الثالث يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري المدني تابعي مشهور من أئمة
عمدة القاري ج:1 ص:17
المسلمين ولى قضاء المدينة وأقدمه المنصور العراق وولاه القضاء بالهاشمية وتوفي بها سنة ثلاث وقيل أربع وأربعين ومائة روى له الجماعة الرابع محمد بن إبراهيم بن الحرث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تميم بن مرة كان كثير الحديث توفي سنة عشرين ومائة روى له الجماعة الخامس علقمة بن وقاص الليثي يكنى بأبي واقد ذكره أبو عمرو بن منده في الصحابة وذكره الجمهور في التابعين توفي بالمدينة أيام عبد الملك بن مروان السادس عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بكسر الراء وفتح الياء آخر الحروف بن عبد الله بن قرط بن رزاح بفتح الراء أوله ثم زاي مفتوحة أيضا ابن عدي أخي مرة وهصيص ابني كعب بن لؤي العدوي القرشي يجتمع مع رسول الله في كعب الأب الثامن وأمه حنتمة بالحاء المهملة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر أخي عامر وعمران ابني مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب وقال أبو عمر والصحيح أنها بنت هاشم وقيل بنت هشام فمن قال بنت هشام فهي أخت أبي جهل ومن قال بنت هاشم فهي ابنة عم أبي جهل
(بيان ضبط الرجال) الحميدي بضم الحاء وفتح الميم وسفيان بضم السين على المشهور وحكى كسرها وفتحها أيضا وأبوه عيينة بضم العين المهملة وفتح الياء آخر الحروف وبعدها ياء أخرى ساكنة ثم نون مفتوحة وفي آخره هاء ويقال بكسر العين أيضا وعلقمة بفتح العين المهملة والوقاص بتشديد القاف
(بيان الأنساب) الحميدي نسبة إلى جده حميد المذكور بالضم وقال السمعاني نسبة إلى حميد بطن من أسد بن عبد العزى بن قصي وقيل منسوب إلى الحميدات قبيلة وقد يشتبه هذا بالحميدي المتأخر صاحب الجمع بين الصحيحين وهو العلامة أبو عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله بن فتوح بن حميد بن يصل بكسر الياء آخر الحروف والصاد المهملة المكسورة ثم لام الأندلسي الإمام ذو التصانيف في فنون سمع الخطيب وطبقته وبالأندلس ابن حزم وغيره وعنه الخطيب وابن ماكولا وخلق ثقة متقن مات ببغداد سابع عشر ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وأربع مائة وهو يشتبه بالحميدي بالفتح وكسر الميم نسبة لإسحاق بن تكينك الحميدي مولى الأمير الحميد الساماني والأنصاري نسبة إلى الأنصار واحدهم نصير كشريف وأشراف وقيل ناصر كصاحب وأصحاب وهو وصف لهم بعد الإسلام وهم قبيلتان الأوس والخزرج ابنا حارثة بالحاء المهملة ابن ثعلبة بن مازن ابن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام والتيمي نسبة إلى عدة قبائل اسمها تيم منها تيم قريش منها خلق كثير من الصحابة فمن بعدهم منها محمد بن إبراهيم المذكور والليثي نسبة إلى ليث بن بكر
(بيان فوائد تتعلق بالرجال) ليس في الصحابة من اسمه عمر بن الخطاب غيره وفي الصحابة عمر ثلاثة وعشرون نفسا على خلاف في بعضهم وربما يلتبس بعمر وبزيادة واو في آخره وهم خلق فوق المائتين بزيادة أربعة وعشرين على خلاف في بعضهم وفي الرواة عمر بن الخطاب غير هذا الاسم ستة الأول كوفي روى عنه خالد بن عبد الله الواسطي الثاني راسبي روى عنه سويد أبو حاتم الثالث إسكندري روى عن ضمام بن إسماعيل الرابع عنبري روى عن أبيه عن يحيى بن سعيد الأنصاري الخامس سجستاني روى عن محمد بن يوسف الفريابي السادس سدوسي بصري روى عن معتمر بن سليمان وليس في الكتب الستة من اسمه علقمة بن وقاص غيره وجملة من اسمه يحيى بن سعيد في الحديث ستة عشر وفي الصحيح جماعة يحيى بن سعيد بن أبان الأموي الحافظ ويحيى بن سعيد بن حيان أبو التيمي الإمام ويحيى بن سعيد بن العاص الأموي تابعي ويحيى بن سعيد بن فروخ القطاني التيمي الحافظ أحد الأعلام ولهم يحيى بن سعيد العطار براء في آخره واه وعبد الله بن الزبير في الكتب الستة ثلاثة أحدهم الحميدي المذكور والثاني حميدي الصحابي والثالث البصري روى له ابن ماجه والترمذي في الشمائل وفي الصحابة أيضا عبد الله بن الزبير بن المطلب بن هاشم وليس لهما ثالث في الصحابة رضي الله عنهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/290)
(بيان لطائف إسناده) منها أن رجال إسناده ما بين مكي ومدني فالأولان مكيان والباقون مدنيون ومنها رواية تابعي عن تابعي وهما يحيى ومحمد التيمي وهذا كثير وإن شئت قلت فيه ثلاثة تابعيون بعضهم عن بعض بزيادة علقمة على
عمدة القاري ج:1 ص:18
قول الجمهور كما قلنا أنه تابعي لا صحابي ومنها رواية صحابي عن صحابي على قول من عده صحابيا وألطف من هذا أنه يقع رواية أربعة من التابعين بعضهم عن بعض ورواية أربعة من الصحابة بعضهم عن بعض وقد أفرد الحافظ أبو موسى الأصبهاني جزأ لرباعي الصحابة وخماسيهم ومن الغريب العزيز رواية ستة من التابعين بعضهم عن بعض وقد أفرده الخطيب البغدادي بجزء جمع اختلاف طرقه وهو حديث منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف عن الربيع بن خيثم عن عمرو بن ميمون الأودي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب عن النبي في أن (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن وقال يعقوب بن شيبة وهو أطول إسناد روى قال الخطيب والأمر كما قال قال وقد روى هذا الحديث أيضا من طريق سبعة من التابعين ثم ساقه من حديث أبي إسحق الشيباني عن عمرو بن مرة عن هلال عن عمرو عن الربيع عن عبد الرحمن فذكره ومنها أنه أتى فيه بأنواع الرواية فأتى بحدثنا الحميدي ثم بعن في قوله عن سفيان ثم بلفظ أخبرني محمد ثم بسمعت عمر رضي الله عنه يقول فكأنه يقول هذه الألفاظ كلها تفيد السماع والاتصال كما سيأتي عنه في باب العلم عن الحميدي عن ابن عيينة أنه قال حدثنا وأخبرنا وأنبأنا وسمعت واحد والجمهور قالوا أعلى الدرجات لهذه الثلاثة سمعت ثم حدثنا ثم أخبرنا واعلم أنه إنما وقع عن سفيان في رواية أبي ذر وفي رواية غيره حدثنا سفيان وعن هذا اعترض على البخاري في قوله عن سفيان لأنه قال جماعة بأن الإسناد المعنعن يصير الحديث مرسلا وأجيب بأن ما وقع في البخاري ومسلم من العنعنة فمحمول على السماع من وجه آخر وأما غير المدلس فعنعنته محمولة على الاتصال عند الجمهور مطلقا في الكتابين وغيرهما لكن بشرط إمكان اللقاء وزاد البخاري اشتراط ثبوت اللقاء قلت وفي اشتراط ثبوت اللقاء وطول الصحبة ومعرفته بالرواية عنه مذاهب أحدها لا يشترط شيء من ذلك ونقل مسلم في مقدمة صحيحه الإجماع عليه والثاني يشترط ثبوت اللقاء وحده وهو قول البخاري والمحققين والثالث يشترط طول الصحبة والرابع يشترط معرفته بالرواية عنه والحميدي مشهور بصحبة ابن عيينة وهو أثبت الناس فيه قال أبو حاتم هو رئيس أصحابه ثقة إمام وقال ابن سعد هو صاحبه وراويته والأصح أن إن كعن بالشرط المتقدم وقال أحمد وجماعة يكون منقطعا حتى يتبين السماع ومنها أن البخاري قد ذكر في هذا الحديث الألفاظ الأربعة وهي أن وسمعت وعن وقال فذكرها ههنا وفي الهجرة والنذور وترك الحيل بلفظ سمعت رسول الله وفي باب العتق بلفظ عن وفي باب الإيمان بلفظ أن وفي النكاح بلفظ قال وقد قام الإجماع على أن الإسناد المتصل بالصحابي لا فرق فيه بين هذه الألفاظ ومنها أن البخاري رحمه الله ذكر في بعض رواياته لهذا الحديث سمعت رسول الله عليه وسلم وفي بعضها سمعت النبي ويتعلق بذلك مسألة وهي هل يجوز تغيير قال النبي إلى قال الرسول أو عكسه فقال ابن الصلاح والظاهر أنه لا يجوز وإن جازت الرواية بالمعنى لاختلاف معنى الرسالة والنبوة وسهل في ذلك الإمام أحمد رحمه الله وحماد بن سلمة والخطيب وصوبه النووي قلت كان ينبغي أن يجوز التغيير مطلقا لعدم اختلاف المعنى ههنا وإن كانت الرسالة أخص من النبوة وقد قلنا أن كل رسول نبي من غير عكس وهو الذي عليه المحققون ومنهم من لم يفرق بينهما وهو غير صحيح ومن الغريب ما قاله الحليمي في هذا الباب أن الإيمان يحصل بقول الكافر آمنت بمحمد النبي دون محمد الرسول وعلل بأن النبي لا يكون إلا لله والرسول قد يكون لغيره
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/291)
(بيان نوع الحديث) هذا فرد غريب باعتبار مشهور باعتبار آخر وليس بمتواتر خلافا لما يظنه بعضهم فإن مداره على يحيى بن سعيد وقال الشيخ قطب الدين رحمه الله يقال هذا الحديث مع كثرة طرقه من الأفراد وليس بمتواتر لفقد شرط التواتر فإن الصحيح أنه لم يروه عن النبي سوى عمر ولم يروه عن عمر إلا علقمة ولم يروه عن علقمة إلا محمد بن إبراهيم ولم يروه عن محمد إلا يحيى بن سعيد الأنصاري ومنه انتشر فهو مشهور بالنسبة إلى آخره غريب بالنسبة إلى أوله وهو مجمع على صحته وعظم موقعه وروينا عن أبي الفتوح الطائي بسند صحيح متصل أنه قال رواه عن يحيى بن سعيد أكثر من مائتي نفس وقد اتفقوا على أنه لا يصح مسندا إلا من هذه الطريق المذكورة وقال الخطابي لا أعلم خلافا بين أهل العلم أن هذا الحديث لا يصح مسندا عن النبي إلا من حديث عمر رضي الله عنه قلت
عمدة القاري ج:1 ص:19
يريد ما ذكره الحافظ أبو يعلى الخليل حيث قال غلط فيه عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد المكي في الحديث الذي يرويه مالك والخلق عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص عن عمر رضي الله عنه فقال فيه عبد المجيد عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي قال الأعمال بالنية قال ورواه عنه نوح بن حبيب وإبراهيم بن عتيق وهو غير محفوظ من حديث زيد بن أسلم بوجه من الوجوه قال فهذا مما أخطأ فيه الثقة عن الثقة قالوا إنما هو حديث آخر ألصق به هذا قلت أحال الخطابي الغلط على نوح وأحال الخليل الغلط على عبد المجيد انتهى قلت قد رواه عن النبي غير عمر من الصحابة رضي الله عنهم وإن كان البزار قال لا نعلم روى هذا الحديث إلا عن عمر عن رسول الله عليه السلام وبهذا الإسناد وكذا قال ابن السكوني في كتابه المسمى بالسنن الصحاح المأثورة لم يروه عن النبي بإسناد غير عمر بن الخطاب وكذا الإمام أبو عبد الله محمد بن عتاب حيث قال لم يروه عن النبي غير عمر رضي الله عنه وقال ابن منده رواه عن النبي غير عمر سعد بن أبي وقاص وعلي بن أبي طالب وأبو سعيد الخدري وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر وأنس وابن عباس ومعاوية وأبو هريرة وعبادة بن الصامت وعتبة بن عبد الأسلمي وهزال بن سويد وعتبة بن عامر وجابر بن عبد الله وأبو ذر وعتبة بن المنذر وعقبة بن مسلم رضي الله تعالى عنهم وأيضا قد توبع علقمة والتيمي ويحيى بن سعيد على روايتهم قال ابن منده هذا الحديث رواه عن عمر غير علقمة ابنه عبد الله وجابر وأبو جحيفة وعبد الله بن عامر بن ربيعة وذو الكلاع وعطاء بن يسار وواصل ابن عمرو الجذامي ومحمد بن المنكدر ورواه عن علقمة غير التيمي سعيد بن المسيب ونافع مولى بن عمر وتابع يحيى بن سعيد على روايته عن التيمي محمد بن محمد بن علقمة أبو الحسن الليثي وداود بن أبي الفرات ومحمد بن إسحاق وحجاج بن أرطاة وعبد الله بن قيس الأنصاري ولا يدخل هذا الحديث في حد الشاذ وقد اعترض على بعض علماء أهل الحديث حيث قال الشاذ ما ليس له إلا إسناد واحد تفرد به ثقة أو غيره فأورد عليه الإجماع على العمل بهذا الحديث وشبهه وأنه في أعلى مراتب الصحة وأصل من أصول الدين مع أن الشافعي رضي الله عنه حده بكلام بديع فإنه قال هو وأهل الحجاز الشاذ هو أن يروي الثقة مخالفا لرواية الناس لا أن يروي ما لا يروي الناس وهذا الحديث وشبهه ليس فيه مخالفة بل له شواهد تصحح معناه من الكتاب والسنة وقال الخليلي إن الذي عليه الحفاظ أن الشاذ ما ليس له إلا إسناد واحد يشذ به ثقة أو غيره فما كان عن غير ثقة فمردود وما كان عن ثقة توقف فيه ولا يحتج به وقال الحاكم أنه ما انفرد به ثقة وليس له أصل يتابع قلت ما ذكروه يشكل بما ينفرد به العدل الضابط كهذا الحديث فإنه لا يصح إلا فردا وله متابع أيضا كما سلف ثم اعلم أنه لا يشك في صحة هذا الحديث لأنه من حديث الإمام يحيى بن سعيد الأنصاري رواه عنه حفاظ الإسلام وأعلام الأئمة مالك بن أنس وشعبة بن الحجاج وحماد بن زيد وحماد بن سلمة والثوري وسفيان بن عيينة والليث بن سعد ويحيى بن سعيد القطان وعبد الله بن المبارك وعبد الوهاب وخلايق لا يحصون كثرة وقد ذكره البخاري من حديث سفيان ومالك وحماد بن زيد وعبد الوهاب كما سيأتي قال أبو سعيد محمد بن علي الخشاب الحافظ روى هذا الحديث عن يحيى بن سعيد نحو مأتين وخمسين رجلا وذكر ابن منده في مستخرجه فوق الثلاثمائة وقال الحافظ أبو موسى الأصبهاني سمعت الحافظ أبا مسعود عبد الجليل بن أحمد يقول في المذاكرة قال الإمام عبد الله الأنصاري كتبت هذا الحديث عن سبعمائة رجل من أصحاب يحيى بن سعيد وقال الحافظ أبو موسى المديني وشيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي أنه رواه عن يحيى سبع مائة رجل فإن قيل قد ذكر في تهذيب مستمر الأوهام لابن ماكولا أن يحيى بن سعيد لم يسمعه من التيمي وذكر في موضع آخر أنه يقال لم يسمعه التيمي من علقمة قلت رواية البخاري عن يحيى بن سعيد أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة ترد هذا وبما ذكرنا أيضا يرد ما قاله ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار أن هذا الحديث قد يكون عند بعضهم مردودا لأنه حديث فرد
عمدة القاري ج:1 ص:20
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/292)
ـ[أبو إلياس]ــــــــ[22 - 10 - 03, 07:57 ص]ـ
الشيخ الفاضل عبدالرحمن بن عمر الفقيه الغامدي السلام عليكم نسأل الله تعالى أن يبارك فيك وفي جهودك لنفع إخوانك من الشيوخ وطلبة العلم، وماهذه النفائس الغالية إلا خير دليل على حرصك - بارك الله فيك - على نفع إخوانك بالكتب النفيسة والله أسأل أن يكلل أعمالك بالنجاح وأن يجعل هذا في ميزان حسناتك. وأخيرا فضيلة الشيخ لو تتحفنا بارك الله فيك -إن سمح لك وقتك بكتاب: شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - ففيهه علم غزير وخاصة الشيخ معروف بأسلوبه السهل الممتنع. والسلام عليكم
ـ[تلميذ الشيخ]ــــــــ[22 - 10 - 03, 08:37 ص]ـ
الأخ عبد الرحمن الفقيه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى أن يكون كتاب المبدع في شرح المقنع لابن مفلح قد ورد على ذهنك وأخذ حيز التنفيذ في طرحه على الملتقى للتحميل 0
ـ[ابن زهران]ــــــــ[22 - 10 - 03, 11:19 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو إلياس
الشيخ الفاضل عبدالرحمن بن عمر الفقيه الغامدي السلام عليكم نسأل الله تعالى أن يبارك فيك وفي جهودك لنفع إخوانك من الشيوخ وطلبة العلم، وماهذه النفائس الغالية إلا خير دليل على حرصك - بارك الله فيك - على نفع إخوانك بالكتب النفيسة والله أسأل أن يكلل أعمالك بالنجاح وأن يجعل هذا في ميزان حسناتك.
بارك الله فيك ونفع بك ولا حرمك الأجر.
ـ[متعلم في سبيل النجاة]ــــــــ[23 - 10 - 03, 04:17 ص]ـ
أحسنتم على هذا المجهود ...
الله الله بالفهرست
سؤال: هل هناك كتب أخرى ألفت في شرح البخاري غير فتح الباري و عمدة القاري؟(5/293)
أفيدوني .... أفادكم الله
ـ[طالب حديث الرسول]ــــــــ[22 - 10 - 03, 02:04 ص]ـ
اخواني أهل الملتقى الكرام
أود السؤال عن كتب تحتوي عن مواضيع
تتكلم عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم
والنصوص الوارده فيه.
فان اطلع احدكم على معلومات حول هذه الكتب
فأجوا أن يخبرني بها لشدة حاجتي اليها
ولكم جزيل الشكر.
[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]
uestion
[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]
uestion(5/294)
حمّل " المَنْهج القَوِيْم في اختصار اقتضاء الصراط المستقيم "
ـ[ houmasalaf] ــــــــ[22 - 10 - 03, 02:09 ص]ـ
تنبيه من المشرف
الأخ الفاضل
هذا الكتاب موجود مسبقا
وجزاك الله خيرا
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[23 - 10 - 03, 02:28 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5018&highlight=%C7%E1%DE%E6%ED%E3(5/295)
بحث جيد حول حديث النهي عي تقبيح الوجه للأمام الالباني رحمه الله تعالى
ـ[الحاوي الكبير]ــــــــ[22 - 10 - 03, 04:37 ص]ـ
بحث جيد حول حديث النهي عي تقبيح الوجه للأمام الالباني رحمه الله تعالى(5/296)
حسن البيان فيما ورد في ليلة النصف من شعبان للشيخ مشهور بن حسن
ـ[الحاوي الكبير]ــــــــ[22 - 10 - 03, 07:02 ص]ـ
حسن البيان فيما ورد في ليلة النصف من شعبان للشيخ مشهور بن حسن
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[22 - 10 - 03, 01:24 م]ـ
جزاك الله خيرا(5/297)
كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح آل الشيخ
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[22 - 10 - 03, 10:13 ص]ـ
كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح آل الشيخ(5/298)
وأيضاً إليكم ملخص الدرس لليلة الرابعة
ـ[جيل المستقبل حمود]ــــــــ[22 - 10 - 03, 04:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص لدرس كتاب الصيام للشيخ سعد الزير – حفظه الله – وذلك يوم الثلاثاء الموافق 25/ 8/1424هـ، بدأ الشيخ درسه بأن جمع الريق ثم بلعه الراجح أنه لا يفسد الصوم – يكره تذوق الطعام بدون حاجة – إن وجد طعم العلك أو الطعام في حلقه الذي رجحه شيخ الإسلام أنه لا يفطر لأنه لم يصل إلى المعدة – يحرم أكل العلك المتحلل – تكره قُبلة التلذذ التي تثير الشهوة، وهي جائزة لمن يأمن على نفسه. ثم عرف الشيخ الزور بقوله الزور هو كل قول منهي عنه وعرف الجهل بأن معناه السفه. وقال إن تأخير السحور من السُنّة وتعجيل الفطور بعد غروب الشمس من السنة أيضاً، وقال إن الأفضل أن يكون الفطور على رطب فإلم يوجد فتمر فإلم يوجد فعلى ماء، وحذر جزاه الله خيراً من الإسراف في المآكل والمشارب وأنه لا يجوز، وقال ليس من حسن المعاشرة للزوجة إشغالها بالمآكل والمشارب بل يحسن إعطاؤها فرصة لعمل الخير وقراءة القرآن الكريم، ويستحب استغلال شهر رمضان في طاعة الله فلا يدري أحد هل يصومه السنة القادمة أو لا، بل لا يدري أهو فوق الأرض أم تحت الثرى، وقال يستحب القضاء متتابعاً والأفضل المبادرة إليه ثاني العيد، والجائز أن يؤخره قبل رمضان القادم، وقال يحسن استغلال النَفسِ عند إقبالها على الخير، وقال لا يجوز تأخير القضاء إلى رمضان الآخر إلا بعذر كمرض ونحوه، ويحسن المبادرة إلى القضاء ثم صيام الست من شوال، وأن من أراد صيام ست من شوال فإنه يبدأ بما عليه من قضاء رمضان ثم يصوم الست بعدها.
وبهذا انتهى الدرس قُبيل آذان العشاء والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد(5/299)
أين أجد هذا الكتاب؟ هام جداً
ـ[العلم]ــــــــ[22 - 10 - 03, 11:15 م]ـ
أين أجد كتاب
صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل لعبدالفتاح أبو غدة رحمه الله
وكذلك كتاب أهمية الوقت
وجزاكم الله خيراً(5/300)
كتاب عقيدة التوحيد
ـ[ابن زهران]ــــــــ[22 - 10 - 03, 11:16 م]ـ
هذا كتاب عقيدة التوحيد للشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى
ـ[أبو هدى]ــــــــ[25 - 10 - 03, 03:37 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء ووفقك لما يحبه ويرضاه
ـ[يحي السلفي]ــــــــ[19 - 07 - 05, 09:26 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[21 - 07 - 05, 04:23 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء ووفقك لما يحبه ويرضاه
ـ[أبو سارة المصري]ــــــــ[21 - 07 - 05, 10:16 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء ووفقك لما يحبه ويرضاه(5/301)
حمل كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين لابن القيم
ـ[ابن زهران]ــــــــ[23 - 10 - 03, 02:24 ص]ـ
حمل كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين لابن القيم
وأنا لا أدري صراحة هل هو موجود الان على الملتقى أم لا وإنما أثبته لمن لم يحفظه عنده من قبل
-(5/302)
الموضوعات ابن الجوزي (1
ـ[أمين الغامدي]ــــــــ[23 - 10 - 03, 06:27 ص]ـ
الموضوعات ابن الجوزي (1
ـ[أمين الغامدي]ــــــــ[23 - 10 - 03, 06:31 ص]ـ
الموضوعات ابن الجوزي (2)
ـ[أمين الغامدي]ــــــــ[23 - 10 - 03, 06:35 ص]ـ
الموضوعات ابن الجوزي (3
ـ[أحمد أبو زيد]ــــــــ[29 - 10 - 03, 11:25 ص]ـ
جزاك الله خيرا(5/303)
ابحث عن كتب في الاستشراق
ـ[ amhatab] ــــــــ[23 - 10 - 03, 09:34 ص]ـ
اخوتي الكرام ساعدوني في الحصول على كتب الاستشراق وذلك للاهمية البالغة وهل يمكنني تحميلها ام لا؟ وخاصة كتاب ادوارد سعيد وشكر الله لكم
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[24 - 10 - 03, 07:42 ص]ـ
السلام عليكم:
احي الكريم عليك بكتب الاستاذ محمود شاكر لا سيما اباطيل و اسمار و رساله في الطريق الي ثقافتنا و برنامج فحول الشعراء و نمط صعب و نمط مخيف ........ لإقد تكلم كثيرا في ثنايا هذه الكتب عن الاستشراق و قد كان رحمه الله من اخبر الناس بهذا الجهاز العين
و لعل الاخوة يدلون بدلائهم فيزيدونك باذن الله
ـ[الدرة]ــــــــ[24 - 10 - 03, 08:18 ص]ـ
هذا الرابط فيه كتب عن الاستشراق للتحميل
http://medinacenter.org/books/main.html(5/304)
من نوادر الكتب معجم المطبوعات العربية (1) ليوسف اليان سركيس
ـ[أمين الغامدي]ــــــــ[23 - 10 - 03, 10:14 ص]ـ
معجم المطبوعات العربية (1)
معجم المطبوعات العربية والمعربة
وهو شامل لاسماء الكتب المطبوعة في الاقطار الشرقية والغربية مع ذكر اسماء مؤلفيها ولمعة من ترجمتهم
وذلك من يوم ظهور الطباعة إلى نهاية السنة الهجرية 1339 الموافقة لسنة 1919 ميلادية
جمعه ورتبه يوسف اليان سركيس
ـ[أمين الغامدي]ــــــــ[23 - 10 - 03, 10:23 ص]ـ
معجم المطبوعات العربية (2
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[08 - 02 - 04, 08:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
و أحسنت الاختيار.(5/305)
حمّل صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان للعلامة السهسواني
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 10 - 03, 11:41 ص]ـ
صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان
للعلامة السهسواني
ـ[حور العين]ــــــــ[23 - 10 - 03, 08:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي الفاضل
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[07 - 11 - 05, 01:47 م]ـ
جزاكم اله خيرا
ـ[د/ألفا]ــــــــ[28 - 11 - 06, 11:07 م]ـ
بارك الله فيكم .... وجدته بفضل الله
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[28 - 11 - 06, 11:57 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[محمد بشري]ــــــــ[28 - 11 - 06, 11:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا،وأود سؤالكم شيخ عبد الرحمان عن كتاب للعلامة الألوسي أكمل به أحد كتب علماء الدعوة النجدية ولعله مصباح الظلام على ما أذكر.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 11 - 06, 01:17 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[سلام السالم]ــــــــ[30 - 11 - 06, 11:45 م]ـ
غفر الله لكم يا شيخ عبد الرحمن .. وهل نجد الكتاب مطبوعاً؟!
ـ[طالب شريف]ــــــــ[03 - 12 - 06, 09:36 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
ممكن ترجمة المصنف، مع ضبط الاسم: السهسواني.
ـ[محمد بشري]ــــــــ[03 - 12 - 06, 09:42 م]ـ
الأخ السالم الكناب مطبوع بمكتبة ابن تيمية المصرية، و بمقدمة مهمة للعلامة رشيد رضا.
ـ[أبواسامة الراشدي]ــــــــ[26 - 03 - 07, 10:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا
هل هناك نسخة خطية أو مخطوطة للكتاب
أفيدونا(5/306)
ابحث عن كتاب تاريخ نجد
ـ[أبو تقي]ــــــــ[23 - 10 - 03, 03:08 م]ـ
السلام عليكم،
ابحث عن كتاب تاريخ نجد للشيخ حسين بن غنام (ملف ورد).
جزاكم الله خيرا
السلام عليكم(5/307)
حمل مجموعة كتب مهمة
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[23 - 10 - 03, 05:01 م]ـ
أين الله؟ الجواب لابن تيمية
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[23 - 10 - 03, 05:10 م]ـ
كتاب التوحيد لابن رجب الحنبلي
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[23 - 10 - 03, 05:15 م]ـ
كتاب الإتقان في علوم القرآن
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[23 - 10 - 03, 05:17 م]ـ
صفة الساق
(يوم يكشف عن ساق ويدعون إلي السجود فلا يستطيعون)
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[23 - 10 - 03, 05:20 م]ـ
كتاب المنهجية في طلب العلم
لسماحة الشيخ صالح آل شيخ - بارك الله في عمره ونفع به المسلمين-
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[23 - 10 - 03, 05:25 م]ـ
كتاب ضوابط التكفير
للشيخ / عبد الله بن محمد القرني
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[23 - 10 - 03, 05:58 م]ـ
مباحث في علوم القرآن
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[23 - 10 - 03, 06:01 م]ـ
مباحث في علوم القرآن
للشيخ مناع القطان
ـ[حور العين]ــــــــ[23 - 10 - 03, 08:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً اخي الفاضل
جعلها الله في موازين حسناتك باذنه تعالى
ـ[ amhatab] ــــــــ[23 - 10 - 03, 11:35 م]ـ
بارك الله لك وجزاك عنا خير الجزاء(5/308)
ساعدوني للوصول لكتب ببليوجرافيا للرسائل العلمية الماجستير والدكتوراه وخاصة اللغوي منه
ـ[ amhatab] ــــــــ[23 - 10 - 03, 11:30 م]ـ
السلام عليكم اخوتي الكرام
هل يمكنكم مساعدتي للوصول لكتب ببليوجرافيا بالرسائل العلمية التي نوقشت والتي لما تناقش في جامعاتنا العربية وخاصة ما يتعلق باللغة العربية منها
وجزاكم الله خيرا وسدد خطاكم
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[24 - 10 - 03, 07:48 ص]ـ
السلام عليكم:
استطيع ان اتييكم بقائمة رسائل الدكتوراه و الماجستير من عام 1998 حتي 2001 التي نوقشت في كليتنا (دار العلوم) و لعلي احاول ان احصل لك علي مزيد من قوائم الرسائل في السنوات التي تسبق تلك السنه .......... زفهل يساعدك ذلك ام ....... ؟؟؟
اسال الله ان يتمم عملك بالتوفيق و يكلله بالنجاح
ـ[الدرة]ــــــــ[24 - 10 - 03, 08:03 ص]ـ
لاأعلم إن كان هذا الرابط سيفيدكم
http://www.iu.edu.sa/arabic/daleel/rasail/Browse/lugah/adabbalagah/Munakash/Index.Htm
http://www.iu.edu.sa/arabic/daleel/rasail/Browse/lugah/lughawiyat/Munakash/Index.Htm
ـ[ amhatab] ــــــــ[24 - 10 - 03, 09:14 ص]ـ
واتمنى ان ترسل لي يا ابا الاشبال حفظك الله هذه القائمة ولك الشكر من الله
اخوكم عبد الواحد(5/309)
الأعجاز
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[24 - 10 - 03, 07:13 ص]ـ
بحوث ومجاميع مقالات عن الأعجاز في القران والسنة
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[24 - 10 - 03, 07:15 ص]ـ
2
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[24 - 10 - 03, 07:18 ص]ـ
3
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[24 - 10 - 03, 07:22 ص]ـ
4
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[24 - 10 - 03, 07:28 ص]ـ
5
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[24 - 10 - 03, 07:33 ص]ـ
6
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[24 - 10 - 03, 07:37 ص]ـ
7
ـ[أمة الله بنت عبد الله]ــــــــ[08 - 10 - 04, 05:30 ص]ـ
جزاكم الله خير
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 11 - 04, 04:44 م]ـ
السلام عليكم
بوركتم(5/310)
حمل كتاب الوفاة للنسائي
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[24 - 10 - 03, 08:45 ص]ـ
حمل كتاب الوفاة للنسائي
كتاب الوفاة(5/311)
عقدة العمل الغائب، مقال رائع للشيخ ....
ـ[حلية الأولياء]ــــــــ[24 - 10 - 03, 09:46 ص]ـ
عقدة العمل الغائب (1/ 2)
عمر بن عبدالله المقبل
26/ 8/1424
22/ 10/2003
الحمد لله، وبعد:
فإن النفس البشرية مغرمة بالأماني المستقبلة، التي تفزع إليها بحثاً عن تبديد هم الفشل الحاضر، أو تبرير الكسل القائم.
كما أن من طبيعة النفس البشرية التعلق بالغيب، لمعرفة ما وراءه، واستشراف ما بعده، يظهر ذلك جلياً في عدة صور، منها: التوقان الشديد لمعرفة تعبير الرؤى والأحلام التي تعرض لها في المنام، وما رواج سوق الكهنة والعرّافين إلا برهان على ذلك.
ومنها ـوهو بيت القصيد هناـ: التعلق بأعمال وأحوال لم تتحقق بَعْدُ على أرض الواقع، وتمنيها، والمراهنة على فعلها إذا هي وجدت.
إننا نقرأ في آيات القرآن الكريم قصصاً وأخباراً تتحدث عن أناس كانوا يعيشون هذه الإشكالية، وقد ذكر الله منها نموذجاً في بني إسرائيل، وآخر في هذه الأمة، ليدل ذلك على أن هذه ظاهرة جلية في جميع الأمم بلا استثناء.
يقول تعالى عن طائفة من بني إسرائيل كانوا يعيشون هذه الأماني، أو ما عبر عنه هذا المقال بـ (عقدة العمل الغائب):"أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلأِ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ ألاّ تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا ألاّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إلا قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)، وحتى الذين صدقوا في دعواهم بادئ الأمر، وكانوا من جملة من ساروا في ركب جيش طالوت؛ ابتلوا باختبار آخر "فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إلا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إلا قَلِيلاً مِنْهُمْ ... " الآية (البقرة:249).
وقد كانوا إذا عدوا قليلاً === فقد صاروا أقل من القليل
إنها فئة انتفضت العقيدة في قلوب أصحابها، وتحرك الإيمان في نفوسهم، وشعروا بأنهم أهل دين حق، وعقيدة حقة، وأن أعداءهم على كفر وضلال، فيعرض عليهم نبيهم سؤالاً يستوثق به من صدق عزيمتهم، وقوة تصميمهم، لأنهم الآن في سعة، فأما إذا فرض القتال؛ فلا مناص من النفير في سبيل الله، فيقول لهم: (هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ ألاّ تُقَاتِلُوا)؟ وهنا ترتفع درجة الحماس لدى هذه الفئة، ليؤكدوا ما تمنوه وطلبوه، فيقولون: (وَمَا لَنَا ألاّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا)؟! ولكن هذه الحماسة الفائرة في ساعة الرخاء لم تدم، بل جاء السياق ليبين أنها دعوى كجبال الجليد، ما لبثت أن ذابت حينما اصطدمت بحرارة الحقيقة (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إلا قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ).
إن هذه الآيات الكريمة لتكشف نوعاً من الخلل الذي يعتري بعض أفراد الأمة ـ الذين يرومون عزها ـ لكنهم بعدُ لم تنضج تربيتهم الإيمانية، ولم تصهرها التجارب بعد، فهم مغرقون في الأماني، التي يفزعون بها إلى الترفع عن حالة الإحباط التي يعيشونها، من غير إدراك لحقيقة الأمر وأبعاده.
وتأمل في قوله: (وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) فهم ظلموا أنفسهم بنكوصهم عن عهدهم في تنفيذ ما وعدوا بتحقيقه، وظلموا الحق حينما خذلوه وخذلوا نبيهم، مع علمهم بأنهم على حق، ونبيهم على حق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/312)
وإذا طويتَ صفحاتٍ من التاريخ، وقروناً من الزمن، فقف قليلاً عند فترة تنزل الوحي، التي كشفت وجود هذه المشكلة (عقدة العمل الغائب) عند أكثر من فئة، والذي يعنينا في هذا المقام الحديث عن طائفةٍ من المؤمنين، وممن سار في أكنافهم، وليس منهم من المنافقين، بدأت تتكرر هذه الإشكالية، وأخذت في الظهور في وقت مبكر، فاستعلت بعض الأصوات تطالب بالجهاد في سبيل الله في وقت لم تكن الحكمة الإلهية تقتضي فرض الجهاد؛ بل إنهم نُهوا عن ذلك، كما نقرأ ذلك بكل جلاء ووضوح في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ والآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً) [النساء:77].
يقول العلامة السعدي على هذه الآية:"وهذه الحال كثيراً ما تعرض لمن هو غير رزين، واستعجل في الأمور قبل وقتها، فالغالب عليه أنه لا يصبر عليها وقت حلولها، ولا ينوء بحملها، بل يكون قليل الصبر" انتهى.
لقد أثبتت الوقائع المتنوعة على مدار التاريخ، أن أشد الناس حماسة واندفاعاً، قد يكونون هم أشد الناس جزعاً وانهياراً وهزيمة عندما يجد الجد، وتقع الواقعة؛ لأن سبب ذلك الاندفاع ليس هو الشجاعة والاحتمال والإصرار، بل هو ـ غالباً ـ ما يكون بسبب قلة الاحتمال للحالة الراهنة، فيدفعهم ذلك إلى طلب التخلص من الحالة التي يعيشونها بأي شكل، دون نظر في العواقب، بل ربما لو تحقق لهم ما أرادوه وطلبوه فسيكون وقعه ثقيلاً عليهم.
وليت الأمر عند هؤلاء يقف عند هذا الحد! بل إنه يتجاوز ذلك لاتهام أولئك الذين يخبرون الأمور ويدركون حقيقتها، ويأمرون بالصبر والتروي، واستغلال الفرص المتاحة ـ ربما وصفوهم ـ بالضعف والخور، وربما وصفوا تأنيهم وتمهلهم جبناً واستخذاء!.
إن الآيات الكريمة من سورة النساء تتحدث عن فئة مؤمنة ـ فيما يظهر ـ وهو قول جماعة من المفسرين، وقيل: عن طائفة من المنافقين،و على كلا القولين، فالاعتبار حاصل.
إنها فئةٌ يظهر من فحوى خطابها العزة والأنفة، وعدم احتمال الذل والضيم، ولكنها فئة لم تصهرها التجارب بعد، ولم تتضح لديها الصورة بشكل جلي، وإن ظنوا ذلك وحسبوه في قرارة نفوسهم، وما تتلجلج به صدورهم من حرارة مشاعرهم.
إنها فئة ربما كان يجول في أذهانها مسألة الدفاع عن الذوات والأشخاص ـ وعلى رأس هؤلاء الأشخاص الذين تتقرب إلى الله تعالى بالدفاع عنهم: محمد –صلى الله عليه وسلم- ـ، ولربما غاب عن ذهنها أو لم يكن في حسبانها أن القضية أكبر من ذلك، فالغاية ـ عند الله ـ أن يكون الدين كله لله، وأن يتم بسط نفوذ هذا الدين ولكن بشكل ممرحل ومتدرج، (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً) [الإسراء:106]، (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً) [مريم: من الآية64].
إننا لنقطع بأن هؤلاء الذين طلبوا الجهاد، لم يكونوا أشد غيرة على دين الله،ولا على عباده المضطهدين ـ بسبب اعتناقهم له ـ من محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا من أبي بكر وعمر وغيرهم من كبار وفضلاء الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، ولكن القضية أكبر من أن تختصر في رأي لم ينضج بعد، أو اقتراح ـ على فرض صحته تماماً ـ لا يناسب تنفيذه في ذلك الوقت.
ومن هنا جاء الخطاب الرباني في الفترة المكية للمؤمنين إذ ذاك لتربيتهم على هذا المعنى: (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأنعام:108].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/313)
إننا نقرأ قريبا من هذه المطالب ـ التي جاءت في سورة النساء ـ في سورة محمد (سورة القتال) ـ وإن اختلفت الفئة ـ، كما في قوله –عز وجل-: (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ * طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ) [محمد:20 - 21].
يقول العلامة السعدي معلقاً على قوله تعالى (فَأَوْلَى لَهُمْ * طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ): "أي: فأولى لهم أن يمتثلوا الأمر الحاضر المحتم عليهم، ويجمعوا عليه همهم، ولا يطلبوا أن يشرع لهم ما هو شاق عليهم، وليفرحوا بعافية الله تعالى وعفوه (فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ) أي: جاءهم أمر جد، وأمر محتم، ففي هذه الحال، لو صدقوا الله بالاستعانة به، وبذل الجهد في امتثاله (لكان خيراً لهم) من حالهم الأولى، وذلك من وجوه:
منها: أن العبد ناقص من كل وجه، لا قدرة له إلا أن أعانه الله، فلا يطلب زيادة على ما هو قائم بصدده.
ومنها ـ وهذا هو الشاهد ـ: أنه إذا تعلقت نفسه بالمستقبل، ضعف عن العمل بوظيفة وقته، وبوظيفة المستقبل، أما الحال: فلأن الهمة انتقلت عنه إلى غيره، والعمل تبع للهمة، وأما المستقبل: فإنه لا يجيء حتى تفتر الهمة عن نشاطها فلا يعان عليه.
ومنها: أن العبد المؤمل للآمال المستقبلة ـ مع كسله عن عمل الوقت الحاضر ـ شبيه بالمتألي، الذي يجزم بقدرته على ما يستقبل من أموره، فأحرى به أن يخذل، ولا يقوم بما همّ به، ووطن نفسه عليه، فالذي ينبغي أن يجمع العبد همه وفكرته ونشاطه على وقته الحاضر، ويؤدي وظيفته بحسب قدرته، ثم كلما جاء وقت استقبله بنشاط وهمة عالية مجتمعة غير متفرقة، مستعيناً بربه في ذلك، فهذا حريّ بالتوفيق والتسديد في جميع أموره" انتهى كلامه رحمه الله.
وحذراً من مغبة الانهماك خلف هذه العقدة، والأماني العريضة، يأتي القرآن الكريم ـ أيضاً ـ محذراً أهل الأموال ـ الراغبين في الصدقة ـ من الاسترسال وراء هذه الأماني؛ فيقول سبحانه: (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) [المنافقون:10]، وهذا معنى الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-: "ولا تمهل ـ أي تتأخر في التصدق ـ حتى إذا بلغت الروح الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان ".
وبعد هذا الاستعراض لهذه النماذج التي سجلها القرآن على أصحابها، يحسن بنا الوقوف على أسباب وجود هذه (العقدة)، وفي ثنايا ذلك الحديث عن علاجها، وذلك في الحلقة الثانية بإذن الله
منقول: http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?catid=40&artid=2964(5/314)
المخصص لابن سيده هل يمكن تحميله
ـ[ amhatab] ــــــــ[24 - 10 - 03, 12:59 م]ـ
اخوتي الكرام هل كتاب المخصص لابن سيده موجود ويمكن تحميله
وجراكم الله خيرا وتحية للاخ ابي الاشبال
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 10 - 03, 05:06 ص]ـ
هذا الكتاب موجود في موقع الوراق
كتب اللغة
http://www.alwaraq.com/
ـ[أحمد أبو يوسف]ــــــــ[06 - 03 - 08, 08:23 م]ـ
افتح الرابط الآتي
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&postid=189013#post189013
ـ[فيشاوي]ــــــــ[07 - 03 - 08, 07:32 م]ـ
وأيضاً موجود على مكتبة المصطفى بصيغة Pdf طبعة الأميرية لسنة 1898 في 17 مجلد
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[08 - 03 - 08, 01:46 م]ـ
تجده بروابط مباشرة هنا:
http://www.wadod.net/open.php?cat=14&book=1059
و هنا:
http://www.wadod.net/open.php?cat=14&book=1060(5/315)
التمهيد لابن عبد البر
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[25 - 10 - 03, 12:11 ص]ـ
السلام عليكم
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[25 - 10 - 03, 01:28 ص]ـ
السلام عليكم
ـ[ابومالك البصري]ــــــــ[25 - 10 - 03, 03:06 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[25 - 10 - 03, 04:34 ص]ـ
السلام عليكم
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[25 - 10 - 03, 04:35 ص]ـ
الحديث 3
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[25 - 10 - 03, 08:47 ص]ـ
السلام عليكم
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[25 - 10 - 03, 08:47 ص]ـ
السلام عليكم
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[25 - 10 - 03, 11:08 ص]ـ
السلام عليكم
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[25 - 10 - 03, 11:10 ص]ـ
السلام عليكم
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[25 - 10 - 03, 11:12 ص]ـ
السلام عليكم
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[25 - 10 - 03, 07:47 م]ـ
السلام عليكم
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[25 - 10 - 03, 07:48 م]ـ
السلام عليكم
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[25 - 10 - 03, 07:48 م]ـ
السلام عليكم
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[26 - 10 - 03, 07:12 م]ـ
السلام عليكم
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[27 - 10 - 03, 08:02 ص]ـ
اخي الكريم عبد الجبار مشاء الله علي مجهودك في المنتدي
ولكن لي عتاب عندك بعض الكتب تبدء فيها ولا تكملها هل تتذكر كتاب العلامة بن بدران مدخل الي مذهب الامام احمد
ارجو منك لو اتسع وقتك اكمالة
وهذة الوصلة لواحببت اكمالة حتي لاتقوم بالبحث عنها
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&threadid=9841&highlight=%DA%E3%D1%E6
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[27 - 10 - 03, 06:36 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
لعل الله ييسر لي إتمام ما بدأت فيه، فالهم شذر مذر والنفس ضعيفة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[أحمد أبو زيد]ــــــــ[29 - 10 - 03, 11:27 ص]ـ
ترتيب الكتاب عجيب يا أخي
هل هو بهذا الترتيب
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[29 - 10 - 03, 12:57 م]ـ
أخي الفاضل
الحافظ ابن عبد البر رتب شرحه لأحاديث الموطأ المرفوعة على مشائخ الإمام مالك، بترتيب الحروف الأبجدية.
ـ[الأجهوري]ــــــــ[30 - 10 - 03, 10:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا أولا على هذا الجهد الطيب.
وسؤالي هو: أحاديث الموطأ فوق الـ 1000 حديث هل هذا معناه إن حضرتك إن شاء الله تعمل 1000 ملف وتنزلهم هنا أم لك منهج آخر في تنزيل الكتاب على الشبكة؟
ولو ترفق بنا في عدد الملفات يكون أحسن لنا في الاستخدام إن شاء الله.
وسؤال آخر: ما هي الطبعة التي اعتمدتها أهي الطبعة المغربية المشهورة أو طبعة أخرى أو الطبعة الأخيرة المرتبة لدار الفاروق الحديثة بالقاهرة والتي ذكر محققها أن الطبعة المغربية بها سقط في بعض المواطن. أم أنك تعتمد طبعة أخرى أو برنامج على الكمبيوتر يا ريت توضح لنا.
وحبذا لو كل أخ يضع كتابا في الملتقى أن يذكر معتمده فيه حتى لا يكون مثلا قد قام بالنسخ واللصق من برامج مركز التراث ذات النص السيء جدا المليء بالسقط والتصحيف.
وأخيرا ملحوظة أن الحافظ ابن عبد البر رتب شرحه على أسماء شيوخ مالك بالحروف المغربية أي أبجد هوز لا الحروف المشرقية المعروفة أ ب ت ولذلك قام العلامة الراحل الشيخ عطية سالم رحمه الله بصنع فهرس يرتب شروح ابن عبد البر في التمهيد على أبواب الموطأ رواية يحيى الليثي المشهورة.
وبارك الله فيك وجعلك من عتقاء شهر رمضان
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[31 - 10 - 03, 02:25 ص]ـ
شيخ احمد جزاك الله خيرا ولكن رفقا باخيك عبد الجبار
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[31 - 10 - 03, 05:03 ص]ـ
أخي الفاضل الدكتور أحمد
جزاك الله خيرا
وأعاننا الله وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته
وأعتق الله رقابنا ورقابكم من النار في هذا الشهر المبارك برحمته آمين.
أخي الفاضل
إنما اخترت هذه الطريقة لأن الكتاب ضخم ويحتاج إلى وقت لنسخه على الوورد، ففضلت أنني كلما انتهيت من حديث أنزلته حتى يستفاد منه، ولأنني أشتغل فيه بحسب ظروفي، لذا اعتذر جدا على هذه الطريقة المتعبة، وإذا أحب أحد الشباب أن يشارك في هذا الجهد فمرحبا به.
إنني أنسخ من برنامج الألفية للتراث الإصدار الثالث، وأختلف معك أخي الفاضل في وصفك لها بالسيئة جدا، فهي مع أخطائها مفيدة جدا لطالب العلم، حتى عندما كانت في الإصدارالأول والثاني حيث كانت ذات أخطاء أكثر بسبب البرمجة، ولا شك أن طالب العلم إنما يعتمد على الطبعات الإلكترونية كمساعد له، ولا زالت الطبعات الورقية هي الأصل في طلب العلم والله أعلم.
وتعتمد طبعة برنامج الألفية على طبعة 1387 هـ بالمغرب.
إنني أرى أن للحافظ ابن عبد البر رحمه الله دين علينا أن نخرج كتابه بالوجه اللائق به، ولا شك أن هذا عمل يحتاج إلى فريق من المتخصصين المخلصين، مع دعم مالي وفير حتى يظهر في حلته المناسبة، والله أعلم.
والسلام عليكم.
ـ[الأجهوري]ــــــــ[31 - 10 - 03, 10:37 ص]ـ
رسالتي كما هو واضح من عنوانها كانت مجرد شكر لك على جهدك واستفسار عن منهجك في هذا العمل ليس أكثر لا كما فهمه أخونا الفاضل محمود السالمي من أنها تعنيف لا سمح الله.
وجزاك الله خيرا على الرد وأتمنى من الله لو ييسر لك مراجعة نصوص الألفية بنصوص المطبوعة ليتبين لك لم وصفتها بـ "السيئة" ...... وأنا طبعا ليس لي خبرة إلا بالإصدار القديم من الألفية ولعلك تكون قرأت ما سطره إخواننا من قبل في الملتقى هنا من مساوىء هذا البرنامج وكونه قد ينتفع به في أشياء قليلة لا يشفع له هذا الكم من العثرات والأخطاء في نصوص الوحيين بطريقة ليس لها مثيل بين كل شركات البرامج الإسلامية على اختلاف مشاربها ومناهجها لأن الحكم للغالب والغالب على برامجهم سوء البرمجة مع سوء العرض والتنسيق مما يجعلك تقول: يا ليتهم ما فعلوا شيئا .... ! وخاصة إن هذا غير مقبول مع برامجهم المحاطة بأغلظ الأيمان من كل ناحية مما يجعل أي طالب علم يشعر بالغرر والغبن الفاحش بعد شراء برامجهم. ويندم معه على هذه الأيمان التي مر عليها ويشعر أنها كانت سياجا حول السراب.
هذا رأيي الشخصي فقط.
وأعانك الله لأننا جميعا فعلا نحتاج كتاب التمهيد بصورة مرتبة طيبة كما قد سبق وأتحفنا أخونا عبد الرحمن الفقيه سدده الله بـ "الاستذكار" وهو ملخص التمهيد كما تعلم.
وجزاكم الله خيرا ...... وإن شاء الله نحن صابرون معك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/316)
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[01 - 11 - 03, 12:40 م]ـ
29
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[01 - 11 - 03, 12:41 م]ـ
30
ـ[ abou hamza] ــــــــ[02 - 05 - 04, 03:59 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
الاخوة الكرام من يتفضل يجمع هذه الاجزاء في ملف واحد ليسهل تحميلها واستعمالها ولكم جزيل الشكر.
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[08 - 12 - 04, 10:38 ص]ـ
الملفات السابقة في ملف واحد، نسأل الله أن يعينني على إتمامه.
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[09 - 12 - 04, 05:06 ص]ـ
الأحاديث 32 - 49
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[09 - 12 - 04, 06:09 ص]ـ
أرجو المعذرة، هذه الأحاديث من 1 - 30 مرة أخرى، والملف الذي وضعته بالأمس كان ناقصا.
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[18 - 01 - 05, 04:54 م]ـ
هل انتهى وضع الملفات التي لديك أخي في الله أم بقي هناك ملفات، و كم بقي؟؟؟
و جزاك الله خيرا(5/317)
الإفادات والإنشادات للشاطبي
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 10 - 03, 04:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
مقدمة المؤلف
قال الشيخ الإمام العالم القدوة الهمام أبو إسحاق سيدي إبراهيم الشاطبي، رحمه الله أما بعد، أيها الأخ الصفي الصديق الوفي، أعانك الله وسددك، فإني جمعت لك في هذه الأوراق جملة من الإفادات المشفوعة بالإنشادات، مما تلقيته عن شيوخنا الأعلام، وأصحابي من ذوي النبل والأفهام، قصدت بذلك تشويق المتفنن في المعقول والمنقول، ومحاضرة المستزيد من نتائج القرائح والعقول، والله المستعان وعليه التكلان.
إفادة
إعراب كلمة من بيت شعر حدثني الشيخ الفقيه القاضي الجليل الشهير الخطير أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن أبي بكر المقري رحمه الله وأملاه علينا عن الإمام الكبير أبي حيان بن يوسف بن حيان أنه قال ورد كتاب من الأستاذ أبي عبد الله محمد بن مثبت الغرناطي إلى صاحب له يسمى حمزة، وفيه سئل الشيخ قال أبو حيان يعنييني وجدت على ظهر نسخة من المفصل بخط عتيق أن رجلاً سأل ابن الأخضر بمحضر ابن الأبرش علام انتصب قوله طويل مقالة أن قد قلت سوف أناله فقال طويل ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي.
فقال سألتك عن إعرابي كلمة فأجبتني بنصف بيت! فقال ابن الأبرش قد أجابك لو كنت تفهم.
قال أبو حيان فوقعت عليه للحين أن هذا الشطر من قول النابغة، وهو قوله طويل أتاني أبيت اللعن أنك لمتني=وتلك التي تستك منها المسامع مقالةً أن قد قلت سوف أناله=وذلك من تلقاء مثلك رائع يروى مقالة بالرفع على أنه بدل من أنك لمتني الفاعل، وبالفتح على ذلك، إلا أنه بناه لما أضافه إلى مبني.
إنشادة
للفخر الرازي
رواها أبو بكر القرشي
أنشدني الشيخ الفقيه القاضي الأعدل أبو بكر محمد بن عمر بن علي القرشي الهاشمي أبقاه الله في السابع والعشرين لذي الحجة من عام سبعة وخمسين وسبعمائة قال أنشدني أبي، قال أنشدني شرف الدين الدمياطي، قال أنشدني تاج الدين الأرموي قال أنشدني الإمام فخر الدين محمد بن عمر الرازي لنفسه طويل.
نهايةُ إقدام العقول عقالُ=أكثرُ سعي العالمين ضلالُ وأروحنا في وحشة من جسومنا=وحاصل دنيانا أذى ووبال ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا=سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا وكم من رجال قد رأينا ودولةٍ=فبادوا جميعاً مسرعين وزالوا وكم من جبال قد علت شرفاتها=رجال فماتوا والجبال جبال
إفادة
صحة حديث
أكلنا مع الشيخ القاضي أبي عبد الله المقري رحمه الله في عام سبعة وخمسين وسبعمائة، فقال دخلت أنا وأبو عبد الله السطي على الشيخ الفقيه الصالح العالم أبي محمد عبد الله بن عبد الواحد المجاصي في أيام عيد، فقدم لنا طعاماً، فقلت له لو أكلت معنا فنرجو بذلك ما يرفع من حديث من أكل مع مغفور غفر له فتبسم، وقال لي دخلت على سيدي أبي عبد الله الفاسي بالإسكندرية، فقدم طعاماً فسألته عن هذا الحديث، فقال دخلت على شرف الدين الدمياطي فقدم لي طعاماً فسألته عن هذا الحديث، فقال وقع في نفسي منه شيء فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فسألته عنه، فقال لي لم أقله وأرجو أن يكون كذلك.
إنشادة
لابن المفضل المقدسي رواها أبو عبد الله بن مرزوق أنشدني الشيخ الفقيه الخطيب الجليل العالم الشهير أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن مرزوق أبقاه الله قال أنشدني شرف الدين يحيى بن أبي الفرج المصري، قال أنشدنا ابن رواح، قال أنشدنا أبو الحسن بن المفضل المقدسي من إنشاداته طويل.
تصدر للتدريس كل مهوسٍ=بليدٍ تسمى بالفقيه المدرس فحق لأهل العلم أن يتمثلوا=ببيت قديمٍ شاع في كل مجلس لقد هزلت حتى بدا من هزالها=كلاها وحتى سامها كل مفلس
إفادة
سر تشريع ذبح الحيوان
حدثنا الأستاذ الفقيه الجليل الأصولي أبو علي منصور الزواوي رضي الله عنه أن الفخر بن الخطيب سأل سيف الدين الآمدي فقال له لم أجاز الشرع ذبح الحيوان في حق الإنسان، وهو تعذيب له، وتعذيب الحيوان على خلاف المعقول؟ فقال له سيف الدين إتلاف الخسيس في حق النفيس من مناهج العقول، فقال له الفخر لو كان كذلك لجاز أن تذبح أنت في حق ابن سينا.
إنشادة
لأبي محمد بن حذلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/318)
أنشدني الفقيه الجليل الأعدل أبو محمد عبد الله بن عبد الله بن حذلم لنفسه كامل أبت المعارف أن تنال براحةٍ=إلا براحة ساعد الجد فإذا ظفرت بها فلست بمدركٍ=أرباً بغير مساعد الجد
إفادة
تأويل فأقبل بهما
وأدبر من حديث الوضوء
سمعت من الشيخ الفقيه الشريف الجليل قاضي الجماعة أبو القاسم محمد بن أحمد بن محمد الحسيني رضي الله عنه فيما جاء في الحديث في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم في قوله "فأقبل بهما وأدبر" الحديث إلى آخره أن أحسن الوجوه في تأويله أن يكون قدم الإقبال تفاؤلاً، ثم فسر بعد ذلك على معنى أدبر وأقبل.
قال والعرب تقدم في كلامها ألفاظاً على ألفاظ أخر وتلتزمه في بعض المواضع كقولهم قام وقعد، ولا تقول قعد وقام، وكذلك أكل وشرب ودخل وخرج. على هذا الكلام العرب، فتكون هذه المسألة من هذا.
قال ويؤيد ما ذكرناه وهو موضع النكتة تفسيره لا قبل وأدبر في باقي الحديث على معنى أدبر ثم أقبل، ولو كان اللفظ على ظاهره لم يحتج إلى تفسير.
إنشادة
لأبي عبد الله المقري
أنشدنا الشيخ الأستاذ القاضي أبو عبد الله المقري لنفسه بسيط أنبت عوداً بنعماء بدأت بها=فضلاً وألبستها بعد اللحي الورقا فظل مستشعراً مستدثراً أرجاً=ريان ذا بهجةٍ يستوقف الحدقا فلا تشنه بمكروه الجنى فلكم=عودته من جميل من لدن خلقا وأنف القذى عنه وأثر الدهر منبته=وغذه برجاء واسقه غدقا
إفادة
سند مشابكة للمؤلف
شبك بأصابعي الشيخ الفقيه القاضي أبو بكر بن عمر القرشي أبقاه الله في الحادي عشر من شوال عام سبعة وخمسين وسبعمائة قال شبك بأصابعي الشيخ الصالح البقية الفاضلة أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله بن سلمون الكناني قال شبك بأصابعي الشيخ الصالح أبو عبد الله محمد بن عبد الله الكناني الضرير شهر بابن الخضار، في شهر رجب عام اثنين وسبعين وستمائة، بمدينة سبتة قال شبك بأصابعي الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي الحاتمي الطائي، قال شبك بأصابعي الشيخ أحمد بن مسعود بن شداد المقري الموصلي، وشبك الشيخ أحمد بن مسعود أصابعه بأصابع الشيخ علي بن محمد الباجياري، وشبك الشيخ علي بن محمد أصابعه بأصابع أبي الحسن علي الباغوزاري خطيب باجيار، وقال الباغوزاري رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، وقال يا علي شابكني، فمنم شابكني دخل الجنة ومن شابك من شابكني دخل الجنة، وما زال يعد حتى انتهى إلى سبعة.
قال الراوي فشبكت أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليماً، واستيقظت، والحمد لله على هذه النعمة.
قلت وأنا وإن كنت ثامن القوم، فأنا أرجو بركة الانتظام في سلكهم جعلنا الله منهم.
وقال النووي في قوله صلى الله عليه وسلم: (بست من شوال): إنما حذفت الهاء من ستة لأن
العرب إنما تلتزم الإتيان بالهاء في المذكر الذي هو دون أحد عشر إذا صرحت بلفظ المذكر
كقوله الله تعالى: (وَثَمانِيَةَ أَيّامٍ) فأما إذا لم يأتوا بلفظ المذكر فيجوز إثبات الهاء وحذفها فتقول: سومزوكل ةظوفحم قوقحلا عيمج.
صمنا ستا ولبثنا عشرا وتريد الأيام ونقله الفراء وابن السكيت وغيرهما عن العرب ولا
يتوقف فيه إلا جاهل غبي.
إنشادة
لأبي عبد الله بن رشيد
رواها ابن البنا
أنشدنا الشيخ الفقيه الراوية الرحلة أبو القاسم بن البنا رحمه الله عند حديث المشابكة من كتاب المسلسلات لابن الطيلسان وقد سلسلت عليه بعض أحاديث منها قال أنشدني الخطيب أبو عبد الله بن رشيد عند حديث المشابكة كامل شابكتهم متبركاً بأكفهم=إذ شابكوا كفاً علي كريمه ولربما يكفي المحب تعالاً=آثارهم ويعد ذاك غنيمة
إفادة
الإشارة للبعيد
باسم الإشارة الموضوع للقريب
سألني الشيخ الأستاذ الكبير الشهير أبو سعيد فرج بن قاسم بن لب التغلبي أدام الله أيامه عن قول ابن مالك في تسهيل الفوائد في باب اسم الإشارة وقد يغني ذو البعد عن ذي القرب لعظمة المشير أو المشار إليه فقال إن المؤلف مثل عظمة المشير في الشرح بقوله تعالى "وما تلك بيمينك يا موسى" ولم يبين ما وجه ذلك، فما وجهه؟ ففكرت، فلم أجد جواباً فقال وجهه أن الإشارة بذي القرب هاهنا قد يتوهم فيها القرب بالمكان، والله تعالى يتقدس عن ذلك، فلما أشار بذي البعد أعطى بمعناه أن المشير مباين للأمكنة، وبعيد عن أن يوصف بالقرب المكاني، فأتى البعد في الإشارة منبهاً على بعد نسبة المكان عن الذات العلية،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/319)
وأنه يبعد أن يحل في مكان أو يدانيه.
إنشادة
لأبي سعيد بن لب
أنشدني الأستاذ الكبير أبو سعيد بن لب أبقى الله بركته عشية يوم الأربعاء الثالث لشعبان عام تسعة وخمسين وسبعمائة، لنفسه: وهبك وجدت العفو عن كل زلةٍ=فأين مقام العفو من معقد الرضى وكيف بثوب حالك اللون رمت أن=يصير كثوب لم يزل قط أبيضا
إفادة
دعاء للخضر لتفريج الكروب
حدثني الشيخ الفقيه الأستاذ النحوي الفاضل أبو عبد الله محمد بن علي البلنسي رضي الله عنه قال أصابت أبي أزمة شديدة لحقنا بسببها كرب عظيم، فبينما أنا ليلة نائم إذ أتاني رجل حسن القد والصورة، أشبه رجل بالأستاذ أبي عبد الله بن الفخار شيخنا رحمه الله فقال لي أين دعاء الخضر عليه السلام، فقلت له وأين هو؟ فقال لي قل "اللهم يا من لا يشغله سمع عن سمع، ويا من لا يغلطه المسائل، ويا من لا يتبرم من إلحاح الملحين أذقني برد عفوك وحلاوة مغفرتك" قال وقد كنت حفظته قديماً ونسيته فذكرته عند ذلك، ثم قال قل " اللهم أد عني الدين وأغنني من الفقر، اللهم خر لي واختر لي، فإني قد عجزت عن صلاح نفسي وفوضت لك أمري".
فاستيقظت وقد حفظته، فدعوت الله به فلم يكن إلا يسيراً ثم فرج الله عنا ببركة هذا الدعاء.
قال فلم أزل أدعو به إثر الصلوات إلى الآن.
قلت وقد سمعته يدعو بهن إثر الصلوات وما تركتهن أنا منذ حدثني بهذا.
إنشادة
لأبي محمد بن الناظر
أنشدني الفقيه الصوفي المتخلق أبو محمد بن الناظر، قال أنشدت في النوم هاتين البيتين سريع نحن قسمنا الرزق بين الورى=فأدب النفس ولا تعترض وسلم الأمر لأحكامنا=فكل عبد رزقه قد فرض
إفادة
وزن إجازة وتصريفها
حدثني الشيخ الفقيه الأستاذ الكبير النحوي الشهير أبو عبد الله محمد بن علي بن الفخار البيري رحمه الله أن بعض الشيوخ كان إذا أتي بإجازة يشهد فيها. سل الطالب المجاز عن لفظ إجازة ما وزنه وتصريفه؟ قلت ولما حدثنا بذلك سألناه عنها، فأملى علينا ما نصه وزن إجازة إفعالة وأصلها إجوازة فأعلت بنقل حركة الواو إلى الجيم حملاً على الفعل الماضي لا استثقالاً، فحركت الواو في الأصل وانفتح ما قبلها في اللفظ، فانقلبت ألفاً فصارت في التقدير إجازة بألفين فحذفت الألف الثانية عند سيبويه لأنها زائدة والزائدة أولى بالحذف من الأصلي.
وحذفت الأولى عند الأخفش لأنها لا تدل على معنى زائد وهو المد.
وقول سيبويه أولى، لأنه قد ثبت عوض التاء من المحذوف في نحو زنادقة، والتاء زائدة و تعويض الزائد من الزائد أولى من تعويض الزائد من الأصلي للمتناسب، ووزنها في اللفظ عند سيبويه إفعله، وعند الأخفش إفالة، لأن العين عنده محذوفة.
إنشادة
لأبي عبد الله الشريشي
أنشدني الفقيه الأجل العدل الأديب الأفضل أبو عبد الله محمد بن محمد بن إبراهيم الخولاني الشريشي لنفسه سريع.
يا طالب العلم اجتهد إنه=خير من التالد والطارف فالعلم يزكو قدر إنفاقه=والمال إن أنفقته تالف
إفادة
وصية ابن الفخار
بعد موته للمؤلف
لما توفي شيخنا الأستاذ الكبير العلم الخطير أبو عبد الله محمد بن الفخار، سألت الله عز وجل أن يرينيه في النوم فيوصيني بوصية أنتفع بها في الحالة التي أنا عليها من طلب العلم، فلما نمت تلك الليلة رأيت كأني داخل عليه في داره التي كان يسكن بها، فقلت له يا سيدي أوصني، فقال لي لا تعترض على أحد، ثم سألني بعد ذلك في مسألة من مسائل العربية كالمؤانس لي، فأجبته عنها، ولم أذكرها الآن.
إنشادة
لأبي جعفر بن عبد العظيم
أنشدني الفقيه الأجل الأديب البارع الوزير الحسيب أبو جعفر أحمد بن رضوان بن عبد العظيم لنفسه من قصيدة يخاطب بها بعض الطلبة أولها خفيف يا أبا بكر النبيل النبيه=أنا أفديك من نبيل نبيه لا تشن وجهك الجميل بفعل=قد تسمى من أجله بسفيه واقمع النفس إن أردت نجاحاً=عن محل السفاه والتشويه واحملنها على المكارم حتى=تتحلى منها بطبع نزيه ولئن تحملنها على الخير كرهاً=ليس تخشى الوقوع في المكروه
إفادة
سند مصافحة للمؤلف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/320)
صافحت الشيخ الفقيه القاضي أبا عبد الله المقري في عام سبعة وخمسين وسبعمائة بمصافحته الفقيه الصالح أبا محمد عبد الله بن عبد الواحد بن إبراهيم المجاصي بمصافحته الشيخ أبا عبد الله زيان بمصافحته أبا سعيد عثمان بن عطية الصعيدي بمصافحته أبا العباس أحمد الملثم بمصافحته لعمر بمصافحته رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إنشادة
لأبي محمد بن حذلم
أنشدني أخي وسيدي الفقيه الفاضل أبو محمد بن حذلم لنفسه سريع كم من صديق شاب لي وده=ولم أزل أرويه من محضه حضوره عين على وده=وغيبه عين على بغضه ولم أكن أفعل هذا ولا=عجزت أن أجزي عن قرضه لكنه من سرني بعضه=أحب أن اصفح عن بعضه
إفادة
مصادر الرازي في تفسيره
حدثني الأستاذ أبو علي الزواوي عن شيخه الأستاذ الشهير أبي عبد الله المسفر أنه قال إن تفسير ابن الخطيب احتوى على أربعة علوم نقلها من أربعة كتب، مؤلفوها كلهم معتزلة فأصول الدين نقلها من كتاب الدلائل لأبي الحسين.
وأصول الفقه نقلها من كتاب المعتمد لأبي الحسين أيضاً، وهو أحد نظار المعتزلة؛ وهو الذي كان يقول فيه بعض الشيوخ إذا خالف أبو الحسين البصري في مسألة صعب الرد عليه فيها.
قال والتفسير من كتاب القاضي عبد الجبار.
والعربية والبيان من الكشاف للزمخشري.
إنشادة
لبعض الشعراء في الصحبة والمجاورة
حدثني القاضي أبو القاسم الحسيني شيخنا رحمه الله قال حدثني جدي للأم، قال كنت بالمشرق فدخلت على بعض المقرئين فألفيت الطلبة يعربون عليه قول امرئ القيس طويل كأن أبانا في أفانين ودقه=كبير أناسٍ في بجادٍ مزمل فأنشد ولا أدري أهي له أم لغيره طويل إذا ما الليالي جاورتك بساقطٍ=وقدرك مرفوع فعنه ترحل ألم تر ما لاقاه في جنب جاره=كبير أناسٍ في بجادٍ مزمل وسمعت بعض الناس ينشد في هذا المقصد طويل عليك بأرباب الصدور فمن غدا=مضافاً لأرباب الصدور تصدرا وإياك أن ترضى بصحبة ساقطٍ=فتنحط قدراً من علاك وتصغرا فرفع أبو من ثم خفض مزملٍ=يبين قولي مغرياً ومحذرا وهذا معنى قول الشاعر طويل عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه=فكل قرين بالمقارن يقتدي إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم=ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
إفادة
مباحثة في حد العلم
عند ابن الحاجب حدثنا الأستاذ أبو علي الزواوي، قال لما رحل أبو العباس أحمد بن عمران اليانوي من بجاية إلى تلمسان تاجراً لم يلبث أن جاء إلى مجلس أبي زيد بن الإمام مشتملاً في زي التجار، فجلس حيث انتهى به المجلس، فألفاهم يتكلمون في كتاب أبي عمرو بن الحاجب الأصلي في قوله في حد العلم صفة توجب تمييزاً لا يحتمل النقيض فلما أتموا البحث فيه نادى أبو العباس يا سيدنا هذا الحد غير مانع، فإنه ينتقض عليه بالفصل والخاصة. فقال له أبو زيد عرفنا من أنت؟ فقال له محبكم أحمد بن عمران. فقال له نشتغل الآن بضيافتك وحينئذ يقع الجواب، فأنزله منزل الكرامة وسأله عن حاجته وسبب قدومه من بجاية، فأخبره بأنه أتى متجراً، فأخبر أبو زيد بذلك السلطان أباتاشفين سلطاننا في ذلك الزمان وعرفه به وأجل قدره، فرفع عنه السلطان كلف المغارم ووظائف السلع ونقد له إلى ذلك مائتي دينار من الذهب، ثم قال له أبو زيد إن خف عليك أن تسلم على أخي فعلت. فلبى دعوته وأتى معه إلى أخيه عيسى فلما رآه قال له سمعنا عنك أنك أوردت على الأخ سؤالاً ارتفع به شأنك، وحظي عند السلطان مكانك، فأورده علينا حتى نتكلم فيه، فقرره بين يديه، فقال له يا فقيه إنما قال ابن الحاجب توجب تمييزاً، والفصل والخاصة إنما توجبان تميزا لا تمييزاً، وهذا جوابك.
إنشادة
لأبي جعفر بن عبد العظيم
أنشدني الفقيه الأديب أبو جعفر بن عبد العظيم لنفسه سريع حاذر طباع الصاحب السوء لا=تغدو إلى طبعك أو تطرق فالماء ضد النار لكنه=يعود إن جاورها يحرق
إفادة
سر جعل الكعبة
إلى جهة اليسار في الطواف
حدثنا الأستاذ أبو عبد الله البلنسي قال حدثنا الأستاذ الخطيب أبو عبد الله محمد بن مرزوق قال سألت أبي رحمه الله ونحن نطوف بالبيت الحرام زاده الله تشريفاً فقلت له لم كان البيت يجعل في الطواف إلى جهة اليسار، ولم يجعل إلى جهة اليمين وهو أشرف؟ فقال لي سرها يا بني أن القلب على جهة اليسار فجعل الشق اليسار الذي هو محل القلب إلى جهة البيت ليكون أقرب موافقة لقوله تعالى "فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم" فقلت له إن الطبيعيين وأهل التشريح أطبقوا على أن محل القلب الحقيقي هو الوسط لا الجهة اليسرى ولا اليمنى، نعم وضع رأسه مائلاً ذات اليمين قليلاً وإبرته مائلة ذات اليسار قليلاً، ثم وقفت المسالة فأنهيتها إلى الفقيه الطبيب العارف أبي عبد الله الشقوري فقال لي ما قلت للأستاذ حق، إلا أني أقول الحكمة في ذلك وجهان.
أحدهما أن جهة اليمين أقوى من جهة اليسار، وذلك مشاهد، والطواف سير دوري، ولا شك أن أبعد الجهات إلى المركز الذي هو جهة البيت أقوى حركة من الجهة التي هي أقرب إليه فجعل الشق الأيمن الأقوى إلى الحيز الذي الحركة فيه أقوى، والشق الأيسر الأضعف إلى الحيز الذي الحركة فيه أضعف ليتعادلا.
الوجه الثاني أن جهة اليسار من القلب هي محل الروح ومنبعه، ومنه ينبعث في الشريان الأعظم المسمى بالأبهر إلى جميع الجسد، ولذلك نجد حركة النبض في الجهة اليسرى، والروح أشرف ما في الجسد فجعل ذلك الشق موالياً للبيت الشريف ليكون الإقبال على بيت الله بما هو أشرف.
ص 14
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/321)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 10 - 03, 04:37 ص]ـ
إنشادة
لأبي جعفر بن عبد العظيم
أنشدني الفقيه الأديب أبو جعفر بن عبد العظيم في الرابع عشر لرمضان سنة تسع وخمسين وسبعمائة قطعة له: تتوق إلى الراحات نفسي وإنني=لأعصي هواها تارة وألومها وتأبى سوى ما تشتهي فأطيعها=وأعلم أني في رضاها ظلومها
إفادة
شروط العالم
كثيراً ما كنت أسمع الأستاذ أبا علي الزواوي يقول، قال بعض العقلاء لا يسمى العالم بعلم ما عالما بذلك العلم على الإطلاق، حتى تتوفر فيه أربعة شروط أحدها أن يكون قد أحاط علماً بأصول ذلك العلم على الكمال.
والثاني أن تكون له قدرة على العبارة عن ذلك العلم.
والثالث أن يكون عارفاً بما يلزم عنه.
والرابع أن تكون له قدرة على دفع الإشكالات الواردة على ذلك العلم.
قلت وهذه الشروط رأيتها منصوصة لأبي نصر محمد بن محمد الفارابي الفيلسوف في بعض كتبه.
إنشادة
لأبي جعفر بن عبد العظيم
أنشدني الفقيه أبو جعفر بن عبد العظيم لنفسه في العشر الأوسط لربيع الأول من عام ستين وسبعمائة: لا يخدعنك في امرئٍ=لبس الحلي ولا الحلل في الناس من تلقاهم=حمر الوجوه من الخجل
إفادة
إعراب كلمة من آية
ذكر لي الفقيه الأستاذ الفاضل أبو عبد الله محمد بن البكا عن بعضهم وحكاه ابن مالك في شرح التسهيل أنه أعرب نفسه من قوله تعالى "إلا من سفه نفسه" نفسه توكيداً لمن، ومَنْ منصوبة على الاستثناء واستحسنه، لأن الناس اختلفوا فيه اختلافاً كثيراً.
فقلت له إن المعنى على الرفع والتفريغ.
فقال لي أتسلم أن في يرغب ضميراً هو فاعله؟ فقلت نعم، لولا أن المعنى ما يرغب عن ملة الإسلام إلا من سفه نفسه فوقف الكلام هاهنا، ثم دلني الأستاذ الكبير أبو سعيد بن لب على ما يؤيد ما ذكرته، وهو قوله تعالى "ومن يغفر الذنوب إلا الله" وجهه الزمخشري على التفريغ من جهة المعنى، أي ما يغفر الذنوب إلا الله.
قال الأستاذ إلا أن النصب يجوز في نحو هذا على ضعف.
إنشادة
لأبي بكر القرشي
أنشدني القيه القاضي أبو بكر القرشي لنفسه في السابع والعشرين لذي الحجة من عام تسعة وخمسين وسبعمائة: إذا ما تبدى منهج الحق واضحاً=تعامى أناس في الضلال وزاغوا جلت لهم الدنيا محاسنها التي=يزخرف منها زورها ويصاغ فهم نحوها مثل الفراش تساقطت=على النار ما غير الممات بلاغ وليس صبا الإنسان عذر فكيف إذ=مضى منه شرخ واستحال صباغ إلى الله أشكو أمر نفسي فإنها=عن الرشد فيها حيرة ومراغ ويا أسفاً للنعمتين اضيعتا=فهل عائد لي صحة وفراغ عسى الله ربي أن يمن برحمةٍ=يكون بها في الصالحين مساغ
إفادة
إعراب آية
حدثنا الشيخ الفقيه القاضي أبو عبد الله المقري رحمه الله قال سئل أبو العباس بن البنا رحمه الله وكان رجلاً صالحاً، في قوله تعالى "قالوا إن هذان لساحران" لِمَ لَمْ تعمل إن في هذان؟ فقال لما لم يؤثر القول في المقول لم يؤثر العامل في المعمول. فقال له يا سيدي إن هذا لا ينهض جواباً، فإنه لا يلزم من بطلان قولهم بطلان عمل إن، فقال له إن هذا الجواب نوارة لا تحتمل أن تحك بين الأكف.
إنشادة
لأبي القاسم بن أبي العافية
رواها أبو بكر القرشي أنشدني الفقيه القاضي أبو بكر عمر القرشي الهاشمي، ونقلته من خطه، قال أنشدني الشيخ الفقيه القاضي المتفنن المتخلق أبو القاسم الخضر ابن بي العافية لنفسه، ونقلته من خطه خفيف صالح الدهر بالقناعة عنه=وانتظر عند شدة الضيق فرجه
إفادة
دعاء يحمله المؤلف
بسند مرفوع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
سمعت الشيخ القاضي الشهير أبا عبد الله المقري رحمه الله يوماً يقول وقد استقبل القبلة قائماً في المسجد الجامع بغرناطة عام سبعة وخمسين وسبعمائة: "يا رب إليك المشتكى، وبك المستغاث، وأنت المستعان" ولم أسمع منه غير ذلك، ثم اطلعت بعد في تلخيص قيد فيه أصل نسبه وقراءته وأسماء شيوخه على أصل هذا الدعاء عند ذكره الشيخ الصالح أبا محمد المجاصي، رحمه الله، ونص ما وجدته من خط المجاصي ثم قرأته عليه فحدثني، قال حدثني القاضي أبو زكرياء يحيى بن محمد بن يحيى بن أبي بكر بن عصفور، قال حدثني جدي يحيى المذكور أخبرنا محمد بن عبد الرحمن التجيبي المقرئ بتلمسان، حدثنا الحافظ أبو محمد يعني والله أعلم عبد الحق الإشبيلي حدثنا أبو غالب أحمد بن الحسن المستعمل أخبرنا أبو الفتوح عبد الغافر بن الحسين بن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/322)
أبي الحسن بن خلف الألمعي، أخبرنا أبو نصر أحمد بن إسحاق النيسابوري ملاه علينا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني أخبرنا محمد بن علي بن الحسين العلوي حدثنا عبد الله بن إسحاق اللغوي وأنا سألته، حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلوي، حدثنا عبد الله بن نافع عن عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قال لي جبريل ألا أعلمكم الكلمات التي قالهن موسى حين انفلق البحر؟ قلت بلى، قال، قل اللهم لك الحمد ولك المشتكى ولك المستغاث، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
قال ابن مسعود ما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تسلسل الحديث على ذلك كل أحد م رجاله يقول ما تركتهن منذ سمعتهن من فلان لشيخه، وقد سمعت المجاصي يكررها كثيراً، وما تركتهن منذ سمعتهن منه، انتهى.
قلت وأنا أحمل هذا الحديث عن الشيخ أبي عبد الله المقري بالإجازة العامة وما تركتهن منذ سمعته منه ما سمعت منهن واطلعت على ما بقي، جعلنا الله من المهتدين.
إنشادة
لأبي عبد الله بن بقي
أنشدني الفقيه الأستاذ الفاضل أبو عبد الله محمد بن محمد بن بقي لنفسه بسيط لم يشتر الشهد شخص صنوه الكسل=فلست أول صب خانه الأمل لا عتب إن خلفوني في الحضيض لقد=أشدو به عم صباحاً أيها الطلل ورافقوا العير دوني في مسيرهم=فربما قصرت من دونهم علل كم أنجدوا كلما أتهمت وانتهضوا=نحو البقاع وبالعلياء قد نزلوا حدوا قرائح منهم غيرهم، وأنا=لا ناقةٌ لي أحدوها ولا جمل من لي بإدراك آثار لإلفهم=وكيف ذاك وطرفي ظالع هزل
إفادة
خصائص محاح البيض
جرى لنا يوماً بين يدي الأستاذ الكبير أبي سعيد بن لب أبقاه الله أنه حكى أن طعام، فرعون كان محاح البيض ليقل برازه فإنها قليلة الفضلة، فأنهيت المسألة إلى الفقيه الطبيب أبي عبد الله الشقوري، فقال الدليل على قلة فضلتها ثلاث أشياء أحدها أن فيها سرعة الانفعال للمضغ وهو دليل عام عند الأطباء في الأغذية فإنهم يقولون كل ما عسر مضغه عسر هضمه، وإذا عسر هضمه فضل أكثره، وبالضد.
والثاني أن ابن سينا جعل محاح البيض من أدوية القلب فإنها تكثر دم القلب ودم القلب ألطف من كل دم يكون في البدن، وما كان هكذا فحقيق بأن لا تكون له فضلة يعتد بها.
والثالث أنه غذاء الطير عند تكوينه من البيض في جوف البيضة، مع أنك لا ترى له فضلة عند خروجه منها، فهذا دليل على قلة فضلته.
إنشادة
لمحمد بن الرقام
رواها ابن حذلم
أنشدني الفقيه الفاضل أبو محمد عبد الله بن حذلم، قال أنشدني الفقيه الأجل الكاتب أبو عبد الله محمد بن إبراهيم ابن الشيخ الأجل الأستاذ العالم المتفنن الشهير أبي عبد الله بن الرقام قال أنشدني أبي، قال أنشدني أخي محمد لنفسه بسيط جل في البلاد تنل عزاً ومكرمةً=في كل أرض تكن تلقى مناك بها جل الفوائد في الأسفار مكتسب=والله قد قال فامشوا في مناكبها قال لي الفقيه أبو محمد عبد الله بن حذلم، فقلت له إني أحفظ للإمام الشهير أبي حيان بن يوسف بن حيان النفزي قطعة في هذا المعنى والقافية والتزام التجنيس، وهي بسيط يا نفس مالك تهوين الإقامة في=أرضٍ تعذر كل من مناك بها أما تلوت وعجز المرء منقصة=في محكم الوحي "فامشوا في مناكبها" قال فقضينا العجب من هذا الاتفاق الغريب.
وقلت ووجدت أنا بخط الفقيه الأديب البارع أبي عبد الله محمد ابن الشيخ الأستاذ الشهير أبي القاسم بن جزي قطعة له وهي وافر ومعسول اللمى عادت عذابا=على قلبي ثناياه العذاب وقد كتب العذار بوجنتيه=كتاباً حظ قارئه اكتئاب وقالوا لو سلوت، فقلت خيراً=وأني لي، وقد سبق الكتاب ثم كتب بعدها ما معناه أني عرضتها على شيخنا أبي القاسم الشريف بعد نظمها بمدة يسيرة، فقال لي قد نظمت هذا المعنى في العروض والقافية في هذه الأيام اليسيرة، وأنشدني وافر وأحور زان خديه عذار=سبى الألباب منظره العجاب أقول لهم وقد عابوا غرامي=به إذ لج للدمع انسكاب أبعد كتاب عارضه يرجى=خلاص لي، وقد سبق الكتاب وهذا غريب.
إفادة
الاسم المعدول في كل العرب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/323)
قال لنا الشيخ الفقيه الأستاذ القاضي أبو عبد الله المقري رحمه الله إن أهل المنطق وغيرهم يزعمون أن الأسماء المعدولة لا تكاد توجد في كلام العرب، وهي موجودة في القرآن، وذلك قوله تعالى "لا فارض ولا بكر"، قال فإن زعم زاعم أن ذلك على حذف المبتدأ ودخلت لا على الجملة، وتقديره لا هي فارض ولا هي بكر، قيل له إن كان يسوغ لك ذلك في هذا الموضع فلا يسوغ في قوله تعال "لا شرقية ولا غربية" فصح أن الاسم المعدول موجود في فصيح كلام العرب.
إنشادة
للترجمان من سماع
ابن بقي في النوم
أنشدني الفقيه الفاضل أبو عبد الله محمد بن سعد بن بقي، قال سمعت في جمادي الأولى عام ستة وخمسين وسبعمائة، ذات ليلة في النوم رجلاً يعرف بالترجمان ينشد هذين البيتين، ولم أسمعهما قط، وهما مخلع البسيط.
يا صاحبي قفا المطايا=وأشفقا فالعبد عبده إذا انتهى وانقضى زمان=هل يرسل الله من يرده؟
إفادة
تصحيف أقوال
حدثني الأستاذ القاضي أبو عبد الله المقري قال كان أبو زيد بن الإمام يصحف قول الخونجي في الجمل والمقارنات التي يمكن اجتماعه معها فيقول والمفارقات قال ولعله في هذا كما قال أبو عمرو بن العلاء للأصمعي لما قرأ عليه مجزؤ الكامل وغررتني وزعمت أنك=لابن بالضيف تامر فقال وغررتني وزعمت أنك=لا تني بالضيف تامر فقال أنت في تصحيفك أشعر من الحطيئة.
قلت وكذلك كان شيخنا القاضي يصحف قول ابن مالك في خطبة التسهيل ويعترف العارفون برشد المقرئ بتحصيله فكان يقول يرشد المقرئ بتحصيله ثم رجع عنه حين قرأناه عليه.
إنشادة
لأبي جعفر بن عبد العظيم
أنشدني الفقيه الأديب أبو جعفر بن عبد العظيم لنفسه متقارب أيا باسطاً للأماني اتئد=فما يعرف البسط إلا بقبض أتنصب للحال مستأمناً=وصرف الزمان برفع وخفض وتطمع في أملٍ كاذب=وقد نابك الدهر من غير عض خذ البعض واقنع فإن الجمي=ع للأخذ تصحيف مقلوب بعض
إفادة
وضع الجملة الاسمية موضع الفعلية في آيات قرآنية
حكى لنا الأستاذ الشهير أبو سعيد بن لب أبقاه الله أن الفارسي قال وجدت في القرآن من وضع الجملة الاسمية موضع الفعلية قوله تعالى "أعنده علم الغيب فهو يرى".
فقوله فهو يرى جملة اسمية في موضع فعلية.
وقال ابن جني وجدت أنا موضعاً آخر، قوله تعالى "أم عندهم الغيب فهم يكتبون" وقال أبو الحسن الأبهري وجدت أنا موضعاً آخر قوله تعالى "سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون".
وقال الأستاذ أبو سعيد وجدت أنا موضعاً آخر، قوله تعالى "أم أنزلنا عليهم سلطاناً فهو يتكلم بما كانوا به يشركون".
قلت ووجدت أنا موضعاً آخر، قوله تعالى "أم تسألهم أجراً فهم من مغرمٍ مثقلون". على أني وجدت بعد هذا لأبي علي الفارسي في التذكرة موضعاً آخر، قوله تعالى "هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء".
إنشادة
لأبي عبد الله الشريف
أنشدني الفقيه الشريف أبو عبد الله لنفسه طويل أيا منكراً أن عارض الشيب عارضي=على أن عهدي بالولاء قريب ألا إن نور الشيب في الوجه قد سرى=من القلب لما سار وهو منيب لدن أن فطمت النفس عن كأس لذةٍ=وأورثتها ما الجسم منه يذوب
إفادة
أسئلة وجهت لابن خميس بسبتة
حدثنا الأستاذ الكبير الشهير أبو عبد الله بن الفخار شيخنا رحمه الله قال حدثني بسبتة بعض المذاكرين أن ابن خميس لما ورد عليها بقصد الإقراء بها اجتمع إليه عيون طلبتها فألقوا عليه مسائل من غوامض الاشتغال، فحاد عن الجواب بأن قال لهم أنتم عندي كرجل واحد، يعني أن ما ألقوا عليه من المسائل إنما تلقوها من رجل واحد، وهو ابن أبي الربيع فكأنه إنما يخاطب رجلاً واحداً ازدراء بهم، فاستقبله أصغر القوم سناً وعلماً فقال له إن كنت بالمكان الذي تزعم فأجبني عن هذه المسائل من باب معرفة علامات الإعراب التي أذكرها لك، فإن أجبت فيها بالصواب لم تحظ بذلك في نفوسنا لصغرها بالنظر إلى تعاطيلها من الإدراك والتحصيل، وإن أخطأت فيها لم نسكنك هذا البلد، وهي عشرة الأولى أنتم يا زيدون تغزون.
والثانية أنتن يا هندات تغزون.
والثالثة أنتم يا زيدون ويا هندات تغزون.
والرابعة أنتن يا هندات تخشَيْنَ.
والخامسة أنتِ يا هند تَخْشين.
السادسة أنت يا هند ترمين.
السابعة أنتن يا هندات ترمين.
الثامنة أنتن يا هندات تمحين أو تمحون كيف تقول؟
التاسعة أنتِ يا هند تمحين أو تمحون، كيف تقول؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/324)
العاشرة أنتما تمحوان أو تمحيان، كيف تقول؟
فهل هذه الأفعال كلها مبنية أو معربة أو بعضها مبني وبعضها معرب؟ وهل هي كلها على وزن واحد أو على أوزان مختلفة؟ علينا السؤال وعليك التمييز. هلم الجواب؟
فبهت الشيخ، وشغل المجلس بأن قال إنما يسئل عن هذا صغار الولدان! فقال له الفتى فأنت دونهم إن لم تجب. فانزعج الشيخ، وقال هذا سوء أدب، ونهض منصرفاً ولم يصبح إلا بمالقة متوجهاً إلى هذه الحضرة حرسها الله ولم يزل بها مع الوزير ابن الحكيم إلى أن مات جميعهم رحمة الله عليهم.
الجواب عن هذه المسائل أما تغزون من الأولى فمعرب، ووزنه أصلاً تفعلون ولفظاً. تَفْعُون وعن الثانية مبني لإلحاق نون الإناث، ووزنه تفعُلْن.
وعن الثالثة على التغليب إن رده إلى الأول يلحق بالأول، وعلى رده إلى الثاني كالثانية، يلحق بالثانية.
وأما تخشين من الرابعة فمبني لنون ووزنه تفعُلْن.
وعن الخامسة معرب، ووزنه أصلاً تفعلين ولفظاً تفعين.
وأما ترمين من السادسة فمعرب، ووزنه أصلاً تفعلين ولفظاً تفعين.
وعن السابعة مبني للنون، ووزنه تفعلن.
وأما تمحون وتمحين من الثامنة فهما لغتان، وهما مبنيان للنون.
والتاسعة لا يقال إلا تمحين بالياء خاصة فتتفق اللغتان، ووزنها تفعين كتمشين.
وأما تمحيان من العاشرة فعلى لغة الياء لا إشكال وعلى الواو فيظهر من كلام النحويين أنه لا يجوز إلا بالواو وشد يشيان.
إنشادة
لابن رشيد رواها
أبو بكر بن القرشي
أنشدني الفقيه القاضي أبو بكر بن القرشي يوم عاشوراء من عام ستين وسبعمائة قال أنشدني أبي يوم عاشوراء، قال أنشدني الخطيب أبو عبد الله بن رشيد في يوم عاشوراء لنفسه سريع صيام عاشورا أتى ندبه=في سنةٍ محكمةٍ قاضيه قال النبي المصطفى إنه=تكفير ذنب السنة الماضية ومن يوسع يومه لم يزل=من عامه في عيشة راضيه
إفادة
حتى الابتدائية
قال لنا الشيخ القاضي الكبير الشهير أبو القاسم الحسني يوماً، وقد جرى ذكر حتى التي للابتداء وأن معناها التي يقع بعدها الكلام سواء كان ذلك متعلقاً بما قبله لم يتم دونه أو لا يكون الأمر كذلك. فقال حدثني بعض الأصحاب أنه سمع بمالقة رجلاً يصلي أشفاع رمضان فقرأ من سورة الكهف إلى قوله تعالى "ثم ابتع سبباً" فوقف هناك وركع وسجد، قال ظننت أنه نسي ما بعده ثم ركع وسجد حتى يتذكر بعد ذلك ويعيد أول الكلام، فلما قام من السجود ابتدأ القراءة بقوله تعالى "حتى إذا بلغ" فلما أتم الصلاة قلت له في ذلك أليست حتى الابتدائية؟ قال القاضي فيجب أن يفهم أن الاصطلاح في حتى وفي غيرها من حروف الابتداء ما ذكر.
إنشادة
لأبي عبد الله بن بقي
أنشدني الفقيه الفاضل أبو عبد الله بن بقي لنفسه، قال ونظمتها ارتجالاً وقد دعيت إلى نزهةٍ إثر تشييع جنازة الرمل كم أرى مدمن لهوٍ ودعه=لست أخلو ساعةً من تبعه كان لي عذر لدى عصر الصبا=وأنا آمل في العمر سعه أوما يوقظنا من حالنا=ألف لقبره قد شيعه سيما وقد بدا بمفرقي=ما إخال الموت قد جاء معه فدعوني ساعةً أبكي على=عمرٍ أمسيت ممن ضيعه
إفادة
تخصيص العام المؤكد بمنفصل
حضرت يوماً مجلساً بالمسجد الجامع بغرناطة مقدم الأستاذ القاضي أبي عبد الله المقري في أواخر ربيع الأول عام سبعة وخمسين وسبعمائة، وقد جمع ذلك المجلس القاضي أبا عبد الله والقاضي أبا القاسم الشريف شيخنا والأستاذ أبا سعيد بن لب والأستاذ أبا عبد الله البلنسي وذا الوزارتين أبا عبد الله بن الخطيب وجماعة من الطلبة، فكان من جملة ما جرى أن قال القاضي أبو عبد الله المقري سئلت عن مسألة من الأصول لم أجد لأحد فيها نصاً، وهي تخصيص العام المؤكد بمنفصل فأجبته بالجواز محتجاً بقوله تعالى "قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن" فهذا عام مؤكد، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لم يحل الله من الفواحش إلا مسألة الناس".
إنشادة
لأبي القاسم بن أبي العافية
رواها أبو بكر بن القرشي
أنشدني الفقيه القاضي أبو بكر بن القرشي في شوال عام تسعة وخمسين وسبعمائة، قال أنشدني القاضي الأجل العالم المتفنن المحقق أبو القاسم بن أبي العافية لنفسه خفيف لي دين على الليالي قديم=ثابت الرسم منذ خمسين حجة أفأعدى بالحكم بعد عليها=أم لها من تقادم العهد حجة
إفادة
الزوائد في أول المضارع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/325)
حدثنا الأستاذ الكبير أبو عبد الله بن الفخار، قال جلس بعض الطلبة إلى بعض الشيوخ المقرئين فأتى المقري بمسألة الزوائد الأربع في أول الفعل المضارع، وقال يجمعها قولك نأيت، فقال له الطالب لو جمعتها بقولك أنيت لكان أملح ليكون كل حرف تضعيف ما قبله، فالهمزة لواحد وهو المتكلم، والنون للاثنين وهما الواحد ومعه غيره، والواحد المعظم نفسه؛ والياء للأربعة للغائب الواحد وللغائبين والغائبات، والتاء الثمانية للمخاطَب وللمخاطَبين وللمخاطبة وللمخاطبتين وللمخاطباتِ وللغائبة وللغائبتين فاستحسن الشيخ ذلك منه.
إنشادة
لأبي عبد الله بن بقي
أنشدني الفقيه الفاضل أبو عبد الله بن بقي قال أنشدت في النوم مقطوعة منها هذان البيتان مجزؤ الخفيف قم إذا القوم ذكروا=وابتكر حين بكروا إن في كل لمحةٍ=نفحات تكرر قال ومنشدها لي رجل من مؤذني ربض البيازين يقوم بالتذكير في نصف الليل.
إفادة
لغز منظوم
سألنا الأستاذ أبو عبد الله المقري رحمه الله قال سألني الأديب أبو الحسن بن فرحون عن نسب المجيب في هذا البيت ومهفهف الأعطافِ قلت له انتسب=فأجاب ما قتل المحب محرم فأجبنا للحين إنه تميمي لإلغائه ما النافية، وهي لغة تميم.
إنشادة
لأبي جعفر بن عبد العظيم
أنشدني الفقيه أبو جعفر أحمد بن عبد العظيم، لنفسه كامل لا تجزعن لما يهولك فقده=فالدهر منك ولست منه آخذ فلربما تلقى المنية في المنى=والعيش فيما أنت منه عائذ مثل الفراش يلوذ بالمصباح كي=يحيا فيردى بالذي هو لائذ فاحمل طباعك ما تنافره فقد=تعتاده وهو الأبي النابذ أوما ترى نصل السهام تقيم بال=أجسام دهراً وهي سهم نافذ
إفادة
معاملة غير العاقل معاملة العاقل
في القرآن وكلام العرب
حدثنا الأستاذ أبو عبد الله المقري رحمة الله عليه قال سئل عن قوله تعالى "وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون" لم عاد ضمير من يعقل على ما لا يعقل؟ فقال بعضهم لما اشتركت مع من يعقل في السباحة وهي العوم عومل بذلك معاملته.
قال وهذا لا ينهض جواباً، فإن السباحة لما لا يعقل كالحوت وإنما لمن يعقل العوم لا السباحة، وأيضاً فإن إلحاقه بما العوم له لازم كالحوت أولى من إلحاقه بما هو غير لازم له.
قال وأجاب الأستاذ أبو محمد بعد المهيمن الحضرمي السبتي بأن الشيء المعظم عند العرب تعامله معاملة العاقل وإن لم يكن عاقلاً كقوله فجمع ذلك جمع من يعقل لعظمه عنده، وشأن العرب هذا.
قال وأجبت أنا بأنه لما عوملت في غير هذا الموضع معاملة من يعقل في نحو قوله تعالى "والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين". لصدور أفعال العقلاء عنها أجري عليها هاهنا ذلك الحكم للأنس به في موضعه.
ص 30
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 10 - 03, 07:53 ص]ـ
إنشادة
لأبي حفص بن الجياني
أنشدني القاضي أبو عبد الله، وقال أنشدني محمد بن إبراهيم بن الحاج البلفيقي وقال أنشدني محمد بن رشيد الفهري، وقال أنشدني أبو حفص بن الجياني لنفسه رمل لو رأى وجه حبيبي عاذلي=لتفاصلنا على وجه جميل
إفادة
الجمع بين مسألة
فقهية ومسألة في العربية
أورد علينا الأستاذ الكبير أبو عبد الله بن الفخار رحمه الله سؤالاً وهو كيف يجمع بين مسألة رجل أفرد الصلاة بثوب حرير اختياراً وبين قوله وافر.
جرى الدميان بالخبر اليقين؟ فلم ينقدح لنا شيء.
فقال الجواب أن الأول ممنوع عند الفقهاء شرعاً ورد اللام في دم في الثنية ممنوع عند النحاة قياساً، وكلاهما في حكم المعدوم حساً. وإذا كان كذلك كان الأول بمنزلة من صلى بادي العورة اختياراً فتلزمه الإعادة، وكان الثاني بمنزلة ما باشر فيه عين دم على التثنية، فتلزمه الفتحة وإن كان أصلها السكون.
قال ويؤكد عندك الجمع بين المسألتين في الحكم المذكور أن في كل واحدة منهما ثلاثة أقوال، ففي مسألة الثوب الإعادة مطلقاً، ونفيها مطلقاً، وتخصيصها بالوقت، وفي مسألة جرى الدميان سكون العين أصلاً، وفتحها أصلاً لكن من باب إلحاق الجواهر بالأعراض، وتحريكها بالفتح أصلاً أيضاً لكن من باب إلحاق الجواهر بالجواهر لا بالأعراض، فالأول لسيبويه والثاني للمبرد والثالث لابن سراج.
قال وهذه المسألة تشبه مسألة ابن جني في الخصائص، قال ألقيت يوماً على من كان يعتادني مسألة، فقلت له كيف تجمع بين قوله كامل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/326)
لدن بهزٌ الكف يعسل متنه=فيه كما عسل الطريق الثعلب وبين قوله اختصم زيد وعمرو فلم ينقدح له فيها شيء وعاد مستفهماً. فقال له اجتماعهما أن الواو اقتصر به على بعض ما وضعت له من الصلاحية للأزمنة مطلقاً والطريق اقتصر بها على بعض ما كان يصلح له الإمام.
إنشادة
من سماع ابن بقي في النوم
أنشدني الفقيه أبو عبد الله بن بقي قال سمعت في النوم رجلاً يبكي وهو ينشد أبياتاً منها سريع أسال نهر الدمع من ناظري=حمامةٌ تشدو على ناضر وبأثنائها أول العمر عنا قد مضى=ولست في أمن على الآخر
إفادة
مسألة من غرائب العربية
حدثنا الأستاذ الكبير أبو عبد الله بن الفخار رحمه الله قال كان لقاضي القضاة أبي جعفر ابن أبي جبل رحمه الله ولد يقرأ علي بمالقة وكان ابن أبيه فهماً ونبلاً، فسأل مني يوماً مسألة يذكرها لأقرانه، وكان معجباً بالغرائب فجرى على لساني أن قلت له بي على زيد، فعل أمر وفاعله، والأصل أبأي على زيد، ثم سهل بالنقل والحذف على قياس التسهيل، فصار بي كما ترى، فأعجب بالمسألة حتى ناظر أباه فيها ليلة، وكان أنحى نحاة عصره، فأعجب مما يرى من ابنه من النبل والتحصيل. فبلغت المسألة الأستاذ الكبير أبا بكر بن الفخار رحمة الله عليه فاعتنى بها، وحاول في استخراج وجه من وجوه الاعتراض على عادة المفلحين من طلبة العلم فوجد في مختصر العين أن الكلمة من ذوات الواو ولم يذكر صاحب المختصر غير ذلك، ولم يكن رحمه الله رأى قول أبي الحسن اللحياني في نوادره أنه مما يتعاقب على لامه الواو والياء يقال بأي يبأَى بأواً وبأياً كما يقال شاي يَشْأَى شأواً وشأياً فلما رأى ذلك لم يقدم شيئاً على أن اجتمع بالقاضي المذكور فقال له ألم تسمع ما قال فلان بي على زيد وإنما هو بون على زيد، لأنه من ذوات الواو ونص على ذلك صاحب مختصر العين وحمله على أن يرسل إلي ويردني عن ذلك الذي قلته.
واجتمعت أنا مع القاضي المذكور وحدثني بما جرى له مع الأستاذ ابن الفخار فذكرت له ما حكاه أبو الحسن اللحياني في نوادره وما قاله ابن جني في سر الصناعة فسر بذلك وأرسل بعد إلى الأستاذ ابن الفخار، وذكر له نص اللحياني وقول ابن جني، وجمع القاضي بيننا وعقد في قلوبنا مودة.
قال الأستاذ فكان الشيخ الأستاذ ابن الفخار من يومئذ يقصدني في منزلي في المواسم ويستشيرني في أموره على سبيل التأنيس رحمة الله عليه فأواه على فقد السادة أمثاله.
إنشادة
لأبي البركات بن الحاج
ينشدها أبو بكر بن القرشي
أنشدني الفقيه القاضي أبو بكر بن القرشي، قال أنشدنا شيخنا أبو البركات بن الحاج لنفسه طويل ألا ليت شعري هل لما أنا أرتجي=من الله في يوم الجزاء بلاغ وكيف لمثلي أن ينال وسيلةً=لها عن سبيل الصالحين مراغ وكم رمت دهري فتح باب عبادةٍ=يكون بها في الفائزين مساغ فكدت ولم أفعل وكيف وليس لي=معينان حقاً صحة وفراغ لأصبحت من قومٍ دعاهم إلى الرضى=منادي الهدى فاستنهضوه فراغوا أباغ يرى أخراه من يزدهيه من=زخاريف دنياه الدنية يساغ ويضرب صفحاً عن حقيقة ما طوت=فيلهيه زور قد أتاه مصاغ إذا ما بدا للرشد نهج بيانه=يراع من وحشةٍ فيراغ فيا رب برد العفو هب لي إذا غلا=من الحر في يوم الحساب دماغ فمن حرق للنفس فيه لواعج=ومن عرق للجلد فيه دباغ ومن وجل للقلب فيه أراقم=ومن خجل للوجه فيه صباغ وعظتك لو أني أثبت وفي الذي=وعظت به لو ترعوين بلاغ
إفادة
مسألة من علم البيان
سألنا الأستاذ القاضي أبو عبد الله المقري رحمه الله عن معنى هذين البيتين وافر رأت قمر السماء فأذكرتني=ليالي وصلنا بالرقمتين كلانا ناظرٌ قمراً ولكن=رأيت بعينها ورأت بعيني فلم نأت بشيء، وقال إن هذا الرجل كان ينظر إليها وهي تنظر إلى قمر السماء، فهي تنظر إلى القمر حقيقة وهو لفرط استحسانه يرى أنها الحقيقة، فقد رأى بعينها لأنها ناظرة للحقيقة، قال وأيضاً فهو ينظر إلى قمر مجازاً وهو لفرط استحسانه يرى ن قمر السماء هو المجاز، فقد رأت بعينه لأنها ناظرة المجاز.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/327)
قال القاضي رحمه الله ومن هنا تعلم وجه الفاء في قوله فأذكرتني لأنه لما صارت رؤيتها رؤيته، وصار القمر حقيقة إياها كان قوله رأت قمر السماء فأذكرتني بمثابة قوله رأيتها فاذكرتني فتأمله، فإن بعض من لا يفهم كلام الأستاذ حق الفهم ينشد واذكرتني فالفاء في البيت الأول منبهة على معنى البيت الثاني لأنها مبنية عليه. وهذا النوع يسمى بالإبداع في علم البيان.
قال فهذا معنى البيتين، ولا يخلوان من تكلف.
إنشادة
لأبي عبد الله بن بقي
أنشدني الفقيه أبو عبد الله بن بقي، قال استيقظت من نومة نمتها في القائلة في شهر رجب عام ستة وخمسين وسبعمائة، وأنا أنشد هذا البيت: ولا يبلغ القصاد كل مرادهم=ذا عدموا زاداً من العلم نافعا
إفادة
سند تلقيم للمؤلف
يصل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
لقمني الشيخ الفقيه القاضي أبو عبد الله المقري رحمه الله لقمة بيده المباركة وقال لقمني الشيخ أبو عبد الله المسفر قال لقمني أبو زكرياء المحياوي وقال لقمني أبو محمد صالح قال لقمني الشيخ أبو مدين قال لقمني أبو الحسن بن حرازم قال لقمني ابن العربي، قال لقمني الغزالي قال لقمني أبو المعالي قال لقمني أبو طالب المكي، قال لقمني أبو محمد الجريري قال لقمني الجنيد قال لقمني سري السقطي، قال لقمني معروف الكرخي، قال لقمني داوود الطائي، قال لقمني حبيب العجمي، قال لقمني الحسن البصري قال لقمني علي بن أبي طالبي، قال لقمني رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قلت وبهذا السند صافحته أيضاً رضي الله تعالى عنه.
إنشادة
لابن دقيق العيد يرويها
الشريشي
أنشدني الفقيه العدل الفاضل أبو عبد الله الشريشي، وقال أنشدني الشيخ القاضي أبو عبد الله المقري وقال أنشدني الحاج أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الرباطي، وقال أنشدني تقي الدين لنفسه طويل تمنيت أن الشيب عاجل لمتي=وقرب مني في صباي مزاره لأخذ من غض الشباب نشاطه=وآخذ من عصر المشيب وقاره
إفادة
ضبط عبارة الصحاح
سألني الشيخ القاضي أبو عبد الله المقري عن اسم كتاب الجوهري، فقلت له من الناس من يقول له الصِّحاح بالكسر، ومنهم من يفتح.
فقال إنما هو بالفتح بمعنى الصحيح كما ذكره في باب صحَّح ويحتمل أن يكون مصدر صح كحبان.
إنشادة
لابن دقيق العيد
يرويها الشريشي
أنشدني الفقيه أبو عبد الله الشريشي، وقال أنشدني القاضي أبو عبد الله المقري قال أنشدني الرباطي قال أنشدني تقي الدين لنفسه قي معنى رقيق حجازي طويل إذا كنت في نجد وطيب نسميه=تذكرت أهلي باللواء فمخبري وإن كنت فيهم زدت شوقاً ولوعةً=إلى ساكني نجدٍ وعيل تصبري فقد طال ما بين الفريقين موقفي=فمن لي بنجد بين أهلي ومعشري
إفادة
الجزم بأيان
أنشدني الشيخ الأستاذ النحوي اللغوي أبو عبد الله محمد بن محمد بن بيبش العبدري رحمه الله على الجزم بأيان، بيتاً لم أسمعه من غيره، ولم أره في كتاب من كتب النحويين، ثم رأيته بعد ذلك في تكملة شرح التسهيل لابن مؤلفه، رحمه الله بسيط أيان نؤمنك تأمن غيرنا ومتى=لم تطلب الأمن منا لم تزل حذرا
إنشادة
لأبي عبد الله بن الفخار
أنشدني الفقيه الأستاذ الكبير أبو عبد الله بن الفخار رحمه الله وقال ألقي إلي في سري بيت لم أسمعه قط في السادس عشر من رجب عام ستة وخمسين وسبعمائة: لتكن راجياً كما أنت ترجو=ولأربي من الذي أنت راج
إفادة
وجه الكسر في كلمة يومئذ
قرر لنا الأستاذ الكبير أبو عبد الله بن الفخار رحمه الله يوماً توجيه قول أبي الحسن الأخفش في كسرة الذال من نحو يومئذ من أنها إعرابية، لا بنائية إذ لم يذكر أحد وجه هذا المذهب قبل، قال ابن جني إن الفارسي اعتذر له بما يكاد أن يكون له عذراً.
فلما تم له التوجيه قلت له وأنا حينئذ صغير السن هب أن الأمر على ما قاله الأخفش من أن الكسرة إعرابية فما يصنع ببناء الزمان المضاف إلى أن في أحد الوجهين، والإضافة إلى المفرد المعرب تقتضي الإعراب دون البناء؟ فتعجب من صدور هذا السؤال مني لصغر سني، وأجاب عنه بأنه قد يذهب السبب ويبقى حكمه. كما قاله ابن جني في اسم الإشارة في ترجمة سيبويه هذا باب علم ما الكلام من العربية على أن يكون سيبويه وضعه غير مشير به وتركه مبنياً، وإن زال سبب البناء، ونظير ذلك بباب التسوية، على ما هو مقرر في موضعه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/328)
قال ونظير ذلك ما قررنا من إضافة حيث إلى المفرد مع بقاء البناء فيما ذكره الزمخشري، وذلك قوله أما ترى حيث سهيل طالعا
وقوله أنشدنا ابن الأعرابي لبعض الهذليين؛ طويل ونحن سعينا بالبلايا المعقل=وقد كان منكم حيث لي العمائم وقد كان حقها أن تعرب لزوال سبب البناء، وهو الإضافة إلى جملة، وحصول سبب الإعراب وهو الإضافة إلى المفرد، ولكنه لم يعتبر النادر وأبقي الحكم الشائع.
إنشادة
لابن دقيق العيد
في مخاطبة إخوان بالحجاز
أنشدني الفقيه أبو عبد الله الشريشي، قال أنشدني الشيخ المقري قال أنشدني الرباطي، قال أنشدني ابن دقيق العيد لنفسه من صدر رسالة كتب بها إلى بعض إخوانه بالحجاز سريع يهيم قلبي طرباً عندما=أستملح البرق الحجازيا ويستميل الوجد قلبي وقد=أصبح لي ثوب الحجى زيا يا هل أقضي من منى حاجتي=فأنحر البزل المهاريا وأرتوي من زمزم فهي لي=ألذ من ري المهاريا
إفادة
الجمع والتفريق
في بعض الآيات
حدثنا الأستاذ القاضي أبو عبد الله المقري رحمه الله قال رأيت لبعض من ألف على كتاب الكشاف للزمخشري فائدة لم أرها لغيره في قوله تعالى "والراسخون في العلم" إذ الناس مختلفون في هذا الموضع اختلافاً كثيراً، فقال قوم الراسخون في العلم يعلمون تأويله، والوقوف عند قوله "والراسخون في العلم" وقال قوم إن الراسخين لا يعلمون تأويله، وإنما يوقف على قوله "وما يعلم تأويله إلا الله" فقال هذا القائل إن الآية من باب الجمع والتفريق والتقسيم من أنواع البيان، وذلك أن قوله تعالى "هو الذي أنزل عليك الكتاب" جمع وقوله "منه آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات" تفريق، وقوله "فأما الذين في قلوبهم زيغ" إلى قوله "وابتغاء تأويله" أحد طرفي التقسيم، وقوله "والراسخون في العلم" الطرف الثاني، وتقديره وأما الراسخون في العلم فيقولون آمنا به، وجاء قوله تعالى "وما يعلم تأويله إلا الله" اعتراضاً بين طرفي التقسيم. قال وهذا مثل قوله تعالى "وأنا منا المسلمون" الآية فقوله وإنا جمع، وقوله "منا المسلمون ومنا القاسطون" تفريق، وقوله تعالى "فمن أسلم" "وأما القاسطون" تقسيم، وهو من بديع التفسير.
قلت ومثله أيضاً قوله تعالى "يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه" إلى آخر الآيات.
إنشادة
لأبي إسحاق بن الحاج
يرويها ابن حذلم أنشدني الفقيه الفاضل أبو محمد بن حذلم، وقال أنشدني الفقيه الأجل الراوية الرحلة الكاتب الأديب البارع أبو إسحاق إبراهيم بن الحاج لنفسه طويل أمن حنين العيس إن هي نحوك ومهما جرت أجفان ماء إليكم=جرى إثرها شوقاً لكم ماء أجفان
إفادة
إنتاج قضيتين شرطيتين
حدثنا الأستاذ القاضي الكبير أبو عبد الله المقري قال ذكر أبو زيد بن الإمام يوماً في مجلسه أنه سئل بالمشرق عن هاتين الشرطيتين "ولو علم الله فيهم لأسمعهم، ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون" فإنهما تستلزمان بحكم الإنتاج لو علم الله فيهم خيراً لتولوا، وهو محال، فقال ابن حكم قال الخونجي والإهمال بإطلاق لفظة لو وأن في المتصلة فهاتان القضيتان على هذا مهملتان والمهملة في قوة الجزئية، ولا قياس علي جزئيتين.
قال المقري فلما اجتمعت بأبي علي حسين بن حسين أخبرته بهذا أو بما أجاب به الزمخشري وغيره مما يرجع إلى انتفاء تكرر الوسط فقال لي الجوابان في المعنى سواء لأن القياس على جزئيتين وإنما يمتنع الإنتاج فيه لانتفاء تكرر الوسط قال فأخبرت بذلك شيخنا الآبلي فقال إنما يقوم القياس على الوسط ثم يشترط فيه بعد ذلك أن لا يكون من جزئيتين ولا سالبتين. إلى سائر ما يشترط، قال فقلت فالمانع من كون هذا الشرط تفصيلاً لمجمل ما بنينا عليه من الوسط وغيره وإلا فلا مانع إلا ما قاله ابن حسين.
قال الآبلي وقد أجبت بجواب السلوي ثم رجعت إلى ما قاله الناس لوجوب كون مهملات قضايا القرآن كلية لأن الشرطية لا تنتج جزئية. قال فقلت هذا فيما يساق منها للحجة مثل "لو كان فيهما آلهةٌ إلا الله لفسدتا" أما في مثل هذا فلا.
إنشادة
لأبي حيان يرويها
أبو إسحاق إبراهيم بن الحاج أنشدني الشيخ الفقيه الرحلة أبو إسحاق إبراهيم بن الحاج، وقال أنشدني الأستاذ الإمام أبو حيان يوسف بن حيان النفزي لنفسه طويل عداتي لهم فضل علي ومنةٌ=فلا أبعد الرحمن عني الأعاديا هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها=وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا
إفادة
تأويل آية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/329)
كان شيخنا الأستاذ الكبير أبو عبد الله بن الفخار رحمه الله يأمرنا بالوقف على قوله تعالى في سورة البقرة "قالوا الآن" ويبتدئ "جئت بالحق" وكان يفسر لنا معنى ذلك أن قولهم "الآن" أي فهمنا وحصل لنا البيان، ثم قال "جئت بالحق" يعني في كل مرة وعلى كل حال.
وكان رحمه الله يرى هذا الوجه أولى من تفسير ابن عصفور له من أنه حذف الصفة، أي بالحق البين.
وكان يحافظ عليه.
إنشادة
للمؤلف في تقريظ الشفاء
لما أخذ فيما زعموا شيخنا الإمام الشهير الخطيب المحدث البليغ أبو عبد الله بن مرزوق في شرح كتاب الشفاء للقاضي أبي الفضل عياض وهو مستوطن مدينة فاس من بر العدوة بعث إلى الأندلس في طلب أمداح من شعرائها لكتاب الشفاء ليجعل ذلك مقدمة الشرح فندبني إلى امتحان الفكر لهذا المقصد صاحبنا الفقيه الكاتب أبو عبد الله بن زمرك إلى أن سمح الخاطر بهذه الأبيات بسيط.
يا من سما لمراقي المجد مقصده=فنفسه بنفيس العلم قد كلفت هذي رياض يروق العقل مخبرها=هي الشفا لنفوس الخلق إن دنفت يجني بها زهر التكريم أو ثمر الت=عظيم، والفوز للأيدي التي قطفت أبدت لنا من سناها كل واضحةٍ=حسانه دونها الأطماع قد وقفت وشيد العقل أركاناً موطدة=بها على متن أصل الشرع قد رصفت قوت القلوب وميزان العقول متى=حادت عن الحجة الكبرى أو انحرفت فيا أبا الفضل حزت الفضل في غرض=به أقرت لك الأعلام واعترفت وكنت بحر علوم ظل ساحله=منه استمدت عيون العلم واغترفت زارته من جنبات القدس باسمةً=فحركت منه موج الفكر حين وفت حتى إذا ما طمت أمواجه قذفت=لنا بدرتها الحسناء وانصرفت إن العناية لا يحظى بنائلها=حريصها بل على التخصيص قد وقفت
إفادة
قاعدة عدم التشديد
على المستفتي
كنت يوماً سائراً مع بعض الأصحاب إذ لقينا شيخنا الأستاذ المشاور أبا سعيد بن لب أكرمه الله بقرب المدرسة، فسرنا معه إلى بابها ثم أردنا الانصراف، فدعانا إلى الدخول معه إلى المدرسة، وقال أردت أن أطلعكم على بعض مستنداتي في الفتوى الفلانية وما شاكلها وأبين لكم وجه قصدي إلى التخفيف فيها وكان قد أطلعنا على مكتوب بخطه جواباً عن سؤال في يمين أفتى فيها بمراعاة اللفظ والميل إلى جانبه، فنازعناه فيه في ذلك اليوم، وانفصل المجلس على منازعته، فأرانا مسائل في النهاية وأحكام ابن الفرس وغيرهما وبسط لنا فيها بما يقتضي الاعتماد على لفظ الحالف وإن كان فيه خلاف ما لنيته بناء على قول من قال بذلك من أهل المذهب وغيرهم.
وقال أردت أن أنبهكم على قاعدة في الفتوى وهي نافعة جداً ومعلومة من سنن العملاء وهي أنهم ما كانوا يشددون على السائل في الواقع إذا جاء مستفتياً.
وكنت قبل هذا المجلس تترادف علي وجوه الإشكالات في أقوال مالك وأصحابه، فلما كان بعد ذلك المجلس شرح الله بنور ذلك الكلام صدري فارتفعت ظلمات تلك الإشكالات دفعة واحدة، لله الحمد على ذلك ونسأله تعالى أن يجزيه عنا خيراً وجميع معلمينا بفضله.
إنشادة
لأبي محمد بن حذلم
أنشدني صاحبنا الفقيه الأديب أبو محمد بن حذلم لنفسه متقارب يقولون لي خل عنك الأسى=ولذ بالسرور فذا يوم عيد فقلت لهم والأسى غالب=ووجدي يحيا وشوقي يزيد توعدني مالكي بالفراق=فكيف أسر وعيدي وعيد
إفادة
تأويل آيتين
قال لي الأستاذ الجليل أبو سعيد بن لب حفظه الله سئلت عن قوله تعالى في سورة النساء "تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله ندخله جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها" الآية فجمع قوله "خالدين " وقال بعد "ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده ندخله ناراً خالداً فيها" فأفرد قوله "خالداً".
قال وأجبت أن الجنة لما كان لأهلها فيها اجتماعات، وليس فيها فرقة ولا توجد، جاء قوله "خالدين فيها " اعتباراً بالمعنى الحاصل في الجنة من الاجتماع. ولما كان أهل النار على الضد من هذا وكل واحد منهم في تابوت من نار، حتى يقول أحدهم إنه ليس في النار إلا هو جاء قوله "خالداً فيها" اعتباراً بهذا المعنى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/330)
فعرضت على شيخي الإمام الأستاذ أبي عبد الله بن الفخار هذا السؤال فأجاب عنه بأنه تعالى ذكر في الأولى جنات متعددة لا جنة واحدة فقال "ندخله جنات" والضمير المنصوب في "ندخلهُ" وإن كان مجموعاً في المعنى فهو في اللفظ مفرد، والمفرد من حيث هو مفرد لا يصح أن يكون في جنات متعددة معاً، فجاء "خالدين" ليرفع ذلك الإيهام اللفظي، فهو اعتبار لفظي ومناسبة لفظية، وإن كان المعنى صحيحاً، وأما الآية الثانية فإنما فيها نار مفردة، فناسبها الإفراد في "خالداً".
إنشادة
لبي محمد بن حذلم
أنشدني الفقيه الأديب البارع أبو محمد بن حذلم لنفسه بسيط شأن المحبين في أشجانهم عجبٌ=وحالتي بينهم في الحب أعجبها قد كنت أبعث من ريح الصبا رسلاً=تأتي فتطبع أشواقي وتلهبها والآن أرسل دمعي إثرها ذرفاً=فتلتظي نار وجدي حين أسكبها فاعجب لنار اشتياق في الحشا وقعت=والريح تذهبها والماء يلهبها وأخذ هذا المعنى بتمامه من قطعة أنشدناها شيخنا القاضي أبو القاسم الشريف رحمة الله عليه أذكر الآن آخر بيت منها وهو بسيط يا من رأى النار إن تطفا مخالفةً=فبالرياح وإن توقد فبالماء
إفادة
حوار بين المؤلف
وأحد اليهود في مسألة
خلق عيسى عليه السلام
وقع يوماً بيني وبين بعض من يتعاطى النظر في العلم من اليهود كلام في بعض المسائل إلى أن أنجز الكلام إلى عيسى عليه السلام، فأخذ ينكر خلقه من غير أب ويقول وهل يكون شيء من غير مادة؟ فقلت له بديهة فيلزمك إذاً أن يكون العالم مخلوقاً من مادة وأنتم معشر اليهود لا تقولون بذلك، فأحد الأمرين لازم إما صحة خلق عيسى من غير أب وإما بطلان خلق العالم من غير مادة.
"فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين".
إنشادة
لأبي عبد الله المسفر
عند توديع فاس
حدثنا شيخنا الأستاذ العالم الناظر أبو علي الزواوي أكرمه الله قال قدم علينا شيخنا الإمام الشهير أبو عبد الله محمد بن يحيى الشهير بالمسفر على مدينة فاس في بعض الرسائل، فلما خرج بقصد الإياب شيعه جماعة من فقهائها وأدبائها وسألوه أن ينشدهم شيئاً من شعره فارتجل هذا البيت الفذ كامل شرق لتجلو عن فؤادك ظلمةً=فالشمس يذهب نورها بالمغرب
إفادة
قواعد من علم البيان
أفادني صاحبنا الفقيه الكاتب أبو عبد الله بن زمرك إثر إيابه إلى وطنه من رحلة العدوة في علم البيان فوائد، نذكر الآن منها ثلاثة إحداها الفقه في اللغة، وهو النظر في مواقع الألفاظ وأين أستعملتها العرب، ومن مثل هذا الوجه قولهم قرم وعام إذا اشتهى، لكن لا يستعمل قرم إلا مع اللحم ولا يستعمل عام إلا مع اللبن فنقول قرمت إلى اللحم وعمت إلى اللبن، وكذلك قولهم أصفر فاقع وأحمر قان، ولا يقال بالعكس، وهذا كثير.
والثانية تحري الألفاظ البعيدة عن طرفي الغرابة والابتذال، فلا يستعمل الحوشي من اللغات ولا المبتذل في ألسن العامة.
والثالثة اجتناب كل صيغة تخرج الذهن عن أصل المعنى أو تشوش عليه. إذ المقصود الوصول في بيان المعنى إلى أقصاه، والإتيان بما يحصله سريعاً ويمكنه في الذهن، وتحري كل صيغة تمكن المعنى في الذهن وتحرض السامع على الاستماع.
وأخبرني أن كتاب المغرب يحافظون في شعرهم وكتابتهم على طريقة العرب، ويذمون ما عداها من طرق المولدين، وإنها خارجة عن الفصاحة وهذه المعاني الثلاثة لا توجد إلا فيها.
إنشادة
لأبي عبد الله المقري
أنشدني الفقيه القاضي المتفنن أبو عبد الله المقري لنفسه مجزوء الكامل وجدٌ تسعره الضلو=ع وما تبرده المدامع فإذا تحركت الصبا=بة فالمهابة لا تطاوع أمل إذا وصل الرجا=أسبابه فالخوف قاطع بالله يا هذا الهوى=ما أنت بالعشاق صانع
إفادة
معرفة قوس النهار لدى الفكليين قيدت عن الشيخ الفقيه الفاضل الموقت أبي الحجاج المكناسي في معرفة نصف قوس النهار أي يوم أردت ما نصه إذا أردت أن تعرف نصف قوس النهار فانظر ما مضى لك من الميل المخدوم فما كان فضع منه ربعه وما بقي هو الفضلة تحمله على تسعين إن كانت الشمس في الشمال وتنقصه من تسعين إن كانت في الجنوب. وإن شئت حملت على الميل المخدوم نصفه ونصفت المجتمع فما كان النصف فهو الفضلة تفعل بها ما فعلت بالأول.
إنشادة
لبعض العلماء في القول بالموجب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/331)
أنشدنا الفقيه القاضي أبو عبد الله المقري رحمه الله في القول بالموجب لبعض العلماء في وديعة كامل إن قال قد ضاعت، فصدق أنها=ضاعت ولكن منك يعني لو تعي أو قال قد وقعت فصدق أنها=وقعت ولكن منه أحسن موقع وأنشدنا أيضاً من القول بالموجب لبعض الحنابلة طويل يحجون بالمال الذي يجمعونه=حراماً إلى البيت العتيق المحرم ويزعم كل أن تحط رحالهم،=تحط، ولكن فوقهم في جهنم
إفادة
وجه من أوجه الضرب في الحساب
أفادني الشيخ الفقيه المتفنن أبو الحسن علي الكحيلي رحمه الله وجهاً من أوجه الضرب وملحه حين قراءتي عليه ابن الياسمين وهو أن تضرب جزءاً من المضروب في جزء من المضروب فيه، فما اجتمع ضربته في مسمى أحد الجزئين ثم في مسمى الآخر، فما اجتمع فهو الجواب.
إنشادة
لابن حذلم في رثاء ابن الفخار
أنشدني صاحبنا الفقيه الأجل الأديب البارع أبو محمد بن حذلم لنفسه أبياتاً أنشدها يوم عيد على قبر سيدنا الأستاذ الكبير الشهير أبي عبد الله بن الفخار يرثيه بها؛ طويل أيا جدثاً قد أحرز الشرف المحضا=بأن صار مثوى السيد العالم الأرضى عجبت لما أحرزته من معارفٍ=وشتى فعالٍ لم تزل تعمر الأرضا طويت عليه وهو عين زمانه=فيا جفن عين الدهر لم تؤثر الغمضا فحياك من صوب الحياطل ديمةٍ=تديم له في الجنة الرفع والحفظا فها نحن في عيد الأسى عند قبره=وقوفٌ لنقضي من عيادته الفرضا كمثل الذي كنا وقوفاً ببابه=بعيد الأماني زائرين له أيضاً ومنا سلامٌ لا يزال يخصه=يذكره من بعض أشواقنا البعضا
إفادة
كراهة المقري للتسمية
بقاضي القضاة
كتب لي شيخنا القاضي الجليل أبو عبد الله المقري رحمه الله على ظهر التسهيل لابن مالك الذي كتبته بخط يدي بعدما كتب لي بخطه روايته فيه عن أبي الحسن بن مزاحم عن بدر الدين بن جماعة عن المؤلف، فكتب بعد ذلك ما نصه قال محمد بن محمد المقري بدر الدين بن جماعة المذكور يدعى بقاضي القضاة على ما جرت به عوائد أهل المشرق في تسمية مثله، وأنا أكره هذا الاسم محتجاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم "إن أخنع الأسماء عند الله يوم القيامة رجل تسمى بملك الأملاك، لا مالك إلا الله".
إنشادة
لأبي عبد الله المقري
وأبي إسحاق بن حكم
نقلت من خط شيخنا القاضي أبي عبد الله المقري المذكور ما نصه فضلت عند الأستاذ أبي إسحاق إبراهيم بن حكم الكناني كلام الشيخ ابن مالك في شرحه على ما وجد من كلام ابنه في تكملته، وكأنه أبى ذلك فتنازعنا الحديث إلى أن قتل له طويل عهود من الآباء يورثها الأبنا فما كان بأسرع من أن قال بنوا مجدهم لكن بنوهم له أبنى.
فعجبت من حسن بديهته.
إفادة
تأليف ابن الحاجب
لمختصره الفرعي
حدثنا شيخنا الأصولي أبو علي الزواوي حفظه الله عن شيخه الإمام العالم أبي عبد الله محمد بن يحيى الشهير بالمسفر ونقلت ذلك من خط الأستاذ أبي علي، حدثنا شيخنا الإمام العالم المفتي الصالح الشهير أبو علي منصور ابن الشيخ الصالح الموقر المبرور المرحوم أبي العباس أحمد بن عبد الحق المشدالي رضي الله عنه ونفع به قال حدثنا الشيخ الفاضل المدرس زين الدين الزواوي، قال حدثنا الشيخ أبو عمرو بن الحاجب قال لما كنت مشتغلاً بوضع كتابي هذا كنت أجمع الأمهات ثم أجمع ما اشتملت عليه تلك الأمهات في كلام موجز ثم أضعه في هذا الكتاب حتى كمل. ثم إني بعد ربما أحتاج في فهم بعض ما وضعته إلى فكر وتأمل، قلت يعني بالكتاب مختصره في الفروع.
إنشادة
لأبي جعفر بن عبد العظيم
أنشدني الفقيه الأديب أبو جعفر بن عبد العظيم لنفسه رمل يا من اختار فؤادي منزلاً=بابه العين التي ترمقه فتح الباب سهادي بعدكم=فابعثوا لي طيفكم يغلقه
إفادة
استنساخ بعض كتب ابن البناء من كبت أخرى
حدثني أخي وسيدي الفقيه الأستاذ أبو جعفر بن الراوية أكرمه الله قال حدثني الفقيه الإمام المحقق أبو جعفر بن صفوان أنه تذاكر مع الفقيه الأستاذ أبي بكر القللوسي في الجبر والمقابلة. لأبي العباس بن البناء، فقال له القللوسي إنه مستنسخ من كتاب القرشي، فأنكرت ذلك عليه إنكاراً شديداً لما كنت عليه من إجلال الشيخ وإعظامه فتركني وذهب إلى داره، ثم جاء بكتاب القرشي وقال أخذ بيديك كتاب ابن البناء، فأخذته فقرأ علي، فما غادر منه حرفاً. قال فتعجبت من ذلك كل التعجب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/332)
قلت وكنت أقرأ على صاحبنا بي جعفر المذكور جبر ابن البناء، فأحال في الكتاب على مسألة أنها تقدمت فلم نجد لها فيما تقدم ذكراً، فقال لعل هذه المسألة في كتاب القرشي ويكون ذلك مما نقله نسخاً.
وحكى لنا أن التلخيص لابن البناء أيضاً مستخرج من كتاب في التعاليم لبعض الناس.
إنشادة
لأبي سعيد بن لب
أنشدني شيخنا الأستاذ العالم أبو سعيد بن لب حفظه الله، قال أفقت من نومة نمتها وأنا قد نظمت بيتاً ونصف آخر ثم زدت عليه بيتاً ونصفاً فصارت ثلاثة أبيات وهي متقارب تألق برق بذات الفضا=فأومض في القلب إذ أومضا وحلت معاقد صبري به=وأظلم أفقي به إذ أضا ذكرت به معهداً للصبا=وذكرني طيب عيش مضى ثم سألناه بعد ذلك الزيادة عليها فزاد عليها تسعة أبيات قيدتها في غير هذا، وأنشدنا الجميع لثلاث ليالٍ بقين من ذي القعدة عام ستين وسبعمائة.
إفادة
دلالة اسم الفاعل
جرى بين يدي الأستاذ شيخنا أبي سعيد رضي الله عنه أن أهل الأصول يقولون إن اسم الفاعل إذا كان للحال حقيقة اتفاقاً، وإذا كان للاستقبال مجاز اتفاقاً، وإذا كان للماضي ففيه خلاف هل هو حقيقة أو مجاز؟ قال وبعض الناس يستشكل كل هذا جداً، مع قول النحويين إن اسم الفاعل معناه جار مجرى الفعل، فإن كان للماضي فهو كالماضي، وإن كان للمستقبل فهو كالمستقبل، وإن كان للحال فهو كفعل الحال، ولا خلاف أن الأفعال دلالتها على معانيها حقيقة لا مجازاً، فإذا تقرر هذا فكيف اتفق على ضد ما اتفق عليه النحويون؟ قال الأستاذ فالظاهر في المسألة والحق الرجوع إلى أهل اللسان.
إنشادة
لأبي عبد الله الشقوري الطبيب
أنشدني أخي وسيدي الفقيه الأستاذ الطبيب أبو عبد الله محمد بن علي الشقوري لنفسه كامل الكل أنت ونورك الوضاح=للعارفين مناره يلتاح وجمال وجهك للنهى مصباحٌ=مهما بدا سجدت له الأرواح
إفادة
أنواع الدراهم
وتقديرها في عصر المؤلف
نقلت من خط شيخي الأستاذ الكبير أبي عبد الله بن الفخار، وقال نقلت من خط شيخنا أبي القاسم بن الشاط رحمه الله نصاب الزكاة من الدراهم الإسلامية المسماة بدراهم الكيل مائتا درهم، ومن دراهم الموحدين ثلاثمائة وستون، ومن دراهمنا الصغار اليوم ألف ومائتان واثنان وأربعون.
إنشادة
لأبي البقاء خالد البلوي
في الشيب
أنشدني الشيخ الفقيه القاضي الأعدل أبو البقاء خالد بن عيسى بن أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد البلوي حفظه الله لنفسه في السادس والعشرين لرجب عام تسعة وخمسين وسبعمائة: ومستنكر شيبي وما ذهب الصبا=ولا جف إيناع الشبيبة من غصني فقلت فراقي للأحبة مؤذنٌ=بشيبي وإن كنت ابن عشرين في سني
فادة
مسألة نحوية استفادها
ابن الفخار عن شيخه الحضرمي
حدثني الشيخ الفقيه الأستاذ الجليل أبو عبد الله بن الفخار ونقلته من خطه عن الشيخ الفقيه الجليل أبي عبد الله الحضرمي القاضي بسبتة رحمه الله قال أخذت يوماً بيده أقوده إلى منزله من مدرسة باب القصر بسبتة لمكان سنه فقعد في أثناء الطريق ليرتاح ثم قال لي ما تقول في قولك زيد قام، أيكون زيد فاعلاً مقدماً؟ قلت لا أدري لكوني لم أكن حينئذٍ في هذه الطبقة.
ثم قال لا يكون ذلك لأمرين أحدهما أن الفاعل كالجزء من فعله إذا كان ضميراً متصلاً فوجب أن يجري على أسلوب واحد.
والآخر أنه لو كان كذلك لاتحد حكم الفعل، مقدماً ومؤخراً.
قال الأستاذ فهذا من أول ما أفادني رحمه الله تعالى.
إنشادة
لأبي البقاء البلوي
أنشدها في رحلته بتونس
أنشدني الشيخ الفقيه القاضي أبو البقاء خالد بن أبي خالد البلوي في التاريخ المذكور عنه قبل هذا لنفسه، وقال أنشدتها بديهاً بمصلى تونس يوم عيد النحر من عام سبعة وثلاثين وسبعمائة: أتى العيد واعتاد الأحبة بعضهم=لبعض وأحباب المتيم قد بانوا وأضحى وقد ضحوا بقربانهم وما=لديه سوى حمر المدامع قربان
إفادة
استعمال القلب لفهم
تعبير فقهي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/333)
مثل لنا شيخنا الأستاذ العالم أبو علي الزواوي في أثناء القراءة عليه لكتاب ابن الحاجب الفرعي عند قوله والمذهب أن المني نجس القلب عند الجدليين، وهو الاستدلال على نقيض الحكم بعين الدليل صورة ومادة، وقال مثله لنا الأستاذ أبو عبد الله المسفر رحمه الله ونحن نقرأ كتاب ابن الحاجب عند قوله والمذهب أن المني نجس فقال إن بول الغنم عند الشافعي نجس والمني عنده طاهر، فيقول المالكي الدليل على أن المني نجس أن بول الغنم إما أن يكون نجساً وإما أن يكون طاهراً، وأياً ما يكون فيلزم نجاسة المني فإن كان نجساً فيلزمه نجاسة المني عملاً بالمشترك وهو الاستقذار مثلاً والاستحالة إلى فساد أو نحو ذلك، وإن كان طاهراً فيلزم نجاسة المني وإلا انتهض الإجماع في موضع الخلاف وذلك باطل، فيقول الشافعي الدليل على أن المني طاهر، أن بول الغنم إما أن يكون طاهراً وإما أن يكون نجساً، وعلى كل تقدير يلزم ن يكون المني طاهراً، فإن كان طاهراً فيلزم طهارة المني عملاً بالمشترك، وهو أن كل واحد منهما فضلة تبرز من محل واحد، ونحو ذلك مما يمكن، وإن كان نجساً فيلزم طهارة المني ولا ينهض الإجماع في موضع الخلاف.
قال فما كان مثل هذا الدليل فهو باطل.
إنشادة
لأبي الحسن القرطبي
يرويها أبو بكر القرشي أنشدني الشيخ الفقيه القاضي الأعدل أبو بكر بن القرشي رحمه الله قال أنشدني شيخنا القاضي الخطيب المتفنن أبو البركات البلفيقي، قال أنشدني الأستاذ أبو الحسن علي بن سليمان القرطبي لنفسه رحمه الله طويل ألا هل إلى ما أرتضيه بلاغ=وكيف يرى يوماً إليه فراغ وقد قطعت دوني قواطع جمة=أراع لها مهما بدت وأراغ ومالي إلا عفو ربي وفضله=ففيه إلى ما أرتجيه بلاغ
إفادة وإنشادة
نظم ابن لب في القضاء
والقدر للرد على متحير سئل شيخنا الفقيه الإمام العالم العلم الشهير أبو سعيد بن لب عن مضمون هذه الأبيات، وهي طويل أيا علماء الدين ذميٌ دينكم=تحير دلوه بأوضح حجة إذا ما قضى ربي بكفري بزعمكم=ولو يرضه مني فما وجه حيلتي؟ قضى بضلالٍ ثم قال ارض بالقضا=وهل أنا راضٍ بالذي فيه شقوتي دعاني وسد الباب دوني فهل إلى=دخولي سبيل بينوا لي قضيتي إذا شاء ربي الكفر منه مشيئةً=فهل أنا راضٍ باتباع المشيئة؟ وهل لي اختيار أن أخالف حكمه=فبالله فاشفوا بالبراهين علتي وأجاب الأستاذ أجله الله، بعد الحمد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بما نصه طويل قضى الرب كفر الكافرين ولم يكن=ليرضاه تكليفاً لدى كل ملة نهى خلقه عما أراد وقوعه=وإنفاذه والملك بلغ حجة فنرضى قضاء الرب حكماً وإنما=كراهتنا مصروفة للخطيئة فلا ترض فعلاً قد نهى عنه شرعه=وسلم لتدبيرٍ وحكم مشيئة دعا الكل تكليفاً ووفق بعضهم=فخص بتوفيقٍ وعم بدعوة
فتعصي إذا لم تنتهج طرق شرعه=وإن كنت تمشي في طريق المشيئة إليك اختار الكسب والرب خالقٌ=مريد بتدبير له في الخليقة وما لم يرده الله ليس بكائن=تعالى وجل الله رب البرية فهذا جواب عن مسائل سائلٍ=جهولٍ ينادي وهو أعمى البصيرة أيا علماء الدين ذمي دينكم=تحير دلوه بأوضح حجة ثم وقع بعد ذلك ما نصه هذه الأبيات المكتتبة تضمنت جواب الأبيات الستة المكتوبة فوق هذا. نظم هذه كاتب هذا فرج بن لب لطف الله تعالى به وغفر له.
فالبيت الأول منها مأخوذ من قوله تعالى "ولو شاء الله ما أشركوا" ولو شاء ربك ما فعلوه" مع قوله "ولا يرضى لعباده الكفر".
والبيت الثاني مأخوذ من قوله تعالى "قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين" يعني بالحجة البالغة حجة الملك كما وقع في حديث مسلم حين سأل عمران بن الحصين أبا الأسود عما قضى على الكافرين من كفرهم أفلا يكون ظلماً؟ فقال أبو الأسود كل شيء خلق الله وملك يده لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، فقال له عمران أحسنت إنما أردت أن أحزر عقلك، الحديث.
والبيت الثالث والرابع مأخوذ معناهما من قوله تعالى "إن الله يحكم ما يريد"، "وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان".
والبيت الخامس مأخوذ من قوله تعالى "والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم" فعم بالدعاء إلى الجنة وخص بالهداية.
السادس، مأخوذ من قوله تعالى "فليحذر الذين يخالفون عن أمره"، مع قوله تعالى "من يشإ الله، يضلله " "ومن يضلل الله فلا هادي له ونذرهم في طغيانهم يعمهون".
والبيت السابع مأخوذ من قوله تعالى "والله خلقكم وما تعملون".
والبيت الثامن مأخوذ من قوله تعالى "وما تشاؤون إلا أن يشاء الله"، "إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل"، "إنك لا تهدي من أحببت" الآية.
والحمد لله تعالى.
تم الكتاب
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 10 - 03, 07:16 م]ـ
الكتاب في ملف وورد(5/334)
جزء المؤمل بن إيهاب
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[25 - 10 - 03, 05:55 ص]ـ
جزء المؤمل بن إيهاب
ـ[متعلم في سبيل النجاة]ــــــــ[25 - 10 - 03, 08:48 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله ..
أخي الكريم ..
من هو المؤمل بن إيهاب؟
هل هناك ترجمة له؟(5/335)
حمّل عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعلامة العيني
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 10 - 03, 07:09 م]ـ
الجزء الأول
ويليه بقية الأجزاء بإذن الله تعالى
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[25 - 10 - 03, 07:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا اخي
ـ[عصمت الله]ــــــــ[28 - 10 - 03, 05:42 م]ـ
أخي العزيز الحبيب في الله عبد الرحمن الفقيه وفقه الله و فقهه في الدين آمين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و بعد
شكر الله سعيك و جزاك الله خيرا و غفر لك و رزقك مرافقة النبي صلى الله عليه و سلم في الجنة
أخوك في الله
عصمت الله
ـ[أبو أثير الأثري]ــــــــ[29 - 10 - 03, 06:47 ص]ـ
لله درك يا شيخ عبدالرحمن الفقيه!!
والله إنك مفيد جداًً وتستحق شارة خاصة في هذا المنتدى؟!
فجزاك الله ألف ألف خير!!
ـ[أحمد أبو زيد]ــــــــ[29 - 10 - 03, 12:12 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابومالك البصري]ــــــــ[29 - 10 - 03, 01:10 م]ـ
جزاكم الله خير ا
وجعلكم الله من عتقاء شهر ه الكريم
ـ[الأجهوري]ــــــــ[30 - 10 - 03, 10:32 ص]ـ
اللهم بارك في وقتك
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 10 - 03, 10:15 ص]ـ
الجزء الثاني
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله خيرا
ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 10 - 03, 10:44 ص]ـ
الجزء الثالث
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 10 - 03, 10:49 ص]ـ
الجزء الرابع
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 10 - 03, 10:56 ص]ـ
الجزء الخامس
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[31 - 10 - 03, 11:09 م]ـ
ماشاء الله لاقوة الا بالله
كنت انتظره كما نقول بالمصري بفارغ الصبر
جزاك الله خير الجزاء
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 11 - 03, 09:00 ص]ـ
الجزء السادس
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 11 - 03, 09:07 ص]ـ
الجزء السابع
ـ[علي الكناني]ــــــــ[03 - 11 - 03, 12:40 ص]ـ
نفع الله بك
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 11 - 03, 01:52 ص]ـ
الجزء الثامن
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 11 - 03, 02:11 ص]ـ
الجزء التاسع
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 11 - 03, 02:19 ص]ـ
الجزء العاشر
تنبيه
للإخوة الذين حملوا الملف العاشر سابقا
الرجاء تحميله من جديد وحذف السابق لوجود خلل يسير في بعض الصفحات وقد تم استراكها في الملف الجديد
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 11 - 03, 07:48 ص]ـ
الجزء الحادي عشر
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[12 - 11 - 03, 08:12 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 11 - 03, 08:18 ص]ـ
الجزء الثاني عشر
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 11 - 03, 09:46 ص]ـ
الجزء الثالث عشر
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 11 - 03, 10:00 ص]ـ
الجزء الرابع عشر
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 11 - 03, 12:07 م]ـ
الجزء الخامس عشر
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 11 - 03, 12:14 م]ـ
الجزء السادس عشر
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 11 - 03, 01:12 م]ـ
الجزء السابع عشر
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 11 - 03, 09:57 م]ـ
الجزء الثامن عشر
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 11 - 03, 10:05 م]ـ
الجزء التاسع عشر
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 11 - 03, 10:14 م]ـ
الجزء العشرون
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 11 - 03, 10:22 م]ـ
الجزء الحادي والعشرون
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 11 - 03, 10:33 م]ـ
الجزء الثاني والعشرون
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 11 - 03, 10:45 م]ـ
الجزء الثالث والعشرون
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 11 - 03, 10:51 م]ـ
الجزء الرابع والعشرون
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 11 - 03, 11:05 م]ـ
الجزء الخامس والعشرون
وبه يكتمل هذا الشرح النفيس المبارك
نسأل الله أن ينفع به المسلمن.
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[14 - 11 - 03, 12:48 ص]ـ
ايه الخير ده اللي وصفه الريح المرسلة المحملة بالخير النبوي المحض بارك الله فيك
ـ[أحمد أبو زيد]ــــــــ[14 - 11 - 03, 02:55 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أحمد أبو زيد]ــــــــ[14 - 11 - 03, 03:10 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أسامة أحمد]ــــــــ[29 - 11 - 03, 08:12 م]ـ
هل الجزء السابع عشر موجود أم أنه لم يتم وضعه أم أني لأم أتنبه إلى مكانه أفيدونا مأجورين
عفوا وجدته
جزاكم الله خيرا على هذا المجهود و جعله الله في ميزان حسناتك
ـ[أبو عبد الله بن سعيد]ــــــــ[03 - 12 - 03, 06:31 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم
عبدالرحمن الفقيه
ـ[أبو حمادة]ــــــــ[15 - 01 - 06, 07:13 ص]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك وجعله في ميزان حسناتك
ـ[شريف مراد]ــــــــ[02 - 02 - 06, 10:42 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أحمد السيد سعد]ــــــــ[02 - 02 - 06, 11:39 م]ـ
بارك الله فيك وفى جهدك أخى الحبيب
وجزاك الله خير الجزاء
ـ[رشيد عياش رشيد]ــــــــ[03 - 02 - 06, 02:30 ص]ـ
نظّر الله وجهك يوم تلقاه,,,,,,,,آآمين.
ـ[عصمت الله]ــــــــ[03 - 02 - 06, 08:30 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أنا حاولت أن أستورد عمدةالقاري - بعد تحميله و حفظه إلى الهارد دسك- إلى الشاملة 2 و لم أتمكن كل مرة تطلع رسالة خطأ بقيت بعض الملفات لم يتم استيرادها حاول مرة أخرى
فما الحل؟ هل المشكلة في الملفات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/336)
ـ[شريف مراد]ــــــــ[03 - 02 - 06, 01:50 م]ـ
سم الملفات الباقية
كل ملف قسمين أو أكثر
وبعد ذلك يمكنك إعادة دمجها مرة أخرى من لوحة التحكم
ـ[أبو يوسف المالكي]ــــــــ[04 - 02 - 06, 03:36 م]ـ
أحسن الله ثوابك يا أخانا الغامدي، وجعل صنيعك هذا في ميزان حسناتك.(5/337)
مطلوب كتاب روائع البيان في تفسير آيات الأحاكام ـ للصابوني!!
ـ[ malhelo] ــــــــ[25 - 10 - 03, 11:24 م]ـ
رجاء مرة أخرى ممن لديهم نسخة من هذا الكتاب مطبوعة
أخوكم محتاج لها بسرعة
محمد الحلو
فلسطين المحتلة(5/338)
المحرمات في البيع
ـ[جيل المستقبل حمود]ــــــــ[26 - 10 - 03, 02:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
} المحرمات في البيع {
1 - بيع الرجل على بيع أخيه:
قال النبي صلى الله عليه وسلم " ولا يبع الرجل على بيع أخيه " متفق عليه.
ومثاله / أن يقول لمن اشترى سلعة بعشرة أنا أعطيك مثلها بتسعة أو أعطيك خيرا منها بمثل ثمنها ليفسخ البيع ويعقد معه ومثله الشراء على شرائه وذلك بأن يقول مثلا لمن باع سلعة بتسعة أنا اشتريها منك بعشرة.
2 - سوم الرجل على سوم أخيه:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ولا يسم المسلم على سوم المسلم " رواه مسلم.
ومثاله / أن يتفق مالك السلعة والراغب فيها على البيع ولم يعقداه فيقول الآخر لمالك المبيع استرده فأنا اشتريه بأكثر، أو يقول للمستام: رده لأبيعك خيراً منه بثمنه أو مثله بأرخص منه.
3 - بيع العينة:
قالت عائشة - رضي الله عنها - عن زيد بن الأرقم لمّا باع بالعينة " إنه قد أبطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاّ أن يتوب " رواه الدارقطني.
والعينة هي أن يبيع السلعة مثلاً بمئة مؤجلة ثم يشتريها منه بثمانين حالَّة.
4 - بيع النجش:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ولا تناجشوا ".
والنجش له صور:
1 - أن يزيد في ثمن السلعة من لا يريد شراءها ليغري المشتري بالزيادة.
2 - أن يتظاهر من لا يريد الشراء بإعجابه بالسلعة وخبرته بها ويمدحها ليغري المشتري فيرفع ثمنها.
3 - أن يدعي صاحب السلعة أو الوكيل أو السمسار إدعاءً كاذباً أنه دفع فيها ثمناً معيناً ليدلس على من يسوم.
5 - بيع التدليس والغرر:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تَصُرُّوا الإبل والغنم فمن ابتاعها بَعْدُ فهو بخير النَّظَرَيْنِ بعد أن يحلبها إن شاء أمسكها وإن شاء ردها وصاعاً من تمر " متفق عليه.
ولنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الحصاة وعن بيع الغرر رواه مسلم.
والتدليس: هو بيع السلعة على غير حقيقتها.
6 - بيع الحاضر للباد:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ولا يبع حاضر لباد " متفق عليه.
وهو أن يخرج الحضري إلى البادي وقد جلب السلعة فيعرفه السعر ويقول: أنا أبيع لك، والبادي ههنا من يدخل البلدة من غير أهلها سواء كان بدويا أو من قرية أو من بلدة أخرى.
وكذلك شراء الحاضر للباد.
وأما إن اشار الحاضر على الباد من غير أن يباشر البيع له فيجوز.
7 - تلقي الركبان:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تلقوا الجلب فمن تلقى فاشترى منه فإذا أتى السوق فهو بالخيار " رواه مسلم.
ويدخل في ذلك أن يتلقاه ببيع أو شراء.
9 - عدم تبيين العيب في السلع:
قال عليه الصلاة والسلام: " المسلم أخو المسلم ولا يحل لمسلم باع من أخيه بيعاً فيه عيب إلا بينه له " رواه مسلم.
والمراد بالعيب الذي يبين:
هو العيب الذي يؤثر في السلعة إيجاباً أو قبولاً، وأما العيوب اليسيرة التي لا تؤثر في البيع فالأظهر أنه لا يلزم تبيينها والله أعلم.
11 - النهي عن بيعتين في بيعة:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من باع بيعتين في بيعة فله أَوْكَسُهُمَا أو الربا " رواه ابو داود.
واختلف في المراد بالحديث والأقرب أن المراد به بيع العينة.
12 - الشرطان في بيع:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يحل سلف وبيع ولا شرطان في بيع ولا ربح مالم يضمن ولا بيع ما ليس عندك " رواه الخمسة.
وأقرب التفاسير أن المراد به بيع العينة.
13 - النهي عن بيع السلعة حتى يحوزها المشتري إلى رحله:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا اشتريت شيئا فلا تبعه حتى تقبضه " رواه أحمد. والمراد بالحديث أن المبيع الذي هو مكيل أو موزون أو معدود أو مذروع لا بد أن يقبضه المشتري، وما سوى ذلك يجوز أن يبيعه المشتري بدون قبض.
14 - بيع ما ليس عندك:
قال النبي صلى الله عليه وسلم لحكيم بن حزام: " لا تبع ما ليس عندك " رواه الخمسة.
15 - البيع على عدم رد السلع:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا تبايع الرجلان فكل واحد منهما بالخيار ما لم يتفرقا وكانا جميعاً، أو يخير أحدهما الآخر فإن خير أحدهما الآخر فتبايعا على ذلك فقد وجب البيع وإن تفرقا بعد أن تبايعا ولم يترك واحد منهم البيع فقد وجب البيع " متفق عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/339)
فللمشتري أن يرد السلعة ما دام في مجلس البيع ما لم يتفرقا، وكذلك له رد السلعة إذا وقع بها عيب أو غبن في ثمنها أو كان بينهما شرط مدة من الزمان يتم البيع بعده فله أن يرد السلعة في هذه المدة.
16 - البيع على عدم الرضا:
قال الله تعالى: (ِإلاّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَراضٍ مِنكُمْ).
وحديث: " إنما البيع عن تراض " رواه ابن حبان.
17 - البيع من سفيه أو مميز ما لم يأذن وليهما:
وينفذ تصرفهما: " أي السفيه والمميز " في اليسير بلا إذن لأن أبا الدرداء اشترى من صبي عصفوراً فأرسله. ذكره ابن أبي موسى وغيره.
18 - أن يكون البيع محرماً:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله حرم بيع الخمر والميته والخنزير والأصنام ... " الحديث. رواه الجماعة.
19 - البيع على عدم القدرة على تسليمه:
لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن شراء العبد وهو آبق. رواه ابن ماجة.
20 - البيع على عدم معرفة الثمن والمثمن:
لنهيه عليه الصلاة والسلام عن الغرر.
21 - أن يكون البيع معلقاً لا منجزاً:
كبعتك إذا جاء رأس الشهر، أو إن رضي زيد فلا يجوز لأنه غرر، ويصح بعتك إن شاء الله لأنه يقصد به التبرك لا التردد.
22 - البيع والشراء في المسجد:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا لا أربح الله تجارتك " رواه النسائي.
23 - البيع ممن تلزمه الجمعة بعد ندائها الثاني:
قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) سورة الجمعة آية "9".
24 - الربا في البيع:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " لعن الله آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه " متفق عليه.
ويجري الربا في كل مكيل وموزون ولو لم يؤكل.
فإذا كان البيع بين جنسين كذهب بفضة، أو بر بتمر فلا يشترط إلاّ شرط واحد فقط وهو التقابض في مجلس العقد.
أما إذا كان البيع بين الجنسين كذهب بذهب، أو فضة بفضة، أو بر ببر فيشترط شرطان:
1 - المماثلة في القدر.
2 - التقابض بمجلس العقد.
29 - مشروعية الإقالة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أقال مسلماً بيعته أقال الله عثرته " رواه أبو داود.
والإقالة هي: أن يطلب أحد المتعاقدين من الآخر أن ينقض العقد فيوافقه على ذلك
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(5/340)
المؤلفات الفقهية في نجد ...
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[27 - 10 - 03, 02:39 ص]ـ
المؤلفات الفقهية في نجد .. قبل نهاية القرن الثاني عشر الهجري
منصور بن عبد العزيز الرشيد
نُشر هذا البحث في (مجلة أخبار المكتبة)، مكتبة الملك فهد الوطنية.(5/341)
طلب مساعدة
ـ[هنادي]ــــــــ[27 - 10 - 03, 04:39 ص]ـ
لو سمحتم هلا ساعدتموني في جمع المصادر الاصلية للحديث مع كتابة المؤلف وسنة الوفاة، والتي اؤلفت منذ بداية التأليف وحتى القرن الرابع الهجري.
جزيتم خيرا.(5/342)
أرجوكم ارجو المساعدة وتقبل الله منا ومنكم
ـ[ amhatab] ــــــــ[27 - 10 - 03, 09:43 ص]ـ
السلام عليكم اخوتي الكرام اتمنى ان تساعدوني لتحميل الكتب التي شرحت صحيح الامام مسلم وخاصة المفهم للقرطبي وشرح الامام النووي واتمنى ايضا كتب الامام النووي المتاحة للتحميل
ام ان ليس كل ما يتمنى المرء يدركه
اتمنى ان ادركه مع اخوتي في المنتدى
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[27 - 10 - 03, 11:20 ص]ـ
السلام عليكم
قد بدأت في تحميل شرح مسلم للنووي وسأكمله عما قريب ان شاء الله
تجده هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=10663&highlight=%E3%D3%E1%E3
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[27 - 10 - 03, 11:21 ص]ـ
وتجد في هذا الرابط مقدمة شرح النووي لمسلم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9169&highlight=%E3%D3%E1%E3(5/343)
حمل كتاب المغازى للواقدى مشكل
ـ[خادم التراث]ــــــــ[27 - 10 - 03, 12:01 م]ـ
كتاب المغازى للواقدى مشكل الجزء الأول
ـ[خادم التراث]ــــــــ[27 - 10 - 03, 12:07 م]ـ
لجزء الثانى
ـ[أبو معاذ الأثري]ــــــــ[07 - 03 - 07, 11:40 م]ـ
جَزَاكَ اللهُ خَيْراً؛ وَنَفَعَ بِكَ(5/344)
h
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[27 - 10 - 03, 06:44 م]ـ
h(5/345)
من بركات الله في شهر رمضان المبارك، تحميل صحيح البخاري
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[27 - 10 - 03, 07:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:- رمضان كريم و كل عام و أنتم بخير، أسأل الله تعالى أن يرزقنا صيامه و قيامه بالوجه الذي يرضيه عنا، آمين.
كتاب صحيح البخاري في أربع مجلدات، لا تنسونا بصالح الدعاء جزاكم الله خيرا.
المجلد الأول.(5/346)
حمل صحيح البخاري
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[27 - 10 - 03, 07:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، رمضان كريم و كل عام و أنتم بخير.
كتاب صحيح البخاري في أربع مجلدات
المجلد الأول من الصحيح.
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[27 - 10 - 03, 07:41 م]ـ
المجلد الثاني من الصحيح.
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[27 - 10 - 03, 07:44 م]ـ
المجلد الثالث من الصحيح.
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[27 - 10 - 03, 07:47 م]ـ
المجلد الرابع من الصحيح.
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[30 - 10 - 03, 07:41 ص]ـ
صحيح البخاري تأليف: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة البخاري
موضوع: المواضيع الرئيسية
نبذة: أول مصنف في الحديث الصحيح المجرد، وجاء مبوبًا على الموضوعات الفقهية. وجملة أحاديث كتابه: سبعة آلاف ومائتان وخمسة وسبعون حديثًا بالمكرر، ومن غير المكرر أربعة آلاف حديث. واسمه: "الجامع الصحيح المسند المختصر من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه"، وهو أصح الكتب بعد كتاب الله.
ـ[فارس النهار]ــــــــ[30 - 10 - 03, 07:54 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي أبو إبراهيم على هذه جهودك القيمة ..
وأسأل الله أن ينضر وجهك لنشرك لكتب سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأن يجعلك دائما في خدمة العلم وأهله، ولعل طالب علم - وهم كثير هنا - يستفيد من هذه الكتب فتكون في ميزان حسناتك ..
فواصل أخي ..
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[30 - 10 - 03, 08:47 ص]ـ
آمين، جزاك الله خيرا يا أخي الحبيب وبارك الله فيك(5/347)
حمل صحيح مسلم
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[27 - 10 - 03, 08:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سبق هذه المشاركة مشاركة بعنوان "تصويت: حمل صحيح البخاري"، و كان فيه تصويت في رد على سؤال يخص واقعنا الحالي و كتاب صحيح البخاري في أربع مجلدات. أما الأن فهذا فكتاب: صحيح مسلم في أربع مجلدات
لا تنسونا بصالح الدعاء بارك الله فيكم و جزاكم الله خير.
المجلد الأول من صحيح مسلم:
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[27 - 10 - 03, 08:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا علي روابطك الطيبة
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[27 - 10 - 03, 08:03 م]ـ
المجلد الثاني من صحيح مسلم:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[27 - 10 - 03, 08:05 م]ـ
المجلد الثالث من صحيح مسلم:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[27 - 10 - 03, 08:07 م]ـ
المجلد الرابع من صحيح مسلم:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[30 - 10 - 03, 07:38 ص]ـ
صحيح مسلم تأليف: أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري
موضوع: المواضيع الرئيسية
نبذة: كتاب نفيس جمع فيه مؤلفه 3033حديثًا، واشترط فيها الصحة من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة، واختار منها 3033 حديثًا فقط صحيحة، أجمعت الأمة على صحته وهو ثاني الصحيحين، ورتبه على الأبواب الفقهية، وهو كتاب جامع للأحكام، والآداب، والأخلاق، والعقائد، وغير ذلك.
ـ[ابومالك البصري]ــــــــ[30 - 10 - 03, 04:44 م]ـ
جزيتم خيرا اخي الكريم
وجعلكم من عتقاء شهره الكريم
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[31 - 10 - 03, 11:27 ص]ـ
آمين, و إياك أخي العزيز.(5/348)
حمل سنن أبي داود
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[27 - 10 - 03, 08:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:- أما بعد. فقد وددت أن أنزل مسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى إلى هذه المجموعة ولكن للأسف ضاع مني المجلد، ادعوا معي كي أجده. فبالرغم من ذلك لدينا و الحمد لله كتاب غني عن التعريف و هو: سنن أبي داود.
لا تنسوني بالدعاء لي و لوالدي بظهر الغيب جزاكم الله خيرا.
القسم الأول من سنن أبي داود:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[27 - 10 - 03, 08:30 م]ـ
القسم الثاني من سنن أبي داود:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[30 - 10 - 03, 07:33 ص]ـ
سنن أبي داود تأليف: سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمر الأزدي السجستاني
موضوع: المواضيع الرئيسية
نبذة: كتاب جمع أبو داود فيه السنن والأحكام، ولمَّا صنفه عرضه على أحمد بن حنبل فاستحسنه. ولم يقصر أبو داود سننه على الصحيح، بل خَرَّج فيه الصحيح، والحسن، والضعيف، والمحتمل، وما لم يجمع على تركه. وكان يري العمل بالضعيف في فضائل الأعمال، إذا لم يكن هناك غيره. ويُعد الكتاب من مظان الحديث الحسن، حيث جمعه من خمسمائة ألف حديث، انتقى منها 4800، ومن أحسن شراحه الإمام الخطابي في كتاب معالم السنن. وقبلته الأمة بالرضا فرض الله عنه وجزاه خير الجزاء.(5/349)
هل كتاب الصحيح من أسباب النزول للشيخ مقبل موجود على الشبكة
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[27 - 10 - 03, 09:55 م]ـ
السلام عليكم
هل كتاب الصحيح من أسباب النزول للشيخ مقبل موجود على الشبكة(5/350)
مشارق الانوار للقاضي عياض
ـ[ amhatab] ــــــــ[28 - 10 - 03, 02:28 ص]ـ
اريد تحميل هذا الكتاب اخوتي الكرام فساعدوني في الحصول علية وعلى كل مولفات القاضب ان امكنكم ذلك وجزاكم الله خيرا
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[28 - 10 - 03, 08:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جرب البحث عن كتابك في هذه الصفحة "صفحة المحدث":
http://www.muhaddith.org/a_hadith.html#Dodownload
أو جرب في هؤلاء و الله يعينك:
http://www.saaid.net/book/index.php مكتبة صيد الفوائد
http://www.albr.org/books/index.htm كتب و رسائل و مقالات مفيدة
http://al-eman.com/Islamlib/ مكتبة نداء الإيمان
http://www.islamguiden.com/bocker1.shtml كتب بلغات مختلفة
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?catid=173&artid=2448 بين أهل التوحيد و أهل ال ...
http://www.sahwah.net/books/ مكتبة موقع الصحوة(5/351)
حمل مسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[28 - 10 - 03, 08:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا مسند الإمام أحمد ابن حنبل جاهز للتحميل من مرة و احدة.
لاتنسونا بدعواتكم الصالحة لي و لعائلتي في هذا الشهر الكريم جزاكم الله خيرا.
تفضل و خذ نسختك:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[28 - 10 - 03, 08:48 ص]ـ
آسف على الخطأ المسند هناك جاهز للتحميل.
مسند الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله.
تفضل:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[28 - 10 - 03, 08:56 ص]ـ
آسف على الخطأ، المسند هنا جاهز للتحميل.
مسند الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله.
تفضل:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[30 - 10 - 03, 07:31 ص]ـ
مسند أحمد تأليف: أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيبانى
موضوع: المواضيع الرئيسية
نبذة: هو كتاب نفيس, وسفر ضخم، كان القصد من تدوينه تقييد الأحاديث وتدوينها حرصًا عليها من الضياع بموت الحفاظ، فجمع فيه الإمام أحمد ما يزيد على ثمانمائة من الصحابة، وقد اتبع الإمام أحمد في كتابه الترتيب على المسانيد، فكان يأتي بأحاديث الصحابي، فيرويها بأسانيدها متتالية، غير مصنفة على الموضوعات والأبواب الفقهية. وبدأه المؤلف بمسانيدَ العشرةِ المبشرين بالجنة، وبعض من يتعلق بهم، وكان من منهجه الذي اتبعه في اختيار الأحاديث هو الأخذ عمن يثبت عنده صدقه وديانته، والمشهور أن أحمد انتقى أحايث المسند من بين سبعمائة ألف حديث وخمسين ألفًا حفظها. وبالجملة فالكتاب من مظان الحديث الحسن.
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[29 - 11 - 03, 05:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حمل كتاب: فضائل الصحابة
المؤلف: الإمام أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيبانى
تفضل بارك الله فيك
ـ[محمد السالمي]ــــــــ[01 - 12 - 03, 08:21 ص]ـ
سلمك الله يا أبا إبراهيم الملف المرفق باسم المسند لا يوجد فيه شيء والمسند أكبر من 154كيلو بايت بكثير
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[02 - 12 - 03, 06:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي محمد السالمي، بارك الله فيك و جزاك الله خير على نصحك و تنبيهك إياي بخصوص العطل الذي قد أصاب ملف المسند. وهذه هي ملفات المسند من جديد في حجم أصغر و مناسب إن شاء الله.
المجلد رقم 1:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[02 - 12 - 03, 06:29 ص]ـ
المجلد الثاني:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[02 - 12 - 03, 06:31 ص]ـ
المجلد الثالث:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[02 - 12 - 03, 06:32 ص]ـ
المجلد الرابع:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[02 - 12 - 03, 06:34 ص]ـ
المحلد الخامس:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[02 - 12 - 03, 06:36 ص]ـ
وأخيراً
المجلد السادس ولا تنسانا من دعواتك الصالحة وبارك الله في الجميع:
ـ[تلميذ الشيخ]ــــــــ[05 - 12 - 03, 06:06 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء يا أبا ابراهيم
ولكن عندي استفسار احب معرفته وهو قولك في بداية كل جزء من الأجزاء التي يتم تحميلها (لاتوجد أخطاء)
مالمقصود من هذه الكلمة أرجو التوضيح بارك الله فيك؟؟؟؟؟؟
ـ[ muslim] ــــــــ[15 - 12 - 03, 05:55 ص]ـ
في هذا الموقع ستجدون كتب اسلاميه قيمه بطريقه الكتاب الالكتروني
ارجو ان تستفيدو منها وتفيدو غيركم
ولا تنسونا من صالح الدعوات http://www.omelketab.net(5/352)
حمل: الجرح و التعديل لعبد الله بن المبارك
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[29 - 10 - 03, 07:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هذا الكتاب جاهز للتحميل، لا تنسونا بدعواتكم الصالحة بظهر الغيب.
الجرح و التعديل لعبد الله بن المبارك:
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[29 - 10 - 03, 08:50 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
قصدك (كتاب الجهاد) ..
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[30 - 10 - 03, 02:00 ص]ـ
نعم هو كتاب الجهاد، أسف على الخطأ(5/353)
حمل: العلل و معرفة الرجال لأحمد ابن حنبل
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[29 - 10 - 03, 07:42 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لاتنوسنا بدعواتكم الصالحة بارك الله فيكم.
العلل و معرفة الرجال للإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله تعالى:(5/354)
كشف الكربة في وصف أهل الغربة لإبن رجب الحنبلي
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[29 - 10 - 03, 08:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
من هم الغرباء
قيل: ومن هم يا رسول الله؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس.
كشف الكربة في وصف أهل الغربة لإبن رجب الحنبلي:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[13 - 11 - 03, 06:40 م]ـ
إضافة إلى الموضوع السابق!
نشيد غرباء و قالوا كلاماً لا يسر عن الحجاب و غالتيدا بصوت الشيخ القارىء أحمد بن على العجمي بارك الله فيه.
لاتنسونا بدعواتكم الصالحة في هذا الشهر الكريم بارك الله فيكم.
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[13 - 11 - 03, 07:05 م]ـ
عفواً لقد كان حجم الملف كبيرا ولذلك تعذر تحميله.
لكن الملف موجود في مجموعتي ومتاح لأي شخص عنده بريد الكتروني من ياهو.
http://groups.yahoo.com/group/Ramadansgoup/files/
وهذا كتاب لأبو الحسن العجلي الكوفي اسأل الله أن ينفعنا بها، آمين.
اسم الكتاب: معرفة الثقات
الاسم المختصر: ثقات العجلي
تصنيف الكتاب: رواة/الثقات من الرواة
اسم المؤلف: أحمد بن عبد الله بن صالح
الكنية: أبو الحسن
اللقب والنسب: العجلي الكوفي
ت. الميلاد: 182 ت. الوفاة: 261
عدد الأجزاء: 2(5/355)
تنوير الحوالك شرح موطأ مالك، السيوطي
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[29 - 10 - 03, 08:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لاتنسوني بصالح دعواكم.
تنوير الحوالك شرح موطأ مالك، السيوطي:
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[29 - 10 - 03, 08:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا ..
فقد كنت أريده .. هل تعرف أفضل طبعة له؟
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[30 - 10 - 03, 01:55 ص]ـ
للأسف لا أعلم إلى عن هذه الطبعة أخي العزيز. نفعك الله بها، آمين.
لكن ابحث إذا أردت في هذه المواقع:
http://www.muhaddith.org/a_downloads_free_islamic_software_books.html
http://www.islamweb.net/web/library.showtopcat
http://www.sahwah.net/books/ مكتبة الصحوة
http://www.saaid.net/book/index.php مكتبة صيد الفوائد
http://www.albr.org/books/index.htm كتب و رسائل و مقالات مفيدة
http://al-eman.com/Islamlib/ مكتبة نداء الإيمان
http://www.tawhed.ws/c?c=2.3 مكتبة منبر التوحيد
وهذا موقع مميز بكتب السلف وقد يكون الأفضل على الإطلاق
http://www.almansiuon.com/Data01/LIBRARY/7adith.htm
إذا استطعت أن تنشر هذه المكتبات فافعل جزاك الله خيرا.
أسف على الإطالة لكن هذه الصفحة من المباحات المفيدة انشاء الله:
http://www.sahwah.net/Download/video/
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(5/356)
السائل التي حلف عليها أحمد ابن حنبل رحمه الله تعالى
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[29 - 10 - 03, 08:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لاتبخلوا على أخيكم بدعوى صالحة بارك الله فيكم.
المسائل التي حلف عليها أحمد ابن حنبل رحمه الله تعالى:(5/357)
اين اجد كتاب <عقيدة الموحدين> و كتاب <مجموعة التوحيد>
ـ[ NaserAsabr] ــــــــ[29 - 10 - 03, 08:49 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
اين اجد كتاب <عقيدة الموحدين> و كتاب <مجموعة التوحيد>
ساعدونا جزاكم الله خيرا
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[29 - 10 - 03, 09:01 ص]ـ
الكتب موجودة في المكتبات وبالطبعات ..
لكن بالنسبة لكتاب عقيدة الموحدين فاحذر طبعة دار البيان فهي كثيرة السقط والتحريف ..
وأنسب منها طبعة دار الصميعي ولا أزعم أنها أجود الموجود ..
لكن لأننا عانينا من طبعة دار البيان.
وفقك الله ..
ـ[ NaserAsabr] ــــــــ[29 - 10 - 03, 09:12 ص]ـ
بارك الله فيك
عندنا لا يوجد مثل هذه الكتب في المكتبات و المساجد, لذالك أبحث عنهم في الإنترنت على ملف word اذا كانو موجودين.
و جزاكم الله خيرا.
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[29 - 10 - 03, 09:15 ص]ـ
عذراً أخي .. على سوء الفهم ..
أتمنى لك التوفيق ..
ليس عندي فيها خبر!!
ـ[ NaserAsabr] ــــــــ[29 - 10 - 03, 09:19 ص]ـ
لا بأس يا اخي.
نفع الله بك يا ابن عبد الر.
ـ[خالد بن فيصل]ــــــــ[13 - 11 - 09, 09:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فلقد بحثت ايضا عن الكتاب المسمى بـ"مجموعة عقيدة الموحدين" عندما قرأت كتاب "الجواب المفيد في حكم جاهل التوحيد" ووجدت أنه ضمن هذه المجموعة التي طلبتَها.
والأخ ابن عبد البر حفظه الله قد حذر من طبعة دار البيان لأنه تحقق عنده أن الناشر يكثر من السقط الحذف. وأنا لا أعلم هذا ولكني أخذت بقول الأخ. أنا وجدت الآن فقط طبعة دار الطرفين وإني حزنت عندما لم أجد كتاب "الجواب المفيد ... الخ" ضمن هذه المجموعة والآن أنا متذبذب هل أُسقط هذا الكتاب من ضمن المجموعة؟ لأنني قرأت "أن هذا الكتاب طبعته مطبعة المدني ونشرته مكتبة الطرفين بالطائف 1991 ضمن مجموعة عقائد الموحدين بتقديم الشيخ ابن باز رحمه الله" والله أعلم لعلي أخطأت
ولك الكتب:
كتاب مجموعة عقيدة الموحدين ( http://ia341021.us.archive.org/1/items/gakgak/amrdm.pdf) طبعة دار الطرفين
كتاب الجواب المفيد في حكم جاهل التوحيد ( http://s203995553.onlinehome.us/waqfeya/books/03/0209.rar) طبعة دار الطرفين
تنبيه: إذا وجدتم أخطاء نحوية في كتابتي أرجوا منكم أن تنبهوني على أخطائي وجزاكم الله خيرا جزيلا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم فالله
أبو القعقاع(5/358)
الصحيحة للألباني
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[29 - 10 - 03, 10:02 م]ـ
المجلد الأول
السلسلة عبارة عن المتون فقط مختصرة الأسناد والفوائد
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[29 - 10 - 03, 10:03 م]ـ
المجلد الثاني
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[29 - 10 - 03, 10:04 م]ـ
المجلد الثالث(5/359)
كتاب: الديباج على صحيح مسلم السيوطيس
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[30 - 10 - 03, 02:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لاتنسونا بصالح الدعاء جزاكم الله خيرا.
الديباج على صحيح مسلم السيوطي:(5/360)
حمل: شرح السيوطي على سنن النسائي
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[30 - 10 - 03, 02:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لاتنوسوني بدعوة صالحة بارك الله فيكم.
شرح السيوطي على سنن النسائي(5/361)
كتاب: تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[30 - 10 - 03, 02:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لاتنسونا و الأمة بدعوة صالحة جزاكم الله خيرا.
حمل: تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة:
ـ[فرزانةالطالبة]ــــــــ[02 - 03 - 07, 07:43 م]ـ
السلام عليكم
أنا أبحث عن تعجيل المنفعة بي دي ايف
هل أحد من الإخوة يستطيع مساعدتى؟
و لكم من الله جزيل الأجر
أختكم(5/362)
حمل: مسند الشافعي رحمه الله تعالى
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[30 - 10 - 03, 02:35 ص]ـ
مسند الشافعي:(5/363)
حمل: موطأ مالك
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[30 - 10 - 03, 02:38 ص]ـ
حمل موطأ مالك:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[30 - 10 - 03, 07:28 ص]ـ
موطأ مالك تأليف: أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبى عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث، الأصبحي المدني
موضوع: المواضيع الرئيسية
نبذة: خير كتاب أخرج للناس في عهده، ثم ما خايره فخاره كتاب أخرج من بعده. قال فيه الشافعي ـ رحمه الله ـ:"ما ظهر على الأرض كتاب بعد كتاب الله، أصح من كتاب مالك". وقال البخاري عن الموطأ: "من أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر". وقال الإمام مالك نفسه عن كتابه هذا: "عرضت كتابي هذا على سبعين فقيهًا من فقهاء المدينة، فكلهم واطأني عليه فسميته الموطأ".(5/364)
مشكل الآثار؟؟؟
ـ[الفاضل]ــــــــ[30 - 10 - 03, 07:32 ص]ـ
السلام عليكم:
هل يوجد كتاب مشكل الآثار للقصيمي على ملف وورد أو مضغوط؟؟
وجزاكم الله خيرا(5/365)
حمل: سنن ابن ماجه
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[30 - 10 - 03, 09:01 ص]ـ
سنن ابن ماجه تأليف: أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه الربعي القزويني
موضوع: المواضيع الرئيسية
نبذة: من أَجَلِّ كتبه، وأعظمها وأبقاها على الزمان، وبها عرف واشتهر، وقد رتبها على الكتب والأبواب، وقد اختلف العلماء حول منزلتها من كتب السنة. وقد أحسن وأجاد حينما بدأ كتابه بباب اتباع سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وساق فيه الأحاديث الدالة على حجية السنة، ووجوب اتباعها والعمل بها. وسنن ابن ماجه منها: الصحيح، والحسن، والضعيف، بل والمنكر والموضوع على قلة. ومهما يكن من شيء، فالأحاديث الموضوعة قليلة بالنسبة إلى جملة أحاديث الكتاب، التي تزيد عن أربعة آلاف حديث، فهي لم تَغُضَّ من قيمة الكتاب، وسنن ابن ماجه أصل من أصول السنة، وينبوع من ينابيعها.
حمل سنن ابن ماجه:(5/366)
حمل: الجامع الصحيح سنن الترمذي
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[30 - 10 - 03, 09:18 ص]ـ
سنن الترمذي تأليف: أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي الترمذي
موضوع: المواضيع الرئيسية
نبذة: يُعد الكتاب كتابُ فقهٍ وحديث، ولم يقصره على الصحيح، بل فيه الصحيح وغيره، واشترط على نفسه أن لا يُخَرِّج حديثًا، إلا وقد عمل به فقيه، أو احتج به محتج.
لاتنسونا بصالح الدعاء بالتوفيق في الدنيا و الأخرة جزاكم الله خيرا.
حمل سنن الترمذي:(5/367)
حمل: سنن الدارمي
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[30 - 10 - 03, 09:36 ص]ـ
سنن الدارمي تأليف: أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن برهام الدارمي السمرقندي
موضوع: المواضيع الرئيسية
نبذة: عده ابن الصلاح، في المسانيد، فوهم في ذلك؛ لأنه مرتب على الأبواب، لا على المسانيد. قال ابن حجر: وأما كتاب (السنن)، المسمى: (بمسند الدارمي) فإنه ليس دون (السنن) في المرتبة، بل لو ضُم إلى الخمسة، لكان أولى من ابن ماجة، فإنه أمثل منه بكثير. قال العراقي في (النكت): واشتهر تسميته: (بالمسند) كما سمى البخاري كتابه: (المسند الجامع). إلا أن (مسند الدارمي) كثير الأحاديث المرسلة والمنقطعة والمعضلة والمقطوعة كما ذكره البقاعي.
لاتنسونا بالدعوات الصالحة بارك الله فيكم.
حمل سنن الدارمي:
ـ[ابومالك البصري]ــــــــ[30 - 10 - 03, 04:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وجعل الله جنان الخلد مثواكم
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[30 - 10 - 03, 08:57 م]ـ
آمين و إياك أخي بارك الله فيك.(5/368)
هل يوجد كتاب الإفصاح لابن هبيرة على الشبكة
ـ[البلقيني]ــــــــ[30 - 10 - 03, 10:00 ص]ـ
هل يوجد كتاب الإفصاح لابن هبيرة على الشبكة أو أي كتاب له؟ وما الكتب التي ألفها هذا الإمام غير هذا الكتاب وكتاب اختلاف العلماء؟
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[19 - 08 - 06, 06:59 م]ـ
^
.
ـ[نور الإسلام]ــــــــ[21 - 08 - 06, 09:36 م]ـ
جزاك الله خير أخي الفاضل
أضم صوتي إلى صوتك واطلب من الإخوة الأفاضل ان يبدوا رايهم لهذا الموضوع(5/369)
حمل: صحيح ابن خزيمة رحمه الله تعالى
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[30 - 10 - 03, 10:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل الشروع في تحميل الكتاب! هذه قصة فيها فائدة عظيمة إلى جانب ذلك نعرف كيف كان إيمان و يقين صاحب هذا الصحيح "ابن خزيمة".
أربعة من العلماء في مأزق ... ؟؟!!
هم:
محمد
و
محمد
و
محمد
و
محمد
=========
أربعة من العلماء العاملين
وكعادة العلماء الربانيين
يعيشون فقراء
يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف
لا يستجدون الناس شيئاً
ولو جاعت بطونهم
أو عريت أجسادهم
==========
إليكم قصتهم
كما رواها الخطيب البغدادي عن أبي العباس البكري قال:
جمعت الرحلة بين:
محمد بن جرير
ومحمد بن إسحاق بن خزيمة
ومحمد بن نصر المروزي
ومحمد بن هارون الروياني
جمعت بينهم الرحلة بمصر، فأرملوا ولم يبق عندهم ما يقوتهم، وأضر بهم الجوع، فاجتمعوا ليلة في منزل كانوا يأوون إليه، فاتفق رأيهم على أن يستهموا ويضربوا القرعة، فمن خرجت عليه القرعة سأل لأصحابه الطعام!
فخرجت القرعة على محمد بن إسحاق بن خزيمة
فقال لأصحابه: أمهلوني حتى أتوضأ، وأصلي صلاة الخِيَرَة
قال فاندفع في الصلاة
فإذا هم بالشموع، وخصيٌ من قبل والي مصر يدق الباب
ففتحوا الباب فنزل عن دابته
فقال: أيكم محمد بن نصر؟
فقيل: هو هذا.
فأخرج صرة فيها خمسون دينارا فدفعها إليه
ثم قال: أيكم محمد بن جرير؟
فقالوا: هو ذا.
فأخرج صرة فيها خمسون دينارا فدفعها إليه
ثم قال: أيكم محمد بن هارون؟
فقالوا: هو ذا.
فأخرج صرة فيها خمسون دينارا فدفعها إليه
ثم قال: أيكم محمد بن إسحاق بن خزيمة؟
فقال: هو ذا يصلي، فلما فرغ دفع إليه الصرة، وفيها خمسون دينارا.
ثم قال: إن الأمير كان قائلا بالأمس، فرأى في المنام خيالاً. قال: إن المحاميد طووا كشحهم جياعا، فأنفَذَ إليكم هذه الصرار.
وأقسَمَ عليكم إذا نفدت فابعثوا إلي أمدُّكم.
فهذه نماذج لدعوات من صدقوا مع الله فصدقهم الله.
وها نحن في استقبال هذه العشر المباركة، فيها ليلة عظيمة القدر عند الله
فهل نستقبلها بأعمال صالحة ودعوات صادقة؟؟
ولعل دعوة صادقة سَرَت في جوف الليل
زُفّت بزفرة حرّى يرفعها الله فوق الغمام
يكشف بسبببها ما بالأمة من هوان ومذلّة
ويكشف ما بنا من عجز وضعف وخور
=======
هؤلاء العلماء الفضلاء هم:
محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ [المشهور بـ (ابن جرير)]
ومحمد بن إسحاق بن خزيمة صاحب الصحيح (صحيح ابن خزيمة)، وصاحب كتاب التوحيد.
ومحمد بن نصر المروزي صاحب كتاب تعظيم قدر الصلاة، وكتاب قيام الليل.
ومحمد بن هارون الروياني صاحب المسند (مسند الروياني).
=====
معاني كلمات:
أرملوا: نفد طعامهم وزادهم.
يستهموا: يقترعوا، أي يُجروا القرعة بينهم.
طوو كشحهم: أي باتت بطونهم خاوية.
المصدر http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/1.htm
إلى تحميل صحيح ابن خزيمة:(5/370)
قرة العين برفع اليدين في الصلاة. البخاري
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[30 - 10 - 03, 10:16 ص]ـ
قرة العين برفع اليدين في الصلاة. البخاري
حمل الكتاب:(5/371)
أريد معلومات عن هذا الكتاب
ـ[أشرف منعاز]ــــــــ[30 - 10 - 03, 09:07 م]ـ
الإخوة الفضلاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد معلومات عن هذا الكتاب
الحديث المعلل
لخليل ملا خاطر
دار الوفاء بجدة
فهل هذا الكتاب مطبوع في مصر وأين أجده وغير هذا من المعلومات
وجزاكم الله كل الخير(5/372)
حمل: مسند الشاميين. الطبراني
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[30 - 10 - 03, 09:45 م]ـ
حمل مسند الشاميين الطبراني:
ـ[أبو الطيب الجزائري]ــــــــ[29 - 09 - 05, 10:48 م]ـ
عدد الأحاديث في هذه النسخة 1686 وفي طبعة مؤسسة الرسالة 3637 فأين أجد التتمة؟
بارك الله فيكم(5/373)
حمل: الأحاد و المثاني لابن أبي العاصم
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[30 - 10 - 03, 10:03 م]ـ
اسم الكتاب: الآحاد والمثاني
الاسم المختصر: الآحاد والمثاني
تصنيف الكتاب: متن/معاجم
اسم المؤلف: أحمد بن عمرو بن الضحاك
الكنية: أبو بكر
اللقب والنسب: ابن أبي عاصم/الشيباني
ت. الميلاد: 206 ت. الوفاة: 287
عدد الأجزاء: 6
حمل الكتاب:(5/374)
حمل: سنن النسائي الكبرى
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[31 - 10 - 03, 08:02 ص]ـ
اسم الكتاب: السنن الكبرى
الاسم المختصر: سنن النسائي الكبرى
تصنيف الكتاب: متن/سنن
اسم المؤلف: أبو عبد الرحمن أحمد بن على بن شعيب بن على بن سنان بن البحر الخراساني
الكنية: أبو عبد الرحمن
اللقب والنسب: النسائي
ت. الميلاد: 215 ت. الوفاة: 303
موضوع: المواضيع الرئيسية
نبذة: ألف النسائي كتاب السنن الكبرى، وجمع فيه الصحيح، والحسن، وما يقاربه، ثم اختصره في كتاب سماه المجتبى من السنن (السنن الصغرى) ورتبه على الموضوعات، والأبواب الفقهية. قال بعض العلماء: إن درجة كتاب النسائي بعد الصحيحين؛ لأنها أقل السنن ضعيفًا. وانتقد ابن الجوزي عليها عشرة أحاديث وليس حكمه مسلمًا به، ففيها الصحيح، والضعيف، والحسن، والضعيف فيها قليل.
حمل: السنن الكبرى للنسائي المجلد الأول
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[31 - 10 - 03, 08:05 ص]ـ
المجلد الثاني:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[31 - 10 - 03, 08:06 ص]ـ
المجلد الثالث:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[31 - 10 - 03, 08:08 ص]ـ
المجلد الرابع:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[31 - 10 - 03, 08:09 ص]ـ
المجلد الخامس:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[31 - 10 - 03, 08:11 ص]ـ
المجلد السادس:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[31 - 10 - 03, 08:13 ص]ـ
ولا تنسونا بصالح الدعاء رحمكم الله وجزاكم الله خيرا.
ـ[تلميذ الشيخ]ــــــــ[31 - 10 - 03, 08:29 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء ياأبا إبراهيم وجعلها في ميزان حسناتك وهنيئا لك
كما أني أذكرك وأرجو أن تحقق أمنيتي وأرى كتاب المغني وكتاب المبدع شرح المقنع لكن على الوورد ليس كما فعله بعض الأخوة يحيلون المغني على أحد المواقع ثم يقول حمل كتاب المغني فأرجو أن تقر عيني بهذين الكتابين على الوورد
جزاك الله خيرا وبارك لك في وقتك
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[31 - 10 - 03, 09:04 ص]ـ
آمين، وإياك أخي العزيز.
وبخصوص الكتابان فإني لا أعد بشيءٍ الأن لكن إن وجدتهما أرفقتها في المجموعة بإذن الله و بارك الله فيك.
ـ[تلميذ الشيخ]ــــــــ[31 - 10 - 03, 09:09 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا إبراهيم
ويكفي أن تجعل الموضوع على بالك حتى وإن تأخر فلا حرج
ـ[ aboumalik] ــــــــ[31 - 10 - 03, 10:56 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله خيرا على ما تقدمونه , وجعله في موازين أعمالكم إن شاء الله. أخي الكريم هلا وجدت عندك على ملف وورد: الزهد لأحمد , وشرح السنة للبغوي.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[31 - 10 - 03, 11:33 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, مرحبا بك أخي أبو مالك.
فيما يتعلق بالكتابان فللأسف ليسا عندي، ولكن ان حصلت عليهما ارفقتهما انشاء الله في المجموعة, ولكنك تستطيع بالطبع البحث عنهما في:
http://www.muhaddith.org/a_download...ware_books.html
http://www.islamweb.net/web/library.showtopcat
http://www.sahwah.net/books/ مكتبة الصحوة
http://www.saaid.net/book/index.php مكتبة صيد الفوائد
http://www.albr.org/books/index.htm كتب و رسائل و مقالات مفيدة
http://al-eman.com/Islamlib/ مكتبة نداء الإيمان
http://www.tawhed.ws/c?c=2.3 مكتبة منبر التوحيد
وهذا موقع مميز بكتب السلف وقد يكون الأفضل على الإطلاق
http://www.almansiuon.com/Data01/LIBRARY/7adith.htm
إذا استطعت أن تنشر هذه المكتبات فافعل جزاك الله خيرا.
أسف على الإطالة لكن هذه الصفحة من المباحات المفيدة انشاء الله:
http://www.sahwah.net/Download/video/
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[علي الكناني]ــــــــ[28 - 06 - 05, 11:56 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء يا أبا إبراهيم وجعلها في ميزان حسناتك
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[01 - 07 - 05, 05:13 م]ـ
جزاك الله خيرا، يا شيخ نحن نبحث عن كتاب تحفة الأشراف فهل نجده عندك؟؟؟(5/375)
في المزح: جد و هزل لسلمان العودة
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[31 - 10 - 03, 09:40 ص]ـ
هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يمزح؟ هل المزح شين أم زين؟ ما هو المزح المذموم؟ الخ.
تحميل:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[31 - 10 - 03, 09:50 ص]ـ
الموضوع على كتاب بعنوان "المزاح" أيضا للشيخ سلمان:
ـ[أبو معاذ الأثري]ــــــــ[07 - 03 - 07, 11:37 م]ـ
جَزَاكَ اللهُ خَيْراً؛ وَنَفَعَ بِكَ(5/376)
حمل: صحيح ابن حِبّان بترتيب ابن بلبان
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[31 - 10 - 03, 12:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسم الكتاب: صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان
الاسم المختصر: صحيح ابن حبان
تصنيف الكتاب: متن/صحاح
اسم المؤلف: محمد بن حبان بن أحمد
الكنية: أبو حاتم
اللقب والنسب: التميمي البستي
ت. الوفاة: 354
حمل الكتاب المجلد الأول و الثاني و الثالث:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[31 - 10 - 03, 12:35 م]ـ
حمل الكتاب, المجلد الرابع و الخامس و السادس:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[31 - 10 - 03, 12:37 م]ـ
حمل الكتاب, المجلد السابع و الثامن و التاسع:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[31 - 10 - 03, 12:39 م]ـ
حمل الكتاب, المجلد العاشر و الحادي عشر و الثاني عشر و الثالث عشر:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[31 - 10 - 03, 12:42 م]ـ
حمل الكتاب, المجلد الرابع عشر و الخامس عشر و السادس عشر:
ولا تنسوا أخاكم بدعاءٍ صالحٍ بظهر الغيب.
ـ[عصمت الله]ــــــــ[01 - 11 - 03, 03:37 م]ـ
الأخ أبو إبراهيم السلام عليكم و رحمةالله و بركاته
شكرا لك على هذه الهدية القيمة " صحيح ابن حبان" جعلها الله في ميزان حسناتك
أخوك
عصمت الله(5/377)
الحقوق الزوجية في الاسلام - كتاب جديد
ـ[ ms133] ــــــــ[31 - 10 - 03, 01:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبكاته
الاخوة الكرام
كل عام وانتم بخير
مرفق كتاب الحقوق الزوجية في الاسلام ويشمل حقوق الرجل والمراة وفتاوى عدد من كبار العلماء
هل لأحد تعليق على هذا الكتاب
اخوكم محمود(5/378)
زاد المستقنع .. حمل!!
ـ[سلوم السلوم]ــــــــ[01 - 11 - 03, 05:28 ص]ـ
السلام عليكم ..
أيها الأخوة الأفاضل!
هذا كتاب في الفقه الحنبلي
زاد المستقنع في إختصار المقنع
أرجو أن ينال رضاكم
وأن أحظى منكم بدعوة صالحة ..
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[02 - 11 - 03, 01:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيك
ـ[علي الكناني]ــــــــ[06 - 11 - 03, 10:43 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيراً
ـ[سلوم السلوم]ــــــــ[06 - 04 - 04, 10:49 م]ـ
شكراً ..
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[20 - 04 - 04, 03:38 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[سلوم السلوم]ــــــــ[10 - 03 - 06, 12:15 م]ـ
يرفع ..
لكثرة من يسأل عنه.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[10 - 03 - 06, 01:47 م]ـ
بارك الله فيك
ومن ينتدب لنا بتنزيل مسح ضوئي للزاد على النسخ القديمة الشهيرة
ـ[المخلافي]ــــــــ[10 - 03 - 06, 06:59 م]ـ
أي نسخة تقصد؟ حددها.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[10 - 03 - 06, 07:14 م]ـ
من أهم النسخ نسخة دار الرياض الحديثة جزيت خيرا وهي التي كنت أحفظ عليها هذا المتن.
ـ[حسام الدين الكيلاني]ــــــــ[11 - 03 - 06, 03:07 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيك
ـ[سلوم السلوم]ــــــــ[07 - 04 - 06, 06:51 م]ـ
تم إعتماد حاشية ابن قاسم
مع (التصحيح) على ما درسناه في الجامعة ..(5/379)
حمل: فتح الباري شرح صحيح البخاري
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[01 - 11 - 03, 05:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اسم الكتاب: فتح الباري شرح صحيح البخاري
الاسم المختصر: فتح الباري
تصنيف الكتاب: متن/شرح
تأليف: الإمام العلامة الحافظ شيخ الإسلام أبو الفضل أحمد بن علاء الدين المعروف: بابن حجر العسقلاني المصري
الكنية: أبو الفضل
اللقب والنسب: شهاب الدين/العسقلاني الشافعي
ت. الميلاد: 773 ت. الوفاة: 852
موضوع: المواضيع الرئيسية
نبذة: لقد كان من أعظم كتب ابن حجر قدراً، وأعمقها علوماً، وأحظاها لدى المسلمين: شرحه على الجامع الصحيح – الذي اتفق المسلمون على أنه أصح كتاب بعد كتاب الله – وهو صحيح الإمام البخاري (256) هـ الذي سمَّاه "فتح الباري بشرح صحيح البخاري" والذي يُعَّد بحق أحد دواوين الإسلام المعتبرة، ومصادره العلمية المهمة، فلا يستغني عنه طالب علم ولا فقيه؛ بل ولا مفتٍ ولا مجتهد، فجاء الشرح سفراً ضخماً جليلاً. أخذ في جمعه وتأليفه وإملائه وتنقيحه أكثر من خمس وعشرين سنة، حيث ابتدأه في أوائل سنة 817هـ، وعمره آنذاك 44 سنة، وفرغ منه في غرة رجب من سنة 842هـ فجمع فيه شروح من قبله على صحيح البخاري، باسطاً فيه إيضاح الصحيح وبيان مشكلاته، وحكاية مسائل الإجماع، وبسط الخلاف في الفقه والتصحيح والتضعيف واللغة والقراءات، مع العناية الواضحة بضبط الصحيح. صحيح البخاري ورواياته والتنويه على الفروق فيها، مع فوائد كثيرة وفرائد نادرة واستطرادات نافعة … إلخ حتى زادت موارد الحافظ فيه على (1200) كتاباً من مؤلفات السابقين له.
لاتنسونا بدعواتكم الصالحة بظهر الغيب في هذا الشهر الكريم.
حمل الكتاب: المجلد الأول و الثاني و الثالث والرابع.
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[01 - 11 - 03, 06:10 ص]ـ
عفوا لقد كان الملف كبيرا على مايبدوا.
حمل الكتاب: المجلد الأول.
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[01 - 11 - 03, 06:12 ص]ـ
المجلد الثاني:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[01 - 11 - 03, 06:15 ص]ـ
حمل الكتاب: المجلد الثالث.
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[01 - 11 - 03, 06:17 ص]ـ
حمل المجلد الرابع:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[01 - 11 - 03, 06:19 ص]ـ
المجلد الخامس:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[01 - 11 - 03, 06:21 ص]ـ
المجلد السادس:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[01 - 11 - 03, 06:24 ص]ـ
بالصبر و اليقين تنال الإمامة في الدين
المجلد السابع:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[01 - 11 - 03, 06:27 ص]ـ
المجلد الثامن من فتح الباري:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[01 - 11 - 03, 06:29 ص]ـ
المجلد التاسع:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[01 - 11 - 03, 06:32 ص]ـ
المجلد العاشر:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[01 - 11 - 03, 06:35 ص]ـ
من لم يصبر على طلب العلم ساعة، ذاق مرارة الجهل طول حياته.
المجلد الحادي عشر:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[01 - 11 - 03, 06:39 ص]ـ
المجلد الثاني عشر:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[01 - 11 - 03, 06:42 ص]ـ
ولاتنسوا أخاكم بدعوة صالحة بظهر الغيب في هذا الشهر المبارك. بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا.
المجلد الثالث عشر و الأخير:
ـ[تلميذ الشيخ]ــــــــ[01 - 11 - 03, 09:06 ص]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجزيك خير الجزاء وأن يبارك لك في وقتك وعلمك وولدك ومالك وصحتك يا أبا إبراهيم 0
الحقيقة كانت مفاجأة 0
أرجو أن أجد مثل هذه المفاجأة بكتاب المغني والمبدع 0
جزاك الله خيرا جزاك الله خيرا 0
ـ[ابومالك البصري]ــــــــ[01 - 11 - 03, 10:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الكريم
ووفقكم لخير مايرضاه
ـ[* أبو محمد *]ــــــــ[01 - 11 - 03, 05:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله ألف ألف ألف خير أخي الحبي أبا إبراهيم
وجمعني وإياك وجميع إخواني في المنتدى في
الجنة، آمين آمين آمين
مداخلة بسيطة: لا أدري لم يظهر المجلد الخامس
لعل المانع خير، حيث نزلت جميع المجلدات أخي
وبقي ذلك المجلد، أرجو التكرم بالرد
وفقكم الله
ـ[أبو محمد الديحاني]ــــــــ[01 - 11 - 03, 10:19 م]ـ
جزاك الله الخير كله وجعله في موازين اعمالك ... أمين يا رب العالمين .. لقد كنت في لهفة وشوق لهذا الكتاب العظيم ... فجزاك الله عنا خير الجزاء ...(5/380)
الشرح الممتع على زاد المستقنع للشيخ محمد ابن عثيمين
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[01 - 11 - 03, 07:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الشرح الممتع على زاد المستقنع للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى.
المجلد الأول:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[01 - 11 - 03, 07:46 ص]ـ
المجلد الثاني.
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[01 - 11 - 03, 07:49 ص]ـ
المجلد الثالث:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[01 - 11 - 03, 07:54 ص]ـ
المجلد الرابع:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[01 - 11 - 03, 07:57 ص]ـ
المجلد الخامس:(5/381)
تاريخ ابن حجر و مسند الإمام زيد بن علي
ـ[أبو فيصل]ــــــــ[01 - 11 - 03, 08:01 ص]ـ
بعد التحية يا اخوان
أرجو التكرم والتفضل على من يملك هذين الكتابين أو يعرف
مواقعها على الشبكة أن يدلني عليها ولكم الشكر
أخوكم
أبو فيصل
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 11 - 03, 10:09 ص]ـ
أما مسند زيد بن علي فلا يصح ففي سنده كلام ولا يثبت عند أهل الحديث فلا داعي له
وأما تاريخ ابن حجر فأيهما تقصد الدرر الكامنة أم إنباء الغمر أم غيرها.
ـ[أبو فيصل]ــــــــ[02 - 11 - 03, 06:12 ص]ـ
أشكرك أخي عبدالرحمن على الرد
وأما من ناحية كتاب ابن حجر فأنا لقيته بحمد الله
وأما عن مسند الإمام زيد بن علي فأنا أريد أن أطلع عليه
فقط لا غير،، وذلك لأن من مبادئي هي البحث والاعتماد على النفس، أقصد من كلامي أني أريد أن أقف على سند هذا الكتاب وماهية الأحاديث التي فيه بنفسي.
فلهذا طلبته في هذا الملتقى الطيب اذا لابد أن يكون هناك شخص
يحتفظ بهذه الكتب.
وما أنا إلا طويلب علم لكن مع الدراسة والبحث والسؤال لأهل العلم
عن الرواة في هذا المسند وعن مقارنة الأحاديث الواردة فيه مع باقي الصحاح وقبل هذا وذاك أقارن بينها وبين كتاب الله عزوجل هل فيها مايخالفها. " بالدراسة مع نفسي وما استشكل فالسؤال للمشائخ رحمة بنا ".
وأك1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر على من يمتلك هذا المسند أرجو ألا يبخل علي بغض النظر
عن سنده وعن صحته فالغرض الكتاب.
وأشكر الشيخ عبدالرحمن والسلام
ـ[أبو فيصل]ــــــــ[29 - 07 - 08, 04:56 ص]ـ
هل من جديد؟(5/382)
طبقات المكثرين لعادل الزرقي أين أجده دون مقدمة الشيخ السعد؟
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[01 - 11 - 03, 02:05 م]ـ
أريد الكتاب وليس مقدمة الشيخ عبدالله السعد .. سواءً في المكتبات أم على الشبكة.
وجزاكم الله خيْرًا.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[01 - 11 - 03, 10:32 م]ـ
أخي الحبيب لا اعرف انه موجود على الشبكة.
أما في المكتبات فهو متوفر وبكثرة وان اردته فهو عندي مجانا.
وبأمكانك الاتصال على دار طويق للنشر فعندهم نسخ وافرة منه وموقعهم في الرياض على شارع خالد بن الوليد (أنكاس) الروضة.
لكنه لايوجد دون مقدمة الشيخ عبدالله السعد حفظه الله. وهي ليست بالطويلة.
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[02 - 11 - 03, 06:28 ص]ـ
جزاك الله خيْرًا شيخ زياد .. ولكنني خارج المملكة، بارك الله فيك.
أردت بقول (دون مقدمة الشيخ السعد) حتى لا توضع لي المقدمة فقط.
ودمت أخي الكريم.(5/383)
اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 11 - 03, 03:33 م]ـ
قام الأخ الفاضل عبدالجبار حفظه الله بتنزيل الكتاب من برنامج المحدث فجزاه الله خيرا وبارك فيه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=7858
ولكنه كان في 31 ملفا وقد سقط كذلك بعض أبواب
فجمعتها في ملفين على حسب تقسم المطبوع في مجلدين وأكملت النقص
والحمد لله كثيرا.
الجزء الأول
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 11 - 03, 03:36 م]ـ
الجزء الثاني
ـ[* أبو محمد *]ــــــــ[01 - 11 - 03, 06:13 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء أخي العزيز عبدالرحمن الفقيه
وجعل عملك هذا في ميزان أعمالك
ووفقك الله
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[02 - 11 - 03, 03:27 ص]ـ
شيخنا الفاضل بارك الله في وقتك وحياك الله
ولكن حدث خطا في وضع الملفات حيث تم تكرر وضع الملف الثاني
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 11 - 03, 07:32 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على هذا التنبيه وبارك الله فيك.(5/384)
عاجل جداً! روائع البيان في تفسير آيات الأحكام ـ للصابوني
ـ[ malhelo] ــــــــ[01 - 11 - 03, 05:23 م]ـ
الاخوة الأحبة أعضاء ملتقى أهل الحديث
بداية كل عام وأنتم بخير
أرجو ممن لديه كتاب روائع البيان في تفسير آيات الأحكام ـ محمد علي الصابوني
أن يتفضل بوضعه على الملتقى
وذلك بأقصى سرعة ممكنة
وبارك الله فيكم
أخوكم
محمد الحلو
فلسطين
ـ[بلبل المصري]ــــــــ[02 - 11 - 03, 11:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمةالله وبركاتة اني لم ار الي مختصر ابن كثير لهذ الشيخ وهو في هذا الرابط http://www.muhaddith.org/a_quran.html# قرآن(5/385)
نقد القومية العربية على ضوء الإسلام والواقع للشيخ عبدالعزيز بن باز
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 11 - 03, 09:12 م]ـ
نقد القومية العربية على ضوء الإسلام والواقع(5/386)
كتيب 100 فائدة من سورة يوسف (للشيخ المنجد)
ـ[أبو مريم المصري]ــــــــ[02 - 11 - 03, 08:36 ص]ـ
هذا كتيب 100 فائدة من سورة يوسف تم تفريغه وتحقيق آياته وأحاديثه
نسألكم الدعاء بظهر الغيب(5/387)
وقفات مع كتاب المراجعات - الشيخ عثمان الخميس (محاضرات مفرغة)
ـ[فارس النهار]ــــــــ[02 - 11 - 03, 09:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله أهدي إليكم هذه المحاضرات القيمة التي ألقاها الشيخ عثمان الخميس حفظه الله عبر البالتوك، وهو يفند فيها إدعاءات الرافضي الكبير عبد الحسين شرف الدين الموسوي صاحب الكتاب الشهير (المراجعات) ..
وهذا الكتاب من أهم كتبهم الدعائية، وهم ينشروه بكثرة بين أهل السنة، لأن موضوع الكتاب عبارة عن مناظرة بين هذا الرافضي وبين الشيخ سليم البشري شيخ الأزهر في زمنه رحمه الله.
وفي بعض المواقع الشيعية، رأيتهم يضعون عنوانا لآخر فصول الكتاب وهو (استبصار الشيخ سليم البشري)!! بمعنى أنه تشيع!!!!!!!
وطبعا هذا كذب كما بين الشيخ عثمان ويكذبه الواقع أيضا.
وفي الكتاب تجد أن شيخ الأزهر يظهر وكأنه لا يعرف شيئا عن السنة، بل كأنه تلميذ مطيع يتعلم من أستاذه (الرافضي !!)
بل حتى كلام الشيخ سليم البشري قليل جدا بالنسبة لكلام عبد الحسين، ولذلك فإن الشيخ عثمان الخميس يجزم بكذب دعوى الرافضة بوقوع مثل هذه المراجعات بين عبد الحسين وسليم البشري.
ولا أطيل، فالمحاضرات بين يديكم ..
ولكن أحب أن أبدي ملحوظة: وهي أن الشيخ عثمان الخميس لم يكن يريد أن يأتي على كل ما في الكتاب مما يخالف أهل السنة، بل أراد أن يبين كذب هذا الرافضي، ولذلك فهو يختار من الكتاب المواضع التي تكشف كذب الرافضي .. وسبحان من خلق الكذب وجعل تسعة أعشاره للرافضة ..
أرجو أن يفيدكم الكتاب.
أخوكم
ـ[أبو عبيدة]ــــــــ[05 - 11 - 03, 11:36 م]ـ
جزيت خيرا أخي وإلى المضي قدما(5/388)
حمل مفحمات الأقران في مبهمات القران واعراب القران للسيوطي
ـ[أبو تقي]ــــــــ[02 - 11 - 03, 12:46 م]ـ
مفحمات الأقران في مبهمات القران
ـ[أبو تقي]ــــــــ[02 - 11 - 03, 12:53 م]ـ
اعراب القران - السيوطي
ـ[أبو تقي]ــــــــ[02 - 11 - 03, 12:53 م]ـ
اعراب القران - 2
ـ[أبو تقي]ــــــــ[02 - 11 - 03, 12:55 م]ـ
اعراب القران - 2
انتهى(5/389)
أبحث عن كتب هامة
ـ[طالبة علم]ــــــــ[02 - 11 - 03, 01:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله كل خير على هذا الموقع الطيب المبارك
أسأل الله أن يجعلكم من أهل الحديث العالمين العاملين به آمين
الكتب:
1) تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلانى
2) سير أعلام النبلاء للذهبى
3) التاريخ الكبير للبخارى
4) النهاية فى غريب الحديث لابن الاثير
5) غريب الحديث للهروى
6) الفائق للزمخشرى
7) تذكرة الحفاظ للذهبى
أرجوا السرعة فأنا فى حاجة شديدة اليهم بارك الله فيكم
وما لا يدرك كله لا يترك كله ... فاذا تيسر لاحد معرفة احد هذه الكتب فليرشدنى اليها ... أرشدكم الله الى سبيل التقوى والرشاد
وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[02 - 11 - 03, 01:43 م]ـ
تجدين في هذه الروابط ما ينفعك ان شاء الله
http://www.sahab.org/books/count.php?book=343&action=download&goto=files/hadeeth/tahtheeb.zip
تهذيب التهذيب
http://www.sahab.org/books/count.php?book=317&action=download&goto=files/trajem/tazrah.zip
تذكرة الحفاظ
http://www.sahab.org/books/count.php?book=318&action=download&goto=files/trajem/tarikhkbeer.zip
التاريخ الكبير
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8412&highlight=%D3%ED%D1
سير اعلام النبلاء للذهبي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12110&highlight=%C7%E1%E4%E5%C7%ED%C9
النهاية لابن الاثير
ـ[طالبة علم]ــــــــ[02 - 11 - 03, 04:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا ... أفدتونى كثيرا أٍسأل الله أن يتقبل منكم وأن يبارك فيكم
تبقى اثنين:
5) غريب الحديث للهروى
6) الفائق للزمخشرى
ان تيسر لاحد ان يبحث لى عنهما لانى بحثت كثيرا ولم اتوصل بارك الله فيكم وجزاكم الفردوس الاعلى
ـ[طالبة علم]ــــــــ[03 - 11 - 03, 02:16 ص]ـ
أيضا إخوانى الكرام أريد كتاب عون المعبود فى شرح سنن أبى داود لابن القيم
سامحونى على الاطالة والاثقال عليكم جعله الله فى ميزان حسناتكم وبارك فى جهودكم جميعا اللهم آمين
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[03 - 11 - 03, 09:53 ص]ـ
هل تقصدين كتاب تهذيب سنن أبي داود لابن قيم الجوزية؟
ـ[طالبة علم]ــــــــ[03 - 11 - 03, 09:10 م]ـ
عليك السلام ورحمة الله وبركاته
لا أظن أن إسمه التهذيب ولكن أنا كل ما أريده كتاب شارح لسنن أبى داود خاصة اذا كان عون المعبود
جزاكم الله خيرا على التعاون جعله الله فى ميزان حسناتكم
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[03 - 11 - 03, 10:04 م]ـ
شرح ابن القيم لابي داود ليس شرحا على السنن بل هو شرح على تهذيب السنن للمنذري اي شرح لمختصر السنن المسمى تهذيب سنن ابي دواد للمنذري.
ومن هنا تجد ان كثير من الاحاديث لم يشرحها ابن القيم لهذا السبب لانه يشرح المختصر وليس الاصل لكن لما جاء الناشرون الحقوا هذا الشرح في حاشية السنن فصار مقطعا , وقد اثنى رحمه الله في المقدمة على مختصر المنذري ثناء عاطرا سابغا.
وشرح ابن القيم لتهذيب السنن من أجل مصنفاته رحمه الله وهو كتاب نفيس للغاية مغفول عنه.
والله الموفق.
ـ[طالبة علم]ــــــــ[03 - 11 - 03, 10:24 م]ـ
وكيف أجد كتابا شارحا لجميع ما فى السنن من الاحاديث وليس مقتصرا على البعض؟ هذا اولا وجزاكم الله خيرا
ثانيا: اذن من هذا الكلام فانا احتاج لكتاب شرح التهذيب ان تيسر ذلك بارك الله فيكم
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[03 - 11 - 03, 10:51 م]ـ
كتاب عون المعبود للعظيم آبادي الهندي رحمه الله ومعه شخص آخر وهو اختصار لشرح شيخهم الكبير.
قد شرح فيه كل الاحاديث في السنن وهو مشهور جدا ومطبوع وكذلك بذل المجهود ايضا وهو مشهور.
وان كنت تريدينه على الشبكة:
http://hadith.al-islam.com
ستجدين في أيمن الصفحه عنوان باسم الشروح ومنها هذا الشرح عون المعبود.
وهو شرح جيد بالجملة اعتمدوا فيه على كتب الشوكاني والكلام عليه طويل.
والله الموفق.
ـ[ناصر علي البدري]ــــــــ[04 - 11 - 03, 12:58 ص]ـ
تجيدين ما تريدين إن شاء الله في موقع المشكاة
يمكن الدخول عليه من الرابط التالي
sultan.org
ـ[لله يامحسنين]ــــــــ[05 - 11 - 03, 09:47 ص]ـ
أنا غريب 2000
طلبت منكم الأسبوع الماضي كتب عن
نشأة علوم الحديث
الأسبوع هذا فتحت النت ولم أجد طلبي فأين المساعده
عندي بحث مهم في هذا الموضوع وعاجل
وأنا أسكن في مدينة صغيره ليس فيها مكاتب
وفوق ذلك أنا امرأة
فلماذا لا تساعدوني ... حقيقة أنا غاضبه ...
أرجوكم أسعفوني بمواقع ............................................ .كتب ....... عن هذا الموضوع ................. نشأة علوم الحديث
أرجوكم.
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[05 - 11 - 03, 10:46 ص]ـ
السلام عليكم
هذا ملف به تعريف عام بالسنة النبوية ستجديه نافعا بإذن الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/390)
ـ[طالبة علم]ــــــــ[06 - 11 - 03, 10:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا على معاونتكم إياى ... حفظكم الله وبارك فيكم وجعله فى ميزان حسناتكم
أخيتى غريب 2000 حياكِ الله ... مرحبا بكِ
سامحينى لا اعرف متخصص فى موقع الحديث الا هذا الموقع
بارك الرحمن فيكِ
ـ[أبو عبد الله بن سعيد]ــــــــ[06 - 11 - 03, 11:31 م]ـ
رسالة (نبذة في الحديث وعلومه)(5/391)
حمّل تفسير الحافظ ابن كثير الأصل كاملا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 11 - 03, 03:58 م]ـ
لإهمية هذا التفسير جمعت الملفات التي وضعها الأخ الكريم الفاضل عبدالجبار حفظه الله وجزاه خيرا على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13209
وأضفت لها الترجمة والمقدمة وتتمة تفسير جزء عمّ من التكوير إلى الناس
وهذا التفسير هو التفسير الكامل الأصل وليس هو المختصر
الملف الأول
يحتوى على ترجمة ابن كثير
والمقدمة
وتفسيرة سورتي البقرة وآل عمران
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 11 - 03, 03:46 م]ـ
الجزء الثاني
ويحتوي على تفسير السور الكريمة من سورة النساء إلى سورة النحل
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 11 - 03, 03:56 م]ـ
الجزء الثالث
ويحتوى على تفسير السور الكريمة من سورة التوبة إلى سورة مريم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 11 - 03, 04:04 م]ـ
الجزء الرابع
ويحتوى على تفسير السور الكريمات
من سورة طه إلى سورة ص
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 11 - 03, 04:14 م]ـ
الجزء الخامس
ويحتوى على تفسير السور الكريمات
من سورة الزمر إلى سورة الناس
والحمد لله رب العالمين.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 11 - 03, 04:22 م]ـ
قال الشيخ عبدالله زقيل
الحمدُ للهِ وبعدُ؛
كما هو معلوم لدى الكثير من طلبة العلم بصفة خاصة والناس بعامة أن تفسير ابن كثير من التفاسير السلفية التي التزم فيها المؤلف - رحمه الله - بعقيدة السلف في آيات العقائد والأسماء والصفات إلى جانب منزلة هذا التفسير بين جمهور المفسرين ولهذا اهتم به العلماء وطلبة العلم قراءة وتدريسا وتعليقا ونقلا.
ولهذا التفسير مميزاته التي تميز بها فمن ذلك:
- اختياره أحسن الطرق في تفسير القرآن والتي هي:
تفسير القرآن بالقرآن.
تفسير القرآن بالسنة.
تفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين.
- اهتمامه باللغة وعلومها واعتبارها من أهم مصادر التفسير.
- اهتمامه بذكر أسانيد الأحاديث ونقدها.
- اهتمامه بذكر القراءات وأسباب النزول.
إلى غير ذلك من المميزات التي لا نطيل في ذكرها.
وهذا التفسير المبارك أثنى عليه كثير من العلماء المتقدمون والمتأخرون - رحم الله الجميع -
قال السيوطي: وله التفسير الذي لم يؤلف على نمطه مثله.
وقال الشوكاني: وله التفسير المشهور وهو في مجلدات وقد جمع في فأوعى ونقل المذاهب والأخبار ولآثار وتكلم بأحسن كلام وأنفسه وهو من أحسن التفاسير إن لم يكن أحسنها.
وقال أحمد شاكر في عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير: وبعد فإن تفسير الحافظ ابن كثير أحسن التفاسير التي رأينا، وأجودها وأدقها بعد تفسير إمام المفسيرين أبي جعفر الطبري.
وقد اخْتُصِر الكتاب عدة مختصرات وهي كما يلي:
1 - عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير
اختصار وتحقيق الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله -
قال الشيخ: ثم رأيت أن أبدأ بالذي هو أيسر وأقرب للناس وهو التفسير المختصر.ا. هـ.
ولكن الشيخ مات قبل أن يتم هذا المختصر - رحمه الله رحمة واسعة -
وقد طبع منه خمسة أجزاء فقط، من أول التفسير حتى نهاية الكلام على قوله تعالى: " ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون " (الأنفال آية 8).
2 - مختصر تفسير ابن كثير. اختصار وتحقيق: محمد علي الصابوني - المعاصر -
وهذا المختصر حرف الصابوني فيه تحريفا عظيما لكلام ابن كثير وقد شرق بمنهج ابن كثير السلفي في عقيدة التوحيد وابن كثير بريء من ذلك.
ولهذا حذر العلماء وطلبة العلم من مختصرات الصابوني - المعاصر - وعلى رأسهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز في رسالة بعنوان " تنبيهات هامة على ما كتبه الشيخ محمد علي الصابوني في صفات الله عزوجل.
وكذلك الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني في مقدمة الجزء الرابع من " السلسلة الصحيحة " وفي مواضع من من الجزئين الثالث والرابع من " السلسلة الضعيفة " (3/ 310، 471، 593) - (4/ 51، 412).
وهناك رسالة قيمة للشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد بعنوان " التحذير من مختصرات محمد علي الصابوني في التفسير " ذكر فيها ما فعله هذا الخلفي الصوفي من تحريف وتضليل للمختصرات التي اختصرها - بزعمه -.
3 - تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير. اختصار الشيخ محمد نسيب الرفاعي. وهذا الكتاب مطبوع في أربعة مجلدات.
- مختصر تفسير ابن كثير. اختصار الشيخ محمد كريم سعيد راجح.
4 - لباب التفسير من ابن كثير. د/ عبدالله بن محمد آل الشيخ.
وأحسن هذه المختصرات وأصحها وأفضلها عمدة التفسير لأحمد شاكر فهو أقرب هذه المختصرات إلى روح تفسير ابن كثير ولفظه ومعناه إضافة إلى ما اشتمل عليه من تحقيقات وتخريجات جيدة.
ولكن يبقى الرجوع إلى اصل التفسير هو المفيد وأن لا يعول طالب العلم على شيء من هذه المختصرات.
وقد قرأنا هذا السفر العظيم على أحد طلبة العلم مدة من الزمن، وكنت أقيد الفوائد التي أمر عليها على طرة الكتاب فأحببت أن أكتب هذه الفوائد في هذه الصفحة أسأل الله أن ينفع بها.
http://www.saaid.net/Doat/Zugail/107.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/392)
ـ[علي الكناني]ــــــــ[05 - 11 - 03, 09:40 ص]ـ
جزاك الله خيراً
وبارك في جهدك
ـ[ muslim] ــــــــ[19 - 12 - 03, 03:08 ص]ـ
www.omelketab.net
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[15 - 02 - 05, 12:10 ص]ـ
جزاك الله خيراً
فأنا الآن بصدد عمل علمي يتعلق بتفسير ابن كثير
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[15 - 02 - 05, 04:26 م]ـ
شيخنا الفقيه جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وأود لو غيرتم من طريقة تحميل الملفات في هذا الملتقى المبارك بحيث نستطيع التحميل بواسطة البرامج مثل فلاش جيت وغيره بدلا من طريقة الويندوز فهي بطيئة وإذا انقطع الاتصال يذهب كل شيء هدرا ولو بعد ساعات فأود منكم لو جعلتم التحميل على غرار موقع صيد الفوائد بحيث يكون الرابط ظاهرا هكذا: http://www.saaid.net/book/75.zip
فنستطيع تحميله بأي برنامج وجزاكم الله خيرا كثيرا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 02 - 05, 06:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا، ونسأل الله تيسير هذا الأمر.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[15 - 02 - 05, 09:59 م]ـ
بارك الله فيكم وشكر لكم.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[18 - 02 - 05, 03:41 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم
ـ[ابن هشام المصري]ــــــــ[24 - 09 - 05, 01:48 م]ـ
تفسير القرآن العظيم [نسخة الكترونية مميزة]
النسخة من تصميم موقع أم الكتاب، وهي بإمتداد chm
http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=1276
ـ[الفاضل]ــــــــ[04 - 01 - 06, 08:42 ص]ـ
أخي عبدالرحمن الفقيه أي دار التي طبعت هذه الطبعة (أقصد عين الملفات الموجودة هل هي توافق طبعة أم أنه صف كمبيوتر؟)
بارك الله فيك
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 01 - 06, 01:36 م]ـ
أخي الفاضل حفظه الله، هذا الموضوع كتب قديما، حيث أن تفسير ابن كثير الأصل لم يكن متوفرا بالشبكة بل كان الموجود هو مختصر الصابوني، ثم قام الأخ عبدالجبار بإنزال عدد من الملفات للتفسير الأصل ولكنها لاتمثل كل التفسير، وأظنه نقلها من موقع المحدث، أو من برنامج التراث، وأما التتمة التي وضعتها مع المقدمة فهي من الطبعة التي كتب مقدمتها المرعشلي، وملفات الوورد تختلف صفحاتها عن المطبوع كما هو معلوم.
ـ[الفاضل]ــــــــ[05 - 01 - 06, 12:07 م]ـ
وأما التتمة التي وضعتها مع المقدمة فهي من الطبعة التي كتب مقدمتها المرعشلي
بارك الله فيك، هذا ما أريده، في أي دار طبعت هذه الطبعة التي قدم لها المرعشلي، وإذا وجد رقم الطبعة والسنة فحسن.
أعتذر لعلي أثقلت عليك
جزاك الله خيرا
ـ[الفاضل]ــــــــ[23 - 01 - 06, 07:36 ص]ـ
بارك الله فيك، هذا ما أريده، في أي دار طبعت هذه الطبعة التي قدم لها المرعشلي، وإذا وجد رقم الطبعة والسنة فحسن.
أعتذر لعلي أثقلت عليك
جزاك الله خيرا
>>>(5/393)
مجموعة كتب في الرد عل النصارى
ـ[ aboumalik] ــــــــ[03 - 11 - 03, 02:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخوة الأفاضل , أضع بين أيديكم مجموعة من الكتب في الرد على النصارى وإثبات نبوءة محمد صلى الله عليه وسلم.
قصة الانجيل والصليب
http://www.alhakekah.com/churche/n.zip
أساطير التجسد في الشرق الأدنى وأثرها في المسيحية
http://www.alhakekah.com/churche/astora.htm
هل العهد الجديد كلمة الله؟
http://www.alhakekah.com/churche/New%20Folder/new_page_1.htm
مختصر الأجوبة الفاخرة
http://www.alhakekah.com/churche/s.zip
الرد على كتاب" الله واحد فى ثالوث
http://www.alhakekah.com/churche/reply_1.htm
http://www.alhakekah.com/churche/reaply_2.htm
كتاب إظهار الحق
http://www.alhakekah.com/churche/first.htm
مكتبة نجع حمادي
http://www.alhakekah.com/churche/nag3.htm
الرد على كتاب المسيحية في الاسلام
http://www.alhakekah.com/churche/9.zip
الرد على شبهات وافتراءات المشككين
http://www.alhakekah.com/churche/e.zip
الرد على / توني بولدر وتشكيكاته حول القرآن الكريم
http://www.alhakekah.com/churche/book55.zip
بشارة أحمد في الإنجيل
http://www.alhakekah.com/churche/ahmad.htm
نقد انجيل متى
http://www.alhakekah.com/churche/matta.htm
بيان حقيقة كفر أهل الكتاب اليهود والنصارى
http://www.khayma.com/hedaya/mk/bayan-saed.html
المسيح عليه السلام إله أم رسول
http://www.alhakekah.com/new-folder/3/f_1.htm
مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء
http://www.alhakekah.com/churche/deddatb1.zip
محمد صلى الله عليه وسلم المثال الأسمى
http://www.alhakekah.com/churche/deddatb2.zip
الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم
http://www.alhakekah.com/churche/deddatb3.zip
كفر اليهود والنصارى بنسبة الولد لله
http://www.khayma.com/hedaya/mk/kufur-saed.html
عجز المسيحية للقيام بدور المنقذ
http://www.alhakekah.com/churche/AG.htm
نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق
http://www.alhakekah.com/churche/K.zip
بشارة سليمان بقدوم محمد (عليه الصلاة و السلام>
http://arabic.islamicweb.com/christianity/muhammad.htm
البشارة بالنبي محمد (ص) في التوراة و الإنجيل 1
http://arabic.islamicweb.com/christianity/muhammad_bible_1.htm
البشارة بالنبي محمد (ص) في التوراة و الإنجيل 2
http://arabic.islamicweb.com/christianity/muhammad_bible_2.htm
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 02:21 م]ـ
جزاك الله خيرا
لاتعمل الروابط؟
ـ[أبو أكرم الحلبي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 03:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أفضل ما جمع في هذا المجال هو
موسوعة نور الحق الإصدار الرابع
أنصح بتحميله وهي على هذا الرابط الذي يدعم إكمال التحميل
http://da3wah-4-islam.com/files/books/nour-el7aq4.chm
ستجد كل شيء عن أهل الكتاب حتى كتبهم وشبهاتهم
لنقم بتحميلها وبعد ذلك نحكم
أصدرها الدكتور: مجاهد في الله
محاور في شبكة ابن مريم(5/394)
يا ابا الاشبال ايها الاخ الكريم
ـ[ amhatab] ــــــــ[03 - 11 - 03, 09:29 ص]ـ
السلام عليكم اين يا اخي دليل الرسائل الذي وعدتنا به في المنتدى الخاص برسائل الماجسيتير والدكتوراة لكليتكم دار العلوم
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[03 - 11 - 03, 12:12 م]ـ
السلام عليكم:
عفوا يا اخي الفاضل عن هذا التاخير و ما كان ذلك مني الا لبعد كل كتبي تقريبا عن متناول يدي الان و لكني اعدك ان شاء الله ان ارسل اليكم بهذه القائمة في خلال يومين علي الاكثر
و معذرة للمرة الثانية و ادعو لي بتيسير الحال بارك الله فيك و لا تنسني
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[03 - 11 - 03, 12:13 م]ـ
عفوا (ادع) وليس بالواو:)
ـ[ amhatab] ــــــــ[03 - 11 - 03, 02:20 م]ـ
شكرا جزبلا لك أخي الكريم وادعو الله لك بالتوفيق والسداد ,فأخوكم يبحث عن موضوع لتسجيله في أطروحة الماجستير وتلزمني الاستعانة بالموضوعات المسجلة في كل الجامعات وأتمنى ان نتواصل دوما لخدمة ديننا ولغتنا عبد الواحد
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[05 - 11 - 03, 06:05 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
هاك قائمة برسائل الماجستير و الدكتوراه التي نوقشت في الفترة من مارس 1997 الي نهاية فبراير 2001.
عسي الله اي ينفعك بها
اولا قسم النحو و الصرف و العروض
1 – الاعتراض دراسة نحويه (ماجستير)
2 - قرينة السياق في التركيب القراني (ماجستير)
3 - العلة النحوية و دورها في اثبات الحكم أو نفيه (ماجستير)
4 - القاعدة النحويه و السماع بين النظرية و التطبيق (دكتوراه)
5 - شرح ابيات المفصل للمحبي فضل الله بن محب الله (ماجستير)
6 - الدرة الشنوانيه في شرح الاجروميه في علم اللغة العربيه لابي بكر اسماعيل بن شهاب الدين عمر بن علي الشنواني: دراسة و تحقيق (ماجستير)
7 - الاستثناء في الحديث النبوي: دراسة نحويه في صحيح البخاري و مسلم (ماجستير)
8 - النيه في منهج النحاة المفهوم المقتضي الاثر (ماجستير)
9 - ابن إياز و جهوده في النحو و التصريف (ماجستير)
10 - التوجيه النحوي و الصرفي للقراءات الشاذه في القران الكريم اسسه و مظاهره (دكتوراه)
11 - شرح الابيات المشكلة الاعراب تاليف الحسن بن اسد بن الحسن ابي نصر النحوي دراسه و تحقيق (ماجستير)
12 - روايه قالون عن نافع المدني دراسه نحويه صرفيه (ماجستير)
13 - الفروق النحوية (ماجستير)
14 – شرح المفصل لابن يعيش من اول قسم الحروف الي احالة الحروف تحقيق و دراسة مع دراسة الحروف و مصنفاتها (ماجستير)
15 – قرينه الربط في القران الكريم (ماجستير)
الصدارة في الجملة العربية: دراسة نحويه دلاليه من خلال القران الكريم (دكتوراه)
16 - شواهد الشعراء العباسيين في التراث النحوي و دورها في القاعدة النحوية (ماجستير)
17 - الخلاف النحوي في اعراب القران المنسوب للزجاج (ماجستير)
18 - اللهجات و دورها في المخالفة الاعرابيه (ماجستير)
19 – ظاهرة الافتراض النحوي دوافعها و نتائجها دراسة تحليلية نقديه في النتهج و التطبيق (دكتوراه)
20 – الاجراء في الصيغ و التراكيب النحويه (دكتوراه)
21 – و الجملة و الكلام عند النحاة العرب (ماجستير)
22 – الباقولي و جهوده النحوية و الصرفية من خلال كتبه الثلاثة (الجواهر – شرح اللمع – الكشف في نكت المعاني) (دكتوراه)
23 – التوجيه النحوى للقراءات القرانية بين الزجاج و النحاس من الفاتحة الي الاسراء (ماجستير)
24 - المركب الاسمي في النحو العربي في ضوء النحو التحويلي (ماجستير)
25 - استدراكات ابن جني علي ابي علي الفارسي (ماجستير)
26 - اثر كتاب الجمل للزجاجفي نحاة الاندلس من خلال ابن الفخار و ابن باشاذ مع تحقيق شرح الجمل لابن الفخار (دكتوراه)
27 - الترتيب الجميل في شرح التركيب الجليل للسعد التفتازاني تاليف الامام محمد بن محمود الروسي الحنفي الشهير بابن دباغ زاده تحقيق و دراسة (ماجستير)
28 - الاحالة و الكذب في التراكيب عند النحاة (دكتوراه)
29 – الشيخ ياسين حياته و مكانته العلمية و اثره في الدراسات النحوية (ماجستير)
30 – المركب الاضافي في الدراسة النحوية و القران الكريم (ماجستير)
31 - ألفية الاثاري: دراسة نحوية مقارنة بالفية ابن مالك (دكتوراه)
32 - اعتراضات ابن مالك علي الزمخشري (ماجستير)
33 - الجملة الفعليه في شعر الفرزدق دراسة نحويه (ماجستير)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/395)
34 - شواهد الشعراء الهذليين في التراث النحوي (ماجستير)
35 – الظواهر النحوية في فواصل القران الكريم (دكتوراة)
36 - دراسة نحوية و صرفية مقارنة بين اراء الزومخشري في كتابيه الكشاف و المفصل) (دكتوراه (
37 - المشتقات في الحديث النبوى من خلال صحيح مسلم (ماجستير)
38 - تحليل اللفظ و تقويم المعنى و اثرهما في التراث النحوى (دكتوراه)
39 - التوهم عند النحاة (ماجستير)
40 – القضايا النحوية و الصرفية في المثل السائر لابن الاثير (دكتوراه)
41 – قواعد التوجيه في النحو العربي (دكتوراه)
42 - المعناي النحوية و الصرفية و اثرها في استنباط الاحكام الفقهية في كتاب المغني لابن قدامة (دكتوراه)
43 - علم الدبن اللورقي و اراؤه النحوية و الصرفية (دكتوراه)
44 - اثر طول الكلام في بنية الجملة العربية (ماجستير)
45 - المحاكمة بين ابي حيان و الزمخشري و ابن عطية للشيخ الشاوى دراسة في المنهج و قضايا النحو (دكتوراه)
46 - كتاب الوقف و الابتداء لابي الحسن علي بن احمد الغزالي دراسة و تحليل و نقد مع تحقيق سورة الفاتحة و البقرة (ماجستير)
47 - اصول النحو عند السيوطي بين النظر و التطبيق (ماجستير)
48 - منار الهدى في الوقف و الابتدا لاحمد بن عبد الكريم الاشموني تحقيق و دراسة (ماجستير)
49 – الظواهر النحوية و الصرفية في القراءات القرانية الشاذة لابي بن كعب و عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما (دكتوراه)
50 - الظواهر النحوية لشعر الفرزدق (ماجستير)
51 –القضايا النحوية في كتاب اعجاز القران لابي عبيدة معمر بن المثني (ماجستير)
52 - المناسبة و اثرها في بنية الكلمة و بناء الجملة العربية (دكتوراه)
53 - الدلالة و اثرها في التقعيد النحوي عند سيبويه (دكتوراه)
54 - القراءات و الحديث النبوي و اثرهما في التناول عند ابن مالك (دكتوراه)
55 - اثر سيبويه في الخلاف النحوي (ماجستير)
56 - الدراسات النحوية حول القران الكريم تصنيف و تقويم من بداية القرن الرابع حتي نهاية القرن الثامن (ماجستير)
57 - القضايا النحوية و الصرفية في تفسير الثعالبي (ماجستير)
58 - الماثورات النثرية في المؤلفات النحوية في القرن الرابع الهجري (دكتوراه)
59 - الاستعمال بين الكثرة و القلة و اثره في القواعد النحوية و الصرفية (دكتوراه)
60 - خصائص التاليف النحوي في القرنين الخامس و السادس (ماجستير)
61 - المصادر في الحديث النبوي: دراسة نحوية و صرفية لصحيح البخاري (ماجستير)
62 - السمات النحوية بين المكي و المدني القران (دكتوراه)
61 - المشاكلة في القران الكريم دراسة نحوية و دلالية (دكتوراه)
65 - الاحتجاج للقراءات القرانية عند ابن خالويه و الازهري (دكتوراه)
66 - شعر الاخطل دراسة نحوية و صرفية (ماجستير)
67 - البنية الاساسية للجملة الفعلية بين الاثبات و عوارض التركيب (ماجستير)
ثانيا: قسم البلاغة و النقد االدبي و الادب المقارن.
1 - بناء القصيدة عند علي الجارم (ماجستير)
2 - الشعر النسائى في مصر في النصف الثاني من القرن العشرين (دكتوراه) دراسة نقدية
3 - محنة الاندلس في الشعر العربي (دكتوراه)
4 - السيرة الذاتية في الادب العربي: دراسة نقديه في ضوء اساليب السرد (دكتوراه)
5 - القصة الشعبية بين الادبين العربي و الملايو (ماجستير)
6 - صورة المراة في روايات نجيب محفوظ الواقعية (ماجستير)
7 - الجهود البلاغية لمحمد الطاهر بن عاشور (دكتوراه)
8 - التنويع الاسلوبي في صور التكرار القراني (دكتوراه)
9 – البينة الموسيقيه في القصيدة الحديثة و دورها في تشكيل الدلالة الشعرية (دكتوراه)
10 - البناء الدرامي في الشعر العربي القديم (ماجستير)
11 - توظيف التراث الصوفي في الشعر العربي المعاصر في النصف الثاني من القرن العشرين (دكتوراه)
12 - خصاءص الاسلوب في صحيح البخاري (ماجستير)
13 - الفن الروائة عند محجمود كامل المحامي (ماجستير)
ثالثا: قسم الدراسات الادبية:
1 – النزعة التاملية في الشعر الاندلسي في عصر الطوائف (ماجستير)
2 - ابن فركون شاعرا (ماجستير)
3 - الغربة في الشعر العباسي في القرنين الرابع و الخامس (دكتوراه)
4 - شعر عبد الرحمن صدقي دراسة فنية (ماجستير)
5 - الاتجاه الديني في ادب توفيق الحكيم دراسه تحليليه نقديه (ماجستير)
6 - استلهام التراث الفرعوني في الشعر المصري الحديث من شعراء الاحياء الي شعر ابوللو (ماجستير)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/396)
7 - نثر المقاومة في العصر المملوك دراسة تحليلية فنية (دكتوراه)
8الصورة الفنية عند عبيد الشعر في نهتية العصر الاموي (دكتوراه)
9 - شعر الابيوردي دراسة اسلوبية (دكتوراه)
10 - شعر محمد الفيتوري دراسة فنية (ماجستير)
11 - شعر الشريف المرتضي دراسة فنية (ماجستير)
12 - الاندلس في الادب العربي المعاصر في مصر دراسة تحليلية فنية (دكتوراه)
13 - ابراهيم العريض شاعرا (ماجستير)
14 – توظيف التراث في المسرح النثري من اعقاب الحرب العالمية الاولي حتي الان (2000) (ماجستير)
15 – المسرح الشعري المصري بعد صلاح عبد الصبور (ماجستير)
16 - عبد الحكيم قاسم حياته و فنه القصصي (ماجستير)
17 - ظاهرة السخرية في المسرح المصري و اساليبها و دلالتها الفنية (ماجستير)
18 - الشكوى في شعر المتنبي و دلالتها النفسية و الاجتماعية (ماجستير)
19 - شعر مهيار الديلمي دراسة فنية (دكتوراه)
20 – شعر الشريف المرتضي دراسة اسلوبيه (ماجستير)
21 - شعر عمر ابو ريشة دراسة فنية (ماجستير)
22 - التمرد في الشعر العربي الحديث من 1973 – 1996)
23 - الخطابة السياسية في العصر العباسي الاول و تطورها و مظاهر التجديد فيها (ماجستير)
24 – الاتجاه الاسلامي في الشعر العربي المعاصر (ماجستير)
25 - الشعر اليمني في القرن التاسع (دكتوراه)
رابعا: قسم علم اللغة و الدراسات السامية و الشرقية:
1 - اللهجة العزولية و اللغة الفصحي: دراسة تقابلية (دكتوراه)
2 - تعدد المعني في القران الكريم دراسة لغويه دلالية (دكتوراه)
3 - اللغة و علوم القران دراسة لغوية و صفيه تحليلية (ماجستير)
4 - لغة نجيب محفوظ (ماجستير)
5 - معاجم مجمع اللغة العربية دراسة لغوية في المادة و المنهج (ماجستير)
6 - اللغة العربية و الماليزية من الناحية الصوتية و الصرفية دراسة وصفية تقابلية (ماجستير)
7 - تحليل الاخطاء اللغوية لدي طلاب جامعة ملايا بماليزيا دراسة وصفية تحليلية (ماجستير)
8 - لغة الاعلان في الصحافة المصرية المعاصرة دراسة تحليلية في البنية و الدلالة (دكتوراه)
9 - القياسي و السماعي من مصادر الفعل الثلاثي المجرد: دراسة نظرية و تطبيقية باستخدام الحاسوب (ماجستير)
10 - كتاب مقدمة الادب للامام الزمخشري دراسة و تحقيق (ماجستير)
11 - ادب الاطفال عند احمد نجيب: دراسة لغوية معجمية صرفية تركيبية (ماجستير)
12 - التفسير الماثور للقران الكريم: دراسة دلالية تحليلليه (دكتوراه)
13 - فن المثنوي عند الشاعر سنائى القرنوى: دراسة فنية مقارنة مع ترجمة للمثنويهاي حكيم ثنائى (دكتوراه)
و ختاما اود ان اكون اسهمت في مساعدتك و لو بقدر قليل فكما يقولون جهد المحب دموعه و اسال الله ن يتم عملك علي خير و توفيق و لا تنسنا من صالح دعائك و معذرة علي لتاخير مرة رابعة
ـ[ amhatab] ــــــــ[05 - 11 - 03, 08:27 ص]ـ
وصلتنا القائمة وصلكم الله بطاعته وأعانكم على ذكره ووسدد خطاكم وبارك لكم شكرا جزيلا وأشكر لك وقتك الذي أمضيته في كتابة القائمة وجعلها الله في ميزان حسناتكم
اخوكم عبد الواحد أبو حطب
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[05 - 11 - 03, 08:59 ص]ـ
و بارك فيك ........ يسر الله لك امرك و ساحاول ان ابحث عن كتاب في الكلية عن كتاب جامع في قوائم الرسائل لتنتفع بها ان شاء الله
ـ[احمد عاطف]ــــــــ[04 - 12 - 07, 11:00 م]ـ
الاخ amhatab) الدليل الذى تبحث عنه موجود فى الروابط الاتية اولا دليل الرسائل فى كلية دار العلوم وثانيا دليل الرسائل فى كليات الاداب واللغه العربية ...
1 - لديك ببلوجرافيا دار العلوم.
2 - ببلوجرافيا طبعة مكتبة الآداب بالقاهرة.
3 - ببلوجرافيا الأزهر الشريف.
وصلى الهم على الحبيب المصطفى وعلى اله اعلام الهدى واصحابة نجوم الدوجى
http://waqfeya.net/open.php?book=291&cat=23
http://www.wadod.net/books/03/388.rar
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[02 - 11 - 09, 10:26 م]ـ
يا أبا الأشبال ايها الاخ الكريم:
كيف الحصول على هذه الرسائل؟؟
ولو واحدة (الفروق النحوية).؟
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[03 - 11 - 09, 12:57 ص]ـ
من أي بلاد الله أنت يا أخي الكريم؟
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[03 - 11 - 09, 06:18 ص]ـ
العراق
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[03 - 11 - 09, 08:15 م]ـ
أغلب هذه الرسائل لم تطبع للأسف
فالاطلاع عليها يكون بقاعة الرسائل بالكلية
و انا ظننتك مقيما بمصر و إذا لأطلعتك على ما تريد
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[04 - 11 - 09, 03:07 م]ـ
بارك الله فيك(5/397)
ارجوكم ساعدوني للوصول الى مشارق الانوار للقاضي عياض
ـ[ amhatab] ــــــــ[03 - 11 - 03, 09:38 ص]ـ
ولكم مني كل التقدير
اخوكم عبد الواحد(5/398)
حمل الكشاف للزمخشري الجزء الاول
ـ[ amhatab] ــــــــ[03 - 11 - 03, 02:53 م]ـ
الكشاف للزمخشري الجزء الاول وسيصلكم ان شاء الله قريبا باقي الكتاب
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 11 - 03, 10:44 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8072
ـ[ amhatab] ــــــــ[03 - 11 - 03, 11:22 م]ـ
تقبلوا اعتذري اخوكم عبد الواحد وشكرا للاخ عبد الرحمن الفقيه ومن قبله للاخ المتميز دائما طويلب علم كبير(5/399)
مجموعة كتب الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله-
ـ[ haniyosef] ــــــــ[03 - 11 - 03, 10:13 م]ـ
الكتاب الاول:- تلخيص صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ( http://www.saaid.net/book/192.zip)
الكتاب الثاني:- مناسك الحج و العمرة ( http://www.saaid.net/book/1/324.zip)
الكتاب الثالث:- كيف يجب علينا أن نفسر القرآن الكريم ( http://www.saaid.net/book/1/269.zip)
الكتاب الرابع:- تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد ( http://www.saaid.net/book/177.zip)
الكتاب الخامس:- فتنة التكفير ( http://www.saaid.net/book/169.zip)
الكتاب السادس:- التوسل أنواعه وأحكامه .. ( http://www.saaid.net/book/138.zip)
الكتاب السابع:- نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق ( http://www.saaid.net/book/1/307.zip)
الكتاب الثامن:- إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل ( http://www.saaid.net/book/1/362.zip)
الكتاب التاسع:- دفاع عن الحديث النبوي و السيرة ( http://www.saaid.net/book/1/220.zip)
الكتاب العاشر:- الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام ( http://www.saaid.net/book/176.zip)
الكتاب الحادي عشر:- صحيح الترغيب والترهيب ( http://www.saaid.net/book/143.zip)
الكتاب الثاني عشر:- ضعيف الترغيب والترهيب ( http://www.saaid.net/book/145.zip)
الكتاب الثالث عشر:- تمام المنة في تخريج أحاديث فقه السنة ( http://www.saaid.net/book/66.zip)
وللكتب بقية ... ابقوا معنا
________________________,,,,,,,,,
لطلب أية كتاب للشيخ نحن في الخدم انشاء الله:-
ترسل الطلبات على العنوان التالي ( haniyosef@hotmail.com)
haniyosef@hotmail.com
ـ[يحي السلفي]ــــــــ[19 - 07 - 05, 09:33 م]ـ
thanks
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[21 - 07 - 05, 04:26 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء ووفقك لما يحبه ويرضاه
ـ[حمود العملاق]ــــــــ[21 - 07 - 05, 08:45 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[أبو قاسم العاملي]ــــــــ[21 - 07 - 05, 11:34 م]ـ
جزاك الله كل خير.(5/400)
بشرى سارة تم افتتاح أكبر موقع به كتب سنة ..
ـ[ناصر علي البدري]ــــــــ[03 - 11 - 03, 10:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جامع الحديث النبوي
url/ http://www.sonnh.com url
برنامج خيري موسوعي ضخم يضم في قاعدة بياناته أكثر من أربعمائة كتاب مسند من الأحاديث النبوية والسنن والآثار، ويحمل بين طياته أكثر من عشرين وخمسمائة ألف حديث وأثر مسند، بدءا من الصحاح والسنن والمسانيد ومرورا بالمستدركات والمعاجم والمشيخات وانتهاء بالمنتخبات والأجزاء.
وبهذا القدر الكبير من البيانات والأحاديث مع الخدمات المتاحة في البرنامج فإنه يعد أضخم وأكبر برنامج حديثي أكرم الله به الأمة الإسلامية على مستوى العالم الإسلامي اليوم.
وقد أخذت شركة إيجيكوم على عاتقها في المقام الأول الاستيعاب والشمولية قدر الطاقة بحيث لا تدع حديثا أو أثرا إلا واجتهدت في حفظه في هذا البرنامج الضخم؛ ولذلك فهو يعد بحق أشمل موسوعة لكتب السنة المطبوعةحتى الآن.
ويتحفنا جامع الحديث النبوي إلى جانب موسوعيته بالعديد من الخدمات النافعة والمفيدة لطلاب الحديث والفقه وسائر العلوم الشرعية؛ منها:
أنه يوفر خدمة العرض والتي تخدم جميع القراء والباحثين، وهذه الخدمة تقوم بعرض أي كتاب من كتب الجامع لغرض القراءة.
كما يتميز جامع الحديث النبوي بتنويع مجال العرض؛ إذ أنه يتيح عرض مكتبته وفقا
لاسم الكتاب، أو نوعه، أو اسم المصنف، أو طبقته، أو سنة الوفاة.
ويمكنك عرض وترتيب محتويات الشاشة بصور مختلفة أفقيا أو رأسيا أو تراكبيا بحسب حاجتك، وهذه المميزة لا تتوفر في غير الجامع.
كما يوفر جامع الحديث النبوي خدمة تصفية الأحاديث وفقا لأنواعها من حديث قدسي، أو مرفوع، أو موقوف، أو أثر مقطوع، سواء أكان حديثا قوليا، أو فعليا، أو تقريريا، أو وصفيا.
ويتميز أيضا جامع الحديث النبوي بالفهارس العديدة من فهرس للقرآن، والقراءات، والأعلام، والأقوال، والرواة، والأبيات الشعرية، والأحاديث القدسية، وآثار الأمم السابقة، وغير ذلك.
وكذلك يتميز بتقديم خدمة البحث الصرفي البسيط والمتقدم والتي يحتاج إليها جميع مستخدمي البرامج الإسلامية.
كما يتميز بالبحث في الرواة، مع حصر لجميع مرويات الراوي في كتب جامع الحديث النبوي وهذه تعد خدمة جليلة للباحثين المتخصصين في علم الحديث.
بالإضافة إلى خدمات أخرى تخدم المتخصصين في علم الحديث وهي التعيين الكامل لجميع الرواة في الإسناد، مع تقديم ترجمة موجزة عن هؤلاء الرواة، مع رسم لشجرة الإسناد لكل حديث في الجامع.
وكذلك يتميز بالبحث بدلالة موضوع الحديث مع تقسيم الأحاديث والآثار تقسيما موضوعيا حتى وكأنك تقرأ كتاب سُنّة واحد، وذلك وفقا لمناهج علماء الفقه والحديث مما يخدم الباحثين في مجال الفقه والحديث والعقيدة والدعوة.
ويقدم أيضا جامع الحديث النبوي مجموعة من الدراسات تتعلق بتاريخ تدوين السنة، وحجيتها في الأحكام الشرعية واستقلالها بالتشريع، والدفاع عن السنة، والرد على العديد من الشبهات التي يثيرها أعداء السنة النبوية المطهرة.
وتشمل الدراسات أيضا التعريف بكل كتاب من كتب جامع الحديث النبوي، وكذا الترجمة لجميع المصنفين، بالإضافة إلى التعريف بالمنهج العلمي والعملي المتبع في جامع الحديث النبوي وما بذل فيه من مجهود، وكذا قائمة بمراجع البرنامج.
هذا ويتميز جامع الحديث النبوي بدعمه لعلم مصطلح الحديث بتقديم الخدمات التعليمية في هذا العلم من خلال عرض وفهرسة لكتاب ابن الصلاح.
كما يوفر البرنامج خدمة من أعظم الخدمات النافعة والمفيدة في مجال علم الحديث ألا وهي خدمة التخريج الآلى للأحاديث والآيات لجميع الملفات خارج أسطوانة جامع الحديث النبوي.
كما أن الجامع يمتاز بميزة الضبط الكامل لجميع ألفاظه بنيةً وإعرابًا، وهو ما لا تخفى أهميته على المتخصيين في الفقه والحديث لتوجيه المعاني الحديثية توجيها صحيحا.
كذلك يقدم الجامع خدمة جليلة في شرح الألفاظ الغريبة والتي تقف حجرا عثرة أمام تحديد المعاني.
واهتم الجامع اهتماما واضحا بضبط أسماء الأعلام والأماكن ضبطا دقيقا كما وردت في كتب التراجم والأنساب والمعاجم المختصة بذلك ..
ويقدم الجامع خدمة نادرة في الأبيات الشعرية حيث ينسب كل بيت إلى بحره وقائله.
ويمكننا أن نتعرف على حجم الجامع من خلال الجدول التالي:
رجال الإسناد: 2.770.743 عدد المصادر: 401
عدد الأسانيد: 675.018 عدد الأحاديث: 522.346
عدد الغريب: 1.000.000 التقسم الموضوعي: 20000
هذا وقد استغرق العمل في جامع الحديث النبوي قرابة الثلاث سنوات
و قام بهذا العمل الجليل عدد ضخم من الباحثين المتخصصين نسأل الله عز وجل أن يجزيهم خير الجزاء عما قدموه من جهد مبارك في جامع الحديث النبوي، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم.
و ختا ماً؛
فإن برنامج جامع الحديث النبوي بحق هو برنامج كاسمه؛ جامع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ونسأل الله أن يتقبل منا صالح الأعمال، والله ولي التوفيق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/401)
ـ[ AlMohadth] ــــــــ[08 - 11 - 03, 02:42 م]ـ
الإخوة الكرام، أرجو مطالعة الرابط التالي أدناه، فهو يحتوي على مواضيع متعلقة وهامة بموقع السنة.
المحدث
http://www.ahlalhdeeth.com//vb//showthread.php?s=&threadid=13932(5/402)
حمل كل كتب ابن عثيمين
ـ[ aboumalik] ــــــــ[03 - 11 - 03, 11:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شرح العقيده الواسطيه لابن عثيمين
http://www.binothaimeen.com/soft/Sh...ahAlwastiah.exe
مجموع فتاوى الشيخ صالح بن عثيمين
1
http://www.binothaimeen.com/soft/MajmoaFatawa01.exe
2
http://www.binothaimeen.com/soft/MajmoaFatawa02.exe
3
http://www.binothaimeen.com/soft/MajmoaFatawa03.exe
4
http://www.binothaimeen.com/soft/MajmoaFatawa04.exe
5
http://www.binothaimeen.com/soft/MajmoaFatawa05.exe
6
http://www.binothaimeen.com/soft/MajmoaFatawa06.exe
7
http://www.binothaimeen.com/soft/MajmoaFatawa07.exe
8
http://www.binothaimeen.com/soft/MajmoaFatawa08.exe
9
http://www.binothaimeen.com/soft/MajmoaFatawa09.exe
10
http://www.binothaimeen.com/soft/MajmoaFatawa10.exe
11
http://www.binothaimeen.com/soft/MajmoaFatawa11.exe
12
http://www.binothaimeen.com/soft/MajmoaFatawa12.exe
13
http://www.binothaimeen.com/soft/MajmoaFatawa13.exe
14
http://www.binothaimeen.com/soft/MajmoaFatawa14.exe
15
http://www.binothaimeen.com/soft/MajmoaFatawa15.exe
16
http://www.binothaimeen.com/soft/MajmoaFatawa16.exe
17
http://www.binothaimeen.com/soft/MajmoaFatawa17.exe
18
http://www.binothaimeen.com/soft/MajmoaFatawa18.exe
19
http://www.binothaimeen.com/soft/MajmoaFatawa19.exe
20
http://www.binothaimeen.com/soft/MajmoaFatawa20.exe
مناسك الحج والعمره
http://www.binothaimeen.com/soft/AlhajjWaAlomrah.exe
الاعتدال في الدعوه
http://www.binothaimeen.com/soft/AlaatidalFiAldaoah.exe
المنهج لمريد الحج والعمره
http://www.binothaimeen.com/soft/Mo...mrahaAlhajj.exe
48 سؤالا في الصيام
http://www.binothaimeen.com/soft/48SawalFiAlssiam.exe
الخلاف بين العلماء اسبابه وموقفنا منه
http://www.binothaimeen.com/soft/AlkhlafBeenAlolama.exe
المداينه
http://www.binothaimeen.com/soft/Almodaianah.exe
فصول في الصيام والتراويح والزكاه
http://www.binothaimeen.com/soft/FsoolFiAlssiam.exe
بحوث وفتاوى في المسح على الخفين
http://www.binothaimeen.com/soft/Al...laAlkhofain.exe
اسماء الله وصفاته وموقف اهل السنه منه
http://www.binothaimeen.com/soft/AsmaAllahWaSefateh.exe
مجموعه اساله تهم المراه المسلمه
http://www.binothaimeen.com/soft/AlosrahAlmuslimah.exe
اخطاء يرتكبها بعض الحجاج
http://www.binothaimeen.com/soft/AkhtaaAlhojjaj.exe
رساله فيسجود السهو
http://www.binothaimeen.com/soft/SjoodAlsahoo.exe
كيف يؤدي المسلم مناسك الحج والعمره
http://www.binothaimeen.com/soft/Ki...hajWaAlomra.exe
مجموعه اساله في بيع وشراء الذهب
http://www.binothaimeen.com/soft/BaaWaSheraAlthahab.exe
الذكر الثمين
http://www.binothaimeen.com/soft/AlthekerAlthameen.exe
الزواج
http://www.binothaimeen.com/soft/Alzawaj.exe
تفسير جزء عمـ
http://www.binothaimeen.com/soft/JozaaAma.exe
تفسير القران الكريم الفاتحه والبقره الججزء الاول
http://www.binothaimeen.com/soft/TafseerAlquran1.exe
تفسير القران سوره البقره الجزء الثاني
http://www.binothaimeen.com/soft/TafseerAlquran2.exe
تفسير سوره البقره الجزء الثالث
http://www.binothaimeen.com/soft/TafseerAlquran3.exe
تفسير سوره الكهف
http://www.binothaimeen.com/soft/Tafseer-Alkahf.exe
مجالس شهر رمضان
http://www.binothaimeen.com/soft/MajalesRammadan.exe
شرح المنظومه البيقونيه في مصطلح الحديث
http://www.binothaimeen.com/soft/Al...Albaikoniah.exe
القول المفد على كتاب التوحيد المجلد الاول
http://www.binothaimeen.com/soft/AlkaolAlmofid-1.exe
القول المفيد على كتاب التوحيد المجلد الثاني
http://www.binothaimeen.com/soft/AlkaolAlmofid-2.exe
__________________
شرح ثلاثه الاصول
http://www.binothaimeen.com/soft/ThalathatAlasool.exe
الشرح الممتع على كتاب المستقنع الجزء الاول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/403)
http://www.binothaimeen.com/soft/AlsharhAlmomta1.exe
الشرح الممتع على كتاب المستقنع المجلد الثاني
http://www.binothaimeen.com/soft/AlsharhAlmomta2.exe
الشرح الممتع على كتاب المستقنع المجلد الثالث
http://www.binothaimeen.com/soft/AlsharhAlmomta3.exe
الشرح الممتع على كتاب المستقنع المجلد الرابع
http://www.binothaimeen.com/soft/AlsharhAlmomta4.exe
الشرح الممتع على كتاب المستقنع المجلد الخامس
http://www.binothaimeen.com/soft/AlsharhAlmomta5.exe
شرح كشف اشبهات
http://www.binothaimeen.com/soft/KashfAlshobohat.exe
كتاب مغني اللبيب
http://www.binothaimeen.com/soft/MaghnaAlabeeb.exe
كتاب العلم
http://www.binothaimeen.com/soft/KetabAlalm.exe
تقريب التدمريه
http://www.binothaimeen.com/soft/TagreebAltadmoriah.exe
القواعد المثلى في صفات الله واسماءه الحسنى
http://www.binothaimeen.com/soft/AlkawaadAlmothla.exe
تعليق مختصر على كتاب لمعه الاعتقاد الهادي الى سبيل الرشاد
http://www.binothaimeen.com/soft/Mo...ahAlaatikad.exe
مذكره على العقيده الواسطيه
http://www.binothaimeen.com/soft/Mo...hAlwasetiah.exe
رساله الحجاب
http://www.binothaimeen.com/soft/ResalahAlhijab.exe
احكام الاضحيه والزكاه
http://www.binothaimeen.com/soft/Ah...hWaAlthakah.exe
زاد الداعيه الى الله
http://www.binothaimeen.com/soft/ZadAldaiah.exe
الكمال في الابتداع في الشرع وخطر الابتداع
http://www.binothaimeen.com/soft/Al...amalAlshara.exe
60 سؤالا في احكام الحيض والنفاس
http://www.binothaimeen.com/soft/60...hkamAlhaidh.exe
منهاج اهل السنه والجماعه ... <<<<< اعتقد انه مهم في هذا العصر
http://www.binothaimeen.com/soft/MinhajAsunah.exe
حكم تارك الصلاه
http://www.binothaimeen.com/soft/HokomTarikAlsalat.exe
عقيده اهل السنه والجماعه
http://www.binothaimeen.com/soft/Ak...hWaAljamaah.exe
رساله في الدماء الطبيعيه للنساء
http://www.binothaimeen.com/soft/AldemaaAltabiaiah.exe
رساله زكاه الحلي
http://www.binothaimeen.com/soft/ReslahFiZkahAlholi.exe
رساله القضاء والقدر
http://www.binothaimeen.com/soft/Re...aaWaAlkader.exe
تلخيص فقه الفرائض
http://www.binothaimeen.com/soft/Ta...khAlfaraith.exe
اصول في التفسير
http://www.binothaimeen.com/soft/OsoolFiAltafseer.exe
المناهج اللفضيه
http://www.binothaimeen.com/soft/AlmanahiAlafthiah.exe
صفه صلاه النبي صلى الله عليه وسلم
http://www.binothaimeen.com/soft/SalatAlnabi.exe
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[11 - 04 - 08, 08:24 م]ـ
اريد شرح سورة ال عمران له اين اجدها
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[12 - 04 - 08, 12:06 م]ـ
جزاك الله خيرا ورحم الله الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمة واسعة.
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[28 - 12 - 09, 08:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله
تفضلوا الآتي:
رابط تحميل الكتاب على موقع الشيخ العلامة الفقيه محمد صالح العثيمين العثيمين رحمه الله تعالى
http://www.ibnothaimeen.com/all/index/akedatahlalsonah.pdf (http://www.ibnothaimeen.com/all/index/akedatahlalsonah.pdf)
رابط تحميل الكتاب على موقع (بيت الإسلام)
http://www.islamhouse.com/p/1874 (http://www.islamhouse.com/p/1874)
رابط لشرح الشيخ العلامة الفقيه محمد صالح العثيمين رحمه الله تعالى لكتابه عقيدة أهل السنة والجماعة
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=139 (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=139)
###
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[28 - 12 - 09, 10:51 ص]ـ
جزاكم الله خيراً(5/404)
إلى الشيخ عبد الرحمن الفقيه
ـ[عدو التقليد]ــــــــ[04 - 11 - 03, 12:37 ص]ـ
شيخنا الفاضل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو منكم شيخنا أن توفروا لنا - إن إستطعتم - كتابين هامين جدا ً بالنسبة لي وهما:
1 - الحديث المعلول قواعد وضوابط. للشيخ حمزة المليباري
2 - تحرير علوم الحديث. للشيخ عبد الله بن يوسف الجديع. مهم جدا ً
نظرا ً لعدم توفر هذه الكتب في السوق في ليبيا ...
وبارك الله فيك وجزاك خير الجزاء و أثابك الله على عملك الطيب من عظيم فضله ...
و الدعوة مفتوحة لكل الإخوان في الملتقى و لا أنسى منهم الشيخ خليل بن محمد والشيخ عبد الله العتيبي و المحرر والمنصف و أخينا مبارك ومحمد الأمين وغيرهم من رواد هذا المنتدى المبارك ..
أرجو أن لا تخيبوا آمالنا إخواننا الكريم ...
أخوكم في الله أبو عبد الله علاء الظاهري
drlosfer@yahoo.com
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 11 - 03, 01:44 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي الكريم
سيتم بإذن الله وضع هذه الكتب
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق.
ـ[عدو التقليد]ــــــــ[14 - 01 - 04, 01:06 ص]ـ
الشيخ عبد الرحمن الفقيه ...
أين أنت بارك الله فيك ....
أرجو أن تكون أكملت الكتب ... على الأقل كتاب التحرير ..
ولكم مني جزيل الشكر ... و أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجزيكم على كل حرف تكتبوه من الحسنات ما لا يحصيه إلا هو ...
و الله ولي التوفيق ...
أرجو أن تتذكروني ...
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 01 - 04, 02:37 ص]ـ
مرحبا بك أخي الكريم
والمعذرة على التأخر لأن لدينا كتب كثيرة نتولى كتابتها فهي ستكون بإذن الله في ترتيبها، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى.
ـ[عدو التقليد]ــــــــ[05 - 04 - 04, 04:12 م]ـ
أرجو من الأخ الفاضل أن لا ينسانا ... نحن في حاجة لهذه الكتب ..
و بارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 04 - 04, 07:26 م]ـ
جزاك الله خيرا
قاربت على الإنتهاء وستنشر قريبا بإذن الله تعالى
ونسأل الله التيسير
ـ[الدرع]ــــــــ[09 - 04 - 04, 11:49 م]ـ
الحديث المعلول - قواعد وضوابط
الشيخ حمزة المليباري
هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=18603)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 05 - 04, 11:08 ص]ـ
وهذا هو تحرير علوم الحديث للشيخ عبدالله الجديع والحمد لله كثيرا.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&postid=95111#post95111
ـ[عدو التقليد]ــــــــ[31 - 05 - 04, 01:08 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفقيه .. و جعله الله في ميزان حسناتك .. و كتب لك بكل حرف حسنة ..
و كل الإخوة يهدونك تحياتهم .. و يسألون الله أن يبارك في وقتك و جهدك .. و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[04 - 06 - 04, 03:29 ص]ـ
بارك الله فيكم(5/405)
حمل: حاشية ابن القيّم على سنن أبي داود، و شاهد قناة المجد من هذا الرابط
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[04 - 11 - 03, 05:07 ص]ـ
بسم الله الرحن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شاهدوا قناة المجد الإسلامية من هذا الرابط
http://www.kacst.edu.sa/ar/stream/Al-Majd%20TV.asx
إذاعة القرآن الكريم
http://www.kacst.edu.sa/en/stream/
[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]
uran-Radio-Station.asx
جدول برامج إذاعة القرآن الكريم
http://www.kacst.edu.sa/ar/stream/quran_1424.asp
ولاتنسوا أخاكم من دعائكم بظهر الغيب. بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا.
حمل كتاب: حاشية ابن القيّم على سنن أبي داود
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[04 - 11 - 03, 12:17 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا إبراهيم
وأرى والله أعلم أن النسخة التي وضعتها بها بعض المشكلات حيث أنها محمية ووظيفة النسخ منها معطلة، ثم إنها لا تحتوي على الأحاديث التي علق عليها ابن القيم رحمه الله.
لذا سأضع إن شاء الله نسخة برنامج المحدث من الكتاب حيث أرى أنها أسهل في التعامل معها.
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[04 - 11 - 03, 12:39 م]ـ
الإخوة الأفاضل
لقد حاولت جهدي لأضع تعليقات ابن القيم عند الأحاديث التي يتكلم عنها، ولكن في بعض الأحيان لا توجد إشارة مباشرة في كلام ابن القيم على الحديث الذي يتكلم عليه لذا أترك تعليقه في مكانه كما ورد في برنامج المحدث.
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[04 - 11 - 03, 09:35 م]ـ
جزاكم الله خيرا
منذ ساعتين وان فاتح قناة المجد والحمد لله
لكن عندي سؤال مهم وهو ان قناة الجزيرة كان لها رابط اعرفه ايضا للمشاهدة المباشرة والان لايعمل فهل هناك رابط اخر للجزيرة
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[05 - 11 - 03, 01:40 ص]ـ
الظاهر والله أعلم انه صار عليه رسم. لكن هناك من الأخوة من يعرف، سأرد لاحقا.
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[05 - 11 - 03, 04:55 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[المعتمد على الله]ــــــــ[05 - 11 - 03, 10:22 م]ـ
اخي الحبيب Aboibrahim وفقه الله لكل حير 00000000
لقد فتحت على رابط قناة المجد لكني لم اشاهد البث الحي؟؟؟
بل مجرد سماع فقط مثل الرادو تماما؟؟؟
فكيف اشاهد القناة بالصورة ايضا 00000000
ولك مني خالص الشكر 000
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[05 - 11 - 03, 11:20 م]ـ
في الحقيقة انا اشاهد الصورة ايضا
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[06 - 11 - 03, 06:28 ص]ـ
أيها المعتمد على الله، يبدو و الله أعلم أن جهازك يحتاج أحد هذه البرامج ( Real Player ) و ( Windows Media Player )
وإذا كان بالفعل تنقصك هذه البرامح أو غيرها فستجد كل ماتحتاج من البرامج إن شاء الله في برامج منتدى القمر:
http://www.moon15.com
والله يوفقك و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[06 - 11 - 03, 02:01 م]ـ
الأخ الفاضل/ Aboibrahim
هل بالإمكان وضع هذا البرامج هنا حتى نتمكن من تحميله
على الجهاز؟
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[06 - 11 - 03, 10:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: اما بعد يا أخي أبو حاتم، إنزال البرامج هنا ليس ممكنا لأن حجم البرامج و المساحة المسموحة لنا فيها لايتساويان، لكن هاك الروابط التي تصل بك إلى البرامج المطلوبة بغير عناء. ماعليكم سوى التحميل و التنصيب والله أعلم.
البرامج على هذه الروابط:
برنامج الميديا بلاير. Media player.
http://www.moon15.com/pro/pafiledb.php?action=file&id=12
برنامج الريال وان بلاير، Real One player.
http://www.moon15.com/pro/pafiledb.php?action=file&id=417
وهذه برامج حماية من الفايروسات و الاختراقات:
PC- cillin 2003
http://www.moon15.com/pro/pafiledb.php?action=file&id=902
Norton AntiVirus 2002
http://www.moon15.com/pro/pafiledb.php?action=file&id=9
و الله الموفق و لاتنسانا بصالح دعائك أخي الكريم. , وهذه البرامج لك و لجميع المسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[المعتمد على الله]ــــــــ[11 - 12 - 03, 04:51 م]ـ
الأخ Aboibrahim
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: اما بعد يا أخي
هل هناك رابط لمشاهدة قناة الجزيرة
أرجوا وضعه هنا 0000000
ولك مني خالص الشكر 00000
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[07 - 09 - 04, 04:07 ص]ـ
السلام عليكم
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[07 - 09 - 04, 04:11 ص]ـ
السلام عليكم
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[07 - 09 - 04, 04:16 ص]ـ
السلام عليكم
وبهذه الملفات الأربعة نكون قد انتهينا من تحميل الاربعة عشر مجلدا من حاشية ابن القيم علىسنن ابي داود، والمصدر هو الطبعة الثانية 1415 دار الكتب العلمية بيروت، من برنامج المحدث قبل تشفير كتبهم.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[09 - 09 - 04, 12:20 ص]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله كل خير(5/406)
رُخصَة الفِطر في سَفر رَمَضَانَ وَمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا مِنَ الآَثَارِ
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[04 - 11 - 03, 09:48 ص]ـ
انظر الحلقة الأولى و الثانية على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13748
========= الحلقة الثالثة ===========
مجلة الجامعة الإسلامية. العدد: (52)
هل الفطر في السفر رخصة أم عزيمة:
بعد أن عرفنا مقدار المسافة التي يشرع فيها الفطر للمسافر إذا عزم على قطعها أو تجاوزها، ننتقل الآن إلى بيان مدى هذه المشروعية. وبمعنى أوضح، هل هذه المشروعية تقف عند حدها الأدنى، وهو الإباحة، فيكون المسافر له حرية الفطر مع القضاء في أيام أخر، أو الصيام مع الإجزاء بدون أدنى حرج عليه في فعل أي منهما؟ أو أن هذه المشروعية ترتفع عن هذا الحد إلى مستوى أعلى قليلا عن الإباحة، فتصل إلى حد الندب أو الأفضلية للفطر على الصيام، فيكون من صام في سفره قد ارتكب أمرا مكروها، والمكروه وإن كان لا يعاقب على تركه، لكنه لا يثاب على فعله، كما عرفه بذلك كثير من الفقهاء، أو أن هذه المشروعية للفطر ترتفع إلى درجتها العليا، فتصل إلى درجة الوجوب، فيكون الصائم قد ارتكب أمرا قد حرمه الشارع وبالتالي، يثبت لصومه حكم البطلان، ويجب عليه قضاء هذه الأيام التي صامها في السفر لعدم احتساب الشارع لها.
لبيان ما هو الحق في ذلك نقول:
نقل عن عدد كبير من الصحابة والتابعين والفقهاء عدم مشروعية الصيام في السفر، إلا أن بعضهم قد نقل ذلك عنه بلفظ الكراهة وبعضهم قد نقل عنه بلفظ عدم الإجزاء أو بوجوب القضاء.
فروى نافع عن ا بن عمر رضي اللّه عنهما "لأن أفطر في رمضان في السفر أحب إلي من أن أصوم" [1].
وقال ابن المنذر: كان ابن عمر وسعيد بن جبير يكرهان صوم المسافر وقال: روينا عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: "إن صام قضاه" وقال: وروي عن ابن عباس قوله: " لا يجزئه الصيام" [2].
كما نقل عن عبد الرحمن بن عوف قوله: "الصائم في السفر كالمفطر في الحضر" [3].
وروى عبد الرزاق عن ابن عيينة، قال أخبرني عاصم بن عبيد اللّه بن عاصم عن ابن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة "أن عمر بن الخطاب أمر رجلا صام رمضان في السفر أن يقضيه، قال: وأخبرنيه عمرو بن دينار عن كلثوم بن جبر عن عمر" [4].
وروي عن أبي سعيد مولى المهري، قال: " أقبلت مع صاحب لي من العمرة فوافينا الهلال هلال رمضان فنزلنا في أرض أبي هريرة في يوم شديد الحر فأصبحنا مفطرين إلا رجلا منا واحدا، فدخل علينا أبو هريرة نصف النهار فوجد صاحبنا يلتمس برد النخل. فقال: ما بال صاحبكم؟ قالوا صائم، قال: ما حمله على ألا يفطر؟ قد رخص الله له، لو مات ما صليت عليه". قال الحافظ ابن حجر- عن هذا الأثر- "موقوف صحيح". ونقل محقق المطالب العالية، عن البوصيري قوله عنه: "رجاله ثقات" [5].
وقد نقل هذا القول أيضا- بالإضافة إلى سعيد بن جبير- عن عدد من التابعين، كالزهري والنخعي وغيرهما [6].
وقد ذهب إلى ذلك من الفقهاء بعض أصحاب داود الظهري والشيعة الإمامية كما أشرنا من قبل إلى ما قاله ابن حزم بشأن وجوب الفطر على الصائم المسافر إذا بلغ ميلا أو تجاوزه [7].
ويتلخص رأي هذا الفريق، بأن الفطر في السفر عزيمة فمن خالفها وصام فقد اقترف إثما ولا يعتد بما صامه شرعا ويجب عليه قضاء هذه الأيام بعد انتهاء رمضان وانقضاء سفره.
وأهم الأدلة التي استند إليها هذا الفريق ما يلي:
1 - قال تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ، وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (البقرة: آية 185).
وجه الدلالة: من المعلوم أن هذه الآية محكمة بإجماع المسلمين لم يرد عليها نسخ ولا تخصيص وقد أَوجبت الصيام على من شهد الشهر صحيحا مقيما، وعلى من شهد الشهر وكان مريضا أو مسافرا، عدة من أيام أخر. ووجوب قضاء أيام السفر بعد رمضان يستلزم وجوب الفطر في رمضان أثناء السفر، وحتى لو عاند وخالف وصام، فإنه لا يعتد بذلك الصيام، بل يجب عليه قضاء هذه الأيام التي صامها [8].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/407)
ويناقش هذا الاستدلال بأن الآية قد تضمنت دلالة اقتضاء، وهو تقدير بعض الألفاظ التي لا يتضح المعنى بدونها. والمقدر هنا: عبارة (فَأفطر) فيكون المعنى الإجمالي: ومن كان مريضا أو على سفر- فأفطر- فعدة من أيام أخر- وقد أوضحت السنة هذا المعنى بجلاء تام في أكثر من حديث، فقد جاء في حديث حمزة بن عمرو الأسلمي رضي الله عنه أنه قال يا رسول اللّه: أجد بي قوة على الصيام في السفر، فهل علي جناح؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "هي رخصة من اللّه فمن أخذ بها فحسن ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه" [9] ورفع الجناح يقتضي صحة الصوم وإجزاءه ورفع الإثم عن الصائم.
قد يقال: إن نفي الجناح قد يكون المراد منه نفي الحرمة عن الصائم في السفر لكنه لا يقتضي الاعتداد بما صامه شرعا، أو يكون المراد: لا جناح عليه لو صام في سفره تطوعا أو قضاء لصوم سابق كان عليه.
ويجاب عن ذلك بأن نفي الجناح يقتضي الإباحة والشيء المباح إذا فعل بنية العبادة، فإنه يثاب عليه، حتى الأكل والشرب إذا فعلهما الشخص بنية التقوي على العبادة، فإنه يثاب عليهما.
أما تأويل الحديث على أنه لا جناح عليه في صيام هذه الأيام تطوعا أو قضاء، فهو بعيد، لأن التعبير عن الفطر بكونه رخصة يقتضي جواز العمل بها، أو تركها والعمل بالعزيمة هذا هو المعروف من معنى الرخصة، و إن كان العمل بها أفضل، لأن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه.
3 - الدليل الثاني من أدلة هذا الفريق على وجوب الفطر في السفر وعدم الاعتداد بالصيام فيه: حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان فصام حتى بلغ كراع الغميم [10] فصام الناس ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه ثم شرب، فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام، فقال: أولئك العصاة أولئك العصاة" [11].
وجه الدلالة: وصف الصائمين في السفر بالعصاة، يقتضي أنهم آثمون، ويقتضي كونهم آثمين أن صومهم غير مجزئ وبالتالي: يجب عليهم القضاء.
ويناقش هذا الاستدلال، بأن وصف الصائمين بالعصيان لا يلزم منه أن يكون الوصف منصبا على الصوم، بل قد يكون منصبا على مخالفتهم أمره صلى اللّه عليه وسلم بالفطر، وقد أمر الله تعالى بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (الحشر الآية 7). وقال تعالى أيضا: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (النور الآية 63).
قد يقال: إن تركهم طاعة الرسول صلى اللّه عليه وسلم في أمره لهم بالفطر، يقتضي أَنهم عاصون بالصيام أيضا إلى جانب عصيانهم بمخالفة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفطر.
فيجاب عن ذلك بأن تشديد الرسول عليه الصلاة والسلام في أمر الفطر ووصف التاركين بالعصيان إنما كان لسبب خاص وهو ملاقاة الأعداء، ومعلوم أن القتال يحتاج إلى قوة. وأن الفطر مما يساعد على إيجاد هذه القوة، ومن هنا يدخل الفطر في وسائل القوة التي أمر الله بإعدادها، بقوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} (الأنفال الآية 60).
ويقوي هذا المعنى ما جاء في حديث أبى سعيد الخدري رضي الله عنه "سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة ونحن صيام، قال: فنزلنا منزلا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم، فكانت رخصة، فمنا من صام ومنا من أفطر، ثم نزلنا منزلا آخر، فقال: إنكم مصبحو عدوكم والفطر أقوى لكم فأفطروا، وكانت عزمة فأفطرنا، ثم قال: لقد رأيتنا نصوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك في السفر" [12].
فأمره صلى اللّه عليه وسلم بالفطر عند قربهم من لقاء عدوهم إنما كان يقصد بذلك تقويتهم في مواجهة عدوهم والأخذ بأسباب هذه التقوية واجب فيكون تركها معصية.
ويتضح من حديث أبي سعيد أيضا، أنهم في حالة بعدهم من عدوهم، أن الفطر ليس بلازم، فمن شاء صام ومن شاء أفطر. وقد فهم الصحابة ذلك، ففي حديث أبي سعيد هذا "فكانت رخصة فمنا من صام ومنا من أفطر".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/408)
ومن باب أولى إذا كان السفر لغير الجهاد، فيكون الفطر فيه لمشيئة المسلم إن شاء صام وإن شاء أفطر. وقد ثبت ذلك من حديث أبي سعيد رضي الله عنه أيضا، فقد جاء فيه: " لقد رأيتنا نصوم مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بعد ذلك في السفر".
قد يقال: إن هذه الصيغة- نصوم مع رسوله اللّه صلى اللّه عليه وسلم- يفهم منها أنهم كانوا يصومون وهم في صحبة رسول الله صلى اللّه عليه وسلم دون أن يشاركهم الرسول صلى اللّه عليه وسلم في الصيام, وفعل الصحابة في حياته صلى اللّه عليه وسلم ليس حجة.
فيجاب عن ذلك، بأنه يكفي في حجية هذا الفعل، اطلاع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عليه دون أن ينكره, فيكون سنة تقريرية وهي حجة قد يقال: يحتمل أنه لم يطلع عليهم حتى يكون ذلك سنة تقريرية.
فيجاب عن ذلك: بأنه وإن كان فيه بعد، لكن يكفي في الحجية حدوث هذا الفعل زمن نزول الوحي، لأنه لو كان فيه مخالفة لنزل الوحي ببيانها.
3 - الدليل الثالث: عن جابر بن عبد اللّه رضي الله عنهما، قال: " كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في سفر فرأى رجلا قد اجتمع الناس عليه وقد ظلل عليه، فقال: ماله, قالوا: رجل صائم، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ليس البر أن تصوموا في السفر" [13].
وجه الدلالة: أن النبي صلى الله عليه وسلم نفى البر- بكسر الباء- يعني الطاعة والعبادة عن الصيام في السفر، أَي ليس من الطاعة والعبادة، أن تصوموا في السفر، وإذا انتفى كان الصيام في السفر من البر، فإن من خالف وصام، فإنه يكون آثما وبالتالي لا يجزئ عنه هذا الصيام.
وقد أجيب عن ذلك، بأن هذا الحديث، قصد بلفظه شخص معين- وهو المذكور في الحديث- وما يكون مماثلا له. والمعنى: ليس من البر أن يبلغ الإنسان بنفسه هذا المبلغ بعد أن رخص اللّه عز وجل له في الفطر [14].
ولكن تناقش هذه الإجابة، بما قيل في علم الأصول، بأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
وترد هذه المناقشة بأن الحديث واقعة عين، ووقائع الأعيان لا يستدل بها على عموم الأحكام, والدليل على عدم قصد العموم في هذا الحديث، ما ثبت من صوم الرسول صلى اللّه عليه وسلم في رمضان في حديث أم الدرداء عن أبي الدرداء رضي اللّه عنه قال: "خرجنا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان في حر شديد حتى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر وما فينا صائم إلا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وعبد اللّه بن رواحة" [15].
وقد حمل بعض العلماء هذا الحديث على القاعدة الشرعية، في رفع مالا يطاق عن هذه الأمة، فيكون مؤداه: أن المريض المقيم، والمسافر المرهق، ومن أجهده الصوم، عليهم أن يفطروا، فإن لم يأخذوا بالرخصة واستمروا على صومهم، حتى خشي عليهم التلف، فإنهم يكونون عصاة بصومهم واستحق من يفعل مثل هذا الفعل، أن يوصف صومه، بأنه ليس من البر، والله أعلم [16].
وقد أجاب ابن حزم على ذلك، بأن هذه الحال- المشار إليها في القاعدة السابقة-محرم البلوغ إليها باختيار المرء للصوم في الحضر والسفر، وقد خصص النبي صلى اللّه عليه وسلم المنع من الصيام في السفر مطلقا بهذا الحديث، فيجب أخذ كلامه عليه الصلاة والسلام على عمومه [17].
ويجاب عن ادعاء العموم من الحديث، بأن فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وفعل أصحابه بعد ذلك، قد بين أن هذا العموم غير مراد، فقد ثبت عنهم الصوم والفطر بعد هذه الواقعة وقد وضحت ذلك في تعليقي على حديث أبي سعيد الخدري الذي جاء فيه: " لقد رأيتنا نصوم مع رسول الله صلى اللّه عليه وسلم بعد ذلك في السفر" [18] والشريعة كل لا يتجزأ.
وقد رد ابن القيم على أصحاب هذا الاتجاه وهو الاستدلال بعموم النص مع قطع النظر عن فعله صلى اللّه عليه وسلم وفعل أصحابه المخصص له، فقال: "وهذا موضع يغلط فيه كثير من قاصري العلم يحتجون بعموم نص على حكم ويغفلون عن عمل صاحب الشريعة وعمل أَصحابه الذي يبين مراده" [19].
4 - الدليل الرابع: من أدلة هذا الفريق الموجب للفطر في السفر: ما رواه أبو سلمة قال: أخبرني عمرو بن أمية الضمري، قال: "قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر فقال: انتظر الغداء يا أبا أمية، فقلت: إني صائم، فقال: تعال ادن مني حتى أخبرك عن المسافر أن اللّه عز وجل وضع عنه الصيام ونصف الصلاة" [20].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/409)
ويناقش هذا الاستدلال من وجهين:
الوجه الأول:
أنه قد اختلف في سند هذا الحديث اختلافا كثيرا، فقد اختلف فيه على الأوزاعي، حيث رواه الأوزاعي عن يحي عن أبي سلمة عن أبي أمية الضمري ثم رواه الأوزاعي عن يحي عن أبي قلابة عن أبي المهاجر عن أبي أمية الضمري ثم رواه الأوزاعي عن يحي عن أبي قلابة عن أبي أمية الضمري [21].
كما اختلف فيه أيضا على معاوية بن سلام وعلي بن المبارك: فقد رواه عثمان عن معاوية عن يحي بن أبي كثير عن أبي قلابة: أن أبا أمية الضمري .. كما رواه عثمان عن علي بن يحي عن أبي قلابة عن رجل أن أبا أمية أخبره [22].
ولهذا الحديث شاهد من حديث أنس بن مالك الكعبي،إلا أنه أَيضا مختلف في إسناده، فقد رواه سفيان الثوري عن أيوب عن قلابة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إن الله وضع عن المسافر نصف الصلاة، والصوم وعن الحبلى والمرضع" [23].
وعن ابن حبان عن عبد الله عن ابن عيينة عن أيوب شيخ من قشير عن عمه.
وعن عبد الله عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن رجل قال: أتيت النبي صلى اللّه عليه وسلم وهكذا .. [24].
وقد روى أبو داود هذا الحديث عن طريق شيبان بن فروخ عن أبي هلال الراسبي عن أبي سواد القشيري عن أنس بن مالك- رجل من بني عبد الله بن كعب أخوة بني قشير- وقد رواه بلفظ "أغارت علينا خيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهيت- أو قال- فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يأكل فقال: اجلس فأصب من طعامنا هذا، فقلت: إني صائم، قال:- فقال- اجلس أحدثك عن الصلاة وعن الصيام: إن الله وضع شطر الصلاة- أو نصف الصلاة والصوم عن المسافر وعن المرضع أو الحبلى- والله لقد قالهما جميعا أو أحدهما- قال: فتلهفت نفسي ألا أكون أكلت من طعام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم" [25] وقد سكت عنه أبو داود.
وقد رواه الترمذي بنفس اللفظ الذي أورده به أبو داود ثم قال: "حديث حسن" [26].
الوجه الثاني:
إن لفظ (وضع) في الحديث يفسر بمعنيين، أولهما: وضع: بمعنى أسقط بلا مقابل وهذا خاص بالنسبة لشطر الصلاة في السفر. وهذا القول مستفاد من الكتاب والسنة، فقد ورد فيهما قصر الصلاة في السفر بلا مقابل.
المعنى الثاني: أن وضع: أي أسقط الوجوب في الحال مع القضاء في المستقبل وهو بالنسبة للصوم للمسافر والمرضع والحامل وإنما قلنا بذلك أيضا للإجماع على أن المسافر والمرضع والحامل إن أفطر كل منهم في رمضان وجب عليه القضاء بعد زوال عذره.
فإسقاط الصوم هنا عن المسافر ليس بإطلاق، بل هو إسقاط للوجوب الفوري مع وجوب القضاء بعد ذلك, إنْ أفطر عملا بالرخصة، أي أن إسقاط الوجوب الفوري هنا رخصة فمن شاء أخذ بها وأفطر, ومن شاء عمل بالعزيمة وترك العمل بالرخصة، وهذا هو مدلول الرخصة، فللمكلف الأخذ بها وهو أفضل، أو العمل بالعزيمة ولا جناح عليه. وقد فسرها صلى اللّه عليه وسلم بذلك في حديث حمزة بن عمرو الأسلمي رضي اللّه عنه حيث قال: يا رسول اللّه: أجد بي قوة على الصيام في السفر فهل علي جناح فقال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم: "هي رخصة من اللّه فمن أخذ بها فحسن ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه" [27].
الدليل الخامس: عن ابن عباس رضي اللّه عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح في رمضان فصام حتى بلغ الكديد ثم أفطر .. قال: "وكان صحابة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يتبعون الأحدث فالأحدث من أمره" [28].
وفي رواية أخرى عن طريق الزهري أيضا- جاء فيها " قال الزهري: وكان الفطر آخر الأمرين، وإنما يؤخذ من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالآخر فالآخر" [29].
وفي رواية ثالثة: قال ابن شهاب: "فكانوا يتبعون الأحدث فالأحدث من أمره ويرونه الناسخ المحكم" [30].
واضح من الحديث أن الفطر في السفر كان آخر الأمرين وأنه قد نسخ حكم جواز الصيام فيه, الذي كان موجودا قبل ذلك.
ويناقش هذا الاستدلال بما يلي:
أولا: أن عبارة: (فكان الفطر آخر الأمرين)، من قول ابن شهاب الزهري، وقد أشار إلى ذلك الإمام مسلم من خلال عرضه لسند الحديث، كما أوضحناه في ذكرنا لروايات الحديث الثلاث.
ثانيا: ينبغي أن يفهم أن مراد الزهري من الأمرين: هما عزيمة الصيام في السفر والرخصة في الفطر فيه, وعلى هذا يكون الدليل متمشيا مع رأي الجمهور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/410)
أما أن يحمل الأمران على عزيمة الصيام في السفر، وعزيمة الفطر فيه دائما فلا، لأنه يتناقض مع فهم راوي الحديث نفسه، وهو ابن عباس رضي اللّه عنهما فقد ورد عنه في الصحيحين "سافر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في رمضان فصام حتى بلغ عسفان، ثم دعا بإناء فيه شراب فشربه نهارا ليراه الناس ثم أفطر حتى دخل مكة. قال ابن عباس- عقب ذلك مباشرة- فصام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأَفطر فمن شاء صام ومن شاء أفطر" [31].
فقول ابن عباس: "فمن شاء صام ومن شاء أفطر" أدل على فهم فعل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وأدق من فهم ابن شهاب رضي اللّه عنه، وأولى بالاعتبار منه. وأما الآثار التي نقلت عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن وجوب الفطر في السفر، ففي بعضها ضعف من جهة سندها أو هي معارضة بما هو أقوى منها، وبعضها الآخر، إما أن يكون قد ذكر على سبيل التغليظ والتشديد وإما ن يكون على سبيل الاجتهاد الشخصي من صاحبه في فهم النصوص، ونبين ذلك بشيء من الإيضاح فنقول:
(أ) - ما روي عن ابن عباس رضي اللّه عنهما، من قوله: لا يجزئه الصيام وما ورد بمعناه عنه، فإنه يتعارض مع ما هو أقوى منه، وهو رواية ابن عباس لحديث صيامه صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح حتى بلغ الكديد ثم أفطر- وقد قال ابن عباس معقباً على الحديث: لقد صام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفطر فمن شاء صام ومن شاء أفطر .. وقد تقدم ذلك قريبا، وهذا الحديث مخرج في الصحيحين وغيرهما فهو أقوى.
(ب) - وأما ما نقل عن عبد الرحمن بن عوف من قوله: "الصائم في السفر كالمفطر في الحضر". فقد قال البيهقي: "هو موقوف، في إسناده انقطاع، وقد روى مرفوعا وإسناده ضعيف" [32] وقد نقل النووي قول البيهقي هذا في المجموع واحتج به على من تمسك بهذا الأثر. لكن صاحب الجوهر النقي قد تعقب قول البيهقي السابق: فذكر أن هذا الأثر، قد رواه أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه، وقد قال ابن معين والنسائي: لم يسمع من أبيه، فهذا معنى قول البيهقي: وفي إسناده انقطاع: إلا أن ابن حزم صرح بسماعه من أبيه، وتابع حميد بن عبد الرحمن أَخاه أبا سلمة فرواه عن أبيه كذلك. كذا أخرجه النسائي في سننه بسند صحيح، وذكر ابن حزم أن سنده في غاية الصحة وعلى فرض صحة نسبة هذا القول إلى عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، فإنه يحمل، إما على التشديد في قبوله الرخصة ردا على من تركها رغبة عنها، أو على أن ذلك اجتهاد منه في فهم النص القرآني. وعليه، فلا يكون حجة لأنه يتعارض مع تفسير الرسول صلى اللّه عليه وسلم للرخصة والذي أشرنا إليه قريبا ..
(ج) - أما ما نقل عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: "من أن رجلا صام رمضان في السفر فأمره عمر أن يقضيه"، ففي سنده عاصم بن عبيد الله بن عاصم, قال عنه ابن حجر في التقريب: "ضعيف".
(د) أما ما نقل عن أبي هريرة، عن قوله: في حق الرجل الذي صام في السفر، "لو مات ما صليت عليه"، فإنه قد تبين من خلال القصة، ضعف الرجل عن الصيام في السفر، ومن كان هذا حاله فإنه ينبغي أن يشدد عليه في الأخذ بالرخصة، فحاله هذه قريبة الشبه بحالة الرجل الذي قال صلى الله عليه وسلم في حقه: "ليس من البر الصيام في السفر"، أي أن من ضعف عن الصيام في السفر، فلا ينبغي أن يشدد على نفسه حتى يفضي إلى هلاكها، فإن هذا الفعل ليس من البر في شيء.
أحوال القلب
قال أبو بكر الوراق:
للقلب ستة أشياء:
حياة، وموت، وصحة، وسقم، ويقظة، ونوم. فحياته الهدى .. وموته الضلالة .. وصحته الصفاء، وعلته العلاقة، ويقظته الذكر، ونومه الغفلة.
وقال أبو حاتم: موت القلب من أربعة أشياء: فضول الكلام ومجالسة الجهال وأكل الشبهة وكثرة الضحك.
>>>>>> يتبع >>>>>>
------------------------------------الهوامش----------------------------
[1] السنن الكبرى ج4 ص245.
[2] المجموع ج6 ص218.
[3] النسائي: إحياء التراث ج4 ص183.
[4] المصنف ج4 ص 270.
[5] المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية _ وهذا الأثر من مسند مسدد _ج1 ص81.
[6] تحفة الأحوذي ج6 ص364، المجموع ج6 ص217، نيل الأوطار ج4 ص51.
[7] المحلى ج6 ص364، المجموع ج6 ص217، نيل الأوطار ج4 ص51.
[8] أشار إلى هذه الدلالة من الآية صاحب المحلى ج6ص381.
[9] صحيح مسلم ج3 ص145.
[10] كراع الغميم: على ثلاثة أميال من عسفان، القاموس المحيط ج3 ص78.
[11] صحيح مسلم ج3 ص142.
[12] صحيح مسلم ج3 ص144.
[13] البخاري ج11 ص48 مع شرحه عمدة القارئ، صحيح مسلم ج3 ص142.
[14] عمدة الأحكام ج11 ص49.
[15] صحيح مسلم ج3 ص 145.
[16] انظر الإشارة إلى هذه القاعدة في عمدة القارئ ج11 ص49 كما أشار إليها ابن القيم في تعليقه على عون المعبود ج6 ص49.
[17] المحلى ج6 ص383.
[18] صحيح مسلم ج3 ص144.
[19] عون لمعبود ج6 ص 49.
[20] النسائي ج4 ص179 من المجتبى.
[21] النسائي ج4 ص 179 من المجتبى.
[22] النسائي ج4 ص 180 من المجتبى.
[23] النسائي ج4 ص 181 من المجتبى.
[24] النسائي ج4 ص 45 من المجتبى.
[25] سنن أبي داود مع شرحه عون المعبود ج6 ص45 إلى47.
[26] سنن الترمذي مع شرحه تحفة الأحوذي ج3 ص402.
[27] صحيح مسلم ج 3 ص 145.
[28] صحيح مسلم ج 3 ص 141.
[29] صحيح مسلم ج 3 ص 141.
[30] صحيح مسلم ج3 ص 141.
[31] صحيح مسلم ج 3 ص 141 وصحيح البخاري ج11 ص 42 المطبوع مع شرح عمدة القارئ.
[32] السنن الكبرى ج4 ص 244.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/411)
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[05 - 11 - 03, 02:04 م]ـ
العدد: (53)
وإتماما لما سبق نشره في حلقتين سابقتين في موضوع (رخصة الفطر في سفر رمضان وما يترتب عليه من آثار) بسوق هذه الحلقة الثالثة فيما يلي:
رأي جمهور الفقهاء:
يرى جمهور الفقهاء وهو عدا من ذكرنا في الرأي السابق أن الفطر في السفر خلال شهر رمضان رخصة يجوز الأخذ بها ويجوز تركها والصيام عملا بالعزيمة ..
وأهم الأدلة التي استند إليها هذا الفريق ما يلي:
الأول: قوله تعالى: { .. وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} .. الآية وقد تقدم أن تقرير الآية على رأي هذا الفريق: ومن كان مريضا أو على سفر فأفطر فعليه عدة من أيام أخر ..
كما سبقت الإشارة إلى أن الفريق الأول: يرى أن هذا التقرير من شأنه تخصيص الآية، وليس خناك دليل على التخصيص، بل يجب أن تبقى الآية عامة كما جاءت، وقد سبق الرد عليه مفصلا ..
الثاني: حديث ابن عباس المتقدم في صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح حتى بلغ الكديد ثم أفطر. ثم قول ابن عباس تعليقا عليه: "لقد صام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفطر، فمن شاء صام ومن شاء أفطر" ..
وجه الدلالة فيه من وجهين:
الوجه الأول: أن رسول الله ابتدأ السفر صائما واستمر كذلك حتى لم يبق من انتهاء الرحلة إلا مرحلتين، فلو لم يكن الصوم في السفر جائزا لما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم من أول سفره حتى بلوغه عسفان أو ما حولها ..
الوجه الثاني: أن السفر كان ديدنه صلى الله عليه وسلم قبل هذه الرحلة وبعدها: ففي حديث أبي الدرداء المتقدم " .. وما منا من أحد صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة" [1] ..
وما قيل، من أن فطره في هذه الغزوة، كان ناسخا لجواز الصيام في السفر قبل ذلك .. استنادا إلى ما قيل: من أن آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم الفطر، فغير مسلم. وقد تقدم الرد عليه مفصلا ..
وما جاء من حديث أبي سعيد .. من قوله: "ولقد رأيتنا نصوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك في السفر" [2] واضح في حدوث الصوم بعد هذه الواقعة منه صلى الله عليه وسلم أو من أصحابه مع اطلاعه عليهم وهم صائمون، وهو ما يستفاد من ذكر لفظ ((مع)) في الحديث.
كما هو واضح في بيان أن الفطر الذي حدث منه صلى الله عليه وسلم في هذه الواقعة؟ إنما هو من قبيل أخذه بالرخصة، وليس من قبيل نسخ الجواز.
الدليل الثالث: بيانه صلى الله عليه وسلم أن الفطر في السفر رخصة، وأن الرخصة يجوز الأخذ بها ويجوز تركها والأخذ بالعزيمة، وذلك في حديث حمزة بن عمرو الأسلمي المتقدم .. حيث جاء فيه " .. هي رخصة من الله، فمن أخذ بها فحسن ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه" [3].
ولقد جاء في رواية لهذا الحديث أخرجها الحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن الكبرى وأبي داود وسكت عنها عن طريق حمزة بن محمد بن حمزة حفيد السائل تبين أن السؤال كان عن صيام شهر رمضان في السفر، إذ جاء فيه "قلت يا رسول الله إني صاحب ظهر أعالجه، أسافر عليه وأكريه، وإنه ربما صادفني هذا الشهر، يعني شهر رمضان وأنا أجد القوة، وأنا شاب، وأجدني أن أصوم يا رسول الله أهون عليَّ من أن أؤخره فيكون دينا أفأصوم يا رسول الله أعظم لأجري أو أفطر، قال: أي ذلك شئت يا حمزة" [4] ..
فهذا الحديث يوضح أن السؤال كان عن صيام شهر رمضان وهو وإن كان ابن حزم وابن حبان، قد ضعفا رواية حمزة بن محمد بن حمزة [5]. إلا أن له شاهدا من حديث حمزة بن عمرو المخرج في الصحيحين وغيرهما ..
وأما على رأي من يقول: إن سؤال حمزة كان عن صيام التطوع فإنه ليس في الحديث ما يشير إلى تخصيص السؤال بذلك
وعلى فرض أن السؤال كان في صيام التطوع؟ فإن العبرة برد الرسول عليه الصلاة والسلام الذي جاء بصيغة عامة تشمل جميع أنواع الصيام سواء كان صيام فرض أو تطوع.
وحتى لو كانت الإجابة تخصص بنوع السؤال وهذا على افتراض أن السؤال كان عن صيام التطوع، فإن هذا الحكم يشمل صيام شهر رمضان من باب أولى، لأنه إذا تكبد الإنسان صيام التطوع في السفر وليس عليه في تركه شيء فإن تكبده الصيام الواجب من باب أولى، لأنه إن تركه سيكون دينا عليه ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/412)
وقد نوقش هذا الحديث، بأن الرخصة المشار إليها فيه قد خرجت من باب التخيير للعبد، إلى وجوب الالتزام بها، إذ جاء في نهاية الحديث "ليس البر أن تصوموا في السفر" زيادة توجب قبولها، وهي قوله صلى الله عليه وسلم: "عليكم برخصة الله التي رخص لكم" [6]
يجاب عن ذلك، بأنه جاء في صحيح مسلم ما يفيد أن هذه الزيادة غير محفوظة، إذ قال شعبة: "وكان يبلغني عن يحي بن أبي كثير أنه كان يزيد في هذا الحديث ليس البر .. الخ وفي هذا الإسناد أنه قال: عليكم برخصة الله الذي رخص لكم. قال: فلما سألته لم يحفظه [7].
وعلى فرض صحة هذه الزيادة، فإنه يجاب عنها بأن الأمر هنا خاص بمثل هذا الرجل الذي ترك الرخصة وفضل عليها إهلاك نفسه أو بمن ترك الرخصة رغبة عنها. ((والله أعلم)).
الدليل الرابع:
عدم إنكاره صلى الله عليه وسلم على من كان يصوم في سفره معه، فقد جاء في حديث أبي سعيد قوله: "كنا نسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فما يعاب على الصائم صومه ولا على المفطر إفطاره" [8].
ومعلوم أن القصد: من ذكر ما يفيد المعية هنا وإيراد: يعاب بصيغة، البناء للمجهول: تأكيد اطلاع الرسول عليه الصلاة والسلام على حالهم وأنه مع ذلك لم يعب على الصائم صومه ولا على المفطر إفطاره ..
ثم إن ذكر أبي سعيد هذا الحديث بلفظ كنا نشعر، بأن ذلك الحال كان دائما، حتى وفاته صلى الله عليه وسلم لأنه صرح بهذا القول بعد وفاته عليه الصلاة والسلام ..
الدليل الخامس: فهم الصحابة رضي الله عنهم رخصة الفطر في السفر وأنها تعني الإباحة لا الوجوب واستمرارهم على هذا الفهم، سواء في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام أو بعد وفاته، فمن ذلك:
حديث أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم قالا: "سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصوم الصائم ويفطر المفطر فلا يعيب بعضهم على بعض .. " [9].
وحديث أبي خالد الأحمر عن حميد قال خرجت فصمت فقالوا لي أعد قال: قلت: "إن أنسا أخبرني أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يسافرون فلا يعيب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم، فلقيت ابن أبي مليكة، فأخبرني عن عائشة رضي الله عنها بمثله" [10].
الدليل السادس: حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة رمضان فأفطر وصمت وقصر وأتممت، فقال: أحسنت يا عائشة" رواه الدارقطني وقال هذا إسناد حسن وأخرجه النسائي ولم يذكر فيه: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة رمضان ((وجاء في نهايته)) لفظ "وما عاب علي" [11]. ونقله النووي في المجموع واحتج به [12].
وقد ضعف العلماء هذا الحديث: لأن في إسناده العلاء بن زهير عن عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي عنها، وقد قال ابن حبان في العلاء بن زهير: أولا أنه ثقة. ثم تناقض فيه بعد ذلك فقال: كان يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات فبطل الاحتجاج به فيما لم يوافق الأثبات. وقال ابن حزم: مجهول وقال ابن معين: ثقة وقال عبد الحق: إنه ثقة مشهور والحديث الذي رواه في القصر صحيح، ورجح الذهبي توثيق ابن معين له وأما عبد الرحمن بن الأسود، فقد اختلف في سماعه منها، فقال الدارقطني: أدرك عائشة ودخل عليها وهو مراهق. قال الحافظ ابن حجر: وهو كما قال، ففي تاريخ البخاري وغيرها ما يشهد لذلك. وقال أبو حاتم: أدخل عليها وهو صغير لم يسمع منها, وادعى ابن أبي شيبة الطحاوي ثبوت سماعه منها.
فظهر من أقوال رجال الجرح والتعديل: أن الحديث لا بأس به من جهة السند لأن العبرة كما قال الذهبي: بتوثيق ابن معين للعلاء بن زهير.
كما ثبت سماع عبد الرحمن بن الأسود من عائشة، إذ جاء في تاريخ البخاري أنه كان يدخل عليها وهو صغير دون استئذان فلما احتلم استأذن فعرفت صوته فقالت يا عدو نفسه؟ أفعلتها. قال: نعم يا أمتاه قالت ادخل [13].
وقال البعض: إن حديث عائشة هذا فيه نكارة من جهة المتن، إذ فيه أن عائشة خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة رمضان مع أن الثابت أنه صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمر ليس منها في رمضان شيء ..
وقد أجيب عن ذلك: بأن هذه العمرة لعلها حدثت في شوال وكان الخروج إليها في رمضان في غزوة الفتح [14] والله أعلم بالصواب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/413)
ونكتفي بهذا القدر من الأدلة المأخوذة من السنة على رأي الجمهور في جواز الأمرين، الصوم والفطر في السفر خلال شهر رمضان.
أما الآثار عن الصحابة رضي الله عنهم فكثيرة نكتفي بأمثلة عنها:
أ_ ما رواه البيهقي بسنده إلى أبي الفيض، قال: كنت في غزوة الشام فخطب مسلمة ابن عبد الملك، فقال: من صام رمضان في السفر فليقضه، فسألت أبا قرصافة رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو صمت ثم صمت حتى عد عشرا لم أقضه" [15] ..
ب_ ما نقله صاحب الفتح عن الطبري في تهذيبه من طريق خيثمة: سألت أنس ابن مالك عن الصوم في السفر فقال: "لقد أمرت غلامي أن يصوم، قال: قلت له فأين هذه الآية {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} فقال: إنها نزلت ونحن نرتحل جياعا وننزل على غير شبع وأما اليوم فنرتحل شباعا وننزل على شبع"
قال الحافظ ابن حجر تعقيبا على ذلك: "أشار أنس إلى الصفة التي يكون فيها الفطر أفضل من الصوم" [16]
وأقول: إن أمر أنس لغلامه بالصوم، من أوضح الأدلة على جواز الصيام في السفر في شهر رمضان، لأن أنس أكثر الصحابة التصاقا برسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة بشأنه ..
ج_ ما أخرجه البيهقي بسنده إلى ابن سيرين عن عثمان بن أبي العاص قال: "الصوم في السفر أحب إلي" كما روي عن ابن مسعود بمعناه [17].
أما ما روي عن التابعين:
فقد روى النسائي عن حميد بن مسعدة عن سفيان عن العوام بن حوشب قال قلت لمجاهد: الصوم في السفر، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ويفطر" [18].
كما روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن قال: "إذا أهل الرجل رمضان في أهله وصام منه أيام ثم سافر فإن شاء صام وإن شاء أفطر" [19] ..
الرأي المختار:
بعد هذا العرض الموجز لأهم الأدلة التي استدل بها الفريقان، وما أثير حولها من المناقشات، نرى أن المختار هو رأي الفريق الثاني وأنه أقربها للسنة المحكمة وذلك لما يلي:
أ_ إن العمل بالرأي الأول: يقتضي طرح العمل بكثير من النصوص الصحيحة الثابتة التي تفيد أن الفطر في سفر رمضان رخصة يترك العمل بها لاختيار المسلم، بخلاف العمل بالرأي الثاني فإنه يقتضي العمل بكل النصوص وذلك بإمكان الجمع بين أدلة الفريقين. والجمع بين الأدلة والعمل بها كلها واجب ما أمكن ..
ب_إن القول بوجوب الفطر في السفر قد يكون فيه مشقة لمن كان دائم السفر كالسائقين والمضيفين في الطائرات وكل العاملين في مجال المواصلات من سيارات وطائرات وسفن وغيرها إذ هؤلاء وأمثالهم لو ألزموا بالفطر في سفرهم خلال رمضان لصار صوم الشهر دينا ثابتا يتراكم عليهم عاما بعد عام بل ربما يموتون وعليهم صيام سنين، وقد وضح ذلك من خلال قصة حمزة بن عمرو الأسلمي ..
ج_ في هذا العصر وبعد التقدم الكبير في وسائل المواصلات والذي جعل السفر الآن لدى قطاعات كبيرة من المسلمين أقرب للمتعة منه إلى المشقة التي شرع الفطر من أجلها. فإن المسلم قد يرى الصائم أيسر عنده من الفطر، أولا: لعدم إحساسه بالمشقة التي تضعفه عن تحمل الصيام .. ، وثانيا: لأن الفطر سيترتب عليه أن تظل هذه الأيام دينا في رقبته ويطالب بقضائها بعد انتهاء السفر .. والله أعلم ..
أيهما الأفضل: الصيام أم الفطر للمسافر القادر على الصيام دون مشقة؟
بعد أن بينا بوضوح حكم الصوم والفطر للمسافر خلال شهر رمضان وهو جواز الأمرين. نبين الآن، مدى هذا الجواز بالنسبة للشخص القادر على الصيام بدون ضرر عليه، وبمعنى أوضح، هل هذا الجواز يقف عند حده الأدنى، أي أن الصوم والفطر يستويان في الفضل بدون زيادة لأحدهما على الآخر فيه، أو أن أحدهما أكثر فضلا من الآخر، فينبغي المصير إليه، ندبا أو استحبابا؟ لبيان ذلك نقول:
من يرى أفضلية الصوم عن الفطر:
نقلت أفضلية الصوم عن الفطر للمسافر القادر على الصوم بدون مشقة عن عدد كبير من الصحابة والتابعين وفقهاء الإسلام، نذكر منهم على سبيل المثال:
من الصحابة: حذيفة بن اليمان، وأنس بن مالك، وعثمان بن أبي العاص، وابن مسعود، وأبو قرصافة.
ومن التابعين: عروة بن الزبير، والأسود بن يزيد، وأبو بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث، وسعيد بن جبير، والنخعي، والفضيل بن عياض
ومن الفقهاء: مالك، وأبو حنيفة، والشافعي، والثوري، وعبد الله بن المبارك، وأبو ثور، وآخرون [20].
من أهم أدلة هذا الفريق ما يلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/414)
1_ حديث أبي الدرداء المتقدم وفيه "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان في حر شديد حتى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة" [21].
فإدامة الرسول صلى الله عليه وسلم الصيام في السفر مع وجود الرخصة في الفطر، والتي أخذ بها أصحابه رضي الله عنهم، إرشاد إلى أفضلية الصيام لمن قدر عليه بدون ضرر.
ويناقش هذا الاستدلال، بأن السفر المشار إليه في هذا الحديث، كان قبل غزوة الفتح التي ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفطر فيها واستمر على الفطر في السفر بعدها، لحديث: "إنه كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم" والعبرة بما كان عليه صلى الله عليه وسلم في آخر حياته ..
وإنما قلنا إن هذا السفر كان قبل غزوة الفتح، لأن عبد الله بن رواحة، قتل في مؤتة وكان ذلك قبل غزوة الفتح، وإن كانتا في سنة واحدة كما يذكر ذلك كثير من أصحاب المغازي. ويجاب عن هذه المناقشة، بأنه يكفي في ثبوت الاستدلال: وجود الرخصة في الفطر التي أخذ بها كل الأصحاب ما عدا عبد الله بن رواحة رضي الله عنه.
كما ثبت من خلال دراستنا للمسألة السابقة، أن فطر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح، إنما كان عملا بالرخصة تشجيعا لأصحابه على الفطر بعد أن تردد أكثرهم فيه لما يرون من صيامه صلى الله عليه وسلم وقد جاء ذلك واضحا في رواية لحديث جابر بن عبد الله عن طريق قتيبة بن سعيد عن الدراوردي عن جعفر "فقيل له: إن الناس قد شق عليهم الصيام وإنما ينظرون فيما فعلت، فدعا بقدح من ماء بعد العصر" [22].
2_ حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه المتقدم وقد جاء فيه: " .. لقد رأيتنا نصوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك في السفر" [23].
يشير تصريح أبي سعيد باستئناف الصيام بعد غزوة الفتح، إلى أن الفطر في هذه الغزوة كان لظروف معينة، وهي شدة الحر وشعور الناس بمشقة الصيام، ثم للتقوى استعدادا لملاقاة الأعداء وأخيرا لإزالة الأحجام والتردد عن بعض النفوس التي توقفت عن الأخذ بالرخصة لعدم أخذه صلى الله عليه وسلم بها واستمرار صيامه. أما بعد أن زالت هذه الظروف أو تغير أكثرها فإنهم رجعوا إلى الصيام في السفر، وما ذلك إلا لأفضليته على الفطر فيه ..
3_حديث عائشة رضي الله عنها "قصرت وأتممت وأفطرت وصمت، فقال لها صلى الله عليه وسلم أحسنت يا عائشة" وقد تقدم الحديث وما قيل فيه ..
4_ وقد أشار بعض العلماء هنا إلى دليل عقلي، مؤداه: إذا كان ولا بد من الصيام، أداء في رمضان أو قضاء في غيره، فأداؤه في رمضان أفضل من قضائه في غيره وذلك لأفضلية الأداء على القضاء بصفة عامة ولأن رمضان أفضل الوقتين، وحتى لا تشتغل ذمته به فترة من الوقت ولا يدري ما يطرأ عليه فيها [24].
من يرى أفضلية الفطر على الصيام:
من الصحابة: ابن عباس، وابن عمر. ومن التابعين: ابن المسيب، والشعبي و. ومن الفقهاء: الأوزاعي وأحمد وإسحاق وعبد الملك بن الماجشون المالكي ..
من أهم أدلة هذا الفريق ما يلي:
1_ حديث جابر المتقدم وفيه: " .. ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه ثم شرب فقيل له: بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام فقال: أولئك العصاة أولئك العصاة" ..
فإن فطره صلى الله عليه وسلم بمرأى من الناس ثم وصفه بعد ذلك للصائمين، بالعصاة، يشعر بأفضلية الفطر عن الصوم في السفر
ويناقش هذا الاستدلال بأن فطره صلى الله عليه وسلم في هذه الواقعة بالذات وبمرأى من الناس كان لظروف خاصة بها وقد أشرنا إليها قريبا أما وصف الصائمين بالعصاة فإنما كان للمخالفة في تنفيذ أمر الفطر الذي أصدره صلى الله عليه وسلم والذي أوضحه حديث أبي سعيد رضي الله عنه "إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم فكانت رخصة فمنا من صام ومنا من أفطر ثم نزلنا منزلا آخر فقال؟ إنكم مصبحو عدوكم والفطر أقوى لكم فأفطروا وكانت عزمة فأفطرنا" [25].
2_ حديث جابر بن عبد الله أيضا "ليس البر أن تصوموا في السفر" فنفى الرسول عليه الصلاة والسلام البر عن الصيام في السفر يريد أن الفطر أفضل منه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/415)
ويناقش هذا الاستدلال بأن الصوم المنفي عنه البر: هو الذي يقوم به شخص لا يقدر عليه، وبالتالي يؤدي إلى إتلافه، فمثل هذا يكون الفطر في حقه أفضل. وليس المراد نفي البر عن عموم الصوم في السفر ..
3_ حديث ابن عباس رضي الله عنه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح في رمضان فصام حتى بلغ الكديد ثم أفطر قال: وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبعون الأحدث فالأحدث من أمره" [26] ..
فالفطر كان هو أحدث الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتباعه فيه أفضل من الصيام ..
ويناقش، بأن فطره في هذه الغزوة كان لأسباب خاصة أوضحناها قريبا كما سلفت الإشارة إلى أن عبارة "وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الخ" مدرجة في الحديث من كلام ابن شهاب ..
4_ حديث حمزة بن عمرو الأسلمي وقد جاء فيه قوله صلى الله عليه وسلم: "هي رخصة من الله فمن أخذ بها فحسن ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه" ..
فتحسينه صلى الله عليه وسلم لجانب الفطر، واكتفاؤه بنفي الجناح عن الصوم، إشارة واضحة إلى أفضلية الفطر على الصوم ..
وقد نوقش هذا الاستدلال، بأن التحسين هو بالنسبة لمن كان لا يتيسر له الصيام بحيث يشعر معه بمشقة أو ضرر، فمثل هذا الفطر في حقه حسن. أما من كان يحتمله مع شيء من المشقة، ومع ذلك ترك الرخصة وصام فإنه لا جناح عليه ..
5_ ما جاء في حديث جابر "ليس البر أن تصوموا في السفر" من زيادة عن طريق يحي بن أبي كثير بلفظ: "عليكم برخصة الله الذي رخص لكم".
فهذا الأمر وإن لم يكن مقتضيا للوجوب، لكنه يعتبر إرشادا واضحا من الرسول عليه الصلاة والسلام، إلى أفضلية الأخذ بالرخصة التي تقتضي الفطر. وعليه فيكون الفطر أفضل من الصيام.
ويناقش هذا الاستدلال، بما قلنا سابقا نقلا عن الإمام مسلم بن الحجاج في صحيحه، من أن هذه الزيادة غير محفوظة.
ويمكن أن يجاب عن هذه المناقشة، بأن هذه الزيادة قد رواها النسائي عن طريق الأوزاعي عن يحي بن أبي كثير أيضا بلفظ "وعليكم برخصة الله الذي رخص لكم فاقبلوها" [27] وقد قال ابن القطان: إسنادها حسن متصل، كما رواها ابن حزم واحتج بها [28] فالله أعلم بالصواب.
من يرى أن أيسر الأمرين أفضلهما:
نسب إلى مجاهد وعمر بن عبد العزيز وقتادة القول: بأن الأفضل من الصيام أو الفطر هو الأيسر والأسهل، أي أن من وجد لديه قوة على الصيام ولم يتضرر منه، فإن الصيام في حقه أفضل.
ومن كان يشق عليه أو يترتب عليه ضرر منه، فإن الفطر في حقه أفضل. وقد اختار هذا القول ابن المنذر [29].
ومن أهم أدلة هذا الفريق ما يلي:
1_ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: "كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان، فمنا الصائم، ومنا المفطر، فلا يجد الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم، يرون أن من وجد قوة فصام، فإن ذلك حسن، ويرون أن من وجد ضعفا فأفطر فذلك حسن" [30].
واضح من الحديث: أن كلا الأمرين وصف بالحسن لكونه يتناسب مع حال فاعله.
2_ عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: " أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم على نهر من ماء السماء والناس صيام في يوم صائف مشاة ونبي الله صلى الله عليه وسلم على بغلة له، فقال اشربوا أيها الناس، قال: فأبوا، قال: إني لست مثلكم إني أيسركم، إني راكب، فأبوا فثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذه فنزل فشرب وشرب الناس، وما كان يريد أن يشرب" رواه أحمد في مسنده [31].
فقد علل صلى الله عليه وسلم امتناعه عن الفطر أولا بكون الصيام كان ميسرا له كما علل أمره لهم بالفطر بوجود المشقة لديهم.
وإنما خالف ما يناسب حاله وأفطر مثلهم لإزالة ترددهم عن الفطر الذي كان يناسب حالتهم وذلك من قبيل رأفته ورحمته بأمته صلى الله عليه وسلم.
3_ قال تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [32].
فقد علل الله سبحانه وتعالى رخصة الفطر بالتيسير على المسلمين. وعليه: فمن كان الفطر أيسر له؟ فإن الأفضل له الفطر عملا بالرخصة، ومن كان الصوم أيسر له، فإن الأفضل له الصيام.
من يرى أفضلية الصوم إذا خلا من الآفات المحبطة لفضله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/416)
ذهب بعض العلماء إلى أن الصوم أولى في السفر إذا لم تصحبه لآفة من الآفات المحبطة لفضله كالرياء والعجب والسمعة وقيام الناس على خدمته وإلا فإن خشي دخول شيء عليه من هذه الآفات فإن الفطر في حقه أولى [33].
وقد استدل لهذا الرأي الذي لم يعرف من قال به من الفقهاء القدامى وإن كان قد حظي باختيار الشوكاني صاحب نيل الأوطار وقد استدل له بما يلي:
أ_ عن أنس رضي الله عنه قال: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر فمنا الصائم ومنا المفطر، قال فنزلنا منزلا في يوم حار أكثرنا ظلا صاحب الكساء ومنا من يتقي الشمس بيده قال: فسقط الصوام وقال المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب المفطرون اليوم بالأجر" [34].
ب_ نقل صاحب الفتح ما رواه الطبري عن طريق مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: " إذا سافرت فلا تصم فإنك إن تصم، قال أصحابك: اكفوا الصائم ارفعوا للصائم وقاموا بأمرك، وقالوا فلان صائم فلا تزال يذهب أجرك " [35].
فحديث أنس وأثر ابن عمر واضحان في دلالتهما على تأثير هذه الآفات على الصيام لكن من الممكن السلامة من ذلك: إذا خدم الإنسان نفسه وقام بما يجب عليه من المشاركة في الخدمات العامة للرفقة المسافرين معه وأخلص نيته في صيامه.
المختار من هذه الأقوال:
أرى أن الرأي الذي يذهب إلى أن أيسر الأمرين هو أفضلهما: هو الأولى بالاختيار لما يلي:
أ_ أنه يترتب على الأخذ بهذا الرأي تحقق الحكمة التي جاء الترخيص في الفطر من أجلها، وهي اليسارة والسهولة. قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}
ب_ يتجلى تحقق هذه الحكمة من مطابقة هذا الرأي لطبائع الناس واختلاف قدراتهم، فمنهم من يتيسر له الصوم ولا يرى فيه كلفة أو مشقة، بل ربما كان يرى فيه راحته وصحته فطلب الفطر من مثل هذا فيه مشقة له، ومنهم من لا يتيسر له الصوم إلا إذا كان مقيما مستريحا لا يقوم بأي عمل أو يقوم بأعمال يسيرة غير مجهدة وقد نفى رسول الله صلى الله عليه وسلم البر عن صوم مثل هذا في السفر.
ج_ المعيار في هذا الرأي، فيه مرونة حيث وكّل أمر الفطر أو الصوم إلى شعور الشخص نفسه، إذ هو المكلف وهو أمين نفسه، والتكليف أمانة، فإن وجد من نفسه القوة والقدرة على تحمل الصيام دون مشقة أو مشقة معتادة صام وإلا فلا.
د_ وأخيرا فإن هذا الرأي يتناسب مع ظروف المواصلات في هذا العصر وتنوعها فمن الناس من يتيسر له سبل مواصلات مريحة تخفف عنه كثيرا من معاناة السفر، فمثل هذا يكون الصوم أيسر له.
ومنهم من لم تتيسر له سبل مواصلات أصلا أو تتيسر له مواصلات مرهقة ومجهدة فمثل هذا يكون الفطر أيسر له.
ويجاب على استدلال الجمهور القائلين بأفضلية الصوم مطلقا لمن أطاقه بأن استمرار رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصوم، ربما كان هو الأيسر بالنسبة له، وكان يأمر أصحابه بالأخذ بالرخصة لأنه كان يرى أن الفطر هو الأيسر بالنسبة لهم، وحديث أحمد المتقدم من أوضح الأمثلة على ذلك حيث جاء فيه قوله صلى الله عليه وسلم مبينا الحكمة من رغبته في استمرار صومه وأمره لهم بالفطر .. "إني لست مثلكم؟ إني أيسركم؟ إني راكب، فأبوا فثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذه، فنزل فشرب وشرب الناس، وما كان يريد أن يشرب".
أما أدلة الفريق الذي يرى أفضلية الفطر مطلقا فقد أجيب عنها في مواضعها فلا حاجة إلى إعادتها مرة أخرى.
أما القول الذي يرى أفضلية الصوم إذا لم تصحبه آفة تحبطه؟ فيمكن أن نضيف إلى ما قلناه سابقا، إن هذه الآفات من الرياء والسمعة ونحوهما، أمور قلبية أي أن مدارها على نية الإنسان وقصده فإذا جرد الإنسان نيته، وكان صومه خالصا لله، فلا يضره ما قيل عنه.
وأما قيام الغير بخدمته، فلا يخلو حال الصائم من أحد أمرين: إما أن يكون قادرا على خدمة نفسه والمشاركة بجهد فعال مع بقية رفاقه في الرحلة مع صومه، فينبغي له ألا يسمح للغير بالقيام بهذه الأعمال نيابة عنه. وإما ألا يكون قادرا على ذلك مع الصوم فينبغي له الفطر أخذا بالرخصة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/417)
وعلى ذلك: فيمكن القول: بأن الفريق الذي كان مصاحبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم صائما وعجز عن القيام بالأعمال التي قام بها المفطرون، فإنه قد خالف مقتضى الرخصة، حيث ترك الأخذ بها مع أنه كان من أهلها، لذلك استحق المفطرون الأجر دونهم ..
والله أعلم
>>>> يتبع >>>>>>>
------------------------------الهوامش---------------------------------
[1] صحيح مسلم ج3ص145.
[2] صحيح مسلم ج3ص144.
[3] صحيح مسلم ج3ص145.
[4] أبو داود ج 7ص 40 مطبوع مع شرحه عون المعبود والسنن الكبرى ج 4 ص 241 والمستدرك ج1 ص 433.
[5] تهذيب التهذيب ج3ص32 دار صادر بيروت قال ابن حجر: ضعفه ابن حزم وقال عنه ابن حبان مجهول ولم أجد فيه كلاما لأحد المتقدمين. تهذيب التهذيب.
[6] النسائي ج4ص176 المحلى ج6ص384.
[7] صحيح مسلم ج3ص142.
[8] صحيح مسلم ج3ص143.
[9] صحيح مسلم ج3ص143.
[10] صحيح مسلم ج 3 ص 143.
[11] النسائي ج3ص122 ومنتقى الأخبار مع شرحه نيل الأوطار ج3ص230.
[12] المجموع ج6ص218.
[13] التاريخ الكبير للبخاري ج5ص63 دار الكتب العلمية بيروت، وتهذيب التهذيب ج8ص180 مطبعة دار المعارف الهندية. والميزان للذهبي ج3ص101 طبعة دار المعرفة ببيروت.
[14] نيل الأوطار ج3ص231.
[15] السنن الكبرى ج4ص244.
[16] فتح الباري ج5ص87.
[17] السنن الكبرى ج4ص245.
[18] سنن النسائي ج4ص184 من المجتبى.
[19] المصنف ج4ص269.
[20] السنن الكبرى للبيهقي ج4ص244، 245 وفتح القدير ج2ص351 مصطفى الحلبي، والمجموع ج2ص219، نيل الأوطار ج4ص252، شرح عبد الباقي الزرقاني على مختصر خليل ج2ص197.
[21] صحيح مسلم ج3ص145.
[22] صحيح مسلم ج3ص142.
[23] صحيح مسلم ج3ص144.
[24] أشار إلى هذا الدليل باختصار شديد صاحب فتح القدير ج2ص351 وقد قمنا بتوضيحه وشرحه.
[25] صحيح مسلم ج3ص144.
[26] صحيح مسلم ج3ص141.
[27] النسائي ج4ص176 من المجتبى.
[28] المحلى ج6ص384’ نيل الأوطار ج4ص252.
[29] نيل الأوطار ج4ص252 والمجموع ج6ص219.
[30] صحيح مسلم ج3ص143.
[31] نيل الأوطار ج4ص254.
[32] سورة البقرة الآية رقم 185 وإنما أخرنا الاستدلال بهذه الآية الكريمة لأن الاستدلال بها غير مباشر بخلاف الحديثين قبلها فإنهما نص في الموضوع.
[33] فتح الباري ج5ص86 ونيل الأوطار ج4ص253.
[34] صحيح مسلم ج3ص144.
[35] فتح الباري ج5ص86.
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[06 - 11 - 03, 01:45 م]ـ
العدد: (57)
ا
كيفية العمل بالرخصة:
بعد أن تناولنا في الحلقات السابقة: بيان المستفيدين بالرخصة والمدى الذي تتحقق به، وحكم الأخذ بها، ومدى شمولها لأنواع السفرة نتناول الآن في هذه الحلقة، كيفية العمل بهذه الرخصة من بداية السفر إلى نهايته، فنقول وبالله التوفيق:
بداية سريان الرخصة:
يبدأ سريان الرخصة من اللحظة التي يتحقق فيها وصف السفر على الشخص سواء من حيث الزمان أو المكان، ونوضح ذلك فيما يلي:
بدء سريان الرخصة من حيث الزمان:
من عزم على السفر، لا يخلو أمره عن الأحوال الآتية:
أ- أن يبدأ سفره من قبل طلع الفجر، وهذا لا خلاف- نعلمه- بين أهل العلم، أن الرخصة تحققت بشأنه. وله العمل بمقتضاها، من حيث إباحة الفطر له منذ بداية سفره [1].
ب- أن يبدأ السفر بعد طلوع الفجر- بحيث لم يفارق عمران البلد إلا بعده- والحال أنه كان قد بيت نية الصيام من الليل. فيرى أكثر أهل العلم هنا، أنه يجب عليه الاستمرار في الصوم ولا تتحقق الرخصة لديه. تغليباً لجانب الإقامة على جانب السفر فإن أفطر وجب عليه قضاء يوم بدل ذلك اليوم ولم يوجبوا عليه الكفارة لتأوله. ولم يخرج عن هذا الفريق في عدم وجوب الكفارة إلا المغيرة وابن كنانة، فإنهما أوجبا عليه الكفارة.
وقد قال بهذا الرأي: مالك والشافعي والأوزاعي وأبو حنيفة ومكحول والزهري ويحيى الأنصاري وإحدى الروايتين عن أحمد.
وقال أحمد- في الرواية الثانية عنه- وإسحاق وداود وابن المنذر وابن حبيب- إن من بدأ سفره بعد الفجر. له الفطر منذ بدء السفر لإطلاق اسم المسافر عليه منذ هذه اللحظة [2].
واختلف النقل عن المزني- من أصحاب الشافعي- فنقل الشوكاني عنه: أنه أختار رأي أحمد وإسحاق. وقال بعض الشافعية: إن المزني رجع عن رأيه هذا.
وقال ابن حزم: إنه يبطل صومه منذ بدء سفره وعليه قضاؤه [3].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/418)
مستند الفريق الأول:
لم أجد مستنداً من السنة يشهد لقول هذا الفريق بعدم جواز الفطر لمن بدأ سفره بعد طلوع الفجر.
وقد وجدت أثراً عن الحسن البصري، رواه عبد الرزاق عن معمر عمن سمع الحسن يقول: إذا أصبح الرجل صائما في شهر رمضان ثم خرج مسافراً نهاراً. فلا يفطر ذلك اليوم إلا أن يخاف العطش على نفسه فإن تخوفه أفطر والقضاء عليه، فإن شاء بعد أفطر وإن شاء صام [4].
واضح من سند هذا الأثر: أن هناك راويا مجهولاً بين معمر وبين الحسن. ثم فيه تعليق استمرار الصيام على عدم الخوف من العطش.
كما استدل بعض العلماء لهذا الرأي، بأن الصوم: عبادة تختلف بالسفر والحضر فإذا اجتمعا فيها غلب حكم الحضر قياساً على الصلاة، فلو صلى مسافر خلف مقيم وجب عليه الإتمام [5].
وقد قيل في الرد عليه: إن الصوم يختلف عن الصلاة، فإن الصلاة يلزم إتمامها بالنية بخلاف الصوم [6].
أما أدلة الفريق الثاني فأهمها ما يلي:
1 - ما رواه أبو داود بسنده إلى عبيد بن جبير، قال: كنت راكباً مع أبي بصرة الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفينة من الفسطاط في رمضان، فرفع [7] أبو بصرة، ثم قرب غذاؤه (غداء). قال جعفر [8] في حديثه: فلم يجاوز البيوت حتى دعا بالسفرة. قال: اقترب؟ قلت: ألست ترى البيوت؟ قال: أترغب عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال جعفر في حديثه: فأكل [9].
قال الشوكاني: سكت عنه أبو داود والمنذري والحافظ، في التلخيص ورجاله ثقات [10].
فهذا تصريح من أبي بصرة بأن الإفطار للمسافر في اليوم الذي خرج فيه من السنة وعبارة الخطابي في الاستدلال منه: (فيه حجة لمن رأى للمقيم ذي الصيام إذا سافر من يومه أن يفطر) [11] ..
2 - ما رواه البيهقي عن محمد بن كعب قال: أتيت أنس بن مالك في رمضان، وهو يريد السفر، وقد رحلت له دابته ولبس ثياب السفر، وقد تقارب غروب الشمس فدعا بطعام فأكل منه، ثم ركب فقلت له سنة، قال: نعم. قال الترمذي: بعد أن ذكره: هذا حديث حسن [12].
قال الشوكاني عن هذا الحديث: سكت عنه الحافظ، وفي إسناده عبد الله بن جعفر والد علي بن المديني، وهو ضعيف، ولكن صاحب التحفة قال: لا بأس يكون عبد الله في الطريق الأولى فإنه لم يتفرد به بل تابعه محمد بن جعفر في الطريق الثانية، وهو ثقة [13].
2 - ما رواه البيهقي أيضا بسنده إلى إسحاق عن عمرو بن شرحبيل أنه كان يسافر وهو صائم فيفطر من يومه [14].
والمختار: هو قول من يرى إباحة الفطر لمن سافر من بعد طلوع الفجر للأمور التالية:
أولا: لصحة إطلاق اسم المسافر عليه حقيقة. وقد قال تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} فقد علق سبحانه الرخصة على وجود السفر. وقد تحقق بمجرد حركته على الطريق، فينبغي أن تتعلق به أحكامه التي من بينها إباحة الفطر.
ثانيا: القول بإباحة الفطر، فيه تيسير على المسافر، والتيسير هو مناط الرخصة قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}.
ثالثا: أن القول بإباحة الفطر هو أقرب القولين إلى السنة، فقد نسب كل من أبي بصرة وأنس بن مالك فطره في نفس اليوم الذي سافر فيه إلى فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قال تعالى {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ... } الآية.
جـ- من عزم على السفر من الليل ونوى الفطر ولم يسافر إلا بعد طلوع الفجر:
يرى فقهاء المالكية والشافعية والحنفية، أن الشخص المقيم إذا عزم على السفر من الليل وبيت نية الفطر حتى طلع عليه الفجر ولم يبدأ سفره إلا بعد طلوع الفجر، فإنه يعتبر مخالفاً لأحكام الصيام في السفر، إذ كان يجب عليه أن يبيت الصيام مادام لن يبدأ سفره إلا بعد طلوع الفجر.
والأثر المترتب على ذلك: القضاء فقط مع إمساك بقية اليوم. أما المالكية فيوجبون عليه القضاء والكفارة.
وجهة الفريق الأول:
يرى هذا الفريق: أن فاعل ذلك وإن كان مخطئاً لكنه متأول نظراً لوجود نية السفر لديه، فوجود هذه النية أورثه شبهة الإباحة، وهذه الشبهة تنفي عنه الكفارة.
وجهة الفريق الثاني:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/419)
يرى هذا الفريق أن هذا الشخص يعتبر مقيماً صحيحاً قد عزم على ترك الصوم واستمر على الترك حتى انتهى وقت النية وهو طلوع الفجر، وعدم معرفته بالحكم لا يؤثر في وجوب الكفارة عليه، فيكفيه العلم بوجوب الصيام على الحاضر، وبما أنه شهد بدء الصيام وهو حاضر فيترتب عليه الجزاء الذي رتبه الشارع على من ترك هذا الواجب [15].
المختار: أرى أن مثل هذا الفعل خطأ من فاعله، لأن الأمر في الرخصة منوط - كما قلنا سابقاً- بالسفر، ولا يعطى الشخص صفة السفر حقيقة إلا إذا تحرك فعلاً في طريقه، وكونه عازماً على السفر لا يصح أن يكون مبرراً للفطر لجواز أن يعدل عن السفر بعد الفجر لسبب من الأسباب، كتحقق الغرض الذي كان سيسافر من أجله، أو وجد مانع منه، كانقطاع الطريق، أو عدم وجود ما يسافر عليه، والأسباب المانعة كثيرة، لذلك كان يجب عليه أن يبيت نية الصوم فإذا ما بدأ سفره كان له حينئذ الأخذ بالرخصة.
أما الجزاء على هذا الخطأ: فأرى- والله أعلم- أن الرأي الذي يقول بوجوب إمساك بقية اليوم- إن لم يسافر- ثم قضاء هذا اليوم بعد ذلك هو الأنسب لمثل هذا الفعل لأنه متأول فهو معذور لوجود العزم على السفر عنده.
بدء سريان الرخصة من حيث المكان:
نقل عن الحسن البصري وعطاء، أن من عزم على السفر فإن له أن يفطر في بيته قبل أن يخرج إلى طريقه، وقد حكي هذا عن أنس رضى الله عنه، فقد روى عن محمد بن كعب أنه قال: أتيت أنس بن مالك في رمضان وهو يريد السفر وقد رحلت له راحلته، ولبس ثياب السفر، فدعا بطعام فأكل، فقلت له: سنة؟ فقال: سنة. ثم ركب، قال الترمذي هذا حديث حسن (وقد تقدم هذا الحديث قريباً وتقدم ما قيل فيه).
وقد قال ابن عبد البر- تعليقاً على هذا القول- قول الحسن قول شاذ وليس الفطر لأحد في الحضر، في نظر ولا أثر [16].
ولكن ابن العربي صحح هذا الرأي ونسبه إلى الإمام أحمد بن حنبل [17].
إلا أن الثابت في المغني أن المذهب الحنبلي، يرى مع أكثر الفقهاء، ضرورة مجاوزة البيوت حتى يباح الفطر [18].
وسنعرف ما هو الحق إن شاء الله بعد عرض الرأي الثاني وأدلته فيما يلي: يرى أكثر الفقهاء: أن الفطر لمريد السفر لا يجوز إلا إذا فارق بنيان البلدة التي يقيم فيها، وذلك لما يأتي:
أ- أن الآية {وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}: علقت رخصة الفطر على حصول السفر ولا يطلق على الشخص وصف مسافر إلا بعد خروجه من مباني البلدة التي يقيم فيها، فلا يقال لشخص متحرك داخل بلده- راجلاً أو راكباً- مسافر. بل يطلق عليه هذا الوصف بعد خروجه من البلدة.
ويقوي هذا القول، ما كان يفعله صلى الله عليه وسلم في قصر الصلاة- والقصر والفطر صنوان في الرخصة- فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يبدأ القصر من ذي الحليفة ... فقد تقدم في حديث أنس (صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر بالمدينة أربعا وصليت معه العصر بذي الحليفة ركعتين) [19].
وهناك رأي ثالث لإسحاق بن راهويه: وهو: أن المسافر له الفطر متى تحرك في بدء سفره، قال إسحاق: إذا وضع رجله في الرحل، فله أن يفطر وحكاه عن أنس بن مالك. وقد تقدم حديث أنس المفيد لذلك قريبا.
ويمكن أن يستدل له بحديث أبي البصرة الغفاري أيضاً حيث طلب غذاءه فأكل بعد أن تحركت به السفينة وهو لا يزال بمرأى من مباني بيوت البلدة. وقد تقدم قريباً وتقدم بيان ما قيل فيه.
المختار: كل من الآراء الثلاثة له مستند قوي من السنة: فحديث بدء قصره صلى الله عليه وسلم من ذي الحليفة يؤيد رأي الجمهور في أن الفطر يكون بعد مجاوزة البيوت، والحديث وإن لم يكن نصا في الموضوع إلا أن القصر والفطر يشتركان في أكثر الأحكام. وحديث أنس يقوي وجهة من قال بجواز الفطر قبل الخروج من البيت وهو وإن لم يصرح فيه بذلك، إلا أنه مفهوم من السياق، لأنه مادام قد أكل بعد أن رحلت له دابته، فليس من الجائز أن يكون قد أكل في الطريق وليس في هذا الحديث دليل لإسحاق، لأن أنس قد أكل قبل أن يركب، لكن ما يشهد لإسحاق هو حديث أبى بصرة، لأن فيه: أنه قد أكل بعد أن تحركت به سفينته، وهو على مرأى من البيوت وإذا قيل: بأنه قد أكل بعيد مجاوزة البيوت أي بعد أن جاوزها بقليل- فهذا القول ليس ببعيد- لأن قول الراوي له: ألست ترى البيوت، يفهم منه، أن الأكل قد حدث قبل مجاوزة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/420)
البيوت أو بعدها بقليل بحيث لم تغب البيوت عن نظرهما.
وعلى ذلك فليس هناك ما يمنع من حدوث الفطر في البيت لمريد السفر بشرط أن يكون ذلك بعد أن ينتهي من الاستعداد له وإن كان الأحوط أن يكون ذلك بعد مجاوزة البيوت. والله أعلم.
انقطاع الرخصة بإجماع المسافر الإقامة أثناء سفره:
اتفق أهل العلم على أن المسافر إذا عزم على الإقامة في مكان ما أثناء سفره فإن حكم الرخصة ينتهي في حقه ويصير مقيماً ويجب عليه الصوم إلا أنهم اختلفوا في تقدير المدة التي يصير بها المسافر مقيماً، وفيما يلي بيان موجز بأهم الآراء ووجهة كل منها.
ا- يرى ابن حزم: أن من أجمع إقامة يوم واحد من طلوع الفجر إلى غروب الشمس وجب عليه أن يبيت نية الصوم.
ووجهته في ذلك: أن المسلم يلزم بالفطر إذا كان على سفر، ومتى نوى الإقامة المدة المذكورة، فيعتبر مقيماً ويلزم بالصوم، لكن إن أفطر عامداً، فقد أخطأ، إن كان جاهلاً متأولاً، وعصى: إن كان عالماً، ولا قضاء عليه- أي في الحالين- لأنه مقيم صحيح، ظن أنه مسافر [20].
ولم يذكر ابن حزم مستندا لتحديده الإقامة بهذه المدة، كما لم يذكر سبب اختياره لهذا التحديد بالذات.
ويظهر أن الجمهور يحددون المدة بأربعة أيام كما هو الحال في قصر الصلاة في السفر وقد نص البعض على ذلك [21] على حين لم يشر إليه كثير منهم، والسكوت عن كثير من أحكام رخصة الفطر اتكالاً على ورودها في القصر؟ أمر جرى عليه أكثر الفقهاء، وقد نبهنا إلى أشياء منه.
والعلة في تحديد الجمهور المدة بأربعة أيام، واعتبارها مدة إقامة تنهي رخصة الفطر، هي أن النبي صلى الله عليه وسلم سمح للمهاجرين بالبقاء في مكة بعد انتهاء النسك ثلاثة أيام، وقد أخرج البيهقي من حديث العلاء بن الحضرمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يمكث المهاجر بمكة بعد قضاء نسكه ثلاثاً" كما أخرجه النسائي وأبي داود في سننهما. وقد أورده مسلم بعدة ألفاظ وفي بعضها زيادة من العلاء الحضرمي: يقول في هذه الرواية "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للمهاجر إقامة ثلاثة أيام بعد الصدر بمكة. كأنه يقول: لا يزيد عليها" [22].
كما أنهم يحتجون بما فعله عمر رضي الله عنه حينما حدد لليهود والنصارى والمجوس ثلاثة أيام إذا قدموا المدينة بقصد التجارة: فقد أخرج البيهقي عن أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن عمر "ضرب لليهود والنصارى والمجوس بالمدينة إقامة ثلاث ليال يتسوقون بها ويقضون حوائجهم ولا يقيم أحد منهم فوق ثلاث" [23].
وقالوا إن تحديد النبي صلى الله عليه وسلم البقاء للمهاجرين ثلاثة أيام بمكة ثم اقتداء عمر بن الخطاب بتحديده ثلاثة أيام لغير المسلمين، يشير إلى أن البقاء أكثر من ثلاثة أيام يزيل حكم السفر. ويصير الشخص مقيماً وأقل ما يتحقق به هذا الوصف هو البقاء أربعة أيام. ونقل مالك عن عطاء بن عبد الله الخراساني: أن سعيد بن المسيب يقول: من أجمع على إقامة أربع ليال وهو مسافر أتم الصلاة [24].
قال مالك- تعليقا على قول سعيد بن المسيب-: وذلك الأمر الذي لم يزل عليه أهل العلم عندنا [25].
ويناقش هذا الاستدلال: بأن تحديد الرسول صلى الله عليه وسلم للمهاجرين ثلاثة أيام للبقاء في مكة لا يتعين حمله على أن الثلاثة لا تقطع حكم السفر وأن ما زاد عليها يزيل حكمه، إذ من الجائز أن تكون الثلاثة أيام لازمة لتسوقهم وشراء ما يحتاجون إليه من زاد أو هدايا أو غير ذلك.
لكن يجاب على ذلك، بأن هذه الأشياء لازمة للمهاجر وغيره، فتخصيص المهاجر بهذا التحديد لابد فيه من حكمة، وهذه الحكمة تتمثل في أن المهاجرين ممنوعون من الإقامة في مكة، فتحديد الرسول صلى الله عليه وسلم لهم ثلاثة أيام للبقاء يفهم منه أن البقاء أكثر من ذلك يقطع حكم السفر ويدخلهم في نطاق المنع وهذا هو ما يظهر من حكمة التحديد أو هو أقوى الاحتمالات الواردة عليه. والله أعلم.
وما قيل في تحديد الرسول صلى الله عليه وسلم للمهاجرين: يقال أيضاً في تحديد عمر رضي الله عنه لغير المسلمين بالبقاء ثلاثة أيام بالمدينة.
وذهب أبو حنيفة والثوري إلى تحديد المدة بخمسة عشر يوماً ونقل هذا عن ابن عمر رضي الله عنهما وقد استدل هذا الفريق بقول ابن عباس "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بمكة خمسة عشر يصلي ركعتين ركعتين" [26].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/421)
وقد نقل عن الحافظ ابن حجر تصحيحه لهذا الحديث وتوثيقه لرجاله عند النسائي [27].
ويناقش هذا الاستدلال بأن هذا التحديد الوارد في الحديث لم يكن مقصوداً وإنما كان ذلك أمراً اتفاقياً - فقد مكث صلى الله عليه وسلم هذه المدة حتى يطمئن إلى استقرار الأحوال في مكة عام الفتح: وكانت المدة التي استلزمها هذا الأمر هو خمسة عشر يوماً كما في هذا الحديث أو زيادة على هذه المدة كما في أحاديث أخر.
وذهب إسحاق بن راهويه إلى تحديد هذه المدة بتسعة عشر يوماً، لحديث ابن عباس: سافر رسول الله صلى الله عليه وسلم سفراً فصلى تسعة عشر يوماً ركعتين ركعتين. قال ابن عباس فنحن نصلي فيما بيننا وبين تسع عشرة ركعتين ركعتين فإذا أقمنا أكثر من ذلك صلينا أربعاً "قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح" [28].
وهذا التحديد بتسعة عشر يوماً في الواقع هو اختيار من ابن عباس رضي الله عنه وإلا فما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يفيد هذا التحديد لأن الظروف هي التي استدعت إقامته صلى الله عليه وسلم هذه المدة بمكة فكان يقصر الصلاة فيها، مع العلم بأن هذا الحديث هو إحدى الروايات الكثيرة الواردة في هذا الموضوع فإلى جانب رواية الخمس عشرة التي تمسك بها أبو حنيفة، ومن معه، ورواية تسع عشرة التي تمسك بها إسحاق، هناك رواية ثالثة بسبع عشرة عند أبي داود وعن ابن عباس كذلك، ورواية رابعة عن عمران ابن حصين (شهدت معه الفتح فأقام بمكة ثمانية عشر ليلة لا يصلي إلا ركعتين) [29]. وبالجملة: فإن عنصر القصد غير واضح في هذا الحديث والتحديد الوارد فيه، هو أمر اتفاقي، أي أنه حادثة عين وكما قيل: فإن حوادث الأعيان لا يستدل بها على عموم الأحكام.
وذهب مجد الدين بن تيمية صاحب منتقى الأخبار إلى تحديد المدة بعشرة أيام- أو بأحد عشر يوماً- المستفادة من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم غزا غزوة الفتح في رمضان وصام حتى إذا بلغ الكديد، الماء الذي بين قديد وعسفان، فلم يزل مفطراً حتى انسلخ الشهر [30].
قال مجد الدين تعقيبا على هذا الحديث، ووجه الحجة منه: أن الفتح كان لعشر بقين من رمضان هكذا جاء في حديث متفق عليه [31].
وقد أوضح الشوكاني كيفية الاستدلال بهذا الحديث كما يلي:
الأصل في المقيم ألا يفطر لزوال مشقة السفر عنه إلا لدليل يدل على جوازه وقد دل الدليل على أن من كان مقيماً ببلد وفي عزمه السفر يفطر مثل المدة التي أفطرها صلى الله عليه وسلم بمكة وهي عشرة أيام أو أحد عشر على اختلاف الروايات فيقتصر على ذلك ولا يجوز الزيادة إلا بدليل [32].
وما قيل في التعقيب على الاستدلال الذي قال به كل من أبي حنيفة وإسحاق يقال هنا: أي أن التحديد الوارد في هذا الحديث لم يكن مقصوداً وإنما حدث اتفاقا وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- حسبما جاء في هذه الرواية- أن وصل إلى مكة في اليوم التاسع عشر من رمضان وظل في مكة بقية الشهر ليرتب أمورها بعد الفتح، من تعيين حاكم لها وتسليم أصحاب وظائف الكعبة وظائفهم وغير ذلك مما يحتاج إليه في مثل هذه الحالة وقد استغرق ذلك زمناً، منه هذه المدة الباقية من رمضان.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، لو كان صلى الله عليه وسلم دخل مكة قبل هذا التاريخ، أي في اليوم العاشر مثلا من رمضان؟ فهل كان سيستمر مفطراً إلى نهاية الشهر أم كان سيقطع الرخصة ويصوم بعد انتهاء مدة العشرة أيام أو الأحد عشر؟.
وأرى- والله أعلم- أن هذا الحديث يستدل به على أن الإنسان إذا نزل بمكان ما لأمر ما وفي نيته العزم على استمرار السفر ولا يدرى متى تنتهي مهمته من هذا المكان حتى يواصل سفره- فإن مثل هذا يستمر على فطره ولو قضى الشهر كله في هذا المكان.
وموضع الشاهد من الحديث على هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان في نيته فتح مكة والعودة إلى المدينة ولم يكن في نيته العزم على الإقامة مدة محددة بل كانت إقامته مرهونة باستقرار الأحوال في مكة فمتى استقرت الأحوال وعادت الأمور إلى طبيعتها غادر مكة إلى المدينة أو إلى مكان آخر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/422)
ويقوي ذلك أننا لم نجد في هذا الحديث ولا في أي حديث آخر من الأحاديث الواردة التي اطلعنا عليها في هذا الموضوع قرينة يفهم منها أن الرسول صلى الله عليه وسلم صرح أو ألمح إلى عزمه على الإقامة مدة محددة في مكة في هذه الغزوة، بل بالعكس كانت هناك قرائن يستفاد منها أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينوي الخروج من مكة- بعد استقرار الأحوال فيها- في أقرب فرصة.
من هذه القرائن، إزالة ما كان يجول في خواطر كثير من الأنصار بل وقد صرح بعضهم به من أن الرسول صلى الله عليه وسلم سيستقر في مكة بين أهله وعشيرته بعد أن فتحها الله عليه.
ومنها: إزالة الهواجس من نفوس البقية الباقية من المكيين على شركهم والذين لا يزالون يعتقدون، أن محمداً صلى الله عليه وسلم إنما يريد أن يكون ملكاً عليهم، ثم من خلالهم على بقية العرب- فرحيله بسرعة عنهم بعد أن يسلم بعضهم مقاليد مدينتهم من شأنه أن يبدد هذه الهواجس ويفتح بدلاً منها نوافذ للتفكير في أمر الدعوة والداعي يصل بهم إلى الإيمان بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم.
ومنها: تلك الأنباء التي كانت ترد تباعاً عن هوازن وثقيف وعزمها على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت الحكمة تقضي بالخروج إليهم بسرعة قبل أن يستكملوا عددهم وعدتهم.
وهكذا نجد القرائن تفيد أن إقامة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة مدة محددة لم تكن واردة وإنما كانت الظروف تنبئ بأنه سيغادرها في أول فرصة تسنح له. وعلى ذلك فمهما أقام فهو في سفر ولو أقام شهوراً، وقد قال الترمذي في سننه "أجمع أهل العلم على أن للمسافر أن يقصر ما لم يجمع إقامة وإن أتى عليه سنون" [33].
وأخرج البيهقي عن أنس أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أقاموا برامهرمز تسعة أشهر يقصرون الصلاة [34].
كما أخرج أيضا عن نافع عن ابن عمر أنه قال أرتج علينا الثلج ونحن بأذربيجان ستة أشهر في غزاة، قال ابن عمر وكنا نصلي ركعتين [35].
كما أخرج عن ابن شهاب أن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة، قال خرجت مع أبي وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث الزهري عام أدرج - هكذا- فوقع الوجع بالشام فأقمنا بالسرغ خمسين ليلة ودخل علينا رمضان فصام المسور وعبد الرحمن بن الأسود وأفطر سعد بن أبي وقاص وأبى أن يصوم، فقلت لسعد يا أبا إسحاق أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدت بدراً والمسور يصوم وعبد الرحمن وأنت تفطر، قال سعد: إني أنا أفقه منهم [36].
المختار: الواقع أن مجال الاختيار هنا صعب وخصوصاً بين رأي الجمهور الذي يحدد المدة بأربعة أيام وبين اختيار مجد الدين بن تيمية صاحب منتقى الأخبار، بتحديد المدة بعشرة أيام أو أحد عشر.
وعنصر الصعوبة في أن رأي الجمهور يستند إلى دليل فيه عنصر القصد لكنه بعيد عن مجال موضع النزاع وإن كان فيه رابط يربط بين الأمرين وهو أن كلا الأمرين وارد في السفر. وكلا الأمرين يتعلق بالإقامة.
أما بالنسبة لدليل ابن تيمية، فهو وارد في السفر وفي الصوم الواجب وفي الإقامة الطارئة أثناء السفر لكن ليس فيه عنصر القصد إلى التحديد وإن كان هو أقرب الأمرين إلى السنة. لذا كان هو المختار. إلا أني أرى أن الأحوط هو تبييت نية الصوم لمن أجمع إقامة أربعة أيام.
من نوى الصيام في السفر هل يباح له الفطر أثناء النهار؟
وبمعنى آخر من ترك العمل برخصة الفطر وعزم على الصيام من طلوع الفجر فهل يباح له نقض هذه النية والإفطار في بعض أجزاء النهار:
لبيان ذلك نقول:
إذا أخذ المسلم بالعزيمة وصام من بداية سفره أو من بعض مراحل الطريق ثم بدا له في يوم ما وهو صائم أن يفطر في أثناء النهار، فقد أجاز له الشافعي وأحمد الإفطار بلا أدنى حرج عليه. وعليه أن يقضي هذا اليوم بيوم آخر بعد انتهاء السفر [37] وذلك أخذاً بحديث ابن عباس المتقدم "سافر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فصام حتى بلغ عسفان ثم دعا بإناء فيه شراب فشربه نهاراً ليراه الناس ثم أفطر حتى دخل مكة".
ووجه الاستدلال من الحديث واضح، فرسول الله صلى الله عليه وسلم ابتدأ يومه صائماً ثم أفطر في أثناء نهار ذلك اليوم وقد جاء في بعض الأحاديث المتقدمة أن ذلك كان بعد العصر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/423)
وقال الحنفية: لا يجوز له الفطر ابتداء ولكن لو أفطر، فلا كفارة عليه لأن السبب المبيح- من حديث الصورة- وهو السفر قائم فأورث شبهة، وبها تندفع الكفارة.
وقد أجابوا عن فطره صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي كان صائماً فيه والذي أشرنا إليه في حديث ابن عباس السابق، بأن الجائز أن يكون صلى الله عليه وسلم علم من نفسه بلغ الجهد الشديد من الصيام في هذا اليوم، إلى الحد الذي إذا وصل إليه الصائم المقيم أبيح له الفطر [38].
وهذا تأويل بعيد لأن بعض الروايات تفيد أنه صلى الله عليه وسلم طلب من أصحابه الفطر على أن يستمر هو صائماً وقال: "إني أيسركم إني راكب، فلما أبوا نزل وشرب ما كان يريد أن يشرب". وقد تقدم هذا الحديث بكامله، وهو واضح في رده على تأويل علماء الحنفية لمدلول حديث ابن عباس.
أما المالكية: فقد حكى الزرقاني، وجوب الكفارة على من نوى الصيام في يوم سفره، ثم أفطر بعد ذلك في نفس اليوم.
وحكى ابن يونس في المسألة قولان، أحدهما بوجوب الكفارة، والآخر بوجوب القضاء فقط.
ووجه من أوجب الكفارة، أن المسافر كان مخيراً في الصوم والفطر، فلما اختار الصوم وترك الرخصة، صار من أهل الصيام، وعلى ذلك فيجب عليه ما يجب على أهل الصيام من الكفارة [39].
وقد استدل الحنفية والمالكية، بقوله تعالى: {وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} (سورة محمد الآية رقم 33) فالمسلم الذي اختار أن يعمل عملاً من أعمال العبادة وابتدأه بالفعل، فيجب عليه أن يتمه.
لكنه قد نقل عن ابن عبد البر قوله: من احتج في هذا بقوله تعالى: {وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} فهو جاهل بأقوال أهل العلم، فإن الأكثر على أن المراد بذلك: النهي عن الرياء، كأنه قال: لا تبطلوا أعمالكم بالرياء بل أخلصوها لله وإن كان هذا القول من ابن عبد البر رحمه الله ليس بلازم، إذ عموم اللفظ يتناول إبطال العمل بالرياء، كما يتناول إبطاله بنية إلغائه ونقضه، والعبرة بعموم الألفاظ في النصوص التشريعية إلا لقرينة تفيد التخصيص.
والمختار من هذه الآراء، هو رأي من يقول بجواز الفطر لمن كان عزم على الصيام من طلع الفجر سواء كان ذلك بعذر أم لا وذلك لأن الاستدلال بقوله تعالى: {وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} فهو وإن صلح باعتبار عموم اللفظ إلا أن حديث ابن عباس رضي الله عنهما يعتبر نصاً خاصاً وارداً في الموضع فيرفع النزاع ويكون مخصصاً للعموم المستفاد من الآية إن قلنا بشموله لمسألة البحث. والله أعلم.
احترز من عدوين هلك بهما أكثر الناس:
صاد عن سبيل الله بشبهاته وزخرف قوله
ومفتون بدنياه ورئاسته [40]
>>>> يتبع >>>>>
---------------------------------الهوامش-----------------------------
[1] المجموع ج6 ص20، شرح عبد الباقي على مختصر خليل ج2 ص213، دار الفكر والأم للشافعي ج2 ص87، دار الشعب بالقاهرة.
[2] المجموع ج6 ص214.
[3] نيل الأوطار ج4 ص255، فتح القدير ج2 ص365، الأم ج2 ص87، المجموع ج6 ص265، المغني ج3 ص117 مطبعة الفجالة، الموطأ ج2 ص171 من شرح الزرقاني على خليل ج2 ص213، المحلى ج6 ص392.
[4] المصنف ج4 ص270.
[5] المغني ج3 ص270.
[6] المغني ج3 ص117.
[7] بضم الراء وكسر الفاء بالبناء للمجهول أي رفع أبو بصرة ومن معه في السفينة.
[8] هو جعفر بن مسافر أحد رواة الحديث.
[9] سنن أبي داود مطبوعة مع شرحها عون المعبود ج7 ص53.
[10] نيل الأوطار ج4 ص256.
[11] عون المعبود ج7 ص55.
[12] السنن الكبرى ج4 ص247، وسنن الترمذي ج3 ص512 - 513، مطبوع مع تحفة الأحوذي.
[13] نيل الأوطار ج4 ص256، وتحفة الأحوذي ج3 ص513.
[14] السنن الكبرى ج4 ص247.
[15] المجموع ج6 ص217، فتح القدير ج2 ص365، شرح الزرقاني على خليل ج2 ص212.
[16] المغني ج3 ص118، وقوله "في نظر" أي اجتهاد أو قياس، "ولا أثر" يعني دليل قولي أو فعلي مروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه.
[17] نيل الأوطار ج4 ص256.
[18] المغني ج3 ص117.
[19] صحيح مسلم ج2 ص144.
[20] المحلى ج6 ص391.
[21] شرح الزرقاني على خليل ج2 ص213.
[22] صحيح مسلم ج2 ص108.
[23] السنن الكبرى ج3 ص148.
[24] السنن الكبرى ج3 ص148.
[25] السنن الكبرى ج3 ص148، بداية المجتهد ج1 ص123، تحفة الأحوذي ج3 ص113 - 114 ..
[26] النسائي ج3 ص121، إحياء التراث.
[27] تحفة الأحوذي ج3 ص113.
[28] سنن الترمذي مطبوع مع شرحه تحفة الأحوذي ج3 ص115.
[29] سنن أبي داود ج4 ص96 - 97 - 98 - 99.
[30] منتقى الأخبار جـ 4 ص 257 مع نيل الأوطار.
[31] منتقى الأخبار المطبوع مع شرحه نيل الأوطار جـ 4 ص 257.
[32] نيل الأوطار جـ 4 ص 257.
[33] سنن الترمذي المطبوع مع شرحه تحفة الأحوذي جـ 3 ص 114.
[34] السنن الكبرى جـ3 ص 152.
[35] السنن الكبرىجـ3 ص 152.
[36] السنن الكبرى جـ3 ص152، السرغ بوادي تبوك.
[37] المغني ص 118، والمجموع جـ 6 ص 214.
[38] فتح القدير للكمال جـ2 ص 365، ص 366.
[39] شرح عبد الباقي الزرقاني جـ 2 ص 214.
[40] نيل الأوطار 4 ص 290.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/424)
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[10 - 11 - 03, 03:40 ص]ـ
العدد: (58)
انتهاء سريان الرخصة:
تنتهي رخصة الفطر بانقطاع صفة السفر عن المسافر, وذلك بدخوله إلى المكان الذي يجمع الإقامة به مدة تقطع حكم السفر كما بيناها سابقا, إذ كان دخوله إلى هذا المكان قبل طلوع الفجر، فإذا تحقق هذان الشرطان - وهما: نية الإقامة والدخول قبل الفجر - وجب عليه إنشاء نية الصوم لليوم الذي يشهد طلوع فجره مقيما وهذا باتفاق أهل العلم, لأنه شهد بعضاً من الشهر صحيحاً مقيماً وقد قال تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}،
فإن علم أنه سيدخل إلى محل الإقامة بعد الفجر فلا يجب عليه أن يبيت نية الصوم بل له أن يدخل إلى دار الإقامة بنية الفطر، وهذا أيضاً باتفاق أهل العلم،.
لكن الخلاف بين العلماء فيمن وصل بالفعل إلى دار الإقامة قبل الزوال وكان على نية الفطر, فالمالكية والشافعية, يجيزون له الاستمرار على الفطر بدون كراهة عند المالكية وعلى الأصح عند الشافعية،
ووجه هذا القول: أنه كان وقت إنشاء النية - وهو طلوع الفجر - مسافراً، وقد عمل بالرخصة التي تبيح له الفطر, وما دام قد انتهى وقت إنشاء النية, فمن حقه أن يستمر على فطره، وله أن يفعل كل ما يفعله المفطر من أكل وجماع وغير ذلك، إلا أن الشافعية استحبوا له ألا يظهر الفطر عند من يجهل عذره حتى لا يهتم ويعاقب …
ورواية مرجوحة عند أحمد؟ يمنع مثل هذا الشخص من الجماع أثناء فطره هذا،.
أما الحنفية؟ فقد أوجبوا على من وصل إلى دار إقامته قبل الزوال: أن يمسك بقية يومه؟
ووجهتهم على هذا القول؟ أن هذا الشخص قد انقطعت عنه الرخصة بوصوله إلى دار إقامته في وقت يصح فيه إنشاء نية الصوم وهو ما قبل الزوال، لذلك وجب عليه إنشاء نية الصوم [1].
مبنى كل من الرأيين:
اعتبار علماء الحنفية أن وقت إنشاء نية الصوم لا ينتهي بطلوع الفجر بل يستمر إلى ما قبل الزوال؟ إنما يرجع لحديث عائشة رضي الله عنها " دخل النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال هل عندكم شيء فقلت: لا، قال: فإني صائم، ثم أتانا يوماً آخر، فقلت يا رسول الله أهدى لنا حيس، فقال: "أرينه فلقد أصبحت صائما" فأكل " [2].
لكن الفرق شاسع بين إنشاء النية في صوم واجب كرمضان وبين إنشائها في صوم التطوع، فإن النية في صيام رمضان يجب أن تكون من طلوع الفجر وتستمر إلى غروب الشمس قال تعالى: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} (البقر: الآية 187)، فأوجب تعالى الإمساك للصوم من طلوع الفجر،
وبما أن صيام رمضان واجب فإن الإمساك من طلوع الفجر فيه واجب،.
وهذا بخلاف صوم التطوع؟ فإنه مبني على المسامحة، فقد سئل مجاهد عن المعنى المراد من حديث عائشة رضي الله عنها فقال: ذاك بمنزلة الرجل يخرج الصدقة من ماله فإن شاء أمضاها وإن شاء أمسكها رواه مسلم في صحيحه، وقد جاء هذا القول مرفوعاً متصلا بحديث عائشة المتقدم عند النسائي عن طريق مجاهد أيضاً [3] ..
أما القول بأن النية في صيام رمضان لا بد أن تكون من طلوع الفجر فهو يتمشى مع صريح القران الكريم {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} - ومع ما جاء في الحديث الشريف من رواية حفصة رضي الله عنها " من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له " [4] قال صاحب التحفة: وقد صححه ابن خزيمة وابن حبان وقال الحاكم في الأربعين: صحيح على شرط الشيخين، وقال في المستدرك: صحيح على شرط البخاري، وقال الدار قطني: رواته كلهم ثقات، وصحح البخاري والنسائي وقفه على ابن عمر. [5]
لكن ما قاله صاحب التحفة عن موقف النسائي من هذا الحديث؟ يحتاج إلى وقفة: فقد أورد النسائي أربع روايات متصلة مرفوعة عن ابن عمر عن حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أورد له ست روايات عن ابن عمر عن حفصة، ثم رواية عن حفصة وعائشة برواية ابن شهاب عنهما ثم أورد له روايتين عن ابن عمر [6] فلا أدري لماذا اختار أن يعبر عن موقف النسائي من الحديث: بأنه اختار صحة الوقف على ابن عمر مع كل هذه الروايات عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن حفصة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/425)
وقال الترمذي تعليقاً على الحديث السابق، وإنما معنى هذا عند بعض أهل العلم لا صيام لمن لم يجمع الصيام قبل طلوع الفجر في رمضان، أو في صيام نذر، إذا لم ينوه من الليل لم يجزه [7].
لذلك كله أقول: إن المختار: هو رأي هذا الفريق الذي يرى ضرورة إجماع النية على الصيام من طلوع الفجر، فإذا ما وصل المسافر بعد طلوع الفجر إلى دار الإقامة فلا يجب عليه الإمساك بقية يومه، بل له أن يستمر مفطرا حتى انتهاء هذا اليوم الذي وصل فيه، كما أن له أن يفطر على ما شاء مما أحله الله له والله أعلم،
بيان الآثار المترتبة على الأخذ بهذه الرخصة:
اتفق أهل العلم على أن المسافر إذا اجتمعت لديه شروط الأخذ بالرخصة - حسب ما بيناه سابقا - وأفطر تبعا لذلك، فإنه يجب عليه قضاء الأيام التي أفطر فيها، إلا أنهم اختلفوا في عدد من المسائل المتعلقة بذلك …
وفيما يلي بيان بأهم المسائل المختلف فيها وآرائهم حولها ومستند كل رأي، بيان مدى قربه أو بعده من السنة المطهرة، ونعقد لذلك عدداً من المطالب نبدؤها بالمطلب الأول فنقول:
هل يجب التتابع في قضاء الأيام الني أفطرها في سفره:
اختلف أهل العلم في وجوب التتابع في قضاء الأيام التي أفطرها المسلم أثناء سفره عملا بالرخصة، على فريقين:
الفريق الأول: يرى وجوب التتابع في القضاء، وقد حكى هذا الرأي، عن ابن عمر وعائشة والحسن البصري وعروة ابن الزبير والنخعي وداود الظاهري،.
وقد نقل عن داود قوله: هو - أي التتابع - واجب غير شرط، بمعنى أن تاركه يأثم لكن مع ذلك يعتد بما صامه شرعا [8] ..
وأهم الأدلة التي استدل بها لهذا الفريق ما يلي:
1 - عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان عليه صوم رمضان فليسرده ولا يقطعه" [9].
وقد نوقش هذا الاستدلال، بما نقله البيهقي عن يحيى بن معين والنسائي والدار قطني من تضعيفهم لعبد الرحمن بن إبراهيم أحد رجال هذا الحديث [10] ..
وقد رد على هذه المناقشة بما نقل عن بعض أصحاب الحديث من توثيقهم لعبد الرحمن هذا، فقد وثقه البخاري في تاريخه كما وثقه ابن معين. ونقل عن أحمد بن حنبل، أنه قال: لا بأس به، وقال أبو زرعة: لا بأس به أحاديثه مستقيمة، وعن الدار قطني، أنه وثقه في هذا الحديث وقال ابن عدي: لم يتبين في حديثه ورواياته حديث منكر فأذكره به، وقال ابن القطان: هو مختلف فيه والحديث من روايته حسن [11]، وأخيراً قال فيه الحافظ ابن حجر: ثقة حافظ متقن [12].
2 - عن عائشة رضي الله عنها، قالت: نزلت {فعدة من أيام أخر متتابعات} فسقطت متتابعات [13] ..
فهذا اللفظ (متتابعات) الذي نزل متعلقا بأيام أخر يوضح الحالة التي ينبغي أن يكون عليها قضاء هذه الأيام الأخر وهي: أن يكون القضاء متتابعا،.
ولكن يناقش هذا الاستدلال بأن السند الذي روى به هذا القول عن عائشة رضي الله عنها، وهو عبد الرزاق، عن ابن جريح، عن ابن شهاب، وعن عروة، روى به أيضا تأويل قولها "سقطت ": بأنها تريد: نسخت، لا يصح له تأويل وغير ذلك، [14]
ويرد على هذه المناقشة، بأن النسخ قد يكون نسخا للتلاوة مع بقاء الحكم، وقد يكون النسخ للتلاوة والحكم معا، وليس في هذه الرواية ما يدل على إرادة أحد هذين الأمرين،
3 - ما روى من قول علي رضي الله عنه: من أن " قضاء رمضان متتابعا" [15].
ويناقش هذا، بأنه من رواية الحارث الأعور، وهو ضعيف بل وروى عن طريقه أيضاً عن علي رضي الله عنه" أنه كان لا يرى به متفرقا بأسا " [16].
4 - مشابهة القضاء للأداء: أي بما أن الأداء لا يصح إلا متتابعا، فالقضاء كذلك، إذ لا فرق بين الأداء والقضاء، كما هو في قضاء الصلاة،.
ويناقش هذا الاستدلال، بالفرق بين الأمر الصادر من المشروع بالأداء وبين الأمر الصادر بالقضاء، حيث جاء الأمر بالأداء مقرونا ببيان تحديد الوقت الذي يجب فيه الصيام تحديدا واضحا، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/426)
أما الأمر الصادر بالقضاء فقد جاء بصيغة النكرة الواقعة في سياق الإثبات قال تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}. وهذه الأيام الأخر مطلقة، فيجوز القضاء في أي وقت مفرقا أو متتابعا،.
كما أنه يفارق الصلاة؟ لأن الصلاة ملاحظ فيها دائما، في الأداء والقضاء قوله صلى الله عليه وسلم: " صلوا كما رأيتموني أصلي "،
كما أن الصلاة إذا تركها المرء عددا قليلا من الأوقات كخمس أوقات فأقل فكثير من الفقهاء يوجب الترتيب بينها، أما أكثر من ذلك فلا، وهذا موضع مختلف فيه بين الفقهاء،
الفريق الثاني:
نقل عدم وجود التتابع عن عدد كبير من الصحابة والتابعين والفقهاء، منهم علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل وابن عباس وأنس وأبو هريرة والأوزاعي والثوري وأبو حنيفة ومالك وأحمد وإسحاق وأبو ثور، [17]
أهم الأدلة التي استدل بها لهذا الفريق ما يلي:
1 - قال تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}.
وقد أوضحنا وجه الدلالة من هذه الآية قريبا ويتخلص في: أن الله سبحانه وتعالى قد أمر بقضاء أيام الفطر بسبب المرض والسفر في أيام أخر بعد انتهاء رمضان دون قيد،.
ويرد على هذا الاستدلال، بما جاء من قول عائشة - رضي الله عنها - السابق من أن هذه الآية كانت (فعدة من أيام أخر متتابعات) فسقط لفظ متتابعات،.
ويجاب، بأن السقوط، قد فسر بالنسخ، والنسخ محتمل لنسخ الحكم والتلاوة معا ولنسخ التلاوة دون الحكم، ومعلوم أن الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال،
وعلى ذلك فبقيت الآية محكمة، وقد فهمها الصحابة على هذا النحو:
أ – فقد سئل أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه عن قضاء رمضان، فقال: إن الله لم يرخص لكم في فطره وهو يريد أن يشق عليكم في قضائه فأحصى العدة واصنع ما شئت [18] ..
ب - وسئل معاذ بن جبل رضي الله عنه عن قضاء رمضان، فقال: أحصي العدة وصم كيف شئت، وقد نقل مثل هذا القول وبهذا اللفظ عن ابن محيريز [19] ..
ج - وعن ابن عباس رضي الله عنهما: قال: يقضيه متفرقا، فإن الله قال: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [20].
د - وعن أنس بن مالك، أنه كان لا يرى به بأسا ويقول: إنما قال الله {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [21] ونقل مثل هذا القول عن ابن عباس [22] ..
قال تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر} ..
حيث جاء أسلوب المطالبة بالأداء مغاير لأسلوب المطالبة بالقضاء، فالأداء قد حدد فيه زمن الصوم تحديدا كاملا، أما في جانب القضاء، فاكتفى في الأمر به بذكر المماثلة في العدد بين الأيام التي أفطر فيها والأيام التي سيقضيها بدلا عنها، دون أن يحدد وقت معين لقضاء هذه الأيام،.
قد يقال: أن أمر القضاء وإن جاء مطلقا في الآية، فإن حديث أبي هريرة قد قيد هذا الإطلاق ..
فيجاب بأن ما قيل في سند هذا الحديث حتى مع ترجيح جانب الصحة فيه يجعله غير صالح لتقييد مطلق الكتاب،.
المختار: هو قول من يرى عدم وجوب التتابع، لأن الأمر في الرخص مبني على التخفيف والمسامحة، ولأن فهم الصحابة للآية والذي اتضح من استدلالهم بها على عمومها، أقوى من الاحتمالات الواردة في حديث عائشة رضي الله عنها إلا أن الأفضل هو التتابع - كما يقول الجمهور - للجمع بين الأدلة من جهة، وللمسارعة في إسقاط الواجب وإبراء الذمة من جهة أخرى،
والله أعلم.
هل يجوز للمسافر الصوم في قضاء لرمضان سابق عليه؟
يرى ابن حزم للمسافر في شهر رمضان جواز الصيام أثناء سفره قضاء لأيام كانت عليه من رمضان السابق [23] ..
وجهة ابن حزم في الجواز:
يقول ابن حزم: "إن الله سبحانه وتعالى: منع المسلم المسافر من صيام رمضان أثناء سفره، ولكن لم يمنعه من أي صيام آخر غير هذا الشهر، سواء كان هذا الصيام - الآخر - نذرا أو تطوعا أو قضاء لرمضان سابق عليه وعلى هذا فلا مانع من صيام رمضان السابق، للمسافر خلال رمضان الذي يسافر فيه، لقوله تعالى: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} وهذه الأيام الأخر لم يحدد لها وقت فيجوز أداؤها في كل وقت [24] ..
من يرى عدم الجواز:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/427)
يرى أكثر الفقهاء عدم جواز قضاء رمضان السابق للمسافر خلال سفره في رمضان التالي له، وقد حكى ابن المنذر هذا الرأي عن سعيد بن المسيب وأحمد وإسحاق وأبي ثور، كما أنه رأى مالك والشافعي وجمهور الفقهاء [25] ..
ولم يذكر مستند لأصحاب هذا الرأي لكني وجدت أثرا منقولا عن عطاء، في رجل أفطر رمضان ثم أقام ولم يقضه حتى ألقاه رمضان المقبل مسافرا، أيفطر إن شاء، قال نعم، ثم يطعم ثلاثين مسكينا ثلاثين مدا [26] ..
لكن من الواضح: أن عطاء هنا، أجاز الفطر ولكنه لم يمنع عن صيامه قضاء عن رمضان السابق، كما يقول المجيز فليس فيه ما يفيد المنع،.
إلا أننا حينما نلاحظ الحكمة من رخصة الفطر للمسافر، وهي تخفيف المعاناة التي يجدها المسافر خلال سفره، ثم نلاحظ أن الأخذ بهذه الرخصة ليس محتما - كما أوضحنا ذلك سابقا - كانت النتيجة: أن من كانت لديه قدرة على تحمل مشقة السفر، أو كانت ظروف سفره تساعد على تخفيف هذه المشقة إلى قدر المحتمل عادة، كان الأولى به، هو صيام الفرض الحاضر إقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقد ثبت مما تقدم أنهم كانوا يصومون خلال شهر رمضان وأن هذا الصيام كان عن رمضان الحاضر الذي يكونون فيه، وأما الادعاء بأنهم كانوا يصومون تطوعا أو نذرا أو قضاء لرمضان سابق عليهم فهي دعوى جاءت على خلاف الأصل وعلى مدعيها إقامة الدليل على إثباتها،.
ومجمل القول في هذه المسألة، أن القول بجواز قضاء رمضان السابق للمسافر خلال شهر رمضان التالي له في أثناء سفره فيه، هذا القول قد يتفق مع مذهب ابن حزم الذي يمنع المسافر من الصيام خلال سفره في شهر رمضان،.
أما عند الجمهور الذين يجيزون الفطر والصوم للمسافر خلال شهر رمضان بل ويعتبرون الصيام أفضل لمن قوى عليه - لحديث أبي سعيد المتقدم وغيره مما أسلفنا - فهذا العمل فيه مخالفة عندهم لما كان عليه صلى الله عليه وسلم وأصحابه حيث لم يثبت ذلك عن أحد منهم بالرغم من كثرة أسفارهم، كما أن ابن حزم مع كثرة استيعابه وجمعه للسنن والآثار لم يستطع إيراد سنة واحدة أو أثر واحد يدلل به على ما ذهب إليه، كل ما في الأمر أنه بنى على رأيه في هذه المسألة على الأصل الذي تثبت به من قبل وهو حرمة الصيام على المسافر خلال شهر رمضان، ولما وجد كثرة النصوص التي تثبت صيام النبي صلى الله عليه وسلم وصيام أصحابه، قام بثنى عنان كل هذه النصوص، على أن الصيام الثابت فيها لم يكن عن رمضان الحاضر، بل كان عن غيره، من نذر أو تطوع أو قضائه لرمضان السابق وهكذا، غفر الله لنا وله ..
هل يجب الإطعام على من فرط في قضاء رمضان حتى أدركه رمضان آخر؟
أكثر أهل العلم على أن المسافر الذي أخذ بالرخصة فأفطر في سفره خلال شهر رمضان - كله أو بعضه - ثم استمر في سفره - أو شغل عنه بمرض ونحوه من الأعذار القاهرة - حتى أدركه رمضان الثاني، فإنه لا يجب عليه الإطعام وإنما يلزمه بعد انتهاء سفره أو الشفاء من مرضه أن يقضي رمضان السابق ثم التالي له بالترتيب،
وقد نقل هذا الرأي عن طاوس والحسن البصري والنخعي وحماد بن أبي سليمان والأوزاعي ومالك وإسحاق وأحمد وأبي حنيفة والمزني وداود …
وقد اختار هذا الرأي البيهقي واستدل له بقوله تعالى: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [27]،.
وقد حكى عن ابن عباس وابن عمر وسعيد بن جبير وقتادة، أن مثل هذا الشخص: يصوم رمضان الحاضر عن الحاضر ويفدي عن الغائب بإطعام كل يوم مسكينا ولا قضاء عليه [28].
ولم أجد مستندا لهذا القول، وعموم قوله تعالى {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} يرد عليه: إذ عموم الآية يوجب القضاء في أيام أخر ولم يعين وقتاً لهذه الأيام الأخر فهي تشمل العمر كله …
أما من أقام بعد انتهاء سفره ولم يقض الأيام التي أفطرها خلال سفره حتى أدركه رمضان الآخر، فجمهور الفقهاء على أنه يجب عليه حينما يقضي هذه الأيام - من رمضان السابق - أن يطعم مع كل يوم مسكينا وقد قال بذلك: ابن عباس وأبو هريرة وعطاء بن أبي ر باح والقاسم بن محمد والزهري والأوزاعي ومالك والثوري وأحمد وإسحاق إلا أن الثوري: قال بوجوب مدين عن كل يوم، وقد نقلت بذلك نصوص كثيرة من الصحابة والتابعين في المصنف والسنن الكبرى [29] ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/428)
والحكمة من القول وجوب الإطعام؟ أن مثل هذا الشخص يعتبر مفرطا في القضاء في الأيام التي يجب عليه القضاء فيها والتي تنتهي بنهاية شهر شعبان التالي له أو هي ما بين الرمضانيين، لذلك استحق أن يجازي بإطعام كل يوم مسكينا مع القضاء بالصيام …
ويرى الحسن البصري وإبراهيم النخعي وأبو حنيفة والمزني وداود: أن عليه القضاء بالصيام فقط ولا فدية عليه [30] .. وقد نقل عن داود قوله في هذا الصدد: من أوجب الفدية على كل من أخر ليس معه حجة من كتاب ولا سنة ولا إجماع [31].
وهو كما قال: إلا أنه يقال أيضاً: أن من نفى وجوب الفدية عليه ليس له مستند من كتاب أو سنة أو إجماع؟.
أما العموم المستفاد من قوله تعالى: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} فهو يفيد جواز القضاء في أي أيام أخر قبل رمضان التالي أو بعده ليس إلا، أما الإطعام فهو أمر زائد على القضاء فلا تثبته الآية ولا تنفيه ..
وإذا تساوى القولان من هذه الناحية؟ فإنه ينظر إلى الآثار المروية عن الصحابة رضي الله عنهم, إذ هم قريبو العهد بالتنزيل وأدرى بمواقع النصوص، فقد روى البيهقي بسنده إلى ابن عباس رضي الله عنهما في رجل أدركه رمضان وعليه رمضان آخر؟ قال يصوم هذا ويطعم عن ذاك كل يوم مسكينا ويقضيه،.
كما روى أيضا بسنده إلى أبي هريرة: أنه قال: في رجل تتابع عليه رمضانان ففرط فيما بينهما، يصوم الذي حضر ويقضي الآخر ويطعم لكل يوم مسكينا [32] …
والواقع أن الموقف الذي اتخذه جمهور الفقهاء هنا بالتفرقة بين شخصين: أحدهما شغل عن القضاء بالسفر أو المرض حتى أدركه رمضان الآخر فجعلوه معذورا يكتفي منه بالقضاء فقط، والآخر الذي كانت لديه فسحة من الوقت ولم ينتهزها وفرط في القضاء ولم يهتم بالإسراع لأداء الواجب الذي شغلت به ذمته حتى وافاه رمضان الآخر، فأوجبوا عليه الإطعام مع القضاء لرمضان الأول، هذا الموقف يتفق مع النصوص الشرعية ولا يتعارض معها، وهو وإن لم يكن فيه نص صريح في الموضوع لكن نصوص الشريعة متوافرة في التفرقة بين المحسن والمسيء وقد قال صلى الله عليه وسلم فيمن منع زكاة ماله: " إنا آخذوها وشطر ماله عزمة من عزمات ربنا عز وجل …" الحديث [33].
الحكم فيمن شغل عن القضاء حتى مات
من سافر وأخذ بالرخصة فأفطر ولم يقض ما عليه حتى مات له حالتان:
الحالة الأول: من اتصل عذره بالموت:
المسافر الذي أخذ بالرخصة فأفطر واستمر في سفره حتى مات أو عاد من سفره ولكن لم تتح له الفرصة للقضاء فاستمر مشغولا بالمرض أو غيره حتى مات، فيرى أهل العلم بما يشبه الإجماع، أنه لا شيء عليه ولا يصام عنه ولا يطعم، لقوله تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} (البقرة: الآية 286)،
كما أنه شبيه بالحج، فمن لم يستطع أداء الحج من وقت بلوغه حتى مات فلا شيء عليه [34].وقد نقل عن طاوس و قتادة، أنه يطعم عن كل يوم مسكين لأنه عاجز فأشبه الشيخ الهرم.
ولكن رد عليهما، بأن الشيخ الهرم عامر الذمة بخلاف الميت الذي تنتهي ذمته بالموت عند أكثر الفقهاء، كما أن الشيخ الهرم من أهل العبادات بخلاف الميت الذي تنقطع أهليته بالموت [35].
الحالة الثانية: من فرط بترك القضاء حتى مات:
إذا عاد المسافر من سفره صحيحا واستمر كذلك ولم يحدث له مانع يمنعه من القضاء حتى أدركه الموت، فقد قال عدد كبير من الصحابة والتابعين والفقهاء، أنه يطعم عنه عن كل يوم مُدٌّ من طعام من غالب قوت البلد، وممن قال بذلك، ابن عباس وابن عمر وعائشة وأبو عبيد وابن علية والخزرجى ومالك وأبو حنيفة وأحمد والثوري والليث والأوزاعي والشافعي في المشهور عنه،
إلا أن الحنفية يشترطون أن يوصى بالإطعام عنه قبل موته ولم يشترط باقي الأئمة ذلك، لأن الإطعام عنه يعتبر عبادة والعبادة لا بد فيها من النية، ولذلك يخرج الإطعام عنه من ثلث ماله [36].
أما بقية الفقهاء فيعتبرونه من الحقوق المالية المتعلقة بديون العباد فلذا جازت فيها النيابة،
وقد حكى ابن المنذر عن ابن عباس والثوري، أنه يطعم عنه عن كل يوم مُدان [37].
وقد احتج لهذا الفريق الذي يرى الإطعام على من فرط حتى مات بما يلي:
1 - عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في الذي يموت وعليه رمضان ولم يقض: قال: "يطعم عنه لكل يوم نصف صاع من بر " [38].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/429)
قال البيهقي - بعد سرده لهذا الحديث - هذا خطأ من وجهين:
أحدهما: رفعه الحديث للنبي صلى الله عليه وسلم و إنما هو من قول ابن عمر،
والآخر: قوله نصف صاع وإنما قال ابن عمر: مدا من حنطة [39].
وقد نقل النووي كلام البيهقي هذا واحتج به [40].
لكن صاحب الجوهر النقي تعقب كلام في تضعيف هذا الحديث وقال: إن البيهقي فهم: أن محمدا، الذي روى عنه أشعث هو ابن أبي ليلى، وكذا صرح به الترمذي، وقد أخرج ابن ماجه هذا الحديث في سننه بسند صحيح عن أشعث عن محمد بن سيرين عن نافع عن ابن عمر مرفوعا، ثم قال: فإن صح هذا فقد تابع ابن سيرين ابن أبي ليلى، فلقائل: أن يمنع الوقف، أي أن يمنع الدعوى بوقف هذا الحديث على ابن عمر رضي الله عنهما [41]،
ورواية ابن ماجة التي أشار إليها صاحب الجوهر النقي، جاءت بلفظ: " من مات وعليه شهر فليطعم عنه مكان كل يوم مسكين " [42].
وقد نقل السندي تعليقا للمزي في الأطراف جاء فيه: قوله - يشير إلى ابن ماجه - عن محمد بن سيرين: وهم، فإن الترمذي: رواه ولم ينسبه ثم قال الترمذي، وهو عندي محمد ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى [43].
ولا أدري هل المزي هو الواهم في نسبته ابن ماجه إلى الوهم، حيث اعتمد على تصريح الترمذي، بأن روايته للحديث عن طريق محمد بن عبد الرحمن، فاعتبر أن كل طرقه تدور عليه وأن من روى خلاف ذلك، يعتبر واهما،
وقد يكون الأمر على خلاف ذلك، بأن يكون ابن ماجه رواه عن طريق محمد بن سيرين، فيكون متابعا، وقد يكون ابن ماجه قد وهم في نسبته إلى محمد بن سيرين، والله أعلم بالصواب،
2 - عن عبادة بن نسي رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم:" من مرض في رمضان فلم يزل مريضا حتى مات لم يطعم عنه وإن صح فلم يقضه حتى مات أطعم عنه " [44].
هذا الحديث في سنده ابن أرطأة وهو مدلس، فلا يصلح للاحتجاج به،
3 - عن ابن عباس رضي الله عنهما بسند صحيح قال في الرجل المريض في رمضان فلا يزال مريضا حتى يموت، قال: ليس عليه شيء فإن صح فلم يصم حتى مات أطعم عنه كل يوم نصف صاع من حنطة [45]،
4 - روى الإطعام بسند صحيح عن عمر بن الخطاب والزهري والحسن والنخعي وعطاء [46].
أن الشخص المفرط في القضاء حتى مات مثله مثل الشيخ الفاني الذي عجز عن الصيام في آخر عمره فإنه يجب في حقه الإطعام ويسقط عنه الصوم وإنما جازت المماثلة هنا لأن قضاء الصيام عن التراخي باتفاق أكثر الفقهاء ما عدا داود، إلا أن بعضهم يوجب الفدية في حالة التفريط وبعضهم لا يوجبها [47]،
مقدار الفدية:
الفدية عند أبي حنيفة والثوري - ونقل أيضا عن ابن عباس -: مدان من البر أو أربعة من الشعير أو التمر [48].
أما الفدية عند أكثر الفقهاء، فهي مد من الطعام من غالب قوت أهل البلد، وسواء كان التأخير لعام أو لعامين، وهناك وجه عند الشافعية، أنه يجب دفع مُدَّيْنِ عن كل يوم, إذا كان قد مضى عليه رمضانان، وصححه المتأخرون منهم [49].
أما الفرق الثاني: فيرى: أن من فرط في قضاء الصيام، فإنه يصام عنه سواء قام بذلك وليه عنه أو استأجر من يصوم عنه أو قام أجنبي بالصيام عنه من تلقاء نفسه،
وقد قال بذلك: طاووس والحسن البصري والزهري وقتادة وأبو ثور وداود، وهو قول الشافعي في مذهبه القديم، وهو أصح القولين عنه عند محققي الشافعية [50].
وقد استدل لهذا الفريق بما يلي:
1 - حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم: " من مات وعليه صيام، صام عنه وليه " [51].
وقد ضعف بعض العلماء هذا الحديث بما روى عن عمارة بن عمير عن امرأة عن عائشة في امرأة ماتت وعليها الصوم، قالت: يطعم عنها وروى عنها من وجه آخر عن عائشة أنها قالت: لا تصوموا عن موتاكم وأطعموا عنهم [52].
وقد أجاب البيهقي، بأن ما ذكر لا يوجب ضعفا في الحديث، فمن يجوز الصيام عن الميت يجوز الإطعام عنه، وفيما روى عنها في النهي عن الصوم عن الميت نظر [53].
وقد عقب صاحب الجوهر على دعوى البيهقي في قوله: وفيما روى عنها في النهي عن الصوم عن الميت نظر، فقال قد صح ذلك عنها، ثم ذكر ما جاء عند أبي جعفر الطحاوي بسنده إلى عمرة بنت عبد الرحمن قالت: قلت لعائشة أن أمي توفيت وعليها صيام رمضان أيصلح أن أقضي عنها، فقالت: لا ولكن تصدقي عنها مكان كل يوم على مسكين خير من صيامك، ثم قال: هذا سند صحيح [54].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/430)
وقد قال بعض أهل العلم إذا أفتى الصحابي بغير ما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فالعبرة بروايته لا بفتواه، وعلى ذلك فإرشاد عائشة رضي الله عنها إلى الإطعام بدلا عن الصيام أو نهيها عن الصيام وأمرها بالإطعام لا يؤثر على صحة الحديث، وعلى قوة الاحتجاج به،
2 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها، فقال: "لو كان على أمك دين أكنت قاضيه عنها، قال: نعم، قال: "فدين الله أحق أن يقضى " [55]،
وفي رواية أخرى عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضا: " أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أمي ماتت وعليها صوم شهر فقال: "أرأيت لو كان عليها دين أكنت تقضيه؟ " قالت: نعم، قال: "فدين الله أحق بالقضاء " [56].
وقد ضعف بعض العلماء هذا الحديث، بما رواه عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: لا يصوم أحد عن أحد ويطعم عنه [57].
وبما رواه البيهقي بسنده إلى محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن ابن عباس في الإطعام عمن مات وعليه صيام شهر رمضان وصيام شهر نذر، وفي رواية ميمون بن مهران عن ابن عباس ورواية أبي حصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال في صيام شهر رمضان أطعم عنه وفي النذر قضى عنه وليه،
ثم قال البيهقي: وفي نسبة ذلك إلى ابن عباس نظر [58].
وقد أجاب صاحب الجوهر، على تشكك البيهقي حول نسبة الإطعام إلى ابن عباس بدلا من الصيام، بما رواه النسائي في سننه، عن عطاء عن ابن عباس قال: لا يصلي أحد عن أحد ولا يصوم أحد عن أحد، ولكن يطعم عنه مكان كل يوم مد من حنطة، ثم قال: وهذا سند صحيح على شرط الشيخين خلا ابن عبد الأعلى فإنه على شرط مسلم [59].
ومن جهة أخرى، فإن الشافعي، قد اعتذر عن العمل بحديث ابن عباس الوارد في القضاء بالصيام عن الميت، وقال: إنه أشبه ألا يكون محفوظا، وذلك لأن الزهري قد حدث عن عبيد الله عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: نذرا ولم يسمه [60]. مع حفظ الزهري وطول مجالسة عبيد الله لابن عباس، فلما جاء غيره عن رجل عن ابن عباس يغير ما في حديث عبيد الله، أشبه ألا يكون محفوظا، فإن قيل أتعرف الذي جاء بهذا الحديث يغلط عن ابن عباس، قيل نعم [61]،.
فقد أجيب عن ذلك بأن الظاهر تعدد القصة، أي أن القصة التي سئل فيها صلى الله عليه وسلم عن الصوم تصريحا، غير قصة سعد بن عبادة التي سأل فيها عن المنذر مطلقا، و يتأيد ذلك بحديث عائشة في الصحيحين والذي أوردنا في صدر أدلة هذا الفريق،
3 - عن بريدة قال: بينا أنا جالس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتته امرأة، فقالت: يا رسول الله: إني تصدقت على أبي بجارية، وأنها ماتت، فقال: وجب أجرك وردها عليك بالميراث، قالت: يا رسول الله، انه كان عليها صوم شهر أفأصوم عنها؟ قال: "صومي عنها ". قالت: إنها لم تحج قط أفأحج عنها؟ قال: "حجي عنها " [62].
4 - عن ابن عباس رضي الله عنهما: " أن امرأة ركبت البحر فنذرت إن نجاها الله أن تصوم شهرا فنجاها الله سبحانه وتعالى، فل تصم حتى ماتت، فجاءت ابنتها أو أختها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرها أن تصوم عنها " ورجاله رجال الصحيح [63].
أما الفريق الثالث: فيرى أن من مات وعليه صيام وقد فرط فيه، فإنه يصام عنه النذر ويطعم عن صيام رمضان،
وقد قال بهذا الرأي: أحمد وإسحاق ونقل عن ابن عباس [64].
ومن أهم الأدلة استند إليها هذا الفريق:
1 - ما رواه أبو داود في سننه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات وعليه صيام صام عنه وليه" وقد أشرنا من قبل إلى أنه مروى في الصحيحين، إلا أن موضع الشاهد هنا: أن أبا داود بعد أن ذكر هذا الحديث في سننه عقبه بقوله: هذا في النذر وهو قول أحمد بن حنبل [65].
وهذا القول منه، تخصيص لعموم الحديث حتى يتفق مدلوله مع الأدلة الأخرى التي نص فيها على أن الميت إن كان عليه صيام نذر صام عنه وليه والأصل في النصوص الشرعية العامة أنها تبقى على عمومها حنى تقوم قرينة تفيد التخصيص،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/431)
2 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها، فقال: "لو كان على أمك دين أكنت قاضيه عنها؟ " قال: نعم، قال: "فدين الله أحق أن يقضى" وقد أشرنا من قبل إلى أن هذه الرواية متفق عليها بين الشيخين بنفس اللفظ،
أما رواية ابن عباس الثانية " أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أمي ماتت وعليها صوم شهر، فقال: "أرأيت لو كان عليها دين أكنت تقضينه؟ " قالت: نعم، قال: "فدين الله أحق بالقضاء "،
وهذه الرواية جاءت في صحيح مسلم بهذا اللفظ إلا أنها عند البخاري - تعليقا - إن أمي ماتت وعليها صوم نذر" [66] وفي السنن الكبرى للبيهقي: عن ابن عباس: أن سعد بن عبادة استفتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أن أمي ماتت وعليها نذر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" اقضه عنها " [67]. والشاهد هنا، أن رواية البخاري، جاءت مبينة لنوع الصوم الذي كان يسأل عنه: وقد أمر بقضائه، وهو صوم النذر أي أن هذه الرواية بينت الإجمال الموجود في الرواية الأولى عند كل من البخاري ومسلم وأيضا الرواية الثانية عند مسلم.
3 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إذا مرض الرجل في رمضان ثم مات ولم يصح "ولم يصم" أطعم عنه ولم يكن عليه قضاء، وإن نذر (وإن نذر نذرا) (وإن كان عليه نذر) قضى عنه وليه [68] وقد أشرنا من قبل إلى هذا القول المنسوب إلى ابن عباس وإلى أن هذا النقل صحيح عنه، وأوضح أنه موقوف عليه،
المختار:هو رأي الفريق الثالث: الذي يرى، أن من مات وعليه صيام من رمضان فإنه يطعم عنه، أما إن كان عليه صيام نذر فإنه يقضيه عنه وليه، وذلك لأنه رواية البخاري التي نص فيها على النذر وكذلك الرواية التي أخرجها البيهقي في قصة سعد بن عبادة وهي صريحة في السؤال عن صيام النذر، ثم ما روى ابن عباس وعائشة في هذا السبيل كل ذلك يعتبر مبينا للإجمال الموجود في حديث بريدة، كما أنه بهذا الرأي يمكن الجمع بين كل الأدلة الواردة في الموضوع، والجمع بين الأدلة والعمل بها كلها أولى من العمل ببعضها وإهدار بعضها الآخر، كما أنه بهذا القول، يمكن تفادي ما يترتب على القول الثاني: من دخول النيابة في صيام شهر رمضان وهو عبادة بدنية محضة واجبة من الشارع بخلاف النذر فقد أوجبه العبد على نفسه فصار بمنزلة الدين الذي استدانه والدين تدخله النيابة، ولهذا قال ابن القيم عن هذا الرأي: وهذا أعدل الأقوال وعليه يدل كلام الصحابة وبهذا يزول الإشكال [69]. والله أعلم.
النتائج
1 - لكل مسافر حق الأخذ برخصة الفطر في السفر سواء شهد بداية الشهر مقيما أو حاضرا.
2 - مقدار المسافة التي تتحقق بها رخصة الفطر هي أربعة برد وتقدر الآن بأربعة وثمانين كيلو مترا.
3 - الفطر في السفر رخصة يجوز الأخذ بها ويجوز تركها والصيام عملا بالعزيمة.
4 - الأفضل الفطر لمن يشق عليه الصيام أما من لم يشق عليه فالأفضل في حقه الصيام.
5 - تتحقق رخصة الفطر في كل سفر إلا سفر المعصية ما لم يتب المسافر منها فإن تاب تحققت في حقه.
6 - يبدأ العمل بالرخصة متى تحقق وصف السفر بالشخص مريد السفر، فمن حقه الفطر قبيل تحركه من دار إقامته إذا كان قد أخذ أهبته للسفر وإن كان الأحوط أن يتم ذلك بعد مغادرة البيوت.
7 - من أجمع على إقامة عشرة أيام وجب عليه تبييت نية الصوم وإن كان الأحوط تبييت هذه النية لمن أجمع على إقامة أربعة أيام.
8 - من أخذ بالعزيمة وصام في سفره، فله حق الفطر أخذا بالرخصة في أي وقت شاء.
9 - تنتهي الرخصة إذا وصل المسافر إلى دار إقامته قبيل طلوع الفجر حيث يجب عليه إنشاء نية الصوم فإن وصل بعد طلوع الفجر فإنه يستمر على فطره إلى نهاية اليوم.
10 - من أخذ بالرخصة وأفطر فإنه يجب عليه القضاء فيما بين رمضان الذي سافر فيه إلى رمضان التالي سواء كان القضاء مفرقا أو متتابعا وإن كان القضاء متتابعا أفضل.
11 - من أخذ بالرخصة وأفطر في سفره فلا يحق له الصيام بنية القضاء عن أيام سابقة عليه من رمضان الفائت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/432)
12 - من شغل عن قضاء ما عليه من رمضان حتى وافاه رمضان التالي، فإنه يقضيه بعد انتهاء رمضان الحاضر ولا فدية عليه أما من لم يشغل عن القضاء وفرط فيه حتى وافاه رمضان التالي له فإنه يلزم بالفدية مع كل يوم يقضيه عن رمضان السابق.
13 - من شغل عن القضاء حتى مات فإن اتصل عذره بالموت فلا شيئ عليه ومن فرط في القضاء فإن كان عليه صيام نذر صام عنه وليه وإن كان عن رمضان أطعم عنه عن كل يوم مد من طعام.
--------------------------- الهوامش -------------------------------------
[1] فتح القدير ج2 ص 365 والمجموع ج 6ص 215 شرح الزرقاني على خليل ج ص 214.
[2] صحيح مسلم ج 3 ص 16.
[3] صحيح مسلم ج 3 ص 159 والنسائي ج 4 ص 193 طبعة إحياء التراث ببيروت.
[4] سنن الترمذي مع شرحه تحفة الأحوذي ج 3 ص 426.
[5] تحفة الأحوذي ج 3 ص 426.
[6] سنن النسائي ج 4 ص 196، 197، 189.
[7] سنن الترمذي مع شرحه تحفة الأحوذي ج 3 ص 427.
[8] السنن الكبرى ج 4 ص 259، المجموع ج 6 ص 158، المغني جـ3 ص158.
[9] السنن الكبرى ج 4 ص 259.
[10] السنن الكبرى ج 4 ص 259.
[11] الجوهر النقي ج 4 ص 259 على هامش السنن الكبرى.
[12] تقريب التهذيب ج 1 ص 471 دار المعرفة - بيروت.
[13] السنن الكبرى ج 4 ص 258.
[14] السنن الكبرى ج 4 ص 258.
[15] السنن الكبرى ج 4 ص 259.
[16] السنن الكبرى ج 4 ص 260.
[17] المغني ج 3 ص 158 والزرقاني علي خليل ج 2 ص 215 وفتح القدير ج 2ص 354، والمجموع ج 6 ص 326.
[18] السنن الكبرى ج 4 ص 258.
[19] السنن الكبرى ج 4 ص 258 ج 4 ص 244.
[20] السنن الكبرى ج 4 ص 258 والمصنف ج 4 ص 243.
[21] السنن الكبرى ج 4 ص 258 والمصنف ج 4 ص 243.
[22] صحيح البخاري ج 11 ص 53 مع عمدة القارىء.
[23] المجموع ج 6 ص 260 المحلى ج 6 ص 391.
[24] المحلى ج 6 ص 391.
[25] المجموع ج 6 ص 337، شرح الرزقاني على مختصر خليل ج 2 ص 215.
[26] المصنف ج 4 ص 241.
[27] السنن الكبرى ج 4 ص 253، المجموع ج 6 ص 336 والمصنف ج 4 ص 234 ص 236، الزرقاني على مختصر خليل ج 2 ص 216.
[28] المجموع ج 6 ص 336، والمصنف ج 4 ص 235.
[29] المجموع ج 6 ص 336، الزرقاني عن خليل ج 2 ص 216، والمصنف ج 4 ص 234، 236، 237، والسنن الكبرى ج 4 ص 253.
[30] صحيح البخاري ج 11 ص 54 مع عمدة القارىء، المجموع ج 6 ص 336، فتح القدير ج 2 ص 354، السنن الكبرى ج 4 ص 253.
[31] الجوهر النقي مع السنن الكبرى ج 4 ص 252.
[32] السنن الكبرى ج 4 ص 253.
[33] سنن أبي داود مطبوعة مع شرحها عون المعبود ج 4 ص 453 والسنن الكبرى ج 4 ص 104.
[34] المجموع ج 6 ص 341، 343، والزرقاني على مختصر خليل ج 2 ص 216.
[35] المجموع ج 6 ص 343.
[36] فتح القدير للكمال ج 2 ص 358.
[37] المجموع ج 6 ص 343، والزرقاني على مختصر خليل ج 2 ص 216، والسنن الكبرى ج 4 ص 254،
[38] السنن الكبرى ج 4 ص 204، وسنن الترمذي، ولفظه عنده: من مات وعليه صيام شهر فليطعم عنه مكان كل يوم مسكينا ج 3 ص 405 مع شرحه تحفة الأحوذي.
[39] السنن الكبرى ج 4 ص 254.
[40] المجموع ج 4 ص 254.
[41] الجوهر النقي على السنن الكبرى ج 4 ص 2654.
[42] سنن ابن ماجه ج 1 ص 534.
[43] حاشية السندي على ابن ماجة ج 1 ص 534، وسنن الترمذي ج 3 ص 407 مع شرحه تحفة الأحوذي.
[44] المصنف ج 4 ص 237.
[45] المصنف ج 4 ص 237.
[46] المصنف ج 4 ص 237، 239.
[47] فتح القدير ج 2 ص 354.
[48] فتح القدير ج 2 ص 357.
[49] المجموع ج 6 ص 342.
[50] المغني ج 3 ص 152، المجموع ج 6 ص 343، السنن الكبرى ج 4 ص 255، المصنف ج 4 ص 239.
[51] صحيح مسلم ج 3 ص 155، صحيح البخاري ج 11 ص 58 مع شرحه عمدة القارىء.
[52] السنن الكبرى ج 4 ص 257.
[53] السنن الكبرى ج 4 ص 257.
[54] الجوهر النقي ج 4 ص 257 على السنن الكبرى. ومشكل الآثار للطحاوي ج 3 ص 42 طبعة الهند.
[55] صحيح مسلم ج 3 ص 156، صحيح البخاري مع شرحه عمدة القارىء ج 11 ص 61.
[56] صحيح مسلم ج 3 ص 155 وأشار إليه البخاري ج 11 ص 64 مع شرحه عمدة القرىء إلا أنه قد جاء في هده الرواية عند البخاري وفي السنن الكبر بلفظ "وعليها صوم نذر " السنن الكبرى ج 4 ص 256 والبخاري ج11 ص 64 مع شرحه عمدة القارىء.
[57] السنن الكبرى ج 4 ص 257.
[58] السنن الكبرى ج 4 ص 257.
[59] الجوهر النقي ج 4 ص 257 على السنن الكبرى ج 4 ص 257، ومشكل الآثار للطحاوي ج 3 ص 141.
[60] يشير بذلك إلى حديث ابن عباس " إن سعد بن عبادة استفتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أمي ماتت وعليها نذر، فقال: "اقضه عنها ". السنن الكبرى ج 4 ص 256.
[61] السنن الكبرى ج 4 ص 256، الأم ج 2 ص 90 طبعة الشعب.
[62] صحيح مسلم ج 3 ص 156.
[63] السنن الكبرى ج 4 ص 256، ومشكل الآثار للطحاوي ج 3 ص 140 طبعة الهند.
[64] المغني ج 3 ص 152، والمجموع ج 6 ص 343، والسنن الكبرى ج 4 ص 255.
[65] سنن أبي داود ج 7 ص 40، 41 مع شرحه عون المعبود.
[66] صحيح البخاري ج 11 ص 64 مع شرحه عمدة القارىء.
[67] السنن الكبرى ج 4 ص 256.
[68] سنن أبي داود مع شرحها عون المعبود ج 7 ص 36.
[69] من تعليقه على سنن أبي داود ج 7 ص 37 مع شرحها عون المعبود.(5/433)
حمل "المنار المنيف" لابن قيم الجوزية
ـ[أبو تقي]ــــــــ[04 - 11 - 03, 11:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حمل "المنار المنيف" لابن قيم الجوزية
ـ[أبو تقي]ــــــــ[04 - 11 - 03, 11:31 ص]ـ
حمل الكتاب(5/434)
شرح سنن الترمذي للمباركفوري
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[04 - 11 - 03, 06:44 م]ـ
السلام عليكم
المصدر برنامج المحدث، وقد قسمت الكتاب إلى أجزاء حسب طبعة دار الكتب العلمية بيروت.
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[05 - 11 - 03, 10:50 ص]ـ
2
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[05 - 11 - 03, 10:56 ص]ـ
3
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[05 - 11 - 03, 11:00 ص]ـ
4
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[05 - 11 - 03, 11:04 ص]ـ
5
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[05 - 11 - 03, 11:08 ص]ـ
6
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[05 - 11 - 03, 02:05 م]ـ
7
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[05 - 11 - 03, 02:09 م]ـ
8
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[05 - 11 - 03, 02:13 م]ـ
9
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[05 - 11 - 03, 02:16 م]ـ
10
ـ[مسك]ــــــــ[06 - 11 - 03, 04:26 م]ـ
السلام عليكم رحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الكريم ..
هل أنتهى الكتاب أم يوجد ملفات أخرى!
والسلام عليكم رحمة الله وبركاته
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[06 - 11 - 03, 04:49 م]ـ
انتهى ولله الحمد
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 03:33 م]ـ
بارك الله فيكم
ولكن مقدمة العلامة المباركفوري غير موجودة
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[11 - 02 - 05, 07:46 م]ـ
جزيت خيرا أخي عبد الجبار.
ونرجو من الإخوة "مقدمة الشارح" وهو مهم جدا كما لا يخفي عليكم.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[12 - 02 - 05, 12:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[12 - 02 - 05, 07:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا(5/435)
من يدلني على كتاب عندما ترعى الذئاب الغنم، وإبليس، للد / رفاعي سرور
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[05 - 11 - 03, 02:19 ص]ـ
من يدلني على هاذين الكتابين على ملف ورد للتحميل وله جزيل الشكر
ـ[أبو مريم المصري]ــــــــ[05 - 11 - 03, 11:29 ص]ـ
لماذا تحتاجهم على الوورد
ـ[ aboumalik] ــــــــ[05 - 11 - 03, 01:48 م]ـ
السلام عليكم أخي إسلام
ماذا تعرف عن رفاعي سرور؟
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[05 - 11 - 03, 01:59 م]ـ
آش الحكاية، أنا قلت حاجة غلط؟!!!
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[05 - 11 - 03, 03:08 م]ـ
الشيخ رفاعي سرور عندي تقريبا كل كتبه
ومن قرأ أي كتاب منها يتبين له بوضوح أمور منها:
أولا: الأسلوب المميز للشيخ الذي يحتاج إلى تركيز شديد لفهمه فهو مستغلق بعض الشيء
ثانيا: ملامح الفكر الجهادي على منهج الكتب واضح بجلاء ولا سيما كتابه التصور السياسي للحركة الإسلامي
ثالثا: يبدو أن للشيخ باعاً في موضوع الجن لأن كتاب (عندما ترعى الذئاب الغنم) بجزئيه منصب على هذه النقطة والجزء الثاني ملىء بالغرائب
ـ[غزالة]ــــــــ[16 - 05 - 05, 05:35 ص]ـ
من يدلني على هاذين الكتابين
جزاكم الله خيرا
ـ[الدندني]ــــــــ[20 - 08 - 05, 11:49 م]ـ
تجد هذه الكتب في مكتبة (دار الفكر العربي)، شارع عباس العقاد ...
او من هادف للنشر والتزويع ... 6554648
23 ش عبدالعظيم البكري - ترعة الهوارى - المطرية
والكتب ليست موجودة على الشبكة والله اعلم
ـ[محمد بن عبد المجيد المصري]ــــــــ[05 - 12 - 07, 04:22 م]ـ
صفحة الشيخ /رفاعي سرور في موقع صيد الفوائد
http://saaid.net/Doat/riffa3i/index.htm
دراسات في علم المناسبة
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=8675
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[05 - 12 - 07, 05:54 م]ـ
مدونة الشيخ رفاعي سرور:
http://refai.maktoobblog.com/?all=1
وأسلوب الشيخ عميق بعض الشيء، ويحتاج لتركيز حتى تستوعب الاستنباطات الإيمانية التي يزخر بها، وغالبًا ستحتاج لقراءة الكتاب أكثر من مرة حتى تستفيد منه على الوجه الأكمل.
ولا يعيبه إلا كون بعض استنباطاته مبنيّ على أحاديث غير صحيحة أو مرويات باطلة، والله أعلم.
ـ[ابو عمر وصهيب]ــــــــ[05 - 12 - 07, 05:57 م]ـ
أخى الحبيب
لا يخفى على الجميع أفكار الرجل على الساحة الإسلامية
فكثير من أفكاره أعادت الإسلام إلى الوراء
وربنا يُصلح الحال
ـ[محمد بشري]ــــــــ[05 - 12 - 07, 10:14 م]ـ
أعادت الإسلم إلى الوراء.:مرة واحدة.
اللهم ارزقنا العدل والانصاف مع الموافق والمخالف.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[05 - 12 - 07, 11:16 م]ـ
أخى الحبيب
لا يخفى على الجميع أفكار الرجل على الساحة الإسلامية
فكثير من أفكاره أعادت الإسلام إلى الوراء
وربنا يُصلح الحال
من الغريب أنَّ معظم الأعضاء الجدد في الملتقى عندهم ظاهرة مشتركة، ما تجد له أي مشاركة علمية، باستثناء الطعن في العلماء، أو طلبة العلم، أو استدراكات.
وهذا طبعا مناسب للأعضاء الجدد اللذين هم في بداية الطلب، فيظن بنفسه أنه قد بلغ منزلة المستدرك.
أما العلماء الحقيقيون أو طلبة العلم الحقيقين تجدهم متورعين، متأدبيين، ينبهون على الأخطاء بعلم وفقه، وطول أناة ونظر ثاقب، غير متجرئين.
لا يحكمون على الرجل من خلال كلام يقال عليه من العلماء، ولكن من خلال قراءة كتبه، ومناقشته، ومناقشة ما كتب حوله، غير مقلدين كالعميان.
ومما يدل على جهل هؤلاء المبتدئين - ولا أبريء نفسي- عباراتهم التشنيعية الغير متدبره.
يعني حتى ولو سلمنا بما يعتقده هذا المبتدئ فلن تجد عبارته صائبة فيما يعتقدة.
وللتوضيح أكثر:
عبارة أخينا هذه هداه الله: أعاد الإسلام إلى الوراء!!
فإذا سلمنا له بأن رفاعي سرور له اخطاء شنييييييييعة، فمن الذي يقدر أن يُرجع الإسلام إلى الوراء، ألم يقرأ يوما قوله تعالى (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره، وله كره الكافرون)
ولكن ينتهي العجب إذا علمنا أن من علامات هؤلاء المبتدئين - نسال الله أن يعلمنا وإياههم - أنهم بالطبع لم يحفظوا القرآن، أو أنهم يكتفون بعلم الجرح والتجريج كبداية!!
فاللهم ارزقنا العلم والعمل.
ـ[أبو أنس الجزائري]ــــــــ[05 - 12 - 07, 11:18 م]ـ
آمين.
ـ[ابو عمر وصهيب]ــــــــ[06 - 12 - 07, 12:10 ص]ـ
من الغريب أنَّ معظم الأعضاء الجدد في الملتقى عندهم ظاهرة مشتركة، ما تجد له أي مشاركة علمية، باستثناء الطعن في العلماء، أو طلبة العلم، أو استدراكات.
وهذا طبعا مناسب للأعضاء الجدد اللذين هم في بداية الطلب، فيظن بنفسه أنه قد بلغ منزلة المستدرك.
أما العلماء الحقيقيون أو طلبة العلم الحقيقين تجدهم متورعين، متأدبيين، ينبهون على الأخطاء بعلم وفقه، وطول أناة ونظر ثاقب، غير متجرئين.
لا يحكمون على الرجل من خلال كلام يقال عليه من العلماء، ولكن من خلال قراءة كتبه، ومناقشته، ومناقشة ما كتب حوله، غير مقلدين كالعميان.
ومما يدل على جهل هؤلاء المبتدئين - ولا أبريء نفسي- عباراتهم التشنيعية الغير متدبره.
يعني حتى ولو سلمنا بما يعتقده هذا المبتدئ فلن تجد عبارته صائبة فيما يعتقدة.
وللتوضيح أكثر:
عبارة أخينا هذه هداه الله: أعاد الإسلام إلى الوراء!!
فإذا سلمنا له بأن رفاعي سرور له اخطاء شنييييييييعة، فمن الذي يقدر أن يُرجع الإسلام إلى الوراء، ألم يقرأ يوما قوله تعالى (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره، وله كره الكافرون)
ولكن ينتهي العجب إذا علمنا أن من علامات هؤلاء المبتدئين - نسال الله أن يعلمنا وإياههم - أنهم بالطبع لم يحفظوا القرآن، أو أنهم يكتفون بعلم الجرح والتجريج كبداية!!
فاللهم ارزقنا العلم والعمل.
جزاكم الله خيرا على هذه النصيحة وسأعمل بها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/436)
ـ[ابو عمر وصهيب]ــــــــ[06 - 12 - 07, 12:20 ص]ـ
عذرا قصد بكلامى فترة قديمة بالنسبة للرجل والعمل الإسلامى
فإننى أعلم أن للرجل كتب مثل
فى بيت الدعوة
قدر الدعوة
أصحاب الأخدود
فنكرر الأسف
ولكن النصيحة لا تكون بهذا الشكل
لا تقابل الخطأ بمثله
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[06 - 12 - 07, 12:26 ص]ـ
عذرا قصد بكلامى فترة قديمة بالنسبة للرجل والعمل الإسلامى
فإننى أعلم أن للرجل كتب مثل
فى بيت الدعوة
قدر الدعوة
أصحاب الأخدود
فنكرر الأسف
ولكن النصيحة لا تكون بهذا الشكل
لا تقابل الخطأ بمثله
أخي الحبيب، أنا لم أقصدك بعينك في نصيحتي، وضربت مثالا من كلامك، ولقد استجبت لنصيحتي دون التثريب على الأسلوب، فهل ندمتَ على ذلك؟!.
ثم ما الذي تقصده بقولك: عذرا قصد بكلامى فترة قديمة بالنسبة للرجل والعمل الإسلامى؟!!
فما الذي تعرفه عن الرجل في فتراته القديمة؟؟؟!!!
ثم الكتب التي ذكرتها هي كل كتبه تقريبا، وقد كتبها منذ أكثر من ثلاثين عاما، يعني قبل تأسيس حركة الجهاد في مصر أصلاً، فإذا كانت الكتب التي ذكرتها تحتوي على أفكار جديدة، فما هو القديم؟!!!!
ـ[محمد بن عبد المجيد المصري]ــــــــ[06 - 12 - 07, 12:41 ص]ـ
الأخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:-
للشيخ رفاعي حفظه الله كتب ومقالات حديثة،يرجي قراءتها أومشاهدة ما تحتويها علي الأقل.
1 - أبناء الدعاة: مسألة في التربية
http://saaid.net/Doat/riffa3i/5.htm
2- المسيح عليه السلام دراسة سلفية
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=3725
3-
رضاع الكبير
http://saaid.net/Doat/riffa3i/1.htm
4- كتاب علم الحديث منظور إعجازي
ولم ينزل علي الشبكة منه الا المقدمة والفصل الأول
http://www.muslm.net/vb/showthread-t_235688.html
وشكر الله للجميع.
<? xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
ـ[محمد بن عبد المجيد المصري]ــــــــ[16 - 12 - 07, 01:11 ص]ـ
البدعة - رؤية تحليلية.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=119784
ـ[محمد بن عبد المجيد المصري]ــــــــ[14 - 03 - 08, 04:17 م]ـ
جميع كتب الشيخ رفاعي حفظه الله تعالى من كل سوء بالإضافات الجديدة موجودة في مدونته والذي رابطها هو
http://www.aljwab.com/?page_id=21(5/437)
حمل ولفترة محدودة تاريخ الإسلام للذهبي على الوورد
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[05 - 11 - 03, 09:32 م]ـ
الإخوة الكرام
رأيت بعضكم تعب كثيرا في عملية توزيع الأدوار لمن يقوم بتحميل كتاب تاريخ الإسلام للذهبي من موقع الوراق، فقمت بهذه المهمة، وإليكم الملف.
أرجو الإسراع في تحميله لأني سأحذفه من السرفر، ويمكن وضعه على أي سرفر لديكم إن أحببتم أو تقسيمه للزوار
التحميل من هنا ( www.alhekmah.net/ccess/tareekh.rar)
برجاء دعوة صالحة
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[07 - 11 - 03, 02:32 ص]ـ
لكن اخي بعد ما حملته ما فتح يعطي رسائل خطأ ما ادري
الحقيقة تثبطت عندما حصل هذا
ممكن تقلي الحل
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[07 - 11 - 03, 03:02 ص]ـ
سأتأكد أخي الكريم، وأخبرك إن شاء الله
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[07 - 11 - 03, 08:57 ص]ـ
الأخ الكرم
الملف صحيح ولا خطأ فيه، لكن تأكد أنك حملته تحميلا كاملا وحجمه حوالي 6 ميجا وتزيد قليلا
تأكد بارك الله فيك
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[07 - 11 - 03, 09:23 ص]ـ
أخي (مجرد إنسان):
لقد ظهر معي أيضاً بعد التنزيل نفس الخطأ.
والخطأ هو أنني عندما أفتح الملف باستخدام برنامج ( winrar ) الإصدار 2.5، فإنه يظهر لي هذه الرسالة: ( unknown method ) و ( no files to extract ) .
فنرجو الإفادة.
ومن الأفضل وضع البرنامج بصيغة ( zip ) إن أمكن ذلك.
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[07 - 11 - 03, 10:44 م]ـ
لم يفتح مع الأخ لأنه مضغوط بـ WinRAR 3 ..
و هنا أنصح من يستخدم صيغة رار في الضغط أن يستخدم إصدارة قديمة منه للنشر على الإنترنت أو أن يضغط الملفات المطلوبة باختيار خيار (زيب) من نفس البرنامج، حيث إنه يتيح ذلك ببساطة.
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[08 - 11 - 03, 02:53 ص]ـ
اخي الفاضل مجرد انسان حياك الله وبارك فيك
هل تتكرم عينا بنقل كتاب الحافظ ابن عبد البر الاستعاب في معرفة الاصحاب من موقع الوراق علي ملف ورد كما فعلت مع كتاب الحافظ الذهبي وجزاك الله خيرا
ـ[الطالب الصغير]ــــــــ[09 - 11 - 03, 04:58 م]ـ
شكر الله لك وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا أخي (مجرد إنسان).
ـ[ sheyyabfiras] ــــــــ[02 - 12 - 03, 09:51 م]ـ
السلام عليكم
أرجو من الأخ الإنسان أن يضع لنا تاريخ الإسلام إن أمكن ولك من الله عز وجل الأجر والمثوبة
أخوكم: فراس
ـ[الدرعمى]ــــــــ[28 - 06 - 04, 10:24 م]ـ
وأنا أضم صوتى إلى الأخ الكريم .. برجاء التكرم بوضع ذلك الكتاب لفترة غير محدودة حتى يتمكن الجميع من الاستفادة من وبارك الله فيكم
ـ[حارث]ــــــــ[23 - 02 - 05, 10:18 ص]ـ
لا يزال تاريخ الإسلام على ملفات وورد.
والبحث فيه يتطلب فتحها كلها، وهذا يأخذ وقتاً كثيرا
هناك برنامج ذكره بعض الإخوة في هذا المنتدى، يجمع هذه الملفات، وتستطيع أن تبحث في الكتاب كله عما تريد
لكن لم أفهم طريقة البرنامج،
فليت أحد الإخوة يضيف تاريخ الإسلام لهذا البرنامج، لأن الحاجة إليه ماسة والكتاب ليس بمتناول أكثر كتاب المنتدى في ظني
ـ[محمود الجيزي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 01:25 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي على هذه الجهد المبارك(5/438)
حمل "فتاوي السبكي"
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[06 - 11 - 03, 04:38 ص]ـ
هذا الجزء الأول
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[06 - 11 - 03, 10:04 ص]ـ
وهذا الجزء الثاني
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[07 - 11 - 03, 01:28 ص]ـ
الجزء الثالث
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[07 - 11 - 03, 01:49 ص]ـ
الجزء الرابع
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[08 - 11 - 03, 01:20 ص]ـ
وهذا الجزء الخامس والأخير
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[09 - 11 - 03, 04:32 ص]ـ
بارك الله فيك(5/439)
حمل: المستدرك على الصحيحين للحاكم
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[06 - 11 - 03, 12:00 م]ـ
المستدرك على الصحيحين لأبى عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله النيسابورى 405 وهو مشهور بابن البَيِّع وكتابه هذا قد ذكر فيه ما ليس فى واحد من الصحيحين مما رآه على شرطهما أو شرط أحدهما أو أدى اجتهاده إلى صحته ويرى بعض أهل العلم أنه متساهل فى التصحيح وأن تلميذه البيهقى أشد منه تحريا وهو كتاب عظيم الفائدة وهو مطبوع فى أربع مجلدات كبار
لاتنسوا أخاكم بصالح الدعاء بظهر الغيب، بارك الله فيكم.
حمل المستدرك للحاكم المجلد 1 و 2:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[06 - 11 - 03, 12:09 م]ـ
لاتنسوا أخاكم بصالح الدعاء بظهر الغيب في هذا الشهر الكريم، بارك الله فيكم.
المستدرك للحاكم المجلد 3:
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[06 - 11 - 03, 12:12 م]ـ
حمل المستدرك للحاكم المجلد 4:(5/440)
علم
ـ[أحمد دبوس]ــــــــ[06 - 11 - 03, 12:58 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أخوكم في الله أحمد دبوس
أقول: ان نظم العلوم الشرعية عامل هام و مؤثر للتعليم
لذلك: لو حرصتم على عمل ركن لهذه المنظومات على الشبكة لكان عملا مفيدا يفيد طلاب العلم و المثقفين
فاحرصوا على التنفيذ بارك الله فيكم
كما أقول أنني احتاج بعض المنظومات للعلامة الحكمي ومنها
المنظومة الميمية (في الآداب)
منظومة المنسوخ (في الأصول)
نيل السول (في التاريخ)(5/441)
هل أجد تفسير آيات الأحكام للسايس على الشبكة
ـ[وهج البراهين]ــــــــ[06 - 11 - 03, 02:33 م]ـ
جزاكم الله خيراً(5/442)
هل هناك رابك لكتاب الروضتين في أخبار الدولتين
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[06 - 11 - 03, 10:03 م]ـ
بحثت عنه في موقع الايمان فلم اجده وياريت لو وجده احد ان ينزله حتي نستفيد وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[07 - 11 - 03, 06:33 ص]ـ
كتاب الروضتين
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[08 - 11 - 03, 04:04 ص]ـ
اه
بارك الله فيك ورزقك علم صلاح الدين وفقهه للعالم
جزاكم الله خيرا
ـ[السعيدي]ــــــــ[04 - 12 - 03, 08:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه النسخه
كنت ابحث عنها
فبارك الله فيك
ـ[حسام الدين الكيلاني]ــــــــ[21 - 01 - 06, 06:19 م]ـ
جزاك الله خيراً وفتح عليك.(5/443)
حمل: برنامج موسوعة رواة الحديث، و الحنى الداني من دوحة الألباني
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[06 - 11 - 03, 10:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
برنامج موسوعة رواة الحديث.
برنامج موسوعي ضخم يضم تراجم رواة الحديث لمجموعة كبيرة من المصنفات الحديثية المسندة (أكثر من 15 مصنف حديثي) تشمل بيانات (8858) راوٍ، ويعد جمعا علميا لأشهر وأكبر مصنفات رواة الحديث وهي:1 - "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" للحافظ المزي 2 - "تهذيب التهذيب" للحافظ ابن حجر العسقلاني 3 - "تقريب التهذيب" للحافظ ابن حجر العسقلاني أيضا.4 - "الكاشف" للحافظ الذهبي.هذه التراجم موزعة على خمسين مجلد مطبوع، كما يحوي البرنامج طرقا متعددة لعرض المعلومات الحديثية المختلفة المتعلقة بالرواة مع إمكانيات البحث والروابط العلمية.
حمل البرنامج من منتدى القمر على هذا الرابط:
http://www.moon15.com/pro/pafiledb.php?action=file&id=926
*************** '''''''''''''''''''''' ''''''''''''''''' *****
حمل: الجنى الداني من دوحة الألباني.
تزخر هذه الموسوعة باحتوائها على تخريجات الشيخ الألباني الدقيقة، وتحقيقاته العميقة، وأحكامه العلمية على الأحاديث النبوية؛ مستقاةً من الكتب المطبوعة للشيخ ـ رحمة الله عليه ـ. والبرنامج لا يمكِّن المستخدم ـ فقط ـ من الوقوف على متون الأحاديث، بل يسوق له الحكم عليها، مع التوثيق والإحالة إلى مصادر هذه الأحكام في مظانها من كتب الشيخ، إضافةً إلى ذكر الأرقام الخاصة للأحاديث، وصفحاتها.
حمل البرنامج من منتدى القمر:
http://www.moon15.com/pro/pafiledb.php?action=file&id=1140
ـ[طالبة علم]ــــــــ[08 - 11 - 03, 05:12 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخى على هذه البرامج الطيبة
.... حقيقة أنا قمت بتنزيل برنامج الرواة وأنصح كل من يهمه علم رواة الحديث أن يقوم بتنزيله فهو مفيد جدا
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا وتقبل منا ومنكم صالح الأعمل ... اللهم آمين(5/444)
من عنده ترجمة لهؤلاء الرواة؟
ـ[طالبة علم]ــــــــ[06 - 11 - 03, 10:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وفى سعيكم .... حقيقة بحثت عن رواة فى كتب الترجمة مثل تهذيب التهذيب ولم اجد لهم ترجمة فمن وجد ترجمة لهم فليكتب لى ويذكر لى المصدر بارك الرحمن فيكم ورزقكم الفردوس.
الرواة:-
1) أبى عون محمد بن عبيد الله بن أبى سعيد - وأبيه عبيد الله بن أبى سعيد.
2) بشر بن المفضّل بن لاحق.
3) غالب بن خطاب.
4) الحسن بن على.
5) الشيبانى.
6) ميمونة بنت الحارث.
جزاكم الله خيرا كثيرا
ـ[مسك]ــــــــ[07 - 11 - 03, 12:22 ص]ـ
ميمونة بنت الحارث ( http://www.mknon.net/nesaa/youthrabbhen/nesa12.htm)
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[07 - 11 - 03, 04:07 ص]ـ
أختي الفاضلة:
هذه هي تراجم الرواة (وجميع تراجمهم من "تهذيب التهذيب"!!!!):
1 - أبو عون محمد بن عبيد الله بن سعيد (وليس بن أبي سعيد، كما هو مكتوب)، له ترجمة في "تهذيب التهذيب" (9/ 322 - ط. الهند):
[خ م د ت س: محمد بن عبيد الله بن سعيد، أبو عون الثقفي الكوفي الأعور. روى عن: أبيه، وأبي الزبير، وجابر بن سمرة، ومحمد بن حاطب الجمحي، والحارث بن عمرو بن أخي المغيرة، وسعيد بن جبير، وعبد الله بن شداد بن الهاد، وعفان بن المغيرة بن شعبة، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبي صالح الحنفي وشريح القاضي، ووراد كاتب المغيرة وغيرهم.
روى عنه: الأعمش، وأبو حنيفة، ومسعر، ومحمد بن سوقة، والمسعودي والعباس بن ذريح، ومحمد بن قيس الأسدي، وشعبة، والثوري، ويونس بن الحارث الطائفي، وغيرهم.
قال ابن معين وأبو زرعة والنسائي: ثقة.
وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال ابن سعد: توفي في ولاية خالد على العراق.
قلت: تتمة كلامه، وكان ثقة وله أحاديث.
وقال أبو زرعة: حديثه عن سعيد مرسل.
وقال ابن شاهين في "الثقات": هو أوثق من عبد الملك بن عميرة.
وقال ابن قانع وغيره: مات سنة عشرة ومائة]. انتهى.
2 - بشر بن المفضل: له ترجمة في "تهذيب التهذيب" (1/ 457 - 458/ ط. الهند):
[ع: بشر بن المفضل بن لاحق الرقاشي مولاهم، أبو إسماعيل البصري.
روى عن: حميد الطويل، وأبي ريحانة، ومحمد بن المنكدر، وابن عون، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وخالد الحذاء، وداود بن أبي هند، وسهيل بن أبي صالح، وعاصم بن كليب، وعبيد الله بن عمر العمري، وعبد الرحمن بن إسحاق، وعمارة بن غزية، وعن أبيه المفضل بن لاحق، وغيرهم.
وعنه: أحمد، وإسحاق، وعلى، ومسدد، وأبو أسامة، وأبو الوليد، وخليفة بن خياط، وبشر بن معاذ العقدي، وعثمان بن أبي شيبة، وحامد بن عمر البكراوي، ومحمد بن هشام بن أبي خيرة السدوسي، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وخلق.
قال أحمد بن حنبل: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة.
وعده بن معين في أثبات شيوخ البصريين.
وقال على بن المديني: كان بشر يصلي كل يوم أربعمائة ركعة ويصوم يوماً ويفطر يوماً وذكر عنده إنسان من الجهمية فقال لا تذكروا ذاك الكافر.
وقال أبو زرعة وأبو حاتم والنسائي: ثقة.
وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث عثمانياً توفي سنة (186).
وقال أحمد بن حنبل: دخلت البصرة في رجب (سنة 186) واعتقل لسان بشر بن المفضل قبل أن يخرج ومات (سنة 187).
قلت: وأرخه ابن حبان في الثقات في ربيع الأول منها، وذكر بعده بشر بن المفضل يروي عن أبيه عن خالد الحذاء وعنه الطيالسي، قال: وليس هو بابن لاحق.
قلت: بل هو هو والله أعلم.
وقال العجلي: ثقة فقيه البدن، ثبت في الحديث، حسن الحديث، صاحب سنة وقال البزار: ثقة]. انتهى.
3 - غالب بن خُطَّاف (وليس ابن خطاب، كما هو مكتوب): له ترجمة في "تهذيب التهذيب" (8/ 242 - 243/ ط. الهند):
[ع: غالب بن خطاف: وهو ابن أبي غيلان القطان، أبو سليمان البصري، مولى بن كريز، وقيل مولى بني تميم، وقيل غير ذلك.
روى عن: أنس فيما قيل، ومحمد بن سيرين، والحسن وبكر بن عبد الله المزني، وسعيد بن جبير، والأعمش، وعمرو بن شعيب، وأبي الجوزاء، ومالك بن دينار، وأبي المهزم التميمي، وعن رجل من بني نمير عن أبيه عن جده، وعدة. روى عنه: شعبة، وابن علية وسلام بن أبي مطبع، وخالد بن عبد الرحمن السلمي، وعبد الله بن شوذب، وبشر بن المفضل، وآخرون.
قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ثقة ثقة.
وقال ابن معين والنسائي: ثقة.
وقال أبو حاتم: صدوق صالح.
وقال عمار بن عمر بن المختار عن أبيه: حدثنا غالب القطان وكان والله من أخيار الناس.
وذكره ابن حبان في "الثقات".
وخطاف ضبطه أحمد بالفتح، وابن المديني وابن معين بالضم.
له عند مسلم حديث أنس في السجود على الثوب.
قلت: وقال ابن سعد: كان ثقة.
وقال ابن عدي بعد أن ساق له أحاديث: الضعف على أحاديثه بين وفي حديثه النكرة.
ثم أورد له حديثا منكراً الحمل فيه على الراوي عنه عمر بن المختار.
وقال الذهبي: لعل الذي ضعفه ابن عدي آخر]. انتهى.
ـــــــ
أما عن باقي الرواة فنرجو ذكر إسناد الحديث حتى نعرف تراجمهم؛ نظراً لتشابه الأسماء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/445)
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[07 - 11 - 03, 04:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
برنامج موسوعة رواة الحديث.
برنامج موسوعي ضخم يضم تراجم رواة الحديث لمجموعة كبيرة من المصنفات الحديثية المسندة (أكثر من 15 مصنف حديثي) تشمل بيانات (8858) راوٍ، ويعد جمعا علميا لأشهر وأكبر مصنفات رواة الحديث وهي:1 - "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" للحافظ المزي 2 - "تهذيب التهذيب" للحافظ ابن حجر العسقلاني 3 - "تقريب التهذيب" للحافظ ابن حجر العسقلاني أيضا.4 - "الكاشف" للحافظ الذهبي.هذه التراجم موزعة على خمسين مجلد مطبوع، كما يحوي البرنامج طرقا متعددة لعرض المعلومات الحديثية المختلفة المتعلقة بالرواة مع إمكانيات البحث والروابط العلمية.
حمل البرنامج من منتدى القمر على هذا الرابط:
http://www.moon15.com/pro/pafiledb....ion=file&id=926
ـ[طالبة علم]ــــــــ[07 - 11 - 03, 04:45 ص]ـ
إلى (مسك):-
جزاكم الله خيرا على معاونتى ولكن لا اعرف ما هذا المصدر؟ دخلت الى صفحتها ووجدت الترجمة بارك الله فيكم ولكن لا بد أن أذكر المصدر هل هو تهذيب التهذيب أم سير أعلام النبلاء أم ماذا بارك الله فيكم؟
------------------
أخى الفاضل (أحمد بن سالم المصري):-
جزاك الله كل خير على تعاونك ... تقبل الله منك
أولا: أنا أرى اسم أبى عون فى سنن أبى داود (محمد بن عبيد الله بن أبى سعيد) الثقفى ... فهناك اثنين أبى عون واحد ثقفى والاخر شامى
أما عن السند الذى ذكر فيه:
حدثنا عبد الوهاب بن نجدة حدثنا بقية وشعيب بن إسحاق عن الأوزاعى حدثنى محمد بن الوليد عن سعيد بن أبى سعيد عن أبيه عن أبى هريرة عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (إذا صلى أحدكم فخلع نعليه فلا يؤذ بهما أحدا ليجعلهما بين رجليه أو ليصل فيهما) الحديث رقم 655
أنا أريد ترجمته هو وأبيه فإن كان هو الذى ذكرته فالحمد لله وعندى خطأ فى الطبعة بارك الله فيك.
ثانيا: أما عن سند باقى الرواة:
1) الحسن بن على:-
حدثنا الحسن بن على حدثنا عثمان بن عمر حدثنا صالح بن رستم أبو عامر عن عبد الرحمن بن قيس عن يوسف بن ماهك عن أبى هريرة أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (إذا صلى أحدكم فلا يضع نعليه عن يمينه ولا عن يساره فتكون عن يمين غيره إلا أن لا يكون عن يساره أحد وليضعهما بين رجليه) حديث رقم 654فى سنن أبى داود.
2) الشيبانى:-
حدثنا عمرو بن عون حدثنا خالد عن الشيبانى عن عبد الله بن شداد حدثتنى ميمونة بنت الحارث قالت: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يصلى وأنا حذاءه وأنا حائض وربما أصابه ثوبه إذا سجد وكان يصلى على الخمرة.
حديث رقم 656 فى سنن أبى داود.
3) ميمونة بنت الحارث:-
حدثنا عمرو بن عون حدثنا خالد عن الشيبانى عن عبد الله بن شداد حدثتنى ميمونة بنت الحارث قالت: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يصلى وأنا حذاءه وأنا حائض وربما أصابه ثوبه إذا سجد وكان يصلى على الخمرة.
حديث رقم 656 فى سنن أبى داود.
ـ[طالبة علم]ــــــــ[07 - 11 - 03, 04:55 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخى الكريم ( Aboibrahim)
جزاكم الله خيرا بارك الله فيك ... أنا أقوم بتنزيل البرنامج الآن ... ومن الواضح أنه برنامج قوى ما شاء الله تبارك الرحمن
ولمن لم يستطع الدخول عليه يمكن الوصول من خلال هذه الصفحة
http://www.moon15.com/pro/pafiledb.php?action=file&id=926
وإذا لم تفتح نختار برامج >>ومنها نختار برامج اسلامية
وأنصح لك أخى الكريم أن تدل الاخوة والاخوات على البرنامج فى مشاركة عامة منك حتى يتسنى للميع الاستفادة ان شاء الرحمن
بارك الله فيكم جميعا ورزقكم الفردوس الاعلى ... اللهم آمين
ـ[أبو تقي]ــــــــ[07 - 11 - 03, 06:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة طالبة علم
أما عن السند الذى ذكر فيه:
حدثنا عبد الوهاب بن نجدة حدثنا بقية وشعيب بن إسحاق عن الأوزاعى حدثنى محمد بن الوليد عن سعيد بن أبى سعيد عن أبيه عن أبى هريرة عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (إذا صلى أحدكم فخلع نعليه فلا يؤذ بهما أحدا ليجعلهما بين رجليه أو ليصل فيهما) الحديث رقم 655
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/446)
أنا أريد ترجمته هو وأبيه فإن كان هو الذى ذكرته فالحمد لله وعندى خطأ فى الطبعة بارك الله فيك.
محمد بن الوليد: ثقة
قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 9/ 503:
و قال الإمام أحمد: كان لا يأخذ إلا عن الثقات.
و قال ابن حبان فى " الثقات ": كان من الفقهاء فى الدين.
و قال الخليلى: ثقة حجة إذا كان الراوى عنه ثقة. اهـ.
*
سعيد: هو سعيد المقبري: ثقة_تغير قبل موته باربع سنين
قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 4/ 39:
و قال ابن حبان فى الثقات: اختلط قبل موته بأربع سنين.
و قال الساجى: قال ابن معين: أثبت الناس فى سعيد، ابن أبى ذئب.
و قال ابن أبى حاتم: سألت أبى: هل سمع المقبرى من عائشة؟ فقال: لا.
و ذكر عبد الحق الأشبيلى أنه لم يسمع من أم سلمة أيضا. اهـ.
*
ابيه: أبي سعيد المقبري: ثقة
قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 8/ 453:
قال النسائى: لا بأس به.
و قال إبراهيم الحربى: كان ينزل المقابر فسمى بذلك، قال: و سمعت فى ذلك ابن عمر جعله على حفر القبور، فسمى المقبرى، و جعل نعيما على أجمار المسجد فسمى المجمر.
و قال الواقدى: كان ثقة، كثير الحديث، توفى سنة مئة فى خلافة عمر بن عبد العزيز.
******
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة طالبة علم
ثانيا: أما عن سند باقى الرواة:
1) الحسن بن على:-
حدثنا الحسن بن على حدثنا عثمان بن عمر حدثنا صالح بن رستم أبو عامر عن عبد الرحمن بن قيس عن يوسف بن ماهك عن أبى هريرة أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (إذا صلى أحدكم فلا يضع نعليه عن يمينه ولا عن يساره فتكون عن يمين غيره إلا أن لا يكون عن يساره أحد وليضعهما بين رجليه) حديث رقم 654فى سنن أبى داود.
الحسن بن علي هو ابو علي الحسن بن علي السيسري:
لم اجد ترجمة له!
ذكره المزي في تهذيب الكمال الجزء 19 صفحة 462 في ترجمة عثمان بن عمر.
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة طالبة علم
2) الشيبانى:-
حدثنا عمرو بن عون حدثنا خالد عن الشيبانى عن عبد الله بن شداد حدثتنى ميمونة بنت الحارث قالت: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يصلى وأنا حذاءه وأنا حائض وربما أصابه ثوبه إذا سجد وكان يصلى على الخمرة.
حديث رقم 656 فى سنن أبى داود.
الشيباني هو ضرار بن مرة الكوفى، أبو سنان الشيبانى الأكبر: ثقة
قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 4/ 457:
قال ابن سعد: كان ثقة مأمونا، حفر قبره قبل موته بخمس عشرة سنة، و كان يأتيه فيختم فيه بالقرآن.
و نقل ابن خلفون عن ابن نمير أنه وثقه.
و قال يعقوب بن سفيان: كان خيارا ثقة.
و فى موضع آخر: ثقة ثقة.
و قال الدارقطنى: كوفى ثقة فاضل.
و قال ابن عبد البر: أجمعوا على أنه ثقة ثبت. اهـ.
----
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة طالبة علم
3) ميمونة بنت الحارث:-
حدثنا عمرو بن عون حدثنا خالد عن الشيبانى عن عبد الله بن شداد حدثتنى ميمونة بنت الحارث قالت: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يصلى وأنا حذاءه وأنا حائض وربما أصابه ثوبه إذا سجد وكان يصلى على الخمرة.
حديث رقم 656 فى سنن أبى داود.
ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها أم المؤمنين زوج الرسول عليه الصلاة والسلام.
ـ[أبو تقي]ــــــــ[07 - 11 - 03, 08:27 ص]ـ
الاخ الكريم أحمد بن سالم المصري، عفوا لم انتبه لمداخلتك.
كنت اتمنى ان اترك الرد لك.
على كل حال ارجو ان تراجع مداخلتي وتعطي رايك بما نقلته، بارك الله فيك.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[07 - 11 - 03, 09:15 ص]ـ
[فائدة هامة جداً]:
4 - الحسن بن علي:
هو الحسن بن علي بن محمد الهذلي الخلال، أبو علي، الحلواني الريحاني.
ويرجع هذا الترجيح سببين:
(الأول): وهذا هام جداً ومفيد عند البحث عن تراجم الرجال، وهو أنه إذا روى أحد الأئمة حديثاً عن راوٍ، ولكنه لم يبينه، فنرجع إلى أقرب حديث رواه الإمام عن هذا الرجل، فربما يكون نسبه أو بيّن أمره.
وفي حالتنا هذه نجد أقرب حديث رواه الإمام عن الحسن بن علي، هو الحديث رقم (649): حدثنا الحسن بن علي ثنا عبد الرزاق …
وبالرجوع لترجمة عبد الرزاق في "التهذيب" نجد في الرواة عنه: (الحسن بن علي الخلال الحلواني).
(الثاني): الراوي الذي ذكره الأخ أبو تقي وهو: (الحسن بن علي السيسري) ليس هو المقصود؛ حيث أن الحافظ المزي لم يضع أمامه أي رموز، أي أن أصحاب الكتب الستة لم يخرجوا روايته عن عثمان بن عمر، وبذلك نتأكد أن الراوي هو (الحسن بن علي الخلال الحلواني).
(ملحوظة): بادري أختي بوضع هذه الفائدة في ترجمة (عثمان بن عمر) في "تهذيب التهذيب".
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ــــــــــــ
(ملحوظة هامة): أختي الفاضلة أين الإسناد الذي ذكر فيه (محمد بن عبيد الله بن أبي سعيد، أبو عون)؛ فإني لم أجده في الأسانيد التي ذكرتيها!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/447)
ـ[أبو تقي]ــــــــ[07 - 11 - 03, 11:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
أخي الكريم، اسمح لي بهذا السؤال:
الحافظ المزي ذكر السيسري في قائمة تلاميذ عثمان ولم يذكر الحسن بن علي الخلال الحلواني.
قلتم اخي الكريم ان الحسن في سند هذه الرواية هو الحلواني، اقول وهو كذلك فانتم اعلم مني ولكنني بحثت عن رواية السيسري عن عثمان ولم اوفق لذلك فهل تدلني اين أجدها؟
الاخ الكريم أحمد بن سالم المصري، بارك الله فيك ونفع بك. مشكور على هذه الفائدة.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[07 - 11 - 03, 01:35 م]ـ
أخي الفاضل أرجو مراجعة ما كتبته جيداً في سبب ترجيحي أن الراوي هو: (الحسن بن علي الحلواني).
وأما كون الحافظ المزي لم يذكره في الرواة عن عثمان بن عمر فأقول: إن هذا مما فات الحافظ المزي، والله أعلم.
ونحن ندور مع الدليل أينما كان.
ـ[أبو تقي]ــــــــ[07 - 11 - 03, 02:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب أحمد بن سالم المصري، لقد قرات ما كتبته جيدا بارك الله فيك ونحن ندور مع الدليل أينما كان.
أخي الكريم، عدم ذكر الحافظ المزي للحلواني في ترجمة عثمان، او العكس، قد يكون مما فاته كما تفضلتم ولكننا بحاجة الى رواية السيسري عن عثمان من اجل ان يحل الاشكال ((لقد بحثت عن هذه الرواية ولم اوفق لذلك)) والا فنحن امام اختيارين، اما ان الحافظ المزي يرجح ان يكون الحسن بن علي هنا هو السيسري ونقبله او نقول انه أخطا بترجيحه هذا والصحيح هو الحلواني.
أي الرأيين هو الصحيح بارك الله فيك.؟
ـ[طالبة علم]ــــــــ[08 - 11 - 03, 05:41 ص]ـ
إخوانى الكرام ... جزاكم الله خيرا لقد أفدتمونى جدا بارك الله فيكم وفى علمكم وتقبل منكم ...
أتابع مناقشتكم وأحاول أقتبس منها الكثير من الفوائد العلمية حفظكم الله وتقبل منكم ...
أخى الفاضل (أحمد بن سالم المصرى):
بارك الله فيك أرجوا أن توضح لى أكثر معنى هذه الجملة حيث أنى حقيقة لم أفهمها جيدا
( ... أي أن أصحاب الكتب الستة لم يخرجوا روايته عن عثمان بن عمر، وبذلك نتأكد أن الراوي هو (الحسن بن علي الخلال الحلواني).
(ملحوظة): بادري أختي بوضع هذه الفائدة في ترجمة (عثمان بن عمر) في "تهذيب التهذيب".)
أرجوا أن تفهمنى هذه الجملة بتوضيح أكثر بارك الله فيك
ثانيا: أخى الكريم إسناد أبى عون فى الحديث رقم (659) فى سنن أبى داود فى كتاب الصلاة .... باب (92) الصلاة على الحصير
حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة وعثمان بن أبى شيبة - بمعنى الاسناد والحديث - قالا: حدثنا أبو أحمد الزبيرى عن يونس بن الحارث عن أبى عون عن أبيه عن المغيرة عن شعبة قال: كان رسول الله
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يصلى على الحصير والفروة المدبوغة.
ثالثا: معذرة أخطأت فى اسم أبى عون واختلط الامر معى ب (سعيد بن أبى سعيد وأبيه) هذا ما كنت أقصد ترجمته أيضا فى إسناد:
حدثنا عبد الوهاب بن نجدة حدثنا بقية وشعيب بن إسحاق عن الأوزاعى حدثنى محمد بن الوليد عن سعيد بن أبى سعيد عن أبيه عن أبى هريرة عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (إذا صلى أحدكم فخلع نعليه فلا يؤذ بهما أحدا ليجعلهما بين رجليه أو ليصل فيهما)
باب (90) المصلى إذا خلع نعليه أين يضعهما ... الحديث رقم (655)
رابعا: لا تنسوا ترجمة ميمونة بنت الحارث فهى مهمة جدا ولا يكتفى بكونها زوج رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وهذا هو الاسناد:-
حدثنا عمرو بن عون حدثنا خالد عن الشيبانى عن عبد الله بن شداد حدثتنى ميمونة بنت الحارث قالت: كان رسول الله يصلى وأنا حذاءه وأنا حائض وربما أصابه ثوبه إذا سجد وكان يصلى على الخمرة.
حديث رقم 656 فى سنن أبى داود.
جزاكم الله خيرا وجعله الله فى ميزان حسناتكم وعذرا للإطالة.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[08 - 11 - 03, 12:15 م]ـ
أخي الفاضل (أبو تقي):
رواية (الحسن بن علي السيسري) عن (عثمان بن عمر): ليست هي الإشكال؛ بسبب أن الحافظ المزي لم يرمز أمامه بأي رمز أي أن أصحاب الكتب الستة لم يخرجوا روايته عن (عثمان بن عمر)، وأحُب أن أوضح ذلك بمثال حتى تستفيد منه أختنا (طالبة علم):
في ترجمة (سفيان بن عيينة) من "تهذيب الكمال" ذكر في الرواة عنه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/448)
1 - محمد بن يوسف البيكندي، ووضع بعده علامة (خ).
2 - محمد بن يوسف الفريابي، ولم يرمز أمامه بأي رمز.
ومما سبق نعلم أن الإمام البخاري لم يخرج رواية (الفريابي عن سفيان بن عيينة).
وبالتالي نستطيع أن نرجح بين الرواة، فاحفظ هذا فإنه مهم، والله أعلم.
ومعنى أنه لم يرمز أمامه بأي رمز: أي أن أصحاب الكتب الستة (البخراي ومسلم .. إلخ) لم يخرجوا رواية (الفريابي عن سفيان بن عيينة).
ـــــــــــــ
أختي الفاضلة (طالبة علم):
بالنسبة للإسناد (…… يونس بن الحارث عن أبي عون عن أبيه عن المغيرة بن شعبة ……).
فإن أبا عون هنا هو: (عبيد الله بن سعيد) والد أبي عون الثقفي لأمرين:
(الأول): ذكره الحافظ المزي في ترجمة (المغيرة بن شعبة) في الرواة عنه ورمز أمامه بـ (د) أي أن أبا داود أخرجة رواية (عبيد الله بن سعيد عن المغيرة)، كما وضحنا ذلك سابقاً.
(الثاني): في ترجمة (يونس بن الحارث) ذكر المزي في شيوخه (أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي) ورمز أمامه بـ (د).
ومما سبق نتأكد أن الراوي هو (محمد بن عبيد الله بن سعيد الثقفي، أبو عون)، وأبيه هو: (عبيد الله بن سعيد الثقفي).
ــــــــــــــــ
وهذه هي تراجم باقي الرواة:
1 - عبيد الله بن سعيد الثقفي، والد أبي عون الثفقي:
ترجمه الحافظ في "تهذيب التهذيب" (7/ 18 - ط. الهند):
[د: عبيد الله بن سعيد الثقفي الكوفي.
روى عن: المغيرة بن شعبة في الصلاة على (الفروة المدبوغة).
وعنه: ابنه أبو عون محمد بن عبيد الله.
قال أبو حاتم: مجهول.
وذكره ابن حبان في "الثقات".
قلت: في أتباع التابعين، وقال: " يروي المقاطيع ".
فعلى هذا فحديثه عن المغيرة مرسل]. انتهى.
6 - ميمونة بنت الحارث:
ترجمها الحافظ في "تهذيب الهذيب" (12/ 453 - ط. الهند):
[ع: ميمونة بنت الحارث العامرية الهلالية، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، تزوجها سنة سبع.
روت عن: النبي صلى الله عليه وسلم.
وعنها: ابن أختها عبد الله بن عباس، وابن أختها الأخرى عبد الله بن شداد بن الهاد، وابن أختها عبد الرحمن بن السائب الهلالي، وابن أختها الأخرى يزيد بن الأصم، وربيبها عبيد الله الخولاني، ومولاتها ندبة، ومولاها عطاء بن يسار، ومولاها سليمان بن يسار، وإبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس، وكريب مولى ابن عباس، وعبيدة بن السباق، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، والعالية بنت سبيع، وغيرهم.
وقيل: كان اسمها برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة.
وتوفيت بسرف حيث بني بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ما بين مكة والمدينة وذلك سنة إحدى وخمسين، وقيل سنة ثلاث وستين وصلى عليها عبد الله بن عباس.
قلت: القول الأول هو الصحيح، وأما الأخيران فغلط بلا ريب؛ فقد صح من حديث يزيد بن الأصم قال: دخلت على عائشة بعد وفاة ميمونة فقالت: كانت من اتقانا.
وقال يعقوب بن سفيان: توفيت سنة تسع وأربعين]. انتهى.
ـ[طالبة علم]ــــــــ[09 - 11 - 03, 01:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخى على ما أفدتنى به بارك الله فيك وفى علمك ...
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة طالبة علم
ثالثا: معذرة أخطأت فى اسم أبى عون واختلط الامر معى ب (سعيد بن أبى سعيد وأبيه) هذا ما كنت أقصد ترجمته أيضا فى إسناد:
حدثنا عبد الوهاب بن نجدة حدثنا بقية وشعيب بن إسحاق عن الأوزاعى حدثنى محمد بن الوليد عن سعيد بن أبى سعيد عن أبيه عن أبى هريرة عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (إذا صلى أحدكم فخلع نعليه فلا يؤذ بهما أحدا ليجعلهما بين رجليه أو ليصل فيهما)
باب (90) المصلى إذا خلع نعليه أين يضعهما ... الحديث رقم (655)
ما اختلط عندى ولم أفهمه ... (سعيد بن أبى سعيد) الذى مذكور فى هذا الاسناد هل هو أبى عون؟!! فقد ذكرتم أن أبا عون اسمه محمد بن عبيد الله بن سعيد وليس سعيد.
فإن لم يكن هو فما ترجمته؟ ومذكور أيضا فى السند أبيه فمن هو أبوه؟(5/449)
سؤال عن كتاب سير أعلام النبلاء
ـ[أبو عبد الله بن سعيد]ــــــــ[08 - 11 - 03, 08:11 ص]ـ
أرجو من الإخوة الكرام أعضاء هذا الملتقى مساعدتي في الحصول على نسخة مشكولة من كتاب
(سير أعلام النبلاء) للحافظ الذهبي
وذلك للحاجة إليه.
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو تقي]ــــــــ[08 - 11 - 03, 08:57 ص]ـ
حمل الكتاب
سير أعلام النبلاء! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=8412
)
ـ[أبو عبد الله بن سعيد]ــــــــ[08 - 11 - 03, 06:45 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
ولكني قد رأيت هذا الرابط بالفعل وحملت منه الكتاب ولكنه ليس مشكولا
وقد علمت أن الكتاب موجود على الشبكة مشكولا ولكن لا أدري أين هو؟
فالله المستعان
ـ[الأجهوري]ــــــــ[08 - 11 - 03, 09:03 م]ـ
الكتاب موجود مشكولا على موقع شركة حرف
وكذلك يمكنك تحميله من موقع المحدث وتشغيله على الإصدار الجديد من برنامج المحدث إن كنت نزلته وإلا فقم بتنزيله أولا قبل تحميل الكتاب لأنه مشفر لا يفتح إلا مع الإصدار الجديد.
آسف لعدم وضع الروابط لأني مستعجل وأظن أن هذه المواقع مشهورة معروفة لديك وإن لم تصل للروابط إن شاء الله أضعها مرة أخرى
ـ[أبو عبد الله بن سعيد]ــــــــ[12 - 11 - 03, 08:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الأجهوري
فقد حملت الملف فعلا من الموقع وحملت التحديث
والحمد لله(5/450)
أكبر موقع للموسوعات ... هنا ...
ـ[متعلم في سبيل النجاة]ــــــــ[08 - 11 - 03, 11:04 ص]ـ
السلام علكيم و رحمة الله
هنا:
http://www.sonnh.com/main.aspx
و هذا موقع لا بأس به:
http://www.omelketab.net/
متعلم في سبيل النجاة(5/451)
مطلوب كتاب روائع البيان في تفسير آيات الأحكام للصابوني .. عاجل!!
ـ[ malhelo] ــــــــ[08 - 11 - 03, 07:05 م]ـ
أنا بحاجة لهذا الكتاب مطبوعاً كملف Word أو Zip لمن لديه هذا الكتاب ..
محمد الحلو
التعليم الإلكتروني
الجامعة الإسلامية ـ غزة ـ فلسطين
malhelo@mail.iugaza.edu
ـ[هشام محمد عواد الشويكي]ــــــــ[26 - 05 - 08, 06:38 م]ـ
يمكن الاستفادة من خريجي الجامعات السعودية من الأساتذة الموجودين في الجامعة الإسلامية.
ـ[أبو زيد الخير]ــــــــ[26 - 05 - 08, 10:41 م]ـ
تفسير آيات الأحكام (روائع البيان) لمحمد بن علي الصابوني:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=54751&d=1204331932
***(5/452)
الامام البوصيري
ـ[ابو شادي]ــــــــ[08 - 11 - 03, 11:30 م]ـ
السلام عليكم
اين اجد قصيدة البردة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم
للامام البوصيري
وبارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 11 - 03, 12:24 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل أبو شادي وفقه الله
هذه القصيدة على شهرتها قد وقع فيها عدد من المخالفات العقدية
وكذلك يعتقد الناس أن تسميتها بالبردة لأن البوصيري رأي النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وأعطاه بردته!!!!
فهذه القصيدة ينبغي للمسلم أن يحذر منها، والمدح للنبي صلى الله عليه وسلم غيرها كثير ولله الحمد.
وفي هذا الرابط تجد التنبيهات عليها
قوادح عقدية في بردة البوصيري /د. عبد العزيز محمد آل عبد اللطيف ( http://www.saaid.net/arabic/ar20.htm)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 11 - 03, 12:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قوادح عقدية في بردة البوصيري
د. عبد العزيز محمد آل عبد اللطيف
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن ميميه البوصيري - المعروفة بالبردة - من أشهر المدائح النبوية وأكثرها ذيوعاً وانتشاراً، ولذا تنافس أكثر من مائه شاعر في معارضتها، فضلاً عن المشطِّرين والمخمِّسين والمسبِّعين، كما أقبل آخرون على شرحها وتدريسها، وقد تجاوزت شروحها المكتوبة خمسين شرحاً، فيها ما هو محلى بماء الذهب! وصار الناس يتدارسونها في البيوت والمساجد كالقرآن.
يقول الدكتور زكي مبارك: وأما أثرها في الدرس، فيتمثل في تلك العناية التي كان يوجهها العلماء الأزهريون إلى عقد الدروس في يومي الخميس والجمعة لدراسة حاشية الباجوري على البردة، وهي دروس كانت تتلقاها جماهير من الطلاب، وانما كانوا يتخيرون يومي الخميس والجمعة، لأن مثل هذا الدرس لم يكن من المقررات فكانوا يتخيرون له أوقات الفراغ (1).
وقد أطلق البوصيري على هذه القصيدة البردة من باب المحاكاة والمشاكلة للقصيدة الشهيرة لكعب بن زهير - رضي الله عنه - في مدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؛ فقد اشتهر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أعطى كعباً بردته حين أنشد القصيدة - إن صح ذلك - (2) فقد ادعى البوصيري - في منامه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ألقى عليه بردة حين أنشده القصيدة!!
وقد سمى البوصيري هذه القصيدة أيضاً بـ الكواكب الدرية في مدح خير البرية (3). كما أن لهذه البردة اسماً آخر هو البرأة؛ لأن البوصيري كما يزعمون برئ بها من علته، وقد سميت كذلك بقصيدة الشدائد؛ وذلك لأنها - في زعمهم - تقرأ لتفريج الشدائد وتيسير كل أمر عسير.
وقد زعم بعض شراحها أن لكل بيت من أبياتها فائدة؛ فبعضها أمان من الفقر، وبعضها أمان من الطاعون (4).
يقول محمد سيد كيلاني - أثناء حديثه عن المخالفات الشرعية في شأن البردة -: ولم يكتف بعض المسلمين بما اخترعوا من قصص حول البردة، بل وضعوا لقراءتها شروطاً لم يوضع مثلها لقراءة القرآن، منها: التوضؤ، واستقبال القبلة، والدقة في تصحيح ألفاظها وإعرابها، وأن يكون القارئ عالماً بمعانيها، إلى غير ذلك. ولا شك في أن هذا كله من اختراع الصوفية الذين أرادوا احتكار قراءتها للناس، وقد ظهرت منهم فئة عرفت بقراء البردة، كانت تُستدعى في الجنائز والأفراح، نظير أجر معين (5).
وأما عن مناسبة تأليفها فكما قال ناظمها: كنت قد نظمت قصائد في مدح رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم اتفق بعد ذلك أن أصابني خِلْط فالج أبطل نصفي، ففكرت في عمل قصيدتي هذه البردة، فعملتها، واستشفعت بها إلى الله في أن يعافيني، وكررت إنشادها، وبكيت ودعوت، وتوسلت ونمت، فرأيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فمسح على وجهي بيده المباركة، وألقى عليّ بردة، فانتبهت ووجدت فيّ نهضة؛ فقمت وخرجت من بيتي، ولم أكن أعلمت بذلك أحداً، فلقيني بعض الفقراء، فقال لي: أريد أن تعطيني القصيدة التي مدحت بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: أيّها؟ فقال: التي أنشأتها في مرضك، وذكر أولّها، وقال: والله لقد سمعتها البارحة وهي تنشد بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يتمايل وأعجبته، وألقى على من أنشدها بردة، فأعطيته إياها، وذكر الفقير ذلك، وشاع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/453)
المنام (6).
ففي هذه الحادثة تلبّس البوصيري بجملة من المزالق والمآخذ، فهو يستشفع ويتقرب إلى الله - تعالى - بشرك وابتداع وغلو واعتداء - كما سيأتي موضحاً إن شاء الله -.
ثم ادعى أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- دون أن يبيّن نعته؛ فإن من رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- حسب صفاته المعلومة فقد رآه، فإن الشيطان لا يتمثل به - كما ثبت في الحديث -.
ثم ادعى أن النبي في -صلى الله عليه وسلم- مسح على وجهه وألقى عليه بردة، فعوفي من هذا الفالج، فتحققت العافية بعد المنام دون نيل البردة! ثم التقى البوصيري - في عالم اليقظة - بأحد المتصوفة وأخبره بسماع القصيدة بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- تمايل إعجاباً بالقصيدة، وهذا يذكّرنا بحديث مكذوب بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- تواجد عند سماع أبيات حتى سقطت البردة عن منكبيه وقال: ليس بكريم من لم يتواجد عند ذكر المحبوب.
قال شيخ الإسلام: إن هذا الحديث كذب بإجماع العارفين بسيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسنته وأحواله (7).
وأما عن استجابة دعاء البوصيري مع ما في قصيدته من الطوامَّ، فربما كان لاضطراره وعظم فاقته وشدة إلحاحه السبب في استجابة دعائه.
يقول شيخ الإسلام: ثم سبب قضاء حاجة بعض هؤلاء الداعين الأدعية المحرمة أن الرجل منهم قد يكون مضطراً ضرورة لو دعا الله بها مشرك عند وثن لاستجيب له، لصدق توجهه إلى الله، وان كان تحري الدعاء عند الوثن شركاً، ولو استجيب له على يد المتوسل به، صاحب القبر أو غيره لاستغاثته، فإنه يعاقب على ذلك ويهوي به في النار إذا لم يعفُ الله عنه، فكم من عبد دعا دعاء غير مباح، فقضيت حاجته في ذلك الدعاء، وكان سبب هلاكه في الدنيا والآخرة (8).
وأما عن التعريف بصاحب البردة فهو: محمد بن سعيد البوصيري نسبة إلى بلدته أبو صير بين الفيوم وبني سويف بمصر، ولد سنة 608هـ، واشتغل بالتصوُّف، وعمل كاتباً مع قلة معرفته بصناعة الكتابة، ويظهر من ترجمته وأشعاره أن الناظم لم يكن عالماً فقيهاً، كما لم يكن عابداً صالحاً؛ حيث كان ممقوتاً عند أهل زمانه لإطلاق لسانه في الناس بكل قبيح، كما أنه كثير السؤال للناس، ولذا كان يقف مع ذوي السلطان مؤيداً لهم سواء كانوا على الحق أم على الباطل.
ونافح البوصيري عن الطريقة الشاذلية التي التزم بها، فأنشد أشعاراً في الالتزام بآدابها، كما كانت له أشعار بذيئة يشكو من حال زوجه التي يعجز عن إشباع شهوتها!
توفي البوصيري سنة 695هـ وله ديوان شعر مطبوع (9).
وسنورد جملة من المآخذ على تلك البردة التي قد تعلّق بها كثير من الناس مع ما فيها من الشرك والابتداع. والله حسبنا ونعم الوكيل.
1 - يقول البوصيري:
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من لولاه لم تُخرج الدنيا من العدم
ولا يخفى ما في عَجُز هذا البيت من الغلو الشنيع في حق نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث زعم البوصيري أن هذه الدنيا لم توجد إلا لأجله -صلى الله عليه وسلم-، وقد قال - سبحانه: ((ومَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإنسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ)) [الذاريات:56]،
وربما عوّل أولئك الصوفية على الخبر الموضوع: لولاك لما خلقت الأفلاك (10).
2 - قال البوصيري:
فاق النبيين في خَلق وفي خُلُق ولم يدانوه في علم ولا كرم
وكلهم من رسول الله ملتمس غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم
أي أن جميع الأنبياء السابقين قد نالوا والتمسوا من خاتم الأنبياء والرسل محمد -صلى الله عليه وسلم-، فالسابق استفاد من اللاحق! فتأمل ذلك وقارن بينه وبين مقالات زنادقة الصوفية كالحلاج القائل: إن للنبي نوراً أزلياً قديماً كان قبل أنه يوجد العالم، ومنه استمد كل علم وعرفان؛ حيث أمدّ الأنبياء السابقين عليه .. وكذا مقالة ابن عربي الطائي أن كل نبي من لدن آدم إلى آخر نبي يأخذ من مشكاة خاتم النبيين (11).
3 - ثم قال:
دع ما ادعته النصارى في نبيهم واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/454)
يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - منتقداً هذا البيت: ومن المعلوم أن أنواع الغلو كثيرة، والشرك بحر لا ساحل له، ولا ينحصر في قول النصارى؛ لأن الأمم أشركوا قبلهم بعبادة الأوثان وأهل الجاهلية كذلك، وليس فيهم من قال في إلهه ما قالت النصارى في المسيح - غالباً -: إنه الله، أو ابن الله، أو ثالث ثلاثة، بل كلهم معترفون أن آلهتهم ملك لله، لكن عبدوها معه لاعتقادهم أنها تشفع لهم أو تنفعهم فيحتج الجهلة المفتونون بهذه الأبيات على أن قوله في منظومته: دع ما ادعته النصارى في نبيهم مَخْلَصٌ من الغلو بهذا البيت، وهو قد فتح ببيته هذا باب الغلو والشرك لاعتقاده بجهله أن الغلو مقصور على هذه الأقوال الثلاثة (12).
لقد وقع البوصيري وأمثاله من الغلاة في لبس ومغالطة لمعنى حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: لا تُطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله (13)، فزعموا أن الإطراء المنهي عنه في هذا الحديث هو الإطراء المماثل لإطراء النصارى ابن مريم وما عدا ذلك فهو سائغ مقبول، مع أن آخر الحديث يردّ قولهم؛ فإن قوله - عليه الصلاة والسلام -: إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله تقرير للوسطية تجاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فهو عبد لا يُعبد، ورسول لا يُكذب، والمبالغة في مدحه تؤول إلى ما وقع فيه النصارى من الغلو في عيسى - عليه السلام -، وبهذا يُعلم أن حرف الكاف في قوله -صلى الله عليه وسلم-: كما أطرت هي كاف التعليل، أي كما بالغت النصارى (14).
ويقول ابن الجوزي - في شرحه لهذا الحديث -: لا يلزم من النهي عن الشيء وقوعه؛ لأنَّا لا نعلم أحداً ادعى في نبينا ما ادعته النصارى في عيسى - عليه السلام - وإنما سبب النهي فيما لم يظهر ما وقع في حديث معاذ بن جبل لما استأذن في السجود له فامتنع ونهاه؛ فكأنه خشي أن يبالغ غيره بما هو فوق ذلك فبادر إلى النهي تأكيداً للأمر (15).
4 - وقال أيضاً:
لو ناسبت قدره آياته عِظماً أحيا اسمه حين يُدعى دارس الرمم
يقول بعض شرّاح هذه القصيدة: لو ناسبت آياته ومعجزاته عظم قدره عند الله - تعالى - وكل قربه وزلفاه عنده لكان من جملة تلك الآيات أن يحيي الله العظام الرفات ببركة اسمه وحرمة ذكره (16).
يقول الشيخ محمود شكري الآلوسي منكراً هذا البيت: ولا يخفى ما في هذا الكلام من الغلو؛ فإن من جملة آياته -صلى الله عليه وسلم- القرآن العظيم الشأن؛ وكيف يحل لمسلم أن يقول: إن القرآن لا يناسب قدر النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل هو منحط عن قدره ثم إن اسم الله الأعظم وسائر أسمائه الحسنى إذا ذكرها الذاكر لها تحيي دارس الرمم؟ (17).
5 - وقال أيضا:
لا طيب يعدل ترباً ضم أعظمه طوبى لمنتشق منه وملتثم
فقد جعل البوصيري التراب الذي دفنت فيه عظام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أطيب وأفضل مكان، وأن الجنة والدرجات العلا لمن استنشق هذا التراب أو قبَّله، وفي ذلك من الغلو والإفراط الذي يؤول إلى الشرك البواح، فضلاً عن الابتداع والإحداث في دين الله - تعالى -.
قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: واتفق الأئمة على أنه لا يمس قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يقبله، وهذا كله محافظة على التوحيد (18).
6 - ثم قال:
أقسمتُ بالقمر المنشق إنّ له من قلبه نسبةً مبرورة القسم
ومن المعلوم أن الحلف بغير الله - تعالى - من الشرك الأصغر؛ فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك (19).
وقال ابن عبد البر - رحمه الله -:لا يجوز الحلف بغير الله - عز وجل - في شيء من الأشياء ولا على حال من الأحوال، وهذا أمر مجتمع عليه ... إلى أن قال: أجمع العلماء على أن اليمين بغير الله مكروهة منهي عنها، لا يجوز الحلف بها لأحد (20).
7 - قال البوصيري:
ولا التمست غنى الدارين من يده إلا استلمت الندى من خير مستلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/455)
فجعل البوصيري غنى الدارين مُلتَمساً من يد النبي -صلى الله عليه وسلم-، مع أن الله - عز وجل - قال: ((ومَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ)) [النحل:53]، وقال - سبحانه -: ((فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ واعْبُدُوهُ)) [العنكبوت:17]، وقال - تعالى -: ((قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ) [يونس:31]، ((قُلِ ادْعُوا الَذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ الله لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ)) [سبأ:22].
وأمر الله نبيه محمداً -صلى الله عليه وسلم- أن يبرأ من دعوى هذه الثلاثة المذكورة في قوله - تعالى -: ((قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ ولا أَعْلَمُ الغَيْبَ ولا أَقُولُ لَكُمْ إنِّي مَلَكٌ إنْ أَتَّبِعُ إلاَّ مَا يُوحَى إلَيَّ)) [الأنعام:50].
8 - قال البوصيري:
فإن لي ذمة منه بتسميتي محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم
وهذا تخرُّص وكذب؛ فهل صارت له ذمة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمجرد أن اسمه موافق لاسمه؟! فما أكثر الزنادقة والمنافقين في هذه الأمة قديماً وحديثاً الذين يتسمون بمحمد!
و يقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - تعقيباً على هذا البيت: قوله: فإن لي ذمة ... إلى آخره كذب على الله وعلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- فليس بينه وبين اسمه محمد ذمة إلا بالطاعة، لا بمجرد الاشتراك في الاسم مع الشرك (21).
فالاتفاق في الاسم لا ينفع إلا بالموافقة في الدين واتباع السنة (22).
9 - وقال البوصيري:
إن لم يكن في معادي آخذاً بيدي فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم
والشاعر في هذا البيت ينزل الرسول منزلة رب العالمين؛ إذ مضمونه أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو المسؤول لكشف أعظم الشدائد في اليوم الآخر، فانظر إلى قول الشاعر، وانظر في قوله - تعالى - لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: ((قُلْ إنِّي أَخَافُ إنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)) [الزمر:13].
ويزعم بعض المتعصبين للقصيدة أن مراد البوصيري طلب الشفاعة؛ فلو صح ذلك فالمحذور بحاله، لما تقرر أن طلب الشفاعة من الأموات شرك بدليل قوله - تعالى -: ((ويَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ ولا يَنفَعُهُمْ ويَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ ولا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)) [يونس:18]، فسمى الله - تعالى - اتخاذ الشفعاء شركاً (23).
10 - وقال:
يا أكرم الرسل ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
يقول الشيخ سليمان بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - تعقيباً على هذا البيت -: فتأمل ما في هذا البيت من الشرك:
منها: أنه نفى أن يكون له ملاذ إذا حلت به الحوادث إلا النبي -صلى الله عليه وسلم-، وليس ذلك إلا لله وحده لا شريك له، فهو الذي ليس للعباد ملاذ إلا هو.
ومنها: أنه دعاه وناداه بالتضرع وإظهار الفاقة والاضطرار إليه، وسأل منه هذه المطالب التي لا تطلب إلا من الله، وذلك هو الشرك في الإلهية (24).
وانتقد الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد ابن عبد الوهاب هذا البيت قائلاً: فعظم البوصيري النبي -صلى الله عليه وسلم- بما يسخطه ويحزنه؛ فقد اشتد نكيره -صلى الله عليه وسلم- عما هو دون ذلك كما لا يخفى على من له بصيرة في دينه؛ فقصر هذا الشاعر لياذه على المخلوق دون الخالق الذي لا يستحقه سواه؛ فإن اللياذ عبادة كالعياذ، وقد ذكر الله عن مؤمني الجن أنهم أنكروا استعاذة الإنس بهم بقوله: ((وأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً)) [الجن: 6]، أي طغياناً، واللياذ يكون لطلب الخير، والعياذ لدفع الشر، فهو سواء في الطلب والهرب (25).
وقال العلامة محمد بن علي الشوكاني - رحمه الله - عن هذا البيت: فانظر كيف نفى كل ملاذ ما عدا عبد الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وغفل عن ذكر ربه ورب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. إنا لله وإنا إليه راجعون (26).
11 - وقال البوصيري:
ولن يضيق رسول الله جاهك بي إذا الكريم تحلى باسم منتقم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/456)
قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب: سؤاله منه أن يشفع له في قوله: ولن يضيق رسول الله ... إلخ، هذا هو الذي أراده المشركون ممن عبدوهم وهو الجاه والشفاعة عند الله، وذلك هو الشرك، وأيضاً فإن الشفاعة لا تكون إلا بعد إذن الله فلا معنى لطلبها من غيره؛ فإن الله - تعالى - هو الذي يأذن للشافع أن يشفع لا أن الشافع يشفع ابتداءاً (27).
12 - وقال أيضا:
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
فجعل الدنيا والآخرة من عطاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وإفضاله، والجود هو العطاء والإفضال؛ فمعنى الكلام: أن الدنيا والآخرة له -صلى الله عليه وسلم-، والله - سبحانه وتعالى - يقول: ((وإنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ والأُولَى)) [الليل:13] (28).
وقوله: ومن علومك علم اللوح والقلم. في غاية السقوط والبطلان؛ فإن مضمون مقالته أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعلم الغيب، وقد قال - سبحانه -: ((قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ والأَرْضِ الغَيْبَ إلاَّ اللَّهُ)) [النمل:65] وقال - عز وجل -: ((وعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إلاَّ هُوَ ويَعْلَمُ مَا فِي البَرِّ والْبَحْرِ ومَا تَسْقُطُ مِن ورَقَةٍ إلاَّ يَعْلَمُهَا ولا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ ولا رَطْبٍ ولا يَابِسٍ إلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)) [الأنعام:59]، والآيات في هذا كثيرة معلومة (29).
وأخيراً أدعو كل مسلم عَلِقَ بهذه القصيدة وولع بها أن يشتغل بما ينفع؛ فإن حق النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما يكون بتصديقه فيما أخبر، واتباعه فيما شرع، ومحبته دون إفراط أو تفريط، وأن يشتغلوا بسماع القرآن والسنة والتفقه فيهما؛ فإن البوصيري وأضرابه استبدلوا إنشاد وسماع هذه القصائد بسماع القرآن والعلم النافع، فوقعوا في مخالفات ظاهرة ومآخذ فاحشة.
وإن كان لا بد من قصائد ففي المدائح النبوية التي أنشدها شعراء الصحابة -رضي الله عنهم- كحسان وكعب بن زهير ما يغني ويكفي.
اللهم صلّ على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد. (*)
=============
الهوامش:
(1) المدائح النبوية، ص 199.
(2) يقول ابن كثير - رحمه الله - في البداية والنهاية (4/ 373): ورد في بعض الروايات ان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعطاه بردته حن أنشده القصيدة .. وهذا من الأمور المشهورة جداً، ولكن لم أر ذلك في شيء، من هذه الكتب المشهورة بإسناد أرتضيه؛ فالله أعلم.
(3) انظر مقدمة محقق ديوان البوصيري، ص 29.
(4) انظر المدائح النبوية لزكي مبارك، ص 197.
(5) مقدمة ديوان البوصيري، ص 29، 30.
(6) فوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي، 2/ 258.
(7) مجموع الفتاوى، 11/ 598.
(8) اقتضاء الصراط المستقيم، 2/ 692، 693، باختصار.
(9) انظر ترجمته في مقدمة ديوان البوصيري، تحقيق محمد سيد كيلاني، ص 5 - 44، وللمحقق كتاب آخر بعنوان: البوصيري دراسة ونقد.
(10) انظر: الصنعاني في موضوعاته، ص 46 ح (78)، والمسلسلة والموضوعة للألباني، 1/ 299، ح (282).
(11) انظر تفصيل ذلك في كتاب محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعبد الرؤوف عثمان، ص 169 - 196.
(12) الدرر السنية، 9/ 81، وانظر 9/ 48، وانظر: صيانة الإنسان للسهسواني (تعليق محمد رشيد رضا)، ص 88.
(13) أخرجه البخاري، ح./3445.
(14) انظر القول المفيد، 1/ 376، ومفاهيمنا لصالح آل الشيخ، ص 236، ومحبة الرسول لعبد الرؤوف عثمان، ص 208.
(15) فتح الباري، 12/ 149.
(16) غاية الأماني للآلوسي، 2/ 349.
(17) غاية الأماني للآلوسي، 2/ 350، باختصار وانظر الدر النضيد لابن حمدان، ص 136.
(18) الرد على الأخنائي، ص 41.
(19) رواه أحمد، ح. /4509، والترمذي، ح./ 1534.
(20) التمهيد، 14/ 366، 367.
(21) تيسير العزيز الحميد، ص 22.
(22) انظر الدرر السنية، 9/ 51.
(23) انظر الدرر السنية، 9/ 49، 82، 271.
(24) تيسير العزيز الحميد، ص 219، 220.
(25) الدرر السنية، 9/ 80، وانظر 9/ 49، 84، 193، ومنهاج التأسيس والتقديس لعبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، ص 212.
(26) الدر النضيد، ص 26.
(27) تيسير العزيز الحميد، ص 220، وانظر الدرر السنية، 9/ 52.
(28) انظر الدرر السنية، 49، 50، 81، 82، 85، 268.
(29) انظر الدرر السنية، 9/ 50، 62، 81، 82، 268، 277.
(*) نقلا عن قرص مجلة البيان عدد 139(5/457)
قائمة كتب و ابحاث الملتقى الى 9 - 12 - 1424
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[09 - 11 - 03, 01:38 ص]ـ
الاخوه الافاضل
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الملف المرفق به قائمة كل الكتب و الابحاث التى قمت بتحميلها من الملتقى الى اليوم 9 - 12 - 1424 هـ
ـ[أبوتميم]ــــــــ[03 - 12 - 03, 10:37 ص]ـ
أخي الكريم:
الملف لا يحوي روابط للتنزيل، وإنما أسماء الملفات مع بيان نوع الملف!
فما الفائدة؟
ـ[البينو]ــــــــ[22 - 12 - 03, 05:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخينا العزيز
سبب طلبي هو توقعيك.
هل عندك الصفحات 185 - 195 (أعتقد في الجزء الرابع) من الضعيفة للشيخ الألباني رحمه الله.
مع الشكر الجزيل
البينو
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[23 - 12 - 03, 03:45 م]ـ
أخي الفاضل البينو:
معذره ليس لدى النسخه الورقيه من الكتاب
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[23 - 12 - 03, 04:36 م]ـ
قائمة كتب و ابحاث الملتقى الى 10 - 21 - 1424 هـ
الاخوه الافاضل
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الملف المرفق به قائمة كل كتب و ابحاث الملتقى الى اليوم 10 - 21 - 1424 هـ
جزى الله تعالى الاخوه الذين قاموا باضافة هذه المواد و المشرفين على الموقع خير الجزاء
الغرض الاساسى من الملف المرفق ( txt) هو سهولة البحث عن اسم كتاب او بحث معين اما لتحميله من الموقع الى جهازك او التأكد من عدم وجوده قبل رفع ملف مماثل له للملتقى وبالتالى نتفادى التكرار
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14840(5/458)
عااااااااجل ... أبحث عن كتاب مفتاح كنوز السنة على الشبكة
ـ[طالبة علم]ــــــــ[09 - 11 - 03, 06:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى الجميع ارجوا أن تعاونونى فى البحث عن كتاب مفتاح كنوز السنة على الشبكة بارك الله فيكم
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[09 - 11 - 03, 08:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد.
بارك الله فيك يا آمة الرحمان، لكن يبدوا أن هذا الكتاب لايوجد في مواقع أهل السنة و الله أعلم. ويبدوا أنه لم من السهل العثور عليه.
التعريف بكتاب (مفتاح كنوز السنة):
هذا الكتاب عبارة عن فهرس موضوعي مرتب على حسب الأغراض و المعاني و الموضوعات، ويتناول بالبحث قفي أربعة عشر كتابا.
وقد وضع بالإنجليزية عام 1927م، ونقل إلى العربية عام 1934م.
واضعه: أ. ج. فنسنك (1882م-1939م) وهو مستشرق هولندي، مشهور، تخرج من جامعة ليدن، وشغل فيها منصب أستاذ كرسي، ورحل إلى مصر و سوريا ولبنان.
مترجمه: الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي – رحمه الله – وهو الذي أسماه مفتاح كنوز السنة.
فائدته: أنه يعين من يبحث في موضوع من الموضوعات التي لها صلة بالحديث الشريف، بإرشاده إلى أماكن وجود موضعه في أربعة عشر كتابا من كتب الحديث، فهو يجمع ما يتعلق بالموضوع من أحاديث وآثار، بل ويقسم الموضوع إلى فقرات، ويورد تحت كل فقرة ما ورد فيها من أحاديث وآثار.
أما الكتب الأربعة عشر فهي: الصحيحين البخاري و مسلم، والسنن لأبي داود، والجامع للترمذي، و السنن للنسائي، وابن ماجة، والدارمي، والموطأ لمالك، والمسند لأحمد، و الطيالسي، الطبقات لأبن سعد، والسير لابن هشام، و المغازي للواقدي، و المسند المنسوب لزيد بن على.
مميزات هذه الطريق، و المآخذ عليها:
أ) مميزاتها:
1 - اجتمماع أحاديث الباب في مكان واحد ييسر الإطلاع على الموجوه المختلفة للرواية، وعلى الروايات الأخرى.
2 - معرفة من روى من الصحابة في هذا الباب.
3 - تربي في الباحث ملكة فقه الحديث، فبعد استعمالها فترة يصبح ذا قدره على معرفة الأحكام التي يتضمنها الحديث، وفي كم باب من أبواب العلم يمكن أن يجده.
4 - في كتب المصنفات يمكن الإطلاع على أقوال الصحابة والتابعين في الباب العلمي.
ب) المآخذ:
1 - إن الاكتفاء بها لا يؤدي إلى الاستقراء التام لتخريج الحديث، فالكتب المبوبة على أبواب العلم لم تشترط إخراج كل ما في الباب من أحاديث، إضافة إلى أن بعض الأحاديث ليست على شرطها فلا تذكرها.
2 - إن الحديث قد يكون متضمنا لأكثر من حكم فيضعه بعض المصنفين في باب، ويضعه الآخر في باب ثاني، مما يتطلب من الباحث أن يكون ملما بمناحي ومناهج العلماء في تبويبهم كتبهم.
3 - إن تخريج الحديث بالنظر إلى موضوعه لا يمكن إخراجه من كتب المسانيد والمعاجم ونحوها، وهذه بدورها قد حوت أحاديث كثيرة.
و الله أعلم.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[طالبة علم]ــــــــ[10 - 11 - 03, 09:00 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخى الكريم على إفادتى بهذه المعلومات بارك الله فيك ونفع بعلمك الجميع ... آمين
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[15 - 03 - 07, 04:05 ص]ـ
الكتاب على الوقفية جزى الله القائمين عليها كل خير ... آمين
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=33&book=489
ـ[رامى محمد]ــــــــ[22 - 02 - 08, 09:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[هيثم شبانه]ــــــــ[10 - 04 - 08, 10:13 م]ـ
هل يوجد بصيغة وورد
ـ[محمد الانجمي]ــــــــ[12 - 04 - 08, 12:25 ص]ـ
جزاكم الله كل خير
وزادكم من فضله
ـ[أبو نور الدين الحوري]ــــــــ[21 - 10 - 08, 11:00 ص]ـ
ينظر في عد الأمور المذكورة مآخذ لأن طرق التخريج متعددة ولكل طريقة مميزات سدت بها ثغرة ما مع الأخذ بنظر الاعتبار الغاية التي لأجلها يخرج الحديث وهل من مقاصد التخريج الاستيعاب أم مجرد الوقوف على الرواية حينا وعلى من رواها حينا آخر ويوجه طالب التخريج للطريقة أو الطرق الأنس حسب غايته من التخريج
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[خليل إبراهيم]ــــــــ[23 - 10 - 08, 05:59 م]ـ
الكتاب قمت بتنزيله اليوم فقط بعد رجوع الوقفية للعمل
أسأل الله أن ينفع بهذه المكتبة وهذا الكتاب الإسلام والمسلمين.
http://www.waqfeya.com/search.php
لم استطع تنزيله لمشكلة بالموقع
ـ[خليل إبراهيم]ــــــــ[23 - 10 - 08, 06:02 م]ـ
يمكنك الدخول إلى الوقفية والبحث عنه بالاسم وإن شاء الله تقومين بتنزيله من هناك لأن الرابط مع نسخه لا يعمل أيضا. سأحاول رفعه على موقع آخر أحيلك عليه.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 10 - 08, 06:06 م]ـ
بارك الله فيكم
http://www.waqfeya.com/books/08/0708.rar
ـ[خليل إبراهيم]ــــــــ[23 - 10 - 08, 06:16 م]ـ
وهذا رابط آخر
http://file11.9q9q.net/Download/76574694/----------------.rar.html
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/459)
ـ[معاذ عبيد]ــــــــ[16 - 05 - 09, 02:25 م]ـ
جزيتم خيرا .. ولكم من الله الثواب والفضل(5/460)
أخصر المختصرات بتحقيق محمد ناصر العجمي
ـ[ aboumalik] ــــــــ[10 - 11 - 03, 12:33 ص]ـ
هذه النسخة وجدتها في ملتقى أهل الفقه , فأحببت أن أشارك بها هنا في ملتقاقنا المبارك.
أخصر المختصرات
كِتَابُ أَخْصَرِ اَلْمُخْتَصَرَاتِ
تَقْدِيمُ حَضْرَةِ صَاحِبِ اَلْفَضِيلَةِ اَلْعَلَّامَة
اَلشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ اَلْجَرَّاحُ
بِسْمِ اَللَّهِ اَلرَّحْمَنِ اَلرَّحِيمِ
اَلْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى آلَائِهِ, وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ رُسُلِهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ, وَمَنْ اِهْتَدَى بِهَدْيِهِ.
وَبَعْدُ:
فَإِنَّ اَلتَّفَقُّهَ فِي اَلدِّينِ مِنْ أَشْرَفِ اَلْعُلُومِ وَأَجَلِّهَا, وَهُوَ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ; لِيَعْبُدَ اَللَّهَ عَلَى عِلْمٍ, وَفِي "اَلصَّحِيحَيْنِ" مِنْ حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ t قَالَ: , قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ r مَنْ يُرِدِ اَللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي اَلدِّينِ - ().
فَقَدْ أَفَادَ هَذَا اَلْحَدِيثُ اَلشَّرِيفُ أَنَّ اَلتَّفَقُّهَ فِي اَلدِّينِ جِمَاعُ اَلْخَيْرِ وَعُنْوَانُ اَلسَّعَادَةِ بِتَوْفِيقِ اَللَّهِ وَرِضَاهُ, قَالَ اَلْإِمَامُ أَحْمَدُ -رَحِمَهُ اَللَّهُ-: "لَا يُثَبِّطُ () عَنْ طَلَبِ اَلْعِلْمِ إِلَّا جَاهِلٌ". وَهَذِهِ اَلْكَلِمَةُ غَايَةٌ فِي ذَمِّ اَلْجَهْلِ وَقُبْحِهِ.
وَقَالَ اِبْنُ اَلْجَوْزِيِّ: "لَا يَخْفَى فَضْلُ اَلْعِلْمِ بِبَدِيهَةِ اَلْعَقْلِ; لِأَنَّهُ اَلْوَسِيلَةُ إِلَى مَعْرِفَةِ اَلْخَالِقِ وَسَبَبُ اَلْخُلُودِ فِي اَلنَّعِيمِ اَلدَّائِمِ, وَلَا يُعْرَفُ اَلتَّقَرُّبُ إِلَى اَلْمَعْبُودِ إِلَّا بِهِ, فَهُوَ سَبَبٌ لِمَصَالِحِ اَلدَّارَيْنِ". وَقَالَ اَلْحَسَنُ: "إِذَا اِسْتَرْذَلَ اَللَّهُ عَبْدًا زَهَّدَهُ فِي اَلْعِلْمِ".
وَقَالَ اِبْنُ عَطَاءِ اَللَّهِ: مَتَى وَفَّقَكَ لِلطَّلَبِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُعْطِيَكَ. هَذَا وَلَمَّا رَأَى اَلشَّيْخُ اَلْفَاضِلُ مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ اَلْعَجَمِيُّ أَنَّ أَسْهَلَ كِتَابٍ يَبْدَأُ بِهِ اَلْمُتَفَقِّهُ فِي اَلدِّينِ عَلَى مَذْهَبِ اَلْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ هُوَ أَخْصَرُ اَلْمُخْتَصَرَاتِ; لِأَنَّهُ سَهْلُ اَلْعِبَارَةِ, وَاضِحُ اَلْمَعَانِي, بِعِبَارَتِهِ اَلْوَجِيزَةِ, مَعَ مَا اِشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنْ أَحْكَامٍ وَفَوَائِدَ قَدْ لَا تُوجَدُ فِي غَيْرِهِ, وَهُوَ مِنْ اَلْكُتُبِ اَلْمُعْتَمِدَةِ فِي اَلْمَذْهَبِ عِنْدَ اَلْأَصْحَابِ.
فَلَمَّا أَعْجَبَتْ اَلشَّيْخَ اَلْأَدِيبَ تِلْكَ اَلْمَعَانِي اَلسَّامِيَةُ اَلَّتِي اِنْفَرَدَ بِهَا هَذَا اَلْمُخْتَصَرُ عَنْ غَيْرِهِ, قَامَ وَشَدَّ اَلْمِئْزَرَ, وَجَدَ وَاجْتَهَدَ كَعَادَتِهِ اَلْحَمِيدَةِ فِي مُسَابَقَتِهِ إِلَى نَشْرِ اَلْفَضِيلَةِ; لِيَطْبَعَهُ طَبْعَةً جَدِيدَةً تَلِيقُ بِهِ. فَبَدَأَ يُفَتِّشُ فِي خَبَايَا اَلزَّوَايَا, وَيَبْحَثُ عَنْ مَخْطُوطَةٍ مُتْقَنَةٍ ; لِيَكُونَ اَلطَّبْعُ عَلَيْهَا صَحِيحًا, وَبِحُسْنِ نِيَّتِهِ فِي إِخْلَاصِ عَمَلِهِ وَقَفَ -بِتَوْفِيقِ اَللَّهُ تَعَالَى- عَلَى ضَالَّتِهِ اَلْمَنْشُودَةِ, أَلَا وَهِيَ اَلْمَخْطُوطَةُ اَلَّتِي خَطَّهَا اَلْمُصَنُّفُ بِيَدِهِ, فَقَامَ -حَامِدًا لِلَّهِ عَلَى تَوْفِيقِهِ- فَطَبَعَ عَلَيْهَا هَذِهِ اَلطَّبْعَةَ اَلْمُتْقَنَةَ اَلْبَالِغَةَ فِي اَلصِّحَّةِ غَايَتَهَا, وَزَيَّنَهَا مَعَ جَمَالِهَا بِمَا ضَمَّهُ إِلَيْهَا مِنْ حَوَاشٍ وَفَوَائِدَ قَيِّمَةٍ لَهُ وَلِغَيْرِهِ, وَوَشَّحَهَا بِصُوَرٍ مِنْ خَطِّ مُؤَلِّفِهَا, ثُمَّ جَلَّاهَا لِكُلِّ مُحِبٍّ لِلْعِلْمِ, فَجَزَاهُ اَللَّهُ خَيْرًا, وَشَكَرَ سَعْيَهُ, وَأَدَامَ تَوْفِيقَهُ لِمَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/461)
وَهَذَا اَلْمُخْتَصَرُ قَدْ شُرِحَ بِعِدَّةِ شُرُوحٍ, وَمِنْ جُمْلَةِ مَنْ شَرَحَهُ بِشَرْحٍ قَيِّمٍ مُفِيدٍ اَلْعَلَّامَة اَلْبَعْلِيُّ اَلَّذِي سَمَّى شَرْحَهُ بِـ "كَشْفُ اَلْمُخَدَّرَاتِ" ,وَهَذَا اَلشَّرْحُ قَدْ طُبِعَ مَرَّتَيْنِ, وَعِنْدِي مِنْهُ نُسْخَةٌ مِنْ اَلطَّبْعَةِ اَلْأُولَى جَاءَتْنِي مِنْ اَلشَّيْخِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ -تَغَمَّدَهُ اَللَّهُ بِرَحْمَتِهِ- وَلَمَّا رَأَيْتُ كَثْرَةَ مَا فِيهَا مِنْ اَلْخَطَأِ وَالنَّقْصِ وَالتَّحْرِيفِ, وَكَانَ فِي مَكْتَبَةِ اَلْمَوْسُوعَةِ اَلْفِقْهِيَّةِ فِي دَوْلَةِ اَلْكُوَيْتِ مَخْطُوطَةٌ لِهَذَا اَلشَّرْحِ بِرَقْم (383) مَكْتُوبٌ عَلَيْهَا أَنَّهَا مَنْقُولَةٌ مِنْ نُسْخَةِ اَلْمُصَنِّفِ بِخَطِّهِ, وَهَذِهِ مِنْ جُمْلَةِ اَلْمَخْطُوطَاتِ اَلَّتِي مَلَكَهَا اَلشَّيْخُ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ خَلَفٍ الدّحيَانُ -رَحِمَهُ اَللَّهُ- وَقَدْ أَوْقَفَهَا بِخَطِّ يَدِهِ عَلَى طَلَبَةِ اَلْعِلْمِ مِنْ اَلْحَنَابِلَةِ, فَاسْتَعَرْتُ هَذِهِ اَلدُّرَّةَ اَلْيَتِيمَةَ, وَالْجَوْهَرَةَ اَلَّتِي لَيْسَ لَهَا قِيمَةٌ, فَصَحَّحْتُ عَلَيْهَا نُسْخَتِي, وَبَعْدَ اِنْتِهَاءِ اَلتَّصْحِيحَ اَلَّذِي أَخَذَ مِنْ وَقْتِي.
وَأَمَّا اَلطَّبْعَةُ اَلثَّانِيَةُ () فَلَيْسَتْ بِشَيْءٍ أَيْضًا; لِأَنَّهَا لَمْ تَصَحَّحْ, وَمَا زَادَهَا طَبْعُهَا إِلَّا زِيَادَةَ خَطَأٍ; وَذَلِكَ لِأَنَّ اَلطَّبْعَةَ اَلْأُولَى وَالثَّانِيَةَ مَطْبُوعَتَانِ عَنْ اَلْمَخْطُوطَةِ اَلْمَحْفُوظَةِ فِي مَكْتَبَةِ اَلْحَرَمِ اَلْمَكِّيِّ, اَلَّتِي وَصَفَهَا اَلشَّيْخُ عَبْدُ اُلرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى اَلْمُعَلِّمِيُّ بِأَنَّهَا رَدِيئَةٌ جِدًّا كَثِيرَةُ اَلْخَطَأِ, وَالنَّقْصِ وَالتَّحْرِيفِ, كَتَبَهَا هِنْدِيٌّ لَا يَعْرِفُ اَلْعَرَبِيَّةَ, فَضْلاً عَنْ اَلْفِقْهِ, فَأَخَذَ اَلشَّيْخُ اَلْمُعَلِّمِيُّ يُرَقِّعُهَا مِنْ" اَلْإِقْنَاعِ" و "اَلْمُنْتَهَى" وَغَيْرِهِمَا مِمَّا بَذَلَ مَجْهُودَهُ فِيهِ; لَمَّا رَآهَا غَيْرَ صَالِحَةٍ لِلطَّبْعِ عَلَى حَالِهَا, وَوَكَّلَ مَا قَصَرَ عَنْهُ إِلَى مَنْ يُحَقِّقُ اَلْكِتَابَ بَعْدَهُ, رَحِمَهُ اَللَّهُ.
هَذَا وَإِنَّمَا حَدَا بِي عَلَى مَا ذَكَرْتُ اَلرَّجَاءُ مِنْ اَللَّهِ -تَعَالَى- أَنْ يُهَيِّئَ اَلْفُرْصَةَ لِمَنْ يَقُومُ مِنْ اَلْعُلَمَاءِ اَلْأَعْلَامِ بِطَبْعِ هَذَا اَلشَّرْحِ اَلْجَلِيلِ طَبْعَةً مُتْقَنَةً عَلَى اَلْمَخْطُوطَةِ اَلْوَحِيدَةِ اَلْفَرِيدَةِ اَلَّتِي تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا; لِيُخَصِّبَ بِهَا اَلْمَكْتَبَةَ اَلْعَرَبِيَّةَ, وَيَنَالَ مِنَ اَللَّهِ -تَعَالَى- أَجْرًا عَظِيمًا, قَبْلَ أَنْ يَغِيبَ نَجْمُهَا, وَيَتَقَلَّصَ ظِلُّهَا فَتَكُونُ نَسْيًا مَنْسِيًّا. وَاَللَّهُ اَلْمُسْتَعَانُ.
اَلْكُوَيْت 3 شَعْبَانَ 1416 هِـ
يُوَافِقُ 25/ 12/ 1995 مْ
كَتَبَهُ
مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ آل اَلْجَرَّاحِ
تَقْدِيمُ سَمَاحَةِ اَلشَّيْخِ اَلْعَالِمِ اَلْجَلِيلِ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سَبِيلِ
بِسْمِ اَللَّهِ اَلرَّحْمَنِ اَلرَّحِيمِ
اَلْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ, وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ وَآلِهِ وَصَحِبِهُ.
وَبَعْدُ:
فَإِنَّ كِتَابَ "أَخْصَرِ اَلْمُخْتَصَرَاتِ" فِي فِقْهِ اَلْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ -رَحِمَهُ اَللَّهُ- لِمُؤَلِّفِهِ اَلْعَلَّامَة اَلشَّيْخِ شَمْسِ اَلدِّينِ مُحَمَّدٍ بْنِ بَدْرِ اَلدِّينِ بْنِ عَبْدِ اَلْقَادِرِ البَلْبَانِيّ اَلْحَنْبَلِيِّ اَلْمُتَوَفَّى سَنَةَ 1083 هـ مِنَ اَلْمُتُونِ اَلْمُعْتَمَدَةِ فِي فِقْهِ اَلْحَنَابِلَةِ, اِخْتَصَرَهُ مُؤَلِّفُهُ مِنْ كِتَابِهِ "كَافِي اَلْمُبْتَدِي" بِقَصْدِ تَسْهِيلِهِ عَلَى اَلْمُبْتَدِئِينَ, فَجَاءَ سَلِسَ اَللَّفْظِ, وَاضِحَ اَلْمَعْنَى, مَسْبُوكَ اَلْعِبَارَةِ, مُشْتَمِلاً عَلَى أَهَمِّ اَلْمَسَائِلِ, وَقَدْ أَشَارَ اَلْعَلَّامَة اَلشَّيْخُ عَبْدُ اَلْقَادِرِ بْنُ بَدْرَانَ اَلْحَنْبَلِيّ اَلْمُتَوَفَّى سَنَةَ 1346 هـ فِي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/462)
حَاشِيَتِهِ عَلَيْهِ إِلَى بَعْضِ مَزَايَاهُ, وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ: "فَتَأَمَّلْتُهُ فَوَجَدْتُهُ سَهْلَ اَلْعِبَارَةِ, وَاضِحَ اَلْمَعَانِي, وَهُوَ عَلَى صِغَرِ حَجْمِهِ إِذَا تَأَمَّلَهُ اَلذَّكِيُّ لَا يَحْتَاجُ فِي فَهْمِهِ إِلَى مَوْقِفٍ, وَيَنْتَفِعُ بِهِ اَلصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ, وَهُوَ مِنْ اَلْمُتُونِ اَلْمُتَعَدِّدَةِ فِي اَلْمَذْهَبِ ".
وَنَظَرًا لِقِيمَة اَلْكِتَابِ اَلْعِلْمِيَّةِ عُنِيَ بِهِ اَلْفُقَهَاءُ اَلْحَنَابِلَةُ وَتَنَاوَلُوهُ بِالتَّدْرِيسِ وَالشَّرْحِ وَالتَّعْلِيقِ, فَمِنْ أَشْهَرِ ذَلِكَ: اَلشَّرْحُ اَلنَّفِيسُ اَلْمُسَمَّى بْـ "كَشَفِ اَلْمُخَدِّرَاتِ وَالرِّيَاضَ اَلْمُزَهَّرَات شَرْحِ أَخْصَرِ اَلْمُخْتَصَرَات " لِمُؤَلِّفِهِ اَلْفَقِيهِ اَلنِّحْرِيرِ اَلْعَلَّامَة اَلشَّيْخِ.
وَكَانَ شَيْخُنَا اَلْعَلَّامَة فَقِيهُ عَصْرِهِ اَلشَّيْخُ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ حُمَيْدٍ رَئِيسُ مَجْلِسِ اَلْقَضَاءِ اَلْأَعْلَى ـ رَحِمَهُ اَللَّهُ ـ يُثْنِي كَثِيرًا عَلَى هَذَا اَلشَّرْحِ; لِمَا اِحْتَوَاهُ مِنْ تَحْرِيرَات دَقِيقَةٍ, وَفَوَائِدَ جَمَّةٍ نَفِيسَةٍ عَلَى اِخْتِصَارِهِ.
وَقَدْ سَمَتْ هِمَّةُ اَلْأَخِ اَلْفَاضِلِ, وَالْأَدِيبِ اَلْأَرِيبِ فَضِيلَةِ اَلشَّيْخِ مُحَمَّدِ بْنِ نَاصِرٍ اَلْعَجَمِيِّ إِلَى إِعَادَةِ طَبْعٍ, وَتَحْقِيقِ كِتَابِ "أَخْصَرِ اَلْمُخْتَصَرَات" مَعَ حَاشِيَتِهِ اَلنَّفِيسَةِ لِلْعَلَّامَة اِبْنِ بَدْرَانَ, وَقَدْ عَلَّقَ عَلَى هَذِهِ اَلْحَاشِيَةِ بِتَعْلِيقَاتٍ وَجِيزَةٍ مُفِيدَةٍ, وَثَّقَ فِيهَا اَلنُّقُولَ, وَعَزَا اَلْأَحَادِيثَ إِلَى أُصُولِهَا, كَمَا تَرْجَمَ فِي اَلْمُقَدِّمَةِ بِتَرْجَمَةٍ حَافِلَةٍ لِلْعَلَّامَة اِبْنِ بَدْرَانَ.
فَجَزَاهُ اَللَّهُ عَلَى هَذَا اَلْعَمَلِ اَلْحَسَنِ خَيْرَ اَلْجَزَاءِ, وَبَارَكَ فِي جُهُودِهِ فِي نَشْرِ كُتُبِ اَلتُّرَاثِ اَلنَّافِعَةِ, فَإِنَّ لَهُ جُهُودًا كَثِيرَةً فِي هَذَا اَلْمَجَالِ تُذْكَرُ فَتُشْكَرُ. وَصَلَّى اَللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحِبَهُ.
وَكَتَبَهُ
اَلرَّئِيسُ اَلْعَامُّ لِشُئُونِ اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرَامِ وَالْمَسْجِدِ اَلنَّبَوِيِّ
وَإِمَامُ وَخَطِيبُ اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرَامِ
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنُ سَبِيلٍ
كَلِمَةُ اَلْعَلَّامَة اَلْأُصُولِيِّ
اَلشَّيْخِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ اَلْأَشْقَرِ
بِسْمِ اَللَّهِ اَلرَّحْمَنِ اَلرَّحِيمِ
كَانَ مِنْ عَادَةٍ فُقَهَائِنَا مُلَاحَظَةُ قُدُرَاتِ اَلطَّلَبَةِ عَلَى اَلتَّحْصِيلِ, وَمِنْ هُنَا اِتَّبَعُوا سَنَةً جَمِيلَةً, فَقَدْ قَدَّمُوا مِنَ اَلْمَعْلُومَاتِ اَلْفِقْهِيَّةِ إِلَى اَلْأُمَّةِ بِأَنْوَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنْ اَلْعَرْضِ, لِكَيْ تُتَاحَ اَلْفُرْصَةُ لِأَكْبَرِ قَدْرٍ مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ أَنْ يَتَلَقَّوْا عِلْمَ أَحْكَامِ اَلشَّرْعِ حَسْبَ مَقْدِرَةِ كُلٍّ مِنْهُمْ, وَمَا أُتِيحُ لَهُ مِنْ اَلْوَقْتِ وَالْفِطْنَةِ.
وَمِنْ هُنَا نَجِدُ فِي كُلِّ مَذْهَبٍ مِنَ اَلْمَذَاهِبِ اَلْمُعْتَبَرَةِ: اَلْكُتُبَ اَلْمُطَوَّلَةَ, وَالْمُتَوَسِّطَةَ, وَالْمُخْتَصَرَةَ, وَنَجِدُ اَلْكُتُبَ اَلْمُسْتَوْعِبَةَ لِلِاسْتِدْلَالِ, وَالْمُقْتَصِدَةَ فِيهِ وَالْخَالِيَةَ مِنْهُ. وَمِنْ جُمْلَةِ فَوَائِدِ اَلْمُخْتَصَرَاتِ: أَنْ يُحِيطَ اَلطَّالِبُ بِمَجْمُوعِ الْمَوْضُوعَاتِ اَلرَّئِيسِيَّةِ لِلْفِقْهِ, فَتَتَرَكَّزُ فِي ذَاكِرَتِهِ وَفَهْمِهِ مُنْذُ اَلصِّغَرِ, ثُمَّ لَا يَزَالُ يَتَوَسَّعُ فِي اَلْبِنَاءِ عَلَى اَلْأُسُسِ اَلَّتِي اِسْتَقَرَّتْ لَدَيْهِ كُلَّمَا عَلَا سِنُّهُ, وَتَوَسَّعَتْ مَدَارِكُهُ, وَنَمَتْ مَقْدِرَتُهُ عَلَى اَلِاسْتِيعَابِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/463)
وَيُصَاحِبُ ذَلِكَ تَوَسُّعُهُ اَللُّغَوِيُّ, وَنُمُوُّ حَصِيلَتِهِ مِنْ مُخْتَلَفِ اَلْعُلُومِ اَلْأُخْرَى, وَنُمُوُّ قُدْرَتِهِ عَلَى تَصَوُّرِ اَلْوَقَائِع وَاخْتِلَافِ أَنْمَاطِهَا, وَاحْتِيَاجِ اَلْأُمُورِ اَلْمُشْكَلَةِ إِلَى حُكْمِهَا اَلْفِقْهِيِّ. وَهَذَا يُؤَهِّلُهُ لِأَنْ يَنْهَلَ مِنْ مَصَادِرَ فِقْهِيَّةٍ أَكْثَرَ تَفْصِيلاً وَاسْتِدْلَالاً, إِلَى أَنْ يَصِلَ فِي اَلنِّهَايَةِ -عِنْدَ مَنْ أَرَادَ اَللَّهُ بِهِ خَيْرًا وَفِقْهًا فِي اَلدِّينِ, وَأَنْ يَكُونَ مِنْ حَمَلَةِ اَلْعِلْمِ وَأَوْعِيَتِهِ اَلَّذِينَ يَنْتَفِعُ بِهِمُ اَلْخَلْقُ- إِلَى أَنْ يَتَمَكَّنَ مِنْ أَخْذِ اَلْعِلْمِ مِنْ اَلْمُطَوَّلَاتِ, وَيَسِيرُ فِي فَهْمِهَا عَلَى هُدًى وَبَصِيرَةٍ. وَرُبَّمَا وَصَلَ إِلَى دَرَجَةِ الِاجْتِهَادِ, كَمَا قَالَ اَللَّهُ -تَعَالَى-: â أَنْزَلَ مِنَ اَلسَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا ل () "اَلرَّعْد: 17 "
وَلِذَلِكَ نَرَى اَلْفَقِيهَ اَلْوَاحِدَ يَكُونُ لَهُ اَلْعَدَدُ مِنْ اَلْمُؤَلَّفَاتِ اَلْفِقْهِيَّةِ اَلْمُتَدَرِّجَةِ فِي سَعَتِهَا, وَمِنْ أُولَئِكَ اَلْإِمَامُ اَلْمُوَفَّقُ اِبْنُ قُدَامَةَ -رَحِمَهُ اَللَّهُ-: لَهُ "اَلْعُمْدَةُ", ثُمَّ "اَلْكَافِي", ثُمَّ "اَلْمُقْنِع", ثُمَّ "اَلْمُغْنِي", وَمِنْ خَيْرٍ اَلْمُخْتَصَرَاتِ فِي مَذْهَبِ اَلْإِمَامِ أَحْمَدَ هَذَا اَلْمُخْتَصَر اَلَّذِي بَيْنَ يَدَيْكَ أَخِي اَلْقَارِئِ, فَهُوَ مِنْ عَمَلِ اَلشَّيْخِ بَدْرِ اَلدِّينِ البَلْبَانِيِّ اَلدِّمَشْقِيِّ, وَمَا حَصَلَ فِيهِ مِنَ اَلْإِيجَازِ اَلَّذِي قَدْ يَكُونُ فِي بَعْضِ اَلْمَوَاضِعِ مُخِلًّا, قَامَ بَلَدِيُّهُ اَلشَّيْخُ عَبْدُ اَلْقَادِرِ بْنُ بَدْرَانَ بِإِيضَاحِهِ, وَالتَّنْبِيهِ عَلَى مُرَادِ اَلْمُؤَلِّفِ فِيهِ, وَتَضْمِينِهِ فَوَائِدَ أُخْرَى زَائِدَةً ذَاتَ بَالٍ فِي حَاشِيَةِ مُمْتِعَةٍ.
وَقَدْ قَامَ اَلْأَخُ اَلشَّيْخُ اَلْفَاضِلُ مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ اَلْعَجَمِيُّ, زَادَهُ اَللَّهُ عِلْمًا, بِإِعْدَادِ هَذَا اَلْمَتْنِ وَحَاشِيَتِهِ, مَعَ تَعْلِيقَاتٍ وَتَوْثِيقٍ, وَمَزِيدِ تَصْحِيحٍ وَتَدْقِيقٍ, لِيَكُونَ هَذَا اَلْمُخْتَصَرُ بَيْنَ يَدَي طَلَبَةِ اَلْعِلْمِ أَدَاةً مُيْسَرَةً تُسَهِّلُ لَهُمُ اَلتَّحْصِيلُ اَلْفِقْهِيُّ, وَصَنَعَ لِلْكِتَابِ مُقَدِّمَةً حَافِلَةً.
أَسْأَلُ اَللَّهَ تَعَالَى لَهُ اَلْمَزِيدَ مِنَ اَلتَّوْفِيقِ, وَالْحِرْصِ عَلَى اَلنَّفْعِ فِي كُلِّ مَجَالٍ, وَبِخَاصَّة مَجَالُ تَقْدِيمِ نَفَائِسِ اَلْفِقْهِ اَلْإِسْلَامِيِّ إِلَى اَلنَّاشِئَةِ.
وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ.
عُمَانَ 27 رَجَبٍ 1416 هِـ
29/ 12/1995 مْ
كَتَبَهُ
مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ اَلْأَشْقَرُ.
مُقَدِّمَةُ اَلتَّحْقِيقِ
بِسْمِ اَللَّهِ اَلرَّحْمَنِ اَلرَّحِيمِ
اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلْحَقِّ اَلْمُبِينِ, وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ خَالِقُ اَلْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اَلْقَائِلُ: "مَنْ يُرِدْ اَللَّهَ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي اَلدِّينِ" صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحِبِهُ أُولِي اَلنَّجَابَةِ وَالْفَضْلِ الْمَكِينِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَهَذَا كِتَابٌ رَشِيقٌ, وَمُخْتَصَرٌ أَنِيقٌ, لِلْإِمَامِ اَلزَّاهِدِ اَلْفَقِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ بَدْرِ اَلدِّينِ البَلْبَانِيِّ اَلْحَنْبَلِيِّ اَلدِّمَشْقِيِّ, أَلَّفَهُ فِي فِقْهِ اَلْحَنَابِلَةِ, بِعِبَارَةٍ وَجِيزَةٍ, وَأَحْكَامٍ غَزِيرَةٍ, وَقَدْ اِخْتَصَرَهُ مِنْ كِتَابِهِ "كَافِي اَلْمُبْتَدِي" لِيُقَرِّبَ عَلَى طَالِبِهِ تَنَاوُلَهُ وَحَفِظَهُ.
وَلِمَكَانَةِ هَذَا اَلْمُخْتَصَرِ عِنْدَ اَلْحَنَابِلَةِ فَقَدْ شَرَحَهُ وَحْشَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ, وَقَالَ عَنْهُ اَلْمُحِبِّي: "وَلَهُ - أَيْ البَلْبَانِيّ - مُخْتَصَرٌ فِي مَذْهَبِهِ صَغِيرُ اَلْحَجْمِ كَثِيرُ اَلْفَائِدَةِ" ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/464)
وَقَالَ اَلشَّيْخُ عُثْمَانُ بْنُ جَامِعٍ اَلنَّجْدِيُّ اَلْحَنْبَلِيُّ: "وَجَدْتُهُ - أَيُّ هَذَا اَلْمُخْتَصَرَ - مَعَ كَوْنِهِ فِي غَايَةِ الِاخْتِصَارِ يَشْتَمِلُ عَلَى جُلِّ اَلْمَسَائِلِ الْكِبَارِ, وَلَا يَسْتَغْنِي طَالِبُ اَلْعِلْمِ عَنْ حِفْظِهِ" ().
وَقَالَ اَلشَّيْخُ اَلْعَلَّامَة مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اَلْعَزِيزِ بْنُ مَانِعٍ اَلْحَنْبَلِيُّ: "وَهُوَ - أَيُّ هَذَا اَلْمُخْتَصَرُ - عُمْدَةٌ فِي اَلْمَذْهَبِ" ().
وَأَوَّلُ مَنْ شَرَحَهُ بِشَرْحٍ وَافٍ اَلْعَلّامَةُ اَلشَّيْخُ زَيْنُ اَلدِّينِ عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلْخَلْوَتِي اَلْحَلَبِيُّ اَلْبَعْلِيّ ثُمَّ اَلدِّمَشْقِيُّ اَلْمُتَوَفَّى سَنَةَ 1192 هِـ فِي مُؤَلَّفِهِ اَلَّذِي سَمَّاهُ: "كَشَفَ اَلْمُخَدّرَاتِ شَرْحَ أَخْصَرِ اَلْمُخْتَصَرَاتِ" وَهُوَ مَطْبُوعٌ, وَشَرَحَهُ جَمَاعَةٌ آخَرُونَ كَالشَّيْخِ عَبْدِ اَلْوَهَّابِ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ فَيْرُوزَ اَلْمُتَوَفَّى سَنَةَ 1205 هـ, وَالشَّيْخِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْعُقَيْلِ اَلنَّجْدِيِّ اَلْمُتَوَفَّى سَنَةَ 1234 هـ, وَالشَّيْخِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ جَامِعٍ اَلنَّجْدِيِّ اَلْمُتَوَفَّى 1240 هـ (). فَيَكْفِي هَذَا اَلْمُخْتَصَرَ اَلْمُفِيدَ اَلْحَفَاوَةُ اَلْبَالِغَةُ بِهِ مِنْ أَهْلِ اَلْعِلْمِ.
وَمِمَّا زَادَ هَذَا اَلْمُخْتَصَرَ - فِي هَذِهِ اَلطَّبْعَةِ- جَمَالاً وَرَوْنَقًا اَلْحَاشِيَةُ اَلَّتِي دَبَّجَتْهَا يَرَاعَةُ اَلْعَلّامَةِ اَلْمُتَفَنِّنِ عَبْدِ اَلْقَادِرِ بْنِ بَدْرَانَ, فَأَوْضَحَ اَلْمُشْكِلَ وَشَرَحَ اَلْغَرِيبَ, وَذَكَرَ اَلْمَسَائِلَ اَلَّتِي تَفَرَّدَ بِهَا اَلْمَذْهَبَ عَنْ بَقِيَّةِ اَلْمَذَاهِبِ, كَمَا ذَكَرَ بَعْضَ اَلْمَسَائِلِ اَلَّتِي حَدَثَتْ فِي هَذَا اَلْعَصْرِ, مَعَ مُقَدِّمَةٍ لَطِيفَةٍ مُشْتَمِلَةٍ عَلَى بَعْضِ رُءُوسِ اَلْمَسَائِلِ اَلْأُصُولِيَّةِ اَلَّتِي يَمُرُّ ذِكْرُهَا فِي ثَنَايَا اَلْمُتُونِ, ثُمَّ تَرْجَمَ لِلْمُؤَلِّفِ تَرْجَمَةً حَسَنَةً () فَأَبْدَعَ غَايَةِ اَلْإِبْدَاعِ, وَبِهَذَا يَصِحُّ وَصْفُ هَذَا اَلْحَاشِيَةِ بِأَنَّهَا نَفِيسَةٌ, وَقَدْ أَثْنَى عَلَيْهَا أَحَدُ كِبَارِ عُلَمَاءِ اَلْحَنَابِلَةِ فِي اَلْقَرْنِ اَلْمَاضِي, أَلَا وَهُوَ اَلْعَلَّامَة اَلشَّيْخُ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ خَلَفٍ بْنُ دِحْيَان اَلْحَنْبَلِيّ -رَحِمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى- حَيْثُ قَالَ: "وَأَمَّا أَخْصَرُ اَلْمُخْتَصَرَاتِ فَهُوَ مَشْرُوحٌ بِشَرْحٍ مُفِيدٍ جِدًّا مِنْ إِمْلَاءِ اَلشَّيْخِ عَبْدِ اَلْقَادِرِ ... " ().
وَبِمَا أَنَّ اَلْعَلَّامَة اِبْنَ بَدْرَانَ لَمْ يَقُمْ أَحَدٌ بِتَرْجَمَةٍ تَلِيقُ بِهِ وَبِعِلْمِهِ, رَغْمَ مَا كَانَ لَهُ مِنْ مَزَايَا حَمِيدَةٍ وَصِفَاتٍ جَلِيلَةٍ, فَقَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أَتَشَرَّفَ بِخِدْمَتِهِ وَإِظْهَارِ فَضْلِهِ وَمَنَاقِبِهِ, فَجَعَلْتُ تَرْجَمَتَهُ بَعْدَ هَذِهِ اَلْمُقَدِّمَةِ, سَائِلاً اَللَّهَ أَنْ يَنْفَعَ بِهَذَا اَلْمُخْتَصَرِ قَارِئَهُ وَحَافِظَهُ, وَأَنْ لَا يَحْرِمَنِي اَلْأَجْرَ وَالثَّوَابَ, وَأَسْأَلُهُ اَلتَّوْفِيقَ لِلصَّوَابِ, وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ.
مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ اَلْعَجَمِيُّ
اَلْكُوَيْت - اَلْجَهْرَاء اَلْمَحْرُوسَة
22/ 4/1416 هـ
17/ 9 /1995م
تَرْجَمَةُ اَلْعَلَّامَة عَبْدِ اَلْقَادِرِ بْنِ بَدْرَانَ
اِسْمُهُ وَنَسَبُهُ:
هُوَ اَلْإِمَامُ اَلْعَلَّامَة اَلْمُحَقِّقُ اَلْمُفَسِّرُ اَلْمُحَدِّثُ اَلْأُصُولِيُّ اَلْمُتَبَحِّرُ اَلْمُتَفَنِّنُ اَلشَّيْخُ عَبْدُ اَلْقَادِرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ مُصْطَفًى بْنُ عَبْدِ اَلرَّحِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنُ عَبْدِ اَلرَّحِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْمَشْهُورُ كَأَسْلَافِهِ بِابْنِ بَدْرَانَ () اَلسَّعْدِيُّ () اَلْحِجَازِيُّ اَلْأَصْلِ () الدُّومِيُّ, اَلدِّمَشْقِيُّ, اَلْحَنْبَلِيُّ, اَلْأَثَرِيُّ, اَلسَّلَفِيُّ ().
مَوْلِدُهُ وَنَشْأَتُهُ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/465)
وُلِدَ اَلْعَلَّامَة اِبْنُ بَدْرَانَ فِي بَلْدَتِهِ دُومَا سَنَةَ 1280 هـ () وَنَشَأَ بِهَا إِلَى أَنْ أُخْرِجَ مِنْهَا نَحْوَ سَنَةِ 1318 هِـ كَمَا صَرَّحَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ "مَوَارِد اَلْأَفْهَامِ " حَيْثُ يَقُولُ: "وَلَقَدْ كُنْتُ اِبْتَدَأَتُ هَذَا اَلشَّرْحِ فِي عَامِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ وَثَلَاثمِائَةٍ وَأَلْفٍ, فَوَصَلْتُ فِيهِ إِلَى بَابِ اَلتَّشَهُّدِ فِي اَلصَّلَاةِ, ثُمَّ تَلَاعَبَ بِي اَلزَّمَانُ, وَهَجَرْتُ اَلْأَوْطَانَ وَالْخِلَّانَ, إِلَى أَنْ أَنَخْتُ رِكَابِي بِدِمَشْقَ… " ().
طَلَبُهُ لِلْعِلْمِ وَمَشَايِخُهُ:
تَلَقَّى اِبْنُ بَدْرَانَ اَلْعِلْمَ مِنْ جَدِّهِ اَلشَّيْخِ مُصْطَفى ().
كَمَا أَخَذَ عَنْ شَيْخِهِ مُحَمَّدٍ بْنِ عُثْمَانَ اَلْحَنْبَلِيِّ اَلْمَشْهُورِ بِخَطِيبٍ دُومَا , () وَقَدْ تَأَثَّرَ بِشَيْخِهِ. وَاسْتَفَادَ مِنْهُ طَرِيقَةً حَمِيدَةً حَيْثُ يَقُولُ نَقْلاً عَنْ شَيْخِهِ هَذَا: " وَكَانَ -رَحِمَهُ اَللَّهُ- يَقُولُ لَنَا: لَا يَنْبَغِي لِمَنْ يَقْرَأُ كِتَابًا أَنْ يَتَصَوَّرُ أَنَّهُ يُرِيدُ قِرَاءَتَهُ مَرَّةً ثَانِيَةً ; لِأَنَّ هَذَا اَلتَّصَوُّرَ يَمْنَعُهُ عَنْ فَهْمٍ جَمِيعِ اَلْكُتُبِ, بَلْ يَتَصَوَّرُ أَنَّهُ لَا يَعُودُ إِلَيْهِ مَرَّةً ثَانِيَةً أَبَدًا."
وَكَانَ يَقُولُ: كُلِّ كِتَابٍ يَشْمَلُ عَلَى مَسَائِلَ مَا دُونَهُ وَزِيَادَةً, فَحَقَّقَ مَسَائِلَ مَا دُونَهُ لِتَوَفُّرَ جَدُّكَ عَلَى فَهْمِ الزِّيَادَةِ " () اِنْتَهَى.
وَقَدْ رَحَلَ اَلْعَلَّامَة اِبْنُ بَدْرَانَ فِي طَلَبِ اَلْعِلْمِ بَعْدَ أَخْذِهِ عَنْ مَشَايِخِهِ فِي بَلْدَتِهِ دُومَا, فَهُوَ يَقُولُ -رَحِمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى-: "هَذَا وَلَمَّا كَانَ اَلْأَمْرُ كَمَا قُرِّرَ وَخُلِّدَ فِي بُطُونِ اَلدَّفَاتِرِ وَسُطِّرَ, وَكَانَتْ اَلرِّحْلَةُ فِي طَلَبِ اَلْعِلْمِ عَلَّامَة اَلنُّبْلِ, وَدَلِيلٍ اَلْحِلْمِ, لَا جَرَمَ هَجَرْتُ اَلْأَوْطَانَ وَوَاصَلْتُ دِمَشْقَ وَغَيْرَهَا مِنْ اَلْبُلْدَانِ. . . " ()
وَقَدْ أَخَذَ فِي دِمَشْقَ عَنِ شَّيْخِ اَلشَّامِ, وَرَئِيسِ عُلَمَائِهَا اَلشَّيْخِ سُلَيْمِ بْنِ يَاسِينَ اَلْعَطَّارِ, اَلشَّافِعِيِّ () وَقَدْ أَجَازَهُ بِالْحَدِيثِ إِجَازَةً عَامَّةً, وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ 1306 هـ. ()
قَالَ اِبْنُ بَدْرَانَ: "وَقُلْتُ لَمَّا خَتَمَ شَيْخُنَا ـ أَيْ: سُلَيْمُ اَلْعَطَّارُ ـ "صَحِيحَ اَلْبُخَارِيِّ" وَبَقِيَّةَ دُرُوسِنَا حِينَ جَاءَ شَهْرُ رَمَضَانَ وَدَعَانَا لِبَيْتِهِ اَلْعَامِرِ:
طِيبِي ثَنَاءً يَا دِمَشْقُ وَغَرِّدِي فَلَكِ اَلْمَنَازِلُ فَوْقَ هَامَ اَلْفَرْقَدِ
وَاشْدِي عَلَى أَغْصَانِ دَوْحَاتِ الهَنَا وَاتْلِي اَلْمَحَامِدِ فِي الصَّبَاحِ وَرَدِّدِي
فَلَقَدْ حَوَيْتِ اَلْيَوْمَ شَهْمًا قَدْ سَمَا عِنْدَ اَلْمَفَاخِرِ كُلَّ شَهْمٍ أَوْحَدِ
تَتَقَاسَمُ اَلْأَقْطَارُ طِيبَ ثَنَائِهِ فَتَعُودُ فِي سَعَةِ اَلْمَلِيكِ اَلْأَمْجَدِ
مَوْلَى اَلْفَضَائِلِ شَيْخُ أَهْلِ اَلْحَقِّ مَنْ كُلِّ اَلْأَنَامِ لِمَجِْهِ كَالْأَعْبدِ
بَحْرُ اَلْعُلُومِ سَلِيمُ طَبْعٍ مَا لَهُ فِي كُلِّ عَصْرٍ مِنْ نَظِيرٍ مُرْشِدِ
بِمَكَارِمِ اَلْأَخْلَاقِ وَالْعَلَمِ اَلَّذِي بَهَرَ اَلْعُقُولَ أَنَارَ نَهْجَ اَلْمُهْتَدِي
طُوبَى لَنَا هُوَ شَيْخُنَا بُشْرَى لَنَا فَلَقَدْ وَرَدْنَا صَفْوَ عَذْبِ اَلْمَوْرِدِ
يَا سَيِّدًا بَهَرَ اَلْأَنَامَ بِفَضْلِهِ أَنْتَ اَلْإِمَامُ لِكُلِّ شَهْمٍ مُقْتَدِي
فَاسْلَمْ وَدُمْ مَا غَنَّتِ الْوَرْقَا عَلَى دَوْحِ اَلرِّيَاضِ وَجَادَهَا اَلطَّلُّ اَلنَّدِي ()
وَأَخَذَ عَنِ اَلْعَلَّامَة مُحَمَّدِ بْنِ مُصْطَفًى اَلطَّنْطَاوِيِّ اَلْأَزْهَرِيِّ, نَزِيلِ دِمَشْقٍ, وَقَدْ كَانَ بَارِعًا فِي عِلْمٍ اَلْهَيْئَةِ وَالْحِسَابِ وَالْمِيقَاتِ () فَأَخَذَ عَنْهُ هَذِهِ اَلْعُلُومَ, كَمَا أَنَّهُ أَخَذَ عَنِ اَلشَّيْخِ عَلَاءِ اَلدِّينِ عَابِدِين اَلْحَنَفِيِّ ()
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/466)
وَأَخَذَ عَنْ مُفْتِي اَلْحَنَابِلَةِ اَلشَّيْخِ أَحْمَدَ بْنِ حَسَنٍ اَلشَّطِّيِّ () وَكَذَلِكَ اَلشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ يَاسِينِ اَلْعَطَّارُ ().
وَمِنْ مَشَايِخِهِ كَذَلِكَ عَلَّامَة اَلْمَعْقُولِ اَلصُّوفِيُّ اَلشَّيْخُ عُمَرُ اَلْعَطَّارُ ()
وَحِينَمَا كَانَ مِنْ شُيُوخِهِ اَلشَّيْخُ اَلْمُحَدِّثُ مُحَمَّدُ بْنُ بَدْرِ اَلدِّينِ اَلْحَسَنِي () اَلْعَلْمُ بِدِمَشْقٍ كَانَ يَسْكُنُ فِي غُرْفَةٍ عُلْوِيَّةٍ فِي دَارِ اَلْحَدِيثِ الْأَشْرَفِيَّةِ اَلْأُولَى () وَكَانَ ذَلِكَ قَبْلَ سَنَةِ 1304 هـ (). كَمَا أَنَّهُ أَخَذَ عَنْ شَيْخِ اَلْأَزْهَرِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْبَابِي () وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ رَحَلَ إِلَى مِصْرَ.
وَاتَّصَلَ بِالْأَمِيرِ عَبْدِ اَلْقَادِرِ اَلْجَزَائِرِيِّ, وَرَافَقَهُ فِي رِحْلَتِهِ إِلَى أُورُبَّا وَالْمَغْرِبِ, وَمَكَثَ فِيهَا سِتَّةَ أَشْهُرٍ () وَذَكَرَ فِي كِتَابِهِ "تَسْلِيَةِ اَللَّبِيبِ" أَنَّهُ زَارَ فِي بُلْدَانِ اَلْمَغْرِبِ اَلْجَزَائِرَ وَتُونِسَ (). وَمِنْ أُورُبَّا: إِيطَالْيَا وَفَرَنْسَا, وَقَالَ فِي ذَمِّ اَلْأَخِيرَةِ ().
يَمِيلُونَ إِلَى اَلْفِعْلِ اَلْخَسِيسِ أَقَمْتُ فِي فَرَنْسَا عِنْدَ قَوْمٍ
فَسِيَّانِ الخَدِيمُ مَعَ اَلرَّئِيسِ لَهُمْ بِالشُّحِّ سَبْقٌ وَاجْتِهَادُ
وَمَنْ فَقُرِيَ لَقَدْ مَزَّقْتُ كِيسِي فَفِي أَشْغَالِهِمْ أَتْعَبْتُ نَفْسِي
هَذَا حَوْلَ رِحْلَتِهِ فِي طَلَبِهِ لِلْعِلْمِ وَالِاسْتِفَادَةِ, وَقَدْ كَانَ فِي أَثْنَاءِ مُطَالَعَتِهِ وَتَكْرَارِ اَلْبَحْثِ وَالْمُرَاجَعَةِ وَمُلَازِمَةِ اَلْخَلَوَاتِ, يُرَوِّحُ اَلنَّفْسَ بِبَعْضِ اَلْأَبْيَاتِ, وَكَانَ مِمَّا قَالَ فِي اَلْعِلْمِ: ()
وَفِي نَشْرِ اَلْعُلُومِ مَدَى اَلزَّمَانِ وَقَفْتُ اَلنَّفْسَ فِي طَلَبِ اَلْمَعَالِي
كَشَوْقِ الْوَالِهِينَ إِلَى اَلْأَغَانِي أُحَرِّرُ كُلَّ مُعْضِلَةٍ بِشَوْقٍ
تَرَبَّى بَيْنَ أَزْهَارِ اَلْمَعَانِي وَطَبْعِي لَا يَمِيلُ لِغَيْرِ حَبْرٍ
فَأَسْكَرُ لَا بِكَاسَاتِ اَلدِّنَانِ أُسَامِرُ فِي اَلدُّجَى نَدْمَانَ كُتُبِي
مَكَانَ اَلرُّوحِ مِنْ بَدَنِ اَلْجَبَانَ أُحِبُّ اَلْكُتُبَ وَهِيَ اَلْيَوْمَ مِنِّي
وَحِينَمَا سَمِعَ نَصِيحَةَ شَيْخِهِ ـ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ خَطِيبِ دُومَا ـ اَلَّتِي مَرَّ ذِكْرُهَا () عَمِلَ بِهَا حَيْثُ يَقُولُ اِبْنُ بَدْرَانَ عَنْ نَفْسِهِ: "وَلَمَّا أَخَذْتَ نَصِيحَتَهُ مَأْخَذَ اَلْقَبُولِ لَمْ أَحْتَجْ فِي اَلْقِرَاءَةِ عَلَى اَلْأَسَاتِذَةِ اَلْعُلُومَ وَالْفُنُونَ إِلَى أَكْثَرِ مِنْ سِتِّ سِنِينَ. . . ".
وَقَالَ أَيْضًا عَنْ عِنَايَتِهِ بِعِلْمِ أُصُولِ اَلْفِقْهِ وَغَيْرِهِ مِنَ اَلْعُلُومِ اَلْمُتَعَلِّقَةِ بِهِ: ". . . وَإِنَّنِي كُنْتُ أَيَّامَ اَلطَّلَبِ صَحِبْتُهُ ـ أَيُّ أُصُولُ اَلْفِقْهِ ـ مُنْذُ اَلْبِدَايَةِ, وَنَزَّهَتْ اَلطَّرْفَ فِي حَدَائِقِهِ اَلْغَنَّاءِ, وَنَادَمْتُهُ مُنَادَمَةَ اَلْعَاشِقِ لِمَعْشُوقِهِ, وَالْتَقَطْتُ فَرَائِدَهُ مِنْ أَفْوَاهِ اَلشُّيُوخِ اَلَّذِينَ كَانَ اَلزَّمَنُ سَمْحَ بِبَقَائِهِمْ, وَلَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ مِنْ اَلطَّلَبَةِ يَذْكُرُ هَذَا اَلْفَنَّ أَوْ يَتَكَلَّمُ بِهِ بِشَفَتَيْهِ, زَاعِمِينَ أَنَّهُ يَفْتَحُ بَابُ اَلِاجْتِهَادِ, وَذَلِكَ اَلْبَابُ قَدْ أُوصِدَ مُنْذُ قُرُونٍ مُتَطَاوِلَةٍ, حَتَّى كُنْتُ أَسْمَعُ مِنْ كَثِيرٍ مِمَّنْ يَدَّعِي اَلْعِلْمَ يَقُولُ: مَا ضَرَّ اَلْأُمَّةَ إِلَّا فَنُّ اَلْأُصُولِ; لِأَنَّهُ يَعْلَمُ اَلنَّاظِرُ فِيهِ اَلْأَخْذَ بِالدَّلِيلِ, فَكُنْتُ لَا أَعْبَأُ بِالْوَاشِي, وَلَا أَمِيلُ إِلَى اَللَّاحِي, مَهْمَا كَانَتْ رُتْبَتُهُ, فَشَرَعْتُ بِقِرَاءَةِ " شَرَحِ اَلْوَرَقَاتِ " و" شَرَحِ شَرْحِهَا " لِلْعَبَّادِي, و"حُصُولِ اَلْمَأْمُولِ مِنْ فَنِّ اَلْأُصُولِ ", ثُمَّ بِـ "شَرَحِ جَمْعِ اَلْجَوَامِعِ ", لِلْمُحَلِّي مَعَ مُطَالَعَةِ حَوَاشِيهِ, و"شَرْحِهِ لِلْعِرَاقِيِّ ", و بِـ " شَرَحِ اَلْمِنْهَاجِ " لِلْبَيْضَاوِيِّ,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/467)
وبـ"شَرْحِ اَلْعَضُدِ عَلَى مُخْتَصَرِ اِبْنِ اَلْحَاجِبِ ", وَبِمُطَالَعَةِ شَرْحِهِ و بِـ "اَلتَّوْضِيحِ شَرْحِ اَلتَّنْقِيحِ ", وَحَاشِيَتِهِ "اَلتَّلْوِيح", و بِـ "شَرَحِ الْمِرْآةِ " مَعَ مُطَالَعَةِ حَوَاشِيهَا, هَذَا مَعَ مَا كُنْتُ أَشْتَغِلُ بِهِ مِنَ اَلْفُنُونِ اَلَّتِي هِيَ مَوَادُّ هَذَا اَلْفَنِّ, وَلَا يَخْفَى مَكَانُهَا وَمَوَادُّ اَلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.
وَإِنِّي -بِحَمْدِ اَللَّهِ تَعَالَى- لَمْ أَقْرَأْ عَلَى اَلشُّيُوخِ إِلَّا مُدَّةً لَا تَزِيدُ عَنْ خَمْسِ سِنِينَ, مَعَ اَلْإِشْرَافِ عَلَى فُنُونِ اَلْمَعْقُولِ, وَمِنْهَا اَلْهَيْئَةُ, وَفَنُّ اَلْمَوَاقِيتِ وَغَيْرُ ذَلِكَ, وَلَا أَذْكُرُ ذَلِكَ تَبَجُّحًا وَافْتِخَارًا, وَإِنَّمَا أَذْكُرُهُ شُكْرًا لِلَّهِ عَلَى مَا أَنْعَمَ, وَفَتَحَ عَلِيَّ بِهِ, فَلَهُ اَلْحَمْدُ حَمْدًا يَدُومُ عَلَى اَلدَّوَامِ… " ().
وَيَقُولُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ اَلْحَنْبَلِيُّ اَلْعَمَّانِيُّ: "ثُمَّ بَعْدَ تِلْكَ اَلْمُدَّةِ ـ أَيُّ اَلسِّتِّ سَنَوَاتِ ـ عَكَفَ عَلَى اَلْمُطَالَعَةِ لِنَفْسِهِ حَتَّى بَرَعَ فِي اَلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ, وَالْأَصْلَيْنِ وَالْمَذْهَبِ, وَمَعْرِفَةِ اَلْخِلَافِ وَسَائِرِ اَلْعُلُومِ اَلْعَقْلِيَّةِ وَالْأَدَبِيَّةِ وَالرِّيَاضِيَّةِ … " ().
وَقَدْ قَرَأَ عَلَى بَعْضِ مَنْ لَا يُحْسِنُ اَلْعِلْمَ فَانْتَقَدَ طَرِيقَتَهُ وَمَنْهَجَهُ فِي اَلتَّدْرِيسِ فَقَالَ: " وَلَقَدْ كُنْتُ فِي بَدْءِ أَمْرِي أَقْرَأُ كِتَابَ "دَلِيلِ اَلطَّالِبِ" عَلَى بَعْضِ مَنْ يَدَّعِي اَلتَّدْرِيسَ, فَمَرَرْنَا بِمَسْأَلَةِ عَدَمِ نَقْضِ اَلْوُضُوءِ بِمَسّ اَلْفَرْجِ اَلْبَائِنِ فَقُلْنَا لَهُ: مَا هُوَ اَلْفَرَجُ اَلْبَائِنُ ? فَقَالَ: هُوَ مَا بَيْنَ اَلذَّكَرِ وَحَلْقَةِ اَلدُّبُرِ. وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ اَلْمَقْطُوعُ.
وَكَانَ بَعْضُ أَتْرَابِي يَقْرَأُ عَلَيْهِ فِي بَابِ اَلْعِتْقِ, فَقَالَ لَهُ: مَا مَعْنَى اَلْعَبْدُ اَلْمُدَبَّرُ يَا سَيِّدِي ? فَقَالَ لَهُ اَلشَّيْخُ:هُوَ مَنْ سَيِّدُهُ وَطِئَهُ فِي دُبُرِهِ! وَمَعَ هَذَا فَقَدْ كَانَ مَصْدَرًا لِلْإِفْتَاءِ فِي بَلَدِهِ. وَأَيْضًا حَضَرْتُ فِي اِبْتِدَاءِ شَرْحِ "اَلْإِقْنَاعِ" عَلَى رَجُلٍ كَانَ يُشَارُ إِلَيْهِ بِالْبَنَانِ فِي مَذْهَبِ أَحْمَد, وَكَانَ وَلَدُهُ يَقْرَأُ مَعَنَا, فَكَانَتْ اَلْمَسْأَلَةُ تَأْتِي, فَيَخْتَرِعُ وَلَدُهُ قَاعِدَةً عَامِّيَّةً, وَيُحَاوِلُ أَنْ يَبْنِيَ اَلْمَسْأَلَةَ عَلَيْهَا, فَيُسَلِّمُهَا لَهُ وَالِدُهُ, وَيُصَعِّبُ عَلَيْهِ تَطْبِيقَ اَلْمَسْأَلَةِ عَلَيْهَا, فَيَكْثُرُ اَلشَّغَبُ وَالْجِدَالُ بَيْنَهُمَا, وَكِلَاهُمَا لَا خِبْرَةَ لَهُ بِفَنّ اَلْأُصُولِ, فَأَقُولُ لِلشَّيْخِ: لِيَنْظُرْ مَوْلَانَا أَوَّلاً فِي اَلْقَاعِدَةِ هَلْ هِيَ مِنَ اَلْأُصُولِ أَمْ هِيَ مَأْخُوذَةٌ عَنْ عَجَائِزِ أَهْلِهِ وَيُرِيحُنَا مِنْ هَذَا اَلْعَنَاءِ ... " ().
ـ[ aboumalik] ــــــــ[10 - 11 - 03, 12:40 ص]ـ
أخصر المختصرات2
عَقِيدَتُهُ وَمَذْهَبُهُ
عَاشَ اَلْعَلَّامَة اِبْنُ بَدْرَانَ فِي بِيئَةٍ كَانَتْ فِيهَا اَلصُّوفِيَّةُ مُنْتَشِرَةٌ, وَالْجَهْلَ فِيهَا مُتَفَشٍّ, وَقَدْ قَرَأَ عَلَى بَعْضِ اَلشُّيُوخِ اَلَّذِينَ كَانَ مَسْلَكُهُمْ صُوفِيًّا كَمَا مَرَّ فِي ذِكْرِ شُيُوخِهِ, وَقَدْ صَرَّحَ -بِفَضْلِ اَللَّهِ عَلَيْهِ- وَأَنَّهُ اِتَّبَعَ مَنْهَجَ اَلسَّلَفِ اَلَّذِي هُوَ أَحْكَمُ وَأَعْلَمُ, وَهُوَ طَرِيقَةُ اَلْقُرُونِ اَلْمُفَضَّلَةِ, وَمِنْهَاجُ اَلْأَئِمَّةِ اَلْمُصْلِحِينَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/468)
يَقُولُ اِبْنُ بَدْرَانَ -ذَاكِرًا فَضْلَ اَللَّهِ عَلَيْهِ فِي اَلْيُسْرِ عَلَى هَذَا اَلنَّهْجِ اَلسَّوِيِّ وَالطَّرِيقِ اَلْأَثَرِيِّ-: ". . . إِنَّنِي لَمَّا مَنَّ اَللَّهُ عَلِيَّ بِطَلَبِ اَلْعِلْمِ, هَجَرْتُ لَهُ اَلْوَطَنَ وَالْوَسَنَ, وَكُنْتُ أُبَكِّرُ فِيهِ بُكُورَ اَلْغُرَابِ, وَأَطُوفُ اَلْمَعَاهِدَ لِتَحْصِيلِهِ, وَأَذْهَبُ فِيهِ كُلَّ مَذْهَبٍ, وَأَتَّبِعُ فِيهِ كُلَّ شِعْبٍ وَلَوْ كَانَ عَسِرًا, أُشْرِفُ عَلَى كُلِّ يِفَاعٍ, وَأَتَأَمَّلُ كُلّ غَوْرٍ, فَتَارَةً أُطَوِّحُ بِنَفْسِي فِيمَا سَلَكَهُ اِبْنُ سِينَا فِي " اَلشِّفَا" و "اَلْإِشَارَاتِ" وَتَارَةً أَتَلَقَّفُ مَا سَبَكَهُ أَبُو نَصْرٍ اَلْفَارَابِيِّ مِنْ صِنَاعَةِ اَلْمَنْطِقِ وَتِلْكَ اَلْعِبَارَاتُ, وَتَارَةً أَجُولُ فِي مَوَاقِفِ "اَلْمَقَاصِدِ", و "اَلْمَوَاقِفِ", وَأَحْيَانًا أَطْلُبُ "اَلْهِدَايَةَ" ظَنًّا مِنِّي أَنَّهَا تَهْدِي إِلَى رُشْدٍ, فَأَضُمُّ إِلَيْهَا مَا سَلَكَهُ اِبْنُ رُشْدٍ, ثُمَّ أُرَدِّدُ فِي اَلطَّبِيعِي وَالْإِلَهِيِّ نَظَرًا, وَفِي تَشْرِيح اَلْأَفْلَاكِ أَتَطَلَّبُ خُبْرًا أَوْ خَبَرًا, ثُمَّ أَجُولُ فِي مَيَادِينِ اَلْعُلُومِ مُدَّةً كَعَدَدِ اَلسَّبْعِ اَلْبَقَرَاتِ اَلْعِجَافِ, فَارْتَدَّ إِلَيَّ اَلطَّرْفُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ, وَلَمْ أَحْصُلْ مِنْ مَعْرِفَةِ اَللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ إِلَّا عَلَى أَوْهَامٍ وَخَطَرَاتٍ, وَوَسَاوِسَ وَإِشْكَالٍ, نَشَأَ مِنَ اَلْبَحْثِ وَالتَّدْقِيقِ, فَأَدْفَعُهُ بِمَا أُقْنِعُ نَفْسِي بِنَفْسِي, فَلَمَّا هِمْتُ فِي تِلْكَ اَلْبَيْدَاءِ اَلَّتِي هِيَ عَلَى حَدِّ قَوْلِ أَبِي اَلطِّيبِ:
فِيهَا كَمَا تَتَلَّوْنُ اَلْحِرْبَاءُ يَتَلَوَّنُ اَلْخِرِّيتُ مِنْ خَوْفِ التَّوى
نَادَانِي مُنَادِي اَلْهُدَى اَلْحَقِيقِيُّ: هَلُمَّ إِلَى اَلشَّرَفِ وَالْكَمَالِ, وَدَعْ نَجَاةَ اِبْنِ سِينَا اَلْمَوْهُومَةَ إِلَى اَلنَّجَاةِ اَلْحَقِيقِيَّةِ, وَمَا ذَلِكَ إِلَّا بِأَنْ تَكُونَ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ اَلسَّلَفُ اَلْكِرَامُ مِنْ اَلصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ, وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ, فَإِنَّ اَلْأَمْرَ لَيْسَ عَلَى مَا تَتَوَهَّمُ, وَحَقِيقَةُ اَلرَّبِّ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُدْرِكَهَا اَلْمَرْبُوبُ, وَمَا اَلسَّلَامَةُ إِلَّا بِالتَّسْلِيمِ, وَكِتَابُ اَللَّهِ حَقٌّ, وَلَيْسَ بَعْدَ اَلْحَقِّ إِلَّا اَلضَّلَالُ.
فَهُنَالِكَ هَدَأَ رَوْعِي, وَجَعَلْتُ عَقِيدَتِي كِتَابَ اَللَّهِ, أَكِلُ عَلِمَ صِفَاتِهِ إِلَيْهِ بِلَا تَجْسِيمٍ وَلَا تَأْوِيلٍ وَلَا تَشْبِيهٍ وَلَا تَعْطِيلٍ, وَانْجَلَى مَا كَانَ عَلَى قَلْبِي مِنْ رَيْنٍ أَوْرَثَتْهُ قَوَاعِدُ أَرِسْطُوطَالِيسَ, وَقُلْتُ: مَا كَانَ إِلَّا مِنَ اَلنَّظَرِ فِي تِلْكَ اَلْوَسَاوِسِ وَالْبِدَعِ وَالدَّسَائِسِ, فَمِنْ أَيْنَ لِعُبَّادِ اَلْكَوَاكِبِ أَنْ يُرْشِدُونَا إِلَى اَلصِّرَاطِ اَلْمُسْتَقِيمِ, وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ?! وَمِنْ أَيْنَ لِأَصْحَابِ اَلْمَقَالَاتِ أَنْ يَعْلَمُوا حَقِيقَةَ قَيُّومِ اَلْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ ?
وَلَوْ كَانَتْ حَقِيقَةُ صِفَاتِ اَللَّهِ -تَعَالَى- تُدْرَكُ بِالْعُقُولِ, لَوَصَلَ أَصْحَابُ رَسَائِلِ "إِخْوَانِ اَلصَّفَا" إِلَى اَلصَّفَا, وَلَوَصَلَ صَاحِبُ "اَلنَّجَاةِ" و "اَلشِّفَا " إِلَى اَلنَّجَاةِ وَغَلِيلُ لُبِّهِ شَفَا, وَلَكِنْ â وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ل () اَلْبَقَرَة: 255 , â وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ اَلْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ل () اَلْإِسْرَاء: 85 , وَأَيْنَ هُمْ مِنْ قَوْلِهِ r , عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ اَلْخُلَفَاءِ اَلرَّاشِدِينَ اَلْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي, عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ, وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ اَلْأُمُورِ, فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ, وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ - ? لَكِنْ مَنِ اِتَّبَعَ هَوَاهُ هَامَ فِي كُلِّ وَادٍ, وَلَمْ يُبَالِي بِأَيِّ شِعْبٍ سَلَكَ, وَلَا بِأَيِّ طَرِيقٍ هَلَكَ. . . " ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/469)
هَذَا نَقْلٌ مِنْ كِتَابِ اِبْنِ بَدْرَانَ يُبَيِّنُ لَنَا حَقِيقَةَ مُعْتَقَدِهِ اَلسَّلِيمِ, وَمَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ قَبْلُ, وَقَدْ قَرَّرَ عَقِيدَتَهُ فِي أَكْثَرِ مِنْ مَوْضِعٍ مِنْ كُتُبِهِ, فَمِنْ ذَلِكَ أَيْضًا مَا قَالَهُ فِي مَعْرِضِ كَلَامٍ لَهُ حَوْلَ شَرْطِ وَاقِفِ اَلْمَدْرَسَةِ الرَّوَاحِيَة بِدِمَشْقَ حَيْثُ قَالَ: " قَالَ اَلْحَافِظُ اَلذَّهَبِيُّ: إِنَّ وَاقِفَ الرَّوَاحِيَةِ اِشْتَرَطَ عَلَى مَنْ يُقِيمُ بِهَا مِنَ اَلْفُقَهَاءِ وَالْمُدَرِّسِينَ شُرُوطًا صَعْبَةً, لَا يُمْكِنُ اَلْقِيَامُ بِبَعْضِهَا. وَلَمْ يُبَيِّنْ اَلذَّهَبِيُّ تِلْكَ اَلشُّرُوطِ. ثُمَّ قَالَ: وَشَرْطٌ أَنْ لَا يَدْخُلَ مَدْرَسَتَهُ يَهُودِيٌّ, وَلَا نَصْرَانِيٌّ وَلَا حَنْبَلِيٌّ حَشَوِيٌّ.انْتَهَى ".
فَاشْتِرَاطُهُ عَدَمُ دُخُولِ اَلْيَهُودِ وَالنَّصَارَى إِلَى مَدْرَسَتِهِ عِلَّةٌ مَفْهُومَةٌ, وَأَمَّا اِشْتِرَاطُهُ عَدَمُ دُخُولِ حَنْبَلِيٍّ حَشَوِيٍّ, فَلَيْسَ بِمَفْهُومٍ; لِأَنَّ اَلْحَنَابِلَةَ لَا يَتَّصِفُونَ بِهَذِهِ اَلصِّفَةِ, وَهَذَا مِنْ اَلتَّعَصُّبِ اَلنَّاشِئِ عَنِ اَلْجَهْلِ, وَالسَّعْي فِي تَفْرِيقِ اِجْتِمَاعِ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ اَلْمُحَمَّدِيَّةِ.
وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ بِالْحَشَوِيَّةِ اَلَّذِينَ يَقْرَءُونَ آيَاتٍ اَلصِّفَاتِ, وَيَقُولُونَ: نُمِرُّهَا كَمَا جَاءَتْ, وَنَكِلُ تَفْسِيرَهَا إِلَى اَللَّهِ -تَعَالَى- مِنْ غَيْرِ تَأْوِيلٍ وَلَا تَشْبِيهٍ وَلَا تَعْطِيلٍ. فَالِاسْتِوَاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: â اَلرَّحْمَنُ عَلَى اَلْعَرْشِ اِسْتَوَى ل () طَه:5 اِسْتِوَاءٌ يَلِيقُ بِذَاتِهِ تَعَالَى لَا نَعْلَمُ حَقِيقَتَهُ; لَأَنَا إِذَا فَسَّرْنَاهُ بِقَوْلِنَا: اِسْتَوْلَى, نَكُونُ أَخْطَأْنَا; لِأَنَّ مَنِ اِسْتَوْلَى عَلَى شَيْءٍ لَا بُدَّ وَأَنْ يَكُونَ خَارِجًا عَنْ يَدِهِ قَبْلَ اِسْتِيلَائِهِ عَلَيْهِ, كَمَا يُشِيرُ إِلَيْهِ قَوْلُ اَلشَّاعِرِ:
مِنْ غَيْرِ سَيْفٍ أَوْ دَمٍ مُهْرَاقِ قَدِ اِسْتَوْلَى بِشْرٌ عَلَى اَلْعِرَاقِ
وَمَعْنَاهُ أَنَّ بِشْرًا اِسْتَوْلَى عَلَى اَلْعِرَاقِ, وَاسْتَخْلَصَهَا مِنْ يَدِ غَيْرِهِ, بِدُونِ سَلِّ سَيْفٍ, أَوْ إِرَاقَةِ دَمٍ. وَتَعَالَى اَللَّهُ عَنْ أَنْ يَكُونَ اِسْتَوْلَى عَلَى مُلْكِهِ بِهَذِهِ اَلصِّفَةِ, وَمِثْلُهُ يُقَالُ فِي اَلسَّمِيعِ وَالْبَصِيرِ وَأَشْبَاهِهِمَا: إِنَّ اَللَّهَ أَثْبَتَ لِنَفْسِهِ صِفَةَ اَلسَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَالْكَلَامِ, وَأَخْبَرَنَا فِي كِتَابِهِ اَلْعَزِيزِ بِأَنَّهُ مُتَّصِفٌ بِذَلِكَ, وَلَكِنَّنَا لَا نَعْلَمُ حَقِيقَةَ تِلْكَ اَلصِّفَاتِ. وَلَيْسَ يَجِبُ عَلَيْنَا إِلَّا أَنْ نُؤْمِنَ بِهَا وَنَتْرُكُ عَلَمِهَا إِلَى اَلْمُتَّصِفِ بِهَا ... " ()
هَذَا جَانِبٌ مِنْ عَقِيدَتِهِ, وَهُنَاكَ جَانِبٌ آخَرُ لَا يَقِلُّ عَنْهُ أَهَمِّيَّةٌ, أَلَا وَهُوَ نَبْذُ اَلْخُرَافَةِ وَالْبِدَعِ اَلْمُنْكَرَةِ مِنَ اَلصُّوفِيَّةِ اَلَّتِي تَخْتَلِقُ اَلْكَرَامَات وَتَنْقُلُهَا عَنْ أَقْطَابِهَا.
فَمِنْهُ قَوْلُهُ - رَحِمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى -: ". . . أَقُولُ: إِنَّ نَقْلَ اَلْكَرَامَاتِ أَصْبَحَ أَمْرًا عَسِيرًا; لِأَنَّ أَصْحَابَ اَلرَّجُلِ يَسْتَعْمِلُونَ اَلْغُلُوُّ دَائِمًا, وَالْأَخْبَارُ تَحْتَمِلُ اَلصِّدْقَ وَالْكَذِبَ.
وَكَثِيرًا مَا أَرَى كَرَامَةً لِرَجُلٍ قَدْ نَسَبَهَا لَهُ اَلْمُتَأَخِّرُونَ, ثُمَّ أَرَاهَا بِعَيْنِهَا فِي تَرْجَمَةِ مَنْ قَبْلَهُ وَمَنْ قَبْلَهُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/470)
وَتَارَةً يَنْقُلُ اَلْمُتَرْجِمُ اَلْكَرَامَةَ وَلَا يَتَفَطَّنُ لِمُنَاقَضَتِهَا اَلشَّرْعَ وَالْعَقْلَ, وَأَنَا أَضْرِبُ لَكَ مِثَالاً لِيَتَّضِحَ بِهِ اَلْمَرَامُ, وَهُوَ مَا حَكَاهُ اِبْنِ خِلِّكَانَ وَصَاحِبُ " شَذَرَاتِ اَلذَّهَبِ" عَنِ اَلشَّيْخِ يُوسُفَ, ذَلِكَ أَنَّ اِبْنَ خِلِّكَانَ قَالَ: سَأَلْتُ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْهُ. فَقَالَ: كُنَّا مُسَافِرِينَ, وَالشَّيْخُ يُونُسُ مَعَنَا, فَنَزَلْنَا فِي اَلطَّرِيقِ بَيْنَ سَنْجَارَ وَعَانَةَ, وَهِيَ مُخَوِّفَةٌ, فَلَمْ يَقْدِرْ وَاحِدٌ مِنَّا أَنْ يَنَامَ مِنْ شِدَّةِ اَلْخَوْفِ, وَنَامَ اَلشَّيْخُ يُوسُفُ, فَلَمَّا اِنْتَبَهَ قُلْنَا: كَيْفَ قَدَرْتَ تَنَامُ ? فَقَالَ: وَاَللَّهُ مَا نِمْتُ حَتَّى جَاءَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِمَا اَلسَّلَامُ - وَتَدَرَّكَ اَلْقُفْلَ, وَدَخَلْنَا سَالِمِينَ بِبِرْكَة اَلشَّيْخِ يُونُسَ.
فَانْظُرْ أَوَّلاً إِلَى اَلْمُتَكَلِّمُ, وَلَوْ حَمَلْنَاهُ عَلَى مَحْمَلٍ حَسَنٍ, وَقُلْنَا: إِنَّهُ صَادِقٌ, فَهَلْ يَلِيقُ بِهِ أَنْ يَجْعَلَ سَيِّدَنَا إِسْمَاعِيلَ أَوْ وَالِدَهُ اَلْخَلِيلَ - عَلَيْهِمَا اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - حَارِسَينِ عِنْدَهُ لِيَنَامَ نَوْمًا هَنِيئًا, وَهُمَا سَاهِرَانِ كَالْأَجِيرِ اَلَّذِي يَأْخُذُ أُجْرَتَهُ, وَيُدَافِعُ عَنْ مَالِ سَيِّدِهِ ?! وَهَبْ أَنَّ اَلْأَمْرَ صَحِيحٌ, فَكَيْفَ جَازَ لَهُ اَلِاتِّكَالُ عَلَى غَيْرِ اَللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ?! نَعَمْ! لَوْ قَالَ: إِنِّي قَبْلُ نَوِّمِي دَعَوْتُ اَللَّهَ تَعَالَى, وَفَوَّضْتُ أَمْرِي وَأَمْرَ اَلْقَافِلَةِ إِلَيْهِ, لَكَانَ كَلَامُهُ مَقْبُولاً! ثُمَّ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ ذَلِكَ اَلرَّاوِي صَادِقٌ فِيمَا نَقَلَهُ, أَوْ هُوَ عَدْلٌ مَرَضِيُّ اَلشَّهَادَةِ أَمْ لَا ?, مَعَ أَنَّ رُوَاةَ اَلْحَدِيثِ لَا نُصَدِّقُهُمْ حَتَّى تَتَحَقَّقَ لَنَا عَدَالَتُهُمْ, وَنَعْلَمَ صِدْقَهُمْ! فَكَيْفَ نُجِيزُ قَبُولَ خَبَرِ وَاحِدٍ مَجْهُولِ اَلْحَالِ ?! تَالَلَّهِ مَا هَذَا إِلَّا هَذَيَان, وَعَدَمُ تُمَكُّنٍ مِنَ اَلْعِلْمِ اَلصَّحِيحِ! … " ().
وَقَالَ مُحَمَّدُ تَقِيّ اَلدِّينِ اَلْحِصْنِي: "وَكَانَ سَلَفِيَّ اَلْعَقِيدَةِ …". ثُمَّ قَالَ: "قَالَ أَحَدُ اَلْأُدَبَاءِ -عِنْدَ كِتَابَتِهِ عَنْ وَفَاتِهِ فِي اَلصُّحُفِ-: إِنَّهُ كَانَ خَصْمًا شَدِيدَ اَلْخُصُومَةِ لِرِجَالِ اَلْحَشِوِيِّينَ اَلَّذِينَ مَلَئُوا هَذَا اَلدِّينَ اَلسَّهْلَ خُرَافَاتٍ وَسَخَافَاتٍ هُوَ بَرَاءٌ مِنْهَا, حَتَّى رَمَوْهُ بِأَنَّهُ زِنْدِيقٌ أَوْ أَنَّهُ وَهَّابِيٌّ, كَمَا كَانَتْ اَلْوَهَّابِيَّةُ إِثْمًا زَمَنَ اَلسُّلْطَانِ عَبْدِ اَلْحَمِيدِ يُرْمَى بِهَا كُلُّ مَنْ أَتَاهُ اَللَّهُ نَصِيبًا مِنَ اَلْحِكْمَةِ وَبُعْدَ اَلنَّظَرِ … " ().
وَقَالَ اَلْمُؤَرِّخُ خَيْرُ اَلدِّينِ اَلزِّرِكْلِيّ: "كَانَ سَلَفِيَّ اَلْعَقِيدَةِ …".
وَحَدَّثَنِي اَلْأَدِيبُ اَلْكَبِيرُ اَلشَّيْخُ عَلِيٌّ اَلطَّنْطَاوِيُّ - أَجْزَلَ اَللَّهُ لَهُ اَلْأَجْرَ وَالْمَثُوبَةَ - حِينَمَا سَأَلْتُهُ عَنْ اَلْعَلَّامَة اِبْنِ بَدْرَانَ فَقَالَ: "كَانَتْ اَلْوَهَّابِيَّةُ تُعَدُّ تُهْمَةً خَطِيرَةً مُخِيفَةً, وَكَانُوا يُحَذِّرُونَنَا مِنَ اَلِاجْتِمَاعِ بِهِمْ, فَوَقَفْتُ مَرَّةً فِي حَلْقَةِ اِبْنِ بَدْرَانَ اَلْعَالِمِ اَلْحَنْبَلِيِّ اَلْمَعْرُوفِ, وَكَانَ هُنَاكَ طُلَّابٌ يَمُرُّونَ فِي اَلْأَسْوَاقِ, فَرَأَوْنِي فِي حَلْقَةِ اِبْنِ بَدْرَانَ وَقَدَّمُوا فِيَّ تَقْرِيرًا إِلَى اَلْمَشَايِخِ, فَضُرِبَتْ (فَلَقَةٌ) (). فِي رِجْلَيَّ "
قُلْتُ: وَسَبَبُ هَذَا اَلْأَمْرِ أَنَّ اِبْنَ بَدْرَانَ كَانَ عَلَى مَنْهَجِ اَلسَّلَفِ -رَحِمَهُ اَللَّهُ- وَكَتَبَ لَهُ اَلْأَجْرَ وَالْمَثُوبَةَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/471)
وَأَمَّا مَذْهَبُهُ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ اَلْحَنْبَلِيّ: "… وَكَانَ شَافِعِيًّا, ثُمَّ تَحَنْبَلَ, وَسَبَبُ ذَلِكَ - كَمَا قَالَ بَعْضُ اَلْخَوَّاصِ عَنْهُ -: كُنْتُ فِي أَوَّلِ عُمْرِي مُلَازِمًا اَلْإِمَامَ اَلشَّافِعِيَّ -رَحِمَهُ اَللَّهُ- سَالِكًا فِيهِ سَبِيلَ اَلتَّقْلِيدِ, ثُمَّ مَنَّ اَللَّهُ عَلَيَّ فَحَبَّبَ إِلَيَّ اَلِاطِّلَاعَ عَلَى كُتُبِ اَلتَّفْسِيرِ وَالْحَدِيثِ وَشُرُوحهَا وَأُمَّهَاتِ كُتُبِ اَلْمَذَاهِبِ 30 اَلْأَرْبَعَةِ, وَعَلَى مُصَنَّفَاتِ شَيْخِ اَلْإِسْلَامِ وَتِلْمِيذِهِ اَلْحَافِظِ اِبْنِ اَلْقَيِّمِ, وَعَلَى كُتُبِ اَلْحَنَابِلَةِ, فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ فَتَحَ اَللَّهُ بَصِيرَتِي وَهَدَانِي لِلْبَحْثِ عَنْ اَلْحَقِّ مِنْ غَيْرِ تَحَزُّبٍ لِمَذْهَبٍ دُونَ مَذْهَبٍ, فَرَأَيْتُ أَنَّ مَذْهَبَ اَلْحَنَابِلَةِ أَشَدُّ تَمَسُّكًا بِمَنْطُوق اَلْكِتَابِ اَلْعَزِيزِ وَالسُّنَّةِ اَلْمُطَهَّرَةِ وَمَفْهُومِهَا, فَكُنْتُ حَنْبَلِيًّا مِنْ ذَلِكَ اَلْوَقْتِ ". ()
وَقَدْ قَامَ ـ رَحِمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى ـ بِخِدْمَةِ اَلْمَذْهَبِ اَلْحَنْبَلِيِّ وَكُتُبِهِ خِدْمَةً جَلِيلَةً بِتَأْلِيفٍ مَاتِعٍ أَلَا وَهُوَ "اَلْمَدْخَلُ إِلَى مَذْهَبِ اَلْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ " وَمَا مِنْ دَارِسٍ لِمَذْهَبِ اَلْحَنَابِلَةِ إِلَّا وَاسْتَفَادَ مِنْهُ, كَيْفَ لَا وَقَدْ تَحَدَّثَ اِبْنُ بَدْرَانَ فِي كِتَابِهِ هَذَا عَنْ كُتُبِ اَلْحَنَابِلَةِ وَمُؤَلِّفِيهَا, وَوَصَفَهَا وَصْفَ اَلْعَارِفِ بِهَا اَلْخَبِيرِ بِفَحْوَاهَا, إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ اَلْمَقَاصِدِ اَلَّتِي أَلَّفَ مِنْ أَجْلِهَا اَلْكِتَابِ ().
كَمَا أَنَّهُ أَبْدَى أَسْفَهُ اَلشَّدِيدَ فِي اِضْمِحْلَالِ هَذَا اَلْمَذْهَبِ مِنْ بِلَادِهِ فَقَالَ: ". . . مَعَ أَنَّهُ تَمْضِيَ عَلِيَّ اَلشُّهُورُ بَلِ اَلْأَعْوَامُ, وَلَا أَرَى أَحَدًا يَسْأَلُنِي عَنْ مَسْأَلَةٍ فِي مَذْهَبِ اَلْإِمَامِ أَحْمَدَ; لِانْقِرَاضِ أَهْلِهِ فِي بِلَادِنَا, وَتَقَلُّصِ ظِلُّهِ مِنْهَا… " ().
مَحَبَّتُهُ لِأَهْلِ نَجْدٍ وَعَلَاقَتُهُ بِهِمْ
إِنَّ اَلْعَقِيدَةَ اَلسَّلَفِيَّةَ وَالتَّوْحِيدَ اَلْخَالِصَ قَدْ جَمَعَ بَيْنَ اِبْنِ بَدْرَانَ وَإِخْوَانِهِ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ, كَمَا أَنَّ نُصْرَتَهُمْ لِهَذَا اَلْمَنْهَجِ وَنَشْرَهُمْ لَهُ قَدْ أَثْلَجَ صَدْرَ اِبْنِ بَدْرَانَ -رَحِمَهُ اَللَّهُ- وَهُنَاكَ أَمْرٌ آخَرُ أَلَا وَهُوَ عِنَايَتُهُمْ بِفِقْهِ اَلْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ـ رَحِمَهُ اَللَّهُ ـ وَنَشْرِ كُتُبِهِ.
يَقُولُ اِبْنُ بَدْرَانَ حِينَمَا ذَكَرَ كِتَابَ "مُخْتَصَرِ اَلشَّرْحِ اَلْكَبِيرِ وَالْإِنْصَافِ " لِلْإِمَامِ اَلْمُجَدِّدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَلْوَهَّابِ ـ رَحِمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى ـ بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ اَلشَّيْخَ وَطَلَبَهُ لِلْعِلْمِ: ". . . وَلَمَّا اِمْتَلَأَ وَطَابَهُ مِنَ اَلْآثَارِ وَعِلْمِ اَلسُّنَّةِ, وَبَرَعَ فِي مَذْهَبِ أَحْمَدَ, أَخَذَ يَنْصُرُ اَلْحَقُّ, وَيُحَارِبُ اَلْبِدَعَ, وَيُقَاوِمُ مَا أَدْخَلَهُ اَلْجَاهِلُونَ فِي هَذَا اَلدِّينِ اَلْحَنَفِيِّ وَالشَّرِيعَةِ اَلسَّمْحَاءِ. وَأَعَانَهُ قَوْمٌ, وَأَخْلَصُوا اَلْعِبَادَةَ لِلَّهِ وَحْدَهُ عَلَى طَرِيقَتِهِ اَلَّتِي هِيَ إِقَامَةُ اَلتَّوْحِيدِ اَلْخَالِصِ, وَالدَّعَايَةِ إِلَيْهِ, وَإِخْلَاصِ اَلْوَحْدَانِيَّةِ وَالْعِبَادَةِ كُلِّهَا بِسَائِرِ أَنْوَاعِهَا لِخَالِقِ اَلْخَلْقِ وَحْدَهُ, فَحَبَا إِلَى مُعَارَضَتِهِ أَقْوَامٌ أَلِفُوا اَلْجُمُودَ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ اَلْآبَاءُ, وتَدَرَّعُوا بِالْكَسَلِ عَنْ طَلَبِ اَلْحَقِّ, وَهُمْ لَا يَزَالُونَ إِلَى اَلْيَوْمِ يَضْرِبُونَ عَلَى ذَلِكَ اَلْوِتْرِ, وَجُنُودُ اَلْحَقِّ تُكَافِحُهُمْ فَلَا تُبْقِي مِنْهُمْ وَلَا تَذَرُ, وَمَا أَحَقُّهُمْ بِقَوْلِ اَلْقَائِلِ:
فَلَمْ يَضِرْهَا وَأَعْيَا قَرْنَهُ اَلْوَعْلُ كَنَاطِحِ صَخْرَةٍ يَوْمًا لِيُوهِنَهَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/472)
وَلَمْ يَزَلْ مُثَابِرًا عَلَى اَلدَّعْوَةِ إِلَى دِينِ اَللَّهِ -تَعَالَى- حَتَّى تَوَفَّاهُ اَللَّهُ تَعَالَى سَنَةَ سِتٍّ وَمِئَتَيْنِ وَأَلْفٍ. . . " ().
وَحِينَمَا ذَكَرَ اَلْكُتُبَ اَلْمَشْهُورَةَ فِي اَلْمَذْهَبِ اَلْحَنْبَلِيِّ وَبَيَانَ طَرِيقَةِ بَعْضِهَا قَالَ ". . . وَلَوْلَا أَمَلِي بِنَفْعِ سُكَّانِ جَزِيرَةِ اَلْعَرَبِ مِنَ اَلْحَنَابِلَةِ لَمَّا حَرَّكْتُ ـ فِيمَا رَأَيْتُ مِنْ اَلْفَوَائِدِ قَلَمًا-, وَلَا خَاطَبْتُ رَسْمًا مِنْهَا وَلَا طَلَلاً, وَلَكِنْ إِنَّمَا اَلْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ, وَاَللَّهُ مُطَّلِعٌ عَلَى اَلسَّرَائِرِ.
نَعَمْ إِنَّ كَثِيرًا مِنْ سُكَّانِ اَلْجَزِيرَةِ وَخُصُوصًا أَهْلَ نَجْدٍ ـ أَكْثَرَ اَللَّهُ مِنْ أَمْثَالِهِمْ ـ يَبْذُلُونَ اَلْآنَ اَلنَّفِيسَ وَالنَّفِيسَ بِطَبْعِ كَتَبِ هَذَا اَلْمَذْهَبِ, وَيُحْيُونَ رُفَاةَ اَلْكُتُبِ اَلْمُنْدَرِسَةِ مِنْهُ, فَأَحْبَبْتُ مُشَارَكَتَهُمْ فِي هَذَا اَلْأَجْرِ, وَأَقْدَمْتُ عَلَى ذِكْرِ اَلْكُتُبِ اَلْمَشْهُورَةِ, لِيَتَنَبَّهَ أَهْلُ اَلْخَيْرِ إِلَيْهَا, فَيُبْرِزُونَهَا مَطْبُوعَةً طَبْعًا حَسَنًا; لِيَنْتَفِعَ بِهَا أَهْلُ هَذَا اَلْمَذْهَبِ وَغَيْرِهِمْ, كَمَا هِيَ عَادَتُهُمْ فِي عَمَلِ اَلْخَيْرِ ().
وَقَالَ أَيْضًا: "فَمِنْ ثَمَّ تَقَلَّصَ ظِلُّهُ ـأَيْ مَذْهَبُ اَلْحَنَابِلَةِ ـ مِنْ بِلَادِنَا اَلسُّورِيَّةِ وَخُصُوصًا دِمَشْقَ إِلَّا قَلِيلاً, وَأَشْرَقَ نُورُهُ فِي اَلْبِلَادِ اَلنَّجْدِيَّةِ مِنْ جَزِيرَةِ اَلْعَرَبِ, وَهَبَّ قَوْمٌ كِرَامٌ مِنْهُمْ لِطَبْعِ كُتُبِهِ, وَأَنْفَقُوا اَلْأَمْوَالَ اَلطَّائِلَةَ لِإِحْيَاءِ هَذَا اَلْمَذْهَبِ لَا يَطْلُبُونَ بِذَلِكَ إِلَّا وَجْهَ اَللَّهِ -تَعَالَى-, وَلَا يَقْصِدُونَ إِلَّا أَحْيَاءَ مَذْهَبِ اَلسَّلَفِ, وَمَا كَانَ عَلَيْهِ اَلصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ. فَجَزَاهُمْ اَللَّهُ خَيْرًا وَأَحْسَنَ إِلَيْهِمْ " ().
وَقَدْ ذَكَرَ أَنَّ بَعْضَ اَلْفُضَلَاءِ مِنْهُمْ زَارُوهُ وَطَلَبُوا مِنْهُ أَنْ يَشْرَحَ "رَوْضَةَ اَلنَّاظِرِ" لِابْنِ قُدَامَةَ, فَأَجَابَ إِلَى طَلَبَتِهِمْ, فَقَالَ بَعْدَ كَلَامٍ حَوْلَ اَلْأُصُولِ:". . . إِلَى أَنْ زَارَنِي جَمَاعَةٌ مِنْ أَفْضَلِ اَلْحَنَابِلَةِ اَلنَّجْدِيِّينَ, وَطَلَبُوا مِنِّي أَنْ أَخْتَارَ لَهُمْ كِتَابًا فِي أُصُولِ مَذْهَبِ إِمَامِ اَلْأَئِمَّةِ وَنَاصِر اَلسُّنَّةِ, اَلْإِمَامِ اَلْمُبَجَّلِ, اَلْحَبْرِ اَلْمُفَضَّلِ, اَلْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ حَنْبَلٍ -رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ وَجَعَلَ اَلْجَنَّةَ مُنْقَلَبَهُ وَمَثْوَاهُ- ; لِيَشْتَغِلَ بِهِ طُلَّابُ هَذَا اَلْفَنِّ, فَأَرْشَدَتْهُمْ إِلَى كِتَابِ "رَوْضَةِ اَلنَّاظِرِ وَجَنَّةِ اَلْمَنَاظِرِ" لِأَحَدِ اَلْأَئِمَّةِ اَلْأَعْلَامِ, اَلْفَقِيهِ اَلْأُصُولِيِّ اَلْمُحَقِّقِ اَلزَّاهِدِ مُوَفَّقِ اَلدِّينِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ قُدَامَةَ اَلْمَقْدِسِيِّ اَلصَّالِحِيِّ اَلْحَنْبَلِيِّ; لِمَا هُوَ مُتَّصِفٌ بِهِ مَعَ اِخْتِصَارِهِ مِنْ اَلنَّفْعِ اَلْجَزِيلِ وَالْفَوَائِدِ اَلْكَثِيرَةِ.
ثُمَّ إِنَّهُمْ بَعْدَ أَنْ قَبِلُوا اِخْتِيَارَهُ أَلَحُّوا بِأَنْ أَكْتُبَ عَلَيْهِ مَا عَسَاهُ يَكْشِفُ مَا يُشْكِلُ مِنْ مَطَالِبِهِ, وَيُذَلِّلُ مَا يَسْتَعْصِي فَهْمُهُ عَلَى طَالِبِهِ, فَأَجَبْتُ مُقْتَرَحَهمْ مُسْتَعِينًا بِاَللَّهِ -تَعَالَى- وَأَخَذْتُ بِكِتَابَةِ تَعْلِيقَاتٍ عَلَيْهِ تُقَرِّبُ مَا نَأَى مِنَ اَلْمَطَالِبِ, وَتَفْتَحُ بَابَ تِلْكَ اَلرَّوْضَةِ لِكُلِّ طَالِبٍ. . . " ()
كَمَا أَنَّهُ - رَحِمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى - لَمَّا رَأَى اِهْتِمَامَهُمْ بِالْفَرَائِضِ أَلَّفَ كِتَابَهُ "الْبَدْرَانِيُّةُ شَرْحُ اَلْمَنْظُومَةِ الفَارِضِيَّةِ" وَقَدْ طُبِعَ عَلَى نَفَقَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ القَرْعَاوِيّ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/473)
كَمَا أَنَّ اَلْمَلِكَ عَبْدِ اَلْعَزِيزِ بْنِ سُعُودٍ كَانَ يَثِقُ بِهِ, وَيَعْتَمِدُ عَلَيْهِ فِي مُحَارَبَةِ اَلْبِدَعِ, وَكَانَ مُفْتِي اَلدِّيَارِ اَلْحِجَازِيَّةِ فِي سُورِيَةَ () وَقَدْ أَمَرَ اَلْمَلِكُ عَبْدُ اَلْعَزِيزِ بِطَبْعِ شَرْحِ اِبْنِ بَدْرَانَ لِلرَّوْضَةِ عَلَى نَفَقَتِهِ, وَذَلِكَ سَنَةِ 1342 هِـ.
عَلَاقَتُهُ بِعَالِمِ اَلْكُوَيْتِ
اِمْتَدَّتْ عَلَاقَةُ اَلْعَلَّامَة اِبْنِ بَدْرَانَ فِي اَلْجَزِيرَةِ, فَكَانَ لَهُ صِلَةٌ وَثِيقَةٌ بِالْعَالِمِ اَلْعَلَّامَة اَلشَّيْخِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ دِحْيَانَ, ذَاكَ اَلْعَالِمُ اَلْجَلِيلُ, فَكَانَتْ بَيْنَهُمَا مَوَدَّةٌ وَصِلَةٌ مَتِينَةٌ مِنْ مُرَاسَلَةٍ عِلْمِيَّةٍ وَمُذَاكَرَاتٍ فِقْهِيَّةٍ, حَتَّى وَصَلَ بِهَا اَلْحَالُ إِلَى أَنْ صَارَتْ فِي مُؤَلَّفٍ مُسْتَقِلٍّ أَلَّفَهُ اِبْنُ بَدْرَانَ جَوَابًا عَلَى أَسْئِلَةِ اِبْنِ دِحْيَانَ عَلَّامَة اَلْكُوَيْتِ () كَمَا أَنَّ بَيْنَهُمَا رَسَائِلَ وَدِيَةً مِمَّا حَدَا بِالْعَلَّامَة اِبْنِ بَدْرَانَ أَنْ يَقُولَ لِلشَّيْخِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ دِحْيَانَ: "وَأَرْجُوكُمْ لَا تَقْطَعُوا اَلْمُرَاسَلَةَ بَيْنَنَا" () وَقَدْ وَقَفْتُ عَلَى أَكْثَرِ مِنْ رِسَالَةٍ لِابْنِ دِحْيَانَ إِلَى اِبْنِ أُخْتِهِ أَحْمَدَ اَلْخَمِيسِ يَذْكُرْ فِيهَا وُصُولَ رَسَائِلِ اِبْنِ بَدْرَانَ إِلَيْهِ وَسُرُورَهُ بِهَا. رَحِمَ اَللَّهُ اَلْجَمِيعِ.
شَكْوَاهُ مِنْ أَهْلِ زَمَانِهِ وَقِيَامُهمْ عَلَيْهِ
اُبْتُلِيَ اِبْنُ بَدْرَانَ مِنْ أَهْلِ زَمَانِهِ اِبْتِدَاءً مِنْ أَهْلِ بَلْدَتِهِ دُومَا, اَلَّتِي أَخْرَجَهُ أَهْلُهَا مِنْهَا بَعْدَ أَنْ عَادَ إِلَيْهَا مِنْ سَفَرِهِ إِلَى أُورُبَّا وَالْمَغْرِبِ, حَيْثُ قَالَ عَلَى لِسَانِ دِمَشْقَ فِي كِتَابِ "مُنَادَمَةِ اَلْأَطْلَالِ":
" ... ثُمَّ لَجَجْتُ فِي اَلْهَجْرِ قَافِلاً إِلَى دُومَاكَ, جُرْثُومَةِ اَلْهَمَجِيَّةِ, اَلْعَرِيقَةِ بِبُغْضِ اَلْحُكَمَاءِ وَالْعُلَمَاءِ () فَذُقْتُ بِهَا أَلَمَ اَلتَّعَدِّيَ وَالْحَسَدَ.
وَأَضْنَى حُمُرُهَا اَلْمُسْتَنْفِرَةُ مِنْكَ اَلْعَقْلَ وَالْجَسَدَ, وَتَأَلَّبَ أُولَئِكَ اَلْمُتَوَحِّشُونَ عَلَيْهِ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اَلْحِكْمَةِ اَلَّذِي أَطْلَعُهُ اَللَّهُ فِي فُؤَادِكَ بِبَغْيِهِمْ وَحَسَدِهِمْ, قَلَبُوا لَكَ ظَهْرَ اَلْمِجَنِّ, وَرَمَوْك بِالْإِفْكِ لِيَسُوقُوا لَكَ اَلْمِحَنَ. . " ().
وَمَنَ اَلْأَسْبَابِ اَلَّتِي أُخْرِجَ مِنْ أَجْلِهَا: مَا ذَكَرَهُ فَخْرِيُّ اَلْبَارُودِيُّ () فِي "مُذَكِّرَاتِهِ " () حَيْثُ قَالَ: ". . . اَلشَّيْخُ عَبْدُ اَلْقَادِرِ بَدْرَانَ, أَحَدُ عُلَمَاءِ قَصَبَةِ دُومَا, اَلْفُقَهَاءِ عَلَى اَلْمَذْهَبِ اَلْحَنْبَلِيِّ, وَهُوَ مِنَ اَلْعُلَمَاءِ اَلْمُجَدِّدِينَ. وَكَانَ لِسَانُهُ سَلِيطًا جَرِيئًا لَا يَهَابُ أَحَدًا, فَوَقَعَتْ مَرَّةً مُشَادَّةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَئِيسِ بَلَدِيَّةِ دُومَا صَالِحِ طَه, وَتَبَادَلاَ اَلْهِجَاءَ, وَعَلَى اَلْإِثْرِ اِسْتَصْدَرَ طَه مِنَ اَلْوَالِي أَمْرًا بِإِبْعَاد اَلشَّيْخِ بَدْرَانَ عَنْ دُومَا, فَانْتَقَلَ إِلَى دِمَشْقَ, وَحَلَّ ضَيْفًا عَلَيْنَا فِي بَيْتِنَا, مُدَّةَ سَنَتَيْنِ, حَتَّى اِنْتَهَتْ مُدَّةُ نَفْيِهِ. . . ".
كَمَا أَنَّ اِبْنَ بَدْرَانَ اِشْتَكَى مِنَ اَلْجَهَلَةِ اَلْمُتَعَالِمِينَ فِي زَمَانِهِ فَقَالَ: "وَمِمَّا اُبْتُدِعَ فِي زَمَانِنَا أَنَّهُمْ يَجْمَعُونَ أَهْلَ اَلْعَمَائِمِ, فَيَنْتَخِبُونَ مُفْتِيًا, وَيَحْصُرُونَ اَلْفَتْوَى فِيهِ, فَكَثِيرًا مَا يَنَالُ هَذَا اَلْمَنْصِبَ اَلْجَاهِلُ اَلْغَمْرُ اَلَّذِي لَوْ عُرِضَتْ عَلَيْهِ عِبَارَةُ بَعْضِ كُتُبِ اَلْفُرُوعِ مَا عَرَفَ لَهَا قَبِيلاً مِنْ دَبِيرٍ, فَنَسْأَلُ اَللَّهَ حُسْنَ اَلْعَافِيَةِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/474)
عَلَى أَنَّ اِخْتِصَاصَ وَاحِدٍ بِمَنْصِبِ اَلْإِفْتَاءِ, لَا يَقْبَلُ اَلْحَاكِمُ اَلْفَتْوَى إِلَّا مِنْهُ - 35 لَمْ يَكُنْ مَعْرُوفًا فِي اَلْقُرُونِ اَلْأُولَى, وَإِنَّمَا كَانَ اَلْإِفْتَاءُ مَوْكُولاً إِلَى اَلْعُلَمَاءِ اَلْأَعْلَامِ, وَاسْتَمَرَّ ذَلِكَ إِلَى أَنْ دَخَلَ اَلسُّلْطَانُ سَلِيمُ اَلْعُثْمَانِيُّ دِمَشْقَ سَنَةَ اِثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَتِسْعِ مِائَةٍ مِنَ اَلْهِجْرَةِ وَامْتَلَكَهَا, فَرَأَى كَثْرَةَ اَلْمُشَاغَبَاتِ بَيْنَ اَلْمُبْدِعِينَ لِلْعِلْمِ, خَصَّصَ إِفْتَاءَ كُلِّ مَذْهَبِ بِرَجُلٍ مِنْ عُلَمَائِهِ اَلْأَفَاضِلِ قَطْعًا لِلْمُشَاغَبَاتِ, ثُمَّ طَالَ اَلزَّمَنُ فَتَوَلَّى هَذَا اَلْمَنْصِبَ اَلْجَلِيلَ كَثِيرٌ مِمَّنْ لَا يَدْرِي مَا هِيَ اَلْأُصُولُ وَمَا هِيَ اَلْفُرُوعُ, فَوُسِّدَ اَلْأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ, وَأُعْطِيَ اَلْقَوْسُ غَيْرَ بَارِيهَا " ()
وَقَالَ فِي هَذَا اَلصِّنْفِ أَيْضًا: ". . . لَا سِيَّمَا فِي زَمَانَنَا هَذَا اَلَّذِي صَارَ فِيهِ اَلْعِلْمُ جَدَاوِلَ بِلَا مَاءٍ وَخِلَافًا بِلَا ثَمَرٍ, وَعَمَائِمَ كَالْأَبْرَاجِ, وَأَكْمَامٍ كَالْأَخْرَاجِ, وَالْعَلَمُ عِنْدَ اَللَّهِ تَعَالَى " ()
وَأَمَّا حَسَدُهُمْ لَهُ فَقَدْ ذَكَرَهُ اِبْنُ بَدْرَانَ غَيْرَ مَرَّةٍ, فَمِنْهُ قَوْلُهُ -حِينَمَا أَلْفَ "شَرْحَ اَلرَّوْضَةِ"-: "ثُمَّ إِنِّي مَارَسْتُ هَذَا اَلْكِتَابَ مُنْفَرِدًا عَنْ كَثْرَةِ اَلْمَوَادِّ, وَالْخِلِّ اَلصَّادِقِ اَلْمَوَّادِّ, مَعَ تَرَادُفِ بَلَايَا وَمِحَنٍ, وَحَسَدٍ حَتَّى عَلَى اَلْوُجُودِ فِي هَذَا اَلْكَوْنِ, وَانْدِرَاسِ اَلْعِلْمِ وَقَبَضِ اَلْعُلَمَاءِ " ()
هَذَا حَالُ اِبْنِ بَدْرَانَ مَعَ أَهْلِ بَلَدِهِ وَزَمَانِهِ, وَمَا ذَاكَ إِلَّا مِنْ غُرْبَةِ اَلْحَقِّ بَيْنَهُمْ, فَاَللَّهُ اَلْمُسْتَعَانُ.
صِفَاتُهُ وَثَنَاءُ اَلْعُلَمَاءِ عَلَيْهِ
أَثْنَى عَلَى اِبْنِ بَدْرَانَ كُلُّ عَالِمٍ مُنْصِفٍ عَرَفَ قَدْرَهُ وَفَضْلَهُ, قَالَ اَلْعَلَّامَة خَيْرُ اَلدِّينِ اَلزِّرِكْلِيّ: "فَقِيهٌ أُصُولِيٌّ حَنْبَلِيٌّ, عَارِفٌ بِالْأَدَبِ وَالتَّارِيخِ. . . حَسَنَ اَلْمُحَاضَرَةِ, كَارِهًا لِلْمَظَاهِرِ, قَانِعًا بِالْكَفَافِ, لَا يُعْنَى بِمَلْبَسٍ أَوْ بِمَأْكَلٍ, يَصْبُغُ لِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ, وَرُبَّمَا ظَهَرَ أَثَرُ اَلصَّبْغِ عَلَى أَطْرَافِ عِمَامَتِهِ. ضَعُفَ بَصَرُهُ قَبْلَ اَلْكُهُولَةِ, وَفُلِجَ فِي أَعْوَامِهِ اَلْأَخِيرَةِ. وَلِيَ إِفْتَاءَ اَلْحَنَابِلَةِ " ().
وَقَالَ اَلْأُسْتَاذُ أَدْهَمُ الْجِنْدِيُّ: "وَبَرَعَ - أَيْ اِبْنُ بَدْرَانَ - فِي سَائِرِ اَلْعُلُومِ اَلْعَقْلِيَّةِ وَالْأَدَبِيَّةِ وَالرِّيَاضِيَّةِ, وَتَبَحَّرَ فِي اَلْفِقْهِ وَالنَّحْوِ, فَكَانَ -رَحِمَهُ اَللَّهُ- عَلَمًا مِنْ اَلْأَعْلَامِ ".
وَقَالَ أَيْضًا: "كَانَ شَيْخًا جَلِيلاً زَاهِدًا فِي حُطَامِ اَلدُّنْيَا, مُتَقَشِّفًا فِي مَلْبَسِهِ وَمَسْكَنِهِ وَمَعِيشَتِهِ. . . كَانَ -رَحِمَهُ اَللَّهُ- ذُا قُرْعَةٍ طَوِيلَةٍ اِمْتَدَّتْ إِلَى أَسْفَلِ رَقَبَتِهِ, أَعْمَشَ اَلْعَيْنَيْنِ, شَبِيهَ اَلْحُورَانِيّ وَابْنِ اَلْحَافِظِ فِي اَلْخِلْقَةِ, يَمْتَازُ بِمَنَاقِبِهِ اَلْحَمِيدَةِ" ()
وَقَالَ اَلْعَلَّامَة اَلشَّيْخُ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ خَلَفٍ بْنُ دِحْيَان اَلْحَنْبَلِيّ - رَحِمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى-: "اَلْعَلَّامَة اَلشَّيْخُ عَبْدُ اَلْقَادِرِ بْنُ أَحْمَدَ بَدْرَانَ, مُدَرِّسُ اَلْجَامِعِ اَلْأُمَوِيِّ, وَشَيْخُ اَلْحَنَابِلَةِ فِي اَلْبِلَادِ اَلثَّوْرِيَّةِ, وَمُحَدِّثُ اَلشَّامِ, وَأَحَدُ أَعْضَاءِ اَلرِّئَاسَةِ اَلْعِلْمِيَّةِ بِدِمَشْقَ".
وَقَالَ أَيْضًا: "اَلْعَلَّامَة اَلْمُحَقَّقُ اَلشَّيْخُ عَبْدُ اَلْقَادِرِ بْنُ أَحْمَدَ بَدْرَانَ, خَاتِمَةُ اَلْمُحَقِّقِينَ فِي اَلشَّامِ. . . " ()
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/475)
وَقَالَ عَنْهُ مُحَمَّدُ تَقِيِّ اَلدِّينِ اَلْحِصْنِيُّ: "وَهُوَ مُتَضَلِّعٌ مِنْ اَلْعُلُومِ اَلْعَصْرِيَّةِ وَالْفُنُونِ اَلْكَثِيرَةِ, اُشْتُهِرَ فِي اَلشِّعْرِ وَالتَّارِيخِ. . . كَانَ سَلَفِيَّ اَلْعَقِيدَةِ, يُحِبُّ اَلتَّقَشُّفَ وَيَمِيلُ طَبْعُهُ إِلَى اَلِانْفِرَادِ عَنِ اَلنَّاسِ وَالْبُعْدِ عَنْ اَلْأُمَرَاءِ. . . وَلَهُ اِخْتِصَاصٌ فِي عِلْمٍ اَلْآثَارِ وَالْكُتُبِ اَلْقَدِيمَةِ, وَمَعْرِفَةِ أَسْمَاءِ اَلرِّجَالِ وَمُؤَلِّفَاتِهِمْ مِنْ صَدْرِ اَلْإِسْلَامِ إِلَى اَلْيَوْمِ " ()
وَقَالَ اَلْعَلَّامَة اَلشَّيْخُ مُحَمَّدُ بَهْجَةِ اَلْبَيْطَارِ فِي كَلَامِهِ عَنْ شَيْخِهِ جَمَالِ اَلدِّينِ اَلْقَاسِمِيِّ وَابْنِ بَدْرَانَ: "وَكَانَتْ صِلَتُهُ - أَيْ اِبْنُ بَدْرَانَ - بِالسَّيِّدِ اَلْقَاسِمِيِّ حَسَنَةً, وَكَانَ لَهُ وَلِشَيْخِنَا اَلْقَاسِمِيِّ أَمَلٌ كَبِيرٌ, وَسَعْيٌ عَظِيمٌ فِي تَجْدِيدِ اَلنَّهْضَةِ اَلدِّينِيَّةِ اَلْعِلْمِيَّةِ فِي هَذِهِ اَلدِّيَارِ, فَقَدْ أَشْبَهَا -رَحِمهُمَا اَللَّهُ تَعَالَى- أَئِمَّةَ اَلسَّلَفِ تَعْلِيمًا لِلْخَوَاصِّ, وَإِرْشَادًا لِلْعَوَامِّ, وَتَأْلِيفًا لِلْكُتُبِ اَلنَّافِعَةِ, وَزُهْدًا فِي حُطَامِ اَلدُّنْيَا اَلزَّائِلَةِ " ().
وَقَالَ أَيْضًا: "وَكَانَ لِي شَرَفُ ضِيَافَةِ اَلْأُسْتَاذِ اَلْمُتَرْجَمِ - أَيْ اِبْنِ بَدْرَانَ - لَيْلَةً مَعَ صَدِيقِهِ اَلرَّحَّالَةِ اَلْجَلِيلِ اَلْأُسْتَاذِ خَلِيلِ اَلْخَالِدِيِّ اَلْمَقْدِسِيِّ () فَأَخَذَ اَلْأُسْتَاذُ بَدْرَانَ يَسْأَلُهُ عَمَّا رَأَى مِنْ نَفَائِسِ اَلْكُتُبِ اَلْإِسْلَامِيَّةِ اَلْخَطِّيَّةِ فِي دِيَارِ اَلْمَغْرِبَ لَاسِيَّمَا اَلْأَنْدَلُسَ, وَالْأُسْتَاذُ اَلْخَالِدِيُّ يُجِيبُهُ مِنْ حِفْظِهِ بِلَا تَلَعْثُمٍ وَلَا تَرَيُّثَ كَأَنَّمَا يُمْلِي مِنْ كِتَابٍ, وَقَدْ كُنْتُ مُعْجَبًا بِالسُّؤَالِ وَالْجَوَابِ غَايَةَ اَلْإِعْجَابِ " ().
وَقَالَ اَلْكَاتِبُ اَلْكَبِيرُ مُحِبٌّ اَلدِّينِ اَلْخَطِيبُ حِينَ ذَكَرَ وَفَاتَهُ فِي مَجَلَّةِ "اَلْفَتْحِ ": "وَهُوَ - أَيْ اِبْنُ بَدْرَانَ - مِنْ أَفَاضِلِ اَلْعُلَمَاءِ. . . وَتَلْقَّى اَلْعِلْمَ عَنِ اَلْمَشَايِخِ مُدَّةَ خَمْسِ سَنَوَاتٍ, ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى تَعْلِيمِ نَفْسِهِ بِنَفْسِهِ, فَكَانَ مِنْ أَهْلِ اَلصَّبْرِ عَلَى اَلتَّوَسُّعِ فِي اِكْتِسَابِ اَلْمَعَارِفِ مِنَ اَلْعُلُومِ اَلشَّرْعِيَّةِ وَالْأَدَبِيَّةِ وَالْعَقْلِيَّةِ وَالرِّيَاضِيَّةِ, وَهُوَ حَنْبَلِيُّ اَلْمَذْهَبِ. . . " ()
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ اَلْعُمَانِيُّ اَلْحَنْبَلِيُّ: اَلشَّيْخُ اَلْعَلَّامَة اَلْمُحَقِّقُ اَلْمُفَسِّرُ, اَلْمُحَدِّثُ اَلْأُصُولِيُّ اَلْكَبِيرُ اَلْفَقِيهُ اَلْمُتَبَحِّرُ اَلنَّحْوِيُّ اَلْمُتَفَنِّنُ. . . "
وَقَالَ أَيْضًا: "كَانَ - رَحِمَهُ اَللَّهُ - شَيْخًا جَلِيلاً, مُقْتَفِيًا لِطَرِيقَةِ اَلسَّلَفِ اَلصَّالِحِ, مُدَافِعًا عَنْهَا, صَابِرًا عَلَى أَذَى اَلْأَعْدَاءِ فِيهَا تَارِكًا لِلتَّعَصُّبِ, مَعَ اَلدِّينِ وَالتَّقْوَى وَالْعِفَّةِ وَالصَّلَاحِ, زَاهِدًا فِي حُطَامِ اَلدُّنْيَا, مُتَقَلِّلاً مِنْهَا. . . " ()
هَذِهِ أَقْوَالُ أَهْلِ اَلْعِلْمِ وَالْأَدَبِ فِي اِبْنِ بَدْرَانَ, وَبَيَانِ عَلِمِهِ, وَاتِّسَاعِ مَعَارِفِهِ وَوَصْفِهِ بِالدِّينِ وَالصَّلَاحِ وَالْعِفَّةِ وَالتُّقَى, مَعَ إِعْرَاضِهِ عَنْ اَلدُّنْيَا وَحُطَامِهَا اَلْفَانِي.
إِذَا عَرَفْتَ هَذَا وَاتَّضَحَ لَكَ اَلْحَقُّ -بَانَ لَكَ بُطْلَانُ وَجَوْرُ كَلِمَةِ اَلشَّيْخِ مُحَمَّدٍ جَمِيلٍ اَلشَّطِّيِّ عَنْ هَذَا اَلْإِمَامِ حَيْثُ قَالَ عَنْهُ: "عَالِمٌ مُتَطَرِّفٌ" ()
وَلَا يُسْتَغْرَبُ مَوْقِفُهُ هَذَا مِنْ اِبْنِ بَدْرَانَ, فَإِنَّهُ مِمَّنْ شَرَّقَ بِالدَّعْوَةِ اَلَّتِي يَدْعُو إِلَيْهَا اِبْنُ بَدْرَانَ () مَعَ اِعْتِرَافِهِ بِأَنَّ اِبْنَ بَدْرَانَ عَالِمٌ, وَلَا يَضُرُّ كَلَامُهُ اِبْنَ بَدْرَانَ, فَإِنَّ فَضْلَهُ ظَاهِرٌ لِكُلِّ مِنْصِفٌ.
أَعْمَالُهُ وَسَكَنُهُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/476)
لَمَّا كَانَ اَلشَّيْخُ عَبْدُ اَلْقَادِرِ بْنُ بَدْرَانَ فِي بَلْدَتِهِ دَوْمًا تَوَلَّى اَلتَّدْرِيسَ, وَكَانَ مِمَّا دَرَّسَهُ بَعْضَ كُتُبِ اَلْحَنَابِلَةِ, وَاَلَّتِي مِنْهَا كِتَابِ "شَرْحِ مُنْتَهَى اَلْإِرَادَاتِ" لِلْبَهُوتِي, يَقُولُ اِبْنُ بَدْرَانَ: ". . . وَلَقَدْ كُنْتُ فِي حُدُودِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَثَلَاثمِائَةٍ بَعْدَ اَلْأَلْفِ أَقَمْتُ مُدَّةً فِي قَصَبَةٍ دُومَا دِمَشْقَ فَأَقْرَأْتُ هَذَا اَلشَّرْحِ, وَكَتَبْتُ عَلَيْهِ حَاشِيَةً وَضَعْتُهَا أَثْنَاءِ اَلْقِرَاءَةِ, وَصَلْتُ فِيهَا إِلَى بَابِ اَلسَّلَمِ, فِي مُجَلَّدٍ ضَخْمٍ, ثُمَّ خَرَجْتُ مِنْهَا إِلَى دِمَشْقَ, وَهُنَالِكَ لَمْ أَجِدْ أَحَدًا يَطْلُبُ اَلْعِلْمَ مِنْ اَلْحَنَابِلَةِ, بَلْ يَنْدُرُ وُجُودُ حَنْبَلِيٍّ بِهَا. . . " ()
وَكَانَ اَلشَّيْخُ عَبْدُ اَلْقَادِرِ بْنُ بَدْرَانَ عُضْوًا فِي شُعْبَةِ اَلْمَعَارِفِ فِي دُومَةَ, وَعُيِّنَ مُصَحِّحًا وَمُحَرِّرًا بِمَطْبَعَةِ اَلْوِلَايَةِ وَجَرِيدَتِهَا () كَمَا أَنَّهُ اِشْتَرَكَ فِي عَهْدِ اَلْأَتْرَاكِ بِتَحْرِيرِ جَرِيدَةِ اَلْمُقْتَبَسِ () وَكَتَبَ فِي صُحُفِ دِمَشْقَ كَالْمِشْكَاةِ وَالشَّامِ وَالْكَائِنَاتِ وَالرَّأْيِ اَلْعَامِّ () وَفِي 9 تِشْرِينَ اَلثَّانِي سَنَةً 1909 م أَيْ سَنَةَ 1329هـ أَنْشَأَ مَجَلَّةَ "مَوَادَّ اَلْحِكْمَةِ" ()
ثُمَّ اِشْتَغَلَ اَلشَّيْخُ عَبْدُ اَلْقَادِرِ بِالتَّدْرِيسِ وَالْعِلْمِ, فَكَانَ يُدَرِّسُ فِي اَلْجَامِعِ اَلْأُمَوِيِّ, قَالَ اَلْأُسْتَاذُ أَدْهَمُ آلُ الْجِنْدِيِّ: "وَأَقَامَ أَكْثَرَ حَيَاَتِهِ يُدَرِّسُ تَحْتَ قُبَّةِ النَّسْرِ " () فِي اَلْجَامِعِ اَلْأُمَوِيِّ اَلتَّفْسِيرَ وَالْحَدِيثَ وَالْفِقْهَ. . . " () وَكَانَ مِمَّا دَرَّسَهُ كِتَابُ "عُمْدَةِ اَلْأَحْكَامِ " لِلْحَافِظِ عَبْدِ اَلْغَنِيِّ اَلْمَقْدِسِيِّ - رَحِمَهُ اَللَّهُ - حَيْثُ يَقُولُ: ". . . وَقَدْ كُنْتُ طَالِعْتُهُ قَدِيمًا أَثْنَاءِ اَلطَّلَبِ, ثُمَّ إِنِّي كُنْتُ مِمَّنْ وَلِعَ فِي هَذَا اَلْكِتَابِ, وَقَرَأْتُهُ فِي جَامِعِ بَنِي أُمَيَّةَ () تحْتَ قُبَّةِ النَّسْرِ. . . " ()
وَقَالَ اَلْعَلَّامَة مُحَمَّدُ بَهْجَةَ اَلْبَيْطَارُ - رَحِمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى -: "وَكَانَ - أَيْ اِبْنُ بَدْرَانَ - يَقْرَأُ دَرْسًا عَامًّا فِي جَامِعِ بَنِي أُمَيَّةَ يَمِيلُ فِيهِ إِلَى اَلتَّجْدِيدِ وَالْفَلْسَفَةِ " ().
وَقَالَ اَلْعَلَّامَة خَيْرُ اَلدِّينِ اَلزَّرْكَلِيُّ -رَحِمَهُ اَللَّهُ -: "وَلِيَ إِفْتَاءَ اَلْحَنَابِلَةِ, وَانْصَرَفَ مُدَّةً إِلَى اَلْبَحْثِ عَمَّا بَقِيَ مِنْ اَلْآثَارِ فِي مَبَانِي دِمَشْقَ اَلْقَدِيمَةِ, فَكَانَ أَحْيَانًا يَسْتَعِيرُ سُلَّمًا خَشَبِيًّا, وَيَنْقُلُهُ بِيَدَيْهِ لِيَقْرَأَ كِتَابَةً عَلَى جِدَارٍ أَوْ اِسْمًا فَوْقَ بَابٍ " ()
قُلْتُ: وَالسَّبَبُ فِي اِنْصِرَافِهِ إِلَى هَذَا اَلْعَمَلِ, أَنَّ قَاضِيَ دِمَشْقَ اَلشَّيْخَ عَبْدَ اَلْمُحْسِنِ اَلْأُسْطُوَانِيَّ ().
كَلَّفَ لَجْنَةً عَلَى رَأْسِهَا اَلْعَلَّامَة اِبْنُ بَدْرَانَ لِلطَّوَافِ عَلَى مَدَارِسِ دِمَشْقَ وَوَصْفِ حَالَتِهَا, وَمَا فِيهَا مِنْ اَلطُّلَّابِ, وَمَا قَدْ تَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنْ إِصْلَاحٍ وَتَرْمِيمٍ فَقَامَتْ اَللَّجْنَةُ بِالْعَمَلِ اَلْمُكَلَّفَةِ بِهِ, وَقَدَّمَتْ اَلتَّقْرِيرَ إِلَى اَلْقَاضِي فِي 18 صَفَرَ سَنَةَ 1328 هـ () وَالسَّبَبُ اَلْآخَرُ تَأْلِيفُهُ لِكِتَابِ "مُنَادَمَةُ اَلْأَطْلَالِ " فِي اَلْآثَارِ اَلدِّمَشْقِيَّةِ وَالْمَدَارِسِ اَلْعِلْمِيَّةِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/477)
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ اَلْحَنْبَلِيُّ: "وَكَانَ. . . كَثِيرَ اَلتَّنَقُّلِ بَيْنَ قُرَى غُوطَةِ اَلشَّامِ لِتَبْلِيغِ اَلْعِلْمِ لِلْعَامَّةِ, وَتَعْلِيمِهِ لِلطَّلَبَةِ اَلَّذِينَ لَا يَسْتَطِيعُونَ اَلرِّحْلَةَ. . . وَكَانَ فِيمَا مَضَى يُدَرِّسُ تَحْتَ قُبَّةِ اَلنَّسْرِ فِي اَلْجَامِعِ اَلْأُمَوِيِّ اَلتَّفْسِيرَ وَالْحَدِيثَ وَالْفِقْهَ, ثُمَّ اِنْتَقَلَ إِلَى مَدْرَسَةِ عَبْدِ اَللَّهِ بَاشَا اَلْعَظْمِ اَلْمُشْرِفَةِ عَلَى اَلْقَلْعَةِ الْفَرَنْسَوِيَّةِ" ().
هَذَا وَقَدْ اِسْتَقَرَّ اَلشَّيْخُ اِبْنُ بَدْرَانَ فِي هَذِهِ اَلْمَدْرَسَةِ, يَقُولُ اَلْحِصْنِيُّ: "وَمَكَثَ مَا يَقْرُبُ نِصْفَ قَرْنٍ فِي مَدْرَسَةِ عَبْدِ اَللَّهِ بَاشَا اَلْعَظْمِ مِنْ مَعَاهِدِ اَلْعَلَمِ اَلشَّهِيرَةِ. . . " ()
وَقَالَ اَلشَّيْخُ مُحَمَّدُ بَهْجَةَ اَلْبَيْطَارُ حِينَمَا ذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ يَطْلُبُ اَلْعِلْمَ عِنْدَ اَلْقَاسِمِيِّ: ". . . وَفِي فَصْلِيْ اَلرَّبِيعِ وَالصَّيْفِ, فِي غُرْفَةٍ عَالِيَةٍ مِنْ مَدْرَسَةِ عَبْدِ اَللَّهِ بَاشَا اَلْعَظْمِ. وَكُنَّا نَرَى اَلْعَلَّامَة اَلْجَلِيلَ اَلشَّيْخَ عَبْدَ اَلْقَادِرِ بَدْرَانَ عِنْدَهُ بَعْضُ اَلطَّلَبَةِ يَقْرَءُونَ عَلَيْهِ, إِذْ كَانَ مُقَامُهُ طَعَامًا وَمَنَامًا وَتَدْرِيسًا فِي غُرْفَةٍ كَبِيرَةٍ مِنْ اَلْمَدْرَسَةِ اَلْمَذْكُورَةِ. . . " (). وَقَالَ اِبْنُ بَدْرَانَ عَنْ غُرْفَتِهِ هَذِهِ: "وَغُرْفَتِي يَصْعَدُ إِلَيْهَا بِسِتٍّ وَثَلَاثِينَ دَرَجَةً. . . " ()
وَقَالَ أَدْهَمُ الْجِنْدِيُّ: "وَكَانَ يُدَرِّسُ فِي مَدْرَسَةِ عَبْدِ اَللَّهِ بَاشَا اَلْعَظْمِ فِي البَزُورِيَّةِ, وَيَنَامُ فِيهَا, وَيَعِيشُ مِنْ اَلرَّاتِبِ اَلْمُخَصَّصِ لَهُ مِنْ دَائِرَةِ اَلْأَوْقَافِ " ()
وَقَالَ اِبْنُ بَدْرَانَ ذَاكِرًا لِغُرْبَتِهِ فِي مَسْكَنِهِ, وَذَلِكَ فِي خَاتِمَةِ اَلْمُجَلَّدِ اَلْأَوَّلِ مِنْ كِتَابِهِ "مَوَارِدِ اَلْأَفْهَامِ": "وَهُنَا اِنْتَهَى اَلْمُجَلَّدُ اَلْأَوَّلُ مِنْ "مَوَارِدِ اَلْأَفْهَامِ" عَلَى يَدِ مُنْشِئِهِ اَلْعَاجِزِ اَلْحَقِيرِ اَلْغَرِيبِ فِي أَوْطَانِهِ, اَلسَّاكِنِ مَسَاكِنَ اَلْغُرَبَاءِ, اَلْفَقِيرِ 42 عَبْدِ اَلْقَادِرِ بْنِ أَحْمَدَ اَلشَّهِيرِ كَأَسْلَافِهِ بِابْنِ بَدْرَانَ, وَذَلِكَ فِي مَدْرَسَةِ عَبْدِ اَللَّهِ بَاشَا اَلْعَظْمِ فِي دِمَشْقَ اَلزَّاهِرَةِ. . . "
مَحَبَّتُهُ لِدِمَشْقَ
أَحَبَّ اِبْنُ بَدْرَانَ دِمَشْقَ - حَمَاهَا اَللَّهُ وَسَائِرَ بِلَادِ اَلْإِسْلَامِ - فَقَامَ بِخِدْمَتِهَا, وَأَلَّفَ كِتَابًا فِي مَدَارِسِهَا, كَمَا أَنَّهُ هَذَّبَ "تَارِيخُ دِمَشْقَ " لِابْنِ عَسَاكِرَ حَيْثُ يَقُولُ فِي مَطْلَعِ اَلْمُجَلَّدِ اَلْأَوَّلِ: ". . . وَأَرْجُو اَللَّهَ أَنْ يَكُونَ كِتَابًا أَخْدُمُ بِهِ أَهْلِ اَلْوَطَنِ, وَهَدِيَّةً لِمُحِبِّي اَلْعِلْمِ اَلنَّاهِجِينَ فِيهِ عَلَى أَقْوَمَ سُنَنٍ. . . ".
كَمَا أَلَّفَ أَيْضًا فِي اَلْمُفْتِينَ بِالشَّامِ كِتَابًا سَمَّاهُ: "اَلرَّوْضُ البَّسَّامُ فِي تَرَاجِمِ اَلْمُفْتِينَ بِدِمَشْقِ اَلشَّامِ ".
وَقَالَ فِي "مُنَادَمَةُ اَلْأَطْلَالِ": "لَجَّ بِي اَلسَّهَرُ لَيْلَةً مِنْ اَللَّيَالِي مُنْفَرِدًا أُنَادِمُ اَلْأَطْلَالَ وَالْخَيَالَ, فَتَجَلَّتْ لِي دِمَشْقُ غَادَةً حَسْنَاءَ مُسْفِرةً عَنْ جَمَالِ وَجْهِهَا, تَقُولُ: أَلَا لَفْتَةٌ لِأَحَادِيثِ آثَارِي? وَهَلَّا سَاعَةٌ فِي تِذْكَارِ أَخْبَارِي?. . ." إِلَى أَنْ قَالَ: ". . . فَخَلَبَ لُبِّي لَطِيفُ كَلَامِهَا, وَاتَّقَدَتْ فِيهِ جَذْوَةُ غَرَامِهَا وَقُلْتُ: ()
وَغَيْرُهَا وَطَنٌ عَلِيَّ حَرَامُ مَا بَعْدَ جِلَّقَ لِلْغِرَامِ مَرَامُ
صَبْرًا جَمِيلاً وَالْكَلَامُ كَلَامُ لَكِنْ هِيَ اَلْأَقْدَارُ تَفْعَلُ مَا تَشَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/478)
لَبَّيْكِ يَا لَيْلَى اَلْجَمَالِ, وَسَلْمَى اَلْمَحَاسِنِ! أَنَا اَلْخَاضِعُ لِمَا تَأْمُرِينَ مَا دُمْتُ عَبْدَ اَلْقَادِرِ وَدُعِيَتْ بِابْنِ بَدْرَانَ, أَنَا اَلْهَائِمُ فِي إِظْهَارِ صِفَاتِكِ, اَلْمُقِيمِ عَلَى مَحَبَّتِكِ مَا كَرَّ اَلْجَدِيدَانِ. . . " ()
وَحِينَمَا كَانَ فِي اَلْجَزَائِرِ مِنْ بِلَادِ اَلْمَغْرِبِ اَلْإِسْلَامِيِّ أَرْسَلَ رِسَالَةً إِلَى بَلْدَتِهِ دُومَا يَقُولُ فِيهَا:
أَضْحَتْ جَمَالَ اَلْغُوطَةِ اَلْفَيْحَاءِ حَيَّ اَلْحَيَا "دُومَا" اَلْبَدِيعَةَ إِنَّهَا
طِيبِ اَلْهَوَاءِ وَبِالْيَدِ اَلْبَيْضَاءِ وَسَمَتْ عَلَى اَلْمَرْجَيْنِ فِي عِزٍّ وَفِي
شُفِيَ اَلْمَرِيضُ بِهَا مِنَ الْبَلْوَاءِ وَرِيَاضُهَا طَابَ اَلنَّسِيمُ بِهَا فَكَمْ
رَقَصَ اَلنَّسِيمُ لِرِقَّةِ اَلنُّدَمَاءِ أَطْيَارُهَا غَنَّتْ عَلَى اَلْعِيدَانِ إِذْ
يَسْعَى لِخِدْمَةِ أَهْلِ ذَاكَ اَلْمَاءِ وَالْمَاءُ يَمْشِي فِي اَلرِّيَاضِ مُقَسَّمًا
مَجْلَى اَلْهُمُومِ وَمَكْمَدُ اَلْأَعْدَاءِ لِلَّهِ رَاسُ اَلْعَيْنِ فِيهَا إِنَّهُ
فَاعْجَبْ لِتِلْكَ اَلرَّوْضَةِ اَلْحَسْنَاءِ جَمَعَ اَلْحَرَارَةَ وَالْبُرُودَةَ مَاؤُهَا
وَالْكَرْمُ مَنْشَؤُهُ مِنْ اَلْكُرَمَاءِ كَرُمَتْ بِكَرْمَةِ أَرْضِهَا وَتَفَاخَرَتْ
فَالتِّينُ وَالزَّيْتُونُ جَلَّ مُنَائِي زَيْتُونُهَا قَدْ أَقْسَمَ اَلْبَارِي بِهِ
مَا بَيْنَ أَنْدَلُسٍ إِلَى صَنْعَاءِ أَعْنَابُهَا مَا إِنْ لَهَا مِنْ مُشْبِهٍ
فَلَقَدْ رَآهُ بِمُقْلَةٍ عَمْيَاءِ مَنْ قَالَ: إِنَّ اَلْغَرْبُ أَحْسَنُ مَوْطِنًا
إِلَى إِنْ قَالَ:
بالنَّيْرَبَيْنِ مِنْ كَمَالِ بَهَاءِ مِنْ أَيْنَ لِلْمُدُنِ اَلْعَظِيمَةِ مَا لَهَا
سُ لَهُ اَلنَّدِيمُ مُعَنْبِرُ اَلْأَرْجَاءِ بَرَدَى يَصْفُقُ بِالرَّحِيقِ وَبَانْيَا
فِي اَلْغَرْبِ مِنْ جَبَلٍ وَمِنْ صَحْرَاءِ وَالْمِرْجَةُ اَلْفَيْحَاءُ أَفْدِيهَا بِمَا
وَمَفَاخِرٍ وَمَكَارِمٍ وَهَنَاءِ مَا جِلَّقٌ إِلَّا رِيَاضُ مَحَاسِنٍ
وَمَعَادِنُ اَلْعُلَمَاءِ وَالْأُدَبَاءِ هِيَ جَنَّةُ اَلدُّنْيَا وَدُرَّةُ تَاجِهَا
لِطَرَائِفِ اَلْأَنْوَاءِ وَالْأَنْدَاءِ تَسْمُو بِغُوطَتِهَا وَتَرْفُلُ بِالْبَهَا
إِلَى آخِرِ مَا قَالَ رَحِمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى ()
عَلَاقَتُهُ بِصَدْرِ سُورِيَّةَ أَمِيرِ اَلرَّكْبِ اَلْحِجَازِيِّ
كَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ كَرِيمٌ يَتَّصِفُ بِصِفَاتِ اَلشَّهَامَةِ وَالرُّجُولَةِ وَالْأَخْلَاقِ اَلْكَرِيمَةِ, أَلَا وَهُوَ صَدْرُ سُورِيَّةَ, وَأَمِيرُ اَلْحَجِّ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بَاشَا اَلْيُوسُفِ, وَقَدْ اِمْتَدَحَهُ اَلشُّعَرَاءُ وَأَثْنَى عَلَيْهِ اَلْفُضَلَاءُ, وَمِمَّنْ أَثْنَى عَلَيْهِ بَلْ وَأَفْرَدَهُ بِالتَّرْجَمَةِ بَعْدَ وَفَاتِه ِ () اَلْعَلَّامَة اِبْنِ بَدْرَانَ بِرِسَالَةٍ بِعُنْوَانِ "اَلْكَوَاكِبُ اَلدُّرِّيَّةِ فِي تَارِيخِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بَاشَا اَلْيُوسُفِ صَدْرِ سُورِيَّةَ" وَهِيَ تَرْجَمَةٌ وَافِيَة ٌ ()
وَمِمَّا قَالَ فِيهَا: "إِنَّ فِيمَا مَضَى مِنْ تَرْجَمَةِ ذَلِكَ اَلسَّيِّدِ لَمَمًا يُومِئُ وَيُشِيرُ إِلَى إِجْمَالِ مَا أُوتِيهِ مِنْ اَلْفَضَائِلِ وَالْفَوَاضِلِ, وَلَكِنَّ اَلْمُكَرَّرَ أَحْلَى, وَهُوَ لِصَدَإِ اَلصَّوَابِ أَجْلَى, وَإِنِّي لَذَاكِرٌ مِنْ بَعْضِ ذَلِكَ جُمَلاً, لَا أَرْضَى أَنْ تَذْهَبَ هَمَلاً, وَذَلِكَ أَنَّ اَلْحَظَّ سَاعَدَنِي سَنَةً مِنْ اَلسِّنِينَ بِصُحْبَةِ اَلسَّيِّدِ اَلْمُشَارِ إِلَيْهِ, فَكُنْتُ عِنْدَهُ فِي مَنْزِلِهِ فِي سُوقِ اَلْغَرْبِ مِنْ جَبَلِ لُبْنَانَ أُقْرِئُ أَشْبَالَهُ سَاعَةً مِنْ زَمَانٍ, ثُمَّ أَكُونُ أَحْيَانًا مُسَامِرًا لِحَضْرَتِهِ, فَشَاهَدْتُ مِنْ لُطْفِهِ وَكَرَمِهِ مَا لَمْ أَكُنْ أَعْهَدُ مِنْ بَقِيَّةِ اَلسَّادَّةِ. . . " ().
وَقَدْ ذَكَرَ غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا رَآهُ بِنَفْسِهِ مِنْ هَذَا اَلشَّهْمِ مِنْ اَلنَّخْوَةِ وَالنَّجْدَةِ, وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِأَكْثَرَ مِنْ قَصِيدَةٍ, مِنْهَا "صِدْقُ اَلْمَقَالِ اَلْمُنْصِفِ فِي مَدْحِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بَاشَا اَلْيُوسُفِ " ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/479)
عُزُوبَتُهُ:
اَلْعَلَّامَة اِبْنُ بَدْرَانَ فِي عِدَادِ اَلْعُلَمَاءِ اَلْعُزَّابِ يَقُولُ -رَحِمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى- فِي خَاتِمَةِ شَرْحِ اَلرَّوْضَةِ: ". . . وَأَسْأَلُهُ تَعَالَى أَنَّهُ كَمَا عَوَّدَنِي لُطْفُهُ وَإِحْسَانُهُ اَلْجَمِيلُ فِيمَا مَضَى, أَنْ يُدِيمَ ذَلِكَ عَلَيَّ فِيمَا بَقِيَ, وَأَنْ يُعِينَنِي عَلَى نَشْرِ اَلْعِلْمِ, وَيَجْعَلَ بَيْنِي وَبَيْنَ اَلْقَوَاطِعِ سَدًّا مَسْدُودًا, وَيَمْنَعَ عَنِّي مُرَاوَغَةَ اَلْأَعْدَاءِ وَكَيْدَ اَلْحُسَّادِ وَمَكْرَ أَعْدَاءِ اَلْعِلْمِ وَأَهْلِهِ, فَإِنَّهُ لَا مَالٌ لِي وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَعُونَتُهُ -سُبْحَانَهُ تَعَالَى- وَرِزْقُهُ اَلَّذِي تَفَضَّلَ بِهِ عَلَيَّ كَفَافًا. . . " ()
وَقَالَ اَلْأُسْتَاذُ أَدْهَمُ آلُ الْجِنْدِيِّ: ". . . لَقَدْ آثَرَ اَلْعُزُوبَةَ فِي حَيَاتِهِ لِيَتَفَرَّغَ لِطَلَبِ اَلْعِلْمِ وَالتَّدْرِيسِ" ()
شِعْرُهُ:
وَصَفَ غَيْرُ وَاحِدٍ اَلْعَلَّامَة اِبْنَ بَدْرَانَ بِأَنَّهُ أَدِيبٌ وَشَاعِرٌ, قَالَ اَلْعَلَّامَة خَيْرُ اَلدِّينِ اَلزَّرْكَلِيُّ: ". . . عَارِفٌ بِالْأَدَبِ وَالتَّارِيخِ, لَهُ شِعْرٌ. . . " ()
وَقَالَ مُحَمَّدٌ تَقِيُّ اَلدِّينِ اَلْحِصْنِيُّ: "سَبَقَ كَثِيرًا مِنْ إِخْوَانِهِ وَأَقْرَانِهِ فِي اَلْأَدَبِ وَاللُّغَةِ " () وَقَالَ اَلْأُسْتَاذُ أَدْهَمُ آلُ الْجِنْدِيِّ: "كَانَ شَاعِرًا وَأَدِيبًا وَقُطْبًا وَعَالِمًا فَذًّا بَلِيغًا, وَجَمَعَ شِعْرَهُ فِي دِيوَانٍ " ().
وَقَدْ تَنَوَّعَ شِعْرُ اِبْنِ بَدْرَانَ فَمِنْهُ فِي اَلْمَرْثِيَّاتِ, وَمِنْهُ بَعْضُ اَلْغَزَلِيَّاتِ, وَمِنْهُ مَا كَانَ فِي تَذَكُّرِ اَلْأَطْلَالِ حِينَمَا كَانَ مُسَافِرًا إِلَى اَلْمَغْرِبِ, كَمَا أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ فِي مُقَدِّمَةِ دِيوَانِهِ, قَالَ بَعْدَ دِيبَاجَةٍ لَطِيفَةٍ: ". . . لَمَّا كَانَتْ بَنَاتُ اَلْأَفْكَارِ أَغْلَى مِنْ بَنَاتِ اَلْأَبْكَارِ, وَمَحَاسِنُ اَلتَّشْبِيهِ رِيَاضَ اَلْأَدِيبِ اَلنَّبِيهِ, وَبَدَائِعُ اَلْبَدِيعِ أَبْدَعَ مِنْ أَزْهَارِ اَلرَّبِيعِ, وَتَذَكُّرُ اَلدِّمَنِ وَالْمَنَازِل أَسْكَرَ مِنْ اِحْتِسَاءِ اَلْبَلَابِلِ, وَأَسْحَرَ مِنْ سِحْرِ بَابِلَ, وَالْغَزْلُ وَالنَّسِيبُ نَسِيبِينَ لِذِكْرَى حَبِيبٍ, وَشَكْوَى اَلْأَرَقِ وَالْهَجْرِ أَرَقَّ مِنْ نَسِيمِ اَلْفَجْرِ. . . ".
إِلَى أَنْ قَالَ -بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ سَفَرَهُ إِلَى اَلْمَغْرِبِ, وَضَيَاعَ بَعْضِ اَلْأَوْرَاقِ اَلَّتِي فِيهَا شِعْرُهُ-:"وَلَمَّا قَدَّرَ اَللَّهُ اَلرُّجُوعَ إِلَى اَلْوَطَنِ تَذَكَّرْتُ تِلْكَ اَلْأَطْلَالَ وَالدِّمَنَ, فَرَأَيْتُهَا شَيْئًا يَسِيرًا فَأَرَدْتُ جَمْعَهَا لِتَكُونَ لِي تِذْكَارًا عَلَى مَا مَضَى وَسَمِيرًا, مَعَ أَنِّي لَمْ أُكَلِفْ نَفْسِي نَظْمًا, وَلَا أَتْعَبْتُ لَهُ قَرِيحَةً وَلَا فَهْمًا, بَلْ وَقَعَ عَفْوًا تَرْوِيحًا لِلْبَالِ, وَفِي اَلْخَلَوَاتِ نَجْوَى, وَجَعَلْتُ مَا نَظَمْتُهُ مُرَتَّبًا عَلَى أَبْوَابٍ وَفُصُولٍ .... ". ().
فَدَلَّ هَذَا عَلَى مَعْرِفَةِ اِبْنِ بَدْرَانَ بِالشِّعْرِ, وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى عِنَايَتِهِ بِهِ أَنَّهُ أَلَّفَ كِتَابًا أَسْمَاهُ: "اَلْمَنْهَلُ اَلصَّافِي " فِي شَرْحِ اَلْكَافِي فِي اَلْعَرُوضِ وَالْقَوَافِي " وَقَدْ دَرَسَ عَلَيْهِ غَيْرَ وَاحِدٍ فِي اَلْعَرُوضِ وَالْقَوَافِي, كَمَا سَيَأْتِي ذَلِكَ فِي ذِكْرِ تَلَامِيذِهِ, وَمَضَى ذِكْرُ بَعْضِ شَعْرِهِ, وَمِمَّا قَالَ أَيْضًا حِينَمَا كَانَ مُسَافِرًا.
حَنَثَتْ يَمِينُكَ يَا زَمَانُ فَكَفِّرِ حَلَفَ اَلزَّمَانُ لَيُنْسِينِي عَهْدَهُ
يَحْلُو لِعَيْنِي اَلْغَيْرُ فَهُوَ اَلْمُفْتَرِي مَنْ كَانَ يَزْعُمُ أَنَّنِي أَسْلُوهُ أَوْ
وَلَكُنْتُ خُضْتُ اَلْيَوْمَ مَتْنَ اَلْأَبْحُرِ لَوْ أَنَّ بِي سَعَةً لَمَا فَارَقْتُهُ
وَقَالَ -اِرْتِجَالاً عِنْدَمَا تَكَلَّمَ عَلَى "لَوْ" فِي "حَاشِيَتِهِ عَلَى شَرْحِ اَلْأَلْفِيَّةِ لِابْنِ اَلنَّاظِمِ بَدْرِ اَلدِّينِ":
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/480)
كُفُوفًا قَارِعا سِنّا زَمَانا وَكَمْ مِنْ قَائِلٍ لَوْ بَعْدَ عَضٍّ
فَلَا يُعْطِيهِ مِنْ جَوْرٍ أَمَانا يُعَاتِبُ دَهْرَهُ حِينًا وَيَشْكُو
بِحَبْلٍ اَللَّهِ قَدْ أَمْسَى مُصَانا تَحَيَّرَ فِي صُرُوفِ اَلدَّهْرِ حَتَّى
وَقَالَ اَلْأُسْتَاذُ أَدْهَمُ آلُ الْجِنْدِيّ ِ () "وَمِنْ شِعْرِهِ اَلْبَدِيعِ تَخْمِيسُهُ بَيْتَيْنِ مِنْ نَظْمِ شَاعِرِ دُومَا اَلْأُسْتَاذِ مَحْمُودِ خَيْتِي طَلَبَ إِلَيْهِ تَخْمِيسَهُمَا فَقَالَ -وَقَدْ أَبْدَعَ-:
اَلْيُسْرُ يَعْلُو وَلِلْإِعْسَارِ إِدْبَارُ وَاَللَّهُ يُحْكِمُ مَا يَقْضِي وَيَخْتَارُ
إِنْ أُمُّ دَفْر ٍ () جَفَتْ أَوْ أَهْلُهَا جَارُوا خَفِّضْ عَلَيْكَ فَلِلْأَقْدَارِ أَدْوَارُ
وَحَاذِرِ اَلدَّهْرَ إِنَّ اَلدَّهْرَ غَدَّارُ كُنْ كَالمُهَنَّدِ فِي اَلرَّمْضَاءِ إِنْ خَطَرَتْ
وَلَا تَكُنْ وَجِلاً مِنْ كُتْلَةٍ غَدَرَتْ فَلِلْبُغَاةِ لَيَالٍ نُورُهَا نَارُ ظَلْمَاءُ كَرْبٍ وَجَلِّيهَا إِذَا اِنْفَطَرَتْ وَكُنْ بِنَفْسِ عِنَانِ اَلدَّهْرِ قَدْ أَسَرَتْ
مُؤَلِّفَاتُهُ
جَادَتْ قَرِيحَةُ اَلْعَلَّامَة اِبْنِ بَدْرَانَ بِمُؤَلِّفَاتٍ جَلِيلَةٍ, وَمُصَنَّفَاتٍ مُفِيدَةٍ, دَلَّتْ عَلَى عُنْوَانِ عَقْلِهِ, وَلِسَانِ فَضْلِهِ, وَلَا شَكَّ أَنَّ مُؤَلَّفَاتِ اَلْعَالِمِ هِيَ وَلَدُهُ اَلْمُخَلَّدُ, قَالَ اَلْأُسْتَاذُ أَدْهَمُ آلُ الْجِنْدِيِّ: "أَلَّفَ - رَحِمَهُ اَللَّهُ - اَلْمُؤَلَّفَاتِ اَلَّتِي تَشْهَدُ لَهُ بِالْفَضْلِ وَسَعَةِ اَلِاطِّلَاعِ, غَيْرَ أَنَّ بَعْضَهَا لَمْ يَكْمُلْ لِإِصَابَتِهِ بَدَاءِ اَلْفَالِجِ فِي آخِرِ عُمُرِهِ, وَقَدْ تَخَدَّرَتْ يُمْنَاهُ مِنْ اَلْكِتَابَةِ. . . " ()
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ اَلْحَنْبَلِيُّ: "وَأَلَّفَ اَلْمُؤَلَّفَاتِ اَلنَّافِعَةَ اَلَّتِي تَشْهَدُ لَهُ بِالْفَضْلِ وَسَعَةِ اَلِاطِّلَاعِ, غَيْرَ أَنَّ بَعْضَهَا لَمْ يَكْمُلْ, وَوَجْهُهُ فِيمَا يَظْهَرُ مَا أُصِيبَ بِهِ مِنْ دَاءِ اَلْفَالِجِ فِي آخِرِ عُمُرِهِ حَتَّى تَخَدَّرَتْ يُمْنَاهُ عَنْ اَلْكِتَابَةِ, وَاسْتَعَانَ عَلَيْهَا بِالْيُسْرَى " ()
وَهَذَا أَوَانُ اَلشُّرُوعِ فِي ذِكْرِهَا مَرْتَبَةً عَلَى حُرُوفِ اَلْمُعْجَمِ:
1 - آدَابُ اَلْمُطَالَعَةِ. قَالَ فِي "اَلْمَدْخَلُ" لَهُ ص 487: "ثُمَّ إِنَّهُ بَعْدَ اَلْأَلْفِ مِنْ اَلْهِجْرَةِ أَلَّفَ اَلْفَاضِلُ اَلْمُحَدِّثُ اَلشَّيْخُ أَحْمَدُ اَلْمَنِينِيُّ اَلدِّمَشْقِيُّ كِتَابًا لَطِيفًا سَمَّاهُ:"اَلْفَرَائِدُ اَلسَّنِيَّةُ فِي اَلْفَوَائِدِ اَلنَّحْوِيَّةِ", وَأَشَارَ فِيهِ إِلَى طَرَفٍ مِنْ آدَابِ اَلْمُطَالَعَةِ, وَقَدْ لَخَّصْتُ ذَلِكَ اَلطَّرْفَ فِي رِسَالَةٍ, وَزِدْتُ عَلَيْهِ أَشْيَاءَ اِسْتَفَدْتُهَا بِالتَّجْرِبَةِ … ".
2 - إِيضَاحُ اَلْمَعَالِمِ مِنْ شَرْحِ اَلْعَلَّامَة اِبْنِ اَلنَّاظِم ِ () وَهُوَ شَرْحٌ عَلَى أَلْفِيَّةِ اِبْنِ مَالِكٍ فِي اَلنَّحْوِ.يَقَعُ فِي ثَلَاثَةِ أَجْزَاء ٍ ()
وَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ فِي "اَلْمَدْخَلُ " ص 487 و "تَسْلِيَةُ اَللَّبِيبِ " (46/ب).
قُلْتُ: كَانَ يُوجَدُ مِنْهُ اَلْجُزْءُ اَلثَّانِي وَالثَّالِثُ فِي مَكْتَبَةِ شَامِلِ اَلشَّاهِينِ اَلْخَاصَّة ِ () وَيَقَعُ اَلْجُزْءُ اَلثَّانِي فِي 245 وَرَقَةٍ وَهُوَ بِخَطِّ مُصَنِّفِهِ اِبْنِ بَدْرَانَ -رَحِمَهُ 49 اَللَّهُ- وَقَدْ اِنْتَهَى مِنْ هَذَا اَلْجُزْءِ فِي يَوْمِ اَلْجُمُعَةِ فِي اَلْحَادِي وَالْعِشْرِينَ مِنْ مُحَرَّمِ سَنَةِ 1317هـ.
وَأَوَّلُهُ: "نَائِبُ اَلْفَاعِلِ: اَلتَّرْجَمَةُ بِذَلِكَ مُصْطَلَحُ اِبْنِ مَالِكٍ, وَأَمَّا اَلْجُمْهُورُ فَيَقُولُونَ: اَلْمَفْعُولُ اَلَّذِي لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ. . . ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/481)
وَآخِرُهُ: "قَالَ اَلْخَطِيبُ اَلتَّبْرِيزِيُّ فِي "شَرْحُ اَلْحَمَاسَةِ": وَالْمَعْنَى أَنَّ اَلرَّاكِبَ خَلْفِي, وَعَنْ تِلْكَ اَلْإِبِلِ فَفَزِعْنَ لِأَجْلِ صَوْتِهِ اَلْعِطَاشِ اَلشَّدِيدِ, اَلْعَطَشِ مِنْ اَلزَّجْرِ. . . وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ, قَدْ نَجَزَ اَلْجُزْءُ اَلثَّانِي مِنْ حَاشِيَةِ اِبْنِ اَلنَّاظِمِ عَلَى يَدِ جَامِعِهِ وَمُؤَلِّفِهِ وَمُهَذِّبِهِ وَمُرْصِفِهِ عَبْدِ اَلْقَادِرِ بْنِ اَلْمَرْحُومِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْمَرْحُومِ مُصْطَفَى اَلشَّهِيرِ بِابْنِ بَدْرَانَ".
وَيَقَعُ اَلْجُزْءُ اَلثَّالِثُ مِنْ هَذِهِ اَلْحَاشِيَةِ فِي 212 وَرَقَةٍ, وَهُوَ بِخَطِّ مُصَنِّفِهِ, وَقَدْ اِنْتَهَى مِنْ هَذَا اَلْجُزْءِ فِي يَوْمِ اَلثُّلَاثَاءِ قُبَيْلَ اَلظُّهْرِ فِي اَلْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ اَلثَّانِي سَنَةَ 1318هـ.
وَأَوَّلُهُ: "نُونا اَلتَّوْكِيدِ, قَوْلُهُ: لِلْفِعْلِ, قُدِّمَ اَلْمَعْمُولُ لِإِفَادَة اَلْحَصْرِ, قَوْلُهُ: بِنُونَيْنِ بِكُلٍّ مِنْهُمَا عَلَى اِنْفِرَادِهِ. . . ".
وَآخِرُهُ: ". . . وَعَطْفُ اَلْأَصْحَابِ عَلَى اَلْآلِ مِنْ عَطْفِ اَلْعَامِّ عَلَى اَلْخَاصِّ, إِنْ أُرِيدَ بِالْآلِ اَلْقَرَابَةُ, وَمَنْ عَطْفِ اَلْخَاصِّ عَلَى اَلْعَامِّ إِنْ أُرِيدَ بِهِمْ كُلُّ تَقِيٍّ, وَإِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ تَخْصِيصًا لَهُمْ بِمَزِيد اَلشَّرَفِ وَوَفَاءً بِبَعْضِ اَلثَّنَاءِ عَلَيْهِمْ اَلْمَطْلُوبِ. . . ".
3 - اَلْأَجْوِبَةُ الْبَدْرَانِيَّةُ عَنْ اَلْأَسْئِلَةِ اَلْكُوَيْتِيَّة ِ () مَخْطُوطٌ يَقَعُ فِي 11 وَرَقَةً بِخَطِّ اَلْعَلَّامَة اَلشَّيْخِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ خَلَفٍ بْنِ دَحْيَانَ اَلْحَنْبَلِيِّ, وَهَذَا اَلْكِتَابُ غَيْرُ اَلْعُقُودِ اَلْيَاقُوتِيَّةِ لَهُ.
4 - الْبَدْرَانِيَّةُ شَرْحُ اَلْمَنْظُومَةِ الْفَارَضِيَّةِ. وَهِيَ شَرْحٌ لِمَنْظُومَةِ اَلْفَرَائِضِ لِلْعَلَّامَة شَمْسِ اَلدِّينِ مُحَمَّدٍ الفارضيِّ اَلْمِصْرِيِّ اَلْمُتَوَفَّى سَنَةَ 981هـ, وَقَدْ طُبِعَتْ فِي مَطْبَعَةِ اَلْمَكْتَبَةِ اَلسَّلَفِيَّةِ بِدِمَشْقَ لِصَاحِبِهَا اَلشَّيْخِ مُحَمَّدِ أَحْمَدَ دَهْمَانَ, وَذَلِكَ عَلَى نَفَقَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ الْقَرْعَاوِيِّ فِي 15 جُمَادَى اَلْأُولَى عَامَ 1342هـ.
5 - تَشْنِيفُ اَلْأَسْمَاعِ فِي بَيَانِ تَحْرِيرِ اَلْمُدِّ وَالصَّاعِ. مَخْطُوطٌ يُوجَدُ لِدَى اَلْأُسْتَاذِ اَلشَّيْخِ زُهَيْرِ اَلشَّاوِيش ِ ().
6 - تَعْلِيقٌ عَلَى مُخْتَصَرِ اَلْإِفَادَاتِ لِلْبَلْبَانِيِّ. أَشَارَ إِلَيْهِ فِي "اَلْمَدْخَلُ" ص 445 حَيْثُ يَقُولُ: "وَلَقَدْ كُنْتُ قَرَأْتُ هَذَا اَلْكِتَابَ عَلَى شَيْخِنَا اَلْعَلَّامَة اَلشَّيْخِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ اَلْمَشْهُورِ بِخَطِيبٍ دُومَا, وَعَلَّقْتُ عَلَى هَوَامِشِهِ تَعْلِيقَاتٍ اِنْتَخَبْتُهَا أَيَّامَ بِدَايَتِي فِي اَلطَّلَبِ".
7 - تَعْلِيقٌ عَلَى "لُمْعَةُ اَلِاعْتِقَادِ اَلْهَادِي إِلَى سَبِيلِ اَلرَّشَادِ" لِابْنِ قُدَامَةَ. طُبِعَ عَلَى نَفَقَةِ عِيسَى بْنِ رُمَيْحٍ الْعَقِيلِيِّ, وَذَلِكَ بِمَطْبَعَةِ اَلتَّرَقِّي بِدِمَشْقَ سَنَةَ 1338هـ.
8 - تَهْذِيبُ تَارِيخِ اَلْأَمِيرِ عَبْدِ اَلْقَادِرِ اَلْجَزَائِرِيِّ. ذَكَرَهُ عِيسَى مَعْلُوفٍ فِي مَجَلَّةِ اَلْآثَارِ (4/ 5 31).
9 - تَهْذِيبُ تَارِيخِ دِمَشْقَ لِابْنِ عَسَاكِرٍ. طُبِعَ مِنْهُ خَمْسَةَ أَجْزَاءٍ فِي حَيَاةِ اَلْمُؤَلِّفِ, وَذَلِكَ عَلَى نَفَقَةِ مَطْبَعَةِ رَوْضَةِ اَلشَّامِ لِصَاحِبِهَا خَالِدِ فَارَصْلِي سَنَةَ
51 1330 هـ وَمَا بَعْدَهَا, إِلَى سَنَةِ 1332 هـ, وَالْجُزْءَانِ اَلسَّادِسُ وَالسَّابِعُ وَقَفَ عَلَى طَبْعِهِمَا اَلْأُسْتَاذُ أَحْمَدُ عُبَيْدٍ -رَحِمَهُ اَللَّهُ - وَالْكِتَابُ يَقَعُ فِي ثَلَاثَةَ عَشَرَ مُجَلَّدًا. وَقَدْ صَوَّرَتْ دَارُ اَلْمَسِيرَةِ فِي بَيْرُوتَ اَلْأَجْزَاءَ اَلسَّبْعَةَ سَنَةَ 1399 هِـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/482)
10 - جَوَاهِرُ اَلْأَفْكَارِ وَمَعَادِنُ اَلْأَسْرَارِ فِي تَفْسِيرِ كَلَامِ اَلْعَزِيزِ اَلْجَبَّارِ. ذَكَرَهُ فِي كِتَابِهِ "اَلْمَدْخَلُ" ص 447. وَهُوَ لَمْ يُكْمَلْ, وَأَخْبَرَنِي اَلشَّيْخُ زُهَيْرُ اَلشَّاوِيشِ أَنَّهُ يَطْبَعُ اَلْمَوْجُودَ مِنْهُ وَهُوَ جُزْءٌ لَيْسَ بِالْكَبِيرِ.
11 - حَاشِيَةٌ عَلَى أَخْصَرِ اَلْمُخْتَصَرَاتِ لِلْبَلْبَانِيِّ. (وَهِيَ اَلَّتِي بَيْنَ يَدَيْكَ).
12 - حَاشِيَةٌ عَلَى رِسَالَةِ "ذَمُّ اَلْمُوَسْوِسِينَ" لِابْنِ قُدَامَةَ. ذَكَرَهَا فِي "اَلْمَدْخَلُ" ص 459.
13 - حَاشِيَةٌ عَلَى شَرْحِ مُنْتَهَى اَلْإِرَادَاتِ. يَقَعُ فِي جُزْئَيْنِ, وَصَلَ فِيهِ إِلَى بَابِ اَلسَّلَمِ. ذَكَرَهُ فِي "اَلْمَدْخَلُ" ص 441, وَفِي "اَلْعُقُودُ اَلْيَاقُوتِيَّةُ فِي جَيِّدِ اَلْأَسْئِلَةِ اَلْكُوَيْتِيَّةِ" ص 162.
قُلْتُ: كَانَ يُوجَدُ مِنْهُ اَلْجُزْءُ اَلثَّانِي بِخَطِّ مُصَنِّفِهِ فِي مَكْتَبَةِ شَامِلِ اَلشَّاهِينِ اَلْخَاصَّةِِ, أَوَّلُهُ: (. . . لَمَّا فَرَغْتُ مِنْ اَلتَّعْلِيقِ عَلَى رُبُعِ اَلْعِبَادَاتِ مِنْ شَرْحِ اَلْمُنْتَهَى, أَتْبَعْتُهُ بِالْمُجَلَّدِ اَلثَّانِي, طَالِبًا مِنْهُ اَلتَّوْفِيقَ. . .).
وَآخِرُهُ: (. . . وَلَوْ كَانَتْ هَذِهِ اَلزِّيَادَةُ فِي عَدَدِ. . .). وَقَدْ فَرَغَ مِنْهُ فِي سَنَةِ 1314 هِـ.
14 - "حَاشِيَةُ اَلرَّوْضِ اَلْمُرْبِعِ شَرْحِ زَادِ اَلْمُسْتَقْنِعِ". اَلْجُزْءُ اَلْأَوَّلُ; إِذْ لَمْ يَتِمْ اَلْبَاقِي مِنْهُ, مَخْطُوطٌ.
قُلْتُ: كَانَ يُوجَدُ مِنْهُ اَلْجُزْءُ اَلْأَوَّلُ فِي مَكْتَبَةِ شَامِلِ اَلشَّاهِينِ اَلْخَاصَّةِ وَيَقَعُ فِي 111 وَرَقَةٍ, وَهُوَ بِخَطِّ مُصَنِّفِهِ, وَقَدْ اِنْتَهَى مِنْهُ سَنَةَ 1304 هـ وَهُوَ مِنْ أَوَائِلِ تَأْلِيفِهِ, وَكَانَ تَأْلِيفُهُ لَهُ بِإِشَارَةٍ مِنْ شَيْخِهِ اَلشَّيْخِ أَحْمَدَ بْنِ حَسَنٍ اَلشَّطِّيِّ كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ اَلْعَلَّامَة اَلشَّيْخُ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ خَلَفٍ بْنِ دَحْيَان َ ().
أَوَّلُهُ: "قَالَ اَلْفَقِيرُ إِلَى مَوْلَاهُ عَبْدِ اَلْقَادِرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَدْرَانَ: اَلْحَمْدُ لِلَّهِ وَكَفَى, وَصَلَّى اَللَّهُ عَلَى اَلرَّسُولِ اَلْمُصْطَفَى, وَعَلَى أَهْلِ الوفا وَبَعْدُ. . . قَوْلُهُ: بِسْمِ اَللَّهِ اَلرَّحْمَنِ اَلرَّحِيمِ, اُعْتُرِضَ بِأَنَّ هَذِهِ اَلْجُمْلَةَ لَا تَخْلُوَ مِنْ أَنْ تَكُونَ إِخْبَارِيَّةً أَوْ إِنْشَائِيَّةً. . . ".
وَآخِرُهُ: "لِأَنَّ اَلشَّهْرَ فِي اَلْحَقِيقَةِ مَا بَيْنَ اَلْهِلَالَيْنِ, وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ هَذَا اَلْيَوْمَ مِنْهُ فِي جَمِيعِ اَلْأَحْكَامِ, فَكَذَا اَلصَّوْمُ. إِلَى هُنَا اِنْتَهَى مَجَالُ اَلْقَلَمِ فِي مَيْدَانِ اَلتَّحْرِيرِ, وَحَالَتْ مَوَاقِعُ عَنْ اَلْإِتْمَامِ, وَكَانَ رَوْضُ اَلْإِقْبَالِ عَلَى هَذَا اَلْكِتَابِ فَأَصْبَحَ لَا نَجِدُ فِيهِ مُنَادِمًا وَلَا سَمِيرًا, فَإِلَيْهِ تَعَالَى اَلْمُشْتَكَى, وَبِهِ اَلْحَوْلُ وَالْقُوَّةُ, وَقَدْ قَضَيْتُ ظُرُوفَ هَذِهِ اَلْأَوْقَاتِ بِالِاشْتِغَالِ بِغَيْرِ هَذَا اَلْكِتَابِ وَاَللَّهُ تَعَالَى مُقَلِّبُ اَلْقُلُوبِ. وَكَانَ اَلْفَرَاغُ مِنْ تَحْرِيرِ هَذِهِ اَلْقِطْعَةِ أَثْنَاءِ قِرَاءَتِي هَذَا اَلشَّرْحَ مَبْدَأَ اَلطَّلَبِ فِي دِمَشْقَ ذَاتَ اَلْمَحَاسِنِ اَلْبَاهِرَةِ سَنَةَ 1304هـ".
15 - دُرَّةُ اَلْغَوَّاصِ فِي حُكْمِ اَلزَّكَاةِ بِالرَّصَاصِ. طُبِعَتْ عَلَى نَفَقَةِ اَلْمَكْتَبَةِ اَلسَّلَفِيَّةِ بِدِمَشْقَ مِنْ غَيْرِ ذِكْرٍ لِلتَّارِيخ ِ ().
16 - دِيوَانُ تَسْلِيَةِ اَللَّبِيبِ عَنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ. مَخْطُوطٌ مِنْهُ نُسْخَةٌ فِي اَلظَّاهِرِيَّةِ (رَقَمُ 6656) بِخَطِّ اَلْمُصَنِّفِ وَتَقَعُ فِي 95 وَرَقَةً كُتِبَ فِي آخِرِهِ: "هَذَا آخِرُ مَا أَتْمَمْتُ نَظْمَهُ فِي اَلْمُسْتَشْفَى, وَكَتَبْتُهُ بِيَدِي اَلْيُسْرَى, وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ " ()
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/483)
17 - ـ دِيَوانُ اَلْخُطَبِ اَلْمِنْبَرِيَّةِ مُجَلَّدَةٌ أَشَارَ إِلَيْهِ فِي آخِرِ كِتَابِهِ "كِفَايَةُ اَلْمُرْتَقَى " ص 52.
18 - ذَيْلٌ عَلَى طَبَقَاتِ اَلْحَنَابِلَةِ لِابْنِ اَلْجَوْزِيِّ ذَكَرَهُ نَاشِرُ اَلْكَوَاكِبِ اَلدُّرِّيَّةِ فِي فِهْرِسِ مُؤَلَّفَاتِ اِبْنِ بَدْرَانَ اَلْمَذْكُورَةِ عَلَى طُرَّة اَلْكِتَابِ.
19 - اَلرِّحْلَةُ اَلْمَغْرِبِيَّةُ: أَشَارَ إِلَيْهِ فِي "تَسْلِيَةِ اَللَّبِيبِ " (28/أَ).
20 - رِسَالَةٌ تَهَكُّمِيَّةٌ عَلَى اَلصُّوفِيَّةِ. ذَكَرَهَا اَلْعَلَّامَة اَلزَّرْكَلِيُّ فِي اَلْأَعْلَامِ (4/ 38) وَأَشَارَ إِلَى أَنَّهَا مَخْطُوطَةٌ وَقَالَ: إِنَّ اِبْنَ بَدْرَانَ شَرَحَ بِهَا أَبْيَاتًا مِنْ هَزْلِ اِبْنِ سُودُونَ الْبَشْبَغَاوِيِّ, فَحَوَّلَهَا اِبْنُ بَدْرَانَ إِلَى أَغْرَاضٍ صُوفِيَّةٍ تَهَكُّمِيَّةٍ عَلَى لِسَانِ "اَلْقَوْمِ".
21 - رِسَالَةُ فِي اَلرُّبُعِ اَلْمُجَيَّبِ. ذَكَرَهَا اَلْبَيْطَارُ فِي تَقْدِيمِهِ لِمُنَادَمَةِ اَلْأَطْلَالِ ص (ن) , وَالْعُمَانِيُّ فِي تَرْجَمَتِهِ لِابْنِ بَدْرَانَ فِي آخِرِ اَلْمَدْخَلِ ص (بِ).
22 - رِسَالَةُ فِي اَلرُّبُعِ اَلْمُقَنْطَرِ. ذَكَرَهَا اَلْبَيْطَارُ فِي تَقْدِيمِ اَلْمُنَادِمَةِ ص (ن) , وَالْعُمَانِيُّ ص (بِ).
23 - رِسَالَةٌ فِي عِلْمٍ اَلْبَدِيعِ. مَخْطُوطٌ لَدَى اَلشَّيْخِ زُهَيْرِ اَلشَّاوِيشِ.
24 - رَوْضَةُ اَلْأَرْوَاحِ. مَخْطُوطٌ. كَانَ فِي مَكْتَبَةِ شَامِلِ اَلشَّاهِينِ, وَيَقَعُ فِي 11 وَرَقَةً بِخَطِّ مُصَنِّفِهِ, إِلَّا أَنَّ فِيهِ بَعْضَ اَلْوَرَقَاتِ لَيْسَتْ بِخَطِّهِ, وَقَدْ اِنْتَهَى مِنْهُ فِي سَنَةِ 1343 هـ.
أَوَّلُهُ: "… هَذَا كِتَابٌ وَضَعْتُهُ أَخِيرًا مَنَاطًا لِخَوَاطِرِي, وَمُقَيِّدًا لِمَا يَرِدُ عَلِيَّ مِنْ اَلْأَسْئِلَةِ وَالْجَوَابِ عَنْهَا … ".
وَآخِرُهُ "وَالصَّحِيحُ أَنَّ هَذَا اَلْقَوْلَ مُخْتَصٌّ بِحَالِ عَدَمِ اَلْوَلِيِّ وَالسُّلْطَانِ ; لِأَنَّهُ شَرْطٌ أَلَّا يَكُونَ فِي اَلِاسْتِرْقَاقِ".
25 - اَلرَّوْضُ اَلْبَسَّامُ فِي تَرَاجُمِ اَلْمُفْتِينَ بِدِمَشْقِ اَلشَّامِ. ذَكَرَهُ فِي اَلْكَوَاكِبِ اَلدُّرِّيَّةِ ص 8, وَقَدْ لَخَّصَهُ مِنْ كِتَابِ "عَرْفُ اَلشَّامِ" لِلْمَرَادِي, وَزَادَ عَلَيْهِ مَنْ أَتَى بَعْدَهُ.
26 - سَبِيلُ اَلرَّشَادِ إِلَى حَقِيقَةِ اَلْوَعْظِ وَالْإِرْشَادِ. جُزْءَانِ, ذَكَرَهُ اَلْعُمَانِيُّ فِي آخِرِ " اَلْمَدْخَلُ" ص ب, وَالْبَيْطَارُ فِي مُقَدِّمَةِ "مُنَادَمَةُ اَلْأَطْلَالِ" ص (ن).
27 - شَرْحُ اَلْأَرْبَعِينَ حَدِيثًا الْمُنْذِرِيَّةِ. ذَكَرَهُ اِبْنُ بَدْرَانَ فِي آخِرِ كِتَابِهِ "كِفَايَةُ اَلْمُرْتَقِي" ص 52.
28 - شَرْحُ ثُلَاثِيَّاتِ مُسْنَدِ اَلْإِمَامِ أَحْمَدَ. ذَكَرَهُ فِي كِتَابِهِ " اَلْمَدْخَلُ " ص 471 حَيْثُ قَالَ: " وَقَدْ طَلَبَ مِنِّي أَحَدُ أَفَاضِلِ اَلنَّجْدِيِّينَ شَرْحَهَا فَابْتَدَأْتُ بِهِ, وَأَنَا أَسْأَلُ اَللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَمُنَّ بِإِتْمَامِهِ وَطَبْعِهِ".
29 - شَرْحُ حَدِيثِ أُمِّ هَانِئٍ فِي صَلَاةِ اَلضُّحَى. مَخْطُوطٌ لِدَى زُهَيْرِ اَلشَّاوِيشِ.
30 - شَرْحُ سُنَنِ النَّسَائِيُّ. ذَكَرَهُ فِي " اَلْمَدْخَلُ " ص 477 و " كِفَايَةُ اَلْمُرْتَقِي " ص 52.
31 - شَرْحُ شِهَابِ اَلْأَخْبَارِ لِلْقُضَاعِيِّ. مَخْطُوطٌ. لَهُ نُسْخَةٌ بِخَطِّ مُؤَلِّفِهِ سَنَةَ 1325 هـ فِي اَلْمَكْتَبَةِ اَلتَّيْمُورِيَّةِ بِرَقَمِ (531) وَيَقَعُ فِي مُجَلَّدٍ, وَقَدْ جَعَلَ اَلْمَتْنَ بِأَعْلَى اَلصَّفَحَاتِ وَالشَّرْحَ بِأَسْفَلِهَا, وَأَوْرَدَ فِي أَوَّلِهِ تَرْجَمَةَ اَلْقُضَاعِيِّ وَأَوَّلُ اَلْكِتَابِ: " اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلَّذِي مَنَّ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ … " ()
32 - شَرْحُ نُونِيَّةِ اِبْنِ اَلْقَيِّمِ. أَشَارَ إِلَيْهِ فِي " اَلْمَدْخَلُ " ص 61 و " كِفَايَةُ اَلْمُرْتَقِي " ص 52.
33 - اَلصَّحِيحُ مِنْ حَدِيثِ اَلْمِعْرَاجِ. مَخْطُوطٌ لِدَى زُهَيْرِ اَلشَّاوِيشِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/484)
34 - اَلْعُقُودُ اَلدُّرِّيَّةُ فِي اَلْأَجْوِبَةِ الْقَازَانِيَّةِ. ذَكَرَهُ فِي كِتَابِهِ " اَلْعُقُودُ اَلْيَاقُوتِيَّةُ فِي جَيِّدِ اَلْأَسْئِلَةِ اَلْكُوَيْتِيَّةِ " ص 75 وَهُوَ مُجَلَّدٌ كَبِيرٌ مَخْطُوطٌ لِدَى اَلشَّيْخِ زُهَيْرِ اَلشَّاوِيشِ كَمَا أَخْبَرَ بِذَلِكَ فِي مَنْزِلِهِ بِبَيْرُوتَ.
35 - اَلْعُقُودُ اَلْيَاقُوتِيَّةُ فِي جَيِّدِ اَلْأَسْئِلَةِ اَلْكُوَيْتِيَّةِ. طَبَعَتْهُ جَمْعِيَّةُ اَلشَّيْخِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلنُّورِيِّ اَلْخَيْرِيَّةِ بِالْكُوَيْتِ, بِتَحْقِيقِ اَلدُّكْتُورِ عَبْدِ اَلسَّتَّارِ أَبُو غُدَّةَ سَنَةَ 1404هـ 1984م. ثُمَّ صَوَّرَتْهُ بَعْضُ اَلْمَطَابِعِ فِي مِصْرَ مِنْ غَيْرِ إِذْنٍ مِنْ اَلْجَمْعِيَّةِ اَلْمَذْكُورَةِ!!.
36 - اَلْفَرِيدَةُ الْلُّؤْلُؤِيَّةُ فِي اَلْعُقُودِ اَلْيَاقُوتِيَّةِ. طُبِعَ مَعَ اَلْكِتَابِ اَلسَّابِقِِ.
37 - كِفَايَةُ اَلْمُرْتَقِي إِلَى مَعْرِفَةِ فَرَائِضِ اَلْخِرَقِيِّ. وَهُوَ شَرْحٌ لِنَظْمِ الصَّرْصَرِيِّ اَلْبَغْدَادِيِّ فِي اَلْفَرَائِضِ اَلَّتِي فِي مُخْتَصَرِ اَلْخِرَقِيِّ. طُبِعَ فِي دِمَشْقَ سَنَةَ 1342هـ.
38 - اَلْكَشْفُ عَنْ حَالِ قِصَّةِ هَارُوتَ وَمَارُوتَ. مَخْطُوطٌ لِدَى زُهَيْرِ اَلشَّاوِيشِ.
39 - اَلْكَوَاكِبُ اَلدُّرِّيَّةِ فِي تَارِيخِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلْيُوسُفِ صَدْرِ سُورِيَّةَ, طُبِعَتْ فِي مَطْبَعَةِ اَلْفَيْحَاءِ بِدِمَشْقَ سَنَةَ 1339 هـ.
40 - اَلْمَدْخَلُ إِلَى مَذْهَبِ اَلْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ. طُبِعَ ثَلَاثَ طَبَعَاتٍ: اَلْأُولَى فِي إِدَارَةِ اَلطِّبَاعَةِ الْمُنِيرِيَّةِ بَعْدَ وَفَاةِ مُصَنِّفِهِ, وَالطَّبْعَةُ اَلثَّانِيَةُ فِي مُؤَسَّسَةِ اَلرِّسَالَةِ سَنَةَ 1401هـ بِتَحْقِيقِ اَلدُّكْتُورِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَبْدِ اَلْمُحْسِنِ اَلتُّرْكِيِّ, وَالطَّبْعَةُ اَلثَّالِثَةُ بِتَحْقِيقِ أُسَامَةَ اَلرِّفَاعِيِّ, وَلَمْ أَقِفْ عَلَيْهَا لِأَعْرِفَ مَكَانَ اَلطَّبْعِ.
41 - مُنَادَمَةُ اَلْأَطْلَالِ وَمُسَامَرَةُ اَلْخَيَالِ. طُبِعَ فِي اَلْمُكْتِبِ اَلْإِسْلَامِيِّ بِتَقْدِيمِ اَلْعَلَّامَة اَلْجَلِيلِ اَلشَّيْخِ مُحَمَّدِ بَهْجَةِ اَلْبَيْطَارِ -رَحِمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى- وَإِشْرَافِ اَلشَّيْخِ زُهَيْرِ اَلشَّاوِيشِ, اَلطَّبْعَةُ اَلْأُولَى فِي دِمَشْقَ 1379هـ, وَالطَّبْعَةُ اَلثَّانِيَةُ فِي بَيْرُوتَ سَنَةَ 1405هـ.
قُلْتُ: وَلَهُ مُخْتَصَرٌ لِمُؤَلِّفِهِ فِي اَلظَّاهِرِيَّةِ بِرَقَمِ (4102) فِي 62 وَرَقَةٍ.
42 - اَلْمَنْهَلُ اَلصَّافِي فِي شَرْحِ اَلْكَافِي فِي اَلْعَرُوضِ وَالْقَوَافِي. ذَكَرَهُ نَاشِرُ " اَلْكَوَاكِبُ اَلدُّرِّيَّةُ " فِي ضِمْنِ مُؤَلَّفَاتِ اِبْنِ بَدْرَانَ, وَذَكَرَهُ اَلْعَلَّامَة مُحَمَّدُ بَهْجَةِ اَلْبَيْطَارِ فِي مُقَدِّمَةِ " مُنَادَمَةُ اَلْأَطْلَالِ " ص (ن) , وَقَالَ: " قَرَّظَهُ جَدِّي لِوَالِدَتَي شَقِيقِ جَدِّي لِوَالِدِي اَلْعَلَّامَة اَلشَّيْخِ عَبْدِ اَلرَّازِقِ اَلْبَيْطَارِ بِعِبَارَاتٍ جَيِّدَةٍ, أَثْنَى فِيهَا عَلَى اَلْمُؤَلِّفِ اَلثَّنَاءِ اَلْعَاطِرِ".
مَوَارِدُ اَلْأَفْهَامِ عَلَى سَلْسَبِيلِ عُمْدَةِ اَلْأَحْكَامِ. فِي مُجَلَّدَيْنِ. قَالَ عَنْهُ فِي كِتَابِهِ " اَلْمَدْخَلُ " ص 470 حِينَمَا تَكَلَّمَ عَنْ عُمْدَةِ اَلْأَحْكَامِ لِعَبْدِ اَلْغَنِيِّ اَلْمَقْدِسِيِّ: " ... ثُمَّ شَرَحْتُهُ فِي مُجَلَّدَيْنِ, وَسَمَّيْتُهُ " مَوَارِدُ اَلْأَفْهَامِ عَلَى سَلْسَبِيلِ عُمْدَةِ اَلْأَحْكَامِ " سَائِلاً مِنْهُ تَعَالَى أَنْ يَنْفَعَ بِهِ مَنْ يُطَالِعُهُ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ ".
قُلْتُ: وَهُوَ مَخْطُوطٌ كَانَ يُوجَدُ مِنْهُ اَلْمُجَلَّدُ اَلْأَوَّلُ فِي مَكْتَبَةِ شَامِلِ اَلشَّاهِينِ اَلْخَاصَّةِ, وَيَقَعُ فِي 243 وَرَقَةٍ بِخَطِّ مُصَنِّفِهِ, وَقَدْ اِنْتَهَى مِنْهُ فِي اَلْعَاشِرِ مِنْ رَمَضَانَ اَلْمُبَارَكِ سَنَةَ 1336هـ.
أَوَّلُهُ: " اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلَّذِي لَا يَزَالُ يَغْرِسُ فِي هَذَا اَلدِّينِ غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهُ فِي طَاعَتِهِ, وَجَعَلَهُمْ مَنْصُورِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ اَلسَّاعَةُ, وَلَاحَظَهُمْ بِعَيْنِ عِنَايَتِهِ فَفَرَضَ لَهُمْ مِنْ صَحِيحِ اَلسُّنَّةِ … مُقَدِّمَاتٌ ; اَلْأُولَى فِي تَرْجَمَةِ اَلْمُصَنَّفِ, وَهُوَ اَلْإِمَامُ اَلزَّاهِدُ حَافِظُ اَلْوَقْتِ وَمُحَدِّثُهُ عَبْدُ اَلْغَنِيِّ بْنِ عَبْدِ اَلْوَاحِدِ ".
وَآخِرُهُ: " فَلَمَّا رَأَى مَا فِي وَجْهِهِ ... وَجَوَازَ رَدِّ اَلْهَدِيَّةِ لِعِلَّةٍ, وَالِاعْتِذَارِ عَنْ رَدَّهَا تَطِيبَا لِقَلْبِ اَلْمَهْدِيِّ, وَأَنَّ اَلْهَدِيَّةَ لَا تَدْخُلُ فِي اَلْمِلْكِ إِلَّا بِالْقَبُولِ ".
44 - نُزْهَةُ اَلْخَاطِرِ اَلْعَاطِرِ شَرْحِ رَوْضَةِ اَلنَّاظِرِ وَجَنَّةِ اَلْمَنَاظِرِ لِابْنِ قُدَامَةَ. مَطْبُوعٌ فِي اَلْمَطْبَعَةِ اَلسَّلَفِيَّةِ بِمِصْرَ سَنَةَ 1342هـ بِأَمْرِ اَلْمَلِكِ عَبْدِ اَلْعَزِيزِ بْنِ سُعُودٍ رَحِمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ اَلْحَنْبَلِيُّ:"هَذَا سِوَى مَا لَدَيَّ مِنْ اَلرَّسَائِلِ وَالْفَتَاوَى فِي أَصْنَافِ اَلْعُلُومِ, مِمَّا لَوْ جُمِعَ لَبَلَغَ مُجَلَّدَاتٍ, وَمَا كَانَ مِنْهَا مَا يَقَعُ فِي كُرَّاسٍ وَكُرَّاسَيْنِ أَضْرَبْنَا عَنْهُ خَوْفَ اَلْإِطَالَةِ " ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/485)
ـ[ aboumalik] ــــــــ[10 - 11 - 03, 12:44 ص]ـ
أخصر المختصرات 3
تَلَامِيذُهُ
سَبَقَ ذِكْرُ أَنَّ اَلْعَلَّامَة اِبْنَ بَدْرَانَ قَدْ دَرَّسَ فِي اَلْجَامِعِ اَلْأُمَوِيِّ, وَمَدْرَسَةِ عَبْدِ اَللَّهِ بَاشَا اَلْعَظْمِ, وَمِنْ اَلطَّبِيعِي أَنْ يَكُونَ لَهُ طُلَّابٌ وَتَلَامِيذُ, وَأَبْرَزُ مَنْ وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِنْ طُلَّابِهِ:
1 - اَلْعَلَّامَة اَلْأَدِيبُ اَلشَّاعِرُ مُحَمَّدِ سَلِيمِ الْجِنْدِيُّ. مِنْ أَعْضَاءِ اَلْمَجْمَعِ اَلْعِلْمِيِّ بِدِمَشْقَ, تُوُفِّيَ سَنَةَ 1357 هـ () وَقَالَ عَنْهُ اَلْأَدِيبُ اَلْكَبِيرُ اَلشَّيْخُ عَلِيٌّ اَلطَّنْطَاوِيُّ فِي كِتَابِهِ "دِمَشْقَ" ص 141: "مَا أَعْرَفُ تَحْتَ أَدِيمِ اَلسَّمَاءِ أَعْلَمُ مِنْهُ بِالْعَرَبِيَّةِ وَعُلُومِهَا", وَقَدْ قَرَأَ عَلَى اَلْعَلَّامَة اِبْنِ بَدْرَانَ عِدَّةَ كُتُبٍ, قَالَ مُخْبِرًا عَنْ نَفْسِهِ:" وَقَرَأْتُ عَلَى اَلشَّيْخِ عَبْدِ اَلْقَادِرِ بَدْرَانَ الدُومَانِيِّ اَلْأَصْلِ, اَلدِّمَشْقِيِّ اَلْمَنْشَأِ وَالْوَفَاةِ, وَقَدْ قَرَأْتُ عَلَيْهِ كِتَابَ "اَلتَّلْوِيحُ شَرْحُ اَلتَّوْضِيحِ" فِي اَلْأُصُولِ لِسَعْدِ اَلدِّينِ اَلتَّفْتَازَانِيِّ, وَشَرْحَ اَلْمُخْتَصَرِ فِي عِلْمِ اَلْمَعَانِي وَالْبَدِيعَ لِسَعْدِ اَلدِّينِ أَيْضًا, وَشَرْحَ شَيْخِ اَلْإِسْلَامِ عَلَى الْخَزْرَجِيَّةِ فِي اَلْعَرُوضِ وَالْقَوَافِي, وَكَانَ يَقْرَأُ فِي اَلْمَدْرَسَةِ السُّمَيْسَاطِيةِ ()
2 - اَلشَّاعِرُ اَلْأَدِيبُ مُحَمَّدُ مَحْمُودِ اَلْبَزْمِ. اَلدِّمَشْقِيُّ اَلْمَوْلِدِ وَالْوَفَاةِ, اَلْعِرَاقِيُّ اَلْأَصْلِ, تُوُفِّيَ سَنَةَ 1357 هـ تَرْجَمَ لَهُ اَلزَّرْكَلِيُّ فِي "اَلْأَعْلَامُ" (7/ 91) وَأَشَارَ إِلَى أَنَّهُ أَخَذَ عَنْ اِبْنِ بَدْرَانَ.
3 - فَخْرِي بْنُ مَحْمُودِ اَلْبَارُودِيِّ. مِنْ رِجَالِ اَلسِّيَاسَةِ, تُوُفِّيَ سَنَةَ 1386 هـ كَمَا فِي اَلْمُسْتَدْرِكِ عَلَى مُعْجَمِ اَلْمُؤَلِّفِينَ ص 544, وَقَدْ نَزَلْ عَلَيْهِمْ اِبْنُ بَدْرَانَ حِينَمَا أُخْرِجَ مِنْ بَلَدِهِ, حَيْثُ يَقُولُ فِي كَلَامٍ لَهُ مَضَى ذِكْرُهُ:"وَمُنْذُ ذَلِكَ اَلْحِينِ أَصْبَحَ لِي مَيْلٌ إِلَى نَظْمِ اَلشِّعْرِ, وَقَدْ سَاعَدَنِي عَلَى ذَلِكَ اَلشَّيْخُ عَبْدُ اَلْقَادِرِ بَدْرَانَ … كُنْتُ يَوْمَئِذٍ طَالِبًا فِي اَلْمَدْرَسَةِ اَلْإِعْدَادِيَّةِ, فَأَفَادَنِي وُجُودُهُ فِي دَارِنَا إِذْ سَاعَدَنِي عَلَى تَعَلُّمِ اَللُّغَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ, وَكَانَ لَهُ فَضْلٌ كَبِيرٌ بِتَوْجِيهِي وَإِرْشَادِي إِلَى كُتُبِ اَللُّغَةِ, وَمُطَالَعَةِ كُتُبِ اَلْأَدَبِ وَدَوَاوِينِ اَلشِّعْرِ. وَقَدْ قَرَأْتُ عَلَيْهِ مَقَامَاتِ اَلْحَرِيرِيِّ بِأَجْمَعِهَا, فَكَانَ لَهَا تَأْثِيرٌ فِي تَوْجِيهِي نَحْوَ اَلْأَدَبِ اَلْعَرَبِيِّ, خِلَافًا لِرُفَقَائِي اَلَّذِينَ اِتَّجَهُوا نَحْوَ اَلْآدَابِ اَلتُّرْكِيَّةِ!! ()
4 - مُنِيفُ بْنُ رَاشِدِ اَلْيُوسُفِ. وَهُوَ اِبْنُ أَخِ اَلْوَزِيرِ أَمِيرِ اَلْحَجِّ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بَاشَا اَلْيُوسُفِ, قَالَ اَلْعَلَّامَة اِبْنُ بَدْرَانَ مُثْنِيًا عَلَيْهِ: "لَمْ يَتْرُكْ اَلْمُطَالَعَةَ, وَلَمْ يَمَلّ مِنْ تَحْصِيلِ اَلْفُنُونِ, فَقَدْ قَرَأَ عَلِيَّ اَلْعَرُوضَ وَالنَّحْوَ وَالصَّرْفَ وَفُنُونَ اَلْبَلَاغَةِ, مُحِبًّا لِلْأَدَبِ وَالْأُدَبَاءِ وَجَمْعِ اَلْكُتُبِ اَلنَّفِيسِيَّةِ" ().
5 - اَلْعَلَّامَة اَلشَّيْخُ مُحَمَّدُ صَالِحِ اَلْعَقَّادِ اَلشَّافِعِيُّ: اَلَّذِي كَانَ يُقَالُ عَنْهُ "اَلشَّافِعِيُّ اَلصَّغِيرُ" تُوُفِّيَ سَنَةَ 1309 هـ وَقَدْ أَخَذَ عَنْ اَلْعَلَّامَة اِبْنِ بَدْرَانَ اَلنَّحْوَ كَمَا فِي كِتَابِ "عُلَمَاءِ دِمَشْقَ فِي اَلْقَرْنِ اَلرَّابِعِ عَشَرَ" (2/ 894).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/486)
6 - اَلْعَلَّامَة اَلشَّيْخُ مُحَمَّدُ أَحْمَدِ دَهْمَانَ. وَهُوَ مِنْ أَخَصِّ تَلَامِيذِ اِبْنِ بَدْرَانَ, فَقَدْ تَرَكَ فِيهِ أَبْلَغَ اَلْأَثَرِ وَزَرَعَ فِيهِ مَحَبَّةَ اَلْعِلْمِ وَالْإِصْلَاحِ, وَقَدْ أَسَّسَ فِي حَيَاةِ شَيْخِهِ اَلْمَطْبَعَةَ وَالْمَكْتَبَةَ اَلسَّلَفِيَّةَ بِدِمَشْقَ, حَيْثُ طَبَعَ بَعْضَ مُؤَلَّفَاتِ شَيْخِهِ اِبْنِ بَدْرَانَ. وَتَرَكَ مُؤَلَّفَاتٍ وَتَحْقِيقَاتٍ عَدِيدَةً خَصَّ بَلَدَهُ دِمَشْقَ بِمَزِيدٍ مِنْهَا. تُوُفِّيَ -رَحِمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى- سَنَةَ 1408 هـ. ()
مَرَضُهُ وَوَفَاتُهُ
أُصِيبُ اَلْعَلَّامَة اِبْنُ بَدْرَانَ رَحِمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى بِدَاءِ اَلْفَالِجِ فِي آخِرِ أَعْوَامِهِ مِمَّا أَثَّرَ فِي صِحَّتِهِ إِلَى وَفَاتِهِ -رَحِمَهُ اَللَّهُ-, وَلْنَتْرُكْهُ يُحَدِّثُنَا بِذَلِكَ حَيْثُ يَقُولُ: "نِمْتُ لَيْلَةَ اَلنِّصْفِ مِنْ شَوَّالٍ عَامَ اِثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ بَعْدَ اَلْأَلْفِ فِي غُرْفَتِي فِي مَدْرَسَةِ عَبْدِ اَللَّهِ بَاشَا اَلْعَظْمِ فِي دِمَشْقَ, فَانْتَبَهْتُ وَقْتَ اَلْفَجْرِ, فَإِذَا بِي أُصِبْتُ فِي رِجْلِي وَفِي يَدِي اَلْيُمْنَاوَيْنِ بِحَيْثُ بَطَلَتْ حَرَكَتُهُمَا, فَنُقِلْتُ فِي اَلْيَوْمِ اَلثَّانِي إِلَى اَلْمُسْتَشْفَى اَلْعَامِّ بِدِمَشْقَ, اَلْمَبْنِيِّ بِالْبَرَامِكَةِ, فَكُنْتُ فِيهِ كَالْغَرِيبِ, وَصَارَ مَنْ كُنْتُ أَعْلَمُهُ وَأُصَفِّي لَهُ قَلْبِي كَالْعَدُوِّ اَلْمُهَاجِرِ اَلْمُحْتَالِ, وَمَنْ بِهِ مِنْ اَلنَّصَارَى يَعْرِفُونَ قِدْرِي وَيُلَاطِفُونِي أَحْسَنَ مُلَاطَفَةٍ, فَكُنْتُ أُسَلِّي نَفْسِي بِنَظْمِ اَلشِّعْرِ بَعْدَ أَنْ كُنْتُ تَرَكْتُهُ, وَأُرَوِّضُ يَدِي اَلْيُسْرَى عَلَى مَا كُنْتُ أُنْظِمُهُ, وَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ تِذْكَارًا لِمَا بُلِيتُ بِهِ قَيَّدْتُهُ فِي هَذَا اَلدِّيوَانِ, لِيَكُونَ سَانِحَةً مِنْ اَلسَّوَانِحِ, وَيَعْلَمَ مَا كُنْتُ أُلَاقِيهِ مِنْ تَقَلُّبَاتِ اَلدَّهْرِ, وَهَذِهِ طَلِيعَةُ اَلسَّوَانِحِ:
وَمِنْ هُمُومٍ بِهَا زَادَ اَلضَّنَا ضَرِمِي اَللَّهَ أَشْكُو اَلَّذِي قَاسَيْتُ مِنْ أَلَمِ
وَفِي صَبَاحِي لَا أَمْشِي عَلَى قَدَمِي قَدْ بِتُّ لَيْلِي فِي أَمْنٍ وَفِي دَعَةٍ
وَجَاوَبَتْهَا يَدِي بِالضَّعْفِ وَالْوَرَمِ أَيْقَظْتُ طَرْفِي وَرِجْلِي مَسَّهَا خَدَرٌ
وَلَسْتُ أُظْهِرُ مَا أُبْدِيهِ مِنْ كَلِمِي نِصْفِي اَلْيَمِينُ أَرَاهُ لَا حَرَاكَ بِهِ
وَمُرْهَفُ اَلْقَلَمِ اَلْمَحْبُوبِ فِي خَدَمِي مِنْ قَبْلُ كُنْتُ كَسَحْبَانٍ بِلَا مَلَلِ
فِي وَحْدَةٍ عَنْ جَمِيعِ اَلنَّاسِ وَالْأُمَمِ مَكَثْتُ فِي غُرْفَتِي وَالْوَهْمُ خَامَرَنِي
فَأَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ لِلْغَدْرِ بِالذِّمَمِ سُكَّانُ مَدْرَسَتِي ثَارَتْ مَطَامِعُهَا
جَاءَتْ بِهَا سُنَنٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَنَمِ جَاءُوا عِجَالاً وَقَالُوا لِي: اَلْوَصِيَّةُ قَدْ
فِيهِمْ صَدِيقٌ سِوَى لِصٍّ وَمُجْتَرِمٍ غَدْرًا وَمَكْرًا أَتَوْا لِلِاسْتِلَابِ فَمَا
مَمْلُوءَةٌ بِصَحِيحِ اَلْعِلْمِ وَالْحِكَمِ فَقُلْتُ: مَا لِي سِوَى اَلْأَسْفَارِ مِنْ سَبَبٍ
وَقَدْ ذَكَرَ فِي هَذِهِ اَلْقَصِيدَةَ حَالَهُ فِي اَلْمُسْتَشْفَى, وَأَحْوَالَ اَلْمَرْضَى مِمَّنْ يَصِيحُ نَسْأَلُ اَللَّهَ اَلْعَافِيَةَ مِنْ شِدَّةِ اَلْأَلَمِ, وَيَئِنُّ مَنْ طُولِ اَللَّيْلِ إِلَى أَنْ مَدَحَ اَلطَّبِيبَ اَلَّذِي كَانَ يُعَالِجُهُ فَقَالَ:
جَاءَ اَلطَّبِيبُ يَرُومُ اَلْفَحْصَ عَنْ مَرَضِي ??????فِي دِقَّةٍ وَلَهِيبُ اَلْقَلْبِ فِي ضَرَمِ
أَضْحَى يُلَاطِفُنِي أَحْلَى مُلَاطَفَةٍ ???????حَسْنَاءَ تُنْبِئُ عَنْ لُطْفٍ وَعَنْ شَمَمٍ
حُسْنِي اَلطَّبِيبُ جَزَاهُ اَللَّهُ صَالِحَةً ????????وَزَادَهُ شَرَفًا فِي سَائِرِ اَلْأُمَمِ
إِلَى اَلْأَكَارِمِ يُنْمَى مِنْ بَنِي سَبَحٍ ??????????لَا زَالَ مُشْتَهِرًا فِي اَلْعُرْبِ وَالْعَجَمِ ()
بَدْرُ اَلْأَطِبَّاءِ فِي بَلْدَاتِنَا وَلَهُ ?????????مَآثِرُ مِنْ جَمِيلِ اَلْحِلْمِ وَالشِّيَمِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/487)
إِلَى أَنْ قَالَ -رَحِمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى-: "هَذَا مَا جَرَى بِهِ اَلْقَلَمُ وَأَنَا فِي حَالَةِ اَلْمَرَضِ اَلشَّدِيدِ أَكْتُبُ بِيَدِي اَلشِّمَالِ". ().
وَقَدْ مَكَثَ فِي اَلْمُسْتَشْفَى نَحْوَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ ثُمَّ خَرَجَ, كَمَا أَنَّهُ أُصِيبَ فِي أَوَاخِرِ أَعْوَامِهِ بِضَعْفٍ فِي بَصَرِهِ مِنْ كَثْرَةِ اَلْكِتَابَةِ, رَحِمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى.
تُوُفِيَ اَلْعَلَّامَة اِبْنُ بَدْرَانَ بِمَدِينَةِ دِمَشْقَ, فِي شَهْرِ رَبِيعٍ اَلثَّانِي مِنْ عَامِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثمِائَةٍ وَأَلْفٍ لِلْهِجْرَةِ اَلْمُوَافِقِ 25/ 9 1927 م وَذَلِكَ فِي مُسْتَشْفَى اَلْغُرَبَاءِ. (). وَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةِ اَلْبَابِ اَلصَّغِيرِ بِدِمَشْقَ. ()
قَالَ مُحَمَّدٌ تَقِيُّ اَلدِّينِ اَلْحِصْنِيُّ نَقْلاً عَنْ أَحَدِ أُدَبَاءِ دِمَشْقَ: "وَإِنَّهُ لِيُؤْلِمَكَ كَثِيرًا أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ هَذَا اَلْفَاضِلَ اَلرَّاحِلَ قَدْ تُوُفِّيَ فِي مَدْرَسَةٍ مِنْ مَدَارِسِ اَلْأَوْقَافِ فِي غُرْفَةٍ حَقِيرَةٍ, وَإِنَّ اَلْأَلَمَ لَيَزْدَادُ فِي نَفْسِكَ إِذْ تَعْلَمُ أَنَّ جَنَازَةَ هَذَا اَلْعَالِمِ اَلشَّيْخِ اِبْنِ بَدْرَانَ لَمْ يَمْشِ وَرَاءَهَا أَدِيبٌ أَوْ عَالِمٌ, وَلَمْ يَحُسَّ بِهَا أَحَدٌ عَلَى اَلْأَرْجَحِ, تِلْكَ هِيَ حَالَةُ هَذَا اَلْعَالِمِ اَلْأَدِيبِ عَاشَ شَرِيفًا فَقِيرًا, وَمَاتَ كَمَا عَاشَ. اِنْتَهَى كَلَامُهُ.
أَقُولُ - أَيْ اَلْحِصْنِيُّ -: مَا ذَهَبٌ إِلَيْهِ اَلْكَاتِبُ اَلْفَاضِلُ هُوَ اَلصَّوَابُ, وَالرَّاجِحِ أَنَّ وَفَاتَهُ لَمْ تَبْلُغْ اَلنَّاسَ لِيُشَيِّعَ جِنَازَتَهُ اَلْعَالِمُ وَالتَّاجِرُ وَالْأَدِيبُ, وَاَلَّذِي عَلِمْتُهُ أَنَّهُ مَاتَ فِي مُسْتَشْفَى اَلْغُرَبَاءِ. () رَحِمَ اَللَّهُ اِبْنَ بَدْرَانَ فَقَدْ عَاشَ غَرِيبًا, وَمَاتَ غَرِيبًا, فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ.
رِثَاؤُهُ
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ اَلْحَنْبَلِيُّ: "وَبِالْجُمْلَةِ, فَقَدْ كَانَ غُرَّةَ عَصْرِهِ وَنَادِرَةَ دَهْرِهِ, ذَا مَزَايَا حَمِيدَةٍ لَا يُمْكِنُ اِسْتِقْصَاؤُهَا إِلَّا بِتَأْلِيفٍ خَاصٍّ -رَحِمَهُ اَللَّهُ رَحْمَةً وَاسِعَةً- وَقَدْ رَثَاهُ بَعْضُ مُعَاصِرِيهِ بِأَبْيَاتٍ أَثْبَتْنَاهَا بِتَمَامِهَا, وَهِيَ قَوْلُهُ ().":
نَارُ اَلْجَوَى قَدْ سِرْتُ فِي اَلْجِسْمِ بِالسَّقَمِ ???????????فَالدَّمْعُ مَا بَيْنَ مَسْجُونٍ وَمُنْسَجِمِ
عَمَّ اَلْأَسَى وَعَلَا اَلسَّيْلُ اَلزُّبَى وَرَبَا ???????????وَكِدْتُ لَوْلَا اَلْحَيَا أَصْبُو مِنْ اَلْأَلَمِ
أَيَحْسَبُ اَلْغُمْرِ أَنَّ اَلْعُمْرِ لَا نَحْسٌ ????????? () بِهِ فَيَا قُرْبَ هَذَا اَلْوَهْمِ لِلْوَهَمِ
يَا عَيْنَ جُودِي دَمًا سَحَّا عَلَى أَدَمٍ () ?????وَاسْتَنْزِلِي عِبَرًا أَدْهَى مِنْ اَلدِّيَمِ
لَامَ اَلْعَذُولُ بِإِلْحَاحٍ فَقُلْتُ لَهُ: إِلَيْكَ عَنِّي فَلَوْ أَصَبْتَ لَمْ تَلُمِ
إِنِّي كَفَانِي مِنْ أَمْرٍ دُهِمْتُ بِهِ فَالْحُزْنُ مِنِّي وَدَائِي غَيْرُ مُنْحَسِمِ
بِاَللَّهِ دَعْنِي أَنُوحُ هَائِمًا وَأَقُلْ: وَا لَهْفَ نَفْسِي لِفَقْدِ اَلْبَدْرِ فِي اَلظُّلَمِ
بَحْرِ اَلْعُلُومِ بُحُورُ اَلْعِلْمِ تَغْبِطُهُ وَابْنُ اَلْكَرِيمِ فَقُلْ مَا شِئْتَ مِنْ كَرْمِ
لَاحَ اِسْمُهُ () قَمَرًا فِي اَللَّحْدِ مُنْخَسِفًا حِسًّا وَمَعْنَى فَحَالَ اَلْقَلْبَ فِي ضَرَمِ
هُوَ اَلَّذِي تُشْرِقَ اَلدُّنْيَا بِطَلْعَتِهِ لَا شَمْسُهَا وَأَبُو إِسْحَاقَ ذُو اَلشِّيَمِ
سَقَى ضَرِيحَ حِمَاهُ صَوْبُ مَغْفِرَةٍ مِنْ اَلْإِلَهِ مُزِيلِ اَلْكَرْبِ وَالنِّقَمِ
يَا نَفْسُ لَا تَجْزَعِي مِمَّا دَهَى فَلَكَمْ لِلَّهِ مِنْ فَرَجٍ يَشْفِيكَ مِنْ أَلَمِ
فَاسْتَسْلِمِي وَدَعِي اَلْأَقْدَارَ جَارِيَةً فَأَنْتِ صَائِرَةٌ لَا شَكَّ فِي اَلْعَدَمِ
وَانْهَيْ () صَلَاةً بِتَسْلِيمٍ يُقَارِنُهَا عَلَى شَفِيعِ اَلْوَرَى فِي مَجْمَعِ اَلْأُمَمِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/488)
تِلْكَ إِلْمَامَةٌ يَسِيرَةٌ وَشَذْرَةٌ عَبِقَةٌ مِنْ عُيُونِ تَرْجَمَةِ هَذَا اَلْإِمَامِ اَلْجَلِيلِ, اَلَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِي اَلْعِلْمِ وَالتَّعْلِيمِ وَالتَّصْنِيفِ, اَللَّهُمَّ أَسْبِلْ عَلَيْهِ وَابِلَ مَغْفِرَتِكَ وَرَحْمَتِكَ آمِينَ.
وَصْفُ اَلنُّسَخِ اَلْمُعْتَمَدَةِ
فِي نَشْرِ اَلْكِتَابِ وَالْعَمَلِ فِيهِ
اِعْتَمَدْتُ فِي نَشْرِ هَذَا اَلْكِتَابِ عَلَى نُسْخَتَيْنِ جَلِيلَتَيْنِ:
أَوْلَاهُمَا: نُسْخَةٌ نَفِيسَةٌ بِخَطِّ اَلْمُؤَلِّفِ الْبَلْبَانِيِّ, وَهَذَا أَعْلَى دَرَجَاتِ اَلصِّحَّةِ وَالْإِتْقَانِ فِي عَالَمِ اَلْمَخْطُوطَاتِ, وَقَدْ كَتَبَهَا اَلْمُصَنِّفُ بِخَطِّ يَدِهِ اَلْحَسَنِ مَعَ اَلضَّبْطِ وَالشَّكْلِ لَكَثِيرٍ مِنْ اَلْكَلِمَاتِ, وَانْتَهَى مَنْ نَسْخِهَا فِي نَهَارِ اَلْأَرْبِعَاءِ سَادِسَ عَشَرَ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةً 1054هـ.
وَهَذِهِ اَلنُّسْخَةُ اَلْقَيِّمَةُ مِنْ تَمَلُّكَاتِ اَلْعَلَّامَة اَلْجَلِيلِ اَلشَّيْخِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ خَلَفِ بْنِ دَحْيَانَ اَلْحَنْبَلِيِّ; وَهِيَ مُودَعَةٌ فِي مَكْتَبَةِ اَلْمَوْسُوعَةِ اَلْفِقْهِيَّةِ بِوِزَارَةِ اَلْأَوْقَافِ تَحْتَ رَقْمِ (204) , وَتَقَعُ فِي 34 وَرَقَةً, وَعَدَدُ اَلْأَسْطُرِ فِيهَا 17 سَطْرًا, وَمَقَاسُهَا 20 x 14 سم () وَمِنْ أَقْدَمِ التَّمَلُّكَاتِ عَلَيْهَا بِاسْمِ أَمِينِ اَلدِّينِ اَلنُّورِيِّ سَنَةً 1074هـ وَقَدْ رَمَزَتْ لَهَا بِحَرْفِ (أَ).
اَلنُّسْخَةُ اَلثَّانِيَةُِ: وَهِيَ صَحِيحَةٌ تُعَدُّ فِي اَلطَّبَقَةِ اَلَّتِي تَلِي نُسْخَةِ اَلْمُؤَلِّفِ, أَلَا وَهِيَ نُسْخَةٌ بِخَطِّ اَلشَّارِحِ, وَهُوَ اَلْعَلَّامَة عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْخَلْوَتِيُّ اَلْحَلَبِيُّ اَلْأَصْلِ اَلْبَعْلِيُّ, اَلَّذِي شَرَحَ اَلْكِتَابَ بِشَرْحِهِ "كَشْفُ اَلْمُخَدِّرَاتِ" وَهِيَ مَنْسُوخَةٌ وَمُقَابَلَةٌ عَلَى نُسْخَةِ اَلْمُؤَلَّفِ اَلَّتِي نُقِلَتْ عَنْهَا, فَإِنَّهُ لَا تَكَادُ تَخْلُوَ وَرَقَةٌ مِنْ قَوْلِهِ "بَلَغَ مُقَابَلَةً عَلَى نُسْخَةِ اَلْمُؤَلَّفِ" وَفِي آخِرِهَا كَتَبَ "بَلَغَ مُقَابَلَةً لِمَا فِيهِ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ عَلَى نُسْخَةِ مُؤَلَّفِهِ وَكُتِبَتْ مِنْهَا".
ثُمَّ قَالَ "تَمَّتْ هَذِهِ اَلنُّسْخَةُ -بِمَعُونَة اَللَّهِ تَعَالَى- عَلَى يَدِ كَاتِبِهَا اَلْفَقِيرِ إِلَيْهِ تَعَالَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْحَنْبَلِيِّ اَلْحَلَبِيِّ أَصْلاً, وَذَلِكَ بِمَدِينَةِ حَلَبَ اَلشَّهْبَاءِ اَلْمَحْمِيَّةِ, فِي اَلْمَدْرَسَةِ الْخَلْوَتِيَّةِ, نَهَارَ اَلْجُمْعَةِ اَلْمُبَارَكِ حَادِيَ عَشَرَ رَجَبٍ اَلْفَرْدِ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَأَلْفٍ" ().
وَهَذِهِ اَلنُّسْخَةُ مُصَوَّرَةٌ عَنْ مَكْتَبَةِ اَلدُّكْتُورِ مُحَمَّدٍ (?) بِبَغْدَادَ, وَقَدْ صَوَّرَهَا مَرْكَزُ اَلْبَحْثِ اَلْعِلْمِيِّ وَإِحْيَاءِ اَلتُّرَاثِ اَلْإِسْلَامِيِّ بِجَامِعَةِ أُمِّ اَلْقُرَى بِمَكَّةَ اَلْمُكَرَّمَةِ, وَرَقْمُهَا فِي اَلْمَرْكَزِ (213) وَتَقَعُ فِي 25 وَرَقَةً, وَعَدَدُ اَلْأَسْطُرِ فِيهَا 27 سَطْرًا, وَرَمَزْتُ لَهَا بِحَرْفِ (ب).
كَمَا إنَّنِي اِعْتَمَدْت عَلَى اَلنُّسْخَةِ اَلْمَطْبُوعَةِ سَنَةَ 1339 هِـ بِدِمَشْقَ, وَمَعَهَا حَاشِيَةُ اَلْعَلَّامَة اِبْنِ بَدْرَانَ أَنَّهُ اِعْتَمَدَ عَلَى نُسْخَةِ اَلْمُؤَلِّفِ () إِلَّا أَنَّ هَذِهِ اَلطَّبْعَةَ بِكُلِّ أَسَفٍ قَدْ كَثُرَتْ فِيهَا اَلْفُرُوقُ وَبَعْضُ اَلْأَخْطَاءِ اَلْمَطْبَعِيَّةِ, وَلَمْ أَذْكُرُهَا كُلَّهَا لِعَدَمِ اَلْجَدْوَى بِذَلِكَ, وَقَدْ وَقَفْتُ عَلَى نُسْخَةٍ خَطِّيَّةٍ فِي مَكْتَبَةِ اَلْعَلَّامَة اَلشَّيْخِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَلْعَزِيزِ -رَحِمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى- اَلْمُودَعَةِ فِي مَكْتَبَةِ اَلْمَلِكِ فَهْدٍ اَلْوَطَنِيَّةِ بِالرِّيَاضِ ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/489)
إِلَّا أَنَّ اَلْفَرَحِ بِهَذِهِ اَلنُّسْخَةِ لَمْ يَتِمَّ, فَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّهَا مَنْسُوخَةٌ مِنْ نُسْخَةِ اَلْعَلَّامَة اِبْنِ دَحْيَانَ حَيْثُ قَالَ اَلنَّاسِخُ فِي آخِرِ اَلنُّسْخَةِ: "هَذِهِ اَلتَّرْجَمَةُ -أَيْ تَرْجَمَةُ الْبَلْبَانِيِّ- لِلشَّيْخِ اَلْعَالِمِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ خَلَفٍ اَلْكُوَيْتِيِّ, كَتَبَهَا عَلَى اَلنُّسْخَةِ اَلَّتِي نَقَلْنَاهَا عَنْهَا جَزَاهُ اَللَّهُ خَيْرًا". وَقَدْ نُسِخَتْ فِي 1339هـ. وَعَلَيْهِ فَإِنِّي لَمْ أَعْتَمِدْ عَلَيْهَا, وَاسْتَأْنَسْتُ بِنُسْخَةِ اَلشَّرْحِ "كَشْفُ اَلْمُخَدَّرَاتِ" ; وَكَذَا أَصْلُ اَلْكِتَابِ "كَافِي اَلْمُبْتَدِي".
وَقَدْ جَعَلْتُ نُسْخَةَ اَلْمُصَنَّفِ هِيَ اَلْأَصْلَ وَقَابَلْتُهَا بِبَقِيَّةِ اَلنُّسَخِ, وَنَبَّهْتُ عَلَى اَلْفُرُوقِ اَلْمُهِمَّةِ, أَمَّا حَاشِيَةُ اَلْعَلَّامَة اِبْنِ بَدْرَانَ فَإِنِّي قَدْ لَقِيتُ فِي بَعْضِهَا شَيْئًا مِنْ اَلنَّصَبِ ; إِذْ كَانَتْ بَعْضُ أَرْقَامِ اَلْحَوَاشِي تُوضَعُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا مِمَّا يَعْسُرَ أَحْيَانًا تَمْيِيزُهُ ; مَعَ بَعْضِ أَخْطَاءٍ مَطْبَعِيَّةٍ, وَلَكِنْ تَمَّ بِحَمْدِ اَللَّهِ اَلتَّغَلُّبُ عَلَيْهَا, وَلَمْ أُرِدْ أَنْ أُثْقِلَ هَذَا اَلْمَتْنَ اَلْمُخْتَصَرَ بِالتَّعْلِيقَاتِ ; حِفَاظًا عَلَى مَقْصِدِ اَلْمُؤَلِّفِ فِي اِخْتِصَارِهِ, وَاكْتِفَاءً بِتَعْلِيقَاتِ اَلْعَلَّامَة اِبْنِ بَدْرَانَ ; إِلَّا أَنِّي وَثَّقْتُ اَلنُّقُولَ اَلَّتِي فِي حَاشِيَتِهِ بِالْإِحَالَةِ إِلَى مَصَادِرِهَا, وَتَخْرِيجِ مَا فِيهَا مِنْ اَلْأَحَادِيثِ عَلَى قِلَّتِهَا, وَحَرَصْتُ عَلَى ضَبْطِ أَكْثَرِ كَلِمَاتِ اَلْمَتْنِ بِالشَّكْلِ لِئَلَّا يَحْصُلَ لَبْسٌ فِي اَلْقِرَاءَةِ. هَذَا هُوَ جُهْدُ اَلْمُقِلِّ, وَاَللَّهَ أَسْأَلُ اَلنَّفْعَ بِهِ.
مُقَدِّمَةُ اَلْعَلَّامَة اَلْإِمَامِ اَلشَّيْخِ عَبْدِ اَلْقَادِرِ بَدْرَانَ
بِسْمِ اَللَّهِ اَلرَّحْمَنِ اَلرَّحِيمِ
اَللَّهُمَّ يَا وَاهِبَ اَلْعَقْلِ فَقِّهْنَا فِيمَا أَنْزَلْتَهُ عَلَى أَنْبِيَائِكَ, وَأَفِضْ عَلَى قُلُوبِنَا أَسْرَارَ شَرْعِكِ حَتَّى نُشَاهِدَ بِهِ آثَارَ رَحْمَتِكَ وَبَدِيعَ آلَائِكَ, وَصَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى جَمِيعِ رُسُلِكَ وَأَصْفِيَائِكَ, خُصُوصًا نَبِيَّكَ صَاحِبَ اَلْمَقَامِ اَلْمَحْمُودِ اَلْمُرْسَلَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ, وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَيَقُولُ -اَلْمُفْتَقِرُ لِرَحْمَةِ رَبِّهِ اَلْمَنَّانِ- عَبْدُ اَلْقَادِرِ بْنُ أَحْمَدَ البَدْرَانِيُّ اَلْمَعْرُوفُ بِابْنِ بَدْرَانَ: لَمَّا كَانَ مَذْهَبُ إِمَامِ أَهْلِ اَلسُّنَّةِ وَقَامِعِ اَلْبِدْعَةِ اَلْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ اَلْعَرَبِيِّ اَلْأَصْلِ, قَدْ كَادَ ظِلُّهُ يَتَقَلَّصُ مِنْ بِلَادِنَا اَلسُّورِيَّةِ, مَعَ أَنَّهُ هُوَ اَلْمَذْهَبُ اَلْمَبْنِيُّ عَلَى اَلدَّلِيلِ اَلْخَالِي عَنِ اَلرَّأْيِ وَالتَّأْوِيلِ, قَامَ بِنُصْرَتِهِ أُمَرَاءُ جَزِيرَةِ اَلْعَرَبِ وَذَوُو اَلْيَسَارِ مِنْهُمْ قِيَامًا لَمْ يَسْبِقْ لَهُ نَظِيرٌ مُنْذُ أَعْصَارٍ, فَأَنْفَقُوا اَلْأَمْوَالَ اَلطَّائِلَةَ فِي نَشْرِ كُتُبِهِ وَطَبْعِهَا, كَشَرْحَيِ "اَلْإِقْنَاعِ " و"اَلْمُنْتَهَى", و"اَلْمُقْنِعِ ", وَكَكِتَابِ "اَلْمُغْنِي", و"شَرَحِ اَلْمُقْنِعِ اَلْكَبِيرِ" اَلْمُسَمَّى "بِالشَّافِي", و "اَلْفُرُوعِ ", وَأَمْثَالِ هَذِهِ اَلْكُتُبِ, فَلَبِسَ هَذَا اَلْمَذْهَبُ بِذَلِكَ فِي عَصْرِنَا ثَوْبًا قَشِيبًا, وَفُتِحَ اَلْبَابُ لِلِاجْتِهَادِ فِيهِ فَتْحًا عَجِيبًا, وَعَلِمَ اَلْمَهَرَةُ مِنْ أَصْحَابِهِ كَيْفَ تُؤْخَذُ اَلْأَحْكَامُ مِنَ اَلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ, وَكَيْفَ تُسْتَنْبَطُ اَلْفُرُوعُ مِنَ اَلْأُصُولِ , وَحَصَّلَ اَلنَّاظِرُ فِي "اَلْمُغْنِي", "وَالشَّافِي", "وَالْفُرُوعِ" عِلْمًا بِمَسَالِكِ اَلْمَذَاهِبِ اَلْمُتَدَاوَلَةِ وَالْمُنْدَرِسَةِ وَبِمَسَائِلِهَا, فَهَبَّ اَلْمُتَمَذْهِبُونَ بِهِ فِي دِيَارِنَا مِنْ رَقْدَتِهِمْ وَحَصَلَ لَهُمْ بَعْضُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/490)
اِنْتِبَاهٍ:
بُكَاهَا, فَقُلْتُ: اَلْفَضْلُ لِلْمُتَقَدِّمِ وَلَكِنْ بَكَتْ قَبْلِي فَهَيَّجَ لِي البُكَا
عَلَى أَنَّا نَشْكُرُ سَعْيَهُمْ وَنَعُدُّهُ فَتْحًا جَدِيدًا, فَجَاءَ أَكْثَرُهُمْ إِلَيَّ وَقَالُوا: إِنَّ أُمَرَاءَ اَلْجَزِيرَةِ قَدْ أَحْيَوا رُفَاتَ اَلْمُطَوَّلَاتِ, وَإِنَّنَا نَأْمُلُ أَنْ تَخْرُجَ اَلْمُخْتَصَرَاتِ مِنْ دَفَائِنِهَا, وَأَنْ نُظْهِرَهَا مِنْ مَكَانِهَا, وَإِنَّنَا نَرْغَبُ إِلَيْكَ أَنْ تَكُونَ اَلسَّاعِيَ بِذَلِكَ, فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ, ثُمَّ أَخَذْتُ أُنَقِّبُ فِي خِزَانَةِ كُتُبِي, وَفِيمَا أَبْقَاهُ اَلزَّمَانُ مِنْ خِزَانَةِ كُتُبِ جَدِّي, وَالِدِ وَالِدَتِي اَلْفَقِيهِ اَلشَّيْخِ أَحْمَدَ بْنِ مُصْطَفَى بْنِ حُسَيْنٍ رَمَضَانَ اَلْمَعْرُوفِ بِالنَّعْسَانِيِّ () اَلْمُتَوَفَّي سَنَةَ 1281 فَظَفِرَتُ مِنْ بَقَايَا كُتُبِهِ بِكِتَابِ "أَخْصَرِ اَلْمُخْتَصَرَاتِ" بِخَطِّ مُؤَلِّفِهِ اَلْعَلَّامَة اَلْمُتْقِنِ اَلشَّيْخِ مُحَمَّدٍ البَلْبَانِيِّ اَلدِّمَشْقِيِّ -رَحِمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى-, فَتَأَمَّلْتُهُ فَوَجَدْتُهُ سَهْلَ اَلْعِبَارَةِ, وَاضِحَ اَلْمَعَانِي.
وَهُوَ عَلَى صِغَرِ حَجْمِهِ, إِذَا تَأَمَّلَهُ اَلذَّكِيُّ لَا يَحْتَاجُ فِي فَهْمِهِ إِلَى مَوْقِفٍ, وَيَنْتَفِعُ بِهِ اَلصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ, وَهُوَ مِنَ اَلْمُتُونِ اَلْمُعْتَمَدَةِ فِي اَلْمَذْهَبِ, فَأَبْرَزْتُهُ لِلطَّبْعِ قَصْدَ اَلنَّفْعِ, وَبَذَلَ اَلْمُشْتَرِكُونَ اَلنَّفَقَةَ عَلَى طَبْعِهِ حَسْبَ مَا يَقْدِرُونَ, وَذَيَّلْتُهُ بِتَقْرِيرَاتٍ لَطِيفَةٍ يَحْتَاجُ اَلْمُطَالِعُ فِيهِ إِلَيْهَا, وَحَقَّقْتُ أَحْكَامَ مَسَائِلَ حَدَثَتْ فِي زَمَنِنَا هَذَا حَسْبَ اَلْإِمْكَانِ, مَقِيسَةً عَلَى اَلْأُصُولِ, وَأَبْرَزْتُهُ فِي قَالَبٍ لَطِيفٍ, رَاجِيًا مِنْهُ تَعَالَى أَنْ يُنْهِضَ هِمَّةَ اَلْقَوْمِ لِطَبْعِ غَيْرِهِ مِنْ فُرُوعِ هَذَا اَلْمَذْهَبَ وَأُصُولِهِ, وَعَقَائِدِهِ اَلسَّلَفِيَّةِ اَلْمَحْضَةِ, وَقَدَّمْتُ أَمَامَ هَذِهِ اَلْعُجَالَةِ ثَلَاثَ مُقَدِّمَاتٍ, وَاَللَّهُ -تَعَالَى- هُوَ اَلْمُعِينُ وَالْهَادِي إِلَى سَوَاءِ اَلسَّبِيلِ.
اَلْمُقَدِّمَةُ اَلْأُولَى
اَلْحُكْمُ اَلشَّرْعِيُّ: هُوَ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ خِطَابُ اَلشَّرْعِ.
اَلْوَاجِبُ, لُغَةً: اَلسَّاقِطُ وَالثَّابِتُ. وَشَرْعًا: مَا ذُمَّ تَارِكُهُ شَرْعًا مُطْلَقًا.
قَالَ اِبْنُ حِمْدَانَ () وَمِنْهُ مَا لَا يُثَابُ عَلَى فِعْلِهِ كَنَفَقَةٍ وَاجِبَةٍ, وَرَدِّ وَدِيعَةٍ وَغَصْبٍ وَنَحْوِهِ إِذَا فَعَلَهُ مَعَ غَفْلَةٍ, وَمِنَ اَلْمُحَرَّمِ مَا لَا يُثَابُ عَلَى تَرْكِهِ كَتَرْكِهِ غَافِلًا. اِنْتَهَى.
قُلْتُ: هَذَا إِذَا لَمْ يَفْعَلِ اَلْوَاجِبَ أَوْ يَتْرُكِ اَلْمُحَرَّمَ اِمْتِثَالًا لِأَمْرِ اَللَّهِ تَعَالَى, وَأَمَّا إِذَا فَعَلَهُ مُمْتَثِلًا, فَإِنَّهُ يُثَابُ عَلَى فِعْلِهِ, لِحَدِيثِ: "إِنَّمَا اَلْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ".
اَلْفَرْضُ لُغَةً: اَلتَّقْدِيرُ وَالتَّأْثِيرُ وَالْإِلْزَامُ وَالْعَطِيَّةُ. وَشَرْعًا: مَا ثَبَتَ بِدَلِيلٍ قَطْعِيٍّ, أَوْ يُقَالُ: مَا لَا يَسْقُطُ فِي عَمْدٍ وَلَا سَهْوٍ, وَقَالَ اَلْإِمَامُ أَحْمَدُ: هُوَ مَا لَزِمَ بِالْقُرْآنِ.
اَلْعِبَادَةُ, إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَقْتٌ مُعَيَّنٌ مِنْ جِهَةِ اَلشَّارِعِ كَصَلَاةِ اَلنَّافِلَةِ, لَا يُقَالُ لَهَا: أَدَاءٌ وَلَا قَضَاءٌ وَلَا إِعَادَةٌ, وَإِنْ جَعَلَ لَهَا اَلشَّارِعُ وَقْتًا مُعَيَّنًا كَالصَّلَوَاتِ اَلْخَمْسِ وَالْحَجِّ, فَإِنْ فُعِلَتْ فِي اَلْوَقْتِ اَلْمُقَدَّرِ لَهَا شَرْعًا سُمِّيَتْ أَدَاءً, وَإِنْ فُعِلَتْ بَعْدَ اَلْوَقْتِ سُمِّيَتْ قَضَاءً, وَلَا فَرْقَ بَيْنَ أَنْ يَكُونَ تَأْخِيرُهَا لِعُذْرٍ تَمَكَّنَ مِنْ فِعْلِهِ فِي وَقْتِهِ كَسَفَرٍ وَمَرَضٍ, أَوْ لَمْ يَتَمَكَّنْ لِمَانِعٍ شَرْعِيٍّ كَحَيْضٍ وَنِفَاسٍ, أَوْ عَقْلِيٍّ كَنَوْمٍ; لِأَنَّ اَلْعِبَادَةَ وَاجِبَةٌ مَعَ وُجُودِ اَلْعُذْرِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/491)
وَأَمَّا اَلْإِعَادَةُ فَهِيَ مَا فُعِلَ فِي وَقْتِهِ اَلْمُقَدَّرِ ثَانِيًا, سَوَاءٌ كَانَتِ اَلْإِعَادَةُ لِخَلَلٍ فِي اَلْفِعْلِ اَلْأَوَّلِ أَوْ لِغَيْرِ خَلَلٍ, فَيَدْخُلُ فِي ذَلِكَ مَا لَوْ صَلَّى اَلصَّلَاةَ فِي وَقْتِهَا صَحِيحَةً, ثُمَّ أُقِيمَتِ اَلصَّلَاةُ, وَهُوَ فِي اَلْمَسْجِدِ وَصَلَّى, فَإِنَّ هَذِهِ اَلصَّلَاةَ تُسَمَّى مُعَادَةً عِنْدَ اَلْأَصْحَابِ مِنْ غَيْرِ حُصُولِ خَلَلٍ وَلَا عُذْرٍ.
اَلْعِبَادَةُ, إِنْ طُلِبَ فِعْلُهَا مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ بِالذَّاتِ كَالصَّلَوَاتِ اَلْخَمْسِ تُسَمَّى فَرْضَ عَيْنٍ, وَإِنْ كَانَتْ كَالنَّوَافِلِ كَسُنَّةِ اَلْفَجْرِ مَثَلًا تُسَمَّى سُنَّةَ عَيْنٍ, وَإِنْ طُلِبَ فِعْلُهَا مُطْلَقًا كَصَلَاةِ اَلْجِنَازَةِ وَالْعِيدَيْنِ سُمِّيَتْ فَرْضَ كِفَايَةٍ, فَإِذَا قَامَ بِهِ مَنْ يَكْفِي سَقَطَ عَنِ اَلْجَمِيعِ, وَسُنَّةُ اَلْكِفَايَةِ كَالسَّلَامِ.
اَلْحَرَامُ, مَا ذُمَّ فَاعِلُهُ وَلَوْ قَوْلًا, وَعَمَلَ قَلْبٍ شَرْعًا, فَيَدْخُلُ فِي قَوْلِنَا: "وَلَوْ قَوْلًا": اَلْغِيبَةُ وَالنَّمِيمَةُ وَنَحْوُهُمَا مِمَّا يَحْرُمُ اَلتَّلَفُّظُ بِهِ, وَيَدْخُلُ فِي قَوْلِنَا: "وَلَوْ عَمَلَ قَلْبٍ": اَلنِّفَاقُ وَالْحِقْدُ وَالْحَسَدُ وَغَيْرُهُمَا.
وَقَوْلُنَا: "شَرْعًا" إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ اَلذَّمَّ لَا يَكُونُ إِلَّا مِنَ اَلشَّرْعِ, فَلَا عِبْرَةَ بِذَمِّ اَلنَّاسِ, وَيُسَمَّى اَلْحَرَامُ: مَحْظُورًا, وَمَمْنُوعًا, وَمَزْجُورًا, وَمَعْصِيَةً, وَذَنْبًا, وَقَبِيحًا, وَسَيِّئَةً, وَفَاحِشَةً, وَإِثْمًا.
اَلْمَنْدُوبُ, لُغَةً: اَلْمَدْعُو لِمُهِمٍّ, مَأْخُوذٌ مِنَ اَلنَّدْبِ وَهُوَ اَلدُّعَاءُ, وَشَرْعًا: مَا أُثِيبَ فَاعِلُهُ, وَلَوْ قَوْلًا وَعَمَلَ قَلْبٍ, وَلَمْ يُعَاقَبْ تَارِكُهُ مُطْلَقًا, فَقَوْلُهُ:" مَا أُثِيبَ فَاعِلُهُ" كَالسُّنَنِ وَالرَّوَاتِبِ, وَقَوْلُهُ: "وَلَوْ كَانَ قَوْلًا " كَأَذْكَارِ اَلْحَجِّ, وَسُنَنِ اَلصَّلَاةِ اَلْقَوْلِيَّةِ. وَقَوْلُهُ: "عَمَلَ قَلْبٍ" كَالْخُشُوعِ فِي اَلصَّلَاةِ, وَيُسَمَّى اَلْمَنْدُوبُ: سَنَّةً, وَمُسْتَحَبًّا, وَتَطَوُّعًا, وَطَاعَةً, وَنَفْلًا, وَقُرْبَةً, ومُرَغَّبًا فِيهِ, وَإِحْسَانًا, وَأَعْلَاهُ سَنَّةٌ, ثُمَّ فَضِيلَةٌ, ثُمَّ نَافِلَةٌ.
اَلْمَكْرُوهُ, ضِدُّ اَلْمَنْدُوبِ, وَهُوَ مَا مُدِحَ تَارِكُهُ وَلَمْ يُذَمَّ فَاعِلُهُ.
اَلْمُبَاحُ, لُغَةً: اَلْمُؤْذَنُ وَالْمَعْلُومُ, وَشَرْعًا: مَا خَلَا مِنْ مَدْحٍ وَذَمٍّ لِذَاتِهِ, وَيُسَمَّى طَلْقًا وَحَلَالًا.
اَلسَّبَبُ, لُغَةً: مَا تُوُصِّلَ بِهِ إِلَى غَيْرِهِ, وَشَرْعًا: مَا يَلْزَمُ مِنْ وُجُودِهِ اَلْوُجُودُ, وَمِنْ عَدَمِهِ اَلْعَدَمُ لِذَاتِهِ, فَيُوجَدُ اَلْحُكْمُ عِنْدَهُ لَا بِهِ, كَزَوَالِ اَلشَّمْسِ, فَإِنَّهُ سَبَبٌ لِوُجُوبِ صَلَاةِ اَلظُّهْرِ مَثَلًا لِذَاتِهِ, وَقَدْ يُوجَدُ اَلزَّوَالُ وَلَا تَجِبُ صَلَاةُ اَلظُّهْرِ; لِأَمْرٍ خَارِجٍ كَالْحَيْضِ وَالْجُنُونِ وَعَدَمِ اَلْبُلُوغِ.
اَلشَّرْطُ, لُغَةً: اَلْعَلَّامَة, وَشَرْعًا: مَا يَلْزَمُ مِنْ عَدَمِهِ اَلْعَدَمُ, وَلَا يَلْزَمُ مِنْ وُجُودِهِ وُجُودٌ وَلَا عَدَمٌ لِذَاتِهِ, كَالطَّهَارَةِ لِلصَّلَاةِ, فَإِنَّهُ يَلْزَمُ مِنْ عَدَمِ اَلطَّهَارَةِ عَدَمُ صِحَّةِ اَلصَّلَاةِ, وَلَا يَلْزَمُ مِنْ وُجُودِ اَلطَّهَارَةِ عَدَمُ اَلصَّلَاةِ وَلَا وُجُودُهَا.
اَلْمَانِعُ ,هُوَ مَا يَلْزَمُ مِنْ وُجُودِهِ اَلْعَدَمُ, وَلَا يَلْزَمُ مِنْ عَدَمَهِ وُجُودٌ وَلَا عَدَمٌ لِذَاتِهِ, كَالدَّينِ فِي اَلزَّكَاةِ مَعَ مِلْكِ اَلنِّصَابِ.
اَلصِّحَّةُ فِي اَلْعِبَادَةِ سُقُوطُ اَلْقَضَاءِ بِالْفِعْلِ.
اَلْبُطْلَانُ وَالْفَسَادُ, لَفْظَانِ مُتَرَادِفَانِ كُلٌّ مِنْهُمَا بِمَعْنَى اَلْآخَرِ عِنْدَ اَلْحَنَابِلَةِ وَالشَّافِعِيَّةِ, إِلَّا أَنَّ اَلشَّافِعِيَّةَ فَرَّقُوا فِي اَلْفِقْهِ بَيْنَهُمَا فِي مَسَائِلَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/492)
اَلْعَزِيمَةُ, لُغَةً: اَلْقَصْدُ اَلْمُؤَكَّدُ, وَشَرْعًا: اَلْحُكْمُ اَلثَّابِتُ بِدَلِيلٍ شَرْعِيٍّ خَالٍ عَنْ مُعَارِضٍ رَاجِحٍ.
اَلرُّخْصَةُ, لُغَةً: اَلسُّهُولَةُ, وَشَرْعًا: مَا ثَبَتَ عَلَى خِلَافِ دَلِيلٍ شَرْعِيٍّ لِمُعَارِضٍ رَاجِحٍ, كَأَكْلِ اَلْمُضْطَرِّ لَحْمَ اَلْمَيْتَةِ, وَكَقَصْرِ اَلصَّلَاةِ فِي اَلسَّفَرِ وَكَالْجَمْعِ.
هَذَا مَا رَأَيْنَا لِإِثْبَاتِهِ لُزُومًا فِي هَذِهِ اَلْمُقَدِّمَةِ, وَمَنْ أَرَادَ اَلزِّيَادَةَ وَالتَّفْصِيلَ فَعَلَيْهِ بِكُتُبِ أُصُولِ اَلْفِقْهِ, وَمِنْهَا كِتَابُنَا: "اَلْمَدْخَلُ إِلَى مَذْهَبِ اَلْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ", و"اَلرَّوْضَةُ" لِلْإِمَامِ مُوَفَّقِ اَلدِّينِ اِبْنِ قُدَامَةَ وَشَرْحُهَا لَنَا.
اَلْمُقَدِّمَةُ اَلثَّانِيَةُ فِي تَرْجَمَةِ اَلْمُؤَلِّفِ
قَالَ عَنْهُ اَلشَّيْخُ عَبْدُ اَلرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ اَلدِّمَشْقِيُّ ثُمَّ اَلْحَنْبَلِيُّ فِي شَرْحِ "أَخْصَرِ اَلْمُخْتَصَرَاتِ ": هُوَ اَلْحَبْرُ اَلْعُمْدَةُ اَلْعَلَّامُ, فَرِيدُ عَصْرِهِ وَزَمَانِهِ, وَوَحِيدُ دَهْرِهِ وَأَوَانِهِ, زَيْنُ اَلْعُلَمَاءِ اَلْعَامِلِينَ, عُمْدَةُ أَهْلِ اَلتَّحْقِيقِ, وَزُبْدَةُ أَهْلِ اَلتَّدْقِيقِ, مُحَمَّدُ بْنُ بَدْرِ اَلدِّينِ بْنِ عَبْدِ اَلْقَادِرِ بْنِ بَلْبَانَ الْخَزْرَجِيُّ اَلْقَادِرِيُّ, اَلْحَنْبَلِيُّ ().
وَقَالَ اَلشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ كِنَانٍ فِي كِتَابِهِ "اَلرِّيَاضِ اَلسُّنْدُسِيَّةِ فِي تَلْخِيصِ تَارِيخِ الصَّالِحِيَّةِ ": وَمِمَّنْ أَدْرَكْنَاهُ مِنَ اَلْعُلَمَاءِ شَيْخُ اَلْإِسْلَامِ مُحَمَّدُ بْنُ بَلْبَانَ, كَانَتِ اَلْأَفَاضِلُ تَخْرُجُ مِنَ اَلشَّامِ إِلَى اَلْمَدْرَسَةِ اَلْعُمَرِيَّةِ ـ يَعْنِي بِالصَّالِحِيَّةِ ـ لِلْقِرَاءَةِ عَلَيْهِ, مَعَ مَا كَانَ بِدِمَشْقَ مِنَ اَلْعُلَمَاءِ فِي عَصْرِهِ كَالصّفُورِيِّ, والعَيْثِيِّ, والإِسْطُوانِيِّ, والحَصْكَفِيِّ, وَالْفَتَّالِ, وَقَرَأَ عَلَيْهِ مَا لَا يُحْصَى.
قَالَ: وَمَا مِنْ عَالِمٍ مِنَ اَلْعُلَمَاءِ اَلْآنَ إِلَّا وَقَرَأَ عَلَيْهِ, وَأَخَذَ عَنْهُ اَلْأَجِلَّاءُ مُسْنَدَ اَلْحَدِيثِ, وَقَرَأَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْ مَشَاهِيرِ عُلَمَاءِ اَلْإِسْلَامِ كَالْخَفَاجِيِّ, وَإِبْرَاهِيمَ الكُورَانِيِّ وَأَمْثَالِهِمَا, وَكَانَ أَعْيَانُ اَلْبَلَدِ وَالْوُزَرَاءُ يَخْرُجُونَ لِزِيَارَتِهِ, وَلَا يَنْزِلُ هُوَ مِنَ الصَّالِحِيَّةِ إِلَى دِمَشْقَ إِلَّا قَلِيلًا, وَكَانَ مِنْ جَهَابِذَةِ اَلْعِلْمِ, وَمِنْ تَلَامِذَتِهِ اِبْنُ اَلْحَائِكِ اَلْمُفْتِي, وَالْكَامِدِيُّ, وَأَبُو اَلْمَوَاهِبِ اَلْحَنْبَلِيُّ, وَالشَّيْخُ عَبْدُ اَلْقَادِرِ التَّغْلِبِيُّ الدُّومِيُّ, وَالْعَلَّامَة حَمْزَةُ الدُّومِيُّ, وَالْعَلَّامَة اَلْقَاضِي أَحْمَدُ الدُّومِيُّ (الدُّومِيُّ نِسْبَةً إِلَى دُومَا عَلَى اَلْقِيَاسِ, والدُّومَانِيِّ عَلَى غَيْرِ اَلْقِيَاسِ) , وَأَبُو اَلْفَلَاحِ عَبْدُ اَلْحَيِّ بْنُ اَلْعِمَادِ, ثُمَّ ذَكَرَ جَمَاعَةً مِنْ تَلَامِذَتِهِ يُطُولُ بِنَا سَرْدَهُمْ.
وَتَرْجَمَهُ أَمِينٌ أَفَنْدِي اَلْمُحِبِّيُّ فِي تَارِيخِهِ "خُلَاصَةِ اَلْأَثَرِ" () فَقَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ بَدْرِ اَلدِّينِ بْنِ بَلْبَان اَلْبَعْلِيُّ اَلْأَصْلِ, اَلدِّمَشْقِيُّ اَلصَّالِحِيُّ اَلْفَقِيهُ اَلْمُحَدِّثُ اَلْمُعَمِّرُ, أَحَدُ اَلْأَئِمَّةِ اَلزُّهَّادِ, وَمِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ اَلشِّهَابِ اِبْنِ أَبِي اَلْوَفَاءِ اَلْوَفَائِيِّ فِي اَلْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ, ثُمَّ زَادَ عَلَيْهِ فِي مَعْرِفَةِ اَلْمَذَاهِبِ اَلْأَرْبَعَةِ, وَكَانَ يُقْرِئُ فِيهَا, وَأَفْتَى مُدَّةَ عُمْرِهِ, وَانْتَهَتْ إِلَيْهِ رِئَاسَةُ اَلْعِلْمِ بِالصَّالِحِيَّةِ, وَكَانَ عَالِمًا وَرِعًا قَطَعَ أَوْقَاتَهُ بِالْعِبَادَةِ وَالْعِلْمِ, وَالْكِتَابَةِ وَالدَّرْسِ وَالطَّلَبِ, حَتَّى مَكَّنَ اَللَّهُ مَنْزِلَتَهُ مِنَ اَلْقُلُوبِ, وَأَحَبَّهُ اَلْخَاصُّ وَالْعَامُّ, وَكَانَ دَيِّنًا صَالِحًا, حَسَنَ اَلْخُلُقِ وَالصُّحْبَةِ,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/493)
مُتَوَاضِعًا, حُلْوَ اَلْعِبَارَةِ, كَثِيرَ اَلتَّحَرِّي فِي أَمْرِ اَلدِّينِ وَالدُّنْيَا, مُنْقَطِعًا إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى, وَكَانَ كَثِيرًا مَا يُورِدُ كَلَامَ اَلْحَافِظِ أَبِي اَلْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ اَلزَّيْدِيِّ وَهُوَ قَوْلُهُ: "اِجْعَلُوا اَلنَّوَافِلَ كَالْفَرَائِضِ, وَالْمَعَاصِي كَالْكُفْرِ, وَالشَّهَوَاتِ كَالسُّمِّ, وَمُخَالَطَةَ اَلنَّاسِ كَالنَّارِ, وَالْغِذَاءَ كَالدَّوَاءِ".
وَكَانَ فِي أَحْوَالِهِ مُسْتَقِيمًا عَلَى أُسْلُوبٍ وَاحِدٍ مُنْذُ عُرِفَ, فَكَانَ يَأْتِي مِنْ بَيْتِهِ إِلَى اَلْمَدْرَسَةِ اَلْعُمَرِيَّةِ بِالصَّالِحِيَّةِ فِي الصَّبَاحِ, فَيَجْلِسُ فِيهَا وَأَوْقَاتُهُ مُنْقَسِمَةٌ أَقْسَامًا: صَلَاةٌ, وَقِرَاءَةُ قُرْآنٍ, وَكِتَابَةٌ وَإِقْرَاءٌ, وَانْتَفَعَ بِهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ, وَأَخَذَ عَنْهُ اَلْحَدِيثَ جَمْعٌ مِنْ أَعْيَانِ اَلْعُلَمَاءِ, وَاتَّفَقَ أَهْلُ عَصْرِهِ عَلَى تَقْدِيمِهِ وَتَفْضِيلِهِ.
وَلَهُ كِتَابُ "كَافِي اَلْمُبْتَدِي" فِي اَلْفِقْهِ, وَاخْتَصَرَهُ فِي كِتَابٍ لَطِيفٍ سَمَّاهُ أَخْصَرَ اَلْمُخْتَصَرَاتِ.
وَلَهُ كِتَابُ "مُخْتَصَرُ اَلْإِفَادَاتِ فِي رُبْعِ اَلْعِبَادَاتِ مَعَ اَلْآدَابِ وَزِيَادَاتٍ".
وَرِسَالَةٌ فِي اَلْعَقِيدَةِ اَلسَّلَفِيَّةِ اِخْتَصَرَهَا مِنْ كِتَابِ "نِهَايَةِ اَلْمُبْتَدِئِينَ" لِابْنِ حِمْدَانَ اَلْحَنْبَلِيِّ ().
وَكَانَ لَهُ مَحَاسِنُ وَلِطَائِفُ مَعَ اَلْعُلَمَاءِ, وَوَلِيَ خَطَابَةَ اَلْجَامِعِ اَلْمُظَفَّرِيِّ اَلْمُسَمَّى بِجَامِعِ اَلْحَنَابِلَةِ فِي الصَّالِحِيَّةِ, وَكَانَ اَلنَّاسُ يَقْصِدُونَ اَلْجَامِعَ اَلْمَذْكُورَ لِلصَّلَاةِ وَالتَّبَرُّكِ بِهِ ().
قَالَ اَلْمُحِبِّيُّ: وَبِالْجُمْلَةِ فَقَدْ كَانَ بَقِيَّةَ اَلسَّلَفِ وَبَرَكَةَ اَلْخَلَفِ, وَكَانَتْ وَفَاتُهُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ وَأَلْفٍ, وَدُفِنَ بِسَفْحِ قَاسِيونَ. هَذِهِ خُلَاصَةُ مَا قَالَهُ اَلْمُحِبِّيُّ.
وَذَكَرَهُ اَلشَّيْخُ يَحْيَى اَلْمُصَالِحِيُّ فِي "مَنَاقِبِ اَلْعُلَمَاءِ اَلْعَامِلِينَ" فَقَالَ: هُوَ شَيْخُ اَلْإِسْلَامِ زُهْدًا وَعِبَادَةً وَعِلْمًا, كَانَ أَحَدُ اَلْأَئِمَّةِ اَلْعُلَمَاءِ اَلْمُنْقَطِعِينَ إِلَى اَللَّهِ لِلْعِبَادَةِ, وَإِقْرَاءِ اَلْعُلُومِ اَلنَّافِعَةِ, وَكَانَ إِذَا رَآهُ أَحَدٌ عَرَفَ -بِمُجَرَّدِ رُؤْيَتِهِ- وِلَايَتَهُ; لِإِحَاطَةِ اَلنُّورِ بِهِ, كَثِيرَ اَلتَّحَرِّي فِي أُمُورِ اَلدِّينِ وَالدُّنْيَا. اهـ ().
اَلْمُقَدِّمَةُ اَلثَّالِثَةُ فِي اِصْطِلَاحٍ خَاصٍّ
إِنَّنِي سَلَكْتُ فِي هَذِهِ التَّعْلِيقَةِ اِصْطِلَاحًا خَاصًّا, فَحَيْثُ قُلْتُ: " قَالَ اَلشَّيْخُ" أَوْ عِنْدَ "اَلشَّيْخِ", فَمُرَادِي بِهِ اَلْإِمَامُ بَحْرُ اَلْعُلُومِ اَلنَّقْلِيَّةِ وَالْعَقْلِيَّةِ تَقِيٌّ اَلدِّينِ أَحْمَدُ بْنُ تَيْمِيَّةَ. وَحَيْثُ ذَكَرْتُ "اَلْعُمْدَةَ " فَمُرَادِي بِهَا كِتَابُ "اَلْعُمْدَةِ " لِلْإِمَامِ مُوَفَّقِ اَلدِّينِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ قُدَامَةَ اَلْمَقْدِسِيِّ. وَحَيْثُ قُلْتُ:" قَالَ اَلشَّارِحُ" فَإِنِّي أَقْصِدُ بِهِ اَلشَّيْخَ عَبْدَ اَلرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ اَلدِّمَشْقِيَّ صَاحِبَ كِتَابِ "كَشْفِ اَلْمُخَدِّرَاتِ شَرْحِ أَخْصَرَ اَلْمُخْتَصَرَاتِ ".
وَاعْلَمْ أَنَّنِي ذَكَرْتُ فِي هَذِهِ اَلْعُجَالَةِ مِنَ اَلْمَسَائِلِ اَلَّتِي اِنْفَرَدَ بِهَا اَلْإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ غَيْرِهِ, وَمَا كَانَ مِنَ اَلْمَسَائِلِ اَلَّتِي اِسْتَنْبَطْتُ لَهَا حُكْمًا أَوْ كَانَتْ حَادِثَةً, فَإِنِّي أُصَدِّرُهَا بِقَوْلِي:"أَقُولُ" وَهَذِهِ طَلَائِعُ مَا أَرَدْنَا بَيَانَهُ, وَبِاَللَّهِ اَلتَّوْفِيقُ وَهُوَ اَلْمُعِينُ.
خُطْبَةُ اَلْمُؤَلِّفِ
بِسْمِ اَللَّهِ اَلرَّحْمَنِ اَلرَّحِيمِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/494)
اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلْمُفَقِّهِ () مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ فِي اَلدِّينِ, وَالصَّلَاةُ () وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا () مُحَمَّدٍ اَلْأَمِينِ () اَلْمُؤَيَّدِ () بِكِتَابِهِ اَلْمُبِينِ ,اَلْمُتَمَسِّكِ بِحَبْلِهِ اَلْمَتِينِ () وَعَلَى أَهْلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
وَبَعْدُ:
فَقَدْ سَنَحَ بِخَلَدِي () أَنْ أَخْتَصِرَ كِتَابِي اَلْمُسَمَّى بِـ "كَافِي اَلْمُبْتَدِي" () اَلْكَائِنَ فِي فِقْهِ اَلْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ اَلصَّابِرِ () لِحُكْمِ اَلْمَلِكِ اَلْمُبْدِي ; () لِيَقْرُبَ تَنَاوُلُهُ عَلَى اَلْمُبْتَدِئِينَ, وَيَسْهُلَ حِفْظُهُ عَلَى اَلرَّاغِبِينَ, وَيَقِلَّ حَجْمُهُ () عَلَى اَلطَّالِبِينَ ,وَسَمَّيْتُهُ "أَخْصَرَ اَلْمُخْتَصَرَاتِ" ; لِأَنِّي لَمْ أَقِفْ عَلَى أَخْصَرَ مِنْهُ جَامِعٍ لِمَسَائِلِهِ فِي فِقْهِنَا مِنَ اَلْمُؤَلَّفَاتِ, وَاَللَّهَ أَسْأَلُ أَنْ يَنْفَعَ قَارِئِيهِ وَحَافِظِيهِ وَنَاظِرِيهِ () إِنَّهُ جَدِيرٌ () بِإِجَابَةِ اَلدَّعَوَاتِ, وَأَنْ يَجْعَلَهُ خَالِصًا لِوَجْهِهِ اَلْكَرِيمِ, مُقَرِّبًا إِلَيْهِ فِي جَنَّاتِ اَلنَّعِيمِ, وَمَا تَوْفِيقِي [وَاعْتِصَامِي] () إِلَّا بِاَللَّهِ ,عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ. ()
كِتَابِ اَلطَّهَارَة ِ ()
اَلْمِيَاهُ ثَلَاثَةٌ () ()
اَلْأَوَّلُ: طَهُورٌ, وَهُوَ اَلْبَاقِي عَلَى خِلْقَتِه ِ () وَمِنْهُ مَكْرُوهٌ كَمُتَغَيِّرٍ بِغَيْرِ مُمَازِج ٍ () وَمُحَرَّمٌ لَا يَرْفَعُ اَلْحَدَثَ, وَيُزِيلُ اَلْخَبَثَ, وَهُوَ اَلْمَغْصُوب ُ () وَغَيْرُ بِئْرِ النَّاقَةِ مِنْ ثَمُود َ ().
اَلثَّانِي: طَاهِرٌ لَا يَرْفَعُ اَلْحَدَثَ, وَلَا يُزِيلُ اَلْخَبَثَ, وَهُوَ اَلْمُتَغَيِّرُ بِمُمَازِجٍ طَاهِر ٍ () وَمِنْهُ يَسِيرٌ مُسْتَعْمَلٌ فِي رَفْعِ حَدَث ٍ ().
اَلثَّالِثُ: نَجِسٌ يَحْرُمُ اِسْتِعْمَالُهُ مُطْلَقًا, وَهُوَ مَا تَغَيَّرَ بِنَجَاسَةٍ فِي غَيْرِ مَحِلِّ تَطْهِير ٍ () أَوْ لَاقَاهَا فِي غَيْرِهِ وَهُوَ يَسِيرٌ, وَالْجَارِي كَالرَّاكِد ِ () وَالْكَثِيرُ قُلَّتَانِ, وَهُمَا مِائَةُ رِطْلٍ وَسَبْعَةُ أَرْطَالٍ وَسُبْعُ رِطْلٍ بِالدِّمَشْقِيِّ, وَالْيَسِيرُ مَا دُونَهُمَ ا ().
طَهَارَةُ اَلْآنِيَةِ
كُلُّ إِنَاءٍ طَاهِرٍ يُبَاحُ اِتِّخَاذُهُ وَاسْتِعْمَالُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ ذَهَبًا, أَوْ فِضَّةً أَوْ مُضَبَّبًا () بِأَحَدِهِمَا, لَكِنْ تُبَاحُ ضَبَّةٌ يَسِيرَةٌ مِنْ فِضَّةٍ لِحَاجَة ٍ () وَمَا لَمْ تُعْلَمْ نَجَاسَتُهُ مِنْ آنِيَةِ كُفَّارٍ, وَثِيَابُهُمْ طَاهِرَةٌ, وَلَا يَطْهُرُ جِلْدُ مَيِّتَةٍ بِدِبَاغ ٍ () وَكُلُّ أَجْزَائِهَا نَجِسَةٌ إِلَّا شَعْرًا وَنَحْوَه ُ () وَالْمُنْفَصِلُ مِنْ حَيٍّ كَمَيْتَتِهِ ().
اَلِاسْتِنْجَاءُ وَالِاسْتِجْمَارُ
اَلِاسْتِنْجَاءُ وَاجِبٌ مِنْ كُلِّ خَارِجٍ إِلَّا اَلرِّيحَ وَالطَّاهِرَ وَغَيْرَ اَلْمُلَوَّث ِ () وَسُنَّ عِنْدَ دُخُولِ خَلَاءٍ قَوْلُ: , بِسْمِ اَللَّهِ اَللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ اَلْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ () () وَبَعْدَ خُرُوج ٍ () مِنْهُ: , غُفْرَانَكَ - , اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلَّذِي أَذْهَبَ عَنِّي اَلْأَذَى وَعَافَانِي () ().
وَتَغْطِيَةُ رَأْسٍ وَانْتِعَالٌ, وَتَقْدِيمُ رِجْلِهِ اَلْيُسْرَى دُخُولًا, وَاعْتِمَادُهُ عَلَيْهَا جُلُوسًا, وَالْيُمْنَى خُرُوجًا, عَكْسُ مَسْجِدٍ وَنَعْلٍ وَنَحْوِهِمَا, وَبُعْد ٌ () فِي فَضَاءٍ, وَطَلَبُ مَكَانٍ رَخْو ٍ () لِبَوْلٍ, وَمَسْحُ اَلذِّكْرِ بِالْيَدِ اَلْيُسْرَى إِذَا اِنْقَطَعَ اَلْبَوْلُ مِنْ أَصْلِهِ إِلَى رَأْسِهِ ثَلَاثًا, وَنَتْرُهُ ثَلَاثًا.
وَكُرِهَ دُخُولُ خَلَاءٍ بِمَا فِيهِ ذَكَرُ اَللَّهِ -تَعَالَى - وَكَلَامٌ فِيهِ بِلَا حَاجَةٍ, وَرَفْعُ ثَوْبٍ قَبْلَ دُنُوٍّ مِنَ اَلْأَرْضِ, وَبَوْلٌ فِي شَقّ ٍ () وَنَحْوِهِ, وَمَسُّ فَرْجٍ بِيَمِينٍ بِلَا حَاجَةٍ, وَاسْتِقْبَالُ اَلنَّيِّرَيْن ِ () وَحَرُمَ اِسْتِقْبَالُ قِبْلَةٍ وَاسْتِدْبَارُهَا فِي غَيْرِ بُنْيَانٍ, وَلُبْثٌ فَوْقَ اَلْحَاجَةِ, وَبَوْلٌ فِي طَرِيقٍ مَسْلُوكٍ وَنَحْوِه ِ () وَتَحْتَ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ ثَمَرًا مَقْصُودًا.
وَسُنَّ اِسْتِجْمَارٌ ثُمَّ اِسْتِنْجَاءٌ بِمَاءٍ, وَيَجُوزُ اَلِاقْتِصَارُ عَلَى أَحَدِهِمَا, لَكِنَّ اَلْمَاءَ أَفْضَلُ حِينَئِذٍ, وَلَا يَصِحُّ اِسْتِجْمَارٌ إِلَّا بِطَاهِرٍ مُبَاحٍ يَابِسٍ مُنَقّ ٍ () وَحَرُمَ بِرَوْث ٍ () وَعَظْمٍ وَطَعَامٍ وَذِي حُرْمَة ٍ () وَمُتَّصِلٍ بِحَيَوَانٍ, وَشُرِطَ لَهُ عَدَمُ تَعَدِّي خَارِجٍ مَوْضِعَ اَلْعَادَة ِ () وَثَلَاثُ مَسَحَاتٍ مُنَقِّيَةٍ فَأَكْثَر ُ ().
اَلسِّوَاكُ وَتَوَابِعُهُ
يَسُنُّ اَلسِّوَاكُ بِالْعُودِ () () كُلَّ وَقْتٍ, إِلَّا لِصَائِمٍ بَعْدَ اَلزَّوَالِ فَيُكْرَه ُ (). وَيَتَأَكَّدُ عِنْدَ صَلَاةٍ وَنَحْوِهَا وَتَغَيُّر ِ () فَمٍ وَنَحْوِهِ.
وَسُنَّ بُدَاءَةٌ بِالْأَيْمَنِ فِيهِ, وَفِي طُهْرٍ وَشَأْنِهِ كُلِّهِ, وَادِّهَانٌ غِبًّا, وَاكْتِحَالٌ فِي كُلِّ عَيْنٍ ثَلَاثًا, وَنَظَرٌ فِي مِرْآةٍ, وَتَطَيُّبٌ, وَاِسْتِحْدَاد ٌ () وَحَفُّ شَارِب ٍ () وَتَقْلِيمُ ظُفُرٍ, وَنَتْفُ إِبِط ٍ () وَكُرِهَ قَزَع ٌ () وَنَتْفُ شَيْبٍ, وَثَقْبُ أُذُنِ صَبِيٍّ, وَيَجِبُ خِتَانُ ذَكَرٍ وَأُنْثَى () "بُعَيْدَ بُلُوغٍ مَعَ أَمِنِ اَلضَّرَرِ, وَيُسَنُّ قَبْلَهُ, وَيُكْرَهُ سَابِعَ وِلَادَتِهِ وَمِنْهَا إِلَيْهِ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/495)
ـ[ aboumalik] ــــــــ[10 - 11 - 03, 12:48 ص]ـ
أخصر المختصرات 4
فُرُوضُ اَلْوُضُوءِ وَسُنَنُهُ
فُرُوضُ اَلْوُضُوءِ سِتَّةٌ
غَسْلُ اَلْوَجْهِ مَعَ مَضْمَضَةٍ وَاسْتِنْشَاقٍ، وَغَسْلُ اَلْيَدَيْنِ, وَالرِّجْلَيْنِ وَمَسْحُ جَمِيعِ اَلرَّأْسِ مَعَ اَلْأُذُنَيْنِ, وَتَرْتِيبٌ وَمُوَالَاةٌ.
وَالنِّيَّةُ شَرْطٌ لِكُلِّ طَهَارَة ٍ () شَرْعِيَّةٍ غَيْرَ إِزَالَةِ خَبَثٍ، وَغُسْلِ كِتَابِيَّة ٍ () لِحِلِّ وَطْء ٍ () وَمُسْلِمَةٍ مُمْتَنِعَةٍ.
وَالتَّسْمِيَةُ وَاجِبَةٌ فِي وُضُوءٍ وَغُسْلٍ وَتَيَمُّمٍ وَغَسْلِ يَدَيْ قَائِمٍ مِنْ نَوْمِ لَيْلٍ نَاقِضٍ لِوُضُوء ٍ () وَتَسْقُطُ سَهْوًا وَجَهْلاً.
وَمِنْ سُنَنِهِ اِسْتِقْبَالُ قِبْلَةٍ, وَسِوَاكٌ, وَبُدَاءَةٌ بِغَسْلِ يَدِي غَيْرِ قَائِمٍ مِنْ نَوْمِ لَيْلٍ, وَيَجِبُ لَهُ ثَلَاثًا تَعَبُّدًا, وَبِمَضْمَضَةٍ فَاسْتِنْشَاقٍ وَمُبَالَغَةٌ فِيهِمَا لِغَيْرِ صَائِمٍ, وَتَخْلِيلُ شَعْرٍ كَثِيف ٍ () وَالْأَصَابِعِ [وغسْلَةٌ] () ثَانِيَةٌ وَثَالِثَةٌ, وَكُرِهَ أَكْثَرُ.
وَسُنَّ بَعْدَ فَرَاغِهِ رَفْعُ بَصَرِهِ إِلَى اَلسَّمَاءِ وَقَوْلُ مَا وَرَد َ () وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
اَلْمَسْحُ عَلَى اَلْخُفَّيْنِ وَالْجَبِيرَةِ وَالْعَمَائِمِ
يَجُوزُ اَلْمَسْحُ عَلَى خُفٍّ وَنَحْوِه ِ () وَعِمَامَةِ ذَكَرٍ مُحَنَّكَةٍ أَوْ ذَاتِ ذُؤَابَةٍ, وَخُمُرِ نِسَاءٍ مُدَارَةٍ تَحْتَ حُلُوقِهِنّ َ () وَعَلَى جَبِيرَةٍ () لَمْ تُجَاوِزْ قَدْرَ اَلْحَاجَةِ إِلَى حَلِّهَا, وَإِنْ جَاوَزَتْهُ أَوْ وَضَعَهَا عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ لَزِمَ نَزْعُهَا, فَإِنْ خَافَ اَلضَّرَرَ تَيَمَّمَ, مَعَ مَسْحِ مَوْضُوعَةٍ عَلَى طَهَارَةٍ. وَيَمْسَحُ مُقِيمٌ وَعَاصٍ بِسَفَرِهِ مِنْ حَدَثٍ بَعْدَ لُبْسٍ يَوْمًا وَلَيْلَةً، وَمُسَافِرٌ سَفَرَ قَصْرٍ ثَلَاثَةً بِلَيَالِيهَ ا ().
فَإِنْ مَسَحَ فِي سَفَرٍ ثُمَّ أَقَامَ أَوْ عَكَس َ () فَكَمُقِيمٍ, وَشُرِطَ تَقَدُّمُ كَمَالِ طَهَارَة ٍ () وَسَتْرُ مَمْسُوحٍ مَحَلَّ فَرْضٍ وَثُبُوتُهُ بِنَفْسِهِ, وَإِمْكَانُ مَشْيٍ بِهِ عُرْفًا وَطَهَارَتُهُ وَإِبَاحَتُهُ.
وَيَجِبُ مَسْحُ أَكْثَرِ دَوَائِرِ عِمَامَةٍ, وَأَكْثَرِ ظَاهِرِ قَدَمِ خُفٍّ, وَجَمِيعُ جَبِيرَةٍ، وَإِنْ ظَهَرَ بَعْضُ مَحَلِّ فَرْضٍ أو تمَّتْ اَلْمُدَّةُ اسْتَأْنَفَ اَلطَّهَارَةَ.
نَوَاقِضُ اَلْوُضُوءِ
نَوَاقِضُ اَلْوُضُوءِ ثَمَانِيَةٌ:
خَارِجٌ مِنْ سَبِيلٍ مُطْلَقً ا () وَخَارِجٌ مِنْ بَقِيَّةِ اَلْبَدَنِ مِنْ بَوْلٍ وَغَائِطٍ وَكَثِيرِ نَجَسِ غَيْرِهمَ () وَزَوَالُ عَقْلٍ إِلَّا يَسِيرَ نَوْمٍ مِنْ قَائِمٍ أَوْ قَاعِد ٍ () وَغُسْلُ مَيِّت ٍ () وَأَكْلُ لَحْمِ إِبِلٍ, وَالرِّدَّةُ, وَكُلُّ مَا أَوْجَبَ غُسْلاً غَيْرَ مَوْتٍ, وَمَسُّ فَرْجِ آدَمِيٍّ مُتَّصِل ٍ () أَوْ حَلْقَةِ دُبُرِهِ بِيَدٍ، وَلَمْسُ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى اَلْآخَرَ لِشَهْوَة ٍ () بِلَا حَائِلٍ فِيهِمَا, لَا لِشَعْرٍ وَسِنٍّ وَظُفْرٍ وَلَا بِهَا وَلَا مَنْ دُونَ سَبْعٍ.
وَلَا يَنْتَقِضُ وُضُوءُ مَلْمُوسٍ مُطْلَقًا, وَمَنْ شَكَّ فِي طَهَارَةٍ أَوْ حَدَثٍ بَنَى عَلَى يَقِينِهِ.
وَحَرُمَ عَلَى مُحْدِثٍ مَسُّ مُصْحَفٍ وَصَلَاةٌ وَطَوَافٌ, وَعَلَى جُنُبٍ وَنَحْوِه ِ () ذَلِكَ, وَقِرَاءَةُ آيَةِ قُرْآنٍ, وَلُبْث ٌ () فِي مَسْجِدٍ بِغَيْرِ وُضُوءٍ.
مُوجِبَاتُ اَلْغُسْلِ وَتَوَابِعُهُ
مُوجِبَاتُ اَلْغُسْلِ سَبْعَةٌ:
خُرُوجُ اَلْمَنِيِّ مِنْ مَخْرَجِهِ بِلَذَّةٍ وَانْتِقَالُه ُ () وَتَغْيِيبُ حَشَفَة ٍ () فِي فَرْجٍ أَوْ دُبُرٍ وَلَوْ لِبَهِيمَةٍ أَوْ مَيِّتٍ بِلَا حَائِلٍ, وَإِسْلَامُ كَافِرٍ, وَمَوْتٌ, وَحَيْضٌ, وَنِفَاسٌ.
وَسُنَّ لِجُمُعَةٍ, وَعِيدٍ, وَكُسُوفٍ, وَاسْتِسْقَاء ٍ () وَجُنُونٍ, وَإِغْمَاءٍ لَا اِحْتِلَامَ فِيهِمَا, وَاسْتِحَاضَةٍ لِكُلِّ صَلَاةٍ, وَإِحْرَامٍ, وَدُخُولِ مَكَّةَ, وَحَرَمِهَا, وَوُقُوفٍ بِعَرَفَةَ, وَطَوَافِ زِيَارَةٍ, وَوَدَاعٍ, وَمَبِيتٍ بِمُزْدَلِفَةَ, ورَمْيِ جمارٍ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/496)
وَتَنْقُضُ اَلْمَرْأَةُ شَعْرَهَا لِحَيْضٍ وَنِفَاسٍ, لَا جَنَابَةٍ إِذَا رَوَتْ أُصُولَهُ.
وَسُنَّ تَوَضُّؤٌ بِمُدٍّ, وَاغْتِسَالٌ بِصَاع ٍ () وَكُرِهَ إِسْرَاف ٌ () وَإنْ نَوَى بالغُسْلِ رَفْعَ اَلْحَدَثَيْنِ أَوْ اَلْحَدَثِ ِوَأَطْلَقَ اِرْتَفَعَا.
وَسُنَّ لِجُنُبٍ غَسْلُ فَرْجِهِ, وَالْوُضُوءُ لَأَكْلٍ وَشُرْبٍ وَنَوْمٍ, وَمُعَاوَدَةِ وَطْءٍ، وَالْغُسْلُ لَهَا أَفْضَلُ, وَكُرِهَ نَومُ جُنُبٍ بِلَا وُضُوءٍ.
اَلتَّيَمُّمُ وَتَوَابِعُهُ
يَصِحُّ اَلتَّيَمُّمُ بِتُرَابٍ طَهُور ٍ () مُبَاحٍ لَهُ غُبَارٌ إِذَا عُدِمَ اَلْمَاءُ لِحَبْس ٍ () أَوْ غَيْرِهِ, أَوْ خِيفَ بِاسْتِعْمَالِهِ, أَوْ طَلَبِهِ ضَرَرٌ بِبَدَنٍ أَوْ مَالٍ أَوْ غَيْرِهِمَا, وَيُفْعَلُ عَنْ كُلِّ مَا يُفْعَلُ بِالْمَاء ِ () سِوَى نَجَاسَةٍ عَلَى غَيْرِ بَدَنٍ إِذَ ا () دَخَلَ وَقْتُ فَرْضٍ َوَأُبِيحُ غَيْرُهُ.
وَإِنْ وَجَدَ مَاءً لَا يَكْفِي طَهَارَتَهُ اِسْتَعْمَلَهُ ثُمَّ تَيَمَّمَ.
وَيَتَيَمَّمُ لِلْجُرْحِ عِنْدَ غَسْلِهِ, إِنْ لَمْ يُمْكِنُ مَسْحُهُ بِالْمَاءِ وَيَغْسِلُ اَلصَّحِيحَ.
وَطَلَبُ اَلْمَاءِ شَرْطٌ () فَإِنْ نَسِيَ قُدْرَتَهُ عَلَيْه ِ () وَتَيَمَّمَ أَعَادَ.
وَفُرُوضُهُ: مَسْحُ وَجْهِهِ, وَيَدَيْهِ إِلَيَّ كُوعَيهِ, وَفِي أَصْغَرَ تَرْتِيبٌ وَمُوَالَاةٌ أَيْضًا.
وَنِيَّةُ اَلِاسْتِبَاحَةِ شَرْط ٌ () لِمَا يَتَيَمَّمُ لَهُ, وَلَا يُصَلِّي بِهِ فَرْضًا, إِنْ نَوَى نَفْلاً أَوْ أَطْلَقَ. وَيَبْطُلُ بِخُرُوجِ اَلْوَقْتِ, وَمُبْطِلَاتِ اَلْوُضُوءِ, وَبِوُجُودِ مَاءٍ إِنْ تَيَمَّمَ لِفَقْدِهِ. وَسُنَّ لِرَاجِيهِ تَأْخِيرٌ لِآخِرِ وَقْتِ مُخْتَارٍ.
وَمَنْ عَدِمَ اَلْمَاءَ وَالتُّرَابَ أَوْ لَمْ يُمْكِنْهُ اِسْتِعْمَالُهُمَا صَلَّى اَلْفَرْضَ فَقَط ْ () عَلَى حَسَبِ حَالِهِ, وَلَا إِعَادَةَ, وَيَقْتَصِرُ عَلَى مُجْزِئٍ, وَلَا يَقْرَأُ فِي غَيْرِ اَلصَّلَاةِ إِنْ كَانَ جُنُبًا.
طَهَارَةُ اَلْأَرْضِ وَالثِّيَابِ
تَطْهُرُ أَرْضٌ وَنَحْوُهَ ا () بِإِزَالَةِ عَيْنِ اَلنَّجَاسَةِ وَأَثَرِهَا بِالْمَاءِ, وَبَوْلُ غُلَامٍ لَمْ يَأْكُلْ طَعَامًا بِشَهْوَةٍ, وَقَيْئُهُ يَغْمُرُهُ بِهِ, وَغَيْرُهُمَ ا () بِسَبْعِ غَسَلَاتٍ, أَحَدُهَا بِتُرَابٍ وَنَحْوِه ِ () فِي نَجَاسَةِ كَلْبٍ وَخِنْزِيرٍ فَقَطْ مَعَ زَوَالِهَا, وَلَا يَضُرُّ بَقَاءُ لَوْنٍ أَوْ رِيحٍ أَوْ هُمَا عَجْزً ا () وَتَطْهُرُ خمْرَةٌ اِنْقَلَبْتْ بِنَفْسِهَا خَلًّا, وَكَذَا دَنُّهَا () لَا دُهْنٌ وَمُتَشَرِّبٌ نَجَاسَة ً ().
وَعُفِيَ فِي غَيْرِ مَائِعٍ وَمَطْعُومٍ عَنْ يَسِيرِ دَمٍ نَجِسٍ وَنَحْوِه ِ () مِنْ حَيَوَانٍ طَاهِرٍ لَا دَمَ سَبِيلٍ إِلَّا مِنْ حَيْضٍ, وَمَا لَا نَفْسَ لَه ُ () سَائِلَةٌ, وَقَمْلٌ وَبَرَاغِيثُ وَبَعُوضٌ وَنَحْوُهَا طَاهِرَةٌ مُطْلَقً ا () وَمَائِعٌ مُسْكِرٌ, وَمَا لَا يُؤْكَلُ مِنْ طَيْرٍ وَبَهَائِمَ مِمَّا فَوْقَ اَلْهِرِّ خِلْقَةً, وَلَبَنٌ وَمَنِيٌّ مِنْ غَيْرِ آدَمِيٍّ وَبَوْلٌ وَرَوْثٌٍ, وَنَحْوُهَا مِنْ غَيْرِ مَأْكُولِ اَللَّحْمِ نَجِسَةٌ, وَمِنْهُ طَاهِرَة ٌ () كَمِمَّا لَا دَمَ لَهُ سَائِلٌ. وَيُعْفَى عَنْ يَسِيرِ طِينِ شَارِعٍ عُرْفًا إِنْ عُلِمَتْ نَجَاسَتُهُ وَإِلَّا فَطَاهِرٌ.
فَصْلٌ فِي اَلْحَيْضِ
لَا حَيضَ مَعَ حَمْلٍ, وَلَا بَعْدَ خَمْسِينَ سَنَة ً () وَلَا قَبْلَ تَمَامِ تِسْعِ سِنِينَ.
وَأَقَلُّهُ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ وَأَكْثَرُهُ خَمْسَةَ عَشَرَ وَغَالِبُهُ سِتٌّ أَوْ سَبْعٌ, وَأَقَلُّ طَهُرٍ بَيْنَ حَيْضَتَيْنِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ, وَلَا حَدَّ لِأَكْثَرِهِ, وَحَرُمَ عَلَيْهِمَا فِعْلُ صَلَاةٍ وَصَوْمٍ, وَيَلْزَمُهَا قَضَاؤُه ُ () وَيَجِبُ بِوَطْئِهَا فِي اَلْفَرْجِ دِينَارٌ أَوْ نِصْفُه ُ () كَفَّارَةً, وَتُبَاحُ اَلْمُبَاشَرَةُ فِيمَا دُونَهُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/497)
وَالْمُبْتَدَأَة ُ () تَجْلِسُ أَقَلَّهُ ثُمَّ تَغْتَسِلُ وَتُصَلِّي, فَإِنْ لَمْ يُجَاوِزْ دَمُهَا أَكْثَرَهُ اِغْتَسَلَتْ أَيْضًا إِذَا اِنْقَطَعَ, فَإِنْ تَكَرَّرَ ثَلَاثًا فَهُوَ حَيْضٌ تَقْضِي مَا وَجَبَ فِيهِ, وَإِنْ أَيِسَتْ قَبْلَهُ, أَوْ لَمْ يَعُدْ فَلَا, وَإِنْ جَاوَزَهُ فَمُسْتَحَاضَةٌ تَجْلِسُ اَلْمُتَمَيِّزَ إِنْ كَانَ, وَصَلُحَ فِي اَلشَّهْرِ اَلثَّانِي, وَإِلَّا أَقَلَّ اَلْحَيْضِ حَتَّى تَتَكَرَّرَ اِسْتِحَاضتُهَا ثُمَّ غَالِبَه
وَمُسْتَحَاضَةٌ مُعْتَادَةٌ تُقَدِّمُ عَادَتَهَا, وَيَلْزَمُهَا وَنَحْوَهَا غَسْلُ اَلْمَحَلِّ وَعَصْبُهُ وَالْوُضُوءُ لِكُلِّ صَلَاةٍ إِنْ خَرَجَ شَيْءٌ, وَنِيَّةُ اَلِاسْتِبَاحَةِ, وَحَرُمَ وَطْؤُهَا إِلَّا مَعَ خَوْفِ اَلزِّنَا.
وَأَكْثَرُ مُدَّةِ اَلنِّفَاسِ أَرْبَعُونَ يَوْمًا, وَالنَّقَاءُ زَمَنُهُ طُهْر ٌ () يُكْرَهُ اَلْوَطْءُ فِيهِ, وَهُوَ كَحَيْضٍ فِي أَحْكَامِهِ غَيْرَ عِدَّةٍ وَبُلُوغ ٍ ().
كِتَابُ اَلصَّلَاةِ
تَجِبُ اَلْخَمْسُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ مُكَلَّف ٍ () إِلَّا حَائِضًا وَنُفَسَاءَ, وَلَا تَصِحُّ مِنْ مَجْنُونٍ وَلَا صَغِيرٍ غَيْرِ مُمَيَّز ٍ () وَعَلَى وَلِيِّهِ أَمْرُهُ بِهَا لِسَبْعٍ, وَضَرْبُهُ عَلَى تَرْكِهَا لِعَشْرٍ, وَيَحْرُمُ تَأْخِيرُهَا إِلَى وَقْتِ اَلضَّرُورَةِ إِلَّا مِمَّنْ لَهُ اَلْجَمْعُ بِنِيَّتِهِ, وَمُشْتَغِلٌ بِشَرْطٍ لَهَ ا () يَحْصُلُ قَرِيبًا, وَجَاحِدُهَا كَافِر ٌ ().
اَلْأَذَانُ وَالْإِقَامَةُ
اَلْأَذَانُ وَالْإِقَامَةُ فَرْضَا كِفَايَةٍ عَلَى اَلرِّجَالِ اَلْأَحْرَارِ اَلْمُقِيمِينَ لِلْخَمْس ِ () اَلْمُؤَدَّاةِ وَالْجُمْعَةِ.
و لَا يَصِحُّ إِلَّا مُرَتَّبًا مُتَوَالِيًا مَنْوِيَّا مِنْ ذَكَرٍ مُمَيَّزٍ عَدْل ٍ () وَلَوْ ظَاهِرًا وَبَعْدَ اَلْوَقْتِ لِغَيْرِ فَجْر ٍ () وَسُنَّ كَوْنُهُ صَيِّتًا أَمِينًا عَالِمًا بِالْوَقْت ِ ()
وَمَنْ جَمَعَ أَوْ قَضَى فَوَائِتَ أَذَّنَ لِلْأُولَى, وَأَقَامَ لِكُلِّ صَلَاةِ.
وَسُنَّ لِمُؤَذِّنٍ وَسَامِعِهِ مُتَابَعَةُ قَوْلِه ِ () سِرًّا إِلَّا فِي اَلْحَيْعَلَةِ, فَيَقُولُ: اَلْحَوْقَلَة َ () وَفِي اَلتَّثْوِيب ِ () صَدَقْتَ وَبَرَرْتَ, وَالصَّلَاةُ عَلَى اَلنَّبِيِّ -عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ- بَعْدَ فَرَاغِهِ, وَقَوْلُ مَا وَرَد َ () وَالدُّعَاءُ.
(وَحَرُمَ خُرُوجٌ مِنْ مَسْجِدٍ بَعْدَهُ بِلَا عُذْر ٍ () أَوْ نِيَّةِ رُجُوعٍ) ().
شُرُوطُ صِحَّةِ اَلصَّلَاةِ وَالْمَبَاحِثُ اَلْمُتَعَلِّقَةُ بِهَا
شُرُوطُ صِحَّةِ اَلصَّلَاةِ سِتَّةٌ:
طَهَارَةُ اَلْحَدَثِ وَتَقَدَّمْتْ, وَدُخُولُ اَلْوَقْتِ, فَوَقْتُ اَلظُّهْرِ مِنَ اَلزَّوَالِ حَتَّى يَتَسَاوَىَ مُنْتَصِبٌ وَفَيْؤُهُ سِوَى ظِلِّ اَلزَّوَال ِ ().
وَيَلِيه اَلْمُخْتَارُ لِلْعَصْرِ حَتَّى يَصِيرَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَيْهِ, سِوَى ظِلِّ اَلزَّوَالِ, وَالضَّرُورَةُ إِلَى اَلْغُرُوبِ, وَيَلِيه اَلْمَغْرِبُ حَتَّى يَغِيبَ اَلشَّفَقُ اَلْأَحْمَرُ, وَيَلِيَهُ اَلْمُخْتَارُ لِلْعِشَاءِ إِلَى ثُلُثِ اَللَّيْلِ اَلْأَوَّلِ, وَالضَّرُورَةُ إِلَى طُلُوعِ فَجْرٍ ثَانٍ, وَيَلِيه اَلْفَجْرُ إِلَى اَلشُّرُوقِ.
وَتُدْرَكُ مَكْتُوبَةٌ بِإِحْرَامٍ فِي وَقْتِهَا, لَكِنْ يَحْرُمُ تَأْخِيرُهَا إِلَى وَقْتٍ لَا يَسَعُهَا, وَلَا يُصَلِّي حَتَّى يَتَيَقَّنَه ُ () أَوْ يَغْلِبَ عَلَى ظَنِّهِ دُخُولُهُ إِنْ عَجَزَ عَنِ اَلْيَقِينِ, وَيُعِيدُ إِنْ أَخْطَأَ.
وَمَنْ صَارَ أَهْلاً لِوُجُوبِهَ ا () قَبْلَ خُرُوجِ وَقْتِهَا بِتَكْبِيرَةٍ لَزِمَتْهُ, وَمَا يُجْمَعُ إِلَيْهَا قَبْلَهَا. وَيَجِبُ فَوْرًا قَضَاءُ فَوَائِتَ مُرَتَّبًا مَا لَمْ يَتَضَرَّرْ أَوْ يَنْس َ () أَوْ يَخْشَ فَوْتَ حَاضِرَةٍ أَوْ اِخْتِيَارِهَا.
اَلثَّالِثُ: سَتْرُ اَلْعَوْرَةِ, وَيَجِبُ حَتَّى خَارِجَهَا, وَفِي خَلْوَةٍ, وَفِي ظُلْمَةٍ بِمَا لَا يَصِفُ اَلْبَشَرَةَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/498)
وَعَوْرَةُ رَجُلٍ وَحُرَّةٍ مُرَاهَقَة ٍ () وأَمَةٍ مَا بَيْنَ سُرَّةٍ وَرُكْبَةٍ, وَابْنِ سَبْعٍ إِلَى عَشْرٍ اَلْفَرْجَانِ, وَكُلُّ اَلْحَرَّةِ عَوْرَةٌ إِلَّا وَجْهَهَ ا () فِي اَلصَّلَاةِ.
وَمَنِ اِنْكَشَفَ بَعْضُ عَوْرَتِهِ وَفَحُشَ أَوْ صَلَّى فِي نَجَسٍ أَوْ غَصْبٍ ثَوْبًا أَوْ بُقْعَة ً () أَعَادَ, لَا مَنْ حُبِسَ فِي مَحَلٍّ نَجِسٍ (أَوْ غَصْبٍ) () لَا يُمْكِنُهُ اَلْخُرُوجُ مِنْهُ.
اَلرَّابِعُ: اِجْتِنَابُ نَجَاسَةٍ غَيْرِ مَعْفُوٍّ عَنْهَا فِي بَدَنٍ وَثَوْب ٍ () وَبُقْعَةٍ مَعَ اَلْقُدْرَة ِ ().
وَمَنْ جَبَرَ عَظْمَهَ أَوْ خَاطَهُ بِنَجَسٍ وَتَضَرَّر بِقَلْعِهِ لَمْ يَجِبْ, وَيَتَيَمَّمُ إِنْ لَمْ يُغَطِّهِ اَللَّحْمُ.
وَلَا تَصِحُّ بِلَا عُذْرٍ فِي مَقْبَرَةٍ وَخَلَاء ٍ () وَحَمَّامٍ وَأَعْطَانِ إِبِل ٍ () وَمَجْزَرَة ٍ () وَمَزْبَلَةٍ وَقَارِعَةِ طَرِيق ٍ () وَلَا فِي أَسْطِحَتِهَا
اَلْخَامِسُ: اِسْتِقْبَالُ اَلْقِبْلَةِ, وَلَا تَصِحُّ بِدُونِهِ إِلَّا لِعَاجِز ٍ () وَمُتَنَفِّلٍ فِي سَفَرٍ مُبَاحٍ. وَفرْضُ قَرِيبٍ مِنْهَا إِصَابَةُ عَيْنِهَا, وَبَعِيدٍ جِهَتِهَا, وَيُعْمَلُ وُجُوبًا بِخَبَرِ ثِقَةٍ بِيَقِين ٍ () وَبِمَحَارِيبِ اَلْمُسْلِمِينَ, وَإِنِ اِشْتَبَهَتْ فِي اَلسَّفَرِ اِجْتَهَدَ عَارِفٌ بِأَدِلَّتِهَا () وَقلَّدَ غَيْرَهُ إِنْ صَلَّى بِلَا أَحَدِهِمَا مَعَ (اَلْقُدْرَةِ) () قَضَى مُطْلَقًا. ()
اَلسَّادِسُ: اَلنِّيَّةُ, فَيَجِبُ تَعْيِينُ مُعَيَّنَة ٍ () وَسُنَّ مُقَارَنَتُهَا لِتَكْبِيرَةِ إِحْرَامٍ, وَلَا يَضُرُّ تَقْدِيمُهَا عَلَيْهَا بِيَسِيرٍ.
وَشُرِطَ نِيَّةُ إِمَامَةٍ وَائْتِمَامٍ, وَلِمُؤْتَمٍّ اِنْفِرَادٌ لِعُذْرٍ, وَتَبْطُلُ صَلَاتُهُ بِبُطْلَانِ صَلَاةِ إِمَامِهِ, لَا عَكْسَ إِنْ نَوَى إِمَامٌ اَلِانْفِرَادَ.
بَاب صِفَةِ اَلصَّلَاةِ
يُسَنُّ خُرُوجُهُ إِلَيْهَا مُتَطَهِّرًا بِسَكِينَة ٍ () وَوَقَارٍ مَعَ قَوْلِ مَا وَرَد َ ().
وَقِيَامُ إِمَامٍ, فَغَيْرُ مُقِيمٍ إِلَيْهَا عِنْدَ قَوْلِ مُقِيمٍ:"قَدْ قَامَتْ اَلصَّلَاةُ", فَيَقُولُ:"اَللَّهُ أَكْبَرُ" وَهُوَ قَائِمٌ فِي فَرْضٍ رَافِعًا يَدَيْهِ إِلَى حَذْوِ مَنْكِبَيْه ِ () ثُمَّ يَقْبِضُ بِيُمْنَاهُ كُوعَ يُسْرَاهُ وَيَجْعَلُهُمَا تَحْتَ سُرَّتِهِ, وَيَنْظُرُ مَسْجِدَهُ فِي كُلِّ صَلَاتِهِ ثُمَّ يَقُولُ: "سُبْحَانَكَ اَللَّهُمّ َ () وَبِحَمْدِكَ, وَتَبَارَكَ اِسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ, وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ".
ثُمَّ يَسْتَعِيذ ُ () ثُمَّ يُبَسْمِلُ (سِرًّا) ().
ثُمَّ يَقْرَأُ اَلْفَاتِحَةَ مُرَتَّبَةً مُتَوَالِيَةً, وَفِيهَا إِحْدَى عَشْرَةَ تشديدةً, وَإِذَا فَرَغَ قَالَ: "آمِينَ " () يَجْهَرُ بِهَا إِمَامٌ وَمَأْمُومٌ مَعًا فِي جَهْرِيَّةٍ وَغَيْرُهُمَا () فِيمَا يُجْهَرُ فِيهِ.
وَيُسَنُّ جَهْرُ إِمَامٍ بِقِرَاءَةِ صُبْحٍ وَجُمُعَةٍ وَعِيدٍ وَكُسُوفٍ وَاسْتِسْقَاءٍ, وَأُولَيَيْ مَغْرِبٍ وَعِشَاءٍ, وَيُكْرَهُ لِمَأْمُومٍ, وَيُخَيَّرُ مُنْفَرِدٌ وَنَحْوُهُ. ثُمَّ يَقْرَأُ بَعْدَهَا سُورَةً فِي اَلصُّبْحِ مِنْ طِوَالِ اَلْمُفَصَّل ِ () وَالْمَغْرِبِ مِنْ قِصَارِهِ, وَالْبَاقِي مِنْ أَوْسَاطِهِ.
ثُمَّ يَرْكَعُ مُكَبِّرًا رَافِعًا يَدَيْهِ, ثُمَّ يَضَعُهُمَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ مُفَرَّجَتَيْ اَلْأَصَابِعِ وَيُسَوِّي ظَهْرَهُ, وَيَقُولُ: "سُبْحَانَ رَبِّي اَلْعَظِيمِ" ثَلَاثًا, وَهُوَ أَدْنَى اَلْكَمَالِ ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَدَيْهِ مَعَه ُ () قَائِلاً: "سَمِعَ اَللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ" وَبَعْدَ اِنْتِصَابِهِ: "رَبَّنَا وَلَكَ اَلْحَمْدُ مِلْءَ اَلسَّمَاءِ وَمِلْءَ اَلْأَرْضِ وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ " () وَمَأْمُومٌ: "رَبَّنَا وَلَكَ اَلْحَمْدُ" فَقَطْ. ثُمَّ يُكَبِّرُ وَيَسْجُدُ عَلَى اَلْأَعْضَاءِ اَلسَّبْعَةِ, فَيَضَعُ رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ يَدَيْهِ ثُمَّ جَبْهَتَهُ وَأَنْفَهُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/499)
وَسُنَّ كَوْنُهُ عَلَى أَطْرَافِ أَصَابِعِه ِ () وَمُجَافَاةُ عَضُدَيْه ِ () عَنْ جَنْبَيْهِ, وَبَطْنُهُ عَنْ فَخِذَيْهِ, وَتَفْرِقَةُ رُكْبَتَيْهِ وَيَقُولُ: "سُبْحَانَ رَبِّي اَلْأَعْلَى" ثَلَاثًا, وَهِيَ أَدْنَى (اَلْكَمَالِ) (). ثُمَّ يَرْفَعُ مُكَبِّرًا وَيَجْلِسُ مُفْتَرِشً ا () وَيَقُولُ: "رَبِّ اِغْفِرْ لِي" ثَلَاثًا, وَهُوَ أَكْمَلُهُ, وَيَسْجُدُ اَلثَّانِيَةَ كَذَلِكَ, ثُمَّ يَنْهَضُ مُعْتَمِدًا عَلَى رُكْبَتَيْهِ بِيَدَيْهِ, فَإِنْ شَقَّ فَبِالْأَرْضِ, فَيَأْتِي بِمِثْلِهَ ا () غَيْرَ اَلنِّيَّةِ والتحريمةِ وَالِاسْتِفْتَاحِ وَالتَّعَوُّذِ, إِنْ كَانَ تَعَوَّذ َ () ثُمَّ يَجْلِسُ مُفْتَرِشًا.
وَسُنَّ وَضْعُ يَدَيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَبْضُ اَلْخِنْصَرِ وَالْبِنْصَرِ مِنْ يُمْنَاهُ, وَتَحْلِيقُ إِبْهَامِهِمَا مَعَ اَلْوُسْطَى, وَإِشَارَتُهُ بِسَبَّابَتِهَا فِي تَشَهُّدٍ وَدُعَاءٍ عِنْدَ ذِكْرِ اَللَّهِ مُطْلَقً ا () وَبَسْطُ اَلْيُسْرَى, ثُمَّ يَتَشَهَّدُ فَيَقُولُ: "اَلتَّحِيَّات ُ () لِلَّهِ, وَالصَّلَوَاتُ اَلطَّيِّبَاتُ, اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا اَلنَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اَللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ, اَلسَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اَللَّهِ اَلصَّالِحِينَ, أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ".
ثُمَّ يَنْهَضُ فِي مَغْرِبٍ وَرُبَاعِيَّة ٍ () مُكَبِّرًا وَيُصَلِّي اَلْبَاقِي كَذَلِكَ سِرًّا مُقْتَصِرًا عَلَى اَلْفَاتِحَةِ, ثُمَّ يَجْلِسُ مُتَوَرِّكً ا () فَيَأْتِي بِالتَّشَهُّدِ اَلْأَوَّلِ, ثُمَّ يَقُولُ: "اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ, وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ", وَسُنَّ أَنْ يَتَعَوَّذَ فَيَقُولَ: "أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ, وَمِنْ عَذَابِ اَلْقَبْرِ, وَمِنْ فِتْنَةِ اَلْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ فِتْنَةِ اَلْمَسِيحِ اَلدَّجَّالِ, اَللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ اَلْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ " () وَتَبْطُلُ بِدُعَاءٍ بِأَمْرِ اَلدُّنْيَا () ثُمَّ يَقُولُ عَنْ يَمِينِهِ ثُمَّ عِنْ يَسَارِهِ: "اَلسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللَّهِ ", مُرَتَّبًا مُعَرَّفًا () وُجُوبًا.
وَاِمْرَأَةٌ كَرَجُلٍ, لَكِنْ تَجْمَعُ نَفْسَهَا, وَتُجْلِسُ مُتَرَبِّعَةً, أَوْ مُسْدِلَةً رِجْلَيْهَا عَنْ يَمِينِهَا وَهُوَ أَفْضَلُ.
وَكُرِهَ فِيهَا اِلْتِفَاتٌ وَنَحْوُهُ بِلَا حَاجَةٍ وَإِقْعَاء ٌ ().
وَافْتِرَاشُ ذِرَاعَيْهِ سَاجِدًا, وَعَبَث ٌ () وَتَخَصُّر ٌ () وَفَرْقَعَةُ أَصَابِعَ وَتَشْبِيكُهَا, وَكَوْنُهُ حَاقِنً ا () وَنَحْوَهُ, وَتَائِقًا لِطَعَامٍ وَنَحْوِه ِ ().
وَإِذَا نَابَه ُ () شَيْءٌ سَبَّحَ رَجُلٌ, وَصَفَّقَتْ اِمْرَأَةٌ بِبَطْنِ كَفِّهَا عَلَى ظَهْرِ اَلْأُخْرَى, وَيُزِيلُ بُصَاقًا وَنَحْوَهُ بِثَوْبِهِ, وَيُبَاح ُ () فِي غَيْرِ مَسْجِدٍ عَنْ يَسَارِهِ, وَيُكْرَهُ أَمَامَهُ وَيَمِينَهُ.
أَرْكَانُ اَلصَّلَاةِ
وَجُمْلَةُ أَرْكَانِهَا أَرْبَعَةَ عَشَرَ:
اَلْقِيَامُ, والتحريمة ُ () وَالْفَاتِحَةُ, وَالرُّكُوعُ, وَالِاعْتِدَالُ عَنْهُ, وَالسُّجُودُ, وَالِاعْتِدَالُ عَنْهُ, وَالْجُلُوسُ بَيْنَ اَلسَّجْدَتَيْنِ, وَالطُّمَأْنِينَة ُ () وَالتَّشَهُّدُ اَلْأَخِيرُ, وَجِلْسَتُهُ, وَالصَّلَاةُ عَلَى اَلنَّبِيِّ عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ, وَالتَّسْلِيمَتَانِ, وَالتَّرْتِيبُ.
وَوَاجِبَاتُهَا ثَمَانِيَةٌ:
اَلتَّكْبِيرُ غَيْرَ التحريمةِ, وَالتَّسْمِيع ُ () وَالتَّحْمِيدُ, وَتَسْبِيحُ رُكُوعٍ وَسُجُودٍ, وَقَوْلُ: "رَبِّ اِغْفِرْ لِي", مَرَّةً مَرَّة ً () وَالتَّشَهُّدُ اَلْأَوَّلُ, وَجِلْسَتُهُ, وَمَا عَدَا ذَلِكَ, وَالشُّرُوطُ سُنَّةٌ, فَالرُّكْنُ وَالشَّرْطُ لَا يَسْقُطَانِ سَهْوًا وَجَهْلاً, وَيَسْقُطُ اَلْوَاجِبُ بِهِمَا ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/500)
سُجُودُ اَلسَّهْوِ
وَيُشْرَعُ سُجُودُ اَلسَّهْو ِ () لِزِيَادَةٍ وَنَقْصٍ وَشَكٍّ, لَا فِي عَمْدٍ, وَهُوَ وَاجِبٌ لِمَا تَبْطُلُ بِتَعَمُّدِه ِ () وَسُنَّةٌ لِإِتْيَانٍ بِقَوْلِ مَشْرُوعٍ فِي غَيْرِ مَحَلِّهِ سَهْوًا, وَلَا تَبْطُلُ بِتَعَمُّدِهِ, وَمُبَاحٌ لِتَرْكِ سُنَّةٍ.
وَمَحَلُّهُ قَبْلَ اَلسَّلَامِ نَدْبًا إِلَّا إِذَا سَلَّمَ عَنْ نَقْصِ رَكْعَةٍ فَأَكْثَرَ فَبَعْدَهُ نَدْبًا. وَإِنْ سَلَّمَ قَبْلَ إِتْمَامِهَا عَمْدًا بَطَلَتْ, وَسَهْوًا فَإِنْ ذَكَرَ قَرِيبًا أَتَمَّهَا وَسَجَدَ.
وَإِنْ أَحْدَثَ أَوْ قَهْقَهَ بَطَلَتْ كَفِعْلِهِمَا () فِي صُلْبِهَا, وَإِنْ نَفَخَ أَوْ اِنْتَحَبَ لَا مِنْ خَشْيَةِ اَللَّهِ, أَوْ تَنَحْنَحَ بِلَا حَاجَة ٍ (). فَبَانَ حَرْفَانِ بَطَلَتْ, وَمَنْ تَرَكَ رُكْنًا غَيْرَ التحريمةِ فَذَكَرَهُ بَعْدَ شُرُوعِهِ فِي قِرَاءَةِ رَكْعَةٍ أُخْرَى بَطَلَتْ اَلْمَتْرُوكُ مِنْهَا, وَصَارَتْ اَلَّتِي شَرَعَ فِي قِرَاءَتِهَا مَكَانَهَا, وَقَبْلَهُ يَعُودُ فَيَأْتِي بِهِ وَبِمَا بَعْدَهُ, وَبَعْدَ سَلَامٍ فَكَتَرْكِ رَكْعَة ٍ ().
وَإِنْ نَهَضَ عَنْ تَشَهُّدٍ أَوَّلَ نَاسِيًا لَزِمَ رُجُوعُه ُ () وَكُرِهَ إِنْ اِسْتَتَمَّ قَائِمًا, وَحَرُم َ () وَبَطَلَتْ إِنْ شَرَعَ فِي اَلْقِرَاءَةِ لَا إِنْ نَسِيَ أَوْ جَهِلَ, وَيَتْبَعُ مَأْمُوم ٌ () وَيَجِبُ اَلسُّجُودُ لِذَلِكَ مُطْلَقًا ().
وَيَبْنِي عَلَى اَلْيَقِينِ -وَهُوَ اَلْأَقَلُّ- مَنْ شَكَّ فِي رُكْنٍ أَوْ عَدَد ٍ ().
صَلَاةُ اَلتَّطَوُّعِ وَالْوِتْرِ وَالتَّرَاوِيحِ
آكَدُ صَلَاةِ تَطَوُّعٍ: كُسُوفٌ فَاسْتِسْقَاءٌ فتراويحُ فَوِتْرٌ.
وَوَقْتُهُ مِنْ صَلَاةِ اَلْعِشَاءِ إِلَى اَلْفَجْرِ, وَأَقَلُّهُ رَكْعَةٌ, وَأَكْثَرُهُ إِحْدَى عَشْرَةَ: مَثْنًى مَثْنًى, وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ, وَأَدْنَى اَلْكَمَالِ ثَلَاثٌ بِسَلَامَيْنِ, وَيَقْنُتُ بَعْدَ اَلرُّكُوعِ نَدْبًا, فَيَقُولُ: "اَللَّهُمَّ اِهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْت َ () وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ, وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ, وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ, وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ, إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ, إِنَّهُ لَا يَذِلّ ُ () مَنْ وَالَيْتَ, وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ, تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ, اَللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سُخْطِكَ, وَبِعَفْوِك مِنْ عُقُوبَتِكَ, وَبِكَ مِنْكَ لَا نُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ" ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى اَلنَّبِيِّ r وَيُؤَمِّنُ مَأْمُومٌ, وَيَجْمَعُ إِمَامٌ اَلضَّمِير َ () وَيَمْسَحُ اَلدَّاعِي وَجْهَهُ بِيَدَيْهِ مُطْلَقًا ().
وَالتَّرَاوِيحُ عِشْرُونَ رَكْعَةً بِرَمَضَانَ تُسَنُّ, وَالْوِتْرُ مَعَهَا جَمَاعَةً, وَوَقْتُهَا بَيْنَ سُنَّةِ عِشَاءٍ وَوِتْرٍ.
ثُمَّ اَلرَّاتِبَةُِ رَكْعَتَانِ قَبْلَ اَلظُّهْرِ, وَرَكْعَتَانِ بَعْدَهَا, وَرَكْعَتَانِ بَعْدَ اَلْمَغْرِبِ, وَرَكْعَتَانِ بَعْدَ اَلْعِشَاءِ, وَرَكْعَتَانِ قَبْلَ اَلْفَجْرِ, وَهُمَا آكَدُهَا () وَتُسَنُّ صَلَاةُ اَللَّيْلِ بِتَأَكُّدٍ, وَهِيَ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ اَلنَّهَارِ.
وَسُجُودُ تِلَاوَةٍ لِقَارِئٍ وَمُسْتَمِع ٍ () وَيُكَبِّرُ إِذَا سَجَدَ وَإِذَا رَكَعَ وَيَجْلِسُ وَيُسَلِّمُ, وَكُرِهَ لِإِمَامٍ قِرَاءَتُهَا فِي سِرِّيَّة ٍ ()
وَسُجُودُهُ لَهَا () وَعَلَى مَأْمُومٍ مُتَابَعَتُهُ فِي غَيْرِهَا.
وَسُجُودُ شُكْرٍ عِنْدَ تَجَدُّدِ نِعَمٍ, وَانْدِفَاعِ نِقَمٍ, وَتَبْطُلُ بِهِ صَلَاةُ غَيْرِ جَاهِل ٍ () وَنَاسٍ, وَهُوَ كَسُجُودِ تِلَاوَةٍ.
وَأَوْقَاتُ اَلنَّهْيِ خَمْسَةٌِ: مِنْ طُلُوعِ فَجْرٍ ثَانٍ إِلَى طُلُوعِ اَلشَّمْسِ, وَمِنْ صَلَاةِ اَلْعَصْرِ إِلَى اَلْغُرُوبِ, وَعِنْدَ طُلُوعِهَا إِلَى اِرْتِفَاعِهَا قَدْرَ رُمْحٍ, وَعِنْدَ قِيَامِهَا حَتَّى تَزُول َ () وَعِنْدَ غُرُوبِهَا حَتَّى يَتِمَّ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/1)
فَيَحْرُمُ اِبْتِدَاءُ نَفْلٍ فِيهَا مُطْلَقًا () لَا قَضَاءُ فَرْضٍ, وَفِعْلُ رَكْعَتَيْ طَوَافٍ, وَسُنَّةُ فَجْرٍ أَدَاء ً () قَبْلَهَا, وَصَلَاةُ جِنَازَةٍ بَعْدَ فَجْرٍ وَعَصْرٍ.
صَلَاةُ اَلْجَمَاعَةِ
تَجِبُ اَلْجَمَاعَةُ لِلْخَمْسِ اَلْمُؤَدَّاةِ عَلَى اَلرِّجَالِ اَلْأَحْرَارِ اَلْقَادِرِينَ, وَحَرُمَ أَنْ يُؤَمّ َ () قَبْلَ رَاتِبٍ إِلَّا بِإِذْنِهِ, أَوْ عُذْرِهِ, أَوْ عَدَمِ كَرَاهَتِهِ.
وَمَنْ كَبَّرَ قَبْلَ تَسْلِيمَةِ اَلْإِمَامِ اَلْأُولَى أَدْرَكَ اَلْجَمَاعَةَ, وَمَنْ أَدْرَكَهُ رَاكِعًا أَدْرَكَ رَكْعَةً, بِشَرْطِ إِدْرَاكِهِ رَاكِعًا, وَعَدَمِ شَكِّهِ فِيهِ, وتحريمتِهِ قَائِمًا ().
وَتُسَنُّ ثَانِيَة ٌ () لِلرُّكُوعِ, وَمَا أَدْرَكَ مَعَهُ آخِرُهَا, وَمَا يَقْضِيهِ أَوَّلُهَ ا ().
وَيَتَحَمَّلُ عَنْ مَأْمُومٍ قِرَاءَةً, وَسُجُودَ سَهْو ٍ () وَتِلَاوَةٍ, وَسُتْرَة ً () وَدُعَاءَ قُنُوتٍ, وَتَشَهُّدًا أَوَّلَ إِذَا سُبِقَ بِرَكْعَةٍ, لَكِنْ يُسَنُّ أَنْ يَقْرَأَ فِي سَكَتَاتِهِ وَسِرِّيَّةٍ, وَإِذَا لَمْ يَسْمَعْهُ لِبُعْدٍ لَا طَرَشٍ.
وَسُنَّ لَهُ اَلتَّخْفِيفُ مَعَ اَلْإِتْمَامِ, وَتَطْوِيلُ اَلْأُولَى عَلَى اَلثَّانِيَةِ, وَانْتِظَارُ دَاخِلٍ مَا لَمْ يَشُقَّ ().
اَلْإِمَامَةُ وَمَا يَلْحَقُهَا
اَلْأَقْرَأُ اَلْعَالِمُ فِقْهَ صَلَاتِهِ أَوْلَى مِنْ اَلْأَفْقَهِ, وَلَا تَصِحُّ خَلْفَ فَاسِق ٍ () إِلَّا فِي جُمُعَةٍ وَعِيدٍ تَعَذُّرًا خَلْفَ غَيْرِهِ, وَلَا إِمَامَةُ مَنْ حَدَثُهُ دَائِم ٌ () وَأُمِّيٌّ وَهُوَ مَنْ لَا يُحْسِنُ اَلْفَاتِحَةَ, أَوْ يُدْغِمُ فِيهَا حَرْفًا لَا يُدْغَمُ أَوْ يَلْحَنُ (فِيهَا) () لَحْنًا يُحِيلُ اَلْمَعْنَ ى () إِلَّا بِمِثْلِهِ.
وَكَذَا مَنْ بِهِ سَلَسُ بَوْلٍ وَعَاجِزٍ عَنْ رُكُوعٍ وَسُجُودٍ, أَوْ قُعُودٍ وَنَحْوِهَا, أَوْ اِجْتِنَابِ نَجَاسَةٍ أَوْ اِسْتِقْبَالٍ, وَلَا عَاجِزٍ عَنْ قِيَامٍ بِقَادِرٍ إِلَّا رَاتِبًا رُجِيَ زَوَالُ عِلَّتِهِ, وَلَا مُمَيِّزٍ لِبَالِغٍ فِي فَرْضٍ، وَلَا اِمْرَأَةٍ لِرِجَالٍ وَخُنَاث ٍ () وَلَا خَلْفَ مُحْدِثٍ أَوْ نَجِسٍ, فَإِنْ جَهِلَا حَتَّى اِنْقَضَتْ صَحَّتْ لِمَأْمُومٍ, وَتُكْرَهُ إِمَامَةُ لَحَّانٍ وَفَأْفَاءٍ وَنَحْوِه ِ ().
وَسُنَّ وُقُوفُ اَلْمَأْمُومِينَ خَلْفَ اَلْإِمَامِ, وَالْوَاحِدُ عَنْ يَمِينِهِ وُجُوبًا, وَالْمَرْأَةُ خَلْفَهُ, وَمَنْ صَلَّى عَنْ يَسَارِ اَلْإِمَامِ مَعَ خُلُوِّ يَمِينِهِ أَوْ فَذًّا () رَكْعَةً لَمْ تَصِحَّ صَلَاتُهُ, فَإِذَا جَمَعَهُمَا مَسْجِدٌ صَحَّتْ اَلْقُدْوَةُ مُطْلَقًا, بِشَرْطِ اَلْعِلْمِ بِانْتِقَالَاتِ اَلْإِمَام ِ () وَإِلَّا شُرِط َ () رُؤْيَةُ اَلْإِمَامِ أَوْ مَنْ وَرَاءَهُ أَيْضًا, وَلَوْ فِي بَعْضِهَا.
وَكُرِهَ عُلُوُّ إِمَامٍ عَلَى مَأْمُومٍ ذِرَاعًا () فَأَكْثَرَ, وَصَلَاتُهُ فِي مِحْرَابٍ يَمْنَعُ مُشَاهَدَتَهُ, وَتَطَوُّعُهُ مَوْضِعَ اَلْمَكْتُوبَةِ, وَإِطَالَتُهُ اَلِاسْتِقْبَالَ بَعْدَ اَلسَّلَامِ, وَوُقُوفُ مَأْمُومٍ بَيْنَ سَوَار ٍ () تَقْطَعُ اَلصُّفُوفَ عُرْفًا إِلَّا لِحَاجَةٍ فِي اَلْكُلِّ, وَحُضُورُ مَسْجِدٍ وَجَمَاعَةٍ لِمَنْ رَائِحَتُهُ كَرِيهَةٌ مِنْ بَصَلٍ أَوْ غَيْرِه ِ ().
وَيُعْذَرُ بِتَرْكِ جُمُعَةٍ وَجَمَاعَةٍ مَرِيضٌ, وَمُدَافِعُ أَحَدِ الْأَخْبَثَيْن ِ () وَمَنْ بِحَضْرَةِ طَعَامٍ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ, وَخَائِفٌ ضَيَاعَ مَالِه ِ () أَوْ مَوْتَ قَرِيبِهِ أَوْ ضَرَرًا مِنْ سُلْطَان ٍ () أَوْ مَطَرٍ وَنَحْوِهِ, أَوْ مُلَازَمَةَ غَرِيمٍ وَلَا وَفَاءَ لَهُ, أَوْ فَوْتَ رُفْقَتِهِ وَنَحْوِهِم ْ ().
صَلَاةُ اَلْمَرِيضِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/2)
يُصَلِّي اَلْمَرِيضُ قَائِمًا, فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا, فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ, وَالْأَيْمَنُ أَفْضَلُ, وَكُرِهَ مُسْتَلْقِيًا مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَى جَنْبٍ وَإِلَّا تَعَيَّنَ, وَيُومِئُ بِرُكُوعٍ وَسُجُودٍ وَيَجْعَلُهُ أَخْفَضَ, فَإِنْ عَجَزَ أَوْمَأَ بِطَرْفِه ِ () وَنَوَى بِقَلْبِهِ كَأَسِيرٍ خَائِفٍ, فَإِنْ عَجَزَ فَبِقَلْبِهِ مُسْتَحْضِرَ اَلْقَوْلِ وَالْفِعْلِ, وَلَا يَسْقُطُ فِعْلُهَا مَا دَامَ اَلْعَقْلُ ثَابِتًا, فَإِنْ طَرَأَ عَجْزٌ أَوْ قُدْرَةٌ فِي أَثْنَائِهَا اِنْتَقَلَ وَبَنَى. ()
صَلَاةُ اَلْقَصْرِ وَالْجَمْعِ
وَيُسَنُّ قَصْرُ اَلرُّبَاعِيَّةِ فِي سَفَرٍ طَوِيلٍ مُبَاح ٍ () وَيَقْضِي صَلَاةَ سَفَرٍ فِي حَضَرٍ وَعَكْسُهُ تَامَّةً.
وَمَنْ نَوَى إِقَامَةً مُطْلَقَةً بِمَوْضِعٍ, أَوْ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ, أَوْ اِئْتَمَّ بِمُقِيمٍ أَتَمَّ, وَإِنْ حُبِسَ ظُلْمًا, أَوْ لَمْ يَنْوِ إِقَامَةً قَصَرَ أَبَدً ا () وَيُبَاحُ لَه ُ () اَلْجَمْعُ بَيْنَ اَلظُّهْرَيْن ِ () والْعِشَائَيْن ِ () بِوَقْتِ إِحْدَاهُمَا.
وَلِمَرِيضٍ وَنَحْوِهِ يَلْحَقُهُ بِتَرْكِهِ مَشَقَّة ٌ () وَبَيْنَ الْعِشَائَيْنِ فَقَطْ لِمَطَرٍ وَنَحْوِه ِ () يَبُلُّ اَلثَّوْبَ, وَتُوجَدُ مَعَهُ مَشَقَّةٌ, وَلِوَحْلٍ وَرِيحٍ شَدِيدَةٍ بَارِدَةٍ لَا بَارِدَةٍ فَقَطْ, إِلَّا بِلَيْلَةٍ مُظْلِمَة ٍ ().
وَالْأَفْضَلُ فِعْلُ اَلْأَرْفَقِ مِنْ تَقْدِيمٍ أَوْ تَأْخِيرٍ, وَكُرِهَ فِعْلُهُ فِي بَيْتِهِ وَنَحْوِهِ بِلَا ضَرُورَة ٍ () وَيَبْطُلُ جَمْعُ تَقْدِيم ٍ () بِرَاتِبَةٍ بَيْنَهُمَا, وَتَفْرِيقٍ بِأَكْثَرَ مِنْ وُضُوءٍ خَفِيفٍ وَإِقَامَة ٍ ().
وَتَجُوزُ صَلَاةُ اَلْخَوْفِ بِأَيِّ صِفَةٍ صَحَّتْ عَنْ اَلنَّبِيِّ r وَصَحَّتْ عَنْ سِتَّةِ أَوْجُه ٍ () وَسُنَّ فِيهَا حَمْلُ سِلَاحٍ غَيْرِ مُثْقِلٍ.
صَلَاةُ اَلْجُمُعَةِ
تَلْزَمُ اَلْجُمُعَةُ كُلَّ مُسْلِمٍ مُكَلَّف ٍ () ذَكَرٍ حُرٍّ مُسْتَوْطِنٍ بِبِنَاءٍ.
وَمَنْ صَلَّى اَلظُّهْرَ مِمَّنْ عَلَيْهِ اَلْجُمُعَةُ قَبْلَ اَلْإِمَامِ لَمْ تَصِحَّ, وَإِلَّا صَحَّت ْ () وَالْأَفْضَلُ بَعْدَهُ, وَحَرُمَ سَفَرُ مَنْ تَلْزَمُهُ بَعْدَ اَلزَّوَال ِ () وَكُرِهَ قَبْلَهُ مَا لَمْ يَأْتِ بِهَا فِي طَرِيقِهِ أَوْ يَخَفْ فَوْتَ رُفْقَةٍ. ()
وَشُرِطَ لِصِحَّتِهَا اَلْوَقْتُ, وَهُوَ أَوَّلُ وَقْتِ اَلْعِيد ِ () إِلَى آخِرِ وَقْتِ اَلظُّهْرِ, فَإِنْ خَرَجَ قَبْلَ التحريمةِ صَلَّوْا ظُهْرًا وَإِلَّا جُمُعَةً, وَحُضُورُ أَرْبَعِينَ بِالْإِمَامِ مِنْ أَهْلِ وُجُوبِهَا () فَإِنْ نَقَصُوا قَبْلَ إِتْمَامِهَا اِسْتَأْنَفُوا جُمُعَةً إِنْ أَمْكَن َ () وَإِلَّا ظُهْرًا, وَمَنْ أَدْرَكَ مَعَ اَلْإِمَامِ رَكْعَةً أَتَمَّهَا جُمُعَةً.
وَتَقْدِيمُ خُطْبَتَيْنِ مِنْ شَرْطِهِمَا: اَلْوَقْتُ, وَحَمْدُ اَللَّهِ, وَالصَّلَاةُ عَلَى رَسُولِهِ -عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ-, وَقِرَاءَةُ آيَةٍ, وَحُضُورُ اَلْعَدَدِ اَلْمُعْتَبَرِ, وَرَفْعُ اَلصَّوْتِ بِقَدْرِ إِسْمَاعِهِ, وَالنِّيَّةُ, وَالْوَصِيَّةُ بِتَقْوَى اَللَّهِ, وَلَا يَتَعَيَّنُ لَفْظُهَا, وَأَنْ تَكُونَا مِمَّنْ يَصِحُّ أَنْ يَؤُمَّ فِيهَا لَا مِمَّنْ يَتَوَلَّى اَلصَّلَاةَ.
وَتُسَنُّ اَلْخُطْبَةُ عَلَى مِنْبَرٍ أَوْ مَوْضِعٍ عَالٍ, وَسَلَامُ خَطِيبٍ إِذَا خَرَجَ, وَإِذَا أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ وَجُلُوسُهُ إِلَى فَرَاغِ اَلْأذَانِ, وَبَيْنَهُمَا قَلِيلاً, وَالْخُطْبَةُ قَائِمًا مُعْتَمِدًا عَلَى سَيْفٍ أَوْ عَصًا قَاصِدًا تِلْقَاءَهُ, وَتَقْصِيرُهُمَا, وَالثَّانِيَةُ أَقْصَرُ, وَالدُّعَاءُ لِلْمُسْلِمِينَ, وَأُبِيحَ لِمُعَيَّنٍ كَالسُّلْطَانِ.
وَهِيَ رَكْعَتَانِ يَقْرَأُ فِي اَلْأُولَى بَعْدَ اَلْفَاتِحَةِ اَلْجُمُعَةَ وَالثَّانِيَةِ اَلْمُنَافِقِينَ. وَحَرُمَ إِقَامَتُهَا وَعِيدٍ فِي أَكْثَرَ مِنْ مَوْضِعٍ بِبَلَدٍ إِلَّا لِحَاجَة ٍ ().
وَأَقَلُّ اَلسُّنَّةِ بَعْدَهَا رَكْعَتَانِ وَأَكْثَرُهَا سِتٌّ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/3)
وَسُنَّ قَبْلَهَا أَرْبَعٌ غَيْرُ رَاتِبَةٍ, وَقِرَاءَةُ اَلْكَهْفِ فِي يَوْمِهَا وَلَيْلَتِهَا,
وَكُرِهَ لِغَيْرِهِ تَخَطِّي اَلرِّقَابِ إِلَّا لِفُرْجَة ٍ () لَا يَصِلُ إِلَيْهَا إِلَّا بِهِ, وَإِيثَارٌ بِمَكَانٍ أَفْضَلَ لَا قَبُولٌ.
وَحَرُمَ أَنْ يُقِيمَ غَيْرَ صَبِيٍّ مِنْ مَكَانِهِ فَيَجْلِسُ فِيهِ, وَالْكَلَامُ حَالَ اَلْخُطْبَةِ عَلَى غَيْرِ خَطِيبٍ, وَمَنْ كَلَّمَهُ لِحَاجَةٍ, وَمَنْ دَخَلَ -وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ- صَلَّى اَلتَّحِيَّةَ خَفِيفَةً.
صَلَاةُ اَلْعِيدَيْنِ
وَصَلَاةُ اَلْعِيدَيْنِ فَرْضُ كِفَايَةٍ, وَوَقْتُهَا كَصَلَاةِ اَلضُّحَى () وَآخِرُهُ اَلزَّوَالُ. فَإِنْ لَمْ يُعْلَمْ بِالْعِيدِ إِلَّا بَعْدَهُ صَلَّوْا مِنْ اَلْغَدِ قَضَاءً.
وَشُرِطَ لِوُجُوبِهَا شُرُوطُ جُمُعَةٍ, وَلِصِحَّتِهَا اِسْتِيطَانٌ, وَعَدَدُ اَلْجُمُعَةِ, لَكِنْ يُسَنُّ لِمَنْ فَاتَتْهُ أَوْ بِبَعْضِهَا أَنْ يَقْضِيَهَا, وَعَلَى صِفَتِهَا أَفْضَلُ.
وَتُسَنُّ فِي صَحْرَاءَ, وَتَأْخِيرُ صَلَاةِ فِطْرٍ, وَأَكْلٌ قَبْلَهَا, وَتَقْدِيمُ أَضْحَى, وَتَرْكُ أَكْلٍ قَبْلَهَا لِمُضَحّ ٍ (). وَيُصَلِّيهَا رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ اَلْخُطْبَةِ, يُكَبِّرُ فِي اَلْأُولَى بَعْدَ اَلِاسْتِفْتَاحِ, وَقَبْلَ اَلتَّعَوُّذِ وَالْقِرَاءَةِ سِتًّا, وَفِي اَلثَّانِيَةِ قَبْلَ اَلْقِرَاءَةِ خَمْسًا, رَافِعًا يَدَهُ مَعَ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ, وَيَقُولُ بَيْنَ كُلِّ تَكْبِيرَتَيْنِ: "اَللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا, وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا, وَسُبْحَانَ اَللَّهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً, وَصَلَّى اَللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا " أَوْ غَيْرَهُ, ثُمَّ يَقْرَأُ بَعْدَ اَلْفَاتِحَةِ فِي اَلْأُولَى "سَبَّحَ" وَالثَّانِيَةِ "اَلْغَاشِيَةَ", ثُمَّ يَخْطُبُ كَخُطْبَتَيْ اَلْجُمُعَةِ لَكِنْ يَسْتَفْتِحُ فِي اَلْأُولَى بِتِسْعِ تَكْبِيرَاتٍ وَالثَّانِيَةُ بِسَبْعٍ, وَيُبَيِّنُ لَهُمْ فِي اَلْفِطْرِ مَا يُخْرِجُون َ () وَفِي اَلْأَضْحَى مَا يُضَحُّون َ ().
وَسُنَّ اَلتَّكْبِيرُ اَلْمُطْلَقُ لَيْلَتَيْ اَلْعِيدِ, وَالْفِطْرُ آكَدُ, وَمِنْ أَوَّلِ ذِي اَلْحِجَّةِ إِلَى فَرَاغِ اَلْخُطْبَةِ, وَالْمُقَيَّدُ عَقِبَ كُلِّ فَرِيضَةٍ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ فَجْرِ عَرَفَةَ لِمُحِلٍّ وَلِمُحْرِمٍ مِنْ ظُهْرِ يَوْمِ اَلنَّحْرِ إِلَى عَصْرِ آخِرِ أَيَّامِ اَلتَّشْرِيقِ.
صَلَاةِ اَلْكُسُوفِ
وَتُسَنُّ صَلَاةُ كُسُوفٍ رَكْعَتَيْنِ, كُلُّ رَكْعَةٍ بِقِيَامَيْنِ وَرُكُوعَيْنِ, وَتَطْوِيلُ سُورَةٍ وَتَسْبِيحٍ, وَكَوْنُ أَوَّلِ كُلٍّ أَطْوَلَ, وَاسْتِسْقَاءٍ إِذَا أَجْدَبَتِ اَلْأَرْضُ وَقُحِطَ اَلْمَطَر ُ ().
وَصِفَتُهَا وَأَحْكَامُهَا كَعِيدٍ, وَهِيَ وَاَلَّتِي قَبْلَهَا جَمَاعَةً أَفْضَلُ.
وَإِذَا أَرَادَ اَلْإِمَامُ اَلْخُرُوجَ لَهَا وَعَظَ اَلنَّاسَ, وَأَمَرَهُمْ بِالتَّوْبَةِ, وَالْخُرُوجِ مِنْ اَلْمَظَالِمِ, وَتَرْكِ اَلتَّشَاحُن ِ () وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ, وَيَعِدُهُمْ يَوْمًا يَخْرُجُونَ فِيهِ, وَيَخْرُجُ مُتَوَاضِعًا مُتَخَشِّعًا مُتَذَلِّلًا مُتَضَرِّعًا مُتَنَظِّفًا لَا مُطَيَّبًا, وَمَعَهُ أَهْلُ اَلدِّينِ وَالصَّلَاحِ وَالشُّيُوخُ, وَمُمَيَّزُ اَلصِّبْيَانِ, فَيُصَلِّي ثُمَّ يَخْطُبُ وَاحِدَةً يَفْتَتِحُهَا بِالتَّكْبِيرِ كَخُطْبَةِ عِيدٍ, وَيُكْثِرُ فِيهَا اَلِاسْتِغْفَارَ, وَقِرَاءَةِ اَلْآيَاتِ اَلَّتِي فِيهَا اَلْأَمْرُ بِهِ, وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ وَظُهُورُهُمَا نَحْوَ اَلسَّمَاءِ فَيَدْعُو بِدُعَاءِ اَلنَّبِيِّ r وَمِنْهُ: "اَللَّهُمَّ اِسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا" إِلَى آخِرِه ِ ().
وَإِنْ كَثُرَ اَلْمَطَرُ حَتَّى خِيفَ سُنَّ قَوْلُ: "اَللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا, اَللَّهُمَّ عَلَى اَلظِّرَابِ وَالْآكَام ِ () وَبُطُونِ اَلْأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ اَلشَّجَرِ" â رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ل () اَلْبَقَرَةِ: 286 اَلْآيَةَ.
كِتَابُ اَلْجَنَائِزِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/4)
تَرْكُ اَلدَّوَاءِ أَفْضَل ُ () وسُنُّ اِسْتِعْدَادٌ لِلْمَوْتِ, وَإِكْثَارٌ مِنْ ذِكْرِهِ, وَعِيَادَةُ مُسْلِمٍ غَيْرِ مُبْتَدِع ٍ () وَتَذْكِيرُهُ اَلتَّوْبَةَ وَالْوَصِيَّةَ, فَإِذَا نَزَلَ بِهِ سُنَّ تَعَاهُدُ بَلّ ِ () حَلْقِهِ بِمَاءٍ أَوْ شَرَابٍ, وَتَنْدِيَةُ شَفَتَيْهِ, وَتَلْقِينُهُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ" مَرَّةً, وَلَا يُزَادُ عَنْ ثَلَاثٍ إِلَّا أَنْ يَتَكَلَّمَ فَيُعَادَ بِرِفْقٍ, وَقِرَاءَةُ اَلْفَاتِحَةِ وَيَاسِينٍ عِنْدَه ُ ().
وَتَوْجِيهُهُ إِلَى اَلْقِبْلَةِ, وَإِذَا مَاتَ تَغْمِيضُ عَيْنَيْهِ وَشَدُّ لَحْيَيْهِ, وَتَلْيِينُ مَفَاصِلِهِ وَخَلْعُ ثِيَابِهِ, وَسَتْرُهُ بِثَوْبٍ وَوَضْعُ حَدِيدَةٍ أَوْ نَحْوِهَا عَلَى بَطْنِهِ, وَجَعْلُهُ عَلَى سَرِيرِ غَسْلِهِ مُتَوَجِّهًا مُنْحَدِرًا نَحْوَ رِجْلَيْهِ, وَإِسْرَاعُ تَجْهِيزِهِ, وَيَجِب ُ () فِي نَحْوِ تَفْرِيقِ وَصِيَّتِهِ وَقَضَاءِ دَيْنِهِ.
غُسْلُ اَلْمَيِّتِ
وَإِذَا أَخَذَ فِي غُسْلِهِ سَتَرَ عَوْرَتَهُ, وَسُنَّ سَتْرُ كُلِّهِ عَنْ اَلْعُيُونِ, وَكُرِهَ حُضُورُ غَيْرِ مُعِين ٍ () ثُمَّ نَوَى وَسَمَّى, وَهُمَا كَفِي غُسْلِ حَيّ ٍ () ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَ غَيْرِ حَامِلٍ إِلَى قُرْبِ جُلُوسٍ, وَيَعْصِرُ بَطْنَهُ بِرِفْقٍ, وَيُكْثِرُ اَلْمَاءَ حِينَئِذٍ ثُمَّ يَلُفُّ عَلَى يَدِهِ خِرْقَةً فَيُنَجِّيهِ بِهَا, وَحَرُمَ مَسُّ عَوْرَةِ مَنْ لَهُ سَبْعٌ.
ثُمَّ يُدْخِلُ إِصْبَعَيْه ِ () وَعَلَيْهَا خِرْقَةٌ مَبْلُولَةٌ فِي فَمِهِ, فَيَمْسَحُ أَسْنَانَهُ, وَفِي مَنْخِرَيْهِ فَيُنَظِّفُهُمَا بِلَا إِدْخَالِ مَاءٍ, ثُمَّ يُوَضِّئُهُ وَيَغْسِلُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِرَغْوَةِ اَلسِّدْر ِ () وَبَدَنَهُ بِثُفْلِهِ, ثُمَّ يُفِيضُ عَلَيْهِ اَلْمَاءَ, وَسُنَّ تَثْلِيثٌ وَتَيَامُنٌ وَإِمْرَارُ يَدِهِ كُلَّ مَرَّةٍ, وَمَاءٌ حَارٌّ وَخِلَال ٌ () وَأُشْنَانٌ بِلَا حَاجَةٍ, وَتَسْرِيحُ شَعْرِهِ.
وَسُنَّ كَافُورٌ وَسِدْرٌ فِي اَلْأَخِيرَةِ, وَخِضَابُ شَعْرٍ, وَقَصُّ شَارِبٍ, وَتَقْلِيمُ أَظْفَارٍ إِنْ طَالَا, وَتَنْشِيفٌ, وَيُجَنَّبُ مُحْرِمٌ مَاتَ مَا يُجَنَّبُ فِي حَيَاتِه ِ () وَسِقْط ٌ () لِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ كَمَوْلُودٍ حَيًّا, وَإِذَا تَعَذَّرَ غُسْلُ مَيِّتٍ يُمِّمَ, وَسُنَّ تَكْفِينُ رَجُلٍ فِي ثَلَاثِ لَفَائِفَ بِيضٍ بَعْدَ تَبْخِيرِهَا, وَيُجْعَلُ اَلْحَنُوط ُ () فِيمَا بَيْنَهَا, وَمِنْهُ بِقُطْنٍ بَيْنَ أَلْيَيْهِ, وَالْبَاقِي عَلَى مَنَافِذِ وَجْهِهِ وَمَوَاضِعِ سُجُودِهِ, ثُمَّ يَرُدَّ طَرَفَ اَلْعُلْيَا مِنْ اَلْجَانِبِ اَلْأَيْسَرِ عَلَى شِقِّهِ اَلْأَيْمَنِ, ثُمَّ اَلْأَيْمَنَ عَلَى اَلْأَيْسَرِ, ثُمَّ اَلثَّانِيَةَ وَالثَّالِثَةَ كَذَلِكَ, وَيَجْعَلُ أَكْثَرَ اَلْفَاضِلِ عِنْدَ رَأْسِهِ.
وَسُنَّ لِاِمْرَأَةٍ خَمْسَةُ أَثْوَابٍ: إِزَارٌ وَخِمَارٌ وَقَمِيصٌ وَلِفَافَتَانِ, وَصَغِيرَةٍ قَمِيصٌ وَلِفَافَتَانِ, وَالْوَاجِبُ ثَوْبٌ يَسْتُرُ جَمِيعَ اَلْمَيِّتِ.
اَلصَّلَاةُ عَلَى اَلْمَيِّتِ وَأَحْكَامُ اَلزِّيَارَةِ وَالْقُبُورِ
وَتَسْقُطُ اَلصَّلَاةُ عَلَيْهِ بِمُكَلَّفٍ, وَتُسَنُّ جَمَاعَةً, وَقِيَامُ إِمَامٍ وَمُنْفَرِدٍ عِنْدَ صَدْرِ رَجُلٍ وَوَسَطِ اِمْرَأَةٍ, ثُمَّ يُكَبِّرُ أَرْبَعًا, يَقْرَأُ بَعْدَ اَلْأُولَى وَالتَّعَوُّذِ اَلْفَاتِحَةَ بِلَا اِسْتِفْتَاحٍ, وَيُصَلِّي عَلَى اَلنَّبِيِّ r بَعْدَ اَلثَّانِيَةِ, وَيَدْعُو بَعْدَ اَلثَّالِثَةِ, وَالْأَفْضَلُ بِشَيْءٍ مِمَّا وَرَدَ, وَمِنْهُ: , اَللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا, وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا, وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا, وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا, إِنَّكَ تَعْلَمُ مُنْقَلَبَنَ ا () وَمَثْوَانَا, وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ - , اَللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى اَلْإِسْلَامِ وَالسُّنَّةِ, وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَيْهِمَا, اَللَّهُمَّ اِغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ, وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ, وَأَوْسِعْ مُدْخَلَهُ,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/5)
وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَد ِ () ونَقِّهِ مِنْ اَلذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى اَلثَّوْبُ اَلْأَبْيَضُ مِنْ اَلدَّنَسِ, وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ, وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ, وَأَدْخِلْهُ اَلْجَنَّةَ, وَأَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ اَلْقَبْرِ, وَعَذَابِ اَلنَّارِ, وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ -.
وَإِنْ كَانَ صَغِيرًا أَوْ مَجْنُونًا قَالَ: , اَللَّهُمَّ اِجْعَلْهُ ذُخْرًا لِوَالِدَيْهِ وَفَرَطًا () وَأَجْرًا وَشَفِيعًا مُجَابًا, اَللَّهُمَّ ثَقِّلْ بِهِ مَوَازِينَهُمَا, وَأَعْظِمْ بِهِ أُجُورَهُمَا, وَأَلْحِقْهُ بِصَالِحِ سَلَفِ اَلْمُؤْمِنِينَ, وَاجْعَلْهُ فِي كَفَالَةِ إِبْرَاهِيمَ, وقِهِ بِرَحْمَتِكَ عَذَابَ اَلْجَحِيمِ - وَيَقِفُ بَعْدَ اَلرَّابِعَةِ قَلِيلًا, وَيُسَلِّمُ وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ مَعَ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ.
وَسُنَّ تَرْبِيعٌ فِي حَمْلِهَا, وَإِسْرَاعٌ وَكَوْنُ مَاشٍ أَمَامَهَا, وَرَاكِبٍ لِحَاجَةٍ خَلْفَهَا, وَقُرْبٌ مِنْهَا, وَكَوْنُ قَبْرٍ لَحْدًا, وَقَوْلُ مُدْخِلٍ: , بِسْمِ اَللَّهِ, وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اَللَّهِ - وَلَحْدُهُ عَلَى شِقِّهِ اَلْأَيْمَنِ, وَيَجِبُ اِسْتِقْبَالُهُ اَلْقِبْلَةَ, وَكُرِهَ -بِلَا حَاجَةٍ- جُلُوسُ تَابِعِهَا قَبْلَ وَضْعِهَا, وَتَجْصِيصُ قَبْرٍ, وَبِنَاءٌ وَكِتَابَةٌ, وَمَشْيٌ, وَجُلُوسٌ عَلَيْهِ, وَإِدْخَالُهُ شَيْئًا مَسَّتْهُ اَلنَّارُ, وَتَبَسُّمٌ, وَحَدِيثٌ بِأَمْرِ اَلدُّنْيَا عِنْدَه ُ (). وَحَرُمَ دَفْنُ اِثْنَيْنِ فَأَكْثَرَ فِي قَبْرٍ إِلَّا لِضَرُورَةٍ, وَأَيُّ قُرْبَةٍ فُعِلَتْ وَجُعِلَ ثَوَابُهَا لِمُسْلِمٍ حَيٍّ أَوْ مَيِّتٍ نَفَعَهُ.
وَسُنَّ لِرِجَالٍ زِيَارَةُ قَبْرٍ مُسْلِمٍ, وَالْقِرَاءَةِ عِنْدَهُ, وَمَا يُخَفِّفُ عَنْهُ, وَلَوْ بِجَعْلِ جَرِيدَةٍ رَطْبَةٍ فِي اَلْقَبْرِ, وَقَوْلُ زَائِرٍ وَمَارٍّ بِهِ: , اَلسَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ, وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اَللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ, يَرْحَمُ اَللَّهُ اَلْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَالْمُسْتَأْخِرِينَ, نَسْأَلُ اَللَّهَ لَنَا وَلَكُمْ اَلْعَافِيَةَ, اَللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُمْ, وَلَا تَفْتِنَّا بَعْدَهُمْ, وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُمْ -.
وَتَعْزِيَةُ اَلْمُصَابِ بِالْمَيِّتِ سُنَّةٌ, وَيَجُوزُ اَلْبُكَاءُ عَلَيْهِ, وَحَرُمَ نَدْبٌ, وَنِيَاحَةٌ, وَشَقُّ ثَوْبٍ, وَلَطْمُ خَدٍّ وَنَحْوُهُ.
كِتَاب اَلزَّكَاةَ
تَجِبُ فِي خَمْسَةِ أَشْيَاءَ:
بَهِيمَةِ اَلْأَنْعَام ِ () وَنَقْد ٍ () وَعَرْضِ تِجَارَةٍ, وَخَارِجٍ مِنْ اَلْأَرْضِ, وَثِمَارٍ, بِشَرْطِ إِسْلَامٍ, وَحُرِّيَّةٍ, وَمِلْكِ نِصَابٍ, وَاسْتِقْرَارِه ِ () وَسَلَامَةٍ مِنْ دَيْنٍ يُنْقِصُ اَلنِّصَابَ, وَمُضِيِّ حَوْلٍ إِلَّا فِي مُعَشَّر ٍ () وَنِتَاج ِ () سَائِمَةٍ, وَرِبْحِ تِجَارَة ٍ () وَإِنْ نَقَصَ فِي [بَعْضِ] () اَلْحَوْلِ بِبَيْعٍ أَوْ غَيْرِهِ لَا فِرَارًا ()
وَإِذَا قَبَضَ اَلدَّيْنَ زَكَّاهُ لِمَا مَضَ ى () وَشُرِطَ لَهَا فِي بَهِيمَةِ اَلْأَنْعَامِ سَوْمٌ أَيْضًا ().
وَأَقَلُّ نِصَابِ إِبِلٍ: خَمْسٌ, وَفِيهَا شَاةٌ, وَفِي عَشْرٍ شَاتَانِ, وَفِي خَمْسَ عَشْرَةَ ثَلَاثٌ, وَفِي عِشْرِينَ أَرْبَعٌ, وَفِي خَمْسٍ وَعِشْرِينَ: بِنْتُ مَخَاضٍ, وَهِيَ اَلَّتِي لَهَا سَنَةٌ, وَفِي سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ بِنْتُ لَبُونٍ, وَهِيَ اَلَّتِي لَهَا سَنَتَانِ, وَفِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ حِقَّةٌ, وَهِيَ اَلَّتِي لَهَا ثَلَاثٌ, وَفِي إِحْدَى وَسِتِّينَ جَذَعَة ٌ () وَهِيَ اَلَّتِي لَهَا أَرْبَعٌ, وَفِي سِتٍّ وَسَبْعِينَ بِنْتَا لَبُونٍ, وَفِي إِحْدَى وَسِتِّينَ حِقَّتَانِ, وَفِي مِائَةٍ وَإِحْدَى وَعِشْرِينَ ثَلَاثُ بَنَاتِ لَبُونٍ, ثُمَّ فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ بِنْتُ لَبُونٍ, وَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/6)
وَأَقَلُّ نِصَابِ اَلْبَقَرِ: ثَلَاثُونَ, وَفِيهَا تَبِيعٌ, وَهُوَ اَلَّذِي لَهُ سَنَةٌ, أَوْ تَبِيعَةٌ, وَفِي أَرْبَعِينَ مُسِنَّةٌ, وَهِيَ اَلَّتِي لَهَا سَنَتَانِ, وَفِي سِتِّينَ تَبِيعَانِ, ثُمَّ فِي كُلِّ ثَلَاثِينَ تَبِيعٌ, وَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ مُسِنَّةٌ.
وَأَقَلُّ نِصَابِ اَلْغَنَمِ: أَرْبَعُونَ, وَفِيهَا شَاةٌ, وَفِي مِائَةٍ وَإِحْدَى وَعِشْرِينَ شَاتَانِ, وَفِي مِائَتَيْنِ وَوَاحِدَةٍ ثَلَاثٌ [إِلَى أَرْبَعِمِائَةٍ] () ثُمَّ فِي كُلِّ مِائَةٍ شَاةٌ, وَالشَّاةُ بِنْتُ سَنَةٍ مِنْ اَلْمَعْزِ, وَنِصْفُهَا مِنْ اَلضَّأْنِ, وَالْخِلْطَة ُ () فِي بَهِيمَةِ اَلْأَنْعَامِ بِشَرْطِهَا تُصَيِّرُ اَلْمَالَيْنِ كَالْوَاحِدِ.
زَكَاةُ اَلْمَكِيلِ
وَتَجِبُ فِي كُلِّ مَكِيلٍ مُدَّخَرٍ خَرَجَ مِنْ اَلْأَرْضِ, وَنِصَابُهُ خَمْسَةُ أَوْسُقٍ, وَهِيَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَاِثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ رِطْلًا وَسِتَّةُ أَسْبَاعِ رِطْلٍ بِالدِّمَشْقِيّ ِ () وَشُرِطَ مِلْكُهُ وَقْتَ وُجُوبٍ, وَهُوَ اِشْتِدَادُ حَبٍّ, وَبُدُوُّ صَلَاحِ ثَمَرٍ, وَلَا يَسْتَقِرُّ إِلَّا بِجَعْلِهَا فِي بَيْدَرٍ وَنَحْوِهِ.
وَالْوَاجِبُ عُشْرُ مَا سُقِيَ بِلَا مَئُونَة ٍ () وَنِصْفُهُ فِيمَا سُقِيَ بِهَا وَثَلَاثَةُ أَرْبَاعِهِ فِيمَا سُقِيَ بِهِمَا () فَإِنْ تَفَاوَتَا اُعْتُبِرَ اَلْأَكْثَرُ, وَمَعَ اَلْجَهْلِ اَلْعُشْرُ.
وَفِي اَلْعَسَلِ اَلْعُشْرُ سَوَاءٌ أَخَذَهُ مِنْ مَوَاتٍ أَوْ مُلْكِهِ إِذَا بَلَغَ مِائَةً وَسِتِّينَ رِطْلًا عِرَاقِيَّة ً ().
وَمَنْ اِسْتَخْرَجَ مِنْ مَعْدِنٍ نِصَابًا فَفِيهِ رُبُعُ اَلْعُشْرِ فِي اَلْحَالِ, وَفِي اَلرِّكَازِ اَلْخُمُسُ مُطْلَقًا, وَهُوَ مَا وُجِدَ مِنْ دَفْنِ اَلْجَاهِلِيَّةِ.
زَكَاةُ اَلذَّهَبِ
وَأَقَلُّ نِصَابِ ذَهَبٍ عِشْرُونَ مِثْقَالًا () وَفِضَّةٍ مِائَتَا دِرْهَمٍ, وَيُضَمَّانِ فِي تَكْمِيلِ اَلنِّصَابِ, وَالْعُرُوضُ إِلَى كُلٍّ مِنْهَا, وَالْوَاجِبُ فِيهِمَا رُبْعُ اَلْعُشْرِ.
وَأُبِيحَ لِرَجُلٍ مِنْ اَلْفِضَّةِ خَاتَمٌ وَقَبِيعَةُ سَيْفٍ, وَحِلْيَةُ مِنْطَقَةٍ وَنَحْوِهِ, وَمِنْ اَلذَّهَبِ قَبِيعَةُ سَيْفٍ وَمَا دَعَتْ إِلَيْهِ ضَرُورَةٌ كَأَنْفٍ () وَلِنِسَاءٍ مِنْهُمَا مَا جَرَتْ عَادَتُهُنَّ بِلُبْسِهِ, وَلَا زَكَاةَ فِي حُلِيٍّ مُبَاحٍ أُعِدَّ لِاسْتِعْمَالٍ أَوْ عَارِيَةٍ.
وَيَجِبُ تَقْوِيمُ عَرْضِ اَلتِّجَارَةِ بِالْأَحَظِّ لِلْفُقَرَاءِ مِنْهُمَا, وَتَخْرُجُ مِنْ قِيمَتِهِ, وَإِنْ اِشْتَرَى عَرْضًا بِنِصَابٍ غَيْرَ سَائِمَةٍ بَنَى عَلَى حَوْلِهِ.
زَكَاةُ اَلْفِطْرِ
وَتَجِبُ اَلْفِطْرَةُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ إِذَا كَانَتْ فَاضِلَةً عَنْ نَفَقَةٍ وَاجِبَةٍ يَوْمَ اَلْعِيدِ وَلَيْلَتَهُ وَحَوَائِجَ أَصْلِيَّةٍ, فَيُخْرِجُ عَنْ نَفْسِهِ وَمُسْلِمٍ يَمُونُهُ, وَتُسَنُّ عَنْ جَنِينٍ.
وَتَجِبُ بِغُرُوبِ اَلشَّمْسِ لَيْلَةَ اَلْفِطْرِ, وَتَجُوزُ قَبْلَهُ بِيَوْمَيْنِ فَقَطْ, وَيَوْمَهُ قَبْلَ اَلصَّلَاةِ أَفْضَلُ, وَتُكْرَهُ فِي بَاقِيهِ, وَيَحْرُمُ تَأْخِيرُهَا عَنْهُ, وَتُقْضَى وُجُوبًا, وَهِيَ صَاعٌ مِنْ بُرٍّ أَوْ شَعِيرٍ أَوْ سَوِيقِهِمَا أَوْ دَقِيقِهِمَا, أَوْ تَمْرٍ, أَوْ زَبِيبٍ, أَوْ أَقِطٍ, وَالْأَفْضَلُ تَمْرٌ فَزَبِيبٌ فَبُرٌّ فَأَنْفَعُ, فَإِنْ عَدِمَتْ أَجْزَأَ كُلُّ حَبٍّ يُقْتَات ُ () وَيَجُوزُ إِعْطَاءُ جَمَاعَةٍ مَا يَلْزَمُ اَلْوَاحِدَ وَعَكْسُهُ.
بَيَانُ إِخْرَاجِ اَلزَّكَاةِ وَأَهْلِهَا
وَيَجِبُ إِخْرَاجُ زَكَاةٍ عَلَى اَلْفَوْرِ مَعَ إِمْكَانِهِ, وَيُخْرِجُ وَلِيُّ صَغِيرٍ وَمَجْنُونٍ عَنْهُمَا, وَشُرِطَ لَهُ نِيَّةٌ.
وَحَرُمَ نَقْلُهَا إِلَى مَسَافَةِ قَصْرٍ, إِنْ وُجِدَ أَهْلُهَا, فَإِنْ كَانَ فِي بَلَدٍ وَمَالُهُ فِي آخَرَ أَخْرَجَ زَكَاةَ اَلْمَالِ فِي بَلَدِ اَلْمَالِ, وَفِطْرَتَهُ وَفِطْرَةً لَزِمَتْهُ فِي بَلَدِ نَفْسِهِ, وَيَجُوزُ تَعْجِيلُهَا لِحَوْلَيْنِ فَقَطْ.
وَلَا تُدْفَعُ إِلَّا إِلَى اَلْأَصْنَافِ اَلثَّمَانِيَةِ وَهُمْ: الْفُقَرَاء ُ ()
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/7)
ـ[ aboumalik] ــــــــ[10 - 11 - 03, 12:52 ص]ـ
أخصر المختصرات 5
كِتَابُ اَلصِّيَامِ
يَلْزَمُ كُلَّ مُسْلِمٍ مُكَلَّفٍ () قَادِرٍ بِرُؤْيَةِ اَلْهِلَالِ () وَلَوْ مِنْ عَدْلٍ, أَوْ بِإِكْمَالِ شَعْبَانَ, أَوْ وُجُودِ مَانِعٍ مِنْ رُؤْيَتِهِ لَيْلَةَ اَلثَّلَاثِينَ مِنْهُ كَغَيْمٍ وَجَبَلٍ وَغَيْرِهِمَا, وَإِنْ رُئِيَ نَهَارًا فَهُوَ لِلْمُقْبِلَةِ.
وَإِنْ صَارَ أَهْلًا لِوُجُوبِهِ فِي أَثْنَائِهِ (). أَوْ قَدِمَ مُسَافِرٌ مُفْطِرًا, أَوْ طَهُرَتْ حَائِضٌ أَمْسَكُوا وَقَضَوْا. وَمَنْ أَفْطَرَ لِكِبَرٍ أَوْ مَرَضٍ لَا يُرْجَى بُرْؤُهُ أَطْعَمَ لِكُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا.
قَضَتَا فَقَطْ, أَوْ عَلَى وَلَدَيْهِمَا مَعَ اَلْإِطْعَامِ مِمَّنْ يَمُونُ اَلْوَلَد َ () وَمَنْ أُغْمِيَ عَلَيْهِ, أَوْ جُنَّ جَمِيعَ اَلنَّهَارِ لَمْ يَصِحَّ صَوْمُهُ, وَيَقْضِي اَلْمُغْمَى عَلَيْهِ.
وَلَا يَصِحُّ صَوْمُ فَرْضٍ إِلَّا بِنِيَّةٍ مُعَيَّنَةٍ بِجُزْءٍ مِنْ اَللَّيْلِ, وَيَصِحُّ نَفْلٌ مِمَّنْ لَمْ يَفْعَلْ مُفْسِدًا بِنِيَّةٍ نَهَارًا مُطْلَقًا.
بَيَانُ اَلْمُفْطِرَاتِ وَأَحْكَامُهَا
وَمَنْ أَدْخَلَ إِلَى جَوْفِهِ, أَوْ مُجَوَّفٍ فِي جَسَدِهِ كَدِمَاغٍ وَحَلْقٍ شَيْئًا مِنْ أَيِّ مَوْضِعٍ كَانَ غَيْرَ إِحْلِيلِه ِ () أَوْ اِبْتَلَعَ نُخَامَةً بَعْدَ وُصُولِهَا إِلَى فَمِهِ أَوْ اسْتَقَاءَ فَقَاءَ, أَوْ اِسْتَمْنَى, أَوْ بَاشَرَ دُونَ اَلْفَرْجِ فَأَمْنَى, أَوْ أَمْذَ ى () أَوْ كَرَّرَ اَلنَّظَرَ فَأَمْنَى, أَوْ نَوَى اَلْإِفْطَارَ, أَوْ حَجَمَ, أَوْ اِحْتَجَمَ عَامِدًا مُخْتَارًا () ذَاكِرًا لِصَوْمِهِ أَفْطَرَ, لَا إِنْ فَكَّر َ () فَأَنْزَلَ, أَوْ دَخَلَ مَاءُ مَضْمَضَةٍ أَوْ اِسْتِنْشَاقٍ حَلْقَهُ, وَلَوْ بَالَغَ أَوْ زَادَ عَلَى ثَلَاثٍ.
وَمَنْ جَامَعَ بِرَمَضَانَ نَهَارًا بِلَا عُذْرِ شَبَقٍ وَنَحْوِه ِ () فَعَلَيْهِ اَلْقَضَاءُ وَالْكَفَّارَةُ مُطْلَقً ا () وَلَا كَفَّارَةَ عَلَيْهَا مَعَ اَلْعُذْرِ: كَنَوْمٍ, وَإِكْرَاهٍ، وَنِسْيَانٍ وَجَهْلٍ, وَعَلَيْهَا الْقَضَاءُ, وَهِيَ عِتْقُ رَقَبَةٍ, فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ, فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا, فَإِنْ لَمْ يَجِدْ سَقَطَتْ.
وَكُرِهَ أَنْ يَجْمَعَ رِيقَهُ فَيَبْتَلِعَه، ُ وَذَوْقُ طَعَامٍ, وَمَضْغُ عِلْك ٍ () لَا يَتَحَلَّلُ, وَإِنْ وَجَدَ طَعْمَهُمَا فِي حَلْقِهِ أَفْطَرَ, وَالْقُبْلَة ُ () وَنَحْوِهَا مِمَّنْ تُحَرِّكُ شَهْوَتَهُ.
وَيَحْرُمُ إِنْ ظَنَّ إِنْزَالاً, وَمَضْغُ عِلْكٍ يَتَحَلَّلُ, [وَكَذِبٌ [() وَغَيْبَةٌ, وَنَمِيمَةٌ وَشَتْمٌ وَنَحْوُهُ بِتَأَكُّد ٍ ().
وَسُنَّ تَعْجِيلُ فِطْرٍ, وَتَأْخِيرُ سُحُورٍ وَقَوْلُ مَا وَرَدَ عِنْدَ فِطْر ٍ () وَتُتَابِعُ اَلْقَضَاءَ فَوْرًا () وَحَرُمَ تَأْخِيرُهُ إِلَى آخِر ِ () بِلَا عُذْرٍ, فَإِنْ فَعَلَ وَجَبَ مَعَ اَلْقَضَاءِ إِطْعَامُ مِسْكِينٍ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ, وَإِنْ مَاتَ اَلْمُفَرِّط ُ () وَلَوْ قَبْلَ آخَرَ أُطْعِمَ عَنْهُ كَذَلِكَ مِنْ رَأْسِ مَالِهِ, وَلَا يُصَامُ, وَإِنْ كَانَ عَلَى اَلْمَيِّتِ نَذْرٌ مِنْ حَجٍّ, أَوْ صَوْمٍ, أَوْ صَلَاةٍ, أَوْ نَحْوِهَ ا () سُنَّ لِوَلِيِّهِ قَضَاؤُهُ وَمَعَ تَرِكَةٍ يَجِبُ, لَا مُبَاشَرَةُ وَلِيّ ٍ ().
مَا يُسَنُّ صَوْمُهُ مِنْ اَلْأَيَّامِ وَمَا يَحْرُمُ
يُسَنُّ صَوْمُ أَيَّامِ اَلْبِيض ِ () وَالْخَمِيس وَالْاِثْنَيْنِ, وَسِتٍِّ مِنْ شَوَّالٍ, وَشَهْرِ اَللَّهِ اَلْمُحْرِمُ, وَآكَدُهُ اَلْعَاشِرُ ثُمَّ اَلتَّاسِعُ, وَتِسْعِ ذِي اَلْحِجَّةِ, وَآكَدُهُ يَوْمُ عَرَفَةَ لِغَيْرِ حَاجٍّ بِهَا.
وَأَفْضَلُ اَلصِّيَامِ صَوْمُ يَوْمٍ وَفِطْرُ يَوْمٍ, وَكُرِهَ إِفْرَادُ رَجَبٍ وَالْجُمْعَةِ وَالسَّبْتِ وَالشَّكِّ, وَكُلِّ عِيدٍ لِلْكُفَّارِ, وَتَقَدُّمُ رَمَضَانَ بِيَوْمٍ أَوْ بِيَوْمَيْنِ مَا لَمْ يُوَافِقْ عَادَةً فِي اَلْكُلِّ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/8)
وَحَرُمَ صَوْمُ اَلْعِيدَيْنِ مُطْلَقًا, وَأَيَّامُ اَلتَّشْرِيقِ إِلَّا عَنْ دَمِ مُتْعَةٍ وَقِرَانٍ. وَمَنْ دَخَلَ فِي فَرْضٍ مُوَسَّعٍ حَرُمَ قَطْعُهُ بِلَا عُذْر ٍ () أَوْ نَفْلٍ غَيْرَ حَجٍّ وَعُمْرَةٍ كُرِهَ بِلَا عُذْرٍ.
أَحْكَامُ اَلِاعْتِكَافِ وَلَوَاحِقُه
وَالْاعْتِكَافُ سُنَّةٌ, وَلَا يَصِحُّ مِمَّنْ تَلْزَمُهُ اَلْجَمَاعَةُ إِلَّا فِي مَسْجِدٍ تُقَامُ فِيهِ إِنْ أَتَى عَلَيْهِ صَلَاةٌ, وَشُرِطَ لَهُ طَهَارَةٌ مِمَّا يُوجِبُ غُسْلاً.
وَإِنْ نَذَرَهُ أَوْ اَلصَّلَاةُ فِي مَسْجِدٍ غَيْرَ اَلثَّلَاثَةِ -فَلَهُ فِعْلُهُ فِي غَيْرِهِ, وفِي أَحَدِهَا فَلَهُ فِعْلُهُ فِيهِ, وَفِي اَلْأَفْضَلِ, وَأَفْضَلُهَ ا () اَلْمَسْجِدُ اَلْحَرَامُ ,ثُمَّ مَسْجِدُ النَّبِيِّ-عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ-[فَالْأَقْصَى] ().
وَلَا يَخْرُجُ مَنْ اِعْتَكَفَ مَنْذُورًا مُتَتَابِعًا إِلَّا لِمَا لَا بُدَّ مِنْه ُ () وَلَا يَعُودُ مَرِيضًا, وَلَا يَشْهَدُ جِنَازَةً إِلَّا بِشَرْط ٍ ().
وَوَطْءُ اَلْفَرَجِ يُفْسِدُهُ, وَكَذَا إِنْزَالٌ بِمُبَاشِرَةٍ, وَيَلْزَمُ لِإِفْسَادِهِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ.
وَسُنَّ اِشْتِغَالُهُ بِالْقُرَبِ, وَاجْتِنَابُ مَا لَا يَعْنِيه ().
كِتَاب اَلْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ
يَجِبَانِ عَلَى اَلْمُسْلِمِ اَلْحُرّ ِ () اَلْمُكَلَّفِ اَلْمُسْتَطِيع ِ () فِي اَلْعُمْرِ مَرَّةً عَلَى اَلْفَوْرِ, فَإِنْ زَالَ مَانِعُ حَجٍّ بِعَرَفَةَ وَعُمْرَةٍ قَبْلَ طَوَافِهَا وَفُعِلَا إِذَنْ وَقَعَا فَرْضًا.
وَإِنْ عَجَزَ لِكِبَرٍ أَوْ مَرَضٍ لَا يُرْجَى بُرْؤُهُ لَزِمَهُ أَنْ يُقِيمَ مَنْ يَحُجُّ عَنْهُ وَيَعْتَمِرُ مِنْ حَيْثُ وَجَبَا, ويُجْزِآنِهِ مَا لَمْ يَبْرَأْ قَبْلَ إِحْرَامِ نَائِبٍ.
وَشُرِطَ لِاِمْرَأَةٍ مَحْرَمٌ أَيْضًا, فَإِنْ أَيِسَتْ مِنْهُ اِسْتَنَابَت ْ ().
وَإِنْ مَاتَ مَنْ لَزِمَاهُ أُخْرِجَا مِنْ تَرِكَتِه ِ ().
وَسُنَّ لِمُرِيدِ إِحْرَامٍ غُسْلٌ أَوْ تَيَمُّمٌ لِعُذْرٍ, وَتَنَظُّفٌ, وَتَطَيُّبٌ فِي بَدَنٍ, وَكُرِهَ فِي ثَوْبٍ, وَإِحْرَامٌ بِإِزَارٍ وَرِدَاءٍ أَبْيَضَيْنِ عَقِبِ فَرِيضَةٍ أَوْ رَكْعَتَيْنِ فِي غَيْرِ وَقْتِ نَهْيٍ.
وَنِيَّتُهُ شَرْطٌ, وَالِاشْتِرَاطُ فِيهِ سُنَّة ٌ ().
وَأَفْضَلُ اَلْأَنْسَاكِ اَلتَّمَتُّعِ, وَهُوَ أَنْ يُحْرِمَ بِعُمْرَةٍ فِي أَشْهُرِ اَلْحَجِّ وَيَفْرُغَ مِنْهَا, ثُمَّ بِهِ فِي عَامِهِ.
ثُمَّ اَلْإِفْرَادُ وَهُوَ أَنْ يُحْرِمَ بِحَجٍّ ثُمَّ بِعُمْرَةٍ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْهُ. وَالْقِرَانُ أَنْ يُحْرِمَ بِهِمَا مَعًا أَوْ بِهَا ثُمَّ يُدْخِلَهُ عَلَيْهَا قَبْلَ اَلشُّرُوعِ فِي طَوَافَهَا.
وَعَلَى كُلٍّ مِنْ مُتَمَتِّعٍ وَقَارِنٍ -إِذَا كَانَ أُفُقِيًّا- دَمُ نُسُكٍ بِشَرْطِه ِ ().
وَإِنْ حَاضَتْ مُتَمَتِّعَةٌ فَخَشِيَتْ فَوَاتَ اَلْحَجِّ أَحْرَمَتْ بِهِ وَصَارَتْ قَارِنَةً.
وَتُسَنُّ اَلتَّلْبِيَةُ, وَتَتَأَكَّدُ إِذَا عَلَا نَشْزً ا () أَوْ هَبَطَ وَادِيًا أَوْ صَلَّى
بَيَانُ اَلْمَوَاقِيتِ وَالْإِحْرَامِ
وَمِيقَاتُ أَهْلِ اَلْمَدِينَةِ الحُلَيْفَةُ, وَالشَّامِ وَمِصْرَ وَالْمَغْرِبِ اَلْجُحْفَة ُ () وَالْيَمَنِ يَلَمْلَمَ, وَنَجْدٍ قَرْن ٌ () وَالْمَشْرِقِ ذَاتُ عِرْقٍ.
وَيُحْرِمُ مِنْ مَكَّةَ لِحَجٍّ مِنْهَا, وَلِعُمْرَةٍ مِنَ اَلْحِلِّ.
وَأَشْهُرُ اَلْحَجِّ شَوَّالٌ, وَذُو اَلْقَعْدَةِ وَعَشْرٌ مِنْ ذِي اَلْحِجَّةِ.
مَحْظُورَاتُ اَلْإِحْرَامِ تِسْعَةٌ:
إِزَالَةُ شَعْرٍ, وَتَقْلِيمُ أَظْفَارٍ, وَتَغْطِيَةُ رَأْسِ ذَكَرٍ, وَلَبْسُهُ اَلْمَخِيطِ إِلا سَرَاوِيلَ لِعَدَم إِزَارٍ, وَخُفَّيْنِ لِعَدَم نَعْلَيْنِ, وَالطِّيبُ, وَقَتْلُ صَيْدِ اَلْبَرّ ِ () وَعَقْدُ نِكَاحٍ, وَجِمَاعٌ, وَمُبَاشَرَةٌ فِيمَا دُونَ فَرْجٍ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/9)
فَفِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثِ شَعرَاتٍ وَثَلَاثَةَ أَظْفَارٍ فِي كُلِّ وَاحِدٍ فَأَقَلَّ طَعَامُ مِسْكِينٍ, وَفِي اَلثَّلَاثِ فَأَكْثَرَ دَمٌ, وَفِي تَغْطِيَةِ اَلرَّأْسِ بِلَاصِق وَلُبْسَ مَخِيطٍ وَتَطَيُّبٍ فِي بَدَنٍ, أَوْ ثَوْبٍ, أَوْ شَمٍّ, أَوْ دَهْن ٍ () اَلْفِدْيَةُ, وَإِنْ قَتَلَ صَيْدًا مَأْكُولاً بَرِّيًّا أَصْلاً فَعَلَيْهِ جَزَاؤُهُ.
وَالْجِمَاعُ قَبْلَ اَلتَّحَلُّلِ اَلْأَوَّلِ فِي حَجٍّ وَقَبْلَ فَرَاغِ سَعْيٍ فِي عُمْرَةٍ مُفْسِدٌ لِنُسُكِهِمَا مُطْلَقًا, وَفِيهِ لِحَجٍّ بَدَنَةٌ, وَلِعُمْرَةٍ شَاةٌ, وَيَمْضِيَانِ فِي فَاسِدِهِ, وَيَقْضِيَانِهِ مُطْلَقًا إِنْ كَانَا مُكَلَّفَيْنِ فَوْرًا, وَإِلَّا بَعْدَ اَلتَّكْلِيفِ, وَحَجَّةِ الإسْلامِ فَوْرًا.
وَلَا يَفْسُدُ اَلنّسكُ بِمُبَاشَرَةٍ, وَيَجِبُ بِهَا بَدَنَةٌ إِنْ أَنْزَلَ وَإِلَّا شَاةٌ, وَلَا بِوَطْءٍ فِي حَجٍّ بَعْدَ اَلتَّحَلُّلِ اَلْأَوَّلِ وَقَبْلَ اَلثَّانِي, لَكِنْ يَفْسُدُ اَلْإِحْرَامُ فَيُحْرِمُ مِنْ اَلْحِلِّ لِيَطُوفَ للزِّيَارَةِ فِي إِحْرَامٍ صَحِيحٍ, وَيَسْعَى إِنْ لَمْ يَكُنْ سَعَى, وَعَلَيْهِ شَاةٌ.
وَإِحْرَامُ امْرَأَةٍ كَرَجُلٍ إِلَّا فِي لُبْسِ مَخِيطٍ, وَتَجْتَنِبُ اَلْبُرْقُعَ وَالْقُفَّازَيْن ِ () وَتَغْطِيَةَ اَلْوَجْهِ, فَإِنْ غَطَّتْهُ بِلَا عُذْرٍ فَدَتْ.
اَلْفِدْيَةُ
يُخَيَّرُ بِفِدْيَةِ حَلْقٍ وتَقْلِيمٍ وَتَغْطِيَةِ رَأْسٍ وَطِيبٍ بَيْنَ صِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ, أَوْ إِطْعَامِ سِتَّةِ مَسَاكِينَ, كُلِّ مِسْكِينٍ مُدَّ بُرٍّ أَوْ نِصْفَ صَاعٍ تَمْرٍ, أَوْ زَبِيبٍ أَوْ شَعِيرٍ, أَوْ ذَبْحِ شَاةٍ.
وَفِي جَزَاءِ صَيْدٍ بَيْنَ مِثْلِ مِثْلِيٍّ أَوْ تَقْوِيمِهِ بِدَرَاهِمَ
وَإِنْ عَدِمَ مُتَمَتِّعٌ أَوْ قَارِنٌ اَلْهَدْيَ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي اَلْحَجِّ, وَالْأَفْضَلُ جَعْلُ آخِرِهَا يَوْمُ عَرَفَةَ, وَسَبْعَةً إِذَا رَجَعَ لِأَهْلِهِ, وَالْمُحْصَر ()
إِذَا لَمْ يَجِدْهُ صَامَ عَشْرَةَ أَيَّامٍ, ثُمَّ حَلَّ, وَتَسْقُطُ بِنِسْيَانٍ فِي لُبْسٍ, وَطِيبٍ وَتَغْطِيَةِ رَأْسٍ.
وَكُلُّ هَدْيٍ أَوْ طَعَامٍ فَلِمَسَاكِين اَلْحَرَمِ, إِلَّا فِدْيَةَ أَذًى وَلُبْسٍ وَنَحْوِهَا, فَحَيْثُ وُجِدَ سَبَبُهَا, وَيُجْزِئُ اَلصَّوْمُ بِكُلِّ مَكَانٍ, وَالدَّمُ شَاةٌ أَوْ سُبْع ُ () بَدَنَةٍ أَوْ بَقَرَةٍ.
وَيُرْجَعُ فِي جَزَاءِ اَلصَّيْدِ إِلَى مَا قَضَتْ فِيهِ اَلصَّحَابَةُ, وَفِيمَا لَمْ تَقْضِ فِيهِ إِلَى قَوْلِ عَدْلَيْنِ خَبِيرَيْنِ, وَمَا لَا مِثْلَ لَهُ تَجِبُ قِيمَتُهُ مَكَانَهُ.
وَحَرُمَ مُطْلَقًا صَيْدُ حَرَمِ مَكَّةَ, وَقَطْعُ شَجَرِهِ وَحَشِيشِهِ إِلَّا اَلْإِذْخِر َ () وَفِيهِ اَلْجَزَاءُ, وَصَيْدُ حَرَمِ اَلْمَدِينَةِ, وَقَطْعُ شَجَرِهِ وَحَشِيشِهِ لِغَيْرِ حَاجَةِ عَلَفٍ وَقَتَب ٍ () وَنَحْوِهِمَا وَلَا جَزَاءَ.
بَاب دُخُولُ مَكَّةَ
يَسُنُّ نَهَارًا مِنْ أَعْلَاهَا, وَالْمَسْجِدُ مِنْ بَابِ أَبِي شَيْبَةَ, فَإِذَا رَأَى اَلْبَيْتَ رَفَعَ يَدَهُ وَقَالَ مَا وَرَدَ, ثُمَّ طَافَ مُضْطَبِعًا () لِلْعُمْرَةِ اَلْمُعْتَمِرُ, وَلِلْقُدُومِ غَيْرُهُ, وَيَسْتَلِمُ اَلْحَجَرِ اَلْأَسْوَدِ وَيُقَبِّلُهُ, فَإِنْ شَقَّ أَشَارَ إِلَيْهِ, وَيَقُولُ مَا وَرَدَ, وَيَرْمُل ُ () اَلْأُفُقِيّ فِي هَذَا اَلطَّوَافِ, فَإِذَا فَرَغَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَلْفَ اَلْمَقَام ِ () ثُمَّ يَسْتَلِمُ اَلْحَجَرَ اَلْأَسْوَدَ وَيَخْرُجُ إِلَى اَلصَّفَا مِنْ بَابِه ِ () فَيَرْقَاهُ حَتَّى يَرَى اَلْبَيْتَ, فَيُكَبِّرُ ثَلَاثًا وَيَقُولُ مَا وَرَدَ, ثُمَّ يَنْزِلُ مَاشِيًا إِلَى اَلْعَلَمِ اَلْأَوَّل ِ () فَيَسْعَى شَدِيدًا إِلَى اَلْآخَرِ, ثُمَّ يَمْشِي وَيَرْقَى إِلَى اَلْمَرْوَةِ, وَيَقُولُ مَا قَالَهُ عَلَى اَلصَّفَا, ثُمَّ يَنْزِلُ فَيَمْشِي فِي مَوْضِعِ مَشْيِهِ وَيَسْعَى فِي مَوْضِعِ سَعْيِهِ إِلَى اَلصَّفَا, يَفْعَلُهُ سَبْعًا, وَيَحْسِبُ ذَهَابَهُ وَرُجُوعَهُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/10)
وَيَتَحَلَّلُ مُتَمَتِّعٌ لَا هَدْيَ مَعَهُ بِتَقْصِيرِ شِعْرِهِ, وَمَنْ مَعَهُ هَدْيٌ إِذَا حَجّ َ. وَالْمُتَمَتِّعِ يَقْطَعُ اَلتَّلْبِيَةَ إِذَا أَخَذَ فِي اَلطَّوَافِ.
صِفَةُ اَلْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ
يُسَنُّ لِمُحِلٍّ بِمَكَّةَ اَلْإِحْرَامُ بِالْحَجِّ يَوْمَ اَلتَّرْوِيَة ِ () وَالْمَبِيتُ بِمِنًى, فَإِذَا طَلَعْتِ اَلشَّمْسُ سَارَ إِلَى عَرَفَةَ, وَكُلُّهَا مَوْقِفٌ إِلَّا بَطْنَ عُرَنَ ة () وَجَمَعَ فِيهَا بَيْنَ اَلظُّهْرِ وَالْعَصْرِ تَقْدِيمًا, وَأَكْثَرَ اَلدُّعَاءَ مِمَّا وَرَدَ.
وَوَقْتُ اَلْوُقُوفِ: مِنْ فَجْرِ عَرَفَةَ إِلَى فَجْرِ اَلنَّحْرِ, ثُمَّ يَدْفَعُ بَعْدَ اَلْغُرُوبِ إِلَى اَلْمُزْدَلِفَةَ بِسَكِينَة ٍ () وَيَجْمَعُ فِيهَا بَيْنَ العِشَاءَيْنِ تَأْخِيرًا وَيَبِيتُ بِهَا, فَإِذَا صَلَّى اَلصُّبْحَ أَتَى اَلْمَشْعَر َ () اَلْحَرَامَ, فَرَقَاهُ وَوَقَفَ عِنْدَهُ, وَحَمِدَ اَللَّهَ وَكَبَّرَ وَقَرَأَ: â فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ ل () اَلْبَقَرَةِ: 198 اَلْآيَتَيْنِ.
وَيَدْعُو حَتَّى يُسْفِرَ, ثُمَّ يَدْفَعُ إِلَى مِنَى, فَإِذَا بَلَغَ مُحَسِّرًا () أَسْرَعَ رَمْيَةَ حَجَرٍ, وَأَخَذَ حَصَى اَلْجِمَارَ سَبْعِينَ أَكْبَرَ مِنْ اَلْحِمِّصِ وَدُونَ اَلْبُنْدُقِ, فَيَرْمِي جَمْرَةَ اَلْعَقَبَةِ (وَحْدَهَا) () بِسَبْعِ, يَرْفَعُ يُمْنَاهُ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبِطِهِ, وَيُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ, ثُمَّ يَنْحَرُ, وَيَحْلِقُ, أَوْ يُقَصِّرُ مِنْ جَمِيعِ شَعْرِهِ, وَالْمَرْأَةُ قَدْرَ أُنْمُلَة ٍ () ثُمَّ قَدْ حَلَّ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا اَلنِّسَاءَ ثُمَّ يُفِيضُ إِلَى مَكَّةَ
وَسُنَّ أَنْ يَشْرَبَ مِنْ زَمْزَمَ لِمَا أَحَبَّ, وَيَتَضَلَّع َ () مِنْهُ, وَيَدْعُوَ بِمَا وَرَدَ, ثُمَّ يَرْجِعَ فَيَبِيتُ بِمِنًى ثَلَاثَ لَيَالٍ, وَيَرْمِي اَلْجِمَارَ فِي كُلِّ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامٍ اَلتَّشْرِيقِ بَعْدَ اَلزَّوَالِ وَقَبْلَ اَلصَّلَاةِ, وَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ, إِنْ لَمْ يَخْرُجْ قَبْلَ اَلْغُرُوبِ لَزِمَهُ اَلْمَبِيتُ وَالرَّمْيُ مِنْ اَلْغَدِ.
وَطَوَافُ اَلْوَدَاعِ وَاجِبٌ يَفْعَلُهُ, ثُمَّ يَقِفُ فِي اَلْمُلْتَزمِ دَاعِيًا بِمَا وَرَدَ, وَتَدْعُو اَلْحَائِضُ وَالنُّفَسَاءُ عَلَى بَابِ اَلْمَسْجِد ِ ().
وَسُنَّ زِيَارَةُ قَبْرِ اَلنَّبِيِّ r وَقَبْرَيْ صَاحِبَيْه ِ ().
وَصِفَةُ اَلْعُمْرَةِ: أَنْ يُحْرِمَ بِهَا مَنْ بِالْحَرَمِ مِنْ أَدْنَى اَلْحِلِّ, وَغَيْرُهُ مِنْ دُوَيْرَةِ أَهْلِهِ, إِنْ كَانَ دُونَ اَلْمِيقَاتِ, وَإِلَّا فَمِنْهُ, ثُمَّ يَطُوفُ وَيَسْعَى وَيُقَصِّرُ.
أَرْكَانُ اَلْحَجِّ وَأَحْكَامُ اَلْأُضْحِيَّةِ
أَرْكَانُ اَلْحَجِّ أَرْبَعَةٌ: إِحْرَامٌ, وَوُقُوفٌ, وَطَوَافٌ, وَسَعْيٌ.
وَوَاجِبَاتُه سَبْعَةٌ: إِحْرَامُ مَارٍّ عَلَى مِيقَاتٍ مِنْهُ, وَوُقُوفٌ إِلَى اَللَّيْلِ إِنْ وَقَفَ نَهَارًا, وَمُبَيَّتٌ بِمُزْدَلِفَةَ إِلَى بَعْدِ نِصْفِهِ, إِنْ وَافَاهَا قَبْلَهُ, وَبِمَنَى لَيَالِيَهَا, وَالرَّمْيُ مُرَتَّبًا, وَحَلْقٌ أَوْ تَقْصِيرٌ, وَطَوَافُ وَدَاعٍ.
وَأَرْكَانُ اَلْعُمْرَةِ ثَلَاثَةٌ إِحْرَامٌ, وَطَوَافٌ, وَسَعْيٌ.
وَوَاجِبَاتُهَا اِثْنَانِ: اَلْإِحْرَامُ مِنَ اَلْحِلِّ, وَالْحَلْقُ أَوْ اَلتَّقْصِيرُ.
وَمَنْ فَاتَهُ اَلْوُقُوفُ فَاتَهُ اَلْحَجُّ, وَتَحَلَّلَ بِعُمْرَة ٍ () وَهَدْيٍ إِنْ لَمْ يَكُنْ اِشْتَرطَ.
وَمَنْ مُنِعَ اَلْبَيْتِ هَدَى ثُمَّ حَلَّ, فَإِنَّ فَقْدَه ُ () صَامَ عَشْرَةَ أَيَّامٍ, وَمَنْ صُدَّ عَنْ عَرَفَةَ تَحَلَّلَ بِعُمْرَةٍ وَلَا دَمَ.
وَالْأُضْحِيَّة ُ () سُنَّةٌ, يُكْرَهُ تَرْكُهَا لَقَادِرٍ.
وَوَقْتُ اَلذَّبْحِ: بَعْدَ صَلَاةِ اَلْعِيدِ أَوْ قَدْرِهَا إِلَى آخَرِ ثَانِيَ اَلتَّشْرِيقِ.
وَلَا يُعْطَى جَازِرٌ أَجَرْتَه ُ () مِنْهَا, وَلَا يُبَاعُ جِلْدُهَا وَلَا شَيْءٌ مِنْهَا بَلْ يُنْتَفَعُ بِهِ.
وَأَفْضَلُ هَدْيٍ وَأُضْحِيَّةٍ: إِبِلٌ, ثُمَّ بَقَرٌ, ثُمَّ غَنَمٌ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/11)
وَلَا يُجْزِئُ إِلَّا جِذْعُ ضَأْن ٍ () أَوْ ثَنِيٌّ غَيْرِهِ, فَثَنِيُّ إِبِلٍ مَا لَهُ خَمْسُ سِنِينَ, وَبَقَرٍ سَنَتَانِ, وَتُجْزِئُ اَلشَّاةُ عَنْ وَاحِدٍ, وَالْبَدَنَةُ وَالْبَقَرَةُ عَنْ سَبْعَةٍ, وَلَا تُجْزِئُ هُزَيْلَة ٌ () وَبَيِّنَةُ عَوَرٍ أَوْ عَرَجٍ, وَلَا ذَاهِبَةُ اَلثَّنَايَا, أَوْ أَكْثَرِ أُذُنِهَا أَوْ قَرْنِهَا.
وَالسُّنَّةُ نَحْرُ إِبِلٍ قَائِمَةً مَعْقُولَةً يَدُهَا اَلْيُسْرَى وَذَبْحُ غَيْرِهَا, وَيَقُولُ: "بِسْمِ اَللَّهِ اَللَّهُمَّ هَذَا مِنْكَ وَلَكَ".
وَسُنَّ أَنْ يَأْكُلَ وَيُهْدِيَ وَيَتَصَدَّقَ أَثْلَاثًا مُطْلَقً ا () وَالْحَلْقُ بَعْدَهَا, وَإِنْ أَكَلَهَا إِلَّا أُوقِيَّةً جَازَ, وَحَرُمَ عَلَى مُرِيدِهَا أَخْذُ شَيْءٍ مِنْ شَعْرِهِ, وَظُفُرِهِ وَبَشْرْتِه ِ () فِي اَلْعَشْرِ.
وَتُسَنُّ اَلْعَقِيقَةُ () () وَتُسَنُّ الْعَقِيَقَةُ وَهِيَ عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ تُذْبَحُ يَوْمَ اَلسَّابِعِ, فَإِنْ فَاتَ فَفِي أَرْبَعَةَ عَشَرَ, فَإِنْ فَاتَ فَفِي أَحَدَ وَعِشْرِينَ, ثُمَّ لَا تَعْتَبِرُ اَلْأَسَابِيعُ, وَحُكْمُهَا كَأُضْحِيَّ ة ().
كِتَاب اَلْجِهَادُ
هُوَ فَرْضُ كِفَايَةٍ, إِلَّا إِذَا حَضَرَهُ أَوْ حَصَرَهُ أَوْ بَلَدَهُ عَدُوٌّ, أَوْ كَانَ اَلنَّفِيرُ عَامًا فَفَرْضَ عَيْنٍ, وَلَا يَتَطَوَّعُ بِهِ مَنْ أَحْدُ أَبَوَيْهِ حُرٌّ مُسْلِمٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ.
وَسُنَّ رِبَاط ٌ () وَأَقَلُّهُ سَاعَةٌ, وَتَمَامُهُ أَرْبَعُونَ يَوْمًا.
وَعَلَى اَلْإِمَامِ مَنْعُ مُخَذِّل ٍ () وَمُرْجِفٍ, وَعَلَى اَلْجَيْشِ طَاعَتُهُ وَالصَّبْرُ مَعَهُ.
وَتُمْلَكُ اَلْغَنِيمَةُ بِالِاسْتِيلَاءِ عَلَيْهَا فِي دَارِ حَرْبٍ, فَيُجْعَلُ خُمُسُهَا خَمْسَةَ أَسْهُمٍ: سَهْمٌ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ, وَسَهْمٌ لِذَوِي اَلْقُرْبَى وَهُمْ بَنُو هَاشِمٍ وَالْمُطَّلِبِ, وَسَهْمٌ لِلْيَتَامَى اَلْفُقَرَاءِ, وَسَهْمٌ لِلْمَسَاكِينِ, وَسَهْمٌ لِأَبْنَاءِ اَلسَّبِيلِ. وَشُرِطَ فِيمَنْ يُسْهَمُ لَهُ إِسْلَامٌ.
ثُمَّ يُقْسَمُ اَلْبَاقِي بَيْنِ مَنْ شَهِدَ اَلْوَقْعَةَ: لِلرَّاجِلِ سَهْمٌ, وَلِلْفَارِسِ عَلَى فَرَسٍ عَرَبِيّ ٍ () ثَلَاثَةٌ, وَعَلَى غَيْرِهِ اِثْنَانِ. وَيُقْسَمُ لِحُرٍّ مُسْلِمٍ وَيُرْضَخ ُ () لِغَيْرِهِمْ.
وَإِذَا فَتَحُوا أَرْضًا بِالسَّيْفِ خُيِّرَ اَلْإِمَامُ بَيْنَ قَسْمِهَا وَوَقْفِهَا عَلَى اَلْمُسْلِمِينَ, ضَارِبًا عَلَيْهَا خَرَاجًا مُسْتَمِرًّا, يُؤْخَذُ مِمَّنْ هِيَ فِي يَدِه ِ ().
وَمَا أُخِذَ مِنْ مَالِ مُشْرِكٍ بِلَا قِتَالٍ كَجِزْيَةٍ وَخَرَاجٍ وَعُشْرِ فَيْء ٍ () لِمَصَالِح اَلْمُسْلِمِينَ, وَكَذَا خُمُسُ خُمْسِ اَلْغَنِيمَةِ.
عَقْدُ اَلذِّمَّةِ
وَيَجُوزُ عَقْدُ اَلذِّمَّةِ لِمَنْ لَهُ كِتَاب أَوْ شُبْهَتُهُ () () وَيُقَاتَلُ هَؤُلَاءِ حَتَّى يُسْلِمُوا أَوْ يُعْطُوا اَلْجِزْيَةَ, وَغَيْرُهُمْ حَتَّى يُسْلِمُوا أَوْ يُقْتَلُوا, وَيُؤْخَذُ مِنْهُمْ مُمْتَهَنِينَ مُصَغَّرِينَ، وَلَا تُؤْخَذُ مِنْ صَبِيٍّ وَعَبْدٍ وَامْرَأَةٍ وَفَقِيرٍ عَاجِزٍ عَنْهَا وَنَحْوِهِمْ.
وَيَلْزَمُ أَخْذُهُمْ بِحُكْمِ اَلْإِسْلَامِ فِيمَا يَعْتَقِدُونَ تَحْرِيمَهُ مِنْ نَفْسٍ وَعِرْضٍ وَمَالٍ وَغَيْرِهَا.
وَيَلْزَمُهُمْ اَلتَّمَيُّزُ عَنْ اَلْمُسْلِمِينَ, وَلَهُمْ رُكُوبُ غَيْرِ خَيْلٍ بِغَيْرِ سَرْجٍ.
وَحَرُمَ تَعْظِيمُهُمْ, وَبُدَاءَتُهُمْ بِالسَّلَامِ.
وَإِنْ تَعَدَّى اَلذِّمِّيُّ عَلَى مُسْلِمٍ, أَوْ ذَكَرَ اَللَّهَ أَوْ كِتَابَهُ, أَوْ رَسُولَهُ بِسُوءٍ اِنْتَقَضَ عَهْدُهُ, فَيُخَيَّرُ اَلْإِمَامُ فِيهِ كَأَسِيرٍ حَرْبِيٍّ.
كِتَابُ اَلْبَيْعِ وَسَائِرِ اَلْمُعَامَلَاتِ
يَنْعَقِدُ بِمُعاْطَاةٍ () وَبِإِيجَابٍ وَقَبُولٍ بِسَبْعَةِ شُرُوطٍ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/12)
اَلرِّضَا مِنْهُمَا, وَكَوْنُ عَاقِدٍ جَائِزَ اَلتَّصَرُّفِ () وَكَوْنُ مَبِيعٍ مَالاً, وَهُوَ مَا فِيهِ مَنْفَعَةٌ مُبَاحَةٌ, وَكَوْنُهُ مَمْلُوكًا لِبَائِعِهِ أَوْ مَأْذُونًا لَهُ فِيهِ () وَكَوْنُهُ مَقْدُورًا عَلَى تَسْلِيمِهِ, وَكَوْنُهُ مَعْلُومًا لَهُمَا بِرُؤْيَةِ أَوْ صِفَةٍ تَكْفِي فِي اَلسَّلَمِ, وَكَوْنُ ثَمَنٍ مَعْلُومًا, فَلَا يَصِحُّ بِمَا يَنْقَطِعُ بِهِ اَلسِّعْرُ ().
وَإِنْ بَاعَ مُشَاعًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ غَيْرِهِ, أَوْ عَبْدَهُ () وَعَبْدَ غَيْرِهِ بِغَيْرِ إِذَنٍ, أَوْ عَبْدًا وَحُرًّا, أَوْ خَلًّا وَخَمْرًا صَفْقَةً وَاحِدَةً () صَحَّ فِي نَصِيبِهِ وَعَبْدِهِ وَالْخَلِّ بِقِسْطِهِ, وَلِمُشْتَرٍ اَلْخِيَارُ.
وَلَا يَصِحُّ -بِلَا حَاجَةٍ- () بَيْعٌ وَلَا شِرَاءٌ مِمَّنْ تُلْزِمُهُ اَلْجُمْعَةُ بَعْدَ نِدَائِهَا اَلثَّانِي. وَتَصِحُّ سَائِرِ اَلْعُقُودِ () وَلَا بَيْعُ عَصِيرٍ أَوْ عِنَبٍ لِمُتَّخِذِهِ خَمْرًا, وَلَا سِلَاحٍ فِي فِتْنَةٍ, وَلَا عَبْدٍ مُسْلِمٍ لِكَافِرٍ لَا يَعْتِقُ عَلَيْهِ ().
وَحَرُمَ وَلَمْ يَصِحَّ بَيْعُهُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ, وَشِرَاؤُهُ عَلَى شِرَائِهِ, وَسَوْمُهُ عَلَى سَوْمِهِ.
شُرُوطُ اَلْبَيْعِ وَأَقْسَامُ اَلْخِيَارِ
وَالشُّرُوطُ فِي اَلْبَيْعِ ضَرْبَانِ:
صَحِيحٌ: كَشَرْط رَهْنٍ وَضَامِنٍ وَتَأْجِيلِ ثَمَنٍ, وَكَشَرْطِ بَائِعٍ نَفْعًا مَعْلُومًا فِي مَبِيعٍ كَسُكْنَى اَلدَّارِ شَهْرًا, أَوْ مُشْتَرٍ نَفْعَ بَائِعٍ كَحَمْلِ حَطَبٍ أَوْ تَكْسِيرِهِ, وَإِنْ جَمَعَ بَيْنَ شَرْطَيْنِ بَطَلَ اَلْبَيْع ُ ().
وَفَاسِدٌ: يُبْطِلُهُ, كَشَرْطِ عَقْدٍ آَخَرَ مِنْ قَرْضٍ وَغَيْرِهِ, أَوْ مَا يُعَلِّقُ اَلْبَيْعَ كَبِعْتُكَ إِنْ جِئْتَنِي بِكَذَا, أَوْ رَضِيَ زَيْدٌ.
وَفَاسِدٌ لَا يُبْطِلُه ُ () كَشَرْطِ أَنْ لَا خَسَارَةَ, أَوْ مَتَى نَفَقَ وَإِلَّا رَدَّهُ, وَنَحْوَ ذَلِكَ.
وَإِنْ شَرَطَ اَلْبَرَاءَةَ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ مَجْهُولٍ لَمْ يَبْرَأْ.
وَالْخِيَارُ سَبْعَةُ أَقْسَامٍ:
خِيَارُ مَجْلِسٍ, فَالْمُتَبَايِعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا بِأَبْدَانِهِمَا عُرْفًا.
وَخِيَارُ شَرْطٍ, وَهُوَ أَنْ يَشْتَرِطَاهُ أَوْ أَحَدُهُمَا مُدَّةً مَعْلُومَةً.
وَحَرُمَ حِيلَة ً () وَلَمْ يَصِحَّ اَلْبَيْعُ, وَيَنْتَقِلُ اَلْمِلْكُ فِيهِمَا لِمُشْتَرٍ, لَكِنْ يَحْرُمُ.
وَلَا يَصِحُّ تَصَرُّفٌ فِي مَبِيعٍ وَعِوَضِهِ مُدَّتَهُمَا إِلَّا عِتْقَ مُشْتَرٍ مُطْلَقًا, وَإِلَّا تَصَرُّفَهُ فِي مَبِيعٍ, وَالْخِيَارُ لَهُ.
وَخِيَارُ غَبْنٍ يَخْرُجُ عَنْ اَلْعَادَةَ لِنَجْش ٍ () أَوْ غَيْرِهِ, لَا لِاسْتِعْجَالٍ.
وَخِيَارُ تَدْلِيسٍ بِمَا يَزِيدُ بِهِ اَلثَّمَنُ كَتَصْرِيَةٍ وَتَسْوِيدِ شَعْرِ جَارِيَةٍ.
وَخِيَارُ غَبْنٍ, وَعَيْبٍ, وَتَدْلِيسٍ عَلَى اَلتَّرَاخِي مَا لَمْ يُوجَدْ دَلِيلُ اَلرِّضَا إِلَّا فِي تَصْرِيَةٍ فَثَلَاثَةُ أَيَّام ٍ ().
وَخِيَارُ عَيْبٍ يُنْقِصُ قِيمَةَ اَلْمَبِيعِ, كَمَرَضٍ وَفَقْدِ عُضْوٍ وَزِيَادَتِهِ. فَإِذَا عَلِمَ اَلْعَيْبِ خُيِّرَ بَيْنَ إِمْسَاكِ مَعَ أَرْش ٍ () أَوْ رَدٍّ وَأَخْذِ ثَمَنٍ.
وَإِنْ تَلِفَ مَبِيعٌ, أَوْ أُعْتِقَ وَنَحْوُهُ تَعَيَّنَ أَرْشٌ, وَإِنْ تَعَيَّبَ أَيْضًا خُيِّرَ فِيهِ بَيْنَ أَخْذِ أَرْشٍ وَرَدٍّ مَعَ دَفْعِ أَرْشٍ وَيَأْخُذُ ثَمَنَهُ.
وَإِنْ اِخْتَلَفَا عِنْدَ مَنْ حَدَثَ فَقَوْلُ مُشْتَرٍ بِيَمِينِه ِ ().
وَخِيَارُ تَخْبِيرِ ثَمَنٍ, فَمَتَى بَانَ أَكْثَرَ, أَوْ أَنَّهُ اِشْتَرَاهُ مُؤَجَّلاً, أَوْ مِمَّنْ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُةُ لَه ُ () أَوْ بِأَكْثَرَ مِنْ ثَمَنِهِ حِيلَةً, أَوْ بَاعَ بَعْضَهُ بِقِسْطِهِ, وَلَمْ يُبَيِّنْ ذَلِكَ, فَلِمُشْتَرٍ اَلْخِيَارُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/13)
وَخِيَارٌ لِاخْتِلَافِ اَلْمُتَبَايِعَيْنِ, فَإِذَا اِخْتَلَفَا فِي قَدْرِ ثَمَنٍ أَوْ أُجْرَةٍ, وَلَا بَيِّنَةَ أَوْ لَهُمَا حَلَفَ بَائِعٌ, وَمَا بِعْتُهُ بِكَذَا, وَإِنَّمَا بِعْتُهُ بِكَذَا, ثُمَّ مُشْتَرٍ مَا اِشْتَرَيْتُهُ بِكَذَا, وَإِنَّمَا اِشْتَرَيْتُهُ بِكَذَا, وَلِكُلٍّ اَلْفَسْخُ إِنْ لَمْ يَرْضَ بِقَوْلِ اَلْآخَرِ, وَبَعْدَ تَلَفٍ يَتَحَالَفَانِ, وَيَغْرَمُ مُشْتَرٍ قِيمَتَهُ.
وَإِنْ اِخْتَلَفَا فِي أَجَلٍ أَوْ شَرْط ٍ () وَنَحْوِهِ فَقَوْلُ نَافٍ, أَوْ عَيْنِ مَبِيعٍ أَوْ قَدْرِهِ فَقَوْلُ بَائِعٍ
وَيَثْبُتُ لِلْخِلْفِ فِي اَلصِّفَةِ وَتَغَيُّر مَا تَقَدَّمَتْ رُؤْيَتُهُ.
شِرَاءُ اَلْمَكِيْلِ وَنَحْوِهِ
وَمَنْ اِشْتَرَى مِكْيَالاً وَنَحْوَهُ لَزِمَ بِالْعَقْدِ, وَلَمْ يَصِحَّ تَصَرُّفُهُ فِيهِ قَبْلَ قَبْضِهِ.
وَيَحْصُلُ قَبْضُ مَا بِيعَ بِكَيْلٍ وَنَحْوِهِ بِذَلِكَ مَعَ حُضُورِ مُشْتَرٍ أَوْ نَائِبهِ, وَوِعَاؤُهُ كَيَدِهِ () وصُبْرَةٍ وَمَنْقُولٍ بِنَقْلٍ, وَمَا يُتَنَاوَلُ بِتَنَاوُلِهِ, وَغَيْرُهُ بِتَخْلِيَةٍ.
وَالْإِقَالَةُ () فَسْخٌ تُسَنُّ لِلنَّادِمِ.
رِبَا اَلْفَضْلِ وَرِبَا اَلنَّسِيئَةِ
اَلرِّبَا نَوْعَانِ: رِبَا فَضْلٍ وَرِبَا نَسِيئَةٍ.
فَرِبَا اَلْفَضْلِ: يَحْرُمُ فِي كُلِّ مَكِيلٍ وَمَوْزُونٍ بِيعَ بِجِنْسِهِ مُتَفَاضِلاً, وَلَوْ يَسِيرًا لَا يَتَأَتَّ ى () وَيَصِحُّ بِهِ مُتَسَاوِيًا وَبِغَيْرِه ِ () مُطْلَقًا بِشَرْطٍ قَبْضٍ قَبْلَ تَفَرُّقٍ, لَا مَكِيْلٌ بِجِنْسِهِ وَزْنًا, وَلَا عَكْسُهُ, وَإِلَّا إِذَا عُلِمَ تَسَاوِيهِمَا فِي اَلْمِعْيَارِ اَلشَّرْعِيّ ِ ()
يَحْرُمُ فِيمَا اِتَّفَقَا فِي عِلَّةِ رِبَا فَضْلٍ كَمَكِيْلٍ بِمَكِيْلٍ, وَمَوْزُونٍ بِمَوْزُونٍ نِسَاء ً () إِلَّا أَنْ يَكُونَ اَلثَّمَنُ أَحَدَ اَلنَّقْدَيْنِ فَيَصِحُّ, وَيَجُوزُ بَيْعُ مَكِيلٍ بِمَوْزُونٍ وَعَكْسُهُ مُطْلَقًا, وَصَرْفُ ذَهَبٍ بِفِضَّةٍ وَعَكْسُه ُ ().
وَإِذَا اِفْتَرَقَ مُتَصَارِفَانِ بَطَلَ اَلْعَقْدُ فِيمَا لَمْ يُقْبَضْ.
فَصْلٌ وَإِذَا بَاعَ دَارًا ... إِلَخْ
وَإِذَا بَاعَ دَارًا شَمِلَ اَلْبَيْعُ أَرْضَهَا, وَبِنَاءَهَا, وَسَقْفَهَا, وَبَابًا مَنْصُوبًا, وَسُلَّمً ا () وَرَفًّا مَسْمُورَيْنِ, وَخَابِيَةً مَدْفُونَةً, لَا قُفْلاً, وَمِفْتَاحًا,
وَلَا زَرْعٍ قَبْلَ اِشْتِدَادِ حَبِّهِ لِغَيْرِ مَالِكٍ أَصْلٍ أَوْ أَرْضِه ِ () إِلَّا بِشَرْطِ قَطْعٍ إِنْ كَانَ مُنْتَفِعًا بِهِ وَلَيْسَ مُشَاعًا, وَكَذَا بَقْلٌ وَرَطْبَة ٌ () وَلَا قِثَّاءٍ وَنَحْوِهِ إِلَّا لَقْطَةً لَقْطَةً أَوْ مَعَ أَصْلِهِ, وَإِنْ تُرِكَ مَا شُرِطَ قَطْعُهُ بَطَلَ اَلْبَيْعُ بِزِيَادَةٍ غَيْرِ يَسِيرَةٍ إِلَّا اَلْخَشَبَ [فَلَا] () وَيَشْتَرِكَانِ فِيهَا.
وَحَصَادٌ وَلُقَاطٌ وَجِدَاد ٌ () عَلَى مُشْتَرٍ, وَعَلَى بَائِعٍ سَقْيٌ وَلَوْ تَضَرَّرَ أَصْلٌ.
وَمَا تَلِفَ سِوَى يَسِيرٍ بِآفَةٍ سَمَاوِيَّةٍ فَعَلَى بَائِعٍ مَا لَمْ يُبَعْ مَعَ أَصْلٍ, أَوْ يُؤَخَّرْ أَخْذٌ عَنْ عَادَتِهِ.
وَصَلَاحُ بَعْضِ ثَمَرَةِ شَجَرَةٍ صَلَاحٌ لِجَمِيعِ نَوْعِهَا اَلَّذِي فِي اَلْبُسْتَانِ, فَصَلَاحُ ثَمَرِ نَخْلٍ أَنْ يَحْمَرَّ أَوْ يَصْفَرَّ, وَعِنَبٍ أَنْ يَتَمَوَّهَ بِالْمَاءِ اَلْحُلْوِ وَبَقِيَّةُ ثَمَرٍ بُدُوّ ُ () نُضْجٍ وَطِيِبُ أَكْلٍ, وَيَشْمَلُ بَيْعَ دَابَّةٍ عِذَارَهَا وَمِقْوَدَهَ ا () وَنَعْلهَا, وَقِنٍّ لِبَاسَهُ لِغَيْرِ جَمَالٍ.
اَلسَّلَمُ وَشُرُوطُهُ
وَيَصِحُّ اَلسَّلَم ُ () بِسَبْعَةِ شُرُوطٍ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/14)
أَنْ يَكُونَ فِيمَا يُمْكِنُ ضَبْطُ صِفَاتِهِ كَمَكِيلٍ وَنَحْوِهِ, وَذِكْرُ جِنْسٍ وَنَوْعٍ, وَكُلِّ وَصْفٍ يَخْتَلِفُ بِهِ اَلثَّمَنُ غَالِبًا, وَحَدَاثَةٍ وَقِدَمٍ, وَذِكْرُ قَدْرِهِ, وَلَا يَصِحُّ فِي مَكِيلٍ وَزْنًا وَعَكْسُهُ, وَذِكْرُ أَجَلٍ مَعْلُومٍ كَشَهْرٍ, وَأَنْ يُوجَدَ غَالِبًا فِي مَحِلِّه ِ () فَإِنْ تَعَذَّرَ أَوْ بَعْضُهُ صَبَرَ, أَوْ أَخَذَ رَأْسَ مَالِهِ, وَقَبْضُ اَلثَّمَنِ قَبْلَ اَلتَّفَرُّقِ, وَأَنْ يُسْلِمَ فِي اَلذِّمَّةِ فَلَا يَصِحُّ فِي عَيْنٍ وَلَا ثَمَرَةِ شَجَرَةٍ مُعَيَّنَةٍ.
وَيَجِبُ اَلْوَفَاءُ مَوْضِعَ اَلْعَقْدِ إِنْ لَمْ يَشْرُطُ فِي غَيْرِهِ.
وَلَا يَصِحُّ بَيْعُ مُسْلَمٍ فِيهِ قَبْلَ قَبْضِهِ وَلَا اَلْحَوَالَةُ بِهِ وَلَا عَلَيْهِ, وَلَا أَخْذُ رَهْنٍ وَكَفِيلٍ بِهِ, وَلَا أَخْذُ غَيْرِهِ عَنْهُ.
أَحْكَامُ اَلْقَرْضِ وَالرَّهْنِ
وَكُلُّ مَا صَحَّ بَيْعُهُ صَحَّ قَرْضُهُ () () إِلَّا بَنِي آَدَمَ.
وَيَجِبُ رَدٌّ مِثْلِ فُلُوسٍ, وَمَكِيْلٍ وَمَوْزُونٍ, فَإِنْ فُقِدَ فَقِيمَتُهُ يَوْمَ فَقْدِهِ وَقِيمَةُ غَيْرِهَا يَوْمَ قَبْضِهِ.
وَيَحْرُمُ كُلُّ شَرْطٍ يَجُرُّ نَفْعً ا () وَإِنْ وَفَّاهُ أَجْوَدَ أَوْ أَهْدَى إِلَيْهِ هَدِيَّةً بَعْدَ وَفَاءٍ بِلَا شَرْطٍ فَلَا بَأْسَ.
وَكُلُّ مَا جَازَ بَيْعُهُ جَازَ رَهْنُهُ, وَكَذَا ثَمَرٌ وَزَرْعٌ لَمْ يَبْدُ صَلَاحُهُمَا, وَقِنٌّ دُونَ وَلَدِهِ وَنَحْوِه ِ ().
وَيَلْزَمُ فِي حَقِّ رَاهِنٍ بِقَبْض ٍ ().
وَتَصَرُّفُ كُلٍّ مِنْهُمَا فِيهِ بِغَيْرِ إِذَنِ اَلْآَخَرِ بَاطِلٌ إِلَّا عِتْقَ رَاهِنٍ وَتُؤْخَذُ قِيمَتُهُ مِنْهُ رَهْنً ا ().
وَإِذَا حَلَّ اَلدَّيْنُ وَامْتَنَعَ مِنْ وَفَائِهِ, فَإِنْ كَانَ أَذِنَ لِمُرْتَهِنٍ فِي بَيْعِهِ بَاعَهُ, وَإِلَّا أُجْبِرَ عَلَى اَلْوَفَاءِ, أَوْ بَيْعِ اَلرَّهْنِ, فَإِنْ أَبَى حُبِسَ أَوْ عُزِّرَ, فَإِنْ أَصَرَّ بَاعَهُ حَاكِمٌ, وَوَفَّى دَيْنَه ُ () وَغَائِبٌ كَمُمْتَنِعٍ.
وَإِنْ شَرَطَ أَلَّا يُبَاعُ إِذَا حَلَّ اَلدَّيْنُ, أَوْ إِنْ جَاءَهُ بِحَقِّهِ فِي وَقْتِ كَذَا, وَإِلَّا فَالرَّهْنُ لَهُ [بِالدَّيْنِ] () لَمْ يَصِحَّ اَلشَّرْط ُ ().
وَلِمُرْتَهِنٍ أَنْ يَرْكَبَ مَا يُرْكَبُ وَيَحْلِبَ مَا يُحْلَبُ بِقَدْرِ نَفَقَتِهِ بِلَا إِذَنْ, وَإِنْ أَنْفَقَ عَلَيْهِ بِلَا إِذَنِ رَاهِنٍ مَعَ إِمْكَانِه ِ () لَمْ يَرْجِعْ, وَإِلَّا رَجَعَ بِالْأَقَلِّ مِمَّا أَنْفَقَهُ, وَنَفَقَةِ مِثْلَهِ إِنْ نَوَاهُ.
وَلَوْ خَرِبَ فَعَمَرَهُ رَجَعَ بِآلَتِهِ فَقَط ْ ().
أَحْكَامُ اَلضَّمَانِ
وَيَصِحُّ ضَمَانُ جَائِزِ التَّصَرُّفِ مَا وَجَبَ أَوْ سَيَجِبُ عَلَى غَيْرِهِ, لَا الأَمَانَاتِ بَلِ التَّعَدِّي فِيهَا, وَلَا جِزْيَة ٍ () وَشُرِطَ رِضَاءُ ضَامِنٍ فَقَطْ, وَلِرَبِّ حَقٍّ مُطَالَبَةُ مَنْ شَاءَ مِنْهُمَا.
وَتَصِحُّ الْكَفَالَةُ بِبَدْنِ مَنْ عَلَيْهِ حَقٌّ مَالِيٌّ, وَبِكُلِّ عَيْنٍ يَصِحُّ ضَمَانُهَ ا ().
وَشُرِطَ رِضَاءُ كَفِيلٍ فَقَطْ, فَإِنْ مَاتَ, أَوْ تَلِفَتِ العَيْنُ بِفِعْلِ اللَّهِ تَعَالَ ى () قَبْلَ طَلَبٍ بَرِئَ.
وَتَجُوزُ اَلْحَوَالَةُ عَلَى دَيْنٍ مُسْتَقِرّ ٍ () إِنِ اتَّفَقَ الدَّيْنَانِ جِنْسًا وَوَقْتًا وَوَصْفًا وَقَدْرًا, وَتَصِحُّ بِخَمْسَةٍ عَلَى خَمْسَةٍ مِنْ عَشَرَةٍ وَعَكْسُهُ.
وَيُعْتَبَرُ رِضَا مُحِيلٍ وَمُحْتَالٍ عَلَى غَيْرِ مَلِيء ٍ ().
مَبَاحِث الصُّلْحِ
وَالصُّلْحُ () فِي الْأَمْوَالِ قِسْمَانِ:
أَحَدُهُمَا: عَلَى الْإِقْرَارِ, وَهُوَ نَوْعَانِ: اَلصُّلْحُ عَلَى جِنْسِ الْحَقِّ مِثْلُ أَنْ يُقِرَّ لَهُ بِدَيْنٍ أَوْ عَيْنٍ () فَيَضَعَ أَوْ يَهَبَ لَهُ اَلْبَعْضَ وَيَأْخُذَ اَلْبَاقِي, فَيَصِحُّ مِمَّنْ يَصِحُّ تَبَرُّعُهُ بِغَيْرِ لَفْظِ صُلْحٍ بِلَا شَرْطٍ. ()
اَلثَّانِي: عَلَى غَيْرِ جِنْسِهِ, فَإِنْ كَانَ بِأَثْمَانٍ عَنْ أَثْمَانٍ فَصَرْفٌ, وَبِعَرْضٍ عَنْ نَقْدٍ, وَعَكْسُهُ فَبَيْعٌ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/15)
الْقِسْمُ اَلثَّانِي: عَلَى الْإِنْكَارِ, بِأَنْ يَدَّعِيَ عَلَيْهِ فَيُنْكِرَ, أَوْ يَسْكُتَ ثُمَّ يُصَالِحَهُ فَيَصِحُّ, وَيَكُونُ إِبْرَاءً فِي حَقِّهِ, وَبَيْعاً فِي حَقِّ مُدَّعٍ.
وَمَنْ عَلِمَ كَذِبَ نَفْسِهِ فَالصُّلْحُ بَاطِلٌ فِي حَقِّهِ.
مَبَاحِث اَلْجِوَارِ
وَإِذَا حَصَلَ فِي أَرْضِهِ أَوْ جِدَارِهِ أَوْ هَوَائِهِ غُصْنُ شَجَرَةِ غَيْرِهِ أَوْ غُرْفَتِهِ () لَزِمَ إِزَالَتَهُ وَضِمِنَ مَا تَلِفَ بِهِ () بَعْدَ طَلَبٍ, فَإِنْ أَبَى لَمْ يُجْبَرْ فِي اَلْغُصْنِ وَلَوَاهُ, فَإِنْ لَمْ يُمْكِنْهُ فَلَهُ قَطْعُهُ بِلَا حُكْمٍ.
وَيَجُوزُ فَتْحُ بَابٍ لِاسْتِطْرَاقٍ فِي دَرْبٍ نَافِذٍ, لَا إِخْرَاجُ جَنَاحٍ وَسَابَاطٍ وَمِيزَابٍ إِلَّا بِإِذْنِ إِمَامٍ () مَعَ أَمْنِ الضَّرَرِ, وَفِعْلُ ذَلِكَ فِي مُلْكِ
وَإِنْ طَلَبَ شَرِيكٌ فِي حَائِطٍ أَوْ سَقْفٍ اِنْهَدَمَ () شَرِيكَهُ لِلْبِنَاءِ مَعَهُ أُجْبِرَ كَنَقْضٍ خَوْفَ سُقُوطٍ, وَإِنْ بَنَاهُ بِنِيَّةِ اَلرُّجُوعِ رَجَعَ.
وَكَذَا نَهْرٌ وَنَحْوُهُ. ()
الْكَلَام عَلَى اَلْحَجْرِ
وَمَنْ مَالُهُ لَا يَفِي بِمَا عَلَيْهِ حَالاًّ وَجَبَ الْحَجْرُ عَلَيْهِ بِطَلَبِ بَعْضِ غُرَمَائِهِ
وَسُنَّ إِظْهَارُهُ, وَلَا يَنْفُذُ تَصَرُّفُهُ فِي مَالِهِ بَعْدَ الْحَجْرِ وَلَا إِقْرَارُهُ عَلَيْهِ, بَلْ فِي ذِمَّتِهِ فَيُطَالَبُ بَعْدَ فَكِّ حَجْرٍ.
وَمَنْ سَلَّمَهُ عَيْنَ مَالِ جَاهِلِ الْحَجْرِ أَخَذَهَا إِنْ كَانَتْ بِحَالِهَا, وَعِوَضُهَا كُلُّهُ بَاقٍ وَلَمْ يَتَعَلَّقْ بِهَا حَقٌّ لِلْغَيْرِ, وَيَبِيعُ حَاكِمٌ مَالَهِ وَيُقْسِمُهُ
وَلَا يَحِلُّ مُؤَجَّلٌ بِفَلَس ٍ () وَلَا بِمَوْتٍ إِنْ وَثَّقَ الْوَرَثَةُ بِرَهْنٍ مُحْرِز ٍ () أَوْ كَفِيلٍ مَلِيءٍ , وَإِنْ ظَهَرَ غَرِيمٌ بَعْدَ الْقِسْمَةِ رَجَعَ عَلَى الْغُرَمَاءِ بِقِسْطِهِ.
مَا يُحْفَظُ بِهِ مَالُ الْمَحْجُورِ عَلَيْهِ
وَيُحْجَرُ عَلَى الصَّغِيرِ وَالْمَجْنُونِ وَالسَّفِيه ِ () لِحَظِّهِمْ.
وَمَنْ دَفَعَ إِلَيْهِمْ مَالَهُ بِعَقْدٍ أَوْ لَا رَجَعَ بِمَا بَقِيَ لَا مَا تَلِفَ, وَيَضْمَنُونَ جِنَايَة ً () وَإِتْلَافِ مَا يُدْفَعُ إِلَيْهِمْ.
وَمَنْ بَلَغَ رَشِيدًا أَوْ مَجْنُونًا ثُمَّ عَقَلَ وَرَشَدَ, انْفَكَّ الْحِجْرُ عَنْهُ بِلَا حُكْمٍ, وَأُعْطِيَ مَالَهُ لَا قَبْلَ ذَلِكَ بِحَال ٍ ().
وَلَا يُدْفَعُ إِلَيْهِ مَالُهُ حَتَّى يُخْتَبَر َ () بِمَا يَلِيقُ بِهِ, وَيُؤْنَسَ رُشْدُهُ, وَمَحَلُّهُ قَبْلَ بُلُوغٍ, وَالرُّشْدُ هُنَا إِصْلَاحُ الْمَالِ بِأَنْ يَبِيعَ وَيَشْتَرِيَ فَلَا يُغْبَنَ غَالِبًا, وَلَا يَبْذُلَ مَالَهُ فِي حَرَامٍ وَغَيْرِ فَائِدَة ٍ ().
وَوَلِيُّهُمْ حَالَ الْحِجْرِ الْأَبُ, ثُمَّ وَصِيُّهُ, ثُمَّ الْحَاكِمُ, وَلَا يَتَصَرَّفُ لَهُمْ إِلَّا بِالْأَحَظِّ, وَيُقْبَلُ قَوْلُهُ بَعْدَ فَكِّ حَجْرٍ فِي مَنْفَعَةٍ وَضَرُورَةٍ وَتَلَفٍ لَا فِي دَفْعِ مَالٍ بَعْدَ رُشْد ٍ () إِلَّا مِنْ مُتَبَرِّعٍ.
وَيَتَعَلَّق ُ () دَيْنُ مَأْذُونٍ لَهُ بِذِمَّةِ سَيِّدٍ, وَدِينُ غَيْرِهِ وَأَرْشُ جِنَايَةِ قِنٍّ, وَقِيَمُ مَتْلَفَاتِهِ بِرَقَبَتِهِ.
الْوَكَالَةُ
وَتَصِحُّ الْوَكَالَةُ بِكُلِّ قَوْلٍ يَدُلُّ عَلَى إِذْنٍ وَقَبُولُهَا بِكُلِّ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ دَالٍّ عَلَيْهِ.
وَشُرِطَ كَوْنُهُمَ ا () جَائِزَي التَّصَرُّفِ, وَمَنْ لَهُ تَصَرُّفٌ فِي شَيْءٍ فَلَهُ تَوَكُّلٌ وَتَوْكِيلٌ فِيهِ.
وَتَصِحُّ فِي كُلِّ حَقِّ آدَمِيٍّ, لَا ظِهَارٍ وَلِعَانٍ وَأَيْمَانٍ, وَفِي كُلِّ حَقٍّ لِلَّهِ تَدْخُلُهُ اَلنِّيَابَة ُ ().
وَهِيَ وَشَرِكَةٌ وَمُضَارَبَةٌ وَمُسَاقَاةٌ وَمُزَارَعَةٌ وَوَدِيعَةٌ وَجُعَالَةٌ -عُقُودٌ جَائِزَةٌ لِكُلٍّ فَسْخُهَا.
وَلَا يَصِحُّ بِلَا إِذْنٍ بَيْعُ وَكِيلٍ لِنَفْسِه ِ () وَلَا شِرَاؤُهُ مِنْهَا لِمُوَكِّلِهِ, وَوَلَدُهُ وَوَالِدُهُ وَمُكَاتِبُهُ كَنَفْسِهِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/16)
وَإِنْ بَاعَ بِدُونِ ثَمَنِ مِثْلٍ أَوْ اِشْتَرَى بِأَكْثَرَ مِنْهُ صَحَّ وَضَمِنَ زِيَادَةً أَوْ نَقْصًا. وَوَكِيلُ مَبِيعٍ يُسْلِمُهُ وَلَا يَقْبِضُ ثَمَنَه ُ () إِلَّا بِقَرِينَةٍ, وَيُسَلِّمُ وَكِيلُ اَلشِّرَاءِ اَلثَّمَنَ وَوَكِيلُ خُصُومَةٍ لَا يَقْبِضُ, وَقَبْضٍ يُخَاصِمُ.
وَالْوَكِيلُ أَمِينٌ لَا يُضْمَنُ إِلَّا بِتَعَدٍّ أَوْ تَفْرِيط ٍ () وَيُقْبَلُ قَوْلُهُ فِي نَفْيهِمَ ا () وَهَلَاكٍ بِيَمِينِهِ, كَدَعْوَى مُتَبَرِّعٍ رَدَّ اَلْعَيْنِ أَوْ ثَمَنِهَا لِمُوَكِّلٍ لَا لِوَرَثَتِهِ إِلَّا بِبَيِّنَةٍ.
ـ[ aboumalik] ــــــــ[10 - 11 - 03, 12:57 ص]ـ
أخصر المختصرات 6
الشَّرِكَةُ
وَالشَّرِكَةُ خَمْسَةُ أَضْرُبٍ
شَرِكَةُ عِنَانٍ () () وَهِيَ أَنْ يُحْضِرَ كُلٌّ مِنْ عَدَدٍ جَائِزِ اَلتَّصَرُّفِ مِنْ مَالِهِ نَقْدًا مَعْلُومًا; لِيَعْمَلَ فِيهِ كُلٌّ عَلَى أَنَّ لَهُ مِنْ اَلرِّبْحِ جُزْءًا مُشَاعًا مَعْلُومًا.
اَلثَّانِي: اَلْمُضَارَبَة،وَهِيَ دَفْعُ مَالٍ مُعَيَّنٍ مَعْلُومٍ لِمَنْ يَتَّجِرُ فِيهِ بِجُزْءٍ [مَعْلُوم] ٍ () مُشَاعٍ مِنْ رِبْحِه ِ ().
وَإِنْ ضَارَبَ لِآخَرَ فَأَضَرّ َ () الْأَوَّلَ حَرُمَ, وَرَدَّ حِصَّتَهُ فِي الشَّرِكَةِ.
وَإِنْ تَلِفَ رَأْسُ الْمَالِ أَوْ بَعْضُهُ بَعْدَ تَصَرُّفٍ أَوْ خَسِرَ, جُبِر َ () مِنْ رِبْحٍ قَبْلَ قِسْمَةٍ.
اَلثَّالِثُ: شَرِكَةُ الْوُجُوهِ: وَهِيَ أَنْ يَشْتَرِكَا فِي رِبْحِ مَا يَشْتَرِيَانِ فِي ذِمَمِهِمَا بِجَاهَيْهِمَ ا () وَكُلٌّ وَكَيْلُ الْآخَرِ وَكَفِيلُهُ بِالثَّمَنِ.
اَلرَّابِعُ: شَرِكَةُ الْأَبْدَانِ: وَهِيَ أَنْ يَشْتَرِكَا فِيمَا يَتَمَلَّكَانِ بِأَبْدَانِهِمَا مِنْ مُبَاحٍ كَاصْطِيَادٍ وَنَحْوِه ِ () أَوْ يَتَقَبَّلَانِ فِي ذِمَمِهِمَا مِنْ عَمَلٍ كَخِيَاطَةٍ. S
فَمَا تَقَبَّلُهُ أَحَدُهُمَا لَزِمَهُمَا عَمَلُهُ وَطُولِبَا بِهِ, وَإِنْ تَرَكَ أَحَدُهُمَا الْعَمَلَ لِعُذْرٍ أَوْ لَا فَالْكَسْبُ بَيْنَهُمَا, وَيَلْزَمُ مَنْ عُذِر َ () أَوْ لَمْ يَعْرِفِ الْعَمَلَ أَنْ يُقِيمَ مَقَامَهُ بِطَلَبِ شَرِيكٍ.
الْخَامِسُ: شَرِكَةُ الْمُفَاوَضَةِ،وَهِيَ أَنْ يُفَوِّضَ كُلٌّ إِلَى صَاحِبِهِ كُلَّ تَصَرُّفٍ مَالِيّ ٍ () وَيَشْتَرِكَا فِي كُلِّ مَا يَثْبُتُ لَهُمَا وَعَلَيْهِمَا, فَتَصِحُّ إِنْ لَمْ يُدْخِلَا فِيهِمَا كَسْبًا نَادِرًا ().
وَكُلُّهَا جَائِزَةٌ, وَلَا ضَمَانَ فِيهَا إِلَّا بِتَعَدٍّ أَوْ تَفْرِيطٍ.
الْمُسَاقَاةُ وَالْمُزَارَعَةُ
وَتَصِحُّ الْمُسَاقَاة ُ () عَلَى شَجَرٍ لَهُ ثَمَرٌ يُؤْكَلُ, وَثَمَرَةٍ مَوْجُودَةٍ بِجُزْءٍ مِنْهَا, وَعَلَى شَجَرٍ يَغْرِسُهُ وَيَعْمَلُ عَلَيْه ِ () حَتَّى يُثْمِرَ بِجُزْءٍ مِنْ الثَّمَرَةِ أَوْ اَلشَّجَرِ أَوْ مِنْهُمَا, فَإِنْ فَسَخَ مَالِكٌ قَبْلَ ظُهُورِ ثَمَرَةٍ فَلِعَامِلٍ أُجْرَتُهُ, أَوْ عَامِلٌ فَلَا شَيْءَ لَهُ.
وَتُمْلَكُ اَلثَّمَرَةُ بِظُهُورِهَا, فَعَلَى عَامِلٍ تَمَامُ عَمَلٍ إِذَا فُسِخَتْ بَعْدَه ُ () وَعَلَى عَامِلٍ كُلَّ مَا فِيهِ نُمُوٌّ أَوْ إِصْلَاحٌ وَحَصَادٌ وَنَحْوُهُ, وَعَلَى رَبِّ أَصْلٍ حِفْظٌ وَنَحْوُه ُ () وَعَلَيْهِمَا -بِقَدْرِ حِصَّتَيْهِمَا- جَدَادٌ.
وَتَصِحُّ الْمُزَارَعَةُ بِجُزْءٍ مَعْلُومٍ مِمَّا يَخْرُجُ مِنْ الْأَرْضِ بِشَرْطِ عِلْمِ بَذْر ٍ () وَقَدْرِهِ وَكَوْنِهِ مِنْ رَبِّ الْأَرْض ِ ().
الْإِجَارَةُ
وَتَصِحُّ الْإِجَارَةُ بِثَلَاثَةِ شُرُوطٍ
مَعْرِفَةُ مَنْفَعَةٍ, وَإِبَاحَتُهَ ا () وَمَعْرِفَةُ أُجْرَةٍ إِلَّا أَجِيرًا وَظِئْرًا () بِطَعَامِهِمَا وَكِسْوَتِهِمَا.
وَإِنْ دَخَلَ حَمَّامًا, أَوْ سَفِينَةً, أَوْ أَعْطَى ثَوْبَهُ خَيَّاطًا وَنَحْوَه ُ () صَحَّ وَلَهُ أُجْرَةُ مِثْلٍ.
وَهِيَ ضَرْبَانِ:
إِجَارَةُ عَيْنٍ: () () وَشُرِطَ مَعْرِفَتُهَا, وَقُدْرَةٌ عَلَى تَسْلِيمِهَا, وَعَقْدٌ فِي غَيْرِ ظِئْرٍ عَلَى نَفْعِهَا دُونَ أَجْزَائِهَا, وَاشْتِمَالُهَا عَلَى اَلنَّفْعِ, وَكَوْنُهَا لِمُؤَجِّرٍ, أَوْ مَأْذُونًا لَهُ فِيهَ ا ()
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/17)
وَإِجَارَةُ الْعَيْنِ قِسْمَانِ: إِلَى أَمَد ٍ () مَعْلُومٍ يَغْلِبُ عَلَى اَلظَّنِّ بَقَاؤُهَا فِيهِ.
لِعَمَلٍ مَعْلُومٍ, كَإِجَارَةِ دَابَّةٍ لِرُكُوبٍ أَوْ حَمْلٍ إِلَى مَوْضِعٍ مُعَيَّن ٍ ()
الضَّرْبُ اَلثَّانِي: عَقْدٌ عَلَى مَنْفَعَةٍ فِي الذِّمَّةِ فِي شَيْءٍ مُعَيَّنٍ أَوْ مَوْصُوفٍ, فَيُشْتَرَطُ تَقْدِيرُهَا بِعَمَلٍ أَوْ مُدَّةٍ كَبِنَاءِ دَارٍ وَخِيَاطَةٍ, وَشُرِطَ مَعْرِفَةُ ذَلِكَ وَضَبْطُه ُ () وَكَوْنُ أَجِيرٍ فِيهَا آدَمِيًّا جَائِزَ التَّصَرُّفِ, وَكَوْنُ عَمَلٍ لَا يَخْتَصُّ فَاعِلُهُ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْقُرْبَة ِ ()
وَعَلَى مُؤَجِّرٍ كُلُّ مَا جَرَتْ بِهِ عَادَةٌ وَعُرْفٌ, كَزِمَامِ مَرْكُوبٍ وَشَدٍّ, وَرَفْعٍ وَحَطٍّ, وَعَلَى مُكْتِرٍ نَحْوَ مَحَمِلٍ وَمِظَلَّة ٍ () وَتَعْزِيلُ نَحْوَ بَالُوعَةٍ إِنْ تَسَلَّمَهَا فَارِغَةً, وَعَلَى مُكْرٍ تَسْلِيمُهَا كَذَلِكَ.
وَهِيَ عَقْدٌ لَازِمٌ, فَإِنْ تَحَوَّلَ مُسْتَأْجِرٌ فِي أَثْنَاءِ اَلْمُدَّةِ بِلَا عُذْرٍ فَعَلَيْهِ كُلُّ الْأُجْرَةِ, وَإِنْ حَوَّلَهُ مَالِكٌ فَلَا شَيْءَ لَهُ.
وَلَا يَضْمَنُ أَجِيرٌ خَاصٌّ مَا جَنَتْ يَدُهُ خَطَأً, وَلَا نَحْوَ حَجَّامٍ, وَطَبِيبٍ, وَبَيْطَارٍ, عُرِفَ حِذْقُهُمْ إِنْ أَذِنَ فِيهِ مُكَلَّفٌ أَوْ وَلِيُ غَيْرِه ِ () وَلَمْ تَجْنِ أَيْدِيهِمْ, وَلَا رَاعٍ مَا لَمْ يَتَعَدَّ أَوْ يُفَرِّطْ.
وَيَضْمَنُ مُشْتَرَكٌ مَا تَلِفَ بِفِعْلِهِ لَا مِنْ حِرْزِهِ وَلَا أُجْرَةَ لَهُ.
وَالْخَاصُّ مَنْ قُدِّرَ نَفْعُهُ بِالزَّمَن ِ () وَالْمُشْتَرِكُ بِالْعَمَلِ.
وَتَجِبُ الْأُجْرَةُ بِالْعَقْدِ مَا لَمْ تُؤَجَّلْ.
وَلَا ضَمَانَ عَلَى مُسْتَأْجِرٍ إِلَّا بِتَعَدٍّ أَوْ تَفْرِيطٍ, وَالْقَوْلُ قَوْلُهُ فِي نَفْيِهِمَا.
اَلْمُسَابَقَةُ
وَتَجُوزُ أَوْ بَعُوضٌ, إلِاَّ عَلَى إِبِلٍ, وَخَيْلٍ, وِسِهَامٍ.
وَشَرْطُ تَعْيِينِ مَرْكُوبَيِْنِ, وَاتِّحَادُهُمَا, وَتَعْيِينُ رُمَاةٍ, وَتَحْدِيدُ مَسَافَةٍ, وَعِلْمُ عِوَضٍ, وَإِبَاحَتُهُ, وَخُرُوجٌ عَنْ شَبَهِ قِمَارٍ () وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
اَلْعَارِيَةُ
وَالْعَارِيَةُ سُنَّةٌ.
وَكُلُّ مَا يُنْتَفَعُ بِهِ مَعَ بَقَاءِ عَيْنِهِ نَفْعًا مُبَاحًا تَصِحُّ إِعَارَتُهُ إِلَّا اَلْبُضْع َ () وَعَبْدًا مُسْلِمًا لِكَافِرٍ, وَصَيْدًا وَنَحْوَهُ لِمُحْرِمٍ, وَأَمَةً, وَأَمْرَدَ لِغَيْرِ مَأْمُونٍ.
وَتُضْمَنُ مُطْلَقًا بِمِثْلِ مِثْلِيّ, ٍ وَقِيمَةِ غَيْرِهِ يَوْمَ تَلَفٍ, لَا إِنْ تَلِفَتْ بِاسْتِعْمَالٍ بِمَعْرُوفٍ كَخَمْل ِ () مِنْشَفَةٍ, وَلَا إِنْ كَانَتْ وَقْفًا كَكُتُبِ عِلْمٍ؛ إِلَّا بِتَفْرِيطٍ, وَعَلَيْهِ مُؤْنَةُ رَدِّهَا.
وَإِنْ أَرْكَبَ مُنْقَطِعًا لِلَّهِ لَمْ يَضْمَنْ.
اَلْغَصْبُ وَتَوَابِعُهُ
وَالْغَصْبُ كَبِيرَةٌ , () فَمَنْ غَصَبَ كَلْبًا يُقْتَنَى, أَوْ خَمْرَ ذَمِّيٍّ مُحْتَرَمَةً؛ رَدَّهُمَا, لَا جِلْدَ مَيْتَةٍ.
وَإِتْلَافُ اَلثَّلَاثَةِ هَدَرٌ.
وَإِنْ اِسْتَوْلَى عَلَى حُرٍّ مُسْلِمٍ لَمْ يَضْمَنْهُ, بَلْ ثِيَابَ صَغِيرٍ وَحُلِيَّهُ , () وَإِنْ اِسْتَعْمَلَهُ كُرْهًا أَوْ حَبَسَهُ؛ فَعَلَيْهِ أُجَرَتُهُ كَقِنٍّ.
وَيَلْزَمُهُ رَدُّ مَغْصُوبٍ بِزِيَادَتِهِ, وَإِنْ نَقَصَ لِغَيْرِ تَغَيُّرِ سِعْرٍ؛ () فَعَلَيْهِ أَرْشُهُ.
وَإِنْ بَنَى أَوْ غَرَسَ؛ لَزِمَهُ قَلْعٌ, وَأَرْشُ نَقْصٍ, وَتَسْوِيَةُ أَرْضٍ, وَالْأُجْرَةُ.
وَلَوْ غَصَبَ مَا اتَّجَر, َ أَوْ صَادَ, أَوْ حَصَدَ بِهِ؛ فَمَهْمَا حَصَلَ بِذَلِكَ فَلِمَالِكِهِ.
وَإِنْ خَلَطَهُ بِمَا لَا يَتَمَيَّزُ , () أَوْ صَبَغَ اَلثَّوْبَ؛ فَهُمَا شَرِيكَانِ بِقَدْرِ مِلْكَيْهِمَا, وَإِنْ نَقَصَتِ اَلْقِيْمَةُ بَطَلَ.
وَمَنِ اِشْتَرَى أَرْضًا فَغَرَسَ, أَوْ بَنَى, ثُمَّ اسْتُحِقَّتْ , وقُلِعَ ذَلِكَ؛ رَجَعَ عَلَى بَائِعٍ بِمَا غَرِمَهُ.
وَإِنْ أَطْعَمَهُ لِعَالَمٍ بِغَصْبِهِ؛ ضَمِنَ آكِلٌ.
وَيُضْمَنُ مِثْلِيٌّ بِمِثْلِهِ, وَغَيْرُهُ بِقِيمَتِهِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/18)
وَحَرُمَ تَصْرِفُ غَاصِبٍ بِمَغْصُوبٍ, وَلَا يَصِحُّ عَقْدٌ, وَلَا عِبَادَةٌ , () وَاَلْقَوْلُ فِي تَالِفٍ وَقَدْرِهِ وَصِفَتِهِ قَوْلُهُ, وَفِي رَدِّهِ وَعَيْبٍ فِيهِ قَوْلُ رَبِّهِ.
وَمَنْ بِيَدِهِ غَصْبٌ, أَوْ غَيْرُهُ , وَجَهِلَ رَبَّهُ؛ فَلَهُ اَلصَّدَقَةُ بِهِ عَنْهُ بِنِيَّةِ اَلضَّمَانِ, وَيَسْقُطُ إِثْمُ غَصْبٍ.
وَمَنْ أَتْلَفَ -وَلَوْ سَهْوًا- مُحْتَرَمًا؛ ضَمِنَهُ.
وَإِنْ رَبَطَ دَابَّةً بِطَرِيقٍ ضَيِّقٍ؛ ضَمِنَ مَا أَتْلَفَتْهُ مُطْلَقًا. ().
وَإِنْ كَانَتْ بِيَدِ رَاكِبٍ, أَوْ قَائِدٍ, أَوْ سَائِقٍ؛ ضَمِنَ جِنَايَةَ مَقْدِمِهَا, وَوَطْئِهَا بِرِجْلِهَا.
اَلشُّفْعَةُ
وَتُثْبِتُ اَلشَّفْعَةُ () فَوْرًا لِمُسْلِمٍ تَامٍّ اَلْمَلِكِ فِي حِصَّةِ شَرِيكَهُ اَلْمُنْتَقِلَةِ لِغَيْرِهِ بِعِوَضٍ مَالِيٍّ بِمَا اِسْتَقَرَّ عَلَيْهِ اَلْعِقْدَ.
وَشَرْطُ تَقَدَّمَ مَلَكٍ شَفِيعٍ () وَكَوْنِ شِقْصٍ مُشَاعًا مِنْ اَلْأَرْضِ تَجِبُ قَسَمْتُهَا.
وَيَدْخُلُ غِرَاسٍ وَبِنَاءٍ تِبَاعًا, لَا ثَمَرَةٌ وَزَرْعٍ, وَأَخَذَ جَمِيعِ مَبِيعٍ, فَإِنْ أَرَادَ أَخْذِ اَلْبَعْضِ, أَوْ عَجَزَ عَنْ بَعْضِ اَلثَّمَنِ بَعْدَ إِنْذَارِهِ ثَلَاثًا, أَوْ قَالَ لِمُشْتَرٍ: بِعْنِي أَوْ صَالِحْنِي, أَوْ أَخْبَرَهُ عَدْلٌ فَكَذَّبَهُ وَنَحْوِهِ: سَقَطَتْ, فَإِنْ عَفَا بَعْضُهُمْ أَخَذَ باقيهم اَلْكُلَّ أَوْ تَرَكَهُ.
وَإِنْ مَاتَ شَفِيعٌ قَبْلَ طَلَبِ بَطَلَتْ.
وَإِنْ كَانَ اَلثَّمَنُ مُؤَجِّلاً أَخْذَ مَلِيءٌ بِهِ وَغَيْرُهُ بِكَفِيلٍ مَلِيءٍ ().
وَلَوْ أَقَرَّ بَائِعٌ بِالْبَيْعِ وَأَنْكَرَ مُشْتَرٍ ثَبَتَتْ.
الْوَدِيعَةُ
وَيُسَنُّ قَبُولُ وَدِيعَةٍ لِمَنْ يَعْلَمُ مِنْ نَفْسِهِ الْأَمَانَةَ، وَيَلْزَمُ حِفْظُهَا فِي حِرْزِ مِثْلِهَا () وَإِنْ عَيَّنَهُ رَبُّهَا فَأَحْرَزَ بِدُونِهِ أَوْ تَعَدَّى أَوْ فَرَّطَ أَوْ قَطَعَ عَلَفَ دَابَّةٍ عَنْهَا بِغَيْرِ قَوْلٍ () ضَمِنَ، وَيُقْبَلُ قَوْلُ مُودِعٍ إِلَى رَبِّهَا أَوْ غَيْرِهِ بِإِذْنِهِ لَا وَارِثِهِ، وَفِي تَلَفِهَا وَعَدَمِ تَفْرِيطٍ وَتَعَدٍّ وَفِي الْإِذْنِ.
وَإِنْ أَوْدَعَ اثْنَانِ مَكِيلًا أَوْ مَوْزُونًا يُقْسَمُ فَطَلَبَ أَحْدُهُمَا نَصِيبَهُ لِغَيْبَةِ شَرِيكٍ أَوِ امْتِنَاعِهِ () سُلِّمَ إِلَيْهِ.
وَلِمُودِعٍ وَمُضَارِبٍ وَمُرْتَهِنٍ وَمُسْتَأْجِرٍ إِنْ غُصِبَتِ الْعَيْنُ الْمُطَالَبَةُ بِهَا.
إِحْيَاءُ اَلْمَوَاتِ
وَمَنْ أَحْيَا أَرْضًا مُنْفَكَّةً عَنْ اَلِاخْتِصَاصَاتِ () وَمِلْكٍ مَعْصُومٍ؛ مَلَكَهَا.
اَلْجَعَالَةُ
وَيَجُوزُ جَعَلُ شَيْءٍ مَعْلُومٍ لِمَنْ يَعْمَلُ عَمَلاً وَلَوْ مَجْهُولاً, لَا كَرَدِّ عَبْدٍ , وَلُقَطَةٍ , وَبِنَاءِ حَائِطٍ, فَمَنْ فَعَلَهُ بَعْدَ عِلْمِهِ؛ اِسْتَحَقَّهُ. ().
وَلِكُلٍّ فَسْخُهَا, فَمِنْ عَامِلٍ لَا شَيْءَ لَهُ, وَمِنْ جَاعِلٍ لِعِامِلٍ أُجْرَةَ عَمَلِهِ.
وَإِنْ عَمِلَ غَيْرُ مُعَدٍّ لِأَخْذِ أُجْرَةٍ لِغَيْرِهِ عَمَلاً بِلَا جُعْلِ, أَوْ مُعَدٌ بِلَا إِذَنٍ؛ فَلَا شَيْءَ لَهُ , إِلَّا فِي تَحْصِيلِ مَتَاعٍ , مِنْ بَحْرٍ أَوْ فَلَاةٍ؛ فَلَهُ أَجْرُ مِثْلِهِ. وَفِي رَقِيقِ دِينَارٌ, أَوْ اثْنَا عَشَرَ دِرْهَمًا.
اَلْلُّقَطَةُ
وَالْلُّقَطَةُ ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ
مَا لَا تَتْبَعُهُ هِمَّةُ أَوْسَاطِ اَلنَّاسِ كَرَغِيفٍ وَشِسْعٍ؛ () فَيَمْلِكُ بِلَا تَعْرِيفٍ.
اَلثَّانِي: اَلضَّوَالُّ اَلَّتِي تَمْتَنِعُ مِنْ صِغَارِ اَلسِّبَاعِ, كَخَيْلٍ, وَإِبِلٍ, وَبَقَرٍ, فَيَحْرُمُ الْتِقَاطُهَا, وَلَا تُمْلَكُ بِتَعْرِيفِهَا.
اَلثَّالِثُ: بَاقِي اَلْأَمْوَالِ كَثَمَنٍ, وَمَتَاعٍ, وَغَنَمٍ, وَفُصْلَانٍ , وَعَجَاجِيلَ؛ () فَلِمَنْ أَمِنَ نَفْسَهُ عَلَيْهَا أَخَذَهَا.
وَيَجِبُ حِفْظُهَا , وَتَعْرِيفُهَا فِي مَجَامِعِ اَلنَّاسِ , غَيْرِ اَلْمَسْجِدِ حَوْلاً كَامِلاً , () وَتَمْلَكُ بَعْدَهُ حُكْمًا.
وَيَحْرُمُ تَصَرُّفُهُ فِيهَا قَبْلَ مَعْرِفَةِ وِعَائِهَا , () وَوِكَائِهَاَ , عِفَاصِهَا , وَقَدْرِهَا , وَجِنْسِهَا , وَصِفَتِهَا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/19)
وَمَتَى جَاءَ رَبُّهَا فَوَصْفهَا؛ لَزِمَ دَفْعُهَا إِلَيْهِ.
وَمَنْ أُخِذَ نَعْلُهُ وَنَحْوُهُ وَوَجَدَ غَيْرَهُ مَكَانَهُ؛ فَلَقْطَةٌ.
وَاَللَّقِيطُ: طِفْلٌ لَا يُعْرَفُ نَسَبُهُ وَلَا رِقُّهُ؛ نُبِذ َ () أَوْ ضَلَّ إِلَى اَلتَّمْيِيزِ.
وَالْتِقَاطُهُ فَرْضُ كِفَايَةٍ, فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ شَيْءٌ , وَتَعَذَّرَ بَيْتُ اَلْمَالِ؛ أَنْفَقَ عَلَيْهِ عَالِمٌ بِهِ بِلَا رُجُوعٍ.
وَهُوَ مُسْلِمٌ إِنْ وُجِدَ فِي بَلَدٍ يُكْثِرُ فِيهِ اَلْمُسْلِمُونَ, وَإِنْ أَقَرَّ بِهِ مَنْ يُمْكِنُ كَوْنُهُ مِنْهُ؛ أُلْحِقَ بِهِ.
الْوَقْفُ وَمَبَاحِثُهُ
وَالْوَقْف ُ () سُنَّةٌ.
وَيَصِحُّ بِقَوْلٍ وَفِعْلٍ دَالٍّ عَلَيْهِ عُرْفًا كَمَنْ بَنَى أَرْضَهُ مَسْجِدًا أَوْ مَقْبَرَةً وَأَذِنَ لِلنَّاس ِ () أَنْ يُصَلُّوا فِيهِ وَيَدْفِنُوا فِيهَا.
وَصَرِيحُهُ: وَقَفْتُ وَحبَّسْتُ وَسَبَّلْتُ, وَكِنَايَتُهُ: تَصَدَّقْتُ وَحَرَّمَتُ وَأَبَّدْت ُ ().
وَشُرُوطُهُ خَمْسَةٌ: كَوْنُهُ فِي عَيْنٍ مَعْلُومَةٍ يَصِحُّ بَيْعُهَا غَيْرَ مُصْحَف ٍ () وَيُنْتَفَعُ بِهَا مَعَ بَقَائِهَا, وَكَوْنُهُ عَلَى بِرّ ٍ () وَيَصِحُّ مِنْ مُسْلِمٍ عَلَى ذِمِّيٍّ وَعَكْسُهُ, وَكَوْنُهُ فِي غَيْرِ مَسْجِدٍ وَنَحْوِهِ عَلَى مُعَيَّنٍ يَمْلِكُ, وَكَوْنُ وَاقِفٍ نَافِذَ اَلتَّصَرُّفِ, وَوَقْفِهِ نَاجِزً ا ().
وَيَجِبُ الْعَمَلُ بِشَرْطِ وَاقِفٍ إِنْ وَافَقَ اَلشَّرْعَ, وَمَعَ إِطْلَاقٍ يَسْتَوِي غَنِيٌّ وَفَقِيرٌ, وَذَكَرٌ وَأُنْثَى.
وَالنَّظَرُ عِنْدَ عَدَمِ اَلشَّرْطِ لِمَوْقُوفٍ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مَحْصُورًا, وَإِلَّا فَلِحَاكِمٍ () كَمَا لَوْ كَانَ عَلَى مَسْجِدٍ وَنَحْوِهِ.
وَإِنْ وَقَفَ عَلَى وَلَدِهِ أَوْ وَلَدِ غَيْرِهِ فَهُوَ لِذِكَرٍ وَأُنْثَى بِالسَّوِيَّةِ, ثُمَّ لِوَلَدِ بَنِيهِ, وَعَلَى بَنِيهِ أَوْ بَنِي فُلَانٍ فَلِذُكُورٍ فَقَطْ, وَإِنْ كَانُوا قَبِيلَةً دَخَلَ النِّسَاءُ دُونَ أَوْلَادِهِنَّ مِنْ غَيْرِهِمْ, وَعَلَى قَرَابَتِهِ أَوْ أَهْلِ بَيْتِهِ أَوْ قَوْمِهِ دَخَلَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى مِنْ أَوْلَادِهِ وَأَوْلَادِ أَبِيهِ وَجَدِّهِ وَجَدِّ أَبِيهِ لَا مُخَالِفُ دِينِهِ.
وَإِنْ وَقَفَ عَلَى جَمَاعَةٍ يُمْكِنُ حَصْرُهُم ْ () وَجَبَ تَعْمِيمُهُمْ وَالتَّسْوِيَةُ بَيْنَهُمْ, وَإِلَّا جَازَ اَلتَّفْضِيلُ وَالِاقْتِصَارُعَلَى وَاحِدٍ.
الْهِبَةُ
وَالْهِبَةُ مُسْتَحَبَّة ٌ ()
وَتَصِحُّ هِبَةُ مُصْحَفٍ, وَكُلُّ مَا يَصِحُّ بَيْعُهُ, وَتَنْعَقِدُ بِمَا يَدُلُّ عَلَيْهَا عُرْفًا.
وَتَلْزمُ بِقَبْضٍ بِإِذْنِ وَاهِبٍ.
وَمَنْ أَبْرَأَ غَرِيمَهُ بَرِئَ, وَلَوْ لَمْ يَقْبَل ْ ().
وَيَجِبُ تَعْدِيلٌ فِي عَطِيَّةِ وَارِثٍ بِأَنْ يُعْطِيَ كَلًّا بِقَدْرِ إِرْثِهِ, فَإِنْ فَضَّل َ () سَوَّى بِرُجُوعٍ, وَإِنْ مَاتَ قَبْلَهُ ثَبَتَ تَفْضِيلُهُ.
وَلَهُ أَنْ يَتَمَلَّكَ بِقَبْضٍ مَعَ قَوْلٍ أَوْ نِيَّةٍ مِنْ مَالِ وَلَدِهِ غَيْرِ سُرِّيَّة ٍ () مَا شَاءَ مَا لَمْ يَضُرَّهُ , أَوْ لِيُعْطِيَهُ لِوَلَدٍ [آخَرَ] () أَوْ يَكُنْ بِمَرَضِ مَوْتِ أَحَدِهِمَا, أَوْ يَكُنْ كَافِرًا, وَالابْنُ مُسْلِمًا.
وَلَيْسَ لِوَلَدٍ وَلَا لِوَرَثَتِهِ مُطَالَبَةُ أَبِيهِ بِدَيْنٍ وَنَحْوِه ِ () بَلْ بِنَفَقَةٍ وَاجِبَةٍ.
وَمَنْ مَرَضُهُ غَيْرُ مُخَوِّفٍ تَصَرُّفُهُ كَصَحِيحٍ, أَوْ مُخَوِّفٍ كَبِرْسَام ٍ () أَوْ إِسْهَالٍ مُتَدَارَكٍ.
وَمَا قَالَ طَبِيبَانِ مُسْلِمَانِ عَدْلَانِ عِنْدَ إِشْكَالِهِ: إِنَّهُ مُخَوِّفٌ لَا يَلْزَمُ تَبَرُّعُهُ لِوَارِثٍ بِشَيْءٍ, وَلَا بِمَا فَوْقَ اَلثُّلُثِ لِغَيْرِهِ إِلَّا بِإِجَازَةِ الْوَرَثَةِ.
كِتَابِ الْوَصَايَا ()
يُسَنُّ لِمَنْ تَرَكَ مَالاً كَثِيرًا عُرْفًا () الْوَصِيَّةُ بِخُمْسِهِ.
وَتَحْرُمُ مِمَّنْ يَرِثُهُ غَيْرُ أَحَدِ الزَّوْجَيْنِ بِأَكْثَرَ مِنْ الثُّلُثِ لِأَجْنَبِيٍّ أَوْ لِوَارِثٍ بِشَيْءٍ.
وَتَصِحُّ مَوْقُوفَةً عَلَى الْإِجَازَة ِ ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/20)
وَتُكْرَهُ مِنْ فَقِيرٍ وَارِثُهُ مُحْتَاجٌ, فَإِنْ لَمْ يَفِ اَلثُّلُثُ بِالْوَصَايَا تَحَاصُّوا فِيهِ كَمَسَائِل اَلْعَوْل ِ () وَتُخْرَجُ اَلْوَاجِبَاتُ مِنْ دَيْنٍ وَحَجٍّ وَزَكَاةٍ مِنْ رَأْسِ اَلْمَالِ مُطْلَقً ا ().
وَتَصِحُّ لِعَبْدِهِ بِمَشَاعٍ كَثُلُثٍ, وَيُعْتَقُ مِنْهُ بِقَدْرِهِ, فَإِنْ فَضَلَ شَيْءٌ أَخْذَهُ وَبِحَمْلٍ تَحَقَّقَ وُجُودُهُ , لَا لِكَنِيسَةٍ وَبَيْتِ نَارٍ وَكُتُبِ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَنَحْوِهِمَا , وَتَصِحُّ بِمَجْهُولٍ وَمَعْدُومٍ, وَبِمَا لَا يَقْدِرُ عَلَى تَسْلِيمِه ِ ().
وَمَا حَدَثَ بَعْدَ اَلْوَصِيَّةِ يَدْخُلُ فِيهَا, وَتَبْطُلُ بِتَلَفٍ مُعَيَّنٍ وُصِّيَ بِهِ, وَإِنْ وَصَّى بِمِثْلِ نَصِيبِ وَارِثٍ مُعَيَّنٍ فَلَهُ مِثْلُهُ مَضْمُومًا إِلَى الْمَسْأَلَة ِ () وَبِمِثْلِ نَصِيبِ أَحَدِ وَرَثَتِهُ لَهُ مِثْلُ مَا لِأَقَلِّهِمْ, وَبِسَهْمٍ مِنْ مَالِهِ لَهُ سُدُس ٌ () وَبِشَيْءٍ أَوْ حَظٍّ أَوْ جُزْءٍ يُعْطِيهِ الْوَارِثُ مَا شَاءَ.
مَنْ تَصِحُّ لَهُ اَلْوَصِيَّةُ
وَيَصِحُّ الْإِيصَاءُ إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ مُكَلَّفٍ رَشِيدٍ عَدْلٍ, وَلَوْ ظَاهِرًا, وَمِنْ كَافِرٍ إِلَى مُسْلِمٍ وَعَدْلٍ فِي دِينِهِ.
وَلَا يَصِحُّ إِلَّا فِي مَعْلُومٍ يَمْلِكُ اَلْمُوصِي فِعْلَهُ () وَمَنْ مَاتَ بِمَحَلٍّ لَا حَاكِمَ فِيهِ, وَلَا وَصِيَّ , فَلِمُسْلِمٍ حَوْزُ تَرِكَتِهِ, وَفِعْلُ الْأَصْلَحِ فِيهَا مِنْ بَيْعٍ وَغَيْرِهِ وَتَجْهِيزِهِ مِنْهَا, وَمَعَ عَدَمِهَا مِنْهُ () وَيَرْجِعُ عَلَيْهَا وَعَلَى مَنْ تُلْزَمُهُ نَفَقَتُهُ, إِنْ نَوَاهُ, أَوْ اسْتَأْذَنَ حَاكِمًا.
كِتَابُ الْفَرَائِض ِ ()
أَسْبَابُ الْإِرْثِ رَحِم ٌ () وَنِكَاحٌ, وَوَلَاءٌ.
وَمَوَانِعَهُ: قَتْلٌ, وَرِقٌ, وَاخْتِلَافُ دِينٍ.
وَأَرْكَانُهُ: وَارِثٌ , وَمُوَرِّثٌ , وَمَالٌ مَوْرُوثٌ.
وَشُرُوطُهُ: تَحَقُّقُِ مَوْتِ مُوَرِّثٍ , وَتَحَقَّقُ وُجُودِ وَارِثٍ , وَالْعِلْمُ بِالْجِهَةِ اَلْمُقْتَضِيَةِ لِلْإِرْثِ.
وَالْوَرَثَةُ: ذُو فَرْضٍ، وَعَصَبَةٌ , وَذُو رَحِمٍ.
فَذَوُو اَلْفَرْضِ عَشْرَةٌ: الزَّوْجَانِ وَالْأَبَوَان ِ () وَالْجَدُّ وَالْجَدَّةُ , وَالْبِنْتُ, وَبِنْتُ الِابْنِ, وَالْأُخْتُ, وَوَلَدُ الْأُمّ ِ ().
وَالْفُرُوضُ الْمُقَدَّرَةُ فِي كِتَابِ اَللَّهِ سِتَّةٌ: النِّصْفُ, وَالرُّبْعُ , وَالثُّمُنُ, وَالثُّلُثَانِ, وَالثُّلُثُ, وَالسُّدُسُ.
فَالنِّصْفُ فَرْضُ خَمْسَةٍ: اَلزَّوْجُ, إِنْ لَمْ يَكُنْ لِلُزُوجَةِ وَلَدٌ وَلَا وَلَدُ ابْنٍ , وَالْبِنْتُ وَبِنْتُ الِابْن ِ () مَعَ عَدَمِ وَلَدِ الصُّلْبِ, وَالْأُخْتُ لِأَبَوَيْنِ عِنْدَ عَدَمِ اَلْوَلَدِ وَوَلَدِ اَلِابْنِ, وَالْأُخْتُ للْأَبِ عِنْدَ عَدَمِ الْأَشِقَّاءِ.
وَالرُّبْعُ فَرْضُ اِثْنَيْنِ: الزَّوْجُ مَعَ اَلْوَلَدِ أَوْ وَلَدِ اَلِابْنِ , وَالزَّوْجَةُ فَأَكْثَرُ مَعَ عَدَمِهِمَ ا ()
والثُمُنُ فَرْضُ وَاحِدٍ: وَهُوَ اَلزَّوْجَةُ فَأَكْثَرُ مَعَ اَلْوَلَدِ أَوْ وَلَدِ اَلِابْنِ.
وَالثُّلُثَانِ فَرْضُ أَرْبَعَةٍ: اَلْبِنْتَيْنِ فَأَكْثَرَ, وَبِنْتَيْ الِابْنِ فَأَكْثَرَ , وَالْأُخْتَيْنِ لِأَبَوَيْنِ فَأَكْثَرَ, وَالْأُخْتَيْنِ لِأَبٍ فَأَكْثَرَ.
وَالثُّلُثُ فَرْضُ اِثْنَيْنِ: وَلَدِيِ الْأُمِّ فَأَكْثَرَ, يَسْتَوِي فِيهِ ذَكَرُهُمْ وَأُنْثَاهُمْ, وَالْأُمِّ حَيْثُ لَا وَلَدَ وَلَا وَلَدَ اِبْنٍ وَلَا عَدَدَ مِنْ الْأُخْوَةِ وَالْأَخَوَاتِ , لَكِنْ لَهَا ثُلُثُ اَلْبَاقِي فِي اَلْعُمَرِيَّتَيْنِ , وَهُمَا أَبَوَانِ وَزَوْجٌ أَوْ زَوْجَة ٌ ().
والسُدُسُ فَرْضُ سَبْعَةٍ: الْأُمِّ مَعَ الْوَلَدِ أَوْ وَلَدِ الِابْنِ أَوْ عَدَدٍ مِنَ الْأُخْوَةِ وَالْأَخَوَاتِ , وَالْجَدَّةِ فَأَكْثَرَ مَعَ تَحَاذ ٍ () وَبِنْتِ الِابْنِ فَأَكْثَرَ مَعَ بِنْتِ الصُّلْب ِ () وَأُخْتٍ فَأَكْثَرَ مَعَ أُخْتٍ لِأَبَوَيْنِ, وَالْوَاحِدِ مِنْ وَلَدِ الْأُمِّ , وَالْأَبِ مَعَ اَلْوَلَدِ أَوْ وَلَدِ الِابْنِ, وَالْجَدُّ كَذَلِكَ.
أَحْكَامُ الْجَدِّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/21)
وَالْجَدُّ مَعَ الْأُخْوَةِ وَالْأَخَوَاتِ لِأَبَوَيْنِ أَوْ لِأَبٍ كَأَحَدِهِمْ ().
فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ صَاحِبُ فَرْضٍ فَلَهُ خَيْرُ أَمْرَيْنِ: الْمُقَاسَمَةُ , أَوْ ثُلُثُ جَمِيعِ اَلْمَالِ , وَإِنْ كَانَ فَلَهُ خَيْرُ ثَلَاثَةِ أُمُورٍ: الْمُقَاسَمَةُ , أَوْ ثُلُثُ اَلْبَاقِي بَعْدَ صَاحِبِ الْفَرْضِ, أَوْ سُدُسُ جَمِيعِ اَلْمَالِ, فَإِنْ لَمْ يَبْقَ غَيْرُهُ أَخَذَهُ, وَسَقَطُوا إِلَّا فِي "الْأَكْدَرِيَّةِ" وَهِيَ: زَوْجٌ وَأُمٌّ وَجَدٌّ وَأُخْتٌ لِأَبَوَيْنِ أَوْ لِأَبٍ, فَلِلزَّوْجِ نِصْفٌ, وَلِلْأُمِّ ثُلُثٌ, وَلِلْجَدِّ سُدُسٌ, وَلِلْأُخْتِ نِصْفٌ فَتَعُولُ إِلَى تِسْعَةٍ , ثُمَّ
وَإِذَا كَانَ مَعَ اَلشَّقِيقِ وَلَدُ أَبٍ عَدَّهُ عَلَى اَلْجَدِّ, ثُمَّ أَخَذَ مَا حَصَلَ لَهُ () وَتَأْخُذُ أُنْثَى لِأَبَوَيْنِ تَمَامَ فَرْضِهَا, وَالْبَقِيَّةُ لِوَلَدِ الْأَبِ.
الْحَجْبُ
حَجْبُ الْحَرْمَانِ لَا يَدْخُلُ عَلَى الزَّوْجَيْنِ وَالْأَبَوَيْنِ وَالْوَلَدِ
وَيَسْقُطُ الْجَدُّ بِالْأَبِ, وَكُلُّ جَدٍّ وَابْنٍ أَبْعَدَ بِأَقْرَبَ, وَكُلُّ جَدَّةٍ بِأُمٍّ, وَالْقُرْبَى مِنْهُنَّ تَحْجُبُ البُعْدَى مُطْلَقً ا () لَا أَبَ أُمَّهُ أَوْ أَمَّ أَبِيه ِ () وَلَا يَرِثُ إِلَّا ثَلَاثٌ: أُمُّ أُمٍّ , وَأُمُّ أَبٍ , وَأُمُّ أَبِ أَبٍ , وَإِنْ عَلَوْنَ أُمُومَةً , وَلَذَّاتِ قَرَابَتَيْنِ مَعَ ذَاتِ قَرَابَةٍ ثُلُثا السُّدُسِ.
وَيَسْقُطُ وَلَدُ الْأَبَوَيْنِ بِابْنٍ وَإِنْ نَزَلَ وَأَبٍ, وَوَلَدُ الْأَبِ بِهَؤُلَاءِ وَأَخٌ لِأَبَوَيْنِ وَابْنُ أَخٍ بِهَؤُلَاء ِ () وَجَدٌّ وَوَلَدُ الْأُمِّ بِوَلَدٍ وَوَالِدِ ابْنٍ وَإِنْ نَزَلَ, وَأَبٍ وَأَبِيهِ وَإِنْ عَلَا.
وَمَنْ لَا يَرِثُ لِمَانِع ٍ () فِيهِ لَا يَحْجُبُ.
الْعَصَبَاتُ
وَالْعَصَبَةُ يَأْخُذُ مَا أَبْقَتِ الْفُرُوضُ , وَإِنْ لَمْ يَبْقَ شَيْءٌ سَقَطَ () مُطْلَقًا , وَإِنِ انْفَرَدَ أَخَذَ جَمِيعَ الْمَالِ, لَكُنْ لِلْجَدِّ وَالْأَبِ ثَلَاثُ حَالَاتٍ: فَيَرِثَانِ بِالتَّعْصِيبِ فَقَطْ مَعَ عَدَمِ اَلْوَلَدِ وَوَلَدِ الِابْنِ , وَبِالْفَرْضِ فَقَطْ مَعَ ذُكُورِيَّتِهِ , وَبِالْفَرْضِ وَالتَّعْصِيبِ مَعَ أُنُوثِيَّتِهِ.
وَأُخْتٌ فَأَكْثَرُ مَعَ بِنْتٍ أَوْ بِنْتِ ابْنٍ فَأَكْثَرَ يَرِثْنَ مَا فَضَلَ.
وَالِابْنُ وَابْنُهِ وَالْأَخُ لِأَبَوَيْنِ أَوْ لِأَبٍ يُعَصِّبُونَ أَخَوَاتِهِمْ فَلِذَّكَرٍ مَثَلُ مَا لِأُنْثَى.
وَمَتَى كَانَ اَلْعَاصِبُ عَمًّا أَوْ اِبْنَهُ أَوْ ابْنَ أَخٍ , اِنْفَرَدَ بِالْإِرْثِ دُونَ أَخَوَاتِهِ ().
وَإِنْ عُدِمَتْ عَصَبَةُ النَّسَبِ وَرِثَ الْمَوْلَى اَلْمُعْتَقُ مُطْلَقًا, ثُمَّ عَصَبَتُهُ اَلذُّكُورُ, الْأَقْرَبُ فَالْأَقْرَبُ كَالنَّسَبِ.
أُصُولُ الْمَسَائِلِ
أُصُولُ الْمَسَائِلِ سَبْعَةٌ:
أَرْبَعَةٌ لَا تَعُولُ: () () وَهِيَ مَا فِيهَا فَرْضٌ, أَوْ فَرْضَانِ مِنْ نَوْعٍ فَنِصْفَانِ أَوْ نِصْفٌ , وَالْبَقِيَّةُ مِنْ اثْنَيْنِ, وَثُلُثَانِ أَوْ ثُلُثٌ, وَالْبَقِيَّةُ مِنْ ثَلَاثَةٍ, وَرُبُعٌ, وَالْبَقِيَّةُ أَوْ مَعَ اَلنِّصْفِ مِنْ أَرْبَعَةٍ, وَثُمُنٌ, وَالْبَقِيَّةُ أَوْ مَعَ اَلنِّصْفِ ِمنْ ثَمَانِيَةٍ.
وَثَلَاثَةٌ تَعُولُ: وَهِيَ مَا فَرْضُهَا نَوْعَانِ فَأَكْثَرُ, فَنِصْفٌ مَعَ ثُلُثَيْنِ أَوْ ثُلُثٍ أَوْ سُدُسٍ مِنْ سِتَّةٍ, وَتَعُولُ إِلَى عَشْرَةٍ شَفْعًا وَوِتَرًا () وَرُبُعٌ مَعَ ثُلُثَيْنِ أَوْ ثُلُثٍ أَوْ سُدُسٍ مِنْ اِثْنَيْ عَشْرَ, وَتَعُولُ إِلَى سَبْعَةَ عَشْرَ وِتْرًا , وَثُمُنٌ مَعَ سُدُسٍ أَوْ ثُلُثَيْنِ أَوْ هُمَا مِنْ أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ, وَتَعُولُ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى سَبْعَةٍ وَعِشْرِينَ.
وَإِنْ فَضَلَ عَنْ اَلْفَرْضِ شَيْءٌ وَلَا عَصَبَةَ رُدَّ عَلَى كُلٍّ بِقَدْرِ فَرْضِهِ مَا عَدَا اَلزَّوْجَيْنِ.
وَإِذَا كَانَتِ التَّرِكَةُ مَعْلُومَةً, وَأَمْكَنَ نِسْبَةُ سَهْمِ كُلِّ وَارِثٍ مِنَ الْمَسْأَلَةِ فَلَهُ مِنْ اَلتَّرِكَةِ مِثْلُ نِسْبَتِه ِ () وَإِنْ شِئْتَ ضَرَبْتَ سِهَامَهُ فِي اَلتَّرِكَةِ
ذَوُو الْأَرْحَامِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/22)
فِي ذَوِي الْأَرْحَامِ ,وَهُمْ أَحَدَ عَشَرَ صِنْفًا:
وَلَدُ الْبَنَاتِ لِصُلْبٍ أَوْ لِابْنٍ , وَوَلَدُ الْأَخَوَاتِ, وَبَنَاتُ الْأُخْوَةِ, وَبَنَاتُ الْأَعْمَامِ, وَوَلَدُ وَلَدِ الْأُمِّ, وَالْعَمُّ لِأُمٍّ, وَالْأَخْوَالُ, وَالْخَالَاتُ, وَأَبُو اَلْأُمِّ, وَكُلُّ جَدَّةٍ أَدْلَتْ بِأَبٍ بَيْنَ أُمَّيْنِ أَوْ أَبٍ أَعَلَى مَنْ اَلْجَدِّ, وَمَنْ أَدْلَى بِهِمْ.
وَإِنَّمَا يَرِثُونَ إِذَا لَمْ يَكُنْ صَاحِبُ فَرْضٍ وَلَا عَصَبَةٌ بِتَنْزِيلِهِمْ مَنْزِلَةَ مَنْ أَدْلَوْا بِهِ () وَذَكَرُهُمْ كَأُنْثَاهُمْ , وَلِزَوْجٍ أَوْ زَوْجَةٍ مَعَهُمْ فَرْضُهُ بِلَا حَجْبٍ وَلَا عَوْلٍ , وَالْبَاقِي لَهُمْ.
مِيرَاثُ اَلْحَمْلِ
وَالْحَمْلُ يَرِثُ وَيُورَثُ إِنْ اِسْتَهَلَّ صَارِخً ا () أَوْ وُجِدَ دَلِيلُ حَيَاتِهِ سِوَى حَرَكَةٍ أَوْ تَنَفُّسٍ يَسِيرَيْنِ أَوْ اِخْتِلَاجٍ.
وَإِنْ طَلَبَ اَلْوَرَثَةُ اَلْقِسْمَةَ وُقِفَ لَهُ اَلْأَكْثَرُ مِنْ إِرْثِ ذَكَرَيْنِ أَوْ أُنْثَيَيْنِ.
وَيُدْفَعُ لِمَنْ لَا يَحْجُبُهُ إِرْثُهُ كَامِلاً وَلِمَنْ يَنْقُصُهُ اَلْيَقِينُ.
فَإِذَا وُلِدَ أَخَذَ نَصِيبَهُ وَرَدَّ مَا بَقِيَ, وَإِنْ أَعْوَزَ شَيْئًا رَجَعَ.
وَمَنْ قَتَلَ مُوَرِّثَهُ, وَلَوْ بِمُشَارَكَةٍ, أَوْ سَبَبٍ لَمْ يَرِثْهُ إِنْ لَزِمَهُ قَوَدٌ, أَوْ دِيَةٌ, أَوْ كَفَّارَةٌ.
وَلَا يَرِثُ رَقِيقٌ وَلَا يُوَرِّثُ, وَيَرِثُ مُبَعَّضٌ وَيُورَثُ, وَيَحْجُبُ بِقَدْرِ حُرِّيَّتِهِ.
كِتَابُ اَلْعِتْقِ
يَسُنُّ عِتْقُ مَنْ لَهُ كَسْبٌ وَيُكْرَهُ لِمَنْ لَا قُوَّةَ لَهُ , وَلَا كَسْبٌ.
وَلَا تَصِحُّ اَلْوَصِيَّةُ بِهِ بَلْ تَعْلِيقُهُ بِالْمَوْتِ وَهُوَ اَلتَّدْبِيرُ, وَيُعْتَبَرُ مِنْ اَلثُّلُثِ.
وَتَسُنُّ كِتَابَةُ مَنْ عَلِمَ فِيهِ خَيْرًا, وَهُوَ اَلْكَسْبُ وَالْأَمَانَةُ, وَتُكْرَهُ لِمَنْ لَا كَسْبَ لَهُ.
وَيَجُوزُ بَيْعُ اَلْمُكَاتَبِ, وَمُشْتَرِيه يَقُومُ مَقَامِ مُكَاتِبِهِ, فَإِنْ أَدَّى عُتِقَ وَوَلَاؤُهُ لِمُنْتَقِلٍ إِلَيْهِ.
وَأُمُّ اَلْوَلَدِ تُعْتَقُ بِمَوْتِ سَيِّدِهَا مِنْ كُلِّ مَالِهِ, وَهِيَ مَنْ وَلَدْتَ مَا فِيهِ صُورَةٌ وَلَوْ خُفْيَةً مِنْ مَالِكٍ, وَلَوْ بَعْضَهَا أَوْ مُحَرَّمَةً عَلَيْهِ, أَوْ مِنْ أَبِيهِ, إِنْ لَمْ يَكُنْ وَطْئِهَا اَلِابْنُ.
وَأَحْكَامُهَا كَأَمَةٍ إِلَّا فِيمَا يَنْقُلُ اَلْمِلْكَ فِي رَقَبَتِهَا, أَوْ يُرَادُ لَهُ.
وَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً, أَوْ عُتِقَتْ عَلَيْهِ فَلَهُ عَلَيْهَا اَلْوَلَاءُ , وَهُوَ أَنَّهُ يَصِيرُ عَصَبَةً لَهَا مُطْلَقًا عِنْدَ عَدَمِ عَصَبَةِ اَلنَّسَبِ.
كِتَابُ اَلنِّكَاحِ
يَسُنُّ مَعَ شَهْوَةٍ لِمَن ْ () لَمْ يَخَفْ اَلزِّنَا, وَيَجِبُ عَلَى مَنْ يَخَافُهُ.
وَيَسُنُّ نِكَاحُ وَاحِدَةٍ حَسِيبَةٍ () () دَيِّنَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ بَكْرٍ وَلُودٍ, وَلِمُرِيدِ خِطْبَةِ اِمْرَأَةٍ -مَعَ ظَنِّ إِجَابَةٍ- نَظَرٌ إِلَى مَا يَظْهَرُ مِنْهَا () غَالِبًا بِلَا خُلْوَةٍ إِنْ أَمِنْ اَلشَّهْوَةَ, وَلَهُ نَظَرُ ذَلِكَ وَرَأْسٍ وَسَاقٍ مِنْ ذَوَاتِ مَحَارِمِهِ وَمِنْ أُمِّةِ.
وَحَرُمَ تَصْرِيحٌ بِخِطْبَةِ مُعْتَدَّةٍ عَلَى غَيْرِ زَوْجٍ تَحِلُّ لَه ُ () وَتَعْرِيضٌ بِخِطْبَةِ رَجْعِيَّةٍ, وَخِطْبَةٌ عَلَى خِطْبَةِ مُسْلِمٍ أُجِيبَ.
وَسُنَّ عَقْدُهُ يَوْمَ اَلْجُمْعَةِ مَسَاءً بَعْدَ خُطْبَةِ اِبْنِ مَسْعُود ٍ ().
اَلزَّوْجَانِ اَلْخَالِيَانِ عَنْ اَلْمَوَانِع ِ () وَإِيجَابٌ بِلَفْظٍ: "أَنَكَحْتُ" أَوْ "زَوَّجْتُ" وَقَبُولٌ بِلَفْظٍ: "قَبِلْتُ" أَوْ "رَضِيتُ" فَقَط ْ () أَوْ مَعَ هَذَا اَلنِّكَاحِ أَوْ تَزَوَّجْتُهَا.
وَمَنْ جَهِلَهُمَا لَمْ يَلْزَمْهُ تَعَلُّمٌ , وَكَفَّاهُ مَعْنَاهُمَا اَلْخَاصُّ بِكُلِّ لِسَان ٍ ()
وَشُرُوطُهُ أَرْبَعَةٌ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/23)
تَعْيِينُ اَلزَّوْجَيْن ِ () وَرِضَاهُمَا , لَكُنَّ لِأَبٍ وَوَصِيِّهِ فِي نِكَاحٍ تَزْوِيجُ صَغِيرٍ وَبَالِغٍ مَعْتُوه ٍ () وَمَجْنُونَةٍ , وَثَيِّبٍ لَهَا دُونَ تِسْعٍ , وَبِكْرٍ مُطْلَقًا كَسَيِّدٍ مَعَ إِمَائِهِ وَعَبْدِهِ اَلصَّغِيرِ فَلَا يُزَوِّجُ بَاقِي اَلْأَوْلِيَاءِ صَغِيرَةً بِحَال ٍ () وَلَا بِنتَ تسعٍ إِلَّا بِإِذْنِهَا , وَهُوَ صُمَاتُ بِكْرٍ وَنُطْقُ ثَيِّبٍ.
وَالْوَلِيُّ, وَشُرُوطُهُ: تَكْلِيفٌ , وَذُكُورَةٌ , وَحُرِّيَّةٌ , وَرُشْدٌ, وَاتِّفَاقُ دِينٍ وَعَدَالَةٌ - وَلَوْ ظَاهِرًا - إِلَّا فِي سُلْطَان ٍ () وَسَيِّدٍ.
وَيُقَدَّمُ وُجُوبًا أَبٌ ثُمَّ وَصِيُّهُ فِيهِ, ثُمَّ جَدٌّ لِأَبٍ وَإِنْ عَلَا, ثُمَّ اِبْنٌ, وَإِنْ نَزَلَ, وَهَكَذَا عَلَى تَرْتِيبِ اَلْمِيرَاث ِ () ثُمَّ اَلْمَوْلَى اَلْمُنْعِمُ ثُمَّ أَقْرَبُ عَصَبَتِهِ نَسَبًا, ثُمَّ وَلَاءٌ , ثُمَّ اَلسُّلْطَان ُ () فَإِنْ عَضَلَ اَلْأَقْرَبُ, أَوْ لَمْ يَكُنْ
وَشَهَادَةُ رَجُلَيْنِ مُكَلَّفَيْنِ عَدْلَيْنِ, وَلَوْ ظَاهِرًا سَمِيعَيْنِ نَاطِقَيْنَ. وَالْكَفَاءَة ُ () شَرْطٌ لِلُزُومِهِ, فَيَحْرُمُ تَزْوِيجُهَا بِغَيْرِهِ إِلَّا بِرِضَاهَا.
اَلْمُحَرَّمَاتُ فِي اَلنِّكَاحِ
وَيَحْرُمُ أَبَدًا أمٌ وَجَدَّةٌ وَإِنْ عَلَتْ , وَبِنْتٌ , وَبِنْتُ وَلَدٍ وَإِنْ سَفَلَتْ , وَأُخْتٌ مُطْلَقًا , وَبِنْتُهَا , وَبِنْتُ وَلَدِهَا وَإِنْ سَفَلَتْ , وَبِنْتُ كُلِّ أَخٍ, وَبِنْتُهَا , وَبِنْتُ وَلَدِهَا وَإِنْ سَفَلَتْ , وَعَمَّةٌ وَخَالَةٌ مُطْلَقًا.
وَيَحْرُمُ بِرَضَاعٍ مَا يَحْرُمُ بِنَسَبٍ, وَيَحْرُمُ بِعَقْدٍ حَلَائِل ُ () عَمُودَيْ نَسَبِهِ, وَأُمَّهَاتُ زَوْجَتِهِ, وَإِنْ عَلَوْنَ , وَبِدُخُولٍ رَبِيبَةٌ وَبِنْتُهَا وَبِنْتُ وَلَدِهَا, وَإِنْ سَفَلَتْ , وَإِلَى أَمَدٍ أُخْتُ مُعْتَدَّتِهِ أَوْ زَوْجَتِهِ, وَزَانِيَةٌ حَتَّى تَتُوبَ وَتَنْقَضِيَ عِدَّتُهَا, وَمُطَلَّقَتُهُ ثَلَاثًا حَتَّى يَطَأَهَا زَوْجٌ غَيْرُهُ بِشَرْطِه ِ () وَمَسْلِمَةٌ عَلَى كَافِرٍ, وَكَافِرَةٌ عَلَى مُسْلِمٍ إِلَّا حُرَّةً كِتَابِيَّةً , وَعَلَى حُرٍّ مُسْلِمٍ أَمَةٌ مُسْلِمَةٌ , مَا لَمْ يَخَفْ عَنَت َ () عُزُوبَةٍ لِحَاجَةِ مُتْعَةٍ أَوْ خِدْمَةٍ , وَيَعْجِزُ عَنْ طَوْلِ حُرَّةٍ أَوْ ثَمَنِ أَمَةٍ , وَعَلَى عَبْدٍ سَيِّدَتُهُ وَعَلَى سَيِّدٍ أَمَتُهُ وَأَمَةُ وَلَدِهِ, وَعَلَى حُرَّةٍ قِنُّ وَلَدِهَا.
وَمَنْ حَرُمَ وَطْؤُهَا بِعَقْد ٍ () حَرُمَ بِمِلْكِ يَمِينٍ إِلَّا أَمَةً كِتَابِيَّةً.
شُرُوطُ اَلنِّكَاحِ
وَالشُّرُوطُ فِي اَلنِّكَاحِ نَوْعَانِ:
صَحِيحٌ, كَشَرْطِ زِيَادَةٍ فِي مَهْرِهَا, فَإِنْ لَمْ يَفِ بِذَلِكَ فَلَهَا اَلْفَسْخُ.
وَفَاسِدٌ يُبْطِلُ اَلْعَقْدَ, وَهُوَ أَرْبَعَةُ أَشْيَاءٍ:
نِكَاحُ اَلشِّغَارِ () وَالْمُحَلِّلِ , وَالْمُتْعَةِ , وَالْمُعَلَّقِ عَلَى شَرْطٍ غَيْرَ
وَفَاسِدٌ لَا يُبْطِلُهُ كَشَرْطِ أَلَّا مَهْرَ, أَوْ لَا نَفَقَةَ, أَوْ أَنْ يُقِيمَ عِنْدَهَا أَكْثَرَ مِنْ ضَرَّتِهَا أَوْ أَقَلَّ , وَإِنْ شَرِطَ نَفْيَ عَيْبٍ لَا يُفْسَخُ بِهِ اَلنِّكَاحُ () فَوُجِدَ بِهَا فَلَهُ اَلْفَسْخُ.
بَيَانُ اَلْعُيُوبِ فِي اَلنِّكَاحِ
وَعَيْبُ نِكَاحٍ ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ:
نَوْعٌ مُخْتَصٌّ بِالرَّجُلِ كَجَبٍّ وَعُنَّة ٍ () وَنَوْعٌ مُخْتَصٌّ بِالْمَرْأَةِ كَسَدِّ فَرْجٍ وَرَتَقٍ , وَنَوْعٌ اِشْتَرَكَ بَيْنَهُمَا كَجُنُونٍ وَجُذَامٍ , فَيُفْسَخُ بِكُلِّ مِنْ ذَلِكَ.
وَلَوْ حَدَثَ بَعْدَ دُخُولٍ لَا بِنَحْوِ عَمًى وَطَرَشٍ وَقَطْعِ يَدٍ أَوْ رِجْلٍ إِلَّا بِشَرْط ٍ () وَمَنْ ثَبَتَتْ عُنَّتُهُ أُجِّلَ سَنَةً مِنْ حِينِ تَرْفَعُهُ إِلَى اَلْحَاكِمِ, فَإِنْ لَمْ يَطَأْ فِيهَا فَلَهَا اَلْفَسْخُ.
وَخِيَارُ عَيْبٍ عَلَى اَلتَّرَاخِي لَكِنْ يَسْقُطُ بِمَا يَدُلُّ عَلَى اَلرِّضَا, لَا فِي عُنَّة ٍ () إِلَّا بِقَوْلٍ.
وَلَا فَسْخَ إِلَّا بِحَاكِم , فَإِنْ فُسِخَ قَبْلَ دُخُولٍ فَلَا مَهْرَ , وَبَعْدَهُ لَهَا اَلْمُسَمَّى يُرْجَعُ بِهِ عَلَى مُغِرٍّ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/24)
وَيُقَرُّ اَلْكُفَّارُ عَلَى نِكَاحٍ فَاسِدٍ إِنْ اِعْتَقَدُوا صِحَّتَهُ, وَإِنْ أَسْلَمُ اَلزَّوْجَانِ -وَالْمَرْأَةُ تُبَاحُ إِذَنْ - أُقِرَّ ا ().
بَابُ اَلصَّدَاقِ وَتَوَابِعِهِ ()
يُسَنُّ تَسْمِيَتُهُ فِي اَلْعُقَدِ وَتَخْفِيفُهُ, وَكُلُّ مَا صَحَّ ثَمَنًا أَوْ أُجْرَةً صَحَّ مَهْرًا , فَإِنْ لَمْ يُسَمَّ أَوْ بَطَلَتِ اَلتَّسْمِيَةُ وَجَبَ مَهْرُ مِثْلٍ بِعَقْدٍ.
وَإِنْ تَزَوَّجَهَا عَلَى أَلْفٍ لَهَا وَأَلْفٍ لِأَبِيهَا صَحَّ, فَلَوْ طَلَّقَ قَبْلَ دُخُولٍ رَجَعَ بِأَلْفِهَا و لَا شَيْءَ عَلَى اَلْأَبِ لَهُمَا () وَإِنْ شُرِطَ لِغَيْرِ اَلْأَبِ شَيْءٌ فَالْكُلُّ لَهَا وَيَصِحُّ تَأْجِيلُهُ, وَإِنْ أُطْلِقَ اَلْأَجَلُ فَمَحَلُّهُ اَلْفُرْقَةُ () وَتَمْلِكُهُ بِعَقْد.
وَيَصِحُّ تَفْوِيضُ بُضْعٍ بِأَنْ يُزَوِّجَ أَبٌ اِبْنَتَهُ اَلْمُجْبَرَةَ , أَوْ وَلِيُّ غَيْرِهَا بِإِذْنِهَا بِلَا مَهْرٍ, كَعَلَى مَا شَاءَتْ أَوْ شَاءَ فُلَانٌ.
وَيَجِبُ لَهَا بِعَقْدٍ مَهْرُ مِثْلٍ وَيَسْتَقِرُّ بِدُخُولٍ. وَإِنْ مَاتَ أَحَدُهُمَا قَبْلَ دُخُولٍ وَفَرْضٍ () وَرِثَهُ اَلْآخَرُ , وَلَهَا مَهْرُ نِسَائِهَا كَأُمِّهَا وَعَمَّتِهَا وَخَالَتِهَا.
وَإِنْ طُلِّقَتْ قَبْلَهُمَا لَمْ يَكُنْ لَهَا عَلَيْهِ إِلَّا اَلْمُتْعَةُ () وَهِيَ بِقَدْرِ يُسْرِهِ وَعُسْرِهِ.
وَيَجِبُ مَهْرُ مِثْلٍ لِمَنْ وُطِئَتْ بِشُبْهَةٍ أَوْ زِنًا كَرْهَا, لَا أَرْشُ بَكَارَةٍ مَعَهُ () وَلَهَا مَنْعُ نَفْسِهَا حَتَّى تَقْبِضَ مَهْرًا حَالاًّ, لَا إِذَا حَلَّ قَبْلَ تَسْلِيمٍ
وَيُقَرِّرُ اَلْمُسَمَّى كُلَّهُ مَوْتٌ, وَقَتْلٌ , وَوَطْءٌ فِي فَرْجٍ وَلَوْ دُبُرًا , وَخَلْوَةٌ عَنْ مُمَيِّزٍ مِمَّنْ يَطَأُ مِثْلَهُ مَعَ عِلْمِهِ إِنْ لَمْ تَمْنَعْهُ, وَطَلَاقٌ فِي مَرَضِ مَوْتِ أَحَدِهِمَا, وَلَمْسٌ أَوْ نَظَرٌ إِلَى فَرْجِهَا بِشَهْوَةٍ فِيهِمَا وَتَقْبِيلُهَا, وَيُنَصِّفُهُ () كُلُّ فُرْقَةٍ مِنْ قِبَلِهِ قَبْلَ دُخُولٍ. وَمِنْ قِبَلِهَا قَبْلَهُ تُسْقِطُهُ.
اَلْوَلِيمَةُ
وَتُسَنُّ اَلْوَلِيمَةُ لِعُرْسٍ () () وَلَوْ بِشَاةٍ فَأَقَلَّ.
وَتَجِبُ اَلْإِجَابَةُ إِلَيْهَا بِشَرْطِه ِ ().
وَتُسَنُّ لِكُلِّ دَعْوَةٍ مُبَاحَةٍ, وَتُكْرَهُ لِمَنْ فِي مَالِهِ حَرَامٌ كَأَكْلٍ مِنْهُ, وَمُعَامَلَتِهِ وَقَبُولِ هَدِيَّتِهِ, وَهِبَتِهِ.
وَيُسَنُّ اَلْأَكْلُ, وَإِبَاحَتُهُ تَتَوَقَّفُ عَلَى صَرِيحِ إِذَنٍ أَوْ قَرِينَةٍ مُطْلَقًا.
وَالصَّائِمُ فَرْضًا يَدْعُو , وَنَفْلاً يُسَنُّ أَكْلُهُ مَعَ جَبْرِ خَاطِرٍ.
وَسُنَّ إِعْلَانُ نِكَاحٍ وَضَرْبٌ بِدُفّ ٍ () مُبَاحٍ , فِيهِ وَفِي خِتَانٍ وَنَحْوِهِ.
مُعَاشَرَةُ اَلزَّوْجَيْنِ
وَيَلْزَمُ كَلَّا مِنْ اَلزَّوْجَيْنِ مُعَاشَرَةُ اَلْآخَرِ بِالْمَعْرُوفِ وَأَلَّا يَمْطِلَهُ بِمَا يَلْزَمُهُ , وَلَا يَتَكَرَّهُ لِبَذْلِهِ.
وَيَجِبُ بِعَقْدٍ تَسْلِيمُ حُرَّةٍ يُوطَأُ مِثْلُهَا فِي بَيْتِ زَوْجٍ إِنْ طَلَبَهَا, وَلَمْ تَكُنْ شَرَطَتْ دَارَهَا, وَمَنْ اِسْتُمْهِلَ أَمْهَلَ اَلْيَوْمَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ لَا لِعَمَلِ جِهَازٍ.
وَتَسْلِيمُ أَمَةٍ لَيْلاً فَقَطْ.
وَلِزَوْجٍ اسْتِمْتَاعٌ بِزَوْجَةٍ كُلَّ وَقْتٍ مَا لَمْ يَضُرَّهَا, أَوْ يَشْغَلْهَا عَنْ فَرْضٍ, وَالسَّفَرُ بِحُرَّةٍ مَا لَمْ تَكُنْ شَرَطَتْ بَلَدَهَا, وَلَهُ إِجْبَارُهَا عَلَى غُسْلِ حَيْضٍ وَجَنَابَةٍ وَنَجَاسَةٍ, وَأَخْذِ مَا تَعَافُهُ اَلنَّفْسُ مِنْ شَعَرٍ وَغَيْرِهِ () وَيَلْزَمُهُ اَلْوَطْءُ فِي كُلِّ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ مَرَّةً -إِنْ قَدَرَ- وَمَبِيتٌ بِطَلَبٍ عِنْدَ حُرَّةٍ لَيْلَةً مِنْ كُلِّ أَرْبَعٍ , وَأَمَةٍ مِنْ كُلِّ سَبْعٍ.
وَإِنْ سَافَرَ فَوْقَ نِصْفِ سَنَةٍ وَطَلَبَتْ قُدُومَهُ رَاسَلَهُ حَاكِمٌ, فَإِنْ أَبَى بِلَا عُذْرٍ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا بِطَلَبِهَا, وَإِنْ لَمْ يَعْلَمْ خَبَرَهُ فَلَا فَسْخَ لِذَلِكَ بِحَالٍ.
وَحَرُمَ جَمْعُ زَوْجَتَيْهِ بِمَسْكَنٍ وَاحِدٍ مَا لَمْ يَرْضَيَا.
وَلَهُ مَنْعُهَا مِنْ اَلْخُرُوجِ.
وَعَلَى غَيْرِ طِفْلٍ اَلتَّسْوِيَةُ بَيْنَ زَوْجَاتٍ فِي اَلْقَسْمِ () لَا فِي وَطْءٍ وَكِسْوَةٍ وَنَحْوِهِمَا إِذَا قَامَ بِالْوَاجِبِ وَعِمَادُهُ اَللَّيْلُ إِلَّا فِي حَارِسٍ وَنَحْوِهِ فَالنَّهَارُ.
وَالنُّشُوزُ () حَرَامٌ , وَهُوَ: مَعْصِيَتُهَا إِيَّاهُ فِيمَا يَجِبُ عَلَيْهَا , فَمَتَى ظَهَرَتْ أَمَارَتُهُ وَعَظَهَا , فَإِنْ أَصَرَّتْ هَجَرَهَا فِي اَلْمَضْجَعِ مَا شَاءَ , وَفِي اَلْكَلَامِ ثَلَاثًا, فَإِنْ أَصَرَّتْ ضَرَبَهَا غَيْرَ شَدِيدٍ , وَلَهُ ضَرْبُهَا عَلَى تَرْكِ فَرَائِضِ اَللَّهِ تَعَالَى.
بَابُ الخُلْعُ وَأَحْكَامُهُ () ()
يُبَاحُ لِسُوءِ عِشْرَةٍ وَبُغْضَةٍ وَكِبَرٍ , وَقِلَّةِ دِيْنٍ , وَيُكْرَهُ مَعَ اسْتِقَامَة ٍ ().
وَهُوَ بِلَفْظِ خُلْعٍ, أَوْ فَسْخٍ, أَوْ مُفَادَاةٍ, فَسْخ ٌ () وَبِلَفْظِ طَلَاقٍ, أَوْ نِيَّتِهِ, أَوْ كِنَايَتِهِ طَلْقَةٌ بَائِنَةٌ.
وَلَا يَصِحُّ إِلَّا بِعَوَضٍ, وَيُكْرَهُ بِأَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَاهَا. وَيَصِحُّ بَذْلُهُ مِمَّنْ يَصِحُّ تَبَرُّعُهُ مِنْ زَوْجَةٍ وَأَجْنَبِيٍّ.
وَيَصِحُّ بِمَجْهُولٍ وَمَعْدُومٍ , لَا بِلَا عِوَضٍ , وَلَا بِمُحَرَّمٍ , وَلَا حِيلَةً لِإِسْقَاطِ طَلَاقٍ.
وَإِذَا قَالَ: مَتَى أَوْ إِذَا أَوْ إِنْ أَعْطَيْتِنِي أَلْفًا فَأَنْتِ طَالِقٌ , طَلُقَتْ بِعَطِيَّتِهِ وَلَوْ تَرَاخَتْ.
وَإِنْ قَالَتْ: اخْلَعْنِي بِأَلْفٍ أَوْ عَلَى أَلْفٍ فَفَعَلَ, بَانَتْ وَاسْتَحَقَّهَا.
وَلَيْسَ لَهُ خَلْعُ زَوْجَةِ ابْنِهِ الصَّغِيرِ وَلَا طَلَاقُهَا , وَلَا ابْنَتِهِ اَلصَّغِيْرَةِ بِشَيْءٍ مِنْ مَالِهَا.
وَإِنْ عَلَّقَ طَلَاقَهَا عَلَى صِفَة ٍ () ثُمَّ أَبَانَهَا فَوُجِدَتْ أَوَّلًا ثُمَّ نَكَحَهَا فَوُجِدَتْ طَلُقَتْ, وَكَذَا عِتْقٌ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/25)
ـ[ aboumalik] ــــــــ[10 - 11 - 03, 01:00 ص]ـ
أخصر المختصرات 7 والأخير
كِتَابُ الطَّلَاقُ
يُكْرَهُ بِلَا حَاجَةٍ وَيُبَاحُ لَهَا () وَيُسَنُّ لِتَضَرُّرِهَا بِالْوَطْءِ وَتَرْكِهَا صَلَاةً وَعِفَّةً وَنَحْوِهِمَا.
وَلَا يَصِحُّ إِلَّا مِنْ زَوْجٍ وَلَوْ مُمَيِّزًا يَعْقِلُهُ.
وَمَنْ عُذِرَ () بِزَوَالِ عَقْلِهِ, أَوْ أُكْرِهَ أَوْ هُدِّدَ مِنْ قَادِرٍ فَطَلَّقَ لِذَلِكَ: لَمْ يَقَعْ.
وَالسُّنَّةُ أَنْ يُطَلِّقَهَا وَاحِدَةً فِي طُهْرٍ لَمْ يُجَامِعْ فِيهِ , وَإِنْ طَلَّقَ مَدْخُولًا بِهَا فِي حَيْضٍ أَوْ طُهْرٍ جَامَعَ فِيهِ فَبِدْعَةٌ مُحَرَّمٌ وَيَقَعُ () لَكِنْ تُسَنُّ رَجْعَتُهَا.
وَلَا سُنَّةَ وَلَا بِدْعَةَ لِمُسْتَبِينٍ حَمْلُهَا , أَوْ صَغِيرَةٍ , وَآيِسَةٍ وَغَيْرِ مَدْخُولٍ بِهَا.
وَيَقَعُ بِصَرِيْحِهِ مُطْلَقًا , وَبِكِنَايَتِهِ مَعَ اَلنِّيَّةِ , وَصَرِيْحُهُ لَفْظُ طَلَاقٍ وَمَا تَصْرَّفَ مِنْهُ غَيْرَ أَمْرٍ وَمُضَارِعٍ وَ"مُطَلِّقَةٍ" بِكَسْرِ اَللَّامِ.
وَإِنْ قَالَ: أَنْتِ عَلَيَّ حَرَامٌ , أَوْ كَظَهْرِ أُمِّي , وَمَا أَحَلَّ اَللَّهُ عَلَيَّ حَرَامٌ , فَهُوَ ظِهَارٌ وَلَو نَوَى طَلَاقًا, وَإِنْ قَالَ كَالمَيَّتَةِ أَوْ اَلدَّمِ , وَقَعَ مَا نَوَاهُ () وَمَعَ عَدَمِ نِيَّةٍ ظِهَارٌ, وَإِنْ قَالَ: حَلَفْتُ بِالطَّلَاقِ وَكَذِبَ دُيِّنَ () وَلَزِمَهُ حَكْمًا.
وَيَمْلِكُ حُرٌّ وَمُبَعَّضٌ ثَلَاثَ تَطْلِيقَاتٍ, وَعَبْدٌ اثْنَتَيْنِ.
وَيَصِحُّ اسْتِثْنَاءُ النِّصْفِ فَأَقَلُّ مِنْ طَلَقَاتٍ وَمُطْلِقَاتٍ.
وَشُرِطَ () تَلَفُّظٌ وَاتِّصَالٌ مُعْتَادٌ وَنِيَّتُهُ قَبْلَ تَمَامِ مُسْتَثْنًى مِنْهُ, وَيَصِحُّ بِقَلْبٍ مِنْ مُطَلَّقَاتٍ لَا طَلَقَاتٍ.
وَأَنْتِ طَالِقٌ قَبْلَ مَوْتِي تُطَلَّقُ فِي الْحَالِ وَبَعْدَهُ أَوْ مَعَهُ لَا تُطَلَّقُ, وَفِي هَذَا الشَّهْرِ أَوْ اليَوْمِ أَوْ السَّنَةِ تُطَلَّقُ فِي الحَالِ, فَإِنْ قَالَ: أَرَدْتُ آخِرَ الكُلِّ , قُبِلَ حُكْمًا , وَغَدًا أَوْ يَوْمَ اَلسَّبْتِ وَنَحْوِهِ تُطَلَّقُ بِأَوَّلِهِ, فَلَوْ قَالَ: أَرَدْتُ اَلْآخِرَ لَمْ يَقْبَلْ, وَإِذَا مَضَتْ سَنَةٌ () فَأَنْتِ طَالِقٌ, تُطَلَّقُ بِمُضِيِّ اِثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا , وَإِنْ قَالَ: اَلسَّنَةَ , فَبِانْسِلَاخِ ذِي اَلْحِجَّةِ.
تَعْلِيقُ اَلطَّلَاقِ
وَمَنْ عَلَّقَ طَلَاقًا وَنَحْوَهُ بِشَرْطٍ () لَمْ يَقَعْ حَتَّى يُوجَدَ , فَلَوْ لَمْ يَلْفِظْ بِهِ وَادَّعَاهُ لَمْ يُقْبَلْ حُكْمًا.
وَلَا يَصِحُّ إِلَّا مِنْ زَوْجٍ بِصَرِيحٍ وَكِنَايَةٍ مَعَ قَصْدٍ, وَيَقْطَعُهُ () فَصْلٌ بِتَسْبِيحٍ وَسُكُوتٍ, لَا كَلَامٌ مُنْتَظِمٌ, كَأَنْتِ طَالِقٌ يَا زَانِيَةُ إِنْ قُمْتِ.
وَأَدَوَاتُ الشَّرْطِ نَحْوَ "إِنْ" () و "مَتَى" و"إِذَا" , وَإِنْ كَلَّمَتْكِ فَأَنْتِ طَالِقٌ فَتَحَقِّقِي أَوْ تَنَحَّى وَنَحْوُهُ تُطَلَّقُ, وَإِنْ بَدَأْتُكِ بِالْكَلَامِ فَأَنْتِ طَالِقٌ فَقَالَتْ: إِنْ بَدَأْتُكَ بِهِ فَعَبْدِي حُرٌّ, انْحَلَّتْ يَمِينُهُ وَتَبْقَى يَمِينُهَا, وَإِنْ خَرَجْتِ بِغَيْرِ إِذْنِي وَنَحْوُهُ فَأَنْتِ طَالِقٌ, ثُمَّ أَذِنَ لَهَا فَخَرَجَتْ, ثُمَّ خَرَجَتْ بِغَيْرِ إِذَنٍ, أَوْ أَذِنَ لَهَا وَلَمْ تَعْلَمْ طَلُقَتْ ().
وَإِنْ حَلِفَ لَا يَدْخُلُ دَارًا , أَوْ لَا يَخْرُجُ مِنْهَا , فَأَدْخَلَ أَوْ أَخْرَجَ بَعْضَ جَسَدِهِ أَوْ دَخَلَ طَاقَ اَلْبَابِ () أَوْ لَا يَلْبِسُ ثَوْبًا مِنْ غَزْلِهَا فَلَبِسَ ثَوْبًا فِيهِ مِنْهُ, أَوْ لَا يَشْرَبُ مَاءَ هَذَا اَلْإِنَاءِ فَشَرِبَ بَعْضَهُ لَمْ يَحْنَثْ , وَلِيَفْعَلْنَّ شَيْئًا لَا يَبَرُّ إِلَّا بِفِعْلِهِ كُلِّهِ مَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نِيَّةٌ, وَإِنْ فَعَلَ المَحْلُوفُ عَلَيْهِ نَاسِيًا أَوْ جَاهِلًا حَنِثَ فِي طَلَاقٍ وَعِتَاقٍ ().
وَيَنْفَعُ غَيْرَ ظَالِمٍ تَأَوُّلٌ بِيَمِينِهِ ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/26)
وَمِنْ شَكَّ فِي طَلَاقٍ أَوْ مَا عُلِّقَ عَلَيْهِ لَمْ يَلْزَمْهُ , أَوْ فِي عَدَدِهِ رَجَعَ إِلَى اليَقِينِ. وَإِنْ قَالَ لِمَنْ ظَنَّهَا زَوْجَتَهُ: أَنْتِ طَالِقٌ طَلُقَتْ زَوْجَتُهُ, لَا عَكْسُهَا ()
وَمَنْ أَوْقَعَ بِزَوْجَتِهِ كَلِمَةً وَشَكَّ هَلْ هِيَ طَلَاقٌ أَوْ ظِهَارٌ لَمْ يَلْزَمْهُ شَيْءٌ.
وَإِذَا طَلَّقَ حُرٌّ مَنْ دَخَلَ أَوْ خَلَا بِهَا أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ, أَوْ عَبْدٌ وَاحِدَةً لَا عِوَضَ فِيهِمَا فَلَهُ وَلِوَلِيٍّ مَجْنُونٍ رَجْعَتُهَا فِي عِدَّتِهَا مُطْلَقًا () وَسُنَّ لَهَا إِشْهَادٌ , وَتَحْصُلُ بِوَطْئِهَا مُطْلَقًا () وَالرَّجْعِيَّةُ زَوْجَةٌ فِي غَيْرِ قَسْمٍ.
وَتَصِحُّ بَعْدَ طُهْرٍ مِنْ حَيْضَةٍ ثَالِثَةٍ قَبْلَ غُسْلٍ, وَتَعُودُ بَعْدَ عِدَّةٍ بِعَقْدٍ جَدِيدٍ عَلَى مَا بَقِيَ مِنْ طَلَاقِهَا.
وَمَنْ ادَّعَتْ اِنْقِضَاءَ عِدَّتِهَا, وَأَمْكَنَ قُبِلَ لَا فِي شَهْرٍ بِحَيْضٍ إِلَّا بِبَيِّنَةٍ.
وَإِنْ طَلَّقَ حُرٌّ ثَلَاثًا أَوْ عَبْدٌ اثْنَتَيْنِ لَمْ تَحِلَّ لَهُ حَتَّى يَطَأَهَا زَوْجٌ غَيْرُهُ فِي قُبُلٍ بِنِكَاحٍ صَحِيحٍ مَعَ اِنْتِشَارٍ, وَيَكْفِي تَغْيِيبُ حَشَفَةٍ, وَلَوْ لَمْ يُنْزِلْ أَوْ يَبْلُغْ عَشْرًا, لَا فِي حَيْضٍ أَوْ نِفَاسٍ أَوْ إِحْرَامٍ أَوْ صَوْمِ فَرْضٍ أَوْ رَدَّةٍ.
الإِيلَاءُ
وَالإِيلَاءُ () حَرَامٌ, وَهُوَ حَلِفُ زَوْجٍ عَاقِلٍ يُمْكِنُهُ الوَطْءُ, بِاللَّهِ أَوْ صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِهِ () عَلَى تَرْكِ وَطْءِ زَوْجَتِهِ اَلْمُمْكِنِ فِي قُبُلٍ أَبَدًا أَوْ مُطْلَقًا أَوْ فَوْقَ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ, فَمَتَى مَضَى أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ مِنْ يَمِينِهِ لَمْ يُجَامِعْ فِيهَا بِلَا عُذْرٍ أُمِرَ بِهِ, فَإِنْ أَبَى أُمِرَ بِالطَّلَاقِ, فَإِنْ اِمْتَنَعَ طَلَّقَ عَلَيْهِ حَاكِمٌ.
وَيَجِبُ بِوَطْئِهِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ.
وَتَارِكُ الوَطْءِ ضِرَارًا بِلَا عُذْرٍ كَمُوْلٍ ().
الظِّهَارُ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ
وَالظِّهَارُ مُحَرَّمٌ, وَهُوَ أَنْ يُشَبِّهَ زَوْجَتَهُ أَوْ بَعْضَهَا () بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ أَوْ بَعْضِهَا, أَوْ بِرَجُلٍ مُطْلَقًا, لَا بِشَعْرٍ وَسِنٍّ وَظُفُرٍ وَرِيقٍ وَنَحْوِهَا. 234
وَإِنْ قَالَتْهُ لِزَوْجِهَا فَلَيْسَ بِظِهَارٍ , وَعَلَيْهَا كَفَّارَتُهُ بِوَطْئِهَا مُطَاوَعَةً ().
وَيَصِحُّ مِمَّنْ يَصِحُّ طَلَاقُهُ.
وَيَحْرُمُ عَلَيْهِمَا وَطْءٌ وَدَوَاعِيهِ قَبْلَ كَفَّارَتِهِ, وَهِيَ عِتْقُ رَقَبَةٍ, فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ, فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا.
وَيُكَفِّرُ كَافِرٌ بِمَالٍ وَعَبْدٌ بِالصَّوْمِ, وَشُرِطَ فِي رَقَبَةٍ كَفَّارَةٍ وَنُذُرِ عِتْقٍ مُطْلَقٍ إِسْلَامٌ , وَسَلَامَةٌ مِنْ عَيْبٍ مُضِرٍّ بِالْعَمَلِ ضَرَرًا بَيِّنًا.
وَلَا يُجْزِئُ التَّكْفِيرُ إِلَّا بِمَا يُجْزِئُ فِطْرَةً , وَيُجْزِئُ مِنْ البُرِّ مُدٌّ لِكُلِّ مِسْكِينٍ وَمِنْ غَيْرِهِ مُدَّانِ. 235
اللِّعَانُ
وَيَجُوزُ اللِّعَانِ بَيْنَ زَوْجَيْنِ بَالِغَيْنِ عَاقِلَينِ لِإِسْقَاطِ الحَدِّ
فَمَنْ قَذَفَ زَوْجَتَهُ لَفْظًا وَكَذَّبَتْهُ فَلَهُ لِعَانُهَا بِأَنْ يَقُولَ أَرْبَعًا: أَشْهَدُ بِاللَّهِ إِنِّي لَصَادِقٌ فِيمَا رَمَيْتُهَا بِهِ مِنْ الزِّنَا.
وَفِي الخَامِسَةِ: وَأَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنْ الكَاذِبِينَ.
ثُمَّ تَقُولُ هِيَ أَرْبَعًا: أَشْهَدُ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَكَاذِبٌ فِيمَا رَمَانِي بِهِ مِنْ الزِّنَا.
وَفِي الخَامِسَةِ: وَأَنْ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنْ الصَّادِقِينَ.
فَإِذَا تَمَّ سَقَطَ الحَدُّ, وَثَبَتَتْ الفُرْقَةُ المُؤَبَّدَةُ () وَيَنْتَفِي الوَلَدُ بِنَفْيهِ.
وَمَنْ أَتَتْ زَوْجَتُهُ بِوَلَدٍ بَعْدَ نِصْفِ سَنَةٍ مُنْذُ أَمْكَنَ اجْتِمَاعُهُ بِهَا , أَوْ لِدُونِ أَرْبَعِ سِنِينَ مُنْذُ أَبَانَهَا وَلَوْ ابْنُ عَشْرٍ , لَحِقَهُ نَسَبُهُ , وَلَا يُحْكَمُ بِبُلُوغِهِ مَعَ شَكٍّ فِيهِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/27)
وَمَنْ أَعْتَقَ أَوْ بَاعَ مَنْ أَقَرَّ بِوَطْئِهَا , فَوَلَدَتْ لِدُونِ نِصْفُ سَنَةٍ لَحِقَهُ , والبَيْعُ بَاطِلٌ.
بَابُ العِدَدِ ()
لَا عِدَّةَ فِي فُرْقَةِ حَيٍّ قَبْلَ وَطْءٍ وَخَلْوَةٍ
وَشُرِطَ لِوَطْءٍ كَوْنُهَا يُوطَأُ مِثْلُهَا, وَكَوْنُهُ يَلْحَقُ بِهِ الوَلَدُ () وَلِخَلْوَةٍ مُطَاوَعَتُهُ وَعِلْمُهُ بِهَا وَلَوْ مَعَ مَانِعٍ, 236 وَتَلْزَمُ لِوَفَاةٍ مُطْلَقًا ().
وَالمُعْتَدَّاتُ سِتٌّ:
الحَامِلُ وَعِدَّتُهَا مُطْلَقًا إِلَى وَضْعِ كُلِّ حَمْلٍ تَصِيرُ بِهِ أَمَةٌ أُمَّ وَلَدٍ. وَشُرِطَ لُحُوقُهُ لِلزَوْجِ, وَأَقَلُّ مُدَّتِهِ سِتَةُ أَشْهُرٍ , وَغَالِبُهَا تِسْعَةٌ, وَأَكْثَرُهَا أَرْبَعُ سِنِينَ, وَيُبَاحُ إِلْقَاءُ نُطْفَةٍ قَبْلَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا بِدَوَاءٍ مُبَاحٍ.
الثَّانِيَةُ: المُتَوَفَّى عَنْهَا بِلَا حَمْلٍ فَتَعْتَدُّ حُرَّةٌ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرَ لَيَالٍ بِعَشَرَةِ أَيَّامٍ , وَأَمَةٌ نِصْفَهَا, وَمُبَعَّضَةٌ بِالْحِسَابِ, وَتَعْتَدُّ مَنْ أَبَانَهَا فِي مَرَضِ مَوْتِهِ () الأَطْوَلَ مِنْ عِدَّةِ وَفَاةٍ أَوْ طَلَاقٍ إِنْ وَرِثَتْ, وَإِلَّا عِدَّةَ طَلَاقٍ.
الثَّالِثَةُ: ذَاتُ الحَيْضِ المُفَارَقَةُ فِي الحَيَاةِ , فَتَعْتَدُّ حُرَّةٌ وَمُبَعَّضَةٌ بِثَلَاثِ حَيْضَاتٍ , وَأَمَةٌ بِحَيْضَتَيْنِ.
الرَّابِعَةُ: المُفَارَقَةُ فِي الحَيَاةِ, وَلَمْ تَحِضْ لِصِغَرٍ أَوْ إِيَاسٍ , فَتَعْتَدُّ حُرَّةٌ بِثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ , وَأَمَةٌ بِشَهْرَيْنِ , وَمُبَعَّضَةٌ بِالْحِسَابِ.
الخَامِسَةُ: مَنْ ارْتَفَعَ حَيْضُهَا وَلَمْ تَعْلَمْ مَا رَفَعَهُ, فَتَعْتَدُّ لِلْحَمْلِ غَالِبَ مُدَّتِهِ () ثُمَّ تَعْتَدُّ كَآيِسَةٍ, وَإِنْ عَلِمَتْ مَا رَفَعَهُ فَلَا تَزَالُ حَتَّى يَعُودَ فَتَعْتَدَّ بِهِ , أَوْ تَصِيرَ آيِسَةً فَتَعْتَدَّ عِدَّتَهَا. وَعِدَّةُ بَالِغَةٍ لَمْ تَحِضْ وَمُسْتَحَاضَةٍ مُبْتَدَأَةٍ, أَوْ نَاسِيَةٍ كَآيِسَةٍ ().
السَّادِسَةُ: امْرَأَةُ المَفْقُودِ تَتَرَبَّصُ وَلَوْ أَمَةً أَرْبَعَ سِنِينَ () إِنْ انْقَطَعَ خَبَرُهُ لِغَيْبَةٍ ظَاهِرُهَا الهَلَاكُ , وَتِسْعِينَ مُنْذُ وُلِدَ إِنْ كَانَ ظَاهِرُهَا اَلسَّلَامَةَ, ثُمَّ تَعْتَدُّ لِلْوَفَاةِ, وَإِنْ طَلْقَ غَائِبٌ أَوْ مَاتَ , فَابْتِدَاءُ العِدَّةِ مِنْ الفُرْقَةِ.
وَعِدَّةُ مَنْ وُطِئَتْ بِشُبْهَةٍ أَوْ زِنًا كَمُطْلَقَةٍ إِلَّا أَمَةً غَيْرَ مُزَوَّجَةٍ فَتُسْتَبْرَأُ بِحَيْضَةٍ. وَإِنْ وُطِئَتْ مُعْتَدَّةٌ بِشُبْهَةٍ, أَوْ زِنًا, أَوْ نِكَاحٍ فَاسِدٍ أَتَمَّتْ عِدَّةَ الأَوَّلِ وَلَا يُحْتَسَبُ مِنْهَا مُقَامُهَا عِنْدَ ثَانٍ , اعْتَدَّتْ لِثَانٍ.
وَيَحْرُمُ إِحْدَادٌ () عَلَى مَيِّتٍ غَيْرَ زَوْجٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ. وَيَجِبُ عَلَى زَوْجَةِ مَيِّتٍ, وَيُبَاحُ لِبَائِنٍ.
وَهُوَ تَرْكُ زِينَةٍ وَطِيبٍ وَكُلِّ مَا يَدْعُو إِلَى جِمَاعِهَا وَيُرَغِّبُ فِي النَّظَرِ إِلَيْهَا.
وَيَحْرُمُ -بِلَا حَاجَةٍ- تَحَوُّلُهَا مِنْ مَسْكَنٍ وَجَبَتْ فِيهِ () وَلَهَا الخُرُوجُ لِحَاجَتِهَا نَهَارًا.
وَمِنْ مَلَكَ أَمَةً يُوطَءُ مِثْلُهَا مِنْ أَيِّ شَخَصٍ كَانَ , حَرُمَ عَلَيْهِ وَطْءٌ وَمُقَدِّمَاتُهُ اسْتِبْرَاءِ حَامِلٍ بِوَضْعٍ, وَمَنْ تَحِيضُ بِحَيْضَةٍ, وَآيِسَةٍ وَصَغِيرَةٍ بِشَهْرٍ.
الرَّضَاعِ
وَيَحْرُمُ مِنْ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنْ النَّسَبِ () عَلَى رَضِيعٍ وَفَرْعِهِ وَإِنْ نَزَلَ فَقَطْ.
وَلَا حُرْمَةَ إِلَّا بِخَمْسِ رَضَعَاتٍ فِي الحَوْلَيْنِ , وَتَثْبُتُ بِسَعُوطٍ , وَوَجُورٍ () وَلَبَنِ مَيِّتَةٍ وَمَوْطُوءَةٍ بِشُبْهَةٍ , وَمَشُوبٍ.
وَكُلُّ امْرَأَةٍ تَحْرُمُ عَلَيْهِ بَنْتُهَا كَأُمِّهِ وَجَدَّتِهِ وَرَبِيبَتِهِ إِذَا أَرْضَعَتْ طِفْلَةً حَرَّمَتْهَا عَلَيْهِ.
وَكُلُّ رَجُلٍ تَحْرُمُ عَلَيْهِ بِنْتَهُ كَأَخِيهِ وَأَبِيهِ وَرَبِيبِهِ إِذَا أَرْضَعَتْ امْرَأَتُهُ بِلَبَنِهِ طِفْلَةً حُرْمَتُهَا عَلَيْهِ. وَمَنْ قَالَ: إِنَّ زَوْجَتَهُ أُخْتُهُ مِنْ الرَّضَاعِ بَطَلَ نِكَاحُهُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/28)
وَلَا مَهْرَ قَبْلَ دُخُولٍ إِنْ صَدَّقَتْهُ, وَيَجِبُ نِصْفُهُ إِنْ كَذَّبَتْهُ , وَكُلُّهُ بَعْدَ دُخُولٍ مُطْلَقًا () وَإِنْ قَالَتْ هِيَ ذَلِكَ () وَكَذَّبَهَا فَهِيَ زَوْجَتُهُ حَكُمًا.
وَمَنْ شَكَّ فِي رَضَاعٍ أَوْ عَدِدِهِ بَنَى عَلَى اليَقِينِ.
وَيَثْبُتُ بِإِخْبَارِ مُرْضِعَةٍ مَرْضِيَّةٍ وَبِشَهَادَةِ عَدْلٍ مُطْلَقًا ().
بَاب اَلنَّفَقَاتِ ()
وَعَلَى زَوْجٍ نَفَقَةُ زَوْجَتِهِ مِنْ مَأْكُولٍ وَمَشْرُوبٍ وَكِسْوَةٍ وَسُكْنَى بِالْمَعْرُوفِ , فَيُفْرَضُ لِمُوسِرَةٍ مَعَ مُوسِرٍ عِنْدَ تَنَازُعٍ مِنْ أَرْفَعِ خُبْزِ البَلَدِ وَأُدْمِهِ () عَادَةَ اَلْمُوسِرِينَ وَمَا يَلْبَسُ مِثْلُهَا وَيَنَامُ عَلَيْهِ.
وَلِفَقِيرَةٍ مَعَ فَقِيرٍ كِفَايَتُهَا مِنْ أَدْنَى خُبْزِ اَلْبَلَدِ وَأُدْمِهِ وَمَا يَلْبَسُ مِثْلُهَا وَيَنَامُ وَيَجْلِسُ عَلَيْهِ. وَلِمُتَوَسِّطَةٍ مَعَ مُتَوَسِّطٍ , وَمُوسِرَةٍ مَعَ فَقِيرٍ وَعَكْسِهَا مَا بَيْنَ ذَلِكَ , لَا القِيمَةُ إِلَّا بِرِضَاهُمَا , وَعَلَيْهِ مُؤْنَةُ نَظَافَتِهَا () لَا دَوَاءَ , وَأُجْرَةُ طَبِيبٍ , وَثَمَنُ طِيبٍ.
وَتَجِبُ لِرَجْعِيَّةٍ وَبَائِنٍ حَامِلٍ , لَا لِمُتَوَفَّى عَنْهَا ().
وَمَنْ حُبِسَتْ أَوْ نَشَزَتْ () أَوْ صَامَتْ نَفْلًا, أَوْ لِكَفَّارَةٍ , أَوْ قَضَاءِ رَمَضَانَ وَوَقْتُهُ مُتَّسِعٌ , أَوْ حَجَّتْ نَفْلًا بِلَا إِذْنِهِ أَوْ سَافَرَتْ لِحَاجَتِهَا بِإِذْنِهِ, سَقَطَتْ.
وَلَهَا الكِسْوَةُ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً فِي أَوَّلِهِ.
وَإِنْ أَنْفَقَتْ مِنْ مَالِهِ فِي غَيْبَتِهِ فَبَانَ مَيِّتًا رَجَعَ عَلَيْهَا وَارِثٌ ().
وَمَنْ تَسْلَمَ مَنْ يَلْزَمُهُ تَسَلُّمُهَا, أَوْ بَذَلَتْهُ هِيَ أَوْ وَلِيِّهَا , وَجَبَتْ نَفَقَتُهَا وَلَوْ مَعَ صِغَرِهِ وَمَرَضِهِ وعِنَّتِهِ وَجَبِهِ ().
وَلَهَا مَنْعُ نَفْسِهَا قَبْلَ دُخُولٍ لَقَبْضِ مَهْرٍ حَالٍّ () وَلَهَا النَّفَقَةُ.
وَإِنْ أَعْسَرَ بِنَفَقَةِ مُعْسِرٍ أَوْ بَعْضِهَا إِلَّا بِمَا فِي ذِمَّتِهِ أَوْ غَابَ وَتَعَذَّرَتْ بِاسْتِدَانَةٍ أَوْ نَحْوِهَا فَلَهَا الفَسْخُ بِحَاكِمٍ () وَتَرْجِعُ بِمَا اسْتَدَانَتْهُ لَهَا أَوْ لِوَلَدِهَا الصَّغِيرِ مُطْلَقًا.
وَإِنْ عَجَزَ أُجْبِرَ عَلَى بَيْعٍ أَوْ إِجَارَةٍ, أَوْ ذَبْحِ مَأْكُولٍ , وَحَرُمَ تَحْمِيلُهَا مُشِقًّا () وَلَعْنُهَا وَحَلْبُهَا مَا يَضُرُّ بِوَلَدِهَا , وَضَرْبُ وَجْهٍ وَوَسْمٍ فِيهِ, وَيَجُوزُ فِي غَيْرِهِ لِغَرَضٍ صَحِيحٍ.
اَلْحَضَانَةُ
وَتَجِبُ اَلْحَضَانَةُ () لِحِفْظِ صَغِيرٍ وَمَجْنُونٍ وَمَعْتُوهٍ.
وَالْأَحَقُّ بِهَا أُمٌ , ثُمَّ أُمَّهَاتُهَا اَلْقُرْبَى فَالْقُرْبَى, ثُمَّ أَبٌ, ثُمَّ أُمَّهَاتُهُ كَذَلِكَ () ثُمَّ جَدٌّ , ثُمَّ أُمَّهَاتُهُ كَذَلِكَ , ثُمَّ أُخْتٌ لِأَبَوَيْنِ , ثُمَّ لِأُمٍّ ثُمَّ لِأَبٍ , ثُمَّ خَالَةٌ , ثُمَّ عَمَّةٌ , ثُمَّ بِنْتُ أَخٍ , وَأُخْتٍ , ثُمَّ بِنْتُ عَمٍّ وَعَمَّةٍ ثُمَّ بِنْتُ عَمِّ أَبٍ وَعَمَّتِهِ عَلَى مَا فُصِّلَ , ثُمَّ لِبَاقِي اَلْعَصَبَةِ اَلْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ , وَشُرِطَ كَوْنُهُ مَحْرَمًا لِأُنْثَى () ثُمَّ لِذِي رَحِمٍ ثُمَّ لِحَاكِمٍ.
وَلَا تَثْبُتُ لِمَنْ فِيهِ رِقٌّ , وَلَا لِكَافِرٍ عَلَى مُسْلِمٍ, وَلَا لِفَاسِقٍ وَلَا لِمُزَوِّجَةٍ بِأَجْنَبِيٍّ مِنْ مَحْضُونٍ مِنْ حِينِ عَقْدٍ.
وَإِنْ أَرَادَ أَحَدُ أَبَوَيْهِ نَقْلَهُ إِلَى بَلَدٍ آمَنٍ, وَطُرُقُهُ مَسَافَةُ قَصْرٍ فَأَكْثِرْ لِيَسْكُنَهُ فَأَبٌ أَحَقٌّ, أَوْ إِلَى قَرِيبٍ لِلسُّكْنَى فَأُمٌّ , وَلِحَاجَةٍ مَعَ بُعْدٍ أَوْ لَا فَمُقِيمٌ.
وَإِذَا بَلَغَ صَبِيٌّ سَبْعَ سِنِينَ عَاقِلاً خُيِّرَ بَيْنَ أَبَوَيْهِ.
وَلَا يُقَرُّ مَحْضُونٌ بِيَدِ مَنْ لَا يَصُونُهُ وَيُصْلِحُهُ.
وَتَكُونُ بِنْتُ سَبْعٍ عِنْدَ أَبٍ, أَوْ مَنْ يَقُومُ مَقَامَهُ إِلَى زِفَافٍ ().
كِتَابُ اَلْجِنَايَاتِ ()
اَلْقَتْلُ: عَمْدٌ, وَشِبْهُ عَمْدٍ, وَخَطَأٌ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/29)
فَالْعَمْدُ يَخْتَصُّ اَلْقَوَدُ بِهِ , وَهُوَ أَنْ يَقْصِدَ مَنْ يَعْلَمُهُ آدَمِيًّا مَعْصُومًا , فَيَقْتُلُهُ بِمَا يَغْلِبُ عَلَى اَلظَّنِّ مَوْتُهُ بِهِ كَجُرْحِهِ بِمَا لَهُ نُفُوذٌ فِي اَلْبَدَنِ وَضَرْبِهِ بِحَجَرٍ كَبِيرٍ.
وَشِبْهُ اَلْعَمْدِ أَنْ يَقْصِدَ جِنَايَةً لَا تَقْتُلُ غَالِبًا, وَلَمْ يَجْرَحْهُ بِهَا كَضَرْبٍ بِسَوْطٍ أَوْ عَصَا.
وَالْخَطَأُ أَنْ يَفْعَلَ مَا لَهُ فِعْلُهُ كَرَمْي صَيْدٍ وَنَحْوِهِ فَيُصِيبُ آدَمِيًّا. وَعَمْدُ صَبِيٍّ وَمَجْنُونٍ خَطَأٌ, وَيُقْتَلُ عَدَدٌ بِوَاحِدٍ, وَمَعَ عَفْوٍ يَجِبُ دِيَةٌ وَاحِدَةٌ.
اَلْقِصَاصُ
وَلِلْقِصَاصِ أَرْبَعَةُ شُرُوطٍ
تَكْلِيفُ قَاتِلٍ, وَعِصْمَةُ مَقْتُولٍ, وَمُكَافَأَتُهُ لِقَاتِلٍ بِدَيْنٍ وَحُرِّيَّةٍ, وَعَدَمُ اَلْوِلَادَةِ ().
وَلِاسْتِيفَائِهِ ثَلَاثَةٌ.
تَكْلِيفُ مُسْتَحِقٍّ لَهُ, وَاتِّفَاقُهُمْ عَلَيْهِ , وَأَنْ يُؤْمَنَ فِي اِسْتِيفَائِهِ تَعَدِّيِهِ إِلَى غَيْرِ جَانٍ.
وَيُحْبَسُ لِقُدُومِ غَائِبٍ وَبُلُوغٍ وَإِفَاقَةٍ.
وَيَجِبُ اِسْتِيفَاؤُهُ بِحَضْرَةِ سُلْطَانٍ, أَوْ نَائِبِهِ, وَبِآلَة مَاضِيَةٍ, وَفِي اَلنَّفْسِ بِضَرْبِ اَلْعُنُقِ بِسَيْفٍ.
اَلدِّيَاتُ وَبَيَانُهَا فِي اَلنَّفْسِ وَالْأَعْضَاءِ
وَيَجِبُ بِعَمْدٍ اَلْقَوَدُ أَوْ اَلدِّيَةُ , فَيُخَيَّرُ وَلَيٌّ , وَالْعَفْوُ مَجَّانًا أَفْضَلُ.
وَمَتَى اِخْتَارَ اَلدِّيَةَ أَوْ عَفَا مُطْلَقًا () أَوْ هَلَكَ جَانٍ , تَعَيَّنَتِ الدِّيَةُ.
فِي اَلطَّرَفِ, فَيُؤْخَذُ كُلٌّ مِنْ عَيْنٍ وَأَنْفٍ وَأُذُنٍ وَسِنٍّ وَنَحْوِهِمَا () بِمِثْلِهِ , بِشَرْطِ مُمَاثَلَةٍ , وَأَمْنٍ مِنْ حَيْفٍ () وَاسْتِوَاءٍ فِي صِحَّةٍ وَكَمَالٍ.
اَلثَّانِي: فِي اَلْجُرُوحِ, بِشَرْطِ اِنْتِهَائِهَا إِلَى عَظْمٍ كَمُوضِحَةٍ () وَجُرْحِ عَضُدٍ وَسَاقٍ وَنَحْوِهِمَا.
وَتُضْمَنُ سَرَايَةُ جِنَايَةٍ لَا قَوَدٍ , وَلَا يُقْتَصُّ عَنْ طَرَفٍ وَجُرْحٍ , وَلَا يَطْلُبُ لَهُمَا دِيَةً قَبْلَ اَلْبُرْءِ.
وَدِيَةُ اَلْعَمْدِ عَلَى اَلْجَانِي, وَغَيْرُهَا عَلَى عَاقِلَتِهِ.
وَمَنْ قَيَّدَ حُرًّا مُكَلَّفًا أَوْ غَلَّهُ () أَوْ غَصَبَ صَغِيرًا فَتَلِفَ بِحَيَّةٍ أَوْ صَاعِقَةٍ فَالدِّيَةُ, لَا إِنْ مَاتَ بِمَرَضٍ أَوْ فَجْأَةً.
وَإِنْ أَدَّبَ اِمْرَأَتَهُ بِنُشُوزٍ أَوْ مُعَلِّمٌ صَبِيَّهُ, أَوْ سُلْطَانٌ رَعِيَّتَهِ بِلَا إِسْرَافٍ, فَلَا ضَمَانَ بِتَلَفٍ مِنْ ذَلِكَ.
وَدِيَةُ جَنِينٍ حُرٍّ غُرَّةٌ () مَوْرُوثَةٌ عَنْهُ قِيمَتُهَا عُشْرُ دِيَةِ أُمِّهِ , وَقِنٍّ عُشْرُ
وَمَنْ أَتْلَفَ مَا فِي اَلْإِنْسَانِ مِنْهُ وَاحِدٌ كَأَنْفٍ, فَفِيهِ دِيَةُ نَفْسِهِ, أَوْ اِثْنَانِ أَوْ أَكْثَرَ فَكَذَلِكَ, وَفِي أَحَدِ ذَلِكَ نِسْبَتُهُ مِنْهَا, وَفِي اَلظُّفُرِ بَعِيرَانِ, وَتَجِبُ كَامِلَةً فِي كُلِّ حَاسَّةٍ () وَكَذَا كَلَامٌ وَعَقْلٌ وَمَنْفَعَةُ أَكْلٍ وَمَشْيٌ وَنِكَاحٌ , وَمِنْ وَطْءِ زَوْجَةٍ يُوطَأُ مِثْلُهَا لِمِثْلِهِ فَخَرَقَ مَا بَيْنَ مَخْرَجِ بَوْلٍ وَمَنِيٍّ , أَوْ مَا بَيْنَ اَلسَّبِيلَيْنِ , فَهَدَرٌ () وَإِلَّا فَجَائِفَةٌ () إِنْ اِسْتَمْسَكَ بَوْلٍ, وَإِلَّا فَالدِّيَةُ.
وَفِي كُلٍّ مِنْ شَعْرِ رَأْسٍ وَحَاجِبَيْنِ وَأَهْدَابِ عَيْنَيْنِ وَلِحْيَةٍ اَلدِّيَةُ , وَحَاجِبٍ نِصْفُهَا وَهُدْبٍ رُبْعُهَا , وَشَارِبٍ حُكُومَةٌ, وَمَا عَادَ سَقَطَ مَا فِيهِ.
وَفِي عَيْنِ اَلْأَعْوَرِ دِيَةٌ كَامِلَةٌ, وَإِنَّ قَلْعَهَا صَحِيحٌ أُقِيدَ بِشَرْطِهِ, وَعَلَيْهِ أَيْضًا نِصْفُ اَلدِّيَةِ.
وَإِنْ قَلَعَ مَا يُمَاثِلُ صَحِيحَتَهُ مِنْ صَحِيحٍ عَمْدًا فِدْيَةٌ كَامِلَةٌ, وَإِلَّا قَطْعٌ () كَغَيْرِهِ.
وَفِي اَلْمُوضِحَةِ خَمْسٌ مِنْ اَلْإِبِلِ, وَالْهَاشِمَةِ () عَشْرٌ, وَالْمُنَقِّلَةُ خَمْسَةَ عَشَرَ, وَالْمَأْمُومَةُ ثُلُثُ اَلدِّيَةِ كَالْجَائِفَةِ وَالدَّامِغَةِ, وَفِي اَلْخَارِصَةِ وَالْبَازِلَةِ وَالْبَاضِعَةِ وَالْمُتَلَاحِمَةِ والسِّمْحَاقِ حُكُومَةٌ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/30)
وَعَاقِلَةُ جَانٍ ذُكُورُ عُصْبَتِهِ نَسَبًا وَوَلَاءً , وَلَا عَقْلَ عَلَى فَقِيرٍ وَغَيْرِ مُكَلَّفٍ وَمُخَالِفٍ دِينَ جَانٍ.
وَلَا تَحْمِلُ عَمْدًا وَلَا عَبْدًا , وَلَا صُلْحًا وَلَا اِعْتِرَافًا, وَلَا مَا دُونَ ثُلُثِ اَلدِّيَةَ.
وَمَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُحَرَّمَةً غَيْرَ عَمْدٍ, أَوْ شَارَكَ فِيهِ فَعَلَيْهِ اَلْكَفَّارَةُ, وَهِيَ كَكَفَّارَةِ ظِهَارٍ إِلَّا أَنَّهَا لَا إِطْعَامَ فِيهَا, وَيُكَفِّرُ عَبْدٌ بِالصَّوْمِ.
وَالْقَسَامَةُ () أَيْمَانٌ مُكَرَّرَةٌ فِي دَعْوَى قَتْلِ مَعْصُومٍ.
وَإِذَا أَتَمَّتْ شُرُوطَهَا بُدِئَ بِأَيْمَانِ ذُكُورِ عُصْبَتِهِ اَلْوَارِثِينَ, فَيَحْلِفُونَ خَمْسِينَ يَمِينًا كُلٌّ بِقَدْرِ إِرْثِهِ وَيُجْبَرُ كَسْرٌ , فَإِنْ نَكَلُوا, أَوْ كَانَ اَلْكُلُّ نِسَاءً حَلَّفَهَا مُدَّعًى عَلَيْهِ وَبَرِئَ.
كِتَابُ اَلْحُدُودِ ()
لَا تَجِبُ إِلَّا عَلَى مُكَلَّفٍ مُلْتَزِمٍ عَالِمٍ بِالتَّحْرِيمِ, وَعَلَى إِمَامٍ أَوْ نَائِبِهِ إِقَامَتُهَا.
وَيُضْرَبُ رَجُلٌ قَائِمًا بِسَوْطٍ لَا خَلَقٍ وَلَا جَدِيدٍ, وَيَكُونُ عَلَيْهِ قَمِيصٌ وَقَمِيصَانِ, وَلَا يُبْدِي ضَارِبٌ إِبْطَهُ.
وَيُسَنُّ تَفْرِيقُهُ عَلَى اَلْأَعْضَاءِ, وَيَجِبُ اِتِّقَاءُ وَجْهٍ وَرَأْسٍ وَفَرْجٍ وَمَقْتَلٍ.
وَاِمْرَأَةٌ كَرَجُلٍ, لَكِنْ تُضْرَبُ جَالِسَةً, وَتُشَدُّ عَلَيْهَا ثِيَابُهَا, وَتُمْسَكُ يَدَاهَا, وَلَا يُحْفَرُ لِمَرْجُومٍ, وَمَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ حَدٌّ سَقَطَ.
فَيُرْجَمُ زَانٍ مُحْصَنٌ حَتَّى يَمُوتَ, وَغَيْرُهُ يُجْلَدُ مِائَةً وَيُغَرَّبُ () عَامًا, وَرَقِيقٌ خَمْسِينَ, وَلَا يُغَرَّبُ, وَمُبَعَّضٌ بِحِسَابِهِ فِيهِمَا.
وَالْمُحْصَنُ مَنْ وَطِئَ زَوْجَتَهُ بِنِكَاحٍ صَحِيحٍ فِي قُبُلِهَا وَلَوْ مَرَّةً.
وَشُرُوطُهُ ثَلَاثَةٌ:
تَغْيِيبُ حَشَفَةٍ أَصْلِيَّةٍ فِي فَرْجٍ أَصْلِيٍّ لِآدَمِيٍّ وَلَوْ دُبُرًا وَانْتِفَاءُ اَلشُّبْهَةِ.
وَالْقَاذِفُ () مُحْصَنًا يُجْلَدُ, حُرٌّ ثَمَانِينَ, وَرَقِيقٌ نِصْفَهَا, وَمُبَعَّضٌ بِحِسَابِهِ.
وَالْمُحْصَنُ هُنَا: اَلْحُرُّ اَلْمُسْلِمُ اَلْعَاقِلُ اَلْعَفِيفُ ().
وَشُرِطَ كَوْنُ مِثْلِهِ يَطَأُ أَوْ يُوطَأُ لَا بُلُوغُهُ.
وَيُعَزَّرُ بِنَحْوِ: يَا كَافِرٌ, يَا مَلْعُونٌ, يَا أَعْوَرُ, يَا أَعْرَجُ.
وَيَجِبُ اَلتَّعْزِيرُ فِي كُلِّ مَعْصِيَةٍ لَا حَدَّ فِيهَا وَلَا كَفَّارَةَ, وَمَرْجِعُهُ إِلَى اِجْتِهَادِ اَلْإِمَامِ
أَحْكَامُ اَلسُّكْرِ
وَكُلُّ شَرَابٍ مُسْكِرٍ يَحْرُمُ مُطْلَقًا () إِلَّا لِدَفْعِ لُقْمَةٍ غُصَّ بِهَا مَعَ خَوْفِ تَلَفٍ, وَيُقَدَّمُ عَلَيْهِ بَوْلٍ.
فَإِذَا شَرِبَهُ أَوْ اِحْتَقَنَ بِهِ مُسْلِمٌ مُكَلَّفٌ مُخْتَارًا عَالِمًا أَنَّ كَثِيرَهُ يُسْكِرُ حُدَّ حُرٌّ ثَمَانِينَ وَقِنٌّ نِصْفَهَا.
وَيَثْبُتُ بِإِقْرَارِهِ مَرَّةً كَقَذْفٍ أَوْ شَهَادَةِ عِدْلَيْنِ.
وَحَرُمَ عَصِيرٌ وَنَحْوُهُ إِذَا غَلَا أَوْ أَتَى عَلَيْهِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ ().
اَلسَّرِقَةُ
وَيُقْطَعُ اَلسَّارِقُ بِثَمَانِيَةِ شُرُوطٍ
اَلسَّرِقَةُ, وَهِيَ أَخْذُ مَالِ مَعْصُومٍ خُفْيَةً, وَكَوْنُ سَارِقٍ مُكَلَّفًا مُخْتَارًا عَالِمًا بِمَسْرُوقٍ وَتَحْرِيمِهِ, وَكَوْنُ مَسْرُوقٍ مَالًا مُحْتَرَمًا, وَكَوْنُهُ نِصَابًا وَهُوَ ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ فِضَّةً أَوْ رُبْعِ مِثْقَالٍ ذَهَبًا أَوْ مَا قِيمَتُهُ أَحَدُهُمَا, وَإِخْرَاجُهُ مِنْ حِرْزِ مِثْلِهِ, وَحِرْزُ كُلِّ مَالٍ مَا حُفِظَ بِهِ عَادَةً, وَانْتِفَاءُ اَلشُّبْهَةِ () وَثُبُوتُهَا بِشَهَادَةِ عَدْلَيْنِ يَصِفَانِهَا أَوْ إِقْرَارٍ مَرَّتَيْنِ مَعَ وَصْفٍ وَدَوَامٍ عَلَيْهِ, وَمُطَالَبَةُ مَسْرُوقٍ مِنْهُ, أَوْ وَكِيلِهِ أَوْ وَلِيِّهِ.
فَإِذَا وَجَبَ قُطِعَتْ يَدُهُ الْيُمْنَى مِنْ مَفْصِلِ كَفِّهِ وَحُسِمَتْ () فَإِنْ عَادَ قُطِعَتْ رِجْلُهُ اَلْيُسْرَى مِنْ مَفْصِلِ كَعْبِهِ وَحُسِمَتْ, فَإِنْ عَادَ حُبِسَ حَتَّى يَتُوبَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/31)
وَمَنْ سَرَقَ تَمْرًا أَوْ مَاشِيَةً مِنْ غَيْرِ حِرْزٍ غُرِّمَ قِيمَتَهُ مَرَّتَيْنِ وَلَا قَطْعَ, وَمَنْ لَمْ يَجِدْ مَا يَشْتَرِيهِ أَوْ يُشْتَرَى بِهِ زَمَنَ مَجَاعَةٍ غَلَاءٍ لَمْ يُقْطَعْ بِسَرِقَةٍ.
فَصْلٌ فِي قُطَّاعُ اَلطَّرِيقِ
وَقُطَّاعُ اَلطَّرِيقِ أَنْوَاعٌ:
فَمَنْ مِنْهُمْ قَتَلَ مُكَافِئًا () أَوْ غَيْرَهُ كَوَلَدٍ وَأَخَذَ اَلْمَالَ, قُتِلَ ثُمَّ صُلِبَ مُكَافِئٌ حَتَّى يَشْتَهِرَ.
وَمَنْ قَتَلَ فَقَطْ قُتِلَ حَتْمًا وَلَا صَلْبَ.
وَمَنْ أَخَذَ اَلْمَالَ فَقَطْ قُطِعَتْ يَدُهُ اَلْيُمْنَى ثُمَّ رِجْلُهُ اَلْيُسْرَى فِي مَقَامٍ وَاحِدٍ وَحُسِمَتَا وَخُلِّيَ.
وَإِنْ أَخَافَ اَلسَّبِيلَ فَقَطْ نُفِيَ وَشُرِّدَ, وَشُرِطَ ثُبُوتُ ذَلِكَ بِبَيِّنَةٍ أَوْ إِقْرَارٍ مَرَّتَيْنِ, وَحِرْزٍ وَنِصَابٍ.
وَمَنْ تَابَ مِنْهُمْ قَبْلَ اَلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ سَقَطَ عَنْهُ حَقٌّ اَللَّهِ -تَعَالَى- وَأُخِذَ بِحَقِّ آدَمِيٍّ.
وَمَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ حَدٌّ لِلَّهِ فَتَابَ قَبْلَ ثُبُوتِهِ سَقَطَ.
وَمَنْ أُرِيدَ مَالُهُ أَوْ نَفْسُهُ أَوْ حُرْمَتُهُ, وَلَمْ يَنْدَفِعْ اَلْمُرِيدُ إِلَّا بِالْقَتْلِ أُبِيحَ, وَلَا ضَمَانَ.
وَالْبُغَاةُ ذُو شَوْكَةٍ () يَخْرُجُونَ عَلَى اَلْإِمَامِ بِتَأْوِيلٍ سَائِغٍ فَيَلْزَمُهُ
أَحْكَامُ اَلْمُرْتَدِّ
وَالْمُرْتَدُّ: مَنْ كَفَرَ طَوْعًا وَلَوْ مُمَيِّزًا بَعْدَ إِسْلَامِهِ.
فَمَتَى اِدَّعَى اَلنُّبُوَّةَ أَوْ سَبَّ اَللَّهَ أَوْ رَسُولَهُ أَوْ جَحَدَهُ () أَوْ صِفَةً مِنْ صِفَاتِهِ, أَوْ كِتَابًا أَوْ رَسُولًا أَوْ مَلَكًا, أَوْ إِحْدَى اَلْعِبَادَاتِ اَلْخَمْسِ, أَوْ حُكْمًا ظَاهِرًا مُجْمَعًا عَلَيْهِ () كَفَرَ, فَيُسْتَتَابُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَإِنْ لَمْ يَتُبْ قُتِلَ.
وَلَا تُقْبَلُ ظَاهِرًا مِمَّنْ سَبَّ اَللَّهَ أَوْ رَسُولَهُ, أَوْ تَكَرَّرَتْ رِدَّتُهُ, وَلَا مِنْ مُنَافِقٍ وَسَاحِرٍ.
وَتَجِبُ اَلتَّوْبَةُ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ, وَهِيَ: إِقْلَاعٌ وَنَدَمٌ وَعَزْمٌ أَنْ لَا يَعُودَ مَعَ رَدِّ مَظْلَمَةٍ لَا اِسْتِحْلَالٌ مِنْ نَحْوِ غَيْبَةٍ وَقَذْفٍ.
أَحْكَامُ الْأَطْعِمَةِ
وَكُلُّ طَعَامٍ طَاهِرٍ لَا مَضَرَّةَ فِيهِ حَلَالٌ, وَأَصْلُهُ الْحِلُّ.
وَحَرُمَ نَجِسٌ كَدَمٍ, وَمَيْتَةٍ، وَمُضِرٌّ كَسُمٍّ () وَمِنْ حَيَوَانِ بَرٍّ مَا يَفْتَرِسُ بِنَابِهِ كَأَسَدٍ وَنَمِرٍ () وَفَهْدٍ, وَثَعْلَبٍ وَابْنِ آوَى لَا ضَبُعٌ, وَمِنْ طَيْرٍ مَا يَصِيدُ بِمِخْلَبٍ كَعُقَابٍ وَصَقْرٍ, وَمَا يَأْكُلُ اَلْجِيَفَ كَنَسْرٍ وَرَخْمٍ, وَمَا تَسْتَخْبِثُهُ اَلْعَرَبُ ذُو اَلْيَسَارِ كَوَطْوَاطٍ وَقُنْفُذٍ ونِيصٍ, وَمَا تًوَلَّدَ مِنْ مَأْكُولٍ وَغَيْرِهِ كَبَغْلٍ.
وَيُبَاحُ حَيَوَانُ بَحْرٍ كُلُّهُ سِوَى ضِفْدَعٍ وَتِمْسَاحٍ وَحَيَّةٍ.
وَمَنْ اُضْطُرَّ أَكَلَ وُجُوبًا مِنْ مُحَرَّمٍ غَيْرِ سُمٍّ مَا يَسُدُّ رَمَقَهُ ().
وَيَلْزَمُ مُسْلِمًا ضِيَافَةُ مُسْلِمٍ مُسَافِرٍ فِي قَرْيَةٍ لَا مِصْرٍ يَوْمًا وَلَيْلَةٍ قَدْرَ كِفَايَتِهِ وَتُسَنُّ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ.
أَحْكَامُ ذَكَاةِ الْحَيَوَانِ
لَا يُبَاحُ حَيَوَانٌ يَعِيشُ فِي اَلْبَرِّ غَيْرُ جَرَادٍ وَنَحْوِهِ (إِلَّا بِذَكَاةٍ) ().
وَشُرُوطُهَا أَرْبَعَةٌ: كَوْنُ ذَابِحٍ عَاقِلاً مُمَيِّزًا وَلَوْ كِتَابِيًّا.
وَالْآلَةُ, وَهِيَ كُلُّ مُحَدَّدٍ غَيْرُ سِنِّ وَظُفُرٍ, وَقَطْعُ حُلْقُومٍ وَمَرِيءٍ ().
وَكُرِهَتْ بِآلَةٍ كَالَّةٍ () وَحَدُّهَا بِحَضْرَةِ مُذَكٍّ, وَسَلْخٌ, وَكَسْرُ عُنُقٍ قَبْلَ زُهُوقٍ, وَنَفْخُ لَحْمٍ لِبَيْعٍ.
وَسُنَّ تَوْجِيهُهُ إِلَى اَلْقِبْلَةِ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْسَرِ, وَرِفْقٌ بِهِ, وَتَكْبِيرٌ.
أَحْكَامُ الصَّيْدِ
اَلصَّيْدُ مُبَاحٌ , وَشُرُوطُهُ أَرْبَعَةٌ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/32)
كَوْنُ صَائِدٍ مِنْ أَهْلِ ذَكَاةٍ, وَالْآلَةُ, وَهِيَ آلَةُ ذَكَاةٍ, أَوْ جَارِحٌ مُعَلَّمٌ () وَهُوَ أَنْ يَسْتَرْسِلَ إِذَا أُرْسِلَ, ويَنْزَجِزَ إِذَا زُجِرَ, وَإِذَا أَمْسَكَ لَمْ يَأْكُلْ, وَإِرْسَالُهَا قَاصِدًا, فَلَوِ اسْتَرْسَلَ جَارِحٌ بِنَفْسِهِ فَقَتَلَ صَيْدًا لَمْ يَحِلَّ وَالتَّسْمِيَةُ عِنْدَ رَمْيٍ أَوْ إِرْسَالِ () وَلَا تَسْقُطُ بِحَالٍ, وَسُنَّ تَكْبِيرٌ مَعَهَا.
وَمَنْ أَعْتَقَ صَيْدًا, أَوْ أَرْسَلَ بَعِيرًا أَوْ غَيْرَهُ لَمْ يَزُلْ مِلْكُهُ عَنْهُ ().
بَابُ الْأَيْمَانِ ()
تَحْرُمُ بِغَيْرِ اللَّهِ, أَوْ صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِهِ, أَوْ اَلْقُرْآنِ, فَمَنْ حَلَفَ وَحَنِثَ وَجَبَتْ عَلَيْهِ الْكَفَّارَةُ.
وَلِوُجُوبِهَا أَرْبَعَةُ شُرُوطٍ:
قَصْدُ عَقْدِ الْيَمِينِ, وَكَوْنُهَا عَلَى مُسْتَقْبَلٍ, فَلَا تَنْعَقِدُ عَلَى مَاضٍ كَاذِبًا عَالِمًا بِهِ وَهِيَ اَلْغَمُوسُ () وَلَا ظَانًّا صِدْقَ نَفْسِهِ فَيَبِينُ بِخِلَافِهِ, وَلَا عَلَى فِعْلِ مُسْتَحِيلٍ () وَكَوْنُ حَالِفٍ مُخْتَارًا, وَحِنْثِهِ بِفِعْل مَا حَلَفَ عَلَى تَرْكِهِ, أَوْ تَرْكِ مَا حَلَفَ عَلَى فِعْلِهِ غَيْرَ مُكْرَهٍ أَوْ جَاهِلٍ أَوْ نَاسٍ.
وَيُسَنُّ حِنْثٌ وَيُكْرَهُ بِرٌّ إِذَا كَانَتْ عَلَى فِعْلِ مَكْرُوهٍ أَوْ تَرْكِ مَنْدُوبٍ, وَعَكْسُهُ بِعَكْسِهِ.
وَيَجِبُ إِنْ كَانَتْ عَلَى فِعْلِ مُحَرَّمٍ, أَوْ تَرْكِ وَاجِبٍ, وَعَكْسُهُ بِعَكْسِهِ ().
فَصْلٌ وَإِنْ حَرَّمَ أَمَتَهُ
وَإِنْ حَرَّمَ أَمَتَهُ أَوْ حَلَالاً غَيْرَ زَوْجَةٍ () لَمْ يَحْرُمْ, وَعَلَيْهِ كَفَّارَةُ يَمِينٍ إِنْ فَعَلَهُ.
وَتَجِبُ فَوْرًا بِحِنْثٍ, وَيُخَيَّرُ فِيهَا بَيْنَ إِطْعَامِ عَشْرَةِ مَسَاكِينَ () أَوْ كِسْوَتِهِمْ كُسْوَةً تَصِحُّ بِهَا صَلَاةُ فَرْضٍ, أَوْ عِتْقُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ, فَإِنْ عَجَزَ () كَفِطْرَةٍ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مُتَتَابِعَةٍ.
وَمَبْنَى يَمِينٍ عَلَى الْعُرْفِ, وَيُرْجَعُ فِيهَا إِلَى نِيَّةِ حَالَفٍ لَيْسَ ظَالِمًا -إِنْ اِحْتَمَلَهَا لَفْظُهُ- كَنِيَّتِهِ بِبِنَاءٍ وَسَقْفٍ اَلسَّمَاءَ.
النَّذْرُ مَكْرُوهٌ وَلَا يَصِحُّ إِلَّا مِنْ مُكَلَّفٍ () ()
وَالْمُنْعَقِدُ سِتَّةُ أَنْوَاعٍ:
الْمُطْلَقُ: كَ: لِلَّهِ عَلِيَّ نُذُرٌ إِنْ فَعَلْتُ كَذَا وَلَا نِيَّةَ, فَكَفَّارَةُ يَمِينٍ إِنْ فَعَلَهُ.
الثَّانِي: نَذَرُ لِجَاجٍ وَغَضَبٍ, وَهُوَ تَعْلِيقُهُ بِشَرْطٍ يَقْصِدُ الْمَنْعَ مِنْهُ أَوْ الْحَمْلَ عَلَيْهِ, كإنْ كَلَّمَتُكَ فَعَلِيَّ كَذَا, فَيُخَيَّرُ بَيْنَ فِعْلِهِ وَكَفَّارَةِ يَمِينٍ.
اَلثَّالِثُ: نَذْرُ مُبَاحٍ, كَلِلَّهِ عَلِيَّ أَنْ أَلْبِسُ ثَوْبِي, فَيُخَيَّرُ أَيْضًا.
اَلرَّابِعُ: نَذْرُ مَكْرُوهٍ كَطَلَاقٍ وَنَحْوِهِ فَالتَّكْفِيرُ أَوْلَى.
اَلْخَامِسُ: نَذَرُ مَعْصِيَةٍ, كَشُرْبِ خَمْرٍ, فَيَحْرُمُ اَلْوَفَاءُ وَيَجِبُ التَّكْفِيرُ.
اَلسَّادِسُ: نَذَرُ تَبَرُّرٍ, كَصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَاعْتِكَافٍ بِقَصْدِ التَّقَرُّبِ مُطْلَقًا, أَوْ مُعَلَّقًا بِشَرْطٍ, كَإنْ شَفَا اللَّهُ مَرِيضِي فَلِلَّهِ عَلِيَّ كَذَا فَيَلْزَمُ اَلْوَفَاءُ بِهِ.
وَمَنْ نَذَرَ الصَّدَقَةَ بِكُلِّ مَالِهِ أَجْزَهُ ثُلُثُهُ, أَوْ صَوْمَ شَهْرٍ وَنَحْوَهُ: لَزِمَهُ التَّتَابُعُ, لَا إِنْ نَذَرَ أَيَّامًا مَعْدُودَةً.
وَسُنَّ اَلْوَفَاءُ بِالْوَعْدِ, وَحَرُمَ بِلَا اسْتِثْنَاءٍ. ().
كِتَابُ الْقَضَاءِ
وَهُوَ فَرْضُ كِفَايَةٍ كَالْإِمَامَةِ, فَيُنْصِبُ الْإِمَامُ بِكُلِّ إِقْلِيمٍ () قَاضِيًا, وَيَخْتَارُ أَفْضَلَ مَنْ يَجِدُ عِلْمًا وَوَرَعًا, وَيَأْمُرُهُ بِالتَّقْوَى وَتَحَرِّي الْعَدْلِ, وَتُفِيدُ وِلَايَةُ حَكَمٍ عَامَّةً فَصْلَ الْحُكُومَةِ, وَأَخْذَ الْحَقِّ وَدَفَعَهُ إِلَى رَبِّهِ, وَالنَّظَرَ فِي مَالِ يَتِيمٍ وَمَجْنُونٍ وَسَفِيهٍ وَغَائِبٍ وَوَقْفِ عَمَلِهِ () لِيُجْرِيَ عَلَى شَرْطِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
وَيَجُوزُ أَنْ يُوَلِّيَهُ عُمُومَ اَلنَّظَرِ فِي عُمُومِ اَلْعَمَلِ, وَخَاصًّا فِي أَحَدِهِمَا أَوْ فِيهِمَا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/33)
وَشُرِطَ كَوْنُ قَاضٍ بَالِغًا, عَاقِلًا, ذَكَرًا, حُرًّا, مُسْلِمًا, عَدْلًا, سَمِيعًا, بَصِيرًا, مُتَكَلِّمًا, مُجْتَهِدًا وَلَوْ فِي مَذْهَبِ إِمَامِهِ ()
وَحَرُمَ الْقَضَاءُ وَهُوَ غَضْبَانُ كَثِيرًا , أَوْ حَاقِنٌ () أَوْ فِي شِدَّةِ جُوعٍ أَوْ عَطَشٍ, أَوْ هَمٍّ, أَوْ مَلَلٍ, أَوْ كَسَلٍ, أَوْ نُعَاسٍ, أَوْ بَرْدٍ مُؤْلِمٍ, أَوْ حَرٌٍ مُزْعِجِ, وَقَبُولُ رِشْوَةٍ وَهَدِيَّةٍ مِنْ غَيْرِ مَنْ كَانَ يُهَادِيه قَبْلَ وِلَايَتِهِ وَلَا حُكُومَةَ لَهُ.
وَلَا يَنْفُذُ حُكْمُهُ عَلَى عَدُوِّهِ, وَلَا لِنَفْسِهِ, وَلَا لِمَنْ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ لَهُ.
وَمَنْ اِسْتَعْدَاهُ عَلَى خَصْمٍ فِي اَلْبَلَدِ بِمَا تَتْبَعُهُ اَلْهِمَّةُ لَزِمَهُ إِحْضَارُهُ () إِلَّا غَيْرَ بَرْزَةٍ فَتُوَكِّلُ, كَمَرِيضٍ وَنَحْوِهِ, وَإِنْ وَجَبَ يَمِينٌ أَرْسَلَ مَنْ يُحَلِّفُهُمَا.
شَرْطُ كَوْنِ مُدَّعٍ جَائِزَ اَلتَّصَرُّفِ
وَشُرِطَ كَوْنُ مُدَّعٍ وَمُنْكِرٍ جَائِزَيْ اَلتَّصَرُّفِ, وَتَحْرِيرُ اَلدَّعْوَى, وَعِلْمُ مُدَّعًى بِهِ إِلَّا فِيمَا نُصَحِّحُهُ مَجْهُولًا كَوَصِيَّةٍ.
فَإِنِ ادَّعَى عَقْدًا ذَكَرَ شُرُوطَهُ, أَوْ وَارِثًا ذَكَرَ سَبَبَهُ, أَوْ مُحَلًّا بِأَحَدِ اَلنَّقْدَيْنِ قَوَّمَهُ بِالْآخَرِ, أَوْ بِهِمَا فَبِأَيّهِمَا شَاءَ.
وَإِذَا حَرَّرَهَا, فَإِنْ أَقَرَّ اَلْخَصْمُ حُكِمَ عَلَيْهِ بِسُؤَالِ مُدَّعٍ, وَإِنْ أَنْكَرَ وَلَا بَيِّنَةَ () فَقَوْلُهُ بِيَمِينِهِ, فَإِنْ نَكَلَ () حُكِمَ عَلَيْهِ بِسُؤَالِ مُدَّعٍ فِي مَالٍ وَمَا يُقْصَدُ بِهِ.
وَيُسْتَحْلَفُ فِي كُلِّ حَقِّ آدَمِيٍّ سِوَى نِكَاحٍ وَرَجْعَةٍ وَنَسَبٍ وَنَحْوِهَا لَا فِي حَقِّ اَللَّهِ كَحَدٍّ وَعُبَادَةٍ.
وَالْيَمِينُ اَلْمَشْرُوعَةُ بِاَللَّهِ وَحْدَهُ أَوْ بِصِفَتِهِ.
وَيُحْكَمُ بِالْبَيِّنَةِ بَعْدَ اَلتَّحْلِيفِ, وَشُرِطَ فِي بُنَيَّةٍ عَدَالَةٌ ظَاهِرًا, وَفِي غَيْرِ [عَقَدِ] () نِكَاحٍ بَاطِنًا أَيْضًا, وَفِي مُزَكٍّ مَعْرِفَةُ جَرْحٍ وَتَعْدِيلٍ ()
اَلْقِسْمَةُ نَوْعَانِ
وَالْقِسْمَةُ نَوْعَانِ:
قِسْمَةُ تَرَاضٍ: وَهِيَ فِيمَا لَا يَنْقَسِمُ إِلَّا بِضَرَرٍ أَوْ رَدِّ عِوَضٍ كَحَمَّامٍ وَدُورٍ صِغَارٍ.
وَشُرِطَ لَهَا رِضَا كُلِّ اَلشُّرَكَاءِ وَحُكْمُهَا كَبَيْعٍ, وَمَنْ دَعَا شَرِيكَهُ فِيهَا, وَفِي شَرِكَةِ نَحْوِ عَبْدٍ وَسَيْفٍ وَفَرَسٍ إِلَى بَيْعٍ أَوْ إِجَارَةٍ أُجْبِرَ, فَإِنْ أَبَى بِيعَ أَوْ أُوجِرَ عَلَيْهِمَا, وَقُسِمَ ثَمَنٌ أَوْ أُجْرَةٌ.
اَلثَّانِي: قِسْمَةُ إِجْبَارٍ: وَهِيَ مَا لَا ضَرَرَ فِيهَا وَلَا رَدَّ عَوَضٍ كَمُكَيَّلٍ وَمَوْزُونٍ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ وَدُورٍ كِبَارٍ, فَيُجْبَرُ شَرِيكٌ أَوْ وَلِيُّهُ عَلَيْهَا.
وَيَقْسِمُ حَاكِمٌ عَلَى غَائِبٍ بِطَلَبِ شَرِيكٍ أَوْ وَلِيِّهِ, وَهَذِهِ إِفْرَازٌ ()
وَشُرِطَ كَوْنُ قَاسِمٍ مُسْلِمًا, عَدْلًا, عَارِفًا بِالْقِسْمَةِ مَا لَمْ يَرْضَوْا بِغَيْرِهِ, وَيَكْفِي وَاحِدٌ وَمَعَ تَقْوِيمٍ اثْنَانِ.
وَتُعَدَّلُ اَلسِّهَامُ بِالْأَجْزَاءِ إِنْ تَسَاوَتْ, وَإِلَّا بِالْقِيمَةِ أَوْ اَلرَّدِّ إِنِ اِقْتَضَتْهُ, ثُمَّ يُقْرَعُ وَتَلْزَمُ اَلْقِسْمَةُ بِهَا, وَإِنْ خَيَّرَ أَحَدُهُمَا اَلْآخَرَ صَحَّتْ وَلَزِمَتْ بِرِضَاهُمَا وَتَفَرُّقِهِمَا.
كِتَابُ اَلشَّهَادَاتِ
تَحَمُّلُهَا فِي غَيْرِ حَقِّ اَللَّهِ فَرْضُ كَافِيَةٍ, وَأَدَاؤُهَا فَرْضُ عَيْنٍ مَعَ اَلْقُدْرَةِ, بِلَا ضَرَرٍ ().
وَحَرُمَ أَخْذُ أُجْرَةٍ وَجُعْلٍ عَلَيْهَا, لَا أُجْرَةُ مَرْكُوبٍ لمُتَأذٍ بِمَشْيٍ, وَأَنْ يَشْهَدَ إِلَّا بِمَا يَعْلَمُهُ بِرُؤْيَةٍ, أَوْ سَمَاعٍ, أَوْ اِسْتِفَاضَةٍ عَنْ عَدَدٍ يَقَعُ بِهِ اَلْعِلْمُ فِيمَا يَتَعَذَّرُ عِلْمُهُ غَالِبًا بِغَيْرِهَا, كَنَسَبٍ, وَمَوْتٍ, وَنِكَاحٍ, وَطَلَاقٍ, وَوَقْفٍ, وَمَصْرِفِهِ.
وَاعْتُبِرَ ذِكْرُ شُرُوطِ مَشُهُودٍ بِهِ () وَيَجِبُ إِشْهَادٌ فِي نِكَاحٍ وَيُسَنُّ فِي غَيْرِهِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/34)
وَشُرِطَ فِي شَاهِدٍ إِسْلَامٌ, وَبُلُوغٌ, وَعَقْلٌ, وَنُطْقٌ, لَكِنْ تُقْبَلُ مِنْ أَخْرَسَ بِخَطِّهِ, وَمِمَّنْ يُفِيقُ حَالَ إِفَاقَتِهِ, وَعَدَالَةٌ, وَيُعْتَبَرُ لَهَا شَيْئَانِ:
اَلْأَوَّلِ: اَلصَّلَاحُ فِي اَلدِّينِ, وَهُوَ أَدَاءُ اَلْفَرَائِضِ بِرَوَاتِبِهَا, وَاجْتِنَابُ اَلْمَحَارِمِ بِأَنْ لَا يَأْتِيَ كَبِيرَةً, وَلَا يُدْمِنَ عَلَى صَغِيرَةٍ.
اسْتِعْمَالُ اَلْمُرُوءَةِ بِفِعْلِ مَا يُزَيِّنُهُ وَيُجَمِّلُهُ وَتَرْكِ مَا يُدَنِّسُهُ وَيَشِينُهُ ().
وَلَا تُقْبَلُ شَهَادَةُ بَعْضِ عَمُودَيْ نَسَبِهِ لِبَعْضٍ وَلَا أَحَدِ اَلزَّوْجَيْنِ لِلْآخَرِ, وَلَا مَنْ يَجُرُّ بِهَا إِلَى نَفْسِهِ نَفْعًا, أَوْ يَدْفَعُ بِهَا عَنْهَا ضَرَرًا , وَلَا عَدُوٍّ عَلَى عَدُوِّهِ فِي غَيْرِ نِكَاحٍ.
وَمَنْ سَرَّهُ مَسَاءَةُ أَحَدٍ أَوْ غَمَّهُ فَرَحُهُ فَهُوَ عُدُوُّهُ, وَمَنْ لَا تُقْبَلُ لَهُ تُقْبَلُ عَلَيْهِ.
فَصْلٌ فِي كَمْ يُشْتَرَطُ مِنْ اَلشُّهُودِ
وَشُرِطَ فِي اَلزِّنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ يَشْهَدُونَ بِهِ أَوْ أَنَّهُ أَقَرَّ بِهِ أَرْبَعًا.
وَفِي دَعْوَى فَقْرٍ مِمَّنْ عُرِفَ بِغِنًى: ثَلَاثَةٌ.
وَفِي قَوَدٍ وَإِعْسَارٍ وَمُوجِبِ تَعْزِيزٍ, أَوْ حَدٍّ وَنِكَاحٍ وَنَحْوِهِ وَمِمَّا لَيْسَ مَالًا , وَلَا يُقْصَدُ بِهِ اَلْمَالُ, أَوْ يَطَّلِعُ عَلَيْهِ اَلرِّجَالُ غَالِبًا رَجُلَانِ.
وَفِي مَالٍ, وَمَا يُقْصَدُ بِهِ: رَجُلَانِ , أَوْ رَجُلٌ وَاِمْرَأَتَانِ, أَوْ رَجُلٌ وَيَمِينُ اَلْمُدَّعِي.
وَفِي دَاءٍ وَدَابَّةٍ وَمُوَضِّحَةٍ وَنَحْوِهِمَا قَوْلُ اِثْنَيْنِ , وَمَعَ عُذْرٍ وَاحِدٌ.
وَمَا لَا يَطَّلِعُ عَلَيْهِ اَلرِّجَالُ غَالِبًا كَعُيُوبِ نِسَاءٍ تَحْتَ ثِيَابٍ, وَرَضَاعٍ , وَاسْتِهْلَالٍ () وَجِرَاحَةٍ وَنَحْوِهَا فِي حَمَّامٍ, وَعُرْسٍ: امْرَأَةٌ عَدْلٌ أَوْ رَجُلٌ عَدْلٌ.
تُقْبَلُ اَلشَّهَادَةُ عَلَى اَلشَّهَادَةِ
وَتُقْبَلُ اَلشَّهَادَةُ عَلَى اَلشَّهَادَةِ فِي كُلِّ مَا يُقْبَلُ فِيهِ كِتَابُ اَلْقَاضِي إِلَى اَلْقَاضِي.
وَشُرِطَ () تُعْذَرُ شُهُودِ أَصْلٍ بِمَوْتٍ, أَوْ مَرَضٍ, أَوْ غَيْبَةٍ مَسَافَةَ قَصْرٍ, أَوْ خَوْفٍ مِنْ سُلْطَانٍ أَوْ غَيْرِهِ, وَدَوَامُ عَدَالَتِهِمَا, وَاسْتِرْعَاءُ () أَصْلٍ لِفَرْعٍ أَوْ لِغَيْرِهِ, وَهُوَ يَسْمَعُ فَيَقُولُ: اشْهَدْ أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ أَشْهَدَنِي عَلَى نَفْسِهِ أَوْ أَقَرَّ عِنْدِي بِكَذَا وَنَحْوِهِ, أَوْ يَسْمَعُهُ يَشْهَدُ عِنْدَ حَاكِمٍ, أَوْ يَعْزُوهَا إِلَى سَبَبٍ كَبَيْعٍ وَقَرْضٍ, وَتَأْدِيَةُ فَرَعٍ بِصِفَةِ تَحَمُّلِهِ وَتَعْيِيِنُهُ لِأَصْلٍ, وَثُبُوتُ عَدَالَةِ اَلْجَمِيعِ.
وَإِنْ رَجَعَ شُهُودُ مَالٍ قَبْلَ حَكَمٍ -لَمْ يُحْكَمْ وَبَعْدَهُ لَمْ يُنْقَضْ وَضَمِنُوا.
وَإِنْ بَانَ خَطَأٌ مُفْتٍ () أَوْ قَاضٍ فِي إِتْلَافِ لِمُخَالِفَةِ قَاطِعٍ ضَمِنَا.
كِتَابُ اَلْإِقْرَارِ
يَصِحُّ مِنْ مُكَلَّفٍ مُخْتَارٍ بِلَفْظٍ أَوْ كِتَابَةٍ, أَوْ إِشَارَةٍ مِنْ أَخْرَسَ لَا عَلَى اَلْغِيَرِ إِلَّا مِنْ وَكِيلٍ وَوَلِيٍّ وَوَارِثٍ.
وَيَصِحُّ مِنْ مَرِيضٍ مَرَضَ اَلْمَوْتِ لَا لِوَارِثٍ إِلَّا بِبَيِّنَةٍ أَوْ إِجَازَةٍ, وَلَوْ صَارَ عِنْدَ اَلْمَوْتِ أَجْنَبِيًّا.
وَيَصِحُّ لِأَجْنَبِيٍّ وَلَوْ صَارَ عِنْدَ اَلْمَوْتِ وَارِثًا.
وَإِعْطَاءٍ كَإِقْرَارٍ.
وَإِنْ أَقَرَّتْ أَوْ وَلِيُّهَا بِنِكَاحٍ لَمْ يَدَعِهِ اثْنَانِ قُبِلَ.
وَيُقْبَلُ إِقْرَارُ صَبِيٍّ لَهُ عَشَرٌ أَنَّهُ بَلَغَ بِاحْتِلَامٍ
وَمَنِ ادُّعِيَ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ فَقَالَ: "نَعَمْ" أَوْ "بَلَى" وَنَحْوَهُمَا أَوِ "اتَّزِنْهُ" أَوْ"خُذْ" () فَقَدْ أَقَرَّ, لَا "خُذْ" أَوِ "اتَّزِنْ" وَنَحْوِهِ.
وَلَا يَضُرُّ اَلْإِنْشَاءُ فِيهِ.
وَلَهُ عَلِيَّ أَلْفٌ لَا يَلْزَمُنِي, أَوْ ثَمَنُ خَمْرٍ وَنَحْوِهِ يَلْزَمُهُ اَلْأَلْفُ.
وَلَهُ أَوْ كَانَ عَلِيَّ أَلْفٌ قَضَيْتُهُ أَوْ بَرِئْتُ مِنْهُ فَقَوْلُهُ.
وَإِنْ ثَبَتَ بِبَيِّنَةٍ أَوْ عَزَاهُ لِسَبَبٍ فَلَا ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/35)
وَإِنْ أَنْكَرَ سَبَبَ اَلْحَقِّ, ثُمَّ ادَّعَى اَلدَّفْعَ بِبَيِّنَةٍ لَمْ يُقْبَلْ.
وَمَنْ أَقَرَّ بِقَبْضٍ أَوْ إِقْبَاضٍ أَوْ هِبَةٍ وَنَحْوِهِنَّ, ثُمَّ أَنْكَرَ, وَلَمْ يَجْحَدْ إِقْرَارَهُ وَلَا بَيِّنَةَ, وَسَأَلَ أَحْلَافَ خَصْمِهِ لَزِمَهُ.
وَمَنْ بَاعَ أَوْ وَهَبَ أَوْ أَعْتَقَ, ثُمَّ أَقَرَّ بِذَلِكَ لِغَيْرِهِ لَمْ يُقْبَلْ, وَيَغْرَمُهُ لِمُقَرٍّ لَهُ.
وَإِنْ قَالَ: لَمْ يَكُنْ مِلْكِي, ثُمَّ مَلَكْتُهُ بَعْدُ, قُبِلَ بِبَيِّنَةٍ مَا لَمْ يُكَذِّبْهَا بِنَحْوِ قَبَضْتُ ثَمَنَ مِلْكِي.
وَلَا يُقْبَلُ رُجُوعُ مُقِرٍّ إِلَّا فِي حَدٍّ لِلَّهِ.
وَإِنْ قَالَ: لَهُ عَلِيَّ شَيْءٌ, أَوْ كَذَا, أَوْ مَالٌ عَظِيمٌ وَنَحْوُهُ, وَأَبَى تَفْسِيرَهُ, حُبِسَ حَتَّى يُفَسِّرَهُ, وَيُقْبَلُ بِأَقَلِّ مَالٍ, وَبِكَلْبٍ مُبَاحٍ , لَا بِصَبِيَّةٍ أَوْ خَمْرٍ أَوْ قِشْرِ جَوْزَةٍ وَنَحْوِهِ.
وَلَهُ تَمْرٌ فِي جِرَابٍ () أَوْ سِكِّينٌ فِي قِرَابٍ, أَوْ فَصٌّ فِي خَاتَمٍ, وَنَحْوُ ذَلِكَ يَلْزَمُهُ اَلْأَوَّلُ.
وَإِقْرَارٌ بِشَجَرٍ لَيْسَ إِقْرَارًا بِأَرْضِهِ, وَبِأَمَةٍ لَيْسَ إِقْرَارًا بِحَمْلِهَا, وَبِبُسْتَانٍ يَشْمَلُ أَشْجَارَهُ.
وَإِنِ اِدَّعَى أَحَدُهُمَا صِحَّةَ اَلْعَقْدِ, وَالْآخَرُ فَسَادَهُ فَقَوْلُ مُدَّعِي اَلصِّحَّةِ ().
وَاَللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ.
تَمَّتْ هَذِهِ اَلنُّسْخَةُ اَلنَّافِعَةُ - إِنْ شَاءَ اَللَّهُ تَعَالَى - بِعَوْنِ اَللَّهِ تَعَالَى وَحُسْنِ تَوْفِيقِهِ, نَهَارَ اَلْأَرْبِعَاءِ سَادِسَ عَشَرَ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَأَلْفٍ بِقَلَمِ مُؤَلِّفِهَا مُحَمَّدِ الْبِلْبَانِيِّ الْخَزْرَجِيِّ اَلْحَنْبَلِيِّ عَفَا اَللَّهُ عَنْهُ بِمَنِّهِ.
ـ[ abo-omar] ــــــــ[05 - 09 - 04, 07:56 م]ـ
جزاك الله خيرا
وهذا الكتاب بامتداد وورد
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[09 - 09 - 04, 12:32 ص]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله كل خير(6/36)
هل يوجد هذا الكتاب في الشبكة
ـ[أبو إلياس]ــــــــ[10 - 11 - 03, 01:13 ص]ـ
هل يوجد هذا الكتاب في الشبكة
هل يوجد هذا الكتاب في الشبكة
السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية دراسة تحليلية
الدكتور مهدي رزق الله أحمد(6/37)
برنامج التحميل من موقع الوراق
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[10 - 11 - 03, 03:10 ص]ـ
أهدي لإخواني هذا البرنامج الذي يمكنهم من تحميل كتاب كامل أو جزء من كتاب كما يشاؤون من موقع الوراق، وبعد ذلك يخرجونه على شكل ملف وورد
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[10 - 11 - 03, 05:47 ص]ـ
[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]
uestion
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[10 - 11 - 03, 05:50 ص]ـ
أخي الفاضل البرنامج لم يشتغل عندي
ـ[الشاذلي]ــــــــ[10 - 11 - 03, 06:05 ص]ـ
أنزل هذين الملفين ثم شغل الملف الذي ينتهي بالإمتداد: bat
،، بالمناسبة (لو لا تثق في الشاذلي فلا توجع راسك)
لكن هذا ما فعلت أنا و هكذا اشتغل البرنامج بناءً على نصيحة من رجل أثق به.
http://www.algazal.net/MSINET.OCX
http://www.algazal.net/REGSVR.bat
نزلهم ثم شغل الملف الثاني و كل شئ سيكون تمام
أفضل لو عندك برنامج أنتي فايروس للتأكد من صحة ما وضع الشاذلي بصراحة.
ـ[الشاذلي]ــــــــ[10 - 11 - 03, 06:17 ص]ـ
يا ليتك يا أخي تخبرنا كيف نعرف "رقم الكتاب" كي نستطيع تنزيله.
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[10 - 11 - 03, 07:37 ص]ـ
نعم أخي الشاذلي نسيت وضع الملفين المذكورين لمن لا يملكهما، لكن هما موجودان في الأصل في الويندوز والمفترض الا يحصل الخطأ منهما، لكن أرجو ممن حصل لديه خطأ أن يخبرني بالرسالة التي تظهر له.
بالنسبة لرقم الكتاب افتح أي كتاب من موقع الوراق، ثم اضغط برز الماوس اليمين داخل الصفحة واختر
View source
ستجد مكتوب بعض الكلام وفيه مثل هذه الجملة
] Http://www.alwaraq.com/Cgi-bin/DocCgi.exe/ pagescript?book=193&session=moutasem&page=1
ولو دققت في السطر السابق ستجد فيه
book=193
فهذا هو رقم الكتاب
وشكرا
ـ[راشد]ــــــــ[10 - 11 - 03, 08:16 ص]ـ
الملف لم يشتغل
والروابط التي وضعها الأخ الشاذلي .. لم تعمل
ـ[أبو محمد الديحاني]ــــــــ[10 - 11 - 03, 08:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
بصراحه البرنامج لم يشتغل عندي!!
وكذا الملفات التي وضعها .. أخونا الشاذلي ... أرجو أنزال الملفات وتوضيح أكثر ... ولكم مني عدوة بظهر الغيب ....
وعلى كل جزاكم الله خيرا ...
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[10 - 11 - 03, 10:21 ص]ـ
الإخوة الكرام
لا يكفي أن تقولوا لم يشتغل، لا بد أن هناك رسالة خرجت لكم، أخبرونا بها حتى نستطيع المساعدة.
إذا لم يشتغل الملف الأول فحاولوا في هذه النسخة حيث حذفت الخلفية التي قد تحتاج إلى تسجيل، المهم حملوا هذه النسخة وجربوها، وأرجو توضيح أي رسالة تخرج لكم حتى يمكنني المساعدة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 11 - 03, 10:41 ص]ـ
البرنامج يحتاج ملف MSINET.OCX حتى يستطيع أن يعمل
ولدي سؤال للأخ الفاضل "مجرد إنسان" وفقه الله
هل من الممكن أن تتفضل علينا -رعاك الله- بالكود الأصلي لبرنامجك؟
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[10 - 11 - 03, 10:49 ص]ـ
بعد تنزيل الملف وفك ضغطه ظهرت ملفات بأسماء:
book.dll
dXCtrls.dll
SETTING
update
Warak2
وماذا بعد ذلك؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 11 - 03, 11:00 ص]ـ
عليك تنزيل الملف MSINET.OCX ثم القيام بتسجيله
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[10 - 11 - 03, 11:28 ص]ـ
لقد عمل البرنامج معي، وإليكم الطريقة:
(أولاً): قم بتنزيل الملفات الآتية، وإليكم الروابط:
http://www.download.support.safetec.net/msinet.ocx/MSINET.OCX
http://www.download.support.safetec.net/msinet.ocx/REGSVR.bat
( ثانياً): قم بنسخ الملفين السابقين في مجلد ( SYSTEM ) ضمن ويندوز. [وطريقة الوصول إلى هذا المجلد هي: افتح ال C: - ثم افتح مجلد windows - ثم افتح مجلد ( SYSTEM ) ] .
( ثالثاً): قم بتشغيل الملف ( REGSVR.bat ) ثم اضغط ok .
( رابعاً): قم بتشغيل البرنامج.
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[10 - 11 - 03, 09:53 م]ـ
الإخوة الكرام
أرجو إنزال هذا الملف، وفك ضغطه، ثم وضعه في نفس مجلد البرنامج
ثم شغل البرنامج من ملف
warak
وسيشتغل إن شاء الله
ـ[الشاذلي]ــــــــ[11 - 11 - 03, 01:40 ص]ـ
لو عاوز كتاب مثل: "أسد الغابة"،،،
فما هو رقم الكتاب يا أخوة بارك الله فيكم؟
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[11 - 11 - 03, 04:17 ص]ـ
أسد الغابة: رقم (14).
ـ[الشاذلي]ــــــــ[11 - 11 - 03, 06:23 ص]ـ
السلام عليكم
و كيف نعرف أرقام أي كتاب أخي الكريم بارك الله فيك؟
ـ[راشد]ــــــــ[11 - 11 - 03, 06:42 ص]ـ
الجواب تقدم ..
بالنسبة لرقم الكتاب افتح أي كتاب من موقع الوراق، ثم اضغط برز الماوس اليمين داخل الصفحة واختر
View source
ستجد مكتوب بعض الكلام وفيه مثل هذه الجملة
] Http://www.alwaraq.com/Cgi-bin/DocCgi.exe/ pagescript?book=193&session=moutasem&page=1
ولو دققت في السطر السابق ستجد فيه
book=193
فهذا هو رقم الكتاب
ـ[الشاذلي]ــــــــ[11 - 11 - 03, 06:52 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/38)
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[11 - 11 - 03, 07:33 ص]ـ
معقولة ما في حد اشتغل عنده البرنامج إلا واحد؟؟؟
ـ[حارث همام]ــــــــ[11 - 11 - 03, 08:47 ص]ـ
لله درك وعلى الله أجرك ..
أخي الكريم أسديت معروفاً فجزاك الله خيراً.
ـ[حارث همام]ــــــــ[11 - 11 - 03, 09:30 ص]ـ
البرنامج شغال بعد تحميل ملف الأو دي إكس، غير أن هناك مشاكل طفيفة تعرض أحياناً، لاتقلل من فائدته ولاتمنع من استخدامه، منها ظهرور رسالة الخطأ التالي أحياناً:
No current record
ورقمها 3021
وذلك بعد اكتمال تحميل الكتاب وبعد طلب تحويل الصفحات إلى مستند word غير أن الرسالة التي تليها تفيد بأن الملف تم صنعه ووضعه في السي، وهو كذلك.
ومشكلة طفيفة أخرى وهي أن الـ word2k لايتعرف أحياناً على نوع التشفير الـ Encoding فيعطي مشكلة عند فتح الملف تفيد أنه لم يتعرف على تنسيقه ويستدعي المحول mswd6_32
ومشكلة أخيرة وهي الرسالة المزعجة رقم 35761 والتي تقول:
Request timed out
فإذا جئت تواصل بعد رسالة الخطأ هذه يعطيك
Run time error
ويخرج.
ـ[حارث همام]ــــــــ[11 - 11 - 03, 09:35 ص]ـ
كنت أحمل في كتاب والأمر يسير على ما يرام حتى إذا بلغ الصفحة مائة ونيف وأربعين تقريباً أعطى الرسالة رقم 75 وقال:
Run time error
وأسفلها رسالة تفيد بأن اسم الملف أو الممر غير متاح!
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[11 - 11 - 03, 11:34 ص]ـ
الأخ المكرم
بعض هذه الأخطاء بسبب توقف موقع الوراق احيانا عن العمل، أو تعليقه في بعض الصفحات، وكل هذا لا يضر إن شاء الله
فقط عاود الاتصال وحمل من آخر رقم تم تحميله، ولمعرفة آخر رقم تم تحميله اضغط على الزر
معلومات آخر تحميل
وبالنسبة لـ
No current record
فهذه ليست مشكلة، وأنا أعرف سببها، لكن الكتاب على كل حال يخرج كاملا.
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[11 - 11 - 03, 11:35 ص]ـ
بالنسبة لاستدعاء المحول mswd6_32
فالبرنامج يحفظ الملف بصيغة
RTF
حتى أضمن أن يفتح على جميع إصدارات الوورد، ثم الوورد نفسه يحوله، ويمكنك بعد ذلك أن تحفظه بامتداد DOC
ـ[حارث همام]ــــــــ[11 - 11 - 03, 08:53 م]ـ
ألا يمكن تعديل البرنامج بحيث يجري اختباراً لعمل الموقع (أو استجابته من عدمها) وعند حدوث الخطأ (عدم استجابة الموقع) يشغل عداد Timer يختبر الموقع كل فترة محددة مادام الخطأ باقيا، فلو عالجت هذه المشكلة أكن لك شاكراً، خاصة أنه عند تنزيل الكتب لا يجلس أغلب الناس ينتظروت ويتابعون أين وصل تحميل الكتاب، ولكن تكون لهم أشغال أخرى، ثم ربما اكتشف بعض ذهاب ساعات أن البرنامج متوقف.
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[12 - 11 - 03, 04:58 ص]ـ
و أنا أيضا لم يعمل عندي للأسف.
أنصحك باستخدام برنامج دمج مكتبات DLL و OCX مع الملف التنفيذي.
أو بعمل برنامج تركيب Setup للبرنامج لتريح نفسك و غيرك من المشاكل.
و بالنسبة للرسالة التي خرجت لي فهي:
Component RIHTX32.OCX or one of its... not correctly registred : a file is missing or invalid.
ـ[ابو عبد الرحمن الغانم]ــــــــ[12 - 11 - 03, 10:52 ص]ـ
لقد طلب مني ملف rightx32.ocx
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[12 - 11 - 03, 10:13 م]ـ
لو علمت برنامج سيت أب فسيكون حجمه ليس اقل من 10 ميجا، فعل عندكم استعداد لتنزيله
هذه المشكلة يبدوا التي عندكم يبدوا أنكم لم تحملوا برنامج مكتبة الألباني الذي سبق إنزاله في المنتدى، ولا أي برنامج تم من خلاله تسجيل ملف Rich32.ocx ، وعلى كل حال إن أحببتم يمكنكم تسجيله عن طريق البرنامج الذي وضعه أحد الإخوة وسأضع شرح لذلك إن شاء الله.
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[13 - 11 - 03, 08:03 ص]ـ
استعمل أحد بريمجات الإعداد الصغيرة فيوجد منها الكثير.
أو استخدم الإصدار الخامس أو السادس من فيجوال بيسيك و ليس دوت نت.
ـ[ AlMohadth] ــــــــ[13 - 11 - 03, 08:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الكريم مجرد إنسان سلمه الله
جزاك الله خيرا على هذه الهدية القيمة، ولكن المشكلة تم اليوم تحديث موقع الوراق والبرنامج لا يعمل مع الشكل الجديد للموقع ويعطي هذه الرسالة:
Run-time error '75
The specificed path/file name cannot be accessed or is invalied.
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[13 - 11 - 03, 09:44 ص]ـ
لا عليك منهم
خلال 24 ساعة إن شاء الله سترى التحديث في هذا المقال للشكل الجديد:)
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[14 - 11 - 03, 12:35 ص]ـ
الإخوة الكرام
يمكنكم الآن تحميل المرفق لموقع الوراق الجديد، وتحميل الكتب منه
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[14 - 11 - 03, 12:37 ص]ـ
الإخوة الذين أجروا تحميل سابق، ويريدون المتابعة، ولا يريدون البدء من جديد، فقط أنزلوا الملف السابق، وفكوا الضغط، وخذوا ملف
Warak2.exe
فقط
وضعوه في المجلد القديم بدل الفايل السابق، وتابعوا التحميل لأي كتاب سبق البدء فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/39)
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[14 - 11 - 03, 02:25 ص]ـ
أولا جزاك الله خيرا.
ثانيا: نريد برامج لمواقع الكتب الأخرى مثل جامع الفقه والشبكة الإسلامية والتفسير.
ثالثا: البرنامج يبدأ برسالة "تأكد من الاتصال بالإنترنت" ثم رسالة 35764
still executing last request ثم يغلق نفسه ولا يعمل
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[14 - 11 - 03, 08:13 ص]ـ
الأخ المكرم
لا تشغل البرنامج مرتين في وقت واحد، وإذا لم ينفع فحاول أعد تشغيل الجهاز مرة أخرى
أما بالنسبة لأخذ كتب من مواقع أخرى فسأسعى إن شاء الله
ـ[ AlMohadth] ــــــــ[14 - 11 - 03, 10:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الكريم مجرد إنسان "عظيم" سلمه الله
جزاك الله خيرا على سرعة تجاوبك في إنزال نسخة محدثة لبرنامجك الرائع، أخي الكريم، حفظ 500 صفحة فأكثر يحدث مشاكل في ملف الورد ولا يعمل ملف الورد ولايمكن فتحه، ولكن وجدت طريقة وهي بتقسيم الحفظ على عدة ملفات لتحميل المرة الواحدة التي تكون أكثر من 500 صفحة، وأكثر عدد صفحات استطعت تحميله في المرة الواحدة لم يتجاوز 900 صفحة، ويتوقف البرنامج.
الامر الأخر في هذه النسخة أو بسبب الكتاب المحمل -تاج العروس- تظهر رموز شفرة لغة HTML ضمن النصوص المحملة للكتاب في ملف وورد وبكثرة هل لهذا الأمر حل لديك؟
نحن نحاول مساعدتك في تطوير البرنامج بإرسال هذه المعلومات وليس إنقاص لعملكم الطيب والرائع بل العظيم جزاك الله خيرا عليه.
محبك المحدث
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[14 - 11 - 03, 11:27 م]ـ
الأخ المكرم
جزاك الله خيرا على متابعتك، وأنا أحب مثل هذه الاقتراحات حتى استطيع أن أواجهها وأحل مشاكلها.
بالنسبة لإخراج 500 صفحة يحدث مشاكل، هو في الحقيقة لا تحصل مشكلة، لكن الوورد يتطلب وقتا أطول لكل يفتحها أول مرة، هذا كل ما في الأمر، ويمكن أن اقلل عدد الصفحات المخرجة في الملف الواحد لكن ستكثر عدد الملفات في حال مثلا حملت 2000 صفحة مثلا.
ثم ذكرت أن أكثر عدد صفحات حملته هو 900، وهذا غريب، وعندي سؤال، هل أيضا بعد إغلاق البرنامج وإعادة التحميل مرة أخرى يستمر أم يرفض، هل تقصد أنه في المرة الواحدة لا يحمل اكثر من 900 متواصلة، إذا كان كذلك فهذا طبيعي بسبب الضغط على موقع الوراق احيانا
وبسب أيضا برمجية مايكروزفت التي تجعل أحيانا ملف
MISNET.OCX
يعلق أحيانا بعد ما يسمونه
Hard use
يعني استخدام شديد.
وأنا بنفس البرنامج حملت 11000 صفحة وهي تاريخ الإسلام للذهبي، لكن على مرات وليس متواصلا.
بالنبسة لشفرات Html آمل أن تخبرني بأرقام الصفحات في كتاب تاج العروس التي وجدت فيها الشفرات حتى استطيع أن أحللها واحذفها، وجزاك الله خيرا.
ـ[ AlMohadth] ــــــــ[14 - 11 - 03, 11:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خير مجددا ودائما. أخي الحبيب، الرموز التي تظهر في مستند وورد بعد حفظ تاج العروس يبدوا أنها لتنسيق الآبيات الشعرية في الموقع -أقول ربما لاأعرف- انظر الصفحات التالية على سبيل المثال، وإلا فهي بكثرة: 22، 23، 29، 36 صفحة ممتلئة بهذه الرموز، 37
شاكرا لك سلفات مجهودك العظيم والنافع احسن الله إليك وبارك فيه.
أخوك المحدث
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[15 - 11 - 03, 12:49 ص]ـ
أخي الكريم
تم التعديل
بإمكانك تحميل المف المرفق وتشغيل البرنامج منه
ـ[تابع أهل الحق]ــــــــ[04 - 12 - 03, 07:50 م]ـ
العضو: مجرد إنسان
لقد قمت بتشغيل البرنامج، ولكن ظهرت لي حروف أنجليزية كثيرة ضمن الكتب المنسوخة، فعلى سبيل المثال الصفحة التالية منسوخة من كتاب (من اسمه عمرو من الشعراء) لأبن الجراح:
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وعلى آله أسماء الشعراء الجاهليين من العمرين من مضر 1 - عمرو، وهو هاشم جد رسول الله، ابن المغيرة، وهو عبد مناف، بن زيد، وهو قصي، يكنى أبا نضلة، وفيه يقول مطرود بن كعب الخزاعي: < TABLE BORDER 0 ID POTBL <TR ID POLEFTCELL عمرو العلى هشم الثريد لقومه ID POMIDDLECELL ID PORIGHTCELL ورجال مكة مسنتون عجاف ومن قوله، لما ورد بعض من قصد البيت الحرام: < TABLE BORDER 0 ID POTBL <TR ID POLEFTCELL عذت بما غاذ به إبرهم في رجز له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/40)
2 - عمرو بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة، وهو الأحمر، ومن قوله أنشدنيه الحسن بن محمد الأموي، قال أنشدني محمد بن سعد الساقي: < TABLE BORDER 0 ID POTBL <TR ID POLEFTCELL وإذا تكون كريهة أدعى لها ID POMIDDLECELL ID PORIGHTCELL وإذا يحاس الحيس يدعى جندب وذكر المفضل: أن هذا القول لبعض ولد طيء، وكان يفضل جندبا أحد ولد ولده عليهم، ويقدمه في الزاد وغيره على فرسان ولده، فقال لآخر منهم يسمى عمرا: < TABLE BORDER 0 ID POTBL <TR ID POLEFTCELL يا عمرو خبرني ولست بكاذب ID POMIDDLECELL ID PORIGHTCELL وأخوك صاحبك الذي لا يكذب < TR ID POLEFTCELL أمن القضية أن إذا استغنيتم ID POMIDDLECELL ID PORIGHTCELL وأمنتم، فأنا البعيد الأجنب < TR ID POLEFTCELL وإذا تكون كريهة أدعى لها ID POMIDDLECELL ID PORIGHTCELL وإذا يحاس الحيس يدعى جندب < TR ID POLEFTCELL ولجندب صفو المياه وعذبها ID POMIDDLECELL ID PORIGHTCELL ولي الملاح وماؤهن المجدب < TR ID POLEFTCELL عجبا لتلك قضية وإقامتي ID POMIDDLECELL ID PORIGHTCELL فيكم على تلك القضية أعجب < TR ID POLEFTCELL هذا وجدكم الصغار بعينه ID POMIDDLECELL ID PORIGHTCELL لا أم لي إن كان ذاك ولا أب 3 - عمرو بن عامر بن جذل الطعان، واسمه علقمة بن فراس الكناني، وهو الذي يقول يصف بني ضبة: < TABLE BORDER 0 ID POTBL <TR ID POLEFTCELL نعم الفوارس، يوم جيش محرق ID POMIDDLECELL ID PORIGHTCELL لحقوا وهم يذعون: يال ضرار 4 - عمرو بن كلثوم الكناني، من بني عميس بن جذيمة، فارس شاعر مشهور، ومن قوله أنشدنيه أحمد بن محمد بن بشر المرثدي: < TABLE BORDER 0 ID POTBL <TR ID POLEFTCELL تركنا هامة الجدلي تزقو ID POMIDDLECELL ID PORIGHTCELL أمام الجيش تحلم بالنعيق ومن قوله أيضا: < TABLE BORDER 0 ID POTBL <TR ID POLEFTCELL وقد علمت عليا كنانة أننا ID POMIDDLECELL ID PORIGHTCELL مطاعين في الهيجا، مطاعيم في المحل ومن قوله أيضا: < TABLE BORDER 0 ID POTBL <TR ID POLEFTCELL جزى الله عني مدلجا أين أصبحت ID POMIDDLECELL ID PORIGHTCELL جزاية بؤسى حيث سارت وحلت 5 - عمرو الأشعر الرقبان بن حارثة بن ناشب بن سلامة بن سعد بن مالك الأسدي، ومن قوله: < TABLE BORDER 0 ID POTBL <TR ID POLEFTCELL إنا كذلك كان عادتنا ID POMIDDLECELL ID PORIGHTCELL لم نغض من ملك على وتر 6 - عمرو بن أهبان بن دثار الأسدي الفقعسي: قال: < TABLE BORDER 0 ID POTBL <TR ID POLEFTCELL ألا ينهى عرينة عن ملامي ID POMIDDLECELL ID PORIGHTCELL قدامة قد عجلتم بالملام 7 - عمرو بن حكيم الأسدي الدبيري، وهو القائل في أرجوزة طويلة: < TABLE BORDER 0 ID POTBL <TR ID POLEFTCELL نام طفيل نومة رداحا ID POMIDDLECELL ID PORIGHTCELL حتى إذا ما انبطح انبطاحا 8 - عمرو بن مرثد بن عرفطة بن الطماح الأسدي الفقعسي، الذي يقول: < TABLE BORDER 0 ID POTBL <TR ID POLEFTCELL يا راكبا بلغ حبيب بن خالد ID POMIDDLECELL ID PORIGHTCELL فأسد إلينا ما استطعت وألحم 9 - عمرو بن مسعود بن عمرو بن مرارة الأسدي الفقعسي، يقول: < TABLE BORDER 0 ID POTBL <TR ID POLEFTCELL أيبغى آل شداد علينا ID POMIDDLECELL ID PORIGHTCELL ومايرعى لشداد فصيل < TR ID POLEFTCELL كصارفة البكاء لشجو أخرى ID POMIDDLECELL ID PORIGHTCELL وما يبدو لعينيها نطيل 10 - عمرو ذو الكلب الهذلي، أحد لحيان، قديم شاعر مغوار، حدثني أحمد بن زهير بن حرب قال: خبرنا أبو عبد الله ابن الأعرابي قال: كان عمرو اللحياني المعروف بذي الكلب من رجال العرب وشعرائهم، وعشق امرأة من فهم، يقال لها أم جليحة فرصده قومها حتى ظفروا به فقتلوه، فأنشدني له أحمد بن زهير أشعارا فيها، منها قوله: وكذا قال: غزية، ورواه غيره: غزية: < TABLE BORDER 0 ID POTBL <TR ID POLEFTCELL غزية آذنت قبل الزيال ID POMIDDLECELL ID PORIGHTCELL وأمسى حبلها رث الوصال < TR ID POLEFTCELL ألا قالت غزية إذ رأتني ID POMIDDLECELL ID PORIGHTCELL ألم تقتل بأرض بني هلال < TR ID POLEFTCELL أسرك لو قتلت بأرض فهم ID POMIDDLECELL ID PORIGHTCELL وكل قد أناب إلى امتهال < TR ID POLEFTCELL ومقعد كربة قد كنت فيها ID POMIDDLECELL ID PORIGHTCELL مكان الإصبعين من القبال
............................
فهل لهذه المعضلة من حل، مع العلم أنني قد حاولت تشغيل البرنامج المعدل warak2.zip ، ولكن تظهر لي رسالة الخطأ التالية:
Run-time error '3028
Can't start your application . The workgroup information file is missing or opened exclusively by another user
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[04 - 12 - 03, 11:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ تابع أهل الحق
أولا: حلوة حكاية: العضو: مجرد إنسان ... !!!!!!!!!
ثانيا: هل جربت آخر ملف أضفته أنا قبل ردي هذا؟؟؟
لا بد يا أخي أن تأخذ هذا الملف الأخير وتضعه في نفس المجلد السابق الذي حملته، لا تشغله لوحده
وعندما تضعه في المجلد السابق سيقول لك إن الملف موجود هل تريد الاستبدال فاستبدله.
وشكرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/41)
ـ[أبوتميم]ــــــــ[05 - 12 - 03, 03:09 ص]ـ
الأخ المتفضل: "مجرد إنسان"
نرجو أن تتكرم بإتمام ما وعدت به في رد سابق:
<< هذه المشكلة يبدوا التي عندكم يبدوا أنكم لم تحملوا برنامج مكتبة الألباني الذي سبق إنزاله في المنتدى، ولا أي برنامج تم من خلاله تسجيل ملف Rich32.ocx ، وعلى كل حال إن أحببتم يمكنكم تسجيله عن طريق البرنامج الذي وضعه أحد الإخوة وسأضع شرح لذلك إن شاء الله >>
وشكر الله لكم.
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[05 - 12 - 03, 09:09 ص]ـ
الأخ المكرم
أولا: حمل الملف المرفق وفك الضغط عن الملف بداخله
ثانيا: إذا كان عندك ويندوز 98 ضعه في المسار التالي
c:\windows\system
أما إذا كان عندك XP فضعه في المسار التالي
c:\windows\system32
ثالثا: اذهب إلى
ابدأ - Start
ثم
تشغيل - Run
اكتب الجملة التالية
regsvr32.exe richtx32.ocx
ثم اضغط موافق
وإن شاء الله تحل المشكلة
ـ[أبوتميم]ــــــــ[05 - 12 - 03, 07:35 م]ـ
أحسنت .. وبارك الله فيك.
ـ[المنهج]ــــــــ[07 - 12 - 03, 01:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا الأستاذ الفاضل / (مجرد إنسان)
على هذا العمل الطيب الكريم من حضرتكم الذى أسأل الله ان يجعله فى ميزان حسناتكم يوم العرض
وإن شاء المنان بالقريب سترى منا مشاركات برمجية تنفع طلبة العلم وإدارة مكتباتهم بيسر وسهولة - وقد يكون بيننا تعاون فى ذلك إن أحببتم
---------------------------------------------------
لقد تحدثنا من قبل سويا لعلك تتذكر ذلك
أذكرك ( BADRMEDIA مشرف بمنتدى VB4ARAB )
--------------------------------------------------
بالنسبة للأخوة الأعضاء الذين لم يعمل معهم البرنامج بعد نسخ الأدوات المطلوبة
وذلك بسبب نقص تسجيل المحركات وذلك لعدم وجود برنامج تثبيت مع البرنامج
يمكنكم حل هذه المشكلة بثبيت أى برنامج على جهازكم تمتلكونه ويكون برنامج لموسوعة كتب او مشابه مثل برامج التراث مثلا وسيعمل البرنامج إن شاء الله
-------------------------------------------------------
فى الختام لك منى الدعاء والشكر وللأخوة الأعضاء
ـ[السعيدي]ــــــــ[08 - 12 - 03, 01:48 ص]ـ
أرجو منكم قبول مساهمتي المتواضعه، وذلك بسرد أرقام الكتب الموجوده بموقع الوراق، وهي كالتالي:
علوم القرآن:
القرآن الكريم=بدون رقم
أسباب نزول القرآن=2
إعجاز القرآن=51
أسرار ترتيب القرآن=1104
تفسير القرطبي=55
كتب الأدب:
الأغاني=9
البخلاء=64
البيان و التبيين=65
العقد الفريد=25
صبح الاعشى=77
كتب الجغرافيا و الرحلات:
المسالك والممالك=2032
معجم البلدان=94
رحلة ابن بطوطة=67
احسن التقاسيم في معرفة الاقاليم=0
كتب التاريخ:
الطبقات الكبرى=175
الكامل في التاريخ=32
المغازي =39
تاريخ الاسلام=141
والبقة تأتي إن شاء الله قريبا
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[08 - 12 - 03, 02:00 ص]ـ
اخي الفاضل بارك الله فيك
البرنامج لايعمل عندي علي الرغم انني فعلت ماقلت
ويعطيني هذة الرسالة
run-time error 429
actvi x component cant create object
ـ[السعيدي]ــــــــ[09 - 12 - 03, 11:04 م]ـ
كتب التراجم:
السيرة النبوية=23
أسد الغابة=142
الضوء اللامع=274
سير أعلام النبلاء=371
الإستيعاب في معرفة الأصحاب=148
كتب الحديث:
رياض الصالحين=128
الكبائر=281
ربيع الأبرار=169
الجرح والتعديل=270
كتب الأنساب:
الانساب=61
جمهرة انساب العرب=2023
نهاية الارب في معرفة أنساب العرب=101
كتب الفلسفة و المنطق:
تهافت الفلاسفة=58
طوق الحمامة=81
كتاب في المنطق=1082
--------
ـ[السعيدي]ــــــــ[09 - 12 - 03, 11:05 م]ـ
هذا سرد لجميع أرقام الكتب:
علوم القرآن
القرآن الكريم=بدون رقم
أسباب نزول القرآن=2
إعجاز القرآن=51
أسرار ترتيب القرآن=1104
تفسير القرطبي=55
كتب الأدب
الأغاني=9
البخلاء=64
البيان و التبيين=65
العقد الفريد=25
صبح الاعشى=77
كتب الجغرافيا و الرحلات
المسالك والممالك=2032
معجم البلدان=94
رحلة ابن بطوطة=67
احسن التقاسيم في معرفة الاقاليم=0
كتب التاريخ
الطبقات الكبرى=175
الكامل في التاريخ=32
المغازي =39
تاريخ الاسلام=141
كتب التراجم:
السيرة النبوية=23
أسد الغابة=142
الضوء اللامع=274
سير أعلام النبلاء=371
الإستيعاب في معرفة الأصحاب=148
كتب الحديث:
رياض الصالحين=128
الكبائر=281
ربيع الأبرار=169
الجرح والتعديل=270
كتب الأنساب:
الانساب=61
جمهرة انساب العرب=2023
نهاية الارب في معرفة أنساب العرب=101
كتب الفلسفة و المنطق:
تهافت الفلاسفة=58
طوق الحمامة=81
كتاب في المنطق=1082
كتب الفقه و علوم اللغة:
الأحكام السلطانية=6
الرسالة =19
الأخلاق و السير=208
روضة الطالبين=170
أساس البلاغة=13
الخصائص=17
فقه اللغة=131
البديع=201
إعراب القرآن=145
كتب الطب:
الحاوي في الطب=14
القانون في الطب=30
شرح تشريح القانون=72
كتب العقيدة:
المنقذ من الضلال=177
الإقتصاد في الإعتقاد=307
إستخراج الجدال من القرآن الكريم=535
كتب التصوف:
إحياء علوم الدين=1
الحكم العطائية=15
الفتوحات المكية=27
اللطائف=1014
كتب تفسير الأحلام:
تعطير الأنام في تفسير الأحلام=53
تفسير الأحلام=52
كتب البيبلوغرافيا:
الفهرست=29
كشف الظنون=373
هدية العارفين=504
علوم مختلفة:
مفاتيح العلوم=132
المناظر=87
الرياضيات=514
الجماهر في معرفة الجواهر=512
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/42)
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[12 - 12 - 03, 02:56 ص]ـ
اخي الكريم مجرد انسان ارجو سرعة الرد
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[12 - 12 - 03, 09:33 ص]ـ
الأخ المكرم
أرجو تطبيق ما شرحته قبل فترة في نفس هذا المقال عن تسجيل ملف
Richtext
ومراجعة ما كتب قبل هذا الرد، ولكم جزيل الشكر
ـ[ريّان الأندلسي]ــــــــ[01 - 02 - 04, 02:39 ص]ـ
بسم الله و كفى , و صلى الله على نبينا المصطفي, و على أله و صحبه و من اقتفى. أما بعد
فالشكر , جزيل الشكر لك يا صاحبنا الإنسان, على برنامجك الجيد الذي ذاع صيته في كل مكان , فقد جاء هذا البرنامج لي مخلصا , بعد أن ‘اعياني الوراق تملّصا , فقد حاولت أن أنزّّل موقع الوراق كله فما قدرت , و تحايلت عليه الصفحة ثمّ الصفحة فما استطعت.
,إذا تركت السجع بعض الشيء , و تحدثت صراحة دون قيد , أقول
إنه من محاولاتي العدّة لتحميل الكتب من الوراق تبيّنت لي بعض الأمور التي تحول دون التحميل و آمل أن تعطيني رأيك فيها , و هي أنّ الشي الوحيد الذي يمكن فعله لحفض الصفحات هو نسخ كل صفحة ثم لصقها في ملف وورد عندي. وسبب عدم تمكّني من تحميل الموقع كليّا هو أن صفحات الموقع مقرونة بالوقت لذى لا يمكن حفضها كما هي على القرص الصلب.
و أنا أعتقد أنّ برنامجك يقوم بعمليّة النسخ و اللّصق للصفحات واحدة تلو الأخرى (لصق و نسخ صفحات الإطار الداخلي للصّفحة). فهل هكذا يعمل برنامجك ? و إذا كان كذلك فكيف يمكن مرمجة نسخ منطة معيّنة من الصفحة (أي تحديد منطقة النسخ) ?.
أشكرك مرّة أخرى على البرنامج المفيد, وآمل أن يكون لنا لقاء جديد ,بإذنه تعالى إنه هو السميع المجيب.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[08 - 02 - 04, 08:16 ص]ـ
يا جماعة البرنامج ما زال يعطيني رسائل الخطأ
أرجوكم انا جربت كل اللي قلتم عليه لكن ما نفع
ارجوكم
ـ[أحمد أبو زيد]ــــــــ[13 - 02 - 04, 07:18 م]ـ
أشكر الأخ (مجرد إنسان) على هذا المجهود الكبير وسرعت الرد
لكن بسبب كثرة التعديلات في البرنامج فأرجو أن تتفضل بوضع الخلاصة مما سأنزل من الملفات يعني بإختصار أنا لم أنزل شيء بعد وأريد أن تحدد لي ملف البرنامج النهائي علما بأن نضام التشغيل لدي هو xp
وجزاك الله كل خير
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[13 - 02 - 04, 07:34 م]ـ
الإخوة الكرام
تسهيلا على الجميع من القراءة لكل ما سبق، هذا آخر شيء، وشكرا
ـ[ابن زهران]ــــــــ[09 - 03 - 04, 01:15 ص]ـ
يبدو أن الإصدار الجديد من البرنامج لا يعمل بعد تعديل الموقع
فكان يعمل معي من فترة لكنه الان لا يعمل ويخرج لي هذه الرسالة:
run-time error "75"
ـ[أحمد أبو زيد]ــــــــ[14 - 03 - 04, 12:46 ص]ـ
البرنامج لا يعمل حاليا بعد تجديد موقع الوراق
مرة يقول تأكد من الإتصال بالإنتر نت
ويصدر رسائل خطأ متتالية
أعانك الله
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[02 - 04 - 04, 06:21 ص]ـ
للرفع
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[02 - 04 - 04, 02:52 م]ـ
نعم
إن شاء الله أجد وقتا وأعدل في البرنامج حسب الموقع الجديد
وشكرا
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[05 - 06 - 04, 11:12 ص]ـ
run time error 3021
no current record
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[19 - 02 - 05, 12:22 ص]ـ
الأستاذ الكريم (إنسان) رفع الله قدرك:
عملٌ رائع لو تفضلتَ بما وعدتَ به من تعديله ليناسب التحديث الجديد في الوراق، أعانكم الله.
لكن هل لي أن أسألكم: متى تقومون بذلك؟
والسلام عليكم
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[26 - 08 - 05, 04:48 م]ـ
للرفع رفع الله أجر مبرمجنا الفاضل .....
ـ[علي 56]ــــــــ[27 - 08 - 05, 04:40 ص]ـ
الأخ الحبيب إنسان وحق إنسان
ذكرت انه يمكنك صناعة برنامج بحجم 10 ميجا فلا باس به ان امكن لمن يحب تحميله تعميما للفائدة
: لو علمت برنامج سيت أب فسيكون حجمه ليس اقل من 10 ميجا، فعل عندكم استعداد لتنزيله
" فياحبذا
ـ[أبو سارة حسام]ــــــــ[08 - 09 - 05, 11:50 م]ـ
أخي الكريم هل يمكنك أرسل السورس كود للبرنامج حتي يمكننا أن نتعاون سوياً في تطوير البرنامج أكثر
حيث أننا شركة متخصصة في مجال إنتاج برامج الحاسب الآلي
قد تقول لي لما لا تبدأ من البداية وتعمل شئ مثل هذا
أقول لك " من الأفضل التعاون لا أن يبدأ كل شخص من جديد "
بارك الله فيك
ـ[أبو سارة حسام]ــــــــ[08 - 09 - 05, 11:52 م]ـ
تظهر رسالة " تأكد من إتصالك بالإنترنت لتبدأ عملية التحميل " - مع العلم أنني متصل بالإنترنت من خلال Dsl -(6/43)
فرصة ثمينة (الجلسات العلمية للعلامة سليمان العلوان من 1 - 18).
ـ[الظافر]ــــــــ[10 - 11 - 03, 11:20 ص]ـ
هذه الجلسات العلمية اليومية لشيخنا الشيخ المحدث العلامة الفقيه سليمان العلوان حفظه الله تعالى ونفع بعلومه. وهي من 1 - 18
وهذه المجموعة مضبوطة ومنسقة ومفهرسة وما عليك إلا التحميل ثم الدعاء لمنسقها ومعدها.
ـ[الظافر]ــــــــ[11 - 11 - 03, 11:44 ص]ـ
الرفع للفائدة والدعاء.
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[11 - 11 - 03, 06:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا(6/44)
كتاب شأن الدعاء لامام الخطابى
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[10 - 11 - 03, 05:14 م]ـ
الرجاء من الاخوة الافاضل المساعدة فى ايجاد كتاب > شأن الدعاء< للامام الخطابى وهو تحقيق الدقاق ونشر دار المأمون للتراث للمساعدة فى إكمال الدراسة وشرح الاسماء الحسنى
وجزاكم الله خير الجزاء(6/45)
هل أطمع في كتاب المجموع للنووي للأهمية
ـ[أسامة أحمد]ــــــــ[10 - 11 - 03, 08:56 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل يمكن ان أجد كتاب المجموع شرح المهذب عند أحد الأخوة على ملفات وورد
أرجو سرعة وضعه
إن كان ممكنا وجزاكم الله خيرا
ـ[أسامة أحمد]ــــــــ[12 - 11 - 03, 07:48 م]ـ
هل من مجيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييب!!!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 11 - 03, 08:25 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يمكنك الإفادة من موقع الإسلام من حرف
http://feqh.al-islam.com/bookhier.asp?DocID=24&Mode=0(6/46)
حمل شرح الأربعين النووية _ ابن شرف النووي
ـ[أبو منال]ــــــــ[11 - 11 - 03, 01:21 ص]ـ
شرح الأربعين النووية في الأحاديث الصحيحة النبوية
ابن شرف النووي رحمه الله(6/47)
حمل كتاب الأم للإمام الشافعي
ـ[أبو منال]ــــــــ[11 - 11 - 03, 02:38 ص]ـ
حمل كتاب الأم للإمام الشافعي رحمه الله
الجزء الاول
__يتبع __
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[11 - 11 - 03, 03:59 ص]ـ
ماشاء الله
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو منال]ــــــــ[11 - 11 - 03, 04:29 ص]ـ
الجزء الثاني
___ يتبع ____
ـ[أبو منال]ــــــــ[11 - 11 - 03, 07:30 ص]ـ
الجزء الثالث
__يتبع__
ـ[أبو منال]ــــــــ[11 - 11 - 03, 06:37 م]ـ
وبكم بارك الله اخي ابن الشاطيء
الجزء الرابع
_يتبع إن شاء الله_
ـ[أبو منال]ــــــــ[12 - 11 - 03, 03:11 ص]ـ
الجزء الخامس
_يتبع إن شاء الله_
ـ[أبو منال]ــــــــ[12 - 11 - 03, 11:12 م]ـ
الجزء السادس
_يتبع إن شاء الله_
ـ[أبو منال]ــــــــ[13 - 11 - 03, 10:19 م]ـ
الجزء السابع
ـ[أبو منال]ــــــــ[24 - 11 - 03, 03:08 م]ـ
الجزء الثامن
وبه يكتمل هذا الكتاب.
نسأل الله أن ينفع به المسلمين.
كل عام وأنتم بخير
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[26 - 11 - 03, 08:07 م]ـ
فتح الله عليك وتقبل الله منا ومنكم
ـ[السامرائي الصغير]ــــــــ[12 - 04 - 05, 10:07 ص]ـ
جزاكم الله خيرا تم تحميل الكتاب
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[23 - 04 - 05, 05:47 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء(6/48)
مهم جدا ..................... 1؟
ـ[أحمد دبوس]ــــــــ[11 - 11 - 03, 03:03 ص]ـ
أرجو المساعدة أيه الأخوة في إيجاد
نيا السول
المنظومة الميمية
النور الفائض
لامية المزهي منظومات للشيخ حافظ الحكمي
أرجو التواصل على dapous@sahab.cc(6/49)
كتاب الإيمان لابي عبيد القاسم بن سلاّم
ـ[الرايه]ــــــــ[11 - 11 - 03, 06:55 ص]ـ
كتاب الإيمان
ومعالمه، وسننه، واستكماله، ودرجاته
....
وقريباً ان شاء الله تعالى سأنتهي من شرح البيقونية للشيخ سليمان العلوان(6/50)
اخلاق أهل العلم: محاضرة للعلامة ابن باز
ـ[ aboumalik] ــــــــ[11 - 11 - 03, 06:59 ص]ـ
أخلاق أهل العلم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: فهذه كلمة أردت أن أوضح فيها أخلاق العلماء وما ينبغي أن يسيروا عليه تأسيا بإمامهم الأعظم وقدوتهم في كل خير وهو نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، رسول رب العالمين، وقائد الغر المحجلين وإمام الدعاة إلى سبيل الله أجمعين، ورأيت أن يكون عنوانها " أخلاق أهل العلم " ولا يخفى على كل ذي مسكة من علم أن العلماء هم خلفاء الأنبياء. لأن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم، والعلم هو ما دل عليه كتاب الله عز وجل وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ولهذا قالت عائشة لما سئلت رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام، قالت: كان خلقه القرآن فهذه الكلمة العظيمة من عائشة رضي الله عنها ترشدنا إلى أن أخلاقه عليه الصلاة والسلام هي اتباع القرآن، وهي الاستقامة على ما في القرآن من أوامر ونواهي، وهي التخلق بالأخلاق التي مدحها القرآن العظيم وأثنى على أهلها والبعد عن كل خلق ذمه القرآن، وعاب أهله وهي كلمة جامعة مختصرة عظيمة، فجدير بأهل العلم من الدعاة والمدرسين والطلبة، جدير بهم أن يعنوا بكتاب الله وأن يقبلوا عليه حتى يأخذوا منه الأخلاق التي يحبها الله عز وجل، وحتى يستقيموا عليها، وحتى تكون لهم خلقا ومنهجا يسيرون عليه أينما كانوا،
يقول عز وجل: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ فهو الهادي إلى الطريقة التي هي أقوم الطرق وأهدى السبل، وهل هناك هدف للمؤمن أعظم من أن يكون على أهدى، السبل وأقومها وأصلحها ولا شك أن هذا هو أرفع الأهداف وأهمها وأزكاها وهو الخلق العظيم الذي مدح الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم في سورة القلم حيث قال سبحانه وتعالى: ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ
فعلى جميع أهل العلم وطلبته أن يعنوا بهذا الخلق، وأن يقبلوا على كتاب الله قراءة وتدبرا وتعقلا وعملا، يقول سبحانه وتعالى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ وهم أصحاب العقول الصحيحة الذين وهبهم الله التمييز بين الحق والباطل وبين الهدى والضلال، ومن أراد هذا الخلق العظيم فعليه بالإقبال على كتاب الله عز وجل والعناية به تلاوة وتدبرا وتعقلا ومذاكرة بينه وبين زملائه وسؤالا لأهل العلم عما أشكل عليه مع الاستفادة من كتب التفسير المعتمدة، ومع العناية بالسنة النبوية لأنها تفسر القرآن وتدل عليه، حتى يسر على هذا النهج القويم وحتى يكون من أهل كتاب الله قراءة وتدبرا وعملا،
فاليهود عندهم كتاب الله والنصارى عندهم كتاب الله وعلماء السوء من هذه الأمة عندهم كتاب الله، فماذا صار هؤلاء؟ صاروا من أشر الناس لما خالفوا كتاب الله، وغضب الله عليهم وهكذا أتباعهم من كل من خالف كتاب الله على علم وسار على نهج الغاوين من اليهود والنصارى وغيرهم، حكمه حكمهم والمقصود أن نعمل بكتاب الله وأن يكون خلقا لنا كما كان خلقا للذين آمنوا قبلنا وهدى وشفاء وقد قال الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ وهذا أيضا من أخلاقه عليه الصلاة والسلام، ومن أخلاق أهل العلم جميعا، أهل العلم والبصيرة أهل العلم والإيمان أهل العلم والتقوى،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/51)
أما أهل العلم من غير تقوى وإيمان فليس لهم حظ في ذلك. لأن أهل العلم من أخلاقهم الدعوة إلى الله على بصيرة مع العمل وبيان الحق بأدلته الشرعية قولا وعملا وعقيدة، فهم دعاة الخلق وهداتهم على ضوء كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا، بل يبلغون الناس دين الله، ويرشدونهم إلى الحق الذي بعث الله به نبيه عليه الصلاة والسلام، ويصبرون على الأذى في جميع الأحوال، وبهذا يعلم أن من دعا على جهالة فليس على خلق النبي صلى الله عليه وسلم، وليس على خلق أهل العلم بل هو مجرم؛ لأن الله سبحانه جعل القول عليه بغير علم فوق مرتبة الشرك لما يترتب عليها من الفساد العظيم، قال تعالى في كتابه المبين: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ فجعل سبحانه القول عليه بغير علم في القمة من مراتب المحرمات؛ لأن هذه الآية فيها الترقي من الأدنى إلى ما هو أشد منه فانتهى إلى الشرك ثم القول على الله بغير علم، وبهذا يعلم خطر القول على الله بغير علم، وأنه من المنكرات العظيمة والكبائر الخطيرة لما فيه من العواقب السيئة وإضلال الناس، وفي آية أخرى من سورة البقرة بين سبحانه أن القول عليه بغير علم مما يدعو إليه الشيطان ويأمر به، فلا ينبغي لطالب العلم أن يسير في ركاب الشيطان، يقول جل وعلا: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالًا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ انظر يا أخي ما ذكره الله عن هذا العدو المبين وأنه يأمر بالسوء والفحشاء والقول على الله بغير علم لما يعلم من عظيم الخطر والفساد في القول عليه سبحانه بغير علم؛ لأن القائل على الله بغير علم يحل الحرام ويحرم الحلال وينهى عن الحق ويأمر بالباطل لجهله،
فالواجب على أهلى العلم وطلبته الحذر من القول على الله بغير علم والعناية بالأدلة الشرعية حتى يكونوا على علم بما يدعون إليه أو ينهون عنه وحتى لا يقولوا على الله بغير علم، والعلماء بالله هم أعظم الناس خشية لله وأكملهم في الخوف من الله والوقوف عند حدوده، قال تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ فكل مسلم يخشى الله وكل عالم يخشى الله، لكن الخشية متفاوتة، فأعظم الناس خشية لله وأكمل الناس خشية لله هم العلماء بالله، العلماء بدينه، ليسوا علماء الطب، وليسوا علماء الهندسة، وليسوا علماء الجغرافيا، وليسوا علماء الحساب، وليسوا علماء كذا وكذا، ولكنهم العلماء بالله وبدينه وبما جاء به رسوله عليه الصلاة والسلام وعلى رأسهم الرسل عليهم الصلاة والسلام،
فالرسل والأنبياء هم رأس العلماء وهم قدوة العلماء وهم الأئمة ومن بعدهم خلفاء لهم، ورثوا علمهم ودعوا إلى ما دعوا إليه. جاء في الحديث: العلماء ورثة الأنبياء فجدير بأهل العلم- وإن تأخر زمانهم كزماننا هذا جدير بهم- أن يسلكوا مسلك أوائلهم الأخيار في خشية الله وتعظيم أمره ونهيه والوقوف عند حدوده، وأن يكونوا أنصارا للحق ودعاة للهدى لا يخشون في الحق لومة لائم، وبذلك ينفع علمهم وتبرأ ذمتهم وينتفع الناس بهم فقوله سبحانه: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ يعني الخشية الكاملة، فالخشية الكاملة لأهل العلم، وأعلاهم الرسل والأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل من أهل العلم على حسب تقواهم لله وعلى حسب سعة علمهم وعلى حسب قوة إيمانهم وكمال إيمانهم وتصديقهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/52)
ولما قال بعض الصحابة لما سألوا عن عمل الرسول صلى الله عليه وسلم في السر فكأنهم تقالوه: أين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، كما في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها فقال بعضهم: أما أنا فأصلي ولا أنام، وقال الآخر: أما أنا فأصوم ولا أفطر وقال الآخر: أما أنا فلا أنام على فراش وقال الآخر: أما أنا فلا آكل اللحم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فخطب الناس وحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ولكني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني فبين عليه الصلاة والسلام أنه أخشى الناس صلى الله عليه وسلم، وأنه أتقى الناس لله وأعلمهم بما يتقى عليه الصلاة والسلام وهكذا الرسل قبله هم أعلم الناس بالله وأتقاهم لله ثم يليهم العلماء على مراتبهم، ولكن لا يلزم من كمال خشية الله والخوف منه أن يكونوا معصومين من الخطأ بل كل عالم قد يخطئ فمتى بان له الحق رجع إليه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون فعلى طالب العلم أن يتحرى الحق بدليله ويجتهد في ذلك ويسأل ربه التوفيق والإعانة ويخلص النية فإن أخطأ مع ذلك فله أجر واحد وإن أصاب فله أجران كما صحت بذلك السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالخشية لله تقتضي الوقوف عند حدود الله والسير على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا زاد على ذلك صار تنطعا وغلوا لا يجوز، فالعالم هو الذي يقف عند حدود الله في الإباحة والمنع وفي العمل والترك، لكنه مع ذلك يكون شديد الحذر أن يقول على الله بغير علم أو يعمل بخلاف ما علم، فيشابه اليهود في ذلك، وقد ذكر الله سبحانه عن بعض أهل الكتاب العاملين الأتقياء خصالا حميدة تذكيرا لنا بذلك فقال تعالى: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ففي التاريخ والقصص عبر كما قال عز وجل. وقال سبحانه: لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ
وهذا نموذج من أعمالهم الطيبة، وهذه الصفات الحميدة ذكرها الله سبحانه عنهم لنقتدي بهم فيها ولنسلك هذا المسلك ونتأسى بأهل الخير وهكذا في آخر سورة آل عمران يقول جل وعلا: وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ فهذه الخصال الحميدة التي أخذ بها خيار أهل الكتاب ومن هداهم الله من علمائهم، إيمان بالله، خشوع وخضوع لله وطاعة لله سبحانه، وذل بين يديه سبحانه وتعالى، ثم مع ذلك لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا ولا يجحدون الحق ولا يكتمونه كما فعل علماؤهم الضالون، كتموا سيرة محمد عليه الصلاة والسلام وكتموا كثيرا من الحق من أجل حظهم العاجل وما أرادوا من متاع الدنيا،
أما أهل العلم والإيمان من الأولين والآخرين أهل الخوف من الله فإنهم ينطقون بالحق ويصرحون به ولا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا بل أن من أعمالهم العظيمة بيان الحق والدلالة عليه والدعوة إليه والتحذير من الباطل والترهيب منه يرجون ثواب الله ويخشون- عقابه سبحانه وتعالى، وقال عز وجل: أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ وقال تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ وبين سبحانه في هاتين الآيتين أنه لا يستوي من يعلم الحق المنزل من عند ربنا- وهو الهدى والصلاح والإصلاح لا يستوى هؤلاء- مع من هو أعمى لا يعرف الحق ولا يهتدي إليه لفساد تصوره وانحراف قلبه وفساد لبه، لا يستوى هؤلاء وهؤلاء، ولهذا قال: إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/53)
فأوضح أن التذكر والتبصر إنما يكون من أولي الألباب، وهم أولوا العقول الصحيحة السليمة،
ثم ذكر صفاتهم العظيمة فقال: الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ هذه صفات أهل العلم والإيمان وهم الذين يوفون بعهد الله والذي عهد إليهم، يؤدون حقه ويستقيمون على دينه قولا وعملا وعقيدة ولا ينقضون الميثاق، بل يوفون بالمواثيق والعهود والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ يصلون ما أمر الله به أن يوصل من الاستقامة على أمر الله والإخلاص لله سبحانه وتعالى واتباع سنة الرسول لا بد من هذا وهذا، لابد من توحيد الله ومن اتباع الرسول ولابد من وصل هذا بهذا وذلك بتحقيق الشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وهكذا يتبعون الإيمان بالعمل ومن ذلك بر الوالدين وصلة الرحم ويخشون ربهم الخشية التي تعينهم على طاعة الله وتعنتهم من معاصي الله، يخشونه سبحانه خشية حقيقية لا مجرد دعوى تؤثر في قلوبهم وتجعلها خاشعة لله خاضعة له معظمة لحرماته تاركة نواهيه، ممتثلة أوامره،
هكذا أهل العلم والإيمان يخشون ربهم الخشية التي تثمر المتابعة وتؤدي إلى الحق وترك الباطل وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ هذا من كمال الخشية خوفهم من سوء الحساب، ولهذا أعدوا العدة واستقاموا على الطريق خوفا من سوء الحساب يوم القيامة،
ثم ذكر سبحانه الصفتين السادسة والسابعة، فقال سبحانه وتعالى: وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ صبروا على طاعة الله وصبروا عن محارم الله، لا تجلدا ولا عن رياء، ولكن ابتغاء وجه الله وابتغاء الزلفى لديه، هكذا أهل الإيمان وأهل العلم بالله يصبرون على الشدائد في أداء طاعة الله وفي ترك معاصي الله، وبتبليغ رسالة الله مع إقامتهم للصلاة وعدم التفريط في شيء مما أوجب الله عليهم من هذه العبادة العظيمة التي هي عمود الإسلام، وأدوها كما أمر الله،
ثم ذكر سبحانه الصفة الثامنة والتاسعة فقال: وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ والمعنى أنهم مع هذا ينفقون في مرضاته وفي الإحسان لعباده سرا وعلانية، شيء يراه الناس وشيء لا يراه الناس، يبتغون فضل الله ويبتغون رحمته وإحسانه من الزكاة، وغيرها يؤدون الزكوات، وينفقون في وجوه الخير مما أعطاهم الله سبحانه، وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ يدرءون بالحسنات السيئات لكمال صبرهم وتحملهم وكظمهم الغيظ، هكذا العلماء بالله وهكذا الصلحاء من عباده، قال الله تعالى: أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ لهم العاقبة الحميدة، فسرها سبحانه بقوله: جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ من ثوابهم على هذه الأعمال السابقة أن الله يشملهم وآبائهم وذرياتهم وأزواجهم بفضله سبحانه وتعالى ورحمته، فالاستقامة على أمر الله وأداء حقه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والثبات على الحق والصبر في ذلك ودرء السيئة بالحسنة، كل هذا من أسباب صلاح العبد وصلاح آبائه، وأزواجه وذريته واجتماعهم في دار كرامته وزيارة الملائكة لهم مسلمين عليهم ومرحبين بهم، ومن نعم الله العظيمة على العبد أن يكون سببا لهداية أبيه وأمه وزوجته وذريته، وهكذا من نعم الله العظيمة على المرأة أن تكون سببا لهداية زوجها وأبيها وأمها وأولادها، ويعلم من الآية الكريمة أن دخول الآباء والأزواج والذريات الجنة مع أقاربهم إنما هو بسبب صلاحهم لا لمجرد النسب والقرابة ولكن بسبب الصلاح والاستقامة والاجتهاد في طاعة الله التي هي أعظم واسطة في صلاح العبد وأقربائه وزوجاته وذرياته واجتماعهم في دار كرامته، وهذه الآية الكريمة تشبه قوله تعالى في سورة سبأ: وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/54)
وقوله تعالى في سورة الحجرات: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ وهكذا ما جاء في معنى ذلك من الآيات الكريمات، كلها تبين أن المنازل العالية والفوز بجنات النعيم والسلامة من عذاب الله وغضبه، كل ذلك لا يحصل بمجرد الأماني والدعوة ولا بالأنساب والدعوة إنما يحصل ذلك بعد توفيق الله ورحمته بأسباب الصبر على طاعة الله والصبر عن محارمه والإقبال عليه سبحانه وتعالى والإخلاص له في العمل والضراعة إليه بطلب التوفيق والهداية مع صبرهم على الشدائد والمشاق في سبيل الحق وصبرهم على المصائب، بهذا كله حصل لهم الخير العظيم والفوز بدار النعيم، وهكذا ينبغي لأهل الإيمان وأهل العلم والهداية أن يتخلقوا بهذه الأخلاق العظيمة ويسيروا عليها حتى تكون لهم العاقبة الحميدة، وحتى تكون لهم عقبى الدار، فلا بد من صبر ولا بد من إخلاص، ولا بد من صدق، قال تعالى في سورة الإنسان: وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا وقال سبحانه في سورة المؤمنون إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ وقال في سورة الفرقان لما ذكر صفات عباد الرحمن العظيمة: أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا
فهذه الخصال الحميدة التي ذكرها في قوله: وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا الآيات، حصلت لهم بصبرهم على طاعة الله، وصبرهم عن محارم الله، وصبرهم على المصائب، فلابد من العناية بهذا الأمر، وأن نعد له عدته ولابد أن يعلم طالب العلم أنه لا بد من الصبر وأن الأعمال العظيمة والخير الكثير، لا يحصل بمجرد الدعوى والرغبة والتصنيف من دون عمل وصبر،
اسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يوفقنا وسائر المسلمين للعلم النافع والعمل الصالح وأن يرزقنا جميعا التخلق بأخلاق أهل العلم والإيمان، أخلاق الرسل وأتباعهم بإحسان، وأن يزيدنا وجميع المسلمين من العلم النافع والعمل الصالح والبصيرة النافذة، وأن يعيننا جميعا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، كما نسأله سبحانه أن يوفق القائمين على أمور المسلمين في كل مكان لكل ما فيه رضاه وصلاح العباد وأن يصلح قادة المسلمين ويعينهم على طاعة الله ورسوله، وأن يوفقهم لتحكيم شريعته والالتزام بها والتحاكم إليها، والحذر مما يخالفها، كما أسأله عز وجل أن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان وأن يمنحهم الفقه في الدين وأن يعينهم على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يعيذنا وسائر المسلمين من كل ما يخالف شرعه إنه جل وعلا ولي ذلك والقادر عليه. . وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
محاضرة ألقاها سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في جامعة أم القرى بمكة المكرمة في شهر رجب عام 1409هـ(6/55)
يا أهل الفكر والرأي
ـ[ com23] ــــــــ[11 - 11 - 03, 07:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا شباب واحد من أعز الزملاء
طالب مرحلة الدكتوراه وخلص المنهجي والاختبار الشامل
ومقدم أربع موضوعات
في العقيدة أو الفرق الإسلامية وكلها ردت
فنرجو ممن هو متخصص أو يطري على باله موضوع ويرى أنه يصلح تسجيل رسالة دكتوراه
ييييييييسسسسسسسسسسسعفنا
وتحياتي للجميع وأسف لكل من أخذت من وقته
البريد الإلكتروني
mdmdmdmdm@hotmail.com(6/56)
صيد الخاطر لابن الجوزي
ـ[أبو فهر]ــــــــ[11 - 11 - 03, 07:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا كتاب صيد الخاطر على وورد
أسأل الله أن ينفعكم به
أخوكم أبو فهر http://www.7ayah.com/lib/index.php?action=view&view=entry&entryid=1321
ـ[ابومالك البصري]ــــــــ[11 - 11 - 03, 10:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الكريم
ـ[الفاضل]ــــــــ[10 - 09 - 04, 08:40 ص]ـ
الرابط لا يعمل
ـ[ abo-omar] ــــــــ[10 - 09 - 04, 11:35 ص]ـ
تجده في هذه المشاركة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16458&page=14&pp=15
ـ[الفاضل]ــــــــ[11 - 09 - 04, 03:27 م]ـ
نفع الله بك(6/57)
ادخل وحمل؟
ـ[ aboumalik] ــــــــ[11 - 11 - 03, 07:20 ص]ـ
هذا الرابط فيه مجموعة قيمة من الكتب , منها: تفسير القران لابن كثير , الصارم المنكي. وغيرها كثير.
أسأل الله العظيم أن ينفعكم بها.
http://saaid.net/book/menu.php?action=new(6/58)
حمل مجموع فتاوى شيخ الاسلام
ـ[ aboumalik] ــــــــ[11 - 11 - 03, 08:56 ص]ـ
الاخوة الكرام
هذه مجموعة فتاوى شيخ الاسلام كاملة.
ـ[ amhatab] ــــــــ[11 - 11 - 03, 09:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اولا جزاك الله خيرا على الفتاوى وانا اول من قام بتحميلها
ثانيا اين انت الم تصلك رسائلى ام ماذا اسال الله ان يكون المانع خيرا
عبد الواحد
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[11 - 11 - 03, 09:37 ص]ـ
حملتها والملف فاضي لايفتح
لا اعرف لماذا
ـ[ aboumalik] ــــــــ[11 - 11 - 03, 01:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك , لعلك بخير.
أنا موجود , ولكن مشغول جدا جدا , وانا في انتظار تليفونك بعد الفطار مباشرة وقبل التراويح.
أخوك
أبو مالك
ـ[فارس النهار]ــــــــ[11 - 11 - 03, 09:52 م]ـ
الأخ الحبيب أبو مالك ..
لقد قام موقع صيد الفوائد بوضع كتاب مجموع الفتاوى على الموقع، فتوفيرا لوقتم وجهدك - والأجر ثابت بإذن الله - سأضع رابط الكتاب من الموقع:
http://saaid.net/book/open.php?cat=86&book=800
والموقع مليء بالتحف لمن أراد ..
حياكم الله جميعا(6/59)
البحث عن مخطوط
ـ[الأزهر]ــــــــ[11 - 11 - 03, 10:36 ص]ـ
الإخوة الأكارم أنا طالب ماجستير وعملي متوقف على نسخة من مخطوط فتاوى الأذرعي متوفى 783هـ وهو موجود في مكتبة رفاعة الطهطاوي بسوهاج بمصر تحت رقم 27/فقه شافعي فمن يستطيع ان يحصل لي على نسخة منه من المكتبة المذكورة فسأدفع له التكاليف كاملة مع الدعاء بظهر الغيب
وجزالكم الله خيرا
ـ[تلميذ الشافعي]ــــــــ[15 - 11 - 03, 12:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/الأزهر .. بارك الله فيك
لا أدري هل رجعت الى (((مهعد المخطوطات العربية))) بالقاهرة فلعل النسخة مصورة لديهم.
أو الرجوع الى د/يوسف زيدان .. مفهرس مخطوطات مكتبة رفاعة الطهطاوي.
و الله أعلم
ـ[ناصر علي البدري]ــــــــ[01 - 12 - 03, 12:51 ص]ـ
أخي الفاضل يوجد أخ فاضل اسمه محمد بن علي المصري
كان قد قال أن يسكن قريبا من معهد المخطوطات في القاهرة
وهو على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14205 (http://)(6/60)
ابحث عن كتاب المصاحف لابن أبي داوود
ـ[عابر سبيل2]ــــــــ[11 - 11 - 03, 11:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
فإني في حاجة ماسة إلى كتاب المصاحف لابن أبي داود السجستاني للأهمية
وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد دبوس]ــــــــ[06 - 12 - 03, 09:30 ص]ـ
أخي الكريم
الكتاب مطبوع لدى دار الفاروق الحديثة بالقاهرة _ مصر
وهاتفهم:: 4307526
ـ[عابر سبيل2]ــــــــ[06 - 12 - 03, 01:20 م]ـ
شكر الله لك أخي الكريم احمد دبوس
لكن ألا يوجد هذا الكاتب على النت أو في صورة فايل وورد
جزاك الله خيرا لأنني في حاجة إليه ولا أجده في محل إقامتي وليتني كنت بمصر لأحضره(6/61)
اقبلوا مني هذه الهديه .....
ـ[النووي السلفي]ــــــــ[11 - 11 - 03, 11:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخواني في المنتدى ارجو قبول هذه الهديه
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[النووي السلفي]ــــــــ[11 - 11 - 03, 11:53 ص]ـ
هذا
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[11 - 11 - 03, 12:12 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9474&highlight=%C7%E1%CA%E6%ED%CC%D1%ED(6/62)
حمل تفسير الاسماء الحسنى للزجاج
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[11 - 11 - 03, 09:14 م]ـ
هذه مشاركة متواضعة ارجو من الله القبول الارقام الموجودة فى الصفحات هى ارقام المطبوعة بعناية الدقاق واليكم الكتاب
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[01 - 02 - 05, 11:52 ص]ـ
نفس الكتاب نسخة منسقة
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[03 - 02 - 05, 05:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[11 - 02 - 05, 11:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم(6/63)
حمل تفسير الاسماء الحسنى للزجاج
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[11 - 11 - 03, 09:25 م]ـ
اليكم الكتاب ولاتنسونى من الدعاء والارقام الموجودة هى ارقام المطبوعة بعناية القاق(6/64)
كوّن مكتبتك من هنا!!
ـ[ aboumalik] ــــــــ[12 - 11 - 03, 02:58 ص]ـ
أخواني الكرم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الممكن الآن أن تكونوا مكتبة تحتوي عل أمهات الكتب في شتى الفنون , وقد قسمتها لكم كل فن على رابط معين , وهاهي:
العقيدة:
http://www.7ayah.com/lib/index.php?action=view&view=category&catid=3&catflag=1&sublevel=2
الفقه:
http://www.7ayah.com/lib/index.php?action=view&view=category&catid=4&catflag=2&sublevel=2
علوم القرآن:
http://www.7ayah.com/lib/index.php?action=view&view=category&catid=5&catflag=3&sublevel=2
الحديث وعلومه:
http://www.7ayah.com/lib/index.php?action=view&view=category&catid=6&catflag=4&sublevel=2
السيرة:
http://www.7ayah.com/lib/index.php?action=view&view=category&catid=7&catflag=5&sublevel=2
التاريخ والتراجم:
http://www.7ayah.com/lib/index.php?action=view&view=category&catid=8&catflag=6&sublevel=2
اللغة العربية:
http://www.7ayah.com/lib/index.php?action=view&view=category&catid=9&catflag=7&sublevel=2
الآداب والخلاق:
http://www.7ayah.com/lib/index.php?action=view&view=category&catid=10&catflag=8&sublevel=2
فتاوى:
http://www.7ayah.com/lib/index.php?action=view&view=category&catid=16&catflag=14&sublevel=2
ـ[الطالب الصغير]ــــــــ[12 - 11 - 03, 04:51 م]ـ
بارك الله فيك،،،
و ((الدال على الخير كفاعله))
ـ[ناصر علي البدري]ــــــــ[01 - 12 - 03, 12:47 ص]ـ
http://alsaha.fares.net/sahat?128@230.4JiThci4twL.0@.1dd4a901 (http://)
وهنا
sonnh.com (http://)
وأرجو من لديه المزيد لا يبخل عنا.
ـ[محمود الجيزي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 01:39 م]ـ
جهد مشكور أخي ناصر، زادك الله من فضله ... وبارك فيك وفي علمك بالسنة
ـ[أبو عامر السلفي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 02:32 م]ـ
الروابط لا تعمل!
ـ[أبو راوية]ــــــــ[17 - 01 - 06, 04:33 م]ـ
الروابط لا تعمل
ـ[أحمد إبراهيم صالح]ــــــــ[17 - 01 - 06, 07:51 م]ـ
نعم الروابط لا تعمل!!!
ـ[أبو معاذ الفنجري]ــــــــ[17 - 01 - 06, 09:00 م]ـ
فعلا الروابط لا تعمل
ـ[أبو عمر]ــــــــ[17 - 01 - 06, 10:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا
الموضوع قديم جدا من 12 - 11 - 2003 وهذه المواقع غالبا ما تتوقف لضعف التمويل والمتابعة(6/65)
كتاب درجات الصاعدين الى مقامات الموحدين
ـ[ابو عبد الرحمن 1]ــــــــ[12 - 11 - 03, 08:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقدم لكم اخواني كتاب
درجات الصاعدين الى مقامات الموحدين
ارجو نشرة والدال على الخير كفاعلة(6/66)
موضوع مهم: كيف تتغلب على نقاط الضعف لديك و تتحكم في غرائزك؟
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[12 - 11 - 03, 06:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إليك في رمضان شهر النجاح ...
كيف تتحكّم بغرائزك؟ وتسيطر على انفعالاتك؟ وتتغلّب على نقاط الضعف في حياتك النفسية؟
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[12 - 11 - 03, 06:37 م]ـ
عفوا هذا هو الكتيب
ـ[العلم]ــــــــ[12 - 11 - 03, 08:09 م]ـ
أخى الكريم / Aboibrahim
جزاك الله خيرا على هذه الرسالة النافعة
ويا حبذا أن تزيد فى مثل هذه الرسائل العملية، وإذا كان عندك تجارب عملية فى ضبط الوقت وتنظيمه وإداء الوجبات والحقوق فإنها مواضيع تفيد العابد والعالم وطالب العلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[10 - 01 - 05, 12:42 ص]ـ
وإياك أخي العلم.
تكملةً لرسائل النجاح العملية أُضيف هذه الرسالة عسى الله أن ينفعنا به.
طرق مبتكرة لتحويل الفشل إلي نجاح!
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[10 - 01 - 05, 12:59 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الرسائل النافعة.(6/67)
حمل كتاب (الإبانة عن أصول الديانة) لأبي الحسن الأشعري
ـ[فارس النهار]ــــــــ[12 - 11 - 03, 08:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب (الإبانة عن أصول الديانة) لأبي الحسن الأشعري.
وقد وضعه أخونا الفاضل ناصر الدين في منتدى المنهج (قسم الكتب والمتون)
ـ[فارس النهار]ــــــــ[12 - 11 - 03, 08:10 م]ـ
روابط مهمة وذات صلة بهذا الكتاب:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/search.php?s=&action=showresults&searchid=73070&sortby=lastpost&sortorder=descending
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[03 - 05 - 08, 09:26 م]ـ
جزاك الله خيرا فهذا الكتاب مهم
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[04 - 05 - 08, 07:25 م]ـ
جزاك الله خيرا(6/68)
أين أجد كتاب لامية الأفعال
ـ[محب العلم وأهله]ــــــــ[12 - 11 - 03, 08:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من يدلني على كتاب {لامية الأفعال} ان وجد وجزاكم الله خيرا
ـ[دليل الطالب]ــــــــ[14 - 11 - 03, 08:15 ص]ـ
إذا كنت تقصد وجودها في الإنترنت فلا علم لي، أما إن كنت تقصد في المكتبات فقد اشتريتها منذ فترة من مكتبة التدمرية من الرياض، مع زيادات الحسن بن زين والحضرمي، وعليها تعليقات، وهي من أفضل الطبعات.(6/69)
استفسار
ـ[ابن أحمد المدني]ــــــــ[12 - 11 - 03, 11:40 م]ـ
الأخ الكريم أمين علي اولا بارك الله فيك على مجهودك المبارك وأسال هل انتهى تاريخ دمشق في المجلد 35وهل ممكن ان تعجل للباقي اذا وجد ولك جزيل الشكر
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 11 - 03, 02:36 ص]ـ
الأخ الكريم ابن أحمد المدني
الأخ أمين بن علي حفظه الله قد أنهى بعض المجلدات ولعله يكملها في شوال بإذن الله تعالى إلى المجلد 70(6/70)
من يتحفنا بشرح الطحاوية للشيخ سفر الحوالي
ـ[أبو هدى]ــــــــ[13 - 11 - 03, 02:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الأحبة الأفاضل يوجد الآن في موقع الشيخ سفر الحوالي شرح العقيدة الطحاوية على هذا الرابط
http://64.42.215.60/index.cfm?fuseaction=category&categoryID=1
لكنها لا توجد على ملفات وورد والتعامل معها بهذه الطريقة صعب ويحتاج اتصال دائم بالانترنت
فهل هناك من يستطيع تقديمها لنا على ملفات وورد
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو هدى]ــــــــ[02 - 12 - 03, 11:56 م]ـ
هل من مجيب!!(6/71)
ابحث عن تفسير البغوي (ملفات ورد)
ـ[مسك]ــــــــ[13 - 11 - 03, 06:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ابحث عن تفسير البغوي رحمه الله (ملفات ورد)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 11 - 03, 07:55 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8938
ـ[مسك]ــــــــ[14 - 11 - 03, 09:25 م]ـ
السلام عليكم ..
المعذرة هذه الملفات ليست ملفات ورد .. والحقيقة أني لم استطع التعامل مع هذه الملفات.
قمت بتنزيلها أكثر من مرة ولم اتوصل لشيء ..
ـ[أحمد صبري]ــــــــ[15 - 11 - 03, 09:28 ص]ـ
وعليكم السلام
تفسير الامام البغوى على ملف ورد
سورة الفاتحة - البقرة - ال عمران
ـ[مسك]ــــــــ[15 - 11 - 03, 10:08 ص]ـ
بارك الله فيك أخي .. وبإنتظار باقي الملفات.
ـ[مسك]ــــــــ[25 - 11 - 03, 10:54 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة مسك
بارك الله فيك أخي .. وبإنتظار باقي الملفات.
ـ[أحمد صبري]ــــــــ[26 - 11 - 03, 02:03 ص]ـ
السلام عليكم
تفسير البغوى
سورة النساء الى سورة يوسف
ـ[أحمد صبري]ــــــــ[26 - 11 - 03, 02:12 ص]ـ
تفسير البغوى
ـ[أحمد صبري]ــــــــ[26 - 11 - 03, 02:19 ص]ـ
السلام عليكم
تفسير البغوى
سورة الرعد الى سورة الروم
ـ[مسك]ــــــــ[29 - 11 - 03, 09:39 م]ـ
يرفع للتذكير
ـ[أحمد صبري]ــــــــ[01 - 12 - 03, 11:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
تفسير البغوى 4
سورة لقمان الى سورة المجادلة
ـ[أحمد صبري]ــــــــ[01 - 12 - 03, 11:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الجزء الاخير من تفسير البغوى
سورة الحشر الى سورة الناس
ـ[أحمد صبري]ــــــــ[01 - 12 - 03, 11:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اخوانى فى الله
اتمنى أن احظى بدعوة مخلصة فى ظاهر الغيب بان يفك الله الكرب الذى اتعرض الية
أخوكم فى الله أحمد صبرى
ـ[مسك]ــــــــ[01 - 12 - 03, 09:59 م]ـ
جزاك الله خيراص أخي الفاضل .. ونسأل الله أن يفرج عنك كل كربة وضيق.(6/72)
مجموع جلسات وفتاوى الشيخ سليمان بن ناصر العلوان
ـ[الظافر]ــــــــ[13 - 11 - 03, 08:15 م]ـ
سبق أن وضعت لكم الجلسات اليومية للشيخ سليمان واليوم أضع بين يديكم الجلسات وبعض البحوث والفتاوى الشرعية مجموعة ومنسقة ومفهرسة وهو في 161 صفحة.
ـ[الظافر]ــــــــ[18 - 04 - 05, 01:13 ص]ـ
يرفع إكراما للشيخ
ـ[الأحمدي]ــــــــ[18 - 04 - 05, 07:50 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو علي]ــــــــ[18 - 04 - 05, 08:07 م]ـ
بارك الله فيك، ويا حبّذا نشر شرح الشّيخ الصوتيّ على بلوغ المرام
ـ[عَبْدُ الله]ــــــــ[18 - 04 - 05, 09:11 م]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....
فإني والله من المحبين للشيخ وإن لم أكن يوماً رأيته أو لمحت شبح شخصه،،، إلا أني سمعت له عدة محاضرات،،، وقرأت له هذا السبك الطاهر من الفتاوى،،، والمتمعن إلى إجابات الشيخ يرى بإنصاف عظم قدم الشيخ في العلم،، وإنه والله لا تأخذه في الله لومة لائم وذلك واضح وضوح الشمس في راباعة النهار وأمره جلي للعيي قبل الذكي.
فأرجو بارك الله فيك أخي الظافر أن نظفر منك بشيء تسر به قلوبنا ويستنير به دربنا مما لديك من علم الشيخ،،، وأضم صوتي الى أخي وندعوك الى وضع شرح بلوغ المرام، وجزاك الله خيراً ...
أدعو الله بكل اسم تمجد به وتقدس أن يفك قيده ويرجعه الى أهله وطلبة علمه سالماً معافاً، منتصراً شامخ الرأس من غير ذل أو هوان.
أخوك في الله ...
النعيمي
أرجو ان تتواصل معي أخي الظافر على هذا العنوان: Mrs_aln3imi@hotmail.com
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[طارق بن إحسان]ــــــــ[19 - 04 - 05, 10:54 ص]ـ
جزاكم الله خيراً .. الشيخ في العام الماضي قد أتمَّ شرح كتاب التوحيد، وقد نقل في بعض غرف البالتوك ..
فأرجو ممن عنده هذا الشرح المبارك، أن يُتحفنا به .. وجزاه الله خيراً
ـ[أبو علي]ــــــــ[19 - 04 - 05, 06:15 م]ـ
وكذلك الموقظة أنهاها العام الماضي
والله أعلم
ـ[فيصل الخريصي]ــــــــ[24 - 01 - 06, 06:55 م]ـ
يرفع إكراما للشيخ
يرفع
ـ[عبدالله آل علي]ــــــــ[25 - 01 - 06, 07:48 م]ـ
يرفع اكراما للشيخ حفظه الله ورعاه
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[26 - 01 - 06, 04:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو هاشم]ــــــــ[07 - 02 - 06, 02:39 م]ـ
جزاكم اله خيراً وبارك الله في الشيخ
ونرجو أن إذا أمكن السلام على الشيخ العلوان(6/73)
اريد هذه الكتب
ـ[ mmmn] ــــــــ[13 - 11 - 03, 11:43 م]ـ
اريد هذه الكتب للتحميل
متن العمدة
المقنع
الكافى
لابن قدامة(6/74)
اريد هذه الكتب
ـ[ mmmn] ــــــــ[13 - 11 - 03, 11:58 م]ـ
اريد هذه الكتب للتحميل
العمدة
المقنع
الكافي لابن قدامة
ـ[مسك]ــــــــ[14 - 11 - 03, 12:43 ص]ـ
السلام عليكم
تفضل الكافي لابن قدامة ( http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=11&book=601)
هذا مالدي الان
مكتبة الفقة وأصوله ( http://www.almeshkat.net/books/list.php?cat=11&PHPSESSID=2139cd7419ea49be179f64e5a726a70e)(6/75)
الأمالي الخميسية / يحيى بن الحسين الشجري
ـ[الشافعي]ــــــــ[14 - 11 - 03, 03:30 ص]ـ
هذه أمالي يحيى بن الحسين بن إسماعيل الشجري
قال ابن الجوزي في المنتظم: ((يحيى بن الحسين بن إسماعيل بن زيد،
أبو الحسين الحسني وكان مفتي طائفته على مذهب زيد بن علي،
وكان له معرفة بالأصول والحديث))
وقال الحافظ في اللسان: ((يحيى بن الحسين بن إسماعيل بن زيد أبو
الحسن الحسني الزيدي الرازي، سمع الصوري والعتيقي وابن غيلان
وابن ريذة بأصبهان وغيرهم. روى عنه محمد بن عبد الواحد الدقاق ونصر
بن مهدي وأبو سعد يحيى بن طاهر السمان. وكان ممن عني بالحديث
إلا أنه مبتدع، كان مفتي الزيدية ومقدمهم وعالمهم توفي بالري سنة
تسع وسبعين وأربعمائة)) اهـ
وأذكر أن فيه كلاماً غير هذا، لكني لم أعثر عليه فيما بين يدي من كتب
الآن.
وهو غير الضياء ابن الشجري النحوي الأديب، وبالطبع فأمالي الأول
الحديثية غير أمالي الثاني المشهورة في علوم العربية، وإن كان
القائمون على موقع الوراق قد التبس عليهم الأمر فصنفوا الحديثية ضمن
كتب الأدب.
وسبب اختياري لهذا الكتاب عدم وقوفي عليه في أي من أقراص
موسوعات الحديث المعروفة، وكونه عزيز الوجود في المكتبات. ومع ذلك
فقد رأيت أحد الإخوة اشتراه منذ خمس سنوات من بائع كتب قديمة
بما يقارب 13 ريالاً فقط! ولله في خلقه شؤون.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - 07 - 05, 12:10 م]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[المنتبه]ــــــــ[07 - 07 - 05, 02:59 م]ـ
وأنا اشتريته بـ 10 ريالات فقط!!! من إحدى المكتبات
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[09 - 07 - 05, 03:19 م]ـ
جزاك الله خيراً(6/76)
تنبيه بخصوص موقع الوراق
ـ[الشافعي]ــــــــ[14 - 11 - 03, 03:41 ص]ـ
أنصح الإخوة الذين يحملون الكتب من موقع الوراق بعدم التلفيق بين
صفحات أنزلوها من الموقع القديم وصفحات ينزلونها من الموقع الجديد
وذلك لأن تقسيم الصفحات قد اختلف وما كان رقمه 200 من قبل ربما
أصبح 120 الآن، وحتى بداية الصفحة قد اختلف.
فمن يريد أن يكمل ما بدأه ليقم بالبحث أولاً عن الموضع الذي وصل إليه
بواسطة البحث النصي ثم ليكمل.
والله الموفق
ـ[ amhatab] ــــــــ[14 - 11 - 03, 05:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو ان تراجع البريد الخاص بك وان تجيب مشكورا على استفساراتي بخصوص البرنامج فانا احتاج لشرح واف لكيفية عمل البرنامج وجزاكم الله خيرا
اخوكم عبد الواحد
ـ[فارس النهار]ــــــــ[15 - 11 - 03, 01:40 ص]ـ
وهذا خبر جديد:
فقد دخلت موقع الوراق اليوم، فوجدته يعلن أن خدمة النسخ أصبحت متاحة!!
ـ[ abou hamza] ــــــــ[02 - 05 - 04, 03:10 ص]ـ
السلام عليكم
من يفيدنا بارك الله فيكم في كيفية تحميل الكتب من الوراق لانني لا اجد علامة التحميل وجزاكم الله خيرا.
ـ[المعتز بدين الله]ــــــــ[04 - 05 - 04, 10:12 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اخى فى الله ان موقع الوراق لا يتيح لك علامة معينة للتحميل، لذلك فقد نصحنى بعض الاخوة بعمل التالى اذا اردت نسخ كتاب:
1 - اضغط على الجانب الايسر للماوس باستمرار ولا تتركه، وحرك يدك مع الماوس على الصفحة المراد نسخها حتى تتلون كلها بلون ازرق
2 - اترك الماوس الان، ثم اضغط على الجانب الايمن واختار ( copy )
3 - افتح ملف ورد جديد واضغط على زر لصق
ملحوظة: هذه طريقة شاقة ومملة خاصة مع الكتب الكبيرة
ولكنى لا ارى غيرها الان بعد ان نصحت بها
هذا والله المستعان
ـ[ abou hamza] ــــــــ[04 - 05 - 04, 01:52 م]ـ
جزاك الله خيرا ومن من الاخوة يعلم طريقة افضل يفيدنا بها هذا مع احتساب الاجر ولكم مني جزيل الشكر. والسلام عليكم
ـ[أحمد أبو زيد]ــــــــ[11 - 05 - 04, 02:49 م]ـ
لقد وعدنا الأخ (مجرد إنسان) بتحديث بنامجه في التنزيل من هذا الموقع فلا أدري هل فعل أم لا؟
إذ أني لا أدخل على الموقع بشكل متصل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[13 - 05 - 04, 01:57 ص]ـ
بارك الله فيكم(6/77)
عاجل يرحمكم الله
ـ[ابن أحمد المدني]ــــــــ[14 - 11 - 03, 05:12 ص]ـ
الأخوة الكرام ابحث عن مقدمة فتح الباري للحافظ اين حجر المسماة هدي الساري على ملف ورورد فارجو أن اجد جواب سريع وبارك الله في من دلني عليها.
والشكر موصول للجميع
ـ[صلاح الدين]ــــــــ[30 - 11 - 03, 09:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ ابن أحمد المدني
الكتاب في هذا الرابط
http://www.sahab.org/books/count.php?book=624&action=download&goto=files/hadeeth/hadialsari.zip(6/78)
حمل "طبقات النسابين لبكر أبو زيد
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[14 - 11 - 03, 11:09 م]ـ
وهو من موقع الوراق(6/79)
استفسار عاجل
ـ[خادم التراث]ــــــــ[15 - 11 - 03, 12:16 م]ـ
هل يوجد كتاب تهذيب الكمال مشكولا على الشبكة فقد وجدته على موقع الإيمان ولكنه لايوجد به علامات ترقيم ولا تشكيل فهل يوجد على موقع آخر أفضل منه
وشكرا(6/80)
رسائل الماجستير والدكتوراة
ـ[الفاروق22]ــــــــ[15 - 11 - 03, 01:39 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم يا معشر الاخوان
أرجو منكم أن نتعاون في ابراز هذا الموضوع
فمن كانت لديه رسائل علمية أو روابط لها فليضعها هناليتمكن الاخوة من تحميلها
بارك الله فيكم
ـ[ abo-omar] ــــــــ[25 - 09 - 04, 01:52 ص]ـ
* موقف الإمام الشوكاني من المناسبات ( http://www.tafsir.net/Bookstorge/615.zip)
د. أحمد بن محمد الشرقاوي
الكتاب ضمن بحوث تقدم بها الباحث للترقية إلى درجة أستاذ مشارك بجامعة الأزهر.
المصدر: مكتبة شبكة التفسير.
ـ[ abo-omar] ــــــــ[25 - 09 - 04, 01:56 ص]ـ
انظر ـ إن شئت ـ مشاركة أخينا ابن عبد الوهاب السالمي
تحميل الرسائل العلمية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10215
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 11 - 04, 03:44 م]ـ
السلام عليكم
بوركتم(6/81)
هل اجد كتاب المستطرف في كل فن مستظرف
ـ[ابومالك البصري]ــــــــ[24 - 11 - 03, 09:40 م]ـ
على ما به من .....
ولكم من بعد الشكر الدعاء
ـ[ابومالك البصري]ــــــــ[04 - 12 - 03, 06:45 ص]ـ
هل الامر صعب
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابومالك البصري]ــــــــ[09 - 02 - 04, 07:16 ص]ـ
ما زلنا ننتظر
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[10 - 02 - 04, 10:13 ص]ـ
وانا أنضم لأخي أبو مالك في المطالبة بالكتاب لأنه كتاب جميل جداً
ـ[ابومالك البصري]ــــــــ[12 - 11 - 04, 06:17 م]ـ
وما زال الانتظار فهل من معين
بارك الله بكم
ـ[مسك]ــــــــ[12 - 11 - 04, 09:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكتاب موجود بالكامل في موقع الوراق ...
http://www.alwaraq.com
المكتبة التراثية
قسم الأدب
الصفحة الثانية من قائمة الكتب
ـ[ابومالك البصري]ــــــــ[12 - 11 - 04, 11:01 م]ـ
جزيتم خيرا اخي الكريم
وهل هناك امكانيه الحصول عليه على ملف وورد
ـ[مسك]ــــــــ[12 - 11 - 04, 11:35 م]ـ
نعم هناك إمكانية ....
إما أن تقوم بنسخة فمستفيد ومستفاد منه ... أي الكتاب
أو إن تيسر لي نسخه سأرفقه هنا في الملتقى ..
والله أعلم
ـ[ابومالك البصري]ــــــــ[12 - 11 - 04, 11:44 م]ـ
جزيتم خيرا اخي العزيز
ساحاول بعون الله نسخه
والله المستعان.
ـ[أبو سارة المصري]ــــــــ[11 - 06 - 05, 10:10 ص]ـ
يمكنك تحميله كاملا من هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=32280(6/82)
حمل الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبدالبر
ـ[مسك]ــــــــ[24 - 11 - 03, 10:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
اسم الكتاب:
الإستيعاب في تمييز الأصحاب للحافظ ابن عبدالبر ..
نبذة:
يعتبر هذا الكتاب من أوائل الكتب التي ألفت في الصحابة، يذكر في الترجمة اسم الراوي ونسبته وشيئاً من سيرته وما وقع له، وقد يسند المؤلف عنه بعض الأحاديث وقد رتبهم المصنف على حسب ترتيب الحروف عند أهل المغرب، ثم إن المحقق قد غير هذا الترتيب إلى الترتيب الألفبائي المعروف ليسهل البحث فيه.
وقد قمنا في ((شبكة مشكاة الإسلامية)) بنسخة من موقع الإيمان .. ونسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في العمل.
وقريباً أن شاء الله كتاب (أُسد الغابة لإبن الأثير رحمه الله)
فإن أصبنا فمن الله وإن أخطأنا فمن أنفسنا والشيطان ..
واي ملاحظة الرجاء المراسلة:
almeshkat@almeshkt.net
مع تحيات إخوانكم في شبكة مشكاة الإسلامية ...
http://www.almeshkat.net/index.php
حمل الأن الاستيعاب في معرفة الأصحاب ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/alestiaab.zip)
وقريباً جداً أُسد الغابة لابن الأثير رحمه الله .. فقد تم نسخه ولم يبقى سوى حرفين او ثلاثه على إتمام الكتاب.
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[26 - 11 - 03, 08:11 م]ـ
زدنا ياشيخنا تقبل الله منا ومنكم عيد مبارك عليكم
ـ[مسك]ــــــــ[30 - 11 - 03, 10:40 م]ـ
جزاك الله خيراً.
نسأل الله أن ينفع بالكتاب.(6/83)
دليل كتب موقع الوراق
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[25 - 11 - 03, 04:41 ص]ـ
وهو على ملف وورد
0 م الكتاب المؤلف
1 أمثال العرب
2 الروض المعطار
3 سرور النفس بمدارك الحواس الخمس
4 الشامل
5 صور الكواكب الثمانية و الأربعين
6 طبقات الفقهاء
7 الطبقات الكبرى
8 فن الحب
9 فوات الوفيات
10 قصائد حب
11 مرآة الحرمين
إبراهيم رفعت باشا
12 الجواهر المضيئة في الطبقات الحنفية
إبن أبي الوفا
13 من إسمه عمرو من الشعراء
إبن الجراح
14 الأنساب المتفقة
إبن القيسراني
15 جمهرة الأنساب العرب
إبن الكلبي
16 صفة بلاد اليمن
إبن المجاور
17 التمام في تفسير أشعار هذيل
إبن جني
18 تعليق من أمالي ابن دريد
إبن دريد
19 فضالة الخوان في طيبات الطعام والألوان
إبن رزين التجيبي
20 تاج التراجم في الطبقات الحنفية
إبن قطلوبغا
21 آداب العشرة وذكر الصحبة والأخوة
أبو البركات الغزي
22 آداب المواكلة
أبو البركات الغزي
23 المراح في المزاح
أبو البركات الغزي
24 المناقب المزيدية في اخبار الملوك الاسدية
أبو البقاء الحلي
25 الحماسة البصرية
أبو الحسن البصري
26 تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين
أبو الحسن الصفاقسي
27 التوبيخ والتنبيه
أبو الشيخ
28 سرور النفس بمدارك الحواس الخمس
أبو العباس أحمد بن يوسف التيفاشي
29 رسالة الصاهل والشاجح
أبو العلاء المعري
30 رسالة الغفران
أبو العلاء المعري
31 رسالة الملائكة
أبو العلاء المعري
32 الفصول والغايات
أبو العلاء المعري
33 المختصر في أخبار البشر
أبو الفداء
34 اليواقيت والضرب في تاريخ حلب
أبو الفداء
35 مقاتل الطالبيين
أبو الفرج الأصفهاني
36 الأغاني
أبو الفرج الأصفهاني
37 الإماء الشواعر
أبو الفرج الأصفهاني
38 فضائل القرآن وتلاوته
أبو الفضل الرازي
39 سلوة الأحزان للاجتناب عن مجالسة الأحداث والنسوان
أبو بكر الخفاف
40 الحاوي في اللطب
أبو بكر الرازي
41 منافع الأغذية و دفع مضارها
أبو بكر الرازي
42 الرخصة في تقبيل اليد
أبو بكر بن المقرئ
43 رحلة أبي حامد الغرناطي في بلاد أوربة وآسية
أبو حامد الغرناطي
44 إحياء علوم الدين
أبو حامد الغزالي
45 أصناف المغرورين
أبو حامد الغزالي
46 الاقتصاد في الاعتقاد
أبو حامد الغزالي
47 بداية الهداية
أبو حامد الغزالي
48 التبر المسبوك في نصيحة الملوك
أبو حامد الغزالي
49 تهافت الفلاسفة
أبو حامد الغزالي
50 سر العالمين وكشف ما في الدارين
أبو حامد الغزالي
51 كيمياء السعادة
أبو حامد الغزالي
52 محك النظر
أبو حامد الغزالي
53 مشكاة الأنوار
أبو حامد الغزالي
54 معيار العلم في فن المنطق
أبو حامد الغزالي
55 المنقذ من الضلال
أبو حامد الغزالي
56 ميزان العمل
أبو حامد الغزالي
57 الأخبار الطوال
أبو حنيفة الدينوري
58 أخلاق الوزيرين
أبو حيان التوحيدي
59 الإمتاع والمؤانسة
أبو حيان التوحيدي
60 البصائر والذخائر
أبو حيان التوحيدي
61 الصداقة والصديق
أبو حيان التوحيدي
62 المقابسات
أبو حيان التوحيدي
63 المقتبس من أنباء الأندلس
أبو حيان القرالطبي
64 تاريخ أبي زرعة الدمشقي
أبو زرعة
65 جمهرة أشعار العرب
أبو زيد القرشي
66 مجاز القرآن
أبو عبيدة
67 الأمالي
أبو علي القالي
68 المقنع في رسم مصاحف الأمصار
أبو عمرو الداني
69 النقط
أبو عمرو الداني
70 تاريخ أصبهان
أبو نعيم الأصبهاني
71 ديوان المعاني
أبو هلال العسكري
72 المقصد لتلخيص ما في المرشد في الوقف والابتداء
أبو يحيى الأنصاري
73 تاريخ أبي يعلى
أبو يعلى الفلانسي
74 نثر الدرر
الآبي
75 طبقات الفقهاء
أبي إسحاق الشيرازي الشافعي
76 فوائد الموائد
أبي الحسين جمال الدين الجزار
77 فوائد الموائد
أبي الحسين جمال الدين الجزار
78 أخلاق أهل القرآن
الآجري
79 رحلة محمد الكبير إلى الجنوب الصحراوي الجزائري
أحمد التلمساني
80 الأشربة
أحمد بن حنبل
81 السفر إلى المؤتمر
أحمد زكي باشا
82 رحلات إلى السعودية
أحمد ماهر البقري
83 في صحراء ليبيا
أحمد محمد حسنين
84 الرحلة الفادية في مدح فرنسة وتبصير أهل البادية
أحمد ولد قاد
85 اكتفاء القنوع بما هو مالطبوع
إدوارد فنديك
86 بشارة المحبوب بتكفير الذنوب
الأذرعي
87 أسماء من يعرف بكنيته من أصحاب الرسول
الأزدي الموصلي
88 أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار
الأزرقي
89 سياحة في طور عبدين
إسحق أرملة
90 رحلات إسماعيل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/84)
إسماعيل مصطفى
91 التعريف في الأنساب والتنويه لذوي الأحساب
الأشعري
92 مقالات الإسلاميين
الأشعري
93 المسالك والممالك
الإصطخري
94 حلية الأولياء
الأصفهاني
95 الأصمعيات
الأصمعي
96 الشاء
الأصمعي
97 الجمل في المنطق
أفضل الدين الخونجي
98 آداب الأكل
الأقفهسي
99 رحلة إلى نهر اليرموك
ألكسيس مالون
100 رحلة المواطن العراقي
إلياس الموصلي
101 المؤتلف و المختلف في أسماء الشعراء
الآمدي
102 الموازنة
الآمدي
103 رحلة إلى أوروبا
أندراوس المعلولي
104 تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ما للمدنيين من الأنساب
الأنصاري
105 رحلة إلى شمالي لبنان
أنطونيوس شبني
106 فن الحب
أوفيد
107 فن الحب
أوفيد
108 قصائد حب
أوفيد
109 سمط اللآلي
الأونبي
110 عيون الأنباء في طبقات الأطباء
ابن أبي أصيبعة
111 تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر
ابن أبي الأصبغ
112 شرح نهج البلاغة
ابن أبي الحديد
113 الإخلاص والنية
ابن أبي الدنيا
114 الإشراف في منازل الأشراف
ابن أبي الدنيا
115 التوكل على الله
ابن أبي الدنيا
116 ذم الغيبة والنميمة
ابن أبي الدنيا
117 قصر الأمل
ابن أبي الدنيا
118 محاسبة النفس
ابن أبي الدنيا
119 مكارم الأخلاق
ابن أبي الدنيا
120 القواعد والإشارات في أصول القرآن
ابن أبي الرضا الحموي
121 ديوان الصبابة
ابن أبي حجلة
122 الأوائل
ابن أبي عاصم
123 طبقات الحنابلة
ابن أبي يعلى
124 بدائع الزهور في وقائع الدهور
ابن إياس
125 إعتاب الكتاب
ابن الأبار
126 المعجم
ابن الأبار
127 أسد الغابة
ابن الأثير
128 الكامل في التاريخ
ابن الأثير
129 المثل السائر في الأدب الكاتب والشاعر
ابن الأثير
130 النهاية في غريب الحديث والأثر
ابن الأثير
131 النفحة النسرينية واللمحة المرينية
ابن الأحمر
132 بدائع السلك في الطبائع الملك
ابن الأزرق
133 أسماء خيل العرب وفرسانها
ابن الأعرابي
134 نخب الذخائر في أحوال الجواهر
ابن الإكفاني
135 البلغة في الفرق بين المذكر والمؤنث
ابن الأنباري
136 عنوان الدليل من مرسوم خط التنزيل
ابن البناء المراكشي
137 الجامع لمفردات الأدوية والأغذية
ابن البيطار
138 الورقة
ابن الجراح
139 الزهر الفاتح في ذكر من تنزه عن الذنوب والقبائح
ابن الجزري
140 غاية النهاية في الطبقات القراء
ابن الجزري
141 الباز الأشهب المنقض على مخالفي المذهب
ابن الجوزي
142 بر الوالدين
ابن الجوزي
143 تاريخ بيت المقدس
ابن الجوزي
144 تنبيه النائم الغمر على مواسم العمر
ابن الجوزي
145 صفة الصفوة
ابن الجوزي
146 صيد الخاطر
ابن الجوزي
147 فضائل القدس
ابن الجوزي
148 اللآلي
ابن الجوزي
149 اللطائف
ابن الجوزي
150 المدهش
ابن الجوزي
151 المنتظم
ابن الجوزي
152 المنثور
ابن الجوزي
153 مواعظ ابن الجوزي
ابن الجوزي
154 الجوهر النفيس في سياسة الرئيس (غير مشجر)
ابن الحداد
155 استخراج الجدال من القرآن الكريم
ابن الحنبلي
156 مكفرات الذنوب وموجبات الجنة
ابن الديبع الشيباني
157 إصلاح المنطق
ابن السكيت
158 القناعة
ابن السني
159 الأمالي الشجرية
ابن الشجري
160 تكملة اكمال الإكمال
ابن الصابوني
161 مقدمة ابن الصلاح
ابن الصلاح
162 المقامات الزينية
ابن الصيقل الجزري
163 تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام
ابن الضياء
164 الفخري في الآداب السلطانية
ابن الطقطقي
165 تاريخ مختصر الدول
ابن العبري
166 بغية الطلب في تاريخ حلب
ابن العديم
167 زبدة الحلب في التاريخ حلب
ابن العديم
168 الوصلة إلى الحبيب في وصف الطيبات و الطيب
ابن العديم
169 تحفة الطالبين في ترجمة الإمام النووي
ابن العطار
170 ديوان الإسلام
ابن الغزي
171 تاريخ علماء الأندلس
ابن الفرضي
172 الحوادث الجامعة والتجارب النافعة
ابن الفوطي
173 المؤتلف والمختلف
ابن القيسراني
174 كتاب الطبيخ
ابن الكريم الكاتب البغدادي
175 الأصنام
ابن الكلبي
176 الأنساب الخيل
ابن الكلبي
177 نسب معد واليمن الكبير
ابن الكلبي
178 فضائل مصر المحروسة
ابن الكندي
179 الديباج
ابن المثنى
180 البدء والتاريخ
ابن المطهر
181 البديع
ابن المعتز
182 طبقات الشعراء
ابن المعتز
183 الفهرست
ابن النديم
184 شرح تشريح القانون لابن سينا
ابن النفيس
185 المناظر
ابن الهيثم
186 خريدة العجائب وفريدة الغرائب
ابن الوردي
187 رسائل فلسفية
ابن باجة
188 الصلة
ابن بشكوال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/85)
189 سبعون حديثاً في الجهاد
ابن بطة الحنبلي
190 رحلة ابن بطوطة
ابن بطوطة
191 رحلة ابن بطوطة
ابن بطوطة
192 تحفة الصديق في فضائل أبي بكر الصديق
ابن بلبان
193 المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي
ابن تغري بردي
194 النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة
ابن تغري بردي
195 جامع الرسائل
ابن تيمية
196 رسالة إلى السلطان الملك الناصري
ابن تيمية
197 الحلة السيراء
ابن جابر الأندلسي
198 رحلة ابن جبير
ابن جبير
199 رحلة ابن جبير الأندلسي
ابن جبير
200 الخصائص
ابن جني
201 علل التثنية
ابن جني
202 المبهج
ابن جني
203 مشاهير علماء الأمصار
ابن حبان
204 عقلاء المجانين
ابن حبيب
205 المحبر
ابن حبيب
206 مختلف القبائل ومؤتلفها
ابن حبيب
207 المنمق في أخبار قريش
ابن حبيب
208 نسيم الصبا
ابن حبيب الحلبي
209 بلوغ الأمل في فن الزجل
ابن حجة الحموي
210 ثمرات الأوراق
ابن حجة الحموي
211 الإصابة في معرفة الصحابة
ابن حجر العسقلاني
212 إنباء الغمر بأبناء العمر
ابن حجر العسقلاني
213 تبصير المنتبه بتحرير المشتبه
ابن حجر العسقلاني
214 تهذيب التهذيب
ابن حجر العسقلاني
215 الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة
ابن حجر العسقلاني
216 رفع الأصر عن قضاة مصر
ابن حجر العسقلاني
217 لسان الميزان
ابن حجر العسقلاني
218 الإنافة فيما جاء في الصدقة والضيافة
ابن حجر الهيثمي
219 الإحكام في أصول القرآن
ابن حزم
220 الأخلاق والسير
ابن حزم
221 جمهرة الأنساب العرب
ابن حزم
222 طوق الحمامة
ابن حزم
223 الفصل في الملل والأهواء والنحل
ابن حزم
224 المحلى
ابن حزم
225 اللغات في القرآن
ابن حسنون
226 التذكرة الحمدونية
ابن حمدون
227 المسالك والممالك
ابن خرداذبه
228 تاريخ ابن خلدون
ابن خلدون
229 مقدمة ابن خلدون
ابن خلدون
230 العنوان في القراءات السبع
ابن خلف المقرئ
231 وفيات الأعيان
ابن خلكان
232 المطرب من أشعار أهل المغرب
ابن دحية الكلبي
233 الاشتقاق
ابن دريد
234 جمهرة اللغة
ابن دريد
235 الفوائد والأخبار
ابن دريد
236 وصف المطر والسحاب
ابن دريد
237 الوفيات
ابن رافع السلامي
238 أسباب المغفرة
ابن رجب
239 اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى
ابن رجب
240 ذيل الطبقات الحنابلة
ابن رجب
241 فضل علم السلف على الخلف
ابن رجب
242 القاعدة الذهبية في المعاملات الإسلامية لا ضرر ولا ضرار
ابن رجب
243 تلخيص الخطابة
ابن رشد
244 تلخيص السفسطة
ابن رشد
245 رسالة النفس
ابن رشد
246 شرح البرهان
ابن رشد
247 فصل المقال
ابن رشد
248 القياس
ابن رشد
249 العمدة في محاسن الشعر وآدابه
ابن رشيق القيرواني
250 الطبقات الكبرى
ابن سعد
251 الطبقات الكبرى
ابن سعد
252 الطبقات الكبرى
ابن سعد
253 الطبقات الكبرى
ابن سعد
254 الطبقات الكبرى
ابن سعد
255 الطبقات الكبرى
ابن سعد
256 الطبقات الكبرى
ابن سعد
257 الطبقات الكبرى
ابن سعد
258 الطبقات الكبرى
ابن سعد
259 غزوات الرسول وسراياه
ابن سعد
260 المرقصات و المطربات
ابن سعيد الأندلسي
261 الجغرافيا
ابن سعيد المغربي
262 المغرب في حلى المغرب
ابن سعيد المغربي
263 الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
ابن سلامة
264 دار الطراز في عمل الموشحات
ابن سناء الملك
265 سر الفصاحة
ابن سنان الخفاجي
266 كتاب الطبيخ
ابن سيار الوراق
267 كتاب الطبيخ
ابن سيار الوراق
268 عيون الأثر في المغازي والسير
ابن سيد الناس
269 المحكم والمحيط الأعظم
ابن سيده
270 المخصص
ابن سيده
271 تفسير الأحلام
ابن سيرين
272 الإلهيات
ابن سينا
273 الاشارات والتنبيهات
ابن سينا
274 الرياضيات
ابن سينا
275 الطبيعيات
ابن سينا
276 عيون الحكمة
ابن سينا
277 القانون في الطب
ابن سينا
278 المنطق
ابن سينا
279 النجاة في المنطق والإلهيات
ابن سينا
280 فوات الوفيات
ابن شاكر الكتبي
281 الاشارات في علم العبارات
ابن شاهين
282 تاريخ المدينة المنورة
ابن شبة
283 النوادر السلطانية
ابن شداد
284 بستان العارفين
ابن شرف النووي
285 التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير في أصول الحديث
ابن شرف النووي
286 شرح الأربعين النووية في الأحاديث الصحيحة النبوية
ابن شرف النووي
287 رسالة التوابع والزوابع
ابن شهيد الأندلسي
288 فرج المهوم في تاريخ علماء النجوم
ابن طاوس
289 عيار الشعر
ابن طباطبا العلوي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/86)
290 الجليس الصالح والأنيس الناصح
ابن طرار
291 حي بن يقظان
ابن طفيل
292 فص الخواتم فيما قيل في الولائم
ابن طولون
293 مفاكهة الخلان في حوادث الزمان
ابن طولون
294 بلاغات النساء
ابن طيفور
295 بدائع البدائه
ابن ظافر الأزدي
296 مشيخة أبي المواهب الحنبلي
ابن عبد الباقي الحنبلي
297 الإستيعاب في معرفة الأصحاب
ابن عبد البر
298 الإنباه على قبائل الرواة
ابن عبد البر
299 بهجة المجالس وأنس المجالس
ابن عبد البر
300 الدرر في اختصار المغازي والسير
ابن عبد البر
301 العقد الفريد
ابن عبد ربه الأندلسي
302 عجائب المقدور في أخبار تيمور
ابن عربشاه
303 المختصر في المنطق
ابن عرفة
304 مختصر تاريخ دمشق
ابن عساكر
305 الحكم العطائية
ابن عطاء الله
306 آداب الأكل
ابن عماد الاقفهسي
307 الاتباع والمزاوجة
ابن فارس
308 الصاحبي في الفقه اللغة
ابن فارس
309 الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب
ابن فرحون
310 مسالك الأبصار في ممالك الأمصار
ابن فضل الله العمري
311 رحلة ابن فضلان
ابن فضلان
312 رحلة ابن فضلان
ابن فضلان
313 طبقات الشافعية
ابن قاضي شهبة
314 الإمامة والسياسة
ابن قتيبة الدينوري
315 تأويل مختلف الحديث
ابن قتيبة الدينوري
316 الشعر والشعراء
ابن قتيبة الدينوري
317 عيون الأخبار
ابن قتيبة الدينوري
318 غريب الحديث
ابن قتيبة الدينوري
319 المعاني الكبير
ابن قتيبة الدينوري
320 التوابين
ابن قدامة
321 الوفيات
ابن قنفذ
322 أحكام أهل الذمة
ابن قيم الجوزية
323 أخبار النساء
ابن قيم الجوزية
324 إعلام الموقعين عن رب العالمين
ابن قيم الجوزية
325 اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية
ابن قيم الجوزية
326 عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين
ابن قيم الجوزية
327 هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى
ابن قيم الجوزية
328 الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث
ابن كثير
329 النهاية في الفتن والملاحم
ابن كثير
330 يوميات شامية
ابن كنان
331 الإكمال
ابن ماكولا
332 تجارب الأمم وتعاقب الهمم
ابن مسكويه
333 تهذيب الأخلاق
ابن مسكويه
334 سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر
ابن معصوم الحسني
335 تاريخ يحيى بن معين
ابن معين
336 لسان العرب
ابن منظور
337 الاختيار لتعليل المختار
ابن مودود الموصلي
338 سيرة ابن هشام
ابن هشام
339 مغني اللبيب عن كتب الأعاريب
ابن هشام
340 البدع والنهي عنها
ابن وضاح القرالطبي
341 إعلام الناس بما وقع للبرامكة
الاتليدي
342 رسائل اخوان الصفا
اخوان الصفا
343 نزهة المشتاق في اختراق الآفاق
الادريسي
344 كتاب نصيحة الأنام في حسن الطعام
الاسطى أحمد إبراهيم
345 نصيحة الأنام في حسن الطعام
الاسطى أحمد إبراهيم
346 الرياض النضرة في مناقب العشرة
الالطبري
347 هدية العارفين
الباباني
348 دمية القصر وعصرة أهل العصر
الباخرزي
349 إعجاز القرآن
الباقلاني
350 الزيج
البتاني
351 الأدب المفرد
البخاري
352 التاريخ الكبير
البخاري
353 عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان
بدر الدين العيني
354 حوادث دمشق اليومية
البديري الحلاق
355 مقامات بديع الزمان الهمذاني
بديع الزمان الهمذاني
356 الكرم والجود وسخاء النفوس
البرجلاني
357 طبقات الأسماء المفردة من الصحابة والتابعين
البرديحي
358 الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة
البري
359 المعرفة والتاريخ
البسوي
360 رحلة تاريخية إلى أميركا الجنوبية
بطرس العنداري
361 التنبيه على الأسباب التي أوجبت الاختلاف بين المسلمين في آرائهم ومذاهبهم
البطليوسي
362 الحلل في شرح أبيات الجمل
البطليوسي
363 القرط على الكامل
البطليوسي
364 الحدائق في المطالب العالية الفلسفية العويصة
البطليوسي الأندلسي
365 رحلة المنشىء البغدادي
البغدادي
366 الطبقات النسابين
بكر أبو زيد
367 التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه
البكري
368 معجم ما استعجم
البكري
369 أنساب الأشراف
البلاذري
370 فتوح البلدان
البلاذري
371 رحلة بنيامين
بنيامين الأندلسي
372 تحقيق ما للهند
البيروني
373 الجماهر في معرفة الجواهر
البيروني
374 لباب الأنساب والألقاب والأعقاب
البيهقي
375 ما ورد في حياة الأنبياء بعد وفاتهم
البيهقي
376 المحاسن والمساوئ
البيهقي
377 تاريخ حكماء الإسلام
البيهقي (ظهير الدين)
378 رحلة ريج إلى العراق
ترجمة / بهاء الدين نوري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/87)
379 المذكر والمؤنث
التستري
380 رحلة فيدريجي إلى العراق
تشيزاري بن جيرولامو
381 الطبقات السنية في التراجم الحنفية
التميمي
382 تاريخ العلماء النحويين
التنوخي
383 الفرج بعد الشدة
التنوخي
384 القوافي
التنوخي
385 الهوامل والشوامل
التوحيدي
386 سرور النفوس بمدارك الحواس الخمسة
التيفاشي
387 الإعجاز والإيجاز
الثعالبي
388 تحسين القبيح وتقبيح الحسن
الثعالبي
389 ثمار القلوب في المضاف والمنسوب
الثعالبي
390 خاص الخاص
الثعالبي
391 رسائل الثعالبي
الثعالبي
392 سحر البلاغة وسر البراعة
الثعالبي
393 الفقه اللغة
الثعالبي
394 لباب الآداب
الثعالبي
395 اللطف واللطائف
الثعالبي
396 من غاب عنه المطرب
الثعالبي
397 يتيمة الدهر
الثعالبي
398 مجالس ثعلب
ثعلب
399 الأمل والمأمول
الجاحظ
400 البخلاء
الجاحظ
401 البغال
الجاحظ
402 البيان والتبيين
الجاحظ
403 التاج في أخلاق الملوك
الجاحظ
404 التبصرة بالتجارة
الجاحظ
405 الحيوان
الجاحظ
406 الرسائل
الجاحظ
407 المحاسن والأضداد
الجاحظ
408 القسطاس في علم العروض
جار الله الزمخشري
409 عجائب الآثار
الجبرتي
410 أسرار البلاغة
الجرجاني
411 التعريفات
الجرجاني
412 دلائل الإعجاز
الجرجاني
413 الديباج المذهب
الجرجاني
414 الوساطة بين المتنبي وخصومه
الجرجاني
415 سياحة في سويسرة
جرجي بن يوسف
416 رحلة جرجي زيدان إلى أوربا
جرجي زيدان
417 شرح أدب الكاتب
الجواليقي
418 رحلة جوستن بيركنس عبر شمال العراق
جوستن بيركنس
419 رحلة إلى لبنان في الثلث الأول من القرن التاسع عشر
جون كارن
420 الصحاح في اللغة
الجوهري
421 ألقاب الصحابة والتابعين في المسندين الصحيحين
الجياني الأندلسي
422 الرحلة المقدسة
الحاج أحمد كامل
423 كشف الظنون
حاجي خليفة
424 الأماكن أو ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الامكنة
الحازمي
425 عجالة المبتدي وفضالة المنتهي في النسب
الحازمي
426 رحلة مهاجر لبناني من بيروت إلى البرازيل
حبيب أفندي فريحة
427 درة الغواص في أوهام الخواص
الحريري
428 رحلة الصيف الأولى
حسن محمد جوهر
429 الرحلة الورثيلانية
الحسين الورثيلاني
430 آداب العلماء والمتعلمين
الحسين بن المنصور بالله
431 رحلة الباخرة المصرية
حسين فوزي
432 جمع الجواهر في الملح والنوادر
الحصري القيرواني
433 زهر الآداب وثمر الألباب
الحصري القيرواني
434 الأعضاء والنفس
الحكيم الترمذي
435 العقل والهوى
الحكيم الترمذي
436 المنهيات
الحكيم الترمذي
437 رحلات حمد الجاسر
حمد الجاسر
438 معجم قبائل المملكة العربية السعودية
حمد الجاسر
439 زوجات لا عشيقات
حمدي شفيق إبراهيم
440 جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس
الحميدي
441 الروض المعطار في خير الأقطار
الحميري
442 صفة جزيرة الأندلس
الحميري
443 فضيلة الشكر لله على نعمته
الخرائطي
444 هواتف الجنان
الخرائطي
445 العزلة
الخطابي البستي
446 الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة
الخطيب البغدادي
447 تاريخ بغداد
الخطيب البغدادي
448 تقييد العلم
الخطيب البغدادي
449 تاريخ خليفة
خليفة بن خياط
450 العين
الخليل بن أحمد
451 مفاتيح العلوم
الخوارزمي
452 سياحة في إقليمي الخروب والشوف
الخوري إبراهيم حرفوش
453 رحلة أثرية إلى الأقصر وأسوان
الخوري لويس ملحة
454 الرحلة العلمية
د. فؤاد غصن
455 تزيين الأسواق في أخبار العشاق
داود الأنطاكي
456 رحلة السيد المسيح الى فنيقية والمدن العشر
دوران اليسوعي
457 تاريخ الإسلام
الذهبي
458 تذكرة الحفاظ
الذهبي
459 حق الجار
الذهبي
460 سير أعلام النبلاء
الذهبي
461 العبر في خبر من غبر
الذهبي
462 الكبائر
الذهبي
463 الجرح والتعديل
الرازي
464 رسائل فلسفية
الرازي
465 تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين
الراغب الأصفهاني
466 محاضرات الالأدباء
الراغب الأصفهاني
467 رحلة إلى القسطنطينية
رشيد رضا
468 الرحلة الأوربية
رشيد رضا
469 رحلة الحجاز
رشيد رضا
470 رحلة الحجاز
رشيد رضا
471 الرحلة السورية
رشيد رضا
472 الرحلة السورية الثانية
رشيد رضا
473 رحلتنا الهندية
رشيد رضا
474 سياحة صاحب المنار في سوريا
رشيد رضا
475 تخليص الإبريز في تلخيص باريز
رفاعة الطهطاوي
476 رحلة إلى الربع الخالي
رفيق شاكر النتشة
477 قطب السرور في اوصاف الخمور
الرقيق القيرواني
478 رسالة آداب السُفرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/88)
ركن الدين علاء الدولة السَّمنَانى
479 رحلة إلى جبل الشيخ
رينه موترد اليسوعي
480 تاج العروس
الزبيدي
481 جمهرة نسب قريش وأخبارها
الزبير بن بكار
482 نسب قريش
الزبيري
483 إعراب القرآن
الزجاج
484 الأمالي
الزجاج
485 أخبار أبي القاسم الزجاجي
الزجاجي
486 الأعلام
الزركلي
487 النصيحة الكافية
زروق
488 أساس البلاغة
الزمخشري
489 أطواق الذهب في المواعظ والحالطب
الزمخشري
490 الجبال و الأمكنة و المياه
الزمخشري
491 ربيع الأبرار
الزمخشري
492 الفائق في غريب الحديث و الأثر
الزمخشري
493 الكشاف
الزمخشري
494 المستقصى في أمثال العرب
الزمخشري
495 المفصل في صنعة الإعراب
الزمخشري
496 المقامات
الزمخشري
497 نوابغ الكلم
الزمخشري
498 مختار الصحاح
زين الدين الرازي
499 رحلة البرتغالي تاكسيرا إلى العراق
ساراسيرايت
500 إسعاف الأعيان في الأنساب أهل عمان
سالم السيابي
501 إبراز الحكم من حديث رفع القلم
السبكي
502 المعمرون والوصايا
السجستاني
503 التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة
السخاوي
504 التماس السعد في الوفاء بالوعد
السخاوي
505 الضوء اللامع
السخاوي
506 المقاصد الحسنة
السخاوي
507 المنهل العذب الروي في ترجمة قطب الأولياء النووي
السخاوي
508 الطيران من الإسكندرية إلى جنوى
سدني مرتن
509 الناسخ والمنسوخ في كتاب الله تعالى
السدوسي
510 مصارع العشاق
السراج القارئ
511 مشاهد مصر وفلسطين من الجو
سرالان كوبهام
512 شرح كتاب السير الكبير
السرخسي
513 المبسوط
السرخسي
514 رحلة السلطان خليفة بن حارب إلى أوربا
سعيد المغيري
515 مفتاح العلوم
السكاكي
516 الوجيز في ذكر المجاز والمجيز
السلفي
517 طبقات الصوفية
السلمي
518 عقد الدرر في أخبار المنتظر
السلمي
519 أبعد من نشوة الغروب
سليم طانوس عنتوري
520 الرحلة الصيامية
سليمان بن صيام
521 الأنساب
السمعاني
522 خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى
السمهودي
523 تاريخ جرجان
السهمي الجرجاني
524 الروض الآنف
السهيلي
525 تحفة المشتاق إلى شرح أبيات المولى اسحق
السياغي
526 الكتاب
سيبويه
527 الإتقان
السيوطي
528 أسرار الكون
السيوطي
529 أسرار ترتيب القرآن
السيوطي
530 الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع
السيوطي
531 بزوغ الهلال في الخصال الموجبة للظلال
السيوطي
532 بشرى الكئيب بلقاء الحبيب
السيوطي
533 تاريخ الخلفاء
السيوطي
534 تحفة الأبرار بنكت الأذكار للنووي
السيوطي
535 تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل العرش
السيوطي
536 الحبائك في أخبار الملائك
السيوطي
537 الدرر المنثور في الأحاديث المشتهرة
السيوطي
538 الروض الأنيق في فضل الصديق
السيوطي
539 صفة صاحب الذوق السليم ومسلوب الذوق اللئيم
السيوطي
540 طبقات الحفاظ
السيوطي
541 طبقات المفسرين
السيوطي
542 الغرر في فضائل عمر
السيوطي
543 لب اللباب في تحرير الأنساب
السيوطي
544 اللمعة في خصائص يوم الجمعة
السيوطي
545 المزهر
السيوطي
546 مطلع البدرين فيمن يؤتى أجره مرتين
السيوطي
547 مفحمات الأقران في مبهمات القرآن
السيوطي
548 مما رواه الأساطين في عدم المجيء إلى السلاطين
السيوطي
549 المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب
السيوطي
550 نظم العقيان في أعيان الأعيان
السيوطي
551 الديارات
الشابشتي
552 فرح الأسماع برخص السماع
الشاذلي التونسي
553 الإفادات والإنشادات
الشاطبي
554 الأم
الشافعي
555 رحلة الإمام الشافعي
الشافعي
556 الرسالة
الشافعي
557 الرحلة اليمانية
شرف البركاتي
558 رحلة إلى آسيا
شريف حتاتة
559 الطبقات الكبرى
الشعراني
560 الأنوار ومحاسن الأشعار
الشمشاطي
561 الروضتين في أخبار النورية و الصلاحية
شهاب الدين المقدسي
562 الملل والنحل
الشهرستاني
563 نهاية الأقدام في علم الكلام
الشهرستاني
564 في السلوك الإسلامي القويم
الشوكاني
565 الجيم
الشيباني
566 رحلة الأمير بشير إلى مصر
الشيخ سلوم الدحداح
567 طبقات الفقهاء
الشيرازي
568 تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء
الصابئ
569 المحيط في اللغة
الصاحب بن عباد
570 رحلة الحبشة
صادق المؤيد العظم
571 الأنساب
الصحاري
572 رحلاتي إلى البلاد العربية
صحفي عربي
573 رحلة الصديق إلى البيت العتيق
صديق حسن خان
574 أعيان العصر وأعوان النصر
الصفدي
575 تصحيح التصحيف وتحرير التحريف
الصفدي
576 نصرة الثائر على المثل السائر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/89)
الصفدي
577 نكث الهميان في نكت العميان
الصفدي
578 الوافي بالوفيات
الصفدي
579 نزهة المجالس ومنتخب النفائس
الصفوري
580 موضوعات الصنعاني
الصنعاني
581 أخبار أبي تمام
الصولي
582 أخبار الراضي بالله والمتقي لله
الصولي
583 أشعار أولاد الخلفاء وأخبارهم
الصولي
584 فتح الكريم المنان في آداب حملة القرآن
الضباع المصري
585 اتباع السنن واجتناب البدع
ضياء الدين المقدسي
586 رحلة الأمير
طالب مشتاق
587 تفسير التنوير والتحرير
الطاهر بن عاشور
588 الأحاديث الطوال
الطبراني
589 الأوائل
الطبراني
590 تاريخ الرسل والملوك
الطبري
591 سراج الملوك
الطرطوشي
592 آل الجرباء في التاريخ والأدب
الظاهري
593 الكشكول
العاملي
594 عشائر العراق
عباس العزاوي
595 معاهد التنصيص على شواهد التلخيص
العباسي
596 الرحلة الأعسمية في الديار الهندية
عبد الحسين الأعسم
597 الرحلة السلطانية وتاريخ السلطنة المصرية
عبد الحليم المصري
598 نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر
عبد الحي
599 القول الحق في بيروت ودمشق
عبد الرحمن سامي
600 حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر
عبد الرزاق البيطار
601 التحفة النابلسية في الرحلة الطرابلسية
عبد الغني النابلسي
602 الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية
عبد الغني النابلسي
603 خزانة الأدب
عبد القادر البغدادي
604 ذكرى العاقل وتنبيه الغافل
عبد القادر الجزائري
605 رحلتي إلى الشوا
عبد الله أفندي رعد
606 رحلة الأشواق القوية إلى مواطن السادة العلوية
عبد الله الكندي
607 في بلاد الزنوج أو ثمانية أشهر في أفريقيا الغربية
عبد الله حشيمة
608 رحلة عظمة السلطان حسين في رياض البحرين
عبد المسيح أنطاكي بك
609 رحلة عظمة السلطان حسين في وادي النيل
عبد المسيح أنطاكي بك
610 رحلات عبد الوهاب عزام
عبد الوهاب عزام
611 رحلة العبدري
العبدري
612 كشف الأسرار في حكم الطيور والأزهار
عز الدين المقدسي
613 الأوائل
العسكري
614 جمهرة الأمثال
العسكري
615 سمت النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي
العصامي
616 الشامل في الصناعة الطبية - الأدوية والأغذية: كتاب الهمزة - الجزء الثاني
علاء الدين (ابن النفيس) القرشي
617 الشامل في الصناعة الطبية، الأدوية والأغذية: كتاب الهمزة (الجزء الأول)
علاء الدين (ابن النفيس) القرشي
618 منافع الأغذية ودفع مضارها
العلامة الطبيب أبو بكر الرازي
619 الرحلة اليابانية
علي أحمد الجرجاوي
620 نهج البلاغة
علي بن أبي طالب
621 التنبيهات على أغاليط الرواة
علي بن حمزة البصري
622 المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام
علي جواد الطاهر
623 خريدة القصر وجريدة العصر
العماد الأصفهاني
624 رباعيات الخيام
عمر الخيام
625 معجم قبائل العرب القديمة والحديثة
عمر رضا كحالة
626 رحلة شرقية في انكلترا
عنبرة سلام
627 النور السافر عن أخبار القرن العاشر
العيدروس
628 الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة
الغزي
629 رحلة إلى الهند
غناطيوس
630 فرحة الأديب
الغندجاني
631 آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها
الفارابي
632 الألفاظ المستعملة في المنطق
الفارابي
633 تحصيل السعادة
الفارابي
634 الحروف
الفارابي
635 السياسة المدنية
الفارابي
636 فصول منتزعة
الفارابي
637 كتاب في المنطق
الفارابي
638 الشجرة المباركة في الأنساب الطالبية
الفخر الرازي
639 رحلة رسولية إلى بلاد الجليل
فردينان توتل اليسوعي
640 سياحة رسولية في بلاد حوران
فردينان توتل اليسوعي
641 رحلة من القاهرة إلى فزان
فريدريك هورنمان
642 رحلة الى العراق
فكري أباظة المحامي
643 صور الكواكب الثمانية والأربعين
الفلكي الشهير أبي الحسين عبد الرحمن بن عمر الرازي المعروف بالصوفي (المتوفى سنة 376هـ/986م)
644 القاموس المحيط
الفيروزآبادي
645 الرحلة الشرقية
فيليب الكرملي
646 فيض المعين على جمع الأربعين في فضل القرآن المبين
القاري
647 ترتيب المدارك وتقريب المسالك
القاضي عياض
648 نقد الشعر
قدامة بن جعفر
649 تفسير القرطبي
القرطبي
650 آثار البلاد وأخبار العباد
القزويني
651 الإيضاح في علوم البلاغة
القزويني
652 التدوين في أخبار قزوين
القزويني
653 درة الضرع لحديث أم زرع
القزويني
654 الرسالة القشيرية
القشيري
655 أخبار العلماء بأخيار الحكماء
القفطي
656 المحمدون من الشعراء
القفطي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/90)
657 صبح الأعشى
القلقشندي
658 قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان
القلقشندي
659 نهاية الأرب في معرفة الأنساب العرب
القلقشندي
660 رحلة إلى بلاد العرب وما حولها
كارستن نيبور
661 الفلسفة الأولى
الكندي
662 ولاة مصر
الكندي
663 رحلة كنغليك إلى المشرق
كنغليك
664 الإنصاف
الكوثري
665 فضالة الخوان في طيبات الطعام والألوان
لابن رزين التجيبي
666 رحلة اللحافي البغدادي من بغداد إلى القسطنطينية
اللحافي البغدادي
667 الإحاطة في أخبار غرناطة
لسان الدين بن الخطيب
668 التّفرقة بين الماهية والوجود في فلسفة ابن سينا
لطفي خير الله
669 خزنة فرعون في بترا
لويس جلابرت
670 زيارة حديثة لقصر يلديز الشهير
لويس رنز
671 الرحلة الأولى إلى طرف بادية تدمر
لويس شيخو
672 الرحلة الثانية من حماة إلى حلب
لويس شيخو
673 رحلة حديثة إلى الشهباء
لويس شيخو
674 رحلة خليل صباغ إلى طور سينا
لويس شيخو
675 رحلة محمد سعيد باشا إلى باريس
لويس شيخو
676 رحلة من رياق إلى حماة
لويس شيخو
677 من بيروت إلى الهند
لويس شيخو
678 رحلة المشرق
ليونهارت راوولف
679 الأمثال
المؤرج السدوسي
680 حذف من نسب قريش
مؤرج السدوسي
681 أخبار العباس و ولده
المؤلف مجهول
682 ألف ليلة وليلة
المؤلف مجهول
683 الحلل السندسية في الأخبار و الآثار الأندلسية
المؤلف مجهول
684 رحلات إلى الوطن العربي-إلى ليبيا
المؤلف مجهول
685 الرحلات الملكية إلى إقليم الفيوم
المؤلف مجهول
686 الرحلة الجوية في المركبة الهوائية
المؤلف مجهول
687 رحلة الشيخ عادي والربان هرمزد
المؤلف مجهول
688 رحلة حول افريقية
المؤلف مجهول
689 رحلة صيف
المؤلف مجهول
690 رحلة عبد اللطيف البغدادي
المؤلف مجهول
691 رحلة ناصر الدين إلى أوربة
المؤلف مجهول
692 كنز الفوائد في تنويع الموائد
المؤلف مجهول
693 مملكة الأمام يحيى
المؤلف مجهول
694 نهاية السول في خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم
مأمون الصاغرجي
695 الأحكام السلطانية والولايات الدينية
الماوردي
696 الكامل في اللغة والادب
المبرد
697 المقتضب
المبرد
698 نسب عدنان وقحطان
المبرد
699 كنز العمال
المتقي الهندي
700 خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
المحبي
701 نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة
المحبي
702 الرحلة المحسنية والسياحة الهاشمية
محسن أبو طبيخ
703 رحلات السيد محسن الأمين
محسن الأمين
704 إرشاد الألبا إلى محاسن أوروبا
محمد أمين فكري
705 الرحلة الأوروبية 1919
محمد الحجوي
706 رحلة إلى سيلان
محمد الحر
707 نفحة البشام في رحلة الشام
محمد القاياني
708 رحلة الشتاء
محمد الموسوي
709 رحلة من دمشق إلى بغداد
محمد الهاشمي
710 السيرة النبوية
محمد بن اسحاق
711 كتاب الطبيخ للبغدادي
محمد بن الحسن بن محمد ابن الكريم الكاتب البغدادي
712 الوفد الجزائري من رؤساء العرب ورحلتهم إلى محروسة باريز
محمد بن الشيخ الفغون القسنطيني
713 فوات الوفيات
محمد بن شاكر الكتبي
714 فوات الوفيات والذيل عليها
محمد بن شاكر الكتبي (- 764ه)
715 فوات الوفيات والذيل عليها
محمد بن شاكر الكتبي (-764ه
716 فوات الوفيات
محمد بن شاكر الكتبي (-764ه)
717 كِتاب الروض المعطار في خبر الأقطار
محمد بن عبد المنعم الحِميري
718 جولة في ربوع آسيا-بين مصر واليابان
محمد ثابت
719 جولة في ربوع الشرق الأدنى
محمد ثابت
720 رحلاتي في مشارق الأرض ومغاربها
محمد ثابت
721 فتح الغفور في وضع الأيدي على الصدور
محمد حياة السندي
722 الرحلة السعودية الحجازية النجدية
محمد سعود العوري
723 السير والنظر
محمد طلعت
724 تحفة الزائر في مآثر الأمير عبد القادر وأخبار الجزائر
محمد عبد القادر الجزائري
725 الرحلة الشامية
محمد علي باشا
726 رحلة محمد علي إلى أمريكا
محمد علي باشا
727 الرحلة الأنورية
محمد كرد علي
728 غابر الأندلس وحاضرها
محمد كرد علي
729 غرائب الغرب
محمد كرد علي
730 رحلة إلى أمريكا
محمد لبيب البتنوني
731 رحلة الأندلس
محمد لبيب البتنوني
732 الرحلة الحجازية
محمد لبيب البتنوني
733 رحلة الصيف في أوربة
محمد لبيب البتنوني
734 رحلتي إلى الحجاز
محي الدين رضا
735 الفتوحات المكية
محيي الدين بن عربي
736 الجنى الداني في حروف المعاني
المرادي
737 سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر
المرادي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/91)
738 المعجب في تلخيص أخبار المغرب
المراكشي
739 أشعار النساء
المرزباني
740 معجم الشعراء
المرزباني
741 نور القبس
المرزباني
742 الأزمنة والأمكنة
المرزوقي
743 شرح ديوان الحماسة
المرزوقي
744 الفخري في الأنساب الطالبيين
المرزوي
745 تهذيب الكمال في أسماء الرجال
المزي
746 أخبار الزمان
المسعودي
747 الروض الخصيب في رحلة السيد النقيب
مصطفى الواعظ
748 في المملكة الروحية للعالم الإسلامي
مصطفى محمد
749 رحلة المظفر
المظفر الموصلي
750 نضرة الاغريض في نصرة القريض
المظفر بن الفضل
751 المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب
المغيري
752 الأمثال
المفضل الضبي
753 المفضليات (كله شعر)
المفضل الضبي
754 أمثال العرب
المفضل بن محمد الضبي
755 أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم
المقدسي
756 الحج
المقدسي
757 مسبوك الذهب في فضل العرب وشرف العلم على شرف النسب
المقدسي
758 أخبار النحويين
المقرىء
759 اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء
المقريزي
760 البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب
المقريزي
761 السلوك لمعرفة دول الملوك
المقريزي
762 المواعظ والاعتبار
المقريزي
763 قوت القلوب
المكي
764 الاستعداد للموت وسؤال القبر
المليباري
765 اتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب
المناوي
766 مجمع الأمثال
الميداني
767 الاصطياف في لبنان
ميشال أفندي إلياس سماحة
768 سياحة حديثة في الصعيد
ميشال جوليان اليسوعي
769 موسوعة تفسير الأحلام
ميلر
770 تعطير الأنام في تفسير الأحلام
النابلسي
771 رحلتي إلى أفريقيا العربية - المغرب
ناجي جواد
772 رحلة الوصي وولي العهد
ناصر جرجس
773 سفر نامه
ناصر خسرو
774 تاريخ قضاة الأندلس
النباهي
775 الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر
النجدي
776 رحلة في بلد العربية السعيدة
نزيه مؤيد العظم
777 الجمعة
النسائي
778 فضائل القرآن
النسائي
779 المنتقى من عمل اليوم والليلة
النسائي
780 الأربعين
النسوي
781 كَنْزُ الفَوَائِدِ في تَنْويع المَوَائِدِ
النشرات الإسلامية 40
782 الحور العين
نشوان الحميري
783 تجريد المنطق
نصير الدين الطوسي
784 مجاهل الصمت والصخب
نضال كرم
785 الدارس في تاريخ المدارس
النعيمي
786 المواقف والمخاطبات
النفري
787 فنون العجائب في أخبار الماضين من بني اسرائيل وغيرهم من العباد والزاهدين
النقاش
788 رحلة إلى بغداد
نواب حميد يار جونك
789 روضة الطالبين
النووي
790 رياض الصالحين
النووي
791 رحلات في شرق الأردن
هـ. ب. تريسترام
792 التعليقات و النوادر
الهجري
793 الإكليل
الهمداني
794 صفة جزيرة العرب
الهمداني
795 سكة بغداد الحديدية
هنري لامنس اليسوعي
796 مبلغ الأرب في فخر العرب
الهيتمي
797 مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
الهيتمي
798 أسباب نزول القرآن
الواحدي
799 فتوح الشام
الواقدي
800 المغازي
الواقدي
801 الإيناس بعلم الأنساب
الوزير المغربي
802 ادب الخواص
الوزير المغربي
803 الموشى
الوشاء
804 غرر الخصائص الواضحة
الوطواط
805 أخبار القضاة
وكيع
806 مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان
اليافعي
807 معجم البلدان
ياقوت الحموي
808 المنازل المحاسنية في الرحلة الطرابلسية
يحيى بن محاسن
809 البلدان
اليعقوبي
810 تاريخ اليعقوبي
اليعقوبي
811 مضاهاة أمثال كليلة و دمنة
اليمني
812 الأمالي
يموت بن المزرع
813 رحلتا السويد والأندلس
يوسف عبود
814 بالسفينة نازبروز حول القارة الأفريقية
يوسف كمال
815 سياحتي في بلاد التبت الغربية وكشمير
يوسف كمال
816 سياحتي في بلاد الهند الانجليزية وكشمير
يوسف كمال
817 الرحلة الملكية
يوسف ياسين
818 ذيل مرآة الزمان
اليونيني
ـ[فارس النهار]ــــــــ[26 - 11 - 03, 04:43 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي
ـ[محمد السالمي]ــــــــ[01 - 12 - 03, 08:33 ص]ـ
بورك فيك أيها الطحان الصغير أينما كنت
ـ[ريّان الأندلسي]ــــــــ[27 - 01 - 04, 01:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم , و بلغ رسوله الكريم , أما بعد
فبارك الله فيك أخي , على فهرسك و بمعرفتك قد زاد شرفي ,و اريد أن أستقصي منك و أعرف , هل بحوزتك شيء من هذه الكتب جاهزة للتنزيل فتُتحف , ني بها. فقد عرفت أن الوراق لا يسمح بالتنزيل هذه الكتب , ولا ان نحفضها عندنا و نتدارسها فنبلغ الأرب.
فعساك تبلغني مناي , و يكون عندك مطلبي فتنال , من الخير ما لا يُعدّ ولا يُكال. والسلام عليك في كل وقت في كل حال.
ـ[ esen71] ــــــــ[24 - 03 - 04, 11:47 ص]ـ
575 تصحيح التصحيف وتحرير التحريف
الصفدي أخي انا بحاجة الي هذا الكتاب
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[30 - 03 - 04, 10:30 م]ـ
وأنا أيضا ...
أي أخي مجرد إنسان! هل لديك موجود هذا الكتاب؟
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[31 - 03 - 04, 02:20 ص]ـ
شكرا للاخوة الكرام
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[11 - 11 - 05, 07:44 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو جبير]ــــــــ[21 - 11 - 06, 11:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا
عددمن الكتب الموجودة في هذه اللائحة غير موجودة بالموقع منها مثلا:
711 كتاب الطبيخ للبغدادي
محمد بن الحسن بن محمد ابن الكريم الكاتب البغدادي
فأين هو هذا الكتاب؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/92)
ـ[أحمد إبراهيم صالح]ــــــــ[25 - 11 - 06, 02:28 م]ـ
ولو أننا نثقل عليك أتستطيع إتاحفنا - بارك الله فيك - بشيئ منها وخاصة كتب الأدب؟
أم أن الأمر فيه إثقال عليك؟ مع علمنا بأنك لن تبخل علينا والمشكلة فقط في ضيق الوقت وكثرة الأشغال.
ـ[هشام فتحي]ــــــــ[12 - 01 - 08, 06:19 ص]ـ
بسم اللة الحمن الرحيم
اخي العزيز مجهود كبير جعلة اللة في ميزان حسناتك. واسمح لي ان اسالك عن كتاب مرآة الحرمين إبراهيم رفعت باشا عندما حاولت التسجيل والحصول علية غير موجود فهل لديكم نسخة منة جزاك اللة خيرا(6/93)
حمل تفسير "التحرير والتنوير"
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[25 - 11 - 03, 04:46 ص]ـ
وهو من موقع الوراق
الجزء الأول
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[27 - 11 - 03, 07:41 ص]ـ
وهذا الجزء الثاني
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[29 - 11 - 03, 01:24 ص]ـ
الجزء الثالث
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[29 - 11 - 03, 01:29 ص]ـ
الجزء الثالث
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[29 - 11 - 03, 01:39 ص]ـ
الرابع
ـ[الأجهوري]ــــــــ[29 - 11 - 03, 10:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ونرجو بيان لمحة عن الشيخ المصنف وعن عدد أجزاء الكتاب
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[29 - 11 - 03, 11:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا .... وأرجو ان تنتبه الى سقط فى الجزء الثالث ... حبذا لو أتممته ...
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 11 - 03, 12:15 م]ـ
هذه ترجمة الطاهر بن عاشور
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14155
وهذه نبذه عن منهجه من رسالة وضعها الأخ ابن عبدالوهاب السالمي حفظه الله
تفسير ابن عاشور
من خلال كتابه التحرير والتنوير
...
مؤلف هذا التفسير هو محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي ت 1393 هـ وهو من أهل المنطقة ولد بتونس وتوفي بها ().
التعريف بالتفسير:
وتفسيره المسمى بالتحرير والتنوير اسمه الأصلي: "تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد وتفسير الكتاب المجيد".
والكتاب له طبعتان: طبعة على هيئة أجزاء متفرقة نشرتها الدار التونسية للنشر، وطبعة في خمس مجلدات، وطبعة قديمة سنة 1384هـ بمطبعة عيسى البابي الحلبي لم أقف منها على غير الجزء الأول فقط.
قدم له المؤلف بتمهيد واف ذكر فيه مراده من هذا التفسير وقال:
فجعلت حقًا علي أن أبدي في تفسير القرآن نكتا لم أر من سبقني إليها، وأن أقف موقف الحكم بين طوائف المفسرين تارة لها وآونة عليها، فإن الاقتصار على الحديث المعاد، تعطيل لفيض القرآن الذي ماله من نفاد، ولقد رأيت الناس حول كلام الأقدمين أحد رجلين: رجل معتكف فيما شاده الأقدمون، وآخر آخذ بمعولة في هدم ما مضت عليه القرون وفي تلك الحالتين ضر كثير، وهنالك حالة أخرى ينجبر بها الجناح الكسير، وهي أن نعمد إلى ما أشاده الأقدمون فنهذبه ونزيده وحاشا أن ننقضه أو نبيده، علما بأن غمص فضلهم كفران للنعمة، وجحد مزايا سلفها ليس من حميد خصال الأمة. ()
وقد ذكر فيها أهم التفاسير في نظره فبدأها بتفسير الكشاف ثم المحرر الوجيز ثم مفاتيح الغيب وتفسير البيضاوي والآلوسي وذكر بعض الحواشي على الكشاف والبيضاوي وتفسير أبي السعود والقرطبي وتقييد الأبي على ابن عرفة وتفسير ابن جرير ودرة التنزيل. ثم قال: ولقصد الاختصار أعرض عن العزو إليها.
فكأنها مراجعه الأساسية.
ولقد أخر ما حقه التقديم فجعل أولها كتاب الكشاف المعتزلي وجعل في آخرها كتاب ابن جرير أعظم المفسرين وعمدة السابقين واللاحقين مما يعطي الانطباع بأن منهج الشيخ عقلاني أكثر منه أثري.
ثم قال: وقد ميزت ما يفتح الله لي من فهم في معاني كتابه وما أجلبه من المسائل العلمية مما لا يذكره المفسرون. ()
كما وضح أن فن البلاغة لم يخصه أحد من المفسرين بكتاب كما خصوا أفانين القرآن الأخرى ومن أجل ذلك التزم أن لا يغفل التنبيه على ما يلوح له منه كلما ألهمه.
وأخيرًا فهو يمتدح كتابه بقوله: ففيه أحسن ما في التفاسير، وفيه أحسن مما في التفاسير. ()
وقد أتبع كلامه عن تفسيره بعشر مقدمات:
الأولى: في التفسير والتأويل وتعرض فيه لبيان أن التفسير ليس علمًا إلا على وجه التسامح وناقش ذلك بمقدمات منطقية ترسم أبعادًا لمنهجه العقلاني الذي يتضح من خلال مطالعة تفسيره شيئًا فشيئًا. ()
وقد أثنى في تلك المقدمة على تفسيري الكشاف وابن عطية وقال: وكلاهما عضادتا الباب ومرجع من بعدهما من أولي الألباب. ()
وسوف يأتي ذكر بقية المقدمات في غضون كلامنا عن المنهج التفصيلي.
المنهج العام للتفسير: ()
وتفسير التحرير والتنوير بعتير في الجملة تفسيرا بلاغيا بيانا لغويا عقلانيا لايغفل المأثور ويهتم بالقراءات. وطريقة مؤلفه فيه أن يذكر مقطعا من السورة ثم بشرع في تفسيره مبتدئا بذكر المناسبة ثم لغويات المقطع ثم التفسير الإجمالي ويتعرض فيه للقراءات والفقهيات وغيرها.
وهو يقدم عرضا تفصيليا لما في السورة ويتحدث عن ارتباط آياتها. ()
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/94)
المنهج التفصيلي للمؤلف:
أولا: أسماء السور وعدد الآيات والوقوف وبيان المناسبات:
لقد أفرد ابن عاشور المقدمة الثامنة من مقدماته وجعلها في اسم القرآن وآياته وسوره وترتيبها وأسمائها.
ثم هو يتعرض أثناء التفسير لأسماء السور ومن ذلك في سورة الفاتحة إذ يقول: سورة الفاتحة من السور ذات الأسماء الكثيرة. أنهاها صاحب الإتقان إلى نيف وعشرين بين ألقاب وصفات وجرت على ألسنة القراء من عهد السلف، ولم يثبت في السنة الصحيحة والمأثور من أسمائها إلا فاتحة الكتاب، والسبع المثاني، وأم القرآن، أو أم الكتاب، فلنقتصر على بيان هذه الأسماء الثلاثة. ()
ومما قاله في تقديمه لكتابه: واهتممت أيضًا ببيان تناسب اتصال الآي بعضها ببعض وبين أن البحث عن تناسب مواقع السور ليس حقًا على المفسر.
ويتعرض لمكية السور ومدنيتها وترتيب نزولها كما في الفاتحة والبقرة وغيرهما. ()
وفي ترتيب النزول جاء قوله:
تحير المفسرون في محل هاته الحروف الواقعة في أول هاته السور، وفي فواتح سور أخرى عدة جميعها تسع وعشرون سورة ومعظمها في السور المكية، وكان بعضها في ثاني سورة نزلت وهى ?ن والقلم? () وأخلق بها أن تكون مثار حيرة ومصدر أقوال متعددة وأبحاث كثيرة ().
وعند النظر لأول وهلة يتبين أن تحديد المصنف لتلك السورة بأنها ثاني سورة نزلت ليس بصحيح فإن أولى السور نزولا هي العلق ثم المدثر والخلاف محصور فيهما مع الفاتحة، فسورة ن هي الرابعة على أقل تقدير. ()
وهو يتعرض لعد الآي ومن ذلك قوله في سورة البقرة: وعدد آيها مائتان وخمس وثمانون آية عند أهل العدد بالمدينة ومكة والشام، وست وثمانون عند أهل العدد بالكوفة، وسبع وثمانون عند أهل العدد بالبصرة ().
وقد تعرض للخلاف في عد الفواتح. ()
ثانيا: موقفه من العقيدة:
وهو في العقيدة يسلك مسلك المؤولة:
يقول: فوصف الله تعالى بصفات الرحمة في اللغات ناشئ على مقدار عقائد أهلها في ما يجوز على الله ويستحيل، وكان أكثر الأمم مجسمة، ثم يجيء ذلك في لسان الشرائع تعبيرًا على المعاني العالية بأقصى ما تسمح به اللغات مع اعتقاد تنزيه الله عن أعراض المخلوقات بالدليل العام على التنزيه وهو مضمون قول القرآن?ليس كمثله شيء ? () فأهل الإيمان إذا سمعوا أو أطلقوا وصفي: الرحمن الرحيم؛ لا يفهمون منه حصول ذلك الانفعال الملحوظ في حقيقة الرحمة في متعارف اللغة العربية لسطوع أدلة تنزيه الله تعالى عن الأعراض بل إنه يراد بهذا الوصف في جانب الله تعالى إثبات الغرض الأسمى من حقيقة الرحمة وهو صدور آثار الرحمة من الرفق واللطف والإحسان والإعانة لأن ماعدا ذلك من القيود الملحوظة في مسمى الرحمة في متعارف الناس لا أهمية له، لولا أنه لا يمكن بدونه حصول آثاره فيهم ألا ترى أن المرء قد يرحم أحدًا ولا يملك له نفعا لعجز أو نحوه وقد أشار إلى ما قلناه أبو حامد الغزالي في المقصد الأسنى بقوله: الذي يريد قضاء حاجة المحتاج ولا يقضيها فإن كان قادرًا على قضائها لم يسم رحيمًا إذ لو تمت الإرادة لوفى بها وإن كان عاجزا فقد يسمى رحيما باعتبار ما اعتبره من الرحمة والرقة ولكن ناقص.
وبهذا تعلم أن إطلاق نحو هذا الوصف على الله تعالى ليس من المتشابه لتبادر المعنى المراد منه بكثرة استعماله وتحقق تنزه الله عن لوازم المعنى المقصود في الوضع مما لا يليق بجلال الله، كما نطلق العليم على الله مع التيقن بتجرد علمه عن الحاجة إلى النظر والاستدلال وسبق الجهل، وكما نطلق الحي عليه تعالى مع اليقين بتجرد حياته عن العادة والتكون، ونطلق القدرة مع اليقين بتجرد قدرته عن المعالجة والاستعانة، فوصفه تعالى بالرحمن الرحيم من المنقولات الشرعية فقد أثبت القرآن رحمة الله في قوله ?ورحمتي وسعت كل شيء ? () فهي منقولة في لسان الشرع إلى إرادة الله إيصال الإحسان إلى مخلوقاته في الحياة الدنيا وغالب الأسماء الحسنى من هذا القبيل. ()
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/95)
ويقول: وإذا كانت حقيقة الغضب يستحيل اتصاف الله تعالى بها، وإسنادها إليه على الحقيقة، للأدلة القطعية الدالة على تنزيه الله تعالى عن التغيرات الذاتية والعرضية؛ فقد وجب على المؤمن صرف إسناد الغضب إلى الله عن معناه الحقيقي، وطريقة أهل العلم والنظر في هذا الصرف أن يصرف اللفظ إلى المجاز بعلاقة اللزوم أو إلى الكناية باللفظ عن لازم معناه، فالذي يكون صفة لله من معنى الغضب هو لازمه، أعني: العقاب والإهانة يوم الجزاء واللعنة أي الإبعاد عن أهل الدين والصلاح في الدنيا أو هو من قبيل التمثيلية. وكان السلف في القرن الأول ومنتصف القرن الثاني يمسكون عن تأويل هذه المتشابهات، لما رأوا في ذلك الإمساك من مصلحة الاشتغال بإقامة الأعمال التي هي مراد الشرع من الناس، فلما نشأ النظر في العلم وطلبوا معرفة حقائق الأشياء وحدث قول الناس في معاني الدين بما لا يلائم الحق، لم يجد أهل العلم بدًأ من توسيع أساليب التأويل الصحيح لإفهام المسلم وكبت الملحد، فقام الدين بصنيعهم على قواعده، وتميز المخلص له عن ماكره وجاحده، وكل فيما صنعوا على هدى. وبعد البيان لا يرجع إلى الإجمال أبدًا، () وماتأولوه إلا بما هو معروف في لسان العرب مفهوم لأهله. فغضب الله تعالى على العموم يرجع إلى معاملته الحائدين عن هديه العاصين لأوامره ويترتب عليه الانتقام وهو مراتب أقصاها عقاب المشركين والمنافقين بالخلود في الدرك الأسفل من النار ودون الغضب الكراهية. ()
وقد يستطرد أحيانا في تلك القضايا المتعلقة بالصفات ويكفي القارئ لمعرفة مدى الاستطراد الذي وقع فيه المؤلف الخارج عن نطاق التفسير أن يقرأ هذه الفقرة التي ساقها ضمن كلامه الطويل عن الحمد:
قال: …ومنه أنه يكون ثناء على الجميل الاختياري: وبهذا يندفع الإشكال عن حمدنا الله تعالى على صفاته الذاتية كالعلم والقدرة دون صفات الأفعال، وإن كان اندفاعه على اختيار الجمهور أيضًا ظاهرا؛ فإن ما ورد عليهم من أن مذهبهم يستلزم أن لا يحمد الله تعالى على صفاته لأنها ذاتية، فلا توصف بالاختيار إذ الاختيار يستلزم إمكان الاتصاف. وقد أجابوا عنه إما بأن تلك الصفات العلية نزلت منزلة الاختيارية لاستقلال موصوفها وإما بأن ترتب الآثار الاختيارية عليها يجعلها كالاختيارية، وإما بأن المراد بالاختيارية أن يكون المحمود فاعلا بالاختيار وإن لم يكن المحمود عليه اختياريًا. وعندي أن الجواب أن نقول: إن شرط الاختياري في حقيقة الحمد – عند مثبته- لإخراج الصفات غير الاختيارية، لأن غير الاختياري فينا ليس من صفات الكمال إذ لا تترتب عليها الآثار الموجبة للحمد، فكان شرط الاختيار في حمدنا زيادة في تحقق كمال المحمود، أما عدم الاختيار المختص بالصفات الذاتية الإلهية فإنه ليس عبارة عن نقص في صفاته، ولكنه كمال نشأ من وجوب الصفة للذات لقدم الصفة فعدم الاختيار في صفات الله تعالى زيادة في الكمال لأن أمثال تلك الصفات فينا لا تكون واجبة للذات ملازمة لها، فكان عدم الاختيار في صفات الله تعالى دليلا على زيادة الكمال، وفينا دليلا على النقص. وما كان نقصًا فينا باعتبار ما، قد يكون كمالا لله تعالى باعتبار آخر، مثل عدم الولد، فلا حاجة إلى الأجوبة المبنية على التنزيل إما باعتبار الصفة أو باعتبار الموصوف، على أن توجيه الثناء إلى الله تعالى بمادة (حمد) هو أقصى ما تسمى به اللغة الموضوعة لأداء المعاني المتعارفة لدى أهل تلك اللغة، فلما طرأت عليهم المدارك المتعلقة بالحقائق العالية عبر لهم عنها بأقصى ما يقربها من كلامهم. ()
ويقول في خلق الأفعال وقضية اللطف وهو كلام يشم منه رائحة الاعتزال:
? فزادهم الله مرضا? () وإنما أسندت زيادة مرض قلوبهم إلى الله تعالى مع أن زيادة هاته الأمراض القلبية من ذاتها، لأن الله تعالى لما خلق هذا التولد وأسبابه وكان أمره خفيا، نبه الناس على خطر الاسترسال في النوايا الخبيثة والأعمال المنكرة، وأنه من شأنه أن يزيد تلك النوايا تمكنا من القلب فيعسر أو يتعذر الإقلاع عنها بعد تمكنها، وأسندت تلك الزيادة إلى اسمه تعالى لأن الله غضب عليهم فأهملهم وشأنهم ولم يتداركهم بلطفه الذي يوقظهم من غفلاتهم لينبه المسلمين إلى خطر أمرها وأنها مما يعسر إقلاع أصحابها عنها ليكون حذرهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/96)
من معاملتهم أشد ما يمكن.
وله كلام جيد في تقدير المحذوف في لا إله إلا الله:
قال: قد أفادت جملة (لا إله إلا هو) التوحيد لأنها نفت حقيقة الألوهية عن غير الله تعالى. وخبر" لا" محذوف دل عليه ما في" لا "من معنى النفي لأن كل سامع يعلم أن المراد نفي هذه الحقيقة فالتقدير لا إله موجود إلا هو، وقد عرضت حيرة للنحاة في تقدير الخبر في هاته الكلمة …الخ ()
كما تعرض للخلاف في مسمى الإيمان فأطال فيه إطالة خرجت عن حد التفسير () وتورط فيها ورطة كبيرة كما سيأتي في نهاية حديثنا عن هذا التفسير.
وله ردود ومناقشات مع الفرق ومن ذلك:
حملته في المقدمة الثالثة على تفسير الباطنية وقد عرج على التفسير الإشاري وخرجه تخريجًا يوحي بقبوله له وقال في بعض أنحائه: ورأيت الشيخ محيي الدين يسمي هذا النوع سماعًا ولقد أبدع. ()
وقد تعرض للإباضية وقولهم في الإيمان ()
كما تعرض لبعض الخلافات بين الأشاعرة والمعتزلة ()
وابن عاشور يؤخذ عليه أنه ينقل عن أناس معروفين بالزيغ في باب الاعتقاد فهو ينقل عن ابن سينا () وأمثاله إذ يقول بعد ذكر كلام للرازي:
قلت: ولم يسم الإمام المرتبة الثالثة باسم والظاهر أنها ملحقة في الاسم في المرتبة الثالثة أعني العبودية لأن الشيخ ابن سينا قال في الإشارات: العارف يريد الحق لا لشيء غيره ولا يؤثر شيئًا على عرفانه وتعبده له فقط لأنه مستحق للعبادة ولأنها نسبة شريفة إليه لا لرغبة أو رهبة ا. هـ فجعلهما حالة واحدة. ()
كما ينقل عنه مرة ثانية بعدها بصفحة فيقول:
وأقل منه قول الشيخ ابن سينا في الإشارات: لما لم يكن الإنسان بحيث يستقل وحده بأمر نفسه إلا بمشاركة آخر من بني جنسه وبمعاوضة ومعارضة تجريان بينهما يفرغ كل واحدة منهما لصاحبه عن مهم لو تولاه لنفسه لازدحم على الواحد كثير وكان مما يتعسر إن أمكن، وجب أن يكون بين الناس معاملة وعدل يحفظه شرع يفرضه شارع متميز باستحقاق الطاعة، ووجب أن يكون للمحسن والمسيء جزاء من عند القدير الخبير، فوجب معرفة المجازي والشارع، وأن يكون مع المعرفة سبب حافظ للمعرفة ففرضت عليهم العبادة المذكِّرة للمعبود، وكررت عليهم ليستحفظ التذكير بالتكرير ا. هـ ()
وتقدم نقله عن ابن عربي. ()
كما تأثر بمن لديه انحراف في عقيدته ونقل عنه كثيرا أمثال الزمخشري، وهو يثني على الغزالي وينقل عنه كثيرًا أيضا. ()
ثالثا: موقفه من تفسير القرآن بالقرآن:
ومن مواضع تفسير ابن عاشور للقرآن بالقرآن وهي تكاد تكون نادرة وغير مباشرة قوله:
? يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم ? () قال: وقيل: أريد بالذين آمنوا الذين أظهروا الإيمان فتكون خطابا للمنافقين فيؤول قوله ? الذين آمنوا? بمعنى أظهروا الإيمان فيكون تهكما بهم على حد قوله ? وقالوا ياأيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون ? () فيكون خطابا للمنافقين …الخ. ()
وقال: والعلو في قوله ? ولتعلن علوا كبيرا? () مجاز في الطغيان والعصيان كقوله كقوله ? إن فرعون علا في الأرض ? () وقوله ? إنه كان عاليا من المسرفين? () وقوله ? ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين ? () تشبيها للتكبر والطغيان بالعلو على الشيء لامتلاكه تشبيه معقول بمحسوس. ()
رابعا: موقفه من تفسير القرآن بالسنة:
وأفرد ابن عاشور المقدمة الثالثة من مقدماته العشر: في صحة التفسير بغير المأثور ومعنى التفسير بالرأي وقد انتقد فيها كتب التفسير بالمأثور حتى تجاوز الانتقاد إلى ذكر ما ليس بحقيقة كقوله: وإن أرادوا بالمأثور ما روي عن النبي ? وعن الصحابة خاصة وهو ما يظهر من صنيع السيوطي في تفسيره الدر المنثور. لم يتسع ذلك المضيق إلا قليلا ولم يغن عن أهل التفسير فتيلا. ()
وهذا غير صحيح فالدر المنثور جامع لأقوال التابعين وبعض تابعي التابعين أكثر مما جمع عن الصحابة.
وقد انتقد الطبري وقال عن طريقته: وذلك طريق ليس بنهج وقد سبقه إليه بقي ابن مخلد ولم نقف على تفسيره، وشاكل الطبري فيه معاصروه، مثل ابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم، فلله در الذين لم يحبسوا أنفسهم في تفسير القرآن على ما هو مأثور مثل الفراء وأبي عبيدة من الأولين، والزجاج والرماني ممن بعدهم، ثم الذين سلكوا طريقهم مثل الزمخشري وابن عطية. ()
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/97)
وأقول: بل لله در من حبسوا نفسهم على منهاج أولهم ولم تزل أقدامهم في مازلت فيه أقدام غيرهم ممن خرجوا من القفص لحتفهم.
أما موقفه من الحديث فيتعرض له على وجه التفسير وربما جاء به لدلالة لغوية ونحوها.
وهو في الغالب يذكر الأحاديث بدون تخريج ().
وربما ذكر التخريج وهو قليل ().
وقد يخالف المصنف عادته لحاجة في نفس يعقوب ومن ذلك كلامه عن حديث تحويل القبلة حيث لم يكتف بالتخريج ولا بالصناعة الحديثية بل ذكر أيضا طرفا من الأسانيد فقال عند قوله ? سيقول السفهاء من الناس ماولاهم عن قبلتهم? ():
ولذلك جزم أصحاب هذا القول بأن هذه الآية نزلت بعد نسخ استقبال بيت المقدس ورووا ذلك عن مجاهد. وروى البخاري في كتاب الصلاة () من طريق عبدالله بن رجاء عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء حديث تحويل القبلة ووقع فيه: فقال السفهاء - وهم اليهود -: ?ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ? ?قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم?. وأخرجه في كتاب الإيمان () من طريق عمرو بن خالد عن زهير عن أبي إسحاق عن البراء بغير هذه الزيادة، ولكن قال عوضها: وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل بيت القدس، وأهل الكتاب، فلما ولى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك. وأخرجه في كتاب التفسير () من طريق أبي نعيم عن زهير بدون شيء من هاتين الزيادتين، والظاهر أن الزيادة الأولى مدرجة من إسرائيل عن أبي إسحاق، والزيادة الثانية مدرجة من عمرو بن خالد لأن مسلما والترمذي والنسائي قد رووا حديث البراء عن أبي إسحاق من غير طريق إسرائيل ولم يكن فيه إحدى الزيادتين، فاحتاجوا إلى تأويل حرف الاستقبال من قوله ?سيقول السفهاء? بمعنى التحقيق لا غير، أي قد قال السفهاء: ماولاهم ().
وهذا التخريج المطول - بالنسبة للتفسير - لاقيمة له من حيث الصناعة الحديثية لإثبات الإدراج في الحديث، ولابد في ذلك من نص عالم متخصص من الحفاظ على ذلك الإدراج أو التتبع الكامل لجميع طرق الحديث ثم عرضها على قواعد أهل المصطلح للوصول لتلك الدعوى العريضة.
وهو أحيانا يغض طرفه عن مشهور الحديث بعبارة مقتضبة لعدم قناعته بالتفسير المترتب عليه ومن ذلك:
قوله ?غير المغضوب عليهم ولا الضالين? ()
قال: فالمغضوب عليهم: جنس للفرق التي تعمدت ذلك واستخفت بالديانة عن عمد أو تأويل بعيد جدًا، والضالون: جنس للفرق التي أخطأت الدين عن سوء فهم وقلة إصغاء، وكلا الفريقين مذموم لأننا مأمورون باتباع سبيل الحق وصرف الجهد إلى إصابته، واليهود من الفريق الأول والنصارى من الفريق الثاني وما ورد في الأثر مما ظاهره تفسير ?المغضوب عليهم? باليهود و?الضالين بالنصارى? فهو إشارة إلى أن في الآية تعريضًا بهذين الفريقين اللذين حق عليهما هذان الوصفان لأن كلا منهما صار علما فيما أريد التعريض به فيه. ()
فقوله: "وما ورد في الأثر مما ظاهره .. "واضح جدا فيما ذكرته، وتفسير الآية بذلك يعتبر نصا فيها لا ظاهرا كما يوهم كلامه وهو حديث مشهور رواه عدة واتفق السلف على تفسير الآية بذلك حتى قال ابن أبي حاتم: لا أعلم بين المفسرين في هذا الحرف خلافا. ()
وربما نقد بعض الأحاديث () ثم تناقض. ()
وقد وهم في حديث نسبه للنبي ? وهو من مشهور كلام علي بن أبي طالب وذلك في قوله:
فالعالم يحرم عليه أن يكتم من علمه ما فيه هدى للناس لأن كتم الهدى إيقاع في الضلالة سواء في ذلك العلم الذي بلغة إليه في تاريخ الخبر كالقرآن والسنة الصحيحة والعلم الذي يحصل عن النظر كالاجتهادات إذا بلغة مبلغ غلبة الظن بأن فيها خيرًا للمسلمين، ويحرم عليه بطريق القياس الذي تومئ إليه العلة أن يثبت في الناس ما يوقعهم في أوهام بأن يلقنها وهو لا يحسن تزيلها ولا تأويلها، فقد قال رسول الله ?: “حدثوا الناس بما يفهمون أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟ ” () وكذلك كل ما يعلم أن الناس لا يحسنون وضعه ().
وهو يتعرض لذكر أسباب النزول وقد أفرد لها المقدمة الخامسة حيث تكلم فيها عن فوائدها وأنكر على من توسع فيها وخلط الغث بالسمين.
ومن مواضع ذكره لأسباب النزول ماتقدم في قضية تحويل القبلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/98)
ومنه أيضا قوله في آية ? ماكان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض? (): … فنزلت لبيان الأمر الأجدر فيما جرى في شأن الأسرى في وقعت بدر. وذلك مارواه مسلم عن ابن عباس والترمذي عن ابن مسعود ما مختصره أن المسلمين لما أسروا الأسارى، قال أبو بكر: يانبي الله هم بنو العم والعشيرة أرى أن تأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة على الكفار، فعسى الله أن يهديهم للإسلام وقال عمر: أرى أن تمكننا فنضرب أعناقهم فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها. فهوي رسول الله ما قال أبو بكر فأخذ منهم الفداء. () كما رواه أحمد عن ابن عباس فأنزل الله
?ماكان لنبي أن يكون له أسرى?. ()
خامسا: موقفه من تفسير القرآن بأقوال السلف:
أما أقوال الصحابة والتابعين فلا يكثر نقلها وهو في نقله غالبا تابع لابن عطية والرازي ونحوهما لا عن المصادر الأساسية، وأما أكثر نقوله فهي عن المتأخرين أمثال الرازي والغزالي وصاحب الكشاف والسكاكي والسيالكوتي والتفتازاني ونحوهم.
ومن مواضع نقله عن السلف قوله:
ويعضدنا في هذا ما ذكر الفخر عن ابن عباس والبراء بن عازب والحسن أن المراد بالسفهاء المشركون (). ()
ومن المواضع التي تستحق التنبيه لتعلقها بتفسير السلف قوله: ... مثل اللات يزعم العرب أنه رجل كان يلت السويق للحجيج وأن أصله اللاتّ. ()
وهذا الذي ذكره ليس زعما للعرب بل هو تفسير صحيح ثابت عن حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عباس ().
سادسا: موقفه من السيرة والتاريخ وذكر الغزوات:
والمصنف يتعرض للسيرة في مناسبات كثيرة منها ماتقدم في أسارى بدر. ()
ومن مواضع تعرضه للأمور التاريخية حديثه عن شهور العرب وإطالته فيها تحت قوله تعالى ? شهر رمضان? ().
سابعا: موقفه من الإسرائيليات:
والمصنف إذ ينعى على التفسير بالمأثور إغراقه في الإسرائيليات ونقلها عن أئمة أهل الكتاب ممن أسلم أمثال عبد الله بن سلام? ووهب بن منبه وكعب ابتكر تعاملا جديدا معها وهو النقل المباشر من الأسفار ومن ذلك ():
قوله: وقد جاء ذكر اللعنة على إضاعة عهد الله في التوراة مرات وأشهرها العهد الذي أخذه موسى على بني إسرائيل في (حواريب) حسبما جاء في سفر الخروج في الإصحاح الرابع والعشرين، والعهد الذي أخذه عليهم في (مؤاب) وهو الذي فيه اللعنة على من تركه وهو في سفر التثنية في الإصحاح الثامن والعشرين والإصحاح التاسع والعشرين ومنه: أنتم واقفون اليوم جميعكم أمام الرب إلهكم … لكي تدخلوا في عهد الرب وقسمه لئلا يكون فيكم اليوم منصرف عن الرب ... الخ ()
ثامنا: موقفه من اللغة:
ومما قاله المصنف في تقديمه لكتابه:
وقد اهتممت في تفسيري هذا ببيان وجوه الإعجاز ونكت البلاغة العربية وأساليب الاستعمال.
وقال: واهتممت بتبيين معاني المفردات في اللغة بضبط وتحقيق مما خلت عن ضبطه وتحقيقه كثير منه قواميس اللغة.
وهو كما قال فعلا حيث خرج من التفسير إلى إضافة قاموس لغوي لمفردات القرآن ومن أمثلة ذلك:
الإطناب في كلمة حجارة ()
الإطناب الشديد في فواتح السور ()
وجعل المقدمة الثانية: في استمداد علم التفسير وركز على أهمية علمي البيان والمعاني ثم الشعر وبهما صدر العلوم التي يستمد منها التفسير فقدم ما حقه التأخير وأخر ما حقه التقديم. ()
وجعل المقدمة التاسعة: في أن المعاني التي تتحملها جمل القرآن تعتبر مرادة بها.
وأما المقدمة العاشرة والأخيرة فكانت في إعجاز القرآن ويقول فيها: وإن علاقة هذه المقدمة بالتفسير هي أن مفسر القرآن لا يعد تفسيره لمعاني القرآن بالغًا حد الكمال في غرضه ما لم يكن مشتملاً على بيان دقائق من وجوه البلاغة في آيه المفسرة بمقدار ما تسموا إليه الهمة من تطويل واختصار. ()
وفي هذا مبالغة مكشوفة فإن تفسير ترجمان القرآن وحبر الأمة على الإطلاق كان خاليا مما ذكر ثم من بعده من أئمة التفسير من الصحابة الكبار والتابعين الأبرار الذين أجمعت الأمة على إمامتهم في ذلك الفن لم يتعرضوا لما ذكر، ثم جهابذة المفسرين المشهود لهم أمثال الإمام مالك والإمام أحمد وبقي بن مخلد والنسائي وابن أبي حاتم والطبري ثم ابن كثير وغيرهم لم يتعرضوا لما ذكر أيضا.
ومن إطناباته اللغوية التي خرجت عن حد التفسير والتي هي كثيرة:
كلامه عن اشتقاق كلمة الفاتحة في قريب من صفحة كاملة. ()
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/99)
كما أفاض في وجه إضافة سورة إلى فاتحة الكتاب بما يقرب من صفحة أيضًا. ()
وكذا في أصل كلمة بسملة أكثر من صفحة كاملة. ()
وفي متعلق الباء. ()
وفي اشتقاق كلمة اسم. ()
وفي الفرق بين الحمد والثناء والمدح. ()
كما نقل بابا من كلام سيبويه باختصار فوقع في أكثر من صفحة كاملة وهو باب ما ينصب من المصادر على إضمار الفعل غير المستعمل إظهاره. ()
وفي جملة الحمد هل هي إنشائية أم خبرية. ()
وهو لاشك متمكن من اللغة وإمام بارع فيها وله إضافات جميلة ومن ذلك قوله عند قوله تعالى ?وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد? ()
وقد عن لى في بيان إيقاعهم الفساد أنه مراتب:
أولها: إفسادهم أنفسهم بالإصرار على تلك الأدواء القلبية التى أشرنا إليها فيما مضى وما يترتب عليها من المذام ويتولد من المفاسد.
الثانية: إفسادهم الناس ببث تلك الصفات والدعوة إليها وإفسادهم أبناءهم وعيالهم في اقتدائهم بهم في مساوئهم كما قال نوح عليه السلام?إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا? ()
الثالثة: إفسادهم بالأفعال التي ينشأ عنها فساد المجتمع، كإلقاء النميمة والعداوة وتسعير الفتن وتأليب الأحزاب على المسلمين وإحداث العقبات في طريق المصلحين.
والإفساد: فعل ما به الفساد، والهمزة فيه للجعل أي جعل الأشياء فاسدة في الأرض.
والفساد أصله استحالة منفعة الشيء النافع إلى مضر به أو بغيره، وقد يطلق على وجود الشيء مشتملا على مضرة، وإن لم يكن فيه نفع من قبل يقال: فسد الشيء بعد أن كان صالحا، ويقال: فاسد إذا وجد فاسدا من أول وهلة، وكذلك يقال: أفسد إذا عمد إلى شيء صالح فأزال صلاحه، ويقال: أفسد إذا أوجد فسادا من أول الأمر. والأظهر أن الفساد موضوع للقدر المشترك في الأطعمة، ومنه إزالة الأشياء النافعة كالحرق والقتل للبرآء، ومنه إفساد الأنظمة كالفتن والجور، ومنه إفساد المساعي كتكثير الجهل وتعليم الدعارة وتحسين الكفر ومناوأة الصالحين، ولعل المنافقين قد أخذوا من ضروب الإفساد بالجميع، فلذلك حذف متعلق تفسدوا تأكيدا للعموم المستفاد من وقوع الفعل في حيز النفي.
وذكر المحل الذي أفسدوا ما يحتوى عليه وهو الأرض لتفظيع فسادهم بأنه مبثوث في هذه الأرض لأن وقوعه في رقعة منها تشويه لمجموعها. والمراد بالأرض هذه الكرة الأرضية بما تحتوى عليه من الأشياء القابلة للإفساد من الناس والحيوان والنبات وسائر الأنظمة والنواميس التي وضعها الله تعالى لها. ()
ومن التحقيقات اللغوية عميقة الدلالة كلامه عن "كذلك" في قوله تعالى ?وكذلك جعلناكم أمة وسطا? ().
وكلامه عن "لعل" وانفراده بقول مستقل فيها حيث يقول:
وعندي وجه آخر مستقل وهو أن "لعل" الواقعة في مقام تعليل أمر أو نهى لها استعمال يغاير استعمال "لعل" المستأنفة في الكلام سواء وقعت في كلام الله أم في غيره، فإذا قلت: افتقد فلانا لعلك تنصحه، كان إخبارا باقتراب وقوع الشيء وأنه في حيز الإمكان إن تم ما علق عليه، فأما اقتضاؤه عدم جزم المتكلم بالحصول فذلك معنى التزامي أعلى قد يعلم انتفاؤه بالقرينة، وذلك الانتفاء في كلام الله أوقع، فاعتقادنا بأن كل شيء لم يقع أو لا يقع في المستقبل هو القرينة على تعطيل هذا المعنى الالتزامي دون احتياج إلى التأويل في معنى الرجاء الذي تفيده "لعل" حتى أن يكون مجازًا أو استعارة لأن "لعل" إنما أتي بها لأن المقام يقتضي معنى الرجاء فالتزام تأويل الدلالة في كل موضع في القرآن تعطيل لمعنى الرجاء الذي يقتضيه المقام والجماعة لجئوا إلى التأويل لأنهم نظروا إلى "لعل" بنظر متحد في مواقع استعمالها بخلاف "لعل" المستأنفة فإنها أقرب إلى إنشاء الرجاء من إلى إخبار به، وعلى كل فمعنى "لعل" غير معنى أفعال المقاربة ().
وقد أطال في معنى الواو في قوله تعالى ?أولو كان آباؤهم? ()
كما توسع في اسم الإشارة: ذلك في تفسير قوله تعالى ? ذلك الكتاب ? ()
ومن إطنابه في مسائل البيان بما يخرج أيضًا عن حد التفسير قوله:
فسورة الفاتحة بما تقرر منزلة من القرآن منزلة الديباجة للكتاب أو المقدمة للخطبة، وهذا الأسلوب له شأن عظيم في صناعة الأدب العربي وهو أعون للفهم وأدعى للوعي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/100)
وقد رسم أسلوب الفاتحة للمنشئين ثلاث قواعد للمقدمة: القاعدة الأولى: إيجاز المقدمة لئلا تمل نفوس السامعين بطول انتظار المقصود وهو ظاهر في الفاتحة، وليكون سنة للخطباء فلا يطيلوا المقدمة كي لا ينسبوا إلى العي فإنه بمقدار ما تطال المقدمة يقصر الغرض، ومن هذا يظهر وجه وضعها قبل السور الطوال مع أنها سورة قصيرة. الثانية: أن تشير إلى الغرض المقصود وهو ما يسمى براعة الاستهلال لأن ذلك يهيئ السامعين لسماع تفصيل ما سيرد عليهم فيتأهبوا لتلقيه إن كانوا من أهل التلقي فحسب، أو لنقده وإكماله إن كانوا في تلك الدرجة، ولأن ذلك يدل على تمكن الخطيب من الغرض وثقته بسداد رأيه فيه بحيث ينبه السامعين لوعيه، وفيه سنة للخطباء ليحيطوا بأغراض كلامهم. وقد تقدم بيان اشتمال الفاتحة على هذا عند الكلام على وجه تسميتها أم القرآن. الثالثة: أن تكون المقدمة من جوامع الكلم وقد بين ذلك علماء البيان عند ذكرهم المواضع التي ينبغي للمتكلم أن يتأنق فيها. الرابعة: أن تفتتح بحمد الله. ()
وهو من المكثرين جدا في الاستدلال بالشعر في أصل الكتاب وحاشيته وقلما تمر صفحة إلا وفيها بيت من الشعر إن لم يكن أكثر.
وهو حريص جدا على نسبة الشواهد الشعرية لأصحابها حتى إنه قال فيما لم يقف على من قاله: كقول بعض فتاك العرب في أمه (أنشده في الكشاف ولم أقف على تعيين قائله) … ().
ومن مواضع خروجه عن التفسير استطراده في تسمية بعض الشعراء تعليقا على اسم شاعر استدل ببيت له. ()
ومن استطراداته بذكر أشعار كثيرة كشواهد في مسألة واحدة ماذكره تحت قوله تعالى ? الم ? ()
وقد وصل به الأمر إلى شرح شعر الشواهد. ()
وهو يعتمد في كثير من ذلك على الكشاف وشروحه اعتمادًا كبيرًا.
ومن مواضع اهتمامه بالتنبيه على النكات البلاغية:
واختيار لفظ النور في قوله تعالى?ذهب الله بنورهم? () دون الضوء ودون النار لأن لفظ النور أنسب، لأن الذي يشبه النار من الحالة المشبهة هو مظاهر الإسلام التي يظهرونها، وقد شاع التعبير عن الإسلام بالنور في القرآن، فصار اختيار لفظ النور هنا بمنزلة تجريد الاستعارة لأنه أنسب بالحال المشبهة، وعبر عما يقابله في الحال المشبه بها بلفظ يصلح لهما أو هو بالمشبه أنسب في إصطلاح المتكلم كما قدمنا الإشارة إليه في وجه جمع الضمير في قوله ? بنورهم ?. ()
وانظر كلامه عن المثل في اللغة والتمثيل. ()
وله كلام جيد عن التشبيه في قوله ?ومثل الذين كفروا? ()
وفي الاستعارة هل هي تبعية أم تمثيلية؟ ()
ومن اهتمامه بالتنبيه على النكات في المتشابه اللفظي قوله:
قد يقول قائل إن قريبًا من هذه الجملة تقدم عند قوله تعالى ?قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير? () فعبر هنالك باسم الموصول (الذي) وعبر هنا باسم الموصول (ما)، وقال هنالك (بعد) وقال هنا (من بعد) وجعل جزاء هنالك انتفاء ولي ونصير، وجعل الجزاء هنا أن يكون من الظالمين، وقد أورد هذا السؤال صاحب درة التنزيل وغرة التأويل وحاول إبداء خصوصيات تفرق بين ما اختلفت فيه الآيتان ولم يأت بما يشفي ….ثم ذكر وجهًا آخر أحسن منه. ()
وقد تعرض المصنف للإعجاز في مواضع عدة ومن ذلك:
مقارنة بين شعر وآية ()
الإعجاز وتعلقه بسورة أو آيات ()
وقد أطال في الحديث عن الإعجاز تحت قوله ?ولن تفعلوا? (). ()
تاسعا: موقفه من القراءات:
وقد جعل المصنف المقدمة السادسة في القراءات وبين فيها سبب إعراضه عن ذكر كثير من القراءات في أثناء التفسير. ()
وقال رحمه الله:
(تنبيه) أنا أقتصر في هذا التفسير على التعرض لاختلاف القراءات العشر المشهورة خاصة في أشهر روايات الراوين عن أصحابها لأنها متواترة، وإن كانت القراءات السبع قد امتازت على بقية القراءات بالشهرة بين المسلمين في أقطار الإسلام.
وأبني أول التفسير على قراءة نافع برواية عيسى بن مينا المدني الملقب بقالون لأنها القراءة المدنية إماما وراويًا ولأنها التي يقرأ بها معظم أهل تونس، ثم أذكر خلاف بقية القراء العشرة خاصة. ()
ولم يلتزم بما قال، بل أطنب إطنابا غريبا في بعض المواضع ومن ذلك قوله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/101)
والصراط: الطريق وهو بالصاد والسين وقد قرئ بهما في المشهورة وكذلك نطقت به بالسين جمهور العرب إلا أهل الحجاز نطقوه بالصاد مبدلة عن السين لقصد التخفيف في الانتقال من السين إلى الراء ثم إلى الطاء قال في لطائف الإشارات عن الجعبرى: إنهم يفعلون ذلك في كل سين بعدها غين أو خاء أو قاف أو طاء وإنما قلبوها هنا صادًا لتطابق الطاء في الإطباق والاستعلاء والتفخم مع الراء استثقالا للانتقال من سفل إلى علو اهـ. أى بخلاف العكس نحو طست لأن الأول عمل والثاني ترك. وقيسٌ قلبوا السين بين الصاد والزاي وهو إشمام وقرأ به حمزة في رواية خلف عنه. ومن العرب من قلب السين زايًا خالصة قال القرطبي: وهي لغة عذرة وكلب وبني القين وهي مرجوحة ولم يقرأ بها، وقد قرأ باللغة الفصحى (بالصاد) جمهور القراء وقرأ بالسين ابن كثير في رواية قنبل، والقراءة بالصاد هي الراجحة لموافقتها رسم المصحف وكونها اللغة الفصحى. ()
وقال: واختلفوا أيضا في حركة ميم ضمير الجمع الغائب المذكر في الوصل إذا وقعت قبل متحرك فالجمهور قرأوا ?عليهم غير المغضوب عليهم? () بسكون الميم وقرأ ابن كثير وأبو جعفر وقالون في رواية عنه بضمة مشبعة ?غير المغضوب عليهمو ? () وهي لغة لبعض العرب وعليها قول لبيد:
وهمو فوارسها وهم حكامها
فجاء باللغتين وقرأ ورش بضم الميم وإشباعها إذا وقع بعد الميم همز دون نحو ?غير المغضوب عليهم ? () وأجمع الكل على إسكان الميم في الوقف.
وفي قوله ? فمن اضطر غير باغ? () قال:
وقرأ أبو جعفر: فمن اضطر بكسر الطاء، لأن أصله اضطرر براءين أولاهما مكسورة فلما أريد إدغام الراء الأولى في الثانية نقلت حركتها إلى الطاء بعد طرح حركة الطاء. ()
وانظر أيضا في تعرضه للأصول في القراءات كلامه في قوله تعالى ? ءأنذرتهم? ()
وهذا خروج سافر عما أخذه على نفسه من عدم الإطالة في القراءات فجل المفسرين إنما يتكلمون في الخلاف المؤثر في المعنى أو المتعلق به لا في الأداء ونحوه.
وقد أخطأ خطأ فاحشا في عزو القراءات في قوله تعالى ? يخادعون الله والذين آمنوا ومايخدعون إلا أنفسهم ومايشعرون? () حيث قال:
ويؤيد هذا التأويل قراءة ابن عامر ومن معه: يخدعون الله. وهذا إنما يدفع الإشكال عن إسناد صدور الخداع من الله والمؤمنين مع تنزيه الله والمؤمنين عنه، ولا يدفع إشكال صدور الخداع من المنافقين لله.
وأما التأويل في فاعل ?يخادعون? المقدر وهو المفعول أيضا فبأن يجعل المراد أنهم يخادعون رسول الله فالإسناد إلى الله تعالى إما على طريق المجاز العقلي لأجل الملابسة بين الرسول ومرسله، وإما مجاز بالحذف للمضاف، فلا يكون مرادهم خداع الله حقيقة، ويبقى أن يكون رسول الله مخدوعا منهم ومخادعا لهم، وأما تجويز مخادعة الرسول والمؤمنين للمنافقين لأنها جزاء لهم على خداعهم كذلك غير لائق. ()
وقال:
واعلم أن قوله ?وما يخادعون إلا أنفسهم? () أجمعت القراءات العشرة على قراءته بضم التحتية وفتح الخاء بعدها ألف، والنفس في لسان العرب الذات والقوة الباطنة المعبر عنها بالروح وخاطر العقل. ()
وهذا الذي ذكره هو عكس الحقيقة فقد أجمع القراء على قراءة ? يخادعون الله والذين آمنوا? بضم الياء والألف على المفاعلة، وأما في الموضع الثاني فاختلفوا فقرأها الجميع ماعدا نافع وابن كثير وأبي عمرو واليزيدي ? ومايخدعون إلا أنفسهم? بفتح الياء وسكون الخاء بدون ألف، وقرأها الباقون كالحرف الأول. ()
وقد أطال إطالة شديدة في اختلافهم في قراءة ? ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله ? ()
عاشرا: موقفه من الفقه والأصول:
أطال رحمه الله نفسه كعادته في بعض المسائل التي لا علاقة لها بالتفسير ومن ذلك قراءة البسملة عند الشروع في قراءة السورة أو أجزائها. ()
وقد أطنب في مسألة هل البسملة آية من كل سورة أم لا إطناب الفقهاء لا المفسرين. ()
ومن مواضع حديثه عن الفقهيات بتطويل مسألة استقبال القبلة. ()
وله كلام فقهي عجيب في ماذبح بنية أن الجن تشرب دمه ولايذكرون اسم الله عليه تحت قوله تعالى ? وما أهل به لغير الله? ()
وهو لا يلتزم مذهب مالك () وينقل عن الظاهرية وأهل الحديث ()
ومن كلامه الجيد في الفقه مع كونه استطرادا في التفسير قوله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/102)
ومن العجيب ما يتعرض له المفسرون والفقهاء من البحث في حرمة خنزير الماء وهي مسألة فارغة إذ أسماء أنواع الحوت روعيت فيها المشابهة كما سموا بعض الحوت فرس البحر وبعضه حمام البحر وكلب البحر، فكيف يقول أحد بتأثير الأسماء والألقاب في الأحكام الشرعية؟ وفي المدونة توقف مالك أن يجيب في خنزير الماء وقال: أنتم تقولون خنزير. قال ابن شأش: رأى غير واحد أن توقف مالك حقيقة لعموم ?أحل لكم صيد البحر? () عموم قوله تعالى ?ولحم الخنزير? () ورأى بعضهم أنه غير متوقف فيه حقيقة، وإنما امتنع من الجواب إنكارا عليهم تسميتهم إياه خنزيرا ولذلك قال: أنتم تسمونه خنزيرا؟ يعني أن العرب لم يكونوا يسمونه خنزيرا وأنه لا ينبغي تسميته خنزيرا، ثم السؤال عن أكله حتى يقول قائلون: أكلوا لحم الخنزير، أي فيرجع كلام مالك إلى صون ألفاظ الشريعة ألا يتلاعب بها، وعن أبي حنيفة أنه منع أكل خنزير البحر غير متردد أخذا بأنه سمي خنزيرا، وهذا عجيب منه وهو المعروف بصاحب الرأي، ومن أين لنا ألا يكون لذلك الحوت اسم آخر في لغة بعض العرب فيكون أكله محرما على فريق ومباحا لفريق؟ () ()
موقفه من النسخ:
وهو يقول بالنسخ وله في تفاصيله تفردات ومن ذلك قوله معللا بقاء تلاوة المنسوخ حكما:
وقد بدا لي دليل قوي على هذا وهو بقاء الآيات التي نسخ حكمها وبقيت متلوة من القرآن ومكتوبة في المصاحف فإنها لما نسخ حكمها لم يبق وجه لبقاء تلاوتها وكتبها في المصاحف إلا ما في مقدار مجموعها من البلاغة بحيث يلتئم منها مقدار ثلاث آيات متحدى بالإتيان بمثلها مثال ذلك آية الوصية في سورة العقود. ()
ومن كلامه في النسخ قوله:
وقد اتفق علماء الإسلام على أن الوصية لا تكون لوارث لما رواه أصحاب السنن عن عمرو بن خارجة وما رواه أبو داود والترمذي عن أبي أمامه كلاهما يقول سمعت النبيء قال: “إن الله أعطى كل ذى حق حقه، ألا لا وصية لوارث” (). وذلك في حجة الوداع، فخص بذلك عموم الوالدين وهذا التخصيص نسخ، لأنه وقع بعد العمل بالعام وهو وإن كان خبر آحاد فقد اعتبر من قبيل المتواتر، لأنه سمعه الكافة وتلقاه علماء الأمة بالقبول. ()
وفي معرض استبعاده لتشريع كيفية الصيام السابقة لصيام رمضان الثابتة في الأحاديث الصحيحة قال:
فأما أن يكون ذلك قد شرع ثم نسخ فلا أحسبه، إذ ليس من شأن الدين الذي شرع الصوم أول مرة يوما في السنة ثم درجه فشرع الصوم شهرًا على التخيير بينه وبين الطعام تخفيفًا على المسلمين؛ أن يفرضه بعد ذلك ليلاً ونهارًا فلا يبيح الفطر إلا ساعات قليلة من الليل. ()
والرد عليه في هذا الكلام يطول ويكفي في ذلك ثبوت الرواية ولم ينتبه لمدلول كلمة? تختانون? () وكلمة ?فتاب عليكم? () وكلمة ?وعفا عنكم? () حيث أضرب عن تفسيرها تمامًا، كما حاول تأويل كلمة ?فالآن? () لأنها ليست متوافقة مع ماذهب إليه.
ومن مواضع تعرضه للأصول قوله:
? وكذلك جعلناكم أمة وسطا? () وأما كون الآية دليلاً على حجية إجماع المجتهدين عن نظر واجتهاد فلا يؤخذ من الآية إلا بأن يقال: إن الآية يستأنس بها لذلك فإنها لما أخبرت أن الله تعالى جعل هذه الأمة وسطًا وعلمنا أن الوسط هو الخيار العدل الخارج من بين طرفيه إفراط وتفريط علمنا أن الله تعالى أكمل عقول هذه الأمة بما تنشأ عليه العقول من الاعتقاد بالعقائد الصحيحة ومجانبة الأوهام السخيفة التي ساخت فيها عقول الأمة. ()
ويقول أيضا:
وعلى هذا التفسير يجىء قول الفقهاء إن شهادة أهل المعرفة بإثبات العيوب أو بالسلامة لا تشترط فيها العدالة، وكنت أعلل ذلك في دروس الفقه بأن المقصود من العدالة تحقق الوازع عن شهادة الزور، وقد قام الوازع العلمي في شهادة أهل المعرفة مقام الوازع الديني لأن العارف حريص ما استطاع أن يؤثر عنه الغلط والخطأ وكفى بذلك وازعا عن تعمده وكفى بعلمه مظنة لإصابة الصواب فحصل المقصود من الشهادة. ()
ود أطال في حديثه عن بعض القضايا العقلية الأصولية وهي قضية التكليف بالمحال عند قوله تعالى ? سواء عليهم ءأنذرتهم ? ()
وهو يتذرع كثيرا بالمجاز ومن ذلك ماذكره تحت قوله تعالى ? ختم الله على قلوبهم? ()
عاشرا: موقفه من العلوم الحديثة والرياضة والفلسفة والمعجزات الكونية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/103)
وقد اهتم بذلك ابن عاشور على الرغم من استنكاره على المفسرين الحشو والنقل غير الدقيق فحشا بها تفسيره ومن ذلك قوله:
قال ابن عرفة عند قوله تعالى: ?تولج الليل في النهار? () كان بعضهم يقول: إن القرآن يشتمل على ألفاظ يفهمها العوام وألفاظ يفهمها الخواص وعلى ما يفهمه الفريقان ومنه هذه الآية فإن الإيلاج يشمل الأيام التي لا يدركها إلا الخواص والفصول التي يدركها سائر العوام. أقول: وكذلك قوله تعالى:? أن السموات والأرض كانتا رتقًا ففتقناهما? ()
والدليل على إصراره على هذا الفهم المعكوس قوله:
وفي ذلك آية لخاصة العقلاء إذ يعلمون أسباب اختلاف الليل والنهار على الأرض وإنه من آثار دوران الأرض حول الشمس في كل يوم ولهذا جعلت الآية في اختلافهما وذلك يقتضي أن كلا منهما ... الخ ()
ويبدو أن جهلة القرن التاسع عشر عند ابن عاشور هم الخواص الذين خاطبهم القرآن وعلماء القرون المفضلة من الصحابة والتابعين هم العوام حشرنا الله معهم.
ويقول: وأعظم تلك الأسرار تكوينها على هيئة كرية. قال الفخر: كان عمر بن الحسام يقرأ كتاب المجسطي على عمر الأبهري فقال لهما بعض الفقهاء يومًا: ما الذي تقرأونه؟ فقال الأبهري أفسر قوله تعالى ?أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها? () فأنا أفسر كيفية بنائها. ولقد صدق الأبهري فيما قال فإن كل من كان أكثر توغلا في بحار المخلوقات كان أكثر علمًا بجلال الله تعالى وعظمته. ا.هـ ().
ويبدو أن النبي ? لم يطبق هذا الأمر من النظر إلى السماء كيف بناها الله كما أنه لم يعلم أعظم الأسرار التي لاتدخل جنة ولا تنجي من نار! وكذا صحبه الأخيار ثم علماء الأمة الأبرار حتى جاء هذا الذي لعله لايحسن وضوءه ليفسرها.
والنتيجة التي وصل إليها غير صحيحة فكم من عالم متوغل في بحار المخلوقات وهو من أعظم الناس جهلا بربه.
وقال: وأما وجه شبه السماء بالبناء فهو أن الكرة الهوائية جعلها الله حاجزة بين الكرة الأرضية وبين الكرة الأثيرية فهي كالبناء فيما يراد له البناء وهو الوقاية من الأضرار النازلة، فإن الكرة الهوائية بين الكرة ……الخ فأطال بما لايسمن ولايغني من جوع. ()
ثم وقع رحمه الله في طامة من الطامات التي يقع فيها غالبا المفتونون بتلك العلوم المقحمون لها في دبن الله عز وجل بغير ترو ولا بصيرة فقال:
والسماوات جمع سماء والسماء إذا أطلقت فالمراد بها الجو المرتفع وإذا جمعت فالمراد بها أجرام عظيمة ذات نظام عظيمة وهي السيارات العظيمة المعروفة والتي عرفت من بعد والتي ستعرف عطارد، والزهرة، والمريخ، والشمس، والمشتري، وزحل، وأروانوس، ونبتون. ولعلها هي السماوات السبع والعرش العظيم وهذا السر في جمع السماوات هنا وإفراد الأرض لأن الأرض عالم واحد في بعض الآيات فهو معنى طبقاتها أو أقسام سطحها. ()
السموات السبع والعرش العظيم؟؟ سبحانك هذا بهتان عظيم، ولا نقول إلا: لا حول ولا قوة إلا بالله!! فكيف نفهم إذن أحاديث المعراج المتواترة، وكيف نفهم أحاديث قبض الأرواح والأحاديث التي تتحدث عن خلق السموات؟ وماذا يقول مفسرنا لو عاش إلى يومنا هذا واكتشف أن هذه الأجرام التي فتنه العلم السطحي بها ليست إلا مجموعة من المجموعات الشمسية في مجرة رأس التبانة التي هي واحدة من ملايين المجرات التي تسيح في هذا الكون؟
ثم وقع رحمه الله في كلام غير علمي من ناحية العلوم الحديثة ليته لم يقحم نفسه فيه فيضحك علينا من ليس منا، قال:
والدم معروف مدلوله في اللغة وهو إفراز من المفرزات الناشئة عن الغذاء وبه الحياة وأصل خلقته في الجسد آت من انقلاب دم الحيض في رحم الحامل إلى جسد الجنين بواسطة المصران المتصل بين رحم وجسد الجنين وهو الذي يقطع حين الولادة، وتجدده في جسد الحيوان بعد بروزه من بطن أمه يكون من الأغذية بواسطة هضم الكبد للغذاء المنحدر إليها من المعدة بعد هضمه في المعدة، ويخرج من الكبد مع عرق فيها فيصعد إلى القلب الذي يدفعه إلى الشرايين وهي العروق الغليظة وإلى العروق الرقيقة بقوة حركة القلب بالفتح والإغلاق حركة ماكينيكية هوائية، ثم يدور الدم في العروق منتقلا من بعضها إلى بعض بواسطة حركات القلب وتنفس الرئة، وبذلك الدوران يسلم من التعفن فلذلك إذا تعطلت دورته حصة طويلة مات الحيوان. ()
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/104)
ومن شغفه أيضا بالكونيات كلامه عن الحديد وأصنافه وصدئه وأكسيده وأماكن وجوده وماوجد منه في مدافن الفراعنة بمنفيس وغير ذلك مما تميز به عمن سبقه من المفسرين!!!. ()
وربما نقل ابن عاشور شيئا من كلام الحكماء والفلاسفة هو في غنى عنه ومن ذلك قوله:
والصوم بمعنى إقلال تناول الطعام عن المقدر الذي يبلغ حد الشبع أو ترك بعض المأكل: أصل قديم من أصول التقوى لدى المليين ولدى الحكماء الإشراقيين، والحكمة الإشراقية مبناها على تزكية النفس بإزالة كدرات البهيمية عنها بقدر الإمكان، بناء على أن للإنسان قوتين: إحداهما روحانية منبتة في قرارتها من الجسمانية كلها. ()
ثاني عشر: موقفه من المواعظ والآداب:
أفرد المصنف المقدمة الرابعة: فيما يحق أن يكون غرض المفسر فذكر ثمانية أمور وهي إصلاح الاعتقاد وتهذيب الأخلاق والتشريع وسياسة الأمة والتأسي بأخبار الأمم والتعلم والوعظ والإعجاز بالقرآن. ()
كما جعل المقدمة السابعة: في قصص القرآن وفوائده. وذكر عشر فوائد كما ذكر حكمة تكرار القصة في مواضع عدة. ()
ولم يظهر له اهتمام كبير في هذا الجانب ومما وقفت عليه من كلامه فيما يندرج تحته إعداده شجرة بتفريعات جيدة في الأمراض النفسانية الناشئة عن النفاق مبنية على الآيات والأحاديث ليحذرها المسلم ().
إلى هنا وصلت إلى دراسة منهج المصنف بصورة لا بأس بها، وهذه جملة من الانتقادات الموجهة له خلا ماتقدم في الحديث عن المنهج التفصيلي أدى إليها الإعجاب به أختم بها حديثي عن تفسيره:
فهو أولا: ذو ثقة زائدة بنفسه أوقعته في مزالق:
فمن مواقف ثقته الزائدة بنفسه وتفرده قوله:
والظاهر أن المراد بالقبلة المنسوخة وهي استقبال بيت المقدس أعني الشرق وهي قبلة اليهود ولم يشف أحد من المفسرين وأسباب النزول الغليل في هذا على أن المناسبة بينها وبين الآي الذي قبلها غير واضحة فاحتاج بعض المفسرين إلى تكلف إبدائها. ()
وقوله:
وأنا أقول كلمة أربأ بها عن الانحياز إلى نصرة وهي أن اختلاف المسلمين في أول خطوات مسيرهم وأول موقف من مواقف أنظارهم وقد مضت عليه الأيام بعد الأيام وتعاقبت الأقوام يعد نقصا علميا لا ينبغى البقاء عليه. ولا أعرفني بعد هذا اليوم ملتفتا إليه. ()
ثم وقع في إشكال كبير في مسمى الإيمان والإسلام خرج به عن عقيدة أهل السنة والجماعة! والعجيب أنه ظن أنه استوفى المسألة وفصل فيها وهو لم يستوعب عشر معشار أدلة أحد الفريقين والمقام لا يحتمل سوق الأدلة والردود وفي نفس الوقت خرج عن حد التفسير فلا هو استوفى ولا هو راعى المقصد. ()
كذلك عدم اعتباره التفسير علما كما ذكر في المقدمة، وعلى الرغم من كونه يعلم تماما أنه لم يسبقه أحد لهذا الفهم وأنه تحصيل حاصل ذهب إليه، وكان الأولى به أن ينخرط في آلاف العلماء من جميع عصور الإسلام الذين اعتبروا التفسير علما بل اعتبروه أجل العلوم.
وكذا حملته الشعواء على التفسير بالمأثور واستقلاله له واستخفافه بأهله، عظيمة من العظائم، فبدون التفسير بالمأثور ضلت الأمة وبغير نوره زاغ المفسرون، وهو نفسه من الدلائل على ذلك فهو على الرغم من استفادته منه في كل تفسيره إلا أنه حاد عنه في بعض المواضع فوقع فيما وقع فيه.
وانظر أيضا من مواضع مخالفته بالمأثور وثقته الزائدة بنفسه واستخدامه "لعله" لغير حجة. ()
ثانيا: صاحب استطراد وتكلف خرج عن حد التفسير جملة وتفصيلا على الرغم من إهماله التفسير في مواضع لا يستغنى عن تفسيرها:
فمع اهتمامه بإثبات الياء في دعان أو عدم إثباتها أهمل تفسير قوله تعالى?فإني قريب? ()
ومن التكلفات التي دفع إليها الاستطراد قوله:
وعندي أن البسملة كان ما يرادفها قد جرى على ألسنة الأنبياء من عهد إبراهيم عليه السلام فقد حكى الله عن إبراهيم أنه قال لأبيه: ?يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن? () وقال:?سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا? () ومعنى الحفى قريب من الرحيم وحكي عنه قوله ?وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم? ()
وقوله: وقال الأستاذ محمد عبده: إن النصارى كانوا يبتدئون أدعيتهم ونحوها باسم الأب والابن والروح القدس إشارة إلى الأقانيم الثلاثة عندهم، فجاءت فاتحة كتاب الإسلام بالرد عليهم موقظة لهم بأن الإله الواحد وإن تعددت أ سماؤه فإنما هو تعدد الأوصاف دون تعدد المسميات، يعني فهو رد عليهم بتغليظ وتبليد. وإذا صح أن فواتح النصارى وأدعيتهم كانت تشمل على ذلك إذ الناقل أمين فهي نكتة لطيفة.
ثالثا: ذو ولع شديد بالنقد وإن كان هناك مندوحة لترك الانتقاد
انتقاده لوجه في التفسير مقبول عند قوله تعالى ?فزادهم الله مرضا? ()
قال: قال بعض المفسرين: هي دعاء عليهم كقول جبير بن الأضبط:
تباعد عنى فقال إذ دعوته أمين فزاد الله ما بيننا بعدا
قال: وهو تفسير غير حسن لأنه خلاف الأصل في العطف بالفاء ولأن تصدى القرآن لشتمهم بذلك ليس من دأبه، ولأن الدعاء عليهم بالزيادة تنافي ما عهد من الدعاء للضالين بالهداية في نحو “اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون ”. ()
وهذا ليس بلازم فقد قال تعالى ? قتل الإنسان ما أكفره? () وقال ? ملعونين أينما ثقفوا? () وقال ? قاتلهم الله أنى يؤفكون? () غير ذلك.
وقد كنت من المعجبين بهذا الكتاب وحرصت على اقتنائه بطبعته التونسية على الرغم من غلاء سعره جدا وعدم اكتماله وقتها وذلك قبل أكثر من سبع عشرة سنة، إلا أنني لمحت فيه تلك السلبيات مما حدا بي إلى الإطالة في بيانها.
والكتاب في الجملة كتاب جيد من حيث الإضافات العلمية التي أضافها وقد كان تحرر صاحبه سلاحا ذا حدين فكما أفادنا في مواضع كثيرة، زلت قدمه في مواضع أكثر والمعصوم من عصمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/105)
ـ[مسك]ــــــــ[29 - 11 - 03, 09:57 م]ـ
بارك الله فيك أخي ..
هل بقي ملفات من الكتاب؟
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[30 - 11 - 03, 02:23 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم دائما انتم السبلقين الي الخير
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[30 - 11 - 03, 04:13 ص]ـ
إخواني جزاكم الله خيرا
والفضل يعود بعد الله إلى الأخ مجرد إنسان
أما بالنسبة لأجزاء الكتاب فلا أعرف بالضبط متى سينتهي
أما سقط الجزء الثالث فأرجو بيانه
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[30 - 11 - 03, 04:23 ص]ـ
الجزء الخامس
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[30 - 11 - 03, 05:12 ص]ـ
السقط-جزاك الله خيرا-وقع بعد الصفحة702
فقد انتقل التفسير من تهاية قصة طالوت الى بداية آل عمران
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[01 - 12 - 03, 04:06 ص]ـ
أخي أظن الخطأ من الموقع نفسه وأنا سأراجعه لأن الترقيم من الموقع
وهذا الجزء السادس
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[02 - 12 - 03, 07:37 ص]ـ
وهذا الجزء السابع
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[03 - 12 - 03, 04:08 ص]ـ
الجزء الثامن
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[04 - 12 - 03, 03:44 ص]ـ
وهذا الجزء التاسع
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[05 - 12 - 03, 02:57 ص]ـ
الجزء العاشر
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[06 - 12 - 03, 03:40 ص]ـ
الجزء الحادي عشر
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[06 - 12 - 03, 05:12 ص]ـ
الجزء الثاني عشر
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[07 - 12 - 03, 05:21 ص]ـ
الجزء الثالث عشر
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[08 - 12 - 03, 04:09 ص]ـ
الجزء14
ـ[ابومالك البصري]ــــــــ[08 - 12 - 03, 06:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الكريم
هل بقى من الكتاب الشيء الكثير
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[10 - 12 - 03, 04:43 ص]ـ
اقتربنا أخي
الجزء 15
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[10 - 12 - 03, 01:58 م]ـ
بارك الله في جهدك اخي
وعندي لك سؤال الا وهو هل هناك كتب لابن عاشور يمكن تنزلها مثل كتابه في المقاصد او غير ذلك
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[13 - 12 - 03, 07:57 ص]ـ
الكتاب ليس عندي أخي
وهذا الجزء السادس عشر
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[14 - 12 - 03, 04:29 ص]ـ
اخونا الفاضل ابن الشاطئ لدي مختصر لكتاب المقاصد لو احببت وضعة بعد الانتهاء اخونا الكريم اضعة ان شاء الله
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[14 - 12 - 03, 05:47 ص]ـ
وهذا الجزء 17
ـ[المنصور]ــــــــ[14 - 12 - 03, 07:47 ص]ـ
أين الجزء 15
يسر الله أمورك في الدارين
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[14 - 12 - 03, 08:17 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الكريم ابن عبد الوهاب السالمي نعم ضعه بارك الله فيك ومالايدرك كله لايترك كله
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[14 - 12 - 03, 08:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الطحان الصغير والله عمل رائع وانا اوزعه علي من اعرف
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[15 - 12 - 03, 05:12 ص]ـ
الجزء موجود يا أخي الكريم!
وهذا الجزء 18
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[16 - 12 - 03, 04:01 ص]ـ
وهذا الجزء التاسع عشر
ـ[الطحان الصغير]ــــــــ[16 - 12 - 03, 04:53 ص]ـ
الجزء العشرون والأخير
ـ[أحمد صبري]ــــــــ[16 - 12 - 03, 05:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا العمل
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[16 - 12 - 03, 05:28 ص]ـ
حقا انتظرنا معك واديت المهمة بحمد الله واستفدنا واسال الله ان تاخذ اجور قادمة باذنه فجزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمد الإسناوي]ــــــــ[17 - 12 - 03, 08:22 م]ـ
أخي الطحان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاك الله خيرا ورفع بالقرآن العظيم ذكرك بين عباده الصالحين في الدارين.
أخي حبذا العمل على إعداد تفسير البقاعي (نظم الدرر في تناسب الآيات والسور) كما فعلت مع تفسير التحرير، أعانك الله وسدد خطاك
أبو محمد الإسناوي
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[20 - 12 - 03, 06:42 ص]ـ
شيخنا الكريم ذكرت في كتابك عن الامام البقاعي انة كان اشعريا
فهل تفسيرة نظم الدرر في تناسب الآيات والسور صار فية علي طريقة الاشاعرة في تاويل الصفات وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو صالح الطحان]ــــــــ[18 - 01 - 05, 02:47 م]ـ
أظلك الله بظل عرشه وكل من قرأ ما نقلته
ـ[علي 56]ــــــــ[19 - 01 - 05, 01:04 ص]ـ
الأخا الفاضل الطحان الضغير
جزاك الله عنا ألف خير
وما زال السؤال قائما حول السقط من الكتاب في الجزء الثالث من سورة البقرة وأول آل عمران فالترقيم صحيح ولكن النسخة فيها سقط فمن أين نأتي به؟
ـ[علي 56]ــــــــ[19 - 01 - 05, 01:05 ص]ـ
الأخ الفاضل الطحان الضغير
جزاك الله عنا ألف خير
وما زال السؤال قائما حول السقط من الكتاب في الجزء الثالث من سورة البقرة وأول آل عمران فالترقيم صحيح ولكن النسخة فيها سقط فمن أين نأتي به؟
ـ[علي الكناني]ــــــــ[31 - 07 - 05, 08:53 م]ـ
الأخ الفاضل الطحان الضغير
جزاك الله عنا ألف خير
وما زال السؤال قائما حول السقط من الكتاب في الجزء الثالث من سورة البقرة وأول آل عمران فالترقيم صحيح ولكن النسخة فيها سقط فمن أين نأتي به؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/106)
ـ[علاء السلفي]ــــــــ[28 - 03 - 08, 03:27 م]ـ
اللهم بارك فيك
ـ[طالب الرحمن]ــــــــ[12 - 10 - 08, 08:33 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
الأخ الأخ ابن عبدالوهاب السالمي
بارك الله و جزاك الله خيرا على هذا البحث المدعم بالأدلّة، الذي بعد الإنتهاء من قرائته صرت أخشى على عقلي من التشويش إن أنا تصفحت التفسير المذكور.
كيف لي التمييز بين الصالح و الطالح و الصواب و الخطأ و أنا كميلي الكثيرين نتناول مثل هذه الكتب بأمانة و ثقة.
هل بالإمكان تقويمه و نشره في طبعة تخلو ممّا حذرت منه و نبهت اليه
و إن كنت أجد عذرا للشيخ الجليل رحمه الله فهو أنه كان مقيما في أرض قحل،
و الله أعلم
ـ[حامد بوراوي]ــــــــ[13 - 10 - 08, 12:40 م]ـ
السلام عليكم،
أنا أخوكم من تونس،
وإن كنت لا أملك باعا كبيرا مثلكم في علوم القرآن والعقيدة، إلا أنني أرى أن الإخوة قادرون لو اجتهدو أكثر على أن يبلغوا آراءهم ومواقفهم من الشيخ بن عاشور ومن كتابه ومن بلاده بأسلوب لا يجرح من كان مثلي،
بلادي وان جارت علي عزيزة ** وأهلي وإن شحوا علي كرام
وإن كان الشيخ كما قال الأخ "أفادنا في مواضع كثيرة، زلت قدمه في مواضع أكثر" فليأتنا بمؤلفات خير مما ألف الشيخ.
كما أن الأخ الذي قال "و إن كنت أجد عذرا للشيخ الجليل رحمه الله فهو أنه كان مقيما في أرض قحل " فأنا أعجب لمن يسمى بلد جامع عقبة بن نافع وبلد جامع الزيتونة بأرض قحل فعليه أن يرجع إلى التاريخ.
وأما تونس اليوم فصحيح أنها تخلو من علماء كالذين كانوا بها قبل إغلاق جامع الزيتونة (أي توقف التدريس بها) ولكن الله تعهد بحفظ كتابه وإظهار دينه وأقول لأخي الكريم إن بها اليوم رجالا اصطفاهم الله لو سألت عنهم أهل الذكر لعرفتهم.
فالحمد لله، فتونس خضراء وللخضراء دم.(6/107)
هل كتاب فيض القدير شرح الجامع الصغير منزل في ملفات؟
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[26 - 11 - 03, 11:01 م]ـ
وهل من محب للخير ينزله لنا وجزاه من الله خيرا كثيرا
ـ[أبو عبد الله بن سعيد]ــــــــ[03 - 12 - 03, 06:45 ص]ـ
الكتاب عندي ولكن حجمه كبير
ويحتاج إلى تقسيم
وسوف أضعه لك قريباً إن شاء الله تعالى
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[03 - 12 - 03, 10:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ماشاء الله لاقوة الا بالله
ـ[أبو عبد الله بن سعيد]ــــــــ[10 - 12 - 03, 12:45 ص]ـ
هذا هو الملف الأول
ـ[أبو عبد الله بن سعيد]ــــــــ[10 - 12 - 03, 12:49 ص]ـ
الملف الثاني
ـ[أبو عبد الله بن سعيد]ــــــــ[10 - 12 - 03, 12:55 ص]ـ
الملف الثالث
والبقية بعد الصلاة إن شاء الله
ـ[أبو عبد الله بن سعيد]ــــــــ[10 - 12 - 03, 01:22 ص]ـ
الملف الرابع
ـ[أبو عبد الله بن سعيد]ــــــــ[10 - 12 - 03, 01:26 ص]ـ
الملف الخامس
ـ[أبو عبد الله بن سعيد]ــــــــ[10 - 12 - 03, 01:33 ص]ـ
الملف السادس
ـ[أبو عبد الله بن سعيد]ــــــــ[10 - 12 - 03, 01:38 ص]ـ
الملف السابع
ـ[أبو عبد الله بن سعيد]ــــــــ[10 - 12 - 03, 01:42 ص]ـ
الملف الثامن
ـ[أبو عبد الله بن سعيد]ــــــــ[10 - 12 - 03, 01:46 ص]ـ
الملف التاسع
ـ[أبو عبد الله بن سعيد]ــــــــ[10 - 12 - 03, 01:53 ص]ـ
الملف العاشر
ـ[أبو عبد الله بن سعيد]ــــــــ[10 - 12 - 03, 02:02 ص]ـ
الملف الحادي عشر
ـ[أبو عبد الله بن سعيد]ــــــــ[10 - 12 - 03, 02:06 ص]ـ
الملف الثاني عشر والأخير
وبه يتم الكتاب والحمد لله
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[10 - 12 - 03, 02:57 ص]ـ
ايه الخير ده
ماشاء الله لاقوة الا بالله
ده عمل طيب بارك الله فيك
وجزاكم الله اخير ماتطلب نفسك
ـ[البلقيني]ــــــــ[10 - 12 - 03, 03:49 ص]ـ
الشيخ الكريم غفر الله ذنبك ورفع درجتك وجزاك خيرا
ـ[أبو عبد الله بن سعيد]ــــــــ[11 - 12 - 03, 07:13 م]ـ
أحسن الله إليكما
بس أن لست بشيخ أنا طالب علم صغير جداً
وهذا مصدر الكتاب
من منتدى المشكاة
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=22&book=634http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=22&book=634 (http://)
ـ[ابومالك البصري]ــــــــ[12 - 12 - 03, 04:23 ص]ـ
جزيتم خيرا
اخي الكريم
ووفقك الله لخير ما يرضاه
ـ[ايمن العدلي]ــــــــ[07 - 12 - 05, 07:50 م]ـ
نريد من اخ مطلع ان يطلعنا على طريقة شرح الفيض للامام المناوي على الجامع الصغير وهل من تخريخ على هذا الكتاب
ـ[ابن هشام المصري]ــــــــ[07 - 12 - 05, 08:04 م]ـ
وعلى هذا الرابط، تجد الكتاب نسخة إلكترونية
http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=597
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[09 - 12 - 05, 01:04 ص]ـ
نريد من اخ مطلع ان يطلعنا على طريقة شرح الفيض للامام المناوي على الجامع الصغير وهل من تخريخ على هذا الكتاب
للمناوي شرحان على الجامع الصغير الأول كبير وهو الفيض المذكور ولم يستوعب فيه تخريج كل أحاديث الجامع الصغير مع أوهام وأغلاط فاحشة ولهذا تعقبه الشيخ الغماري الصوفي في المداوي، والشرخ الثاني وهو مختصر للأول واسمه التيسير في شرح ... وله فيه أيضا أوهام على اختصاره تربو على ما يوجد في كبيره كما أشار إليه العلامة الألباني في غير ما موضع من تصانيفه ...(6/108)
التحديث الثاني لمكتبة الألباني (صحيح ابن خزيمة كاملا، قيام رمضان)
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[27 - 11 - 03, 02:54 ص]ـ
الإخوة الكرام
هذا هو التحديث الثاني لمكتبة الألباني يحتوي على صحيح ابن خزيمة مع التحقيق الكامل من كلام الأعظمي والألباني كليهما، وقد أهداني إياهما (أي التحقيق) أحد الإخوة الكرام، ولا أعرف بأي اسم يكتب في هذا المنتدى، ولو كنت أعرفه لذكرته بالاسم فجزاه الله عني وعنكم خيرا.
والأمر الآخر هو ما أهداني إياه أيضا ذلك الأخ الكريم، وهو الطبعة الثانية من قيام رمضان والاعتكاف للشيخ الألباني.
فمن أراد التحديث فلينزل الملف من الوصلة التالية، وليضعه في نفس المجلد الذي حمل فيه مكتبة الألباني، ويشغل برنامج التحديث
albani_update.exe
وسيتم التحديث
من الوصلة التالية ( http://www.alhekmah.net/ccess/Update2.zip)
وشكرا للجميع
ـ[الفاضل]ــــــــ[27 - 11 - 03, 09:08 ص]ـ
غفر الله لك وجعلها في ميزان حسناتك
هل يوجد مثل هذا التحديث لسلسلة الأحاديث الضعيقة؟
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
بعد تجربة التحديث:
التحديث لم يعمل: بعد ان تم التحديث بنجاح ذهبت للبرنامج وقمت بفتح صحيح ابن خزيمة فخرج من البرنامج!! لماذا؟
وأعدت تشغيل الجهاز ونفس الشء لم يحدث تغير، حتى أني حدثته مرة أخرى وتمت العملية بنجاح لكن عند فتح صحيح ابن خزيمة يخرج من البرنامج
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[27 - 11 - 03, 12:08 م]ـ
اعتذر أخي عن هذا الخلل، يمكنك تحميل التحديث مرة أخرى من هذه الوصلة، وهو يعمل بكفاءة كما عدلت فيه طريقة العرض قليلا لتكون افضل
الوصلة من هنا ( http://www.alhekmah.net/ccess/Update3.zip)
وشكرا
ـ[أبو البراء المصري]ــــــــ[27 - 11 - 03, 05:00 م]ـ
جزاك الله خيراً
لي سؤال من فضلك
حين أبحث عن موضوع وأريد أن أحفظ نتائجه، يتم فعلاً ذلك ولكن إذا أردت استرجاع النتائج مرة أخرى، يخرج البرنامج نهائياً
هل لديك حل @! @
ـ[الفاضل]ــــــــ[27 - 11 - 03, 06:30 م]ـ
تم بنجاح ..
جزاك الله خيرا
و أنا أيضا عندي نفس المشكلة التي عند الأخ أبو البراء المصري
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[28 - 11 - 03, 01:34 ص]ـ
الأخ أبو البراء المكرم
طوال هذه الفترة وأنت ساكت:)
لا بأس، إنني أرجو منك ومن جميع الإخوة الكرام تجميع جميع الملاحظات حتى أعدلها مرة واحدة لأعطيكم الملف التنفيذي بعد آخر تعديل، لذا أرجو ممن لديه مشكلة معينة أو ملاحظة أن يضعها هنا ولكم جزيل الشكر
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[02 - 12 - 03, 11:01 م]ـ
أخي مجرد إنسان لم استطع تنزيل التحديث
هل قمتم بإزالته من علي الموقع
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[03 - 12 - 03, 02:58 ص]ـ
الأخ المكرم
نعم قمت بحذف التحديث حتى يضع الإخوة جميع الملاحظات ثم أضع التحديث مرة واحدة
ـ[أحمد أبو زيد]ــــــــ[09 - 03 - 04, 01:22 ص]ـ
أخي مجرد إنسان
كيف يمكنني الحصول على هذه التحديثات
إذا أني أحاول تنزيلها لكن لايوجد شيء
من أين احصل عليها بارك الل فيك
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[11 - 03 - 04, 09:03 ص]ـ
الإخوة الكرام
جميع التحديثات لبرنامج الألباني أوقفتها لأنني سأنزل الإصدار الثاني منها قريبا، وكذلك الإصدار الثاني من برنامج مقتطفات، وسترون فيهما خدمات متقدمة إن شاء الله.
ـ[المضري]ــــــــ[11 - 03 - 04, 12:24 م]ـ
أخي الفاضل / مجرد إنسان
من أين أستطيع تحميل البرنامج الأصلي؟
ـ[محمد خليل]ــــــــ[02 - 09 - 04, 11:43 م]ـ
.
ـ[الفاضل]ــــــــ[03 - 10 - 04, 10:43 ص]ـ
إخواني الكرام أنا لدي سرعة جيدة للإنترنت ولكن ليس لدي موقع فإذا كان لأحدكم موقع يعطينا إياه لفترة محدودة مثلا وأنا أقوم برفع البرنامج مع التحديثات.
ـ[أبو حفص العكاري]ــــــــ[13 - 12 - 04, 02:14 م]ـ
السلامك عليكم و رحمة الله و بركاته
الواصلان لا يعملا فحبّذا لو قام أحد الإخوة بوضع التحديث الأجدد هنا بارك الله فيكم
أخوكم
أبو حفص العكاري
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[13 - 12 - 04, 03:09 م]ـ
السلام عليكمخ ورحمة الله وبركاته
يا أخوتي قد قصفوا جهازي بفيروس وتمت فرمتته ولذلك ضاعت مع الفرمتة مكتبة الإمام الألباني فعساكم أن تدلونا عليها أو أن تضعوها هنا حتى أقوم لتحميلها ولكم مني خالص الدعاء.
ـ[واحد إماراتي]ــــــــ[14 - 12 - 04, 08:13 ص]ـ
النسخة الجديدة ممتازة جدا وقد جربتها، وتجدونها هنا، لكنها ليست مجانية للأسف، وقد خاطبت الشركة فقالوا لو اشترى مجموعة من طلبة العلم سنعمل لهم تخفيض يصل إلى نصف السعر، فلماذا لا تشتركوا في شراء عدة نسخ؟؟
http://siham.net/?page=albani
والله الموفق
ـ[أبو حفص العكاري]ــــــــ[15 - 12 - 04, 09:05 ص]ـ
بماذا تمتاز النسخة الجديدة على سابقتها؟
و هل بها إضافة كتب؟ (أو ربما تشكيل الأحاديث)
و هل بها النص الكامل للسلسلتين (أي بالتخريج؟) و سنن أبي داود بالتخريج .. إلخ
أرجو لمن إستعمل البرنامج إفادتنا بهذه التفاصيل جزاكم الله خيراً
أخوكم
أبو حفص العكاري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/109)
ـ[العرباني]ــــــــ[16 - 12 - 04, 12:29 م]ـ
أدعو لك أخي مجرد إنسان من كل قلبي (جعل الله ما قدمته في ميزان حسناتك وجزاك الله عنا كل خير ونحن في انتظار التحديث الثاني للموسوعة
ـ[أبو عمار البنهاوي]ــــــــ[22 - 12 - 04, 01:43 ص]ـ
أخي الكريم عندي كتب وبرامج شيخنا الألباني وسأحملها لك تباعا
ـ[أبو عمار البنهاوي]ــــــــ[22 - 12 - 04, 01:59 ص]ـ
إليك أخي الكريم البرنامج الأول
ـ[أبو عمار البنهاوي]ــــــــ[22 - 12 - 04, 02:02 ص]ـ
ضعيف السنن
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[24 - 12 - 04, 03:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا(6/110)
هدية لأهل الملتقى مؤلفات الشيخين ابن تيمية وابن القيم
ـ[العدوي]ــــــــ[28 - 11 - 03, 07:40 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذه المجموعة الأولى من مؤلفات الشيخين، وسوف أتابع بعون الله تعالى إيرادها
الكتاب الأول: أحكام أهل الذمة
ـ[العدوي]ــــــــ[28 - 11 - 03, 07:44 ص]ـ
الكتاب الثاني: اقتضاء الصراط المستقيم
ـ[العدوي]ــــــــ[28 - 11 - 03, 07:47 ص]ـ
الكتاب الثالث: الاستقامة
ـ[العدوي]ــــــــ[28 - 11 - 03, 07:50 ص]ـ
الكتاب الرابع:
ـ[العدوي]ــــــــ[28 - 11 - 03, 07:54 ص]ـ
الكتاب الرابع: الرد على المنطقيين معذرة هاهو مرة أخرى فالوصلة السابقة لا تعمل
ـ[العدوي]ــــــــ[28 - 11 - 03, 07:56 ص]ـ
الكتاب الخامس: الحسنة والسيئة
ـ[العدوي]ــــــــ[28 - 11 - 03, 08:00 ص]ـ
الكتاب السادس: الصارم المسلول
ـ[العدوي]ــــــــ[28 - 11 - 03, 08:03 ص]ـ
الكتاب السابع: الصفدية
ـ[العدوي]ــــــــ[28 - 11 - 03, 08:06 ص]ـ
الكتاب الثامن: الصواعق المرسلة
ـ[العدوي]ــــــــ[28 - 11 - 03, 08:14 ص]ـ
الكتاب التاسع: الطرق الحكمية
ـ[العدوي]ــــــــ[28 - 11 - 03, 08:18 ص]ـ
الكتاب العاشر: العقيدة الواسطية
ـ[ abo-omar] ــــــــ[03 - 02 - 04, 06:47 ص]ـ
وهناك مشاركات أخرى لإخوتنا في المنتدى مفرقة في نواحيه وأرجائه
فهناك مشاركة أخينا (خليل بن محمد)
كتاب ((الرسالة التبوكية)) للإمام ابن القيّم
انظر مشاركته: اضغط هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4120)
وهناك مشاركة أخينا ( fisal2000 )
القصيدة النونية كاملة لابن القيم
المسماة الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية
اضغط هنا لترى مشاركته ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=7590)
وهناك مشاركة أخينا (طويلب علم صغير):
كتاب الفوائد - ابن القيم الجوزية
اضغط هنا لترى مشاركته ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8015)
وهناك مشاركة أخينا (أبو عبد الله بن سعيد):
كتاب الأمثال في القران لابن القيم
اضغط هنا لترى مشاركته ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8975)
ولأخينا (أبو عبد الله بن سعيد) أيضا:
القصيدة النونية
اضغط هنا لترى مشاركته ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9323)
ولأخينا (طويلب علم صغير):
" شرح نونية ابن القيم "
انظر مشاركته ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9406)
ـ[ abo-omar] ــــــــ[03 - 02 - 04, 07:02 ص]ـ
ولأخينا ( houmasalaf) :
كتب الإمام بن تيمية و تلميذه إبن القيم
اضغط هنا لترى مشاركته ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=11641)
ولأخينا (عبد الجبار):
إغاثة اللهفان لابن القيم
انظر مشاركته ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12993)
ولأخينا (أبو عبد الله بن سعيد)
كتاب الفوائد لابن القيم
انظر مشاركته ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9318)
وله أيضا: كتاب الروح لابن قيم الجوزية بصيغة Word
ولأخينا ( houmasalaf) كتاب الروح بصيغة html
انظر مشاركتهما ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=11347)
ولأخينا (أبو عبد الله بن سعيد) أيضا:
كتاب الجواب الكافي لابن القيم
انظر مشاركته ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8981)
ولأخينا (ابن زهران):
كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين لابن القيم
انظر مشاركته ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13591)
ولأخينا ( Aboibrahim):
حاشية ابن القيّم على سنن أبي داود
انظر مشاركته ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13935)
ـ[ abo-omar] ــــــــ[03 - 02 - 04, 08:05 ص]ـ
ووجدت كذلك في رياض المنتدى الناضرة العاطرة
مشاركة لأخينا (محمود بن عبد الوهاب السالمي):
كتاب اعلام الموقعين عن رب العالمين
انظر مشاركته ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9507)
هذا جهد المقل وليعذرني من لم أتنبه لمشاركته، وليتكرم علينا وليضف ـ مشكورا ـ رابطا يوصلنا إليها.
ومن مشاركاتي المتواضعة في هذا المنتدى:
اغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان -
تحفة المودود بأحكام المولود -
مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين –
ثلاثتها للإمام ابن قيم الجوزية
انظرها ـ إن شئت ـ على الرابط التالي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=16458)
ولي مشاركة أخرى في هذا الباب:
زاد المعاد في هدي خير العباد – الإمام ابن القيم
انظره على الرابط التالي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=11344)
ومن مؤلفات الإمام ابن القيم:
التبيان في أقسام القرآن
من مكتبة موقع النسيم. الحجم: 215 كيلوبايت
مدة تحميل الكتاب: مودم (56 كيلوبايت) - 38 ثانية
آي إس دي أن (64 كيلوبايت) - 33 ثانية
أي دي أس أل (800 كيلوبايت) - 2 ثانية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/111)
ـ[ abo-omar] ــــــــ[04 - 02 - 04, 12:18 م]ـ
ومن مؤلفات الإمام ابن القيم:
نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول
المصدر: مكتبة موقع النسيم
التصنيف: علوم الحديث -
الحجم: 29 كيلوبايت
مدة تحميل الكتاب: مودم (56 كيلوبايت) - 5 ثانية
ـ[ abo-omar] ــــــــ[05 - 02 - 04, 09:50 ص]ـ
ووجدت مشاركة أخرى في المنتدى منّي ومن أخينا الكريم (مسك) حول: حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - لابن القيم
لمعاينة المشاركة وتنزيل الكتاب: اضغط هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=16156&highlight=%CD%C7%CF%ED+%C7%E1%C3%D1%E6%C7%CD)
أو لتنزيل الكتاب من الرابط الذي وضعه أخونا (مسك): اضغط هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?postid=76957)
ـ[ abo-omar] ــــــــ[05 - 02 - 04, 10:02 ص]ـ
ومن مؤلفات الإمام ابن القيم:
مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة
المصدر: مكتبة موقع النسيم
التصنيف: الآداب و الرقائق
الحجم: 652 كيلوبايت
مدة تحميل الكتاب: مودم (56 كيلوبايت) - 1 دقيقة و 56 ثانية(6/112)
أريد كتاب رفع إيهام الإضطراب عن آيات الكتاب
ـ[صلاح الدين]ــــــــ[28 - 11 - 03, 05:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني أريد رابطا لكتاب " رفع إيهام الإضطراب عن آيات الكتاب "
ملحوظة: قد يكون اسم الكتاب غير دقيق بعض الشيء
صلاح الدين
salah_7s2@yahoo.com
ـ[أحمد دبوس]ــــــــ[06 - 12 - 03, 09:24 ص]ـ
أخي الفاضل
نعم اسم الكتاب غير دقيق بعض الشيء
واسمه ((دفع إيهام الأضطراب عن آيات الكتاب))(6/113)
أريد تنزيل كتاب " الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح "
ـ[صلاح الدين]ــــــــ[28 - 11 - 03, 05:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا إخواني أريد تنزيل كتاب " الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح " لشيخ الإسلام ابن تيمية، فهل هناك رابط لتنزيله
وجزاكم الله خيرا
صلاح الدين
salah_7s@yahoo.com
ـ[مسك]ــــــــ[28 - 11 - 03, 07:47 م]ـ
تفضل الكتاب: للتحميل
الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/jawabS.zip)
ـ[صلاح الدين]ــــــــ[29 - 11 - 03, 12:57 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخ مسك وجعل الله ذلك في ميزان حسناتك(6/114)
ما هي أفضل طبعة لتيسير العلام شرح عمدة الأحكام
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[28 - 11 - 03, 07:57 م]ـ
ما هي أفضل طبعة لتيسير العلام شرح عمدة الأحكام للبسام
وهل يوجد هذا الكتاب علي الشبكة
وجزاكم الله خيراً
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[30 - 11 - 03, 06:28 م]ـ
هناك طبعاتان قد تكونا جيدتين:
1) نزار الباز تحقيق أبي عائش عبد المنعم ابراهيم وميزتها ذكر مواضع الحديث في البخاري مع تراجم البخاري ولا يخفى كم هذا مفيد
2) طبعة مكتبة الصحابة تحقيق حلاق وميزتها تخريج الأحاديث(6/115)
أحكام التسعير في الاسلام
ـ[هاجس]ــــــــ[29 - 11 - 03, 02:37 ص]ـ
أخواني الرجاء من يجيد ويعرف شيء عن أحكام التسعير في الاسلام يفيدنا لاننا بصدد بحث عن ذلك ولكم مني جزيل الشكر والدعاء
ـ[أم صهيب]ــــــــ[12 - 12 - 03, 12:27 ص]ـ
حكم التّسعير في الشريعة الإسلامية للباحث عبد الله بن إبراهيم عبد الله الزّاحم رسالة ماجستير مقدمة للجامعة الإسلامية
ملخص تعريفي للرسالة:
تكون البحث من مقدمة، وتمهيد، وأربعة أبواب، وخاتمة.
التمهيد: فيه فصلان: تعريف الملكية، وأقسام الملك، وأسبابه، وخصائصه، قيود الملكية، أصلية واستثنائية.
الباب الأول: ففي تعريف التسعير، وبيان حكمه، وفيه ثلاثة فصول: تعريف التسعير، حكمه، حكم البيع بسعر ولي الأمر من حيث الصحة والفساد.
الباب الثاني: ففي محل التسعير، وفيه أربعة فصول: أثمان السلع، أجور العقارات، أجور الأعمال، صداق الزوجات.
الباب الثالث: ففي الحالات الداعية للتسعير، وفيه فصلان: حالة الاحتكار، حالة حاجة الناس إلى السلعة.
الباب الرابع: ففي تنظيم التسعير، وفيه فصلان: كيفية تحديد الأسعار، واجب ولي الأمر بعد تحديد الأسعار.
الخاتمة: وفيها: واجب ولي الأمر قبل تحديد الأسعار، تحتها مبحثان: الأمور الوقائية التي يتخذها ولي الأمر، والثاني: الأمور العلاجية التي يتخذها ولي الأمر.
ولم يذكر الباحث خلاصة البحث، ولا نتائج، ولا توصيات.
هذه المعلومات عن الرسالة من موقع الجامعة الإسلامية على الشبكة
ـ[هاجس]ــــــــ[14 - 12 - 03, 10:28 م]ـ
أولاً أشكر الله سبحانه وتعالى على نعمه التي لاتحصى
ثانياً اشكر الاخت أم صهيب على هذة المعلومة التي أستفدت منها وافادتني في بحث فلها من جزيل الشكر وخالص الدعاء
ثالثاً أذا أمكن الاستزاده من مساعدتها لي في بحث أخر بعنوان
شرع من قبلنا
ـ[أم صهيب]ــــــــ[15 - 12 - 03, 09:05 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
لعلكم تستفيدون من هذين البحثين
الأول بعنوان: (موقع شرع من قبلنا من الأدلة فيما شرعه لنا ربنا عز وجل للشيخ عبد الله بن عمر محمد الأمين الشنقيطي طبعته مكتبة البخاري في المدينة المنورة في 147 صفحة تقريباً
الثاني: الشرائع السابقة ومدى حجيتها في الشريعة الإسلامية رسالة دكتوراه مقدمة لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر قسم أصول الفقه في 600صفحة تقريباً مطبوعة للشيخ عبد الرحمن بن عبد الله الدرويش وربما لا تجدها في المكتبات لأنها مطبوعة منذ مدة وإذا لم تجدها أخبرتك بمكان وجودها ولولا ضيق الوقت لأخبرتك بمحتويات الرسالة لكن لعلكم تحددون ماتريدون لأرى هل هو موجود في الرسالة أم لا(6/116)
المحلى للإمام إبن حزم
ـ[رضوان عامر]ــــــــ[29 - 11 - 03, 03:29 ص]ـ
هذا كتاب المحلى للإمام إبن حزم قمت بجمعه من موقع نداْ الإيمان و وضعه فى ملفات ورد نفعنى به الله و إياكم هذا كتاب التوحيد و سيلى الباقى بإذن الله
ـ[رضوان عامر]ــــــــ[29 - 11 - 03, 07:02 م]ـ
يحتوى على جزئى مسائل فى الأصول و الطهارة
ـ[أبو هدى]ــــــــ[02 - 12 - 03, 11:52 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ونحن في انتظار البقية
ـ[أحمد أبو زيد]ــــــــ[05 - 12 - 03, 12:42 ص]ـ
جزاء الله خيرا
ـ[رضوان عامر]ــــــــ[19 - 12 - 03, 06:49 ص]ـ
أحبائي في الملتقي أعتذر عن تأخرى في إكمال كتاب المحلى حيث قد واجهتنى بعض المشاكل التي منعتني وأنا الآن عاكفا - كلما أتيح لي الوقت - علي إخراج المحلى ...... محلى .......... حيث أقوم بتجزئته و فهرسته للتسهيل على الإخوة البحث فيه كملفات ورد وعن قريب بإذن الله سأحمله كاملا على الملتقي.
ـ[ابن أحمد المدني]ــــــــ[24 - 12 - 03, 09:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل لا ادري لقد تأخرت عن وضع بقية المجلدات ارجو ان يكون المانع خير وإني في امس الحاجة لبقية الملفات فارجو اعطائي خبر أين وصلت وكم بقي حيث أن لدي بحث حول المحلى وهو موجود عندي على برنامج جامع الفقه الإسلامي لكن بطبع على ورد أفضل ولك جزيل الشكر. لتواصل alisouf@hotmail..com
ـ[ابن أحمد المدني]ــــــــ[26 - 12 - 03, 06:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
يبدو أخي الكريم أنك منذ فترة لم تدخل الملتقى وعندي حول مشروع المحلى ملاحظات أولا ما هو البرنامج الذي تعتمد عليه في تنزيل الكتاب فإن فيه أخطاء وكذلك بعض الرسومات.
وهناك برنامج جامع الفقه الإسلامي بدأت تنزيل المحلى منه وهو اكثر من رائع وقليل الخطأ جدا.
ولك الشكر
ـ[رضوان عامر]ــــــــ[30 - 12 - 03, 11:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته
الأخ ابن أحمد , بالفعل لم أدخل الملتقى منذ فترة وذلك لمروري ببعض المشاكل التي منعتني وما إن مرت و الحمد لله حتى عدت لإكمال ما بدأته في كتاب المحلى و إليك ما وصلت إليه حتى الآن:
- تحميل الكتاب بالكامل على ملفات ورد.
- تقسيم الكتاب حتى وصل عشرة مجلدات.
- بدأت في عمل فهرس مفصل للمسألة ورقم الصفحة لكل مجلد على حده.
- تلافي الأخطاء قدر المستطاع و تهيئة الكتاب ليتناسب كونه مجلدات في صورة ملفات ورد.
- تم بحمد الله و فضله الانتهاء من فهرسة المجلد الأول.
- على وشك الانتهاء من فهرسة المجلد الثاني.
كنت عزمت سابقا على ألا أضع الكتاب إلا بعد الانتهاء منه بالكامل و لكن لأهميته ولطول العمل فيه ولضيق الوقت عندي سأقوم بتحميل كل مجلد أنتهي منه و أدعو الله أن يعنني على إكمال الباقي في أقرب وقت ممكن , ليكون بإذن الله بداية مشروع صغير لفهرسة الكتب الهامة ليسهل للإخوة التعامل معها كملفات ورد عن طريق معرفة رقم صفحة الجزئية المراد قراءتها داخل الكتاب , نفعني الله و إياكم بهذا الملتقي و أعاننا جميعا على خدمة الأصدقاء في الملتقي.
المحلى – المجلد الأول:: يحتوى على:
(1) كتاب التوحيد.
(2) مسائل في الأصول.
(3) كتاب الطهارة.
(7) الآنية.
(5) كتاب الحيض و الإستحاضة.
(6) الفطرة.
(4) كتاب التيمم.
ـ[ابن أحمد المدني]ــــــــ[31 - 12 - 03, 01:40 ص]ـ
الأخ الفاضل رضوان جزاك الله خيرا يبدو بالفعل انك صاحب همة ولهذا فانا أعرض عليك أمر مهما أنا بدأت في تحقيق الكتاب وعلمت بأن الأخ عبدالحق التركماني يعمل على تحقيق الكتاب ونحن مجموعة من الطلاب في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية فارجو الاتصال أو ان تترك رقم هاتفك للإتصال عليك للضرورة وهذا رقم جوالي 052504169 والايميل alisouf@hotmail.com
ـ[رضوان عامر]ــــــــ[31 - 12 - 03, 09:13 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بريدى الإلكترونى هو:
alhabeeb2me@hotmail.com
وهذا رقم الهاتف 02/ 6055403 مصر بإذن الله أكون بالمنزل بعد الثامنة مساء بتوقيت القاهرة
وكم يسعدنى أن نتواصل لخدمة ديننا الحنيف. بارك الله في هذا الملتقي الذى جمعنا فيه على تباعد المسافات بيننا و التى ستزول باذن الله ونتقارب فنكون حقا أمة واحدة.
وللعلم عن قريب جدا سأضع المجلد الثانى بعون الله و فضله.
وشكرا لك أخى الحبيب لإهتمامك.
ـ[رضوان عامر]ــــــــ[03 - 01 - 04, 05:29 ص]ـ
و يحتوى على كتاب الصلاة
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[07 - 02 - 04, 02:43 ص]ـ
أخي الفاضل رضوان:
إن تنسيقك للجزء الثاني من المحلى كان أكبر إتقانا من سابقه بكثير ..
فحبذا لو أنزلت بقية الأجزاء ـ و منها الجزء الأول مرة أخرى ـ بهذا المستوى البهي.
و جزاك الله خيرا، و جعله في ميزان حسناتك و من العلم الذي ينتفع به بعد الموت.
ـ[رضوان عامر]ــــــــ[07 - 02 - 04, 10:03 ص]ـ
أشكرك لثنائك على عملى المتواضع جدا
أخى الحبيب إن ما جعلنى أقوم بهذا التنسيق فى هذا الكتاب الجليل أولا لأهميته , ثانيا لأنى شخصيا أفتقد وجد عنصرا أساسيا فى الأغلبية العظمى من الكتب التى على صورة ورد على النت ألا وهو الفهرس.
لذا عقدت العزم و توكلت على الله فى عمل فهارس لكل ما يعننى الله عليه.
وما يؤخرنى هو أنى أقوم بعمل مراجعة لتنسيق الكتاب ككل كما أن الفهرس يأخذ وقتا وعن قريب بعون الله و فضله سأضع ثلاث مجلدات أو أربع دفعة واحدة.
فلا تنسانى أخى من صالح الدعاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/117)
ـ[الفاضل]ــــــــ[08 - 02 - 04, 04:56 م]ـ
أعانك الله على إتمامه.
جزاك الله خيرا
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[23 - 03 - 04, 02:15 ص]ـ
أعانك الله على إتمامه.(6/118)
حمل برنامج حصن المسلم من أذكار الكتاب و السنه
ـ[رضوان عامر]ــــــــ[29 - 11 - 03, 03:48 ص]ـ
أقدم لإخوتى فى الملتقى برنامج حصن المسلم من أذكار الكتاب و السنه جمع و تخريج سعيد بن على القحطانى
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[10 - 02 - 04, 07:00 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
لكن البرنامج اسمه: (أذكار).
و هو من أكثر البرمجيات العربية احترافا من الناحية البرمجية!
فقط تم إنشاؤه باستخدام لغة التجميع ( Assembly) .
و هي من اللغات الشديدة الصعوبة و تحتاج إلى فريق محترف لعمل برنامج صغير بواسطتها.(6/119)
أبحث عن كتاب للشيخ ابن جبرين
ـ[عيسى]ــــــــ[30 - 11 - 03, 06:54 ص]ـ
سمعت بوجود كتاب للشيخ عبد الله بن جبرين في الاحتجاج بخبر الآحاد
فهل من دال على اسمه أو من أين أحصل عليه؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[مسك]ــــــــ[30 - 11 - 03, 07:33 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
هنا تجد كتب الشيخ بن جبرين من موقع الشيخ حفظه الله
http://www.ibn-jebreen.com/books/frame_03.htm
وهذا هو موقع الشيخ:
http://www.ibn-jebreen.com(6/120)
أبحث عن منظومة لحفظ الآيات المتشابهة
ـ[صلاح الدين]ــــــــ[30 - 11 - 03, 08:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني طلبة العلم أريد منظومة جامعة للآيات المتشابهة ليسهل حفظها
وجزاكم الله خيرا
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[30 - 11 - 03, 06:19 م]ـ
هناك المنظومة السخاوية في المتشابهات القرآنية تأليف جمال القراء السخاوي
ـ[العلم]ــــــــ[30 - 11 - 03, 08:48 م]ـ
هل يوجد لهذه المنظومة رابط على النت؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[فارس النهار]ــــــــ[01 - 12 - 03, 12:04 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
نعم هذه المنظومة قد وضعها الأخ (أبو الجود) في هذا الملتقى:
تفضل هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3544&highlight=%C7%E1%D3%CE%C7%E6%ED%C9
ـ[العلم]ــــــــ[01 - 12 - 03, 01:29 ص]ـ
جزاك الله كل خير
هل يوجد لها تسجيل صوتى لإحد الأخوة؟
ـ[صلاح الدين]ــــــــ[01 - 12 - 03, 03:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير الجزاء، هل لهذه المنظومة الجليلة من شرح
ـ[عجماني]ــــــــ[07 - 12 - 03, 02:46 ص]ـ
المنظومة مسجلة بصوت القارئ سعد الغامدي في شريط متوفر بالتسجيلات
أما شرحها فإن لم اكن واهما فقد طبع لها شرح مختصر أو تعليق في الإمارات في مركز جمعة الماجد للتراث(6/121)
حمل كتاب أسد الغابة لإبن الأثير
ـ[مسك]ــــــــ[30 - 11 - 03, 10:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حمل كتاب (اسد الغابة لأبن الأثير) على هذا الرابط.
تفضل هنا ( http://www.almeshkat.ws/vb/showthread.php?s=&postid=153442#post153442)
وشكر خاص لمن قام بنسخ الكتاب الذي زاد على 3000 صفحة.
ـ[ابومالك البصري]ــــــــ[30 - 11 - 03, 11:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن هل يجب الاشتراك في المنتدى حتى يتم التنزيل
لاني نزلت الملفات وهي فارغه.
ـ[مسك]ــــــــ[01 - 12 - 03, 12:31 ص]ـ
لا يشترط التسجيل من أجل تحميل الملفات ..
يوجد مشكلة في خاصية تحميل الملفات.
وسيتم اصلاحها اليوم أن شاء الله.
ـ[مسك]ــــــــ[01 - 12 - 03, 07:47 ص]ـ
تم إصلاح المشكلة ولله الحمد.
ـ[بندر العامر]ــــــــ[24 - 09 - 07, 01:13 ص]ـ
جزاك الله كل خير
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[24 - 09 - 07, 12:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
جزاك الله خيرًا وبارك فيك، وأحسن إليك وغفر لك ما تقدم من ذنبك لما قدمت من خير ونفع.
ـ[أبو عبد الرحمن العامري]ــــــــ[24 - 09 - 07, 02:48 م]ـ
الرابط يدخل على موقع آخر
ـ[احمد الب ارسلان]ــــــــ[24 - 09 - 07, 09:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الرابط يدخل على موقع آخر
ـ[بن سالم]ــــــــ[25 - 09 - 07, 02:45 م]ـ
... لَعَلَّ الأَخ الفاضِل يَعنِي هذا الرَّابِطُ:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=12&book=661
ـ[مسك]ــــــــ[25 - 09 - 07, 02:55 م]ـ
بارك الله فيك أخي بن سالم على التعديل والتصحيح ..
فالرابط كان على دومين ws وقد تم الغاؤه ..
والموقع يعمل الان فقط على net و com(6/122)
كنوز المعرفة من على الإنترنت منقول
ـ[ناصر علي البدري]ــــــــ[01 - 12 - 03, 12:42 ص]ـ
http://alsaha.fares.net/sahat?128@230.4JiThci4twL.0@.1dd4a901 (http://) sonnh.com (http://)
ـ[أبوسويدة]ــــــــ[10 - 12 - 03, 07:08 م]ـ
السلام عليكم.
الرابط لا يعمل أيها المبارك!!
ـ[ ahmad22] ــــــــ[05 - 04 - 04, 04:16 ص]ـ
الرجاء التأكد من الرابط وجزالك الله خيرا
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[06 - 04 - 04, 02:17 ص]ـ
لعل هذا هو الموقع المقصود
http://www.sonnh.com/HomePage.aspx
وأظن أن به خلل في السيرفر
أسأل الله أن يوفق القائمين عليه وأن يجزيهم خيرا
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[20 - 04 - 04, 03:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[الدرعمى]ــــــــ[28 - 06 - 04, 09:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكركمعلى جهودكم الحثيثة لنشر العلم ونرجو تنقية الموقع من الصفحات الفارغة والملفات المعطوبة حرصًا على وقت الأخوة الزائرين وجزاكم الله عن طلبة العلم خير الجزاء(6/123)
الرواة عن سعيد بن أبي عروبة ممن ورد فيهم ما يميز حديثهم عنه أهو قبل الاختلاط أم بعده
ـ[ساري عرابي]ــــــــ[01 - 12 - 03, 04:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بحث للدكتور حاتم بن عارف الشريف، نشرته مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابها، العدد الاخير ...
يقع البحث في 36 صفحة بدون الهوامش، و51 مع الهوامش وفهرس المصادر والمراجع ...
والبحث على ملف pdf ، على هذا الرابط:
http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag28/pdf/fail004.pdf
ـ[حارث همام]ــــــــ[02 - 12 - 03, 12:08 ص]ـ
جزاك الله خيراً ونفع بك
ـ[أبو عبد الله الإيراني]ــــــــ[17 - 11 - 10, 09:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بارك الله فيك اخي الكريم علي الكتاب
هل يوجد هذا الكتاب للشامله او الوررد
لاني اريد ان اعرف هل أبو بدر شجاع بن الوليد سمع من سعيد قبل الاختلاط ام بعده
بحث في الكتاب ولم يكن ذكر لأبو بدر شجاع بن الوليد
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[17 - 11 - 10, 10:18 م]ـ
الرابط لايعمل فالتكرم باصلاحه.
ـ[أبو عبد الله الإيراني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 12:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
تفضل هذا رابط أخر
http://up.iranblog.com/Files0/35c975669eda416f9b9f.rar
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[19 - 11 - 10, 04:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا(6/124)
[تحقيق] جزء فيه من غرائب الإمام ابن ماجة للإمام الذهبي
ـ[ساري عرابي]ــــــــ[01 - 12 - 03, 05:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تحقيق د. أحمد بن عبد الله الباتلي، نشرته مجلة جامعة ام القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابها ...
يقع التحقيق في 111 ص، منها:
1. 28ص: مقدمة المحقق شملت:
1.ملخص البحث، أسباب اختيار الموضوع، التعريف بابن ماجة، التعريف ببسننه وعناية العلماء بها، الذهبي، التعريف بالحديث الغريب وأقسامه وعلاقته بالحديث الفرد، دراسة عن الجزء المحقق ووصفه والمنهج المتبع في تحقيقه.
2. 8صفحات: النص المحقق والذي هو الجزء وفيه أربعة وثلاثون حديثاً.
3. صفحتان: الخاتمة.
4. 56 صفحة: الهوامش والتعليقات، وفيها توسع في التخريج ودراسة الأسانيد والحكم على الأحاديث.وقد بلغت التعليقات في الهوامش 344 تعليق.
5. 15 صفحة: المصادر والمراجع.
وقال المحقق أنه لا يعلم أحداً سبقه إلى هذا التحقيق.
وهو على ملف pdf على هذا الرابط:
http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag28/pdf/fail019.pdf(6/125)
حمل ((الجامع)) للروايات والزيادات الشاذة
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[01 - 12 - 03, 05:18 ص]ـ
الحمد لله تم الانتهاء من تنسيق الموضوع علي ملف ورد كما تم اضافة عدة مباحث لة تتعلق بموضوع تفرد الثقة
وهو عبارة عن مشاركات مجموعة كبيرة من الاخوة في المنتدي
وانا ارغب من الاخوة في تحميل الملف والاعتناء بة لانة بة علم مفيد في بابة
حمل الملف من هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?postid=68760)
ـ[ابن المنذر]ــــــــ[05 - 12 - 03, 10:59 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي السالمي على هذه الجهد المبارك،،،،،،
وأسأل الله لنا ولك التوفيق في الدنيا والآخرة.
أخوك / ابن المنذر
ـ[محمود الجيزي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 01:23 م]ـ
جزاك الله خيراً أخ السالمي على هذه الجهد المتميز
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[21 - 07 - 10, 04:16 م]ـ
الملف فيه مشكلة لا أستطيع تحميله ....
جزاكم الله خيرا أخانا الفاضل
ـ[ابن المنذر]ــــــــ[21 - 07 - 10, 07:31 م]ـ
الرابط لا يعمل
أرجو إعادة تنزيله
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[22 - 07 - 10, 01:10 م]ـ
لكن يمكن تحميله من هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=284&page=3&highlight=%C7%E1%CC%C7%E3%DA+%E1%E1%D1%E6%C7%ED%C7 %CA+%E6%C7%E1%D2%ED%C7%CF%C7%CA
المشاركة 126(6/126)
ابحث عن كتاب الزواجر عن اقتراف الكبائر
ـ[ع. ع]ــــــــ[01 - 12 - 03, 12:07 م]ـ
ابحث عن الكتاب في ملف وورد
وشكرا جزيلا
ـ[أبو عبد الله بن سعيد]ــــــــ[03 - 12 - 03, 06:06 ص]ـ
إليك الكتاب أخي الكريم
على ثلاث ملفات
هذا هو الأول
ـ[أبو عبد الله بن سعيد]ــــــــ[03 - 12 - 03, 06:13 ص]ـ
وهذا الثاني
ـ[أبو عبد الله بن سعيد]ــــــــ[03 - 12 - 03, 06:15 ص]ـ
وهذا الثالث والأخير
نفعك الله به
ـ[ع. ع]ــــــــ[03 - 12 - 03, 06:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وشكرا لك(6/127)
أحتاج إخوتي الكرام إلى كتابي- تفسير المنار و المصاحف لابن أبي داوو
ـ[عابر سبيل2]ــــــــ[01 - 12 - 03, 02:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكل عام وأنتم بخير
أحتاج إخوتي الكرام إلى كتابي
1 - تفسير المنار
2 - المصاحف لابن أبي داوو
فهل من رابط لهما على النت
وجزاكم الله خيرا(6/128)
حمل كتاب المجموع شرح المهذب
ـ[ابن أحمد المدني]ــــــــ[02 - 12 - 03, 07:15 م]ـ
هذا المجلد الأول كتاب الطهارة فأرجو التعاون معي على انهاء الكتاب في اقرب وقت ممكن وهو من موقع الاسلام alisouf@yahoo.com
ـ[أبو هدى]ــــــــ[03 - 12 - 03, 12:10 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ولكن الملف لا يعمل. . . حملته مرتين ولم يعمل
أرجو إعادة تحميله للموقع
ـ[ abo-omar] ــــــــ[13 - 02 - 04, 09:31 ص]ـ
أخي الكريم (أبو هدى) والإخوة الأفاضل تجدون الكتاب كاملا بصيغة وورد في عشرين جزءا، على الرابط التالي: اضغط هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=16751)(6/129)
أحتاج معجم تاج اللغة
ـ[شمس الدين]ــــــــ[03 - 12 - 03, 12:54 ص]ـ
أحتاج معجم تاج اللغة العربية المسمى ب الصحاح
فهل هو موجود لدى أحد الأخوة؟؟
عذرا ولكنه طللب عاجل
جزاكم الله خيرا
ـ[شمس الدين]ــــــــ[05 - 12 - 03, 05:22 م]ـ
إذا كان من الصعب الحصول عليه كاملا
فأنا أحتاج فقط إلى باب الجيم منه
وجزاكم الله عني خيرا(6/130)
ألفية السيوطي مضبوطة على نسختين مطبوعتين وعلى هيئة كتاب الكتروني
ـ[السني]ــــــــ[03 - 12 - 03, 06:23 ص]ـ
وهي ألفية السيوطي في علم الحديث، قد ضبطتها بالشكل على نسختين مطبوعتين، وصنعت ذلك على هيئة كتاب إلكتروني، وكذلك على هيئة ملف وورد.
ويعلم الله عز وجل كم أخَذَت من الوقت والجهد والتركيز مع قلة البضاعة وحصول التقصير فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد خللاً وتقصيرًا - وهو حاصل ولا بد - فلا يبخل علينا، والمرء كثير بإخوانه، ولاتنسوني من دعائكم، والله يرعاكم.
ـ[الناصح 11]ــــــــ[03 - 12 - 03, 06:54 ص]ـ
ماهي بأول بركتكم أيها السني، جزاك الله خيرا
ولكن واجهتني مشكلة في التحميل فأرجو التأكد من صحة تنزيل الملف
والسلام عليكم
ـ[السني]ــــــــ[03 - 12 - 03, 07:14 ص]ـ
شكر الله لك والمعذرة أخي الكريم، ولكن فيما يبدو أن الملف كان ذا حجم كبير.
وهاهو الملف الأول الذي يحتوى على ألفية السيوطي (كتاب إلكتروني)
ويليه الملف الآخر (وورد)
ـ[السني]ــــــــ[03 - 12 - 03, 07:19 ص]ـ
ألفية السيوطي (ملف وورد)
ـ[السني]ــــــــ[04 - 12 - 03, 01:32 ص]ـ
يرفع للفائدة
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[04 - 12 - 03, 02:43 ص]ـ
ربنا يجزيك خير تعبك حور عين في ظلال النعيم وخير عميم
ـ[السني]ــــــــ[07 - 12 - 03, 02:52 ص]ـ
يرفع للفائدة
ـ[السني]ــــــــ[10 - 12 - 03, 07:20 ص]ـ
هل من مستفيد؟؟
ـ[السني]ــــــــ[10 - 02 - 04, 08:39 م]ـ
؟؟ ......... !!
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[11 - 02 - 04, 12:06 ص]ـ
أخي الكريم السني حقاً
سلمت براجمك من الأوخاز ولا شل الله تلك الأيادي.
وأنا منذ زمن وأنا أبحث عن ألفية السيوطي وأزف إليك البشرى بأن عندي لهذه المنظومة نسخة خطية نفيسة مقروءة على السيوطي نفسه وعليها خطه في مواضع متعددة فلعل الوقت يسمح لي بمقابلتها على عملك هذا والله الموفق والمسدد.
محبك: السليل
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[11 - 02 - 04, 12:10 ص]ـ
أخي الكريم السني حقاً
سلمت براجمك من الأوخاز ولا شل الله تلك الأيادي.
وأنا منذ زمن وأنا أبحث عن ألفية السيوطي في هذه الشبكة فجزاك الله خيراً وأزف إليك البشرى بأن عندي لهذه المنظومة نسخة خطية نفيسة مقروءة على السيوطي نفسه وعليها خطه في مواضع متعددة فلعل الوقت يسمح لي بمقابلتها على عملك هذا والله الموفق والمسدد.
محبك: السليل
ـ[السني]ــــــــ[11 - 02 - 04, 02:37 ص]ـ
ياسليل الأكابر، رفع الله قدرك، وسدد قولك، وأصلح عملك، ورزقك الفردوس الأعلى بجوار خير البرية، صلوات ربي وسلامه عليه دائمًا أبدًا.
ـ[حسام1]ــــــــ[18 - 02 - 04, 06:53 م]ـ
جزاكم الله خير
هل تستطيع أخي الكريم " سليل الأكابر" جعلك الله اسماً على مسمى ورفع من قدرك في الدارين - آمين -، بتزويدي بنسخة من المخطوطة، وأسأل الله العلي القدير أن يجزيك خير الجزاء.
ـ[ abasuoni] ــــــــ[19 - 02 - 04, 11:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا
لو تكرمت أستفيد من هذه المخطوطة
وعنواني البريدي
abasuoni@hotmail.com
وعنواني
المدينة المنورة ص. ب10103
ـ[السني]ــــــــ[15 - 03 - 05, 08:53 م]ـ
يرفع لمريدي الفائدة
ـ[احمدمحمد]ــــــــ[17 - 03 - 05, 12:27 ص]ـ
أخي الحبيب رحم الله والديك واحسن اليك واطال عمرك وحسن عملك واصلح لك اهلك ونسلك
ـ[مكتبة]ــــــــ[19 - 03 - 05, 10:47 م]ـ
جزى الله خيرا، أخينا السني
تم رفع هذه النسخة، إلى مكتبة موقع طريق الإسلام
http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=607
ـ[عمر ابن أبي عمر]ــــــــ[22 - 03 - 05, 06:14 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[03 - 04 - 05, 06:00 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله عنا كل الخير(6/131)
أحتاج هذه الكتب
ـ[ mmmm] ــــــــ[03 - 12 - 03, 07:57 م]ـ
please i want those
books
العمدة ابن قدامة
تقريب الاسانيد العراقي
اجتماع رجال الصحيحين ابن طاهر المقدسي
مفتاح الصحيحين
المستخرج عليهما
اي كتاب يسهل حفظ الاسانيد(6/132)
اتعذار للجميع
ـ[ابن أحمد المدني]ــــــــ[04 - 12 - 03, 06:06 ص]ـ
الأخوة الكرام لدي جزء من كتاب المجموع شرح المهذب منسق على ملفات ورد لكن لم اتمكن من ادراجه هنا فارجو المساعدة alisouf@hotmail.com كما أنني أسال عن بقية كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر فالأخ توقف عن المجلد35(6/133)
فهارس الفروق للقرافي ** هدية لأهل الحديث **
ـ[أبو بيان]ــــــــ[05 - 12 - 03, 12:03 ص]ـ
* هذه فهارس موضوعية كنت عملتها لكتاب الفروق للإمام القرافي المالكي رحمه الله تعالى , وأحببت أن أفيد بها إخواني من أهل الحديث , راجياً منهم دعوة صالحة , وأحلهم بنشرها في أي منتدى , بشرط عدم التغيير فيها - وسامحوني على شرطي - , ومن استطاع أن يعيد تنزيل الملف مشفراً فأنا له من الشاكرين؛ لعدم معرفتي بذلك.
ـ[مِرقم]ــــــــ[27 - 08 - 06, 09:20 ص]ـ
شكر الله لكم، وجزاكم الخير كلّه.
ومن استطاع أن يعيد تنزيل الملف مشفراً فأنا له من الشاكرين؛ لعدم معرفتي بذلك.
قد تسدّ خاصّية قفل -أو حماية- الملف المتاحة في برنامج "الوور" الغرض مؤقتًا. ويمكن تحفيزها بهذه الخطوات:
1. Tools> Options> security.
2. ثمّ زرّ " Protect Document...".
3. فتظهر نافذة، عند النقطة الثانية المعنونة بـ: Editing restrictions، يُحفّز خيار: Allow only this type of editing in the document، ومن القائمة المنسدلة: ( No changes (read only.
4. وعند النقطة الثالثة المعنونة بـ: Start enforcement، يُضغط على زرّ " Yes, Start enforcing protection".
5. بعدها تظهر نافذة أخرى، يُحفّز خيار: Password، وتُوضع كلمة السرّ، وتأكيدها، ثم يُضغط على زرّ " Ok".
ـ[أبوصالح]ــــــــ[27 - 08 - 06, 12:03 م]ـ
شكر الله لكم، وجزاكم الخير كلّه.
تفصحت الفهرس فوجدته مفيدا فشكر الله لك
لكن ان تسنى لك وقت ووافق في ذلك اقبالا فاني اقترح عليك:
1 - ان تشير باستدراكات ابن الشاط رحمه الله على فروق القرافي من ناحية الموافقة او المخالفة فاستدراكاته مفيدة وقد ناقش القرافي في فروق كثيرة
2 - للقرافي في كتابه كلام نفيس عن قصور بعض الفقهاء في النظر الى مقاصد الشريعة لو ارتئيت ان تجمع كلامه في باب جامع في اخر الفهرس -كعادة المالكية- لعل ذلك يكون مفيدا
وجزاك الله خيرا على هذه الفهرسة التي استفدت منها كثيرا كثيرا
ـ[البشير الزيتوني]ــــــــ[19 - 08 - 09, 06:51 م]ـ
لم أطَّلع عليه إلا الآن ... جزاكم الله خيرا، فالفهرس مفيد غاية الإفادة، ويسَّر على الباحث الوصول إلى طَلِبَتِهِ في هذا المصدر الموسوعي بسهولة ويسر ... يسَّر اللهُ عليك كل ما تحب من أمور الدنيا والآخرة، ووفقك إلى عمل المزيد والمزيد من أمثال هذا العمل المفيد.(6/134)
جامع الفقه الاسلامي لشركة حرف
ـ[ amhatab] ــــــــ[05 - 12 - 03, 10:10 ص]ـ
الى طلاب العلم فقط هذه الموسوعة وكل عام وانتم بخير
ـ[فارس النهار]ــــــــ[05 - 12 - 03, 08:59 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ولكن أين هي؟
ـ[ amhatab] ــــــــ[07 - 12 - 03, 02:31 ص]ـ
حاولت وضعها لكن الملف كبير والانترنت يفصل دائما وساحاول وضعها مرة ثانية ان شاء الله
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[07 - 12 - 03, 04:47 ص]ـ
أين طلاب العلم في الموقع لينصحوا الأخ؟
أخي الحبيب لا يجوز لك فعل ذلك، فالشركه لها حقوق، وتباع ب 500 جنيه، تريد أنت أن تضعها مجانا؟!
وأخبرك بأن برامج حرف الأصلية كلها عندي، ونسختها جميعا لنفسي للحفاظ على الاسطوانة الأصلية، ولا أعطيها لأحد أبدا.
أخي الحبيب هل سألت في هذا الأمر، إياك إياك أن تنشر هذه الاسطوانة فسيسألك الله عن حقوق الناس.
إن هذا البرنامج قد كلفته الشركه ملايين الجنيهات، وقد أخبرني من عمل بها من زمن، فكيف تفعل ذلك بكل بساطة.
ثم إن كم الكتب والتقنية التي لا توجد في أي برنامج آخر يسترخص من أجله الثمن.
وقد كانت الاسطوانة أول ما نزلت بـ 1500 جنيه، ثم نزل سعرها الآن إلى المبلغ المذكور، وقد تنزل في معرض الكتاب بـ 400 جنيه.
فليحرص الجميع على اقتناءها بالطريقة المشروعة، وإن لم يستطع فبإمكانه أن يبحث في الموقع وهذا هو الرابط
http://feqh.al-islam.com/
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[07 - 12 - 03, 04:48 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&postid=69703#post69703
ـ[ amhatab] ــــــــ[07 - 12 - 03, 05:21 ص]ـ
عذرا يا اخي وجزاكم الله خيرا وسامحني الله ولكم جزيل الشكر على النصيحة واعدكم بعدم وضعها في اي مكان
ـ[راجح]ــــــــ[09 - 12 - 03, 09:25 م]ـ
نحن متفقون على عدم جواز سرقة جهد الغير
ولكن السؤال هنا أن هذه الشركات التي تقوم بعمل الأقراص وتشحنها بعشرات إن لم نقل بمئات الكتب
هل قامت هي الأخرى بنفس الشيء تجاه من طبعوا هذه الكتب وحققوها وأخرجوها للنور؟
أم أنها استغلت عدم وجود قوانين صارمة تجرم هذا العمل المشين وأخذت تروج لبضاعتها
فبالله عليكم، لو كانت هذه الشركات تدفع حقوقا للناشرين أو المؤلفين أو المحققين، هل ستكون قيمة القرص بهذا السعر الزهيد مقارنة بأسعار هذه الكتب فيما لو بيعت على صورتها الورقية؟
علاوة على ذلك الأخطاء الشنيعة التي توجد في هذه الكتب من تصحيفات وتحريفات، من المسؤول عنها؟
أنا هنا لا أخص شركة بعينها، بل ربما أعتقد أن شركة حرف قد تكون أهون الموجودين من حيث الالتزام
ولكنها تساؤلات في ذهني تحتاج لمن يجيب عليها
وأرجو أن لا يفهم أحد أنني أبرر سرقة هذه البرامج
ولكن كل ما بني على باطل فهو باطل
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 12 - 03, 05:18 م]ـ
طالما أن هذه المعلومات موجودة على الإنترنت مجاناً فما الإشكال في نسخها على قرص؟
ولو قمت مثلاً بتحميل كل هذه المعلومات من الإنترنت وحفظتها على قرص وقمت بتوزيعه مجاناً، فهل علي شيء؟
ـ[فارس النهار]ــــــــ[11 - 12 - 03, 06:58 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة إسلام بن منصور
أين طلاب العلم في الموقع لينصحوا الأخ؟
أخي الحبيب لا يجوز لك فعل ذلك، فالشركه لها حقوق، وتباع ب 500 جنيه، تريد أنت أن تضعها مجانا؟! ...
قد غاب عني ذلك، كما غاب عن صاحب الموضوع!
جزاك الله خيرا
ـ[ sheyyabfiras] ــــــــ[12 - 12 - 03, 01:58 م]ـ
الأخ العزيز ناشر الخير:
حياك الله وبالنسبة لحقوق النشر فأنا في بلد لا يوجد فيه هذا القرص وأريد مادته وتكلفة الانترنت علي عالية بعض الشيء لإنزال الملفات فهلا ساعدتني في تحصيلها ولك من الله جزيل الشكر وخاصة أنها في الانترنت مجانية فالأمر في فكها للخبير وإرسالها لمن يحتاجها لا بأس به وعدم فعل ذلك للقادر أراه والله أعلم من كتمان العلم للمحتاج له حيث يجب بذله وأما إن شئت بريدي الإلكتروني للمراسلة عليه فهو:
sheyyabfiras@gawab.com
وأما بالنسبة لباقي كتب المنتدى فكثير منها من هذا القبيل وهذا الكلام للأخ المعترض
أخوكم: فراس
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[19 - 12 - 03, 07:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوا من الإخوه أن يكتبوا أسماء الكتب الموجوده بالبرنامج ومميزات البرنامج وإصدارات هذه الشركه للأهميه
وما أفضل أسطوانات الكمبيوتر الموجوده بالأسواق الخاصه بطالب العلم الشرعي واسم الشركات المصدرة لها وأسعارها
وذلك لاقتراب موعد معرض القاهره
وسمعت أن أسعار الكتب سوف يرتفع في مصر أول الشهر القادم
فهل هذا صحيح؟؟؟
ـ[أبو براء]ــــــــ[21 - 12 - 03, 11:08 ص]ـ
السلام عليكم
هل برنامج جامع الفقه يتيح لك إذا اشتريته أن تحمله على القرص الصلب عند التثبيت حتى يتسنى لك استعماله من غير حاجة إلى القرص؟
جزى الله المجيب خيراً
ـ[أبو عثمان999]ــــــــ[22 - 12 - 03, 05:47 م]ـ
ابحث وتصفح مجانا في كل موسوعات حرف بكل حرية وبإذن الشركة نفسها:
جامع الفقه الإسلامي ( http://feqh.al-islam.com/)
القرآن الكريم ( http://quran.al-islam.com/arb/)
موسوعة الحديث الشريف ( http://hadith.al-islam.com/)
وبقية الاصدارت موجودة على الشريط الأخضر أعلى الصفحة فقط اختر وابحث، فجزاهم الله عنا كل خير ...
اخوكم
ابو عثمان(6/135)
حمل كتاب صفة الصفوة لابن الجوزي
ـ[أبو منال]ــــــــ[05 - 12 - 03, 03:19 م]ـ
كتاب صفة الصفوة لابن الجوزي
ـ[ابومالك البصري]ــــــــ[05 - 12 - 03, 11:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن اذكر اني قراته وكان تقريبا 6 او 7 مجلدات
فكيف اصبح مجلد واحد فقط ب500 صفحه تقريبا
ـ[أبو منال]ــــــــ[06 - 12 - 03, 03:19 ص]ـ
الاخ ابومالك البصري بارك الله فيك
عدد اجزاء طبعة دار الفكر ودار الجيل ودار الكتب العلمية،،،وغيرهم 2
الملف يحتوي على كتاب صفة الصفوة كاملا.
لا تهتم بترقيم الصفحات. (الصفحة في الملف تساوي ما يقارب الصفحتين من النسخة المطبوعة)
ـ[ابومالك البصري]ــــــــ[06 - 12 - 03, 06:48 ص]ـ
جزيتم خيرا اخي الكريم
ورفعكم الله بعدد صفحاته درجات
ووفقكم الله لخير ما يرضاه
ولا تنسونا من الدعاء الصالح
ـ[أحمدالسيدالصعيدي]ــــــــ[30 - 06 - 09, 01:58 م]ـ
http://www.arabsys.net/pic/thanx/4.gif
جزاك الله خيرا
اضغط
هنا لتحميل ملف (4) الأعمال بخواتيمها. rar
(.97 ميقابايت)
( http://www.joreyat.org/file/2i1x7bt3pktk/)(6/136)
بشرى سارة
ـ[السعيدي]ــــــــ[06 - 12 - 03, 04:26 ص]ـ
أضخم موقع إسلامي يخدم السنة النبوية
جامع الحديث النبوي
برنامج خيري موسوعي ضخم
يضم في قاعدة بياناته أكثر من أربعمائة كتاب مسندٍ من الأحاديث النبوية والسنن والآثار.
ويحمل بين طياته أكثر من عشرين وخمسمائة ألف حديث وأثر مسندٍ، بدءًا من الصحاح والسنن والمسانيد ومرورًا بالمستدركات والمعاجم والمشيخات وانتهاء بالمنتخبات والأجزاء.
ويعرِّف بأكثر من ثلاثة ملايين موضع للرواة.
ويشرح أكثر من خمسمائة ألف كلمة.
و يقسم الأحاديث والآثار تقسيمًا موضوعيًّا لأكثر من عشرين ألف ترجمة تم التنسيق بينها حتى تبدو كأنها كتاب واحد للسُّنَّة، وذلك وفقا لمناهج علماء الفقه والحديث.
عنوان الموقع الجديد هو: www.sonnh.com
ـ[ aboumalik] ــــــــ[06 - 12 - 03, 10:07 ص]ـ
خبرني من أثق به - إن شاء الله - أن بعض من كان يعمل في هذا المشروع قد سرق ال data الخاصة بالمشروع , وبناء عليه رأى صاحب المشروع أن يضعها على الشبكة مجانا وخدمة للمسلمين , إذ في الأصل أنها كانت تخرج على شكل سي دي.
ولكن بعد ما حدث نزلت على الشبكة , ولم يتم مراجعتها كاملة. ولذا هناك العيوب والأخطاء في بعض الرجال , وترقيم الأحاديث.
والله أعلم والعهدة على الراوي.(6/137)
أخي الكريم لعل المانع خير
ـ[ابن أحمد المدني]ــــــــ[06 - 12 - 03, 08:16 م]ـ
نحن في انتظار بقية الكتاب فنرجو أن تعجل(6/138)
أين أجد كتاب إتقان الأحكام في شرح عمدة الأحكام
ـ[العلم]ــــــــ[06 - 12 - 03, 11:56 م]ـ
هل يوجد رابط لـ كتاب إتقان الأحكام في شرح عمدة الأحكام؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[ muslim] ــــــــ[15 - 12 - 03, 05:46 ص]ـ
http://www.binothaimeen.com
ـ[أحمد أبو زيد]ــــــــ[17 - 12 - 03, 08:30 ص]ـ
أما يوجد شرح مكتوب على الشبكة؟(6/139)
اريد التفسير الميسر بأي ثمن.
ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - 12 - 03, 03:38 ص]ـ
ارغب من الاخوة مساعدتي في الحصول على عدد (2) نسخة من التفسير الميسر - طبعة صغيرة - طبعة مجمع الملك فهد، ويفيدني من يستطيع عن الثمن لارساله على حسابه الخاص، ويرسله عن طريق البريد او عن أي طريق آخر.
وفقكم الله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 12 - 03, 01:12 ص]ـ
للرفع للأهمية وللحاجة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 12 - 03, 05:38 م]ـ
الأخ الفاضل المسيطير حفظه الله وبارك فيه ونفع به
لعلك تستفيد من هذه النسخة حتى يأتي الله بأمره
والذي أعرفه أن النسخ القديمة سحبت من الأسواق لوجود بعض الأخطاء فيها وستطبع طبعة جديدة منقحة
http://www.qurancomplex.org/
[تعليق مُعِدّ الكتاب للشاملة]
uran/tafseer/Tafseer.asp?l=arb&t=MOYASAR&nSora=1&nAya=1
المقدمة
بقلم الدكتور
عبد الله بن عبد المحسن التركي
وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد "سابقاً"
المشرف على إعداد "التفسير الميسر"
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران: 102]
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء: 1]
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب: 70 - 71]
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثه بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
إن من نعم الله على عباده، وتمام حجته على خلقه أن تكون آيات النبوة وبراهين الرسالة الخاتمة العامة لجميع الثقلين، خالدة معلومة لكل الخلق، فكان إنزال الله - تعالى - كتابه العظيم: تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ [النحل: 89] بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [الشعراء: 195] على قلب خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين، معجزة ظاهرة، وحجة قاطعة، في استمراره وحفظه وإعجازه وهدايته، والتعبد بتلاوته وسماعه، والافتقار إلى هدايته، وتعاهد الإيمان به: اعتقادا وقولا وعملا.
فالقرآن العظيم، آية باقية على وجه الدهر، ومعجزة خالدة، من جهة فصاحة لفظه، وبلاغة نظمه وأسلوبه، ودقة أحكامه وأوامره ونواهيه، وبيان أسماء الله وصفاته، ودلائله اليقينية، وبراهينه العقلية، في أمثاله المضروبة، وإخباره بالغيب، وتحدي الثقلين بالإتيان بمثله، وغير ذلك من العجائب الخارقة للعادة.
تولى الله -سبحانه- حفظه، فقال: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر: 9]
حفظه الله من أن تزيد فيه الشياطين باطلا أو تنقص منه حقا، فلم يزل محفوظا في الصدور مكتوبا في السطور.
لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت: 42]
ونفى عنه التبديل والتحريف، فقال تعالى: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلا لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [الأنعام: 115]
ووفق الله -سبحانه- أهل ملة الإسلام ليكونوا حفَّاظًا له يتناقلونه بالتواتر، فحفظوه في الصدور، وقرؤوه بالألسن، وكتبوه في المصاحف كما أُنزل.
وبهذا يرتبط استمرار الرسالة الإسلامية وأبديتها، وختمها وعمومها، باستمرار معجزتها -القرآن الكريم- وختمه للكتب، وعمومه للثقلين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/140)
والقرآن العظيم أُنزل هداية للخلق إلى السعادة في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ [النحل: 89] ودلالة على صدق رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في رسالته ونبوته، وأن ما جاء به حق من عند ربه سبحانه وتعالى.
فالقرآن عصمة لكل مسلم، وبه نجاحه وفلاحه، وقيام دينه ودنياه، وسعادته في أولاه وأخراه، بتثبيت التوحيد وسائر أركان الإسلام في قلبه، وتزكية نفسه بأخلاق القرآن، وإعداده فردا صالحا في أمته.
فكل إنسان مفتقر إلى هدايته، وتطهير النفس به من أرجاس الشرك وأدران المعاصي، وتعاهد الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وباليوم الآخر، والقدر خيره وشره.
وذلك بتلاوته، والعمل به، والاتعاظ بمواعظه: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ [الزمر: 23]
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال: 2]
وكل عبد مسلم، متعبد بتلاوته، وتدبر آياته، وتفهم معانيه، والعمل بمحكمه، والإيمان بمتشابهه، قال الله -عز شأنه-: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الألْبَابِ [ص: 29] وقال -سبحانه-: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا [المزمل: 4] ,
وقال -سبحانه-: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا [النساء: 82] وقال -عز من قائل-: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد: 24]
وقد يسر الله على الألسن قراءته، وعلى العقول فهمه وتدبر معانيه، قال تعالى: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [القمر: 17، 22،32،40]
فقد بين سبحانه آياته بآياته، وهذا أشرف أنواع التفسير بالإجماع؛ إذ لا أحد أعلم بكتاب الله جل وعلا من الله عز شأنه.
وبينه رسوله محمد صلى الله عليه وسلم لأمته، قال سبحانه: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [النحل: 44]
وهذا التبيين شامل لبيان معاني القرآن وألفاظه، وهو من سنته، وسنته وحي من ربه، فالسنة مفسرة للقرآن وموضحة له، قال الله تعالى: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى [النجم: 3، 4].
وقال صلى الله عليه وسلم "ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه" رواه أحمد وأبو داود.
واجتهد الراسخون في العلم من علماء الأمة وفقهاء الملة، في بيان معاني القرآن وتفسيره، وكشف الغطاء عن وجوه بلاغته وعلومه، مؤتمين برسول الله صلى الله عليه وسلم وفي مقدمتهم أهل الاختصاص بتفسير كتاب الله -تعالى- من الصحابة -رضي الله عنهم-؛ وذلك لكمال درايتهم بمشاهدة التنزيل، ولما ميزهم الله به من الفهم والفقه في دينه، والعلم الصحيح، وسلامة السليقة ونقاء العربية.
ثم تسلم التابعون لهم بإحسان هذا الميراث الشرعي، فدرجوا فيه على سننه المذكورة: التفسير بالقرآن، وبالسنة، وبتفسير أشياخهم من الصحابة -رضي الله عنهم- وتنامت على أيديهم مدارس التفسير بالأثر في داري التنزيل: مكة والمدينة، -حرسهما الله تعالى- ثم في الكوفة، وغيرها من أمصار المسلمين.
وتنقل هذا الميراث المبارك من طبقة إلى أخرى، وقد أُولع المفسرون به حتى تكوَّنَ من ذلك أعظم مكتبة في العلوم الإسلامية، وأوسعها دائرة، واتضح أن طرق التفسير خمسة: تفسير القرآن بالقرآن، وبالسنة، وبأقوال الصحابة -رضي الله عنهم-، وبأقوال التابعين لهم بإحسان، وباللغة العربية.
وما اختلف فيه الصحابة -وهو قليل- أو التابعون، فالمرجع فيه إلى الطريقين الأولين، وإلى لغة العرب.
وقد تنوعت المشارب في التفسير بعد عصر الصحابة والتابعين، ففسر القرآن -أحيانا- بالرأي المخالف لصحيح المأثور، ولقواعد اللغة العربية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/141)
ومنه التفسير الباطني، الذي ينكر دلالة بعض الآيات حينا، ويحملها على غير المراد منها حينا آخر.
وفسر القرآن -أحيانا- بالروايات الضعيفة أو الموضوعة.
وهذا وذاك تحريف للكلم عن مواضعه، وبعد عن سبيل القرآن وهدايته: وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ [الأعراف: 146].
ولهذا أفاض العلماء -رحمهم الله تعالى- في بيان تحريم هذين الاتجاهين، والدعوة إلى تخليص كتب التفسير منهما.
وكان من أعمالهم المسددة، توجيه الأنظار إلى تأصيل أصول التفسير وقواعده، وضوابطه، لحماية كتاب الله، وتنقية تفسيره مما داخله؛ ليبقى في أحضان مدرسة الأثر، فانتشرت مؤلفاتهم الحافلة بذلك.
إن تلاوة كتاب الله، وتدبر آياته، وتفهمها، سنة ماضية في حياة المسلمين، قال ابن جرير -رحمه الله تعالى-: (إني لأعجب ممن قرأ القرآن ولم يعلم تأويله، كيف يلتذ بقراءته؟).
وإن إعانة المسلمين التالين لكتاب ربهم على فهم آياته، والتزود بمقاصده، ونفوذ سلطانه على النفوس، وردهم إلى الاستمساك بالوحي، والإذعان لحكمه، وتحصيل المقاصد منه: اعتقادا وقولا وعملا من أوجب الواجبات، وأعظم الأعمال الصالحات، وهذا من نصرة المسلمين، وإعانتهم، وتثبيت الإسلام في قلوب أهله، والدعوة إليه على بصيرة في العالمين.
من هنا تتبين حاجة الأمة إلى وجود تفسير مختصر، على ضوء مدرسة الأثر، في عهدها الأغر، في محيط أصول التفسير، وقواعده، وطرقه، يعين التالي لكتاب الله بما تطمئن له القلوب، وتتأدى به أمانة المفسِّر، وأمانة التفسير؛ لأن القارئ لكتاب ربه، الذي يريد الوصول إلى المقصد الأول من التفسير، وهو فهم الآيات الكريمة على معناها الصحيح، استهداء بقول الله تعالى: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء: 9]، وهو من غير المتخصصين، يجد أمامه من التفاسير ما لا يصل منها إلى ما يريد؛ لطولها وتعدد الأقوال، أو لصعوبة فهمها، أو لاختلاطها بما داخلها مما لا يصح رواية ولا دارية.
لقد رغَّبَ رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في تعلّم القرآن وتعليمه، فقال: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " رواه البخاري.
وكان الصحابة -رضوان الله عليهم- لا يجاوزون عشر آيات من كتاب الله إلى غيرها حتى يعلموا ما فيها من العلم والعمل.
وتابعهم السلف الصالح من بعدهم بإحسان تلاوته، وفهمه، والعمل به، وبيان ما فيه.
وكان غير العرب -بمجرد دخولهم في الإسلام- يتعلمون لغة العرب؛ ليقرؤوا القرآن ويفهموه ويعملوا به.
وحينما انحسر المد الإسلامي، وضعف المسلمون، وقل الاهتمام بالعلوم الإسلامية ولغتها العربية، ظهرت الحاجة إلى ترجمة معاني كتاب الله لمن لا يتكلم اللغة العربية ولا يفهمها؛ إسهاما في تبليغ رسالة الإسلام للناس كافة، ودعوة لهم إلى هدي الله وصراطه المستقيم.
وتعددت الترجمات، ودخل في الميدان من ليس أهلا له، بل قام بذلك أناس من غير المسلمين، مما جعل الحاجة ملحة إلى أن يعتني المسلمون بتوفير ترجمات صحيحة لمعاني كتاب الله، وبيان ما في بعض الترجمات من أخطاء وافتراء ودس على كتاب الله الكريم، ورسالة نبينا محمد صلى عليه وسلم.
وقد بذلت جهود مباركة من عدد من العلماء المسلمين، والهيئات والمراكز العلمية الإسلامية، لكنها مع ذلك جهود بشر، يعتريها ما يعتري البشر من النقص، فالكمال لله وحده سبحانه وتعالى.
وندر أن يسلم كتاب من كتب التفسير من النقص والملاحظة، بما في ذلك التفاسير التي قام بها علماء كبار أفنوا حياتهم في سبيل العلم بكتاب الله، وبيان مراده سبحانه منه.
فكانوا فرسان هذا الميدان، وخدموا الإسلام وعلومه وأمته خدمة عظيمة، أجزل الله لهم المثوبة، على عنايتهم بكتاب الله الكريم وتفسيره.
لقد وفق الله قادة المملكة العربية السعودية إلى العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والاعتناء بهما تعليما وتطبيقا ونشرا.
وكان من أعظم الوسائل التي هدى الله إليها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود ووفقه لإنشائها: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة النبوية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/142)
إذ اعتنى بطباعة المصحف الشريف، وتوزيعه بمختلف الإصدارات والروايات على المسلمين في مختلف أنحاء المعمورة، واعتنى بترجمة معاني القرآن إلى مختلف اللغات التي يتحدث بها المسلمون، وتوزيعها عليهم.
وقد تجاوز إنتاجه خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية مائة وعشرين مليونا، وزعت ابتغاء مرضاة الله.
ولقد واجهت المجمع مشكلة سلامة الترجمات المتوافرة حاليا من الملحوظات والأخطاء، وعلى وجه الخصوص في أمور العقيدة؛ إذ يصعب توفر ترجمة وافية موافقة لما كان عليه السلف الصالح وما درج عليه مفسروهم، من تفسير القرآن بالقرآن، وبالسنة النبوية، وبأقوال الصحابة، وبمقتضى لغة العرب، بعيدا عن التأويل والتحريف، والقول في كتاب الله بغير علم.
وكانت أي ترجمة يراد طبعها في المجمع، تخضع لفحص ومراجعة دقيقة من لجان موثوقة ومتخصصة، ويتم تلافي ما يظهر من الملحوظات قدر الإمكان.
ومع الجهود التي تبذل، تبقى الترجمة دون ما يطمح إليه المجمع.
فمن ثم اتجه المجمع -بعد دراسة مستفيضة- إلى إصدار تفسير ميسر لكتاب الله الكريم باللغة العربية على أصول التفسير وطرقه الشرعية التي نهجها السلف الصالح، سالم من تحريف الكلم عن مواضعه، يكون هو الأساس لما يصدره المجمع مستقبلا من ترجمات.
وتم دعوة عدد من أساتذة التفسير للإسهام في هذا التفسير، وفق ضوابط، من أهمها:
1) تقديم ما صح من التفسير بالمأثور على غيره.
2) الاقتصار في النقل على القول الصحيح أو الأرجح.
3) إبراز الهداية القرآنية ومقاصد الشريعة الإسلامية من خلال التفسير.
4) كون العبارة مختصرة سهلة، مع بيان معاني الألفاظ الغريبة في أثناء التفسير.
5) كون التفسير بالقدر الذي تتسع له حاشية "مصحف المدينة النبوية".
6) وقوف المفسر على المعنى المساوي، وتجنب الزيادة الواردة في آيات أخرى حتى تفسر في موضعها.
7) إيراد معنى الآية مباشرة دون حاجة إلى الأخبار، إلا ما دعت إليه الضرورة.
8) كون التفسير وفق رواية حفص عن عاصم.
9) تجنب ذكر القراءات ومسائل النحو والإعراب.
10) مراعاة المفسر أن هذا التفسير سيترجم إلى لغات مختلفة.
11) تجنب ذكر المصطلحات التي تتعذر ترجمتها.
12) تفسير كل آية على حده، ولا تعاد ألفاظ النص القرآني في التفسير إلا لضرورة، ويذكر في بداية تفسير كل آية رقمها.
وقد اجتهد هؤلاء الأساتذة في الالتزام بهذه الضوابط قدر الإمكان، وتمت مراجعة ما كتبوه من قبل علماء أفاضل؛ حرصا على أن يكون هذا التفسير أسلم من غيره، وأقرب إلى تحقيق الهدف من إصداراه، من حيث السهولة واليسر، مع بيان معنى الآية بيانا مختصرا وواضحا.
فجزى الله الجميع خير الجزاء، وشكر لهم تعاونهم مع المجمع.
ولا يزعم معدو هذا التفسير ولا مراجعوه، أنه بلغ الغاية المتوخاة، ولكنه في نظرهم أفضل ما تم التوصل إليه، في وقت محدود، وبجهود متواضعة محدودة؛ نظرا للحاجة الملحة لإصداره.
وقد تم الآن -بفضل الله وتوفيقه- إنجاز هذا: "التفسير الميسر" فجزى الله جميع من أسهم فيه أحسن الجزاء، وأثابهم، وجعل عملهم في ميزان حسناتهم آمين.
هذا وتمت طباعته حاشية على "مصحف المدينة النبوية" الذي يصدره "مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف".
نسأل الله -سبحانه- أن يكون هذا التفسير نافعا لعموم المسلمين، مؤديا الغرض من تأليفه، وهو صواب الفهم لكلام رب العالمين، وأن يوزعنا شكر ما أنعم به علينا، وأن يغفر زلاتنا، ويقيل عثراتنا، إنه سميع الدعاء، والحمد لله أولا وآخرا.
كما نسأله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود أحسن الجزاء، على جهوده في خدمة كتاب الله، وتيسير الحصول عليه، وعلى ترجمات معانية لكل مسلم، وأن يوفقه وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، وحكومته الرشيدة، وأعوانه إلى ما يحب ويرضى، وأن ينصر بهم دينه، ويعلي كلمته.
ولا ننسى إعلان الحاجة إلى الإفادة بتصحيح أو استدراك، وهي أمانة نستودعها كل قادر على الإفادة بها، وندعو له بظهر الغيب أن يثيبه الله عليها، وهذا -إن شاء الله- من تمام النصح والتعاون بين المسلمين.
وفي الختام نتلو قول الله تعالى رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ [آل عمران: 53]
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان.
عبد الله بن عبد المحسن التركي
وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد "سابقًا"
المشرف على إعداد "التفسير الميسر".
http://www.qurancomplex.org/quran/Tafseer/IntroTafseer.asp?Tafseer=moyasar
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 12 - 03, 06:21 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء شيخنا الفاضل.(6/143)
من يأتينا بكتاب الباعث الحثيث
ـ[المنهج]ــــــــ[07 - 12 - 03, 04:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن بحاجة لكتاب الباعث الحثيث
أرجو من يملكه أن يفيدنا
ـ[صلاح الدين]ــــــــ[07 - 12 - 03, 05:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ المنهج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إضغط هنا لتحميل الكتاب ( http://www.3llm.com/main/download.php?action=download&id=467&cd38e39ffff6327ec6802ef53f59806c)
ولكن قبل التحميل لابد من التسجيل بالموقع
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 12 - 03, 06:02 م]ـ
كتاب الباعث الحثيث هدية لإخواننا في الملتقى ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3523)
ـ[المنهج]ــــــــ[08 - 12 - 03, 12:24 ص]ـ
الاخ الفاضل / صلاح الدين
جزاك الله خيرا وشكرا لك على اهتمامك
ولكن الرسالة نفسها بالفعل عندى أنا أبحث عن شروحها
الأخ الفاضل / عبد الرحمن الفقيه
بالفعل الوصلة التى وضعتها هدتنى لشرح للمحدث ابراهيم الحلام
ولكن كتاب الإمام المحدث (أحمد شاكر) هل هو متوفر الكترونيا
وأرجو وضع ترجمة بسيطة للمحدث ابراهيم الحلام
أأسف لو أثقلت عليكم
لكم منى الدعاء والشكر(6/144)
فهارس كتاب المحلى لابن حزم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 12 - 03, 08:33 ص]ـ
مفيد عند البحث في المحلى لابن حزم
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 11 - 04, 04:23 م]ـ
السلام عليكم
بوركتم
ـ[ابو حذيفة]ــــــــ[02 - 11 - 04, 08:26 ص]ـ
جزاك اللة خيرا شيخنا محمد الامين
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 05 - 05, 11:25 ص]ـ
وإياك أبا حذيفة
ولعل الإخوة يستفيدوا من هذه الفهارس ويضيفوها للموسوعة الشاملة
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[09 - 05 - 05, 06:04 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[19 - 11 - 08, 02:28 م]ـ
جزاك الله خير وبارك الله فيك.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[03 - 03 - 10, 02:03 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، ولا حرمنا الله جميل فوائدك أيها الشيخ الفاضل ..
ـ[مصطفي حمدان]ــــــــ[13 - 04 - 10, 11:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[خالد ضيف الله]ــــــــ[30 - 04 - 10, 09:05 ص]ـ
جزاك الله خير اخي شيخنا محمد(6/145)
تفسير القرآن عبد الرزاق الصنعاني (1)
ـ[أمين الغامدي]ــــــــ[07 - 12 - 03, 08:55 ص]ـ
تفسير القرآن عبد الرزاق الصنعاني (1)
ـ[أمين الغامدي]ــــــــ[07 - 12 - 03, 08:58 ص]ـ
تفسير القرآن عبد الرزاق الصنعاني (2)
ـ[أمين الغامدي]ــــــــ[07 - 12 - 03, 09:24 ص]ـ
تفسير القرآن عبد الرزاق الصنعاني (3)
ـ[مسك]ــــــــ[07 - 12 - 03, 10:22 م]ـ
أحسنت بارك الله فيك .. وننتظر الباقي
ـ[السويفي]ــــــــ[11 - 12 - 03, 04:03 ص]ـ
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.
نرجو البقية ...
ـ[مسك]ــــــــ[18 - 12 - 03, 03:09 م]ـ
للتذكير(6/146)
شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح آل الشيخ - نسخة كاملة ومرتبة / 30 شريط مفرغ
ـ[العنبري]ــــــــ[07 - 12 - 03, 07:25 م]ـ
هذا هو شرح العقيدة الواسطية لفضيلة العلامة صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ
وهي نسخة كاملة عبارة عن ثلاثين شريطاً مفرغاً (بعكس النسخ السابقة) ومرتبة جيداً
ـ[يحي السلفي]ــــــــ[19 - 07 - 05, 09:36 م]ـ
السلام عليكم
ـ[أبو محمد]ــــــــ[19 - 07 - 05, 11:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[20 - 07 - 05, 12:21 ص]ـ
السلام عليكم
أخي جزاك الله خيرا
ممكن تدلنا على الأشرطة الأصلية
بارك الله فيك
ـ[أبو محمد]ــــــــ[20 - 07 - 05, 01:52 ص]ـ
أخي العنبري -زاده الله توفيقا- بعد تنزيل الملف المضغوط وفكه اتضح أن ملف الوورد عطلان .. آمل التأكد من صلاحيته .. والله يرعاك ويتولاك.
ـ[أبو هارون المصري]ــــــــ[29 - 11 - 08, 11:04 ص]ـ
أخي العنبري -زاده الله توفيقا- بعد تنزيل الملف المضغوط وفكه اتضح أن ملف الوورد عطلان .. آمل التأكد من صلاحيته .. والله يرعاك ويتولاك.
أخي العنبري -حفظه الله- قدحصل لي مثل ماحدث مع أبو محمد أرجو حل هذا العطل لكي نستطيع فتح الملف وجزاكم الله خيرًا وبارك الله فيكم.
ـ[أبو إبراهيم الزاحم]ــــــــ[29 - 11 - 08, 08:27 م]ـ
الملف معطوب لا يعمل
ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[29 - 11 - 08, 08:54 م]ـ
من الممكن أن تفتح الملف بالوورد باد
ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[29 - 11 - 08, 08:59 م]ـ
من الممكن بعد استخراج الملف من الضغط: تفتح أي ملف وورد، ثم تضغط ملف، ثم فتح، وتذهب لمكان الملف، ثم تختار فتح وإصلاح، وسيخرج معك الملف وينفتح
وجزاكم الله خيرا
نفعني الله وإياكم بالعلم النافع والعمل الصالح
ـ[العنبري]ــــــــ[29 - 11 - 08, 09:10 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً
تفضلوا هذا الملف وإن شاء الله يكون سليماً
ـ[منير الجزائري]ــــــــ[30 - 11 - 08, 01:30 ص]ـ
بارك الله فيكم وفي جهودكم
ـ[ابو هبة]ــــــــ[30 - 11 - 08, 02:18 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[عطاالله أحمد]ــــــــ[30 - 11 - 08, 11:43 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[محمد أحمد أبو عبدالله]ــــــــ[07 - 04 - 09, 08:01 م]ـ
هل يباع شرح الشيخ في أشرطه في المدينه المنوره
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[08 - 04 - 09, 08:31 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً
تفضلوا هذا الملف وإن شاء الله يكون سليماً
جزاك الله خيراً
هو سليم(6/147)
سلسلة أعمال القلوب .. الشيخ خالد السبت ... الخشوع
ـ[ابوعمر]ــــــــ[07 - 12 - 03, 09:59 م]ـ
الخشوع
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،،
فالكلام في هذا الموضوع ينتظم إحدى عشرة نقطة، وهي:
الأولى: في بيان معناه وحقيقته.
الثانية: الفرق بينه وبين الإخبات، وبينه وبين الخضوع، وبينه وبين الضراعة.
الثالثة: أهميته.
الرابعة: الخشوع في الكتاب والسنة.
الخامسة: درجاته.
السادسة: تفاوت الناس فيه.
السابعة: أنواعه.
الثامنة: الطريق إليه.
التاسعة: ثمراته السلوكية.
العاشرة: ما ينافيه و يضاده.
الحادية عشر: أحوال السلف رضي الله عنهم في هذا الباب.
أما الأولى: وهي معنى الخشوع:
فهو يدور في كلام العرب على معنى واحد تدور عليه جميع استعلامات هذه الكلمة، وهو التطامن [انظر: المقاييس في اللغة، كتاب الخاء، باب الخاء والشين وما يثلثهما]. ولذلك نجد أن بعضهم يعبرون عنه بقولهم: ' الخاشع المستكين والراكع '. وبعضهم يقول: ' المتضرع' [انظر: المفردات للراغب، 'مادة: خشع '] وبعضهم يقول: ' المختشع: هو الذي طأطأ رأسه وتواضع '، وبعضهم يقول كلاماً يقارب هذا، وهو يدور في لغة العرب على ما ذكرت.
فالتخشع لله عز وجل هو: الإخبات والتذلل له جل جلاله.
وأما معنى الخشوع في الاصطلاح: فعبارات العلماء فيه متقاربة [انظر: المدارج 1/ 521 – 524]:
فمن قائل هو: قيام القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل.
ومن قائل هو: الانقياد للحق- والواقع أن الانقياد للحق هو من موجبات الخشوع-.
ومن قائل هو: تذلل القلوب لعلام الغيوب.
وابن القيم رحمه الله يقول: إن الخشوع معنى يلتئم من التعظيم والمحبة والذل والانكسار.
والحافظ بن حجر رحمه الله ينقل عن بعضهم تعريف الخشوع بأنه: تارة يكون من فعل القلب كالخشية، وتارة من فعل البدن كالسكون - سكون الأعضاء والجوارح - وقد قيل: لابد من اعتبار الأمرين حتى يكون ذلك من قبيل الخشوع المعتبر.
وبعضهم يقول: هو معنى يقوم في النفس، ويظهر عنه سكون الأطراف يلائم مقصود العبادة.
وابن رجب له كلام جيد في بيان معناه يقول [الخشوع في الصلاة]:' أصله لين القلب ورقته، وخضوعه وانكساره وحرقته، فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء؛ لأنها تابعة له' كما قال صلى الله عليه وسلم: [ ... أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً ... ] رواه البخاري ومسلم. وكان صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه في الصلاة: [ ... خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعَظْمِي ... ] رواه مسلم أ. هـ. فهو يرى: أن خضوع الجوارح هو ثمرة لخضوع القلب ولينه. وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يرى أن الخشوع يتضمن معنيين: أولهما: التواضع والتذلل.
والثاني: السكون والطمأنينة، يقول:'وذلك مستلزم للين القلب ومنافي للقسوة، فخشوع القلب يتضمن عبوديته لله وطمأنينته أيضًا, ولهذا كان الخشوع في الصلاة يتضمن هذا وهذا: التواضع والسكون' [مجموع الفتاوى 7/ 28 –30].
فشيخ الإسلام يرى أن لين القلب هو نتيجة وأثر ولازم من لوازم الخشوع، وأن الخشوع هو التواضع والتذلل والسكون والطمأنينة، ولهذا جاء عن علي رضي الله عنه:'الخشوع في القلب: أن تلين كنفك للرجل المسلم وألا تلتفت في الصلاة' وجاء عنه أن:' الخشوع في القلب'. وهكذا جاء عن إبراهيم النخعي أيضاً وطائفة من السلف، وكان ابن سيرين يقول:' كانوا يقولون في معنى الخشوع:'لا يجاوز بصره مصلاه'. وسئل الأوزاعي عن الخشوع، فقال:'غض البصر، وخفض الجناح، ولين القلب وهو الحزن والخوف'. وكان الأوزاعي رحمه الله- كما وُصف-: كأنه أعمى من الخشوع –يعني أن ذلك أثر أيضاً على بصره ونظره.
والخلاصة: أن الخشوع معنى ينتظم خضوع القلب وذله وانكساره وعبوديته، وسكونه وتواضعه، وطمأنينته مع التعظيم والمحبة والخشية لله تعالى، ويظهر أثره على الجوارح بسكونها والتواضع للخلق، فيكون القلب عامرًا بالسكون والطمأنينة، والتذلل والمحبة والتعظيم، مع خضوع الجوارح، وتواضع العبد، وسكون الجسم، وسكون الطرف والنظر.
ثانياً: الفرو قات:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/148)
الفرق بين الخشوع والإخبات: الله عز وجل يقول:} ... وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ [34] {[سورة الحج] وقال:} الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ [35] {[سورة الحج]. وقال أيضاً:} إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [23] {[سورة هود].
والخَبتُ أصلة في كلام العرب: هو المكان المنخفض من الأرض، وابن عباس رضي الله عنه يفسر:} وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ {بالمتواضعين، ومجاهد رحمه الله -من التابعين- يقول: المخبت:' المطمئن إلى الله جل جلاله'. ويقول الأخفش: المخبتون:' الخاشعون' ويفسره إبراهيم النخعي رحمه الله:' بالمصلين المخلصين' وفسره الكلبي:' بالرقيقة قلوبهم' وفسره عمر بن أوس:' بالذين لا يظلمون وإذا ظُلموا لم ينتصروا '. وهذه الأقوال جميعًا- كما يقول الحافظ بن ابن القيم رحمه الله- تدور على معنيين: التواضع والسكون لله عز وجل ... وبهذا نعرف أن الإخبات مقارب للخشوع، لكن الخشوع يصحبه ذل القلب وانكساره، ويؤثر لين القلب مع المحبة والتعظيم.
أما: الفرق بين الخشوع وبين الخضوع: فبينهما تقارب أيضاًَ، وقد قيل:
أن الخضوع: بالبدن، يقال: فلان خضع لفلان، وإن كان قلبه لم يخضع له، فالخضوع في البدن وهو الإقرار بالاستخذاء، فيستسلم لمن خضع له.
وأما الخشوع: فيكون في القلب، والبدن، والصوت، والبصر، فيظهر هذا على بصره وجوارحه، فأصل الخضوع: هو الذل والانقياد، فإذا قيل خضوع القلب فهو: ذل القلب، وإذا قيل 'خضوع البدن ' فهو انقياده واستسلامه.
وأما: الفرق بين الخشوع وبين الضراعة: فكذلك بينهما تقارب، وقد قيل: أكثر ما يستعمل الخشوع فيما يوجد على الجوارح في الظاهر، وإن كان أيضاً يرتبط بالقلب بلا شك، وأما الضراعة: فأكثر ما تستعمل فيما يوجد في القلب،
وأصل الضراعة في كلام العرب: الذل والخضوع. وبهذا نعرف أنها معان متقاربة.
ثالثًا: فيما يتعلق بأهمية الخشوع ومنزلته: فهو بلا شك في غاية الأهمية، ومن فقده؛ فقد واجباً من واجبات الإيمان، ومما يدل على أهميته:
1 - أنه واجب من واجبات الصلاة: على قول طائفة من أهل العلم، وممن اختار هذا القول: القرطبي صاحب التفسير، وكذلك شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله [انظر: مجموع القتاوى 22/ 553 - 557]. والحافظ ابن القيم [انظر الوابل الصيب ص24]. وطائفة من السلف والخلف. وقد استدل شيخ الإسلام ابن تيميه على أن الخشوع واجب من واجبات الصلاة بأدلة متعددة منها:
الدليل الأول: أن الله عز وجل قال:} وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ [45] {[سورة البقرة]. يقول مبيناً وجه هذا الاستدلال:'وهذا يقتضي ذم غير الخاشعين:} وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ [45] {[سورة البقرة]. فغير الخاشع تكون كبيرة عليه، فمعنى ذلك أنه مذموم، لأن الله قال:} وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ... [143] {[سورة البقرة]. فهؤلاء الذين يكبر عليهم التحول من بيت المقدس إلى الكعبة، فهؤلاء فقدوا أساسًا وأمراً عظيماً، حيث إنهم خرجوا عن هذا الوصف:} وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ... [143] {[سورة البقرة]. والله عز وجل يقول:} ... كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ... [13] {[سورة الشورى]. يقول شيخ الإسلام:' من مجموع هذه الآيات، دل كتاب الله عز وجل على أن من كبر عليه ما يحبه الله أنه مذموم بذلك، وأن ذلك مسخوط منه، والذم أو السخط لا يكون إلا لترك واجب، أو فعل محرم، وإذا كان غير الخاشعين مذمومين دل ذلك على وجوب الخشوع، فمن المعلوم أن الخشوع المذكور في قولة تعالى:} وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ [45] {[سورة البقرة] لا بد أن يتضمن ذلك الخشوع في الصلاة، فإنه لو كان المراد الخشوع خارج الصلاة؛ لفسد المعنى، إذ لو قيل: إن الصلاة لكبيرة إلا على
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/149)
من خشع خارجها ولم يخشع فيها، كان يقتضي أنها لا تكبر على من لم يخشع فيها وتكبر على من خشع فيها، وقد انتفى مدلول الآية، فثبت أن الخشوع واجب في الصلاة '.
الدليل الثاني- الذي استدل به رحمه الله-: قوله تعالى:} قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ [1] الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ [2] وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ [3] وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ [4] {[سورة المؤمنون]- إلى أن قال بعد أن سرد جملة من الأمور الواجبة-:} أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ [10] الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [11] {[سورة المؤمنون]. يقول شيخ الإسلام بن تيمية:' فأخبر الله سبحانه وتعالى أن هؤلاء هم الذين يرثون فردوس الجنة وذلك يقتضي أنه لا يرثها غيرهم، وقد دل هذا على وجوب هذه الخصال إذ لو كان فيها ما هو مستحب لكانت جنة الفردوس تورث بدونها لأن الجنة تنال بفعل الواجبات دون المستحبات، ولهذا لم يذكر في هذه الخصال إلا ما هو واجب ' أ. هـ
الدليل الثالث: أن النبي صلى الله عليه وسلم توعد تاركيه، كالذي يرفع بصره في السماء، فإن حركته ورفعه ضد حال الخاشع، فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ] فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ: [لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ] رواه البخاري. وكذلك حديث جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي الصَّلَاةِ أَوْ لَا تَرْجِعُ إِلَيْهِمْ] رواه مسلم. فاستدل به على أن الخشوع واجب، وبهذا استدل أيضاً الحافظ العراقي [انظر طرح التثريب 2/ 372].
كما أن الله عز وجل ذم قسوة القلوب المنافية للخشوع في غير موضع من كتابه كما قال:} ... ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ... [74] {[سورة البقرة]. قال الزجاج:'قست: بمعنى غلظت ويبست، وعسيت، فقسوة القلب: هي ذهاب اللين والرحمة والخشوع منه، والقلب القاسي و العاسي: هو الشديد الصلابة '.
ويقول ابن قتيبة رحمه الله:'وقوة القلب المحمودة غير قسوته المذمومة، فإنه ينبغي أن يكون قوياً من غير عنف، وليناً من غير ضعف، وهذا كاليد فإنها قوية لينه، بخلاف مايقسو من العقب فإنه يابس لا لين فيه وإن كان فيه قوة' [انظر: مجموع الفتاوى 7/ 28 –30].
الدليل الرابع: أن الصلاة _ يعني: صلاة الظهر – يشرع تأخيرها عن أول الوقت إلى حد الإبراد, مع أن الصلاة في أول الوقت محبوبة إلى الله عز وجل وهي أفضل العمل: [الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا] رواه البخاري ومسلم. ومع ذلك شرع لنا النبي صلى الله عليه وسلم الإبراد بالصلاة، وحكمة هذا التأخير كما ذكره الحافظ ابن القيم:' أن الصلاة في شدة الحر تمنع صاحبها من الخشوع وحضور القلب والتأثر بها' [الوابل الصيب ص24].
2 - أن العبادة التي يصاحبها الخشوع تفضل العبادة التي لا خشوع فيها: وشتان بين اثنين أحدهما يصلي وهو خاشع، والآخر يصلي وهو أبعد ما يكون من الخشوع. يقول حسان بن عطية رحمه الله:'إن الرجلين ليكونان في الصلاة الواحدة وإن بينهما في الفضل كما بين السماء والأرض'.
3 - هو أول ما يفقد من هذه الأمة: كما قال حذيفة رضي الله عنه:' أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة، ورب مصل لا خير فيه، ويوشك أن تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيه خاشعاً'. وقد قال نحوه أبو يزيد المدني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/150)
4 - أن الله أستبطأ المؤمنين في تحقيق هذا الوصف: فقال:} أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ [16] {[سورة الحديد]. يقول شيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله:' فدعاهم إلى خشوع القلب في ذكره وما نزل من كتابه، ونهاهم أن يكونوا كالذين طال عليهم الأمد فقست قلوبهم، وهؤلاء هم الذين} إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا [2] {[سورة الأنفال]. وكذلك قال في الآية الأخرى:} اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ [23] {[سورة الزمر] يقول: [والذين يخشون ربهم هم الذين إذا ذكر الله تعالى وجلت قلوبهم، فإن قيل: فخشوع القلب لذكر الله وما نزل من الحق واجب؟ قيل: نعم ' [مجموع الفتاوى 7/ 28 - 30]. هذا ما يتعلق بأهمية الخشوع.
رابعاً: الخشوع في الكتاب والسنة:
تكرر الخشوع في كتاب الله عز وجل، وجاء في معان متعددة: منها الذل، وسكون الجوارح، والخوف، والتواضع، وهذه أربعة معان، ويمكن أن يضاف إليها معنى خامس: وهو الجمود واليبس:
فأما المعنى الأول: وهو مجيء الخشوع بمعنى الذل: فكما قال الله عز وجل:} وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا [108] {[سورة طه] أي: ذلت، ويقول الله تعالى:} لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْءَانَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا [21] {[سورة الحشر] أي: ذليل، وقال:} وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ [2] {[سورة الغاشية].
وأما الخشوع بمعنى سكون الجوارح: فكما قال الله عز وجل:} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ [2] {[سورة المؤمنون].
قال الحسن:' كان خشوعهم في قلوبهم، فغضوا بذلك أبصارهم، وخفضوا لذلك الجناح'.
وقال مجاهد رضي الله عنه:' هو السكون'.
وجاء عن ابن عمر رضي الله عنه:' إذا قاموا في الصلاة أقبلوا على صلاتهم، وخفضوا أبصارهم إلى موضع سجودهم، وعلموا أن الله يقبل عليهم فلا يلتفتون يمينًا وشمالًا'.
وقال ابن عباس في تفسيرها: ' أي خائفون ساكنون ' وبه قال طائفة من السلف كمجاهد، والحسن، وقتادة، والزهري، وإبراهيم النخعي.
وجاء عن سعيد بن جبير رحمه الله قال: ' يعني متواضعين، لا يعرف من عن يمينه، ولا من عن شماله، ولا يلتفت من الخشوع لله عز وجل '. هذا معنى من قام لله خاشعًا:} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ [2] {[سورة المؤمنون] فهو ساكن الجوارح، منكسر القلب لا يرفع بصره، ولا ينظر عن يمينه ولاعن شماله. وقد ذكر شيخ الإسلام في عدد من كتبه هذه المعاني [السابق 7/ 28 - 30، 22/ 553 - 557] وذكر غيرها:
كقول الضحاك:'الخشوع هو الرهبة لله عز وجل' أي: هذا الخشوع الذي ذكره الله جل جلاله.
ونقل عن أبي سنان أنه قال في هذه الآية:' الخشوع في القلب، وأن يلين كنفه للمرء المسلم، وألا تلتفت في صلاتك'. ونقل عن قتادة قال:'الخشوع في القلب، والخوف، وغض البصر في الصلاة] وقد قال شيخ الإسلام رحمه الله في معنى:} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ [2] {[سورة المؤمنون]. يقول:' ومنه خشوع البصر وخفضه وسكونه، يعني أنه مضاد لتقليبه في الجهات، كقوله تعالى:} فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ [6] خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ [7] مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ [8] {[سورة القمر].} خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ {أي: أنها ساكنة ذليلة، ثم ذكر الآية الأخرى وهي قوله تعالى:} يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ [43] خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ [44] {[سورة المعارج] وفي القراءة الأخرى:} خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ {يقول:'وفي هاتين الآيتين وصف أجسادهم بالحركة السريعة، حيث لم يصف بالخشوع إلا أبصارهم، بخلاف آية الصلاة وهي:} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ [2] {[سورة المؤمنون]. فإنه وصف بالخشوع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/151)
جملة المصلين –يعنى البصر والبدن – وصفهم بكليتهم أنهم حققوا الخشوع فقال:} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {وقال:} وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ [45] {[سورة البقرة]. لم يقل إلا على الخاشعين في أبصارهم بينما في المحشر قال:} خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ ... [7] {[سورة القمر].مع أنهم يسرعون في مشيتهم، ويقول شيخ الإسلام:'ومن ذلك خشوع الأصوات كقولة:} وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ ... [108] {[سورة طه] وهو انخفاضها وسكونها' أ. هـ بتصرف.
ومما يدخل في هذا المعنى- وهو الثاني: السكون- قوله تعالى:} وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ [238] {[سورة البقرة] حيث قال مجاهد:'من القنوت: الركون والخشوع وغض البصر، وخفض الصوت، والرهبة لله '.
والمعنى الثالث من معاني الخشوع في القرآن: الخوف: كما قال قتادة:'الخشوع في القلب: هو الخوف، وغض البصر في الصلاة' كما قال الله عز وجل:} وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [90] {[سورة الأنبياء] قال الحسن:'هو الخوف الدائم في القلب'. وقال تعالى:} وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ ... [45] {[سورة الشورى]. وقال الله تعالى:} أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ [16] {[سورة الحديد].
والمعنى الرابع في القرآن: هو التواضع: ومن ذلك قولة تعالى:} وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ [45] {[سورة البقرة]. وقال:} وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ ... [199] {[سورة آل عمران]. وقال:} وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا [109] {[سورة الإسراء]. وقال:} إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ ... [35] {[سورة الأحزاب]. وكذا قوله:} سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ... [92] {[سورة الفتح]. قال مجاهد:'هو الخشوع والتواضع'.
والمعنى الخامس: هو اليبس والجمود: كما في قوله تبارك وتعالى:} وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً ... [39] {[سورة فصلت] يعني: هامدة يابسة لا نبات فيها.
وأما في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقد جاء في عدد من الأحاديث:
منها: ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [مَا مِنْ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَرُكُوعَهَا إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذُّنُوبِ مَا لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ].
ومن ذلك: حديث أبي هريرة عند النسائي بإسناد صحيح قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْخَاشِعِ الرَّاكِعِ السَّاجِدِ] رواه النسائي. هذا يدل على منزلة من حقق الخشوع.
ومن ذلك أيضًا: حديث على بن أبي طالب رضي الله عنه، كما أخرج الإمام مسلم في صحيحه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعِظَامِي وَعَصَبِي ... ].
والخامس منها وهو درجات الخشوع: لا شك أن هذا المعنى يتفاوت ولا يكون الناس فيه أيضاً على وتيرة واحدة. وابن القيم رحمه الله يجعل الخشوع من هذه الحيثية -أي من جهة مراقيه- يجعله ثلاث مراتب:
الأولى: وهي التذلل لأمر الله عز وجل مع الاستسلام لحكمه، مع التواضع لنظر الله عز وجل له، هذه هي المرتبة الأولى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/152)
فالتذلل لأمر الله تبارك وتعالى: أن نتلقاه بذلة من غير استنكاف، ومن غير نفرة، ومن غير تعال عليه, و إنما يخضع العبد لأمر ربه ومولاه جل جلاله، فيتقبل هذا الأمر وينقاد إليه، ويتمثل هذا التوجيه الرباني مع موافقته الباطن لظاهره، مع إظهار الضعف والافتقار لهداية الله عز وجل. فهو منقاد لأمر ربه بقلبه وجوارحه متواضع لله جل جلاله.
وأما الاستسلام لحكم الله عز وجل: فهذا يشمل الحكم بنوعيه: الحكم الشرعي، فلا يعترض على شرائع الدين، وأحكام الله عز وجل الدينية فيقول: يا رب لماذا تشرع هذا. ولا يعترض على أحكام الله القدرية الكونية، فإذا نزل به مصيبة أو بمن يحب، فإنه يتلقى ذلك بالصبر والرضى دون أن يتسخط، ودون أن يعترض على الأقدار، فهو لا يعارض أمر الله الشرعي بشهوة ولا برأي ولا يعارض قدر الله بتسخط، أو تذمر، وامتعاض.
وأما ما يتعلق بالتواضع لنظر الله عز وجل: فهو أن يتواضع القلب والجوارح لله عز وجل، فينكسر قلبه، وينكسر العبد أيضاً لاستشعاره أن الله ينظر إليه ويراه، وأن الله مطلع عليه، يعلم تفاصيل أحواله، هذه هي المرتبة الأولى.
أن تستسلم لربك ومولاك ظاهراً وباطناً وأن تخضع لأحكامه القدرية وأحكامه الشرعية، وأن تتطامن وتتواضع لربك ومليكك جل جلاله.
وأما المرتبة الثانية: هي الرجوع إلى النفس باستشعار نقصها وضعفها وعجزها، أن يستشعر العبد أنه مقصر ومذنب، فيورثه ذلك أيضاً تواضعاً. وأما في نظره إلى الخلق فإنه يرى فضائلهم ومحاسنهم، فنظره إلى النفس بأن لا يلتفت إلى محاسنها، ومن ثم فلا يطالب الناس بحقوقه عليهم، ولا يطلب الناس أن يقدموا له شيئا من الإكرام والإجلال، أو يتشوق إلى رد المعروف الذي استشعره عليهم لكنه في المقابل إذا نظر إلى الناس فإنه ينظر إلى أفضالهم و إحسانهم، وينظر إلى مناقبهم ومحاسنهم، فيثني عليهم ويشكر معروفهم، ويحفظ صنائعهم، فلا تضيع ولا تنسى، وهذا لا شك أنه من أكمل الكمالات، وأن العبد ينظر إلى نفسه بعين النقص، وينظر إلى غيرة بالنظر إلى فضائلهم ومحاسنهم، ومن ثم فإنه لا يتعالى على الخلق، ولا يجد له عليهم معروفاً وصنيعاً.
أما المرتبة الثالثة: فهي أن يصفي قلبه من النظر إلى المخلوقين، فلا يلتفت إليهم بعمله الصالح، فلا يعمل أعمال صالحة، وقلبه يتشبث بهم ويتطلع إليهم، هذا مع إخفاء أحواله عن المخلوقين، فلا يعرفون أحواله مع الله عز وجل من عبادة وخشوع و إخلاص وغير ذلك مما قد يظهره العبد للناس، فهذا شي بينه وبين الله تعالى، فصارت مراتبه ثلاثاً.
سادساً: و أما مراتب الناس في الخشوع:
فأقول: كما أن الخشوع يتفاوت في نفسه وليس على مرتبه واحدة؛ فكذلك الناس يتفاوتون فيه بحسب ما يقع في قلوبهم من معرفة الله عز وجل، ومعرفة صفات عظمته وجلاله، واستشعار مراقبته، وكذلك ما يكون في قلوبهم من معرفة النفس ونقائصها وعيوبها، وكذلك بحسب فهمهم وتدبرهم لمعان القرآن، فيتفاوت الناس في ذلك تفاوتًا كبيرًا، ويكون بين الواحد ومن بجانبه في الصلاة مثلاً كما بين المشرق والمغرب، مع صرف النظر عن مادة هذا الخشوع والسبب الموصل إليه بالنسبة لهذا أو ذاك.
فمن الناس من يتحقق له هذا الخشوع لقوة مطالعته بقرب الله عز وجل من عبده وإطلاعه على سره وضميره و مكنوناته، فيستحي من الله ويراقب ربه في حركاته و سكناته، ومنهم من يجعل له الخشوع لمطالعته لكمال الله وجماله المقتضي الاستغراق في محبته والشوق إلى لقائه، وبعضهم يخشع حين يستشعر قوة الله عز وجل وجبروته وبطشه، وشدة أخذه، و نكاله للظالمين المجرمين الخارجين عن حدوده وطاعته. فهؤلاء يحصل لهم الخشوع مع صرف النظر عن الأمر الذي أوجب لهم هذا الخشوع. وهم كذلك أيضاً في هذا الباب بين ظالم لنفسه، وبين مقتصد، وبين سابق بالخيرات بإذن الله [انظر مجموع الفتاوى 7/ 28 - 30]؛ لأن مراتب السالكين إلى الله جل جلاله في العبودية لا تخرج عن هذه المراتب الثلاث كما قال الله عز وجل:} ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ [32] {[سورة فاطر]. فالظالم لنفسه هو المقصر في الواجبات، المرتكب للمحظورات، والمقتصد: هو من اقتصر على الأمر الواجب دون زيادة أو نقص، وترك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/153)
المحرم. والسابق بالخيرات: هو من جاء بالواجب، وفارق المحرم، مع مجانبته للمكروه، وفعله المستحبات، فالخشوع عمل من أعمال القلب التي تظهر على الوجه والجوارح. فالناس يتفاوتون فيه وهم فيه على هذه المراتب ... فالسابقون في هذا الباب هم أعلى المراتب، ثم يلي ذلك من هو مقتصد، ثم يلي ذلك الظالم لنفسه، والظالم لنفسه متوعد بالعقوبة ... وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بربه [مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا] رواه مسلم. والشاهد فيه: إن النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ بربه من القلوب التي لا محل للخشوع فيها فدل على أن تحقيق الخشوع و تحصيله من الواجبات في الحد الذي لا يرخص للمكلف في تركه والتقصير فيه.
وهكذا أحوال العباد في صلاتهم من جهة الخشوع فهم على مراتب، وقد جعلهم ابن القيم –رحمة الله- في بعض كتبه على خمس مراتب:
الأول: الظالم لنفسه الذي تنقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها، ولا شك أن هذه الأمور تؤثر في خشوع العبد، بل إن الإمام يتأثر في خشوعه و إدراكه في صلاته بسبب إخلال بعض المأمومين في طهارتهم، أو في إقامة صلاتهم.
والثاني: رجل يحافظ على المواقيت والأركان الظاهرة والوضوء، ولكنه يضيع مجاهدة النفس في الوسوسة، فهذا مؤاخذ يأتي بالصلاة مستوفية للأركان والشروط، ولكنه في صلاته مستغرق في وساوسه، وأفكاره وخواطره، فهذا ليس له من صلاته إلا ماعقل، وغاية ما في الأمر أن تكون هذه الصلاة مجزئة، أي مسقطة للمطالبة، ولكنه قد لا يثاب عليها، أو أنه لا يثاب إلا على القدر الذي عقله فحسب.
وأما الثالث: وهو من حافظ على حدودها و أركانها، وجاهد نفسه بدفع الوساوس، فهذا مشغول بين صلاة وجهاد، يحاول أن يستحضر ويجاهد الخواطر، فهذا مأجور على مجاهدته، مأجور على صلاته، ولكنه ليس في المرتبة العالية. وأما الرابع: وهو فوقه، وهو من قام إليها، فأكمل حقوقها، و أركانها، واستغرق قلبه شأن الصلاة وعبودية ربه، فهذا لا تشغله الوساوس، ولا ينشغل بمجاهدة النفس، و إنما شغله في التكميل.
وأما الخامس: وهو أعلى هذه المراتب، وأرفع درجات الخاشعين في الصلاة، وهو إضافة إلى ما سبق من تحقيق الشروط والواجبات والأركان، وحضور القلب، إضافة إلى ذلك فإنه قد امتلأ قلبه محبة لله وعظمة، وإجلالاً له تعالى، يصلي كأن الله يراه، وكأنه يرى ربه جل جلاله؛ فتندفع عنه تلك الوساوس التي عند الآخرين والخطرات، ولا تأتي إليه أصلاً، ولا تجد طريقاً إلى قلبه.
فالأول معاقب، والثاني محاسب، والثالث مكفر عنه لمجاهدته، والرابع مثاب، والخامس قريب إلى ربه في أعلى المنازل والدرجات.
سابعاً: أنواع الخشوع:
الخشوع ليس له نوع واحد، وإن كان في صورته الظاهرة يخرج المرء، أو العبد مع غيره فيه بهيئة متحدة، إلا أن ذلك يفترق في حقيقة الأمر بسبب ما يقوم في القلب من الحقائق والدواعي، فهناك خشوع حقيقي، وهذا هو القسم الأول، وخشوع مزيف وهو خشوع النفاق، وهو خشوع الظاهر دون مواطئة الباطن، فالباطن الذي هو محل للخشوع أصلاً قد صار فارغاً من هذا الخشوع، فظهر ذلك مرتسماً على وجه صاحبه، وظاهراً على جوارحه، ولكن قلبه قد فرغ منه، وهذا لا فائدة فيه، وهو خشوع النفاق.
ومتى تكلف الإنسان تعاطي الخشوع في جوارحه و أطرافه مع فراغ قلبه منه فإن ذلك يكون من قبيل خشوع النفاق [انظر الخشوع في الصلاة لابن رجب] إلا في حالة واحدة: وهي أن يكون العبد يفعل ذلك من أجل الوصول إلى الخشوع، كصاحب المجاهدة الذي حدثتكم عنه، بشرط أن لا يظهر ذلك أمام الناس بحيث يكون الإنسان بعيداً عن نظر الناس لا يلتفت إليهم بقلبه، ولا يحضر مجامعهم بهذا الفعل الذي يتصنع فيه الخشوع، فهو يتظاهر، أو يتصنع، أو يحاول أن يبكي، وأن يخشع، وإن لم يكن قلبه خاشعاً من أجل أن يحصل الخشوع، فهذا لا يكون مذموماً. وأما المذموم أن يكون ذلك على سبيل النظر إلى الخلق، وتصنع الخشوع من أجل تحصيل محمدتهم. وقد كان جماعة من السلف يستعيذون من هذا النوع وهو خشوع النفاق ... وكان بعضهم يقول:' استعيذوا بالله من خشوع النفاق' فقيل له: وما خشوع النفاق .. ؟ فقال:' أن ترى الجسد خاشعاً والقلب ليس بخاشع' وكان الفضيل بن عياض رحمه الله وهو من كبار الخاشعين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/154)
يقول:' كان يكره أن يُري الرجل من الخشوع أكثر مما في قلبه'. يعني أن يظهر في ظاهره أعظم مما قام في باطنه .. وقد ذكر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى رجلاً طأطأ رقبته في الصلاة، فقال:' يا صاحب الرقبة! ارفع رقبتك، ليس الخشوع في الرقاب إنما الخشوع في القلوب ' إنما الخشوع في القلوب.
ولما ذكر شمس الدين ابن القيم رحمه الله أنواع البكاء في كتابه:'زاد المعاد' قال:' والثامن: بكاء النفاق، وهو أن تدمع العين والقلب قاس، فيظهر صاحبه الخشوع، وهو من أقسى الناس قلباً، وقد رأى بعضهم رجلاً خاشع المنكبين والبدن فقال: يا فلان الخشوع هاهنا!! وأشار إلى قلبه، لا هاهنا وأشار إلى منكبيه' [انظر المدارج 1/ 521 - 524]. وذكر أن عائشة رضي الله عنها رأت أناساً يمشون ويتماوتون في مشيتهم، فسألت عن هؤلاء، فقيل لها: نُسَّاك أي: أن هؤلاء عباد. فقالت:' كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا مشى أسرع، و إذا قال أسمع، و إذا ضرب أوجع، و إذا أطعم أشبع، وكان هو الناسك حقاً' [السابق]. وقد فرق ابن القيم رحمه الله بين خشوع النفاق، وخشوع الإيمان في كتابه: [الروح ص232] فقال عن خشوع الإيمان بأنه: خشوع القلوب لله بالتعظيم والإجلال، والوقار والمهابة والحياء، فينكسر القلب لله كسرة ملتئمة من الوجل والخجل، والحب والحياء، وشهود نعم الله، وجناياته هو، فيخشع القلب لا محالة فيتبعه خشوع الجوارح، و أما خشوع النفاق: فيبدو على الجوارح تصنعاً وتكلفاً، والقلب غير خاشع إلى أن قال: فالخاشع لله عبد قد خمدت نيران شهوته، وسكن دخانها عن صدره؛ فانجلى الصدر، وأشرق فيه نور العظمة؛ فماتت شهوات النفس للخوف و الوقار الذي خُشي به، وخمدت الجوارح، وتوقر القلب واطمأن إلى الله وذِكْرِه بالسكينة التي نزلت عليه من ربه، فصار مخبتاً له، والمخبت: المطمئن، فإن الخبت من الأرض ما اطمأن فاستنقع فيه الماء ... فكذلك القلب المخبت قد خشع و اطمأن كالبقعة المطمئنة من الأرض التي يجري إليها الماء فيستشعر فيها، وعلامته أن يسجد بين يدي ربه إجلالاً وذلاً وانكسارًا بين يديه سجدة لا يرفع رأسه عنها حتى يلقاه.
وأما القلب المتكبر فإنه قد أهتز بتكبره وربى، فهو كبقعة رابية من الأرض لا يستقر عليها الماء ... فهذا خشوع الإيمان، و أما التماوت وخشوع النفاق فهو حال عند تكلف إسكان الجوارح تصنعاً ومراءاة ونفسه في الباطن شابة طرية ذات شهوات و إيرادات, فهو يخشع في الظاهر وحية الوادي وأسد الغابة رابض بين جنبيه ينتظر الفريسة ' أ. هـ أي أن جوارحه لم تواطيء قلبه في هذا الخشوع ' هذا الفرق بين الخشوعين وشتان ما بينهما '
وأما ثامناً: الطريق إلى الخشوع: كيف نحصل الخشوع في قلوبنا؟! كيف نكون من الخاشعين؟! نقول:
أول ذلك: أن تستحضر نظر الله تعالى إليك في حركاتك، و سكناتك في صلاتك، وفي قراءتك، وفي قيامك وقعودك، فالخشوع لا يختص بالصلاة، و إنما هو عبادة قلبية يظهر أثرها على الجوارح في كل أحوال العبد، فهذا سبب أساسي في تحصيل الخشوع، استحضار نظر الرب جل جلاله إليك، وكلما كان العبد أكثر استحضاراً لهذا المعنى؛ كلما زاد الخشوع في قلبه، و إنما يفارق الخشوع قلبك إذا حصلت الغفلة عن استشعار نظر الله عز وجل ومراقبته، قال ابن القيم رحمه الله:'الخشوع هو الاستسلام للحُكْمين الديني والشرعي، بعدم معارضته برأي أو شهوة. والقدري بعدم تلقيه بالتسخط والكراهية والاعتراض، والاتضاع لنظر الحق، وهو اتٌضَاعُ القلب والجوارح وانكسارها لنظر الرب إليها، واطلاعه على تفاصيل ما في القلب والجوارح، وخوف العبد الحاصل من هذا يوجب له خشوع القلب لا محالة. وكلما كان أشد استحضاراً له؛ كان أشد خشوعاً، وإنما يفارق الخشوع القلب إذا غفل عن اطلاع الله عليه ونظره إليه ' أ. هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/155)
هذا على بن حسين زين العابدين كان إذا مشى لا تجاوز يده فخذيه ولا يخطر بها. يعني ما يقول بيده إذا مشى هكذا يُحركها، ولا يقول بها هكذا وهو يمشي كأنه قد زهى بنفسه، فهو يمشي بشيء من الإعجاب والغرور والتعاظم. و إنما صفة مشية المتواضع أن يجعل يديه إلى فخذيه دون أن يخطر بها هكذا، فإن هذا يذهب الوقار والخشوع: الحركة الكثيرة. وكذلك لا يجافي بين يديه وبين منكبيه وفخذيه، فيظهر بصورة المتعاظم المتكبر المتغطرس وهو يمشي هكذا وإنما يلصق يده بجنبيه وفخذيه ... هذا على بن حسين زين العابدين.
وكان إذا قام إلى الصلاة اضطرب وارتعد، فقيل له – سُئل عن هذا- فقال:' تدرون بين يدي من أقوم و أناجي؟ ' وكان إذا توضأ للصلاة؛ اصفر لونه من شدة الوجل والحياء، والخوف واستشعار عظمة الله، والنظر إليه، فيقدم على صلاةٍ يناجي فيها ربه، فيظهر ذلك صفرة في وجهه كمن أراد أن يلاقي عظيما من العظماء، فقد يظهر ذلك الوجل على قسمات وجهه، وعلى حركاته و سكناته، حتى أن بعضهم كان إذا قام إلى الصلاة ووقع ذباب على وجهه لا يقول بيده هكذا، ولا يحرك رأسه لطرد الذباب لغلبه الخشوع عليه، فهذا خلف بن أيوب كان لا يطرد الذباب عن وجهه في الصلاة، فقيل له: كيف تصبر؟! قال:' بلغني أن الفساق يتصبرون تحت السياط ليقال: فلان صبور!! ' يعني الفساق إذا جلدوا وضربوا الحدود، أو إذا جلدوا تعزيراً، فإن الواحد منهم يتجلد لا يتحرك وهو يجلد ليظهر للآخرين أنه لا يبالي، ولربما فعل ذلك بعض الطلاب في المدارس إذا أراد المعلم أن يعاقب بعض الطلبة فلربما أظهر تجلداً فقال بيده هكذا ولم يحركها فربما ضُرب ضرباً يكسر العظم وهو لا يتحرك ليظهر التجلد. فهذا كان يستشعر هذا المعنى – وهو خلف أبن أيوب – فيقول: إذا كان هؤلاء يتجلدون للسياط، فكيف لا نتجلد أمام رب الأرباب، نتجلد عن دفع هذا الذباب يقول: أنا بين يدي ربي أفلا أصبر على ذباب يقع عليٌ؟!
أما الأمر الثاني مما يكسب الخشوع، و يؤثر الخشوع: فهو ترقب آفات النفس والعمل، ورؤية فضل كل ذي فضل: -وقد تحدثت عن هذا القضية قبل قليل ونقلت فيها كلام ابن القيم رحمه الله -ارجع إلى نفسك وانظر إلى عيوبها، فإن ذلك يورثك انكساراً، وأما إلى الخلق فلا تنظر إلى عيوبهم، بل انظر إلى محاسنهم، فيورثك ذلك شعورا بأنك أقل من هؤلاء جميعاً، وأنك المقصر المذنب، تحتاج إلى عفو ربك و مسامحته، وإلى التشمير بالتقرب منه وطاعته.
وأما الأمر الثالث: فهو معرفته الرب جل جلالة معرفة صحيحة تورث التعظيم: وقد أشرت إلى هذا قبل قليل وذكرت فيه كلاماً لبعض أهل العلم – وهو الحافظ ابن رجب رحمه الله - فالمقصود أيها الإخوان أن العبد كلما كان بالله أعرف كلما كان له أخوف، وكلما كان أكثر تعظيماً لله جل جلاله .. ولهذا قال الله تعالى:} إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ... [28] {[سورة فاطر] فإذا عرف العبد صفات الكمال التي اتصف الله بها، واستشعرها؛ فإنه ينكسر، ويخضع، ويتواضع، ويخشع قلبه أمام الله جل جلاله.
وأمر رابع نحتاج إليه في الصلاة لنستحضر الخشوع فيها وهو: أن تضع في قلبك إذا قمت إلى الصلاة وتهيأت لها أنها الصلاة الأخيرة: صل صلاة مودع، فقد لا تصلي بعدها، فإذا قيل للعبد هذه هي الصلاة الأخيرة، كيف يصلي؟ فإنه يفرغ قلبه من كل شاغل من شواغل الدنيا، ويحضر قلبه في هذه الصلاة، خطب علي ابن أرطاة على منبر المدائن فجعل يعظ الناس حتى بكي وأبكى، فقال: كونوا كرجل قال لابنه وهو يعظه:' يا بني أوصيك لا تصلي صلاة إلا وظننت أنك لا تصلي بعدها حتى تموت'.
وأمر خامس: أن تستشعر وتستحضر أنك على الصراط فوق جهنم: وكأنك تشاهد الجنة والنار أمام عينك، وكأنك قمت بين يدي الله عز وجل في موقف الحساب، كان بعض السلف إذا سمعوا الأذان تغيرت ألوانهم، وفاضت عيونهم، كانوا يرون أنه يذكرهم بالنداء يوم العرض الأكبر. كانوا يستشعرون هذه المعاني في كل شيء حولهم، إذا سمعوا المؤذن يؤذن فاضت أعينهم لأنه يذكرهم بالنداء في ذلك الموقف الرهيب. وهذا رجل من العلماء كان يخشع في صلاته فسُئل عن ذلك كيف يحصل لك هذا الخشوع العظيم؟ فقال:' أقوم إلى صلاتي وأجعل الكعبة بين حاجبي، والصراط تحت قدمي، والجنة عن يميني والنار عن شمالي، وملك الموت ورائي، أظنها آخر صلاتي'.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/156)
وهذا الرجل من العلماء، العباد، وهو سعيد بن عبد العزيز كان يبكي إذا صلى، وكان إذا صلى على الحصير يسمع من بجانبه وقع الدموع على الحصير تتقاطر، وكان قد سُئل: ما هذا البكاء الذي يعرض لك في الصلاة، قال: ' يا ابن أخي: وما سؤالك عن ذلك؟ ' فقال السائل: رجاء أن ينفعني الله بذلك. فقال:' ما قمت إلى صلاة إلا مُثلت لي جهنم'. كأنه يرى جهنم مسعرة، وأهلها يصطرخون فيها:} وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ [37] {[سورة فاطر] .. فكان ذلك يورثه خشوعاً وبكاء في صلاته.
ومن استشعر هذه المعاني في الصلاة فإن ذلك لا يفترق بالنسبة إليه في صلاة نافلة، أو صلاة فريضة، كما لا يفترق بالنسبة إليه في الصلاة الجهرية، أو الصلاة السرية .. وأنت تعجب حين تسمع بعض الناس يستغربون ممن يخشع في الصلاة السرية كيف يخشع في الصلاة السرية؟ وكيف لا يخشع؟ وهو يقف بين يدي الله، ويستحضر الجنة والنار، وأن الله يراه وينظر إليه, ويناجيه؟ كيف لا يخشع؟ ولكن الغفلة التي غلبت على قلوبنا أورثتنا بعداً عن هذه المعاني. يقول بعض السلف:' لو رأيت أحدهم وقد قام إلى صلاته، فلما وقف في محرابه واستفتح كلام سيده خطر على قلبه أن ذلك المقام الذي يقوم فيه الناس لرب العلمين؛ فانخلع قلبه، وذهل عقله' تخيل هذا .. الناس في صفوفهم للصلاة يقفون صفوفاً فتذكر واستشعر الوقوف بين يدي الرب جل جلاله؛ فيخشع الإنسان، وينكسر قلبه، وكان منصور بن صفية يبكي في كل صلاة، وكانوا يرون أنه يذكر الموت والقيامة في صلاته فيبكي هذا البكاء.
الأمر السادس: فهو أن تفرغ قلبك لها، وأن تؤثرها على ما سواها مع مجانبة الصوارف و الشواغل التي تؤثر في القلب: وقد ذكر هذا المعنى الحافظ ابن كثير رحمه الله في [تفسيره 5/ 456] حيث قال: 'والخشوع في الصلاة إنما يحصل لمن فرغ قلبه لها، واشتغل بها عما عداها، وآثرها على غيرها، حينئذ تكون راحة له وقرة عين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أحمد والنسائي عن أنس رضي الله عنه عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [حُبِّبَ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ] ' وكان محمد بن المنكدر رحمه الله:' يقول أني لأدخل في الليل، فيهولني، فينقضي، وما قضيت منه أربي ' يقول: أدخل في الليل لأصلي صلاة الليل، فأشرع فيها، فينقضي الليل بأجمعه ولم أشبع، ولم أقض نهمة نفسي، وذلك لاستغراقه في هذه الصلاة، وقد قال سعد بن معاذ رضي الله عنه:' فيّ ثلاث خصال لو كنت في سائر الأحوال أكون فيهن لكنت أنا أنا: إذا كنت في الصلاة لا أحدث نفسي بغير ما أنا فيه، و إذا سمعت حديثاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقع في قلبي ريب فيه، وإذا كنت في جنازة لا أحدث نفسي بغير ما تقول أو يقال لها'. يعني من الحساب.
وقد قالوا لعامر بن عبد القيس، أتحدث نفسك في الصلاة؟ قال:' أو شيء أحب إلي من الصلاة أحدث به نفسي؟ ' قالوا: إنا لنحدث أنفسنا في الصلاة!! قال: أبالجنة والحور؟ قالوا: لا، بأهلينا وأموالنا. فقال:' لئن تختلف الأسنة فيّ أحب إلي' أي من أن أحدث نفسي، يعني بشيء من حطام الدنيا وأنا في هذه الصلاة!! وهذا عامر بن عبد القيس قيل له: أما تسهو في صلاتك؟ قال: أو حديث أحب إلى من القرآن أنشغل فيه؟ هيهات .. مناجاة الحبيب تستغرق الإحساس. بعضنا ربما يكون إماماً ويسجد للسهو في اليوم مراراً!! وقد اشتكى بعض الناس من إمام لهم يسهو في اليوم الواحد في ثلاثة فروض هذه التي يسجد فيها للسهو!! فأين القلب؟ هذا قلبه مشغول.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/157)
فينبغي للعبد أن يفرغ قلبه .. فالمرأة- مثلاً- إذا جاءت إلى الصلاة لا تجعل شيئاً على النار تحتاج إلى مراقبته عن قريب، و إذا كان لديها طفل، فإنها تشغله في مكان آمن لئلا ينشغل قلبها عليه، ولا تحتاج أن تتجوز في صلاتها من أجل ملاحظة هذا الطفل، كما أنها لا تجعله بجانبها لكي لا يشوش عليها .. وكذلك من كان في انتظار مكالمة مهمة أو نحو ذلك، أو عنده بعض المكالمات، وهو يريد أن يصلي الليل مثلاً، أو يتطوع، فإنه ينتهي من هذه المكالمات، وهكذا في الفريضة يُبكر قبل الأذان، ويقضي حوائجه، ويفرغ من هذه الأمور المقلقة له، ثم يدخل في الصلاة وهو فارغ القلب لا يحدث نفسه بشيء سواها .. وهذا الحسن رحمه الله يقول: إذا قمت إلى الصلاة قانتاً فقم كما أمرك الله، و إياك والسهو والالتفات، إياك أن ينظر الله إليك وتنظر إلى غيره، وتسأل ربك الجنة وتعوذ به من النار وقلبك ساه لا تدري ما تقول بلسانك، الله ينظر إليك، ولربما كنت تفكر في بعض الأمور المحرمة، ولربما نظر الله إليك وأنت تفكر في أمور حقيرة، فربما كان الواحد يصلح شيئاً تافهاً في بيته، لربما كان يصلح مسلاة لصبي، ثم يقوم يصلي وقلبه مشغول بإصلاحها، والله ينظر إليه ويطلع عليه، فهذا لا يليق في أي حال من الأحوال، فينبغي التفطن لهذه المعاني.
وللأسف نحن عندما كنا نعيش بعيدا عن هذه الأحوال أصبحنا نستغرب منها، ولقد حدثني جماعة من الناس عن رجل من المعاصرين- وهو من العوام وليس من طلبة العلم ولا من العلماء- أنه إذا قام يصلي فإن أهله أو من بجانبه يحتاجون إلى تنبيهه إذا قرب وقت الأذان من أجل أن يوجز في صلاته؛ لأنه يستغرق في صلاته، وينسى كل شيء. كان هذا الرجل يتطوع بعد صلاة العشاء في المسجد النبوي، وكان بعض الحراس يعرفونه، وهو رجل يسكن المدينة من عشرات السنين، فكان إذا قرب وقت إغلاق الأبواب بعد صلاة العشاء بمدة معلومة يأتون إليه قبل ذلك بنحو عشر دقائق وينبهونه من أجل أن يتفطن، من أجل أن يُجوٌز في صلاته. و امرأته كانت تأتيه قبيل الأذان الأول وهو يصلي فتنبهه من أجل أن يجوز فيخرج إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تفتح أبوابه من الأذان الأول .. حدثني عن هذا بعض جيرانه، وبعض من عرفه منذ زمن طويل، وحدثني عن هذا ابنه بعد أن مات -رحمه الله -. هذا مثال واقعي ' رجل من العوام يحصل له هذا الاستغراق والخشوع '
والأمر السابع مما يورث الخشوع هو تدبر القرآن: يقول ابن جرير الطبري رحمه الله: عجبت لمن يقرأ القرآن ولا يعرف معانيه كيف يتلذذ بقراءته؟ وجرب هذا في نفسك، اقرأ تفسير بعض الآيات، ثم اسمعها في الصلاة كيف تجد الفرق؟ بل وربما تكلم الإمام أو تكلم غيره في صلاة التراويح عن تفسير بعض الآيات فإذا قرئت؛ رأيت فرقاً شاسعاً بينها وبين غيرها من الآيات التي لم تُفسر، وهذا شيء مشاهد. فمعرفة معاني القرآن تجعل القلب يستغرق في تدبره والتفكر في معانية، حتى أن القلب يخشع عند ذلك، بل لربما خشع الإنسان عند تسميع القرآن، يسمع لغيره قد لا يتحمل، وكان أبو بكر رضي الله عنه قريب الدمعة، كثير البكاء، لا يتمالك نفسه إذا صلى، ولذلك لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم وأمر أن يصلى أبو بكر بالناس اعتذرت عنه عائشة رضي الله عنها بأنه رجل رقيق لا يتمالك إذا صلى وقرأ القرآن فإنه يبكي.
فأقول: معرفة معاني القرآن؛ طريق للتدبر. والتدبر طريق للفهم والاتعاظ والاعتبار والخشوع؛ لذلك كان السلف رضي الله عنهم يقرأ الواحد منهم آية واحدة، ويقوم يرددها إلى الفجر يبكي. هذا مالك بن دينار رحمه الله كان يقرأ قول الله عز وجل:} لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْءَانَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ... [21] {[سورة الحشر] ثم يقول: ' أقسم لكم لا يؤمن عبد بهذا القرآن إلا صُدع قلبه'. ويقول ابن مسعود: ' إن أقواماً يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم' وهم الخوارج. هذه صفة قبيحة ينبغي للمؤمن أن يتباعد عنها لئلا يكون متصفاً بصفة هؤلاء الذين ذمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد قال أبو عمران الجوني رحمه الله:' والله لقد صرف إلينا ربنا في هذا القرآن ما لو صرف إلى الجبال لمحاها ' وكان الحسن يقول:' يا ابن أدم إذا وسوس لك الشيطان في خطيئة، أو حدثت بها نفسك فاذكر عند ذلك ما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/158)
حملك الله في كتابه مما لو حملته الجبال الرواسي لخشعت وتصدعت. أما سمعته يقول:} لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْءَانَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ... [21] {[سورة الحشر] '.
الأمر الثامن: مما يورث الخشوع: وهو ترك التكلف في كل شأن من الشؤون: ولذلك أقول: من الأحسن أن يصلي الإنسان في كل مكان لا يتكلف لأحد فيه، وأن يصلي في مكان لا يكون بجانبه أحد قد يجد نفسه تشده لأن يتكلف لهذا الإنسان، يجعل الله أمام ناظره ولا يلتفت. وهناك أمر يذهب الخشوع على الإمام، وعلى المأمومين، وهو التكلف في الدعاء، حينما يتكلف الإنسان أن يأتي بالدعاء على غير سجيته المعهودة فيه كما لو كان من عادة الإنسان أنه يلحن، فصار يحاول أن يأتي بالدعاء موزوناً معرباً، فإن ذلك يكون مدعاة لذهاب الخشوع وليس هذا دعوة للحن، و إنما أقول: ينبغي في الدعاء أن يحرص الإنسان أن يدعو على سجيته، ولهذا فإن شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله لفت النظر إلى هذا المعنى, وكان يقول: إن الله يسمع دعاء الداعين سواء كان مسجوعاً، أو ملحوناً، سواء كان معرباً أو غير معرب بمعنى أنه إذا تكلف الإنسان السجع في الدعاء، فإن ذلك يذهب عليه الخشوع، وكذلك إذا كان العبد يتكلف الإعراب فيه، يعني أن يأتي به على وزان لغة العرب فإن ذلك يذهب الخشوع. يقول شيخ الإسلام: بل ينبغي للداعي إذا لم تكن عادته الإعراب أن لا يتكلف الإعراب، وقد قال بعض السلف إذا جاء الإعراب ذهب الخشوع، يقول شيخ الإسلام: ' وهذا كما يكره تكلف السجع في الدعاء فإذا وقع بغير تكلف فلا بأس به، فإن أصل الدعاء في القلب واللسان تابع للقلب '. فإذا كانت العناية بإصلاح اللسان فإن ذلك يؤثر في القلب ولا بد. يقول: ومن جعل همته في الدعاء تقويم لسانه أضعف توجه قلبه, ولهذا يدعو المضطر بقلبه دعاء يفتح عليه لا يحضره قبل ذلك، وهذا أمر يجده كل مؤمن في قلبه' ولهذا يقول شيخ الإسلام: أن الدعاء يجوز بالعربية وبغير العربية، والله يعلم مقصد الداعي ومراده وإن لم يُقوم لسانه، فإنه يعلم ضجيج الأصوات باختلاف اللغات على تنوع الحاجات ' [مجموع الفتاوى 22/ 488 - 489].
وهذا أمر مهم قل من يفطن له، بل حتى الموعظة إذا كان هم الملقي هو توقي اللحن في الخطبة، أو في الموعظة، أو في المحاضرة، فإن ذلك يؤثر في وقعها على القلوب، قد يكون الكلام الذي يقال في ذاته من الكلام المؤثر، ولكن لما كان شُغل الملقي بإصلاح لسانه وتقويمه مخافة اللحن- ولا شك أن اللحن قبيح فاللحن في الكلام كالجدري في الوجه- ولهذا السبب قل التأثير، وهذا شيء مشاهد، تسمع الناس يتأثرون كثيراً ببعض المواعظ والخطب، والمحاضرات ويبكون عند حضورها، ويتأثرون غاية التأثر، وإذا سمعتها تجد قلبك حاضراً، وقد يكون من الأسباب عدم تكلف صاحبه في إلقاء الكلام عند محاضرته، فتجد لحناً فجاً فاحشاً لا يستطيع أن يسمعه من أجاد العربية، بل ينفر من أول جملة يسمعها فيه، بينما تجد الآخرين الذين لا ينظرون إلى هذه الجوانب يستهويهم هذا الكلام، ويعجبهم ويتأثرون به غاية التأثر، ولربما تبرعوا بمئات الألوف من هذا الشريط الذي يسمعه الآخر الذي يعرف لحن الكلام، ولا يستطيع أن يواصل جملة واحدة فيه لركاكته وضعفه وكثرة اللحن فيه، بينما هؤلاء يتأثرون به ويعجبهم غاية الإعجاب، ما السبب في هذا؟ السبب هو أن هذا يتكلم من غير تكلف، ولم تكن عنايته بإصلاح منطقه ولسانه، و إنما كانت هذه المعاني في قلبه، فتكلم بكلمات صادقه من قلب خاشع؛ فأثر ذلك في سامعيه، والقلوب بينها إشارات وأمور لا يدركها حس الإنسان فالقلب يدرك بعض المعاني المعبرة عن الحب، وبعض المعاني المعبرة عن الانقباض، فتجد قلبه ينقبض لفلان وفلان ولا يلقاه إلا تكلفاً, كما أن القلب يتأثر حينما يسمع نصيحة يدرك أن هذا الكلام صدر من قلب مشفق، فيتأثر، وكذلك أيضاً تجد هذا الإنسان يتأثر بالموعظة إذا خرجت من قلب عامر بالخشوع والخضوع، وأما إذا كانت المواعظ تلقى على الناس من قلب صلب لا يتأثر أو يقرأ القرآن، صاحب قلب قاس، فأنى للناس أن يتأثروا؟ هذه الآية يقرؤها هذا الإمام، ويقرؤها آخر، هذا يتأثر ويتأثر من حوله، ومن يسمع قراءته غاية التأثر، والآخر يمر على مئات الآيات من أمثالها ولا يحرك فيه ساكناً، ولا يحرك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/159)
فيمن معه، ما السبب؟ السبب هو هذا المعنى، والله تعالى أعلم
تاسعاً: ثمرات الخشوع:
1 - أول هذه الثمرات والآثار السلوكية: هو أن الخشوع يطرد الشيطان، لأن الشيطان لا يجتمع مع الخشوع إطلاقاً، فالخواطر والوساوس تشغل القلب، والخشوع حضور القلب بكليته، وصاحب القلب الخاشع لا يجد الشيطان طريقاً في وساوسه، وخواطره إلى قلبه، ولذلك قال من قال من أهل العلم:' من خشع قلبه لم يقرب منه الشيطان' [انظر المدارج].
2 - الرفعة وعلو المنزلة: 'ومن تخشع لله تواضعًا-كما قال ابن مسعود- رفعه الله يوم القيامة' [الزهد لوكيع].
3 - وأما الأمر الثالث: فهو بلوغ المرام وتحصيل المطلوب: الله عز وجل يقول:} قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ [1] الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ [2] {[سورة المؤمنون] فذكر ذلك في أول صفاتهم وهي الفلاح الذي قد حكم الله به بطريقة محققة بالتعبير بقد:} قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ [1] {[سورة المؤمنون] وهو تحصيل المطلوب، والنجاة من المرهوب، قال رجل للحسن: أوصني، قال:' رطب لسانك بذكر الله، وند جفونك بالدموع من خشية الله، فقل من طلبت لديه خيراً فلم تدركه' [الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا]. فمن كان بهذه المثابة حصل له مطلوبه من ربه تبارك وتعالى، فأكرمه وقربه.
4 - والأمر الرابع هو: أن الخشوع يورث صاحبة أخلاقاً محمودة: وذلك أن الخشوع أصل من أصول الأخلاق، وأساس من أسسها كما قال ابن القيم رحمه الله:' فالكبر والمهابة والدناءة أصل الأخلاق المذمومة، والكبر يقابل الخشوع، والخشوع يقابله الصلف و التعالي، والجفاء والرعونة والدناءة، وأما الخشوع فهو عكس ذلك، فهو أصل الأخلاق الفاضلة، كالصبر والشجاعة، والعدل والمروءة، والعفة والسيادة، والجود والحلم، والعفو والصفح، والاشتمال والإيثار، وعزة النفس عن الدناءات، والتواضع والقناعة، والصدق والأخلاق، والمكافأة على الإحسان بمثله أو أفضل، والتغافل عن زلات الناس، وترك الانشغال بما لا يعنيه، وسلامة القلب من تلك الأخلاق المذمومة ونحو ذلك، فكلها ناشئة من الخشوع وعلو الهمة. والله سبحانه أخبر عن الأرض بأنها تكون خاشعة، ثم ينزل عليها الماء؛ فتهتز وتربوا، وتأخذ زينتها وبهجتها، فكذلك المخلوق منها إذا أصاب حظه من التوفيق-إلى أن قال-: فمن علت همته، وخشعت نفسه؛ اتصف بكل خلق جميل، ومن دنت همته، وطغت نفسه، اتصف بكل خلق ردي' [الفوائد ص143 - 144 –بتصرف-].
5 - الخامس: أن الخشوع يرد العبد إلى حكم العبودية: والكبر يرفعه عن هذا المقام، ولذلك كان الكبر لا يتناسب إطلاقاً مع عبودية القلب، ومع عبودية العبد، فالكبر كمال لله عز وجل، أما المخلوق فكماله في الخشوع والتواضع و الإخبات، فالعبد لو ترك مع نفسه فإن فيه صفات مذمومة قبيحة تدعو إليها النفس من التعالي على الخلق، والأشر؛ فيخرج عن طوره أصله الذي خُلق له، ويثب على حق ربه من الكبرياء والعظمة، فينازع ربه ذلك، وقد أمر العبد بالسجود- كما قال ابن القيم رحمه الله- خضوعاً لعظمة ربه وفاطره، وخشوعاً له، وتذللاً بين يديه وانكسارًا له، فيكون هذا الخشوع والخضوع، والتذلل رداً له إلى حكم العبودية، فيتدارك بذلك ما حصل له من الهفوة والغفلة والإعراض، الذي خرج به عن أصله، فتمثل له حقيقة التراب الذي خلق منه وهو يضع أشرف شيء منه وأعلاه وهو الوجه، وقد صار أعلاه أسفله خضوعاً بين يدي ربه الأعلى، وخشوعاً له، وتذللاً لعظمته، و استكانة لعزته مردداً: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، يقول ابن القيم رحمه الله:' وهذه غاية الخشوع الظاهر فإن الله سبحانه خلقه من الأرض التي هي مذللة للوط بالأقدام، واستعمله فيها، ورده إليها، ووعده بالإخراج منها، فهي أمه وأبوه، وأصله وفصله، فضمته حياً على ظهرها، وميتاً في بطنها، وجعلت له طهوراً و مسجدًا، فأمر بالسجود إذ هو غاية خشوع الظاهر، وأجمع العبودية لسائر الأعضاء، فيعفر وجهه في التراب؛ استكانة وتواضعاً وخضوعاً، وإلقاء باليدين، ويقول مسروق لسعيد بن جبير: ' ما بقي شيء يرغب فيه إلا أن نعفر وجوهنا في التراب لله، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يتقي الأرض بشيء قصدًا بل إذا اتفق له ذلك فعله، ولذلك سجد في الماء والطين كما جاء في الصحيحين [كتاب الصلاة لابن القيم ص210 –بتصرف-].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/160)
لم يكن يتكلف شيئاً دون جهته ووجهه، إذا صلى صلى على التراب، فلم يكن يضع رداءه صلى الله عليه وسلم دون وجهه، وإذا صلى على الحصير لم يتكلف وضع وجهه على الأرض مباشرة من دون حصير
6 - أما الأمر السادس والأخير من آثار الخشوع: هو ما يحصل به من تفاضل الأعمال وتفاوتها: فكم من الفرق بين اثنين كل منهما قائم في الصف يصلي، هذا خاشع وهذا لم يخشع؟ فلا شك أن هذه الصلاة التي حصل بها هذا الخشوع أنها في غاية الكمال، ويؤجر عليها غاية الأجر، هذه سورة قل هو الله أحد، أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها تعدل ثلث القرآن، وقد قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله: أن هذه السورة مع ما فيها من الثواب والأجر والمنزلة إلا أن العبد قد يقرأ آية سواها ويخشع فيها، فيكون ذلك أعظم من قراءته هذه السورة، بل يقول: إن العبد قد يقول سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، مع حضور القلب واتصافه بمعانيها فيكون ذلك أفضل في حقه من قراءة سورة قل هو الله أحد مع الجهل والغفلة، ويقول: والناس متفاضلون في فهم هذه السورة وما اشتملت عليه كما أنهم متفاضلون في فهم سائر القرآن.
عاشراً: الأمور التي تنافي الخشوع:
أولها: كثرة الحركة سواء في الصلاة أو خارج الصلاة: كما قلت لكم في الذي يمشي ويخطر بيديه هكذا في مشيته، فهو كثير الحركة، فهذا أبعد ما يكون عن الخشوع والوقار، وقلة الحركة تنبئ عن سكينة وتؤدة ووقار وخشوع، وكذلك في الصلاة، والله عز وجل يقول} وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ [238] {[سورة البقرة] والمراد به أن يكون العبد ساكناً مع طول القيام فيها، لا يلتفت، ولا يرفع بصره، ولا يتحرك، ولا ينشغل بشيء من جوارحه، أو ببصره عن ما هو بصدده، ' لأن الخشوع يتضمن السكينة والتواضع جميعاً؛ ولهذا نقل عن عمر رضي الله عنه أنه رأى رجلاً يعبث بلحيته فقال:' لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه' يعني: سكنت وخضعت. والله يقول:} وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ... [39] {[سورة فصلت]. فأخبر أنها بعد الخشوع تهتز، والاهتزاز حركة، وتربو، والربو: الارتفاع، فُعلم أن الخشوع فيه سكون و انخفاض، ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في حال ركوعه:: [اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعِظَامِي وَعَصَبِي ... ] رواه مسلم. فوصف نفسه بالخشوع في حال الركوع لأن الراكع ساكن متواضع ' [ما بين الأقواس من كلام الشيخ ابن تيمية].
الأمر الثاني: هو رفع البصر: وهو منهي عنه في الصلاة لكونه مما ينافي الخشوع، والله عز وجل قد ذكر خشوع أهل الموقف فقال:} فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ [6] خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ ... [7] {[سورة القمر].وقال:} يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ [43] خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ ... [44] {[سورة المعارج] وقال::} وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ ... [45] {[سورة الشورى]. أي: أنهم لا يحركون أبصارهم يمنة ويسرة، وينظرون إلى أعلى، ولا يحركون جوارحهم، وإنما ينظرون من طرف خفي يُسارقون فيه النظر مسارقة. هذا ذكره بمعناه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في 'تعارض العقل والنقل' وذكر نحو ذلك أيضاً في الفتاوى. [درء التعارض 7/ 24، الفتاوى 6/ 578].
الحادي عشر: السلف والخشوع:
هذا إمامنا و قائدنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم، وقد غفر ما تقدم من ذنبه، وصفه عبد الله بن الشخير كما أخرج أبو داود والنسائي بإسناد صحيح قال:'رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَفِي صَدْرِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الرَّحَى مِنْ الْبُكَاءِ'. ويقول ابن مسعود: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [اقْرَأْ عَلَيَّ قُلْتُ] آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ قَالَ: [فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي] فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى بَلَغْتُ} فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا [41] {
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/161)
[سورة النساء] قَالَ: [أَمْسِكْ فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ] رواه البخاري ومسلم. وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: ' مَا كَانَ بَيْنَ إِسْلَامِنَا وَبَيْنَ أَنْ عَاتَبَنَا اللَّهُ بِهَذِهِ الْآيَةِ:} أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ... [16] {[سورة الحديد] إِلَّا أَرْبَعُ سِنِينَ 'رواه مسلم. فأنت! كم يمضي عليك و أنت تسمع القرآن، وتشهد مع الناس الصلاة، وقلبك لا يتحرك؟!
وكان ابن عمر إذا تلا هذه الآية:} أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ... [16] {[سورة الحديد] قال:' بلى يارب 'ويبكي حتى تبل الدموع لحيته [الدر المنثور]. وقد قال القرطبي رحمه الله عند تفسير هذه الآية: ' كما كانت هذه الآية سبباً في توبة الفضيل بن عياض، وعبد الله بن مبارك، وقد سئل عبد الله بن مبارك عن بدء زهده و توبته فقال: كنت يوماً مع إخواني في بستان لنا وذلك حين حملت الثمار من ألوان الفواكه، فأكلنا وشربنا حتى الليل، ونمنا وكنت مولعاً بضرب العود والطبول، فقمت في بعض الليل، فضربت بصوت عال يقال له: راشين السحَر، وطائر يصيح فوق رأسي على شجرة، والعود في يدي لا يجيبني إلى ما أريد فإذا به ينطق كما ينطق الإنسان يقول:} أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ... [16] {[سورة الحديد] فقلت: بلى والله. فكسرت العود وصرفت ما كان عندي من الناس والأصحاب، فكان هذا أول زهدي وتشميري. وأما الفضيل بن عياض فكان سبب توبته أنه عشق امرأة فواعدته ليلاً، فجاء يرتقي الجدران، وبينما هو يتسور ليصل إليها سمع قارئا يقرأ:} أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ... [16] {[سورة الحديد] فرجع وهو يقول: بلى والله قد آن. فأواه الليل إلى خربة وبها جماعة من السابلة من المسافرين وبعضهم يقول لبعض: إن فضيلاً يقطع الطريق، وهم لم يشعروا بمكانه، فقال: أوّاه، أراني بالليل أسعى في معاصي الله، وقوم من المسلمين يخافونني، اللهم إني قد تبت إليك، وجعلت توبتي إليك جوار بيتك الحرام. وفي بعض الروايات أنه قال: لهؤلاء القوم: أنا الفضيل جوزوا، يعني: امضوا في طريقكم وسفركم، والله لأجتهدن ألا أعصي الله أبداً، فرجع عن ذلك.
وأما ابن المبارك الذي عرفتم توبته فكان يوصف خشوعه بأوصاف عجيبة، كان إذا قرأ في كتابه الزهد والرقائق كأنه بقرة منحورة من كثرة البكاء، وكذا كان الفضيل في خشوعه. جاء ناس إلى الفضيل بن عياض، واستأذنوا عليه عند بابه، فلم يؤذن لهم، فقال قائل: إنه لا يخرج إليك إلا إذا سمع القرآن، فكان معهم رجل مؤذن حسن الصوت، فقال له اقرأ:} أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ [1] {[سورة التكاثر] فقرأ ورفع بها صوته، فأشرف عليهم الفضيل، وقد بكى حتى بل لحيته بالدموع، ومعه خرقه ينشف بها الدموع من عينيه ويقول:
بلغت الثمانين أو جُزتها فماذا أُؤمل أو أنتظر
أتاني ثمانون من مولدي وبعد الثمانين ما يُنتظر
علتني السنين فأبلينني
ثم انقطع وخنقته العبرة، فقال لهم رجل أنا أكمل لكم البيت:
علتني السنون فأبلينني فَرقت عظامي وكل البصر
:} أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ... [16] {[سورة الحديد] يقول الحسن البصري رحمه الله:'إن المؤمنين لما جاءتهم هذه الدعوة من الله صدقوا بها، وأفضى يقينها إلى قلوبهم، وخشعت لله قلوبهم وأبدانهم وأبصارهم، وكنت والله إذا رأيتهم رأيت قوماً كأنهم رأى عين- يعني: للجنة والنار- فوالله ما كانوا بأهل جدل ولا باطل، ولا اطمأنوا إلا إلى كتاب الله، وما أظهروا ما ليس في قلوبهم، ولكن جاءهم عن الله أمر؛ فصدقوا به، فنعتهم الله في القرآن بأحسن نعت فقال:} وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا [63] {[سورة الفرقان]. قال: حلماء لا يجهلون، وإذا جُهل عليهم حلموا، يصاحبون عباد الله نهاراً بما يسمعون، ثم ذكر ليلهم خير ليل فقال:} وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا [64] {[سورة الفرقان] تجري دموعهم على خدودهم؛ خوفاً من ربهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/162)
فقال:'لأمر ما سهروا ليلهم، لأمر ما خشعوا نهارهم. ثم قرأ:} وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا [65] {[سورة الفرقان]. قال: كل شيء يصيب ابن آدم، ثم يزول عنه فليس بغرام، إنما الغرام الملازم له ما دامت السماوات والأرض قال: صدق القوم والله الذي لا إله إلا هو، فعلموا وأنتم تمنون، فإياكم وهذه الأماني؛ فإن الله لم يعط عبداً بأمنيته خيراً قط في الدنيا والآخرة، وكان يقول:' يالها من موعظة لو وافقت من القلب حياة '.
فتية يُعرف التخشع فيهم كلهم أحكم القرآن غلاما
قد برى جلدهم التهجد حتى عاد جلداً مصفراً وعظاما
تتجافى عن الفراش من الخوف إذا الجاهلون باتوا نياما
بأنين وعبرة ونحيب ويظلون بالنهار صياما
يقرؤون القرآن لا ريب فيه ويبيتون سجداً وقياما
قرأ ابن عمر رضي الله عنه بـ:} وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ [1] {فلما بلغ:} يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [6] {[سورة المطففين]. بكى حتى خر وامتنع عن قراءة ما بعدها [الزهد لوكيع]. وبات رجل عند الربيع بن خثيم ذات ليلة، فقام الربيع يصلي، فمر بهذه الآية:} أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا ... [21] {[سورة الجاثية]. فمكث ليلة حتى أصبح يبكي بكاء شديداً لا يجاوز هذه الآية.
لهم دموع من خشوع نفوسهم ودموعها فوق الخدود غزارُ
يقول مسروق: قال لي رجل من أهل مكة: هذا مقام أخيك تميم الداري صلى ليلة حتى أصبح، أو كاد يقرأ آية، ويرددها ويبكي:} أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا ... [21] {[سورة الجاثية].
بكى الباكون للرحمن ليلاً وباتوا جمعهم لا يسأمونا
بقاع الأرض من شوق إليهم تحن شي عليها يسجدونا
وكان إبراهيم النخعي إذا سمع قوله تعالى:} إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ [1] {[سورة الانشقاق] اضطرب حتى تضطرب أوصالة. واشتكى ثابت البناني عينه، فقال له الطبيب: اضمن لي خصلة تبرئ عينيك. قال: ما هي؟ قال: لا تبك. قال:'وما خير في عين لا تبك' [الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا].
نزف البكاء دموع عينك فأستعر عيناً لغيرك دمعها مدرارُ
من ذا يعيرك عينه تبكي بها أرأيت عيناً للدموع تُعارُ
وكان عبد الله بن الزبير يسجد، فيأتي المنجنيق، فيصيب ثوبه، ولربما أصاب طرف ثوبه، وهو لا يتحرك في صلاته، ولا يرفع رأسه، ولا يلتفت. ودخل عليه رجل بيته، فإذا به يصلي، فسقطت حية على ابنه هاشم، فصاحوا: الحية! الحية! ثم قتلوها، وما قطع صلاته، ولما سئل بعد الصلاة قال:' ما شعرت بشيء من ذلك'. ويقول ثابت البناني: كنت أمر بابن الزبير وهو خلف المقام يصلي كأنه خشبه منصوبة لا تتحرك. ووصفة بعضهم إذا صلى كأنه عود من الخشوع، وكان يسجد، فلربما نزل الطير على ظهره تحسبه الطيور جذع حائط. وصلى يوماً في الحجر، فجاء حجر من المنجنيق، فضرب ثوبه فما انفتل، وما تحرك وما التفت. وذلك في حصار الحجاج للكعبة.
وكان مسلمة بن بشار في المسجد فانهدمت طائفة من المسجد، فقام الناس ولم يشعر أن أسطوانة المسجد قد انهدمت!! وهذا يعقوب الحضرمي لم يُر في زمانه مثله، بلغ من زهده أنه سُرق رداؤه عن كتفه وهو في الصلاة، ورُد إليه ولم يشعر.
محي الليل صلاة لا يقطعها إلا بدمع من الإنشغاق منسجمِ
مسبحاً لك جنح الليل محتملاً ضراً من السهد أو ضراً من الورمِ
رضية نفسه لا تشتكي سأما وما على الحب إن أخلصت من سأمِ
وهذا محمد بن إسماعيل البخاري ذُكر في قصته وترجمته أنه خرج مع قوم إلى حائط مزرعة، فقام يصلي بالناس الظهر، فلما فرغ قام يتطوع، فلما فرغ من تطوعه رفع ثوبه وقال لبعض من معه: انظروا هل ترون تحت قميصي شيئاً؟ فإذا زنبور قد أبره في ستة عشر، أو سبعة عشر موضعاً، وتورم ذلك من جسده، فقال له بعض القوم: كيف لم تخرج من الصلاة في أول ذلك؟.قال: كنت في سورة فأحببت أن أتمها. وهذا محمد بن يعقوب الأخرم يقول: ما رأينا أحسن صلاة من صلاة محمد بن نصر- يعني المروزي- كان الذباب يقع على بدنه – يعني الزنبور – ولا يذبه عن نفسه، ولقد كنا نتعجب من حسن صلاته وخشوعه وهيبته للصلاة، كان يضع ذقنه على صدره، فينتصب كأنه خشبه مسنودة. ووصفه آخر يقول: رأيت محمد بن نصر ما رأيت أحسن صلاة منه، ولقد بلغني أن زنبوراً قعد على جبهته، فسال الدم على وجهه، ولم يتحرك.
وكان كرز بن وبرة إذا دخل في الصلاة لا يرفع طرفه يمنة ولا يسرة، وكان من المخبتين، وربما كُلم خارج الصلاة فلا يُجيب إلا بعد مدة من شدة استغراقه في التفكير. يقول الذهبي رحمة الله -معلقاً على ذلك-: هكذا كان زهاد السلف، وعبادهم، أصحاب خوف وخشوع وتعبد. ووقع حريق في بيت على بن الحسين، وهو ساجد، فجعلوا يقولون: يا ابن رسول الله النار .. النار، فما رفع رأسه حتى أطفأت، فقيل له في ذلك فقال:' ألهتني عنها النار الأخرى '. وكان مسلم بن يسار يقول لأهله إذا دخل في صلاته:'تحدثوا فلست أسمع حديثكم'.
هذه نماذج من رجال السلف، وحينما أذكر أشياء من ذلك إنما أذكر ما قرب منه، وأما الأمور التي قد تنبو عنها الأسماع، ولا تدركها كثير من العقول؛ فإني أتجاوز ذلك أجمع، ومع ذلك كثير منا يظن أن هذه الأمثلة والنماذج سواء في الخشوع، أو في الإخلاص، أو في التوكل، أو في التفكر، أو ما سيأتي في الورع، وما سبق في اليقين، وغير ذلك أن هذه من الأمور التي لا يمكن الوصول إليها، وأنها بعيدة المنال!! وليس الأمر كذلك بل هي أمور تحصل للعبد بالمجاهدة، ولهذا يقول محمد بن المنكدر' كابدت الصلاة عشرين سنة وتلذذت بها عشرين سنة ' هذا آخر الكلام عن الخشوع.
المصدر .. مفكرة الإسلام ( http://links.islammemo.cc/dros/one_news.asp?IDnews=253)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/163)
ـ[أبو عبدالله الشرقي]ــــــــ[25 - 12 - 05, 03:08 ص]ـ
جزاك الله أخي ابو عمر وشيخنا خالد خير الجزاء ..
هل أستطيع الحصول عليها في ملف وورد؟
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[25 - 12 - 05, 10:27 ص]ـ
هذا الملف بصيغة وورد(6/164)
هل اجد كتاب الجامع لأخلاق الرواي وآداب السامع للخطيب البغدادي
ـ[ابومالك البصري]ــــــــ[08 - 12 - 03, 08:08 ص]ـ
ولكم من بعد الشكر الجميل
الدعاء في ظهر الغيب
ـ[ابومالك البصري]ــــــــ[12 - 12 - 03, 07:02 م]ـ
هل هذا الامر صعب,,
سهل الله عليكم
ـ[ abo-omar] ــــــــ[23 - 01 - 05, 02:46 ص]ـ
أخي الكريم (أبو مالك البصري) تجد الكتاب على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24215(6/165)
سؤال .. ؟
ـ[صائدة العلوم]ــــــــ[09 - 12 - 03, 11:03 ص]ـ
أبحث عن كتب فيها توضيح لبعض المصطلحات التي تحجب الثقة
في رواية الراوي مثل وهم الراوي .. فرط الغفلة .. قوادح العدالة
سواء كانت متوفرة على الشبكة أو في المكتبات ..
أفيدونا مأجورين.
ـ[صائدة العلوم]ــــــــ[10 - 12 - 03, 11:51 ص]ـ
يرفع .. لربما نجد من يتصدق علينا بالفائدة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!(6/166)
فضائل الصحابه
ـ[ولد الدمام]ــــــــ[09 - 12 - 03, 11:33 ص]ـ
فضائل الصحابة
الأمام أحمد بن حنبل
1/ 2
اسم الكتاب: فضائل الصحابة
الاسم المختصر: فضائل الصحابة
تصنيف الكتاب: متن/أجزاء
اسم المؤلف: أحمد بن حنبل
الكنية: أبو عبد الله
اللقب والنسب: الشيباني
ت. الميلاد: 164 ت. الوفاة: 241
بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا الشيخ الامام العالم الاوحد الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر السلامي بقراءتي عليه وهو يسمع قال قرأت على الشيخ الصالح أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن القاسم الصيرفي في رجب من سنة خمسمائة قلت له أخبركم الشيخ أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف المقري المعروف بابن العلاف قراءة عليه وأنت تسمع في ذي القعدة من سنة ست وثلاثين وأربعمائة قال أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه في يوم السبت السادس عشر من جمادى الآخرة سنة ثمان وستين وثلاثمائة قثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني قال حدثني أبي رحمه الله
[1] قثنا سعد بن إبراهيم بن سعد الزهري قثنا عبيدة بن أبي رائطة الحذاء التميمي قال حدثني عبد الرحمن بن زياد أو عبد الرحمن بن عبد الله عن عبد الله بن مغفل المزني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله عز وجل ومن آذى الله يوشك أن يأخذه
[2] حدثنا عبد الله قال نا أبو محمد عبد الله بن الخزاز وكان من الثقات قثنا إبراهيم بن سعد عن عبيدة بن أبي رائطة عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله بن مغفل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله يوشك أن يأخذه
[3] حدثنا عبد الله حدثني أبي قثنا يونس قثنا إبراهيم يعني بن سعد عن عبيدة بن أبي رائطة عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله بن مغفل المزني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فذكر مثله نحوه
[4] حدثنا عبد الله حدثني زكريا بن يحيى بن صبيح زحمويه وحدثني محمد بن خالد بن عبد الله قالا نا إبراهيم بن سعد قال حدثني عبيدة بن أبي رائطة عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله بن مغفل المزني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله الله في أصحابي لا تتخذوا أصحابي غرضا من أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله عز وجل فيوشك أن يأخذه
[5] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا وكيع قثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه
[6] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه
[7] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا محمد بن جعفر وأبو النضر قالا نا شعبة عن سليمان عن ذكوان عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
[8] حدثنا عبد الله قثنا عبد الله بن عون قثنا على بن يزيد الصدائي قال حدثني أبو شيبة الجوهري عن أنس بن مالك قال قال أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أنا نسب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا
[9] حدثنا عبد الله قال حدثني أبو صالح الحكم بن موسى نا إسماعيل بن عياش قثنا حميد بن مالك اللخمي عن مكحول عن معاذ بن جبل قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معاذ أطع كل أمير وصل خلف كل إمام ولا تسبن أحدا من أصحابي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/167)
[10] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا أبو معاوية قثنا محمد بن خالد الضبي عن عطاء يعني بن أبي رباح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حفظني في أصحابي كنت له يوم القيامة حافظا ومن سب أصحابي فعليه لعنة الله
[11] حدثنا عبد الله قثنا أبو عمران محمد بن جعفر الوركاني قال أنا أبو الأحوص عن عبثر أبي زبيد عن محمد بن خالد عن عطاء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أصحابي فمن سبهم فعليه لعنة الله
[12] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا محمد بن عبيد عن إسماعيل يعني بن أبي خالد عن عامر قال شكا عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا خالد مالك وما لرجل من المهاجرين لو أنفقت مثل أحد ذهبا لم تدرك عمله
[13] حدثنا عبد الله قال حدثني عبد الله بن عون قثنا أبو إسماعيل المؤدب إبراهيم بن سليمان قثنا إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عبد الله بن أبي أوفى وحدثنا الربيع بن ثعلب أبو الفضل املاء قثنا أبو إسماعيل المؤدب إبراهيم بن سليمان بن رزين عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عبد الله بن أبي أوفى شكى عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد فقال يا خالد لم تؤذي رجلا من أهل بدر لو أنفقت مثل أحد ذهبا لم تدرك عمله فقال يا رسول الله يقعون في فأرد عليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تؤذوا خالد فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار
[14] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا وكيع وأبو معاوية قالا نا هشام يعني بن عروة عن أبيه عن عائشة أمروا بالاستغفار لأصحاب محمد فسبوهم وقال أبو معاوية في حديثه يا بن أختي أمروا أن يستغفروا لأصحاب محمد فسبوهم
[15] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا وكيع قثنا سفيان عن نسير بن ذعلوق قال سمعت بن عمر يقول لا تسبوا أصحاب محمد فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عمره
[16] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا عبد الرزاق قال أنا معمر عمن سمع الحسن يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل أصحابي في الناس كمثل الملح في الطعام ثم يقول الحسن هيهات ذهب ملح القوم
[17] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا حسين بن علي الجعفي عن أبي موسى يعني إسرائيل عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم في الناس كمثل الملح في الطعام قال يقول الحسن وهل يطيب الطعام إلا بالملح قال ثم يقول الحسن فكيف بقوم قد ذهب ملحهم
[18] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا أبو معاوية قال ونا رجل عن مجاهد عن بن عباس قال لا تسبوا أصحاب محمد فإن الله عز وجل قد أمر بالاستغفار لهم وهو يعلم أنهم سيقتلون
[19] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا وكيع قثنا جعفر يعني بن برقان عن ميمون بن مهران قال ثلاث ارفضوهن سب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والنظر في النجوم والنظر في القدر
[20] حدثنا عبد الله حدثني أبي قثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن نسير بن ذعلوق قال سمعت بن عمر يقول لا تسبوا أصحاب محمد فلمقام أحدهم ساعة خير من عبادة أحدكم أربعين سنة
[21] حدثنا عبد الله قال حدثني أبو عبد الله محمد بن عمر بن هياج الهمداني قثنا يحيى بن عبد الرحمن بن مالك بن الحارث الأرحبي قثنا عبيدة بن الأسود عن المجالد بن سعيد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم وهو على المنبر إن رجلي على ترعة من ترع الجنة أو ترع الحوض وأن عبدا خيره الله أن يعيش في الدنيا ما أحب يأكل منها ما أحب وبين لقاء الله عز وجل وأن العبد اختار لقاء الله قال فبكى أبو بكر وهو قريب من المنبر حتى قال شيخ من الأنصار ما يبكي هذا ان كان رسول الله ذكر رجلا من بني إسرائيل أو رجلا من الناس قال وعرف أبو بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما عنى نفسه فلما ذهبت عبرته فقال بأبي أنت وأمي بل نفديك بآبائنا وأنفسنا فقال عند ذلك ما أحد من الناس أعظم علينا حقا في صحبته وماله من بن أبي قحافة ولو كنت متخذا خليلا لاتخذته خليلا ولكن ود وإخاء ايمان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/168)
[22] حدثنا عبد الله قال قرأت على أبي ثنا وكيع عن نافع بن عمر عن بن أبي مليكة قال لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم خرج ومعه أبو بكر فأخذا طريق ثور قال فجعل أبو بكر يمشي خلفه ويمشي أمامه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما لك فقال يا رسول الله أخاف ان تؤتى من خلفك فأتأخر وأخاف أن تؤتى من أمامك فأتقدم قال فلما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر يا رسول الله كما أنت حتى اقمه قال نافع فحدثني رجل عن بن أبي مليكة أن أبا بكر رأى جحرا في الغار فألقمها قدمه وقال يا رسول الله إن كانت لسعة أو لدغة كانت بي
[23] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا عفان قثنا همام قال أنا ثابت عن أنس ان أبا بكر حدثه قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في الغار وقال مرة ونحن في الغار لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه قال فقال يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما
[24] نا عبد الله قال حدثني أبي نا سفيان عن الزهري إن شاء الله عن عروة أو عمرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نفعنا مال أحد ما نفعنا مال أبي بكر
سئل عن فضائل أبي بكر الصديق رحمة الله عليه ورضوانه
[25] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا أبو معاوية قثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر فبكى أبو بكر وقال وهل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله
[26] حدثنا عبد الله قال حدثني أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن نمير وأبو بكر بن أبي شيبة قالا نا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثله ولم يذكر فبكى أبو بكر
[27] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا معاوية بن عمرو قثنا زائدة عن الأعمش عن أبي صالح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال من أنفق زوجين مما يملك فكل خزنة الجنة يدعوه يا عبد الله يا مسلم هذا خير هلم إليه فقال أبو بكر يا رسول الله هذا رجل لا توى عليه ان ترك بابا دخل من الآخر فحطا النبي صلى الله عليه وسلم كتفه بيده ثم قال والله اني لأطمع أن تكون منهم والله ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر قال فبكى أبو بكر ثم قال وهل هداني الله ورفعني الا بك
[28] حدثنا عبد الله قال حدثني يحيى بن معين قثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر قال يحيى فقال رجل لسفيان سمعته من الزهري فقال حدثني وائل
[29] حدثنا عبد الله قثنا محمد بن عباد المكي قثنا سفيان قال حفظت من الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما نفعنا مال أحد ما نفعنا مال أبي بكر
[30] حدثنا عبد الله قال حدثني محمد بن عبد الملك قثنا الحميدي عبد الله بن الزبير قثنا سفيان قثنا الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما نفعنا مال أحد ما نفعنا مال أبي بكر فقيل لسفيان فإن معمرا يقوله عن سعيد فقال ما سمعنا من الزهري إلا عن عروة عن عائشة
[31] حدثنا عبد الله قال حدثني عبد الأعلى بن حماد النرسي قثنا وهيب قثنا يونس عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما نفعني مال في الإسلام ما نفعني مال أبي بكر
[32] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا معاوية يعني بن عمرو قثنا أبو إسحاق يعني الفزاري عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنفق زوجا أو قال زوجين من ماله أراه قال في سبيل الله دعته خزنة الجنة يا مسلم هذا خير هلم إليه فقال أبو بكر هذا رجل لا توى عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نفعني مال قط إلا مال أبي بكر قال فبكى أبو بكر وقال وهل نفعني الله إلا بك وهل رفعني الله إلا بك
[33] حدثنا عبد الله قثنا محمد بن حميد الرازي قثنا إبراهيم بن المختار قثنا إسحاق بن راشد عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سدوا هذه الأبواب الشوارع في المسجد إلا باب أبي بكر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/169)
[34] قلت لأبي رحمه الله أن سفيان بن عيينة يحدث عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر فأنكره وقال من حدثك به قلت حدثنا يحيى بن معين قثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة قال يحيى فقال رجل لسفيان من ذكره قال وائل فقال أبي نرى وائل لم يسمع من الزهري إنما روى وائل عن أبيه وقال هذا خطأ ثم قال
[35] نا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث
[36] حدثنا عبد الله قال حدثني جعفر بن محمد بن فضيل قثنا حسين بن محمد قثنا موسى يعني بن أعين قثنا إسحاق يعني بن راشد عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مال رجل من المسلمين أنفع لي من مال أبي بكر ومنه أعتق بلالا وكان يقضي في مال أبي بكر كما يقضي الرجل في مال نفسه
[37] حدثنا عبد الله قال حدثني هارون بن سفيان البرتي قثنا بشر بن عبيس بن مرحوم قثنا النضر بن عربي عن عاصم عن سهيل عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي أروى الدوسي قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم جالسا فطلع أبو بكر وعمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي أيدني بكما
[38] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا وكيع قثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن العيراز بن حريث عن النعمان بن بشير قال جاء أبو بكر يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع عائشة وهي رافعة صوتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن له فدخل فقال يابنة أم رومان وتناولها أترفعين صوتك على رسول الله قال فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها قال فلما خرج أبو بكر جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها يترضاها ألا ترين أني حلت بين الرجل وبينك قال أبو عبد الرحمن أحسبه قال ثم جاء أبو بكر فاستأذن عليه فوجده يضاحكها قال فأذن له فدخل فقال أبو بكر يا رسول الله أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما
[39] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا أبو نعيم قثنا يونس قثنا العيراز بن حريث قال قال النعمان بن بشير استأذن أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع صوت عائشة عاليا وهي تقول والله لقد عرفت أن عليا أحب إليك من أبي مرتين أو ثلاثا فاستأذن أبو بكر فدخل فأهوى إليها فقال يابنة فلانة ألا اسمعك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قول علي بن أبي طالب وغيره خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر
[40] حدثنا عبد الله قثنا صالح بن عبد الله الترمذي قثنا حماد بن زيد عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن أبي جحيفة قال سمعت عليا يقول ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم قال ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد أبي بكر عمر
[41] حدثنا عبد الله قال حدثني عمرو بن محمد بن بكير الناقد قثنا عيسى بن يونس بن أبي إسحاق قال حدثني بن درهم قال أبو عبد الرحمن أحسبه عريف بن درهم قال سمعت الشعبي يقول حدثني أبو جحيفة انه سمع عليا يقول ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر
[42] حدثنا عبد الله قال حدثني عمرو بن محمد الناقد قثنا عيسى بن يونس قثنا أبي عن أبيه عن رجل من أصحاب علي عن علي مثله ولو شئت أن أسمي الثالث لسميته
[43] حدثنا عبد الله قال حدثني زكريا بن يحيى بن صبيح زحمويه قثنا عمر بن مجاشع عن أبي إسحاق عن عبد خير قال سمعت عليا يقول على المنبر خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر ولو شئت أن أسمي الثالث لسميته فقال رجل لأبي إسحاق إنهم يقولون انك تقول أفضل في الشر قال خير
[44] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا محمد بن جعفر قثنا شعبة عن الحكم قال سمعت أبا جحيفة قال سمعت عليا قال ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها فقالوا نعم فقال أبو بكر ثم قال ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد أبي بكر قالوا نعم فقال عمر ثم قال ألا انبئكم بخير هذه الأمة بعد عمر فقالوا بلى فسكت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/170)
[45] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا يحيى بن آدم قثنا مالك بن مغول عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد خير عن علي وعن الشعبي عن أبي جحيفة عن علي وعن عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن علي أنه قال خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وخيرها بعد أبي بكر عمر ولو شئت سميت الثالث
[46] حدثنا عبد الله قال حدثني أبو عمرو محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال أنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر قال خطب عبد الله فقال إن عمر كانت خلافته فتحا وامارته رحمة والله اني اظن أن الشيطان كان يفرق أن يحدث حدثا مخافة ان يغيره عليه عمر والله لو ان عمر أحب كلبا لأحببت ذلك الكلب
[47] حدثنا عبد الله قال نا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة أبو عمرو قال أنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان انه كان يقول والذي لو شاء أن ينطق قناتي هذه لنطقت لو أن عمر كان ميزانا ما كان فيه ميط شعرة يعني ميل
[48] حدثنا عبد الله قال حدثني أبو صالح الخراساني هدية بن عبد الوهاب بمكة قثنا محمد بن عبيد الطنافسي قثنا أبو سعد البقال عن أبي حصين عن أبي وائل عن حذيفة قال لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن متوافرون وما منا من أحد الا فتش عن جائفة أو منقلة إلا عمر وابن عمر
[49] حدثنا عبد الله قال حدثني هدية بن عبد الوهاب قثنا أحمد بن يونس قثنا محمد بن طلحة عن أبي عبيدة بن الحكم عن الحكم بن جحل قال سمعت عليا يقول لا يفضلني أحد على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري
[50] حدثنا عبد الله قال حدثني هدية بن عبد الوهاب أبو صالح بمكة قثنا محمد بن عبيد الطنافسي قثنا يحيى بن أيوب البجلي عن الشعبي عن وهب السوائي قال خطبنا علي فقال من خير هذه الأمة بعد نبيها فقلنا أنت يا أمير المؤمنين فقال لا خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر وما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر
[51] حدثنا عبد الله قال حدثني أبو كريب الهمداني محمد بن العلاء قثنا زيد بن الحباب عن عمر بن سعيد بن أبي حسين عن بن أبي مليكة عن ذكوان مولى عائشة أن درجا جىء به من قبل العراق وفيه جوهر فسأل عمر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتأذنون أن أبعث به إلى عائشة لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها فبعث إليها به ففتحته فقالت ما هذا قالوا أرسل إليك عمر فقالت ماذا فتح علي بن الخطاب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
[52] حدثنا عبد الله قثنا سويد بن سعيد الهروي قثنا عمر بن عبيد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال كنا نعد وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرون خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر قال أبو عبد الرحمن عمر بن عبيد ليس الطنافسي كان بمكة يبيع الخمر
[53] حدثنا عبد الله قال حدثني أبو عبد الرحمن سلمة بن شبيب النيسابوري قثنا مروان بن محمد الطاطري قثنا سليمان بن بلال قثنا يحيى بن سعيد عن نافع عن بن عمر قال كنا نفضل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر وعثمان ثم لا نفضل أحدا على أحد
[54] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا أبو سلمة الخزاعي منصور بن سلمة قال انا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة يعني الماجشون عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بعد النبي صلى الله عليه وسلم بأبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم نترك ولا نفاضل بينهم
[55] حدثنا عبد الله قال حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي قثنا العلاء بن عبد الجبار العطار قثنا الحارث بن عمير عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي أبو بكر وعمر وعثمان
[56] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة أبو القاسم قال حدثني أبي عن الزهري قال أخبرني سالم بن عبد الله ان عبد الله بن عمر قال إنا قد كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي أفضل امة رسول الله بعده أبو بكر ثم عمر ثم عثمان
[57] قثنا عبد الله قال حدثني أبو صالح الحكم بن موسى قثنا إسماعيل يعني بن عياش قثنا يحيى بن سعيد عن نافع بن عمر قال كنا نتحدث على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/171)
[58] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا أبو معاوية قثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن بن عمر قال كنا نعد ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي وأصحابه متوافرون أبو بكر وعمر وعثمان ثم نسكت
[59] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي نا وكيع عن هشام بن سعد عن عمر بن أسيد عن بن عمر قال كنا نقول في زمن النبي صلى الله عليه وسلم رسول الله خير الناس ثم أبو بكر ثم عمر
[60] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا سفيان بن عيينة عن أبي إسحاق عن عبد خير عن علي خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر
[61] حدثنا عبد الله قثنا شيبان بن أبي شيبة الأبلي أبو محمد قثنا الحسن بن دينار عن محمد بن سيرين قال كنا نقول إذا عددنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا أبو بكر وعمر وعثمان
[62] حدثنا عبد الله قثنا أبو همام السكوني الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس قال حدثني الوليد بن مسلم عن الأوزاعي قال حدثني جسر بن الحسن عن نافع بن عمر قال كنا نفاضل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر وعثمان ثم لا نفضل أحدا على أحد
[63] حدثنا عبد الله قال حدثني سلمة بن شبيب قثنا مروان بن محمد الطاطري قثنا عبد الله بن عمر العمري عن نافع عن بن عمر قال ما كنا نختلف في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وأن الخليفة بعد أبي بكر وعمر وأن الخليفة بعد عمر عثمان
[64] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة قال حدثني أبي عن الزهري قال أخبرني سالم بن عبد الله ان عبد الله بن عمر قال جاءني رجل من الأنصار في خلافة عثمان فكلمني فإذا هو يأمرني في كلامه بأن اعيب على عثمان فتكلم كلاما طويلا وهو امرؤ في لسانه ثقل فلم يكد يقضي كلامه في سريح قال فلما قضى كلامه قلت له انا كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي أفضل امة رسول الله بعده أبو بكر ثم عمر ثم عثمان وانا والله ما نعلم عثمان قتل نفسا بغير حق ولا جاء من الكبائر شيئا ولكن هو هذا المال فإن أعطاكموه رضيتم وإن أعطاه أولي قرابته سخطتم إنما تريدون ان تكونوا كفارس والروم لا يتركون لهم أميرا إلا قتلوه
[65] حدثنا عبد الله قال حدثني أبو الفضل الخراساني قثنا معلى بن أسد قثنا هلال بن عبد الرحمن الأزدي قال حدثني علي بن زيد وعطاء بن أبي ميمونة عن أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل بيت أبي بكر كأنه يدخل بيته ويصنع بمال أبي بكر كما يصنع بماله
[66] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا يعقوب بن إبراهيم قثنا أبي عن بن إسحاق قال حدثني محمد بن عبد الله بن أبي عتيق عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن بعض أهله قال قال أبو قحافة لابنه أبي بكر يا بني إني أراك تعتق رقابا ضعافا فلو انك إذ فعلت ما فعلت أعتقت رجالا جلدا يمنعونك ويقومون دونك فقال أبو بكر يا أبت اني أريد ما أريد قال فيتحدث ما نزل هؤلاء الآيات إلا فيه وفيما قال أبوه {فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى} الى قوله {وما لأحد عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى} قوله صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا
[67] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا إسحاق بن عيسى قثنا جرير يعني بن حازم عن يعلى بن حكيم عن عكرمة عن بن عباس قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه عاصبا رأسه في خرقة فقعد على المنبر فحمد الله واثنى عليه وقال انه ليس أحد امن علي في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن خلة الإسلام أفضل سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر
[68] حدثنا عبد الله حدثني أبي قثنا يزيد بن هارون قال أنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الواحد بن أبي عون عن القاسم بن محمد عن عائشة أنها كانت تقول قبض النبي صلى الله عليه وسلم فارتدت العرب واشرأب النفاق بالمدينة فلو نزل بالجبال الرواسي ما نزل بأبي لهاضها فوالله ما اختلفوا في نقطة الإطار أبي بحظها وعنائها في الإسلام وكانت تقول مع هذا ومن رأى عمر بن الخطاب عرف أنه خلق غناء للإسلام كان والله أحوزيا نسيج وحده قد أعد للأمور أقرانها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/172)
[69] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا عفان ومحمد بن جعفر قالا نا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت أبا الأحوص يقول كان عبد الله يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر
[70] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا محمد بن جعفر قثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله قال مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي فقال سل تعطه يا بن أم عبد فقال عمر فابتدرت أنا وأبو بكر فسبقني اليه أبو بكر وما استبقنا الى خير إلا سبقني اليه أبو بكر فقال ان من دعائي الذي لا أكاد أن أدع اللهم إني أسألك نعيما لا يبيد وقرة عين لا تنفد ومرافقة النبي صلى الله عليه وسلم محمد في أعلى الجنة جنة الخلد
[71] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا زكريا بن عدي قال أنا عبد الله يعني بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث النجراني قال حدثني جندب انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتوفى بخمس يقول انه كان لي منكم إخوة وأصدقاء وإني ابرأ الى الله عز وجل أن يكون لي منكم خليل ولو كنت متخذا من أمتي لاتخذت أبا بكر خليلا وإن ربي عز وجل قد اتخذني خليلا كما اتخذ أبي إبراهيم خليلا ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد فلا تتخذوا القبر مسجدا اني أنهاكم عن ذلك
[72] حدثنا عبد الله قال حدثني سريج بن يونس من كتابه قثنا مروان بن معاوية الفزاري قال أنا عبد الملك بن سلع الهمداني عن عبد خير قال سمعته يقول قام علي على المنبر فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر فعمل بعمله وسار بسيرته حتى قبضه الله على ذلك ثم استخلف عمر فعمل بعملهما وسار بسيرتهما حتى قبضه الله على ذلك
[73] حدثنا عبد الله قثنا أحمد بن محمد بن أيوب قثنا أبو بكر يعني بن عياش عن أبي المهلب عن عبيد الله بن زحر عن القاسم عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا وإن أبا بكر خليلي
[74] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا عبد الرزاق قال أنا معمر عن أيوب عن بن سيرين عن عقبة بن أوس عن عبد الله بن عمرو قال وجدت في بعض الكتب يوم غزونا اليرموك أبو بكر الصديق أصبتم اسمه عمر الفاروق قرن من حديد أصبتم اسمه عثمان ذو النورين أوتي كفلين من الرحمة لأنه يقتل أصبتم اسمه قال ثم يكون وإلي أرض المقدسة وابنه قال عقبة قلت لابن العاص سمهما كما سميت هؤلاء قال معاوية وابنه
[75] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا محمد بن أبي عدي عن بن عون عن عمير بن إسحاق قال رأى رجل أبا بكر وعلى عاتقه عباءة فقال أرني أعنك فقال إليك لا تغرني أنت ولا بن الخطاب من عيالي
[76] حدثنا عبد الله قثنا محمد بن حميد الرازي قثنا عبد الله بن عبد القدوس قثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن عبيدة السلماني عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلع عليكم رجل من أهل الجنة فطلع أبو بكر الصديق ثم قال يطلع عليكم رجل من أهل الجنة فطلع عمر بن الخطاب
[77] حدثنا عبد الله قال حدثني العباس بن الحسين ينزل قنطرة بردان وكان ثقة سألت أبي عن عباس فذكره بخير قثنا سعيد بن مسلمة عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن بن عمر قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره فقال هكذا نبعث يوم القيامة قوله صلى الله عليه وسلم مروا أبا بكر فليصل بالناس
[78] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال حدثني أبي عن بن إسحاق عن الأرقم بن شرحبيل عن بن عباس قال لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر أن يصلي بالناس ثم وجد خفة فخرج فلما أحس به أبو بكر أراد أن ينكص فاومأ اليه النبي صلى الله عليه وسلم فجلس الى جنب أبي بكر عن يساره واستفتح من الآية التي انتهى إليها أبو بكر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/173)
[79] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا يحيى بن آدم قثنا قيس يعني بن الربيع قال نا عبد الله بن أبي السفر عن أرقم بن شرحبيل عن بن عباس عن العباس بن عبد المطلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه مروا أبا بكر يصلي بالناس فخرج أبو بكر فكبر ووجد النبي صلى الله عليه وسلم راحة فخرج يهادي بين رجلين فلما رآه أبو بكر تأخر فأشار اليه النبي صلى الله عليه وسلم مكانك ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم الى جنب أبي بكر فاقترأ من المكان الذي بلغ أبو بكر من السورة
[80] حدثنا عبد الله نا أبي قثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قثنا قيس بن الربيع قال حدثني عبد الله بن أبي السفر عن بن شرحبيل عن بن عباس عن العباس قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نساءه فاستترن مني إلا ميمونة فقال لا يبقى في البيت أحد شهد اللد الألد إلا أن يميني لم يصب العباس ثم قال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة لحفصة قولي له ان أبا بكر رجل إذا قام ذلك المقام بكى قال مروا أبا بكر ليصل بالناس فقام فصلى فوجد النبي صلى الله عليه وسلم خفة فجاء فنكص أبو بكر فأراد أن يتأخر فجلس الى جنبه ثم اقترأ
[81] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا محمد بن جعفر قثنا شعبة عن حصين ح وحدثني عبيد الله بن عمر القواريري قال حدثني هشيم وحدثني سريج بن يونس وزهير أبو خيثمة قالا نا هشيم وحدثني أبو بكر بن أبي شيبة قثنا أبو الأحوص عن حصين وحدثني عثمان بن أبي شيبة قال نا بن إدريس وجرير عن حصين وحدثني وهب بن بقية الواسطي قال أنا خالد بن عبد الله عن حصين قال أبي ونا علي بن عاصم قال حصين أنا عن هلال بن يساف عن عبد الله بن ظالم عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وهذا لفظ حديث هشيم إنه قال أشهد على التسعة انهم في الجنة ولو شهدت على العاشر لم آثم
[82] قال أبي ونا وكيع قثنا سفيان عن حصين ومنصور عن هلال عن سعيد بن زيد قال وكيع وقال سفيان عن حصين عن هلال عن بن ظالم عن سعيد بن زيد قال وكيع ولم يحدثه منصور عن هلال عن سعيد بن زيد قال أبو عبد الرحمن وقال هؤلاء كلهم عن حصين عن هلال عن عبد الله بن ظالم عن سعيد بن زيد قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بحراء فقال اسكن حراء فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد قال قيل ومن هم قال أبو بكر وعمر وعلي وعثمان وطلحة والزبير وسعد وابن عوف قال فقيل فمن العاشر قال انا يعني نفسه
[83] حدثنا عبد الله قال حدثني محمد بن أبان البلخي قثنا معاوية بن هشام قثنا سفيان عن منصور عن هلال عن حيان بن غالب قال جاء رجل الى سعيد بن زيد ثم أنشأ يحدث قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حراء فتحرك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أثبت حراء فليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد قال وعليه النبي وأبو بكر وعمر وعلي وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن مالك وعبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد
[84] حدثنا عبد الله قال حدثني محمد بن أبان البلخي قثنا عبيد بن سعيد قثنا سفيان عن منصور عن هلال بن يساف عن فلان بن حيان عن عبد الله بن ظالم عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم ونحوه
[85] حدثنا عبد الله قال حدثني محمد بن أبان قثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن موسى بن يعقوب بن عبد الله بن وهب بن زمعة عن عمر بن سعيد عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه أن سعيد بن زيد حدثه في نفر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عشرة في الجنة أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعلي في الجنة وعثمان في الجنة والزبير في الجنة وطلحة وعبد الرحمن وأبو عبيدة بن عبد الله يعني بن الجراح وسعد بن أبي وقاص فعد هؤلاء التسعة فقال القوم ننشدك بالله يا أبا الأعور أنت العاشر قال إذ ناشدتموني بالله أبو الأعور في الجنة قال أبو عبد الرحمن أبو عبيدة بن عبد الله هو أبو عبيدة بن الجراح واسمه عامر بن عبد الله بن الجراح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/174)
[86] حدثنا عبد الله قال حدثني محمد بن جعفر الوركاني قال أنا أبو معشر يعني نجيح المدني عن محمد بن قيس عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال سمعته يقول أشهد أن تسعة في الجنة قال كنا على صخرة بأحد فتحركت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إهدئي فإنما عليك نبي أو صديق أو شهيد وكان على الصخرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وترك سعيد بن زيد نفسه وكان عليها
[87] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي نا وكيع ومحمد بن جعفر قالا نا شعبة وحجاج قال حدثني شعبة عن الحر بن الصياح عن عبد الرحمن بن الأخنس قال فقال خطبنا المغيرة بن شعبة فنال من فلان فقام سعيد بن زيد فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول النبي في الجنة وأبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد في الجنة ولو شئت أن أسمي العاشر قال بن جعفر وحجاج في حديثهما ثم ذكر نفسه يعني العاشر بقية قوله مروا أبا بكر يصلي بالناس
[88] حدثنا عبد الله قثنا مصعب بن عبد الله بن مصعب الزبيري قال حدثني مالك يعني بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مروا أبا بكر فليصل للناس فقالت عائشة يا رسول الله إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع قال مروا أبا بكر فليصل للناس فقالت عائشة لحفصة قولي له إن أبا بكر إذا قام لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر بن الخطاب فليصل للناس ففعلت حفصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه إنكن لأنتن صواحبات يوسف مروا أبا بكر فليصل للناس فقالت حفصة ما كنت لأصيب منك خيرا
[89] حدثنا عبد الله نا أحمد بن محمد بن أيوب أبو جعفر قثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق قال حدثني هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه قال كان ورقة بن نوفل يمر ببلال وهو يعذب وهو يقول أحد أحد فيقول أحد أحد الله يا بلال ثم يقبل ورقة على أمية بن خلف ومن يصنع ذلك ببلال من بني جمح فيقول أحلف بالله إن قتلتموه على هذا لاتخذته حنانا حتى مر به أبو بكر الصديق بن أبي قحافة يوما وهم يصنعون به ذلك وكانت دار أبي بكر في بني جمح فقال لأمية ألا تتقي الله في هذا المسكين حتى متى قال أنت أفسدته فانقذه مما ترى قال أبو بكر أفعل عندي غلام أسود أجلد منه وأقوى على دينك أعطيكه به قال قد قبلت قال هو لك فأعطاه أبو بكر غلامه ذلك وأخذ بلالا فأعتقه ثم أعتق معه على الإسلام قبل أن يهاجر من مكة ست رقاب بلال سابعهم عامر بن فهيرة شهد بدرا واحدا وقتل يوم بئر معونة شهيدا وأم عبيس وزنيرة فأصيب بصرها حين أعتقها فقالت قريش ما أذهب بصرها إلا اللات والعزى فقالت حرقوا وبيت الله ما يضر اللات والعزى وما ينفعان فرد الله إليها بصرها وأعتق النهدية وابنتها وكانتا لامرأة من بني عبد الدار فمر بهما وقد بعثتهما سيدتهما تطحنان لها وهي تقول والله لا أعتقكما أبدا فقال أبو بكر حلا يا أم فلان قالت حلا أنت أفسدتهما فأعتقهما قال فبكم هما قالت بكذا وكذا قال قد أخذتهما وهما حرتان أرجعا إليها طحينها قالتا أو نفرغ منه يا أبا بكر ثم نرده عليها قال أو ذاك إن شئتما ومر أبو بكر بجارية بني مؤمل حي من بني عدي بن كعب وكانت مسلمة وعمر بن الخطاب يعذبها لتترك الإسلام وهو يومئذ مشرك وهو يضربها حتى إذا مل قال إني أعتذر إليك أني لم أتركك إلا ملالة فعل الله بك فتقول كذلك فعل الله بك فابتاعها أبو بكر فأعتقها فقال عمار بن ياسر وهو يذكر بلالا وأصحابه وما كانوا فيه من البلاء وإعتاق أبي بكر إياهم وكان اسم أبي بكر عتيقا جزى الله خيرا عن بلال وصحبه عتيقا وأخزى فاكها وأبا جهل
عشية هما في بلال بسوءة
ولم يحذرا ما يحذر المرء ذو العقل
بتوحيده رب الأنام وقوله
شهدت بأن الله ربي على مهل
فإن يقتلوني يقتلوني ولم أكن
لأشرك بالرحمن من خيفة القتل
فيا رب إبراهيم والعبد يونس
وموسى وعيسى نجني ثم لا تملي
لمن ظل يهوى الغي من آل غالب
على غير بركان منه ولا عدل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/175)
[90] حدثنا عبد الله قثنا إبراهيم بن الحجاج الناجي قثنا عبد الواحد بن زياد قال نا صدقة بن المثنى النخعي قال حدثني جدي رياح بن الحارث قال كنا في المسجد مع المغيرة بن شعبة في أناس كثير فجاء سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فأوسع له المغيرة وقال ها هنا فجلس معه على السرير فجاء شاب من أهل الكوفة يقال له قيس بن علقمة فاستقبل المغيرة فسب وسب فقال سعيد بن زيد لمن يسب هذا فقال المغيرة يسب عليا فقال ويحك يا مغيرة الا أرى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسبون عندك ثم لا تغير لن أقول عليه ما لم يقل فيسألني عنه يوم القيامة سمعته يقول إن كذبا علي ليس ككذب على أحد من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعلي في الجنة وعثمان بن عفان في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن مالك في الجنة والزبير في الجنة وطلحة في الجنة وتاسع المسلمين لو شئت أن أسميه لسميته قال فضج الناس وقالوا يا صاحب رسول الله أخبرنا من تاسع المسلمين وناشدوه فقال لولا أنكم ناشدتموني ما أخبرتكم أنا تاسع المؤمنين ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتم العاشر ثم قال والله لموقف رجل أو مشهد رجل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يغبر فيه وجهه أفضل من عبادة أحدكم عمره
[91] حدثنا عبد الله قال حدثني أبو بكر بن أبي شيبة قثنا محمد بن بشر قثنا صدقة بن المثنى قال سمعت جدي رياح بن الحارث يذكر عن سعيد بن زيد يقول لمشهد شهده الرجل منهم يوما واحدا في سبيل الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اغبر فيه وجهه أفضل من عمل أحدكم ولو عمر عمر نوح
[92] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا بن الماجشون يوسف بن يعقوب قال عبد الله قال أبي والماجشون هو يعقوب عن أبيه أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينا رجل يمشي في حلة قد أعجبته هيئته خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها الى يوم القيامة وشهد على ذلك أبو بكر وعمر وليس ثم أبو بكر ولا عمر
[93] حدثنا عبد الله قال حدثني أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بالكوفة سنة ثلاثين ومائتين قثنا المحاربي عن إسماعيل بن أبي خالد عن زبيد السياس عن الشعبي عمن حدثه عن علي قال كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر وعمر فلما نظر إليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا علي هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين ثم قال يا علي لا تخبرهما
[94] حدثنا عبد الله قال حدثني عبد الله بن عمر بن أبان قثنا المحاربي عن بن جناب عن زبيد عن عامر عن نفيع أو بن نفيع عن علي مثل ذلك
[95] حدثنا عبد الله قال حدثني أبو بكر بن أبي عون المديني قال سمعت إبراهيم بن شكله بن المهدي يقول تدرون لم خصصت ولد أبي بكر من ثلثي لأنه لم يعرف أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الا وقد خلف لعياله شيئا غير أبي بكر الصديق فإنه آثر الله ورسوله بما له كله فأحببت ان أكافىء ولد أبي بكر من مالي دون من هو أقرب الي رحما
[96] حدثنا عبد الله قال حدثني سريج بن يونس قثنا يوسف بن يعقوب الماجشون عن بن شهاب قال من فضل أبي بكر أنه لم يشك في الله عز وجل ساعة قط
[97] حدثنا عبد الله قثنا أبو زيد النميري عمر بن شبة قال حدثني محمد بن يحيى وهو أبو غسان المدني قثنا عبد العزيز بن عمران عن أبيه عن عمر بن سعد عن بن شهاب قال كان أبو بكر الصديق أبيض لطيفا جعدا كأنما خرج من صدع حجر مشرف الوركين لا يثبت إزاره على وركيه
[98] حدثنا عبد الله قال حدثني إبراهيم بن جابر ينزل طاقات الغطريف قثنا موسى بن داود قثنا محمد بن أبان يعني بن صالح بن عمير عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير وعكرمة في قوله عز وجل وصالح المؤمنين قال أبو بكر وعمر
[99] حدثنا عبد الله قال حدثني أبو كامل فضيل بن الحسين بن كامل الجحدري قال نا روح بن عطاء بن أبي ميمونة قثنا علي بن زيد عن الحسن عن الأحنف بن قيس قال سمعت كلام عمر وخطبته وكلام عثمان وخطبته وكلام علي وخطبته فما كان منهم من أحد اعلم بما يخرج من رأسه ولا بمواضع الكلام من عائشة وكذلك كان أبوها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/176)
[100] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا علي بن بحر يعني بن بري قثنا عيسى بن يونس قثنا زكريا عن أبي إسحاق عن هاني بن هاني عن علي قال كان أبو بكر يخافت بصوته إذا قرأ وكان عمر يجهر بقراءته وكان عمار إذا قرأ يأخذ من هذه السورة وهذه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لأبي بكر لم تخافت قال اني لأسمع من أناجي وقال لعمر لم تجهر بقراءتك قال اقرع الشيطان وأوقظ الوسنان وقال لعمار ولم تأخذ من هذه السورة وهذه قال أتسمعني اخلط به ما ليس منه قال لا قال فكله طيب
[101] حدثنا عبد الله قال حدثني عبد الله بن عمر أبو عبد الرحمن القرشي قثنا علي بن هاشم بن البريد عن أبيه عن أبي الجحاف قال لما بويع أبو بكر فبايعه علي وأصحابه قام ثلاثا يستقيل الناس يقول أيها الناس قد أقلتكم بيعتكم هل من كاره قال فيقوم علي في أوائل الناس فيقول والله لا نقيلك ولا نستقيلك ابدا قدمك رسول الله صلى الله عليه وسلم تصلي بالناس فمن ذا يؤخرك
[102] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا تليد بن سليمان قثنا أبو الجحاف قال لما بويع أبو بكر أغلق بابه دون الناس ثلاثا كل يوم يقول قد أقلتكم بيعتكم فبايعوا من شئتم قال كل ذلك يقوم علي يعني بن أبي طالب فيقول لا نقيلك ولا نستقيلك قدمك رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن يؤخرك
[103] حدثنا عبد الله قثنا محمد بن حميد الرازي قال نا عبد الرحمن بن مغراء عن مجالد عن الشعبي قال سألت بن عباس من أول من اسلم فقال أبو بكر الصديق ثم قال اما سمعت قول حسان بن ثابت
إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة
فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
خير البرية اتقاها واعد لها
بعد النبي واوفاها بما حملا
الثاني التالي المحمود مشهده
وأول الناس منهم صدق الرسلا
[104] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا إسماعيل بن إبراهيم عن يونس عن الحسن قال قال عمر لوددت اني من الجنة حيث أرى أبا بكر
[105] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا تليد عن أبي الجحاف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بعث الله نبيا إلا كان له وزيران من أهل السماء ووزيران من أهل الأرض فوزيراي من أهل السماء جبريل وميكائيل ووزيراي من أهل الأرض أبو بكر وعمر
[106] قال أبو عبد الرحمن ذاكرت أبي رحمه الله بحديث أبي سعيد الأشج من حديث تليد عن عطية عن أبي سعيد قال هو مرسل عن تليد عن أبي الجحاف فقط
[107] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا تليد قال سمعت منصورا يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم من أصبح منكم اليوم صائما قال الصديق أنا قال من تصدق منكم اليوم على سائل بشيء قال قال الصديق انا قال من عاد منكم اليوم مريضا قال قال الصديق أنا قال من شيع منكم اليوم جنازة قال قال الصديق أنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان الله ليجمع هذه الخصال إلا لرجل من أهل الجنة
[108] حدثنا عبد الله قال حدثني عبد الرحمن بن صالح قثنا يونس بن بكير ومحمد بن إسحاق عن أبي جعفر قال من جهل فضل أبي بكر وعمر فقد جهل السنة
[109] حدثنا عبد الله قال حدثني عبد الرحمن بن صالح نا علي بن عابس عن كثير النواء أبي إسماعيل عن عبد الله بن مليل قال قال علي انه لم يكن نبي إلا قد أعطي سبعة رفقاء نجباء وان نبيكم عليه السلام أعطي أربعة عشر قلنا من هم قال أنا وابناي وحمزة وجعفر وأبو بكر وعمر وعبد الله بن مسعود وحذيفة وعمار والمقداد وأبو ذر وسلمان وبلال رحمهم الله
[110] حدثنا عبد الله قال حدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي قثنا أبو معاوية قثنا أبو بكر الهذلي عن الحسن قال كان علي إذا ذكر أبا بكر وعمر قال رحمهما الله أخواي أخواي
[111] حدثنا عبد الله قال حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي قثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال سمعت وكيع بن الجراح يقول لولا أبو بكر الصديق ذهب الإسلام
[112] حدثنا عبد الله قال حدثني حميد بن مسعدة قثنا يونس بن أرقم عن أبي إسماعيل كثير عن صفوان بن هانئ عن أبي سريحة قال سمعت عليا وهو على المنبر يقول كان أواها منيب القلب يعني أبا بكر وأن عمر ناصح الله فنصحه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/177)
[113] حدثنا عبد الله قال حدثتني أم محمد خديجة عجوز كانت تختلف الى أبي رحمه الله تسمع منه وتحدثنا قالت نا أبو النضر قثنا أبو جعفر الرازي عن ربيع بن أنس قال مثل أبي بكر الصديق في الكتاب الأول مثل القطر أينما وقع نفع
[114] حدثنا عبد الله قال حدثني عباس بن محمد الدوري قثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال سمعت وكيعا يقول ونحن في طريق مكة لولا أبو بكر الصديق لذهب الإسلام
[115] حدثنا عبد الله قال حدثني محمد بن عبد الله المخرمي قال رأيت شعيب بن حرب اومأ الى ابنه فقبله ثم قال أتدرون لم قبلت محمدا لأنه قد وهب نفسه في نصرة أبي بكر وعمر
[116] حدثنا عبد الله قال حدثني محمد بن الحسين بن إبراهيم بن إشكاب قثنا يزيد بن هارون قثنا أبو معشر قثنا أبو وهب مولى أبي هريرة أن رسول الله قال ليلة أسري به لجبريل عليه السلام إن قومي لا يصدقوني فقال له جبريل بلى يصدقك أبو بكر الصديق
[117] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا خالد بن نافع مولى الأشعريين قثنا الحر بن الصياح النخعي قال بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا في الجنة وأبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن في الجنة وسعد في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة
[118] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا إسماعيل بن إبراهيم قثنا غالب يعني القطان قال قال بكر بن عبد الله إن أبا بكر لم يفضل الناس بأنه كان أكثرهم صلاة وصوما إنما فضلهم بشيء كان في قلبه
[119] حدثنا عبد الله قال حدثني أبو معمر قثنا الهيثم بن عدي أبو عبد الرحمن عن مجالد عن الشعبي قال قال بن عباس أول من صلى أبو بكر ثم تمثل بأبيات حسان بن ثابت
إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة
فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
خير البرية اتقاها واعد لها
إلا النبي وأوفاها بما حملا
والثاني التالي المحمود مشهده
وأول الناس منهم صدق الرسلا
[120] حدثنا عبد الله قال حدثني هارون بن سفيان قثنا معاوية بن عمرو قثنا زائدة عن عطاء بن السائب عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طير الجنة أعظم من البخت فقال أبو بكر يا رسول الله ان ذاك لطير ناعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر آكله أنعم منه والله إني لأرجو أن تكون يا أبا بكر ممن يأكل منه
[121] حدثنا عبد الله قال حدثني هارون بن سفيان قثنا معاوية يعني بن عمرو قثنا زائدة قثنا هشام بن عروة عن عروة قال أتى قوم عمر فقالوا ما رأينا خليفة خيرا منك قال فضربهم عمر فقال أتقولون هذا لي وقد رأيتم أبا بكر
[122] حدثنا عبد الله قال حدثني هارون بن سفيان قثنا معاوية يعني بن عمرو قثنا زائدة قثنا مغيرة عن إبراهيم قال قال رجل لعمر ما رأيت رجلا خيرا منك فقال له عمر رأيت أبا بكر فقال لا قال لو قلت نعم لجلدتك
[123] حدثنا عبد الله قال حدثني هارون بن سفيان نا معاوية يعني بن عمرو قثنا زائدة عن مغيرة قال سمعت الشعبي يقول قال عمر إني لأستحي من ربي أن أخالف أبا بكر
[124] حدثنا عبد الله قال حدثني محمد بن سليمان بن خالد الفحام أبو جعفر نا علي بن هاشم عن كثير يعني النواء قال قلت لأبي جعفر أن فلانا حدثني عن علي بن حسين أن هذه الآية أنزلت في أبي بكر وعمر ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين قال والله إنها لفيهم أنزلت ففي من نزلت إلا فيهم قلت وأي غل هو قال غل الجاهلية ان بني تيم وعدي وبني هاشم كان بينهم في الجاهلية فلما أسلم هؤلاء القوم تحابوا فاخذت أبا بكر الخاصرة فجعل علي يسخن يده فيكمد بها خاصرة أبي بكر فنزلت هذه الآية
[125] حدثني أبو صالح الحكم بن موسى نا شعيب بن إسحاق عن مسعر عن عمرو بن مرة عن خيثمة قال اتى عمر شاعر فقال أنشدك فما استنشد قال فجعل ينشد فذكر النبي صلى الله عليه وسلم في شعره فقال رحم الله محمدا بما صبر قال عمر قد فعل قال ثم أبا بكر جميعا وعمر فقال ما شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/178)
[126] حدثنا عبد الله قثنا سلمة بن شبيب أبو عبد الرحمن النيسابوري قال سمعت عبد الرزاق يقول والله ما انشرح صدري قط أن أفضل عليا على أبي بكر وعمر ورحمة الله على أبي بكر وعمر ورحمة الله على عثمان ورحمة الله على علي ومن لم يحبهم فما هو بمؤمن وان أوثق اعمالنا حبنا إياهم أجمعين رضى الله تعالى عنهم أجمعين ولا جعل لأحد منهم في اعناقنا تبعة وحشرنا في زمرتهم ومعهم آمين رب العالمين
[127] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قال قرى على يعقوب عن بن إسحاق فيمن شهد بدرا أبو بكر الصديق واسم أبي بكر عتيق وهو عبد الله بن عثمان بن كعب بن عمرو بن سعد بن تيم وهذه الأحاديث من حديث أبي بكر بن مالك عن شيوخه وليست عن عبد الله بن أحمد
[128] حدثنا هيثم بن خلف الدوري سنة تسع وتسعين ومائتين قثنا عبد الله بن مطيع قثنا هشيم عن حصين قال سمعت المسيب بن عبد خير الهمداني عن أبيه قال سمعت علي بن أبي طالب على المنبر وهو يقول إن خير هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر وانا قد احدثنا بعدهما احداثا يقضي الله فيها ما أحب
[129] حدثنا أبو العباس الفضل بن صالح الهاشمي في جمادي سنة تسع وتسعين ومائتين قثنا هدية بن عبد الوهاب قثنا محمد بن كثير قثنا الأوزاعي عن قتادة عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا إذ أقبل أبو بكر وعمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين الا النبيين والمرسلين
[130] حدثنا الفضل بن صالح قثنا الحسين بن الحسن المروزي قثنا سفيان بن عيينة عن مطرف عن الشعبي عن أبي جحيفة قال سمعت عليا يقول ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم الله أعلم بالثالث
[131] حدثنا العباس بن إبراهيم القراطيسي قثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي قثنا أسباط قثنا عمرو بن قيس عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أهل عليين ليراهم من أسفل منهم كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما
[132] حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قثنا محرز بن عون قثنا عبد الله بن نافع المدني عن عاصم بن عمر عن أبي بكر بن عبد الله عن عبد الله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أول من تنشق عنه الأرض ثم أبو بكر وعمر ثم أهل البقيع يبعثون معي ثم أهل مكة ثم احشر بين الحرمين
[133] حدثنا أحمد بن عبد الجبار قثنا محمد بن عباد سندولا قثنا تليد بن سليمان عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف قال لما بويع أبو بكر اغلق بابه ثلاثا يقول أيها الناس أقيلوني بيعتكم كل ذلك يقول له علي لا نقيلك ولا نستقيلك قدمك رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن ذا يؤخرك
[134] حدثنا أحمد قثنا أبو خيثمة قثنا وهب بن جرير قثنا أبي قال سمعت يعلى بن حكيم يحدث عن عكرمة عن بن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من مرضه الذي مات فيه عاصبا رأسه بخرقة فجلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال انه ليس أحد أمن علي بنفسه وماله من بن أبي قحافة ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر ولكن خلة الإسلام أفضل سدوا عني كل خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر
[135] حدثنا أحمد قثنا وهب بن بقية الواسطي قثنا عبد الله بن سفيان الواسطي عن بن جريح عن عطاء عن أبي الدرداء قال رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم أمشي امام أبي بكر فقال يا أبا الدرداء اتمشي امام من هو خير منك في الدنيا والآخرة ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبي بكر
[136] حدثنا أحمد بن قدامة البلخي سنة تسع وتسعين ومائتين قثنا محمد بن مقاتل قثنا الفرات بن خالد وسفيان الثوري عن جامع بن أبي راشد عن منذر الثوري عن محمد بن الحنفية وهو بن علي بن أبي طالب قال قلت يا أبت من خير هذه الأمة بعد رسول الله قال أبو بكر قلت ثم من قال عمر قال فخشيت ان أقول ثم من فيقول عثمان فقلت أنت يا أبت فقال أبوك رجل من المسلمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/179)
[137] حدثنا جعفر بن محمد الفريابي قثنا محمد بن مصفي الحمصي قثنا بقية بن الوليد عن بن جريح عن عطاء عن أبي الدرداء قال رآني النبي صلى الله عليه وسلم وانا امشي امام أبي بكر فقال لم تمشي امام من هو خير منك إن أبا بكر خير من طلعت عليه الشمس أو غربت
[138] حدثنا أحمد بن محمد الحاسب سنة تسع وتسعين ومائتين قثنا أبو عمران الوركاني قثنا المعافى بن عمران عن إبراهيم بن محمد قثنا محمد بن المنكدر انه سمع جابر بن عبد الله يقول مر أبو بكر على أبي جهل وهو يعذب بلالا وهو يقول له ارتد وبلال يقول لا أحد إلا إياه فقال أبو جهل لأبي بكر الا تشتري مني أخاك قال بكم قال بكذا وكذا قال أبو بكر فإذا قلت نعم فقد جاز لي قال نعم قال أبو بكر قد أخذته ثم قال لبلال اذهب فإنك لمن أسلمت له فبلغ أبا بكر أن بلالا يقول والله لا أوذن لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما كان لبلال ان يقول ذاك فجاء أبو بكر فقال ان كنت اعتقتني لأكون معك لزمتك وان كنت اعتقتني لله فخلني ومن اعتقتني له فقال أبو بكر بل لله عز وجل
[139] حدثنا الحسن بن الطيب البلخي قثنا جعفر بن حميد القرشي قثنا يونس بن أبي يعفور عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال سمعت عليا يهتف على أعوادكم هذه يقول ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبي الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر والثاني عمر ولو شئت لسميت الثالث رضى الله تعالى عنهم أجمعين
[140] حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال حدثني أبي قثنا عبد الصمد بن الوارث قثنا زائدة قثنا عبد الملك بن عمير عن أبي بردة عن أبيه قال مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مروا أبا بكر يصلي بالناس فقالت عائشة يا رسول الله ان أبا بكر رجل رقيق فقال مروا أبا بكر يصلي بالناس فإنكن صويحبات يوسف فأم أبو بكر الناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي
[141] حدثنا عبد الله قال حدثني وهب بن بقية الواسطي قثنا عمر بن يونس اليمامي عن الحسن بن زيد بن حسن قال حدثني أبي عن أبيه عن علي قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل أبو بكر وعمر فقال يا علي هذان سيدا كهول أهل الجنة وشبابها بعد النبيين والمرسلين
[142] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا وكيع قثنا مسعر وسفيان عن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة الوالبي عن أسماء بن الحكم الفزاري عن علي بن أبي طالب قال كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله بما شاء منه فإذا حدثني به غيري استحلفته فإذا حلف لي صدقته وان أبا بكر حدثني وصدق أبو بكر انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من رجل يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الوضوء ثم يصلي ركعتين فيستغفر الله عز وجل الا غفر له
[143] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا أسباط عن عمرو بن قيس قال سمعت جعفر بن محمد بن علي يقول بريء الله ممن تبرأ من أبي بكر وعمر
[144] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا أسباط قثنا كثير النواء قال سألت أبا جعفر محمد بن علي عن أبي بكر وعمر فقال تولهما فما كان في ذلك فهو في عنقي
[145] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا أسباط قثنا كثير النواء قال سألت زيد بن علي عن أبي بكر وعمر فقال تولهما قال قلت كيف تقول فيمن يتبرأ منهما قال ابرأ منه حتى يتوب
[146] حدثنا عبد الله قثنا أبي قثنا يحيى بن آدم قثنا زهير عن الأسود بن قيس عن نبيح عن أبي سعيد الخدري انهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلوا رفقاء رفقة مع فلان ورفقة مع فلان قال فنزلت في رفقة أبي بكر وكان معنا أعرابي من أهل البادية فنزلنا بأهل بيت من الأعراب وفيهم امرأة حامل فقال لها الأعرابي اني لأبشرك ان تلدي غلاما إن أعطيتني شاة ولدت غلاما فأعطته شاة وسجع لها أساجيع قال فذبح الشاة فلما جلسوا القوم يأكلون قال رجل أتدرون ما هذه الشاة فأخبرهم قال فرأيت أبا بكر متبرزا مستقبلا يتقيأ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/180)
[147] حدثنا عبد الله قثنا أحمد بن محمد بن أيوب قثنا أبو بكر يعني بن عياش عن عمرو بن ميمون عن أبيه أن عمر قال لأبي بكر أمدد يدك نبايعك قال علام تبايعوني فوالله ما أنا بأتقاكم ولا أقواكم أتقانا سالم يعني مولى أبي حذيفة وأقوانا عمر قال أمدد يدك {إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا} قال فبايعوه وجعلوا له ألفي درهم قال زيدوني إنكم قد منعتموني من التجارة ولي عيال فزادوه خمس مائة درهم وجعلوا له شاة كل يوم يطعمها المسلمين فقال طيبوا لأهلي رأسها وأكارعها ففعلوا
[148] حدثنا عبد الله قثنا محمد بن سليمان بن حبيب الأسدي أبو جعفر لوين قثنا بن عيينة عن جعفر عن أبيه سمعه من عبد الله بن جعفر قال ولينا أبو بكر فما ولينا أحد من الناس مثله
[149] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي نا معاوية بن عمرو قثنا زائدة عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اني رأيتني على قليب انزع بدلو ثم أخذها أبو بكر فنزع بها ذنوبا أو ذنوبين فيهما ضعف والله يرحمه ثم أخذهما عمر فإن برح ينزع حتى استحالت غربا ثم ضربت بعطن فما رأيت من نزع عبقري أحسن من نزع عمر
[150] حدثنا عبد الله قال حدثني هارون بن سفيان قثنا معاوية يعني بن عمرو قثنا زائدة عن هشام عن الحسن قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيت كأني انزع على غنم سود فخالطها غنم عفر فأولت السود العرب والعفر من خالطهم من اخوانهم من العجم قال فبينما انا كذلك إذ جاء أبو بكر فأخذ الدلو فنزع ذنوبا أو ذنوبين وهو ضعيف والله يغفر له ثم جاء عمر فأخذ الدلو فاستحالت غربا فملأ الحياض وأروى الواردة وما رأيت من عبقري يفري فري عمر
[151] حدثنا عبد الله قثنا داود بن رشيد قثنا سعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك قال نا إسماعيل بن أمية عن نافع عن بن عمر قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره فقال هكذا نبعث يوم القيامة
[152] حدثنا عبد الله قال حدثني أبو سعيد الأشج عبد الله بن سعيد الكندي قثنا تليد بن سليمان عن أبي الجحاف عن عطية عن أبي سعيد قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من نبي الا وله وزيران من أهل السماء ووزيران من أهل الأرض فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل عليهما السلام وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما
[153] حدثنا عبد الله قال حدثنيه أبي قثنا تليد عن أبي الجحاف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بعث الله من نبي الا كان له وزيران فذكر مثله ولم يسنده عن عطية ولا أبي سعيد
[154] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا صفوان بن عيسى قال أنا أنيس بن أبي يحيى ح وحدثني أبي قثنا مكي قثنا أنيس بن أبي يحيى عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه وهو عاصب رأسه قال فاتبعته حتى صعد المنبر فقال إني الساعة لقائم على الحوض قال ثم قال ان عبدا عرضت عليه الدنيا وزينتها فاختار الآخرة فلم يفطن لها أحد من القوم الا أبو بكر فقال بأبي أنت وامي بل نفديك بأموالنا وأنفسنا وأولادنا قال ثم هبط رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنبر فما رئي عليه حتى الساعة
[155] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا وكيع قثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن أبي الأحوص عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا اني ابرأ الى كل خل من خله ولو اتخذت خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ان صاحبكم خليل الله
[156] حدثنا عبد الله قثنا أبي قثنا عبد الرزاق قال انا معمر عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا أحدا خليلا اتخذت بن أبي قحافة خليلا
[157] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا عبد الرزاق قال انا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن أبي الأحوص قال قال عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابرأ الى كل خليل من خله ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت بن أبي قحافة خليلا وان صاحبكم خليل الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/181)
[158] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا عبد الرحمن قال نا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لو كنت متخذا خليلا لاتخذت بن أبي قحافة
[159] حدثنا محمد بن جعفر نا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر
[160] نا محمد بن جعفر الوركاني انا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو كنت متخذا خليلا لاتخذت بن أبي قحافة
[161] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا أبو تميلة قال أخبرني عبيد بن سليمان قال سمعت الضحاك يقول في قوله عز وجل وصالح المؤمنين قال اخيار المؤمنين أبو بكر وعمر
[162] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا محمد بن فضيل بن غزوان أبو عبد الرحمن الضبي قثنا سالم يعني بن أبي حفصة والأعمش وعبد الله بن صهبان وكثير النواء وابن أبي ليلى عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون النجم الطالع في أفق من آفاق السماء وان أبا بكر وعمر منهم وأنعما
[163] حدثنا عبد الله قثنا داود بن عمرو الضبي قال سمعت أحمد بن حنبل قال سمعت سفيان بن عيينة يقول وأنعما قال وأهلا ثم سمعت أبي يحدث به عن بن عيينة مثله
[164] حدثنا عبد الله قثنا أبي قثنا عبد الرزاق قال انا سفيان عن الأعمش عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون النجم في أفق من آفاق السماء وأبو بكر وعمر منهم وأنعما
[165] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال سمعت مجالدا يقول اشهد على أبي الوداك انه شهد على أبي سعيد الخدري انه سمعه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أهل الجنة ليرون أهل عليين كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء وإن أبا بكر وعمر لمنهم وأنعما فقال قال إسماعيل بن أبي خالد وهو جالس مع مجالد على الطنفسة وأنا أشهد على عطية العوفي أنه شهد على أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك
[166] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا وكيع عن الأعمش عن عطية بن سعد عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أهل الدرجات العلى ليراهم من أسفل منهم كما ترون الكوكب الطالع في الأفق من آفاق السماء وأن أبا بكر وعمر منهم وأنعما
[167] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا محمد بن عبيد قثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أهل عليين ليراهم من هو أسفل منهم كما يرى الكوكب في أفق السماء وان أبا بكر وعمر لمنهم وأنعما
[168] ان حدثنا عبد الله قال حدثني أبو معمر الهذلي إسماعيل بن إبراهيم بن معمر قثنا عبثر أبو زبيد عن سالم بن أبي حفصة ومطرف عن عطية عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو معمر ب وحدثني أبو إسماعيل عن مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد قال أبو معمر ج ونا بن فضيل عن الأعمش وكثير النواء وعبد الله يعني بن صهبان عن عطية عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أهل الدرجات العلى ليراهم من أسفل منهم كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما
[169] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا تليد بن سليمان أبو إدريس قال انا أبو الجحاف عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أهل الدرجات العلى ليراهم أهل الجنة من أسفل منهم كما ترون الكوكب الدري وإن أبا بكر وعمر لمنهم وأنعما
[170] حدثنا عبد الله قال حدثني إسماعيل بن موسى بن بنت السدي قثنا تليد عن أبي الجحاف عن عطية عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا كتاب الله وأهل بيتي
[171] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا تليد بن سليمان قال انا أبو الجحاف قال أخبرني أبي قال ما مررت بدار القصارين الا ذكرت يوم الجماجم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/182)
[172] حدثنا عبد الله قال حدثني أبو بكر بن أبي شبية نا عبد الله بن نمير نا سفيان الثوري قال انا أبو الجحاف وكان مرضيا عن أبي البختري قال قال علي إنما هو حب وبغض ورضى وسخط
[173] حدثنا عبد الله قال حدثني زكريا بن يحيى بن صبيح زحمويه قال انا شريك عن أبي الجحاف عن عكرمة عن بن عباس قال الماء من الماء في الاحتلام
[174] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا تليد عن أبي الجحاف قال قال عكرمة قال بن عباس إذا رأى الرجل كأنه قد احتلم ولم ير ماء فلا يغتسل
[175] حدثنا عبد الله قثنا عبد الله بن عمر أبو عبد الرحمن نا علي بن هاشم قال حدثني أبي عن أبي الجحاف عن أبي بشير قال سمع بن عمر رجلا يقول لا حول ولا قوة إلا بالله فقال كنز من كنوز الجنة
[176] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا محمد بن فضيل قثنا سالم يعني بن أبي حفصة قال سألت أبا جعفر وجعفرا عن أبي بكر وعمر فقالا لي يا سالم تولهما وابرأ من عدوهما فإنهما كانا أمامي هدى قال وقال لي جعفر يا سالم أبو بكر جدي أيسب الرجل جده قال وقال لا نالتني شفاعة محمد يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما وأبرأ من عدوهما
[177] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا يحيى بن آدم قثنا أبو بكر يعني بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر على الموسم فلما سار بعث عليا في أثره بآيات من أول براءة فرجع أبو بكر فقال يا رسول الله ما لي قال خير أنت صاحبي في الغار وصاحبي على الحوض قال فقال أبو بكر رضيت
[178] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا هاشم بن القاسم قثنا أبو عقيل وهو عبد الله بن عقيل الثقفي قثنا كثير أبو إسماعيل عن صفوان بن قبيصة الأحمسي عن أبي سريحة شيخ من أحمس قال سمعت عليا يقول ألا إن أبا بكر كان أواها منيب القلب ألا وإن عمر ناصح الله فنصحه
[179] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا عفان قثنا همام قال أنا ثابت عن أنس أن أبا بكر حدثه قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ونحن في الغار لو أن أحدهم ينظر وقال مرة نظر الى قدميه لأبصرنا تحت قدميه قال فقال يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما
[180] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا أسود بن عامر قثنا شريك عن فراس عن عامر رفعه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين
[181] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال حدثني عبد الجبار بن ورد عن بن أبي مليكة ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل هو وأصحابه غديرا ففرقهم فرقتين ثم قال ليسبح كل رجل منكم الى صاحبه فسبح كل رجل منهم الى صاحبه حتى بقي النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فسبح النبي صلى الله عليه وسلم اليه حتى احتضنه ثم قال لو كنت متخذا من هذه الأمة خليلا لإتخذت أبا بكر ولكنه صاحبي كما قال الله عز وجل
[182] حدثنا عبد الله حدثني أبي نا وكيع عن نافع بن عمر عن بن أبي مليكة قال لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم خرج معه أبو بكر فأخذا طريق ثور فجعل أبو بكر يمشي خلفه ويمشي أمامه قال فقال له النبي صلى الله عليه وسلم مالك قال يا رسول الله أخاف أن تؤتى من خلفك فأتأخر وأخاف أن تؤتى من أمامك فأتقدم قال فلما انتهى الى الغار قال أبو بكر كما أنت حتى أقمه قال نافع فحدثني رجل عن بن أبي مليكة أن أبا بكر رأى جحرا فألقهما قدمه وقال يا رسول الله إن كانت لسعة أو لدغة كانت بي
[183] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة ثم أقبل علينا بوجهه فقال بينا رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها فقال إنا لم نخلق لهذا إنما خلقنا للحراثة فقال الناس سبحان الله بقرة تكلم قال فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر وما هما ثم وبينا رجل في غنمه إذ عدا عليها الذئب فأخذ شاة منها فطلبه فأدركه فاستنقذها منه قال يا هذا استنقذتها مني فمن لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري فقال الناس سبحان الله ذئب يتكلم قال فإني أومن بذلك وأبو بكر وعمر وما هما ثم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/183)
[184] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون أبو سلمة عن أبيه أن أبا هريرة قال قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم دخلت امرأة النار في هرأ وهرة ربطته فلا هي أطعمته ولا هي أرسلته فيأكل من خشاش الأرض ثم مات وشهد على ذلك أبو بكر وعمر وليس ثم أبو بكر ولا عمر وبينا رجل راكب بقرة فالتفتت اليه فقالت إني لست لهذا خلقت للحرث ويشهد على ذلك أبو بكر وعمر وليس ثم أبو بكر ولا عمر وبينا رجل في غنمه جاء الذئب فأخذ شاة منها فأدركه الرجل فنزعها منه والتفت اليه الذئب فقال يا هذا نزعتها مني اليوم فمن لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري ويشهد على ذلك أبو بكر وعمر وليس ثم أبو بكر ولا عمر
[185] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا عبد الرزاق قال أنا معمر عن موسى بن إبراهيم رجل من آل ربيعة انه بلغه ان أبا بكر حين استخلف قعد في بيته حزينا فدخل عليه عمر فأقبل على عمر يلومه قال أنت كلفتني هذا وشكا اليه الحكم بين الناس فقال له عمر أو ما علمت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الوالي إذا اجتهد فأصاب الحق فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ الحق فله أجر واحد فكأنه سهل على أبي بكر حديث عمر
[186] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا أبو معاوية قثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله قال لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تقولون في هؤلاء الأسرى فقال أبو بكر يا رسول الله قومك وأهلك استبقهم واستتبهم لعل الله أن يتوب عليهم فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرد عليهم شيئا فقال فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم عليه السلام قال من تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ومثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال ان تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم
[187] حدثنا عبد الله قثنا أبي نا معاوية هو بن عمر وقال نا زائدة فذكر نحوه
[188] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قال نا حسين قال نا جرير يعني بن حازم عن الأعمش فذكر نحوه
[189] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا هشيم قال أنا حصين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال خطب عمر بن الخطاب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال الا إن خير هذه الأمة بعد رسول الله أبو بكر فمن قال سوى ذلك بعد مقامي هذا فهو مفتر عليه ما على المفتري
[190] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا حسين بن علي ومعاوية بن عمرو قالا نا زائدة قال أنا عاصم عن زر عن عبد الله قال لما قبض رسول الله قالت الأنصار منا أمير ومنكم أمير فأتى عمر فقال يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أبا بكر أن يؤم الناس قالوا بلى قال فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر قالت الأنصار نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر
[191] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا يحيى بن أبي بكير قثنا زائدة عن عاصم بن أبي النجود عن زر عن عبد الله قال كان أول من أظهر إسلامه سبعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه وأما سائرهم فأخذهم المشركون وألبسوهم أدرع الحديد وصهروهم في الشمس فما منهم إنسان إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلال فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأعطوه الولدان فأخذوا يطوفون به شعاب مكة وهو يقول أحد أحد
[192] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي نا عفان نا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت أبا الأحوص يقول كان عبد الله يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر
[193] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا محمد بن جعفر قثنا شعبة عن إسماعيل بن رجاء قال سمعت بن أبي الهذيل يحدث عن أبي الأحوص قال سمعت عبد الله بن مسعود يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكنه أخي وصاحبي وقد اتخذ الله صاحبكم خليلا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/184)
[194] حدثنا عبد الله قال حدثني إبراهيم بن الحجاج الناحي قثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تعجبه الرؤيا الحسنة ويسأل عنها فقال ذات يوم أيكم رأى رؤيا فقال رجل أنا يا رسول الله رأيت كأن ميزانا دلي من السماء فوزنت أنت وأبو بكر فرجحت بأبي بكر ثم وزن أبو بكر وعمر فرجح أبو بكر بعمر ثم وزن عمر وعثمان فرجح عمر بعثمان ثم رفع الميزان فاستاء لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نبوة ثم يؤتي الله الملك من يشاء
[195] حدثنا عبد الله قال حدثنيه أبي قثنا عفان قثنا حماد بن سلمة قثنا علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
[196] حدثنا عبد الله قال حدثني محمد بن داود قثنا بن أبي مريم قثنا سفيان بن عيينة قال حدثني إسماعيل بن أبي خالد عن عامر الشعبي عن الحارث عن علي قال نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى أبي بكر وعمر فقال هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين
[197] حدثنا عبد الله قال حدثني عباس بن محمد الدوري قال نا عثمان بن عمر بن فارس قثنا فليح بن سليمان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم الرجل أبو بكر ونعم الرجل عمر
[198] حدثنا عبد الله قثنا محمد بن الصباح البزاز قثنا إسماعيل بن زكريا وهو الخلقاني عن سالم الأنعمي عن أبي العلاء قثنا عمرو بن هرم الأزدي عن ربعي بن خراش وعن أبي عبد الله أنهما سمعا حذيفة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لست أدري ما بقائي فيكم فاقتدوا بالذين من بعدي يعني أبا بكر وعمر وهدى عمار وعهد بن أم عبد
[199] حدثنا عبد الله قال حدثني محمد بن عباد وعمرو بن محمد الناقد قالا نا حاتم يعني بن إسماعيل عن بن عجلان عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه أن عمر ذكر أبا بكر وهو على المنبر فقال إن أبا بكر كان سابقا مبرزا
[200] حدثنا عبد الله قال حدثني محمد بن بشار بندار قثنا سالم بن قتيبة قثنا يونس بن أبي إسحاق عن الشعبي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر هذان سيدا كهول أهل الجنة
[201] حدثنا عبد الله قال حدثني عمرو بن محمد الناقد قثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم ما نفعنا مال ما نفعنا مال أبي بكر
[202] حدثنا عبد الله قال حدثني عمرو بن محمد الناقد قثنا سفيان بن عيينة قال ذكر عن الشعبي عن الحارث عن علي قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة إلا النبيين والمرسلين لا تخبرهما يا علي
[203] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قال نا وكيع قثنا أبو العميس عن بن أبي مليكة عن عائشة قالت قبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يستخلف أحدا ولو كان مستخلفا أحد استخلف أبا بكر أو عمر
[204] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا جعفر بن عون قثنا أبو العميس عن بن أبي مليكة قال سمعت عائشة وسئلت من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخلفا لو استخلف قالت أبو بكر ثم قيل لها من بعد أبي بكر قالت عمر ثم قيل لها بعد عمر قالت أبو عبيدة ثم انتهت الى ذا
[205] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا مؤمل قثنا نافع بن عمر قثنا بن أبي مليكة عن عائشة قالت لما كان وجع رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قبض فيه فقال أدعوا لي أبا بكر وابنه فليكتب لكيلا يطمع في أمر أبي بكر طامع ولا يتمنى متمن ثم قال أبى الله ذلك والمسلمون وقال مؤمل مرة والمؤمنون قالت عائشة فأبى الله والمسلمون وقال مرة والمؤمنون الا أن يكون أبي فكان أبي رحمه الله
[206] حدثنا عبد الله قثنا محمد بن سليمان بن حبيب الأسدي لوين قثنا أبو المليح عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يطلع من تحت هذا الصور رجل من أهل الجنة فقال اللهم إن شئت جعلته عليا فطلع علي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/185)
[207] حدثنا عبد الله قثنا هدبة بن خالد قثنا همام قثنا قتادة عن محمد بن سيرين عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حش من حشان المدينة فجاء رجل فاستأذن فقال قم فائذن له وبشره بالجنة فقمت فأذنت له فإذا هو أبو بكر فبشرته بالجنة فجعل يحمد الله حتى جلس ثم جاء رجل آخر فاستأذن فقال قم فائذن له وبشره بالجنة فقمت فأذنت له فإذا هو عمر فبشرته بالجنة فجعل يحمد الله حتى جلس ثم جاء رجل خفيض الصوت فاستأذن فقال قم فائذن له وبشره بالجنة على بلوى فقمت فأذنت له فإذا هو عثمان فبشرته بالجنة على بلوى فجعل يقول اللهم صبرا حتى جلس قلت يا رسول الله فأنا قال أنت مع أبيك
[208] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى الأشعري قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبته قال في حائط فجاء رجل فسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذهب فائذن له وبشره بالجنة قال فذهبت فإذا هو أبو بكر فقلت ادخل وأبشر بالجنة فما زال يحمد الله حتى جلس ثم جاء آخر فقال ائذن له وبشره بالجنة فانطلقت فإذا هو عمر فقلت أدخل وأبشر الجنة فما زال يحمد الله حتى جلس ثم جاء آخر فسلم فقال اذهب فائذن له وبشره بالجنة على بلوى شديدة قال فانطلقت فإذا هو عثمان فقلت ادخل وابشر بالجنة على بلوى شديدة فجعل يقول اللهم صبرا حتى جلس
[209] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا يحيى بن سعيد عن عثمان بن غياث أبو عثمان عن أبي موسى أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في حائط وبيد النبي صلى الله عليه وسلم عود يضرب به بين الماء والطين فجاء رجل فاستفتح فقال افتح له وبشره بالجنة قال فإذا هو أبو بكر قال ففتحت له وبشرته بالجنة ثم جاء رجل يستفتح فقال افتح له وبشره بالجنة فإذا هو عمر ففتحت له وبشرته بالجنة فذكر الحديث
[210] حدثنا عبد الله قال حدثني زكريا بن يحيى بن صبيح زحمويه قثنا سنان يعني بن هارون البرجمي عن مبارك بن فضالة عن الحسن قال والله لنزلت خلافة أبي بكر من السماء
[211] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا الهذيل بن ميمون الجعفي كوفي كان يجلس في مسجد المدينة يعني مدينة أبي جعفر قال عبد الله بن أحمد بن حنبل هذا شيخ قديم كوفي عن مطرح بن يزيد عن عبد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي فقلت ما هذا قال بلال فمضيت فإذا أكثر أهل الجنة فقراء المهاجرين وذراري المسلمين فذكر الحديث قال ثم خرجنا من أحد أبواب الجنة الثمانية فلما كنت عند الباب أتيت بكفة فوضعت فيها ووضعت أمتي في كفة فرجحت بها ثم أتي بأبي بكر فوضع في كفة وجيء بجميع أمتي فوضعت في كفة فرجح أبو بكر ثم أتي بعمر فوضع في كفة وجيء بجميع أمتي فوضعوا فرجح عمر وعرضت على أمتي رجلا رجلا
[212] حدثنا عبد الله قال حدثني محمد بن بكار قثنا إبراهيم بن سليمان أبو إسماعيل المودب قال سمعت عطية العوفي يحدث عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أهل الدرجات العلى وأهل عليين ليراهم من تحتهم كما يرون الكوكب الدري في أفق السماء وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما
[213] حدثنا عبد الله قال حدثني منصور بن أبي مزاحم قثنا أبو أويس عن عبد الله بن أويس قال سمعت منه في خلافة المهدي عن الزهري قال أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة يا عبد الله هذا خير فتعال فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام الريان قال أبو بكر بأبي أنت وأمي ما على الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم وأرجو أن تكون منهم
[214] حدثنا عبد الله قثنا هدبة بن خالد قثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن عبد الله بن شقيق عن عمرو بن العاص قال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب الناس إليك قال عائشة قال من الرجال قال أبو بكر ثم قال أبو عبيدة بن الجراح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/186)
[215] حدثنا عبد الله قال حدثني محمد بن بكار قثنا عنبسة بن عبد الواحد القرشي قثنا سعيد الجريري عن عبد الله بن شقيق العقيلي قال سألت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحب إليه فقالت أبو بكر الصديق قال قلت لها ثم من قالت ثم عمر بن الخطاب
[216] حدثنا عبد الله قال حدثني أبو معمر قثنا عبد الله بن جعفر قال حدثني مصعب بن محمد عن أبي سلمة عن عائشة قالت كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم ستورا أو فتح بابا في مرضه الذي مات فيه فرأى الناس خلف أبي بكر يصلون فسر بذلك وقال الحمد الله أنه لم يمت نبي حتى يؤمه رجل من أمته ثم يقول أيها الناس من أصيب بمصيبة منكم من بعدي فليتعز عن مصيبته بي فإنه ليس أحد يصاب من أمتي بعدي بمثل مصيبته بي صلى الله عليه وسلم
[217] حدثنا عبد الله قال حدثني أبو معمر إسماعيل قثنا عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون وعبيد الله بن عمر عن القاسم عن عائشة قالت قبض النبي صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب فنزل بأبي ما لو نزل بالجبال الراسيات لهاضها ارتدت العرب واشرأب النفاق بالمدينة فوالله ما اختلف الناس في نقطة الا طار أبي بحظها وعنائها
[218] حدثنا عبد الله قال حدثني أبو بكر بن أبي شيبة قثنا محمد بن أبي عبيدة قال حدثني أبي عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس قال قد ضربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة حتى غشي عليه فقام أبو بكر فجعل ينادي ويلكم {أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله} قالوا من هذا قالوا هذا بن أبي قحافة
[219] حدثنا عبد الله قال حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي قال نا أبو معشر البراء يوسف بن يزيد قثنا إبراهيم بن عمر بن أبان قال حدثني أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة عن أمه عن أم سلمة ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر يوما وهو مع أصحابه رأى الليلة رجل صالح فقال أصحابه قلنا في أنفسنا هذا رسول الله قال رأيت دلوا هبط من السماء فشرب منه رسول الله عشر جرع ثم ناوله أبا بكر فشرب منه جرعتين ونصف ثم ناوله عمر فشرب منه عشر جرع ونصف ثم ناوله عثمان فشرب منه اثنتي عشرة جرعة ونصف جرعة ثم رفع الدلو إلى السماء
[220] حدثنا عبد الله قثنا صالح بن مالك أبو عبد الله قثنا عبد الأعلى بن أبي المساور قثنا زياد بن علاقة عن قطبة بن مالك عن عرفجة الأشجعي قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر ثم انفتل إلينا فقال وزن أصحابنا الليلة وزن أبو بكر فوزن ثم وزن عمر فوزن ثم وزن عثمان فخف وهو صالح رضى الله تعالى عنه
[221] حدثنا عبد الله قال حدثني أبو صالح الحكم بن موسى قثنا سعيد بن مسلمة عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن بن عمر قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره وهو متكئ عليهما فقال هكذا نبعث يوم القيامة
[222] حدثنا عبد الله قثنا أبو معمر قثنا بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد قال كان أبو بكر لا يلتفت في صلاته
[223] حدثنا عبد الله قال حدثني أبو معمر نا بن أبي حازم قال جاء رجل إلى علي بن حسين فقال ما كان منزلة أبي بكر وعمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كمنزلتهما منه الساعة
[224] حدثنا عبد الله قال حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي قثنا فضيل بن سليمان قال نا موسى بن عقبة قال حدثني سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر في رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أبي بكر وعمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت الناس اجتمعوا فقام أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ثم قام عمر فاستحالت غربا فأروى فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه حتى ضرب الناس بعطن
[225] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا يحيى بن سعيد عن صدقة بن المثنى قال حدثني جدي رباح بن الحارث أن المغيرة بن شعبة كان في المسجد الأكبر وعنده أهل الكوفة عن يمينه وعن يساره فجاء رجل يدعى سعيد بن زيد فحياه المغيرة وأجلسه عند رجلين على السرير فجاء رجل من أهل الكوفة فاستقبل المغيرة فسب وسب فقال من يسب هذا يا مغير بن شعب ثلاثا ألا اسمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسبون عندك ولا تنكر ولا تغير وأنا أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما سمعت أذناي ووعاه قلبي من رسول الله صلى الله عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/187)
وسلم فإني لم أكن أروي عليه كذبا يسألني عنه إذا لقيته أنه قال أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعلي في الجنة وعثمان في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن مالك في الجنة وتاسع المؤمنين لو شئت أن أسميه سميته فرج أهل المسجد يناشدونه يا صاحب رسول الله من التاسع قال أنا تاسع المؤمنين ورسول الله صلى الله عليه وسلم العاشر
[226] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا أبو معاوية قال نا عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي عن بن أبي مليكة عن عائشة قالت لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الرحمن بن أبي بكر ائتني بكتف أو لوح حتى أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه فلما ذهب عبد الرحمن ليقوم قال أبى الله والمؤمنون يختلف عليك يا أبا بكر
[227] حدثنا عبد الله قال حدثني سلمة بن شبيب قثنا أبو داود الطيالسي قثنا محمد بن أبان الجعفي عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي مليكة عن أم المؤمنين عائشة قالت لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ادع لي عبد الرحمن بن أبي بكر أكتب لأبي بكر كتابا يختلف عليه ما حييتم ثم قال معاذ الله أن يختلف المؤمنون على أبي بكر
[228] حدثنا عبد الله قال حدثني أبو معمر قثنا أبو داود الحفري عن بدر بن عثمان عن عبد الله بن مروان قال حدثني أبو عائشة وكان امرأ صدق عن عبد الله بن عمر قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني رأيت آنفا كأني أتيت بالمقاليد والموازين فأما المقاليد فهي المفاتيح وأما الموازين فهي موازينكم هذه فرأيت كأني وضعت في كفة الميزان ووضعت أمتي في كفة فرجحت بهم ثم وضع أبو بكر ووضعت أمتي فرجح بهم ثم وضع عمر ووضعت أمتي فرجح الميزان بهم ثم وضع عثمان ووضعت أمتي فرجح الميزان ثم رفع
[229] حدثنا عبد الله قال حدثني عمرو بن محمد بن بكير الناقد أبو عثمان قثنا عبد العزيز بن أبي حازم قال أخبرني أبي عن سهل بن سعد الساعدي قال كان أبو بكر لا يلتفت في صلاته
[230] حدثنا عبد الله قال حدثني عمرو بن الناقد قثنا فضيل بن عياض عن منصور بن المعتمر عن مجاهد قال كان بن الزبير إذا قام في الصلاة كأنه عود لا يتحرك وحدثت أن أبا بكر كان كذلك قال وكان يقال ذلك المخشوع
[231] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا عبد الرزاق قال أهل مكة يقولون أخذ بن جريج الصلاة من عطاء وأخذها عطاء من بن الزبير وأخذها بن الزبير من أبي بكر وأخذها أبو بكر من النبي صلى الله عليه وسلم ما رأيت أحدا أحسن صلاة من بن جريج
[232] حدثنا عبد الله قال حدثني يحيى بن معين قثنا إسماعيل بن مجالد عن بيان عن وبرة عن همام بن الحارث قال قال عمار بن ياسر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر
[233] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا أبو أحمد الزبيري قثنا سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر يعني بن عبد الله قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عند امرأة من الأنصار صنعت لنا طعاما فقال النبي صلى الله عليه وسلم يدخل عليكم رجل من أهل الجنة فدخل أبو بكر فهنيناه ثم قال يدخل عليكم رجل من أهل الجنة فدخل عمر فهنيناه ثم قال يدخل عليكم رجل من أهل الجنة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل رأسه تحت الودي ويقول اللهم ان شئت جعلته عليا فدخل علي فهنيناه
[234] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا أبو الوليد هشام قثنا أبو عوانة عن عبد الملك يعني بن عمير عن بن أبي المعلى عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوما فقال ان رجلا خيره ربه عز وجل بين أن يعيش في الدنيا ما شاء أن يعيش فيها يأكل من الدنيا ما شاء أن يأكل منها وبين لقاء ربه فاختار لقاء ربه عز وجل قال فبكى أبو بكر فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تعجبون من هذا الشيخ أن ذكر رسول الله رجلا صالحا خيره ربه بين الدنيا وبين لقاء ربه فاختار لقاء ربه وكان أبو بكر أعلمهم بما قال رسول الله فقال أبو بكر بل نفديك بأموالنا وأبنائنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من الناس أحد أمن علينا في صحبته وذات يده من بن أبي قحافة ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت بن أبي قحافة ولكن ود وإخاء ايمان ولكن ود وإخاء ايمان مرتين وأن صاحبكم خليل الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/188)
[235] حدثنا عبد الله قال حدثني محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب قثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن بن أبي المعلي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله نحوه
[236] حدثنا عبد الله قال حدثني زكريا بن يحيى بن صبيح زحمويه بواسط قثنا شعيب بن صفوان عن عبد الملك بن عمير عن بن أبي المعلى عن أبي المعلى قال صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر منبر المدينة فقال إن رجلي على ترعة من ترع الحوض قال وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تحت المنبر متوافرون وأبو بكر متقنع في القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عبدا من عبيد الله خيره ربه بين أن يعيش في الدنيا ما شاء أن يعيش فيها وأن يأكل من الدنيا ما شاء أن يأكل منها وبين لقاء ربه فلم يفطن أحد من القوم لما قال النبي صلى الله عليه وسلم غير أبي بكر فانتحب باكيا فقال القوم انظروا الى هذا الشيخ ما يبكيه إن رسول الله قال إن عبدا من عبيد الله خيره ربه بين أن يعيش في الدنيا ما شاء أن يعيش فيها وأن يأكل من الدنيا ما شاء أن يأكل منها وبين لقاء ربه فاختار العبد لقاء ربه فما يبكي هذا الشيخ فلما سمع مقالتهم رفع رأسه الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال بل نفديك بآبائنا وأموالنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحد من الناس أمن في صحبته ولا في ذات يده من بن أبي قحافة ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت بن أبي قحافة ولكن ود وإخاء ايمان وإن صاحبكم خليل الله
[237] حدثنا عبد الله قال حدثني بشار بن موسى الخفاف قثنا عبيد الله يعني بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن بعض ولد أبي المعلى عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو عند منبره ان قدمي على ترعة من ترع الجنة ثم قال إن عبدا من عباد الله أطاع ربه وأحسن عبادته حتى قبضه الله اليه فبكى أبو بكر حتى نشج وقال نفديك يا رسول الله بأنفسنا وآبائنا قال فعجبنا وقلنا يذكر النبي رجلا وتقول أنت ما تقول فقال النبي صلى الله عليه وسلم أيها الناس إن أمن الناس عندنا في صحبته وذات يده بن أبي قحافة ولو كنت متخذا أحدا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن ود وإخاء أيمان وإن صاحبكم خليل الله يعني نفسه
[238] حدثنا عبد الله قال نا يحيى بن معين قثنا الأشجعي قال أخبرني أبو غسان عن أبي بكر بن حفص قال إن أردتم أن تذكروا المطيبين فاذكروا أبا بكر وعمر وفعالهما
[239] حدثنا عبد الله قال حدثني محمد بن عبد الله المخرمي قثنا أبو داود قثنا الحكم بن عطية عن ثابت عن أنس يعني بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج والمهاجرون والأنصار جلوس ما فيهم أحد يرفع رأسه من حبوته إلا أبو بكر وعمر فإنه يبتسم إليهما ويبتسمان اليه قال أبو جعفر محمد بن عبد الله المخرمي وكان عبد الرحمن بن مهدي معجبا بالحكم بن عطية
[240] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي ومحمد بن عبد الله قالا نا بكر بن عيسى قال نا شعبة عن نعيم بن أبي هند عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة قالت صلى أبو بكر بالناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف
[241] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا عبد الرحمن ووكيع عن سفيان عن أبي هاشم القاسم بن كثير عن قيس الخارفي قال سمعت عليا يقول سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى أبو بكر وثلث عمر ثم خبطتنا أو أصابتنا فتنة فما شاء الله أو أصابتنا فتنة يعفو الله عمن يشاء
[242] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قال نا شجاع بن الوليد أبو بدر قال ذكر خلف بن حوشب عن أبي إسحاق عن عبد خير عن علي قال سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى أبو بكر وثلث عمر ثم خبطتنا فتنة أو أصابتنا فتنة يعفو الله عمن يشاء
[243] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا أبو نعيم قثنا شريك عن الأسود بن قيس عن عمرو بن سفيان قال خطب رجل يوم البصرة حين ظهر علي فقال علي هذا الخطيب الشحشح سبق رسول الله وصلى أبو بكر وثلث عمر ثم خبطتنا بعدهم فتنة يصنع الله فيها ما يشاء
[244] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا أبو نعيم قثنا سفيان عن القاسم بن كثير أبي هاشم بياع السابري عن قيس الخارفي قال سمعت عليا على هذا المنبر يقول سبق رسول الله وصلى أبو بكر وثلث عمر ثم خبطتنا أو أصابتنا فتنة فكان ما شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/189)
[245] حدثنا عبد الله قال حدثني محمد بن عبد الرحيم البزاز أبو يحيى صاعقة ثقة قال أنا سعيد بن سليمان قثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي مليكة قال حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي قال بينما أنا قاعد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع أبو بكر وعمر فقال يا علي هذان سيدا كهول أهل الجنة ما خلا النبيين والمرسلين
[246] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا يحيى بن سعيد قثنا سعيد يعني بن أبي عروبة قال نا قتادة أن أنس بن مالك حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحدا فتبعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال أسكن نبي وصديق وشهيدان
[247] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا عبد الرزاق أنا معمر عن أبي حازم عن سهل بن سعد ارتج أحد وعليه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان فقال النبي صلى الله عليه وسلم أثبت أحد ما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان
[248] حدثنا عبد الله قال حدثني هارون بن معروف ومصعب بن عبد الله الزبيري قالا نا عبد العزيز الدراوردي عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بحراء فتحركت به الصخرة فقال إهدئي فما عليك إلا نبي وصديق وشهيد قال وعليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعلي وعثمان وطلحة والزبير
[249] حدثنا عبد الله قال حدثني محمد بن الصباح البزاز وسليمان بن داود أبو الربيع الزهراني العتكي قالا نا إسماعيل بن زكريا نا نصر الخزاز عن عكرمة عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على حراء فتزعزع بهم الجبل فقال رسول الله أسكن حراء فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد قال وعليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد
[250] حدثنا عبد الله قال حدثني أبو بكر بن أبي شيبة نا أبو الأحوص عن حصين ح وحدثني عبيد الله بن عمر القواريري نا هشيم قال حصين بن عبد الرحمن أنا عن هلال بن يساف عن عبد الله بن ظالم المازني عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحراء فقال أسكن حراء فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد قيل من هم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وابن عوف قيل له من العاشر قال أنا يعني نفسه وقال سعيد بن زيد أشهد على التسعة أنهم في الجنة ولو شهدت على العاشر لم آثم
[251] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا محمد بن جعفر نا شعبة عن حصين عن هلال عن عبد الله بن ظالم عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
[252] حدثنا عبد الله حدثني أبي نا معاوية يعني بن عمرو عن زائدة عن حصين بإسناده مثله
[253] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا وكيع قال نا سفيان عن حصين ومنصور عن هلال يعني بن يساف عن سعيد بن زيد قال وكيع قال سفيان عن حصين عن هلال عن بن ظالم عن سعيد بن زيد ولم يحدثه منصور عن هلال عن سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
[254] حدثنا عبد الله قال حدثني يوسف بن يعقوب أبو يعقوب الصفار مولى بني أمية قثنا عبيد بن سعيد القرشي أخو يحيى بن سعيد قثنا سفيان عن منصور عن هلال بن يساف عن فلان بن حيان عن عبد الله بن ظالم عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال ثم أنشأ يحدث قال تحرك حراء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسكن حراء فليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد وعليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد قال ولو شئت أن أخبركم بالعاشر أخبرتكم يعني نفسه وحديث عبيد بن سعيد أتم وأحسن
[255] حدثنا عبد الله قال حدثني أحمد بن المقدام أبو الأشعث قثنا معتمر يعني بن سليمان قال سمعت أبي قثنا قتادة عن أبي غلاب عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعثمان كانوا على أحد فرجف بهم أو قال تحرك بهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أثبت أحد فإن عليك نبيا وصديقا وشهيدين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/190)
[256] حدثنا عبد الله حدثني أبي نا وكيع نا شعبة عن الحر بن الصياح عن عبد الرحمن بن الأخنس قال خطبنا المغيرة بن شعبة فنال من فلان فقام سعيد بن زيد فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول النبي في الجنة وأبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد في الجنة ولو شئت أن اسمي العاشر
[257] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا محمد بن جعفر وحجاج قالا نا شعبة عن الحر بن صياح عن عبد الرحمن بن الأخنس أن المغيرة بن شعبة خطب فنال من فلان قال فقام سعيد بن زيد وقال أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رسول الله في الحنة وأبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد في الجنة ولو شئت أن أسمي العاشر فذكر مثله
[258] حدثنا عبد الله قال حدثني عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان بن صالح بن نمير القرشي قثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي قثنا عبد السلام بن حرب عن أبي خالد الدالاني قال حدثني أبو خالد مولى آل جعدة بن هبيرة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل عليه السلام فأخذ بيدي فأراني باب الجنة الذي تدخل منه أمتي فقال أبو بكر وددت يا رسول الله أني كنت معك حتى أنظر اليه قال فقال رسول الله أما انك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي
[259] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قال نا يعمر وهو بن بشر قثنا عبد الله يعني بن المبارك قال أنا إسحاق بن يحيى بن طلحة قال حدثني عيسى بن طلحة عن عائشة قالت أخبرني أبي قال كنت في أول من فاء يوم أحد فرأيت رجلا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل دونه
[260] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي نا سفيان بن عيينة عن بن أبي خالد عن الشعبي عن أبي جحيفة قال سمعت عليا يقول خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر ولو شئت لحدثتكم بالثالث
ما روي أن أول من اسلم أبو بكر
[261] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قال نا يوسف بن يعقوب الماجشون أبو سلمة قال أدركت مشيختنا ومن نأخذ عنه منهم ربيعة بن أبي عبد الرحمن ومحمد بن المنكدر وعثمان بن محمد الأخنسي يقولون أبو بكر أول الرجال أسلم
[262] حدثنا عبد الله قال حدثني يحيى بن أيوب قثنا بن أبي زائدة قال حدثني شعبة عن عمرو بن مرة عن إبراهيم قال أبو بكر أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
[263] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا محمد بن جعفر غندر قثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن النخعي قال أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر
[264] حدثنا عبد الله قال حدثني علي بن مسلم بن سعيد قثنا يوسف بن يعقوب يعني الماجشون قال سمعت مشيختنا أهل الفقه منهم سعد بن إبراهيم وصالح بن كيسان وربيعة بن أبي عبد الرحمن وعثمان بن محمد الأخنسي وغير واحد يذكرون ان أبا بكر أول من أسلم من الرجال
[265] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا هشام عن مغيرة عن إبراهيم قال أول من أسلم أبو بكر
[266] حدثنا عبد الله قثنا خلف بن هشام البزار نا أبو عوانة عن مغيرة عن إبراهيم قال أول من صلى أو أسلم من الرجال أبو بكر
[267] حدثنا عبد الله قال حدثني أبو معمر قثنا عبد العزيز الدراوردي عن عمر بن عبد الله مولى غفرة عن محمد بن كعب قال أول من صلى أبو بكر
[268] حدثنا عبد الله قثنا عبد الله بن صندل قثنا عبد العزيز الدراوردي عن عمر بن عبد الله مولى غفرة عن محمد بن كعب ان أول من أسلم من هذه الأمة برسول الله خديجة وأول رجلين اسلما أبو بكر الصديق وعلي وان أبا بكر أول من أظهر إسلامه
[269] حدثنا عبد الله قال حدثني عبد الله بن عمر القرشي قثنا بن المبارك قال أخبرني شعبة عن عمرو بن مرة عن إبراهيم قال أول من أسلم أبو بكر الصديق
[270] حدثنا عبد الله نا أبي نا وكيع قثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن إبراهيم قال أبو بكر يعني أول من اسلم
[271] حدثنا عبد الله قال عبد الله بن عمر قثنا بن مبارك قال أخبرني شعبة عن الجريري عن أبي نضرة قال قال أبو بكر أو لست أول من صلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/191)
[272] حدثنا عبد الله قال حدثني أبو سعيد الأشج قال حدثني إسماعيل بن الوليد أبو يونس الراسبي عن هشام عن بن سيرين قال أول من اسلم من الرجال أبو بكر وأول من اسلم من النساء خديجة
[273] حدثنا عبد الله قال حدثني الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي قثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال أول من اسلم أبو بكر
[274] حدثنا عبد الله نا زكريا بن يحيى زحمويه قثنا علي بن هشام بن البريد عن كثير النواء عن عبد الله بن مليل قال سمعت عليا يقول ان كل نبي أعطى سبعة نقباء وان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى أربعة عشر نقيبا نجيبا انا وابني الحسن والحسين وحمزة وجعفر وأبو بكر وعمر وابن مسعود وحذيفة وأبو ذر والمقداد وسلمان وعمار وبلال رضى الله تعالى عنهم
[275] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا عبد الرزاق قال انا سفيان عن شيخ لهم يقال له سالم عن عبد الله بن مليل قال سمعت عليا يقول أعطي كل نبي سبعة نجباء من أمته وأعطى النبي أربعة عشر من أمته نجباء منهم أبو بكر وعمر
[276] حدثنا عبد الله قثنا معاوية بن هشام قثنا سفيان عن سالم بن أبي حفصة قال بلغني عن عبد الله بن مليل فغدوت اليه فوجدته في جنازة فحدثني رجل عن عبد الله بن مليل قال سمعت عليا يقول أعطي كل نبي سبعة نجباء واعطي نبيكم أربعة عشر نجيبا منهم أبو بكر وعمر وابن مسعود وعمار بن ياسر
[277] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا أبو نعيم قال انا فطر عن كثير بياع النواء قال سمعت عبد الله بن مليل قال سمعت عليا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن نبي قبلي إلا قد أعطي سبعة رفقاء نجباء ووزراء وإني أعطيت أربعة عشر حمزة وجعفر وعلي وحسن وحسين وأبو بكر وعمر عبد الله بن مسعود وأبو ذر والمقداد وحذيفة وسلمان وعمار وبلال
[278] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا قتيبة بن سعيد قثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعلي في الجنة وعثمان في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة رضى الله تعالى عنهم
[279] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي نا علي بن عاصم قال حصين انا ح قال أبي ونا معاوية بن عمرو قثنا زائدة قثنا حصين بن عبد الرحمن عن هلال بن يساف عن عبد الله بن ظالم قال أقام فلان خطباء يقعون في علي وانا الى جنب سعيد بن زيد فغضب فقال ألا ترى الى هذا الظالم لنفسه الذي يأمر بلعن رجل من أهل الجنة فاشهد على التسعة انهم في الجنة ولو شهدت على العاشر لم آثم قال قلت وما ذاك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اثبت حراء فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد قال قلت من هم فقال رسول الله وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن مالك ثم سكت فقلت من العاشر قال انا
[280] حدثنا عبد الله قال حدثني عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي القواريري قال نا يحيى بن سعيد عن سفيان عن السدي عن عبد خبر عن علي قال رحم الله أبا بكر هو أول من جمع بين اللوحين
[281] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا وكيع قال نا جعفر بن برقان عن الزهري قال أول من قطع الرجل أبو بكر
[282] حدثنا عبد الله حدثني أبي نا جرير عن منصور عن مجاهد قال أول من أظهر الإسلام سبعة رسول الله وأبو بكر وبلال وخباب وصهيب وعمار وسمية أم عمار
[283] حدثنا عبد الله قال حدثني محرز بن عون بن أبي عون قثنا عبد الله بن نافع الصائغ المديني عن عاصم بن عمر عن أبي بكر بن عبد الله عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا أول من تنشق عنه الأرض ثم أبو بكر ثم عمر ثم أهل البقيع ثم أحشر بين الحرمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/192)
[284] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا اسود بن عامر قال حدثني عبد الحميد بن أبي جعفر يعني الفراء عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن علي قال قيل يا رسول الله من يؤمرك بعدك قال ان تؤمروا أبا بكر تجدوه أمينا زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة وان تؤمروا عمر تجدوه قويا أمينا لا يخاف في الله لومة لائم وان تؤمروا عليا ولا اراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يأخذ بكم الطريق المستقيم
ما روي ان أبا بكر جاء ليستأذن فقال النبي صلى الله عليه وسلم ائذن له وبشره بالجنة
[285] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا عبد الله بن الحارث المخزومي المكي قال حدثني حنظلة بن أبي سفيان عن عبد الرحمن أخيه عن عبيد بن ركانة عن أبي موسى الأشعري انه قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حشا فقال امسك على الباب قال فجاء أبو بكر فقال أهلي لك رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلت دخل الحش وقال لي امسك على الباب فقال أبو بكر استأذن لي عليه أهلي لك قال فجئت فقلت هذا أبو بكر يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة قال فجئته فأذنت له وقلت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بالجنة قال ثم جاء عمر فقال مثل ذلك فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ائذن له وبشره بالجنة قال فأذنت له وقلت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بالجنة قال ثم جاء عثمان فقال مثل ذلك فاستأذنت له على رسول الله فسكت ساعة ثم قال ائذن له وبشره بالجنة بعد عناء أو بلاء
[286] حدثنا عبد الله قال حدثني سويد بن سعيد عن أبي المحياة قال حدثني رجل قال خرجت في سفر ومعنا رجل يسب أبا بكر وعمر فنهيناه فلم ينته فخرج ليقضي حاجته فاجتمع عليه الدبر يعني الزنابير فاستغاث فأغثناه فحملت علينا حتى تركناه فما اقلعت عنه حتى قطعته
[287] حدثنا عبد الله قال حدثني إبراهيم بن سعيد الطبري الجوهري قثنا سعيد بن محمد الوراق قثنا فضيل بن غزوان قثنا أبو المغيرة الذهلي قال حدثني فلفلة قال سمعت الحسن بن علي قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني في المنام متعلقا بالعرش ثم رأيت أبا بكر أخذ بحقوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رأيت عمر أخذ بحقوي أبي بكر ثم رأيت عثمان أخذ بحقوي عمر ثم رأيت الدم منصبا من السماء إلى الأرض فحدث الحسن بهذا الحديث وعنده ناس من الشيعة فقالوا ما رأيت عليا قال ما كان أحد أحب إلي أن أراه أخذ بحقوي رسول الله من علي ولكن إنما هي رؤيا فقال عقبة بن عمرو أبو مسعود وانكم لتجدون على الحسن في رؤيا رآها لقد كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن غزاة قد أصاب المسلمين جهد شديد حتى عرفت الكآبة في وجوه المسلمين والفرح في وجوه المنافقين فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والله لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزق فعلم عثمان ان الله ورسوله سيصدقان فوجه راحلته فإذا هو بأربع عشرة راحلة فاشتراها وما عليها من طعام فوجه منها سبعا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجه بسبع الى أهله فلما رأى المسلمون العير قد جاءت فعرف الفرح في وجوه المؤمنين والكآبة في وجوه المنافقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا قالوا أرسل بها عثمان هدية لك قال فرأيته رافعا يديه يدعو لعثمان ما سمعته يدعو لأحد قبله ولا بعده اللهم أعط عثمان وافعل بعثمان رافعا يديه حتى رأيت بياض إبطيه
[288] حدثنا عبد الله قال نا محمد بن عوف الحمصي الطائي قثنا سلم الخواص عن سليمان بن حيان أبي خالد الأحمر عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن سهل بن أبي حثمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأعرابي إذا انا مت وأبو بكر وعمر وعثمان فإن استطعت ان تموت فمت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/193)
[289] حدثنا عبد الله قال حدثني محمد بن الحسين بن أشكاب قثنا روح بن اسلم قثنا شداد بن سعيد عن غيلان بن جرير عن أبي بردة عن أبيه قال كنت قاعدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حائط وهو ينكت بعشب معه رطبة في ماء وطين فقرع علينا الباب رجل خفي الصوت فقال النبي صلى الله عليه وسلم من هذا قلت أبو بكر قال افتح له وبشره بالجنة ثم جاء آخر غليظ الصوت فقال من هذا قلت عمر قال افتح له وبشره بالجنة قال فلبث ما شاء الله ثم جاء آخر فقرع الباب فقال من هذا قلت عثمان فقال افتح له وبشره بالجنة بعد بلوى قال يقول عثمان المستعان الله المستعان الله
[290] حدثنا عبد الله قثنا إسماعيل أبو معمر قثنا هشيم عن أبي إسحاق الكوفي عن الشعبي عن الحارث عن علي قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ اقبل أبو بكر وعمر فقال هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين لا تخبرهما يا علي
[291] حدثنا عبد الله قثنا أحمد بن محمد بن أيوب أبو جعفر قثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن أبي عتيق عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن بعض أهله قال قال أبو قحافة لابنه أبي بكر يا بني إني أراك تعتق رقابا ضعافا فلو انك إذ فعلت ما فعلت عتقت رجالا جلدا يمنعونك ويقومون دونك قال فقال أبو بكر يا أبت إني إنما أريد ما أريد قال فيتحدث ما نزل هؤلاء الآيات الا فيه وفيما قال له أبوه {فأما من أعطى واتقى} الى قوله عز وجل {وما لأحد عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى}
[292] حدثنا عبد الله قثنا أحمد بن محمد بن أيوب قثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق انه بلغه ان عمر بن الخطاب كان يقول لو ان أبا بكر لم يفضلنا بشيء الا انه اعتق سيدنا بلالا
[293] حدثنا عبد الله قال أخبرت عن أبي يحيى الحماني عن سفيان ومسعر عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر
[294] حدثنا عبد الله قال حدثني أبو الفضل الخراساني قثنا سهل بن عثمان العسكري قثنا يحيى بن أبي زائدة عن يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي الزعراء عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر
[295] حدثنا عبد الله قال أخبرت عن أبي يحيى الحماني قثنا عبد الرحمن بن آمين عن سعيد بن المسيب عن أبي واقد الليثي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ان عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عنده فلم يفطن أحد منا الا أبو بكر فبكى وقال نفديك يا رسول الله بأبي وامي بأنفسنا واموالنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحد أمن علينا في صحبته في مال ولا يد من أبي بكر ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن صاحبكم خليل الله
[296] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا بن نمير وهو عبد الله عن شريك عن عروة بن عبد الله بن قشير عن أبي جعفر قال قال أبو بكر الصديق قلت الصديق قال نعم الصديق وذكر حديثا فيه ذكر عمر فقال أمير المؤمنين عمر قلت أمير المؤمنين قال نعم أمير المؤمنين
[297] حدثنا عبد الله قثنا إسحاق بن منصور الكوسج من أهل مرو قال انا محمد بن المبارك الصوري قال نا صدقة بن خالد نا زيد بن واقد عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء قال كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ اقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى ابدى عن ركبته فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أما صاحبكم كذا واقبل حتى سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انه كان بيني وبين عمر شيء فأسرعت اليه ثم إني ندمت على ما كان مني اليه فسألته ان يغفر لي فأبى علي فتبعته البقيع كله حتى تحرز بداره مني واقبلت إليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاث مرات ثم ان عمر ندم حين سأله أبو بكر ان يغفر له فأبى عليه ثم خرج من منزله حتى اتى منزل أبي بكر فسأل هل ثم أبو بكر فقالوا لا فعلم انه عند رسول الله فأقبل عمر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سلم عليه فجعل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمعر حتى أشفق أبو بكر ان يكون من رسول الله إلى عمر ما يكره فلما رأى ذلك أبو بكر جثا على
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/194)
ركبتيه فقال يا رسول الله انا والله كنت أظلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس ان الله بعثني اليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدقت وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركو لي صاحبي ثلاث مرات قال فما اوذي بعدها
[298] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قال حدثتنا أم عمر ابنة لحسان بن زيد قال أبي عجوز صدق قالت حدثني سعيد بن يحيى بن قيس بن عبس عن أبيه قال بلغني ان حفصة ابنة عمر قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنت مرضت قدمت أبا بكر قال لست انا الذي أقدمه ولكن الله قدمه
[299] حدثنا عبد الله قال حدثني محمد بن أبي بكر قال حدثني سعيد بن عبد الجبار يعني الزبيدي قثنا صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر عن عمرو بن عبسة قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأبو بكر وبلال فلقد رأيتني لربع الإسلام
[300] حدثنا عبد الله قال حدثني هارون بن سفيان البرتي قثنا بشر بن عبيس بن مرحوم قثنا النضر بن عربي الكوفي عن خارجة بن عبد الله عن عبد الله بن أبي سفيان عن أبيه عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في السماء ملكان أحدهما يأمر بالشدة والآخر يأمر باللين وكل مصيب أحدهما جبريل والآخر ميكائيل عليهما السلام ونبيان أحدهما يأمر باللين والآخر يأمر بالشدة وكل مصيب إبراهيم ونوح عليهما السلام ولي صاحبان أحدهما يأمر باللين والآخر يأمر بالشدة وكل مصيب وذكر أبا بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما
فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه
[301] حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعقوب قثنا أبي عن صالح قال بن شهاب أخبرني عبد الحميد بن عبد الرحمن بن محمد بن زيد أن محمد بن سعد بن أبي وقاص أن أباه سعد بن أبي وقاص قال استأذن عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن فلما استأذن قمن يبتدرن الحجاب فأذن له رسول الله ورسول الله يضحك فقال عمر أضحك الله سنك يا رسول الله قال رسول الله عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب قال عمر فأنت يا رسول الله كنت أحق أن يهبن ثم قال عمر أي عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله قلن نعم أنت أغلظ وأفظ من رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك قال يعقوب ما أحصى ما سمعته يعني أباه يقول نا صالح عن بن شهاب
[302] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا يزيد بن هارون قال أنا إبراهيم بن سعد وهاشم بن القاسم قثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري عن عبد الحميد بن عبد الرحمن عن محمد بن سعد عن أبيه قال دخل عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نسوة من قريش يسألنه ويستكثرنه منه رافعات أصواتهن فذكر الحديث نحوه
[303] حدثنا عبد الله قال حدثني شجاع بن مخلد قال حدثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أم أيمن قالت وهى يوم مات عمر
[304] حدثنا عبد الله قثنا شجاع بن مخلد إملاء قثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن عمر بن محمد عن سالم بن عبد الله عن أبي موسى الأشعري قال أبطأ عليه خبر عمر فكلم امرأة في بطنها شيطان فقالت حتى يجيء شيطاني فأسأله قال رأيت عمر متزرا بكساء يهنأ إبل الصدقة وقال لا يراه الشيطان إلا خر لمنخريه للملك بين عينيه وروح القدس ينطق على لسانه قال أبو عبد الرحمن حدثنا به شجاع مرتين مرة قال عن أبي موسى ومرة قال أبطأ على أبي موسى خبر عمر
[305] حدثنا عبد الله قال حدثني شجاع قال حدثنا يحيى بن يمان حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد عن مجاهد وصالح المؤمنين قال عمر بن الخطاب
[306] حدثنا عبد الله قثنا أبو الجهم الأزرق بن علي قثنا حسان بن إبراهيم قثنا محمد بن سلمة يعني بن كهيل عن أبيه عن شقيق أبي وائل قال قال عبد الله ما رأيت عمر قط إلا وأنا يخيل الي أن بين عينيه ملكا يسدده
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/195)