضمن تفنيد ما ألقاه الدكتور طه حسين على طلبة كلية الآداب فى الجامعة المصرية
بقلم
محمد أحمد عرفة
وكيل كلية الشريعة الإسلامية
وقف على تصحيحه وعلق عليه بعض الحواشى
السيد محمد رشيد رضا
صاحب المنار
طبعة ثانية 1986
الناشر: مكتبة الزهراء
9 ش عبد العزيز ـ عابدين ـ القاهرة
فهرس
مقدمة
القسم الأول: الطعن على القرآن العظيم فى الجامعة المصرية
تفنيد الطعن الأول
تفنيد الطعن الثانى
تفنيد الطعن الثالث
تفنيد الطعن الرابع
تفنيد الطعن الخامس
القسم الثانى: علاوة: ضراوة الناقد بالطعن فى القرآن
المقال الأول: منهج الدكتور طه حسين العلمى فى البحث
المقال الثانى: طه حسين يسرق طعونه فى القرآن من كتب المبشرين
المقال الثالث: السياسة الإلحادية فى التعليم
المقال الرابع: القرآن الكريم
القسم الثالث: تذييل
المقال الأول: مجانبة بحوث طه حسين للمنطق والتفكير
المقال الثانى: القرن الثانى ليس عصر شك واستهتار
كلمة ختامية فى هذا الكتاب وعلاوته وذيله
للتصفح نقض مطاعن فى القرآن الكريم ( http://arabic.bismikaallahuma.org/naqd-mata3en.htm)
للتحميل نقض مطاعن فى القرآن الكريم ( http://arabic.bismikaallahuma.org/naqd-mata3en.zip)
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[28 - 10 - 04, 05:40 ص]ـ
بارك الله فيك اخى الفاضل د. هشام
يا رب عليك بالعلمانيين انك على كل شيئ قدير
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[28 - 10 - 04, 05:44 ص]ـ
يا رب عليك بالعلمانيين انك على كل شيئ قدير
اللهم امين
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 11 - 04, 06:06 م]ـ
السلام عليكم
بوركتم
ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[20 - 11 - 05, 01:10 م]ـ
للرفع للأهمية 000 لله تعالى
ـ[ف. المهتدي]ــــــــ[24 - 11 - 05, 02:47 م]ـ
الاخوة الاحبة
السلام عليكم
موقعي التصفح و التنزيل لا يعملان فهل من بديل بارك الله فيكم؟؟؟؟
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[24 - 11 - 05, 03:56 م]ـ
السلام عليكم
هذا هو الكتاب اخواني في الله
ـ[ف. المهتدي]ــــــــ[24 - 11 - 05, 08:17 م]ـ
اخي الكريم بلال خنفر
جزاك الله خيرا و زوجك بكرا
شكرا لك(11/241)
موطأ مالك
ـ[أبو أسامة الحنبلي]ــــــــ[27 - 10 - 04, 04:28 ص]ـ
السلام عليكم
ارجو أن تدلون على شروح الموطأ سواء السمعية أو مكتوبة؟؟
وما هو أفضل تحقيق؟؟ وما هي الدار الناشره؟؟
جزاكم الله خيرا(11/242)
حقوق أهل العلم على الأمة،، للشيخ حاتم الشريف
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[27 - 10 - 04, 08:23 ص]ـ
حقوق أهل العلم على الأمة
د. الشريف حاتم بن عارف العوني
18/ 6/1425
04/ 08/2004
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه والتابعين. أما بعد:
فإن الحديث عن حقوق أهل العلم وعن واجب الأمة تجاههم حديثٌ جليل؛ لأنه حديثٌ عن أحد أهمّ الحقوق وأعظم الواجبات، بل هو حديث عن عزّة أمّةٍ ورفعة شأنها، أو عن ذلّتها وهَوَانِ أمرها، بل عن بقائها أو زوالها.
ولكي لا يُظن بهذا الكلام أني أبالغ، فلنأخذ الحديث من آخره، من أن الحديث عن حقوق أهل العلم وعن واجب الأمة تجاههم هو حديثٌ عن بقاء الأمة أو زوالها. فهل يشك عاقلٌ في أنّ العلمَ الصحيحَ هو والحق لفظان مترادفان، فلا يكون العلم علماً صحيحاً إلا وهو حق، وعليه: فالعلم هو الحق، وأما الباطل فإنه هو الجهل، ثم هل يشك عاقلٌ أن الحق هو الثابت الباقي، وأن الباطل هو الزائل الفاني، كما قال تعالى: "وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً" [الإسراء:81]، إذن فالعلم (الذي هو الحق) به يكون الثبات والبقاء، والجهل الذي هو الباطل، به يكون الزوال والفناء، ولا شك أن العلم والجهل وصفان لا قوامَ لهما بذاتهما، إنما قوامهما بمن يتّصف بهما، فلا علم إلا بعالم، كما أنه لا جهل إلا بجاهل، ومعنى ذلك: أنّ العلماء الذين حملوا الحقّ، إذا علّموه ونشروه، فقد علّموا الحق ونشروه، فكان ذلك إشاعةً للحقّ في الأمّة، ذلك الحق الذي هو الثبات والبقاء لها، وأمّا إذا أُضيعَ علمُ العلماء، فاستبدلت الأمةُ الجهل بالعلم، أي الباطل بالحق، فقد قضت على نفسها بالزوال والفناء.
أرأيت؟! كيف كان الحديث عن حقوق أهل العلم على الأُمّة هو حديثنا عن بقائها أو زوالهما؟!.
أما وقد تَبَيَّنْتَ صحّةَ ذلك، فلا حاجةَ بعده إلى أن أبيِّنَ لك أن ذلك الحديث هو حديثٌ أيضًا عن عزّة الأمة ورفعة شأنها، أو عن ذلتها وهوان أمرها؛ لأنّ العزّة والرفعة لا تكون بغير الثبات والبقاء؛ ولأنّ الذلّة والهوان هما الزوال والفناء! أو (إن لم تّعِ ما الذلّ والهوان) فهما سبيلا الزوال والفناء!.
إذن فالحديث عن حقوق أهل العلم على الأمّة هو حديثٌ (في الحقيقة) عن حقوق الأمّة على الأُمّة، فالأمّة بحفظ وأداء حقوق علمائها تقوم بما يحفظ لها بقاءها وثباتها، ويؤدّي عنها واجبَ عزّتها ورفعة شأنها، ونحن عندما نتحدّث عن حقوق العلماء على الأمّة، إنما نتحدّث عمّا يعود بأعظم النفع والخير على الأُمّة نفسها. فليس أداء تلك الحقوق مُكوسًّا وضرائب ينتفع بها العلماء وحدهم، ولا هي تفضُّلٌ وتَبرُّعٌ من الأُمّة لعلمائها، بل هي قواعدُ العز والتمكين للأمّة، وأُسُسُ التقدُّم والرُّقيّ، وأصول الحضارة والعلم، فأوّل منتفعٍ بأداء حقوق العلماء هو المؤدِّي لها، وأوّل خاسر هو المضيّع لها. من هنا كان الحديث عن حقوق أهل العلم حديثاً جليلاً! ومن هنا أيضاً نعلم أنّ الحرص على أداء حقوق أهل العلم ينبغي أن يكون نابعاً من حرص الأمة على بقائها وعزّتها، لا أن يكون نابعاً فقط من الشعور بواجب الشكر لمن أحسنَ إليها (وإن كان هذا حسناً)، ولا أن يكون نابعاً من الاعتراف بالفضل لذوي الفضل (وإن كان هذا جميلاً)، ولا من غير ذلك وحده .. بل لابُدَّ من أن نستشعر ونحن نؤدِّي حقَّ العالم أنّنا بأدائه نؤدِّي حقَّ أنفسنا، وأننا نحن أول من سيجني الفائدة الكبرى من هذا الأداء لحق العالم.
فإذا ما أردنا بعد ذلك أن نذكّر ببعض حقوق أهل العلم، فإنني أبدأ بحقّ يؤسفني أن أبدأ به، وهو أن أول حقّ العالم على أمّتَّه هو حقّ المسلم على المسلم! نعم .. لقد بلغ ببعض الأُمّة، بل ببعض خواصّ الأُمّة، أن ضيّعوا من حقوق العلماء حتى حقَّهم في الأخوّة الإسلاميّة، فظلموهم وخذلوهم وقت حاجتهم إليهم، وأسلموهم إلى أعدائهم، واستباحوا غيبتهم بالشتم والوصف القبيح، وأساؤوا فيهم الظنون!! مع أن أضدادَ ذلك كلّه هو من حقّ المسلم على المسلم!! فأول حق العالم على أُمّته المسلمة أن يُوفُّوه حقَّه الإسلامي العام، وأن يُنزلوه منزلة بقية المسلمين، بل العدل يقول: إن حقَّ العالم من ذلك الحقّ العام أمكن، وإثمَ الإخلال به أكبر، وقُبْحَ التقصير فيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/243)
أشدّ؛ لأن حقَّه لا يقتصر عليه (أولاً)؛ ولأنَّ حاجة الناس إلى القيام به أشد (ثانيًا).
ثم ثاني حقٍّ ينبغي أن يؤدَّى للعالم: أن يُقَرَّ له بالتقدُّمِ والتميُّزِ على غيره من الناس في العلم الذي تقدَّمَ وتميَّزَ به، بل إن هذا الإقرار هو باب الوفاء للعالم بحقِّه، وبغيره لن يُعطى العالمُ شيئًا من حقوقه؛ لأنّ هذا الإقرار يستلزمُ عند كل العقلاء قدرًا من التقديم والتقدير بحسب ذلك التقدُّمِ والتميُّزِ؛ ولأنّ عدم الإقرار به لن يدع للعالم عند الجاحد لتقدّمه وتميُّزه أيَّ داعٍ للتقديم والتقدير.
ولذلك فإنه من الضروري في هذا الباب أن يكون عند الناس إقرارٌ بتقدُّمِ العلماء عليهم وتميُّزِهم عنهم، وإلا فعلينا أن نطوي صفحة الحديث عن حقوق العلماء على أمتهم.
وهذا ينبهنا إلى أنّ السعي إلى تحقيق هذا الإقرار من الأُمّة لعلمائها، والبحث في أسباب تخلُّفِه عند كثيرين منها، والتأمُّلَ في دواعي قصوره عند أكثرها أَوْلى ما يجب التّهمُّمُ به، وهو الخطوة الأولى لأن تعرف الأُمّة حقوق علمائها، لتعرف بعد ذلك سبيلَ بقائها وعزتها ورفعة شأنها.
ولا شك أنه قبل ذكر علاج ظاهرةٍ ما، أنه لابُدّ من معرفة أسبابها، فما هي أسباب هذه الظاهرة؟ وهي عدم الاعتراف لعلماء الشريعة بتقدُّمهم وتَميُّزهم في علم الشريعة.
إن هذا الموضوع لموضوعٌ حقيقٌ بطول النظر والتأمّل، ويستحقّ أخذ آراء العلماء والباحثين فيه؛ لأهمّيته، ولتعدُّد أسبابه وكثرتها في ظنِّي. غير أني أُنبِّه هنا إلى بعض الأسباب، والتي منها: ما هو شخصي نفسي لا يعمُّ كلَّ من اتصف بتلك الظاهرة؛ ومنها ما هو سببٌ عامٌّ يشمل جميع أو غالب المتّصفين بها، فمن تلك الأسباب:
أولاً: الغرور والتعالمُ: وهو داءٌ خطير، يمنع من التعلُّم؛ لأنه يُوهِمُ صاحبَه بأنه ليس في حاجةٍ إلى عِلْم غيره من العلماء، ويكفي هذا الداء سوءًا أنه لا يرضى أحدٌ أن يوصفَ به، ولا الواقع فيه. ولذلك فإن من خطورته أن المصاب به لا يشعر أنه مصابٌ به، وإلا لو شعر بمُصابه به لسعى في الاستشفاء منه. وهذا يعني أن علاج هذا الداء يبدأ بإشعار صاحبه بنقصه وقصوره وقلّة علمه، ولذلك طرائقه التي لا تخفى على الحكيم، والتي تختلف من شخص إلى آخر.
ويكثر هذا الداء في عصرنا بين طبقاتٍ مختلفةٍ من الناس، وأكثرهم ضَراوةً فيه صنفان منهم:
- مُثَقِّفون وعلماء في غير العلوم الشرعيّة: ظنّوا أن علمهم الذي تعلّموه، وذكاءهم الذي قادهم إلى التفوق في علومهم (ربّما) = كافٍ لأن يزاحموا علماء الشريعة علمهم الذي تخصّصوا فيه، ناسين أو متناسين أن الواحد منهم لا يحق له أن يزاحم علماء كل العلوم التي لم يتخصّصوا فيها، فلِمَ جعلوا من علم الشريعة وحده حمىً مستباحاً يَلجُه من شاء متى شاء؟!.
- طلبة العلم الشرعي الذين لم يتأدّبوا بأدب العلم الذي تعلّموا طرفاً منه: وهؤلاء غالباً إنما داؤهم الأكبر هو طلب العلم للدنيا: للمال، أو الجاه، فدواؤهم هو الإخلاص! فإذا أخلصوا في الطلب، ظهرت آثار العلم عليهم، والتي من أبرزها التواضع وهضم النفس. وما أبعد أهل الإخلاص عن الغرور!.
ثانياً: الجهل بحقيقة العلوم الشرعيّة، وأنها علومٌ عميقةٌ في غاية العمق، بل هي أعمق العلوم على الإطلاق، ولذلك اختصَّ اللهُ –تعالى- بها أكمل الخلق وأذكى الناس، وأعقل البشر، وهم أنبياؤه ورُسُلُه، وكان ممّن اختصّه الله –تعالى- بعلوم شرعه خاتمُ رُسله، وإمامُ أنبيائه، وسيدُ ولد آدم: محمدٌ –صلى الله عليه وسلم-، الذي كان أعلمَ الناس بالله تعالى وبأمره – عز وجل-، ومع عظيم علم نبيّنا صلى الله عليه وسلم بشرع ربّه عز وجل، فقد أُمر بالضراعةِ إلى ربّه – سبحانه- أن يزيده منه علماً، فقال تعالى: "وقل ربِّ زدني علماً"! فأي علم أعمق من علم خصَّ الله –تعالى- به مصطفاه من خلقه، فهو صلى الله عليه وسلم أعلم الناس به، ثم مع عظيم علمه به يأمره عز وجل بطلب الزيادة منه!. ومع عُمق علوم الشريعة هذا العمق العظيم نجد الناس متهافتين في الخوض فيها، جهلًا منهم بعمقها. ولذلك فإنك ترى الناس لا يقبلون من غير الطبيب أن يمارس مهنة الطب، ولا يقبلون من غير المهندس أن يمارس مهنة الهندسة؛ لأنّ هذين العلمين عندهم علمان تخصُّصيّان، لا يتقنهما إلا من تخصَّص فيهما، وهكذا بقية العلوم الكونيّة، فإذا جاؤوا للعلوم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/244)
الشرعيّة، سمحوا لأنفسهم أو لغيرهم، ممن لم يتخصّص في دراستها على يدي أهلها، بأن يتكلَّم ويخوض فيها، ونحن نطالب هؤلاء أن يُنصفوا علوم الشريعة، فإن لم يعترفوا لها بأنها أعمق العلوم، مع أن هذا هو الواجب عليهم لو أنصفوا، فلا أقلّ من أن يضعوها في مصافّ التخصُّصات الأخرى، التي يُعترف لها بأنها علومٌ عميقةٌ، لا يُحسنها إلا من أفنى عمره واجتهد في تحصيلها.
ثالثاً: تعمُّد بعض أعداء الإسلام من الكفرة والمنافقين تشويه صورة علماء الشريعة بكل الوسائل المتاحة لهم، في وسائل الإعلام المختلفة، وفي القرارات ذات التأثير. وذلك من خلال سَعْيٍ حثيث منظَّمٍ مدروس من زمن طويل، يتناول سَعْيُهم هذا جوانب مختلفة، من تجفيف منابع العلم الشرعي، وصدِّ الناس عن تعلُّمه، وإضعاف صلة الناس بعلمائه، وانتقاص أقدار حملته بكل مكر ودهاء، فعلى المسلمين أن يعرفوا أعداءهم الحقيقيّين من الكفرة والخونةِ المنافقين، فلا يُمكنّونهم من وسائل إعلامهم، أولا يجعلون وسائلَ إعلامهم وسائلَ مأمونةً للتلقّي والتأثّر، كما أنه لا ينبغي عليهم الرضوخ للقرارات التي يتّخذها أعداؤهم وسيلةً لتحقيق أهدافهم فيهم، بل عليهم فَضْحُ خفايا تلك القرارات لعامّة المسلمين، لكي يقف الجميعُ ضدّها، ولكي لا تطويهم بخُبْثها ومكرها.
رابعاً: قلّةُ عدد علماء الشريعة حقًّا، ممّا تحقّق في المسلمين ما أخبر به النبيُّ – صلى الله عليه وسلم- من أنهم اتخذوا رؤوسًا جُهالًا، فضلّوا وأضلّوا، ولا شك أن هؤلاء الرؤوس الجُهّال الذين يلبسون لباسَ أهل العلم قد أعانوا على أن لا يعرف الناسُ أهلَ العلم حقًّا، وصَدُّوا الناسَ عن علمائهم، ثم هم لجهلهم لا يجد الناسُ لهم مزيّةً يستحقّون بها الإقرار لهم بالعلم والتقدُّمِ فيه، حتى إذا رأى الناسُ عالمًا حقًّا قاسوه على الجاهل، فاختلط الحابل بالنابل، وهذا يُبيِّن عظيمَ حاجةِ الأُمّة إلى أن تعتني بالعلم الشرعي، وبالبقيّة الباقية من علمائه: لكي يكون الرؤوسُ رؤوسًا حقًّا: علماءَ ربّانين. فنحن في هذه الظروف أولى ما نكون إلى نشر العلم الشرعي، وإلى حثّ الناس على تعلّمه، وتهيئ كل السُّبُلِ الميسرة على الناس تحصيله، كما أنه يبيّن أيضًا وجوبَ تصديرهم أهل العلم وإبرازهم للناس، فإن لم يٌصدَّروا فعلى أهل العلم أن يتصدّروا، وأن يدلّوا الناس إلى الهدى والعلم الذي وهبهم الله –تعالى- إيّاه.
إن هذه الأسباب في ظنّي هي أهمّ أسباب ظاهرة عدم أو ضعف اعتراف عامّة المسلمين لعلماء الشريعة بالتقدُّم والتميّز في علم الشريعة، وهي أسبابٌ يُمكن مقاومتها، وقد ذكرت بعضَ وسائل مقاومتها آنفًا في سياق سردها السابق.
فإذا ما أقرَّ الناس للعالم بالتقدّم والتميّز، فلا يحتاج غالبهم حينها إلى تذكيرهم بواجب العالم عليهم، ولن تكون أخطاء آحادهم في التقصير في حق العالم إلا فلتةً غير مقصودة، سُرعان ما يحرص الواحد منهم على استدراكها إذا ما أدرك أنه حاد عن أداء واجبه، حيث إن الإقرار بالتقدّم والتميّز يقتضي الاحترامَ والإجلال، والتأدُّبَ في المقال والفعال، وإحسانَ الظنّ بالعالم، وتَرْكَ جداله ومُمَاراته بغير علم، وكما قال القائل:
وأكثر بَخسًا للفضيلة موقعٌ ... يُجادلُ أهلَ العلم فيه جَهُولُ
هذا حقّ أهل العلم عامّةً، فكيف إذا كانوا علماءَ بالله تعالى وبأمره؟! فهؤلاء هُم أولياء الله الذين من عاداهم فقد آذنَ الله –تعالى- وبارزه بالعداوة والحرب، والذين هم ورثة الأنبياء، وسادة الأُمّة، وأدِلَّاءُ العالمين إلى سعادة الدنيا والآخرة.
هُمُ أنُجُمُ الله في الدنيا إذا طلعوا ... وحُجّةُ الله في الأُخرى إذا نُشِروا
هُمُ زينةُ الناس هُمْ نورُ الوجود هُمُ ... روحُ الحياة هُمُ ريحانُها العَطِرُ
هُمُ أولياءُ النُّهى تحيا العقولُ بهمْ ... كالغيث يَخْضَلُّ من وَسْمِيِّهِ الشجرُ
وإنما هذه الأيامُ مزرعةٌ ... الناسُ غرسٌ لها والعالِمُ الثمرُ
حقوق أهل العلم على الأمة ( http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=4042)(11/245)
ما هي المواقع الإسلامية الموثوقة باللغة الانجليزية؟
ـ[عمر النعيمي]ــــــــ[27 - 10 - 04, 01:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة
أبحث عن مواقع إسلامية باللغة الانجليزية يمكن الرجوع إليها والوثوق بمحتوياتها؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[27 - 10 - 04, 04:09 م]ـ
من أفضل ما رأيت
www.islamway.com
باللغة الانجليزية قسم الأخوات فلهم جهد مشكور في الدعوة بل ومتابعة المدعو بعد إسلامه
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[27 - 10 - 04, 04:44 م]ـ
: IslamWeb
http://www.islamweb.net/ver2/archive/index2.php?vPart=40&startno=1&thelang=E
ـ[ abo-omar] ــــــــ[28 - 10 - 04, 12:32 ص]ـ
موقع الإسلام - تديره شركة حرف للتقنيات
www.al-islam.com
إسلام أون لاين
www.islamonline.net
وعليك بدليل سلطان للمواقع فإنه يشفي ويغني:
http://sultan.org
ـ[هدى]ــــــــ[28 - 10 - 04, 05:08 ص]ـ
www.islamqa.com
http://www.muttaqun.com/
http://www.troid.org
http://www.al-islam.com/
http://www.spubs.com/sps
http://www.salafitalk.net/st
http://www.bakkah.net(11/246)
اريد ان اعمل كتاب الكتروني لشرح زاد المستقنع للشنقيطي فهل من مساعدة وخاصة في كتاب الص
ـ[فيض الخاطر]ــــــــ[27 - 10 - 04, 02:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أحبتي في الله
فالحمد لله الذي انعم علينا ويسر لنا هذه الوسائل وما كنا لها بقادرين
أخوتي في الله انا الآن بصدد عمل كتاب الكتروني لزاد المستقنع بشرح الشيح محمد الامين الشنقيطي وقد أخذت النسخ من موقعه الرسمي ولكن لم اجد كتاب الصلاة في الموقع فهل الشيخ لم يشرحها ام انه شرحها ولم يتكفل الموقع بتحميلها وعلى هالاساس اتمنى من الاخوة مساعدتي ان وجد لديهم اي شرح لكتاب الصلاة من كتاب زاد المستقنع بشرح الشيح الشنقيطي حتى يكون الكتاب الاكروني كامل
اليكم موقع الشيخ
http://www.shankeety.net/fzm.htm
هذا ونتمنى من الجميع التوفيق والسداد
ـ[أبو محمود]ــــــــ[28 - 10 - 04, 10:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أخي الكريم أود أن أنبهك إلى أن شرح زاد المستقنع الذي أشرت إليه والذي أثبت رابطه ليس لفضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله وإنما هو لفضيلة الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله تعالى، فارجو تحرير هذه النسبة لزاماً تحرياً لأمانة ودقة العزو والنقل علماً أن موقع الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي ينبه ويحذر بشدة على هذه المسألة نظراً لتشابه النسبة والأسماء، واخيراً أرجو أن يوفقك الله تعالى لخدمة هذا العلم الشريف
أخوك أبو محمود
ـ[فيض الخاطر]ــــــــ[29 - 10 - 04, 02:28 م]ـ
أخي ابو محمود أشكرك جزيل الشكر على التنبيه
وبارك الله فيك
فعلا هناك تشابه بالاسماء وما كتبته كان قصدي منه هو الشيخ محمد بن محمد المختار
هذا وجزاك الله خيرا وبارك الله فيكم وفي صحبتكم
ـ[ابو طالب]ــــــــ[01 - 11 - 04, 12:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاه والسلام على المبعوث رحمه للعالمين
بارك الله فيك اخي في الله
باب الصلاه موووجوود لدي
اعطني صندوق بريد وباذن المولى ارسلها لك او اي وسيله اخرى(11/247)
أريد نسخة اليكترونية من كتاب الفوائد لابن القيم
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[27 - 10 - 04, 06:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله
أريد نسخة اليكترونية من كتاب الفوائد لابن القيم
وجزاكم الله خيرا
ـ[عيسى الخنبشي]ــــــــ[30 - 10 - 04, 03:27 م]ـ
.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 10 - 04, 03:41 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يمكنك تحميله من هذا الرابط حتى يتم إصلاح الملفات بالملتقى بإذن الله
http://saaid.net/book/open.php?cat=8&book=80
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[31 - 10 - 04, 06:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم عيسى
بارك الله فيكم على رفع الموضوع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
شيخنا الغالي عبد الرحمن
جزاكم الله خيرا(11/248)
للتحميل مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث " ملف ورد "
ـ[مسك]ــــــــ[27 - 10 - 04, 07:14 م]ـ
يعد هذا الكتاب أشهر كتاب في علم مصطلح الحديث على الإطلاق ذكر فيه ابن الصلاح (65) نوعًا من علوم الحديث، وقد قال عنه ابن حجر (فاجتمع في كتابه ما تفرق في غيره فلهذا عكف الناس عليه وساروا بسيره، فلا يحصى كم ناظم له ومختصر، ومستدرك عليه ومقتصر، ومعارض له ومنتصر)
لتحميل الكتاب أضغط هنا ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31633)(11/249)
جوانب من سيرة الإمام عبدالعزيز بن باز
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[28 - 10 - 04, 07:05 ص]ـ
جوانب من سيرة الإمام عبدالعزيز بن باز
المؤلف محمد بن إبراهيم الحمد
http://www.saaid.net/book/4/708.zip(11/250)
الحسابات الجارية (حقيقتها وتكييفها)، للشيخ الشهراني
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[28 - 10 - 04, 07:56 ص]ـ
حمل البحث من هنا على الوورد:
أما مصدر البحث فهو: اضغط هنا ( http://www.almoslim.net/rokn_elmy/show_article_main.cfm?id=533)(11/251)
حمّل مشكل إعراب القرآن لـ ابْنُ ءَاجُرُّومِ كاملاً على ملفات ورد
ـ[مسك]ــــــــ[28 - 10 - 04, 11:32 ص]ـ
مشكل إعراب القرآن الكريم
عبد الله محمد ابْنُ ءَاجُرُّومِ
الكتاب يوظف علم الإعراب في توضيح المعنى الذي تنشده الآيات القرآنية، وبيان ما تقصده من دلالات، وتوضيح معانيه وغريبه، وتركيز العناية على إجلاء معاني كتاب الله. والكتاب يعين في معرفة إعراب القرآن والوقوف على تصرُّف حركاته وسواكنه؛ ليكون بذلك سالما من اللحن فيه، مستعينًا على إحكام اللفظ به، مطلعًا على المعاني التي قد تختلف باختلاف الحركات، متفهمًا لما أراد الله تبارك وتعالى به من عباده؛ إذ بمعرفة حقائق الإعراب تُعرف أكثر المعاني وينجلي الإشكال، وتظهر الفوائد، ويُفْهَم الخطاب، وتصحُّ معرفة حقيقة المراد.
أضغط هنا لتحميل مشكل إعراب القرآن لـ ابْنُ ءَاجُرُّومِ كاملاً ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&postid=195486#post195486)
ـ[مسك]ــــــــ[30 - 10 - 04, 09:34 ص]ـ
للفائدة ..
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[13 - 11 - 04, 02:03 ص]ـ
بوركتم وجزيتم الجنة
ـ[حارث همام]ــــــــ[22 - 11 - 04, 03:41 م]ـ
هل بالإمكان إرفاقه هنا؟ فقد فاتني تنزيله وجزيت خيراً ..(11/252)
تعاون الدعاة وأثرة في المجتمع للشيخ بن عثيمين رحمه الله
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[28 - 10 - 04, 02:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله في كتابه تعاون الدعاة وأثرة في المجتمع
من آداب الدعاة
ومن آداب الدُّعاة التي يجب أن يكونوا عليها هو تعاونهم، تعاونهم فيما بينهم، لا يكن همّ الواحد منهم أن يقبل قوله ويُقدم على غيره، بل يكن همّ الداعية أن تُقبل الدعوة، سواء صدرت منه أو صدرت من غيره، ما دُمتَ تريد أن تعلو كلمة الله، فلا يهمنك أن تكون من قِبَلكِ أو من قِبَلِ غيرك، صحيح أن الإنسان يحب أن يكون الخير على يده، لكن لا يكره أن يكون الخير على يد غيره، بل يجب أن يحب أن تعلو كلمة الله، سواء على يده أو يد غيره، وإذا بنى اتجاهه على هذا؛ فسوف يعاون غيره في الدعوة إلى الله، وإن تقدَّم قَبُول الناس لغيره على قبولهم إياه.
الواجب على الدعاة أن يكونوا يدًا واحدة، يتساعدون، ويتعاونون، ويتشاورون فيما بينهم، وينطلقون انطلاقًا واحدًا، ويقومون لله مثنى وثلاث ورباع {قُلْ إِنَّمَآ أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُواْ لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِكُمْ مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} [سبأ: 46].
وإذا كنَّا نرى أن دعاة الشرّ والسوء يجتمعون ويتحدون ويخططون، فلماذا لا يعمل الدعاة هذا العمل، حتى يرشد بعضهم بعضًا فيما يخطئ فيه الآخر من علم أو وسيلة دعوة أو ما أشبهه ذلك؟! ونحن إذا نظرنا إلى نصوص الكتاب والسنة؛ وجدنا أنَّ الله ـ تعالى ـ وصف المؤمنين بأوصاف تدل على أنهم متحدون متعاونون، قال الله ـ تعالى ـ: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 71].
وقال ـ تعالى ـ: {وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 104، 105].
إنَّ الشيطان يلقي في قلب الداعية شيئًا من كراهة داعية مثله إذا نجح في دعوته، لا يحب أن يكون مثله في نجاح الدعوة، بل يكره أن يتقدم هذا في النجاح، وقبول الناس له، ولهذا قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في تفسير الحسد: إنَّ الحسد أن تكره نعمة الله على غيرك، وإن كان معروفًا عند العلماء أن الحسد تمني زوال النعمة عن الغير، بل نقول: الحسد كراهة نعمة الله تعالى على غيرك، سواء تمنيت زوالها أم لم تتمنَ، فأنت أيها الإنسان يجب عليك أن تعاون أخاك الداعية في دعوته، حتى وإن تقدم عليك ونجح في دعوته، ما دمت تريد أن تكون كلمة الله هي العُليا، واعلموا أيها الإخوة أن دُعاة السوء والشر يحبون أن يتفرق دُعاة الخير؛ لأنهم يعلمون أن اتحادهم وتعاونهم سبب لنجاحهم، وأن تفرقهم سبب لفشلهم، قال الله ـ تعالى ـ: {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46].
ولا ريب أن كل واحدٍ منا معرّض للخطأ، فإذا رأينا من أحدنا خطأً؛ فلنتعاون على إزالة هذا الخطأ بالاتصال به، وبيان هذا الخطأ، وقد يكون الخطأ خطأً في ظننا، ولكنه في الواقع ليس بخطأ، فيبين لنا هذا خطأنا في ظننا أنه خطأ، أما أن نأخذ من خطئه سببًا للقدح فيه، والتنفير عنه، فإن هذا ليس من سمات المؤمنين، فضلاً عن كونه من سمات الدعاة إلى الله عزَّ وجلَّ، ولا أحد يشك أننا في هذه السنوات القريبة بدأ الشباب ـ ولله الحمد ـ ينطلق منطلقًا سليمًا للدعوة إلى الله عزَّ وجلَّ، ولكن حصل فيه شيءٌ من الخطأ، في أنَّ بعض الشباب الآن صار ينطلق من منطلق وحده، ولا يبالي برأي غيره، بل هو معجبٌ بما عنده من العلم والفكر، وإن كان على جانب كبير من الجهل بعلمه، والخطأ في فكره، فتجده يحتقر غيره، ولا ينصاع لما معه من الحق،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/253)
حتى لو ذُكر له إمامٌ من أئمة المسلمين المشهود لهم بالعلم والدين والأمانة، قال: ومن هذا، أليس رجلاً وأنا رجل؟! مع العلم بأن ما ذهب إليه مما ادَّعى أنه من رجولته مبني على قلة البصيرة والعلم، فتجده لا يجمع بين أطراف الأدلة مثلاً: يأخذ بدليل، ولا سيما إذا كان هذا الدليل يدل على حكم غريب، يأخذ به، ويدع ما سواه، ولا يرعوي أو ينصاع إذا قيل له فكّر في الأمر، انظر في الأدلة، انظر إلى خلاف جمهور العلماء مثلاً، ولكنه لا يفكّر، وهو أيضًا يعامل إخوانه الدعاة هذه المعاملة، يجد أن غيره إذا خالفه، فهو على باطل، وهو الذي على الحق، كأنما يوحى إليه.
ولا شكَّ أن هذا المنهج منهجٌ غير سديد، فلا يجوز للإنسان أن يعتقد خطأ غيره، وأنَّ الصواب معه في أمورٍ تقبل الاجتهاد؛ لأنه إذا اعتقد ذلك فكأنما تنصّب منصب النبوة والرسالة والعصمة، فالخطأ جائز على غيرك، هو جائز عليك، والصواب الذي تدّعيه لنفسك يدّعيه غيرك، وقد يكون الصواب مع غيرك، والخطأ معك، ومن ثَمَّ صار بعض الشباب الان ينتمي إلى طائفةٍ معيَّنة، أو إلى عالمٍ معيّن ينتصر له، ويأخذ بقوله، سواء كان صوابًا أم خطأً، وهذا في الواقع مما يشتت الأمة، ويضعف العزيمة، ويجعل هؤلاء الشباب المقبل على الله محلّ هزء وسخرية لأهل الشر والسوء.
فالواجب علينا أن نكون كما أمر الله، بل أن نكون كما وصفنا الله {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} وأن تكون كلمتنا واحدة، ولست أقول: إنه يجب أن يكون قولنا واحدًا بمعنى ألاَّ يقع بيننا خلاف فيما يسوغ فيه الخلاف؛ لأن هذا أمرٌ لا يمكن، لكن أقول: إنه إذا وقع بيننا خلافٌ فيما يسوغ فيه الخلاف، يجب ألاَّ يؤدي هنا إلى اختلاف القلوب، بل تكون القلوب واحدة، والموالاة بيننا قائمة، والمحبة ثابتة، ولو اختلفنا فيما يسوغ فيه الاجتهاد.
وأضرب لهذا مثلاً، في مسألة تعتبر يسيرة بالنسبة للمهمات من الإسلام، كمسألة الجلوس في الصلاة عند القيام إلى الركعة الثانية، أو القيام إلى الركعة الرابعة، فإنَّ من أهل العلم من يرى أنه سنة، ومن العلماء من يرى أنه ليس بسنة، ومن العلماء من يفصّل، والخلاف في هذا مشهور، لكن إذا كان صاحبي ومشاركي في الدعوة، إذا كان يرى أن الجلوس سنة، وأنا لا أرى أنَّه سنة، وجلس ولم أجلس أنا، فهل يسوغ لنا أن نجعل من هذا الخلاف سببًا لكراهة بعضنا بعضًا؟! أو للتشهير أو للتشنيع؟ لا والله لا يسوغ، وإذا كان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ اختلفوا في أمرٍ أكبر من هذا، وأهمّ وأعظم، ولم ينفّر بعضهم عن بعض، ولم يكره بعضهم بعضًا .. فما بالنا نحن، يكره بعضنا بعضًا من أجل هذه المسائل اليسيرة، بالنسبة لما هو أهمّ منها في الدين، ألم يعلم الكثير منَّا أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم لما رجع من غزوة الأحزاب، وجاءه جبريل، وأمره أن يخرج إلى بني قريظة، لنقضهم العهد، ندب أصحابه صلى الله عليه وسلّم إلى الخروج إلى بني قريظة، وقال: «لا يصلينَّ أحدٌ العصر إلاَّ في بني قريظة (1)» فخرجوا من المدينة، فأدركتهم الصلاة، فمنهم من قال: لا نصلي إلاَّ في بني قريظة، وأخّروا الصلاة حتى خرج الوقت، ومنهم من قال: نصلي العصر في وقتها، وإن لم نصل إلى بني قريظة، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلّم، فلم يُعنف أحدًا من الطائفتين، وهم بأنفسهم لم يكن في قلوب بعضهم على بعض شيءٌ من الكراهة أو العداوة مع أنَّ الخلاف هذا أشدّ من الاختلاف في الجلوس، عند القيام للركعة الثانية أو الرابعة، يعني هذا خلاف في إخراج الصلاة عن وقتها، أو الصلاة في وقتها، فالذي أرجوه من إخوتي الدعاة ألاَّ يجعلوا هذه الأمور التي يقع فيها الاختلاف السائغ الذي يُسوِّغه الاجتهاد، ألاَّ يجعلوها سببًا للفرقة والتحزب وتضليل بعضهم بعضًا؛ لأن ذلك مما يضعف منصبهم أمام أعدائهم، وأنتم تعلمون أن هناك أعداءً يتربصون الدوائر بالدعاة إلى الخير، ولكن من كان الله معه؛ فله العاقبة، وهو المنصور في الدنيا والاخرة، كما قال الله ـ تعالى ـ: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} [غافر: 51].
أسأل الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يجعلني وإياكم من أنصار دينه، والدعاة إليه على بصيرة، وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب، وأسأل الله ـ تعالى ـ أن يجزي إخواننا الذين هيئوا لنا هذا اللقاء، أن يجزيهم خيرًا، وأن يجعلهم ـ دائمًا ـ من هداة الخير.
(1) رواه البخاري، كتاب صلاة الخوف، باب صلاة الطالب والمطلوب راكبًا وإيماءً، رقم (649).(11/254)
افتتاح موقع جديد لخدمة السنة [يجمع السنة من 1082 مصدرًا منها 341 مخطوطًا حديثيًا]
ـ[المهندي]ــــــــ[30 - 10 - 04, 02:08 ص]ـ
إخواني الكرام وفقهم الله تعالى
تم افتتاح موقع شركة أفق للبرمجيات لخدمة السنة النبوية المطهرة، ويهدف الموقع إلى عرض برنامج جوامع الكلم وهو الإنجاز الأول للشركة، والذي يعد أضخم برنامج يجمع السنة من 1082 مصدرًا
منها 341 مخطوطًا حديثيًا يحقق لأول مرة، مع خدمات حديثية متكاملة، وغير مسبوقة في تصميم بديع وسهل.
وبالموقع خدمات أخرى كثيرة لطلاب العلم، فنسأل الله تعالى أن يكون هذا الموقع من دروع الدفاع عن السنة
ويسر شركة أفق دعوتكم لزيارة موقعها، والمشاركة، وتقديم ما ترونه من ملاحظات نافعة بإذن الله تعالى، يسر الله تعالى الأمور، وأعاننا على البر والتقوى.
رابط الموقع
http://offok.com
منقول(11/255)
حمل كتاب "القول الصريح عن حقيقة الضريح" لبيان حقيقة أشهر أضرحة آل البيت في مصر
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[30 - 10 - 04, 07:40 ص]ـ
حمل كتاب "القول الصريح عن حقيقة الضريح" لبيان حقيقة أشهر أضرحة آل البيت في مصر لمحمود المراكبي
http://offok.com/offuk/browse_dree7.htm(11/256)
حمل كتاب "موسى و الخضر علما الظاهر و الباطن" لمحمود المراكبي
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[30 - 10 - 04, 07:44 ص]ـ
حمل كتاب "موسى و الخضر علما الظاهر و الباطن" لمحمود المراكبي
http://offok.com/offuk/browse_mossa.htm
ـ[فوزان مطلق النجدي]ــــــــ[29 - 11 - 08, 12:31 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد الله السني]ــــــــ[29 - 11 - 08, 01:17 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[29 - 11 - 08, 05:09 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه المشاركة النافعة المفيدة.
ـ[منير الجزائري]ــــــــ[02 - 12 - 08, 02:53 ص]ـ
بارك الله فيكم وفي جهودكم
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[02 - 12 - 08, 06:57 ص]ـ
جزاك الله خيرا(11/257)
حمل كتاب "أحسن القصص الكريم بن الكرام" لمحمود المراكبي
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[30 - 10 - 04, 07:48 ص]ـ
حمل كتاب "أحسن القصص الكريم بن الكرام" لمحمود المراكبي
http://offok.com/offuk/browse_yossif.htm(11/258)
حمل كتاب "جذور الشيعة و جيش المهدى" لمحمود المراكبي
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[30 - 10 - 04, 07:57 ص]ـ
حمل كتاب "جذور الشيعة و جيش المهدى" لمحمود المراكبي
http://offok.com/offuk/browse_shee3a.htm
ـ[مريم محمد حسن]ــــــــ[30 - 10 - 04, 02:58 م]ـ
أخي الكريم طويلب العلم والصغير
أعلى الله قدرك يوم تلقاه
هكذا يجب أن نكون، دفاعا عن الإسلام العظيم، وعن أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، بفضح وبيان هذه الضلالات والفتن، ولم أجد في حياتي أخطر على الإسلام من الشيعة الروافض، ثم وليدها الأعمى الذي نبع من رحمها النجس، وهو التصوف.
فلنبين للناس هذه المفاسد لأن كثيرا من الذين يتصدون للفتوى، في مصر وغيرها، يخدعون الناس ببيان أن الشيعة مذهب من مذاهب المسلمين.
وما علموا أنها فرخٌ من سلالة اليهود
رضي الله وبارك على أصحاب محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، صغيرهم وكبيرهم.
وبارك الله فيك.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 11 - 04, 05:59 م]ـ
السلام عليكم
بوركتم
ـ[سائل]ــــــــ[09 - 08 - 05, 08:36 ص]ـ
بارك الله فيك .. استفدت من الرابط كثيراً .. وعندي طلب:
بأن تترجم لنا عن الشيخ محمد المراكبي
ـ[سائل]ــــــــ[09 - 08 - 05, 08:44 ص]ـ
الاسم: محمود عوض محمود محمد المراكبي
• اسم الشهرة: محمود المراكبي
• مواليد 9/ 2/1945 في القاهرة، متزوج وله 6 أولاد.
• البريد الإلكتروني: M_Marakby@OFFOK.COM .
• هاتف: 0106357900 - فاكس: 6339933
• المؤهل: بكالوريوس هندسة جامعة عين شمس - قسم قوى كهربائية - سنة 1966 بتقدير عام جيد جدا, وتقدير مشروع التخرج: امتياز.
من أبرز رواد تصميم وإدارة البرمجيات الإسلامية على مستوى العالم.
سادسا: اسهامات في مجال الدعوة اعلى الصفحة
أثناء طلب صاحب السيرة للعلم، تبين له انتشار مجموعة من الأفكار والمعتقدات البعيدة كل البعد عن الكتاب والسنة، ومن ذلك التصوف المنتشر في جمهورية مصر العربية، وغيرها من البلدان الإسلامية، فقام بكتابة مجموعة من الكتب التي تهدف إلى تصحيح مفاهيم الفكر الباطني، وبيان فساد الصوفية، وعرض مفاهيمها في ضوء الكتاب والسنة، حتى أن جماعة أنصار السنة طلبت من صاحب السيرة أن يكتب مقالات شهرية في مجلة التوحيد، وقد ساهمت هذه المقالات في ابتعاد عدد من الصوفية عن اتباع المشايخ والابتعاد عن الأضرحة، وتعرض القائمة التالية مؤلفات صاحب السيرة وهي:-
• أحكام تلاوة القرآن الكريم (منشور - نفذت الطبعة الأولى)
• القول المبين لنفع السالكين (منشور - نفذت الطبعة الأولى)
• (موسى والخضر علما الظاهر والباطن) (الطبعة الثانية) ; تصفح الكتاب
• ظاهر الدين وباطنه 1995
• (تسرب الفكر الباطني إلى الشرائع السماوية; 1995
• (جذور الشيعة وجيش المهدي; (الطبعة الأولى) ; تصفح الكتاب
• (عقائد الصوفية في ضوء الكتاب والسنة) نفذت منه 40 ألف نسخة منذ نشره عام 1995 ; تصفح الكتاب
• (القول الصريح عن حقيقة الضريح)، لبيان حقيقة أشهر أضرحة آل البيت في مصر الطبعة الأولى ; تصفح الكتاب
• (السلوك القويم على الصراط المستقيم) (الطبعة الأولى) ; تصفح الكتاب
• (أمير المؤمنين عمر بن الخطاب): "العدل، الدولة، الحضارة. (الطبعة الأولى) ; تصفح الكتاب
• (أحسن القصص الكريم ابن الكرام) (الطبعة الأولى) ; تصفح الكتاب
• (تهذيب الداء والدواء لابن القيم) (الطبعة الأولى) ; تصفح الكتاب
• تهذيب صفة الصفوة لابن الجوزي (تحت الطبع) تصفح الكتاب
والكتابان الأخيرين يمثلان اهتمام صاحب السيرة بتهذيب مؤلفات السلف الصالح، وتقديمها بصورة أيسر.(11/259)
حمل كتاب "عقائد الصوفية فى ضوء الكتاب و السنة" لمحمود المراكبي
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[30 - 10 - 04, 08:01 ص]ـ
حمل كتاب "عقائد الصوفية فى ضوء الكتاب و السنة" لمحمود المراكبي
http://offok.com/offuk/browse_3ka2edsofea.htm
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[20 - 08 - 05, 02:53 م]ـ
بورك فيك.
ـ[أبو عمر]ــــــــ[21 - 08 - 05, 01:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا كثيرا طيبا مباركا فيه
ـ[أبو بكر السلفي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 03:14 ص]ـ
جزاك الله تعالى خيرًا أخي الكريم، فكتابات الشيخ محمود المراكبي حفظه الله تعالى في الصوفية عمومًا والمعاصرين من الصوفية بذات الخصوص قد شفت وكفت. فبارك الله فيه وفيك.
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[21 - 05 - 07, 10:58 م]ـ
والله انه لشيخ رائع
وقد تاب من التصوف بعد ان مضى 14 عاما شيخا طريقة فى القاهرة
والحمد لله
ـ[أبوحبيبة الله]ــــــــ[05 - 10 - 09, 01:57 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك عنا خير الجزاء
ـ[هشام جبر]ــــــــ[06 - 10 - 09, 11:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا دكتور هشام ..... وكم كنت أتمنى لقاءك ولكن قدر الله وما شاء فعل .. ولعلنا نتقابل في معرض القاهرة الدولي للكتاب في شهر يناير القادم إن يسر الله
ـ[باجي عبد القادر]ــــــــ[17 - 08 - 10, 11:30 م]ـ
جبر الله كسرك يا دكتور هشام، وهشم أدواءك وأعداءك، وجعل الفردوس الأعلى جزاءك. آمين
ـ[مشرف الشهري]ــــــــ[18 - 08 - 10, 12:28 ص]ـ
وهنا بعد أن ضممت أجزاءه في ملف واحد وفهرسته
http://www.mediafire.com/?ehdhff8kni1aff0(11/260)
حمل كتاب "أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: العدل، الدولة، الحضارة" لمحمود المراكبي
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[30 - 10 - 04, 08:06 ص]ـ
حمل كتاب "أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: العدل، الدولة، الحضارة" لمحمود المراكبي
http://offok.com/offuk/browse_ommar.htm
ـ[شفاء العليل]ــــــــ[29 - 04 - 08, 10:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[30 - 04 - 08, 05:27 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد الله المعتصم]ــــــــ[30 - 04 - 08, 02:57 م]ـ
بارك الله فيك(11/261)
حمل كتاب "السلوك القويم على الصراط المستقيم" لمحمود المراكبي
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[30 - 10 - 04, 08:13 ص]ـ
حمل كتاب "السلوك القويم على الصراط المستقيم" لمحمود المراكبي
http://offok.com/offuk/browse_slook.htm(11/262)
حمّل كتاب فتوح الشام للواقدي " ورد "
ـ[مسك]ــــــــ[30 - 10 - 04, 05:06 م]ـ
يعد الكتاب من أهم الكتب في ذكر تواريخ الشام وذكر معاركها ويتكون الكتاب من جزأين بدأ في الجزء الأول بذكر وصية للجند وذكر المعارك، وفي الجزء الثاني ذكر الفتوحات التي تمت في بلاد الشام.
للتحميل أضغط هنا ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31705)(11/263)
حمل المعلقات العشر مع التعريف بها
ـ[مسك]ــــــــ[31 - 10 - 04, 07:51 ص]ـ
قصائد جاهليّة بلغ عددها السبع أو العشر ـ على قول ـ برزت فيها خصائص الشعر الجاهلي بوضوح، حتّى عدّت أفضل ما بلغنا عن الجاهليّين من آثار أدبية , سميت بالقصائد المذهبات والمعلقات والقصائد الطوال وكتبت بماء الذهب وعلقت على جدران الكعبة
المعلقات العشر إضافة إلى بحث كامل للمعلقات والتعريف بها. zip (http://http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&postid=195788#post195788)
ـ[مسك]ــــــــ[31 - 10 - 04, 02:48 م]ـ
الرابط:
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31716
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 11 - 04, 05:58 م]ـ
السلام عليكم
بوركتم
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[15 - 11 - 04, 09:29 ص]ـ
للفائدة
فقد قام شيخنا الحبيب
محمد علي طه الدرة
حفظه الله تعالى
وعافاه
ونفع به المسلمين
بإعرابها
في كتابه
فتح الكبير المتعال إعراب المعلقات العشر الطوال(11/264)
بحوث قيِّمة من مجلة الجامعة الإسلامية بغزة ..
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[31 - 10 - 04, 09:09 ص]ـ
بحوث قيِّمة من مجلة الجامعة الإسلامية بغزة ..
ويُحتاج لفتحها ـ بعد فتح الضغط ـ برنامج اكروبات، لأنها بامتداد pdf
* الإمام اليونيني وجهوده في حفظ صحيح الإمام البخاري وتحقيق رواياته.
* الحديث المنكر عند الإمام أبي حاتم الرازي دراسة تطبيقية من خلال كتاب العلل لابنه.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[31 - 10 - 04, 10:16 ص]ـ
صحيح الإمام مسلم - أسانيده ونسخه ومخطوطاته وطبعاته ( http://www.ahlalhdeeth.com/kalel/shih_moslm.zip)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[01 - 11 - 04, 08:33 ص]ـ
* النقاد المتشددون في الجرح والتعديل – دراسة تطبيقية.
* حصين بن عبد الرحمن السُلمى ورواياته في الصحيحين.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[02 - 11 - 04, 10:51 م]ـ
* تعبير الصحابي بصيغ الزمن الماضي بين الرفع والوقف.
* لين الحديث عند ابن حجر في التقريب دراسة تطبيقية على صحيح مسلم.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[27 - 01 - 05, 04:50 ص]ـ
* رواية العلاء بن عبد الرحمن في صحيح مسلم.
* حكم قراءة الحائض للقرآن الكريم.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[27 - 01 - 05, 09:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سبقتني إليها أخي خليل كنت على وشك وضع هذه البحوث, ولكني أردت وضعها على هيئة ملفات وورد.
وبالنية نؤجر بإذن الله.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[عصمت الله]ــــــــ[27 - 01 - 05, 09:47 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
لك أجر النية إن شاء الله تعالى
و لكن ما زلنا نفضل ملفات الوورد فإذا كانت عندك لا عليك أن تنزلها لأمثالي و لك ضعف الأجر
بارك الله فيكما
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[27 - 01 - 05, 02:47 م]ـ
أخونا الفاضل الشيخ خليل جزاكم الله خيرا ... أخونا الفاضل أبو الزهراء الشافعي لو تكرمتم بوضعها على ملفات وورد ستكمل الفائدة بهذه البحوث إن شاء الله ولكم جميعا جزيل الشكر
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[19 - 02 - 05, 02:06 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
* نفي النقاد سماع الرواة من الشيوخ _ دراسة تطبيقية على أسانيد في صحيح الإمام البخاري.
* أثر العوائد المادية لحق التأليف والإنتاج الفكري-دراسة تطبيقية على المدرسين في الجامعة الإسلامية بغزة.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[10 - 03 - 05, 01:04 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[12 - 11 - 05, 04:32 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[محمد الاثري]ــــــــ[15 - 11 - 05, 01:52 ص]ـ
< head>
****** http-*****="*******-********" *******="en-us">
</head>
<p class="MsoNormal" dir="RTL"><b>
<span lang="AR-SA" style="font-size:20.0pt;
font-family:"Diwani Bent";color:red"> مشكور اخي على هذا التواصل </ span>
</b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL"> </p>
ـ[القعقاع محمد]ــــــــ[01 - 12 - 05, 01:23 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[محمد أفندي]ــــــــ[01 - 12 - 05, 04:40 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[ابو صفوان عبد العزيز البيضاوي]ــــــــ[15 - 07 - 07, 01:12 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[احمد الفاضل]ــــــــ[15 - 07 - 07, 01:51 ص]ـ
جزاكم الله خيرا .. وجعله الله في ميزان حسناتكم
ـ[محمد الجيزي]ــــــــ[15 - 07 - 07, 06:57 ص]ـ
بارك الله فيكم(11/265)
مشروع تحويل مليون كتاب منشور إلى كتب رقمية - الا نحول نحن 1000 كتاب اسلامى!
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[31 - 10 - 04, 12:41 م]ـ
مشروع المليون كتاب ... منقول ...
بالرغم من حداثة تأسيس المعهد الدولي للدراسات المعلوماتية ISIS ، إلا أنه يقوم بعدة مشروعات رقمية في طريقها للاستكمال.
يعتبر مشروع المليون كتاب هو أحد تلك المشروعات،فهو يمثل شراكة بين مكتبة الإسكندرية، وما يزيد عن عشرين مؤسسة دولية بين جامعات ومؤسسات معلوماتية وشركات تنموية من الولايات المتحدة، والصين، والهند.
يحقق هذا المشروع أحد الأهداف الهامة لمكتبة الإسكندرية، والمُتمثلة في استعمال التقنية الرقمية لجعل إبداع الفكر الإنساني في متناول ملايين من الأشخاص في العالم بشكل مُستدام.
ومن خلال عناصره المتعددة، يستطيع هذا المشروع أن يُتيح القراءة المجانية لمليون نسخة من الكتب البحثية متاحة عبر شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت).
ومن خلال هذا المشروع ستتمكن مكتبة الإسكندرية من تحقيق هدفها بأن تصبح مكتبة رقمية علمية قادرة على إفادة المجتمع الدولي من خلال إتاحة مقدار ضخم من المعرفة.
إن أحد الأنشطة الرئيسية هي التعاون والعمل مع مختلف المكتبات، والجامعات، والمؤسسات التعليمية حول العالم التي يمكنها أن تتبنى هذا النموذج والتبرع ببعض من مجموعاتها إما في هيئتها الرقمية، أو من خلال إرسالها لرقمنتها، ثم استعادتها مرة أخرى. تتضمن هذه المجموعات كتباً وصحفاً، ومقالات، وغيرها من الأبحاث، والتقارير.
وفيما يخص هدف المكتبة، على المدى الطويل، فإن مشروع المليون كتاب يطمح إلى تحويل جميع الكتب المنشورة إلى كتب رقمية، على أن يستهدف المشروع، على المدى القصير، مليون كتاب تُحول إلى كتب رقمية (تمثل هذه الكمية من الكتب 1% من كافة الكتب المنشورة بمختلف اللغات حتى عام 2005.)
بدأت فكرة المشروع في جامعة كارنيجي ميلون بالولايات المتحدة الأمريكية. وقد شارفت الجامعة على الانتهاء من أهدافها قصيرة المدى لرقمنة مليون كتاب من مختلف أنحاء العالم. تم ذلك من خلال تقسيم العمل على عدد من المراكز المتفرقة على عدة دول حول العالم. ومن ثم، يتم تحقيق مشروع المليون كتاب بكل من هذه المراكز عن طريق تبادل الأجزاء التي قام كل من الأطراف بالعمل لرقمنتها. لا تتيح هذه الطريقة تبادل وتقاسم موارد الدول المختلفة وتقسيم العمل بينها فحسب، بل إنها تتميز بخاصية احتفاظ كل طرف من الأطراف بحق الإشراف على واجهة موقع مشروع المليون كتاب لتداولها محلياً وذلك لضمان سهولة وسرعة الوصول إليها، وكذلك مصداقيتها وإتاحتها.
يتضمن هذا المشروع عملية طويلة، ومُعقدة في تحديد، واختيار الكتب التي سيتم نقلها بالماسح الضوئي. كما أن اختيار هذه الكتب يتم حسب معيار دقيق. تشمل المجموعة المُختارة الكتب النادرة التي نفدت طبعاتها، أو تلك التي ليس لها حقوق نشر، أو المستندات الحكومية. كما تشمل كتب الأطفال، والرسائل العلمية الجامعية. يلي مرحلة الاختيار عملية المسح الضوئي الفعلي، والمسح الضوئي للصور، ومراقبة الجودة، وعملية التعرف على الرموز ضوئياً وبصرياً OCR .
قامت جامعة كارنيجي ميلون بإهداء خمس وحدات للمسح الضوئي لمكتبة الإسكندرية،. وبدأ استخدامها في أكتوبر 2003. وقد تم إنشاء معمل خاص لهذا الغرض، كم تم تعيين وتدريب 30 متخصصاً لتشغيل هذه الوحدات حيث يقومون بالعمل على مدار 7أيام، وينقسم عملهم على نوبتين في اليوم. الهدف هو أن تقوم كل وحدة بمسح 5000 صفحة يومياً (50 كتاباً في اليوم تقريباً).
وتلي عملية المسح الضوئي لنقل الكتب عملية المسح الضوئي للصور، ومراقبة جودة هذه الصور حيث يتم في هذه المرحلة استخدام مجموعة من المعدات اليدوية والآلية الخاصة لتحسين جودة الصور.
وهنا تأتي عملية تنقية الصور، وتصغير حجم الملف المنقول إلى الحجم المناسب، ثم إزالة أية فراغات زائدة ومراعاة حجم الهوامش، مع تعديل الزوايا.
تتمثل المرحلة الثالثة في التعرف على الرموز الضوئية والبصرية OCR ، وهي العملية التي تُسهل الفهرسة الكاملة للنص من خلال التعرف على الحروف التي تم إدخالها على البحث، واسترجاع النص من الموارد التي سبق مسحها ضوئياً. إن إتاحة المراجع الإلكترونية تساعد المستخدمين على العثور على معلومات محددة ذات مصداقية عالية بسرعة، وسهولة. وبذلك يتأكد نجاح المُستخدم في مساعيه البحثية. سيتيح هذا المصدر أيضاً اختبار عالي المستوى لقياس درجة إتقان اللغة في مختلف المجالات مثل الترجمة الإلكترونية، والتلخيص، والفهرسة الذكية، واستعادة المعلومات. كما سيتم إجراء العديد من الدراسات عن استخدام هذا المشروع لضمان سهولة تحديد مواقع المعلومات، والتجول خلالها، واستخدامها. إضافة إلى ذلك، سيتم إعداد برامج وبيانات خاصة metadata ، وذلك لإدارة الصفحات، والتنقل من خلالها.
أما المرحلة النهائية للمشروع فهي عملية النشر. سيكون نتاج هذا المشروع فريداً من نوعه، حيث سيتمكن أي فرد من مختلف أرجاء العالم، بغض النظر عن جنسيته، وخلفيته الاجتماعية والاقتصادية، من الوصول إلى هذا المرجع المتميز خلال أربع وعشرين ساعة على مدار أيام الأسبوع السبعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/266)
ـ[محمود يوسف]ــــــــ[15 - 12 - 04, 11:22 ص]ـ
متي سينتهي العمل في هذا المشروع ويصبح بمتناول الجميع تصفح هذه الكتب؟
وهل سيكون بها كتب دينية؟
ـ[محمود يوسف]ــــــــ[15 - 12 - 04, 11:26 ص]ـ
واليكم اول كتاب
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[16 - 12 - 04, 10:00 ص]ـ
وأين ثاني كتاب
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[24 - 12 - 04, 04:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
ـ[عمران علي]ــــــــ[26 - 12 - 04, 02:05 م]ـ
وما التوفيق إلا من عند الله
اتمن من الله العلي القدير النجاح والتوفيق وكما اشكر من اقام هذا المشروع الدخم بمليون كتاب وايضا الذي عمل في هذا المشروع ولو بالكلمة الطيبة.
ـ[ابن مسعود]ــــــــ[27 - 01 - 05, 10:14 م]ـ
منقول
مشروع نسخ الكتب الشرعية بواسطة الماسحة الضوئية scanner
السلام عليكم
يوجد في ذهني منذ فترة مشروع كبير وهو إدخال نسخة من الكتب الشرعية عبر الـ scanner إلي الكمبيوتر
وهذا المشروع بالفعل قام بتنفيذه البعض كما يوجد هنا:
رابط لم أتمكن من نشره
وسأستعرض الموضوع بإذن الله في النقاط التالية:
1 - رأي أهل العلم في المشروع.
2 - أهمية المشروع.
3 - كيفية انتقاء الكتاب الجيد
4 - أمثلة لدور النشر.
5 - مواصفات الكتاب بعد عملية الإدخال والتعديلات المطلوبة والصورة النهائية.
6 - ضرورة نشر الموضوع بين الناس.
******************************
أولا: رأي أهل العلم في المشروع:
استشرت أكثر من واحد من أهل العلم، وهم الشيخ " حامد العلي " والشيخ " حسين بن محمود " والشيخ " أبو بصير " - والسؤال والجواب كالتالي:
هل يجوز استخدام الماسح الضوئي ( scanner) لإدخال كتب العلم الشرعي علي هيئة صور إلي جهاز الكمبيوتر ومن ثم إعدادها وتنسيقها ونشرها عبر الشبكة؟
وسؤالي خاص بكتب العلوم الشرعية بصفة خاصة.
وأتحدث عن كتب من طراز فتح الباري و مجموع الفتاوي .. وغيرها، لأن كتب العلم الشرعي الموجودة علي الشبكة علي هيئة ملفات وورد أو غيرها ينقصها عمل التحقيق والتخريج أو التعليق في الهامش .. والذي تمتاز به الكتب المطبوعة
فهل حقوق الملكية الفكرية وحقوق الطبع لكتب العلم الشرعي معتبرة في الشرع؟
وهل طبع الكتاب ونشره بهذه الطريقة عبر الشبكة .. يكون تعدي علي حقوق الملكية الفكرية أو حقوق الطبع؟ .. مع اعتبار أن تصفح الكتاب علي هيئة صور من خلال الكمبيوتر غير تصفح الكتاب باليد
وهذه الأسئلة بإذن الله جزء من مشروع أنوي طرحه علي منبر التوحيد والجهاد .. ويتعلق بطبع الكتب ونشرها عبر الشبكة بهذه الطريقة، والإجابة علي هذا السؤال سأرسلها لهم ضمن باقي المشروع بإذن الله
وبإذن الله يكون هذا المشروع خير كبير .. وجزءا من حفظ دين الله ونشره وإقامته
الشيخ حامد العلي:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحبك الله الذي أحببتنا له
إذا كان يؤثر على سعر الكتاب في السوق، فهو ضرر على الطابع والمحقق لايجوز فعله، وحتى أنت لو تعبت على كتاب وحققته وطبعته، ثم اكتشفت أن ثمةمن صوره ووزعه على الشبكة، فلم يعد أحد يشتري كتابك أو قل شراؤه، لكنت ترى ذلك تعديا عليك وإضرارا بك ولايجوز شرعا إلا بإذن
--
أما إن كان لايؤثر على سعره في السوق ولا رواجه فلا ضرر ولايحرم
والله اأعلم
الشيخ أبو بصير:
الجواب: الحمد لله رب العالمين. مادام عملك لا يخضع للتجارة والربح والخسارة، فعليك بالكتب القديمة التي لا وجود لأصحابها أو ورثتها، كفتح الباري، ومجموع الفتاوى وغيرها من الكتب القديمة والنافعة .. كما ذكرت في سؤالك .. ومجرد أن كتب شخص في أسفلها كلمات معدودات ـ وسمى نفسه محققاً! ـ لا يخوله هذا التحكم في هذه الكتب التراثية النافعة؛ فهذه الكتب إرث للأمة وليس لشخص أو أشخاص.
أما الكتب المعاصرة التي أصحابها ومؤلفيها أحياء أو لهم ورثة أحياء .. أرى استئذانهم أولاً .. فإن أذنوا وإلا فلا!
فإن قلت: لماذا ميزت بين الكتب القديمة والحديثة .. ؟
أقول: لأن الكتب القديمة انقطع أثر أصحابها ومؤلفيها .. فهي إرث وحق للأمة جميعها .. بخلاف الكتب الحديثة المعاصرة .. وحتى تطمئن أكثر أقول: بالنسبة لكتب ومؤلفات أخيك أبي بصير .. لا تنسها .. ولا تكن في حرج .. فأدخلها في مشروعك النافع المذكور أعلاه .. سائلاً الله تعالى لي ولك الإخلاص والقبول.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/267)
الشيخ حسين بن محمود:
جزاك الله خيراً لحرصك على نشر الخير والعناية بكتب السلف. كثير من الناس يحتاج هذه الكتب ولا يستطيع إقتنائها لغلائها أو لعدم وجودها في بلده ولا شك أن نقلها إلى الشبكة فيه خير عظيم للمسلمين، ومسألة الحقوق هذه لا أؤيدها بالنسبة للعلوم الشرعية التي من المفروض أن تُبذل للناس ويُشجعوا عليها ولا يشتروها بثمن باهض!! لقد منع بعض العلماء هذا العمل وعدوه من التعدي على الحقوق، وأنا في نفسي شيء من هذا المنع، خاصة في ما يتعلق بكتب السلف ..
انتهي رد العلماء ...
نهاية فالرأي الذي يراه أهل العلم في هذه القضية - كما أري - هو الإباحة مع الضوابط التي وضعها الشيخ أبو بصير والله أعلم
******************************
ثانيا: أهمية المشروع:
بالطبع مشروع كهذا يعتبر خطوة لابأس بها في نشر دين الله وإقامته بين الناس، لأن الناس في مشارق الأرض ومغاربها - بعد نشر الكتب عبر الشبكة ومن خلال اسطوانات مضغوطة وخلافه - سيتسني لهم مطالعة الكتب كاملة وبهوامشها وبالتعليقات المعتبرة لأهل العلم الثقات، كذلك سيكون الموضوع يسيرا لأن الشاشة حينها ستشابه صفحتي الكتاب تماما، فكأن المرء يطالع كتابا عاديا
ويمكن حينها تكوين مكتبة كاملة متكاملة علي جهاز كمبيوتر محمول يصحبه المرء أينما ذهب
بل وسيتسني حمله عبر أجهزة الهاتف المحمول الحديثة، فيمكن المطالعة لهذه الكتب القيمة في أوقات وأماكن كثيرة - وذلك عوضا عن الهراء المنتشر عبر المحمول
من صور ونغمات وخلافه ..
وكذلك أهل التوحيد و الجهاد الذين لايستقر بهم الوضع في مكان - سيكون الموضوع أيسر بالنسبة لهم إن اقتنوا هذه المكتبة المتجددة عبر كمبيوترهم المحمول
فالموضوع بإذن الله فيه خير كثير ونشر واسع لدين الله
******************************
ثالثا: انتقاء الكتاب الجيد:
يمكن هنا مراجعة النصائح التي نصح بها الشيخ الأسير عبد القادر بن عبد العزيز - فك الله أسره - في كتاب الجامع
والفكرة جاءت في ذهني بعد شراء كتاب للشيخ " أحمد شاكر " والذي تندر كتبه بشدة في المكتبات، ففكرت في إدخاله وتبلورت الفكرة في ذهني إلي هذا المشروع
كذلك يمكن أن نضع في اعتبارنا خطوة الكتب الأولية التي يتم إدخالها: الكتب التي نصح بها الشيخ الأسير عبد القادر بن عبد العزيز عبر كتابه الجامع .. في صنوف العلم المختلفة، كذلك أهم الكتب التي اعتبرها أهم الكتب الشرعية بإطلاق (مجموع الفتاوي وفتح الباري وتفسير بن كثير وصحيح البخاري والمغني)
كذلك يجب الحرص الشديد في انتقاء الطبعة التي يتم إدخالها، واستشارة أهل العلم المتمرسين والمتخصصين عن أفضل الطبعات وأجودها وأكثرها فائدة وغني بالتعليقات المعتبرة من أهل العلم المعتبرين، بل ويمكن إن تم الموضوع علي يد متخصص أن يقوم بالرد علي مايراه خطأ في الكتاب أو التعليق والتنبيه عليه وذلك في مقدمة إضافية يضعها قبل البدء في تصفح الكتاب (لكن يشترط ألا يقوم بذلك إلا من هو مؤهل للقيام بهذا العمل) - وهذا من باب التنبيه علي الخطأ في الدين (ويمكن مراجعة هذا الباب من كتاب الجامع).
ويجب أن يأخذ المرء وقته وحرصه وتأنيه في عملية انتقاء الكتاب قبل الإدخال - لأنها عملية أساسية، إن تمت بتأني وحرص واستفسار وحذر ستكون الفائدة كبيرة بإذن الله.
وليتذكر المرء أنه إنما يعمل لله ولدينه - فإتقان العمل هنا أمر مفروغ منه
******************************
رابعا: دور النشر:
في بداية طبع الكتب أيام الشيخ أحمد شاكر والشيخ محمد حامد الفقي وغيرهم كان التحقيق وشراء المطابع وإنشاء دور النشر أمور يرغب بها أهل الفضل في التقرب إلي الله وفي إقامة دينه
أما الآن فحدث ولاحرج، سيطر الطواغيت علي هذه الأمور وسخروها لصفهم - إلا ماندر - فنتج عن ذلك شيوع ورواج الكثير من الغثاء الفكري الملوث في تجليدات ملونة فاخرة وأشكال جذابة تخطف الأبصار
فيجب الحرص هنا علي انتقاء الطبعة - كما قلت سابقا - واختيار دور النشر المعتبرة، وأذكر هنا أمثلة من الدور المعتبرة في مصر:
* دار الحديث
* مكتبة السنة - وميزتها أنها تحتوي علي الكثير من كتب الشيخ " أحمد شاكر " وليس كلها للأسف
* دار الوفاء - وهي تمتاز بعملين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/268)
أنها أعادت طبع مجموع الفتاوي بتحقيق وتخريج الأستاذ " أنور الباز "
أنها أخرجت نسخة كاملة من كتاب (عمدة التفسير - مختصر تفسير بن كثير) للشيخ أحمد شاكر، وهذا عمل نفس المحقق المذكور، وقد أتم الجزء الناقص من المختصر عن طريق الاتصال بآل شاكر كما ذكر بنفسه في المقدمة
* وأذكر أمثلة للدور ال****ة كـ " دار السلام " التي تنشر غثائيات المدرسة الإخوانية والإرجائية
وكذلك " مكتبة العبيكان " وهي مستوردة من المملكة - وهي غنية عن الذكر، وأذكرها لمجرد التنبيه
وذكر المكتبات هنا علي سبيل المثال لا الحصر
******************************
خامسا: مواصفات الكتاب بعد الإدخال:
أولا: بالنسبة للصورة التي يتم مسحها:
* يفضل أن يتم مسح صورتين من الكتاب في المرة الواحدة - كي يكون أيسر وأسهل في التصفح، وحتي يكون للموضوع طابع الكتاب العادي، فالمطلوب في النهاية أن يكون الموضوع كأنما يقرأ المرء من كتاب عادي بصورة طبيعية
كذلك فهذا أيسر وأسرع في عملية الإدخال.
* لايفضل أن تكون الصورة كبيرة الحجم جدا فتتجاوز أطرافها حجم الشاشة التقليدية وتكون كبيرة أيضا في حجمها ومساحة تخزينها
* يفضل أنت يتم حفظ الصورة علي هيئة ملفات صغيرة الحجم كـ jpg مثلا أو غيرها، بل ويمكن التعديل في خصائص الصورة بواسطة برامج معينة للتقليل من حجم الصورة الواحدة دون أن تتغير جودتها بصفة عامة.
والمراد في النهاية أن يكون الكتاب ككل صغيرا في مساحة تخزينه.
* من البرامج المشهورة في تعديل صور الـ jpg برنامج acdsee ، وبالطبع يوجد برامج كثيرة لكنني أضرب أمثلة.
ثانيا: بالنسبة للكتاب ككل والملف النهائي:
* يتم بعد ذلك تنسيق هذه الصور وتجميعها وترتيبها بطريقة منظمة ومنسقة يسهل تصفحها والتنقل عبرها بين مواضيع الكتاب المختلفة (وليضع المرء في ذهنه أنه إنما يهتم وينسق لبنات في صرح الدين)
* توجد برامج كثيرة لإخراج الكتاب في صورة نهائية علي هيئة ملف واحد سهل التصفح، ويكون الملف من نوعية exe أو pdf أو chm ويفضل أن يكون نوع صالح للتعامل علي كل الأجهزة علي اختلاف نظم تشغيلها – وملفات الـ exe هنا هي الأفضل - بل ويفضل أن يكون صالح للتشغيل عبر جهاز الجوال (وإن كنت أعتقد صعوبة هذا) لكن لابأس بوضع الموضوع في الاعتبار
المهم أننا في النهاية نريد ملفا واحدا نهائيا يسهل تصفحه يضم الكتاب بالكامل، فيتم تنسيق الصور وترتيبها عبر هذا الملف النهائي، ويكون هذا الملف صغيرا في مساحة تخزينه.
* يكون في الملف النهائي اختيار يمكن من استعراض الصورة الواحدة عبر الشاشة كاملة full screen دون ظهور أدوات التصفح - وذلك كما ذكرت سابقا لكي يكون كأنما نقرأ من كتاب عادي بصورة طبيعية.
* من البرامج الجيدة في هذا المجال برنامج ebook edit pro - وهذا علي سبيل المثال، وتقريبا يوجد برامج عمل الألبومات وهي أفضل علي ما أعتقد.
* يكون الملف النهائي غير قابل للتعديل read only - قطعا للطريق علي العابثين
******************************
سادسا: نشر الموضوع بين الناس:
* عمل كهذا يحتاج إلي التكاتف والتعاون بين أكثر من فرد، فالموضوع كبير .. وفائدته بإذن الله عظيمة، وما أريد التركيز عليه هو أنه يمكن أن يقوم الموقع بعمل نسخ من الكتب ووضعها للتحميل، لكن يجب علينا كذلك نشر هذه الطريقة بين الناس .. حتي تجتمع المجهودات الفردية وتحتشد ويتم إثراء المكتبة الإسلامية بأصناف الكتب المختلفة
فيجب نشر هذا الأسلوب بين الناس .. وبالممارسة والتجربة سيتم اكتساب خبرات جديدة في الموضوع .. فينبغي الحرص علي نشرها بين زوار الموقع وحثهم علي الإقبال علي مثل هذا العمل .. إما بصورة تنظيمية مع الموقع، وإما بصورة فردية
ومن يرغب في العمل منفردا عليه الالتزام بضوابط الشرع في الموضوع .. وعليه كذلك سؤال أهل العلم عن أفضل الطبعات وهكذا.
فما أرغب قوله باختصار أنه ينبغي علينا نشر هذا العمل بين الناس، والتنبيه علي ضوابطه ومايستجد فيه من تطور في أساليب أو برامج تيسر وتسهل الموضوع.
نهاية أرجو لهذا المشروع أن يري النور وأن يكون سبيلا يتقرب به القاعدون ومن لم يجدوا سبيلا للجهاد أو أصحاب الأعذار الشرعية .. أرجو أن يكون سبيلا للتقرب إلي الله، وإقامة دينه وحفظه.
أخوكم
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[15 - 02 - 05, 02:04 م]ـ
أفضل برنامج قاريء ألي.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26310
تحويل ال pdf إلى word .
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26307
ـ[أبو الحسن السلفي]ــــــــ[08 - 10 - 05, 12:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا
و لكن لي تعليقين صغيرين
أليس الأفضل صيغ chm و Word
بالنسبة لقول الأخ ابن مسعود:
توجد برامج كثيرة لإخراج الكتاب في صورة نهائية علي هيئة ملف واحد سهل التصفح، ويكون الملف من نوعية exe أو pdf أو chm ويفضل أن يكون نوع صالح للتعامل علي كل الأجهزة علي اختلاف نظم تشغيلها – وملفات الـ exe هنا هي الأفضل -
أقول:
أعتقد أن صيغة CHM التي كان موقع أم الكتاب يصدر بها كتبه لأسباب كثيرة منها
1 - لا تتأثر بالفيروسات بعكس EXE
2- سريعة في الفتح و الغلق
3 - سرعة البحث الهائلة مع الإمكانيات المتعددة في البحث
4 - لا تحتاج إلى برنامج خاص لفتحها لأنها تعمل مباشرة تحت مظلة الويندوز عكس PDF
أما قوله:
من البرامج الجيدة في هذا المجال برنامج ebook edit pro - وهذا علي سبيل المثال
أقول:
و أيضا الأفضل منه في صناعة الكتاب الألكتروني بصيغة EXE
هو برنامج E-Book Workshop
و البرنامج موجود كامل مع التعريب و التسجيل
و هذا البرنامج يستخدمه القائمون على مواقع روح الإسلام IslamSpirit و شبكة الألباني و شبكة الكريباني و غيرهم في تصدير كتبهم الألكترونية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/269)
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[25 - 08 - 06, 10:53 ص]ـ
بل وسيتسني حمله عبر أجهزة الهاتف المحمول الحديثة، فيمكن المطالعة لهذه الكتب القيمة في أوقات وأماكن كثيرة
متى سيتحقق هذا الحلم أخي الكريم؟
هل من تطورات في هذا الموضوع؟
أخبرنا وفقك الله تعالى!
و شكرا(11/270)
سلسلة شرح نُخبة الفِكر للحافظ ابن حجر - طارق عوض الله محمد
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[31 - 10 - 04, 03:56 م]ـ
سلسلة شرح نُخبة الفِكر للحافظ ابن حجر - طارق عوض الله محمد
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1899
دروس في علم الحديث - حاتم بن عارف العوني
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1878(11/271)
خلل يسير في تحميل الملفات سيصلح خلال يوم أو يومين بإذن الله تعالى
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[31 - 10 - 04, 04:37 م]ـ
وذلك في الملفات القديمة أما الملفات الجديدة فتعمل
فانتظروا حفظكم الله يوما أو يومين حتى يتم نقلها وبعد ذلك يمكنكم تحميل الملفات
وجزاكم الله خيرا.(11/272)
سؤال عن كتاب الرسائل والمسائل النجدية, أين أجدها؟
ـ[أبو أسامة الحنبلي]ــــــــ[31 - 10 - 04, 06:55 م]ـ
الرسائل والمسائل النجدية, أين أجدها؟
في النت على ورد؟ , وأي مكتبة في الأسوق؟؟؟
ـ[أبو أسامة الحنبلي]ــــــــ[02 - 11 - 04, 03:23 ص]ـ
ألا أجد جواباً بارك الله فيكم
ـ[المنتبه]ــــــــ[23 - 12 - 04, 11:27 ص]ـ
[الرسائل والمسائل النجدية, أين أجدها؟
في النت على ورد؟ , وأي مكتبة في الأسوق؟؟؟(11/273)
أين أجد الكتب التالية؟
ـ[محمد الهاشمي]ــــــــ[01 - 11 - 04, 02:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبحث عن الكتب التالية لمن يعلم توفرها على ملافات وورد وجزاكم الله خيرا
توضيح الأحكام شرح بلوغ المرام (عبد الله آل بسّام) وهو أربع مجلدات، وليس كتاب تيسر العلام شرح عمدة الأحكام
كتاب العلو للعلي الغفار، للإمام الذهبي (الأصل وليس المختصر)
تفريغ شرح الآجرومية للشيخ العثيمين رحمه الله تعالى
وبارك الله فيكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(11/274)
سؤال، هل إمام الحرم المكي علي جابر على قيد الحياة + رابط تلاوات نادرة للشيخ
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[01 - 11 - 04, 07:10 ص]ـ
هل المقرئ إمام المسجد الحرام الشيخ علي عبد الله جابر على قيد الحياة أم هو متوفي، لاحظت أنه لاتوجد أخبار عنه البتة فحبذت أن أسئلكم، فمن كان عنده أخبار عن الشيخ حفظه الله فاليخبرنا وبارك الله فيكم.
تلاوات نادرة للشيخ http://www.sohari.com/nawader_t/mekkah/ali_jaber.htm
ملف مرئي http://www.sohari.com/video/listen/ali-gaber-1407.ram
للحفظ http://www.sohari.com/video/ali-gaber-1407.ram(11/275)
من طالب مبتدىء ارجوا من الاخوة الطلبة الافاضل ان يدلوني عاى شرح مفصل للبيقونية
ـ[صخر]ــــــــ[01 - 11 - 04, 12:49 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
ارجوا من الاخوة الطلبة الافاضل ان يدلوني عاى شرح مفصل للبيقونية و حبذا لو فيه بعض التطبيقات العملية
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[20 - 02 - 06, 07:30 ص]ـ
الأمالي السليمانية على البيقونية، تأليف أبي الحسن مصطفى إسماعيل المصري ثم المأربي، ط دار الكيان بالرياض ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/search.php?searchid=618691 دار الكيان بالرياض).
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 03:17 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40441
ـ[خالد صالح]ــــــــ[18 - 08 - 06, 11:39 ص]ـ
أخي الكريم صخر، كتاب الشيخ أبي الحسن يُسْتَثقلُ للمبتدئ، وتُسْتَبعد فائدته للمتخصص.
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[18 - 08 - 06, 09:10 م]ـ
مِن أنفعِ ما قرأتُ في ذلك كتاب: " تلقيح الفكر " للعلامة أحمد بن محمد الحموي الحنفي _ رضي الله عنه _، و هو مخطوطٌ، سيطبع قريباً، و فيه ميزات:
1. استيعابُه المباحث الاصطلاحية المذكورة في المتن إيضاحاً و تقريراً على وجهٍ وسطٍ بين الإطالة و التقصير.
2. تتميمُه الشرحَ بذكر المباحث الفائتة، و هذا من أميزِ ما به، إذ لا يوجد شرحٌ لـ " البيقونية " _ مطبوعاً _ تمَّمَ فواتها.
3. ذكرهُ الأمثلةَ على المباحث المشروحة، و القواعد و الضوابط الاصطلاحية.
4. اعتماده في النقل و التحير على كبار أئمة الفنِّ المعتبرين، كـ: ابن الصلاح، و العراقي، و ابن حجر، و السخاوي، الشُمُنِّي، و غيرهم _ رضي الله عنهم _.
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[19 - 08 - 06, 12:04 ص]ـ
عليك بشرح العلامة العثيمين فهو شرح مبسط سهل العبارات
أبحث عنه في موقع العلامة محمد صالح العثيمين رحمه الله
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[19 - 08 - 06, 12:12 ص]ـ
هذا هو الشرح وهو مقسم الى قسمين
ـ[محمدحجازي]ــــــــ[20 - 08 - 06, 09:40 م]ـ
البيقونية شرحها الزرقاني و حشى شرحه الاجهورى مط مصطفى الحلبي/و شرحها النبهاني مط/و شرحها الشيخ نشابة و سمى شرحه البهجة الوضية مطبوع نادر.
ـ[خالد صالح]ــــــــ[22 - 08 - 06, 11:59 ص]ـ
أفضل شرح: شرح الأجهوري.
ـ[أبو يوسف السلفى]ــــــــ[25 - 08 - 06, 09:24 ص]ـ
هناك كتاب جيد، وموسع، وبه نقولات جيدة، وهو:
صفوة الملح تأليف ابن الميت
وطبع - على ما أذكر - في المكتب الأسلامي لتحقيق التراث، في القاهرة
ـ[صخر]ــــــــ[08 - 07 - 08, 05:14 ص]ـ
مِن أنفعِ ما قرأتُ في ذلك كتاب: " تلقيح الفكر " للعلامة أحمد بن محمد الحموي الحنفي _ رضي الله عنه _، و هو مخطوطٌ، سيطبع قريباً، و فيه ميزات:
1. استيعابُه المباحث الاصطلاحية المذكورة في المتن إيضاحاً و تقريراً على وجهٍ وسطٍ بين الإطالة و التقصير.
2. تتميمُه الشرحَ بذكر المباحث الفائتة، و هذا من أميزِ ما به، إذ لا يوجد شرحٌ لـ " البيقونية " _ مطبوعاً _ تمَّمَ فواتها.
3. ذكرهُ الأمثلةَ على المباحث المشروحة، و القواعد و الضوابط الاصطلاحية.
4. اعتماده في النقل و التحير على كبار أئمة الفنِّ المعتبرين، كـ: ابن الصلاح، و العراقي، و ابن حجر، و السخاوي، الشُمُنِّي، و غيرهم _ رضي الله عنهم _.
ماأخبار هذا الكتاب ...
هل طبع؟
أرجوا الافادة(11/276)
حمّل كتاب أخبار النحويين لـ أبو طاهر المقرئ
ـ[مسك]ــــــــ[01 - 11 - 04, 01:53 م]ـ
كتاب فيه ذكر مشاهير النحويين وطرف من أخبارهم وذكر أخذ بعضهم عن بعض والسابق منهم إلى علم النحو.
أضغط هنا لتحميل كتاب أخبار النحويين ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31744)
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 11 - 04, 05:57 م]ـ
السلام عليكم
بوركتم
ـ[حارث همام]ــــــــ[22 - 11 - 04, 11:09 ص]ـ
يبدو أن خللا طرأ على المشكاة حال دون الاستفادة على ما أحلتم فهلا رفعتموه هنا
ـ[مسك]ــــــــ[22 - 11 - 04, 11:38 ص]ـ
للأسف تم فقد مشاركات شهر رمضان المبارك بسبب أغلاق الشركة المستضيفة ( the planet ) للمشكاة من غير سبب واضح ..
ولم يتسجيبوا على مطالبتنا لهم بفتح الموقع ... قالتهم الله وحتى الان.
وقمنا يإسترجاع نسخة شهر شعبان مما جعلنا نفقد العديد من الكتب المهمة في المكتبة والتي تم إضافتها في المكتبة خلال شهر رمضان فقط (ما يقارب 150 كتاب).
ولا نزال نطالبهم بإسترجاع النسخة الأخيرة حتى لا نكرر العمل مرة أخرى وخصوصا في المكتبة.
والله المستعان عليهم.
ـ[حارث همام]ــــــــ[22 - 11 - 04, 03:47 م]ـ
جزاكم الله خيراً وأعان الله إخوتنا في المشكاة على ما يعرض لهم، وآسف على تكرار نحو هذا التعليق في مواضيع أخرى فقد فتحت عدداً كبيراً من النوافذ وما فرغت منها من أمسي إلاّ الآن، ولكن ألايوجد في متكبة حاسب أحد الإخوة فيرفعه هنا مشكوراً.
ـ[ابو ايوب]ــــــــ[22 - 11 - 04, 06:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الكتاب سبق أن حملته من موضوع أخينا مسك بارك الله فيه.
ورداً للجميل فها أنا أرفعه لعل الإخوة يستفيدون منه.
ـ[مسك]ــــــــ[22 - 11 - 04, 06:04 م]ـ
سأقوم برفعها مجدداً في المكتبةإن شاء الله إذا لم نفلح في استعادة النسحة الحديثة للمكتبة من الشركة ..
ـ[حارث همام]ــــــــ[28 - 11 - 04, 05:48 م]ـ
شكر الله لأبي أيوب صنيعه، وجزاه وسائر الإخوة خيراً.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - 10 - 06, 09:28 م]ـ
وقع خطأ يا أخي الكريم في اسم الكتاب واسم مصنفه!
فهذا الكتاب هو (أخبار النحويين البصريين) تأليف (أبي سعيد السيرافي)
وأما (أخبار النحويين لأبي طاهر المقرئ)، فهو جزء صغير مسند في نحو عشرين صفحة.
وهذا الخطأ وقع في موقع الوراق، وتبعته الموسوعة الشعرية.(11/277)
بحث علمي بعنوان حُكم ذبائح أهل الكتاب للشيخ عبدالرحمن السحيم للتحميل
ـ[مسك]ــــــــ[01 - 11 - 04, 02:23 م]ـ
يُشترط لِحلّ ذبائح أهل الكتاب أن يَذبحوا الذبح الشرعي، فلو خنقوا ذبائحهم أو صعقوها بالكهرباء - ونحو ذلك من الطرق المستعملة اليوم عندهم - لم تحلّ ذبائحهم، وهذه الطرق لو ذَبَح بها مسلم لم يحلّ الأكل منها إلا عند الضرورة التي تُبيح الأكل من الميتة.
لتحميل البحث أضغط هنا ( http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=11&book=1416)
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 11 - 04, 05:55 م]ـ
السلام عليكم
بوركتم
ـ[أبو صالح الطحان]ــــــــ[21 - 11 - 04, 11:22 م]ـ
جعلك الله من أهل المسك في جنات النعيم وعاشت الأسماء(11/278)
"التعميم في الحكم" - محمد بن إبراهيم الحمد
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[01 - 11 - 04, 06:18 م]ـ
التعميم في الحكم
محمد بن إبراهيم الحمد
ظاهرة منتشرة تشيع في أوساط الناس، وتتغلغل في كثير من الطبقات، تلكم هي ظاهرة التعميم.
ولأجل أن يتحدد الموضوع، وينحصر فإنه يحسن أن يقال: ظاهرة التعميم في الحكم.
هذه الظاهرة تأخذ صوراً شتى، منها التعميم في الحكم على الأشياء؛ أو الحكم على الأشخاص، أو الحكم على الأفكار، أو الحكم على البلدان، أو حتى الحكم على الأسماء إلى غير ذلك من صور التعميم.
ولا ريب أن التعميم في الحكم ليس من مسلك العقلاء الباحثين عن الحقيقة الذين يبنون أحكامهم على دراسة متأنية، ونظرة شاملة، وعدل وإنصاف بعيداً عن العجلة، والمجازفة، وغلبة الهوى.
فصحة التفكير، والحكم على الأشياء، وجودة التصور والتصديق ليست منوطة بموهبة الذكاء.
بل هي منوطة بتربية النفس منذ الصغر على حب الخير والحق، والتجرد من الشرور والأهواء، واهتمام بإدراك الأمور من جميع وجوهها، وإدراك الفروق بين المشتبهات عند التباسها.
وإذا تربى الفكر منذ الصغر على صحة التفكير نشأ صاحبه سديد الحكم، محباً للحق سواء كان له أو عليه.
وإذا كانت الثانية بات الرجل وليس فيه من الرجولية إلا اسمها.
قال الله - جل وعلا -: [وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا] وقال: [يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ] وقال: [وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى].
قال ابن حزم -رحمه الله-: "وجدت أفضل نعم الله - تعالى - على المرء أن يطبعه على العدل وحبه، وعلى الحق وإيثاره.
وأما من طبع على الجور واستسهاله، وعلى الظلم واستخفافه - فلييأس من أن يصلح نفسه، وأن يقوم طباعه أبداً، وليعلم أنه لا يفلح في دين ولا خلق محمود".
وقال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور -رحمه الله-: "والعدل مما تواطأت على حسنه الشرائع الإلهية، والعقول الحكيمة، وتمدَّح بادعاء القيام به عظماء الأمم، وسجلوا تمدُّحهم على نقوس الهياكل من كلدانية، ومصرية، وهندية.
وحسن العدل بمعزل عن هوى يغلب عليها في قضية خاصة، أو في مبدأ خاص، تنتفع فيه بما يخالف العدل بدافع إحدى القوتين: الشاهية، والغاضبة".
ومن أجلى صور التعميم مما مر ذكره إجمالاً التعميم في الذم، فتجد من الناس من يغلب عليه جانب المبالغة في إطلاق الأحكام؛ فتراه يعمم الحكم في ذم قبيلة، أو أسرة، أو جماعة، أو اسم من الأسماء، أو فكرة من الأفكار دونما بحث أو تحرٍّ أو إنصاف.
وهذا التعميم قد يزري به عند العقلاء، وقد يوقعه في حرج دون أن يتنبه له؛ فقد يكون من بين الحاضرين من يتناوله ذلك الذم العام الظالم؛ فلا يتنبه له المتكلم أو الكاتب إلا بعد أن تقع الفأس بالرأس.
بل ربما عرَّض ذلك الذامُّ المعممُ نفسه للإساءة، فقد يسيء بصنيعه إلى شخص غضوب لا يتحمل الإساءة، فيقوده ذلك الصنيعُ إلى الإساءة أو التشفي، وردِّ الإساءة بمثلها أو أشد.
ولهذا كان من الأهمية بمكان أن يتفطن المرء لهذا الأمر، وأن يتحفظ من سقطات لسانه، وكبوات يراعه، وأن يتجنب كل ما يشعر بأدنى إساءة أو ظلم لمن لا يستحقه؛ فذلك أسلم له، وأحفظ لكرامته، وأقرب لتقواه لربه.
قال ابن المقفع: "إذا كنت في جماعة قوم أبداً فلا تعُمَّنَّ جيلاً من الناس، أو أمة من الأمم بشتم ولا ذم؛ فإنك لا تدري لعلك تتناول بعض أعراض جلسائك مخطئاً؛ فلا تأمن مكافأتهم، أو متعمداً؛ فتنسب إلى السفه.
ولا تذمن مع ذلك اسماً من أسماء الرجال، أو النساء بان تقول: إن هذا لقبيح من الأسماء؛ فإنك لا تدري لعل ذلك غير موافق لبعض جلسائك، ولعله يكون بعض أسماء الأهلين، والحُرُم.
ولا تستصغرن من هذا شيئاً؛ فكل ذلك يجرح في القلب، وجرح اللسان أشد من جرح اليد".
وبناء على ما مضى فإن التحري، ولزوم العدل، والسلامة من الهوى من أوجب ما يجب على المتكلم أو الكاتب؛ فلا يليق به أن يؤسس قاعدة عامة يبني عليها حكماً كلياً بسبب خطأ، أو سوء تصرف بدر من أحد أفراد ذلك العموم.
وقد يكون ذلك العموم يحمل قاسماًًَ مشتركاً من ذلك الحكم، ومع ذلك فإنه يحسن التحري إذا أريد الحكم على واحد بعينه؛ فإن الجمع المرادَ ذمُّه قد يكون فيه خطأ أو ظلم، ومع ذلك فإن الخطأ والظلم قد يتفاوت قلة وكثرة.
ولعل من أسباب تلك الظاهرة قِصَر النظر؛ فبعض الناس قد يمر بموقف ما، سواء من أهل بلد أو طائفة، فيجعله ذريعة لتعميم النَّيْل من أهل ذلك البلد أو من تلك الطائفة، وغاب عنه [وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى] وأن [كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ].
20/ 8 / 1425 هـ
http://www.toislam.net/files.asp?order=3&num=1989&per=1111
ـ[داود البلجيكي]ــــــــ[02 - 11 - 04, 12:10 ص]ـ
جزىالله الشيخ خير الجزاء
افاد و اجاد كالعادة(11/279)
حمل كتاب غرر الخصائص الواضحة للوطواط
ـ[مسك]ــــــــ[02 - 11 - 04, 07:36 ص]ـ
كتاب غرر الخصائص الواضحة للكتبي الوراق .. المعروف بالوطواط
وهو كتاب ربما يكون مغمور ولكنه عظيم الفائدة وغاية في المتعة والجمال .. قال عنه مؤلفه:
فإني لما رأيت تغير معاني الأخلاق دالاً على تباين مباني الأعراق والنفوس تتفاوت في ميلها إلى أغراضها على حسب اختلاف جواهرها وأعراضها حداني غرض اختلج في سري وأمل اعتلج في صدري على أن أجمع كلاماً في المحامد والمذام المتخلقة بها نفوس الخواص والعوام وأجعله كتاباً يغني اللبيب عن الخليل والنديم ويخبر بالحديث والقديم ...
وشكر الله للأخ قريع دهرة الذي أهدى الكتاب للمكتبة المشكاتية ...
لتحميل الكتاب أضغط هنا ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31746)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[22 - 11 - 04, 12:56 م]ـ
أخي الكريم
الرابط لا يؤدي إلى المطلوب
وقد بحثت في موقع المشكاة فلم أجد الكتاب فيها
ـ[مسك]ــــــــ[22 - 11 - 04, 02:27 م]ـ
للأسف تم فقد مشاركات شهر رمضان المبارك بسبب أغلاق الشركة المستضيفة ( the planet ) للمشكاة من غير سبب واضح ..
ولم يتسجيبوا على مطالبتنا لهم بفتح الموقع ... قالتهم الله وحتى الان.
وقمنا يإسترجاع نسخة شهر شعبان مما جعلنا نفقد العديد من الكتب المهمة في المكتبة والتي تم إضافتها في المكتبة خلال شهر رمضان فقط (ما يقارب 150 كتاب).
ولا نزال نطالبهم بإسترجاع النسخة الأخيرة حتى لا نكرر العمل مرة أخرى وخصوصا في المكتبة.
والله المستعان عليهم.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[22 - 11 - 04, 03:28 م]ـ
شكراً يا أخي الكريم على سرعة الرد
والله يوفقنا وإياك إلى ما فيه خير الدارين
ويرحم والدينا ووالديك(11/280)
(مختصر صحيح البخاري) للزبيدي، بصوت حمد الدريهم
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[02 - 11 - 04, 07:40 ص]ـ
(مختصر صحيح البخاري) للزبيدي
بصوت حمد الدريهم
المجموعة الأولى
مقدمة، بصوت الاستاذ عبد الرحمن العشماوي العشماوي ( http://www.adnan.hamoislam.com/introduc.ra)
كتاب بدء الوحي ( http://www.adnan.hamoislam.com/wahi.ra)
كتاب الإيمان ( http://www.adnan.hamoislam.com/iman.ra)
كتاب العلم 1 ( http://www.adnan.hamoislam.com/ilm1.ra)
كتاب العلم 2 ( http://www.adnan.hamoislam.com/ilm2.ra)
كتاب الوضوء ( http://www.adnan.hamoislam.com/wudu.ra)
كتاب الغسل ( http://www.adnan.hamoislam.com/ghusl.ra)
كتاب الحيض ( http://www.adnan.hamoislam.com/hayd.ra)
باب التيمم ( http://www.adnan.hamoislam.com/tyamum.ra)
ـ[أبو عبد الرحمن السبيلي]ــــــــ[08 - 03 - 07, 07:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا أكمل
ـ[محمد السيد ابراهيم]ــــــــ[08 - 03 - 07, 04:00 م]ـ
بارك الله فيك
الحيض والتيمم
رابطهما لا يعمل
ـ[عمر عبدالتواب]ــــــــ[08 - 03 - 07, 04:44 م]ـ
السلام عليكم
معذرة أخي الروابط كلها توقفت
نرجو إعادة رفعها
جزاكم الله خيرا
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[08 - 03 - 07, 05:03 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله ..
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=118
ـ[عمر عبدالتواب]ــــــــ[09 - 03 - 07, 09:15 م]ـ
جزاك الله خيرا
بارك الله فيك و نفع بك(11/281)
هل هذا العلم الجهبذ لة كتب على الشبكة او كتب مطبوعة؟؟؟
ـ[ابو حذيفة]ــــــــ[02 - 11 - 04, 09:56 ص]ـ
انة الفقية
فقية مصر الدكتور محمد عبد المقصود
الذى قال فية الشيخ ابى الاشبال واللة مارايتة الا وتذكرت محمد بن اسماعيل البخارى.
اسأل اللة ان يفك اسرة ان كان مازال فى الاسر.
فأنى اطلب من الاخوة الكرام ان من وجد لة اى كتاب فليتحفنا بة.
علما ان دروس الشيخ موجودة على اسلام واى.
وجزاكم اللة خير
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[02 - 11 - 04, 04:30 م]ـ
او حتى محاضرات مفرغه
جزاكم الله خيرا(11/282)
كتاب الْفُصُولُ فِي مُصْطَلَحِ حَدِيْثِ الرَّسُولِ للتحميل
ـ[مسك]ــــــــ[02 - 11 - 04, 01:42 م]ـ
الْفُصُولُ فِي مُصْطَلَحِ حَدِيْثِ الرَّسُولِ
الكتاب عبارة عن فُصُولٌ فِي عِلْمِ مُصْطَلَحِ الْحَدِيْثِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيْفِ وِفقَ الْمَنْهَجِ الْمُقَرَّرِ لِطَلَبَةِ السَّنةِ الدِّراسِيَّةِ الثَّانِيَةِ فِي الْجَامِعَةِ الإسْلاَمِيَةِ بِمَدِيْنَةِ صَادِقْ آبَاد بَاكِسْتَان.
جَمَعْهَا المؤلف مِنْ كُتُبِ أَئِمَّةِ الْحَدِيْثِ اكْتِفَاءً بِمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الطَّالِبُ فِي الْمَرْحَلَةِ الابْتِدَائِيَّةِ الْمَذْكُورَةِ مِنْ مُهِمَّاتِ مُصْطَلَحَاتِ هذَا الْعَلْمِ الشَّريفِ، بِأُسْلُوبٍ سَهْلٍ وَاضِحٍ، وَعِبَارَاتٍ مُخْتَصََرةٍ كَافِيَةٍ، فِي رِسَالَةٍ سَمَّاها «الْفُصُولُ فِي مُصْطَلَحِ حَدِيْثِ الرَّسُولِ»
تأليف العبد الفقير إلى الله العلي
حافظ ثناء الله الزاهدي
24/ 5/1423ها صادق آباد
لتحميل الكتاب اضغط هنا ( http://www.almeshkat.com/vb/showthread.php?postid=196024#post196024)(11/283)
حمل كتب من المكتبة الإلكترونية لوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في الكويت (ورد)
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[02 - 11 - 04, 03:00 م]ـ
http://islam.gov.kw/topics/current/index.php?catid=14
1- أحكام الحج والعمرة - د. الشيخ أحمد الحجي الكردي
2 - بحوث في علم الأصول - د. الشيخ أحمد الحجي الكردي
3 - العلوم الإسلامية - الشيخ: عبدالله نجيب سالم
4 - تاريخ المساجد الشهيرة - الشيخ: عبدالله نجيب سالم
5 - مجلد فتاوى وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية -رقم (1)
وزارة الأوقاف - إدارة الإفتاء
6 - مجلد فتاوى وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية -رقم (2)
وزارة الأوقاف - إدارة الإفتاء
7 - مجلد فتاوى وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية -رقم (3)
وزارة الأوقاف - إدارة الإفتاء
8 - مجلد فتاوى وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية -رقم (4)
وزارة الأوقاف - إدارة الإفتاء
9 - مجلد فتاوى وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية -رقم (5)
وزارة الأوقاف - إدارة الإفتاء
10 - مجلد فتاوى وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية -رقم (6)
وزارة الأوقاف - إدارة الإفتاء
11 - مجلد فتاوى وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية -رقم (7)
وزارة الأوقاف - إدارة الإفتاء
12 - مجلد فتاوى وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية -رقم (8)
وزارة الأوقاف - إدارة الإفتاء
13 - رسائل تربوية - رساله رقم (1) - وبشر الصابرين
وزارة الأوقاف- إدارة الثقافة الإسلامية
14 - رسائل تربوية - رساله رقم (2) - القواعد السديدات في المذاكرة الامتحانات
وزارة الأوقاف- إدارة الثقافة الإسلامية
15 - كتاب أعجبتني صداقتها -
وزارة الأوقاف- إدارة التنمية الأسرية(11/284)
الرفع والتكميل
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[03 - 11 - 04, 02:36 ص]ـ
السلام عليكم
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[03 - 11 - 04, 04:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخى الكريم عبد الجبار
افتقدنا مشاركاتك الرائعه
لعلك تكون بخير و بارك الله فيك
ـ[أبو محمد الإفريقي]ــــــــ[03 - 11 - 04, 05:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 11 - 04, 06:54 ص]ـ
زاكم الله خيرا
ولكن ينتبه من بعض الأمور التي ذكرها المصنف ففيها مخالفات عقدية في مسائل الإرجاء وغيرها، وكذلك بعض المسائل التي ذكرها في الجرح والتعديل
ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=71989#post71989
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[20 - 11 - 04, 03:18 م]ـ
منتدى القراء
اللكنوي وابن تيمية
راشد آل عبد الكريم
لقد قرأت ما كتب الأخ محمد عبد الله آل شاكر في العدد 49 من عرض
لكتاب (إمام الكلام) وقد عجبت لما كاله الكاتب للمؤلف وكتابه من المديح مع عدم
التنبيه على هفواته الشنيعة في كتابه هذا وكتبه الأخرى التي تبين شخصية المؤلف
وعلمه وعقله.
ولتوضيح ما أقصد أقول إن للمؤلف - عفا الله عنه ورحمه - حاشية على
كتابه (إمام الكلام) - وهذه ذكرها الكاتب - تهجم بها المؤلف اللكنوي على أئمة
أعلام بكلام يبعد جداً أن يكون منصفاً لمن لا يخالفه في الرأي - كما ذكر الكاتب.
انظر إلى هجومه الظالم على الأئمة: ابن تيمية وابن القيم والشوكاني حيث
يقول في حاشيته غيث الغمام ص 65: ( .. لا يقول بكون حديث أبي بكرة وأمثاله
مجملاً متشابهاً إلا من هو خفيف العقل كابن القيم وأضرابه وابن تيمية وأشياعه
والشوكاني وأنصاره .. )!! ثم ينبز هؤلاء الثلاثة بأنهم: (خفيفي الأحلام) ثم
يذكر - غير المقلد هذا - بعد أسطر كلاماً عن بعض العلماء يذكرون فيه ذلك عن
هؤلاء الأئمة!! ثم ينقل كلاماً في ذم شيخ الإسلام ابن تيمية (انظر ص 74 - 75)
وقصص ونقولات متهافتة ينقض آخرها أولها ويترك (غير المتعصب هذا!) كتب
الشيخ وعلمه وعقله وتحقيقه مكتفياً بما قاله من سبقه (فيقلدهم) في ذلك: ويقول
عن شيخ الإسلام: إن علمه أكبر من عقله!! .. سبحان الله! ابن تيمية صاحب
(درء تعارض العقل والنقل) وصاحب (الاستقامة) و (الجواب الصحيح) وسالك
(منهاج السنة) وغيرها من الكتب يقول عنه هذا - عفا الله عنه - إن علمه أكبر من
عقله، وإنه خفيف العقل؛ ولا أظن كل تآليفه تبلغ شيئاً أمام مصنف واحد لابن
تيمية؟!
والحق أن من يحكم - بعلم - بين اللكنوي وخصومه هؤلاء لا يجد بداً من أن
يقول: إن كان هناك أحد يستحق أن يقال فيه أن علمه أكبر من عقله فهو اللكنوي
نفسه - عفا الله عنه. ومع ما في كتبه من الفوائد إلا أنها لو جمعت كلها لم تكن
شيئاً عند مؤلفات شيخ الإسلام التي نصر الله بها السنة قديماً وحديثاً، وكانت
كصاحبها شجى في حلوق أهل البدعة والتعصب والتقليد الأعمى.
كتبت هذا - والله يعلم - لا أقصد الغض من الشيخ اللكنوي، فأنا ممن قرأ
بعض مؤلفاته، واستفاد منها، كالأجوبة الفاضلة، والرفع والتكميل، وإقامة الحجة،
وإمام الكلام، ولكن إحقاقاً للحق بالدفاع عن الأئمة الأعلام، ولتبيين بعض الأمور
عن شخصيته - رحمه الله - حتى لا ينخدع بكلامه أحد.
وفي الختام اسأل الله الكريم أن يغفر للشيخ اللكنوي خطأه، ويثيبه على
اجتهاده، وجميع علماء المسلمين، وأن يحشرنا وإياهم في زمرة سيد المرسلين -
صلى الله عليه وسلم- .. والله أعلم.
________________________
((مجلة البيان ـ العدد [51] صـ 88 ذو القعدة 1412 ـ مايو 1992))(11/285)
الرفع والتكميل
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[03 - 11 - 04, 02:36 ص]ـ
السلام عليكم
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[03 - 11 - 04, 04:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخى الكريم عبد الجبار
افتقدنا مشاركاتك الرائعه
لعلك تكون بخير و بارك الله فيك
ـ[أبو محمد الإفريقي]ــــــــ[03 - 11 - 04, 05:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 11 - 04, 06:54 ص]ـ
زاكم الله خيرا
ولكن ينتبه من بعض الأمور التي ذكرها المصنف ففيها مخالفات عقدية في مسائل الإرجاء وغيرها، وكذلك بعض المسائل التي ذكرها في الجرح والتعديل
ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=71989#post71989
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[20 - 11 - 04, 03:18 م]ـ
منتدى القراء
اللكنوي وابن تيمية
راشد آل عبد الكريم
لقد قرأت ما كتب الأخ محمد عبد الله آل شاكر في العدد 49 من عرض
لكتاب (إمام الكلام) وقد عجبت لما كاله الكاتب للمؤلف وكتابه من المديح مع عدم
التنبيه على هفواته الشنيعة في كتابه هذا وكتبه الأخرى التي تبين شخصية المؤلف
وعلمه وعقله.
ولتوضيح ما أقصد أقول إن للمؤلف - عفا الله عنه ورحمه - حاشية على
كتابه (إمام الكلام) - وهذه ذكرها الكاتب - تهجم بها المؤلف اللكنوي على أئمة
أعلام بكلام يبعد جداً أن يكون منصفاً لمن لا يخالفه في الرأي - كما ذكر الكاتب.
انظر إلى هجومه الظالم على الأئمة: ابن تيمية وابن القيم والشوكاني حيث
يقول في حاشيته غيث الغمام ص 65: ( .. لا يقول بكون حديث أبي بكرة وأمثاله
مجملاً متشابهاً إلا من هو خفيف العقل كابن القيم وأضرابه وابن تيمية وأشياعه
والشوكاني وأنصاره .. )!! ثم ينبز هؤلاء الثلاثة بأنهم: (خفيفي الأحلام) ثم
يذكر - غير المقلد هذا - بعد أسطر كلاماً عن بعض العلماء يذكرون فيه ذلك عن
هؤلاء الأئمة!! ثم ينقل كلاماً في ذم شيخ الإسلام ابن تيمية (انظر ص 74 - 75)
وقصص ونقولات متهافتة ينقض آخرها أولها ويترك (غير المتعصب هذا!) كتب
الشيخ وعلمه وعقله وتحقيقه مكتفياً بما قاله من سبقه (فيقلدهم) في ذلك: ويقول
عن شيخ الإسلام: إن علمه أكبر من عقله!! .. سبحان الله! ابن تيمية صاحب
(درء تعارض العقل والنقل) وصاحب (الاستقامة) و (الجواب الصحيح) وسالك
(منهاج السنة) وغيرها من الكتب يقول عنه هذا - عفا الله عنه - إن علمه أكبر من
عقله، وإنه خفيف العقل؛ ولا أظن كل تآليفه تبلغ شيئاً أمام مصنف واحد لابن
تيمية؟!
والحق أن من يحكم - بعلم - بين اللكنوي وخصومه هؤلاء لا يجد بداً من أن
يقول: إن كان هناك أحد يستحق أن يقال فيه أن علمه أكبر من عقله فهو اللكنوي
نفسه - عفا الله عنه. ومع ما في كتبه من الفوائد إلا أنها لو جمعت كلها لم تكن
شيئاً عند مؤلفات شيخ الإسلام التي نصر الله بها السنة قديماً وحديثاً، وكانت
كصاحبها شجى في حلوق أهل البدعة والتعصب والتقليد الأعمى.
كتبت هذا - والله يعلم - لا أقصد الغض من الشيخ اللكنوي، فأنا ممن قرأ
بعض مؤلفاته، واستفاد منها، كالأجوبة الفاضلة، والرفع والتكميل، وإقامة الحجة،
وإمام الكلام، ولكن إحقاقاً للحق بالدفاع عن الأئمة الأعلام، ولتبيين بعض الأمور
عن شخصيته - رحمه الله - حتى لا ينخدع بكلامه أحد.
وفي الختام اسأل الله الكريم أن يغفر للشيخ اللكنوي خطأه، ويثيبه على
اجتهاده، وجميع علماء المسلمين، وأن يحشرنا وإياهم في زمرة سيد المرسلين -
صلى الله عليه وسلم- .. والله أعلم.
________________________
((مجلة البيان ـ العدد [51] صـ 88 ذو القعدة 1412 ـ مايو 1992))
ـ[أبو المعاطي]ــــــــ[20 - 11 - 04, 07:16 م]ـ
إخواني الكرام
إن عداوة الحنفية لأهل حديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لن تتوقف، وسيخرج في كل جيل ذيول هذه الأفاعي التي تحاول لدغ أهل الحديث الشريف.
وليس ابن القيم، او ابن تيمية فقط هما اللذان تعرضان للدغ هذه الحيات، وإنما سلف من التاريخ ما كان سوادًا في سواد.
اقرؤوا الملف المرفق، ولكن بعد التخلص من العصبية المذهبية، واجعلوا غضبكم لله، ولرسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
إليكم البيان، في هذا الملف
ـ[أبو المعاطي]ــــــــ[23 - 11 - 04, 06:46 ص]ـ
وقع في المشاركة السابقة، ونتيجةً لجهلٍ مني:
تعرضان للدغ، وصوابه: تعرضا للدغ.
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[23 - 11 - 04, 09:36 م]ـ
اخي الكريم ابو المعاطي حياك الله وبارك فيك.
اولا: هناك حورات وروابط كثيره حول هذا الموضوع في المنتدي هناك مؤيد ومعارض وغالبا ما ينتهي الموضوع الي تعارض الاختلاف
ثانيا: وهذا رأيي فنترك امر هؤلاء الي الله ليحكم بينهم يوم القيامه
ثالثا: اليس في الاحناف خير قط من وجه نظرك الم تجد منهم من نصر الاسلام واهل الحديث قط
ـ[أبو المعاطي]ــــــــ[24 - 11 - 04, 01:07 ص]ـ
أخي الكريم السالمي
سلمك الله من كل سوء
السلام عليك
ما زلنا في هذا الحوار الهادئ، وأجيبك على السؤال بمثله، فأقول:
المتصوفة، الشيعة، الخوارج، المعتزلة، المرجئة، القدرية، الأشاعرة، والمستشرقون.
ألا يوجد عند كل فريق من هؤلاء أي خير قط؟
ألم يقدموا للإسلام أي خير، في وسط الضلال الذي عندهم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/286)
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[25 - 11 - 04, 12:32 ص]ـ
قال ابن حزم رحمه الله في كتابه الإحكام:
(والصحيح من ذلك أن أبا حنيفة ومالكا رحمهما الله اجتهدا وكانا مما أمرا بالاجتهاد إذ كل مسلم ففرض عليه أن يجتهد في دينه وجريا على طريق من سلف في ترك التقليد فأجرا فيما أصابا فيه أجرين وأجرا فيما أخطآ فيه أجرا واحدا وسلما من الوزر في ذلك على كل حال، وهكذا حال كل عالم ومتعلم غيرهما ممن كان قبلهما وممن كان معهما وممن أتى بعدهما أو يأتي ولا فرق).
وقال أيضا: (ثم أتى بعد التابعين فقهاء الأمصار كأبي حنيفة وسفيان وابن أبي ليلى بالكوفة وابن جريج بمكة ومالك وابن الماجشون بالمدينة وعثمان البتي وسوار بالبصرة والأوزاعي بالشام والليث بمصر فجروا على تلك الطريقة من أخذ كل واحد منهم عن التابعين من أهل بلده فيما كان عندهم واجتهادهم فيما لم يجدوا عندهم وهو موجود عند غيرهم و {لا يكلف لله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما كتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينآ أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينآ إصرا كما حملته على لذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به وعف عنا وغفر لنا ورحمنآ أنت مولانا فنصرنا على لقوم لكافرين} وكل ما ذكرنا مأجور على ما أصاب فيه حكم النبي صلى الله عليه وسلم أجرين ومأجور فيما خفي عنه منه أجرا واحدا وقد يبلغ الرجل مما ذكرنا حديثان ظاهرهما التعارض فيميل إلى أحدهما دون الثاني بضرب من الترجيحات التي صححنا أو أبطلنا قبل هذا في هذا الباب ويميل غيره إلى الحديث الذي ترك هذا بضرب من تلك الترجيحات).
وقال أيضا: ( .. قال سفيان بن عيينة: "ما زال أمر الناس معتدلا حتى غير ذلك أبو حنيفة بالكوفة والبتي بالبصرة وربيعة بالمدينة". هؤلاء النفر غفر الله لنا ولهم أول من فتح باب الرأي وعول عليه واعترض بالقياس على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلك زلة عالم ووهلة فاضل سمح الله للجميع بمنه آمين).
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[26 - 11 - 04, 06:46 م]ـ
الاخ الكريم ابو المعاطي سلمه الله .....
الا تعتقد اننا نكون قد ظلمنا الاحناف اذ قارنهم باهل الاهواء ممن ذكرتهم ...
ـ[أبو المعاطي]ــــــــ[27 - 11 - 04, 12:10 ص]ـ
السلام عليك أخي الكريم
وفقك الله تعالى لعملٍ صالح يرضاه
أعتقد أن أهل الأهواء هؤلاء سيغضبون مني لأنني قارنتهم بالحنفية، وهكذا كل أهل الأهواء.
وأنا يا أخي الفاضل عبدٌ مسكين، قلت حيلته، فتعلم من علماء هذه الأمة
وأنا أعرف مدى حبك واحترامك وتقديرك لأحمد بن حنبل، يرحمه الله
فهذا الرجل الزاهد، العالم، الفقيه، المحدث، الهادئ، ماذا قال في أبي حنيفة، والحنفيه؟
وعندما يتكلم أحمد بن حنبل، رضي الله عنه، وأنا لست على مذهبه، لعقيدتي أنه لم يكن له مذهب، بل كان متبعًا لإمامه محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وكان يأمر تلامذته بمحو ما يكتبون من قوله.
سأذهب الآن يدي في يدك، إخوة متحابون، وأنا أعرف أنك لست حنفيا، أعاذك الله من اتخاذ الأنداد، وأن يحشرك الله خلف محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يوم يدعو كل أناس بإمامهم، أقول: نذهب معا إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل، ليحدثنا عن أبيه، ماذا قال في أبي حنيفة؟
إلى كتاب العلل ومعرفة الرجال
وهذا لا يستطيع حواشي الحنفية أن يقولوا أسانيد تضعيف أبي حنيفة ورفضه ضعيفة، أو أن الذين ضعفوه وتركوه كانوا من المتأخرين:
- النعمان بن ثابت الكوفي، أبو حنيفة، يقال. أصله من فارس، ويقال: مولى بني تَيْم.
(*) قال عبد الله بن أحمد: سمعتُ أَبي يقول: مر رجل برقبة. فقال له رقبة: من أين جئت؟ قال: من عند أبي حنيفة، قال: كلام ما مضغت، وترجع إلى أهلك بغير ثقة. ((العلل)) (760).
(*) وقال عبد الله: سمعتُ أَبي ذكر الجلد بن أيوب. فقال: ليس يسوى حديثه شيئًا. قلت له: الجلد ضعيف؟ قال: نعم، ضعيف الحديث، سمعت أبا معمر يقول: ما سمعت ابن المبارك ذكر أحدًا بسوء إلا يومًا ذُكر عنده الجلد بن أيوب. فقال: أيش حديث الجلد، وما الجلد، من الجلد؟ وقال أبي: قال يزيد بن زريع: ذلك أبو حنيفة لم يجد شيئًا يحتج به إلا بالجلد، حديث الحيض. ((العلل)) (775).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/287)
(*) وقال عبد الله: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، قال: قلت لمالك بن أنس: كان عندنا علقمة، والأسود. فقال: قد كان عندكم من قلب الأمر هكذا. وقلب أبي كفه على ظهرها -يعني أبا حنيفة- ((العلل)) (1118 و2658).
(*) وقال عبد الله: قال أبي: بلغني عن عبد الرحمان بن مهدي أنه قال: آخر علم الرجل أن ينظر في رأي أبي حنيفة. يقول: عجز عن العلم. ((العلل)) (1568).
(*) وقال عبد الله: حدثني أبي. قال: حدثنا إسحاق بن عيسى ابن الطباع، عن ابن عيينة. قال: قلت لسفيان الثوري. لعله يحملك على أن تفتي أنك ترى من ليس بأهل للفتوى يفتي فتفتي. قال أبي: يعني أبا حنيفة. ((العلل)) (2456).
(*) وقال عبد الله: حدثني أبي. قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال: سمعت حماد بن سلمة يقول وذكر أبا حنيفة. فقال: إن أبا حنيفة استقبل الآثار والسنن يردها برأيه. ((العلل)). (3586 و5224).
(*) وقال عبد الله: حدثني أبي. قال: حدثنا مؤمل. قال: سمعت سفيان الثوري. قال: استتيب أبو حنيفة مرتين. ((العلل)) (3587 و5225).
(*) وقال عبد الله: حدثني أبي. قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: استتيب أبو حنيفة مرتين فقال له أبو زيد -يعني حماد بن دُليل- رجل من أصحاب سفيان لسفيان: في ماذا؟ فقال سفيان: تكلم بكلام فرأى أصحابه أن يستتيبوه فتاب. ((العلل)) (3588).
(*) وقال عبد الله: حدثني أبي. قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل. قال: حدثنا سفيان الثوري. قال: حدثني عباد بن كثير. قال: قال لي عمرو بن عبيد: سل أبا حنيفة عن رجل. قال: أنا أعلم أن الكعبة حق، وأنها بيت الله، ولكن لا أدري هي التى بمكة، أو التي بخراسان، أمؤمن هو؟ قال: مؤمن. وقال لي: سله عن رجل. قال: أنا أعلم أن محمدًا ? حق، وأنه رسول الله. ولكن لا أدري هو الذي كان بالمدينة، أو محمد آخر، أمؤمن هو؟ قال: مؤمن. قال أبي: استتابوه، أظن في هذه الآية ?سبحان ربك رب العزة عما يصفون?. قال: هو مخلوقٌ. ((العلل)) (3590 و3591 و5230).
(*) وقال عبد الله: حدثني أبو معمر، عن الوليد بن مسلم. قال: قال لي مالك بن أنس. أيُذكر أبو حنيفة ببلدكم؟ قلت: نعم. قال: ما ينبغي لبلدكم أن يسكن.
حدثنا منصور بن أبي مزاحم. قال: سمعت شريكًا يقول: لأن يكون في كل ربع من أرباع الكوفة خمارٌ خير من أن يكون فيه من يقول برأي أبي حنيفه.
قال منصور: وسمعت مالك بن أنس، وذكر أبا حنيفة فقال: كاد الدين. ((العلل)) (3592 و3593 و3594 و4732 و4733 و4734).
(*) وقال عبد الله: حدثني أبي. قال: حدثني عبد الرحمان بن مهدي قال: سألت سفيان، عن حديث عاصم، يعني ابن أبي النجود في المرتدة. فقال: أَما من ثقةٍ فلا. قال أبي: وكان أبو حنيفة يحدثه عن عاصم. ((العلل)) (4236).
(*) وقال عبد الله: سَمِعتُهُ يقول (يعني أباه): قال سفيان بن عيينة: ثلاثة يعجبون برأيهم: بالبصرة عثمان البتي، وبالمدينة ربيعة الرأي، وبالكوفة أبو حنيفة.
وقال عبد الله: وربما قال أبي: قال ثلاثة أولاد سبايا الأمم، هذا معناه. ((العلل)) (4696 و4697).
(*) وقال عبد الله: حدثنا سُريج بن يونس. قال: حدثنا أبو قطن قال: حدثنا أبو حنيفة، وكان زمِنًا في الحديث. ((العلل)) (4731).
(*) وقال عبد الله: حدثني أبي. قال: حدثنا مسكين. قال: حدثنا الأوزاعى قال: سئل أبو حنيفة. قال أبي: لم يسمع الاوزاعي من أبي حنيفة شيئًا، إنما عابه به ((العلل)) (4842).
(*) وقال عبد الله: حدثني أبو معمر. قال: قيل لشريك: مما استتبتم أبا حنيفة؟ قال: من الكفر. ((العلل)) (5039).
(*) وقال عبد الله: كتب إليَّ ابن خلاد. قال: سمعت يحيى. قال: حدثنا سفيان. قال: استتاب أصحاب أبي حنيفة أبا حنيفة مرتين، أو ثلاثًا، وكان سفيان شديد القول في الإرجاء والرد عليهم. ((العلل)) (5052).
(*) وقال عبد الله: حدثنا أبو بكر الأعين، عن الحسن بن الربيع قال: ضَربَ ابن المبارك على حديث أبي حنيفة قبل أن يموت بأيام يسيرة. ((العلل)) (5194).
(*) وقال عبد الله: حدثنا هارون بن سفيان، أو غيره، قال: حدثنا طلق بن غنام، قال: سئل حفص بن غياث عن مسألة. قال: فأبطأ عن الجواب فيها. قال: فقلت له يا أبا عمر. فقال: دعني فإني إنما أَحُزُّ في لحمي، قد رأيتُ أبا حنيفة وهو يُسأل عن المسألة فيقول فيها في المجلس الواحد عشرة أقاويل. ((العلل)) (5231).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/288)
(*) وقال عبد الله: قلت لأبي: كان أبو حنيفة استتيب؟ قال: نعم. ((تاريخ بغداد)) 13/ 383.
(*) وقال ابن هانئ: وسمعت أبا عبد الله يقول: سمعت ابن عيينة يقول: أبناء سبايا الأمم ثلاثة: ربيعة الرأي بالمدينة، وأبو حنيفة بالكوفة، وعثمان البتي بالبصرة. ((سؤالاته)) (2099).
(*) وقال ابن هانئ: وسئل (يعني أبا عبد الله) عن أبي حنيفة يروى عنه؟ قال: لا. ((سؤالاته)) (2368).
(*) وقال المروذي: قال أبو عبد الله: حدثنا شعيب بن حرب. قال: سمعت سفيان يقول: ما أحب أني أوافقهم على الحق، يعني أبا حنيفة. ((سؤالاته)) (306).
(*) وقال أحمد بن الحسن الترمذي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أبو حنيفة يكذب ((ضعفاء العقيلي)) (1876).
(*) وقال الحسين بن الحسن المروزي: سألت أحمد بن حنبل. فقلتُ ما تقول في أبي حنيفة؟ فقال: رأيه مذموم، وحديثه لا يذكر. ((ضعفاء العقيلي)) (1876).
(*) وقال عبد الله بن أحمد: سمعتُ أَبي يقول: حديث أبي حنيفة ضعيف، ورأيه ضعيف ((ضعفاء العقيلي)) (1876).
(*) وقال الحسين بن الحسن المروزي: ذكر أبو حنيفة عند أحمد بن حنبل فقال رأيه مذموم، وبدنه لا يذكر. ((الجرح والتعديل)) 8/ (2062).
(*) وقال زياد بن أيوب سألت أحمد بن حنبل عن الرواية عن أبي حنيفة، وأبي يوسف. فقال: لا أرى الرواية عنهما. ((المجروحون)) 3/ 71.
(*) وقال حنبل بن إسحاق: سمعت عمي، يعني أحمد بن حنبل، يقول: وكان يعقوب أبو يوسف منصفًا في الحديث، فأما أبو حنيفة، ومحمد بن الحسن فكانا مخالفين للأثر وهاذان لهما رأي سوء، يعني أبا حنيفة، ومحمد بن الحسن. ((تاريخ بغداد)) 2/ 179.
(*) وقال إسماعيل بن سالم البغدادي: ضرب أبو حنيفة على الدخول في القضاء، فلم يقبل القضاء. قال: وكان أحمد بن حنبل إذا ذكر ذلك بكى، وترحم على أبي حنيفة، وذلك بعد أن ضرب أحمد. ((تاريخ بغداد)) 13/ 327.
(*) وقال محمد الباغندي: كنت عند عبد الله بن الزبير، فأتاه كتاب أحمد بن حنبل، اكتب إلي بأشنع مسألة عن أبي حنيفة، فكتب إليه، حدثني الحارث بن عمير. قال: سمعت أبا حنيفة يقول: لو أن رجلاً قال أعرف لله بيتًا، ولا أدري أهو الذي بمكة أو غيره، أمؤمن هو؟ قال: نعم، ولو أن رجلاً قال: أعلم أن النبي ? قد مات ولا أدري أدفن بالمدينة أو غيرها، أمؤمن هو؟ قال: نعم. قال الحارث بن عمير: وسَمِعتُهُ يقول: لو أن شاهدين شهدا عند قاض أن فلان بن فلان طلق امرأته، وعلما جميعًا أنهما بالزور، ففرق القاضي بينهما، ثم لقيها أحد الشاهدين فله أن يتزوج بها؟ قال: نعم، ثم على القاضي بعد، أله أن يفرق بينهما؟ قال لا. ((تاريخ بغداد)) 13/ 371.
(*) وقال أبو بكر المروزي: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: لم يصح عندنا أن أبا حنيفة كان يقول: القرآن مخلوق. ((تاريخ بغداد)) 13/ 378.
(*) وقال أبو بكر الأثرم: سمعت أبا عبد الله يقول: قال ابن المبارك: ذكرت أبا حنيفة يومًا عند الأوزاعي فأعرض عني، فعاتبته. فقال: تجيء إلى رجل يرى السيف في أمة محمد ? فتذكره عندنا؟. ((تاريخ بغداد)) 13/ 384.
(*) وقال المروذي أبو بكر أحمد بن الحجاج: سألت أبا عبد الله، وهو أحمد بن حنبل، عن أبي حنيفة، وعمرو بن عبيد. قال: أبو حنيفة أشد على المسلمين من عمرو بن عبيد، لأن له أصحابًا. ((تاريخ بغداد)) 13/ 411.
(*) وقال الأثرم: رأيت أبا عبد الله مرارا يعيب أبا حنيفة ومذهبه ويحكي الشيء من قوله على الإنكار والتعجب. ((تاريخ بغداد)) 13/ 411.
(*) وقال أبو بكر الأثرم: أخبرنا أبو عبد الله بباب في العقيقة فيه عن النبي ? أحاديث مسندة، وعن أصحابه، وعن التابعين، ثم قال: وقال أبو حنيفة: هو من عمل الجاهلية، ويتبسم كالمتعجب. ((تاريخ بغداد)) 13/ 411.
(*) وقال محمد بن يوسف البيكندي: قيل لأحمد بن حنبل: قول أبي حنيفة: الطلاق قبل النكاح. فقال: مسكين أبو حنيفة، كأنه لم يكن من العراق، كأنه لم يكن من العلم بشيء، قد جاء فيه عن النبي ? وعن الصحابة، وعن نيف وعشرين من التابعين مثل سعيد بن جبير، وسعيد بن المسيب، وعطاء، وطاووس، وعكرمة، كيف يجترىء أن يقول تطلق؟!. ((تاريخ بغداد)) 13/ 411.
(*) وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثنا مُهَنَّى بن يحيى. قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما قول أبي حنيفة والبعر عندي إلا سواء. ((تاريخ بغداد)) 13/ 411.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/289)
(*) وقال محمد بن روح: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لو أن رجلاً ولي القضاء، ثم حكم برأي أبي حنيفة، ثم سئلت عنه، لرأيت أن أرد أحكامه. ((تاريخ بغداد)) 13/ 412.
(*) وقال إبراهيم الحربي: وضع أبو حنيفة أشياء في العلم مضغ الماء أحسن منها، وعرضت يومأ شيئًا من مسائله على أحمد بن حنبل فجعل يتعجب منها، ثم قال: كأنه هو يبتدئ الإسلام. ((تاريخ بغداد)) 13/ 413.
(*) وقال إبراهيم بن إسحاق الحربي: سمعت أحمد بن حنبل، وسئل عن مالك. فقال: حديث صحيح، ورأي ضعيف، وسئل عن الأوزاعي فقال: حديث ضعيف، ورأي ضعيف، وسئل عن أبي حنيفة. فقال: لا رأي ولا حديث، وسئل عن الشافعي. فقال: حديث صحيح. ورأي صحيح. ((تاريخ بغداد)) 13/ 416.
(*) وقال أبو بكر الأثرم: حدثنا أبو عبد الله، حدثنا عبد الرحمان بن مهدي قال: سألت سفيان عن حديث عاصم في المرتدة؟ فقال: أما من ثقة فلا، كان يرويه أبو حنيفة. قال أبو عبد الله: والحديث كان يرويه أبو حنيفة. عن عاصم، عن أبي رزين، عن ابن عباس في المرأة إذا ارتدت. قال: تحبس ولا تقتل. ((تاريخ بغداد)) 13/ 417.
(*) وقال ياسين بن سهل: حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا مؤمل. قال: ذكروا أبا حنيفة عند سفيان الثوري. فقال: غير ثقة ولا مأمون، غير ثقة ولا مأمون. ((تاريخ بغداد)) 13/ 417.
(*) وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي، عن الرجل يريد أن يسأل عن الشيء من أمر دينه، يعني مما يُبتلى به من الأيمان في الطلاق وغيره، وفي مِصره من أصحاب الرأي، ومن أصحاب الحديث لا يحفظون ولا يعرفون الحديث الضعيف، ولا الإسناد القوي، فمن يسأل، أصحاب الرأي، أو هؤلاء، أعني أصحاب الحديث، على ما كان من قلة معرفتهم؟ قال: يسأل أصحاب الحديث، ولا يسأل أصحاب الرأي، ضعيف الحديث خير من رأي أبي حنيفة. ((تاريخ بغداد)) 13/ 418.
(*) وقال أحمد في رواية ابن إبراهيم بن هانئ: اترك رأي أبي حنيفة وأصحابه. ((بحر الدم)) (1071).
(*) وقال أحمد في رواية عمرو بن معمر: إذا رأيت الرجل يجتنب أبا حنيفة، والنظر فيه، ولا يطمئن إليه، ولا إلى من يذهب مذهبه، ممن يغلو، ولا يتخذه إمامًا فارجو خيره. ((بحر الدم)) (1071).
إخواني الأفاضل
من أراد أن يرد، فليرد على أحمد بن حنبل، وجميع علماء المسلمين
والسلام عليكم
وأنا من المسلمين
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[27 - 11 - 04, 02:20 ص]ـ
منقول من: "المنهجية في قراءة كتب أهل العلم"
محاضرة للشيخ صالح آل الشيخ بين فيها المنهجية الصحيحة في قراءة الكتب العلمية
"بعض طلبة العلم يرى أنّ الأكثر فائدة أنْ يقرأ في الكتب المطولة في العقيدة، يقرأ مباشرة في فتاوى شيخ الإسلام، يقرأ مباشرة في في (الإيمان) لابن منده، يقرأ مباشرة في كتاب (التوحيد) لابن منده، مثلا أو الكتب المتقدمة أو في (الشريعة) للآجري أو في كتاب اللالكائي، وهكذا، وهذه الكتب لا شك أنّها أصلت مذاهب السلف لكن مذاهب السلف وأقوالُهم تفرقت بحيث إنّ المؤلفين الأقدمين لم يجعلوها متواليةً في انضباطٍ تأليفي واضح في مؤلفاتهم القديمة، فأتى المتأخرون من أهل العلم والسنة، كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن قدامة، وغيرهما، أتوا فلخصوا هذه العقائد في كتب مختصرة ومتوسطة لابدّ لفهم كلام السلف من فهم هذه الكتب، فإذًا الطريق إلى فهم المطولات، أنْ تفهم مختصرات الاعتقاد، مثل (الواسطية) لشيخ الإسلام و (الحموية) و (لمعة الاعتقاد) لابن قدامة وهكذا في كتبٍ كثيرة مختلفة إذا ضبطت الكتب هذه، يمكن أنْ ترجع إلى الكتب المتقدمة على ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: أنْ يكون الاطلاع على المطول عند تقرير المسألة المختصرة، يعني مثلا، تأتي مسألة الإيمان في العقيدة، هل الإيمان قول وعمل واعتقاد أم أنّه قول واعتقاد دون عمل؟ المسألة المعروفة بالخلاف ما بين أهل الحديث والسنة ومرجئة الفقهاء، الفرق بين هذا وهذا يكون في الكتب المختصرة لَمْحَة عنه، لكن تفصيله يكون في المطولة، إذا احتجت إلى تفصيله تذهب إلى الكتب المطولة بخصوصها، هذه المرتبة الأولى، ويتبع هذه أنْ تنتقل من مرتبة المختصر بعد إحكامه إلى المطول بعامة، يعني إذا قرأت مثلا العقيدة وضبطتها -على المنهجية فيها- بقراءة المختصر ثم المتوسط إلى آخره على نحو ما سبق إيضاحه، فإنك تنتقل إلى كتب المتقدمين لقراءتها من أولها إذا ضبطت شروح الكتب المتأخرة فإنْ كتب المتقدمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/290)
ستَنْزِلُ كل مسألة منها منزِلها، أما إذا أخذت كتب المتقدمين دون النظر في قواعد المتأخرين التي ضبطوا بها الاعتقاد، فإنه سيكون ثم خلل كبير في فهم منهج أهل السنة وعقيدة أهل السنة، -مثال ذلك-: ما ورد في بعض كتب أهل السنة من الكلام على أبي حنيفة الإمام، رحمه الله تعالى ورفع درجته في الجنة، هذا. لو أقبل مقبلٌ على كتب العقيدة الأولى مثل بعض كتب السنة ونحو ذلك لوجد فيها كلامًا على هذا الإمام، لم يقله أئمة أهل السنة المتأخرون، وإنّما هجروا هذا الكلام وتركوه، فلا ترى مثلا في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية مقالةً سيئة في الإمام أبي حنيفة رحمه الله، مع أنّ كتب السنة المتقدمة فيها من هذا الكلام وفيها الكلام عمّا فعله وعما فعله ... إلى آخره، أما الكتب المتأخرة فلا تجد فيها ذمّا للإمام أبي حنيفة رحمه الله بما في كتب الأولين، بل هُجِر ما في كتب الأولين، وقُرِر ما يجب أنْ يقرر تباعًا لمنهج أهل السنة بعامة، لأنّ المسألة تلك كانت لها فتوى بظروفها وزمانها إلى آخره، فألف شيخ الإسلام رحمه الله ((رفع الملام عن الأئمة الأعلام))، ومنهم أبو حنيفة، مع أنّ قوله في الإيمان معروف وقوله في كذا معروف لكن كما قيل في حقه إنّه لا يُنْظر فيه إلى هذه الأمور، لو قرأ قارئ في الكتب المتقدمة قبل المتأخرة فإنه سيحصل عنده خلل في الفهم، من أين يأتي الخلل؟
يأتي الخلل من جهة أنّ كلام السلف له بساط حال قام عليه إذا لم يَرْعَ المتأخرُ بساط الحال الذي قام عليه كلام السلف فإنه لن يفهم كلام السلف، يعني أنْ تعرف حال ذلك الزمان، وما كان فيه من أقوال، ومن مذاهب، ومن فتن إلى آخر ذلك، فينبني كلامهم على ما كان في ذلك الزمان، لكن المتأخر لما ترك، علمنا أنه تركه لعلة، ولهذا مثلا لما طبع الشيخ عبد الله بن حسن رحمه الله، ومعه بعض المشايخ في مكة لما طبعوا كتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد رحمه الله لم يروا بأسا من أنْ ينتزعوا منه بابًا كاملا، وهذا لأجل المصلحة الشرعية التي توافق منهج أهل السنة والجماعة فانتزعوا فصلا كاملا متعلق بأبي حنيفة رحمه الله وبأصحابه، وبالأقوال التي فيهم وذمهم أو تكفيرهم، إلى آخر ذلك، انتزعوه لمَ؟
هل انتزاعه كما قال بعضهم إنّه ليس من أداء الأمانة؟ لا بل هي أمانة، لأنّ الأمانة التي أُنيطت بنا ليست هي أمانة قبول المؤلفات على ما هي عليه، وإنما هي أمانة بقاء الأمة على وحدتها في العقيدة وعلى وحدتها في المحبة، فإذ ذهب ذاك الكلام مع زمانه فإنْ تكراره مع عدم المصلحة الشرعية منه لا حاجة إليه، وهذا لا شك أنه من الفقه المهم.
بعض كلمات السلف في المبتدعة، بعض كلمات السلف في أهل الأهواء لها بِساطُ حال في الزمن الأول، وليس ذلك منطبقا على بساط الحال في الزمن هذا، ولذلك ترى أنّ بعضهم أخذ من تلك الكلمات كلمات عامة فطبقها على غير الزمان الذي كان ذلك القول فيه، ولو رأى كلام الأئمة الحفاظ والمحققين من أهل السنة، لوجد أنّه يخالف ذلك الكلام في التطبيق، أما في التأصيل فهو واقع، هذا استطراد لبيان أهمية قراءة كتب المتأخرين من أهل السنة في الاعتقاد وإِحْكامها قبل إدمان النظر في كتب السلف؛ لأنّ إدمان النظر في كتب السلف دون معرفةٍ بقواعد أهل السنة التي قعّدها أهل السنة والجماعة المتأخرون فإنّ هذا يعطي خللاً في فهم منهج السلف بعامة، وهذا له أمثلة كثيرة ربما تحتاج إلى وقت طويل."
ـ[أبو المعاطي]ــــــــ[27 - 11 - 04, 03:27 ص]ـ
آسف
هنا أمرني ربي أن أنصرف
لأن ما يُسمى بعقيدة أهل السنة والجماعة، وهي التي نعلق عليها كل شيء، أصبحت تبيح حذف فصل كامل من كتاب السنة
وهذا هو كلام أخي الكريم طويلب العلم، قال:
لما طبع الشيخ عبد الله بن حسن رحمه الله، ومعه بعض المشايخ في مكة لما طبعوا كتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد رحمه الله لم يروا بأسا من أنْ ينتزعوا منه بابًا كاملا، وهذا لأجل المصلحة الشرعية التي توافق منهج أهل السنة والجماعة فانتزعوا فصلا كاملا متعلق بأبي حنيفة رحمه الله وبأصحابه، وبالأقوال التي فيهم وذمهم أو تكفيرهم، إلى آخر ذلك، انتزعوه لمَ؟
انتهى كلامة
ثم يعقب أخي بأن هذه أمانة، والسنة والجماعة.
إذن؛ علينا حذف كل مايتعارض مع المصلحة العامة، من آيات الجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والسنة والجماعة.
آسف، أمرني ربي أن أنصرف، وأن لا أعود
لأن حذف فصل من كتاب السنة، خيانة لهذه الأمة، وإن قام به جميع أهل السنة والجماعة.
يا أخي عليك الآن، للمصلحة العامة، والسنة والجماعة أن تطالب بحذف كل ماجاء في كتب البخاري ومسلم وابن أبي حاتم والدارقطني والنسائي، والفسوي، وابن حبان، من أبواب الجرح والتعديل عامة، حتى يطمئن أهل السنة والجماعة، ورفع الملام.
نعم: با دول العالم، للمصلحة العامة، كل دولة، وكل جماعة، وكل فرقة، وكل مذهب، يرى فصلا في كتاب، يتعارض مع المصلحة العامة، يجب حذفة، والسنة والجماعة.
وداعًا بديني، وليس إلى لقاء
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/291)
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[27 - 11 - 04, 03:47 ص]ـ
آسف
هنا أمرني ربي أن أنصرف
لأن ما يُسمى بعقيدة أهل السنة والجماعة، وهي التي نعلق عليها كل شيء، أصبحت تبيح حذف فصل كامل من كتاب السنة
وهذا هو كلام أخي الكريم طويلب العلم، قال:
.
الاخ الكريم أبو المعاطي حفظه الله
الكلام ليس كلامى و ليس لى فيه حرف واحد بل هو كلام الشيخ الفاضل صالح آل الشيخ و لهذا بدأت مشاركتى ب"منقول من"
ـ[الحاج عادل]ــــــــ[27 - 11 - 04, 04:40 ص]ـ
حرر من قبل المشرف
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[27 - 11 - 04, 04:56 ص]ـ
حسبنا الله و نعم الوكيل
الله المستعان
ـ[ abo-omar] ــــــــ[27 - 11 - 04, 10:58 ص]ـ
آسف هنا أمرني ربي أن أنصرف
...... وداعًا بديني، وليس إلى لقاء
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
... وقولك: آسف، أمرني ربي أن أنصرف، وأن لا أعود
فلعلك تقصد قول الله تعالى
{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (الأنعام 68)
يا أخا الإسلام نحن نجتمع في هذا الملتقى لنفيد ونستفيد ولنتعلم السنة ولننهل من معينها العذب ولنعمل على نشرها، لا من أجل الخوض ...
ولو وافقناك في طعنك في هذا الإمام الذي يعتبر من كبار أئمتنا لكنا من جملة الخائضين ولحق علينا وصف الظالمين الذين لا يقعد معهم بعد الذكرى
إخواني الأفاضل من أراد أن يرد، فليرد على أحمد بن حنبل، وجميع علماء المسلمين
والسلام عليكم
وأنا من المسلمين
إن قولك هذا يشعر بأن علماء الأمّة مجمعون على ردّ هذا الإمام والحطّ عليه ... وهذا مجانب للحقيقة ومفارق للصواب.
وما ورد على لسان شيخ السنة الإمام المبجل أحمد بن حنبل وعلى لسان غيره من الأئمة المهديين إنما هو في التشنيع على الرأي والتحذير منه؛ لا الوقيعة في الإمام أبي حنيفة كما ـ أشعرنا سردك للنصوص أنك ـ فهمت.
وأبو حنيفة رحمه الله ليس بحاجة إلى أحد ليذب عنه أوينافح يكفيه أنه علم في سماء الإنسانية، وشمس هداية استنار به ما لا يحصون عددا من هذه الأمّة المرحومة المرضية
اللهم إنا نبرأ إليك من الطعن في أئمتنا المهديين فثبتنا يا مولانا على شرعة رسولك الكريم صلى الله عليه وسلم واحفظ عليننا دينك القويم ... اللهم آمين
والسلام
ـ[محمود خليل]ــــــــ[27 - 11 - 04, 02:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
اعذروني هذه المرة، فإنني أكتب وقد أصابتني الرجفة من الرعب.
تتزاحم الكلمات في فمي، كلها يريد أن يخرج دفعةً واحدة.
أشعر بأن هذا الملتقى الذي جمعنا هناك من يذهب به إلى غير وجهته: (أهل الحديث).
الأخ الذي أحبه الجميع، الأستاذ الكريم هيثم حمدان يسأل هنا: هل من حق المحقق أن يقوم بضبط كلمة في الأصل، وهل يعلق عليه؟
سؤال طيب، وجهته طيبة، وإن لم يتعلمه طالب العلم فسوف يخبط على غير هدىً.
إنها الأمانة، والتقوى، والصدق.
وكتبتُ مشاركة طويلة في هذا، ودخلت لتسجيلها هنا، وقد تعودت الدخول أولا على خزانة الكتب والأبحاث، فلفت نظري اسم واحد من الذين أحترم قلمهم، في باب: الرفع والتكميل، فدخلت لأقرأ، فوجدت ما شاب له سوادي، وقرأتُ لأول مرة في حياتي، أن الخيانة هي الأمانة.
كاتب المشاركة من أخ أحترمه، وله مجهود كبير، وهو سمَّى نفسه: طويلب علم صغير، أسأل الله أن يهديني وإياه سواء السبيل.
نقل في مشاركته: أن (فلانا)، وفي آخر اسمه (آل الشيخ)، حقق كتاب السنة لأحمد بن حنبل (كذا)، وللمصلحة الشرعية حذف فصلا كاملا منه، ثم وجدتُ جهدا كبيرا في إثبات أن هذا من المصلحة الشرعية، ثم وضع التوقيع المرعب لكي لا يتدخل أحد بالتعقيب فكتب: عقيدة أهل السنة والجماعة.!!
نعم؛ فلان .... آل الشيخ ..... التوقيع: السنة والجماعة.
أيها الإخوة؛ قمت بتمزيق أوراقي، ومشاركتي حول سؤال أخي هيثم، وقمت بتحطيم مِغزلي، فلا البيت بيتي، ولا الأهل أهلي.
وهنا، رجعت إلى أخي الفاضل العدوي، الذي عاب على المستشرقين أنهم لم يذكروا (بعض) أحاديث الجهاد، وربما، والله، سقط هذا سهوا، لأنهم ذكروا أهم أحاديث الجهاد، أو سقط جهلا، أو سقط عمدًا، العلم عند الله.
لكن فلانا، آل الشيخ، السنة والجماعة، قام على عمد، والعهدة على الذي نقل عنه طويلب العلم، قام بحذف فصل كامل، من كتاب السنة لأحمد بن حنبل، كما قال، مع سبق الإصرار والترصد، ثم ذكر أن هذا للمصلحة الشرعية، وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة.
إذا قام مستشرق بحذف كلمة، أقمنا عليه الدنيا، واتهمناه بالخيانة العظمى، وبهدم الإسلام، والعمالة للموساد، والمخابرات الأمريكية.
وإذا قام واحد، في آخر اسمه: ... آل الشيخ، بحذف فصل كامل، من كتاب لأحمد بن حنبل، كان ذلك مصلحةً وشرعيةً، وأهل السنة والأمانة التي قُبِرت.
وتسألون: لماذا تكيل أمريكا والغرب بمكيالين، لا، نحن نكيل بألف مكيال، ومكيال.
أيها المستشرقون؛ تعالوا إلى موقع أهل الحديث، وتعلموا أن حذف فصل كامل، من أي كتاب، أمر مشروع، وهذه عقيدتنا.
أيها الشيعة، الروافض، والمتصوفة، لقد صار التبديل، والحذف، ( ........ ) حذفته بدلا من أن يحذفه غيري.
وإنني أدعو الإخوة الكرام، الفرسان، الذين يدافعون عن الإتقان، والدقة، والأمانة، وهم كثر في هذا الملتقى، أن يتبينوا أولا من كلامي، والذهاب إلى المكان المذكور، والدفاع عن دين الله.
أستصرخ إخوتي: النقاد، وهيثم حمدان، والسمرقندي، وغيرهم من الغيورين على ميراث أُمة محمد، بالذهاب لقراءة المشاركة المذكورة، والرد بما يلزم.
وأقول: أُمة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ومحمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، حسبهم الله ونعم الوكيل فيمن بدل، أو حذف، أو أضاف شيئًا على ميراث هذه الأمة، وسيعينهم الله، هكذا وعد.
انتبهوا أيها الإخوة، هناك هجمة للحنفية على هذا الملتقى، يؤيدها إخوة كرام، حسنت نياتهم، لأنهم لا يعلمون.
ياليتني مِتُّ قبل هذا وكنتُ نسيًا منسيًّأ!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/292)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[27 - 11 - 04, 03:12 م]ـ
...... أستصرخ إخوتي: النقاد، وهيثم حمدان، والسمرقندي، وغيرهم من الغيورين على ميراث أُمة محمد، بالذهاب لقراءة المشاركة المذكورة، والرد بما يلزم.
والغريب، أن واحدًا من هولندا، عربي، والظاهر أنه مصري مثلي، دخل وشارك خلف مشاركة الحذف هذه، وقال لأخي طويلب العلم، طيب، شوف لنا واحد من أهل السنة يحذف حكاية الحجاب، لأنها هنا عاملة قلق!! هذا معنى كلامه.
- جزاكم الله خيراً على هذي الغيرة التي تطاير منها الشرر في مقالك ..
لكن ...
صدقني أخي الكريم لا أدري عما تتكلم حتى ألبي طلبك ..
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[27 - 11 - 04, 04:41 م]ـ
- جزاكم الله خيراً على هذي الغيرة التي تطاير منها الشرر في مقالك ..
لكن ...
صدقني أخي الكريم لا أدري عما تتكلم حتى ألبي طلبك ..
حسب فهمي فهو يقصد هذا الموضوع. . .
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23936
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[27 - 11 - 04, 05:43 م]ـ
أبو عمر كتب:
ولو وافقناك في طعنك في هذا الإمام الذي يعتبر من كبار أئمتنا لكنا من جملة الخائضين ولحق علينا وصف الظالمين الذين لا يقعد معهم بعد الذكرى
.....................
هذا الاحترام لكبار أئمتكم شيء منشود.
غير أنّ لب المسألة ما زال قائما: هل أسقط بابا تاما من الكتاب عمدا أم لا؟
وهذا السؤال لا علاقة له باحترام الأئمة على الاطلاق.
ان كان حذف بابا من الكتاب (مهما كان الكتاب ومهما كان الباب) فهذا عبث بالتراث , ومن هنا: مرفوض.
هذا للتوضيح قبل أن يكثر الكلام.
موراني
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[27 - 11 - 04, 05:45 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7276&highlight=%E1%C7+%E3%E4%E5%CC%ED%C9
- انظر: تعقيب (18).
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[27 - 11 - 04, 06:45 م]ـ
أخي الشيخ محمود خليل، الأخ طويلب علم صغير نقل كلام الشيخ الصالح آل الشيخ، فليس الكلام له.
ويا ليتنا نعود إلى الموضوع الأصلي ونقرأ جوابك على أسئلتي الأخيرة.
وفقك الله لكل خير، وجزاك خيراً على غيرتك.
ـ[محمود خليل]ــــــــ[27 - 11 - 04, 06:48 م]ـ
أخي الكريم (أبو عمر السمرقندي)
السلام عليك
الأمر لم يعد يتصل بأبي حنيفة، لأن أبا حنيفة فُرِغ من أمره منذ قرون
أما استصراخي لكم فهو:
لو تكرمت بالذهاب إلى باب خزانة الكتب والأبحاث، موضوع الرفع والتكميل، واقرأ المشاركات
خاصة مشاركة نقل فيها الأخ الكريم المجتهد طويلب العلم عن واحد في آخر اسمه آل الشيخ، حقق كتاب السنة لأحمد بن حنبل، وحذف منه على عمد فصلا كاملا، لأن هذا الفصل كان يبين حقيقة أبي حنيفة، وذكر أن هذا يصح للمصلحة الشرعية.
والسؤال الآن الذي يجب علينا (شرعًا):
هل يجوز لأي محقق في آخر اسمه آل الشيخ، أو آل علي، أو آل عثمان، أو آل محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، أن يحذف فصلا كاملا من كتاب، من أجل المصلحة الشرعية من وجهة نظره.
هذا ما ناديتكم عليه، لأنني لا أستطيع الوقوف أمام ذلك وحدي، لقلة علمي، وضعف حالي.
فقوموا للدفاع عن الأمانة.
ميراث علماء الحديث معرض للحذف.
غدا، يا نقاد، يا أباعمر، يا هيثم، يا إخوتي
غدا ستطالب الحنفية بحذف مصنف ابن أبي شيبة، وحرف النون من التاريخ الكبير للبخاري، والجرح والتعديل، والمجروحين، وتاريخ بغداد، والمعرفة والتاريخ للفسوي، ومئات الكتب التي أبانت حقيقة أبي حنيفة، وسيكون كل هذا تحت باب: المصلحة الشرعية.
وفقكم الله
والسلام عليكم
أكرر الأمر لم يعد له علاقة بالمذكور أعلاه.
ولكن: الأمانة ... الأمانة
ـ[أبو سارة61]ــــــــ[27 - 11 - 04, 07:02 م]ـ
إخوتي الكرام
تابعت ما كُتب في هذه الصفحات، وحزنت، ولولا أنني أعرف أن الأخ طويلب العلم من الإخوة النافعين في هذا الملتقى وغيره، لذهب عقلي إلى مكان آخر.
إن الكلام المكتوب هنا خطير جدًّا، وسوف يفتح الباب أمام أهل الأهواء، وأعداء الإسلام، ومُدَّعي السلفية، ومُدَّعي السنة والجماعة، وغيرهم، إلى إباحة الحذف، والإضافة، والتقديم والتأخير، في جميع كتب الإسلام.
وأيضًا سيكون ذلك تحت غطاء واسع، اسمه: المصلحة الشرعية، أو سد الذرائع.
والشيطان سيضحك على الجميع، وسيأتي لكل فرقة بمصطلح، أعظم من المصلحة الشرعية.
مثلا؛ سيقول الشيطان: من باب الحرص على الإسلام، أو من باب تقريب الدين لأفهام الغرب، أو من باب ستر العورة، احذف باب كذا، من كتاب كذا.
وهذا ما يتم الآن بالفعل، ونحن نيام، في جميع الدول العربية، وهنا في مصر يتم ترويج هذا الضلال تحت اسم: تحديث الخطاب الديني، وإمام هذه المسيرة، هو شيخ الأزهر، وأخيه الأنبا شنودة، وقد رضي عنه شنودة.
مثل: حوار الثقافات، أو حوار الأديان، أو التقريب بين الشيعة والسنة.
كلها كلمات ظاهرها الرحمة، وزينها الشيطان لأوليائه، بل يموتون من أجلها.
المصلحة الشرعية، يا إخوتي أن نكون أمناء.
ثم؛ من هذا الذي يحدد المصلحة الشرعية؟ هل هو الشيخ فلان؟ وهل جميع المشايخ، في جميع العصور يتفقون معه؟
كان لي صديق، يعمل في مجال التحقيق، وكان يحقق كتابًا، فقال لي يا أخي، إيه رأيك، عاوز أحذف أحاديث الفتن، لأنها لم تعد تتناسب مع العصر، والويندوز إكس بي!!
إن حذف جملة واحدة من كتاب من كتب علماء الحديث إنما هو خيانة لهذه الأمة، مهما كان الاسم الذي أتى به الشيطان.
اللهم اهدنا سواء السبيل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/293)
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[27 - 11 - 04, 07:19 م]ـ
الى من يهمه هذا الأمر ذو خطورة:
لم يبتعد أحد من الموضوع الأصلي. نحن بصدد الأمانة عند التحقيق للكتاب واخراجه كما أصر على ذلك الشيخ محمود خليل المحترم.
هنا نناقش امر ادخال الأشكال الى النص ومسألة ذكر ما وضع الناسخ من الاشكال في نسخته أو لم يضعه , وهناك يأتينا الخبر عن حذف باب كامل من كتاب ما.
فكيف يواجه المرء هذا الأمر؟ يتعمق في الموضوع الأصلي المرحّب به من ناحية ويتجاهل الموضوع الآخر تجاهلا من ناحية أخرى , ربما للمصلحة الشرعية أيضا؟
لقد كانت السيرة النبوية لابن هشام بين يديّ في احدى مكتبات السلفية في المشرق , لقد حذفت منها (الاسرايئليات) كلها. بغير تنبيه الى حذفها.
موراني
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[27 - 11 - 04, 10:24 م]ـ
الاخوه الافاضل
بارك الله فيكم و غفر لمن تطاول على بالكلام فانى احسن الظن بكم و انى حريص على السنه مثلكم
الكلام الذى نقلته بالنص هو كلام الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله
لاحظت ان الاخوه قرأوا الكلام و نسبوه الى انا " طويلب علم صغير" وما هو لى لذا ارجو عند الرد توجيه الكلام الى صاحبه وهو الشيخ صالح آل الشيخ
سبب نقلى لهذا الكلام هو اثراء الموضوع و بيان موقف العلماء من الامام ابو حنيفه
هل انا مع حذف اى باب من ابواب كتاب مثل كتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد رحمه الله؟
الجواب بكل بساطه: عامى مثلى يتسمى بطويلب علم صغير تجاوزا ليس لى رأى
رحم الله من عرف قدر نفسه
انظروا الى عدد مشاركاتى. كم منها فى منتدى العلوم الشرعيه؟ اقل من خمسه على الاكثر (الا ما نقلته من مواقع اخرى للفائده) تورعا ان اتكلم فيما لا اعلم
موضوع مثل هذا يدلى العلماء و طلبه العلم برأيهم فيه و انا لست منهم ولم ولن اتفوه بكلمه فيه الا اذا كان للاستفهام و التعلم.
ـ[النقّاد]ــــــــ[28 - 11 - 04, 01:44 م]ـ
ها هنا مسألتان:
الأولى: الموقف من أهل الرأي (أبو حنيفة وأصحابه).
الثانية: الأمانة العلمية , وحذف بعض ما اشتملت عليه كتب السلف.
المسألة الأولى: الموقف من أهل الرأي (أبو حنيفة وأصحابه).
لا يستطيع منصف إنكار كلام أئمة السلف وطعنهم في أهل الرأي (أبي حنيفة وأصحابه) ..
ومن زعم أن ذلك من طعن الأقران في بعضهم البعض فقد أساء إلى هؤلاء الأئمة أكثر من الإساءة التي أراد دفعها عن أبي حنيفة!
ومن زعم أن لذلك الكلام من الأئمة بساط حالٍ مختلف عن حال العصور التي تليه , فقد أخطأ , فما زال متبعوا الحديث والأثر على هذا النهج إلى قرون تالية.
ومن أراد أن يجعل كلام ابن تيمية معارضًا لكلام أئمة السلف في الموقف من أبي حنيفة , فقد نادى على خسارة هذه المعارضة.
والحق .. أن وصف الإمامة في الدين لا يصح أن يناله إلا من كانت السنة والذود عنها شعاره ودثاره , مع العلم الواسع , والسير على نهج الصحابة والسلف ..
وهذه الصفات لا تنطبق على أبي حنيفة ..
المسألة الثانية: الأمانة العلمية , وحذف بعض ما اشتملت عليه كتب السلف.
لا يجوز أن يحذف ذاك الفصل من كتاب «السنة» لعبد الله , وليس ذاك من حق أحد , وهو افتئات على المؤلف وعلى الأئمة الذين رووا الكتاب وقرؤوه ونقلوه , وطعن فيهم من حيث هو دفاع عن أبي حنيفة ..
والحمد لله أن الكتاب طبع طبعة ثانية بإثبات ذاك الفصل ..
ولو فتح هذا الباب لأصبحت المسألة فوضى لا نهاية لها ..
ثم إن هناك مئات النصوص في كتب السنة (الاعتقاد) , والتراجم والتواريخ , ومصنف ابن أبي شيبة , وغيرها , فيها الطعن في أبي حنيفة .. فهل سيحذفونها كلها؟!!
وهمسة إلى الأخ الفاضل أبي المعاطي ..
منك نتعلم الصبر والرفق .. فكن كما عهدناك ..
وليس المقام مقام خوض في آيات الله حتى تقول في آخر كلامك: ((آسف، أمرني ربي أن أنصرف، وأن لا أعود)) ..
وفقنا الله لما فيه رضاه ..
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[28 - 11 - 04, 02:33 م]ـ
- كنت قد كتبت كلاماً من قديم في موضوع أغبلقه أحد المشرفين حول ذي المسألة، ونقلته في موضوع آخر، لكن المشرف حذفه لمسوغ غير مقبول.
وها انا أعيده مرة أخرى وإليكم نصُّه:
11/ 04/2003, 06:55 PM
أبو عمر السمرقندي:
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/294)
1 - أما أنَّ علماء نجد قد أحسنوا في حذف وإسقاط ترجمة أبي حنيفة عند طبعهم لكتاب السنة فهو غلط؛ إذ هو تعصب على الغلط!
@ فكيف نحذف نصوصاً بزعم عدم الحاجة إليها في هذا الزمان أو لمصالح أخرى ?!!
فطالب العلم أو العالم الذي ينظر في الكتاب يدرك ما كان في الكتاب ومرماه وزمانه.
ثم إن كان المقصد من حذف هذه النصوص خشية اطلاع الناس العامة والدهماء عليها فهذا ينجرُّ على كثير من النصوص والكتب في العقيدة وغيرها.
@ وليس الحذف بالحل إنما الحل هو التعليق بحاشية (طويلة) مناسبة للغرض الذي يراد به، كالنقاط التي سبق وأشرت إليها بإنصاف الكلام على أبي حنيفة الإمام عليه رحمة الله ورضوانه.
@ فيعلق على الفصل الذي عقده عبدالله بن أحمد بما يناسب من التعلقات التي ترفع اللبس عمن لا يحسن فهم كلام السلف في ذلك الزمن.
@ ثم إنَّ مثل هذه الكتب لا يقرؤها دون شيخ إلاَّ طالب علم فاهم لما يقرأ، وليس كل من أحسن القراءة تعطى له نسخة من الكتاب حتى يفهم خلاصة عقيدة السلف منها؟!!
@ ومما يوضِّح هذا ويبيِّنه أننا كلما عنَّت لنا مصلحة في إخفاء بعض النصوص قمنا بحذفه لأتينا على كثير من الكتب بالطمس والمسخ، فنحذف الروايات التاريخية من كتب الحديث الصحيح والتواريخ، والتي فيها الخلاف الواقع بين الصحابة وما نقل عن مثالب بعضهم، إذ قد ولَّى زمانهم وطوي بساطهم فلم النقل الآن؟! فلنحذف إذن؟!!
@ فإن قيل بل ننقل ونبين التوجيه الصحيح لهذه الروايات فنقول هذه بتلك، ولا فرق!
@ بل بالله عليكم .. أيهما أولى محافظة على عرضه، أأبي حنيفة رضي الله عنه، أم الصحابة رضوان الله عليهم؟
@ والمقصود إنَّه ليس من منهج أهل السنة المساس بكتب أهل العلم بالتغيير في لنص؛ إلاَّ ما يسدَّد إليه المحقق والمعلِّق الموفق من تعليق يليق بالمقام، فيه إنصاف وبيان.، لا كما فعل الكوثريون (مجانين أبي حنيفة)، ولا كما فعل الشيخ محمد بن سعيد القحطاني بما تقدم ذكره وبيانه!
2 - ما طرحه الأخ الفاضل ابن سفران الجواب عليه من كلام الشيخ الفاضل سمير بن خليل المالكي جزاه الله خيراً فيما نقله ههنا مشكوراً الأخ الدعاء، فله منا الدعاء بالتوفيق والسداد.
وأنا أنقل كلام الشيخ ههنا بنصه؛ قال: ((ص192 روى الإمام عبد الله بأسانيده عن سفيان الثوري قوله: (إن أبا حنيفة استتيب مرتين) وروى عن أبيه الإمام أحمد أن أبا حنيفة قال عن آية في القرآن: هذا مخلوق. فاستتابوه.
فقال الشيخ معلقاً: (كذب هذه الرواية عبد الله بن داود الخريبي كما نقل ذلك ابن عبد البر في الانتقاء (ص150).
والخريبي ثقة عابد.
قال سمير: قد تابع الشيخ القحطاني زاهداً الكوثري حيث قال: (روى ابن عبد البر بسنده عن عبد الله بن داود الخريبي الحافظ تكذيب استتابته مطلقاً. فليراجع الانتقاء).
وتعقبه الإمام المعلمي فقال: (تلك الرواية في الانتقاء ص 150 وهي من طريق محمد بن يونس الكديمي وقد قال الأستاذ ص 60: الكديمي متكلم فيه، راجع ميزان الاعتدال.
أقول: وراجع أيضاً: تهذيب التهذيب وحاصل ذلك أن الكديمي ليس بثقة وقد كذبه جماعة) انتهى من التنكيل [1/ 267].
قال سمير: وقول الشيخ القحطاني: (كذب هذه الرواية عبد الله بن داود الخريبي…) فيه جرأة على أئمة السلف وتكذيب لمروياتهم الثابتة من غير حجة ويخشى أن يفهم منه ما لا يقصده الشيخ ولا يعنيه.
فهذه الروايات رواها عبد الله بأسانيد صحيحة عن سفيان الثوري كما في فقرة 264، 266، 267، 268، 269، فتكذيبها قد يفهم منه تكذيب سفيان.
وتابع سفيان على ذلك أئمة آخرون منهم الإمام أحمد كما في الفقرة رقم 265 وسفيان بن عيينة كما في فقرة 355 وإسنادها كالشمس لأن عبد الله رواها عن أبيه عن سفيان وتابعهم كذلك شريك النخعي، كما في فقرة 327 وإسنادها حسن، وفيها قال شريك: رأيت أبا حنيفة يطاف به على حلق المسجد يستتاب وانظر فقرة 307، وجاء في فقرة 337 أن شريكاً وحسن بن صالح شهدا استتابة أبي حنيفة وإسنادها حسن، وتابعهم أبو خالد الأحمر كما في فقرة 374 بإسناد صحيح وتابعهم غيرهم.
فلا وجه إذاً لتكذيب رواية سفيان.
[10] ص192 قال الإمام عبد الله: (سمعت أبي -رحمه الله- يقول: أظن أنه استتيب في هذه الآية {سبحان ربك رب العزة عما يصفون} قال أبو حنيفة: هذا مخلوق فقالوا له: هذا كفر فاستتابوه).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/295)
قال الشيخ معلقاً: لا يقام حكم بظن.
قال سمير: ليت الشيخ سكت عن هذا فإطلاقه غير صحيح ولو كلف العالم والمفتي والقاضي بأن لا يفتوا ولا يقضوا إلا باليقين لشق ذلك عليهم وعلى الناس ولتعطلت كثير من الأحكام والقضايا.
ثم إن الشيخ لم يفهم كلام الإمام أحمد، فالظن واقع على الموضع الذي قال فيه أبو حنيفة مقالته في القرآن، لا على المقالة نفسها، فلا فرق حينئذ في الحكم، كما هو معلوم إذ القرآن كله حكمه واحد فمن زعم أن آية منه مخلوقة فقد زعم أنه مخلوق)).
- وكنت قلت قبلها:
31/ 03/2003, 07:07 PM
أبو عمر السمرقندي
بسم الله الرحمن الرحيم
ههنا أمور أجملها لعدم التفرُّغ لبسطها؛ لكن عسى الله أن ييسِّر تفصيل الكلام فيها أكثر، وهي:
1 - أنَّ كلام الأئمة على ابي حنيفة رحمه الله وطعنهم في رأيه وتجهُّمه ثابت لا مرية فيه.
2 - قد استتيب أبا حنيفة من التجهم و القول بخلق القرآن وغيرها من البدع التي كان يقول بها.
3 - كلام معاصري أبي حنيفة فيه مقبول؛ خاصة من أئمة؛ كسفيان الثوري و ... و ...
وردُّ كلام هؤلاء الأكابر بحجة الحسد والغيرة و كلام الأقران ... = رد غير سديد، ففيه طعن على هؤلاء.
فنحن لندافع عن عرض شخص لا يسوغ الطعن في أعراض طائفة مخالفين له، ونرميهم بأنهم حسدة أو قالوا كلاماً صادراً من منبع الغيرة.
* وههنا ملحظ مهم في علم الجرح والتعديل عموماً؛ وهو: أنَّ كلام القرين لايردُّ مطلقاً في قرينه؛ إذ لو لم نقبل كلام القرين في قرينه، وهو أدرى الناس به، وحال كونه أورع من الخوض بالباطل في عرضه، فكيف نعرف حاله إذن؟ هل سنعرفه من كلام المتأخرين عنه؟!
4 - قد قضى أبو حنيفة إلى رحمة الله وأفضى إلى ما قدَّم، وكتب الله لفقهه القبول في الأرض؛ فلا فائدة ولا مصلحة شرعية في الطعن فيه أو نقل كلام غيره فيه!
* وكلام الأئمة وتحذيرهم من بدعه ورأيه وتقديم ذلك على النص كان في ذلك الزمان، وقد مضت المصلحة الآن.
لكن بقي التحذير من بعض أصول مذهب أصحابه، وغيرهم مما قد يصادم الكتاب والسنة ويقضي على نصوصها بالإعراض.
5 - مما يؤكد ما تقدَّم وهو أولى من أصل الموضوع الملحظ الهام: وهو عدم نقل الأئمة لكلام أبي حنيفة في كثير من مسائل العقيدة.
وكأنه لم يقل شيئاً فيها؟!
وانظروا كتب السنة والرد على الجهمية وغيرها لا يكاد يوجد كلام منقول عنه رحمه الله فيها.
إلاَّ مسائل قليلة لم ينقل عنه الخلاف فيها.
6 - أما من جهة ضبطه وحفظه في الحديث؛ فهو ضعيف الحفظ في الحديث، فأي إسناد روي من جهته فهو ضعيف بضعفه.
أخيراً ... رحم الله أبا حنيفة وعفا عنه، ولسنا كلنا من يقوم بالحق الذي قام به، ولا نحن نسوى طرف أنملته في الفضل والسبق.
- وهذا رابط الموضوع المشار إليه:
الترمذي وأبو حنيفة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7276&highlight=%CA%CC%E5%E3)
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[03 - 12 - 04, 06:40 م]ـ
الاقتراح:
نشر الفصل (الباب) المحذوف في الملتقى نصا محققا أو مصورا من المخطوط.
ـ[النقّاد]ــــــــ[03 - 12 - 04, 10:46 م]ـ
د. موراني
طبع الكتاب طبعة أخرى محققة عن دار الرمادي - الدمام , الطبعة الثانية سنة 1414 , وأصلها رسالة علمية من جامعة القرى , وفيها الباب المحذوف من الطبعة الأولى.
إلا أن المحقق لم يوفَّق في التعليق على هذا الباب وغيره.
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[03 - 12 - 04, 10:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا ,
فاذن , ما هو المانع لوضع هذا الفصل في هذا الرابط نظرا الى ما أثار حذفه من موجة الاستياء ..........
موراني
ـ[مريم محمد حسن]ــــــــ[04 - 12 - 04, 12:37 ص]ـ
الأستاذ الدكتور موراني المحترم
وعد منا سنبدأ في البحث الآن عن هذا الفصل، وإثباته هنا
وشكرًا لك على هذه الفكرة الطيبة
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[04 - 12 - 04, 12:45 ص]ـ
نعم حذف فصل كامل زلة كبيرة ولو حذفوا كل ما يتعلق بهذا الفصل من كتب الجرح والتعديل والعلل لأضللنا من بعدنا وقد تلقت الأمة كتاب السنة جيل عبر جيل ولم تفعل ذلك
والشيوخ كان عليهم أن يسموه تهذيب كتاب السنة وينسبوه لهم لا له ونحن نرد قول ابن عباس في المتعة ونرد قول أبي حنيفة في الحيل ونرد قول شيخ الإسلام بفناء النار ونرد قول الشيخ صالح في إقراره لهذه الفعلة
والحمد لله رب العالمين
ـ[النقّاد]ــــــــ[04 - 12 - 04, 12:48 ص]ـ
د. موراني
الأمر أسهل من ذلك .. فالطبعة المحققة لكتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد , والتي فيها الباب المحذوف من الطبعة الأولى , موجودة في برنامج الألفية لشركة التراث , وهي في متناول الجميع ..
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[04 - 12 - 04, 12:54 ص]ـ
............ وهلم جرا ................
عند تحقيق كتاب , أيا كان , ليس حذف ولا اسقاط. هذا عبث بالتراث وعدم احترام مؤلف الكتاب.
في تأريخ أوروبا كثيرا ما أحرقت الكتب بالنار لأسباب دينية وسياسية. فقال أحد كبار المفكرين وهو من الضحايا الذين أحرقت كتبهم:
احراق الكتاب ليس بردّ على الكتاب.
وهكذا الحذف والاسقاط.
موراني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/296)
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[04 - 12 - 04, 01:42 م]ـ
.... هلم جرا .....
يضاف طبعا الى كلام أبي داود الكناني
ـ[حارث همام]ــــــــ[04 - 12 - 04, 04:49 م]ـ
د م موراني الفاضل ..
ومن قبل ذلك الأوربي، قال ابن حزم الأندلسي عندما أحرقت كتبه:
فإن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي * تضمنه القرطاس بل هو في صدري
يقيم معي حيث استقلت ركائبي * وينزل أن أنزل ويدفن في قبري
دعوني من إحراق رقٍ وكاغدٍ * وقولوا بعلم كي يرى الناس يدري
وإلا فعودوا في الكتاتيب بدأة * فكم دون ما تبغون لله من ستر
كذاك النصارى يحرقون إذا علت * أكفهم القرآن في مدن الثغر
غير أن ما حصل مع كتاب السنة لم يكن من هذا القبيل فأصل الكتاب موجود، ولم يحجر أحد على الآخرين أو يلزم من في الدول المجاورة بعدم تحقيقه والتعليق عليه كما يشاؤون.
وإنما هو رأي ارتآه المحقق فألزم نفسه به ونبه على صنيعه وقال ما حصله خدمة جزءاً راق لي أرى فيه الفائدة وماخدمة الجزء الآخر، ولعله قد أحسن من انتهى إلى حيث ما أداه اجتهاده. ولعل صنيعه هذا أقرب لصنيع من أخرجوا كثيراً من أجزاء بعض كتب التراثية على أحوال ومراحل ولكن اختلفت المقتضيات هنا، وإن كان بعضنا يخالف ذلك طريق الذي ارتضاه الشيخ ويعده مزلقاً من مزالق التحقيق غير أن الإنصاف مطلوب، فلا ينبغي أن تذهب بنا الخيالات نحو مقارنة صنيعه بصنيع من أحرقوا الأصول، أو منعوا الناس منها، فشتان شتان بينهما.
وأخيراً يا أبادواد -وفقكم الله- أبوحنيفة رحمه الله لم يقل بإباحة الحيل مطلقاً، ولأتباعه تفصيل في ذلك من نحو الذي أشار إليه ابن القيم في الإعلام، وابن تيمة لم يقل -على الصحيح- بفناء النار بل له في إبطال فنائها كلام معروف، ولا أدري من أين نقلت أن الشيخ صالح -وفقه الله- يقر القول بفناء النار! ثم ما علقت هذا بموضوع الحوار؟
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[04 - 12 - 04, 05:16 م]ـ
حارث همام الفاضل ,
لم يكن في نيتي القول انّ هذا الحذف احراق.
اذ الحذف ليس بمثابة الاحراق في طبيعة الحال. حقا قلت أنت: المخطوط موجود.
كل ما يهم هنا: لا يجوز مهما كانت الظروف والأحوال أن يحذف السطر من كتاب ما عند تحقيقه واخراجه , فلا مبرر لهذا الفعل مهما كان فاعله ومرتبته في العلوم.
هذا يهم فقط. فكم من طلبة العلم لا يعرفون هذا المخطوط الكامل؟ وكم منهم يجد سبيلا اليه؟ وكم من طلبة العلم يجد سبيلا الى التحقيق الأول للكتاب؟
فلذلك جئت بالاقتراح المذكور أن يوضع النص المحذوف في الملتقى.
أشكر لك على هذه الأبيات الجميلة لابن حزم ,
فأضيف: أحرق النصارى كتبا ليس في مدن الثغر فحسب بل في القسطنطينية كذلك وانتهكوا حرمة الكنائس فيها
فبعد مرور أكثر من 800 سنة على هذه الأعمال البشعة (اعتذر) البابا عند الكنيسة الشرقية ....
لكن ذلك قضية أخرى فلا دخل لها في موضوعنا هنا.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[04 - 12 - 04, 06:34 م]ـ
ولا أدري من أين نقلت أن الشيخ صالح -وفقه الله- يقر القول بفناء النار! ثم ما علقت هذا بموضوع الحوار؟
- لعل الأخ أبو داود يقصد إقرار الشيخ لحذف هذا الفصل من كتاب السنة لعبدالله بن أحمد، وهذا ما سمعته منه في أشرطة شرح كشف الشبهات.
- الدكتور م. موراني
الفصل المحذوف (عن أبي حنيفة رحمه الله رحمةً واسعةً) قد طبع في طبعة الكتاب الجديدة القديمة بتحقيق محمد سعيد القحطاني، وهي التي انتقد تعليقاتها الشيخ سمير المالكي في الرابط الذي أشرت إليه سابقاً عن الترمذي وأبي حنيفة.
فالكتاب لم يحذف منه الفصل المذكور باتفاق جميع أو أكثر العلماء بل حصل اجتهاداً من بعضهم ثم لم يدم الأمر على ذلك.
- على كلٍّ هو خطأً كما تقدَّم التنبيه عليه سلفاً.
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[04 - 12 - 04, 08:25 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخنا أبا عمر السمرقندي -ورفع قدرك -هذا هو عين ما قصدته-
و إلى الفاضل حارث همام-وفقه الله- كل الذي قصته أننا نرد الخطاء علي الرجل العظيم ويبقى في مكانته ونبقى -نحن-في مكانتنا ولعل هذا الرابط يفيدك في نسبة هذا القول لشيخ الإسلام
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21586
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/297)
والحنفية-هداهم الله-على قولين في جواز الحيل في الزكاة و أباحها أبو يوسف و أقره أبو حنيفة و أبو يوسف له كتاب أسمه الحيل قال عنه الإمام أحمد فيه الكفر و أقروا كلهم الحيل في كتاب الشفعة والحيل في النكاح
وعليهم رد الإمام البخاري في صحيحه بكتاب الحيل
وهم عند تفريعاتهم الفقهية لا يستحون ويكتبون حيلة-هكذا ثم يتحايلون
ولابن بطة العكبري -رحمه الله -كتاب في الرد عليهم اسمه إبطال الحيل-طبع سنة1403/المكتب الإسلامي
المهم نحن نرد الحيل على فقهاء الحنفية ويبقوا هم في مكانتهم ونبقى نحن في مكانتنا
والحمد لله رب العالمين
ـ[حارث همام]ــــــــ[04 - 12 - 04, 10:43 م]ـ
شكر الله للأبي داود صنيعه وبعد ..
أما الرابط المحال عليه (توجد روابط غيره في هذا المنتدى المبارك ولصاحبكم مشاركات قديمة في بعضها) فمفيد كما ذكرتم وهو يبين بطلان النسبة لشيخ الإسلام، وللفائدة صدر بحث في مجلة الحكم قديماً يتحدث عن هذا النسبة ويبطلها وفيه نقل بعض الأقوال من كلام شيخ الإسلام نفسه، ولعل الكتاب المشار إليه في الرابط الذي أحلتم عليه يقطع النزاع!
أما الحيل فالفقهاء فيها على قولين وليس الحنفية -رحم الله الجميع- والسبب في اشتهار الأحناف بها هو ما أشرت إليه قال ابن حجر: "وقد اشتهر القول بالحيل عن الحنفية لكون أبي يوسف صنف فيها كتاباً لكن المعروف عنه وعن كثير من أئمتهم تقييد أعمالها بقصد الحق".
على أن نسبة كتاب الحيل لأبي يوسف محل نظر أصلاً، وقد نسبوه لمحمد بن الحسن " وكان أبو سليمان الجوزجاني ينكر ذلك , ويقول: من قال: إن محمدا رحمه الله صنف كتابا سماه الحيل فلا تصدقه , وما في أيدي الناس , فإنما جمعه وراقو بغداد. وقال: إن الجهال ينسبون علماءنا رحمهم الله إلى ذلك على سبيل التعيير , فكيف يظن بمحمد رحمه الله أنه سمى شيئا من تصانيفه بهذا الاسم ليكون ذلك عونا للجهال على ما يتقولون". فانظر إلى تبرأ الأحناف منها.
فإذا صحت النسبة لمحمد ابن الحسن كما روى أبوحفص فإنما أراد الحيل المشروعة كغيره من الفقهاء وهذه يخالف في بعضها ويوافق في آخر كغيره من أرباب المذاهب وقد نقل ابن حجر في الفتح: "ونقل أبو حفص الكبير راوي كتاب الحيل عن محمد بن الحسن أن محمداً قال ما احتال به المسلم حتى يتخلص به من الحرام أو يتوصل به الى الحلال فلا بأس به وما احتال به حتى يبطل حقا أو يحق باطلا أو ليدخل به شبهة في حق فهو مكروه والمكروه عنده إلى الحرام أقرب".
فأما المحرمة فمحققوهم كغيرهم من محققي المذاهب يمنعونها، وكما قال بها فقهاؤهم قال بها فقهاء المذاهب غيرهم، ولا أظن أن الاستطراد بذكر الأمثلة يناسب هذا المقام.
والخلاصة أيها الأخ الفاضل: لعله لامعنى من تخصيص الأحناف بما ذكرتم، ولعل المثال في مجمله بعيد التعلق بالموضوع، والأمثلة الأظهر في رد الباطل كثيرة لاتنحصر.
وفي الختام لا أثرب عليك في ردك صنيع الشيخ المحقق ولا استبشاعك له، ولكن أرجو أن لاتثربوا أنتم كذلك على من خالفكم الرأي ورأى أنه قد أحسن في اجتهاده بترك تحقيق ما لم ير فائدة فيه مع تنبيهه على ذلك.
ولايفوتني أن أشكر لكم ولأبي عمر توضيح ماذكر عن الشيخ صالح فجزاكم الله خيراً.
========
وأقول للدكتور الفاضل موراني وفقه الله:
الشيخ لم يترك سطراً أو يحذف جزءاً، وكل ما فعله أنه اعتنى بتحقيق جزء من الكتاب يرى فائدته وترك جزءاً آخر لايرى خلفه كبير فائدة فلا معنى لأن يجهد نفسه فيه حسب اعتقاده وقد نبه على هذا، وكتب الإسلام التي حقق بعض أهل العلم شيئاً منها ثم أكمل آخرون بعضها كثيرة. ولم يثرب أحد على الآخر لكونه لم يحقق الكتاب كله أو يتركه كله.
وما ذكرته آنفاً وجه لتخريج صنيع الشيخ قد تخالفه أنت وأنا فيه ولكنه طريق نفهم به صنيعه ونقدر به رأيه ليس إلاّ.
ولعل في رد الشيخنا الحبيب أبو عمر توضيح لباقي ما أردت.
وفقكم الله جميعاً ونفع بكم
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[04 - 12 - 04, 10:58 م]ـ
فما هذا التراجع والتوضيح الجديد؟
انطلق هذا الرابط أن فلان قد حذف من الكتاب فصلا كاملا. وأجاب على هذا الخبر الشيخ محمود خليل كما هو معلوم.
سؤالي: هل نشر الشيخ فلان كتاب السنة تحت هذا العنوان؟
وحذف منه فصلا أم لم يحذف؟
هل كتب أنه يحقق (ينشر) من الكتاب مقتطفات فقط أم لم يكتب هذا تنبيها؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/298)
في النهاية وبعد هذا الكلام الطويل سنصل الى أن الشيخ فلان لم يحقق شيئا ولم ينشر شيئا. والى أنّ
الكلام الطويل حول هذا الأمر لا أساس له .......
يا للعجب ...... وكل ذلك للمصلحة الشرعية .... على حساب التراث؟
مهما كان الأمر: لا يجوز نشر كتاب بحذف سطر واحد منه.
وأنا شخصيا أنضم الى رأي الشيخ محمود خليل وفقه الله بتقديري لما قام به من نشر التراث.
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[04 - 12 - 04, 11:13 م]ـ
ها هنا مسألتان:
الأولى: الموقف من أهل الرأي (أبو حنيفة وأصحابه).
الثانية: الأمانة العلمية , وحذف بعض ما اشتملت عليه كتب السلف.
المسألة الأولى: الموقف من أهل الرأي (أبو حنيفة وأصحابه).
لا يستطيع منصف إنكار كلام أئمة السلف وطعنهم في أهل الرأي (أبي حنيفة وأصحابه) ..
ومن زعم أن ذلك من طعن الأقران في بعضهم البعض فقد أساء إلى هؤلاء الأئمة أكثر من الإساءة التي أراد دفعها عن أبي حنيفة!
ومن زعم أن لذلك الكلام من الأئمة بساط حالٍ مختلف عن حال العصور التي تليه , فقد أخطأ , فما زال متبعوا الحديث والأثر على هذا النهج إلى قرون تالية.
ومن أراد أن يجعل كلام ابن تيمية معارضًا لكلام أئمة السلف في الموقف من أبي حنيفة , فقد نادى على خسارة هذه المعارضة.
والحق .. أن وصف الإمامة في الدين لا يصح أن يناله إلا من كانت السنة والذود عنها شعاره ودثاره , مع العلم الواسع , والسير على نهج الصحابة والسلف ..
وهذه الصفات لا تنطبق على أبي حنيفة ..
المسألة الثانية: الأمانة العلمية , وحذف بعض ما اشتملت عليه كتب السلف.
لا يجوز أن يحذف ذاك الفصل من كتاب «السنة» لعبد الله , وليس ذاك من حق أحد , وهو افتئات على المؤلف وعلى الأئمة الذين رووا الكتاب وقرؤوه ونقلوه , وطعن فيهم من حيث هو دفاع عن أبي حنيفة ..
والحمد لله أن الكتاب طبع طبعة ثانية بإثبات ذاك الفصل ..
ولو فتح هذا الباب لأصبحت المسألة فوضى لا نهاية لها ..
ثم إن هناك مئات النصوص في كتب السنة (الاعتقاد) , والتراجم والتواريخ , ومصنف ابن أبي شيبة , وغيرها , فيها الطعن في أبي حنيفة .. فهل سيحذفونها كلها؟!! 00 ..
بارك الله فيك أيها النقاد وهذا موقفي أيضا إن شاء الله إلى يوم الدين في هذه المدرسة-أهل الرأي-
والذين يدندنون حول كثرة الأتباع لهذا المذهب و أنهم بالملايين أقول وأتباع الأشعري أكثر والصوفية بالملايين فكيف يريد البعض منا أن يلجمنا بلجام الكثرة وقد أهدره الله في كتابه
أمس تكلمت في خطبة الجمعة عن حكم حلق اللحية فاتهمت من موظف بالأوقاف بتكفير الناس وعندما سألته من أين فهم التكفير مني قال كل الناس دي حلقه لحاها بعني كلهم غلط وأنت إلي صح-هكذا بلغته-تكلمت عن عدم الإستغاثة بغير الله فقال أحدهم يسمعني يا بركة رسول الله -
إن قالوا هذه الحنفية فيها الزيلعي و مغلطاي وغيرهم
نقول وهاهم الأشاعرة فيهم البيهقي والنووي وابن حجر والسيوطي وابن السبكي000000
فهاذا-بارك الله فيكم ليس بمقياس-
و إلى الفاضل الكريم حارث همام جزاك الله خيرا على جميل أدبك وحسن تواصلك ولا أعيب عليك سوى أنني لا أعرف حقيقة شخصكم الكريم لنعطيك حقك وزيادة -وهذا يشترك فيه معك الشيوخ ابن وهب و أبو عمر والنقاد وغيركم من أهل هذا الملتقى
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[مريم محمد حسن]ــــــــ[05 - 12 - 04, 03:06 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله في كل من دافع عن الأمانة
بارك الله في كل من غضب لله ولرسوله، ولم يغضب لفلان وفلان
بارك الله في كل من خاف على الميراث العلمي العظيم لهذه الأمة المباركة
بارك الله في كل من أبان حقيقة الذين خرجوا على صراط محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، من مذاهب السوء، وأئمة الهوى
شكرا للدكتور موراني، هذا الرجل الذي لم يتزحزح عن موقفه رغم كثرة الكلام، وسأل سؤالا قاطعًا طوال هذا الحوار: هل حُذف الفصل، أم لا، وكيف، ولماذا.
أما شيخي وأستاذي محمود خليل، فكان الله في عونه، لو رأيتموه الآن لبكيتم عليه فقد أصابه داءُ الصمت، ولم نعد نستطيع الاتصال به.
لأن حذف فصل، من باب الأمانة، لا شك من علامات الساعة
غدا سنسمع أن تحريف الكلم عن مواضعه، آيةٌ من آيات الإيمان!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/299)
الدكتور موراني؛ والجميع، إليكم الفصل المحذوف من كتاب السنة، كما وعدتكم، وسوف أجمع الكتاب كله كاملا، وأضعه في هذا الملتقى، إن شاء الله
والفصل هنا أيضا ستجدونه في آخر المشاركة في ملف منفصل
إليكم المحذوف:
ــــــــــــــــــــــــ
ما حفظت عن أبي وغيره من المشايخ في أبي حنيفة
227 سمعت أبي يقول عن عبد الرحمن بن مهدي أنه قال من حسن علم الرجل أن ينظر في رأي أبي حنيفة.
228 وأخبرت عن إسحاق بن منصور الكوسج قال قلت لأحمد بن حنبل يؤجر الرجل على بغض أبي حنيفة وأصحابه قال أي والله.
229 سألت أبي رحمه الله عن الرجل يريد أن يسأل عن الشيء من أمر دينه ما يبتلى به من الأيمان في الطلاق وغيره في حضرة قوم من أصحاب الرأي ومن أصحاب الحديث لا يحفظون ولا يعرفون الحديث الضعيف الإسناد والقوي الإسناد فلمن يسأل أصحاب الرأي أو أصحاب الحديث على ما كان من قلة معرفتهم قال يسأل أصحاب الحديث ولا يسأل اصحاب الرأي الضعيف الحديث خير من رأي أبي حنيفة
230 حدثني مهنا بن يحيى الشامي سمعت أحمد بن حنبل رضي الله عنه يقول ما قول أبي حنيفة وعندي والبعد والاسواء
231 حدثني محمود بن غيلان حدثنا محمد بن سعيد بن سلم عن أبيه قال سألت أبا يوسف وهو بجرجان عن أبي حنيفة فقال وما تصنع به مات جهميا
232 حدثني إسماعيل بن إسحاق الأزدي القاضي حدثني نصر بن علي حدثنا الأصمعي عن سعيد بن سلم قال قلت لأبي يوسف أكان أبو حنيفة يقول بقول جهم فقال نعم
233 حدثني أبو الفضل الخراساني حدثني إبراهيم بن شماس السمرقندي قال قال رجل لابن المبارك ونحن عنده ان أبا حنيفة كان مرجئا يرى السيف فلم ينكر عليه ذلك ابن المبارك.
234 حدثني أبو الفضل الخراساني حدثنا الحسن بن موسى الاشيب قال سمعت أبا يوسف يقول كان أبو حنيفة يرى السيف قلت فانت قال معاذ الله.
235 حدثني أبو موسى الانصاري سمعت إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة يقول هو دينه ودين آبائه يعني القرآن مخلوق.
236 حدثني إسحاق بن عبد الرحمن عن حسن بن أبي مالك عن أبي يوسف قال أول من قال القرآن مخلوق أبو حنيفة
237 حدثني أحمد بن إبراهيم حدثنا خالد بن خداش عن عبد الملك بن قريب الاصمعي عن حازم الطفاوي قال وكان من أصحاب الحديث أبو حنيفة إنما كان يعمل بكتب جهم تأتيه من خراسان
238 حدثني سفيان بن وكيع قال سمعت عمر بن حماد بن أبي حنيفة قال أخبرني أبي حماد بن أبي حنيفة قال أرسل ابن أبي ليلى إلى أبي فقال له تب مما تقول في القرآن أنه مخلوق وإلا أقدمت عليك بما تكره قال فتابعه قلت يا أبه كيف فعلت ذا قال يا بني خفت أن يقدم علي فأعطيت تقية
ما قال حماد بن أبي سليمان في أبي حنيفة
حدثني عبد الله بن عون بن الخراز أبو محمد وكان ثقة حدثنا شيخ من أهل الكوفة قيل لعبد الله بن عون هو أبو الجهم فكأنه أقر أنه قال سمعت سفيان الثوري يقول قال لي حماد بن أبي سليمان إذهب إلى الكافر يعني أبا حنيفة فقل له إن كنت تقول أن القرآن مخلوق فلا تقربنا.
240 حدثني أبو الفضل الخراساني حدثنا علي بن مهران الرازي حدثنا جرير عن محمد بن جابر قال سمعت حماد بن أبي سليمان يشتم أبا حنيفة
241 حدثني إسحاق بن أبي يعقوب الطوسي حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس عن سليم المقريء عن سفيان الثوري قال سمعت حمادا يقول ألا تعجب من أبي حنيفة يقول القرآن مخلوق قل له يا كافر يا زنديق أبو عمرو الاوزاعي
242 حدثني عبدة بن عبد الرحيم من أهل مرو قال دخلنا على عبد العزيز بن أبي رزمة نعوده أنا وأحمد بن شبويه وعلي بن يونس فقال لي عبد العزيز يا أبا سعيد عندي سر كنت أطويه عنكم فأخبركم وأخرج بيده عن فراشه فقال سمعت ابن المبارك يقول سمعت الاوزاعي يقول احتملنا عن أبي حنيفة كذا وعقد بأصبعه واحتملنا عنه كذا وعقد بأصبعه الثانية واحتملنا عنه كذا وعقد بأصبعه الثالثة العيوب حتى جاء السيف على أمة محمد ? فلما جاء السيف على أمة محمد ص لم نقدر أن نحتمله.
243 حدثني منصور بن أبي مزاحم سمعت يزيد بن يوسف الحميري عن الاوزاعي أنه كان يعيب أبا حنيفة اشد العيب.
244 سمعت أبي رحمه الله يقول وقد رأيت يزيد بن يوسف شيخ كبير وكان يقال أنه سمع من حسان بن عطية ورأيت عليه إزارا أصفر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/300)
245 حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني محمد بن كثير الصنعاني عن الازواعي أنه ذكر أبا حنيفة فقال لا أعلمه إلا قال ينقض عرى الإسلام
246 حدثني أبو الفضل الخراساني حدثنا سنيد بن داود عن محمد بن كثير المصيصي قال ذكر الاوزاعي أبا حنيفة فقال هو ينقض عرى الاسلام عروة عروة.
247 حدثني أبو الفضل الخراساني حدثنا سريج بن النعمان عن حجاج بن محمد قال بلغني عن الاوزاعي أنه قال أبو حنيفة ضيع الأصول وأقبل على القياس.
248 حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي حدثنا أبو حفص التنيسي عن الأوزاعي قال ما ولد في الإسلام مولد أشر من أبي حنيفة وأبي مسلم وما أحب أنه وقع في نفسي أني خير من أحد منهما وأن لي الدنيا وما فيها.
249 حدثني أبو بكر بن زنجويه حدثنا أبو جعفر الحراني قال سمعت عيسى بن يونس يقول خرج الاوزاعي علي وعلى المعافى بن عمران وموسى بن أعين ونحن عنده ببيروه بكتاب السير وما رد على أبي حنيفة فقال لو كان هذا الخطأ في أمة محمد ? لأوسعهم خطأ ثم قال ما ولد في الاسلام مولد أشأم عليهم من أبي حنيفة
250 حدثني عبدالله بن أحمد بن شبويه قال أبي يقول سمعت عبد العزيز بن أبي رزمة يقول سمعت عبدالله بن المبارك يقول قلت للأوزاعي عند الوداع أوصني فقال كان من رأيي أن أفعله ولو لم تقل إنك اطريت عندي رجلا كان يرى السيف على الأمة فقلت أفلا نصحتني قال كان من رأيي أن أفعله
251 حدثني محمد بن هارون أبو نشيط حدثنا أبو صالح الفراء سمعت الفزاري يعني أبا إسحاق قال قال لي الأوزاعي إنا لننقم على أبي حنيفة أنه كان يجيء الحديث عن النبي ? فيخالفه إلى غيره.
252 حدثني محمد بن هارون حدثنا أبو صالح قال سمعت الفزاري يقول كان الأوزاعي وسفيان يقولان ما ولد في الاسلام على هذه الأمة اشأم من أبي حنيفة
أيوب السختياني وابن عون
حدثني محمد بن عبد الله المخرمي نا سعيد بن عامر قال سمعت سلام بن أبي مطيع يقول كنت مع أيوب السختياني في المسجد الحرام فرآه أبو حنيفة فاقبل نحوه فلما رأه أيوب قال لأصحابه قوموا لا يعدنا بجربه قوموا لا يعدنا بجربه.
254 حدثني أبو معمر الهذلي قال حدثت عن حماد بن زيد قال سمعت أيوب يقول لقد ترك أبو حنيفة هذا الدين وهو أرق من ثوب سابري
255 حدثني محمود بن غيلان حدثنا مؤمل قال حدثنا عمرو بن قيس شريك الربيع بن صبيح قال سمعت ابن عون يقول ما ولد في الاسلام مولود أشأم على أهل الاسلام من أبي حنيفة
256 حدثني احمد بن عبدالله بن شبويه قال سمعت ابي يقول سمعت النضر ابن شميل يقول سمعت ابن عون يقول بلغني أن بالكوفة رجلا يجيب في المعضلات يعني أبا حنيفة.
سليمان الاعمش ومغيرة الضبي وغيرهما
257 حدثني عبدة بن عبد الرحيم سمعت معرفا يقول دخل أبو حنيفة على الاعمش يعوده فقال يا أبا محمد لولا أن يثقل عليك مجيئي لعدتك في كل يوم فقال الاعمش من هذا قالوا أبو حنيفة فقال يا ابن النعمان انت والله ثقيل في منزلك فكيف إذا جئتني.
258 حدثني أبي حدثنا اسود بن عامر قال سمعت أبا بكر عياش ذكر أبا حنيفة وأصحابه الذين يخاصمون فقال كان مغيرة يقول والله الذي لا إله إلا هو لأنا أخوف على الدين منهم من الفساق وحلف الأعمش قال والله الذي لا إله إلا هو ما أعرف من هو شر منهم قيل لأبي بكر يعني المرجئة قال المرجئة وغير المرجئة.
259 حدثني إسحاق بن منصور الكوسج حدثنا محمد بن يوسف الفريابي قال سمعت سفيان الثوري يقول قيل لسوار لو نظرت في شيء من كلام أبي حنيفة وقضاياه فقال كيف أقبل من رجل يؤت الرفق في دينه.
260 حدثني أحمد بن إبراهيم حدثنا معاذ بن معاذ سمعت عثمان البتي يقول ذات يوم ويل لأبي حنيفة هذا ما يخطيء مرة فيصيب.
رقبة بن مصقلة 261 سمعت أبي يقول مر رجل برقبة فقال له رقبة من أين جئت قال من عند أبي حنيفة فقال كلام ما مضغت وتراجع أهلك بغير ثقة.
262 حدثني عبد الرحمن بن صالح الازدي حدثنا أبو بكر بن عياش عن رقبة أنه قال لرجل من أين جئت قال من عند أبي حنيفة قال جئت من عند رجل يمليك من رأى ما مضغت وتقوم بغير ثقة.
263 حدثني أبو معمر حدثنا ابن عيينة قال كنا عند رقبة فجاء ابنه فقال من أين قال من عند أبي حنيفة فقال إذا يعطيك رأيا ما مضغت وترجع بغير ثقة.
سفيان بن سعيد الثوري رحمه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/301)
264 حدثني أبي حدثنا شعيب بن حرب قال سمعت سفيان الثوري يقول ما أحب أن أوافقهم على الحق قلت لأبي رحمه الله يعني أبا حنيفة قال نعم رجل استتيب في الاسلام مرتين يعني أبا حنيفة قلت لأبي رحمه الله كأن أبا حنيفة المستتيب قال نعم.
265 سمعت أبي رحمه الله يقول أظن أنه استتيب في هذه الآية سبحان ربك رب العزة عما يصفون قال أبو حنيفة هذا مخلوق فقالوا له هذا كفر فاستتابوه
266 حدثني أبي رحمه الله حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال سمعت سفيان الثوري يقول استتيب أبو حنيفة مرتين
267 حدثني أبو بكر بن خلاد الباهلي قال سمعت يحيى بن سعيد يقول حدثنا سفيان قال استتاب أصحاب أبي حنيفة أبا حنيفة مرتين.
268 حدثني عبد الله بن معاذ العنبري قال سمعت أبي يقول سمعت سفيان الثوري يقول استتيب أبو حنيفة من الكفر مرتين.
269 حدثني أبو الفضل الخراساني نا سلمة بن شبيب نا الفريابي سمعت سفيان الثوري يقول استتيب أبو حنيفة من كلام الزنادقة مرارا.
270 حدثني هارون بن سفيان رضي الله عنه حدثني اسود بن عامر نا جعفر بن زياد الأحمر عن سفيان قال استتيب أبو حنيفة مرتين
271 حدثني أحمد بن إبراهيم نا هيثم بن جميل حدثني ابن سميع الاشجعي يحدث عن سفيان الثوري قال استتيب أبو حنيفة من الكفر مرتين
272 حدثني أبو بكر بن أبي عون نا معاذ نا سفيان وذكر أبا حنيفة قال استتيب أصحابه من الكفر غير مرة
273 حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا الحسن بن موسى النسائي قال سمعت عبدة بن عبدالله يحدث عن شعيب بن حرب قال قال لي سفيان الثوري اذهب إلى ذلك يعني أبا حنيفة فاسأله عن عدة أم الولد إذا مات عنها سيدها فأتيته فسألته فقال ليس عليها عدة قال فرجعت إلى سفيان فاخبرته فقال هذه فتيا يهودي
274 حدثني أبي حدثنا مؤمل بن إسماعيل نا سفيان قال حدثني عباد بن كثير قال قال لي عمر بن سل ابا حنيفة عن رجل قال أنا أعلم أن الكعبة حق وأنها بيت الله عز وجل ولكن لا أدري أهي التي بمكة أو التي بخراسان أمؤمن هو قال مؤمن فقال لي سله عن رجل قال أنا أعلم أن محمدا ? حق وأنه رسول ولكن لا أدري أهو الذي كان بالمدينة أم محمد آخر أمؤمن هو قال مؤمن.
275 حدثني هارون بن عبدالله نا عبدالله بن الزبير الحميدي نا حمزة بن الحارث بن عمير من آل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن أبيه قال سمعت رجلا يسأل أبا حنيفة في المسجد الحرام عن رجل قال أشهد أن الكعبة حق ولكن لا أدري هل هي هذه أم لا فقال مؤمن حقا وسأله عن رجل قال أشهد أن محمدا بن عبدالله نبي ولكن لا أدري هو الذي قبره بالمدينة أم لا فقال مؤمن حقا.
قال الحميدي من قال هذا فقد كفر.
قال الحميدي وكان سفيان بن عيينة يحدث عن حمزة بن الحارث.
276 حدثني هارون حدثنا الحميدي حدثنا مؤمل بن إسماعيل عن الثوري رحمه الله بنحو حديث حمزة
277 حدثني محمود بن غيلان حدثنا مؤمل بن إسماعيل عن الثوري أنه ذكر عنده أبو حنيفة وهو في الحجر فقال غير ثقة ولا مأمون حتى جاوز الطواف
278 حدثني محمد بن عمرو بن عباس الباهلي حدثنا الاصمعي قال قال سفيان الثوري ما ولد مولود بالكوفة أو في هذه الأمة أضر عليهم من أبي حنيفة قال وزعم سفيان الثوري أن أبا حنيفة استتيب مرتين.
279 حدثني سلمة بن شبيب حدثنا سملة بن عبد الحميد الحماني قال ربما رأيت سفيان الثوري مغطى الرأس يأتي مجلس أبي حنيفة فيجلس فيه قال سلمة فذكرت ذلك للفريابي فقال سمعت سفيان يقول ما سألت أبا حنيفة قط عن شيء ولقد كان يلقاني فيسألني قال أبو عبدالرحمن عبد الحميد الحماني أبو يحيى مرجيء شديد الارجاء داع وكان الشيخ يذمه
280 حدثني أبو الفضل الخراساني قال حدثني أسود بن سالم عن رجل سمعت سفيان الثوري يقول وذكر له حديث عن أبي حنيفة فقال سفيان غير ثقة ولا مأمون استتيب مرتين
281 حدثني أبو الفضل حدثنا أحمد بن عبدالله بن يونس حدثنا نعيم بن يحيى السعيدي قال سمعت سفيان الثوري يقول ما وضع أحد في الإسلام ما وضع أبو حنيفة إلا أن يكون أبو الخطايا
282 حدثني هارون بن سفيان حدثني عرزة الخراساني حدثنا الفضل بن موسى السيناني قال سمعت سفيان الثوري يقول ضرب الله عز وجل على قبر أبي حنيفة طاقا من النار
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/302)
283 حدثني أبو بكر بن زنجويه حدثنا أبو جعفر الحراني قال سمعت عيسى ابن يونس يقول ربما أخذ أبو حنيفة بيدي ونحن في مسجد الكوفة فيبر ويلطف فاقعد فربما حصب مجلسه فتغافل فربما دخل سفيان فيقول يا أبا عمرو حدثنا أبو ذاك الصبي فقال فنفترق فيلقاني سفيان فيقول تجلس اليه فأقول له يأخذ بيدي فيجلسني فيبرني فما اصنع به قال فيسكت
284 حدثني محمد بن أبي عتاب الاعين حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي عن سفيان الثوري قال كان أبو حنيفة نبطيا استنبط الأمور برأيه.
285 حدثني محمد بن أبي عتاب الأعين حدثني الفريابي قال سمعت سفيان يقول ما سألت أبا حنيفة عن شيء قط ولقد سألني وما سألته.
286 حدثني حسن بن أبي الصباح البزار حدثنا مؤمل سمعت سفيان الثوري يقول كان أبو حنيفة غير ثقة ولا مأمون استتيب مرتين
287 حدثني محمد بن خلف الكرخي حدثنا محمد بن حميد عن جرير عن ثعلبة عن سفيان قال ما ولد في الإسلام ولد أشأم من أبي حنيفة.
288 حدثني سفيان بن وكيع سمعت أبي يقول إذا ذكر أبو حنيفة في محلس سفيان كان يقول نعوذ بالله من شر النبطي إذا استعرب.
289 حدثني هارون بن سفيان قال سمعت أبا عاصم قال نعيت أبا حنيفة إلى سفيان فما زادني على أن قال الحمد لله الذي عافاني من كثير مما ابتلى به كثيرا من الناس قال فعجبت منه
290 حدثني محمد بن عبدالله المخرمي قال حدثني نصير أبو هاشم أخو مازندر سمعت المبارك بن سعيد سمعت أخي سفيان بن سعيد يقول ما ابن يحطب السنة بسيفه أقطع لعرى الإسلام من هذا برأيه يعني أبا حنيفة
291 حدثني أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان حدثنا أبو نعيم قال كنا مع سفيان جلوسا في المسجد الحرام فأقبل أبو حنيفة يريده فلما رآه سفيان قال قوموا بنا لا يعدنا هذا بجربه فقمنا وقام سفيان وكنا مرة أخرى جلوسا مع سفيان في المسجد الحرام فجاءه أبو حنيفة فجلس فلم نشعر به فلما رآه سفيان استدار فجعل ظهره إليه.
مالك بن أنس رحمه الله
292 حدثني منصور بن أبي مزاحم سمعت مالك بن أنس ذكر أبا حنيفة فذكره بكلام سوء وقال كاد الدين وقال من كاد الدين فليس من الدين.
293 حدثني منصور مرة أخرى قال سمعت مالكا يقول في أبي حنيفة قولا يخرجه من الدين وقال ما كاد أبو حنيفة إلا الدين.
294 حدثني أبو معمر عن الوليد بن مسلم قال قال مالك بن أنس ايذكر أبو حنيفة ببلدكم قلت نعم قال ما ينبغي لبلدكم أن يسكن
295 حدثني أبو الفضل الخراساني حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال قال لي خالي مالك بن أنس أو حنيفة من الداء العضال وقال مالك أبو حنيفة ينقض السنن
296 حدثني الحسن بن الصباح البزار حدثني الحنيني عن مالك بن أنس قال ما ولد في الاسلام مولود أضر على أهل الاسلام من أبي حنيفة وكان يعيب الرأي.
حماد بن زيد
297 حدثنا إبراهيم بن الحجاج الناجي حدثنا حماد بن زيد قال جلست إلى أبي حنيفة بمكة فجاءه رجل فقال لبست النعلين أو قال لبست السراويل وأنا محرم أو قال لبست الخفين وأنا محرم شك إبراهيم فقال أبو حنيفة عليك دم فقلت للرجل وجدت نعلين أو وجدت إزارا قال لا فقلت يا أبا حنيفة أن هذا يزعم أنه لم يجد قال سواء وجد أو لم يجد قال حماد فقلت حدثنا عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله ? يقول السراويل لمن لم يجد الازار والخفين لمن لم يجد النعلين.
السنة - عبدالله بن أحمد بن حنبل ج1/ص201
298 حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه ان رسول الله ? قال السراويل لمن لم يجد الإزار والخفين لمن لم يجد النعلين فقال بيده وحرك إبراهيم ابن الحجاج يده أي لا شيء فقلت له فانت عن من قال نا حماد بن إبراهيم قال عليه دم وجد أو لم يجد قال فقمت من عنده فتلقاني الحجاج بن ارطأة داخل المسجد فقلت له يا أبا ارطأة ما تقول في محرم لبس السراويل ولم يجد الإزار ولبس الخفين ولم يجد النعلين فقال:
299 حدثني عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ? قال السراويل لمن لم يجد الإزار والخفين لمن لم يجد النعلين قال فقلت له يا أبا ارطأة أما تحفظ أنه قال سمعت رسول الله ? قال لا
300 قال وحدثني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ? قال السراويل لمن لم يجد الإزار والخفين لمن لم يجد النعلين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/303)
301 قال وحدثني أبو اسحاق عن الحارث عن علي رضي الله عنه أنه قال السراويل لمن لم يجد الإزار والخفين لمن لم يجد النعلين قال فقلت له ما بال صاحبكم قال كذا وكذا قال ففي ذاك وصاحب من ذاك قبح الله ذاك.
302 حدثني منصور بن مزاحم قال سمعت أبا علي العذري يقول قيل لحماد بن زيد مات أبو حنيفة قال الحمد لله الذي كبس به بطن الأرض
303 حدثني هارون بن عبد الله أبو موسى حدثنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد قال جلست إلى أبي حنيفة بمكة فذكر سعيد بن جبير فانتحله في الارجاء فقلت من يحدثك يا أبا حنيفة قال سالم الأفطس فقلت له فان سالما يرى رأي المرجئة، ولكن حدثنا أيوب قال رآني سعيد بن جبير جلست إلى طلق بن حبيب فقال ألم أرك جلست إلى طلق لا تجالسه قال فكان كذلك قال فناداه رجل يا أبا حنيفة وما كان رأي طلق فاعرض عنه ثم ناداه فاعرض عنه فلما أكثر عليه قال ويحك كان يرى العدل.
304 حدثني أبو معمر عن إسحاق بن عيسى الطباع قال سألت حماد بن زيد عن أبي حنيفة فقال إنما ذاك يعرف بالخصومة في الارجاء.
شريك بن عبدالله وغيره
305 حدثني منصور بن أبي مزاحم قال سمعت شريكا يقول لان يكون في كل ربع من أرباع الكوفة خمار يبيع الخمر خير من أن يكون فيه من يقول بقول أبي حنيفة
306 حدثني محمد بن عمرو الباهلي حدثنا الاصمعي عن شريك قال أصحاب أبي حنيفة أشد على المسلمين من عدتهم من لصوص تاجر قمي
307 حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا هيثم بن جميل قال قلت لشريك بن عبدالله استتيب أبو حنيفة قال علم ذلك العواتق في خدورهن.
308 حدثني أبو الفضل الخراساني حدثنا أبو نعيم قال كان شريك سيء الرأي جدا في أبي حنيفة وأصحابه ويقول مذهبهم رد الأثر عن رسول الله ?
309 حدثني هارون بن سفيان حدثني الوليد بن صالح قال سمعت شريكا يقول استتيب أبو حنيفة من كفره مرتين من كلام جهم ومن الارجاء
310 حدثني هارون حدثني شاذان سمعت شريكا يقول اصحاب أبي حنيفة جرب
311 حدثني إبراهيم بن سعيد الطبري قال سمعت معاذ بن معاذ يقول سمعت سفيان الثوري يقول استتيب أبو حنيفة من الكفر مرتين.
312 حدثني إبراهيم بن سعيد حدثنا محمد بن مصعب سمعت الاوزاعي يقول ما ولد في الاسلام مولود أشأم عليهم من أبي حنيفة.
313 حدثني إبراهيم بن سعيد حدثنا أبو توبة عن أبي إسحاق عن سفيان الثوري والاوزاعي مثل قول محمد بن مصعب.
314 حدثني إبراهيم بن سعيد حدثنا محمد بن بشر وأبو أسامة قالا مر رجل على رقبة قال من أين أقبلت قال من عند أبي حنيفة قال يمكنك من رأي ما مضغت وترجع إلى أهلك بغير ثقة.
315 حدثني إبراهيم حدثنا سعيد بن عامر عن سلام بن أبي مطيع قال كنا في حلقة أيوب بمكة فبصر بأبي حنيفة فقال قوموا بنا لا يعدنا بجربه
316 حدثني إبراهيم سمعت عمر بن حفص بن غياث يحدث عن أبيه قال كنت أجلس إلى أبي حنيفة فاسمعه يفتي في المسألة الواحدة بخمسة أقاويل في اليوم الواحد فلما رأيت ذلك تركته وأقبلت على الحديث.
317 حدثني إبراهيم حدثني عمي عن أبيه قال رأيت أبا حنيفة في المنام فسألته عن الرأي فكلح فقلت فمن قال حذيفة كان شحيحا على دينه وذكر ابن مسعود.
318 حدثني إبراهيم حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى الفرا عن يوسف بن إسباط قال قال أبو حنيفة لو أدركني رسول الله ? لأخذ بكثير من قولي.
319 حدثني ابراهيم بن سعيد حدثنا أبو توبة عن أبي إسحاق الفزاري قال قال أبو حنيفة أين تسكن قلت المصيصة قال أخوك كان خيرا منك قال وكان قتل مع المبيضة.
320 حدثني إبراهيم حدثنا أبو سلمة التبوذكي حدثني من سمع همام قال سئل أبو حنيفة عن خنزير بري قال لا بأس بأكله.
321 حدثني إبراهيم حدثنا أبو سلمة عن أبي عوانة قال سئل أبو حنيفة عن الاشربة فما سئل عن شيء إلا قال لا بأس به وسئل عن المسكر فقال حلال.
322 حدثني إبراهيم حدثنا أبو توبة عن أبي إسحاق الفزاري قال حدثت أبا حنيفة عن رسول الله ? بحديث في رد السيف فقال هذا حديث خرافة.
323 حدثني ابراهيم بن سعيد قال سمعت وكيعا يقول كان أبو حنيفة يقول لو أن رجلا كسر طنبورا ضمن.
324 حدثني ابراهيم بن سعيد حدثنا أبو توبة عن سلمة بن كلثوم عن الاوزاعي أنه لما مات أبو حنيفة قال الحمد لله الذي أماته فإنه كان ينقض عرى الاسلام عروة عروة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/304)
325 حدثني ابراهيم حدثنا أبو توبة عن أبي إسحاق قال كان أبو حنيفة مرجئا يرى السيف
326 حدثني ابراهيم حدثنا أبو توبة عن أبي إسحاق الفزاري قال قال الاوزاعي إنا لا ننقم على أبي حنيفة الرأي كلنا نرى إنما ننقم عليه أنه يذكر له الحديث عن رسول الله ? فيفتي بخلافه
327 حدثني أبو عقيل يحينى بن حبيب بن إسماعيل بن عبدالله بن حبيب بن أبي ثابت حدثنا غالب بن فائد حدثنا شريك بن عبدالله قال رأيت أبا حنيفة يطاف به على حلق المسجد يستتاب أو قد استتيب
328 حدثني أحمد بن عبد الله بن حنبل ابن عمي حدثنا محمد بن حميد حدثنا أبو تميلة سمعت أبا عصمة وسئل كيف كلم الله عز وجل موسى تكليما قال مشافهة.
329 حدثني محمد بن أبي عمر الدوري المقريء قال سمعت أبا عبيد القاسم ابن سلام يقول كنت جالسا ومعنا أسود بن سالم فذكروا مسألة فقلت أن أبا حنيفة يقول فيها كيت وكيت فالتفت إلي فقال تذكر أبا حنيفة في المسجد فلم يكلمني حتى مات.
330 أخبرت عن الفضل بن جعفر بن سليمان الهاشمي وهو عم جعفر بن عبد الواحد حدثني أبو جعفر بن سليمان قال كان والله أو حنيفة كافرا جهميا يرى رأي بشر بن موسى وكان بشر بن موسى يرى رأي الخوارج.
331 حدثني أبو الحسن العطار محمد بن محمد قال سمعت أبا عبد الملك بن الفارسي قال أبو الحسن وكان أبو عبيد يستعقله يقول سمعت أبا هزان يقول سمعت الاوزاعي يقول استتيب أبو حنيفة من الكفر مرتين.
332 حدثني أبو معمر عن إسحاق الطباع قال سألت شريكا عن أبي حنيفة فقال وهل تلتقي شفتان بذكر أبي حنيفة.
333 حدثني أبو معمر حدثنا حاتم بن احنف قال قلت لشريك كيف كان أبو حنيفة فيكم قال كان فينا فاسدا.
334 حدثني أبو معمر عن يحيى بن يمان قال سمعت شريكا يقول اخرجوا من كان ها هنا من أصحاب أبي حنيفة واعرفوا وجوههم
335 حدثني محمد بن أبي عتاب الاعين حدثني أبو نعيم قال سمعت شريكا يقول ما شبهت أصحاب أبي حنيفة الا بمنزلة الدفافين لو أن رجلا كشف استه في المسجد ما بالى من رآه منهم.
336 حدثني أبو معمر قال قيل لشريك بن عبدالله مما استتبتم أبا حنيفة قال من الكفر.
337 حدثني أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان حدثنا يحيى بن آدم حدثنا شريك وحسن بن صالح انهما شهدا أبا حنيفة وقد استتيب من الزندقة مرتين
338 حدثني أحمد بن محمد حدثنا يحيى بن آدم حدثنا سفيان وشريك وحسن ابن صالح قالوا ادركنا أبا حنيفة وما يعرف بشيء من الفقه ما يعرف الا بالخصومات
339 اخبرت عن الاصمعي قال استتيب والله أبو حنيفة من الكفر في إسناده من لا يعرف
340 حدثني أبي رحمه الله حدثنا مؤمل بن اسماعيل قال سمعت حماد بن سلمة وذكر أبا حنيفة فقال إن أبا حنيفة استقبل الآثار والسنن بردها برأيه
341 حدثني محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال سمعت أبي يقول كنا عند حماد بن سلمة فذكروا مسألة فقيل أبو حنيفة يقول بها فقال هذا والله قول ذاك المارق.
342 حدثني هارون بن سفيان حدثني الوليد بن صالح سمعت حماد بن سلمة إذا ذكر أبو حنيفة قال ذاك أبو جيفة قال وبلغني أن عثمان البتي كان يقول ذاك أبو جيفة.
343 حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا الهيثم بن جميل قال سمعت حماد ابن سلمة يقول عن أبي حنيفة هذا ليكبنه الله في النار.
344 حدثني أبو معمر عن إسحاق بن عيسى قال سألت حماد بن سلمة عن أبي حنيفة قال ذاك أبو جيفة سد الله عز وجل به الأرض
345 حدثني محمد بن أبي عتاب الاعين حدثنا منصور بن سلمة الخزاعي قال سمعت حماد بن سلمة يلعن أبا حنيفة قال أبو سلمة وكان شعبة يلعن أبا حنيفة.
عبدالله بن المبارك رحمه الله
346 حدثني عبدة بن عبد الرحيم مروزي شيخ صالح أنا سلمة بن سليمان قال دخل حمزة البزار على ابن المبارك فقال يا أبا عبد الرحمن لقد بلغني من بصر أبي حنيفة في الحديث واجتهاده في العبادة حتى لا أدري من كان يدانيه فقال ابن المبارك أما ما قلت بصر بالحديث فما لذلك بخليق لقد كنت آتيه سرا سفيان وان أصحابي كانوا ليلوموني على أتيانه ويقولون أصاب كتب محمد بن جعفر فرواها وأما ما قلت من اجتهاده في العبادة فما كان بخليق لذلك لقد كان يصبح نشيطا في المسائل ويكون ذلك دأبه حتى ربما فاتته القائلة ثم يمسي وهو نشيط وصاحب العبادة والسهر يصبح وله فترة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/305)
347 حدثني عبدة بن عبد الرحيم قال سمعت معاذ بن خالد بن شقيق ابن عم علي بن الحسن بن شقيق يقول قدمت من الحج فأدركت ابن المبارك بالعراق فسألته فقلت يا أبا عبد الرحمن فضل معي من نفقة الحج شيء ترى إلى أن أكتب برأي أبي حنيفة فقال لا فقلت لم قال لأنه عقل رجل ليس بذاك.
348 حدثين أبو الفضل الخراساني حدثنا إبراهيم بن شماس السمرقندي حدثنا عبد الله بن المبارك بالثغر عن أبي حنيفة قال فقال إليه رجل يكنى أبا خداش فقال يا أبا عبد الرحمن لا ترو لنا عن أبي حنيفة فانه كان مرجئا قلم ينكر ذلك عليه ابن المبارك وكان بعد إذا جاء الحديث عن أبي حنيفة ورأيه ضرب عليه ابن المبارك من كتبه وترك الرواية عنه وذلك آخر ما قرأ على الناس بالثغر ثم انصرف ومات قال وكنت في السفينة معه لما انصرف من الثغر وكان يحدثنا فمر على شيء من حديث أبي حنيفة فقال لنا اضربوا على حديث أبي حنيفة فاني قد خرجت على حديثه ورأيه قال ومات ابن المبارك في منصرفه من ذلك الثغر قال وقال رجل لابن المبارك ونحن عنده أن أبا حنيفة كان مرجئا يرى السيف فلم ينكر ذلك عليه ابن المبارك
349 حدثني عبدة بن عبد الرحيم سمعت أبا الوزير محمد بن أعين رضي الله عنه وصي ابن المبارك قال دخل رجل من أصحاب عبد الكريم على ابن المبارك والدار غاصة بأصحاب الحديث فقال يا أبا عبدالرحمن مسألة كذا وكذا قال فروى ابن المبارك فيه أحاديث عن النبي ? وأصحابه فقال الرجل يا أبا عبدالرحمن قال أبو حنيفة خلاف هذا فغضب ابن المبارك وقال أروي لك عن النبي ? وأصحابه تأتيني برجل كان يرى السيف على أمة محمد ?.
350 حدثني القاسم بن محمد الخراساني حدثنا عبدان عن ابن المبارك قال ما كان على ظهر الأرض مجلس أحب إلى من مجلس سفيان الثوري كنت إذا شئت أن تراه مصليا رأيته وإذا شئت أن تراه في ذكر الله عز وجل رأيته وكنت إذا شئت أن تراه في الغامض من الفقه رأيته وأما مجلس لا أعلم أني شهدته صلى فيه على النبي ? قط فمجلس ثم سكت ولم يذكر فقال يعني مجلس أبي حنيفة.
351 حدثني محمد بن أبي عتاب الاعين نا إبراهيم بن شماس قال صحبت ابن المبارك في السفينة فقال اضربوا على حديث أبي حنيفة قال قبل أن يموت ابن المبارك ببضعة عشر يوما.
352 حدثني عبدالله بن أحمد بن شبويه قال سمعت إسحاق بن راهويه يقول سمعت معاذ بن خالد بن شقيق يقول لعبد الله بن المبارك أيهم أسرع خروجا الدجال أو الدابة فقال عبدالله استقضاء فلان الجهمي على بخارى أشد على المسلمين من خروج الدابة أو الدجال.
353 حدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه قال سمعت عبدان يقول سمعت سفيان بن عبدالملك يقول سمعت عبدالله بن المبارك يقول في مسألة لأبي حنيفة قطع الطريق احيانا احسن من هذا.
354 حدثني أبو الحسن بن العطار محمد بن محمد سمعت أحمد بن شبويه يقول أنبأنا أبو صالح سليمان بن صالح قال قيل لابن المبارك تروي عن أبي حنيفة قال ابتليت به.
سفيان بن عيينة رحمه الله
355 حدثني أبي رحمه الله قال سمعت ابن عيينة يقول استتيب أبو حنيفة مرتين.
356 حدثني أبي رحمه الله قال سمعت سفيان بن عيينة يقول علمت أنهم استتابوه غير مرة يعني أبا حنيفة قال أبي فقال ابن زيد يعني حمادا قيل لسفيان في ماذا قال تكلم بكلام فقالوا هذا كفر فرأى اصحابه أن يستتيبوه فقال أتوب.
357 حدثني محمد بن علي الوراق نا إبراهيم بن بشار حدثنا سفيان قال ما رأيت أحدا اجرأ على الله من أبي حنيفة أتاه رجل من أهل خراسان فقال جئتك على ألف بمائة الف مسألة أريد أن أسألك عنها فقال هاتها قال سفيان فهل رأيتم أحدا أجرأ على الله من هذا.
358 حدثني محمد بن علي نا سفيان قال كنت عند أبي حنيفة يوما فأتاه رجل فسأله عن مسألة في الصرف فاخطأ فيها فقلت يا أبا حنيفة هذا خطأ فغضب وقال للذي أفتاه اذهب فاعمل بها وما كان فيها من اثم فهو في عنقي.
359 حدثني محمد بن علي نا أبراهيم سمعت سفيان يقول مررت بأبي حنيفة وهو مع أصحابه في المسجد وقد ارتفعت أصواتهم فقلت يا أبا حنيفة هذا المسجد والصوت لا ينبغي أن يرفع فيه فقال دعهم لا يتفقهون إلا بهذا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/306)
360 حدثني محمد بن علي حدثنا ابراهيم بن بشار قال سمعت سفيان بن عيينة يقول كان أبو حنيفة يضرب بحديث رسول الله ? الأمثال فيردها بلغه أني أحدث بحديث عن رسول الله ? أنه قال البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فقال أبو حنيفة أرأيتم أن كانا في سفينة كيف يتفرقان فقال سفيان فهل سمعتم بأشر من هذا.
361 حدثني أبو الفضل الخراساني نا محمد بن أبي عمر قال سمعت سفيان بن عيينة يقول ما ولد في الاسلام مولود أضر على الاسلام من ابي حنيفة.
362 حدثني أبي رحمه الله نا سفيان بن عيينة حدثنا أبن جريج قال املاه علينا نافع قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول قال رسول الله ? المتبايعان بالخيار فذكر الحديث قال فكان ابن عمر رضي الله عنه إذا أراد أن يفارقه مشى قليلا ثم رجع.
363 حدثني عبدالله بن عمر أبو عبدالرحمن حدثنا أبو أسامة عن أبي إسحاق الفزاري قال سمعت سفيان والاوزاعي يقولان إن قول المرجئة يخرج إلى السيف.
364 حدثني محمد بن هارون أبو نشيط نا نعيم بن حماد حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد بحديث قال سفيان فلما قدمت الكوفة سألوني عن الحديث فقلت هو جابر بن زيد فقالوا إن أبا حنيفة رواه عن عمرو عن جابر بن عبدالله فقلت لا إنما هو جابر بن زيد فأتوا أبا حنيفة فقالوا إن ها هنا رجلا عالما بحديث عمرو فقال لا تبالوا ان شئتم صيروه جابر عن عبد الله وان شئتم صيروه جابر بن زيد.
365 حدثنا شيخ لنا بصري حدثنا مؤمل بن اسماعيل قال سمعت سفيان بن عيينة وقال له رجل يا أبا محمد تحفظ عن أبي حنيفة شيئا قال لا ولا نعمت عيني.
366 حدثني أبو بكر بن أبي عون المديني حدثنا أبو بكر الردادي عن أبي حماد السقلبي قال سمعت سعيد الازرق يقول رأيت كأني على قبر النبي ? وأنا أسوي التراب عليه إذ انشق القبر فخرج بأبي وأمي ? فجلس على شفير القبر فقلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي ادع الله لي بالشهادة فقال اللهم ارزق أبا عثمان الشهادة ثم سكت هنيئة ثم قلت بأبي أنت وأمي يا نبي الله أدع لي بالشهادة قال اللهم ارزق أبا عثمان الشهادة ثم سكت هنيئة ثم قلت بأبي أنت وأمي يا نبي الله أدع لي بالشهادة قال اللهم ارزق أبا عثمان الشهادة يا سعيد إن تر ٍ أن ترد على الحوض فلا تعملن بشيء من قول من أبي حنيفة
أبو إسحاق الفزاري رحمه الله
367 حدثني منصور بن أبي مزاحم نا يزيد بن يوسف عن أبي إسحاق الفزاري قال لما قتل أخي جئت الكوفة فسألت عن أخي فقالوا استفتى أبا حنيفة في الخروج مع إبراهيم فأفتاه فقلت له تفتي أخي بالخروج معه يعني إبراهيم فقال نعم وهو خير منك.
368 حدثني محمد بن هارون أبو نشيط حدثني أبو صالح يعني الفرا قال سمعت أبا اسحاق الفزاري يقول كان أبو حنيفة مرجئا يرى السيف.
369 حدثنا محمد بن هارون نا أبو صالح قال سمعت الفزاري يقول حدثت أبا حنيفة بحديث عن النبي ? في رد السيف فقال هذا حديث خرافة.
370 حدثني محمد بن هارون نا أبو صالح قال سمعت الفزاري
371 وحدثني إبراهيم بن سعيد نا أبو توبة عن أبي إسحاق الفزاري قال كان أبو حنيفة يقول إيمان إبليس وإيمان أبي بكر الصديق رضي الله عنه واحد قال أبو بكر يا رب وقال إبليس يا رب.
372 حدثني محمد نا أبو صالح قال سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول قال أبو حنيفة يا أبا إسحاق اين تسكن اليوم فقلت له بالمصيصة قال لو ذهبت حيث ذهب أخوك كان خيرا لك وكان أخو أبي إسحاق خرج مع المبيضة فقتله المسودة
373 حدثني أحمد بن إبراهيم حدثني خلف بن تميم حدثني أبو إسحاق الفزاري قال قال لي أبو حنيفة مخرج أخيك أحب إلي من مخرجك قال خلف وكان الفزاري خرج إلى المصيصة وخرج أخوه مع إبراهيم حين خرج بالبصرة في الفتنة.
جماعة من الفقهاء رحمهم الله
374 حدثنا موسى الانصاري قال سمعت أبا خالد الاحمر يقول استتيب أبو حنيفة من الأمر العظيم مرتين
375 حدثني عبدالرحمن بن صالح نا يحيى بن آدم قال ذكر أبا حنيفة الحسن ابن صالح فقال وددت أنه وفق فاخبرت شريكا فقال لم قال وددت أنه وفق لا يتعلم مما يحسنون شيئا.
376 حدثني عبدالرحمن بن صالح حدثنا طلق بن غنام قال قلت لحفص بن غياث وابطأ في قضية فقال إنما هو رأي ليس بكتاب ولا سنة وإنما أحزه في لحمي قد رأيت أبا حنيفة يقول في شيء عشرة أقوال ثم يرجع فما عجلتي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/307)
377 سمعت أبي رحمه الله يقول قال عبدالله بن أدريس قلت لمالك بن أنس كان عندنا علقمة والاسود فقال قد كان عندكم من قلب الامر هكذا وقلب أي بطن كفه على ظاهرها يعني أبا حنيفة.
378 حدثني هارون بن سفيان نا طلق بن غنام حدثنا حفص بن غياث يقول جلست إلى أبي حنيفة فقال في مسألة بعشرة أقاويل لا ندري بأيها نأخذ.
379 حدثني هارون حدثني عرزة بن الخراساني قال سمعت أبا حمزة السكري يقول قدمت على أبي حنيفة فسألته عن مسائل ثم غبت عنه نحوا من عشرين سنة ثم أتيته فإذا هو قد رجع عن تلك المسائل وقد أفتيت بها الناس فقلت له فقال أنا نرى الرأي ثم نرى غدا غيره فنرجع عنه فقال انت بعد ترتاد لدينك بئس الرجل أنت أو كما قال
380 حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي نا عفان بن مسلم حدثنا أبو عوانة قال شهدت أبا حنيفة وكتب إليه رجل في أشياء فجعل يقول يقطع يقطع حتى سأله عمن سرق من النخل شيئا فقال يقطع فقلت للرجل لا تكتبن هذا هذا من زلة العلم قال لي وما ذاك قال قلت قال رسول الله ? لا قطع في ثمر ولا كثر قال امح ذاك واكتب لا يقطع لا يقطع.
381 حدثني هارون بن سفيان حدثني أسود بن سالم قال كنت مع أبي بكر بن عياش في مسجد بني أسيد مما يلي القبلة فسأله رجل من مسألة فقال رجل قال أبو حنيفة كذا وكذا فقال أبو بكر بن عياش سود الله وجه أبي حنيفة ووجه من يقول بهذا.
382 حدثني أبو الفضل الخراساني نا أحمد بن الحجاج نا سفيان بن عبدالملك حدثني أبن المبارك قال ذكرت أبا حنيفة عند الأوزاعي وذكرت علمه وفقهه فكره ذلك الأوزاعي وظهر لي منه الغضب وقال تدري ما تكلمت به تطري رجلا يرى السيف على أهل الاسلام فقلت إني لست على رأيه ولا مذهبه فقال قد نصحتك فلا تكره فقلت قد قبلت.
383 حدثني أبو الفضل نا محمد بن مهران الجمال الرازي عمن حدثه عن ابن المبارك أنه سئل عن مسألة فحدث فيها باحاديث فقال له رجل إن أبا حنيفة يقول خلاف هذا فغضب ابن المبارك وقال اخبرتك عن النبي ? وأصحابه وتأتيني برجل يرى السيف على أمة محمد ?
384 حدثني أبو الفضل نا سفيان بن وكيع عن أبيه قال لما تكلم أبو حنيفة في الارجاء وخاصم فيه قال سفيان الثوري ينبغي أن ينفى من الكوفة أو يخرج منها.
385 حدثني أبو الفضل نا الحسين بن الفرج الخياط نا أبراهيم بن أبي سويد قال سمعت حماد بن سلمة يقول أبو حنيفة هذا والله إني لارجو ان يدخله الله عز وجل نار جهنم.
386 حدثني أبو الفضل نا إبراهيم بن شماس نا أبو عبد الرحمن المقريء قال كان والله أبو حنيفة مرجئا ودعاني إلى الارجاء فأبيت عليه.
387 أخبرت عن مطرف اليساري الاصم عن مالك بن أنس قال النداء العضال الهلاك في الدين أبو حنيفة الداء العضال.
388 حدثني أبو الفضل الخراساني نا يحيى بن أيوب عن أبي الجهم وكان ثقة قال رأيت سفيان الثوري وأبا حنيفة فرأيت سفيان أعلم بما كان وأبو حنيفة أعلم بما لم يكن.
389 حدثني أبو الفضل الخراساني حدثنا مسعود بن خلف قال حدثنا وليد بن مسلم قال قال لي مالك بن أنس يظهر ببلدكم كلام أبي حنيفة قلت نعم قال ما ينبغي لبلدكم ان يسكنفي.
390 حدثني أبو الفضل حدثني اسود بن سالم قال إذا جاء الاثر القينا رأي أبي حنيفة واصحابه في الحش ثم قال لي أسود عليك بالاثر فالزمه ادركت أهل العلم يكرهون رأي أبي حنيفة ويعيبونه.
391 حدثني أبو الفضل حدثني مسعود بن خلف حدثني إسحاق بن عيسى حدثني محمد بن جابر قال سمعت أبا حنيفة يقول أخطأ عمر بن الخطاب فأخذت كفا من حصى فضربت به وجهه.
392 حدثني أبو الفضل الخراساني حدثنا حماد بن أبي حمزة السكري عن سلمة بن سليمان عن ابن المبارك أنه سأله رجل عن مسألة فحدثه فيها بحديث عن النبي ? فقال الرجل قال أبو حنيفة بخلاف هذا فغضب ابن المبارك غضبا شديدا وقال اروي لك عن رسول الله ? وتأتيني برأي رجل يرد الحديث لاحدثتكم اليوم بحديث وقام
393 أخبرت عن موسى بن إسماعيل حدثني أبو عوانة قال سمعت أبا حنيفة وسئل عن المسكر فقال حلال وسئل عن النبيذ الشديد فقال حلال وسئل عن الداذي فقال حلال.
394 حدثني أبو الفضل الخراساني حدثني حماد بن أبي حمزة السكري قال قال سفيان بن عبدالملك قال ابن المبارك وذكر له مسألة من قول أبي حنيفة فقال ابن المبارك قطع الطريق احيانا احسن من هذا القياس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/308)
395 حدثني هارون بن سفيان قال سألت أسود بن سالم عن أبي زائدة فقال كان حافظا ولكن كان يذكر أبا حنيفة ويقول بقوله فهو عندي ضعيف يعني من أجل ذكره لأبي حنيفة أي يحدث عنه أو يذكره
396 حدثني محمد بن عبدالملك بن زنجويه حدثنا عبدالرزاق وقيل له أبو حنيفة مرجيء فقال أتى حقا.
397 حدثني محمد بن هارون نا أبو صالح قال سمعت يوسف بن إسباط يقول لم يولد أبو حنيفة على الفطرة قال وسمعت يوسف يقول رد أبو حنيفة أربعمائة أثر عن النبي ?
398 حدثني محمد بن أبي عمر الدوري المقريء سمعت أبا نعيم يقول سمعت النعمان بن ثابت وهو أبو حنيفة يقول لأبي يوسف يا يعقوب لا ترو عني شيئا فوالله ما أدري امخطيء أم مصيب
399 حدثني محمد بن هارون نا أبو صالح سمعت يوسف يقول كان أبو حنيفة يقول لو أدركني النبي ? لأخذ بكثير مني ومن قولي وهل الدين إلا الرأي
400 حدثني أبو الفضل الخراساني نا محمد بن جعفر المدائني قال قال محمد بن جابر سمعت أبا حنيفة وحدثه رجل بحديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال أخطأ عمر بن الخطاب فأخذت كفا من حصى فرميته به.
401 حدثني أبو الفضل نا يحيى بن أيوب نا علي بن عاصم قال حدثت أبا حنيفة بحديث في النكاح أو في الطلاق قال هذا قضاء الشيطان.
402 حدثني أبو الفضل حدثنا يحيى بن معين قال كان أبو حنيفة مرجئا وكان من الدعاة ولم يكن في الحديث بشيء وصاحبه أبو يوسف ليس به بأس.
403 حدثني أبو الفضل نا مسلم بن إبراهيم نا عبد الوارث بن سعيد قال نا سعيد قال جلست إلى أبي حنيفة بمكة فذكر شيئا فقال له رجل روى عمر بن الخطاب رضي الله عنه كذا وكذا قال أبو حنيفة ذاك قول الشيطان وقال له آخر أليس يروى عن رسول الله ? أفطر الحاجم والمحجوم فقال هذا سجع فغضبت وقلت ان هذا مجلس لا أعود إليه ومضيت وتركته
404 حدثت عن يزيد بن عبد ربه قال سمعت وكيع بن الجراح حين قدم علينا حمص سنة ثلاث وتسعين يقول إياكم ورأي أبي حنيفة فإني سمعته يقول قبل أن نأخذ في القياس البول في المسجد أحسن من بعض القياس.
405 حدثني أبو الفضل الخراساني نا أبو الأحوص محمد بن حيان قال سأل رجل هشيما يوما عن مسألة فحدثه فيها بحديث فقال الرجل إن أبا حنيفة ومحمد بن الحسن وأصحابه يقولون بخلاف هذا فقال هشيم يا عبد الله إن العلم لا يؤخذ من السفل.
406 حدثني إسحاق بن إبراهيم ابن عم أحمد بن منيع اخبرني غير واحد منهم أبو عثمان سعيد بن صبيح أخبرني أبو عمرو الشيباني قال لما ولي إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة القضاء قال مضيت حتى دخلت عليه فقلت بلغني أنك تقول القرآن كلام الله وهو مخلوق فقال هذا ديني ودين آبائي فقيل له متى تكلم بهذا قبل أن يخلقه أو بعدما خلقه أو حين خلقه قال ما رد علي حرفا فقلت يا هذا اتق الله وانظر ما تقول وركبت حماري ورجعت.
407 أخبرت عن هوذة بن خليفة يقال رأيت أبا حنيفة وقد أخذ بلحيته كأنه تيس وهو يدار به على الحلق يستتاب من الكفر.
408 حدثني سويد بن سعيد نا عبد الله بن يزيد قال دعاني أبو حنيفة إلى الإرجاء
409 حدثني علي بن شعيب البزاز حدثنا عمرو بن شبيب سمعت خالد أبا سلمة الجهني يقول لأبي حنيفة يا أبا حنيفة إذا جاء الأثر ضربنا برأيك الحائط.
410 حدثنا أبو معمر عن إسحاق بن الطباع قال قال محمد بن جابر سمعت أبا حنيفة في الكوفة يقول أخطأ عمر بن الخطاب فاخذت كفا من حصى فضربت به وجهه وصدره
ـ[الموسوي]ــــــــ[05 - 12 - 04, 08:01 ص]ـ
إلى الأخ أبي المعاطي سلَّمه الله:
شكر الله لك حبك وغيرتك على الحديث وأهله,
ولكن, ما ذكرته من عداوة الحنفية لأهل الحديث لا يصح إطلاقه, والذي يصح أن يقال عداوة المتعصبين من الحنفية لأهل الحديث, لأن من الحنفية من هو إمام في الحديث, ولا يُكن عداوة لأهل الحديث, كالطحاوي وابن أبي العز وغيرهما رحمة الله عليهم ,وعداوة بعض المتذهبين لأهل الحديث لا يخلو منها مذهب, نعم وُجد هذا بكثرة مع الحنفية لأسباب مشهورة, لكن هذا لا يسوِّغ مثل هذا الإطلاق, ذكرت هذا لأن الله أمرنا بحفظ اللسان, والعدل في القول مطلقا, فكيف عند الحكم على الأشخاص.
وأما عن حذف أئمة الدعوة بنجد, ما ذُكر عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله, فإني أتعجَّب من استشكال هذا الفعل عند الإخوة الفضلاء, فهب أن أحدا أعجبه كتاب ما, لما فيه من الحق والعلم الذي يتحتم بثه في الناس إلا موضعا فيه لا يضر حذفه-أعني من حيث ارتباطه بما تقدم عليه وما يأتي بعده-,فعلى هذا الرأي إما أن يُنشر الكتاب على ما فيه أو يترك دون نشر, والأول مرفوض لأن المسألة فيما لو وُجد فيه ما يضر, لأن درء هذه المفسدة أولى من المصلحة المرجوة من باقي الكتاب, وأما الثاني فلا أظن أحدا يلتزمه لظهور ضعفه. فلم يبق إلا ما
وأنِّي لأحسب أن هذا الإشكال, إنما صدر تأثرا بمنهج المستشرقين الذين لا دين لهم, والمتأثرين بهم من بني جلدتنا, المغرقين في التجرد, الذين لا يُراعون مصلحة ولا يدرؤون مفسدة, فعلى الإخوة الحذر من ذلك, لأن لنا دينا يضبطنا, وأولئك لا دين لهم, والنظر في المصالح والمفاسد من محاسن هذه الشريعة وعظمتها, فلا يتعجب حينئذ أحد من اختلاف الأحكام وفق هذا الأصل.
وأنبه ها هنا إلى أنني بهذا التوجيه لا أتبنى رأيا في خصوص الكتاب المذكور, وإنما بينت أن هذا الفعل لا يدعو للعجب,
وبخصوص الإمام أبي حنيفة رحمه الله, أنصح الإخوة الفاضل, بقراءة ما كتبه الإمام ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله, والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/309)
ـ[حارث همام]ــــــــ[05 - 12 - 04, 09:18 ص]ـ
شكر الله للإخوة جميعاً. وأخص الأخت الفاضلة على تعليقها باقي الكتاب فجزاها الله خيراً وإن كنت أتمنى أن تحذفه من هنا وتعلقه في موضوع مستقل ينبه عنوانه القارئ الباحث عليه، ولايفوتني شكر الأخ المفضال الموسي على المشاركة المفيدة.
ثم لابد من أن أبدي احترامي وتقديري لرأي الشيخ النقاد، وغيره من الإخوة الذين ربما كانت لي وجهة نظر مغايرة لهم (بعض الشيء) لكن طرحهم لوجهة نظرهم تميز بلغة الحقائق البحتة البعيدة عن إثبات الحق باستدرار العاطفة.
ثم أقول لدكتورنا العزيز موراني وفقه الله:
تساءلتم:
================================================== ====
سؤالي: 1 - هل نشر الشيخ فلان كتاب السنة تحت هذا العنوان؟
2 - وحذف منه فصلا أم لم يحذف؟
3 - هل كتب أنه يحقق (ينشر) من الكتاب مقتطفات فقط أم لم يكتب هذا تنبيها؟
================================================== ====
والجواب:
1 - نعم نشره، كما نشر صحيح ابن خزيمة تحت عنوان صحيح ابن خزيمة ولم يخرج إلاّ ربعه أو أقل، وكما نشر تاريخ الإسلام للذهبي في أول الأمر ولم يخرج غير السير، بل كما فعل العلامة أحمد شاكر في بعض كتب السلف بغية الاستعجال في إخراجها، رحمة الله عليهم جميعاً.
2 - إن كنت -أحسن الله إليك- تعني بالحذف ترك فصل بغير تحقيق مع التنبيه عليه فقد حذف بهذا الاعتبار، ولعله يرى أن هذا من قبيل من حقق كتاباً وترك باقيه ولكن مع اختلاف الاعتبارات والأسباب وتلك وجهة نظر لها اعتبارها وحق لك مخالفتها. وإن كنت تعني -بارك الله فيك- حذفه أي بتر منه جزء بغير مسوغ ولم يشر إليه ملبساً على الناس فهذا ما نتفق معك على استشناعه واستبشاعه، ولا أظن أن عاقلاً يصنعه إلاّ إن ظن أن أحداً لن يصل للمخطوط بعده ولايكون ذلك إلاّ بإتلافه للنسخة اليتيمة التي وقعت بين يديه!
3 - لم يقل أنه يحقق مقتطفات، ولكنه أشار إلى عدم تحقيقه لبعضه.
"وفي النهاية وبعد هذا الكلام الطويل سنصل الى أن الشيخ فلان ..... " حقق الكتاب غير فصل لم ير وراءه كبير فائدة، وهو موجود من أراد أن يحققه فليفعل، ولعله لا أدلة على توفره من لزق أختنا له في الرد أعلاه.
أما قولكم -حفظكم الله- "يا للعجب ...... وكل ذلك للمصلحة الشرعية .... على حساب التراث؟ " فمن قال إن المصلحة الشرعية على حساب التراث! يا أخي لم يحجر عليك في تحقيقه، ولا أظنك توجب عليه تحقيق جميع التراث، لقد تفضل الشيخ بتحقيق جزء خدمة منه للسنة وترك آخر وما على المحسنين من سبيل! ثم هبها كانت المصلحة ثم فما وجه عجبكم؟ ألم يقل ابن مسعود رضي الله عنه في الصحيح: ما أنت بمحدث قوماً حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة. أتراها دعوة لوأد التراث؟ وفي الصحيح حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يذكب الله ورسوله؟ فهل هي دعوة لوأد التراث أم مراعاة المصلحة المعتبرة الشرعية؟ ألم يكره الإمام أحمد التحديث بأحاديث الخروج على السلطان، ومالك بعض أحاديث الصفات، وأبويوسف بعض الغرائب، ومن قبلهم أبوهريرة كما في حديث الجرابين الذين بث أحدهما، ألم يرو عن حذيفة وعن الحسن إنكار تحديث أنس للحجاج بحديث العرنيين؟
فلماذا نعذر أقواماً فلا نتحامل عليهم ونلتمس لهم الأعذار الشرعية التي تسدد موقفهم وتصوبه، ثم نأتي لننعى على مسلم ترك تحقيق جزء لمقتض عنده! نسأل الله أن يرزقنا النصفة من أنفسنا وللناس.
وبعد هذا كله أقول ربما كان لك رأيك وربما وافقت فيه وربما رأيت أن المصلحة فيما ارتأيته أنت، وربما كان رأي خطأ يحتمل الصواب، وربما كان رأي غيري صواب يحتمل الخطأ، ولكني أعوذ بالله -وأعيذك- من أن يحجبنا ذلك عن التماس العذر لأهل الفضل أو من تقدير وجهة نظرهم.
أما الإمام أبوحنيفة فالكلام فيه طويل ولا أظن أن من المناسب صرف هذا الحوار إليه، ولكني أدعو الإخوة والأخوات لقراءة تلك الإشارات والتنبيهات المهمة التي سطرها العلامة المعلمي رحمة الله عليه في التنكيل، فإن فيها إنصافاً لمن أراد أن يحكم على شخص شخص وتبين المنهج حيال كثير مما نقل عن الأئمة في ذلك.
وفقكم الله جميعاً ونفع بكم
والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[05 - 12 - 04, 09:27 ص]ـ
هذه رسالة نفيسة للعلامة حامد العلي وفقه الله عن أصول الحكم على الأشخاص والجماعات وبها توضيحات لبعض طلبة العلم مع تذييلها بملخص لدفاع الحافظ ابن عبد البر عن أبي حنيفة رحمه الله.
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[05 - 12 - 04, 12:46 م]ـ
لقد أصبحت الصورة الآن كاملة
والدفاع عن المحقق الحاذف قويا وباصرار
وقيل في بداية هذا الرابط أن الحذف قد تم للمصلحة الشرعية. وعلّقت عليه ان ذلك تم على حساب التراث. لانّ كل سطر ما تبقّى من القدماء فهو تراث ولا يجوز العبث به مهما كانت مرتبة فاعله العلمية.
بين يدينا الآن الجزء المحذوف بفضل مريم محمد حسن جزاها الله كل خير.
ان نشر المحقق الحاذف فصلا أو فصولا ما قبل هذه الفقرات وفصلا أو فصولا ما بعد هذه الفقرات فان ذلك حذف بعينه فلا مبرر له.
كما أشار اليه الاستاذ خليل محمود: لو جاء هذا العمل الشنيع من صنعة المستشرقين لكانت الضجة كبيرة لم يسبق لها مثيل.
لقد وصلت أنا شخصيا الى بغيتي , أي الى قراءة الفقرات المحذوفة ودراستها
(فلا تقل: الى قراءة ودراسة الفقرات المحذوفة).
أما من يدافع عن الحذف والحاذف فليدافع عنهما مشكورا ومن يذمهما فليذمهما مشكورا أضا , فلكلّ نصيبه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/310)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 12 - 04, 07:25 ص]ـ
يا إخوان
أين الرفع والتكميل؟!!
الرابط لا يعمل!!
ـ[متعلم 1]ــــــــ[07 - 12 - 04, 05:06 ص]ـ
لقد سمعت من أحد الدكاترة الفضلاء ممن لهم عناية بالحديث والتراجم، أن الذهبي تنقص في تذكرة الحفاظ من قدر أبي حنيفة وقال عنه: (أبو جيفة)!
وحقيقة استغربت هذا جدا! وخاصة من الذهبي والذي عرف بعفة لسانه وانصافه للعلماء، ولو عزاها الدكتور لأحد العلماء ممن عرف بسلاطة اللسان وحدته كابن حزم، أو ابن العربي لقلت الأمر هين. لا استخفاف بحالهم ولا ذما لهم ولكن لأن مثل هذه الألفاظ أثرت عنهم، غفر الله لنا ولهم.
أعود للدكتور:
ولقد أخذت بأدب التتلمذ بأن لا أواجه الشيخ بالرفض لمقولته لأنه عزاها لمصدر، وقلت أرجع بعد ذلك أتأكد من تذكرة الحفاظ.
وراجعت تذكرت الحفاظ طبعة المعلمي ولم أجد ذلك، بل وجدت الثناء من الذهبي على أبي حنيفة، وقلت لعل الدكتور اطلع على طبعة ثانية مصحفة العبارة، فعدت لأسوء الطبعات وهي طبعة دار الكتب العلمية فلم أجدها.
فزدت يقينا أن الدكتور قرأها خطأ. (حنيفة) قرأها (جيفة)!!
فهل لدى أحد من الإخوة زيادة علم في ذلك؟
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[07 - 12 - 04, 05:32 ص]ـ
سامحك الله
ما هو الغرض من السؤال؟!
الم تخرج من استماعك الى أحد الدكاترة "الفضلاء! " الا بهذا؟!
ما هو العلم الذى تسعى اليه من وراء ذلك اذا كان الجواب بنعم او لا؟!
رحم الله الامام ابوحنيفه و الامام الذهبى و رزقنا العلم النافع و العمل الصالح
ـ[مريم محمد حسن]ــــــــ[07 - 12 - 04, 05:33 ص]ـ
أخي الكريم
الذي قال ذلك ليس الذهبي
وإنما هو الحميدي، عبد الله بن الزبير، صاحب المسند، وشيخ البخاري
ففي تاريخ بغداد 13/ 432
قال حنبل بن إسحاق: سمعتُ الحُمَيْدِيّ يقول لأبي حنيفة، إذا كناه: أبو جيفة، لا يُكَني عن ذاك، ويظهره في المسجد الحرام، في حلقته، والناسُ حوله
ـ[مريم محمد حسن]ــــــــ[07 - 12 - 04, 05:36 ص]ـ
أخي
وقال حمَّاد بن سَلَمة: ما ولد في الإسلام مولود أضر على الإسلام من أبي جيفة
قال ابن عدي: يعني أبا حنيفة. الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 255
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 12 - 04, 07:18 ص]ـ
قال الله تعالى: ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون
فوالله لقد آذى هؤلاء أنفسهم وما آذوا أبا حنيفة.
ولله در أبي حنيفة ما أحسن أخلاقه. كل هؤلاء اجتمعوا على شتمه واغتيابه والنيل من عرضه، وهو سائر في مسيرته معرضاً عنهم غير عابئ بشتمهم ولعنهم له. فرحمه الله رحمة واسعة.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[07 - 12 - 04, 07:53 ص]ـ
قال الله تعالى: ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون
فوالله لقد آذى هؤلاء أنفسهم وما آذوا أبا حنيفة.
ولله در أبي حنيفة ما أحسن أخلاقه. كل هؤلاء اجتمعوا على شتمه واغتيابه والنيل من عرضه، وهو سائر في مسيرته معرضاً عنهم غير عابئ بشتمهم ولعنهم له. فرحمه الله رحمة واسعة.
محمد الأمين أركد وأنا وأخوك واعقل
تدري من تكلم في أبي حنيفة، أرجع إلى تراجمهم حتى تعلم أقدراهم، وفضلهم وزهدهم، وورعهم وصح عن الأوزاعي أنه سجد لله شكرا لما مات أبو حنيفة
وليتك أعتذرت لأبي حنيفة - رحمه الله - كما أعتذر بعض فضلاء الحنفية له، أنه رجع عن بعض الأقوال التي ذُم بسببها
اركد واعرف للسلف قدرهم وحقهم وفضلهم - رحم الله الجميع -
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 12 - 04, 08:06 ص]ـ
ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون
وليس في الدين محاباة
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[07 - 12 - 04, 09:34 ص]ـ
أرأيت اختاه إلى ما يجر نقلك، وهل تفطنت لماذا حذف من طبع كتاب السنة ما حذف؟ والأمر لو فتح بابه يجر لأكثر من هذا، وفي الماضي ترك هذا الأمر - لما أتي من غير بابه - نقطة سوداء في كتب التراجم، فهل ترغبين - اختاه- في عودة الفتنة جذعة؟ ما أظن ذلك. وفي المنتدى قوم يضحكون منكم، إي والله. فاعقلي ما أقول، هداني الله وإياك لما فيه الخير.
ـ[مريم محمد حسن]ــــــــ[07 - 12 - 04, 01:30 م]ـ
أخي صاحب الفهم الصحيح
هداني الله وإياك
والله على ما أقول وكيل
أنا لا أعرف الأخ المتعلم الذي سأل، وقد أجبته بما أعلم من أقوال ناسٍ أنت تعرف أقدارهم
ثانيا، من حقك أن تقول إن نشر هذه الأمر فتنة، هذا فهمك، وفهم الكثيرين معك
ثالثا: ومن حق غيرك أن يفهم أن كتمان هذا، وعدم نشره، فاعله يستحق لعنة الله، لأنه كتم علمًا، تركه أهل الحديث الأوائل
والرجا منك أن لا تطلب من جميع خلق الله أن يفهموا بفهمك
وسوف يجمع الله بين الجميع يوم القيامة، فيحكم بينهم فيما كانوا فيه يحتلفون، وأنت مؤمن بهذا.
أما قولك أن هناك في الملتقى، أو في الدنيا، من يضحك علينا، فهذا أمر ليس بجديد، ومعروف لكل من قرأ القرآن الكريم، ورزقه الله فيه فهمًا صحيحًا.
ولكن سنعرف من يضحك يوم القيامة.
فاصبر، باقي دقائق ونرحل عن الدنيا، ويبكي من يبكي، ويضحك من يضحك
وفقك الله، وأكرمك، ورزقك بعمل صالح يرضاه، وجعل إمامك محمدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقط، في الدنيا والآخره.
وهذه أيضًا ستجد من يضحك عليها، فذرهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/311)
ـ[حارث همام]ــــــــ[07 - 12 - 04, 05:13 م]ـ
بدءاً أيها الفضلاء كاتب هذه الأسطر حنبلي أصولاً وفروعا، فوالله ما يكتب ما يكتب تعصباً لرجل أو لمذهبه، والله ما مذهب الحنفية بأرض قومي، ولا من ذوي أو أصحابي أو مشيختي رجل حنفي واحد.
ولكني أرجو أن يكون كتابي هذا ذباً عن عرض إمام من أئمة السنة الذين وقع فيهم بعض أهل الحديث بظلم فأخرجته فئام منهم في القديم والحديث عن دائر الإسلام فضلاً عن الإمامة بغير حجة، وكل من له إلمام ونظر يعلم أن ماقيل من إخراج فئام له عن الإسلام ليس مبالغة بل رأيت بعيني وسمعت بأذني وجادلت بلساني غير واحد من منتسبي الحديث والسنة يكفر أبا حنيفة أو يضلله وينقل في تكفيره بعض كلام المتقدمين.
وليكن جدلنا ههنا جدلاً علمياً بغية الوصول إلى الحق فإن ظهر لأحد خطأ تقليده لبعض المتقدمين في النيل من أبي حنيفة فليمسك عليه لسانه، وليستغفر لذنبه، وليبك على خطيئته، وليدع لهذا الإمام الجهبذ، عسى رحمة شملتنا وإياه أو لعل وربما، وإن بان أن ضلال أبو حنيفة له ما يثبته فلا سطرت في الدفاع عنه شيئاً بعد اتضاح المحجة وظهور الحجة.
ومن باب الإنصاف في الرد أسطر هنا بعض ما قيل في الثناء عليه ومناقبه كما سطرت الأخت الفاضلة مريم شيئاً مما قيل في ثلبه، فأنقل الفصل الذي سطره الخطيب في مناقبه من تاريخه ليجاب قدح بثناء، وذم بمدح.
وبعدها أنتظر من الإخوة والأخوات أن يبينوا حجتهم في الطعن على أبي حنيفة من خلال بيان الضلالات التي ثبتت عنه، لا بنقول واتهامات لاندري ما عذر من ألقاها وما حجته فيها وما سبب إطلاقه لها ولكن بأدلة يصلح الاحتجاج بها في إطلاق حكم شرعي بالكفر أو الضلال، أوبنقول عن الإمام ثابتة يصلح أن يجيب بها القادح ربه إذا سأله بأي ذنب وقعت في عبدي؟
فأكتب مستعيناً بالله بعض ما قاله الخطيب:
أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا القاضي أبو نصر احمد بن نصر بن محمد بن أشكاب البخاري قال سمعت محمد بن خلف بن رجاء يقول سمعت محمد بن سلمة يقول قال خلف بن أيوب صار العلم من الله عز وجل إلى محمد e ثم صار إلى أصحابه ثم صار إلى التابعين ثم صار إلى أبي حنيفة وأصحابه فمن شاء فليرض ومن شاء فليسخط أخبرنا محمد بن احمد بن رزق حدثنا محمد بن عمر الجعابي حدثني أبو بكر إبراهيم بن محمد بن داود بن سليمان القطان حدثنا إسحاق بن البهلول سمعت بن عيينة يقول ما مقلت عيني مثل أبي حنيفة أخبرني محمد بن احمد بن يعقوب حدثنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا الفضل محمد بن الحسين قاضي نيسابور سمعت حماد بن احمد القاضي المرزي يقول سمعت إبراهيم بن عبد الله الخلال يقول سمعت بن المبارك يقول كان أبو حنيفة آية فقال له قائل في الشر يا أبا عبد الرحمن أو في الخير فقال اسكت يا هذا فإنه يقال غاية في الشر وآية في الخير ثم تلا هذه الآية وجعلنا بن مريم وأمه آية أخبرنا الصيمري أخبرنا عمر بن إبراهيم المقرئ حدثنا مكرم بن احمد حدثنا احمد بن محمد بن مغلس حدثنا الحماني قال سمعت بن المبارك يقول ما كان أوقر مجلس أبي حنيفة كان يشبه الفقهاء وكان حسن السمت حسن الوجه حسن الثوب ولقد كنا يوما في مسجد الجامع فوقعت حية فسقطت في حجر أبي حنيفة وهرب الناس غيره فما رأيته زاد على أن نفض الحية وجلس مكانه أخبرنا الحسن بن أبي بكر حدثنا محمد بن احمد بن الحسن الصواف أخبرنا محمد بن محمد المروزي حدثنا حامد بن آدم حدثنا أبو وهب محمد بن مزاحم قال سمعت عبد الله بن المبارك يقول لولا أن الله أغاثني بأبي حنيفة وسفيان كنت كسائر الناس أخبرنا أبو نعيم الحافظ أخبرنا علي بن احمد بن أبي غسان الدقيقي البصري حدثنا جعفر بن محمد بن موسى النيسابوري الحافظ قال سمعت علي بن سالم العامري يقول سمعت أبا يحيى الحماني يقول ما رأيت رجلا قط خيرا من أبي حنيفة أخبرني أبو بشر الوكيل وأبو الفتح الضبي قالا أخبرنا عمر بن احمد الواعظ حدثنا مكرم بن احمد حدثنا احمد بن عطية العوفي حدثنا منجاب قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول أبو حنيفة أفضل أهل زمانه أخبرني الصيمري قال قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي العباس بن سعيد قال حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي حكيمة حدثنا إبراهيم بن احمد الخزاعي قال سمعت أبي يقول سمعت سهل بن مزاحم يقول بذلت الدنيا لأبي حنيفة فلم يردها وضرب عليها بالسياط فلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/312)
يقبلها أخبرنا علي بن القاسم الشاهد بالبصرة حدثنا علي بن إسحاق المادراني أخبرنا احمد بن زهير إجازة أخبرني سليمان بن أبي شيخ وأخبرني أبو بشر الوكيل وأبو الفتح الضبي قالا أخبرنا عمر بن احمد حدثنا الحسين بن احمد بن صدقة الفرائضي وهذا لفظ حديثه حدثنا احمد بن خيثمة حدثنا سليمان بن أبي شيخ حدثني حجر بن عبد الجبار قال قيل للقاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ترضى أن تكون من غلمان أبي حنيفة قال ما جلس الناس إلى أحد أنفع من مجالسة أبي حنيفة وقال له القاسم تعال معي إليه فجاء فلما جلس إليه لزمه وقال ما رأيت مثل هذا زاد الفرائضي قال سليمان وكان أبو حنيفة ورعا سخيا ما قيل في فقه أبي حنيفة أخبرنا البرقاني حدثنا أبو العباس بن حمدان لفظا حدثنا محمد بن أيوب أخبرنا أحمد بن الصباح قال سمعت الشافعي محمد بن إدريس قال قيل لمالك بن أنس هل رأيت أبا حنيفة قال نعم رأيت رجلا لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته حدثني الصوري أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان الطرسوسي حدثنا عبد الله بن جابر البزاز قال سمعت جعفر بن محمد بن عيسى بن نوح يقول سمعت محمد بن عيسى بن الطباع يقول سمعت روح بن عبادة يقول كنت عند بن جريج سنة خمسين وأتاه موت أبي حنيفة فاسترجع وتوجع وقال أي علم ذهب قال ومات فيها بن جريج أخبرني أبو بشر الوكيل وأبو الفتح الضبي قالا حدثنا عمر بن احمد الواعظ حدثنا احمد بن محمد بن عصمة الخرساني حدثنا احمد بن بسطام حدثنا الفضل بن عبد الجبار قال سمعت أبا عثمان حمدون بن أبي الطوسي يقول سمعت عبد الله بن المبارك يقول قدمت الشام على الأوزاعي فرأيته ببيروت فقال لي يا خراساني من هذا المبتدع الذي خرج بالكوفة يكنى أبا حنيفة فرجعت إلى بيتي فأقبلت على كتب أبي حنيفة فأخرجت منها مسائل من جياد المسائل وبقيت في ذلك ثلاثة أيام فجئت يوم الثالث وهو مؤذن مسجدهم وإمامهم والكتاب في يدي فقال أي شيء هذا الكتاب فناولته فنظر في مسألة منها وقعت عليها قال النعمان فما زال قائما بعد ما أذن حتى قرأ صدرا من الكتاب ثم وضع الكتاب في كمه ثم أقام وصلى ثم أخرج الكتاب حتى أتى عليها فقال لي يا خراساني من النعمان بن ثابت هذا قلت شيخ لقيته بالعراق فقال هذا نبيل من المشايخ اذهب فاستكثر منه قلت هذا أبو حنيفة الذي نهيت عنه أخبرنا الخلال أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم قال حدثنا سليمان بن الربيع حدثنا همام بن مسلم قال سمعت مسعر بن كدام يقول ما أحسد أحدا بالكوفة إلا رجلين أبو حنيفة في فقهه والحسن بن صالح في زهده أخبرني الصيمري قال قرأت على الحسين بن هارون عن أبي العباس بن سعيد قال حدثنا عبد الله بن احمد بن مسرور حدثنا علي بن مكنف حدثني أبي عن إبراهيم بن الزبرقان قال كنت يوما عند مسعر فمر بنا أبو حنيفة فسلم ووقف عليه ثم مضى فقال بعض القوم لمسعر ما أكثر خصوم أبي حنيفة فاستوى مسعرا منتصبا ثم قال إليك فما رأيته خاصم أحدا قط إلا فلج عليه أخبرنا الصيمري أخبرنا عمر بن إبراهيم المقرئ حدثنا مكرم بن احمد حدثنا احمد بن محمد بن مغلس أخبرنا أبو غسان قال سمعت إسرائيل يقول كان نعم الرجل النعمان ما كان أحفظه لكل حديث فيه فقه وأشد فحصه عنه وأعلمه بما فيه من الفقه وكان قد ضبط عن حماد فأحسن الضبط عنه فأكرمه الخلفاء والأمراء والوزراء وكان إذا ناظره رجل في شيء من الفقه همته نفسه ولقد كان مسعر يقول من جعل أبا حنيفة بينه وبين الله رجوت أن لا يخاف ولا يكون فرط في الاحتياط لنفسه أخبرنا التنوخي حدثني أبي حدثنا محمد بن حمدان بن الصباح النيسابوري حدثنا احمد بن الصلت الحماني حدثنا علي بن المديني قال سمعت عبد الرزاق يقول كنت عند معمر فأتاه بن المبارك فسمعنا معمرا يقول ما أعرف رجلا يحسن يتكلم في الفقه أو يسعه أو يقيس ويشرح لمخلوق النجاة في الفقه أحسن معرفة من أبي حنيفة ولا أشفق على نفسه من أن يدخل في دين الله شيئا من الشك من أبي حنيفة أخبرنا الصيمري قال قرانا على الحسين بن هارون عن أبي سعيد قال حدثنا احمد بن تميم بن عباد المروزي حدثنا حامد بن آدم حدثنا عبد الله بن أبي جعفر الرازي قال سمعت أبي يقول ما رأيت أحدا أفقه من أبي حنيفة وما رأيت أحدا أورع من أبي حنيفة أخبرني أبو بشر الوكيل وأبو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/313)
الفتح الضبي قالا حدثنا عمر بن احمد حدثنا مكرم بن احمد حدثنا احمد بن عطية حدثنا سعيد بن منصور وأخبرني التنوخي حدثني أبي حدثنا محمد بن حمدان بن الصباح حدثنا احمد بن الصلت قال حدثنا سعيد
بن منصور قال سمعت الفضيل بن عياض يقول كان أبو حنيفة رجلا فقيها معروفا بالفقه مشهورا بالورع واسع المال معروفا بالأفضال على كل من يطيف به صبورا على تعليم العلم بالليل والنهار حسن الليل كثير الصمت قليل الكلام حتى ترد مسألة في حلال أو حرام فكان يحسن ان يدل على الحق هاربا من مال السلطان هذا آخر حديث مكرم وزاد بن الصباح وكان إذا وردت عليه مسألة فيها حديث صحيح أتبعه وإن كان عن الصحابة والتابعين وإلا قاس وأحسن القياس أخبرني التنوخي حدثني أبي حدثنا محمد بن حمدان قال حدثنا احمد بن الصلت حدثنا بشر بن الوليد قال سمعت أبا يوسف يقول ما رأيت أحدا أعلم بتفسير الحديث ومواضع النكت التي فيه من الفقه من أبي حنيفة أخبرنا الصيمري أخبرنا عمر بن إبراهيم حدثنا مكرم بن احمد حدثنا احمد بن محمد بن مغلس قال سمعت محمد بن سماعه يقول سمعت أبا يوسف يقول ما خالفت أبا حنيفة في شيء قط فتدبرته إلا رأيت مذهبه الذي ذهب إليه أنجى في الآخرة وكنت ربما ملت إلى الحديث وكان هو أبصر بالحديث الصحيح مني أخبرني أبو منصور علي بن محمد بن الحسين الدقاق قال قرأنا على الحسين بن هارون الضبي عن احمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نوفل حدثني عبد الرحمن بن فضل بن موفق أخبرني إبراهيم بن مسلمة الطيالسي قال سمعت أبا يوسف يقول إني لأدعو لأبي حنيفة قبل أبوي ولقد سمعت أبا حنيفة يقول إني لأدعو لحماد مع أبوي أخبرنا القاضي علي بن أبي علي البصري حدثنا احمد بن عبد الله الدوري أخبرنا احمد بن القاسم بن نصر أخو أبي الليث الفرائضي حدثنا سليمان بن أبي شيخ حدثني محمد بن عمر الحنفي عن أبي عباد شيخ لهم قال قال الأعمش لأبي يوسف كيف ترك صاحبك أبو حنيفة قول عبد الله عتق الأمة طلاقها قال تركه لحديثك الذي حدثته عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة أن بريرة حين أعتقت خيرت قال الأعمش إن أبا حنيفة لفطن قال وأعجبه ما أخذ به أبو حنيفة أخبرنا القاضي أبو جعفر محمد بن احمد بن محمد السمناني أخبرنا إسماعيل بن الحسين بن علي البخاري الزاهد حدثنا أبو بكر احمد بن سعد بن نصر حدثنا علي بن موسى القمي حدثني محمد بن سعدان قال سمعت أبا سليمان الجوزجاني يقول سمعت حماد بن زيد يقول أردت الحج فاتيت أيوب أودعه فقال بلغني أن الرجل الصالح فقيه أهل الكوفة يعني أبي حنيفة يحج العام فإذا لقيته فاقرئه مني السلام أخبرنا الصيمري قال قرأنا على الحسين بن هارون عن بن سعيد قال حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة حدثنا بن نمير حدثني إبراهيم بن البصير عن إسماعيل بن حماد عن أبي بكر بن عياش قال مات عمر بن سعيد أخو سفيان فاتيناه نعزيه فإذا المجلس غاص باهله وفيهم عبد الله بن إدريس إذ أقبل أبو حنيفة في جماعة معه فلما رآه سفيان تحرك من مجلسه ثم قام فاعتنقه وأجلسه في موضعه وقعد بين يديه قال أبو بكر فاغتظت عليه وقال بن إدريس ويحك ألا ترى فجلسنا حتى تفرق الناس فقلت لعبد الله بن إدريس لا تقم حتى نعلم ما عنده في هذا فقلت يا أبا عبد الله رأيتك اليوم فعلت شيئا أنكرته وأنكره أصحابنا عليك قال وما هو قلت جاءك أبو حنيفة فقمت إليه وأجلسته في مجلسك وصنعت به صنيعا بليغا وهذا عند أصحابنا منكر فقال وما أنكرت من ذاك هذا رجل من العلم بمكان فان لم أقم لعلمه قمت لسنه وإن لم أقم لسنه قمت لفقهه وإن لم أقم لفقهه قمت لورعه فاحجمني فلم يكن عندي جواب أخبرني أبو بشر الوكيل وأبو الفتح الضبي قالا حدثنا عمر بن احمد قال سمعت محمد بن احمد بن القاسم النيسابوري قدم علينا قال سمعت احمد بن حم العفيفي يقول سمعت محمد بن الفضيل الزاهد البلخي يقول سمعت أبا مطيع الحكم بن عبد الله يقول ما رأيت صاحب يعني حديث أفقه من سفيان الثوري وكان أبو حنيفة أفقه منه أخبرني عبد الباقي بن عبد الكريم المؤدب أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال حدثنا محمد بن احمد بن يعقوب بن شيبة حدثنا جدي حدثني يعقوب بن احمد قال سمعت الحسن بن علي قال سمعت يزيد بن هارون وسأله انسان فقال يا أبا خالد من أفقه من رأيت قال أبو حنيفة قال الحسن ولقد قلت لأبي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/314)
عاصم يعني النبيل أبو حنيفة أفقه أو سفيان قال عبد أبي حنيفة أفقه من سفيان أخبرنا الحسين بن علي أخبرنا الخلال أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم قال حدثنا محمد بن علي بن عفان حدثنا ضرار بن صرد قال سئل يزيد بن هارون أيما أفقه أبو حنيفة أو سفيان قال سفيان أحفظ للحديث وأبو حنيفة أفقه قال وسألت أبا عاصم النبيل فقلت أيما أفقه سفيان أو أبو حنيفة قال غلام من غلمان أبي حنيفة أفقه من سفيان أخبرنا الحسين بن علي الحنيفي أخبرنا عبد الله بن محمد الحلواني حدثنا مكرم بن احمد حدثنا احمد بن محمد يعني الحماني قال سمعت سجادة يقول دخلت أنا وأبو مسلم المستملي على يزيد بن هارون وهو نازل ببغداد على منصور بن المهدي فصعدنا إلى غرفة هو فيها فقال له أبو مسلم ما تقول يا أبا خالد في أبي حنيفة والنظر في كتبه قال انظروا فيها إن كنتم تريدون أن تفقهوا فاني ما رأيت أحدا من الفقهاء يكره النظر في قوله ولقد احتال الثوري في كتاب الرهن حتى نسخه أخبرنا الخلال أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم قال حدثنا محمد بن علي بن عفان حدثنا أبو كريب قال سمعت عبد الله بن المبارك يقول وأخبرني محمد بن احمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي حدثنا أبو سعيد محمد بن الفضل المذكر حدثنا أبو عبد الله محمد محمد بن سعيد المروزي حدثنا أبو حمزة يعني بن حمزة قال سمعت أبا وهب محمد بن مزاحم يقول سمعت عبد الله بن المبارك يقول رأيت أعبد الناس ورأيت أورع الناس ورأيت أعلم الناس ورأيت أفقه الناس فاما أعبد الناس فعبد العزيز بن أبي رواد وأما أورع الناس فالفضيل بن عياض وأما أعلم الناس فسفيان الثوري وأما أفقه الناس فأبو حنيفة ثم قال ما رأيت في الفقه مثله أخبرنا الصيمري أخبرنا عمر بن إبراهيم حدثنا مكرم بن احمد حدثنا احمد بن محمد بن مغلس حدثنا محمد بن مقاتل قال سمعت بن المبارك قال إن كان الأثر قد عرف واحتيج إلى الرأي فرأي مالك وسفيان وأبي حنيفة وأبو حنيفة احسنهم وادقهم فطنة واغوصهم على الفقه وهو أفقه الثلاثة وقال احمد بن محمد حدثنا نصر بن علي قال سمعت أبا عاصم النبيل سئل أيما أفقه سفيان أو أبو حنيفة فقال إنما يقاس الشيء إلى شكله أبو حنيفة فقيه تام الفقه وسفيان رجل متفقه أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان أخبرنا عثمان بن احمد الدقاق حدثنا محمد بن إبراهيم أبو حمزة المروزي قال سمعت بن أعين أبا الوزير المروزي قال قال عبد الله يعني بن المبارك إذا اجتمع سفيان وأبو حنيفة فمن يقوم لهما على فتيا أخبرنا الحسين بن علي بن محمد المعدل حدثنا علي بن الحسن الرازي حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني حدثنا احمد بن زهير حدثنا الوليد بن شجاع حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال كان عبد الله بن المبارك يقول إذا اجتمع هذان على شيء فذاك قوي يعني الثوري وأبا حنيفة أخبرنا التنوخي حدثني أبي حدثنا أبو بكر محمد بن حمدان بن الصباح حدثنا احمد بن الصلت بن المغلس حدثنا الحماني حدثنا بن المبارك قال رأيت مسعرا في حلقة أبي حنيفة جالسا بين يديه يسأله ويستفيد منه وما رأيت أحدا قط تكلم في الفقه أحسن من أبي حنيفة أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي حدثنا أبو عروبة الحراني قال سمعت سلمة بن شبيب يقول سمعت عبد الرزاق يقول سمعت بن المبارك يقول إن كان أحد ينبغي له أن يقول برايه فأبو حنيفة ينبغي له أن يقول برأيه أخبرني عبد الباقي بن عبد الكريم أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال حدثنا محمد بن احمد بن يعقوب حدثنا جدي قال حدثني علي بن أبي الربيع قال سمعت بشر بن الحارث يقول سمعت عبد الله بن داود قال جدي وحدثنيه إبراهيم بن هاشم قال بشر حدثنيه عن بن داود قال إذا أردت الآثار أو قال الحديث وأحسبه قال والورع فسفيان وإذا أردت تلك الدقائق فأبو حنيفة أخبرنا الخلال أخبرنا الحريري ان النخعي حدثهم قال حدثنا عمر بن شهاب العبدي حدثنا جندل بن والق حدثني محمد بن بشر قال كنت أختلف إلى أبي حنيفة وإلى سفيان فآتي أبا حنيفة فيقول لي من أين جئت فأقول من عند سفيان فيقول لقد جئت من عند رجل لو أن علقمة والأسود حضرا لاحتاجا إلى مثله فآتي سفيان فيقول لي من أين فأقول من عند أبي حنيفة فيقول لقد جئت من عند أفقه أهل الأرض أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا احمد بن شعيب البخاري حدثنا علي بن موسى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/315)
القمي قال سمعت محمد بن عمار يقول قال علي بن عاصم كنا في مجلس فذكر أبو حنيفة فقال لي خالد الطحان ليت بعض علمه بيني وبينك أخبرنا علي بن القاسم البصري حدثنا علي بن إسحاق المادراني حدثنا أبو قلابة حدثنا بكر بن يحيى بن زبان عن أبيه قال قال لي أبو حنيفة يا أهل البصرة أنتم أورع منا ونحن أفقه منكم أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا الجوهري حدثنا أبو نعيم قال كان أبو حنيفة صاحب غوص في المسائل أخبرنا الجوهري أخبرنا محمد بن عمران المرزباني حدثنا عبد الواحد بن محمد الخصيب حدثني أبو مسلم الكجي إبراهيم بن عبد الله قال حدثني محمد بن سعيد أبو عبد الله الكاتب قال سمعت عبد الله بن داود الخريبي يقول يجب على أهل الإسلام أن يدعوا الله لأبي حنيفة في صلاتهم قال وذكر حفظه عليهم السنن والفقه أخبرنا علي بن أبي علي حدثنا أبو علي احمد بن محمد بن محمد بن إسحاق المعدل النيسابوري حدثنا أبو حامد احمد بن محمد بن بلال قال سمعت محمد بن يزيد يقول سمعت عبد الله بن يزيد المقرئ يقول ما رأيت أسود رأس أفقه من أبي حنيفة أخبرني أبو بشر الوكيل وأبو الفتح الضبي حدثنا عمر بن احمد الواعظ حدثنا محمد بن مخزوم حدثنا بشر بن موسى حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ وكان إذا حدثنا عن أبي حنيفة قال حدثنا شاهانشاه أخبرنا الخلال أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم قال حدثنا إبراهيم بن مخلد البلخي حدثنا احمد بن محمد البلخي قال سمعت شداد بن حكيم يقول ما رأيت أعلم من أبي حنيفة وقال النخعي حدثنا إسماعيل بن محمد الفارسي قال سمعت مكي بن إبراهيم ذكر أبا حنيفة فقال كان أعلم أهل زمانه أخبرنا التنوخي حدثني أبي حدثنا محمد بن حمدان بن الصباح حدثنا احمد بن الصلت قال سمعت مليح بن وكيع يقول سمعت أبي يقول ما لقيت أحدا أفقه من أبي حنيفة ولا أحسن صلاة منه وقال بن الصلت سمعت الحسين بن حريث يقول سمعت النضر بن شميل يقول كان الناس نياما عن الفقه حتى أيقظهم أبو حنيفة بما فتقه وبينه ولخصه أخبرنا الجوهري أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الخرقي حدثنا هيثم بن خلف الدوري حدثنا احمد بن منصور بن سيار قال سمعت يحيى بن معين يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول كم من شيء حسن قد قاله أبو حنيفة أخبرنا علي بن القاسم الشاهد حدثنا علي بن إسحاق المادراني قال سمعت أبا جعفر بن أشرس يقول سمعت يحيى بن معين يقول سمعت يحيى القطان يقول لا نكذب الله ربما آخذ بالشيء من رأي أبو حنيفة أخبرنا العتيقي حدثنا عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن محمد الدمشقي بها حدثني أبي حدثنا احمد بن علي بن سعيد القاضي قال سمعت يحيى بن معين يقول سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول لا نكذب الله ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة ولقد أخذنا بأكثر أقواله
قال يحيى بن معين وكان يحيى بن سعيد يذهب في الفتوى إلى قول الكوفيين ويختار قوله من أقوالهم ويتبع رأيه من بين أصحابه أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي قال سمعت حمزة بن علي البصري يقول سمعت الربيع يقول سمعت الشافعي يقول الناس عيال على أبي حنيفة في الفقه أخبرنا علي بن القاسم حدثنا علي بن إسحاق المادراني حدثنا زكريا بن عبد الرحمن حدثني عبد الله بن احمد قال قال هارون بن سعيد سمعت الشافعي يقول ما رأيت أحدا أفقه من أبي حنيفة قلت أراد بقوله ما رأيت ما علمت أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يونس الواعظ أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق حدثنا إبراهيم بن محمد بن احمد أبو إسحاق البخاري حدثنا عباس بن عزير أبو الفضل القطان حدثنا حرملة بن يحيى قال سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول الناس عيال على هؤلاء الخمسة من أراد أن يتبحر في الفقه فهو عيال على أبي حنيفة قال وسمعته يعني الشافعي يقول كان أبو حنيفة ممن وفق له الفقه ومن أراد أن يتبحر في الشعر فهو عيال على زهير بن أبي سلمى ومن أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق ومن أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي ومن أراد أن يتبحر في تفسير القرآن فهو عيال على مقاتل بن سليمان أخبرنا التنوخي حدثني أبي حدثنا محمد بن حمدان حدثنا احمد بن الصلت الحماني قال سمعت أبا عبيد الله يقول سمعت الشافعي يقول من أراد أن يعرف الفقه فليلزم أبا حنيفة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/316)
وأصحابه فإن الناس كلهم عيال عليه في الفقه أخبرني الوليد الحسن بن محمد الدربندي أخبرني محمد بن احمد بن محمد بن سليمان الحافظ ببخارى قال سمعت علي بن الحسن بن عبد الرحيم الكندي يقول سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد بن عمر الأديب يقول سمعت يعقوب بن إبراهيم بن أبي خيران يقول سمعت الحسن بن عثمان القاضي يقول وجدت العلم بالعراق والحجاز ثلاثة علم أبي حنيفة وتفسير الكلبي ومغازي محمد بن إسحاق أخبرنا الصيمري أخبرنا عمر بن إبراهيم حدثنا مكرم بن احمد حدثنا احمد بن عطية قال سمعت يحيى بن معين يقول القراءة عندي قراءة حمزة والفقه فقه أبي حنيفة على هذا أدركت الناس أخبرني إبراهيم بن مخلد المعدل حدثنا القاضي أبو بكر احمد بن كامل إملاء حدثنا محمد بن إسماعيل السلمي حدثنا عبد الله بن الزبير الحميدي قال سمعت سفيان بن عيينة يقول شيئان ما ظننت أنهما يجاوزان قنطرة الكوفة وقد بلغا الآفاق قراءة حمزة ورأي أبو حنيفة أخبرني عبد الباقي بن عبد الكريم قال أخبرنا عبد الرحمن بن عمر حدثنا محمد بن احمد بن يعقوب حدثنا جدي قال سمعت علي بن المديني يقول كان يزيد بن زريع يقول وذكر أبو حنيفة هيهات طارت بفتياه البغال الشهب أخبرنا الخلال أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم حدثنا إبراهيم بن مخلد حدثنا محمد بن سهل قال حدثني محمد بن هانئ قال سمعت جعفر بن الربيع يقول أقمت على أبي حنيفة خمس سنين فما رأيت أطول صمتا منه فإذا سئل عن شيء من الفقه تفتح وسال كالوادي وسمعت له دويا وجهارة بالكلام أخبرنا الصيمري قال قرانا على الحسين بن هارون عن بن سعيد قال حدثنا عبد الله بن احمد بن بهلول قال هذا كتاب جدي إسماعيل بن حماد فقرأت فيه حدثني سعيد بن سويد القرشي قال سمعت إبراهيم بن عكرمة المخزومي يقول ما رأيت أحدا أورع ولا أفقه من أبي حنيفة أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري حدثنا المعافى بن زكريا حدثنا محمد بن جعفر المطيري حدثني محمد بن منصور القاضي حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا علي بن عاصم قال دخلت على أبي حنيفة وعنده حجام يأخذ من شعره فقال للحجام تتبع مواضع البياض قال الحجام لا ترد قال ولم قال لأنه يكثر قال فتتبع مواضع السواد لعله يكثر بلغني أن شريكا حكيت له هذه الحكاية عن أبي حنيفة فضحك وقال لو ترك قياسه تركه مع الحجام أخبرني الحسن بن أبي طالب ومحمد بن عبد الملك القرشي قال الحسن حدثنا وقال محمد أخبرنا احمد بن محمد بن الحسين الرازي حدثنا علي بن احمد الفارسي الفقيه حدثنا محمد بن فضيل الزاهد قال سمعت أبا مطيع يقول مات رجل وأوصى إلى أبي حنيفة وهو غائب قال فقدم أبو حنيفة فارتفع إلى بن شبرمة وادعى الوصية وأقام البينة ان فلانا مات وأوصى إليه فقال له بن شبرمة يا أبا حنيفة احلف أن شهودك شهدوا بحق قال ليس علي يمين كنت غائبا قال ضلت مقاليدك يا أبا حنيفة قال ضلت مقاليدي ما تقول في أعمى شج فشهد له شاهدان أن فلانا شجه على العمى يمين ان شهوده شهدوا بالحق ولا يرى أخبرني أبو بشر الوكيل وأبو الفتح الضبي قالا حدثنا عمر بن احمد الواعظ حدثنا إبراهيم بن سليمان المروزي قدم علينا قال قرئ على عبد الله بن علي القزاز عن احمد بن إسحاق عن النضر بن محمد قال دخل قتادة الكوفة ونزل في دار أبي بردة فخرج يوما وقد اجتمع إليه خلق كثير فقال قتادة والله الذي لا إله إلا هو ما يسألني اليوم أحد عن الحلال والحرام الا أجبته فقام إليه أبو حنيفة فقال يا أبا الخطاب ما تقول في رجل غاب عن أهله أعواما فظنت امرأته أن زوجها مات فتزوجت ثم رجع زوجها الأول ما تقول في صداقها وقال لأصحابه الذين اجتمعوا إليه لئن حدث بحديث ليكذبن ولئن قال برأي نفسه ليخطئن فقال قتادة ويحك أوقعت هذه المسألة قال لا قال فلم تسألني عما لم يقع قال أبو حنيفة إنا نستعد للبلاء قبل نزوله فإذا ما وقع عرفنا الدخول فيه والخروج منه قال قتادة والله لا أحدثكم بشيء من الحلال والحرام سلوني عن التفسير فقام إليه أبو حنيفة فقال له يا أبا الخطاب ما تقول في قول الله عز وجل قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل ان يرتد إليك طرفك قال نعم هذا آصف بن برخيا بن شمعيا كاتب سليمان بن داود كان يعرف اسم الله الأعظم فقال أبو حنيفة هل كان يعرف الاسم سليمان قال لا قال فيجوز أن يكون في زمن نبي من هو أعلم من النبي قال فقال قتادة والله لا أحدثكم بشيء من التفسير سلوني عما اختلف فيه العلماء قال فقام إليه أبو حنيفة فقال يا أبا الخطاب أمؤمن أنت قال أرجو قال ولم قال لقول إبراهيم عليه السلام والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين فقال أبو حنيفة فهلا قلت كما قال إبراهيم عليه السلام قال أولم تؤمن قال بلى فهلا قلت بلى قال فقام قتادة مغضبا ودخل الدار وحلف أن لا يحدثهم.
ولعل فيما مضى كفاية ومن أراد المزيد فليرجع إلى تاريخ الخطيب فقد سطر ما أثر في مناقبه وما أثر من قدح فيه.
ونرجع بعد هذا للسؤال: من يكفر الإمام أو يفسقه أو يضلله فما هي حجته في هذا الحكم الشرعي؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/317)
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[07 - 12 - 04, 09:49 م]ـ
إخواني الأكارم لنتفكر معاً،
لو كان الإمام أبو حنيفة ظالماً فاسقاً ذا عقيدة فاسدة مفسدة كما صوّره لنا كتاب "الجامع في الجرح والتعديل" (3/ 209 - 219)، هل يكون له حظ كأن يعيش اسمه وفتاواه وآثار طلابه و آراء منتسبيه طوال 1300 سنة؟ وهل يقيض الله له هذه النعمة والبركة؟ ولا ينكر ازدياد عدد محبيه في بيئات العلم يوما فيوماً ... وإن الطعن في شخصيته ومروءته لطعن في كل من كان في "طبقات الحنفية" من يومه إلى يومنا هذا على حدة ...
لذا أنا اعتقد أن كل ما قيل في ثلبه من باب "احذروا غيرة أصحاب الحديث بعضهم على بعض، فلهم أشد غيرة من التيوس" (قول شعبة بن الحجاج-الكفاية في علم الرواية، ص. 109. وانظر قول مالك بن دينار في القراء-العزلة للخطابي، ص. 89) ومن باب "شهادة المسلمين بعضهم على بعض جائزة، ولا تجوز شهادة العلماء بعضهم على بعض لأنهم حُسَّدٌ" (تاريخ نيسابور للحاكم).
والسلام على من اتبع الهدى
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[07 - 12 - 04, 11:46 م]ـ
ارجو من المشرفين قفل باب هذه الفتنه - فتنه التطاول على العلماء
انى اخشى ان يأتى غدا من يفتش فى الكتب فى نقل مثالب الامام الشافعى و مالك و احمد رحمهم الله جميعا.
هل هذا المنتدى "ملتقى أهل الحديث" ام "منتدى سحاب"!!
ما هو العلم المرجو من نقل ان احد العلماء رحمهم الله جميعا قال فى الامام ابو حنيفه " ابو جيفه"
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[08 - 12 - 04, 12:30 ص]ـ
نعم أخي لا فض فوك هذه القضية بدأت بحق وانتهت بباطل
الحق أن أبا حنيفة-رحمه الله-ضعيف في الحديث وهذا يشاركه فيه إمام من أئمتنا كنعيم بن حماد
ولضعفه في الحديث خالف قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي لم يبلغه
حتى الذي بلغه وخالفه كإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث قال إن من أصحابي من يبول قلتين
فلعله لم يرتض بإسناده وهو محل خلاف إلى الأن
وقد برأ أبو حنيفه نفسه عندما قال لا يحل لأحد أن يأخذ بقولي إذا لم يعرف دليلي
فنأخذمنه الحق وما وافق قول الرسول صلى الله عليه وسلم ونرد ما خالفه فيه-وهذا يشترك فيه أبو حنيفة مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ منهم من نهى عن التمتع ومهم من أجاز المتعة ومنهم من أنكر التيمم ومنهم من رفض أن تكون المعوذتان من القرآن
ونعيب على من قلده من العلماء وخالف قول نبيه صلى الله عليه وسلم
ونترك كتب سلفنا كما هي من غير تحريف أو نقص ومن أراد أن يحذف ويزيد فعليه أن يسميه تهذيب وينسبه له لا لهم
أما قطع الأرحام-فالعلم رحم بين أهله- في التعصب لفلان والتنكر من فلان فلا يكون إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته
هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين(11/318)
حمل "رسالة الصلاة" لإمام أحمد بن حنبل (محققة)
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[03 - 11 - 04, 07:05 ص]ـ
كتاب "رسالة الصلاة" للإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه، قدّم لها ووضع حواشيها أحمد بن صالح الزهراني.
ـ[أبو الحسن المصري]ــــــــ[03 - 12 - 04, 06:52 ص]ـ
جزاك الله خيرًا أخي "أبو إبراهيم" لكن الملف لم يفتح معي يبدو أنه بحاجة إلى التنزيل مرة أخرى بطريقة صحيحة.
ـ[أبو محمد الإفريقي]ــــــــ[04 - 12 - 04, 12:02 ص]ـ
بل هو يفتح ويعمل فلعلك يا أخي تحتاج إلى حمله مرة أخرى
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[04 - 12 - 04, 11:56 ص]ـ
أنا ايضا حاولت لكن هناك مشكلة في الملف
وجزاكم الله خيرا
ـ[ abo-omar] ــــــــ[04 - 12 - 04, 01:05 م]ـ
أخي (أبو الحسن المصري) اضغط على الرابط لفتحه ثمّ اختر فتح ولا تختر احفظ؛ يفتح الملف ثم احفظه إن شئت.
وإن عدت لتحميله وحفظه فإنه يعمل جيدا.
ولعله حدث خطأ وقت رفعه لمكتبة الملتقى؛ لذلك إذا قمت بتحميله مباشرة فإنه يعمل لكن نتيجة التحميل (0) كيلو بايت.
فهو يعمل بالطريقة التي قدّمت.
ـ[أبو صالح الطحان]ــــــــ[04 - 12 - 04, 06:53 م]ـ
جزاك الله خيرًا(11/319)
كتاب "السياسة الشرعية في اصلاح الراعي و الرعية" لابن تيمية
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[03 - 11 - 04, 07:12 ص]ـ
السياسة الشرعية في اصلاح الراعي و الرعية
لشيخ الإسلام ابن تيمية.(11/320)
كيفَ يبني طالبٌ العلمِ مكتبتهُ للتحميل
ـ[مسك]ــــــــ[03 - 11 - 04, 04:49 م]ـ
كيفَ يبني طالبٌ العلمِ مكتبتهُ للتحميل على ملف ورد ( http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=14&book=1424)
وأصل الموضوع عبارة عن مشاركة الأخ مناحي هنا ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31632)(11/321)
سلسلة شرح سنن أبي داود [كاملاً بحمد الله]- للشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد - 373 شريط
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[03 - 11 - 04, 10:11 م]ـ
سلسلة شرح سنن أبي داود [كاملاً بحمد الله]- للشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد - 373 شريط
نبذة عن السلسلة: سلسلة مكتملة مكونة من 373 شريطاً بصيغتين rm & mp3 تشرح كتاب سنن أبي داود السجستاني رحمه الله رواية ودراية [كاملة بحمد الله]، والتي ابتدأ شرح الشيخ فيها عام 1420 - 1424هـ في المسجد النبوي الشريف.
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1906
ـ[محمد خليل]ــــــــ[12 - 11 - 04, 09:44 م]ـ
راجع هذا الموقع؛ حيث يحتوي على برنامج فهرسة لهذه الدروس، مع إمكانية تنزيل الدروس من الموقع نفسه ( http://www.alathar.net/modules.php?name=alathar)
ـ[ابن هشام المصري]ــــــــ[13 - 11 - 04, 01:24 ص]ـ
بارك الله في اخواننا المشرفين على موقع طريق الاسلام ____ وجزاهم الله خيرا على جهودهم
ولكن انبه الاخوة
أن تسجيل الاشرطة في موقع طريق الاسلام أفضل من موقع اهل الحديث 0
ويتميز موقع اهل الحديث بالفهرسة (فهرسة متميزة جدا جدا جدا)
وهى على هذا الرابط
http://www.alathar.net/modules.php?name=Downloads&d_op=viewdownload&cid=106
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[13 - 11 - 04, 03:48 ص]ـ
اخى عبدالله زكريا:
بارك الله فيك على هذه الفائده.
اذن يمكن تحميل المحاضرات من موقع طريق الاسلام و الفهارس من موقع اهل الحديث طبعا بعد تركيب برنامج موقع اهل الحديث.(11/322)
أبو بكر الطرطوشي وكتابه: «الحوادث والبدع» دراسة وتحليل بقلم: أحمد عبد العزيز
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[08 - 11 - 04, 07:11 ص]ـ
أبو بكر الطرطوشي
وكتابه: «الحوادث والبدع»
دراسة وتحليل بقلم:
أحمد عبد العزيز أبو عامر
لقد كان لعلماء الإسلام الأعلام موقف حازم من البدع والمبتدعة، في بيان حقائقهم وأساليبهم في فهم الشريعة والتحذير منهم ومخالطتهم، مع الحث على اتباع الوحيين، واعتبارهما منهجاً للحياة، ولما كان للطرطوشي جهدِ بارز في هذا الباب؛ ومع ذلك فهو مجهول الجهد مغمور الذكر لذى الكثير من القراء؛ ناسب التعريف به وبأعماله وتراثه الفكري، مع عرض كتابه في البدع، ووقفات على ما بذل من جهد في تحقيقه.
وسيكون الموضوع على النحو التالي: أولاً: حياته وأعماله وتراثه الفكري: هو أبو بكر محمد بن الوليد بن محمد بن خلف بن سليمان بن أيوب القرشي الفهري الطرطوشي، ولد سنة 450 هـ، وقيل بعدها بسنة في مدينة طرطوشة بالأندلس، وفيها نشأ وتعلم في مسجدها الكبير على يد بعض العلماء، ثم أخذ عن (أبو الوليد الباجي) في (سرفسطة) مسائل الخلاف، وسمع عنه وأجازه، والذي يظهر أن والده كان عالماً أو من المشتغلين بالعلم، ولذا وجه ابنه هذه الوجهة، وكانت أسرته على شيء من الثراء، ولذا عاش في وطنه حتى الخامسة والعشرين من عمره، في كنف أهه يطلب العلم ويكفونه مؤنة السعي وراء الرزق، وفي سنة 474 غادر إلى الشرق وعمره آنذاك 25 سنة تقريباً، فأدى فريضة الحج ودرّس بمكة ولم يقم بها طويلاً، فاتجه إلى بغداد حيث تلقى المزيد من العلم في المدرسة النظامية وتجول بالبصرة، ولقي بها القاضي الجرجاني، وروى عنه شيئاً من أشعاره الزهدية والتي ضمنها كتابه: (سراج الملوك) وغادر العراق وعمره آنذاك حوالي الثلاثين سنة إلى بيت المقدس وفيه لبث وقتاً يعلم الناس، ثم غادرها إلى جبل لبنان ومنه إلى أنطاكية وكانت آنذاك محاصرة من قبل الصليبيين مما دفعه إلى ترك الشام ميمماً وجهه صوب مصر، فنزل في (رشيد) فجاءه وفد من أهل الإسكندرية يحثونه على الانتقال إليهم قاضياً بعدما قتل (بدر الدين الجمالي) القائد العبيدي عدداً من العلماء، فاستجاب لهم ومن ثم استقر بالإكسندرية وبها تزوج وحفلت حياته بالنشاط والتدريس والتأليف مما جمع الناس حوله، وكان لا يغادر الإسكندرية إلا للاتصال بوزراء الدولة لنصحهم وإرشادهم مما جعل له مكانة أوغرت صدر القاضي (أبو طالب بن حديد) الذي كان منتظراً منه أن يكون من حاشيته، لكن زهد الشيخ وجرأته التي تصل أحياناً إلى نقد أحكام القاضي، كما فعل في تحريمه للمؤكولات الواردة من أوربا (كالجبن الرومي) .. كل ذلك حدا بالقاضي إلى كتابة تقرير فيه ورفعه للحاكم (الأفضل) الذي ما يزال يتذكر موعظة الطرطوشي له والتي تسمت بالقسوة فأمر الحاكم بتحديد إقامته الجبرية في (مسجد جنوب الفسطاط) ولم يخرج من إقامته تلك إلا بعد قتل الأفضل، ولما تولى (الوزير المأمون البطائحي) مكانه أكرمه وأخرجه فظل في الإسكندرية لامع النجم يفد إليه طلبة العلم من الإسكندرية ومن غيرها، ومن أهم تلاميذه من الإسكندرية (سند بن عون) العالم الفقيه الذي خلفه في التدريس إحدى عشرة سنة، وكذلك (ابن الطاهر بن عوف) والذي قام بنفس المهمة في التدريس، ومن تلاميذه الآخرين (أبو بكر بن العربي المعافري) (وهو غير ابن عربي الصوفي) وكذلك (المتمهدي بن تومرت البربري).
مؤلفات الطرطوشي: كان خصب الإنتاج وقد أحصي له أكثر من عشرين مؤلفاً ومن أهمها: 1 - الكبير في مسائل الخلاف.
2 - شرح رسالة أبي زيد القيرواني.
3 - معارضة إحياء الغزالي.
4 - العدة عند الكرب والشدة.
5 - سراج الملوك.
وفاته: توفي إلى رحمة الله سنة 525 ولعل حياته امتدت بعد هذا إن صح ما نقله ابن خلكان في (وفيات الأعيان) [1].
ثانياً: كتابه (الحوادث والبدع) [2]: قال الطرطوشي في مقدمته: هذا كتاب أردنا أن نذكر فيه جملاً من بدع الأمور ومحدثاتها التي ليس لها أصل في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا إجماع ولا غيره فألفيت ذلك ينقسم إلى قسمين: قسم يعرفه الخاصة والعامة أنه بدعة محدثة إما محرمة وإما مكروهة.
وقسم يظنه معظمهم - إلا من عصم الله - عبادات وقربات وطاعات وسنناً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/323)
فأما القسم الأول: فلم نتعرض لذكره، إذ كفينا مؤنة الكلام فيه لاعتراف فاعله أنه ليس من الدين.
أما القسم الثاني: فهو الذي قصدنا جمعه، وإيقاف المسلمين من هذه المنكرات والبدع لا مطمع لأحد في حصرها لأنها خطأ وباطل، وذلك لا تنحصر سبله ولا تتحصل طرقه، وإنما الذي تنحصر مداركه وتنضبط مآخذه فهو الحق لأنه أمر واحد مقصود يمكن إعمال الفكر والخواطر في استخراجه ...
ثم بين أبواب الكتاب الأربعة كما يلي: 1 - الباب الأول: فيما انطوى عليه الكتاب العزيز من الأمور التي ظاهرها سلم جرت إلى هلك، مورداً بعض الآيات ومنها: [يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وقُولُوا انظُرْنَا] [البقرة: 104]، وذلك أن المسلمين كانوا يقولون للرسول: (راعنا) و (ارعنا) سمعك، وهي بالعبرانية كلمة سب من الرعونة، فكانت اليهود تقولها للنبي سباً، فمنع الله المسلمين أن يقولوها، وإن كانت جائزة، لئلا تتذرع اليهود بذلك إلى ما لا يجوز، وهذا في الحقيقة منع جائز في الظاهر لما كان يتطرق به إلى باطل ممنوع.
ومن ذلك قوله تعالى: [ولا تَسُبُّوا الَذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ]] الأنعام: 6/ 108]، فمنع الله سائر المسلمين من سب آلهة الكفار، وهو مباح، لئلا يصير طريقاً لهم إلى سب الله تعالى عند ذلك.
ثم بين أن مما يدخل في هذا الباب والتحذير من الزيادة في دين الله تعالى والنقصان منه، قوله تعالى: [وقُولُوا حِطَّةٌ وادْخُلُوا البَابَ سُجَّداً] إلى قوله تعالى: [فَبَدَّلَ الَذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ]] الأعراف: 7/ 162] .. قال أهل التأويل: طؤطئ لهم الباب ليخفضوا رؤوسهم فيدخلوا سجداً منحنين متواضعين ويقولوا حطة - معناه حط عنا خطايانا - فقالوا: (حنطة) استخفافاً بأمر الله فأرسل الله تعالى عليهم رجزاً من العذاب لقوا منه ما لقوا، لأنهم زادوا حرفاً في كلمة، فما بالك بالابتداع والتغيير مما لم يأذن به الله، ولم يرد في سنة رسوله.
2 - الباب الثاني: فيما اشتملت عليه السنة من النهي عن محدثات الأمور وأورد بعضاً من الأحاديث في التحذير من الأهواء والبدع، ومنها حديث ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه خط لهم خطاً ثم خط إلى جانبه خطوطاً، ثم قال للخط الأول: «هذا سبيل الله يدعو إليه» وقال للخطوط: «هذه سبل الشيطان علي كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم قرأ: [وأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ]، وما رواه الشيخان أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لاتبعتوهم، قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟».
وحديث البخاري عن أبي واقد الليثي قال: «خرجنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل خيبر ونحن حديثو عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون حولها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها: (ذات أنواط) فمررنا بسدرة فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: الله أكبر، إنها السنن، لقد قلتم كما قالت بنو إسرائيل [اجْعَل لَّنَا إلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ] لتركبن سنن من كان قبلكم» رواه الترمذي وصححه.
قال الطرطوشي: فانظروا رحمكم الله أينما وجدتم سدرة أو شجرة يقصدها الناس ويعظمون من شأنها ويرجون البرء والشفاء من قبلها وينوطون بها المسامير والخرق فهي ذات أنواط فاقطعوها.
ثم عقد فصلاً في تعريف البدعة قال فيه: إن أصل الكلمة من الاختراع وهو الشيء الذي يحدث من غير أصل سابق، ولا مثال احتذي ولا أُلف مثله ومنه قوله تعالى: [بَدِيعُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ] أي خالقها ابتداء .. وهذا الاسم يدخل فيما تخترعه القلوب وما تنطق به الألسنة وفيما تفعله الجوارح والدليل على هذا ما سيذكره في أعيان الحوادث من تسمية الصحابة وكافة العلماء بدعاً للأقوال والأفعال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/324)
3 - الباب الثالث: منهاج الصحابة في إنكار البدع وترك ما يؤدي إليها.
ساق فيها آثاراً عن بعض الصحابة توضح ذلك، ومنها: ما رواه البخاري في كتاب الصلاة عن أم الدرداء قالت: (دخل علي أبو الدرداء مغضباً فقلت له: ما لك؟ فقال: والله ما أعرف فيهم شيئاً من أمر محمد إلا أنهم يصلون جميعاً).
وروى مالك في الموطأ عن أبي سهيل بن مالك عن أبيه أنه قال: (ما أعرف شيئاً مما أدركت عليه الناس إلا النداء بالصلاة)، يعني الصحابة، وذلك أنه أنكر أكثر أفعال أهل عصره، ورآها مخالفة لما أدرك من أفعال الصحابة.
وروي البخاري عن أنس قال: (إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الموبقات).
قال الطرطوشي: فانظروا رحمكم الله إذا كان في ذلك الزمان طمس للحق وظهر الباطل حتى لا يعرف من الأمر القديم إلا القبلة فما ظنك بزمانك هذا، والله المستعان.
(قلت): وما ظنك أخي القارئ بزماننا هذا! .. ثم ساق صوراً لفقه الصحابة في العبادات ومنها: عدم قصر عثمان بن عفان الصلاة في السفر، معللاً ذلك لئلا يعتقد الناس أن الفرض ركعتان، وقول أبي مسعود البدري: إني لأترك الضحية وإني لمن أيسركم مخافة أن يظن الجيران أنها واجبة، ثم عقد باباً في صلاة التراويح وأحكامها، وكيف بدؤها ومستقرها، وبين فيه أن الأصل في هذه الصلاة ما رواه الشيخان ومالك في موطئه وأبو داود في سننه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: يرغب في قيام رمضان من غير أن يزمر بعزيمة .. قال ابن شهاب الزهري: فتوفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدر خلافة عمر .. ثم لما خرج عمر يوماً إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي بصلاته الرهط فقال عمر: (والله إني لأراني لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل) فجمعهم على أبي بن كعب، ولما رآهم يصلون بقارئهم قال: (نعمت البدعة)، ثم شرح المتون التي أوردها في هذا الباب ووجه الجمع بينها، موضحاً فيها: هل الأفضل أن تصلى في البيوت أو في المساجد والجماعات، وعند القيام، الفصل بين الترويحتين، وهل يؤمهم في المصحف والقنوت، خلص في ذلك إلى أن هذه أحكام القيام مما روي في السنة ولم يرووا فيها بشيء مما أحدثه الناس من هذه البدع من نصب المنابر عند ختم القرآن والقصص والدعاء وختم هذا الفصل ببيان الوجه الذي يدخل منه الفساد على عامة المسلمين، وبين أن سبيله الجهل والأخذ عن العلماء الجهال لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ولكن يقبضه بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا».
وقد صرف عمر هذا المعنى تصريفاً فقال: (ما خان أمين قط ولكنه أؤتمن غير أمين فخان) قالا لطرطوشي: ونحن نقول: ما ابتدع عالم قط ولكنه استفتي من ليس بعالم فضل وأضل، وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: «قبل الساعة سنون خداعات يصدق فيهن الكاذب ويكذب فيهن الصادق ويخون فيهن الأمين ويؤتمن الخائن وينطق فيهم الرويبضة [وهو التافه الخسيس] ينطق في أمور العامة»، وقال سفيان: (كانوا يتعوذون بالله من شر فتنة العالم ومن شر فتنة العابد الجاهل فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون).
4 - الباب الرابع: في نقل غرائب البدع وإنكار العلماء لها، ومنها ما يلي: 1 - القراءة بالألحان: وهو التطريب الذي ينقل القراءة إلى أوضاع لحون الأغاني من مد المقصور، وقصر الممدود، وتحريك الساكن، وتسكين المتحرك .. لاقتفاء نغمات الأغاني المطربة .. فاشتقوا لها أسماء من شذر ونبر وتفريق وتعليق وهز وخز ومزمر وزجر، فهذا مخرجه الأنف وهذا من الصدر وهذا من الشدق .. فهذا الألحان أحدثها في القرن الرابع رجال منهم (محمد بن سعيد) و (الكرماني) و (الهيثم) وغيرهم ممن هم مهجورون عند العلماء.
2 - ومنها القص في المساجد: لقصص الغابرين كبني إسرائيل، وغالبها لا يصح، ولذا منع عمر بن الخطاب تميماً الداري عن القص في المسجد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/325)
3 - ثم عقد فصلاً عن آداب المساجد وما داخلها من البدع، ومنها الأكل في المسجد وبناء السكن فوق المسجد والبصق به، والسؤال فيه وإنشاد الضالة ورفع الصوت فيه.
4 - ما روي من فضائل الأعمال في منتصف شعبان، وبيان أنه لا يلتفت إليه، وأورد قول ابن أبي مليكة رداً على ما قاله زياد البحترى: إن أجر هذه الليلة كأجر ليلة القدر، قائلاً: لو سمعته وبيدي عصاً لضربته.
5 - بيان عدم صحة صلاة الرغائب وأنها مبتدعة من قبل ابن أبي الحمراء سنة 148 في بيت المقدس ولم يسمع بها قبله.
6 - - تعظيم رجب بصوم أو عبادة: لا أساس له، بل الآثار ضده فعن أبي بكر أنه دخل على أهله وقد أعدوا لرجب فقال: ما هذا؟ فقالوا: رجب نصومه فقال: (أجعلتم رجباً كرمضان؟)، وكره ابن عباس صيام رجب كله، وكان ابن عمر إذا رأى الناس وما يعدون لرجب كرهه وقال: صوموا منه وأفطروا فإنه شهر تعظمه الجاهلية.
قال الطرطوشي: فهذه الآثار تدل على أن ما يعظمه الناس فيه إنما هي نزعات من بقايا عهود الجاهلية.
وأنهى الكتاب بفصل في جوامع من البدع ومنها: 1 - دخول الحمام بغير مئزر مع أهل الكتاب.
2 - الإنذار للعرس والجنائز للمباهاة والفخر.
3 - البناء على القبور بالحجارة.
4 - التمسح بقبر النبي -صلى الله عليه وسلم-.
5 - إقامة المآتم للأموات والتصدي للعزاء.
6 - خروج النساء للمقابر واتباع الجنائز.
ثالثاً: تحقيق الكتاب: 1 - قام الأستاذ محمد الطالبي بتحقيق الكتاب على نسختين (نسخة مخطوطة في أسبانيا محفوظة في المكتبة القومية، ومخطوطة في تونس بالمكتبة الأحمدية بجامع الزيتونة) مع إيراد مختلف الروايات وأضاف أحياناً بين حاصرتين بعض العناوين إيضاحاً وبالإضافة إلى المقارنة بين المخطوطتين عرف المحقق بعض الأعلام والمواقع والكلمات، وأرجع الآيات إلى أماكنها في المصحف وبعض الأحاديث إلى مصادرها، مع الرجوع إلى أقوال بعض المفسرين، وعند ذكر بعض الفرق يحيل القارئ إلى الكتب المعرفة بها.
2 - عرف بإيجاز بالمؤلف وكتب تمهيداً عن التأليف في البدع موضحاً إنكار السلف للبدع المحدثة، وتحرجهم في التأليف في ذمها والتحذير منها ما لم يكن المؤلف ضابطاً عارفاً بما يقوم به ولئلا يكون ذلك سبباً في إظهار الجدل مما يؤدي إلى ما يخاف عاقبته، وهذا هو موقف الإمام مالك من تلميذه (ابن فروخ) حينما استأذنه في الرد على المبتدعة، ثم ظهرت المؤلفات في الرد على أهل البدع، ومنها: 1 - (البدع والنهي عنها) لابن وضاح (197 - 286).
2 - الرد على أهل البدع لابن سحنون (302 - 356).
3 - الطرطوشي في كتابه هذا، ثم بين رأي العلماء في كتابه وثناءهم عليه (كابن فرحون) و (أبو شامة) وابن الحاج، ثم بين المحقق محتويات الكتاب بإيجاز وأسلوبه في النقل موضحاً أنه استفاد ممن سبقه ولم يذكر ذلك عنهم، ثم بين (أسلوب المؤلف الجدلي) موضحاً أن كتابه هذا ليس موجهاً للعموم فحسب كي يقلعوا عما هم فيه من منكرات الأمور، بل هو موجه أيضاً إلى الخصوص والمخالفين، فهو كتاب إرشاد وتوجيه من ناحية، وكتاب جدل متحمس .. من ناحية أخرى، ألفه مولع بمسائل الخلاف، عارف بالأساليب المنطقية، مناقش لكل رأي .. لا يدع فرصة تمر إلا وأبرز تناقض المخالف ودحض حجة بحجة مردداً: فإن قال .. قلنا.
ثم يبين قيمة الكتاب قائلاً: إن الكتاب يتعدى قيمته التي ألف من أجلها إلى وصفه المحيط الاجتماعي الذي قامت فيه هذه المآخذ ووصف للبيئة وأهلها بل لعدد ممن أنكروها .. وهو كتاب متين الصلة بالشعب أي إنه شعبي في تبويبه، واستطراده، وفي لهجته ومشاكله التي يريد لها حلاً، وإن الكتاب يهم المشتغل بالتشريع الإسلامي كما يهم المؤرخ والباحث الاجتماعي ولا غنى لمن يؤرخ لحركة الإصلاح الاجتماعي عنه، وختم الكتاب بعدة فهارس علمية هي: 1 - فهرس مراجع تحقيق النص.
2 - فهرس الأعلام.
3 - فهرس المصنفات الواردة في النص.
4 - فهرس المواضع والمواقع والفرق.
5 - فهرس الآيات وفهرس أخير للأحاديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/326)
رابعاً: ملاحظات وتصويبات على ما جاء في تمهيد المحقق: 1 - ما ذكره المحقق الأستاذ محمد الطالبي من عدم إشارة الطرطوشي في كتابه هذا إلى البدع المستحسنة، والحقيقة أن العلماء المحققين لا يرون أن هناك بدعاً مستحسنة مستدلين بقوله تعالى: [اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ] الآية، وبقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»، مما جعل العلماء الأعلام يقولون بما يفهم من هذين الدليلين، فهذا الإمام مالك يقول: (من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة)، وقال الإمام أحمد: (أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم- والاقتداء بهم وترك البدع وكل بدعة ضلالة)، والشافعي يقول: (من استحسن فقد شرع)، وعليه يتبين خطأ من جعل البدع على أحكام الشريعة الخمسة ولم يجعلوها قسماً واحداً مذموماً، وقد ذهب لهذا الرأي الخاطئ العراقي في (الفروق) عن شيخه العز بن عبد السلام، ولتعرف أخي القارئ رد هذا الرأي انظر (الاعتصام) للشاطبي [3]، و (البدع والنهي عنها) لابن وضاح [4]، وكذلك (البدعة وأثرها السيئ في الأمة) [5] لسليم الهلالي، وأيضاً (تحذير المسلمين من الابتداع في الدين) [6] أحمد بن حجر القطري.
2 - إن أسلوب الطرطوشي في نقاشه ونضاله فيه تأثر بأسلوب المعتزلة، وذلك في بيانه الحكم في التشريع وإن أقيسته فقهية، ولا يؤمن معها الزلل.
والحقيقة أنه من الخطأ أن يتصور كثير من الباحثين أن (أهل السنة وأعني بهم أهل الحديث) لا يرون سبيل النقاش العقلي.
وأن ذلك طريق أهل الكلام فقط، وفي هذا تجن عليهم، فأسلوب فقهاء أهل السنة وعلمائهم لا يخلو من استدلالات عقلية فيما يكتبون ويرددون، لكنها أدلة وبراهين منطقية قائمة على تفسير القرآن والحديث، وهذا ما بينه باستفاضة واستدلال الدكتور مصطفى حلمي في كتابه القيم (منهج علماء الحديث والسنة في أصول الدين) [7]، وكذلك د/ زاهر الألمعي في كتابه (مناهج الجدل في القرآن) [8].
3 - ما ذكره المحقق أنه لم يطلع على طبعة سابقة لهذا الكتاب في معرض رده على محمد دهمان الذي ذكر أنه مطبوع في تحقيقه لكتاب البدع لابن وضاح، وكون الأستاذ المحقق لم يعثر على ما يدل على أنه مطبوع من واقع رجوعه لبعض المصادر لا يعني أنه غير مطبوع، فلقد رأيت طبعة قديمة لهذا الكتاب مطبوعة في تونس وتحت نفقة أحد الأمراء السعوديين ممن لا يحضرني الآن ذكره.
4 - ما ذكره المحقق من أن كتاب الطرطوشي هذا تتجلى فيه فلسفة خاصة تكشف عن بعض سر الماضي والحاضر، فلسفة عمادها خلط الزمني بالروحي، وضع الأمور كلها على بساط واحد، وهذا عجيب جداً من حضرة المحقق ومتى كان علماء الإسلام يفرقون بين الزمان والروح أو بمعنى أوضح بين الدين والسياسة؟ إنها شطحة غريبة جداً لا سيما في عصر تبين فيه سخف هذه المقالة المنقولة عن النصرانية التي تفرق بين الدين والسياسة، أما الإسلام فهو دين ودولة ولمزيد الضوء يرجع إلى (مؤامرة فصل الدين عن الدولة) للأستاذ محمد حبيب كاظم أو (فصل الدين عن الدولة ضلالة مستوردة) للأستاذ يوسف العظم، وقد طبعت ضمن كتاب (المنهزمون).
5 - زعم المحقق أن حرص بعض العلماء على القتداء بالسلف ووزن كل شيء في الحياة بميزان الإيمان والتقوى يمنع من التطور! والحقيقة أن هذه التصورات غريبة جداً على كل مسلم يعرف دينه حق المعرفة ولا توجد هذه الأفكار إلا لدى العلمانيين الذي يحكمون على الإسلام حكمهم على الدين المسيحي المعروف بكهنوته ورهبانيته، ولا شك أن الحرص على القيم الروحية الخالدة في الإسلام هدف سامٍ، لكن تصور اتباع السلف بهذا التصور يحتاج إلى تصحيح ومعرفة للإسلام من جديد، ولبيان ذلك ودحض الشبه العلمانية في هذا الباب أنصح بالرجوع إلى الرسالة العلمية القيمة للأستاذ / سفر الحوالي وهي بعنوان: (العلمانية نشأتها وتطورها وآثارها في الحياة الإسلامية المعاصرة).
والخلاصة أن هذا الكتاب قيم جداً في بابه، ولكن أفكار المحقق هداه الله كما وضحت تحتم أن تعاد طباعة الكتاب بتحقيق أكثر استيفاء بالمؤلف في التعريف به وبمؤلفاته وبتخريج الأحاديث والآثار تخريجاً علمياً على ضوء المصادر المعتمدة في علم الجرح والتعديل، وبيان الحكم الشرعي لبعض البدع باستفاضة وتوضيح، مع مدخل في التعريف بالبدع والمبتدعة ونهج من ألف فيها، خاصة وأن هذا الكتاب نادر جداً.
________________________
(1) بتصرف من كتاب (أبو بكر الطرطوشي) د/جمال الدين الشيال، سلسلة أعلام العرب، العدد 74.
(2) الحوادث والبدع للطرطوشي من منشورات كتابة الدولة للتربية بتونس، وطبع في المطبعة الرسمية عام 1959م.
(3) الاعتصام للشاطبي، نشر دار المعرفة ببيروت، تحقيق محمد رشيد رضا، وقد نال الأستاذ / عمر الكحل رسالة الماجستير من (أصول الدين بجامعة الإمام) في تخريج أحاديث وآثار الاعتصام للشاطبي.
(4) البدع والنهي عنها لابن وضاح القرطبي، تحقيق / محمد أحمد دهمان، نشر دار البصائر بدمشق 1400 هـ.
(5) (البدعة وأثرها السي في الأمة) للأستاذ سليم الهلالي، نشر المكتبة الإسلامية بعمان، الأردن ط: 1400هـ.
(6) تحذير المسلمين من الابتداع في الدين، لأحمد بن حجر القطري.
(7) (نهج علماء الحديث والسنة في أصول الدين) د/ مصطفى حلمي، نشر دار الدعوة بالإسكندرية 1982م.
(8) (نهج الجدل في القرآن الكريم) د/ زاهر عوض الألمعي، مطبعة الفرزدق بالرياض، وهو رسالة نال بها درجة دكتوراة من الأزهر.
المصدر مجلة البيان العدد1
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/327)
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[19 - 05 - 05, 04:31 م]ـ
شكرا
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[31 - 03 - 06, 03:28 م]ـ
.............(11/328)
علماء معاصرون الشيخ محمد الخضر حسين
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[08 - 11 - 04, 07:13 ص]ـ
علماء معاصرون
الشيخ محمد الخضر حسين
(1293 - 1373) هـ
الكاتب
أحمد عبد العزيز أبو عامر
يحفل تاريخنا الإسلامي في القديم والحديث بنماذج مشرفة للعلماء الذين
ضربوا المثل الأعلى في الفضل والعلم والجهاد، وكثير من هؤلاء مغمورون،
وقليل من الناس من يعرفهم.
وسأحاول في هذه المقالة عرض حياة علم من هؤلاء العلماء الأعلام، وسترى
فيه أخي القارئ، نموذجاً للصبر على العلم والتحصيل والتبليغ والجهاد والمواقف
الجريئة. فما أحوجنا لأمثاله من العلماء العاملين الذين هم بحق ورثة الأنبياء.
هو: محمد الخضر حسين الذي ينتسب إلى أسرة عريقة في العلم والشرف،
حيث تعود أسرته إلى البيت العمري في بلدة (طولقة) جنوب الجزائر، وقد رحل
والده إلى (نفطة) من بلاد الجريد بتونس بصحبة صهره (مصطفى بن عزوز) حينما
دخل الاستعمار الفرنسي الجزائر، ومما يدل على عراقة أسرته في العلم أن منها
جده (مصطفى بن عزوز) وأبو جده لأمه (محمد بن عزوز)، من أفاضل علماء
تونس، وخاله (محمد المكي) من كبار العلماء وكان موضع الإجلال في الخلافة
العثمانية.
وسنتتبع حياة عالمنا في مراحل ثلاث:
الأولى: في تونس: حيث ولد الشيخ بنفطة عام 1293، وعلى أرضها درج
ونشأ، وهو - كأي عالم مسلم - تبدأ حياته في أجواء البيت المسلم، والأسرة
المسلمة، ثم أخذ العلم في نفطة وكان لا يتعدى مبادئ علوم الدين ووسائلها، وقد
ذكر أن والدته قد لقنته مع إخوانه (الكفراوي) في النحو و (السفطي) في الفقه
المالكي، وفي عام 1306 انتقل مع أسرته إلى العاصمة، فتعلم بالابتدائي، وحفظ
القرآن مما خوله الانتظام بجامع الزيتونة فجد واجتهد وثابر على مواصلة العلم،
حتى صار مثار إعجاب أساتذته وعارفيه، حيث درس على أستاذه (سالم أبو
حاجب) صحيح البخاري، وعنه أخذ ميوله الإصلاحية وأخذ التفسير عن أستاذيه
(عمر بن الشيخ) و (محمد النجار)، وفي عام 1316 نال شهادة (التطويع) التي
تخول حاملها إلقاء الدروس في الزيتونة تطوعاً وكانت هذه الطريقة درباً للظفر
بالمناصب العلمية وميداناً للخبرة والتدريب على مهنة التعليم، فعظمت مكانته في
نفوس زملائه، وذاع صيته في البلاد حتى صار من قادة الفكر وذوي النفوذ،
وأعجب به طلبة الزيتونة وكانت الحركة الفكرية هناك في حاجة لإبراز نشرة
دورية تنطق بلسانها، ولم يكن يوجد آنذاك بتونس سوى الصحف. فقام بإنشاء
مجلته (السعادة العظمى) فنالت إعجاب العلماء والأدباء وساء بعضهم صدورها لما
اتسمت به من نزعة الحرية في النقد واحترام التفكير السليم، ولتأييدها فتح باب
الاجتهاد حيث قال الشيخ عنه في مقدمة العدد الأول:
( .. إن دعوى أن باب الاجتهاد قد أغلق دعوى لا تسمع إلا إذا أيدها دليل
يوازن في قوته الدليل الذي فتح به باب الاجتهاد).
وكان منهج المجلة كما جاء في المقدمة أيضاً يتمثل في:
1 - افتتاحية لكل عدد تحث على المحافظة على مجدنا وتاريخنا.
2 - تعرض لعيون المباحث العلمية.
3 - ما يكون مرقاة لصناعة الشعر والنثر.
4 - الأخلاق كيف تنحرف وبم تستقيم.
5 - الأسئلة والمقترحات.
6 - الخاتمة ومسائل شتى.
وهكذا صدرت هذه المجلة فملأت فراغاً كبيراً في ميدان الثقافة
الإسلامية وتسابق العلماء والكتاب للمشاركة فيها حتى أغلقها المستعمر الفرنسي
حينما تعرض لهجومها عام 1322 هـ أي بعد مضي عام واحد فقط على صدورها،
فاتجهت إلى الشيخ الجمعيات الرسمية وغيرها للاشتراك في أعمالها، ثم تولى قضاء
(بنزرت) عام 1323 مع الخطابة والتدريس بجامعها، وحدثت اشتباكات بين
المواطنين المستعمر، فتطور الأمر، وأعلنت الأحكام العرفية وعطلت الصحف،
وسجن أو نفي معظم ذوي الشأن من القادة والمفكرين فأصبحت كل حركة تبدو من
الطلاب محمولة عليه. فنظر إليه المسؤولون شذراً، خصوصاً بعد إضراب
الطلاب عن التعليم. وفي هذا الجو المكهرب والمحبوك بالمؤامرات دفع به الضيق
إلى طلب حياته الفكرية والعملية في خارج تونس، خصوصاً وأنه من أنصار
(الجامعة الإسلامية) الذين يؤمنون بخدمة الإسلام خدمة لا تضيق بها حدود
الأوطان.
فقام بعدة سفرات متوالية بادئاً بالجزائر عام 1327 لإلقاء المحاضرات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/329)
والدروس فلقي ترحيباً من علمائها، وكانت هذه الرحلة بداية جديدة شرع بعدها في
إعداد نفسه وأفكاره الإصلاحية. ثم عاد إلى تونس لمزاولة التدريس. واشترك في
مناظرة للتدريس من الدرجة الأولى، فحرم من النجاح فحز ذلك في نفسه لسيطرة
روح المحاباة على الحياة العلمية في بلده.
وفي عام 1329 وجهت إليه تهمة بث العداء للغرب، ولاسيما فرنسا، فيمم
وجهه صوب الشرق، وزار كثيراً من بلدانه، وزار خاله في الآستانة ولعل هذه
الرحلة لاكتشاف أي محل منها يلقي فيه عصا الترحال. ثم عاد لتونس فلم يطب له
المقام والمستعمر من ورائه.
المرحلة الثانية: عدم الاستقرار:
وصل دمشق عام 1330 مع أسرته ومن ضمنها أخواه العالمان المكي وزين
العابدين، فعين الشيخ (محمد الخضر حسين) مدرساً بالمدرسة السلطانية، وألقى في
جامع بني أمية دروساً قدّره العلماء عليها، وتوثقت بينه وبين علماء الشام الصلة
وبخاصة الشيخ البيطار، والشيخ القاسمي، ولما كانت آنذاك سكة الحديد الحجازية
سالكة إلى المدينة المنورة زار المسجد النبوي عام 1331 وله في هذه الرحلة قصيدة
مطلعها:
أحييك والآماق ترسل مدمعاً كأني أحدو بالسلام مودعاً
وفي هذه الفترة شده الحنين إلى تونس الخضراء، فزارها وله في ديوانه
ذكريات في الصفحات 26، 134.
وكان الشيخ دائماً ما يدعو للإخاء بين العرب وإخوانهم الأتراك حينما بدأت
النعرة القومية تفرقهم. وقد ذهب إلى الآستانة، ولقي وزير الحربية (أنور باشا)
فاختير محرراً للقلم العربي هناك فعرف دخيلة الدولة، فأصيب بخيبة أمل للواقع
المؤلم الذي لمسه ورآه رؤيا العين، فنجد روحه الكبيرة تتمزق وهي ترى دولة
الخلافة تحتضر وقال في قصيدة (بكاء على مجد ضائع):
أدمى فؤادي أن أرى ال أقلام ترسف في قيود
وأرى سياسة أمتي في قبضة الخصم العنيد
وفي عام 1333 هـ أرسله (أنور باشا) إلى برلين في مهمة رسمية، ولعلها
للمشاركة في بث الدعاية في صفوف المغاربة والتونسيين داخل الجيش الفرنسي
والأسرى في ألمانيا لحملهم على النضال ضد فرنسا، أو التطوع في الحركات
الجهادية. وظل هناك تسعة أشهر أتقن فيها اللغة الألمانية وقام بمهمته أحسن قيام،
وقد نقل لنا من رحلته هذه نماذج طيبة مما يحسن اقتباسه، لما فيه من الحث على
العلم والجد والسمو. نجدها مفرقة في كتبه ففي كتاب (الهداية الإسلامية)
ص155، 164، 175، وفي كتابه (دراسات في الشريعة) ص 135، ولما
عاد للآستانة وجد خاله قد مات فضاقت به البلد، وعاد إلى دمشق، فاعتقله (جمال
باشا) عام 1334 بتهمة علمه بالحركات السرية المعادية للأتراك، ومكث في السجن
سنة وأربعة أشهر برئت بعدها ساحته، وأطلق سراحه فعاد للآستانة فأرسل في
مهمة أخرى لألمانيا. ثم عاد إلى دمشق، وتولى التدريس بثلاثة معاهد هي:
(المدرسة السلطانية - المدرسة العسكرية - المدرسة العثمانية) ثم نزح عن دمشق
التي أحبها حينما أصدر ضده حكم غيابي بالإعدام - لما قام به ضد فرنسا من
نشاطات في رحلاته لأوربا - وذلك بعد دخول المستعمر الفرنسي إلى سورية،
وكان أمله أن يعود إلى تونس، ولكن إرادة الله شاءت أن تكون مصر هي مطافه
الأخير، وبهذا تتم المرحلة الثانية.
المرحلة الثالثة: مصر:
وقد وصلها عام 1339 فوجد بها صفوة من أصدقائه الذين تعرف عليهم
بدمشق ومنهم: (محب الدين الخطيب) ونظراً لمكانته العلمية والأدبية اشتغل بالكتابة
والتحرير، وكان العلامة (أحمد تيمور) من أول من قدر الشيخ في علمه وأدبه.
فساعده وتوطدت العلاقة بينهما. ثم كسبته دار الكتب المصرية. مع نشاطه في
الدروس والمحاضرات وقدم للأزهر ممتحناً أمام لجنة من العلماء اكتشفت آفاق علمه،
فاعجبت به أيما إعجاب فنال على أثر ذلك (العالمية) فأصبح من كبار الأساتذة في
كلية (أصول الدين والتخصص) لاثنتي عشرة سنة، وفي عام 1344 أصدر كتاب
(نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم) رد فيه على الشيخ (علي عبد الرزاق) فيما
افتراه على الإسلام من دعوته المشبوهة للفصل بين الدين والدولة، وفي عام
1345 أصدر كتابه (نقض كتاب في الشعر الجاهلي) رداً على طه حسين فيما
زعمه في قضية انتحال الشعر الجاهلي وما ضمنه من افتراءات ضد القرآن الكريم.
وفي عام 1346 هـ شارك في تأسيس جمعية الشبان المسلمين، وفي السنة نفسها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/330)
أسس جمعية (الهداية الإسلامية) والتي كانت تهدف للقيام بما يرشد إليه الدين
الحنيف من علم نافع وأدب رفيع مع السعي للتعارف بين المسلمين ونشر حقائق
الإسلام ومقاومة مفتريات خصومه، وصدر عنها مجلة باسمها هي لسان حالها،
وفي عام 1349 هـ صدرت مجلة (نور الإسلام - الأزهر حالياً) وتولى رئاسة
تحريرها فترة طويلة. وفي عام 1351 منح الجنسية المصرية ثم صار عضواً
بالمجمع اللغوي. ثم تولى رئاسة تحرير مجلة (لواء الإسلام) مدة. وفي عام 1370
تقدم بطلب عضوية جمعية كبار العلماء فنالها ببحثه (القياس في اللغة) وفي 21/ 12
/1371 هـ تولى مشيخة الأزهر وفي ذهنه رسالة طالما تمنى قيام الأزهر بها،
وتحمل هذا العبء بصبر وجد وفي عهده أرسل وعاظ من الأزهر إلى السودان
ولاسيما جنوبه، وكان يصدر رأي الإسلام في المواقف الحاسمة، وعمل على
اتصال الأزهر بالمجتمع واستمر على هذا المنوال، ولما لم يكن للأزهر ما أراد
أبى إلا الاستقالة.
ولابد من ختم هذا المقالة بذكر بعض من المواقف الجريئة التي تدل على
شجاعته، وأنه لا يخشى في قول الحق لومة لائم شأنه شأن غيره من علماء السلف
الذين صدعوا بالحق في وجه الطغيان في كل زمان ومكان.
1 - حينما كان في تونس لم تمنعه وظيفته من القيام بواجبه في الدعوة
والإصلاح بالرغم من أن الاستعمار ينيخ بكلكله على البلاد، فقد ألقى في نادي
(قدماء مدرسة الصادقية) عام 1324 محاضرته (الحرية في الإسلام) والتي قال فيها:
(إن الأمة التي بليت بأفراد متوحشة تجوس خلالها، أو حكومة جائرة تسوقها
بسوط الاستبداد هي الأمة التي نصفها بصفة الاستعباد وننفي عنها لقب الحرية).
ثم بيّن حقيقتي الشورى والمساواة، ثم تحدث عن حق الناس في حفظ الأموال
والأعراض والدماء والدين وخطاب الأمراء. ثم بيّن الآثار السيئة للاستبداد وهذه
المحاضرة من دراساته التي تدل على شجاعته وعلى نزعته المبكرة للحرية
المسؤولة وفهمه لمنهج الإسلام فهماً راقياً سليماً.
2 - وفي عام 1326 عرضت عليه السلطة المستعمرة الاشتراك في المحكمة
المختلطة التي يكون أحد طرفيها أجنبياً. فرفض أن يكون قاضياً أو مستشاراً في
ظل الاستعمار. ولخدمة مصالحه وتحت إمرة قانون لا يحكم بما أنزل الله.
3 - ولا أزال أذكر ما قصه علينا أستاذ أزهري كان آنذاك طالباً في أصول
الدين إبان رئاسة الشيخ للأزهر، حين دعا أحد أعضاء مجلس الثورة إلى مساواة
الجنسين في الميراث، ولما علم الشيخ بذلك اتصل بهم وأنذرهم إن لم يتراجعوا عن
ما قيل فإنه سيلبس كفنه ويستنفر الشعب لزلزلة الحكومة لاعتدائها على حكم من
أحكام الله، فكان له ما أراد.
أواخر حياته:
واستمر الشيخ محمد الخضر حسين -رحمه الله- في أواخر حياته يلقي
المحاضرات ويمد المجلات والصحف بمقالاته ودراساته القيمة، بالرغم مما اعتراه
من كبر السن والحاجة إلى الراحة وهذا ليس غريباً عمن عرفنا مشوار حياته المليء
بالجد والاجتهاد والجهاد.
وكان أمله أن يرى الأمة متحدة ومتضامنة لتكون كما أراد الله خير أمة
أخرجت للناس، وحسبه أنه قدم الكثير مما لانجده عند الكثير من علماء هذا الزمان.
وفي عام 1377 هـ انتقل إلي رحاب الله، ودفن في مقبرة أصدقائه آل
تيمور جزاه الله عن الإسلام خير الجزاء، ورحمه رحمة واسعة، وعفا الله عنا
وعنه، وأرجو أن يكون لنا لقاء آخر مع وقفات عند علم الشيخ وما طرحه من
أفكار في الدعوة والإصلاح.
________________________
((مجلة البيان ـ العدد [3] صـ 73 ربيع الآخر 1407 ـ ديسمبر 1986))
ـ[القعقاع محمد]ــــــــ[04 - 02 - 06, 02:08 م]ـ
رحم الله الشيخ محمد الخضر حسين رحمة واسعة
ونسأل الله أن يعوض أمة الإسلام بالكثير من أمثاله
اللهم آمين(11/331)
أعلام الإسلام الإمام البغوي إعداد: سليمان الحرش
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[08 - 11 - 04, 07:14 ص]ـ
أعلام الإسلام
الإمام البغوي
إعداد: سليمان الحرش
الإمام الحافظ، الفقيه، المجتهد، محي السنة، أبو محمد الحسين بن مسعود
بن محمد الفراء البغوي، ويلقب أيضاً بركن الدين. أحد العلماء الذين خدموا الكتاب
العزيز، والسنة النبوية، دراسة وتدريساً، وتأليفاً.
والفراء: نسبة إلى عمل الفراء وبيعها.
والبغوي: نسبة إلى بلدة يقال لها: (بغ) وبَغْشو، وهي بلدة بخراسان بين
مرو وهراة.
شيوخه:
من شيوخه: القاضي حسين بن محمد المروزي الشافعي، وعبد الواحد
الهروي، وأبو السن الجويني، وحسان بن سعيد المنيعي، وأبو بكر المروزي،
وأبو القاسم القشيري، وأبو بكر الصيرفي , وأبو صالح أحمد بن عبد الملك
النيسابوري، وعبد الباقي بن يوسف المراغي الغريزي الشافعي، وأبو الحسن
البوشنجي، وعمر بن عبد العزيز القاشاني، وأبو الحسن الشيرزي، وأبو جعفر
محمد بن عبد الله الطوسي، وأبو طاهر الزرّار، ومحمد بن عبد الملك السرخسي،
وغيرهم.
صفاته وثناء العلماء عليه:
كان البغوي شافعي المذهب - بحكم البيئة التي نشأ فيها، والعلماء الذين أخذ
عنهم - إلا أنه لم يتعصب لإمامه، بل كان يتتبع الدليل، وينظر في أقوال العلماء
وأدلتهم، وأخذ يدعو إلى الاعتصام بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله -صلى الله عليه
وسلم-.
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: (كان البغوي سيداً، إماماً عالماً، علامة،
زاهداً، قانعاً باليسير).
وقال السيوطي في طبقات الحفاظ: (وبورك له في تصانيفه، لقصده الصالح،
فإنه كان من العلماء الربانيين، ذا تعبد ونسك، وقناعة باليسير).
وقال ابن كثير في البداية والنهاية: (وكان علامة زمانه، ديِّناً، ورعاً،
زاهداً، عابداً، صالحاً).
آثاره:
ترك الإمام البغوي مؤلفات كثيرة مفيدة في التفسير والحديث، والفقه كان لها
الأثر النافع والعظيم فيمن جاء بعده، وتتصف بموضوعاتها القيمة، وبكلماتها
السهلة، وبطريقتها المفيدة.
ومن أهم كتبه:
1 - معالم التنزيل، في التفسير، وهو كتاب متوسط، نقل فيه عن مفسري
الصحابة والتابعين ومن بعدهم، قال عنه ابن تيمية: (والبغوي تفسيره مختصر من
تفسير الثعلبي، لكنه صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة)
[الفتاوى 3/ 354، 386].
2 - شرح السنة، جمع البغوي فيه بين الرواية والدراية.
3 - مصابيح السنة، جمع فيه المؤلف طائفة من الأحاديث، محذوفة الأسانيد،
معتمداً على نقل الأئمة، وقسم الأحاديث إلى صحاح وحسان، وعنى بالصحاح ما
أخرجه الشيخان، وبالحسان ما أورده أبو داود والترمذي، وما كان فيه من ضعيف
أو غريب أشار إليه، وأعرض عما كان منكراً أو موضوعاً. وهو كتاب مشهور،
اعتنى به العلماء. ومن أهم شروحه: (مشكاة المصابيح للشيخ ولى الدين محمد
بن عبد الله الخطيب) فقد أكمل (المصابيح) وذيّل أبوابه؛ فذكر اسم الصحابي
الذي روى عنه الحديث، وذكر الكتاب الذي أخرجه، وهو كتاب مخدوم مطبوع
بتحقيق الشيخ ناصر الدين الألباني.
وفاته:
توفي - رحمه الله - بـ (مرو الرّوذ) في خراسان، في شوال سنة 516 هـ،
ودفن جانب شيخه. القاضي حسين، وعاش بضعاً وسبعين سنة، رحمه الله.
________________________
((مجلة البيان ـ العدد [5] صـ 22 شعبان 1407 ـ أبريل 1987))(11/332)
علماء معاصرون المحدث الكبير محمد أنور شاه الكشميري
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[08 - 11 - 04, 07:16 ص]ـ
علماء معاصرون المحدث الكبير محمد أنور شاه الكشميري
الكاتب
تاج الدين الأزهري
ولادته ونشأته:
هو الفقيه المجتهد محمد أنور بن معظم شاه، ولد بكشمير سنة 1292هـ وقد
تربى على والديه تربية مثالية، ولذلك كان معروفًا بالتقوى وغض البصر واحترام
الأساتذة، كان يقول الشيخ مولانا القاري محمد طيب رحمه الله: كنا نتعلم السنن
النبوية من سيرة الشيخ أنور وكأن الأخلاق النبوية تجسدت في صورته [1].
ودرس على والده الشيخ غلام رسول الهزاروي كتبًا في الفقه وأصوله ولما
بلغ السابعة عشرة من عمره سافر إلى ديوبند، والتحق بدار العلوم هناك وتخرج
منها سنة 1313هـ، وقد حصل على إجازة درس الحديث من شيخ السنة مولانا
رشيد أحمد الكنكوهي وشيخ الهند مولانا محمود الحسن رحمه الله، ويصل سنده إلى
الإمام الترمذي والشيخ ابن عابدين الحنفي.
قوة حافظته وطريقته في المطالعة:
كان الشيخ رحمه الله شديد الاستحضار قوي الحافظة، شغوفًا بالمطالعة، وقد
انتهى من مطالعة (عمدة القاري شرح صحيح البخاري) للحافظ العيني في شهر
رمضان المبارك وأراد بذلك أن يستعد لدراسة صحيح البخاري في العام الدراسي
المقبل الذي كان يبدأ في شهر شوال، وقد استوعب (فتح الباري شرح صحيح
البخاري) للحافظ ابن حجر مطالعة أثناء قراءته صحيح البخاري على شيخه مولانا
محمود الحسن رحمه الله [2].
وكانت طريقته في المطالعة أنه إذا وقع في يده أي كتاب علمي مطبوعًا كان
أو مخطوطًا أن يأخذه ويطالعه من غير أن يترك شيئا منه، وهو أول عالم بين
علماء الهند طالع مسند الإمام أحمد بن حنبل المطبوع بمصر، فكان يطالع منه كل
يوم مائتي صفحة مع نقد أحاديثه وضبط أحكامه [3].
مكانته العلمية:
كان الشيخ رحمه الله إمامًا في علوم القرآن والحديث، وحافظًا واعيًا لمذاهب
الأئمة مع إدراك الاختلاف بينهما، وقادرًا على اختيار ما يراه صوابًا، ولم يقتصر
في مطالعته على كتب علماء مدرسة بعينها - مع أنه كان حنفيًا - وإنما قرأ لعلماء
مدارس مختلفة لهم انتقادات شديدة فيما بينهم، مثل الحافظ ابن تيمية والحافظ ابن
القيم وابن دقيق العيد والحافظ ابن حجر رحمهم الله، وقد أحاط بكتب أهل الكتاب
من أسفار العهد الجديد والقديم، وطالع بالعبرية وجمع مئة بشارة من التوراة تتعلق
برسالة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-[4].
رحلاته العلمية:
سافر الشيخ رحمه الله بعد تخرجه إلى عدة مدارس، ودرس هناك عدة أعوام،
وقد التقى في فرصة زيارة الحرمين الشريفين بعدد من رجال العلم، منهم الشيخ
حسين الجسر الطرابلسي عالم الخلافة العثمانية صاحب الرسالة الحميدية والحصون
الحميدية [5].
وبدأ بالتدريس في دار العلوم في ديوبند بعد عدة أعوام من رجوعه من
الحرمين الشريفين، وظل مدرسًا بها حتى عام 1345 هـ، ثم رحل إلى (داهبيل)
في مقاطعة (كجرات)، وأسس بها معهدًا كبيرًا يسمى (بالجامعة الإسلامية)
وإدارة تأليف تسمى (بالمجلس العلمي).
آراء معاصريه من العلماء فيه:
وقد أثنى عليه العلماء المعاصرون، ولثناء المعاصر على المعاصر قيمة
كبيرة. فقد قال الشيخ سليمان الندوي رحمه الله: هو البحر المحيط الذي ظاهره
هادئ ساكن وباطنه مملوء من اللآلئ الفاخرة الثمينة [6].
وقال المحدث علي الحنبلي المصري رحمه الله: ما رأيت عالمًا مثل الشيخ
أنور الذي يستطيع أن ينقد على نظريات الحافظ ابن تيمية والحافظ ابن حجر وابن
حزم والشوكاني رحمهم الله، ويحاكم بينهم ويؤدي حق البحث والتحقيق مع رعاية
جلالة قدرهم [7].
جهوده في الرد على القاديانية:
قد ظهرت في العالم فتن كثيرة، وقد عمل العلماء ضدها بجهد كبير، ومن
الفتن الكبرى التي وقعت في هذه البلاد (الهند) بوحي من أعداء الإسلام وتأييد منهم
(نشأة الفتنة القاديانية) وقد تصدى العلماء لهذه الفتنة الملعونة، وواجهوها وجدوا
في القضاء عليها في جميع البلاد.
وكانت جهود الشيخ أنور رحمه الله في مواجهتهم أكثر من جهود العلماء
المعاصرين لأنه لم يكن يدخر جهدًا ولا يهدأ له بال ولا يرتاح له فكر في ليل أو
نهار، وكان يفكر دائماً في إيجاد الطرق الكفيلة للقضاء على هذه الطائفة فأيقظ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/333)
العلماء من النوم العميق في أنحاء العالم، وحثهم على القيام بواجبهم في القضاء
عليها بالتبليغ والتصنيف، وقد تيسر لأصحابه وتلامذته تأليف كتب ورسائل ضد
هذه الطائفة الكاذبة باللغات المختلفة.
وقد ألف الشيخ أنور بنفسه، مؤلفات صغيرة وكبيرة حولها منها:
1 - إكفار الملحدين.
2 - التصريح بما تواتر في نزول المسيح.
3 - تحية الإسلام في حياة عيسى عليه السلام.
4 - عقيدة الإسلام في حياة عيسى.
5 - خاتم النبيين.
وهذه كلها باللغة العربية إلا كتاب خاتم النبيين فإنه باللغة الفارسية.
آثاره:
قد ترك الشيخ آثارًا في صورة التلامذة والكتب المؤلفة، فأما عدد تلاميذه
فيزيد على ألفين وأكتفي بذكر بعض منهم:
حضرة الأستاذ الشيخ مناظر أحسن الجيلاني رحمه الله: كان عالمًا كبيرًا
ومحدثًا جليلاً ومصنفًا عظيمًا وله مصنفات كثيرة.
والمحدث الكبير مولانا حفظ الرحمن السوهاروي رحمه الله.
والشيخ القارىء محمد طيب رحمه الله: ومن تصانيفه ما يلي: أصول الدعوة
الدينية، نظام الأخلاق في الإسلام، شأن الرسالة، القرآن والحديث.
والمحدث الجليل مولانا محمد إدريس الكاندهلوي رحمه الله.
كانوا مصنفين في علوم القرآن والسنة.
أما كتبه المؤلفة غير التي ذكرتها فهي كما يلي:
(فيض الباري شرح صحيح البخاري) في أربعة مجلدات، (عرف الشذى
على جامع الترمذي)، (مشكلات القرآن)، (نيل الفرقدين في مسألة رفع اليدين)،
(فصل الخطاب في مسألة أم الكتاب)، (ضرب الخاتم على حدوث العالم)، (خزائن
الأسرار)، وكلها كتب باللغة العربية.
________________________
(1) مشاهير علماء ديوبند، القاري فيوض الرحمن، ص 485، نقش دوام مولانا، انظر ص 81.
(2) التصريح بما تواتر في نزول المسيح، علامة أنور شاه كشميري، ص 14 نفحة العنبر، محمد
يوسف البنوري، ص 300، مقدمة أنوار الباري، 2/ 245.
(3) نفحة العنبر، ص 25، مقدمة أنوار الباري 2/ 245.
(4) المصدر السابق، ص 95.
(5) تاريخ دار العلوم ديوبند، السيد محبوب رضوي، ص 199، دائرة المعارف الإسلامية 17/ 306
.
(6) مقدمة أنوار الباري، 2/ 240? نفحة العنبر، ص 4 30، تاريخ دار العلوم - ديوبند، ص 119
.
(7) الأنور، عبد الرحمن كوندو، ص 595.
((مجلة البيان ـ العدد [10] صـ 30 جمادى الآخرة 1408 ـ فبراير 1988))
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[09 - 11 - 04, 02:58 ص]ـ
والكشميري رحمه الله ممن طعن في دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وهذا خطأ منه
يقول محمد أنور شاه الكشميري في كتابه " فيض الباري على صحيح البخاري " 4/ 447: (وأما الحافظ ابن تيمية فحققها في الخارج حتى قارب التشبيه، كما كنت سمعت من حاله أنه كان جالساً على المنبر فسأله سائل عن نزوله تعالى فنزل ابن تيمية إلى الدرجة الثانية فقال هكذا النزول، فحققه في الخارج وبالغ فيه حتى أوهم كلامه التشبيه).
وطعن في الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى، في كتابه (فيض الباري، 1/ 171) فقال: (أما محمد بن عبدالوهاب النجدي فإنه كان رجلاً بليداً قليل العلم، فكان يتسارع إلى الحكم بالكفر، ولا ينبغي أن يقتحم في هذا الوادي إلا من يكون متيقظاً متقناً عارفاً بوجوه الكفر وأسبابه).
قال الشيخ عبدالعزيز العبداللطيف في كتاب دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب
وممن تأثر وصدّق هذه الدعاوى، الشيخ أنور شاه كشميري، فزعم – عفا الله عنه – أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – يتسارع إلى الحكم بالتكفير (3).
(3) انظر: بحث (الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ الإمام) .. لمحمد يوسف ضمن بحوث أسبوع الشيخ 2/ 259، وكتاب (محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم)، ص 182، وكتاب (دعايات مكثفة ضد الشيخ) ص 135 – 146.
ـ[عصمت الله]ــــــــ[18 - 11 - 04, 09:48 ص]ـ
السلام عليكم
و للشيخ محمد يوسف البنوري رحمه الله تعالى كتاب جيد مفرد في ترجمة المحدث الكشميري باسم" نفحة العنبر في سيرة الشيخ الأنور" حبذا لو تكرم أحد الإخوة بوضعه في الملتقى أنا أحتاجه في تحقيق مخطوط أماليه في دروس سنن الترمذي" العرف الشذي على سنن الترمذي" و قد قطعت فيه شوطا لا بأس به. و سوف أبين موقفه في التكفيرفي ضوء دروسه و أماليه إن شاء الله تعالى
أما طعنه في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب فمما يجب أن يتغاضى عنه فهو من زلاته - و لاشك-
إذ العبرة في أهل العلم بكثرة الفضائل والمناقب والحسنات التي تمحو الزلات و السيئات و على الأقل يجب علينا في التعامل معهم أن نعذرهم، فالشيخ عاش في منطقة -الهند- كانت مستعمرة للإنجليز آنذاك و في زمن ثار العلماء و الدعاة إلى الله في وجههم و قادوا حركة كبيرة في مقاومة الاستعمار الإنجليزي فنشروا أكاذيب عن الحركات المقاومة و عن أهل العلم الذين دعموها فلعل قلة المعلومات عن حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب و الدعاية الإنجليزية ضدها في شبه القارة هو الذي أداه إلى هذا الزعم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/334)
ـ[الطائفي]ــــــــ[22 - 03 - 07, 12:08 م]ـ
لقد ذكر ذلك العلامة عبدالكريم الخضير أنه طعن في الشيخ محمد بن عبدالوهاب
ـ[طالب شريف]ــــــــ[22 - 03 - 07, 09:57 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[أبو هاشم]ــــــــ[24 - 03 - 07, 12:04 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[زهيره فؤاد قروط]ــــــــ[23 - 03 - 10, 08:05 م]ـ
متى توفي الكشميري
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[23 - 03 - 10, 08:58 م]ـ
متى توفي الكشميري
توفي الشيخ رحمه الله عام 1352 هـ اي قرابة ثمانين سنة
ومع ذلك فنروي عنه بواسطة واحدة
بل ويوجد من يروي عنه مباشرة من الأحياء
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[23 - 03 - 10, 09:23 م]ـ
طلب مني من لا استطيع رد طلبه أن أذكر بعض أسانيد الشيخ الكشميري فقلت: على الرحب والسعة
يروي شيخ شيوخنا أنو شاه الكشميري سماعا وقراءة وإجازة عن:
1 ـ محمود حسن الديوبندي عن رشيد أحمد الكنكوهي ومحمد قاسم النانوتوي كلاهماعن عبد الغني الدهلوي
2 ـ محمود حسن الديوبندي وهو عن عبد الغني الدهلوي مباشرة إجازة
3 ـ محمود حسن الديوبندي عن محمد مظهر النانوتوي عن مملوك علي النانوتوي عن رشيد خان دهلوي عن عبد العزيز الدهلوي عن شاه ولي الله
4 ـ محمود حسن الديوبندي عن عبد الرحمن فاني فتي عن محمد اسحاق عن عبد العزيز عن ولي الله
5 ـ ويروي أنور شاه الكشميري عن محمد اسحاق الكشميري عن نعمان الألوسي عن أبيه محمود الألوسي
6 ـ ويروي أنور شاه الكشميري عن حسين الجسر عن محمد علاء الدين عابدين عن أبيه صاحب الحاشية
ـ[عصمت الله]ــــــــ[23 - 03 - 10, 10:15 م]ـ
الشَّيْخِ،الْمُحدِّثِ الْكَشْمِيْرِيِّ، السَّيِّدِ مُحَمَّد أْنْوَر رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى (1292 - 1352هـ)
وأنا أروي عنه بواسطة واحدة فلله الحمد
ـ[أم البخاري]ــــــــ[24 - 03 - 10, 05:17 ص]ـ
سبحان الله
ثمانون سنة ويوجد من يروي عنه مباشرة أو بواسطة
هنيئا لكم
ـ[محمود المنصور]ــــــــ[25 - 03 - 10, 09:21 م]ـ
وكم أخرجت لنا أرض الهند من القادة والفاتحين والعلماء الربانيين!!
لله درهم(11/335)
من أعلام الإسلام الطحاوي 229 - 321 هـ
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[09 - 11 - 04, 03:07 ص]ـ
من أعلام الإسلام الطحاوي 229 - 321 هـ
[1]
إعداد: سليمان الحرش
أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة الأزدي الحجري المصري
الطحاوي الحنفي، نسبة إلى (طحا) في قرى مصر، ولد سنة تسع وعشرين
ومائتين. تفقه على مذهب الإمام الشافعي ثم انتقل إلى مذهب الإمام أبي حنيفة.
وقد ذكر ابن خلكان في الوفيات: أن سبب انتقاله إلى مذهب أبي حنيفة ورجوعه
عن مذهب الشافعي لأن خاله المزني قال له يوماً: والله لا يجيء منك شيء.
فغضب وتركه واشتغل على أبي جعفر بن أبي عمران الحنفي، حتى برع وفاق
أهل زمانه، وانتهت إليه رئاسة الحنفية في مصر.
شيوخه:
تخرج -رحمه الله- على كثير من الشيوخ، وأفاد منهم، وقد أربى عددهم
على ثلاثمائة شيخ، فقد سمع من هارون بن سعيد الأيلي، وعبد الغني بن رفاعة،
ويونس بن عبد الأعلى، وعيسى بن مثرود، ومحمد بن عبد الله ابن عبد الحكم،
وبحر بن نصر الخولاني، وخاله أبي إبراهيم المزني، فقد روى عنه مسند الشافعي،
وسليمان ابن شعيب الكيساني، ووالده محمد بن سلامة، وإبراهيم بن منقذ،
والربيع بن سليمان المُرَادي، وبكار بن قُتيبة، ومقدام بن داوود الرُعيني، وأحمد
ابن عبد الله بن البرقي، ومحمد بن عقيل الفريابي، ويزيد بن سنان البصري
وغيرهم.
تلاميذه:
وروى عنه خلق منهم: أحمد بن القاسم الخشاب، وأبو الحسن محمد ابن
أحمد الأخميمي، ويوسف الميانجي، وأبو بكر بن المقريء، وأبو القاسم الطبراني،
وأحمد بن عبد الوارث الزجاج، وعبد العزيز بن محمد الجوهري، قاضي
الصعيد، ومحمد بن بكر بن مطروح، ومحمد بن الحسن ابن عمر التنوخي،
ومحمد بن المظفر الحافظ، و غيرهم.
وارتحل إلى الشام في سنة ثمان وستين ومائتين، فلقي القاضي أبا خازم وتفقه
عليه.
عقيدته ومنهجه:
الإمام الطحاوي من أئمة السلف الصالح، العاملين على هدي من الله وبصيرة،
الذين لا يألون جهداً في نشر مذهب السلف في العقيدة المستمدة من الكتاب والسنة،
وخير شاهد على ذلك كتابه العظيم -والذي تلقاه العلماء سلفاً وخلفاً بالقبول-
(العقيدة الطحاوية) فإن الدارس لهذا الكتاب يتبين له من خلال دراسته أن مؤلفه -
رحمه الله- قد التزم بمنهج أهل السنة والجماعة، في مفهوم الاعتقاد، وخاصة فيما
يتعلق بالأسماء والصفات، والتي جنحت فيها كثير من الفرق، من مشبهة،
ومعطلة، ومؤولة إلا ما أخذ عليه في بعض المواطن النادرة (وأبى الله أن يتم إلا
كتابه).
أما منهجه في المذهب وترجيحه للأقوال فإنه يعتبر قدوة ومدرسة في ذلك،
فلم يمنعه التزامه بمذهب (أبي حنيفة رحمه الله) النظر في الأدلة والأقوال
المخالفة لمذهبه، وترجيح بعضها على بعض بحسب ما يراه راجحاً، وما يتبين له
من الحق، وهذا من أمثل المناهج في التفقه والنظر، وذلك لمن حصلت له الأهلية
في ذلك.
ومما يؤيد ذلك ما قاله ابن زولاق:» سمعت أبا الحسن علي بن أبي جعفر
الطحاوي يقول: سمعت أبي يقول: وذكر فضل أبي عبيد بن جرثومة وفقهه، فقال:
كان يذاكرني في المسائل فأجبته يوماً في مسألة فقال لي: ما هذا قول أبي حنيفة!
فقلت له: أيها القاضي أو كل ما قاله أبو حنيفة أقول به؟ فقال: ما ظننتك إلا مقلداً،
فقلت له: وهل يقلد إلا عصبي، فقال لي: أو غبي، قال: فطارت هذه بمصر
حتى صارت مثلاً وحفظها الناس «[2].
ثناء العلماء عليه:
لقد أثنى على الإمام الطحاوي غير واحد من أهل العلم، والفقه، والحديث،
وعلماء الجرح والتعديل. قال ابن يونس: وكان ثقة ثبتاً فقيهاً عاقلاً، لم يخلف
مثله.
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: الإمام العلامة، الحافظ الكبير، محدث
الديار المصرية وفقيهها. وقال ابن كثير في البداية والنهاية: الفقيه الحنفي،
صاحب التصانيف المفيدة، والفوائد الغزيرة، وهو أحد الثقات الأثبات، والحفاظ
الجهابذة.
وقال ابن الجوزي في المنتظم: كان الطحاوي ثبتاً، فقيهاً، عاقلاً. وقال
الصلاح الصفدي في الوافي: كان ثقة نبيلاً، ثبتاً، فقيهاً، عاقلاً لم يخلف بعده مثله.
وقال السيوطي في طبقات الحفاظ: الإمام العلامة الحافظ، صاحب التصانيف
البديعة.
مصنفاته:
أما تصانيفه فقد كانت غاية في التحقيق، وحوت من الفوائد وحسن العرض
والتصنيف ما جعلها جديرة بالاهتمام منها:
1 - العقيدة الطحاوية: والتي قال عنها السبكي: (جمهور المذاهب الأربعة
على الحق يقرؤون عقيدة الطحاوي التي تلقاها العلماء سلفاً وخلفاً بالقبول) [3].
2 - اختلاف العلماء.
3 - بيان السنة والجماعة في العقيدة.
4 - حكم أراضي مكة المكرمة.
5 - شرح الجامع الصغير والكبير للشيباني في الفروع.
6 - عقود المرجان في مناقب أبي حنيفة النعمان.
7 - الفرائض.
8 - قسمة الفيء والغنائم.
9 - كتاب التاريخ.
10 - كتاب التسوية بين حدثنا وأخبرنا.
11 - الشروط الصغير.
12 - الشروط الكبير.
13 - المحاضرات والسجلات.
14 - المختصر في الفروع.
15 - نقد المدلسين على الكرابيسي.
16 - اختلاف الروايات علي مذهب الكوفيين.
17 - مشكل الآثار.
18 - شرح معاني الآثار.
وفاته:
توفي -رحمه الله- سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، ليلة الخميس مستهل ذي
القعدة. بمصر، ودفن بالقرافة، وله ثمان وثمانون سنة.
________________________
(1) انظر ترجمته في طبقات الشيرازي 8/ 218، الأنساب 8/ 218، تاريخ ابن عساكر 2/ 189 -
190 المنتظم 6/ 186، وفيات الأعيان 1/ 71 - 72، الوافي بالوفيات 8/ 9 - 10، مرآت
الجنان 2/ 281، تذكرة الحفاظ 3/ 808، البداية والنهاية 11/ 174 العبر 2/ 11، سير أعلام
النبلاء 15/ 27 - 32، لسان الميزان 1/ 174 - 282، شذرات الذهب 2/ 288، طبقات الحفاظ
339، حسن المحاضرة 198، اللباب 2/ 275، كشف الظنون 5/ 58، النجوم الزاهرة 3 /
239، مقدمة العقيدة الطحاوية، مقدمة شرح معاني الآثار، وكتب أخرى.
(2) لسان الميزان لابن حجر في ترجمته للطحاوي 1/ 280.
(3) من كتابه معيد النعم ومبيد النقم.
((مجلة البيان ـ العدد [7] صـ 33 ذو الحجة 1407 ـ أغسطس 1987))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/336)
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[16 - 11 - 04, 01:26 ص]ـ
السلام عليكم
جزيتم خيراً
ـ[محمد ابن عمر المصرى]ــــــــ[04 - 10 - 09, 12:36 ص]ـ
رحمه الله
هل يوجد شئ من كتب الشيخ لم تطبع
ام باقى كتبه مفقوده غير كتبه المشهوره الان بارك الله فيكم
ـ[محمد ابن عمر المصرى]ــــــــ[04 - 10 - 09, 12:41 ص]ـ
هل يوجد شئ من كتب الطحاوى لم تطبع
ام باقى كتبه مفقوده غير كتبه المشهوره الان بارك الله فيكم
ـ[أبي الحسن]ــــــــ[05 - 10 - 09, 05:09 م]ـ
جزيتم خيراً(11/337)
قراءة في فكر مالك بن نبي لمحمد العبدة
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[10 - 11 - 04, 09:36 م]ـ
قراءة في فكر مالك بن نبي محمد العبدة
إذا عُدَّ المفكرون من المسلمين في هذا العصر فإن مالك بن نبي هو من هذه
القلة الذين ينطبق عليهم هذا الوصف؛ فالمفكر هو الذي يدرس ويتأمل ويقارن
ويحلل المشكلة إلى أجزائها، ثم ينسق ويركب ويجتهد في إيجاد الحلول.
وقد ترددت كثيراً قبل الكتابة عن مالك بن نبي؛ لا لأنه عميق الغور،
غوَّاص في البحث والتنقيب، أو لأن تتبع آرائه وأفكاره يحتاج إلى جهد، بل لأنه
يطرح أفكاراً وآراءً لا تتناسب مع عمق تفكيره، يقف الإنسان أمامها حائراً: من
أين جاءته؛ وما هي الخلفية الثقافية التي جعلته يتبنى هذا الرأي أو ذاك؛ وهل هو
مؤيد أم معارض؟ وقد كان ذلك التردد وإعادة القراءة مرات ومرات حتى لا نظلمه،
وليستبين الحق وتتضح الصورة، وتحل الإشكالات.
إن الكتابة عن مالك بن نبي ضرورية للأجيال التي يجب عليها أن تتعرف
على ما كتبه أصحاب الخبرة والتجربة في مجال الصراع الفكري المحتدم بين أوربا
المستعمرة والعالم الإسلامي منذ نهاية القرن الثامن عشر، فلم يعد من المجدي طرح
الحلول العامة والعائمة ولابد من الدخول في التفاصيل، ومعرفة أسباب الفشل
وأسباب النهضة، ولكن العجب لا ينقضي عندما ندرك أننا في كثير من الأحيان لا
نستفيد مما كتبه السابقون لنا الذين تصدوا للإصلاح في أوائل هذا القرن.
يقول الأستاذ الشيخ محمود محمد شاكر - في تقديمه لكتاب (في مهب
المعركة) مصوراً هذه الظاهرة: (فإذا نحن نرى أنفسنا في ضوء ما كَتب قديماً،
كأننا لم نتقدم خطوة في فهم البلاء الذي ينزل بنا ولا يزال ينزل، وأشد النكبات
التي يصاب بها البشر نكبة الغفلة ... ) [1].
ولمالك مشكلة خاصة في انصراف بعض الشباب المسلم عن قراءة إنتاجه
الفكري، وهي إحدى الأسباب وليست السبب الوحيد على كل حال؛ فقد كتب سيد
قطب رحمه الله:
(لقد كنت أعلنت مرة عن كتاب لي تحت الطبع بعنوان نحو مجتمع
إسلامي متحضر) ثم عدت في الإعلان التالي عنه فحذفت كلمة (متحضر)، ولفت
هذا التعديل نظر كاتب جزائري (يكتب بالفرنسية) ففسره على أنه ناشئ عن (عملية
دفاع نفسيه داخلية عن الإسلام) وأسف لأن هذه العملية - غير الواعية - تحرمني
مواجهة المشكلة على حقيقتها.
أنا أعذر هذا الكاتب ... لقد كنت مثله من قبل ... كانت المشكلة عندي -كما
عنده اليوم- هي مشكلة (تعريف الحضارة) .. ثم انجلت الصورة (المجتمع المسلم)
هو (المجتمع المتحضر) " [2].
وفهم الشباب المسلم أن هذا الكاتب الجزائري واقع تحت ضغط آتٍ من
مصادر أجنبية، فكان ذلك سبباً لابتعادهم عن قراءة فكر مالك، ولكن القضية هي
قضية مصطلحات؛ فمالك يتكلم عن المجتمع الإسلامي الموجود وأنه يحتاج إلى
رفعه إلى مستوى الحضارة حتى يستأنف دوره - وطبعا لا يعني هنا الحضارة
الغربية وإنما الحضارة بتعريفه هو - وسيد يتكلم عن المجتمع الإسلامي المنشود
وأنه إذا وُجد فثَم الحضارة، والإسلام هو الوحيد الذي ينتج حضارة متكاملة، ولا
شك أن سيداً - رحمه الله - أنقى وأوضح تصوراً وفكراً، وهو ينظر إلى الحضارة
الغربية من علٍ؛ لأنه المسلم المتميز بعقيدته وتصوراته، ولكن مالكاً هنا يبحث في
التفاصيل والجزئيات، وكيف يركبها لينتقل بالمسلم من حالة التخلف والركود إلى
حالة (الإقلاع) للدخول في دورة الحضارة مرة ثانية، وسيد يرى استيراد النظريات
العلمية (مجردة) ومالك يقول: هذه الأشياء المستوردة هي نتاج حضارة وثقافة،
هذه الأشياء صنعها علم النفس وعلم الاجتماع أيضاً، ولذلك سواء استوردناها أو
صنعناها لابد أن تكون هناك ثقافة تحيط بها حتى تضعها في مكانها المناسب،
وحتى لا تتحول إلى (تكديس) وهذه الثقافة هي الثقافة الإسلامية ..
إن ظاهرة انصراف بعض الناس عن فكر معين - بسبب كلمة تقال من عالم
مشهور - ليست جديدة ولا غريبة، فعندما ترجم أحد العلماء للمؤرخ ابن خلدون؛
تكلم فيه وانتقد عليه بعض التصرفات الشخصية عنده، فكان ذلك من أسباب
إعراض الناس عن (المقدمة) التي تعتبر أعظم ما أنتجه المسلمون في علم الاجتماع
وفن النقد التاريخي، ولمالك إيجابيات كثيرة سنتكلم عنها إن شاء الله، وله أخطاء،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/338)
ولابد من عرض كليهما حتى يتبين وجه الصواب لمن أراده، وهو واضح جلي
والحمد لله.
نبذة عن حياته:
وُلد مالك بن نبي في مدينة قسنطينة في الجزائر عام 1905، ونشأ في أسرة
فقيرة؛ لأن جده لأبيه هاجر إلى طرابُلس الغرب احتجاجاً على الاستعمار الفرنسي
وحمل معه كل أملاك العائلة، هذا الميلاد جعله يتصل بالماضي عن طريق من بقي
حياً من شهوده [3].
انتقل والده إلى (تبسة) فعاش فيها طفولته وكانت هذه المدينة الصغيرة بعيدة
نوعاً ما عن (الحضور الفرنسي) وذلك لاحتكاكها بالقبائل المجاورة؛ فحفظها الطابع
البدوي عن الاختلاط مع الفرنسيين، وفي (تبسة) كان يدرس في الصباح العربية
والقرآن ثم يذهب في الساعة الثامنة إلى المدرسة الحكومية الفرنسية، وفي المرحلة
التكميلية كان يتابع دروس العربية والدين، وكانت المدرسة الفرنسية تشجعه على
المطالعة عن طريق إعارة الكتب.
تعرَّف على تلاميذ ابن باديس من الشباب، وشعر أنه - وإياهم - على خط
فكري واحد، وكان يقرأ (الشهاب) و (المنتقد) قبلها ولكنه لم يتصل بالشيخ ابن
باديس ولا تتلمذ عليه، وفي (تبسة) حيث تعيش أسرته لم يتتلمذ أو يؤيد تأييداً قوياً
الشيخ العربي التبسي، وكأن هناك حاجزاً نفسياً بينه وبين المشايخ، ويعترف بعد
ربع قرن: (حينما تفحصت شعوري حول هذا الموضوع تبين لي أن السبب يكمن
في مجموعة من الأحكام الاجتماعية المسبقة، وفي تنشئة غير كافية في الروح
الإسلامي) [4]، ويتابع الحديث عن الأسباب الاجتماعية: (فأحكامي المسبقة ربما
أورثتنيها طفولتي في عائلة فقيرة في قسنطينة، زرعت لاشعورياً في نفسي نوعاً
من الغيرة والحسد حيال العائلات الكبيرة التي كان الشيخ العربي ينتمي إلى واحدة
منها) [5]، وكنت أعتقد أنني أقرب إلى الإسلام بالبقاء قريباً من البدوي أكثر من
البلدي الرجل الذي يحيط به وسط متحضر، وكان الشيخ العقبي يبدو في ناظري
بدوياً، بينما يبدو الشيخ ابن باديس بلدياً [6]، فقد تبين لنا أسباب جفائه لزعماء
جمعية العلماء وهو شاب، أما عندما نضج فكرياً فسيكون له موقف مبني على أسس
عنده سنتكلم عنها إن شاء الله.
بعد الانتهاء من الثانوية عمل متطوعاً في محكمة (تبسة) وهناك تعرف - من
خلال تجوال أعضاء المحكمة في الريف - على رجل الفطرة الذي يستضيف
أعضاء المحكمة رغم أنهم حكموا عليه بالضرائب والغرامات، ثم عمل موظفاً في
محكمة (أفلو) التي تقع جنوب وهران في غرب الجزائر، وهناك أيضاً تعرف على
الكرم العربي والفطرة الصادقة: (فالناس في المدن لا يستطيعون فهم هذه العقلية أو
ذاك النبل في عروق البدوي) [7]، وتعرف على فضائل الشعب الجزائري قبل أن
يفسده الاستعمار، ثم انتقل للعمل في محكمة (شاتودان) ولم يطق معاملة موظفيها؛
فاستقال وتوجه إلى فرنسا وذلك عام 1930م في محاولة للانتساب إلى معهد
الدراسات الشرقية، ولكن طلبه رُفض؛ لأن الدخول لهذا المعهد - كما يقول هو -
لا يخضع لمقياس علمي وإنما لمقياس سياسي.
انتسب إلى مدرسة اللاسلكي ودرس الكهرباء والميكانيكا، وهذه الدراسة
أعطته بُعداً آخر يقول عنها: (فتح لي عالم جديد يخضع فيه كل شيء إلى المقياس
الدقيق للكم والكيف، ويتسم فيه الفرد-أول ما يتسم-بمَيزات الضبط والملاحظة) [8]
ولكن دخوله مع العمل الطلابي المغربى وتعرفه على صديقه (حمودة بن
الساعي) بدأ يغير من اتجاهه العلمي إلى التعمق في الدراسات الاجتماعية.
تخرج مهندساً كهربائياً عام 1935 وبدأ رحلة شاقة في البحث عن عمل في
البلاد العربية وغيرها، وكانت الأبواب توصد في وجهه دائماً وسبب ذلك في
رأيه هو أنه أراد تمزيق شبكة الاستعمار ولم يدرِ أن سمك القرلق (الاستعمار) كان
له بالمرصاد.
زار الجزائر في هذه الفترة، ولاحظ وقوع الناس في حُمى الانتخابات والدجل
السياسي بعد المؤتمر الجزائري.
عاد إلى فرنسا في مطلع الحرب العالمية الثانية مودعاً الجزائر بهذه العبارة:
(يا أرضاً عقوقاً! تطعمين الأجنبي وتتركين أبناءك للجوع، إنني لن
أعود إليك إن لم تصبحي حرة!)، وبقي في فرنسا حتى عام 1956 أصدر فيها
باللغة الفرنسية: (الظاهرة القرآنية)، (شروط النهضة)، (وجهة العالم الإسلامي)،
(الفكرة الإفريقية الآسيوية).
زار مصر عام 1956 وبقي فيها حتى عام 1963، وكان له في مصر تلاميذ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/339)
وأصدقاء، وزار خلالها سورية ولبنان ألقى فيها المحاضرات حول موضوع
(مشكلات الحضارة)، وفي القاهرة أصدر: (حديث في البناء الجديد)، (مشكلة
الثقافة)، في مهب المعركة، (تأملات في المجتمع العربي).
عاد إلى الجزائر عام 1963 حيث عُين مديراً عاماً للتعليم العالي وأصدر في
الجزائر: (آفاق جزائرية)، (يوميات شاهد للقرن)، (مشكلة الأفكار في العالم
الإسلامي)، (المسلم في عالم الاقتصاد).
استقال من منصبه عام 1967 وتفرغ للعمل الفكري.
توفي في 31/ 10/1973 في الجزائر - رحمه الله وغفر له -.
شخصيته:
يجتمع في مالك بن نبي خطان رافقاه طوال حياته، فهو شخصية عاطفية،
خيالية أحياناً، يفكر بأحلام الفلاسفة ويهيم بالتجريد. يقول عن نفسه: (أنا شديد
التأثر بالحدث، وأتلقى صدمته بكل مجامعي وبانفعالية تستطيع أن تنتزع مني دموع
الحزن حين يثير الحدث الحبور من حيث المبدأ) [9] وقد بكى عندما اندحر الجيش
الفرنسى أمام ألمانيا عام 1940 مع أنه يكره الاستعمار الفرنسى، ويعلق هو على
هذا التصرف: (رأيت في ذاتي عنصراً آخر كشف كل التعقيد في ضمير مسلم) [10]
ولم يوضح ما هو هذا العنصر الآخر ولكن يبدو لي أنه عدم التوازن بين القيم
الأخلاقية وأيها يصلح لتطبيقه على الحدث، وعندما سمع حديث والدته وذكرياتها
عن الحج لم يستطع حبس دموعه فكان يتظاهر بالعطش ليخرج إلى الشرفة فيطلق
العنان للدمع [11].
هذه العاطفة أنتجت له شخصية حالمة أحياناً، فعندما يسمع ويقرأ عن شاعر
مثل (طاغور) تتفتح أمامه الأحلام عن الشرق وأن الإنقاذ ربما يأتي من روحانية
الهند كما يسميها، وعندما يسمع بأنباء الخلاف بين الملك عبد العزيز آل سعود
وإمام اليمن يكتب رسالة إلى سفارة اليابان يدعو حكومتها للتدخل باسم التضامن
الآسيوي لمساعدة ابن سعود حتى لا تتمزق الجزيرة العربية، وطبعاً لم يستجب
(الميكادو) لطلبه!
وفي الجانب الآخر نجد شخصية مالك الناقد المحلل الذي يمتلك القدرة الفائقة
على النفاذ لأعماق المشكلة وبيان أسبابها، من خلال النظرة العلمية الصارمة، ومن
خلال اطلاع واسع على الثقافة الغربية وكيف تنشأ الحضارات مع معرفة بواقع
المجتمعات الإسلامية من خلال معرفته الشخصية بالمجتمع الجزائري، وهو في
مقارناته وتحليلاته يشبه سلفه المغربي المؤرخ ابن خلدون، حيث تلتقط الذاكرة كل
جزئية وكل حادثة ثم يبدأ التحليل والمقارنة ثم يخرج بالنتائج التي يرتضيها، يقول
عن سكان (أفلو) عندما عمل عندهم كمساعد في المحكمة:
(فملكية الإنسان لأرض ما تخلق في نفسه غرائز اجتماعية قد سلم منها
الراعي، ففي دعوى أمام القضاء في (تبسة) يستطيع كل فريق أن يقدم عشرة شهود
زور بالمجان، وشهود كل واحد من الطرفين سيحلفان أنهما يقولان الحقيقة، أما في
(أفلو) فقد لاحظت الرجل يرفض غالباً أن يحلف ولو كان ذلك لدعم حقه
الواضح) [12].
وعندما أراد القيام بعمل علمي مشترك مع صديقه (ابن الساعي) فشلت
المحاولة؛ فعلق قائلاً: (ولم أكن أعلم أن العمل الجماعي بما يفرض من تبعات إنما
هو من المقومات التي فقدها المجتمع الإسلامي ثم لم يسترجعها بعد خصوصاً بين
مثقفيه) [13].
هذان الخطان استمرا في حياة ابن نبي، فالعاطفة التي تجمح إلى الخيال
أحياناً جعلته يعقد في الخمسينات آمالاً كباراً على مؤتمر باندونغ وظن أنه سيحل
مشكلة العالم الثالث، ومن رفات (غاندي) سينطلق يوماً انتصار اللاعنف ونشيد
السلم العالمى [14]. كما استمر النقد التحليلى المجتمع الإسلامي ومواطن الضعف
فيه فتكلم عن الذين يظنون أن الإصلاح يبدأ من (علم الكلام) كالشيخ محمد عبده،
يقول: (إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم على وجود الله بقدر ما هي في أن
نشعره بوجوده ونملأ به نفسه) [15].
ويكتشف مالك جرثومة المرض، فالذين تركوا الطواف حول القبور وأخذ
البركات من الدرويش لم يستطيعوا الاستمرار فتحولوا إلى الطواف حول وثن جديد
وهو وثن الأحزاب السياسية والانتخابات [16]، ولأن العمائم أسلمت القيادة إلى
(المطربشين)؛ لأن العلماء لم يكونوا على جانب من الخبرة بوسائل الاستعمار في
مجال الصراع الفكري حتى يفطنوا إلى هذا الانحراف (الغوغائية السياسية).
العوامل المؤثرة في ثقافته:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/340)
1 - وُلد مالك بن نبي في عصر سمع فيه من جدته لأمه قصص الاحتلال
الفرنسي للجزائر، وعاش مأساة بلد يخطط الاستعمار لشل فاعليته، ومن ثم
لتحويله إلى فريسة سهلة الالتهام، عاشها مالك يوماً بيوم في المدرسة الفرنسية حيث
لا يسمح (لابن البلد) إكمال الدراسة الثانوية التي تؤهله للدراسات الجامعية،
وعاشها في تحول المجتمع عن فطرته وكيف ساد الصعاليك بمعونة الإدارة الفرنسية،
وكيف أصبحت العائلات العريقة فقيرة، ذليلة بسبب الاستيلاء على أراضيها،
وكان اليهود هم الواسطة لانتقال الملكية من أبناء البلاد إلى أبناء المستعمر؛
فاليهودي دائماً كان يقرض بفائدة 60%، وعندما درس في فرنسا وعاش مع الجالية
الجزائرية رأى الاستعمار من زواياه المختلفة، وشعر بخبث الأساليب التي يقوم بها
لتمزيق العالم الإسلامي.
2 - القراءات الغزيرة المتنوعة، فقد بدأ بالقراءة منذ أن كان صغيراً في
الابتدائية، وقرأ كتب علم النفس والاجتماع وهو لا يزال في المرحلة الثانوية،
وكان يقرأ كل الصحف التي تصل إلى قسنطينة أو تبسة، ولا شك أن هذا الاطلاع
الواسع على الثقافة الغربية هو في جانب منه على حساب الثقافة الإسلامية وكان له
أثر عليه أيضاً، فكثرة قراءاته لأعمال الفلاسفة جعلته يعتبر عصر الفارابي عند
المسلمين هو عصر خلق الأفكار مع أن الفارابى وأمثاله لم يقدموا شيئاً يذكر
للحضارة الإسلامية، وكانت نغمة (الإنسانية) و (العالمية) سائدة عند الفلاسفة
الغربيين، ونجد مالك يكررها فيتكلم عن حضارة اليوم التي تسير نحو الشمول
والعالمية [17] ويستعمل أحياناً عباراتهم التي هي نتيجة انفصام عندهم بين الدين
والعلم مثل قوله: (إن الطبيعة توجد النوع ... ) [18] أو وهبته الطبيعة.
3 - ثقافته الإسلامية: يعترف مالك بأن الذي كان يرده عن الغلو في هذا
الاتجاه (القراءات الكثيرة للفكر الغربي) هو ما كان يتلقاه من دروس في التوحيد
والفقه، وقراءاته للكتب التي تأتي من المشرق العربي مثل: (الإفلاس المعنوي
للسياسة الغربية في الشرق) لأحمد رضا، و (رسالة التوحيد) للشيخ محمد عبده،
و (طبائع الاستبداد) للكواكبي، والمجلات الإسلامية الجزائرية مثل (الشهاب) التي
يصدرها الشيخ ابن باديس، ولا شك أن ثقافته الشرعية ضعيفة ولكن عنده اطلاع
على التاريخ الإسلامي وقدرة على فهم الآيات والأحاديث التي تتعلق بسنة التغيير
الاجتماعى وبسبب عمق تفكيره وتحرُّقه على العالم الإسلامي كان يرى أن بذرة
عودة الوعي للأمة الإسلامية هي في حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي
يعتبرها امتداداً لما قام به ابن تيمية في التجديد، ولنفس السبب أيد جمعية العلماء
في الجزائر وكان يعقد الأمل عليهم في الاصلاح وإن اختلف معهم بعدئذ، ولبُعده
عن المشرق ولضعف ثقافته الشرعية كان يمجّد جمال الدين الأفغاني وتلميذه محمد
عبده ويرى أن الأول هو مصلح الشرق؛ فثقافته الإسلامية خليط من آراء مدرسة
الأفغاني ومحمد عبده ومن فهمه لآيات القرآن وسنن التغيير، وأنه لابد من الرجوع
إلى طريقة القرآن والسنة في رفع الناس إلى مستوى الروح كما يعبر هو، والحقيقة
أنه يجمع أشياء متناقضة وإن بدت منسجمة بالنسبة له.
4 - ومن المؤثرات الواضحة في شخصيته ما عاناه من الفقر الشديد في
طفولته، وحياة النَّصَب والتعب التي عاشها في شبابه بحثاً عن العمل، سواء في
الجزائر أو فرنسا، فقد عمل بعد تخرجه من الثانوية في مصنع للأسمنت في مدينة
(ليون) بفرنسا، فكان يحمل الأكياس على ظهره، ومرة باع بعض ملابسه حتى
يوفر وجبة غداء، وبعد تخرجه من الهندسة طرق أبواب العمل في الدول العربية
والإسلامية ولكن دون جدوى.
هذه الأوضاع النفسية جعلته يكره - وهو صغير - الدور المترفة التي كانت
تفضح أمام ناظريه بؤس أقاربه، وأحكامه المسبقة كانت بسبب العيش في عائلة
فقيرة زرعت لاشعورياً في نفسه من الغيرة والحسد حيال العائلات الكبيرة [19]،
وكان يعجبه مطالعة صحيفة (الإقدام) التي يصدرها الأمير خالد الجزائري والتي
كانت تركز على موضوع الفلاح الجزائري وبؤسه.
هذا ما يفسر لنا ميله للدول التي بدأت بتطبيق الاشتراكية كالجمهورية
العربية المتحدة [20] والجزائر بعد استقلالها [21]، وبتأثير من هذه الدول كان يظن
أن الاتحاد السوفييتي ليس عنده مُناخ استعماري وهو صديق للشعوب!
-يتبع-
________________________
(1) مالك بن نبي: في مهب المعركة، تقديم محمود محمد شاكر، 3.
(2) سيد قطب: معالم في الطريق، 117.
(3) مالك بن نبي: مذكرات شاهد للقرن، 15.
(4) مالك بن نبي: مذكرات شاهد للقرن، 131.
(5) المصدر السابق، 131.
(6) المصدر السابق، 132.
(7) المصدر السابق، 174.
(8) مالك بن نبي: مذكرات شاهد للقرن، 219.
(9) مذكرات شاهد للقرن، 137.
(10) المصدر السابق، صدق مالك في تحليله هذا؛ فقد سمعت من أحد الإخوة العاملين في حقل
الدعوة الإسلامية أنه بكى عندما سمع بنبأ هلاك عبد الناصر مع أنه يكرهه كرهاً شديداً!.
(11) المصدر السابق، 291.
(12) مذكرات شاهد للقرن، 176.
(13) المصدر السابق، 235.
(14) في مهب المعركة، 87.
(15) وجهة العالم الإسلامي، 55.
(16) شروط النهضة، 34.
(17) في مهب المعركة، 33.
(18) ميلاد مجتمع، 16.
(19) مذكرات شاهد للقرن، 131.
(20) ميلاد مجتمع، 48.
(21) بين الرشاد والتيه، 24.
((مجلة البيان ـ العدد [14] صـ 21 صفر 1409 ـ أكتوبر 1988))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/341)
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[10 - 11 - 04, 09:38 م]ـ
نقد
قراءة في فكر مالك بن نبي
-2 -
محمد العبدة
مشكلة الحضارة:
ينطلق فكر ابن نبي من سؤال لا يزال يلح على المسلمين منذ أن صدموا
بالحضارة الغربية وهى تطرق الأبواب وتدخل من كل المنافذ، وكان السؤال: ما
هي أسباب تقهقر المسلمين؟ وما هي شروط النهضة ليستعيد المسلمون دورهم
وفاعليتهم المفقودة وليكونوا شهداء على الناس؟. وكانت الإجابة عن هذا السؤال
هي محور كتابات وأقوال الذين تصدوا لحركة الإصلاح والنهوض بالأمة على
اختلافهم في القرب أو البعد عن الصواب. بل إن كثيراً منهم كانوا (لا يعالجون
المرض بقدر ما يعالجون أعراضه) [1]، وأما الإجابة المتبادرة: (لابد من العودة
للدين) فهي وإن كانت صحيحة بلا شك ولكنها بحاجة إلى تفاصيل، فعندما ندخل
في عمق الموضوع ونبدأ بالعمل سنجد أن هذا المسلم المقتنع بهذا الجواب يحمل بين
جنتبيه أمراضاً اجتماعية وفكرية ونفسية تعيقه عن فهم الكتاب والسنة فهماً صحيحاً،
ليتحول هذا الفهم إلى فعالية للتغيير، وهذه الأمراض كانت نتيجة تراكم عصور
من الابتعاد عن العلم النافع والعمل المثمر، فالأمة الإسلامية (كالفارس الذي أفلت
الركاب من قدميه ولم يسترده بعد، فهو يحاول أن يستعيد توازنه) [2].
كيف نصوغ عقل هذا المسلم مرة أخرى حتى يعود إلى فعاليته؟ من هنا
ينطلق ابن نبي ليقول: (إن مشكلة كل شعب هي في جوهرها مشكلة حضارية،
ولا يمكن لشعب أن يفهم أو يحل مشكلته ما لم يرتفع بفكرته إلى الأحداث الإنسانية،
ما لم يتعمق في فهم العوامل التي تبني الحضارات أو تهدمها) [3]. فالمسلم الآن
لا يعيش حالة (حضارة) وإنما هو من بقايا حضارة وهي الحضارة الإسلامية طبعاً،
ولابد من إدخاله مرة ثانية في دورتها، فالإنسان السابق على الحضارة (العربي قبل
البعثة مثلاً) هو مثل جُزَيء الماء قبل وصوله إلى خزان ينتج الكهرباء، فهذا
الجزيء منطو على طاقة مذخورة، قابل لتأدية عمل نافع، ولكن هذا الجزيء يفقد
طاقته بعد أن استنفذها في إنتاج الكهرباء، وإذا أردنا أن نعيد له قوته علينا أن
نرفعه مرة ثانية إلى مكان عال، أو أن يتبخر ثم يتكثف ليعود جزءاً من طاقة مائية
تقع قبل خزان معين) [4].
ورفع المسلم إلى هذا المكان السامق لا يتم إلا بشحنة إيمانية عالية وأخلاق
كأخلاق الصحابة، ولا يتم هذا إلا (بتوتر روحي) حسب تعبير مالك.
ماذا يقصد بالحضارة؟
(هي: مجموع الشروط الأخلاقية والمادية، التي تتيح لمجتمع معين أن يقدم
لكل فرد من أفراده - في كل طور من أطواره -وجوده منذ الطفولة إلى الشيخوخة
المساعدة الضرورية) [5]، أو: (هي: إنتاج فكرة حية تطبع على مجتمع الدفعة
التي تجعله يدخل التاريخ) [6]، (هي ليست كل شكل من أشكال التنظيم للحياة
البشرية في أي مجتمع كان، ولكنها شكل نوعي خاص بالمجتمعات النامية واستعداد
هذه المجتمعات لأداء وظيفة معينة) [7]، وهي جوهر الوجود للمجتمع، وعكسها
هو: الهمجية والعودة إلى البدائية المترحلة [8]، فالعرب انتقلوا بالإسلام إلى
حضارة، والشعوب الأخرى انتقلت بعقيدة من العقائد إلى حضارة، فهي قدرٌ
محتوم لمجتمع يتحرك لبناء نفسه ولأهداف معينة.
أما العوامل التي تشكل الحضارة؛ فقد صاغها على شكل المعادلة التالية:
ناتج حضاري = إنسان + تراب + وقت. ولكن هذه المعادلة لابد لها من
مُركّب أو مفاعل، وهذا المركب هو (الدين) سواء كان ديناً حقاً كالإسلام، أو بقايا
دين أو عقيدة تبلغ عند أصحابها مبلغ الدين في الحماسة لها والتضحية في سبيلها.
(لكي نقيم حضارة لا يكون ذلك بأن نكدس المنتجات، وإنما بأن نحل هذه
المشكلات الثلاث من أساسها) [9]، فالحضارة لا تستورد ولا تفصل لكل أمة على
مقاسها، وهي التي تلد منتجاتها وليس العكس.
من هذه التعاريف يتبين لنا أن: ابن نبي له تعريفه الخاص للحضارة، فهي
شكل راق من الحياة الأخلاقية والمادية، وهناك حضارة إسلامية، حضارة غربية
... إلخ.
وحسب تعريفه هذا: فإن الصين الحديثة أقلعت باتجاه حضارة، فقد اجتمع
لها الحماس للفكر واستخدام التراب والوقت، وقبْلها اليابان وروسيا ... ورغم أهمية
هذه المعادلة بالنسبة للعالم الإسلامي الذي لم يقلع بعد. ورغم نقد أبن نبي للحضارة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/342)
الغربية المادية وجشعها، فإن رائحة المادية تفوح من هذه التعاريف، فروسيا أقامت
نهضتها الصناعية بعد أن قتلت وشردت الملايين، وقُل مثل ذلك في الصين، فهل
المهم هو استغلال الوقت والتراب ولو على حساب الإنسانية؟! وأما العنصر
الأخلاقي أو الروحي ( Ethes) أو ما أسماه (الفكرة الدينية) التي يكون أصلها من
السماء، فقد استوحاها من (كسرلنج) الذي يقول: (وكان أعظم ارتكاز حضارة
أوربا على روحها الدينية).
ويعرف الروح الدينية: (ولست أعني بالروح ذلك الشيء الدال على منطق
أو عقل أو مبادئ مجردة، وإنما هو بصفة عامة: ذلك الشعور القوي في الإنسان،
والذي تصدر عنه مخترعاته وتصوراته وتبليغه لرسالته، وقدرته الخفية على
إدراك الأشياء) [10].
فهذا المفكر يعتبر أن (الروح المسيحية) و (مبدأها الخلقي) هما القاعدتان
اللتان شيدت عليهما أوربا سيادتها التاريخية، وجاء مالك وأخذ عنه هذه الفكرة
ووضعها قاعدة عامة لكل الحضارات، وأخذ عنه أيضاً وعن (شبنجلر) تقسيمه
لدورة الحضارة إلى المراحل الثلاث: روحية، وعقلية، وغرائزية، وإن كان ابن
خلدون قبلهم قد قال بمثل هذا ولكنه تكلم على الدول ولم يتكلم عن الحضارات،
ومقولة: (أنه لا توجد حضارة إلا وللدين أثر فيها) صحيحة من حيث الجملة، وقد
قال بها ابن تيمية أيضاً [11]، ولكن يبقى الإشكال هو: وضع الإسلام موضع
المساواة مع أي فكرة دينية واعتباره شعلة أخلاقية تصلح لتركيب المعادلة، هنا
موضع الخطورة والنقص، فالمفكر (كسرلنج) عندما يتكلم عن النصرانية يتكلم عنها
كجزء من الأجزاء المكونة للحضارة الغربية، ولكن الإسلام دين شامل وليس مبدأ
أخلاقياً فحسب، وقاعدته الأساسية هي التوحيد الذي ينبني عليه الأخلاق والآداب
والتشريعات ... وما يعتبر فناً رائعاً عند من يكتب عن الحضارات يعتبر حراماً في
الإسلام.
والواقع أن ابن نبي غير واضح في هذه المسألة، فنراه واعياً لمسألة الشمولية
عندما يعتبر العصر الراشدي هو النموذج دائماً وتعاطفه وتأييده للحركات الإسلامية،
مثل: حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وحركة جمعية العلماء في الجزائر،
وربما يكون ضعفه في العلوم الشرعية هو الذي جعله يقع في أخطاء توحي بعدم
الشمولية، وخاصة في موضوع تطبيق الشريعة الإسلامية.
ومع ذلك فإن طرحه لمشكلة الحضارة بمعناها الواسع هو من الأهمية بمكان،
ولذلك سنمضي معه في وقفته الطويلة عند هذا الموضوع.
إن ارتفاع المسلم إلى مستوى (حضارة) (فيتعلم كيف يعيش في جماعة،
ويدرك في الوقت ذاته الأهمية الرئيسية لشبكة العلاقات الاجتماعية) [12]، ويتعلم
كيف يكون لبنة في (البنيان المرصوص)، هذا الارتفاع لابد منه وهو المطلوب
الآن، بينما نرى في الواقع أن المسلم الذي لا ينقصه الإخلاص لا يستطيع مجابهة
مشاكله وكيف يحلها، لأنه تعلم وأخذ شهادات مدرسية ولكنه لم يتثقف، ولم يتشرب
من بيئته في المنزل والمدرسة كيف يكون فعّالاً، وكيف يقوم بأعمال مشتركة مع
الآخرين، والإسلام عندما رفع العرب إلى مستوى (حضارة) عدّل من طباعهم حتى
تكون وسطاً، ووضعهم بين حدّي الوعد والوعيد، وعدل من غرائز الإنسان ولم
يكبتها (حرّم الزنا وشجع الزواج)؟، وهكذا دخل العربي وغير العربي في حضارة
الإسلام، وأصبحت شخصية المسلم شخصية سوية ليس فيها عُقد نفسية أو اجتماعية،
وعندما عُزل خالد بن الوليد- رضي الله عنه- عن قيادة الجيوش في الشام لم
يُحدث عزله أي مشكلة، ولو حصلت هذه الحادثة بعد بضعة عقود من السنين
لزلزلت الأرض.
والمسلم الذي هو (خارج من حضارة) -كما يعبر مالك بن نبي- يتصرف
بأنانية مفرطة، قد تضخمت عنده (الأنا)؛ فلا يرى إلا نفسه ولا يهتم إلا بمصلحته
الخاصة، ولا يستطيع أن يقوم بعمل تعاوني مع غيره، وإذا ذهبت إلى منزل هذا
المسلم (الطيب) ستجد آثار تضييع المال ودون قصد منه في كثير من الأحيان،
فأولاده يحطمون كل شيء، وبقايا الطعام تتناثر فوق السجاد الفاخر، والأم الجاهلة
تنظر إليهم وكأن شيئاً لم يكن، ولأنه لم يرتب أموره الاقتصادية تذهب أمواله إلى
أصحاب المصانع في الغرب والشرق لتكون عوناً لهم على المسلمين، مع أنه يعلم
أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- نهانا عن (إضاعة المال). وعندما أراد بلد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/343)
كأندونيسيا النهوض باقتصاده استدعى الخبير المشهور (شاخت)، ولكن خطط هذا
الخبير لم تنجح في أندونيسيا ونجحت في ألمانيا الغربية، والسبب هو: أن الشعب
الأندونيسي لم يرق بعد إلى مستوى (حضارة).
وعندما يتم استيراد الأجهزة الحديثة من أفضل ما أنتجته التقنية الغربية لا
يستفاد منها كثيراً في بلادنا، لأنه لا يوجد جو اجتماعي ثقافي يحيط بها ويحفظها،
فالنظم الاستبدادية جعلت العقول العلمية تهاجر إلى الغرب.
هذا ما يقصده مالك بن نبي عندما يبدأ ويعيد في موضوع الحضارة، وأن
المسلم لا يعيش ولا يتنفس الثقافة الملائمة له، وإنما يحمل أمراض بيئته المتخلفة
وهو لا يشعر، ونحن نوافقه من هذا الجانب، ولذلك سنبدأ بعرض بعض المعوقات
التي يراها مانعة من دخول المسلم في (بادرة حضارة) وتعرقل مساعيه للانطلاق
والنهوض:
القابلية للاستعمار:
عندما يستعرض مالك بن نبي التاريخ الإسلامي يقسمه إلى فترات ثلاث:
1 - الفترة الروحية التي دخل المسلمون فيها إلى حضارة إسلامية: وتبدأ
ببداية البعثة النبوية وتنتهي عند معركة صفين، وتتميز هذه الفترة (بأروع صور
الزهد والتقشف التي كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- مثلها الأعلى، كما تتميز
بالتضحية من قبل الصحابة مثل: أبي بكر وعثمان وعمر ... ) [13].
وفي هذه الفترة خضعت كل النوازع للإيمان، وغابت كل الأنانيات
والعصبيات، واندفع المسلم بكل طاقاته وإمكاناته، وكانت شبكة العلاقات
الاجتماعية على أقوى ما يتصوره إنسان، وبلغة علم النفس: فإن الفرد يكون في
أحسن ظروفه ويعيش التوازن الدقيق بين: الروح والعقل، أو بين: الروح والمادة.
2 - الفترة العقلية: وتمثل أوج ازدهارها المدنية الإسلامية كالفترة الأموية
والعباسية الأولى، وفيها تدون العلوم وتتأسس المدينة ويستبحر العمران- كما يعبر
ابن خلدون. (بيد أن العقل لا يملك سيطرة الروح على الغرائز، فتشرع في التمرد
بالتدريج) [14]، وتضعف قليلاً شبكة العلاقات الاجتماعية ولكن المجتمع يستمر
قوياً بالاندفاع الأول؛ حتى يصل لمرحلة تنتهي فيها قوة الاندفاع كمحرك استنفذ
آخر قطرة من وقوده، وتنتهي هذه الفترة بانتهاء عصر دولة الموحدين في المغرب.
3 - مرحلة الغرائز التي تستمر حتى بداية هذا القرن: حيث يحاول العالم
الإسلامي النهوض، وفي هذه الفترة تتغلب الغرائز الفردية والتفكك الاجتماعي،
ويعيش المسلم على هامش التاريخ، والمجتمع مكوَّن من أفراد لا ينقصهم التدين في
كثير من الأحيان ولكنه تدين فردي، فهو يحاول إنقاذ نفسه في الآخرة، ولكن لم
يعد يملك التماسك الاجتماعي وتسخير ما خلق الله له لبناء حضارة، فهم أفراد من
بقايا حضارة يحملون بين جنوبهم ما يسميه مالك بن نبي (القابلية للاستعمار)،
فالمجتمعات الإسلامية المعاصرة لم تُستعمر إلا لوجود هذه القابلية لديها، وقد
يتعرض بلد من البلدان للاحتلال والغزو ولكنه يقاوم، أما الاستعمار فهو صفات
نفسية في المستَعمِر والمستعمَر، فهناك فرق بين الاستعمار والاحتلال، وقد
استعمرت بريطانيا بلداً كبيراً كالهند ولكن إقليماً صغيراً كإيرلندا الشمالية استعصى
عليها، وإن بلداً كاليمن لم يدخله الاستعمار ولكنه مصاب بنفس أمراض العالم
الإسلامي.
وقبل أن نمضي مع مالك بن نبي في تحليله للفترة الثالثة، لابد من إبداء
تحفظ على هذا التقسيم الحاد للتاريخ الإسلامي الذي يبدو فيه أقرب إلى عقلية
المهندس [15] منه إلى عقلية المؤرخ، فتركيزه على صِفِّين جعل حكمه قاسياً على
الفترة التي أعقبتها، بل وقع في أخطاء تاريخية وشرعية، والضعف العلمي الذي
غلب على الأمة الإسلامية إنما هو بعد القرن التاسع وليس بعد الموحدين مباشرة.
وقد عبر ابن خلدون عن هذه الحالة بنبرة الأسى والحزن: (وكأني بالمشرق قد
نزل به ما قد نزل بالمغرب ولكن على مقدار ونسبة عمران، وكأنما لسان السكون
ينادي في العالم بالنوم والخمول فأجاب) [16]، ومجيء دولة قوية كالدولة العثمانية
لم يغير من الناحية الحضارية شيئاً، حتى إذا جاء القرن الثاني عشر الهجري كانت
الأمة الإسلامية في غاية الضعف والتمزق. (وأصبحت دوافع الحياة فاترة، يعبر
عنها قول أحدهم عندما يسأل عن مهمة حياته: (نأكل القوت وننتظر
الموت) [17].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/344)
إن الأمراض الاجتماعية والنفسية التي يركز عليها مالك بن نبي ربما تظهر
لبادي الرأي أنها صغيرة وليست هي مشكلة المسلمين الرئيسية، والجواب على ذلك:
أننا حتى لو اعتبرناها صغيرة ولكنها مهمة جداً لأنها كحبات الرمل التي تستطيع
إيقاف آلة ضخمة.
الشلل الأخلاقي:
إن أخطر مرض أصاب المسلمين هو الانفصام بين النموذج القرآني والتطبيق
العملي، فقد انعدمت الدوافع الآلية التي حركت الرعيل الأول من الصحابة [18].
ويلخِّصها قول الفرزدق الشاعر للحسين بن علي -رضي الله عنه- واصفاً
أهل العراق: (قلوبهم معك وسيوفهم مع بني أمية)، وبدأ ضمير المسلم يتهرب من
الحقائق المنزلة (وحركة الخوارج والمعتزلة مثال على ذلك) [19]، ولكن هذا
المرض ازداد فشواً في مجتمع (ما بعد الموحدين)، فأصبح المسلم نتيجة لغروره لا
يحاسب نفسه، ولا يعترف بأخطائه، وأصبحت المعادلة: (بما أن الإسلام دين
كامل وبما أنه مسلم، فالنتيجة أنه كامل، وبذلك اختلت أي حركة عنده لزيادة الجهد
والتقدم) [20].
ونتيجة لهذا الخلل ضعفت الروابط الاجتماعية: (فعالم الأشخاص لا يتألف
ضمن منهج تربوي، يهتم بالأخلاق) [21]، وهذا التآلف مهم جداً، قال تعالى:
] لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ولَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ [؟
[الأنفال / 63]، ومبدأ المؤاخاة الذي قام بين المهاجرين والأنصار أصبح من
الخطابات السعيدة، والأخوَّة الإسلامية أصبحت كلاماً للزينة وشعور تحجر في
نطاق الأدبيات [22]، وهذا الضعف يقصد به المجتمع ككل ولا يقصد به كل فرد،
فلا يزال في الأمة (كأفراد) خير كثير، ولا يزال الناس في الريف أقرب للفطرة.
عدم الفعالية:
وكان من نتائج هذا الانفصام الأخلاقي: أن المسلم يحمل أفكاراً صحيحة
ولكنه لا يستطيع تطبيقها في دنيا الواقع، كفريسة تعرضت للشلل حتى يسهل
ابتلاعها، لأن البيئة التي تحيط به وتغذيه بثقافتها أصبح مثلها الأعلى هو الزهد
الأعجمي والصوفية أصحاب المرقعات، ولا يتمثلون بعمر بن الخطاب أو بعبد الله
بن المبارك أو الإمام مالك، (والمسلم في هذه الحالة إنما يغالط نفسه، فيهرب إلى
هذه التعلات الصوفية الكاذبة) [23]، وفي المقابل: نجد عند الغربيين أفكاراً قد لا
تثبت أمام النقد الموجه لها ولكنهم استخدموها إلى أقصى ما يستطيعون، مثل: فكرة
(التقدم)، والمسلم يحمل القرآن ولكنه لا يستفيد منه كثيراً في التخطيط لنهضة قادمة،
فعقلية ما بعد الموحدين تشله عن الإبداع، هناك خلل في طريقة تفكيره، فعندما
اكتشف ابن النفيس الدورة الدموية لم يستفد منها المجتمع الإسلامي لأنه لم يكن على
المستوى الثقافي الذي يحيط هذا الاختراع بالرعاية، والمشكلة: (أن مجتمع ما بعد
التحضر يسير إلى الخلف بعد أن انحرف عن طريق حضارته وانقطعت صلته
بها) [24].
أمثلة على هذا الخلل:
1 - ذهان السهولة (مرض السهولة): يميل المسلم في تقويمه للأشياء إما للغلو
فيها أو للحط من قيمتها، ويتمثل هذا في نوعين من الأمراض: فإما أن الأمور
سهلة جداً ولا تحتاج إلى تعب وكد فكر، والحل بسيط، وإما أن الأمور مستحيلة،
وأبرز مثال على مرض (السهولة): قضية فلسطين، فقد قيل: إن إخراج اليهود
سيتحقق بعد أشهر، ولو نفخنا عليهم نفخة واحدة لطاروا، ولكنهم في الحقيقة لم
يطيروا، (وهناك من يظن أنه بخطبة رنانة تحل مشاكل المسلمين، وبعضهم يكره
أن تدعوه إلى تفكير عميق في موضوع ما من الموضوعات لأنه يؤثر السهولة
ويكتفي بتفسير سطحي، وعندما تخطط السياسة طبقاً لمبدأ السهولة فإنها سوف
تجتذب إلى تيارها كثيراً من الناس ذوي النوايا الطيبة، الذين يقدرون الأشياء بناء
على سهولات الحاضر لا على صعوبات المستقبل) [25]
وأيسر طريق لأصحاب السياسات الانتهازية أن يستخدموا كلمات مثل:
الاستعمار والإمبريالية والوطنية؛ للتغرير بالشعوب، هذه الكلمات التي (تليق جداً
لتشحيم المنحدر حتى يكون الانزلاق عليه نحو السهولة ميسوراً جداً) [26].
2 - ذهان الاستحالة: وقد يحدث العكس، فيرى المسلم أن الأمور مستحيلة
ويقف أمامها عاجزاً، وهي في الحقيقة غير مستحيلة ولكن ربما يضخمها عمداً حتى
لا يتعب نفسه في الحل، أو أنه يشعر بضآلة نفسه وصغر همته فيحكم عليها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/345)
بالاستحالة، وقد مرت فترة كانت بعض الشعوب تنظر إلى صعوبة إخراج
المستعمر من بلادها [27]. وقد تجد اليوم بعض المسلمين الذين ينتظرون (معجزة
الرجل الوحيد) كأن يأتي صلاح الدين آخر ليوحد المسلمين من جديد، ويعتقدون
استحالة أية محاولة لاستئناف حياة إسلامية.
3 - طغيان الأشياء: عندما يكون مجتمع ما في حالة نهوض يجب أن يتحقق
الانسجام والتوازن بين هذه العوالم (الأشياء والأشخاص والأفكار)، ولكن الحقيقة أن
النزعة (الكمية) هي المسيطرة، (فلا يسأل المؤلف عن الموضوع الذي تناوله في
بحثه، وإنما يسأل عن عدد صفحات الكتاب، وقد يقع المؤلف نفسه في هذه النزعة
فيفتخر بأنه أخرج كتاباً من كذا صفحة) [28].
وعندما تريد إحدى المصالح الحكومية تجهيز مقرها: تزوده بعدد خيالي من
المكاتب، بحيث يتعذر توفير المكان اللازم لها، والموظف الكبير يجب أن يكون
في غرفته أربعة تلفونات وخمس أجهزة تكييف، ومشكلة التنمية تعالج بزيادة
الضرائب التي تشل جميع أوجه النشاط الفردي، وفي هذه الأجواء يظن الفرد أن
(التكديس) هو الحضارة، فيشتري منتجات الغرب بكميات أكثر مما يحتاج له،
(وإذا كان مجتمع ما قبل التحضر فقيراً في عالم الأشياء، فإن مجتمع ما بعد التحضر
مكتظ بالأشياء ولكنها خالية من الحياة) [29].
-يتبع-
________________________
(1) مالك بن نبي: شروط النهضة / 2 59.
(2) مالك بن نبي: مشكلة الأفكار / 217.
(3) شروط النهضة / 23.
(4) المصدر السابق / 106.
(5) آفاق جزائرية / 38.
(6) مشكلة الأفكار / 49.
(7) آفاق جزائرية / 77.
(8) فكرة الأفروآسيوية / 85.
(9) شروط النهضة / 66.
(10) شروط النهضة / 84.
(11) شروط النهضة / 84.
(12) انظر ما كُتب عن هذا الموضوع في العدد الأول من البيان / 116 12 - ميلاد مجتمع / 88.
(13) مشكلة الأفكار / 53.
(14) فهمي جدعان: أسس التقدم عند مفكري الإسلام / 414.
(15) الذي هو اختصاصه، فقد تخرج عام1935 مهندساً كهربائياً.
(16) مشكلة الأفكار / 43.
(17) تأملات / 40.
(18) مشكلة الأفكار / 214.
(19) وجهة العالم الإسلامي / 114.
(20) المصدر السابق / 77.
(21) مشكلة الثقافة / 60.
(22) وجهة العالم الإسلامي / 46.
(23) آفاق جزائرية / 23.
(24) مشكلة الأفكار / 43.
(25) الصراع الفكري في البلاد المستعمرة / 27.
(26) المصدر السابق / 27.
(27) وجهة العالم الإسلامي / 80.
(28) مشكلة الأفكار /102.
(29) مشكلة الأفكار / 44.
((مجلة البيان ـ العدد [15] صـ 30 ربيع الآخر 1409 ـ ديسمبر 1988))
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[10 - 11 - 04, 09:40 م]ـ
نقد
قراءة في فكر مالك بن نبي
-3 -
محمد العبدة
يرى مالك بن نبي أن من عوائق النهضة الحديثة الأمراض الاجتماعية
والفكرية التي أصابت المسلمين نتيجة عهود الضعف والانحطاط، وقد ذكرنا في
نهاية المقال السابق أمثلة على ذلك، ونتابع في هذا العدد بإذن الله آراء هذا المفكر
في تشخيص الداء.
طغيان عالم الأشخاص:
عندما يتعلق الناس بالأشخاص أكثر من تعلقهم بالمبدأ أو الفكرة فإنهم يرون أن
إنقاذهم من الحالة التي هم عليها بـ (البطل القادم) الذي ينتظرونه دون أن يقوموا
بجهد يذكر. فالخلاص لا يتم بتجمع أناس على مبدأ يدافعون عنه، ويتفانون فيه،
ويتقنون فن التعاون؛ بل بالرجل الذي يجمعهم ويوحدهم، وقد يطول انتظارهم وهم
يمنون أنفسهم بالأماني، وهكذا نسمع الخطباء لا يفتأون يذكرون (أين صلاح الدين)
أو (قم يا صلاح الدين)، فهم يريدون (صلاحاً) آخر ينقذهم، ولاشك إن (إجلال
رجل القدر) مثل إجلال (الشيء الوحيد) مرض منتشر في أرجاء العالم الإسلامي،
وهو أحياناً السبب في إفلاس فادح لسياسات عديدة [1] وقد لا يكون هناك رجل
القدر ولكن (رجل النحس) الذي نلقى عليه كل ضعفنا وفشلنا، وبدلاً من أن نتدبر
الأحداث، ونبحث بطريقة أعمق عن الأسباب الحقيقية لفشلنا يمكن بكل سهولة أن
نلصق التهمة بـ (رجل النحس). فعندما وقع انفصال سورية عن مصر عام
1961 قالوا: إن السبب هو رجل النحس (حيدر الكزبري) ولكن من الواضح أن
الانقلاب كان لابد واقعا في وجود الكزبري أو في غيابه، فجيم عوامل التشجيع
على هذا الانفصال كانت متوفرة، سواء من الأخطاء التي وقعت أو من عدم توفر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/346)
فكرة مضادة للانفصال [2]. وقد تتجسد الأفكار بأشخاص ليسوا أهلا لحملها
فتحسب كل أخطائهم وانحرافاتهم على المجتمع الإسلامي أو على الإسلام، وقد
تتجسد بأشخاص يحملونها ولكن إذا ماتوا انتهت هذه الأفكار بموتهم، أو فتر حماس
الأتباع، لقد مارس العالم الإسلامي، دور البطولة في كفاحه ضد الاستعمار عندما
بزغ في سمائه أبطال مثل عبد الكريم الخطابي، وعمر المختار، وعز الدين القسام ..
ولكن مشكلة المسلمين الأساسية لم تحل (لأن من طبيعة هذا الدور أنه لا يلتفت
إلى حل المشاكل التي مهدت للاستعمار وتغلغله داخل البلاد) [3] ولا يعني هذا
إنكار دور هؤلاء الأبطال، أو التقليل من شأنهم، ولكنها العودة إلى الأصل وهو
إنشاء تيار إسلامي قوي يتعلق بالمبدأ ويقوم بالجهد الجماعي، ولذلك جاءت الآية
القرآنية حاسمة في هذا الموضوع، إن الواجب على المسلمين قيادة الدعوة وحمل
الرسالة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم:] ومَا مُحَمَّدٌ إلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ
مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ [[آل عمران: 1144].
يركز مالك بن نبي في أكثر كتبه على هذا المرض، ويطالب المسلمين،
والشباب بشكل خاص، بأن يتحول للارتباط بالمنهج لا بشخص معين، لأن هذا
الشخص مثل الرأس الذي يقود عربات القطار، فإذا انحرف انحرف القطار كله،
وهذا الذي يثيره الأستاذ مالك صحيح بشكل عام ولكنه بالغ في تهميش دور
الأشخاص مع أنهم هم الذين يحملون الفكرة ويجسدونها عملياً حتى يقتنع الناس بها،
وكلامه فيه شيء من التجريد والمثالية، وهذا الإسلام، وهو حق صريح، إذا لم
يحمله أشخاص يتمثلونه ويثرونه بين الناس فلا ينتشر إلا قليلاً.
طغيان الأفكار:
إذا كان هناك طغيان في عالم الأشياء وعالم الأشخاص، فقد يصل الأمر إلى
طغيان في عالم الأفكار، فعندما يكون المجتمع في حالة مضطربة، فلا هر بداية
دخول الحضارة، ولا هو خارج تماماً عن الحضارة، في هذه الحالة قد يفقد المتعلم
تكيفه مع الوسط الاجتماعي، أو لا يستطيع أن يقوم بعمل مثمر يرضي ضميره،
عندئذ يلجأ إلى البحث في الأفكار المجردة النظرية التي لا تأخذ طريقها إلى التطبيق،
وبدل أن يتكلم عن معاناة الناس ومشاكلهم والتخطيط لمجتمع أفضل فهو يتكلم عن
الماضي الذي ليس له صلة بالحاضر، أو يفتعل معارك وهمية ليكون هو أحد
أبطالها، وتدفع المطابع كل يوم عشرات الكتب التي لا تمس الواقع المعاش بل هي
هروب مفتعل من الواقع، وقد تطغى الأمور النظرية على مدرس في الجامعة
فيتحدث عن تركيب الأدوية وعن النباتات ويجهد نفسه في وصف بعض النباتات
بدلاً من أن يمد يده من النافذة ويقطف واحدة منها ليقدمها إلى الطلبة حية نابضة،
ولكنه مع الأسف يبحث عنها في الكتاب، فهو كل شئ بالنسبة له [4].
وتد بملغ الخلل في عالم الأفكار، إلى درجة أن يعرقل المبادرات والجهود،
وهو ما يسميه مالك بن نبي (الأفكار الميتة) (فالبديهيات في التاريخ، كثيراً ما قامت
بدور سلبي كعوامل تعطيل مثل بديهية: الأرض مسطحة، فإنها حالت دون
اكتشاف أمريكا قروناً طويلة) [5]، والبوصلة التي ساعدت كولومبس على اكتشاف
أمريكا هي من اختراع المسلمين!، وقد كان من حكم الطب القديم أن الحرارة مثلاً
دواؤها الرطوبة ولا بأس بهذه الحكمة ما لم تكن قيداً يقيد الفكر فلو استسلم الطب
لحكمة كهذه مع صلاحيتها في بعض الظروف لما وجد (باستور) طريقاً لاكتشاف
العلاج النافع لداء (الكلب) مثلاً [6].
و لا شك أن هناك كثيراً من الأفكار خذلت أصحابها لأنها لا تحمل أصولاً
صحيحة، فكم أهدر من الوقت في جدل ومناقشات، وكم سودت من صفحات مبنية
على أحاديث موضوعة أو ضعيفة، وكم عاش المسلمون متأثرين بأفكار الصوفية
التي تدعو إلى البطالة والزهد غير المشروع حيث كان مثلهم الأعلى (المجاذيب).
الحق والواجب:
يميل الفرد بطبيعته إلى نيل حقه، وقد ينفر من القيام بواجبه، والأمة التي
تصاب بمرض (السهولة) وعاشت قروناً من التخلف، فإن من أهون الأشياء عليها
التي لا تكلفها كثيراً هو المطالبة بالحقوق، ونسيان الواجبات، فهي تشبه الكائن
(الأميبى) المتبطل، حتى إذا رأى فريسة هينة ابرز إليها ما يشبه اليد ليقنصها، ثم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/347)
يهضمها في هدوء وبقى هذا ا الكائن يأكل من حاجاته المتواضعة حتى إذا جاء
الاستعمار لم يدع له شيئاً فتحرك ضميره (أي معدته) فمد يده إلى فريسة وهمية
أطلق عليها لفظة (الحق) [7].
وكان هذا منشأ سياسة الدجل التي مارسها من يتقن هذه الأدوار، وللمطالبة
بالحقوق إغراء شديد فهي كالسم لا يجذب الذباب ويجتذب الانتفاعيين، بينما كلمة
الواجب لا تجتذب غير (النافعين) [8]، وعندما يستغلها الزعماء المهرجون لتجميع
الغوغاء من الشعب ويلعبون بمفتاح (الحقوق) فسيكون من الصعب أن يستخدموا
مفتاح الواجبات وتتحول الأمة إلى استجداء حقوقها من الأمم المتحدة ومجلس الأمن
والرأي العام العالمي ولكن ما من مجيب، لأن هذه الأصنام ما نصبت إلا لتخدير
الشعوب وتعليمها لغة الاستجداء.
وعلى الصعيد السياسي فإن كلمة الواجب توحد وتؤلف بينما كلمة الحق تفرق
وتمزق، وهكذا ما خرجت دولة من دول العالم الثالث من ربقة الاستعمار إلا
وتناحرت أحزابها على المطالبة بحق اقتسام الغنيمة، بدلاً من أن يتكلموا عن
الواجبات، وهذا ما حصل في الجزائر، واليمن الجنوبي، ونيجريا،
والكونغو … [9].
ومن الأمثلة التي ترويها ذاكرة الأستاذ مالك بن نبي حول هذا الموضوع:
(شاهدت خلال بعض المواقف السياسية في الجزائر جيلاً من السياسيين يقفون من
قضية مهمة بالنسبة للشعب الجزائري وهي قضية الأمية، يقفون منها موقفاً جديراً
بالملاحظة، فقد كتب هؤلاء السياسيون المقالات الطويلة لشرح هذا المرض
الاجتماعي الخطير، موضحين نتائجه المنكرة في حياة الفرد، وهم في هذا كله
يهاجمون الاستعمار في خطب ملتهبة بالحماس متقدة بالوطنية، وهكذا يستمرون في
خطبهم ومقالاتهم حتى تتقطع أنفاسهم عن الكلام، وتمر الأعوام تلو الأعوام
والمشكلة لا تجد في مجهوداتهم حلها، ذلك أنهم لم يدخلوا إلى المشكلة من طريق
حلها، لقد أصدرت الحكومة الفرنسية عام 1940 قوانين استثنائية قاسية حول
تنظيم التعليم في مختلف مراحله بالنسبة للطائفة اليهودية (مسايرة لألمانية الهتلرية)
وشعرت الطائفة بأن أطفالها قد أصبحوا مهددين بالأمية غير أنها لم تكتب مقالة
واحدة تستنكر هذا الإجراء، ولم يلق واحد منها محاضرة عن هذا الأمر، وإنما
اجتمعت النخبة فيها ودرست المشكلة لكي تحدد موقفها منها، وحددت موقفها بأن
يتطوع كل ذي علم بقدر ما عنده من العلم، وهكذا أصبح كل بيت من بيوت
المتعلمين مدرسة في ساعات معينة، ولا نستطيع أن نبرر هذا بتفوق اليهود المادي
أو العلمي لأننا لا نستطيع أن نفترض أن الدكتور أو الصيدلي أو المحامى اليهودي
أغزر علماً من زميله الجزائري، فالاختلاف هو في الموقف الاجتماعي إزاء مشكلة
معينة) [10].
مثال آخر يتذكره ابن نبي وهو يحلل هذه المشكلة: (وبدلا من أن تكون البلاد
(الجزائر) ورشة للعمل المثمر والقيام بالواجبات فإنها أصبحت منذ سنة1936 ,
سوقاً للانتخابات، وصارت كل منضدة في المقاهي منبرا تلقى منه الخطب
الانتخابية، وهكذا تحول الشعب إلى جماعة من المستمعين يصفقون لكل خطيب،
أو قطيع انتخابي يقاد إلى صناديق الاقتراع، وفى هذا اختلاس أي اختلاس للعقول
التي أشرفت على قطف ثمار نهضتها) [11].
وهذا المرض لا يزال مسيطراً على العقول، فكثيراً ما نسمع في قرية من
القرى أو حي من الأحياء المطالبة بحقهم في فتح طريق أو تنظيف شارع أو فتح
مدرسة، وكان بوسعهم أن يتعاونوا لإنجاز مثل هذا العمل. وكان الرسول صلى الله
عليه وسلم يعلم الناس القيام بالواجب عندما أعطى الذي جاء يطلب صدقة حبلا
وفأسا وأمره أن يحتطب ولا يتكفف أيدي الناس [12].
العقلية الذرية:
يقصد بهذا المصطلح أن بعض الناس (ينظر إلى الأحداث والوقائع مجزأة
منفصلة فردية، كأنما في مجموعها لا تكون حلقة من التاريخ وإنما كوماً من
الأحداث) [13].
وهذه العقلية موجودة في أوساط المسلمين بسبب بعدهم عن (الفعل الحضاري)
وبسبب التكوين الاجتماعي الذي ورثناه، ومن مظاهرها (أن جهودنا في كل مجال
لا تتسمم بالجهد المتواصل ولكن بالمحاولات المتتابعة، فما أن يبدأ نشاط ما حتى
يذهب فجأة كأنه وثبة برغوث أو كأنه مركب على صورة الخط المنقط الذي يمر من
نقطة إلى أخرى دون أن يصور شيئاً، ولنعتبر على سبيل المثال كم منذ نهاية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/348)
الحرب ظهرت مجلة في بلادنا ثم اختفت بنفس السرعة) [14].
ومن مظاهر هذه العقلية (العجز عن أن نعقد صلات بين الأفكار وعن
أن نعطي لمناقشة مشكلة ما حركة متصلة مطردة لا يحجل فيها الفكر من نقطة
إلى نقطة، بل يطرد دائماً من مقدمة إلى نتيجة) [15] (وإذا كان من الممكن
تجزئة المشكلة لتجزئة حلولها (فكل الطرق تؤدي إلى روما) ولكن الطريق عبر
المنهج هو أطول الطرق بلا شك، إن طريق الحضارة لا يمكن خطه بإقامة
مدرسة هنا ومصنع هناك وسدٍّ هنالك، أو بوضع سلة معدنية في جانب هذا
الشارع حيث لا أحد يفكر في إلقاء المهملات) [16].
ولو أننا تعودنا الربط والتعميم وتتبع الجزئيات من الكليات لما استغربنا تشابه
المشكلات الخارجية التي يواجهها العالم الإسلامي، فالعالم الذي نواجهه (الاستعمار)
لا تأتى فيه الأشياء عفواً وإنما كنتائج لخطط محكمة، فعندما تفشل بعثة علمية في
بلاد الغرب أو أحد أفراد هذه البعثة نفاجأ: كيف حصل هذا؟ [17].
ولو تتبعنا بعض الظواهر المحيرة في العالم الإسلامي لوجدنا أن المحرك لها
واحد، ولكن عقلية تجزئ الأشياء تجعلنا لا نشعر بالقاسم المشترك فيما بينها.
إن هذا النزوع نحو تجزئة مشكلة الحياة إلى ذرة ذرة، وهذا العجز عن
التعميم ليس من خواص الفكر المسلم كما يحاول أن يؤكده المستشرق الإنكليزي
(جب) (بل هو طراز للعقل الإنساني بعامة عندما يقصر عن بلوغ درجة معينة من
النضج، وإن التراث الثقافي الخطير الذي خلفته الحضارة الإسلامية يظل شاهدا
على ما كان يتصف به الفكر الإسلامي في عصوره الذهبية بالإحساس (بالقانون)
وهو يستلزم القدرة على التركيب، وأصول الفقه الإسلامي أكبر دليل على
ذلك) [18].
التعالم والحرفية في الثقافة:
عانت مجتمعاتنا في عصور الضعف مشكلة (الأمية) والجهل ولكنها عندما
حاولت النهوض أصيبت بمرض مستعص وهو (التعالم) أو الحرفية في التعلم وحمل
اللافتات العلمية (وإذا كنا ندرك بسهولة كيف نداوي المريض الأول، فإن مداواتنا
للمريض الثاني لا سبيل إليها لأن عقل هذا المريض لم يقتن العلم ليصيّره ضميرا
فعّالاً، بل ليجعله آلة للعيش، وسلماً يصعد به إلى (الوظيفة)، وهكذا يصبح العلم
عملة زائفة غير قابلة للصرف، وإن هذا النوع من الجهل لأدهى وأمر من الجهل
المطلق، فالجاهل هنا لا يقوّم الأشياء بمعانيها، ولا يفهم الكلمات بمراميها، وإنما
بحسب حروفها، وكلمة (لا) تساوي عنده (نعم) لو احتمل أن حروف الكلمتين
متساوية.
وكلام هذا المتعالم ليس (كتهتهة) الصبي فيها براءة وإنما (تهتهة) يتمثل فيها
شيخوخة وداء عضال، فهو الصبي المزمن) [19].
لقد تحولت اللافتات العلمية زينة تتصدر المجالس، وألقاباً للتفاخر ذلك أن
نزعة المديح والألقاب قد أسرتنا منذ عهود الانحطاط، فألقاب مؤلف أي كتاب لابد
أن تملأ نصف الصفحة الأولى على الأقل، فهو العالم العلامة والحبر الفهامة ...
ونظرة إلى الصحف الآن التي تعيش على المدح تكفى لنعلم كم نعيش تحت
أسر الكلمات الطنانة التي ليس لها معنى، وإنما هو الغرام الأحمق بمجرد الكلام،
(وفى هذا ضرر كبير على كيان الأمة لأنها تفقد حاسة تقدير الأمور على وجهها
الصحيح) [20]، ويصبح المثل الأعلى من هو أقدر على الكلام ولو لم يكن له أي
دور اجتماعي (وقضية الجهل لا تعالج بمجرد وضع البرامج التعليمية، بل يجب
أن يكون أولاً عملية تصفية نفسية، وبكلمة واحدة أن يكون التعليم بناء الشخصية
الجديدة) [21].
هذه نماذج لبعض الأمراض التي تعيق النهضة كما يراها مالك بن نبي، ولم
نتعهد الاستقصاء، وقد يقال هنا: كيف لا يذكر أصل الداء وهو بعد الناس عن فهم
العقيدة الإسلامية الصافية، عن فهم التوحيد كما جاءت به الرسل عليهم السلام،
وللجواب على هذا نقول:
إن مالك بن نبي كمفكر يهتم بشؤون النهضة والإصلاح ويشخص الأمراض
الاجتماعية التي أصابت العالم الإسلامي والتي تعيقه عن النهوض، فقد يكون المسلم
صاحب فهم سليم ولكن فيه هذه الأمراض، فهو يعالج هنا كالطبيب المتخصص.
2 - كان مالك بفطرته يعلم أن الرجوع إلى منهج خير القرون هو الصواب،
ولذلك انتقد منهج المدرسة الإصلاحية في إحيائها (لعلم الكلام) يقول منتقداً الشيخ
محمد عبده الذي (ظن كما ظن فيما بعد الدكتور محمد إقبال أن من الضروري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/349)
إصلاح علم الكلام بوضع فلسفة جديدة حتى يمكن تغيير النفس، بيد أن كلمة (علم
الكلام) ستصبح قدراً مسلطاً على حركة الإصلاح الذي حاد بها جزئيا عن
الطريق) [22].
(وعلم الكلام يمجد الجدال ويشوه المشكلة الإسلامية، ويفسد طبيعتها، حيث
يغير المبدأ السلفي في عقول المصلحين أنفسهم) [23].
3 - إن مالكًا كغيره من المفكرين وكثير من المسلمين يظنون أن العقيدة هي
الإيمان بالله ولا يفرقون بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، فقد يؤمن الإنسان
بوجود الله، ولكنه يعرض عن عبادته والخضوع لشرعه، والرسل دعت الأمم
لعبادة الله وحده، يوضح تصوره هذا قوله: (والمسلم - حتى ما بعد الموحدين -
لم يتخل مطلقا عن عقيدته، فلقد كان مؤمنا، ولكن عقيدته تجردت عن فاعليتها،
وإن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم على وجود الله بقدر ما هي أن نشعره
بوجوده ونملأ به نفسه) [24]. إن ضعفه في العلوم الشرعية جعله لا يتبين أهمية
فهم التوحيد فهما صحيحاً، وأن الخلط في هذا الموضوع هو أس البلاء.
________________________
(1) مالك بن نبي، مشكلة الأفكار /104.
(2) المصدر السابق /104.
(3) شروط النهضة /23.
(4) مشكلة الأفكار /106.
(5) تأملات /189.
(6) المصدر السابق /191.
(7) وجهة العالم الإسلامي /131.
(8) بين الرشاد والتيه /129.
(9) بين الرشاد والتيه /29.
(10) تأملات /140.
(11) شروط النهضة /48.
(12) معنى لحديث متفق عليه.
(13) الصراع الفكري /53.
(14) في مهب المعركة /154، 194.
(15) فكرة الأفرو آسيوية /79.
(16) المصدر السابق /80.
(17) الصراع الفكري /34.
(18) وجهة العالم الإسلامي /15.
(19) شروط النهضة /127.
(20) وجهة العالم الإسلامي /52.
(21) تأملات /191.
(22) وجه العالم الإسلامي /47.
(23) المصدر السابق /49.
(24) المصدر السابق /48.
((مجلة البيان ـ العدد [16] صـ 28 جمادى الآخرة 1409 ـ فبراير 1989))
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[10 - 11 - 04, 09:41 م]ـ
نقد
قراءة في فكر مالك بن نبي
-4 -
محمد العبدة
كان تشخيص أمراض العالم الإسلامي عند مالك بن نبي مقدمة للبحث عن
العلاج، أو للبحث عن أسس النهضة، وكيف تبدأ؟ ومن أين تبدأ؟ إن بلداً مثل
اليابان بدأ نهضته في منتصف القرن التاسع عشر [1] وهي نفس الفترة التي بدأ
الحديث فيها عن النهضة في العالم الإسلامي، فلماذا كان هذا البطء في (الإقلاع)؟.
السبب برأى مالك بن نبي هو عدم وجود منهج واضح للإصلاح ولا نظرية
محددة للأهداف والوسائل وتخطيط للمراحل. (فإذا حللت جهود المصلح الإسلامي
وجدنا فيها حسن النية، ولكنا لانجد فيها رائحة منهج) [2] (وليس هناك تحليل
منهجي للمرض وليس إلا أن عرف المريض مرضه فاشتد في الجري نحو الصيدلي
-أي صيدلي- يأخذ من آلاف الزجاجات ليواجه آلاف الآلام) [3] (وواقعنا الآن
إما فكرة لا تتحقق أو عمل لا يتصل بجهد فكري) [4].
لا شك أن هذا الكلام حول (المنهج) صحيح ودقيق، فليس هناك دراسات
عميقة وتحليلية لأمراض المسلمين، وما هي الحلول والمقترحات وما هو المهم
والأهم، وكل الدراسات تأخذ جانباً من الجوانب تركز عليه والحل الأحادي هو
الغالب، وأعمال كثير من المؤلفين كانت تبريراً ودفاعاً أمام الهجوم الغربي
الاستشراقي على الإسلام [5]، وليست أعمالاً فيها تخطيط للحاضر والمستقبل،
غابت المؤتمرات التي تخرج بنتائج فعلية واقعية وكثرت تلك التي توصي بوصايا
لا تخرج عن دائرة الورق التي كتبت عليه.
والذين كتبوا في أوائل النهضة كتابات جيدة مثل الشيخ رشيد رضا لم يستفد
منها كثيراً ولم تنقح ويؤخذ الايجابي منها، ويبنى عليه، وكذلك الذين جاءوا من
بعده لم يكن هناك خطة علمية لدراسة أقوالهم وآرائهم، وكأنما كل من يأتي يريد
البدء من الصفر، بل نستطيع القول: إن كثيراً من الأخطاء التي وقعت سواء في
مجال الدعوة أو غيرها انما كانت بسبب غياب المنهج أو عدم الالتزام بمنهج.
وإذا كنا لا نملك الوضوح من الناحية النظرية فضلاً عن وجود منهج تطبيقي
عملي فهذا لا يعني عدم وجود المنهج، فالقرآن الكريم والسنة أوجدا المناخ المناسب
لأن يستنبط العلماء منهج أهل السنة في النظر والاستدلال وطرق الحياة التي يريدها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/350)
القرآن [6]، فعندما يقول سبحانه:] ولاتَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ [نجد الصحابة
يفهمون هذا التوجيه ويلتزمون به، فأمير المؤمنين عمر بن الخطاب لا يعلم معنى
كلمة] وَاباً [من آية] وفَاكِهَةً وأَباً [فلا يتكلف الجواب ولا يحاول التعالم، بل
يرى أنه من التكلف معرفة كل شيء، وأبو بكر -رضي الله عنه- يقوم بعمل علمي
طبقاً لمنهج، عندما أعطى تعليمات مشددة لزيد بن ثابت، الذي كلفه بجمع القرآن،
وكذلك عثمان بن عفان يشكل لجنة لجمع الناس على مصحف واحد [7].
وفهم الكتاب والسنة هو الذي جعل الإمام مالك والأوزاعي وأمثالهما يكرهون
الجدل والخصومات في الدين ويركزون على العمل، وقد وضح هذا المنهج بشكل
نظري في كتابات ابن تيمية وخاصة كتابه العظيم (درء تعارض العقل والنقل) وكان
بالإمكان بناء نهضة علمية عملية لو أخذ المسلمون بهذا المنهج، ولكنهم مع الأسف
غرقوا في الجدل وعلم الكلام فأبعدوا عن مجالات القيادة.
والجدل أسهل من البحث والاستقراء والخروج بنتائج في شتى مجالات العلوم.
وإذا كان للمنهج هذه الأهمية (فإن نجاحه مرتبط بتناول المشكلة من جانبيها معاً
(الاستعمار والقابلية للاستعمار)، فإذا نظرنا إلى جانب دون الآخر فقد غامرنا برؤية
مشكلة مزيفة) [8].
لذلك وقبل أن ننتقل إلى موضوع (إقلاع) العالم الإسلامي باتجاه بناء حضارة
لابد أن نعرض وجهة نظر مالك بن نبي في الاستعمار الذي هو الجانب الخارجي
من المشكلة، أو الجانب السلبي لنكون على وعي تام بما يدبر لإعاقة النهضة
الإسلامية.
الاستعمار والصراع الفكري:
إن عرض مشكلة الاستعمار يبدو أكثر أهمية إذا علمنا أنه ركز هجومه على
العالم الإسلامي، بينما كان أقل شراسة ولؤماً مع الشعوب الأخرى، وحاول
إجهاض أي عمل إسلامي مثمر، واستخدم أخبث الوسائل ومنها الوسائل الفكرية.
ومالك بن نبي وإن كان ممن لا يعلقون أخطاء وتقصير المسلمين على شجب
(الاستعمار) وحده بل يهتم بالعوامل الداخلية، ويرى أنها الأساس في البحث
والتحليل، إلا أنه خبير بخفايا هذا الاستعمار ومواقفه من قضايا المسلمين، لذلك
جاءت ملاحظاته وتعليقاته على هذا الجانب فيها عمق ومعاناة، فقد قرأ الكثير
وعانى الكثير من استعمار فرنسا للجزائر، وهو يرى أننا إذا أردنا أن نتقصى
الحركة الاستعمارية من أصولها فلا بد أن ننظر إليها كعلماء اجتماع لا كرجال
سياسة [9]، فظاهرة الاستعمار من طبيعة الرجل الأوربي، فكلما وقع اتصال بين
الأوربي وغير الأوربي خارج إطار أوربا فهناك (موقف استعماري) [10] بينما نجد
في عصر ازدهار الحضارة الإسلامية أن رحلات ابن بطوطة وأبو الفداء
والمسعودي لم تثر شهيتهم للاستعمار. ورحلات مثل هذه تثير شهية الأوربي، إن
تحليل (منوني) الكاتب المتخصص بنفسية الاستعمار، يقول:» إن الأوربي يحب
عالم دون بشر «ولو قال منوني إن الأوربي يحب عالم دون شهود على جريمته
لكان هوالصواب [11].
وحتى بعض الأفراد الغربيين الذين يشاركون في المعركة ضد الاستعمار إنما
يشاركون مادامت في النطاق السياسي، وسرعان ما ينعزل عنها حينما تأخذ طابع
الصراع الفكري، فالرجل المستعمَر لا يحق له الدخول في الميدان الفكري «[12].
وفي ميدان الصراع الفكرى وخاصة مع الشباب المسلم الذي يدرس في الغرب
نرى الاستعمار يستخدم بخبث منطق الفعالية وخلاصته: (بما أننا نحن المسيطرون
ونحن الأقوى إذن فأفكارنا صحيحة).
(ويعتبر هذا اللبس المفروش في أعماق نفسية هذا الشباب هو
النواة التي تدور حولها جميع دسائس الصراع الفكرى ومناوراته) [12]. وقد يرفع
الاستعمار أمام أعين المستعمرين شعاراً صحيحاً وهو يعلم أن المستعمرَ سيرفضه
لأن الذي رفعه عدو، وبهذا يكون قد صرفه عن عمل إيجابي قد يفكر فيه في
المستقبل.
يروي مالك بن نبي تجربة من تجاربه فيقول:» انعقد في باريس مؤتمر
العمال الجزائريين بأوربا، وبهذه المناسبة تقرر من لدن المشرفين على المؤتمر
توزيع كتيب لصاحب هذا العرض تناول فيه مشكلة من مشاكلنا اليوم، ولكن
أصحاب الاختصاص في الصراع الفكري لم يفتهم أن يسدوا الطريق على الأفكار
المعروضة، ولذا وجهت الدعوة إلى السيدة الألمانية التي كتبت (شمس الله تشرق
على الغرب) وفيه مدح وتمجيد للحضارة الإسلامية، وتقدمت السيدة وقدمت كتابها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/351)
للمؤتمر، فانتقل على الفور بروحه من مجال المشكلات إلى أبهة وأمجاد الماضي
الخلاب «[13].
ومن وسائله الماكرة، التي لا يزال يتقن استعمالها رميه للمسلم بشتى
الاتهامات، بل يحاول الإيحاء بأن المسلم منبوذ القرن العشرين، وفي هذه الحالة
يصبح سلوك المسلم ردود أفعال، وترفع عنده توتر طاقات الدفاع حتى يكون في
حالة توتر شاذة، ويعيش إما مُتهِماً أو مُتَهماً، وفي هذه الظروف فإن مختبرات
الاستعمار تصرف كل إمكانيات المسلم إلى معارك وهمية، يُسمع فيها قعقعة السلاح
ودوي الحرب ولكنها معارك مع أشباح، والمسلم يظن أنه انتصر ويرتاح نفسياً،
والتاريخ الإسلامي الحديث لا يخلو من هذه المعارك الوهمية كتلك التي خاضها
الأفغاني ومحمد عبده ضد أرنست رينان وجبرايل هنوتو، والمشكلة ليست في
الدفاع عن الإسلام ولكن في تعليم المسلمين كيفية الدفاع عن أنفسهم [14].
لقد تدخل الاستعمار في كل شيء حتى لا يترك فرصة لأي بعث إسلامي،
فكانت الإدارة الفرنسية في الجزائر هي التي تعين المفتي والإمام لا طبقاً لمشيئة
جماعة المسلمين بل تبعاً لهوى المستعمرين، وبذلك تجمع في يدها أنفذ وسائل
الإفساد، فاختيار رجل يؤم الناس في المسجد لا يكون بناء على تميزه بضمير حي
أو علم بأصول العقيدة، بل يراعى في ذلك ما يقدمه للإدارة من خدمات، حتى كأنه
(جاويش) صلاة، ولا شك أن هذا التحكم في شعائر الدين مما يقض مضاجع
أصحاب العقائد من المؤمنين لما يرون من أحداث غاية في الفساد: إمام جاسوس،
ومفت فاسد، وقاض مرتش، وغاية الاستعمار أن يجعل من الإسلام صورة عجيبة،
وبذلك يكدس العقبات والعوائق على طريق النهضة الإسلامية) [15].
دور الاستشراق:
كان للمستشرقين دور بارز في محاولة تشويه وتزييف التاريخ الإسلامي
والطعن في الإسلام نفسه، ولكن مالك بن نبي يركز على ناحية معينة في إنتاجهم
كان لها أثر نفسي سيء في أذهان المسلمين. فبعض المستشرقين خلطوا في كلامهم
بين المدح للإسلام وبين وضع السم في الدسم، هذا المدح جعل بعض المسلمين
يستسلمون لنزعة الفخر والعيش مخدرين على أمجاد الماضي، وكل من أراد الدفاع
عن الإسلام استشهد بكلام لأحد المستشرقين، (وهكذا يتبين لنا أن الإنتاج
الاستشراقي بكلا نوعيه (المادحون والمفندون) كان شراً على المجتمع
الإسلامي) [16] (وعندما يعلن الاستشراق أنه لا نصيب للعرب في تشييد صرح
العلوم، ربما يؤدى بنا هذا الموقف المتطرف إلى تلافيه بسطحية نشاهد أثرها في
إنتاج بعض المفسرين مثل طنطاوي جوهري) [17] وهو التفسير الذي حول القرآن
إلى مادة للعلوم، والقرآن يوجد المناخ العقلي والنفسي للروح العلمية وليس هو كتاب
جغرافيا أو فلك أو أحياء ..
وأخيراً لابد أن نعلم أن المكر السيء يحيط بأهله (فالاستعمار الذي يهلك
المستعمَرين مادياً يهلك أصحابه أخلاقياً، وذلك ما يشهد به تاريخ أسبانيا منذ
اكتشاف أمريكا) [18] (إن الأمم الاستعمارية على الرغم من إدراكها لأخطار
الاستعمار، تعمى عن هذه الأخطار كأن هنالك قدراً محتوماً يقضي على يقظتها
ووعيها) [19].
ويجب أن نعلم أيضاً أنه رغم كل هذه العوائق، استطاع المسلم التفلت من
الأنشوطة التي أراد الاستعمار عقدها حول عنقه، فما زالت فطرته وإسلامه يعطيانه
القوة والدافع لتلمس الطريق الصحيح.
ما هي نقطة البدء؟ ...
الإقلاع:
الإيمان العميق بالمبدأ الذي يعتنقه المسلم هو نقطة البدء، هذا الإيمان الذي
يعطيه قوة فوق قوته، واحتمالاً فوق احتماله، فيتغلب على المصاعب التي
تعترضه، ويتحول هذا الإيمان إلى عاطفة قوية جارفة (فالروح وحدها هي التي
تتيح للإنسانية أن تنهض وتتقدم، فحيثما فقدت الروح سقطت الحضارة وانحطت
لأن من يفقد القدرة على الصعود لا يملك إلا أن يهوي بتأثير الجاذبية الأرضية) [20]
(فأينما توقف إشعاع الروح يخمد إشعاع العقل، ويفقد الإنسان تعطشه
إلى الفهم وإرادته للعمل عندما يفقد الهمة وقوة الإيمان، فالإيمان هو المنبع
الوحيد للطاقة الإنسانية [21] والمسلم الذي يصل إلى درجة (التوتر الروحي)
يشعر بالسعادة الغامرة عندما يبني أول مسجد في المدينة ويحمل (لَبنِتَيْن) بدلاً عن
واحدة) وفي هذه الحالة الروحية صبر بلال - رضي الله عنه - ولم تستطع قوة في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/352)
الأرض أن تخفض إصبعه وهو يقول: (أحد، أحد) [22].
هذا الإيمان يصنع المعجزات، عندما تختفي الأنانيات ويشترك الجميع عن
طواعية في بناء حضارة، وفي المجتمع الإسلامي الأول كان المنافقون وحدهم
يتخلفون عن أي عمل فيه تعب أو نصب، وكل الكتب والمحاضرات والخطب لا
تكفي لإنشاء أمة لا ترتفع إيمانياً وأخلاقياً إلى درجة عالية، كما جاء في الحديث
عن جندب بن عبد الله قال:» تعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن
فازددنا به إيماناً «[23].
والقرآن الكريم وضع ضمير المسلم بين حدين هما: الوعد والوعيد، ومعنى
ذلك أنه قد وضعه في أنسب الظروف وهذان الحدان ينطبقان على مفهوم الآيتين
الكريمتين:
أ-] فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إلاَّ القَوْمُ الخَاسِرُونَ [.
ب-] إنَّهُ لا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إلاَّ القَوْمُ الكَافِرُونَ [.
وبين هذين الحدين تقف القوة الروحية متناسبة مع الجهد الفعال الذي يبذله
مجتمع طبقاً لأوامر رسالة [24].
يقول الدكتور (الكسس كاريل) معبراً عن هذه الحقيقة: (فالأمل والإيمان
والحمية تؤثر في الجسم تأثير البخار في العجلة المحركة) [25] (وإذا نجحت
إحدى الأفكار في تغيير سلوك البشر فذلك لأنها تنطوي على عناصر عاطفية إلى
جانب العناصر المنطقية، إن الإيمان هو الذي يدفع الإنسان إلى العمل وليس العقل،
والذكاء يكتفي بإنارة الطريق ولكنه لا يدفعنا إلى الأمام) [26].
هذه الطاقة الإيمانية جعلت الفرد المسلم في عصر النبوة يقسم ثروته مع أخيه
الذي هاجر إليه، فالمؤاخاة التي تمت بين المهاجرين والأنصار هي أول عمل
تاريخي يقوم به المجتمع ساعة ميلاده، ولولا قوة شبكة العلاقات الاجتماعية لما
استطاع المجتمع الإسلامي الإقلاع باتجاه حضارة، وفي حالة تمزق هذه العلاقات قد
توجد العوالم الثلاثة (الأفكار، والأشخاص، والأشياء) ولكنها لا تغني شيئاً، وقد
يكون هناك مسلمون متحمسون وهناك أفكار ولكن الشبكة ليست قوية.
إن قصة المؤاخاة ليست خيالية، ولا هي أقرب للخيال، فالإسلام دين واقعي،
وليس صعباً أن يحقق المسلمون شيئاً من هذه (المؤاخاة)، والآن توجد (إخوة
إسلامية) خطابية وعظية ولكن لا يوجد (مؤاخاة) عملية فعلية، من هنا المنطلق،
ومن هنا البداية.
(يتبع)
________________________
(1) لاشك أن هذه نهضة صناعية، وليست نهضة حضارية بالمعنى الشامل، ولكن لو أن اليابانيين
طالبوا بنقل مفاسد حضارة الغرب وسلبياتهم كما يطالب المستغربون عندنا لما نجحوا في بناء هذا
المجد الاقتصادي، لقد حافظوا على نوع من التقاليد وأخلاق صارمة في التعامل حتى استطاعوا
إقامة هذه النهضة.
(2) الأفرو آسيوية / 78.
(3) شروط النهضة /59.
(4) وجهة العالم الإسلامي /75.
(5) آفاق حد الرية / 46.
(6) إنتاج المستشرقين / 28.
(7) إنتاج المستشرقين / 33.
(8) وجهة العالم الإسلامي /86.
(9) وجهة العالم الإسلامي /85.
(10) في مهب المعركة / 16.
(11) في مهب المعركة / 28.
(12) الصراع الفكري في البلاد المستعمرة / 9.
(13) مشكلة الأفكار / 140.
(14) إنتاج المستشرقين / 16.
(15) الصراع الفكري / 6768.
(16) إنتاج المستشرقين / 25.
(17) إنتاج المستشرقين / 25.
(18) وجهة العالم الإسلامي / 113.
(19) وجهة العالم الإسلامي / 113.
(20) المصدر نفسه / 26.
(21) المصدر السابق/27، وقد يستغرب القارئ ويقول: كيف نجمع بين كلامك في نهاية المقال
السابق عن أن توحيد الإلهية لم يكن واضحاً تماماً عند مالك وبين كلامه عن الإيمان وأثره ومهاجمته
لعلم الكلام، وقد نبهني أحد الأصدقاء إلى أن ظاهر كلامه لا يدل على هذا، مع قناعته بوجهة نظري
، فذكرت له أنني استنتجت هذا الكلام من مجموع قراءاتي لكتبه، كما أنه في النية كتابة مقال مستقل
عن بعض أخطائه ومنها هذا الموضوع، وسأوضح الدليل على ذلك إن شاء الله، وقد يزول الإشكال
إذا عرفنا أنه يتكلم هنا عن بناء الحضارات بشكل عام، فالمسلم عنده طاقة روحية وغير المسلم عنده
هذه الطاقة في بدء دورة الحضارة كما يذكر في أكثر كتبه.
(22) ميلاد مجتمع / 21.
(23) صحيح سنن ابن ماجه، بتحقيق الألباني 1/ 16.
(24) ميلاد مجتمع / 21.
(25) تأملات في سلوك الإنسان / 84.
(26) المصدر نفسه / 139.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/353)
((مجلة البيان ـ العدد [17] صـ 39 شعبان 1409 ـ مارس 1989))
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[10 - 11 - 04, 09:42 م]ـ
نقد
قراءة في فكر مالك بن نبي
- 5 -
محمد العبدة
الإقلاع باتجاه حضارة:
التوتر الروحي، أو الإيمان العميق بالمبدأ الذي يعتنقه الإنسان، والاندفاع فيه
والحماس له حتى يأخذ عليه مجامع نفسه ويملك عليه قلبه، هو بداية الإقلاع عند
مالك بن نبي كما ذكرنا في نهاية المقال السابق، فلكي نبني حضارة، أو نعيد دورة
الحضارة لابد أن نصل إلى هذا المستوى من الاندفاع في تطبيق الإسلام ..
يجب أن تعود شبكة العلاقات الاجتماعية لتربط العوالم الثلاثة (الأشخاص،
والأفكار، والأشياء) والمقصود بشبكة العلاقات هو القدرة على التعاون والتنسيق
بين هذه العوالم الثلاثة واستخدام الأفكار والأشياء في محلها -المطلوب منها،
والأخلاق العالية التي في ظلها يستطيع المجتمع إنتاج حضارته، والمؤاخاة الحقيقية
هي إحدى الدعائم الرئيسية للإقلاع، فالطاقة الروحية التي دفعت سعد بن عبادة لأن
يقول: (يا رسول الله خذ من أموالنا ما شئت، وما أخذته منها أحب إلينا مما تركت)
هي التي جعلت الصحابة يحفرون الخندق حول المدينة بأدوات بسيطة، وبأيام
قليلة، وهي التي كانت وراء اعتراف المرأة الغامدية، وهي تعلم أن عقوبة
اعترافها هو الرجم بالحجارة، وعندما تاب الله على الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة
تبوك فرح المجتمع الإسلامي بأسره، فهو مجتمع متماسك وشبكة العلاقات فيه قوية.
هذه الطاقة ضرورية للبدء، لأن المسلم الآن قد لا يؤثر بالوسط المحيط به
بقدر ما يتأثر هو بهذا الوسط [1].
في المجتمع الإسلامي الأول كانت شبكة العلاقات الاجتماعية على أعلى
المستويات، وعندما أفل نجم هذا المجتمع في القرون المتأخرة كان مجتمعاً مليئاً
بالأفكار (الكتب والمكتبات) ومليئاً بالأشياء، ولكنها لم تغن شيئاً لأن شبكة العلاقات
كانت قد تمزقت وأصبح عالم الأشخاص عاجزاً عن أي نشاط مشترك، وهذا هو
الذي أشار إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما قال: (يوشك الأمم أن
تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال:
بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل) [2].
كيف نعيد الفاعلية للمسلم؟ كيف نؤلف بين العوالم الثلاثة (الأشخاص
والأفكار والأشياء) بانسجام وتوازن؟ كيف نعالج أكبر مرض يصيب العلاقات
الاجتماعية ألا وهو مرض حب الذات أو تضخم (الأنا) عند الفرد؟.
- لا تعود الفاعلية للمسلم إلا بعودة ذلك الاندفاع في سبيل إقامة المجتمع
الإسلامي والدولة الإسلامية، ووضع طاقات الفرد في أحسن حالاتها، وفي أقصى
توترها، وهذا معنى قوله تعالى] يَا يَحْيَى خُذِ الكِتَابَ بِقُوَّةٍ [، وأحسن حالاتها أن
توضع الطاقات بين حَدَّي الوعد والوعيد، بين الخوف والرجاء، فلا يأس من روح
الله، ولا أمن من مكر الله، وأن تتناسب مع التحدي المفروض عليها فلا هو أكبر
منها فتشعر باليأس، ولا هو أصغر منها فتتساهل وتسترخي ولا تقوم بالجهد
المطلوب.
جاء الإسلام فوضع طاقات العرب في موضعها المناسب، فالكرم والشجاعة
في الجاهلية كانا للفخر والاعتزاز، فوضعهما الإسلام في سبيل مبدأ، في سبيل الله،
فالبطولة أصبحت مبرراتها في عالم الآخرة ولم تعد تدور حول (الأنا) [3].
إن المجتمع لا يتكون من (كومة) أفراد، بل بعلاقات معينة بين هؤلاء الأفراد،
وإذا أخذنا نموذجا من عالم الحيوان فسنجد أنه كلما تعقدت المصلحة كلما كانت
الفاعلية أكثر، هناك حيوان يعيش بمفرده، بعيدا عن نظام الأسرة، ونشاطه يسد
فقط حاجات بيولوجية بسيطة، فإذا نظرنا بعد ذلك إلى حيوان يعيش في مستوى
أعلى من هذا، فإننا نرى العش الذي يبنيه الطير يعطي صورة للنشاط الاجتماعي
في مستوى أرقى، ولكنه دون مستوى الحيوان الذي يعيش في نظام أوسع نطاقاً من
الأسرة كالنحل، فإنتاجه هنا يتسم بالفاعلية في صورتين: مادية ومعنوية، فمن
الناحية الأولى نرى أن نشاط النحل ينتج أكثر من حاجات سربه، ومن الناحية
المعنوية نرى أن هذا الإنتاج يفرض على خليته حياة منظمة خاضعة لقوانين معينة،
نجد في هذا المجتمع البسيط ظاهرة تقسيم العمل، وقد تزيد مهامها على عشرة
أنواع من العمل [4].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/354)
إن الفرد في المجتمع الإسلامي، وبسبب ضعف العلاقات الاجتماعية لا تقدم
له الضمانات والمبررات التي تجعله يقدم أقص طاقاته، وكيف يقدمها وهو يرى
الأنانية والتنافس البغيض، وقلة التشجيع، والأهم من ذلك هو عدم وجود الخبرة
الكافية في العلاقات والانعكاسات التي تنظم استخدام الطاقة الحيوية في مستوى الفرد
وفي مستوى المجتمع [5] إن الذي يخطط للنهوض بالمجتمع الإسلامي يجب أن
يكون لديه أفكار. جد واضحة عن هذه الأمور، كما أن عليه أن يكون خالياً من
العقد البيروقراطية التي تنتاب الموظف، ومن أخلاق المغرمين بتملق الرأي العام [6]
فعملية بناء كيان اجتماعي ليس بالأمر السهل، لأن العقد النفسية كما يؤكد العالم
الأمريكي (مورينو) هي في العلاقة بين الأفراد فيما بينهم وليس داخل الفرد كما
يقول (فرويد) [7] وكل علاقة فاسدة بين الأفراد. تولد فيما بينهم عقدا كفيلة بأن
تحبط أعمالهم الجماعية [8] فالذين يستطيعون ربط العوالم الثلاثة في توافق واتزان
هم الذين يستطيعون تحريك القوى جميعاً في حركة دائمة الصعود، وهذا بطبيعة
الحال لا يأتي إلا عن صف وصفه الله سبحانه وتعالى بأنه] كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ
مَّرْصُوصٌ [[9].
توجيه الثقافة:
في هذه المرحلة المهمة من البناء يرى مالك بن نبي أنه لابد من توجيه أمور
ثلاثة:
1 - الثقافة.
2 - العمل.
3 - رأس المال.
فالانتقال من حالة الجمود إلى الحركة باتجاه حضارة لا يحتمل التجارب
الفاشلة، والمسلم بسبب عقدة تخلفه يظن أن تخلفه يتمثل في نقص ما لديه من
(أشياء) ولا يرده إلى الأفكار [10] بينما الحقيقة أن النشاط يصاب بالشلل عندما
يدير ظهره للفكرة، كما أن الفكرة تصاب بالشلل إذا ما انحرفت عن النشاط،
ونحن لا نستطيع بصفة عامة أن نعتبر عدد الكتب التي تخرجها المطبعة في عام
دليلا على الصحة العقلية في بلد معين، فلا بد من برنامج لتوجيه الثقافة [11].
يعرف مالك بن نبي فكرة (التوجيه) فيقول: (قوة في الأساس وتوافق في
السير، ووحدة في الهدف، فكم من طاقات وقوى لم تستخدم لأننا لا نعرف كيف
نكتلها، وكم من طاقات وقوى ضاعت فلم تحقق هدفها، حين زحمتها قوى أخرى
فالتوجيه هو تجنب الإسراف في الجهد وفي الوقت، فهناك ملايين السواعد العاملة
والعقول المفكرة في البلاد الإسلامية صالحة لأن تستخدم في كل وقت، والمهم هو
أن ندبر هذا الجهاز الهائل في أحسن الظروف الزمنية [12]
توجيه الثقافة:
الثقافة مصطلح حديث النشأة وهي مرادفة لكلمة ( Culture) الإنكليزية،
ويستخدمها كثير من الناس بمعنى (العلم) ولكن مدلولها أوسع من العلم، وقد عرفها
مالك بن نبي بأنها (مجموعة من الصفات الخلقية والقيم الاجتماعية التي تؤثر في
الفرد منذ ولادته وتصبح لا شعورياً العلاقة التي تربط سلوكه بأسلوب الحياة في
الوسط الذي ولد فيه) [13] فهي المحيط الذي يشكل فيه الفرد طباعه وشخصيته،
وهي المحيط الذي يعكس حضارة معينه، والتعلم جزء من الثقافة، وعندما يصبح
الهدف هو الحصول على شهادات فنحن بإزاء مرض اسمه (التعالم) ونحن قد نجد
رجلا يحمل شهادات عالية ولكن ليس عنده فعالية وقدرة على حل المشكلات، بينما
نجد رجلا آخر مثله في بلد آخر عنده هذه القدرة بسبب الثقافة التي تلقاها منذ صغره،
فالثقافة نظرية في السلوك أكثر من أن تكون نظرية في المعرفة، هذه الثقافة كيف
نوجهها؟ كيف نركبها من أجزائها حتى تؤتي ثمارها؟ الشرط الأول لتحقيق
مشروع ثقافي هو الصلة بين الأشخاص، وهاهو القرآن يعطينا! فكرة عن أهمية
هذه الصلة] لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ولَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ
بَيْنَهُمْ [فأساس كل ثقافة هو بالضرورة (تركيب) و (تأليف) لعالم الأشخاص طبقا
لمنهج تربوي، أي أننا نريد للثقافة أن تكون وظيفة، لبناء جيل مسلم تقوم على
أكتافه الحضارة الإسلامية (فالتعليم الفرنسي في الجزائر لم يمنح الجيل الجزائري
الفعالية لأن الثقافة لا تشكل على مقاعد الدراسة، واكن ضمن مجموع الإطار
الاجتماعي الثقافي الذي يحيط بالفرد، والمدرسة عامل مساعد من عوامل الثقافة،
ولكننا نخطئ في تقدير وظيفتها عندما نعتقد أن في إمكانها أن تحل مشكلة الثقافة
وحدها) [14].
العناصر اللازمة للثقافة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/355)
في مجال توجيه الثقافة لابد من التحديد السلبي أو تصفية أسباب التدهور
والانحطاط، ثم يأتي بعد ذلك التحديد الإيجابي، وإذا كانت عملية التصفية قد قام
بها البعض أو أنه من السهل القيام بها، فإن التحديد الإيجابي لعوامل الثقافة هو
المهم، والعناصر التي يؤكد عليها مالك بن نبي هي:
1 - عنصر الأخلاق لتكوين الصلات الاجتماعية.
2 - عنصر الجمال لتكوين الذوق العام.
3 - منطق عملي لتحديد أشكال النشاط العام.
4 - التقنية أو (الصناعة) حسب تعبير ابن خلدون.
أولاً - توجيه الأخلاق:
ونعنى بالأخلاق: قوة التماسك اللازمة للأفراد، هذه القوة التي استطاعت
بناء المجتمع الإسلامي الأول، حتى كان الرجل يعرض على أخيه المناصفة في كل
شيء، وبعض هذه الأخلاق كانت من أسباب بناء المدنية الغربية، والشباب اليوم
ينظرون إلى هذه المدنية في يومها الحالي ويضربون صفحاً عن أمسها الغابر ينسون
أنه لولا صلات اجتماعية خاصة ما قامت هذه الصناعات ولما قام هذا العلم، ونظرة
إلى جامعة من جامعاتهم ترينا أن أساسها كان دينياً قامت به جمعية خيرية دينية،
بل إن كلمة دين عندهم ( Religion) تعني في أصلها اللاتيني الربط والجمع [15].
ثانيا -المنطق العملي:
إن الذي ينقص المسلم ليس منطق الفكرة أو العقل المجرد، فهذا متوفر فهي
بلادنا، ولكن ينقصه منطق، العمل والحركة، كيف يصرف المسلم وقته؟ كيف
ينفق أمواله؟ كيف يستغل علمه؟ مع الأسف إن جزءاً كبيراً من حياتنا يذهب عبثا،
فالمسلم أحيانا لا يفكر ليعمل بل ليقول كلاماً مجرداً، بل اكثر من ذلك، فهو
أحيانا يبغض الذين يفكرون تفكيراً مؤثراً، ولننظر إلى الأم التي تربى ولدها فهي
إما أن تبلده بمعاملة وحشية، وإما أن ترخي له العنان وتتميع معه، إن الوهن
والسخف يطبعان منطق قولها [16].
ثالثا: الذوق الجمالي:
إذا كان المبدأ الأخلاقي يقرر الاتجاه العام للمجتمع بتحديد الدوافع والغايات،
فإن ذوق الجمال هو الذي يصوغ صورته، وهو شيء مطلوب فوق الضروريات
والحاجيات، وعندما ذكر الله سبحانه وتعالى خلق النجوم وغاياتها ذكر منها (الزينة)
] ولَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ [وكذلك عندما ذكر
خلق الحيوانات] ولَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وحِينَ تَسْرَحُونَ [وقد ورد في
الحديث» إن الله جميل يحب الجمال «وذلك في معرض رد الرسول -صلى الله
عليه وسلم- على الصحابي الذي سأله عن اللباس الحسن والنعل الحسن هل هذا من
الكبر فالذوق الرفيع من العناصر الإيجابية في الثقافة، فالتناسب والتناسق في
الأشكال والأشياء يعطي للإنسان راحة نفسية، والمنظر القبيح المتنافر لا يوحي
بأي خيال جميل، وقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أزهد الناس ولكنه
كان ينفر من ألوان معينة، ويشجع الناس على النظافة والاهتمام بالمظهر الحسن
وخاصة في المساجد وأيام الجمع والأعياد.
إن تربية الذوق الحسن في الأمة هو جزء من ثقافتها ومؤشر على درجة
ثقافتها.
رابعاً - الصناعة أو (التقنية):
عرَّف ابن خلدون الصناعة بأنها: ملكة في أمر عملي فكري [17] وهذا
تعريف دقيق لما يسمى الآن (التقنية) فهي تحتاج إلى العلم والممارسة اليدوية حتى
ترسخ مع الزمن وتصبح (ملكة) كما عبر عنها ابن خلدون، وهذه الصناعة لا تكون
إلا في مجتمع متحضر، لأن المجتمع البدائي يحتاج إلى أمور بسيطة لا تحتاج
لتقنية، فوجودها يدل على درجة التحضر والعلم، فلابد أن يكون في المسلمين فئة
تتقن هذه (الصناعة) وتبدع فيها مما يناسب الإسلام والحضارة الإسلامية، وتبتعد
عن شرور سيطرة (الآلة) على الإنسان، وهذا يحتاج لمجلس للتوجيه الفني ليحل
نظرياً وعملياً المشكلة الخطيرة للتربية المهنية تبعاً لحاجات البلاد [18].
وإن الإمكانيات في البلاد الإسلامية لتسمح بتكوين القيادات التي تشرف على
طريقة تنفيذ هذه (التقنية) وأن تخضع لثقافة المسلم وذوقه المتميز. هذه العناصر
التي يرى الأستاذ مالك بن نبي أنها من مكونات الثقافة وأنها تحتاج لتوجيه معين
لاشك أنها تصلح لكل مجموعة بشرية أو لكل أمة تبحث عن ثقافتها الخاصة، وكأن
مالك استلهم هذا التحديد من علماء الاجتماع والحضارات في أوربا، وكان الأولى
أن يذكر زيادة على هذا العناصر الخاصة بالثقافة الإسلامية، إن عنصر الأخلاق
مثلاً أو الذوق الجمالي يتبعان عقيدة المسلم وتصوراته الخاصة، فهل يقال للمسلم
يجب أن يكون عندك ذوق في الموسيقى أو النظر إلى فن التصوير؟! لاشك أن
للمسلم خصوصياته في هذا المجال ...
** يتبع **
________________________
(1) مالك بن نبي: ميلاد مجتمع/105.
(2) سنن أبي داود 4/ 111.
(3) تأملات/38.
(4) المصدر السابق/32.
(5) ميلاد مجتمع /72.
(6) المصدر السابق /107.
(7) المصدر السابق /41.
(8) ميلاد مجتمع/42.
(9) المصدر السابق/70.
(10) مشكلة الثقافة/71.
(11) المصدر السابق/67.
(12) شروط النهضة/117.
(13) مشكلة الثقافة/71.
(14) آفاق جزائرية/99.
(15) شروط النهضة/134.
(16) السابق/147.
(17) مقدمة ابن خلدون 2/ 935.
(18) شروط النهضة/149.
((مجلة البيان ـ العدد [19] صـ 34 ذو الحجة 1409 ـ يوليو 1989))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/356)
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[10 - 11 - 04, 09:43 م]ـ
نقد
قراءة في فكر مالك بن نبي
-6 -
محمد العبدة
ذكرنا في الحلقة السابقة رأي مالك بن نبي في الثقافة وكيف توجه، ونتابع في
هذه الحلقة رأيه في توجيه العمل ورأس المال، والخطوط العريضة للإقلاع
الاقتصادي.
أهمية الاقتصاد:
لم يعد الاقتصاد في العصر الحديث من الأمور الثانوية، وما كان كذلك في
القديم، ولكن العصر الحديث زاده أهمية وزادت مشاكله حدة بسبب التقارب
الجغرافي، وظهور مذاهب الرأسمالية والاشتراكية التي جعلته من المحاور الرئيسية
في حياتها، وبسبب جشع الغرب ومحاولته إبقاء دول العالم الثالث مستهلكة لإنتاجه
(فأوربا التي تكتلت في القرن الحادي عشر من أجل الزحف الصليبي وتكتلت في
القرن التاسع عشر في الميثاق الاستعماري، تعود اليوم إلى تكتل جديد في صورة
(السوق المشتركة) في الظاهر من أجل الصمود في وجه الاقتصاد الأمريكي
والياباني وفي الواقع من أجل الزحف الاقتصادي على مناطق الحضور الأوربي
سابقاً (العالم الثالث والإسلامي بوجه خاص) لترسي فيها دعائم وجود أوربي جديد
بوسائل الاقتصاد) [1].
وليس هذا موضع تفصيل نظرة الإسلام إلى الاقتصاد ولكن الذي لاشك فيه أن
دولة أو أمة تعيش على فتات الموائد والإعانات من القمح والدقيق والقروض من
البنك الدولي، كيف يتسنى لها الاستقلال السياسي، وكيف تبقى بعيدة عن ضغوط
الشرق والغرب.
كان الطلب على الحاجات قليلاً في الماضي، ولم تقع الشعوب الإسلامية
فريسة\ الاستهلاك، وبسبب التخطيط الاقتصادي الفاشل صار الفلاح ينتظر لقمة
العيش من أمريكا، وقد كان في السابق مكتفياً هو وأسرته في مزرعته وأرضه
(فالعالم الإسلامي يواجه اليوم (حالة إنقاذ) تفرض عليه أن يتخذ قرارات صارمة في
المجال الاقتصادي) [2].
ونحن لا نضخم من دور الاقتصاد، ولكن ألم يكن كبار الصحابة تجاراً
ومزارعين، ولابد من إعمار الدنيا بالقدر الذي لا تنخرم فيه أمور الدين أو أمور
الآخرة، وكيف يكون المسلم عزيزاً إذا كان جل اعتماده على الكفار.
الاقتصاد اليوم أصبح علماً قائماً بذاته، والظروف الحالية تتطلب تخطيطاً
اقتصادياً يناسب حاجات وموارد بلادنا، وإذا كان الغرب يسخر الاقتصاد للرفاهية
والاستغلال، فلماذا لا يسخره المسلمون للاستقلال ونشر الدعوة والجهاد.
الإقلاع الاقتصادي:
ولأهمية هذا الموضوع كان السؤال المتبادر: كيف ينهض المسلمون
اقتصادياً؟ وكيف يكون لهم اقتصاد مستقل؟ فالعالم من حولهم في سباق رهيب،
المنتجون في الشمال على محور (واشنطن - طوكيو) يريدون بقاء العالم الآخر
(محور: طنجة - جاكرتا) المحطة الرئيسية للاستهلاك، (والمسلم في أول هذا
القرن لاهو بالمنتج الذي يرعى حقه، ولا المستهلك الذي ترعى حاجته، لقد كان
أداة عمل مستمر فقط، ولم يتكون لديه وعي اقتصادي ولا تجربة في عالم اقتصاد
غريب عليه بكل مفاهيمه) [3].
وعندما حاول العالم الإسلامي النهوض تعثرت خطواته كثيراً، وفشلت
التجارب التي لم تأت عن دراسة لواقع المسلمين الثقافي، بل أخذت من الشرق أو
الغرب كأنها (وصفات) جاهزة لتطبيقها في أرض غير أرضها، قامت صناعات
قبل أن توفر الغذاء للعامل في المصنع، واستقدموا الخبير الألماني (شاخت) ليطبق
نظرياته في أندونيسيا، ولكنه فشل لأن تجربته كانت مع الشعب الألماني وليس مع
الشعب الأندونيسي.
ومن الناحية النظرية، وعندما يكتب المسلمون عن الاقتصاد يبدو تأثير
النظريات الغربية، فهم يحاولون دائماً إثبات أنه يمكن أن تقوم بنوك دون ربا،
واستثمار دون ربا فكأن قضية المال هي الأساس الأقوى في الاقتصاد، ولا
يعرجون كثيراً على موضوع الإنسان الاجتماعي (فالمعنى الاقتصادي لم يظفر في
ضمير العالم الإسلامي بنفس النمو الذي ظفر به في الغرب) [4] أو لا يعرجون
على العمل وأهميته (فالعمل وحده هو الذي يخط مصير الأشياء في
الإطار الاجتماعي) [5] (وعندما كان المسلمون الأول يشيدون مسجدهم الأول
بالمدينة، كان هذا أول ساحة للعمل صنعت فيها الحضارة الإسلامية) [6].
وفي مجتمع ناشئ (فإن كلمة أجر تفقد معناها، لأن العامل لا
علاقة له بصاحب عمل ولكن بجماعة يشاطرها بؤسها ونعماها، فإعطاء ثلاثة
حروف من الأبجدية عمل، وإزالة الأذى عن الطريق عمل، وغرس شجرة عمل،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/357)
واستغلال أوقات فراغنا في مساعدة الآخرين عمل ... وهكذا) [7] ..
توجيه رأس المال:
يفرق مالك بن نبي بين مصطلحي الثروة ورأس المال، فالأول يستخدمه
الفرد في ميدانه الخاص مثل عقاره أو قطيعه أو ورشته (فالثروة لا تسعى لغايتها
كقوة مالية مستقلة، بينما رأس المال ينفصل عن صاحبه ويتسع مجاله ليخلق حركة
ونشاطاً، ويوظف الأيدي أينما حل وحيثما ارتحل) [8] فالثروة مال ساكن، ورأس
المال مال متحرك، والمطلوب من المسلمين توجيه المال في خدمة الاقتصاد
الإسلامي (فالقضية ليست في تكديس الثروة ولكن في تحريك المال
وتنشيطه، بتوجيه أموال الأمة البسيطة إلى رأس مال متحرك ينشط الفكر
والعمل) [9] وقد نتج عن عدم توجيه (المال) أن (زاد أغنياء المسلمين على فقرائهم
في العطل برغم ما يملكون من ثروات، فكثير منهم لا يهتمون بتولي طفل مسلم
لتربيته تربية علمية) [10] (والأموال تنفق في توافه الأشياء وتترك
المشاريع ذات النفع العام كالمدارس والمستشفيات إنها مشكلة توجيه رأس المال،
إنها مشكلة نفسية وليست مالية) [11].
ومع هذه الدعوة إلى توجيه رأس المال إلا أن مالك يحذر الدول (من اختيار
مبدأ التنمية الرأسمالية لأنها تكون كما لو قررت مبدئياً أن تضع عملها من أجل
النهوض الاقتصادي في سجن المؤسسات المالية العالمية) [12] بل يرى أن
المشكلة ليست في المال ولكن في تعبئة الطاقات الاجتماعية، والرصيد الأساسي هو
الإنسان، (لو سمح لى أن ألخص وجهة نظر عبّرت عنها منذ ربع قرن لقلت أنه
ليس من الضروري (ولا من الممكن) أن يكون لمجتمع فقير المليارات من الذهب
كي ينهض، وإنما ينهض بالرصيد الذي لا تستطيع الأيام أن تنقص من قيمته شيئاً،
الرصيد الذي وضعته العناية الإلهية بين يديه: الإنسان والتراب والوقت) [13] (إن
الاقتصاد ليس قضية إنشاء بنك وتشييد مصنع فحسب، بل هو قبل ذلك تشييد
الإنسان، وإنشاء سلوكه الجديد أمام كل المشكلات) [14].
وبمثل رأي مالك هذا قال ابن خلدون في مقدمته: (الكسب هو قيمة الأعمال
البشرية، والله سبحانه خلق جميع ما في العالم للإنسان، وامتن به عليه في غير ما
آية من كتابه] وسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَوَاتِ ومَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ [وسخر لكم
الأنعام، ويد الإنسان مبسوطة على العالم) [15].
الزراعة والصناعة:
إن ظروف العالم الإسلامي تقتضي عندما يريد النهضة الاقتصادية أن يبدأ
بالزراعة، فهي الأساس، وهي التي تمده ببعض المواد الخام، وهي التي تحميه
من الضغوط الاستعمارية، هذا هو رأي مالك بن نبي الذي يكرره كثيراً في كتبه،
يقول:
(والأرض هي الوسيلة المأمونة - كما يقول اليوم الاقتصاديون الذين
يدرسون مشاكل العالم الثالث - لضمان (إقلاع) مجتمع ما من مرحلة أولية إلى
مرحلة ثانوية) [16] (ولكي يصل الاقتصاد إلى مرحلة التصنيع فليس له ما يعتمد
عليه سوى الزراعة من ناحية والمواد الأولية (الخام) من ناحية أخرى، وهذان هما
ثديا الاقتصاد الإسلامي على العموم) [17].
وتجربة الجزائر هي أكبر مثال على ذلك حين اهتم بالصناعة وأهمل
الزراعة، ووجد الشعب والعمال أن المواد الضرورية للغذاء غير موجودة.
لاشك أن وجهة نظر مالك بن نبي صحيحة بشكل عام، ولا أظنه يعني أنه
لابد من استكمال الزراعة حتى نبدأ بالصناعة، ولكن الزراعة هي الأساس، وهذا
شيء طبيعي بالنسبة للعالم الإسلامي، فضعفه في الزراعة ومحاولة الانتفاش أنه
صناعي جعلته يستجدي أخيراً المواد الغذائية من الغرب.
لم يقدم مالك بن نبي هنا نظرية متكاملة في الاقتصاد، بل إشارات وخطوط
عريضة فقط، بل نستطيع القول أنه بسط الأشياء أحياناً، وهي أكثر تعقيداً وخاصة
في ظروفنا الحالية. كما أنه وبسبب (السذاجة السياسية) وقع في غلطة كبيرة عندما
ظن أن ما قام به قادة انقلاب (23) يوليو في مصر مما سمي ب (الإصلاح
الزراعي) سيكون خطوة كبيرة في طريق الإصلاح الاقتصادي، إن ما قام به هؤلاء
لا يعدو أن يكون ارتجالاً وتشنجات نفسية ضد الإقطاع وليس نابعاً عن خطة
مدروسة فضلاً عن أن تكون خطة إسلامية، وقد خرجت مصر بعد ذهابهم أضعف
اقتصاداً مما كانت عليه يوم جاؤوا، ولكن مالك الذي عاش في الغرب يفرح بأي
خطوة يخطوها أهل المشرق مما يظن أنه من الإصلاح.
لم يعش مالك حتى يرى انهيار المجتمعات الاشتراكية، سواء في الشرق أو
في البلاد العربية، وانهيار الاقتصاد المزيف، وطبعاً لا تغني الوصفات من
الرأسمالية فالأمل هو في المجتمعات الإسلامية التي (تعيد إلى عالم الاقتصاد
أخلاقيته، ويتلافى بذلك الانحرافات الإباحية التي تورطت فيها الرأسمالية، كما
ينجو من ورطة الماركسية المادية التي سلبت الإنسان ما يميزه عن الآلات
والأشياء) [18].
________________________
(1) مالك بن نبي: المسلم في عالم الاقتصاد / 102.
(2) المصدر السابق / 99.
(3) المسلم في عالم الاقتصاد / 7.
(4) المصدر السابق / 16.
(5) شروط النهضة / 162.
(6) المصدر السابق / 162.
(7) شروط النهضة / 163.
(8) المصدر السابق / 167.
(9) المصدر السابق / 172.
(10) وجهة العالم الإسلامي / 81.
(11) المصدر السابق / 83.
(12) المسلم في عالم الاقتصاد / 72.
(13) مالك بن نبي الرشاد والتيه / 60.
(14) المسلم في عالم الاقتصاد / 73.
(15) المقدمة 2/ 905.
(16) مشكلة الأفكار / 40.
(17) المسلم في عالم الاقتصاد / 24.
(18) المسلم في عالم الاقتصاد / 85.
((مجلة البيان ـ العدد [21] صـ 26 صفر 1410 ـ سبتمبر 1989))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/358)
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[10 - 11 - 04, 09:45 م]ـ
قراءة في فكر مالك بن نبي
- الحلقة الأخيرة -
محمد العبدة
بعد الحلقة الأخيرة في قراءة فكر مالك بن نبي كانت النية متجهة للكتابة عن
بعض أخطائه ضمن الكتابة عن المدرسة التي تأثرت به، وفي مكان آخر غير
صفحات هذه المجلة، ولكن بعض القراء أشاروا وطلبوا أن تكون الكتابة عن مالك
في المجلة حتى تتضح الصورة، وتظهر الإيجابيات والسلبيات كي تقع الفائدة
المرجوة وتتجنب الأخطاء، واستجابة لهذا سأكتب عن الأخطاء ضمن المنهج
الصحيح في الجرح والتعديل؛ وهو أنه إذا غلب على الرجل الخير فالأولى تقديم
إيجابياته والتغاضي عن سلبياته أو ذكرها مجملة ما أمكن ذلك، وما أردت في
المقالات السابقة إلا عرض خلاصة أفكاره عن أمراض العالم الإسلامي وشروط
النهضة، وهي أفكار تستحق الدراسة والتأمل، ونتمنى أن يستفيد منه المسلمون في
كل مكان. فقد أصاب فيها المحز، ووضع الإصبع على الجرح، ورغم مرور
سنين على طرحها، لكن مشكلة المسلمين لا زالت كما حللها وكتب عنها.
إن الأخطاء التي سنتكلم عنها ليست أخطاء عادية مما يقع لكل كاتب، فكان
لابد من ذكرها والتنبيه عليها.
النظرة السطحية للأحداث والشخصيات:
كان مالك بن نبي عميقاً في فهم غور الاستعمار وأساليبه الخفية للتسلط على
العالم الإسلامي، وعميقاً في معالجة (القابلية للاستعمار) عند المسلمين، ولكنه في
عالم الواقع والسياسة فيه سذاجة أو طفولة سياسية، وهذا ليس غريباً فقديماً تعجب
الإمام ابن الجوزي من شخصية أبى حامد الغزالي، كيف يجمع بين الفقه والذكاء
من جهة، وبين الصوفية وحكايات العجائب والخرافات من جهة أخرى.
أ - أعجب مالك بثورة 23 يوليو في مصر، ومدحها ووضع آماله فيها من
ناحية الإصلاح الزراعي والصناعة، وإنشاء وزارة الثقافة والإرشاد، والحياد
الإيجابي، وكل الدجل والشعارات التي أطلقها مهرج هذه الثورة.
فثورة يوليو 1952 عند مالك (من أهم الحوادث بالنسبة للصراع الفكري،
وكان لهذا الحدث تأثير شرارة كهربائية انطلقت في وعي البلاد العربية والعالم
الإسلامي) [1] (وكل عربي يعلم أن نظرة الرئيس جمال عبد الناصر خطت
للنهضة العربية الاتجاه الصحيح الذي يحقق الشرط الأول للانسجام مع القانون
العام ... ) [2].
كيف يكون هذا الزعيم بهذه الصفات ونحن لا نعلم أن هناك زعيماً آخر في
العصر الحديث ترك بلاده خراباً مثل جمال عبد الناصر؟ كيف لا يدري مالك بن
نبي وهو من هو في فهم اللعبة الاستعمارية أن عبدالناصر كان ضمن (لعبة الأمم)،
وأنهم ساعدوه على صنع هذه البطولة المزيفة، وحتى لو كانت هناك بعض
الإصلاحات المادية - وهي لم تتحقق فعلاً - فأين الحديث عن الاستبداد السياسي
وكرامة الشعب المسحوقة؟ بل أين تطبيق الإسلام؟.
2 - علق مالك بن نبي آمالاً كبيرة على مؤتمر باندونغ، واعتبره كتلة سلام
للعالم، واعتبر هذا التنوع الذي يضم تسعاً وعشرين دولة، تضم تراثاً فكرياً متفاوتاً
(يمكن بطبيعة الحال أن يقدم العناصر اللازمة لبناء قاعدة متينة للسلام)، [3]. هذه
نظرته لهذا المؤتمر، والحقيقة أنه كان يحب التكتلات الكبيرة لمواجهة الغرب، وقد
يكون معه بعض الحق في هذا، ولكن مثل هذا التكتل كان يحمل بذور فشله،
وقضية الحياد التي يرفعها لم تكن صحيحة، فكل دولة منحازة، والهند التي كانت
من أبرز أعضاء المؤتمر وتدعي السلام والروحانية كانت تحمل بين جوانحها الكره
العميق للمسلمين، بل إن صورة الهند العداونية كانت من البديهيات عند الشباب
المسلم في الستينات، ولم ينخدعوا بكلام الدبلوماسي الهندي (ليس لدينا من الخشوع
ما يكفينا ونحن ذاهبون إلى باندونغ) [4]، ويصدق مالك بن نبي أن نهرو حمل
رسالة اللاعنف التي سلمه إياها غاندي، ونهرو هذا يكتب في (المجلة العصرية)
مقالتين ينكر فيهما على الجمعيات المسلمة الحركة ضد القاديانية ويؤيد جانب
القاديانية) [5]، وهند نهرو هي التي احتلت كشمير وأخذتها بالقوة، فأين
السلم وأين الديمقراطية التي تدعيها؟ وما الفرق بين الهند وباكستان في
(القابلية للاستعمار).
وقد أدرك مالك أخيراً عدم جدوى أي محاولة تجمّع ليست عناصره
منسجمة [6]، كما كان يلمح في آخر حياته بأن ثورة 23 يوليو لم تقم بالواجب،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/359)
ولاشك أن الكبار من أمثال مالك بن نبي يتراجعون إذا عرفوا الحق.
3 - كانت روسيا بعد الثورة الشيوعية تدعي أنها دولة صديقة للشعوب وللعالم
الثالث، وأنها ليست دولة استعمارية، وقد صدّق مالك بن نبي هذه المقولة، يقول:
(فالمناخ الاستعماري الذي تكوّن في أوربا وأمريكا على حد سواء، وفي الاتحاد
السوفييتي قبل الثورة أيضاً) ولكن الحقيقة أن روسيا مستعمرة قبل الثورة وبعدها،
ولم تتخل عن جشع الدول الكبرى، وهي وجه آخر للحضارة الغربية.
4 - نقد مالك الانتخابات السياسية التي تطالب بالحقوق فقط وتنسى الواجبات،
وتعتمد أسلوب المظاهرات والحفلات، وهو محق في هذا، ولكنه شارك في هذه
الوسائل، وساعد (مصالي الحاج) في قيام الحزب الوطني، مع أنه ينتقده هو
وحزبه، ولكنه حب الحركة ثم يكتشف الأخطاء بعدئذ.
اللاعنف:
أعجب مالك بن نبي بقصة (اللاعنف) عند غاندي، فهو يذكرها دائماً، بل
يذكرها بخشوع، ويبني عليها أحلامه الفلسفية في السلام العالمي، واتجاه العالم نحو
مناقشة قضاياه بالسلم والحوار والفكر، يقول عن منطقة جنوب شرقي آسيا: (هي
مجال إشعاع الفكر الإسلامي وفكرة اللاعنف، أي مجال إشعاع حضارتين:
الحضارة الإسلامية والحضارة الهندوكية، الحضارتان اللتان تختزنان أكبر ذخيرة
روسية للإنسان اليوم) [7].
ويحلق في الخيال والطوباوية عندما يقول: (فكذلك رفات غاندي التي ذروها
فإن الأيام ستجمعها في أعماق ضمير الإنسان من حيث سينطلق يوماً انتصار
اللاعنف ونشيد السلم العالمي) [8]. (هذا الرجل (غاندي) كان يتقمص إلى درجة
بليغة الضمير الإنساني في القرن العشرين). [9].
إن فكرة (السلم العالمي) بمعنى أن يحل السلام في العالم بشكل دائم، أو أن
العالم يتجه نحو هذا الهدف، هذه الفكرة غير واقعية وغير شرعية، وهي فكرة
خيالية محضة، فهي تنافي مبدأ الصراع الذي ذكره القرآن الكريم] وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ
النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ [[البقرة: 251] كما تنافي مبدأ الجهاد في
الإسلام، وهي غير واقعية لأن من طبيعة البشر التغالب والعدوان إن لم يردعهم
رادع، والدول الكبيرة القوية تأكل الضعيفة إن لم يكن عسكرياً فاقتصادياً.
والبشرية لن تبلغ رشدها في عمرها الثالث فتصبح الفكرة ذات قيمة قي حد ذاتها كما
يتصور مالك بن نبي [10]، بل إنها كثيراً ما تتردى من الناحية الإنسانية،
والبشرية لا تبلغ رشدها إلا إذا حكمها الإسلام.
إن فكرة (اللاعنف) و (الإنسانية) من الأفكار الخطيرة التي بذرها مالك
ووسعها بعدئذ تلامذته، وحاولوا اللف والدوران كثيراً حول مبدأ الجهاد الإسلامي.
الإنسانية والعالمية:
وقريب من مبدأ (السلام العالمي) كان مالك يحلم بأن تتوحد الإنسانية في
مجتمع عالمي، ويظن بأن البشرية تسير بهذا الاتجاه، (فالعالم قد دخل إذن في
مرحلة لا يمكن أن تحل فيها أغلبية مشكلاته إلا على أساس نظم الأفكار) [11]،
(وحين اتجه العالم إلى إنشاء منظمة اليونسكو، كان يهدف إلى (تركيب) ثقافة
إنسانية على المدى البعيد) [12] (وما محكمة العدل في لاهاي والقانون الدولي،
والقانون البحري إلا مظاهر خاصة لذلك الاتجاه العام الذي لايفتأ يمهد الطريق
لتوحيد العالم) [13].
هذا المفهوم للإنسانية مفهوم وهمي يراد به محو الشخصية الثقافية الحقيقية
لكل مجتمع ولكل أمة، وإذا كان العالم قد تقارب وانتشرت الأفكار في كل مكان،
وقد يستفيد المسلمون من ذلك في نشر دينهم الذي يملك عناصر التأثير والقوة،
ولكن أن يتوحد العالم في مجتمع واحد فهذا مفهوم ذهني مجرد، وإذا كان هو نفسه
شعر بأن فكرة الأفرو آسيوية صعبة التحقيق، ولذلك عاد وكتب عن (الكومنولث
الإسلامي)؛ فكيف يظن أن العالم يسير نحو الوحدة؟!
ضعف ثقافته الشرعية:
لم يتصل مالك بن نبي بعلماء عصره ليستفيد منهم، ورغم اعترافه بأهمية
جمعية العلماء في الجزائر التي كان على رأسها الشيخ عبد الحميد بن باديس؛ إلا
أن علاقته بها كانت فاترة ويعترف هو بعد لأي أنه كان مخطئاً في هذا [14]،
ولذلك كانت دراسته للإسلام نابعة من قراءاته الشخصية وهي قليلة إذا قيست
بقراءاته في الفكر الغربي، وهذا ما جعله يخطئ في أمور كثيرة سواء كانت في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/360)
الفقه والأحكام أو في النظرة لبعض جوانب التاريخ الإسلامي، فمن رموز الثقافة
عنده الفارابي، وابن سينا، وابن رشد [15] .. (والمجتمع الإسلامي في عصر
الفارابي كان يخلق أفكاراً وفي عهد ابن رشد يبلغها إلى أوربا وبعد ابن خلدون لم
يعد قادراً على الخلق ولا على التبليغ) [16].
وفي العصر الحديث فإن من رموز الثقافة عنده جمال الدين الأفغاني، وهو
موقظ الشرق، وهو رجل الفطرة ... الخ. وإطلاقه هذا القول جزافاً يدل على
ضعف ثقافته الشرعية.
وفي التاريخ يلمز كثيراً بنى أمية دون وضع الضوابط للإنصاف والتقويم
الصحيح. وبسبب عدم وضوح توحيد الألوهية ظن أنه من الممكن اتصال العالم
الإسلامي بروحانية الهند (وليس بوسعنا أن نغض من قيمة الدور الذي يمكن
أن يؤديه اتصال العالم الإسلامي بروحانية الهند) [17].
ولم يشر في كتبه إلى موضوع تحكيم الشريعة الإسلامية، وكان معجباً بدولة
الوحدة عام 1958 مع أنها لا تطبق شرع الله، وهناك أخطاء جزئية لا نريد
التفصيل فيها ونعتقد أنه لو نبه عليها لتراجع.
وقبل أن ننهي هذه القراءة لفكر مالك بن نبي لا بد من التنبه لأمور:
أ - هذه السلبيات والأخطاء يجب أن لا تمنعنا من الاستفادة من الإيجابيات،
فهذا المفكر خبير في نهضة المجتمعات وأمراض المسلم المعاصر.
وكأني أسمع بعض المسلمين يقولون: ما دامت هذه آراؤه فما الفائدة من
قراءة كتبه؟ وهذا خطأ فادح منهم، فنحن نقرأ لأعداء الإسلام ونستفيد منهم؛ فكيف
بمفكر كان يسعى - حسب جهده - لخير المسلمين، وإن أخطأ في مواضع.
2 - إن مالك بن نبي شخصية كبيرة، فهو يتراجع عن الخطأ إذا تبين له،
لقد نصح جمعية العلماء في الجزائر بصدق وقال كلاماً دقيقاً في هذا (لقد كان على
الحركة الإسلامية أن تبقى متعالية على أوحال السياسة والمعامع الانتخابية) [18]
(وبأي غنيمة أراد العلماء أن يرجعوا من هناك وهم يعلمون أن مفتاح القضية في
روح الأمة لا في مكان آخر) [19]، وهو يقصد سير العلماء في القافلة السياسية
عام 1936.
ويقول: (فيما يخصني لقد بذلت شطراً من حياتي في سبيل الحركة
الإصلاحية، وشهدت في مناسبات مختلفة بالفضل لجمعية العلماء) [20]، ويتأسف
لأن الجمعية لم تدعه للمساهمة في شؤونها الإدارية، ومع ذلك فقد تراجع واعترف
أن موقفه من الجمعية لم يكن طبيعياً بسبب نظرته الخاصة للشيخ ابن باديس.
3 - رغم معرفة مالك الدقيقة بالفكر الغربي، وتأثره به في بعض الأحيان إلا
أن أمله في التغيير بقي معلقاً في الأصالة الإسلامية، وبالرجوع إلى المنبع الأساسي
للمسلمين (فالعالم الإسلامي لا يستطيع أن يجد هداه خارج حدوده بل لا
يمكنه في كل حال أن يلتمسه في العالم الغربي الذي اقتربت قيامته، ولكن لا
يقطع علاقته بحضارة تمثل أحد التجارب الإنسانية الكبرى، بل المهم أن ينظم
العلاقة معها) [21]، (والمسلم لا يزال يحتفظ بالقيمة الخلقية، وهو ما ينقص
الفكر الحديث، فالعالم الإسلامي لديه قدر كبير من الشباب الضروري لحمل
مسؤولياته مادياً وروحياً) [22].
فهل يتحمل الشباب هذه المسؤوليات؟ نرجو ذلك.
________________________
(1) الصراع الفكري / 22.
(2) تأملات / 178.
(3) فكرة الأفرو آسيوية / 98.
(4) المصدر السابق / 7.
(5) مسعود الندوي: تاريخ الحركة الإسلامية في الهند / 220.
(6) - فكرة كومنولث إسلامي / 7.
(7) في مهب المعركة / 87.
(8) المصدر السابق لم 208.
(9) المصدر السابق / 207.
(10) إنتاج المستشرقين / 35.
(11) مشكلة الثقافة / 14.
(12) المصدر السابق / 96.
(13) وجهة العالم الإسلامي / 154.
(14) بقي له ملاحظات مهمة على جمعية العلماء سنذكرها في نهاية المقال.
(15) ثروة النهضة / 71.
(16) مشكلة الثقافة / 48.
(17) وجهة العالم الإسلامي / 170.
(18) شروط النهضة / 38.
(19) المصدر السابق / 34.
(20) في مهب المعركة / 190.
(21) وجهة العالم الإسلامي / 127.
(22) المصدر السابق / 157.
((مجلة البيان ـ العدد [23] صـ 29 جمادى الأولى 1410 ـ ديسمبر 1989))
ـ[الرايه]ــــــــ[15 - 11 - 04, 02:02 ص]ـ
هناك رسالة ماجستير من جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية - مطبوعة -
للباحث عبد الله بن محمد العويسي
عنوانها مالك بن نبي
حياته وفكره
تقع في قرابة 700 صفحة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/361)
والله الموفق
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[16 - 11 - 04, 01:07 ص]ـ
السلام عليكم
جوزيتم خيراً
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[11 - 11 - 05, 06:25 م]ـ
نتمنى من الأخ العزيز بعد هذه المقالة الرائعة أن تكون له مساهمته القيمة في تحميل بعض مؤلفات مالك بن نبي على صفحات هذا المنتدى، فهو بهذا سيقدم خدمة جليلة، ولا سيما للمسلمين الذين يتعذر عليهم الحصول على كتبه.
ـ[الرايه]ــــــــ[11 - 11 - 05, 10:12 م]ـ
أخي الكريم / أبو ذر الفاضلي
ما أشرت له صحيح.
ولقد بحثت على عجالة في مواقع تحميل الكتب فلم أظفر بشيء من كتب مالك بن نبي رحمه الله.
فلعل الله ييسر ذلك.
ولا أقل من أورد هنا مؤلفاته (من موقع دار الفكر السورية - وهي غير دار الفكر اللبنانينة)
http://fikr.net/cgi-bin/_authbooks.cgi?id=240
بين الرشاد والتيه (سلسلة مشكلات الحضارة)
تأملات (سلسلة مشكلات الحضارة)
دور المسلم ورسالته (سلسلة مشكلات الحضارة)
شروط النهضة (سلسلة مشكلات الحضارة)
الصراع الفكري في البلاد المستعمرة (سلسلة مشكلات الحضارة)
الظاهرة القرآنية (سلسلة مشكلات الحضارة)
فكرة الإفريقية الآسيوية ... (سلسلة مشكلات الحضارة)
فكرة كمنويلث إسلامي (سلسلة مشكلات الحضارة)
في مهب المعركة (سلسلة مشكلات الحضارة)
القضايا الكبرى (سلسلة مشكلات الحضارة)
مجالس دمشق مع CD بصوت المؤلف.
مذكرات شاهد للقرن (سلسلة مشكلات الحضارة)
المسلم في عالم الاقتصاد (سلسلة مشكلات الحضارة)
مشكلات الحضارة (1 - 17) (سلسلة)
مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي (سلسلة مشكلات الحضارة)
مشكلة الثقافة (سلسلة مشكلات الحضارة)
من أجل التغيير (سلسلة مشكلات الحضارة)
ميلاد مجتمع (سلسلة مشكلات الحضارة)
وجهة العالم الإسلامي (سلسلة مشكلات الحضارة)
وفي الرابط الذي وضعته أعلاه، رابط يعرف بإيجاز لكل كتاب ذكرته هنا.
والله الموفق سبحانه.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[12 - 11 - 05, 05:23 ص]ـ
رحمه الله رحمة واسعة
ومن أجمل ماقاله:
غير نفسك تغير التاريخ
انها لحكمة السماء
ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
على العموم هذه محاضرة نادرة لمالك بن نبي
وحجمها 8ميغا
http://www.megaupload.com/?d=HXG
[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]
TYUB
http://www.megaupload.com/?d=HXG
[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]
TYUB
وفق الله الجميع
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[30 - 04 - 08, 07:37 م]ـ
شكرا لكم
ـ[خلدون الجزائري]ــــــــ[30 - 04 - 08, 09:10 م]ـ
نتمنى من الأخ العزيز ... أن تكون له مساهمته القيمة في تحميل بعض مؤلفات مالك بن نبي على صفحات هذا المنتدى، فهو بهذا سيقدم خدمة جليلة، ولا سيما للمسلمين الذين يتعذر عليهم الحصول على كتبه.
كتب الأستاذ مالك بن نبي: يمين الفأرة ثم التحميل مباشرة، وهي في المكتبة الوقفية ومكتبة المصطفى والأرشيف وغيرها
ـ أولا كتاب وجهة العالم الإسلامي ( http://s203841464.onlinehome.us/books/09/0812.rar) أو من هنا ( http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=015589.pdf) أو من هنا ( http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=011149.pdf) ؛ الذي يمكن أن يكون المدخل السهل لبقية كتبه وفهم نظرياته.
ـ شروط النهضة ( http://s203841464.onlinehome.us/books/09/0804.rar) أو من هنا ( http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=019576.pdf)
ـ مشكلة الأفكار ( http://s203841464.onlinehome.us/books/09/0810.rar)
ـ مشكلة الثقافة ( http://s203841464.onlinehome.us/books/09/0811.rar)
ـ المسلم في عالم الاقتصاد ( http://s203841464.onlinehome.us/books/09/0809.rar)
ـ الفكرة الأفريقية الآسيوية ( http://s203841464.onlinehome.us/books/09/0806.rar)
ـ القضايا الكبرى ( http://s203841464.onlinehome.us/books/09/0808.rar) أو من هنا ( http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=009887.pdf)
ـ في مهب المعركة ( http://s203841464.onlinehome.us/books/09/0807.rar) أو من هنا ( http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=014987.pdf)
ـ بين الرشاد والتيه ( http://s203841464.onlinehome.us/books/09/0802.rar) أو من هنا ( http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=013762.pdf) أو من هنا ( http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=000535.pdf)
ـ تأملات ( http://s203841464.onlinehome.us/books/09/0803.rar)
ـ الظاهرة القرآنية ( http://s203841464.onlinehome.us/books/09/0805.rar)
ـ فكره كومونويلث اسلامي ( http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=018655.pdf)
ـ مذكرات شاهد للقرن ج1 ( http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=011275.pdf)
ـ تبسيط مشكله الافكار في العالم الاسلامي: دور الافكار في رقي الفرد و في تحضر المجتمع و دور قاده الصراع الفكري و الاستعمار في تخلف العالم الاسلامي و اعاقه تحضره و كيفيه التغلب علي الصعاب ( http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=016476.pdf) ـ مالك بن نبي- تأليف: محمد عبد العظيم علي [لم أطلع عليه]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/362)
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[23 - 07 - 08, 11:52 م]ـ
الأخ الكريم خلدون
جزاكم الله خيرا(11/363)
سؤال حول كتاب إعراب القرآن للزجاج
ـ[مسك]ــــــــ[12 - 11 - 04, 01:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
كل عام والجميع بخير ..
سؤالي حول كتاب إعراب القرآ، للزجاج ..
ابحث عن تعريف علمي بالكتاب .. وماذا حول نسبة الكتاب للزجاج!
والله أعلم(11/364)
توضيح الأفكار للصنعاني
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[12 - 11 - 04, 01:43 ص]ـ
السلام عليكم
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[16 - 11 - 04, 01:21 ص]ـ
السلام عليكم
جوزيتم خيراً
ـ[ابو عبدالله الرفاعي]ــــــــ[04 - 12 - 05, 11:26 م]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا يا شيخ عبدالجبار
كنت بحاجة ماسة للكتاب، وبحثت عنه في خزانة كتبي فلم أجده، وهو فيها
ـ[ابو العز السلمى]ــــــــ[05 - 12 - 05, 07:10 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو المنذر النقاش]ــــــــ[05 - 12 - 05, 08:27 ص]ـ
جزاك الله خيرا(11/365)
حمّل كتاب بشارة المحبوب بتكفير الذنوب للأذرعي
ـ[مسك]ــــــــ[12 - 11 - 04, 10:35 ص]ـ
بشارة المحبوب بتكفير الذنوب
قال تعالى (قُل يا عبادي الَّذينَ أَسرَفوا عَلى أَنفُسِهِم لاتَقنطوا مِن رَحمَةِ اللَهَ إِنّ الله يَغفِرُ الذُنوبَ جَميعاً إِنّهُ هُوَ الغَفورُ الرَحيم)
وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه (يا ابنَ آَدم إِنّكَ ما دَعوتَني وَرَجوتَني، غَفَرَتُ لَكً عَلى ما كانَ مِنكَ وَلا أُبالي، يا ابنَ آَدمَ وَلَو بَلَغَت ذُنوبُكَ عَنانَ السماءِ ثُمَّ استَغفَرتَني غَفَرتُ لَك) رواه الترمذي
لتحميل الكتاب أضغط هنا ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31960)
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[16 - 11 - 04, 01:19 ص]ـ
السلام عليكم
جوزيتم خيراً
ـ[مسك]ــــــــ[18 - 11 - 04, 12:14 م]ـ
هذا هو الملف(11/366)
كتاب تحسين القبيح وتقبيح الحسن .. الأن للتحميل
ـ[مسك]ــــــــ[12 - 11 - 04, 11:17 ص]ـ
كتاب طريف، جعله الثعالبي حلقة من سلسلة كتب أنشأها في اختلاف الناس في مدح الأشياء وذمها، وهي (الظرائف واللطائف) و (اليواقيت في بعض المواقيت) و (التحسين والتقبيح) وأعلن في كل من كتبه الثلاثة أنه لم يُسبق إلى تأليفه. وبينما تدور نصوص الكتابين السابقين على مدح الشيء وذمه في مكان واحد، يدور كتاب التحسين والتقبيح على مدح أشياء تعارف الناس على ذمها، وذم أشياء تعارف الناس على مدحها.
مشاركة الأخ الحبيب بهجة المجالس ...
لتحميل الكتاب أَضغط هنا ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31898)(11/367)
تحميل كتاب ((تصنيف الناس بين الظن واليقين))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[13 - 11 - 04, 10:32 ص]ـ
الحمد لله الآمر بمكارم الأخلاق والآداب. والصلاة والسلام على النبى المجتبى والآل والأصحاب. وبعد ..
من أبشع وأخبث مسالك الدعوة فى الآونة المتأخرة: الوقيعة فى الدعاة من أهل السنة، وعلماء الأمة، والتشهير بهم، والتنكيل بمقاصدهم وغاياتهم. ولو كان فاعل ذلك من أعداء المسلمين من العلمانيين والملحدين، لهان الخطب؛ ولكنه ممن ينسب إلى علمٍ وديانةٍ وزهادةٍ، وممن يزعم أنه على منهج السلف وهدى أئمته ودعاته، ويتلفع بمرط أسود ملطخ بدماء ضحاياه من علماء الأمة ودعاتها، ناصبٌ نفسه ومرهقُها فى قذف الدعاة بالتهم الفاجرة، المبنية على الحجج الواهية، مجتهد فى سفاسف الآراء وضلالات التأليف.
لقد تغلغل هذا المسلك فى النفوس تغلغلاً لطيفاً، فاستعبد بضراوةٍ نفوساً كباراً، وزيَّن لها سوءَ عملها، فرأته لمكره واحتياله حسناً، فأراها ((تصنيف الناس)) من أصول الدين ومعاقده وأركانه، وأورثها ((التشكيك وعدم الثقة))، وجعل ديدنها ودينها الذى تعتقده ((تجريح الناس وغمزهم ولمزهم)).
ولقد سار فى هذا المسرب الخفى المأخذ، فئام من الدعاة غلاظ القلوب، كأنهم الحجارة أو أشد قسوةً، فألقوا جلباب الحياء، وأمطروا علماء الأمة ودعاتها؛ بسيل عرم من التجريح والتشويه، والتعيير والتجهيل، والتفسيق والتبديع، وفى بعض الأحايين التكفير المعلن والخفى، ولم يكتفوا بهذا، بل جعلوه منهجاً ذا أصول وقواعد، ودعوا إليه، وأسموه ((منهج أهل السنة فى نقد الرجال والكتب والطوائف))، وشغلوا به أغرارا التبس عليهم الأمر فضلوا وأضلوا، فلبس الجميع أثواب الجرح والتعديل، وتدثروا بشهوة التجريح، ونسج الأحاديث، والتعلق بخيوط الأوهام، وركبوا متون التصنيف للآخرين؛ للتشهير، والتنفير، والصد عن سواء السبيل. ومما زاد فى البلاء، أنهم قد دربوا أتباعهم ممن لا علم لهم، من الجفاة، وحدثاء الأسنان، والمقلدة أتباع كل ناعق، دربوهم على احتقار العلماء وازدرائهم، والاستخفاف بهم وبعلومهم، والوقيعة بهم، وإثارة الشحناء والبغضاء بينهم. . وفى هذا كما قال الشيخ العلامة بكر أبو زيد ((هضم حقوق المسلمين في دينهم، وعرضهم، وتحجيم لانتشار الدعوة بينهم، بل صناعة توابيت تقبر فيها أنفاس الدعاة، ونفائس دعوتهم، وإلى الله منهم المشتكى)).
وقد اجتهد العلماء المصلحون فى الذب عن علماء الأمة المقصودين بهذه المطاعن، فنصحوا وأخلصوا وبينوا ما في هذا المسلك من البغي والظلم والعدوان، وأثبتوا بالأدلة القطعية أن هذه الفتنة لا تزيد الأمة إلا فرقة، ولا الأخطاء إلا كثرة، فلقد فرح بها أعداء الإسلام الكاشحون أيما فرح، بل حققوا من خلالها ما لم يكونوا يطمعون فى تحقيقه بوسائلهم المعهودة.
وعلى رأس هؤلاء الناصحين فضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، فكتب جزاه الله خيراً كتابه ((تصنيف الناس بين الظن واليقين))، هذه الدرة الثمينة التى بين يديك، فاشدد عليها بهما، وضعها فى خزانة قلبك، فقد انتظمت لآلئ ياقوتية، ودرراً زبرجدية.
يقول العلامة بكر أبو زيد ((لهذا جرى القلم في عرض ما هو كائن في معيار الشرع المطهر، عسى أن يكون وسيلة إنقاذ لمن أضناه مشوار التجريح والتصنيف، فيلقي عصا التسيار قبل الممات، وسلوة لمظلوم مضرج برماح الجراحين، فتكشف الضر، وتبعد السوء، وتحذيراً لكل عبدٍ مسلمٍ من سبيل من أحاطت به خطيئته.
وعسى أن يكون في هذه الأوراق تطهير لجماعة المسلمين من هذه الرواسب، وأمن لهم من هذه المخاوف، ونرفع بها الغطاء عن هذه المحنة الدفينة؛ لإطفاء جذوتها وكتم حملتها، خشية أن تعمل عملها فتفرق كلمة المسلمين، وتوجد الفروق بينهم، فيتخطفهم الناس، ويبقى صوت الحق ضئيلاً، وحامله ضعيفاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/368)
ومع هذا فلن تراها سجلا للحوادث والواقعات المرة، فهي كثيرة، وصاحبها حامل لمسئوليتها ((فكلا أخذنا بذنبه)) (40: العنكبوت)، لكنها أحرف جريئة في ورقات قليلة، تقرع جرس النذارة من هذه المكيدة ((تصنيف الناس)) اعتداءاً، و ((تجريحهم)) بغياً وعدواناً، فتكشف هذه الظاهرة بجلاء، وتواجه وجوه الذين يتعاملون معها بنصوص واضحة، وقوارع من نصوص الوحيين ظاهرة)) اهـ.
ويقول العلامة ولله دره، فقد أبان حقائق هؤلاء الجرَّاحين أعظم بيان: ((وإذا علمت فشو ظاهرة التصنيف الغلابة، وأن إطفاءها واجب، فاعلم أن المحترفين لها سلكوا لتنفيذها طرقاً منها:
(1) أنك ترى الجراح القصاب، كلما مرَّ على ملأ من الدعاة اختار منهم ((ذبيحاً))، فرماه بقذيفةٍ من هذه الألقاب المرَّة، تمرق من فمه مروق السهم من الرمية، ثم يرميه في الطريق، ويقول: أميطوا الأذى عن الطريق، فإن ذلك من شعب الإيمان؟!.
(2) وترى دأبه التربص، والترصد: عين للترقب وأذن للتجسس، كل هذا للتحريش، وإشعال نار الفتن بالصالحين وغيرهم.
(3) وترى هذا ((الرمز البغيض)) مهموماً بمحاصرة الدعاة بسلسلة طويل ذرعها، رديء متنها، تجر أثقالاً من الألقاب المنفرة، والتهم الفاجرة، ليسلكهم في قطار أهل الأهواء، وضلال أهل القبلة، ويجعلهم وقود بلبلة، وحطب اضطراب.
وبالجملة فهذا ((القطيع)) هم أسوأ غزاة الأعراض بالأمراض، والعض بالباطل في غوارب العباد، والتفكه بها، فهم مقرنون بأصفاد الغل، والبغضاء، والحسد، والغيبة، والنميمة، والكذب، والبهت، والإفك، والهمز، واللمز، جميعها، في نفاذ واحد. إنهم بحق ((رمز الإرادة السيئة))، يرتعون فيها بشهوة جامحة. نعوذ بالله من حالهم، لا رعوا)).
ومن أجمل وأهدى نصائح الشيخ فى هذا المجموع النافع ((إذا بليت بالذين يأتون في مجالسهم هذا المنكر ((تصنيف الناس بغير حق))، واللهث وراءه، فبادر بإنفاذ أمر الله تعالى في مثل من قال الله فيهم ((وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين)) (68: الأنعام) اهـ.
وهاك تحميل الكتاب: ((تصنيف الناس بين الظن واليقين))
ـ[أبو حازم فكرى زين]ــــــــ[13 - 11 - 04, 05:25 م]ـ
الشيخ الجليل/ أبو محمد الألفى جزاكم الله خيراً
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[13 - 11 - 04, 08:56 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا السكندري و عظم اجرك.
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[14 - 11 - 04, 11:43 م]ـ
احسنت شيخنا الكريم ابو محمد الالفي تقبل الله منا ومنكم الطاعه والعمل الصالح.(11/369)
حمل كتب تجويد منوعه
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[13 - 11 - 04, 11:07 م]ـ
حمل كتب تجويد منوعه
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[13 - 11 - 04, 11:08 م]ـ
حمل كتب تجويد منوعه:
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[13 - 11 - 04, 11:10 م]ـ
*
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[15 - 11 - 04, 02:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب طويلب-طالب-العلم
وبارك فيك وفي جهدك المبذول
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[16 - 11 - 04, 01:05 ص]ـ
السلام عليكم
جوزيتم خيراً
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[17 - 12 - 08, 01:14 ص]ـ
أحسن الله إليك وجزاك خير الجزاء
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[17 - 12 - 08, 11:05 ص]ـ
جزاك الله كل الخير.
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[08 - 01 - 09, 12:49 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
سَلَمَتْ يداك
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[08 - 01 - 09, 10:26 ص]ـ
أخي (طويلب علم صغير)
لئن تواضعتَ باسمك؛ فأرجو أن تكون ارتفعت عند ربك بعطاياك هذه.
ـ[أبوأحمدالغالى]ــــــــ[27 - 10 - 10, 02:37 ص]ـ
جزاكم الله خيراً؛ وبارك فيكم(11/370)
الشيخ أبو إسحق الحويني في حوار غير تقليدي مع الفرقان - الحلقة 2
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[14 - 11 - 04, 06:19 ص]ـ
حوار غير تقليدي مع مجلة الفرقان - الحلقة 2
الشيخ أبو إسحق الحويني في حوار غير تقليدي مع (الفرقان):
حاوره: ذياب عبدالكريم- فلاح نهار العجمي
الشيخ أبو إسحق الحويني ذاع صيته وانتشر علمه لاسيما في علم الحديث والسيرة. وقد تأثر بالشيخ العلامة الألباني - رحمه الله -.
وقد بدأنا في العدد الماضي نشر الحلقة الأولى من حوارنا معه الذي عرج فيه على التعليق على كلام د. محمد الأشقر، والتحذير من الفتاوى المعلبة وأهمية المرجعية في الفتوى وإيجاد اللجان العلمية للنظر في قضايا الأمة.
وفي هذه الحلقة نعرض لرأيه في علماء السلطة وواجب الداعية إزاء الإعلام ومشاركة الإسلاميين في الحكومات والعمل النيابي، ودعاوى تحرير المرأة، وخطورة الأحاديث الضعيفة الموضوعة، ورأيه في الجماعات الإسلامية، ودور المراكز والجمعيات الإسلامية وغير ذلك من الأمور المهمة.
علماء السلطة:
- كيف تنظرون إلى عالم يعتلي سلم الفتوى يتنازل على أساسيات الدين من أجل إرضاء أطراف مسؤولة فما هو دوره في بث روح الانهزامية في الأمة؟
- دورهم بلاشك خطير وحيوي في انهزام الأمة .. وعجباً لحال الأمة .. المسلمون لا يفتأون يبررون ويرفعون شعار السلام ويحاولون إبعاد أي تهمة إرهاب وتطرف عنهم إلا أن ذلك ليس كافياً في نظر الأعداء .. ثم يبقى المسلمون يتنازلون ويبررون وكأن الإسلام بلا شوكة على الإطلاق وأسهم في ذلك كثيراً شيخ الأزهر .. فقد فتح الباب واسعاً أمام السخرية والاستهزاء بتلك الفتاوى الشاذة .. ففي مشيخة الأزهر الجديدة هناك ما يسمى صالة الزواج يعقد فيها قران أي زوجين، وقد رأيت شيخ الأزهر في جريدة الأهرام مرتين يقف إلى جانب امرأة متبرجة كشفت شعرها وكتفيها وصدرها وبكامل زينتها وشيخ الأزهر يقف إلى جانبها يلتقط صورة مع الزوجين .. لا أصدق أن شيخ الأزهر يفعل هذا؟!
فأين هيبة الدين وأين كرامة العلماء وسمعة الأزهر مما يفعل؟ هكذا يسقط الأزهر ولا تقوم له قائمة ..
ثم لا يتاح إلا للمشايخ الرسميين وعلماء السلطة في وسائل الإعلام ..
وقد تقدمت ببرنامج لإذاعة القرآن الكريم في مصر بعنوان (الأحاديث الضعيفة والموضوعة) وأحضرت نسخة من صحيح الجامع لمكتبة الإذاعة يخبرني أحد الإخوة أنه بعد أسبوع سرق من المكتبة، وعندما تقدم أحد الإخوة لكي يذاع برنامج الأحاديث، جاءت التعليمات بأنهم لا يقبلون إلا حامل دكتوراه أزهري .. وهكذا رفض البرنامج .. وهكذا تجد الهجمة على الدعوة السلفية التي بدأت تقبل في الأزهر سنة 1974 أيام أخينا عبدالله سعد الذي كان رئيس اتحاد الطلبة، فأصبح هناك أساتذة سلفيون وعمداء إلا أنهم يُقصون دائماً عن وسائل الإعلام .. ليس لها من دون الله كاشفة وليس أمامنا إلا المساجد وما تيسر من الكتب والمؤلفات ..
هذا بالإضافة إلى التضييق الذي نتعرض له من قبل السلطات فلا يسمح لأحد منا أن يحاضر في غير مسجده ولمرة واحدة أسبوعياً أو مرتين فقط.
نصرة الإسلام:
- هل من رسالة إلى الدعاة بضرورة استغلال أي فرصة إعلامية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لاسيما في ظل تفشي الإعلام الفضائي؟
- ينبغي على الداعية إذا وجد ثغرة أو فرصة للإعلام وإبلاغ الدين أن يستغلها طالما يستطيع أن يؤدي دوره ويصل إلى الجماهير لا يقصر في ذلك، على الرغم من رأيي المخالف شخصياً لذلك في أنني لا أرى المشاركة شخصياً في الفضائيات، لأنها في اعتقادي تقلل من هيبة العالم وحشمته مع كثرة الظهور .. كما أن هنالك ممارسات وألاعيب وترتيبات خفية تقوم بها بعض الفضائيات من تجهيز اتصالات محددة والتطاول أحياناً على الضعيف والتعريض به على الهواء مباشرة ويقصد بها إحراج بعض المشايخ وتوريطهم حتى يتصببوا عرقاً!! إضافة إلى مقاطعة الشيخ وعدم إتاحة المجال لاستيفاء كلامه.
ولكن لا أمانع في أن يشارك الدعاة الموهوبون ممن يجيدون فنون الاتصال بالجماهير .. وبرأيي لا يترك مجال مباح لنصرة الإسلام والمسلمين إلا ويدخله الداعية المسلم إن استطاع وكان له في ذلك موهبة ..
اللعبة السياسية:
- وماذا عن مشاركة الإسلاميين والدعاة في الحكومات والبرلمانات والمحافل السياسية؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/371)
- المشاركات السياسية للدعاة أنا لي فيها نظر .. فهي لا تعدو أن تكون ألعوبة وهدراً للطاقات والجهود والأوقات .. فإن أي حكومة في الدنيا لن تسمح للإسلاميين بتغيير رؤاها وسياساتها .. يتركونهم يصرخون ويهتفون ويعلقون باسم حرية الرأي والديمقراطية .. ولكن في النهاية لو افترضنا أن هناك 100عالم فاضل وافقوا على قانون وفي مقابلهم 100رجل من طوام الناس وعوامهم خالفوهم ثم جاء شخص تافه بسيط انضم إلى أي من الطرفين فإنه يرجح كفتهم ..
والعجب أن -الإخوان المسلمون- على سبيل المثال في مصر لهم في ذلك جولات ومازالوا يصرون عليها على الرغم من أنهم يعلمون أنه لا قيمة ولا أمل أمامهم ..
يقف النائب الإسلامي يقول: أطالب المجلس الموقر بحكم المادة الفلانية فأي توقير للدستور في مقابل إهدار شرع الله، وفي اعتقادي أن الحكومات تلعب بهؤلاء وتتخذهم ديكوراً لإتمام العملية الديمقراطية.
ولنا أن نورد هنا كيف ناصر الشيخ صلاح أبوإسماعيل - رحمه الله - حزب الوفد المغمور آنذاك ودعا الإخوان إلى مناصرته حتى نجح في الوصول إلى مجلس الشعب ثم ما لبث أن انقلب على الإخوان ورشح ممتاز نصار من الوفد زعيماً للمعارضة حتى غضب الإخوان وخرجوا ولكن بعد ماذا؟ بعد أن حققوا النجاح لحزب الوفد!!
وفي آخر حياة الشيخ صلاح أبوإسماعيل وقبل وفاته بعدة أشهر سمعته يقول في مؤتمر عام: أنا كفرت بالأحزاب .. وعلمت أنه لن ينصر هذا الدين أي حزب من هذه الأحزاب وأنا أعلن خروجي منها.
تطالب الحكومات ابتداء بتقنين الشريعة فيمضي العلماء في ذلك سنوات وسنوات ثم تبقى حبيسة الأدراج كما حصل في مصر على سبيل المثال ألا نأخذ من ذلك عبرة؟!
وعندما دخل شارون جنين غاصباً نظمت الدولة نفسها مظاهرة في استاد القاهرة وحضرها 100 ألف يتصدرها زعماء الحزب الوطني من أجل أن يصرخ الناس وأنا أسمي ذلك جهاد الحناجر .. جهاد من نوع جديد ظهر في هذه الأمة حتى يعييه الصراخ ويذهب إلى منزله وهو يتصور أنه أدى ما عليه من واجب تجاه أمته.
والحكومات تعلم جيداً كيف تستنزف طاقات المسلمين فينبغي علينا أن نتوجه كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في البداية حينما أسس القاعدة العريضة.
فينبغي أن يرجع الناس إلى ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم في أول الأمر.
تحرير المرأة:
- تتعالى دعاوى تحرير المرأة في هذا الزمان ويتبنى هذه الدعوات جهات غربية باسم الحرية وحقوق الإنسان وتمارس الضغوط على الدول الإسلامية لإقرار مشاركة المرأة السياسية في الولايات العامة ... ما نصيحتكم للمرأة المسلمة في هذا الشأن؟
- أنا يعجبني قول من قال للمرأة: أنت نصف المجتمع ثم أنت تلدين لنا النصف الآخر وأنت بذلك أمة بأسرها .. المرأة فعلاً هكذا .. ولو تأملنا مثلاً قصة موسى عليه السلام وردت في القرآن كثيراً ولكن ميلاد موسى عليه السلام إلا في سورة القصص وقدم لميلاد موسى بقول الله تبارك وتعالي: " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أثمة ونجعلهم الوراثين ونمكن لهم في الارض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون "، " وأويحنا إلى أم موسى أن أرضعية " فبدأ الحديث عن الرضاعة بعد ذكر التمكين فلا يكون التمكين إلا بعد الاهتمام بشأن هذا الرضيع. فالتمكين يساوى في المكانة الاهتمام بالرضيع والربط بين الامرين مقصود ... وهنا نقول في حال خروج المرأة المسلمة من بيتها لابد ان يكون لهذا الولد من مرب إما الحضانات العامة وإما مربية خاصة .. وبذلك يفقد هذا التواصل والدفء ما بين الوليد وأمه، وهكذا يكبر الطفل ويكون ذا جحود وذا كنود.
ثم دعونا نسأل لماذا تخرج المرأة من بيتها .. كثير منهم يقول إن المرأة محتاجة مادياً .. لو نظرنا إلى الذي توفره المرأة العاملة من المال فإنه لا يساوي بأي حال من الأحوال خسارة تضييع الولد.
كما أن خروجها يفتح عينيها إذا كانت امرأة عفيفة على ما تقوم به الفاسقات في العمل وتبادل الأحاديث المليئة بالفسق والفجور والتعريض بالجماع ..
فخروج المرأة وتركها لتربية أبنائها يعد خيانة لهذه الأمة. والمرأة خلقها الله عز وجل بإمكانات معينة، وها نحن نراها تزاحم الرجال على الوظائف حتى شاعت البطالة في أوساط الشباب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/372)
ولننظر إلى ترجمة محمد الفاتح نجد أن أمه كانت تأخذه إلى شاطئ البحر وتحدثه عن بلاد ما وراء البحار وترغب له هذا الأمر حتى خرج محمد الفاتح يحب ركوب البحر، وكانت الأم التي قتل زوجها ترضع ولدها وهي تقول: سأسقيه الجراح مع اللبن فيخرج بذلك صاحب قضية .. فالأم بلا شك دورها خطير جداً لأن دورها مثل دور المهندس الذي يحدد قواعد العمارة وأسسها .. لا أحد يستشعر هذا الجهد المبذول في أساس العمارة ولكن القيمة تذهب دائماً إلى الشكل الخارجي والديكورات وما هو فوق الأرض من البنيان .. فهي كالجندي المجهول ودورها جد خطير .. فخروج الأم من منزلها وتركها لدورها هو الذي أوجد القزامة - إن صح هذا التعبير - في الأمة .. غلمان الصحابة كانوا أبطالاً .. وأبناؤنا صاروا للأسف أقزاماً .. المرأة المسلمة هي قاعدة البنيان عندنا .. ومن هنا نجد أن كل المؤتمرات التي تعنى بالأسرة هدفها إفساد المرأة .. وأكبر مثال على ذلك مؤتمر السكان في القاهرة الذي خرج بالتوصيات الخطيرة التي تركزت في منظومة واحدة تبدأ بمنع الختان ثم مد سنوات الاختلاط وانتهاء بإباحة الإجهاض!!
يخرج الطالب مع زميلته يختلطان في التعليم وغيره وهكذا تزول الحواجز والحياء بينهما وقبل ذلك أقروا منع الختان للفتيات وبالتالي تزيد الشهوة الجنسية لديها فيحصل الزنا بينهما ويكون الحمل وهنا يأتي دور الإجهاض المحرم.
فالقصد من تلك المنظومة بلا شك إفساد المرأة المسلمة .. ثم كان إباحة الزواج العرفي وقد قرأت في جريدة >الأهرام< أن 12 ألف طفل هم ثمرة الزواج العرفي في مصر لا يعرفون آباءهم وهذه في الحقيقة قنبلة موقوتة .. حتى جرؤ طالب في المنصورة من الزواج باثنتي عشرة بنتاً زواجاً عرفياً!!
فنحن نهيب بالمرأة المسلمة ألا يؤتى الإسلام من قبلها.
تعدد الجماعات:
- نشهد تعدد الجماعات الإسلامية على الساحة فهل يعد ذلك ظاهرة صحية أم لا؟ وما واجب العلاقة بينهما وموقف المسلم منها؟
- في الحقيقة أنا لا أرى لهذه الجماعات إيجابية .. بل أرى أن السلبيات تحيطها من كل جانب .. كل جماعة تتعصب لنفسها وتحذر من الأخرى .. ومن ليس معنا فهو علينا .. هذا هو الواقع .. حتى جماعة التبليغ التي كنا نتصور أنهم لا يعبؤون بهذه التقسيمات نجدهم عندنا في مصر من أكثر الجماعات تعصباً حتى إن التبليغي لا يزوج ابنته لغير التبليغي .. ولديهم قائمة من العلماء وطلبة العلم .. لا يجوز أن يستمع لهم ولا أن يستفتوا أبداً!!!
والتحزب والجماعات يُبقى ألوفاً مؤلفة محجوبة عنا!!! جماعات لا آخر لها وكل حزب بما لديهم فرحون!!
ولا أدري تعدد الجماعات ما فائدته؟! ليس كما يقال ظاهرة صحية .. أي صحة في التفرق والاختلاف؟! يحذر بعضها من بعض.
وليس مستحيلاً تجميع أهل السنة، بل هذا أمر ممكن أما الاحتجاج بحديث (ستفترق أمتي على 73 فرقة) فهذا أمر آخر نختلف مع الأشاعرة مع المعتزلة مع القدرية مع الرافضة مع الخوارج .. لا يزالون مختلفين هؤلاء أهل القبلة أما أهل السنة فيسهل جمعهم إذا تبنت الدولة ذلك، وكما قال حاكم مصر الوالي الليث ابن سعد قال له: ما صلاح هذا الأمر؟ قال: إذا تكدرت رأس العين تكدرت السواقي .. قال: صدقت.
لذلك كان أول شخص في ظل الله يوم القيامة: إمام عادل به تستقيم الدنيا كلها وكان الأئمة الشافعي وابن حنبل يقولون: لو كانت لي دعوة مستجابة لادخرتها لإمام المسلمين ... فبصلاح هذا الإمام صلاح الدنيا كلها، أما التشرذم والتفرق فمآله الهزيمة والفشل.
وما أرى إلا أن الطريق طويل ولابد من تضافر الجهود والتعاون من أجل مصلحة المسلمين.
http://www.alheweny.com/index2/modules.php?name=News&file=article&sid=237
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[14 - 11 - 04, 03:20 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي طويلب و عظم اجرك و رفع قدرك
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[14 - 11 - 04, 05:41 م]ـ
رضي الله عن شيخنا و أرضاه
وجزى الله أخانا طالب العلم خيرا
ـ[ابو حذيفة]ــــــــ[14 - 11 - 04, 09:22 م]ـ
بارك اللة فيك اخى طويل العلم
وبارك اللة لنا فى شيخنا ابى اسحاق ومد فى عمرة ونفعنا بعلمة فكم دافع عن الاسلام(11/373)
النسخة (2) من بحث ((التجلية لحكم الجلوس للتعزية))
ـ[الظافر]ــــــــ[14 - 11 - 04, 09:52 ص]ـ
هذا البحث سبق أن نشرته هنا، وقد من الله علي بمراجعة البحث مع زيادات فيه، وتنقيح، وتصحيح، وكذلك فقد تكرم شيخنا الشيخ العلامة عبدالله بن عبد العزيز بن عقيل العقيل رئيس الهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى سابقاً بالتقديم لكتابي المسمى (التعزية وأحكامها في ضوء الكتاب والسنة) وهي مرفقه بهذا المبحث، وقد عين هذا المبحث بعينة، وأصبح البحث الآن بصورته النهائية والحمد لله رب العالمين الذي بنعمه تتم الصالحات، وجزاكم الله خيراً وبارك فيكم.
أخوكم: الظافر
ـ[مسك]ــــــــ[14 - 11 - 04, 11:46 ص]ـ
الأيات غير واضحة أخي الكريم
ياليت تدرج الخط الذي تقراء به الايات
ـ[مسك]ــــــــ[14 - 11 - 04, 05:56 م]ـ
تم تحميله بحمد الله
ـ[الظافر]ــــــــ[15 - 11 - 04, 02:50 ص]ـ
الإخوة الأفاضل الخط هو خط الرسم العثماني، ولكم الخط.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[16 - 11 - 04, 01:04 ص]ـ
السلام عليكم
جوزيتم خيراً
ـ[الظافر]ــــــــ[16 - 11 - 04, 01:19 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، وأنت جزاك الله خيراً، أخي شهاب الدين.
وهذا البحث مع الخط في ملف وأحد مضغوط.
ـ[أبو صالح الطحان]ــــــــ[21 - 11 - 04, 10:56 م]ـ
جزاك الله خيراً،
ـ[الظافر]ــــــــ[19 - 01 - 05, 02:04 ص]ـ
وجزاك الله خيراً.
ـ[ابو سجا]ــــــــ[23 - 02 - 08, 02:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[علي الكناني]ــــــــ[23 - 02 - 08, 04:47 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو محمد]ــــــــ[24 - 02 - 08, 12:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا .. بحث نافع(11/374)
الطواف بالبيت
ـ[البافعي]ــــــــ[14 - 11 - 04, 07:37 م]ـ
[بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد ............
فلقد رأيت كثيراً من الأخوة ـ هداهم الله ـ عند دخولهم الحرم المكي لأداء الصلاة يوجبون الطواف بالبيت على أنه تحيه للحرم-ويستدلون بالحديث (تحية البيت الطواف) وعند قيامي بالمطلعة لبعض الكتب عن هذا الحديث وجدته في كتاب نظم الفرائد مما في سلسلتي الألباني من فوائد (لعبد اللطيف بن محمد بن أحمد بن أبي ربيع) فلقدذكر هذا الحديث وقال عنه نقلاً من السلسله الضعيفه- رقم الحديث (1012) - لا أصل له. وذكرالشيخ عبد اللطيف فائدة وهي:-
قلت: ولا أعلم في السنة القولية أو العملية ما يشهد (لمعنى هذا الحديث)، بل إن عموم الأدلة الواردة في الصلاة قبل الجلوس في المسجد تشمل المسجد الحرام أيضاً، والقول بأن تحيته الطواف مخالف للعموم المشار إليه، فلا يقبل إلا بعد ثبوته وهيهات، لا سيما وقد ثبت بالتجربة أنه لايمكن للداخل إلى المسجد الطواف كلما دخل المسجد في أيام المواسم، فالحمد لله الذي جعل في الأمر سعة، ((وما جعل عليكم في الدين من حرج)).
ومما ينبغي التنبيه له أن هذا الحكم إنما هو بالنسبه لغير المحرم، وإلا فالسنة في حقه أن يبدأ بالطواف ثم بالركعتين بعده.]
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[16 - 11 - 04, 01:06 ص]ـ
السلام عليكم
جوزيتم خيراً(11/375)
تقوم جامعة الإمام محمد بن سعود بإسبوع للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ويكون هناك
ـ[الحبيب1]ــــــــ[14 - 11 - 04, 08:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقوم جامعة الإمام محمد بن سعود بإسبوع للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ويكون هناك أبحاث كثيرة جدا فكيف أستطيع الحصول عليها؟ وأي الفروع من اغلممكن أن أدها فيه؟ أفيدوني للأهمية بارك الله فيكم
ـ[الحبيب1]ــــــــ[15 - 11 - 04, 12:16 م]ـ
ما شاء الله الزيارات أكثر من 26 ولا واحد لديه فكرة عن الموضوع!
ـ[عبدالله بن عقيل]ــــــــ[19 - 11 - 04, 04:40 م]ـ
ليس الأمر كما ذكرت، من أن الأسبوع متكرر ..
بل أقيم هذا الأسبوع مرة واحد، و صدر عنه المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب، و صورت هذه المجموعة حديثاً دارَ القاسم.
و طبعت بعض بحوث هذا المؤتمر كذلك، و لا أدري هل هي متوفرة لدى الجامعة إلى الآن أم لا.(11/376)
حمل شرح الشاطبية لعبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم (ورد)
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[15 - 11 - 04, 03:12 ص]ـ
من مكتبة طريق الاسلام:
http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=134
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[16 - 11 - 04, 01:01 ص]ـ
السلام عليكم
جوزيتم خيراً
ـ[أبو خالد الأثري]ــــــــ[04 - 12 - 05, 07:32 م]ـ
بارك الله فيكم فكم كنت محتاجا إليه
ـ[أبو عمر]ــــــــ[04 - 12 - 05, 07:43 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[احمد اليماني]ــــــــ[21 - 02 - 06, 12:16 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[حسام الدين الكيلاني]ــــــــ[24 - 02 - 06, 05:38 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[24 - 02 - 06, 09:14 م]ـ
بورك فيك.(11/377)
كتاب القسطاس في علم العروض للزمخشري للتحميل
ـ[مسك]ــــــــ[15 - 11 - 04, 11:04 ص]ـ
كتاب مشهور، منه نسخ مخطوطة، في كثير من مكتبات العالم. جمع فيه الزمخشري خلاصة ما توصل إليه من فوائد، في علم العروض. وهو الكتاب الذي شرحه عبد الوهاب بن إبراهيم الزنجاني في كتابه (تصحيح المقياس في تفسير القسطاس)
أضغط هنا لتحميل الكتاب ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31999)
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[16 - 11 - 04, 12:58 ص]ـ
السلام عليكم
جوزيتم خيراً
ـ[حارث همام]ــــــــ[22 - 11 - 04, 11:07 ص]ـ
هل بالإمكان إرفاقه هنا فالرابط لايعمل ساعتي هذه.(11/378)
برنامج الموذن للتلفون المحمول
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[15 - 11 - 04, 07:05 م]ـ
اخواني الكرام يمكنكم اضافه برنامج الموذن الي تلفونكم المحمول حتي يوذن للصلوات من تلفونكم بعد ضبط بعض الاوامر وهي في غاية السهوله كل ذلك عن طريق هذا الموقع
المؤذن للمحمول ( http://www.kortasoft.com/symbian/mathan/s60/default.htm?ref=muslim-web)
ـ[محمد خليل]ــــــــ[23 - 11 - 04, 01:44 ص]ـ
بارك الله فيك.
ويجدر الذكر أنّ هذا الملف يصلح فقط للأجهزة الذكية مثل: نوكيا 7650، 3650، 6600، وغيرها.
ـ[الحاج عادل]ــــــــ[24 - 11 - 04, 11:50 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ولكن ماهي الأدوات والخطوات اللآزمه للتنزيل نوكيا 6600.
ـ[محمد خليل]ــــــــ[28 - 11 - 04, 01:40 ص]ـ
تحتاج جهاز Infrared.
ـ[الحاج عادل]ــــــــ[28 - 11 - 04, 03:34 ص]ـ
الأخ /محمد خليل
شكراً على الرد
وبارك الله فيك
ـ[حارث همام]ــــــــ[28 - 11 - 04, 11:17 ص]ـ
سؤال للأفاضل: هل يعمل على 7210؟ أم أنه غـ ................................................ ......... ير ذكي!(11/379)
حمّل كتاب أخلاق أهل القرآن للآجري (ملف ورد) مرتب ومنسق
ـ[مسك]ــــــــ[15 - 11 - 04, 07:26 م]ـ
أخلاق أهل القرآن
أبو بكر محمد بن الحسين الآجري
قسَّم الكتاب إلى أبواب، وجعل لكل باب عنوانًا، وأورد تحته ما يناسبه من أحاديث وآثار. ثم عقَّب على كثير من الأحاديث والآثار التي أوردها بالشرح والبيان، كما أنه لم يخل هذه التعليقات من توجيهات ونصائح ينتفع بها أهل القرآن. و لم يلتزم الصحة فيما يورده من النصوص. و لم يرتب النصوص التي أوردها ترتيبًا محددًا. وبلغ عدد النصوص المسندة (96) نصًّا، تتنوع بين أحاديث مرفوعة وآثار موقوفة على الصحابة والتابعين.
أضغط هنا لتحميل الكتاب ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=32005)
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[16 - 11 - 04, 12:57 ص]ـ
السلام عليكم
جوزيتم خيراً
ـ[حارث همام]ــــــــ[22 - 11 - 04, 08:42 ص]ـ
الأخ الفاضل فاتني تحميله ويبدو أن الرابط تغير فهل بالإمكان رفعه هنا وجزاكم الله خيراً.
ـ[ابومالك البصري]ــــــــ[23 - 11 - 04, 10:03 م]ـ
جزيتم خيرا
ـ[مسك]ــــــــ[23 - 11 - 04, 11:01 م]ـ
هذا هو الكتاب ..
ـ[حارث همام]ــــــــ[28 - 11 - 04, 05:44 م]ـ
شكر الله لكم وجزاكم الله خيراً.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:30 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم
ـ[الطيماوي]ــــــــ[01 - 01 - 09, 04:17 ص]ـ
أخلاق أهل القرآن م م
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=955506&postcount=76(11/380)
التقييد والإيضاح للحافظ العراقي
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[15 - 11 - 04, 10:10 م]ـ
السلام عليكم(11/381)
عندما تكون الفتوى سلاحاً
ـ[الظافر]ــــــــ[16 - 11 - 04, 01:59 ص]ـ
عندما تكون الفتوى سلاحاً
الشيخ الدكتور/ عبد العزيز آل عبد اللطيف
قام ليون روش الفرنسي برحلة إلى مصر والحجاز سنة 1842م متنكراً في زي حاج مسلم، من أجل الحصول على موافقة من العلماء على نص فتوى جاء بها من الجزائر تجعل الجهاد ضد الفرنسيين من باب إلقاء النفس إلى التهلكة، ومن ثم ضرورة الرضا بحكم الفرنسيين في الجزائر وعدم شرعية حركة المقاومة التي كان يقودها الأمير عبد القادر الجزائري (1)، وقد شارك روش في هذه الرحلة وصياغة الفتوى مجموعة من شيوخ الصوفية (1).
لكن علماء الأزهر لم يوافقوه على تلك الفتوى (2)، وقد أحسنوا في ذلك، ولو أنهم فعلوا كما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية مع اليهود لكان أكمل وأجمل، فقد أظهر طائفة من اليهود كتاباً قد عتّقوه وزوّروه، وفيه: أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ أسقط عن يهود خيبر الجزية، فراج ذلك عن من جهل سنة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، وظنوا صحته حتى ألقي هذا الكتاب إلى شيخ الإسلام ابن تيمية – قدّس الله روحه – وطُلب منه أن يعين على تنفيذه والعمل عليه، فبصق عليه، واستدل على كذبه بعشرة أوجه (3).
لقد أدرك الفرنسيون أن الفتوى سلاح نافذ وعظيم الأثر على أهل الإسلام، فكتبوا تلك الفتيا على الطريقة الفرنسية، وأرادوا تمريرها على علماء الأزهر والحجاز، لكنهم خابوا وخذلوا، أما في هذه الأيام فلا يحتاج إلى هذا العناء، فما هو إلا لقاء عابر ويحصل المقصود، كما في تأييد شيخ الأزهر نزع حجاب المسلمات في فرنسا.
إن الجهاد ذروة سنام الإسلام، وما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا، روى مسلم في صحيحه عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ أنه قال: "من مات ولم يغزُ ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق".
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: "الجهاد فرض على الكفاية، ولا بد لكل مؤمن من أن يعتقد أنه مأمور به، وأن يعتقد وجوبه، وأن يعزم عليه إذا احتيج إليه، وهذا يتضمن تحديث نفسه بفعله فمن مات ولم يغز أو لم يحدث نفسه بالغزو نقص من إيمانه الواجب عليه بقدر ذلك، فمات على شعبة نفاق" (مسألة المرابطة بالثغور ص54).
ويقول في موضع آخر: "من ترك الجهاد عذّبه الله عذاباً أليماً بالذلّ وغيره، ونزع الأمر منه فأعطاه لغيره، فإن هذا الدين لمن ذبّ عنه".
وفي الحديث عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ "عليكم بالجهاد، فإنه باب من أبواب الجنة، يُذهِب الله به عن النفوس الهمّ والغمّ" (4).
ومتى جاهدت الأمة عدوّها ألّف الله بين قلوبها، وإن تركت الجهاد شَغَل بعضَها ببعض. (جامع المسائل 5/ 300).
لقد راع أعداء الإسلام شأن الجهاد وأوجعتهم معارك الجهاد، فسعوا إلى تعطيل هذه الشعيرة بكل ما أوتوا من مكر وحيلة، سواءً عن طريقهم أو طريق عملائهم من الزنادقة والمنافقين وأشباههم.
فالميرزا غلام القادياني (زعيم القاديانية، وأحد صنائع الإنجليز) يقول: "لقد قضيت معظم عمري في تأييد الحكومة الإنجليزية ومؤازرتها، وقد ألفت في منع الجهاد ووجوب طاعة أولي الأمر الإنجليز من الكتب والنشرات ما لو جمع بعضها إلى بعض لملأ خمسين خزانة" (5).
وشابه الرافضةُ القاديانية في تعطيل الجهاد، فقالوا: لا جهاد حتى يخرج الإمام، وقرروا أن القتال مع غير الإمام المفترض طاعته حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير (6).
وقد قال بعض عوام أهل السنة لأحد شيوخ الرافضة: إذا جاء الكفار إلى بلادنا فقتلوا النفوس وأخذوا الأموال هل نقاتلهم؟ فقال الرافضي: لا. المذهب أنّا لا نغزو إلا مع المعصوم، فقال العامي: والله إن هذا لمذهب نجس (7).
ويبدو أن هذه اللوثة قد عرضت لبعض المتسننة كما هو مشاهد في أحداث العراق، فهناك من يطالب بالإذعان لعملاء أمريكا – في العراق – باعتبار أنهم ولاة أمور، وهناك من أفتى بمنع مقاومة العدو الصليبي المحتل محتجاً بعلل عليلة، فادعى بعضهم بأنه لا جهاد إلا مع إمام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/382)
وقد ردّ الشيخ العلامة عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب – رحمهم الله – على من قال: لا جهاد إلا مع إمام، فإذا لم يوجد إمام فلا جهاد، فقال: "فيلزم على هذا أن ما يلزم بترك الجهاد، من مخالفة دين الله وطاعته جائزٌ، بجواز ترك الجهاد، فتكون الموالاة للمشركين والموافقة والطاعة جائزة، واللازم باطل، فبطل الملزوم، فعكس الحكمَ الذي دلّ عليه القرآن العزيز، من أنها لا تصلح إمامة إلا بالجهاد .. " (الدرر السنية 8/ 167).
وأما إذن الإمام فهي من مسائل الاجتهاد التي يسع فيها الخلاف، وقد برزت هذه المسألة في بلاد المغرب العربي زمن الاحتلال الأجنبي في القرن الحادي عشر الهجري (8)، ووقع جدال بين فقهاء تلك البلاد، فقد نصّ محمد العربي الفاسي (ت 1052هـ) في فتواه على أن الجهاد لا يتوقف على وجود الإمام، ولا على إذنه، فقال: "ومن المعلوم الواضح أن الجهاد مقصد بالنسبة إلى الإمامة التي هي وسيلة، لكونه في غالب العادة لا يحصل الكمال إلا بها، فإذا أمكن حصوله دونها لم يبق معنى لتوقفه عليها" (9).
وأغلب فقهاء المغرب لم يجعلوا الجهاد موقوفاً على إذن الإمام، ويعود موقفهم هذا إلى طبيعة الظروف السياسية التي عاصروها، فراعوا بذلك المصلحة العامة للمسلمين، إذ رأوا أن مقاومة الأجنبي المحتل أمر واجب، وما دامت السلطة قد تقاعست في الأمر، فمن الخطأ الفادح أن تمنع تلك المبادرات التطوعية التي تصدت للمقاومة بحجة افتقارها إلى إذن الإمام، فيتمكن العدو بذلك من توسيع مناطق نفوذه (10).
والمقصود أن من الفتاوى ما يكون سلاحاً في صالح العدو المحتل، ومنها ما يكون سلاحاً موجعاً ومنكياً للعدو كما في فتاوى علماء الأندلس ضد النصارى الصليبيين، حيث أفتى ابن رشد الجد (ت 520هـ) أن الجهاد لأهل الأندلس في زمنه أفضل من حج الفريضة الذي لا يتوافر فيه – آنذاك – شرط الوجوب حسب رأيه؛ لأن الوصول إلى مكة بأمان غير حاصل في ذلك الزمان.
وألّف ابن المناصف (ت 620هـ) آنذاك كتاب (الإنجاد في الجهاد)، فاستوعب أبواب الجهاد وتفصيل فرائضه وسننه، وذكر جملة من آدابه وأحكامه (11).
ولما وقع اللبس في شأن التتار سنة 702هـ، وكيف يقاتلون وهم يظهرون الإسلام، وليسوا بغاة، فأفتى شيخ الإسلام ابن تيمية بأنهم من جنس الخوارج الذين يجب قتالهم، وأن كل طائفة امتنعت عن شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة فيجب قتالها، فتفطن العلماء لذلك، وكان يقول للناس: إذا رأيتموني من ذلك الجانب وعلى رأسي مصحف فاقتلوني فتشجّع الناس في قتال التتار وقويت قلوبهم (12).
لا شك أن الركون إلى الحياة الدنيا والتثاقل إلى الأرض قد غلب على الكثير من المسلمين، وهذا ضعف وذنب ينبغي الخلاص منه ومجاهدته، لكن لا يسوغ أن نجعل من هذا الخور والوهن منهجاً نؤصله، ومسلكاً نقعّده عبر بيانات أو فتاوى، وإذا كان في هذه الأمة الولود من فتح الله عليه في باب الجهاد – كما هو حال المجاهدين في سبيل الله في الأفغان والشيشان وفلسطين والعراق – فينبغي تبني قضاياهم ومؤازرتهم ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، وإذا كان الهلع والشح قد أقعد الكثير عن النصرة فلا أقل من أن يمسك لسانه وقلمه عن التخذيل والإرجاف، والله المستعان.
______________
(1) انظر الرحلات إلى شبه الجزيرة العربية (من إصدار دارة الملك عبدالعزيز 1/ 249).
(2) انظر تاريخ الجزائر لمسعود الجزائري ص284.
(3) انظر زاد المعاد 3/ 152.
(4) أخرجه أحمد 5/ 319.
(5) عن كتاب (ما هي القاديانية) لأبي الأعلى المودودي ص12، وانظر ص96 - 103.
(6) انظر تفصيل ذلك في كتاب أصول الشيعة الاثني عشرية لناصر القفاري 2/ 888.
(7) انظر منهاج السنة النبوية 6/ 118.
(8) انظر الفتاوى الفقهية في أهم القضايا لحسن اليوبي ص192.
(9) المرجع السابق ص193.
(10) المرجع السابق ص198 باختصار.
(11) انظر جهود علماء الأندلس في الصراع مع النصارى لمحمد أبا الخيل ص150 - 159.
(12) انظر البداية والنهاية لابن كثير 14/ 25، ومجموع الفتاوى لابن تيمية م35.(11/383)
حمل اكثر من 100 محاضره و خطبه مفرغة للشيخ محمد المنجد (ورد)
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[16 - 11 - 04, 03:54 ص]ـ
حمل اكثر من 100 محاضره و خطبه مفرغة للشيخ محمد المنجد (معظمها ورد) من موقعه
موقع الصوتيات والمرئيات الإسلامي
http://www.islamicaudiovideo.com/index.php?pg=*******&offset=0&PHPSESSID=d05aedd7871bab3155479c160580cf62
النصيحة الناجحة 2
النصيحة الناجحة 3
اتركها وعوضك على الله
النصيحة الناجحة 1
المجاهرون بالمعصية
ما هي الوهابية؟
نور الحق ونار الشبهة
سبل مقاومة الضغوط النفسية
كاميرا الجوال ... الحذر ... الحذر
هل من غيرة على الملابس؟
حكمة الداعي وأدب المدعو - ابن باز
مشاريع في الاجازة
عبر من أحداث الخبر
بنيتي
التنافر والتجاذب في العلاقات الشخصية
مناصرة المسلمين في الفلوجة
لا تنس قبل النوم
اغتيال صاحب الكرسي المتحرك
التيس المستعار
الأمة الأبية
سبيل النجاة من فتنة النساء
طبقات المكلفين في الآخرة -2
طبقات المكلفين في الآخرة -1
لماذا أسلم هؤلاء؟
حول تفجيرات الرياض
مسايرة الواقع
التفاهة والسوبر ستار
فوائد من سورة يوسف -2
فوائد من سورة يوسف -1
برنامج دين و دنيا - مستقبل الدعوة الإسلامية في الغرب
قصة مؤثرة عن بر الوالدين
الطاقات والمواهب في خدمة الدين
قصص جميلة عن تأثير هذا الدين
قصة أبي هريرة مع الشيطان
ماذا تلبس في هذا الصيف؟
صراع مع الشهوات
أحكام الجمع في المطر والمسح على الخفين
ظاهرة تبلد الإحساس
قوة الإرادة وعلو الهمة
أيها الدعاة .. بينوا دين الله
لماذا نصلي؟ -2
وقفات مع الحملة الصليبية
لماذا نصلي؟ -1
صلاح الدين و تجديد الجهاد
كيف تكون مجالسنا اسلامية
وانكسر الصنم
فقه المحنة في العهد المكي -4
فقه المحنة في العهد المكي -3
فقه المحنة في العهد المكي -2
فقه المحنة في العهد المكي -1
لا تيأس فالنصر قادم
حروبنا مع الروم
بغداد والهجمة الصليبية
فوائد الشدائد
لماذا يقدر الله الحروب والكوارث
من واجب الأمة الدعوة إلى الله - ابن باز
رسالة عاجلة في المشكلات الزوجية
هكذا فعل هؤلاء
كن نافعا أين ما كنت
تربية البنات مهمة صعبة
خدمة الدين
تهيئة النفوس لأحداث المستقبل
عبر وعظات من انهيار شركات الإستثمار
صناعة الترفيه
إخلاص الداعية
حتى لا نصاب بالفتور في رمضان
الترف
مشكلات تربوية
سبع وصايا للأطباء والطبيبات
الأناشيد ضوابط ومحاذير
أيتها المرأة الحجاب أو النار
مقالة الحجاب ليس عقبة
الحجاب
التوكل
التفكر
أبراج الحظ تدمر أسوار المسلمين 4
أبراج الحظ تدمر أسوار المسلمين 3
أبراج الحظ تدمر أسوار المسلمين 2
أبراج الحظ تدمر أسوار المسلمين 1
دروس من فتنة المسيح الدجال -1
الجدية في الإلتزام
ياخارجا من رمضان
الثقة بالله في الأزمات
عالج قلبك بالمسجد
عشر وقفات بعد رمضان
اليهود خونة العهود
الزواج وكلام الناس
الشاب المسلم على عتبة الزواج
الى المتزوجين الجدد
الإنهيار الأسري
الإنترنت بين الدعوة والمقاهي
الحمد لله يرحمك الله
الأمانة
لا تقارب بين الإسلام و الكفر
إن الشيطان لكم عدو
الرضا
الصبر
الورع
المحاسبة
المحبة
الشكر
التقوى
الإخلاص
الرجاء
الخوف
كلمة الإخلاص وتحقيق معناها لإبن رجب
من عجائب الجنة
ـ[المنيني]ــــــــ[16 - 11 - 04, 09:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[مسك]ــــــــ[16 - 11 - 04, 02:28 م]ـ
بارك الله فيك على هذا الخير العظيم الذي سقته لنا ...
ـ[أبو صالح الطحان]ــــــــ[21 - 11 - 04, 11:00 م]ـ
جزاك الله خيراً،
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[13 - 12 - 04, 09:44 م]ـ
جزاك الله خيْرًا أخي الطويلب،، بارك الله في عملك،، وزادك زكاةً وتقوى وحرصًا ..(11/384)
أبحث عن كتاب المناهي اللفظية للشيخ بكر أبو زيد
ـ[مسك]ــــــــ[17 - 11 - 04, 01:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبحث عن كتاب المناهي اللفظية للشيخ بكر أبو زيد
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 11 - 04, 04:51 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخ العزيز مسك
هذا الكتاب لايوجد فيما أعلم على الشبكة مع إهميته.
ـ[محمد ابو ناصر]ــــــــ[18 - 11 - 04, 06:22 ص]ـ
هذا الكتاب متوفر في المكتبات وان كان قد نفد من الاسواق فلا مانع لدي من اعارتك اياه بشرط ان تكون من اهل الرياض ولعلك تقصد وجوده في الشبكه فان كان ذلك ما تريده فيسر الله وجوده لك ولغيرك(11/385)
الفوائد البازية على الكتب العلمية
ـ[آل نظيف]ــــــــ[17 - 11 - 04, 08:06 م]ـ
هدية العيد لرواد الملتقى الأكارم. نسأل الله عزوجل أن ينفع يه الاسلام والمسلمين.(11/386)
السلام عليكم طلب منكم هل أجد هذا الكتاب ... ؟
ـ[سعد الشهري]ــــــــ[18 - 11 - 04, 03:59 ص]ـ
السلام عليكم
وكل عام وأنتم بخير وعيدكم مبارك إن شاء الله ..
إخواني أنا والله تعبت وأنا أدور هذا الكتاب فهل أجده أو يدلني أحد على موقعه ..
(((كتاب الأمالي لقالي البغدادي)))
والسلام ختام
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 11 - 04, 04:42 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وتقبل الله منا ومنكم
تجد الكتاب حفظك الله في موقع الوراق
http://www.alwaraq.com/
ولابد أولا من التسجيل عندهم ثم تصفح الكتاب.
ـ[سعد الشهري]ــــــــ[18 - 11 - 04, 07:58 ص]ـ
أخي الحبيب الفاضل / عبدالرحمن بن عمر الفقيه الغامدي
ولا يسعني إلا أن أشكرك وأدعو الله لك
رعاك المولى وحفظك، وأعانك، ورضي عنك ..
نسأل الله أن يرزقك الجنة ويبيض وجهك في الدنيا والأخره ..
بارك الله فيك وأحسن الله إليك.
تحيتي لك وخالص دعواتي لك(11/387)
بشرى لأخوتي الكرام الاتصال تليفونيا بالشيخ المحدث أبي إسحاق الحويني
ـ[أبو حطب]ــــــــ[18 - 11 - 04, 01:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الأخوة الكرام
جاءتني الرسالة التالية من بريد موقع الشيخ أبي إسحاق الحويني وهذا نصها
"من: موقع فضيلة الشيخ أبى إسحاق الحويني
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة و الأخوات
بشري سارة
وافق الشيخ حفظه الله تعالى على استقبال اسئلتكم و استفسراتكم للرد
عليها مباشرة عبر الهاتف و ذلك لمدة ساعتين أيام
السبت و الثلاثاء و الأربعاء
من العاشرة حتى الثانية عشر مساءا بتوقيت القاهرة
و ذلك على رقم
3225188 047 002
و جزاكم الله خيرا " وكل عام وانتم بخير
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[18 - 11 - 04, 05:55 م]ـ
اخى الفاضل أبو حطب
بارك الله فيك على هذه البشرى
و حفظ الله شيخنا أبى إسحاق الحويني من كل سوء
ـ[أبو حطب]ــــــــ[18 - 11 - 04, 11:38 م]ـ
شكر الله لك وكل عام وأنت بألف خير وتقبل الله منكم وأرجو مراعاة فروق التوقيت عند الاتصال من كندا بالشيخ حفظه الله وسأرسل لك رسالة قريبا جدا إن شاء الله
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[21 - 11 - 04, 02:34 ص]ـ
شبكة أنا المسلم للحوار الإسلامي المنتدى الإسلامي بشرى سارة .. الشيخ ابو اسحاق على الهاتف على الرقم التالي .....
http://www.muslm.net/showthread.php?threadid=120259
أبو مالك المصرى: "التقيت بالشيخ فى منزله اليوم و سألته عن ذلك فأخبرنى أنه صحيح و لكنه اكتشف أن الهاتف معطل فاصبروا قليلا حتى يتم اصلاحه"(11/388)
حمل المناهج الدراسية لعمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[18 - 11 - 04, 06:09 م]ـ
حمل المناهج الدراسية لعمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية
http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=ser&lang=1&id=11
نبذة عن السلسلة:
سلسلة مناهج دراسية للمدارس والمعاهد التعليمية بدءاً بتعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها ثم المرحلة المتوسطة والثانوية، وهذه السلسلة من إنتاج عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والهدف من هذه السلسلة مساعدة التربويين في البلدان والأقليات الإسلامية في تقرير مناهج شرعية علمية تهدف إلى إنتاج جيل من الشباب والشابات يحملون في نفوسهم العقيدة الإسلامية الصحيحة، وحب الإنتماء إلى الإسلام والتعلق بطلب العلم الشرعي المستمد من الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين مهما اختلفت لغاتهم وجنسياتهم.
تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها لعمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية
http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=ser&lang=1&id=14
نبذة عن السلسلة:
سلسلة تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها والمكونة من ثلاثة أجزاء من إنتاج عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والتي تأتي امتداداً طبيعياً لتطوير أساليب تعلم اللغة العربية من خلال برامج كمبيوترية مساعدة، يمكن من خلالها الاستغناء عن المعلم إلى حد بعيد.
هذه السلسلة تنشر في الموقع بأسلوبين، الأول بدون ملفات مجلد suonds والثاني بملفات مجلد suonds نظراً لأن ملفات مجلد suonds كبيرة الحجم جداً ويمكن الاستعاضة عن هذا المجلد بمعلم للغة العربية.
ـ[محمد خليل]ــــــــ[23 - 11 - 04, 01:45 ص]ـ
جزيت خيراً.(11/389)
حمل كتاب الإنترنت وتطبيقاتها الدعوية
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[18 - 11 - 04, 09:36 م]ـ
حمل كتاب الإنترنت وتطبيقاتها الدعوية
http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=130
فهرس الموضوعات
2 المقدمة
3 منهج البحث
3 خطة البحث
6 التمهيد
7 المبحث الأول: التعريف بالدعوة لغة واصطلاحاً
7 التعريف بالدعوة اصطلاحاً
9 المبحث الثاني: فضل الدعوة إلى الله وأهميتها
11 حاجة الناس إلى الدعوة والدعاة
13 الباب الأول: الفصل الأول: مدخل إلى شبكة المعلومات (الإنترنت)
14 المبحث الأول: تعريف الإنترنت ونشأتها
14 ما هي الإنترنت؟
14 كيف نشأت؟
15 متى دخل الإنترنت العالم العربي؟
16 المبحث الثاني: كيفية الحصول عليها
19 نصائح قبل الاتصال بالإنترنت باستخدام خط الهاتف العادي ( Dial Up)
19 خدمة خطوط المشتركين الرقمية ( DSL)
20 خصائص ومميزات خدمة الـ DSL
20 متطلبات خدمة الـ DSL
21 هل أنت فعلاً بحاجة إليها؟
21 على ماذا يعتمد اختيار موفر خدمة الإنترنت؟ 23 المبحث الثالث: إيجابياتها وسلبياتها 23 من فوائد الإنترنت
25 أضرار الإنترنت
26 المبحث الرابع: ضوابط استخدامها
27 المبحث الخامس: بعض العقبات في استخدامها
29 المبحث السادس: بعض المسائل الشرعية المتعلقة باستخدامها
29 السؤال الأول: هل يجوز تخاطب النساء مع الرجال عن طريق الإنترنت بكلام في حدود الأدب؟
30 السؤال الثاني: هل العمل في كوفي إنترنت حلال أم حرام؟
31 السؤال الثالث: ماذا نفعل عند وجود موقع يهاجم الإسلام؟
32 السؤال الرابع: حكم الاستثمار في شركة مايكروسوفت التي توفر الإنترنت رغم سلبيات الإنترنت المعروفة؟ ..
32 السؤال الخامس: هل يجوز أن ترسل امرأة صورتها بالإنترنت لرجل خاطب ليراها فيقرر هل يتزوجها أم لا؟
33 السؤال السادس: إحصاءات عن مفاسد الإنترنت لإقناع من يستعمل الإنترنت في الشر
34 السؤال السابع: حكم ما يبثه النصارى إلى المسلمين من معتقدات نصرانية عبر الإنترنت
35 السؤال الثامن: حكم شراء الذهب عن طريق الإنترنت
35 السؤال التاسع: هل أخذ أجور الإعلانات في المواقع الإسلامية ينقص من أجر صاحب الموقع الإسلامي؟
36 السؤال العاشر: حكم تصميم صفحات لموقع يبيع الأغاني والموسيقى
37 السؤال الحادي عشر: حكم زواج الرجل من امرأة تعرف عليها عبر المحادثات الفورية في الإنترنت
39 الفصل الثاني: أبرز تطبيقات الإنترنت
40 التطبيق الأول: تصفح شبكة الويب العالمية
40 ما هي شبكة الويب؟
40 شرح المفاهيم الأساسية للويب ( HTTP، URL، HTML)
43 كيفية الوصول إلى المواقع
43 كيف أنشئ مفضلة مواقع الإنترنت؟
46 كيف أمنع ظهور الصور والأصوات أثناء التصفح؟
47 كيف أحفظ صفحة من موقع؟
48 كيف أنشئ موقعاً على الشبكة؟
49 قواعد بناء المواقع
49 طرق بناء المواقع
50 التطبيق الثاني: البريد الإلكتروني
50 ما هو البريد الإلكتروني؟
51 ما هي تركيبة عناوين البريد الإلكتروني؟
53 ملاحظات هامة حول تركيبة البريد الإلكتروني
53 كيف أنشئ بريداً إلكترونياً؟
54 طرق الاطلاع على البريد الإلكتروني والرد عليها
54 الطريقة الأولى: زيارة موقع مقدم خدمة البريد والاطلاع على البريد
54 الطريقة الثانية: برنامج Outlook Express
54 مميزات البرنامج
55 كيف نتعامل مع البرنامج؟
62 كيف أرسل وأستقبل البريد الإلكتروني؟
62 كيف أنشئ رسالة بريدية؟
64 كيف أحتفظ بعناوين أصدقائي وزملائي؟
67 طريقتين للاستفادة من دفتر العناوين
68 كيف أرسل مرفقاً في الرسالة؟
69 كيف أقوم بفتح المرفقات التي في الرسائل الواردة؟
69 كيف أرد على المرسِل مباشرة؟
69 إذا وصلتني رسالة برموز غريبة فكيف أفهم محتوى الرسالة؟
70 كيف احتفظ بأرشيف الرسائل؟
71 التطبيق الثالث: آليات البحث في الشبكة
71 مهارات البحث على الإنترنت
75 التطبيق الرابع: المحادثات الفورية
75 كيفية الحصول على برنامج MSN Messenger
76 طريقة الحصول على بريد hotmail
79 طريقة تفادي إزعاج الإعلانات من برنامج MSN Messenger
81 طريقة التحاور بين الطرفين
85 التطبيق الخامس: برنامج المحادثة الشهير البال توك Pal Talk ( حديث الأصدقاء)
85 متطلبات استخدام البرنامج
86 طريقة تركيب البرنامج
90 كيفية الدخول على غرف البرنامج
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/390)
93 كيف تضيف صديقاً إلى القائمة بحيث تعلم حال دخوله البرنامج أو خروجه منه؟
94 مشاكل الصوت وحلولها
100 أهداف موقع live Islam
100 من المستفيد من هذا الموقع؟
101 الخدمات المتميزة في الموقع 101 كيفية البث
102 التكاليف
103 التطبيق السادس: المنتديات الحوارية
103 ثلاثون نصيحة في طرق كتابة المواضيع في المنتديات
105 التطبيق السابع: خدمة بروتوكول نقل الملفات ( FTP)
105 ما هي خدمة بروتوكول نقل الملفات؟
106 FTP الخادم و FTP المستفيد
106 المستخدم ( anonymous FTP)
106 لماذا خدمة بروتوكول نقل الملفات ( FTP) بدلاً من البريد الإلكتروني ومستعرضات الويب 107 علاقة ( FTP) بالبريد الإلكتروني
107 الولوج إلى ( FTP) عن طريق مستعرضات الويب
107 برامج مستفيد FTP
108 أهمية هذه الخدمة في الدعوة إلى الله
109 الباب الثاني: مهارات حاسوبية
110 المهارة الأولى: تحويل المطبوعات الورقية إلى ملف إلكتروني ونشره في الشبكة
111 شرح برنامج Adobe®Acrobat®6.0 Professional
114 طريقة التصوير
116 طريقة التأكد من عدم ميلان الصورة
118 طريقة تحريك وتوسيط الصورة
120 طريقة إزالة النقاط والخطوط السوداء وغيرها
121 طريقة إدراج الصوت
124 طريقة حذف صفحة معينة
125 طريقة الفهرسة
126 طريقة حفظ الملف
128 طريقة طباعة الملف
129 طريقة تشفير الملف
132 أهمية برنامج: Macro Express 2000
135 لواحق الشرح:
135 1 - ظهور نافذة حالة الذاكرة المؤقتة
136 2 - إدراج غلاف الكتاب بالألوان في الكتاب الإلكتروني
139 3 - تحويل الصورة إلى نص
140 4 - النسخ واللصق من صفحات الكتاب الإلكتروني
141 5 - تحويل ملفات Word إلى صيغة PDF
142 المهارة الثانية: صنع الملفات الصوتية
142 كيف نشغل الملفات الصوتية؟
142 الطريقة الأولى لصنع الملفات الصوتية
143 الطريقة الثانية لصنع الملفات الصوتية
154 تحويل الملف إلى صيغة RM
162 تحويل الملف إلى صيغة mp3
170 المهارة الثالثة: إرسال واستقبال الفاكسات من خلال الحاسوب
181 المهارة الرابعة: صنع الحواشي في الأبحاث
183 الخاتمة
185 مراجع البحث
186 فهرس الموضوعات(11/391)
وأخيراً كتاب لا تحزن للشيخ عايض القرني على الشبكة العنكبوتية
ـ[آل نظيف]ــــــــ[19 - 11 - 04, 12:00 ص]ـ
كتاب لا تحزن للشيخ عايض القرني أكثر الكتب مبيعاً في الأسواق تجده على الرابط التالي
http://www.alfnnon.com/book/indexj.htm
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[19 - 11 - 04, 12:53 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[19 - 11 - 04, 01:02 ص]ـ
لا تحزن للشيخ عايض القرني الجزء الأول - موقع صيد الفوائد
http://www.saaid.org/Warathah/qarni/q4.zip
الرابط لا يعمل الان!!!
ـ[عصمت الله]ــــــــ[19 - 11 - 04, 07:21 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم
رائع جدا و لكن من ينزله على هذا الملتقى المبارك في ملفات وورد
حزاه الله خيرا(11/392)
مع المختارات -الألعاب النارية .. قنابل في يد الصغار
ـ[آل نظيف]ــــــــ[19 - 11 - 04, 12:17 ص]ـ
الألعاب النارية .. قنابل في يد الصغار
إنتصار سليمان - 11/ 11/2004
ملايين الأطنان من الألعاب النارية والمفرقعات انطلقت في شهر رمضان، وخلال عيد الفطر المبارك سينطلق المزيد، حيث اعتاد البعض التعبير عن فرحته في المناسبات الاجتماعية المختلفة بإطلاق الألعاب النارية، سواء على مستوى الأفراد والأطفال خاصة، أو على مستوى الدول التي اعتادت تنظيم احتفالاتها مستخدمة الألعاب النارية، على غرار ما يحدث في المهرجانات الدولية. وعلى قدر جمال وبهجة هذه الألعاب كان خطرها وأضرارها ..
منذ أن اخترعت الصين البارود الأسود، في القرن الثامن عرف العالم الألعاب النارية، وانتشرت أفكار صناعة الألعاب النارية في دول شرق آسيا. والبارود الأسود هو مزيج من الفحم والسولفر ونترات البوتاسيوم المعروف أحيانا بملح البارود. وتعتبر الصين من أوائل دول العالم في استخدام وصناعة الألعاب النارية، يليها اليابان وإندونيسيا وباكستان والبرتغال وتايلاند والفلبين وجنوب ايطاليا وأسبانيا.
أما عن تكوين الألعاب النارية فيقول الكيمائي رضا مصطفى السيد مستشار الصحة والسلامة المهنية لعدد من شركات البترول: تعتمد صناعة المفرقعات أساسا على نترات البوتاسيوم وخامس أكسيد الفوسفور؛ فعند انحلال نترات البوتاسيوم بالحرارة يتولد أكسجين مصحوبا بانفجار، مما يولد صوتا عاليا، وكذلك خامس أكسيد الفوسفور بالتسخين يتولد منه ثالث أكسد الأكسجين، ويعطي أيضا نفس الصوت والانفجار، وهو المطلوب في الاحتفالات، وتصدر عن هذه المادة عند اشتعالها كميات من الغازات بشكل مفاجئ. وتعتمد فكرة جميع الألعاب النارية على هذه المعادلة، سواء تم التفجير بالحرارة أو عن طريق الصدمات.
ويتحدد طول المدة التي يمكن لعبوة الألعاب النارية أن تشتعل فيها من خلال الكميات التي تمتزج في المعادلة الكيميائية؛ فالكميات الصغيرة تشعل شرارات صغيرة لا تدوم طويلا، بينا تشعل الكبيرة منها شرارات أطول عمرا تترك خلفها مذنبا طويلا من الإنارة.
تعتمد أشكال وألوان الألعاب النارية على التركيبة الكيميائية للعبوة المستعملة فيها. وهناك أسماء وأنواع مختلفة للألعاب النارية مثل "الأخطبوط الذهبي" و"المظلة" و"الشجرة" و"الزهور" و"جوز الهند" و"زهور الربيع" و"المطر السحري" و"السيوف المتشاكية" و"الإشعاعية" و"الشمس الذهبية" و"النخيل" و"العبوة اليابانية" التي يكون له شكل مميز هو الصاروخ المستدير.
ضحايا الألعاب النارية
شرر وأدخنة وضوضاء .. ضرائب بهجة الألعاب النارية
لا تخلو صحيفة يومية في العالم من حوادث حرائق وانفجارات سببها الألعاب النارية راح ضحيتها مئات الشباب والأطفال؛ فعلى سبيل المثال وقع في الصين 98 حادثة انفجار بسبب الألعاب النارية في الشهور التسعة الأولى من عام 2003، مما أدى إلى مصرع 209 أشخاص بزيادة 24% على عن الفترة المماثلة من عام 2000. كما أشار تقرير منظمة العمل الدولية عن عمالة الأطفال في نفس العام إلى مصرع عدد كبير من الأطفال في الصين عندما كانوا يصنعون الألعاب النارية؛ لذا وضعت الحكومة الصينية إجراءات صارمة لتقييد إنتاج الألعاب النارية بهدف كبح التفجيرات الناجمة عن الألعاب النارية.
وفي فلسطين أعلنت وزارة الصحة إحصائية عن مستشفى العيون في غزة، أن إجمالي الحالات التي وصلت للمستشفى خلال فترة شهر رمضان الماضي 1424 هـ، وعيد الفطر المبارك، بلغت 119 إصابة، كانت نتيجة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات. وجميع الإصابات من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من عام إلى 15 عاما.
وتتعدد أضرار وخطر الألعاب النارية بين الصحية والبيئية والكيمائية، فمن الناحية الطبية يقول د. محمد سمير عبد العاطي أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس: يعتبر الأطفال والمراهقون أكثر الفئات العمرية تعرضا لهذه الألعاب، وتسبب لهم الحرائق والتشوهات المختلفة التي قد تكون خطيرة في أغلب الأحيان، علاوة على أن الصوت الصادر عنها يؤثر وبشكل كبير على الأطفال المتواجدين بالقرب من منطقة اللعب، ويعد هذا نوعا من أنواع التلوث الضوضائي الذي يؤثر على طبلة الأذن وبالتالي يسبب خللا وظيفيا في عمل المخ قد يستمر لمدة شهر أو شهرين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/393)
إضافة لذلك فإن الشرر أو الضوء والحرارة الناجمة عن استخدام المفرقعات تعد سببا رئيسيا للأضرار بالجسم، وخاصة منطقة العين الحساسة. كما أن الرماد الناتج عن عملية الاحتراق يضر بالجلد والعين إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر؛ حيث تصاب العين بحروق بالجفن والملتحمة وتمزق في الجفن، أو دخول أجسام غريبة في العين، أو انفصال في الشبكية، وقد يؤدي الأمر في إلى فقدان كلي للعين.
كما تعتبر هذه الألعاب من أسباب التلوث الكيميائي والفيزيائي، وكلاهما أخطر من الآخر، فالرائحة المنبعثة من احتراق هذه الألعاب تؤدي إلى العديد من الأضرار الجسيمة، هذا بالإضافة إلى الأضرار الكارثية التي تنتج عن انفجار مستودعات الألعاب النارية التي تحتوي على هذه المواد نتيجة تخزينها بشكل خطأ.
السلامة قبل الندامة
تعتبر أغلب الدول العربية والإسلامية مستوردة للألعاب النارية، ولا تنتج إلا البسيط منها وتصنعه ورش صغيرة أغلبها لا يعمل بشكل قانوني. كما تحظر قوانين هذه الدول استيراد وتداول الألعاب النارية؛ لذا فأغلب الكميات التي تدخل الدول العربية خاصة تدخل بطرق غير شرعية. وتشدد القوانين من إجراءات بيع واستخدام الألعاب النارية، وتضع شروطا عديدة في التعامل معها، أهمها توافر المواصفات القياسية العالمية، وزيادة احتياطات السلامة والصحة المهنية، وتحدد معايير لنقلها ومواصفات المخازن التي تودع فيها وكيفية تخزينها، أهمها البعد عن التجمعات السكنية ومخازن المواد الاستهلاكية مثل مستودعات الأغذية، كما تمنع استخدامها في الطرق وداخل المنازل والمحلات العامة.
وهناك نوعان من التداول لهذه الألعاب: تداول الأطفال الذي يعتمد على اللعب العشوائي في التجمعات السكنية، والذي ينتج عنه أضرار جسيمة للطفل نفسه وللمحيطين به. وتداول واستخدام الدولة لهذه الألعاب بشكل منظم وأكثر أمنا، متخذة إجراءات وضوابط معينة؛ حيث يقوم متخصصون بتحديد توقيت فترة الألعاب النارية، وكيفية وضع الجمهور في مثل تلك العروض، أي إنها تقوم على أساس دراسات محددة مثل السعودية التي بدأت منذ ثلاث سنوات تنظيم مهرجانات للألعاب النارية في الأعياد حيث أطلقت أكثر من 7269 قذيفة للألعاب النارية في عيد الفطر الماضي بمدينة الرياض حسب جريدة الرياض اليومية، العدد 12586.
تجارة محفوفة بالمخاطر
الألعاب النارية لعبة خطيرة في يد أطفالنا
وعند السؤال عن تجار الألعاب النارية في مصر اعتقدت أنها تتبع تجار السلاح والذخيرة نظرا لأن خطورتها تعادل خطورة أي سلاح ناري، إلا أن المفاجأة أن الألعاب النارية تباع في محلات السوبر ماركت والهدايا، ويتم التفتيش عليها من قبل وزارة التموين التي يحرص مفتشوها على مراجعة تراخيص البيع، وجهة المنشأ، وتاريخ صلاحية المنتج، بل الأدهى أن الباعة الجائلين يتجولون بها على الأرصفة وفي الأسواق.
يقول صلاح محمود -تاجر بحي الموسكي بالقاهرة-: الألعاب النارية تجارة محفوفة بالمخاطر، لها موسم بيع يزداد فيه الإقبال عليها، مثل شهر رمضان والأعياد ورأس السنة الميلادية، أما باقي السنة فيكون البيع بسيطا ومرتكزا فقط في المدن الكبيرة حيث الحفلات والمهرجانات، وتختلف تجارة الألعاب النارية عن غيرها في حجم المخاطر والمغامرة التي يتحملها المستورد والبائع، سواء المخاطرة الأمنية حيث تشدد الجهات الأمنية والتفتيشية على صلاحية الألعاب النارية، وطريقة تخزينها، وتراخيص العمل فيها، أو المخاطرة التي تكمن في الألعاب النارية نفسها من إمكانية تفجيرها، وبالتالي يتم التعامل معها بحذر شديد، ولا يتم وضع كميات كبيرة منها للعرض، بل يتم السحب من المخزن أولا فأولا؛ لتفادي أي كوارث يمكن أن تحدث.
ويضيف: وإن كانت نسبة الربح فيها عالية لدرجة مغرية (تتعدي 150% وتصل في المنتجات غير الصالحة 300%) تجعل أغلب التجار الذين يتعاملون فيها يقبلون المغامرة والمخاطرة، إلا أن الذين يتعاملون مع هذه التجارة بطرق قانونية نسبة قليلة يمكن عدهم على أصابع اليد في كل دولة، وتنحصر بين المستورد والبائع، هذا غير دخلاء المهنة الذين يعملون في مواسم العمل، سواء كانوا باعة جائلين، أو محلات الهدايا واللعب.
ويقبل على شراء هذه الألعاب نوعان من المستهلكين: أولهما الأطفال والشباب، وهي الشريحة الأكثر طلبا للألعاب النارية، وتفضل الألعاب البسيطة المصنعة محليا؛ نظرا لرخص سعرها، متجاهلين خطورتها، خاصة إن كانت لا تصلح للاستخدام، بل إنهم يتفننون في وسائل أكثر خطورة مثل وضع اللعبة النارية في زجاجة أو علبة من الصفيح مما يحدث دويا وانفجارا أعلى من المتوقع. ويتراوح سعر الألعاب النارية بسيطة التركيب والمصنعة محليا ما بين 5 و35 جنيها مصريا للعبة للواحدة. أما الشريحة الأخرى فتتمثل في الشركات المنظمة للحفلات العامة والخاصة، وتفضل دائما الألعاب النارية المستوردة التي تعطي بهجة أكثر من الرهبة عند استخدامها، ويبدأ سعر الواحدة من 150 جنيها.
ينتهي هنا كلام البائع ويبدأ التفكير: هل ستترك أبناءك هذا العيد يستخدمون تلك "القنابل" للشعور ببهجة قد تنقلب لكارثة؟! أنت من سيحدد الإجابة.
المصادر:
http://ar.chinabroadcast.cn/1/2003/12/19/1@4595.htm
http://www.alwatan.com/graphics/2003/
09sep/1.9/heads/ct5.htm
http://www.rop.gov.om/arabic/
n ewsdetails1.asp?nid=928
http://www.elaph.com/elaphweb/
Entertainment/2004/10/16351.htm
http://www.eid.gov.sa/fireworks.asp
الرابط / http://www.islamonline.net/arabic/Science/2004/11/article03.shtml#t(11/394)
الشَّهْرَسْتَانِي وَكِتَابَه: المِلَل والنِّحَل/عبد العزيز بن محمد آل عبداللطيف
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[20 - 11 - 04, 02:48 م]ـ
كاتب وكتاب
الشَّهْرَسْتَانِي وَكِتَابَه:
المِلَل والنِّحَل
عبد العزيز بن محمد آل عبداللطيف
في هذه الدراسة المختصرة، سأتحدث عن أحد الأعلام البارزين الذين كان
لهم دور ظاهر في تدوين مقالات الفرق والمذاهب سواء كانت إسلامية أو غير
إسلامية، فكان كتابه موسوعة موجزة ومرتبة للكثير من الآراء والمعتقدات للفرق
الإسلامية وغيرها.
هذا العَلَم هو: أبو الفتح محمد بن عبد الكريم المعروف بالشهرستاني (ت
548هـ)، وكتابه: هو (الملل والنحل).
ولعل من المناسب أن أشير إلى أهمية دراسة شخصية الشهرستاني، وكتابه
الملل والنِّحل، فالشهرستاني - فيما هو مشهور ومعلوم عند الكثير من الدارسين -
أحد شيوخ الكلام، وواحد من علماء الأشاعرة، وله دراية وخبرة بمقالات الفرق
والملل والنِّحل، ولكن هناك جوانب مهمة عن الشهرستاني قد تخفى على بعض
الدارسين، كاتهامه بالميل إلى الباطنية، أو القول بتشيعه، ولعلنا نلقي بعض
الضوء على هذه القضية.
وأما كتابه (الملل والنحل) فهو مرجع مشهور، ومصدر متداول بين أيدي
الباحثين، وقد ترجم إلى عدة لغات؛ ومع ذلك فلا توجد دراسة علمية مطبوعة [1]
- فيما أعلم - تتحدث عن منهج الشهرستاني في هذا الكتاب المهم، وتبين مصادره،
وتوضح مزاياه، كما تذكر المآخذ عليه.
ولد الشهرستاني سنة 479 هـ ببلدة شهرستان في أقليم خراسان، وهو - كما
يقول الذهبي -: (شيخ أهل الكلام والحكمة، وصاحب التصانيف) [2]، برع في
الفقه، والأصول، والكلام، تفقه على أحمد الخوافي، أخذ الأصول والكلام على
أبى نصر بن القشيري، ودخل بغداد سنة 510هـ، وتوفي بمسقط رأسه سنة
548 هجرية.
ألف الشهرستاني تصانيف تصل إلى تسعة وعشرين كتاباً، منها المطبوع،
والمخطوط، والمفقود. ومن كتبه المطبوعة: الملل والنحل، ونهاية الإقدام في علم
الكلام، ومصارعة الفلاسفة. ومن كتبه المخطوطة: رسالة في اعتراضات
الشهرستاني على كلام ابن سينا، والمناهج في علم الكلام، وقصة يوسف-عليه
السلام-[3]، وغيرها.
ومن كتبه المفقودة: مناظرات مع الإسماعيلية، وتاريخ الحكماء وغيرهما [4].
والآن - أخي القارئ -: أنقل لك بعض أقوال أهل العلم الذين اتهموا
الشهرستاني بالميل إلى الإسماعيلية الباطنية.
قال ابن السمعاني: كان الشهرستاني متهماً بالميل إلى أهل القلاع - يعني:
الإسماعيلية- والدعوة إليهم، والنصرة لطاماتهم.
وقال في (التحبير): إنه متهم بالإلحاد، غال في التشيع.
وقال ابن أرسلان في (تاريخ خوارزم) عن الشهرستاني: عالم، كيِّس،
متفنن، ولولا ميله إلى أهل الإلحاد وتخبطه لكان هو الإمام [5].
ونقل صاحب (شذرات الذهب) عن كتابه (العبر): أنه اتهم بمذهب
الباطنية [6].
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيميه شيئاً من ذلك، ولكن بصيغة (تمريضية)
فقال رحمه الله: (وقد قيل: إنه صنف تفسيره (سورة يوسف) على مذهب
الإسماعيلية -ملاحدةِ الشيعة -[7]).
وفي المقابل نجد علماء ينفون هذه الدعوى عن الشهرستاني، فهذا السبكي
يدافع عن الشهرستاني فيقول بعد أن ذكر أقوال من اتهم الشهرستاني بالميل إلى
الباطنية:
فأما (الذيل) [8] فلا شيء فيه من ذلك، وإنما ذلك في (التحبير) [8]،
وما أدري من أين ذلك لابن السمعاني؟، ويقع أن هذا دُس على ابن السمعاني في
كتابه (التحبير)، وإلا فلم لم يذكره في (الذيل)؟ [9].
وينفي شيخ الإسلام - في موضع آخر - هذه التهمة عن الشهرستاني فيقول:
(يذكر (الشهرستاني) أشياء من كلام الإسماعيلية الباطنية، ويوجهه، ولهذا
اتهمه بعض الناس بأنه من إلإسماعيلية، وإن لم يكن الأمر كذلك) [10].
ومما يؤكد ذلك أن الشهرستاني صنف في ذكر فضائح الباطنية [11]، كما أن
للشهرستاني صولات وجولات مع ابن سينا الفيلسوف الباطنى، يقول ابن القيم:
(وصارع محمد الشهرستاني ابن سينا في كتاب سماه (المصارعة)،
أبطل فيه قوله بقدم العالم، وإنكار المعاد، ونفي علم الرب تعالى وقدرته وخلقه
العالم) [12].
وإضافة إلى ذلك، فقد تحدث الشهرستاني عن الباطنية، وذكر شيئاً من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/395)
مقالاتهم [13]، ولكن كان الواجب على الشهرستاني أن يكشف عن معتقدات
الباطنية، ويبين إلحادهم وزندقتهم وكيدهم لأهل الإسلام، كما فعل سلفه عبد القاهر
البغدادي في (الفرق بين الفرق) [14]، وغيره. ونقف وقفة يسيرة أمام هذه
الأقوال المتعارضة، لنقول: إنه يمكن أن نعزو رمي واتهام الشهرستاني
بالإسماعيلية إلى جملة أسباب تتعلق بشخصه، منها: أن الشهرستاني -وللأسف -
مع كثرة اطلاعه ومعرفته للمذاهب والفرق الإسلامية، فإنه كان جاهلاً بمذهب
السلف الصالح، فلا يعلم معتقد أهل الحديث، وقد ذكر ذلك شيخ الإسلام في غير
موضعٍ، فقال:
(فالشهرستاني صنف (الملل والنحل)، وذكر فيها من مقالات الأمم ما شاء
الله، والقول المعروف عن السلف والأئمة لم يعرفه، ولم يذكره) [15].
ولقد ورَّثت هذه المعرفة الواسعة للمذاهب المختلفة صاحبنا-مع الجهل بمذهب
السلف الصالح - حيرةً واضطراباً، عبر عنها بهذين البيتين من الشعر، فقال:
لعمري لقد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعاً كف حائرٍ على ذقنٍ أو قارعاً سن نادم [16]
وتتمثل هذه الحيرة وعدم الاستقرار على مذهب ما، ما نلاحظه في
الشهرستاني من موافقة للأشاعرة، ومن ميل للإسماعيلية مرة أخرى، وإظهار
التشيع [17] مرة ثالثة، وربما تأثر بفلسفة أو تصوف.
وسبب آخر جعل بعض العلماء يتهم الشهرستاني بالباطنية، وهو ما أشار إليه
ابن حجر -رحمه الله-حيث قال معقباً على ما ذكر من وقوع الشهرستاني في ذلك:
(لعله كان يبدو من ذلك على طريق الجدل، أو كان قلبه أُشرب محبة مقالتهم
لكثرة نظره فيها، والله أعلم) [18]. -
إذن فإلحاح الشهرستاني وإمعانه في مناظرة الإسماعيلية، وكثرة جداله معهم،
ربما كان سبباً في رميه بالباطنية لتأثره بتلك المناظرات، وقد صرح الشهرستاني
بكثرة مناظراته للإسماعيلية، فقال: (وكم قد ناظرت القوم على المقدمات المذكورة،
فلم يتخطوا عن قولهم: أفنحتاج إليك؟ أو نسمع هذا منك؟ أو نتعلم عنك؟) [19].
وعلى كل فلا تزال هذه المسألة تحتاج إلى مزيد من التوثيق والبحث، ولعل
الاطلاع على الكتب الخطية للشهرستاني يعطي مزيداً من المعلومات حول هذه
المسألة.
وفي ختام الحديث عن شخصية الشهرستاني: لابد من الإشارة إلى ميل
الشهرستاني إلى التشيع، وقد أشار شيخ الإسلام إلى هذا بقوله: (وبالجملة
فالشهرستاني يظهر الميل إلى الشيعة إما بباطنه، وإما مداهنة لهم، فإن هذا الكتاب
-كتاب (الملل والنحل) -صنفه لرئيس من رؤسائهم، وكانت له ولاية ديوانية،
وكان للشهرستاني مقصود في استعطافه له، وكذلك صنف له كتاب
(المصارعة) [20]).
وهذا الأمير الشيعي الذي من أجله ألف الشهرستاني كتابيه: (الملل والنحل)،
و (المصارعة) هو علي بن جعفر الموسوي، وكان أميراً في خراسان [21].
وقد صرح الشهرستاني بذلك، فقال في مقدمة كتابه (مصارعة الفلاسفة) -بعد
إطراء ومدح طويل لهذا الأمير الشيعي -: (انتدب أصغر خدمه محمد بن
عبد الكريم الشهرستاني، لعرض بضاعته المزجاة على سوق كرمه، فخدمه
بكتاب صنفه في بيان الملل والنحل، على تردد القلب بين الوجل والخجل، فأنعم
بالقبول، وأنعم النظر فيه) [22].
ويظهر تشيع الشهرستاني عندما يقول: (وبالجملة كان على -رضي الله
عنه- مع الحق، والحق معه) [23]، وقد علق شيخ الإسلام على هذه العبارة ..
فكان مما قاله:
(هذا الكلام مما يبين تحامل الشهرستاني في هذا الكتاب مع الشيعة، وإلا فقد
ذكر أبا بكر وعمر وعثمان، ولم يذكر من أحوالهم أن الحق معهم دون من خالفهم،
وهذا التخصيص لا يقوله أحد من المسلمين غير الشيعة) [24].
وقد كذَّب شيخُ الإسلام الشهرستانيَّ في بعض آرائه التي تدل على تشيعه،
وناقشها وبسط القول فيها، فكذبه ابن تيميه مثلاً في دعواه أن عمر -رضي الله
عنه-في خلافته ردَّ السبايا والأموال لمانعي الزكاة [25]، كما كذبه في دعواه
اختلاف الناس على خلافة عثمان -رضي الله عنه-[26].
وعلى كلٍ: فإن الإنصاف والعدل يجعلنا نذكر لك أن الشهرستاني له شىء من
الردود على مطاعن الشيعة في الصحابة [27]، مع أن الرد والمناقشة ليست من
منهجه في كتاب (الملل والنحل) كما سيأتي، كما أنه يصفهم بالحيرة
والضياع [28].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/396)
وربما كان هذا التذبذب من أجل إرضاء الطرفين، أهل السنة والشيعة، والله
أعلم.
وأما كتابه (الملل والنحل) والذي طبع عدة مرات، واعتنى به كثير من
المحققين، وترجم إلى عدة لغات، فإنه يعتبر موسوعة جامعة وموجزة لمختلف
المقالات والملل والأهواء والنحل.
وقد اعتنى الشهرستاني فيه بحسن الترتيب، وجودة التنظيم وعرض
المعلومات، يقول السبكي: (وهو - أي: كتاب الملل والنِّحل- عندي خير
كتابٍ صنف في هذا الباب، ومصنف ابن حزم (يعني: الِفصَل) وإن كان أبسط منه،
إلا أنه مبدد ليس له نظام) [29].
ويذكر شيخ الإسلام أن هذا الكتاب: (أجمع، من أكثر الكتب المصنفة في
المقالات، وأجود نقلاً) [30].
وتميز المؤلف بمنهجية في البحث، وأسلوب محكم في التصنيف، ويظهر
هذا جلياً أثناء عرضه للمقدمات الخمس المهمة، قبل الشروع في الكتاب، فقد ذكر
في المقدمة الأولى: تقسيم أهل العالم، فعرض من الأقوال في ذلك، وبين أنهم
يقسمون في هذا الكتاب حسب آرائهم ومذاهبهم إلى قسمين:
1 - أرباب الديانات والملل مطلقاً، كالمسلمين وأهل الكتاب والمجوس.
2 - أهل الأهواء والنحل كالفلاسفة والدهرية وعبدة الكواكب.
وكانت المقدمة الثانية: في تعيين قانون يبنى عليه تعدد الفرق الإسلامية،
حيث حصر مسائل الخلاف بين الفرقة الإسلامية في أربعة أصول، وهي:
1 - التوحيد والصفات.
2 - القدر وما يلحق به.
3 - الوعد والوعيد، والأسماء والأحكام.
4 - السمع والعقل والرسالة و الإمامة.
ثم توصل إلى تحديد أصول أو كبار الفرق الإسلامية، وهي:
1 - القدرية.
2 - الصفاتية.
3 - الخوارج.
4 - الشيعة.
وأشار الشهرستاني إلى طريقته في ترتيب الفرق، وهي: أن يضع للرجال
وأصحاب المقالات أصولاً، ثم يورد مذاهبهم في كل مسألة.
ثم ذكر الشهرستاني في شرطه في إيراد الفرق، فقال: (وشرطي على نفسي:
أن أورد مذهب كل فرقة على ما وجدته في كتبهم، من غير تعصب لهم، ولا
كسر عليهم، دون أن أبين صحيحه من فاسده) [31].
ومع ذلك فلا يخلو كتابه من بعض الردود والمناقشات والإشارات
النقدية [32].
من مزايا هذا الكتاب: أنه يعرِّف بالفرق ابتداءً، ثم يورد الأصول التي
اتفقت عليها إحدى الفرق الإسلامية الكبار، ثُم يذكر ما يختص بكل طائفة من
طوائف هذه الفرقة [33].
ويهتم الكتاب بذكر أبرز رجال بعض الفرق، وذلك عند نهاية الحديث عن
إحدى الفرق [34].
وكتاب (الملل والنحل) مرجع جيد في معرفة أقوال الأشاعرة والفلاسفة، كما
يقول ابن تيمية:
(ولما كان (الشهرستاني) خبيراً بقول الأشاعرة وقول ابن سينا
ونحوه من الفلاسفة، كان أجود ما نقله قول هاتين الطائفتين) [35].
وأما مصادر هذا الكتاب في الحديث عن الفرق الإسلامية، فيقول ابن تيميه:
(ما ينقله الشهرستاني وأمثاله من المصنفين في الملل والنحل،
عامته مما ينقله بعضهم عن بعض، وكثير من ذلك لم يحرر أقوال المنقول عنهم،
ولم يذكر الإسناد في عامة ما ينقله، بل هو ينقل من كتب من صنف المقالات قبله،
مثل: أبي عيسى الوراق، وهو من المصنفين للرافضة، المتهمين في كثير مما
ينقلونه، ومثل: أبي يحيى وغيرهما من الشيعة، وينقل أيضاً من كتب بعض
الزيدية والمعتزلة الطاعنين في كثير من الصحابة) [36].
ويقول في موضع آخر: (والشهرستاني أكثر ما ينقله من المقالات من كتب
المعتزلة) [37]، حيث (أنهم من أكثر الطوائف وأولها تصنيفاً في هذا الباب) [38].
ويظهر جلياً كثرة نقل الشهرستاني عن المعتزلة، فهو ينقل مثلاً عن الكعبي
(المعتزلي) [39]، وربما نقل عن الوراق [40] وغيرهما، وإن كان ينقل أحياناً
عن الأشعري [41]، كما أنه ينقل عن أشخاص آخرين، وقد يذكر كتباً غير
موجودة - الآن - وينقل عنها، مثل: كتاب (عذاب القبر) لابن كرام، وكتاب في
مقالات الخوارج للحسين الكرابيسي، وكثيراً ماينقل الشهرستاني الأقوال دون عزوٍِ
إلى مصادرها، وقد يترجم بعض الكلام فينقله من الأعجمية إلى العربية، كما فعل
بما كتبه أحد الباطنيين [42].
وعندما نتحدث عن المآخذ على هذا الكتاب، فمنها: عدم اشتراطه نقد الفرق
المنحرفة، والرد عليها، والمسلم مطالب بنصرة الحق والدعوة إليه، ورد الباطل
والتحذير منه، فأهل الاستقامة يحبون الحق ويعرفونه، كما يرحمون الخلق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/397)
فيدعونهم للخير، وربما كان هذا الشرط الذي اشترطه الشهرستاني على نفسه سبباً
في رميه ببعض الاتهامات [43].
ومأخذ آخر وهو: نقل الشهرستاني عن الشيعة والمعتزلة بلا تمحيص ولا
توثيق، وهذا ما أشار إليه ابن تيميه آنفاً، ومن ثمَّ فإن كتابه يحوي أقوالاً لا زمام
لها ولا خطام، ومثاله: ما ذكره في المقدمة الثالثة في أول كتابه، حيث قال: (في
بيان أول شبهة وقعت في الخليقة، ومن مصدرها في الأول، ومن مظهرها في
الآخرة) [44]، وقد بنى على هذه المناظرة الكثير من النتائج المهمة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية معلقاً على ذلك:
(فهذه الشبهة التي ذكرها الشهرستاني في أول كتابه (الملل والنحل) عن
إبليس في مناظرته للملائكة لا تعلم إلا بالنقل، وهو لم يذكر لها إسناداً، بل لا إسناد
لها أصلاً، فإن هذه لم تنقل عن النبى -صلى الله عليه وسلم-، ولا عن أحد من
الصحابة، ولا عن أئمة المسلمين المشهورين، ولا هى أيضاً مما هو معلوم عند
أهل الكتاب) [45].
وقد عرض شيخ الإسلام لكثير من الأقوال التي أوردها الشهرستاني،
ونقدها [46]، ويظهر أن الشهرستاني قليل المعرفة بالحديث، وقد تعقَّبه شيخ الإسلام
في عدة مواضع [47]، يقول: (والشهرستاني لا خبرة له بالحديث وآثار الصحابة
والتابعين) [48].
ومأخذ ثالث - وهو وثيق الصلة بما سبق -، وهو: أن الشهرستاني مع
كثرة ذكره للمقالات وأقوال أهل الديانات وأهل الأهواء، إلا أنه لم ينقل مذهب
الصحابة وسلف الأُمة، لا تعمداً منه لتركه، بل لأنه لم يعرفه، وذلك لقلة خبرته
بنصوص الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه والتابعين.
وفي الختام: أرجو أن أكون قد وفقت في بيان شيء من المعلومات عن هذا
المتكلم وكتابه، ونسأل الله -عز وجل- أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه،
إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
________________________
(ا) توجد رسالة علمية في مصر عن الشهرستاني وآرائه الكلامية والفلسفية لسهير مختار، وهناك
رسالة علمية سجلت أخيراً بجامعة الإمام محمد بن مسعود عن الشهرستاني ومنهجه في (الملل
والنحل).
(2) سير أعلام النبلاء للذهبي 20/ 287
(3) وقد ذكرت د. سهير مختار هذه القصة في تحقيقها لكتاب مصارعة الفلاسفة للشهرستاني.
فقالت: (وهي في شرح سورة يوسف، وهو شرح لطيف مع تسجيل بعض الروايات عن
الصوفية).
(4) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 20/ 286، وطبقات الشافعية للسبكي 6/ 128، وشذرات
الذهب 4/ 149، وانظر مقدمة كتاب مصارعة الفلاسفة بتحقيق د. سهير مختار.
(5) سير أعلام النبلاء 20/ 287 - 288، وطبقات الشافعية للسبكي 6/ 13.
(6) - شذرات الذهب 4/ 149.
(7) درء تعارض العقل والنقل 173/ 5.
(8) كتابا ابن السمعاني.
(9) طبقات الشافعية للسبكي 130/ 6.
(10) منهاج السنة 305/ 6.
(11) درء تعارض العقل والنقل 8/ 5.
(12) إغاثة اللهفان 2/ 1 38، وانظر مقدمة الشهرستاني لكتابه (مصارعة الفلاسفة)، ص 6 1،
وانظر كتابه نهاية الإقدام، ص 5، ص 33، كما أن كتاب (نهاية الإقدام) قد تضمن ردوداً على
عموم الفلاسفة، والدهرية، و المعتزلة.
(13) انظر الملل والنحل للشهرستاني 191/ 1 - 198، تحقيق محمد سيد كيلاني.
(14) انظر الفرق بين الفرق، ص 1 28 - 2 31 ..
(15) درء تعارض العقل والنقل 2/ 307، 67/ 9، وانظر المنهاج 5/ 268و6/ 303و319.
(16) الملل والنحل 1/ 173.
(17) هناك من أصحاب المقالات من يفصل بين الإسماعيلية والشيعة، وهناك من يجعل الإسماعيلية
فرقة من فرق الشيعة، كما يفعل الشهرستاني.
(18) لسان الميزان 264/ 5.
(19) الملل والنحل 197/ 1.
(20) منهاج السنة 306/ 6.
(21) انظر ترجمته في طبقات أعلام الشيعة لآغابزرك الطهراني 182/ 6، وانظر مقدمة
(المصارعة) ص13.
(22) مصارعة الفلاسفة، ص 14.
(23) الملل والنحل 27/ 1، ومرة يقول: (لقد كان علي على الحق في جميع أحواله، يدور الحق
معه حيث دار) الملل والنحل 103/ 1.
(24) منهاج السنة 362/ 6 باختصار.
(25) انظر منهاج السنة 347/ 6.
(26) المصدر السابق 6/ 350.
(27) انظر، الملل والنحل1/ 164، 65 1.
(28) المصدر السابق 172/ 1، وانظر 93/ 1. يقول الشهرستاني في (نهاية الإقدام): اعلم أن
الإمامة ليست من أصول الاعتقاد، بحيث يفضي النظر فيها إلى قطع ويقين بالتعين ص 478،وذلك
أن هذا الكلام رد على الشيعة الإمامية.
(29) طبقات الشافعية 6/ 128.
(30) منهاج السنة 304/ 6.
(31) الملل والنحل 1/ 16.
(32) انظر الملل والنحل1/ 64و83و141و147.
(33) المصدر السابق 1/ 43و46و115و146.
(34) المصدر السابق 1/ 137، (رجال الخوارج)، 6 4 1، (رجال المرجئة)، 0 9 1 (رجال
الشيعة).
(35) منهاج. السنة 304/ 6، وانظر كلام د. سامي النشار عن هذا الكتاب في كتابه نشأة الفكر
الفلسفى 525/ 1.
(36) المصدر السابق 300/ 6.
(37) منهاج السنة 6/ 307.
(38) الفتاوى 115/ 8.
(39) انظر الملل والنحل ا/55،4 6،67،0 7،75،0 9
(40) انظر الملل والنحل 1/ 184، 87 1.
(41) المصدر السابق 1/ 73و105و129.
(42) المصدر السابق 195/ 1.
(43) انظر مثلاً عرضه لمذهب النصيرية 1/ 188.
(44) الملل والنحل 1/ 16و20.
(45) منهاج السنة 306/ 6.
(46) انظر مثلاً المنهاج 318/ 6، 324، 347، 350 ..
(47) انظر المنهاج 3/ 6 32، ودرء تعارض العقل والنقل 32/ 3 1.
(48) منهاج السنة 9/ 6 1 3.
((مجلة البيان ـ العدد [30] صـ 19 ذو الحجة 1410 ـ يوليو 1990))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/398)
ـ[الظافر]ــــــــ[26 - 11 - 04, 02:23 ص]ـ
جزالك الله خيراً يا ابن الخميس
لو جعلته بارك الله فيك على ملف مضغوط لكان أجمل وأدق في التنزيل.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:40 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم(11/399)
مقالات حول البوطي وعقيدته
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[20 - 11 - 04, 03:11 م]ـ
البوطي والسلفية
وقضايا أخرى ... !
عبد القادر حامد
من منهج مجلة البيان أنها لا تدخل في مهاترات وخلافات شخصية، مما يقع
كثيراً بين المسلمين أفراداً وجماعات وعلماء، وهي إن أشارت إلى بعض الأسماء
فليس من أجل فتح معارك شخصية توغر الصدور وتفرق الصف المسلم بل لبيان
وجه الحق في مسألة ما، ونقد بعض المناهج والأساليب التي يلجأ إليها من يحبون
إثارة المعارك الفكرية التي يكون محورها أشخاصهم وأهواؤهم.
ومن هؤلاء الذين درجوا على إثارة المعارك الدكتور محمد سعيد رمضان
البوطي، فقد أخذ هذا الرجل على عاتقه مهمة الوقوف بقوة وبكل ما أوتي من
مواهب في وجه التيار الذي ينادي بالعودة إلى الكتاب والسنة، وتحكيمهما في واقع
المسلمين المعاصر، ولم يدخر جهداً أو وسيلة للهجوم على هذا التيار، فهو يستخدم
المسجد الذي يخطب فيه، والكرسي الجامعي الذي أسند إليه، والمؤتمرات التي
يدعى إليها، والكتب التي يسودها يستخدم كل ذلك وغيره من أجل تشويه كل من
يمت بصلة إلى هذا التيار.
ولقد أصبحت القضية عنده كأنها قضية حياة أو موت، وعندما تستعرض ما
يكتبه في شأنها تتبدى أمامك شخصية قلقلة تتصنع ركانة ليست من طبعها، كأنها
شخصية من يحاول جر واحتياز شيء ثمين سبقه إليه من هم أقوى منه سواعد،
وأصعب منه قياداً ومراساً.
لقد انتهى الأمر بالبوطي إلى أن حدد مساره بوضوح، وذلك بأن يعمل على
جبهتين، ويحشد طاقاته لتسير على خطين متوازيين:
1 - العمل على رمي الاتجاه السلفي بما يستطيع من عظائم وسخائم، وتضييع
أوقاته التي يسترخصها في هذا المجال العقيم.
2 - بناء اسم ومجد شخصي له في حياته بواسطة هجومه الشرس الذي لا يكن
ولا يكل على هذه الطائفة التي أصبحت عظيمة -والحمد لله- هذا من جهة، ومن
جهة أخرن نعومته و (تحضره) ورزانته المزعومة التي يبدو بها أمام غيرهم ممن
هم أولى بأن يصرف همه إليهم، ويقف جهوده على الإشارة إلى أفاعيلهم، وهم
كثير في البلاد التي يصول فيها ويجول، لا يتطلب التعرف عليهم إلا أن ينظر إلى
يمينه ويساره.
لقد تصدى البوطي في أواخر الستينات لما سماه (اللامذهبية) ووضع كتيباً
بعنوان تهويلي هو: (اللامذهبية أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية) خطب
وحاضر وسب وشتم حول هذا الموضوع، ورُدَّ عليه في حينها، ولكنه شعر أنه لم
يكسب الجولة، فقد وجد أنه إذا كتب رسالة رد عليه برسائل، وإذا أصدر كتيباً،
رد عليه بكتاب.
فماذا يفعل!؟ وجاءت الفرصة، حين تشتت أعداؤه شذر مذر، لأسباب لا يد
له هو فيها، فمنهم من يقبع في غياهب السجون، ومنهم من أجبر على الهجرة،
ومنهم من ألجم بلجام الخوف والإرهاب، فانبرى الرجل من جديد يعيدها جَذَعة،
ويستأنف طريقته في النقاش والهجوم، والعلم والتعليم، مع أن الفروسية تقتضي أن
يسكت حيث سكت -أو أسكت- خصومه، ولكن يبدو أن العرب الذين علموا
البشرية الفروسية ماتوا، أو لا يعرفهم البوطي. ففي عام 1408هـ أصدر كتاباً
جديداً بعنوان: (السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب). يصلح أن يتخذ نموذجاً
لما يجني التعصب والحقد والغرور والكبر على صاحبه وعلى العلم.
كلمة حول الكتاب:
من صفات العالم الحق أنه يعرض ما يراه من آراء وما يكتبه من بحوث
وموضوعات على آخرين، فيستفيد من ملاحظاتهم وإشاراتهم، فيخرج عمله خميراً
ناضجاً، ولكن يبدو أن البوطي يعيش في وقت غير طبيعي، وفي مشاعر غير
طبيعية، أما الوقت غير الطبيعي: فهذا واضح من تراجع المؤسسات العلمية التي
تعلم العلم الشرعي مقارنة بغيرها من المؤسسات، فعصرنا هذا -وهو عصر
البوطي- تميز بالضغط الشديد على هذه المؤسسات، هذا الضغط المتمثل بالإغلاق
أو التحويل أو المسخ أو التشويه، وكذلك تميز بكبت الأصوات الحرة والعقول
النيرة، وعندما تبتلى الأمم بمثل هذا الفراغ يسارع إلى أخذ الدور وملء الفراغ من
لا يغني فتيلاً، بل يُصْنَع من يسد هذه الخلة صنعاً، ولكن على عين الذين أرادوا
للأمة أن تعيش في ظل الفراغ. ولذلك فقد يعتذر البوطي بأنه لا يجد أحداً يعرض
عليه آراءه وأفكاره، وقد يكون حاله كحال دعبل الشاعر التي يمثلها قوله:
ما أكثر الناس! لا بل ما أقلهم الله يعلم أني لم أقل فندا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/400)
إني لأفتح عيني حين أفتحها على كثير! ولكن لا أرى أحدا!
وهنا نصل إلى قضية أن البوطي يعيش في مشاعر غير طبيعية. فكيف
يتصور من البوطي أن يتنازل ليعرض ما يكتبه على غيره؟ (وهل في الميدان
غير حديدان؟!) ولكننا نزعم أن الساحة لم تخل، ولن تخلو، وأن البوطي يلبس
نظارة مكبرة بالمقلوب، تكبر له نفسه جداً وهو النحيل الجسم -كما نعلمه- وتصغر
له من اصطنع خصومتهم حتى يراهم كالذر، أو لا يراهم شيئاً! ولو طامن من
نفسه قليلاً لكان أليق به، وأكثر بركة على الإسلام والمسلمين.
إن الرجل لو عرض كتابه على من يظن بهم العلم للفتوا نظره إلى كثير من
المجازفات التي رماه فيها تسرعه ونزقه، ولبينوا له أن ما نصب له نفسه أمر قد
استتب -والحمد لله- ولا رجعة فيه، ولا تضره كتب تكتب على عجلة، وتتلون
بالغيظ الفائر من خلف الكلمات حيناً، وبالمداورة والتلبيس والعبارات الملتوية التي
ليست من سمات المنهج العلمي في شيء، ذلك المنهج الذي أشار إليه البوطي كثيراً،
وأبدأ وأعاد في بهره، ودار حوله واقترب وابتعد وحين ظن أنه اقتحمه مكتشفاً له
مفتحاً أبوابه المسحورة؟ لم يدر أنه كان مثل الظمآن في الصحراء، أبصر على
البعد ما ظنه ماء فأسرع إليه وطوح مغمضاً عينيه فإذا به لم يطوح في غير السراب!
العمود الفقري للكتاب:
تعارف الناس أن يكون فهرس الكتاب خلاصة لما في الكتاب، تبدو فيه
القضايا الأساسية التي بحثها المؤلف، ولكن القارئ إذا أراد أن يطبق هذا الأمر
المتعارف عليه بين الناس على هذا الكتاب بعد قراءته فإنه سيكتشف أن هذا الأمر
المعروف للناس غير معروف للبوطي، فالقارئ لا يخرج بتعريف للسلفية في اللغة
والاصطلاح، ولا يقبض على شيء من المنهج الذي أعاد فيه القول وحوله كثيراً،
وظن أنه فصل ووضح ووضع النقاط على الحروف، أما تطبيقاته فجاءت كفاء
منهجه: تناقض واضطراب مضحك، وإن كان يثير الشفقة. وقل مثل ذلك في
وقفته مع ابن تيمية.
أما الشيء الذي يخرج القارئ به ويتعثر به أينما جال بنظره في الكتاب فهو:
كره شديد للدعوة السلفية ودعاتها يعبر عنه صراحة؛ بألفاظه التي تنم عن
الكبر الموجود في نفسه، ومداورة؛ حينما يحاول أن يتزيا بزي العلماء ويستخدم
عباراتهم.
* حرص على النيل من ابن تيمية وابن القيم كلما لاحت له فرصة في مناسبة
أو غير مناسبة.
* افتراء وتهويل على خصومه.
* إشارات مبسوطة في عرض الكتاب هنا وهناك تشير إلى اهتمامه بنفسه
وحرصه على البروز. ومن مجموع هذه الإشارات ترتسم شخصية (نرجسية) [1]
معقدة لا تأبه بما يقوله الآخرون.
هذا هو الجد الذي يخرج به قارئ الكتاب، وهذا ما يستخلصه من هذه المعاناة
التي عاناها المؤلف وهو يجلد نفسه من أجل أن يثبت أن:
1 - السلفية بدعة، بل أخطر من كل سائر البدع التي وجدت والتي ستوجد.
2 - ابن القيم لم يأت بما يشفي الغليل في أعلام الموقعين.
3 - إذا جاز لنا أن نكفر ابن عريي فيجوز لنا أيضاً أن نكفر ابن تيمية!
4 - السلفيون جهلة.
5 - السلفية يستخدمها الاستعمار لتفريق المسلمين.
كبر ومكابرة:
نحن الآن في عصر اختلطت علينا فيه الأمور وأصبحنا في جهالة جهلاء
حتى إننا لم نعد قادرين على معرفة من هو المسلم، وما هي شروط ممارسة الإسلام
يقيناً وسلوكاً، ولكن رحمة الله أدركتنا بإرسال البوطي ليؤلف هذا الكتاب ليقول لنا
فيه: إن الإنسان لكي يمارس الإسلام يقيناً وسلوكاً، لا بد أن يجتاز المراحل الثلاث
التالية:
أ- التأكد من صحة النصوص الواردة والمنقولة عن فم سيدنا محمد -صلى الله
عليه وسلم-، قرآناً كانت هذه النصوص أم حديثاً بحيث ينتهي إلى يقين بأنها
موصولة النسب إليه، وليست متقولة عليه.
ب- الوقوف بدقة على ما تتضمنه وتعنيه تلك النصوص، بحيث يطمئن إلى
ما يعنيه ويقصده صاحب تلك النصوص منها.
ج- عرض حصيلة تلك المعاني والمقاصد التي وقف عليها وتأكد منها، على
موازين المنطق والعقل (ونعني بالمنطق هنا قواعد الدراية والمعرفة عموماً)،
لتمحيصها ومعرفة موقف العقل منها. (وطبيعي أن من لم تتحقق عنده الشروط لا
يحكم له بأنه مارس أو يمارس الإسلام يقيناً وسلوكاً) هكذا يقول الشيخ! وشرط
رابع نسيناه (نستغفر الله) وهو المهم، فهو الأداة ... المنهج ... وما أدراك ما
المنهج؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/401)
يقول الشيخ: (واجتياز الإنسان بهذه المراحل الثلاث لا يتم إلا بعد الاستعانة
بأداة، وهذه الأداة هي ما نعنيه بكلمة (المنهج).
مجموعة واحدة من المسلمين تستثنى من الذين اقتضت إرادة الشيخ أن
يخضعهم لهذا البلاء الذي سماه المنهج: أتدري من هم!؟ إنهم أصحاب رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- فقد (كان لهم شرف الاستثناء من هذا الاحتياج طبقاً لما
أوضحناه من قبل) (ص 63 من كتابه المذكور) والحمد لله، أن استثنى الشيخ
بتواضعه الجم الصحابة من أن يخضعوا لجبروت منهجه، وإلا لأصابهم ما أصاب
التابعين وتابعيهم ومن بعدهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها!
إذن فمنهج المعرفة الإسلامية (وهو منهج البوطي) والانضباط بمبادئه وأحكامه
يتكون من ثلاثة أجزاء، كل منها يتكفل بحمل صاحبه إلى ثلث الطريق، ومن
تلاقي هذه الأجزاء الثلاثة متدرجة على الترتيب الذي ذكرناه؟ تتم الرحلة إلى
معرفة الإسلام والانضباط به اعتقاداً وسلوكاً.
وهكذا فقد اتضحت لنا المعادلة بحدودها شاخصة عارية، وهي:
1 - اجتياز المراحل أ، ب، ج + الأداة = شخص يمارس الإسلام يقيناً
وسلوكاً.
2 - اجتياز واحدة من هذه المراحل = ثلث مسلم!
لكن ننبه القارئ الكريم إلى أن في الطرف الأول من المعادلة الأولى وردت
كلمة الأداة وهي منهج البوطي، والمعادلة نفسها كاملة هي المنهج أيضاً، وحتى
يفهمها على وجهها الصحيح لا بد أن نحيله على صمويل بيكيت ومسرحيته (في
انتظار غودو) وإذا استثقل ذلك ورفض الإحالة فنقول له: العلم سر ولا ينفتح
لمن هب ودب، بل لا بد له من استعداد ومواهب من نوع خاص!
وقد وعد المؤلف بأنه سوف يثبت ملخصاً للجزء الأول والثاني من المنهج
(أي مرحلة: أ، ومرحلة: ب) ويدع الجزء الثالث لمصادره المنطقية الخاصة به
(لسنا ندري ماذا يريد بهذه العبارة) ولعلها مما سماه البلاغيون: حشو اللوزينج!
وفي طريقه إلى توضيح الجزء الأول والجزء الثاني من منهجه العتيد يقول
بعبارة مضمخة بالاشمئزاز: (فإن كثيراً من الذين يتحدثون اليوم عن الإسلام
والمسلمين؛ يصرون على تقسيم المسلمين إلى سلفيين وبدعيين وخلفيين؛ زيادة على
الانقسامات المبتدعة المؤسفة التي انتشرت فيما بينهم قد لا يعلمون من هذا المنهج
إلا النزر اليسير، ولعلهم لا يقيمون له وزناً، ولا يرون له وظيفة ولا شأناً)
(ص 64) وتعليقنا على ذلك: الحمد لله على أن هؤلاء كثيرون، وحبذا لو عدل
المؤلف هذه العبارة في الطبعة الثانية لتصبح: (لا يعلمون من هذا المنهج شيئاً، ولا
يقيمون له وزناً، ولا يرون له وظيفة ولا شأناً) فهي أشق لصدره، وأصدق في
وصف حالهم!
إن البوطي حينما يلقي لنفسه العنان وينهد للتنظير والمنهجة [2]؛ يأتي
بالفواقر والأعاجيب، ويوقع قارئه في الحيرة: من أين يبدأ في الرد من البدايات أم
النهايات أم الأواسط؟ ولكنه حينما يعرج على ما يعرفه الناس ويرجع بك إلى
القضايا التي يتحرش بها ليريك علمه وبعد غوره فهو سهل الخطب، مسترخي
الحبل. ولكي يدخلنا في الجد فقد ساق لنا رأيه في خبر الآحاد، وقضية خبر الآحاد
من القضايا المهمة التي تُكُلِّم فيها قبل البوطي كثيراً، وتكاد تكون من أبرز القضايا
التي يتمايز بشأنها المسلمون قديماً وحديثاً، بل نؤكد أنها لب المسائل التي ينقسم
الناس من المسلمين بشأنها إلى قسمين رئيسيين:
1 - قسم يرجع كل أموره إلى كتاب الله وما صح من سنة رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- غير مفرق بين ما صح في مجال العقائد أو الأحكام أو السلوك.
2 - وقسم آخر يعطي لنفسه أو لشيوخه الحق في التحكم والتفريق بين أصناف
الصحيح، فهذا يأخذ به في الأحكام والمعاملات؛ وذاك يهمله لأنه في العقائد، وهو
خبر غير متواتر. لكن المؤلف يعتبر القسم الأول مبتدعاً وجاهلاً وسطحياً وعميلاً
للاستعمار، بينما الذي يتبع منهجه هو المسلم الحق! والموضوعية والعلمية تقتضي
من المؤلف إذا أراد أن يناقش هذه المسألة أن يضع رأيه وحججه واضحة، وينقل
رأي خصمه وحججه واضحة أيضاً، ويحرر مكان الاختلاف ويرد حجج الخصم
بعبارة غير محتملة، فهذا الأمر قضية علمية محددة وليست موضوعاً إنشائياً
فضفاضاً، لكنه لم يفعل شيئاً من هذا واكتفى بعرض رأيه في قضية خبر الآحاد
فقال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/402)
«هذا القسم الثاني (أي خبر الآحاد) لا تتكون منه حجة ملزمة في نطاق
الاعتقاد، بحيث يقع الإنسان في طائلة الكفر إن هو لم يجزم بمضمون غير صحيح
لم يرق إلى درجة المتواتر، وبقي في حدود رواية الآحاد. بل يسعه أن لا يجزم به
دون أن يخدش ذلك في سلامة إيمانه وإسلامه (!!) وإن كان ذلك يخدش في
عدالته ويستوجب فسقه». هل تريد دليلاً على هذه الطامة!؟ خذ -إذن- هذه
الطامة الكبرى: (دليل ذلك أن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، ما في ذلك ريب ولا
خلاف (من يرتاب في ذلك!؟) والاعتقاد انفعال قسري وليس فعلاً اختيارياً
(الرجل ليس نائماً ولا يشرب، ونحلف على ذلك!) فإن وجد العقل أمامه ما يحمله
على الانفعال واليقين بأمر ما، اصطبغ بذلك اليقين لا محالة، دون أن يكون له في
ذلك أي اختيار (أي اختيار مهما صغر!؟) وإن لم يجد أمامه ما يحمله على ذلك
الانفعال واليقين، هنا بيت الفرس!) لم يجد بداً من الوقوف عند درجة الريبة أو
الظن، دون أن يكون له أيضاً في ذلك أي إرادة أو اختيار (!) فإن أجبرت العقل
مع ذلك بالجزم واليقين، دون أن تتوافر أمامه موجبات الجزم؟ فقد حملت العقل ما
لا يطيق (مسكين العقل!)، ودين الله تعالى مبرأ من ذلك (ص 66).
هكذا يستدل الرجل! ألا يصلح كلامه شرحاً لهذه الرباعية من رباعيات عمر
الخيام:
لبست ثوب العمر لم أستشر وحرت فيه بين شتى الفكر
وسوف أنضو الثوب عني ولم أدرك لماذا جئت أين المفر!؟
«أما في نطاق الأحكام السلوكية من عبادات ومعاملات ونحوهما، فقد دل
الخبر اليقيني المتواتر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أن المسلم متعبد
في ذلك بالأدلة الظنية. فحيثما وجد حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يتضمن حكماً في العبادات أو الأحكام الشرعية الأخرى، وكان الراجح والمظنون
في ذلك الحديث هو الصدق لتوفر شرائط الصحة فيه، وجب عليه -بالدليل اليقيني
المتواتر- التمسك بذلك الحديث والاهتداء بهديه والالتزام بمقتضاه.
أما الدليل اليقيني على ذلك، فهو ما تواتر عن رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- من إرساله آحاد الصحابة إلى البلاد والقبائل المجاورة والبعيدة، ليعلموا أهل
تلك البقاع أحكام الشريعة الإسلامية من عبادات ونحوها. وقد علمنا أن العقل يظل
يفرض احتمال السهو والغلط والنسيان في حق أولئك الآحاد، ومع ذلك فإن النبي
عليه الصلاة والسلام كان يأمر أهل تلك البلاد باتباع ما يرشدهم إليه هؤلاء الآحاد
الذين يبعثهم منتشرين في تلك الأصقاع. فكأنه بذلك يقول لهم: حيثما أخبركم
هؤلاء الرسل بشيء من أمر دينكم، مما يدخل في نطاق التطبيقات السلوكية،
وظننتم الصدق في كلامهم، فواجبكم تطبيق ذلك والأخذ به» (ص 76).
لم يفصل لنا المؤلف سر هذا التفريق بين العقائد والأحكام السلوكية من
عبادات ومعاملات! ولم يسق أدلة على هذا التفريق، بل إن الأدلة التي أشار إليها
تدل على غير ما يريد، فآحاد الصحابة الذين كان رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- يرسلهم إلى القبائل والبلاد كانوا يحملون رسائله ووصاياه وكان من تبلغه هذه
الرسائل أو الوصايا مكلفاً بطاعتها برمتها، لا أن يتوقف فيما يخص العقائد أو
يرفضها؛ ويقبل الباقي، بل إن التفريق بين أحكام الشرع إلى عقائد وعبادات
ومعاملات لم يعرفه الصحابة ولا العصور الأولى المفضلة وإنما حدث فيما بعد ذلك.
ثم إن قوله عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «فكأنه بذلك يقول لهم:
حيثما أخبركم هؤلاء الرسل بشيء من أمر دينكم مما يدخل في نطاق التطبيقات
السلوكية» تقول على النبي عليه الصلاة والسلام، ونسبة ما لم يقله إليه -صلى
الله عليه وسلم- فمن أين له هذا القيد: مما يدخل تحت نطاق التطبيقات السلوكية!؟
ولا أدل على مجازفة البوطي من قوله عن الحديث الضعيف أنه يجوز العمل
به فيما ذهب إليه جل علماء الحديث في فضائل الأعمال، بشرط أن لا يصل
الحديث إلى درجة متناهية في الضعف، وبشرط أن لا يعتقد راوي الحديث صحته
ففي هذه العبارة (أ) عدم دقة في الصياغة، فالأدق أن تكون هكذا: «يجوز العمل
به في فضائل الأعمال، فيما ذهب إليه ... »
ب) تلبيس وتدليس مقصود في قوله جل علماء الحديث.
ج) عدم استيفاء الشروط التي وضعها من أجاز العمل بالحديث الضعيف في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/403)
فضائل الأعمال ومنها: أن يندرج تحت أصل معمول به. أما قوله: جل علماء
الحديث؟ فهي عبارة موهمة من يقرأها يظن أن هذا رأي الأكثرين ولم يشذ عنه إلا
عالم أو عالمان؟ مع أن العكس هو الصحيح. وإليك ما قاله الشيخ أحمد محمد
شاكر في الباعث الحثيث
(ص91 - 92) عمن أراد أن ينقل حديثاً بغير إسناده «من نقل حديثاً صحيحاً
بغير إسناده. وجب أن يذكره بصيغة الجزم، فيقول مثلا: (قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم). ويقبح جداً أن يذكره بصيغة التمريض التي تشعر بضعف الحديث،
لئلا يقع في نفس القارئ والسامع أنه حديث غير صحيح. وأما إذا نقل حديثاً
ضعيفاً، أو حديثاً لا يعلم حاله، أصحيح أم ضعيف، فإنه يجب أن يذكره بصيغة
التمريض كأن يقول: (روي عنه كذا) أو (بلغنا كذا). وإذا تيقن ضعفه وجب
عليه أن يبين أن الحديث ضعيف، لئلا يغتر به القارئ أو السامع. ولا يجوز
للناقل أن يذكره بصيغة الجزم، لأنه يوهم غيره أن الحديث صحيح، خصوصاً إذا
كان الناقل من علماء الحديث، الذين يثق الناس بنقلهم، ويظنون أنهم لا ينسبون
إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئاً لم يجزموا بصحة نسبته إليه. وقد وقع
في هذا الخطأ كثير من المؤلفين، رحمهم الله وتجاوز عنهم.
وقد أجاز بعضهم رواية الضعيف من غير بيان ضعفه بشروط:
أولاً: أن يكون الحديث في القصص، أو فضائل الأعمال، أو نحو ذلك،
مما لا يتعلق بصفات الله تعالى وما يجوز له ويستحيل عليه سبحانه، ولا بتفسير
القرآن، ولا بالأحكام، كالحلال والحرام وغيرهما.
ثانياً: أن يكون الضعف فيه غير شديد، فيخرج من انفرد من الكذابين
والمتهمين بالكذب، والذين فحش غلطهم في الرواية.
ثالثاً: أن يندرج تحت أصل معمول به.
رابعاً: أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته، بل يعتقد الاحتياط.
والذي أراه أن بيان الضعف في الحديث الضعيف واجب في كل حال، لأن
ترك البيان يوهم المطلع عليه أنه حديث صحيح، خصوصاً إذا كان الناقل له من
علماء الحديث الذين يرجع إلى قولهم في ذلك، وأنه لا فرق بين الأحكام وبين
فضائل الأعمال ونحوها في عدم الأخذ بالرواية الضعيفة، بل لا حجة لأحد إلا بما
صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، من حديث صحيح أو حسن. وأما ما
قاله أحمد بن حنبل وعبد الرحمن بن مهدي وعبد الله بن المبارك: «إذا روينا في
الحلال والحرام شددنا، وإذا روينا في الفضائل ونحوها تساهلنا»، فإنما يريدون
به -فيما أرجح، والله أعلم- أن التساهل إنما هو في الأخذ بالحديث الحسن الذي لم
يصل إلى درجة الصحة، فإن الاصطلاح في التفرقة بين الصحيح والحسن لم يكن
في عصرهم مستقراً واضحاً، بل كان أكثر المتقدمين لا يصف الحديث إلا بالصحة
أو الضعف فقط.
في العدد القادم البوطي والمنهج
________________________
(1) نرجس -في أساطير اليونان- شخص كان يجلس على حافة ماء فنظر فيه فرأى صورته،
فأعجب بها، ثم قتل نفسه لشدة إعجابه بذاته، واعتقاده بتفرده!.
(2) استجزنا هذا المصدر -مع أنه غير مسموع- قياساً على وزن الرباعي فَعْلَلَ، كدحرج.
((مجلة البيان ـ العدد [34] صـ 10 جمادى الأولى 1411 ـ ديسمبر 1990))
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[20 - 11 - 04, 03:11 م]ـ
البوطي ... والمنهج
عبد القادر حامد
(إن من طبيعة المنهج، أياً كان، أنه يكتشف اكتشافاً ولا يبدعه
الباحثون والعلماء إبداعاً ... ) [ص60، من كتاب البوطي السلفية].
يكتشف الباحث منهج البوطي - وهو منهج من المناهج على كل حال - من
خلال استقراء ما يكتب، غير أنه مع تقديمه هذه المقدمة الحاسمة لا يترك لنا حرية
اكتشاف هذا المنهج بأنفسنا، ولا ندري ماذا وراء ذلك: هل هو شك في قدرات
قرائه، وعدم اطمئنانه إلى أنهم قادرون على الاكتشاف؟؛ لذلك يعرِّف لهم المنهج
حتى لا يتركهم في حيص بيص؟ أم أن كلمة المنهج عنده كلمة من جوامع الكلم.
لها معانٍ كثيرة يصعب حصرها؟! لا ندري!
لذلك يعرف لنا المنهج كما يلي:
ماذا نعني بالمنهج؟ وما الشروط التي يجب أن تتوفر فيه؟
إننا نعني بكلمة (المنهج) المعنى الذي يريده كل أولئك الذين يستعملون هذا
المصطلح في نطاق دراساتهم وبحوثهم العلمية، نعني بها الطريقة التي تضمن
للباحث أن يصل إلى الحق الذي يبتغيه، ولا يضل في السعي إليه بين السبل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/404)
المتشعبة، ولا يلتبس عليه بالحق فيركن إليه ظاناً أنه الحق الذي يبحث عنه ويسعى
إليه، سواء أكان هذا الحق الذي يبحث عنه خبراً يريد أن يتبين صحته أو أن يعلم
مضمونه، أم أطروحة علمية يريد أن يعرف دلائل صحتها أو بطلانها) [ص60
من كتابه].
أما أنا فقد قرأت هذا التعريف عدة مرات متهماً عقلي بعدم القدرة على فهمه،
لعل الإعادة تفتح لي ما انغلق، وتكشف ما استتر، ولكنني أخيراً سلمت بأن هذا
التعريف أشبه ما يكون بالشعر الحر الذي لا تستسيغه أذواق وعقول الكثير من
القراء؛ إما لفقر وتخلف في مقدرتهم الثقافية أو لفراغه وخُلوه من أي معنى، وكل
من الرأيين له جمهوره وقائلون به.
إن من صفات التعريف أن يصاغ بعبارة جامعة مانعة محددة حتى يتمكن
القارئ من الفهم، وخاصة في القضايا العلمية، لكن البوطي لا يأبه - كما قلنا -
بما تعارف الناس عليه، ويحب أن يأتي بما لم يأتِ به الأوائل! كيف لا؛ وهو
أديب فنان يطمح - وهو في قمة تسنُّمه مهمة البحث العلمي - أن يستخدم العبارات
المجنحة التي تلفت إليه الأنظار.
وها نحن نبدأ بتحليل تعريفه للمنهج لعلنا نظفر بما عجزنا عنه أثناء القراءة.
يقول: (إننا نعني بكلمة (المنهج) المعنى الذي يريده كل أولئك
الذين يستعملون هذا المصطلح في نطاق دراساتهم وبحوثهم العلمية). اقرأ هذه
العبارة ورددها مرة ومرة ومرة، هل تفهم منها تعريفاً، وهل تزيدك علماً بشيء؟
طبعاً لا! فمَن هم أولئك الذين يستعملون هذا المصطلح؟ من أي ملة هم؟. وأي
دراسات وأي بحوث؟، لعل التوضيح يأتينا بعد كلمة (نعني)! (نعني بها الطريقة
(طريقة ماذا؟) التي تضمن للباحث أن يصل إلى الحق الذي يبتغيه). كل باحث
يعتقد أن ما يقوله ويصل إليه هو الحق، فهل هذا هو الحق في المنهج الإسلامي؟
وكثير من بغاة الباطل يطلقون على مبتغاهم اسم الحق!
وقبل أن نخرج من هذه الدوامة في تعريف المنهج، يدرك البوطي بكياسته
وذوقه الدقيق جداً أننا بحاجة إلى تحديد كلمة الحق، فيحددها، وكأنه أحس أن
تعريفه يحتاج إلى شروط كي يصبح تعريفاً له شَبه بالتعريفات، فهل تظن أنه يُقر
عينك بذكر هذه الشروط ليجعلك تشعر بالراحة وتتنفس الصُّعَداء؟!
لا، لن تفرح بذلك! فهذه مشكلتك، عليك حلها بنفسك! اسمعه يقول:
(وأما شروطه (المنهج) فبوسعك أن تعرفها من خلال إدراكك لطبيعته
ومهمته). وإذا ما أخفقت في معرفة هذه الشروط فهذا يعني أنك لا تدرك طبيعة
المنهج ولا مهمته! وإذن فأنت لست جديراً أن تكون من قرائه، ولست
مقصوداً فيما يكتب؛ لأنه:
عليه نحت القوافي من معادنها وما عليه إذا لم تفهم
إن القارئ سيصيبه الدوار إذا ما ظن أنه - بترديده ما كتب البوطي عن
المنهج - يمكن أن يظفر بشيء، وسوف يكتشف أخيراً أن الرجل يتلاعب بعقله
ليوهمه أن ما كتب حول المنهج له معنى متماسك، إنك تطالبه بشروط المنهج حتى
تتضح معالمه فيقول لك: (بوسعك أن تعرفها من خلال إدراكك لطبيعته ومهمته)،
ثم يمضي بك موهماً أنه ذكر شروطاً، لكن حين تريد أن تضع بداية ونهاية لهذه
الشروط وتحصرها في عبارة واضحة لها دلالة فإنك تطلب المستحيل!
وتمضي في القراءة لتعثر على عبارة تظن أنها ستفتح لك ما استغلق،
وتكشف ما غمض، فتكاد تصيح مثل أرخميدس: (وجدتها)، إنها قوله:
(إذن فمن أهم شروط سلامة المنهج ... ) لكنك تتبين أن هذه العبارة
وما بعدها ليست بداية الشروط، بل نهايتها، واخيبتاه! فترجع أدراجك إلى
الفقرة السابقة وقد فركت عينيك ووسعت حدقتيهما وأحددت النظر بهما لتبحث عما
كانت العبارة السابقة فذلكة له فتجد شيئاً مثل:
(فقد كان الإنسان بحاجة إلى أن يرصد خطوات هذا المنهج في أغوار
فكره، وأن يتلمس آثارها في شغاف وجدانه (العرب تعرف شغاف القلب، فما
الوجدان؟ وما شغافه؟!) وساحة شعوره، ثم يصوغها في عبارات دقيقة،
ويصبها في قواعد منضبطة، ثم يجعل منها مشعلاً هادياً في طريقه إلى المعرفة،
وملاذاً يتقي به الشرود في أودية التيه والضلال.
وهكذا فإن تحول المنهج الفطري من شعور وتفاعل خفي في الفكر والنفس
إلى قواعد مدونة مضبوطة ماثلة للعيان، من شأنه:
أن يجمع شوارد الأفكار عليه، وأن يبعد عوامل التلبيس والكيد عن التسلل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/405)
إلى ساحة المعرفة، ودائرة النظر والمحاكمة العقلية في الذهن، في حين لو بقي
شعوراً غامضاً في النفس وفطرة مستكنة في أغوار الفكر؛ لأمكن أن تتسلل إليه
الشوائب، وأن تحاط بعوامل الغموض والريب، وأن يغشي عليها المبطلون
بزخرف القول وزيف الأدلة الباطلة). [ص61]
أرأيت إلى هذه الخطبة العصماء خطبة ولا خطبة زياد البتراء!
سنحاول أن نشير إلى خطوط عريضة في منهج البوطي - الذي هو غير
منهج السلف قطعاً، وكون منهجه غير منهج السلف أمر يسره ويسر السلف والحمد
لله - وسنستخدم عبارته هو في طريقة تناولنا لهذا المنهج المبتكر! فنحن ليس لنا
حياله إلا: (الرصد، ثم الاكتشاف، ثم الصياغة والتقعيد. أما الإبداع والاختراع
فإن المنهج أبعد ما يكون عن أن يأتي ثمرة لذلك):
1 - استهانة بالمراجع:
يتعامل البوطي مع المراجع تعاملاً غريباً وعجيباً، وكما سبق أن قلنا، فإنه
يخرق الأعراف والتقاليد، ويحب دائماً أن يكون نسيجاً وحده، فتراه يحيلك على
كتب ويذكر أرقام أجزاء وصفحات، فتحب أن تتأكد لا من النقل ذاته والإحالة
نفسها أحصلت أم لا- ولكن من سياق العبارة، فتفاجَأ بعدم وجود ما يتحدث عنه
البتة، كما حدث في صفحة 47 من كتابه حيث أحال على كتاب (الاعتصام)
للشاطبي، ج2، ص242، وبعد الرجوع إلى هذا الموضع من كتاب الاعتصام لا
تجد أثراً للموضوع الذي يتحدث عنه.
وكذلك فعل في صفحة 37 فأحال على (المدخل) لابن الحاج، ج4، ص
155 ولا أثر لما أحال من أجله في ذلك الموضع! بل وجدنا في (المدخل) 4/
157 ما يلي: (وقد نقل عن السلف - رضي الله عنهم - أنهم كانوا لا
ينخلون الدقيق، ونخله من إحدى البدع الثلاث المحدثة أولاً)؛ لكن البوطي
يجعل هذه العبارة هكذا: (ومعلوم أن الروايات تواردت (!!) عن السلف أنهم كانوا
في أول عهدهم لا ينخلون الدقيق وأنهم يرون نخله بدعة). [ص39]، وكذلك فعل
في أكثر من مكان فمما يتعلق بإحالاته على (فتح الباري)؛ ففي صفحة 135 أحال
على (الفتح)، ج 7، ص82 وج3، ص315 ولم نجد في هذين الموضعين
شيئاً مما ذكر، بل وجدنا ما له تعلق بثاني الإحالتين في ج3، ص342،
وسنرجع إلى هذه الإحالة لنرصد ماذا فعل البوطي بها من الأفاعيل!.
وأمر آخر يخرق البوطي به الأعراف العلمية، ويبعج البحث العلمي بعجاً،
وهو تداخل عبارته بالعبارة المنقولة أو المحال عليها، فيصبح بين العبارتين تزاوج
أو اتحاد، ولا يمكن التمييز بعدُ بين عبارة الناقل وعبارة المنقول له، وتمتزج
الأمور بصورة طريفة، وهناك أمثلة كثيرة في كتابه لهذا الأمر، وسنكتفي بذكر
مثال واحد - مع أنه مثال طويل - ولكن ماذا نفعل؟! فإن البوطي يأبى إلا أن
يحمل قراءه على أصعب الخطتين. وهذا المثال إحالة إلى (الرسالة) للشافعي.
يتكلم البوطي كلاماً طويلاً لسنا الآن بصدد تحليله، ثم يختم كلامه هذا برقم
ترجع إليه في الحاشية لتقرأ: انظر باب (العلم) من كتاب (الرسالة) للإمام الشافعي
357 بتحقيق أحمد شاكر، وتتحير بعد قراءة هذه الحاشية: هل هذا الكلام الذي
سبق وكتبه هو كلامه أو كلام الشافعي؟ أو شرح لكلام الشافعي؟ إن كان كلامه؟
فَلِمَ أَحال على الرسالة؟.
وإن كان كلام الشافعي؛ فَلِمَ لَمْ يحصره بين حاصرتين حتى نعرف بدايته
ونهايته؟!
وإن كان شرحاً لكلام الشافعي فلِم لم يذكر ذلك؟ كلها أسئلة تحتاج إلى جواب.
ومع أننا سنجد صعوبة في تحديد بداية نقلنا لكلامه ذاك، لكننا سنلجأ إلى
الخرص والتخمين في ما يمكن أن يكون بداية - ونحن مكرهون على ذلك يشهد الله،
ومعذورون لذلك إن أخطأنا التحديد. يقول: (فإذا فعل المسلم ذلك؛ فلا بد أن
يصل إلى العلم بحقائق هذا الدين الذي جاء به كتاب الله. وسيجد عندئذ أن هذا العلم
ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: علم يشمل عامة الناس، على اختلاف مداركهم ومنازلهم
العلمية، ما داموا عقلاء راشدين. فلا يعذر أحد في جهله، ولا سبيل إلى اقتحام شيء
منه بأي تأويل له أو تنازع في فهمه أو خطأ في روايته. وهذا العلم يشمل كليات
العقائد وبدهيات الفروض والأحكام، كالعلم بفرضية الصلوات الخمس وأن لله على
الناس صيام شهر رمضان، وحج البيت إذا استطاعوه، وأن عليهم زكاة في
أموالهم، وأنه حرم عليهم الربا والزنا والقتل والسرقة والخمر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/406)
فهذا الصنف من العلم موجود كله نصاً في كتاب الله، ومعروف عند أهل
الإسلام عامة، ينقله عوامهم عمن مضى من عوامهم، يحكونه عن رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - ولا يتنازعون في حكايته ولا وجوبه.
وسبيل هذا الصنف منه هو ما يسمونه بقطعي الدلالة والثبوت. أي كل نص
وصل إلينا من مصدره بطريق التواتر، وكانت صياغته ودلالته على معناه من
الوضوح بحيث لا يحتمل أي تأويل له أو أي خطأ في فهمه.
ومن أحكام هذا النوع من العلم أن الناس كلهم مكلفون به، ولا يسع بالغاً غير
مَغْلوبٍ على عقله جهلُ أي شيء منه. ومن أحكامه أيضاً أن الاجتهاد غير وارد فيه؛
إذ الاجتهاد قد لا يرقى بصاحبه في كثير من الأحيان فوق درجة الظن، وقد يقع
فيه الخطأ، ثم إن الناس متفاوتون في القدرة عليه، مختلفون في النتائج التي
يصلون به إليها. وهذا القسم من العلم مبرّأ، كما قد أوضحنا، من ذلك كله).
[ص73 من كتابه].
أما كلام الإمام الشافعي المحال عليه فهو:
(قال الشافعي: فقال لي قائل: ما العلم؟ وما يجب على الناس في العلم؟؛
فقلت له: العلم علمان: علم عامة لا يسع بالغاً غير مغلوب على عقله جهله.
قال: ومثل ماذا؟
قلت: مثل الصلوات الخمس، وأن لله على الناس صوم شهر رمضان، وحج
البيت إذا استطاعوه، وزكاة في أموالهم، وأنه حرم عليهم الزنا والقتل والسرقة
والخمر، وما كان في معنى هذا، مما كُلِّفَ العباد أن يعقلوه ويعملوه ويعطوه من
أنفسهم وأموالهم، وأن يكفوا عنه: ما حرم عليهم منه.
وهذا الصنف كله من العلم موجود نصاً في كتاب الله، وموجوداً عاماً عند
أهل الإسلام، ينقله عوامهم عمن مضى من عوامهم، يحكونه عن رسول الله، ولا
يتنازعون في حكايته ولا وجوبه عليهم.
وهذا العلم العام الذي لا يمكن فيه الغلط من الخبر، ولا التأويل، ولا يجوز
فيه التنازع.
قال: فما الوجه الثاني؟
قلت له: ما ينوب العباد من فروع الفرائض، وما يخص به من الأحكام
وغيرها، مما ليس فيه نص كتاب، ولا في أكثره نص سنة، وإن كانت في شيء
منه سنة، فإنما هي من أخبار الخاصة، لا أخبار العامة، وما كان منه يحتمل
التأويل ويُستدرك قياساً.
قال: فيعدو هذا أن يكون واجباً وجوب العلم قبله؟ أو موضوعاً عن الناس
علمه، حتى يكون من علمه منتفلاً ومن ترك علمه غير آثم بتركه؟ أو من وجه
ثالث، فتوجدناه خبراً أو قياساً؟
فقلت له: بل هو من وجه ثالث (. [الرسالة، ص 357].
ومن هذين النصين المنقولين يظهر لنا أن كلام الشافعي يختلف عما أوهم
البوطي أنه كلام الشافعي، وأن القارئ العادي الذي قد يكون على عجلة من أمره قد
يغتر بتلبيسه بتلك الحاشية المدلسة التي تجعله يظن أو يعتقد أن الشافعي قال ذلك
الكلام!
فقارن مثلاً بين عبارة الشافعي حيث يقول:
(وهذا العلم العام الذي لا يمكن فيه الغلط من الخبر، ولا التأويل، ولا
يجوزفيه التنازع) وبين ما فهمه البوطي منها بقوله:
(وسبيل هذا الصنف منه هو ما يسمونه (مَن هم؟!) بقطعي الدلالة
والثبوت، أي كل نص وصل إلينا من مصدره بطريق التواتر (الشافعي لم يذكر
التواتر) وكانت صياغته ودلالاته على معناه من الوضوح بحيث لا يحتمل أي
تأويل له أو أي خطأ في فهمه).
وقل مثل ذلك في إشارته إلى كتاب (الفرق بين الفرق) للبغدادي عند تعرضه
للمرجئة في ص112، حيث عرَّف المرجئة تعريفاً لم يشر إليه البغدادي لا عند
إشارته إلى المرجئة إجمالاً في أول كتابه ولا حين فصَّل القول في هذه الفرقة
ومذاهبها فيما بعد. وتفصيل عبث البوطي في هذه القضية وحدها يحتاج إلى مقال
خاص.
أما قصته مع ابن تيمية فهي أمر يحتاج إلى وقفة خاصة ليس هذا وقت
الحديث عنها. ولكننا نكتفي بضرب مثال على تصرفه وتلاعبه بكلام ابن تيمية من
أجل أن يقيم الحجة عليه وعلى مَن ينصر آراءه، وأسلوبه هذا يذكِّر بأسلوب الشيعة
في الاحتجاج، حيث إنهم ينتقون من آراء أهل السنة ما يظنون أنه حجة عليهم مع
أنهم لا يؤمنون هم - أي الشيعة - بمصادر أهل السنة، وهي عندهم لا تصلح
للاحتجاج؛ لأنها تعارض ما اصطلحوا عليه من أنه أدلة لهم.
يقول: (ومن ذلك ما رواه ابن تيمية - رحمه الله - عن جعفر الصادق
(رضي الله عنه)، من تأويله (الوجه) في قوله - تعالى -:] كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إلاَّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/407)
وجْهَهُ [[القصص: 88]، بالدين. وما رواه عن الضحاك من تأويله (الوجه) في
الآية ذاتها بذات الله والجنة والنار والعرش. أما هو - أي ابن تيمية ذاته - (بلحمه
وشحمه وعظمه ودمه!) فقد رجح أن يؤول (الوجه) بمعنى الجهة، فيكون المعنى:
كل شيء هالك إلا ما أريد به جهة الله - تعالى -.
ثم قال: (وهكذا قال جمهور السلف) [ص135].
أما ابن تيمية فقد أشار إلى هذه القضية ضمن كلام رائع له في الرد على
القائلين بالحلول والاتحاد ووحدة الوجود، لكن البوطي اقتطع من كلام ابن تيمية ما
ظن أنه نصر لحجته، ثم يا ليته اكتفى بهذه الإساءة بل أشبع هذا المقتطع مسخاً
وتشويهاً، أما عن حقيقة الدافع له إلى ذلك: أهو الهوى أم قصر الباع أم ضيق
الصدر؟ فهذا ما نتركه للقارئ ليكتشفه بنفسه.
يقول ابن تيمية:
روي عن أبي العالية قال: (إلا ما أريد به وجهه) وعن جعفر الصادق: (إلا
دينه) ومعناهما واحد. وهذا مخالف لقول البوطي: (روى ابن تيمية عن
جعفر الصادق)، هذا من جهة، ومن جهة أخرى معلوم ماذا يعني اصطلاح:
رُوي، بالبناء للمجهول، عند أهل الحديث.
ثم نقل ابن تيمية ما ورد من الأقوال في الآية على عادته في الاستقصاء،
وهو من خلال سوقه لهذه الأقوال يتوقف مناقشاً مؤيداً أو معترضاً، وقد يستطرد
قليلاً لجلاء نقطة يرى توضيحها من بحث لغوي، أو فقهي، أو تاريخي، أو غير
ذلك، ثم قد يعود لمتابعة نقله الأقوال، إما معضداً رأياً رآه، أو لاستبعاد وهم قد
يطرأ، وشبهة قد تثار. هذا هو أسلوب الرجل، وهو لذلك يحتاج إلى شيء من
الصبر وسعة الصدر حتى يُتذوَّق، وتنفتح عجائبه، وتكتشف أوابده، ولكن أنَّى
لرجل نَزِق ضيّق الصدر أن يصبر على ذلك؟! وكيف به إذا جمع إلى ذلك هوى
مستحكماً وعقدة نفسية من ابن تيمية؟!
ثم بحث ابن تيمية عن اشتقاق كلمة (الوجه) مما يبدو أن البوطي لم يفهمه
لضيق صدره، فقال - أي ابن تيمية -:
(وذلك أن لفظ (الوجه) يشبه أن يكون في الأصل مثل الجهة، كالوعد
والعدة، والوزن والزنة، والوصل والصلة، والوسم والسمة). لكن فِعْلَة حذفت
فاؤها وهي أخص من الفعل، كالأكل والإكلة، فيكون مصدراً بمعنى التوجه
والقصد، كما قال الشاعر:
أستغفر الله ذنباً لست مُحصيَهُ ربَّ العباد إليه الوجهُ والعملُ
ثم إنه يسمى به المفعول، وهو المقصود المتوجه إليه، كما في اسم الخلق،
ودرهمٌ ضَرْبُ الأمير، ونظائره، ويسمى به الفاعل المتوجه، كوجه الحيوان،
يقال: أردت هذا الوجه، أي هذه الجهة والناحية، ومنه قوله:] ولِلَّهِ المَشْرِقُ
والْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وجْهُ اللَّهِ [[البقرة: 115]، أي قبلة الله ووجهة الله،
هكذا قال جمهور السلف [مجموع الفتاوى: 2/ 429].
ومن قراءة النص الأصلي لابن تيمية لا النص المحرَّف - نستنتج أنه لم
يؤول كما زعم البوطي بل استدل بما ورد من أقوال السلف في هذه الكلمة، وبلغة
العرب التي يهوِّل بها البوطي كثيراً حتى لتظنه الخليل بن أحمد أو ابن جني، وهو
ليس بذاك.
ولو ذهبنا لتتبع تعامل البوطي مع المراجع - في كتابه هذا فقط - لطال
الكلام، ولكن حسب القارئ الكريم أن يعرف أن هذه القضية فرع لما أشرنا إليه في
مقالنا السابق عنه من خيلاء ضارة، واستهانة بأقدار الناس أحياءً وأمواتاً، وسوء
تقدير لهم، وإساءة ظن بهم، قدر إحسانه الظن بنفسه، هداه الله.
التواء وتهويل:
الشيخ البوطي يحب التهويل، حتى ولو أوقعه هذا التهويل فيما لا تحمد عقباه،
فمن حيث الأسلوب عنده القدرة التعبيرية التي تريك المهم هيناً، والهين السخيف
عظيماً ومشكلة لابد لها من هز الأكتاف وقرع الظنابيب، حتى يُتَغَلَّبَ عليها، وهذه
القدرة تذكرنا بالبراعة التي عُرف بها الفارابي في الموسيقى - فيما زعموا - أنه
في أحد مجالسه مع سيف الدولة لم يعجبه عزف العازفين الذين عزفوا أمامه،
وأظهر أخطاءً كثيرة لكل واحد منهم، فتعجب سيف الدولة من ذلك وسأله إن كان
يحسن هذه الفنون، فأجاب بالإيجاب، ثم أخرج من وسطه خريطة (جراب من
جلد) ففتحها وأخرج منها عيداناً وركبها ثم عزف بها، فضحك كل مَن كان في
المجلس، ثم فكها وركبها تركيباً آخر، وضرب بها، فبكى كل مَن كان في المجلس!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/408)
ثم فكها وغيَّر تركيبها وضرب بها ضرباً آخر، فنام كل من كان في المجلس حتى
البواب! فتركهم نياماً وخرج!
وإليك هذه الفقرة التهويلية التي يمهد فيها لاكتشاف الصحابة والتابعين للمنهج
- والذي سبق أن سميناه منهج البوطي - ليقول:
(الآن، وقد اتضح لك ذلك؛ ينبغي أن نتبين حجم المشكلة الخطيرة التي
انبثقت عن ذلك التطور الكبير، صحيح أن تلك العوامل أدت إلى خروج الصحابة
من نطاق حياتهم الخاصة المتميزة التي فتحوا أعينهم من داخلها (مرجع الضمير هنا
على حياتهم الخاصة أو على أعينهم؟! البوطي أعلم، وعلى كلا التقديرين فالكلام
مستقيم! وهذه صفة جوامع الكلم!) على الإسلام ومبادئه، وساحوا تحت وطأة
ظروف لا قِبَلَ لهم بالإحاطة بها أو السيطرة عليها، (مساكين الصحابة - رضي الله
عنهم -!) في حياة جديدة (الجار والمجرور متعلق بساحوا) ذات آفاق أوسع غير
أن المشكلة التي واجهتهم (انتبه! هذه مشكلة المشاكل) أنهم نظروا، فوجدوها آفاقاً
بعيدة لا تستبين لها معالم ولا حدوداً. وليس في يدهم من وراء النصوص (نصوص
كل من القرآن والسنة) مقياس يحددون به معالم تلك الحياة، بحيث يقيمون على
أساسه ضوابط للسير فيها وحدوداً للوقوف عندها (ألا تكفي نصوص القرآن والسنة
مقياساً لتحديد معالم تلك الحياة وأساساً تقام عليه ضوابط وحدود؟ يا شيخ!!) فكان
ذلك مبعث اضطراب وقلق، وخلافات حادة، (مَن قال إن الإسلام جاء رحمة
للعالمين؟! ألم يكن نقمة على الصحابة ومَن جاء بعدهم؟! وقد عانى الصحابة
بسببه هذا العناء المعنى، وهذا الاضطراب والقلق والخلافات الحادة. هذا ما يفيده
كلام الدكتور، وما شهدنا إلا بما علمنا!)، بل سبباً في ظهور فرق وفئات شتى،
اتخذت من تلك البيداء الواسعة طرائق متخالفة، بل متخاصمة، وكان لابد لهذه
المشكلة أن تستمر بينهم إلى حين). [ص45].
هذا مقطع - فقط - من تهويلات الرجل. ولسنا ندري على وجه اليقين ما
الذي يدعوه إلى مثل هذه التهويلات، أهو قد استعار هذا الكلام من أحد المستشرقين،
أو ممن تأثر بهم، ثم نسي المصدر، أو تناساه؟!، إنه كلام يشبه كلام طه
حسين في كتبه التي عالج فيها التاريخ الإسلامي، كالفتنة الكبرى وغيرها، وإن
شئت فقل: إن كلامه عليه مسحة من اعتقاد الرافضة في الصحابة، أما عن تأثر
الشيخ بالمستشرقين فقد يكون الدافع له إلى ذلك عقدة النقص وحب الظهور عنده،
خاصة وأنه يدندن ويهول بمناظرات وما يسميه منازلات لبعض رموز من يطفون
على سطح الفكر حواليه ممن يسرّه أن يقرن بهم ويتمسح بمسايرتهم، وهذا واضح
من إصراره على تعبير (منهج المعرفة) وترديده له كثيراً في ثنايا كتابه، أليست
هناك مجلة شهيرة ليست على مبعدة منه - يكتب فيها من يتطلع إلى مسامتتهم اسمها
مجلة (المعرفة)؟!.
إن كان الأمر كذلك فنقول له:
ألهى بني تغلِب عن كل مكرمة قصيدةٌ قالها عمرُو بن كلثوم!
وأضفْ إلى المثال السابق من أن كلامه أشبه بكلام المستشرقين، الفقرة
الأخيرة من ص 48 من كتابه فسوف تجد هذا الكلام لا يختلف عن مناهج
المستشرقين في تحليلهم ونظرتهم إلى الفكر الإسلامي بشيء.
وأما أن كلامه عليه مسحة من اعتقاد الرافضة في الصحابة فاقرأ كلامه التالي
الخارج من صدر ضيق تفوح منه رائحة الحنق: (فمن التزم بمقتضى هذا الميزان،
فهو متبع كتاب الله متقيد بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سواء أكان
يعيش في عصر السلف أو جاء بعدهم، ومن لم يلتزم بمقتضاه، فهو متنكبّ عن
كتاب الله تائه عن سنة رسوله - عليه الصلاة والسلام - وان كان من الرعيل الأول
(يا لطيف) ولم يكن يفارق مجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)!! [ص
79]
بل يحتج ببعض الرافضة ومؤلفاتهم، وفي مؤلفات أهل السنة غنية له ولغيره
على هذه القضية التي يعالجها [انظر الحاشية في ص43 من كتابه].
بل يستنعج (يصبح كالنعجة بجامع النعومة وحب السلامة في كلٍّ) عندما
يتعرض للشيعة، فيشير إلى حقيقة معروفة عندهم، بل هي من أصول مذهبهم،
بل تكاد تكون أصول مذهبهم كلها قامت من أجل هذه القضية، وهي إنكار إمامة
الشيخين (أبي بكر وعمر)، فتراه عندما يشير إليها كأنما يقترب من أفعى سامة
متربصة بمن يقترب منها، فيقول هذه العبارة التي تطفح بالوجل والتدسس والنعومة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/409)
(وعلى سبيل المثال نقول: (لمجرد المثال فقط، فنرجو المعذرة!) إن
إنكار إمامة الشيخين، وهو مذهب يراه كثير من الشيعة (وليس جميعهم! ولاحظ
تنكير كلمة) مذهب (أيضاً) ليس كفراً، (الحمد لله) وإن كان خروجاً على الإجماع)
[ص107] (يعني ماذا إذا كان خروجاً على الإجماع؟!) ولنكن على ذكر من هذا
الاعتذار الناعم حينما نناقش معه نزوله بساحة ابن تيمية وثورته وفورته وانتفاخ
أوداجه هناك على شيء لم يخرق ابن تيمية الإجماع فيه قطعاً، ولكن ناقش دعوى
الإجماع على قضية فهم منها أعداؤه - وأخيرهم البوطي - أنه يقول بهذا الرأي
الذي ناقش دعوى الإجماع عليه، مع أنه لا يناقض نفسه - رحمه الله -.
ويقول في عبارة أخرى ملتوية:
(ومن ذلك ما يجزم به بعض الناس (!!)، من أن في أئمة أهل البيت
مَن قد وصلوا إلى منزلة لم يبلغها ملَك مقرب ولا نبي مرسل! وممن يجزم بذلك
ويقرره في منشوراته، الإمام الخميني).
لاحظ الالتواء في عبارة: (بعض الناس)، ولاحظ ما في هذه العبارة: (من
أن في أئمة أهل البيت من قد وصلوا ... ) وكأنه لا يدري أن القول بعصمة الأئمة
الاثني عشر من أصولهم! وليس هذا فحسب، بل إنه سأل بعض علماء الشيعة
الإيرانيين عن كيفية اتفاق هذا الكلام مع أصول الإسلام وكلياته الأساسية فقال: إنها
غلطة من المترجم! فتعجب هو من (أن الكتاب طُبع منذ ذلك الحين مرات متعددة،
وغلطة المترجم لا تزال باقية!) [حاشية، ص112 من كتابه].
ونحن أيضا نعجب، لكن لا من غلطة المترجم هذه ولكن من تعجبه وعدم
معرفته وتجاهله أن التَّقِيَّة من أصول القوم!
لكن مع هذا يبقى عندنا شك من إثارته هذا الاعتراض على مَن ذكر من علماء
الشيعة، وذلك أنه من المؤكد أن الشيخ قد حضر مؤتمراً لهم في لندن في 18 من
ذي الحجة 1410هـ الموافق 11/ 7/1990م للاحتفال بيوم الغدير [1] وشاهد
وسمع على الطبيعة - كما يقولون - كيف يفكر القوم، وكيف يحتفلون، وسُبَّت
أمامه وعلى مرأى ومسمع منه السنة وأهل السنة الذين ينتسب إليهم سباً مقذعاً،
ولكن لم يبلغنا أنه أنكر على دهاقينهم ذلك المنكر لا بقليل ولا بكثير من إنكاره الذي
ينكره على من يشاركونه عدم اعتبار الإمامة والعصمة والرجعة من أصول الدين،
بَلْهَ مشاركتهم له في أشياء أخرى! [2]
مشكلة المناخل!!
ولنختم هذه التهاويل بواحدة تعيدنا إلى حيث بدأنا إلى [ص46] من كتابه،
وهي مشكلة المناخل! ونحب أن تكون مُلْحة الوداع ومسك الختام، ولسنا - والله -
ندري مِمَّ نضحك أكثر؟ من هذه المشكلة التي ألقت بظلها الكئيب على الصحابة
الكرام وعصرهم؛ فكانت اختباراً لقوتهم وحكمتهم وصمودهم، وامتحاناً للمبادئ
التي تلقوها من محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - ولكن الله سلَّم! ...
نقول: نضحك أكثر من مشكلة المناخل هذه أم من عرض الشيخ لها واحتفاله
بها بتعاظمه المعهود، وأسلوبه الطريف الذي يزاوج فيه بين الخبر والإنشاء بركانة
وزكانة؟ حيث يقول:
( ... لقد ظهرت المناخل فيهم فجأة، (فجأة، وقعت عليهم وقوع الصاعقة!)
وما كان لهم عهد بها من قبل، أين كانت مختبئة؟! بل من الذي اخترعها؟!)
قد يجيب الشيخ لم يكن هناك سجل لبراءات الاختراع حتى نعرف مخترع المناخل!
ثم لا زلنا نطلب مزيد تعريف بالمناخل هذه فيزيدنا الشيخ شكوراً: (وهي من
أدوات التنعم والترفه في المأكل، مما لم يكن يعرفه العرب ولا المسلمون من قبل).
(إن العرب عند الشيخ هم أكلة الضِّبَاب واليرابيع، وصورتهم عنده كصورتهم عند
الفرس عندما يتحدثون عنهم!) فما الذي ينبغي أن يتخذوه؟
أيتبعون في ذلك سنن الصحابة الذين من قبلهم، فيجتنبون استعمال المناخل
في نخل الدقيق، نظراً لأن ذلك بدعة مستحدثة وكل بدعة ضلالة (معاذ الله! هذا لا
يمكن!) أم يُجارون الزمن وتطوراته، (هذه أهون! لابد من مجاراة الزمن
وتطوراته!) وينظرون إلى المسألة على أنها من الأعراف المرسلة عن قيود
الاتباع وعدمه، ولا علاقة لها بشيء من الأحكام التعبدية التي قضى بها الإسلام؟.
وأيا كان الموقف المتخذ، فما هو الميزان أو البرهان المعتمد في ذلك؟.
حاشية تكميلية!
جواباً للقراء الذين لم يعرفوا الجواب الشافي على تساؤل الشيخ الثاني البادئ
بقوله: (أم يجارون الزمن .... ) نفيدهم أن الصحابة الكرام - بعد نقاش عاصف
أدى إلى ارتفاع اللهجة، وتكدير الخواطر، وأنذر بانفضاض مجلسهم على غير
اتفاق؛ مما كان سيكون له أشأم العواقب، وأقلها - لا سمح الله - شرخ (ونؤكد
على كلمة شرخ) في وحدة الكلمة، واجتماع الصف التي انتصروا بها على فارس
والروم ... نقول بعد تلك الحادثة التي كان سيكون لها ما بعدها جاروا الزمن
وأجمعوا على استعمال المناخل، عملاً بأخف الضررين! وهي قاعدة معتبرة في
الشريعة، ونخبرهم أنه ما كان لهم أن يصلوا إلى هذا الإجماع المبارك لولا المنهج
الذي صاروا إليه، وساروا عليه، والذي: رصده، ثم اكتشفه، ثم صاغه وقعَّده
الدكتور الشيخ، أو الشيخ الدكتور (البوطي) خلال العشر الأولى من القرن
الخامس عشر الهجري.
*يتبع *
________________________
(1) يوم الغدير: هو اليوم الذي يزعم الشيعة الاثنا عشرية أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد
أوصى لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بالنص على أن يكون الخليفة من بعده.
(2) أُنشد أمام الشيخ في ذلك المؤتمر قول الرقيع الصاحب بن عباد: حب علي بن أبي طالب هو
الذي يهدي إلى الجنة إن كان تفضيلي له بدعةً فلعنة الله على السُّنَّة! وقلنا لنَقَلَة الخبر: أنتم
متأكدون أن الدكتور كان حاضراً وكان يسمع؟؛ لعلهم استغلوا غيبة قصيرة له لقضاء حاجة مثلاً
فقالوا ما قالوا؟! فقيل لنا: بل كان جالساً وموجوداً بذاته وعمامته! فقلنا:
ذُمَّ المنازلَ بعد منزلة اللوى والعيشَ بعد أولئك الأيامِ.
((مجلة البيان ـ العدد [35] صـ 6 جمادى الآخرة 1411 ـ يناير 1991))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/410)
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[20 - 11 - 04, 03:12 م]ـ
البوطي …والمنهج
عبد القادر حامد
تخبط وتناقض:
إن ميزة الكتب النافعة أنك لا تقرؤها مرة إلا وتجد فيها فائدة لم تكن وجدتها
في القراءة الأولى، لكن كتاب البوطي هذا على الضد، لا تقرؤه إلا وتجد فيه
خبيئة فاتتك في القراءة السابقة. ولو استعرضنا جميع التناقضات التي اكتشفناها في
هذا الكتاب لطال الكلام ولملّ القارئ، ولكن نكتفي ببعضها.
يقول - عند كلامه على العوامل التي أدت إلى تطوير أساليب الصحابة
الفكرية وطرقهم التربوية! وعاداتهم السلوكية! تحت عنوان: العامل الثالث: -
» ... ولما رأوا أنفسهم يعيشون في بلاد غير التي عرفوها، ويقابلون
عادات غير التي ألفوها، ويجابهون مشكلات لا عهد لهم بها، (كمشكلة المناخل!)
اضطروا إلى فتح باب الرأي بعد أن كان مغلقاً، وإلى التعامل معه والأخذ به بعد أن
كان ذلك أمراً مرفوضاً ومستهجناً.
ومن أشهر الصحابة الذين انتشروا في الأمصار، ورفعوا لواء الاتجاه في هذا
الطريق (طريق الرأي! انتبه!) الخلفاء الراشدون وعبد الله بن عمر وعائشة،
وهؤلاء كانوا في المدينة، (إلى أين انتشروا؟) وعبد الله بن عباس وقد كان بمكة
(أين ذهب؟!) «[ص34].
ففي هذه الفقرة تخبط ومجازفة واضحة، فالخلفاء الراشدون كلهم - ماعدا علياً؛
وفي أيام خلافته فقط - عاشوا في المدينة ولم ينتشروا في الأمصار! ولم يطوروا
من أساليبهم الفكرية، وطرقهم التربوية، وعاداتهم السلوكية، ولم يفتحوا باب
الرأي بعد أن كان مغلقاً! وبخاصة أبو بكر الذي توفي بعد الرسول - صلى الله
عليه وسلم - بعامين ونصف تقريباً، ولم يدرك هذه الأزمة الفكرية المفترضة التي
يصورها المؤلف هذا التصوير (الدرامي).
وفي [ص80] يقرر في الفقرة الأولى قضية تنقضها الفقرة التي تليها، فيقول:
(إن قواعد اللغة الدلالية والبيانية قواعد لغوية صافية لا تتأثر بأي جهة دينية
أو مذهب فكري، وهذا معنى قولنا عنها: إنها قواعد حيادية).
وهذه مسألة فيها نظر؛ من وجهة نظر شرعية ومن وجهة نظر لغوية بحتة،
وليس هذا مجال بحثها. وهذه القاعدة التي ذكرها ينقضها هو نفسه في الفقرة التالية
حيث يقول:
(غير أن الكثير من هذه القواعد، وإن كان محل اتفاق من أئمة اللغة،
إلا أن فيها أيضاً، ما هو محل نظر وخلاف فيما بينهم).
لكن القول السديد في هذه المسألة - التي أعاد البوطي فيها القول ليوهم قراءه
أن (السليقة العربية) وقواعد اللغة كافية لمن حذقها (في فهم النصوص وإدراك
مراميها) [ص 49]- هو ما قاله ابن تيمية وسنثبته هنا متحملين ومحتسبين وصف
البوطي لنا بالسطحية وعدم الصبر والاستيعاب، هذه العيوب التي انعكست علينا
من أسلوب ابن تيمية المضطرب يقول: (وقد انعكس هذا الاضطراب في كلام ابن
تيمية على أذهان كثير ممن يقرؤون له، بسطحية وبدون صبر واستيعاب). [ص
161] لا حول ولا قوة إلا بالله.
يقول ابن تيمية:
(ومما ينبغي أن يعلم أن الألفاظ الموجودة في القرآن والحديث إذا عرف
تفسيرها وما أريد بها من جهة النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يحتج في ذلك إلى
الاستدلال بأقوال أهل اللغة ولا غيرهم ولهذا قال الفقهاء: (الأسماء ثلاثة أنواع:
نوع يعرف حده بالشرع، كالصلاة والزكاة؛
ونوع يعرف حده باللغة، كالشمس والقمر؛
ونوع يعرف حده بالعرف، كلفظ القبض، ولفظ المعروف في قوله:
] وعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [[النساء: 19] ونحو ذلك.
وروي عن ابن عباس أنه قال: تفسير القرآن على أربعة أوجه:
* تفسير تعرفه العرب من كلامها،
* وتفسير لا يعذر أحد بجهالته،
* وتفسير يعلمه العلماء،
* وتفسير لا يعلمه إلا الله، من ادعى علمه فهو كاذب.
فاسم الصلاة والزكاة والصيام والحج ونحو ذلك، قد بين الرسول - صلى الله
عليه وسلم - ما يراد بها في كلام الله ورسوله، وكذلك لفظ الخمر وغيرها ومن
هناك يعرف معناها، فلو أراد أحد أن يفسرها بغير ما بينه النبي - صلى الله عليه
وسلم - لم يقبل منه. وأما الكلام في اشتقاقها ووجه دلالتها؛ فذاك من جنس علم
البيان، وتعليل الأحكام، هو زيادة في العلم، وبيان حكمة ألفاظ القرآن، لكن
معرفة المراد بها لا يتوقف على هذا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/411)
واسم الإيمان والإسلام والنفاق والكفر هي أعظم من هذا كله؛ فالنبي - صلى
الله عليه وسلم - قد بين المراد بهذه الألفاظ بياناً لا يحتاج معه إلى الاستدلال على
ذلك بالاشتقاق وشواهد استعمال العرب ونحو ذلك؛ فلهذا يجب الرجوع في مسميات
هذه الأسماء إلى بيان الله ورسوله، فإنه شافٍ كافٍ، بل معاني هذه الأسماء معلومة
من حيث الجملة للخاصة والعامة). [مجموع الفتاوى7/ 286].
وعند حديثه عن دوافع الشذوذ والخروج عن مقتضيات المنهج المتفق عليه في
تفسير النصوص (ولا تنس أنه منهج البوطي وحده) يذكر (أن هذه الدوافع تتجمع
في عاملين أساسيين:
العامل الأول: المغالاة في تحكيم العقل على حساب النص الصحيح والخبر
الصادق، أي تحميله فوق طاقته وجره في متاهات لا يملك السير السليم فيها إلا
على ضوء الخبر اليقيني الذي يتمثل في النصوص). [ص127]. وهذا كلام سليم
وجيد لولا ما ينقضه ما جاء في [ص63] عند كلامه عن (مراحله الثلاث) التي لا
يكون المسلم مسلماً إلا بها، حيث بعد أن يشترط لذلك:» التأكد من صحة
النصوص الواردة والمنقولة عن فم سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم -، قراناً
كانت هذه النصوص أم حديثاً، (وهذه فائدة جديدة عثرنا عليها من قراءتنا الثانية
لهذه الفقرة، وهي التأكد من صحة النص القرآني! فيجب أن ندرسه - على زعمه
- رواية ودراية، حتى ننتهي إلى يقين! «بحيث ينتهى إلى يقين بأنها موصولة
النسب إليه، وليست متقولة عليه يشترط أيضاً شرطاً آخر وهو قوله: (عرض
حصيلة تلك المعاني والمقاصد التي وقف عليها وتأكد منها على موازين المنطق
والعقل (يعني: إخضاع النصوص، أو ما فهمه من تلك النصوص - قرآناً وسنة
أيضاً! - لتمحيصها ومعرفة موقف العقل منها)!
وحتى نجمع بين هذين التناقضين، ونُعمل كلام الشيخ فيهما معاً فلا نهمل
واحداً، ونعتمد الآخر، وذلك ضناً بكلامه النفيس جداً عن الإهمال والتعطيل؛
نقول: لا بأس من تحكيم العقل في النص الصحيح قرآناً وسنة، لكن دون مغالاة!
وبذلك يتسق أول الكلام مع آخره! ومن يدري؟! فقد نستحق جائزة أو شكراً على
الأقل منه على ذلك!
تلبيس وتدليس:
كثيرا ما يلجأ البوطي إلى التعميم والتلبيس، فيصدر حكماً، أو يضع مقدمات
يتركها بلا دليل ولا إثبات. وهذا الأسلوب في الكتابة شائع بين العلمانيين الذين
يهجمون على القضايا الفكرية الأساسية بجرأة عجيبة، وبخاصة على ما كان منها
متعلقاً بالأمور الشرعية التي لا علم لهم بها.
والمفترض أن يكون أسلوب النقاش مع الشيخ البوطي يختلف عن الأسلوب
الذي يتبع مع هؤلاء، فهو شيخ وابن شيخ، وهذا أعرق له وأثبت قدماً في مجالات
العلم والبحث، وهو أيضاً حامل لشهادة الدكتوراه - وأظنها مع مرتبة الشرف إن لم
يكن أكثر - من الأزهر، وهذا أَطلَق لقلمه ولسانه، وأكثر ترويجاً للكتب في السوق
هذه الأيام، وبخاصة في بلاد كبلاد الشام حيث من اللائق بالشيخ أن ينشد:
خلت الديار فسدت غير مسود ومن الشقاء تفردي بالسؤدد
فكيف يهجم الشيخ هجوم أولئك؟! وما له يرسل الكلام إرسالاً، ويطلق
الأحكام إطلاق المتمكن الواثق؟! ألا تكفينا مجازفات العلمانيين وتعالم الجهلة الذين
أفسدوا العلم والثقافة، وسمموا العقول والقلوب؟! لمن يكتب هذا الكلام ومن أي
بئر يَمْتَح؟!:
(وهذا ما حدث، فقد كان في الصحابة والتابعين من أخذ يستنبط
الأحكام تعليلاً واعتماداً على اجتهاده المرسل، استجابة لمقتضيات الظروف
الطارئة والأوضاع الحديثة، (يقصد: الحادثة) وكان فيهم أيضاً من يتجنب ذلك
ويحذر منه، بل يشتد في النكير على استعمال الرأي والأخذ به، خوفاً من تجاوز
النصوص والاستبدال بها، مما يسبب الوقوع في زلات لا تغتفر)
[ص49].
- لِمَ لم يذكر الشيخ اسم صحابى واحد كان يستنبط الأحكام تعليلاً واعتماداً
على اجتهاده المرسل؟
- ثم ما معنى الاجتهاد المرسل؟ نحن نفهم الاجتهاد المرسل على أنه الاجتهاد
الذي لا دليل عليه؛ لا من كتاب، ولا من سنة، ولا حتى من عقل، كالجمل
المرسل: لا خطام ولا عقال. والفرس المرسل: لا عنان، ولا لجام، ولا هِجار!
هل يقصد الشيخ إلى أمثال هذه التلبيسات قصداً؟ وهو فعل غير محمود
العواقب عليه وعلى قرائه؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/412)
والجواب - والله أعلم - أن منها ما يأتي بسبب العجلة وقلة الصبر كهذه التي
أشرنا إليها آنفاً؛ ومنها التي تجمع إلى العجلة وقلة الصبر قليلاً من الهوى كهذه التي
نعثر عليها في هامش [ص 101] حيث يقول:
(إلا ما ذهب إليه الإمام أحمد من حكمه بكفر تارك الصلاة ولو لم يكن جاحداً
لها). فما الدافع لهذا الإجمال المخل؟ إن لم يكن ما ذكرنا؟! وإلا فالمسألة فيها
تفصيل معروف عند العلماء، وليس هذا الذي ذكره هو رأي الإمام أحمد وحده، فقد
قال الحافظ عبد الحق الإشبيلي - رحمه الله - في كتابه في الصلاة:
(ذهب جملة من الصحابة - رضي الله عنهم - ومن بعدهم إلى تكفير تارك
الصلاة متعمداً لتركها حتى يخرج جميع وقتها، منهم: عمر بن الخطاب، ومعاذ
بن جبل، وعبد الله بن مسعود، وابن عباس، وجابر، وأبو الدرداء، وكذلك روي
عن علي بن أبى طالب، هؤلاء من الصحابة. ومن غيرهم: أحمد بن حنبل،
وإسحق بن راهويه، وعبد الله بن المبارك، وإبراهيم النخعي، والحكم بن عيينة،
وأيوب السختياني، وأبو داود الطيالسي، وأبو بكر بن أبى شيبة، وأبو خيثمة
زهير بن حرب). [كتاب الصلاة وحكم تاركها لابن القيم، 5 1].
ولكن هناك من التلبيسات ما يبدو أنه يقصد إليه قصداً، كتلك الواردة في [ص
102] (والصلاة جماعة خلف كل بر وغيره)!
فالمعروف عند المسلمين: الصلاة خلف كل بر (وفاجر) فما الداعي يا ترى
لوضع: (غيره) موضع (فاجر) هل هو النسيان؟ أم هو سبق قلم؟ أم أن الكلمتين
مترادفتان تقوم إحداهما مقام الأخرى؟!
لا شك أن كلمة (غيره) أعم من كلمة (فاجر).
وعلى كل حال؛ فكان يمكن أن تعد هذه هنة من الهنات التي لا يوقف عندها
لولا ما بلونا من الشيخ وضعه للرقة والنعومة والقسوة والتشنيع والتشهير في غير
مواضعها، فلعله - وهو في زمن كثر فيه هذا الصنف من الأئمة - لا يريد أن
يكسر خاطرهم بمثل هذه الكلمة التي قد يعتبرها نابية؟! أو لعله يجوز إمامة المنكِر
معلوماً من الدين بالضرورة أو من في حكمه - وهو غير برٍّ حتماً - وهكذا قد يظن
أنه بهذه (المجاملة) ينجو من المحذور فيقع في المحظور. ولكن هل عليه بأس
بمجاراة الزمن، والصحابة - الذين هم مَن هم - قد جاروه؟!
ألفاظ غير لائقة بالشيخ:
يقول عن الصحابة والتابعين:
(ولكن، ها هم اليوم، وقد تمازج جيل التابعين مع الصحابة، قد
غيروا طريقهم، وفتحوا صدورهم للجدل في كل مسائل الاعتقاد، (بلا استثناء؟!)
وفي مقدمتها تلك التي كانوا بالأمس ينغضون لها الرأس والفكر قبولاً واستسلاماً دون
أي بحث أو نقاش .. ) [ص42]
لا نريد أن نناقش هذه الفقرة من الناحية الموضوعية، بل من الناحية الشكلية
فقط، فنقول:
استخدام هذه الكلمة (ينغضون لها الرأس) في وصف الصحابة أو التابعين
أمر غير لائق، فقد وردت مرة واحدة في القرآن الكريم في وصف الذين لا يؤمنون
بالآخرة، وقد قال ابن عباس وقتادة في تفسير] ينغضون رؤوسهم [أي يحركونها
استهزاءً. [ابن كثير تفسير الآية 51من سورة الإسراء]، لكن حرص الشيخ على
الأسلوب الأدبي الرفيع، واحتفاله به يجعله يضحي بالمعاني في سبيل الألفاظ!
كذلك قوله عن علم الجرح والتعديل ويسميه هو: فن الجرح والتعديل بأنه
(يقف ذيلاً وخادماً) فلِمَ هذا التكلف؟ ولم كل هذا الجبروت في منهجك حتى
تجعل من علم الجرح والتعديل ذيلاً وخادماً له؟! يا أخي، لقد ملكت؛
فأسجحْ!
وانظر إليه كيف يستحسن - بتشفٍّ وحنق وشماتة ظاهرة - أن يصفع شرطي
فرنسي مسلماً (سلفياً) ويشتمه:
(لقد اشتدت هذه الخصومات ذاتها واهتاجت في أحد مساجد باريس منذ ثلاثة
أعوام، حتى اضطرت الشرطة الفرنسية (مشكورة!) إلى اقتحام المسجد،
والمضحك المبكي [1] بآن واحد، أن أحد أطراف تلك الخصومة أخذته الغيرة
الحمقاء لدين الله ولحرمة المساجد، (صحيح أحمق! لماذا يغار على دين الله وعلى
حرمة المساجد؟ أعلى مثل هذه الأمور يغار؟!) لما رأى أحد الشرطة داخلاً
المسجد بحذائه، فصاح فيه (كذا) أن يخرج أو يخلع حذاءه (كذا) ولكن الشرطي
صفعه قائلا: وهل ألجأنا إلى اقتحام المسجد على هذه الحال غيركم أيها
السخفاء؟! .. ) [ص 245]
لمثل هذا فليكتب الكاتبون!
يل؛
نقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/413)
لو أن الشيخ نقل لنا كلام الشرطي الفرنسي باللغة الفرنسية وأردفه بهذه
الترجمة لأحسن صنعاً، ولكان عمله أقرب إلى الدقة والموضوعية!؛ لأننا في شك
طفيف من هذه العاطفة البادية في عبارة هذا الشرطي الورع الذي لم يلجأ إلى ما لجأ
إليه إلا بعد أن بلغ السيل الزبى، وجاوز الحزام الطُّبَيين! وإلا فهو - وكذلك بنو
جلدته - من أشد الناس معرفة بحرمة المساجد ومراعاة مشاعر المسلمين!!
أخي القارئ الكريم:
اقرأ هذه الفقرة، وعاود قراءتها حتى تمل، وإياك أن تظن أن كاتبها أدونيس
بل هو الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي صاحب حوالي عشرين مؤلفاً حول
القضايا الإسلامية، وسلسلة من ثمانية كتيبات بعنوان: أبحاث في القمة.
أي القمم؟!
وأخيراً، فإن مما لا يليق بالشيخ أيضاً أن يشتم ويسب (السلفيين) ويصفهم
(بالكاذبين والمخادعين والمضللين) [ص255] فهذه والله كبيرة، وأن يصف
(السلفية) - كمصطلح - بقوله: (تلك الكلمة المَيْتَة [2] التي لا تنحط (!!) إلا
على واقع يضم أخلاطاً ومذاهب شتى من الناس).
وهذه أكبر!
اللهم هذا ليس بكلام مسته بركة العلم الشرعي، واستروح نسائم الأدب
الإسلامي!
غرور وادعاء:
تكثر العبارات والفقرات الثقيلة التي محورها النفس والهوى - والعياذ بالله -
فهناك من الجمل الفضفاضة الكثير في ثنايا الكتاب، ونحن نشهد أن الكاتب حاول -
جهده - أن يكف كثيراً من هذه العبارات التي تتزاحم لتندلق على صفحات كتابه،
وتتجسد كلاماً يقرأ وتحسب له الحسابات، ولكن على رغم من جهده وعنائه في
كفكفتها؛ فإن قدراً منها لا بأس به قد غلبه وخرج يتلألأ ويلوح!
خذ مثلاً قوله [ص69]:
(ولابد أن نقول هنا كلمة وجيزة نضمنها عصارة ما هو مدون في المطولات
والموسوعات التي تناولت هذا الموضوع عموماً، وهو منهج المعرفة بصورة عامة،
والتي ركزت على هذا المدخل الذي نحن بصدده خصوصاً).
انظر، ضمّن كتابه هذا العصارة! عصارة ماذا؟ عصارة ما هو مدون في
المطولات والموسوعات، فالمطولات وحدها لا تشفي غليل الشيخ، بل لا بد من
الموسوعات، والمطولات والموسوعات هضمها الشيخ هضماً، وعصرها عصراً،
حتى أخرج لنا هذه الآبدة!
صدق مَن قال: (المرء حيث وضع نفسه)!
وهذه ثانية:
(ومع ذلك فلنتبع هذا الباب، بباب آخر يزيد من وضوحه، نضع فيه النقاط
على الحروف، وننتقل فيه من البيان النظري الواضح الجلي! إلى التطبيقات الحية
كي نسد بذلك كل ثغرة قد يتسلل إلى الذهن منها وسواس، أو يتشابه من خلالها حق
بباطل. والله المستعان). [ص 94].
إن الشيخ تعجبه نفسه كثيراً! وهو معجب بأسلوبه أكثر! ولو أن مقرّظاً قرّظ
كتابه بمثل هذا الكلام لصح أن يقال له: مهلاً، هوّن عليك، رحمة بالرجل فقد
قطعت عنقه!
فليت شعري، ماذا نقول للرجل وهو يتحدث عن نفسه هكذا؟!
وثالثة:
اسمعه يصف منهجه:
(وسنزداد يقيناً، على أعقاب ذلك، بأن هذا المنهج هو الميزان
والمقياس الوحيد لتصنيف الناس في مجال البحث عن هوياتهم (!) الاعتقادية
والسلوكية، في أي عصر من العصور عاشوا، ومن أي القبائل أو الشعوب
انحدروا، وهو المحور الذي أدرنا عليه سائر بحوث هذا الكتاب).
[ص 98].
ونحن نضيف على وصفه منهجه هذه العبارة:
(حتى لو أن قائلاً قال: إنه هو الميزان الذي عناه أبو طالب بقوله
في قصيدته اللامية:
بميزان قِسطٍ لا يَخيسُ شعيرةً له شاهد من نفسه غير عائل
لما أبعد!
ورابعة:
(ولقد أصغينا طويلاً، ونقبنا كثيراً، فلم نسمع بهذا المذهب في أي
من العصور الغابرة!) [ص231]. لم يقل لنا الشيخ: لمن أصغى، ولا أين
نقب؟ ولكن هذا معلوم بديهة؛ فقد أصغى طويلاً لأهل العلم، ونقب كثيراً في
بطون الكتب (والمطولات والموسوعات) وعصرها عصراً، لن ننسى ذلك أن
الشيخ يجهد نفسه، ويحملها على أوعر الطرائق من أجل أن يُجهّل ويُبدّع ويُسخّف
هؤلاء السلفيين، ويخرجهم من دائرة أهل السنة والجماعة!
لقد أتعبت نفسك يا رجل، ألا تستريح!
وخامسة أخيرة:
بعد أن أظهر لنا في كتابه أنه ابن بَجْدة الفقه والأصول (ومنهج المعرفة
وتفسير النصوص) أراد أن يستولي على الأمد فيتسلق إلى علم العربية،
فوقع.
استمع إليه وهو يتمايل ويتخايل:
(يدلك على ذلك أن (بل) لا تقع إلا بين نقيضين (!) فليس لك أن تقول،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/414)
وأنت عربي: لست جائعاً بل أنا مضطجع، وانما تقول: بل أنا شبعان (هكذا!)
وليس لك أن تقول: ما مات خالد بل هو تقي، وانما تقول: بل هو حي، ولا
تقول: ما قتل الأمير، بل هو ذو درجة عالية عند الله، لأن ثبوت درجته العالية
عند الله لا ينافي قتله (فافهم!) وانما تقول: بل هو ما زال حياً.) [ص 126].
لا يغترّنّ أحد بحسم الشيخ وجزمه في قوله: (إن بل لا تقع إلا بين نقيضين).
فهذا من (عندياته) وتهويلاته، أما كتب النحو ففيها شيء آخر، قال ابن
هشام في المُغني:
(بل) حرف إضراب، فإن تلاها جملة كان معنى الإضراب إما:
- الإبطال، نحو:] وقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ ولَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ [
[الأنبياء: 26]، أي: بل هم عباد، ونحو] أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءهُم بِالْحَقِّ [
[المؤمنون: 70].
- وإما الانتقال من غرض إلى آخر ومثاله:] قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وذَكَرَ
اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا [[الأعلى: 4ا-6ا]، ونحو:] ولَدَيْنَا
كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ وهُمْ لا يُظْلَمُونَ * بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَذَا [[المؤمنون
62 - 63]، وهي في ذلك كله حرف ابتداء - لا عاطفة - على الصحيح.
ومن دخولها على الجملة قوله:
بل بلدٍ ملءُ الفجاج قَتَمُهْ
إذ التقدير: بل رب موصوف بهذا الوصف قطعته. ووهم بعضهم فزعم أنها
تستعمل جارّة.
وإن تلاها مفرد فهي عاطفة.
ثم إن تقدمها أمر أو إيجاب ك (اضرب زيداً، بل عمراً، وقام زيد بل عمرو)
فهي تجعل ما قبلها كالمسكوت عنه فلا يحكم عليه بشيء، وإثبات الحكم لما بعدها.
وإن تقدمها نفي أو نهي فهي لتقرير ما قبلها على حالته، وجعل ضده لما بعده،
نحو: (ما قام زيد بل عمرو ولا يقم زيد بل عمرو) [مغني اللبيب، ص 151].
وقد يلومنا بعض القراء أن وضعنا هذا المثال من تعالُم الشيخ تحت عنوان:
(غرور وادعاء) ولم نضعه تحت عنوان: (التواء وتهويل) فنقول:
الالتواء والتهويل ليسا بعيدين كثيراً من الغرور والادعاء، بل بينهما لُحمة
وكيدة وعلاقة وطيدة، تهويل يؤدي إلى الادعاء، وغرور يسوق إلى التهويل. ففي
هذا المثال؛ لولا الغرور والادعاء والإعجاب بالنفس التي تدفع بالشيخ لتجشم مثل
هذه الصعاب لما هوّل علينا بهذه الأمثلة التي يريد من ورائها إيهام قرائه أنه قادر
على الفتوى ليس في (السلف والسلفية) فحسب؛ بل في العربية أيضاً! وأمامك -
فانظر - فتاواه في هذين الشأنين.
*يتبع *
________________________
(1) طبعاً يستسيغ الشيخ أن يضحك على هذا الموقف، ولكن يبكي مَن ماذا وعلى ماذا؟!.
(2) الضبط للكلمة من الشيخ نفسه، ولعل هذا الضبط أشفى لصدره! يقول الشيخ الطاهر بن عاشور
في تفسيره (التحرير والتنوير)، 2/ 111: والميتة - بالتخفيف - هي في أصل اللغة: الذات التي
أصابها الموت، فمخففها ومشددها سواء، كالميْت والميّت، ثم خُص المخفف مع التأنيث بالدابة
التي تقصد ذكاتها إذا ماتت بدون ذكاة فقيل: إن هذا من نقل الشرع، وقيل: هو حقيقة عرفية قبل
الشرع وهو الظاهر بدليل إطلاقها في القرآن على هذا المعنى.
((مجلة البيان ـ العدد [36] صـ 7 رجب 1411 ـ فبراير 1991))
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[20 - 11 - 04, 03:13 م]ـ
وقفة البوطي مع ابن تيمية
عبد القادر حامد
لا تقل: كيف يكون هذا؟ وكيف يستوقف البوطي ابن تيمية؟ فهكذا كان!
افترض أنه استوقفه! ولكن هل وقف، رحمه الله، وهل أصاخ لتحرشات البوطي
بعد ستمائة وثمانين سنة من وفاته، لقد تُحرِّش به كثيراً في حياته وبعد مماته إلى
الآن، ولم يهادن، ولم ينحن، بل هاهو ما يزال يزداد على التحرشات سطوعاً
وانتشاراً. لقد تعاوره ناس من طبقات شتى، وناشته أسلحة عمالقة وأقزام، كلهم
يحاول جهده، ويجرب حظه! ولكن أين هؤلاء، ومن يذكرهم؟! ومن يقرأ لهم؟
نحن نجيب: لا يقرأ لهم - في الأغلب - إلا من يريد أن يجرب حظه مع ابن
تيمية من جديد، ليجرد عليه أسلحة ثبت أنها إما كليلة أو فليلة.
مجلدات، رسائل مجردة، فتاوى، قصائد، ترجمات .. كلها ساهمت في هذه
الملحمة التي بدأت في حياة ابن تيمية ولمّا تنته بعد: أهواء يختلط فيها الحسد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/415)
والغيرة، بالتصوف الأعجمي، بالعداء للسنة، بالحقد على الصحابة، بالحرص
على المنصب، بحب الظهور عند جهة مدخولة العقيدة، بالشعوبية المبنية على كره
كل ما هو عربي، بالتعصب للمذاهب والأشخاص، بكثير مما يصعب حصره من
الدوافع التي تظهر خطوطها في كلام أصحابها بادية للعيان، أو تلك التي تتوارى
وتتدارى وتتلفف وتتدثر، ولكن تدل عليها رائحتها وفحيحها من وراء الكلمات. كل
ذلك وأكثر منه قد أُرصِد ويُرصَدُ كي يخفت صوت ابن تيمية، ويسدل الستار على
المنهج الذي نصب له جهده وحياته. ولكن هل نجح ذلك الإرصاد في خفت صوته
وتغييب منهجه؟ ما أحرى ابن تيمية بمعنى قول المتنبي:
كم قد قتلتُ وكم قد متُّ عندكم ثم انتفضتُ فزال القبر والكفن
قد كان شاهد دفني قبل قولهم جماعة، ثم ماتوا قبل من دفنوا
هذا أمر ومنهج قد استتب، وهو إلى قوة وانتشار بحمد الله ومنه وكرمه.
إننا لا ندافع عن ابن تيمية، فابن تيمية يدافع عن نفسه بأسلوبه، وعلى
الرغم من ضياع كثير مما كتب، فيما بقي من تراثه كفاء خصومه، وإذا أشرنا إلى
فقرات من آرائه في مؤلفاته، فهذا ليس تعبيراً عن تعصب للرجل، بل إنصافاً
للحق المجرد الذي نؤمن به وندين الله عليه، فإذا أحبه محبوه فللحق الذي ينافح عنه،
وإذا تحامل عليه من تحامل فللباطل الذي يمدون إليه بسبب أو أكثر.
كما لا نظن بابن تيميه العصمة، فهو بشر يصيب ويخطئ، ولكن المناقشة
العلمية شيء، والتحامل الصارخ، والتشفي العاري شيء آخر.
لا زال مغروساً في ذاكرتي ذلك الموقف الذي كنت عاجزاً عن فهمه وتحليله
يوم حدث، وذلك أني كنت طالباً في كلية الشريعة في دمشق، وكانت مقررة علينا
مادة سموها: الفقه المقارن، وكان تدريسها مسنداً للدكتور الذي نناقش بعض ما
جاء في كتابه هذا، وكان صنف ورقات تحتوي عدة مسائل فقهية خلافية. وكان
من بين هذه المسائل مسألة: الطلاق بلفظ الثلاث، هل يقع ثلاثا أم واحدة، وهي
مسألة مشهورة، وابن تيميه يخالف في هذه المسألة المفتى به عند الفقهاء، وطبيعي
أن الشيخ البوطي ينصر رأي الفقهاء ولا لوم عليه في ذلك، لكن الذي استوقفني في
ذلك الوقت أمران:
1 - وضع الأدلة وسياقها كما ناقشها البوطي حتى ننتهي إلى ما انتهينا إليه من
تأييد رأي الجمهور، فعلى الرغم من الجهد الواضح والحشد وكثرة الأقوال، إلا أنه
ظل في أعماق النفس شيء من هذه الاستدلالات وطريقة عرضها.
2 - الصورة التي عرض البوطي علينا المسألة فيها.
فلا أزال أذكر أنه عندما عرض الأدلة وبدأ يناقشها تغيرت صورته التي
أعرفها أنا على الأقل، فارتفعت لهجته واحتدت، وهذه الحدة كانت ترافق عرض
الحجج التي يعتمدها ابن تيمية، بل كنت أحس أن الشيخ - وهو الهادئ الرزين في
نظري -كان يتهيأ للنهوض عن كرسيه بغضب ظاهر ليدفع خصماً أمامه لم يبق له
معه كلام، ولا بد من اللجوء إلى لغة الدفع باليد، بعد عجز لغة الحجة والبرهان.
طبعاً لم يخلف هذا الموقف في نفسي شيئاً نحو الشيخ حتى عندما سعر الحرب بينه
وبين خصومه الذين يحرص على نعتهم بأقبح الصفات، لم تكن هذه الحروب من
اهتماماتي، فلم أتابع ما قال كل طرف في الآخر. حتى قرأت له هذا الكتاب،
فعجبت أن يكتبه دكتور سلخ مدة ليست بالقصيرة من عمره يدرس ويحاضر ويؤلف.
هل النضج يؤدي إلى هذه النتيجة؟ أم هي فتنة يفتن بها الشيخ بعد هذا العمر؟
أم هذا ديدنه في سائر إنتاجه؟
وبعد أن قرأت «وقفته مع ابن تيمية» أدركت تلك الصورة الغريبة، التي
عجزت عن تفسيرها في ذلك الوقت المبكر، لأنني لم أكن قد اطلعت على شيء
كاف مما كتب ابن تيمية، تؤهلني لإدراك ما وراء الآكام.
تتجمع خصائص البوطي في التأليف والجدل، وتحتشد على نحو بارز
وطريف حينما يتصدى لابن تيمية (منبهاً إلى أخطاء وقع فيها ومعتذراً له!)،
وحتى يكون لتصديه هذا مؤيدون فلا بد من اللجوء إلى رمز له جمهوره، وهكذا فما
إن افتتح البوطي اللعبة التي سماها: «وقفة مع ابن تيمية»، حتى دلف وألقى
الرمز بين يدي جمهوره! هذا الرمز هو الغزالي ..
والمجيء بالغزالي إلى هذا المعمعان حيلة يراها البوطي ناجحة، فلا بد من
إثارة العواطف، وهذه لا تثور إلا بندب وتفجع وتوجع! ولا بد أن يكون موضوع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/416)
هذا الندب والتفجع والتوجع رمزاً معروفاً، ولعله يستخدم هذه الوسيلة تأثرً بالذين
يستغلون حب المسلمين قاطبة لآل البيت من أجل الوصول إلى أهداف أخرى.
وهو الذي تحول بآخره إلى الاحتطاب بحبلهم!
وسبب آخر وهو تحويل المعركة من طرفين يشك الجمهور في تكافئهما؟
وهما: البوطي وابن تيمية، إلى طرفين قد يوجد من الناس من يقول بتكافئهما وهما:
الغزالي وابن تيمية! والتبعة على البوطي ستكون أخف وأهون - أو هكذا يظن
- إذا ما جعل هذين الإمامين يتصارعان وعندها قد يقف على مبعدة منهما يفرك
يديه ضاحكاً قائلاً:
وكتيبةٍ لبستها بكتيبةٍ حتى إذا التبست نفضتُ لها يدي
يقول البوطي [ص 160]:
«ولكن ابن تيمية أنحى باللائمة- على الغزالي بسبب خوضه في تلك
المصطلحات والمقاييس (مصطلحات ومقاييس الفلاسفة) واتهمه أكثر من مرة بما
كان جديراً به أن يشكره عليه، انطلاقاً من قراره الجازم بأن الاشتغال بعلم الكلام
لإحقاق الحق الذي جاء به القرآن والسنة، عمل مبرور لا حرج فيه ولا مانع منه.
ويضع البوطي على طريقته في الإيهام والتلبيس في الحاشية ما يشير إلى أن
مضمون ما قاله موجود في صفحة 184 من الجزء التاسع من مجموع فتاوى ابن
تيمية.
ولكن - قبل أن نرجع إلى الموضوع المشار إليه - ما مضمون كلامه؟
إن مضمونه أن ابن تيمية:
1 - أنحى باللائمة على الغزالي بسبب خوضه في مصطلحات ومقاييس
الفلاسفة.
2 - اتهمه أكثر من مرة بما كان جديراً أن يشكره عليه!
ولكن ما هذا الذي كان يجب على ابن تيمية أن يشكر الغزالي عليه؟! لقد
تركه البوطي مبهماً!
3 - إن لابن تيمية قراراً جازماً لا مثنوية فيه بأن الاشتغال بعلم الكلام لإحقاق
الحق الذي جاء به القرآن والسنة عمل مبرور لا حرج فيه ولا مانع منه.
نقول:
أما إن لابن تيمية كلاماً في الغزالي فلا ينكر ذلك أحد، وأما أن يكون هذا
الكلام حقاً أو باطلاً في نفسه فهذا متروك للعلماء ليقرروه، وهو مباح لكل ناظر
وباحث - لكن بشروط البحث والنظر - لينظر فيه ويبحث عن وجه الحق فيما
احتواه. ولكن غير المباح، بل المعيب؟ أن تدعى دعاوى لا دليل عليها لمجرد
تشويه السمعة والصد ليس إلا! وإذا كان البوطي غيوراً على من يحب - وهذا حقه
- فاللائق به أن يجمع أطراف كلام ابن تيمية في الغزالي، وأن يناقش ذلك مناقشة
العلماء، وأن لا يقصقص أطراف النقول والاستشهادات حتى توافق هواه، وتتفق
مع ما في نفسه من دخن على ابن تيمية.
ولنعد إلى ص 184 من الجزء التاسع من مجموع الفتاوى.
يتكلم ابن تيمية عن عيب نظار المسلمين طريق أهل المنطق، وبيانهم
قصورها وعجزها، ورأيهم في المنطق جملة فيقول:
«ومازال نظار المسلمين يعيبون طريق أهل المنطق، ويبينون ما فيها من
العي واللكنة، وقصور العقل وعجز النطق؛ ويبينون أنها إلى إفساد المنطق العقلي
واللساني أقرب منها إلى تقويم ذلك. ولا يرضون أن يسلكوها في نظرهم
ومناظراتهم، لا مع من يوالونه ولا مع من يعادونه.
وإنما كثر استعمالها في زمن «أبي حامد»؛ فإنه أدخل مقدمة من المنطق
اليوناني في أول كتابه «المستصفى»، وزعم أنه لا يثق بعلمه [1] إلا من عرف
هذا المنطق.
وصنف فيه «معيار العلم» و «محك النظر»؛ وصنف كتاباً سماه:
«القسطاس المستقيم»، ذكر فيه خمس موازين: الثلاث الحمليات؛ والشرطي
المتصل، والشرطي المنفصل. وغير عباراتها إلى أمثلة أخذها من كلام المسلمين،
وذكر أنه خاطب بذلك بعض أهل التعليم، وصنف كتاباً في تهافتهم، وبين كفرهم
بسبب مسألة قدم العالم، وإنكار العلم بالجزئيات، وإنكار المعاد وبين في آخر كتبه
أن طريقهم فاسدة؛ لا توصل إلى يقين؟ وذمها أكثر مما ذم طريقة المتكلمين.
وكان أولاً لا يذكر في كتبه كثيراً من كلامهم: إما بعبارتهم؟ وإما بعبارة أخرى،
ثم في آخر أمره بالغ في ذمهم؛ وبين أن طريقهم متضمنة من الجهل والكفر ما
يوجب ذمها وفسادها أعظم من طريق المتكلمين؟ ومات وهو مشتغل بالبخاري
ومسلم.
والمنطق الذي كان يقول فيه ما يقول؟ ما حصل له مقصوده، ولا أزال عنه
ما كان فيه من الشك والحيرة؛ ولم يغن عنه المنطق شيئاً.
ولكن بسبب ما وقع منه في أثناء عمره وغير ذلك، صار كثير من النظار
يدخلون المنطق اليوناني في علومهم، حتى صار من يسلك طريق هؤلاء من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/417)
المتأخرين يظن أنه لا طريق إلا هذا، وأن ما ادعوه من الحد والبرهان هو أمر
صحيح مسلم عند العقلاء، ولا يعلم أنه مازال العقلاء والفضلاء من المسلمين
وغيرهم يعيبون ذلك ويطعنون فيه. وقد صنف نظار المسلمين في ذلك مصنفات
متعددة، وجمهور المسلمين يعيبونه عيباً مجملاً لما يرونه من آثاره ولوازمه الدالة
على ما في أهله مما يناقض العلم والإيمان ويفضي بهم الحال إلى أنواع من الجهل
والكفر والضلال». [مجموع الفتاوى 9/ 184 - 185].
هذا ما جاء فيه ذكر الغزالي في هذا الموضع، فهل فيه اتهامات؟ فقد قال ابن
تيمية أن نظار المسلمين يعيبون طريق أهل المنطق، وأن هذه الطريق كثر
استعمالها منذ زمن الغزالي، وأنه أدخل مقدمة من المنطق اليوناني في أول كتابه
«المستصفى»، وزعم - أي الغزالي - أنه لا يوثق بعلم من لا يعرف المنطق،
وصنف في المنطق كتباً مثل: «معيار العلم» و «محك النظر»، وصنف أيضاً
«القسطاس المستقيم» و «تهافت الفلاسفة»، فهل هذا كذب على الغزالي؟
وبين أن الغزالي بيَّن كفر الفلاسفة وأسبابه، وكذلك ادعى على الغزالي أنه
حكم بفساد طريق المعرفة على طريق الفلاسفة وادعى ذمه لطريق المتكلمين؛ فهل
هذه مجرد دعاوى لا دليل عليها، أم أن أدلتها مبثوثة في كتب الغزالي المعروفة؟
وكذلك ذكره التطور الذي حصل لأبي حامد وأنه مات وهو مشتغل بالبخاري
ومسلم، هل هذه دعوى غير صحيحة؟ أم أنها لوم وشيء معيب أن يسند للغزالي؟
هل في قول من قال في عالم من العلماء: إنه قال كذا، وفعل كذا وبيان
أسباب ذلك ظلم لهذا العالم أو تهمة أو لوم؟
ثم ما معنى قولك:
«بل إن ابن تيمية - رحمه الله - ازداد حماسة في الهجوم على المنطق
ومقاييسه واصطلاحاته، حتى لكأن فرط الحماسة أنساه ما قد قرره بشأن علم الكلام،
وجواز الاستفادة من اصطلاحات المناطقة وأساليبهم في بيان الحق، فأخذ يقرر
بأن ما يعتمده النظار من أهل الكلام من الأدلة العقلية شيء لا حاجة إليه ولا موجب
للاشتغال به؛ فإن القرآن جاء بما يغني عنه»، [ص 160].
لماذا تغار على المنطق غيرتك على الغزالي حتى لكأنهما توأمان؟، وهل
علم المنطق وعلم الكلام شيء واحد في نظرك؟ إن ابن تيمية لم يخرج عن ما قرره،
ولم يناقض نفسه -كما يحلو لك أن تثبت، وتقيم ما تسميه أنت أدلة على ذلك -
فالموضع الذي تشير إليه على أن ابن تيمية تحدث فيه طويلاً في علم الكلام، وحكم
دراسته وممارسته والاحتجاج في مسائل العقائد الإسلامية به؛ وانتهى بحمد الله إلى
أن ممارسته ليست بدعة، والاعتماد عليه في الدفاع عن العقائد الإسلامية ليس
محرماً، إذا لم يقصد به الاستدلال بالأدلة الفاسدة أو تبني ما قد يكون من المقولات
الباطنة!
نقول: هذا الفعل منك تحميل لكلام ابن تيمية ما لا يحتمل، وعلى طريقتك
في البتر والقصقصة والتشويه تستدل على ما تريده، وتلوي كلام ابن تيمية عن
مقصده، متوهماً أنك بهذا البتر والتشويه تصير كلامه ملائماً لهواك.
ولكن هيهات! فأي عاقل يقرأ كلام ابن تيمية في سياقه التام يكتشف استهانة
وتلاعباً بالنصوص لا يليقان بطلبة العلم فضلاً عن الذين نصبوا أنفسهم للتدريس
والإرشاد.
ولو وضعنا - هنا - الكلام الذي يحيل على شذراته؛ بتمامه؛ لطال
الموضوع، ولأمللنا القارئ، فليرجع من يشاء إلى ذلك الموضوع من مجموع
الفتاوى 9/ 293 - 327، وليقرأ كلاماً كانت له روح هناك، فجاء البوطي وانتزع
روحه، وجعله عضين، وقدمه على أنه هو الذي يقول به ابن تيمية!
والغريب أنه لا يفطن لهذا التشويه؛ فيبني عليه، أو يستنتج منه آراء شائهة
من مثل قوله: «فإن أحداً منهم لم يتبن المضامين الباطلة للفلاسفة والمناطقة
اليونانيين» [ص 159].
وقوله: «وقد انعكس هذا الاضطراب في كلام ابن تيمية على أذهان كثير
ممن يقرءون له بسطحية ودون صبر أو استيعاب» [ص 61]، ففي كلامه هذا
أمور:
1 - وصف لكلام ابن تيمية بالاضطراب.
2 - انعكاس هذا الاضطراب على أذهان كثير ممن يقرءون لابن تيمية
بسطحية ودون صبر أو استيعاب، وهذه العبارة ملتوية أشد الالتواء، وبيان ذلك أن
وصف كلام ابن تيمية بالاضطراب تركه البوطي معلقاً، حتى إذا قال له قائل: يا
شيخ، كثير عليك أن تحكم على كل كلام ابن تيمية بالاضطراب، لربما قال: لا،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/418)
أنا لا أقصد جميع كلامه؟ وإنما أصف بالاضطراب هذه الفقرة التي نقلتها من
الجزء التاسع ص 225 من مجموع الفتاوى! فيقال له: حتى على هذه النية، أين
الاضطراب في هذا الكلام؟ وهل هذه الفقرة وحدها كافية لبلبلة أفكار من يحكم
عليهم البوطي هذا الحكم الجائر؟ فإن كان كلام ابن تيمية مضطرباً كله فهو يعني
قراءه، وأنت منهم! إلا أن تحصن ذهنك من الاضطراب بالابتعاد عنه، والفرار
منه فرارك من مجذوم! وياليتك فعلت هذا؟ إذن لكفيت واستكفيت، ولكن ها أنت
من قراء ابن تيمية! لكن استغفر الله، فقد كدنا ننسى ما قلت، فأنت من القلة القليلة
التي أفادها مفهوم كلامك السابق، والتي تقرأ له بعمق وصبر واستيعاب!، فالحمد
لله الذي عصمك - عند نفسك - من الاضطراب!
مثال من المبالغة والتحدي الفارغ:
قد يظن ظان أن هجوم البوطي على ابن تيمية، واستظهاره بالغزالي آت من
دراسة مستفيضة لعلم الرجلين، ومن تعمق فيما كتبا، ثم من تبيُّن عادل لما كتبه
ابن تيمية حول الغزالي؛ أو حول المسائل العلمية التي تعرض لها، ومن توصل
إلى أن وجه الحق في هذه المسائل كان إلى جانب الغزالي ...
والحق أن كل ذلك لم يكن - وسوف نبرهن على ذلك - وإنما الذي كان أن
البوطي سمع من المتعصبين مثله أن ابن تيمية عاب على الغزالي، وهو بنظر
هؤلاء (قدس الأقداس) الذي لا يُمس ولا يُنتقد.
ومن جهة ثانية يريد البوطي أن يجعل هذه المشكلة - انتقاد ابن تيمية للغزالي
- سلاحاً من الأسلحة التي يرمي ابن تيمية بها، لعله يصيب منه مقتلاً بعد أن تيقن
أن علمه وآراءه لم تمت، وأنه لا زال حياً على الرغم من قول متعصب شعوبي
حاقد من المتأخرين [2] فيه: «وحيث لم يكن له شيخ يرشده في العلوم النظرية
أصبح علمه لا يرتكن على شيء وثيق خليطاً كثير التناقض، توزعت مواهبه في
أهواء متعبة، ثم أفضى إلى ما عمل وزالت فتنته برد العلماء عليه».
ولا شك أن البوطي قد مر بهذه العبارة المظلمة، ولا ندري هل أمَّن عليها؟
أم أشاح عنها وجهه لقبحها وعفونة رائحتها؟! إن كان أمَّن عليها فقد أمَّن على
كذب، وإن كان أشاح عنها فمضمون كلامه عن ابن تيمية مخالفة عملية لهذه
الإشاحة!
وحتى نقيم الدليل على مجازفات البوطي ننقل فقرة من فقر كتابه تدلك على ما
حكمنا به عليه من قلة التعمق والتبين التي سببها العجلة أو الهوى أو كلاهما، يقول
عن الغزالي:
« ... وأما أنه قد انطلى عليه شيء من أوهامهم أو انزلق إلى أي من الباطل
الذي ضلوا في أوديته، فهذا ما شهدت الدنيا كلها بنقيضه، بل شهد بنقيض ذلك ابن
تيمية نفسه (سبحان الله)، وما عرف تاريخ الفلسفة رجلاً مزق الأوهام الفلسفية
بمباضع المقاييس الفلسفية ذاتها (هذه استعارة مكنية!)، وانتصر للحق الذي دل
عليه كتاب الله عز وجل، بالاصطلاحات الفلسفية نفسها كالإمام الغزالي»
[ص 163].
ليس ابن تيمية وحده من ينقض أمثال هذه الفقرة التهويلية التي جادت بها
قريحة الشيخ البوطي، بل هو عندما يشير إلى أن الغزالي تأثر بأساليب الفلاسفة
ينقل كلام العلماء قبله من جهة، ويعتذر للغزالي من جهة أخرى؛ لأنه لم يتيسر له
العلم بالسنة، التي تعصم الإنسان من العدوى بطرق الفلاسفة وأساليبهم، ومعروف
أن الغزالي قال: «بضاعتي في الحديث مزجاة»، وكتبه - ومن أشهرها الإحياء
- تشهد بذلك (ولا ندري أينكر البوطي ذلك؟!)، وابن تيمية في نقده ينهج المنهج
الأعدل، فيبين أوهامه وأسبابها وعذره فيها، ويذكر ما له من محاسن، ويذكر
أقوال العلماء فيه فلا يقبل ما جاء به دون نقاش، ولا يرد كل ما جاء به دون دليل،
يقول عن الغزالي:
«ولكن كان هو وأمثاله -كما قدمت - مضطربين لا يثبتون على قول ثابت؛
لأن عندهم من الذكاء والطلب ما يتشوفون به إلى طريقة خاصة الخلق، ولم يقدر
لهم سلوك طريق خاصة هذه الأمة، الذين ورثوا عن الرسول - صلى الله عليه
وسلم - العلم والإيمان، وهم أهل حقائق الإيمان والقرآن، - كما قدمناه -، وأهل
الفهم لكتاب الله والعلم، والفهم لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وإتباع
هذا العلم بالأحوال والأعمال المناسبة لذلك، كما جاءت به الرسالة.
ولهذا كان الشيخ «أبو عمرو بن الصلاح» يقول - فيما رأيته بخطه -:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/419)
«أبو حامد كثر القول فيه ومنه، فأما هذه الكتب (يعني المخالفة للحق) فلا يلتفت
إليها، وأما الرجل فيسكت عنه، ويفوض أمره إلى الله». ومقصوده: أنه لا
يذكر بسوء، لأن عفو الله عن الناسي والمخطئ وتوبة المذنب تأتي على كل ذنب،
وذلك من أقرب الأشياء إلى هذا وأمثاله، ولأن مغفرة الله بالحسنات منه ومن
غيره، وتكفيره الذنوب بالمصائب تأتي على محقق الذنوب، فلا يقدم الإنسان على
انتفاء ذلك في حق معين إلا ببصيرة، لاسيما مع كثرة الإحسان والعلم الصحيح،
والعمل الصالح والقصد الحسن. وهو يميل إلى الفلسفة، لكنه أظهرها في قالب
التصوف والعبارات الإسلامية.
ولهذا: فقد رد عليه علماء المسلمين، حتى أخص أصحابه أبو بكر بن
العربي، فإنه قال: «شيخنا أبو حامد دخل في بطن الفلاسفة، ثم أراد أن يخرج
منهم فما قدر». وقد حكي عنه من القول بمذاهب الباطنية ما يوجد تصديق ذلك
في كتبه. ورد عليه أبو بكر الطرطوشي، ورد عليه أبو الحسن المرغيناني ورفيقه،
رد عليه كلامه في مشكاة الأنوار ونحوه، ورد عليه الشيخ أبو البيان، والشيخ
أبو عمرو ابن الصلاح، وحذر من كلامه في ذلك هو وأبو زكريا النواوي وغيرهما،
ورد عليه ابن عقيل، وابن الجوزي، وأبو محمد المقدسي وغيرهم». [مجموع
الفتاوى 4/ 65 - 66].
ويقول عن كتابه الإحياء:
«و (الإحياء) فيه فوائد كثيرة؛ لكن فيه مواد مذمومة، فإنه فيه مواد فاسدة
من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد، فإذا ذكر معارف الصوفية كان
بمنزلة من أخذ عدواً للمسلمين ألبسه ثياب المسلمين. وقد أنكر أئمة الدين على
«أبي حامد» هذا في كتبه، وقالوا: مرضه (الشفاء) يعني شفاء ابن سينا في
الفلسفة.
وفيه أحاديث وآثار ضعيفة؛ بل موضوعة كثيرة. وفيه أشياء من أغاليط
الصوفية وترهاتهم. وفيه مع ذلك من كلام المشايخ الصوفية العارفين المستقيمين
في أعمال القلوب الموافق للكتاب والسنة، ومن غير ذلك من العبادات والأدب ما
هو موافق للكتاب والسنة، ما هو أكثر مما يرد منه، فلهذا اختلف فيه اجتهاد الناس
وتنازعوا فيه». [مجموع الفتاوى10/ 551 - 552].
وهكذا يتبين لنا من هاتين الفقرتين السابقتين حقيقة الدعوة العريضة من قول
البوطي: «فهذا ما شهدت الدنيا كلها بنقيضه»! ياليته ذكر لنا أسماء من أهل هذه
الدنيا! وقوله كذلك: «بل شهد بنقيض ذلك ابن تيمية نفسه»! فهلا ذكر الشيخ
أين شهد ابن تيمية بنقيض ذلك؟! وما تبق من فقرة الشيخ فهو صراخ وحدة
وتحدي «قبضايات» لا علماء.
على أننا نضع هنا بين يدي البوطي درساً في النقد يعلمناه ابن تيمية لعله
ينتفع به، فتهدأ نفسه وتعتدل، ويضعه نصب عينيه إذا كتب في المستقبل معلماً
ومرشداً وناقداً، إذن، يكفر عن تحامله وأخطائه التي يقتحم فيها بدافع العجلة
والهوى، ولا ريب عندنا وعند الشيخ أن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في
الباطل.
يقول ابن تيمية في معرض ذكره شيئاً مما ينتقد على أبي ذر الروي واعتذاره
له، ولمن ينتقد عليه شيء من العلماء، وذكره ما هو معروف عنه من العلم والدين
والمعرفة بالحديث والسنة، وغير ذلك من المحاسن والفضائل:
«ثم إنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساع مشكورة، وحسنات
مبرورة، وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع، والانتصار لكثير من أهل
السنة والدين ما لا يخفى على من عرف أحوالهم، وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدل
وإنصاف، لكن لما التبس عليهم هذا الأصل المأخوذ ابتداءً من المعتزلة، وهم
فضلاء عقلاء احتاجوا إلى طرده والتزام لوازمه، فلزمهم بسبب ذلك من الأقوال ما
أنكره المسلمون من أهل العلم والدين، وصار الناس بسبب ذلك: منهم من يعظمهم؛
لما لهم من المحاسن والفضائل، ومنهم من يذمهم، لما وقع في كلامهم من البدع
والباطل، وخيار الأمور أوساطها.
وهذا ليس مخصوصاً بهؤلاء، بل مثل هذا وقع لطوائف من أهل العلم والدين،
والله تعالى يتقبل من جميع عباده المؤمنين الحسنات؟ ويتجاوز لهم عن السيئات،
] رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ولإخْوَانِنَا الَذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ ولا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا
رَبَّنَا إنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ [[الحشر 10].
ولا ريب أن من اجتهد في طلب الحق والدين من جهة الرسول -صلى الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/420)
عليه وسلم- وأخطأ في بعض ذلك فالله يغفر له خطأه، تحقيقاً للدعاء الذي استجابه
لنبيه وللمؤمنين حيث قالوا:] رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [[البقرة 286].
ومن اتبع ظنه وهواه فأخذ يشنع على من خالفه بما وقع فيه من خطأ ظنه
صواباً بعد اجتهاده، وهو من البدع المخالفة للسنة، فإنه يلزمه نظير ذلك أو أعظم
أو أصغر فيمن يعظمه هو من أصحابه، فقلّ من يسلم من مثل ذلك في المتأخرين،
لكثرة الاشتباه والاضطراب، وبعد الناس عن نور النبوة وشمس الرسالة الذي به
يحصل الهدى والصواب، ويزول به عن القلوب الشك والارتياب، ولهذا تجد
كثيراً من المتأخرين من علماء الطوائف يتناقضون في مثل هذه الأصول ولوازمها،
فيقولون القول الموافق للسنة، وينفون ما هو من لوازمه، غير ظانين أنه من
لوازمه، وبقولون ما ينافيه، غير ظانين أنه ينافيه، ويقولون بملزومات القول
المنافي الذي ينافي ما أثبتوه من السنة، وربما كفروا من خالفهم في القول المنافي
وملزوماته، فيكون مضمون قولهم: أن يقولوا قولاً ويكفروا من يقوله، وهذا يوجد
لكثير منهم في الحال الواحد لعدم تفطنه لتناقض القولين، ويوجد في الحالين،
لاختلاف نظره واجتهاده.
وسبب ذلك ما أوقعه أهل الإلحاد والضلال من الألفاظ المجملة، التي يظن
الظان أنه لا يدخل فيها إلا الحق، وقد دخل فيها الحق والباطل، فمن لم ينقب عنها
أو يستفصل المتكلم بها - كما كان السلف والأئمة يفعلون - صار متناقضاً أو مبتدعاً
ضالاً من حيث لا يشعر.
وكثير ممن تكلم بالألفاظ المجملة المبتدعة، كلفظ الجسم والجوهر والعرض
وحلول الحوادث ونحو ذلك، كانوا يظنون أنهم ينصرون الإسلام بهذه الطريقة،
وأنهم بذلك يثبتون معرفة الله وتصديق رسوله، فوقع منهم من الخطأ والضلال ما
أوجب ذلك، وهذه حال أهل البدع كالخوارج وأمثالهم، فإن البدعة لا تكون حقاً
محضاً موافقاً للسنة، إذ لو كانت كذلك لم تخف على الناس، ولكن تشتمل على حق
وباطل، فيكون صاحبها قد لبس الحق بالباطل: إما مخطئاً غالطاً، واما متعمداً
لنفاق فيه وإلحاد. كما قال تعالى:] لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُوا
خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الفِتْنَةَ وفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ [[التوبة 47]. فأخبر أن المنافقين لو
خرجوا في جيش المسلمين ما زادوهم إلا خبالاً، ولكانوا يسعون بينهم مسرعين،
يطلبون لهم الفتنة، وفي المؤمنين من يقبل منهم ويستجيب لهم: إما لظن مخطئ،
أو لنوع من الهوى، أو لمجموعهما؛ فإن المؤمن إنما يدخل عليه الشيطان بنوع من
الظن واتباع هواه، ولهذا جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه
قال: «إن الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات، ويحب العقل الكامل عند
حلول الشهوات».
وقد أمر المؤمنين أن يقولوا في صلاتهم:] اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ *
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [[الفاتحة 6 - 7]،
فالمغضوب عليهم عرفوا الحق ولم يعملوا به، والضالون عبدوا الله بلا علم.
ولهذا نزه نبيه عن الأمرين بقوله:] وَالنَّجْمِ إذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ
ومَا غَوَى [[النجم 1 - 2]، وقال تعالى:] واذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وإسْحَاقَ ويَعْقُوبَ
أُوْلِي الأَيْدِي والأَبْصَارِ [[ص 45]. [درء تعارض العقل والعقل 2/ 102 - 105].
صورة ابن تيمية كما رسمها البوطي:
إنه لشيء مؤسف لي أن أجمع خطوط صورة ابن تيمية كما رسمتها ريشة
البوطي الصناع، وأبرزها للقراء؛ حى يطلعوا على هذا الفن الذي يضطلع به
الرجل ويأخذ به نفسه، وبادئ ذي بدء فإني أهمس في أذن الشيخ البوطي همسة
لعلها تفيده في دنياه، وهي أن في هذا العصر - عصر ثقافة التلفاز - قد شاع هذا
النوع من الكتاب الذين يكتبون لهذا الجهاز، ويغذون برامجه بإنتاجهم، فيكتبون
قصصاً وحكايات يستخدمها ويعتمدها منتجو هذه البرامج والمسلسلات.
وقد كشفت في تصوير الشيخ لابن تيمية - رحمه الله -، هذه الموهبة النادرة
في التصوير الذي يناسب أهداف أصحاب هذه المسلسلات ومن يقف وراءهم،
وبخاصة إذا كانت مادتها تتعلق بشخصيات إسلامية تاريخية لها دور في البناء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/421)
الاجتماعي والفكري والحضاري للمسلمين، فتراهم ينتقون من الكتابات أكثرها
سطحية وتشويهاً، أو يتعاقدون مع «خياطي» الكتابة الذين يكتبون لا عن مبدأ أو
عقيدة، خلا عقيدة الارتزاق (والشيخ البوطي ليس من هؤلاء)، فيسطون على
الكتب والمراجع، ويقصون منها ما يناسب شروط العقد! ويفصلونه زياً على
حسب الطلب، صيفياً أو شتائياً، رجالياً أو نسائياً، طويلاً ضافياً فضفاضاً، أو
قصيراً ممسوخاً، كاسياً عارياً، أو منتعلاً حافياً، وهكذا .. وابن تيمية من هذه
الشخصيات التي تعتبر موضوعاً غنياً لكتاب المسلسلات هؤلاء، والنفس المستفاد
مما صوره به البوطي نفس هؤلاء الكتاب: دعاوى عريضة، وتشويه مقصود،
وهوى غلاب والعياذ بالله.
هذه أمثلة مما جادت به قريحة الشيخ في تصوير ابن تيمية:
اللوحة الأولى:
هذه مائدة الفلسفة مفروشة، مصفوفة أطباقها - بتنسيق وترتيب جميل، وقد
أعدت وجهزت حتى يرتادها الناس، كل الناس، وفجأة يدخل صبي صغير طائش،
وإن شئت فرجل أخرق مجنون يذود الناس يميناً وشمالاً عن هذه المائدة، يريد أن
يختص بها لنفسه فقط، لا يستفيد منها، بل «ليعثو [3] بأطباقها كما يحب»،
تكسيراً وتحطيماً وتخليطاً، يضع من هذا الطعام على ذاك، دون مراعاة للأذواق أو
المراسم! وهو بين هذا وذاك «يصيح في كل من حوله» [4]!!
هذه صورة ابن تيمية عند هذا الرجل الداعية الذي يحترم العلم والعلماء!
أليس هذا ما ينطق به كلامه التالي:
«أما الثاني (أي ابن تيمية) فقد تربى على مائدة الفلسفة يتناول منها ويعثو
بأطباقها كما يحب، ويصيح في كل من حوله! يطردهم عن المائدة، ويحذرهم من
أن يذوقوا منها مذاقاً، لأن كل ما عليها طعام آسن ضار غير مفيد!!»
[ص 163].
صورة طريفة مع أنها مزعجة، وبخاصة عندما يختلط صراخ ابن تيمية -
رحمه الله - بصوت الأطباق التي ينهال عليها تكسيراً وتفتيتاً. وقديماً قيل: أعذب
الشعر أكذبه!
ولوحة ثانية:
هذا ابن تيمية قد طوح بنفسه في بحر الفلسفة، وتعرض لما لا يحسن أن
يتعرض له، وخدعته نفسه حين ظن أنه قادر على السباحة في هذا البحر،
والسلامة من أخطاره، فها هو يتطوح هكذا وهكذا مضطرباً تائهاً لا يدري كيف
الخلاص، كشخص فقد دليله في مفازة مترامية الأطراف لا يدري أين طريق النجاة ..
اقرأ قول البوطي بنصه التالي وتأمل:
«والعجب الثاني، أنه - وهو المحذر من سمادير الفلاسفة وأوهامهم - لم
ينج من هذه الأوهام والسمادر، بل أصابه بعض رشاشها، بل أصابه بعض من
أخطار رشاشها؟ ومع ذلك فهو لم يتبنها ويعتقد بها من منطلق التثبت العلمي الجازم،
ولكن تطوح في شأنها تطوح المضطرب، وناقض نفسه في حديثه عنها مناقضة
التائه وقع في مهمه لا يتبين سبيلاً للخلاص منه» [ص 163].
وبعد:
فإن هذا الأسلوب الذي يكتب به البوطي ابن تيمية يناقض ما جاء في حاشيته
على (وقفته مع ابن تيمية) ص 158 والتي يقول فيها:
«ليس الهدف من عرض ما قد يؤخذ على ابن تيمية هنا، تفسيقه أو تبديعه،
كما فعل بعض خصومه، وإنما القصد أن ننبه إلى خطأ ما وقع فيه، ثم إلى
التماس العذر له من خلال العثور على نصوص أخرى يناقض فيها نفسه في هذه
النقاط التي أخذت عليه .. ».
لو أن البوطي فسق أو بدع لكان الخطب أهون والتبعة أخف محملاً على نفسه،
إذا لا يعدو بعمله ذاك أن يكون كرر شيئاً قد قيل من قبل، ولم يأت بجديد، ولكن
الشيخ البوطي يأبى إلا أن يبذ الأوائل ببدواته وإبداعه، فيسخر ويتشفى، ويتعالى
ثم يتواضع، ويقدر ثم يعفو، ويدين المجرم بجرائمه الواضحة، ثم - لفرط
إنسانيته وفروسيته - يذهب ويفتش في حيثيات القضية، لعله يعثر على ما يجعله
يتجاوز عن إنزال العقوبة الرادعة المستحقة. هذا ما تدل عليه حاشيته تلك التي تلح
علينا بأن يكون لنا معها وقفة أخرى.
*يتبع*
________________________
(1) هكذا في مجموع الفتاوى ولعلها: لا يوثق بعلم.
(2) زاهد الكوثري في مقدمته لكتاب تبيين كذب المفتري لابن عساكر.
(3) يراجع معنى يعثو في لسان العرب و (يعثو) هذه أخت (ينغصون) التي وصف بها الصحابة!.
(4) اقرن هذه العبارة بالعبارة الواردة في كتابه [ص 245]: (فصاح فيه أن يخرج)! والتي أشرنا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/422)
إليها في مجلة البيان العدد السابق (36) ص 14 وليُعلم أن هذه ليست عربية صحيحة ولا فصيحة ولا
لائقة، بل هي - لسوء حظه وحظنا - لغة أزقَّة يزين بها الشيخ أسلوبه الراقي!.
((مجلة البيان ـ العدد [37] صـ 6 رمضان 1411 ـ مارس 1991))
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[20 - 11 - 04, 03:14 م]ـ
تتمة وقفة البوطي مع ابن تيمية
عبد القادر حامد
مر معنا في المقال السابق تصوير البوطي لابن تيمية، وقد كانت تلك
الصورة على ما قد بيناه من استهزاء وبعد عن الإنصاف، وحطة في الأسلوب
تعكس نفساً قلقة بعيدة عن الاتزان.
وقد حاول البوطي جهده في رسمه تلك الصورة أن يضع في وهم قرائه أن
ديدن ابن تيمية هو هكذا: اضطراب وتطويح وتناقض، وصال وجال مشيراً إلى
هنة هنا، وهنة هناك، مما يعتبره هو مآخذ على ابن تيمية، ولكن حينما أحس أن
هذه الهنات قد لا تقنع قراءه برأيه في ابن تيمية هز كتفيه ونفض كنانته؛ فأخرج
منها هاتين الفاقرتين:
1 - المسألة الأولى:
تعليق لابن تيمية على كتاب (مراتب الإجماع) لابن حزم.
2 - المسألة الثانية:
رأي ابن تيمية في مسألة الكسب عند الأشاعرة.
أما المسألة الأولى؛ فهي مسألة حاول أعداء ابن تيمية قديماً وحديثاً أن
يستخدموها للنيل منه، فراشوا بها سهامهم، والبوطي يسير على هدي الكوثري عند
تعرضه لهذه المسألة، ورأي الكوثري في ابن تيمية معروف ومشهور. أما تحليل
هذا الموقف وأسبابه فلا زال يحتاج إلى مزيد من إلقاء الضوء عليه، لأن نتائج هذا
التحليل لها صلة بالمنهج العام الذي تقبل بمقتضاه الأقوال أو ترد، ويقوم على
أساسه فهم المسلم لتاريخه الفكري، وتتضح على ضوئه المؤثرات التي كان لها فعل
سيئ في حياة المسلمين خلال القرون الماضية. وشخص كالكوثري في تركيبته
الفكرية وخلفيته التربوية لا يمكن إلا أن يكره ابن تيمية وكل ما جاء به.
فابن تيمية له رأي فذ في العلاقة بين العرب والإسلام، وارتباط الإسلام باللغة
العربية، ويرى أن كره العرب نفاق، هذا مع أنه يقول: (فضل الشخص لا
يستلزم فضل الجنس) والكوثري أبسط ما يقال فيه من هذه الناحية أنه شعوبي،
وشعوبيته قد أدخلته مداخل صعبة وعنته عناء يعرفه من قرأ له.
وابن تيمية حر التفكير، حرب على التقليد والجمود، لا يسير خطوة دون
الاهتداء بالدليل والكوثري مقلد جامد ومتعصب ضيق العطن، حبس نفسه في حدود
المذهب الحنفي، ويرى أن الإسلام هو هذا المذهب فقط، فهو لذلك حرب على
الشافعية، والمالكية، وسم زعاف على الحنابلة، أما كبار علماء الحديث فأقل ما
يقوله فيهم أنهم (حشوية)، أما ما يقوله في كل واحد منهم على انفراد: من تجن
وتحامل وتعسف، ومن تهم باطلة، ومن بعد عن منهج العلماء في النقد؛ فأمره
مشهور وشرحه يطول. وهكذا فقد حجّر واسعاً، ورسم لنفسه دائرة ضيقة من
دخلها فهو منه، ومن لا فلا!
هذا هو الكوثري الذي يسير البوطي على خطاه، فهل مثل هذا الصنف من
يقبل قوله في خصمه؟! أخصم وحكم؟!
ولنعد الآن إلى المسألة التي اعتبرها البوطي مقتلاً من مقاتل ابن تيمية، وهي
ما جاء في تعليقه على مراتب الإجماع لابن حزم والتي قامت لها قيامة البوطي.
ونريد أن نناقش بعض ما ساقه من الدعاوى واحدة واحدة باختصار، فنقول:
هل صحيح أن ابن تيمية (يكفر خصومه لأدنى المواقف الاجتهادية التي قد
يخالفهم فيها)؟! لم يسق لنا البوطي دليلاً واحداً على ذلك، بل إن هذه المسألة التي
اهتم لها وحشد لها بعض ما في جعبته من رخص التهم العشوائية دليل على أن ابن
تيمية ليس ممن يهجم بالتكفير لأدنى المواقف الاجتهادية التي تخالف رأيه، ولينظر
الشيخ البوطي في هذه المسألة هادئ النفس والنَفَس وسيتبين له ذلك، وكذلك
فإن لابن تيميه كلاماً في غير موضع من كتبه يدلي بصريح العبارة على عكس
ذلك، فمن ذلك قوله:
( ... هذا مع أني دائماً - ومن جالسني يعلم ذلك مني - إني من أعظم الناس
نهياً عن أن ينسب معين إلى تكفير، وتفسيق، ومعصية، إلا إذا علم أنه قد قامت
عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة؛ وفاسقاً أخرى، وعاصياً
أخرى، وأني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها، وذلك يعم الخطأ في المسائل
الخبرية القولية، والمسائل العملية) [مجموع الفتاوى 3/ 299].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/423)
ومن ذلك أيضاً قوله: (مما يصلح أن يكون ضابطاً للتكفير)، ودرساًً
للذين يلقون الكلام على عواهنه-:
(ولا يجوز تكفير المسلم بذنب فعله ولا بخطأ أخطأ فيه، كالمسائل التي
تنازع فيها أهل القبلة، فإن الله تعالى قال:] آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ
وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا
سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ [وقد ثبت في الصحيح أن الله تعالى
أجاب هذا الدعاء وغفر للمؤمنين خطأهم.
والخوارج المارقون الذين أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقتالهم قاتلهم
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أحد الخلفاء الراشدين. واتفق على قتالهم أئمة
الدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم. ولم يكفرهم علي بن أبي طالب وسعد بن
أبي وقاص وغيرهما من الصحابة، بل جعلوهم مسلمين مع قتالهم، ولم يقاتلهم
حتى سفكوا الدم الحرام وأغاروا على أموال المسلمين، فقاتلهم بدفع ظلمهم وبغيهم
لا لأنهم كفار. ولهذا لم يسب حريمهم ولم يغنم أموالهم.
وإذا كان هؤلاء الذين ثبت ضلالهم بالنص والإجماع لم يكفروا مع أمر الله
ورسوله -صلى الله عليه وسلم- بقتالهم، فكيف بالطوائف المختلفين الذين اشتبه
عليهم الحق في مسائل غلط فيها من هو أعلم منهم؟ فلا يحل لأحد من هذه الطوائف
أن تكفر الأخرى ولا تستحل دمها ومالها، وإن كانت فيها بدعة محققة، فكيف إذا
كانت المكفرة لها مبتدعة أيضاً؟ وقد تكون بدعة هؤلاء أغلظ، وقد تكون بدعة
هؤلاء أغلظ، والغالب أنهم جميعاً جهال بحقائق ما يختلفون فيه.
والأصل أن دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم محرمه من بعضهم على
بعض لا تحل إلا بإذن الله ورسوله. قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لما خطبهم
في حجة الوداع:» إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا
في بلدكم هذا في شهركم هذا «وقال -صلى الله عليه وسلم-:» كل المسلم على
المسلم حرام: دمه وماله وعرضه «وقال -صلى الله عليه وسلم-:» من صلى
صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو المسلم له ذمة الله ورسوله «وقال:» إذا
التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار «، قيل: يا رسول الله؛ هذا
القاتل، فما بال المقتول؟ قال:» إنه أراد قتل صاحبه «وقال:» لا ترجعوا
بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض «، وقال:» إذا قال المسلم لأخيه يا كافر!
فقد باء بها أحدهما «، وهذه الأحاديث كلها في الصحاح.
وإذا كان المسلم متأولاً في القتال أو التكفير لم يكفر بذلك كما قال عمر ابن
الخطاب لحاطب بن أبي بلتعة: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق،
فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:» إنه شهد بدراً، وما يدريك أن الله قد اطلع
على أهل بدر، فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم؟ «وهذا في الصحيحين.
وفيهما أيضاً: من حديث الإفك: أن أسيد بن الحضير قال لسعد بن عبادة:
إنك منافق تجادل عن المنافقين، واختصم الفريقان، فأصلح النبي -صلى الله عليه
وسلم- بينهم. فهؤلاء البدريون فيهم من قال لآخر منهم: إنك منافق، ولم يكفر
النبي -صلى الله عليه وسلم- لا هذا ولا هذا، بل شهد للجميع بالجنة.
وكذلك ثبت في الصحيحين عن أسامة ببن زيد أنه قتل رجلاً بعد ما قال لا إله
إلا الله، وعظم النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك لما أخبره، وقال:» يا أسامة،
أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله؟ «وكرر ذلك عليه حتى قال أسامة: تمنيت أني لم
أكن أسلمت إلا يومئذ. ومع هذا لم يوجب عليه قوداً، ولا دية ولا كفارة، لأنه كان
متأولاً ظن جواز قتل ذلك القائل لظنه أنه قالها تعوذاً.
فهكذا السلف قاتل بعضهم بعضاً من أهل الجمل وصفين ونحوهم وكلهم
مسلمون مؤمنون كما قال تعالى:] وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا
بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن
فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ [فقد بين الله تعالى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/424)
أنهم مع اقتتالهم، وبغي بعضهم على بعض إخوة مؤمنون، وأمر بالإصلاح بينهم
بالعدل.
ولهذا كان السلف مع الاقتتال يوالي بعضهم بعضاً موالاة الدين؛ لا يعادون
كمعاداة الكفار، فيقبل بعضهم شهادة بعض، ويأخذ بعضهم العلم عن بعض
ويتوارثون ويتناكحون ويتعاملون بمعاملة المسلمين بعضهم مع بعض؟ مع ما كان
بينهم من القتال والتلاعن وغير ذلك.
وقد ثبت في الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سأل ربه» أن لا
يهلك أمته بسنة عامة فأعطاه ذلك، وسأله أن لا يسلط عليهم عدواً من غيرهم
فأعطاه ذلك، وسأله ألا يجعل بأسهم بينهم فلم يعطه ذلك «وأخبر أن الله لا يسلط
عليهم عدواً من غيرهم يغلبهم كلهم حتى يكون بعضهم يقتل بعضاً وبعضهم يسبي
بعضاً.
وثبت في الصحيحين لما نزل قوله تعالى:] قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ
عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ [قال:» أعوذ بوجهك «] أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ [قال:
» أعوذ بوجهك «] أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ [قال:» هاتان
أهون «.
هذا مع أن الله أمر بالجماعة والائتلاف، ونهى عن البدعة والاختلاف، وقال:
] فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ [وقال النبي -صلى الله عليه
وسلم-:» عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة «وقال:» الشيطان مع
الواحد وهو من الاثنين أبعد «وقال:» الشيطان ذئب، الإنسان كذئب الغنم
والذئب إنما يأخذ القاصية والنائية من الغنم «[مجموع الفتاوى 3/ 283 - 286].
وكذلك يشير إلى ضوابط تكفير أهل البدع في 3/ 353 من مجموع الفتاوى
فليراجع.
فلا ندري بعد ذلك ماذا سيقول الشيخ في هذه النصوص من أقوال ابن تيمية،
لعله يهز كتفيه ويقول: يعني ماذا؟ لقد أثبتنا في كتابنا هذا أن ابن تيمية متناقض!
وعندها يكون السكوت أفضل.
وبعد أن سقنا من أقوال ابن تيمية ما يكذب الدعوى بأنه (يكفر خصومه لأدنى
المواقف الاجتهادية التي يخالفهم فيها) نقول أيضاً: إن هذه المسألة التي يتواصى
بها خصومه شاهد على عكس ذلك، أي على أن ابن تيمية يتريث، ويبحث،
ويتوثق قبل أن يحكم. ويتحرج من إلقاء تهمة الكفر، أو إعلان الإجماع عليها دون
تثبت. فكيف ذلك؟ فلننقل عبارة ابن تيمية التي نقلها البوطي، وتحكم فيها ما تحكم،
وحذف منها ما حذف، وفهم منها ما فهم، وسخر منها ما سخر، ولنضعها بين
حاصرتين ولننظر فيها نظر من يريد أن يفهم؛ لا من يريد أن يصطاد ويشوه.
يقول ابن تيمية:
(قلت: أما اتفاق السلف وأهل السنة والجماعة على أن الله وحده خالق كل
شيء فهذا حق. ولكنهم لم يتفقوا على كفر من خالف ذلك، فإن القدرية الذين
يقولون: إن أفعال الحيوان لم يخلقها الله؟ أكثر من أن يمكن ذكرهم من حين
ظهرت القدرية في أواخر عصر الصحابة إلى هذا التاريخ. والمعتزلة كلهم قدرية،
وكثير من الشيعة، بل عامة الشيعة المتأخرين، وكثير من المرجئة والخوارج
وطوائف من أهل الحديث والفقه نسبوا إلى ذلك منهم طائفة من رجال الصحيحين.
ولم يجمعوا على تكفير هؤلاء). [نقد مراتب الإجماع 168]
ما معنى هذا؟
إن هذا النص سيق أصلاً للرد على من ادعى إجماع السلف من أهل السنة
والجماعة على تكفير من خالف هذه المقدمة: (الله وحده خالق كل شيء).
فالمسألة هنا ليست مسألة إثبات هذه الحقيقة ونفي عكسها؛ وإنما هي إثبات
دعوى الإجماع على أمر آخر، وهو تكفير من قال قولاً يخالف ما انطوى عليه هذا
العموم، فالسلف وأهل السنة والجماعة الذين اتفقوا على أن الله خالق كل شيء؛ لم
يتفقوا على تكفير من خالف ذلك، أي إن منهم من كفر؛ ومنهم من لم يكفر. ثم
استطرد ابن تيمية مفصلاً، فذكر من هؤلاء الذين لم يجمع السلف على تكفيرهم:
القدرية، وكثير من الشيعة، بل عامة الشيعة المتأخرين، وكثير من المرجئة
والخوارج، وطوائف من أهل الحديث والفقه، بل وبعض رجال الصحيحين نسب
إليه القول بأن: (أفعال الحيوان لم يخلقها الله).
إذن؛ هناك رجل (وهو ابن حزم) يقول: اتفق السلف على كفر من خالف
القول بأن الله خالق كل شيء.
ورجل ثان (وهو ابن تيمية) يقول: لا، لم يتفق السلف على كفر من خالف
ذلك: فمنهم من كفر، ومنهم من لم يهجم بالتكفير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/425)
ورجل ثالث (وهو الكوثري)، يتتبع الثاني بما لا طائل تحته.
ورجل رابع (وهو البوطي) يؤيد الأول، ويستصغر بالثالث، ويتهم الثاني
(بالخلط والتخبط) طبقاً لمبدأ (رمتني بدائها وانسلت)!
أما الأول: فساق القضية مجردة عن الدليل، على سبيل التعداد.
وأما الثاني: فذكر أدلته فقال: دليلي على أن لا إجماع على القول بالتكفير
لمن خالف منطوق أن الله خالق كل شيء أنني وجدت طوائف من المسلمين
(وسماهم) لم يتفق السلف وأهل السنة والجماعة على تكفيرهم، بل تنازعوا في
كفرهم، ومعلوم أن ابن تيمية ينقل ما يعرف، وهو الذي عاش في أواخر القرن
السابع وأوائل القرن الثامن، ومن يدري فلربما لو كان البوطي معاصراً، له وبلغه
قوله هذا لأثبته، كأن يقول: أما ما قاله البوطي في كتابه السلفية [1]: (غير أنني
ما سمعت وما رأيت إلى هذا اليوم أن القدرية يعتقدون أن أفعال الحيوان لم يخلقها
الله، وها هي ذي كتب الفرق والملل والنحل أمامنا، ولم أجد في شيء منها مثل
هذا النقل عنهم) فيقال له: ما دامت كتب الفرق والملل والنحل أمامكم فافتح منها
الجزء الثالث من: (الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم) ص 54 واقرأ:
(قال أبو محمد: اختلفوا في خلق الله تعالى لأفعال عباده، فذهب أهل السنة
كلهم، وقل من قال بالاستطاعة مع الفعل؛ كالمريسي، وابن عون، والنجاربة،
والأشعرية، والجهمية، وطوائف من الخوارج، والمرجئة، والشيعة؛ إلى أن
جميع أفعال العباد مخلوقة، خلقها الله عز وجل في الفاعلين لها. ووافقهم على هذا
موافقة صحيحة من المعتزلة: ضرار بن عمرو، وصاحبه أبو يحيى حفص الفرد.
وذهب سائر المعتزلة، ومن وافقهم على ذلك من المرجئة، والخوارج والشيعة إلى
أن أفعال العباد محدثة، فعلها فاعلوها، ولم يخلقها الله عز وجل).
فماذا عسى البوطي يقول بعد ذلك؟ أيصر على تكذيب ابن تيمية ويجمع إليه
تكذيب ابن حزم الذي يدافع عنه؟ هذا لا يكون! لأن القضية تسقط برمتها حيث
سقط موضوعها.
لقد كان البوطي في غنى عن هذه النهاية التي انتهى إليها لو أنه قرأ كلام ابن
تيمية كاملاً [2]، ولم يحذف منه ما حذف ومع ذلك تراه يقول: (هذا هو كلام ابن
تيمية بطوله)!، والقارئ يعجب ويحار في تفسير هذا الحذف في هذا الموضع:
هل هو الحرص على تكذيب ابن تيمية وعدم الثقة فيما ينقل، مع أن الرجل لم
يرمه أحد من خصومه بالكذب والتقول، وخاصة في نقل آراء الناس والفرق، بل
المشهور عنه أن الناس تضبط ما عندها من آراء الفرق والمذاهب على نقله. أم
لأنه ذكر الشيعة فيمن ذكر ممن يقول بخلق أفعال العباد؛ فخاف البوطي من تبعة
النقل، أو جامل على الأقل، عادّاً ذلك من الحكمة مثلاً! أم هو دافع العجلة
والتسرع وغليان الدم؟ الله أعلم أي ذلك كان!
إن الشيخ يثير الشفقة حقاً.
يثير الشفقة حينما يحرص على أن يصم ابن تيمية بالتناقض.
ويثير الشفقة حينما يخلط اجتهاداته بكلام الكوثري.
ويثير الشفقة حين يقول: (ودونك فاستعرض ما هو مدون في مجموع فتاوى
ابن تيمية تجده يكرر الحكم بتكفير من ينساق وراء أحد هذين الوهمين في كل
مناسبة).
ويثير الشفقة حينما يعد بنقل بعض من تلك النصوص، لكنه لم يفعل، ولكن؛
ألم يعلق الأمر على مشيئة الله؟! إذن، فلا لوم عليه!
تبقى مسألة أخيرة تتعلق بهذا الجدل غير المتكافئ، فالقارئ لتعليق البوطي
يخرج بنتيجة وهي أن ابن تيمية يرى رأي هؤلاء الذين يقولون: (إن أفعال العباد
محدثة، فعلها فاعلوها، ولم يخلقها الله عز وجل).
بل يفهم القارئ - من حدته وخوضه يميناً وشمالاً - أن لا أحد يقول بهذا
القول إلا ابن تيمية، وهذا واضح من نفيه أن يكون أحد قد قال بذلك، وأنه (ما
سمع ولا رأى)، لا هو ولا العلامة المحقق الكوثري [3] أن القدرية يعتقدون ذلك،
ولا يدري أن رأي ابن تيمية فيمن يقول بهذا القول يوجد في غير هذا الوضع الذي
يختص - فقط - في بيان حقيقة بعض الإجماعات التي يدعيها بعض الناس؟ وقد
أشار رحمه الله إلى ذلك بعبارة تبين مقصوده، وتدفع كل توهم فقال: (والمقصود
هنا الكلام على ما يظنه بعض الناس من الإجماعات). أي لا مجال هنا لتفصيل
القول فيمن قال بالتكفير ومن لم يقل، لكن (الهوى يعمي وبصم) كما كتب الكوثري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/426)
في واحد من تعاليقه، وما أصدق هذا القول فيه وفي من يمشي على خطاه.
ويدعي أيضاً أن ابن تيمية (يمارس سعادة ولذة كبيرة في نقده معظم الأئمة
والعلماء).
والجواب على ذلك: أما أن ابن تيمية ينقد كثيراً من العلماء فهذا حق، ولا
حرج عليه في ذلك إن شاء الله، فلم يزل العلماء ينقد بعضهم بعضاً ويرد بعضهم
على بعض، وهذا مما يفتخر به الفكر الإسلامي، ونعتبره مظهراً من مظاهر حرية
الفكر التي طبعت هذا التاريخ، وأما أنه يمارس سعادة ولذة كبيرة في النقد فهذا
يحتاج إلى بينة: إما من إقرار ابن تيمية نفسه؛ كأن يقول مثلاً: ما أسعدني حين
أنقد عالماً! أو: ما ألذ الهجوم على فلان من العلماء؛ أو ما في معنى ذلك! أو أن
ينقل لنا البوطي شيئاً مما نقد به ابن تيمية غيره، ويضع أصابعنا على تلك السعادة
وتلك اللذة! وحيث إنه لا إقرار من ابن تيمية، بل عكس ذلك كثير ومثبوت في
تضاعيف مؤلفاته؛ ولا نقل من البوطي، ولم يدع هو لنا -كما لم نعهد عنده -
القدرة على التدسس في مشاعر وأحاسيس ونوايا غيره؛ فستظل هذه دعوى لا تضر
إلا مدعيها.
ويتطرف البوطي في أوهامه وتقديراته، فيرى أن ابن تيمية يستسيغ
ويستجيز تبرئة الفلاسفة القائلين بقدم العالم من الكفر إذا كان في ذلك وسيلة لتخطئة
ابن حزم وبيان جهله! وهذه عبارته:
( .. إذ لما كان في الانتصار لمذهب الفلاسفة في هذه المسألة، بإبعاد
تهمة الكفر عنهم بسببها على أقل تقدير، ما يظهر ابن حزم في الإجماع الذي نقله،
في مظهر المخطئ المتسرع الذي لا يتثبت في الأحكام، فلقد كان للجنوح إلى
مذهب الفلاسفة وتهوين القول بالقدم النوعي للمادة، ما يبرره! ولعل - من
أقوى المبررات في نظره وشعوره [4] أن يصل إلى تخطئة ابن حزم وبيان جهله!)
[كتابه ص 173].
وحتى يكتمل عجبنا من هذه الجرأة، (ونستحي أن نسميها بغير هذا الاسم)
لنستمع إلى رأي ابن تيمية بابن حزم الذي يدافع عنه البوطي هذا الدفاع المبطل،
ويرى أن ابن تيمية يستحل الكفر إذا كان ذلك سبيلاً إلى ماذا؟! إلي أمر بسيط
بالنسبة للكفر؟ تخطئة ابن حزم وبيان جهله!
يقول ابن تيمية معقباً على ذم العلماء لابن حزم بسبب اتباعه الظاهر، ونفيه
المعاني في الأمر والنهي والاشتقاق، وما في كلامه من الواقعية في الأكابر،
والإسراف في نفي المعاني، ودعوى متابعة الظواهر:
( ... وإن كان له من الإيمان والدين والعلوم الواسعة الكثيرة ما لا يدفعه إلا
مكابر، ويوجد في كتبه من كثرة الاطلاع على الأقوال والمعرفة بالأحوال،
والتعظيم لدعائم الإسلام ولجانب الرسالة ما لا يجتمع مثله لغيره. فالمسألة التي
يكون فيها حديث يكون جانبه فيها ظاهر الترجيح، وله من التمييز بين الصحيح
والضعيف والمعرفة بأقوال السلف ما لا يكاد يقع مثله لغيره من الفقهاء) [مجموع
الفتاوى 4/ 19 - 20].
ولا ندري بعد هذا كيف نوفق بين هذه الشهادة التي يشهدها ابن تيمية في ابن
حزم، وبين الشهادة التي يستخلصها البوطي ويقول: إنها ديدن ابن تيمية لا مع ابن
حزم بل مع معظم الأئمة والعلماء! والأعجب من هذا أنه يعتبر هذه الافتراءات
والترهات التي أوصله إليها تفكيره دفاعاً عن ابن تيمية حيث يقول:
(ولعل خير دفاع عنه (عن ابن تيمية) في تحليل أسباب هذا التناقض
العجيب الذي تلبس به، أن نتذكر طبيعته النقدية لمعظم الأئمة والعلماء، حتى لكأنه
يمارس سعادة ولذة كبيرة في ذلك). أرأيت إلى هذا الدفاع؟! ألا يذكرك بتسمية
هجوم إسرائيل وإغارتها على ما حواليها من الدول واحتلالها أرضها دفاعاً؟!
بل لا يستحي من تكرار هذا المعنى عندما يقول: (إن هذا التحليل لهذا
الاضطراب المتناقض [5] في موقف ابن تيمية في هذه المسألة هو - بنظري -
أقرب ما ينسجم مع الدفاع عن عقيدته الإسلامية التي لا نحب أن نرتاب فيها)
والحمد لله على أن وضع هذا الاحتراس: (بنظري) في ثنايا هذه النتيجة التي
وصل إليها، فهو احتراس جميل بقدر ما هو منصف، حيث لم يسد الباب أمام
أنظار أخرى تقرأ لابن تيمية وتحكم عليه.
المسألة الثانية: نظرية الكسب:
ينسب البوطي لابن تيمية مخالفته عامة أهل السنة والجماعة. ومن يسميهم
عامة أهل السنة والجماعة هنا هم الأشاعرة.
وعلى عادة البوطي في الإيهام والعبارات الملتوية، يدعي على الخصم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/427)
ادعاءات، ثم يبني على هذه الادعاءات نتائج، ثم يضع هذه النتائج في قوالب
المسلمات التي لا تقبل الجدل كما فعل هنا. فبعد أن أشار إلى رأي الفلاسفة القدماء
من أن الأشياء تكمن فيها أسباب ذاتية بالطبع؛ وإلى رأى بعض الفلاسفة
(الإسلاميين) كالفارابي وابن رشد من أن الأشياء فيها أسباب أودعها الله فيها؛
ويضع قاسماً مشتركاً بين أولئك وهؤلاء، وهو أن في الأشياء فاعلية كامنة في ذاتها
تسمى العلة أو السبب، ليصل إلى نتيجة موافقة ابن تيمية - القائل بالأسباب -
للفلاسفة، وهذا ما لا يغتفر.
ومن حيث الأصل فإن الحكم بصحة الرأي لا ينبني على موافقته لهذا الفريق
من الناس مهما كانوا، أو عدم موافقته، بل لا بد أن يكون هذا الرأي صحيحاً في
نفسه حتى لو أعرض عنه من أعرض، أو أخذ به من أخذ، ولكن العجب لا
ينقضي من البوطي الذي يتجاوز عن الغزالي في تبنيه منطق اليونان برمته،
وحكمه (أنه من لا يحيط به فلا ثقة بعلومه أصلاً) [6]، بل يقرر أن ذلك ما هو جدير
أن يشكره عليه ابن تيمية وغيره؛ فإذا ما قال ابن تيمية برأي وتبين أن
للفلاسفة قولاً يوافقه كانت جريمة، وأي جريمة!
نقول هذا ونتحفظ كثيراً على أن ابن تيمية وافق الفلاسفة، فهكذا أراد البوطي،
وإلا فابن تيمية يرى رأيه مستنداً قبل كل شيء وبعده إلى الكتاب والسنة - وهذا
شأنه دائماً - وحتى في هذه المسألة فإن رأيه في غاية الوضوح والسطوع، ولا
يعكر عليه إلا الابتسار والتشويه والتدخل المغرض في ليِّ عباراته والتقول عليه،
وبتر ما يدفع أي شبهة في فكر الرجل وعقيدته، وكمثال على هذا البتر المغرض
فإن البوطي نقل عنه قوله:
(ومن قال: إنه يفعل عندها لا بها، فقد خالف ما جاء به القرآن، وأنكر ما
خلقه الله من القوى والطبائع، وهو شبيه بإنكار ما خلقه الله من القوى التي في
الحيوان التي يفعل الحيوان بها، مثل قدرة العبد). فسكت البوطي هنا، ووقف،
ووقوفه مريب جداً حيث إن تتمة الفقرة تقول: (كما أن من جعلها (أي الأسباب)
هي المبدعة فقد أشرك بالله وأضاف فعله إلى غيره). [مجموع الفتاوى 3/ 112]
واستبعاد هذه العبارة من الاستشهاد يهدم تهويلة البوطي من أساسها من أن (ابن
تيمية يثبت بكلامه هذا العلة الأرسطاطاليسية صراحة (! ) ويكرر نظرية الغريزة
بمعناها الفلسفي الذي يعطي المادة فعالية ذاتية مستقلة. وبتعبير أدق: إن ابن تيمية
يثبت من خلال كلامه هذا في السبب (ماهية) هي في الحقيقة مسبب السبب (!)،
وبهذا يخرج ابن تيمية هنا عن روح المذهب الإسلامي، ويعتنق أكبر الأفكار التي
يقوم عليها المنطق الأرسطاطاليسي كما يقرر الدكتور علي سامي النشار)
[كتابه 175].
ومرة أخرى ننبه إلى أنه هنا خلط كلامه بكلام النشار، فبينما يبتدئ الفقرة
فتظن أن هذا كلامه؛ إذا به يختتمها محيلاً على النشار، لكن أين ينتهي كلامه؛
وأين يبدأ كلام النشار؛ فهذا غير مهم عنده.
ونحن هنا ننقل عبارة النشار للمقارنة، فهو يقول:
( .. أو بمعنى موجز إنه أثبت العلية الأرسططاليسية (زاد البوطي هنا:
صراحة!) فأثبت بقوله هو الغريزة أو النحيزة، أو الخلق (اجتهد البوطي هنا
فأضاف كلمة: نظرية، وأضاف القوسين، وأضاف جملة: بمعناها الفلسفي الذي
يعطي المادة فاعليه ذاتية مستقلة. وهذا حتى يثبت إضافته على ما جاء به النشار،
فكم ترك الأول للآخر) أو بمعنى أدق: أثبت في السبب (ماهية) وجوهراً هو
مسبب السبب (عبارة البوطي: (ماهية) هي في الحقيقة مسبب السبب)! وبهذا
خرج عن روح المذهب الإسلامي، واعتنق أكبر الأفكار التي يقوم عليها المنطق
الأرسططاليسي) [7].
البوطي والنشار:
لابد هنا من كلمة تضاف حول النشار، نضعها لما لها من مساس بمنهج
البوطي، فقد قرأت ما كتبه النشار في كتابه (مناهج البحث عند مفكري الإسلام)
وخاصة ما كتبه عن الغزالي وابن تيمية، ووجدته في الأغلب ينصف الرجلين،
ولا يجانبه الصواب إلا في هذا الرأي الذي يقّوِّم فيه رأي ابن تيمية في نظرية
(الأسباب)، والنشار بالدرجة الأولى دارس فلسفة، وقد يكون معذوراً في اعتباره
أن أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة فقط، وأن من خالف الأشاعرة فقد خالف أهل
السنة، وأن نصيبه من الاعتماد على الأدلة - الشرعية في بحثه قليل إن لم يكن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/428)
معدوماً. وإنما قصاراه أقوال يجمعها لهذا وذاك، ومقارنات بين آراء فلاسفة
اليونان والغرب؛ وفلاسفة المسلمين، وعلى هذا فإذا قال ما قال بحكم التقليد فهذا ما
أداه إليه علمه، على أن له في تقييم تراث ابن تيمية ما يغضب البوطي ويضيق به
صدره، فهو القائل في ابن تيمية: (وليس هناك في الحقيقة من تكلم - فيما قبل
العصور الحديثة بما تكلم به ابن تيمية. لقد وصل حقاً إلى أوج الدرج في فلسفة
المنهج التجريبي بنقده للمنطق اليوناني القياسي، وبدعوته إلى المنطق الإسلامي
التجريبي، وعبر عن روح الحضارة الإسلامية الحقة في عصر الانهيار الحضاري
الإسلامي الذي عاش فيه) [8].
ويقول في كتاب ابن تيمية: (الرد على المنطقيين):
(أعظم كتاب في التراث الإسلامي عن المنهج، تتبع فيه مؤلفه تاريخ
المنطق الأرسططاليسي والهجوم عليه، ثم وضع هو آراءه في هذا المنطق في
أصالة نادرة وعبقرية فذة) [9].
من المؤكد أن الشيخ البوطي قد مر على هذه الآراء في كتاب النشار، ولكن
لم يختر إلا ما يوافق هواه بغض النظر عن صحته. وكمقارنة بين الرجلين:
النشار والبوطي؛ فإن النشار يكتب عن ابن تيمية بعقلية العالم الحيادي، وحتى لو
أخطأ في بعض آرائه فلا يمنعه التعصب والهوى أن يعلن ما يعتقد أنه صواب، وما
يبدو من خطئه فمرجعه إلى ما ألفه واعتاده من آراء، أما البوطي فيكتب عن ابن
تيمية بعقلية الذي يصيح: يالثارات الغزالي، وعلم الكلام، وابن حزم، والصوفية،
وابن عربي، ونظرية الكسب، يالثارات كل الأشخاص، وكل المسائل التي
تعرض لها ابن تيمية وعصف بها. وفي الجملة؛ فمن الصعب عليه أن ينصف من
يرى أن مصلحته في الهجوم عليه، إنه قد يوهمك أنه يحاول الإنصاف، ولكن
طبيعته لا تطاوعه في ذلك، وهذه كتبه هل ترى فيها شيئاً من إنصاف من ينزل
بساحتهم، بل هذا كتابه (السلفية) اقرأه وقلب النظر فيه، فإنك لن تعثر فيه على
رائحة إنصاف.
ومما عرضناه حول هاتين المسألتين اللتين جاء بهما البوطي ليستدل على
تخبط وتناقض ابن تيمية تبين لنا: من المتخبط ومن المتناقض؟ على أن عدم
الأصالة في الفهم؛ وعدم إصابة المعنى الصحيح للكلام قد تغتفر، فالناس فهوم
وطاقات. لكن الذي لا يغتفر هو البعد عن الأمانة في النقل، وتحريف الكلام
ليوافق الهوى.
وكلمة أخيرة: فالبوطي ليس مبدعاً في التعرض لهاتين المسألتين: لا من
حيث اختيارهما؛ ولا من حيث معالجتهما. ولم يفعل سوى أن دلل على قدرة لا
يحسد عليها في ادعاء اجتهادات ليست له، ويا ليتها كانت اجتهادات صحيحة! إذن
لهان الخطب! ولكنها اجتهادات خطأ فأصبحت بتبني البوطي لها وتعليقه عليها خطأ
مركباً.
________________________
(*) سقطت من عنوان المقال في العدد الماضي كلمة: (البوطي) خطأ، فنرجو المعذرة.
(1) ص 166.
(2) الدفاع لعدم إثبات بقية الكلام هنا ليس العجلة، بدليل أنه ساق بعد ذلك قطعة من كلام ابن تيمية،
لكن بعد إسقاط الفقرة التي ساق فيها ابن تيمية أدلته وأسماء الفرق المخالفة.
(3) ماأرخص الألقاب التي تكال جزافاً في سوق العلم!.
(4) حتى شعور ابن تيمية يدعي البوطي الإحاطة به!.
(5) لم أستطع هضم ولا فهم: (الاضطراب المتناقض)،وأرجو ممن يأنس من نفسه القدرة على فهم هذه
العبارة تفهيمي إياها.
(6) مناهج البحث للنشار 172 نقلاً عن المستصفى للغزالي 101/ 1.
(7) اختار البوطي الفعل المضارع: يخرج ويعتنق، ولعل ذلك للدلالة على الاستمرار، وليطبع الكلام
بأسلوبه المميز!!.
(8) مناهج البحث للنشار 270 - 271.
(9) مناهج البحث للنشار 369.
((مجلة البيان ـ العدد [38] صـ 16 شوال 1411 ـ أبريل 1991))
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[20 - 11 - 04, 03:15 م]ـ
دفاع البوطي
عن دعاة وحدة الوجود
عبد القادر حامد
سننقل للقارئ حاشية طويلة من حواشي البوطي، لما تمثله من تلخيص جيد
لمنهجه العلمي، وما تشتمل عليه من مميزاته التي أشرنا إليها في ثنايا ما كتبناه
سابقاً، وهذه الحاشية دفاع منه عن ابن عربي، وهجوم (سماه هو دفاعاً) على ابن
تيمية وعلى من يقلده وينهج نهجه، وسنرد على بعض ما جاء في هذه الحاشية،
ولن نلزم القارئ بشيء، ولن نلح عليه بتصديق ما نقول، وإلا فهو غير «محرر
قلبه من شوائب العصبيات والأهواء»!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/429)
إن صاحب المنهج الحق لا يستجدي موافقة الآخرين وتصديقهم له؛ فإن فعلوا
فهم على الحق، وقلوبهم متحررة من شوائب الأهواء والعصبيات وإن لم يفعلوا
كانوا عكس ذلك. إنه يبين منهجه، ويقول كلمته، ويفصل بحججه ما وسعه
التفصيل، ويثق بعقول قرائه دون وصاية أو إغراء أو تحذير.
يقول البوطي في صدد دفاعه عن القائلين بوحدة الوجود وتشنيعه على من
ينتقدهم:
« ... وخلاصة المشكلة أنه (أي ابن تيمية) ومن يقلده في نهجه يظلّون
يأخذون ابن عربي وأمثاله بلازم أقوالهم، دون أن يحملوا أنفسهم على التأكيد من
أنهم يعتقدون فعلاً ذلك اللازم الذي تصوروه.
أما أن يكون في كتب ابن عربي كلام يخالف العقيدة الصحيحة ويستوجب
الكفر، فهذا ما لا ريبة ولا نقاش فيه. وأمّا أن يدلّ ذلك دلالة قاطعة على أن ابن
عربي كافر، وأنه ينطلق في فهم (شهود الذات الإلهية)، من أصل كفري هو
نظرية الفيض، فهذا ما لا يملك ابن تيمية ولا غيره أي دليل قاطع عليه. فإن كتب
ابن عربي تفيض بالبيانات المفصلة المكررة التي تناقض هذا الأصل الكفري. هذا
بالإضافة إلى أنه قد بات معلوماً ومؤكداً أن طائفة معلومة من الزنادقة الباطنية دسوّا
ما شاؤوا أن يدسوّا في كتبه. ذكر ذلك المقري في (نفح الطيب)، وأكده ابن عماد
في (شذرات الذهب)، وأكده في قصة طويلة الإمام الشعراني في (اليواقيت
والجواهر)، وذكره الحاجي خليفة في (كشف الظنون)، ولا نشك في أن ابن تيمية
ينبغي أن يكون في مقدمة من يعلم ذلك.
ولست في هذا منطلقاً من عصبية لابن عربي أو غيره. بل إن الميزان
الوحيد عندي في ذلك هو القاعدة الشرعية التي يجب اتباعها عند الإقدام على تكفير
أناس أو تضليلهم، وهي قاعدة معروفة لأهل العلم جميعاً وفي مقدمتهم ابن تيمية -
رحمه الله -.
ولقد حكّمت هذه القاعدة في حق ابن تيمية، قبل تحكيمها في حق ابن عربي،
فلقد نقلت فقرات من كلامه الذي يتضمن إقرار الفلاسفة في اعتقادهم بالقدم النوعي
للمادة، وبوجود قوة طبيعية مودعة في الأشياء بها تحقق فاعلياتها وتأثيراتها، بل
يتضمن الدفاع عنهم، في ذلك ودعوى أنه الحق الذي لا محيض عنه. وقد ثبت
للعلماء جميعاً أن الفلاسفة اليونانيين وقعوا في الكفر لثلاثة أسباب، في مقدمتها،
قولهم بالقدم النوعي للعالم. ولا يرتاب مسلم أن الكفر بدعوى قدم العالم، أو بدعوى
وجود قوة مودعة في الأشياء بها يتم التأثير، ليس أقل خطورة وجلاء من الكفر
الذي تتضمنه عبارات واردة في كلام ابن عربي.
ولكنا مع ذلك لم نجنح، لهذا السبب، إلى تكفير ابن تيميه ولا إلى تضليله،
بل انطلقنا إلى النظر في ذلك من تحكيم القواعد الشرعية ذاتها، فلقد لاحظنا الأمر
ذاته الذي لاحظناه في كتب الشيخ ابن عربي -رحمه الله- إذ رأينا لابن تيمية كلاماً
آخر في أكثر من موضع يناقض كلامه الباطل الذي أيّد فيه الفلاسفة في ضلالهم
الذي كان سبباً من أسباب كفرهما، بحيث لو أردنا أن نردّ على ابن تيمية هذا
الباطل الذي تورط فيه، لما وجدنا كلاماً نرد به عليه، خيراً من كلام ابن تيمية
ذاته الذي كرره في عدة مناسبات أخرى.
فاقتضانا ذلك أن نَعْرِفَهُ بالحق الذي تكرر في كتبه وكلامه، لا أن ننعته
بمقتضى الكلمات الباطلة التي دار بها قلمه أو تحرك بها مرة لسانه. ومهما كان
السبيل إلى حسن الظن بأهل القبلة ميسراً، فهو الواجب الذي لا محيد عنه، وما
أيسر أن تزاح العبارات المشكلة عن السبيل إلى ذلك بأنواع من التأويل والاحتمال.
وإذا كان لابد من تأويل العبارات الباطلة لتتحول إلى حق فنحافظ بذلك على حسن
ظننا بصاحبها، أو من تأويل كلامه الحق ليتحول إلى باطل، فنجعله معتمدنا في
إساءة الظن به، فإن مما لا يرتاب فيه المسلمون قط أن الواجب هو تأويل الباطل
بما يتفق مع الحق الذي عرف الرجل به لا العكس. لأن حسن الظن هو الأمثل
بحال الرجل الصادق في إسلامه، وهو الذي يقضي به قول الله عز وجل:
] يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ [[الحجرات: 12].
وإذا أبى ابن تيمية -رحمه الله- إلا أن يحملنا على تكفير ابن عربي استدلالاً
بالكفريات الموجودة في كلامه، والإعراض عن الصفحات الطوال التي تناقضها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/430)
وتردّ عليها في مختلف كتبه وأقواله، فإنها لدعوة منه بلا ريب إلى أن نكفره هو
الآخر استدلالاً بالضلالات الفلسفية التي انزلق فيها، وأن نعرض عن كلامه الآخر
الذي يناقضها ويبرئه من مغبتها. ولكني أشهد أن دين الله عز وجل يأبى أن ندعو
بهذه الدعوة، كما أنه يحذر من الانصياع لها.
ولعل كل متدبر للحق، محررٍ قلبه من شوائب العصبيات والأهواء، لا يعجز
عن تصديق ما أقول، وعن اليقين بأنه المتفق مع كتاب الله، و المنسجم مع هدي
رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» [كتابه ص 204، 205، 206].
القول ولازم القول:
يبدأ البوطي موهماً باستخدام بعض عبارات العلماء، فيشير إلى القول ولازم
القول، ولكن لا يوضح لقرائه - وهم بحاجة إلى ذلك - القول ولازم القول؟ حتى
نعلم: أصحيح أن ابن تيمية - ودعك ممن يقلده في نهجه - يأخذ ابن عربي وأمثاله
بلازم أقوالهم، دون أن يحمل نفسه على التأكد من أنهم يعتقدون فعلاً ذلك اللازم؟
معنى هذا أنه ليس في كتب ابن عربي ما يدل دلالة واضحة على هذا الذي
أُخذ عليه، وإنما هي تخرصات تخرصها ابن تيمية عليه، لكن هذا الزعم ينقضه
البوطي نفسه في عبارته التالية مباشرة:
«أما أن يكون في كتب ابن عربي كلام كثير يخالف العقيدة الصحيحة
ويستوجب الكفر، فهذا ما لا ريبة ولا نقاش فيه».
هذا طرف المعادلة الأول! وطرفها الثاني هو: «وأما أن يدل ذلك دلالة
قاطعة على أن ابن عربي كافر وأنه ينطلق في فهم (شهود الذات الإلهية) من أصل
كفري هو نظرية الفيض، فهذا ما لا يملك ابن تيمية ولا غيره أي دليل قاطع عليه»
ما دليل البوطي على فقدان ابن تيمية وغيره الدليل عليه؟! دليله ما يلي: «فإن
كتب ابن عربي تفيض بالبيانات المفصلة! المكررة! (كما نقول نحن اليوم:
الإحصائيات المفصلة!) التي تناقض هذا الأصل الكفري».
ودليل آخر:
«وهذا بالإضافة إلى أنه قد بات معلوماً ومؤكداً (لا نقاش في هذا المعلوم
والمؤكد الذي كأنه معلوم من الدين بالضرورة عند الشيخ!) أن طائفة معلومة (!)
من الزنادقة الباطنية دسوا ما شاؤوا أن يدسوا في كتبه (ما أسهل الدس في كتب
المشبوهين!). من ذكر ذلك؟ ذكره صاحب (نفح الطيب)! وأكده صاحب
شذرات الذهب! وأكده في قصة طويلة! الإمام الشعراني، (لماذا الشعراني إمام؛
والمقَّري وابن عماد ليسا إمامين؟!) وأين أكده الإمام الشعراني؟ في (اليواقيت
والجواهر)، وذكره الحاجي [1] خليفة في (كشف الظنون)، بل وقاصمة الظهر أن
ابن تيمية في مقدمة من يعلم أن تزويراً ودساً حصل في كتب ابن عربي، (وهذا لا
يشك فيه البوطي!) لكن ما الذي يمنع ابن تيمية من الاعتراف بهذا الذي لا يشك
فيه البوطي؟! ليس غير حبه للتجني على غيره، وكتمان الحق المعلوم، والتشبت
بالتخرصات التي لا دليل عليها؛ أو شيئاً في معنى هذا!
ذكر الشيخ البوطي أسماء كل من صاحب «نفح الطيب» وصاحب
«شذرات الذهب» وصاحب «اليواقيت والجواهر» وصاحب «كشف الظنون»
فيمن أكد الدس في كتب ابن عربي، ووجدنا - لدى رجوعنا إلى ترجمة ابن عربي
في نفح الطيب، الذي يعتبره الشيخ البوطي مصدراً يرجع إليه في هذا المجال - ما
يلي:
«ومما نسبه إليه - رحمه الله تعالى - غير واحد قوله:
قلبي قطبي وقالبي أجفاني سري خَضِري وعينه عرفاني
روحي هارون وكليمي موسى نفسي فرعون والهوى هاماني
وذكر بعض الثقات أن هذين البيتين يكتبان لمن به القولنج في كفه ويلحسهما
فإنه يبرأ بإذن الله تعالى قال: قال وهو من المجربات! وقد تأول بعض العلماء
قول الشيخ -رحمه الله تعالى- بإيمان فرعون النفس، بدليل ما سبق، وحكى في
ذلك حكاية عن بعض الأولياء ممن كان ينتصر للشيخ -رحمه الله تعالى-». [نفح
الطيب 2/ 372 - 1373]
وقد عثرنا في نفح الطيب على غير هذه الطرفة مما لا نستطيع أن ننقله هنا
لما فيه من نبو عن كل ذوق، فليُرْجَع إليه في الجزء 2/ 383 من نفح الطيب،
وتبين لنا مما ينقله هذه المؤلف أنه لا يصح أن يعتمد قوله في هذه المسألة لأنه ناقل
عن الشعراني فلا يصح أن يقال: ذكر ذلك المقري وذكره في قصة طويلة الإمام
الشعراني، فما عند المقري حول ابن عربي مصدره الشعراني وغيره من المخرفين.
أما الشعراني فشهادته في ابن عربي لا تقبل لأن ما يقال في منهج ابن عربي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/431)
يقال في منهجه، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فهو متأخر عن ابن عربي، فبين
وفاتيهما حوالي 335 سنة فهل نتعلق بالشعراني ونذر مؤرخاً ثقة كالذهبي مثلاً؟!
يقول الذهبي في ابن عربي:
«ومن أردأ تواليفه كتاب «الفصوص» فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا
كفر - نسأل الله العفو والنجاة، فواغوثاه بالله! وقد عظمه جماعة وتكلفوا لما صدر
عنه ببعيد الاحتمالات، وقد حكى العلامة ابن دقيق العيد شيخنا أنه سمع الشيخ عز
الدين بن عبد السلام يقول عن ابن عربي: شيخ سوء كذاب، يقول بقدم العالم، لا
يحرم فرجاً.
قلت: (أي الذهبي): إن كان محي الدين رجع عن مقالاته تلك قبل الموت فقد
فاز، وما ذلك على الله بعزيز».
ونحن هنا لا نحقق بل نشير فقط إلى أولية من أوليات البحث العلمي وهي:
إذا أردنا اعتبار آراء في شخصية ما فأول ما يجب أن ننظر فيه مدى قرب هذه
الآراء من حيث الزمن من الشخصية المتناوَلة، ثم مدى وثاقتها وذلك بمعرفة درجة
أصحابها وقيمة آرائهم في ميزان العلم، فلا نقبل مثلاً بتزكية صاحب بدعة لرأس
في بدعته، كما يرفض رأي المتحامل فيمن عرف بالتحامل عليه، فلا بد من النظر
في الجذور، وفي أقوال أهل العدالة والضبط ممن لا تعنيهم الأسماء أيا كانت، بل
يعنيهم الحق ويدورون معه حيث دار.
وقد كان على الشيخ البوطي - حفظه الله - قبل أن يشير إلى صاحب نفح
الطيب وصاحب شذرات الذهب وصاحب اليواقيت والجواهر، وصاحب كشف
الظنون أن يذكر لنا رأي ابن عبد السلام، وابن دقيق العيد، والذهبي، وابن حجر،
ولا عليه بعدها أن لا يتعرض لابن تيمية من قريب ولا من بعيد، لماذا لم يفعل
ذلك؟ هل يتمذهب هؤلاء النفر الكرام بالسلفية التي اعتبرها بدعة طارئة تمزق
وحدة المسلمين؛ وتقف حجر عثرة أمام المد الإسلامي؟!
ثم إنه يفهم من هذه الحاشية أنه يعتقد أن ابن تيمية يكفر ابن عربي، اعتماداً
منه على رأيه في هجوم ابن تيمية على تكفير العلماء لأدنى شبهة، وقد بينا خطأ
هذا الرأي في المقالة السابقة وأن ابن تيمية من أكثر الناس احتياطاً ودقة في هذا
المجال، ولعل الذي يدفع البوطي إلى هذا الاعتقاد عدم تفريقه بين قول: هذا القول
لفلان كفر أو فيه كفر، والقول بأن فلاناً كافر.
إن القول الذي هو في نفسه كفر؛ أو المؤدي إلى الكفر ينبغي أن يبين غاية
التبيين، ويحذر منه أشد التحذير -وهذا ما يفعله ابن تيمية عادة في نكيره على هذه
الأقوال ومناصريها، وذلك أنه يرنو من خلال كل كتاباته وآثاره إلى قضية جوهرية
هي الجانب العملي من الفكر الإسلامي، والبعد عن الترف الفكري، والخوض فيما
لا فائدة منه، والدفاع عن عقائد الإسلام وأحكامه ضد المؤثرات الدخيلة الضارة،
ووضع المسلمين على الجادة الصحيحة التي يفهمون فيها دورهم، ويدركون ما
اختصوا به من دون الأمم. وعلى هذا ينبغي أن يفهم إنكاره التالي على القائلين
بوحدة الوجود، وعلى من يلتمس الأعذار لهم:
«وأما من قال: لكلامهم تأويل يوافق الشريعة فإنه من رؤوسهم وأئمتهم،
فإنه إن كان ذكياً فإنه يُعَرَّف كذب نفسه فيما قاله، وإن كان معتقداً لهذا باطناً
وظاهراً فهو أكفر من اليهود والنصارى.
فمن لم يُكَفِّر هؤلاء وجعل لكلامهم تأويلاً كان عن تكفير النصارى بالتثليث
والاتحاد أبعد». [مجموع الفتاوى 2/ 133]
أما عن ابن عربي بالذات فيقول: «مقالة ابن عربي في فصوص الحكم:
وهي مع كونها كفراً فهو أقربهم إلى الإسلام؛ لما يوجد في كلامه من الكلام الجيد
كثيراً ولأنه لا يثبت على الاتحاد ثبات غيره، بل هو كثير الاضطراب فيه، وإنما
هو قائم مع خياله الواسع، الذي يتخيل فيه الحق تارة والباطل أخرى والله أعلم بما
مات عليه». [مجموع الفتاوى 2/ 142].
فانظر كيف يفرق بين المقالة وبين صاحبها، وكيف ينصفه فينسب إليه كثرة
الجيد في كلامه، وبأنه لا يثبت على الاتحاد مثل غيره من القائلين بوحدة الوجود،
وكيف أنه لا يغمطه حقه ولا، يهضمه مميزاته التي امتاز بها كسعة الخيال، وكيف
يجوز أنه قد يكون تاب من أقواله المنكرة تلك.
أوهام على قواعد وهمية:
إن الشيخ فيما يكتب لا يرمي إلى دفاع عن هذا العالم أو ذاك، وليس هو
بصدد الإحسان إلى الغزالي أو ابن حزم أو ابن عربي؛ إنما يرمي إلى هدف محدود
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/432)
جداً يعرفه كل من تصفح كتابه هذا، وهو الهجوم على قوم خطَّؤوه وعقبوا على
قول أو أقوال له، وقد اشتهروا بأشياء، فهو يظن أنه إذا تتبع هذه الأشياء وحاول
أن يهوِّن من شأنها سيصيب ضالته، وهي إخماد صوت هؤلاء وتشويه صورتهم،
فتراه يعنِّي نفسه هذا العناء، ويخوض مخاضات تكشف دعاواه، وهو لا يحاول أن
ينجو من واحدة إلا ويرمي نفسه في أخرى، هدانا الله وإياه.
لو كان يرمي إلى تجلية شبهات، والرد على أخطاء، والدفاع الصحيح عمن
يدعي الغيرة عليهم والغضب لهم لكان هناك طريق آخر لذلك يتمثل في تحديد
القضية المختلف عليها، وإزالة الإبهام عنها عن طريق نقل آراء كل من الفريقين
فيها، ومناقشة كلام كل منهما «حسب منهج المعرفة وقواعد تفسير النصوص»
التي دندن بها كثيراً في كتابه، ولكن شيئاً من ذلك لم يحصل.
والعجيب منه أنه يوهمك أنه ينطلق في أحكامه هذه من قواعد؛ حيث لا
قواعد! ويضع نفسه في مكان القاضي الذي يمسك بالميزان الذي يزن به ابن تيمية
مرة؛ وابن عربي مرة، أسمعه يقول:
«ولقد حكمت هذه القاعدة في حق ابن تيمية، قبل تحكيمها في حق ابن
عربي» ما هذه القاعدة الشرعية؟ وهل مر لها ذكر؟! وبناء على هذه القاعدة
الوهمية يرى أن ابن تيمية يقر الفلاسفة في اعتقادهم بالقدم النوعي للمادة (وقد تبين
لنا مبلغ هذه الدعوى من الصحة في المقال السابق) ثم يؤكد بصلافة أن ما توصل
إليه؛ مما يحلو له أن يلصقه بابن تيمية ليس أقل خطورة وجلاءً من الكفر الذي
تتضمنه عبارات واردة في كلا ابن عربي! لماذا هذا التعسف كله؟ هل يريد أن
يأخذ ابن تيمية رهينة؛ فيهدده بالكفر والتضليل إن لم يقلع أتباعه عن القول بابن
عربي ما يقولون؟! هذا ما تدل عليه حاشيته.
لكنه يحاول أن يظهر للقارئ شيئاً من الفروسية والعفو عند المقدرة، وإن
شئت فشيئاً من الورع عن التقحم بالقول بلا علم، وذلك حين ينكص عن التكفير
والتضليل تبعاً للقاعدة أو القواعد الشرعية الموهومة التي حكمها فتراه يقول:
(ولكنا مع ذلك لم نجنح، لهذا السبب (لا ندري أي سبب؟!) إلى تكفير ابن تيمية
ولا إلى تضليله، بل انطلقنا إلى النظر في ذلك من تحكيم القواعد الشرعية ذاتها!
(ليلاحظ القارئ أنها كانت قاعدة، ثم فرخت فأصبحت قواعد! وليحل بنفسه هذه
الأحجية، بل هذه المعجزة، ولا يستغرب كيف تصبح القاعدة قواعد؛ فلعل هذا
التكاثر حدث بانشطار الخلايا! ولا ينسى المعجزة الكبرى، وهي أن القاعدة
الشرعية الأولى لا وجود لها؛ ومع ذلك فقد ولدت قواعد! من قال إن أدب
اللامعقول لم يترك في الفكر الإسلامي الحديث بصمات؟!)
تسوية:
إن البوطي يحس بالمشكلة التي تحيط بالمقلدين الذين ربطوا أنفسهم
بالأشخاص، فأصبحوا أسرى لكل ما يصدر عن هؤلاء الأشخاص، فبينما يحاول
جاهداً أن يضع بين يديك منهجاً يعصمك من الخطأ، ويعترف انطلاقاً - من منهجه
هو - أن في كتب ابن عربي كلاماً كثيراً يخالف العقيدة الصحيحة ويستوجب الكفر؛
(وهذه عبارته) تراه يلتف على هذا الاعتراف بطريقة بهلوانية لتفريغه من مدلوله
ومحتواه، وذلك:
1 - بالإشارة إلى ما يناقضه من (البيانات المفصلة المكررة) الموجودة في
كتب ابن عربي [2].
2 - وبترداد خرافة الدس في كتب ابن عربي.
3 - وبأن ابن عربي ليس بدعاً في أن يوجد في آثاره كفر وإيمان؛ فابن تيمية
مثله عنده هذا وهذا!
ولا شك أن هذه النقطة الثالثة اكتشاف جديد فتح الله به على الشيخ البوطي،
وهو يحس بهذا الفتح، فتراه يبدئ فيه وبعيد، وكأنه يتصور أن هذا الفتح هو الذي
سيلجم الخصوم، ويلقمهم حجراً لن يستطيعوا بعده كلاماً ولن يحيروا جواباً! وهو
في غمرة نشوته بهذا الفتح الذي ادُّخر له إلى هذا العصر يسترسل في جلاء هذه
النقطة حتى لا يبقى على عينها قشة! فيأتي ببدائع أخرى ما نظن أنه سُبق إليها،
فقضايا الكفر والإيمان داخلة في مبدأ حسن الظن، والعقائد والعبارات الدالة عليها
خاضعة - في رأيه - لأنواع من التأويل والاحتمال، «وإن كان لا بد من تأويل
العبارات الباطلة لتتحول إلى حق فنحافظ بذلك على حسن ظننا بصاحبها، أو من
تأويل كلامه الحق ليتحول إلى باطل فنجعله معتمدنا في إساءة الظن به، فإن مما لا
يرتاب فيه المسلمون قط (لاحظ هذا الجزم) أن الواجب هو تأويل الباطل بما يتفق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/433)
مع الحق الذي عرف الرجل به لا العكس».
إن هذا العبث الذي يلبسه البوطي ثوب الجدية يلتقي مع العبث الذي يهذي به
اللادينيون الذين يهيمنون على أجهزة التوجيه والثقافة في ردهم على دعاة الإسلام،
مع فرق واحد وهو أن البوطي يجعل من هذا الكلام قاعدة يريد تطبيقها على ابن
عربي وأمثاله، وهم يطبقونها على أنفسهم، ويطاردون بها من يقف في وجه
ميوعتهم وزندقتهم، حيث إن كثيراً منهم يحمل أسماء إسلامية، وقد يقوم ببعض
الشعائر الإسلامية، في الوقت الذي يلاحق فيه كل قضية إسلامية عملية وحيوية،
فإذا ما قال لهم أحداً لا؛ جابهوه بهذا الكلام الذي يختلط فيه الحق بالباطل،
ويستشهد فيه بالحق على الباطل، والذي ينبع خطره من التوائه وغموضه
واستشهاده بمسلَّمات إسلامية من أجل التحلل من الإسلام. وهؤلاء العلمانيون
اللادينيون لا يخفون إعجابهم بمثل ابن عربي الذي يهتف بمبدئهم ودينهم:
لقد صار قلبي قابلاً كل صورة فمرعىً لغزلانٍ وديرٌ لرهبانِ
وبيتٌ لأوثانٍ وكعبة طائف وألواحُ توراةٍ ومصحفُ قرآنِ
أدينُ بدينِ الحبَّ أَنَّى توجهتْ ركائِبُهُ، فالحبُّ ديني وإيماني [3]
إن هذه السنة التي يستنها البوطي؛ وهي وجوب تأويل الباطل ليتفق مع
الحق؛ فيها من الجرأة بقدر ما فيها من الجهل، فضلاً عن أنها مستحيلة عند
التطبيق، حتى من قبل الدعاة إليها. فسلوك البوطي مع خصومه مخالفة عملية لهذه
السنة التي يرفع لواءها، فهل هو يحمل باطل خصومه على ما يعرفون به من حق
حين يطلق لسانه فيهم وينعتهم بما ينعتهم به؟! وهبه اطلع على ما نكتبه حول
كتابه الذي ما أحببنا - والله - أن يكون قد كتبه، لما فيه من الإساءة إليه وإلى لقبه
العلمي، ووددنا لو تصدق فيه أسطورة أن هذه الترهات قد دُسَّت عليه، كما يصدِّق
هو هذه الأسطورة في كتب ابن عربي، .. نقول: هبه اطلع على هذه المقالات في
نقد ما كتب؛ فكيف سيستقبلها؟
هل سينشرح لها صدره ويحسن الظن بكاتبها؟! إن ما عرف به مخالف لهذه
السنة التي يبشر بها.
إن هذه الدعوة هدم لمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل إماتة للفكر
الصحيح البعيد عن الزغل في دنيا المسلمين، وإشاعة لمبدأ: «أغمض عينيك
واتبعني»، وترك الحبل على الغارب لكل من يقول قولاً دون الالتزام بمبدأ خير
القرون، فمهما قرأ المسلم أو سمع عن شخص قال كذا وكذا - مما فيه نظر -
فليس له أن يستجلي حقيقة هذا القول بل عليه أن يذهب ويفتش ملف هذا الشخص:
هل فيه شيء من الخير، فإن وجد خيراً فليسكت، حملاً لما سمع من الباطل على
ما وجد من خير و (ظُنَّ خيراً ولا تسأل عن الخبر)، وإلا فهو سيئ الظن بالناس،
متعرض لما لا يعنيه، وهكذا لن يبقى هناك من يشار إلى أنه أخطأ في مسألة، أو
ترتب على رأي غير سديد له مشكلة، أو سرت آثار بدعته في الأمة حتى اتسع
الخرق على الواقع، وأصبح اقتلاع هذه البدعة متعسراً أو متعذراً، وهكذا سيجلس
أمثال: الجعد بن درهم، والحلاج، وابن عربي، وابن الراوندي، والنصير
الطوسي، مع مثل: أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، وابن المبارك،
والليث بن سعد .. إخواناً على سرر متقابلين! حيث إنه من «المعلوم والمؤكد»
أن كل من قيل فيه أو أنكر عليه شيء في التاريخ الإسلامي لا يخلو من جانب من
جوانب الخير، حتى اللصوص وقطاع الطرق والظلمة والطغاة في كل عصر لا
يخلون من ذلك، بل إن البدعة لا يصعب تمييزها ويقع الناس فيها إلا لخفائها عليهم
من جراء اختلاطها بجانب من جوانب الخير، فهل نترك القول في ذلك حتى لا
نرمى بإساءة الظن، وهل ترك هو النكير على مما سماه (بدعة السلفية) حتى يكون
لدعوته وثاقة؟ ليتذكر القارئ ركن: «التخبط والتناقض» من أركان منهج
البوطي.
ألا يعلم الشيخ أن علماً قائماً بنفسه، خاصاً بالمسلمين، ومفخرة من مفاخرهم
قد قام على ما يخالف دعوته هذه، وهو علم الجرح والتعديل؟ وهل على ما
استشهد عليه يُسْتَشْهَدُ بالآية الكريمة:] يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ
إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ [؟!
ابن تيمية تحت طائلة التهديد:.
ثم يختم حاشيته بتهديد ابن تيمية بأن يضعه تحت طائلة التكفير، أو بكف
الإشارة إلى كفريات ابن عربي، لأنه إن لم يفعل ويرتدع عن التعرض لابن عربي؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/434)
يكون قد جنى على نفسه بنفسه (والبوطي لا ذنب له في ذلك) ودعا الناس (بلا
ريب) أن يكفروه بسبب ما عنده من ضلالات فلسفية! لكن يا لهول هذه الخاتمة ويا
لسوء عاقبة من يأخذ بها! إنه الورع يأخذ بحجزة الشيخ البوطي أن يقتحم هذه
المخاضة! وهو الورع نفسه يفتقده ابن تيمية فيأبى إلا أن يحملنا على تكفير ابن
عربي. هذا وجه من وجوه فهم عبارة الشيخ!
ولكن مهلاً، هناك وجه آخر؛ كيف يتورع البوطي ويتحرج من شيء لا يد
له فيه ولم يفعله هو، بل هو «دعوة بلا ريب من ابن تيمية» إلى تكفير ابن تيمية؟!
أرأيت؟! ابن تيمية يدعو الناس إلى تكفيره ويلح عليهم أن يدعوا إلى تكفيره ولكن
الشيخ البوطي يشهد: «أن دين الله عز وجل يأبى أن ندعو بهذه الدعوة، كما أنه
يحذر من الانصياع لها».
فالورع إذن ليس من أجل سواد عيني ابن تيمية خوفاً من أن يظلم أو يُفترَى
عليه؛ بل تورعاً عن استجابة دعوته الملحة للناس أن يكفروه! فأي جريمة وأي
ذنب يماثل ذلك؟! وكيف يقدم مثل البوطي على ذلك؟ هاهنا الورع يتدخل، فيحل
المشكلة!
هذا كلام له خَبئٌ معناه ليست لنا عقول!
وبقي غموض يسير يحتاج إلى تجلية وهو مرجع الضمير في الفعل «نكفره»
من قوله: «فإنها لدعوة منه بلا ريب إلى أن نكفره» فقد رجعته حينما شرحت
كلامه إلى الناس (ومنهم البوطي)، وقد يكون مرجعه الشيخ البوطي نفسه فقط! كما
يقال: نحن الملك، أو نحن رئيس الجمهورية نرسم بما يلي، وأي المعنيين اختار
القارئ فهو مصيب، ويصعب على الناقد الحكم: أي المعنيين أبلغ!
عود على بدء:
ولكن عجباً! يبدو الشيخ البوطي وكأنه يكتب رسالة تهديدية إلى ابن تيمية،
وبينهما قرون طويلة! ألا يعلم الشيخ - أطال الله عمره - أن ابن تيمية الآن في
مقام الذي لا يستطيع أن يقبل أو يرفض فيوجه إليه هذا الإنذار النهائي؟!
إنه الأدب يا صاحبي.
ومن صَحِبَ الليالي عَلَّمَتْهُ خداعَ الإلفِ والقيلَ الُمحالا
وغيَّرت الخطوبَ عليه حتى تريهِ الذرَّ يحملنَ الجْبالا
خاتمة التعليق على الحاشية:
أنت - أيها القارئ الكريم، أمام البوطي - أحد رجلين:
1) إذا لم تعجز عن تصديق ما يقول؛ وساعدتك قواك العقلية والنفسية على
الإيمان بأن قوله هو المتفق مع كتاب الله، والمنسجم مع هدي رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- فأنت متدبر للحق، محرر قلبك من شوائب: العصبيات والأهواء.
2) وإذا - لا سمح الله - عجزت عن ذلك لسبب من الأسباب - والأسباب
كثيرة! - فأنت على الضد من ذلك، يقول: «ولعل كل متدبر للحق، محرر قلبه
من شوائب العصبيات والأهواء، لا يعجز كل عن تصديق ما أقول، وعن اليقين
بأنه المتفق مع كتاب الله، والمنسجم مع هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم».
إنها دعوة تهديدية للموافقة، فمن يحب أن يكون معرضاً عن الحق؟، مملوءاً
قلبه بشوائب العصبيات والأهواء؟! لا خيار لقارئ الشيخ البوطي، وكأن هذا
الأسلوب التسلطي متأثر بالمناخ الذي يخيم على بلادنا العربية وشعوبنا الإسلامية،
والاستفتاءات التي تطالعنا كل بضع سنين، والتي لا خيار لك فيها إلا أن تقول:
نعم، وإلا فأنت عميل، أو خائن، أو طابور خامس، أو غير ذلك مما في معاجم
تجار الشعارات من الأوصاف المقززة وعندها فالويل والثبور لك!
وقد تكرر منه أمثال هذه العبارات التي تدل بمنطوقها ومفهومها على أن طرق
المعرفة كلها ينبغي أن تُسَدّ، إلا ما يوصل إليه، مع أنه ينعى على هذا الأسلوب
التسلطي الذي يمنيك وينعم عليك بكريم الأوصاف تحريضاً على موافقته على
استنتاجاته، فإن لم تفعل وكان عندك تحفظ ما؛ سلّط عليك عكس تلك الأوصاف
صراحة أو بمفهوم المخالفة.
في العدد القادم الحلقة الأخيرة
________________________
(1) لا ندري لماذا أضاف (ال) التعريف لهذا الشخص؟ لعله ليزيده تعريفاً وإلا فهو مشعور بدون (ال)،
أو لعل الـ هربت من ابن العماد إلى حاجي خليفة.
(2) يا ليت الشيخ ذكر لنا بياناً واحداً على سبيل المثال فقط، ليكون قد قدم خدمة جُلَّى لمن لا
يقرؤون لابن عربي!.
(3) ترجمان الأشواق لابن عربي ص 19.
((مجلة البيان ـ العدد [39] صـ 9 ذو القعدة 1411 ـ مايو 1991))
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[20 - 11 - 04, 03:16 م]ـ
بعضَ عنائك يا شيخ
عبد القادر حامد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/435)
لِمَ كل هذه الحملة المرهقة، والمعاناة الناصبة التي يتكلفها الشيخ البوطي؟ لم
هذا الحشد المنظم لهذه الأفكار المضطربة حول تيار لازال يشق طريقه بتصميم
وعزيمة جادة في ثنايا الحياة الإسلامية، وهذا التصميم وهذه العزيمة تناسب
الصعوبات المبثوثة في طريقه، وعلى الرغم من هذه الصعوبات فإن المؤمنين بهذا
التيار يعتقدون أن أمره جد، لأنه دين، وأنهم بهذا الاعتبار ليسوا ثلة قليلة منعزلة،
ولا جماعة مشاغبة همها التفريق - كما يحاول الشيخ البوطي أن يصوره - بل
جموع جرارة متعطشة إلى عودة الإسلام ليظلل حياة الناس من جديد.
إن المسلمين في كل البقاع ملوا من اللافتات التي ترفع باسم الإسلام هنا
وهناك، وضاقت صدورهم بالإسلام «الرسمي» الذي قيد بالقيود والسلاسل
والأغلال، الذي يقدم إليهم على أنه هو الإسلام الذي أنقذ به الله البشر، وصموا
آذانهم عما يلق عليهم من فتاوى هذا الإسلام «الحكومي»، وفروا إلى تاريخهم
وسير رجالهم لعلهم يجدون فيها شيئاً من السلوان عن هذا الظلام المخيم، فهل
وجدوا السلوى؟
نعم وجدوا .. فإن قراءة فكر ابن تيمية تكشف عن رجل كانت حياته وأفكاره
تمثيلاً لقضايا المسلمين المصيرية، وشرحاً عملياً ونظرياً لقوة ونصوع الإسلام؛
وللعقبات والصعوبات التي تعترض سبيله لينتشر ويسود. بل وجدوا فيه أكثر من
ذلك؟ وجدوا فيه رجلاً عاش عصره وتفاعل مع مشاكله تفاعل المعتز بدينه،
الواثق به، على رغم كل المصاعب، وتصدى لجبهات كثيرة، فما طأطأ لها رأساً،
ولا لانت له قناة. هذه الجبهات التي قد يبدو التصدي لها لبعض الناس - ومنهم
علماء - أمراً لا طائل تحته، ولا ثمرة منه غير التعب الذي يجني على صاحبه
ويسيء إليه. ولكن تصدي ابن تيمية لها بهذه الروح من أبرز بواعث الحياة في
حقل الدعوة الإسلامية فيما بعد عصره إلى اليوم. وذلك لأن مقصود هذه الجبهات
في حربها للإسلام واحد وهو تغييبه عن مسرح الحياة، أو تحييده وتجميده على
الأقل. بل إن ذلك هو أوضح دليل على وحدة المنهج الفكري والتطبيقي عند ابن
تيمية، فالسلبيات التي تعترض سبيل الإسلام يجب أن تبين أصولاً وفروعاً،
وأعداء الإسلام التاريخيون ينبغي أن يرشد المسلمون إلى أساليبهم ومواصفاتهم،
دون مواربة ولا مداهنة. والبدع التي طرأت على مسيرة المسلمين لابد من كشف
جذورها، ومصادر حياتها، وأخطارها، دون غمغمة ولا مجاملة.
صورة التيار السلفي عند البوطي:
يرى البوطي أتباع هذا التيار أنهم مجموعة تحاول اختلاق مذهب جديد
والانغلاق عليه. وأنهم جماعة تريد تفريق كلمة المسلمين، بل وتصد عن الإسلام،
وأن كلمة «السلف» تضم الصالح والطالح، ولم تعرف هذه الكلمة، ولم يستخدمها
المسلمون للدلالة على جماعة لها مواصفات معينة. «كيف ولو أنهم عبروا عن
كينونتهم الجماعية ووحدتهم المذهبية بهذا الشعار إذن لدخل معهم في تلك الكينونة
الجامعة سائر تلك الفرق الجانحة عن الحق الشاردة عن كتاب الله وسنة رسوله -
صلى الله عليه وسلم-، إذ إنهم جميعاً (أي الفرق الجانحة عن الحق) مصبوغون
بصبغة هذا الشعار، سواء انتموا أم لم ينتموا إليه (هكذا بالإكراه!)، بل إنهم
السلف أنفسهم لا المذهب الذي ينتمي إليهم (يا ناس!)، فهم بكل فئاتهم وأشتاتهم
أصل هذا المذهب وجذوره، دون أي تفريق بين مهتد وزائغ، وبين صالح
وطالح» [1].
ويرى أن ظهور شعار «السلفية» كان في مصر إبان الاحتلال البريطاني
لها، وأيام ظهور حركة الإصلاح الديني التي قادها وحمل لواءها كل من جمال
الدين الأفغاني ومحمد عبده، ثم استحلى أتباع (المذهب الوهابي) هذا الشعار؛ لما
بين أتباعه وبين حركة الأفغاني ومحمد عبده من قاسم مشترك! وهو لا ينسى أن
يعرض بدعوة محمد بن عبد الوهاب مدعياً «بأن ينبوع مذهبه - بكل ما يتضمنه
من مزايا وخصائص - يقف عند الشيخ محمد بن عبد الوهاب»، وهي عبارة
ملتوية لو طولب البوطي بشرحها لدار وناور، ولكان له موقف منها حسب هوى
من يكلمه فيها.
ويرى أن ضيق وتبرم أتباع ابن عبد الوهاب بكلمة (الوهابية) جعلهم
يستبدلون كلمة (السلفية) بها، ليوحوا إلى الناس بأن أفكار هذا المذهب لا تقف عند
محمد بن عبد الوهاب، بل ترقى إلى السلف، وأنهم في تبيينهم لهذا المذهب،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/436)
أمناء على عقيدة السلف وأفكارهم، ومنهجهم في فهم الإسلام وتطبيقه [2]. [236
من كتابه].
ويضع تعريفاً طريفاً للسلفي فيقول:
«والسلفي اليوم كل من تمسك بقائمة من الآراء الاجتهادية المعينة (!) دافع
عنها، وسفه الخارجين عليها ونسبهم إلى الابتداع، سواء منها ما يتعلق بالأمور
الاعتقادية، أو الأحكام الفقهية والسلوكية» [3] [ص237].
ويقول أيضاً في كلام كأنما يصف نفسه: «فكل من حصر الحق في الرأي
الذي انتهى إليه، وعد صاحب الرأي الثاني مبتدعاً أو زائغاً، على الرغم مما
وضحناه من أن كلا الرأيين نابتان في حقل المنهج المتفق عليه، فهو المبتدع حقاً [4]،
وهو المفرق لجماعة المسلمين، والمتسبب لإثارة البغضاء فيما بينهم دون أي
موجب أو عذر، وهو المتنكب عن إجماع المسلمين .. »، [ص 238].
ويرى أن (السلفية) مذهب جديد مخترع في الدين، وهو مجموعة آراء
اجتهادية في الأفكار الاعتقادية والأحكام السلوكية، انتقيت من مجموع آراء اجتهادية
كثيرة مختلفة، قال بها كثير من علماء السلف وخيرة أهل السنة الجماعة، لكن
على غير أساس علمي، بل «اعتمادا على ما اقتضته أمزجتهم وميولاتهم الخاصة
بهم» [5]، بل ويختم هذه التخرصات بالإعلان أن هذه البدعة لا سابقة لها في أي
عهد من عهود السلف أو الخلف، و «من أشنع مظاهر البدع الدخيلة على الدين»
بل ويقسم بحياته أنه لا يعرف للبدعة معنى غير ابتداع لفظة السلفية فيرفع
عقيرته قائلاً: «ولعمري، لئن لم يكن هذا كله ابتداعاً في الدين، فما هو المعنى
المتبقي للبدعة إذن، وفي أي مثال أو مظهر يبرز ويتجسد؟!» [كتابه
ص 242]
وقد سقنا هذه العبارات والفقرات ليتضح لنا تصور الشيخ لهذه الكلمة التي
أطارت النوم من جفونه وكلفته هذا العناء، ولا نريد مناقشة ما جاء به من تعريفات
وتأكيدات حتى لا يطول الكلام، ولكن نكتفي بطرح النقاط التالية:
لا شك أن الشيخ على علم بالعبارة المأثورة عند أمثاله ممن يدرسون ويدرسون
العقيدة على طريقة المتكلمين وهي: (مذهب السلف أسلم، ومذهب الخلف أحكم) [6]،
ألا تعني هذه العبارة أن هناك شيئاً اسمه مذهب السلف، وشيئاً اسمه مذهب
الخلف؟
هل الشيخ متأكد أن الناس قبل هذا العصر لم يستخدموا كلمه السلف ليدلوا
على تيار معين في المسلمين؟ وليضرب صفحاً عن آثار ابن تيمية وابن القيم
وأتباع هذه المدرسة؛ ألا يجد في كتب الحديث والتراجم شيئاً يدل على ذلك؟
أما نحن فنجد ذلك واضحاً كل الوضوح، وأن التيار المتمسك بالكتاب والسنة
وفهمهما كما فهمهما الصحابة والتابعون وتابعوهم (وهم خير القرون) تيار واضح
القسمات في كتب العلم.
قال الخطابي: «هذا الحديث وما أشبهه من الأحاديث في الصفات كان
مذهب السلف فيها: الإيمان بها وإجراءها على ظاهرها ونفي الكيفية عنها» [7].
وجاء في الأعلام للزركلي، 8/ 6: «نبا بن محمد بن محفوظ القرشي،
المعروف بابن الحوراني، الشيخ أبو البيان، شيخ الطائفة البيانية، من المتصوفة
بدمشق، قال ابن قاضي شهبة: كان عالماً عاملاً، إماماً في اللغة، شافعي المذهب،
سلفي العقيدة، له تآليف ومجاميع وشعر كثير».
ويقول الدكتور وهبة الزحيلي عن الشيخ جمال الدين القاسمي: «كان سلفي
العقيدة، لا يقول بالتقليد» [8]، فهل الشيخ الزحيلي مبتدع في استخدامه هذا
المصطلح؟ وإذا كان كذلك فما هو المقابل لهذه الكلمة في وصف عقيدة الشيخ جمال
الدين القاسمي يا ترى؟!
وقد غفل البوطي أو تغافل - في حمى حملته على خصومه - أن «السلفية»
مصطلح يختلف معناه الاصطلاحي بين قوم وقوم، فأعداء الإسلام عرباً وعجماً،
على اختلاف مشاربهم وتعدد نظرياتهم؟ يطلقونه على كل من يتمسك بدينه ولا
يتنازل عن عقيدته، ولا يتخلى عن الأصول التي لا يجوز التخلي عنها بحجة أنها
قديمة، فالشيخ البوطي عند هؤلاء سلفي؛ لأنه يعتقد أن في الإسلام واتباع منهجه
نجاة البشرية وهدايتها، ولا يفرقون بين مسلم ومسلم، سواء في جزيرة العرب أو
بلاد الشام أو شمال إفريقيا أو شبه القارة الهندية أو في أوروبا وأمريكا .. إذا كان
هؤلاء المسلمون يعتزون بدينهم ويرونه منهجاً كاملاً شاملاً يحكم الحياة ويصلح دنيا
البشر وآخرتهم.
والبوطي والمتصوفة وكثير من المشايخ المتأثرين بالمدارس ذات المناهج التي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/437)
كانت سائدة في عهد المماليك، ثم عهد الدولة العثمانية يحصرون هذا المصطلح
بأتباع دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومن تأثر بها، وبأفكار شيخ الإسلام ابن
تيمية وتلميذه ابن القيم.
أما «السلفيون» أنفسهم الذين كرّس البوطي جهاده ضدهم، فلا يرون أنهم
يخترعون ويبتدعون مذهباً جديداً، وإنما يقولون: إن هناك تياراً لازال موجوداً منذ
عصر الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى عصرنا هذا، يعتمد جعل الكتاب والسنة
وإجماع الصحابة المنهج الذي يجمع المسلمين كافة، وهذا المنهج كان واضحاً كل
الوضوح في عصر الصحابة والتابعين، وهو المنهج الذي سار عليه أكابر علماء
الأمة فيما بعد ذلك، وقد عكر على هذا المنهج مؤثرات غريبة عنه تسللت بأسباب
وأساليب شتى، وما زال الأمر كذلك، حتى ظهور مدرسة ابن تيمية وتلاميذه التي
أحدثت هزة عنيفة في ذلك الوقت، وعلى الرغم من وقوف الحكومات وعلماء
السلطة في وجه هذه المدرسة وعملهم المستميت في كبت صوتها، إلا إن القوة التي
تميز بها هذا الصوت لم تتلاش ولم تندثر، بل بقي الصدى يتردد هنا وهناك، ولا
نرى حاجة في تفصيل أسباب ذلك وآثاره هنا، بل نقول: إننا نرى الجهود التي
تصدت لمنهج ابن تيمية في السابق هي هي الجهود التي تحتشد لاجتثاث هذا المنهج
من حياة المسلمين، ولكن هل يمكن ذلك؟ هذا سؤال متروك لأصحاب هذه الحملة
ليجيبوا عليه بالقول الصريح، أو بالفعل المقنع.
وأتباع هذا المنهج لا يدعون العصمة، كما أنه إذا بدا في سلوك بعضهم ما
يغضب غيرهم؛ فماذا في ذلك؟ إن من طبيعة النفس البشرية أن يضيق صدرها
بما يخالف ما هي عليه، والإنسان عدو ما يجهل، وكذلك فإن الخطأ والظلم من
هؤلاء ممكن ومتصور؟ أليسوا بشراً؟ وقد قال الله عز وجل:] إنَّا عَرَضْنَا
الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ والأَرْضِ والْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وأَشْفَقْنَ مِنْهَا وحَمَلَهَا
الإنسَانُ إنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً [[الأحزاب 72].
وإنه «ما من طائفة إلا وفي بعضهم من يقول أقوالاً ظاهرها الفساد. وهي
التي يحفظها من ينفر منهم، ويشنع بها عليهم، وإن كان أكثرهم ينكرها ويدفعها» [9]
وهذا ما فعله الشيخ البوطي عندما استضافته «رابطة العالم الإسلامي» عام
1406 هـ شاكى هو، وكثير من ضيوف الرابطة الذين جاءوا من أوروبا
وأمريكا وآسيا وإفريقيا، تشاكوا بمرارة وأسى مشكلة وحيدة هي الخلافات
والخصومات الطاحنة (!) التي تثيرها بينهم جماعة السلفية [10]! هذا ولعله من
رحمة الله بالمسلمين، ومن فضله وستره على السلفيين؛ أننا منذ ذلك التاريخ
المشار إليه - وهو تاريخ حضور الشيخ البوطي لذلك الموسم الثقافي الذي دعت
إليه «رابطة العالم الإسلامي» - لم نسمع بعدها عن شيء مما أشار إليه الشيخ
والشاكون إليه، فها نحن منذ عام 1405هـ وإلى الآن - قرب نهاية عام 1411
هـ - نعيش في بلد أوربي فيه عدد لا بأس به من المسلمين من مختلف الأصقاع
والمشارب، لم نسمع عن شيء من هذه «الخلافات والخصومات الطاحنة» التي
يتقلب البوطي منها على مثل جمر الغضا .. ! وهل على أحد لوم إذا ما ذكرته هذه
العبارة «الطاحنة» بأبيات زهير التي يصف فيها الحرب من معلقته:
وما الحرب إلا ما علمتم وذقتمُ وما هو عنها بالحديث المرَجَّمِ
متى تبعثوها تبعثوها ذميمةً وتَضرَ إذا ضرَّيتموها فَتَضْرَمِ
فَتَعرُكُكُم عَرْك الرحى بثِّفالها وتَلْقَحْ كَشافاً ثم تُنْتَجْ فتُتْئِم
وقبل أن نضع القلم نحب أن نتوجه بكلمتين إلى شيخنا البوطي.
الكلمة الأولى:
في الناس من يقرأ لابن تيمية ولغيره، وفيهم من له عقل يستطيع أن يميز
بين السقيم والسمين، وبين النافع والضار، وهذه كتب العلم لم تزل مبذولة تشهد
على كاتبيها، وقد أصبحت منتشرة أكثر والوصول إليها أسهل بحمد الله؛ فمن يا
ترى من العلماء يرشح لنا الشيخ البوطي حتى نتخذ منه نافذة نطل بها على تراثنا
الإسلامي العظيم نقلاً وعقلاً وفهماً واستنباطاً، ومن كتب في مناحٍ المسلمُ أحوج ما
يكون إليها في هذا العصر الهائج المائج؟
سيقول الشيخ: وهل تدعون أن أحداً من العلماء أحاط بكل ما يحتاجه
المسلمون، وأجاب عن كل تساؤل يعرض لهم؟ إذا كنتم تدعون ذلك فقد أبعدتم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/438)
النجعة، وبالغتم مبالغة مذمومة، وبلغتم بابن تيمية أو غيره ممن تتعصبون له درجة
لا تطاق ولا تقرون عليها! إن هذا العلم قدر مشترك لكل علماء المسلمين، وكل
منهم ساهم في هذا البناء المتماسك.
فنقول: نعم، لا ندعي لأحد الإحاطة، ولا نغمط أحداً حقه ولا نبخسه ما
وهبه الله، يأبى علينا الإنصاف ذلك، ولكننا - مع اعترافنا لكل ذي حق بحقه -
ننظر إلى ما هو موجود، وإلى نفعه للمسلمين من الجانب العملي، وإلى مردوده
على ما نتطلع إليه من الانتقال بحالهم من التراجع والضعف؛ إلى النظر إلى
المستقبل بثقة وثبات، وإلى تحويل إمكاناتهم من قوة كامنة إلى قوة دافعة، أي كتب
تقترحها علينا نطل من خلالها على الإسلام الصافي بقوة حججه، وسمو أخلاقه،
ووضوح أفكاره، وحرارة الإيمان، وفاعلية العقيدة فيه:
الفتوحات المكية أم اقتضاء الصراط المستقيم؟!
فصوص الحكم أم منهاج السنة النبوية؟!
اليواقيت والجواهر أم الصارم المسلول؟!
إرشاد المغفلين من الفقهاء والفقراء إلى شروط صحبة الأمراء! أم السياسة
الشرعية؟!
الكبريت الأحمر وشرح وصية المتبولي أم درء تعارض العقل والنقل [11]؟
الكلمة الثانية:
هناك مجال ما أجداه على الدعوة الإسلامية لو اقتحمه الشيخ البوطي، فبدلاً
من اقتصاره على الحديث ناقداً ومشنعاً على إخوانه أتباع الكتاب والسنة، وشنه هذه
الحملات المتكررة عليهم في داخل بلده وخارجه؛ حبذا لو خرج من هذه الدائرة
المغلقة والتفت إلى تربية الدعاة والاهتمام بنشر العلم الشرعي الذي استؤصلت
معالمه بشكل مقصود وأساليب ملتوية مفضوحة، إلا بقايا من الجهود الفردية التي لا
تفي بالحاجة ولا تقوى على التحديات المحيطة، وإن في إمكانات الشيخ البوطي -
«التي لا نحب أن نرتاب فيها» - البركة، فهو في حال - من البحبوحة الكلامية،
وحرية التحرك - يغبطه عليها الكثير، وله قدم صدق عند أصحاب الحل والعقد،
فلم لا يستثمر هذه الفرصة بما يعود على الإسلام والمسلمين بالخير، وينشِّط
«الصحوة الإسلامية» التي نوه بها بقوله مرة: «إن معين الصحوة الإسلإمية
من الشام، وهي من الشام تنتشر، وسرها في الشام، وقد كان ذلك فيما مضى،
واليوم، وسيبقى بعد اليوم» [12]. بشره الله بالخير، ولو أزال الشيخ الغموض
الكامن في عبارة «وسرها في الشام» لأجاد وأفاد، ووفى بالمراد، ولشكر له
المنتظرون سماع هذه التطمينات شكراً لا مزيد عليه. وكذلك قوله الآتي في
كلمته تلك فيه غموض يحتاج إلى تفصيل وشرح، ولا يقدر على ذلك سواه -
حفظه الله - فهلا فعل؟! يقول:
«إن المكائد تضاعفت ليس من أفراد فقط أو جماعات؟ بل من حكومات
تعادي الإسلام ... وإذا كانت الشام منبع أعداء الإسلام فلتنهض الشام نهضتها،
ولينهض الشعب متعاوناً مع رئيسه» [13]. كيف يكون معين الصحوة في الشام؛
ومنبع أعداء الإسلام من الشام؟! ومن الأفراد، ومن الجماعات، ومن الحكومات
التي تعادي الإسلام؟ ولم لا تضع دليلاً يستخدمه أهل الشام لاكتشاف هؤلاء الأفراد،
والجماعات، والحكومات؟! كل ذلك يحتاج إلى تجلية وبيان من أجل النشء
الذي وقفت جهودك لتوعيته، لتستبين سبيل المجرمين. فضع إصبعك على
الجروح الناغرة يا شيخ، ولا تخف، وخذِّل عن المسلمين، ولا يكن همك كهمِّ
المتنبي فقط؛ ضيعة أو ولاية [14]، فما أنت فيه خير من الضيعة أو الولاية،
وكن على ذكر من كلمة إبراهيم بن أدهم أو غيره: «لو يعلم الملوك ما نحن فيه
لجالدونا عليه بالسيوف». واعتبر بأصحاب الضيعات حواليك - ضباع تتهارش
على الجيف في العاجلة، وتذهب - مخلفة روائح الجيف ورائها - إلى الآجلة.
*انتهى*
________________________
(1) خاتمة هذه العبارة تذكر بعبارة شمشون الجبار: عليَّ وعلى أعدائي ياربَّ!.
(2) كلام خطير يبين دخيلة البوطي على حقيقتها وموقفه ممن لا يرون رأيه المريض في دعوة الشيخ
محمد بن عبد الوهاب حيث يريد أن يقطع - بتفسيره المدخول - صلة هذه الدعوة بجذور العقيدة
الإسلامية الصحيحة، ومع أن كلامه هذا ظاهر التهافت؛ وهو يحس بذلك؛ لذلك فقد قال في الكلمة
التي وشح بها ظهر غلاف كتابه: إنما أخرجت هذا الكتاب لناشئة الأمة، ولكن من أين له أن يغطي
الشمس غرباله؟!.
(3) ألا ينطبق هذا التعريف عليه؟!.
(4) مر قبل كلامه هذا أنه يعتبر السلفيين مبتدعين بلا ريب، وأن الابتداع ثابت في اتخاذ كلمة (السلفية)
هذه، وعلى الرغم من قذفه وشتائمه المتكررة فإنه لم يستطيع أذ يثبت بكلمة موثقة أن السلفيين الذين
يشهر بهم بأوصافه هذه يقولون بهذه الآراء واللوازم التي يتخايل بها.
(5) سبحانك هذا بهتان عظيم.
(6) نحن نستشهد بهذه العبارة على سبيل الإلزام، لا اقتناعاً بفحواها؛ بل نرى أن مذهب السلف أسلم
وأحكم.
(7) جلاء العينين ص 404.
(8) بحوث أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب 2/ 235.
(9) مجموع فتاوى ابن تيمية 17/ 362.
(10) ليلاحظ القارئ الكريم أن هذا التشاكي لم يكن جماعياً بل كل واحد من الضيوف كان يشكو للشيخ
البوطي على انفراد من هذه المحنة.
(11) الفتوحات المكية، وفصوص الحكم، كتابان لابن عربي واليواقيت والجواهر، وإرشاد المغفلين
والكبريت الأحمر، ووصية المتبولي كتب للشعراني الصوفي وهي كتب مشهورها كمجهولها في
الضرر أو قلة النفع عند العقلاء.
(12) صحيفة تشرين 18/ 4/1990.
(13) صحيفة تشرين 18/ 4/1990.
(14) إشارة إلى قوله في مدح كافور الإخشيدى:
إذا لم تَنط بى ضيعة أو ولاية فجودك يكسوني وشغلك يسلُبُ.
((مجلة البيان ـ العدد [40] صـ 7 ذو الحجة 1411 ـ يونيو 1991))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/439)
ـ[محمد خليل]ــــــــ[22 - 11 - 04, 11:51 م]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك.
وقد يثري هذا الموضوع، ويبين جوانب أخرى منه؛ إضافة الرد الذي كتبه الشيخ صالح الفوزان في (مجلة البحوث الإسلامية) على كتاب " السلفية " للبوطي.
نظرات و تعقيبات على ما في كتاب السلفية من الهفوات. الجزء 26 - صفحة 183
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[14 - 12 - 04, 02:02 م]ـ
مشكور أخ محمد خليل
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[15 - 12 - 04, 12:06 ص]ـ
وهذا رد الشيخ الفوزان على البوطي
نظرات وتعقيبات على ما في كتاب " السلفية " لمحمد سعيد رمضان من الهفوات
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وبعد. . .
فقد اطلعت على كتاب من تأليف الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي بعنوان " السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي " فاستغربت هذا العنوان لما يوحي به من إنكار أن يكون للسلف مذهب ومنهج تجب علينا معرفته والتمسك به وترك المذاهب المخالفة له ولما قرأت الكتاب وجدت مضمونه أغرب من عنوانه حيث وجدته يقول فيه إن التمذهب بالسلفية بدعة ويشن حملة على السلفيين، ونحن نتساءل هل الذي حمله على أن يشن هذه الحملة التي تناولت حتى القدامى منهم كشيخ الإسلام ابن تيمية وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب هل الذي حمله على ذلك كراهيته للبدع فظن أن التمذهب بالسلفية بدعة فكرهه لذلك؟ كلا ليس الحامل له كراهية البدع لأننا رأيناه يؤيد في هذا الكتاب كثيرا من البدع يؤيد الأذكار الصوفية المبتدعة ويؤيد الدعاء الجماعي بعد صلاة الفريضة وهو بدعة، ويؤيد السفر لزيارة قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو بدعة فاتضح لنا. والله أعلم أن الحامل له شن هذه الحملة هو التضايق من الآراء السلفية التي تناهض البدع والأفكار التي يعيشها كثير من العالم الإسلامى اليوم وهي لا تتلائم مع منهج السلف وقد ناقشت في هذه العجالة الآراء التي أبداها في كتابه المذكور حول السلفية والسلفيين وذلك من خلال التعقيبات التالية وهي تعقيبات
مختصرة تضع تصورا لما يحتويه كتابه من آراء هي محل نظر وإذا كان الدكتور يعني بحملته هذه جماعة معينة فلماذا لا يخصها ببيان أخطائها دون أن يعمم الحكم على جميع السلفيين المعاصرين وحتى بعض السابقين.
والآن إلى التعقيبات:
التعقيب الأول:
قوله في العنوان " السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي "
هذا العنوان معناه أن السلف ليس لهم مذهب يعرفون به وكأنهم في نظره عوام عاشوا في فترة من الزمن بلا مذهب ومعناه أيضا أن تفريق العلماء بين مذهب السلف ومذهب الخلف تفريق خاطئ لأن السلف ليس لهم مذهب، وعلى هذا لا معنى لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين. . .) وقوله لما سئل عن الفرقة الناجية من هي؟ قال (هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي) لا معنى لهذا كله لأن السلف ليس لهم مذهب ولعل قصد الدكتور من ذلك هو الرد على الذين يتمسكون بمذهب السلف في هذا الزمان ويخالفون المبتدعة والخرافيين.
التعقيب الثاني:
قوله في (ص5):
" هذا الكتاب لا يتضمن أي مناقشة لآراء السلفية وآفكارهم التي يعرفون بها كما لا يتضمن تصويبا ولا تخطئة لها ".
ومعنى هذا أن الآراء السلفية قابلة للمناقشة والتخطئة، وهذا فيه إجمال لأن السلفية بمعناها الصحيح المعروف لا تخالف الكتاب والسنة فلا تقبل المناقشة والتخطئة. وأما السلفية المدعاة فهي محل النظر وهو لم يحدد المراد بالسلفية فكأن كلامه موهما عاما يتناول السلفية الصحيحة والسلفية المدعاة.
التعقيب الثالث:
في (ص12) المقطع الأول يعلل فيه أن وجوب اتباع السلف بكونهم أفهم للنصوص لسلامة لغتهم ولمخالتطهم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/440)
وهذا فيه نقص كبير لأنه أهمل قضية تلقيهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتعلمهم منه وسؤالهم إياه ومشاهدتهم التنزيل على رسول الله وتلقيهم التأويل عنه - صلى الله عليه وسلم -?، وهذه مرتبة من العلم لم يبلغها غيرهم، وقد أهمل ذكرها وتناساها تماما كما أنه في آخر هذه الصفحة يقرر أن اتباع السلف لا يعني أخذ أقوالهم والاستدلال بمواقفهم من الوقائع وإنما يعني الرجوع إلى القواعد التي كانوا يحتكمون إليها. ومعنى هذا الكلام أن أقوال السلف وأفعالهم ليست حجة وإنما الحجة هي القواعد التي كانوا يسيرون عليها. وهذا كلام فيه تناقض لأن معناه أننا نلغي أقوالهم ونأخذ قواعدها فقط ونستنبط بها من النصوص غير استنباطهم، وهذا إهدار لكلام السلف ودعوة لكلام جديد وفهم جديد يدعي فيه أنه على قواعد السلف.
التعقيب الرابع:
في (ص13و14) ينكر أن تتميز طائفة من المسلمين من بين الفرق المختلفة والمفترقة وتسمى بالسلفية ويقول: لا اختلاف بين السلف والخلف ولا حواجز بينهم ولا انقسام. وهذا فيه إنكار لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم).
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) قيل من هي يا رسول الله قال: (هم من كان على مثل ما أنا عليه أنا وأصحابي) فهذا الحديثان يدلان على وجود الافتراق والانقسام والتميز بين السلف وأتباعهم وبين غيرهم.
والسلف ومن سار على نهجهم ما زالوا يميزون أتباع السنة عن غيرهم من المبتدعة والفرق الضالة ويسمونهم أهل السنة والجماعة وأتباع السلف الصالح ومؤلفاتهم مملوءة بذلك، حيث يردون على الفرق المخالفة لفرقة أهل السنة وأتباع السلف. والدكتور يجحد هذا ويقول: لا اختلاف بين السلف والخلف ولا حواجز بينهم ولا انقسام. وهذا إنكار للواقع مخالف لما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجود الانقسام والافتراق في هذه الأمة وأنه لا يبقى على الحق منها إلا فرقة واحدة.
التعقيب الخامس:
من (ص14 - 17) يحاول أن يسوغ قوله بعدم وجوب الأخذ بأقوال السلف وأعمالهم وتصرفاتهم بأن السلف أنفسهم لم يدعوا الناس إلى ذلك، وبأن العادات تختلف وتتطور في اللباب والمباني والأواني. . . . إلخ ما ذكره وهذا الكلام فيه جهل وخلط وتلبيس من وجهين:
الوجه الأول: قوله إن السلف لم يدعوا إلى الأخذ بأقوال السابقين. وهذا كذب عليهم فإن السلف من الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين يحثون على امتثال ما أمر الله به ورسوله من الاقتداء بالسلف الصالح والأخذ بأقوالهم والله قد أثنى على الذين يتبعونهم فقال تعالى {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ}. . . . . . . . الآية وقال - صلى الله عليه وسلم - عن الفرقة الناجية: (هم من كان على مثل ما أنا عليه أنا وأصحابي) وقال - صلى الله عليه وسلم - (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي) وقال عبد الله بن مسعود: من كان مستنًّا فليستن بمن مات فإن الحيّ لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبر الناس قلوبا وأغزرهم علمًا وأقلهم تكلفا.
وقال الإمام مالك بن أنس: لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها.
. . . . إلى غير ذلك مما تضمنته الكتب المؤلفة في عقائد السلف والمسماة بكتب السنة ككتاب السنة لعبد الله ابن الإمام أحمد وكؤتاب السنة للآجري وكتاب السنة لابن أبي عاصم وغيرها تذكر أقوال السلف وتحث على الأخذ بها.
الوجه الثاني: أنه جعل مسائل العادات كالمباني والأواني والملابس كمسائل العلم والعقائد والعبادات تختلف باختلاف الأزمنة والأعراف، وهذا منه جهل أو تلبيس فإن الفرق في ذلك معروف لأقل الناس ثقافة وعلما، كل يعرف أن العادات تختلف وأما العبادات وأحكام الشريعة فهي ثابتة.
التعقيب السادس:
في (ص19) المقطع الأخير، يقول:
" إن السلف لم يجمدوا عند أقوال صدرت عنهم ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/441)
ومراده أن السلف لا يبقون على أقوالهم بل يتحولون عنها، ومن ثم لا يجب علينا الأخذ بأقوالهم، وهذا فيه إجمال، فإن كان مراده أقوالهم في العقيدة فهو كذب عليهم؛ لأنهم ثبتوا على أقوالهم ولم يتحولوا عنه. وإن كان مراده أقوالهم في المسائل الاجتهادية فهم لا يجمدون على القول الذي ظهر لهم أنه خطأ بل يتركونه إلى الصواب.
التعقيب السابع:
قوله: " فكل من التزم بالمتفق عليه من تلك القواعد (1) والأصول وبنى اجتهاده وتفسيره وتأويلاته للنصوص على أساسها فهو مسلم ملتزم بكتاب الله وسنة رسوله ".
نقول: ضابط الإسلام قد بينه الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حديث جبريل وهو (أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا) (2)
فالمسلم هو الملتزم بالإسلام المقيم لأركانه، فلا حاجة إلى هذا التعريف الذي ذكره مع تعريف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم إن تعريفه فيه إجمال وعدم وضوح، فهو يتيح لكل أحد أن يفسر الإسلام بما يريد.
يدل على ذلك قوله فيما بعد:
" نعم إن من قواعد هذا المنهج ما قد يخضع فهمه للاجتهاد من ثم فقد وقع الخلاف. . . إلخ "
فهل الإسلام قابل للاختلاف؟ كلا بل إن أصول الإسلام والعقيدة ليست مجالا للاجتهاد، وإنما هذا في المسائل الفرعية فمن خالف في أصول الدين وعقيدته فإنه يكفر أو يضلل بحسب مخالفته؛ لأن مدارها على النص والتوقيف ولا مسرح للاجتهاد فيه.
التعقيب الثامن:
قوله: " إن السلفية لا تعني إلا مرحلة زمنية، قصارى ما في الأمر أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصفها بالخيرية كما وصف كل عصر آت من بعد بأنه خير من الذي يليه، فإن قصدت بها جماعة إسلامية ذات منهج معين خاص بها فتلك إذن أحد البدع " اهـ.
ونقول هذا التفسير منه للسلفية بأنها مرحلة زمنية وليست جماعة - تفسير غريب وباطل، فهل يقال: للمرحلة الزمنية بأنها سلفية؟! هذا لم يقل به أحد من البشر، وإنما تطلق السلفية على الجماعة المؤمنة الذين عاشوا في العصر الأول من عصور الإسلام، والتزموا بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، ووصفهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) الحديث. فهذا وصف لجماعة وليس لمرحلة زمنية، ولما ذكر - صلى الله عليه وسلم - افتراق الأمة فيما بعد قال عن الفرق كلها أنها في النار إلا واحدة، ووصف هذه الواحدة بأنها هي التي تتبع منهج السلف وتسير عليه فقال: (هم من كان على مثل ما أنا عليه أنا وأصحابي) فدل على أن هناك جماعة سلفية سابقة وجماعة متأخرة تتبعها في نهجها، وهناك جماعات مخالفة لها متوعدة بالنار، وما ذلك إلا لضلال هذه الفرق المخالفة للفرق الناجية، لا كما يقول فيما سبق في (ص 20/ 21):
" ومن حق صاحب أحد الرأيين أو الآراء في تلك المسائل الاجتهادية أن يطمئن إلى أن ما ذهب إليه هو الصواب، ولكن ليس من حقه أن يجزم بأن الذين خالفوه إلى الآراء الأخرى ضالون خارجون عن حظيرة الهدى " اهـ.
ونقول له: ليس هذا على إطلاقه إنما هو في المسائل الفروعية التي هي مسرح للاجتهاد. أما مسائل العقيدة فلا مجال للاجتهاد فيها وإنما مدارها على التوقيف ومن خالف فيها ضُلِّل أو كُفِّر بحسب مخالفته وقد ضُلل السلف القدرية والخوارج والجهمية وحكموا على بعضهم بالكفر لمخالفتهم منهج السلف.
التعقيب التاسع:
زعم في (ص27 – 31) أن الصحابة لم يكن بهم حاجة إلى تحكيم ميزان علمي في الاستنباط. وهذا فيه إجمال، فإن أراد بالميزان العلمي فهم النصوص ومعرفة معانيها وما يراد بها فهم أغزر الناس علمًا في ذلك وأقلهم تكلفا، وإن أراد بالميزان العلمي منهج الجدل وعلم الكلام فهذا ميزان جهلي لا ميزان علمي وهم أغنى الناس عنه، وقد تركوه وحذروا منه وضللوا أصحابه؛ لأنه لا يوصل إلى حقيقة ولا يهدي إلى صواب وإنما آل بأصحابه إلى الشك وإن زعم من ابتلي به أنه ميزان علمي، ووصفوا أنفسهم بأن طريقتهم أعلم وأحكم وأن طريق السلف أسلم، ويصفون السلف بأنهم ظاهريون كما وصفهم الدكتور بذلك في هذا الكتاب في (ص 31) فقال: فإن الشأن فيما ذكرناه عنهم من ابتعادهم عن ساحة الرأي وعدم الخوض فيما تلقوه من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/442)
أنباء الغيب وغوامض المعاني ووقوفهم في ذلك مع ظاهر النص دون تعطيل ولا تشبيه، فهذا معناه أن طريقة السلف طريقة بدائية تقف عند ظاهر النصوص، وليست طريقة علمية تنفذ إلى غور النصوص ومقاصدها.
التعقيب العاشر:
من (ص 42 – 47) يحاول أن يسوغ مخالفة بعض الخلف لمنهج السلف باتساع بلاد الإسلام ودخول أجناس من البشر في دين الإسلام، وهم يحملون ثقافات أجنبية وبتوسع في مجالات الحياة المعيشية باختلاف الملابس والمباني والأواني والصناعات والأطعمة. . . إلى غير ذلك مما ذكره من الكلام الطويل، إلى أن قال في النهاية:
فلو كانت اتجاهات السلف واجتهاداتهم هذه حجة لذاتها لا تحتاج هي بدورها إلى برهان أو مستند يدعمها؛ لأنها برهان نفسها، إذ لوجب أن تكون تلك النظرات " يعني نظرات السلف " المتباعدة المتناقضة كلها حقا وصوابا، ولوجب المصير _ ودون أي تردد إلى رأي _ المصوبة (3)، ولما احتاج أولئك السلف رضوان الله عليهم أن يلجؤوا أخيرا من مشكلة هذا التناقض والاضطراب إلى منهج علمي يضبط حدود المصالح. . . إلخ ما قال.
ونحن نجيبه عن ذلك بجوابين:
الجواب الأول: أن السلف لم يختلفوا في مسائل العقائد والإيمان وإنما اختلفوا في مسائل الاجتهاد الفرعية، وليس ذلك اضطرابا وتناقضا كما يقول، وإنما هو اجتهاد.
الجواب الثاني: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمرنا باتباعهم بقوله: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي) وقال عن الفرقة الناجية: (هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم أنا وأصحابي) وأثنى الله على من اتبعهم ورضي عنه معهم فقال سبحانه {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ} والإمام مالك بن أنس - رحمه الله - يقول: لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها. فيجب اتباعهم والأخذ بأقوالهم لا سيما في العقيدة؛ لأن قولهم حجة كما هو مقرر في الأصول.
التعقيب الحادي عشر:
في (ص 53 – 54) وصف الكوثري بأنه محقّق، ونقل كلاما له ذكر فيه أن عدة من أحبار اليهود ورهبان النصارى وموابذة المجوس بثوا بين أعراب الرواة من المسلمين أساطير وأخبارا في جانب الله فيها تجسيم وتشبيه وأن المهدي أمر علماء الجدل من المتكلمين بتصنيف الكتب في الرد على الملحدين والزنادقة (4) وأقاموا البراهين وأزالوا الشبه وخدموا الدين. هكذا وصف الكوثري رواة الإسلام بأنهم أعراب راجت عليهم أساطير اليهود والنصارى والمجوس، وهذه الأساطير بزعمه هي الأخبار المتضمنة لأسماء الله وصفاته لأنها تفيد التشبيه والتجسيم عنده وأثنى على علماء الكلام الذين ردوا هذه الروايات ووصفهم بالدفاع عن الإسلام والرد على الملحدين والزنادقة.
وأما علماء الكتاب والسنة فليس لهم دور عند الكوثري في الذب عن الإسلام والرد على الملاحدة والزنادقة. وقد نقل الدكتور كلامه هذا مرتضيا له ووصفه بالمحقق والله المستعان.
التعقيب الثاني عشر:
في (ص 63) يرى في فقرة (1) أنه يجب التأكد من صحة النصوص الواردة والمنقولة عن فم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرآنا كانت هذه النصوص أو سنة.
ونقول له: أولا: هل القرآن يحتاج إلى تأكد من صحته؟ أليس هو متواترا تواترا قطعيا؟ وإذا كان يريد بعض القراءات فلماذا لم يبين ويقيد كلامه بذلك؟
ثانيًا: هل القرآن من فم الرسول - صلى الله عليه وسلم - كالسنة أو هو وحي كله، لفظه ومعناه من الله تعالى والرسول مبلغ فقط أن كلامه هذا يوهم أن القرآن من كلام الرسول كالسنة، وليس هو كلام الله تعالى.
التعقيب الثالث عشر:
قال في (صفحة 63 – فقرة ج) أنه يجب على الباحث عرض حصيلة تلك المعاني " أي معنى النصوص الصحيحة " التي وقف عليها وتأكد منها على موازين المنطق والعقل لتمحيصها، ومعرفة موقف العقل منها. ا هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/443)
ونقول: هل للعقل موقف وسلطة مع النصوص الصحيحة؟ فهذا لم يقل به إلا المعتزلة ومن وافقهم، أما أهل السنة فيسلمون لما صح عن الله ورسوله، سواء أدركته عقولهم أم لا، ولا سيما في نصوص الأسماء والصفات وقضايا العقيدة، فإن العقول لا مجال لها في ذلك؛ لأنه من أمور الغيب، مع العلم أن الشرع لا يأتي بما تحيله العقول، لكنه قد يأتي بما تحار فيه العقول ولا تدرك كنهه.
التعقيب الرابع عشر:
في (ص 64) المقطع الثالث يستنكر تقسيم المسلمين إلى سلفيين وبدعيين، وهذا رد للنصوص التي أخبرت عن افتراق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، والتي أخبرت عن حدوث الاختلاف الكثير وحثت على التمسك بسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وسنة الخلفاء الراشدين عند ذلك، وكتابه يدور حول هذه النقطة، وهو إنكار لما هو واقع من الانقسام والافتراق في هذه الأمة، فهو إنكار للواقع المحسوس وكان الأجدر به أن يحث المتخلفين والمفترقين إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة بدلا من أن يطمئنهم على ما هم عليه من فرقة ومخالفة وبأنهم على الحق.
التعقيب الخامس عشر:
في (ص 65 – 67) يشكك في صحة الاستدلال بالخبر الصحيح الذي لم يبلغ حد التواتر في الاعتقاد فيقول:
" هذا القسم لا تتكون منه حجة ملزمة في نطاق الاعتقاد بحيث يقع الإنسان في طائلة الكفر إن هو لم يجزم بمضمون خبر صحيح لم يرق إلى درجة المتواتر ".
ونقول: هذا كلام غير سليم ولا سديد، فإن خبر الآحاد إذا صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجب تصديقه والتسليم له والجزم بمضمونه في العقائد وغيرها.
وهذا القول الذي ذكره قول مبتدع في الإسلام فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يرسل رسله آحادا ويقبل المرسل إليه خبره من غير توقف ولا تشكك في صحة ما جاءوا به، وكذلك الصحابة وأتباعهم كانوا يتقبلون الأحاديث الصحيحة ويحتجون بها، ولا يشكون في مضامينها في العقائد وغيرها، ولا يوجد هذا التفريق في كلام السلف، وإنما وجد في كلام بعض الخلف فهو تفريق مبتدع.
التعقيب السادس عشر:
في (ص 99) ذكر الدكتور البوطي الأصول والأحكام التي لا مجال للاختلاف فيها، وذكر منها اليقين بأن الله عز وجل واحد في ذاته وصفاته وأفعاله، وهذا الذي ذكره لا يزيد على توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون وجمهور الأمم، فالإقرار واليقين به وحده لا يكفي حتى ينضاف إليه توحيد الألوهية، وهو إفراد الله بالعبادة وترك عبادة ما سواه، وهذا أيضا أصل لا مجال للاختلاف فيه.
وقوله في هذه الصفحة في الفقرة (4) عن صفات الله أنها قديمة قدم ذاته، هذا ليس على إطلاقه، إنما يقال في صفات الذات، أما صفات الأفعال كالاستواء والنزول والخلق والرزق فهي قديمة النوع حادثة الآحاد، وكذا قوله عن كلام الله فهو قديم ليس على إطلاقه؛ لأنه من صفات الأفعال، فهو قديم النوع حادث الآحاد كغيره من صفات الأفعال، وهذا التفصيل معروف عند أهل السنة والجماعة.
التعقيب السابع عشر:
قوله في (ص 99)
" وكل ما قد وصف الله به ذاته أو أخبر به عنها مما يستلزم ظاهرة التجسيد والتشبيه نثبته له كما قد أثبت ذلك لنفسه وننزهه عن الشبيه والنظير والتحيز والتجسد. . . ".
نقول: ليس في صفات الله ما يستلزم ظاهره التجسيد والتشبيه، وإنما ذلك فهم فهمه بعض الجهال أو الضلال ولا ينسب ذلك إلى النصوص؛ لأن لله صفات تخصه وتليق به لا تشبهها صفات خلقه، ولا يدور هذا في ذهن المؤمن الصادق الإيمان، وكلام الله وكلام رسوله ينزه عن أن يكون لازمه باطلا.
التعقيب الثامن عشر:
قوله في (ص101) في الفقرة (8) إن رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة لا تستلزم تحيزا في جهة معينة. اهـ.
وأقول: نفي الجهة عنه الله مطلقا غير صحيح فإنه سبحانه في جهة العلو كما تواترت الأدلة على علوه في خلقه، وإنما ينزه عن جهة غير العلو.
هذا مذهب أهل السنة والجماعة، بخلاف الجهمية ومن سار على منهجهم في ذلك وغيره.
التعقيب التاسع عشر:
قوله في (ص101و102): إن الشفاعة في حق كثير من العصاة والمذنبين ميزة ميز الله بها نبيه عن سائر الرسل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/444)
هذا كلام غير صحيح، فإن الشفاعة في عصاة الموحدين ليست خاصة بنبينا - صلى الله عليه وسلم - بل ليست خاصة بالأنبياء، وإنما الخاص به - صلى الله عليه وسلم - الشفاعة العظمى التي هي المقام المحمود، وما ورد الدليل باختصاصه به.
التعقيب العشرون:
قوله في (104) في المقطع الأخير: والإسلام يستتبع آثاره مستقلا ومنفصلا عن الإيمان في الدنيا.
هذا الكلام فيه نظر؛ فإن الإسلام الصحيح لا ينفصل عن الإيمان لا في الدنيا ولا في الآخرة، فإن انفصل عنه فليس إسلاما صحيحا وإنما هو نفاق والمنافق لا يسمى مسلما وإنما يسمى منافقا، كما سماه الله ورسوله، ولا يلزم من معاملته معاملة المسلم في الدنيا أنه مسلم حقيقة لا في الدنيا ولا في الآخرة.
التعقيب الحادي والعشرون:
قوله في (ص107): والقول بأن الإنسان يخلق أفعال نفسه _ وهو مذهب المعتزلة _ ليس مكفِّرا.
أقول: في نفي تكفيره نظر؛ لأن من قال ذلك إن كان مع هذا ينكر علم الله _ كما هو قول غلاة القدرية _ فهو كافر، وإن كان لا ينكره وهو مقلد لغيره فقد أنكر أحد أركان الإيمان _ وهو القدر _ على علم، فكيف لا يكفر من كان هذه حاله؟
وأيضا هو قد أثبت لله شريكا في خلقه، وقد قال السلف عن هذا الصنف: إنهم مجوس هذه الأمة، بل ورد تسميتهم بذلك في أثر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
التعقيب الثاني والعشرون:
ما ذكره في (ص111 - 112) من أنه من أضفى صفات النبوة على عليّ بن أبي طالب وما يعتقده بعض المريدين في أشياخهم من العصمة، وما قاله الإمام الخميني من أن لأئمتهم ما لا يبلغه ملَك مقرَّب ولا نبيّ مرسَل.
إن هذه الأمور تعتبر شذوذات لا تستوجب لكفر أصحابها وخروجهم من الملة.
وكرر ذلك أيضا في (ص110) وقال في هامش (ص112) تعليق (رقم 1): سألت بعض الإخوة علماء الشيعة الإيرانيين. . . . إلخ.
إن عدم تكفير من يقول هذه المقالات واعتباره أخا خطأ واضح؛ لأنها من أسباب الردة الواضحة، فكيف لا يكفرون بذلك؟!
التعقيب الثالث والعشرون:
قوله في (ص114): ويقابل التعطيل التجسيم أو التشبيه، وهو أن تترك هذه الآيات (أي آيات الصفات) على ظاهرها، ويفهم منها المألوف في حياة المخلوقين والمحدثين، فيفهم من اليد الجارحة التي خلقها الله فينا، ويفهم من الاستواء معناه المتمثل في جلوس أحدنا على كرسيه أو سريره، ويفهم من المجيء الحركة التي تتخطى حيزا إلى غيره، وهكذا. اهـ.
والجواب عن ذلك أن نقول:
أولا: لا بد من ترك الآيات على ظاهرها فإنه حق مراد لله سبحانه، وكون بعض الناس يفهم منها فهما سيئا آفته من فهمه الخاطئ وليس ما فهمه هو ظاهر الآيات.
وَكَمْ مِنْ عائبٍ قولا صحيحا ** وآفُتُه من الفهمِ السقيمِ
ثانيًا: الآيات تدل على صفات حقيقية لله، فله يد حقيقية تليق به ولا تشبه يد المخلوق، والاستواء له معنى حقيقي فسره به السلف وأئمة السنة واللغة وهو العلو والارتفاع والاستقرار والصعود، وكل هذه المعاني على ما يليق بالله لا كعلو المخلوق وارتفاعه واستقراره وصعوده، تعالى الله عن ذلك.
وكذلك المجيء هو مجيء حقيقي على معناه في اللغة العربية، وكذا الإتيان كما جاء في الآيات الأخرى، ولا يلزم منه مشابهة مجيء المخلوق وإتيانه، والجارحة والحيز ألفاظ مجملة لم يرد نفيها ولا إثباتها في حق الله تعالى.
التعقيب الرابع والعشرون:
في صفحة 118 - 119 أثنى على بعض المتصوفة وبعض مؤلفاتهم كالقشيري، وهذا الثناء في غير محله؛ لأن التصوف أصل مبتدع في الإسلام ودخيل عليه، وقد تطور إلى أفكار إلحادية، وما زال العلماء المحقِّقون يحذرون منه ومن أصحابه، وبالخصوص القشيري، فإن لشيخ الإسلام ابن تيمية ردا مفصلا على رسالته وما فيها من مخالفات وشطحات، وفي الثناء عليه وعلى أمثاله تغرير بمن لا يعرف حقيقتهم.
التعقيب الخامس والعشرون:
تكلم عن صفات الله عز وجل من ص 132 - 144 وقد حصل في كلامه أخطاء كثيرة من أهمها:
1 - عد آيات الصفات من المتشابه وهذا خطأ؛ لأن آيات الصفات عند سلف الأمة وأئمتها من المحكم، ولم يقل إنها من المتشابه إلا بعض المت أخرىن الذين لا يحتج بقولهم ولا يعتبر خلافهم.
2 - ذكر أن آيات الصفات لها محملان:
المحمل الأول: أن تجري على ظاهرها مع تنزيه الله عز وجل عن الشبيه والشريك، وقال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/445)
إن هذا تأويل إجمالي؛ لأن ظاهرها ما هو من صفات المخلوقين.
والجواب: نقول له: ليس الأمر كما ذكرت، فليس ظاهرها يدل على مشابهة صفات المخلوقين، وإنما هذا وهم توهمته أنت وغيرك من بعض الخلف، وليس هو ظاهرها؛ لأن ظاهرها هو ما يليق بجلال الله وصفات الخالق تختص به وصفات المخلوق تختص به، ثم قال: والمحمل الثاني حملها على المعنى المجازي بأن يفسر الاستواء بالاستيلاء والتسلط والقوة. انتهى كلامه.
والجواب أن نقول له: لا يجوز حمل صفات الله عز وجل على المعنى المجازي؛ لأن هذا تعطيل لها عن مدلولها، بل يجب حملها على المعنى الحقيقي اللائق بالله؛ لأن الأصل في الكلام الحقيقة ولا سيما كلام الله عز وجل ولا سيما ما يتعلق به وبأسمائه وصفاته، ولا يجوز حمل الكلام على المجاز إلا عند تعذر حمله على الحقيقة، وهذا ما لم يحصل حمله في نصوص الصفات فليس هناك ما يوجب حملها على المجاز وكتسويغ منه لهذا الباطل الذي ذكره نسب إلى بعض السلف تأويل بعض الصفات، فنسب إلى الإمام أحمد تأويل: {وَجَاء رَبُّكَ} بمعنى جاء أمر ربك، ونسب إلى البخاري تأويل الضحك بالرحمة، ونسب إلى الإمام حماد بن زيد تأويل نزول الله إلى السماء الدنيا بإقباله جل جلاله إلى عباده.
والجواب أن نقول:
أولا ما نسبه إلى الإمام أحمد لم يثبت عنه ولم يوثقه من كتبه أو كتب أصحابه، وذكر البيهقي لذلك لا يعتمد؛ لأن البيهقي - رحمه الله - عنده شيء من تأويل الصفات، فلا يوثق بنقله في هذا الباب؛ لأنه ربما يتساهل في النقل، والثابت المستيقن عن الإمام أحمد إثبات الصفات على حقيقتها وعدم تأويلها، فلا يترك المعروف المتيقن عنه لشيء مظنون ونقل لم يثبت عنه، وله - رحمه الله - رد على الجهمية والزنادقة في هذا الباب مشهور ومطبوع ومتداول.
ثانيًا: وما نسبه إلى البخاري غير صحيح، فقد راجعت صحيح البخاري فوجدته قد ذكر الحديث الذي أشار إليه الدكتور (5) تحت ترجمة {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ} ولم يذكر تأويل الضحك بالرحمة، وإنما الذي أوله بالرضا هو الحافظ ابن حجر في الفتح، والحافظ - رحمه الله - متأثر بالأشاعرة، فلا عبرة بقوله في هذا.
ثالثا: ما نسبه إلى حماد بن زيد من تأويل النزول بالإقبال يجاب عنه من وجهين:
الوجه الأول: أن هذا لم يثبت عنه؛ لأنه من رواية البيهقي، والبيهقي - رحمه الله - يتأول بعض الصفات، فربما تساهل في النقل، ولو ثبت عن حماد هذا التأويل فهو مردود بما أجمع عليه السلف من إثبات النزول على حقيقته.
الوجه الثاني: أنه لا تنافي بين إثبات النزول على حقيقته وإقبال الله تعالى على عباده، فيقال: ينزل ويقبل على عباده ليس في هذا حمل على المجاز كما يظن الدكتور.
3 - نسب شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره أنهم قد يفسرون الوجه بالجهة أو القبلة أو الذات وظن أن هذا تأويل للوجه الذي هو صفة من صفات الله عز وجل الذاتية، وهذا الظن منه خطأ واضح؛ فهولاء الأئمة لم يقصدوا ما توهمه؛ لأن الوجه لفظ مشترك تارة يراد به الوجه الذي هو الصفة الذاتية وتارة يراد به الدين والقصد وتارة يراد به الجهة والوجهة، وسياق الكلام هو الذي يحدد المقصود في كل مكان بحسبه، فإذا فسر الوجه في موضع بأحد هذه المعاني لدليل اقتضى ذلك من دلالة السياق أو غيره صح ذلك ولم يكن تأويلا بل هو تفسير لذلك النص وبيان للمراد به.
وبما ذكرنا يتبين من جواز حمل آيات الصفات وأحاديثها على المعنى المجازي وصرفها عن ظاهرها أنه قول غير صحيح، وأنه لا مستند له فيما ذكره عن بعض السلف إما لأنه لم يصح عنهم أو لأنهم لم يقصدوا ما توهمه.
4 - اعتمد على تأويلات الخطابي لبعض الصفات وأشاد به ومدحه من أجل ذلك.
والجواب عن ذلك: أن الخطابي - رحمه الله - ممن يتناولون الصفات فلا اعتبار بقوله ولا حجة برأيه في هذا، وله تأويلات كثيرة، والله يعفو عنا وعنه.
ثم العجيب في الأمر أن الدكتور تناقض مع نفسه حيث ذكر فيما سبق أنه يجب إثبات صفات الله كما جاءت مع تنزيه الله عن التشبيه والتمثيل كما في صفحة 99 و101 و113 و 115 بينما نراه هنا يجوز تأويلها وحملها على المجاز، هل هذا تراجع عما سبق أو هو التناقض؟!
التعقيب السادس والعشرين:
أنه في ص138 يجيز مخالفة السلف في إثبات الصفات على حقيقتها فيقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/446)
" بل نفرض أن أحدا من رجال السلف رضوان الله عليهم لم يجز لنفسه أكثر من أن يثبت ما أثبته الله لذاته مع تفويض ما وراء ذلك من العلم، والتفاصيل إلى الله عز وجل، فإن ذلك لا يقوم حجة على حرمة مخالفتهم في موقفهم، هذه حرمة مطلقة " انتهى كلامه.
ونقول: يا سبحان الله ألا يسعنا ما وسع السلف؟ أليست مخالفتهم وفيهم المهاجرون والأنصار والخلفاء الراشدون وبقية الصحابة رضي الله عنهم والقرون المفضلة أليست مخالفتهم لاسيما في العقيدة بدعة، وكل بدعة ضلالة، بدليل قوله - صلى الله عليه وسلم -: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) والله تعالى يقول {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ} فشرط سبحانه في رضاه عمن جاء بعدهم اتباعهم للمهاجرين والأنصار بإحسان، والدكتور يقول لا تحرم مخالفتهم في صفات الله عز وجل. ألم يخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم خير القرون. ومعنى هذا الحث على الاقتداء بهم والنهي عن مخالفتهم لا سيما في أصول الدين، فهل تجوز المخالفة في أمور العقيدة، أليست العقيدة توقيفية لا مجال للاجتهاد فيها والاختلاف فيها؟!.
التعقيب السابع والعشرون:
في ص146 المقطع الأخير، ذكر أن من البدع القول بفناء النار وأن ذلك داخل بإجماع المسلمين في معنى البدعة.
وتعقيبنا عليه من وجهين:
الوجه الأول: أنه لم يحصل إجماع على تخطئة القول بفناء النار وعده من البدع كما زعم، فالمسألة خلافية وإن كان الجمهور لا يرون القول بذلك، لكنه لم يتم إجماع على إنكاره وإنما هو من المسائل الخلافية التي لا يبدع فيها.
الوجه الثاني: أن الذين قالوا بفنائها استدلوا بأدلة من القرآن والسنة، وبقطع النظر عن صحة استدلالهم بها أو عدم صحته، فإن هذا القول لا يعد من البدع ما دام أن أصحابه يستدلون له؛ لأن البدع ما ليس لها دليل أصلا، وغاية ما يقال أنه قول خطأ أو رأي غير صواب، ولا يقال بدعة.
وليس قصدي الدفاع عن هذا القول ولكن قصدي بيان أنه ليس بدعة ولا ينطبق عليه ضابط البدعة وهو من المسائل الخلافية.
التعقيب الثامن والعشرون:
في ص149 قال: وتفريق الباحث في مسألة القرآن بين ما فيه من المعاني النفسية والألفاظ المنطوق بها، مع ما يلحق بها من حبر وورق وغلاف ليقول إن الأول (يعني المعاني النفسية) قديم غير مخلوق، والثاني حادث مخلوق، أيعد بدعة محظورة لأن هذا التفريق لم يُعلم على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -?، ومن ثم يجب إطلاق القول بأن القرآن قديم غير مخلوق. والثاني حادث مخلوق أيعد بدعة محظورة لأن هذا التفريق لم يُعلم على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -?ومن ثم يجب إطلاق القول بأن القرآن قديم غير مخلوق دون تفصيل ولا تفريق، أم لا يعد بدعة وإنما هو شرح وبيان لما علمه الصحابة من قبل على وجه الإجمال، ومن ثم فلا مانع _ لاسيما في مجال التعليم _ من هذا التفريق والتفصيل اهـ.
وتعقيبا عليه أقول: كلامه هذا يتمشى مع مذهب الأشاعرة الذين يفرقون في كلام الله بين المعنى واللفظ فيقولون: المعنى قائم بالنفس وهو قديم غير مخلوق، وهذا كلام الله عندهم، وأما اللفظ فهو عندهم تعبير عن هذا المعنى من قبل جبريل أو النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مخلوق.
وهذا تفريق باطل (6)، ومذهب أهل السنة سلفا وخلفا أن كلام الله تعالى هو اللفظ والمعنى، وكلاهما غير مخلوق؛ لأنه كلام الله تعالى وصفة من صفاته، وصفاته غير مخلوقة.
وقوله إن الصحابة علموا هذا التفريق بين اللفظ والمعنى في كلام الله هو تقول على الصحابة، ونسبة إليهم ما هم منه براء.
التعقيب التاسع والعشرون:
في ص149 تساءل عن التوسل بجاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد وفاته، أو بجاه من عرفوا بالصلاح والاستقامة بعد وفاتهم هل هو بدعة أو يقاس على التوسل به - صلى الله عليه وسلم - حال حياته وهو شيء ثابت دلت عليه الأحاديث الصحيحة، ومن ثم فهو ليس من البدعة في شيء. ولم يجب عن ذلك التساؤل بل ترك القارئ في حيرة والتباس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/447)
وأقول، أولا: التوسل بالجاه ليس أصلا لا في حياته ولا بعد موته فهو بدعة بلا شك.
ثانيًا: أما التوسل بدعائه - صلى الله عليه وسلم - فهو جائز في حياته؛ لأنه يتمكن من الدعاء فيها أما بعد وفاته فطلب الدعاء منه بدعة ولا يجوز؛ لأنه لا يقدر على الدعاء ولأن الصحابة لم يفعلوا هذا معه بعد وفاته وإنما كانوا يفعلونه حال حياته، ولا تقاس حالة الحياة على حالة الموت لوجود الفوارق العظيمة بينهما عند جميع العقلاء، وإنما يقيس هذا القياس المخرفون، وإن كان هو يزعم في ص 155 أن هذا التفريق لم يعرف إلا عند ابن تيمية وأن السلف لم يفرقوا، ولم تفرق الأدلة بينهما، وكأنه لم يقرأ ما ذكره العلماء في الموضوع وما ذكره ابن تيمية في كتاب التوسل والوسيلة عن السلف والأمة في ذلك أو أن تحامله عليه أنساه ذلك.
ثم إنه نسب إلى السلف ما لم يقولوه، وحمل الأدلة ما لم تحتمله ولم يأت بدليل واحد على ما قال وأنى له ذلك؟!
والواجب أن الباحث أمثال الدكتور البوطي لا يخطئ شخصا ويتحامل عليه حتى يقرأ كلامه وينظر في مستنداته حتى يعرف هل هو مخطئ أو مصيب؟ هذا هو الإنصاف والعدل، ولا ننسى أن الدكتور البوطي له هنات في غير هذا الكتاب حول هذه المسألة قد قام بالرد عليها الشيخ محمد ناصر الألباني حفظه الله.
ثم إنه في ص146 يهون من شأن المسألة ويقول هي أقل من أن تصدع المسلمين أو تجعل منهم مذهبين.
وأقول كلا والله إنها لمسألة خطيرة تمس صميم العقيدة وتجر إلى الشرك فكيف تكون هينة؟!
التعقيب الثلاثون:
في ص150و157 أدخل تحت بدعة التزيد في العبادة الأذان الأول ليوم الجمعة الذي دعا به عثمان رضي الله عنه عندما دعت الحاجة إليه، وهذا منه خطأ واضح، فإن عثمان رضي الله عنه من الخلفاء الراشدين، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين) ففعله هذا يعد سنة لا بدعة وتزيدا حاشاه من ذلك رضي الله عنه وأرضاه. وهذا ينسينا ما قاله في حق شيخ الإسلام ابن تيمية أنه ابتدع التفريق بين حالة الحياة والموت إذ أن الخليفة الراشد عنده قد ابتدع في الدين.
التعقيب الواحد والثلاثون:
في (ص160) خلط بين علم الكلام والفلسفة وانتقد شيخ الإسلام ابن تيمية حيث أجاز مناظرة المتكلمين بمثل مصطلحاتهم مع أنه ينكر على الغزالي انشغاله بالفلسفة وكأنه لا يدري أن علم الكلام غير الفلسفة وأن بينهما فرقا واضحا (7).
وقد انتقد شيخ الإسلام أيضا في ص162و163 من ناحية أنه يحذر من الإقبال على علم الكلام والمنطق وهو قد تضلّع فيهما وناظر بهما.
والجواب عن ذلك أنه - رحمه الله - يحذر من الاشتغال بذلك من هم على غير مستوى علمي جيد يمكنهم من التخلص من أضرار علم الكلام، ولأن ذلك يشغل عن تعلم الكتاب والسنة، فأي انتقاد يوجه إليه في ذلك إلا من صاحب هوى وحقد، ثم إن الشيخ - رحمه الله - لا ينكر على من تعلم علم الكلام والمنطق من أجل الرد على المضللين وقتلهم بسلاحهم، وإنما ينكر على من تعلمها بغير هذا القصد.
التعقيب الثاني والثلاثون:
من ص 164 - 188 شن هجوما مسلحا على شيخ الإسلام ابن تيمية واتهمه أنه قال بقول الفلاسفة حينما قال إن الحوادث قديمة النوع حادثة الآحاد.
وهذه المسألة قد شنع بها خصوم شيخ الإسلام ابن تيمية عليه قديما وحديثا وقالوا إنه يقول بحوادث لا أول لها والدكتور في هذا الكتاب اتخذ من هذه المسألة متنفسا له ينفث من خلاله ما في صدره من حقد على شيخ الإسلام ابن تيمية؛ لأنه شيخ السلفيين الذين يضايقونه في هذا الزمان.
ولكن والحمد لله ليس له في هذه المسألة ولا للذين سبقوه أي مدخل على الشيخ وسيرده الله بغيظه لم ينل خيرا كما رد الذين من قبله، فإن مراد الشيخ - رحمه الله - أن أفعال الله سبحانه ليس لها بداية؛ لأنه الأول الذي ليس قبله شيء.
قال - رحمه الله -: والتسلسل الواجب ما دل عليه الشرع من دوام أفعال الرب تعالى في الأبد، فكل فعل مسبوق بفعل آخر، فهذا واجب في كلامه، فإنه لم يزل متكلما إذا شاء ولم تحدث له صفة الكلام في وقت، وهكذا أفعاله هي من لوازم حياته، فإن كل حي فعال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/448)
والفرق بين الحي والميت الفعل، ولم يكن ربنا تعالى قط في وقت من الأوقات معطلا عن كماله من الكلام والإرادة والفعل إلى أن قال: ولا يلزم من هذا أنه لم يزل الخلق معه فإنه سبحانه متقدم على كل فرد من مخلوقاته تقدما لا أول له، فلكل مخلوق أول والخالق سبحانه لا أول له فهو وحده الخالق سبحانه لا أول له فهو وحده الخالق، وكل ما سواه مخلوق كائن بعد أن لم يكن إلى أن قال: والمقصود أن الذي دل عليه الشرع والعقل أن كل ما سوى الله تعالى محدث كائن بعد أن لم يكن. أما كون رب العالمين لم يزل معطلا عن الفعل ثم فعل فليس في الشرع ولا في العقل ما يثبته، بل كلاهما يدل على نقيضه.
هذه خلاصة ما يراه الشيخ في هذه المسألة، وهل في ذلك ما يشنع به عليه كما يظنه الدكتور وأضرابه إلا أنه الهوى والحقد أو الجهل والغفلة، فإن بين ما قاله الشيخ في هذه المسألة وبين قول الفلاسفة القائلين بقدم العالم فروقا واضحة هي الفروق بين الحق والباطل والكفر والإيمان.
التعقيب الثالث والثلاثون:
في ص191 - 192 يؤيد عقد حلقات الصوفية التي يسمونها حلق الذكر، ويزعم أنه ليس هناك ما يمنع من إقامتها ويقول: إن الذكر مشروع.
ونحن نجيبه عن ذلك ونقول له: الذكر لا شك أنه مشروع، لكن على الصفة الواردة في الكتاب والسنة. أما إحداث هيئة للذكر لا دليل عليها كالذكر الجماعي أو الأوراد الصوفية التي ليس عليها دليل أو ربما يشوبها شيء من الألفاظ الشركية فهذه لا شك أنها بدعة وأن الذين يقيمونها مبتدعة داخلون في قوله - صلى الله عليه وسلم -: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) والشيء قد يكون مشروعا في أصله، لكن الصفة التي يؤدى بها إذا لم يكن عليها دليل فهى بدعة. وقد أنكر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه على الذين يجتمعون في مسجد الكوفة وفيهم رجل يقول سبحوا مائة كبروا مائة هللوا مائة؛ لأن هذه الصفة ليست من سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
التعقيب الرابع والثلاثون:
في ص193 - 195 شنع على الذين ينكرون ذكر الله بالاسم المفرد (الله) ومنهم الشيخ ابن تيمية فإنه وجه إليه قذائف غضبه، وهو في هذا لم يصغ إلى حجج المذكورين، ومنها أن ذكر الله بالاسم المفرد لم يرد في الكتاب ولا في السنة ولا في هدي السلف الصالح، علاوة على أنه لا يفيد شيئا؛ لأن الاسم المفرد لا يأتي بفائدة حتى يتركب مع جملة مفيدة، وما يزعمه الدكتور أن ذكر الله بالاسم المفرد يدخل في قوله تعالى {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} فنحن نسأله ونريد منه الصدق في الجواب دون مراوغة: هل ورد في السنة من أمره الله بهذا الأمر وهو الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر الله بالاسم المفرد، إذ لا شك أن سنته تفسير للقرآن هذا من محدثات الصوفية وفهمهم السقيم، وكثيرا ما يكرر الدكتور أن المخالف في هذه المسألة وغيرها لا يضلل.
ونحن نقول له إن المخالف لا يضلل إذا كان لمخالفته مأخذ من النصوص الشرعية أما إذا كانت مخالفته ليس لها مأخذ من الكتاب والسنة فإنه يضلل؛ لأن الله تعالى يقول {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ} وما دل عليه كتاب الله حق وما خالفه فهو ضلال يضلل من قال به.
التعقيب الخامس والثلاثون:
في ص196 - 197 يسوغ اصطلاحات الصوفية التي منها تفريقهم بين الشريعة والحقيقة ولم يجد دليلا والحمد لله لهذا التسويغ إلا أن ذلك قول كبار الصوفية كسهل التستري والحارث المحاسبي والجنيد _ وهذا لا أظنه معهم وإن حشره معهم _ ومعروف الكرخي، فهو بهذا الاستدلال كمن فسر الماء بعد الجهد بالماء. (8)
ثم هل هناك حقيقة تخالف الشريعة حتى يقال: الحقيقة والشريعة إلا في اصطلاح الصوفية أن الشريعة للعوام والحقيقة للخواص، وهذا إلحاد واضح وليت الدكتور لم يدخل هذه المجاهل المخيفة.
التعقيب السادس والثلاثون:
في ص201 - 212 تحدث عن الصوفية وأحوالهم وأقوالهم، وحاول الدفاع عنهم بكل ما أوتي من قوة والاعتذار لهم بكل ما أوتي من عبارة حتى عمن قال منهم: ما في الجبة إلا الله، وعمن قال منهم ما عبدتك خوفا من نارك ولا طمعا في جنتك. ورغم ما تحمله العبارتان من كفر وضلال حاول تأويلهما بما لا داعي للإطالة بذكره؛ لأن هاتين العبارتين تنبئان عن نفسهما ولا تقبلان التأويل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/449)
فإن قول القائل: ما في الجبة إلا الله صريح في الاتحاد. وقوله: ما عبدتك خوفا من نارك ولا طمعا في جنتك مخالف لهدي الأنبياء جميعا، حيث وصفهم الله بأنهم يدعونه رغبا ورهبا، ومخالف لصفة المؤمنين الذين يدعون ربهم خوفا وطمعا، ولا يعني هذا أنهم لا يعبدونه إلا من أجل الخوف والطمع بل هم مع ذلك يحبونه حبا شديدا ويذلون له كما قال تعالى {وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ} وقال تعالى {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}. ولا تصح العبادة إلا باستكمال هذه الأركان: المحبة والذل والخوف والرجاء.
ثم حاول الدفاع عن ابن عربي وما في كتبه: من القول بوحدة الوجود:
ففي هامش ص104 - 105 قال: إنه لا يجوز تكفيره بموجب كلامه الذي فيه الإلحاد الصريح حتى يعلم ما في قلبه: هل يعتقد ما يقول أم لا؟
ولو صح كلام الدكتور هذا ما كفر أحد بأي قول أو فعل مهما بلغ من القبح والشناعة والكفر والإلحاد حتى يشق عن قلبه ويعلم ما فيه من اعتقاد.
وعلى هذا فعمل المسلمين على قتال الكفرة وقتل المرتدين خطأ على لازم قول الدكتور؛ لأنهم لم يعلموا ما في قلوبهم، وهل هم يعتقدون ما يقولون وما يفعلون من الكفر أو لا؟
واسمع عبارته في ذلك حيث يقول: وخلاصة المشكلة أنه يعني شيخ الإسلام ابن تيمية ومن يقلده في نهجه يظلون يأخذون ابن عربي وأمثاله بلازم أقوالهم دون أن يحملوا أنفسهم على التأكد من أنهم يعتقدون (9) فعلا ذلك اللازم الذي تصوروه.
ثم قال إما أن يكون في كتب ابن عربي كلام كثير يخالف العقيدة الصحيحة ويوجب الكفر، فهذا ما لا ريبة فيه ولا نقاش فيه. وإما أنه يدل ذلك دلالة قاطعة على أن ابن عربي كافر وأنه ينطلق من فهم الشهود الذاتي من أصل كفري هو نظرية الفيض، فهذا ما لا يملك ابن تيمية ولا غيره أي دليل قاطع عليه. انتهى.
وإنما سقت هذا المقطع من كلامه لإطلاع القارئ على ما فيه من تخبط وتناقض ومناقضة لأدلة الكتاب والسنة وعمل المسلمين على كفر من قال كلمة الكفر غير مكره قال تعالى {وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ} {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ} ويلزم من هذا أيضا أنه لا يحكم بإسلام كافر إذا نطق بالشهادتين حتى يعلم ما في قلبه: هل يعتقدهما أو لا. ولوازم هذا كثيرة ويلزم عليه أن من دعا غير الله لا يكفر حتى يعلم ما في قلبه.
ثم اعتذر عن ابن عربي بأن في كتبه كلاما آخر يناقض كلامه الكفري.
ونحن نقول له: الإجابة عن ذلك هل ثبت لديك أنه رجع عن كلامه الكفري وأنه كتب هذا الكلام الذي يناقضه بعدما تاب أو أنه كتبه من باب التغطية والتلبيس، ثم أنت لم تأت بشاهد على ما قلت من كلامه.
ثم قال: " وإذا أبى ابن تيمية إلا أن يحملنا على تكفير ابن عربي استدلالا بالكفريات الموجودة في كلامه والإعراض عن الصفحات الطوال التي تناقضها وترد عليها في مختلف كتبه وأقواله فإنه لدعوة منه بلا ريب إلى أن نكفره هو الآخر استدلالا بالضلالات الفلسفية التي انزلق فيها ".
ويعني بذلك المسألة التي سبق ذكرها وهي قول الشيخ أن أفعال الله سبحانه ليس لها بداية ونقول: يا سبحان الله هل وصف الرب بما يستحقه من الكمال بدوام أفعاله وكماله أزلا وأبدا وتنزيهه عن التعطيل الذي وصفه به أهل الضلال من قولهم: إنه تعالى الله عما يقولون مضى عليه وقت لم يفعل شيئا ثم حدث له الفعل بعد ذلك هل هذا هو قول الفلاسفة الذين يقولون بقدم العالم وإنكار الخالق أن الضلال هو قول من يعطل الله من أفعاله ويضرب له مدة لا يفعل فيها شيئا كما هو قول علماء الكلام، وإن قول ابن تيمية هو الحق وقول أهل الحق وأين خطؤه _ لو كان خطأ على فرض _ من كفريات ابن عربي، وقوله بوحدة الوجود، وأن من عبد الأصنام ما عبد إلا الله؟
ثم إن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - لم ينفرد بتكفير ابن عربي، بل قد كفره كثير من العلماء حتى من الصوفية واقرأ مؤلفاتهم في ذلك، ومنها كتاب " تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي " للبقاعي وغيره من الكتب وللشيخ تقى الدين الفاسي رسالة مستقلة في تكفير ابن عربي، وذكر من قال بذلك من العلماء وهي مطبوعة ومتداولة فإذا كان بإمكان البوطي أن يكفره فليفعل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/450)
التعقيب السابع والثلاثون:
في ص236 كتب عنوانا بلفظ التمذهب بالسلفية بدعة، وهذا الكلام يثير الدهشة والاستغراب، كيف يكون التمذهب بالسلفية بدعة، والبدعة ضلالة وكيف يكون بدعة وهو اتباع لمذهب السلف واتباع مذهبهم واجب بالكتاب والسنة وحق وهدى؛ قال تعالى {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ} الآية وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين. . .) الحديث فالتمذهب بمذهب السلف سنة وليس بدعة، وإنما البدعة التمذهب بغير مذهبهم، وإذا كان قصده أن التسمي بهذا الاسم حادث كما يظهر من كلامه، ولم يكن معروفا من قبل فهو بدعة بهذا الاعتبار، فمسألة الأسماء أمرها سهل، والخطأ فيها لا يصل إلى حد البدعة، وإن كان قصده أن في الذين تسموا بهذا الاسم من صدرت عنهم أخطاء تخالف مذهب السلف فعليه أن يبين هذا دون أن يتناول السلفية نفسها فالتسمي بالسلفية إذا كان يعني التمسك بمذهب السلف ونبذ البدع والخرافات فهذا شيء محمود وطيب، كما قرر هذا هو في ص233 حيث قال عن حركة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وتسميتها السلفية: " فقد كان الشعار الذي رفعه أقطاب هذه الحركة الإصلاحية هو السلفية، وكان يعني الدعوة إلى نبذ كل هذه الرواسب التي عكرت على الإسلام طهره وصفاءه ".
هذا ما قاله عن هذه الحركة وتسميتها بالسلفية ولم يعب عليها هذا التسمي؛ نظرا لسلامة أهدافها عنده.
فنقول له: وهل السلفية اليوم تعني غير ذلك؟!
التعقيب الثامن والثلاثون:
وفي ص236 - 237 عبر عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - بالمذهب الوهابي، وقال: " الوهابية تبرموا من هذه الكلمة لأنها توحي بأن ينبوع هذا المذهب بكل ما تضمنه من مزايا وخصائص يقف عند الشيخ محمد بن عبد الوهاب فدعاهم إلى أن يستبدلوا بكلمة الوهابية هذه كلمة السلفية. . . إلخ ما قال.
والجواب أن نقول: إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ليس له مذهب خاص يدعى بالوهابية؛ لأنه في العقيدة على منهج السلف، وفي الفروع على مذهب الإمام أحمد بن حنبل الذي كان عليه علماء نجد من قبله وفي عصره ومن بعده.
التعقيب التاسع والثلاثون:
في ص129 - 240 تكلم عن زيارة القبر النبوي _ على صاحبه أفضل الصلاة والسلام _ فقال: " ولكم اتهمنا واتهم كثير من المسلمين من أهل السنة والجماعة بالابتداع والمروق؛ لأننا ذهبنا إلى ما ذهب إليه الجمهور من علماء السلف وغيرهم من أنه لا ضير في أن يعزم الرجل على زيارة كل من قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ومسجده ". كذا قال.
والجواب أن نقول: إن زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير سفر سنة وليست بدعة ولم يقل أحد إنها إذا كانت على هذه الصفة بدعة ومروق أما السفر لزيارة قبره - صلى الله عليه وسلم - فهو بدعة لأنه لا يجوز السفر لأجل زيارة القبور لا قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -?ولا قبر غيره من الأولياء والصالحين لقوله: - صلى الله عليه وسلم - لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى وعملًا بهذا الحديث لم يكن السلف والأئمة الأربعة وغيرهم من الأئمة المقتدى بهم يسافرون من أجل زيارة القبور وقد أوغل الدكتور في الخطأ حين ادعى أن مذهب الجمهور من علماء السلف وغيرهم أنه لا ضير في أن يعزم الرجل على هذا فإن كان قصده العزم على السفر لزيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فعلماء السلف ينهون عما نهى عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - من السفر لزيارة القبور عمومًا قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -?وغيره ثم إن الدكتور خطأ شيخ الإسلام ابن تيمية في استدلاله بالحديث المذكور على منع السفر لزيارة القبور وسماه غلطًا عجيبًا انزلق فيه الشيخ حيث قال ويترتب على هذا الغلط العجيب الذي انزلق فيه ابن تيمية - رحمه الله - إن الإنسان لا يجوز له أن يشد الرحال إلى زيارة رحم أو إلى طلب علم أو إلى انتجاع رزق لأن هذه الأشياء كلها خارج المساجد الثلاثة ونحن نقول له بل الغلط العجيب ما انزلق اليه فهم الدكتور لأن الحديث الشريف يعني منع السفر إلى بقاع مخصوصة لأجل التعبد فيها أو عندها غير المساجد الثلاثة سواء كانت هذه البقاع مساجدَ أو قبورًا أو غيرها أما السفر لزيارة الرحم أو طلب العلم أو طلب الرزق فلم يدخل في مدلول الحديث أصلًا.
التعقيب الأربعون:
في ص241 قال عن سبب صبر الإمام أحمد على تحمل محنة القول بخلق القرآن وإنما كان سبب المحنة التي تعرض لها الإمام دون غيره هو ورعه الشديد الذي منعه أن يفصل ويفرق بين اللفظ والمعنى.
والجواب أن نقول له:
أولا: لم يكن الإمام أحمد وحده الذي تعرض لهذه المحنة بل شاركه في ذلك خلق كثير من العلماء منهم من قتل في ذلك ومنهم من عذب وأوذي لكن يظهر أن الدكتور لم يقرأ التاريخ.
ثانيًا: ليس هناك تفريق بين معنى القرآن ولفظه كلاهما كلام الله منزل غير مخلوق والتفريق بينهما بأن يقال المعنى غير مخلوق واللفظ مخلوق هذا قول المبتدعة لا قول أهل السنة فالإمام أحمد لم يفرق بينهما لأنه كغيره من الأئمة لا يرى فرقا بينهما ولا يعتقد عقيدة الأشاعرة.
التعقيب الواحد والأربعون وهو الأخير:
في ص256 - 257 استنكر الرد على كتاب الذخائر المحمدية لمحمد علوي مالكي وبيان ما فيه من الضلالات وقال: إن محمد علوي من أهل السنة والجماعة ولم يقرأ الناس في تأليفه وكتاباته ولم يروا في واقع حاله إلا ما يزيدهم ثقة باستقامة دينه وصلاح حاله وسلامة عقيدته.
والجواب: أن نقول له الواجب عليك أن تنظر محتويات كتب هذا الرجل وتعرضها على الكتاب والسنة وعلى عقيدة السلف لتعرف مدى مطابقتها أو مخالفتها لهذه الأصول ولا تعتمد على قراءة الناس وإنما تنظر أنت هل المعترض عليه مصيب أو مخطئ هذا ما يتطلبه الباحث المصنف الذي يحترم ما يقول ويكتب دون التهجم على من اعترض علوي قبل معرفة وجهة اعتراضه ثم هل كون الرجل من أهل السنة والجماعة ومن أهل الاستقامة هل ذلك يمنع من الاعتراض عليه إذا أخطأ؟
والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبيينا محمد وعلى آله وصحبه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/451)
ـ[حسين الزعبي]ــــــــ[15 - 12 - 04, 01:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا التوضيح الذي ذكرته حول الكتاب والكتاب موجود عندي وعند قراءته تحس بأنك لا تعرف أين تسير والمؤلف فيه \ محمد سعيد رمضانالبوطي \ ينسى بأن معنىالسلفية ليست مذهبا نقصده ولكن نفهم الكتاب والسنة كما فهمه سلفنا الصالح ونتبع السبيل التي إتبعوها قال تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً
وإذا لم يكونوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم فمن هم المؤمنون
وهناك ملاحظة أخرى وهي أنك عند قراءةالكتاب تجد أن المؤلف قليلا ما يعرج للاستشهاد بآيات أو حديث و مصدره غالبا العقل والله المستعان ولكن الدكتور البوطي عرض بعض الحقائق التي كانت تخفى مثل ذكر الله منفردا وأقوال منقولة عن ابن تيمية تحتاج للرد عليها استشهد بها ولكنه مع هذا أنصفه بها
وقال ربما رجع عنها أو أنها عبارات ======== وهناك أمر يحتاج الى توضيح وهو سؤال موجه مني للجميع لماذا نسمي أنفسنا بالسلفيين أو الصوفيين أو \\\\\\\\ والله عز وجل يقول \ هو سماكم المسلمين \ أرجو تصحيح ما أخطأت به أو توضيح ما غاب عن ذهني وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 06 - 05, 11:47 ص]ـ
موضوع ممتاز
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[19 - 06 - 05, 01:25 م]ـ
منذ عدة سنوات قرأت في غلاف للشيخ العثيمين ـ رحمه الله تعالى و غفر له ـ بعنوان (توجيهات للصحوة الإسلامية) يقول:
" لا أرى أن يقال هذا سلفي و هذا إخواني و هذا تبليغي (هو سماكم المسلمين) "
هكذا قال العثيمين رضي الله عنه
و حقيقة فإن هذه أمور بديهية لا تفتقر إلى نقل، فالعثيمين مثلا حين قالها لم تنتج عن بحث و تنقيب و تحقيق و تخريج ... بل جاءت مجرد خروجا تلقائيا لأمر بدهي يقر في الذهن ... و لكني أنقل كلامه لأن ـ و للأسف الشديد ـ بعض الأمور البدهية صارت تحتاج إلى أن يقولها عالم حتى نعترف بصحتها، هكذا حال كثير من الطلبة هذه الأيام ـ و لا أتهم أحدا ـ تجاوزوا بالظاهرية الفروع الفقهية إلى الأمور البدهية ..
ما وجدنا في عصرنا من التسمي ـ لا سيما بأسماء جديدة على المسلمين يجهل جمهورهم معناها ـ إلا الفرقة و الضغينة ... و من خالط تيارات الصحوة في بلدنا مصر لعلم صدق ـ بل يقينية ـ ما أقول ....
و العجيب أن تجد من يثير ذلك يقول: " التسمي ليس أمرا تعبديا، بل هو أمر مصلحي حتى نفرق بين من هو على السنة و من هو مخالف لها "
و أقول عجيب؛ لأن كل الواقع في بلد هذا المتكلم ليشهد بكون فساد هذه الانتماءات و التحزبات أعظم بكثير من مصلحتها ـ هذا لو سلمنا وجود مصلحة فيها ـ
و الله تعالى هو المصلح للأمور
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[22 - 08 - 07, 08:48 ص]ـ
سلم المسلم
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[22 - 08 - 07, 08:50 ص]ـ
عليكم بالقرآن و السنة(11/452)
بلوغ المرام في أسرع وقت ممكن
ـ[الأسيف]ــــــــ[20 - 11 - 04, 03:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد قمت بالبحث عن شروح بلوغ المرام للعوان ولم أجد سوى كتاب الصيام والحج
فمن كان يعرف مكان البقيه فليدلناعليه لأنه شرح مبسط وسهل
أومن كان يعرف شرحاآخلا كاملا مبسطا فليدلنا عليه وأسأل الله أن يوفقنا لما يحبه
ويرضاه
ـ[خالد العمري]ــــــــ[21 - 11 - 04, 06:21 ص]ـ
هنا شرح مفرغ من الاشرطه
للشيخ/صالح ال الشيخ
وللشيخ/عبدالمحسن الزامل
http://www.taimiah.org/books02.asp?pid=1
ـ[الأسيف]ــــــــ[21 - 11 - 04, 02:46 م]ـ
بارك الله فيك وجعلها في ميزان حسناتك(11/453)
مقالات الشيخ صالح الفوزان في الرد على أرباب الصحافة
ـ[آل نظيف]ــــــــ[20 - 11 - 04, 09:38 م]ـ
القول بعدم تخطئة المخالف
الحوار يراد منه بيان الأحكام الشرعية وترسيخها
كيد الشيطان للمسلمين بواسطة المرأة
مناهجنا الدراسية واختلاف المفاهيم حولها
الأسماء لا تغير الحقائق
نصيحة للشباب
تصحيح مفاهيم
حكم الانتخابات والمظاهرات
حكم رفع الصوت بالبكاء عند القنوت
ـ[آل نظيف]ــــــــ[20 - 11 - 04, 09:52 م]ـ
القول بعدم تخطئة المخالف
الحوار يراد منه بيان الأحكام الشرعية وترسيخها
كيد الشيطان للمسلمين بواسطة المرأة
مناهجنا الدراسية واختلاف المفاهيم حولها
الأسماء لا تغير الحقائق
نصيحة للشباب
تصحيح مفاهيم
حكم الانتخابات والمظاهرات
حكم رفع الصوت بالبكاء عند القنوت(11/454)
نرجو قراءة الموضوع بعناية
ـ[ rehalelislam] ــــــــ[21 - 11 - 04, 10:22 ص]ـ
ياسر حمزة
أحد المتخصصين في تدريس طرق وفنيات تلاوة القرآن الكريم
وأحد المتخصصين في المحاسبة و دراسات جدوى المشروعات
أيها الأخوة الأفاضل الكرام /
حياكم الله تحية مباركة طيبة من عنده فسلام الله تعالى وبركاته ورحماته عليكم، وبعد،
فقد شاء المولى العظيم، رب العرش الكريم، أن أبعث لشخصكم الجليل، ولا أزكيكم على الله، برسالة الخير العميم هذه بعد أن استخرته I في ذلك، وأحمد الله تعالى المتفضل الحنان المنان I أن ألهمني بكم؛ ووجهني لكم؛ لتكونوا [نعم المُحسنين المُتعاونين الشفوقين بالسعي في ألوان الخير المختلفة] لتحصلوا على عظيم الأجر والثواب من رب الأرباب، فهي إذًا ملايين الحسنات المُتضاعفة والمُتكررة؛ من ثمرات هذا المشروع الرائع الضخم الكبير الذي نسعى لإقامته، فهذا المشروع العظيم المفيد الذي نَدُرَ أن تجدوا مثله، رغم خطورة عدم وجوده في العالم الإسلامي بِأَسره، من حيث أن نفعُهُ ممتد دنيا وأخرى، بل وكل مستفيد من هذا المشروع يُأجر به على أنه عملٌ صالح خالص لوجه الله الكريم إن شاء الله، ولكم مثله نفس الأجر والثواب ترونه إن شاء الله في صحيفتكم يوم القيامة، فهو العلم الذي ينتفع به، والصدقة الجارية الممتدة إلى ما شاء الله، لن أطيل عليكم، فالموضوع يتلخص في أننا مجموعة من الشباب المسلم تخصصنا بالتحري والتدقيق في طُرق قراءة القرآن الكريم، ونتحرق همًا وشوقًا أن نعلم كل من شاء الله لهتعلُم هذا العلم الفرضي، وقد تقدمنا للحكومة المصرية تارة {المتمثلة في وزارة الأوقاف، أو الأزهر الشريف} أو لبعض رجال الأعمال تارة أخرى، لإقامة هذا الصرح العلمي الفريد (وهو مركز) يليق بتدريس طرق هذه الرواية العظيمة، رواية حفص عن عاصم، لتحسُن قراءة كل المكلفين القارئين بها كما يحب ربنا ويرضى، فلم نجد من يتحمس لإقامته ويتقدم للإنفاق على إنشائه، بأساليب الإنفاق المقترحة بعد، ولم يبقى لنا من بعد فضل الله الكريم إلا بابكم لنطرقه.
لذا: نرجو التكرم بالتماس مُشاركتكم السخية في هذا الصرح الشامخ، بأي صورة من الصور التي ترونها مناسبة، بل ونحملكم المسؤلية معنا فيها، وعندنا صورة متواضة مطروحة في الصفحة رقم 9 من هذه الدراسة، حيث بدأ المشروع كفكرة عندما قام {اتحاد قُراء العالم} المعروف بالمختصر (إقرأ) بعمل بحث ضخم أستغرق عامين كاملين انسحبت عينته على كل بُلدان العالم الإسلامي، وكانت أهداف البحث كثيرة، نذكر منها هدف واحد يخصنا وهو الكيفية التي يُقرأ بها القرآن الكريم في العالم الإسلامي اليوم
حيث أظهرت نتائج البحث المذهلة أن:
1. 80% من مسلمي العالم الإسلامي اليوم يتلون القرآن برواية حفص عن عاصم، ونسبة ضئيلة جدًا لا تكاد تذكر منهم الذين يعرفون رواية شعبة بن عياش عن عاصم، وأن 17% من مسلمي العالم الإسلامي يتلون القرآن برواية ورش أو برواية قالون عن نافع وأن 3% فقط يتلون القرآن {برواياته الـ16 الأخرى لباقي القراء العشر مِن بعد هذه روايات الأربعة المذكورة قبل}، {وهذه الروايات الـ20 جميعًا ثبت تواترها ليس فقط صحتها، وعليه حملها الأئمة العشرة المعروفين الذين تتواتر قراءتهم عن رسول الله e } ليتناولها هؤلاء وهم طلبة العلم، [باعتبار أن هناك فرض للكفاية على الأُمة في معرفة وحفظ طرق وروايات القراء العشر، وهذا ما دعا هؤلاء الطلبة فتصدروا للقيام بهذه الفرضية، حتى لا تندثر باقي هذه القراءات العشر، برواياتهم فأخذ طلبة العلم على عاتقهم أن يتعلموها ويحفظوها ليعلموها ويورثوها إلى من خلفهم من الأجيال التي تأتي بعد].
2. وهؤلاء الذين يتلون القرآن برواية حفص عن عاصم؛ يتعرضون إلى الخلط والتلفيق بين طرق هذه الرواية العظيمة؛ عند شروعهم لقراءة القرآن الكريم، طننًا منهم أن ذلك مباح شرعًا وهيهات، رغم معرفتهم للأحكام العامة للتجويد، دون معرفتهم بالأحكام الخاصة التي يتطلبها علم الطرق، تلك الطرق التي تصل بعد تحقيقها والتدقيق فيها لعدد 58 طريق صحيح راجح، وهي طرق متباينة فيما بينها على مسائل معروفة لأهل التخصص، وهذا الخلط و التلفيق في قراءة القرآن يحرمه الشرع الحنيف على كل من يفعله، وهذا إجماع فقهاء علماء الأداء المذكورة فتواهم في كتبهم المتخصصة مثل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/455)
كتاب (زبدة العرفان في تحرير أوجه القرآن للإمام / مصطفى الأزميري) وكتاب (لطائف الإشارات لفنون القراءات للقسطلاني) وغيرره من الكتب المتخصصة في ذلكم وقد تزيد على 30 كتاب (وهذا الكلام يعنى أن كل من يلفق في القراءة من المكلفين ويدعي أنه يقرأ القرآن {والحق أن الذي يفعل مثل هذا الخلط والتلفيق بين الطرق، إما جاهل يُعذر بجهله لحين تعليمه، حتى تحسُن تلاوته فتنجذب لها القلوب كما يحب ربُنا ويرضا، وإما يعرف الحكم ولا يطبقه دون مبرر شرعي منه؛ (مبررأوضح من شمس النهار)، فهذا يمكن أن نسميه أي شيء إلا أن نسميه قارئ للقرآن} فهو يُعرض نفسه لارتكاب كبائر الذنوب، وكان الأولى به عند تناوله للقرآن الكريم، أن يتعلم طريقً ليقرأ به فيثاب على ذلك، لا أن يأثم بتلفيقه بين طرق الرواية المختلفة)، فهؤلاء الذين يفعلون ذلك نسبتهم ضخمة جدًا تصل إلى 97% من نسبة الـ80% من مسلمي العالم الإسلامي كما بينا سابقًا، أما النسبة الصغيرة الباقية وهي نسبة الـ3% المتممة للمائة كانت من نصيب طلبة العلم الدارسين لبعض تلك الطرق وهم يجتهدون في عدم الخلط والتلفيق بينها أثناء تلاوتهم للقرآن الكريم.
3. من هنا كانت الفكرة في إقامة صرح علمي تُدَرس فيه طرق هذه الرواية، وقد تجمعت لهذه الدراسة حفنة من الغيورين المتخصصين في ذلك الفن الرفيع ليقوموا بتنفيذ هذا الواجب الشرعي، غير أنه ينقصها المال لتقوم بهذا الدور بكل الأمانة المطلوبة، وبدأنا دراسات الجدوى الاقتصادية للمشروع (كما يأتي بعد) ولكن بَقِيَ المشروع فكرة فقط لم ترى النور بعد، دون أن تكون واقع في أحوال المسلمين، فهي إذًا محاولة متواضعة منا غير مسبوقة بفضل الله I، قد جمعت حولها من العارفين الحاذقين، والمحققين المدققين، والمهتمين الشفوقين، بتوصيل علم هذه الطرق لرواية حفص بن سليمان بن المغيرة عن إِمامه الثقة / عاصم بن أبي النجود، لتدريسها لكل من طلبها من المكلفين (والمكلف: هو كل مسلم ذكر أو أنثى بالغ عاقل) وكل مكلف مطالب شرعًا على وجه الحتم والإلزام {وجوبًا} على الأقل، بمعرفة وتعلم طريق من طرق أي رواية متواترة مثل رواية حفص عن عاصم، ليُقرَأ بها القرآن الكريم صحيحًا كما أُنزل، سواء في صلاته أو أوراده القرآنية، هذا وقد آلينا على نفسنا أن نقوم بمسؤولية تعليم القارئين للقرآن الكريم على اختلاف أحوالهم صغارًا أو كبارًا، رجالاً أو نساءً، في مصر أو غيرها من بُلدان العالم الإسلامي إن شاء الله، لأشهر طريقين تُقرأ بهما رواية حفص عن عاصم، أو أكثر، دون خلط أو تلفيق بينهما، أو بين غيرهما من باقي الطرق الـ 58، والمشروع على أتم الاستعداد إن شاء الله لتقديم باقي خدماته في علوم القرآن، وغيرها من علوم السنة الشريفة، لمن أراد أن يواصل أبحاثه وتعاليمه في هذا السبيل السامق المُوفق إن شاء الله، وذلك بأحدث الطرق العلمية الحديثة في التدريس وبالوسائل المبتكرة والمناهج المدروسة والتي تتوافق مع جل أفهام ومدارك واستيعاب المتعلمين دون ضجر أو سأم، وهذا لأنه:
لما كان علم {تدريس طرق الرواة} فرض كفاية على الأمة جميعًا، وتَرك ذلك يُوِقع كل أفرادها وخاصًا العالمين به (المُتقاعسين عن تعليمه لمن جهله من المُكَلفين)، يوقعهم جميعًا في الإثم، لذلك كانت الفكرة لقيام (مركز لخدمة كل متناولين لقراءة القرآن) يقوم بواجبه الحتمي حتى يُزال الإثم (عن كل المُعلمين الذين تقاعسوا وعن جل المسلمين الذين لم يتعلموا أو لم يحُضُوا غيرهم لتَعلُم هذا العلم فيرجعوا إليهم عند الحاجة لعلمهم) خوفًا من أثم الخلط والتلفيق بين طرق رواية حفص بن سليمان بن المغيرة، لأن معرفة أحدها (أي أحد هذه الطرق) من المعلوم من الدين بالضرورة (بمعنى أنه منذ سن البلوغ حتى لحظة الموت) لا ينبغي لأي مُكلف من المسلمين أن يخلط و يلفق بين طرق رواية حفص عن عاصم لأي شيء من القرآن ولو جزء من آية بل ولو كان كلمة ولا أكون مُبالغًا إن قلت ولو حرف من القرآن، يُسمع من كل مكلف أثناء تلاوته للقرآن سواء في الصلاة ((فرضٍ أو نافلة)) أو الأوراد القرآنية المختلفة التي يقوم بها المكلف في يومه وطوال حياته إلى لحظة مماته، بل أن الأمر أشد خطورة من ذلك إذا استهان المكلف به، فقد يُعرض نفسه لخطر شديد من أنه ربما يكذب على الله سبحانه وتعالى ومن ثمَّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/456)
على النبي e أو الثقات الذين نقلوا إلينا القرآن بصورته الغضةً الطرية المعروفة الآن، فهناك فرق بين التلاوة باعتبارها علم صوتي محكوم شرعًا بعلم الطرق؛ وبين صورة الحروف باعتبارها كتابة يحكمها علم رسم القرآن الكريم، بل وقد يتوهم هذا المُخلط المُلفق أن قراءته مأذُون له بها أو أنها من قبيل القراءة المسندة عن الرسول e رغم أن الحكم الحق في تلاوته هذه على غير ما توهم، وفي الحديث الصحيح (من كذب علىَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)، رواه البخاري، بل ويدخل بتخليطه هذا، في معنى قوله I ( ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة) [الزمر، 60]، فأمر التلاوة منضبط بعلم الطرق وليس لأهواء أو ظن أحد، فهذا هو المشروع الذي أحببنا أن نعرضه عليكم فنتعاون فيه سويًا إن شاء الله، أسال الله الكريم سرعة إقامته، وعليه يكتب (الله الكريم) لنا ولكم الأجر الجزيل و السعادة في الدنيا والآخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه، مع ملاحظة أننا قصدنا عون المسلم المحسن المفضال لأخيه المسلم المحتاج دون شحاذة أو استغلال، فنحن يا أحباءنا نتشرف بالتماس موافقتكم على تمويل هذا المشروع بالصورة التي ترونها مناسبة حتى ولو بقرض حسن يكمل لنا قيمة رأسماله المطلوب لنشتري اللازم ونجهز به المركز المنشود بالشكل اللائق، والأمل معقود عليكم من بعد فضل الله حتى يخرج مشروعنا الضروري الرائع هذا إلى النور في أقرب وقت، فتأخير ذلك ليس في صالح أحد، وفي النهاية: نستغفر الله العظيم لنا ولكم، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته،
نرجو التكرم بمراسلتنا على العنوان التالي، عند الاستفسار عن أي شيء يخص المشروع، من خلال المسئول: ياسر حمزة
العنوان: جمهورة مصر العربية - الإسكندرية - المندرة القبلية – منزل رقم20 في نهاية شارع / ورشة بلاط مؤمن الموازي لشارع المهداوي، خلف مسجد الرحمن الرحيم
تليفون رقم: 3240997/ 0203، أما ملخص دراسة الجدوى فبيناته بالمرفقات
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[19 - 09 - 05, 03:07 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
نسال الله ان يوفقكم لخدمة كتابه
وييسر لكم كل عسير في ذلك
انه على كل شئ قدير
ـ[ابو الفضل التمسماني]ــــــــ[19 - 09 - 05, 08:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا
نسال الله ان يوفقكم لخدمة كتابه
وييسر لكم كل عسير في ذلك
انه على كل شئ قدير(11/457)
حمّل كتاب اتباع السنن واجتناب البدع للمقدسي
ـ[مسك]ــــــــ[22 - 11 - 04, 05:52 ص]ـ
اتباع السنن واجتناب البدع
ضياء الدين المقدسي
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إياكم ومحدثات الأمور، فإن شر الأمور محدثاتها، وإن كل محدثة بدعة، وإن كل بدعة ضلالة).رواه ابن ماجة.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد).رواه البخاري ومسلم.
لتحميل الكتاب أضغط هنا ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31365)
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:51 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم(11/458)
من يتكرم ويدلنى على شرح للاصول الثلاثة لاحد العلماء البارزين وان وجد شرح على ملفات
ـ[ابو حذيفة]ــــــــ[22 - 11 - 04, 11:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة اللة وبركاتة
من يتكرم ويدلنى على شرح للاصول الثلاثة لاحد العلماء البارزين وان وجد شرح على ملفات
الووردفهذا خير كثير
وجزاكم اللة خير
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[23 - 11 - 04, 12:57 ص]ـ
شرح الأصول الثلاثة للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[23 - 11 - 04, 05:12 م]ـ
جزاكما الله خيرأً.
ـ[ابو حذيفة]ــــــــ[23 - 11 - 04, 08:55 م]ـ
بارك اللة فيك
وجزاك اللة خير
هذا الشرح على الملفات وبقى الشرح عن طريق الدروس السمعية
ونفع اللة بكم المسلمين
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[23 - 11 - 04, 11:55 م]ـ
الأصول الثلاثة للشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك ... ((صوتي))
الدرس الأول:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=27567&scholar_id=166&series_id=1440
الدرس الثاني والأخير:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=27568&scholar_id=166&series_id=1440
ـ[ابو حذيفة]ــــــــ[24 - 11 - 04, 09:45 ص]ـ
بارك اللة فيك
وزادك اللة همة(11/459)
الدفعة الأولى من الكتب الاكترونية التي تم انجازها بفضل الله
ـ[فيض الخاطر]ــــــــ[22 - 11 - 04, 04:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنعم علينا نعمة الاسلام والحمد لله الذي جعلنا من زوار هذا الملتقى المبارك والحمد لله الذي صرف قلوبنا وجعل اوقاتنا تعمل على طاعته
أخواني وأخواتي الأفاضل أعضاء وزوار ملتقى الحديث المبارك
فقد تم بحمد الله الانتهاء من عشرة كتب كانت بنظام الوورد والتي تم تجميعها من هنا وهناك وجعلها كتب الكترونية (كتاب ألي) لتعم الفائدة
والكتب هي كالأتي
1/ اعلام الموسوعة الفقهية الكويتية 13 مجلدا
2 الموسوعة الفقهية الكويتية 39 مجلدا
3/ البحر المحيط في تفسير القرآن العظيم / محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الأندلسي (ت 745).
4/ البداية والنهاية 14 مجلدا / لابن كثير
5/ معاجم الطبراني الكبير والأوسط والصغير / للطبراني
6 / شرح زاد المستقنع للشيخ محمد بن محمد الشنقيطي
7 / كنز العمال/ علاء الدين المتقي الهندي
8 / لسان الميزان / أحمد بن علي بن حجر
9 / مجمع الزوائد ومنبع الفوائد / علي بن أبي بكر الهيثمي
10 / زاد المسير ابن الجوزي
وهناك كتب أخرى تم انجازها ولكن ننتظر تحميلها على الموقع ان شاء الله خلال هذه الأيام وهي كالأتي
1/ الاعلام للزركلي
2/ تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 14 مجلدا
3 / تاريخ دمشق لابن عساكر 70 مجلدا
4 / تذكرة الحفاظ للذهبي
5/ شذرات الذهب في اخبار من ذهب لابن عماد الحنبلي
6/ طبقات ابن سعد
7/ فتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر
8 / سير اعلام النبلاء للذهبي
9/ طبقات المفسرين للسيوطي
10/ معجم المؤلفين لكحالة
للامانة العلمية تم نقل الكتب والتي كانت بنظام الوورد من المواقع الاسلامية المعروفة كملتقى اهل الحديث وشبكة مشكاة وغيرها ومن ثم تم تحويلها الى نظام الكتاب الألي لتعلم الفائدة
أما مميزات البرنامج الذي قمنا بادخاال الكتب اليه
1/ خلفية القراءة مريحه للعينين
2/ حجم الخط 20
3/ البحث في كل كتاب لوحده
4/ الصفحة تنزل للأسفل عند الضغط على الزر تلقائيا دون الحاجة الى استعمال الماوس لتنزيلها للاستمرار بالقراءة
وفي الختام نتمنى الا تنسونا من خالص دعائكم للاستمرار بما ينفع الجميع
هذا وتقبلوا جميعا خالص دعائي لكم بالتوفيق والسداد بالأقوال والأفعال
تفضلوا بالزيارة لرابط الكتب الالكترونية المنجزة
http://www.kribani.com/ebook/
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[22 - 11 - 04, 05:04 م]ـ
فيض الخاطر جزاك الله خيرا و وفقك الى ما يحبه و يرضاه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 11 - 04, 09:58 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم وكتب لكم الأجر على هذا الجهد الكبير
تم تنزيلها جميعا ولله الحمد
وحول تاج العروس بودي حفظك الله لو تضيف له الأجزاء الأخيرة
وقد قمت بوضعها على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16038&page=1&pp=40
من المشاركة33 وما بعدها.
فلعلك حفظك الله تضيفها إلى تاج العروس.
ـ[فيض الخاطر]ــــــــ[25 - 11 - 04, 12:41 م]ـ
أخي الفاضل طويلب علم
جزاك الله خيرا على هذا الدعاء وشكرا لك على الزيارة وبارك الله فيك
أخي الكريم عبد الرحمن الفقية
جزاك الله خيرا على الدعاء وعلى مرورك المبارك لنا
أما بشأن ما تفضلت به حول تاج العروس فقد قمت بترتيب الكتاب مره أخرى والحاق الاجزاء من 27 الى 30 الى البرنامج مع التعديل لما هو أفضل من السابق وخاصة نوعية الخط
فشكرا لك وعساك على القوة وبارك الله فيكم وجعلكم عونا للجميع
تقبلوا تقديري واحترامي
ـ[النقّاد]ــــــــ[26 - 11 - 04, 05:10 م]ـ
الأخ الكريم (فيض الخاطر) وفقه الله ..
جزاكم الله خيرا على جهودكم ..
وقد حملت شرح زاد المستقنع , لكني عندما فتحته ظهرت لي الصفحة بيضاء دون أي كتابة , والشريط الأعلى بالإنجليزية , وحاولت الانتفاع به لكن دون جدوى ..
فهل من حل لهذه المشكلة؟
ـ[فيض الخاطر]ــــــــ[26 - 11 - 04, 07:05 م]ـ
أخي الفاضل النقاد
الكتاب سليم وتم تنزيله من قبل أخوة لنا في هذا المنتدى ومنتديات أخرى ولكن ربما مصدر الخلل يكون من جهازك لانني حاولت التأكد منه أكثر من مره
كما أتمنى أن تجرب تنزيل الكتاب بواسطة هذه البرامج
flashGet
أو
GetRight
ربما تنجح الطريقة بواسطتها
كما أشكرك على مرورك وتعليقك بالموضوع
تقبل تقديري واحترامي
ـ[عصام البشير]ــــــــ[26 - 11 - 04, 08:25 م]ـ
عندي نفس مشكلة الأخ النقاد ..
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[29 - 11 - 04, 07:03 م]ـ
- دخلت على الرابط المشار إليه فوجدتهم أوقفوا التحميل منه لأسباب خاصة؟!!
عسى أن يكون خيراً وأن لا نحرمه ..
ـ[فيض الخاطر]ــــــــ[30 - 11 - 04, 12:54 ص]ـ
أخي الحبيب / أبو عمر السمرقندي،،
نظرا لسعة التحميل للموقع تم وقف التنزيل ..
وإن شاء المولى عز وجل الأخوة يعملون جاهدين لزيادة السعة ولن تحرم الخير سيكون الأمر على ما يرام خلال فترة وجيزة جدا.
تابع الموقع
مع خالص التحية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/460)
ـ[ابو ايوب]ــــــــ[01 - 12 - 04, 09:36 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يسكنك الجنة و والديك وجميع المسلمين على هذا العمل المبارك
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 12 - 04, 02:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تعتذر شبكة الكريباني لزوارها الكرام عن ايقاف تحميل الكتب وذالك لاسباب خاصه وسوف يتم اعادة تحميل الكتب في وقت لاحق
تحيات اسرة شبكة الكريباني
- هل من جديد؟!!
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[24 - 12 - 04, 04:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[25 - 12 - 04, 05:53 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
عندما قمنا بعمل الموسوعة الكويتية على هيئة كتاب إلكتروني ( chm), قامت قائمة وزارة الأوقاف الكويتية علينا وأرسلت تطلب سحبه من الموقع, موقعنا أم الكتاب والمشرفين عليه من أهلكم من غزة.
ولدينا ما يقرب من 30 ألف كتاب كثير منها غير منشور على الشبكة, ونخاف أن نضعه في الموقع خشية المطاردة ممن يمنع الخير من الإنتشار, فالله المستعان, على هكذا زمان.
ـ[فيض الخاطر]ــــــــ[25 - 12 - 04, 11:56 م]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم (أبو الزهراء الشافعي)
أشكر لك حرصك على الخير، كما أسأل الله أن يجزيك ما نويت فعله ... ومن همّ بحسنة فلم يفعلها كتبت له حسنة!
أستاذي الكريم،،
لقد نسبت إلى وزارة الأوقاف الكويتية فعلا ثم ذيلت كلامك بالجملة التالية: ((ونخاف أن نضعه في الموقع خشية المطاردة ممن يمنع الخير من الإنتشار)).!!
فهل تكرمت مشكورا مأجورا بتوثيق كلامك؟ .... وكيف كانت المطاردة؟، وأتمنى لو تزودنا بصورة من الطلب الذي أرسلته اليكم وزارة الأوقاف الكويتية تطلب فيه سحب البرنامج حتى نحذوا حذوك و حتى لا نكون متطفلين على حقوق الغير.
لك مني كل الشكر والعرفان
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[29 - 12 - 04, 10:49 م]ـ
أمهلوني قليلا جوزيتم الجنة
ـ[آل نظيف]ــــــــ[31 - 12 - 04, 11:58 م]ـ
فيض الخاطر جزاك الله خيرا و وفقك الى ما يحبه و يرضاه
ـ[عصمت الله]ــــــــ[03 - 01 - 05, 11:15 ص]ـ
السلام عليكم
الأخ فيض الخاطر
حملت مجمع الزوائد و بعض الكتب الأخرى
و عند ما شغلت الكتاب الإلكتروني طلعت الصفحة بيضا فارغة بدون أي كتابة
فما الحل؟
ـ[فيض الخاطر]ــــــــ[03 - 01 - 05, 09:51 م]ـ
الأخ الكريم / آل نظيف،،
أشكرك على الدعاء الطيب، وأسأل الله أن ينفعنا وإياكم وجميع المسلمين بما نقدمه ويكون شفيعا لعامله ولمستفيديه.
وفقك الله
ـ[فيض الخاطر]ــــــــ[03 - 01 - 05, 09:54 م]ـ
الأخ الغالي / عصمت الله،،
إذا كنت متمكن من استخدام البرنامج فحاول مرة أخرى، وأما إذا كنت لا تعرف استخدامه جيدا فأنصحك بالذهاب إلى منتدى سحاب السلفية وستجد في قسم الكمبيوتر شرحا وافيا عن استخدام البرنامج لعله يحل الاشكال الذي تريده.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[25 - 02 - 05, 07:06 م]ـ
إلى الآن الموقع مغلق؟
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[12 - 03 - 05, 11:28 م]ـ
حملوها من هنا
حمل ولأول مرة أمهات الكتب على شكل كتب الكترونية.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً لا ينفد أفضل ما ينبغي أن يحمد صلى الله وسلم على أفضل المصطفين محمد وعلى آله وأصحابه ومن بعد:
فباذن الله تعالى سأضع سلسلة من الروابط لكتب الكترونية للتحميل قام بتنسيقها موقع الكريباني جزاهم الله خيراً والكتاب الالكتروني هو عبارة عن برنامج آلي تستطيع بواسطته البحث بجميع أجزاء الكتاب مع سهولة التنقل بين أجزائه مع وجود خواص أخرى:
ونبدأ بالكتاب الأول ... مجمع الزوائد ومنبع الفوائد:
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد تأليف علي بن أبي بكر الهيثمي: هو سفر ضخم من كتب السنة التي قد حوت في طياتها كثيرًا من الأحاديث، والتي اهتم جامعها اهتمامًا بالغًا؛ حتى أصبح تعدادها أكثر من ثمانية عشرة ألفًا وسبعمائة وخمسين حديثًا، دبج الهيثمي عليها ديباجة تحوي تخريجها, وعزوها إلى مواطنها الأصلية, ولم يكتف بذلك فحسب؛ بل ذكر الحكم على الحديث من حيث القبول أو الرد, ويتكلم أحيانًا على علة الحديث. وقد رتب الكتاب ترتيبًا موضوعيًا على المواضيع والأبواب الفقهية.
http://www.kribani.com/k_book/manba.zip
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/461)
أنصح بالبرامج للتحميل السريع لأن الكتب حجمها ما بين الكبير والمتوسط.
الكتاب الثاني: لسان الميزان لابن حجر العسقلاني:
تصنيف الكتاب: رواة الضعفاء من الرواة لشهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي الكناني العسقلاني:
http://www.kribani.com/k_book/lesaan.zip
--------------------------------------------------------------------------------
الكتاب الثالث: كنز العمال:
كنز العمال للمتقي الهندي وهو العلامة علاء الدين المتقي الهندي:
http://www.kribani.com/k_book/kanzalamal.zip
--------------------------------------------------------------------------------
الكتاب الرابع: معاجم الطبراني:
معاجم الطبراني: لسليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الطبراني. ت. الوفاة 360 هـ:
http://www.kribani.com/k_book/altbari.zip
يتبع ان شاء الله و لازال هناك الكثير.
الكتاب الخامس: كتاب البداية والنهاية:
كتاب البداية والنهاية: لعماد الدين أبو الفداء اسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري الدمشقي , المعروف بابن كثير:
http://www.kribani.com/k_book/albdaaih.zip
--------------------------------------------------------------------------------
الكتاب السادس الموسوعة الفقهية الكويتية:
الموسوعة الفقهية الكويتية: تأليف وزارة الاوقاف الكويتية 39 جزءاً:
http://www.kribani.com/k_book/MAAUSOAH.zip
--------------------------------------------------------------------------------
الكتاب السابع اعلام الموسوعة الفقهية الكويتية:
تراجم أعلام الموسوعة: من البدهي ان تعني الموسوعة بذلك بعد ان أصبح ملتزماً فى جميع المؤلفات المحققة، ولذا التزم بترجمة الأعلام الذين يرد ذكرهم في بحوث الموسوعة من فقهاء دون غيرهم بصورة موجزة يحصل بها التعريف بهم وتمييزهم حيث تتفق أحياناً شهرة أو نسبة الكثيرين، مع الإشارة لأشهر مؤلفاتهم ومنزلتهم في الفقه، ليراعي ذلك فيما ينقل عنهم من ترجيح أو تخريج، وتختم الترجمة ببيان بعض المراجع التي كتبت عنهم.
http://www.kribani.com/k_book/alaam.zip
--------------------------------------------------------------------------------
الكتاب الثامن الاعلام:
الاعلام لخير الدين الزركلي كتاب الاعلام هو عبارة عن قاموس تراجم لاشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين ... :
http://tinyurl.com/54mcx
--------------------------------------------------------------------------------
الكتاب التاسع تاريخ بغداد:
تاريخ بغداد لأحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي بن ثابت البغدادي. أبو بكر. المعروف بابن الخطيب أحد كبار الحفاظ والمؤرخين:
http://tinyurl.com/5lpz6
--------------------------------------------------------------------------------
الكتاب العاشر تاريخ دمشق:
تاريخ دمشق للامام علي بن الحسن بن هبة الله بن الحسين أبو القاسم تقي الدين المعروف بابن عساكر الدمشقي. من أئمة الحديث في عصره.
http://tinyurl.com/4h859
--------------------------------------------------------------------------------
الكتاب الحادي عشر تذكرة الحفاظ:
تذكرة الحفاظ لمحمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز. أبو عبد الله شمس الدين. الإمام الحافظ الذهبي التركماني الفارقي. تركي الأصل من أهل ميافارقين وإليها نسبته (الفارقي). من حفاظ الحديث ورجاله, والناظر في علله وأحواله. المتوفى سنة 748 هجرية:
http://tinyurl.com/448cf
--------------------------------------------------------------------------------
الكتاب الثاني عشر شذرات الذهب في أخبار من ذهب:
شذرات الذهب في أخبار من ذهب لعبد الحي بن أحمد العكري الدمشقي المعروف بابن العماد الحنبلي:
http://tinyurl.com/5yqcv
الكتاب الثالث عشر الطبقات الكبرى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/462)
الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد بن منيع الزهري بالولاء أبو عبد الله مؤرخ من حفاظ الحديث صحب الواقدي المؤرخ زمانا فكتب له وروى عنه وعرف بكاتب الواقدي. أشهر كتبه: طبقات الصحابة وهو يتضمن طبقات الصحابة والتابعين والخلفاء إلى وقته ويعرف بطبقات ابن سعد:ت. الميلاد: 168 ت. الوفاة: 230 هـ.
http://tinyurl.com/6xyaq
--------------------------------------------------------------------------------
الكتاب الرابع عشر فتح الباري شرح صحيح البخاري:
فتح الباري شرح صحيح البخاري لشهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي الكناني العسقلاني. أصله من (عسقلان) بفلسطين، مولده ووفاته بالقاهرة محدث، فقيه. تولى في القاهرة قضاء القضاة وتصدى لنشر الحديث، وأمضى في القضاء إحدى وعشرين سنة.علت شهرته فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره. ت. الميلاد: 773 ت. الوفاة: 852 هـ:
http://tinyurl.com/7y7n5
--------------------------------------------------------------------------------
الكتاب الخامس عشر طبقات المفسرين:
طبقات المفسرين لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي. ولد بمدينة (أسيوط) بمصر وإليها نسبته:
http://tinyurl.com/4zs5k
بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------------------------------------------------------------------
آمين واياكم اخي الكريم.
الكتاب السادس عشر الإصابة في تمييز الصحابة:
الإصابة في تمييز الصحابة لشهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي الكناني العسقلاني. أصله من (عسقلان) بفلسطين، مولده ووفاته بالقاهرة محدث، فقيه. تولى في القاهرة قضاء القضاة وتصدى لنشر الحديث، وأمضى في القضاء إحدى وعشرين سنة.علت شهرته فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره. ت. الميلاد: 773 ت. الوفاة: 852 هـ كتاب موسوعي ضخم كتبه حافظ كبير عن كل ما ذكر له صحبة وتحقيق ذلك، وذكر شيء من أخبارهم:
http://tinyurl.com/6ly6p
--------------------------------------------------------------------------------
الكتاب السابع عشر المغني:
المغني للشيخ الإمام القدوة العلامة المجتهد شيخ الإسلام موفق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر المقدسي الجماعيلي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي:
http://tinyurl.com/56edl
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[12 - 03 - 05, 11:44 م]ـ
http://www.kribani.com/Islambooks/
ـ[محمد الفاتح]ــــــــ[12 - 11 - 05, 11:23 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا الجهد
ولكن بعض الكتب غير موجودة
نرجو من الاخوة القائمين على العمل
التنبه لموضوع إمكانية اختيار مكان نسخ الملف عند تحميله
وجزاكم الله خيرا(11/463)
حمل كتاب نسب قريش لمصعب الزبيري
ـ[أبو المعاطي]ــــــــ[22 - 11 - 04, 09:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
اسم الكتاب: نَسَب قريش.
تأليف: أبو عَبْد الله المصعب بن عَبْد الله بن ثابت بن عَبْد الله ابن الزبير بن العوام، الزبيري.
تاريخ الوفاة: في الثاني من شوال، سنة ستٍ وثلاثين ومِئتين.
مصدر نَسْخ الكتاب: الموسوعة الشعرية، دولة الإمارات.
مادة الكتاب: هي عنوانه، الذي يتناول ذكر أنساب القرشيين، وهو باب من أبواب رجال الحديث.
روايات الكتاب؛
أخبرني أخي صلاح هلل، بارك الله فيه، وهو أعرف مني بهذا الكتاب، وذكر ذلك في مقدمة تاريخ ابن أبي خيثمة 1/ 42؛ أن هذا الكتاب يُروى بروايتين، فقد أخذ ابن عبد البر رواياته المذكورة في كتاب ((الاستيعاب)) من طريق من طريق قاسم بن أصبغ، وهو نفس الطريق الذي وصلنا به كتاب ابن أبي خيثمة، فهذا يعني الاتفاق في سياق النصوص عن مصعب بين كتاب ابن أبي خيثمة، وكتاب ابن عبد البر، أما هذه، فهي رواية إبراهيم بن موسى، عن ابن أبي خيثمة، عن مصعب.
أسأل الله أن ينفع به.
ملحوظة هامة:
نظرا لانشغالنا لم نستطع إكمال تنسيق النص، فتم تنسيق ثلاث صفحات، وعلى كل من يأخذ الكتاب القيام بتنسيقه.
من ناحية المسند الجامع، وموسوعة أقوال الإمام أحمد، فهناك عمل مستمر، وسيظهر لكم، إن شاء الله قريبًا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 11 - 04, 09:53 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ونفع بكم، وجزى الله الشيخ صلاح هلل خيرا وحفظه وبارك فيه.
ـ[النقّاد]ــــــــ[23 - 11 - 04, 10:18 ص]ـ
أخبرني أخي صلاح هلل، بارك الله فيه، وهو أعرف مني بهذا الكتاب، وذكر ذلك في مقدمة تاريخ ابن أبي خيثمة 1/ 42؛ أن هذا الكتاب يُروى بروايتين، فقد أخذ ابن عبد البر رواياته المذكورة في كتاب ((الاستيعاب)) من طريق من طريق قاسم بن أصبغ، وهو نفس الطريق الذي وصلنا به كتاب ابن أبي خيثمة، فهذا يعني الاتفاق في سياق النصوص عن مصعب بين كتاب ابن أبي خيثمة، وكتاب ابن عبد البر، أما هذه، فهي رواية إبراهيم بن موسى، عن ابن أبي خيثمة، عن مصعب.
أسأل الله أن ينفع به.
هذا الكلام فيه خلط وتدليس شديدين ..
أولا: لم يتكلم الأخ صلاح هلل في مقدمته في الموضع المشار إليه (1/ 42) عن روايات كتاب «نسب قريش» , ولم يتعرض لذلك أصلاً , وإنما كان كلامه عن أسانيد كتاب «تاريخ ابن أبي خيثمة» ..
نعم .. ورد ذكر المصعب بن الزبير في ذلك الموضع ضمن كلام ابن عبد البر الآتي , لكنه لم يسم كتابه «نسب قريش» كما سأبين.
ولم يأت ذكر الكتاب على قلم المحقق بكلمة واحدة! بل لم تأت تسميته «نسب قريش» ولا مرة واحدة!
فأين ذكر في تلك المقدمة أنه يروى بروايتين؟! ولم التدليس؟!
ثانيا: يقول ابن عبد البر في «الاستيعاب» (1/ 22):
«وما كان فيه عن مصعب بن عبدالله وعن المدائني فمن كتاب ابن ابي خثيمة عنهما , وكذلك ما كان فيه عن ابي معشر فمن كتاب ابن أبي خثيمة أيضا قرأت جميعه على أبي القاسم عبدالوارث بن سفيان بن جبرون عن ابي محمد قاسم بن أصبغ بن يوسف البياني عن ابن أبي خثيمة أبي بكر أحمد بن زهير ابن حرب , وكل ما كان في كتابي عن ابن أبي خثيمة فبهذا الاسناد عنه».
ابن عبد البر يقول: إنه إنما ينقل ما ينقله عن مصعب بن الزبير بواسطة ما نقله عنه تلميذه ابن أبي خيثمة في كتابه «التاريخ» ..
وهذا صريح في أنه لا ينقل عن كتاب مصعب «نسب قريش» أو غيره من كتبه مباشرة ..
إذن .. فطريق قاسم بن أصبغ عن ابن أبي خيثمة التي يقصدها ابن عبد البر هي طريق رواية «تاريخ ابن أبي خيثمة» لا «نسب قريش» ..
وهذا ظاهر جدا ..
فأين المعرفة المدعاة إذن بكتاب «نسب قريش»؟!
ولو كان الأخ صلاح هلل يعرف عن هذا الكتاب ورواياته ومنهجه شيئًا ذا بال لانتفع به في تحقيق كتاب «تاريخ ابن أبي خيثمة» ولو في موضع واحد ..
أما ولم يفعل , فهذا يدل على أنه لا يعرف عنه قليلا ولا كثيرا , وهذا الذي بينته هنا من خلطه دليل شاهد على ذلك ..
وما أحسن الرجوع إلى الحق والاعتراف به والإنصاف من النفس ..
ـ[أبو المعاطي]ــــــــ[23 - 11 - 04, 10:21 م]ـ
يقول أخي النقاد:
وما أحسن الرجوع إلى الحق والاعتراف به والإنصاف من النفس ..
السلام عليك
بارك الله فيك، لقد أخطأتُ، وأسأل الله لي ولك حب الناصحين
فوالله لقد نصحتَ، وأديتَ، وقد سمعتُ وأطعتُ
وأقسم لك بالله أنني أشعر الآن براحةٍ وسكينة لأنني وجدتُ من ينصح، ويقول كلمة حق.
ولكن هل تقبل مني أنني لم أتعمد تدليسًا، وتصدق هذا؟
وإن لم تقبل فسيظل الحق معك، وأنا المخطئ.
أستغفر الله العظيم
والسلام عليك
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[23 - 11 - 04, 10:31 م]ـ
الرجاء من المشرفين تغيير اسم الموضوع و اسم الملف المرفق للتعبير عن المحتوى الحقيقى للملف
اخوانى النقّاد و أبو المعاطي جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/464)
ـ[أبو المعاطي]ــــــــ[23 - 11 - 04, 10:57 م]ـ
أخي طويلب العلم
السلام عليك
الملف صحيح، وهو كتاب نسب قريش لأبي عبد الله مصعب الزبيري.
ولكن الأخ النقاد يصحح تقديمي للكتاب، وليس الكتاب نفسه.
وأقول أيضًا لأخي الفاضل: النقاد
بعد أن قرأتُ مشاركتك، وشكرتك عليها، ولا زلت أعجز عن شكرك، رجعت ثانية إلى كتاب تاريخ ابن أبي خيثمة، الفقرة 441، ترجمة: عُثْمَان بن طلحة بن أبي طلحة فوجدت في الحاشية:
هكذا قرأتها، وقد لحقها بعض الطمس لم يغير معالمها، وعبارة مصعب في (نسب قريش) وابن عبد البر في (الاستيعاب) تؤكده)) انتهى كلام المحقق.
أليس في هذا دليل على رجوع المحقق إلى كتاب نسب قريش؟
إنني أسألك، والله، للتوضيح، وحتى أتبين الحقيقة
وفي كل الحالات جزاك الله كل خير
ـ[النقّاد]ــــــــ[24 - 11 - 04, 07:50 م]ـ
.
الأخ الفاضل (أبو المعاطي) ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
تقول أخي:
وأقول أيضًا لأخي الفاضل: النقاد
بعد أن قرأتُ مشاركتك، وشكرتك عليها، ولا زلت أعجز عن شكرك، رجعت ثانية إلى كتاب تاريخ ابن أبي خيثمة، الفقرة 441، ترجمة: عُثْمَان بن طلحة بن أبي طلحة فوجدت في الحاشية:
هكذا قرأتها، وقد لحقها بعض الطمس لم يغير معالمها، وعبارة مصعب في (نسب قريش) وابن عبد البر في (الاستيعاب) تؤكده)) انتهى كلام المحقق.
أليس في هذا دليل على رجوع المحقق إلى كتاب نسب قريش؟
إنني أسألك، والله، للتوضيح، وحتى أتبين الحقيقة
وفي كل الحالات جزاك الله كل خير
أليس في هذا دليل على رجوع المحقق إلى كتاب نسب قريش؟
وأقول لك: لا ..
وإنما وجد الأخ صلاح كلام مصعب الزبيري في حاشية طبعة دار الوطن (ص / 226) - السابقة لطبعته - قد نقله محقق تلك الطبعة عن كتاب ((نسب قريش)) , فأخذه الأخ صلاح وأشار له في حاشيته كأنه هو الذي وقف عليه , كعادته في التشبع بما لم يعط , إلا أنه ترك نقل رقم الصفحة خوفًا من أن يقع فيها تصحيف في الأصل فيتابعه عليه فيفتضح!!
وإلا .. فقل لي بربك: هل لو كان الأخ صلاح قد وقف بنفسه على كتاب ((نسب قريش)) وعرف قدره وأهميته لتحقيق كتاب ابن أبي خيثمة , هل كان سيكتفي بالانتفاع به في هذا الموضع اليتيم؟! أم كنا سنرى أثر هذا المصدر المهم في أغلب حواشي الكتاب؟!!
الجواب معلوم لكل ذي عقل ..
ولا داعي لكثرة الخوض في هذه القضية , لأنها أوضح من أن تحتاج لكثرة كلام ..
وليس العيب أن يخطئ المرء , أو يفوت عليه مصدر , أو يزل في قراءة نص , فنحن إخوة يعين بعضنا بعضا على الخير , لكن أن يكابر المخطئ ويدافع عن باطله بكل وسيلة ويتنكر لمن نصحه ويسيء إليه فهذا في نظري أكبر من خطئه الأول وأشنع , ووالله إني لآسى أن يكون في طلبة العلم من يتخلق بهذا الخلق ..
.
ـ[الحاج عادل]ــــــــ[24 - 11 - 04, 11:36 م]ـ
النقَّاد
السلام عليك
يقول الأخ أبو المعاطي
(إنني أسألك، والله، للتوضيح، وحتى أتبين الحقيقة
وفي كل الحالات جزاك الله كل خير)
وانت تقول
(لكن أن يكابر المخطئ ويدافع عن باطله بكل وسيلة ويتنكر لمن نصحه ويسيء إليه فهذا في نظري أكبر من خطئه الأول وأشنع , ووالله إني لآسى أن يكون في طلبة العلم من يتخلق بهذا الخلق .. )
يقسم لك الرجل أنه يسأل وأنت تقول أنه يكابر، يسأل للتوضيح وانت تقول أنه يتنكر، يريد ان يتبين الحقيقة وأنت تقول أنه يريد أن يدافع عن باطله، يقول له وفي كل الحالات جزاك الله كل خير وأنت تدعوه للتحلي بالخلق.
ولذلك فأنأ أعتقد انك أحق بكلامك من غيرك، ودعونك للتحلى بالخلق نردها إليك.
اللهم إلا إذا كان ردك هذا لشخص آخر في مكان آخر ووضع هنا بطريق الخطأ.
ـ[النقّاد]ــــــــ[25 - 11 - 04, 01:02 ص]ـ
الأخ الفاضل .. الحاج عادل وفقه الله
تعجلتَ غفر الله لك في أمر كانت لك فيه أناة ..
أنا لا أقصد بكلامي الذي ذكرته أخي الحبيب أبي المعاطي , وهو يعلم منزلته عندي , إنما قصدت بذلك من نبهته على أخطائه فكابر وسلك ما لا ينبغي له , وهو الأخ صلاح ..
أما الأخ الكريم أبو المعاطي فخلقه ودينه قد دعياه إلى الإنصاف من نفسه والاعتراف بالحق , كما رأيناه في هذا الموضوع , فكيف ظننتَ أن كلامي موجه إليه؟!
ـ[الحاج عادل]ــــــــ[25 - 11 - 04, 01:20 ص]ـ
النقاد
السلام عليك
أعتذر عما بدر مني، فقد فهمت بطريق الخطأ.
ولن أرتاح حتى تسامحني
وأشكرك على ردك الكريم فهل قبلت؟.
ـ[أبو المعاطي]ــــــــ[25 - 11 - 04, 03:36 ص]ـ
الحمد لله
إن الإنسان ليفرح عندما يجد إنسانا يرجع إلى الحق
وبارك الله فيك أخي الحاج عادل، ليس لأنك حاولت الدفاع عني، أستغفر الله
ولكن لقولك لأخيك النقاد: سامحني.
أسأل الله أن يكثر في أمة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من يرجع إلى الحق دون جدال.
لأننا يا أخ عادل موتى، بعد قليل سنرحل إلى لقاء الله، ولن ينفعنا الجدل، ولا المراوغة.
والسلام عليك، وعلى من نصحنا، أنا، وأنت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/465)
ـ[النقّاد]ــــــــ[25 - 11 - 04, 11:50 ص]ـ
الأخ الكريم (الحاج عادل) وفقه الله ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
سامحك الله وغفر لي ولك ولجميع المسلمين ..
وللأخ الفاضل أبي المعاطي تحية إجلال وتقدير ..
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:37 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم
ـ[صلاح هلل]ــــــــ[05 - 12 - 04, 04:21 م]ـ
الأخ الفاضل .. الحاج عادل وفقه الله
تعجلتَ غفر الله لك في أمر كانت لك فيه أناة ..
أنا لا أقصد بكلامي الذي ذكرته أخي الحبيب أبي المعاطي , وهو يعلم منزلته عندي , إنما قصدت بذلك من نبهته على أخطائه فكابر وسلك ما لا ينبغي له , وهو الأخ صلاح ..
أما الأخ الكريم أبو المعاطي فخلقه ودينه قد دعياه إلى الإنصاف من نفسه والاعتراف بالحق , كما رأيناه في هذا الموضوع , فكيف ظننتَ أن كلامي موجه إليه؟!
أخي الكريم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخبرني بعض الأصدقاء بما هنا وأصرّ على دخولي للتوضيح، رغم مشقة ذلك عليَّ الآن.
فاعلم ما يأتي:
ـ هذه هي المرة الثانية التي أشارك فيها في هذا الموضوع، والأولى أنت تعلمها، وقد كررت لك فيها الشكر آنذاك، ولم أكابر أو أعاند حسبما ورد في كلامك هنا، بل شكرتك وغيرك، ولا زلت أشكر من وقف على أمرٍ فنبهني عليه، بغض النظر عن طريقته في التنبيه، فالأساليب والنفوس أرزاق، وربما كانت الشدّة أنفع للشخص في بعض الأحيان، فالذي يهمني هو التنبيه بغض النظر عما يكتنف ذلك من ملابسات، عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((احرص على ما ينفعك)).
ـ أنا لم أر كافة تنبيهاتك التي ذكرتها، لا لتجاهلك أو غيرك، أعوذ بالله من هذا، ولكن لعدم المقدرة على ذلك، لأمر يشغلني.
ـ بل اعلم أن بعض الأفاضل أخبرني بكلام لك نحو هذا ولم أكن قد نفضتُ الغبار عن يدي إثر دفن بعض أفراد عائلتي، ويستحيل أن أترك مثل هذا وأجلس للمشاركة أو الحديث في مثل هذا الذي يدور هنا.
ـ ويظهر لي أنك توهمتَ شيئًا، أو ظننتني أحدًا ممن اختلفتَ معهم، أو شاركوك الحديث، ولستُ كذلك، فالله المستعان.
ـ وأرجو أن يكون الكلام هنا واضحًا مزيلاً لما قد وقع من لبس وظنٍّ؛ والله المستعان.
ولذا أرجو المشرف الكريم أن يغلق اشتراكي هنا حتى لا نضع إخواننا في دائرة سوء الظن، أو نتركهم للشبهات.
وقد أرسلت للمشرف رسالة خاصة بهذا، وفقنا الله جميعًا.
والشكر والدعاء موصولٌ للجميع بالهداية ودوام التوفيق والسداد
وأرجو أن لا ينسانا الأفاضل من دعواتهم الصالحات
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[صلاح هلل]ــــــــ[05 - 12 - 04, 04:28 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ونفع بكم، وجزى الله الشيخ صلاح هلل خيرا وحفظه وبارك فيه.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
شيخنا الفاضل عبد الرحمن الفقيه: وجزاكم الله خير الجزاء، وأرجو الله عز وجل أن يبارك فيك وينفع بك وبعلمك الإسلام والمسلمين.
شيخنا الكريم: أبو المعاطي.
أسأل الله عز وجل أن ينفع بك وبعلمك وأن يبارك في جهودك لنشر سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[05 - 12 - 04, 09:16 م]ـ
ولذا أرجو المشرف الكريم أن يغلق اشتراكي هنا حتى لا نضع إخواننا في دائرة سوء الظن، أو نتركهم للشبهات.
وقد أرسلت للمشرف رسالة خاصة بهذا، وفقنا الله جميعًا.
والشكر والدعاء موصولٌ للجميع بالهداية ودوام التوفيق والسداد
وأرجو أن لا ينسانا الأفاضل من دعواتهم الصالحات
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ صلاح هلال-وفقك الله لكل خير-
أولا إن لله ما أخذ وله ما أعطى و كل شيء عنده لأجل مسمى -فاصبر واحتسب-
ثانيا: أنا لست معك في خروجك من هذا المنتدى لأنك من أهل الحديث فإن خرجت أنت و من هو في مرتبتك من العلم و الأدب فلمن؟
ثم هذه المناظرات التي كانت بينك وبين النقاد مناظرات ذات صبغة علمية لا يخجل منها أحد
والشافعي يقول ما ناظرت أحدا و أحببت أن يخطيء
و أنت تبرعت وكتبت مشاركتك باسمك -وهذه تحمد عليها-لهذا أخي كلامك له ثقل وانا لست معك فيما تريده وأقول لك إخوانك في الملتقى-و أنا منهم-يريدون أن يستفيدوا منك ومن خبراتك في تحقيق المخطوطات فلا تبخل علينا بهذا
وبارك الله فيك وفي علمك و أدبك
محبكم -في الله-
أبو داود
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 12 - 04, 04:57 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسن الله عزائكم في ميتكم ونسأل الله ان يرحمه ويغفر له
وبودي حفظكم الله الاستمرار في الكتابة في الملتقى والإفادة
وأما ما حصل حول كتاب تاريخ ابن أبي خيثمة من نقاش حول بعض الملاحظات من الأخ النقاد فهو أمر علمي يحصل بين الإخوة وطلبة العلم ونسأل الله أن يؤلف بين المسلمين جميعا ويؤلف بين قلوبهم
فنرحب بك من جديد ونتمنى منك حفظك الله أن نستمر في الكتابة والفائدة
وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/466)
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[07 - 12 - 04, 03:19 م]ـ
السلام عليكم
هكذا يكون الحوار الهاديء الذي يخلو من العصبية والكبر، فجزاكم الله خيراً ونفع بكم.(11/467)
حمّل النص الصحيح لكتاب أحكام النساء للإمام أحمد بن حنبل
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[22 - 11 - 04, 11:00 م]ـ
من خلال الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=117860&posted=1#post117860
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:48 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[06 - 12 - 04, 07:26 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
وبارك الله فيك(11/468)
** جزء من حكايات أبي بسطام شعبة بن الحجاج ** تأليف: أبي القاسم البغوي
ـ[أبو بيان]ــــــــ[23 - 11 - 04, 06:25 ص]ـ
هذا ((جزء من حكايات أبي بسطام شعبة بن الحجاج))
تأليف: أبي القاسم البغوي
تحقيق: عبد الله محمّد الدرويش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جزء من حكايات أبي بسطام شعبة بن الحجاج ـ تأليف: أبي القاسم البغوي ـ تحقيق: عبد الله محمّد الدرويش
مقدمة:
تعود صلتي بهذا المخطوط –أو صلتي بشعبة- إلى أكثر من سنة. حيث ذكر لي أحد الأساتذة الأفاضل، اسم شعبة بن الحجاج، فكان غريباً بالنسبة لي، فهو يعد من الرجال المغمورين .. فأحببت أن أعرف عنه ما أستطيع ..
وبدأت الرحلة ..
بدأت بقراءة كل ما يتعلق بأمير المؤمنين في الحديث في أي كتاب .. في أي فهرس، كنت أقلب فهارس الكتب الكبيرة، وأبحث عن اسم شعبة ..
وتابعت الرحلة .. واختلفت الطرق إليها .. فبدء الرحلة كان في الكتب المطبوعة .. قراءة .. ونقلاً .. وملاحظة .. رحلة طويلة ...
وتذكرت تراثنا الضخم الذي لم ير النور بعد .. أسرعت لمراجعة فهارس المخطوطات، القديمة والحديثة .. عشت معها .. عشت خلالها أياماً وليالي .. بحثت فيها عن كتب شعبة عن تراث شعبة .. لمعرفتها .. للحصول عليها .. وركبت السفينة .. دخلت اليم .. دخلته مع معرفة صعوباته .. وعرفت أسماءها، ولم أحصل عليها .. ولا على مكانها ..
من خلال تلك القراءات عثرت على كتاب "حكايات أبي بسطام شعبة بن الحجاج". لمؤلفه: ابن بنت أحمد بن منيع البغوي .. عشت معه ساعات .. واستفدت منه كثيراً ..
وصف المخطوطة
قال عنها الدكتور يوسف العش في فهرسه (219): "جزء فيه حكايات أبي بسطام شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي الواسطي، تأليف: أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي. فيه أخبار عن شعبة [216 - 221]. في مجموع من [ق16 - ق24].
18×13سم، نحو 20 سطراً، 2 سم حاشية، خطان مختلفان جميلان. نحو سنة 664هـ. سماعات عديدة. مجموع [22 (16)] " ..
هذه النسخة كانت وقفاً على المدرسة الضيائية بسفح جبل قاسيون، وقفها الشيخ علي الموصلي المحدث، كما جاء على المخطوط.
وقد اطلعت على ترجمة شعبة في كتاب: "سير أعلام النبلاء" للحافظ الذهبي، مخطوطة في المجمع العلمي العربي –فوجدت أن الذهبي- رحمه الله تعالى- قد روى قسماً منها في ترجمته لشعبة، بسنده إلى المؤلف، قال: "قرأت على أحمد بن محمد الحافظ بمصر، وأحمد بن عبد الرحمن العلوي بدمشق، قال أنبأ عبد الله بن عمر، أنبأ عبد الأول بن عيسى، أنبأ عبد الرحمن بن محمد بن عفيف البوشنجي في سنة سبع وسبعين وأربعمائة، أنبأ عبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاري بهراة، أنبأ أبو القاسم البغوي سنة سبع عشرة وثلاثمائة، فكانت معينة لي ... ".
كما أن الذهبي أخذ الخبر من الطريق وهو سند نسختنا، وهو: "تأليف أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، رواية أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي شريح عنه، رواية أبي منصور عبد الرحمن بن محمد بن عفيف البوشنجي عنه، رواية أبي الوقت عبد الأول ابن عيسى بن شعيب عنه، رواية أبي المنجا عبد الله بن عمر بن علي بن عمر بن الليثي عنه". والنسخة قليلة الأخطاء .. ومراجعة من قبل العلماء، وعليها سماع وبعض التصحيحات، والله أعلم.
ترجمة المؤلف1
اسمه وولادته:
عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور بن شاهنشاه. أبو القاسم البغوي. المعروف بابن بنت أحمد بن منيع البغدادي.
أصله من بغشور "منطقة بين هراة، ومرو الروذ، والنسبة إليها: بغوي".
ولد في أول رمضان في بغداد سنة ثلاث أو أربع عشرة ومائتين. وقام برعايته جده أحمد بن منيع.
شيوخه:
اعتنى به جده اعتناء جيداً، كما أشرف عليه أيضاً عمه علي بن عبد العزيز. فحضر مجلس عاصم بن علي، وعلي بن الجعد، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل.
وكانت أول كتابته للحديث سنة خمس وعشرين ومائتين. وساعده على ذلك أنه كان ناسخاً للكتب، فحصل له من ذلك خير كثير. وقد جمعت أسماء شيوخه في كتاب، فكان عددهم ثلاثمائة شيخ.
تلامذته:
عندما اشتد ساعده أقبل عليه طلاب العلم، ولاسيما أنه قريب عالمين جليلين، ومربى في حضنيهما. فحدث عنه، الدار قطني، وابن صاعد، والجعابي، والقطيعي.
ثناء العلماء عليه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/469)
مدحه خلق كثير من العلماء، من هؤلاء –مثلاً-؛ موسى بن هارون الحافظ، قال "كان ابن بنت منيع ثقة صدوقاً". فقيل له: "أن ههنا ناساً يتكلمون فيه". فقال: "يحسدونه .. ابن بنت منيع لا يقول إلا الحق". وقال أين أبي حاتم، وغيره: "أحاديثه تدخل في الصحيح". وقال الدارقطني: "كان البغوي قلّ ما يتكلم على الحديث. فإذا تكلم كان كلامه كالمسمار في الساج". وقال الدار قطني أيضاً، وقد سأله السلمي عنه، فقال: "ثقة، جبل، إمام، أقل المشايخ خطأ". وقال أبو بكر الخطيب: "كان ثقة، ثبتاً، فهماً، عارفاً". وقال الذهبي: "والحافظ، الثقة، الكبير، مسند العالم". وقال ابن كثير: " .. وقد تفرد عن سبع وثمانين شيخاً، وكان ثقة، حافظاً، ضابطاً؛ روى عن الحفاظ، وله مصنفات".
وذكره ابن عدي في الكامل فقال: "كان البغوي صاحب حديث، وكان وراقاً، كان يورق على جده وعمه، وغيرهما .. وكان يبيع أمل نفسه كل وقت ... ثم قال: طال عمره واحتاجوا إليه وقبله الناس، ولولا أني شرطت أن من تكلم فيه فتكلم ذكرته، وإلا كنت لا أذكره".
مصنفاته:
ذكر للبغوي عدد من المصنفات، هي:
-معجم الصحابة.
-الجعديات "في الحديث".
-المعجم الكبير.
-المعجم الصغير.
-المسند.
-حكايات أبي بسطام شعبة بن الحجاج.
-أخبار عمرو بن مرة.
-مختصر المعجم.
-مسائل عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل.
-مسند الحب ابن الحب أسامة بن زيد.
-تاريخ وفاة الشيوخ الذين أدركهم البغوي.
-السنن في الفقه على مذاهب الفقهاء.
وقد أخطأ من نسب إليه تفسير "معالم التنزيل" وكان مصدر هذا الخطأ ظنهم أن أبا مسعود الفراء البغوي هو نفسه أبو القاسم البغوي.
وفاته:
وافت المنية البغوي في ليلة عيد الفطر سنة سبع عشرة وثلاثمائة. وله من العمر مائة سنة. وثلاث سنين وشهور، وخالف ذلك ابن الأثير، فقال: "وكان عمره مائة سنة وسنتين". ودفن في نفس الليلة التي توفي فيها ببغداد وقبر في مقبرة باب التبن. وقال ابن الجوزي: مات "وهو صحيح السمع والبصر والأسنان؛ يطأ الإماء".
رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جنانه.
* * *
جزء فيه من حكايات أبي بسطام شعبة
ابن الحجاج
بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا الشيخ الصالح أبو المنجا عبد الله ابن عمر بن علي الليثي، قراءة عليه وأنا أستمع، قال: أنبأ أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب. قراءة عليه، ونحن نستمع، قال: أنبأ أبو منصور عبد الرحمن ابن محمد بن عفيف البوشنجي، المعروف بكلاري، قراءة عليه، وأنا أسمع في المحرم سنة سبع وسبعين وأربعمائة، قيل له: أخبركم أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن مخلد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن ثابت الأنصاري الهروي المعروف بابن أبي شريح الزاهد، قراءة عليه وأنت تسمع بهراة فأقر به (1)، أنبأ أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن بنت أحمد بن منيع البغوي ببغداد سنة سبع عشرة وثلاثمائة، قال:
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، قال سمعت يزيد بن هارون، يقول: "شعبة مولى للأزد عتاقة". حدثني أحمد بن زهير النسائي، ثنا سليمان بن أبي شيخ، حدثني صالح بن سليمان، قال:
"كان شعبة مولى للأزد، ومولده ومنشؤه واسط، وعلمه كوفي، وكان له ابن يقال له: سعد بن شعبة (1). وكان له أخوان بشار [17 - أ] وحماد، وكانا يعالجان الصرف، وكان شعبة يقول لأصحاب الحديث: ويلكم الزموا السوق، فإنما أنا عيال على أخويّ. قال: وما أكل شعبة من كسبه درهماً قط" (2).
حدثنا (3) جدي أحمد بن منيع، قال: سمعت أبا قطن، قال: "ما رأيت شعبة ركع قط إلا ظننت أنه نسي، ولا قعد بين السجدتين إلا ظننت أنه قد نسي" (4).
حدثني أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن شبويه، قال: سمعت أبا الوليد، يقول (5): سمعت شعبة، يقول: "إذا كان عندي دقيق وقصب فما أبالي ما فاتني من الدنيا" (6).
حدثني عياش بن محمد مولى بني هاشم، حدثني قراد أبو نوح، قال "رأى عليّ شعبة قميصاً"، فقال: "بكم اشتريت هذا؟ ". فقلت: "بثمانية دراهم" فقال لي: "ويحك!! أما تتقي الله تلبس قميصاً بثمانية دراهم؟ ألا اشتريت قميصاً بأربعة، وتصدقت بأربعة؟ كان خيراً لك" قلت: "يا أبا بسطام أنا مع قوم نتجمل لهم!! " فقال شعبة: "أيش تتجمل لهم؟! " (7).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/470)
حدثين علي بن سهل النسائي، ثنا عفان، ثنا حماد بن زيد، قال: قال لنا أيوب: "الآن يقدم عليكم رجل من أهل واسط، يقال له: شعبة .. هو فارس في الحديث. فإذا قدم، فخذوا عنه" قال حماد: "فلما قدم شعبة أخذنا [17 - ب] عنه".
حدثني عبد الله بن سعيد الكندي، ثنا وليد بن حماد، قال: سمعت عبد الله بن إدريس، يقول: "ما جعلت بينك وبين الرجال مثل سفيان وشعبة" (6).
حدثني أبو بكر بن زنجويه، ثنا عبد الرزاق، عن أبي أسامة، قال: "وافقنا من شعبة طيب نفس، فقلنا له: "حدثنا، ولا تحدثنا إلا عن ثقة". فقال: "قوموا" (10).
حدثنا إسحاق (11) بن إبراهيم المروزي، ثنا أبو عبيدة الحداد، قال: سمعت شعبة، يقول: "وقفوهم يصدقوا أو يكذبوا" (12).
حدثنا علي بن سهل، ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، قال: (جاء شعبة إلى حُميد، فسأله عن حديث لأنس، فحدثه به". فقال له شعبة: "سمعته من أنس؟ ". قال: "فيما أحسب". قال شعبة: بيده هكذا .. وأشار بإصبعه، لا أريده"، ثم ولى. فلما ذهب، قال حميد: "سمعته من أنس كذا وكذا مرة .. ولكن أحببت أن أفسده عليه" (13).
حدثني عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن عفان، نحوه، قال فيه: "قد سمعته من أنس، ولكن شدد [18 - أ] عليّ فأحببت أن أشدد عليه" (14).
حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، قال: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: قال لي شعبة: "كل من كتبت عنه حديثاً فأنا له عبد" (15).
حدثنا الفضل بن سهل، قال يعقوب الحضرمي –يعني ابن إسحاق- قال: حدثني من سمع سفيان الثوري، وذكر عنده شعبة، فقال: "ذاك أمير المؤمنين الصغير" (16).
حدثنا ابن زنجويه، قال يعقوب الحضرمي، قال: قال شعبة: "سفيان أمير المؤمنين في الحديث".
حدثني عياش، نا أبو بكر بن أبي الأسود، قال: قال عبد الرحمن: "كان سفيان، يقول: شعبة أمير المؤمنين في الحديث" (17).
حدثني ابن شبويه، نا عبدان بن عثمان، عن أبيه قال: "قوّمنا حمار شعبة وسرجه، ولجامه؛ بضعة عشر درهماً" (18).
حدثنا أحمد بن زهير، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: "كان يحيى بن سعيد القطان إذا سمع الحديث من شعبة (19)، لا يبالي أن لا يسمعه من غيره" (20).
قال: وقيل ليحيى بن معين: "ما تقول في شعبة وسفيان إذا اختلفا في حديث الكوفيين" فقال: "كان سفيان أحفظ للرجال".
رأيت في كتاب علي بن المديني بخطه إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل –رحمه الله- وحدثني به صالح بن أحمد، عن علي، قال: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: "كان [18 - ب] شعبة أعلم بالرجال فلان عن فلان .. وكان سفيان صاحب أبواب" (21).
قال يحيى: "كان شعبة لا يحدث عن الضحاك بن مزاحم" (22).
حدثنا سريج بن يونس، نا: مسلم بن قتيبة، عن شعبة، قال: "قلت لمشاش: سمع الضحاك، من ابن عباس، رضي الله عنهما؟ قال: ما رآه قط" (23).
حدثنا أحمد بن إبراهيم العبدي، نا: أبو داود الطيالسي، عن شعبة، قال: "كان أيوب يمشي إلى مسجد بني ضبيعة، يسألني عن الحديث" قال شعبة: "وحدثت أيوب يوماً بحديث قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب: أن امرأة أرادت الحج، فقال أيوب: هاتوا إسناداً مثل هذا" (24).
حدثني أحمد بن زهير، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: قال يحيى بن سعيد: "كان شعبة من أرق الناس، كان ربما مر به السائل، فيدخل إلى بيته، فيعطيه ما أمكنه" (25).
حدثني أحمد بن زهير، نا: أحمد بن حنبل، نا: يحيى بن سعيد قال: قال شعبة: "أتى إليّ سليمان التيمي وابن عون يعزياني بأمي، فقال التيمي: ثنا أبو نضرة، فقال ابن عون: قد رأيت أبا نضرة، فقال التيمي: فما رأيت" (26).
حدثنا أبو عبد الرحمن بن شبويه، قال: سمعت أبا الوليد، يقول: [19 - أ] "اختلفت إلى حماد بن سلمة، قبل أن أختلف إلى شعبة، فقال لي حماد: إذا أردت الحديث فالزم شعبة" (27). قال: وسمعت أبا الوليد، يقول: سمعت حماد بن زيد، يقول: "إذا خالفني شعبة تركت ما في يدي لأنه لم يرض أن يسمع الشيء مرة حتى يعود فيه مرتين، وكنا نحن نجترئ" (28).
قال ابن شبويه، وحدثني أبي، حدثني النضر بن شميل، قال: "ما رأيت أرحم بمسكين من شعبة، وكان إذا رأى المسكين لا يزال ينظر إليه حتى يغيب عنه" (29).
قال ابن شبويه، وثنا مسلم بن إبراهيم، قال: "كان شعبة إذا قام في مجلسه سائل لا يحدث حتى يعطي (30)، فقام يوماً سائل ثم جلس، فقال: ما شأنه؟! (31) قالوا: ضمن عبد الرحمن بن مهدي أن يعطيه درهماً" (31).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/471)
حدثني ابن زنجويه، ثنا محمد بن أبي غالب، حدثني هشيم، أنبأ شعبة، قال: "خذوا عن أهل الشرف فإنهم لا يكذبون" (32).
حدثني عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا أبو داود، عن شعبة قال: قال لي سفيان: "تعلينا بواسط" (33).
أخبرنا [19 - ب] عبد الله، ثنا محمد ابن طريف أبو بكر الأعين، ثنا قراد أنه سمع شعبة، يقول: "كل شيء ليس في الحديث سمعت، فهو خل وبقل" (34).
وحدثنا أبو بكر الأعين، ثنا محمد بن جعفر المدائني، عن ورقاء، قال: قلت لشعبة: "لم تركت حديث أبي الزبير". قال: "رأيته يزن فاسترجح في الميزان فتركته" (35).
حدثنا عمرو بن محمد الناقد، ثنا وكيع، قال: قال شعبة: "فلان عن فلان، مثله لا يجزئ" (36). قال وكيع: وقال سفيان الثوري: "يُجزئ".
حدثني عبد الله، حدثني أبي، ثنا حجاج، عن شعبة، قال: قال لي أيوب: "أنت تحب الإسناء، وهذا إسناء" قال: قلت: "أبو المهلب لم يسمعه من أبيّ" (37).
حُدثت عن عبدان أنه، قال: سمعت أبي، يقول: قال شعبة: "وأي شيء ألذ من أن تلقي شيخاً في فيء ريح قد لقي الناس، وأنت تستثير، وتستخرج منه العلم، قد خلوت به" (38).
حدثنا عمرو بن محمد الناقد (39)، وسريج بن يونس [20 - أ] وابن عباد، وابن المقرئ، قالوا: ثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، قال: أخبرني عمرو بن أوس الثقفي، قال: أخبرني عبد الرحمن بن أبي بكر، قال: "أمرني رسول الله (، أن أردف عائشة، فأعمرها من التنعيم" (40)، قال عمرو الناقد: قال ابن عينية: "كان شعبة يعجبه مثل هذا الإسناد –يعني: أخبرني- قال، أخبرني".
حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبد الله بن إدريس، قال: قلت لشعبة: "كان مهدي بن ميمون عندك ثقة؟ قال: نعم. قلت: فإنه أخبرني عن سلم العلوي أنه رأى أبان بن أبي عياش عند أنس" قال شعبة: "سلم الذي كان يرى الهلال قبل الناس بليلة"؟! (41).
حدثنا محمد بن إسحاق، حدثني ابن أبي رزمة، ثنا عبدان، حدثني أبي، عن شعبة، قال: "لولا الحياء من الناس، ما صليت على أبان بن أبي عياش" (42).
حدثنا سويد بن سعيد، ثنا علي بن مسهر، قال: "سمعت أنا، وحمزة الزيات، من أبان بن أبي عياش خمسمائة حديث، أو ذكر أكثر؛ فأخبرني حمزة الزيات أنه، قال: رأيت النبي (في المنام، فعرضتها عليه، فما عرف منها إلا اليسير، خمسة أو ستة أحاديث، فتركت الحديث عنه".
حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا شعبة عن [20 - ب] سعيد بن مسروق، قال: قال رجل: "يا أبا بسطام!! من سعيد بن مسروق؟ " قال: "أبو سفيان الفقيه".
حدثنا علي بن سهل، ثنا عفان، قال: سمعت شعبة، يقول: "لولا حوائج لنا إليكم ما جلست إليكم". قال عفان: "وكانت حوائجه، يسأل لجيرانه الفقراء" (43).
قال: وسمعت شعبة، يقول: مَن ذهبنا إلى أبيه فأكرمنا فجاءنا ابنه أكرمناه، ومن أتيناه فأهاننا، فأتانا ابنه أهنَّاه" (44).
حدثني عمر بن شبَّة، ثنا عفان، قال: قال يحيى بن سعيد: "ما رأينا أحداً قط أحسن حديثاً من شعبة" (45).
حدثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا (46) أبو داود، ثنا شعبة، قال: قلت لمعاوية بن قرة، وذكر حديثاً، فقلت له: "من حدثك به؟ " قال: "حدثنيه فلان، استرحت من رهقك، يا شعبة" (47).
حدثني علي بن سهل، ثنا عفان، قال: "كان شعبة يخضب بالحمرة" (47).
حدثني عبد الله بن أحمد، قال: سمعت أبي، يقول: ثنا يحيى بن سعيد، قال: مات شعبة سنة ستين، وهو ابن خمس وسبعين" (48) *.
الهوامش:
(1) تهذيب التهذيب (4: 338) - تذكرة الحفاظ (1: 193) - التاريخ الكبير للبخاري (4: 224) - صفة الصفوة لابن الجوزي (3: 35) - ذيل تاريخ الطبري (656).
(1) ورد ذكر ابن شعبة في "كتاب المراسيل" لابن أبي حاتم. وفي كتاب "معرفة علوم الحديث" للحاكم.
(2) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (9: 255 - 257) - تذكرة الحفاظ (1: 196). وسير النبلاء للذهبي (6: 67).
(3) ورد في حاشية الأصل تصحيح لكلمة "حدثنا" بـ "حدثني" وقد وافق الذهبي التصحيح.
(4) حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني (7: 145) وسير أعلام النبلاء للذهبي (6: 67).
(5) جاء في حاشية الأصل تصحيح كلمة "يقول" بـ "قال" ..
(6) حلية الأولياء (7: 145). وسير النبلاء (6: 67).
(7) المرجع السابق.
(8) حلية الأولياء (7: 145). وسير النبلاء (6: 67)، والمجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين لابن حبان (1: 47).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/472)
(9) وسير النبلاء (6: 67). وقد مدح شعبة سفيان بأقوال كثيرة منها ما ورد في سنن أبي داود (2: 220): "قال رجل لشعبة خالفك سفيان، قال: دفعتني. وقال في موضع آخر: سفيان أحفظ مني. وكل من خالف سفيان، فالقول قول سفيان".
(10) سير النبلاء (6: 67)
(11) جاء في حاشية الأصل تصحيح كلمة "إسحق" بـ "عبد الله".
(12) سير النبلاء (6: 70)
(13) حلية الأولياء (7: 150). والأسئلة العشرة الكاملة للكنوي (162).
(14) المرجع السابق. وسير النبلاء (6: 70)
(15) يشدد شعبة كثيراً على "حدثنا" ولذلك ورد عنه في ذلك: "كل حديث ليس فيه حدثنا وأخبرنا فهو خلّ وبقل"، "إذا كان في الحديث حدثني وسمعت فهو دست بدست، وإذا لم يكن فيه سمعت وأخبرني، فهو خل وبقل"، "كل حديث ليس فيه حدثنا فهو مثل الرجل في فلاة معه بعير بلا خطام" انظر حلية (7: 154)، وتذكرة السامع والمتكلم (90)، وسير النبلاء (6: 68).
(16) حلية الأولياء (7: 147). والمجروحين لابن حبان (1: 46). وشرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي (115) وسير النبلاء (6: 68) ولكنها جاءت بسند الرواية التي قبلها.
(17) المرجع السابق.
(18) حلية الأولياء (7: 147) والمجروحين (1: 47)، وتاريخ بغداد (9: 262)، وسير النبلاء (6: 68).
(19) جاء في حاشية الأصل بدل "لا". "لم".
(20) وقد ورد من هذا القبيل أقوال كثيرة منها قول حماد بن زيد: حلية الأولياء (7: 153): "ما أبالي من خالفني في حديث، إلا أن يكون شعبة، فإن شعبة كان معنياً بالحديث، كان يأتي الشيخ يكرر عليه". وقول سفيان: تقدمة المعرفة (1: 162) "كانوا إذا خالفوني بالكوفة لا التفت إليهم، أقول ما قال مسعر؟ وما قال شعبة؟ "، وقول يحيى بن سعيد: تقدمة المعرفة لابن أبي حاتم (1: 160): "ليس أحد أحب إلى من شعبة ولا يعد له أحد عندي".
(21) جاء في تذكرة الحفاظ (1: 196) بشكل يشبه هذا "شعبة احفظ للمشايخ، وسفيان احفظ للأبواب"، وسير النبلاء (6: 69).
(22) تقدمة المعرفة لابن أبي حاتم (1: 131) –سير النبلاء (6: 70).
(23) تقدمة المعرفة لابن أبي حاتم (1: 131) –سير النبلاء (6: 70).
(24) سير النبلاء (6: 70)
(25) حلية الأولياء (7: 145) –تذكرة الحفاظ (1: 193) –سير النبلاء (6: 68).
(26) سير النبلاء (6: 70)
(27) تقدمة المعرفة (1: 127 - 128).
(28) راجع التعليق على قول: "كان يحيى بن سعيد القطان إذا سمع الحديث من شعبة، لا يبالي أن لا يسمعه من غيره". ويعبر شعبة عن هذه الفكرة، فيقول: "ما رويت عن رجل حديثاً إلا أتيته أكثر من مرة، والذي رويت عنه عشرة أتيته أكثر من عشر مرار". تهذيب التهذيب (4: 346). وقال أيضاً: "اختلفت إلى عمرو بن دينار خمسمائة مرة، وما سمعت عنه إلا مائة حديث". حلية الأولياء (7: 147). ويقول أبو الوليد: "سألت شعبة عن حديث، فقال: والله لا حدثتك به، لم أسمعه إلا مرة". حلية الأولياء (7: 148). وسير النبلاء للذهبي (6: 71). والمجروحين والضعفاء والمتروكين لابن حيان (1: 30).
(29) حلية الأولياء (7: 147).
(30) كانت مكتوبة في الأصل بألف ممدودة.
(31) حلية الأولياء (7: 147).
(32) حلية الأولياء (7: 155 - 156). والمجروحين (1: 24)، سير النبلاء (6: 70)
(33) يريد سفيان أن يقول: "تعال إلينا بواسط".
(34) حلية الأولياء (7: 149). رواية الحلية إذا لم يكن فيه سمعت وأخبرني فهو خل وبقل. وسير النبلاء (6: 68). وانظر التعليقات السابقة.
(35) حلية الأولياء (7: 152) وفي المجروحين عبارة قريبة منها (1: 30)، وسير النبلاء (6: 68).
(36) سير النبلاء (6: 70). وهو يريد تبين أن الحديث لا يكون جيداً ومقبولاً إذا ذكر فيه "فلان عن فلان" بل يجب أن يقال: "حدثنا فلان، حدثنا فلان .. " حتى يجزي. بخلاف سفيان فإنه أقل تشدداً.
(37) تقدمة المعرفة (1: 129)، وأبيّ هو: ابن كعب.
(38) سير النبلاء (6: 70)، وجاءت في تقدمة المعرفة كما يلي: "وأي شيء ألذ من أن تخلو بشيخ قد لقي الناس، فأنت تستثيره، وتستخرج منه علماً.
(39) الضبط من الإكمال 4، 272.
(40) سنن ابن ماجة تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي في الحديث رقم (2999) والحديث رقم (3000).
(41) يعني كأنه يضعفه ويكذبه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/473)
(42) تقدمة المعرفة (1: 134). وكان شعبة ذا غيرة فائقة على الحديث، حتى أنه كان يأتي إلى الوضاعين، ويقول لهم –على حسب قول الشافعي-: "كان يجيء إلى الرجل فيقول: لا تحدث وإلا استعديت عليك السلطان"، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4: 270). سير النبلاء (6: 70)، وآداب الشافعي ومناقبه لابن أبي حاتم، تحقيق عبد الغني عبد الخالق (209). ولم يكن يحب السكوت عن الحق أبداً فتراه في شأن إبان تروى عنه القصص منها ما ذكره حماد بن زيد: "لقيني شعبة بن الحجاج ومعه مدره، فقتل: يا أبا بسطام، أين تريد؟ ! قال: إلى أبان بن أبي عياش أدعوه إلى القاضي، فإنه يكذب. فقلت: إني أخاف عليك عبد القيس، قال: فكلمته. فانصرف، قال حماد: ثم لقيني شعبة بعد ذلك، فقال لي يا أبا اسماعيل!! إني نظرت في ذلك فلم يسعني السكوت" حلية الأولياء (7: 150).
(43) حلية الأولياء (7: 145) ومن ذلك قوله: "لولا المساكين ما حدثت، فإني أحدث ليعطوا" حلية الأولياء (7: 157). وسير النبلاء (6: 68).
(44) سير النبلاء (6: 68).
(45) سير النبلاء (6: 68). وفي تذكرة الحفاظ (1: 195) جاءت على النحو التالي: "قال أبو الوليد الطيالسي: قلت ليحيى بن سعيد: رأيت أحداً أحسن حديثاً من شعبة؟ قال: لا، قلت: فكم صحبته؟ قال: عشرين سنة" ..
(46) جاء في حاشية الأصل تصحيح كلمة "ثنا" بـ "ابنا".
(47) سير النبلاء (6: 70).
(48) الطبقات الكبرى لابن سعد (7: 280 - 281). اتفق جميع المؤرخين على وقت وفاة شعبة. ولكنهم اختلفوا في عمره وولادته. فقال ابن زنجويه: "ولد سنة (82) هـ. وله (77) عاماً". تهذيب التذهيب (4: 345). وقال أبو زيد الهروي: "ولد .. .. سنة اثنتين وثمانين". تذكرة الحفاظ (1: 194)، وسير النبلاء (6: 66). وقال ابن حبان وشرف الدين العاملي: "مولده سنة (83) ". مشاهير علماء الأمصار لابن حبان الترجمة (1399). وفي كتاب المراجعات (110). وفي الكامل في التاريخ لابن الأثير (6: 50) "عمره (77) عاماً". وفي تاريخ خليفة ابن خياط (1: 398): "ولد سنة سبع وثمانين وفي ذيول تاريخ الطبري (656): " ولا سنة (85) " وفي سير النبلاء (6: 266) قال:" قيل ولد سنة ثمانين". في دولة عبد الملك بن مروان" وفي تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (9: 66)، قال: "مولده سنة (83) ". وفي أعيان الشيعة (36: 113)، قال: "ولد .. سنة (85) أو (83) أو (81) ". وقال البخاري في التاريخ الصغير (183): "شعبة أكبر من الثوري بعشر سنين". وعلى ذلك فعمر شعبة أما (80) أو (79) أو (78). ويصعب تحديد مولده تماماً، ولكنني أرجح سنة (85) هـ.
*إلى هنا انتهت حكايات ابن بسطام شعبة بن الحجاج. ويليها في المجموع. أخبار عمرو بن مرة للبغوي ..
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..
1 استخلصت هذه الترجمة من: "البداية والنهاية لابن كثير" (11: 163 - 164)، و"المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي" (6: 227 - 230". و"تذكرة الحفاظ للذهبي" (2: 737 - 740). و"الكامل في التاريخ لابن الأثير" (8: 161). و"معجم المؤلفين لكحالة" (6: 126)، و"الأعلام للزركلي" (4: 263) و"شذرات الذهب لابن العماد" (2: 275 - 276)، "وطبقات الشافعية للسبكي" (4: 103)، و"الفهرست لابن النديم" (325)، و"فهرس الحديث للألباني" (236 - 237) و"فهرس التاريخ للعش" (219، 225). و"العبر في خبر من غبر للذهبي" (2: 170): و"كشف الظنون لحاجي خليفة" (1: 674) و"هدية العارفين للبغدادي" (1: 444).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا رابط البحث:
http://www.awu-dam.org/trath/08/turath8-010.htm
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 11 - 04, 08:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وأخبار شعبة هي جزء من الجعديات للبغوي فقد ذكر كل الروايات السابقة في الجعديات (1/ 5/16 تحقيق رفعت فوزي) و (ص18 - 24 تحقيق عامر أحمد حيدر)
ولم أر من ذكر في ترجمة البغوي أن له تصنيفا مستقلا باسم أخبار شعبة، والله أعلم.
وكتاب الجعديات للبغوي كتاب نفيس جدا ومليء بالفوائد الحديثية مع علو إسناده وقد أتقنه البغوي كما ذكر الذهبي في السير.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:46 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[06 - 02 - 06, 01:04 ص]ـ
بارك الله فيك اخي الفاضل
لدي تعليق واستفسار:
تعليق: لكي تهزأ من التاريخ, فيكفي أن يقول أحدنا أن شعبة بن الحجاج شخصية مغمورة, بينما الحجاج بن يوسف شخصية شهيرة.
استفسار: لدي سؤال: هل اسم ((الجعديات)) نسبة للجعد, تلميذ شعبة بن الحجاج أم لا؟؟ في مصنف الجعد المعروف, هناك الكثير حول شعبة, وأظنه أقدم مصدر يحوي بعض المعلونات الثرية حوله, رحمه الله رحمة واسعة وأجزل له المثوبة وأحسن نزله
ـ[العاصمي]ــــــــ[06 - 02 - 06, 01:15 ص]ـ
عرف الكتاب بالجعديّات، نسبة إلى " عليّ بن الجعد "، تلميذ شعبة ...
ويخطئ من يسمّيه ويترجمه " مسند ابن الجعد "!
وممّا كادت تعمّ به البلوى بين كثير من الباحثين: تتابعهم وتتايعهم على عزو جميع ما يجدونه في الكتاب إلى ابن الجعد في مسنده (!)
وكثير من الأخبار والآثار التي حواها هذا السفر النفيس " أحاديث عليّ بن الجعد " = من رواية أبي القاسم البغويّ عن شيوخ غير عليّ بن الجعد ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/474)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[23 - 02 - 06, 11:50 ص]ـ
وقد صدر هذا الجزء بتحقيق حمزة أحمد الزين عن دارالحديث، ضمن مجموع فيه:
جزء أحاديث يحيى بن حبيب المصري.
جزء أحاديث ابن جريج المكي.
جزء غرائب شعبة بن الحجاج.
جزء أحاديث سفيان بن عيينة.
جزء أحاديث الحسن بن موسى الأشيب.
جزء أحاديث عفان بن مسلم الصفّار.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[23 - 02 - 06, 11:52 ص]ـ
وقد صدر هذا الجزء بتحقيق حمزة أحمد الزين عن دارالحديث، ضمن مجموع فيه:
[5] جزء أحاديث الحسن بن موسى الأشيب.
وهذا الجزء كتب على طرة الكتاب فقط، وبالداخل وضِع مكانه: حديث أبي الزبير عن جابر دراسة نقدية!!! جمع وترتيب حمزة أحمد الزين.
وعمله إنما هو ذكر أحاديث أبي الزبير عن جابر من صحيح مسلم فقط!
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[23 - 02 - 06, 12:07 م]ـ
وهذه هو جزء ابن جريج:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=411692&posted=1#post411692(11/475)
حمل موسوعة أقوال الإمام أحمد في الجرح والتعديل
ـ[أبو المعاطي]ــــــــ[23 - 11 - 04, 09:55 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
ـــــــــــــــــــــــــــــ
البيان:اسم الكتاب: موسوعة أقوال الإمام أحمد بن حنبل، في الجرح والتعديل، وعلل الحديث.
جمع وترتيب: السيد أبو المعاطي النوري، وأحمد عبد الرزَّاق عيد، وأيمن إبراهيم الزاملي، وآخرهم محمود خليل.
الطبعة: الأولى، عن عالم الكتب، بيروت، سنة 1417.
يقع الكتاب في أربعة أجزاء.
مصادر الكتاب التي جُمعت الأقوال منها: اقرأ مقدمة المجلد الأول.
ــــــــــــــــــــ
هدية العيد
السلام عليكم
وجئتُ إليكم أمشي على استحياء، فَيَدي شبه فارغة، ليس فيها إلاَّ حيلة الضعيف، وزاد المسكين، فهذا شيء من رائحة أهل الحديث (في خير القرون)، جمعه ناسٌ أكرمنا الله برؤيتهم، ولا نزكي على الله أحدًا، فكل الذي وجدناه فيهم أنهم أحبوا محمدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، واسمحوا لي أن أقول: لقد رأينا حب محمدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عندهم شيئًا آخر، شيئًا غريبًا، من الصعب أن تشرحه، إنه اتباعٌ دقيقٌ لكل أمرٍ يصدر عنه، وإن خالفهم أهلُ الأرض جميعًا، خلفهم وسلفهم، ثم اتباعٌ يشمله الحب، وكأن الذي جاءهم عنه، وإن خالف هواهم، هو الحبيب الذي ينتظرون، فينزل على قلوبهم بردًا وسلامًا.
لا يوجد واحدٌ منهم حصل على تعليمٍ أزهري، أو في معاهد دينية، أو يبحث عن لقب (محدث مصر)، أو ليكتب قبل اسمه: (العلامة)، بل حصلوا على أدنى مستوى في التعليم، غالبيتهم حصلوا على دبلوم الصنايع، في الشواكيش، والمفكات، وجمعهم حُب مُحَمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ورجائي أن لا تحسبوه حبًّا كما يقول الناس، إنهم لا يؤمنون بالمذاهب، والفرق، والطرق، والجماعات، مهما كان اسمها، الأسماء كلها عندهم باطلة، إلا أن تقول: وأنا من المسلمين.
وهؤلاء المساكين، سترها الله معهم، فخرج المسند الجامع، في اثنين وعشرين مجلدًا، يشرح قصة الحب لحديث محمدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ومازالت هذه القصة في حياتهم تنمو هذه الأيام في عملهم القادم، مع موسوعة السنة (اسم مؤقت).
والآن بين أيديكم فصلٌ من هذا الحب، قام به بتوفيق من الله، إخوة لكم، ليسوا بعلماء، وإذا قلنا: طلاب علم فهذا ظلم للعلم، ولكنهم فقط؛ أحبوا محمدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
هذه موسوعة أقوال الإمام أبي عبد الله، أحمد بن حنبل، رضي الله عنه، ستجدونها ناقصةً، تحكي نقصًا فيهم، لكن الذي جرأهم على جمعها، مع قلة حيلتهم، وهوانهم على الناس، هو النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقد قال لأمثالهم من ضعاف الحال، مع كثرة الذنوب والعيوب، والجهل، مع قلة الزاد، وطول السفر: اتقوا النار ولو بِشِق تمرةٍ.
فأزال عنا الغم والهم، وجلسنا، مجموعةٌ، لو كانت في عصر البخاري، وأحمد، وعبد الرحمان بن مهدي، ما كان لهم من مكانٍ حتى في صف النعال، بل وأين نحن من غبار ثار خلف نعل أبي الحسن الدارقطني!!، رحمة الله الواسعة على جميع علماء المسلمين، وفخر الإسلام، علماء الحديث تحديدًا.
فوفق الله، وجمعنا ماسَمَحَت حالتُنا بجمعه، وحاولنا عدم الوقوع في الخطأ فلم نُفلح، لأننا الذي يكتب، وقلنا: عساها، إن أُضيفت إلى المسند الجامع، وباقي هذه الأعمال، التي كانت برحمة الله، عسى ذلك أن يكون الشق تمرة، فإن تفضل الكريم وقَبِل، فبعفوه كان القبول، وإن ردها في وجوهنا، فنحنٌ أهلٌ لذلك، فمن الذي جاء بنا لنجري في ساحةٍ جلس فيها سفيان الثوري، وحماد بن زيد؟!!.
فهذا عيبنا فاستروه وأصلحوه، ومن وجد أننا نسينا كتبًا لم نضفها، وسؤالات لم ندرجها وهذا واقعٌ، فليقم هو بذلك، ثم يعيد تحميل الإضافة لينتفع بها الناس، ومن لم يستطع فليذكر لنا اسم الكتاب، ونحن سنفعل ذلك، ومن وجد خطأ، وهو موجود، فعليه أن ينشره هنا بأعلى صوته، وبأي أسلوب، حتى لو استخدم معنا العصا، ولا يكتمه، فيكتم علمًا، ولا يبعث به إلينا سرًّا، لأن هذا لايُفيد.
ومن حق كل إنسان أن ينتفع بهذا كيفما شاء، مادام في خدمة الحديث الشريف.
ورجائي من الجميع، كثرة الدعاء للميت، المذنب: (السيد أبو المعاطي النوري): اللهم اغفر له ذنبه، واستر عليه عيبه، ولا تفضحه يوم القيامة، ووالله لو عرفتم هذا المسكين، وحبه لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ما توقفتم عن الدعاء له.
الرجا الدعاء لأخيكم، فهو في حاجة إلى دعائكم.
والسلام عليكم.
أولا: إليكم المجلد الرابع
ـ[أبو المعاطي]ــــــــ[23 - 11 - 04, 10:02 م]ـ
وهذا، إخوتي المجلد الثالث:
نسألكم الدعاء
ـ[أبو المعاطي]ــــــــ[23 - 11 - 04, 10:03 م]ـ
وهذا هو المجلد الثاني
نسألكم الدعاء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/476)
ـ[أبو المعاطي]ــــــــ[23 - 11 - 04, 10:10 م]ـ
أما المجلد الأول
فقد وصلني بالفعل، من فريق المقابلة، فوجدت به بعض الأخطاء، فرددته ليقابل من البداية، فاصبروا عليَّ عدة أيام، لأن الهدية يجب أن تتناسب مع المُهْدَى إليه.
وأنتم عندنا كرام، لحبكم لحديث محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[23 - 11 - 04, 10:12 م]ـ
[ center] بل حصلوا على أدنى مستوى في التعليم، غالبيتهم حصلوا على دبلوم الصنايع، في الشواكيش، والمفكات، وجمعهم حُب مُحَمد
بارك الله فيكم اخى الكريم أبو المعاطي
وهؤلاء المساكين ممن خدموا دين الله و سنه رسوله هم اسيادنا ولو عملوا ب الشواكيش والمفكات.
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[23 - 11 - 04, 10:52 م]ـ
اخى أبو المعاطي: -
من هم طلاب العلم الحقيقيين؟ - انظر المواضيع التاليه:
أضرار شهادات كلية الشريعة على طالب العلم لأبي عبد الرحمن الوادعي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?t=23982
الوظيفة دليل العلم إذاً يهلك العلم والعلماء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?t=23205
ـ[الحاج عادل]ــــــــ[25 - 11 - 04, 12:20 ص]ـ
اخي الكريم طويلب علم صغير
أحييك .. وهل تسمح لي بإضافة صغيرة على كلمتك
(وهؤلاء المساكين ممن خدموا دين الله و سنه رسوله هم اسيادنا ولو عملوا ب الشواكيش والمفكات.)
فأقول لك
نعم هم أسيادنا .. ونعالهم فوق رؤوسنا
ـ[أبو الحسن المصري]ــــــــ[01 - 12 - 04, 07:37 ص]ـ
الإخوة الأفاضل أين أجد المجلد الأول من موسوعة أقوال الإمام أحمد في الجرح والتعديل، جزاكم الله خيرًا.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:21 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[07 - 12 - 04, 03:31 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله في جهودكم وفيكم
ـ[أبو المعاطي]ــــــــ[12 - 12 - 04, 04:04 ص]ـ
وهذا ما وعدتكم به
الأول من هذا الكتاب
وبه يتم، بفضل الله وبرحمته
ـ[أبومحمدالأزهري]ــــــــ[18 - 12 - 04, 11:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبو المعاطي
........... بارك الله فيك، وجعل هذا الجهد والبذل في ميزان حسناتكم
أخي طويلب العلم
........... ظني أن أخانا أبا المعاطي لم يرد تحقير اخوانه, ولم يرد أيضاً أن يومىء من قريب أو بعيد إلى أن العلم بالشهادات.
........ لكن الشهادات مظنة العلم, وإن وجد من حملة الشهادات من لا يميز الثاغية من الراغية, ولا يعرف القبيل من الدبير.
......... وظني أن أبا المعاطي بورك فيه قصد العذر لإخوانه, على خطئهم في العمل والمقابلة. فهم كالقارىء للقرآن غير ماهرٍ به، فهو يتتعتع فيه, وهذا ليس بمذمة ولا نقيصة، بل يجزيهم الله بقدر جهدهم وعنائهم, وكلٌ جمعه على هذا الأمر حب محمد صلى الله عليه وسلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم محب السنة
أبو محمد الأزهري
ـ[أبو المعاطي]ــــــــ[18 - 12 - 04, 02:26 م]ـ
أخي الكريم / محب السنة الأزهري
بارك الله فيك وأكرمك
السلام عليك
نعم فكلنا يتعتع، ونسأل الله أن يجبر كسرنا
الأخ طويلب العلم يتفق معك في كل شيء، ولا يوجد خلاف، ويعرف أنني لاأُحقر من إخواني، ويفهم هذا الذي أنت فهمته.
والحمد لله رب العالمين
وانتظر قريبا أنت، وأخي طويلب العلم، وجميع الأهل هنا، موسوعة أقوال أبي الحسن الدارقطني في رجال الحديث.
وقد انتهت بالفعل، وهي الآن في المقابلة، وهي في مجلدين، وتحتوي على أكثر من 4100 ترجمة
وهذه هدية لك ولأخي طويلب العلم، من هذه الموسوعة: نموذج:
1 - إبراهيم بن إسحاق بن بشير بن عبد الله أبو إسحاق الحربي.
(*) قال السلمي: سألت الدارقطني عن إبراهيم الحربي، وإسحاق الحربي، فقال: إسحاق الحربي شيخ ثقة، وإبراهيم الحربي كان إمامًا، وكان يقاس بأحمد بن حنبل في زهده وعلمه وورعه. (28).
(*) وقال السلمي: قال الدارقطني: سمعت أبا طاهر القاضي يقول: ولد إبراهيم الحربي سنة ثمان وسبعين (ومئة) وما سنة خمس وثمانين ومئتين. (50).
(*) وقال الدارقطني: إبراهيم يخطئ كثيرًا ولا يرجع. ((العلل)) 11/ 48.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/477)
(*) وقال الدارقطني: وقول إبراهيم صحيح، وكان من أعلم الناس بهذا الشأن، وذلك بعد ذكر الخلاف في حديث عروة عن عائشة، ((استفتت أم حبيبة بنت جحش رسول الله ? في الاستحاضة)). ((العلل)) 5/ الورقة 23 - 24.
(*) وذكره الدارقطني ضمن إسناد حديث، ثم قال: رجاله كلهم ثقات. ((السنن)) 1/ 181.
(*) وقال الأزهري: قال أبو الحسن الدارقطني: إبراهيم الحربي، ثقة.
(*) وقال عبيد الله بن أبي الفتح: عن أبي الحسن الدارقطني، قال: أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي إمام مصنف، عالم بكل شيء، بارع في كل علم، صدوق، مات ببغداد سنة خمس وثمانين ومئتين. ((تاريخ بغداد)) 6/ 40.
* * *
2 - إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس القاضي، أبو إسحاق.
(*) قال الحاكم: قال الدارقطني: إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس، القاضي، صدوق. (51).
(*) وقال عبيد الله بن أبي الفتح: عن أبي الحسن الدارقطني، قال: إبراهيم بن أبي العنبس الكوفي، ثقة. ((تاريخ بغداد)) 6/ 26.
* * *
3 - إبراهيم بن إسحاق بن نخرة الصنعاني.
(*) قال الدارقطني: إبراهم بن الحجاج بن نخرة الصنعاني، يروي عن إسحاق بن إبراهيم الطبري، وعبد الله بن أبي غسان، وغيرهما، حدث عنه أبو عيسى الرملي، وغيره. ((المؤتلف والمختلف)) 1/ 252.
(*) وقال الدارقطني: مجهول، انظر ترجمة إسحاق بن إبراهيم الطبري رقم (448)، للوقوف على حديثه وقول الدراقطني.
* * *
4 - إبراهيم بن إسحاق الصيني.
(*) قال البرقاني: سمعت الدارقطني يقول: إبراهيم بن إسحاق الصيني، متروك. (19).
(*) وقال الدارقطني: متروك. ((الضعفاء والمتروكون)) (31).
* * *
5 - إبراهيم بن إسحاق، أبو إسحاق الصواف.
(*) قال الحاكم: قال الدارقطني: إبراهيم بن إسحاق، أبو إسحاق الصواف، ثقة. (50).
* * *
6 - إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأنصاري، أبو إسماعيل المدني.
(*) قال البرقاني: سمعت الدارقطني يقول: إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، متروك. (22).
(*) وقال الدارقطني: متروك. ((الضعفاء والمتروكون)) (32).
(*) وقال: ليس بالقوي في الحديث، وقال: ضعيف. ((السنن)) 1/ 62.
* * *
7 - إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع بن جارية الأنصاري أبو إسحاق المدني.
(*) قال البرقاني: سمعت الدارقطني يقول: إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، متروك. (21).
(*) وقال الدارقطني: متروك. ((الضعفاء والمتروكون)) (30).
* * *
ـ[أبومحمدالأزهري]ــــــــ[18 - 12 - 04, 11:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
أخي أبو المعاطي
جزاك الله خيراً وأحسن إليك ونفع بنا وبك، وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك يوم القيامة.
وحسبي من طلبي للعلم أن أحببتُ أهله، وبحبي لأهله أرجو أن أحشر معهم، فهم ورثة الأنبياء، وغداً يحشرون مع سيد العلماء محمد صلى الله عليه وسلم.
أخوكم محب السنة
أبو محمد الأزهري
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[24 - 12 - 04, 03:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[05 - 01 - 05, 04:37 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخ ابو المعاطي على هذا الجهد الجبار
ـ[محمد محمود عبدالله]ــــــــ[30 - 01 - 05, 03:53 ص]ـ
اللهم بارك هذه الأعمال الطيبة، واجعل هذه الأعمال لوجهك الكريم، واقبل من قام بهذه الأعمال في زمرة الصالحين، آمين
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[12 - 11 - 05, 05:34 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو أكثم]ــــــــ[15 - 11 - 05, 06:33 م]ـ
أحسن الله إليك أخي الفاضل
ـ[أبو حمادة]ــــــــ[16 - 01 - 06, 08:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وجعه في ميزان حسناتكم
ـ[عبد الله منصور]ــــــــ[30 - 03 - 06, 11:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من علم لنا
بااااارك الله لكم
ـ[الترزي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 05:06 ص]ـ
غفر الله لك ذنبك وستر عيبك
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[11 - 04 - 06, 04:35 م]ـ
جزى الله الجامعين و الناقل خيراً.
لا شك أن قيمة الكتاب ـ أي كتاب ـ لا تزيد إذا أضيف قبل اسم كاتبه أو جامعه حرف الدال أو ما يدل على شهادة صاحبه، و لا تنقص كذلك إذا كان صاحبه من حملة (المفكات و الشواكيش)!!!
قيمة الكتاب بما فيه من علم.
و لكن كي يطمئن طالب العلم للكتاب فهل لكم أخي الكريم أبو العاطي أن تذكر لنا ثناء من أحد العلماء العاملين على هذا الكتاب أو جامعيه؟!
قلت أخي الكريم
وهؤلاء المساكين، سترها الله معهم، فخرج المسند الجامع، في اثنين وعشرين مجلدًا
ما هو المسند الجامع؟ و أين نجده على الشبكة؟ و ... دمت بعافية.
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[17 - 04 - 06, 01:58 ص]ـ
قرأت مقدمة الكتاب في الجزء الأول فوجدتُ فيها كلاماً خطيراً لا يمكن قبوله أو السكوت عنه وقع من
جامعي الكتاب، فإبراءً للذمة و نصحاً لإخواني و ذباً عن عرض علماء المسلمين عبر القرون كتبتُ الموضوع على الرابط التالي
www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78146
فأرجو مطالعته و ... جزيتم خيراً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(11/478)
ـ[حسام الدين الكيلاني]ــــــــ[17 - 04 - 06, 04:57 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[31 - 01 - 08, 02:42 ص]ـ
أين هؤلاء أهل الشواكيش!!!! لشاكوش أحدهم خير من ملئ الأرض من أقلامي،،،،ولن أضم لنفسي أحداً!!
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 07:24 م]ـ
و لكن كي يطمئن طالب العلم للكتاب فهل لكم أخي الكريم أبو العاطي أن تذكر لنا ثناء من أحد العلماء العاملين على هذا الكتاب أو جامعيه؟!
.
أكرر الطلب
ماذا عن المادة العلمية و جودتها؟ هل يقدر بعضكم أن يفتينا فى ذلك؟!(11/479)
كتب الشيخ يحي اليحيى والشنقيطي
ـ[كنان النحاس]ــــــــ[23 - 11 - 04, 10:59 م]ـ
الإخوة الكرام جزاكم الله خيرا
أود أن أسأل عن كتب الشيخ يحيى اليحيى والتي يتم تدريسها في الدورات التي ينظمها فضيلته بارك الله فيه, هل هي موجودة بالانترنت؟ وهل بالإمكان شراؤها عن طريق الانترنت؟
علما أنني لا أقيم في السعودية.
والكتاب الذي أهتم بها أساسا هو
المحصل في تفسير الكتاب المنزل
أمر آخر - وآسف لكثرة الطلبات- وهو أنني معجب جدا بأسلوب الشيخ محمد المختار الشنقيطي , وقد سمعت أن شرحه لزاد المستقنع مطبوع في مجلدين , ولكني بحثت عنه كثيرا ولم أستطع العثور عليه , كما أنني راسلت في الماضي موقع الشيخ حفظه الله ولم أتلق ردا من المشرفين على الموقع بارك الله فيهم
لذلك أرجو من إخواني في المملكة أن يرشدوني للطريق لتحصيل هذه الكتب وأن يجيبوني على تساؤلاتي ..
وجزاكم الله خيرا على هذا المنتدى الطيب
ـ[كنان النحاس]ــــــــ[23 - 11 - 04, 11:45 م]ـ
أرجو من المشرف تعديل عنوان المشاركة لأنه يوحي بأني قد وجدت الكتب وليس أنني أبحث عنها , وآسف لعدم الانتباه إلى ذلك عند عنونتي للموضوع, وجزاكم الله خيرا
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[24 - 11 - 04, 01:07 ص]ـ
زاد المستقنع للشيخ الشنقيطي
http://www.kribani.com/ebook/
والشكر موصول للأخ فيض الخاطر
ـ[ابو طالب]ــــــــ[24 - 11 - 04, 10:35 ص]ـ
هل يوجد للشيخ الشنقيطي شرح لعمده الاحكام الرجاء الدلاله عليه ودمتم
ـ[كنان النحاس]ــــــــ[24 - 11 - 04, 03:39 م]ـ
جزاك الله خيرا أختي طويلبة علم
ولكن الذي أبحث عنه هو الكتاب نفسه
فمن عنده معلومات حول وجود ما طلبت من كتب وعن كيفية شرائها فلا يبخل علي وجزاكم الله خيرا
بالنسبة لأخي أبو طالب فإن شرح عمدة الأحكام موجود صوتيا للشيخ الشنقيطي حفظه الله في موقع طريق الإسلام. أما إن كنت تبحث عن الشرح ككتاب , فعليك انتظار إجابات الإخوة
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:42 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم(11/480)
يوجد خلل في عدد من المرفقات سيتم إصلاحه قريبا بإذن الله تعالى
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 11 - 04, 03:41 ص]ـ
الإخوة الكرام المعذرة على حصول خلل في عدد من المرفقات حصلت أثناء نقل الملفات للسيرفر، وسيتم إصلاحها في أقرب وقت ممكن بإذن الله تعالى
ونسأل الله التيسير والإعانة.
ـ[ابو ايوب]ــــــــ[24 - 11 - 04, 10:53 م]ـ
أعانكم الله شيخنا عبدالرحمن.
سنكون في الانتظار، فهناك عدد مهم من الملفات قد تعطل ونحن بأمس الحاجة إليها.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 12 - 04, 12:43 ص]ـ
تم إصلاح الملفات ولله الحمد كثيرا
فجميع الملفات الآن بإذن الله صالحة وتعمل.
ـ[ابو ايوب]ــــــــ[05 - 12 - 04, 11:19 م]ـ
السلام عليكم
عندما قرأت ردكم شيخنا عبدالرحمن كدت أطير من الفرح!
فأنا كنت من شهر رمضان انتظر اصلاح الملفات حتى اتمكن من تحميل مجلة الجامعة التي في هذا الموضوع http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21338
ولكن للأسف الملفات لا تعمل، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وجزاكم الله خيرا على كل ما تقدمون
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[06 - 12 - 04, 12:30 ص]ـ
الاخوه المشرفين:
بارك الله فيكم اعطال الملفات المرفقه لا زالت موجوده وانى اضفت مرفق و تأكدت من صحه تحميله و بعد ساعه لم يعد يعمل.
الرجاء مصارحه الاخوه اذا كان هناك خلل ولو تطلب اصلاحه فتره لأن الوضع الحالى سيزهد الاخوه فى رفع الملفات.
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 12 - 04, 03:49 ص]ـ
بارك الله فيكم
والأمر كما ذكرت لك حفظك الله من إصلاح الملفات، وأما إذا كان بعضها لايعمل مثل الملفات الموجودة في الرابط السابق فسيتم إستبدالها بإذن الله تعالى
وبالنسبة لمجلة الجامعة
وكذلك كتب الشيخ ابن باز فلعلنا نضعها كاملة في الموقع في ملف واحد بإذن الله تعالى
وإضافة ملفات جديدة الآن متوقفة لعلها تفتح قريبا بإذن الله تعالى
وجزاكم الله خيرا على تعاونكم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 12 - 04, 03:18 م]ـ
تم الإصلاح والحمد لله
ومن وجد شيئا من المرفقات لاتعمل فلينبه عليها وجزاه الله خيرا.(11/481)
(ما هكذا تورد يا سعد الإبل) للشيخ الدكتور حمزة المليباري
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[24 - 11 - 04, 09:58 ص]ـ
ما هكذا تورد يا سعد الإبل.
حوار علمي مع الدكتور ربيع، حول منهج المحدثين النقاد القدامى في نقد الأحاديث، صحيح مسلم أنموذجاً.
ويليه: الأنوار الكاشفة لما في تنكيل الدكتور ربيع من التضليل والمجازفة.
بقلم د. حمزة عبد الله المليباري، كلية الدراسات الإسلامية والعربية دبي، الإمارات العربية المتحدة.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:45 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم
ـ[سعد العجلان]ــــــــ[02 - 12 - 04, 12:12 ص]ـ
اللملف المرفق لا يوجد به شيء فراجعه أحسن الله إليك
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[02 - 12 - 04, 05:56 م]ـ
جزاك الله خيراً على التنبيه، وقد تم إصلاح الخلل.
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[04 - 12 - 04, 12:37 م]ـ
لا استطيع تنزيله، فكلما ضغطت على الرابط فتحت صفحة بيضاء لي ثم لا يحدث شيء؟؟؟؟؟؟
ـ[ abo-omar] ــــــــ[04 - 12 - 04, 01:08 م]ـ
سبق لي وأن قمت بتنزيله فور إدراجه في الملتقى
وقد قمت بتجربة تنزيله مرة أخى بعد أن قرأت ملاحظة أخينا (طالب علوم الحديث) فكانت النتيجة كما تفضل وأشار.
والمشكلة ذاتها مع كتاب شعب الإيمان، والموطأ ... لمن أراد الإتقان ...
ـ[سعد العجلان]ــــــــ[04 - 12 - 04, 01:19 م]ـ
لا استطيع تنزيله، فكلما ضغطت على الرابط فتحت صفحة بيضاء لي ثم لا يحدث شيء؟؟؟؟؟؟
نفس الشيء حدث لي!! فراجعه غفر الله لك
ـ[حارث همام]ــــــــ[04 - 12 - 04, 04:57 م]ـ
أما صاحبكم فقد أنزل الكتاب ووجده في حالة جيدة وهو في نحو 474 صفحة.
ـ[حارث همام]ــــــــ[04 - 12 - 04, 05:00 م]ـ
بعد أن علق الرد لوحظ أن رابط الأخ الفاضل في التحميل لايعمل فأحببت أن أرفقه مرة أخرى فهاكم الكتاب:
ـ[سعد العجلان]ــــــــ[07 - 12 - 04, 12:13 ص]ـ
بعد أن علق الرد لوحظ أن رابط الأخ الفاضل في التحميل لايعمل فأحببت أن أرفقه مرة أخرى فهاكم الكتاب:
أحسن الله إليك تم التحميل [ابتسامة عريضة بعد طول عناء]
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[10 - 12 - 04, 02:54 ص]ـ
أسأل الله الكريم لك يا أخي حارث همام ان يجزيك خيرا ويجعل ما فعلت في ميزان حسناتك ...
وهذا هو المنتظر منكم يا طلبة العلم في هذا المنتدى العلمي الراقي
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[10 - 12 - 04, 02:36 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله عنا خيرا
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[27 - 05 - 05, 03:31 ص]ـ
ما شاء الله كتاب ماتع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5857
ـ[أشرف عبد الله]ــــــــ[27 - 05 - 05, 04:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخ هيثم، الكتاب جد رائع
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[27 - 05 - 05, 07:28 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي الكريم هيثم فلقد حملت الرد على هذا الكتاب للدكتور ربيع منذ مدة وأنا أبحث عنه حتى أضعه معه، وسامح الله الدكتور ربيع فإنه شتام هجام، يجعل الخلاف في العلم ووجهات النظر خلاف يقود للتبديع والتفسيق وذلك من كثرة الشتائم التي يطلقها، ونحن سواء وافقنا هذا أم ذاك علينا أن نتحلى بعفة اللسان التي يفتقدها كثيرون في هذا الزمان، والله المستعان ,.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[27 - 05 - 05, 12:17 م]ـ
أحسن الله إليك أخي الكريم هيثم. وسامح الله الدكتور ربيع .............. ، ونحن سواء وافقنا هذا أم ذاك علينا أن نتحلى بعفة اللسان التي يفتقدها كثيرون في هذا الزمان، والله المستعان ,.
نصيحنِي وأنا ممن أضر به الخلاف والخصام طيلة ثلاثين عام، فأضناه وأرهقه:
((دعوا الصاحبين وخلافهما، ولا تنصروا أحدهما على صاحبه))
خِصَامٌ يَضْحَكُ السُّفَهَاءُ مِنْهُ ... وَيَبْكِي مِنْهُ أَرْبَابُ الْحَصَافَةْ
وَإنَّ تَدَابُرَ الأَصْحَابِ شَيءٌ ... يَؤُولُ إِلَى النَّدَامَةِ والأَسَافَةْ
غفر الله للشيخين وبارك فيهما، وألف بينهما، وجمعهما على الخير.
ـ[أبو سارة المصري]ــــــــ[27 - 05 - 05, 07:33 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[سعد العجلان]ــــــــ[29 - 05 - 05, 03:01 م]ـ
((دعوا الصاحبين وخلافهما، ولا تنصروا أحدهما على صاحبه))
خِصَامٌ يَضْحَكُ السُّفَهَاءُ مِنْهُ ... وَيَبْكِي مِنْهُ أَرْبَابُ الْحَصَافَةْ
وَإنَّ تَدَابُرَ الأَصْحَابِ شَيءٌ ... يَؤُولُ إِلَى النَّدَامَةِ والأَسَافَةْ
غفر الله للشيخين وبارك فيهما، وألف بينهما، وجمعهما على الخير.
صدقت(11/482)
حمّل كتاب مكفرات الذنوب وموجبات الجنة لابن الديبغ الشيباني
ـ[مسك]ــــــــ[24 - 11 - 04, 12:51 م]ـ
جمع المؤلف في هذا الكتاب مئة حديث صحيح في الطريق إلى الجنة وتكفيرالذنوب وإرشاد الرسول صلى الله عليه وسلم إليها وتوضيح بعض مكفرات الذنوب كالتوبة والتقوى وتفريج كربات المسلمين.
أضغط هنا لتحميل الكتاب ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31436)
وهناك اكثر من عشرين كتاب تم نسخها سنقوم بإرفاقها تباعاً إن شاء الله ..
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:44 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم(11/483)
حمل تيسير الرحمن في أحكام سجود تلاوة القرآن
ـ[مسك]ــــــــ[24 - 11 - 04, 06:37 م]ـ
اسم الكتاب: تيسير الرحمن في أحكام سجود التلاوة في القرآن
اسم المؤلف: عصام عبدربه محمد مشاحيت
نبذة عن الرسالة:
رسالة لطيفة في أحكام سجود التلاوة اشتملت على مسائل هامة كثيرا ما يتسائل عنها الناس قام الشيخ بتقصيها من كتب الفقه ورجح بين أقوال أهل العلم فيها مما يسهل على القاريء الوصول ...
ولقد روعي عند صفها أن تكون مطابقة للنسخة المطبوعة التي نقلت عنها ولقد روعي ذلك بدقة كما قمت بمراجعة الرسالة قراءة ونظر بحيث تخرج سليمة من الأخطاء والله الموفق
هذا ونسأل الله جل وعلا الإخلاص والقبول وفقنا الله وإياكم في هذا الموقع المبارك لما يحبه ويرضاه ... والله من وراء القصد
المؤلف ..
لتحميل الرسالة أضغط هنا ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31450)
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:41 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم(11/484)
** مشتهى العقول في منتهى النقول ** للسّيُوطي (للتحميل)
ـ[أبو بيان]ــــــــ[24 - 11 - 04, 07:25 م]ـ
هذه رسالة:
((مشتهى العقول في منتهى النقول))
تأليف: الإمام جَلال الدّين السّيُوطي
تحقيق: بَديع السّيد اللّحام
* وموضوعها طريف, في ذكر نهايات الأشياء, وهي ما يقابل كتب الأوائل الكثيرة المشهورة.
مع أرق تحية.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:40 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم(11/485)
حمل ابحاث مختاره من المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[25 - 11 - 04, 05:14 ص]ـ
*جزى الله اخينا الفاضل خليل بن محمد خير الجزاء على ارشادنا على موقع المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل *
حمل ابحاث مختاره من المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل 1
نحو توجيه إسلامي للعلوم التربوية - محمد بن عبدالله آل عمرو
مقاييس جودة الشعر في النقد العربي القديم - عبدالله بن صالح العريني
قياس الشبه عند الأصوليين - مفهومه، حجيته، شروطه وأقسامه
فتاوى الشيخ عبد اللطيف بن مبارك دراسة وتحقيق - عبد الحميد بن مبارك آل الشيخ مبارك
حكم التراويح، والزيادة فيها على إحدى عشرة ركعة - عبد الرحيم بن إبراهيم بن عبدالرحمن السيد الهاشم
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[25 - 11 - 04, 05:17 ص]ـ
حمل ابحاث مختاره من المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل 2
أصول (ما) في القرآن الكريم مع دراسة تطبيقية على سورة يس - إبراهيم بن سعيد الدوسري
اسلمة المعرفه - مراحلها و اهميتها و منهجيتها
التشريع بين الاستثناء من النفي والإثبات بحث في أصول الفقة - موسى بن عايش أبو الريش
العربية الفصحى بين الازدواجية اللغوية والثنائية اللغوية - إبراهيم كايد محمود
القول النجيح في حديث صلاة التسبيح - محمد بن عبد الرحمن العمير.
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[25 - 11 - 04, 05:19 ص]ـ
حمل ابحاث مختاره من المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل 3
حركة الأرض حول نفسها في القرآن الكريم - عبد الرحمن بن هشبول الشهري
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[25 - 11 - 04, 09:34 ص]ـ
هل من مزيد - حفظك الله -؟
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[26 - 11 - 04, 05:34 ص]ـ
اخى أبوحاتم
بارك الله فيك
هذا كل ما وجدته و له صله بالعلم الشرعى
ـ[أبي الحسن]ــــــــ[26 - 11 - 04, 04:35 م]ـ
*جزى الله اخينا الفاضل خليل بن محمد خير الجزاء على ارشادنا على موقع المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل *
حمل ابحاث مختاره من المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل 1
نحو توجيه إسلامي للعلوم التربوية - محمد بن عبدالله آل عمرو
مقاييس جودة الشعر في النقد العربي القديم - عبدالله بن صالح العريني
قياس الشبه عند الأصوليين - مفهومه، حجيته، شروطه وأقسامه
فتاوى الشيخ عبد اللطيف بن مبارك دراسة وتحقيق - عبد الحميد بن مبارك آل الشيخ مبارك
حكم التراويح، والزيادة فيها على إحدى عشرة ركعة - عبد الرحيم بن إبراهيم بن عبدالرحمن السيد الهاشم
السلام عليكم
الملف الأخير لَيْسَ لهُ علاقة بعنوانُ الموضوعَ. رجاءً صحّحْه. شكراً لكم
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[26 - 11 - 04, 11:48 م]ـ
بارك الله فيك اخى الفاضل أبي الحسن على هذا التنبيه
لقد ذهبت مره اخرى للموقع الاصلى (موقع المجلة العلمية لجامعة الملك فيصل) و نزلت الملف مره اخرى لكنى اكتشفت ان الخطأ من عندهم لذا ارجو من المشرفين مسح ملف:
"حكم التراويح، والزيادة فيها على إحدى عشرة ركعة - عبد الرحيم بن إبراهيم بن عبدالرحمن السيد الهاشم"
ومعذره للاخوه عن هذا الخطأ.
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[27 - 11 - 04, 12:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو صالح الطحان]ــــــــ[27 - 11 - 04, 04:05 م]ـ
جزاك الله خيرا(11/486)
موقع / الفرق الضاله - موقع يستحق الزياره
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[25 - 11 - 04, 07:47 ص]ـ
موقع / الفرق الضاله
http://www.feraq.com/INDEX2.html
منقول من شبكة أنا المسلم للحوار الإسلامي - الاخ: خبيب بن عدي
ـ[الموسوي]ــــــــ[25 - 11 - 04, 08:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا ... ورفع قدرك.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:38 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم
ـ[المُصنف]ــــــــ[03 - 12 - 04, 09:48 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الموقع. وجعله في ميزان حسناتك. أخوك المصنف(11/487)
الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[26 - 11 - 04, 01:58 ص]ـ
السلام عليكم
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[26 - 11 - 04, 04:40 ص]ـ
الجزء الثاني وبه ينتهي الكتاب
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[26 - 11 - 04, 04:50 ص]ـ
بارك الله فيك اخى الكريم عبد الجبار
دائما تأتينا بالدرر
ـ[عصمت الله]ــــــــ[26 - 11 - 04, 06:44 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
شكرا على هذه الهدية القيمة و نفع الله بك و قواك
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 11 - 04, 03:35 م]ـ
جزاك الله خيرا
بارك الله فيك اخى الكريم عبد الجبار وأحسن إليك وبارك في جهودك.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:35 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم
ـ[ abo-omar] ــــــــ[23 - 01 - 05, 02:52 ص]ـ
الجزء الأول على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=130204
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[23 - 01 - 05, 03:51 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(11/488)
كتاب غريب الحديث لابن قتيبة " ملف ورد "
ـ[مسك]ــــــــ[26 - 11 - 04, 03:39 م]ـ
غريب الحديث
لابن قتيبة
كتاب أنتهج فيه ابن قتيبة نهج أبو عبيد في كتابه فتتبع ما أغفله أبو عبيد من ذلك وألف فيه كتاباً لم يأل أن يبلغ به شأو المبرز السابق.
ولم يودع ابن قتيبة في كتابه هذا شيئاً من الأحاديث المودعة في كتاب أبي عبيد إلا ما دعت اليه الحاجة من زيادة شرح أو بيان فجاء مثل كتاب أبي عبيد أو أكبر.
غريب الحديث للتحميل ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31503)
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[27 - 11 - 04, 12:01 ص]ـ
في تسمية الكتاب خطأ فاحش!
هذا الكتاب لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي. وعبارته مطابقة تماما لطبعة دار الكتب العلمية 2003.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[28 - 11 - 04, 02:47 م]ـ
كتاب ابن قتيبة اسمه (تأويل مختلف الحديث)
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[28 - 11 - 04, 07:37 م]ـ
لا يا أخي. ولابن قتيبة "غريب الحديث" أيضاً. لكن ليس الرابط الموضوع في "المشكاة" إلا لغريب الهروي.(11/489)
طبقات المكثرين من رواية الحديث!
ـ[كتبي]ــــــــ[26 - 11 - 04, 04:02 م]ـ
السلام عليكم!
أحبتي في الله
كتاب طبقات المكثرين من رواية الحديث .. لـ / عادل بن عبد الشكور الزرقي موجود على الشبكة و على المنتدى
http://www.ahlalhdeeth.com/library/hadeeth/zip/hadeeth-10.zip
لكن كل ما يوجد في الملف هو مقدمة الشيخ عبد الله السعد للكتاب!
فمن ينفعنا بالكتاب كاملا
و جزاكم الله خيرا:)
ـ[كتبي]ــــــــ[29 - 11 - 04, 06:28 ص]ـ
...
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:29 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم
ـ[سلمان اكبر بن محمد]ــــــــ[24 - 12 - 04, 05:59 م]ـ
السلام عليكم يا أخي!
أرجوا أن تكون بخير وعافية اني تحملت كتابك و لكن لا أعرف كيف أبعث كتبي الي المنتدي؟ هل تساعدني؟ ولك الاجر الجزيل وبارك الله في حياتك ......... سلمان اكبر بن محمد الباكستاني من كراتشي.
ـ[ابن العيد]ــــــــ[07 - 01 - 07, 09:47 ص]ـ
وإلينا كذلك
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[07 - 01 - 07, 11:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
بسم الله و الصلاة و السلام على إمامنا و قدوتنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
جزاك الله خيرا و بارك الله فيك أخي ونسأل الله أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتك.
ـ[أبو جينة الشامي]ــــــــ[23 - 02 - 08, 12:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الإخوة الأفاضل ليت من عنده الكتاب كاملا أو يعلم عن رابط له أن يضعه مشكورا ...
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوعبدالرحمن الحسيني]ــــــــ[23 - 02 - 08, 12:27 ص]ـ
السلام عليكم يا أخي!
أرجوا أن تكون بخير وعافية اني تحملت كتابك و لكن لا أعرف كيف أبعث كتبي الي المنتدي؟ هل تساعدني؟ ولك الاجر الجزيل وبارك الله في حياتك ......... سلمان اكبر بن محمد الباكستاني من كراتشي.
هل من مجيب؟
ـ[الطنجي]ــــــــ[23 - 02 - 08, 12:54 ص]ـ
يا أخي سلمان؛ سؤالك غير واضح!
هل تقصد أن الكتاب عندك وأنك لا تعرف كيف تضعه في المنتدى؟
إن كان كذلك؛ فبالله عليكم يا إخواني؛ يسروا للأخ الكريم طريقة رفع الكتاب؛ فنحن محتاجون إليه؛ ونبحث عنه من زمااااااااااااااااااااااااان.
رابك الله فيكم
ـ[أبو جينة الشامي]ــــــــ[25 - 02 - 08, 12:48 ص]ـ
يرفع .....(11/490)
حمل ابحاث مختاره من مجلة الجامعة الاسلاميه بغزه
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[26 - 11 - 04, 11:57 م]ـ
حمل ابحاث مختاره من مجلة الجامعة الاسلاميه بغزه على الرابط:
http://www.iugaza.edu/Arabic/Research/Volume12.asp(11/491)
لأول مرة: طريقة رسم شجرة الإسناد في الوورد / شرح كامل بالصور (منقول)
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[27 - 11 - 04, 12:12 ص]ـ
شبكة أنا المسلم للحوار الإسلامي المنتدى الإسلامي
لأول مرة: طريقة رسم شجرة الإسناد في الوورد / شرح كامل بالصور (منقول)
http://www.muslm.net/showthread.php?threadid=111218
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 07:07 ص]ـ
هذا هو الرابط الصحيح:
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?threadid=111218
جزاك الله خيرا(11/492)
تم الانتهاء من التطوير الكامل لموقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[27 - 11 - 04, 06:50 ص]ـ
*منقول*
تم الانتهاء من التطوير الكامل لموقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين
http://www.ibnothaimeen.com/all/shaikh/article_17565.shtml
خيرية ابن عثيمين
وصل عدد الزوار للستة أشهر الماضية الى 405,731 زائر و تم فتح 3,390,637 صفحة
تم الانتهاء من التطوير الكامل لموقع فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله على الانترنت وعنوانه www.binothaimeen.com.
و قد قامت شبكة التصميم attasmeem.com لخدمات الانترنت والحاسب الآلي تشغيل الموقع السابق لفضيلة الشيخ قبل عامين، وذلك بالتنسيق مع مؤسسة فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخبرية و بتمويل سخي من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز (الرئيس الفخري لخيرية ابن عثيمين) حفظه الله وجعل ذلك في ميزان حسناته ووالديه.
حيث يعتبر الموقع من أكبر المواقع الإسلامية من حيث الحجم حيث يحتوي على كمية من المعلومات الإلكترونية تقدر بحجم 55 جيجابايت، و يحتوي الموقع على مجموعة من الخدمات مثل (المكتبة الصوتية) والتي تحتوي على أكثر من 6,123 ساعة صوتية يستطيع زائر الموقع الاستماع إليها و تحميلها على جهازه الخاص وكذلك (المكتبة المقروءة) والتي تحتوي على أكثر من 85 كتاباً لفضيلة الشيخ رحمه الله تم تقديمها على هيئتين الأولى على نفس الموقع بحيث يستطيع زائر الموقع من قراءة المؤلفات و طباعتها و كذلك يمكنه البحث في محتوى الكتاب. الثانية تم تطوير كل كتاب كبرنامج مستقل بتقنية الكتاب الالكتروني e-Book و الذي يتيح لزائر الموقع تحميل الكتاب مجاناً على جهازه و دعمت هذه البرامج بإمكانيات مثل الطباعة و البحث.
وبحمد الله لاقأ الموقع إعجاب الزوار حيث وصلت إحصائية الموقع للستة اشهر السابقة إلى:
- عدد الطلبات ( Hits) 28,756,176 طلب
- عدد الصفات التي تم عرضها 3,390,647 صفحة
- عدد الزوار 405,731 زائر
وقد احتوى التطوير الجديد للموقع العناصر التالية:
- تم تغيير التصميم الفني للموقع
تم تصميم الصفحة الرئيسية بشكل أكثر بساطة و أسهل للتعرف على خدمات الموقع. كذلك تم تغيير طريقة العرض للمكتبة الصوتية لكل شريط و كذلك الكتب.
- نظام بحث متطور
إمكانية البحث في جميع محتوى الموقع أو البحث في المكتبة الصوتية فقط أو المكتبة المقروءة (المؤلفات) أو الفتاوى أو خطب الجمعة. كذلك إمكانية البحث التفريعي لكل قسم داخل التصنيف الموضوعي لها.
- ما يحتويه الموقع
-المكتبة الصوتية:
· الدروس العلمية والمحاضرات و تحتوي على 16 باباً وهي التفسير، و شرح أصول التفسير، و شرح العقيدة، و شرح مصطلح الحديث، و شرح صحيح الإمام البخاري، و شرح صحيح الإمام مسلم، و شرح نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار، و شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام، و شرح رياض الصالحين، و شرح عمدة الأحكام، و شرح أصول الفقه، و شرح زاد المستقنع، و شرح الكافي في فقه الإمام أحمد بن حنبل، و اللغة العربية،و الادب و الفتاوى و اللقاءات.
· دروس الحرمين الشريفين وهي الدروس التي كان يلقيها فضيلة الشيخ رحمه الله في المسجد الحرام و المسجد النبوي خلال خمسه عشر عاماً قبل وفاته رحمه الله.
· برنامج (نور على الدرب) الذي تقدمه إذاعة المملكة العربية السعودية و عدد الحلقات المقدمة اكثر من 750 حلقة.
· خطب الجمعة التي كان فضيله الشيخ رحمه الله يلقيها في الجامع الكبير في مدينة عنيزة و تم تقديمها على هيئتين مكتوبة و صوتية و عدد الخطب المقدمة اكثر من 650 خطبة.
· المكتبة المرئية و تحتوي على تسجيلات مرئية لفضيلة الشيخ رحمه الله.
-المكتبة المقروءة:
· مجلدات مجموع فتاوى و رسائل فضيلة الشيخ 20 مجلد
· الشرح الممتع 5 مجلدات
· القول المفيد على كتاب التوحيد مجلدين
· تفسير القرآن الكريم (الفاتحه و البقرة)
· تفسير القرآن الكريم (جزء عم)
· شرح المنظومة البيقونية
· مجالس شهر رمضان
· شرح ثلاثة الاصول
· شرح كشف الشبهات
· شرح العقيدة الواسطية
· مناسك الحج و العمرة و المشروع في الزياراة
و يتم الآن العمل على مؤلفات أخرى بعون الله و توفيقه.
ـ[أبو صالح الطحان]ــــــــ[27 - 11 - 04, 03:53 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[28 - 11 - 04, 01:11 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ورفع قدركم ...(11/493)
اين ذهب ارشيف الملتقى؟!
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[27 - 11 - 04, 06:30 م]ـ
كان على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/archive/
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[08 - 12 - 04, 04:32 م]ـ
اريد تحديث ارشيف الملتقى
هل لازال الارشيف موجود؟(11/494)
قريبا بإذن الله تعالى كتاب معجم المناهي اللفظية على الشبكة ..
ـ[صائد الفوائد]ــــــــ[27 - 11 - 04, 10:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوف انسخ -بإذن الله تعالى- كتاب معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر أبو زيد
على ملف وورد لنشره على الشبكة ليستفيد منه الأخوة ..
وارجوا من الأخوة الدعاء
أخوكم
أبو حمزة
ـ[مسك]ــــــــ[27 - 11 - 04, 10:26 م]ـ
بارك الله فيك ابو حمزة ..
متى ما حصل عندك توقف في الكتابة عطنا خبر نكمل من حيث وقفتم ..
ـ[صائد الفوائد]ــــــــ[28 - 11 - 04, 12:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
لقد بدأت في كتابته واسأل الله ان يعيننا
الأخ الحبيب مسك
جزاك الله خيرا
والتعاون بيننا مستمر ..
محبكم
أبو حمزة
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[28 - 11 - 04, 01:35 ص]ـ
جزاكم الله خيرا و جعله فى ميزان حسناتكم فكم من الاخوه طلب هذا الكتاب من قبل
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 11 - 04, 06:16 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا و جعله فى ميزان حسناتكم، والحمد لله على عودة موقعكم صيد الفوائد.(11/495)
كتاب إعراب القرآن المنسوب للزجّاج
ـ[مسك]ــــــــ[28 - 11 - 04, 12:59 م]ـ
كتاب إعراب القرآن المنسوب للزجاج، الذي حققه الأستاذ إبراهيم الأبياري رحمه الله قد كتب حوله كثير من الكتابات خلاصتها:
- العنوان الصحيح للكتاب هو (الجواهر). ولكن سقطت الورقة الأولى من المخطوط الوحيد مع جزء من المقدمة التي توضح المؤلف وعنوان الكتاب فجاء أحد المتبرعين وكتب (إعراب القرآن للزجاج) بغير علم! فلما جاء المحقق أخرجه هكذا ولكنه نفى نفياً أن يكون مؤلفه هو الزجاج، وربما يكون مكي بن أبي طالب.
- الذي حقق اسم الكتاب، وخطأ نسبته للزجاج هو العلامة أحمد راتب النفاخ في مقالين نفيسين نشرهما في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق عام 1973 في المجلد 48 الجزء 4.
- مؤلف الكتاب الصحيح هو جامع العلوم النحوي أبو الحسن علي بن الحسين الباقولي رحمه الله المتوفى سنة 543هـ.
- تحدث الدكتور عبدالقادر السعدي في الجزء الأول صفحة 27 - 48 من تحقيقه لكتاب كشف المشكلات وإيضاح المعضلات في إعراب القرآن وعلل القراءات) للباقولي الذي نشرته دار عمار بالأردن بما لا مزيد عليه من الأدلة على خطأ نسبة الكتاب إلى الزجاج ونسبته للباقولي مشيراً إلى صنيع النفاخ رحمه الله ومثنياً عليه.
- جمع كل ذلك الدكتور محمد الدالي وجعله مقدمة لتحقيق كتاب (الجواهر) للباقولي ووعد بإصداره. تجد ذلك في تقديمه لتحقيق كتاب كشف المشكلات للباقولي أيضاً الذي حققه هو وطبعه في مجمع دمشق اللغوي صفحة 40 - 41 من المقدمة.
إذاَ الكتاب عنوانه (الجواهر) وهو للباقولي وليس للزجاج.
أضغط هنا لتحميل الكتاب ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&postid=194933#post194933)
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:32 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم(11/496)
مسند أبى يعلى
ـ[ياسر30]ــــــــ[28 - 11 - 04, 03:30 م]ـ
أريد رابطا لمسند أبى يعلى وفقكم الله تعالى لكل خير
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[28 - 11 - 04, 04:39 م]ـ
تفضل أخي الكريم:
http://www.sahab.org/books/count.php?book=622&action=download&goto=files/hadeeth/aboyala.zip
ـ[ياسر30]ــــــــ[29 - 11 - 04, 10:17 ص]ـ
الأخ/أبو عمرو المصرى
فتح الله لك أبواب الخير
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[29 - 11 - 04, 03:12 م]ـ
آمين وإياكم أخي الكريم وجميع المسلمين(11/497)
حمل "التخريج بواسطة المعجم المفهرس" للشيخ سلمان العودة - وورد
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[28 - 11 - 04, 06:32 م]ـ
منقول من: الشبكة الإسلامية
قمت بتحويله الى وورد
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=13793#14482
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:33 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم(11/498)
حمل "التخريج بواسطة تحفة الأشراف" للشيخ سلمان العودة - وورد
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[28 - 11 - 04, 06:57 م]ـ
منقول من: الشبكة الإسلامية
قمت بتحويله الى وورد
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=13792#14471
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:27 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم(11/499)
إصدارات
ـ[آل نظيف]ــــــــ[29 - 11 - 04, 12:11 ص]ـ
مجلة البحوث الفقهية المعاصرة
مجلة علمية فصلية محكمة متخصصة في الفقه الاسلامي
وقد صدر منها العدد الرابع والستون.
ويحتوى على العديد من المواضيع والبحوث المحكمة ومنها:
1 - علاج المجنى عليه وتعطله وفوات الفرصة عليه للدكتور عبد الله عبد الواحد الخميس
2 - استثمار أموال الوقف للدكتور عبد الله موسى العمار
3 - فقه التعامل مع الوالدين للدكتور عبد الله فوزان الفوزان
4 - رسالة (القول الموعب في القضاء بالموجب) لتقي الدين السبكي (756هـ) تحقيق الدكتور علي بن إبراهيم القصير
5 - الإعتداء على الآمنين وما يترتب عليه. قضية للبحث
6 - النوازل وكيفية التعامل معها
7 - التبرج وما يخرج عن حكمه
8 - الدين لا يصادم الحقائق العلمية الثابتة
ومع العدد رسالة مجانية (في الفحص الطبي قبل الزواج)
المجلة غزيرة الفوائد كثيرة الفرائد يحتاجها المبتديء ولا يستغني عنها الفقيه تبرز الخلاف وتسرد الأدلة وتبين الراجح وتلخص النتائج وتعرض المراجع وتفيد القاريء وتسلب المتابع.
موقع المجلة ( www.fiqhiah.com (
البريد الإلكتروني (( info@fiqhia.com
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[29 - 11 - 04, 12:23 ص]ـ
اخى الفاضل آل نظيف
جزاك الله خيرا. الموقع الذى قصدته هذا رابطه:
http://www.fiqhia.com/
للاسف لا يوجد نسخه الكترونيه من الابحاث على موقعهم(11/500)
ارجو المساعدة يا اخوان اريد متن تحفة الاطفال بالصوت
ـ[ابوبكر المدني]ــــــــ[29 - 11 - 04, 12:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
يا اخوان اريد منكم خدمه بسيطة اريد متن تحفة الاطفال بالصوت كي استطيع حفظه اي انه قارئ يقرئه وانا اسمعه و احفظه فأرجو المساعدة في ذلك شاكر لكم تعاونكم
(اخوكم ابوبكر المدني)
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[29 - 11 - 04, 12:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تحفة الأطفال والغلمان
للشيخ سليمان الجمزورى
اضغط واستمع ( http://www.quranway.net/Library/mviewer.asp?FileType=4&fId=29)
ـ[ابوبكر المدني]ــــــــ[29 - 11 - 04, 07:20 ص]ـ
جزاكي الله كل خير اختي في الله
طويلبة علم
لكن عندي سؤال اختي هل يمكنني ان احفظ الصوت على جهازي واذا كان يمكن ارجوا ان تخبريني عن الطريقة في حفظها
شاكر لكي تعاونكي
اخوكي
(ابوبكر المدني)
ـ[أسامة أحمد]ــــــــ[29 - 11 - 04, 02:29 م]ـ
السلام عليكم
هذا رابط التحميل
http://www.quranway.net/SndLibrary/Motoon/tohfa.rm
و لا تنسونا من الدعـ ــــــــــــاء
ـ[ابوبكر المدني]ــــــــ[30 - 11 - 04, 12:43 ص]ـ
جزاك الله كل خير اخي في الله أسامة احمد
واسأل الله ان يجعل هذا في ميزان حسناتك
ولكن ارجو منك خدمه اخي في الله
وهي ان تعلمني كيف يمكنني ان اخرج رابط الحفظ من الموقع كي استطيع ان احفظ اي ماده من الموقع
وشاكر لك تعاونك
اخوك في الله
(ابوبكر المدني)
ـ[أسامة أحمد]ــــــــ[30 - 11 - 04, 11:54 ص]ـ
السلام عليكم أخي
أقول لك بعد حمد الله و الصلاة و السلام على رسول الله
هذه إحدى الطرق لحفظ الملفات
عند فتح الصفحة التي تحتوي على المادة التي تستمع إليها
تضغط كليك يمين على الماوس تظهر لك قائمة
اختار
play in real one
عندوا يفتح البرنامج
اختار من قائمة view
clip info
ثم تختار file
فتجد فيه رابط الملف
انسخه بعد تظليله بالماوس عن طريق alt ,c
ثم الصق الرابط في الانترنت اكسبلورر
فيتم سؤالك
عن مكان حفظ الملف عل جهازك
طبعا يتم كل ذلك و أ، ت متصل بالنت
أرجو أن يكون ذلك واضحا
و أنا في الخدمة
و لا تنسنا من دعائك
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[30 - 11 - 04, 07:48 م]ـ
http://www.quranway.net/SndLibrary/Motoon/tohfa.rm
أضغط بزر الفأرة الأيمن على الرابط السابق تظهر لك خيارات أختر حفظ بإسم الهدف تظهر لك الملفات أختر اي مكان في جهازك تحفظ فيه الملف سطح المكتب او المستندات واختر حفظ
،،،،
او كما قال لك الأخ الفاضل أسامة أحمد
ـ[ابوبكر المدني]ــــــــ[02 - 12 - 04, 04:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
شكرا لك اخي اسامه احمد على ردك ومساعدتك فلقد كفيت ووفيت والحمدالله على ذلك
وايضا اشكرك اختي طويلبة علم على ردك وعلى مساعداتك القيمة لي اكثر من مرة
واسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتكم
(اخوكم ابوبكر المدني)(12/1)
حمل .. الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة
ـ[كمال الدين]ــــــــ[29 - 11 - 04, 01:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إليكم أيها الإخوة الأعزاء هذا الكتاب كأول مشاركة لي في هذا المنتدى المميز
و أرجو من الإدارة أو من الإخوة الأعضاء أن يتفضلوا بإعطائي عنوان لسرفر موثوق لكي أستطيع
من خلاله رفع مشاركتي المستقبلية إن شاء الله .....
الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة
ابن حجر العسقلاني
موسوعة أبجدية لتراجم و سير الأعلام
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[29 - 11 - 04, 01:53 ص]ـ
بارك الله فيك اخى الفاضل
الموضوع قد سبق طرحه هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=15551&highlight=%C7%E1%CF%D1%D1+%C7%E1%DF%C7%E3%E4%C9
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[30 - 11 - 04, 08:58 م]ـ
أظن أن في نظام التحميل مشكلةً عامة. لذا لم استطع أن أحمّل الملف.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:22 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم
ـ[أبو خالد الأثري]ــــــــ[04 - 12 - 05, 07:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الذي يظهر لي والله أعلم أن كتاب الدرر الكامنة للحافظ من أوائل ما ألف حيث تجده شديد التحامل على الإمام التقي بن تيمية رحمه الله مع ما يتعارض وبشده مع التقريظ العظيم لكتاب ابن ناصر الدمشقي الذي ذكر فيه ابن تيمية بأعظم الثناء وقوله هو شيخ الإسلام بلا ريب
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو العز السلمى]ــــــــ[05 - 12 - 05, 07:18 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[05 - 12 - 05, 04:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الذي يظهر لي والله أعلم أن كتاب الدرر الكامنة للحافظ من أوائل ما ألف حيث تجده شديد التحامل على الإمام التقي بن تيمية رحمه الله مع ما يتعارض وبشده مع التقريظ العظيم لكتاب ابن ناصر الدمشقي الذي ذكر فيه ابن تيمية بأعظم الثناء وقوله هو شيخ الإسلام بلا ريب
وجزاكم الله خيرا
أين ذلك التحامل؟ على العكس والله .. اقرأ مثلاً:
قال الحافظ ابن حجر في معرض حديثه عن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن معالي أبو إسحاق الرقي الحنبلي: (وقال [أي الذهبي] في المعجم المختص: شيعه خلائق لا يحصون ومات وهو من أبناء السبعين ولم أشهد جمعا مثل جنازته ما عدا جنازة ابن تيمية) ..
وقال: (إبراهيم بن خليفة بن محمد بن خلف المنبجي ولد سنة 84، واشتغل بدمشق .. ولازم الشيخ تقي الدين ابن تيمية فكان لا يفارقه .. وانتفع بصحبته .. وكان يداخل الرؤساء والكبراء مع الخير والدين) ..
وقال عن ابن تيمية: (أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن تيمية الحراني ثم الدمشقي الحنبلي تقي الدين أبو العباس بن شهاب الدين ابن مجد الدين ولد في عاشر ربيع الأول سنة 661 وتحول به أبوه من حران سنة 67 فسمع من ابن عبد الدائم والقاسم الأربلي والمسلم ابن علان وابن أبي عمر والفخر في آخرين .. وقرأ بنفسه ونسخ سنن أبي داود وحصل الأجزاء ونظر في لرجال والعلل وتفقه وتمهر وتميز وتقدم وصنف ودرس وأفتى وفاق الأقران وصار عجبا في سرعة الاستحضار وقوة الجنان والتوسع في المنقول والمعقول والإطالة على مذاهب السلف والخلف) ..
وقال: (ورثاه [أي ابن تيمية] زينُ الدين ابن الوردي بقصيدة لطيفة طائية .. وقال جمال الدين السرمري في أماليه: «ومن عجائب ما وقع في الحق من أهل زماننا أن ابن تيمية كان يمر بالكتاب مطالعة مرة فينتقش في ذهنه وينقله في مصنفاته بلفظه ومعناه .. » .. وقال الأقشهري في رحلته في حق ابن تيمية: «بارع في الفقه والأصلين والفرائض والحساب وفنون أُخَر .. وما من فن إلا له فيه يد طولى وقلمه ولسانه متقاربان .. » .. ) ..
وقال أيضًا: (وقال شيخ شيوخنا الحافظ أبو الفتح اليعمري في ترجمة ابن تيمية: «حذاني [يعني المزي] على رؤية الشيخ الإمام شيخ الإسلام تقي الدين فألفيته ممن أدرك من العلوم حظا .. وكان يستوعب السنن والآثار حفظًا، إن تكلم في التفسير فهو حامل رايته، أو أفتى في الفقه فهو مدرك غايته، أو ذكر في الحديث فهو صاحب علمه وذو روايته، أو حاضر بالملل والنحل لم ير أوسع من نحلته في ذلك ولا أرفع من درايته، برز في كل فن على أبناء جنسه، ولم تر عين من رآه مثله ولا رأت عينه مثل نفسه، كان يتكلم في التفسير فيحضر مجلسه الجم الغفير، ويردون من بحره العذب النمير، يرتعون من ربع فضله في روضة وغدير، إلى أن دب إليه من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/2)
أهل بلده داء الحسد .. ) ..
وقال ابن حجر: (وقرأت بخط الحافظ صلاح الدين العلائي في ثبت شيخ شيوخنا الحافظ بهاء الدين عبد الله بن محمد بن خليل ما نصه: «وسمع بهاء الدين -المذكور- على الشيخين: [ثم ذكر الأول منهما وهو:] شيخنا، وسيدنا، وإمامنا فيما بيننا وبين الله تعالى، شيخ التحقيق، السالك بمن أتبعه أحسن طريق، ذي الفضائل المتكاثرة، والحجج القاهرة التي أقرت الأمم كافة أن هممها عن حصرها قاصرة، ومتعنا الله بعلومه الفاخرة، ونفعنا به في الدنيا والآخرة، وهو الشيخ الإمام، العالم الرباني، والحبر البحر، القطب النوراني، إمام الأئمة، بركة الأمة، علامة العلماء، وارث الأنبياء، آخر المجتهدين، أوحد علماء الدين، شيخ الإسلام، حجة الأعلام، قدوة الأنام، برهان المتعلمين، قامع المبتدعين، سيف المناظرين، بحر العلوم، كنْز المستفيدين، ترجمان القرآن، أعجوبة الزمان، فريد العصر، تقي الدين، إمام المسلمين، حجة الله على العالمين، اللاحق بالصالحين، والمشبه بالماضين، مفتي الفرق، ناصر الحق، علامة الهدى، عمدة الحفاظ، فارس المعاني والألفاظ، ركن الشريعة، ذو الفنون البديعة .. أبو العباس ابن تيمية .. ) ..
وقال: (وقرأت بخط الشيخ برهان الدين -محدث حلب- قال: «اجتمعت بالشيخ شهاب الدين الأذرعي سنة 79 لما أردت الرحلة إلى دمشق .. فكتب لي كتبًا إلى الياسوفي والحسباني وابن الجابي وابن مكتوم وجماعة الشافعية إذ ذاك .. فحصل لي بذلك منهم تعظيم .. وذكر لي في ذلك المجلس الشيخ تقي الدين ابن تيمية .. وأثنى عليه وذكر شيئا من كراماته، وذكر أنه حضر جنازته، وأن الناس خرجوا من الجامع من كل باب، وخرجت من باب البريد، فوقعت سرموزتي فلم أستطع أن أستعيدها وصرت أمشي على صدور الناس ثم لما فرغنا ورجعت لقيت السرموزة وذلك من بركة الشيخ رحمه الله) ..
وقال ابن حجر عن ابن المطهر الرافضي: (وله كتاب في الإمامة رد عليه فيه ابن تيمية بالكتاب المشهور المسمى بالرد على الرافضي وقد أطنب فيه وأسهب وأجاد في الرد إلا أنه تحامل في مواضع عديدة ورد أحاديث موجودة وإن كانت ضعيفة بأنها مختلفة وإياه عني الشيخ تقي الدين السبكي بقوله:
وابن المطهر لم تطهر خلائقه داع إلى الرفض غال في تعصبه
ولابن تيمية رد عليه له أجاد في الرد واستيفاء أضربه) ..
وقال: ( .. وكان ابن تيمية يعظمه ويعترف بصلاحه وحسبك بذلك) .. وذلك عند حديثه عن حماد الحلبي ..
وقال عن علي بن أسمح اليعقوبي: ( .. شديد الحط على ابن تيمية وحج سنة 710 ومات باللجون راجعًا عفا الله عنا وإياه) ..
وقال ابن حجر رحمه الله عن ابن القيم: (وكان جرئ الجنان، واسع العلم، عارفًا بالخلاف ومذاهب السلف) ..
وقال عنه أيضًا في نفس الصفحة: (وله من التصانيف: الهدي، وأعلام الموقعين، وبدائع الفوائد، وطريق السعادتين، وشرح منازل السائرين، والقضاء والقدر، وجلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام، ومصايد الشيطان، ومفتاح دار السعادة، والروح، وحادي الأرواح، ورفع اليدين، والصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، وتصانيف أخرى، وكل تصانيفه مرغوب فيها بين الطوائف) ..
وقال أيضًا في الصفحة التي تليها: (وكانت جنازته حافلة جدًا، ورئيت له منامات حسنة، وكان هو ذكر قبل موته بمدة أنه رأى شيخه ابن تيمية في المنام، وأنه سأله عن منزلته فقال إنه أنزل منزلة فوق فلان وسمى بعض الأكابر قال له وأنت كدت تلحق به ولكن أنت في طبقة ابن خزيمة) ..
وهذه كلها من الدرر الكامنة ..
ـ[أبو خالد الأثري]ــــــــ[27 - 01 - 07, 04:18 م]ـ
السلام عليكم
مقصودي بالتحامل استساغة الحافظ نقل كلام خصوم شيخ الإسلام فيه ورميهم إياه بالكفر والزندقة والتجسيم مع تصديره لهذا الكلام المججوج بقوله: وافترق الناس فيه شيعاً وكأن عرض ابن تيمية صار مرمى لكل طاعن وحاقد وأعجب منه قوله بعد ذلك: فألذم يعني ابن تيمية بأنه يقول بالتحيز في ذات الله!! فهل ابن تيمية بهذا الجهل البالغ حتى يلزم بما ليس ملزما؟؟؟ نسأل الله المسامحة
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[27 - 01 - 07, 08:11 م]ـ
الذي يظهر والله أعلم أن هذا من كلام الأقشهري وليس ابن حجر نفسه! فمن تدبّر في سياق الكلام في الدرر الكامنة عرف أن هذا الكلام ليس لابن حجر، بل نسبه هو للأقشهري ..
وأما عن رأي ابن حجر في شيخ الإسلام فيُعرف من قراءة ترجمته له كاملةً، ومن قراءة ما كتبه هو في كتبه المختلفة، كالفتح وغيره، ويُعرف كذلك من تقريظه للرد الوافر ..
وقاتل الله الأحباش! ينشرون بين الناس أن ابن حجر يطعن في ابن تيمية، ويقتطعون كلام الأقشهري ويُخرجونه كأن ابن حجر هو قائله! أو كأنه يوافق على ما فيه! والله المستعان ..
ـ[مصطفى عبدالقادر]ــــــــ[02 - 02 - 07, 04:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو خالد الأثري]ــــــــ[08 - 02 - 07, 11:50 م]ـ
بارك الله فيك شيخي الفاضل وزادك علما ونفع بك(12/3)
هدية قافلة الداعيات أكثر من 170 محاضرة مفرغة (منقول)
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[29 - 11 - 04, 04:33 ص]ـ
(منقول) - منتديات الصوت الاسلامي
http://www.islamcvoice.com/vb/showthread.php?t=12422
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله، نحمده ونشكره ونستهديه ونستغفره ونسأله من فضله العظيم،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا وقائدنا وقرة أعيننا محمدًا رسول الله
وصفيه وخليله، صلِّ اللهم عليه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من بعد وعلى آله وصحبه الطيبين
الطاهرين وعلى جميع إخوانه النبيين والمرسلين وسلم تسليمًا ..
لا يخفى علينا ما للقلم من أهمية في طلب العلم وخاصة تدوين ما يسمع وما يقرأ
لذلك قد أقسم الله بالقلم أداة العلم والكتابة تكريما له فقال سبحانه:
" ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ " (القلم 1)
لذلك كخطوة منا في سبيل طلب العلم الشرعي جمعنا لكم هذه المحاضرات المفرغة
في هذا الإصدار سائلين الله عز وجل أن ينفعنا به وأن يسدد خطانا ويبارك في جهدنا ..
للتحميل تفضل من هنا ولا تنسى الدعاء لكل من ساهم في هذا المشروع
الحجم 2.41 ميغا بايت
http://www.islamcvoice.com/qafelh.exe
ـ[آل نظيف]ــــــــ[04 - 12 - 04, 11:56 م]ـ
أخي الكريم بارك الله فيك وزادك علماً وعملاً
الملف الملحق لا يعمل عندي هل هو تالف ماذا أعمل ولك جزيل الشكر.
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[05 - 12 - 04, 12:16 ص]ـ
اخى الكريم آل نظيف
جزاك الله خيرا
للاسف بعض المرفقات لا تعمل بشكل صحيح لعيب فى خزانة الكتب و ليس لعيب فى الكتاب الاصلى
يمكن تحميل "قافلة الداعيات أكثر من 170 محاضرة مفرغة" من الرابط التالى و هو كتاب الكترونى:
http://www.islamcvoice.com/qafelh.exe
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[05 - 12 - 04, 04:45 م]ـ
تجدها هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23240
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[05 - 12 - 04, 06:59 م]ـ
بارك الله فيك اختنا الفاضله
لم اكن اعرف ان الموضوع فى الملتقى من قبل - معذره للتكرار(12/4)
حمل برنامج ممتاز يسهل عليك تخزين وفهرسة وتبويب المقتطفات والفوائد
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[29 - 11 - 04, 05:44 ص]ـ
برنامج ممتاز يسهل عليك تخزين وفهرسة وتبويب المقتطفات والفوائد التي تمر بك أثناء قراءة الكتب الإلكترونية وغيرها ومن ثم البحث عنها داخل قاعدة البيانات التي كونتها.
لا اتذكر اذا كان البرنامج تم وضعه من قبل فى الملتقى ام لا
على العموم البرنامج جيد فى بابه و من تصميم الاخ الفاضل "مجرد انسان"
http://members.lycos.co.uk/athary/mok2000.zip
ـ[ابومالك البصري]ــــــــ[29 - 11 - 04, 11:26 م]ـ
جزيتم خيرا
وجاري التجريب
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[30 - 11 - 04, 01:41 ص]ـ
الويندز لم يتمكن من قراءته
هل مطلوب مني تحميل برنامج معين
مثل الأكروبات مثلا
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[30 - 11 - 04, 02:37 ص]ـ
اخى الفاضل ابومالك البصري
جزاك الله خيرا
اخى الفاضل حامد الحنبلي
البرنامج يحتاج الى ميكروسوفت اكسس
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[30 - 11 - 04, 02:52 م]ـ
أخي طويلب علم (كبير جداً)
جزاك الله خيرا
أنا والله الذي لا إله إلا هو أحبك في الله
وهذا منذ زمن
فأسأل الله عزوجل أن يجمعنا في الفردوس الأعلى وأن نحشر مع طلبة العلم والعلماء
ـ[ابو ايوب]ــــــــ[01 - 12 - 04, 09:42 م]ـ
الأخ العزيز (النشيط) طويلب علم جزاك الله خيرا وأسأله سبحانه أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:17 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[03 - 12 - 04, 04:21 ص]ـ
اخوانى الافاضل
بارك الله فيكم و جزاكم خيرا على كلماتكم الرقيقه التى لا استحقها
انى لست الا عامى انقل الفوائد للعلماء و طلبه العلم
ـ[أبو الحسن المصري]ــــــــ[05 - 12 - 04, 01:53 م]ـ
أخي طالب العلم الكبير جدًا بارك الله فيك، هل تستطيع أن تكتب لي طريقة تصميم هذه البرامج الظريفة الصغيرة الخفيفة والمفيدة التي تقوم بوضعها هنا في هذا الملتقى المبارك لعلنا نستفيد ونفيد.
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[05 - 12 - 04, 06:37 م]ـ
اخى الكريم أبو الحسن المصري
جزاك الله خيرا على كلماتك الرقيقه و لكن انا "عامى" و لست بطالب علم صغير و لا كبير:)
بالنسبه للبرامج فأنا انقلها هنا للفائده من مواقع اخرى و لم اقم بتصميم اى منها.
ـ[أبو لبابة]ــــــــ[28 - 05 - 05, 06:04 م]ـ
أخي طويلب علم صغير
أنت بإفادتك إخوانك كبير عندهم كبير عند الله
أسأل الله تعالى أن يجزيك عني خير الجزاء وأن يعطيك ما تتمنى
فقد وجدت في البرنامج الذي أرفقته هنا وجدت فيه ضالة طالما كنت أبحث عنها
أنا عاجز عن الشكر و لاأملك إلا الدعاء لك
أخوك أبولبابة
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[29 - 05 - 05, 01:16 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[علي الكناني]ــــــــ[30 - 05 - 05, 05:54 م]ـ
جزاك الله كل خير
الرابط لايعمل هذا اليوم 22/ 4/1426
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[30 - 05 - 05, 06:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولقد قام الأخ مجرد إنسان بتطوير هذا البرنامج ووضع رابط له هنا في الملتقى
وارجوا من أي أخ لديه البرنامج مطور أن يضعه هنا لإخوانه أو أن يضع رابط له
وجزاكم الله خير
ـ[أيمن الشنقيطي]ــــــــ[07 - 01 - 06, 02:34 م]ـ
هل من الممكن أن يتكرم أحد الإخوة بوضع برنامج الأكروبات النسخة السابعة فبرنامج الأكروبات عندي لا يظهر سوى الغلاف(12/5)
حمل برنامج المفيد في مبادئ التجويد (به صوت)
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[29 - 11 - 04, 06:37 ص]ـ
منقول من: المشاغب __ ABSBA __ ابسبا __ للبرامج - Downloads
المفيد في مبادئ التجويد
برنامج عربي لتعليم تجويد القرآن الكريم ...
الإصدار: Freeware
التوافق:
حجم الملف: 4.13 MB
تاريخ الإضافة: 25 - Oct-2004
البرامج: 948
http://www.ru4arab.ru/tagweed.rar
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:26 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم(12/6)
حمل جدول الفروق بين رواية حفص عن عاصم ورواية الدوري عن أبي عمرو
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[29 - 11 - 04, 07:03 ص]ـ
جدول الفروق بين رواية حفص عن عاصم ورواية الدوري عن أبي عمرو
ـ[الدارقطني]ــــــــ[29 - 11 - 04, 09:11 ص]ـ
لشيخنا العلامة عبدالرؤوف محمد علي سالم شيخ القراء في بلدنا الكويت رحمه الله تعالى رسالة في هذا الموضوع ألفها لأهل السودان طبعت سنة 1956م والسبب في تأليفها كما أوضح الشيخ في مقدمته لأن أهل السودان قراءتهم الدوري أبي عمرو ورسم مصاحفهم على رواية حفص عن عاصم فألفها لتنبيه القارئ للقرآن في بلاد السودان إلى ذلك الفارق وكان في بعثة علمية للسودان من سنة 1954م وحتى سنة 1956م ورجع إلى مصر في العام 1956م، والرسالة بتقديم الشيخ العلامة المقرئ صاحب التصانيف الإمام عبدالفتاح القاضي رحمه الله تعالى، والله الموفق.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:25 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم(12/7)
نقص كبير في كتاب الباعث الحثيث
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[29 - 11 - 04, 04:23 م]ـ
لاحظت أثناء المراجعة في كتاب (الباعث الحثيث) لابن كثير رحمه الله (النسخة الإلكترونية وحدها) أن في الكتاب نقصاً كبيراً ورموزاً لا معنى لها بسبب سوء إدخاله إلى الحاسب
وقمت بتحميل الكتاب من عدة مواقع فوجدت أن النقص فيها جميعا (لأن بعضها ينقل من بعض)
فإن كان بعض الإخوان قد تدارك هذه الخلل في نسخته فليضعها على الشبكة احتساباً للأجر والثواب
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[29 - 11 - 04, 06:02 م]ـ
جزاك الله خيرا على التنبيه
هل من بعض التفصيل عن مواقع النقص ليسهل تكميلها؟
ـ[مريم محمد حسن]ــــــــ[30 - 11 - 04, 03:53 ص]ـ
أخي الكريم
حمل هذا الملف للباعث الحثيث، وأخبرنا هل يحل هذه المشكلة؟
وإذا لم يحل المشكلة أخبرني هنا، وستُحل إن شاء الله.
والسلام المبارك للأخ طويلب العلم الصغير، على هذا الجهد المبارك في خدمة الحديث الشريف.
والأخ أبو المعاطي يبعث له بالسلام، وكلنا يعلم أنه يحب أهل الحديث.
بارك الله فيكما، وجعل إمامكما يوم القيامة محمدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
اللهم اشف أخانا الدكتور فوزي السعيد، وفرج عنه كربته، آمين
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[30 - 11 - 04, 04:31 ص]ـ
الاخت الفاضله مريم محمد حسن
جزاكم الله خيرا انت و اخينا الكريم ابو المعاطى و فريق العمل كلهم من نعلم و من لا نعلم و جعل ذلك فى ميزان حسناتكم
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[01 - 12 - 04, 12:53 ص]ـ
أخي الكريم طالب العلم الكبير
النقص يبدأ من (النوع 23) والأنواع التي بعده إلى آخر الكتاب، فأكثرها وليس كلها فيه نقص ظاهر يتضح بتصفح الكتاب
وعلامة النسحة التي أشير اليها أن البسملة في صدر النسخة على شكل طغراء
الاخت الفاضله مريم محمد حسن
شكرا جزيلا ولكن الملف لم ينزل وسأحاول في الغد مرة أخرى إن شاء الله
ـ[أبو الحسن المصري]ــــــــ[01 - 12 - 04, 07:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وجزاكم الله ـ جميعًا ـ خير الجزاء، فعلا الملف معطوب لا يفتح نرجو تنزبله مرة أخرى بارك الله فيك أختنا الفاضلة.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[01 - 12 - 04, 12:17 م]ـ
الاخت الفاضله مريم محمد حسن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حاولت مرة أخرى في حاسب آخر ولكن المشكلة باقية
فالملف ينزل ولكنه لا يحتوي على شيء
بارك الله في جهود الجميع(12/8)
تفسير المراغي
ـ[أبو أسيل]ــــــــ[30 - 11 - 04, 11:13 ص]ـ
أرجو إرشادي للتفسير المراغي وذلك للضرورة القصورى أريدة ملف word ولكم جزيل الشكر(12/9)
كتاب الإعجاز والإيجاز للثعالبي " ملف ورد "
ـ[مسك]ــــــــ[30 - 11 - 04, 11:40 ص]ـ
من نوادر كتب الحكم والأمثال، يقع في عشرة أبواب معقودة على الآيات والأحاديث والأقوال البليغة، والحكم والأمثال والشعر السائر، وكل ذلك موزع بمنهج يشبه منهج (التمثيل والمحاضرة) إلى حد كبير، وتبدو مادة الكتاب نفسها كأنها منتزعة من (التمثيل والمحاضرة) عدا الباب العاشر الذي عقده الثعالبي للشعر. ويمتاز الكتاب بالتدرج الزمني لأصحاب النصوص في الأبواب كلها، وقد ألفه الثعالبي كما يفهم من بعض فصوله للقاضي الجليل أبي أحمد منصور بن محمد عند عودته من غزنة ماراً بهراة بعد سنة 412هـ وله مختصر مشهور، صنعه الفخر الرازي وسماه (أحاسن كلام النبي والصحابة والتابعين وملوك الجاهلية والإسلام)
أضغط هنا لتحميل الكتاب ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31594)
ـ[ابومالك البصري]ــــــــ[30 - 11 - 04, 07:55 م]ـ
جزيتم خيرا اخي الكريم
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:24 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم
ـ[مسك]ــــــــ[02 - 12 - 04, 08:14 ص]ـ
أبو مالك .. شهاب الدين
ولكم بمثل ..(12/10)
بشرى تحميل ومطالعة 42 ألف مخطوطة من مكتبة الأزهر الشريف
ـ[أبو حطب]ــــــــ[30 - 11 - 04, 05:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الأخوة الكرام
استمعت في إذاعة البي بي سي أمس تقريرا حول مشروع ضخم جدا تبرع بتكلفته البالغة خمسة ملايين دولار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي
ويقوم المشروع على شراء أحدث تقنية للاسكنر في العالم ومن ثم تصوير كل مخطوطات مكتبة الأزهر ورفعها على الشبكة ليستفيد منها كل باحثي العالم
والتقوا مع مدير عام المكتبة وأخبرهم أن المشروع سينتهي في خلال شهور وعندها سيتكن الجميع من دخول الشبكة وتحميل ما يروق له من مخطوطات دون أي مقابل وشكر بدوره ولي عهد دبي
فأحبت أن أزف لكم الخبر
وأسالكم الدعاء بالعلم النافع
ـ[أبو حطب]ــــــــ[30 - 11 - 04, 06:49 م]ـ
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_4050000/4050147.stm
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[30 - 11 - 04, 06:50 م]ـ
جزاك الله خيرا اخى الكريم أبو حطب على هذه البشرى
مفيش حد يتبرع للكتب المطبوعه و لو حتى ب 50,000 دولار:)(12/11)
أين أجد نسخة من صحيح الترغيب والترهيب
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[30 - 11 - 04, 07:10 م]ـ
السلام عليكم:
أبحث عن نسخة صحيح الترغيب والترهيب " كاملة " للشيخ الألباني رحمه الله تعالى
وجزاكم الله خيراً
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[30 - 11 - 04, 08:14 م]ـ
صحيح الترغيب والترهيب للشيخ الألباني رحمه الله تعالى
ـ[مسك]ــــــــ[30 - 11 - 04, 10:07 م]ـ
صحيح وضعيف الترغيب ( http://www.almeshkat.net/books/search.php?do=title&u=%C7%E1%CA%D1%E5%ED%C8)(12/12)
فرصة إنشئ مكتبتك الإلكترونية بنفسك
ـ[ابو صطيف]ــــــــ[01 - 12 - 04, 07:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأكارم
برنامج رائع بسيط وسهل في الإستخدام لبناء المكتبات الإلكترونية الشخصية ويمكنك من إضافة
ملفات الوورد وصفحات الإنترنت العادية والمصورة ورسائلك وجميع الوثائق المهمة
لملم ملفاتك ونظمها في وعاء واحد ليسهل عليك الوصول للمعلومة
البرنامج مع تعريبه تجدونه على
موقع أم الكتاب للأبحاث والدراسات الإلكترونية ( http://www.omelketab.net)
الملف المرفق يجعل النسخة كامله
لا تنسونا من صالح دعائكم
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:20 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم
ـ[أبو عمار البنهاوي]ــــــــ[21 - 12 - 04, 12:20 ص]ـ
الوصلة لا تعمل بارك الله فيك
ـ[أبو المنذر الأثري]ــــــــ[23 - 12 - 04, 12:04 ص]ـ
الملف لايعمل لدي!!
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[24 - 12 - 04, 03:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
الملف لا يعمل(12/13)
الموطأ ... للذين يبحثون عن الإتقان
ـ[الحاجة مريم]ــــــــ[02 - 12 - 04, 01:32 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
التعريف بالكتاب
ـــــــــــــــــــــــ
اسم الكتاب: الموطأ
تأليف: مالك بن أنس، يرحمه الله
الرواية: رواية يحيى بن يحيى
التصنيف: الحديث الشريف
مميزات هذه النشرة: هي نسخة نادرة للموطأ
ــــــــــــــــــــ
أيها الإخوة الكرام
كل واحد من أهل الحديث عنده على جهازه نسخة من الموطأ، أو أكثر
لكنني أكاد أقطع بأن هذه النسخة التي أهديها لكم هي الأتقن
انظروا عليها، وقارنوها، وقولوا تقديركم بكل أمانة
المجلد الأول
ـ[الحاجة مريم]ــــــــ[02 - 12 - 04, 01:35 ص]ـ
السلام عليكم
وهذا هو المجلد الثاني، والأخير
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[02 - 12 - 04, 01:47 ص]ـ
جزاك الله خيرا - اخراج جيد
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[04 - 12 - 04, 12:42 م]ـ
يا اخواني، واحد يشوف لنا حل كل ما ضغطنا على الرابط تصير الصفحة بيضاء و لا يتم التنزيل، ما هو السبب
ـ[أبو الحسن المصري]ــــــــ[05 - 12 - 04, 01:33 م]ـ
أختنا الفاضلة الحاجة مريم نريد بيانات هذه النسخة من الموطأ، عن أي طبعة فإن ترقيمها مختلف عن الطبعات المشهورة للموطأ فنسخة فؤاد عبد الباقي ليس لها ترقيم مسلسل، ونسخة بشار عواد التي طبعت في دار الغرب ينتهي ترقيمها عند (2861) أما هذه النسخة فينتهي ترقيمها عند (2884) فهل يوجد في هذه النسخة زيادات، أم هو اختلاف في الترقيم وحسب.
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[05 - 12 - 04, 01:48 م]ـ
من حقق هذا الكتاب؟
ما هي المخطوطات المعتمد عليها في التحقيق؟ أين وصف المخطوطات
أما الترقيم فهو غير مهم.
يبدو لي فكأن بين يدينا طباعة انبثقت من الطبعات العديدة كما هو العادة.
ـ[مريم محمد حسن]ــــــــ[06 - 12 - 04, 03:11 ص]ـ
السلام عليكم
أسأل الله تعالى أن يكون هذا بيانا لما سألتم عنه
أولا: إني صادقة فيما سأقول هنا
وثانيا: هذا الإصدار من الموطأ لم يطبع بعد، وقام على تحقيقه واحد من إخوان السيد أبو المعاطي، ولعلكم تلاحظون في الملفات أرقام الحواشي، وجميع حواشيه عندي، ولكن ليس معي الإذن بوضعها في أي مكان.
3ـ الغرض من وضع هذه النسخة هنا هو وجود نسخة متقنة المتن لكتاب من أهم كتب الحديث.
4ـ هذه النسخة ليست تلفيقا بين نسخ، كما ذكر الدكتور موراني ###حذف###.
5ـ الخلاف بين ترقيم هذه ونسخة الدكتور بشار، ليس خلاف زيادة ونقص، لكنه خلاف في الترقيم.
6ـ نسخة الدكتور بشار من أتقن إصدارات الموطأ برواية يحيى، وممكن لكل أخ أن يرقم هذه حسب الأخرى إن أراد.
والسلام عليكم
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[06 - 12 - 04, 06:06 م]ـ
ليس لي الا أن أعيد سؤالي:
ما هي المخطوطات المعتمد عليها في التحقيق؟ أين وصف المخطوطات؟؟؟؟
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[06 - 12 - 04, 07:26 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أحمد عسكر]ــــــــ[06 - 12 - 04, 10:54 م]ـ
ليس لي الا أن أعيد سؤالي:
ما هي المخطوطات المعتمد عليها في التحقيق؟ أين وصف المخطوطات؟؟؟؟
سؤال غريب من رجل المفروض أن يكون أكاديمي
1ـ هل وجه الدكتور موراني هذا السؤال لجميع الكتب الموجودة على هذا الموقع وغيره؟
2ـ هل جميع الأقراص المدمجة التي حملت كتب التراث ذكرت وصفا للمخطوطات؟
3ـ الأخت التي وضعت هذه النشرة من الموطأ ذكرت أنها أرادت فقط وضع نسخة تقترب من الإتقان
ومن هذا نفهم أنها تساعد من يعمل في مجال الحديث ويريد الاستعانة بنسخ فقرات من الموطأ.
4ـ الدكتور موراني ناقض هنا نفسه، وتناقض مع أساس البحث العلمي؛ وذلك
أن الأخت الحاجة مريم هي، هي التي قامت بتحميل الفصل المحذوف من كتاب السنة، فهلل الدكتور موراني، وفرح، وقال: الآن قد استرحت، ولم يسألها هناك عن الأصل الخطي الذي نقلت عنه، فربما تكون الشيخة مريم يادكتور هي التي قامت بتأليفه، أو بتوليفه
فلماذا لم تسأل هناك وسألت هنا؟
ثم أكرر؛ عليك الآن بوضع سؤالك (ما هي المخطوطات المعتمد عليها في التحقيق) إن كنت من الباحثين عن العلم، وراء كل كتاب في كل ملتقى، وعددها بالمئات.
كنت أتمنى أن تقوم أنت بإخراج التحريفات الموجودة في هذه النسخة، وطبعا هذا ليس في استطاعتك، وأن تنشرها هنا
يا دكتور موراني، لقد قلت هنا كلمة أخرجت ما في داخلك، وهي من أسوأ ما كتب في هذا الملتقى، وفيها طعن في الإسلام وأهله، ولا تظن أننا لم ننتبه لها، وهي:
يبدو لي فكأن بين يدينا طباعة انبثقت من الطبعات العديدة كما هو العادة.
هذا كلامك
اذكر لنا يادكتور موراني عادة مَنْ الذين يفعلون ذلك؟ ومن تقصد؟
من هم الذين اعتادوا على إخراج كل طبعة من طبعات عديدة
إن هذا لم يفعله إلا المغضوب عليهم والضالون، الذين جمعوا خمسين إنجيلا، واختصروهم، وحذفوا من هنا، وأضافوا هناك، وخرج الإنجيل المُلَفَّق
أما نحن، فنحن أمة الحديث، أمة الجرح والتعديل، وأنت رأيت بعينك عندما حذف فصل من كتاب، والذي حذفه، أو أقر حذفه، واحد من أعرق عائلاتنا، عائلة آل الشيخ المحترمة الموقرة، آل الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومع ذلك أنت رأيت ماحدث، قامت الدنيا، رجالها ونساؤها
مع أن الفصل المحذوف ليس في كتاب الله، لأنه لو كان فيه؛ فضرب الرقاب
اسأل لنا عن مخطوطات الإنجيل يا دكتور
ونحن هنا سنسأل ابنتنا الحاجة المجاهدة مريم عن أصولها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/14)
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[06 - 12 - 04, 11:39 م]ـ
؟؟؟؟
أين أنا من الانجيل؟
سؤالي واضح: هناك الموطأ , رواية يحيى. جديد لكل من يريد الاتقان. هكذا.
ألا يسمح لي بطرح السؤال: ما هي المخطوطات المعتمدة عليها؟
أليس لي أن أطلب بوصف هذه المخطوطات وصفا علميا؟
خاصة عندما يأتي وصف هذه الطباعة كما يلي.
مميزات هذه النشرة: هي نسخة نادرة للموطأ
يا (أحمد عسكر) , أنا أضع اسمك بين قوسين لانه اسم مستعار, وأنا أخاطبك باسمي الحقيقي:
الحماسة شيء والعلم شيء آخر تماما.
ـ[أحمد عسكر]ــــــــ[06 - 12 - 04, 11:46 م]ـ
يا (أحمد عسكر) , أنا أضع اسمك بين قوسين لانه اسم مستعار, وأنا أخاطبك باسمي الحقيقي:
الحماسة شيء والعلم شيء آخر تماما. [/ quote]
يادكتور
أقسم بالله العظيم ثلاثا أنني أحمد عبد الله عسكر
من مصر ـ
وأنا مستعد الآن لنشر هويتي الشخصية أمام الجميع، صورة وكتابة، وهذا اسمي الحقيقي
واذكر لي الآن أي طريقة للتأكد من ذلك، وسوف أفعل ذلك أمام الجميع
وإن لم أفعل فأنا كاذب، وإلا ..... أنت تعرف الباقي
ـ[رشيد]ــــــــ[07 - 12 - 04, 12:09 ص]ـ
من حقق هذا الكتاب؟
ما هي المخطوطات المعتمد عليها في التحقيق؟ أين وصف المخطوطات
هذه أسئلة مفيدة أخى الحبيب أحمد خاصة وأن الأخت الحاجة مريم جزاها الله خيرا تقول أن من مميزات هذه النشرة: هي نسخة نادرة للموطأ
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[07 - 12 - 04, 12:39 ص]ـ
أحمد عسكر , أرجو أن تقبل اعتذاري وأتمنى أن تدخل في ميدان الحوار العلمي كما يجوز.
ودمت بخير
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[07 - 12 - 04, 02:23 ص]ـ
- للإنصاف فقط ..
فسؤال الدكتور م. موراني صريح ومفيد.
ولا داعي لقراءة النوايا والخبايا واتهام النيات!
- وكان يمكن اختصار الحوار بالإجابة عن سؤاله وهو وجيهٌ أو الامتناع عنه لحرجٍ أو ظرف.
أما الدخول في بنيات الطريق وإيذاء الرجل بما لا مسوِّغ له فلا أراه صحيحاً.
خاصة أني لم ألمس من الرجل غير الفائدة والإفادة
قليلاً من الإنصاف والرفق!
- طبعاً .. مع احترامي وتقديري البالغ للجميع
ـ[حسام السمنودي]ــــــــ[07 - 12 - 04, 02:35 ص]ـ
اولا شكرا على العمل ونسألالله ان يجزيك عليه خير الجزاء ولكن كان من الافضل توضيح الفروق بين النسخ
حسام السمنودي
ـ[مريم محمد حسن]ــــــــ[07 - 12 - 04, 02:58 ص]ـ
السلام عليكم
وبارك الله فيكم
أولا: كان غرضي من تحميل الكتاب، والله، إيجاد نسخة من الموطأ متقنة، يستخدمها الإخوة في النسخ بدلا من النسخ المتوفرة التي ينقصها الدقة، للنسخ فقط، وليس للاحتجاج، مثل جميع كتب الملتقى كما أشار الأخ أحمد عسكر.
ثانيا: عندما قمت بوضع النسخة، شهد الله كان عندي المقدمة كاملة، وكذلك الحواشي، لكنني لم أقرأ المقدمة، لكنني قلت متقنة لأنني أعرف الذي جمعها، وقد استعنت بها في مواضع كثيرة في عملي.
ثالثا: من حق الدكتور موراني وغيره التمسك بمعرفة أصل النسخة، ولكن ليس من حقه أن يقول: كالعادة، مع أنه بعد البحث وجدت هذه النسخة هكذا.
رابعا: ديننا أمرنا بالعدل، وقول الحق، وعدم الجدال بالباطل.
فقمت؛ والله على ما أقول وكيل، بعد نشوب الخلاف هنا، بقراءة المقدمة، وكنت أتصور أنني سأجد وصف النسخ الخطية، ولكن وجدت أن الصواب ما ظنه الدكتور موراني
وأكرر؛ لقد علمنا ديننا، الإسلام العظيم، الإنصاف، والعدل، والأمانة.
وقد ذكرت ذلك لأستاذي، فأعطاني الإذن بنشر ما يؤيد الدكتور موراني، لأنه الصواب
وهذا نص ما جاء في المقدمة:
ـــــــــــــــ
عملي في الموطأ
أولاً: تحقيق النص
جمعت بين يدي من نسخ «الموطأ» النسخ الآتية:
1 - نسخة «الموطأ» المطبوعة بمطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر عام 1348 من الهجرة.
2 - النسخة المطبوعة بواسطة الناشر عبد الحميد أحمد حنفي بمصر عام 1353 من الهجرة.
3 - النسخة المطبوعة بمطبعة الحجر بخط باب اللوق بمصرفي 7 رمضان عام 1280 من الهجرة.
4 - النسخة المطبوعة في المطبع الفاروقي لمحمد معظم الحسني بالهند في 21 شوال عام 1291 من الهجرة
5 - النسخة المطبوعة في المطبع المجتبائي، الواقع في الدهلي بالهند عام 1307 من الهجرة.
6 - شرح الزرقاني على «الموطأ» المطبوع بالمطبعة الكستلية بمصر عام 1280 من الهجرة، بتصحيح نصر أبي الوفاء الهوريني.
فكنت أقارن نصوص بعضها ببعض فما اتفق الجميع عليه وأيقنت أنه الصواب أثبته، وما اختلف فيه رجحت الجانب الذي به شرح الزرقاني والنسخة المطبوعة في الهند عام 1307، بعد أن أرجع إلى معاجم اللغة, وكتب الحديث والرجال, فخلصت لي من هذه النسخ جميعها نسخة.
ــــــــــــــ
وبعد
أسأل الله أن يهدينا لقول الحق
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[07 - 12 - 04, 11:03 ص]ـ
جزى الله الأخت مريم على هذا التوضيح الذي هو ثمرةٌ من ثمرات الدكتور موراني ...
ولعل الأخوة يتعاملون مع الأسئلة والحقائق دون النظر في المعطيات الأخرى التي ينبني بعضها على سوء ظن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/15)
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[07 - 12 - 04, 02:09 م]ـ
ثالثا: من حق الدكتور موراني وغيره التمسك بمعرفة أصل النسخة، ولكن ليس من حقه أن يقول: كالعادة، مع أنه بعد البحث وجدت هذه النسخة هكذا.
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::
معرفة أصل النسخة ليست بالحق بل هي من حيث نبدأ بالضرورة!
ومن حقي أن أقول (كالعادة) ما زالت الآخر هو الاستثناء.
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[07 - 12 - 04, 08:39 م]ـ
ما زال ............ (ابتسامة)
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[10 - 12 - 04, 03:11 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله عنا خيرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 12 - 04, 11:57 م]ـ
تنبيه للأخت مريم وفقها الله
لا يجوز استعمال لفظ "الحاج فلان" أو "الحاجة فلانة" كما أفتى الشيخ عبد القادر الأرنؤوط وفقه الله. فإن هذا بدعة لم يفعلها السلف. وليس أداء الفرض بمفخرة للإنسان، لأنه واجب. وإلا فهل يصح أن يقال: "المصلي أبو بكر" و "المزكي عمر"؟! اللهم كلا.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[31 - 12 - 04, 08:43 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى. وَالصَّلاةُ الزَّاكِيَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ تَتَوَالَى. وَبَعْدُ
((وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً))
ولا داعي لقراءة النوايا والخبايا واتهام النيات!
قليلاً من الإنصاف والرفق!
((قطعت جهيزة قول كل خطيب)).
وأما النسخة، فليس ثمَّ تحريف فى متونها ولا أسانيدها، وهى متقنة محرَّرة، وأما ما اعتمدت عليه من المخطوطات والنشرات السابقة عليها، فهذا مطالبٌ به إذا خرجت إلى عالم النشر
ـ[ابن جبير]ــــــــ[31 - 12 - 04, 03:36 م]ـ
اضم صوتي إلى صوت الاخ الفاضل ابو عمر السمرقندي فيما ابدى من وجهة نظر
وهي جيده .... لاسيما ان المجال مجال علم، وتباحث، واهتمامات مشتركه قد جمعت وتوافرت عدد من همم الاخوان الافاضل نحسبهم كلٌ في مجاله وما يحسن ولا عدما فائده من اخٍ محب وذاك هو الظنُ - وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم 0
والله يحفظكم
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[11 - 01 - 05, 08:24 م]ـ
جزاكِ الله خيرا يا أخت مريم،
ولي طلب، لأني افضل هذه الامور كثيرا!!!
هو هل بالامكان ان تستأذني من صاحب الحق في وضع حواشي الكتاب لعل فائدة الكتاب تتضاعف،
ولي رأي في هذه المسألة، إن هذا ليس فلسفة و لا اسرار في علم الفلك او صناعة الذرة!!!!
بل هو دين ورواية أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم و تُبنى عليها اعمال وعبادات فمن حقق و خرج و بحث لا أظن انه يطلب سفاسف الدنيا و انما ليخدم هذا الدين لذا نطمح في نشر العلم كلما سنح ذلك من غير تحفظات (((ولا اقصدكِ يا أختنا الفاضلة))) و إنما أقصد المؤلفين و المحققين و دور النشر، فمثلا لو قمت بوضع كتاب لشخص وفيه الفائدة من أحاديث و تحقيق و تخريج فكل ما يهم في الامر حتى لا اكون سارقا لحقوق غيري هو ان اذكر اسم مؤلفه، أما ما يحصل اليوم فهو نتيجة طلب بعض و أقول بعض المؤلفين للمال ليس إلا، و الغالب هو طلب دور النشر الاحتكار و جني الاموال من وراء هذا الدين (((سبحان الله))) وإني آخذ بفتوى الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي رحمه الله في هذه المسألة حيث انه لا حقوق طبع و لاهم يحزنون في هذه المؤلفات التي تتعلق بالدين فمن حصل على شريط مفيد ويستطيع نسخه ليوزعه فليفعل و من وجد كتاب مفيد و استطاع ان يطبعه و ينشره فليفعل ((((من غير تحريف و لا تغيير و لا إبدال اسم المؤلف)))))،،،،
رحم الله العلامة ابن عثيمين حيث تجد توقيعه على كتبه و هو يذكر بعدم احتكارها لجهة معينة و لمن اراد طبعها يستطيع القيام بذلك،، رحمهم الله
لأن هذا دين وليس اسرار صناعة ذرة!!!!؟؟!! فعندما يحصل الاحتكار تحصل الندرة و الشح و عدم الانتشار،، حيث إني وجدت كتب غاية في الروعة و القيمة، و لكن دور النشر التي تحتكرها ((للأسف)) لا تقوم بطبعها الآن و توقف طبعها، بزعمهم أنها لا تمشي ((((أي لا تدر ربحا)))) فسبحان الله،،، لم الاحتكار إذا؟؟؟؟؟
اسمحوا لمن اراد طبعه ان يفعل!!!!!!!
و اسمحوا لي اخواني على الاطالة و لكنها من حرقة و ألم لما يحصل حيث انها اصبحت تجارة دنيا
أكثر منها تجارة (((آخرة)))
و جزاكِ الله خيرا مرة أخرى يا أختنا الفاضلة
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[11 - 01 - 05, 08:56 م]ـ
و إني اكرر نصحتي لدكتور موراني،
وقبل ذلك اقول له ما الذي تفعله بهذه الكتب التي لا يملكها اغلب المسلمون و لا يعلمون بها و مع ذلك آمنوا بالله ورسوله، فكيف بمن يملكها و يقرأها ويبحث عن المحقق منها ويعلم ما فيها؟ إن الله سيسألك عما قرأته فيها و ما تعلم منها ولم لم تؤمن بما فيها!!! سبحان الله!!! صحيح قول الله تعالى:" إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء " ....
ونصيحتي لك هي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة أخرى، حيث قال:" و الذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، لا يهودي، و لا نصراني، ثم يموت و لم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار "
هذا ما لدي و الهداية من الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/16)
ـ[أبو المعاطي]ــــــــ[12 - 01 - 05, 01:55 ص]ـ
أخي الكريم طالب العلم
السلام عليك ورحمة الله
الرد هنا بالإنابة عن ابنتنا مريم، بارك الله فيها
وقد اتصلت مريم بنا، واستأذنت الأخ صاحب الكتاب والحواشي، وقرأت عليه مشاركتك كاملة.
فوافق بفضل الله دون تردد على وضع الحواشي كاملة، لكنه كلفني بمراجعتها قبل التحميل
وسوف أفعل إن شاء الله، وأضعها هنا خلال أيام
وشكرا لك، الحقوق يا أخي عند الله
وأبشر
والسلام عليك
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[13 - 01 - 05, 06:30 م]ـ
و أني اقول لك جزاك الله خيرا، وابلغ صاحب الحقوق شكري وقل له اني اقول له جزاه الله خيرا و جعل بكل حرف في هذه الحواشي اجرا له و لك و للأخت مريم و من شارك في نشرها و و ضعها،،
و جزا الله الجميع خيرا
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[13 - 01 - 05, 06:35 م]ـ
وسؤال بسيط لك يا أخي ابو المعاطي،
هل ستقوم بتنزيل الحواشي مع متن الموطأ، أم ستقوم بإنزال الحواشي فقط و علينا تنزيل المتن من الروابط في الاعلى؟؟؟
فقط اردت المعرفة حتى إذا كنت ستنزل الحواشي فقط اقوم بتنزيل المتن من أعلى، و جزاك الله خيرا يا أخي في الله.
ـ[أبو المعاطي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 02:57 ص]ـ
وعليك السلام ورحمة الله
أخي الكريم
ستنزل الحواشي كاملة، دون المتن
وكل واحد منا يقوم بإسقاط الحاشية في موضعها
وهذا سهل إن شاء الله
وأسأل الله أن ييسر الوقت لبدء المراجعة
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[15 - 01 - 05, 06:23 م]ـ
جزاك الله خيرا و اعانك على فعل الخير
ـ[أبو المعاطي]ــــــــ[18 - 01 - 05, 02:39 ص]ـ
وهذه أيها الإخوة فهارس هذه النسخة من الموطأ
وإن شاء الله جاري مراجعة الحواشي لتحميلها هنا
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[30 - 01 - 05, 02:14 ص]ـ
أين أنت يا أخي في الله أبو المعاطي؟؟؟
نتمنى ان يكون في وراء هذا التأخير خير إن شاء الله
ـ[محمد محمود عبدالله]ــــــــ[30 - 01 - 05, 08:39 ص]ـ
جزيت خيرا يا أخت مريم على هذا الجهد(12/17)
أريد شرح السنة للبغوي
ـ[أبي الحسن]ــــــــ[02 - 12 - 04, 12:23 م]ـ
السلام عليكم
أي واحد لَهُ الكتابُ المعروف بشرح السنة للبغوي
للتحميلِ؟
شكراً لكم
ـ[صالحي أحمد]ــــــــ[29 - 01 - 09, 11:14 ص]ـ
شرح السنة للبغوى
يا إخوان ممكن بالشرح
جزاكم الله خير
شكرا
ـ[ابن قانع]ــــــــ[29 - 01 - 09, 12:13 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نأسف على التأخير(12/18)
بحث في (حُكْم الدُّف للرِّجال والنساء في غير الأعراس)
ـ[مسك]ــــــــ[02 - 12 - 04, 10:45 م]ـ
للشيخ عبدالرحمن السحيم
اضغط هنا ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31648)(12/19)
شُبهات حول حديث: " لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة " وردّها.
ـ[مسك]ــــــــ[02 - 12 - 04, 10:47 م]ـ
للشيخ عبدالرحمن السحيم
اضغط لتحميل البحث ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31649)
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[10 - 12 - 04, 03:47 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله عنا خيرا(12/20)
إصدارات 2
ـ[آل نظيف]ــــــــ[03 - 12 - 04, 12:56 ص]ـ
مجلة البحوث الإسلامية
مجلة دورية تصدر عن رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء بالرياض
وقد صدر منها العدد الثاني والسبعون.
ويحتوى على العديد من المواضيع والبحوث المحكمة ومنها:
1 - أهل السنة والجماعة للدكتور عواد عبد الله المعتق
2 - رسالة في التوحيد للشيخ / سليمان بن عبد الرحمن العمري (رحمه الله)
تحقيق الدكتور / يوسف بن محمد السعيد
3 - الزيارة الشرعية والبدعية لشيخ الإسلام بن تيمية.
تحقيق وتعليق الدكتور / علي بن عبد العزيز الشبل
4 - منسك الإمام عطاء بن أبي رباح المكي (رحمه الله تعالى)
للدكتور / عصام بن عبد المحسن الحميدان.
5 - التأصيل الفقهي للتورق في ضوء الاحتياجات التمويلية المعاصرة
للشيخ / عبد الله بن سليمان بن منيع.
بالإضافة لفتاوى مختارة لكل من
1 - الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى
2 - الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى
3 - اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
4 - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ حفظه الله تعالى
المجلة على الرغم من سعرها الزهيد (خمس ريالات سعودية أو ما يعادلها)
إلا أنها غزيرة الفوائد كثيرة الفرائد لا يستغني عنها طالب العلم المبتدئ والمتمكن.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[10 - 12 - 04, 03:47 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله عنا خيرا(12/21)
تدريب الراوي ... للذين يبحثون عن الإتقان
ـ[مريم محمد حسن]ــــــــ[03 - 12 - 04, 02:07 ص]ـ
الإصدار الثاني
من
سلسلة الذين يبحثون عن الإتقان
ــــــــــــ
اسم الكتاب: تَدْريبُ الرَّاوِي في شَرْح تَقْريب النَّواوي.
المؤلف: جلال الدِّين عبد الرَّحمن بن أبي بَكْر السِّيُوطي
تاريخ الميلاد والوفاة: (849 – 911 هـ)
اعتنى به: واحدٌ من تلاميذ السيد أبو المعاطي النوري.
ــــــــــــ
كان الموطأ هو الإصدار الأول، للذين يبحثون عن الإتقان، وأعتقد أن أكثرنا يمتلك على جهازه، أو في مكتبته، نسخة من هذا الكتاب، ولكن عندما تنظرون في هذه النسخة، ستقولون: هناك فرقٌ ...
إليكم المجلد الأول
ـ[مريم محمد حسن]ــــــــ[03 - 12 - 04, 02:16 ص]ـ
وهذا هو الثاني، والأخير
ما رأيكم؟
هل نواصل هذه السلسلة، إن كانت متقنة، أم هناك رأي آخر
واعلموا أن العمل الأساسي هو المسند الجامع، والعمل متواصل ليل نهار
وقريب سترون النتائج، إن شاء الله.
المجلد الثاني، والأخير، من تدريب الراوي
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[03 - 12 - 04, 03:07 ص]ـ
بارك الله فيكم عمل رائع، لا يعرف قيمته إلا من ابتعد عن مكتبته
وفقكم الله
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[03 - 12 - 04, 03:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا أختي الكريمة وبارك وفيكم وفي جهودكم
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[03 - 12 - 04, 03:55 ص]ـ
نعم بارك الله فيكم نحن نبحث عن الاتقان
و اذا كان عندكم كتب اخرى حتى و لو كانت على الملتقى فالرجاء تحميلها
هناك اقتراح هو تخصيص موضوع جديد بهذا الاسم "سلسلة الذين يبحثون عن الإتقان" و جمع كل الكتب فيه مثل: " كتب قيمة ... حمّل إلى جهازك" لاخونا الفاضل abo-omar على الرابط التالى: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16458
حتى يسهل متابعه الموضوع و الجديد من الكتب
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[10 - 12 - 04, 03:46 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله عنا خيرا
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[18 - 01 - 05, 06:57 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أختنا الكريمة(12/22)
حمل سلسلة شرح ألفية السيوطي - عبدالمحسن بن حمد العباد
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[03 - 12 - 04, 05:51 ص]ـ
سلسلة شرح ألفية السيوطي - عبدالمحسن بن حمد العباد
هذه السلسلة المباركة ألقيت في رحاب المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة في الحرم
والسلسلة بصيغتين rm & mp3.
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1927(12/23)
حمّل رسالة تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل العرش للسيوطي
ـ[مسك]ــــــــ[03 - 12 - 04, 03:10 م]ـ
رسالة قيمة حول الحديث المشهور، في السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه - وقد نظمهم الشيخ أبو شامة في بيتين - قد وقع التحاور فيه قديما بين الفحول، هل لهم ثامن أولا? فجمع شيخ الإسلام أبو الفضل ابن حجر، زيادة على ذلك سبعة أخرى، وردت في أحاديث صحاح، ونظمها في بيتين، ثم تتبع بعد ذلك، فوجد سبعتين في أحاديث، ونظمها في أربعة أبيات.
وقد وقع للسيوطي رحمه الله زيادة على ذلك. خصال أخرى، وقد نظمها سلك الجميع في هذه الكراسة، وبين فيها قواعد ذلك وأساسه، وذكر ما لكل حديث من الشواهد التي فيها التصريح بالكل، والإشارة إليه دون مجرد الترغيب، وسماها (تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل العرش).
والرسالة مطبوعة بتحقيق الشيخ مشهور بن حسن
أضغط هنا لتحميل الرسالة ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31664)
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[10 - 12 - 04, 03:45 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله عنا خيرا(12/24)
لا تنس ذكر الله - الاصدار الثالث
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[03 - 12 - 04, 10:14 م]ـ
لا تنس ذكر الله - الاصدار الثالث
برنامج لا تنسَ ذكر الله هو برنامج عربي يقوم بإظهار نافذة (تشبه نافذة الماسنجر) فيها آيات وأذكار أثناء عملك على الكمبيوتر بوقت محدد من قبلك ... ويتميز عن الاصدارة السابقة بما يلي:
1 - زيادة عدد الأذكار المدمجة مع البرنامج إلى أكثر من 200 عبارة
2 - إمكانية إضافة الأحاديث والآيات والأدعية إلى البرنامج
3 - إمكانية تحديد أذكار للصباح وأذكار للمساء بشكل منفصل والإضافة والتعديل عليها
4 - تم إضافة المزيد من الخلفيات للبرنامج
5 - امكانية التحكم الكامل بشكل الخط وحجم الخط و نوع الخط وتنزيل خطوط للبرنامج
6 - تم اضافة ميزة التحكم بسرعة ظهور واختفاء نافذة التذكير
7 - إمكانية تثبيت نافذة التذكير على الشاشة في أي وقت وبالمدة التي تريد
8 - تم تصليح جميع الأخطاء والعيوب التي اكتشفت بالإصدارات السابقة ...
وهو من برمجة الاستاذ/ وسام جليل جزاه الله كل خير
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 12 - 04, 09:03 م]ـ
بارك الله فيكم
ولعلك تعيد وضع الملف من جديد حتى يتم استبداله.
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[05 - 12 - 04, 09:21 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم عبدالرحمن الفقيه
هاهو الملف
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[05 - 12 - 04, 09:25 م]ـ
بارك الله فيكم و في جهدكم الكريم وجزاكم الله خيرا(12/25)
بشري لاهل الحديث: شرح ألفية السيوطي للشيخ عبد المحسن العباد!!
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[04 - 12 - 04, 01:26 ص]ـ
السلام عليكم
ما شاء الله موقع الاسلام واي
وضعوا شرح ألفية السيوطي في الحديث
للشيخ عبد المحسن العباد
نبذة عن السلسلة: هذه السلسلة المباركة ألقيت في رحاب المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة في الحرم القديم، ونعتذر عن انخفاض مستوى الصوت في بعض الأشرطة نظراً لأن التسجيل وقتها كان بسيطاً قبل أن يكون احترافياً في السنين الأخيرة، إلا أن أغلب التسجيل جيد بفضل الله ويمكن سماعه، والسلسلة بصيغتين rm & mp3.
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1927
وكذلك يوجد في صفحته شرح سنن ابي دواد
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[04 - 12 - 04, 03:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخى ابوحمزة
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[04 - 12 - 04, 07:50 ص]ـ
وأياك يا اخي
لا ادري لقد وضعته في القسم العام لكي يدخله الناس ويعرفوه
ولكن
اظن مشرف المنتدي وضعه هنا
او نقله احدهم حفظهم الله جميعا
ولكن لا اوافقهم علي هذا علي الاقل كان افضل ان يضعوا في قسم
في قسم كيفية تحصيل العلم
لان هذه اشرطة ودروس شيخ عبدالمحسن وليست نسخة من الكتاب
فليست لقسم خزانة الكتب والابحاث
ولذلك ساضعه في قسم تحصيل العلم
ولكم ان تحذفوا هذا من هذا القسم
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[10 - 12 - 04, 03:31 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله عنا خيرا(12/26)
حمل برنامج صغير لمرتادي المنتديات يمكنك عن طريقة كتابة وتنسيق موضوعك وحفظه
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[04 - 12 - 04, 05:36 ص]ـ
صانع المواضيع
الوصف: برنامج صغير ومفيد لمرتادي المنتديات وهو من تصميم ساحر النت من بوابة العرب ... يمكنك عن طريقة كتابة وتنسيق موضوعك وحفظه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 12 - 04, 09:01 م]ـ
بارك الله فيكم
ولعلك تعيد وضع الملف من جديد حتى يتم استبداله.
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[06 - 12 - 04, 12:36 ص]ـ
الملف بعد لا يعمل
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[06 - 12 - 04, 01:09 ص]ـ
لا استطيع حتى رفع الملف مره اخرى!!!!!
Warning: move_uploaded_file(/home/ahlalhde/public_html/org-vb/images/attach_files/5aca061a89722755e78653f77399e0b9): failed to open stream: No such file or directory in /home/ahlalhde/public_html/vb/includes/functions_file.php on line 274
Warning: move_uploaded_file(): Unable to move '/tmp/phpEFw3te' to '/home/ahlalhde/public_html/org-vb/images/attach_files/5aca061a89722755e78653f77399e0b9' in /home/ahlalhde/public_html/vb/includes/functions_file.php on line 274
Warning: filesize(): Stat failed for /home/ahlalhde/public_html/org-vb/images/attach_files/5aca061a89722755e78653f77399e0b9 (errno=2 - No such file or directory) in /home/ahlalhde/public_html/vb/includes/functions_file.php on line 286(12/27)
حمل برنامج: 200 فتوى عن الصيام
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[04 - 12 - 04, 05:46 ص]ـ
200 فتوى عن الصيام
الوصف: كتاب يحتوي على 200 فتوى عن الصيام وهي من تجميع الأخ / عبدالرؤوف سعد عواد العروي الجهني من بوابة العرب جزاه الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 12 - 04, 08:59 م]ـ
بارك الله فيكم
ولعلك تعيد وضع الملف من جديد حتى يتم استبداله.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[10 - 12 - 04, 03:28 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله عنا خيرا(12/28)
بريمج صغير جدا ينسق الشعر
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[04 - 12 - 04, 06:41 ص]ـ
* منقول *
بريمج صغير جدا ينسق الشعر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تنسيق القصيدة العربية يعد أمرا متعبا في الحاسب
هذا البريمج يقوم بتنسيق الشعر العربي
أسميته ((الخليل)) وهو اسم العالم
الذي وضع علم العروض .. وزن الشعر وبحوره
الخليل بن أحمد الفراهيدي
فقط حدد نوع التنسيق من شكل الشطرين والفاصل بينهما وكذلك حجم الخط
ثم قم بلصق القصيدة أو كتابتها في مربع النص
قم بكتابة = (بين الشطرين) .. تستطيع تعديل = في المربع الصغير ((أعلى)) إلى نجمة أو أي علامة أخرى
بعد ذلك قم بضغط ..... زر تنفيذ
ثم قم بلصقها في وورد
والحجم غريب وصغير جدا 25 ك. ب فقط
دعواتكم
-------------------------------------------
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?threadid=31125
ـ[الحارثي]ــــــــ[05 - 12 - 04, 06:37 م]ـ
لقد حاولت تنزيل البرنامج لكنه لم ينزل بشكل جيد فهل لديك حل لهذه المشكلة
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[05 - 12 - 04, 06:56 م]ـ
ها هو مرفق اخى الفاضل
ـ[مريم محمد حسن]ــــــــ[07 - 12 - 04, 12:14 ص]ـ
والله يا أخي، لقد وضع الله فيك خيرا كثيرا
وأسأل الله أن يجعلك نافعا أينما توجهت
لقد تعبنا كثيرا من تنسيق الشعر، حتى نفع الله بك
فسر خادما صغيرا لأحباب حديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
فالذي يخدم الحديث لا يحتاج إلى شرف آخر
اللهم يا كاشف الكرب، ويا غافر الذنب اكشف غمة عبدك فوزي السعيد، واشفه، والمسلمين جميعا
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[10 - 12 - 04, 03:19 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله عنا خيرا
ـ[ابن سبيل]ــــــــ[15 - 12 - 04, 07:45 ص]ـ
نسأل الله أن يبارك فيك ويفرج كربك
وكرب الشيخ السعيد ..
ـ[ابن زهران]ــــــــ[15 - 12 - 04, 11:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[الودعاني]ــــــــ[19 - 12 - 04, 01:33 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
واسأل الله الكريم أن يمن على الشيخ فوزي بالشفاء العاجل.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[15 - 11 - 07, 10:30 ص]ـ
آمين آمين
برنامج رائع جدًا وقد كنتُ أبحث عنه مع ملاحظات يسيرة عليه أظنها قد تكون من طريقة تقديم الأبيات له مكتوبة
وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
ـ[عاطف أحمد]ــــــــ[15 - 11 - 07, 11:06 م]ـ
البرنامج ممتاز و أحسن الله تعالى إليك و لوالديك.
ـ[عصام محمد]ــــــــ[16 - 11 - 07, 10:29 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك(12/29)
برامج إسلامية تهمك .... (للتحميل) - منقول - متميز جدا
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[04 - 12 - 04, 06:51 ص]ـ
مُنْتَدَيَاتُ مِشْكَاة - برامج إسلامية تهمك .... (للتحميل)
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?threadid=28886
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[10 - 12 - 04, 03:44 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله عنا خيرا(12/30)
كتاب تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين للراغب الأصفهاني
ـ[مسك]ــــــــ[04 - 12 - 04, 11:25 ص]ـ
الكتاب يبحث في حقيقة الإنسان، وماهيته، وغاية وجوده، ومصيره. كل ذلك بأسلوب استدلالي متين، مع الإكثار من الاستشهاد بالنصوص القرآنية، والآثار، وأقوال العلماء
تحميل الكتاب ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&postid=195643#post195643)
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[10 - 12 - 04, 03:31 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله عنا خيرا(12/31)
طلب وخدمة ...
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[04 - 12 - 04, 06:51 م]ـ
أبحث عن أعداد تنقصني من مجلة البحوث الإسلامية التي تصدر عن رئاسة البحوث والافتاء بالرياض ...
فمن استطاع أن يخدمني في توفيرها مع استعدادي لتحمل التفقات ..
سعر النسخة على ما أذكر 5 ريالات ...
ولكم جزيل الشكر ..
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 12 - 04, 01:09 ص]ـ
ماهي أرقام الأعداد بارك الله فيكم.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[05 - 12 - 04, 08:15 ص]ـ
- الشيخ أبو عمر الفقيه
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم على هذا التجاوب
الأعداد التي تنقصني هي: (65)، (66).
ثم (68) فصاعداً، إلى آخر عدد وصل إليه.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 12 - 04, 06:49 ص]ـ
بارك الله فيكم
وجدنا لك ثلاثة أعداد
68
69
71
72
فالعدد 69 موجود الآن عندي والبقية لعلها تأتي قريبا بإذن الله تعالى(12/32)
حمل كتاب شرح العمدة في الفقه لابن تيمية الحراني
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[04 - 12 - 04, 10:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر وأعن
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى.
أما بعد فقد تكررت مسألة بعض أصحابنا وصدقت رغبته في شرح كتاب العمدة تأليف الإمام الأوحد شيخ الإسلام أبي محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي رضي الله عنه وأرضاه وجعل أعلى الفردوس متبوءه ومثواه شرحا يفسر مسائلها ويقرب دلائلها ويفرع قواعدها ويتم مقاصدها متوسطا بين الإيجاز والإطناب والإخلال والإسهاب فاستخرت الله تعالى وأجمعت ذلك راجيا من الله سبحانه تحقيق محمود الأمل وإخلاص صالح العمل والإعانة على الإبانة والهداية إلى الدارية ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية.
http://www.sahab.org/books/count.php?book=1001&action=download&goto=files/feqeh/sh-alomdah.zip
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[10 - 12 - 04, 03:30 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله عنا خيرا
ـ[محمد أبو سعد]ــــــــ[03 - 03 - 09, 12:05 ص]ـ
لم أستطع تحميله!
- هل هو في 3 أجزاء؟
- هل هي طبعة دار عالم الفوائد؟
ـ[عبد الله الكتبي]ــــــــ[03 - 03 - 09, 01:30 ص]ـ
أخي الكريم
هذا الموضوع قديم جدا
فالملف ملف نصي وليس مصورا
والله أعلى وأعلم(12/33)
كتاب تعدد الزوجات في الإسلام " ملف ورد "
ـ[مسك]ــــــــ[04 - 12 - 04, 10:30 م]ـ
بقلم الدكتور / محمد بن مسفر بن حسين الطويل الزهراني
رسالة رائعة ناقشت هذه القضية (قضية التعدد) من كل جوانبها الشرعية والعلمية والاجتماعية وبين فيها مؤلفها –جزاه الله خيراً – الجوانب الخفية والتي من الممكن التي تغيب عن الكثيرين وما للتعدد وما عليه في عناصر موجزة بعيداً عن التطويل الممل أو التقصير المخل ... وجاء فيها:
- مشروعية تعدد الزوجات في الإسلام
- شروط تعدد الزوجات في الإسلام
- مبررات تعدد الزوجات في الإسلام
- موقف أعداء الإسلام من تعدد الزوجات
حمل الكتاب من هنا ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=31719)
ـ[مسك]ــــــــ[06 - 12 - 04, 06:24 ص]ـ
يرفع للفائدة ..
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[06 - 12 - 04, 06:40 ص]ـ
بالمناسبة إخوتي الأفاضل / ذكر لي الثقات من طلاب
الشيخ / عبد العزيز بن باز رحمه الله أنه كان يقول:
الأصل للرجال التعدد
ـ[طارق بن إحسان]ــــــــ[12 - 03 - 08, 09:59 ص]ـ
قال فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين - حفظه الله - في شرح كتاب صحيح البخاري:
قال الله تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} ثم نعرف خلافا بين العلماء، هل الأصل في النكاح التعدد، أم الأصل الإفراد؟!
فالذين قالوا: الأصل التعدد، قالوا: إن الله تعالى بدأ به في هذه الآية {مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} وأما الإفراد فقال: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً}.
والذين قالوا: إن الأصل الإفراد قالوا: إن العدل شديد وثقيل على الكثير، ودليل ذلك قول الله تعالى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ} أي أنه شديد، وإذا كان شديدا فالاقتصار على الواحدة أولى؛ لذلك قال: فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً مع قوله: وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ إذا مال أحدهم إلى إحدى امرأتيه بقيت الأخرى معلقة، لا أيما ولا ذات زوج تتألم وتلاقي من الصعوبات الشيء الكثير؛ فلذلك فضلوا الاقتصار على الواحدة.
ولكن بكل حال الأحوال تختلف، والقدرات تختلف، فمن وثق من نفسه بأنه يعدل بين المرأتين أو الثلاث أو الأربع، ويعطي كل واحدة حقها؛ فإن الأصل في حقه أن يعدد .. اهـ.
وقال أيضًا - حفظه الله ورعاه - في شرح: أخصر المختصرات في الفقه على مذهب الإمام أحمد - في كتاب النكاح - ما يلي:
واختلف هل الأصل في النكاح التعدد أو الإفراد؟
فالذين قالوا: الأصل التعدد قالوا: إنه الذي أمر الله به {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ} فإن هذا أمر بأن ينكح أكثر من واحدة، ولكن بشرط وهو قوله: {أَنْ تَعْدِلُوا فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا}.
ثم إذا عرفنا أن هذا دليل من يقول: الأصل التعدد.
دليل من يقول: الأصل الإفراد قوله: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} فهذا دليل على أن الإنسان -غالبا- لا يستطيع العدل إلا بصعوبة، ثم يأتينا في باب العشرة نوع العدل إن شاء الله.
وذكر والدي - حفظه الله - في كتابه: " أحكام التعدد "، فتوى فضيلة الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله -، حيث قال: وأما هل الأصل التعدد أو عدمه؛ فلم أر في كلام المفسرين الذين اطلعت على كلامهم شيئًا من ذلك، والآية الكريمة تدل على أن الذي عنده الاستعداد للقيام بحقوق النساء على التمام؛ فله أن يعدد الزوجات إلى أربع، والذي ليس عنده الاستعداد يقتصر على واحدة، أو على ملك اليمين، والله أعلم. (فتاوى المرأة المسلمة)
ـ[محمد عدلى]ــــــــ[13 - 03 - 08, 12:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخى
جعلها الله فى ميزان حسناتك
فى انتظار مشاركاتك القادمة(12/34)
حمل فيلم مرئي يُوضح مناسك الحج والعمرة
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[05 - 12 - 04, 01:26 ص]ـ
الفيلم تقريباً 40 دقيقة، من موقع طريق الإسلام.
http://www.islamway.com/arabic/images/vedio/003DaleelAlHajj_VIDEO.rm
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[06 - 12 - 04, 07:28 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[11 - 12 - 04, 10:57 م]ـ
وإياكم.(12/35)
اختيارات الإمام ابن قدامة في الحج
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[05 - 12 - 04, 01:33 ص]ـ
اختيارات الإمام ابن قدامة في الحج
عبدالرحمن محمد الهرفي
من كتابه " المغني " - كتاب الحج - بتحقيق عبدالله التركي و محمد الحلو
الجزء الخامس
1 - الكافر غير مخاطب بفروع الدين خطابا يلزمه أداء، ولا يوجب قضاءً. 6
2 - لا يلزم المحرم الحج ببذل غيره له، ولا يصير مستطيعا بذلك، سواء كان الباذل قريبا أو أجنبيا، وسواء بذل له الركوب والزاد، أو بذل له مالا. 9
3 - من تكلف الحج ممن لا يلزمه، فإن أمكنه ذلك من غير ضرر يلحق بغيره، مثل أن يمشي ويكتسب بصناعة، ولا يسأل الناس، استحب له الحج؛لقول الله تعالى:" يَأْتُوك رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ "فقدم ذكر الرجال. ولأن في ذلك مبالغة في طاعة الله عز وجل، وإن كان يسأل الناس، كره له الحج. 10
4 - يختص اشتراط الراحلة بالبعيد الذي بينه وبين البيت مسافة القصر، فأما القريب الذي يمكنه المشي، فلا يعتبر وجود الراحلة في حقه؛لأنها مسافة قريبة، يمكنه المشي إليها، فلزمه، وإن كان ممن لا يمكنه المشي، اعتبر وجود الحمولة في حقه؛لأنه عاجز عن المشي، فهو كالبعيد. وأما الزاد فلا بد منه، فإن لم يجد زادا، ولا قدر على كسبه، لم يلزمه الحج. 10
5 - الزاد الذي تشترط القدرة عليه، هو ما يحتاج إليه في ذهابه ورجوعه؛من مأكول ومشروب وكسوة، فإن كان يملكه، أو وجده يباع بثمن المثل في الغلاء والرخص، أو بزيادة يسيرة لا تجحف بماله، لزمه شراؤه، وإن كانت تجحف بماله، لم يلزمه. 11
6 - يشترط أن يجد من أراد الحج راحلة تصلح لمثله، إما شراء أو كراء، لذهابه ورجوعه. 11
7 - يعتبر أن يكون الزاد والراحلة فاضلا عما يحتاج إليه لنفقة عياله الذين تلزمه مئونتهم، في مضيه ورجوعه؛لأن النفقة متعلقة بحقوق الآدميين، وهم أحوج، وحقهم آكد. 11
8 - تجب العمرة على من يجب عليه الحج قال تعالى: " أَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ " ومقتضى الأمر الوجوب، ثم عطفها على الحج، والأصل التساوي بين المعطوف والمعطوف عليه. 13
9 - ليس على أهل مكة عمرة. نص عليه أحمد ـ يرحمه الله ـ. وقال: (كان ابن عباس ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ يرى العمرة واجبة، ويقول: يا أهل مكة: ليس عليكم عمرة، إنما عمرتكم طوافكم بالبيت). 14
10 - تجزئ عمرة المتمتع، وعمرة القارن، والعمرة من أدنى الحل عن العمرة الواجبة، ولا نعلم في إجزاء عمرة التمتع خلافا. كذلك قال ابن عمر، وعطاء، وطاوس. 15
11 - لا بأس أن يعتمر في السنة مرارا. روي ذلك عن علي، وابن عمر، وابن عباس، وأنس، وعائشة، فأما الإكثار من الاعتمار، والموالاة بينهما، فلا يستحب في ظاهر قول السلف. وقال بعض أصحابنا: يستحب الإكثار من الاعتمار. وأقوال السلف وأحوالهم تدل على ما قلناه، ولأن النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ـ وأصحابه ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَ ـ لم ينقل عنهم الموالاة بينهما، وإنما نقل عنهم إنكار ذلك، والحق في اتباعهم. وقد اعتمر النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و آله وَسَلَّمَ ـ أربع عمر في أربع سفرات، لم يزد في كل سفرة على عمرة واحدة، ولا أحد ممن معه، ولم يبلغنا أن أحدا منهم جمع بين عمرتين في سفر واحد معه، إلا عائشة حين حاضت فأعمرها من التنعيم؛لأنها اعتقدت أن عمرة قرانها بطلت ولو كان فيه فضل لما أتفقوا على تركه. 16
12 - فإن لم يجد المريض مالا يستنيب به، فلا حج عليه بغير خلاف، لأن الصحيح لو لم يجد ما يحج به، لم يجب عليه، فالمريض أولى. 21
13 - متى أحج المريض عن نفسه، ثم عوفي، لم يجب عليه حج آخر لأنه أتي بما أمر به فخرج من العهدة. 21
14 - فإن عوفي قبل فراغ النائب من الحج فينبغي أن لا يجزئه الحج (1) لأنه قدر على الأصل قبل تمام البدل فلزمه كالمتيمم إذا رأى الماء في صلاته. 21
15 - وإن برأ قبل إحرام النائب لم يجزئه بحال. 21
16 - من يرجى زوال مرضه، والمحبوس ونحوه، ليس له أن يستنيب. فإن فعل، لم يجزئه، وإن لم يبرأ لأنه يرجو القدرة على الحج بنفسه فلم يكن له الاستنابة ولا تجزئه إن فعل. 22
17 - لا يجوز أن يستنيب من يقدر على الحج بنفسه في الحج الواجب إجماعاً. 22
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/36)
18 - إن كان عاجزا عن حج النفل عجزاً مرجو الزوال، كالمريض مرضا يرجى برؤه، والمحبوس، جاز له أن يستنيب فيه. 23
19 - إذا سلك النائب طريقا يمكنه سلوك أقرب منه، ففاضل النفقة في ماله. وإن تعجل عجلة يمكنه تركها، فكذلك. وإن. أقام بمكة أكثر من مدة القصر، بعد إمكان السفر للرجوع، أنفق من مال نفسه؛لأنه غير مأذون له فيه. فأما من لا يمكنه الخروج قبل ذلك، فله النفقة؛لأنه مأذون له فيه، وله نفقة الرجوع. 26
20 - إن أقام النائب بمكة سنين فله نفقة الرجعة ما لم يتخذها دارا، فإن اتخذها دارا، ولو ساعة، لم يكن له نفقة رجوعه؛لأنه صار بنية الإقامة مكيا، فسقطت نفقته، فلم تعد. 26
21 - إن مرض النائب في الطريق، فعاد، فله نفقة رجوعه؛لأنه لا بد له منه، حصل بغير تفريطه، فأشبه ما لو قطع عليه الطريق أو أحصر. وإن قال: خفت أن أمرض فرجعت. فعليه الضمان؛لأنه متوهم. 26
22 - إن شرط أحدهما ـ أي النائب أو المستنيب ـ أن الدماء الواجبة عليه على غيره، لم يصح الشرط؛لأن ذلك من موجبات فعله، أو الحج الواجب عليه، فلم يجز شرطه على غيره، كما لو شرطه على أجنبي. 26
23 - جوز أن ينوب الرجل عن الرجل والمرأة، والمرأة عن الرجل والمرأة، في الحج، في قول عامة أهل العلم. لا نعلم فيه مخالفا، إلا الحسن بن صالح. 27
24 - لا يجوز الحج والعمرة عن حي إلا بإذنه، فرضا كان أو تطوعا، فأما الميت فتجوز عنه بغير إذن، واجبا كان أو تطوعا؛لأن النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و آله وَسَلَّمَ ـ أمر بالحج عن الميت، وقد علم أنه لا إذن له، وما جاز فرضه جاز نفله، كالصدقة. 27
25 - إذا أمره المستنيب بحج فتمتع أو اعتمر لنفسه من الميقات، ثم حج؛نظرتَ؛فإن خرج إلى الميقات فأحرم منه بالحج، جاز، ولا شيء عليه. وإن أحرم بالحج من مكة، فعليه دم؛لترك ميقاته، ويرد من النفقة بقدر ما ترك من إحرام الحج فيما بين الميقات ومكة. 27
26 - إن أمره بالتمتع فقرن، وقع عن الآمر، لأنه أمر بهما، وإنما خالف في أنه أمره بالإحرام بالحج من مكة، فأحرم به من الميقات. وإن أفرد وقع عن المستنيب أيضا، ويرد نصف النفقة؛لأنه أخل بالإحرام بالعمرة من الميقات، وقد أمره به، وإحرامه بالحج من الميقات زيادة لا يستحق به شيئا. وإن أمره بالقران فأفرد أو تمتع، صح، ووقع النسكان عن الآمر، ويرد من النفقة بقدر ما ترك من إحرام النسك الذي تركه من الميقات. وفي جميع ذلك، إذا أمره بالنسكين، ففعل أحدهما دون الآخر، رد من النفقة بقدر ما ترك، ووقع المفعول عن الآمر، وللنائب من النفقة بقدره. 28
27 - إذا استنابه رجل في الحج؛ وآخر في العمرة، وأذنا له في القران، ففعل، جاز؛لأنه نسك مشروع. وإن قرن من غير إذنهما، صح ووقع عنهما، ويرد من نفقة كل واحد منهما نصفها؛لأنه جعل السفر عنهما بغير إذنهما. وإن أذن أحدهما دون الآخر، رد على غير الآمر نصف نفقته وحده. 29
28 - إن أُمِر ـ أي النائب ـ بالحج، فحج، ثم اعتمر لنفسه، أو أمره بعمرة، فاعتمر، ثم حج عن نفسه. صح، ولم يرد شيئا من النفقة لأنه أتى بما أمر به على وجهه. 29
29 - إن أمرالمستنيب النائب بالإحرام من ميقات، فأحرم من غيره، جاز؛لأنهما سواء في الإجزاء. وإن أمره بالإحرام من بلده، فأحرم من الميقات، جاز؛لأنه الأفضل. وإن أمره بالإحرام من الميقات، فأحرم من بلده، جاز لأنه زيادة لا تضر. وإن أمره بالحج في سنة، أو بالاعتمار في شهر، ففعله في غيره، جاز؛لأنه مأذون فيه في الجملة. 29
30 - إن استنابه اثنان في نسك، فأحرم به عنهما، وقع عن نفسه دونهما؛لأنه لا يمكن وقوعه عنهما، وليس أحدهما بأولى من صاحبه. 29
31 - إن أحرم عن نفسه وغيره، وقع عن نفسه؛لأنه إذا وقع عن نفسه ولم ينوها، فمع نيته أولى. 30
32 - إن أحرم عن أحدهما غير معين، احتمل أن يقع عن نفسه أيضا؛لأن أحدهما ليس أولى من الآخر، فأشبه ما لو أحرم عنهما. واحتمل أن يصح؛لأن الإحرام يصح بالمجهول، فصح عن المجهول، وله صرفه إلى من شاء منهما. فإن لم يفعل حتى طاف شوطا، وقع عن نفسه، ولم يكن له صرفه إلى أحدهما؛لأن الطواف لا يقع عن غير مُعَيَّنٍ. 30
33 - الظاهر أن الحج لا يجب على المرأة التي لا محرم لها. 31
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/37)
34 - نفقة المحرم في الحج علي المرأة. نص عليه أحمد ـ يرحمه الله ـ؛لأنه من سبيلها، فكان عليها نفقته، كالراحلة. 34
35 - الصحيح أنه لا يلزم المحرم الحج مع امرأته الباذلة للنفقة؛لأن في الحج مشقة شديدة، وكلفة عظيمة، فلا تلزم أحدا لأجل غيره، كما لم يلزمه أن يحج عنها إذا كانت مريضة. 34
36 - إذا مات محرم المرأة في الطريق، فقال أحمد ـ يرحمه الله ـ: إذا تباعدت مضت. لكن إن كان حجها تطوعا، وأمكنها الإقامة في بلد، فهو أولى من سفرها بغير محرم. 34
37 - ليس للرجل منع امرأته من حجة الإسلام، ويستحب أن تستأذنه في ذلك. فإن أذن وإلا خرجت بغير إذنه. فأما حج التطوع، فله منعها منه. وليس له منعها من الحج المنذور؛لأنه واجب عليها، أشبه حجة الإسلام. 35
38 - لا تخرج المرأة إلى الحج في عدة الوفاة. ولها أن تخرج إليه في عدة الطلاق المبتوت. وأما عدة الرجعية، فالمرأة فيه بمنزلتها في صُلْبِ النكاح، لأنها زوجة. 35
39 - متى توفي من وجب عليه الحج ولم يحج، وجب أن يخرج عنه من جميع ماله ما يحج به عنه ويعتمر، سواء فاته بتفريط أو بغير تفريط. 38
40 - فإن خرج للحج، فمات في الطريق، حج عنه من حيث مات؛لأنه أسقط بعض ما وجب عليه، فلم يجب ثانيا. 39
41 - لو أحرم بالحج، ثم مات، صحت النيابة عنه فيما بقي من النسك، سواء كان إحرامه لنفسه أو لغيره. 39
42 - يستحب أن يحج الإنسان عن أبويه، إذا كانا ميتين أو عاجزين؛لأن النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ أمر أبا رزين، فقال: "حُجَّ عَنْ أَبِيك، وَاعْتَمِرْ ".ويستحب البداية بالحج عن الأم، إن كان تطوعا أو واجبا عليهما. وإن كان الحج واجبا على الأب دونها، بدأ به؛لأنه واجب، فكان أولى من التطوع. 41
43 - إن أحرم بتطوع أو نذر من لم يحج حجة الإسلام، وقع عن حجة الإسلام. 43
44 - إن أحرم بتطوع، وعليه منذورة، وقعت عن المنذورة؛لأنها واجبة، فهي كحجة الإسلام. 43
45 - العمرة كالحج فيما ذكرنا؛ لأنها أحد النسكين، فأشبهت الآخر ـ أي في المسألة السابقة والتي قبلها ـ. 43
46 - إذا أحرم بالمنذورة من عليه حجة الإسلام، فوقعت عن حجة الإسلام، فالمنصوص عن أحمد ـ يرحمه الله ـ أن المنذورة لا تسقط عنه. لأنها حجة واحدة، فلا تجزئ عن حجتين. ويحتمل أن يجزئ؛لأنه قد أتى بالحجة ناويا بها نذره، فأجزأته، وهذا مثل ما لو نذر صوم يوم يقدم فلان فقدم في يوم من رمضان، فنواه عن فرضه ونذره.44
47 - إن بلغ الصبي، أو عتق العبد بعرفة، أو قبلها، غير محرمين، فأحرما ووقفا بعرفة، وأتما المناسك، أجزأهما عن حجة الإسلام. لا نعلم فيه خلافا؛لأنه لم يفتهما شيء من أركان الحج، ولا فعلا شيئا منها قبل وجوبه. 45
48 - إذا بلغ الصبي أو عتق العبد قبل الوقوف، أو في وقته، وأمكنهما الإتيان بالحج، لزمهما ذلك؛لأن الحج واجب على الفور، فلا يجوز تأخيره مع إمكانه، كالبالغ الحر. وإن فاتهما الحج، لزمتهما العمرة؛لأنها واجبة أمكن فعلها، فأشبهت الحج، ومتى أمكنهما ذلك فلم يفعلا، استقر الوجوب عليهما، سواء كانا موسرين أو معسرين؛لأن ذلك وجب عليهما بإمكانه في موضعه، فلم يسقط بفوات القدرة بعده. 46
49 - الحكم في الكافر يسلم، والمجنون يفيق، حكم الصبي يبلغ في جميع ما فصلناه، إلا أن هذين لا يصح منهما إحرام، ولو أحرما لم ينعقد إحرامهما؛لأنهما من غير أهل العبادات، ويكون حكمهما حكم من لم يحرم. 47
50 - ليس للعبد أن يحرم بغير إذن سيده؛لأنه يفوت به حقوق سيده الواجبة عليه، بالتزام ما ليس بواجب، فإن فعل، انعقد إحرامه صحيحا، لأنها عبادة بدنية فصح من العبد الدخول فيها بغير إذن سيده، كالصلاة والصوم. 47
51 - إذا نذر العبد الحج، صح نذره؛لأنه مكلف، فانعقد نذره كالحر ولسيده منعه من المضي فيه؛لأن فيه تفويت حق سيده الواجب، فإن أعتق، لزمه الوفاء به بعد حجة الإسلام. فإن أحرم به أولا انصرف إلى حجة الإسلام، كالحر إذا نذر حجا. 48
52 - ما جنى العبد على إحرامه لزمه حكمه. وحكمه فيما يلزمه حكم الحر المعسر فرضه الصيام. وإن تحلل بحصر عدو، أو حلله سيده، فعليه الصيام. 49
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/38)
53 - إن أذن له سيده في تمتع أو قران، فعليه الصيام بدلا عن الهدي الواجب بهما. وقيل على سيده الهدي، وإن تمتع أو قارن بغير إذن سيده، فالصيام عليه بغير خلاف. وإن أفسد حجه، فعليه أن يصوم لذلك؛لأنه لا مال له، فهو كالمعسر من الأحرار.49
54 - إذا وطئ العبد في إحرامه قبل التحلل الأول، فسد، ويلزمه المضي في فاسده، كالحر. وعليه القضاء، سواء كان الإحرام مأذونا فيه، أو غير مأذون، ويصح القضاء في حال رقه؛لأنه وجب فيه، فصح منه، كالصلاة والصيام. ثم إن كان الإحرام الذي أفسده مأذونا فيه، فليس لسيده منعه من قضائه؛لأن إذنه في الحج الأول إذن في موجبه ومقتضاه، ومن موجبه القضاء لما أفسده. 49
55 - إن أعتق العبد قبل القضاء، فليس له فعل القضاء قبل حجة الإسلام؛لأنها آكد. فإن أحرم بالقضاء، انصرف إلى حجة الإسلام، وبقي القضاء في ذمته. 49
56 - إن عتق في أثناء الحجة الفاسدة، وأدرك من الوقوف ما يجزئه، أجزأه القضاء عن حجة الإسلام؛لأن المقضي لو كان صحيحا أجزأه، فكذلك قضاؤه. 49
57 - يصح حج الصبي، فإن كان مميزا أحرم بإذن وليه، وإن كان غير مميز أحرم عنه وليه؛فيصير محرما بذلك، وإن أحرم بدون إذنه، لم يصح؛لأن هذا عقد يؤدي إلى لزوم مال، فلم ينعقد من الصبي بنفسه، كالبيع. 50
58 - إن كان الصبي غير مميز، فأحرم عنه من له ولاية على ماله، صح. ومعنى إحرامه عنه أنه يعقد له الإحرام، فيصح للصبي دون الولي. 51
59 - لا يضاف الأجر للولي إلا لكون الصبي تبعا له في الإحرام. 51
60 - أما الأجانب عن الصبي فلا يصح إحرامهم عنه، وجها واحدا. 52
61 - كل ما أمكن الصبي فعله بنفسه، لزمه فعله، ولا ينوب غيره عنه فيه، كالوقوف والمبيت بمزدلفة، ونحوهما، وما عجز عنه عمله الولي عنه.52
62 - يجب تجريد الصبي المحرم من الثياب كما يجرد الكبير وقد روي عن عائشة ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ـ أنها كانت تجرد الصبيان إذا دنو من الحرم. 53
63 - محظورات الإحرام بالنسبة للصبي: وهي قسمان؛ أحدهما ما يختلف عمده وسهوه، كاللباس والطيب، الثاني: ما لا يختلف، كالصيد، وحلق الشعر، وتقليم الأظفار. فالأول، لا فدية على الصبي فيه؛لأن عمده خطأ. والثاني، عليه فيه الفدية. ولو وطئ أفسد حجه كالكبير وفي القضاء وجهان. 53
64 - حكم جنيات الصبي: الأولى أن ما زاد على نفقة الَحَضِر في مال الولي؛لأنه كلفه ذلك، ولا حاجة به إليه. 54
65 - إذا أغمي على بالغ، لم يصح أن يحرم عنه رفيقه. لأنه بالغ، فلم يصر محرما بإحرام غيره، كالنائم، ولو أنه أذن في ذلك وأجازه، لم يصح، فمع عدم هذا أولى أن لا يصح. 54
66 - من طيف به محمولاً فهو إما طيف به أم لعذر، فلا يخلو؛إما أن يقصدا جميعا عن المحمول، فيصح عنه دون الحامل، بغير خلاف نعلمه، أو يقصدا جميعا عن الحامل فيقع عنه أيضا، ولا شيء للمحمول، أو يقصد كل واحد منهما الطواف عن نفسه، فإنه يقع للمحمول دون الحامل. وهو الأولى. وإن عدمت النية منهما، أو نوى كل واحد منهما الآخر، لم يصح لواحد منهما. 55
67 - إذا كان الميقات قرية فانتقلت إلى مكان آخر، فموضع الإحرام من الأولى، وإن انتقل الاسم إلى الثانية؛لأن الحكم تعلق بذلك الموضع، فلا يزول بخرابه. 58
68 - الصحيح أن المكي من أي الحرم أحرم بالحج جاز؛لأن المقصود من الإحرام به الجمع في النسك بين الحل والحرم، وهذا يحصل بالإحرام من أي موضع كان. 61
69 - إن أحرم من الحل؛ نظرت، فإن أحرم من الحل الذي يلي الموقف فعليه دم؛لأنه أحرم من دون الميقات. وإن أحرم من الجانب الآخر، ثم سلك الحرم، فلا شيء عليه. 62
70 - لو أحرم المكي من الحل، ولم يسلك الحرم، فعليه دم؛لأنه لم يجمع بين الحل والحرم.62
71 - حكم من سلك طريقا بين ميقاتين، أنه يجتهد حتى يكون إحرامه بحذو الميقات، الذي هو إلى طريقه أقرب، وهذا مما يعرف بالاجتهاد والتقدير، فإذا اشتبه دخله الاجتهاد، كالقبلة. 63
72 - إن لم يعرف حذو الميقات المقارب لطريقه، احتاط بحيث يتيقن أنه لم يجاوز الميقات إلا محرما؛لأن الإحرام قبل الميقات جائز، وتأخيره عنه لا يجوز، فالاحتياط فعل ما لا شك فيه. 63
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/39)
73 - من سلك طريقا فيها ميقات فهو ميقاته، فإذا حج الشامي من المدينة فمر بذي الحليفة فهي ميقاته، وهكذا كل من مر على ميقات غير ميقات بلده صار ميقاتا له. 64
74 - لا خلاف في أن من أحرم قبل الميقات يصير محرما، تثبت في حقه أحكام الإحرام. ولكن الأفضل الإحرام من الميقات، ويكره قبله.لأن النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ـ وأصحابه ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَ ـ أحرموا من الميقات، ولا يفعلون إلا الأفضل. 65
75 - من جاوز الميقات مريدا للنسك غير محرم، فعليه أن يرجع إليه ليحرم منه، إن أمكنه، سواء تجاوزه عالماً به أو جاهلاً، علم تحريم ذلك أو جهله. فإن رجع إليه، فأحرم منه، فلا شيء عليه. لا نعلم في ذلك خلافاً. وإن أحرم من دون الميقات، فعليه دم، سواء رجع إلى الميقات أو لم يرجع.69
76 - لو أفسد المحرم من دون الميقات حجه، لم يسقط عنه الدم. لأنه واجب عليه بموجب هذا الإحرام، فلم يسقط بوجوب القضاء. 70
77 - أما المجاوز للميقات، ممن لا يريد النسك، على قسمين:
• أحدهما: لا يريد دخول الحرم، بل يريد حاجة فيما سواه، فهذا لا يلزمه الإحرام بغير خلاف، ولا شيء عليه في ترك الإحرام.
• القسم الثاني: من يريد دخول الحرم، إما إلى مكة أو غيرها، فهم على ثلاثة أضرب؛ أحدها: من يدخلها لقتال مباح، أو من خوف، أو لحاجة متكررة، كالحشاش، والحطاب، فهؤلاء لا إحرام عليهم. النوع الثاني: من لا يكلف الحج كالعبد، والصبي، والكافر إذا أسلم بعد مجاوزة الميقات، فإنهم يحرمون من موضعهم، ولا دم عليهم. النوع الثالث: المكلف الذي يدخل لغير قتال ولا حاجة متكررة، فلا يجوز له تجاوز الميقات غير محرم. 72
78 - من دخل الحرم بغير إحرام، ممن يجب عليه الإحرام، فلا قضاء عليه. لأنه مشروع لتحية البقعة، فإذا لم يأت به سقط، كتحية المسجد. فأما إن تجاوز الميقات ورجع ولم يدخل الحرم، فلا قضاء عليه، بغير خلاف نعلمه، سواء أراد النسك أو لم يرده.72
79 - لا خلاف في أن من خشي فوات الحج برجوعه إلى الميقات، أنه يحرم من موضعه فيما نعلمه وعليه دم. 73
80 - لا ينبغي أن يحرم الحاج بالحج قبل أشهره، وهذا هو الأولى، فإن الإحرام بالحج قبل أشهره مكروه؛لكونه إحراما به قبل وقته، فأشبه الإحرام به قبل ميقاته، فإن أحرم به قبل أشهره صح، وإذا بقي على إحرامه إلى وقت الحج، جاز. 74
81 - يستحب لمن أراد الإحرام أن يتطيب في بدنه خاصة، ولا فرق بين ما يبقى عينه كالمسك والغالية (2)، أو أثره كالعود والبخور وماء الورد. 77
82 - إن طيب ثوبه، فله استدامة لبسه، ما لم ينزعه، فإن نزعه لم يكن له أن يلبسه، فإن لبسه افتدى، وكذلك إن نقل الطيب من موضع من بدنه إلى موضع آخر افتدى وكذا إن تعمد مسه بيده، أو نحاه من موضعه، ثم رده إليه، فأما إن عرق الطيب، أو ذاب بالشمس، فسال من موضعه إلى موضع آخر، فلا شيء عليه. 80
83 - المستحب أن يحرم عقيب الصلاة، فإن حضرت صلاة مكتوبة، أحرم عقيبها، وإلا صلى ركعتين تطوعا وأحرم عقيبهما. 80
84 - أجمع أهل العلم على جواز الإحرام بأي الأنساك الثلاثة شاء، واختلفوا في أفضلها، فاختار إمامنا التمتع، ثم الإفراد، ثم القران. 82
85 - فمن أراد الإحرام بعمرة، فالمستحب أن يقول: اللهم إني أريد العمرة فيسرها لي، وتقبلها مني، ومحلي حيث تحبسني. فإنه يستحب للإنسان النطق بما أحرم به، ليزول الالتباس، فإن لم ينطق بشيء، واقتصر على مجرد النية، كفاه، في قول إمامنا. 91
86 - فإن لبى، أو ساق الهدي، من غير نية، لم ينعقد إحرامه؛لأن ما اعتبرت له النية لم ينعقد بدونها. 92
87 - يستحب لمن أحرم بنسك، أن يشترط عند إحرامه، فيقول: إن حبسني حابس، فمحلي حيث حبستني. 92
88 - إن أطلق الإحرام، فنوى الإحرام بنسك، ولم يعين حجا ولا عمرة، صح، وصار محرما؛لأن الإحرام يصح مع الإبهام فصح مع الأطلاق. فإذا أحرم مطلقا، فله صرفه إلى أي الأنساك شاء، والأولى صرفه إلى العمرة. 96
89 - إذا أحرم بنسك، ثم نسيه قبل الطواف، فله صرفه إلى أي الأنساك شاء، فأما إن شك بعد الطواف، لم يجز صرفه إلا إلى العمرة؛لأن إدخال الحج على العمرة بعد الطواف غير جائز. 98
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/40)
90 - لا تستحب الزيادة على تلبية رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و آله وَسَلَّمَ ـ، ولا تكره. 103
91 - يستحب ذكر ما أحرم به في تلبيته؛ وإن لم يذكر ذلك في تلبيته، فلا بأس؛فإن النية محلها القلب، والله أعلم بها. 104
92 - إن حج عن غيره، كفاه مجرد النية عنه. وإن ذكره في التلبية، فحسن. 105
93 - يستحب استدامة التلبية، والإكثار منها على كل حال.105
94 - لا يستحب رفع الصوت بالتلبية في الأمصار، ولا في مساجدها، إلا في مكة والمسجد الحرام ومساجد الحرم كمسجد منى وعرفات. 106
95 - الاغتسال مشروع للنساء عند الإحرام، كما يشرع للرجال؛لأنه نسك. وإن رجت الحائض الطهر قبل الخروج من الميقات، أو النفساء، استحب لها تأخير الاغتسال حتى تطهر؛ليكون أكمل لها، فإن خشيت الرحيل قبله، اغتسلت، وأحرمت. 108
96 - من أحرم وعليه قميص خلعه، ولم يشقه، وهذا قول أكثر أهل العلم. وإذا نزع في الحال، فلا فدية عليه؛لأن النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و آله وَسَلَّمَ ـ لم يأمر الرجل بفدية.في الحديث المروي عن يَعْلَى بْنَ أُمَيَّةَ، أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و آله وَسَلَّمَ ـ فَقَالَ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَرَى فِي رَجُلٍ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ فِي جُبَّةٍ، بَعْدَمَا تَضَمَّخَ بِطِيبٍ؟ فَنَظَرَ إلَيْهِ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ـ سَاعَةً، ثُمَّ سَكَتَ، فَجَاءَهُ الْوَحْيُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ـ: " أَمَّا الطِّيبُ الَّذِي بِك فَاغْسِلْهُ، وَأَمَّا الْجُبَّةُ فَانْزِعْهَا، ثُمَّ اصْنَعْ فِي عُمْرَتِك مَا تَصْنَعُ فِي حَجِّك ") متفق عليه. 109
97 - اختلفت الرواية عن أحمد ـ يرحمه الله ـ في إباحة قتل القمل؛فعنه إباحته؛لأنه من أكثر الهوام أذى، فأبيح قتله، كالبراغيث وسائر ما يؤذي. والصئبان كالقمل في ذلك، ولا فرق بين قتل القمل، أو إزالته بإلقائه على الأرض، أو قتله بالزئبق، فإن قتله لم يحرم لحرمته، لكن لما فيه من الترفه، فعم المنع إزالته كيفما كانت. ولا يتفلى، فإن التفلي عبارة عن إزالة القمل، وهو ممنوع منه. 115
98 - يجوز للمحرم حك رأسه، ويرفق في الحك، كي لا يقطع شعرا، أو يقتل قملة، فإن حك فرأى في يده شعرا، أحببنا أن يفديه احتياطا، ولا يجب عليه حتى يستيقن أنه قلعه. 116
99 - إن خالف وتفلى، أو قتل قملا، فلا فدية فيه؛فإن كعب بن عجرة حين حلق رأسه، قد أذهب قملا كثيرا، ولم يجب عليه لذلك شيء، وإنما وجبت الفدية بحلق الشعر، ولأن القمل لا قيمة له، فأشبه البعوض والبراغيث، ولأنه ليس بصيد، ولا هو مأكول. 116
100 - لا بأس أن يغسل المحرم رأسه وبدنه برفق وفعل ذلك عمر؛ وابنه، وأجمع أهل العلم على أن المحرم يغتسل من الجنابة. 117
101 - الصحيح أنه لا بأس في الغطس داخل الماء، وليس ذلك بستر، وقد فعله عمر وابن عباس ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَ ـ وهم محرومون. 118
102 - يكره له غسل رأسه بالسدر والخطمي ونحوهما؛لما فيه من إزالة الشعث، والتعرض لقلع الشعر. فإن فعل فلا فدية عليه. 118
103 - لا نعلم خلافا بين أهل العلم، في أن للمحرم أن يلبس السراويل، إذا لم يجد الإزار، والخفين إذا لم يجد نعلين ولا فدية عليه في لبسهما عند ذلك. 120
104 - إذا لبس الخفين، لعدم النعلين، لم يلزمه قطعهما، في المشهور عن أحمد، ويروى ذلك عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وبه قال عطاء. 120
105 - لبس الخف المقطوع محرم مع القدرة على النعلين كلبس الصحيح وفيه إتلاف ماله، وقد نهى النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ عن إضاعته. 121
106 - إذا لبس الخفين، لعدم النعلين، لم يلزمه قطعهما في المشهور عن أحمد؛ والأولى قطعهما، عملا بحديث ابن عمر ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ الصحيح " فَمَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ، فَلْيَلْبَسْ الْخُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا، حَتَّى يَكُونَا أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ "ـ، وخروجا من الخلاف، وأخذا بالاحتياط. 120
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/41)
107 - إن لبس الخف المقطوع، مع وجود النعل، فعليه الفدية، وليس له لبسه لأن النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ـ شرط في إباحة لبسهما عدم النعلين، فدل على أنه لا يجوز مع وجودهما، ولأنه مخيط لعضو على قدره، فوجبت على المحرم الفدية بلبسه، كالقفازين. 122
108 - أما النعل، فيباح لبسها كيفما كانت، ولا يجب قطع شيء منها؛لأن إباحتها وردت مطلقا. وهذا هو الصحيح؛فإنه إذا لم يجب قطع الخفين الساترين للقدمين والساقين فقطع سير النعل أولى أن لا يجب. ولأن ذلك معتاد في النعل، فلم تجب إزالته، كسائر سيورها، ولأن قطع القيد والعقب ربما تعذر معه المشي في النعلين؛لسقوطهما بزوال ذلك، فلم يجب. 123
109 - ليس للمحرم أن يعقد عليه الرداء، ولا غيره، إلا الإزار والهميان. وليس له أن يجعل لذلك زرا وعروة، ولا يخلله بشوكة ولا إبرة ولا خيط؛لأنه في حكم المخيط.124
110 - أما الحجامة إذا لم يقطع شعرا فمباحة من غير فدية لما رواه ابن عباس أن النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ أحتجم وهو محرم ولم يذكر فدية، فإن احتاج في الحجامة إلى قطع شعر، فله قطعه؛ وعليه الفدية. 126
111 - لا تحل للمحرم الإعانة على الصيد بشيء. 132
112 - إذا دل المحرم حلالا على الصيد فأتلفه، فالجزاء كله على المحرم. 133
113 - إن دل محرم محرماً على الصيد، فقتله فالجزاء بينهما. ولو دل محرم محرما على صيد، ثم دل الآخر آخر، ثم كذلك إلى عشرة، فقتله العاشر، كان الجزاء على جميعهم. وإن وجد من المحرم حدث عند رؤية الصيد، من ضحك، أو استشراف إلى الصيد، ففطن له غيره فصاده، فلا شيء على المحرم.133
114 - إن أعار المحرم قاتل الصيد سلاًحا، فقتله به، فهو كما لو دله عليه، سواء كان المستعار مما لا يتم قتله إلا به، أو أعاره شيئا هو مستغن عنه، مثل أن يعيره رمحا ومعه رمح، وكذلك إن أعاره سكينا، فذبحه بها. 134
115 - إن أعار المحرم غيره آلة ليستعملها في غير الصيد، فاستعملها في الصيد، لم يضمن؛لأن ذلك غير محرم عليه. 134
116 - إن دل الحلال محرما على الصيد، فقتله، فلا شيء على الحلال؛لأنه لا يضمن الصيد بالإتلاف، فبالدلالة أولى، إلا أن يكون ذلك في الحرم، فيشاركه في الجزاء؛لأن صيد الحرم حرام على الحلال والحرام. 134
117 - إن صاد المحرم صيدا لم يملكه، فإن تلف في يده، فعليه جزاؤه، وإن أمسكه حتى حل، لزمه إرساله، وليس له ذبحه. 135
118 - ما حرم على المحرم، لكونه صيد من أجله، أو دل عليه، أو أعان عليه، لم يحرم على الحلال أكله. 138
119 - إذا ذبح المحرم الصيد صار ميتة، يحرم أكله على جميع الناس. لأنه حيوان حرم عليه ذبحه لحق الله تعالى، فلم يحل بذبحه كالمجوسي، وكذلك الحكم في صيد الحرم إذا ذبحه الحلال. 139
120 - إذا اضطر المحرم، فوجد صيدا وميتة، أكل الميتة. وبهذا قال مالك وغيره. وقال الشافعي، وغيره: يأكل الصيد. وهذه المسألة مبنية على أنه إذا ذبح الصيد كان ميتة، فيساوي الميتة في التحريم، ويمتاز بإيجاب الجزاء، وما يتعلق به من هتك حرمة الإحرام، فلذلك كان أكل الميتة أولى، إلا أن لا تطيب نفسه بأكلها، فيأكل الصيد، كما لو لم يجد غيره. 140
121 - النبات الذي تستطاب رائحته 0على ثلاثة أضرب:
• أحدها: ما لا ينبت للطيب، ولا يتخذ منه، كنبات الصحراء، من الشيح والقيصوم والخزامى، والفواكه كلها من الأترج والتفاح والسفرجل وغيره، وما ينبته الآدميون لغير قصد الطيب، كالحناء والعصفر، فمباح شمه، ولا فدية فيه ولا نعلم فيه خلافاً.
• الثاني: ما ينبته الآدميون للطيب، ولا يتخذ منه طيب، كالريحان الفارسي، والمرزجوش (3) والنرجس، والبرم (4)، ففيه وجهان.
• الثالث: ما ينبت للطيب، ويتخذ منه طيب، كالورد والبنفسج والياسمين والخيري، فهذا إذا استعمله وشمه، ففيه الفدية؛لأن الفدية تجب فيما يتخذ منه، فكذلك في أصله.141
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/42)
122 - إن مس من الطيب ما يعلق بيده، كالغالية، وماء الورد، والمسك المسحوق الذي يعلق بأصابعه، فعليه الفدية ; لأنه مستعمل للطيب. وإن مس ما لا يعلق بيده، كالمسك غير المسحوق، وقطع الكافور، والعنبر، فلا فدية ; لأنه غير مستعمل للطيب. فإن شمه، فعليه الفدية ; لأنه يستعمل هكذا. وإن شم العود، فلا فدية عليه ; لأنه لا يتطيب به هكذا. 142
123 - كل ما صبغ بزعفران أو ورس، أو غمس في ماء ورد، أو بخر بعود، فليس للمحرم لبسه، ولا الجلوس عليه، ولا النوم عليه وذلك لأنه استعمال له فأشبه لبسه. 143
124 - إن انقطعت رائحة الثوب، لطول الزمن عليه، أو لكونه صبغ بغيره، فغلب عليه، بحيث لا يفوح له رائحة إذا رش فيه الماء، فلا بأس باستعماله، لزوال الطيب منه. 143
125 - أجمع أهل العلم على أن المحرم ممنوع من قلم أظفاره، إلا من عذر، فإن انكسر، فله إزالته من غير فدية تلزمه. 146
126 - لا ينظر المحرم للمرآة لإزالة شعث أو شيء من زينة، ولا فدية عليه بالنظر في المرآة على كل حال، وإنما ذلك أدب لا شيء على تاركه. لا نعلم أحدا أوجب في ذلك شيئا. وقد روي عن ابن عمر، وعمر بن عبد العزيز ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَ ـ، أنهما كانا ينظران في المرآة، وهما محرمان. 147
127 - الزعفران وغيره من الأطيب، إذا جعل في مأكول أو مشروب، فلم تذهب رائحته، لم يبح للمحرم تناوله، نيئا كان أو قد مسته النار. 147
128 - أما المطيب من الأدهان، كدهن الورد والبنفسج والزنبق والخيري واللينوفر (5)، فليس في تحريم الادهان به خلاف في المذهب. لأنه يتخذ للطيب، وتقصد رائحته، فكان طيبا، كماء الورد. فأما ما لا طيب فيه، كالزيت والشيرج والسمن والشحم ودهن البان الساذج، فلا يحرم. 149
129 - لا يقصد المحرم شم الطيب من غيره بفعل منه، نحو أن يجلس عند العطارين لذلك، أو يدخل الكعبة حال تجميرها، ليشم طيبها، فأما شمه من غير قصد، كالجالس عند العطار لحاجته، وداخل السوق، أو داخل الكعبة للتبرك بها (6)، ومن يشتري طيبا لنفسه وللتجارة ولا يمسه، فغير ممنوع منه؛لأنه لا يمكن التحرز من هذا، فعفي عنه. 150
130 - فإن حمل على رأسه مكتلا أو طبقا أو نحوه؛ فلا فدية عليه. 152
131 - يباح للمحرم تغطية وجهه، وروي ذلك عن عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وزيد بن ثابت، وابن الزبير، وسعد بن أبي وقاص ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَ ـ، ولم نعرف لهم مخالفا في عصرهم، فيكون إجماعاً. 153
132 - المرأة يحرم عليها تغطية وجهها في إحرامها، كما يحرم على الرجل تغطية. رأسه لا نعلم في هذا خلافا ـ إلا ما روي عن أسماء، أنها كانت تغطي وجهها وهي محرمة (7) ـ ويحتمل أنها كانت تغطيه بالسدل عند الحاجة، فلا يكون اختلافا. وذُكِرَ أنه لابد أن يكون متجافيا؛ والظاهر خلافه، فإن الثوب المسدول لا يكاد يسلم من إصابة البشرة، فلو كان هذا شرطا لبين. 154
133 - لا بأس أن تطوف المرأة منتقبة، إذا كانت غير محرمة، وطافت عائشة وهي منتقبة. 155
134 - الكحل بالإثمد في الإحرام مكروه للمرأة والرجل، ولا فدية فيه. ولا أعلم فيه خلافا. 156
135 - يحرم على المرأة لبس القفازين، وفيه الفدية؛ لأنها لبست ما نهيت عن لبسه في الإحرام، فلزمتها الفدية. 158
136 - ظاهر كلام الخرقي أنه لا يجوز لبس الخلخال، وما أشبهه من الحلي، مثل السوار والدملوج (8). وظاهر مذهب أحمد الرخصة فيه. وهو قول ابن عمر وعائشة وأصحاب الرأي. قال أحمد، في رواية حنبل: تلبس المحرمة الحلي والمعصفر. 159
137 - يستحب للمرأة أن تختضب بالحناء عند الإحرام؛لما روي عن ابن عمر ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ، أنه قال: من السنة أن تدلك المرأة يديها في حناء. وما روى عكرمة، أنه قال: كانت عائشة، وأزواج النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ـ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُنَ ـ يختضبن بالحناء، وهن حرم. ولأن الأصل الإباحة، وليس هاهنا دليل يمنع من نص ولا إجماع، ولا هي في معنى المنصوص.160
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/43)
138 - إذا أحرم الخنثى المشكل، لم يلزمه اجتناب المخيط؛لأننا لا نتيقن الذكورية الموجبة لذلك. وإن غطى وجهه وحده، لم يلزمه فدية لذلك. وإن جمع بين تغطية وجهه بنقاب أو برقع، وبين تغطية رأسه أو لبس المخيط على بدنه لزمته الفدية؛لأنه لا يخلو أن يكون رجلا أو امرأة. 161
139 - يستحب للمرأة الطواف ليلا؛لأنه أستر لها، وأقل للزحام، فيمكنها أن تدنو من البيت، وتستلم الحجر. 161
140 - متى تزوج المحرم، أو زوج، أو زُوِّجَتْ محرمة، فالنكاح باطل، سواء كان الكل محرمين أو بعضهم؛لأنه منهي عنه، فلم يصح، كنكاح المرأة على عمتها أو خالتها.164
141 - تكره الخطبة للمحرم، وخطبة المحرمة، ويكره للمحرم أن يخطب للمحلين لأنه قد جاء في بعض ألفاظ حديث عثمان: " لا يَنْكِحُ الْمُحْرِمُ، وَلا يُنْكِحُ، وَلا يَخْطُبُ ". رواه مسلم. ولأنه تسبب إلى الحرام، فأشبه الإشارة إلى الصيد. 165
142 - الإحرام الفاسد كالصحيح في منع النكاح، وسائر المحظورات ; لأن حكمه باق في وجوب ما يجب في الإحرام، فكذلك ما يحرم به. 165
143 - يكره أن يشهد في النكاح؛لأنه معاونة على النكاح فأشبه الخطبة. وإن شهد أو خطب، لم يفسد النكاح. 165
144 - الصحيح ـ إن شاء الله ـ أن من وطىء دون الفرج أنزل أو لم ينزل عليه دم ولا يفسد حجه؛لأنه استمتاع لا يجب بنوعه الحد، فلم يفسد الحج. كما لو لم ينزل، ولأنه لا نص فيه ولا إجماع ولا هو في معنى المنصوص عليه. 169
145 - أما مجرد النظر من غير مني ولا مذي، فلا شيء فيه، فقد كان النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و آله وَسَلَّمَ ـ ينظر إلى نسائه وهو محرم، وكذلك أصحابه.172
146 - إن فكر فأنزل، فلا شيء عليه؛فإن الفكر يعرض للإنسان من غير إرادة ولا اختيار، فلم يتعلق به حكم. 173
147 - العمد والنسيان في الوطء سواء. 173
148 - للمحرم أن يتجر، ويصنع الصنائع، ـ ولا نعلم في إباحتهما اختلافاً ـ ويرتجع زوجته المطلقة. 174
149 - شراء الإماء مباح، سواء قصد به التسرى أو لم يقصد. لا نعلم فيه خلافا. 175
150 - للمحرم أن يقتل الحدأة، والغراب، والفأرة، والعقرب، والكلب العقور، وكل ما عدا عليه، أو آذاه، ولا فداء عليه، والغراب يجوز قتله سواءً كان أبقع أم لا، لأن الحديث الذي لم يذكر الأبقع أصح من الحديث الذي ذكر الأبقع (9)، والسبع ما كان طبعه الأذى والعدوان، وإن لم يوجد منه أذى في الحال سواءً كان من سبع البهائم أو الجوارح. 175
151 - ما لا يؤذي بطبعه، ولا يؤكل كالرخم، والديدان، فلا أثر للحرم ولا للإحرام فيه، ولا جزاء فيه إن قتله. 177
152 - لا تأثير للإحرام ولا للحرم في تحريم شيء من الحيوان الأهلي، كبهيمة الأنعام ونحوها؛لأنه ليس بصيد؛ وليس في هذا خلاف. 178
153 - يحل للمحرم صيد البحر؛ وصيد البحر: الحيوان الذي يعيش في الماء، ويبيض فيه، ويفرخ فيه، كالسمك والسلحفاة والسرطان، ونحو ذلك. أما طير الماء، كالبط ونحوه، فهو من صيد البر، في قول عامة أهل العلم. وفيه الجزاء. 178
154 - في صيد الحرم الجزاء على من يقتله، ويجزى بمثل ما يجزى به الصيد في الإحرام. 179
155 - ما يحرم ويضمن في الإحرام يحرم ويضمن في الحرم، وما لا فلا، إلا شيئين؛أحدهما: القمل. مختلف في قتله في الإحرام، وهو مباح في الحرم بلا اختلاف. الثاني: صيد البحر. مباح في الإحرام بغير خلاف، ولا يحل صيده من آبار الحرم وعيونه. 180
156 - يضمن صيد الحرم في حق المسلم والكافر، والكبير والصغير، والحر والعبد؛لأن الحرمة تعلقت بمحله بالنسبة إلى الجميع، فوجب ضمانه كالآدمي. 181
157 - من ملك صيدا في الحل، فأدخله الحرم، لزمه رفع يده عنه وإرساله، فإن تلف في يده، أو أتلفه، فعليه ضمانه، كصيد الحل في حق المحرم. 181
158 - يضمن صيد الحرم بالدلالة والإشارة، كصيد الإحرام، والواجب عليهما جزاء واحد. نص عليه أحمد. وظاهر كلامه أنه لا فرق بين كون الدال في الحل أو الحرم. 181
159 - إذا رمى الحلال من الحل صيدا في الحرم، فقتله، أو أرسل كلبه عليه، فقتله، أو قتل صيدا على فرع في الحرم أصله في الحل، ضمنه. 181
160 - إن أمسك طائرا في الحل، فهلك فراخه في الحرم، ضمن الفراخ، ولا يضمن الأم؛لأنها من صيد الحل، وهو حلال. 182
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/44)
161 - إن رمى من الحرم صيدا في الحل، أو أرسل كلبه عليه، أو قتل صيدا على غصن في الحل أصله في الحرم، أو أمسك حمامة في الحرم، فهلك فراخها في الحل، فلا ضمان عليه.182
162 - لا بأس بقطع اليابس من الشجر والحشيش؛ لأنه بمنزلة الميت. ولا بأس بقطع ما انكسر ولم يَبِنْ؛ لأنه قد تلف وهو بمنزلة الظفر المنكسر. 186
163 - لا بأس بالانتفاع بما انكسر من الأغصان، وانقلع من الشجر بغير فعل آدمي. ولا ما سقط من الورق. نص عليه أحمد ولا نعلم فيه خلافا ; لأن الخبر إنما ورد في القطع، وهذا لم يقطع. 187
164 - يباح أخذ الكمأة (10) من الحرم، وكذلك الفقع؛لأنه لا أصل له، فأشبه الثمرة. 188
165 - يجب في إتلاف الشجر والحشيش الضمان. 188
166 - من قلع شجرة من الحرم، فغرسها في مكان آخر، فيبست، ضمنها؛لأنه أتلفها. وإن غرسها في مكان من الحرم، فنبتت، لم يضمنها؛لأنه لم يتلفها، ولم يزل حرمتها. وإن غرسها في الحل، فنبتت، فعليه ردها إليه؛لأنه أزال حرمتها. فإن تعذر ردها، أو ردها فيبست، ضمنها. 189
167 - يباح لمن وجد آخذ الصيد أو قاتله في حرم المدينة، أو قاطع الشجر سَلْبُهُ، وهو: أخذ ثيابه حتى سراويله. فإن كان على دابة لم يملك أخذها؛لأن الدابة ليست من السلب، وإنما أخذها قاتل الكافر في الجهاد لأنه يستعان بها على الحرب بخلاف مسألتنا. وإن لم يسلبه أحد، فلا شيء عليه، سوى الاستغفار والتوبة. 192
168 - يفارق حرم المدينة حرم مكة في شيئين: أحدهما: أنه يجوز أن يؤخذ من شجر حرم المدينة ما تدعو الحاجة إليه، للمساند والوسائد والرحل، ومن حشيشها ما تدعو الحاجة إليه للعلف، الثاني: أن من صاد صيدا خارج المدينة، ثم أدخله إليها، لم يلزمه إرساله. 193
169 - صيد وج وشجره مباح ـ وهو واد بالطائف ـ لأن الأصل الإباحة، والحديث الوارد فيه ضعيف، ضعفه أحمد ـ يرحمه الله ـ. 194
170 - لا فرق بين الحصر العامِّ في حق الحَاجِّ كله، وبين الخاص في حق شخص واحد، مثل أن يحبس بغير حق، أو أخذته اللصوص وحده؛لعموم النص، ووجود المعنى في الكل.195
171 - كان على المحصر دين مؤجل، يحل قبل قدوم الحاج، فمنعه صاحبه من الحج، فله التحلل من الحج ; لأنه معذور. 195
172 - لو أحرم العبد بغير إذن سيده أو المرأة للتطوع بغير إذن زوجها، فلهما منعها، وحكمهما حكم المحصر. 195
173 - إذا قدر المحصر على الهدي، فليس له الحل قبل ذبحه. فإن كان معه هدي قد ساقه أجزأه، وإن لم يكن معه لزمه شراؤه إن أمكنه، وقيل لا يحل إلا في الحرم وهذا ـ والله أعلم ـ في من كان حصره خاصا، وأما الحصر العام فلا ينبغي أن يقوله أحد؛لأن ذلك يفضي إلى تعذر الحل، لتعذر وصول الهدي إلى محله، ولأن النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و آله وَسَلَّمَ ـ وأصحابه نحروا هداياهم في الحديبية، وهي من الحل. 196
174 - من يتمكن من البيت ويصد عن عرفة، فله أن يفسخ نية الحج، ويجعله عمرة، ولا هدي عليه؛لأننا أبحنا له ذلك من غير حصر، فمع الحصر أولى. فإن كان قد طاف وسعى للقدوم، ثم أحصر، أو مرض حتى فاته الحج، تحلل بطواف وسعي آخر؛لأن الأول لم يقصد به طواف العمرة، ولا سعيها، وليس عليه أن يجدد إحراما. 199
175 - إذا تحلل المحصر من الحج، فزال الحصر، وأمكنه الحج لزمه ذلك إن كانت حجة الإسلام، أو كانت الحجة واجبة في الجملة؛لأن الحج يجب على الفور. 200
176 - إن أحصر في حج فاسد، فله التحلل؛لأنه إذا أبيح له التحلل في الحج الصحيح، فالفاسد أولى. فإن حل، ثم زال الحصر وفي الوقت سعة، فله أن يقضي في ذلك العام. وليس يتصور القضاء في العام الذي أفسد الحج فيه في غير هذه المسألة. 200
177 - المحصر، إذا عجز عن الهدي، انتقل إلى صوم عشرة أيام، ثم حل. 201
178 - إن نوى المحصر التحلل قبل الهدي أو الصيام، لم يتحلل، وكان على إحرامه حتى ينحر الهدي أو يصوم؛لأنهما أقيما مقام أفعال الحج، فلم يحل قبلهما، وليس عليه في نية الحل فدية لأنها لم تؤثر في العبادة، فإن فعل شيئا من محظورات الإحرام قبل ذلك، فعليه فديته، كما لو فعل القادر ذلك قبل أفعال الحج. 201
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/45)
179 - إن أحصر الحجاج بعدو وأذن لهم في العبور، فلم يثقوا بهم، فلهم الانصراف؛لأنهم خائفون على أنفسهم، فكأنهم لم يأمنوهم، وإن وثقوا بأمانهم، وكانوا معروفين بالوفاء، لزمهم المضي على إحرامهم؛لأنه قد زال حصرهم. 202
180 - وإن طلب العدو خفارة على تخلية الطريق، وكان ممن لا يوثق بأمانه، لم يلزمهم بذله؛لأن الخوف باق مع البذل، وإن كان موثوقا بأمانه والخفارة كثيرة، لم يجب بذله، بل يكره إن كان العدو كافرا؛لأن فيه صغارا وتقوية للكفار، وإن كانت يسيرة، فقياس المذهب وجوب بذله. 202
181 - المشهور في المذهب أن من يَتَعَذَّر عليه الوصول إلى البيت لغير حصر العدو، من مرض، أو عرج، أو ذهاب نفقة، ونحوه، أنه لا يجوز له التحلل بذلك. 203
182 - إن شرط في ابتداء إحرامه أن يحل متى مرض، أو ضاعت نفقته، أو نفدت، أو نحوه، أو قال: إن حبسني حابس فمحلي حيث حبسني. فله الحل متى وجد ذلك، ولا شيء عليه، لا هدي، ولا قضاء، ولا غيره. 204
183 - الحج لا يفسد إلا بالجماع، فإذا فسد فعليه إتمامه، وليس له الخروج منه. لقوله تعالى: "وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ "، وروي ذلك عن عمر، وعلي، وأبي هريرة، وابن عباس ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَ ـ ولم نعرف لهم مخالفا. 205
184 - حرم بالقضاء من أبعد الموضعين: الميقات، أو موضع إحرامه الأول ; لأنه إن كان الميقات أبعد، فلا يجوز له تجاوز الميقات بغير إحرام، وإن كان موضع إحرامه أبعد، فعليه الإحرام بالقضاء منه. نص عليه أحمد. 207
185 - إذا قضيا، تفرقا من موضع الجماع حتى يقضيا حجهما. روي هذا عن عمر، وابن عباس ـ رضي الله عنهم ـ لأن التفريق بينهما خوفا من معاودة المحظور، وإنما اختص التفريق بموضع الجماع، لأنه ربما يذكره برؤية مكانه، فيدعوه ذلك إلى فعله. ومعنى التفرق أن لا يركب معها في محمل، ولا ينزل معها في فسطاط ونحوه. 207
186 - التفريق مستحب ولا يجب وهذا هو الأولى. 207
187 - العمرة كالحج ـ وهذا في عامة أحكام الحج ـ، فإن كان المعتمر مكيا، أحرم بها من الحل، أحرم للقضاء من الحل، وإن كان أحرم بها من الحرم، أحرم للقضاء من الحل، ولا فرق بين المكي ومن حصل بها من المجاورين. 208
188 - إن أفسد المتمتع عمرته، ومضى في فاسدها، فأتمها، فقال أحمد: يخرج إلى الميقات، فيحرم منه للحج، فإن خشي الفوات أحرم من مكة، وعليه دم، فإذا فرغ من حجه خرج إلى الميقات فأحرم منه بعمرة مكان التي أفسدها، وعليه هدي يذبحه إذا قدم مكة، لما أفسد من عمرته. 208
189 - ولو أفسد الحاج حجته، وأتمها، فله الإحرام بالعمرة من أدنى الحل، كالمكيين. 208
190 - إذا أفسد القضاء، لم يجب عليه قضاؤه، وإنما يقضي عن الحج الأول، كما لو أفسد قضاء الصلاة والصيام، وجب القضاء للأصل، دون القضاء، كذا هاهنا ; وذلك لأن الواجب لا يزداد بفواته، وإنما يبقى ما كان واجبا في الذمة على ما كان عليه، فيؤديه القضاء. 208
191 - إذا دخل المحرم المسجد الحرام، فذكر فريضة أو فائتة، أو أقيمت الصلاة المكتوبة، قدمهما على الطواف لأن ذلك فرض والطواف تحية. 212
192 - إن خاف فوت ركعتي الفجر، أو الوتر، أو أحضرت جنازة، قدمها على الطواف؛لأنها سنة يخاف فوتها، والطواف لا يفوت. 212
193 - يستحب للمحرم استلام الحجر ويحاذيه بجميع بدنه، والمرأة كالرجل، ولا يستحب لها مزاحمة الرجال. 215
194 - الرمل لا يسن في غير الأشواط الثلاثة الأول من طواف القدوم، أو طواف العمرة، فإن ترك الرمل فيها لم يقضه في الأربعة الباقية؛لأنها هيئة فات موضعها، فسقطت. 220
195 - الطهارة من الحدث والنجاسة والستارة ـ يريد ستر العورة ـ شرائط لصحة الطواف. 222
196 - إذا شك في الطهارة، وهو في الطواف، لم يصح طوافه ذلك؛ لأنه شك في شرط العبادة قبل الفراغ منها.224
197 - إن شك في الطهارة بعد الفراغ من الطواف، لم يلزمه شيء؛لأن الشك في شرط العبادة بعد فراغها لا يؤثر فيها. 224
198 - إن شك في عدد الطواف، بنى على اليقين إن أخبره ثقة عن عدد طوافه، رجع إليه إذا كان عدلاً.224
199 - إن شك في ذلك بعد فراغه من الطواف، لم يلتفت إليه، كما لو شك في عدد الركعات بعد فراغ الصلاة. 224
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/46)
200 - إذا فرغ المتمتع، ثم علم أنه كان على غير طهارة في أحد الطوافين، لا بعينه، بنى الأمر على الأشد، وهو أنه كان محدثا في طواف العمرة، فلم يصح، ولم يحل منها، فيلزمه دم للحلق، ويكون قد أدخل الحج على العمرة، فيصير قارنا، ويجزئه الطواف للحج عن النسكين، ولو قدرناه من الحج لزمه إعادة الطواف، ويلزمه إعادة السعي على التقديرين؛لأنه وجد بعد طواف غير معتد به. وإن كان وطئ بعد حله من العمرة، حكمنا بأنه أدخل حجا على عمرة، فأفسده، فلا تصح، ويلغو ما فعله من أفعال الحج، ويتحلل بالطواف الذي قصده للحج من عمرته الفاسدة، وعليه دم للحلق، ودم للوطء في عمرته، ولا يحصل له حج ولا عمرة. ولو قدرناه من الحج، لم يلزمه أكثر من إعادة الطواف والسعي، ويحصل له الحج والعمرة. 225
201. الصحيح أن المحرم لا يقبل الركن اليماني بل يستلمه فقط، ويستلم الحجر ويقبله. وهو قول أكثر أهل العلم.225
202. يستلم الركنين الأسود واليماني في كل طوافه.وإن لم يتمكن من تقبيل الحجر، استلمه، وقبل يده. وإن كان في يده شيء يمكن أن يستلم الحجر به، استلمه وقبله؛فإن لم يمكنه استلامه، أشار إليه وكبر. 227
203. يكبر كلما أتى الحجر، أو حاذاه؛ويقول بين الركنين: " رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ".228
204. و طاف على جدار الحجر، وشاذروان الكعبة، وهو ما فضل من حائطها، لم يجز ; لأن ذلك من البيت، فإذا لم يطف به، فلم يطف بكل البيت ; ولأن النبي صلى الله عليه وسلم طاف من وراء ذلك. 231
205. لو نكس الطواف، فجعل البيت على يمينه، لم يجزئه. 231
206. يسن للطائف أن يصلي بعد فراغه من الطواف ركعتين، ويستحب أن يركعهما خلف المقام؛وهي سنة مؤكدة غير واجبة. ولا بأس أن يصليهما إلى غير سترة، ويمر بين يديه الطائفون من الرجال والنساء، فإن النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ـ صلاهما والطواف بين يديه، ليس بينهما شيء. وكان ابن الزبير ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ يصلي والطواف بين يديه، فتمر المرأة بين يديه، فينتظرها حتى ترفع رجلها، ثم يسجد. وكذلك سائر الصلوات في مكة، لا يعتبر لها سترة. 231
207. إذا صلى المكتوبة بعد طوافه، أجزأته عن ركعتي الطواف. 233
208. لا بأس أن يجمع بين الأسابيع (1)، فإذا فرغ منها ركع لكل أسبوع ركعتين، فعل ذلك عائشة ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ـ، والمسور بن مخرمة ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ، وإن ركع لكل أسبوع عقيبه كان أولى. 233
209. الموالاة غير معتبرة بين الطواف والركعتين، بدليل أن عمر ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ صلاهما بذي طوى، وأخرت أم سلمة ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا ـ ركعتي طوافها حين طافت راكبة بأمر رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ـ، وأخر عمر بن عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ ركوع الطواف حتى طلعت الشمس وإن ركع لكل أسبوع عقبه كان أولى وفيه اقتداء بالنبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ وخروجا من الخلاف. 233
210. إذا فرغ من الركوع، وأراد الخروج إلى الصفا، استحب أن يعود فيستلم الحجر. لأن النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ـ فعل ذلك، وكان ابن عمر ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ يفعله.234
211. إن لم يرق المحرم على الصفا، فلا شيء عليه. لكن يجب عليه أن يستوعب ما بين الصفا والمروة.235
212. إن ترك المحرم مما بين الصفا والمروة شيئا، ولو ذراعا، لم يجزئه حتى يأتي به. 236
213. المرأة لا يسن لها أن ترقى الصفا، لئلا تزاحم الرجال، وترك ذلك أستر لها، ولا ترمل في طواف ولا سعي، والحكم في وجوب استيعابها ما بينهما بالمشي كحكم الرجل. 236
214. الأولى أن السعي واجب وليس بركن وعلى من تركه دم. 238
215. السعي تبع للطواف، لا يصح إلا أن يتقدمه طواف، فإن سعى قبله، لم يصح. فعلى هذا إن سعى بعد طوافه ثم علم نه طاف بغير طهارة لم يعتد بسعيه ذلك. 240
216. لا تجب الموالاة بين الطواف والسعي. 240
217. من كان معه هدي، فليس له أن يتحلل ـ أي بعد السعي ـ، لكن يقيم على إحرامه، ويدخل الحج على العمرة، ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعا.241
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/47)
218. المستحب في حق المتمتع عند حله من عمرته التقصير؛ليكون الحلق للحج، ولم يأمر النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ أصحابه إلا بالتقصير. 243
219. قال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على أنه لا رمل على النساء حول البيت ولا بين الصفا والمروة، وذلك لأن الأصل فيها اظهار الجَلَدَ ولا يقصد ذلك في حق النساء، ولأن النساء يقصد فيهن الستر وفي الرمل تعرض للتكشف. 246
220. إذا تلبس بالطواف أو بالسعي، ثم أقيمت المكتوبة، فإنه يصلي مع الجماعة، وإذا صلى بنى على طوافه وسعيه. قال احمد: ويكون ابتدأوه من الحجر. ـ يعني أنه يبتدئ الشوط الذي قطعه من الحجر حن يشرع في البناء ـ. 247
221. فإن ترك الموالاة لغير الصلاة وطال الفصل ابتدأ الطواف، ولا فرق بين ترك الموالاة عمدا، أو سهوا، وإن لم يطل الفتصل بنى. 248
222. من حيث أحرم من مكة جاز. 261
223. يجوز الجمع لكل من بعرفة، من مكي وغيره، أما قصر الصلاة، فلا يجوز لأهل مكة. 264
224. يجب على المحرم الوقوف إلى غروب الشمس؛ليجمع بين الليل والنهار في الوقوف بعرفة، فإن دفع قبل الغروب فحجه صحيح. وعلى من دفع قبل الغروب دم. 273
225. فإن دفع قبل الغروب، ثم عاد نهارا فوقف حتى غربت الشمس، فلا دم عليه.273
226. وقت الوقوف من طلوع الفجر يوم عرفة إلى طلوع الفجر من يوم النحر. فمن أدرك عرفة في شيء من هذا الوقت وهو عاقل، فقد تم حجه، وإن وقف وهو مغمي عليه أو مجنون ولم يفق حتى خرج منها لم يجزئه.274
227. كيفما حصل بعرفة، وهو عاقل، أجزأه، قائما أو جالسا أو راكبا أو نائما. وإن مر بها مجتازا، فلم يعلم أنها عرفة، أجزأه أيضا لأنه حصل بعرفة في زمن الوقوف وهو عاقل، فأجزأه كما لو علم، وإن وقف وهو مغمى عليه أو مجنون، ولم يفق حتى خرج منها، لم يجزئه. 275
228. ا يشترط للوقوف طهارة، ولا ستارة، ولا استقبال، ولا نية. ولا نعلم في ذلك خلافا، ويستحب أن يكون طاهرا. قال أحمد: يستحب له أن يشهد المناسك كلها على وضوء. 275
229. لمزدلفة ثلاثة أسماء: مزدلفة، وجمع، والمشعر الحرام. وحدها من مأزمي عرفة إلى قرن محسر، ففي أي موضع وقف منها أجزأه، وليس وادي محسر من مزدلفة. 283
230. المبيت بمزدلفة واجب، من تركه فعليه دم. 284
231. من بات بمزدلفة، لم يجز له الدفع قبل نصف الليل، فإن دفع بعده، فلا شيء عليه، فمن دفع من جمع قبل نصف الليل ولو يعد في الليل فعليه دم. 284
232. من لم يوافق مزدلفة إلا في النصف الأخير من الليل، فلا شيء عليه ; لأنه لم يدرك جزءا من النصف الأول، فلم يتعلق به حكمه، كمن أدرك الليل بعرفات دون النهار. 286
233. يجزئ الرامي بكل ما يسمى حصى، وهي الحجارة الصغار، سواء كان أسود أو أبيض أو أحمر، من المرمر، أو البرام، أو المرو وهو الصوان، أو الرخام، أو الكذان ـ وهو الحجارة التي ليست بصلبة ـ، أو حجر المسن. والنَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ـ رمى بالحصى، وأمر بالرمي بمثل حصى الخذف فلا يتناول غير الحصى، ويتناول جميع أنواعه، فلا يجوز تخصيصه بغير دليل، ولا إلحاق غيره به؛لأنه موضع لا يدخل القياس فيه.289
234. إن رمى بحجر أخذ من المرمي لم يجزه.290
235. إن رمى بخاتم فضة حجرا، لم يجزه، في أحد الوجهين؛لأنه تبع، والرمي بالمتبوع لا بالتابع. 290
236. الصحيح أنه لا يستحب غسل الحصى، فإن النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و آله وَسَلَّمَ ـ لما لقطت له الحصيات، وهو راكب على بعيره، يقبضهن في يده، لم يغسلهن، ولا أمر بغسلهن، فإن رمى بحجر نجس أجزأه. 291
237. حد منى ما بين جمرة العقبة ووادي مُحَسِّر وليس محسر والعقبة من منى. 291
238. يرمي المحرم جمرة العقبة راكباً أو راجلاً كيفما شاء. 293
239. لرمي جمرة العقبة وقتان: وقت فضيلة، ووقت إجزاء، فأما وقت الفضيلة فبعد طلوع الشمس. وأما وقت الجواز، فأوله نصف الليل من ليلة النحر. وإن أخر الرمي إلى آخر النهار، جاز. فإن أخرها إلى الليل، لم يرمها حتى تزول الشمس من الغد.294
240. لا يجزئ الرمي إلا أن يقع الحصى في المرمى، فإن وقع دونه، لم يجزئ، ولا نعلم فيه خلافا. 296
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/48)
241. لا يجزئه الرمي إلا أن يقع الحصى في المرمى، فإن وقع دونه، لم يجزئه. في قولهم جميعا ; لأنه مأمور بالرمي ولم يرم. وإن طرحها طرحا ; أجزأه ; لأنه يسمى رميا. 296
242. إن رمى حصاة، فوقعت في غير المرمى، فأطارت حصاة أخرى، فوقعت في المرمى، لم يجزه؛لأن التي رماها لم تقع في المرمى. 296
243. إن رمى حصاة، فالتقمها طائر قبل وصولها، لم يجزه؛لأنها لم تقع في المرمى.
244. إن وقعت الحصاة على موضع صلب في غير المرمى، ثم تدحرجت على المرمى، أو على ثوب إنسان، ثم طارت فوقعت في المرمى، أجزأته، لأن حصوله بفعله. 296
245. إن رمى حصاة، فشك: هل وقعت في المرمى أو لا؟ لم يجزئه؛لأن الأصل بقاء الرمي في ذمته، فلا يزول بالشك، وإن كان الظاهر أن الحصاة وقعت فيه، أجزأته؛لأن الظاهر دليل. 296
246. إن رمى الحصيات دفعة واحدة، لم يجزه إلا عن واحدة. 296
247. يستحب توجيه الذبيحة إلى القبلة، ويقول: بسم الله والله أكبر. وإن اقتصر على التسمية، ووجه الذبيحة إلى غير القبلة، ترك الأفضل، وأجزأه. والصحيح أن ذلك غير واجب، ولم يقم على وجوبه دليل.299
248. وقت نحر الأضحية والهدي ثلاثة أيام: يوم النحر، ويومان بعده. 300
249. إذا نحر الهدي، فرقه على المساكين من أهل الحرم، وهو من كان في الحرم. فإن أطلقها لهم جاز، وإن قسمها فهو أحسن وأفضل، لأنه بقسمها يكون على يقين من إيصالها إلى مستحقها، ويكفي المساكين مؤنة النهب والزحام عليها.301
250. لا يجوز بيع شيء من الهدي، ولا يعطي الجازر بأجرته شيئا منها، وإن كان الجازر فقيرا، فأعطاه لفقره سوى ما يعطيه أجره، جاز. 302
251. السنة النحر بمنى؛لأن النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و آله وَسَلَّمَ ـ نحر بها، وحيث نحر من الحرم أجزأه. 302
252. ليس من شرط الهدي أن يجمع فيه بين الحل والحرم، ولا أن يقفه بعرفة، لكن يستحب ذلك.302
253. الحلق والتقصير نسك في الحج والعمرة. 304
254. يجوز تأخير الحلق والتقصير إلى آخر أيام النحر؛لأنه إذا جاز تأخير النحر المقدم عليه، فتأخيره أولى. 306
255. الأصلع الذي لا شعر على رأسه، يستحب أن يمر الموسى على رأسه. 306
256. يستحب لمن حلق أو قصر تقليم أظافره، والأخذ من شاربه لأن النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ فعله. 307
257. يستحب إذا حلق، أن يبلغ العظم الذي عند منقطع الصدغ من الوجه. 307
258. المحرم، إذا رمى جمرة العقبة، ثم حلق، حل له كل ما كان محظورا بالإحرام، إلا النساء. 307
259. المشروع للمرأة التقصير دون الحلق. لا خلاف في ذلك.وتقصر قدر الأنملة، والأنملة هي رأس الأصبع من المفصل الأعلى. 310
260. ذا رمى ونحر وحلق، أفاض إلى مكة، فطاف طواف الزيارة، وهو ركن للحج، لا يتم إلا به. لا نعلم فيه خلافا. 311
261. لطواف الإفاضة وقتان، وقت فضيلة، ووقت إجزاء؛فأما وقت الفضيلة فيوم النحر بعد الرمي والنحر والحلق. وأما وقت الجواز، فأوله من نصف الليل من ليلة النحر. والصحيح أن آخر وقته غير محدود؛فإنه متى أتى به صح بغير خلاف. 312
262. صفة هذا الطواف كصفة طواف القدوم، سوى أنه ينوي به طواف الزيارة، ويعينه بالنية. ولا رمل فيه، ولا اضطباع.312
263. يوم الحج الأكبر يوم النحر. 320
264. في يوم النحر أربعة أشياء: الرمي، ثم النحر، ثم الحلق، ثم الطواف. والسنة ترتيبها هكذا. 320
265. سائر رمي الجمرات في أيام التشريق الثلاثة، بعد زوال الشمس، فإن رمى قبل الزوال أعاد.ويبتدئ بالجمرة الأولى، وهي أبعد الجمرات من مكة، ثم يتقدم عنها إلى موضع لا يصيبه الحصي، فيقف طويلا يدعو الله تعالى، رافعا يديه، ثم يتقدم إلى الوسطى فيجعلها عن يمينه، ويستقبل القبلة، ويرميها بسبع حصيات، ويفعل من الوقوف والدعاء كما فعل في الأولى، ثم يرمي جمرة العقبة. ويستقبل القبلة ولا يقف عندها. 326
266. الترتيب في هذه الجمرات واجب، على ما ذكرنا. فإن نكس فبدأ بجمرة العقبة، ثم الثانية، ثم الأولى، أو بدأ بالوسطى، ورمى الثلاث، لم يجزه إلا الأولى، وأعاد الوسطى والقصوى. 329
267. إن ترك الوقوف عندها والدعاء، ترك السنة، ولا شيء عليه.330
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/49)
268. الأولى أن لا ينقص في الرمي عن سبع حصيات؛ فإن نقص حصاة أو حصاتين، فلا بأس، ولا ينقص أكثر من ذلك، ولا ينبغي أن يتعمده فإن تعمد ذلك تصدق بشيئ. 330
269. متى أخل بحصاة واجبة (2) من الأولى، لم يصح رمي الثانية حتى يكمل الأولى، فإن لم يدر من أي الجمار تركها، بنى على اليقين وإن أخل بحصاة غير واجبة، لم يؤثر تركها. 331
270. إذا أخر رمي يوم إلى ما بعده، أو أخر الرمي كله إلى آخر أيام التشريق ترك السنة، ولا شيء عليه، إلا أنه يقدم بالنية رمي اليوم الأول ثم الثاني ثم الثالث. 333
271. الحكم في رمي جمرة العقبة إذا أخرها، كالحكم في رمي أيام التشريق.333
272. يستحب أن لا يدع الصلاة في مسجد منى ـ الخيف ـ مع الإمام. وهذا إذا كان الإمام مرضيا، فإن لم يكن مرضيا صلى المرء برفقته في رحله. 334
273. ستحب أن يخطب الإمام، في اليوم الثاني من أيام التشريق خطبة يعلم الناس فيها حكم التعجيل والتأخير، وتوديعهم. 334
274. من كان منزله في الحرم فهو كالمكي، لا وداع عليه. ومن كان منزله خارج الحرم، قريبا منه لا يخرج حتى يودع. 337
275. طواف الوداع إنما يكون عند خروجه، ليكون آخر عهده بالبيت، فإن طاف للوداع، ثم اشتغل بتجارة أو إقامة فعليه إعادته. 338
276. فإن خرج المحرم قبل الوداع، رجع إن كان بالقرب ـ القريب هو الذي بينه وبين مكة دون مسافة القصر ـ، وإن بعد بعث بدم، وإذا رجع البعيد، فينبغي أن لا يجوز له تجاوز الميقات، إن كان جاوزه، إلا محرما؛لأنه ليس من أهل الأعذار، فيلزمه طواف لإحرامه بالعمرة والسعي، وطواف لوداعه، وفي سقوط الدم عنه خلاف. 339
277. إذا نفرت الحائض بغير وداع، فطهرت قبل مفارقة البنيان، رجعت فاغتسلت وودعت؛لأنها في حكم الإقامة بدليل أنه لا تستبيح الرخص. 341
278. يستحب أن يقف المودع في الملتزم، وهو ما بين الركن والباب، فيلتزمه، ويلصق به صدره ووجهه، ويدعو الله عز وجل. 342
279. طواف الزيارة ركن الحج، لا يتم إلا به. ولا يحل من إحرامه حتى يفعله، فإن رجع إلى بلده قبله، لم ينفك إحرامه، ورجع متى أمكنه محرما، لا يجزئه غير ذلك. 345
280. فإن ترك بعض الطواف، فهو كما لو ترك جميعه، فيما ذكرنا. وسواء ترك شوطا أو أقل أو أكثر.346
281. إذا ترك طواف الزيارة، بعد رمي جمرة العقبة، فلم يبق محرما إلا عن النساء خاصة فإن وطئ لم يفسد حجه، ولم تجب عليه بدنة، لكن عليه دم، ويجدد إحرامه ليطوف في إحرام صحيح.346
282. إن طاف بنية الوداع لم يجزئه عن طواف الزيارة؛لأن تعيين النية شرط فيه. 346
283. إن قتل القارن صيدا، فعليه جزاء واحد. وكذا لو أفسد نسكه بالوطء، فعليه فداء واحد، لأن الصحابة ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم ـ الذين سئلوا عمن افسد نسكه لم يأمروه إلا بفداء واحد ولم يفرقو بين الأنساك. 349
284. يجب دم التمتع على من اجتمعت فيه خمس شروط وهي:
• الأول: أن يحرم بالعمرة في أشهر الحج، فإن أحرم بها في غير أشهره، لم يكن متمتعا، سواء وقعت أفعالها في أشهر الحج، أو في غير أشهره.
• الثاني: أن يحج من عامه، فإن اعتمر في أشهر الحج، ولم يحج ذلك العام، بل حج من العام القابل، فليس بمتمتع.
• الثالث: أن لا يسافر بين العمرة والحج سفرا بعيدا تقصر في مثله الصلاة.
• الرابع: أن يحل من إحرام العمرة قبل إحرامه بالحج.
• الخامس: أن لا يكون من حاضري المسجد الحرام. 351
285. حاضروا المسجد الحرام أهل الحرم، ومن بينه وبين مكة دون مسافة القصر.356
286. إذا كان للمتمتع قريتان؛قريبة، وبعيدة، فهو من حاضري المسجد الحرام؛لأنه إذا كان بعض أهله قريبا فلم يوجد فيه الشرط، وهو أن لا يكون من حاضري المسجد الحرام. ولأن له أن يحرم من القريبة، فلم يكن بالتمتع مترفها بترك أحد السفرين. 356
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/50)
287. إذا دخل الآفاقي مكة، متمتعا ناويا للإقامة بها بعد تمتعه، فعليه دم المتعة. ولو كان الرجل منشؤه ومولده بمكة، فخرج عنها متنقلا مقيما بغيرها، ثم عاد إليها متمتعا ناويا للإقامة بها، أو غير ناو لذلك، فعليه دم المتعة أما إن خرج المكي مسافرا غير متنقل، ثم عاد فاعتمر من الميقات، أو قصر وحج من عامه، فلا دم عليه ; لأنه لم يخرج بهذا السفر عن كون أهله من حاضري المسجد الحرام.357
288. متعة المكي صحيحة؛لأن التمتع أحد الأنساك الثلاثة، فصح من المكي، كالنسكين الآخرين.357
289. نقل عن أحمد ـ يرحمه الله ـ: (ليس على أهل مكة متعة). ومعناه ليس عليهم دم متعة؛لأن المتعة له لا عليه، فيتعين حمله على ما ذكرناه.357
290. لكل واحد من صوم الثلاثة والسبعة وقتان؛وقت جواز، ووقت استحباب. فأما وقت الثلاثة، فوقت الاختيار لها أن يصومها ما بين إحرامه بالحج ويوم عرفة، ويكون آخر الثلاثة يوم عرفة، وإنما أحببنا له صوم يوم عرفة هاهنا، لموضع الحاجة. وعلى هذا القول يستحب له تقديم الإحرام بالحج قبل يوم التروية؛ليصومها في الحج، وإن صام منها شيئا قبل إحرامه بالحج جاز. وأما وقت جواز صومها فإذا أحرم بالعمرة.
أما السبعة، فلها أيضا وقتان؛وقت اختيار، ووقت جواز. أما وقت الاختيار، فإذا رجع إلى أهله لما روى ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " فمن لم يجد هديا، فليصم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله ". متفق عليه؛ أما وقت الجواز، فمنذ تمضي أيام التشريق.360
291. أما تقديم صوم الثلاثة أيام على إحرام العمرة، فغير جائز. ولا نعلم قائلا بجوازه، إلا رواية حكاها بعض أصحابنا عن أحمد، وليس بشيء؛لأنه لا يقدم الصوم على سببه ووجوبه، ويخالف قول أهل العلم. وأحمد ينزه عن هذا. 362
292. لا يجب التتابع، في الصيام للمتعة، لا في الثلاثة ولا في السبعة، ولا التفريق. نص عليه أحمد لأن الأمر ورد بها مطلقاً وذلك لا يقتضي جمعاً ولا تفريقاً.363
293. المتمتع، إذا لم يصم الثلاثة في أيام الحج، فإنه يصومها بعد ذلك.363
294. وقت وجوب الصوم وقت وجوب الهدي؛لأنه بدل، فكان وقت وجوبه وقت وجوب المبدل، كسائر الأبدال.365
295. من لزمه صوم المتعة، فمات قبل أن يأتي به لعذر منعه عن الصوم، فلا شيء عليه. وإن كان لغير عذر، أطعم عنه، كما يطعم عن صوم أيام رمضان. ولأنه صوم وجب بأصل الشرع، أشبه صوم رمضان.367
296. المتمتعة إذا حاضت قبل الطواف للعمرة لم يكن لها أن تطوف بالبيت لأن الطواف بالبيت صلاة، ولأنها ممنوعة من دخول المسجد، ولا يمكنها أن تحل من عمرتها ما لم تطف بالبيت. فإن خشيت فوات الحج أحرمت بالحج مع عمرتها، وتصير قارنة.367
297. كل متمتع خشي فوات الحج، فإنه يحرم بالحج، ويصير قارنا، وكذلك المتمتع الذي معه هدي، فإنه لا يحل من عمرته، بل يهل بالحج معها، فيصير قارناً. ولو أدخل الحج على العمرة قبل الطواف من غير خوف الفوات جاز وكان قارنا، بغير خلاف. فأما بعد الطواف فليس له ذلك ولا يصير قارناً. 371
298. أما إدخال العمرة على الحج، فغير جائز، فإن فعل لم يصح، ولم يصر قارنا. 371
299. الوطء قبل جمرة العقبة يفسد الحج، ولا فرق بين ما قبل الوقوف وبعده. و يلزم من وطء بدنة. ولا دم علي الزوجة في حال الإكراه. 373
300. من وطئ قبل التحلل من العمرة، فسدت عمرته، وعليه شاة مع القضاء.373
301. إذا أفسد القارن والمتمتع نسكهما، لم يسقط الدم عنهما. 374
302. إذا أفسد القارن نسكه، ثم قضى مفردا، لم يلزمه في القضاء دم.374
303. الوطء بعد رمي جمرة العقبة لا يفسد الحج، ولكنه يفسد الإحرام، والواجب عليه بالوطء شاة. ويلزمه أن يحرم من الحل ليأتي بالطواف في إحرام صحيح.374
304. إن طاف للزيارة، ولم يرم، ثم وطئ، لم يفسد حجه بحال؛لأن الحج قد تم أركانه كلها، ولا يلزمه إحرام من الحل، فإن الرمي ليس بركن.376
305. القارن كالمفرد؛ في أنه إذا وطئ بعد الرمي لم يفسد حجه، ولا عمرته؛لأن الحكم للحج. 377
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/51)
306. يباح لأهل السقاية أن يرموا بالليل، وأهل السقاية هم الذين يسقون من بئر زمزم للحاج، فيشتغلون بسقايتهم نهارا، فأبيح لهم الرمي في وقت فراغهم، تخفيفا عليهم، فيجوز لهم رمي كل يوم في الليلة المستقبلة، فيرمون جمرة العقبة في ليلة اليوم الأول من أيام التشريق، ورمي اليوم الأول في ليلة الثاني، ورمي الثاني في ليلة الثالث، والثالث إذا أخروه إلى الغروب سقط عنهم، كسقوطه عن غيرهم. 378
307. يجوز للرعاة ترك المبيت بمنى ليالي منى، ويؤخرون رمي اليوم الأول، ويرمون يوم النفر الأول عن الرميين جميعا؛لما عليهم من المشقة في المبيت والإقامة للرمي.378
308. الفرق بين الرعاء، وأهل السقاية، أن الرعاء إذا قاموا حتى غربت الشمس لزمهم البيتوتة، وأهل السقاية بخلاف ذلك؛لأن الرعاة إنما رعيهم بالنهار، فإذا غربت الشمس فقد انقضى وقت الرعي، وأهل السقاية يشتغلون ليلا ونهارا، فافترقا، وصار الرعاء كالمريض الذي يباح له ترك الجمعة لمرضه، فإذا حضرها تعينت عليه، والرعاء أبيح لهم ترك المبيت لأجل الرعي، فإذا فات وقته وجب المبيت. 379
309. أهل الأعذار من غير الرعاء، كالمرضى، ومن له مال يخاف ضياعه، ونحوهم، كالرعاء في ترك البيتوتة؛لأن النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ـ رخص لهؤلاء تنبيها على غيرهم، فوجب إلحاقه بهم. 379
310. إذا كان الرجل مريضا، أو محبوسا، أو له عذر، جاز أن يستنيب من يرمي عنه. وإن أغمي على المستنيب، لم تنقطع النيابة، وللنائب الرمي عنه، كما لو استنابه في الحج ثم أغمي عليه. 379
311. من ترك الرمي من غير عذر، فعليه دم، وفي ترك جمرة واحدة دم أيضا. نص عليه أحمد. وإن ترك أقل من جمرة، فالظاهر عن أحمد أنه لا شيء عليه، في حصاة، ولا في حصاتين. وعنه، أنه يجب الرمي بسبع. فإن ترك شيئا من ذلك، تصدق بشيء، أي شيء كان. 380
312. آخر وقت الرمي آخر أيام التشريق، فمتى خرجت قبل رميه فات وقته، واستقر عليه الفداء الواجب في ترك الرمي. 380
313. القدر الذي يجب به الدم أربع شعرات فصاعدا. 382
314. شعر الرأس وغيره سواء في وجوب الفدية؛لأن شعر غير الرأس يحصل بحلقه الترفه والتنظف، فأشبه الرأس. فإن حلق من شعر رأسه وبدنه، ففي الجميع فدية واحدة، وإن كثر. وإن حلق من رأسه شعرتين، ومن بدنه شعرتين، فعليه دم واحد.383
315. الفدية الواجبة بحلق الشعر هي المذكورة في حديث كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ بِقَوْلِ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ـ: " احْلِقْ رَأْسَك، وَصُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةَ مَسَاكِينَ، لِكُلِّ مِسْكِينٍ، نِصْفُ صَاعٍ، أَوْ اُنْسُكْ شَاةً " مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. ولا فرق بين العامد والمخطئ، ومن له عذر ومن لا عذر له، أيها شاء فعل؛ لأنه أمر بها بلفظ التخيير.383
316. يجزئ البر والشعير والزبيب في الفدية؛لأن كل موضع أجزأ فيه التمر أجزأ فيه ذلك، كالفطرة، وكفارة اليمين. 384
317. إذا حلق ثم حلق، فالواجب فدية واحدة، ما لم يكفر عن الأول قبل فعل الثاني، فإن كفر عن الأول ثم حلق ثانيا، فعليه للثاني كفارة أيضا. وكذلك الحكم فيما إذا لبس ثم لبس، أو تطيب ثم تطيب.أما الصيد، ففي كل واحد منها جزاؤه، وسواء فعله مجتمعا أو متفرقا، ولا تداخل فيه. 384
318. إذا حلق المحرم رأس حلال، أو قلم أظفاره، فلا فدية عليه.386
319. إن حلق محرم رأس محرم بإذنه، فالفدية على من حلق رأسه. وكذلك إن حلقه حلال بإذنه. وإن حلقه مكرها أو نائما، فلا فدية على المحلوق رأسه.386
320. إذا قلع جلدة عليها شعر، فلا فدية عليه؛لأنه زال تابعا لغيره، والتابع لا يضمن، كما لو قلع أشفار عيني إنسان، فإنه لا يضمن أهدابهما. 386
321. إذا خلل شعره فسقطت شعرة، فإن كانت ميتة فلا فدية فيها، وإن كانت من شعره النابت ففيها الفدية، وإن شك فيها فلا فدية فيها؛لأن الأصل نفي الضمان إلى أن يحصل يقين. 387
322. من أبيح له حلق رأسه لأذى به، فهو مخير في الفدية قبل الحلق وبعده.387
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/52)
323. في قص بعض الظفر ما في جميعه، وكذلك في قطع بعض الشعرة مثل ما في قطع جميعها؛لأن الفدية تجب في الشعرة والظفر، سواء، طال أو قصر، وليس بمقدر بمساحة، فيتقدر الضمان عليه، بل هو كالموضحة يجب في الصغيرة منها مثل ما يجب في الكبيرة. 389
324. يلزم المحرم إن تطيب غسل الطيب، وخلع اللباس؛لأنه فعل محظورا، فيلزمه إزالته وقطع استدامته، كسائر المحظورات. والمستحب أن يستعين في غسل الطيب بحلال؛لئلا يباشر المحرم الطيب بنفسه، ويجوز أن يليه بنفسه، ولا شيء عليه. 390
325. إذا احتاج إلى الوضوء وغسل الطيب، ومعه ماء لا يكفي إلا أحدهما قدم غسل الطيب، وتيمم للحدث؛لأنه لا رخصة في إبقاء الطيب، وفي ترك الوضوء إلى التيمم رخصة. فإن قدر على قطع رائحة الطيب بغير الماء، فعل وتوضأ؛لأن المقصود من إزالة الطيب قطع رائحته، فلا يتعين الماء، والوضوء بخلافه. 390
326. إذا لبس قميصا وعمامة وسراويل وخفين، لم يكن عليه إلا فدية واحدة؛لأنه محظور من جنس واحد، فلم يجب فيه أكثر من فدية واحدة، كالطيب في بدنه ورأسه ورجليه. 390
327. إن تعذر علي المحرم إزالة الطيب، لإكراه أو علة، ولم يجد من يزيله، وما أشبه ذلك، فلا فدية عليه، وجرى مجرى المكره على الطيب ابتداءً. وحكم الجاهل إذا علم، حكم الناسي إذا ذكر، وحكم المكره حكم الناسي، فإن ما عفي عنه بالنسيان، عفي عنه بالإكراه. 393
328. المبيت بمزدلفة واجب يجب بتركه دم، سواء تركه عمدا أو خطأ، عالما أو جاهلا؛لأنه ترك نُسكاً. 394
329. في قتل الصيد ستة فصول:
• الفصل الأول: في وجوب الجزاء على المحرم بقتل الصيد في الجملة. وقتل الصيد نوعان، مباح ومحرم، فالمحرم قتله ابتداء من غير سبب يبيح قتله، ففيه الجزاء. والمباح ثلاثة أنواع؛أحدها، أن يضطر إلى أكله، فيباح له ذلك، ومتى قتله ضمنه، سواء وجد غيره أو لم يجد. النوع الثاني، إذا صال عليه صيد فلم يقدر على دفعه إلا بقتله، فله قتله، ولا ضمان عليه. النوع الثالث، إذا خلص صيدا من سبع أو شبكة صياد، أو أخذه ليخلص من رجله خيطا، ونحوه فتلف بذلك، فلا ضمان عليه.
• الفصل الثاني: أنه لا فرق بين الخطأ والعمد في قتل الصيد في وجوب الجزاء، لأنه ضمان إتلاف فاستوى عمده وخطؤه كمال الآدمي.
• الفصل الثالث: أن الجزاء لا يجب إلا على المحرم، ولا فرق بين إحرام الحج وإحرام العمرة؛لعموم النص فيهما.
330. الفصل الرابع: أن الجزاء لا يجب إلا بقتل الصيد؛لأنه الذي ورد به النص. والصيد ما جمع ثلاثة أشياء، وهو أن يكون مباحا أكله، لا مالك له، ممتنعا.
• الفصل الخامس: أن الجزاء إنما يجب في صيد البر دون صيد البحر.
• الفصل السادس: أن جزاء ما كان دابة من الصيد نظيره من النعم. 395
331. الصحيح أنه لا جزاء في أم حبين، وأم حبين دابة منتفخة البطن 398.
332. الصحيح، أنه لا جزاء في القمل؛لأنه غير مأكول، وهو من المؤذيات، ولا مِثْلَ له ولا قيمة. 398
333. الصحيح أنه لا جزاء في السنور (3) أهليا كان أو وحشيا، لأنه سَبُعٌ وليس بمأكول. 398
334. لو توحش الأهلي لم يجب فيه شيء، ولو استأنس الوحشي وجب فيه الجزاء، والأعتبار في ذلك بالأصل؛ لا بالحال. 399
335. من صاد صيدا لم يحكم فيه الصحابة ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَ ـ فيرجع فيه إلى قول عدلين من أهل الخبرة، ويجوز أن يكون القاتل أحد العدلين.404
336. إن جنى على ماخض، فأتلف جنينها، وخرج ميتا، ففيه ما نقصت أمه، كما لو جرحها، وإن خرج حيا لوقت يعيش لمثله ثم مات، ضمنه بمثله، وإن كان لوقت لا يعيش لمثله فهو كالميت، كجنين الآدمية. 406
337. إن أتلف جزءا من الصيد، وجب ضمانه؛لأن جملته مضمونة، فكان بعضه مضمونا كالآدمي. 407
338. إن جرح صيدا، فتحامل، فوقع في شيء تلف به، ضمنه؛لأنه تلف بسببه. وكذلك إن نفره، فتلف في حال نفوره، ضمنه. فإن سكن في مكان، وأمن من نفوره، ثم تلف، لم يضمنه. 408
339. يضمن بيض الصيد بقيمته، أي صيد كان. فإن لم يكن له قيمة، لكونه مذرا، أو لأن فرخه ميت، فلا شيء فيه. قال أصحابنا: إلا بيض النعام، فإن لقشره قيمة. والصحيح أنه لا شيء فيه. 410
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/53)
340. من كسر بيضة، فخرج منها فرخ حي، فعاش، فلا شيء فيه، وإن مات ففيه ما في صغار أولاد المتلف بيضه، ففي فرخ الحمام صغير أولاد الغنم، وفي فرخ النعامة حوار، وفيما عداهما قيمته. 410
341. لا يحل لمحرم أكل بيض الصيد إذا كسره هو أو محرم سواه، وإن كسره حلال فهو كلحم الصيد، إن كان أخذه لأجل المحرم لم يبح له أكله، وإلا أبيح. وإن كسر بيض صيد، لم يحرم على الحلال؛لأن حله لا يقف على كسره، ولا يعتبر له أهلية، بل لو كسره مجوسي أو وثني، أو بغير تسمية، لم يحرم، فأشبه قطع اللحم وطبخه. 411
342. إن نقل بيض صيد فجعله تحت آخر، أو ترك مع بيض الصيد بيضا آخر، أو شيئا نفره عن بيضه حتى فسد، فعليه ضمان؛لأنه تلف بسببه، وإن صحَّ وفَرَّخَ، فلا ضمان عليه. 411
343. حكم بيض الجراد حكم الجراد. 412
344. إن احتلب لبن صيد، ففيه القيمة، كما لو حلب لبن حيوان مغصوب. 412
345. في جزاء الصيد أربعة فصول:
• الفصل الأول: إن قاتل الصيد مخير في الجزاء فإن شاء فداه بالنظير، أو قوم النظير بدراهم، ونظر كم يجيء به طعاما، فأطعم كل مسكين مدا، أو صام عن كل مد يوما معسرا كان أو موسراً.
• الفصل الثاني: إذا اختار المثل، ذبحه، وتصدق به على مساكين الحرم؛ولا يجزئه أن يتصدق به حيا على المساكين؛لأن الله تعالى سماه هديا، والهدي يجب ذبحه، وله ذبحه أي وقت شاء، ولا يختص ذلك بأيام النحر.
• الفصل الثالث: أنه متى اختار الإطعام، فإنه يقِّوم المثل بدراهم، والدراهم بطعام، ويتصدق به على المساكين.
• الفصل الرابع: في الصيام، فعن أحمد أنه يصوم عن كل مد يوما.وعنه أنه يصوم عن كل نصف صاع يوما. 415
346. الطعام المخرج هو الذي يخرج في الفطرة وفدية الأذى، وهو الحنطة والشعير والتمر والزبيب. ويحتمل أن يجزئ كل ما يسمى طعاما؛لدخوله في إطلاق اللفظ.416
347. لا يجزئ إخراج الطعام إلا لمساكين الحرم؛لأن قيمة الهدي الواجب لهم فيكون أيضا لهم، لأنه قائم مقام الهدي الواجب لهم فيكون أيضاً لهم كقيمة المثلي من مال الآدمي. 417
348. لا يجوز أن يصوم عن بعض الجزاء، ويطعم عن بعض؛ ولا يصح. لأنها كفارة واحدة فلا يؤدي بعضها بالإطعام وبعضها بالصيام، كسائر الكفارات.418
349. ما لا مثل له من الصيد، يخُيَّرُ قاتله بين أن يشتري بقيمته طعاما، فيطعمه للمساكين، وبين أن يصوم. ولا يجوز إخراج القيمة لأنه جزاء صيد ولأن الله تعالى خير بين ثلاثة أشياء ليس منها القيمة، وإذا عدم أحد الثلاثة يبقى التخيير بين الشيئين الباقيين، فأما إيجاب شيء غير المنصوص فلا.418
350. يجوز إخراج جزاء الصيد بعد جرحه وقبل موته. لأنها كفارة قتل، فجاز تقديمها على الموت، ككفارة قتل الآدمي، ولأنها كفارة، فأشبهت كفارة الظهار واليمين. 420
351. الصحيح أنه لو اشترك جماعة في قتل صيد، فعليهم جزاء واحد. 420
352. إن كان شريك المحرم حلالا أو سبعا، فلا شيء على الحلال، ويحكم على الحرام. ثم إن كان جرح أحدهما قبل صاحبه، والسابق الحلال أو السبع، فعلى المحرم جزاؤه مجروحا، وإن كان السابق المحرم، فعليه جزاء جرحه، وإن كان جرحهما في حال واحدة، ففيه وجهان أحدهما: على المحرم بقسطه، كما لو كان شريكه محرما؛لأنه إنما أتلف البعض. والثاني، عليه جزاء جميعه؛لأنه تعذر إيجاب الجزاء على شريكه. 421
353. إن اشترك حرام وحلال في صيد حرمي، فالجزاء بينهما نصفين؛لأن الإتلاف ينسب إلى كل واحد منهما نصفه، ولا يزداد الواجب على المحرم باجتماع حرمة الإحرام والحرم، فيكون الواجب على كل واحد منهما النصف، وهذا الاشتراك الذي هذا حكمه هو الذي يقع به الفعل منهما معا، فإن سبق أحدهما صاحبه، فحكمه ما ذكرناه فيما ما مضى. 422
354. لا يملك المحرم الصيد ابتداء بالبيع، ولا بالهبة، ونحوهما من الأسباب.423
355. فإن أخذ المحرم الصيد بالبيع أو الهبة أو غيرها من الأسباب؛ ثم تلف، فعليه جزاؤه. وإن كان مبيعا، فعليه القيمة لمالكه مع الجزاء، لأن ملكه لم يزل عنه، وإن أخذه رهناً فلا شيء عليه سوى الجزاء وإن لم يتلف فعليه رده إلى مالكه. فإن أرسله، فعليه ضمانه، كما لو أتلفه، وليس عليه جزاء، وعليه رد المبيع أيضا. 424
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/54)
356. لا يسترد المحرم الصيد الذي باعه وهو حلال بخيار ولا عيب في ثمنه، ولا غيرهما؛لأنه ابتداء ملك على الصيد، وهو ممنوع منه. وإن رده المشتري عليه بعيب أو خيار، فله ذلك؛لأن سبب الرد متحقق، ثم لا يدخل في ملك المحرم، ويلزمه إرساله.424
357. إن ورث المحرم صيدا ملكه؛لأن الملك بالإرث ليس بفعل من جهته، وإنما يدخل في ملكه حكما، اختار ذلك أو كرهه؛ولهذا يدخل في ملك الصبي والمجنون، فيدخل به المسلم في ملك الكافر، فجرى مجرى الاستدامة. ويحتمل أن لا يملك به؛لأنه من جهات التملك، فأشبه البيع وغيره، فعلى هذا يكون أحق به من غير ثبوت ملكه عليه، فإذا حل ملكه. 424
358. الكلام عمن لم يقف بعرفة في أربعة فصول وهي:
• الفصل الأول: أن آخر وقت الوقوف آخر ليلة النحر، فمن لم يدرك الوقوف حتى طلع الفجر يومئذ فاته الحج.
• الفصل الثاني: أن من فاته الحج يتحلل بطواف وسعي وحلاق. هذا الصحيح من المذهب.
• الفصل الثالث: أنه يلزمه القضاء من قابل، سواء كان الفائت واجبا، أو تطوعا.
• الفصل الرابع: أن الهدي يلزم من فاته الحج. 424
359. إذا أخطأ الناس العدد فوقفوا في غير ليلة عرفة، أجزأهم ذلك فإن اختلفوا فأصاب بعض وأخطأ بعض وقت الوقوف لم يجزئهم لأنهم لأنهم غير مندوبين في هذا. 429
360. إن أحرمت المرأة بالحج الواجب، فحلف زوجها بالطلاق الثلاث أن لا تحج العام، فلا تحج. قال أحمد ـ يرحمه الله ـ: (قال عطاء: الطلاق هلاكٌ، هي بمنزلة المحصر)، لأن ضرر الطلاق عظيم؛لما فيه من خروجها من بيتها، ومفارقة زوجها وولدها، وربما كان ذلك أعظم عندها من ذهاب مالها، وهلاك سائر أهلها، ولذلك سماه عطاء هلاكا. ولو منعها عدو من الحج إلا أن تدفع إليه مالها، كان ذلك حصرا، فهاهنا أولى. والله أعلم. 433
361. ليس للوالد منع ولده من الحج الواجب، ولا تحليله من إحرامه، وليس للولد طاعته في تركه.433
362. للوالد منع ولده من الخروج إلى حج التطوع، فإن له منعه من الغزو، وهو من فروض الكفايات، فالتطوع أولى. 433
363. إن أحرم الولد بحج تطوع بغير إذن والده، لم يملك تحليله؛لأنه واجب بالدخول فيه، فصار كالواجب ابتداء، أو كالمنذور.434
364. الواجب من الهدي قسمان:
• أحدهما: وجب بالنذر في ذمته.
• الثاني، وجب بغيره، كدم التمتع، والقران، والدماء الواجبة بترك واجب، أو فعل محظور. 434
365. جميع الهدي الواجب ضربان:
• أحدهما: أن يسوقه ينوي به الواجب الذي عليه، من غير أن يعينه بالقول، فهذا لا يزول ملكه عنه إلا بذبحه، ودفعه إلى أهله.
• الضرب الثاني، أن يعين الواجب عليه بالقول، فيقول: هذا الواجب علي. فإنه يتعين الوجوب فيه من غير أن تبرأ الذمة منه، فإن عطب، أو سرق، أو ضل، لم يجزه، وعاد الوجوب إلى ذمته.و إن ذبحه، فسرق، أو عطب، فلا شيء عليه. 435
366. إذا عطب الهدي المعين، أو تعيب عيبا يمنع الإجزاء، لم يجزه ذبحه عما في الذمة؛لأن عليه هديا سليما ولم يوجد، وعليه مكانه، ويرجع هذا الهدي إلى ملكه، فيصنع به ما شاء، من أكل، أو بيع وهبة، وصدقة، وغيره.434
367. إن ضل الهدي المعين، فذبح غيره، ثم وجده، أو عين غير الضال بدلا عما في الذمة، ثم وجد الضال، ذبحهما معا.436
368. إن عين هديا معيبا عما في ذمته، لم يجزه، ولزمه ذبحه، على قياس قوله في الأضحية، إذا عينها معيبة لزمه ذبحها، ولم يجزه. 436
369. إن عين هديا صحيحا فهلك، أو تعيب بغير تفريطه، لم يلزمه أكثر مما كان واجبا في الذمة؛لأن الزائد لم يجب في الذمة، وإنما تعلق بالعين، فسقط بتلفها لأصل الهدي، إذا لم يجب بغير التعيين. 436
370. إن أتلف الهدي، أو تلف بتفريطه، لزمه مثل المعين؛لأن الزائد تعلق به حق الله تعالى، وإذا فوته لزمه ضمانه، كالهدي المعين ابتداء.437
371. يحصل وجوب الهدي بقوله: هذا هدي. أو بتقليده وإشعاره ناويا به الهدي، ولا يجب بالشراء مع النية، ولا بالنية المجردة. 437
372. إذا غصب شاة، فذبحها عن الواجب عليه، لم يجزه، سواء رضي مالكها أو لم يرض، أو عوضه عنها أو لم يعوضه. 437
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/55)
373. إن تطوع بهدي غير واجب، لم يخل من حالين؛أحدهما: أن ينويه هديا، ولا يوجب بلسانه ولا بإشعاره وتقليده، فهذا لا يلزمه إمضاؤه، وله أولاده ونماؤه والرجوع فيه متى شاء، ما لم يذبحه. لأنه نوى الصدقة بشيء من ماله، فأشبه ما لو نوى الصدقة بدرهم. الثاني: أن يوجبه بلسانه، فيقول: هذا هدي. أو يقلده أو يشعره، ينوي بذلك إهداءه، فيصير واجبا معينا، فإن تلف بغير تفريط منه، أو سوق، أو ضل، لم يلزمه شيء؛لأنه لم يجب في الذمة، إنما تعلق الحق بالعين.437
374. إذ أوجب هديا فله إبداله بخير منه، وبيعه ليشتري بثمنه خيرا منه. 441
375. الصحيح أنه إذا ولدت الهدية فولدها بمنزلتها إن أمكن سوقه وإلا حمله على ظهرها، وسقاه من لبنها، فإن لم يمكن سوقه ولا حمله، صنع به ما يصنع بالهدي إذا عطب، ولا فرق في ذلك بين ما عينه ابتداء وبين ما عينه بدلا عن الواجب في ذمته.441
376. للمهدي شرب لبن الهدي؛لأن بقاءه في الضرع يضر به، فإذا كان ذا ولد، لم يشرب إلا ما فضل عن ولده.442
377. فإن شرب ما يضر بالأم، أو ما لا يفضل عن الولد، ضمنه؛لأنه تعدى بأخذه.442
378. إن كان صوفه الهدي يضر بها بقاؤه، جزه وتصدق به على الفقراء. 442
379. الفرق بين الصوف وبين اللبن، أن الصوف كان موجودا حال إيجابها، فكان واجبا معها، واللبن متجدد فيها شيئا فشيئا، فهو كنفعها وركوبها. 442
380. لصاحب لهدي ركوبه عند الحاجة، على وجه لا يضر به.وقيل يجوز ولو من غير حاجة لما روى أَبُو هُرَيْرَةَ، وَأَنَسٌ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ـ رَأَى رَجُلا يَسُوقُ بَدَنَةً، فَقَالَ: " ارْكَبْهَا ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّهَا بَدَنَةٌ. فَقَالَ:" ارْكَبْهَا، وَيْلَك ". فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.442
381. يستحب للمهدي أن يتولى نحر الهدي بنفسه؛لأن النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و آله وَسَلَّمَ ـ نحر هديه بيده. فإن لم يذبح بيده، فالمستحب أن يشهد ذبحها. ويستحب أن يتولى تفريق اللحم بنفسه؛لأنه أحوط وأقل للضرر على المساكين، وإن خلى بينه وبين المساكين جاز. 443
382. يباح للفقراء الأخذ من الهدي إذا لم يدفعه إليهم بأحد شيئين؛أحدهما، الإذن فيه لفظا، والثاني، دلالة على الإذن، كالتخلية بينهم وبينه. 444
383. يأكل المحرم من هدي التمتع والقران دون ما سواهما من الهدايا الواجبة. 446
384. هدي التطوع، وهو ما أوجبه بالتعيين ابتداء؛ من غير أن يكون عن واجب في ذمته، وما نحره تطوعا من غير أن يوجبه، فيستحب أن يأكل منه؛لقول الله تعالى: " فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ " وقوله تعالى: " فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ". وأقل أحوال الأمر الاستحباب. ولأن النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ـ أكل من بدنه. فإن لم يأكل فلا بأس. 446
385. إن أكل مما ما منع من أكله، ضمنه بمثله لحما. وإن أطعم غنيا منها، على سبيل الهدية، جاز، كما يجوز له ذلك في الأضحية؛لأن ما ملك أكله ملك هديته. وإن باع شيئا منه، أو أتلفه، ضمنه بمثله؛لأنه ممنوع من ذلك، فأشبه عطيته للجازر. وإن أتلف أجنبي منه شيئا، ضمنه بقيمته؛لأن المتلف من غير ذوات الأمثال، فلزمته قيمته، كما لو أتلف لحما لآدمي معين.447
386. الهدي الواجب بغير النذر ينقسم قسمين: منصوص عليه، ومقيس على المنصوص
• القسم الأول المنصوص عليه:
1. اثنان على الترتيب، والواجب فيهما ما استيسر من الهدي، وأقله شاة، أو سبع بدنة، أحدهما دم المتعة، قال الله تعالى: "فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إذَا رَجَعْتُمْ ". والثاني، دم الإحصار،قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: " فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ ". وهو على الترتيب أيضا، إن لم يجده انتقل إلى صيام عشرة أيام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/56)
2. اثنان مخيران؛أحدهما، فدية الأذى، قال الله تعالى: " فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ". الثاني، جزاء الصيد، وهو على التخيير أيضا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:"وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنْ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا ".
• القسم الثاني ما ليس بمنصوص عليه فيقاس على أشبه المنصوص عليه به:
دم الفوات فيجب عليه مثل دم المتعة. وبدله مثل بدله. ويقاس عليه أيضا كل دم وجب لترك واجب، كترك الإحرام من الميقات، والوقوف بعرفة إلى غروب الشمس، والمبيت بمزدلفة، وغيرها من الواجبات فالواجب فيها ما استيسر من الهدي، فإن لم يجد فصيام عشرة أيام.447
387. مساكين أهل الحرم من كان فيه من أهله، أو وارد إليه من الحاج وغيرهم وهم الذين يجوز دفع الزكاة إليهم. 451
388. ما جاز تفريقه بغير الحرم، لم يجز دفعه إلى فقراء أهل الذمة لأنهم كفار. 451
389. إذا نذر هديا وأطلق، فأقل ما يجزئه شاة، أو سبع بدنة أو بقرة ; لأن المطلق في النذر يجب حمله على المعهود شرعا، والهدي الواجب في الشرع إنما هو من النَّعم، وأقله ما ذكرناه، فحمل عليه. 451
390. يسن تقليد الهدي، وهو أن يجعل في أعناقها النعال، وآذان القرب، وعراها، أو علاقة إداوة. وسواء كانت إبلا، أو بقرا، أو غنما. 454
391. يسن إشعار الإبل والبقر، وهو أن يشق صفحة سنامها الأيمن حتى يدميها، في قول عامة أهل العلم. وأما الغنم فلا يسن إشعارها؛لأنها ضعيفة، وصوفها وشعرها يستر موضع إشعارها. 455
392. لا يسن الهدي إلا من بهيمة الأنعام؛لقول الله تعالى: " وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ". وأفضله الإبل، ثم البقر، ثم الغنم.456
393. من وجبت عليه بدنة، فذبح سبعا من الغنم، أجزأه مع القدرة على البدنة. سواء كانت البدنة واجبة بنذر، أو جزاء صيد، أو كفارة وطء.457
394. من وجب عليه سبع من الغنم في جزاء الصيد، لم يجزئه بدنة في الظاهر؛لأن سبعا من الغنم أطيب لحما، فلا يعدل عن الأعلى إلى الأدنى.458
395. من وجبت عليه بقرة، أجزأته بدنة: لأنها أكثر لحما وأوفر. ويجزئه سبع من الغنم؛لأنها تجزئ عن البدنة، فعن البقرة أولى. 458
396. من لزمه بدنة، في غير النذر وجزاء الصيد، أجزأته بقرة. 458
397. يجوز أن يشترك السبعة في البدنة والبقرة، سواء كان واجبا أو تطوعا، وسواء أراد جميعهم القربة، أو بعضهم، وأراد الباقون اللحم.459
398. يمنع من العيوب في الهدي ما يمنع في الأضحية.461
399. لا يستحب التمسح بحائط قبر النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و آله وَسَلَّمَ ـ ولا تقبيله، قال أحمد: ما أعرف هذا. قال الأثرم: رأيت أهل العلم من أهل المدينة لا يمسون قبر النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و آله وَسَلَّمَ ـ يقومون من ناحية فيسلمون. قال أبو عبد الله: وهكذا كان ابن عمر يفعل. قال: أما المنبر فقد جاء فيه. يعني ما رواه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد القارئ، أنه نظر إلى ابن عمر، وهو يضع يده على مقعد النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و آله وَسَلَّمَ ـ من المنبر ثم يضعها على وجهه (4). 468
400. يستحب لمن رجع من الحج أن يقول ما روى البخاري،عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذَا قَفَلَ مِنْ غَزْوٍ أَوْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ، يُكَبِّرُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ مِنْ الْأَرْضِ، ثُمَّ يَقُولُ: " لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ ". 468
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/57)
هذا ما تيسر جمعه والحمد لله على منته?وإنعامه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
(1) ولعل هذا يقيد بما إذا لم يقف بعرفة فالحج عرفة.
(2) الغالية: اخلاط من الطيب كالمسك والعنبر.
(3) من الرياحين دقيق الورق بزهر أيض عطري.
(4) زهر أصفر طيب الرائحة لشجر تسمي شجرة إبراهيم.
(5) ضرب من النبات ينبت في المياة الراكدة تظهر أوراقه وزهره على سطح الماء.
(6) قال المحقق: (هكذا قال ـ يرحمه الله ـ مع أنه لا يجوز التبرك بالمخلوق؛ لا الكعبة ولا غيرها، وما صح من تبرك الصحابة ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَ ـ بما انفصل من جسم الرسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ـ فهذا من خصائصه ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ـ حال حياته) والصحيح أنه من خصائصه ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ـ حال حياته وبعد مماته أي يجوز التبرك بآثره المنفصة عنة ولو بعد مماته؛ كما ثبت في الصحيح وغيره أن أم سلمة ـ رضي الله عنهاـ كان عندها جلجل من فضة فيه شعر لنبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ـ فكان الناس يستشفون به فيشفون، والإستشفاء به نوع من التبرك، ولا يعرف أنه بقي شيئ من آثار النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ـ.
(7) أخرجه مالك متاب الحج، باب: تخمير المحرم وجهه.
(8) الدملوج: سوار يحيط بالعضد.
(9) الحديث الأول " خَمْسٌ فَوَاسِقُ , يُقْتَلْنَ فِي الْحَرَمِ: الْحَيَّةُ , وَالْغُرَابُ الْأَبْقَعُ , وَالْفَأْرَةُ , وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ , وَالْحِدَأَةُ ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. قال الموفق ـ رحمه الله ـ: وَهَذَا يُقَيِّدُ الْمُطْلَقَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ , وَلَا يُمْكِنُ حَمْلُهُ عَلَى الْعُمُومِ ; بِدَلِيلِ أَنَّ الْمُبَاحَ مِنْ الْغِرْبَانِ لَا يَحِلُّ قَتْلُهُ. وَلَنَا , مَا رَوَتْ عَائِشَةُ ; قَالَتْ: " أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِ خَمْسِ فَوَاسِقَ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ: الْحِدَأَةِ , وَالْغُرَابِ , وَالْفَأْرَةِ , وَالْعَقْرَبِ , وَالْكَلْبِ الْعَقُورِ ". وَعَنْ ابْنِ عُمَر , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" خَمْسٌ مِنْ الدَّوَابِّ , لَيْسَ عَلَى الْمُحْرِمِ جُنَاحٌ فِي قَتْلِهِنَّ ". وَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ عَائِشَةَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَفِي لَفْظٍ لِمُسْلِمٍ , فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: {خَمْسٌ لا جُنَاحَ عَلَى مَنْ قَتْلَهُنَّ فِي الْحَرَمِ وَالْإِحْرَامِ}.
(10) الكمأة: الفقع نبات يشبه البطاطس (البطاطا) ينبت في داخل الأرض ويوجد في موسم الأمطار.
(11) أي يطوف ويسمى تكرار الطواف أسابيع لأنه سبعا بعد سبع.
(12) الواجبة هي خمس كما في المسألة السابقة.
(13) السنور هو: الهِرُّ
(14) هذا التبرك على اعتبار أن المنبر كان من آثار النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ـ وقد لامس جسده الشريف
موقع صيد الفوائد
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[10 - 12 - 04, 03:29 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله عنا خيرا
ـ[محمد بن عبدالله الشنو]ــــــــ[15 - 11 - 09, 06:38 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[15 - 11 - 09, 07:40 م]ـ
بارك الله فيك ونفع الله بجهدك.(12/58)
نقص في الجزء الأول من كتاب معجم المطبوعات العربية
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[05 - 12 - 04, 01:54 م]ـ
يوجد نقص في الجزء الأول من كتاب معجم المطبوعات العربية والمعرَّبة الموجود في خزانة الملتقى
إذا ينتهي الجزء بهذه العبارة:
(صفحة 1128 ... المعلقات السبع مع ذكر رواياتها وانساب قائليها ويليها لامية العرب للشنفري. باعتناء الاستاذ ارنولد ليبسيك 1850 مط الموسوعات 1319. بشرح الزوزني: أنظر الزوزني بشرح التبريزي: أنظر التبريزي الخطيب)
وأما الجزء الثاني فيبدأ بصفحة 1145
وبمطابقته على النسخة المطبوعة يتضح نقص أربع ورقات في آخر الجزء الأول، أي ثمان صفحات، أي 16 عموداً (أرقام الصفحات هي في الحقيقة أرقام الأعمدة، في كل صفحة عمودان)
والصحيح في اسم المؤلف هو (يوسف إليان سركيس)، وليس (اليان سركيس)
ملاحظة مهمة جداً:
بارك الله في جهد الأخ الذ أدخل هذا الكاتب في الحاسب، ولكنه ارتكب خطأً كبيراً عندما جعل الكتاب كله فقرة واحدة متواصلة بدون ابتداء كل فقرة في سطر جديد
وهذه الملاحظة موجودة أيضاً في كتب أخرى كالأعلام ومعجم المؤلفين
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 12 - 04, 02:32 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
الأخ أمين الغامدي الذي وضع هذا الكتاب وعدد من الكتب الأخرى في خزانة الملتقى بعد أن وضعت له قائمة بالكتب التي يضعها في الخزانة فقام بوضعها فجزاه الله خيرا وبارك فيه وأحسن إليه، وقد اجتهد فيها قدر إستطاعته فجزاه الله خيرا
وكما تفضلت فقد حصل خلط في إدخال بعض الحواشي في المتن، فهي بحاجة إلى ترتيب وتنسيق
وهو الآن في مكان لايستطيع إكمال الكتب فنسأل الله أن ييسر له أمره ويكتب له ما تمناه من الخير
فلا تنسوه من الدعاء
ونشير إلى عدد من الكتب التي وضعها في خزانة الملتقى لعل أجرها يصله بإذن الله تعالى
وهي:
تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (70) مجلد وقد تعب فيه كثيرا فنسأل الله أن يكتب له الأجر والمثوبة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13204
وغيرها من الكتب تجدها على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/search.php?searchid=88689
وجزاك الله خيرا على التنبيه على اسم المؤلف، ولعلي أستبدل الملف السابق مع وضع الزيادة وتعديل اسم المؤلف.
وهذا تتمة النقص الحاصل في الكتاب.
صفحة 1128 /
المعلقات السبع مع ترجمة انكليزية بهمة وليام جونس (1) لندن 1782 ص 7 - 163 المعلقات السبع مع ذكر رواياتها وانساب قائليها ويليها لامية العرب للشنفري. باعتناء الاستاذ ارنولد ليبسيك 1850 مط الموسوعات 1319. بشرح الزوزني: أنظر الزوزني بشرح التبريزي: أنظر التبريزي الخطيب بشرح أبي فراس النعساني: أنظر نهاية الارب من شرح معلقات العرب للنعساني الحلبي المعلقات (أو) القصائد العشر الطوال مع بيان انساب قائليها واختلاف الروايات ونسبتها لرواتها والكلام على غريب ما في ذلك من اللغة وما يحتاجه المعلمون من المسائل النحوية صنيع الاديب الشيخ احمد ابن الامين الشنقيطي نزيل مصر ويليها تراجم أصحاب المعلقات العشر وأخبارهم مط الجمالية 1329 - 1911 ص 111 و 52 وطبعت ثانية موسومة بالمعلقات العشر وأخبار قائليها مط الجمالية 1913 ص 151 معلقة الاعشى ليبسيك 1875 معلقة امرئ القيس مع شروح الزوزني بن 1823 معها ترجمة لاتينية لتدغوتور 1824 معها ترجمة روسية وبعض ملحوظات لجرجس مرقس بطرسبرج 1889 ص 36 معلقة الحارث بن حلزه باعتناء كناتشبول (2) أوكسفرد 1820 وباعتناء فولرس بن 1827 معلقة زهير بن ابي سلمى المزني ليبسيك 1816
* (هامش) *
(1) ( Jones ) Sir William ( 2 ) )
* ( W Knatchbull
/ صفحة 1129 / قصيدة طرفة بن العبد المعلقة وشرحها الزوزني باعتناء ريسكي وفولرس (1) بن 1829 ص 8 و 31 وكان قد طبع منها قسم باعتناء ريسكي في ليدن 1742 مع شروح باللغة اللاتينية ويليها لامية العجم للطغراني معلقة لبيد بشرح الزوزني برسلاو 1828 2 دواوين شعراء العرب العقد الثمين في دواوين الشعراء الستة الجاهليين وهي ديوان النابغة الذبياني وديوان عنتره وطرفة ابن العبد وزهير وعلقمة وامرئ القيس طبع في ليدن سنة 1870 وطبع في بيروت بالمط اللبنانية سنة 1886 العقد الثمين في دواوين الشعراء الثلاثة الجاهليين وهي ديوان طرفة وديوان زهير وديوان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/59)
امرئ القيس وذلك نقلا عن طبعة لندن سنة 1870 المذكورة اعلاه مجموع مشتمل على خمسة دواوين من أشعار العرب وفيه (1) ديوان النابغة الذبياني مع شرح عاصم بن أيوب البطليوسي (2) ديوان عروة بن الورد العبسي المعروف بعروة الصعاليك مع شرح ابن السكيت (3) ديوان حاتم الطائي مع شرح (4) ديوان علقمة بن عبدة (5) ديوان الفرزدق بمط الوهبية 1293 - 1876 ص 200 وطبع هذا المجموع نفسه في بيروت بالمط الاهلية (دون تاريخ) الشعراني (973) (.) (الشيخ) أبو المواهب عبد الوهاب بن احمد بن علي الانصاري الشافعي المصري المعروف بالعشراني أو الشعراوي
* (هامش) *
(1) Reiske etVullers
( . ) شذرات الذهب 809 4. طبقات الشافعية للشرقاوي الخطط الجديدة 14 - 109 إلى 112 معلمة الاسلام جزء 3 ص 329 (*)
/ صفحة 1130 /
كان اماما في العلوم الشرعية وغيرها. أخذ العلم عن مشايخ عصره كالشيخ جلال السيوطي وشيخ الاسلام زكريا الانصاري وأخذ عن الشيخ محمد الشناوي والشيخ على الخواص من علماء الباطن وسلك طريق التصوف بعد تضلعه من علوم الشريعة وجاهد نفسه مدة وقطع العلائق الدنيوية وكان يكثر من الصوم ولا يكتسي الا بثياب بالية ولد ببلدة ساقية أبي شعرة من أعمال المنوفية ودخل القاهرة سنة 911 وله من العمر اثنتا عشرة سنة توفي بالقاهرة ودفن بزاويته بين السورين 1 الانوار القدسية في معرفة آداب العبودية رتب على مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة (تصوف) مصر على الحجر 1277 وطبع مع لواقح الانوار في طبقات السادة الاخيار له أيضا أنظر ما بعده رقم 14 2 البحر المورود في المواثيق والعهود درس فيه بعض أعدائه ما يخالف الشرع ووقعت الفتنة في القاهرة لاجله ذكره في الميزان (كشف الظنون) مصر طبع حجر 1278 وبهامش لواقح الانوار القدسية الآتي ذكره 3 البدر المنير في غريب أحاديث البشير النذير أوله الحمد لله رب العالمين الخ قال فهذه أحاديث غريبة قل أن يطلع على تخريجها عالم من أهل عصرنا عدتها نحو من ألفين وثلاثمائة حديث انتخبتها من الجامع الكبير والجامع الصغير وزوائد الصغير كل الثلاثة للجلال السيوطي وأضفت إليه جميع ما في كتاب السخاوي المسمى بالمقاصد الحسنة الخ مصر 1277 ص 148 4 تنبيه المفترين في القرن العاشر على ما خالفوا فيه سلفهم الطاهر (تصوف) مصر 1278 ص 342 مط الوهبية 1293 بهامشه الكشف والتبيين في غرور الخلق أجمعين للغزالي الميمنية 1310 ص 136 و 1315 ص 132 5 الجواهر والدرر الكبرى ذكر فيه أنه التمس
/ صفحة 1131 /
منه بعض الناس أن يذكر لهم ما تلقنه عن شيخه علي الخواص مما فاوضه أو سمعه حال مجالسته مدة عشر سنين فأجاب ووسم كل قول منه باسم شئ من الجواهر اشارة إلى غرة الجواب عنها (فرغ من جمعه سنة 943) مصر 1276 وطبع بهامش كتاب الابريز المنقول عن السيد الخ 6 الجواهر والدرر الوسطى مط شاهين 1276 7 درر الغواص على فتاوى سيدي علي الخواص جمع فيها نبذة من فتاوى شيخه المذكور مترجما عن معنى بعضها (تصوف) مط شاهين 1277 ص 140 وبهامش الابريز المنقول عن السيد عبد العزيز الدباغ جمع الشيخ احمد السجلماسي (مصر 1077 و 1304) 8 الدرر المنثورة في زبد العلوم المشهورة باعتناء اسكندر شميت بطرسبرج 1914 9 رسالة في بيان جماعة سموا أنفسهم بالصوفية وادعوا الولاية كذبا الخ مط شرف 1297 10 طبقات الشعراني أنظر لواقح الانوار الآتي ذكره 11 الكبريت الاحمر في بيان علوم الشيخ الاكبر (تصوف) اختصر الشعراني كتاب الفتوحات المكية لابن العربي وسماه لواقح الانوار القدسية المنتقاة من الفتوحات المكية ثم لخص ذلك التفحيص ثانيا وسماه الكبريت الاحمر من علوم الشيخ الاكبر فرغ منه سنة 942 - مصر طبع حجر 1277 وطبع بهامش اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الاكابر 13 كشف الغمة عن جميع الامة أوله الحمد لله رب العالمين الخ ذكر انه جمعه من كتب الحفاظ المعتمدة كالسنة ومعاجم الطبراني ومجاميع السيوطي مرتبا على أبواب كتب الفقه ولم يعز فيه الاحاديث إلى مخرجيها وانه لا يذكر فيه الا محل الاستدلال مصر
/ صفحة 1132 /
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/60)
طبع حجر وطبع حروف 1277 و 1281 مط عبد الرازق 1303 بهامشه سفر السعادة لمجد الدين الفيروزبادي مصر 1318 الميمنية 1322 13 لطائف المنن والاخلاق في بيان وجوب التحدث بنعمة الله على الاطلاق وهي المعروفة بالمنن الكبرى الجالية للسرور والبشرى (تصوف) ألفه في مناقب نفسه واورد من أخلاق أشياخه الثلثة الشيخ ابراهيم المتبولي وتلميذه الشيخ على الخواص والشيخ احمد الافضلي بولاق 1288 ص 595 معها لواقح الانوار القدسية في العهود المحمدية مصر 1311 و 1321 جزء 2 وطبعت بمصر 1321 وبهامشها لطائف المنن في مناقب أبي العباس المرسي وشيخه أبي الحسن ومفتاح الفلاح ومصباح الارواح كلاهما لتاج الدين احمد بن عطا الله السكندري 14 لواقح الانوار في طبقات السادة الاخبار وتعرف بطبقات الشعراني الكبرى قال لخصت فيه طبقات جماعة من الاولياء الذي يقتدي بهم في طريق الله إلى آخر القرن التاسع وبعض العاشر جزء 2 بولاق 1276 و 1286 و 1292 الشرفية 1299 مط عبد الرازق 1305 معه الانوار القدسية في معرفة آداب العبودية له أيضا جزء 2 مصر 1315 15 لواقح الانوار القدسية في العهود المحمدية أو مشارق الانوار في بيان العهود المحمدية مصر 1308 بهامشها البحر المورود في المواثيق والعهود الميمنية سنة 1321 ص 389 16 مختصر تذكرة الامام السويدي (طب) فرغ من اختصاره سنة 943 أوله: استفتح بحمد الله وأشكر نعماءه بولاق 1275 مط شرف 1298 و 1301 الخيرية 1304 مط محمد مصطفى 1302 مط عثمان عبد الرازق 1305 الازهرية 1311 /
صفحة 1133 /
ص 90 وطبع بهامش كامل الصناعة الطبية للمجوسي مصر 1294 بهامشه تذكرة احمد القليوبي (في الطب). مصر 1304 ص 96 و 1314 ص 88 17 مختصر تذكرة الامام أبي عبد الله القرطبي (مواعظ) فرغ من اختصارها سنة 968 بمصر المحروسة بهامشه كتاب قرة العيون ومفرح القلب المحزون لابي الليث السمرقندي بولاق 1300 مط شرف 1301 و 1304 مط عبد الرازق 1303 الخيرية 1310 ص 152 مصر 1320 18 مدارج السالكين إلى رسوم طريق العارفين رتبه على خمسة أبواب (1) في ذكر سنده (2) في آداب المريد (3) في آداب المريد مع شيخه (4) في آدابه مع اخوانه (5) في مقالات الشيوخ (تصوف) مصر طبع حجر دون تاريخ 19 المنح السنية على الوصية المتبولية وهي شرح على وصية العارف بالله المتبولي الاحمدي (تصوف) مصر طبع حجر 1276 20 منح المنة في التلبس بالسنة (فقه شافعي) مصر 1279 ص 154 21 المنن الكبرى أنظر ما قبله لطائف المنن 22 الميزان الخضرية (فقه شافعي) قال فيه: قد من الله تعالى علي وجمعني على سيدنا ومولانا أبي العباس الخضر (عم) في سطح جامع الغمري حيث كنت ساكنا فيه وسألته أن يعلمني ميزانا اجمع بها بين مذاهب المجتهدين ومقلديهم واردها كلها إلى الشريعة فأجابني إلى ذلك وقال الق سمعك. . فرغ من تأليفه سنة 963 مصر 1276 وطبع بهامش رحمة الامة في اختلاف الائمة لمحمد بن عبد الرحمن الدمشقي 23 الميزان الكبرى الشعرانية المدخلة لجميع اقوال الائمة المجتهدين وتعديلهم ومقلديهم في الشريعة
/ صفحة 1134 /
المحمدية (فقه شافعي) بولاق 1275 جزء 2 مصر 1279 جزء 2 بهامشه رحمة الامة في اختلاف الائمة لمحمد بن عبد الرحمن الدمشقي مط محمد مصطفى 1302 جزء 2 الشرفية 1306 الميمنية 1306 مط عبد الرازق 1311 24 اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الاكابر أوله: الحمد لله رب العالمين الخ. ألفه في العقائد وحاول فيه المطابقة بين عقائد أهل الكشف وعقائد أهل الفكر ولم يبق إليه أحد. فرغ من تأليفه بمصر سنة 955 (تصوف) مصر 1277 بهامشه كتاب الكبريت الاحمر في بيان علوم الشيخ الاكبر مصر 1305 الازهرية 1321 جزء 2 شعيب * الحريفيش شغوات " نخله (بك) صالح " رئيس قلم ادارة عموم المدن والمباني في نظارة الاشغال العمومية سابقا بمصر تاريخ الخلفاء وهو تاريخ مختصر وضعه باللغة الفرنسية وترجمه إلى العربية مصر 1913 - 1331 ص 174 الشفشاوني (الشيخ) عبد القادر بن عبد الكريم الورديفي الخيراني الشفشاوني 1 بغية المشتاق لاصول الديانة والمعارف والاذواق ونهاية سير السباق إلى حضرة الملك الخلاق (تصوف) بولاق 1299 2 شمس الهداية لتذكار أهل النهاية وارشاد أهل البداية وهي رسالة في القضاء على المذاهب الاربعة مط محمد مصطفى 1307 ص 167
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/61)
/ صفحة 1135 /
شفيق بك منصور * يكن " شفيق بك " شقوره أو شقروه * عبد المؤمن بن هبة الله شقير " اسبر (افندي) " تربية دود القز مط العثمانية لبنان 1899 ص 40 شقير " سعيد (افندي) " 1 التقدم الذاتي في الطريقة الشتكدية (1) وفيه تاريخ الدائرة الشتكدية ونتائج انتشارها مصر أو بيروت 1899 2 طيب العرف في فن الصرف ألفه بمعاونه يوسف افتيموس بيروت 1888 ص 258 شقير " شاكر " (1896 1850) (.) شاكر بن مغامس بن محفوظ بن صالح شقير اللبناني الشويفاتي ولد في الشويفات وكان شاعرا مطبوعا سريع الخاطر وكان مجيدا وقد ساعد المعلم بطرس البستاني في انشأ دائرة المعارف وعلم في كثير من المدارس السورية وحرر في كثير من جرائد سوريا ومجلاتها جاء مصر سنة 1895 فأنشأ فيها مجلة الكنانة وبعد صدور عشرة أجزاء منها عطلها لان هواء مصر اضر بصحته فعاد إلى مسقط رأسه حيث اشتدت عليه العلة ومات في تشرين الاول من سنة 1896 1 اثار الامم مترجم عن فولني مصر. . 2 اساليب العرب في صناعة الانشاء
* (هامش) *
(1) هي جمعية انشئت في الولايات المتحدة غايتها تعليم الناس بعضهم لبعض (.) تاريخ الصحافة العربية 188 2 (*)
/ صفحة 1136 /
مط القديس جاورجيوس بيروت 4/ 1893 ص 105 3 اطوار الانسان في أدوار الزمان وهي مقالات جدية هزلية فكاهية أدبية بيروت. .! 4 الذهب الابريز في مدح السلطان عبد العزيز وهو يشتمل على 23 قصيدة كل منها بقافية على حسب حروف الهجاء بيروت. ص 67 5 فنون الشعر (دون تاريخ) ص 55 6 لسان غصن البان في انتقاد اللغة العصرية لبنان 1891 ص 70 7 مجاهل افريقية معرب بيروت 1885 8 مصباح الافكار في نظم الاشعار بيروت 1873 9 ملخص السياحات الكبرى مط القديس جاورجيوس بيروت 1884 5 ص 224 10 منتخبات الاشعار بيروت 1876 11 المطربات أشهر القصص وألطف الحكايات وأظرف النوادر (دون تاريخ) ص 36 شقير " نعوم (بك) " (1922) من أسرة شقير من الشويفات. تلقى العلوم في الجامعة الامريكية في بيروت وبعد أن تجول في سورية قصد مصر ودخل في خدمة حكومة السودان وكان له فيها المقام الرفيع وتعين سكرتيرا في الجيش السوداني كانت وفاته بالقاهرة 1 أمثال العوام في مصر والسودان والشام (من كتاب مرآة الايام في مصر والسودان والشام)
/ صفحة 1137 /
(تحت الطبع) (1) صدره المؤلف بمقدمة في تعريف الامثال وعدد الامثال فيه 3494 مثلا منها 1435 مثلا شاميا و 1526 مثلا مصريا و 533 مثلا سودانيا جزء 3 مط المعارف 1903 2 تاريخ السودان القديم والحديث وجغرافيته وفيه بعض رسوم وخريطة السودان والحبشة تقدمة الكتاب إلى السر فرنسيس رجنلد ونجت باشا سردار الجيش المصري وحاكم السودان العام مط المعارف 1903 ص 736 3 تاريخ سينا مع خلاصة تاريخ مصر والشام والعراق وجزيرة العرب مط 1916 ص 770 شكري (افندي) صادق الوكيل للشرقي لمعهد العلاج الفيسولوجي والبسيكولوجي بالولايات المتحدة في أمريكا. 1 تاريخ التمدن المصري قال انه عشرة أجزاء صدر منه الجزء الاول والثاني مط المحيط 1912 ص 144 ومصر 1912 ص 144 2 تاريخ الفنون الجميلة اليونانية تأليف الاستاذ ه. ب. ولترز (معرب) أهداه إلى البرنس يوسف باشا كمال منشئ مدرسة الفنون الجميلة المصرية. مط التوفيق 1911 ص 144 3 التصوير الشمسي والزنكوغراف مصر 1910 4 الهيبنوتيزم (أو) التنويم المغناطيسي الحديث علمي وعملي مزين بالصور مط التوفيق 1911 ص 160 5 الزراعة المصرية القديمة وفيه رسوم مصر. 6 الزنكوغراف. . أي الحفر على النحاس مصر. .
* (هامش) *
(1) كذا كتب اسم الكتاب لكني لا أدري إذا كان كتاب مرآة الايام طبع أو ما زال مخطوطا (*)
/ صفحة 1138 /
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/62)
7 علم استحضار الارواح معرب مصر. . 8 علم قراءة الافكار وضعته جمعية أمريكية تعرف بجمعية المباحث النفسية (معرب) مصر 1914 ص 128 9 القوى الحيوية أو المرأة والزواج تأليف ى. ب. ميللر (معرب) وهو قسمان الاول أدبي صحي سري. الثاني ادبي صحي وينتهي بمقال أدبي للدكتور وليم برات مط المعارف 1910 وطبع ثانية سنة. . 10 مرشد الطالبين إلى تاريخ الفنون الجميلة عند قدماء المصريين مصر 1909 ص 200 11 نصائح للشبان في العفة والزواج صحي أدبي مصر 1911 شكري " عبد الرحمن " 1 الاعترافات هو قصة نفس تبحث في عواطفها وتحللها وتصف العوامل الحيوانية التي تعمل فيها الاسكندرية 1916 2 ديوان (شكري) الجزء الاول في المناجاة والشكوى والغزل والذكرى وغير ذلك جزء 2 الاسكندرية 1909 وطبع الجزء الثالث إلى السادس بمط غرزوزي بالاسكندرية من سنة 1915 إلى 1918 والسادس سمي ديوان الافنان وطبع الجزء السابع موسوما بأزهار الخريف الاسكندرية 1918 وفي الجزء الخامس مقدمة لصاحب الديوان في الشعر ومذاهبه شكري (بك) العسلي الدمشقي (1918 1868 م) شكري بن علي بن محمد بن عبد الكريم بن طالب
/ صفحة 1139 /
من زعماء النهضة العربية الحديثة. ولد في دمشق وتعلم في مدارسها ثم في الاستانة وعين قائم مقام في قضاء قاش (من أعمال قونية) وانتخب نائبا عن دمشق في مجلس النواب العثماني. وأصدر جريدة القبس مدة يسيرة وعين مفتشا ملكيا لولاية حلب. ولما نشبت الحرب الكبرى حكم عليه ديوان عاليه بالاعدام ونفذ به الحكم في دمشق 1 الخراج في الاسلام رسالة طبعت في دمشق. 2 القضاء والنواب وهي رسالة ضمنها تاريخ القضاء في الممالك الاسلامية وبحث في أوصاف القضاة الشرعية وغير ذلك دمشق 1327 ص 18 شكري م * محمد شكري ناعمه شكيب * لطيف يعقوب شلتنز Albertus Schultens 1 كتاب في آثار العرب وهو مجموع أشعار قديمة لهم طبع مع ترجمة لاتينية في ليدن باتافيا 1740 م 2 نبذ تاريخية عن اليمن مجموعة من تواريخ أبي الفداء وحمزه الاصفهاني والنويري والطبري والمسعودي معه ترجمة لاتينية هردروفيشي 1746 م شلحت " الخور فسقفوس جرجس " جرجس بن يوسف بن رافائيل شلحت السرياني الحلبي صاحب مجلة الورقاء المولود بحلب سنة 1856 م 1 كتاب النجوى في الصناعة والعلم والدين (نظم) بيروت 1903 ص 132 2 النخبة من أمثال فتلون مط المارونية بحلب 1910 ص 32
/ صفحة 1140 /
شلحت " يوسف (بك) " صاحب مجلة الاجيال الحلبي مولدا المصري وطنا آراء ممزقة وطرائف متفرقة نشرها تحت اسم سرندل بن عرندل بيروت 1880 ص 17 شلفون " يوسف " يوسف بن فارس بن يوسف الخوري الشلفون منشئ صحف الشركة الشهرية والزهرة والتقدم والنجاح في مدينة بيروت درس أصول اللغة العربية وبعض اللغات الاجنبية في وطنه. ثم اتخذه خليل الخوري مرتبا للحروف في المطبعة السورية التي أنشأها سنة 1857 لنشر جريدة حديقة الاخبار. فتعلم فن الطباعة فأنشا سنة 1861 المطبعة العمومية التي نشر فيها أكثر من ستين كتابا باللغة العربية يقال أنه نسب لنفسه بعض القصائد المتضمنة في ديوانه وهي ليست من نظمه بل أن ناظميها الحقيقيين هم الدكتور لويس صابنجي والشيخ فاضل القصار وأديب اسحق وسليم نقاش ومصباح رمضان. وروي لاديب اسحق بيتان قالهما على سبيل المداعبة في صاحب الترجمة وهما: سألت فتاة العرب اني اختيالها * من العجم قالت انهم شلفوني فأشكوك فاشكوني لاهلي فانني * فتاة سباني يوسف الشلفوني (ملخص عن تاريخ الصحافة) 1 أنيس الجليس ديوان شعر بيروت 1874 م ص 128 2 ترجمان المكاتبة بيروت 1869 الاسكندرية 1288 مصر 1300 العلمية 1311 ص 36 مط العمومية بيروت 1864 ص 36 شمس الدين مغربي ديوان بمبى 1311 ص 92
/ صفحة 1141 /
شمعون " فرنسيس " مرقاة الطلاب في علم الحساب بيروت 1884. شمعون " (الدكتور) سليم " رسالة في الوقاية من العدوى الاسكندرية 1896 ص 96 الشماخ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/63)
(.) هو الشماخ بن ضرار بن حرملة كان شاعرا مشهورا ادرك الجاهلية والاسلام والشماخ لقب له واسمه معقل. قال ابن عبد البر في الاستيعاب في ترجمة النابغة الجعدي والشماخ بن ضرار ولبيد بن ربيعة وأبو ذئيب طبقة قال وكان الشماخ أشد متونا من لبيد ولبيد أحسن منه منطقا شهد الشماخ وقعة القادسية وقال المرزباني توفي في غزوة موقات في زمن عثمان بن عفان (رضه) ديوان الشماخ بشرح الشيخ احمد بن الامين الشنقيطي مط السعادة 1317 ص 120 الشماخي " أبو العباس " (908) أبو العباس احمد بن أبي عثمان بن سعيد بن عبد الواحد الشماخي نسبا اليفرني بلدا كتاب السير (في رجال الاباضية) وفيه ملخص سير أبي زكريا الارجلاني وطبقات الدراجيني وجواهر المنطقات لابي الفضل البراوي الدمري مصر 1301 ص 240 صح رأيت نسخة من كتاب السير مطبوعة على الحجر بمصر دون تاريخ عدد صفحاتها 600 وبآخرها نسبة
* (هامش) *
(.) الاغاني 101 8 إلى 109 خزانة الادب 526 1 (*)
/ صفحة 1142 /
دين المسلمين واحد عن واحد ثقة عن ثقة من زماننا إلى نبينا محمد عليه السلام لمحمد بن زكريا بن موسى الباروني الشماخي " قاسم " (1334) قاسم الشماخي بن سعيد بن قاسم بن سليمان بن محمد الشماخي العامري المغربي اليفرني صاحب مجلة نبراس المشارقة والمغاربة 1 الحكمة في شرح رأس الحكمة لعثمان كمال الدين (مواعظ) الاسكندرية 1312 ص 86 2 سرد الحجة على أهل الفصلة في عقائد الاباضية والاخلاق ونحوها ألفها سنة 1306 وبآخرها ترجمة نفسه مط الابراهيمية الاسكندرية 1309 3 الظهور المحتوم في الرد على العلامة الازهري طموم وهي في الانتصار للاباضية وذكر مسألة البرأة والتولية والصحابة ألفها سنة 1327 وطبعت بمصر. . 4 القول المتين في الرد على المخالفين في عقائد الاباضية أتمها سنة 1323 مط المنار 1324 ص 90 شماس " خليل (افندي) " تاريخ حرب الانكليز والحبشة الواقع سنة 1868 تأليف تيوفيل ولد مير الالماني أحد محبوسي ملك الحبش ترجمه خليل شماس وأصلح ترجمته ناصيف عطيه ثم سجم عبارته سليم افندي البستاني مط المعارف بيروت 1871 ص 203 صغير
/ صفحة 1143 /
الشمني " تقي الدين " (872 801) (.) أبو العباس تقي الدين احمد بن محمد بن حسن بن علي ابن يحيى بن محمد بن خلف الله بن حليفة الشمني الحنفي المولود بالاسكندرية والمتوفي بالقاهرة قدم القاهرة مع والده وكان من علماء المالكية. أخذ النحو عن الشمس الشطنوفي والحديث عن ولي لدين العراقي. وبرع في الفنون طلب لقضاء الحنفية فامتنع رثاه الجلال السيوطي وهو من تلاميذه في قصيدة أولها: زرء عظيم به تستنزل العبر * وحادث حل فيه الخطب والغير المنصف من الكلام على مغني ابن هشام أوله الحمد لله الذي خص كتابه بعدم المعارضة وبالاعجاز الخ مط محمد مصطفى 1305 جزء 2 بهامشه تحفة الغريب بشرح مغني اللبيب لمحمد بن بكر الدماميني الشميطلي البيروتي " احمد " الدلالة في علم المنطق بيروت 1207 ص 36 شميل " امين " (1897 1828) أمين بن ابراهيم شميل اللبناني ولد في قرية كفر شيما (لبنان) وتلقى مبادئ النحو والحساب واللغة الانكليزية في مدرسة المرسلين الامريكان ببيروت وأخذ اللغة العربية والفقه عن السيد محيي الدين اليافي. قصد بلاد الانكليز سنة 1854 وتولي ادارة الاشغال التجارية في محل السيد عبد الله ادلبي التاجر المشهور ثم تعاطي لحسابه التجارة فنال منها ثروة وافرة ثم تكبد خسائر جسيمة. فترك التجارة وجاء مصر فاختار
* (هامش) *
(.) حسن المحاضرة 224 1 بغية الوعاه 163 روضات الجنات 92 1 (*)
/ صفحة 1144 /
المحاماة ونال فيها ثقة رجال القضاء لما كان متصفا به من الصدق وسلامة الطوية وأصدر سنة 1886 م جريدة الحقوق ومع انهماكه في الاشغال ما انفك يؤلف الكتب وينظم القصائد وينشئ المقالات وانحلت قواه اثر فقد ولديه ارثر فريدريك وابنته البكر فأتاه القدر المحكوم (ملخصا عن تراجم مشاهير الشرق 302 2) 1 السدرة الجلية في الاحكام القضائية تكلم فيها عن القوى السياسية الخمس المكونة والمستفيضة والشارعة والقاضية والمنفذة وألحق بها قوة سادسة وهي القوة المحامية مصر 1885 2 المبتكر وهو يشتمل على خمس مقامات وست وعشرين قصيدة في الاوهام والآمال والاحلام بيروت 1869 ص 166 و 2 3 النظام الشوري ملخص عن القوانين البرلمنية الانجليزية الاسكندرية 1879 4 الوافي في المسألة الشرقية ومتلفاتها وتاريخ الحرب بين الروس والعثمانيين سنة 1877 (غير كامل) صدر منه جزآن بمط الاهرام بالاسكندرية 1296 1879 وقد اعتنى بمراجعته وطبعه سليم بن خليل تقلا صاحب جريدة الاهرام سنة 548 (1) شميل " الدكتور شبلي " (1917 1860) (.) شقيق أمين شميل المتقدم المولود في كفر شيما (لبنان) والمتوفي بالقاهرة أنشأ مجلة الشفا سنة 1903 وانقطعت بعد مدة وجيزة وتآليفه المطبوعة تنبئ عن معلوماته وآرائه 1 آراء الدكتور شميل رسالة بين فيها آرائه
* (هامش) *
(1) لا شئ في هذين الجزئين من البحث في المسألة الشرقية ولا في تاريخ حرب الروس والعثمانيين بل هو عبارة عن تاريخ الاسلام ودولهم من الهجرة النبوية وبلغ فيهما إلى آخر المائة السادسة من الهجرة
(.) لمقتطف 50: 105 و 225 و 266. (*)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/64)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[07 - 12 - 04, 01:37 م]ـ
الأخ الفاضل الشيخ عبدالرحمن الفقيه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم باسم جميع الأعضاء على سرعة التجاوب وعظيم الفائدة
وأسأل المولى عز وجل المزيد من التوفيق لكم وللأخ الكريم أمين الغامدي
والله يحفظكم ويرعاكم
ـ[محمد أبو أحمد]ــــــــ[21 - 01 - 05, 10:28 م]ـ
قمت بإعادة تصفيف الجزئين من كتاب (معجم المطبوعات العربية)، وفصل الصفحات عن بعضها البعض، عوض أن يكوّن الملف بأكملة فقرة واحدة.
كما أضيفت الصفحات الناقصة في آخر الجزء الأول.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[23 - 01 - 05, 12:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله عنا خيرا
ـ[سامي النور]ــــــــ[20 - 03 - 08, 08:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا(12/65)
كتاب بهجة المجالس وأنس المجالس لابن عبدالبر للتحميل
ـ[مسك]ــــــــ[05 - 12 - 04, 02:07 م]ـ
بهجة المجالس وأنس المجالس لابن عبدالبر رحمه الله
من نوادر الموسوعات الأدبية الأخبارية. أفرغ فيه ابن عبد البر القرطبي خلاصة قراءاته وملاحظاته في ميدان الأدب، أو كما يقول: (وجمعت فيه ما انتهى إليه حفظي ورعايتي، وضمته روايتي وعنايتي) فحفظ لنا بين دفتيه تراثاً قيماً، ضاعت معظم مصادره الأصلية، وكاد يندثر لولا أن ضم شمله وجمع شتاته.
أما منهج الكتاب، فبسيط لا تعقيد فيه، بناه القرطبي على (132) باباً، يفتتح الباب منها بما تيسر من الآيات والأحاديث، ثم يورد أشعار العرب وحكمها، أو ما أثر عن غيرهم من العجم والروم، من كل ما قيل في معنى الباب، أو ضده، ليكون أبلغ وأشفى وأمتع. ومن نوادره: قصيدة المريمي، وأولها: (تعزّ فإن الحر لا بد يخلق)
........... لتحميل الكتاب أضغط هنا ........... ( http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&postid=195810#post195810)
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[05 - 12 - 04, 05:57 م]ـ
بارك الله فيكم
حهدكم طيب ما رأيكم لو تنشئوا قائمة بريدية ويتم بذلك إرسال إخطار عبر البريد بالكتب التي لديكم
وفقكم الله
ـ[ابومالك البصري]ــــــــ[05 - 12 - 04, 09:18 م]ـ
جزيتم خيرا اخي الكريم
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[05 - 12 - 04, 09:22 م]ـ
بارك الله في جهدكم الكريم
ورحم والدكم وغفر له ذنبه و أسكنه الجنة
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[06 - 12 - 04, 05:06 م]ـ
بارك الله فيك و جزاك خيرا.
وكأني باسم الكتاب التام كان: "بهجة المَجالس وأُنْسُ المُجالس و شَحْذُ الذاّهِن والهاَجِس".
هل هو كان هكذا يا إخواني الكرام؟
ـ[مسك]ــــــــ[06 - 12 - 04, 05:36 م]ـ
نعم أخي هذا هو اسم الكتاب وقد وجدته بهذا الإسم في أكثر من مكان.
ـ[مسك]ــــــــ[08 - 12 - 04, 06:10 ص]ـ
الأخ طلال والأخ أبو داود والأخ ابو مالك البصري .. بارك الله فيكم ولكم بمثل
ـ[مسك]ــــــــ[10 - 12 - 04, 05:35 م]ـ
للفائدة ..
ـ[ابو حذيفة الأثري]ــــــــ[30 - 12 - 09, 01:35 م]ـ
للفائدة
لمن يريد الكتاب بالمدينة النبوية يوجد عند
مكتبة دار النصيحة
رفع الله قدركم يا أهل الملتقى(12/66)
سؤالات أبي الحسن المأربي للعلامة المحدث الألباني-رضي الله عنه ورحمه
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[05 - 12 - 04, 03:50 م]ـ
قد رفع الله همة أخينا أبي المسور حتى استطاع تفريغ سؤالات المحدث أبي الحسن -حفظه الله-للعلامة المحدث الألباني-رضي الله عنه ورحمه-
وقد نقلتها من على موقع الشيخ -حفظه الله-ليعم بها النفع-فجزى الله أخانا أبا المسور خيرا على ما قدم والحمد لله رب العالمين
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد، فهذه مجموعة من الأسئلة وجهها المحدث العلامة أبو الحسن_-حفظه الله- _للإمام محدث العصر الألباني رحمه الله، وقد وفقني الله سبحانه وتعالى إلى تلخيصها، راجيا الله سبحانه وتعالى أن ينفع إخواني وأن ينفعني بها، وأرجو من إخواني مراجعتها مراجعة دقيقة لتصحيح أي خطأ أو وهم فيها، مع ملاحظة أن هذه الأسئلة مسجلة في سلسلة من الشرائط تحت عنوان الدرر في مسائل المصطلح والأثر من 8 شرائط ويمكن تحميلها من موقع طريق الإسلام من مكتبة الشيخ الألباني رحمه الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبه أبو المسور المصري
س1: ما القول في من عرف بتدليس التسوية كبقية بن الوليد رحمه الله؟
ج/ موقفنا من مدلس التسوية يتلخص في ثلاثة نقاط:
1. رد روايته احتياطا إن عنعن في جميع طبقات السند.
2. قبول روايته معنعنة إن وقفنا على ما يقويها فهي رواية ضعيفة ولكن ضعفها ينجبر.
3. قبول روايته ولو كانت معنعنة إذا وردت في الصحيحين (لأن رواية المدلس المعنعنة في الصحيحين تحمل على الاتصال)
وللحافظ رحمه الله رأي في رواية بقية بن الوليد رحمه الله حيث قال: (إن صرح بقية بالتحديث بينه وبين شيخه فقد أمنا تدليسه وإن صرح بالتحديث بين شيخه وشيخ شيخه فقد أمنا تسويته. وقال بعض الباحثين المعاصرين بأنه لا تقبل رواية المدلس تدليس التسوية حتى يصرح بالسماع فب الطبقات التي يخشى من تسويته فيها. (وجدير بالذكر أن بقية رحمه الله قد عرف بتدليس التسوية وتدليس الشيوخ وربما جمع بينهما في سند واحد).
س2: ما القول في رواية من عرف بالانتقاء في روايته أو عرف بالتنصيص على ثقة مشايخه مثل (حريز بن عثمان وأبو زرعة الرازي رحمهما الله)؟
ج/ إن صرح بأن شيوخه ثقات ولم نجد من عارض هذا التوثيق المجمل من أئمة الجرح والتعديل فإن روايته يعتد بها.
س3: ما القول في زيادة الثقة؟ وما القول في زيادة فليح بن سليمان (من رواة البخاري المتكلم في حفظهم) في حديث أبي حميد الساعدي رحمه الله؟
زيادة الثقة لا تقبل على إطلاقها وإنما تقبل بضوابط. (ومنها إن كانت لا تنافي المزيد وإن تفرد بها راو واحد)
الحديث جاء بروايتين ويقول الألباني رحمه الله أن الرواية لها شقان شق لا يشك الناقد في صحته وهو (تمكينه يديه في ركبتيه) وشق أعل بتفرد فليح وهو قوله (حتى لو وضع الكأس على ظهره لاستقر) وهذه الزيادة من الناحية الفقهية لا تنافي المزيد وخاصة بأن هناك رواية عند البخاري رحمه الله وفيها: (هصر ظهره) وهي تؤيد رواية فليح رحمه الله. وهنا يؤكد أبو الحسن كلام الألباني رحمه الله ويستشهد بزيادة مالك في حديث زكاة الفطر: (من المسلمين) حيث أنها في الأصل لا تنافي المزيد وإنما تقيده وإن كان بعض أئمة هذا الشأن كأحمد رحمه الله توقف في قبول هذه الزيادة حتى توبع مالك رحمه الله عليها (وإن كان الترمذي رحمه الله قد علق على هذه المتابعات بقوله: (وقد روى بعضهم عن نافع مثل رواية مالك ممن لا يعتمد على حفظه "كالضحاك بن عثمان وعمر بن نافع رحمهما الله"))
س4: إذا روى التابعي ما شاهده ولم يكن مشهورا بالتوثيق (كأن ينفرد بتوثيقه أحد المتساهلين كابن حبان رحمه الله) وقد روى عنه أكثر من واحد فإنه يستأنس بروايته في مرتبة الحسن لأن الكذب لم يكن منتشرا في هذه الطبقة وإنما أكثر ما يخشى من رواتها سوء الحفظ وقد أمن برواية أكثر من واحد.
س5: ما القول في توثيق العجلي رحمه الله؟
ج/ العجلي رحمه الله معروف بالتساهل في توثيقه فانفراده كانفراد ابن حبان رحمه الله وقد لخص الشيخ رحمه الله القول في ابن حبان رحمه الله في أربع نقاط من خلال استقراءه لكتاب الثقات كالتالي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/67)
1. ابن حبان رحمه الله رتب الرواة حسب الطبقات ومع ذلك فقد ترجم لبعض الرواة في أكثر من طبقة فيذكره مثلا في طبقة التابعين ثم يترجم له مرة أخرى في طبقة تابعي التابعين ولا شك أن هذا نوع من الوهم.
2. أنه يترجم لبعض الرواة في الثقات بقوله: (لا أعرفه ولا أعرف أباه) فلماذا ترجم له في الثقات؟
3. أنه يقول في توثيقه لبعض الرواة: روى عنه فلان (وفلان هذا قد ذكره في الوضاعين) فكيف يوثق راو برواية وضاع عنه.
4. أنه يترجم لبعض الرواة في الثقات لا لشيء إلا ليعرفوا لا توثيقا لهم.
س6: هل تعتبر رواية الكذاب والمتروك إن صحت؟
ج/ نعم.
س7: هل يعتبر بتدليس عطية العوفي عن الكلبي إن قال: (عن أبي سعيد الخدري) ولم يكتف بقوله: (عن أبي سعيد)؟
ج/ لا يحتج بروايته ابتداءا إن اكتفى بقوله: (عن أبي سعيد) وإن قال: (عن أبي سعيد الخدري) فإن الشيخ رحمه الله يرى أيضا عدم الاحتجاج به لأن قوله (عن أبي سعيد الخدري) قد يكون حكاية من الراوي عن عطية بناءا على ما فهمه من عبارة عطية ولا يلزم من ذلك تصريح عطية بأنه أبو سعيد الخدري. وقد رد الشيخ رحمه الله على الكوثري بهذا الرد في تعليقه على تصحيح الكوثري لحديث: (اللهم بحق السائلين عليك).
س8: هل يستشهد بتدليس ابن جريج رحمه الله (في غير عطاء رحمه الله) وقد ذكر الدارقطني رحمه الله عن ابن جريج أنه فاحش التدليس لا يدلس إلا عن مجروح؟
ج/
1. لا يحتج به
2. يستشهد به حسب القرائن والمرجحات فالأمر متوقف على دراسة الرواية (فهو كحسن الحديث أمره مشكل قد يحتج بحديثه وقد يضعف ويستشهد به فقط)
والخلاصة أنه لا قاعدة مضطردة في هذا الأمر (إلا في حالة سيئ الحفظ). والذي أشكل على أبي الحسن قول الشيخ رحمه الله في كتابه حجاب المرأة المسلمة أنه لا يستشهد بعنعنة ابن جريج رحمه الله فظن أنها قاعدة مضطردة والحق أنها تدور مع القرائن.
س9: ما حكم قول التابعي: (عن رجل من الصحابة) وقد عرف بالسماع من بعض الصحابة وعرف بالإرسال من بعضهم فهل روايته محمولة على الاتصال إن كان ثقة غير مدلس؟
ج/ الرواية متصلة ولا يضر عدم تسمية الصحابي لأن جهالتهم لا تضر (خلاف رأي أهل البدع في جرح بعض الصحابة رضي الله عنهم).
س10: ما القول في مراسيل بعض التابعين (الذين وصفت مراسيلهم بشدة الضعف) إذا انضم إليها مسند ضعيف؟
ج/ الأمر يتوقف على القرائن والمرجحات.
س11: فما القول في المرسل إذا انضم إليه مرسل آخر (كما نص الشافعي رحمه الله وفقا للضوابط التي وضعها لقبول هذا المرسل)؟
ج/ الذي يظهر هو الأخذ برأي الشافعي رحمه الله مع مراعاة أن مقصود الشافعي رحمه الله من قوله بأنه لابد من اختلاف المخرج هو اختلاف بلدية الراويين.
س12: ما حكم قول التابعي: (عن رجل من الأنصار)؟
ج/ لا يلزم أن يكون هذا الأنصاري صحابيا فيكون الأمر تبعا للقرائن والمرجحات كالتالي:
1. إن كان هذا الأنصاري صحابيا فقد زال الإشكال ويحتج بروايته مطلقا إن كان هذا التابعي ثقة غير مدلس مع اشتراط المعاصرة.
2. إن كان تابعيا فهو مرسل يعتضد به وفق الشروط التي حررها الشافعي رحمه الله.
وضرب الشيخ رحمه الله مثالا قيما لهذه المسألة وهو تصحيحه لحديث أبي داود رحمه الله الذي رواه بسند ضعيف: (من أدرك الإمام ساجدا فليسجد معه ولا يعتد بالركعة ومن أدركه راكعا فليركع معه وليعتد بالركعة) أو كما قال صلى الله عليه وسلم لأنه وجد له شاهدا عند البيهقي رحمه الله عن عبد العزيز بن أبي رفيع رحمه الله_ (وهو من رواة الشيخين) _عن رجل من الأنصار فقال رحمه الله بأن هذا الحديث يشهد لحديث أبي داود إن كان هذا الرجل تابعيا لأن المرسل يحتج به وعبد العزيز رحمه الله ثقة_ (وهذا من شروط الشافعي رحمه الله في رواة المرسل الذي يستشهد به) _وإن كان صحابيا فهو حجة في ذاته ثم تبين له رحمه الله عندما اطلع على مخطوطة لمسائل إسحاق بن منصور رحمه الله لأحمد وابن راهويه رحمهما الله حيث عثر على رواية لعبد العزيز بن أبي رفيع قال فيها: (حدثني رجل من الأنصار قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) وإن لم يكن لهذا الحديث شاهد إلا فتاوى الصحابة (كأبي بكر وزيد بن ثابت وابن الزبير) وابن عمر رضي الله عنه كما عند ابن أبي شيبة رحمه الله بسند صحيح وابن مسعود كما ورد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/68)
في الأثر عنه: أنه دخل المسجد مع رفيق له فأدركا الإمام في ركوعه فلما سلم الإمام قام الرجل ليأتي بركعة فجبذه ابن مسعود وقال له: اجلس فقد أدركت الركعة. فهذه الفتاوى يعتضد بها حديث أبي داود رحمه الله كما حرر ذلك الشافعي رحمه الله.
س13: فما القول في رواية مجهول العين إذا انضم إليه رواية مجهول مثله؟
ج/ تقوي إحداهما الأخرى بشرط اختلاف المخرج. وكذا منقطع إذا انضم إليه منقطع آخر (ويقول الشيخ رحمه الله تارة وتارة وكأنه يؤكد على أهمية دراسة كل مروية).
س14: مسألة رواية الجمع المبهم وقول الحافظين ابن حجر والسخاوي رحمهما الله: (وهذا جمع تنجبر جهالتهم) ما القول فيها؟
ج/ يطمئن إلى هذا في طبقة التابعين فقط لتوفر شروط العدالة في هذه الطبقة_ (فلا يخشى من رواتها إلا سوء الحفظ فقط) _فتنجبر جهالتهم بهذه الرواية أما من عداهم فالأمر متوقف على القرائن المحتفة بهذه الرواية.
س15: وماذا عن قصة البخاري رحمه الله مع محدثي بغداد التي ذكرها ابن عدي رحمه الله في مشايخه وقد قبلها كل من ألف في علم المصطلح؟
ج/ قال الشيخ رحمه الله بجريان القاعدة التي ذكرها في السؤال السابق حتى على قصة البخاري رحمه الله مع محدثي بغداد التي قبلها كل من ألف في هذا العلم.
س16: ما حكم قول التابعي: (من السنة كذا)؟
ج/ يكون له حكم الوقف على هذا التابعي فهي بمثابة الفتوى منه ولا تأخذ حكم الرفع كما في حالة قول الصحابي: (من السنة كذا) لأن الصحابي يخبر يقينا عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وكذا قول التابعي: (سنة الوالي كذا) لأن الوالي في عهد التابعي لا يشترط أن يكون صحابيا وسنة الوالي لا تصلح للاستشهاد إذا لم يكن تابعيا، خلاف رواية التابعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلا فهي تصلح للاستشهاد.
س17: زاد بعض طلبة العلم على العبادلة فما القول في ذلك؟
ج/ إن كان هذا نقلا عن الحفاظ المتقنين فلا بأس في ذلك.
س18: ما القول في تعريف الحسن لغيره هل عندكم تعريف جامع له؟
ج/ لا وقد وافق الشيخ رحمه الله الحافظ الذهبي رحمه الله في ذلك
س19: ما القول في رواية ابن لهيعة رحمه الله؟ وقد ذكره الحافظ رحمه الله في الطبقة الخامسة من طبقات المدلسين (ممن ضعف مع عنعنته)؟ ونراكم تقبلون رواية العبادلة عنه وإن روى عن شيوخه بالعنعنة فما وجه ذلك؟
ج/ لم يلتزم الحافظ رحمه الله بما قرره في طبقات المدلسين فلم يتوقف في عنعنته.
س20: ما القول فيمن قيل فيه صدوق تغير؟
ج/ هو حسن الحديث وإن لم يعلم هل روى عنه تلميذه قبل التغير أم بعده. (لأن التغير أحسن حالا من الاختلاط).
س21: هل يشترط في النكارة اتحاد المخرج؟
ج/ لا يشترط فيها اتحاد المخرج فقد يكون الحديث منكرا وإن جاء من طريق آخر إن خالف فيه الثقات (وقد يكون منكرا وإن جاء من طريق واحد فقط فيكون منكرا بقيد التفرد إن كان راويه ضعيفا ولم توجد قرينة تؤيد صحة روايته). وذكر أبو الحسن مثالا لهذا يوضح هذا الأمر وهو حديث أبي ذر رضي الله عنه: (لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور) _ (في الجزء الرابع من الإرواء) _حيث قال الشيخ رحمه الله: منكر بهذا التمام (أي وأخروا السحور) وفي سنده ابن لهيعة رحمه الله وليس الحديث من رواية أحد العبادلة عنه وفي سنده أيضا سليمان بن أبي عثمان وهو مجهول كما ذكر ذلك أبوحاتم رحمه الله وبه أعله الهيثمي في مجمع الزوائد وقال الشيخ رحمه الله: إن سكوت الهيثمي رحمه الله عن ابن لهيعة غير جيد وهو منكر لأنه جاءت أحاديث كثيرة بمعناه لم ترد فيه هذه الزيادة ومنه حديث سهل بن سعد رضي الله عنه: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر).
وجدير بالذكر أن أحمد رحمه الله يصف رواية الضعيف التي يتفرد بها بأنها رواية منكرة وذكر الشيخ رحمه الله مثلا لهذا وهو حديث:
(إن من بركة الطعام الوضوء قبله وبعده) حيث تفرد به قيس بن الربيع وهو ضعيف وقد وصف أحمد رحمه الله هذا الحديث بالنكارة.
س22: هل رواية جابر الجعفي والحارث الأعور متروكة لا يستشهد بها؟
ج/ مال الشيخ رحمه الله إلى قبول روايتهما استشهادا (في بعض المواضع) وردها في مواضع أخرى إن أيدت القرائن ذلك رغم ما قيل فيهما وهما (ضعيفان الأصل فيهما الاستشهاد).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/69)
س23: ما القول في عمر بن علي المقدمي وهو من مدلس تدليس تسوية؟
ج/ روايته مردودة وإن صرح بالتحديث.
س24: ما القول في تعارض قول الرسول صلى الله عليه وسلم مع فعله؟ حيث قال الشيخ رحمه الله أنه في هذه الحالة يكون الفعل خاصا بالرسول صلى الله عليه وسلم والقول شريعة لأمته ويشكل على هذا القول حديث أم سلمة رضي الله عنها لما صلى رسول صلى الله عليه وسلم الركعتين بعد العصر فسألته عن هذا الأمر ولو كانت هذه القاعدة مقررة عندها لما سألت عن هذا الأمر ولقالت بأن هذا الأمر خاص به أما نحن فشريعتنا قوله؟
ج/ الأصل أنه إذا تعذر الجمع بين القول والفعل فإن القول مقدم على الفعل ولا يقال بأن الفعل ناقل عن الوجوب إلى الندب (في حالة الأمر) أو ناقل عن الحرمة إلى الكراهة (في حالة النهي) إلا إذا علم أن تاريخ الفعل متأخر عن القول.
س25: ما تفسير قول الذهبي رحمه الله لما سئل عن تصحيح الحاكم رحمه الله لحديث في المستدرك قلت: بالدبوس.
ج/ مال الشيخ رحمه الله أن هذا استنكار من الذهبي رحمه الله لتصحيح الحاكم رحمه الله لهذا الحديث وكأنه يعني أن الحاكم رحمه الله يستحق الضرب لفعله هذا.
س26: في ترجمة محمد بن عجلان رحمه الله قال يحيى بن سعيد القطان رحمه الله أنه قد اختلطت عليه أحاديث سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة وأحاديث سعيد عن أبي هريرة وأحاديث سعيد عن رجل عن أبي هريرة فجعلها كلها عن سعيد عن أبي هريرة فما القول في عنعنته؟
ج/ مال الشيخ رحمه الله إلى ما مال إليه الحافظان الذهبي والعسقلاني رحمهما الله من عدم الإلتفات إلى هذا الإختلاف وكذا الأمر فيم ورد من عنعنات لمدلسين في الصحيحين كالأعمش رحمه الله إذا كان السند إليهم صحيحا وفوقهم صحيحا إلا إذا تبين أن في السند شيئا أو في المتن نكارة.
س27: ما القول في حديث من قيل فيه: "صدوق يخطئ"؟
ج/ الأصل في حديثه أنه حسن يحتج به إلا إذا قيل "يخطئ كثيرا" ومع ذلك قد تنزل رتبة حديثه من مرتبة الاحتجاج إلى مرتبة الاستشهاد تبعا للقرائن.
س28: ما القول في التصحيح المجمل لبعض الأئمة مثل ابن خزيمة رحمه الله؟
ج/ ابن خزيمة رحمه الله فيه نوع من التساهل وإن كان تساهله أقل من تلميذه ابن حبان رحمه الله حيث أنه لا يحتج بحديث من قال فيه: (لا أعرفه بعدالة) خلاف ابن حبان رحمه الله الذي يقول بأن الأصل في الرواة العدالة وعلى هذا إذا وقفنا على سند لم يصححه إلا ابن خزيمة رحمه الله فإنه يتوقف فيه للتساهل النسبي الذي وقع من ابن خزيمة رحمه الله.
س29: ما القول في خبر الآحاد؟
ج/ خبر الآحاد يفيد الظن الراجح إلا إذا احتفت به القرائن والشيخ رحمه الله يتعجب من بعض الأفاضل من العلماء الذين يقولون بأن خبر الآحاد يفيد العلم القطعي_ (ولعله يقصد ابن حزم رحمه الله) _وذلك لأن احتمال الخطأ وارد في رواية الواحد.
س30: ذكر الشيخ رحمه الله أن رواية الجمع المبهم ترفع الجهالة في طبقة التابعين رحمهم الله فقط لأن الكذب لم يكن منتشرا في طبقتهم (السؤال 14) وهنا يتساءل أبو الحسن عن عدم جريان هذه القاعدة عند الشيخ رحمه الله في كل أحكامه ويظهر هذا في حكمه على بعض الأحاديث في "الإرواء" و "الصحيحة" حيث أجرى هذه القاعدة على من دون التابعين فما القول في هذا؟
ج/ يقول الشيخ رحمه الله أن هذا يندرج أيضا تحت باب الانتقاء حسب القرائن والمرجحات.
س31: سكوت الحافظ الذهبي رحمه الله على استدراك الحاكم رحمه الله هل يحمل على الموافقة أم التلخيص ويقال بأنه قصد التلخيص لا التحقيق؟
ج/ صنيع الذهبي رحمه الله في تلخيصه للمستدرك ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1. إذا قال بعد إيراد حكم الحاكم رحمه الله على الحديث: قلت ثم ذكر نقده لحكم الحاكم رحمه الله.
2. إذا ذكر خلاصة حكم الحاكم رحمه الله كرمزه للشيخين رحمهما الله: (خ م) وللبخاري (خ) ولمسلم (م).
3. إذا لم يذكر استدراكا أو موافقة وهذا ما يعتبر (تبييضا).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/70)
ففي الحالتين الأوليين نستطيع أن نقول أن الذهبي رحمه الله وافق أو خالف. أما في الحالة الثالثة فلا نستطيع أن ننسب للذهبي رحمه الله حكما ويقول الشيخ رحمه الله أنه من الممكن أن يقال بأن الذهبي رحمه الله أصابه ما أصاب صاحب المستدرك من أنه سود ولم يبيض وهذا ما يظهر جليا من تعارض بعض أحكام الذهبي رحمه الله في التلخيص مع أحكام أخرى له في مواضع أخرى. وهنا يضيف أبو الحسن عبارة الذهبي رحمه الله في ترجمته للحاكم رحمه الله في سير أعلام النبلاء حيث قال: (وقد عملت له تلخيصا وهو يعوز عملا وتحريرا) فرد الشيخ رحمه الله بأن كلام الذهبي رحمه الله ينصب على القسم الثالث.
س32: ما رأيكم في صنيع ابن خزيمة رحمه الله في تقديم المتن على السند إذا كان في السند من فيه مقال؟
ج/ الظاهر من صنيع ابن خزيمة رحمه الله في هذه الحالة أنه يعقد الباب ثم يذكر المتن ثم يتبعه بذكر السند ويقول: (إن صح الحديث فإن فيه فلانا فلا أعرفه بعدالة أو جرح) والشيخ رحمه الله يقول بأنه لا يعتقد أن صنيع ابن خزيمة رحمه الله مضطرد.
س33: الحافظ ابن حجر رحمه الله كثيرا ما ينقل كلام الحاكم رحمه الله دون التعرض لصنيع الحافظ الذهبي رحمه الله هل يفهم منه أن ابن حجر رحمه الله لا يرى صنيع الذهبي رحمه الله تحقيقا؟
ج/ الشيخ رحمه الله يرى عدم التعرض لهذا الأمر لأن الحافظين ابن حجر والذهبي يعتبران من الأقران ويزيد أبو الحسن أنه من المحتمل أن ابن حجر رحمه الله لم يطلع على تلخيص الذهبي رحمه الله.
س34: ما القول فيمن قيل فيه لا يروي إلا عن ثقات ومن ينتقي في مشايخه؟
ج/ من قيل فيه لا يروي إلا عن ثقات فهذا توثيق لمشايخه ما لم يخالف نص إمام معتبر من أئمة الجرح والتعديل أما الانتقاء فلا يعني توثيق المشايخ لأننا نعلم يقينا أن هناك من تكلم فيه من رواة الشيخين (من غيرهما من أئمة الجرح والتعديل) وأجيب عن ذلك بأن الشيخين ينتقيان من أحاديث مشايخهم المتكلم فيهم ما صح من أحاديثهم فلا يلزم من هذا توثيق لهم. ويستدرك أبو الحسن فيقول بأن السؤال عن الانتقاء في المشايخ لا في الروايات عن المشايخ فإذا انفرد شعبة مثلا عن شيخ ما حكم هذا الشيخ والحافظ رحمه الله يقول عنه في التقريب: (مقبول) فيجيب الشيخ رحمه الله بعدم القطع لأن المسألة تحتاج إلى بحث.
س35: قول البخاري وعلي بن المديني رحمهما الله: (لا أعلم له سماعا) و (لم يسمع من شيخه) ما الفرق بينهما؟
ج/ القول الأول قول محتمل (فليس فيه جزم بعد سماعه فربما سمع ولم يعلما بسماعه) أما القول الثاني فهو قاطع.
س36: الحافظ ابن حجر رحمه الله يقول في النكت: إن رواية شعبة رحمه الله عن المدلسين تعتبر مزيلة للإشكال مطلقا حتى لو كانوا غير الثلاثة الذين نص عليهم شعبة رحمه الله فهل هذا القول على إطلاقه؟
ج/ الظاهر من صنيع ابن حجر رحمه الله أنه أحسن الظن في صنيع شعبة رحمه الله فوسع دائرة صنيعه لتشمل من دون الثلاثة فمن المحتمل أن شعبة رحمه الله عرف تدليس هؤلاء فاحترز منه ولم يعرف تدليس سواهم. ومن الجدير بالذكر أن سند هذه المقولة هو ما ذكره البيهقي رحمه الله في "معرفة السنن والآثار" فقال: روينا عن شعبة أنه قال: وذكر عبارته ويضيف أبو الحسن أن بعض طلبة العلم يشكك في نسبة هذه المقولة لشعبة رحمه الله لأن البيهقي رحمه الله لم يذكر سندها ويجرون هذه القاعدة على كل ما اشتهر من أقوال أهل العلم المبثوثة في الكتب دون سند فيرد الشيخ رحمه الله بأنه لا يميل إلى هذا لأن فيه إهدارا لأقوال العلماء رحمهم الله.
س37: ما الفرق بين رواية المدلس ورواية المرسل الخفي؟ لأن الحافظ رحمه الله ذكر أن المخضرمين قد عاصروا الرسول صلى الله عليه وسلم ورووا عنه ما لم يسمعوا منه ومع ذلك لم يرموا بالتدليس.
ج/ الفرق هو قيد الإيهام في رواية المدلس فهو يوهم أنه سمع ما لم يسمعه باستخدامه صيغة محتملة في التحديث. وإلا لكان كل انقطاع تدليسا.
س38: ما هو المعتمد في تعريف الحديث الموضوع لأن بعض العلماء رحمهم الله ذكر أن تفرد الكذاب كاف للتحقق من الوضع وأضاف البعض نكارة المتن ويشكل على التعريف الأول أن بعض العلماء رحمهم الله وصف بعض أحاديث الثقات بأنها موضوعة (أي أدخلت عليهم وليست من حديثهم)؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/71)
ج/ جملة (أي أدخلت عليهم وليست من حديثهم) قيد مهم يزيل الإشكال فهي ليست من روايتهم أصلا. وجدير بالذكر أن الوضع نوعان:
1. في السند (وهو من في سنده كذاب)
2. في المتن مع صحة السند (كأن يركب الوضاع سندا صحيحا على متن موضوع)
والحديث الذي رجال سنده ثقات ومتنه موضوع يصفه ابن عدي والذهبي رحمهما الله بأنه حديث باطل.
س39: ما الرأي في قول أبي حاتم (لا يحتج به)؟
لا يحتج به عند أبي حاتم رحمه الله يساوي حسن الحديث إذا لم يضعف تضعيفا مطلقا لأن هناك عشرات الرواة في الصحيحين وثقهم أئمة الجرح والتعديل المعتبرون يقول فيهم أبو حاتم رحمه الله: لا يحتج بهم. وعلى هذا فهم في مصاف الثقات الذين يصحح حديثهم.
س40: الخلاف المعروف بين البخاري ومسلم رحمهما الله في مسألة العنعنة مع المعاصرة وعدم التدليس وانتفاء القرائن الدالة على عدم اللقاء ما القول فيها؟
ج/ في معرض إجابة الشيخ رحمه الله يقول بأن الشرط الذي وضعه البخاري رحمه الله هو شرط الصحيح عنده أما في الحسن فإنه لا يشترط فيه اللقاء لأن الترمذي رحمه الله ذكر أن شيخه البخاري رحمه الله حسن بعض الأحاديث وشرط اللقاء فيها منتف.
س41: في دراسة العلل للدارقطني رحمه الله نجد أن بعض الأحاديث التي خالف فيها ثقة من الثقات من رووا عن شيخه الضعيف وهنا يعل الدارقطني رحمه الله الرواية بهذه المخالفة مع أن هناك من هو أولى بتحمل هذا الوهم منه وهو شيخه الضعيف كيزيد بن أبي زياد وفي بعض المواضع الأخرى يخرج الثقة من العهدة ويعل الحديث بهذا الضعيف فما القول في ذلك؟
ج/ الجواب قسمان:
القسم الأول: لا أدري (ونصف العلم لا أدري).
القسم الثاني: يستبعد أن الدارقطني رحمه الله ضعف الشيخ وأخرجه من العهدة وأعل الحديث بمخالفة الثقة عنه في نفس الموضع فربما ذكر ذلك الراوي مضعفا له في موضع آخر أو كان ضعيفا في ذهنه ولكنه ذهل هنا عن ضعفه فأعل بمخالفة الثقة.
س42: في الحديث المدرج: إذا فصل الصدوق رواية الثقة هل يؤثر هذا في رواية الثقة الأول أم يقال بأن الثقة أعلى من الصدوق فيقدم عليه؟
ج/ ولو كان المفصل المخالف ثقة فإن رواية الثقة الذي لم يفصل تقدم دوما أما الإدراج فإنه يعرف بالمخالفة كالشذوذ.
س43: إذا روى ابن عن أبيه هل هذا يرفع جهالة العين؟
ج/ لا والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا لو كان له أكثر من ولد وقد رووا عنه؟ إن كانوا ثقات فهم كالراوي الذي روى عنه مجموعة من الثقات فترتفع جهالة عينه.
س44: رواية اثنين يصلحان للمتابعة لا الاحتجاج هل يرفعان جهالة العين؟
ج/ يساويان ثقة فيبقى كمن روى عنه ثقة فلا تزول جهالة العين.
س45: ما الرأي في توثيق الأئمة التالية أسماؤهم:
• البيهقي رحمه الله
• ابن سعد رحمه الله
• الخطيب رحمه الله
• البزار رحمه الله
• الذهبي رحمه الله
• الطبراني رحمه الله
• العقيلي رحمه الله
• السمعاني رحمه الله
• الحاكم رحمه الله
• ابن حبان رحمه الله
• ابن خزيمة رحمه الله
• أبو عوانة رحمه الله
• الضياء المقدسي رحمه الله
• ابن قانع رحمه الله
ج/
• البيهقي رحمه الله: متوسط يقبل توثيقه.
• ابن سعد رحمه الله: فيه شيء من التساهل ويقول الحافظ رحمه الله: إنه كثيرا ما ينقل عن شيخه الواقدي (وهو متهم).
• الخطيب رحمه الله: متوسط يقبل توثيقه.
• البزار رحمه الله: متساهل في توثيقه.
• الذهبي رحمه الله: توثيقه مقبول.
• الطبراني رحمه الله: يعتبر بتوثيقه.
• السمعاني رحمه الله: لا بأس به ولكنه نقال (أي ينقل عمن سبقه فهو ليس ناقدا).
• الحاكم رحمه الله: متساهل في توثيقه ولكنه أحسن حلا من ابن حبان رحمه الله.
• ابن حبان رحمه الله: متساهل في توثيقه لكن هذا ليس على إطلاقه (ومن الأمثلة على ذلك موقفه من عارم "أبو النعمان محمد بن الفضل" شيخ البخاري رحمه الله حيث رد كل أحاديثه قبل الإختلاط وبعده).
• ابن خزيمة رحمه الله: فيه شيء من التساهل ولكنه أحسن حالا من الحاكم وابن حبان رحمهما الله. وعلى هذا من الممكن أن نعتمد على هذا الترتيب: (ابن خزيمة فالحاكم فابن حبان رحمهم الله جميعا).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/72)
• أبو عوانة رحمه الله: يقول الألباني رحمه الله أنه لا يتردد في قبول روايته ولكن من الممكن أن يرد على كلام الألباني رحمه الله رأي بعض الباحثين في مسألة الحكم على أحاديث المستخرجات_ (وأبو عوانة رحمه الله ممن استخرجوا على مسلم رحمه الله) _حيث قالوا بأن إطلاق الحكم على أحاديث المستخرجات بأن لها حكم الأصول_ (وممن أيد ذلك ابن الصلاح رحمه الله) _لا يخلوا من نظر لأن جل اهتمام المستخرج هو العلو في السند وإن كان فيه مقال ولهذا عد أمثلة من أبرزها: (تخريج الإسماعيلي رحمه الله في مستخرجه لإبراهيم بن الفضل المخزومي (وهو ضعيف) وتخريج أبو نعيم رحمه الله لمحمد بن الحسن بن زبالة (وقد قال فيه الحافظ رحمه الله: كذبوه) ويلاحظ أيضا أن ابن عوانة رحمه الله له مستخرجات ليس لها أصول عند مسلم رحمه الله.
• الضياء المقدسي رحمه الله: معروف بالتساهل وإن كان خيرا من الحاكم رحمه الله وممن قال بهذا الرأي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ونقله عنه الحافظ ابن كثير رحمه الله في اختصار علوم الحديث، وقال السيوطي رحمه الله في اللآلئ: ذكر الزركشي رحمه الله في تخريج الرافعي رحمه الله: أن تصحيحه (أي الضياء رحمه الله) أعلى من تصحيح الترمذي وابن حبان رحمهما الله. (الباعث الحثيث ص41).
• ابن قانع رحمه الله هو نفسه متكلم فيه.
س46: ما حكم رواية التلميذ الملازم لشيخه المكثر من الرواية عنه، إذا كان شيخه مدلسا وقد عنعن؟
ج/ تعامل نفس معاملة المدلس إلا إذا كان عند التلميذ نص في ذلك كقول شعبة رحمه الله: (كفيتكم تدليس ثلاثة) ويستدرك أبو الحسن على الشيخ رحمه الله بقول الحافظ الذهبي رحمه الله في ترجمة الأعمش رحمه الله: (يتوقف في عنعنته إلا في مشايخ أكثر عنهم) (وقد تقدم رأي الشيخ رحمه الله في عنعنة الأعمش رحمه الله في السؤال 26) وكذا بقول الشيخ رحمه الله في رواية الثوري عن أبي إسحاق السبيعي رحمه الله (وهو مدلس) بأنها تقبل لأن الثوري من المكثرين عن أبي إسحاق رحمه الله وهذا يخالف كلام الشيخ في بداية كلامه بأنها تعامل بنفس معاملة المدلس لا فرق وهذا ما جعل أبا الحسن يضم كلام الشيخ رحمه الله في رواية سفيان عن أبي إسحاق إلى كلام الذهبي رحمه الله في رواية الأعمش رحمه الله وجعل هذا قاعدة مضطردة عند الشيخ رحمه الله ويستدرك الشيخ بأن الأمر تبع للقرائن والمرجحات ويضيف أبو الحسن: وقريب منه رواية ابن جريج رحمه الله عن عطاء (لأنه من المكثرين عن عطاء وهو مدلس) ولكن الشيخ رحمه الله يستدرك بأن الأمر مختلف لأن هناك نصا من ابن جريج رحمه الله بأنه إذا قال إذا قلت لكم قال عطاء فقد سمعته منه (وعن وقال ليس بينهما كبير فرق).
س47: الراوي أدرى بمرويه من غيره هل هو على إطلاقه؟
ج/ نعم إلا إذا ورد ما ينفي هذه القاعدة وذلك سواء كان عالي الطبقة أو نازلها.
س48: مجهول الحال عينه معروفة وحاله غير معروف أما مجهول العين فمشكوك في وجوده أصلا فهل هذه القاعدة تسري على من روى عنه ابنه لأن رواية الابن عن أبيه تدل على وجود عينه لأنه لا ابن بغير أب فعلى هذا تكون هذه حالة خاصة ترتفع فيها جهالة العين برواية الابن فقط خاصة أن الحافظ ابن حجر رحمه الله يقول في التقريب فيمن هذا حاله "مقبول" ولم يخالف إلا في موضعين فقط فقال بأنه "مجهول" فما صحة هذه القاعدة؟
ج/ لا فرق بين رواية الابن وغيره فلا ترتفع الجهالة برواية الابن الثقة فقط وجدير بالذكر أن كلمة "مجهول العين" لا تعني الشك في وجوده وإنما هذا اصطلاح حديثي اصطلح عليه أهل هذا الفن أما بخصوص منهج الحافظ رحمه الله في هذا الشأن فهناك أمور لابد من الإشارة إليها:
1. أن الحافظ رحمه الله نقض هذه القاعدة في الترجمتين اللتين قال فيهما "مجهول".
2. أن هذا الأمر كان يستقيم فيما لو عمم هذه القاعدة على كل من روى عنه ثقة ولم يخصها بمن روى عنه ابنه فقط.
3. أن الحافظ رحمه الله قد وهم في عشرات الترجمات التي أوردها في التقريب وخالف فيها منهجه الذي ذكره في مقدمة كتابه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/73)
س49: ذكرتم أن من يدلس تدليس التسوية_"كعمر بن علي المقدمي وعمر بن عبيد الطنافسي"_ لا يستشهد بحديثه وإن صرح بالتحديث ومع ذلك صدرتم الباب في حديث: (كان يغير الاسم القبيح بالاسم الحسن) في السلسلة الصحيحة 207 برواية عمر بن علي المقدمي وأوردتم لها متابعات "وإن كانت هذه المتابعات تصلح في حد ذاتها للاحتجاج" فما القول في هذا؟
ج/ إيراد هذه المتابعات التي تصلح بذاتها للاحتجاج كاف في رد هذا الاعتراض وأما لماذا صدر الباب بهذه الرواية فإن هذا الأمر يعود إلى تصنيف المصنف فربما "على سبيل المثال" ترد هذه الرواية عند أحمد رحمه الله وترد المتابعات عند من هو أقل منه في الطبقة كالطبراني والبزار رحمهما الله.
س50: ما زال الإشكال قائما حول وصف قول التابعي بالموقوف ولم لا نصفه بالمقطوع؟
ج/ الإشكال يزول بتقييد هذا الوقف بمعنى أنه موقوف على هذا التابعي وليس الموقوف المطلق الذي يعني قول الصحابي وهنا يذكر أحد الحاضرين رواية الأثرم رحمه الله عن أبي سلمة بن عبد الرحمن رحمه الله: (السنة في اليوم المطير الجمع بين المغرب والعشاء) وذكر تعليق الشيخ رحمه الله بأنه لم يقف على إسناده وإن صح فإن له حكم الوقف عليه
س51: مسألة تعارض قول الرسول صلى الله عليه وسلم مع فعله ما زالت بحاجة إلى مزيد من التوضيح.
ج/ يضرب الشيخ رحمه الله لشرح هذه القاعدة حديث شرب النبي صلى الله عليه وسلم قائما وهذا يتعارض مع قوله صلى الله عليه وسلم الذي ينهى عن الشرب قائما في أكثر من حديث، فمن حاول التوفيق بين الأمرين حمل النهي على التنزيه وقال بأن هذا أولى لعدم إهدار النصوص وهنا يذكر الشيخ رحمه الله اجتهاده في هذا الأمر وبدأ بسرد الروايات:
1. حيث ذكر أن روايات مسلم رحمه الله لهذا الحديث ورد فيها لفظ النهي ولفظ الزجر (والزجر أشد في النهي ولا شك وهذا مما يرجح أن النهي هنا للتحريم).
2. حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (أترضى أن يشرب معك فقد شرب معك الشيطان).
3. أمره عليه الصلاة والسلام من شرب قائما بالقيء بقوله (قيء قيء) ولا شك أن هذا الأمر لا يمكن حمله على التنزيه لما فيه من إزعاج كبير للنفس ولا يكون هذا في النهي عن المكروه تنزيها
ثم شرع الشيخ رحمه الله في ذكر بعض تفسيرات أهل العلم لهذا الأمر ومنها:
1. أن هذا خصوصية لماء زمزم.
2. أن هذا كان لشدة الزحام. وهو ما ارتضاه الشيخ رحمه الله
3. رواية الترمذي رحمه الله أنه صلى الله عليه وسلم حل وكاء قربة وشرب منها فهذا الحديث يؤيد رأي من قال بكراهة التنزيه ولكن يمكن حمله أيضا أن وضع القربة على الأرض ليشرب منها الإنسان قاعدا فيه حرج كبير.
س52: ما الفرق بين سارق الحديث والوضاع؟
ج/ سارق الحديث يأخذ حديث غيره ويركب له إسنادا_ (وهذا الحديث صحيح في غالب الأحيان) _ليغرب ويرغب الناس في حديثه (كحماد بن عمرو النصيبي الكذاب الباعث الحثيث صلى الله عليه وسلم125 طبعة مكتبة الستة)، فلا يلزم أن يكون حديثه مختلقا خلاف الوضاع فحديثه مختلق ولا شك إن تفرد به ولم يتابعه أحد متابعة مقبولة، وحديث السارق يحكم عليه بالضعف وقد يحكم عليه بالوضع من خلال القرائن خلاف حديث الوضاع فالأصل في حديثه أنه موضوع إلا إن توبع عليه متابعة مقبولة. وهنا يذكر أحد الحاضرين حديث أبي أمامة رضي الله عنه في جنازة معاوية بن معاوية المزني رضي الله عنه حيث ذكره الهيثمي رحمه الله في مجمع الزوائد وقال: قال ابن حبان رحمه الله: وفيه نوح بن عمر يقال أنه سرق الحديث قلت "أي الهيثمي رحمه الله ": ليس هذا بضعف وفيه بقية وهو مدلس وليس فيه علة غير هذا. وهنا لا بد من مطالعة سند الطبراني رحمه الله لهذا الحديث وهو: (علي بن سعيد عن نوح بن عمر عن بقية عن محمد بن زياد عن أبي أمامة) ويظهر من خلاله أن نوح بن عمر أدنى من بقية في السند فبقية فوقه فنوح دون العلة المعهودة في الحديث وهو "بقية بن الوليد وهو مدلس (من الطبقة الرابعة) وقد عنعن" والقاعدة عند نقاد الحديث البحث عن العلة من أعلى ابتداء وبقية هنا هو الأعلى فهو الأولى بتحمل العهدة من نوح "وهذا ما عبر عنه النقاد بقولهم: الإعلال بالأعلى أولى"، ولا شك أن هذا الحديث باطل متنا لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى صلاة الغائب إلا عن النجاشي أصحمة رحمه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/74)
الله.
س53: هل هناك فرق بين الحديث الموضوع والحديث الباطل؟
ج/ نعم، يشترط في الحديث الموضوع أن يكون في سنده رجل رمي بالوضع "وألا يتابع عليه متابعة مقبولة" ولا يشترط هذا في الباطل فالبطلان إما أن يكون: متنا وإما أن يكون سندا (كأن يروي ضعيف "ليس وضاعا ولا كذابا" عن إمام مشهور كالزهري رحمه الله ما ينفرد به عن أصحابه الملازمين له المشهورين بالرواية عنه فهذا يحكم عليه بالبطلان ولو تابعه ضعيف آخر مثله خلاف ما لو كان شيخه ليس في شهرة الزهري رحمه الله فهنا قد تنفعه هذه المتابعة.
س54: ما الرأي في قول بعض المعاصرين في مسألة الحسن لغيره وأن رواية الضعيف لا تتقوى برواية الضعيف مثله مطلقا وأن شرط قبولها أن تتقوى برواية صحيحة أو حسنة على الأقل أم ضعيف مع ضعيف فلا مع العلم بأن هذا يخالف صنيع كبار المتقدمين كالشافعي رحمه الله الذي اشترط لقبول المرسل "وهو ضعيف" أن يتقوى بأمور وذكر منها رواية مسندة وإن كانت ضعيفة أو رواية مرسلة مع عدم اتحاد مخرجيهما فهذا ضعيف تقوى بضعيف وكذا أحمد رحمه الله الذي كان يكتب حديث ابن لهيعة رحمه الله ليستشهد بها مع أن ابن لهيعة رحمه الله ضعيف ومع ذلك قد يقوي أحمد رحمه الله حديثا يحتاج إلى تقوية بحديث ابن لهيعة رحمه الله مع ضعفه وكذا الترمذي رحمه الله.
ج/ يستنكر الشيخ رحمه الله هذا الرأي بشدة ويؤكد على ضرورة متابعة المتقدمين في صنيعهم بالاعتبار بالضعيف.
س55: هل يصح الاستشهاد للحديث الضعيف بالقرآن؟ ويعزى هذا المتن للرسول صلى الله عليه وسلم لأن معناه يوافق القرآن الكريم؟
ج/ أما اللفظ فلا وأما المعنى فيستشهد له لأنه معنى صحيح وأما نسبة اللفظ للرسول صلى الله عليه وسلم فهذا أمر يحتاج إلى دعم آخر فقد يصح المعنى دون اللفظ ويستشهد أحد الحاضرين بصنيع الشيخ رحمه الله في السلسلة الصحيحة 5/ 596 في حديث: (من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجزه ومن وعده على عمل عقابا فهو فيه بالخيار) فهذا الحديث له طريق واحد فقط عند أبي يعلى رحمه الله وفيه سهيل بن أبي حزم ورجال الإسناد ثقات غير سهيل (ضعفه الجمهور) والحديث مع ضعف سنده فهو ثابت المتن عندي "أي عند الشيخ رحمه الله " يشهد لشطره الأول آيات منها قوله تعالى: (لا يخلف الله وعده) ويشهد لشطره الثاني حديث عبادة مرفوعا: (ومن عبد الله وسمع وعصى فإن الله تعالى من أمره بالخيار إن شاء رحمه وإن شاء عذبه) فالشطر الأول شاهده في القرآن والشطر الثاني شاهده في السنة ولفظه قريب منه "ومن الممكن أن يكون هذا سبب تعليق الشيخ رحمه الله أعلاه الذي يوحي لقارئه أن الشيخ يميل لتحسين الحديث بشاهد عبادة رضي الله عنه. فالقاعدة العامة: أن اللفظ لا يعزى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأما المعنى فثابت في القرآن "بمعنى العمل به". وهنا يؤكد أبو الحسن برأي ابن القطان رحمه الله كما نقله الحافظ ابن حجر رحمه الله عنه في النكت وهو: (العمل بالحديث الضعيف إذا كان يوافق ظاهر القرآن).
س56: الرجل إذا كان غالب حديثه خطأ فما القول فيه هل يترك أم يكتب حديثه للاستشهاد كما قال ابن عدي رحمه الله في أبي بكر بن أبي مريم رحمه الله: (الغالب على حديثه الغرائب وقل ما يوافق عليه الثقات وهو مما لايحتج به ولكن يكتب حديثه)؟
ج/ الأمر يختلف تبعا لحال من وصف بهذه الصفة ففي حالة أبي بكر بن أبي مريم رحمه الله "وقد اختلط" ربما وجدت له أحاديث ولو قليلة وافق فيه الثقات "ويعرف هذا باستقصاء مروياته" خلاف من كان سيئ الحفظ طبعا فليس له حالة أحسن من حالة.
س57: خلاف العلماء في زيادة الثقة هل هذا ينحصر في الصور المشهورة كالوصل والإرسال والوقف والرفع أم أنه يتعداه إلى تصريح المدلس والاختلاف في الصحبة وما شابه ذلك مما قد يزيل علة المتن فنلجأ للترجيح في كل صور الخلاف عند اختلاف الآراء؟
ج/ الأمر شامل لكل الصور ولكن لابد من دراسة القرائن والمرجحات في كل صورة ومنها النظر إلى صفة ذلك الراوي الذي شذ عن الجماعة في رفع الموقوف وما شابه ذلك.
س58: قرأت "أي أبو الحسن" بخط الشيخ رحمه الله في حاشية الصحيحة الجزء الثالث تضعيف زيادة "ومغفرته" في الرد على السلام ثم تحسينه لها لعموم النص القرآني: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) فما القول في ذلك؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/75)
ج/ يمكن اعتبار ذلك من الأمثلة على أن الحديث الضعيف إذا شهد له النص القرآني فهو صحيح من حيث المعنى ويقويه عمل ابن عمر رضي الله عنه الذي كان يمنع الزيادة ابتداء ولا يمنعها إذا سلم القادم سلاما كاملا.
س59: الراوي إذا اختلف فيه قول إمام واحد فعدله مرة وجرحه أخرى ولم بظهر لنا المتقدم من المتأخر من القولين فأيهما يقدم؟
ج/ يعامل القولان وكأن القائل إمامان من أئمة الجرح والتعديل تعارض قولاهما فيقدم الجرح إذا كان مفسرا مؤثرا وكان التعديل مجملا (إلا إذا قدم المعدل دليلا ينفي الجرح من أصله أو يؤكد زواله).وهنا يذكر أبو الحسن مثالا من صنيع الشيخ رحمه الله وهو حديث: (يا معشر الأنصار إن الله قد أثنى عليكم خيرا في الطهور ……. الحديث) حيث قال الشيخ رحمه الله: ضعيف بهذا اللفظ وذكر قائمة الموثقين والمجرحين لراو اختلف في توثيقه وتضعيفه في سند الحديث وكان ابن معين وابن حبان رحمهما الله في كلا الجانبين (الموثق والمضعف) وقال الشيخ رحمه الله: أن ذلك مرجعه لاختلاف حكم الناقد على الراوي الواحد وحينئذ يقدم المجرح لأنه بالضرورة لا يجرح إلا إذا كان الجرح مفسرا وينزل عدد الموثقين إلى ستة وإذا نظرنا إلى أقوال ابن معين وابن حبان رحمهما الله نجدها كالتالي:
ابن معين رحمه الله أولا: ضعيف الحديث وثانيا: والله الذي لا إله إلا هو إنه لمنكر الحديث. (وهذا بلا شك جرح مفسر خلاف الأول فهو جرح مبهم).
ابن حبان رحمه الله: يعتبر بحديثه من غير طريق بقية رحمه الله (ولعل هذا الحديث من حديثه عن بقية كما قال أبو الحسن).
س60: المتقدمون لا يتحرون التفريق بين صيغ الجزم والتضعيف (كروي وقيل) وكذا الفرق بين (إسناد صحيح وإسناد حسن) حتى أن بعض المتأخرين كابن حجر رحمه الله لا يلتزم أحيانا بهذا التفريق فمتى بدأ هذا الاصطلاح ومن من الحفاظ يستخدم هذا اللفظ بمعناه الاصطلاحي؟
ج/ قال الشيخ رحمه الله أنه لا يعلم متى بدأ استخدام هذا الاصطلاح وذكر من الحفاظ الذين استخدموه النووي والذهبي رحمهما الله وأما المتقدمون فمن الصعب أن ننسب إليهم هذا المصطلح العلمي الدقيق ويستدرك أبو الحسن بأنه إذا روى متقدم الحديث بلفظ التمريض هل من الممكن أن يعد من جملة المضعفين؟ ويجيب الشيخ رحمه الله بالنفي ولكن صنيعهم هذا لا يمكن اعتباره جزما بالصحة والنتيجة العملية تعود إلى الاصطلاح فإذا رأينا حافظا من الحفاظ الملتزمين بهذا الاصطلاح يروي بصيغة التضعيف (روي) فإن هذا يعطينا حكما مبدئيا بضعف السند ولكننا لسنا مطالبين بالاستمرار على هذا النهج إذا ما وجدنا إسنادا صحيحا لهذا الحديث وإذا انتقلنا إلى صنيع المتقدمين فإننا نلحظ أن تعبيرهم (بروي) _وإن لم يلتزموا بمعناها الاصطلاحي_يساعد من حيث المعنى اللغوي (ببنائه للمجهول) على تبني رأي أهل الاصطلاح كأن الحافظ المتقدم بإيراده لهذا الحديث بهذه الصيغة لا يدري من هو راويه (وهذا بلا شك نوع ضعف في الحديث والأصل في الحديث إن لم يكن صحيحا التوقف) لأن العمل بالحديث فرع على صحته.
س61: إذا ثبت أن تاريخ وفاة التلميذ الذي روى عن شيخه المختلط متقدم على تاريخ اختلاط شيخه فما حكم روايته؟
ج/ إذا ثبت هذا التأريخ فروايته عن شيخه المختلط أقوى من رواية شعبة وسفيان إذا ما كانا قد رويا عن نفس الشيخ وأما إذا كان هناك خلاف بين التاريخين فيقدم الأحوط. وهنا يتدخل أحد الحاضرين مستشهدا بصنيع الشيخ رحمه الله في تمام المنة في حديث العجن عندما نقل كلام الحافظ الذهبي رحمه الله في ترجمة أسيد بن أبي أسيد في الميزان حيث قال: (الشيوخ الذين لم يعرف فيهم جرح ولا تعديل ويروي عنهم المشايخ الثقات روايتهم محمولة على الصحة إلا إذا تبين فيها ما يستنكره الباحث) ويستشهد أيضا بذكر الشيخ رحمه الله لعزو الهيثمي رحمه الله لحديث بحثه الشيخ رحمه الله ثم وقف الشيخ رحمه الله على إسناده عند الطبراني رحمه الله في الكبير وقال فيه: ثم تبين لي "أي الشيخ رحمه الله " أنه حسن لولا أن فيه أحمد بن عمرو الخلال المكي حيث أخرج له الطبراني رحمه الله ستة عشر حديثا في الأوسط مما يدل على أنه من شيوخه المشهورين فإذا عرف أو توبع فالحديث حسن (فالقيد هنا في التحسين متوقف على معرفة الشيخ أو وجود المتابعة) ولكن إكثار الطبراني رحمه الله عن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/76)
الخلال يؤيد القاعدة التي حررها الذهبي رحمه الله في الميزان والشيخ رحمه الله يؤكد أن هذه القرينة "الإكثار عن الشيخ" لا تستلزم التصريح بتحسينه ولكنها قرينة مؤثرة بلا شك في تقوية الحديث فالشيخ الذي أكثر عنه تلميذه الحافظ الثقة لا يمكن أن يكون في نفس الدرجة مع الشيخ الذي لم يرو له تلميذه إلا حديثا واحدا أو اثنين أو كان مقلا في الرواية عنه ويذكر أبو الحسن هنا مثالا من السنن الكبرى وهو إكثار البيهقي رحمه الله من الرواية عن (نصر بن أبي قتادة) ولم يجد له أبو الحسن ترجمة فيرد الشيخ رحمه الله بأنه لو جمعت أحاديثه وكانت من الكثرة بحيث تؤيد اعتماد البيهقي رحمه الله لوايته وثقته به فإن هذا بلا شك أمر لا يمكن تجاهله خاصة وأن البيهقي رحمه الله أقوى من الطبراني رحمه الله في هذا الميدان.
س62: إذا اختلف كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله في مؤلفاته (في الحكم بالتضعيف أو التصحيح) أو في إثبات صحبة أو نفيها أو اختلف حكمه على مدلس (فأحيانا يختلف حكمه على الراوي الواحد فيذكره في طبقة معينة في طبقات المدلسين ثم يعود لذكره مرة أخرى في النكت في طبقة أخرى) فبأي الرأيين نأخذ؟
ج/ يعتمد على الكتاب المتخصص في هذه المسألة فلو كان الأمر متعلقا براو مدلس على سبيل المثال فالحكم المعتمد هو حكمه في طبقات المدلسين. (مع مراعاة أن الحافظ رحمه الله عندما يحكم على رجل ربما يكون الحكم نسبيا يتعلق بهذا الحديث فقط لا حكما كليا كما في التقريب).
س63: ذكر ابن رجب رحمه الله في شرح العلل للترمذي رحمه الله أن المتقدمين لم يكن لهم قانون مطرد في رفع الجهالة وإنما أول من قال بأن جهالة العين ترتفع برواية اثنين هو محمد بن يحيى الذهلي رحمه الله وتبعه على هذا المتأخرون وساق أبو الحسن أمثلة من صنيع المتقدمين تؤيد عدم التزامهم بما قاله الذهلي رحمه الله منها أن علي بن المديني رحمه الله كان يذكر له من روى عنه الثلاثة ومع ذلك يحكم بجهالته وأحيانا يوثق من لم يرو عنه إلا راو واحد (وابن رجب رحمه الله بذكره هذا الأمر يقرر أن المتقدمين كانوا يدورون مع القرائن حيثما دارت) ويتساءل أبو الحسن عن بعض الصور مثل:
¨ حدثني فلان في سنة كذا في بلد كذا
¨ حدثني فلان وكان قاضيا أو مؤذنا
¨ حدثني فلان وكان فقيها
ج/ يعلق الشيخ رحمه الله على الصورة الأولى بأن الطبراني رحمه الله يكثر منها في روايته عن مشايخه ويرى رحمه الله أن الجهالة لا ترتفع بها إلا مع وجود القرائن.
أما الصورة الثانية فلا ترتفع بها الجهالة أيضا.
والصورة الثالثة يعلق عليها الشيخ رحمه الله بأن كثيرا من الفقهاء لا يحتج بحديثهم وهنا يستدرك أبو الحسن بأن المقصود هنا هو رفع الجهالة لا التوثيق فيرد الشيخ رحمه الله بأن هذه الصيغة لا ترفع الجهالة التي اصطلح عليه المتأخرون.
س64: هل هناك بين الأقوال التالية:
1. فلان له إدراك
2. فلان له رؤية
3. فلان صحابي صغير
ج/ الإدراك والرؤية أقل إفادة من القول بأن له صحبة فمن وصفوا بالقولين الأول والثاني ربما رأوا الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن لا ينسحب عليهم معنى الصحبة ولو ضيقت فروايتهم مرسلة خلاف الصحابي الصغير فروايته موصولة ومرسله مقبول مطلقا.
س65: ما الرأي في رواة المستخرجات الجدد وقد اختلف فيهم رأي الحافظ رحمه الله فذكر في موضع تعديله لهم تبعا لأصول المستخرجات فإذا لم نجد لهم تعديلا فهذا كاف في تعديلهم ثم ذكر في موضع آخر أن إيرادهم في المستخرجات ليس كافيا للحكم على المستخرجات بأن لها حكم الأصول لأن جل هم أصحاب المستخرجات العلو بالسند؟
ج/ يقول الشيخ رحمه الله بأن الأصل الاعتماد إلا إذا رجحت القرائن خلاف ذلك وبالنسبة لأبي عوانة فإن الشيخ رحمه الله يؤكد علو طبقته على الحاكم رحمه الله ويصفه بأنه أكثر تحريا من الحاكم رحمه الله وأما الضياء المقدسي رحمه الله فإن الشيخ رحمه الله يصفه بأنه معروف بالتساهل لأنه يسلك المجهولين وإن كان حاله أفضل كثيرا من أبي عبد الله الحاكم رحمه الله في مستدركه كما قال الحافظ الذهبي رحمه الله. ويرد الشيخ رحمه الله على من حكم بجهالة الراوي لمجرد عدم وجود توثيق إلا من ابن حبان رحمه الله فقط "على سبيل المثال" رغم تخريج الشيخين له في الصحيح بدعوى أن إخراج صاحبي الصحيحين له هو توثيق له في الحديث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/77)
الذي خرجاه له فقط بأن هذا توثيق مطلق من الشيخين رحمهما الله وهذا ما قرره الحافظ والصنعاني رحمهما الله.
س66: يقول الحافظ الذهبي رحمه الله في الموقظة أنه لم يجتمع إمامان على توثيق ضعيف أو تضعيف ثقة ويشكل على هذا القول اختلاف أئمة الجرح والتعديل في تعديل أو جرح راو فقد يزيد عدد المجرحين والمعدلين لنفس الراوي على اثنين فما تفسير ذلك؟
ج/ تفسير هذا الأمر أنه يرجع إلى واقع الأمرفلم يوثق ضعيف ولم يضعف ثقة في واقع الأمر فأقوال الأئمة رحمهم الله "إجمالا" وضعت كل راو في منزلته التي يستحقها.
س67: المرسل الصحيح إلى مرسله أقوى من المسند الضعيف بدليل أن الأول احتج به بعض أهل العلم خلاف الثاني فلا يحتج به فما الرأي في ذلك؟
ج/ الشيخ رحمه الله يؤيد هذا الرأي.
س68: لماذا خص الشذوذ من بين أفراد العلة بالذكر في تعريف الصحيح؟
ج/ العلة والشذوذ بينهما عموم وخصوص فكل شذوذ علة ولا عكس. والشذوذ مختلف فيه وقد يندرج تحت هذا البحث "أي الشذوذ" زيادة الثقة فكأن هذا القيد قد وضع للرد على من قال بأن زيادة الثقة مقبولة مطلقا.
س69: ما القول في تفسير الصحابي؟
ج/ الشيخ رحمه الله يقرر أن تفسير الصحابي (وقوله الصحابي عامة) له حكم المرفوع بشروط ثلاثة:
1. أن يصح السند إليه.
2. أن يكون هذا مما لا يقال بالرأي.
3. ألا يكون ممن عرف برواية الإسرائيليات.
ويستشهد أحد الحاضرين بصنيع الشيخ رحمه الله في حديث البراء رضي الله عنه مرفوعا في تفسير "السري في سورة مريم" بأنه النهر حيث قال عنه الشيخ رحمه الله: وإسناده جيد وقد رواه ابن جرير رحمه الله عن سفيان وشعبة كليهما عن أبي إسحاق السبيعي سمعت البراء "أي موقوفا" قلت "أي الشيخ رحمه الله ": وهو الأصح "أي الموقوف" ولكن تفسير الصحابي للقرآن له حكم الرفع كما قرره الحاكم رحمه الله في مستدركه لا سيما وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما من قوله عند ابن جرير رحمه الله ورواه الطبراني رحمه الله مرفوعا من طريق أبي سنان سعيد بن سنان وهو صدوق له أوهام احتج به مسلم ولعل قول الطبراني رحمه الله لم يروه مرفوعا إلا أبو سنان عن أبي إسحاق هو بحسب ما علمه وفيه الصدفي وهو معاوية بن يحيى ضعيف وفيه بقية وهو مدلس. وله شاهد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (هو نهر أخرجه الله لها لتشرب منه) وفيه يحيى بن عبد الله وهو البابلتي وشر منه شيخه أيوب بن نهيك. فالأمر هنا أيضا يدور مع القرائن والشواهذ.
س70: حبيب بن أبي ثابت مدلس من الطبق الثالثة ولكن قال بعض العلماء: (تقبل عنعنته إذا روى بواسطة عمن أدركه مثل ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما) فما القول في ذلك؟
ج/ يؤيد الشيخ رحمه الله قبول عنعنة المدلس عن طبقة معينة إذا روى بالعنعنة عن طبقة دونها.
س71: ماذا ترجح عندكم في مسألة المعلقات التي بصيغة الجزم عند البخاري رحمه الله وقد استشهد أبو الحسن بكلام الحافظ ابن حجر رحمه الله ومن قبله ابن الصلاح رحمه الله حيث قالا بأن ما علقه البخاري رحمه الله بصيغة الجزم فهو صحيح إلى من علقه إليه؟
ج/ يوافق الشيخ رحمه الله وليس على هذا الرأي وليس كل ما جزم يكون صحيحا.
س72: قال الحافظ رحمه الله: لا نعرف حديثا وصف بكونه متواترا إلا وأصله في الصحيحين أو أحدهما فما القول في هذه المقولة؟
ج/ هذا مبالغة من الحافظ رحمه الله ولعل هذا من حميته للصحيح.
س73: هل للحافظ ابن حجر رحمه الله شرط خاص في التلخيص الحبير؟
ج/ لا ويؤكد الشيخ رحمه الله على كثرة أوهام الحافظ رحمه الله في التلخيص ولعله من أوائل مصنفاته.
س74: ما الفرق بين قولنا إسناد صحيح و قولنا حديث صحيح؟
ج/حديث صحيح يعود لأصل اشتراط الناقد والحديث الصحيح أقوى من الحديث الذي وصف بكون إسناده صحيح ولكن هذا غير مطرد لأن أصل اشتراط الصحة غير مجمع عليه بين النقاد وهذا أحد أسباب اختلافهم في تصحيح الأحاديث.
س75: الحد الفاصل بين المتقدمين والمتأخرين هناك من يجعله سنة 300 هـ وهناك من يجعله سنة 500 هـ فأي الرأيين أصح؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/78)
ج/ الأول أرجح وإدخال القرن الرابع وارد (لأنه أدخل في بعض روايات حديث القرون الفاضلة) أما الخامس فلا يدخل بالإجماع (لأن السند المؤثر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم انتهى بنهاية القرن الرابع الهجري تقريبا).
س76: هل ترجح لديكم شيء في مصطلح الترمذي رحمه الله "حسن صحيح"؟
ج/ لا.
س77: ما القول فيمن اشترط الإضافة إلى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم في قول الصحابي "كنا نفعل كذا" ليأخذ حكم المرفوع حكما "؟ (وقد نقله البرقاني رحمه الله عن شيخه الإسماعيلي رحمه الله. الباعث الحثيث صلى الله عليه وسلم65 طبعة مكتبة السنة)
ج/ الشرط لاغ.
س77: المشهور في تدليس التسوية اسقاط الضعيف بين ثقتين ولكن الحافظ رحمه الله قال في النكت: (لا إختصاص بإسقاط الضعيف فقد يسقط ثقة كما فعل هشيم رحمه الله لما أسقط مالك رحمه الله؟
ج/ لا يستبعد الشيخ رحمه الله ذلك وهذا كما يقول أبو الحسن تظهر فائدته في حد التعريف فيدخل إسقاط الثقة بين الثقتين في حد تدليس التسوية.
س78: ذكر الحافظ رحمه الله في هدي الساري في ترجمة محمد بن إبراهيم التيمي رحمه الله أن الإمام أحمد رحمه الله يطلق على ما تفرد به الثقة منكرا لكن الحافظ رحمه الله يقول في موضع آخر في النكت: (لكن حيث لا يكون المتفرد في وزن من يحكم لحديثه بالصحة بغير عاضد يعضده) وهذا كما يقول أبو الحسن وصف الضعيف أو الصدوق الذي لا يرتقي إلى الصحيح إلا بمتابع فما القول في هذا التعارض في كلام الحافظ رحمه الله؟
ج/ إطلاق النكارة هنا فيه غمز لهذا الثقة. ويذكر الشيخ رحمه الله في هذه المناسبة حديث جابر رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الإستخارة في الأمر كله ……… .. الحديث) حيث قال أحمد رحمه الله: حديث منكر والجمع هنا أن أحمد رحمه الله إذا قال في رجل هو (ثقة) عندنا وعند غيرنا بأنه (منكر) فلا بد أن أحمد رحمه الله يغمزه في حفظه.
س79: ما يذكره ابن حبان رحمه الله في الثقات: (روى عنه أهل بلده) وعندما يبحث الباحث لا يجد إلا راو واحد عن هذا الشيخ فهل هذا يرفع درجة هذا الشيخ؟
ج/ يؤيد الشيخ رحمه الله هذا ويقول بأنه يجب الاستفادة من كلام الحافظ ابن حبان رحمه الله ولكن لا تطمئن النفس إلى توثيق هذا الشيخ كما يوحي بذلك إيراد ابن حبان رحمه الله له في الثقات ولكنه بلا شك أفضل حالا ممن قيل فيه: (لم يرو عنه إلا فلان) ولا يضر كون الجمع الراوي عن ذلك الشيخ مبهما لأننا هنا نستفيد من روايتهم عنه في رفع الجهالة لا التوثيق.
س80: ما القول في تعريف الحاكم رحمه الله للحديث الشاذ؟
ج/ يعترض الشيخ رحمه الله على تعريف الحاكم رحمه الله للشاذ.
س81: ذكر الدارقطني رحمه الله: إن مالك وابن سيرين يوقفان الرواية المرفوعة احتياطا، والسؤال لو خالف ثقة مالك ر ورفع الحديث الموقوف عند مالك رحمه الله هل يمكن الجمع بين الأمرين بأن مالك رحمه الله وقف المرفوع احتياطا وذلك لا ينافي رواية الثقة الذي رفعه؟
ج/ يتساءل الشيخ رحمه الله هل ما ورد عن مالك في وقف المرفوع شامل لكل مرفوع عنه؟ هذا بلا شك خلاف الواقع ولا أدل على ذلك من صنيعه في الموطأ وفيه أحاديث مرفوعة كثيرة، فإطلاق هذه القاعدة غير مطابق للواقع ولا يعتقد أن مالك رحمه الله قد روى حديثا مرفوعا ووقفه رغم يقينه من صحته وإنما يفعل مالك رحمه الله هذا فيما لم يتيقن من حفظه له، وفي هذه الحالة فإننا نقدم رواية الثقة والصدوق الذي رفع الحديث وخاصة أننا نجهل حال هذا الراوي الذي شك مالك رحمه الله في حديثه. ولعل الدارقطني رحمه الله تأكد له رفع الحديث وخشي أن يوهم مالكا رحمه الله بوقفه لهذا المرفوع فقال بأنه فعل ذلك تورعا منه ويستدرك الشيخ رحمه الله على هذا الرأي بأن هناك أكثر من مبرر لهذا الأمر غير هذا كحالة الشيخ (كأن ينشط في مجلس فيرفع الحديث ولا ينشط في آخر فيوقفه) ولا شك أن هذا أولى بتحمل عهدة صنيع مالك رحمه الله من الاحتمال المذكور ويؤكد الشيخ رحمه الله أنه كما أننا لا يجوز لنا أن ننسب للرسول صلى الله عليه وسلم ما لم يقله فإنه لا يجوز لنا أن لا ننسب له ما قاله فليس من الممكن أن يكون الحديث عند مالك رحمه الله بإسناد صحيح مرفوع ويوقفه لأن في هذا كتمانا للعلم وإهدارا للحديث الذي ينتفع به المسلمون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/79)
س82: يقول ابن حبان رحمه الله: وإذا صح عندي الخبر من رواية مدلس بأنه بين السماع فيه لا أبالي أن أذكره من غير بيان السماع في خبره بعد صحته عندي من طريق آخر ويوضح أبو الحسن قول ابن حبان بأنه يقول: إذا رأيت المدلس قد بين السماع في رواية أخرى فلا أبلي أن أدخل روايته عن شيخه معنعنة في الصحيح لأني قد وقفت على تصريحه بالتحديث من طريق آخر (وإن لم أذكره في الصحيح). فالسؤال هنا هل هذا يعني أن كل عنعنات المدلسين في صحيح ابن حبان رحمه الله تكون محمولة على الاتصال لأن ابن حبان رحمه الله قد وقف على تصريح الراوي المدلس وهذا بافتراض أن ابن حبان رحمه الله قد علم أن هذا الراوي مدلس وكأنه يصنع صنيع مسلم رحمه الله بإيراد روايات الضعفاء كأحمد بن عيسى المصري وقطن بن نسير وأسباط بن نصر وسويد بن سعيد التي وافقوا فيها الثقات وذلك ليعلو بسنده فما الرأي في هذا القول؟
ج/ يعلق الشيخ رحمه الله على ذلك بأن فيه إظهارا للسند الصحيح بمظهر السند الضعيف فالإقتصار على ذكر السند الذي ظاهره معلول دون ذكر السند الصحيح لا يساعد على نشر الرواية الصحيحة وهنا يعلق أحد الحاضرين بقوله: إن ابن حبان رحمه الله أورد بعض الروايات في صحيحه ومع ذلك أعلها بالتدليس، وربما كان ابن حبان رحمه الله لا يراه مدلسا فأورد روايته معنعنة ونحن نراه مدلسا فنعترض على هذه العنعنة ويعلق الشيخ رحمه الله على هذا بأن بعض الأئمة يسوقون الحديث مع سنده فتبرأ عهدتهم من ذلك الحديث لأن الباحث مطالب بدراسة هذا السند إن شك في صحته. وجدير بالذكر أن ابن حبان رحمه الله أخل بهذا الشرط ولا أدل على ذلك من تعليل الحافظ ابن حجر رحمه الله لبعض أحاديث صحيح ابن حبان رحمه الله بالتدليس.
س83: تتمة لمسألة وقوف الحافظ ابن حجر رحمه الله على تلخيص الحافظ الذهبي رحمه الله ذكر بعض الأخوة مثالا ذكره الشيخ رحمه الله في السلسلة الصحيحة / 2327 في حديث "من باع دارا ولم يجعل ثمنها في مثلها لم يبارك له فيها" وبعد ذكر راو يسمى عبد القدوس قال الشيخ رحمه الله: وهو صدوق من شيوخ البخاري رحمه الله ومن بينه وبين أبي ذر رضي الله عنه لا أعرفهم ونقل الحافظ رحمه الله في اللسان عن تلخيص الذهبي رحمه الله (وهذا محل الشاهد "نقل الحافظ عن تلخيص الذهبي رحمه الله "): المنتصر بن عمارة وأبوه مجهولان. فما تعليقكم؟
ج/ الشيخ رحمه الله يكرر ما انتهى إليه نظره في هذه المسألة وأن هناك وجهان لهذا الأمر:
1. أن الحافظ رحمه الله لم يقف على تلخيص الذهبي رحمه الله
2. أنه رحمه الله وقف على التلخيص ولكنه لا يكتفي بمجرد النقل عنه لأنه وصل لمرتبة تمكنه من دراسة الأسانيد والحكم عليها دون تقليد من سبقوه من الأئمة والحافظ رحمه الله لم يكن من المقلدين للذهبي رحمه الله مع إجلاله له.
س84: في مسألة اختلاف الرواة لو كانت الرواية الناقصة مرجوحة هل يصح أن يقال عن راوي الناقصة أنه شذ أو وهم أم يقال هذا في حالة الزيادة فقط إذا كانت مرجوحة ويضيف أبو الحسن أنه لم يقف على رواية ناقصة وصف راويها بالوهم إلا رواية واحدة عند الحافظ رحمه الله حكم فيها على راوي الموقوفة (الناقصة) بالوهم لأنه خالف الجماعة الذين رفعوه (الزائدة) فما القول في هذه المسألة؟
ج/ لم أقف على مثل هذا الأمر ولكن كأصل وقاعدة لا يستبعد أن ينسب الوهم لمن قصر في رواية الحديث عن الثقات الآخرين وخالفهم (ولو أحيانا) لأنه إذا روى الحديث مقلوبا أو ناقصا بحيث يفسد المعنى فلا يسعنا إلا توهيمه وذكر الشيخ رحمه الله مثالا لهذا وهو حديث ابن عمر: أنه صلى الله عليه وسلم خطبهم بعد صلاة العشاء فقال: أرأيتكم ليلتكم هذه إنه لا يبقى على وجه الأرض (ممن هو على ظهرها اليوم أحد) وهناك روايات بغير قيد (ممن هو على ظهرها اليوم أحد) ولا شك أن في هذا إفسادا للمعنى لأن الرواية الناقصة تعني فناء الخلق كلهم بعد مائة سنة من تلك الليلة وهذا لم يحدث قطعا بدليل استمرار الحياة إلى يومنا هذا ولذا لا يسعنا إلا وصف رواة الرواية الناقصة بالوهم رغم أنهم لم يزيدوا في الرواية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/80)
س85: عندما يختلف رجلان كلاهما حكم عليه الحافظ رحمه الله في التقريب بأنه ثقة فإننا نرجع للتهذيب وأحيانا نرى أن أحد الراويين قد وثقه واحد فقط بينما الثاني قد وثقه نفس الواحد في جماعة فهل هذا مرجح للثاني على الأول؟
ج/ قد يصلح هذا مرجحا وقد لا يصلح وهو يصلح مرجحا إذا استوى الراويان في الشهرة وعدد الرواة عنهم وأما إذا اختلفا في الشهرة فقد يكون الراوي الذي وثقه واحد أشهر من الآخر وعدد الرواة عنه أكثر.
س86: خص الحافظ رحمه الله قبول مرسل الصحابي في أحاديث الأحكام فقط دون غيرها لأن الصحابة قد رووا عن أهل الكتاب كرواية الصحابة عن كعب الأحبار؟
ج/ الشيخ رحمه الله يكرر قاعدته المطردة في هذه المسألة وهي:
1. الموقوف على الصحابة رضي الله عنهم مما يقبل الاجتهاد فهذا لا حجة فيه.
2. إن لم يكن الأمر مما يقبل الاجتهاد فإنه حجة له حكم الرفع إن زالت شبهة كونه من الإسرائيليات وهنا يذكر الشيخ رحمه الله بصحيفة عبد الله بن عمرو التي وجدها في اليرموك وكان يروي منها شيئا فهذا القيد يحترز به من هذه الروايات ويضرب الشيخ رحمه الله مثلا بحديث ابن عباس رضي الله عنهما في نزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا فهذا مما لا يدرك بالإجتهاد ويضرب الشيخ مثلا آخر وهو حديث ابن مسعود رضي الله عنه في ذكر صفة التحيات وهو عند البخاري رحمه الله وقال فيه ابن مسعود رضي الله عنه: فلما مات قلنا: (السلام على النبي) ويؤيدها رواية عبد الرزاق رحمه الله بالسند الصحيح عن طاووس رحمه الله: (كان أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم يقولون بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم في التشهد السلام على النبي) فهل من الممكن أن يكون هذا من قبيل الرأي مع ملاحظة أن ابن مسعود رضي الله عنه كان يأخذ على أصحابه كعلقمة والأسود الحرف في تعليمهم التحيات. ولذا قال السبكي رحمه الله: إن صح هذا فالسنة أن يقول المصلي في التشهد السلام على النبي.
س87: الحافظ ابن حجر رحمه الله يقول بأن ابن سعد رحمه الله قد أخذ مادته العلمية من شيخه الواقدي فهل هذا خاص بالأسانيد والروايات أم يشمل كلامه في الجرح والتعديل؟
ج/ يقول الشيخ رحمه الله أنه لا يعتقد أن كلام الحافظ رحمه الله بهذا الشمول ويقسم المادة العلمية لابن سعد رحمه الله إلى ثلاثة أقسام:
1. ما أخذه من أحاديث بأسانيدها كسائر علما ء الحديث الذين يروون أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأسانيد التي وصلت إليهم عن شيوخ كثيرين.
2. ما رواه عن شيخه الواقدي من الأحاديث ومن أحداث السيرة بإسناد الواقدي.
3. ما ينقله عن الواقدي بلا سند.
والحافظ رحمه الله يعني بكلامه القسمين الثاني والثالث وأما كلام ابن سعد رحمه الله في الجرح والتعديل فلا علاقة له بشيخه الواقدي ويتساءل أبو الحسن: هل يؤخذ بكلام الواقدي في أحداث السيرة التي ينقلها ولا تنبني عليها أحكام شرعية كقوله غزوة كذا في سنة كذا أو فلان صحابي أو تابعي أو نحوه؟ ويجيب الشيخ رحمه الله بأنه يؤخذ بتحفظ بمعنى أنه لا يجزم به ولو لم يخالف وبين الشيخ رحمه الله أن هناك جمعا من العلماء يفرقون بين أحاديث الأحكام وأحاديث فضائل الأعمال ويقولون (فلان ثقة في كذا ضعيف في الحديث) والشيخ رحمه الله يبين منهجه في هذا الشأن وأنه لا يتبنى هذا المنهج ولكنه يحكيه ويسوق أبو الحسن مثالا يتعلق بهذا الشأن وهو ما جاء في ترجمة حفص بن عاصم رحمه الله عند ابن حجر رحمه الله حيث قال: هو إمام في القراءات ضعيف في الحديث ويقول: هل من الممكن أن تجري نفس القاعدة على الواقدي ويقال هو إمام في السيرة متروك في الحديث؟ ويجيب الشيخ رحمه الله بأنه لا يميل إلى تبني هذا في حالة الواقدي لأنه لا يمكن الفصل بين قول الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله الذي يشكل المادة الأساسية لأحداث السيرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/81)
س88: ذكر الذهبي رحمه الله في ترجمة الخطيب البغدادي رحمه الله في سير أعلام النبلاء أن الخطيب رحمه الله شرط في تاريخ بغداد أنه إذا نقل جرحا وتعديلا فالأخير هو المعتمد كما فعل في ترجمة أبي حنيفة رحمه الله حيث قدم أقوال المعدلين ثم أتبعها بأقوال المجرحين وعلى هذا فهو يعتمد قول المجرحين لأبي حنيفة رحمه الله والسؤال هل هذا الشرط صحيح وهل التزم به الخطيب رحمه الله في كل الترجمات سواء كانت مطولة أم متوسطة أم قصيرة كالتي لا يذكر فيها إلا قولان فقط فيقول هو ثقة ويتبعه بقول المخالف هو غير ثقة أو ضعيف مثلا؟
ج/ لا أدري وعلى هذا فنحن نسلم للمتقدمين في هذا الشأن إلا إذا ظهر خلاف كلامهم.
س89: ما القول في راو جرح في روايته عن شيخ معين (كسفيان بن حسين عن الزهري) وكان لهذا الراوي تلميذ وصف بأنه ثبت في الرواية عنه فهل تقبل رواية هذا التلميذ عن شيخه فيما رواه عن شيخه الأول الذي ضعف فيه فتكون سلسلة الإسناد كالتالي:
شيخ ثم راو ضعيف عنه ثم راو ثقة عن هذا المضعف في رواية شيخه؟
ج/ لا يصلح الاحتجاج برواية هذا التلميذ لأن العبرة برواية شيخه عن شيخ شيخه.
س90: ذكر في ترجمة بعض الرواة أنهم كانوا ينامون أو ينعسون في مجالس بعض العلماء وأنه قد حصل لهم من جراء ذلك نوع من سوء الأخذ وأحيانا يدافع بعض العلماء عن الراوي، كما فعل الشيخ المعلمي رحمه الله حينما دافع عن ابن وهب رحمه الله لما حضر بعض مجالس ابن عيينة وكان قد سمع أحاديثها من قبل فتشاغل بكتابة أو نحوه، وهذا لا يلزم منه تعليل روايته عن ذلك الشيخ عموما لسوء حفظه في هذا المجلس فقط والسؤال أليس ذلك دليلا على جعله مرجوحا إذا خالف راو مثله عن شيخه إذا لم يتبين لنا هل أخذه من قبل أم لا؟
ج/ إذا لم يتبين لنا هل أخذه من قبل أم لا فروايته بلا شك مرجوحة.
س91: إذا روى عن الشيخ راويان والإسناد لأحدهما لا يثبت هل يعتبر هذا رافعا لجهالة العين على أساس أن الرواية وردت عنه من طريقين_وإن كان أحدهما متكلما فيه_أم يبقى على جهالة العين لأن الثابت طريق واحد فقط؟
ج/ يبقى على جهالة العين.
س92: إذا انفرد في الترجمة عالم عرف بالتساهل في التوثيق فإن الشيخ (أي الألباني رحمه الله) يتوقف خاصة فيمن هو دون التابعين وإذا انفرد رجل متشدد كابن القطان وأبي حاتم رحمهما الله بالجرح (خلاف المجروحين كالأسدي) فإن الشيخ يعتمد كلامه فلماذا اعتمدنا كلام المتشدد في الجرح ولم نعتمد كلام المتساهل في التوثيق وكلاهما على خلاف الجادة والصواب؟
ج/ يقول الشيخ رحمه الله أنه لا يستوي من كان مثل يحيى بن سعيد القطان مع من عرف بالتساهل ويتساءل الشيخ رحمه الله: هل لاحظ أبو الحسن اعتماد الشيخ رحمه الله على جرح يحيى بن سعيد (على سبيل المثال) مع وجود المخالف الموثق؟ وهنا يوضح أبو الحسن أن السؤال في حالة الإنفراد بالتجريح "أي أنه لم يرد في ترجمة هذا الراوي إلا هذا التجريح" وهنا يوضح الشيخ: لو أننا أهملنا كلام المجرح فالرجل باق على جهالته ولا يحتج به فنحن نعتد بهذا الجرح لسببين:
1. أن المجرح من الأئمة الذين يعتد بقولهم.
2. أنه يجرح شخصا لو أهملنا تجريحه له فهو باق على جهالته وحديثه ضعيف فلا يضرنا تجريحه خلاف ما لو قبلنا توثيق المتساهل فإن هذا يؤدي للعمل بحديثه.
س93: سئل ابن أبي خيثمة رحمه الله ابن معين رحمه الله عمن قال فيه ضعيف فقال ابن معين رحمه الله من قلت فيه ضعيف فهو: (ليس بثقة ولا يكتب حديثه) ومن قلت فيه (لا بأس به) فهو ثقة والسؤال إذا جاءت ترجمة قال فيها يحيى: (ضعيف) ولم نجد إلا هذا القول فإننا نجد الحافظ ابن حجر رحمه الله يترجم له بقوله ضعيف رغم أن ابن معين قال فيمن قال فيه ضعيف: (ليس بثقة ولا يكتب حديثه) وهذا يعني أن ابن معين يعني الضعف الشديد الذي لا يصلح حتى في الشواهد خلاف الضعيف عند الحافظ رحمه الله (فهو يصلح في الشواهد والمتابعات) فهو لا يعني ما عناه ابن معين ومع ذلك استخدم نفس لفظ ابن معين فأي الرأيين نتبع؟
ج/ الشيخ رحمه الله يقول: إن كان هذا الضعيف قد روى عنه رواة كثر فالمعتمد كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله وإن كان العكس فلا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/82)
س94: في ترجمة أسامة بن زيد الليثي في تهذيب التهذيب نقل الحافظ رحمه الله كلام الحاكم رحمه الله: (روى له مسلم واستدللت بكثرة روايته عنه أنه صحيح الكتاب عنده) فما الرأي في هذا؟
ج/ هذا الكلام ينسحب على كل من روى عنه من التزم الصحة وأكثر من الرواية عنه ولا يلزم من إكثار الشيخين عن راو ما أن له كتاب فهذه قاعدة غير مطردة وربما وصل للحاكم رحمه الله أن لأسامة بن زيد الليثي كتاب وهنا يضيف أبو الحسن: لعل هذا لأن أسامة متكلم في حفظه فأورد الحاكم رحمه الله هذه المقولة ليؤكد أن مسلم رحمه الله لم يعتمد على حفظه وإنما اعتمد على كتابه ويرد الشيخ بأن هذا يطرد في كل من تكلم في حفظه فهل لكل واحد منهم كتاب؟ ويضيف أحد الحاضرين بأن الحاكم رحمه الله ربما قال هذا لما عرف عن مسلم رحمه الله من اعتناء بالصحف الحديثية فلعل مسلم وجد لأسامة صحيفة.
س95: نلاحظ من صنيع الحافظ ابن حجر رحمه الله أنه إذا انفرد النسائي (وأحيانا ابن معين) بالتوثيق فإنه يقول: وثقه النسائي ويهرب من العهدة أو يقول فيه صدوق ونادرا ما يعتمد توثيقه وإذا خالف النسائي رحمه الله أحد فإن الحافظ رحمه الله يجنح للمخالف سواءا تعلق الأمر بتوثيق أو تجريح وكذا يصنع الحافظ رحمه الله مع الدراقطني ومطين وابن عبد البر رحمهم الله فهل هذا لتساهله كما قال الشيخ المعلمي رحمه الله بأن ابن معين والنسائي ربما وثقا بعض المجاهيل؟
ج/ يقول الشيخ رحمه الله: النسائي رحمه الله كالعجلي رحمه الله تقريبا في التساهل فهو يوثق بعض المجاهيل ولكنه لا يكثر من ذلك، فإذا انفرد النسائي رحمه الله بالتوثيق فإننا إلى الرواة وصفا وعددا وكذلك من أخرج لهذا الراوي محل البحث ممن عرف بالإنتقاء أو التشدد وكذا ننظر في علو الطبقة ونزولها وغير ذلك من القرائن.
س96: من المعلوم كلام العلماء في اعتماد كلام بلدي الراوي والسؤال ما إذا خالف البلدي جمعا كبيرا من الأئمة سواءا في اثبات السماع أو نفيه فمن نقدم وهل الأمر سواء بالنسبة لنفي السماع وإثباته وكذا جرح الراوي وتعديله؟ وذكر أبو الحسن مثالا لهذا الأمر وهو ما ذكره الحافظ رحمه الله في ترجمة مكحول وسماعه من عنبسة بن أبي سفيان حيث نفى البخاري وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم رحمهم الله سماعه من عنبسة وأثبت دحيم رحمه الله سماعه من عنبسة ومع ذلك قدم الحافظ رحمه الله كلام دحيم وقال هو أثبت في الشاميين.
ج/ السؤال الأصعب كما يقول الشيخ رحمه الله ماذا لو عكسنا الكلام وكان الجمع هو المثبت والواحد البلدي هو النافي؟ يرجح الشيخ رحمه الله كلام المثبت لأن معه زيادة علم والمثبت مقدم على النافي فما بالك أن المثبت في هذه الصورة هو البلدي، فكلامه بلا شك مقدم أما في الجرح والتعديل (فإذا افترضنا مثلا أن الواحد البلدي ضعف والجمع المقابل وثقوا) فإننا في هذه الحالة ندرس التضعيف والتعديل بميزان الجرح والتعديل المعتبر بغض النظر عن البلدية فلو كان الجرح مفسرا مؤثرا فهو مقدم ولو خالف كلام البلدي لأن مسألة البلدية لا يلجأ اليها إلا عند استواء القرائن وعدم القدرة على الترجيح أما مع وجود قواعد ثابتة فلا إلتفات اليها قبل تطبيق قواعد الجرح والتعديل المعتبرة.
س97: من المعلوم صنيع الشافعي والحسن رحمهما الله في مسألة الرواية بـ (حدثني الثقة) وقد اعتذر البعض عن صنيع الحسن رحمه الله بأنه عاش في زمن بني أمية وكان يخشى من تسمية شيوخه للخلاف بين آل البيت وبين أمية فهل هذ التصريح بثقة فلان يعمل به إذا لم يختلف في هذا الشيخ أو اختلف في عينه والجميع يدور على ثقة؟
ج/ حسب القواعد المتبعة إذا اتفق الحفاظ على عين هذا الشيخ فلا معارض لإتفاقهم وإن اختلفوا فالترجيح هو المعتمد (والحسن البصري رحمه الله كحالة خاصة يميل الشيخ رحمه الله إلى قبول عنعنته عن التابعين ويتوقف فيها عن الصحابة رضي الله عنهم).
س98: لو اتفق كلام الأئمة على عدم سماع الراوي من شيخه ولكن ظاهر السند الصحيح ينفي قولهم فما القول في ذلك؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/83)
ج/ السند الصحيح ينقض اتفاقهم، ويستدرك أبو الحسن بنقله عن أبي حاتم رحمه الله كلاما له في العلل رجح فيه عدم السماع لإجماع أهل الحديث عليه رغم معارضته لظاهر السند (وفيه التصريح بالسماع) وقال بأن إجماع أهل الحديث حجة وهذا أيضا صنيع أحمد رحمه الله كما نقل ابن رجب رحمه الله في العلل حيث يسوق أحمد رحمه الله السند وفيه التصريح بالسماع ومع ذلك فإن أحمد رحمه الله ينفي هذا السماع ويقول: (لم يسمع) ويرد الشيخ رحمه الله بقوله: بأننا لسنا مطالبين بفحص ما في قلوب الأئمة وإنما نحن مطالبون بدراسة القرائن الظاهرة لنا والشيخ رحمه الله يذكر ببعض عبارات نفي السماع ومع ذلك فالسماع ثابت في الصحيحين وهنا يذكر أبو الحسن الشيخ رحمه الله بكلام الأئمة في بقية بن الوليد رحمه الله وأن تلامذته ربما رووا عنعنته عن مشايخه بالمعنى فقلبوها سماعا ويقول: أليس من المحتمل أن هذا التصريح بالسماع مع نفي الأئمة له هو من هذا القبيل (أي من تصرف الرواة) فبالتالي فإن هذا ينفعنا في هذا البحث لنفسر هذا التعارض بين التصريح بالسماع ونفي الأئمة لهذا السماع؟ فيرد الشيخ رحمه الله بقوله: ينفعنا هذا لو انصب كلام النافين للسماع على هذا الإسناد بعينه وليس كقاعدة مطردة.
س99: الراوي المجهول إذا انفرد عنه ضعيف فإن ابن حبان رحمه الله يقول عنه: (فلان لم يتهيأ لي حاله بجرح أو تعديل) لأن النكارة محتملة منه أو من تلميذه فلا نستطيع أن نحملها له لأن تلميذه من الممكن أن يتحملها والسؤال: إذا كانت النكارة شديدة والراوي الضعيف عنه ليس شديد الضعف (بحيث لا يتحمل هذه النكارة الشديدة) فهل من الممكن أن نحملها لذلك المجهول بحيث يخرج من حيز الجهالة إلى حيز الجرح؟
ج/ أم تحمل النكارة فنعم ولكن يبقى مجهولا ويؤيد أبو الحسن قول الشيخ بصنيع ابن حجر رحمه الله في ترجمة (أيفع "غير منسوب") عن سعيد بن جبير حيث حمله النكارة ولم يحكم عليه وأبقاه في حيز الجهالة. (ومن الجدير بالذكر أن نذكر هنا أن الضعيف "الذي لم يشتد ضعفه" أحسن حالا من المجهول فالأول يستشهد به اتفاقا أما الآخر فالإستشهاد به مسألة خلافية).
س100: في ترجمة أمية بن خالد في تهذيب التهذيب قال الحافظ رحمه الله:ضعفه أبو العرب وأحمد والعقيلي وقد لين ثلاثتهم القول فيه فقالوا (لين أو ضعيف) ومع ذلك فقد شدد الحافظ رحمه الله النكير على أبي العرب فهل لأبي العرب شرط في كتابه بأنه لا يورد إلا من كان شديد الضعف؟
ج/ لا أعرف ويصرح الشيخ رحمه الله بأنه لم يطلع على كتاب أبي العرب.
س101: في الطبقة الخامسة من التقريب يورد الحافظ رحمه الله صغار التابعين الذين رأو صحابيا أو صحابيين ولم يثبت لبعضهم سماع من الصحابة فما القول في اثبات الؤية مع نفي السماع؟
ج/ اثبات الرؤية لا يستلزم اثبات السماع.
س102: هل لمتأخر أن يحكم على راو بالتدليس ولو لم يسبقه أحد من المتقدمين لذلك وذلك كأن يطلع على رواية عنعن فيها ورواية ذكر فيه الواسطة وكان ضعيفا مع تصريحه فيها بالسماع؟
ج/ يتساءل الشيخ رحمه الله كيف يمكن لمتأخر أن يحكم بهذا الحكم مع قصور المتأخرين البين في مسألة جمع المرويات وسبرها وهذا ما توافر للمتقدمين فكيف لم يطلعوا على ما اطلع المتأخر عليه ويؤيد أبو الحسن مقالة الشيخ رحمه الله بصنيع ابن حبان رحمه الله لما دخل حمص وجمع مرويات بقية واتضح له بسبرها من أين أتي بقية وكيف أنه كان يروي المناكير عن الثقات، ويستشهد أبو الحسن أيضا بصنيع الحافظ رحمه الله في ترجمة (جعفر بن مسافر) حيث توقف في الحكم عليه بالتدليس رغم أنه وقف على رواية معنعنة له وأخرى صرح فيها بالسماع مع ذكر الواسطة الضعيف لأن المتقدمين لم يذكروا تدليس جعفر وهذا صنيع ابن عدي رحمه الله في الكامل حيث يحيل على كلام المتقدمين في بعض التراجم فيقول: (لم أر للمتقدمين فيه كلاما). ويزيد أبو الحسن الأمر وضوحا بذكر كلام الشيخ المعلمي رحمه الله حيث قال: (لنا أن نقول إذا قال إمام من الأئمة كالبزار وأبو نعيم والطبراني رحمهم الله جميعا: (تفرد بالرواية عنه فلان) أن نقول: (فلان لم يتفرد عنه وإنما روى عنه آخر، أما الحكم بالعدالة أو نفيها فهو غير ممكن لنا إذا كان لم يكن معلما للمتقدمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/84)
س103: ماذا عن سماع ابن جريج التفسير من عطاء هل هو عطاء بن أبي رباح أم عطاء بن أبي مسلم الخرساني؟
ج/ الله أعلم. ويضيف أحد الحاضرين أن ابن حجر رحمه الله رجح أن عطاء المذكور في سند البخاري رحمه الله_في أثر ابن عباس رضي الله عنه في الرجال الصالحين من قوم نوح صلى الله عليه وسلم_ليس هو الخرساني وأتى بقرائن تؤيد قوله.
س104: من المعلوم أن من كذب ولو في حديث واحد سقطت عدالته ولكن الحافظ الذهبي رحمه الله ذكر في ترجمة علي بن أحمد بن أبي الحسن النعيمي الحافظ الشاعر "أنه وضع مرة ثم تاب وقبلوه" وهذا الكلام مذكور في سير أعلام النبلاء وميزان الإعتدال وتاريخ بغداد وذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة اسماعيل بن عبد الله بن أويس: "لعل ذلك كان في شبيبته ثم تاب وصح حاله" وذلك لما تأول كلام النسائي رحمه الله لما قال: "ليس بثقة وقال: كنت أضع الحديث لأهل المدينة" وقال أحمد في العلل في حنش (حسين بن قيس) "المتروك": له حديث واحد حسن والسؤال هل من الممكن أن نقبل توبة من سقطت عدالته بكذب أو وضع إذا تاب وهل من الممكن الإنتقاء من حديث المتروك "الكذاب" ما علمت صحته كما قال أحمد رحمه الله في حنش؟
ج/ إذا تاب الكافر قبلت روايته فالأولى قبول رواية من تاب من الكذب ويضيف أبو الحسن: وهذا خلاف كلام بعض الأصوليين.
س105: ذكر الحافظ رحمه الله في الفتح في الجزء الرابع في باب: إذا اشترى شيئا لغيره بغير إذنه فرضي رواية ابن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع ففيه ادخال الواسطة بين ابن جريج ونافع وابن جريج سمع الكثير من نافع ففيه دليل على قلة تدليس ابن جريج فما القول في هذا؟
ج/ لا تؤخذ القلة من هذا وإنما يؤخذ من هذا أنه قد لا يدلس إذا روى عن شيخه الذي سمع منه وهنا يستدرك أبو الحسن بقوله: (إن الحافظ رحمه الله يريد أن يستدل بذكر الواسطة رغم كثرة الرواية المباشرة لإبن جريج عن نافع ومع ذلك لم يسقط ابن جريج الواسطة بينه وبين نافع) فيجيب الشيخ رحمه الله بأنه لا أحد يقول بأنه كان دائما يدلس أو كثيرا ما يدلس أما القول بقلة تدليسه بحيث يرتفع ابن جريج إلى الطبقة الأولى أو الثانية من طبقات المدلسين فلا ولذا فإن صنيع الحافظ رحمه الله بوضع ابن جريج رحمه الله في الطبقة الثالثة يدل على أنه يحترز من تدليسه ويستدرك أبو الحسن بأن كلام الحافظ رحمه الله ربما كان في نافع خاصة فيكون مقلا من التدليس عن نافع خاصة ولكن الشيخ رحمه الله يقول بأن كلام الحافظ رحمه الله مطلق فلم يقيد هذا الوصف بنافع خاصة.
س106: إذا اختلف الحافظ ابن حجر رحمه الله في ترجمة أحد الرواة ولم يجزم بكونه صحابيا أم لا فلا هو قال هو صحابي فثبتت عدالته ولا هو قال بأنه تابعي وبين حاله و إنما أبقى الأمر معلقا، فما الحكم في حديثه؟
ج/ حديث مختلف فيه فإما أن يترجح له أنه صحابي والراوي عنه ثقة فلا إشكال حينئذ وإما أن يترجح للباحث أنه تابعي فهو يحتاج حينئذ إلى بحث ودراسة.
س107: في مسألة سكوت الحافظ ابن حجر رحمه الله على حيث ما ومن المقرر لدينا أن هذا إقرار من الحافظ رحمه الله بصحة الحديث أو حسنه ولكن ظهر من صنيع الحافظ رحمه الله أنه يورد بعض الأحاديث في الفتح في موضع ويسكت عنها ثم يضعفها في مواضع أخرى كحديث (كل عمل لا يبدأ فيه بإسم الله فهو أقطع) فقد سكت عنه في الجزء الأول من الفتح ثم ضعفه في الجزء الثامن وكذا حديث (نية المؤمن خير من عمله) حيث ذكره في معرض الرد على من قال بأن عمر تفرد بحديث (إنما الأعمال بالنيات) وقال إن كان التفرد هنا بمعنى تفرده بالمتن فصحيح وإن كان المقصود تفرد المعنى فقد وردت أحاديث كثيرة تفيد نفس المعنى كحديث (نية المؤمن خير من عمله) فما القول في ذلك؟
ج/ الأمر يحتاج إلى استقراء ودراسة كاملة.
س108: من المعلوم أن الضعيف يوهم إذا زاد في الإسناد والعلماء يقولون: فلان رفاع أو يزيد في الأسانيد ولكن أبا حاتم رحمه الله في العلل رجح زيادة لابن لهيعة رحمه الله تدل على الإنقطاع في السند المخالف لابن لهيعة رحمه الله وقال: لأن في السند زيادة رجل ولو كان فيه نقص (أي سند ابن لهيعة رحمه الله) لكان أسهل عليه في الحفظ فكأن حرصه على حفظ هذه الزيادة مع سوء حفظه يدل على أنه أتقنها فما القول في ذلك؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/85)
ج/ لابد من دراسة حال الراوي المخالف، فإذا كان المخالف أوثق منه فلا وجه لكلام أبي حاتم رحمه الله وإن كان مثله أو دونه فلا إشكال في كلامه.
س109: ذكر الحافظ رحمه الله في الإصابة أن الرجل إذا ذكره ابن أبي حاتم في جملة من روى عن المترجم أو روى عنه المترجم بين صحابيين فهو صحابي فما القول في ذلك؟
ج/ هذا هو المعقول المتبادر.
س110: الدارقطني رحمه الله يستشهد برواية من خالف الثقات_من جهة ما_ في الجهة التي وافقهم فيها فإذا وافقهم في السند وخالفهم في المتن وجاء راو آخر فخالف الجماعة في سند الحديث فإنه يستشهد برواية هذا المخالف في المتن لأنه وافقهم في السند فما القول في ذلك؟
ج/ وجوده مع الجماعة إن لم ينفع فلن يضر لأن جانبهم هو الراجح به أو بدونه.
س111: سأل عبد الله بن أحمد رحمه الله أباه أحمد رحمه الله في العلل: كيف كان سماعك من حفص بن زياد؟ فقال أحمد: كان سماعنا منه شديدا فقال عبد الله: كان يملي عليكم؟ قال: لا، قال عبد الله: قلت تعليقا؟ قال: ما كنا نسمع منه إلا تعليقا. فما معنى هذه العبارة؟
ج/ الظاهر والله أعلم أن حفص لم يكن يجلس على طريقة المحدثين وإنما كان يعلق حديثا من الأحاديث على مناسبة من المناسبات في احدى مجالسه فكان أحمد رحمه الله يتتبع هذه الأحاديث وربما أفاد هذا أن حفص رحمه الله كان عسر الرواية.
س112: وردت عبارة في كتاب الضعفاء والمتروكين للدارقطني رحمه الله، قال البرقاني رحمه الله طالت محاورتي مع أبي منصور ابراهيم بن الحسين حمكان لأبي الحسن الدارقطني رحمه الله في المتروكين فتقرر لدينا ترك (أي من الرواة) ما أثبته على حروف المعجم في هذه الورقات وقام بسرد أسماء من فيها وذكر بعض الرواة دون أن يفصل حالهم حيث ذكرهم دون أن يتكلم عنهم فهل يكفي هذا لتركهم رغم أنه لم يفصل؟
ج/ هذا هو الظاهر لأنه شرط هذا.
س113: إذا اختلف تلامذة ابن معين رحمه الله في نقل كلامه فالشيخ المعلمي رحمه الله يقول بأنه يرجع إلى كلام البغداديين فهل هذا صحيح، أم يجمع بين كلامهم كأنه اختلاف بين الأئمة في ترجمة من التراجم؟ ويضيف أبو الحسن: بأنه ربما قصد الشيخ المعلمي رحمه الله بهذا الأمر البلدية.
ج/ يتساءل الشيخ رحمه الله: وهل كل من تكلم فيهم ابن معين من البغداديين حتى يرجح كلام تلامذته البغداديين؟ ففيستدرك أبو الحسن بقوله: أن المقصود نقل الكلام عن ابن معين نفسه لا موافقته في التوثيق والتضعيف مطلقا، وهنا يؤيد الشيخ رحمه الله كلام أبي الحسن رحمه الله بعد زوال الإشكال.
س114: ذكر أحمد رحمه الله عن يحيى بن سعيد القطان رحمه الله قوله: كان ثور بن يزيد الكلاعي إذا حدثني بحديث عن رجل لا أعرفه قلت له: أنت أكبر أم هو؟ فإن كان أكبر منه كتبته عنه وإن كان أصغر تركته هل في هذا رمي بالتدليس أم بماذا يفسر؟
ج/ الظاهر والله أعلم أن مقصود يحيى هو العلو في السند لا غير لأن رواية يزيد عمن هو أصغر منه لا علو فيها لأنها من قبيل (رواية الأكابر عن الأصاغر).
س115: قال أحمد رحمه الله في روح بن القاسم رحمه الله هو (ثقة لكن روى عن الصغار) ومن المعلوم من كلام ابن عدي رحمه الله أن الرجل لا يكون من أهل الحديث إلا إذا كتب (وليس روى) عمن هو أكبر منه أو مثله أو أصغر منه فهل هذا رمي له بالتدليس أو بأنه لم يرحل؟
ج/ هو غمز ناعم لا يضر ومقصوده أنه لايروي عن الأكابر فسنده نازل.
س116: في مسألة سماع أبي عبيدة رحمه الله من أبيه عبد الله بن أبي مسعود رضي الله عنه (وقد رجح الشيخ رحمه الله عدم سماعه منه) قال يعقوب بن شيبة رحمه الله: إنما استجاز أصحابنا ادخال حيث أبي عبيدة في المسند (أي المتصل) لمعرفة أبي عبيدة لحديث أبيه وصحته ولأنه لم يأت فيها بحديث منكر؟
ج/ هذا الكلام لا يجعل حديث أبي عبيدة عن أبيه مسندا لسببين:
1. أنه ينافي القواعد العلمية لأنهم صرحوا أنه لم يسمع من أبيه لأن أباه مات وهو صغير.
2. أننا نجد بعض المتساهلين في التصحيح والتحسين كالترمذي رحمه الله يعل أحاديث أبي عبيدة عن أبيه بالإنقطاع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/86)
س117: سئل أبو حاتم رحمه الله عن حديث رواه ابن عيينة رحمه الله عن سعيد بن أبي عروبة في تخليل اللحية فقال: لو كان صحيحا لكان في مصنفات أبي عروبة وهذا مما يوهنه (أي عدم وجوده في مصنفاته)، فهل معنى هذا أن ابن أبي عروبة رحمه الله أدخل كل ما حفظه في كتبه فما زاد على كتبه لا يكون من حديثه؟
ج/ هذا معنى كلامه ولكن هذا أمر غير مسلم به وإنما العبرة بالسند فإذا صح السند إلى سفيان فلا إشكال.
س118: هل رواية التلميذ عي شيخه المدلس من كتابه تزيل علة التدليس؟
ج/ العبرة برواية المدلس في كتابه (هل روى بحدثنا أم بعن) فلا يظهر فرف حينئذ بين الرواية عنه مشافهة أو من كتابه وعلى سبيل المثال، في مصنف ابن أبي شيبة رحمه الله نجد أحاديث يقول فيها ابتداءا حدثني وأحيانا عن وأحيانا فلان عن فلان مباشرة فلو كان ابن أبي شيبة رحمه الله مدلسا لتوقفنا في الصورة الثانية والثالثة ويؤيد أبو الحسن كلام الشيخ رحمه الله بذكر قصة الليث بن سعد رحمه الله مع أبي الزبير رحمه الله لما أعطاه كتابه فقال له الليث رحمه الله: أين الذي سمعته والذي لم تسمعه من جابر علملي عليه فلو كانت الرواية من كتاب المدلس مزيلة للإشكال لما كان لسؤال الليث رحمه الله معنى.
س119: من المعروف أن عدالة الراوي شرط في حد الصحيح وقد قال الصنعاني رحمه الله في "توضيح الأفكار": (العلماء قبلوا حديث المبتدعة بشروط فإما أن يتنازلوا عن قيد العدل في حد الصحيح وإما أن يردوا حديث المبتدع) فما القول في هذا الإشكال؟
ج/ يتساءل الشيخ رحمه الله ما هو المقصود بالعدالة عند الصنعاني رحمه الله، هل البدعة تعتبر فسقا؟ المبتدع ليس فاسقا ولكنه ضال مجتهد وعليه فلا إشكال في قبول روايته وأما إذا ثبت لدينا أنه فاسق ببدعته فروايته مردودة ويستدرك أبو الحسن بقوله: إن بعض أهل العلم قد سمى المبتدعة فساقا كابن حجر رحمه الله حيث قال قال بأن الفساق إما فساق تأويل وإما فساق شهوات ولكن كلام الحافظ رحمه الله لم يأت في سياق شرحه لحد الصحيح وإنما جاء في سياق كلامه عن رواية المبتدعة، والشكال يزول بالرجوع إلى تعريف الفسق في اللغة وهو الخروج عن الطاعة والمجتهد الذي اجتهد وضل لم يخرج عن الطاعة سواءا كان ذلك في الأصول أو الفروع لا فرق حتى في المعلوم من الدين بالضرورة لأن هذا الأمر (أي المعلوم بالدين من الضرورة) توفر مع الزمن فربما أصبح أمرا مستقرا معلوما من الدين بالضرورة بعد زمانه فمسألة المعلوم من الدين بالضرورة تضيق وتتسع باعتبار الأزمنة والأفراد واشتهار العلم فالحكم هنا عام فنحن لا نحكم على شخص بعينه بالضلال واستحقاق العذاب لأنه ربما كان مجتهدا مأجورا بل ويسبق كثيرا من أهل السنة الذين يتبعون أهواءهم في أمور الشريعة.
ويلخص أبو الحسن المر بقوله: المجتهد والمتبع للمجتهد إذا كان معظما للدين غير متبع لهواه لا يوصف بالفسق.
س120: هل بين التسوية والتجويد فرق؟
ج/ التجويد يختلف معناه عند المتقدمين والمتأخرين كالتالي:
1. عند المتقدمين تعني أن الراوي رواه رواية جيدة ليس فيها ما يعلها.
2. عند المتأخرين تعني وصف الإسناد بالجودة فالمتأخر لا يعقل أن له دخلا في باب الإسناد والرواية وإنما عمله الحكم على روايات المتقدمين.
3. وأحيانا يكون التجويد هو أي يروي الضعيف الحديث الذي أعله الثقات سليما من العلة فيقال جوده أي أزال علته وسواه (جعله جيدا وهوليس بجيد).
وأما التسوية فهي نوع من أنواع التدليس، وخلاصة القول أن التجويد يقال في مواطن الذم والمدح بينما التسوية لا تطلق إلا في مواطن الذم (أي تدليس التسوية).
س121: قال بعض العلماء: نقبل عنعنة المدلس مالم يرو منكرا، أي أنها مقبولة إلا أن يحكم عليها إمام بالنكارة أو يظهر فيها ما يفيد النكارة. فما القول في هذا الرأي؟
ج/ هذا التوسع على إطلاقه غير مقبول.
س122: كلمة لا يصح هل تعني الضعف الشديد؟
ج/ ليس شرطا فكلمة لا يصح تساوي موضوع في كتب الموضوعات، وأما في كتب السنن فتعني الضعف، وكتب العلل كعلل الدارقطني رحمه الله قال عنها العلماء أنها تخصصت في الأحاديث التي لها علل خفية ومع ذلك نجد في بعض هذه الكتب أحاديث عللها ظاهرة للناقد مثل الإنقطاع ونحوه فعلام يحمل هذا؟ الإشكال يزول بندرة هذه الأمثلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/87)
س123: هناك إشكال حول الكتب التي رواها التابعون عن الرسول صلى الله عليه وسلم فهي (وجادة لها حكم الإتصال) ولو أجرينا تعريف المرسل على هذه الصورة فإننا سوف نحكم على هذه الوجادات بالإنقطاع خلاف الحكم السابق بإتصالها. فما القول في ذلك؟
ج/ هذا الحديث على إرساله لم يحتج به العلماء لمجرد أنه مرسل وإنما لأنه اعتضد بعاضد آخر كالمرسل عند الشافعي رحمه الله إذا اعتضد بمسند فكذا الكتب التي يرويها التابعون فهي مرسلة من جهة ولكنها اعتضدت بما يقويها من جهة أخرى (أي الوجادة).
س124: مرتبة "صدوق يهم" وتغير بآخرة هي المرتبة الخامسة من مراتب الجرح والتعديل عند الحافظ رحمه الله في القريب، إذا نظرنا لصنيع الحافظ رحمه الله فإننا نجد أنه يصرح بأن ألفاظ هذه المرتبة ألفاظ استشهاد لا احتجاج كما في هدي الساري وهذا يدل على أن البخاري رحمه الله يستشهد بهذه المرتبة والحافظ رحمه الله جمع في هذه المرتبة عدة ألفاظ منها ما اتفق المتأخرون على عدم الإحتجاج بها مثل سيئ الحفظ ومنها ما يحتج بها مثل صدوق يهم وله أوهام، فلو قلنا أن هذه المرتبة مرتبة احتجاج فكيف يجمع الحافظ رحمه الله هذه الألفاظ (أي الإحتجاج وعدم الإحتجاج) في مرتبة واحدة، لأنه ليس من المعقول أن نقول أن لهذه الطبقة حكمان (حكم يحتج به وحكم لا يحتج به) وأمر ثالث أن الحافظ رحمه الله لما تكلم على اسماعيل بن أبي أويس شيخ البخاري قال مدافعا عن البخاري رحمه الله أنه انتخب من أحاديث اسماعيل فهو يحتج به في الصحيح ولا يحتج به خارج الصحيح إلا إذا توبع ومع ذلك نراه في التقريب لين فيه القول فقال عنه: (صدوق فيه لين من قبل حفظه) فالصدوق هو راوي الحسن فأنزل هذه المرتبة عن الصدوق وليس بعد الصدوق إلا مراتب الإستشهاد ومع ذلك نرى الحافظ رحمه الله في بعض التراجم أو في هدي الساري يشير إلى أن هذه المرتبة مرتبة استشهاد، ألا يدل هذا على أن الأصل في هذه المرتبة الإستشهاد إلا إذا ورد ما يرفع صاحب هذه المرتبة وإلا أبقيناه على الأصل؟
ج/ لا يمكن تصنيف الرواة تصنيفا دقيقا جدا فعلى سبيل المثال الحديث الصحيح هو مراتب ورواة الصحيح بكل أنواعه في مرتبة واحدة في سلم الجرح والتعديل ومع ذلك قد نقول في بعضهم حديثه صحيح ونقول في حديث آخرين هو أصح فمثل هذا التفاوت يسري على الحسن لذاته ويسري على المرتبة الخامسة ويستدرك أبو الحسن بأنه لو تفاوتت هذه الدرجات داخل المرتبة الواحدة فإن حكم المرتبة واحد فأوثق الناس حديثه صحيح فثقة ثبت حديثه صحيح وثقة حديثه صحيح مع اختلاف درجة الصحة، ونحن نحتاج إلى هذه الدرجات عند الترجيح وكذا الأمر في الحسن ويستشهد أبو الحسن بقول الصنعاني رحمه الله: (لا بأس به) تختلف عن (ليس به بأس) لأن لا النافية أعرق في النفي من ليس، ولكن السؤال هل من الممكن أن تحوي المرتبة الواحدة أكثر من درجة بحيث تكون إحداها درجة استشهاد والأخرى درجة احتجاج (كصدوق يخطئ "درجة احتجاج") و (صدوق سيئ الحفظ "درجة استشهاد") فلو قيل أنها كلها على سبيل المثال تصلح للإستشهاد مع ترجيح بعضها على بعض مع اتحادها في الحكم لكان الأمر مقبولا ويستدرك الشيخ رحمه الله أن هذا الحكم على المرتبة الواحدة ليس حكما واحدا ويضرب مثالا بـ (حديث قريب من الحسن) و (يحتمل التحسين) فليس كل من في هذه المرتبة يقال فيه هذا القول وهذا كمرتبة الصحيح تماما فالحافظ رحمه الله يختلف اجتهاده وهنا نذكر بكلمة الذهبي رحمه الله في الحسن وأنه على إياس من حده، (لأن رأي الباحث مقلقل) ويرجع أبو الحسن إلى كلام سابق للشيخ رحمه الله وهو "الرجوع إلى صنيع الحافظ رحمه الله في بعض الرواة الذين قال فيهم "صدوق يخطئ" فهو يحسن حديثهم وبالتالي فهذا مفسر لكلامه ولكن هل صنيعه مطرد؟ فهو يضعف ابن عقيل رحمه الله ويصرح بعدم الإحتجاج به وفي بعض المواضع يحسن له فصنيعه غير مطرد حتى يفسر لنا كلامه. ويذكر الشيخ رحمه الله بكلام أبي حاتم رحمه الله: (لا يحتج به) وكيف تأولها بأن معناها لا يحتج به في مرتبة الصحة ولكن حديثه حسن، فالحافظ رحمه الله إذا استعمل هذه اللفظة (لا يحتج به) في موضع بالنسبة لابن عقيل رحمه الله لا يستعملها إلا وقد بدا له أن في حديث ابن عقيل هذا بالذات شيئ وإلا فالأصل أنه يحسن حديثه. ويستشهد أبو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/88)
الحسن بكلام الحافظ رحمه الله في النكت (1/ 438) حيث قال: (ومن هنا يظهر ضعف طريقة من يحتج بكل ما يسكت عليه أبو داود لأنه يخرج أحاديث جماعة من الضعفاء للإحتجاج ويسكت عنها مثل ابن لهيعة وصالح مولى التوأمة وابن عقيل وموسى بن وردان ودلهم بن صالح وسلمة بن الفضل فلا ينبغي للناقد أن يقلده في السكوت على أحاديثهم ويتابعه في الإحتجاج بها بل طريقه أن ينظر هل لهذا الحديث متابع فيعتضد به أم هو غريب فيتوقف فيه ثم تابع: (لا سيما إن كان مخالفا لرواية من هو أوثق منه فإنه ينحط إلى قبيل المنكر وقد يخرج لمن هو أضعف من هؤلاء بكثير كالحارث بن وجيه). ومثل الحافظ رحمه الله بابن عقيل رحمه الله في كلامه على ضعفاء أبي داود رحمه الله ومع ذلك فهو يحسن له كثيرا في التلخيص وصنيع الشيخ رحمه الله كصنيع الحافظ رحمه الله حيث حسن لموسى بن وردان وهو ممن ذكرهم الحافظ رحمه الله أيضا في ضعفاء أبي داود رحمه الله "لأنه مختلف فيه وشأن الحسن أنه مختلف فيه" ويعود الشيخ رحمه الله إلى قول الحافظ رحمه الله في التقريب في ابن عقيل ويؤكد أن المرتبة الواحدة تتضمن شيئا من التداخل والذي يؤكد هذا أن الحافظ رحمه الله يحسن لإبن عقيل وإذا ضعفه فلمخالفته الثقات. وترجع المسألة مرة أخرى إلى أن الحديث الحسن محير وهذا فرع لهذه الحيرة.
س125: كلمة منكر الحديث يستخدمها العلماء في الجرح وهناك من يقول بأنها شديدة الجرح وإذا قيلت في راو فلا يستشهد بروايته مع أن العلماء يذكرونها في مراتب الإستشهاد؟
ج/ المعنى الذي أشير إليه هو خاص بالبخاري رحمه الله وهناك من فرق بين (منكر الحديث) و (له مناكير) فهذه العبارة لا تسقط الإحتجاج بحديثه ولو في مرتبة الحسن.
س126: فلان (غير معروف الحديث) هل هي بمعنى (منكر الحديث)؟
ج/ لا، هي عبارة ألطف من منكر الحديث.
س127: من المعلوم أن الجرح المفسر مقدم على التعديل ولكننا نلاحظ أن الحافظ رحمه الله في التقريب يحاول الجمع بين الجرح والتعديل كأن يقول فلان (صدوق له أوهام) فصدوق "تعديل" و له أوهام "جرح مفسر" فهل القاعدة السابقة على إطلاقها أم أن هناك بعض الحالات التي يحتاج فيها إلى الجمع بين الجرح المفسر والتعديل؟
ج/ الكلام الأخير هو الصحيح وهو عمل الحافظ رحمه الله في التقريب وإن كان قد أصابه بعض الوهم في تطبيقها فالأصل الجمع إلا إن تعذر الجمع كأن يكون الجرح شديدا (كأن يتهم الراوي بالكذب).ويؤخذ في الإعتبار أيضا التوفيق بين الجرح المطلق والتعديل المطلق وإلا رجعنا للتعديل المطلق طبقا لقاعدة الحافظ رحمه الله: (والرجل إذا ثبتت له منزلة الثقة لا يزحزح عنها إلا بأمر جلي) ويجب أن نأخذ في الإعتبار عدد المضعفين وعدد الموثقين عند تطبيق قاعدة الحافظ رحمه الله، فإذا وثق إمام راو وضعفه جماعة وكان كلاهما مطلقا فإن كلام الحافظ رحمه الله لا ينطبق على هذه الحالة لأنه لا يقال هنا أن التوثيق المطلق من فرد يساوي الجرح المطلق من جماعة والرجل قد ثبتت له العدالة بتعديل واحد فلا يزحزح عنها إلا بأمر جلي وجرح الجماعة المطلق ليس جليا، فلا شك أن هذا أمر خاطئ وإن كنا نسلم بأن جرح الجماعة المطلق لا يجعله مفسرا ولكننا في هذه الحالة لا نعتد بهذا التوثيق المطلق.
س128: مسألة الخضاب وقول العلماء: (فلان يخضب وفلان لا يخضب) هل هذا تفريق بين أهل السنة وغيرهم؟ مع أنه لا علاقة للخضاب بالضبط والإتقان.
ج/ العلماء رحمهم الله أرادوا بذلك أن يفرقوا بين من يتمسك بالسنة ومن لا يتمسك بها وإن كان من كبار العلماء لأنه ما من أحد أحط بالسنة علما فضلا عن العمل. وقد ذكر عن أحمد رحمه الله أنه يخشى أن يكون فرضا لتوافر الأحاديث الدالة على ذلك كقوله صلى الله عليه وسلم: (إن اليهود والنصارى لا يخضبون فخالفوهم) وقد عقد أحمد رحمه الله في الجزء الأول من العلل باب: (ذكر من كان يخضب من المحدثين). ويقول أبو الحسن: أنه ربما كان هذا تفريقا بين أهل السنة والشيعة ولكن يعكر على هذا أن كثيرا من كبار علماء أهل السنة كانوا لا يخضبون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/89)
س129: الإمام ابن حبان رحمه الله اشتهر بالتساهل في التوثيق وتكلم عنه الذهبي رحمه الله كثيرا فقال: (مسرف في الجرح ووصفه بأنه قصاب وأنه لا يدري ما يخرج من رأسه) الخ من العبارات التي يفهم منها أنه شديد الجرح وهنا يشكل على بعض طلبة العلم هذا الأمر ويعتبرونه تناقضا من الإمام ابن حبان رحمه الله؟
ج/ الصورة صورة تناقض ولكن التناقض في الحقيقة غير موجود لأن توثيقه قائم على قاعدة (أن الأصل في المسلم العدالة ما لم يجرح) وهو عندما يقف على أحاديث شديدة النكارة لراو (عليها شبهة الوضع) فإنه يسقط كل أحاديثه ويبالغ في جرحه فلا تناقض هنا ويضيف أبو الحسن أن التناقض يتصور إذا كان محل الجرح والتعديل واحدا ويزي قاعدة ابن حبان وضوحا بقوله أن ابن حبان يقول عن الراوي: إذا روى عنه ثقة وروى عن ثقة ولم يكن حديثه منكرا (ولو كان حديثا واحدا) فهو ثقة وأنه يجرح بشدة إذا وجد حديثا شديد النكارة فيمكن أن يقال أنه وثق في الحالة الأولى لأنه لم ير منكرا وجرح في الأخرى لأنه وجد منكرا شديد النكارة.
س130: الجوزجاني رحمه الله صاحب أحوال الرجال يكثر الحافظ رحمه الله من القول بأنه شديد على أهل الكوفة المتشيعة وأنه ناصبي فما القول في ذلك؟
ج/ ليس عندي دراسة عنه، ويذكر أبو الحسن قصة الجوزجاني مع أهل الحديث في الكوفة لما أمرهم بذبح دجاحة فعجزوا عن ذبحها فقال لهم عجزتم عن ذبح دجاجة وعلي ذبح كذا وكذا (ما العلم بأن هناك من ضعف سندها) ويضيف بأنه رغم إنكاره للبدعة فإنه يوثق إذا تحقق الصدق والضبط وهذا ما اتضح من صنيعه في الأعمش وأبي اسحاق رحمهما الله حيث ينكر البدعة بشدة كقوله: (مائل، جائر، زائغ) ومع ذلك يوثق ففثل هذا لا يقال فيه أنه متشدد حتى إذا ما ضعف راويا كوفيا فلا يقبل تضعيفه، فيجيب الشيخ رحمه الله: الأمر يحتاج إلى استقراء لكل الرواة الذين تكلم فيهم الجوزجاني وهنا يتساءل أبو الحسن: فهل يكفي أن نجمع كلامه في أحوال الرجال عن الرواة الكوفيين الذين تكلم فيهم ونقارنه بكلام الأئمة الآخرين؟ ويجيب الشيخ رحمه الله: الأمر يتوقف على العدد ونوع المخالفة (فقد يجرح الأئمة الكبار فهذا لا يوافق عليه بعكس المخالفة اليسيرة فإنها تقبل).
س131: إذا روى صاحب البدعة حديثا يقوي بدعته فكلام العلماء رحمهم الله في رد حديثه مشهور ولكن أحيانا نجد من وصف بالتشيع مثلا كحبيب بن أبي ثابت يروي حديثا في فضل علي رضي الله عنه دون غلو أو مخالفة لأصول الشريعة فهل يرد حديثه في هذه الحالة؟
ج/ الشيخ رحمه الله يقول بأنه ليس مطمئنا لهذ القيد (قيد ما يقوي بدعته) وليس مؤيدا للقول بإجماع أهل العلم واتفاقهم على هذا القيد ولا أدل على ذلك من عدم اشتراط الحافظ رحمه الله لهذا الشرط في شرح النخبة، فالراوي الثقة صاحب البدعة إن لم يخالف أصول أهل السنة بروايته فإنها تقبل وأما إذا روى ما يؤيد بدعته مخالفا بروايته أصلا من أصول أهل السنة فإن رد روايته في هذه الحالة لن يكون متوقفا على بدعته فقط وإنما ترد لنكارتها ولمخالفته للثقات. وجدير بالذكر أن المذهب المذكور في السؤال هو مذهب الجوزجاني وقد ذكره الحافظ رحمه الله من باب حكاية الأقوال رغم أنه رجح عدم الإعتداد بهذا القيد. ويضرب أبو الحسن المثل برواية مسعر بن كدام رحمه الله لحديث حذيفة وقد رمي مسعر بالإرجاء وحديث حذيفة للوهلة الأولى يثير شبهة الإرجاء التي رمي بها مسعر ولكن الحديث يمكن أن يتأول على أصول أهل السنة، ويؤيد الشيخ كلام أبي الحسن ولكنه يتحفظ على قول أبي الحسن بوجود شبهة الإرجاء في هذا الحديث، فيستدرك أبو الحسن مبينا تأويل أهل السنة لهذا الحديث وأن المذكورين في الحديث قد عملوا بما علموا ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها وخلاصة القول: (أن ما أمكن تأويله على أصول أهل السنة وإن كان ظاهره يؤيد بدعة من البدع وكان راويه من أهل هذه البدعة وكان ثقة ثبتا فإنه يقبل وأما إن لم يمكن ذلك فإن الرواية ترد وإن كان الراوي من أهل السنة).
س132: في قول الراوي (حدثني الثقة) ولم يعين وقول الراوي (حدثني فلان) وقد عينه الراوي واشترط ألا يروي إلا عن ثقة ولم نجد في شيخه كلاما غير هذا فأيهما أعلى؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/90)
ج/ الشيخ رحمه الله يؤيد علو الثاني على الأول لأنه اشترط خلاف الأول فمع جهالة الثقة في الصورة الأولى لم يشترط الراوي عنه ثقة شيوخه وضرب الشيخ رحمه الله مثلا برواية الشافعي رحمه الله عن محمد بن أبي يحيى السلمي حيث قال: حدثني الثقة ومحمد بن أبي يحيى ليس ثقة بل هو متهم بالكذب وأما إذا كان هناك رجل يشترط ألا يحدث إلا عن ثقة فهذا لا يكون من عامة الرواة وإنما يكون من الأئمة الذين يأخذون في اعتبارهم معايير الجرح والتعديل وعلى هذا يكون الثاثي أعلى من الأول، وهنا يتساءل أبو الحسن هذا من حيث الرجحان فماذا عن المرتبة؟ فيرد الشيخ رحمه الله: في حالة "حدثني الثقة" إذا كان الراوي عن هذا الموصوف بالثقة من أئمة الجرح والتعديل فإن روايته تقبل وإن لم نعثر على تعديل لذلك الثقة. ويساءل أبو الحسن وماذا عن الشرط؟ فهناك عدة احتمالات منها هل وفى بشرطه أم لا؟ هل ذهل عن شرطه؟ هل اشترط هذا مؤخرا كما قال السخاوي رحمه الله وروايته الأولى لم يلتزم فيها هذا الشرط ويذكر أبو الحسن الشيخ رحمه الله بجوابه الذي ذكره في مناسبة أخرى وهو: إن هناك فرقا بين من وصف بأن مشايخه ثقات كما قال أبو داود رحمه الله في مشايخ حريز بن عثمان ومن وصف بأنه ينتقي فلا يلزم أن مشايخه ثقات. ويرد الشيخ رحمه الله: بأننا لا نرد الحديث ونسلكه ولكننا لا نستطيع أن نحدد مرتبة هذا الحديث (أي أننا نسلك حديثه إذا لم يتبين خلافه ونحتج به على الحسن).
س133: استخدام أئمة الجرح والتعديل للفظ (كان طويل اللحية) ما معناه؟
ج/ فيه غمز خفيف.
س134: من المعلوم أن المرسل يستشهد به والسؤال (لو أن التابعي لم يسمع من الصحابي وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم) فهذا منقطع وقد يسمى مرسلا بالمعنى العام للإرسال فهل هو أقوى أو (قول التابعي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم)
ج/ الصورة الأولى هي صورة المرسل بالمعنى العام للإرسال وصورة المنقطع بالمعنى الإصطلاحي وفي كلتا الحالتين المذكورتين في السؤال لا فرق لأن (موقع الإنقطاع عند التابعي)، وهنا يستدرك أبو الحسن ويقول هل من الممكن أن يقال بأن المرسل أقوى لأنه على الجادة (تابعي_صحابي_الرسول صلى الله عليه وسلم)، وأما (تابعي_تابعي_صحابي) فهذا مستبعد في الصورة الأولى "إذا سرنا على الجادة" خلاف الصورة الأولى فإن الساقط فيها تابعي على الراجح ويضرب أبو الحسن مثالا برواية سعيد عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وسعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: السند الذي فيه ذكر الصحابي أولى، فإذا كان ذكر الصحابي لا ينفع فهو بالتأكيد لا يضر ويقول الشيخ رحمه الله: بأن المهم هو أن نثبت أن وجود الصحابي ينفع في هذا الصدد خلاف من أرسل مطلقا وفي الحالة الثانية الواسطة المجهولة إما أن تكون صحابيا أو صحابيا وتابعيا.
س135: في مسألة الحديث المتواتر ذكر الشيخ محمد الشنقيطي رحمه الله في كتابه مذكرة أصول الفقه أنه لا يشترط للتواتر عدد معين وإنما لكل حديث اعتبار إلا أن الأربعة ليس متواترا يقينا لأن الأربعة جاؤوا شهودا في الزنى ومع ذلك احتاج الحاكم إلى تزكيتهم فلو كان خبرهم يفيد العلم لما احتاج الحاكم إلى تزكيتهم فعدد التواتر فوق الأربعة يقينا فما القول في هذا الرأي؟
ج/ لا يوافق الشيخ رحمه الله على هذا الإطلاق ويضرب مثلا بحديث يرويه الخلفاء الأربعة هل هذا الحديث لا يفيد التواتر؟ وإنما العدد في مثل هذه الحالة لا مفهوم له.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[20 - 04 - 05, 03:27 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[20 - 04 - 05, 04:20 م]ـ
بارك الله فيك أبا داود
على هذا الجهد , وليتك وضعته في ملف وورد لكي يتسنى للجميع تحميله.
محبكم / خالد الأنصاري.
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[21 - 04 - 05, 01:35 ص]ـ
بارك الله فيك أبا داود
على هذا الجهد , وليتك وضعته في ملف وورد لكي يتسنى للجميع تحميله.
محبكم / خالد الأنصاري.
جزاك الله خيرا
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[21 - 04 - 05, 09:01 ص]ـ
سلمت الأنامل
ويبارك فيك وزد
زادك الله من فضله
وأقترح إضافة الموضوع أيضا للفوائد الحديثية
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[21 - 04 - 05, 10:00 ص]ـ
و فيكم جميعا شيوخنا الأفاضل بارك الله
شيخي الحبيب خالد الحقيقة عزيز جدا علي طلبك لكني لا أعرف كيف يفعل هذا الأمر
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[21 - 04 - 05, 10:57 ص]ـ
وهذه نسخة على الوورد ..
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - 04 - 05, 12:02 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[21 - 04 - 05, 12:53 م]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ خليل على هذا الجهد المبارك.
وبالنسبة عن أخي الشيخ الكناني , فكلانا يحتاج إلى دورات مكثفة في علم الحاسب الآلي (ابتسامة محب).
خالد الأنصاري.
ـ[ابن هشام المصري]ــــــــ[17 - 08 - 05, 11:35 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/91)
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[18 - 08 - 05, 04:02 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[26 - 03 - 08, 03:15 ص]ـ
جزاك الله خيراً، وبارك الله فيك.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[14 - 06 - 08, 04:54 م]ـ
يعني المفرغ هنا في هذا الموضوع هو محتوى الثمانية أشرطة كلها؟
ـ[عبد الرحمن أبو عبد الله]ــــــــ[19 - 06 - 08, 04:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[19 - 06 - 08, 09:31 ص]ـ
يعني المفرغ هنا في هذا الموضوع هو محتوى الثمانية أشرطة كلها؟
للرفع
ـ[أبو سهل الزياتي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 03:04 م]ـ
جزى الله أخانا أبا المسور المصري خير الجزاء، ونفع به، ونسأل الله أن يتقبل ذلك منه، ويجعله في ميزان حسناته، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
في الحقيقة: أقول: الشيخ الألباني - رحمه الله - كان ينهى عن نسخ أشرطته، وطبعاً؛ لأنها ليست كالكتاب المحرر، وما قيل شفاهةً لا يساوي ما كُتِب وحُرِّر. ولكن طالما أننا عمدنا إلى نسخ أشرطة الألباني وتفريغها فعلينا أن ننسخها كما هي، ولا سِيَّما وأن هنالك عدة مشاريع في أكثر من موقع لتفريغ أشرطة الشيخ الألباني، وخاصةً سلسلة الهدى والنور.
فالتصرف في الكلام بالزيادة والنقص والحذف، والتقديم والتأخير ليس من الطرق الصحيحة أولاً في التوثيق، وليست من منهج الأمانة العلمية في شيء ثانياً. ويزداد الأمر خطورة إذا كان الكلام يتعلق بتخصص الشيخ الألباني، وهو علم المصطلح، والرجال والعلل، إذ أن الدقة هنا مطلوبة، وخاصةً إذا تذكرنا أن الشيخ لم يصنف كتاباً في علم الحديث.
ـ[محمد بن عبدالله الصادق]ــــــــ[26 - 11 - 09, 03:29 ص]ـ
جزيت خيرا أبا سهل على التذكره فهى حقا معلومه لم اكن اعرفها من قبل
ـ[عبدالحميد حسن]ــــــــ[02 - 12 - 09, 02:32 ص]ـ
جزاكم الله خير
ـ[السدوسي]ــــــــ[02 - 12 - 09, 03:14 ص]ـ
بارك الله فيك.
ـ[وليد اليمني السلفي]ــــــــ[29 - 12 - 09, 07:09 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أحمد شرارة]ــــــــ[14 - 11 - 10, 10:34 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[14 - 11 - 10, 11:46 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
لكن أذكر أن الشيخ الألباني في أواخر حياته قد برَّأ راويين من تدليس التسوية أولهما بقية بن الوليد - المذكور في السؤال الأول - و الثاني هو المبارك بن فضالة الراوي عن الحسن البصري رحمهم الله.
قال الشيخ ذلك في كتابه: " النصيحة بالتحذير من تخريب ابن عبد المنان لكتب الأئمة الرجيحة و تضعيفه لمئات الأحاديث الصحيحة " و ليس عندي الكتاب الآن حتى أنقل النص المذكور منه و الله أعلم.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[14 - 11 - 10, 11:30 م]ـ
جزاكم الله خيراً(12/92)
نهي الصحبة عن النزول بالركبة لشيخنا المحدث أبي إسحاق الحويني-حفظه الله-
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[06 - 12 - 04, 12:29 ص]ـ
الحمد لله أما بعد فهذا بحث قد كتبه شيخنا -في أوائل ما كتب كما سمعت ذلك من فضيلته -وفيه من الفوائد والأبحاث الحديثية والنقولات الفقهية الشيء الكبير -يسر الله لإخواني الإنتفاع به وحفظ مؤلفه وشفاه وبارك في عمره ورعاه-
وقد نقلته من موقع شيخنا-حفظه الله وبارك في عمره-والحمد لله رب العالمين
: نهي الصحبة عن النزول بالركبة
المقدمة
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله (صلى الله عليه وسلم).
أما بعد: فإن اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها. وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
فهذا بحث استلله من كتابي: " بذل الإحسان بتقريب سنن النسائي أبي عبد الرحمن " بخصوص خرور المصلي من الركوع إلى السجود، أيكون على اليدين أم على الركبتين ومع أن المسألة ليست بكل ذاك، فإني اضطررت إلى فصلها من الكتاب المشار إليه، ونشرها لمناسبة عرضت.
ذلك أنني دخلت مسجداً لأصلي المغرب في نحو العاشر من شهر ذي الحجة سنة 1399 هـ فلما قضيت الصلاة قعد لفيف من الشباب يتحدثون همساً، ثم لم يلبثوا إلا قليلاً حتى تحول الهمس إلى معركة كلامية، وتراشق بسهام الملام.
فكان مما سمعته من أحدهم ـ ويظهر من سياق كلامه أنه ممن يقدم الركبتين في النزول ـ وأنه قال: " لا يقدم اليدين على الركبتين في النزول إلا جاهل، وكيف يجرؤ رجل على نقض ما قاله ابن القيم في " زاد المعاد "؟ لقد رجح النزول بالركبتين من عشرة أوجه "!!
فقال له مخالفه: " كيف تصم المخالف بالجهل وفيهم مثل ابن سيد الناس والحافظ والشيخ الألباني "؟ فأجابه: " هؤلاء محدثون لا تعلق لهم بالفقه، وبالذات الألباني فإنه هو الذي أحيا هذه المسألة في كتابه " صفة الصلاة ".
ثم دار كلام لا أحب حكايته، فضربت عن ذكره صفحاً، أما محصلته فمحزنة مؤلمة، فقد انتهى شجارهم هذا إلى فاصل رديء من الشتم للعلماء ومنهم ابن القيم والحافظ وكذا الألباني.
فما تركت مقامي حتى تكلمت مع ذلك الشاب النافر بمزيد من الحكمة والموعظة الحسنة فوجدته حديث عهد بمعرفة كتب السلف، فتدرجت معه، وتبين لي أن أقرانه استنفروه، فنفر وأن فيه اندفاعاً غير حميد فكلمته طويلاً فكان مما قلته له: " أما مسألة النزول إلى السجود فلا علاقة لها بالفقه وأصوله إلا من طرف يسير، وإنما تعلقها بالحديث وأصوله أكثر، فأنت تزري على أمثال هؤلاء السادة الأكابر بقولك " هم محدثون " وكأنها سبة لهم فبالله عليك ارفق بنفسك ولا تنظر إليهم النظر الشزر ولا ترمقهم بعين النقص ولا تعتقد فيهم أنهم من جنس محدثي زماننا، حاشا وكلا، فما منهم من أحد إلا وهو بصير بالدين، عالم بسبيل النجاة.
فإني أحسبك لفرط هواك تقول بلسان الحال، إن أعوزك المقال: من المزي؟ ومن العراقي، وأي شيء الذهبي؟ وأيش ابن حجر؟ هؤلاء محدثون، ولا يدون الفقه وأصوله ولا يفقهون الرأي ولا علم لهم بالبيان والمعاني والدقائق، ولا خبرة لهم بالبرهان والمنطق، ولا يعرفون الله تعالى بالدليل ولا هم من فقهاء الملة. فأمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك. وابك على ما أخطأت فيه فإن العلم النافع ما جاء [إلا] عن أمثال هؤلاء، وإنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذوو الفضل. فمن اتقى الله راقب الله واعترف بنقصه.
ومن تكلم بالجاه أو بالجهل فأعرض عنه، وذره في غيه، فإنما عقباه وبال. فرحم الله امرءاً أقبل على شأنه وقصر من لسانه، وأقبل على تلاوة قرآنه وبكى على زمانه وأدمن النظر في الصحيح، وعبد الله قبل أن يبغته الأجل. اللهم فوفق وارحم " ((أ))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/93)
أما كون الواحد منهم أخطأ في مسألة أو أكثر فسم لي أنت من كانت له العصمة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلا لوم على من درس الأصول، فصوابه مشكور، وخطؤه مغفور، وهو على كل حال مأجور. إنما اللوم والتوبيخ على الذين لا فقه عندهم ولا تعبوا في تحصيل العلوم ولا النظر فيها إذ يخطئون الأئمة، ويتبعون توهيم بعضهم لبعض في مسائل، فيجمعون ذلك ويحفظونه ثم يلقونه على من لا علم عندهم بل ولا أدب لديهم. فلا يعرف عن النووي إلا أنه أخطأ في كذا وكذا. فإذا ذكر أمامه قال: وأي شيء النووي؟! لقد أخطأ في كذا وكذا، فهم رجال ونحن رجال! فيا أخي: راقب الله فيما تقول وترحم على من ذكر منهم وإياك والفتوى من غير علم فكثرة الفتوى من قلة التقوى ولقد كان أبو حصين وهو من أجلة الناس ينكر على أهل زمانه ـ مع علمهم ـ كثرة الفتوى ويقول: " إنكم لتفتون في المسألة التي لو عرضت على عمر لجمع لها أهل بدر "! وليكن ديدنك ما فعل أبو مسلم الخولاني فإنه كان يقوم الليل فإذا أدركه الإعياء ضرب رجليه قائلاً: أنتما أحق بالضرب من دابتي. أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يفوزوا به دوننا، والله لأزاحمنهم عليه حتى يعلموا أنهم خلفوا من بعدهم رجالاً ".
أما مسألة النزول باليدين أو بالركبتين فلا تبطل الصلاة بالنزول بأحدهما كما حققه شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه في " الفتاوى الكبرى ".
وهذه الرسالة قد استللتها لك خاصة، فانظر لما فيها بعين الاعتبار ثم بادر إلى تحقيق ما فيها إذ هو الصحيح إن شاء الله تعالى. وقد يفوتني الشيء بعد الشيء فيها، وذلك أمر وارد، فإني ما قصدت أن أتقصى ذلك فإنه ليس في مقدوري ولا يسلم الاستقصاء كل الاستقصاء لأحد، ثم إن المسألة ليست بكل ذاك حتى نقيم الدنيا ونقعدها، فإن أمتنا مفككة أوصالها منفصمة عراها فالاختلاف في هذه المسائل الفرعية بهذه الحدة لا يزيد الأمر إلا اشتعالاً، ويجعل خاتمة أمرنا وبالاً فاللهم وفق إلى العلم النافع والعمل الصالح، ويسر ما عسر من أمرنا، وآت هذه الأمة أمر رشد، يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر. والحمد لله رب العالمين.
وكتبه أبو إسحق الحويني الأثري ذو الحجة 1399 هـ.
----------------------------------------------------------------------
أختلف الناس في هيئة الخرور إلى السجود أهي على اليدين أم هي على الركبتين؟ والراجح الصحيح في هذا الباب أن النزول إنما هو على اليدين لصحة الأدلة في ذلك ووضوح معناها
. والحجة في هذا الباب هي حديث أبي هريرة رضي الله عنه تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه " أخرجه أحمد (2/ 381) وأبو داود (3/ 70 عون) والبخاري في " التاريخ الكبير " (1/ 1 / 139) والنسائي (2/ 207) والطحاوي في " شرح معاني الآثار " (1/ 254) وفي " المشكل " (1/ 65 ـ 66) وكذا أخرجه الحازمي في " الاعتبار " (ص 158 ـ 159) والدارقطني (1/ 344 ـ 345) والبيهقي (2/ 99 ـ 100) وابن حزم في " المحلى " (4/ 128 ـ 129) والبغوي في " شرح السنة " (3/ 134 ـ 135) من طريق الدراوردي ثنا محمد بن عبد الله بن الحسن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا فذكره.
قلت: وإسناده صحيح لا غبار عليه وجود إسناده النووي في " المجموع " (3/ 421) ولكن شيخ الإسلام ابن القيم رضي الله عنه أعله في كتابه الفذ " زاد المعاد " بعدة علل، هي عند التحقيق ليست كذلك، فأنا أوردها جملة، ثم أكر عليها بالرد تفصيلاً والله المستعان وعليه التكلان.
قال شيخ الإسلام ـ ابن القيم ـ في " الزاد " (1/ 57 ـ 58) وفي " تهذيب سنن أبي داود " (3/ 73 ـ 75) ما ملخصه:
أولاً: حديث وائل بن حجر رضي الله عنه أثبت من حديث أبي هريرة كما قال ذلك الخطابي. وقد قال فيه الترمذي: " حسن غريب " وقال في حديث أبي هريرة: " غريب " ولم يذكر فيه حسناً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/94)
ثانياً: حديث أبي هريرة لعل متنه انقلب على بعض الرواة ولعل صوابه: " وليضع ركبتيه قبل يديه " فإن أوله يخالف آخره. قال: وقد رواه كذلك أبو بكر ابن أبي شيبة فقال: حدثنا محمد بن فضيل عن عبد الله بن سعيد عن جده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " إذا سجد أحدكم فليبدأ بركبتيه قبل يديه ولا يبرك كبروك الفحل ". رواه الأثرم في " سننه " عن أبي بكر كذلك. وقد روى عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يصدق ذلك ويوافق حديث وائل بن حجر. قال أبي داود: حدثنا يوسف بن عدى حدثنا ابن فضيل عن عبد الله بن سعيد عن جده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان إذا سجد بدأ بركبتيه قبل يديه ".
ثالثاً: إن كان حديث أبي هريرة محفوظاً فهو منسوخ بحديث مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه، والذي رواه ابن خزيمة في " صحيحه " قال: " كنا نضع اليدين قبل الركبتين فأمرنا بوضع الركبتين قبل اليدين ".
رابعاً: حديث أبي هريرة مضطرب المتن. فإن منهم من يقول: " وليضع يديه قبل ركبتيه " ومنهم من يقول بالعكس. ومنهم من يقول: " وليضع يديه على ركبتيه " كما رواه البيهقي.
خامساً: أن رواة حديث أبي هريرة قد تكلموا فيهم.
قال البخاري: " محمد بن عبد الله بن الحسن لا يتابع عليه. ولا أدري أسمع من أبي الزناد أم لا "؟ وقال الدارقطني: " تفرد به الدرواردي عن محمد بن عبد الله المذكور " وأعله الدارقطني أيضاً بتفرد أصبغ بن الفرج عن الدرواردي. سادساً: أن لحديث وائل بن حجر شواهد، أما حديث أبي هريرة فليس له شاهد.!
سابعاً: أن ركبة البعير ليست في يده وإن أطلقوا على اللتين في اليدين اسم الركبة فإنما هو على سبيل التغليب! وأن القول بأن ركبة البعير في يده لا يعرفه أهل اللغة.
قلت: هذه كانت جملة المطاعن وهي كما أشرت ـ قبل ـ مطاعن لا تثبت على النقد. والجواب عليها من وجوه مراعياً الترتيب
. الأول: أن حديث وائل بن حجر حديث ضعيف.فأخرجه أبو داود (3/ 68 ـ 74 عون) والنسائي (2/ 206 ـ 207) وابن ماجة (1/ 287) والدرامي (1/ 245) والطحاوي في " شرح المعاني " (1/ 255) والدارقطني (1/ 345) والحاكم في " المستدرك " (1/ 226) وابن حبان (487) والبيهقي (2/ 98) والبغوي في " شرح السنة " (3/ 133) والحازمي في " الاعتبار " (ص 160 ـ 161) من طريق شريك النخعي عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر رضي الله تعالى عنه قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا سجد يضع ركبتيه قبل يديه وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه ". قال الترمذي: " هذا حديث حسن غريب. لا نعرف أحداً رواه مثل هذا عن شريك ". وتبعه البغوي فقال: " حديث حسن " وكذا الحازمي. وقال الدارقطني: " تفرد به يزيد بن هارون عن شريك ولم يحدث به عن عاصم بن كليب غير شريك. وشريك ليس بالقوي فيما تفرد به ". وقال البيهقي (2/ 101): " إسناده ضعيف ". وقال أيضاً: " هذا حديث يعد في أفراد شريك القاضي وإنما تابعه همام من هذا الوجه مرسلاً. وهكذا ذكره البخاري وغيره من الحفاظ المتقدمين رحمهم الله تعالى ".
وقال ابن العربي في " عارضة الأحوذي " (2/ 68 ـ 69): " حديث غريب ".
قلت: وهذا القول منهم هو الذي تطمئن إليه نفس المرء المنصف. فإنه لا يعلم بتة لشريك متابع عليه إلا همام. ومع ذلك فقد خالفه في إسناده كما يأتي بيانه إن شاء الله. وشريك كان سيىء الحفظ. وسيىء الحفظ لا يحتج به إذا انفرد، فكيف إذا خالف.! قال إبراهيم بن سعد الجوهري: " أخطأ شريك في أربعمائة حديث " وقال النسائي: " ليس بالقوي " وضعفه يحيى بن سعيد جداً. وعليه فقول الترمذي: " حديث حسن " غير حسن. وأشد منه قول الحاكم " صحيح على شرط مسلم " وإن وافقه الذهبي!. فشريك إنما أخرج له مسلم متابعة ولم يخرج له احتجاجاً. فأنى يكون على شرطه؟ وقد صرح بذلك الذهبي نفسه في " الميزان " ثم كأنه ذهل عنه. فسبحان من لا يسهو.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/95)
أما مخالفة همام لشريك فأخرجها أبو داود في " سننه " (3/ 69 عون) و البيهقي (2/ 99) عنه ثنا شقيق أبو الليث قال: حدثني عاصم بن كليب عن أبيه مرسلاً بنحوه. قال البيهقي: " قال عفان: هذا الحديث غريب " وقد خالف شقيق شريكاً القاضي أرسله ". قلت: ولكن شقيق هذا مجهول. قال الذهبي: " شقيق بن عاصم بن كليب وعنه همام لا يعرف " وأقره الحافظ في " التقريب " فقال: " مجهول ".
وأخرجه أبو داود والبيهقي من طريق همام ثنا محمد بن جحادة عن عبد الجبار ابن وائل عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ولكنه حديث واهٍ. فعبد الجبار لم يسمع من أبيه. كما قال الحافظ في " التلخيص " (1/ 245). ولم يعتبر الحافظ الحازمي هذه الطريق شيئاً فقال في " الاعتبار " (ص 161): " والمرسل هو المحفوظ ". فتبين مما قد ذكرته أن حديث وائل ضعيف بعلتين:
الأولى: ضعف شريك.
الثانية: مخالفة همام له. والله أعلم
. (تنبيه) وقع في " موارد الظمان إلى زوائد ابن حبان " للحافظ نور الدين الهيثمي بدل " شريك ": " إسرائيل " وكنت في باديء أمري أظنها متابعة منه لشريك. وجعلت أتعجب في نفسي كيف خفيت على الدارقطني وغيره حتى قالوا: لم يروه عن عاصم إلا شريك " غير أني قلت في نفسي لعلها تصحفت عن شريك ثم إنه لا يمكن القطع في مثل هذا دون دليل قوي. وظللت هكذا حتى وصلني الجزء الثاني من "ضعيفة " شيخنا الألباني حفظه الله تعالى فإذا الأمر على ما كنت أحسب والحمد لله.
قال شيخنا حفظه الله تعالى: (2/ 329): " وقع في الموارد: " إسرائيل " بدل " شريك " وهو خطأ من الناسخ وليس من الطابع، فقد رجعت إلى الأصل المخطوط المحفوظ في المكتبة المحمودية في المدينة المنورة فرأيته في (ق 35/ 1): " إسرائيل " كما في المطبوعة عنه فليتنبه " اهـ.
الوجه الثاني:
قال شيخ الإسلام ـ ابن القيم ـ رضي الله عنه: " وحديث أبي هريرة لعل متنه انقلب .. الخ ". قلت: أصاب شيخ الإسلام أجراً واحداً. فما قاله أقرب إلى الرجم بالغيب منه إلى التحقيق العلمي. وقد رده الشيخ على القاري رحمه الله تعالى في " مرقاة المفاتيح " (1/ 552) فقال: " وقول ابن القيم أن حديث أبي هريرة انقلب متنه على راويه فيه نظر إذ لو فتح هذا الباب لم يبق اعتماد على رواية راوٍ مع كونها صحيحة " اهـ وصدق يرحمه الله. فلو فتح هذا الباب لرد الناس كثيراً من السنن دونما دليل بحجة أن راويه أخطأ فيه ولعله كذا.
الوجه الثالث: أن الأحاديث التي أوردها معلولة لا تقوم بمثلها حجة! فلا يعول على شيء منها عند أئمة النقد. والحديثان اصلهما حديث واحد. فأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 263) ((ب)) وكذا الطحاوي (1/ 255) والبيهقي (2/ 100) من طريق محمد بن فضيل عن عبد الله بن سعيد عن جده عن أبي هريرة مرفوعاً. فذكره. قلت: وإسناده ساقط! وآفته عبد الله بن سعيد هذا فقد كذبه يحيى القطان. وقال أحمد: " منكر الحديث متروك الحديث. . ". وقال ابن عدي: " عامة ما يرويه الضعف عليه بين " وقال الحاكم أبو أحمد: " ذاهب الحديث " والكلام فيه طويل الذيل. ولذا قال الحافظ في " الفتح " (2/ 291): " إسناده ضعيف ".
الوجه الرابع
: قال شيخ الإسلام ـ ابن القيم ـ: " إن كان حديث أبي هريرة محفوظاً فهو منسوخ .. ". قلت: وهو تعلق متداعٍ! وقد سبقه إليه إبن خزيمة والخطابي. ولكن الحديث الذي زعموا أنه ناسخ حديث ضعيف. فكيف ينهض لنسخ حديث صحيح؟ وهذا الحديث أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " (1/ 319 والبيهقي (1/ 100) والحازمي في " الاعتبار " من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كميل قال حدثني أبي عن أبيه عن سلمة عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه. فذكره. ولكن إسناده ضعيف جداً! وله علتان بل ثلاثة:
الأولى: إبراهيم بن إسماعيل هذا قال فيه ابن حبان: " في روايته عن أبيه بعض المناكير " وكذا قال ابن نمير. وقال العقيلي: " لم يكن إبراهيم يقيم الحديث ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/96)
الثانية: أبوه إسماعيل بن يحيى متروك كما قال الأزدى والدارقطني. وقد ألمح إلى ذلك الحافظ فقال في " الفتح " (2/ 291): " وقد ادعى ابن خزيمة النسخ ولو صح حديث النسخ لكان قاطعاً للنزاع. ولكنه من أفراد إبراهيم بن إسماعيل بن سلمة بن كميل عن أبيه وهما ضعيفان ".
الثالثة: يحيى بن سلمة واهٍ. تركه النسائي، وقال أبو حاتم وغيره: " منكر الحديث " وقال ابن معين: " لا يكتب حديثه ". وقال الحافظ الحازمي: " أما حديث سعد ففي إسناده مقال ولو كان محفوظاً لدل على النسخ غير أن المحفوظ عن مصعب عن أبيه حديث نسخ التطبيق. والله أعلم " اهـ. وقال النووي في " المجموع " (3/ 422): " ولا حجة فيه لأنه ضعيف ". قلت: وأقره شيخ الإسلام ـ ابن القيم ـ في " الزاد " ورغم ذلك أورده كناسخ!. وقال شيخنا الألباني في تعليقه على " المشكاة " (1/ 282) بعد قول الخطابي في النسخ: " وهذا يعني قول الخطابي في دعوى النسخ أبعد ما يكون عن الصواب من وجهين:
الأول: أن هذا إسناد صحيح ـ يعني حديث أبي هريرة ـ وحديث وائل ضعيف.
الثاني: إن هذا قول وذاك فعل والقول مقدم على الفعل عند التعارض.
ثم وجه ثالث: وهو أن له شاهداً من فعله صلى الله عليه وآله وسلم. فالأخذ بفعله الموافق لقوله أولى من الأخذ بفعله المخالف له وهذا بين لا يخفى إن شاء الله تعالى. وبه قال مالك وعن أحمد نحوه كما في "التحقيق " لابن الجوزي " اهـ
. الوجه الخامس:
قال شيخ الإسلام ـ ابن القيم ـ رضي الله عنه: " وحديث أبي هريرة مضطرب المتن. . . "!
قلت: ليس كما قال. فالاضطراب ـ هو أن يُروى الحديث على أوجه مختلفة متقاربة. ثم إن الاختلاف قد يكون من راوٍ واحدٍ بأن رواه مرة على وجه، ومرة أخرى على وجه آخر مخالف له، أو يكون أزيد من واحد بأن رواه كل جماعة على وجه مخالف للآخر. والاضطراب موجب لضعف الحديث لأنه يشعر بعدم ضبط رواته. ويقع في الإسناد والمتن كليهما. ثم إن رجحت إحدى الروايتين أو الروايات على الأخرى بحفظ راويها أو كثرة صحبته أو غير ذلك من وجوه الترجيحات فالحكم للراجحة ولا يكون الحديث مضطرباً. هذه هي القاعدة التي وضعها أسلافنا رضوان الله عليهم للحديث الذي يتنازع في أنه مضطرب. فإن علم ذلك فإن الحديث المعارض لحديث الباب حديث ساقط الإسناد لضعف عبد الله بن سعيد الشديد حتى لقد اتهمه يحيى القطان بأنه يكذب. وتقدم شرح ذلك. فيزول الاضطراب بترجيح حديث أبي هريرة الذي هو حجة لنا في الباب. والله الموفق.
الوجه السادس:
قول البخاري: " محمد بن عبد الله بن الحسن لا أدري أسمع من أبي الزناد أو لا ".
قلت: ليس في ذلك شيىء بتة. وشرط البخاري معروف. والجمهور على خلافه من الاكتفاء بالمعاصرة إذا أمن من التدليس. ولذا قال ابن التركماني في " الجوهر النقي ": " محمد بن عبد الله بن الحسن وثقه النسائي، وقول البخاري: " لا يتابع على حديثه " ليس بصريحٍ في الجرح، فلا يعارض توثيق النسائي " اهـ.
ومحمد هذا كان يلقب بالنفس الزكية وهو براء من التدليس فتحمل عنعنته على الاتصال.
قال المباركفوري في " تحفة الأحوذي " (2/ 135): " أما قول البخاري: " لا يتابع عليه " فليس بمضرٍ فإنه ثقة ولحديثه شاهد من حديث ابن عمر " اهـ وسبقه الشوكاني إلى مثل ذلك في " نيل الأوطار " (2/ 284) وانتصر لذلك الشيخ المحدث أبو الأشبال أحمد بن محمد شاكر في " تعليقه على المحلى " (4/ 128 ـ 130) فقال بعد أن ساق حديث أبي هريرة: " وهذا إسناد صحيح ".
محمد بن عبد الله بن الحسن هو النفس الزكية وهو ثقة. وقد أعل البخاري الحديث بأنه لا يدري سمع محمد من أبي الزناد أم لا. وهذه ليست علة.
وشرط البخاري معروف لم يتابعه عليه أحد، وأبو الزناد مات سنة (130) بالمدينة. ومحمد مدني أيضاً غَلَبَ على المدينة ثم قتل سنة (145) وعمره (53) سنة فقد أدرك أبا الزناد طويلاً " اهـ.
الوجه السابع:
إعلال الدارقطني أنه تفرد به الدرواردي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/97)
قلت: فيه نظر. فإن الدراوردي واسمه عبد العزيز بن محمد ثقة من رجال مسلم فتفرده لا يضر الحديث شيئاً. غير أنه لم يتفرد به. فقد تابعه عبد الله بن نافع عن محمد بن عبد الله به. أخرجه أبو داود (841) والنسائي (2/ 207) والترمذي (2/ 57 ـ 58 شاكر). وقد تعقب الحافظ المنذري الدارقطني بمثل ذلك، والشوكاني في " نيل الأوطار " (2/ 286. " ولا ضير في تفرد الدراوردي فإنه قد أخرج له مسلم في " صحيحه " واحتج به وأخرج له البخاري مقروناً بعبد العزيز بن أبي حازم. وكذلك تفرد به أصبغ فإنه حدث عنه البخاري في " صحيحه " محتجاً يه " اهـ وأقره صاحب " تحفة الأحوذي " (2/ 135).
الوجه الثامن:
قال شيخ الإسلام ـ ابن القيم ـ رضي الله عنه: " وحديث وائل له شواهد أما حديث أبي هريرة فليس له شاهد ".
قلت: أبعد شيخ الإسلام النجعة في ذلك! فإن شاهد حديث أبي هريرة أقوى من شواهد حديث وائل مجتمعة كما يأتي شرحه قريباً إن شاء الله تعالى.
أما شاهد حديث أبي هريرة فهو من حديث ابن عمر. أخرجه البخاري في " صحيحه " تعليقاً (6/ 78 ـ 79 عمدة) ووصله ابن خزيمة (1/ 318 ـ 319) وأبو داود كما في " أطراف المزي " (6/ 156).والطحاوي " شرح المعاني " (1/ 254) وكذا الدارقطني (1/ 344) والحاكم (1/ 226) والبيهقي (2/ 100) والحازمي في " الاعتبار " (ص 160) وأبو الشيخ في " الناسخ والمنسوخ " كما في " التعليق " (ق 77/ 1) للحافظ، من طريق الدراوردي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنه كان يضع يديه قبل ركبتيه. وقال: " كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يفعل ذلك" ((ج)). قال الحاكم: " صحيح على شرط مسلم " ووافقه الذهبي. وهو كما قالا ((د)).
أما البيهقي فقال: " كذا قال عبد العزيز ولا أراه وهماً " يعني رفعه فتعقبه ابن التركماني: " حديث ابن عمر المذكور أولاً أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " وما علله به البيهقي من حديثه المذكور فيه نظر لأن كلاً منهما معناه منفصل عن الآخر.
وحديث أبي هريرة المذكور أولاً دلالته قولية وقد تأيد بحديث ابن عمر فيمكن ترجيحه على حديث وائل لأن دلالته فعليه على ما هو الأرجح عند الأصوليين " اهـ.
قلت: هذا حديث ابن عمر ((هـ)) الذي هو شاهد حديث أبى هريرة وهو حسن بانضمامه إلى سابقه كما ترى فلننظر في شواهد حديث وائل بن حجر.
الشاهد الأول:
حديث أنس: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انحط بالتكبير فسبقت ركبتاه يديه. " أخرجه الدار قطني (1/ 345) والحاكم (1/ 226) والبيهقي (2/ 99) وابن حزم في " المحلي " (4/ 129) والحازمي في " الاعتبار " (ص 159) من طريق العلاء من إسماعيل العطار ثنا حفص بن غياث عن عاصم الأحوال عن أنس به.
قال الدارقطني
وتبعه البيهقي: " تفرد به العلاء بن إسماعيل عن حفص بهذا الإسناد ".
وقال الحافظ في " التلخيص " (1/ 254): " قال البيهقي في " المعرفة " تفرد به العلاء وهو مجهول ". وأقر ابن القيم ذلك!.
أما الحاكم فقال: " صحيح على شرط الشيخين " ((و)) ووافقه الذهبي!! وهذا عجب، فقد عرفت علة الحديث. ونقل ابن أبي حاتم عن أبيه في " العلل " (1/ 188): " حديث منكر " وأقره في " الزاد "!.
قلت: ومما يدل على نكارة هذا الخبر ما أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " (1/ 256) من طريق عمر بن حفص بن غياث ثنا أبي الأعمش قال حدثنى إبراهيم عن أصحاب عبد الله: علقمة والأسود قالا: " حفظنا عن عمر في صلاته أنه خر بعد ركوعه على ركبتيه كما يخر البعير ووضع ركبتيه قبل يديه "!.
فأنت ترى أن عمر بن حفص وهو من أثبت الناس في أبيه قد خالف العلاء فجعله عن عمر لم يتجاوزه فهذه علة أخرى. وقد أقرها الحافظ في " اللسان " فقال: " وقد خالفه عمر بن حفص بن غياث وهو من من أثبت الناس في أبيه فرواه عن أبيه عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة وغيره عن عمر موقوفاً عليه. وهذا هو المحفوظ " اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(12/98)