ـ[أرشيف ملتقى أهل الحديث - 4]ـ
تم تحميله في المحرم 1432 هـ = ديسمبر 2010 م
__________
هذا الجزء يضم: -
• خزانة الكتب والأبحاث
• قسم المكتبة الشاملة
• قسم المخطوطات
• قسم البرمجيات الإسلامية
__________
(تنبيهان)
1 - للانتقال لمشاركة معينة اكتب رقمها في خانة الرقم واضغط الزر، فمثلا للانتقال للمشاركة التي رابطها http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=266
فقط اكتب رقم 266 في خانة الرقم ثم اضغط الزر المجاور
2 - تجد رابط الموضوع الذي تتصفحه، أسفل يسار شاشة عرض الكتاب، إذا ضغطت على الرابط ينقلك للموضوع على الإنترنت لتطالع ما قد يكون جد فيه من مشاركات بعد تاريخ تحميل الأرشيف .. ويمكنك إضافة ما تختاره منها لخانة التعليق في هذا الكتاب الإلكتروني إن أردت(1/1)
خزانة الكتب والأبحاث(1/1)
لقاء مع فضيلة الشيخ المحدّث: الشريف حاتم العوني (أكتب سؤالك هنا)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[15 - 03 - 02, 09:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ففي محاولة من القائمين على المنتدى لربط طلاب العلم الشرعي بكوكبة من العلماء المتخصّصين في شتى مجالات العلوم الشرعيّة، يسرّ منتدى العلوم الشرعية في منتدى بلجرشي استضافة فضيلة الشيخ المحدّث الشريف حاتم بن عارف العوني (حفظه الله).
والشيخ حاتم (وفقه الله) من المتخصّصين في علم الحديث الشريف، ومن الحاثّين على اقتداء منهج المتقدّمين فيه.
وقد طلبنا من فضيلته أن يكون ضيفاً للمنتدى فيجيب على أسئلة الإخوة الرواد. فتكرّم بالموافقة مشكوراً.
فنرجوا من الإخوة الروّاد أن يكتبوا أسئلتهم تحت هذه المشاركة، ثمّ نقوم بطرحها على فضيلة الشيخ.
ونحن بدورنا نشكر الشيخ المحدّث حاتم العوني مقدماً، وندعوا له بالتوفيق والسداد.
كما نشكر الإخوة الرواد الكرام على مشاركاتهم وتفاعلهم.
والله الموفّق.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[15 - 03 - 02, 09:27 م]ـ
ترجمة الشيخ الشريف حاتم العوني
أسمه ونسبه:
حاتم ين عارف بن ناصر الشريف، من آل عون، العبادلة الأشراف الحَسَنِيين.
مولده:
وُلِدَ في مدينة الطائف سنة 1385 هـ.
حالته الاجتماعية:
والشيخ حاتم متزوّج وله من الأبناء خمسة، أربعة من البنات وذَكَر واحد واسمه محمد.
نشأته وطلبه للعلم:
ونشأ في الطائف، فكانت المراحل التعليمة الأولى في مدينة الطائف من الابتدائي إلى الثانوي.
أما التوجه إلى علم الحديث؛ فكان من فترة مُبكّرة، من قبل أن يبلغ الثالثة عشر من عمره، وهو في المرحلة المتوسطة أو قبل ذلك، وكان بجهد فردي، ولم يجد من يوجهه ويعينه في تلك الفترة، وإنما وُفّقَ إلى حُبِّ السنة النبوية وإلى العناية بها.
ولفت نظره بعد ذلك؛ كتب الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، فازداد إقبالاً على السنة، ومحبة لها، وقراءة فيها، ومحاولة أن يقتدي بالشيخ في طريقة دراسته الأسانيد، وعنايته بها، وجمعه للكتب المتعلقة بها.
فاستمرت هذه العناية إلى أن تخرّج من الثانوي، وهي جهد فردي.
في آخر الثانوي وأول الجامعة دُلَّ على أشرطة الشيخ مقبل الوادعي ـ رحمه الله ـ في شرح ((الباعث الحثيث))، فحرص على سماعها، وكانت أول دروس علمية يسمعها من خلال الأشرطة.
ثم في أول 1404 هـ أو 1405 هـ أقام الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن غديان ـ عضو هيئة كبار العلماء ـ درساً في مدينة الطائف يومياً في أشهر الصيف قرابة ثلاثة أشهر من بعد الفجر إلى وقت الضحى، وأيضاً من بعد العصر إلى العشاء، فالتحق الشيخ حاتم بهذا الدرس السنة الأول من إقامة، والسنة الثانية بانتظام بالغ، وقد كان درس شامل في أبواب كثيرة من أبواب العلم في الحديث والفقه والأصول واللغة .. ، ثم السنيين الثالثة والرابعة كان يحضر بعض الدروس التي كان يشعر أنه أكثر حاجه إليها وأكثر رغبة.
وفي عام 1404 هـ ألتحق بجامعة أم القرى في مكة المكرمة واختار قسم الكتاب والسنة بكلية الدعوة وأصول الدين، وتخرّج من الجامعة في عام 1408 هـ، ثم ألتحق بالماجستير بتخصص علوم السنة وتخرج في شهادة الماجستير في عام 1415 هـ، ثم ألتحق بالدكتوراه وتخرج في عام 1421 هـ.
وأهم فترة في خلال طلبه للعلم هي فترة من عام 1404 هـ إلى 1414 هـ، وهي فترة تميزت بعزلة شديدة في طلب العلم، ولم يكن يكن يخرج من البيت تماماً، فيقضي الساعات الطوال من بعد الفجر، ولم يكن يشغله شي عن القراءة والبحث والجمع والدراسة وما شابه ذلك، إلا ما يحتاجه الإنسان من نومٍ وصلاة وما شابهه ذلك.
وقد ابتدأ هذه الفترة من عام 1403 هـ إلى عام 1414 هـ تقريباً أي قرابة عشر سنوات وهو في غاية العزلة، لا يعرفه من الأصدقاء والأصحاب إلا فرد أو فردين أو ثلاثة، وكان لا يشغل نفسة بشي آخر، لا مع أهله ولا مع غيرهم إلا بطلب العلم.
من عام 1414 هـ تقريباً ابتدأ بالاشتغال مع بعض طلبة العلم بالدروس، ولكن كان شحيحاً على وقته إلى حدٍّ كبير، إلى عام 1418 هـ.
من عام 1418 هـ انْفَلَتَ الزمام لصالح طلبة العلم، لكنه لا يزال يحاول الإمساك بهذا الزمام عسى أن يتيسر له ـ أيضاً ـ التزود من العلم في خلال ما تبقى من العمر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/2)
وقد انتفعَ بأشرطة الشيخ الألباني خلال هذه المسيرة العلمية القليلة الجهد، فقد سمع مآت الأشرطة للشيخ الألباني، وغيرها من الدروس، كذلك مرّ عليه في الجامعة عددٌ من الدكاترة والأساتذة، وإن كان التحصيل الجامعي ـ كما يُقال ـ يعطي مفاتيح لطلبة العلم، أما الجهد الحقيقي فهو يبقى جهدٌ ذاتي مع بعض الأشرطة التي كان يسمعها، كما ذكرتُ.
شيوخه:
الشيخ عبد الله بن غديان.
أما من طريق الأشرطة الشيخ الألباني والشيخ مقبل الوادعي
وأما الإجازات التي أستجازها من المشايخ وهم عددٌ طيب، ولعلهم قرابة الثلاثين شيخاً، منهم:
الشيخ عبد الفتاح راوه.
والشيخ عبد القادر سلامة الله البخاري.
والشيخ صالح الأركاني
وفي بلاد المغرب قد التقى بعدد منهم، وقد زار المغرب وزار عدد من مشايخها هناك، لكن أهمهم:
الشيخ محمد بن عبد الهادي المنّوني، الذي تُوفي عام 1420 هـ، وله مؤلفات معروفة.
ومنهم في زامبيا بأفريقيا:
الشيخ عبد الوهاب بن محمد بن عمر دُكَلِي، وهو عضو مؤسس في رابطة العالم الإسلامي، وله قدره ومكانته في العلم الإسلامي من ناحية جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين، وقد تُوفي عليه رحمة الله تعالى.
ومن بلاد اليمن:
مفتي اليمن السابق محمد بن أحمد زبارة.
والشيخ العمراني من شيوخ الشافعية الكبار، بل هو أكبر مشايخ الشافعية في اليمن.
وغيرهم كثير من الهند وغيرها من البلاد الإسلامية.
مؤلفاته:
أولاً: التحقيقات
1 ـ ((جزء وفيات جماعة من المحدثين)) لأبي إسحاق الحاجي الأصفهاني.
2 ـ ((جزء فيه خبر شعر وفادة النابغة الجعدي على النبي صلى الله عليه وسلم)) المنسوب لأبي اليُمْن الكندي.
3 ـ ((مشيخة أبي عبد الله الرازي)) الشهير بابن الحطاب.
4 ـ ((مشيخة أبي طاهر ابن أبي السقط)).
5 ـ ((معجم مشايخ محمد بن عبد الواحد الدقاق)).
6 ـ ((مجلس إملاء)) لمحمد بن عبد الواحد الدقاق.
7 ـ ((أحاديث الشيوخ الثقات)) لأبي بكر محمد العبد الباقي الأنصاري، وهو رسالة دكتوراه.
ثانياً: المؤلفات:
8 ـ ((المنهج المقترح لفهم المصطلح)).
9 ـ ((المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس، دراسة نظرية وتطبيقية على مرويات الحسن المصري)) وهو رسالة الماجستير.
10 ـ ((نصائح منهجية لطالب علم السنة النبوية)).
11 ـ ((العنوان الصحيح للكتاب)).
12 ـ ((ذيل لسان الميزان)).
13 ـ ((خلاصة التأصيل لعلم الجرح والتعديل)).
14 ـ ((إجماع المحدثين)).
وهناك كتابان طُبعا ولم يُنشرا، لأن الشيخ أرسلهم لِيُحَكّما في جامعة الأزهر، وقد حُكّما، وهم في طور النشر:
15 ـ ((تسمية مشايخ أبي عبد الرحمن النسائي))، فالإمام النسائي له مشيخات كان يُعتقد أنها مفقودة، وقد اطلع الشيخ على نسختها وحققها، وأرسلها للأزهر وحُكّمت ـ بحمد الله ـ وسَتُنْشَر ـ بإذن الله ـ في هذه الأيام القريبة.
16 ـ ((بيان الزمن الذي ينتهي عنده التصحيح عند ابن الصلاح)).
دروسه ومنهجه فيها:
أول مشاركة للشيخ خارج الجامعة كانت في عام 1411 هـ.
ثم أول مشاركة في الدورات الصيفية عام 1414 هـ في جدة، وكانت في شرح ((نزهة النظر)) في مكة.
ومن أهم الدروس التي أُقِيمت درس في كتاب ((الموقظة)) في جدة.
ودرس في شرح ((كتاب ابن الصلاح)) وله الآن ثلاث سنوات.
وهناك دورات علمية مختلفة داخل المملكة وخارجها.
ومنهجه فيها على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى:
للمبتدئين؛ ويحرص الشيخ فيها على حَلِّ ألفاظ الكتاب المشروح، لأنهم ليسوا في مقدرة أنهم يعرفوا الراجح والمرجوح فتشوّش أذهانهم في هذا الأمر، فالشيخ يرى أنه لا بُدَّ من السير معهم في البداية على طريق ليس فيها كثير من العقبات، فيكتفي بشرح ألفاظ الكتاب كـ ((النزهة)) وما شابهه ذلك، فالشيخ يعتبر أن هذه المرحلة لا بد من المرور بها قبل أن يصل الطالب إلى درجة المناقش في قضايا العلم والمسائل المختلفة فيه، فلا بد أن يُأصل ـ في البداية ـ تأصيلاً علمياً.
الدرجة الثانية:
وهي درجة إبداء الراجح باختصار نوعاً ما، كأن يشرح الكتاب ويفكّ رموزه مع بيان الراجح في المسائل باختصار، وهذا يكون في الدرجة الوسطى في التدريس.
الدرجة الثالثة:
أن يتخذ من الدرس مجالاً للمناقشة ولإبداء الآراء المختلفة ولبيان أدلة الترجيح بصورة واضحة، وهذه هي التي يسير عليها الشيخ في درس ابن الصلاح، وفي بعض الدروس التي يلقيها بصورة خاصة لبعض طلبة العلم في المنزل أو في مكان آخر، والشيخ يرى أن هذه الطريقة أحسن الطرق في التعامل الطلاب.
والله أعلى وأعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[ابن معين]ــــــــ[15 - 03 - 02, 10:32 م]ـ
بارك الله فيك أخي راية التوحيد على هذه الترجمة الوافية الشافية لشيخنا الشريف حاتم حفظه الله.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[16 - 03 - 02, 02:47 ص]ـ
الله يحفظكم جميعا:
وشكرا لكم لاستضافة الشيخ الفاضل المحدث العوني.
ثم آمل منكم سؤاله - بعد سلامي الحار عليه-عما يلي:
1 - ماذا ترون في رواية سعيد عن عمر.
2 - عامر الشعبي عن علي.
3 - ما الضابط الدقيق في تقوية الاحاديث بالشواهد.
4 - ما رايكم بحديث قراءة اية الكرسي بعد الصلاة.
أعذروني ايها الشيخ الفاضل على الاكثار عليكم فنحن نفتقد لمثلكم، ونسمع عنكم الذكر الحسن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/3)
ـ[المستوحش]ــــــــ[16 - 03 - 02, 09:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فضيلة الشيخ سؤالي يتعلق بقضية التفريق بين منهج المتقديمين والمتأخرين في التصحيح والتضعيف. ارجوا منكم البيان الشافي عن هذه القضيه،
وهل هذا التفريق سا ئغ.
وهل الشيخ الإمام الألباني عليه رحمة الله كان على منهج المتقدمين أم المتأخرين.
ثانيا: ما هو الضابط في مخالفة المتقديمين في التصحيح والتضعيف، وهل يسوغ تصحيح او تضعيف حد يث مخالفة للمتقديمن.
اقصد اذا ورد حد يث ضعيف لم يصححه احد فهل يسوغ تصحيحه للمتأخرين بناء على ما تبين لهم من حيث خبرتهم وعلمهم في التصحيح والتضعيف لا اتباعا للهوى بل عن طريق الدراسة والبحث.
وجزاكم الله خيرا وسدد خطاكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السلفية دين الله الخالص من شذ عنها هلك.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[16 - 03 - 02, 02:05 م]ـ
وهذه أسألة لأحدهم:
س / ما رأيكم في ععنعة أبي الزبير المكي عن جابر بن عبد الله؟
س / هل صحيح أنه ليس هناك فرق بين الأئمة القدامى والمتأخرين في علوم الحديث، لأني سمعت من قال أن التفرقة بدعة عصرية؟
س / هل كل من وُصف بالتدليس وعنعن ترد روايته؟
س / ما معنى القرائن التي في علوم الحديث، ومتى نُعملها؟
س / أريد أن أتمكن في علم العلل فما العمل؟
س / من سيكمل تحقيق كتاب ((علل الدارقطني)).
وبارك الله فيكم وحفظكم الله تعالى.
ـ[أمير الركب]ــــــــ[16 - 03 - 02, 07:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ..
إلى الإخوان الأكارم جزاكم الله خيرا أرجو أن تبلغوا سلامي على الشيخ
أولا ولي بعض الأسئلة ثانيا: منها/
1 - ماصحة زيادةالبيهقي (إنك لاتخلف الميعاد) بعدالدعاء ... عقب الأذان؟
2 - ماصحةحديث (رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من
النار) .. وهوحديث متكلم فيه من العلماءالمعاصرين خصوصا .. نرجو تبيين
ذلك مأجورين؟
3 - هل كل مايقوله الألباني رحمه الله من تصحيح وتضعيف وغيره
صحيح قطعا،،حتى لو حسنه الترمذي أو ابن ماجه مثلا
فبعض العلماء يأخذعليه بعض المآخذ في تخريج الأحاديث ..
أناأعلم مكانة الألباني تماما ومن مستمعي أشرطته كرحلة النور وغيرها
وهل مقبل الوادعي رحمه الله يعد من علماء الحديث المعتبرين في
التخريج وغيره؟
أرجو الافادة
وجزاكم الله خيرا
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[16 - 03 - 02, 09:56 م]ـ
فضيلة الشيخ (حفظه الله):
قال ابن عبدالبر في (التمهيد 10/ 278) عن أحاديث سقوط الجمعة والظهر: "ولم يخرج البخاري ولا مسلم بن الحجاج منها حديثاً واحداً وحسبك بذلك ضعفاً لها". اهـ.
فهل إذا لم يكن لحديث ما أصلٌ في الصحيحين يُعتبر ضعيفاً؟
وهل يقتصر ذلك على المسائل الفقهيّة أم يتعدّاه لغيرها؟
وماذا لو وجدنا أحاديث في غير الصحيحين وفيها ترجيحٌ للمختلف فيه من أقوال أهل المذاهب ولكن ليس لها أصل في الصحيحين، هل نعمل بها؟
وجزاك الله خيراً.
ـ[ Abou Anes] ــــــــ[16 - 03 - 02, 09:58 م]ـ
ثبت الله شيخنا وسدد خطاه ووفقه لما يحبه ويرضاه.
س1/ كيف لطالب علم أن يفرق بين كتب الفقه وكتب الحديث خاصة إذا كانت تتشابه مثل كتاب نيل الأوطار مثلا؟
س2/ هل ترون أن طلب العلم على مذهب فقهي معين حتى التمكن منه ثم بعده يبدأ الطالب بالنظر إلى المذاهب الأخرى عمل صحيح؟
س3/ ما هو الضابط في التفريق بين طالب علم مبتدئ ومتوسط ومتقدم؟
هذا ما لدي ولو أن الأسئلة كثيرة، لكن لا نريد أن نزاحم الاخوة المتبقيين.
نسأل الله التوفيق لنا ولكم لما يحبه ويرضاه.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[16 - 03 - 02, 10:04 م]ـ
فضيلة الشيخ:
هل هناك طريقة سهلة لمعرفة زوائد عبدالله بن الإمام أحمد على مسند أبيه بمجرّد التأمّل في السند؟
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[17 - 03 - 02, 01:46 ص]ـ
فضيلة الشيخ:
قال ابن عدي في أحمد بن محمد اليمامي: "مقارب الحديث وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق".
وقال البخاري في أبي حمزة الثمالي: "هو عندي مقارب الحديث ليس له كبير حديث".
وقال في عمر بن هارون: "مقارب الحديث، لا أعرف له حديثاً ليس إسناده أصلاً أو قال ينفرد به إلا هذا الحديث".
فمن هذه العبارات يظهر أنّ "مقارب الحديث" ليست تقوية لحال الراوي، وإنّما نفي للضعف الشديد عنه فقط.
فما قولكم (وفقكم الله)؟
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[17 - 03 - 02, 04:45 ص]ـ
ما هي الطريقة لمعرفة ما رواه عبدالرزاق عن الثوري في مكّة؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 03 - 02, 06:55 ص]ـ
فضيلة الشيخ
لقد أراد الإمام أحمد من تصنيفه لمسنده جمع كل الأحاديث التي لها أصل. فإذا وقعنا على حديث ليس في مسنده عرفنا أنه ليس له أصل.
ولكن في الصحيحين بعض الأحاديث مما لم يخرجها أحمد في مسنده. ولا أعلم أحداً من العلماء ضعف حديثا بمجرد أنه ليس في المسند. فما هو السبب يا ترى؟
هل يمكن أن يقال أن هذا بسبب عدم اطلاع الإمام أحمد على تلك الروايات؟ لكن كيف نقول ذلك وقد علمنا أنه كان يحفظ ألف ألف حديث (أي مليون حديث)؟
وهل من الممكن أن يقال أنه قصد الأحاديث المشهورة ولم يقصد الأحاديث الغريبة الصحيحة؟! أم أنه لم ينه كتابة مسنده؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/4)
ـ[محمد بن ناصر الناصر]ــــــــ[17 - 03 - 02, 11:51 ص]ـ
شيخنا الكريم:
أحمد الله تعالى أن منّ علينا بمخاطبتكم عبر هذه الوسيلة الجديدة، و جزاك الله عنّا خيرا، و زادك الله رِفعة في القدر و العلم ...
فضيلة الشيخ: هل لي أن أقترح عليك - و قد أنقذك الله من البحوث الأكاديمية - أن تفرغ لاستقراء الصحيحين، لتزيد (إجماع المحدّثين) بيانا و قوة. و لا يخفى على شريف علم الشيخ ما لدعوته الطيبة من ثقل في الواقع، و مخالفة للمألوف، فبالاستقراء الدقيق تُقطع الحجة المُقلّ الفقير، و يُذعن المتشكك الذي عنده من الإنصاف شروى نقير.
فهل للشيخ أن يعدنا بأن تكتحل العيون برؤية (حُجة إجماع المحدثين) ...
السؤال الآخر:
هل في شيء من الطرق التي أسندها أو أشار إليها الإمام مسلم - رحمه الله تعالى - في صحيحه عِلة قَصًد إخراجها بعد أن بدأ بما يُرجحه، أم أنه لم يذكر من الوجوه إلا ما صحّ عنده ... ؟
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[17 - 03 - 02, 03:25 م]ـ
شيخنا الحبيب
لي فترة وأنا أريد تحرير مسألة أحاديث الأصول والشواهد في
الصحيحين فالبعض يقول أنهم يأتون بالأصل في أول الباب
والبعض يقول لا لابد من النظر في السند فمتى كان هناك ضعيف
أو صدوق عرفنا أن ذلك من الشواهد وغيرها كثير
فما هو الضابط في معرفة الأصل من الشاهد في الصحيحين؟
هذا أولا.
ثانيا: ما هو صحة حديث لا تأخذ النواصي إلا في الحج أو العمرة
ومن رواه؟
ما هو هاتفكم الشخصي للإتصال عليكم وماهو الوقت الذي تستقبلون
فيه الأسئلة؟
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[17 - 03 - 02, 05:18 م]ـ
وهذه أسألة ــ أيضاً ــ لأحدهم:
س / ما رأي فضيلتكم بكتاب ((التنكيل لما في توضيح المليباري من أباطيل)) للمدخلي.
س / كيف تُعرف مخالفة الراوي للأثبات.
س / سمعت شريط اسمه ((من بدع المُحْدَثين على المُحدّثين))
لمجموع من الأردن يردون رداً قوياً على من قال بالتفرقة بين منهج الأئمة المتقدمين ومنهج المتأخرين،، ويقولون أن الشيخ عبد الله السعد ينكر الحديث الحسن.
فما رأيكم حفظكم الله؟
س / كيف نعرف أن الراوى أنتقى من أحاديث الراوي.
س / ما تقيمكم بتحقيق كل من:
1 ـ شعيب الأرناؤوط.
2 ـ حمدي السلفي.
3 ـ عبد المعطي أمين قلعجي.
س / كثر في الآونة الأخيرة رد كلام الأئمة النقاد بحجة " كم ترك الأول للآخر "، من ذلك قول الإمام أحمد أو أبي زرعة أو غيره: ((لا يثبت في الباب شي)) فيأتي البعض ويقول: (بل ثبت)، مثل حديث التسمية في الوضوء.
س / يقال أن المقترحات التي ذكرتموها في كتابكم ((المنهج المقترح)) لا يمكن أو يصعب لأحد تطبيقها.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[17 - 03 - 02, 09:59 م]ـ
فضيلة الشيح:
(1) قرأتُ في بعض الكتب أنّ البخاري (رحمه الله) أورد في صحيحه أحاديث لا لشيء سوى لإثبات سماع راوٍ من شيخه، وأحياناً لا يكون لهذه الأحاديث علاقة بالباب التي أوردها تحته. فهل هذه الأحاديث على شرطه؟
(2) هل أسانيد الخطيب البغدادي إلى علماء الجرح والتعديل كلّها تصل إلى كتب هؤلاء العلماء أو من دوّن أقوالهم؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[18 - 03 - 02, 11:50 ص]ـ
السلام عليكم
شيخنا الفاضل
ما فائدة الخلاف في سماع الحسن من سمرة إذا علمنا أن الحسن مدلس، فإذا قال (عن سمرة) ضعفنا الحديث لأجل عنعنة الحسن؟
فما الذي يتغير في هذا الحكم لو ثبت أن الحسن قد سمع من سمرة؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[18 - 03 - 02, 12:10 م]ـ
أحسن الله إليك يا شيخنا
- ما هي الطريقة المثلى لقراءة كتب الحديث من صحاح وسنن ومسانيد .. الخ
هل تكون القراءة بصوت مرتفع أم لا؟
وهل يخصص لذلك برنامج يومي على مدة طويلة أم تكون على شكل مجالس معدودة في مدة قصيرة؟
وما هي أولويات القراءة: هل يقوم الطالب بتكرار الصحيحين والكتب الأربعة مثلا أم ينشغل بمطالعة كتب الحديث غير المشهورة كمعاجم الطبراني ومسند البزار الخ؟
وما هو العدد الكافي من المطالعات للصحيحين مثلا ليكون الطالب على معرفة عامة بما فيهما؟ ونفس الشيء بالنسبة للسنن ومسند أحمد؟
هل الأفضل مطالعة المسند الأصلي أم يبدأ بكتاب الفتح الرباني مثلا قبل الانتقال للمسند؟
وهل لكم نصائح عامة في هذا الباب؟
السلام عليكم
ـ[عصام البشير]ــــــــ[18 - 03 - 02, 12:12 م]ـ
السلام عليكم
هل الإمام العجلي عنده تساهل في التوثيق؟
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[18 - 03 - 02, 04:36 م]ـ
شيخنا بارك الله فيكم:
س / هل للقَطِيعي زيادات على ((مسند الإمام أحمد))؟
س / ما صحة حديث أسماء في الحجاب؟
س / ما صحة حديث صلاة التسابيح؟
س / ما القول الصحيح في رواية ابن لَهيعة؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[18 - 03 - 02, 07:48 م]ـ
السلام عليكم
- كيف يضبط لقب (المناوي) هل بضم الميم أم بفتحها؟ وما معنى هذه النسبة؟
- هل (حميد) والد (عبد بن حميد) صاحب المسند مكبر أم مصغر؟
جزاكم الله خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/5)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[18 - 03 - 02, 07:53 م]ـ
السلام عليكم
ليتك يا شيخنا الفاضل تتحفنا بكلمة مختصرة عن فضل ومنزلة المحدثين والحفاظ المتقدمين، لأننا صرنا نرى بعض الناس يقللون من مرتبتهم ويتجرئون عليهم ويقدمون بعض المعاصرين عليهم عند تعارض أقوالهم ..
بارك الله فيك وأحسن إليك ..
ـ[واسع السرب]ــــــــ[19 - 03 - 02, 12:00 ص]ـ
فضيلة الشيخ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته وبعد
قرأنا ما تُرجم لكم فعرفنا نسبكم وزادكم نسبكم شرفاً وعلواً، وزادتنا سيرتكم في الطلب والتحصيل حباً وتعظيما أيها الشريف الصالح.
سؤالي غفر الله لكم .. ما رأيكم فيمن يُذهب جل وقته! في تعلم العلل الحديثية ودراسة الأسانيد ويترك التفقة في الدين. وتعلم مسائل العبادات والمعاملات. فتجد بعض طلبة العلم يتكلم في ذلك الحديث ويأتي بأقوال الائمة رحمهم الله فيه ويزيد ما شاء الله أن يزيد! ولكن لو تسأله عن مسائلة فقيه عصرية مهمة قال الله ورسوله أعلم .. وهو بقوله اصاب من حيث المبدأ، وأخطأ من حيث أهمل فلم يتعلم.
أفتونا مأجورين وشكر الله سعيكم وبارك لكم في عمرك ووقتكم. والسلام
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[19 - 03 - 02, 12:14 ص]ـ
فضيلة الشيخ:
ما قولكم في حديث دعاء كفّارة المجلس؟
فقد تكلّم البخاري في أحد أسانيده، وأبوحاتم في إسناد آخر.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[19 - 03 - 02, 11:39 ص]ـ
السلام عليكم
- ما درجة حديث التوسعة على العيال في عاشوراء؟
- ما هو الحد الأدنى من ساعات الاشتغال بطلب العلم (من مطالعة وحفظ .. ) في اليوم ليكون طالب العلم في مستوى جيد؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[19 - 03 - 02, 09:17 م]ـ
السلام عليكم
- ما رأيكم بكتابات محمود سعيد ممدوح الحديثية مثل كتاب التعريف، ورفع المنارة، .. الخ.
- ما الفرق بين الجزء والرسالة؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[ابو هدى]ــــــــ[21 - 03 - 02, 08:22 م]ـ
اشكر اخواني القائمين على المنتدى و اسأل الله ان يوفقهم للخير و سؤالي هو:
س: ما هو الضابط في معرفة سماع الحسن من ابي هريرة رضي الله عنه، فالبعض يقول هذا الحديث سمعه الحسن من ابي هريرة رضي الله عنه و هذا لم يسمعه؟
س: اريد مثالا للحديث المعلول و بيان علته و هل أئمة هذا الشأن انتهوا فليس هناك وريث لهم يستطيع الخوض في هذا العلم؟
و جزيتم خيرا
ـ[الصارم المنكي]ــــــــ[22 - 03 - 02, 12:26 ص]ـ
فضيلة الشيخ حاتم:
هل يصح الاخذ بظواهر الادله من غير النظر لفقه الصحابه لها؟؟؟
وماهي ضوابط الاخذ بظواهر الادله؟ بارك الله فيكم
ـ[احمد بخور]ــــــــ[23 - 03 - 02, 03:45 ص]ـ
الآية التي اختلف اهل العلم في فرضية الحج وبالتالي فيما يتبع ذالك من المسائل مثل هل هو على الفور ام على التراخي والخـ ـــــ
آية آل عمران (((وأتموا الحج والعمرة لله)))
بالإجماع انها نزلت في قصة كعب بن عجرة رضي الله عنه
وكانت قصة كعب في الحديبية السنه السادسه وبسببها قال الشافعي ان فرضيّة الحج في السنة السادسة
ولما رأيت قول الإمام الشافعي قلت لماذا لانرجع الى التفسير انظر الى قول ائمة التفسير من المتقدمين فيها
وتفاجأت ان اقوال المفسرين فيها غير ما يتكلم بها شيخ الإسلام من انها في صدر آل عمران وان صدرها نزل في الوفود وانها في التاسعه ووووو
لاكن الإمام ابن مسعود رضي الله عنه كان يقرأ في الآية بقراءة خاصة
(((وأقيموا الحج والعمرة لله)) وقال ابن جريرفي تفسيره (تأويل هؤلاء في قوله تبارك وتعالى: {وأتموا الحج والعمرة لله} أنهما فرضان واجبان من الله تبارك وتعالى أمر بإقامتهما، كما أمر بإقامة الصلاة، وأنهما فريضتان، وأوجب العمرة وجوب الحج. وهم عدد كثير من الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من الخالفين كرهنا تطويل الكتاب بذكرهم وذكر الروايات عنهم. وقالوا: معنى قوله: {وأتموا الحج والعمرة لله} وأقيموا الحج والعمرة. ذكر من قال ذلك ذكرمنهم علي بن ابي طالب عن علي: " وأقيموا الحج والعمرة للبيت " ثم هي واجبة مثل الحج
ابن مسعود رضي الله عنه عن عبد الله: "وأقيموا الحج والعمرة إلى البيت" ثم قال عبد الله: والله لولا التحرج وأني لم أسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها شيئا، لقلت إن العمرة واجبة مثل الحج.
ثم قال (وكأنهم عنوا بقوله: أقيموا الحج والعمرة: ائتوا بهما بحدودهما وأحكامهما على ما فرض عليكم.)
وذكر ان ذالك قول ابن عباس فيها
انا انبه الإخوة الى اهمية الاهتمام بكلام الأئمة المتقدمين في كل شيء فالآية شاملة للمعنين ولاتنافي
فأقيموها كما تقيمون الصلاة فيكون فيه دليل للفرضية وكذالك اذا ابتدأتم فأتموها
مع ما ذكره الشافعي من انها فرض السادسة
مع انك تجد من تكلم عن الحج ووجوبه من الأئمة ممن الف في الحديث اوتكلم في الفقه قبل شيخ الإسلام لما يذكرون أدلة الفرضية يذكرون هذه الآية
هذا ما تيسر على عجالة ارجو من الإخوة إفادتي هل هو صحيح
وجزاكم الله خيرا والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/6)
ـ[المستوحش]ــــــــ[23 - 03 - 02, 11:30 ص]ـ
فضيلة الشيخ حاتم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السؤال الأول: ما مدى صحة الحد يث الوارد في صيام يوم السبت؟
السؤال الثاني: ما مدى صحة الحديث الوارد في حكم من لم يطف طواف الإفاضة قبل الغروب، رجع محرما كما كان.
أرجوا منكم الرد مع الدليل والاستفاضة في شرح الحديثين وتوضيح حكمهما بشي من الاسهاب والتطويل.
السلفية دين الله الخالص من شذا عنها هلك.
ـ[ daooddaood] ــــــــ[23 - 03 - 02, 08:34 م]ـ
هل ورد احاديث صحيحة اوغير صحيحة بخصوص ان الجزيرة العربية
لايحدث بها زلازل وشكرا
ـ[المستوحش]ــــــــ[24 - 03 - 02, 05:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فضيلة الشيخ ما هو حكم تحريك السبابه في التشهد، وما هو تعريف
الشذوذ. والتفرد.
وهل اللفظة المفسرة للمعنى تعتبر شذوذا.
أقصد لفظة التحريك الواردة في التشهد هل هيه شاذة أم مفسرة
للفظة الأشارة.
وجزاكم الله خيرا
السلفية دين الله الخالص من شذا عنها هلك.
ـ[المستوحش]ــــــــ[24 - 03 - 02, 05:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فضيلة الشيخ ما هو حكم رواية عبد الله ابن لهيعة، وهل تقبل روايته
عن غير العبادلة.
وجزاكم الله خيرا.
السلفية دين الله الخالص من شذا عنها هلك.
ـ[عبدالله المسلم]ــــــــ[24 - 03 - 02, 05:22 م]ـ
فضيلة الشيخ حاتم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أتمنى من فضيلتكم دوام المشاركة في مثل هذه المنتديات الطيبة حتى يتسنى لنا الإستفادة منكم.
سؤالي هو: ما صحة ما هو مشهور من أن ابن عباس كان يروي عن بني إسرائيل مع أنه رضي الله عنه أنكر على من يروي عنهم كما في صحيح البخاري. والله يرعاكم
ـ[المستوحش]ــــــــ[25 - 03 - 02, 11:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ الفاضل حاتم العون:
1_ ما مدى صحة الأثر الوارد عن ابن عباس رضي الله عنهما، في تفسير قول الله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون). المائدة.
وجزاك الله خيرا وبارك في عمرك وأحسن لك المثوبة.
السلفية دين الله الخالص من شذا عنها هلك.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 03 - 02, 09:07 ص]ـ
ما هو تحقيق مقولة مالك ((الاستواء معلوم والكيف مجهول ... ))
سمعت هذه العبارة بعدة معاني وهي حكاية واحدة على الأرجح. ومن أشهر هذه الصيغ هي:
-الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة
-الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول
- الكيف معقول والاستواء مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة
(لاحظ كيف انقلب المعنى بالعكس)
- الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه ولا يقال له كيف
-مجهول معقول وعلى الله الرسالة وعلى رسوله البلاغ وعلينا
التسليم
والحكاية واحدة! فما هو إسناد هذه المقولة؟
ـ[يعقوب بن مطر العتيبي]ــــــــ[27 - 03 - 02, 05:42 م]ـ
شيخَنا الفاضل / حاتم الشريف حفظه الله ورعاه ..
_ ما صَحّة النهي عن قرع الكئوس أعني ضرب بعضها ببعض عند الشرب لِعلّة مشابهة الفسّاق (هل ورد في ذلك حديث)؟؟
_ هل يمكن أن يوجد حديثٌ معلول المتن مع سلامة سنده؟؟
وجزيتم خيراً(1/7)
الإجابة على الأسئلة الواردة من ملتقى أهل الحديث (المجموعة الأولى والثانية)
ـ[حاتم الشريف]ــــــــ[23 - 03 - 02, 01:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على آله وصحبه ومن والاه
أما بعد:
فجوابا على أسئلة الإخوان الذين راسلوا منتدى بلجرشي حول بعض مسائل علم الحديث ,أقول (وبالله التوفيق):
الجواب على أسئلة عبدالله العتيبي:
1 - ماذا ترون في رواية سعيد عن عمر.
2 - عامر الشعبي عن علي.
3 - ما الضابط الدقيق في تقوية الاحاديث بالشواهد.
4 - ما رايكم بحديث قراءة اية الكرسي بعد الصلاة.
أعذروني ايها الشيخ الفاضل على الاكثار عليكم فنحن نفتقد لمثلكم، ونسمع عنكم الذكر الحسن.
1 - صح عن سعيد بن المشيب أنه ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه , أي أنه ولد سنة (15) 0 وعمر رضي الله عنه توفي سنة (23) , أي وسن سعيد حينها (8) أعوام 0
وقد نفى عامة أهل العلم أن يكون قد سمع كل ما رواه عن عمر رضي الله عنه , مع إثبات عدد منهم له رؤية وسماعا مجملا من عمر في بعض الحوادث , كنعيه النعمان بن مقرن, وغير ذلك
لكن يبقى أن مرويات سعيد بن المشيب عن عمر , وخاصة لفتاواه وأقضيته =كثيرة جدا ,لايتصور أن يكون ابن ثمان سنين قد سمع ووعى ذلك كله عن خليفة المسلمين عمر رضي الله عنه0
لذلك كان لابد من الإقرار بأن سعيدا سمع القليل من عمر رضي الله عنه ,وأن أكثر مروياته عنه لم يسمعها منه0
ومع ذلك يقول الإمام أحمد , وقد سئل: سعيد عن عمر حجة؟ فقال:
(هو عندنا حجة ,قد رأى عمر وسمع منه ,وإذا لم يقبل سعيد عن عمر فمن يقبل؟!!) 0
وقال أبو حاتم الرازي:
(حديثه عن عمر مرسل , ويدخل في المسند على المجاز) , يعني على التجوز والتساهل 0
وعبارة أبي حاتم تفسر عبارة الإمام أحمد , وأنه لم يكن يقصد تصحيح سماع سعيد من عمر رضي الله عنه في كل ما رواه عنه, وإنما قصد قبول حديثه عنه لقرائن وأسباب احتفت بروايته عنه 0
ومن هذه القرائن:
- أن سعيد بن المسيب من كبار التابعين 0
- وأنه أعلم التابعين (كما أطلق ذلك غير واحد من الأئمة) , أو من أعلمهم0
- أنه مدني , وحديث أهل المدينة (وخاصة في تلك الطبقة) أنقى حديث أهل الأمصار , وأبعده عن العلل والتزيد: المقصود وغير المقصود 0
- وأنه لايحدث إلا عن الثقات 0
- وأن مراسيله عن النبي صلى الله عليه وسلم أصح المراسيل , فكيف عن أصحابه؟!
وكيف عمن أدركه وسمع منه شيئا؟
- أن مراسيله عن النبي صلى الله عليه وسلم سبرت فما وجد فيه ما لايقبل،إلا الشيء القليل الذي لايخفى على أهل العلم 0
- ويضاف إلى ذلك كله أنه كان أعظم الناس عناية بجمع علم عمر رضي الله عنه، من المرويات والفتاوى 0 يقول يحيى بن سعيد الأنصارى:
((إن ابن المسيب كان يسمى راوية عمر بن الخطاب، لأنه كان أحفظ الناس لأحكامه وأقضيته)) 0 وقال مالك، وسئل عن سعيد: هل أدرك عمر؟ فقال:
((لا، ولكنه ولد في زمان عمر، فلما كبر أكب على المسألة عن شأنه وأمره , حتى كأنه رآه 0 وبلغني أن عبد الله بن عمر كان يرسل إلى ابن المسيب يسأله عن بعض شأن عمر وأمره)) 0
فلهذه القرائن ولغيرها خصت مراسيل سعيد عن عمر بالقبول , وهذا حق، فإن لم يقبل سعيد عن عمر فمن يقبل؟!
لكن يبقى أن كون أكثر مروياته عن عمر رضي الله عنه مرسلة داعيا لعدم الإعتداد بها والإعتماد عليها كاعتدادنا واعتمادنا على المتصل الصحيح، ولا بد من مراعاة كل رواية، وما يحتف بها من قرائن الرد: كالمخالفة أو النكارة والشذوذ 0 وهذا أمر عسير جدا , لايدخل غماره إلا من له قدم صدق راسخة في علم الحديث 0
2 - وأما رواية الشعبي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فهي وإن كان فيها شبه برواية سعيد عن عمر رضي الله عنه، من جهة ثبوت رؤية الشعبي وسماعه لحديث واحدعن علي رضي الله عنه، إلا أن أهل العلم لم يحكموا بقبولها كما فعلوا في حديث سعيد عن عمر رضي الله عنه، كما سبق بيانه 0
وما هذا التفريق بين الصورتين إلا لاختلاف الحالين , ولفقدان بعض أهم القرائن التي سبقت في كلامنا عن حديث سعيد عن عمر رضي الله عنه في حديث الشعبي عن علي رضي الله عنه 0 حتى أن أبا حاتم الرازي لإنكاره ثبوت ما أكثر روايته الشعبي عن علي رضي الله عنه من مسائل الفرائض ليقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/8)
((هذا عندي ما قاسه الشعبي على قول علي، وما أرى عليا كان يتفرغ لهذا)) 0 وهناك احتمال آخر لسبب رد حديث الشعبي عن علي رضي الله عنه عند بعض الأئمة وهو أن الشعبي أخذ الفرائض عن الحارث الأعور عن علي رضي الله عنه عند بعض الأئمة، وفي الحارث كلام شهير لأهل العلم 0
3 - تقوية الأحاديث بالشواهد (أي بمجيء الحديث من رواية صحابي آخر، على حسب المشهور عندنا من معنى الشاهد) من المسائل التي توسع فيها أكثر المتأخرين والمعاصرين توسعا غير مرضي، فلا ما هم عليه بصحيح، ولا إغلاق باب هذا النوع من القرائن بالصحيح أيضا، والتوسط هو الصواب 0
أما وضع ضابط للحالة التي تقوى فيها الشواهد والحالة التي لا تقوي فيها، فهذا أمر يعرفه ذووا الخبرة والعلم، ولكل مسألة جزئية حكمها الخاص 0
لكني أقول: إن الشاهد إذا كان مختلف المخرج، ولا يعود الحديث الضعيف الذي أريد أن أعضده به اليه , أو يعود هو إليه، وأطمأن قلب الناقد إلى أنه شاهد حقيقي ليس وهميا = يمكن أن ينفع في تقوية الحديث الضعيف 0 وكلما اتحد اللفظ في الشواهد أو تقارب تقاربا كبيرا , كلما كان ذلك أدعى للانتفاع بشهادته 0 وكلما كان الضعف خفيفا كلما كان التقوي بالشاهد مقبولا، وكلما ازداد الضعف قوة كلما بعد إحنمال التقوي بالشاهد، حتى إذا بلغ الضعف درجة شدة الضعف العائدة إلى الإتهام بالكذب سقط احتمال تقويه مطلقا 0
الخلاصة: أن الشواهد قرائن تقويه وترجيح 0 فقد تقوى هذه القرائن على التقوية أو الترجيح في مسألة، لعدم وجود قرائن في جانب الرد والتضعيف، أو لضعفها في مقابل قرائن التقوية 0 أو لاتقوى على ذلك؛ لنزولها وضعفها في مقابل قرائن الرد 0
4 - وأما حديث ((من قرا آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يكن بينه وبين الجنة إلا الموت))، فهو حديث مقبول، لاينزل عن درجة الحسن 0
ولو لم يكن له إلا حديث أبي أمامة رضي الله عنه لكفاه، فهو حديث أخرجه النسائي في الكبرى ولم يعله , وصححه ابن حبان 0 ولا أعرف أحدا من المتقدمين أعله، إلا ما كان من حكمهم بتفرد أحدرواته به 0 لكن الحكم بالتفرد وحده مع عدم وجود نكارة في اللفظ، ومع عدم الإعلال من قبل أئمة النقد به، بل مع تصحيحهم له = لايصح أن يكون متعلقا للتضعيف 0
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[23 - 03 - 02, 01:20 ص]ـ
لي الفخر اولا ان اكون السابق بالترحيب بشيخنا المحدث الفاضل المتواضع المصنف المتفنن:
حاتم الشريف.
شكر الله لك تواضع ونزولك بساحتنا لله درك شيخنا
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[23 - 03 - 02, 02:56 ص]ـ
أهلاً ومرحباً بفضيلة الشيخ المحدّث حاتم الشريف بيننا.
وجزاه الله خيراً على ما تكبّده من جهد في الإجابة على أسئلة الروّاد.
ـ[احمد بخور]ــــــــ[23 - 03 - 02, 03:17 ص]ـ
انا احبك في الله واسأل الله ان يبارك في علمك وعملك
ـ[د. كيف]ــــــــ[23 - 03 - 02, 06:08 ص]ـ
هل لمثلي أن يقول لمثلك: أحسنت!!!!!!!!
اللهم زده علماً وعملاً
ـ[حاتم الشريف]ــــــــ[23 - 03 - 02, 12:17 م]ـ
الجواب عن أسئلة المحتوش:
فضيلة الشيخ سؤالي يتعلق بقضية التفريق بين منهج المتقديمين والمتأخرين في التصحيح والتضعيف. ارجوا منكم البيان الشافي عن هذه القضيه،
وهل هذا التفريق سا ئغ.
وهل الشيخ الإمام الألباني عليه رحمة الله كان على منهج المتقدمين أم المتأخرين.
ثانيا: ما هو الضابط في مخالفة المتقديمين في التصحيح والتضعيف، وهل يسوغ تصحيح او تضعيف حد يث مخالفة للمتقديمن.
اقصد اذا ورد حد يث ضعيف لم يصححه احد فهل يسوغ تصحيحه للمتأخرين بناء على ما تبين لهم من حيث خبرتهم وعلمهم في التصحيح والتضعيف لا اتباعا للهوى بل عن طريق الدراسة والبحث.
سؤاله الأول: عن التفريق بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين في التصحيح والتضعيف، وهل هذا التفريق سائغ؟
ويطلب البيان الشافي في ذلك 0
أما البيان الشافي فهو حري بمصنف كامل، وهو ما قمت به بفضل الله ومنته، من نحو ثلاث سنوات 0 وإنما أخرت طباعته ونشره استكمالا لبعض الجوانب غير الأساسية المتعلقة بالموضوع، فعسى أن ييسر الله تعالى نشره قريبا (بإذنه عز وجل) 0
لكني سوف أذكر بعض الأمور التي تجلى وجه الحق في هذه المسألة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/9)
أولا: لايتردد أحد ممن له علاقة بعلم الحديث أن أئمة النقد في القرن الثالث والرابع، من أمثال ابن معين وابن المديني وأحمد والبخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وأبي حاتم وأبي زرعة وابن خزيمة والعقيلي وابن أبي حاتم وابن عدي وابن حبان والدارقطني وأمثالهم = أنهم أعلم (بمراتب كثيرة) من المتأخرين من أمثال الذهبي وابن حجر والسخاوي والسيوطي فمن جاء بعدهم إلى المعاصرين 0
ثانيا: لايشك أحد ممن له علاقة بعلم الحديث وبعلمائه وتراجمهم وأخبارهم أن أئمة الحديث ممن سبق ذكر أعيانهم أسلم الناس قلبا (وفكرا) من العلوم الدخيلة على العلوم الإسلامية التي أثرت فيها تأثيرا سيئا، كعلم المنطق ووليده علم الكلام، وأنهم في هذا الأمر ليسوا كعامة المتأخرين ممن تأثروا بتلك العلوم: بطريق مباشر أو غير مباشر (كما بينت ذلك في المنهج المقترح) 0
ثالثا: لايخفى على أحد أن علم الحديث كان خلال القرون الأولى حيا بين أهله؛ لأنهم هم الذين سايروا مراحل نموه وتطوره، وواجهوا الأخطار التي أحدقت به بما يدفعها، وهم الذين وضعوا قواعده وأتموا بناءه، حتى اكتمل 0 وأنه بعد ذلك ابتدأ في التناقص، حتى وصل الى درجة الغربة (كما صرح بذلك ابن الصلاح ت 643ه) 0ولذلك غمضت على المتأخرين كثير من معالمه، وخفيت عليهم معاني بعض مصطلحاته، وصاروا يصرحون في مواطن كثيرة (بلسان الحال والمقال) أنهم مفتقرون الى الإستقراء والدراسة لأقوال المتقدمين ومناهجهم لاستيضاح معالم علم الحديث ومعاني مصطلحاته التي كانت حية واضحة المعالم عند المتقدمين (كما سبق) 0
ولذلك كنت قد وصفت المتقدمين في كتابي (المنهج المقترح) ب (أهل الإصطلاح)، ووصفت المتأخرين بأنهم (ليسوا من أهل الإصطلاح)؛ لأنهم (أعني المتأخرين) مترجمون لمعاني مصطلحات المتقدمين،
ومستنبطون لمعالم علمهم: أصولا وفروعا، وليس لهم دور آخر سوى ذلك، إلا أن يحفظوا لنا الأوعية التي تركها المتقدمون (وهي الكتب) 0
وبذلك يظهر لنا الفرق الكبير بين الفريقين، إنه كالفرق بين: من كان من أهل الإحتجاج بلغته من العرب (فهم أهل اللغة)، ومن جاء بعد انقراض هؤلاء ممن صنف كتب اللغة 0 بل من جاء بعدهم بزمن، بعد أن أفسد علم المنطق من علوم اللغة ما أفسده في العلوم الأخرى، وبعد أن ضعف العلم باللغة كما ضعفت العلوم الأخرى!!!
وإذا كان الأمر بالنسبة للمتقدمين والمتأخرين على ما سبق شرحه، فهل يشك أحد أن هناك فرقا بين المتقدمين والمتأخرين؟!!!
وإني لأسأل: إذا تكلم في علم من العلوم رجلان، أحدهما: أعلم به، بل هو من مبدعيه وواضعيه 0 وثانيهما: أقل علما به بمراتب، بل قصارى شأنه أن يفهم كلام الأول ويستوضح منهجه = أيهما سيكون أولى بمعرفة الحق في مسائله؟ ومن منهما سيكون قوله أصوب وأسد 0
وبصراحة أكثر: إذا صحح أحد المتأخرين حديثا، ألن يؤثر على تسديد حكمه أنه: 1 - أقل علما من المتقدمين، 2 - وأنه قد تأثر فكره وعقله بمناهج غريبة عن علم الحديث، 3 - وأنه ما زال مفتقرا لفهم واستيضاح بعض معالم علم الحديث 00؟!!
وإذا قرر أحد المتأخرين قاعدة من قواعد نقد الحديث في القبول والرد، أو أصل أصلا في إنزال الرواة منازلهم جرحا أو تعديلا، ثم وجدنا أن تلك القاعدة أو ذلك الأصل يخالف ولا يطابق التقعيد الواضح أو المنهج اللائح من أقوال أو تصرفات الأئمة المتقدمين = فمن سيتردد أن المرجع هم أهل الاصطلاح وبناة العلم (وهم المتقدمون)؟!!! إني – بحق – لا أعرف أحدا يخالف في ذلك؛ لأني لا أتصور طالب علم يخفى عليه مأخذه!
أما قول من يقول: إن المتأخرين من علماء الحديث (كالذهبي والعراقي وابن حجر والسخاوي والسيوطي) أعرف الناس بمنهج المتقدمين في قواعد الحديث , وأنهم نصروا مذهبهم = فإني أقول له:
أولا: فإذا اختلف المتأخرون (وما أكثر ما اختلفوا فيه: من تعريف الحديث الصحيح 000إلى المدبج ومعناه) = فمن هو الحكم؟ وإلى ماذا المرجع؟ أو ليس هو تطبيقات المتقدمين وأحكامهم وأقوالهم؟
أم أن هذا القائل لتلك المقالة يريد منا أن نقفل باب الاستقراء والدراسة لأقول الأئمة المتقدمين؟!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/10)
ما أشبه الليلة بالبارحة! كنا – معشر أتباع الدليل – نذكر الأدلة لمقلدة المذاهب، ونعجب بل نستنكر قول المقلدين المتعصبين: إن إمامنا أعرف بهذه الأدلة منكم، وكل من خالف قول إمامنا إما مؤول أو منسوخ!! ثم أرى بعض أتباع الدليل يرجعون إلى مثل هذا القول!!!
فإن كان ذلك القائل لايريد منا إقفال باب الاستقراء والدراسة لأقوال الأئمة المتقدمين، بل هو مؤيد لهذا المنهج = فما الذي يستنكره على دعاة هذا المنهج؟! وأخشى ما أخشاه أنه بذلك يؤصل (من حيث يشعر أو لم يشعر) منهج التقليد الأعمى، وينسف أصل السلفية العظيم، وهو الرجوع الى الدليل الصحيح،وهذا ما نراه في بحوث ودراسات كثير من المعاصرين من المخالفين لنا في منهج دراسة علوم الحديث 0 فأصبحنا ضحكة لأهل البدع: نجتهد في الفروع الفقهية، ونقلد في علوم الحديث!! ونرضى أن نعد أخطاء العلماء العقدية، ونستشنع أن يخطأ أحد منهم في تفسير مصطلح من المصطلحات!!!
فإنا لله وإنا اليه راجعون 0
ثانيا: أضف الى ذلك كله في الرد على تلك المقالة: أن المتأخرين الذين تصدوا إلى علم الحديث تأليفا وبيانا لقواعده وشرحا لمصطلحاته قد أخطئوا في بعض ما قرروه، وهذا يعترف به المخالف قبل المؤالف0
وبجمع بعض تلك الأخطاء بعضها الى بعض، وبعد دراستها لمعرفة سبب وقوع ذلك العالم فيها 0 ولمعرفة ما اذا كانت مجرد خطأ جزئي أم أنها خطأ منهجي = تبين أن بعض تلك الأخطاء سببها خطأ منهجي، أي في طريقة دراسة ذلك العالم لتلك المسائل ومنهجه في تناولها 0 وهذا ما أثبته بوضوح كامل في كتابي (المنهج المقترح)، وبينت دواعيه التاريخية والعلمية والعقدية والفكرية، واستدللت له بأدلة واقعية من أخطاء بعض العلماء 0
وذلك الخطأ المنهجي في دراسة المصطلح لدى المتأخرين لم يتناول كل دراستهم، ولذلك أصابوا في كثير من مباحث علم الحديث، لما طبقوا المنهج الصواب، الذي لاندعوا – اليوم – إلا اليه 0
لكن ظهور ذلك المنهج الخطأ لدى بعض العلماء المتأخرين كان أثره واتساع دائرة تطبيقه تدريجيا، إلى العصر الحديث 0 فكان (المنهج المقترح) أول كتاب يبين بجلاء أن خطا المتأخرين في علوم الحديث ىليس دائما خطأ جزئيا كغيره من الأخطاء التي يمكن استدراكها بسهولة، ولا يكون له خطورة على العلم ذاته0 بل إن بعض تلك الأخطاء نتجت عن خطأ منهجي خطير، قائم (في وجهه اللسافر) على مشاحة أهل الاصطلاح اصطلاحهم، وعلى مناقضة أصحاب التقعيد تقعيدهم!! وكان (المنهج المقترح) بعد ذلك أول كتاب أيضا يبين معالم المنهج الصحيح لفهم المصطلح، بوضع خطوات واضحة له0
وفي الختام: فإني أنصح كل من فاته أجر وشرف السبق إلى إحياء منهج المتقدمين، أن يبادر إلى مسايرة ركب هذا المنهج، الذي يزداد أتباعه يوما بعد يوم (بحمد الله تعالى) 0 ولا تقعدن بك (أخي) حظوظ النفس (من الحسد والكبر) عن فضيلة الرجوع الى الحق، فهذا لن يزيدك إلا كمدا وغما وإثما بزيادة ظهور الحق وأهله؛ فإن الحق يغلب ولا يغلب، وإن بدت للباطل دولة، فغلبة البرهان لاتكون إلا للحق في كل زمان 0
أما السؤال الثاني للأخ السائل:
فهو: هل الشيخ الألباني (عليه رحمة الله) كان على منهج المتقدمين أم المتأخرين؟
فالجواب باختصار: كل ما أصاب فيه الشيخ (عليه رحمة الله) فهو فيه على منهج المتقدمين، وأما ما أخطأ فيه: فمنه خطأ جزئي لا علاقة له بالمنهج، ومنه خطأ منهجي تأثر فيه الشيخ (عليه رحمة الله) بمن سبقه من العلماء المتأخرين، كما تقدم آنفا بيانه 0
أما السؤال الثالث: عن ضابط مخالفة المتقد مين في التصحيح والتضعيف، وهل يسوغ تصحيح أو تضعيف حديث مخالفة للمتقدمين 0
فالجواب: هذه المسألة من أهم المسائل التي بينتها في كتابي الذي نوهت بذكره في بداية الأسئلة، حول مسألة التصحيح والتحسين والتضعيف لأهل الأعصار المتأخرة 0 وهي مسألة طويلة، ولذلك لايمكن تفصيلها هنا 0
لكني أذكر هنا ضابطا كليا، قد يكون في حاجة إلى أمثلة، أرجئها إلى صدور الكتاب؛ فأقول:
إن أحكام الأئمة المتقدمين: منها ما نفهم مأخذه ودليله وعندنا أهلية الاجتهاد فيه، ومنها ما لانفهم دليله ومأخذه أو ليس لدينا أهلية الاجتهاد فيه 0 فالقسم الأول: يحق لنا أن نخالف فيه الإمام المتقدم، والقسم الثاني: لايحق لنا فيه أن نخالفه0
أضف الى ذلك: أن المتقدمين إذا اتفقوا على حكم، أو تلقت الأمة حكم أحدهم بالقبول (مثل أحاديث الصحيحين)، فلا يحق للمتأخرين نقدها، إلا بدعوى صادقة أنها مستثناة مما تلقي بالقبول، كأن يكون خالف في ذلك أحد المتقدمين تصريحا بالقول أو بالتصرف أو تلميحا، وكلما كان القول أو التصرف أقوى في دلالته ودليله كلما قوي الاعتماد عليه،وكلما كان التلميح أخفى كلما احتاج إلى بينة أقوى تسند اجتهاد المتأخر0
والخلاصة أيها الإخوان من أهل الحديث وطلبته: إن طريقكم لطويل، وسهركم في سيركم غير قليل 0 لكن العاقبة فيه حميدة والأجر عند الله جزيل0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/11)
ـ[الصارم المنكي]ــــــــ[23 - 03 - 02, 01:41 م]ـ
اهلا ومرحبا باشيخ المحدث حاتم العوني ,,
فحيكم الله وبياكم ....
ـ[حاتم الشريف]ــــــــ[23 - 03 - 02, 02:38 م]ـ
الجواب عن أسئلة راية التوحيد:
س / ما رأيكم في ععنعة أبي الزبير المكي عن جابر بن عبد الله؟
س / هل صحيح أنه ليس هناك فرق بين الأئمة القدامى والمتأخرين في علوم الحديث، لأني سمعت من قال أن التفرقة بدعة عصرية؟
س / هل كل من وُصف بالتدليس وعنعن ترد روايته؟
س / ما معنى القرائن التي في علوم الحديث، ومتى نُعملها؟
س / أريد أن أتمكن في علم العلل فما العمل؟
س / من سيكمل تحقيق كتاب ((علل الدارقطني)).
وبارك الله فيكم وحفظكم الله تعالى.
1 - عنعنة أبي الزبير عن جابر مقبولة، الا إذا جاء ما يقتضي الشك في الاتصال 0 وهذا ما بينته في أحايث الشيوخ الثقات لأبي بكر الأنصاري (رقم 33) 0
2 - أما من وصف بالتدليس فلا يقتضي هذا الوصف دائما رد العنعنة مطلقا؛ لأن التدليس أنواع، ولأنواعه مراتب 0 بينتها في كتابي المرسل الخفي (1/ 463 - 550)، وفي أشرطة مسجلة من نحو أربع سنوات أو خمس سنوات، بعنوان (دروس متقدمة في علوم الحديث) 0
3 - أما القرائن وإعمالها، فجوابه الصحيح لايكون إلا من خلال الممارسة الطويلة 0 وهي باختصار: علامات القبول أو الرد التي تلوح للناقد في كل رواية، مما يتعلق بالرواية أو الراوي أو الظروف المحيطة بواحد منهما0
4 - أما علم العلل والتمكن منه: فهو مرتق صعب، وطريق وعر، ومسلك ضيق؛ لكنه غير مستحيل لأصحاب الهمم العلية والعقول الذكية والنفوس الزكية، بعد توفيق رب البرية 0
على أن للمتأخرين حدا لايتجاوزونه من علم العلل، لايقتربون فيه أبدا من الغاية التي بلغها المتقدمون 0
ولقد كررت العزو الى كتبي، طلبا للإختصار، وحفاظا على وقتي ووقت السائلين وكرها لتكرير الكلام، فلنقل الصخر أهون من تكرير الحديث0
ذلك أن هذا السؤال هو ما أجبت عنه بمؤلف لطيف الحجم، مطبوع من سنوات، هو (نصائح منهجية لطالب علم السنة النبوية) 0
5 - أما عن إكمال تحقيق علل الدارقطني، فليس لي بذلك من علم 0
ـ[حاتم الشريف]ــــــــ[23 - 03 - 02, 02:41 م]ـ
الجواب عن أسئلة أمير الركب:
1 - ماصحة زيادةالبيهقي (إنك لاتخلف الميعاد) بعدالدعاء ... عقب الأذان؟
2 - ماصحةحديث (رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من
النار) .. وهوحديث متكلم فيه من العلماءالمعاصرين خصوصا .. نرجو تبيين
ذلك مأجورين؟
3 - هل كل مايقوله الألباني رحمه الله من تصحيح وتضعيف وغيره
صحيح قطعا،،حتى لو حسنه الترمذي أو ابن ماجه مثلا
فبعض العلماء يأخذعليه بعض المآخذ في تخريج الأحاديث ..
أناأعلم مكانة الألباني تماما ومن مستمعي أشرطته كرحلة النور وغيرها
وهل مقبل الوادعي رحمه الله يعد من علماء الحديث المعتبرين في
التخريج وغيره؟
أرجو الافادة
وجزاكم الله خيرا
1 - زيادة ((إنك لاتخلف الميعاد) محفوظة في الرواية، فهي ثابتة في رواية الكشميهني لصحي البخاري، مع ورودها في السنن الكبرى للبيهقي بإسناد صحيح كذلك 0
غير أن الحديث كله مما اختلف فيه، فقد رده أبو حاتم الرازي، وأقره ابن رجب الحنبلي في شرح العلل، مع تصحيح البخاري وابن خزيمة وابن حبان له!
2 - وحديث ((رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار)) حديث شديد الضعف كما بينته في تحقيقي لمشيخة ابن أبي الصقر (رقم 16، 43) 0
3 - أما السؤال عما لو كانت أحكام الشيخ الألباني (رحمه الله) مقبولة مطلقا، فهذا لايقوله عاقل، كما لايقول عاقل أنه مردود القول مطلقا0 فالألباني (رحمه الله) عالم كغيره من أهل العلم، يؤخذ من قوله ويرد، حسب الدليل القائم بواحد من القبول أو الرد0
وكذا القول في الشيخ مقبل (رحمه الله) 0
وفي هذا المجال أنصح الإخوان بأن لا يعودوا ألسنتهم الكلام في الأشخاص عموما بمثل هاتيك الأحكام المطلقة، التي لاتكاد تكون حقا 0 خاصة إذا كان الحديث عن أهل العلم، الذين لهم قدم صدق في خدمة علوم الشريعة وفي الدفاع عن أمتهم0
ـ[حاتم الشريف]ــــــــ[23 - 03 - 02, 03:00 م]ـ
الجواب عن أسئلة هيثم الحمدان:
فضيلة الشيخ (حفظه الله):
قال ابن عبدالبر في (التمهيد 10/ 278) عن أحاديث سقوط الجمعة والظهر: "ولم يخرج البخاري ولا مسلم بن الحجاج منها حديثاً واحداً وحسبك بذلك ضعفاً لها". اهـ.
فهل إذا لم يكن لحديث ما أصلٌ في الصحيحين يُعتبر ضعيفاً؟
وهل يقتصر ذلك على المسائل الفقهيّة أم يتعدّاه لغيرها؟
وماذا لو وجدنا أحاديث في غير الصحيحين وفيها ترجيحٌ للمختلف فيه من أقوال أهل المذاهب ولكن ليس لها أصل في الصحيحين، هل نعمل بها؟
وجزاك الله خيراً.
1 - عن الحديث الذي لم يخرجه الشيخان وهوأصل في بابه، هل يضعف بمجرد ذلك؟
الجواب: أن الحديث الذي يكون أصلا في بابه، ولم يخرج الشيخان أو أحدهما ما يدل على معناه، لايلزم أن يكون ضعيفا، بل قد يكون صحيحا، وربما كان على شرطهما أو شرط أحدهما (غير أن هذا: وهو ما كان صحيحا على شرطهما، وهو أصل في بابه، ولم يخرجا ما يدل على مثل معناه = قليل جدا) 0
غير أن اعتبار عدم وجود الحديث الأصل في بابه في الصحيحين أو أحدهما قرينة على عدم الصحة، أو بعبارة أدق: اعتبار ذلك داعيا لزيادة التثبت من صحة الحديث ومن خلوه من علة باطنة = هذا صحيح لاغبار عليه 0 فهو وحده ليس دليلا ولا سببا كافيا للتضعيف، لكنه سبب لزيادة الخشية من أن يكون ضعيفا 0
2 - أما زوائد عبدالله بن الإمام أحمد، فتعرف بسهولة، إذا كان عبدالله يروى الحديث عن غير أبيه0
3 - أما مقارب الحديث فهي من ألفاظ التعديل ولاشك، لكنها من آخر مراتب التعديل0
ويدل على ذلك أمور وأقوال كثيرة، وهو المقرر في كتب المصطلح 0
أما العبارات التي ساقها السائل فلا تخالف ذلك، إلا عبارة ابن عدي، فلا يمكن حملها على إرادة التعديل 0 لكن يبقى أن الأصل في هذه العباره إرادة التعديل، إلا إذا جاءت قرينة تصرفها عن ذلك 0 وهذا التعامل ليس مختصا بلفظ (مقارب الحديث)، بل هو شامل لعامة ألفاظ الجرح والتعديل، وهو أنه قد تأتي قرائن تبعدها عن أصل معناها المصطلح عليه 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/12)
ـ[حاتم الشريف]ــــــــ[23 - 03 - 02, 03:16 م]ـ
الجواب عن سؤال محمد الأمين:
فضيلة الشيخ
لقد أراد الإمام أحمد من تصنيفه لمسنده جمع كل الأحاديث التي لها أصل. فإذا وقعنا على حديث ليس في مسنده عرفنا أنه ليس له أصل.
ولكن في الصحيحين بعض الأحاديث مما لم يخرجها أحمد في مسنده. ولا أعلم أحداً من العلماء ضعف حديثا بمجرد أنه ليس في المسند. فما هو السبب يا ترى؟
هل يمكن أن يقال أن هذا بسبب عدم اطلاع الإمام أحمد على تلك الروايات؟ لكن كيف نقول ذلك وقد علمنا أنه كان يحفظ ألف ألف حديث (أي مليون حديث)؟
وهل من الممكن أن يقال أنه قصد الأحاديث المشهورة ولم يقصد الأحاديث الغريبة الصحيحة؟! أم أنه لم ينه كتابة مسنده؟!
الإجابة:
إن وجود أحاديث في الصحيحين غير موجودة في مسند أحمد لاينفع أن يكون وحده دليلا على أن شرط المسند قد اختل؛ لاحتمال أن لا تكون أصولا في بابها، أو أن الإمام أحمد قد أخرج حديثا آخر يدل على ما دلت عليه، ولو كان بلفظ آخر مختلف تماما0
وعليه تعلم أن الجزم بأن شرط المسند قد اختل في حديث ما، من أعسر الأمور؛ لأن هذا يستلزم استعراض المسند كاملا، وتدبر أحاديثه كلها، إذ لعل الإمام أحمد أخرج حديثا آخر يدل على معنى الحديث الذي هو أصل في بابه ولم يخرجه، ثم المعنى لا يلزم أن يكون ظاهرا، بل قد يكون فيه خفاء، وإنما يدركه الفقيه كالإمام أحمد وابنه عبدالله وابن عمه حنبل! فأنى لي أن أجزم بأن الإمام أحمد أخل بأصل من الأصول في مسنده؟!!
ـ[حاتم الشريف]ــــــــ[23 - 03 - 02, 06:07 م]ـ
جواب اقتراح وسؤال محمد ناصر الناصر
شيخنا الكريم:
أحمد الله تعالى أن منّ علينا بمخاطبتكم عبر هذه الوسيلة الجديدة، و جزاك الله عنّا خيرا، و زادك الله رِفعة في القدر و العلم ...
فضيلة الشيخ: هل لي أن أقترح عليك - و قد أنقذك الله من البحوث الأكاديمية - أن تفرغ لاستقراء الصحيحين، لتزيد (إجماع المحدّثين) بيانا و قوة. و لا يخفى على شريف علم الشيخ ما لدعوته الطيبة من ثقل في الواقع، و مخالفة للمألوف، فبالاستقراء الدقيق تُقطع الحجة المُقلّ الفقير، و يُذعن المتشكك الذي عنده من الإنصاف شروى نقير.
فهل للشيخ أن يعدنا بأن تكتحل العيون برؤية (حُجة إجماع المحدثين) ...
السؤال الآخر:
هل في شيء من الطرق التي أسندها أو أشار إليها الإمام مسلم - رحمه الله تعالى - في صحيحه عِلة قَصًد إخراجها بعد أن بدأ بما يُرجحه، أم أنه لم يذكر من الوجوه إلا ما صحّ عنده ... ؟
1 - أما اقتراح الأخ محمد الناصر: فإن (إجماع المحدثين) مستغن عنه، لأن حجة إجماع المحدثين في (إجماع المحدثين)، وإنما الذي يطالب بالحجة من خالف إجماع المحدثين، ((ولن يجد هو ولا غيره إلى إيجاده سبيلا))
كما قال الإمام مسلم في مقدمة صحيحه0
وهذا إجماع المحدثين، فإني أنتظر ردا يأخذ أدلته دليلا دليلا بالنقض، لأن بقاء دليل واحد كاف لإثبات الدعوى0 أما أن يكون الرد على جزئيات الأدلة وبعض أمثلتها، مع الإتكاء على التقليد الأعمى، فهذا لايرضاه ذووا العقول لأنفسهم، ولا ينخدع به إلا الأغرار 0
2 - أما سؤاله عن إخراج الإمام مسلم للأحاديث المعلة في صحيحه، فهذا أمر لاأشك في وقوعه، وأنى لي أن أشك فيه وقد صرح به مسلم، وهناك أمثلة قاطعة به 0 لكن يبقى: هل كان مسلم يفعل ذلك في صحيحه كثيرا أم قليلا؟ هذا ما لايحكم به إلا الاستقراء التام0
ـ[حاتم الشريف]ــــــــ[23 - 03 - 02, 09:31 م]ـ
الجواب عن أسئلة فالح العجمي:
شيخنا الحبيب
لي فترة وأنا أريد تحرير مسألة أحاديث الأصول والشواهد في
الصحيحين فالبعض يقول أنهم يأتون بالأصل في أول الباب
والبعض يقول لا لابد من النظر في السند فمتى كان هناك ضعيف
أو صدوق عرفنا أن ذلك من الشواهد وغيرها كثير
فما هو الضابط في معرفة الأصل من الشاهد في الصحيحين؟
هذا أولا.
ثانيا: ما هو صحة حديث لا تأخذ النواصي إلا في الحج أو العمرة
ومن رواه؟
ما هو هاتفكم الشخصي للإتصال عليكم وماهو الوقت الذي تستقبلون
فيه الأسئلة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/13)
1 - أما عن أحاديث الأصول والشواهد في الصحيحين، فإنه إن كان السؤال عن الأحاديث لا عن الرواة، فإن ثمرة البحث في ذلك قليلة، ما دام الحديث في النهاية صحيحا، سواء أكان أصلا، أم شاهدا يدل على صحة الأصل 0
والعلماء إنما يذكرون هذا التقسيم في أحوال: مثل أن يكون في إسناد الحديث نقد، فيدافعون عن الصحيحين بأنه من الشواهد لامن الأصول 0 أو أن يكون في المتن ما انتقده بعض أهل العلم، فيدفعون ذلك بأنصاحب الصحيح أخرج شواهد تدل على متنه000ونحوذلك من الحوال0
ولذلك لا يمكن ان يكون هناك ضابط لأحاديث الأصول والشواهد , بمعنى أن هناك ضابطا للأحاديث التي أخرجها صاحب الصحيح وهي على شرطه، والأحاديث التي أخرجها شهادة وهي ليست على شرطه 00 إن سلمنا بوجود هذا القسم، في غير المعلقات (عند البخاري) والمتابعات التي يذكرها البخاري معلقة عقب بعض الروايات، وفي غير الأحاديث الخارجة عن شرطهما مما أخرجاه لبيان علته 0
بل الصحيح عندي: أن كل ما أخرجاه مسندا فهو صحيح على شرطهما، الا حديثا أخرجاه لبيان علته 0
وأن كل رواة الصحيحين لاينزلون عن رتبة القبول عند من أخرج له منهما، وإن خالفهما غيرهما، وإن كان الراجح في اجتهادنا ضعفه؛ فإنه يبقى أنه عندهما في درجة القبول 0 إلا من دل الدليل على ضعفه عندهما، وقت كتابتهما للصحيح (لاحتمال اختلاف الإجتهاد) 00 وما أقل حصول ذلك!
هذا هو الأصل الأصيل، ولا نخرج عنه إلا بدليل 0 وإنما جعلنا ذلك هو الأصل لأسباب، منها أنه هو الغالب، ويبقى النادر في (مقابله) لاحكم له، ولا يخلو إخراج الصحيح له من أن نجد له توجيها أو عذرا لايعود بالنقض على ذلك الأصل الأصيل 0
وأنا أعتذر للأخ السائل ولغيره شرح هذا التقرير، وأرجوا الاعتناء بقراءته والتدقيق فيه، حيث إن فيه قيودا قد تخفى على غير المدققين
2 - أما حديث ((لاتوضع النواصي إلا في حج أو عمرة)) فهو حديث شديد الضعف، كما بينته في أحاديث الشيوخ الثقات لأبي بكر الأنصارى (رقم 238)
3 - وله شاهد من حديث ابن عباس شديد الضعف أيضا، أخرجه الدارقطني في الأفراد، وأبو نعيم في الحلية0
ـ[حاتم الشريف]ــــــــ[25 - 03 - 02, 03:19 م]ـ
جواب سؤال راية التوحيد:وهذه أسألة ــ أيضاً ــ لأحدهم:
س / ما رأي فضيلتكم بكتاب ((التنكيل لما في توضيح المليباري من أباطيل)) للمدخلي.
س / كيف تُعرف مخالفة الراوي للأثبات.
س / سمعت شريط اسمه ((من بدع المُحْدَثين على المُحدّثين))
لمجموع من الأردن يردون رداً قوياً على من قال بالتفرقة بين منهج الأئمة المتقدمين ومنهج المتأخرين،، ويقولون أن الشيخ عبد الله السعد ينكر الحديث الحسن.
فما رأيكم حفظكم الله؟
س / كيف نعرف أن الراوى أنتقى من أحاديث الراوي.
س / ما تقيمكم بتحقيق كل من:
1 ـ شعيب الأرناؤوط.
2 ـ حمدي السلفي.
3 ـ عبد المعطي أمين قلعجي.
س / كثر في الآونة الأخيرة رد كلام الأئمة النقاد بحجة " كم ترك الأول للآخر "، من ذلك قول الإمام أحمد أو أبي زرعة أو غيره: ((لا يثبت في الباب شي)) فيأتي البعض ويقول: (بل ثبت)، مثل حديث التسمية في الوضوء.
س / يقال أن المقترحات التي ذكرتموها في كتابكم ((المنهج المقترح)) لا يمكن أو يصعب لأحد تطبيقها.
الإجابة:
1 - رد كلام الأئمة على الأحاديث مزلة قدم، ولايقبل الا بالدليل الناصع 0 وقد تقدم الحديث عن محالفة المتقدمين، وضابط المقبول منه وغير المقبول0
2 - أما أن المنهج المقترح الذي ذكرته في كتابي منهج مستحيل أو صعب فجوابه:
أما انه صعب، فنعم 0 وهل نريد تحرير مشكلات العلم بغير تعب؟ ومن خلال الجهد الآلي الخالي من التفكير العميق والفهم المؤصل الدقيق؟!!!
لاتحسب المجد تمرا أنت آكله::::: لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
وأما أنه مستحيل، فلا أدري من أين جاءت استحالته؟! هل فيه جمع بين المتناقضات؟ أم فيه تكليف بما يخرج عن قدرة البشر؟!!
هذا كلام ملقى على عواهنه، يمكن أن أقول مثله على أي منهج يطرح، ما دام أنه سيكون قولا لايستدل على دعواه بدليل!!
ثم ما هو عذر هذا القول بعد خروج (المرسل الخفي)، وهو بحث قائم على خطوات (المنهج المقترح) 0 فهذا مثال قائم علىذلك المنهج،فكيف يدعى أنه مستحيل0
وقد طبقته في أكثر من مسألة،وطبقه غيري كذلك 0 منها رسالة للماجستير لأخي الفاضل الشيح عبدالرحمن السلمي0 وقد نوقشت من نحو عام، ونال صاحبها الدرجة بتقدير امتياز 0
وهناك بحث آخر لغيره 0
المقصود أن هذه البحوث تكذب دعوى الاستحاله، التي يكفيها تكذيبا أنها دعوى بغير دليل 0
وفي هذا المجال أنصح طلبة العلم بأن يربوا أنفسهم على عدم قبول قول بغير دليل وأن لايغتروا بأي كلام أو رد إلا بالنظر في دليله، مع التأكد من تلك الأدلة: هل هي قائمة على إثبات ما يستدل بها عليه0 وإلا فقد رضينا لأنفسنا أن نكون تبعا لغيرنا، وأن نعير عقولنا لمن سوانا 0 وهذه منزلة يأباها العقلاء، ويأنف من السقوط إلى مستواها من وهبه الله الفهم من جميع البشر0
وعليه: فأرجوا أن لا يتعبنا إخواننا بالسؤال عن ردود وأقوال لايصححها دليل،وأن لايعيروها اهتمامهم ما دامت على ما وصفناه من حالها0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/14)
ـ[حاتم الشريف]ــــــــ[25 - 03 - 02, 03:24 م]ـ
الجواب عن سؤالي هيثم حمدان:
فضيلة الشيح:
(1) قرأتُ في بعض الكتب أنّ البخاري (رحمه الله) أورد في صحيحه أحاديث لا لشيء سوى لإثبات سماع راوٍ من شيخه، وأحياناً لا يكون لهذه الأحاديث علاقة بالباب التي أوردها تحته. فهل هذه الأحاديث على شرطه؟
(2) هل أسانيد الخطيب البغدادي إلى علماء الجرح والتعديل كلّها تصل إلى كتب هؤلاء العلماء أو من دوّن أقوالهم؟
الإجابة:
1 - أما ما أورده البخاري في صحيحه بإسناده ومتنه تاما كاملا، فهذا على شرطه يقينا، إلا أن يكون أخرجه لبيان علته، وذلك يتضح في موطنه 0
أما ما يخرجه لإثبات السماع فقط فهو إما معلق، أو إسناد بغير متن 0
وهو لا يفعل ذلك إلا لداع صحيح، كأن يكون الحديث من رواية مدلس، أو من أختلف في سماعه ممن روى عنه، أو هناك قرينة قد يحتج بها أحد على عدم السماع فيذكر السماع لبيان ثبوته، أو أن الحديث روي بزيادة راو خطأ فيذكر رواية السماع لإثبات أن تلك الزيادة من باب المزيد في متصل الأسانيد، وربما فعل البخاري ذلك لغير ذلك كله، وإنما يفعله لقوة دلالة التصريح بالسماع على العنعنة 000 وحسب 0
2 - أما أسانيد الخطيب إلى علماء الجرح والتعديل فهي غالبا تتصل بأئمة الجرح والتعديل، وقد يوجد فيها ما يكون متصلا بمؤلف أو ردها عن الإمام معلقة، وهذا لايخفى على من عرف مصادر الخطيب ووقف على طبقاتهم ووفياتهم وموالديهم0
ـ[حاتم الشريف]ــــــــ[25 - 03 - 02, 03:27 م]ـ
الجواب عن أسئلة عصام البشير:
شيخنا الفاضل
ما فائدة الخلاف في سماع الحسن من سمرة إذا علمنا أن الحسن مدلس، فإذا قال (عن سمرة) ضعفنا الحديث لأجل عنعنة الحسن؟
فما الذي يتغير في هذا الحكم لو ثبت أن الحسن قد سمع من سمرة؟
الإجابة:
لقد بينت في كتابي (الموسل الخفي) أن نوع تدليس الحسن لا يقتضي رد عنعنته مطلقا، وأنه إذا ثبت سماعه من أحد، حملت عنعنته عنه على الاتصال، إلا اذا جاء ما يدل على خلاف ذلك 0
وأما العجلي واتهامه بالتساهل، فقد كنت نشرت مقالا من أعوام بينت فيه عدم صحة هذه الدعوى؛ لعدم قيام أدلتها بإثبات ذلك، مع كون هذه الدعوى محدثة، لا أعرف أحدا قبل العلامة المعلمي (رحمه الله) أطلقها عليه 0
ـ[حاتم الشريف]ــــــــ[25 - 03 - 02, 03:35 م]ـ
الجواب عن أسئلة راية التوحيد:
شيخنا بارك الله فيكم:
س / هل للقَطِيعي زيادات على ((مسند الإمام أحمد))؟
س / ما صحة حديث أسماء في الحجاب؟
س / ما صحة حديث صلاة التسابيح؟
س / ما القول الصحيح في رواية ابن لَهيعة؟
الإجابة:
1 - ليس للقطيعي زيادات على مسند الإمام أحمد، الا أربعة أحاديث فقط، ذكرها محقق إطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي،وهو الدكتور زهير الناصر، في مقدمة تحقيقه له (1/ 61 - 62) 0
2 - وحديث أسماء في الحجاب حديث منكر، وقد أعله أجل من أحرجه وهو أبو داود في سننه 0
واما محاولة تقويته بأحد أدلة إعلاله، وهو مرسل قتادة الذي أخرجه أبو داود في المراسيل = فهذا منهج غريب، وخلاف ما يقتضيه العلم الصحيح0
3 - وأما حديث صلاة التسابيح فهو حديث منكر، وإن صححه بعض أهل العلم، فقد ضعفه جماعة هم أعلم منهم وأجل، والدليل قائم بتضعيفه، وأنه حديث منكر0
4 - وأما ابن لهيعة فهو حسن الحديث فيمن روى عنه قبل احتراق كتبه، أو بعدها لكن مما تبقى من أصوله، أو ممن عرض عليه ما كان قد كتبه عمن أخذ عنه قبل الاحتراق0
وهذا الحكم بحسن حديثه بالتقييد المذكور، يدل على انه لايقبل منه الانفراد بأصل، وأنه يستنكر عليه ذلك، وما كان بسبيله من أنواع الإغراب الشديد والمخالفة0
هذا جواب ما وصلني حتى الان، وإني لأعتذر للسائلين عن الاختصار في بعض الأجوبة والاقتضاب البالغ فيها، مما يستلزم قراءة الجواب بدقه 0
وأسال الله لي ولهم علما نافعا وعملا صالحا متقبلا، وخاتمة حسنة 0
والله اعلم0
والحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده، وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى أثره واتقى حده0
وكتب
الشريف حاتم بن عارف العوني
8/ 1/1423
ـ[الدارقطني]ــــــــ[11 - 04 - 02, 10:30 م]ـ
حضرة صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور الشريف حاتم العوني حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:فيطيب لى أن أوجّه لك هذا السؤال فأقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/15)
:"جواب امام من الائمة لسائل يسأله عن شيخ يريد أن يسمع ويكتب عنه الحديث فيجيبه هذا الامام بقوله: (أكتب عنه)، فهل يعد هذا الجواب أعني (أكتب عنه) توثيقا لهذا الشيخ من قبل ذلك الامام، أو بعبارة أخرى هل يعتبر قو ل امام كابن معين أو ابن المديني لأهل الحديث:" أكتبوا عن فلان"،توثيق أولا يعتبر، اجيبونا مأجورين، وجزاكم الله خيراً.
ـ[حاتم الشريف]ــــــــ[15 - 04 - 02, 04:14 م]ـ
جواب سؤال عصام البشير:
المناوي بضم الميم، نسبته إلى منية بني خصيب بصعيد مصر.
وعبد بن حميد بضم الحاء، إذ لم يعرف من الرواة والعلماء بحميد بفتح الحاء إلا القليل منهم، لعلهم لم يبلغوا الخمسة!
جواب واسع السرب:
من العلوم الشرعية ما هو فرض عين لايجوز للمسلم – فضلا عن طالب العلم- الإخلال بهما: كتصحيح المعتقد، وعلم ما يجب عليه من عباداته، ومعاملاته التي يمارسها.
ثم ما فضل عن هذه العلوم العينية وزاد: فهو فرض كفاية، إذا قام بكفايته بعض المسلمين سقط الإثم عن الباقين.
وبذلك تعلم أن من تعلم العلم الشرعي الواجب عينا عليه , فإنه لاتثريب عليه إن التفت إلى علم من العلوم الشرعية، كالفقه والحديث والتفسير ونحوها، ولو أدى ذلك إلى جهله بكثير من العلوم الشرعية التي لم يتخصص بها، ما دامت ليست من فروض الأعيان عليه.
فكما لايثرب على المتفقه إذا لم يتعلم علم العلل، فكذلك لايثرب على المحدث إذا لم يتعلم: ماهو حكم طفل الأنابيب؟ أو الاستنساخ؟ أو الإيجار المنتهي بالتمليك؟ مادام غير محتاج إلى فعل شيء من ذلك, ولافكر فعله.
والأمة محتاجة إلى متخصصين في علم الفقه وفي علم الحديث وفي غيرهما من العلوم الشرعية، ومحتاجة إلى متفننين فيها، وإلى وعاظ صادقين، وإلى مجاهدين 00 فكل على ثغرة، وكل على خير عظيم، وكل ميسر لما خلق له.
جواب هيثم الحمدان:
حديث كفارة المجلس حديث صحيح، له طرق أسانيدها صحيحة وحسنة، ولا نعلم لها علة، منها حديث السائب بن يزيد مرفوعا، وحديث عبدالله بن عمرو بن العاص موقوفا، وغيرها، وهي مع المراسيل المتعددة، وتصحيح عدد من الأئمة لبعض وجوهه، وعدم استنكار جمع آخر = تدل على ثبوت الحديث وصحته.
وللحافظ ابن حجر كلام مطول مفيد عن هذا الحديث في كتابه: النكت على كتاب ابن الصلاح (2/ 715 - 743).
جواب سؤال عصام البشير:
حديث التوسعة على العيال في عاشوراء، ولفظه: ((من وسع على نفسه وأهله يوم عاشوراء، وسع الله عليه سائر سنته)) حديث شديد الضعف، مع كثرة طرقه.
وقد كنت خرجته تخريجا واسعا قديما، في أوراق جمعت فيها شيوخ ابن حبان من طبعته الأولى القديمة.حيث إن أحد أشهر طرق الحديث من رواية شيخ ثقة من شيوخ ابن حبان، هو أبو خليفة الفضل ابن الحباب.
وقد كان أخي الفاضل د0 يحيى الشهري قد طلب مني الاستفادة من تلك الأوراق، عندما بدأ بكتابة (زوائد ابن حبان)، فكان ما طلب. وقد ذكر أخي الفاضل خلاصة اجتهادي في هذا الحديث في كتابه المذكور (4/ 1909 - 1912)، معزوا إلى صاحبه، فجزاه الله خيرا على أمانته، وحسن وفائه، وتمام شكره.
أما السؤال عن عدد ساعات الطلب، فالجواب: الحق يقال: العلم إن لم تعطه كلك لم يعطك بعضه، وعلى قدر إقبالك عليه يكون نصيبك منه.وصاحب الهمة يضر طلبه للعلم بدنياه، ولاتضر دنياه طلبه للعلم، فتجده يسأل: ماهو الحد الأدنى من ساعات الانشغال بما سوى العلم؟ فهو يخشى أن يأثم من ينشغل بالعلم عن واجبات أخرى!!
ثق- يا أخي- أن من ذاق لذة العلم نسي كل لذة، فلا تخش عليه التفريط في طلبه للعلم، ولكن اخش عليه التفريط فيما سوى ذلك!
جواب سؤال عصام البشير:
سؤاله عن كتابات محمود سعيد ممدوح:
فالجواب: لقد اطلعت على كثير من كتبه، ولا يخفى على أحد ما فيها من التحامل على منهج السلف ومعتقدهم، ومخالفته لهم، ومحاولته التشكيك فيه بكل وسيلة يستطيعها0
فكلامه ككلام أهل الأهواء: يذكر ماله، ولا يذكر ماعليه0 ويتأول المتشابه بما يوافق هواه، ويترك المحكم لمخالفته له0
ومع ذلك كله: فلا يعني أن كل ما يقوله باطل، ففيه حق مشوب بباطل، بل ربما كان باطلا مشوبا ببعض الحق، من حين وحين، وباختلاف كتبه0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/16)
وأسأل الله أن يهدي قلبه إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم ومعتقده، فيسخر قلمه في الدفاع عنها، فهو – بذلك- أول وآخر من سيربح0 أما إن لم يشأ الله له ذلك، فهو أول الخاسرين (إن لم يتداركه ربه بعفوه وهدايته)، ولن يضر الله شيئا، ولا يضر منهج الطائفة المنصورة شيئا0
جواب سؤال أبي الهدى:
أما مسألة سماع الحسن من أبي هريرة: فسؤال الأخ فيها غير متصور، ولكني أقول: الراجح أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة، وعلى هذا جماهير أهل العلم0
أما مثال الحديث المعل: فيمكنك الرجوع إلى ما ذكرنا ه آنفا في حديث كفارة المجلس، وما ذكرناه من العزو إلى كتاب ابن حجر حوله 0 أو إلى ما ذكرناه من حديث التوسعة يوم عاشوراء، وعزوه إلى زوائد رجال ابن حبان 0
وأما السؤال عن أئمة العلل، وهل في هذا العصر منهم أحد؟ أم أنهم انقرضوا؟ فالجواب: إن كان السؤال عن أقران أو أشباه بعلي بن المديني والبخاري وأبي زرعة والنسائي والدارقطني، فإن وجد مثل هؤلاء أو قريب منهم منذ قرون متطاولة= فإني لاأعلمه!! ولم أعلم أن أحدا يعلمه!! وإن كان السؤال عمن له علم بعلم العلل إلى حد يفهم به تعليل الأئمة، ويدري بعض مآخذ أحكامهم، ويجتهد في إدراك فقه تعليلهم، ويوفق أحيانا إلى اكتشاف علة= فهذا له وجود ولاشك؛ لكنهم قليل، وأقل من القليل، وإن كانت الدعاوى كثيرة!
جواب الصارم المنكي:
الأخذ بظواهر الأدلة: إن كان المقصود به أهل الظاهر (الذي هو في مقابل النص) حجة ما لم يعلم ما يصرفه عن ظاهره؟ فالجواب: نعم، هو حجة، وعلى ذلك السلف كلهم، ولم يخالف في ذلك إلا بعض أهل الرأي، والمتكلمون0
لكن العمل بالظاهر مضبوط بأن لايأتي دليل صحيح يمنع الأخذ بذلك الظاهر أو ببعض أفرادهن كالناسخ، ومخالفة الإجماع، والمخصص، ونحو ذلك 0 ولا شك أن من القرائن الصارفة للفظ عن ظاهره أحيانا مخالفة فهم الصحابة وفقههم له 0 لكن هذا ليس أمرا مطردا، وإنما هو بحسب قوة القرينة الصارفة عن الظاهر وضعفها، في مقابل قوة القرينة الظاهرة وضعفها، في مقابل قوة ذلك الظاهر أو ضعفه مقارنة بمقاصد الشريعة وأصولها وقواعد الاستنباط الصحيحة فيها0
والكلام في ذلك يطول، أعتذر عن الإفاضة فيه0
والجواب عن سؤال الدارقطني:
فإن الأمر بالكتابة عن رجل الأصل دلالته أن هذا الرجل ليس شديد الضعف، وأنه إما في مراتب الاحتجاج أوالاعتبار 0 لكن إذا صدر مثل هذا الأمر من أحد الأئمة الذين عرفوا بعدم الرواية إلا عن الثقات، أو جاء في مساق عبارة الإمام ما يدل على جلالة ذلك الرجل، أو احتف بتلك العبارة قرينة تشهد لذلك = فإن هذا يدل علىقوة الرجل الذي يؤمر بالكتابة عنه0
وهنا أؤكد على ضرورة مراعاة المساق الذي وردت فيه جميع عبارات الجرح والتعديل، وإلى القرائن المحتفة بكل راو وما قيل فيه؛ فإن لذلك أثرا بالغا في فهم تلك العبارات0(1/17)
الإجابة على الأسئلة الواردة من ملتقى أهل الحديث (المجموعة الأولى والثانية)
ـ[حاتم الشريف]ــــــــ[23 - 03 - 02, 01:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على آله وصحبه ومن والاه
أما بعد:
فجوابا على أسئلة الإخوان الذين راسلوا ملتقى أهل الحديث حول بعض مسائل علم الحديث ,أقول (وبالله التوفيق):
الجواب على أسئلة عبدالله العتيبي:
1 - ماذا ترون في رواية سعيد عن عمر.
2 - عامر الشعبي عن علي.
3 - ما الضابط الدقيق في تقوية الاحاديث بالشواهد.
4 - ما رايكم بحديث قراءة اية الكرسي بعد الصلاة.
أعذروني ايها الشيخ الفاضل على الاكثار عليكم فنحن نفتقد لمثلكم، ونسمع عنكم الذكر الحسن.
1 - صح عن سعيد بن المشيب أنه ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه , أي أنه ولد سنة (15) 0 وعمر رضي الله عنه توفي سنة (23) , أي وسن سعيد حينها (8) أعوام 0
وقد نفى عامة أهل العلم أن يكون قد سمع كل ما رواه عن عمر رضي الله عنه , مع إثبات عدد منهم له رؤية وسماعا مجملا من عمر في بعض الحوادث , كنعيه النعمان بن مقرن, وغير ذلك
لكن يبقى أن مرويات سعيد بن المشيب عن عمر , وخاصة لفتاواه وأقضيته =كثيرة جدا ,لايتصور أن يكون ابن ثمان سنين قد سمع ووعى ذلك كله عن خليفة المسلمين عمر رضي الله عنه0
لذلك كان لابد من الإقرار بأن سعيدا سمع القليل من عمر رضي الله عنه ,وأن أكثر مروياته عنه لم يسمعها منه0
ومع ذلك يقول الإمام أحمد , وقد سئل: سعيد عن عمر حجة؟ فقال:
(هو عندنا حجة ,قد رأى عمر وسمع منه ,وإذا لم يقبل سعيد عن عمر فمن يقبل؟!!) 0
وقال أبو حاتم الرازي:
(حديثه عن عمر مرسل , ويدخل في المسند على المجاز) , يعني على التجوز والتساهل 0
وعبارة أبي حاتم تفسر عبارة الإمام أحمد , وأنه لم يكن يقصد تصحيح سماع سعيد من عمر رضي الله عنه في كل ما رواه عنه, وإنما قصد قبول حديثه عنه لقرائن وأسباب احتفت بروايته عنه 0
ومن هذه القرائن:
- أن سعيد بن المسيب من كبار التابعين 0
- وأنه أعلم التابعين (كما أطلق ذلك غير واحد من الأئمة) , أو من أعلمهم0
- أنه مدني , وحديث أهل المدينة (وخاصة في تلك الطبقة) أنقى حديث أهل الأمصار , وأبعده عن العلل والتزيد: المقصود وغير المقصود 0
- وأنه لايحدث إلا عن الثقات 0
- وأن مراسيله عن النبي صلى الله عليه وسلم أصح المراسيل , فكيف عن أصحابه؟!
وكيف عمن أدركه وسمع منه شيئا؟
- أن مراسيله عن النبي صلى الله عليه وسلم سبرت فما وجد فيه ما لايقبل،إلا الشيء القليل الذي لايخفى على أهل العلم 0
- ويضاف إلى ذلك كله أنه كان أعظم الناس عناية بجمع علم عمر رضي الله عنه، من المرويات والفتاوى 0 يقول يحيى بن سعيد الأنصارى:
((إن ابن المسيب كان يسمى راوية عمر بن الخطاب، لأنه كان أحفظ الناس لأحكامه وأقضيته)) 0 وقال مالك، وسئل عن سعيد: هل أدرك عمر؟ فقال:
((لا، ولكنه ولد في زمان عمر، فلما كبر أكب على المسألة عن شأنه وأمره , حتى كأنه رآه 0 وبلغني أن عبد الله بن عمر كان يرسل إلى ابن المسيب يسأله عن بعض شأن عمر وأمره)) 0
فلهذه القرائن ولغيرها خصت مراسيل سعيد عن عمر بالقبول , وهذا حق، فإن لم يقبل سعيد عن عمر فمن يقبل؟!
لكن يبقى أن كون أكثر مروياته عن عمر رضي الله عنه مرسلة داعيا لعدم الإعتداد بها والإعتماد عليها كاعتدادنا واعتمادنا على المتصل الصحيح، ولا بد من مراعاة كل رواية، وما يحتف بها من قرائن الرد: كالمخالفة أو النكارة والشذوذ 0 وهذا أمر عسير جدا , لايدخل غماره إلا من له قدم صدق راسخة في علم الحديث 0
2 - وأما رواية الشعبي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فهي وإن كان فيها شبه برواية سعيد عن عمر رضي الله عنه، من جهة ثبوت رؤية الشعبي وسماعه لحديث واحدعن علي رضي الله عنه، إلا أن أهل العلم لم يحكموا بقبولها كما فعلوا في حديث سعيد عن عمر رضي الله عنه، كما سبق بيانه 0
وما هذا التفريق بين الصورتين إلا لاختلاف الحالين , ولفقدان بعض أهم القرائن التي سبقت في كلامنا عن حديث سعيد عن عمر رضي الله عنه في حديث الشعبي عن علي رضي الله عنه 0 حتى أن أبا حاتم الرازي لإنكاره ثبوت ما أكثر روايته الشعبي عن علي رضي الله عنه من مسائل الفرائض ليقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/18)
((هذا عندي ما قاسه الشعبي على قول علي، وما أرى عليا كان يتفرغ لهذا)) 0 وهناك احتمال آخر لسبب رد حديث الشعبي عن علي رضي الله عنه عند بعض الأئمة وهو أن الشعبي أخذ الفرائض عن الحارث الأعور عن علي رضي الله عنه عند بعض الأئمة، وفي الحارث كلام شهير لأهل العلم 0
3 - تقوية الأحاديث بالشواهد (أي بمجيء الحديث من رواية صحابي آخر، على حسب المشهور عندنا من معنى الشاهد) من المسائل التي توسع فيها أكثر المتأخرين والمعاصرين توسعا غير مرضي، فلا ما هم عليه بصحيح، ولا إغلاق باب هذا النوع من القرائن بالصحيح أيضا، والتوسط هو الصواب 0
أما وضع ضابط للحالة التي تقوى فيها الشواهد والحالة التي لا تقوي فيها، فهذا أمر يعرفه ذووا الخبرة والعلم، ولكل مسألة جزئية حكمها الخاص 0
لكني أقول: إن الشاهد إذا كان مختلف المخرج، ولا يعود الحديث الضعيف الذي أريد أن أعضده به اليه , أو يعود هو إليه، وأطمأن قلب الناقد إلى أنه شاهد حقيقي ليس وهميا = يمكن أن ينفع في تقوية الحديث الضعيف 0 وكلما اتحد اللفظ في الشواهد أو تقارب تقاربا كبيرا , كلما كان ذلك أدعى للانتفاع بشهادته 0 وكلما كان الضعف خفيفا كلما كان التقوي بالشاهد مقبولا، وكلما ازداد الضعف قوة كلما بعد إحنمال التقوي بالشاهد، حتى إذا بلغ الضعف درجة شدة الضعف العائدة إلى الإتهام بالكذب سقط احتمال تقويه مطلقا 0
الخلاصة: أن الشواهد قرائن تقويه وترجيح 0 فقد تقوى هذه القرائن على التقوية أو الترجيح في مسألة، لعدم وجود قرائن في جانب الرد والتضعيف، أو لضعفها في مقابل قرائن التقوية 0 أو لاتقوى على ذلك؛ لنزولها وضعفها في مقابل قرائن الرد 0
4 - وأما حديث ((من قرا آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يكن بينه وبين الجنة إلا الموت))، فهو حديث مقبول، لاينزل عن درجة الحسن 0
ولو لم يكن له إلا حديث أبي أمامة رضي الله عنه لكفاه، فهو حديث أخرجه النسائي في الكبرى ولم يعله , وصححه ابن حبان 0 ولا أعرف أحدا من المتقدمين أعله، إلا ما كان من حكمهم بتفرد أحدرواته به 0 لكن الحكم بالتفرد وحده مع عدم وجود نكارة في اللفظ، ومع عدم الإعلال من قبل أئمة النقد به، بل مع تصحيحهم له = لايصح أن يكون متعلقا للتضعيف 0
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[23 - 03 - 02, 01:20 ص]ـ
لي الفخر اولا ان اكون السابق بالترحيب بشيخنا المحدث الفاضل المتواضع المصنف المتفنن:
حاتم الشريف.
شكر الله لك تواضع ونزولك بساحتنا لله درك شيخنا
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[23 - 03 - 02, 02:56 ص]ـ
أهلاً ومرحباً بفضيلة الشيخ المحدّث حاتم الشريف بيننا.
وجزاه الله خيراً على ما تكبّده من جهد في الإجابة على أسئلة الروّاد.
ـ[احمد بخور]ــــــــ[23 - 03 - 02, 03:17 ص]ـ
انا احبك في الله واسأل الله ان يبارك في علمك وعملك
ـ[د. كيف]ــــــــ[23 - 03 - 02, 06:08 ص]ـ
هل لمثلي أن يقول لمثلك: أحسنت!!!!!!!!
اللهم زده علماً وعملاً
ـ[حاتم الشريف]ــــــــ[23 - 03 - 02, 12:17 م]ـ
الجواب عن أسئلة المحتوش:
فضيلة الشيخ سؤالي يتعلق بقضية التفريق بين منهج المتقديمين والمتأخرين في التصحيح والتضعيف. ارجوا منكم البيان الشافي عن هذه القضيه،
وهل هذا التفريق سا ئغ.
وهل الشيخ الإمام الألباني عليه رحمة الله كان على منهج المتقدمين أم المتأخرين.
ثانيا: ما هو الضابط في مخالفة المتقديمين في التصحيح والتضعيف، وهل يسوغ تصحيح او تضعيف حد يث مخالفة للمتقديمن.
اقصد اذا ورد حد يث ضعيف لم يصححه احد فهل يسوغ تصحيحه للمتأخرين بناء على ما تبين لهم من حيث خبرتهم وعلمهم في التصحيح والتضعيف لا اتباعا للهوى بل عن طريق الدراسة والبحث.
سؤاله الأول: عن التفريق بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين في التصحيح والتضعيف، وهل هذا التفريق سائغ؟
ويطلب البيان الشافي في ذلك 0
أما البيان الشافي فهو حري بمصنف كامل، وهو ما قمت به بفضل الله ومنته، من نحو ثلاث سنوات 0 وإنما أخرت طباعته ونشره استكمالا لبعض الجوانب غير الأساسية المتعلقة بالموضوع، فعسى أن ييسر الله تعالى نشره قريبا (بإذنه عز وجل) 0
لكني سوف أذكر بعض الأمور التي تجلى وجه الحق في هذه المسألة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/19)
أولا: لايتردد أحد ممن له علاقة بعلم الحديث أن أئمة النقد في القرن الثالث والرابع، من أمثال ابن معين وابن المديني وأحمد والبخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وأبي حاتم وأبي زرعة وابن خزيمة والعقيلي وابن أبي حاتم وابن عدي وابن حبان والدارقطني وأمثالهم = أنهم أعلم (بمراتب كثيرة) من المتأخرين من أمثال الذهبي وابن حجر والسخاوي والسيوطي فمن جاء بعدهم إلى المعاصرين 0
ثانيا: لايشك أحد ممن له علاقة بعلم الحديث وبعلمائه وتراجمهم وأخبارهم أن أئمة الحديث ممن سبق ذكر أعيانهم أسلم الناس قلبا (وفكرا) من العلوم الدخيلة على العلوم الإسلامية التي أثرت فيها تأثيرا سيئا، كعلم المنطق ووليده علم الكلام، وأنهم في هذا الأمر ليسوا كعامة المتأخرين ممن تأثروا بتلك العلوم: بطريق مباشر أو غير مباشر (كما بينت ذلك في المنهج المقترح) 0
ثالثا: لايخفى على أحد أن علم الحديث كان خلال القرون الأولى حيا بين أهله؛ لأنهم هم الذين سايروا مراحل نموه وتطوره، وواجهوا الأخطار التي أحدقت به بما يدفعها، وهم الذين وضعوا قواعده وأتموا بناءه، حتى اكتمل 0 وأنه بعد ذلك ابتدأ في التناقص، حتى وصل الى درجة الغربة (كما صرح بذلك ابن الصلاح ت 643ه) 0ولذلك غمضت على المتأخرين كثير من معالمه، وخفيت عليهم معاني بعض مصطلحاته، وصاروا يصرحون في مواطن كثيرة (بلسان الحال والمقال) أنهم مفتقرون الى الإستقراء والدراسة لأقوال المتقدمين ومناهجهم لاستيضاح معالم علم الحديث ومعاني مصطلحاته التي كانت حية واضحة المعالم عند المتقدمين (كما سبق) 0
ولذلك كنت قد وصفت المتقدمين في كتابي (المنهج المقترح) ب (أهل الإصطلاح)، ووصفت المتأخرين بأنهم (ليسوا من أهل الإصطلاح)؛ لأنهم (أعني المتأخرين) مترجمون لمعاني مصطلحات المتقدمين،
ومستنبطون لمعالم علمهم: أصولا وفروعا، وليس لهم دور آخر سوى ذلك، إلا أن يحفظوا لنا الأوعية التي تركها المتقدمون (وهي الكتب) 0
وبذلك يظهر لنا الفرق الكبير بين الفريقين، إنه كالفرق بين: من كان من أهل الإحتجاج بلغته من العرب (فهم أهل اللغة)، ومن جاء بعد انقراض هؤلاء ممن صنف كتب اللغة 0 بل من جاء بعدهم بزمن، بعد أن أفسد علم المنطق من علوم اللغة ما أفسده في العلوم الأخرى، وبعد أن ضعف العلم باللغة كما ضعفت العلوم الأخرى!!!
وإذا كان الأمر بالنسبة للمتقدمين والمتأخرين على ما سبق شرحه، فهل يشك أحد أن هناك فرقا بين المتقدمين والمتأخرين؟!!!
وإني لأسأل: إذا تكلم في علم من العلوم رجلان، أحدهما: أعلم به، بل هو من مبدعيه وواضعيه 0 وثانيهما: أقل علما به بمراتب، بل قصارى شأنه أن يفهم كلام الأول ويستوضح منهجه = أيهما سيكون أولى بمعرفة الحق في مسائله؟ ومن منهما سيكون قوله أصوب وأسد 0
وبصراحة أكثر: إذا صحح أحد المتأخرين حديثا، ألن يؤثر على تسديد حكمه أنه: 1 - أقل علما من المتقدمين، 2 - وأنه قد تأثر فكره وعقله بمناهج غريبة عن علم الحديث، 3 - وأنه ما زال مفتقرا لفهم واستيضاح بعض معالم علم الحديث 00؟!!
وإذا قرر أحد المتأخرين قاعدة من قواعد نقد الحديث في القبول والرد، أو أصل أصلا في إنزال الرواة منازلهم جرحا أو تعديلا، ثم وجدنا أن تلك القاعدة أو ذلك الأصل يخالف ولا يطابق التقعيد الواضح أو المنهج اللائح من أقوال أو تصرفات الأئمة المتقدمين = فمن سيتردد أن المرجع هم أهل الاصطلاح وبناة العلم (وهم المتقدمون)؟!!! إني – بحق – لا أعرف أحدا يخالف في ذلك؛ لأني لا أتصور طالب علم يخفى عليه مأخذه!
أما قول من يقول: إن المتأخرين من علماء الحديث (كالذهبي والعراقي وابن حجر والسخاوي والسيوطي) أعرف الناس بمنهج المتقدمين في قواعد الحديث , وأنهم نصروا مذهبهم = فإني أقول له:
أولا: فإذا اختلف المتأخرون (وما أكثر ما اختلفوا فيه: من تعريف الحديث الصحيح 000إلى المدبج ومعناه) = فمن هو الحكم؟ وإلى ماذا المرجع؟ أو ليس هو تطبيقات المتقدمين وأحكامهم وأقوالهم؟
أم أن هذا القائل لتلك المقالة يريد منا أن نقفل باب الاستقراء والدراسة لأقول الأئمة المتقدمين؟!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/20)
ما أشبه الليلة بالبارحة! كنا – معشر أتباع الدليل – نذكر الأدلة لمقلدة المذاهب، ونعجب بل نستنكر قول المقلدين المتعصبين: إن إمامنا أعرف بهذه الأدلة منكم، وكل من خالف قول إمامنا إما مؤول أو منسوخ!! ثم أرى بعض أتباع الدليل يرجعون إلى مثل هذا القول!!!
فإن كان ذلك القائل لايريد منا إقفال باب الاستقراء والدراسة لأقوال الأئمة المتقدمين، بل هو مؤيد لهذا المنهج = فما الذي يستنكره على دعاة هذا المنهج؟! وأخشى ما أخشاه أنه بذلك يؤصل (من حيث يشعر أو لم يشعر) منهج التقليد الأعمى، وينسف أصل السلفية العظيم، وهو الرجوع الى الدليل الصحيح،وهذا ما نراه في بحوث ودراسات كثير من المعاصرين من المخالفين لنا في منهج دراسة علوم الحديث 0 فأصبحنا ضحكة لأهل البدع: نجتهد في الفروع الفقهية، ونقلد في علوم الحديث!! ونرضى أن نعد أخطاء العلماء العقدية، ونستشنع أن يخطأ أحد منهم في تفسير مصطلح من المصطلحات!!!
فإنا لله وإنا اليه راجعون 0
ثانيا: أضف الى ذلك كله في الرد على تلك المقالة: أن المتأخرين الذين تصدوا إلى علم الحديث تأليفا وبيانا لقواعده وشرحا لمصطلحاته قد أخطئوا في بعض ما قرروه، وهذا يعترف به المخالف قبل المؤالف0
وبجمع بعض تلك الأخطاء بعضها الى بعض، وبعد دراستها لمعرفة سبب وقوع ذلك العالم فيها 0 ولمعرفة ما اذا كانت مجرد خطأ جزئي أم أنها خطأ منهجي = تبين أن بعض تلك الأخطاء سببها خطأ منهجي، أي في طريقة دراسة ذلك العالم لتلك المسائل ومنهجه في تناولها 0 وهذا ما أثبته بوضوح كامل في كتابي (المنهج المقترح)، وبينت دواعيه التاريخية والعلمية والعقدية والفكرية، واستدللت له بأدلة واقعية من أخطاء بعض العلماء 0
وذلك الخطأ المنهجي في دراسة المصطلح لدى المتأخرين لم يتناول كل دراستهم، ولذلك أصابوا في كثير من مباحث علم الحديث، لما طبقوا المنهج الصواب، الذي لاندعوا – اليوم – إلا اليه 0
لكن ظهور ذلك المنهج الخطأ لدى بعض العلماء المتأخرين كان أثره واتساع دائرة تطبيقه تدريجيا، إلى العصر الحديث 0 فكان (المنهج المقترح) أول كتاب يبين بجلاء أن خطا المتأخرين في علوم الحديث ىليس دائما خطأ جزئيا كغيره من الأخطاء التي يمكن استدراكها بسهولة، ولا يكون له خطورة على العلم ذاته0 بل إن بعض تلك الأخطاء نتجت عن خطأ منهجي خطير، قائم (في وجهه اللسافر) على مشاحة أهل الاصطلاح اصطلاحهم، وعلى مناقضة أصحاب التقعيد تقعيدهم!! وكان (المنهج المقترح) بعد ذلك أول كتاب أيضا يبين معالم المنهج الصحيح لفهم المصطلح، بوضع خطوات واضحة له0
وفي الختام: فإني أنصح كل من فاته أجر وشرف السبق إلى إحياء منهج المتقدمين، أن يبادر إلى مسايرة ركب هذا المنهج، الذي يزداد أتباعه يوما بعد يوم (بحمد الله تعالى) 0 ولا تقعدن بك (أخي) حظوظ النفس (من الحسد والكبر) عن فضيلة الرجوع الى الحق، فهذا لن يزيدك إلا كمدا وغما وإثما بزيادة ظهور الحق وأهله؛ فإن الحق يغلب ولا يغلب، وإن بدت للباطل دولة، فغلبة البرهان لاتكون إلا للحق في كل زمان 0
أما السؤال الثاني للأخ السائل:
فهو: هل الشيخ الألباني (عليه رحمة الله) كان على منهج المتقدمين أم المتأخرين؟
فالجواب باختصار: كل ما أصاب فيه الشيخ (عليه رحمة الله) فهو فيه على منهج المتقدمين، وأما ما أخطأ فيه: فمنه خطأ جزئي لا علاقة له بالمنهج، ومنه خطأ منهجي تأثر فيه الشيخ (عليه رحمة الله) بمن سبقه من العلماء المتأخرين، كما تقدم آنفا بيانه 0
أما السؤال الثالث: عن ضابط مخالفة المتقد مين في التصحيح والتضعيف، وهل يسوغ تصحيح أو تضعيف حديث مخالفة للمتقدمين 0
فالجواب: هذه المسألة من أهم المسائل التي بينتها في كتابي الذي نوهت بذكره في بداية الأسئلة، حول مسألة التصحيح والتحسين والتضعيف لأهل الأعصار المتأخرة 0 وهي مسألة طويلة، ولذلك لايمكن تفصيلها هنا 0
لكني أذكر هنا ضابطا كليا، قد يكون في حاجة إلى أمثلة، أرجئها إلى صدور الكتاب؛ فأقول:
إن أحكام الأئمة المتقدمين: منها ما نفهم مأخذه ودليله وعندنا أهلية الاجتهاد فيه، ومنها ما لانفهم دليله ومأخذه أو ليس لدينا أهلية الاجتهاد فيه 0 فالقسم الأول: يحق لنا أن نخالف فيه الإمام المتقدم، والقسم الثاني: لايحق لنا فيه أن نخالفه0
أضف الى ذلك: أن المتقدمين إذا اتفقوا على حكم، أو تلقت الأمة حكم أحدهم بالقبول (مثل أحاديث الصحيحين)، فلا يحق للمتأخرين نقدها، إلا بدعوى صادقة أنها مستثناة مما تلقي بالقبول، كأن يكون خالف في ذلك أحد المتقدمين تصريحا بالقول أو بالتصرف أو تلميحا، وكلما كان القول أو التصرف أقوى في دلالته ودليله كلما قوي الاعتماد عليه،وكلما كان التلميح أخفى كلما احتاج إلى بينة أقوى تسند اجتهاد المتأخر0
والخلاصة أيها الإخوان من أهل الحديث وطلبته: إن طريقكم لطويل، وسهركم في سيركم غير قليل 0 لكن العاقبة فيه حميدة والأجر عند الله جزيل0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/21)
ـ[الصارم المنكي]ــــــــ[23 - 03 - 02, 01:41 م]ـ
اهلا ومرحبا باشيخ المحدث حاتم العوني ,,
فحيكم الله وبياكم ....
ـ[حاتم الشريف]ــــــــ[23 - 03 - 02, 02:38 م]ـ
الجواب عن أسئلة راية التوحيد:
س / ما رأيكم في ععنعة أبي الزبير المكي عن جابر بن عبد الله؟
س / هل صحيح أنه ليس هناك فرق بين الأئمة القدامى والمتأخرين في علوم الحديث، لأني سمعت من قال أن التفرقة بدعة عصرية؟
س / هل كل من وُصف بالتدليس وعنعن ترد روايته؟
س / ما معنى القرائن التي في علوم الحديث، ومتى نُعملها؟
س / أريد أن أتمكن في علم العلل فما العمل؟
س / من سيكمل تحقيق كتاب ((علل الدارقطني)).
وبارك الله فيكم وحفظكم الله تعالى.
1 - عنعنة أبي الزبير عن جابر مقبولة، الا إذا جاء ما يقتضي الشك في الاتصال 0 وهذا ما بينته في أحايث الشيوخ الثقات لأبي بكر الأنصاري (رقم 33) 0
2 - أما من وصف بالتدليس فلا يقتضي هذا الوصف دائما رد العنعنة مطلقا؛ لأن التدليس أنواع، ولأنواعه مراتب 0 بينتها في كتابي المرسل الخفي (1/ 463 - 550)، وفي أشرطة مسجلة من نحو أربع سنوات أو خمس سنوات، بعنوان (دروس متقدمة في علوم الحديث) 0
3 - أما القرائن وإعمالها، فجوابه الصحيح لايكون إلا من خلال الممارسة الطويلة 0 وهي باختصار: علامات القبول أو الرد التي تلوح للناقد في كل رواية، مما يتعلق بالرواية أو الراوي أو الظروف المحيطة بواحد منهما0
4 - أما علم العلل والتمكن منه: فهو مرتق صعب، وطريق وعر، ومسلك ضيق؛ لكنه غير مستحيل لأصحاب الهمم العلية والعقول الذكية والنفوس الزكية، بعد توفيق رب البرية 0
على أن للمتأخرين حدا لايتجاوزونه من علم العلل، لايقتربون فيه أبدا من الغاية التي بلغها المتقدمون 0
ولقد كررت العزو الى كتبي، طلبا للإختصار، وحفاظا على وقتي ووقت السائلين وكرها لتكرير الكلام، فلنقل الصخر أهون من تكرير الحديث0
ذلك أن هذا السؤال هو ما أجبت عنه بمؤلف لطيف الحجم، مطبوع من سنوات، هو (نصائح منهجية لطالب علم السنة النبوية) 0
5 - أما عن إكمال تحقيق علل الدارقطني، فليس لي بذلك من علم 0
ـ[حاتم الشريف]ــــــــ[23 - 03 - 02, 02:41 م]ـ
الجواب عن أسئلة أمير الركب:
1 - ماصحة زيادةالبيهقي (إنك لاتخلف الميعاد) بعدالدعاء ... عقب الأذان؟
2 - ماصحةحديث (رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من
النار) .. وهوحديث متكلم فيه من العلماءالمعاصرين خصوصا .. نرجو تبيين
ذلك مأجورين؟
3 - هل كل مايقوله الألباني رحمه الله من تصحيح وتضعيف وغيره
صحيح قطعا،،حتى لو حسنه الترمذي أو ابن ماجه مثلا
فبعض العلماء يأخذعليه بعض المآخذ في تخريج الأحاديث ..
أناأعلم مكانة الألباني تماما ومن مستمعي أشرطته كرحلة النور وغيرها
وهل مقبل الوادعي رحمه الله يعد من علماء الحديث المعتبرين في
التخريج وغيره؟
أرجو الافادة
وجزاكم الله خيرا
1 - زيادة ((إنك لاتخلف الميعاد) محفوظة في الرواية، فهي ثابتة في رواية الكشميهني لصحي البخاري، مع ورودها في السنن الكبرى للبيهقي بإسناد صحيح كذلك 0
غير أن الحديث كله مما اختلف فيه، فقد رده أبو حاتم الرازي، وأقره ابن رجب الحنبلي في شرح العلل، مع تصحيح البخاري وابن خزيمة وابن حبان له!
2 - وحديث ((رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار)) حديث شديد الضعف كما بينته في تحقيقي لمشيخة ابن أبي الصقر (رقم 16، 43) 0
3 - أما السؤال عما لو كانت أحكام الشيخ الألباني (رحمه الله) مقبولة مطلقا، فهذا لايقوله عاقل، كما لايقول عاقل أنه مردود القول مطلقا0 فالألباني (رحمه الله) عالم كغيره من أهل العلم، يؤخذ من قوله ويرد، حسب الدليل القائم بواحد من القبول أو الرد0
وكذا القول في الشيخ مقبل (رحمه الله) 0
وفي هذا المجال أنصح الإخوان بأن لا يعودوا ألسنتهم الكلام في الأشخاص عموما بمثل هاتيك الأحكام المطلقة، التي لاتكاد تكون حقا 0 خاصة إذا كان الحديث عن أهل العلم، الذين لهم قدم صدق في خدمة علوم الشريعة وفي الدفاع عن أمتهم0
ـ[حاتم الشريف]ــــــــ[23 - 03 - 02, 03:00 م]ـ
الجواب عن أسئلة هيثم الحمدان:
فضيلة الشيخ (حفظه الله):
قال ابن عبدالبر في (التمهيد 10/ 278) عن أحاديث سقوط الجمعة والظهر: "ولم يخرج البخاري ولا مسلم بن الحجاج منها حديثاً واحداً وحسبك بذلك ضعفاً لها". اهـ.
فهل إذا لم يكن لحديث ما أصلٌ في الصحيحين يُعتبر ضعيفاً؟
وهل يقتصر ذلك على المسائل الفقهيّة أم يتعدّاه لغيرها؟
وماذا لو وجدنا أحاديث في غير الصحيحين وفيها ترجيحٌ للمختلف فيه من أقوال أهل المذاهب ولكن ليس لها أصل في الصحيحين، هل نعمل بها؟
وجزاك الله خيراً.
1 - عن الحديث الذي لم يخرجه الشيخان وهوأصل في بابه، هل يضعف بمجرد ذلك؟
الجواب: أن الحديث الذي يكون أصلا في بابه، ولم يخرج الشيخان أو أحدهما ما يدل على معناه، لايلزم أن يكون ضعيفا، بل قد يكون صحيحا، وربما كان على شرطهما أو شرط أحدهما (غير أن هذا: وهو ما كان صحيحا على شرطهما، وهو أصل في بابه، ولم يخرجا ما يدل على مثل معناه = قليل جدا) 0
غير أن اعتبار عدم وجود الحديث الأصل في بابه في الصحيحين أو أحدهما قرينة على عدم الصحة، أو بعبارة أدق: اعتبار ذلك داعيا لزيادة التثبت من صحة الحديث ومن خلوه من علة باطنة = هذا صحيح لاغبار عليه 0 فهو وحده ليس دليلا ولا سببا كافيا للتضعيف، لكنه سبب لزيادة الخشية من أن يكون ضعيفا 0
2 - أما زوائد عبدالله بن الإمام أحمد، فتعرف بسهولة، إذا كان عبدالله يروى الحديث عن غير أبيه0
3 - أما مقارب الحديث فهي من ألفاظ التعديل ولاشك، لكنها من آخر مراتب التعديل0
ويدل على ذلك أمور وأقوال كثيرة، وهو المقرر في كتب المصطلح 0
أما العبارات التي ساقها السائل فلا تخالف ذلك، إلا عبارة ابن عدي، فلا يمكن حملها على إرادة التعديل 0 لكن يبقى أن الأصل في هذه العباره إرادة التعديل، إلا إذا جاءت قرينة تصرفها عن ذلك 0 وهذا التعامل ليس مختصا بلفظ (مقارب الحديث)، بل هو شامل لعامة ألفاظ الجرح والتعديل، وهو أنه قد تأتي قرائن تبعدها عن أصل معناها المصطلح عليه 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/22)
ـ[حاتم الشريف]ــــــــ[23 - 03 - 02, 03:16 م]ـ
الجواب عن سؤال محمد الأمين:
فضيلة الشيخ
لقد أراد الإمام أحمد من تصنيفه لمسنده جمع كل الأحاديث التي لها أصل. فإذا وقعنا على حديث ليس في مسنده عرفنا أنه ليس له أصل.
ولكن في الصحيحين بعض الأحاديث مما لم يخرجها أحمد في مسنده. ولا أعلم أحداً من العلماء ضعف حديثا بمجرد أنه ليس في المسند. فما هو السبب يا ترى؟
هل يمكن أن يقال أن هذا بسبب عدم اطلاع الإمام أحمد على تلك الروايات؟ لكن كيف نقول ذلك وقد علمنا أنه كان يحفظ ألف ألف حديث (أي مليون حديث)؟
وهل من الممكن أن يقال أنه قصد الأحاديث المشهورة ولم يقصد الأحاديث الغريبة الصحيحة؟! أم أنه لم ينه كتابة مسنده؟!
الإجابة:
إن وجود أحاديث في الصحيحين غير موجودة في مسند أحمد لاينفع أن يكون وحده دليلا على أن شرط المسند قد اختل؛ لاحتمال أن لا تكون أصولا في بابها، أو أن الإمام أحمد قد أخرج حديثا آخر يدل على ما دلت عليه، ولو كان بلفظ آخر مختلف تماما0
وعليه تعلم أن الجزم بأن شرط المسند قد اختل في حديث ما، من أعسر الأمور؛ لأن هذا يستلزم استعراض المسند كاملا، وتدبر أحاديثه كلها، إذ لعل الإمام أحمد أخرج حديثا آخر يدل على معنى الحديث الذي هو أصل في بابه ولم يخرجه، ثم المعنى لا يلزم أن يكون ظاهرا، بل قد يكون فيه خفاء، وإنما يدركه الفقيه كالإمام أحمد وابنه عبدالله وابن عمه حنبل! فأنى لي أن أجزم بأن الإمام أحمد أخل بأصل من الأصول في مسنده؟!!
ـ[حاتم الشريف]ــــــــ[23 - 03 - 02, 06:07 م]ـ
جواب اقتراح وسؤال محمد ناصر الناصر
شيخنا الكريم:
أحمد الله تعالى أن منّ علينا بمخاطبتكم عبر هذه الوسيلة الجديدة، و جزاك الله عنّا خيرا، و زادك الله رِفعة في القدر و العلم ...
فضيلة الشيخ: هل لي أن أقترح عليك - و قد أنقذك الله من البحوث الأكاديمية - أن تفرغ لاستقراء الصحيحين، لتزيد (إجماع المحدّثين) بيانا و قوة. و لا يخفى على شريف علم الشيخ ما لدعوته الطيبة من ثقل في الواقع، و مخالفة للمألوف، فبالاستقراء الدقيق تُقطع الحجة المُقلّ الفقير، و يُذعن المتشكك الذي عنده من الإنصاف شروى نقير.
فهل للشيخ أن يعدنا بأن تكتحل العيون برؤية (حُجة إجماع المحدثين) ...
السؤال الآخر:
هل في شيء من الطرق التي أسندها أو أشار إليها الإمام مسلم - رحمه الله تعالى - في صحيحه عِلة قَصًد إخراجها بعد أن بدأ بما يُرجحه، أم أنه لم يذكر من الوجوه إلا ما صحّ عنده ... ؟
1 - أما اقتراح الأخ محمد الناصر: فإن (إجماع المحدثين) مستغن عنه، لأن حجة إجماع المحدثين في (إجماع المحدثين)، وإنما الذي يطالب بالحجة من خالف إجماع المحدثين، ((ولن يجد هو ولا غيره إلى إيجاده سبيلا))
كما قال الإمام مسلم في مقدمة صحيحه0
وهذا إجماع المحدثين، فإني أنتظر ردا يأخذ أدلته دليلا دليلا بالنقض، لأن بقاء دليل واحد كاف لإثبات الدعوى0 أما أن يكون الرد على جزئيات الأدلة وبعض أمثلتها، مع الإتكاء على التقليد الأعمى، فهذا لايرضاه ذووا العقول لأنفسهم، ولا ينخدع به إلا الأغرار 0
2 - أما سؤاله عن إخراج الإمام مسلم للأحاديث المعلة في صحيحه، فهذا أمر لاأشك في وقوعه، وأنى لي أن أشك فيه وقد صرح به مسلم، وهناك أمثلة قاطعة به 0 لكن يبقى: هل كان مسلم يفعل ذلك في صحيحه كثيرا أم قليلا؟ هذا ما لايحكم به إلا الاستقراء التام0
ـ[حاتم الشريف]ــــــــ[23 - 03 - 02, 09:31 م]ـ
الجواب عن أسئلة فالح العجمي:
شيخنا الحبيب
لي فترة وأنا أريد تحرير مسألة أحاديث الأصول والشواهد في
الصحيحين فالبعض يقول أنهم يأتون بالأصل في أول الباب
والبعض يقول لا لابد من النظر في السند فمتى كان هناك ضعيف
أو صدوق عرفنا أن ذلك من الشواهد وغيرها كثير
فما هو الضابط في معرفة الأصل من الشاهد في الصحيحين؟
هذا أولا.
ثانيا: ما هو صحة حديث لا تأخذ النواصي إلا في الحج أو العمرة
ومن رواه؟
ما هو هاتفكم الشخصي للإتصال عليكم وماهو الوقت الذي تستقبلون
فيه الأسئلة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/23)
1 - أما عن أحاديث الأصول والشواهد في الصحيحين، فإنه إن كان السؤال عن الأحاديث لا عن الرواة، فإن ثمرة البحث في ذلك قليلة، ما دام الحديث في النهاية صحيحا، سواء أكان أصلا، أم شاهدا يدل على صحة الأصل 0
والعلماء إنما يذكرون هذا التقسيم في أحوال: مثل أن يكون في إسناد الحديث نقد، فيدافعون عن الصحيحين بأنه من الشواهد لامن الأصول 0 أو أن يكون في المتن ما انتقده بعض أهل العلم، فيدفعون ذلك بأنصاحب الصحيح أخرج شواهد تدل على متنه000ونحوذلك من الحوال0
ولذلك لا يمكن ان يكون هناك ضابط لأحاديث الأصول والشواهد , بمعنى أن هناك ضابطا للأحاديث التي أخرجها صاحب الصحيح وهي على شرطه، والأحاديث التي أخرجها شهادة وهي ليست على شرطه 00 إن سلمنا بوجود هذا القسم، في غير المعلقات (عند البخاري) والمتابعات التي يذكرها البخاري معلقة عقب بعض الروايات، وفي غير الأحاديث الخارجة عن شرطهما مما أخرجاه لبيان علته 0
بل الصحيح عندي: أن كل ما أخرجاه مسندا فهو صحيح على شرطهما، الا حديثا أخرجاه لبيان علته 0
وأن كل رواة الصحيحين لاينزلون عن رتبة القبول عند من أخرج له منهما، وإن خالفهما غيرهما، وإن كان الراجح في اجتهادنا ضعفه؛ فإنه يبقى أنه عندهما في درجة القبول 0 إلا من دل الدليل على ضعفه عندهما، وقت كتابتهما للصحيح (لاحتمال اختلاف الإجتهاد) 00 وما أقل حصول ذلك!
هذا هو الأصل الأصيل، ولا نخرج عنه إلا بدليل 0 وإنما جعلنا ذلك هو الأصل لأسباب، منها أنه هو الغالب، ويبقى النادر في (مقابله) لاحكم له، ولا يخلو إخراج الصحيح له من أن نجد له توجيها أو عذرا لايعود بالنقض على ذلك الأصل الأصيل 0
وأنا أعتذر للأخ السائل ولغيره شرح هذا التقرير، وأرجوا الاعتناء بقراءته والتدقيق فيه، حيث إن فيه قيودا قد تخفى على غير المدققين
2 - أما حديث ((لاتوضع النواصي إلا في حج أو عمرة)) فهو حديث شديد الضعف، كما بينته في أحاديث الشيوخ الثقات لأبي بكر الأنصارى (رقم 238)
3 - وله شاهد من حديث ابن عباس شديد الضعف أيضا، أخرجه الدارقطني في الأفراد، وأبو نعيم في الحلية0
ـ[حاتم الشريف]ــــــــ[25 - 03 - 02, 03:19 م]ـ
جواب سؤال راية التوحيد:وهذه أسألة ــ أيضاً ــ لأحدهم:
س / ما رأي فضيلتكم بكتاب ((التنكيل لما في توضيح المليباري من أباطيل)) للمدخلي.
س / كيف تُعرف مخالفة الراوي للأثبات.
س / سمعت شريط اسمه ((من بدع المُحْدَثين على المُحدّثين))
لمجموع من الأردن يردون رداً قوياً على من قال بالتفرقة بين منهج الأئمة المتقدمين ومنهج المتأخرين،، ويقولون أن الشيخ عبد الله السعد ينكر الحديث الحسن.
فما رأيكم حفظكم الله؟
س / كيف نعرف أن الراوى أنتقى من أحاديث الراوي.
س / ما تقيمكم بتحقيق كل من:
1 ـ شعيب الأرناؤوط.
2 ـ حمدي السلفي.
3 ـ عبد المعطي أمين قلعجي.
س / كثر في الآونة الأخيرة رد كلام الأئمة النقاد بحجة " كم ترك الأول للآخر "، من ذلك قول الإمام أحمد أو أبي زرعة أو غيره: ((لا يثبت في الباب شي)) فيأتي البعض ويقول: (بل ثبت)، مثل حديث التسمية في الوضوء.
س / يقال أن المقترحات التي ذكرتموها في كتابكم ((المنهج المقترح)) لا يمكن أو يصعب لأحد تطبيقها.
الإجابة:
1 - رد كلام الأئمة على الأحاديث مزلة قدم، ولايقبل الا بالدليل الناصع 0 وقد تقدم الحديث عن محالفة المتقدمين، وضابط المقبول منه وغير المقبول0
2 - أما أن المنهج المقترح الذي ذكرته في كتابي منهج مستحيل أو صعب فجوابه:
أما انه صعب، فنعم 0 وهل نريد تحرير مشكلات العلم بغير تعب؟ ومن خلال الجهد الآلي الخالي من التفكير العميق والفهم المؤصل الدقيق؟!!!
لاتحسب المجد تمرا أنت آكله::::: لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
وأما أنه مستحيل، فلا أدري من أين جاءت استحالته؟! هل فيه جمع بين المتناقضات؟ أم فيه تكليف بما يخرج عن قدرة البشر؟!!
هذا كلام ملقى على عواهنه، يمكن أن أقول مثله على أي منهج يطرح، ما دام أنه سيكون قولا لايستدل على دعواه بدليل!!
ثم ما هو عذر هذا القول بعد خروج (المرسل الخفي)، وهو بحث قائم على خطوات (المنهج المقترح) 0 فهذا مثال قائم علىذلك المنهج،فكيف يدعى أنه مستحيل0
وقد طبقته في أكثر من مسألة،وطبقه غيري كذلك 0 منها رسالة للماجستير لأخي الفاضل الشيح عبدالرحمن السلمي0 وقد نوقشت من نحو عام، ونال صاحبها الدرجة بتقدير امتياز 0
وهناك بحث آخر لغيره 0
المقصود أن هذه البحوث تكذب دعوى الاستحاله، التي يكفيها تكذيبا أنها دعوى بغير دليل 0
وفي هذا المجال أنصح طلبة العلم بأن يربوا أنفسهم على عدم قبول قول بغير دليل وأن لايغتروا بأي كلام أو رد إلا بالنظر في دليله، مع التأكد من تلك الأدلة: هل هي قائمة على إثبات ما يستدل بها عليه0 وإلا فقد رضينا لأنفسنا أن نكون تبعا لغيرنا، وأن نعير عقولنا لمن سوانا 0 وهذه منزلة يأباها العقلاء، ويأنف من السقوط إلى مستواها من وهبه الله الفهم من جميع البشر0
وعليه: فأرجوا أن لا يتعبنا إخواننا بالسؤال عن ردود وأقوال لايصححها دليل،وأن لايعيروها اهتمامهم ما دامت على ما وصفناه من حالها0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/24)
ـ[حاتم الشريف]ــــــــ[25 - 03 - 02, 03:24 م]ـ
الجواب عن سؤالي هيثم حمدان:
فضيلة الشيح:
(1) قرأتُ في بعض الكتب أنّ البخاري (رحمه الله) أورد في صحيحه أحاديث لا لشيء سوى لإثبات سماع راوٍ من شيخه، وأحياناً لا يكون لهذه الأحاديث علاقة بالباب التي أوردها تحته. فهل هذه الأحاديث على شرطه؟
(2) هل أسانيد الخطيب البغدادي إلى علماء الجرح والتعديل كلّها تصل إلى كتب هؤلاء العلماء أو من دوّن أقوالهم؟
الإجابة:
1 - أما ما أورده البخاري في صحيحه بإسناده ومتنه تاما كاملا، فهذا على شرطه يقينا، إلا أن يكون أخرجه لبيان علته، وذلك يتضح في موطنه 0
أما ما يخرجه لإثبات السماع فقط فهو إما معلق، أو إسناد بغير متن 0
وهو لا يفعل ذلك إلا لداع صحيح، كأن يكون الحديث من رواية مدلس، أو من أختلف في سماعه ممن روى عنه، أو هناك قرينة قد يحتج بها أحد على عدم السماع فيذكر السماع لبيان ثبوته، أو أن الحديث روي بزيادة راو خطأ فيذكر رواية السماع لإثبات أن تلك الزيادة من باب المزيد في متصل الأسانيد، وربما فعل البخاري ذلك لغير ذلك كله، وإنما يفعله لقوة دلالة التصريح بالسماع على العنعنة 000 وحسب 0
2 - أما أسانيد الخطيب إلى علماء الجرح والتعديل فهي غالبا تتصل بأئمة الجرح والتعديل، وقد يوجد فيها ما يكون متصلا بمؤلف أو ردها عن الإمام معلقة، وهذا لايخفى على من عرف مصادر الخطيب ووقف على طبقاتهم ووفياتهم وموالديهم0
ـ[حاتم الشريف]ــــــــ[25 - 03 - 02, 03:27 م]ـ
الجواب عن أسئلة عصام البشير:
شيخنا الفاضل
ما فائدة الخلاف في سماع الحسن من سمرة إذا علمنا أن الحسن مدلس، فإذا قال (عن سمرة) ضعفنا الحديث لأجل عنعنة الحسن؟
فما الذي يتغير في هذا الحكم لو ثبت أن الحسن قد سمع من سمرة؟
الإجابة:
لقد بينت في كتابي (الموسل الخفي) أن نوع تدليس الحسن لا يقتضي رد عنعنته مطلقا، وأنه إذا ثبت سماعه من أحد، حملت عنعنته عنه على الاتصال، إلا اذا جاء ما يدل على خلاف ذلك 0
وأما العجلي واتهامه بالتساهل، فقد كنت نشرت مقالا من أعوام بينت فيه عدم صحة هذه الدعوى؛ لعدم قيام أدلتها بإثبات ذلك، مع كون هذه الدعوى محدثة، لا أعرف أحدا قبل العلامة المعلمي (رحمه الله) أطلقها عليه 0
ـ[حاتم الشريف]ــــــــ[25 - 03 - 02, 03:35 م]ـ
الجواب عن أسئلة راية التوحيد:
شيخنا بارك الله فيكم:
س / هل للقَطِيعي زيادات على ((مسند الإمام أحمد))؟
س / ما صحة حديث أسماء في الحجاب؟
س / ما صحة حديث صلاة التسابيح؟
س / ما القول الصحيح في رواية ابن لَهيعة؟
الإجابة:
1 - ليس للقطيعي زيادات على مسند الإمام أحمد، الا أربعة أحاديث فقط، ذكرها محقق إطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي،وهو الدكتور زهير الناصر، في مقدمة تحقيقه له (1/ 61 - 62) 0
2 - وحديث أسماء في الحجاب حديث منكر، وقد أعله أجل من أحرجه وهو أبو داود في سننه 0
واما محاولة تقويته بأحد أدلة إعلاله، وهو مرسل قتادة الذي أخرجه أبو داود في المراسيل = فهذا منهج غريب، وخلاف ما يقتضيه العلم الصحيح0
3 - وأما حديث صلاة التسابيح فهو حديث منكر، وإن صححه بعض أهل العلم، فقد ضعفه جماعة هم أعلم منهم وأجل، والدليل قائم بتضعيفه، وأنه حديث منكر0
4 - وأما ابن لهيعة فهو حسن الحديث فيمن روى عنه قبل احتراق كتبه، أو بعدها لكن مما تبقى من أصوله، أو ممن عرض عليه ما كان قد كتبه عمن أخذ عنه قبل الاحتراق0
وهذا الحكم بحسن حديثه بالتقييد المذكور، يدل على انه لايقبل منه الانفراد بأصل، وأنه يستنكر عليه ذلك، وما كان بسبيله من أنواع الإغراب الشديد والمخالفة0
هذا جواب ما وصلني حتى الان، وإني لأعتذر للسائلين عن الاختصار في بعض الأجوبة والاقتضاب البالغ فيها، مما يستلزم قراءة الجواب بدقه 0
وأسال الله لي ولهم علما نافعا وعملا صالحا متقبلا، وخاتمة حسنة 0
والله اعلم0
والحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده، وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى أثره واتقى حده0
وكتب
الشريف حاتم بن عارف العوني
8/ 1/1423
ـ[الدارقطني]ــــــــ[11 - 04 - 02, 10:30 م]ـ
حضرة صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور الشريف حاتم العوني حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:فيطيب لى أن أوجّه لك هذا السؤال فأقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/25)
:"جواب امام من الائمة لسائل يسأله عن شيخ يريد أن يسمع ويكتب عنه الحديث فيجيبه هذا الامام بقوله: (أكتب عنه)، فهل يعد هذا الجواب أعني (أكتب عنه) توثيقا لهذا الشيخ من قبل ذلك الامام، أو بعبارة أخرى هل يعتبر قو ل امام كابن معين أو ابن المديني لأهل الحديث:" أكتبوا عن فلان"،توثيق أولا يعتبر، اجيبونا مأجورين، وجزاكم الله خيراً.
ـ[حاتم الشريف]ــــــــ[15 - 04 - 02, 04:14 م]ـ
جواب سؤال عصام البشير:
المناوي بضم الميم، نسبته إلى منية بني خصيب بصعيد مصر.
وعبد بن حميد بضم الحاء، إذ لم يعرف من الرواة والعلماء بحميد بفتح الحاء إلا القليل منهم، لعلهم لم يبلغوا الخمسة!
جواب واسع السرب:
من العلوم الشرعية ما هو فرض عين لايجوز للمسلم – فضلا عن طالب العلم- الإخلال بهما: كتصحيح المعتقد، وعلم ما يجب عليه من عباداته، ومعاملاته التي يمارسها.
ثم ما فضل عن هذه العلوم العينية وزاد: فهو فرض كفاية، إذا قام بكفايته بعض المسلمين سقط الإثم عن الباقين.
وبذلك تعلم أن من تعلم العلم الشرعي الواجب عينا عليه , فإنه لاتثريب عليه إن التفت إلى علم من العلوم الشرعية، كالفقه والحديث والتفسير ونحوها، ولو أدى ذلك إلى جهله بكثير من العلوم الشرعية التي لم يتخصص بها، ما دامت ليست من فروض الأعيان عليه.
فكما لايثرب على المتفقه إذا لم يتعلم علم العلل، فكذلك لايثرب على المحدث إذا لم يتعلم: ماهو حكم طفل الأنابيب؟ أو الاستنساخ؟ أو الإيجار المنتهي بالتمليك؟ مادام غير محتاج إلى فعل شيء من ذلك, ولافكر فعله.
والأمة محتاجة إلى متخصصين في علم الفقه وفي علم الحديث وفي غيرهما من العلوم الشرعية، ومحتاجة إلى متفننين فيها، وإلى وعاظ صادقين، وإلى مجاهدين 00 فكل على ثغرة، وكل على خير عظيم، وكل ميسر لما خلق له.
جواب هيثم الحمدان:
حديث كفارة المجلس حديث صحيح، له طرق أسانيدها صحيحة وحسنة، ولا نعلم لها علة، منها حديث السائب بن يزيد مرفوعا، وحديث عبدالله بن عمرو بن العاص موقوفا، وغيرها، وهي مع المراسيل المتعددة، وتصحيح عدد من الأئمة لبعض وجوهه، وعدم استنكار جمع آخر = تدل على ثبوت الحديث وصحته.
وللحافظ ابن حجر كلام مطول مفيد عن هذا الحديث في كتابه: النكت على كتاب ابن الصلاح (2/ 715 - 743).
جواب سؤال عصام البشير:
حديث التوسعة على العيال في عاشوراء، ولفظه: ((من وسع على نفسه وأهله يوم عاشوراء، وسع الله عليه سائر سنته)) حديث شديد الضعف، مع كثرة طرقه.
وقد كنت خرجته تخريجا واسعا قديما، في أوراق جمعت فيها شيوخ ابن حبان من طبعته الأولى القديمة.حيث إن أحد أشهر طرق الحديث من رواية شيخ ثقة من شيوخ ابن حبان، هو أبو خليفة الفضل ابن الحباب.
وقد كان أخي الفاضل د0 يحيى الشهري قد طلب مني الاستفادة من تلك الأوراق، عندما بدأ بكتابة (زوائد ابن حبان)، فكان ما طلب. وقد ذكر أخي الفاضل خلاصة اجتهادي في هذا الحديث في كتابه المذكور (4/ 1909 - 1912)، معزوا إلى صاحبه، فجزاه الله خيرا على أمانته، وحسن وفائه، وتمام شكره.
أما السؤال عن عدد ساعات الطلب، فالجواب: الحق يقال: العلم إن لم تعطه كلك لم يعطك بعضه، وعلى قدر إقبالك عليه يكون نصيبك منه.وصاحب الهمة يضر طلبه للعلم بدنياه، ولاتضر دنياه طلبه للعلم، فتجده يسأل: ماهو الحد الأدنى من ساعات الانشغال بما سوى العلم؟ فهو يخشى أن يأثم من ينشغل بالعلم عن واجبات أخرى!!
ثق- يا أخي- أن من ذاق لذة العلم نسي كل لذة، فلا تخش عليه التفريط في طلبه للعلم، ولكن اخش عليه التفريط فيما سوى ذلك!
جواب سؤال عصام البشير:
سؤاله عن كتابات محمود سعيد ممدوح:
فالجواب: لقد اطلعت على كثير من كتبه، ولا يخفى على أحد ما فيها من التحامل على منهج السلف ومعتقدهم، ومخالفته لهم، ومحاولته التشكيك فيه بكل وسيلة يستطيعها0
فكلامه ككلام أهل الأهواء: يذكر ماله، ولا يذكر ماعليه0 ويتأول المتشابه بما يوافق هواه، ويترك المحكم لمخالفته له0
ومع ذلك كله: فلا يعني أن كل ما يقوله باطل، ففيه حق مشوب بباطل، بل ربما كان باطلا مشوبا ببعض الحق، من حين وحين، وباختلاف كتبه0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/26)
وأسأل الله أن يهدي قلبه إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم ومعتقده، فيسخر قلمه في الدفاع عنها، فهو – بذلك- أول وآخر من سيربح0 أما إن لم يشأ الله له ذلك، فهو أول الخاسرين (إن لم يتداركه ربه بعفوه وهدايته)، ولن يضر الله شيئا، ولا يضر منهج الطائفة المنصورة شيئا0
جواب سؤال أبي الهدى:
أما مسألة سماع الحسن من أبي هريرة: فسؤال الأخ فيها غير متصور، ولكني أقول: الراجح أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة، وعلى هذا جماهير أهل العلم0
أما مثال الحديث المعل: فيمكنك الرجوع إلى ما ذكرنا ه آنفا في حديث كفارة المجلس، وما ذكرناه من العزو إلى كتاب ابن حجر حوله 0 أو إلى ما ذكرناه من حديث التوسعة يوم عاشوراء، وعزوه إلى زوائد رجال ابن حبان 0
وأما السؤال عن أئمة العلل، وهل في هذا العصر منهم أحد؟ أم أنهم انقرضوا؟ فالجواب: إن كان السؤال عن أقران أو أشباه بعلي بن المديني والبخاري وأبي زرعة والنسائي والدارقطني، فإن وجد مثل هؤلاء أو قريب منهم منذ قرون متطاولة= فإني لاأعلمه!! ولم أعلم أن أحدا يعلمه!! وإن كان السؤال عمن له علم بعلم العلل إلى حد يفهم به تعليل الأئمة، ويدري بعض مآخذ أحكامهم، ويجتهد في إدراك فقه تعليلهم، ويوفق أحيانا إلى اكتشاف علة= فهذا له وجود ولاشك؛ لكنهم قليل، وأقل من القليل، وإن كانت الدعاوى كثيرة!
جواب الصارم المنكي:
الأخذ بظواهر الأدلة: إن كان المقصود به أهل الظاهر (الذي هو في مقابل النص) حجة ما لم يعلم ما يصرفه عن ظاهره؟ فالجواب: نعم، هو حجة، وعلى ذلك السلف كلهم، ولم يخالف في ذلك إلا بعض أهل الرأي، والمتكلمون0
لكن العمل بالظاهر مضبوط بأن لايأتي دليل صحيح يمنع الأخذ بذلك الظاهر أو ببعض أفرادهن كالناسخ، ومخالفة الإجماع، والمخصص، ونحو ذلك 0 ولا شك أن من القرائن الصارفة للفظ عن ظاهره أحيانا مخالفة فهم الصحابة وفقههم له 0 لكن هذا ليس أمرا مطردا، وإنما هو بحسب قوة القرينة الصارفة عن الظاهر وضعفها، في مقابل قوة القرينة الظاهرة وضعفها، في مقابل قوة ذلك الظاهر أو ضعفه مقارنة بمقاصد الشريعة وأصولها وقواعد الاستنباط الصحيحة فيها0
والكلام في ذلك يطول، أعتذر عن الإفاضة فيه0
والجواب عن سؤال الدارقطني:
فإن الأمر بالكتابة عن رجل الأصل دلالته أن هذا الرجل ليس شديد الضعف، وأنه إما في مراتب الاحتجاج أوالاعتبار 0 لكن إذا صدر مثل هذا الأمر من أحد الأئمة الذين عرفوا بعدم الرواية إلا عن الثقات، أو جاء في مساق عبارة الإمام ما يدل على جلالة ذلك الرجل، أو احتف بتلك العبارة قرينة تشهد لذلك = فإن هذا يدل علىقوة الرجل الذي يؤمر بالكتابة عنه0
وهنا أؤكد على ضرورة مراعاة المساق الذي وردت فيه جميع عبارات الجرح والتعديل، وإلى القرائن المحتفة بكل راو وما قيل فيه؛ فإن لذلك أثرا بالغا في فهم تلك العبارات0(1/27)
ألقاب الصحابة والتابعين الإمام الجياني الأندلسي
ـ[احمد بخور]ــــــــ[23 - 03 - 02, 03:40 ص]ـ
ألقاب الصحابة والتابعين الإمام الجياني الأندلسي
ـ[الدارقطني]ــــــــ[11 - 04 - 02, 11:33 م]ـ
الأخ أحمد بخور حفظه الله هذا الكتاب المذكور هو جزء من كتاب طبع حديثاً في ثلاث مجلدات عند مكتبة عالم الفوائد بمكة المكرّمة بتحقيق الشيخين على العمران ومحمد عزيز واسم الكتاب هو:"تقييد المهمل وتمييز المشكل"، وقد تأكدت بنفسي شخصيّا من هذا الذي أقول، والله الموفق.
ـ[yمحمد ياسر الشعيري]ــــــــ[28 - 06 - 02, 09:10 م]ـ
أخي الكريم، هذا أمر لا شك فيه، فكتاب تقييد المهمل وتمييز المشكل لأبي علي الحسين بن محمد الغساني (م498هـ) يتكون من أربعة كتب الأول في المؤتلف والمختلف من الأسماء والكنى والأنساب، ومن اشتبهت أسماؤهم من رجال الصحيحن، والثاني الأوهام الواقعة في الصحيحين من قبل الرواة، والثالث في شيوخ البخاري المهملين، والرابع في الألقاب، وليس ألقاب الصحابة وحدهم، ولو اطلعت على مقدمة المؤلف لوجدت تنبيهه على هذا التقسيم، والعجييب من هؤلاء الطابعين والناشرين الذين يستلون جزءا من الكتاب ويخرجونه للسوق زاعمين أن الكتاب مستقل، وللفائدة فإن هذا الجزء الأخير لم يكن داخلا في طلب السائل الذي سأل أبا علي عن هذه الأبواب لكنه من جواب الحكيم كما يقال.
والذي أخاف في هذا المقام أن يقع الخلط بين ما ذكر في المقال أعلاه من كونه كتابا في ألقاب الصحابة، وكتاب أبي علي في الصحابه، فإن لأبي علي الغساني كتابا في الصحابة استدرك به على شيخه ابن عبد البر، وهذا الأمر مشهور، والكتاب في عداد المفقود اللهم إلا قطعة من الاستيعاب موجودة في الخزانة العامة بالرباط عليها تعليقات أبي الفتح اليعمري، وتعليقات أخرى يرمز في آخرها بحرف (ع) فقد تكون هي، وسوف أقوم بتحقيق هذه المسألة بمقارنة هذه التعليقات بالمنقول عن أبي علي الغساني في الإصابة وغيرها من كتب الصحابة.
تنبيه:
كان أبو علي رحمه الله يكره أن ينادى بالجياني ويقول "لا أحل من قال الجياني". فهو الغساني الزهري.
والله المستعان.
ـ[طارق بن شهاب]ــــــــ[16 - 08 - 03, 10:34 م]ـ
اين اجد كتاب الاستيعاب؟(1/28)
لقاء ملتقى أهل الحديث بالشيخ المحقق علي بن محمد العمران (الأسئلة والأجوبة)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[04 - 04 - 02, 09:36 م]ـ
كان هذا اللقاء المتميز العام المنصرم،مع فضيلة الشيخ علي بن محمد العمران، وقد طرحت فيه عدد من الأسئلة، فأجاب عليها الشيخ حفظه الله، وقد نشرت فيما بعد في ملف وورد، ولكن كان الملف ناقصا ولم يشمل جميع الإجابات، ولذلك فسوف ننشر اللقاء هنا كاملا مع الإجابات، ثم تضعه بعد ذلك في ملف وورد بإذن الله تعالى.
ترجمة الشيخ المحقق علي بن محمد العمران
الإسم:
علي بن محمد بن حسين العمران (بكسر العين)
ولد في اليمن عام 1390, في السودة، إحدى ضواحي مدينة عمران (بفتح العين) 0 ثم انتقل إلى المملكة وهو دون الخامسة، واستقر بمدينة الطائف، وأكمل بها المراحل التعليمية الثلاث0
ثم التحق بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية بكلية الحديث والدراسات الإسلامية، وتخرج فيها عام 1412 بتقدير ممتاز
فأخذ من مشايخ الجامعة، كفضيلة الشيخ عبدالله الغنيمان , والشيخ عبدالمحسن العباد في العقيدة، والشيخ حافظ الحكمي في المصطلح، والشيخ عبدالعزيز العبداللطيف _ رحمه الله_ في الجرح والتعديل، وأخذ عن غيرهم من مشايخ الكلية، وأساتذتها0
وكان لتعرفه على ثلة من من طلبة العلم النابهين أثر كبير في حياته العلمية، كالشيخ صالح بن حامد الرفاعي و الشيخ أحمد بن علي القرني، وغيرهم0
واستقر بعد التخرج في مدينة الطائف وانتفع فيها بإمور ثلاثة:
1 - تفرغه للطلب والتحصيل والبحث والتأليف 0
2 - ملازمته للدروس العلمية للشيخ عبدالعزيز بن باز- رحمه الله- في يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع في أيام الإجازة الصيفية0
3 - ملازمته لمجالس الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد – حفظه الله – في بيته، فقل يوم إلا ويجتمع به ويستفيد منه ويذاركره العلم0
له عدد من المصنفات والتحقيقات وهي:
1 - تعقبات الحافظ ابن حجر على الإمام الذهبي في ميزان الإعتدال- جمع وتعليق0
2 - القواعد والفوائد الحديثية من منهاج السنة النبوية – جمع وتعليق-0
3 - المشوق إلى طلب العلم (وهو ماتع جدا) – تأليف0
4 - العلماء الذين لم يتجاوزا سن الأشد – تأليف-0
5 - الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية- خلال سبعة قرون – جمع وتعليق وفهرسة فنية دقيقة- بالإشتراك مع الشيخ الشيخ / محمد عزير شمس – وفقه الله – قدم له العلامة الفهامة الشيخ / بكر بن عبدالله أبوز زيد- حفظه الله- وفي هذا الجامع فوائد عظيمة!!! 0
6 - منجد المقرئين ومرشد الطالبين لابن الجزري – اعتناء وتحقيق-0
7 - أسامي شيوخ البخاري للصغاني-أخرجه بخط مؤلفه وقدم له ووضع فهارسه –0
8 - عمدة القاري والسامع في ختم الصحيح الجامع للسخاوي – اعتناء وتحقيق-0
9 - تجريد التوحيد المفيد للمقريزي – تحقيق-0
10 - منسك شيخ الإسلام ابن تيمية – اعتناء وتحقيق-0
11 - تقييد المهمل وتمييز المشكل لأبي علي الغساني – دراسة وتحقيق في ثلاثة مجلدات – بالإشتراك مع الشيخ محمد عزير شمس 0
12 - الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم لابن الوزير – دراسة وتحقيق – قدم له الشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد0
13 - النفحة القدسية والتحفة الأنسية، للحفظي، تحقيق0
14 - مختصر الصارم المسلول0
15 - المنهج القويم اختصار الصراط المستقيم، كلاهما للبعلي، تحقيق0
16 - ذيل التبيان لبديعة البيان، للحافظ ابن حجر، تحقيق0
17 - بدائع الفوائد، لابن القيم، في خمسة مجلدات، تحقيق0
تحت الطبع:
18 - شفاء العليل اختصار بطلان التحليل، للبعلي، تحقيق0
19 - اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية للبرهان ابن القيم، تحقيق 0
20 - صوارم اليقين لقطع شكوك القاضي أحمد بن سعد الدين، ليحيى بن الحسين بن القاسم، تحقيق0
21 - الجامع لسيرة الإمام ابن قيم الجوزية 0
22 - العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية، لابن عبدالهادي، تحقيق0
ثناء الشيخ العلامة بكر أبو زيد عليه:
قال الشيخ بكر أبو زيد في تقديمة لكتاب الروض الباسم لابن الزير (1/ج) (وقد سمت همة الشيخ الفاضل / علي بن محمد العمران، إلى الإمساك بناصيته، والاعتناء بإخراجه على مجموعة نسخ خطية، فلما أحضره الي _ تقبل الله منا ومنه- مطبوعا في تجربته الأخيرة في نحو ((600)) صفحة، ومقدمة التحقيق في نحو ((100)) صفحة، قرأت مقدمة التحقيق، وجملة من التعاليق، وفي مواضع من المتن، وفي فهارسه الكاشفة عن مخبآته، فتذكرت قول من مضى: ((دل على عاقل حسن اختياره)) وأضيف اليه ((ودل على عاقل حسن عمله وإتقانه)) فقد جمع هذا الفاضل بين الحسنيين، وحاز الدلالتين؛ إذ قد مشى في تحقيقه على أصول نيرة، يعرف بها التزامه بها من كان له فضل عناية بالتحقيق، ولا أريد أن أطيل، فالعمل أمام فوقة القراء، ومنصفيهم 0
وقد عافاه الله من حشر الحواشي الطوال بلا طائل – تلك الظاهرة التي تمكن غير المختصين من استباحة حمى العلوم الشرعية –0
وله – أثابه الله – لفتات نفيسة في المقدمة، والحواشي، وقد أحسن كل الإحسان في كشافات الكتاب المصنفة على مجموعتين:
((الفهارس النظرية)) التي في وسع كل أحد عملها، و ((الفهارس العلمية)) التي لايستطيع عملها بصفة موعبة إلا طالب علم متمكن، ولا أحسب المحقق الا كذلك 0)) انتهى كلام الشيخ بكر حفظه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/29)
ـ[المستوحش]ــــــــ[04 - 04 - 02, 10:33 م]ـ
جزاك الله خيرا.
السلفية دين الله الخالص من شذ عنها هلك.
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[05 - 04 - 02, 01:58 ص]ـ
الرجاء الإجابة على الأسئلة التالية:
س 1/ من واقع عنايتكم بالتحقيق الرجاء إبراز أهم الصعوبات التي تواجه المحقق؟ وكيف يمكن أن يتغلب عليها.
س2/ هل الأصوب في مجال التحقيق التلفيق، أم الاعتماد على أصل واحد وذكر الفوارق في الحواشي؟
س3/ هل هناك فرق بين التصحيف والتحريف؟ مع ذكر الأمثلة.
س4/ هل من الممكن اعتبار الطبعات القديمة على أنها نسخ للكتاب؟
س5/ هلا ألقيت الضوء على ترتيب النسخ على حسب أهميتها، مع المثال؟ وكيف نتعامل مع أكثر من نسخة بخط المؤلف؟
ودمتم بخير كتبه محبك / يحيى العدل في (21/ 1/1423هـ)
ـ[الصارم المنكي]ــــــــ[05 - 04 - 02, 02:05 ص]ـ
اهلا وسهلا
شيخنا الفاضل ماريكم باختيارات شيخ الاسلام للبعلي من حيث صحه النسبه الاقوال والاختيارات التي يذكرها البعلي عن شيخ الاسلام؟؟؟
نرجو تفصيل القول فيها؟؟؟؟
وفقكم الله ,,,
ـ[ابن فهيد]ــــــــ[05 - 04 - 02, 02:07 ص]ـ
حياك الله شيخنا الحبيب، وعندي بعض الأسئلة، أحسن الله اليك:
1 - نرجو إعطاءنا خلفيه عن الطبعات التي يصح إعتمادها للكتب الستة،
وهل هناك محاولات جادة لجمع الروايات والمخطوطات لتحقيقها.
2 - ماهي آخر مشاريعك العلمية حالياً ومستقبلاً.
3 - مارأيك في تحقيقات وتخريجات: عبدالرزاق المهدي، مأمون الشيحا،
عادل عبد الموجود وزميله محمد عوض، عادل رشاد في تحقيقه
للترمذي، فؤاد طلعت حلواني، منشورات بيت الأفكار الدولية، فتح
الباري طبعة دارالسلام.
4 - أيهما أفضل لمسند الإمام أحمد: طبعة دار الكتب أم مؤسسة
الرسالةولماذا.
5 - ماهي أخبار تهذيب التهذيب لإبن حجر فقد طال إنتظاره عند الشيخ
الميره، وما هي أخبار الدرر الكامنة هل هناك من يقوم بتحقيقه، وأيضاً
تفسير الطبري.
وجزاك الله خيراً شيخنا الغالي فقد أثريت مكتباتنا بتراث الأمة العظيم،
وسامحنا على الإطالة.
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[05 - 04 - 02, 02:14 ص]ـ
الشيخ الفاضل / علي العمران (لا زال محفوظاً مسددا)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
نبارك للمنتدى تشرفه بـ:
1 - الاشتغال بالعلم الشرعي؛ و منه استضافة أهله.
2 - الروح الأدبية، و النفس الخُلقية الي يتمتع بها رواد هذا المنتدى.
هناك أسئلة آمل إلقاء الضوء عليها إجابة.
الأول: كتاب (الجامع لسيرة شيخ الاسلام) هل ستقومون بتحقيق أمنية الشيخ بكر في تقديمه له؛ حيث تمنى أن تصاغ منه و من غيرها (السيرة الشاملة لشيخ الإسلام).
و لا أظن أقدر على ذلك منكم وفقكم الله.
الثاني: لامية شيخ الإسلام هل وقفتم على أصل لها مخطوط يثبت صحة نسبتها إليه؟
الثالث: الفوضوية في تحقيق التراث هل من وقفة لكم تجاهها؟
فإنه لا يتصدى للتحرير أصول التحقيق إلا من عاش التحقيق.
ومثلكم موثوق بعلمه.
الرابع: العناية المهلكة بنسخ المخطوط ما رأيكم بها؟
الخامس: هل المطلوب من المحقق أن بعتني بـ:
أ- جمع النسخ.
ب- العناية بالفروق.
ج- التحشية و التعليق.
أم أن المطلوب منه:
أ- إظهار النص مضبوطاً متقنا.
ب- إبراز فوائد الكتاب.
السادس: هل هناك ما يسمى بـ (التخريق) في فن (التحقيق)، حيث أخرج الغفيلي كتاباً كتب على طرته: تحقيق و تخريق ....
فلا أدري أهو مصطلح عند أهل التحقيق، أم هو باقٍ على أصل الكلمة و المعنى اللغوي.
أسأل الله أن يبارك فيكم و ينفع بكم.
و حبذا لو وضع رقم للشيخ للتواصل العلمي و التحقيقي معه.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[05 - 04 - 02, 03:00 م]ـ
فضيلة الشيخ على العمران (حفظ الله)
1 ــ هل هناك مجلات ودوريات تعتني بالمخطوطات.
2 ــ نريد بعض الكتب التي تتحدث عن تحقيق المخطوطات.
3 ــ نريد بعض الكتب التي تتحدث عن (علامات الترقيم).
4 ــ ما صحة نسبة كتاب ((الحيدة)) للكناني.
وفقكم الله وسددكم.
ـ[السي]ــــــــ[05 - 04 - 02, 03:36 م]ـ
الشيخ الفاضل وفقه الله
وجدت كلاما حول مشروعكم عن كتب شيخ الإسلام ابن تيمية في بعض المنتديات
وخاصة في نسبة رسالة في العشق لابن تيمية
http://www.muslm.net/cgi-bin/showflat.pl?Cat=&Board=islam&Number=124021&page=0&view=collapsed&sb=5
وهذا نص الموضوع
((حبا لشيخ الاسلام ولما له من الفضل واليد الطولى في نصرة السنة وتحقيق المسائل المشكلة، وحماية له من ان ينسب له ما ليس له كتبت هذا التنبيه على هذا المجموع الذي لا يخلو من انتقادات
فمن اهم الملاحظات:
نسبتهم فتوى لشيخ الاسلام في العشق .. !!!
مع ما فيها من كلام يخالف كلام شيخ الاسلام ابن تيمية فهو ايضا خاوي من نفس شيخ الاسلام - رحمه الله -
وذلك: بان في هذه الرسالة المنسوبة لشيخ الاسلام - زعموا - يجيز فيها تقبيل المعشوق شهوة .. !!
والكلام فيها كلام ركيك ودعوة للعشق بذكر فوائده وجواز الكلام بين المعشوقين والنظر والتقبيل ان
دعت الحاجة الى ذلك .. !!
وهذا مع مصادمة للسنة فهو ايضا مصادم لما قرره شيخ الاسلام في المجلد العاشر من مجموع الفتاوى
(السلوك).
وقد اعتمد المحقق على نسخة خطية ليس عليها سماع ولا اسم للناسخ وقال: انها نسخت في القرن العاشر على الاقرب (او بما معناه)
فهل هذا تحقيق!!؟؟ أم شغل تجاري!!؟؟
أرجو أن تصل هذه الملاحظة الى الاخ المحقق ليراجع نفسه وما خطت يده.
وان شاء الله لي وقفة مع كتاب المجموع في ترجمة شيخ الاسلام المطبوع ضمن هذه المجموعة.))
((الكاتب: [أبو بثينة] عدد المشاركات: 805 5/ 4/02 01:53 مساءً
لقد قرأت الفتوى هذه و أعدت قرأتها عدة مرات فوجدت إما إنها مدرجة أو تضمنت سقط أخل بمعناها
الفتوى في المجموعة الأولى صفحة 177
و لعل من يستطيع من الإخوة أن يعرض هذه الفتوى على الشيخ بكر أبو زيد حتى نعرف صحة النسبة لشيخ الإسلام))
فما هي الإجابة عن هذا الإشكال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/30)
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[05 - 04 - 02, 04:01 م]ـ
الشيخ علي سدده الله
خرج هذه الأيام رسالة لشيخ الإسلام إسمها
قاعدة في الإنغماس في العدو
فهل هذه ثابته لشيخ الإسلام وهل هي موجوده في المجموع
الذي أخرجته أنت والشيخ عزيز
وإن كانت موجوده فهل هي نفس الإسم أم يختلف
إختصار الفتاوى المصرية للبعلي هل حققتموه
وما رأيكم في المطبوعة حاليا
بارك الله فيك
ـ[احمد بخور]ــــــــ[05 - 04 - 02, 05:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
ياشيخ احبك في الله وأسأل الله ان يكرر إجتماعنا بك على خير وطاعة
سؤالى
ارجو منك ان تعطينا نبذة مختصرة عن كتاب مؤلفات شيخ الإسلام هل يصح نسبته لأبن القيم ام هو لغيره للفائدة
وكيف حال شيخك وامامنا الشيح بكر ابو زيد
: D :D
ـ[أبو محمد]ــــــــ[06 - 04 - 02, 01:49 ص]ـ
الأخ المكرم الشيخ علي وفقه الله السلام عليكم ورخمة الله وبعد:
فأود التأكيد على طلب الأخ السيف المجلى، وأرجو عرض الموضوع على الشيخ محمد عزير؛ فهذه الرسالة (العشق) أكاد أجزم بأنها ليست لشيخ الإسلام رحمه الله لأسباب:
1 - لم يذكر المحقق من ذكر هذه الرسالة من العلماء عن شيخ الإسلام، وهذا في غاية الأهمية نظرا لغرابة الكلام المذكور فيها.
2 - ليس من سبيل لإثباتها إلا ما جاء على طرتها من اسم شيخ الإسلام!!
3 - أن أسلوبها الركيك يشكك في ثبوتها، فليس فيها ذاك النفس المعهود عنه رحمه الله.
4 - أنه من غير الممكن أن يقول الشيخ رحمه الله بجواز تقبيل المعشوق في ألأحيان!!! وأنه من الأفضل أن يمكنه المعشوق من ذلك!!!.
5 - أن كلام الشيخ في غير هذا الموطن يخالف المذكور هناك، وأن على العاشق البعد عن من عشقه، وأن هذا يزيل عنه ما يجد، انظر مثلا: 10/ 132
أتمنى من الشيخ علي إيصال هذا الموضوع إلى المحقق، كما أتمنى أن يتحفنا برأيه فيما ذُكر ... خاصة إذا تأمل المتأمل في حجم الخطر الكامن وراء انتشار هذا الكلام بين ضعاف النفوس، فاللهم سلم.
أتمنى من الشيخ أن يتحفنا إن كان لديه تحقيق حول ثبوت المنظومة المنسوبة لشيخ الإسلام: اللامية 0
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم 0
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[06 - 04 - 02, 02:10 ص]ـ
فضيلة الشيخ (حفظه الله):
تكثر المكتبات في الغرب التي تحوي آلاف المخطوطات الإسلاميّة.
فما هو واجب طلبة العلم الذين يسكنون قريباً من تلك المكتبات؟
وما هي أفضل طريقة للاستفادة من تلك المخطوطات؟
علماً بأنّ القائمين على تلك المكتبات يشتكون من قلّة اهتمام المسلمين بمخطوطاتهم عندهم.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[06 - 04 - 02, 10:19 ص]ـ
اولا ارحب بالشيخ الفاضل المران:
وحللت سهلا ايها الشيخ:
ولدي اسئلة:
1 - ما رايكم فيمن يشكك في بعض ما جاء عن ابن تيمية ضمن المجموع الذي اخرجه ابن قاسم.
2 - ما القول الحق في مسئلة فناء النار عن ابن تيمية؟
ـ[شامل]ــــــــ[06 - 04 - 02, 11:23 ص]ـ
كنت هممت من عدة أيام كتابة ملاحظات على المجموعة التي أصدرتها عالم الفوائد والتي تتضمن مجموعة رسائل لابن تيمية وبعض المختصرات ومقدمة لبكر أبو زيد ولكن أشغلتني قضايا أخرى حتى رأيت لشخص يسمي نفسه القشيري كتب تعليقا على هذه المجموعة، وغرضي هنا بيان بطلان فتوى العشق المنسوبة لابن تيمية التي نشرها عزير شمس أصلحه الله فعزير شمس لم يتبع المنهج العلمي في توثيق الكتب والرسائل لأصحابها ولذلك وقع في هذه المشكلة وفتوى العشق التي نشرها في مجموعته في الجزء الأول بين الإمام ابن قيم الجوزية في كتاب روضة المحبين كذب هذه الفتوى على ابن تيمية ففي روضة المحبين ص118 ذكر ابن القيم جزءا من هذه الفتوى التي نشرها عزير شمس، وبين في ص131 أنها مكذوبة على شيخ الإسلام وأنها بخط رجل متهم بالكذب فهذا أخص تلاميذ ابن تيمية وهو ابن القيم ومن أعرف الناس بكتب شيخه وفتاويه ومذهبه يبين للناس كذب هذه الفتوى وأنها لا تصح نسبتها إلى ابن تيمية وإنه لمن الواجب على دار عالم الفوائد أن تتقى الله وتقوم بسحب جميع نسخ الكتاب من السوق واتلاف الجزء الأول منها وإعادة طباعته بدون الفتوى المذكورة، لأنهم إن لم يفعلوا ذلك فقد أسهموا بنشر هذا الكتاب وما تحويه من فتوى خطيرة يطير بها الفساق فرحا يسهمون بنشر الفساد ونسبة جواز الفسق إلى علم من أعلام الأمة اللهم أهدنا جميعنا لما تحبه وترضاه
أهـ. كلام ابن الوردي من الساحة؟
آمل من الشيخ؟ حفظه الله مراجعة ما كتبه الأخ / بهذا الخصوص وجزاكم الله خيراُ، والله يحفظكم ويحفظ المسلمين أمين.
أخوك / شامل
ـ[ brother] ــــــــ[06 - 04 - 02, 11:34 ص]ـ
ذكرت في كلامك (كلية الحديث) فأرجوا أن تفيدنا ما هذه الكلية وهل الدراسة فيها مفيدة بارك الله فيك
ـ[شمس الإسلام]ــــــــ[06 - 04 - 02, 03:58 م]ـ
السلام عليكم
س1 - ماهى الكتب التى تنصحون بها لدراسة العقيدة الصحيحه؟
س2 - كيف يمكننا الرد على اصحاب الاهواء الذين يكيدون للمرأة؟
وجزيتم خيرا
اختكم
شمس الإسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/31)
ـ[العملاق]ــــــــ[08 - 04 - 02, 12:45 ص]ـ
الشيخ العلامة الفاضل علي العمران لازل مسددا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاتعلم مدى فرحي باستضافتك في هذا المنتدى المبارك وفقك الله وبارك في القائمين على المنتدى
سؤالي حول بعض الشخصيات العلمية المعاصرة ومدى جودتهم في العلم وعقائدهم
شكيب ارسلان
و عبدالسلام هارون
ومحمود شاكر
وعائشة بنت الشاطي
وبودي أن تذكر لنا بحكم قربك من الشيخ العلامة بكر أبو زيد نبذة عن الشيخ وهل ترجم له أحد
وما هي مشاريعه الأخيرة
ـ[علي العمران]ــــــــ[08 - 04 - 02, 01:16 ص]ـ
الأخوة طلبة العلم الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لكل خير
ولعلي أبدأ في الإجابة على الأسئلة مستعينا بالله
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[08 - 04 - 02, 01:42 ص]ـ
أهلا وغلا بالشيخ المحقق العزيز على العمران:
ابدأ حياك الاله:
ـ[احمد بخور]ــــــــ[08 - 04 - 02, 07:41 ص]ـ
حياك الله ياشيخ بيننا ونفع بك الاسلام والمسلمين
ـ[صلاح]ــــــــ[08 - 04 - 02, 10:54 ص]ـ
شكرا للشيخ العمران:
من هم افضل محققي الكتب في وقتنا؟.
ـ[الحراني]ــــــــ[08 - 04 - 02, 06:09 م]ـ
فضيلة شيخنا (أبو عبد الرحمن) علي بن محمد العمران .. وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
* سؤألي:
1/ ماهي مشاريعكم العلمية المستقبلية التي تعملون عليها الآن؟
2/ بم تنصح الذي يريد الإشتغال بالتحقيق؟
* أسأل الله لك التوفيق والسداد .. وللقائمين على هذا المنتدى.
ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[09 - 04 - 02, 01:16 ص]ـ
في البداية أحيي الشيخ علي - حفظه الله - وجميع الاخوة. ثم أحمد الله الذي يسر لي زيارة الشيخ في بيته في جلسة من أجمل جلسات العمر وأفودها خاصة للمعتني بالمخطوطات مثلي، ثم أشكر الشيخ على حسن خلقه وتواضعه وخدمته للتراث الإسلامي، فجزاه الله عنا خيرا. وأطرح بين يدي فضيلته هذه الأسئلة:
1 - لعل كثيرا من طلبة العلم لايعرفون شيئاً عن الرجل الفاضل والعالم السلفي: الشيخ محمد عزير شمس - حفظه الله - والذي أعتبره رجل المخطوطات الأول خاصة مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله، والذي قال فيه الشيخ حاتم الشريف (لقد أثبت محمد عزير في تحقيقه لكتاب قاعدة في الاستحسان لابن تيمية أنه عالم فعلاً) فهلا تكرمتم بنبذة عن هذا الشيخ لما بدأ يتعرض له من استخفاف من بعض كتاب المنتديات حول رسالة العشق لابن تيمية وكأنهم يظنونه يتاجر على حساب كتب شيخ الاسلام!!
2 - لماذا لايكون هناك دورات لطلبة العلم في تحقيق المخطوطات يشرف عليها أهل الاحتصاص أمثالكم وأمثال الشيخ محمد عزير وغيركم لنتمكن من قطع الطريق على تجار الكتب باسم التحقيق العلمي المزيف؟
3 - ما هو أوسع كتاب في تراجم المتأخرين في ذكر أسماء شيوخ وتلاميذ المترجم.
4 - ما هو تقييمكم لكتاب الاستدراكات على كتاب سزكين الذي أصدره المجمع الفقهي؟
5 - وأخيراً ما هي أفضل وسيلة للحصول على المخطوطات التركية خاصة لمن هم في السعودية؟
وجزى الله القائمين على هذا المنتدى خيرا
ـ[علي العمران]ــــــــ[09 - 04 - 02, 12:00 م]ـ
حول رسالة العشق لابن تيمية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
في أول إجاباتي على الأسئلة الواردة من الإخوة الفضلاء، أقدم الجواب عن سؤال تكرر كثيرا في هذا المنتدى وفي غيره من المنتديات ألا وهو ما يتعلق ب ((رسالة العشق)) المطبوعة في (جامع المسائل: 1/ 177 - 186)، ومدى صحة نسبتها لشيخ الإسلام ابن تيمية، فأقول:
أولا: ينبغي على طالب العلم أن يستعمل الأدب في حواراته العلمية، وأن يدعم قوله بالأدلة والحجج ما استطاع الى ذلك سبيلا، وبعيدا عن سفيه القول وطائش الكلام، الذي يذهب بروح البحث0
ثانيا: مهما كان الباحث واسع الإطلاع قوي المعرفة بما يكتب – كالشيخ محمد عزير شمس – فإنه قد يفوته كثير مما يدركه غيره، وهذا من طبيعة البشر، فكان ماذا لو فاته الاطلاع على كلام ابن القيم في نفي هذه الرسالة وأنها مكذوبة على الشيخ؟!
ثالثا: أن عذره في إثبات هذه الرسالة أمور:
1 - كثرة كتب ابن تيمية ورسائله وفتاويه، فعدم ذكرها ضمن كتبه ومؤلفاته، ليس دليلا على نفيها 0
2 - أن ابن القيم قد نقل بعض التقسيمات الموجودة فيها في كتابه ((الجواب الكافي)) كما أشار إليه عزير شمس في الهوامش0
3 - أن النسخة الخطية قد نسبت هذه الفتوى لابن تيمية 0
4 - أن الرأى الذي استغربه الكثيرون وهو: جواز تقبيل من خاف على نفسه الهلاك، ليس رأيا خارجا عن الإجماع، بل قد اختاره بعض العلماء ومنهم أبو محمد بن حزم – كما ذكر ابن القيم-0
أقول فهذه الأمور مجتمعة – إذا تجردت عن قرينة نفي ابن القيم للرسالة وتكذيبه لها الذي لم يطلع عليه عزير شمس – تسوغ هذه النسبة، وإن لم نجزم بها جزما لايقبل الشك0
رابعا: هذا العذر – في تقديري على الأقل –مسوغ لهذه النسبة، فكيف لو إجتمع إليه دليل خامس، وهو: أن الأمير علاء الدين مغلطاي وهو من تلاميذ ابن تيمية وأنصاره – قد أثبت هذه الرسالة للشيخ ونقل منها في كتابه ((الواضح المبين فيمن مات من المحبين)) 0
خامسا: بعد هذا كله فالرسالة – عندي – لاتثبت لشيخ الإسلام ابن تيمية، فليس فيها نفسه ولا أسلوبه المعهود في الكتابة، وما ذكره ابن القيم من أدلة في نفيها كاف0 وقد ذكر في الروضة " ((ص/131) أن أحد الأمراء – ويعني به مغلطاي – قد أوقفه على هذه الفتوى، ثم نقدها0
سادسا: استدراكا لهذا الأمر؛ فإنه سينبه في آخر (المجموعة الخامسة) – إن شاء الله- على ما استجد من معلومات وفوائد وتصحيحات فيما يتعلق بهذه السلسة (1 - 8) تحت عنوان: ((استدراكات)) وسيكون التنبيه على هذه الرسالة منها0 هذا أولا 0
وثانيا: أنه في الطبعة الجديدة (للآثار000) – وهي قريبة إن شاء الله تعالى – ستحذف هذه الرسالة منها0
هذه خلاصة رأيي في هذه المسألة، والحمد لله حق حمده0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/32)
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[09 - 04 - 02, 12:15 م]ـ
شكر الله لك شيخنا المحقق المدقق العمران:
نعم اننا نحسن الظن فيكم، وحسناتكم كبيرة جدا علينا.
نفع الله بكم.
ـ[ brother] ــــــــ[09 - 04 - 02, 11:35 م]ـ
هل مغلطاي المذكور هو الأمير المشار اليه
ـ[علي العمران]ــــــــ[10 - 04 - 02, 11:39 ص]ـ
الإجابة على أسئلة يحيى العدل:
1 - بالنسبة للصعوبات التي تواجه المحقق؛ فلا يخفى أنها كثيرة ومتنوعة بتنوع متعلقات المخطوط، من جهة عدد النسخ، فقد تكون المشكلة من كثرة النسخ وقد تكون من قلتها، ومن جهة تمامها وعدمه، ومن جهة موضوع المخطوط ومادته، ومن جهة وضوح الخط وعدمه .... الخ
ولونظرالناظر في مقدمات الكتب المحققة فى الرسائل الجامعية لوجد فصلا ثابتا عن الصعوبات التي واجهوها في التحقيق، وهذا النظر كفيل بأن يطلع الباحث على ما يعانية المحققون،وكيف عالجوا تلك المصاعب،وأرجو أن لاتكون صارفة له عن التفكير في التحقيق جملة.
والموضوع يحتمل اكثر من هذا، ولكن .. !!!
2 - آما السؤال الثاني:
فخلاصة رأيي في مسألة التلفيق، أو اختيار أصل واحد يتلخص في أمور
1 - أن المسألة اجتهادية اعتبارية، ولايمكن الجزم بخطأ إحدى الطريقتين 0
2 - أن التنفير من طريقة (النص المختار) بأن يطلق عليه (التلفيق) لايغني من الحق شيئا0
3 - يلزم المحقق أن يختار أصلا واحدا في حالة ما إذا وجد الكتاب بخط مؤلفه، أو بخط أحد تلاميذه وعلية قراءة أو تصحيح المؤلف،أو كان بخط أحد العلماء وكان مع ذلك في درجة من الصحة والجودة بحيث يركن اليها المحقق، فهنا يلزمه أن يختار هذا الأصل ولايحيد عنه إلا في حالات نادرة،كأن يكون الإخراج الأول للمؤلف .... أو نحوذلك مما يعلمه أهل الشأن، فهنا يجوز الخروج عن الأصل مع التنبيه على ذلك.
4 - آما إذا كانت النسخ متقاربة في الصحة أو لامزية لأحدها على الأخرى فلا يلزم المحقق حينئذ اختيار أصل واحد وجعله حاكما على بقية النسخ،وإن كانت هذه الطريقة (اعني اختيار أصل واحد) مريحة للمحقق، لأنه سيثبت ما في النسخة المختارة ويملأ هوامش الكتاب بفروق النسخ الأخرى، بدون إعما ل
ذهن،ولا ترجيح راجح، ولافهم لطريقة المؤلف وأسلوبه، فسيقول لك مثلا: (في الأصل [غير] وفى م:عير (!! فهو لا يفرق بين (غير وعير)!!
وهذه الطريقة (أعنى اختيار أصل واحد) يوصى بها –غالبا- المبتدئون في التحقيق من طلبة الماجستير، لعدم امتلاكهم أهلية أختيار النص الصحيح، أما المتمرسون في هذا الشأن فطريقتهم هي اختيار النص السليم
مثل: محمود شاكر وعبد السلام هارون وغيرهم، وليس معنى هذا تصويب أخطاء المؤلف، كلا…
3 - أما السؤال الثالث:
في التفريق بين التصحيف والتحريف، فجمهرة المتقدمين لايفرقون بينهما بل يطلقون كل واحد منها على الآخر , والأكثر عندهم استعمال (التصحيف) وأول من فرق بينهما تفريقا واضحا هو الحافظ ابن حجر في (النزهة) - وإن سبقه العسكري – ببعض التفريق نظريا لاعمليا.
وقد شرح ذلك مع ذكر الأمثلة، وبيان تفرد الحافظ بذلك الأستاذ: اسطيري جمال في مقدمة كتابة (التصحيف .. ): (من /23 - 41). فلم يدع قولا لقائل.
وأنظر: (تحقيق النصوص:65 - وما بعدها) لعبد السلام هارون، و (مناهج تحقيق التراث:124 - وما بعدها) لرمضان عبد التواب، ومحاضرة في التصحيف والتحريف للطناحى في أخر كتابة (مدخل الى تاريخ نشر التراث: 285 - 316).
4 - وأما جواب السؤال الرابع:
فتجده محققا محررا في كتاب العلامة عبد السلام هارون (تحقيق النصوص:31 - 32).
5 - أما جواب السؤال الخامس، فهو ذو شقين:
الأول: ترتيب نسخ الكتاب الواحد قد أشبعها المتكلمون في هذا الباب،بما لامزيد علية، وبما لايخفى عليكم.
الثانى: إذا وجد للكتاب نسختان جميعها بخط المؤلف، فأقول: إن وجود الكتاب بخط المؤلف يعتبر من القليل النادر، كما يعلمه أهل الشأن، فكيف بوجود نسختين كذلك؟!
لكن إن وجد ذلك – وقد وجد حقيقة- فلا يخلو الأمر حالتين.
الأولى: أن تتفق النسختان ولايقع بينهما خلاف، فهنا لا إشكا ل- وان اختلفتا في تأريخ النسخ فعدم اختلافهما في المضمون هو المهم.
الثانية: أن يقع في النسختين اختلاف،بالزيادة أو النقص أو التغيير أو التصحيح أو غير ذلك، فهنا:إما أن يعلم أن أحدهما متقدمة على الأخرى، فتعتمد الآخرة منهما، لأن الأولى تكون الإخراج الأول للكتاب، ثم أضاف اليها المؤلف وزاد ونقص ....
وإما ألا يعلم تأريخ كل منهما،لكن يمكن تمييز أيتهما الآخرة بقرائن، فالمسؤدة تعرف بكثرة البياضات والشطب والإلحاقات، والمبيضة بخلاف ذلك،وإما بنص العلماء كان يقولوا:إن له إخراجين للكتاب الآخر منها أكبر،فيعتبر ... إلى غير ذلك من أوجه الترجيح والموازنة.
والحمد لله رب العالمين
ـ[علي العمران]ــــــــ[10 - 04 - 02, 11:52 ص]ـ
نعم هو الأمير المذكور على ما ارجح
ـ[ brother] ــــــــ[11 - 04 - 02, 12:09 ص]ـ
مغلطاي الحافظ لم يكن أميرأً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/33)
ـ[علي العمران]ــــــــ[13 - 04 - 02, 06:50 ص]ـ
جواب سؤال الصارم المسلول
حول اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية للبعلي، فأقول: أما تفصيل القول فيها تفصيلا شافيا فطريقه ما ذكره الشيخ العلامة بكر أبو زيد - فيما نقل عنه محقق كتاب البعلي (ص/ح) قال:
(توثيق الاختيارات [يكون] بالموازنة مع المطبوع من كتب شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى - وما ذكره ابن القيم في كتبه، وما ذكره ابن مفلح في الفروع وهو نحو 825 من الاختيارات التي ذكرها عن شيخه، وما ذكره المرداوي في الإنصاف. وبالله التوفيق) اه
وبعد هذا كله يتبين جواب السؤال بدقة، وقد تكلم عن هذا الكتاب وعن نسبة بعض ماجاء فيه من الاختيارات د/أحمد موافي في كتابه (اختيارات ابن تيمية). وهناك عدة رسائل جامعية في جامعة الإمام حول اختيارات الشيخ، فلعل فيها بسطا لهذه المسألة.
ـ[علي العمران]ــــــــ[13 - 04 - 02, 07:13 ص]ـ
جواب أسئلة ابن فهيد:
1 - أحسن طبعات الكتب الستة - فيما أعلم - هي:
أ- صحيح البخاري (الطبعة السلطانية)، والتي مع شرح القسطلاني.
ب- صحيح مسلم (التي بهامش شرح القسطلاني)، وطبعة محمد فؤاد عبدالباقي.
ج- سنن النسائي (الطبعة التي بترقيم أبي غدة).
د- سنن أبي داود (طبعة الدعاس وطبعة عوامة).
ه- سنن ـ الترمذي (لا أعلم له طبعة تعتمد، وأصح ما في الباب طبعة د/ بشار عواد)
و- سنن ابن ماجه (طبعة بشار عواد).
وهذا لايعني التزكية المطلقة لهذه الطبعات، فقد يوجد فيها من الأخطاء ونحوها مايشكك الباحث في صحتها، ولكن نعني أنها أصح الموجود، وتبقى العناية بهذه الكتب - في نظري - دين على هذه الأمة،
وأعني بالعناية: طبعها بما يليق بمكانتها، من جمع نسخها، وتحقيقها، وطبعها في أحسن حلة، وفهرستها. وإلا فقد اعتنى بها علماء الإسلام أيما عناية.
وهناك محاولات - لكن لاأدري هل هي جادة - ففي مركز خدمة السنة بالمدينة عمل على تحقيق الكتب الستة، وكذلك عمل في مؤسسة الرسالة بإشراف شعيب الأرناؤوط، إلى محاولات أخرى فردية، وهذا الشأن لايقوم به أفراد.
2 - أما آخر المشاريع العلمية التي تخصني، فقد ذكرت في الترجمة.
3 - مسند احمد لاأعلم أن _ دار الكتب) طبعنه، إلا إن كنت تقصد (دار عالم الكتب)، فهي جيدة، والموازنة بين الطبعتين في هذا الكتاب الضخم تحتاج الى وقت طويل، وهذا مالا أملكه!!
4 - وأما (تهذيب التهذيب) فقد طال انتظاره حقا، ولا أدري أين وصلوا في العلمل عليه (لكن الذي يعمل عليه أحمد معبد عبدالكريم) وليس الميرة.
و (الدرر الكامنة) لاأعلم أن أحدا يحققه، اما تفسير الطبري؛ فقد علمت أنه أحد مشاريع د/ عبدالله التركي، وانه يقوم على تحقيقه وطبعه، ولعله يكون في عشرين مجلدا.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[13 - 04 - 02, 08:09 ص]ـ
رفع الله قدرك شيخنا علي:
بالنسبة لطبعة بشار عواد للترمذي، الم يحذف احاديث تقرب من الثلاثين هي موجوده في طبعة شاكر، واخذ اهل العلم عليه ذلك؟؟.
ـ[علي العمران]ــــــــ[13 - 04 - 02, 11:21 ص]ـ
طبعة بشار عليها ملحوظات كثيرة، لكن مقام الإجمال يقتضي الاختصار، وأهم ملاحظة ـ في نظري ـ أنه لم يعتمد على نسخ خطية، مع أن للكتاب نسخا كثيرة قديمة وجيدة، فبقي عمله قاصرا، خاصة في مثل كتاب الترمذي.
أما الأحاديث التي أشرت إليها، فكان مستنده في حذفها: أن المزي في (التحفة) لم يذكرها، وقد ساقها بشار في الهامش.
أماطبعة الشيح أحمد شاكر فهي الأخرى عليها ملحوظات كثيرة، أهمها عدم اعتماده نسخا موثوقة، ولا يغرنك كثرة الفروق في الهومش فاكثرها مطبوعات!!
على أنه لم يتم من تحقيقه إلا أقل من الربع.
فطبعة بشار هي أصح ما في الباب، ولايلزم من ذلك صحتها، والله أعلم.
ـ[علي العمران]ــــــــ[13 - 04 - 02, 02:01 م]ـ
الإجابة على اسئلة (ذو المعالي)
هناك أسئلة آمل إلقاء الضوء عليها إجابة.
الأول: كتاب (الجامع لسيرة شيخ الاسلام) هل ستقومون بتحقيق أمنية الشيخ بكر في تقديمه له؛ حيث تمنى أن تصاغ منه و من غيرها (السيرة الشاملة لشيخ الإسلام).
و لا أظن أقدر على ذلك منكم وفقكم الله.
الثاني: لامية شيخ الإسلام هل وقفتم على أصل لها مخطوط يثبت صحة نسبتها إليه؟
الثالث: الفوضوية في تحقيق التراث هل من وقفة لكم تجاهها؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/34)
فإنه لا يتصدى للتحرير أصول التحقيق إلا من عاش التحقيق.
ومثلكم موثوق بعلمه.
الرابع: العناية المهلكة بنسخ المخطوط ما رأيكم بها؟
الخامس: هل المطلوب من المحقق أن بعتني بـ:
أ- جمع النسخ.
ب- العناية بالفروق.
ج- التحشية و التعليق.
أم أن المطلوب منه:
أ- إظهار النص مضبوطاً متقنا.
ب- إبراز فوائد الكتاب.
السادس: هل هناك ما يسمى بـ (التخريق) في فن (التحقيق)، حيث أخرج الغفيلي كتاباً كتب على طرته: تحقيق و تخريق ....
فلا أدري أهو مصطلح عند أهل التحقيق، أم هو باقٍ على أصل الكلمة و المعنى اللغوي.
الإجابة:
الإجابة على اسئلة (ذو المعالي)
1 - الترجمة التى أشار الشيخ بكر بعنوان (السيرة الجامعة .. ) لعل الشيخ بكرا يقوم بها، وفهمت من كلامه ما يوحي بذلك. وأما ظنك ففي غير مكا نة إن بعض الظن إثم .. !!
2 - لامية شيخ الإسلام نشرها الأخ خالد الحيا ن معتمدا على عدة نسخ خطية متأخرة، وذكر بعض أدلة ثبوتها،وإن كنت لا أوافقه على الجزم بنسبتها اليه، بل فيه نظر كبير.
ثم وقفت على نسخة خطية منها على طرة مجموع فيه فناوى لابن تيمية
بخط أحد أبناء عمومته ابن يمية، بتاريخ (762) في غاية الجودة والنفاسة، لكنه لميجزم بنسبتها لشيخ الإسلام، فيبقى أن تجمع هذه الدلائل والقرائن إذا أردنا الجزم بإثباتها أو نفيها.
3 - أما الفوضى في تحقيق التراث؛ فقد تصدى لها كثير من الغيورين على تراث أمتهم ن وألفوا في ذلك كتبا وبحوثا، وعقدوا مؤتمرات، ولكن العبث أكثر بكثير من هذه الجهود المبذولة!!
وقد شاركت بعدد من المقالات في بعض الملاحق التراثية في نقد بعض الطبعات، ولا تمر مباسة في الكتب التي أعتنيت بها إلا وذكرت فيها ما يناسب المقام من الإرشاد بطبعة جيدة أو نقد طبعة سقيمة، وعندي من التقييدات والضمائم ما لو جمع أو حرر لجاء كتابا في هذا الباب.
4 - أما الإغراق في جمع نسخ الكتاب الواحد فنتكلم عنها في نقاط
أ- إذا كان للكتاب نسخ جيدة معتمدة يركن إليها في إخراج الكتاب، فلا معنى لانتظار نسخ أخرى لاقيمة لها، أو لايعرف تأريخ نسخها أو لاميزة لها.
ب- إذا كان للكتاب نسخ جيدة، وهناك نسخ جيدة – أيضا- فينبغي له جلبها، فلعلها أجود من نسخه، أو فيها زيادات أو تصويبات أو نحو ذلك، لكن لو تعذر الحصول عليها وكان الكتاب مهما أو لم يطبع من قبل؛ فلا ينبغي ترك طبعه بحجة انتظار نسخ أخرى.
ج- يحلو للبعض أن يستكثر من النسخ عند التحقيق، سواء كان لها قيمة أو لم يكن، ثم يملأ هوامش الكتاب باختلافات النساخ، كما هو دأب المستشرقين، فيتضاعف حجم الكتاب، بلا فائدة تذكر، والأمثلة كثيرة، كما في تحقيق السعوي (للتدمرية)، وكتاب (اليواقيت والدرر والدرر- للمناوي- طبعة الرشد الثانية) وغيرها.
د- لكن إذا كان الكتاب ناقصا، وله نسخة تامة، فلا ينبغي إخراجه إلا إذا وجدت حتى لو طال انتظارها، كما هو الحال في كتاب (الطب النبوي) لأبي نعيم، فنسخته المعروفة في الاسكريال ناقصة، وله نسخة تامة في تركيا، أعرف أحد طلبة العلم قد انتهى من تحقيق الكتاب من عدة سنوات لكنه لم يخرجه انتظارا لهذه النسخة.
5 - المطلوب من المحقق أمور
1 - تحقيق عنوان الكتاب
2 - تحقيق اسم مؤلفه
3 - نحقيق نسبته إليه
4 - تحقيق متن الكتاب حتى يظهر بأقرب صورة تركها مؤلفه وهذا الرابع يكون بأمور
1 - جمع النسخ الخطية
2 - إثبات أهم الفروق بين النسخ
3 - التعليق على النص بما يزيل غموضه ويحرر معانيهن وتخريج ما يحتاج إلى تخريجه من نصوصه باقتصاد وعد إطالة
4 - ضبط ما يشكل في نص الكتاب من العلام وغيرها
5 - إبراز فوائد الكتاب بفرسته
هذا على سبيل الاختصار والايجاز
6 - لااعرف هذا المصطلح الجديد المسمى ب ((التخريق))!! ولعله تصحف عن (التخريج).
ـ[أبو المعالي]ــــــــ[14 - 04 - 02, 02:12 م]ـ
س اذا كان في النسخة المخطوطة تصحيحات في هامشها، فهل من المستحسن للمحقق أن يذكر في الحاشية أن هذه اللفظة مصححة في هامش المخطوط؟
س اذا كان هناك أكثر من نسخة للكتاب، ومثلا في نسخة تقول و الأخرى بدون نقطة التاء، و الصواب يقول بالياءفما عمل المحقق للنص في هذه الحالة؟
وفق الله الجميع.
ـ[علي العمران]ــــــــ[15 - 04 - 02, 02:50 م]ـ
الجواب على أسئلة (راية التوحيد)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/35)
1 - نعم هناك عدد من المجلات والدوريات التى تعتني بالمخطوطات،مثل:
-مجلة عالم المخطوطات
-مجلة عالم الكتب
-مجلة معهد المخطوطات، وكان لديهم نشرة تراثية جيدة في التعريف بالمخطوطات والكتب التى تحقق وغير ذلك.
-أكثر المجلات لها ركن خاص إما بتحقيق الكتب أو نقدها أو التعريف بالمخطوطات، أو فهرستها أو نحو ذلك، كمجلة المجمع العلمى العربي، ومجلة العرب، والدارة، والحكمة، والمشكاة، والمورد ............ الخ
2 - الكتب التى تتحدث عن التحقيق كثيرة , وأهمها:
-تحقيق النصوص، لعبد السلام هارون، وهو أول كتاب في هذا الباب بالعربية
-مناهج تحقيق التراث، لرمضان عبد التواب
-محاضرات في تحقيق النصوص، للخراط
-وتعليقة لصلاح الدين المنجد، وبشار عواد، وهما مفيدتان ..... وغير ها كثير ..
3 - الكتب التى تتحدث عن علامات الترقيم، أهمها
-علامات الترقيم، لأحمد زكي باشا، وهو أول كتاب متخصص فيها.
-المطالع النصرية، لنصرالهوريني.
-فن الترقيم في العربية، لعبد الفتاح أحمد الحموز0
4 - أما كتاب (الحيدة) للكناني، فالكلام فيها طويل الذيل، وارجع إلى مقدمة المحقق جميل صليبا، ثم الفقيهي. ومقال للأخ فهد البلادي في نفي نسبتها في ملحق التراث بجريدة المدينة، وأربعة مقالات في الرد علية في الملحق نفسة للفقيهي.
وجملة القول: أن الرسالة في ثبوتها نظر لتفرد محمد بن الأزهر بها وهو كذاب. ولكن المناظرة ثابتة ومشهورة.
والله أعلم
أما سؤال الإ خوة (السيف المجلي، وأبو محمد، وشامل)
بخصوص (رسالة العشق) فقد تقدم الجواب عليها في صدر هذه الجوابات، وآمل أن يكون فيما ذكرته كفاية ومقنع، وأخبر الأخوة أن الشيخ محمد عزيز شمس خارج البلاد الآن، والإ لا لتمسنا منه أن يجيب على هذا التسائل بنفسه.
الاجابة على اسئلة العجمي.
1 - رسالة الإنغماس في العدو، ليست ضمن الرسائل التى طبعت ولعلها تكون في المجموعة الخامسة او السادسة.
وهى ثابتة الى شيخ الإسلام إن شاء الله، أما تسميتها، فللشيخ رسالة بهذا الأسم ذكرها أبن عبد الهادي، فغالب الظن أنها هذه.
2 - أما مختصر الفتاوى المصرية فلم يعمل علية أحد الى الآن، وطبعته الحالية تحتاج الى المقابلة على النسخة التى وجدت بخط المؤلف، ففيها بعض الزيادات والتصحيحات التى ظهرت عند المقابلة.
ـ[أبو المعالي]ــــــــ[15 - 04 - 02, 08:14 م]ـ
ما رأيكم في تحقيق كتاب العقود الدرية الذي خرج حديثا، وكذلك تاريخ بغداد بتحقيق بشار عواد، و تاريخ الإسلام بتحقيق تدمري و هل تحقيق د. بشار يفوقه؟
ـ[علي العمران]ــــــــ[18 - 04 - 02, 04:44 م]ـ
سؤال أحمد بخور
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أحبك الله الذي احببتنا فيه، ونرجو أن يتكرر ذلك الأجتماع على خير وعافية
أما جواب سؤالك عن كتا ب (مؤلفات ابن تيمية) المنسوب لابن القيم – رحمة الله- فالصواب أنه لأبي عبد الله بن رشيق المغربي (ت749) وهو من تلاميذ ابن تيمية، وناسخ كتبة، وكان أبصر بخط الشيخ منه، كما يقول ابن كثير.
وقد فصلنا القول في ذلك بأدلته في مقد مة (الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية: 56 - 63) فيرجع إليه، وقد كتبت في ذلك مقالا في (ملحق التراث بجريدة البلاد السعودية)
أما الشيخ بكر – حفظه الله- فهو في خير حا ل إن شاء الله تعالى، ويزاول نشاطه المعهود كما عهدته وعهد تموه
(وجواب الأخ أبي محمد) تقدم
(جواب سؤال الأخ هيثم حمدان)
أما سؤالك فهو سؤال جيد، جدير بالبحث والدراسة للوصول إلى سبل وقنوات للأ تصال بين طلبة العلم في تلكم البلاد، وبين غيرهم ...... ونذكر ههنا أمورا:
اولا: لابد من توعية طلبة العلم في تلك البلاد بأهمية هذا التراث المسلوب، لأعطائه الاهتمام اللأ ئق به، خاصة وأن كثيرا منهم منصرفون عن هذا الأمر إلى أشياء أخرى.
ثا نيا: ينبغي ملاحظة أن الكثير من تلك المكتبات قد أصبحت بحمد الله تعالى قريبة المنال منا، إذ أصبحت من مقتنيات المكتبات العامة، والمراكز العلمية وغيرها فعلى سبيل المثال (المتحف البريطاني)
والمكتبة الوطنية بباريس ومكتبة تشستربتي وبرنستون بأقسامها، وأورشليم، القدس، ... ) كلها موجودة في مركز الملك فيصل ومكتبة الملك فهد وجامعة الإما م.
فينبغي الاهتمام بما لم يصور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/36)
ثالثا: كثير من هذه المكتبات أصبحت سريعة التجاوب مع الباحثين فممجرد ما يصل الطلب إليهم حتى يسرعوا في تلبية ما فيه، بخلاف الحاصل في البلاد العربية والإسلامية - على تفاوت بينها -؟!
رابعا: سبل التعاون يكون على أنحاء شتى:
فمنها: إعلامهم بما يجد من فهارس المخطوطا ت، أو توفيرها لهم0
ومنها: تزويدهم با لنشرات التراثية أو المجلات التى تعنى بهذا الشأن 0
ومنها: توفير بعض الكتب المطبوعة بتحقيق المستشرقين، مما أصبح الآن في حكم المخطوط، لندرتة وقلة نسخه
ومنها: إيجاد بعض السبل لتسهيل الحصول على المخطوط من المكتبات النى لم تصور في المراكز العلمية.
وغيرها على أوجة التعا ون.
الإجابة على اسئلة الأخ عبدالله العتيبي:
جواب السؤال الأول:
نقول أولا: إن هذا المجموع غرة في جبين الدهر، نفع الله به أمما لايحصون. فلا سبيل إلى الطعن فيه لطاعن.
ثانيا: إن كان طعنا مجملا، لغرض التشكيك فيه، أو أي غرض آخر، فلا يقبل من قائله، بل يرد عليه، وقد لجأ كثير من أعداء الشيخ إلى مثل هذا، لكن هيهات…
ثالثا: ان كان التشكيك مفصلا في رسالة بعينها، فهذا ينظر في مستندة فى الشكيك، فإ ن كان وجيها فالحق أحق أن يتبع، وغرضنا جميعا الوصول الى الحق ونفي الكذب عن الشيخ , واثبات ما ثبت له.
رابعا: بعضهم قد يذكر شبها هي عند التحقيق مندفعة، كقول بعضهم: إن أبن القيم مذكور في (مجموع الفتاوى) سبع مرات وهى (4/ 343، 6/ 507، 10/ 761، 16/ 249، 25/ 287، 289، 28/ 658).
فنقول: لو راجعت هذه المواضع لعلمت أنها غير مشكلة ابدا، الإ في موضع واحد وهو (10/ 761) والذى يظهر فية أنه تحريف وأن صوابه (ابن الزبير)، لأنه هو الذي له كتاب في النية كما ذكر الشيرازي والذهبي وغيرهم.
ولهم شبيه غير ذلك، اضربنا عنها اختصارا.
جواب السؤال الثاني:
قال شيخ الإسلام في رسالتة الأخيرة التى الفها في محبسه الاخير – وكان سببها سؤال وجهه الية ابن القيم -: (وأما القول بفناء النار، ففيها قولان معروفان عن السلف والخلف، والنزاع في ذلك معروف عن التابعين ومن بعدهم ..... ) (ص / 52) وانظر سؤال ابن القيم في شفاء العليل: 2/ 721 - 722).
فالشيخ يرى أن هذه المسأ لة خلافية بين السلف وغيرهم، فلا ضير عنده في أختيار أحد القولين في المسأ لة.
وابن القيم قد حكى في غير ما كتاب أن هذا القول – أعني فناءها – هو اختيار شيخه، واختاره هو، والله اعلم بشيخه.
وقد كتب في المسألة عدة بحوث، منها:
رسا لة ماجستير في أم القرى، ورجح القول بفنائها، والف د/ علي الحربي في الذب عن شيخ الإسلام رساله
والف الصنعاني ردا على من قال بفنائها، وغير ذلك
والله اعلم
أما سؤال الأخ شامل، فقد تقد مت الإ جابة عليه.
جواب سؤال الأخت شمس الإسلام
الأول: أما الكتب التى تشرح معتقد أهل السنة والجماعة (عقيدة الإسلام الصافية)، فهى بحمد الله كثيرة، ما بين مختصر ذكر أصول المسا ئل، وكبير ذكر الأصول وغيرها بالأدلة والرد على من خالف الحق.
وأصل معتقد أهل السنة مأخوذ من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة.
فقام العلماء الثقات بتلخيص ذلك في مختصرات اشتهرت وحفظت ونفع الله بها، ومن أمثلتها ((بيان عقيدة أهل السنة)) للإ ما م الطحاوي المشهور ((العقيدة الطحاوية))
ومثل العقيدة الواسطية – لشيخ الإسلام -، و ((كتاب التوحيد)) و ((كشف الشبهات)) للشيخ محمد بن عبد الوهاب، و ((تجريد التوحيد المفيد)) للمقريزي، و ((قطف الثمر في عقيدة أهل الأثر)) للقنوجي، وغيرها كثير.
وهذه الكتب لها شروح كثيرة فتراجع لزيادة البيان والتفصيل.
الثاني: في كيفية الرد على أصحاب الأهواء الذين يكيدون للمرأة، فنقول:
أولا: يكفي المرء لدينه أن يعلم: أن هؤلاء هم (الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا) فلهم عذ ا ب
أليم, ويكفي أن يعلم: أنهم من الطاعنين في الإسلام الخارجين على شريعته، فأي خير يرتجى من مثلهم؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/37)
ويكفي أن يعلم: أن هؤلاء صنيعة الاستعمار وخريجي مدارسة ومؤسسا ته، صنعوهم على أعينهم ثم وجهوهم الى بني جلدتهم، فنا زعوهم أغلى ما يملكونه: إسلامهم – أخلاقهم – وقيمهم – ومبادئهم، وصاغوا ذلك كله في أسماء براقة خلابة، تمويها وتد ليسا، وعدوانا وظلما = (ألا لعنة الله على الظالمين).
ثانيا: أما من أراد التوسع في الرد عليهم، ومعرفة مكا يدهم وأساليبهم، فقد أشبع المصلحون الكلام فيها،
من جميع جهاتها، فما على الشخص إلا ان يتتبع هذه الكتب ويقرأها، ففيها إن شاء الله – البيان الشافي.
ومنها: (المؤامرة على المرأة المسلمة، وعودة الحجاب، وقضية تحرير المرأة، وحراسة الفضيلة، والصارم المشهور على أهل التبرج والسفور) وغيرها.
· جواب أسئلة العملاق
أولا: الأمير شكيب أرسلان أديب مترسل، صاحب إنتاج غزير، وله مواقف كثيرة في الدفاع عن المسلمين وقضاياهم، وكانوا يسمونه ((أمير البيان)) وأسلوبه الأدبي له مرحلتا ن، تفصيلها في غير هذا المكان.
وهو مع هذا درزي الأصل من جبل لبنان، ولكن بقي على عقائدهم أم تركها؟! هذا ما يحتاج الى دراسة
تجلي الأمر، وعلاقته با لدروز هنا ك كا نت با قية الى أخر حياتة، لكن علاقا تة الواسعه بالمصلحين أمثال رشيد رضا، ومحب الدين الخطيب وغيرهم تبقى موضع نظر هل أثرت فيه أم لا؟
ثانيا: بخصوص (محمود شاكر وعبد السلام هارون وعائشة بنت الشاطئ) فيمكن الكلام عليهم في سيا ق
واحد، إذ يجمعهم رابط واحد وهو الغيرة على تراث الأمة والعناية به تحقيقا ودرسا وما الى ذلك، ولهم عناية كبيرة باللغة العربية ودراستها.
ويتميز محمود شا كر بأنه أصبح شيخ العربية في هذ ا العصر، بلا مدافع ولا منا زع، وهو مع ذلك صاحب منهج في الدراسة والبحث والتحقيق، وقد أكثر طلابه ومحبوه من الكتابه في منهجه بما يكفي، ويمكن أن تنظر في (مقالات الطنا حى) ففيها ما يكفي عنه.
ويتميز عبد السلام هارون بأنه أصبح شيخ المحققين، وهو أول من ألف كتا با في قواعد تحقيق النصوص بالعربية، ومن أكثر المحققين إ نجازا فقد بلغت مؤلفاته وتحقيقا ته أكثر من (20000) عشرين الف ورقة.
والله أعلم
أما الشيخ بكر فقد كتب أبنه عبد الله ترجمة جيدة في عدة ورقات ونشرت في مقد مة فتاوى اللجنة الدائمة، فيمكن أن تراجع، وانا بصدد كتابة ترجمة له، فلعل الله ييسر ذلك بمنه وكرمه.
جواب سؤال الأخ صلاح
وهو يسأل عن أفضل محققي الكتب، فنقول:
من أفضل المحققين (عبدالسلام هارون، محمود شاكر، رمضان عبدالتواب، إحسان عباس، محمود الطناحي، عبدالفتاح الحلو، بشار عواد، شعيب الأرناؤوط، عبدالعزيز الميمني، عبدالرحمن العثيمين، رفعت فوزي عبدالمطلب) وغيرهم كثير
لكن ينبغي ملاحظة أمرين:
الأول: أن الأفضلية ههنا نسبية إجمالية، وليست لكل الأعمال التي قام بها المحقق، فرب كتاب لم ينل حظه اللائق به من محقق قدير لظروف أحاطت بذلك …
ثانيا: كم من محقق قدير، يمتلك آلة التحقيق، لكنه لم يشتغل به كثيرا، فهو غير مشهور ولا معدود من جملة المحققين، لكنه إذا عمل على كتاب فهو في غاية التحرير والجودة …
فهذا هو الحري أن يوصف بالمحقق، وليست العبرة بالكثرة، وإن كان المراس في هذا الباب له أهميته البارزة في صقل المحقق0
أما أسئلة الحراني
فالأول تقدم ذكره في الترجمة 0
والثاني: نوصي المشتغل بالتحقيق بأمور:
1 - بالاجتهاد في طلب العلم، لأن هذا سينعكس إيجابيا على أعماله وتحقيقاته0
2 - الأمانة العلمية، فهو خلق قل من يلتزم به0
3 - الأناة وعدم العجلة، وألا يبخل بالوقت لأجل استقامة النص0
4 - إحتساب عمله عند الله، وأن ما يقوم به هو من خدمة العلم ونشره، وحمايته وحراسته0
5 - الإكثار من القراءة في كتب الن، ليسير على هدى فيما يواجه من مشكلات0
6 - تقييد ما يمر به من تجارب وفوائد ونكات، لتكون لبنة يمكن أن تضاف أو ضابطا يمكن أن يستدرك في هذا الفن 0
وبالله التوفيق0
أما السائل عن (كلية الحديث) بالجامعة الإسلامية، فأقول – باختصار -:
إن كلية الحديث إحدى أقوى الكليات الشرعية في الجامعات السعودية بمناهجها ومدرسيها، بل هي أول كلية متخصصة في الحديث وعلومه0
والله الموفق
أما عن أسئلة (رجل من أقصى المدينة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/38)
الأول: سؤاله عن ترجمة الشيخ محمد عزير شمس، فاقول: لقد طلبت من الشيخ ذلك، فلعله أن يلبيه في أقرب وقت – إن شاء الله -0
وهو – عندي – من القلائل الذين رأيتهم سعة اطلاع، وقوة ومعرفة، وتعدد معارف، وبصيرة بالمخطوطات والمطبوعات …
يعلو ذلك تواضع جم وتفان في خدمة العلم 0
الثاني:
سؤاله عن إقامة دورات في التحقيق، فأقول: من المفترض في من يقوم بالتحقيق أن يكون ذو دراية وخبرة بما يقوم به؛ لأنه أمانة ودين، وعليه فلا بد أن يأخذ بالسباب الكفيلة بجعله عارفا بالتحقيق وطرائقه ومناهجه0
وهذا الأمر الذي أشؤت إليه، تقوم الجامعات بجزء منه، وهو يحتاج إلى مراكز متخصصة في هذا الشأن، أما الأعمال الفردية فلا تنضبط غالبا …
والسؤال الثالث: عن أوسع كتاب في تراجم المتأخرين من الحيثية التي ذكرت، فلا أعلم كتابا هذه صفته!!
ثم من تقصد بالمتأخرين؟
والسؤال الرابع: عن كتاب (الاستدراكات على سزكين)، فأقول: إنه جهد طيب، فيه كثير من الفوائد، وقد ذكر الشيخ بكر في مقدمته (بعض) ما يؤخذ عليه0
إلا أنني لم أسبر الكتاب حتى أصدر فيه حكما0
السؤال الخامس: عن سبل الحصول على المخطوطات التركية فأقول:
1 - بعض المخطوطات التركية، قد حصل تصويرها في كثير من المراكز العلمية بالرياض والمدينة ومكة وغيرها، فيتأكد الباحث من ذلك قبل تجشم عناء البحث0
2 - مكن الحصول على المخطوطات عن طريق (مجلة الحكمة) كما أعلنوا مرات عدة في المجلة، وكما جرب كثيرون ومنهم أنا شخصيا، إلا أنه قد يصعب عليهم التصوير في بعض المكتبات البعيدة0
3 - وكذلك يمكن الحصول عليها من طريق مركز الملك فيصل للبحوث، فلهم جهود جيدة في هذا 0
اسئلة أبي المعالي:
1 - نعم يستحسن ذكر ذلك، خاصة إذا كان التصحيح مهما، أو يخالف نسخا أخرى، أو كان للنسخة قيمة علمية 0
2 - في هذه الحالة يثبت المحقق الصواب دون إشارة إلى شيء، إلا إذا كانت النسخة بخط المؤلف، فحسن أن ينبه على ما وقع فيها، مع التأني في جميع ذلك، وعدم المسارعة إلى مخالفة النسخ إن كان لما فيها وجه مقبول0
- أما تحقيق (العقود الدرية) الذي صدر حديثا؛ فلم يقدم فيه جديدا ونسخه التي أعتمد عليها متأخرة جدا ولا مزية لها، ونسخة الكتاب التي ينبغي أن تعتمد لم تعتمد 0 وقد شرعت في تحقيقه يسر الله إتمامه 0
- أما (تاريخ بغداد) فلا شك أن تحقيق بشار عواد أفضل من تحقيق عبدالسلام تدمري، فقد وقع في الثاني أخطاء ليست بالقلية، وسقط جملة من التراجم، تبينت عند مقارنتها بالمخطوط 0
ـ[جدس البأس]ــــــــ[22 - 04 - 02, 09:21 ص]ـ
أحبتي/
عجزت المعاني من أن تعبر عما في داخلي من حبور وفرح بهذا المنتدى الذى لم أجد على نسجه أو من سار على غرزه فالحمد لله أولاً وأخراً.
و إن مما حول هذا الحبور تيها وطرباً أن رأيت أجواء المنتدى تعطرت بأنفاس أهل العلم الذين عرفنهم من خلال مصنفاتهم أو تحقيقاتهم أو الذكر العبق الشذي عن أخبارهم العاطرة ولمّا نسمعهم بله رؤيتهم وأخص بالذكر فضيلة الشيخ الشريف حاتم العوني وفقه الله وسدد خطاه
وفضيلة الشيخ على العمران وفقه الله وسدد خطاه.
ولي هنا سؤال إلى الإخوة القائمين على المنتدى وهو هل (ال) تدخل على غير أم لا؟
أما سؤالي لصاحب الفضيلة الشيخ على العمران فهو حول المنتقى في أخبار المصطفى (صلى الله عليه وسلم) للمجد.
هل هناك مشروع لتحقيقه؟
وما أفضل الطبعات الموجودة له؟
وهل له نسخ خطية متعددة وأين توجد؟
وما رأيكم في صنع نسخة من المنتقى وفق مواصفات معينة تساعد الحفاظ على الحفظ وفق البرامج التي يلتزمونها؟
ولكم منا فائق التقدير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[علي العمران]ــــــــ[07 - 01 - 03, 09:14 ص]ـ
أما سؤال الأخ (جدس البأس)
فهو عن كتاب (المنتقى) للمجد ابن تيمية
1 - الكتاب يعمل عليه أكثر من شخص، وقد انتهى صبحى حلاق من تحقيقه، واطلعت علىه مصفوفا قبل أن يطبع، وقد اعتمد فيه على نسخة واحدة، ولم أنصح الدار الناشرة بطبعه، وأظنه يكون في (ثلاثة مجلدات) 0
2 - لعل أفضل طبعة، تلك التي أخرجها محمد حامد الفقي 0
3 - للكتاب نسخ كثيرة أكثر من (30) نسخة انظر فهرس آل البيت / قسم الحديث0
4 - لا أرى تغيير معالم الكتاب بتقسيم جديد، إلا إن كان عملا فرديا، أو يسمى (ترتيب المنتقى …أو تهذيب … أو ما أشبه ذلك 0
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد 0
تمت(1/39)
الإجابة على الأسئلة الواردة من ملتقى أهل الحديث
ـ[علي العمران]ــــــــ[08 - 04 - 02, 01:16 ص]ـ
الأخوة طلبة العلم الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لكل خير
ولعلي أبدأ في الإجابة على الأسئلة مستعينا بالله
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[08 - 04 - 02, 01:42 ص]ـ
أهلا وغلا بالشيخ المحقق العزيز على العمران:
ابدأ حياك الاله:
ـ[احمد بخور]ــــــــ[08 - 04 - 02, 07:41 ص]ـ
حياك الله ياشيخ بيننا ونفع بك الاسلام والمسلمين
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[08 - 04 - 02, 12:55 م]ـ
أبا عبدالرحمن .. سلام الله عليك .. أنا أحييك .. وأقول:
إن تباعدت الأجسام .. فالقلوب متقاربة كما عهدتها .. والحمد الله أن هذه الوسيلة غدت رابطًا جديدًا .. فيما بيننا.
ونحن في انتظار .. ما تجود به قريحتك .. من أجوبة على الأسئلة المطروحة .. ليستفيد الجميع.
ودمت بخير/ محبك يحيى العدل (25/ 1/1423هـ).
ـ[علي العمران]ــــــــ[09 - 04 - 02, 12:00 م]ـ
حول رسالة العشق لابن تيمية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
في أول إجاباتي على الأسئلة الواردة من الإخوة الفضلاء، أقدم الجواب عن سؤال تكرر كثيرا في هذا المنتدى وفي غيره من المنتديات ألا وهو ما يتعلق ب ((رسالة العشق)) المطبوعة في (جامع المسائل: 1/ 177 - 186)، ومدى صحة نسبتها لشيخ الإسلام ابن تيمية، فأقول:
أولا: ينبغي على طالب العلم أن يستعمل الأدب في حواراته العلمية، وأن يدعم قوله بالأدلة والحجج ما استطاع الى ذلك سبيلا، وبعيدا عن سفيه القول وطائش الكلام، الذي يذهب بروح البحث0
ثانيا: مهما كان الباحث واسع الإطلاع قوي المعرفة بما يكتب – كالشيخ محمد عزير شمس – فإنه قد يفوته كثير مما يدركه غيره، وهذا من طبيعة البشر، فكان ماذا لو فاته الاطلاع على كلام ابن القيم في نفي هذه الرسالة وأنها مكذوبة على الشيخ؟!
ثالثا: أن عذره في إثبات هذه الرسالة أمور:
1 - كثرة كتب ابن تيمية ورسائله وفتاويه، فعدم ذكرها ضمن كتبه ومؤلفاته، ليس دليلا على نفيها 0
2 - أن ابن القيم قد نقل بعض التقسيمات الموجودة فيها في كتابه ((الجواب الكافي)) كما أشار إليه عزير شمس في الهوامش0
3 - أن النسخة الخطية قد نسبت هذه الفتوى لابن تيمية 0
4 - أن الرأى الذي استغربه الكثيرون وهو: جواز تقبيل من خاف على نفسه الهلاك، ليس رأيا خارجا عن الإجماع، بل قد اختاره بعض العلماء ومنهم أبو محمد بن حزم – كما ذكر ابن القيم-0
أقول فهذه الأمور مجتمعة – إذا تجردت عن قرينة نفي ابن القيم للرسالة وتكذيبه لها الذي لم يطلع عليه عزير شمس – تسوغ هذه النسبة، وإن لم نجزم بها جزما لايقبل الشك0
رابعا: هذا العذر – في تقديري على الأقل –مسوغ لهذه النسبة، فكيف لو إجتمع إليه دليل خامس، وهو: أن الأمير علاء الدين مغلطاي وهو من تلاميذ ابن تيمية وأنصاره – قد أثبت هذه الرسالة للشيخ ونقل منها في كتابه ((الواضح المبين فيمن مات من المحبين)) 0
خامسا: بعد هذا كله فالرسالة – عندي – لاتثبت لشيخ الإسلام ابن تيمية، فليس فيها نفسه ولا أسلوبه المعهود في الكتابة، وما ذكره ابن القيم من أدلة في نفيها كاف0 وقد ذكر في الروضة " ((ص/131) أن أحد الأمراء – ويعني به مغلطاي – قد أوقفه على هذه الفتوى، ثم نقدها0
سادسا: استدراكا لهذا الأمر؛ فإنه سينبه في آخر (المجموعة الخامسة) – إن شاء الله- على ما استجد من معلومات وفوائد وتصحيحات فيما يتعلق بهذه السلسة (1 - 8) تحت عنوان: ((استدراكات)) وسيكون التنبيه على هذه الرسالة منها0 هذا أولا 0
وثانيا: أنه في الطبعة الجديدة (للآثار000) – وهي قريبة إن شاء الله تعالى – ستحذف هذه الرسالة منها0
هذه خلاصة رأيي في هذه المسألة، والحمد لله حق حمده0
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[09 - 04 - 02, 12:15 م]ـ
شكر الله لك شيخنا المحقق المدقق العمران:
نعم اننا نحسن الظن فيكم، وحسناتكم كبيرة جدا علينا.
نفع الله بكم.
ـ[ brother] ــــــــ[09 - 04 - 02, 11:35 م]ـ
هل مغلطاي المذكور هو الأمير المشار اليه
ـ[علي العمران]ــــــــ[10 - 04 - 02, 11:39 ص]ـ
الإجابة على أسئلة يحيى العدل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/40)
1 - بالنسبة للصعوبات التي تواجه المحقق؛ فلا يخفى أنها كثيرة ومتنوعة بتنوع متعلقات المخطوط، من جهة عدد النسخ، فقد تكون المشكلة من كثرة النسخ وقد تكون من قلتها، ومن جهة تمامها وعدمه، ومن جهة موضوع المخطوط ومادته، ومن جهة وضوح الخط وعدمه .... الخ
ولونظرالناظر في مقدمات الكتب المحققة فى الرسائل الجامعية لوجد فصلا ثابتا عن الصعوبات التي واجهوها في التحقيق، وهذا النظر كفيل بأن يطلع الباحث على ما يعانية المحققون،وكيف عالجوا تلك المصاعب،وأرجو أن لاتكون صارفة له عن التفكير في التحقيق جملة.
والموضوع يحتمل اكثر من هذا، ولكن .. !!!
2 - آما السؤال الثاني:
فخلاصة رأيي في مسألة التلفيق، أو اختيار أصل واحد يتلخص في أمور
1 - أن المسألة اجتهادية اعتبارية، ولايمكن الجزم بخطأ إحدى الطريقتين 0
2 - أن التنفير من طريقة (النص المختار) بأن يطلق عليه (التلفيق) لايغني من الحق شيئا0
3 - يلزم المحقق أن يختار أصلا واحدا في حالة ما إذا وجد الكتاب بخط مؤلفه، أو بخط أحد تلاميذه وعلية قراءة أو تصحيح المؤلف،أو كان بخط أحد العلماء وكان مع ذلك في درجة من الصحة والجودة بحيث يركن اليها المحقق، فهنا يلزمه أن يختار هذا الأصل ولايحيد عنه إلا في حالات نادرة،كأن يكون الإخراج الأول للمؤلف .... أو نحوذلك مما يعلمه أهل الشأن، فهنا يجوز الخروج عن الأصل مع التنبيه على ذلك.
4 - آما إذا كانت النسخ متقاربة في الصحة أو لامزية لأحدها على الأخرى فلا يلزم المحقق حينئذ اختيار أصل واحد وجعله حاكما على بقية النسخ،وإن كانت هذه الطريقة (اعني اختيار أصل واحد) مريحة للمحقق، لأنه سيثبت ما في النسخة المختارة ويملأ هوامش الكتاب بفروق النسخ الأخرى، بدون إعما ل
ذهن،ولا ترجيح راجح، ولافهم لطريقة المؤلف وأسلوبه، فسيقول لك مثلا: (في الأصل [غير] وفى م:عير (!! فهو لا يفرق بين (غير وعير)!!
وهذه الطريقة (أعنى اختيار أصل واحد) يوصى بها –غالبا- المبتدئون في التحقيق من طلبة الماجستير، لعدم امتلاكهم أهلية أختيار النص الصحيح، أما المتمرسون في هذا الشأن فطريقتهم هي اختيار النص السليم
مثل: محمود شاكر وعبد السلام هارون وغيرهم، وليس معنى هذا تصويب أخطاء المؤلف، كلا…
3 - أما السؤال الثالث:
في التفريق بين التصحيف والتحريف، فجمهرة المتقدمين لايفرقون بينهما بل يطلقون كل واحد منها على الآخر , والأكثر عندهم استعمال (التصحيف) وأول من فرق بينهما تفريقا واضحا هو الحافظ ابن حجر في (النزهة) - وإن سبقه العسكري – ببعض التفريق نظريا لاعمليا.
وقد شرح ذلك مع ذكر الأمثلة، وبيان تفرد الحافظ بذلك الأستاذ: اسطيري جمال في مقدمة كتابة (التصحيف .. ): (من /23 - 41). فلم يدع قولا لقائل.
وأنظر: (تحقيق النصوص:65 - وما بعدها) لعبد السلام هارون، و (مناهج تحقيق التراث:124 - وما بعدها) لرمضان عبد التواب، ومحاضرة في التصحيف والتحريف للطناحى في أخر كتابة (مدخل الى تاريخ نشر التراث: 285 - 316).
4 - وأما جواب السؤال الرابع:
فتجده محققا محررا في كتاب العلامة عبد السلام هارون (تحقيق النصوص:31 - 32).
5 - أما جواب السؤال الخامس، فهو ذو شقين:
الأول: ترتيب نسخ الكتاب الواحد قد أشبعها المتكلمون في هذا الباب،بما لامزيد علية، وبما لايخفى عليكم.
الثانى: إذا وجد للكتاب نسختان جميعها بخط المؤلف، فأقول: إن وجود الكتاب بخط المؤلف يعتبر من القليل النادر، كما يعلمه أهل الشأن، فكيف بوجود نسختين كذلك؟!
لكن إن وجد ذلك – وقد وجد حقيقة- فلا يخلو الأمر حالتين.
الأولى: أن تتفق النسختان ولايقع بينهما خلاف، فهنا لا إشكا ل- وان اختلفتا في تأريخ النسخ فعدم اختلافهما في المضمون هو المهم.
الثانية: أن يقع في النسختين اختلاف،بالزيادة أو النقص أو التغيير أو التصحيح أو غير ذلك، فهنا:إما أن يعلم أن أحدهما متقدمة على الأخرى، فتعتمد الآخرة منهما، لأن الأولى تكون الإخراج الأول للكتاب، ثم أضاف اليها المؤلف وزاد ونقص ....
وإما ألا يعلم تأريخ كل منهما،لكن يمكن تمييز أيتهما الآخرة بقرائن، فالمسؤدة تعرف بكثرة البياضات والشطب والإلحاقات، والمبيضة بخلاف ذلك،وإما بنص العلماء كان يقولوا:إن له إخراجين للكتاب الآخر منها أكبر،فيعتبر ... إلى غير ذلك من أوجه الترجيح والموازنة.
والحمد لله رب العالمين
ـ[علي العمران]ــــــــ[10 - 04 - 02, 11:52 ص]ـ
نعم هو الأمير المذكور على ما ارجح
ـ[ brother] ــــــــ[11 - 04 - 02, 12:09 ص]ـ
مغلطاي الحافظ لم يكن أميرأً
ـ[علي العمران]ــــــــ[13 - 04 - 02, 06:50 ص]ـ
جواب سؤال الصارم المسلول
حول اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية للبعلي، فأقول: أما تفصيل القول فيها تفصيلا شافيا فطريقه ما ذكره الشيخ العلامة بكر أبو زيد - فيما نقل عنه محقق كتاب البعلي (ص/ح) قال:
(توثيق الاختيارات [يكون] بالموازنة مع المطبوع من كتب شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى - وما ذكره ابن القيم في كتبه، وما ذكره ابن مفلح في الفروع وهو نحو 825 من الاختيارات التي ذكرها عن شيخه، وما ذكره المرداوي في الإنصاف. وبالله التوفيق) اه
وبعد هذا كله يتبين جواب السؤال بدقة، وقد تكلم عن هذا الكتاب وعن نسبة بعض ماجاء فيه من الاختيارات د/أحمد موافي في كتابه (اختيارات ابن تيمية). وهناك عدة رسائل جامعية في جامعة الإمام حول اختيارات الشيخ، فلعل فيها بسطا لهذه المسألة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/41)
ـ[علي العمران]ــــــــ[13 - 04 - 02, 07:13 ص]ـ
جواب أسئلة ابن فهيد:
1 - أحسن طبعات الكتب الستة - فيما أعلم - هي:
أ- صحيح البخاري (الطبعة السلطانية)، والتي مع شرح القسطلاني.
ب- صحيح مسلم (التي بهامش شرح القسطلاني)، وطبعة محمد فؤاد عبدالباقي.
ج- سنن النسائي (الطبعة التي بترقيم أبي غدة).
د- سنن أبي داود (طبعة الدعاس وطبعة عوامة).
ه- سنن ـ الترمذي (لا أعلم له طبعة تعتمد، وأصح ما في الباب طبعة د/ بشار عواد)
و- سنن ابن ماجه (طبعة بشار عواد).
وهذا لايعني التزكية المطلقة لهذه الطبعات، فقد يوجد فيها من الأخطاء ونحوها مايشكك الباحث في صحتها، ولكن نعني أنها أصح الموجود، وتبقى العناية بهذه الكتب - في نظري - دين على هذه الأمة،
وأعني بالعناية: طبعها بما يليق بمكانتها، من جمع نسخها، وتحقيقها، وطبعها في أحسن حلة، وفهرستها. وإلا فقد اعتنى بها علماء الإسلام أيما عناية.
وهناك محاولات - لكن لاأدري هل هي جادة - ففي مركز خدمة السنة بالمدينة عمل على تحقيق الكتب الستة، وكذلك عمل في مؤسسة الرسالة بإشراف شعيب الأرناؤوط، إلى محاولات أخرى فردية، وهذا الشأن لايقوم به أفراد.
2 - أما آخر المشاريع العلمية التي تخصني، فقد ذكرت في الترجمة.
3 - مسند احمد لاأعلم أن _ دار الكتب) طبعنه، إلا إن كنت تقصد (دار عالم الكتب)، فهي جيدة، والموازنة بين الطبعتين في هذا الكتاب الضخم تحتاج الى وقت طويل، وهذا مالا أملكه!!
4 - وأما (تهذيب التهذيب) فقد طال انتظاره حقا، ولا أدري أين وصلوا في العلمل عليه (لكن الذي يعمل عليه أحمد معبد عبدالكريم) وليس الميرة.
و (الدرر الكامنة) لاأعلم أن أحدا يحققه، اما تفسير الطبري؛ فقد علمت أنه أحد مشاريع د/ عبدالله التركي، وانه يقوم على تحقيقه وطبعه، ولعله يكون في عشرين مجلدا.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[13 - 04 - 02, 08:09 ص]ـ
رفع الله قدرك شيخنا علي:
بالنسبة لطبعة بشار عواد للترمذي، الم يحذف احاديث تقرب من الثلاثين هي موجوده في طبعة شاكر، واخذ اهل العلم عليه ذلك؟؟.
ـ[علي العمران]ــــــــ[13 - 04 - 02, 11:21 ص]ـ
طبعة بشار عليها ملحوظات كثيرة، لكن مقام الإجمال يقتضي الاختصار، وأهم ملاحظة ـ في نظري ـ أنه لم يعتمد على نسخ خطية، مع أن للكتاب نسخا كثيرة قديمة وجيدة، فبقي عمله قاصرا، خاصة في مثل كتاب الترمذي.
أما الأحاديث التي أشرت إليها، فكان مستنده في حذفها: أن المزي في (التحفة) لم يذكرها، وقد ساقها بشار في الهامش.
أماطبعة الشيح أحمد شاكر فهي الأخرى عليها ملحوظات كثيرة، أهمها عدم اعتماده نسخا موثوقة، ولا يغرنك كثرة الفروق في الهومش فاكثرها مطبوعات!!
على أنه لم يتم من تحقيقه إلا أقل من الربع.
فطبعة بشار هي أصح ما في الباب، ولايلزم من ذلك صحتها، والله أعلم.
ـ[علي العمران]ــــــــ[13 - 04 - 02, 02:01 م]ـ
الإجابة على اسئلة (ذو المعالي)
هناك أسئلة آمل إلقاء الضوء عليها إجابة.
الأول: كتاب (الجامع لسيرة شيخ الاسلام) هل ستقومون بتحقيق أمنية الشيخ بكر في تقديمه له؛ حيث تمنى أن تصاغ منه و من غيرها (السيرة الشاملة لشيخ الإسلام).
و لا أظن أقدر على ذلك منكم وفقكم الله.
الثاني: لامية شيخ الإسلام هل وقفتم على أصل لها مخطوط يثبت صحة نسبتها إليه؟
الثالث: الفوضوية في تحقيق التراث هل من وقفة لكم تجاهها؟
فإنه لا يتصدى للتحرير أصول التحقيق إلا من عاش التحقيق.
ومثلكم موثوق بعلمه.
الرابع: العناية المهلكة بنسخ المخطوط ما رأيكم بها؟
الخامس: هل المطلوب من المحقق أن بعتني بـ:
أ- جمع النسخ.
ب- العناية بالفروق.
ج- التحشية و التعليق.
أم أن المطلوب منه:
أ- إظهار النص مضبوطاً متقنا.
ب- إبراز فوائد الكتاب.
السادس: هل هناك ما يسمى بـ (التخريق) في فن (التحقيق)، حيث أخرج الغفيلي كتاباً كتب على طرته: تحقيق و تخريق ....
فلا أدري أهو مصطلح عند أهل التحقيق، أم هو باقٍ على أصل الكلمة و المعنى اللغوي.
الإجابة:
الإجابة على اسئلة (ذو المعالي)
1 - الترجمة التى أشار الشيخ بكر بعنوان (السيرة الجامعة .. ) لعل الشيخ بكرا يقوم بها، وفهمت من كلامه ما يوحي بذلك. وأما ظنك ففي غير مكا نة إن بعض الظن إثم .. !!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/42)
2 - لامية شيخ الإسلام نشرها الأخ خالد الحيا ن معتمدا على عدة نسخ خطية متأخرة، وذكر بعض أدلة ثبوتها،وإن كنت لا أوافقه على الجزم بنسبتها اليه، بل فيه نظر كبير.
ثم وقفت على نسخة خطية منها على طرة مجموع فيه فناوى لابن تيمية
بخط أحد أبناء عمومته ابن يمية، بتاريخ (762) في غاية الجودة والنفاسة، لكنه لميجزم بنسبتها لشيخ الإسلام، فيبقى أن تجمع هذه الدلائل والقرائن إذا أردنا الجزم بإثباتها أو نفيها.
3 - أما الفوضى في تحقيق التراث؛ فقد تصدى لها كثير من الغيورين على تراث أمتهم ن وألفوا في ذلك كتبا وبحوثا، وعقدوا مؤتمرات، ولكن العبث أكثر بكثير من هذه الجهود المبذولة!!
وقد شاركت بعدد من المقالات في بعض الملاحق التراثية في نقد بعض الطبعات، ولا تمر مباسة في الكتب التي أعتنيت بها إلا وذكرت فيها ما يناسب المقام من الإرشاد بطبعة جيدة أو نقد طبعة سقيمة، وعندي من التقييدات والضمائم ما لو جمع أو حرر لجاء كتابا في هذا الباب.
4 - أما الإغراق في جمع نسخ الكتاب الواحد فنتكلم عنها في نقاط
أ- إذا كان للكتاب نسخ جيدة معتمدة يركن إليها في إخراج الكتاب، فلا معنى لانتظار نسخ أخرى لاقيمة لها، أو لايعرف تأريخ نسخها أو لاميزة لها.
ب- إذا كان للكتاب نسخ جيدة، وهناك نسخ جيدة – أيضا- فينبغي له جلبها، فلعلها أجود من نسخه، أو فيها زيادات أو تصويبات أو نحو ذلك، لكن لو تعذر الحصول عليها وكان الكتاب مهما أو لم يطبع من قبل؛ فلا ينبغي ترك طبعه بحجة انتظار نسخ أخرى.
ج- يحلو للبعض أن يستكثر من النسخ عند التحقيق، سواء كان لها قيمة أو لم يكن، ثم يملأ هوامش الكتاب باختلافات النساخ، كما هو دأب المستشرقين، فيتضاعف حجم الكتاب، بلا فائدة تذكر، والأمثلة كثيرة، كما في تحقيق السعوي (للتدمرية)، وكتاب (اليواقيت والدرر والدرر- للمناوي- طبعة الرشد الثانية) وغيرها.
د- لكن إذا كان الكتاب ناقصا، وله نسخة تامة، فلا ينبغي إخراجه إلا إذا وجدت حتى لو طال انتظارها، كما هو الحال في كتاب (الطب النبوي) لأبي نعيم، فنسخته المعروفة في الاسكريال ناقصة، وله نسخة تامة في تركيا، أعرف أحد طلبة العلم قد انتهى من تحقيق الكتاب من عدة سنوات لكنه لم يخرجه انتظارا لهذه النسخة.
5 - المطلوب من المحقق أمور
1 - تحقيق عنوان الكتاب
2 - تحقيق اسم مؤلفه
3 - نحقيق نسبته إليه
4 - تحقيق متن الكتاب حتى يظهر بأقرب صورة تركها مؤلفه وهذا الرابع يكون بأمور
1 - جمع النسخ الخطية
2 - إثبات أهم الفروق بين النسخ
3 - التعليق على النص بما يزيل غموضه ويحرر معانيهن وتخريج ما يحتاج إلى تخريجه من نصوصه باقتصاد وعد إطالة
4 - ضبط ما يشكل في نص الكتاب من العلام وغيرها
5 - إبراز فوائد الكتاب بفرسته
هذا على سبيل الاختصار والايجاز
6 - لااعرف هذا المصطلح الجديد المسمى ب ((التخريق))!! ولعله تصحف عن (التخريج).
ـ[علي العمران]ــــــــ[15 - 04 - 02, 02:50 م]ـ
الجواب على أسئلة (راية التوحيد)
1 - نعم هناك عدد من المجلات والدوريات التى تعتني بالمخطوطات،مثل:
-مجلة عالم المخطوطات
-مجلة عالم الكتب
-مجلة معهد المخطوطات، وكان لديهم نشرة تراثية جيدة في التعريف بالمخطوطات والكتب التى تحقق وغير ذلك.
-أكثر المجلات لها ركن خاص إما بتحقيق الكتب أو نقدها أو التعريف بالمخطوطات، أو فهرستها أو نحو ذلك، كمجلة المجمع العلمى العربي، ومجلة العرب، والدارة، والحكمة، والمشكاة، والمورد ............ الخ
2 - الكتب التى تتحدث عن التحقيق كثيرة , وأهمها:
-تحقيق النصوص، لعبد السلام هارون، وهو أول كتاب في هذا الباب بالعربية
-مناهج تحقيق التراث، لرمضان عبد التواب
-محاضرات في تحقيق النصوص، للخراط
-وتعليقة لصلاح الدين المنجد، وبشار عواد، وهما مفيدتان ..... وغير ها كثير ..
3 - الكتب التى تتحدث عن علامات الترقيم، أهمها
-علامات الترقيم، لأحمد زكي باشا، وهو أول كتاب متخصص فيها.
-المطالع النصرية، لنصرالهوريني.
-فن الترقيم في العربية، لعبد الفتاح أحمد الحموز0
4 - أما كتاب (الحيدة) للكناني، فالكلام فيها طويل الذيل، وارجع إلى مقدمة المحقق جميل صليبا، ثم الفقيهي. ومقال للأخ فهد البلادي في نفي نسبتها في ملحق التراث بجريدة المدينة، وأربعة مقالات في الرد علية في الملحق نفسة للفقيهي.
وجملة القول: أن الرسالة في ثبوتها نظر لتفرد محمد بن الأزهر بها وهو كذاب. ولكن المناظرة ثابتة ومشهورة.
والله أعلم
أما سؤال الإ خوة (السيف المجلي، وأبو محمد، وشامل)
بخصوص (رسالة العشق) فقد تقدم الجواب عليها في صدر هذه الجوابات، وآمل أن يكون فيما ذكرته كفاية ومقنع، وأخبر الأخوة أن الشيخ محمد عزيز شمس خارج البلاد الآن، والإ لا لتمسنا منه أن يجيب على هذا التسائل بنفسه.
الاجابة على اسئلة العجمي.
1 - رسالة الإنغماس في العدو، ليست ضمن الرسائل التى طبعت ولعلها تكون في المجموعة الخامسة او السادسة.
وهى ثابتة الى شيخ الإسلام إن شاء الله، أما تسميتها، فللشيخ رسالة بهذا الأسم ذكرها أبن عبد الهادي، فغالب الظن أنها هذه.
2 - أما مختصر الفتاوى المصرية فلم يعمل علية أحد الى الآن، وطبعته الحالية تحتاج الى المقابلة على النسخة التى وجدت بخط المؤلف، ففيها بعض الزيادات والتصحيحات التى ظهرت عند المقابلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/43)
ـ[علي العمران]ــــــــ[18 - 04 - 02, 04:44 م]ـ
سؤال أحمد بخور
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أحبك الله الذي احببتنا فيه، ونرجو أن يتكرر ذلك الأجتماع على خير وعافية
أما جواب سؤالك عن كتا ب (مؤلفات ابن تيمية) المنسوب لابن القيم – رحمة الله- فالصواب أنه لأبي عبد الله بن رشيق المغربي (ت749) وهو من تلاميذ ابن تيمية، وناسخ كتبة، وكان أبصر بخط الشيخ منه، كما يقول ابن كثير.
وقد فصلنا القول في ذلك بأدلته في مقد مة (الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية: 56 - 63) فيرجع إليه، وقد كتبت في ذلك مقالا في (ملحق التراث بجريدة البلاد السعودية)
أما الشيخ بكر – حفظه الله- فهو في خير حا ل إن شاء الله تعالى، ويزاول نشاطه المعهود كما عهدته وعهد تموه
(وجواب الأخ أبي محمد) تقدم
(جواب سؤال الأخ هيثم حمدان)
أما سؤالك فهو سؤال جيد، جدير بالبحث والدراسة للوصول إلى سبل وقنوات للأ تصال بين طلبة العلم في تلكم البلاد، وبين غيرهم ...... ونذكر ههنا أمورا:
اولا: لابد من توعية طلبة العلم في تلك البلاد بأهمية هذا التراث المسلوب، لأعطائه الاهتمام اللأ ئق به، خاصة وأن كثيرا منهم منصرفون عن هذا الأمر إلى أشياء أخرى.
ثا نيا: ينبغي ملاحظة أن الكثير من تلك المكتبات قد أصبحت بحمد الله تعالى قريبة المنال منا، إذ أصبحت من مقتنيات المكتبات العامة، والمراكز العلمية وغيرها فعلى سبيل المثال (المتحف البريطاني)
والمكتبة الوطنية بباريس ومكتبة تشستربتي وبرنستون بأقسامها، وأورشليم، القدس، ... ) كلها موجودة في مركز الملك فيصل ومكتبة الملك فهد وجامعة الإما م.
فينبغي الاهتمام بما لم يصور.
ثالثا: كثير من هذه المكتبات أصبحت سريعة التجاوب مع الباحثين فممجرد ما يصل الطلب إليهم حتى يسرعوا في تلبية ما فيه، بخلاف الحاصل في البلاد العربية والإسلامية - على تفاوت بينها -؟!
رابعا: سبل التعاون يكون على أنحاء شتى:
فمنها: إعلامهم بما يجد من فهارس المخطوطا ت، أو توفيرها لهم0
ومنها: تزويدهم با لنشرات التراثية أو المجلات التى تعنى بهذا الشأن 0
ومنها: توفير بعض الكتب المطبوعة بتحقيق المستشرقين، مما أصبح الآن في حكم المخطوط، لندرتة وقلة نسخه
ومنها: إيجاد بعض السبل لتسهيل الحصول على المخطوط من المكتبات النى لم تصور في المراكز العلمية.
وغيرها على أوجة التعا ون.
ـ[علي العمران]ــــــــ[21 - 04 - 02, 04:14 م]ـ
الإجابة على اسئلة الأخ عبدالله العتيبي:
جواب السؤال الأول:
نقول أولا: إن هذا المجموع غرة في جبين الدهر، نفع الله به أمما لايحصون. فلا سبيل إلى الطعن فيه لطاعن.
ثانيا: إن كان طعنا مجملا، لغرض التشكيك فيه، أو أي غرض آخر، فلا يقبل من قائله، بل يرد عليه، وقد لجأ كثير من أعداء الشيخ إلى مثل هذا، لكن هيهات…
ثالثا: ان كان التشكيك مفصلا في رسالة بعينها، فهذا ينظر في مستندة فى الشكيك، فإ ن كان وجيها فالحق أحق أن يتبع، وغرضنا جميعا الوصول الى الحق ونفي الكذب عن الشيخ , واثبات ما ثبت له.
رابعا: بعضهم قد يذكر شبها هي عند التحقيق مندفعة، كقول بعضهم: إن أبن القيم مذكور في (مجموع الفتاوى) سبع مرات وهى (4/ 343، 6/ 507، 10/ 761، 16/ 249، 25/ 287، 289، 28/ 658).
فنقول: لو راجعت هذه المواضع لعلمت أنها غير مشكلة ابدا، الإ في موضع واحد وهو (10/ 761) والذى يظهر فية أنه تحريف وأن صوابه (ابن الزبير)، لأنه هو الذي له كتاب في النية كما ذكر الشيرازي والذهبي وغيرهم.
ولهم شبيه غير ذلك، اضربنا عنها اختصارا.
جواب السؤال الثاني:
قال شيخ الإسلام في رسالتة الأخيرة التى الفها في محبسه الاخير – وكان سببها سؤال وجهه الية ابن القيم -: (وأما القول بفناء النار، ففيها قولان معروفان عن السلف والخلف، والنزاع في ذلك معروف عن التابعين ومن بعدهم ..... ) (ص / 52) وانظر سؤال ابن القيم في شفاء العليل: 2/ 721 - 722).
فالشيخ يرى أن هذه المسأ لة خلافية بين السلف وغيرهم، فلا ضير عنده في أختيار أحد القولين في المسأ لة.
وابن القيم قد حكى في غير ما كتاب أن هذا القول – أعني فناءها – هو اختيار شيخه، واختاره هو، والله اعلم بشيخه.
وقد كتب في المسألة عدة بحوث، منها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/44)
رسا لة ماجستير في أم القرى، ورجح القول بفنائها، والف د/ علي الحربي في الذب عن شيخ الإسلام رساله
والف الصنعاني ردا على من قال بفنائها، وغير ذلك
والله اعلم
أما سؤال الأخ شامل، فقد تقد مت الإ جابة عليه.
جواب سؤال الأخت شمس الإسلام
الأول: أما الكتب التى تشرح معتقد أهل السنة والجماعة (عقيدة الإسلام الصافية)، فهى بحمد الله كثيرة، ما بين مختصر ذكر أصول المسا ئل، وكبير ذكر الأصول وغيرها بالأدلة والرد على من خالف الحق.
وأصل معتقد أهل السنة مأخوذ من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة.
فقام العلماء الثقات بتلخيص ذلك في مختصرات اشتهرت وحفظت ونفع الله بها، ومن أمثلتها ((بيان عقيدة أهل السنة)) للإ ما م الطحاوي المشهور ((العقيدة الطحاوية))
ومثل العقيدة الواسطية – لشيخ الإسلام -، و ((كتاب التوحيد)) و ((كشف الشبهات)) للشيخ محمد بن عبد الوهاب، و ((تجريد التوحيد المفيد)) للمقريزي، و ((قطف الثمر في عقيدة أهل الأثر)) للقنوجي، وغيرها كثير.
وهذه الكتب لها شروح كثيرة فتراجع لزيادة البيان والتفصيل.
الثاني: في كيفية الرد على أصحاب الأهواء الذين يكيدون للمرأة، فنقول:
أولا: يكفي المرء لدينه أن يعلم: أن هؤلاء هم (الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا) فلهم عذ ا ب
أليم, ويكفي أن يعلم: أنهم من الطاعنين في الإسلام الخارجين على شريعته، فأي خير يرتجى من مثلهم؟!
ويكفي أن يعلم: أن هؤلاء صنيعة الاستعمار وخريجي مدارسة ومؤسسا ته، صنعوهم على أعينهم ثم وجهوهم الى بني جلدتهم، فنا زعوهم أغلى ما يملكونه: إسلامهم – أخلاقهم – وقيمهم – ومبادئهم، وصاغوا ذلك كله في أسماء براقة خلابة، تمويها وتد ليسا، وعدوانا وظلما = (ألا لعنة الله على الظالمين).
ثانيا: أما من أراد التوسع في الرد عليهم، ومعرفة مكا يدهم وأساليبهم، فقد أشبع المصلحون الكلام فيها،
من جميع جهاتها، فما على الشخص إلا ان يتتبع هذه الكتب ويقرأها، ففيها إن شاء الله – البيان الشافي.
ومنها: (المؤامرة على المرأة المسلمة، وعودة الحجاب، وقضية تحرير المرأة، وحراسة الفضيلة، والصارم المشهور على أهل التبرج والسفور) وغيرها.
· جواب أسئلة العملاق
أولا: الأمير شكيب أرسلان أديب مترسل، صاحب إنتاج غزير، وله مواقف كثيرة في الدفاع عن المسلمين وقضاياهم، وكانوا يسمونه ((أمير البيان)) وأسلوبه الأدبي له مرحلتا ن، تفصيلها في غير هذا المكان.
وهو مع هذا درزي الأصل من جبل لبنان، ولكن بقي على عقائدهم أم تركها؟! هذا ما يحتاج الى دراسة
تجلي الأمر، وعلاقته با لدروز هنا ك كا نت با قية الى أخر حياتة، لكن علاقا تة الواسعه بالمصلحين أمثال رشيد رضا، ومحب الدين الخطيب وغيرهم تبقى موضع نظر هل أثرت فيه أم لا؟
ثانيا: بخصوص (محمود شاكر وعبد السلام هارون وعائشة بنت الشاطئ) فيمكن الكلام عليهم في سيا ق
واحد، إذ يجمعهم رابط واحد وهو الغيرة على تراث الأمة والعناية به تحقيقا ودرسا وما الى ذلك، ولهم عناية كبيرة باللغة العربية ودراستها.
ويتميز محمود شا كر بأنه أصبح شيخ العربية في هذ ا العصر، بلا مدافع ولا منا زع، وهو مع ذلك صاحب منهج في الدراسة والبحث والتحقيق، وقد أكثر طلابه ومحبوه من الكتابه في منهجه بما يكفي، ويمكن أن تنظر في (مقالات الطنا حى) ففيها ما يكفي عنه.
ويتميز عبد السلام هارون بأنه أصبح شيخ المحققين، وهو أول من ألف كتا با في قواعد تحقيق النصوص بالعربية، ومن أكثر المحققين إ نجازا فقد بلغت مؤلفاته وتحقيقا ته أكثر من (20000) عشرين الف ورقة.
والله أعلم
أما الشيخ بكر فقد كتب أبنه عبد الله ترجمة جيدة في عدة ورقات ونشرت في مقد مة فتاوى اللجنة الدائمة، فيمكن أن تراجع، وانا بصدد كتابة ترجمة له، فلعل الله ييسر ذلك بمنه وكرمه.
ـ[علي العمران]ــــــــ[03 - 05 - 02, 07:20 م]ـ
جواب سؤال الأخ صلاح
وهو يسأل عن أفضل محققي الكتب، فنقول:
من أفضل المحققين (عبدالسلام هارون، محمود شاكر، رمضان عبدالتواب، إحسان عباس، محمود الطناحي، عبدالفتاح الحلو، بشار عواد، شعيب الأرناؤوط، عبدالعزيز الميمني، عبدالرحمن العثيمين، رفعت فوزي عبدالمطلب) وغيرهم كثير
لكن ينبغي ملاحظة أمرين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/45)
الأول: أن الأفضلية ههنا نسبية إجمالية، وليست لكل الأعمال التي قام بها المحقق، فرب كتاب لم ينل حظه اللائق به من محقق قدير لظروف أحاطت بذلك …
ثانيا: كم من محقق قدير، يمتلك آلة التحقيق، لكنه لم يشتغل به كثيرا، فهو غير مشهور ولا معدود من جملة المحققين، لكنه إذا عمل على كتاب فهو في غاية التحرير والجودة …
فهذا هو الحري أن يوصف بالمحقق، وليست العبرة بالكثرة، وإن كان المراس في هذا الباب له أهميته البارزة في صقل المحقق0
أما أسئلة الحراني
فالأول تقدم ذكره في الترجمة 0
والثاني: نوصي المشتغل بالتحقيق بأمور:
1 - بالاجتهاد في طلب العلم، لأن هذا سينعكس إيجابيا على أعماله وتحقيقاته0
2 - الأمانة العلمية، فهو خلق قل من يلتزم به0
3 - الأناة وعدم العجلة، وألا يبخل بالوقت لأجل استقامة النص0
4 - إحتساب عمله عند الله، وأن ما يقوم به هو من خدمة العلم ونشره، وحمايته وحراسته0
5 - الإكثار من القراءة في كتب الن، ليسير على هدى فيما يواجه من مشكلات0
6 - تقييد ما يمر به من تجارب وفوائد ونكات، لتكون لبنة يمكن أن تضاف أو ضابطا يمكن أن يستدرك في هذا الفن 0
وبالله التوفيق0
أما السائل عن (كلية الحديث) بالجامعة الإسلامية، فأقول – باختصار -:
إن كلية الحديث إحدى أقوى الكليات الشرعية في الجامعات السعودية بمناهجها ومدرسيها، بل هي أول كلية متخصصة في الحديث وعلومه0
والله الموفق
أما عن أسئلة (رجل من أقصى المدينة)
الأول: سؤاله عن ترجمة الشيخ محمد عزير شمس، فاقول: لقد طلبت من الشيخ ذلك، فلعله أن يلبيه في أقرب وقت – إن شاء الله -0
وهو – عندي – من القلائل الذين رأيتهم سعة اطلاع، وقوة ومعرفة، وتعدد معارف، وبصيرة بالمخطوطات والمطبوعات …
يعلو ذلك تواضع جم وتفان في خدمة العلم 0
الثاني:
سؤاله عن إقامة دورات في التحقيق، فأقول: من المفترض في من يقوم بالتحقيق أن يكون ذو دراية وخبرة بما يقوم به؛ لأنه أمانة ودين، وعليه فلا بد أن يأخذ بالسباب الكفيلة بجعله عارفا بالتحقيق وطرائقه ومناهجه0
وهذا الأمر الذي أشؤت إليه، تقوم الجامعات بجزء منه، وهو يحتاج إلى مراكز متخصصة في هذا الشأن، أما الأعمال الفردية فلا تنضبط غالبا …
والسؤال الثالث: عن أوسع كتاب في تراجم المتأخرين من الحيثية التي ذكرت، فلا أعلم كتابا هذه صفته!!
ثم من تقصد بالمتأخرين؟
والسؤال الرابع: عن كتاب (الاستدراكات على سزكين)، فأقول: إنه جهد طيب، فيه كثير من الفوائد، وقد ذكر الشيخ بكر في مقدمته (بعض) ما يؤخذ عليه0
إلا أنني لم أسبر الكتاب حتى أصدر فيه حكما0
السؤال الخامس: عن سبل الحصول على المخطوطات التركية فأقول:
1 - بعض المخطوطات التركية، قد حصل تصويرها في كثير من المراكز العلمية بالرياض والمدينة ومكة وغيرها، فيتأكد الباحث من ذلك قبل تجشم عناء البحث0
2 - مكن الحصول على المخطوطات عن طريق (مجلة الحكمة) كما أعلنوا مرات عدة في المجلة، وكما جرب كثيرون ومنهم أنا شخصيا، إلا أنه قد يصعب عليهم التصوير في بعض المكتبات البعيدة0
3 - وكذلك يمكن الحصول عليها من طريق مركز الملك فيصل للبحوث، فلهم جهود جيدة في هذا 0
اسئلة أبي المعالي:
1 - نعم يستحسن ذكر ذلك، خاصة إذا كان التصحيح مهما، أو يخالف نسخا أخرى، أو كان للنسخة قيمة علمية 0
2 - في هذه الحالة يثبت المحقق الصواب دون إشارة إلى شيء، إلا إذا كانت النسخة بخط المؤلف، فحسن أن ينبه على ما وقع فيها، مع التأني في جميع ذلك، وعدم المسارعة إلى مخالفة النسخ إن كان لما فيها وجه مقبول0
- أما تحقيق (العقود الدرية) الذي صدر حديثا؛ فلم يقدم فيه جديدا ونسخه التي أعتمد عليها متأخرة جدا ولا مزية لها، ونسخة الكتاب التي ينبغي أن تعتمد لم تعتمد 0 وقد شرعت في تحقيقه يسر الله إتمامه 0
- أما (تاريخ بغداد) فلا شك أن تحقيق بشار عواد أفضل من تحقيق عبدالسلام تدمري، فقد وقع في الثاني أخطاء ليست بالقلية، وسقط جملة من التراجم، تبينت عند مقارنتها بالمخطوط 0
أما سؤال الأخ (جدس البأس)
فهو عن كتاب (المنتقى) للمجد ابن تيمية
1 - الكتاب يعمل عليه أكثر من شخص، وقد انتهى صبحى حلاق من تحقيقه، واطلعت علىه مصفوفا قبل أن يطبع، وقد اعتمد فيه على نسخة واحدة، ولم أنصح الدار الناشرة بطبعه، وأظنه يكون في (ثلاثة مجلدات) 0
2 - لعل أفضل طبعة، تلك التي أخرجها محمد حامد الفقي 0
3 - للكتاب نسخ كثيرة أكثر من (30) نسخة انظر فهرس آل البيت / قسم الحديث0
4 - لا أرى تغيير معالم الكتاب بتقسيم جديد، إلا إن كان عملا فرديا، أو يسمى (ترتيب المنتقى …أو تهذيب … أو ما أشبه ذلك 0
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد 0
تمت
ـ[عبدالكريم كرم]ــــــــ[02 - 04 - 06, 07:53 م]ـ
اخواني الأفاضل
نفع الله بكم ورفع قدركم
عندي سؤال اود الاجابة عنه
هل ممكن أن أجد المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي للمستشرقين على الانترنت او في موقعكم بصيغة الوودر او pdf أرجو منكم افادتي بذلك(1/46)
كتاب الأربعون في الحث على الجهاد
ـ[احمد بخور]ــــــــ[13 - 04 - 02, 06:51 ص]ـ
كتاب الأربعون في الحث على الجهاد
لأبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله
تحقيق الشيخ عبدالله بن يوسف الجديع ولم اذكر الا المتن
بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم الحمد لله رافع السبع الشداد وباسط الأرض تحتها كالمهاد ومثبتها براسيات الجبال والأطواد وجاعلها لها كي لا يمتد كالاوتاد المنزه عن اتخاد الصاحبه والاولاد المتعالي عن الاستنجاد بالشركاء والأنداد احمده على نعمه التي لا تحصى بالتعداد واؤمن به ايمان من وحده عن الاضداد واشهد ان لا آله الاهو مبدع الحيوان والجماد شهادة اجعلها ذخرا ليوم المعاد واشهد ان محمدا عبده ورسوله الهادي الى الرشاد والفاتح سبيل الحق بعد الانقفال والانسداد والمختار من والسادة الامجاد صلى الله عليه وعلى آله واصحابه صلاة دائمة الى يوم التناد اما بعد فإن الملك العادل لصاحب المجاهد المرابط وفقه الله للسداد واعانه على القيام بمصالح العباد وامده من فضله بصالح الاءمداد واعز
نصره بجنده وشد ازره بالامداد احب ان اجمع له اربعين حديثا في الجهاد تكون واضحة المتن متصلة الاسناد تحريضا للمجاهدين الأجلاد وأولي الهمم العالية والسواعد الشداد وذوي المرهفات الماضية والأسنه الحداد ليكون لهم تحضيضا على الصدق ثم اللقاء والجلاد وتحريضا على قلع ذوي الكفر والعناد الذين سعوا بكفرهم في البلاد واكثروا فيها من البغي والفساد صب عليهم ربنا سوط عذاب انه لبالمرصاد فسارعت الى امتثال ما التمس من المراد وجمعت له ما يرتضيه اهل المعرفة والانتقاد واجتهدت في جمعها غاية الاجتهاد رجاء ان يحصل لي اجر التبصير والارشاد والله الموفق للصواب في الاصدار والايراد والمسدد في الاقوال في الاسهاب والاقتصاد أخبرنا ابو عبد الله الحسين بن عبد الملك الاديب باصبهان انا ابو القاسم ابراهيم بن منصور انا ابو بكر محمد بن ابراهيم بن المقري انا ابويعلى احمدبن علي ثنا عمرو بن حصين عن ابن علاثة عن خصيف عن مجاهد عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حفظ على امتي اربعين حديثا فيما ينفعهم من امر دينهم بعث يوم القيامة من العلماء وفضل العالم على العابد سبعين درجة الله اعلم بما بين كل درجتين
الحديث الاول أخبرنا ابو القاسم اسماعيل بن احمد بن عمر بن السمرقندي ببغداد انا ابو الحسن احمد بن محمد بن النقور ثنا عيسى بن علي بن عيسى إملاء ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ثنا منصور بن أبي مزاحم ثنا ابراهيم بن سعد عن الزهري عن ابن المسيب عن ابي هريرة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الإيمان افضل قال ايمان بالله عز وجل فسئل ثم ماذا قال ثم الجهاد في سبيل الله عز وجل قيل ثم ماذا قال حج مبرور رواه مسلم في صحيحه عن منصور
الحديث الثاني أخبرنا ابو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشيباني قال انا ابو علي الحسن بن علي بن محمد التميمي انا ابو بكر احمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ثنا عبد الله بن احمد بن محمد بن حنبل حدثني ابي ثنا سفيان ثنا هشام بن عروة عن ابيه عن ابي مراوح عن ابي ذر قال قلت يا رسول الله اي العمل افضل قال ايمان بالله وجهاد في سبيله قلت يا رسول الله فإي الرقاب افضل قال انفسها ثم اهلها واغلاها ثمنا قال فإن لم اجد قال تعيين ضائعا او تصنع لأخرق قال فإن لم استطع قال تكف أذاك عن الناس فإنها صدقة تصدق بها نفسك متفق على صحته رواه البخاري عن عبيد الله بن موسى عن هشام ورواه مسلم عن ابي الربيع وخلف بن هشام عن حماد بن زيد عن هشام وكذا قال في الحديث صانعا بالصاد
الحديث الثالث أخبرنا ابو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري ببغداد انا ابو محمد الحسن بن علي الجوهري انا ابو الحسين محمد بن المظفر الحافظ انا ابو بكر محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث ثنا شيبان بن فروخ ثنا عبد العزيز بن مسلم القسملي ثنا ابو اسحاق الهمداني عن ابي الاحوص عن عبد الله بن مسعود قال قلت يا رسول الله اي الأعمال احب الى الله عز وجل قال ان تصلي الصلوات لمواقيتها قلت ثم اي قال بر الوالدين قلت ثم اي قال الجهاد في سبيل الله ولو استزدته لزادني اخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث ابي عمرو الشيباني عن ابن مسعود
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/47)
الحديث الرابع أخبرنا ابو المظفر عبد المنعم بن الأستاذ الامام ابي القاسم عبدالكريم بن هوازن انا ابي انا ابو نعيم عبد الملك بن الحسن الاسفرائيني انا ابو عوانة يعقوب بن اسحاق الحافظ ثنا ابو بكر محمد ابن عبد الرحمن بن الاشعث الدمشقي وموسى بن سعيد الدنداني وابو حاتم الرازي وابو اسماعيل الترمذي قالوا ثنا ابو توبة الربيع ابن نافع ثنا معاوية بن سلام عن اخيه زيد بن سلام انه سمع ابا سلام حدثنا النعمان بن بشير قال كنت ثم منبر رسولالله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال رجل ما ابالي ان لا اعمل عملا بعد الإسلام الا ان اسقي الحاج وقال الاخر لا ابالي ان لا اعمل عملا بعد الإسلام الا ان اعمر المسجد الحرام وقال الأخر الجهاد في سبيل الله عز وجل افضل مما قلتم فزجرهم عمر بن الخطاب وقال لا ترفعوا اصواتكم ثم منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوم الجمعة ولكن اذا صليت الجمعة دخلت فاستفتيه فيما اختلفتم فيه فأنزل الله عز وجل اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون ثم الله والله لا يهدي القوم الظالمين التوبة 19 رواه مسلم في صحيحه عن الحسن بن علي الحلواني عن ابي توبة
الحديث الخامس أخبرنا ابو غالب احمد بن الحسن بن احمد بن البنا ببغداد انا ابو الحسن محمد بن احمد بن محمد بن الابنوسي ثنا ابو اسحاق ابراهيم ابن محمد بن الفتح الجلي المصيصي ثنا ابو يوسف محمد بن سفيان بن موسى الصفار المصيصي ثنا ابو عثمان سعيد بن رحمه بن نعيم الاصبحي المصيصي قال سمعت عبد الله بن المبارك يقولانا الاوزاعي حدثني يحيى بن ابي كثير حدثني هلال بن ابي ميمونة ان عطاء بن يسار حدثه ان عبد الله بن سلام حدثه او قال حدثني ابو سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سلام قال تذاكرنا بيننا فقلنا ايكم ياتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله اي الاعمال احب الى الله عز وجل قال فهبنا ان يقوم منا احد قال فأرسل الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا رجلا حتى جمعنا فجعل يشير بعضنا الى بعض فقرأ علينا سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم يا أيها الذين امنوا لم تقولون مالا تفعلون من اولها الى آخرها فتلاها علينا عبد الله بن سلام من اولها الى اخرها قال هلال فتلاها علينا عطاء بن يسار من اولها الى اخرها قال يحيى فتلاها علينا هلال من اولها الى اخرها قال الاوزاعي فتلاها علينا يحيى من اولها الى اخرها
الحديث السادس اخبرنا ابو المظفر بن ابي القاسم القشيري انا ابو سعد محمد بن عبد الرحمن الاديب انا ابو عمرو محمد بن احمد بن حمدان انا ابو يعلى احمد بن علي بن المثنى ثنا هدبة بن خالد ثنا أبان بن يزيد ثنا يحيى بن ابي كثير أن زيدا حدثه ان أبا سلام حدثه ان الحارث الاشعري حدثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله تعالى امر يحيى بن زكريا عليهما السلام بخمس كلمات يعمل بهن ويأمر بني اسرائيل يعملون بهن وان عيسى بن مريم عليه السلام قال له ان الله امرك بخمس كلمات تعمل بهنوتامر بهن بني اسرائيل يعملون بهن فإما ان تامرهم وإما ان آمرهم قال إنك ان تسبقني بهن خشيت ان أعذب او يخسف بي قال فجمع الناس في بيت المقدس حتى امتلاء وقعد الناس على الشرفات قال فوعظهم قال ان الله امرني بخمس كلمات اعمل بهن وآمركم ان تعملوا بهن اولهن ان تعبدو الله ولا تشركوا به شيئا وان مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب او ينوي قال هذه داري وهذا عملي فأعمل وأد الي فجعل يعمل ويؤدي سيده فأيكم يسره ان يكون عبده كذلك فإن الله خلقكم ورزقكم فلا تشركوا به شيئا وآمركم بالصلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا وآمركم بالصيام وان مثل ذلك كمثل رجل كانت معه صرة فيها مسك ومعه عصابة كلهم يعجبهم ان يجد ريحها فإن الصائم ثم الله يعني اطيب من ريح المسك وآمركم بالصدقة فإن مثل ذلك كمثل رجل اسره العدو وقاموا إليه فأوثقوا يده الى عنقه فقال هل لكم ان أفدي نفسي منكم قال فجعل يعطيهم القليل والكثير ليفك نفسه منهم وآمركم بذكر الله كثيرا وان مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في رجاء حتى اتى على حصن حصين فأحرز نفسه فيه كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله عز وجل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا آمركم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/48)
بخمس أمرني الله بهن الجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله عز وجل فمن فارق الجماعة قيد شبرخلع يعني ربقة الاسلام من رأسه إلا ان يرجع ومن دعا بدعوى الجاهلية فإنه من جثا جهنم قيل وان صام وصلى قال وان صام وصلى فادعوا بدعوى الله الذي سمى الله به المسلمين المؤمنين عباد الله اخرجه الترمذي عن محمد بن إسماعيل البخاري عن موسى بن إسماعيل التبوذكي عن أبان وقوله قيد شبر أي قدر شبر
الحديث السابع اخبرنا ابو عبد الله محمد بن الفضل الفقيه بنيسابور انا ابو بكر احمد بن منصور بن خلف انا محمد بن عبدالله بن محمد بن الجوزقي انا ابو حامد بن الشرقي ثنا محمد بن يحيى ثنا محمد بن يوسف ثنا الاوزاعي عن الزهري حدثني عطاء بن يزيد عن ابي سعيد قال جاء اعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اي الناس خير قال رجل جاهد بنفسه وماله ورجل في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره رواه البخاري عن محمد بن يوسف ورواه مسلم عن الدارمى عن محمد بن يوسف
الحديث الثامن اخبرنا ابو عبد الله محمد بن الفضل انا احمد بن منصور انا ابوبكر محمد بن عبد الله الشيباني انا ابو العباس الدغولي ثنا محمد بن إسماعيل ثنا عفان بن مسلم ثنا همام ثنا محمد بن جحادة ح قال واخبرنا الشيباني انا ابو حامد بن الشرقي ثنا محمد بن يحيى وعلي بن سعيد النسوي واحمد بن يوسف السلمي قالوا ثنا عفان بن مسلم ثنا همام ثنا محمد بن جحادة بن أن ابا حصين حدثه ان ذاكوان ابا صالح حدثه ان ابا هريرة حدثه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله علمني عملا يعدل الجهاد في سبيل الله قال لا اجده قال هل تستطيع اذا خرج المجاهد في سبيل الله ان تدخل مسجدك فتقوم لا تفتر وتصوم ولا تفطر قال لا استطيع ذلك قال ابو هريرة إن فرس المجاهد يستن في طوله فيكتب له حسنات رواه البخاري عن اسحاق عن عفان بن مسلم
الحديث التاسع اخبرنا ابو محمد هبة الله بن سهل بن عمر الفقيه انا ابو عثمان سعيد بن محمد بن احمد انا ابو علي زاهر بن احمد الفقيه انا ابراهيم ابن عبد الصمد الهاشمي ثنا ابو مصعب احمد بن ابي بكر الزهري ثنا مالك بن يروي عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الرائم الذي لا يفتر صلاة ولا صياما حتى يرجع رواه مالك في الموطأ
ـ[احمد بخور]ــــــــ[13 - 04 - 02, 06:52 ص]ـ
الحديث العاشر أخبرنا ابو عبد الله الحسين بن عبد الملك انا ابو القاسم ابراهيم بن منصور انا ابو بكر محمد بن ابراهيم انا ابو يعلى احمد بن علي التميمي ثنا ابو خيثمة ثنا جرير عن عمارة عن ابي زرعة عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تضمن الله عز وجل لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا يجهاد في سبيلي وايمان بي وتصديق برسولي فهو علي ضامن ان ادخله الجنة او ارجعه الى مسكنه الذي خرج منه نائلا ما نال من اجر او غنيمة والذي نفس محمد بيده ما من كلم يكلم في سبيل الله الاجاء يوم القيامة كهيئته يوم كلم لونه لون الدم وريحه ريح المسك والذي نفسي بيده لولا ان اشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله ابدا ولكن سارحتهم سعة ويشق عليهم ان يتخلفوا عني والذي نفس محمد بيده لوددت ان اغزو في سبيل الله فأقتل ثم اغزو فأقتل ثم اغزو فأقتل رواه البخاري عن حرمي بن حفص عن عبد الواحد بن زياد عن عمارة بن القعقاع ورواه مسلم عن ابي خيثمة والكلم الجرح وجمعه كلوم وكلام وقوله خلاف سرية اي بعدها الحديث الحادي عشر اخبرنا ابو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري انا ابي ابو القاسم انا ابو نعيم عبد الملك بن الحسن انا ابو عوانة الحافظ ثنا يونسابن عبد الاعلى ثنا ابن وهب اخبرني ابو هانىء الخولاني عن ابي عبد الرحمن الحبلي عن ابي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا ابا سعيد من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا وجبت له الجنة قال فعجب لها ابو سعيد قال اعدها علي يا رسول الله ففعل ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واخرى يرفع الله بها العبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والارض قال وما هي يا رسول الله قال الجهاد في سبيل الله عز وجل رواه مسلم عن سعيد بن منصور عن ابن وهب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/49)
الحديث الثاني عشر اخبرنا ابو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ انا عبدالوهاب بن محمد بن اسحاق انا والدي ابو عبد الله انا محمد بن الحسين بن الحسن ثنا احمد بن الازهر ثنا يونس بن محمد ثنا فليح بن سليمان عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار قال فليح ولا اعلمه الا قال وابن ابي عمرة عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والارض اعدها الله للمجاهدين في سبيله فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة واعلى الجنة ومنه تفجر انهار الجنة وفوقه عرش الرحمن عز وجل هذا حديث حسن
الحديث الثالث عشر اخبرنا ابو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيل وابو المحاسن اسعد ابن علي بن الموفق وابو بكر احمد بن يحيى بن الحسن وابو الوقت عبد الاول بن عيسى بن شعيب بهراة قالوا انا ابو الحسن عبدالرحمن بن محمد بن المظفر انا ابو محمد عبد الله بن احمد بن السرخسي انا ابو عمران عيسى بن عمر السمرقندي انا ابو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي انا عبد الله بن صالح حدثني يحيى بن ايوب عن هشام عن الحسن عن عمران ابن حصين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مقام الرجل في الصف في سبيل الله افضل من عبادة الرجل ستين سنةهذا حديث حسن
الحديث الرابع عشر اخبرنا ابو غالب احمد بن الحسن بن البنا انا ابو الحسين محمد بن احمد بن الابنوسي انا ابو اسحاق ابراهيم بن محمد بن الفتح ثنا ابو يوسف محمد بن سفيان بن موسى ثنا سعيد بن رحمة بن نعيم قال سمعت عبد الله بن المبارك عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن غنيم عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفس محمد بيده ما شحب وجه ولا اغبرت قدم في عمل يبتغي به درجات الجنة بعد الصلاة المفروضة كجهاد في سبيل الله عز وجل ولا ثقل ميزان عبد كدابة تنفق له في سبيل الله او يحمل عليها في سبيل الله قوله شحب تغير
الحديث الخامس عشر اخبرنا ابو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين انا الحسن بن علي التميمي انا احمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن احمد بن محمد ابن حنبل حدثني ابي ثنا ابو المغيرة ثنا معان بن رفاعة حدثني علي بن يزيد عن القاسم عن ابي امامة قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية من سراياه قال فمر رجل بغار فيه شىء من ماء قال فحدث نفسه بأن يقيم في ذلك الغار فيقوته ما كان فيه من ماء ويطيب ما حوله من البقل ويتخلى من الدنيا قال لو اني اتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فإن يأذن لي فعلت وألا لم افعل فأتاه فقال يا نبي الله إني مررت بغار فيه ما يقوتني من الماء والبقل فحدثتني نفسي بأن اقيم فيه واتخلى من الدنيا قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني لم ابعث باليهودية ولا بالنصرانية وانما بعثت بالحنفية السمحة والذي نفس محمد بيده لغدوة او روحة في سبيل الله عز وجل خير من الدنيا وما فيها ومقام احدكم في الصف خير من صلاته ستين سنة
الحديث السادس عشر أخبرنا ابو نصر احمد بن محمد بن عبد الملك الاسدي انا ابو الفرج احمد بن عثمان بن الفضل بن جعفر انا ابو القاسم عبيد الله بن محمد بن اسحاق بن حبابة ثنا ابو بكر محمد بن ابراهيم بن نيروز الانماطي ثنا الفضل بن عيسى ثنا معمر بن مخلد ثنا قاسم بن بهرام عن قتادة عن يروي بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزا غزوة في سبيل الله عز وج فقد ادى الى الله عز وجل جميع طاعته فمن شاء فليؤمن بثواب الله ومن شاء فليكفر انا اعتدنا للظالمين نارا قال قيل يا رسول الله وبعد هذا الحديث الذي سمعناه منك من يدع الجهاد ويقعد قال من لعنه الله وغضب عليه واعد له عذابا عظيما قوم يكونون في آخر الزمان الجهاد وقد اتخذ ربي عنده عهدا لا يخلف ايما عبد لقيه وهو يرى ذلك ان يعذبه عذابا لا يعذبه احدا من العالمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/50)
الحديث السابع عشر اخبرنا ابو عبد الله الاديب انا ابو القاسم السلمي انا ابو بكر بن المقري انا احمد بن المثنى ثنا اسحاق بن ابي اسرائيل ثنا جعفر ابن سليمان ثنا ابو عمران الجوني عن ابي بكر بن عبد الله بن قيس قال سمعت ابي وهو بحضرة العدو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان ابواب الجنة تحت ظلال السيوف قال فقام رجل من القوم رث الهيئة فقال يا ابا موسى انت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم قال فرجع الى اصحابه الى اصحابه فقال أقرأ عليكم السلام ثم كسر جفن سيفه فألقاه ثم مشى بسيفه الى العدو فقاتل حتى قتل رواه مسلم عن يحيى بن يحيى وقتيبة عن جعفر
الحديث الثامن عشر أخبرنا ابو القاسم زاهر بن طاهر المستملي بنيسابور انا ابو بكر احمد بن الحسين الحافظ واخبرنا ابو محمد عبد الكريم بن حمزة بدمشق ثنا ابو بكر احمد بن علي الخطيب قالا انا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار انا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن عبد الله الترقفي ثنا أبو عبد الرحمن المقري ثنا سعيد يعني ابن أبي أيوب ثنا محمد بن عبد الرحمن ابو الاسود عن مجاهد عن ابي هريرة انه كان في المرابطة ففزعوا فخرجوا الى الساحل ثم قيل لا بأس فانصرف الناس وابو هريرة واقف فمر به انسان فقال ما يوقفك يا ابا هريرة فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر ثم الحجر الاسود
الحديث التاسع عشر اخبرنا ابو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد وابو عبد الله بن عبد الملك كيعاسيب قالا انا عبد الرزاق بن عمر بن موسى انا ابو بكر بن المقري ثنا احمد بن عبد الوارث الخولاني ثنا ابو موسى عيسى بن حماد زغبة ثنا الليث عن سعد عن يزيد بن ابي حبيب عن ابي الخير عن أبي الخطاب عن ابي سعيد الخدري انه قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك خطب الناس وهو مضيف ظهره الى نخلة فقال ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس إن من خير الناس رجل عمل في سبيل الله على فرسه او على بعيره او على قدميه حتى يأتيه الموت وهو على ذلك وإن شر الناس فاجرجريء يقرأ كتاب الله لا يرعوي الى شىء منه رواه النسائي عن قتيبة بن سعيد عن الليث
الحديث العشرون اخبرنا ابو سهل محمد بن ابراهيم بن سعدويه انا ابو الفضل الرازي انا جعفر بن عبد الله الرازي ثنا محمد بن هارون ثنا علي بن سهل هو الرملي ثنا الوليد بن مسلم عن يحيى بن الحارث قال الوليد ومربي يحيى بن الحارث فقال إنا قد اردنا الخروج الى هذا الوجه فهل من فرس يستمتع بها في سبيل الله فإني سمعت القاسم بن عبد الرحمن يقول سمعت ابا أمامة يخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال من لم يغز او يجهز غازيا او يخلف غازيا في اهله بخير أصابه الله بقارعة يوم القيامة رواه ابو داود عن عمرو بن عثمان وغيره عن الوليد
ـ[احمد بخور]ــــــــ[13 - 04 - 02, 06:53 ص]ـ
الحديث الحادي والعشرون اخبرنا ابو عبد الله الخلال انا ابو القاسم السلمي انا محمد بن ابراهيم انا ابو يعلى الموصلي ثنا احمد بن عيسى ثنا ابن وهب عن ابي هانيء الخولاني عن عمرو بن مالك عن فضالة بن عبيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمو له عمله الى يوم القيامة ويؤمن من فتان القبر رواه ابو داود عن سعيد بن منصور عن ابن وهب وقال الترمذي هو حسن صحيح
الحديث الثاني والعشرون اخبرنا ابو الفضل وابو المحاسن اسعد بن علي وابو بكر احمد بن يحيى وابو الوقت عبد الاول بن عيسى قالوا انا عبد الرحمن بن محمد ببوشنج انا عبد الله بن احمد بن حمويه انا عيسى بن عمر السمرقندي انا عبد الله عبد الرحمن الدارمي انا عبد الله بن يزيد انا ابن لهيعة عن مشرح قال سمعت عقبة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه يجري له عمله حتى يبعث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/51)
الحديث الثالث والعشرون اخبرنا ابو القاسم بن الحصين ببغداد انا ابو علي بن المذهب ابو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن احمد بن حنبل حدثني ابي ثنا هاشم بن القاسم ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن ابي حازم عن سهل بن سعد الساعدي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها والروحة يروحها العبد في سبيل الله عز وجل او الغدوة خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط احدكم في الجنة خير من الدنيا وما عليها هذا حديث حسن صحيح من حديث ابي حازم تفرد بذكر الرباط فيه ابن دينار الحديث الرابع والعشرون اخبرنا ابو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم انا ابي الاستاذ ابوالقاسم انا ابو نعيم عبد الملك بن الحسن انا يعقوب بن اسحاق ثنا يونس بن عبد الاعلى ثنا ابن وهب اخبرني الليث بن سعد عن زهرة بن معبد عن ابيه عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من مات مرابطا في سبيل الله اجري عليه اجر عمله الصالح الذي كان يعمل واجري عليه رزقه واومن الفتان وبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفزع رواه ابو عبد الله بن ماجه في سننه عن يونس بن عبد الاعلى
الحديث الخامس والعشرون اخبرنا ابو القاسم زاهر بن طاهر انا احمد بن الحسين البيهقي انا ابو عبد الله الحافظ ثنا ابو العباس محمد بن يعقوب انا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم انا ابن وهب انا عمرو بن الحارث ان ابا عشانة المعافري حدثه انه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اول ثلة تدخل الجنة لفقراء المهاجرين الذين تتقي بهم المكاره اذا امروا سمعوا واطاعوا وان كانت لرجل منهم حاجة الى السلطان لم تقض حتى يموت وهي في صدره فإن الله يدعو يوم القيامة الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها فيقول اين عبادي الذين قاتلوا في سبيل الله وقتلوا واوذوا في سبيل الله وجاهدوا في سبيلي ادخلوا الجنة فيدخلونها بغير نجاسة ولا عذاب فتإتي الملائكة فيقولون ربنا نحن نسبح لك الليل والنهار ونقدس لك من هؤلاء الذين ايدتهم علينا فيقول الرب تبارك وتعالى هؤلاء الذين قاتلوا في سبيلي واوذوا في سبيلي فتدخل عليهم الملائكة من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار
الحديث السادس والعشرون اخبرنا ابو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ انا ابو الحسين احمد بن عبد الرحمن انا ابو بكر محمد بن احمد بن زنجويه انا احمد بن جعفر بن حمدان السقطي ثنا عبد الله بن احمد الدورقي ثنا محمد بن معاوية ابو عبد الله ثنا مسلم بن خالد ثنا شريك بن عبد الله بن ابي نمر عن يروي بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهداء ثلاثة رجال رجل خرج بماله ونفسه محتسبا في سبيل الله لا يريد ان يقتل ولا يقتل لتكثير يخلو المسلمين فإن مات او قتل غفرت ذنوبه كلها واجير من عذاب القبر وأومن من الفزع الاكبر وزوج من الحور العين ووضع على رأسه تاج الوقار والثاني رجل جاهد بنفسه وماله يريد ان يقتل ولا يقتل فإن مات او قتل كانت ركبته مع ركبة ابراهيم خليل الرحمن بين يدي الله عز وجل في مقعد صدق ثم مليك مقتدر والثالث رجل خرج بنفسه وماله محتسبا يريد ان يقتل ويقتل فإن مات او قتل جاء يوم القيامة شاهرا سيفه واضعه على عنقه والناس جاثون على الركب يقول الا فافتحوا لنا فإنا قد بذلنا دماءنا واموالنا لله عز وجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو قال ذلك لابراهيم خليل الرحمن او لنبي من الانبياء لتنحى لهم عن الطريق لما يرى من واجب حقهم حتى يأتوا منابر من نور عن يمين العرش فيجلسون ينظرون كيف يقضى بين الناس لا يجدون غم الموت ولا يغتمون في البرزخ ولا تفزعهم الصيحة ولا يهمهم الحساب ولا الميزان ولا الصراط ينظرون كيف يقضى بين الناس ولا يسألون شيئا ألا اعطوا ولا يشفعون في احد إلا شفعوا فيه ويعطي من الجنة ما احب وينزل من الجنةحيث احب هذا حديث غريب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/52)
الحديث السابع والعشرون اخبرنا ابو عبد الله الاصبهاني الاديب ثنا ابراهيم بن منصور السلمى انا محمد بن ابراهيم بن علي انا احمد بن علي الموصلي ثنا احمد بن عيسى المصري ثنا عبد الله بن وهب حدثني طلحة بن ابي سعيد أن سعيد المقبري حدثه عن ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من احتبس فرسا في سبيل الله ايمانا با لله وتصديقا بموعد الله كان شعبه وبوله وروثه حسنات في ميزانه يوم القيامة رواه البخاري في صحيحه عن علي بن حفص عن عبد الله بن المبارك عن طلحة بن ابي سعيد
الحديث الثامن والعشرون اخبرنا ابو محمد هبة الله بن سهل بن عمر الفقيه انا ابو عثمان سعيد بن محمد بن احمد البحيري انا ابو علي زاهر بن احمد الفقيه انا ابو اسحاق ابراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي انا ابو مصعب احمد بن ابي بكر الزهري ثنا مالك عن زيد بن اسلم عن ابي صالح السمان عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الخيل لثلاثة لرجل اجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر فأما الذي له اجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال لها في مرج او روضه فما اصابت في طيلها ذلك من المرج أو الروضة كانت له حسنات ولو انها قطعت طيلها ذلك فاستنت شرفا او شرفين كانت آثارها واورثها حسنات ولو انها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد ان يسقي منه كان له حسنات فهي لذلك أجر ورجل ربطها تغنيا وتعففا ولم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها فهي لذلك ستر ورجل ربطها فخرا ورياء ونواء لأهل الاسلام فهي على ذلك وزر وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الحمير قال لم ينزل علي فيها شىء إلا هذه الاية الجامعة الفاذة من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وهذا صحيح ايضا رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف وإسماعيل بن ابي اويس والقعنبي عن مالك وقوله استنت اي صبرت والشرف شوط الفرس والنواء من المناوأة
الحديث التاسع والعشرين اخبرنا ابو القاسم السمرقندي انا احمد بن محمد بن النقور انا ابو طاهر المخلص ثنا ابن منيع يعني عبد الله بن محمد ثنا ابن زنجويه يعني محمد بن عبد الملك ثنا عبد الرزاق انا معمر عن يحيى بن ابي كثير عن زيد بن سلام عن عبدالله بن زيد الأزرق قال كان عقبة بن عامر يخرج فيرمي كل يوم ويستتبع رجلا قال وكان ذلك الرجل كاد ان يمل فقال الا اخبرك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بلى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة صانعه الذي يحتسب في صنعته الخير والذي يجهز به في سبيل الله والذي يرمي به في سبيل الله وقال ارموا او اركبوا وان ترموا خير من ان تركبوا وكل لهو يلهو به المؤمن فهو باطل إلا ثلاث رمية سهمه عن قوسه وتاديبه فرسه وملاعبته اهله فإنهن من الحق قال فتوفي عقبة وله بضعة وستون او بضعة وسبعون قوسا مع كل قوس قرن ونبل وأوصى بهن في سبيل الله قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم من ترك الرمي بعد ان علمه فهي نعمة كفرهاالصواب قرن ونبل وهو ما يكون فيه النبل
الحديث الثلاثون اخبرنا ابو بكر محمد بن الحسين بن علي الفرضي ثنا القاضي ابو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله واخبرنا ابو القاسم بن السمرقندي انا احمد بن محمد بن النقور قالا ثنا عيسى بن علي الوزير انا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا داود بن عمرو الضبي ثنا منصور بن ابي الاسود عن عطاء بن السائب عن ابي زهير الضبعي عن عبد الله بن بريدة عن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النفقة في الحج مثل النفقة في سبيل الله الدرهم بسبعمائة
الحديث الحادي والثلاثون اخبرنا ابو الفضل محمد بن اسماعيل وابو بكر احمد بن يحيى وابو المحاسن اسعد بن علي وابو الوقت عبد الاول بن عيسى قالوا انا ابو الحسن الداودي انا عبد الله بن احمد انا ابو عمران السمرقندي انا ابو محمد الدارمي انا عمرو بن عاصم ثنا حماد بن سلمة انا حميد عن يروي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جاهدوا المشركين بأموالكم وانفسكم والسنتكم رواه ابو داود عن موسى بن اسماعيل عن حمادورواه النسائي عن عمرو بن علي عن ابن مهدي عن حماد
الحديث الثاني والثلاثون اخبرنا ابو بكر محمد بن عبد الباقي انا الحسن بن علي بن محمد انا محمد بن المظفر بن موسى ثنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا شيبان بن فروخ الابلي ثنا جرير بن حازم ثنا الحسن ثنا صعصعة بن معاوية عم الاحنف بن قيس قال اتيت ابا ذر بالربذة فقلت يا ابا ذر ما مالك قال مالي عملي فقلت حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا سمعته منه قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغو الحنث إلا ادخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهم وسمعته يقول من انفق زوجين من ماله في سبيل الله ابتدرته حجبة الجنة قال قلت وما زوجان من ماله قال فرسان من خيله بعيران من ابله رواه النسائي عن اسماعيل بن مسعود عن بشر بن المفضل عن يونس بن عبيد عن الحسن الحديث الثالث والثلاثون اخبرنا ابو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد انا ابو علي التميمي الواعظ انا ابوبكر القطيعي ثنا عبد الله بن احمد حدثني ابي ثنا يزيد انا المسعود عن الركين بن الربيع عن رجل عن خريم بن فاتك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاعمال ستة والناس اربعة فموجبتان ومثل بمثل وحسنة بعشر امثالها وحسنة بسبعمائة فاما الموجبتان فمن مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار واما مثل بمثل فمن هم بحسنة حتى يشعرها قلبه ويعلمها الله منه كتبت له حسنة ومن عمل سيئة كتبت عليه سيئة ومن عمل حسنة فبعشر امثالها ومن انفق نفقة في سبيل الله فحسنه بسبعمائة وأما الناس فموسع عليه في الدنيا مقتور عليه في الاخرة ومقتور عليه في الدنيا موسع عليه في الآخرة ومقتور عليه في الدنيا والآخرة وموسع عليه في الدنيا والاخرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/53)
ـ[احمد بخور]ــــــــ[13 - 04 - 02, 06:54 ص]ـ
الحديث الرابع والثلاثون اخبرنا ابو القاسم بن السمرقندي انا ابو الحسين بن النقور انا ابو طاهر المخلص ثنا ابو القاسم بن منيع ثنا لوين محمد بن سليمان ثنا عبد العزيز بن عبد الرحمن مولى مسلمة بن عبد الملك وكان منزله في بالس عن خصيف عن مجاهد عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من تقلد سيفا في سبيل الله قلده الله عز وجل يوم القيامة وشاحين من الجنة لا تقوم لهما الدنيا وما فيها من يوم خلقها الله الى يوم يفنيها وصلت عليه الملائكة حتى يضعه عنه وان الله عز وجل ليباهي ملائكته بسيف الغازي ورمحه وسلاحه واذا باهى الله عز وجل ملائكته بعبد من عباده لم يعذبه بعد ذلك
الحديث الخامس والثلاثون اخبرنا ابو نصر احمد بن عبد الله بن احمد وابو علي الحسن بن المظفر بن الحسين وابو غالب البغداديون قالوا انا ابو محمد الحسن بن علي انا احمد بن جعفر بن حمدان ثنا ابو مسلم ابراهيم بن عبد الله البصري ثنا عمرو بن مرزوق أنا عبدالرحمن بن عبدالله بن دينار عن ابيه عن ابي صالح عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة ان اعطي رضي وان منع سخط تعس وانتكس واذا شيك فلا انتقش طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله ان كان في ساقه كان في ساقه وان كان في الحراسة كان في الحراسة وإن استأذن لم يؤذن له وان شفع لم يشفع طوبى له ثم طوبى له رواه البخاري عن عمرو والخميصة كساء له علم وانتقش استخرج الشوكة بالمنقاش وهذا مثل معناه اذا اصيب فلا انجبر
الحديث السادس والثلاثون اخبرنا ابو القاسم اسماعيل بن محمد بن الفضل الاصبهاني انا ابو الحسين احمد بن عبد الرحمن الذكواني انا ابو بكر بن مردويه ثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا محمد بن احمد بن ابي العوام ثنا ابي داود بن عطاء المزني ثنا عمر بن صهبان حدثني صفوان بن سليم عن ابي سلمة عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عين باكية يوم القيامة إلا عين غضت عن محارم الله وعين سهرت في سبيل الله وعين خرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله عز وجل
الحديث السابع والثلاثون اخبرنا ابو المحاسن محمد بن الحسين بن الطبري وابو القاسم اسماعيل بن احمد قالا انا احمد بن محمد بن النقور انا عيسى بن علي بن عيسى انا عبد الله بن محمد البغوي ثنا كامل بن طلحة ابو يحيى الجحدري ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن يروي بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى برجل من اهل الجنة فيقول يا ابن ادم كيف وجدت منزلك فيقول يا ابن آدم كيف وجدت منزلك فيقول أي رب فيقول سل وتمن فيقول ما اسأل ولا إفعلوا الا ان تردني الى الدنيا فاقتل في سبيلك عشر مرات لما يرى من فضل الشهادة ويؤتى بالرجل من اهل النار فيقول له يا ابن ادم كيف وجدت منزلك فيقول اي رب فيقول له اتفتدي منه بملء الارض ذهبا فيقول نعم اي رب فيقول كذبت قد سئلت اقل من ذلك وايسر فلم تفعل فيرد الى النار رواه النسائي عن ابي بكر بن نافع عن بهز بن اسد عن حماد
الحديث الثامن والثلاثون اخبرنا ابو عبد الله الحسين بن عبد الملك انا ابو طاهر احمد بن محمود الثقفي انا ابو بكر محمد بن ابراهيم بن المقري ثنا ابو عروبة ثنا المسيب بن واضح ثنا ابو ا سحاق الفزاري ثنا الاعمش عن ابي سفيان عن جابر قال جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اي الاسلام افضل قال من سلم المسلمون من يده قال فاي الجهاد افضل قال من عقر جواده واهريق دمه قال فاي الصلاة افضل قال طول القنوت رواه مسلم عن ابي بكر بن ابي شيبة وابي كريب عن ابي معاوية عن الاعمش
الحديث التاسع والثلاثون اخبرنا ابو عبد الله محمد بن الفضل بن احمد الفقيه انا ابو بكر احمد بن منصور بن خلف انا ابو بكر محمد بن عبد الله الشيباني انا مكي بن عبدان ثنا عبد الله بن هاشم ثنا معاوية عن الاعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال سألنا عبد الله عن هذه الاية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء ثم ربهم يرزقون فقال اما انا قد سألنا عن ذلك فقال ارواحهم كطير خضر تسرح في الجنة في ايها شاءت ثم تأوي الى قناديل معلقة بالعرش فبيناهم كذلك اذا يتحقق عليهم ربك اطلاعه فقال سلوني ما شئتم فيقولون يا ربنا ماذا نسألك ونحن في الجنة نسرح في ايها شئنا قال فبيناهم كذلك اذا طلع عليهم ربك اطلاعة فيقول سلوني ما شئتم فيقولون ربنا ماذا نسألك ونحن في الجنة نسرح في ايها شئنا قال فلما راوا انهم لن يتركوا من ان يسألوا قالوا نسألك ان ترد ارواحنا الى اجسادنا في الدنيا حتى نقتل في سبيلك فلما راى انهم لا يسألون الا هذا تركهم رواه مسلم عن يحيى بن يحيى وابي بكر بن ابي شيبة وابن نمير عن ابي معاوية
الحديث الاربعون اخبرنا ابو غالب احمد بن الحسن انا محمد بن احمد بن الابنوسي انا ابراهيم بن محمد بن الفتح ثنا محمد بن سفيان المصيصي ثنا سعيد بن رحمه الاصبحي قال سمعت ابن المبارك عن صفوان بن عمرو ان ابا المثنى المليكي حدثه انه سمع عتبة بن عبد السلمي وكان من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال القتلى ثلاثة رجال رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله عز وجل حتى اذا لقي العدو قاتلهم حتى يقتل ذلك الشهيد الممتحن في خيمة الله تحت عرشه لا يفضله النبيون الا بدرجة النبوة ورجل مؤمن فرق على نفسه من الذنوب والخطايا جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى اذا لقى العدو قاتل حتى يقتل فتلك مضمضة مجت ذنوبه وخطاياه ان السيف محاء للخطايا وادخل من اي ابواب الجنة شاء فإن لها ثمانية ابواب ولجهنم سبعة ابواب وبعضها اسفل من بعض ورجل منافق جاهد بنفسه وماله في سبيل الله عز وجل حتى اذا لقى العدو قاتل حتى يقتل فذلك في النار ان السيف لا يمحق النفاق
تم بحمد الله وفضله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/54)
ـ[ابن معين]ــــــــ[13 - 04 - 02, 02:10 م]ـ
أثابك الله أخي الفاضل على هذه التحفة المفيدة، وأسأل الله أن ينفع بك في كل مكان وزمان.
أخي الفاضل: هل من الممكن أن تعطينا بعض المعلومات عن هذه النسخة المحققة، مثل: دار النشر وسنة الطبع ونحوها؟
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[13 - 04 - 02, 11:38 م]ـ
أخي الفاضل الملقب بابن معين، الذي نعرفه اسما و عينا ...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
بخصوص كتاب (الأربعون في الجهاد) لابن عساكر، فعندي منه نسخة و هي بتحقيق الشيخ البحاثة المتفنن / الحبيب إلى قلوبنا عبد الله بن يوسف الجديع،و عليها توقيعه، و لم يكتب على النسخة سوى تحقيق عبد الله بن يوسف - عفا الله عنه -.طبعت بدار الخلفاء للكتاب الإسلامي بالكويت سنة 1404 - 1984، و قد انتهى محققها منها سنة 1403، و قد قدم للكتاب بمقدمة تكلم فيها عن طرق حديث: من حفظ على أمتي أربعين حديث ..
الكتاب رأيت له في أماكن بالكويت نسخا، لكنها عتيقة، فإن كنت تريد نسخة فأرسل على بريدي إلى المنتدى عنوانك فسأجتهد في إرسالها لك بإذن الله
جعلنا الله في خدمة العلم و أهله و السلام عليكم \
أخوكم أبو تيمية الميلي
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[05 - 05 - 04, 08:51 م]ـ
أثابك الله أخي الفاضل على هذه التحفة المفيدة
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[05 - 05 - 04, 10:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا
الكتاب على ملف وورد
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[13 - 05 - 04, 02:39 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[14 - 11 - 05, 04:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا(1/55)
اهنيء نفسي واخواني ومشايخي بهذا المنتدى الجديد
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[14 - 04 - 02, 12:22 ص]ـ
وموفقووووووووون(1/56)
جزء للحافظ ابن هامل - لم يطبع - تحفة أقدمها لرواد المنتدى
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[15 - 04 - 02, 12:41 م]ـ
هذا جزء كنت قد انتهيت منه قبل سنوات طوال، لكني تقاعست عن إخراجه لأمرين:
الأول: صغره، حيث دور النشر التي أنشر لديها تحقيقاتي - الآن - لا تود إخراج الأجزاء الحديثية الصغيرة، لأن رواجها بطيء، و لأن الربح المترتب على توزيعها و بيعها قليل جدا.
و الثاني: أنني كنت أمني النفس بجمع عدة رسائل لهذا الإمام و طباعتها في مجموع يحويها كلها ...
و على كل، فهذا الجزء بين يديك، محذوف التعليقات، لانها لم تخزن على الحاسوب كلها و الذي خزن بعض ذلك، مع ملاحظة أنها لم تصحح بدقة، فقد تجد فيها بعض الوهم، فالعذر أنني الآن مشغول بأشياء أخرى ..
جُزْءٌ
فِيهِ
أحَاديثُ عَوَالٍ و غَيْرُها من مَسْمُوعَاتِ
المحدّث الرَّحَّال المُسْنِد
شمسِ الدّين محمَّد بنِ عبدِالمنعم بنِ عمارٍ
الشهيرِ بـ: ابنِ هَامِلٍ الحنبَليِّ
المتوفى سنة 697 هـ
حَقَّقّهُ و علَّق عليهِ
أبومحمَّد الميلِيُّ
ترجمته في:
1. الوافي 4/ 50
2. الشذرات 5/ 334
3. المنهج الأحمد 392
4. الدر المنضد 1/ 413
5. ذيل طبقات الحنابلة 2/ 281
6. مختصر الذيل 79
7. العبر 5/
8. المقصد الأرشد رقم: 997
9. تذكرة الحفاظ 4/ 1463
10. ذيل مرآة الزمان 3/ 25
11. و ذكره ابن حجر عرضا في المجمع المؤسس 1/ 485.
بسم الله الرحمن الرحيم
وصف النسخة الخطية المعتمدة
اعتمدت في إخراج هذا النصِّ على نسخةٍ واحدةٍ أصِيلَةٍ بخط مصنّفها – رحمه الله – محفوظة بالمكتبة الظاهرية ضمن مجموع برقم: (10) من ق 111 - ق 117، و مسطرتها 17 سطراً.
و قد كانت النسخة موقوفة بالمدرسة الضيائية، أوقفها ابن هامل كسائر مصنفاته و منسوخاته، فعلى غلاف الجزء من أسفل:
" وقفه على جميع المسلمين أبو عبد الله محمد بن هامل؛ مستقره بالضيائية بسفح قاسيون ظاهر دمشق ".
توثيق النص المحقق
إنه لا يخالجني أدنى شكٍّ في أنّ هذا الجزءَ مما خطّتهُ يدُ العلاّمة ابنِ هاملٍ – رحمه الله -، و على هذا دلائلُ، منها:
أولا: أن خط ناسخه هو خط ابن هامل، و خطه مشهور على طرر الأجزاء و المصنفات، و في أثبات السماع، و شهرته عند أهل هذا الفن كشهرة خط علي بن مسعود الموصلي، و شهرة خط يوسف بن عبدالهادي، فإنه ما إن تقع عيناك على أحدها إلا و تجزم بأنه خط المذكور.
ثانيا: ما كتب على وجهه من نسبته إليه.
ثالثا: شيوخه في هذا الجزء هم شيوخ له – كما سيأتي في التعاليق -.
رابعا:أسلوب الناسخ في كتابة اسم الجزء من تركه الثناء بالألقاب العلمية على مصنفه يفيد أنه بخط ابن هامل، ففيه: " .. من مسموعات العبد الفقير إلى الله تعالى محمد بن عبدالمنعم بن عمار بن هامل ".
على أن بعضهم يبالغ جدّاً في مسألة " إثبات نسبة الكتب إلى مصنفيها "، فالأصل فيما كتب على ظهره أنه من تأليف فلان: أنه كذلك، ما لم تقم الدلائل و القرائن على عكسه، و لشرح هذا موضع آخر، و الله الموفق.
النص المحقق
1 - أخبرنا الإمام العالم علم الدين أبو الحسين علي بن أبي الفتح محمود بن أحمد المحمودي (1) بقرأتي عليه وذلك في ذي القعدة سنة 34 6 قال أنبأنا الإمام الحافظ تقي الدين أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عتيق المديني (2) قال أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد (3) حدثنا أبو نعيم (4) حدثنا أبو حامد بن جبلة قال: حدثنا محمد بن إسحاق حدثنا عبد الله بن محمد الأموي حدثنا ابراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز الزهري عن أبيه قال سمعت الزهري يتمثل:
ذهب الشباب فما يعود جمانا * وكأن ما قد كان لم يك كانا
و طويت كفي يا جمان على الغضى * وكفى جمان بطيها حدثانا (5)
2 - أخبرنا ابن الصابوني (6) قال: أبنا أبو موسى (7) قال: أنا أبو منصور بن زريق (8) قال أناأبو بكر بن ثابت (9) أخبرني أبو القاسم الأزهري، حدثنا طالب بن عثمان، قال: سمعت ابن المقسم، يقول: ((كنت عند أبي العباس أحمد بن يحيى إذ جاءه إدريس الحداد فأكرمه، و حادثه ساعة و كان إدريس قد استن، فقام من مجلسه و هو يتساند فلحظه أبو العباس بعينه، و أنشأ يقول:
أرى بصري في كل يوم و ليلة * يكلُّ و طرفي عن مداهُنَّ يقصُرُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/57)
و من يصحب الأيام تسعين حجة *يُغَيِّرْنَهُ و الدهرُ لا يتغيرُ
لعمري لئن أصبحت أمشي مقيدا *لما كنت أمشي مطلق القيد أكثرُ (10)
3 - أخبرنا ابن الصابوني قال: أخبرنا الحافظ أبو موسى، أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله الشروطي - إذنا - قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر غندر، قال أنشدنا أبو بكر بن دريد في الشيب:
أرى الشيب إن جاوزت خمسين حجة
يدب دبيب الصبح في غسق الظلم
هو السقم إلا أنه غير مؤلم
فلم أرى مثل الشيب سقما بلا ألم (11)
4 - أخبرنا أبو الحسن بن الصابوني قال أنبأنا أبو موسى الأصبهاني أخبرنا أبو منصور عبد الرحمان ابن محمد بن عبد الواحد القزاز سعدان ببغداد قال اناأبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال أنبا أبو بكر البرقاني قال أخبرنا ابراهيم بن محمد المزكي، أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي، قال: أنشدني أبو النضر العجلي لنفسه:
تخبرني الأمال أني معمر وأن الذي أخشاه عني مؤخر
فكيف و مر الأربعين قضية علي بحكم قاطع لا يغير
إذا المرء جاز الأربعين فإنه أسير لأسباب المنايا و معثر (12)
5 - انا أبو الحسن علي قال انا الحافظ أبو موسى قال اناأبو الفتح محمد بن الله الخرقي إذنا عن كتاب أبي نعيم حدثنا محمد بن علي بن حبيب حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل حدثنا أبو بكر الأعين حدثنا خلف بن تميم قال سمعت مالك بن مغول يقول (13)
6 - قال أبو نعيم أنشدني أحمد بن محمد بن مقسم قال أنشدني أبي
تجد الليالي بالفتى و هو يلعب و تصدقه الأيام و النفس تكذب
و في كل يوم يفقد المرء بعضه ولا شك أن الكل منه سيذهب (14)
7 - و قال أبو نعيم أنشدنا أبو محمد أحمد بن محمد بن محمد بن يوسف الجرجاني صاحب كتاب البخاري أنشدنا أبو بكر الأنباري قال أنشدني محمد بن المرزبان لأبي العتاهية:
من يعش يكبر و من يكبر يمت و المنايا لا تبالي من أتت
كم و كم قد درجت من قبلنا من قرون و قرون قد خلت
نحن في دار بلاء و أذى و شقاء و عناء و عنت
منزل ما يثبت المرء به سالما إلا قليلا إن ثبت
بينما الإنسان في الدنيا له حركات مسرعات إن خفت
أيها المغرور ما هذا العما لو نهيت النفس عنه لانتهت
أنسيت الموت جهلا و البلى فسلت نفسك عنه و فهت
إن أولا ما تأهبت له ---- ليس عنه منفلت
رحم الله امرئ أنصف من إن قال خير أو صمت (15)
8 - و قال أبو نعيم أنشدنا أحمد بن محمد بن مقسم قال أنشدنا العباس بن يوسف الشكلي:
و ما الدنيا بباقية لخلق به لا خلق على الدنيا بباقي
و ما الأيام و الساعات إلا مذاق طعمه مر المذاق
و ليس لنا من الأقوات بد و أخر حطنا منها الفراق
فيا أسفي على عمر يقين و يا حرا لأعلى وقت الفراق
لقد فاز المجد إلى جنان و حث النفس تقسل للسواق (16)
9 - أنشدنا الإمام العالم عز الدين محمد بن عمر عرف بـ: ابن البغدادي الفارقي و قد حبس في مدينة القاهرة مع الروميين:
لما رأتني بالحديد مقيدا أجرت على الورق النجين العسجد
و غدت تقول و قد رأتني عاريا و رأت و قد ألصقت بالكبد اليد
ما إن نهيتك قبلها عن مثلها و تنهدت فأجبتها منتهد
لا تقنطي فالله يعقب رحمتا من بعد هذا إليه عيشا أرغد
لا عار في عريي فديتك فكفي في فالسيف أحسن ما يرى متجددا
إن سرت في خلق ثيابي فإنني مازال صرف في الخطوب مجددا
فقد ارتددت بالقاروا هي حياتنا بحوزها الصحباء ثوبا أسودا
صبرت فأعقبها ---- ---- حسن و خولها الموالي أعبدا
برزت فأضحى ساجدا (17)
10 - أخبرنا الشيخ الإمام العالم قطب الدين أبو الفضل محمد بن الشيخ الإمام رفيع الدين أبي محمد إسحاق مؤيد الهندالي (18) بالقراءة عليه في مدينة قوة بجميعها وذلك في شوال سنة 684 قال أخبرنا الشيخ الصالح أبو محمد إسماعيل بن حسي بن عمر الحمامي (19) بما قرأ بصفر سنة 609 بهمذان وأنا أسمع قيل له أخبركم الشيخ أبو المحاسن مصر بن الموفق بن حسين الرملي (20) قراءة علية و أنت تسمع في سنة 547 فأقر به قال أخبرنا الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن النقور (21) في شهور 466 قال أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق ابن حبابة (22) قال أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي بن بنت مريع (24) في سنة 315 حدثنا أبو عثمان طالوت بن عباد الصيرفي من كتابه حدثنا فضال بن جبير قال سمعت أبا أمامة البهري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/58)
يقول سمعت رسول الله rيقول أكفلوا لي ست أكفل لكم بالجنة إذا حدث فلا يكذب # (25)
11 - و به قال: حدثنا طالوت بن عباد من كتابه، حدثنا (* [فضال بن جبير قال سمعت] *) أبوأمامة الباهلي قال سمعت رسول الله r يقول: " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان:أن يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما و أن يحب العبد لا يحبه إلا لله و أن يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار " (26).
12 - و به حدثنا طالوت بن عباد حدثنا فضال بن جبير حدثنا أبوأمامة الباهلي قال سمعت رسول الله r يقول: " إن أول الآيات طلوع الشمس من مغربها " (27)
13 - و به حدثنا طالوت، حدثنا سالم بن عبدالله العتكي، قال: " رأيت ِأنس بن مالك عليه جبة خز دكنة و مطرف خز أدكن و عمامة سوداء لها دؤابة من خلفه يخضب بالصفرة " (28)
14 - و به حدثنا طالوت قال: حدثنا محمد بن أعين أبو العالية عن عبد الله بن أبي أوفى يلبي بالكوفة بأعلى صوته أيام التشريق فسألت بعضهم فقال: إنه يلبي من السنة إلى السنة و كان يأتي الصيارفة فيقول: أبشروا، أبشروا، فيقولون: بشرك الله فيقول: أبشروا بالنار " (29)
15 - و به حدثنا طالوت حدثنا عاصم بن عبدالواحد الوزان قال: رأيت أنس بن مالك يخضب بالحمرة فسأله أبان فقال: يا أباحمزة ما تقول في كسب الحجام فقال:احتجم فلما فرغ أعطاه كراه و قال له: احذف كراك قال: نعم قال: فلا تأكل و أطعمه " (30).
16 - أخبرنا الإمام العالم أبو الفضل: ذاكر بن إسحاق الأرقوهي (31) بقراءتي عليه و ذلك بمدينة دمنهور في شوال سنة أربع و ثلاثين و ست مئة قال أخبرنا الشيخ الجليل أبو الفرج الفتح بن عبد الله بن محمد بن علي (32) و ذلك في السابع من جمادى الآخرة سنة عشرين و ست مئة بباب الأرخ قال: أخبرنا الشيخ أبوالقاسم هبة الله بن الحسين بن الحاسب (33) و ذلك في حادي عشر ربيع الآخر من سنة سبع و أربعين و خمس مئة قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله النقور البزاز (34) قال: أخبرنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجراح (35) يوم الإثنين الخامس و العشرين من شوال سنة تسع و ثلاثين و ثلاث مئة قراءة عليه، قال: حدثنا أبي: عليُّ بن عيسى بن داود بن الجراح الوزير (36) قال حدثنا أبو زيد عمر بن شبة النميري (37) قال: حدثنا أبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد عن شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس في قوله عز و جل} لم تقولون ما لا تفعلون {قال: كان الرجل يجيء إلى النبي فيقول: فعلت كذا و فعلت كذا فأنزل الله عز و جل} لم تقولون ما لا تفعلون {(38).
لأن الرقة لا تتسع انظر البقية مع فهارس الجزء.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[15 - 04 - 02, 12:50 م]ـ
17 - و به قال أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى حدثنا أبو القاسم عبد الله بن عبد العزيز بن المرزبان بن شابور بن شاهنشاه البغوي حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري إملاء في شعبان سنة ثمان و عشرين و مئتين قال حدثنا هشام بن عبد الله بن عكرمة المخزومي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول اللهrقال:" إلتمسوا الرزق في خبايا الأرض " (39)
18 - و به قال أبو القاسم ابن الجراح حدثنا أبو القاسم أيضا حدثنا محمد بن جعفر الوركاني حدثنا سعيد بن ميسرة البكري عن أنس بن مالك قال: " كان النبي rإذا صلى على جنازة كبر عليها أربعا و إنه كبر على حمزة سبعين تكبيرة " (40)
19 - و به قال أبو القاسم حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا نقاط بن عبدالله حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر أن عائشة أن النبي r قال: " الولاء لمن أعتق " (41)
20 - و به قال أبو القاسم أخبرنا عبد الله بن المرزبان البغوي حدثنا منصور بن مزاحم حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله r أي الإيمان أفضل؟ قال: إيمان بالله قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله قيل: ثم ماذا: قال: حج مبرور " (42)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/59)
21 - أخبرنا الإمام العلم أبو الفضل ذاكر الهمذاني ثم المصري (43) بقراءتي عليه – و ذلك في شوال سنة أربع و ثلاثين و ست مئة بالقطفي – قال أخبرنا الشيخ الصالح أبو القاسم بن أبي الحسن بن أبي القاسم بن أبي الجود (44) بقراءتي والدي أبي محمد إسحاق (45) عليه و ذلك في سلخ جمادى الأولى سنة عشرين و ست مئة بالجانب الغربي من بغداد، قال: أخبرنا الشيخ الزاهد الورع أبو العباس أحمد بن أبي الغالب بن الطلاية الوراق (46) أخبرنا الشيخ أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين الأنماطي (47) قراءة عليه و أنت تسمع في شعبان من سنة ثمان و ستين و أربع مئة أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص (48) قراءة عليه في شهر ربيع الأول من سنة ثلاث و تسعين و ثلاث مئة قال حدثنا محمد بن هارون (49) حدثنا إسحاق بن إسرائيل حدثنا كثير بن عبد الله الأيلي حدثنا أنس قال قال رسول الله r: " من كذب علي متعمدا فليبوأ مقعده من النار " (50).
22 - و به قال الذهبي أبو طاهر محمد: حدثنا محمد بن هارون حدثنا عيسى بن مساور حدثنا يغنم بن سالم بن قتبر خادم علي بن أبي طالب قال قال لي أنس بن مالك قال لي رسول الله r: " من قاد أعمى أربعين خطوة لم تمس وجهه النار " (51)
23 - و به قال أبو طاهر محمد المخلص: حدثنا محمد بن هارون حدثنا عيسى حدثنا يغنم بن سالم حدثنا أنس بن مالك قال: قال لي رسول الله r " طوبى لمن رآني و آمن بي و من رأى من رآني و من رأى من رأى من رآني " (52).
24 - أخبرنا الشيخ الصالح أبو عبدالله محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سلمان الإربلي (53) قراءة عليه و أخبرنا أسمع يوم الأربعاء في الوسط من شهر الله رجب سنة تسع و عشرين و تسع مئة بإربل قال أخبرتنا الكاتبة شهدة ابنة أحمد الظاهر البكري (54) في سلخ صفر سنة ثمان و ستين و خمس مئة قالت: أخبرنا النقيب الكامل أبوالفوارس طراد بن محمد بن علي بن الحسن الزينبي (55) قراءة عليه في شعبان سنة إحدى و سبعين و أربع مئة قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار (56) قراءة عليه في ذي القعدة سنة إحدى عشرة و أربع مئة، أخبرنا أبوعبد الله الحسين بن علي بن عياش القطان (57) أخبرنا أبو الأشعث حدثنا حماد بن زيد عن عاصم بن سليمان عن عبد الله بن سرجس قال أتيت الرسول r و هو جالس في أصحابه فدرت من خلفه فعرف الذي أريد فألقى الرداء عن ظهره فرأيت موضع الخاتم على بعض كتفه مثل الجمع حوله خيلان كأنها التأليب فرجعت حتى استقبلته و قلت غفر الله لك يا رسول الله قال فقال و لك قال القوم استغفر لك الرسول r قال ثم و ليت قال ثم نزل استغفر لذنبك و للمؤمنين و للمؤمنات (58) أخرجه الترمذي في الشمائل هاذا عن أبي الأشعث
25 - و به قال حدثنا هلال بن محمد بن جعفر حدثنا الحسين بن يحيى بن عياش حدثنا علي بن أشكاب عن مسلم بن صبيح عن مسروق عن عبد الله قال قال رسول الله r إن الله تعالى إذا تكلم بالوحي سمع أهل السماء صلصلة كجر السلسلة على الصفاء فيصعقون فلا يزلون كذلك حتى يأتيهم جبريل فإذا جاءهم جبريل فزع عن قلوبهم فيقولون ياجبريل ماذا قال ربك فيقول الحق فينادون الحق الحق ". (59)
هذا حديث أخرجه أبو داود عن علي بن حسين بن الأشعث هذا
26 - و به قال حدثنا هلال حدثنا أبو الأشعث حدثنا حماد بن زيد عن جميل بن مرة عن أبي الضحى عن أبي برزى الأسلمي قال قال رسول الله r البيعان بالخيار مالم يتفرقا" (60).
أخرجه ابن ماجه عن أبي الأشعث هذا
27 - و به قال حدثنا أبو الفتح هلال الحفار حدثنا أبو الأشعث حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال ما مسست بيدي ديباجا و لا حريرا ولا شيئا ألين من كف رسول الله r ولا شممت رائحة قط أطيب من ريح رسول الله r و لقد خدمت الرسول r عشرة سنين و الله ما قال لي أف قط ولا قال لي لشيء فعلته لما فعلت كذا و لا لشيء لم أفعله ألا فعلت كذا (61)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/60)
28 - أخبرنا الشيخ أبو المنجى عبد الله بن عمر بن اللتي (62) قراءة عليه و أنا أسمع وذلك بشوال سنة 633 هـ قال حدثنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي (63) قال أخبرنا أم عزى بيبي بنت عبد الصمد الهرثمية (64) قالت أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد ---- الأنصاري (65) حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا الحسن بن الصباح البزاز حدثنا شبابة عن ورقاء عن عبد الله بن عبد الرحمن قال سمعت أنس يقول قال الرسول r لن يبرح الناس يسألون حتى يقولون: " هذا الله خلق كل شيء .. و ذكر علمه " (66)
هذا حديث صحيح أخرجه البخاري عن الحسن بن الصباح البزار هذا.
29 - و به قال أبومحمد عبدالرحمن بن أحمد حدثنا يحيى بن محمد حدثنا إسحاق بن شاهين حدثنا خالد بن عبدالله عن خالد - يعني: الحذاء - عن عكرمة عن عائشة أن النبي اعتكف و اعتكف معه بعض نسائه وهي مستحاضة ترى الدم فربما وضعت الطست معها من الدم، و زعم أن عائشة رأت مثل العصفر قالت: كان هذا شيء كانت فلانة تجده " (67).
هذا حديث صحيح أخرجه البخاري عن إسحاق بن شاهين
اهـ
فهرس الأحاديث و الآثار
أبشروا، أبشروا ……………………………………………14
أتيت الرسول و هو جالس في أصحابه ……………………24
إعتكف النبي rو اعتكف معه بعض نسائه ………………29
اكفلوا لي بست أكفل لكم الجنة …………………………… 10
إلتمسوا الرزق في خبايا الأرض ……………………………17
إن أول الآيات طلوع الشمس ………………………………12
إن الله تعالى إذا تكلم بالوحي ………………………………25
إنه يلبي من السنة إلى السنة …………………………………14
البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ……………………………………26
ثلاث من كن فيه وجد حلاوة …………………………… 11
رأيت أنس بن مالك عليه جبة ……………………………13
رأيت أنس بن مالك يخضب بالحمرة ………………………15
سئل رسول الله r أي الإيمان أفضل ………………………20
طوبى لمن رأني و آمن بي ………………………………………23
في قوله عز و جل} لم تقولون ما لا تفعلون {…………………16
كان الرجل يجيء إلى النبي ………… r ……………………16
كان النبي rإذا صلى على جنازة …………………………18
كان هذا شيء كانت فلانة تجده ………………………………29
لن يبرح الناس يسألون حتى يقولون ……………………………28
ما مسست بيدي ديباجا و لا حريرا ………………………27
من قاد أعمى أربعين خطوة …………………………………22
من كذب عليَّ متعمدا …………………………………………21
الولاء لمن أعتق …………………………………………………19
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[15 - 04 - 02, 02:55 م]ـ
شكر الله لك أخي (خادم ابن تيمية) على هذه الهدية القيمة.
ولو كانت موجودة لديك في ملف الوورد فإننا نتشرف بوضعها في مكتبة الموقع.
وذلك بعد إذن المشرف العام.
ـ[ابن معين]ــــــــ[15 - 04 - 02, 05:12 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبي محمد الميلي على هذه التحفة القيمة، وجعلها الله في ميزان حسناتك.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[27 - 04 - 02, 06:05 م]ـ
ملاحظة:
أخبرني الأخ (خادم بن تيمية) أنّه في طور وضع الكتاب بصيغة وورد بعد مقابلته مع المخطوط مرّة أخيرة.
فنرجوا منه التكرّم بالتعجيل في ذلك.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[30 - 04 - 02, 01:03 ص]ـ
ماشاء الله تبارك الله ...
شكرا الله لك أخي خادم ابن تيمية
ورزقنا وإياك الإخلاص والقبول، ونفع بك الاسلام والمسلمين ..
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[19 - 06 - 02, 10:36 ص]ـ
فائدة نفيسة جليلة
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[24 - 06 - 02, 06:44 م]ـ
فائدة سَنِيَّة من خادم ابن تيمية جنبك الله كل شر وبلية.
ـ[محمد إقبال]ــــــــ[22 - 01 - 03, 08:43 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً عن طلبة العلم
محمد إقبال
ـ[عبدالفتاح محمود]ــــــــ[06 - 08 - 05, 03:52 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[ابو عبدالله الرفاعي]ــــــــ[07 - 08 - 05, 10:10 م]ـ
جزيتم خيرا أبا تيمية، وجعل عملكم في ميزان حسناتكم
ـ[أبوعبدالله الأكاديري]ــــــــ[08 - 08 - 05, 03:59 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[27 - 02 - 08, 10:25 م]ـ
مر على هذا الجزء ست سنوات تقريبا ...
ولم ألتفت إليه؛ لأني صرفت النظر عن إتمام العمل فيه، وفاجأني أحد الإخوة بالاتصال علي، يذكر أن الجزء به تصحيفات وأخطاء، فقلت له: هو كذلك،فالجزء ليس للإخراج الطباعي والنشر .. وقد نبهت على أن في المذكور هاهنا أوهاما ..
في قولي: ( .. مع ملاحظة أنها لم تصحح بدقة، فقد تجد فيها بعض الوهم، فالعذر أنني الآن مشغول بأشياء أخرى .. ) وذكرت للأخ الفاضل هيثم حمدان: أنني إن قدرت على التفرغ له سأقابله على أصله الخطي؛ لكني لم أفعل!
قال الأخ هيثم حمدان حفظه الله: (ملاحظة:
أخبرني الأخ (خادم بن تيمية) أنّه في طور وضع الكتاب بصيغة وورد بعد مقابلته مع المخطوط مرّة أخيرة.
فنرجوا منه التكرّم بالتعجيل في ذلك.)
والمذكور هاهنا إنما هو صف صفيف!، أعطيته منسوختي غير المقابلة على أصلها = فصفها، ومني إلى صفحات هذا المتلقى!
و هذا بين بأدنى تأمل، فقد تركت في النص المثبت نقاط في محال كلمات لم تبد واضحة في أول قراءة لي و هي خلو من التعليقات، و علامات الترقيم،وغير معارضة بأصلها إلى أمور أخرى .....
و لأجل هذا، سأضع بين يدي الإخوان:صورة الأصل الخطي لمن أراد تصحيحه ومقابلته.
وقد اتصل علي قبل سنوات بعض الإخوان طالبا الأصل الخطي للعمل على تخقيقه، فلم أمانع.
و إلى الأصل الخطي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/61)
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[27 - 02 - 08, 11:39 م]ـ
جزاك الله خيراً(1/62)
مباركة .. ومساندة ..
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[15 - 04 - 02, 02:57 م]ـ
من يحيى العدل إلى إدارة الموقع والمشرفين الأفاضل. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد:
فأبارك لكم .. وللمشاركين .. والزوار .. هذه الخطوة الطيبة .. ونحن نشد على أيديكم .. ونساندكم في هذه الخطوة .. وعلى أتم الاستعداد لمساندة المكتبة بالبحوث التطبيقية في هذا الجانب ..
ولكن ألذي أرجوه .. أن يتم عرض مخطط المكتبة ليتم التداول حوله .. ولا بأس من أن أطرح بعض المقترحات لكم (على عجل) في النقاط التالية:
(1) الاهتمام بكتب ومقالات التقعيد لهذا الفن.
(2) أن يكون هناك قسم ثابت مخصص للقواعد النظر ية المحررة بأدلتها وأمثلتها التطبيقية.
(3) أن يكون هناك قسم ثابت للذيول والمستدركات على كتب السنة، باختلاف فنونها، ويأسس هذا الجانب من مشاركات الاخوة في (الملتقى) .. فسنجد بعد حين من الزمن أن هناك ثروة كبيرة جدًا يتمم به ما نقص من أعمال الأئمة والمتقدمين في جانبي الرواية، والدراية، وفي جوانب الجرح والتعديل، وعلم الرجال.
(4) أن يتم اختيار المشاركات المتميزة، ويتم تحريرها .. وتحفظ في قسم خاص .. بحيث يكون لكل أسبوع مقالة .. يتم اختيارها عن طريق التصويت .. إن أمكن .. أو عن طريق الاخوة المشرفين.
هذا تصور نظري قد يحول دون تطبيق بعض جوانبه أمور فنية .. فالأمر لكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه / محبكم يحيى العدل في (2/ 2/1423هـ)
ـ[الونيان]ــــــــ[21 - 03 - 06, 12:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يعطيكم العافيه على جهودكم(1/63)
فهرس مخطوطات مكتبة أهل الحديث
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[25 - 04 - 02, 06:45 م]ـ
قيد الإنشاء.
ـ[شرين محمد]ــــــــ[07 - 09 - 05, 04:00 ص]ـ
موضوعات حديثية معاصرة
ـ[شرين محمد]ــــــــ[07 - 09 - 05, 04:00 ص]ـ
التواضع(1/64)
قسم مكتبة الحديث السمعيّة
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[25 - 04 - 02, 06:48 م]ـ
روابط أشرطة الشيخ الشريف حاتم بن عارف العوني:
(من موقع إذاعة طرق الإسلام) ( http://www.islamway.com/bindex.php?section=series&scholar_id=331&series_id=350)
سلسلة شرح التوضيح الأبهر للسخاوي (المقدمة وبداية الشرح) ( http://www.islamway.com/bindex.php?section=lessons&lesson_id=8497&scholar_id=331&series_id=350)
سلسلة شرح التوضيح الأبهر للسخاوي (الحديث الصحيح) ( http://www.islamway.com/bindex.php?section=lessons&lesson_id=8498&scholar_id=331&series_id=350)
سلسلة شرح التوضيح الأبهر للسخاوي (الحديث المتفق عليه) ( http://www.islamway.com/bindex.php?section=lessons&lesson_id=8499&scholar_id=331&series_id=350)
سلسلة شرح التوضيح الأبهر للسخاوي (الحديث الحسن) ( http://www.islamway.com/bindex.php?section=lessons&lesson_id=8500&scholar_id=331&series_id=350)
سلسلة شرح التوضيح الأبهر للسخاوي (الحديث الضعيف) ( http://www.islamway.com/bindex.php?section=lessons&lesson_id=8501&scholar_id=331&series_id=350)
سلسلة شرح التوضيح الأبهر للسخاوي (الحديث الموقوف) ( http://www.islamway.com/bindex.php?section=lessons&lesson_id=8502&scholar_id=331&series_id=350)
سلسلة شرح التوضيح الأبهر للسخاوي (الحديث المرسل) ( http://www.islamway.com/bindex.php?section=lessons&lesson_id=8503&scholar_id=331&series_id=350)
سلسلة شرح التوضيح الأبهر للسخاوي (الحديث المعضل) ( http://www.islamway.com/bindex.php?section=lessons&lesson_id=8504&scholar_id=331&series_id=350)
سلسلة شرح التوضيح الأبهر للسخاوي (الحديث الشاذ) ( http://www.islamway.com/bindex.php?section=lessons&lesson_id=8505&scholar_id=331&series_id=350)
سلسلة شرح التوضيح الأبهر للسخاوي (الحديث المعلل) ( http://www.islamway.com/bindex.php?section=lessons&lesson_id=8506&scholar_id=331&series_id=350)
ـ[ابو حيدر ساجد]ــــــــ[29 - 09 - 05, 06:42 م]ـ
صفة صلاة النبي
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[29 - 09 - 05, 06:58 م]ـ
الشيخ المكرم هيثم حمدان:
ارجو ا لا اكون متطفلا عليكم.
جزاكم الله خيرا على اشرطة الشيخ المحدث الشريف حاتم العوني ولعلكم تتحفونا بالمزيد من روائع هذا المحدث الكبير.
وهذا رابط لمكتبة الشيخ سليمان العلوان فك الله أسره:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=245
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[29 - 09 - 05, 08:42 م]ـ
وهذا رابط لمجموعة طيبة من محاضرات الشيخ المحدث عبد الله السعد حفظه الله
http://audio.ma3ali.net/droos.php?uid=6(1/65)
فهرس الكتب في مكتبة أهل الحديث
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[25 - 04 - 02, 06:51 م]ـ
فهرس روابط الكتب:
ألقاب الصحابة والتابعين (للإمام الجياني الأندلسي) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=466)
بحث في أحاديث المعازف: حجيتها وأثرها في الفقه الإسلامي (طارق الطواري) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1464)
جزء للحافظ ابن هامل (أبو محمّد الميلي) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1140)
ذكر من قال فيه البخاري (فيه نظر) بصيغة وورد (هيثم حمدان) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1479)
لقاء الشيخ الشريف حاتم بصيغة وورد (الأسئلة والأجوبة) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2275)
مذكرة في التخريج (طارق الطواري) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1463)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[30 - 04 - 02, 12:54 ص]ـ
الذكر الجماعي بين الاتباع والابتداع ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1572)
البيان والتبيين لضوابط ووسائل تمييز الرواة المهملين ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1571)
جزء فيه حديث: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخيارهم خيارهم لأهله" رواية ودراية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1570)
تهمة الرواة بعض الشعراء الأعراب الذين عاصروا نشأة الإسلام بجفاء الدين ورقته ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1569)
لباب الإعراب المانع من اللحن في السنة والكتاب ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1568)
مصادر الحافظ ابن الفرضي في كتابه "تاريخ العلماء والرواة" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1567)
الأحاديث والآثار الواردة في التسليم في الصلاة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1566)
المُسْتَخْرَجات نشأتها وتطورها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1565)
الآثار المروية في صفة المعية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1564)
مصطلح "رواه الجماعة" عند الحنابلة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1563)
شبهات في مصطلح الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1562)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[01 - 05 - 02, 08:50 م]ـ
حكم نقض الوضوء بأكل لحم الأبل ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1646)
حديث لا نكاح إلا بولي رواية و دراية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1645)
قواعد مهمة في أنكار المنكر من الكتاب و السنة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1644)
فضل أبو بكر رضي الله عنه لإبن تيمية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1643)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[03 - 05 - 02, 07:12 م]ـ
الوَجُور وأثره في الصوم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1738)
المقترح بأجوبة المصطلح ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1750)
من آخر ماكتبه الدكتور عمر السبيل (رحمة الله عليه) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1739)
حقيبة طالب العلم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1737)
فقه الطلب ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1735)
أحكام السواك ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1692)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[04 - 05 - 02, 06:35 م]ـ
مسائل في الميراث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1795)
العلامة مرعي بن يوسف الكرمي الحنبلي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1794)
حكم تضمين الطبيب ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1792)
أثر الأيمان في الأخلاق ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1837)
منهج مالك بن أنس في العمل السياسي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1836)
التفريق بين الزوجين للغيبة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1834)
اللموع فيما يختاف الرجال و النساء في أحكام البيوع ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1833)
الترخص بمسائل الخلاف ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1832)
إزالة الإشكال في صلاة الركعتين ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1832)
مرض القلوب و شفاؤها عند ابن تيمية و ابن القيم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1830)
السلطة السياسية في التشريع الاسلامي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1827)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/66)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[30 - 05 - 02, 09:19 م]ـ
الأدلة الشرعية لأثبات مس الشيطان للإنسان و الرد على المنكرين ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2104)
الحكمة من رواية البخاري الحديث بالأسناد النازل ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2103)
أصول الحديث عند أبي حنيفة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2102)
أحاديث الأسراء و المعراج عرض و تحليل ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2101)
المُعْجِزَةُ المَزْعُومَةُ فِي أَحْدَاثِ بُرْجَيِّ التِّجَارَةِ العَالَمِي فِي إمريكا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2062)
فلسفة المال عند الغزالي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2107)
الصوائف ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2119)
مقالات ومقدمات حول [منهج المتقدمين والمتأخرين في الصناعة الحديثية] وورد ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2110)
ـ[أبو وئام]ــــــــ[19 - 03 - 06, 12:39 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو مجاهد المغربي]ــــــــ[19 - 03 - 06, 06:45 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[19 - 03 - 06, 10:48 م]ـ
جزاك الله خيرا
وإن كنا لا نزال نتمنى عمل فهرس مرتب على صفحة مستقلة ذات ارتباط بالملتقى مرتبة على حروف الهجاء مع إمكانية البحث بالمؤلف و العنوان و معرفة الجديد (لعل الأخوة في المشكاة يساعدون في التصميم)
و شكرا مرة أخرى
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[19 - 03 - 06, 11:05 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابوجعفر الهاشمي]ــــــــ[20 - 03 - 06, 04:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي هيثم:
أخي العزيز ادام الله عافيته عندما حاولت ان اُحمّل كتاب "أنس بن مالك والعمل السياسي"
لم يشتغل الرابط وكذلك بعض الكتب الاخرى فالرجاء أخي العزيز ان تتحقق من صحة الرابط حتى نستطيع تحميل الكتب .... والله اسأل ان يوفقك لما فيه الخير.
قال حذيفة: ((لو جاءني رجل فقال لي: والله الذي لا إله إلا هو يا حذيفة ما عَملُكَ عَمَلُ من يؤمن بيوم الحساب، لقلت له: يا هذا لا تكفِّر عن يمينك فإنك لا تحنث(1/67)
مذكرة في التخريج للشيخ الطواري
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[27 - 04 - 02, 12:10 ص]ـ
هذه مذكرة في علم التخريج للشيخ الدكتور طارق الطواري المدرس في كلية الشريعة في الكويت
http://www.dr-tariq.com/unibooks/unibooks1.doc
ـ[أبو المنذر النقاش]ــــــــ[07 - 12 - 04, 04:09 م]ـ
مذكرة مفيدة جزى الله كاتبها خيرا
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[10 - 12 - 04, 03:14 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله عنا خيرا
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[10 - 12 - 04, 09:43 م]ـ
أين هي؟
ـ[ابن جبير]ــــــــ[10 - 12 - 04, 10:37 م]ـ
بارك الله فيك يااخي الكريم الرابط لايعمل 0
ـ[ abo-omar] ــــــــ[10 - 12 - 04, 10:39 م]ـ
على هذا الرابط
http://www.alislam4all.com/x/modules/mydownloads/research/t_hadeeth.doc
(( تم وضع الملف المرفق هنا للفائدة)) المشرف.(1/68)
بحث في أحاديث المعازف: حجيتها وأثرها في الفقه الإسلامي
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[27 - 04 - 02, 12:14 ص]ـ
أحاديث المعازف: حجيتها وأثرها في الفقه الإسلامي
ويحتوي أيضا لبحث عن حكم الأناشيد
http://www.dr-tariq.com/research/mazef.doc
وهو للشيخ الدكتور طارق الطواري المدرس في كلية الشريعة في الكويت.
ـ[أبو إدريس الحسني]ــــــــ[27 - 02 - 05, 02:06 ص]ـ
الرابط لا يعمل يا أخي، بارك الله فيكم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 03 - 05, 12:17 ص]ـ
تفضل اخي الكريم هذا هو الملف حفظك الله.(1/69)
ذكر من قال فيه البخاري (فيه نظر) بصيغة وورد
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[27 - 04 - 02, 07:46 ص]ـ
إخوتي:
هذا مبحثٌ متواضع جمعتُ فيه أسماء من قال فيهم البخاري: "فيه نظر" أو "في حديثه نظر" من كتب أهل الجرح والتعديل.
ثم رتّبتها على أحرف المعجم.
ثمّ سردتُ أقوال أهل الجرح والتعديل متقدمين ومتأخرين في الرواة. مع التطرّق لعدد أحاديث كلّ راوٍ في الكتب (التسعة) لمعرفة إن كان مكثراً أم لا.
والله الموفّق.
ـ[أبو عبدالله الريان]ــــــــ[02 - 08 - 02, 12:51 ص]ـ
الأخ الكريم (هيثم) وفقك الله لكل خير.
ـ[أبو عبدالله الريان]ــــــــ[02 - 08 - 02, 12:52 ص]ـ
الأخ الكريم (هيثم) وفقك الله لكل خير
هذا الملف قد حملته مرات، ولكن يظهر أنه (جزء أبي الحسين العباسي) فتأمله بارك الله فيك
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[02 - 08 - 02, 01:22 ص]ـ
جزاك الله خيراً على التنبيه أخي صقر قريش.
لقد حصل عطل في الملتقى أدى إلى ذلك الخلل.
فالمعذرة.
أرجو منك أن تحاول الآن.
ـ[أبو عبدالله الريان]ــــــــ[02 - 08 - 02, 06:20 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم الفاضل ((هيثم حمدان)).
وسلمت يداك على هذا الجهد الكبير، جعله الله في موازين حسناتك.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[02 - 08 - 02, 11:02 م]ـ
وجزاك خيراً أخي الصقر وبارك فيك.
بل هذا جهد المقل.
فأرجوك أن تعلمني إن أنت وقفت على أخطاء فيه.
ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[17 - 08 - 05, 03:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا البحث الهام
ولكن الملف 30 صفحة فقط من 42
فأين الباقي
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو عبدالله الرفاعي]ــــــــ[18 - 08 - 05, 02:16 ص]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا على هذا الجمع الطيب يا شيخ هيثم
ووددت لو ذكرت لنا نتيجة هذا البحث، وما هي الخلاصة التي خرجت بها
وشكر الله لكم
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[18 - 08 - 05, 03:51 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[سيف 1]ــــــــ[18 - 08 - 05, 04:39 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم ورفع درجتك آمين
ـ[أبو إسلام عبد ربه]ــــــــ[18 - 08 - 05, 04:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا البحث الهام
ولكن الملف 30 صفحة فقط من 42
فأين الباقي
وجزاكم الله خيرا
ـ[ضياء الشميري]ــــــــ[18 - 08 - 05, 11:23 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[01 - 05 - 08, 03:13 م]ـ
للرفع
رفع الله قدر شيخنا هيثم(1/70)
مصطلح رواه الجماعة عند الحنابلة
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 04 - 02, 04:10 م]ـ
السلام عليكم
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[07 - 11 - 05, 04:06 م]ـ
وعليكم السلام اخى اين الكلام
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[07 - 11 - 05, 10:48 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شكر الله لك مرورك
و بالنسبة للملف فقد حذف بعد صيانة المنتدى
و هو موجود في مشاركتي بحوث مهمة جداَ(1/71)
الآثار المروية في صفة المعية
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 04 - 02, 04:14 م]ـ
السلام عليكم(1/72)
المُسْتَخْرَجات
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 04 - 02, 04:18 م]ـ
السلام عليكم
ـ[فتى غامد وَ زهران]ــــــــ[10 - 08 - 02, 03:15 ص]ـ
لم يظهر لي الملف
ما المشكلة؟
ـ[ abo-omar] ــــــــ[27 - 05 - 04, 01:44 ص]ـ
المُسْتَخْرَجات
نشأتها وتطورها
د. موفق بن عبد اللَّه بن عبدِ القادر
جامعة أمِّ القرى - مكة المكرمة
ملخص البحث
لقد أبرز هذا البحث الوجه الحضاري للمُحَدِّثين في مَجال توثيق النُّصوصِ وضبطها، مِن خلال الابداع في التَّصنيف، وَتطرَّقَ إلى نشاة المُسْتَخْرَجات وتطورها، ولفت الانتباه إلى فنِّ الرِّواية عند المُسلمين وبراعتهم فيهِ، والصِّلة بينَ المُسْتَخرجات الحديثيَّةِ وعلم معاجم الشُّيُوخ والمشيخات .. وأثبت أنَّ هذين اللَّونين مِنَ المُصَنَّفات تفتقرُ إليهِ معظم الحضارات الماديَّةِ القديمة منها والحديثة.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=16458&perpage=15&pagenumber=9(1/73)
الأحاديث والآثار الواردة في التسليم في الصلاة
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 04 - 02, 04:22 م]ـ
السلام عليكم
ـ[أحمد أبو زيد]ــــــــ[20 - 08 - 03, 12:09 م]ـ
عفوا مجرد تجربة(1/74)
مصادر الحافظ ابن الفرضي
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 04 - 02, 04:25 م]ـ
السلام عليكم
ـ[yمحمد ياسر الشعيري]ــــــــ[28 - 06 - 02, 08:30 م]ـ
إذا كنت تقصد أبا الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف بن نصر الأزدي المعروف بابن الفرضي المقتول في فتنة البربر سنة 403هـ في كتابه "تاريخ العلماء ورواة العلم بالأندلس"، فقد ذكر مصادره في مقدمة كتبه، وأسانيده إليها، وأذكر منها، تاريخ أحمد بن محمد بن عبد البر، تاريخ المصريين لأبي سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس المصري، وخالد بن سعد، و محمد بن حارث الخشني في أخبار الفقهاء والمدثين، ومحمد بن أحمد بن مفرج أبا بكر الرازي ملوك الأندلس والحكم المستنصر أخبار، والزبيدي الأندلسي صاحب طبقات النحويي، وغيرهم، تجدهم في مقدمة كتابه،.
كما أن ابن الفرضي يروي مشافهة عن مشايخه ما رأوه وما يعينه هو بنفسه. والله أعلم
وأعدت هنا بالمغرب رسالة عن أبي الوليد ابن الفرضي مع تحقيق جزء من كتاب الألقاب طبعتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
ـ[السي]ــــــــ[30 - 06 - 02, 12:36 ص]ـ
هذا هو البحث كاملا للفائدة
مصادر الحافظ ابن الفرضي
في كتابه
" تاريخ العلماء والرواة "
د. حمد بن صالح السحيباني
الأستاذ المشارك في قسم التاريخ والحضارة بكلية العلوم الاجتماعية
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
ملخص البحث
تناولت هذه الدراسة القضايا التالية:
أولاً: بدأت بمقدمة مختصرة عن كتب التراجم والرجال حتى عصر ظهور هذا الكتاب، ثم تناولت التعريف بالمؤلف وطلبه العلم بالأندلس، ثم رحلته إلى المشرق، وأهم مؤلفاته الموجودة والمفقودة، والوظائف التي تقلدها، ثم وفاته.
ثانياً: كتاب تاريخ العلماء، وأسماؤه وسبب تأليفه، وما يحويه من مادة علمية، والمنهج الذي سار عليه المؤلف، وزمن تأليفه ثم جاء الحديث عن مصادره على النحو التالي:
أولاً: المصادر المكتوبة وتضم الأقسام التالية:
أ - المؤلفات والكتب التاريخية.
ب - الاستكباب ويعني بها تلك الرسائل والكتب التي كان يرسلها مستفسراً من خلالها عن بعض القضايا حول الأشخاص الذين يترجم لهم.
ج - اللوحات والوثائق المادية وأهم هذا النوع اللوحات الموجودة على القبور، وكذلك وثائق المبايعات.
ثانياً: مصادر المعاينة والمشاهدة: كان هذا النوع من المصادر مهماً عند ابن الفرضي وذلك لأنه عاصر وعايش عدداً من العلماء الذين كتب عنهم، كما احتك ببعضهم في المناسبات والمنتديات المختلفة، وبالتالي أصبح شاهد عيان لكثير من القضايا التي تحدث عنها حيث قام برصد كل ما شاهده وعايشه حول بعض الأشخاص ثم ضمنه كتابه.
ثالثاً: المصادر الشفهية:
شكلت الرواية الشفهية التي سمعها ابن الفرضي من أفواه الرجال حيزاً مهماً بين مصادره في كتابه تاريخ العلماء.
وبعد ذلك جاء الحديث عن حاسة النقد التاريخي عند ابن الفرضي وأثرها على موقفه من مصادره حيث عالجت هذه الفقرة كيف كان ابن الفرضي العالم، الحافظ الراوية، المحدث الفقيه، القاضي، يتعامل مع مصادره المختلفة حسبما يقتضيه المنهج العلمي من المناقشة أو التحليل، وأخيراً جاءت خاتمة البحث مُبرزاً فيها أهم استنتاجات هذه الدراسة .. والله أعلم.
المقدمة:
اهتم المؤرخون والكتاب المسلمون بكتب التراجم وتاريخ الرجال، حيث ظهر هذا النمط من الكتابة التاريخية منذ وقت مبكر في تاريخ المسلمين، بل إنه كان وليدًا لحركة التدوين التاريخي عندهم، وينقسم هذا النوع من الكتابة إلى أنماط مختلفة فمنه ما يهتم برجال فترة معينة أو بلدٍ معينٍ، ومنه ما يكون خاصاً بتراجم أرباب الصنعة الواحدة أو الفن الواحد، وهكذا ظهرت كتب تأريخ القضاء، والفقهاء، والأدباء، والأطباء، والنحاة، وغيرهم، وقد كان علماء الحديث هم أول من اهتم بتراجم رجال الحديث وعلماء السنة، وقد تميز هذا النوع من كتب الرجال بالدقة والاقتضاب حيث عني أصحابها بالحديث عن السيرة الذاتية لهؤلاء الرجال مع ذكر عدالتهم، ونزعتهم العلمية، ومصنفاتهم، وشيوخهم ([1]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/75)
ويعد كتاب تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس لمؤلفه الحافظ ابن الفرضي من كتب الرجال التي تحدثت عن علماء بلد معين في فترة محددة، حيث عُني هذا الكتاب بنخبة من علماء المجتمع الإسلامي بالأندلس منذ أن دخلها الإسلام وحتى نهاية القرن الرابع الهجري، وبالرغم من كون هذا الكتاب يمثل المحاولة الأولى لهذا النمط من الكتابة التاريخية بالأندلس إلا أنه جاء ضافياً ومهماً في موضوعه، ولهذا عد الدكتور حسين مؤنس ابن الفرضي شيخ أصحاب معاجم التراجم الأندلسية ومقرر أصول هذا الفن الذي اتصل في الأندلس والمغرب بعد ذلك قروناً طويلة ([2])، كما عده المستشرق الأسباني انخيل حنثالث بالنثيا بأنه أقدم معجم رجال بين أيدينا ([3])، وقد لقي هذا الكتاب قبولاً عند عدد من مؤرخي وكتاب الأندلس كالحميدي ([4])، وابن عميرة ([5])، وغيرهم، وغير الأندلسيين كالذهبي ([6])، ولعل هذا التميز الذي حظي به هذا الكتاب وتلك المنزلة العالية التي تبوأها من الأسباب القوية التي جعلت شيخ مؤرخي الأندلس أبا مروان بن حيان
يقول عن مؤلفه ابن الفرضي: (لم ير مثله بقرطبة في سعة الرواية، وحفظ الحديث، ومعرفة الرجال …) ([7]).
ولا شك أن هذا القبول الذي لقيه هذا الكتاب يرجع لعدد من عوامل النجاح كان من أهمها أن مؤلفه اتكأ على قاعدة مهمة من مصادر المعلومات حين تدوينه لمادته العلمية حيث تعددت وتنوعت هذه القاعدة مما أضفى على الكتاب عددا من السمات العلمية الجيدة كالعمق، والدقة، وسعة الاطلاع، مع الشمولية، والإحاطة بالجزئيات الصغيرة التي تهم أولئك العلماء. وهكذا أصبحت مصادر ابن الفرضي في هذا الكتاب وموارده من الموضوعات المهمة والجديرة بالوقوف عندها للتعريف بها والتعرف على أنواعها، ومعرفة منهج ابن الفرضي في التعامل معها، ومدى ما وفرته للمؤلف من مادة علمية خصبة أثرت الكتاب وجعلت المؤلف يتحرك أثناء تأليفه باتجاهات متعددة، وهذا ما سوف تحاول هذه الدراسة - بعون الله - بيانه ومعالجته خدمة لهذا الكتاب المهم أولاً، ثم لإبراز جهود مؤلفه ذلكم العالم الأندلسي الذي يعد من أوائل من خاض تجربة التأليف في هذا الميدان بالأندلس، وأخيراً خدمة للمكتبة الأندلسية والمهتمين بها من الباحثين، ومن الله أستمد العون وأرجو التوفيق والسداد.
أولاً: ابن الفرضي.
اسمه ومولده ونشأته:
هو أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف الأزدي المعروف بابن الفرضي ([8]).
ولد بقرطبة في ذي الحجة سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة ([9])، وبها طلب العلم أول حياته على عدد من العلماء يكثر تعدادهم كما يقول ابن بشكوال ([10]) وكان من أهمهم عبد الله بن إسماعيل بن حرب بن خير المتوفى سنة ثمانين وثلاثمائة، وقد ذكر ابن الفرضي أنه سمع منه وكتب عنه وأجاز له كل ما رواه ([11]).
ومنهم عبد الله بن محمد ابن القاسم بن حزم بن خلف الثغري المتوفى سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة؛ إذ يذكر ابن الفرضي أنه أخذ عنه ما لم يكن عند شيوخه وذلك حينما نُفي من " قلعة أيوب " ([12]) إلى قرطبة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، وكان مما أخذه عنه كتاب معاني القرآن للزجاج، حيث قرأ عليه الكتاب من أوله إلى آخره ([13]).
وقد أخذ بعض علوم اللغة عن محمد بن عمر بن عبد العزيز بن إبراهيم المعروف بابن القوطية، المتوفى سنة سبع وستين وثلاثمائة حيث ذكر أنه تردد عليه أيام اهتمامه بعلم العربية فأسمعه كتاب الكامل لمحمد بن يزيد المبرّد إذ كان يرويه عن سعيد بن جابر ([14]).
كما تردد على الحافظ محمد بن أحمد بن يحيى ابن مفرج أحد علماء الأندلس ومحدثيها حيث أجازه في جميع ما رواه غير مرة وكتب له ذلك بخطه ([15])، كما ذكر أنه أخذ كتاب السنن لابن السكن، والتفسير المنسوب إلى ابن عباس من أبي عبد الله محمد ابن سعدون المعروف بابن الزنوني والمتوفى ببطليوس ([16]) فجأة في جمادى الأولى سنة ثنتين وتسعين وثلاثمائة ([17]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/76)
أما صحيح البخاري فقد قرأه على أبي عبد الله محمد بن يحيى ابن زكريا المعروف بابن برطال المتوفى سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وقد بيّن بأن مجلسه مع هذا الشيخ كان من أجلّ المجالس العلمية التي شهدها بالأندلس حيث سمع معه صحيح البخاري عدد من الشيوخ والكهول، وقد أجازه في جميع ما رواه عنه ([18]). كما سمع موطأ مالك، وكتب التفسير لعبد الله بن نافع بن يحيى بن عبد الله الليثي المتوفى سنة سبع وستين وثلاثمائة ([19]).
ولم يقتصر ابن الفرضي على علماء قرطبة، بل إنه رحل إلى عدد من المدن الأندلسية للاستزادة من طلب العلم، فقد ذكر أنه في سنة ثنتين وسبعين وثلاثمائة كان بأشبيلية يتلقى العلم من أبي محمد الباجي ([20])، وفي السنة التالية انتقل إلى شذونه ([21]) حيث طلب العلم على ابن أبي الحزم طود بن قاسم بن أبي الفتح المتوفى سنه ست وثمانين وثلاثمائة ([22]) وفي البيرة ([23]) قرأ تفسير القرآن ليحيى بن سلام على أبي الحسن علي بن عمر بن حفص بن عمرو الخولاني المتوفى سنة أربع وثمانين وثلاثمائة ([24])، كما ذكر بأنه لقي أبا الحسن مجاهد ابن أصبغ ابن حسان بقرية وركر - بين بجانه ([25]) والمريه - وقرأ عليه كتبه الثلاثة طبقات الزمان، وفساد الزمان، والناسخ والمنسوخ هذا بالإضافة إلى كتاب شرح غريب الموطأ لابن حبيب - رحمه الله - ([26])، وبالإضافة إلى هؤلاء فقد سمع ابن الفرضي ببجانه من أبي عبد الله محمود بن حكم المتوفى سنة أربع وتسعين وثلاثمائة ([27]) وفي طليطلة من أبي الفرج عبدوس بن محمد بن عبدوس المتوفى سنة تسعين وثلاثمائة ([28])، وفي قلسانه ([29]) سمع من أبي عمرو يوسف بن محمد الهمداني المتوفى سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة. حيث أجاز له جميع ما رواه ([30]).
وكان يكرر الرحلة إلى البلد الواحد أكثر من مرة حينما يجد فيها ضالته من أهل العلم، فقد ذكر أنه سمع من عبد الله بن محمد بن علي الباجي في قرطبة كثيراً ثم رحل إليه بأشبيلية رحلتين سنة ثلاث وتسعين وأربع وتسعين ([31])، كما ذكر أنه تردد على شيخه عبد السلام بن السمح بن نايل الهواري في مدينة الزهراء ([32])، وأنه قرأ عليه مجموعة من الكتب ([33]).
رحلته إلى المشرق:
حينما شعر ابن الفرضي بأنه قد أخذ ما عند علماء الأندلس من علوم ومعارف رحل إلى المشرق في سنة ثنتين وثمانين وثلاثمائة حيث حج و أخذ العلم عن أبي يعقوب يوسف بن أحمد ابن الدخيل المكي ([34]) وأبي الحسن علي بن عبد الله بن جهضم ([35]) وغيرهما ([36])، ثم رحل إلى مصر حيث أخذ عن أبي بكر أحمد بن محمد بن اسماعيل البنا، وأبي بكر الخطيبي، وأبي الفتح ابن سْيُبخت، وأبي محمد الحسن بن إسماعيل الضراب وغيرهم ([37]) وفي طريق عودته مر بالقيروان حيث أخذ العلم عن أبي محمد بن أبي زيد الفقيه وأبي جعفر أحمد بن دحمون، وأحمد بن نصر الدّاودي وغيرهم ([38]).
ولم يذكر المؤرخون مدة هذه الرحلة، كما لم يذكروا تاريخاً محدداً لعودته منها، لكنه يستوحى من بعض النصوص التي ذكرها ابن الفرضي أن رحلته استغرقت حوالي ثلاث سنين فقد بدأها سنة إحدى وثمانين،كما ذكر أنه كان خلال عامي اثنتين وثمانين وثلاث وثمانين بالمشرق ([39]). أما عودته فكانت في مستهل سنة أربع وثمانين وثلاثمائة كما يفهم هذا من قوله: (وتوفي بقرطبة - عفا الله عنه - يعني إسماعيل بن إسحاق - ليلة السبت آخر يوم من صفر سنة أربع وثمانين وثلاثمائة وشهدت جنازته) ([40]).
وبالإضافة إلى هؤلاء العلماء فقد ذكر ابن الفرضي في مواضع كثيرة من كتابه عدداً من الشيوخ الذين أفاد منهم في طلب العلم إذ تجاوز عددهم خمسة وأربعين عالما ويدرك من يستقريء تاريخ مشواره العلمي الحقائق التالية:
1. أنه لم يكن يحتقر عالما، أو يستهين بأحد يتوقع أنه قد يفيده بشيء من العلم مهما كان علمه أو مكانته؛ ولهذا تنقل بين عدد من المدن الأندلسية، ومكة، ومصر، والقيروان بحثا عن علمائها، حيث كان لا يقلل من شأن أحد، فقد جلس إلى أبي محمد عبدالله بن محمد بن ربيع المتوفى سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وكذلك إلى رشيد بن فتح المتوفى سنة ست وتسعين وثلاثمائة، ولم يأخذ عن كل واحد منهما سوى حديث واحد فقط ([41]) كما سمع من محمد بن أحمد بن مسور على الرغم من كونه قليل العلم ([42])، بل إنه كان يجلس لأخذ بعض الحكايات، كما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/77)
فعل مع محمد بن عبد الله بن محمد بن ذي النون المتوفى سنة ست وتسعين وثلاثمائة ([43])، وكذلك مع محمد بن أحمد المعافري ([44]) بل إنه كان يأخذ حتى من بعض الكذابين وذوي الاتجاه المنحرف حينما يتوقع أن لديهم علما ينفعه، فقد قال عن على بن معاذ بن موسى الرعيني: (سمعت أنا منه، وكان يكذب، وقفت على ذلك منه وعلمته .. ) ([45]) كما ذكر أنه قد أخذ عن رشيد بن فتح الدجاج وكان يتهم بمذهب ([46]) ابن مسرة ([47]).
2. أن مشاربه الفكرية قد تعددت،فبالرغم من كونه مالكي المذهب إلا أنه كان يأخذ العلم من أصحاب المذاهب الأخرى فقد أخذ العلم من علي بن محمد بن بشر من أهل أنطاكية على الرغم من نزعته الشافعية ([48])، كما كانت له اهتمامات باللغة العربية وعلومها فقد ذكر أنه انقطع فيما بين سنتي ست وستين وتسع وستين وثلاثمائة عن طلب العلم الشرعي حيث كرس كل جهوده للنظر في اللغة العربية وعن هذا يقول: (ثم شغلني النظر في العربية عن مواصلة الطلب إلى سنة تسع وستين، ومن هذا التأريخ اتصل سماعي من الشيوخ) ([49]) ويبدو أن النزعة الأدبية لديه، إلى جانب إدراكه لأهمية اللغة قد جعلته يولي اللغة العربية وآدابها اهتماما خاصا أثناء مشواره العلمي، فقد ذكر أنه كان يأخذ علم اللغة من محمد بن عمر بن عبد العزيز المعروف بابن القوطية، وأنه قرأ عليه كتاب الكامل للمبرد ([50])، كما سمع من شاعر وقته يحيى بن هذيل بن عبد الملك بن هذيل المتوفى سنة تسع وثمانين وثلاثمائة الشعر وكتب من حديثه وشعره، كما أجاز له روايته وديوان شعره ([51]).
3. كما كان يتحمل في سبيل الحصول على العلم المشقة والمتاعب النفسية من بعض الشيوخ الذين كانوا صعبي المراس، فقد ذكر عن شيخه خلف بن محمد الخولاني أنه كان عسرا في الإسماع، ممتنعا إلا من يسيره، نكر الخلق حرج الصدر لكن لما كان عنده فوائد فقد كان يصبر على الاختلاف إليه ([52])، كما بين أن رشيد بن فتح الدّجّاج كان يأبى الإسماع إلا في اليسير ممن يستحبه، وأنه لم يكتب عنه سوى حديث واحد ([53])، وقد لقي هذه المعاناة - أيضا - من شيخه عبدالله بن محمد بن ربيع المتوفى سنة تسع وثمانين وثلاثمائة حيث كان رجلا منقبضا ملازما للبادية أكثر وقته يأبى من الإسماع، ولهذا لم يكتب عنه ابن الفرضي سوى حديث واحد ([54]) وهكذا تعددت المشارب الثقافية التي استقى منها ابن الفرضي ثقافته وعلومه، كما تعددت المدارس والاتجاهات الفكرية التي تردد عليها، وهذا بلا شك مما أكسبه علما غزيرا متنوعا، مكنه من التعرف على تجارب كثيرة، كان لها أثر كبير في صقل مواهبه، وتنمية قدراته العلمية.
علمه ومؤلفاته:
أولاً: علمه:
أجمع المؤرخون والكتاب على أن ابن الفرضي كان واسع الثقافة، غزير العلم حافظا للحديث ورجاله، فقد قال عنه الحميدي بأنه كان: (حافظا متقنا عالما ذا حظ من الأدب وافر) ([55]) كما قال عنه تلميذه أبو عمر بن عبد البر: (كان فقيها عالما في جميع فنون العلم في الحديث وعلم الرجال، وله تواليف حسان … أخذت منه عن أكثر شيوخه، وأدرك من الشيوخ ما لم أدرك …) ([56]) أما ابن حيان فقد وصفه بالأديب الراوية الفقيه الفصيح الذي لم ير مثله بقرطبة من سعة الرواية وحفظ الحديث ومعرفة الرجال والافتنان بالعلوم ([57])، كما قال عنه أبو عبد الله الخولاني بأنه كان من أهل العلم جليلا ومقدما في الأدب ([58]) ووصفه كل من ابن بشكوال ([59]) وابن عميرة ([60]) بالحافظ العالم، أما الإمام الذهبي فقد سماه بالحافظ الإمام الحجة البارع الثقة ([61]) ولعل الإجازات العلمية الكثيرة التي حصل عليها من علماء كثيرين دليل واضح يؤكد سعة علمه، ومن الذين أجازوه عبد الله بن محمد الثغري ([62]). ويدرك من يستقرئ ما خلّفه من تراث أن رواية الحديث وعلم الرجال كانت من أولى اهتماماته العلمية، ولهذا حدث عنه عدد من العلماء منهم أبو عمر بن عبد البر حيث أثنى على حسن صحبته ([63]) كما أخذ عنه أبو عبد الله الخولاني ([64]) ومحمد بن إسماعيل من أهل أستجه ([65])، وكان شيخا فاضلا ذكر ابن الفرضي أنه كثيرا ما يسأله عن معاني في الحديث تشكل عليه ([66])، كما كتب عنه عبد الله بن شعيب بن أبي شعيب من أهل ([67]) أشبونة ([68]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/78)
ولا شك أن إلمامه الجيد باللغة العربية وعلومها،إلى جانب نزعته الأدبية مكنه من استيعاب كل ما يقرأ أو يسمع - هذا فضلا عن استطاعته تبليغ ما يريد بأسلوب جيد وفصاحة مطبوعة، ولهذا كان عند حديثه قلما يلحن في جميع كلامه مع حضور الشاهد
والمثل، كما يقول ابن بشكوال ([69]).
وقد بدت نزعته الأدبية واضحة في نتاجه العلمي، ولهذا وصفه ابن حيان ([70]) بالأديب الفصيح، كما وصفه ابن بسام بأنه شاعر مقل حسن النظام، مقترن الكلام، هو في العلماء أدخل منه في الشعراء ([71]) وقد روى عنه أبو عمر بن عبد البر شعرا ومنه:
على وجل مما به أنت عارف
أسير الخطايا عند بابك واقف
ويرجوك فيها فهو راج وخائف ([72])
يخاف ذنوبا لم يغب عنك غيبها
كما روى الحميدي قصيدة قالها وهو في طريقه إلى المشرق، وكتب بها إلى أهله ومنها:
وما خلتني أبقى إذا غبتم شهرا
مضت لي شهور منذ غبتم ثلاثة
ولو كان هذا لم أكن في الهوى حُرّا
وما لي حياة بعدكم استلذها
بلى زادني وجدا وجدّد لي ذكرى ([73])
ولم يُسلَني طول التنائي هواكُمُ
كما ذكر الحميدي أن أبا بكر علي بن أحمد الفقيه أنشده قول ابن الفرضي:
إن لم يكن قمرا فليس بدونه
إن الذي أصبحت طوع يمينه
وسقام جفني من سقام جفونه ([74])
ذُلّي له في الحبّ من سلطانه
وقد ذكر ابن بشكوال أن ابن الفرضي لما عاد إلى قرطبة من المشرق كان قد جمع علما كثيرا في فنون العلم ([75])، كما ذكر ابن حيان أن رحلته إلى المشرق قد أكسبته علما حيث أخذ عن شيوخ عدة فتوسع جدا وكان جماعا للكتب فجمع منها أكثر ما جمع أحد من عظماء البلد ([76]).
ولا شك أن هذا النبوغ العلمي المتعدد النزعات هو الذي أهله لأن يطلب منه أهل مصر الإقامة عندهم لكنه قال لهم: (من المروءة النزاع إلى الوطن) ([77]) كما أهله لقراءة الكتب في عهد العامريين، وأن يتولى قضاء مدينة بلنسية في عهد الخليفة محمد بن عبدالجبار المهدي ([78]).
ثانياً: مؤلفاته:
ذكر المؤرخون أن ابن الفرضي لما عاد من رحلته إلى المشرق شرع في التأليف، فصنف عددا من الكتب في فنون مختلفة، وأنها كانت ذات قيمة علمية، وتدل بوضوح على غزارة علمه، وسعة مداركه وقدراته العلمية لا سيما في علمي الحديث وتاريخ الرجال، ولكي تتضح الصورة في هذه القضية لابد من التعريف بهذه المؤلفات، حيث قسمتها إلى قسمين هما:
أولاً: الكتب المفقودة ([79]):
1 - المؤتلف والمختلف:
أشار إلى هذا الكتاب كل من الحميدي ([80])، وابن عميرة ([81])، والذهبي ([82])، كما ذكره ابن حزم ([83]) وعده من الأعمال الكبيرة التي قدمها الأندلسيون وتفوقوا بها على أهل المشرق، وأنه في أسماء الرجال وأن الحافظ عبد الغني ([84]) الأزدي لم يبلغ عند هذا المعنى إلا كتابين، وبلغ أبو الوليد نحو الثلاثين، كما وضّح ابن حزم أنه لا يعلم مثله في فنه البتة.
وقد ذكره ابن بشكوال بقوله: (وجمع في المؤتلف والمختلف كتابا حسنا) ([85]). هكذا أشاد هذان المؤرخان بهذا الكتاب، ولكن نظرا لكونه مفقودا ولم يصل إلينا منه شيء فإنه من الصعب التعريف به وبمنهجه، ومحتواه، ولكن ومن استقراء ما ذكره لنا ابن حزم من وصف مقتضب عن الكتاب، حيث ربط المحتوى بما ألفه عبد الغني الأزدي في كتابه المؤتلف والمختلف ([86])، وبعد الاطلاع على هذا الكتاب يتبين لنا أن موضوعه يعنى بذكر الأسماء المؤتلفة باللفظ، أو المتقاربة والمختلفة في المعنى مثل بَرَكة وبُركة، وبَحَر بَحُر وغيرها ([87]).
هذا عن موضوع الكتاب، أما المحتوى فقد ذكر ابن حزم أن الحافظ المصري لم يبلغ سوى كتابين بينما بلغ ابن الفرضي نحو ثلاثين كتابا، وعلى هذا يكون هذا الكتاب يحوي مادة علمية ضخمة تبلغ حوالي أربعة عشر ضعفا لما ذكره سابقه، ولا يستبعد أن تكون الظروف السياسية السيئة التي كانت سببا لنهاية المؤلف كانت - أيضا - سببا لنهاية الكتاب حيث لم يبق منه سوى ذكره، بل إن عدم اعتماد المؤرخين القدامى عليه كمصدر لهم في موضوعه يؤكد الجزم بفقده.
2 - مُشتَبِه النسبة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/79)
أشار إلى هذا الكتاب كل من ابن بشكوال ([88])، والذهبي ([89])، وابن خلكان ([90])، والمقري ([91]) إلا أنه كسابقه لم يمكن التعرف على محتواه، وذلك بسبب عدم وصوله إلينا حيث لم يمكن التعرف سوى على اسمه، ولكن بمقارنة هذا العنوان بكتب الرجال والأنساب ندرك أن المقصود به الحديث عن الرجال الذين يشتبه في نسبتهم في الخط ويفترق في اللفظ والمعنى، وقد وضح هذا الأمر عبد الغني الأزدي في كتابه الذي يحمل هذا العنوان حيث قال: (أما بعد فإني لما صنفت كتابي في مؤتلف أسماء المحدثين ومختلفها، فنظرت فإذا من ينسب منهم إلى قبيلة أو بلدة، أو صنيعة قد يقع فيها من التصحيف والتحريف مثلما يقع في الأسماء والكنى التي حواها كتاب المؤتلف والمختلف … وألفت كتابا في المنسوب منهم إلى قبيلة أو بلدة، أو صنيعة يشتبه في انتسابه في الخط ويفترق في اللفظ والمعنى …) ([92]).
هكذا يبدو لنا من خلال ما ذكره الأزدي معاصر ابن الفرضي أن كتاب مشتبه النسبة يُعنَى ببيان حقيقة أنساب الرجال الذين قد تتفق أو تشتبه أسماؤهم، أو أنسابهم في الخط، وتختلف في المعنى، وكان أول من ألف في هذا الفن الخطيب البغدادي
كتابه الموسوم بـ " تلخيص المتشابه في الرسم وحماية ما أشكل منه من بوادر التصحيف والوهم " ([93]).
3 - أخبار شعراء الأندلس:
أشار ابن بشكوال إلى أن هذا الكتاب حفيلا في أخبار شعراء الأندلس ([94])، كما ذكره الذهبي ([95]) حيث قال: (له تصنيف مفرد في شعراء أهل الأندلس ([96]) وقد عده كل من ابن خلكان ([97])، والمقري ([98]) بأنه من مؤلفات ابن الفرضي المهمة أما ابن حيان فقد اعتمد عليه أكثر من مرة حين حديثه عن الشعراء والأدباء بالأندلس حيث قال حين حديثه عن أبي عبد الله محمد بن سعيد الزمالي: (وقرأت في كتاب أبي الوليد ابن الفرضي المؤلف في طبقات أهل الدولة والأدب بالأندلس …) ([99]) كما قال حين حديثه عن عامر ابن عامر بن كليب بن ثعلبة الجذامي: (وقد ذكر أبو الوليد الراوية عامر بن عامر هذا فيمن ذكره من أدباء الأشراف بقرطبة في كتابه المؤلف في الأدباء والعلماء فقال…) ([100]). وهكذا توالت نقول ابن حيان من هذا الكتاب فيما يخص الأدباء والشعراء ([101])، ويستوحى من استقراء هذه النصوص ما يلي:
1. أن ابن حيان قد اطلع على الكتاب أثناء كتابته للمقتبس بدليل أنه نقل منه نصوصا كثيرة عن الشخص الواحد كما هو الحال عند حديثه عن هاشم بن عبدالعزيز وفرج بن سلام ([102]).
2. أن هذا الكتاب يعنى بالأدباء والشعراء فابن الفرضي حينما يتحدث عن الرجال كان ينطلق في حديثه من خلال هذه النزعة فقد قال عن فرج بن سلام: (هذا أحد أكابر الأدباء … وكان ذا عناية شديدة بعلم اللغة ورواية الشعر …) ([103]) كما قال عن سلمان بن وانشوس: (ومن أدباء الأشراف …) ([104]) أما أبو عبدالله محمد بن سعيد الموسى الزجالي فقال عنه: (كان يلقب بالأصمعي لعنايته بالأدب وحفظ اللغة) ([105]).
3. يبدو أن هذا الكتاب لم يطلق عليه مؤلفه اسما معينا ولهذا اجتهد المؤرخون والكتاب في تسميته، كما يبدو أنه كان كتابا موسوعيا في بابه إذ أن النقول التي وصلت إلينا منه توحي بسعته، وتشعب موضوعاته الأدبية، كما أن مؤلفه قد قسمه حسب المستوى الاجتماعي لكل أديب أو شاعر فمن الأدباء الأشراف ذكر الوزير أبا غالب تمام ابن أحمد بن غالب، وسلمان بن وانشوس ([106])، ومن أدباء بني مروان أبا محمد القاسم ابن محمد ([107]) ومن الأدباء الوزراء هاشم بن عبد العزيز ([108]). وهكذا جاءت تقسيمات ابن الفرضي لأولئك الأدباء حسب طبقاتهم ومكانتهم الاجتماعية، وهذا ما يوحي به عنوان الكتاب الذي أشار إليه ابن حيان.
4. كما يستوحى مما وصل إلينا من نقول إجادة ابن الفرضي للغة العربية وأنه يملك أسلوبا أدبيا متميزا بالطراوة والحبك، ولعل هذا من العوامل التي جعلت ابن بشكوال يصف هذا الكتاب بأنه كان حفيلا بأخبار شعراء الأندلس ([109])، كما قال عنه الذهبي: بأنه تصنيف مفرد ([110])، وهذا مما يؤكد أن النزعة الأدبية كانت قوية لدى ابن الفرضي حيث لم تؤثر عليها النزعات العلمية الأخرى، بل إن هذه النزعات قد تضافرت جميعا في تكوين وصقل شخصيته العلمية.
4 - كتاب النحويين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/80)
أشار إلى هذا الكتاب ابن الفرضي في كتابه تاريخ العلماء والرواة وذلك حينما تحدث عن ترجمة عباس بن ناصح الثقفي حيث قال عن هذا الأديب الشاعر اللغوي: (وقد ذكرت الخبر بتمامه في كتابي المؤلف في النحويين) ([111]). هكذا أشار ابن الفرضي أنه ألف كتابا عن النحويين، ولعل مما يعزز هذا الأمر ما ذكره عن نفسه من أنه انشغل بدراسة العربية - وهو يعني النحو - نحو ثلاث سنوات ([112])، لكن المصادر الأخرى التي بين أيدينا لا تذكر شيئاً عن هذا الكتاب حتى السيوطي الذي اعتمد في كتابه بغية الوعاة على كتاب ابن الفرضي تاريخ العلماء لم يشر إلى كتاب النحويين ([113]) وبهذا يبدو لنا أن هذا الكتاب إما أن يكون فقد في وقت مبكر وبعد وفاة المؤلف مباشرة، أو أن ما أشار إليه ابن الفرضي كان مشروعا لم يكتمل ومن ثم لم ير النور.
وبالإضافة إلى هذه المؤلفات فقد ذكر في مقدمة كتابه تاريخ العلماء والرواة للعلم قوله: (كانت نيتنا قديما أن نؤلف في ذلك كتابا موعبا على المدن يشتمل على الأخبار والحكايات، وأملنا جمع الكتاب الذي تقدم ذكره على البلدان ويستقصي ما اختصرناه في كتابنا هذا من الحكايات والأخبار أن تأخرت بنا مدة …) ([114]) وقد أكد هذا الأمر حينما ترجم لقاسم بن أصبغ حيث ذكر عددا من شيوخه ثم قال: (في عدد سواها كثير مما أذكرهم في الكتاب الكبير الذي أُؤمل جمعه على المدن، وأتقصاهم فيه - إن شاء الله- …) ([115]). ويبدو أن هذا الكتاب لم يتح للمؤلف تأليفه إذ لا ذكر له عند غيره ممن تحدثوا عن ابن الفرضي أو تراثه الفكري.
وبالإضافة إلى ما سبق، فقد ذكر إسماعيل باشا مصنفا آخر لابن الفرضي في ذيل كشف الظنون هو (الإعلام بأعلام الأندلس من العلماء والمثقفين والفقهاء والندماء ومن قدمها من العرفاء) ([116]).
كان هذا عرضا لمؤلفات ابن الفرضي التي لم نتمكن من الاطلاع عليها، أو الوقوف على شيء منها سوى ما ذكره هو عنها، أو ذكره بعض المؤرخين المعاصرين لها، وكل ذلك كان بإشارات مقتضبة، ولكن ومن خلال تلكم الإشارات فقد بدت لنا القضايا التالية:
1. أن ابن الفرضي كان عالما من علماء الأندلس المشهورين، ويدل على هذا اهتمام المؤرخين والكتاب بمؤلفاته الآنفة الذكر، حيث أشادوا بما اطلعوا عليه منها كابن حزم، وابن بشكوال، والذهبي وغيرهم.
2. أن تنوع هذه المؤلفات في مادتها العلمية يدل على أن ابن الفرضي كان ملما بأكثر من علم وفن فهو إلى جانب اهتمامه بالحديث ورجاله، فقد كانت له اهتماماته باللغة والشعر والأدب وغيرها من العلوم كما كان حسن البلاغة والخط ([117]).
3. أن عدم اطلاع المؤرخين والكتاب المعاصرين لابن الفرضي على بعض مؤلفاته أو نقلهم منها، يدل على أنها قد فقدت منذ وقت مبكر، ولا يستبعد أن تكون أحداث الفتنة البربرية التي قضت على المؤلف هي التي قضت على بعض كتبه - أيضا-.
ثانياً: الكتب الموجودة:
لم تصل إلينا من مؤلفات ابن الفرضي سوى كتابين هما:
1 - كتاب الألقاب:
هذا الكتاب لم يشر إليه أحد من المؤرخين والكتاب الذين تحدثوا عن تراث ومؤلفات ابن الفرضي وهو يعنى بالأشخاص الذين اشتهروا بألقابهم دون أسمائهم وقد رتبه على حروف المعجم حسب الأبجدية المشرقية، حيث ضم عددا كبيرا من ألقاب الرجال والنساء، أما منهجه فإنه يذكر أولا اللقب ثم يذكر اسم صاحبه بعده ومن الأمثلة على ذلك: (الفاروق: عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -) ([118])، و (الصماء: ابنة بسر المازنية اسمها بهية) ([119])، وحينما يتكرر اللقب لأكثر من شخص فإنه يكرر اللقب ثم يعرف بالشخص المعني؛ مثل (شعبة) أورده ثلاث مرات وعرف بثلاثة أشخاص كلهم يحملون هذا اللقب ([120]).
أما مصادره فإنه غالبا يذكرها إما بعد المعلومة مباشرة حيث يسبقها بكلمة (ذكره فلان)؛ ومن الأمثلة على ذلك: أنه حينما تحدث عن مشخصة قال: (لقب للحسين بن إبراهيم ذكره الحاكم) ([121])، وقد يذكر المصدر قبل المعلومة: ومثال ذلك قوله: (سفينة مولى أم سلمة، قال الواقدي: اسمه مهران) ([122]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/81)
وقد تعددت وتنوعت مصادره، كما اختلف منهجه في التعامل معها حسب قوتها وضعفها، وكان أحيانا يذكر السند متصلا إلى الرسول - ش - وربما ذكر المنزلة العلمية والشيوخ الذين أخذ عنهم إن كان المتحدث عنه من المحدثين أو طلاب العلم ([123]).
وكان من أهم مصادره في هذا الكتاب شيخه الحافظ عبد الغني الأزدي ([124]) و محمد ابن أحمد بن يحيى ابن مفرج ([125]) ومحمد بن يحيى بن الخراز ([126]) وأبو محمد بن الضرار ([127]) وخلف بن قاسم ([128]) وغيرهم.
كما اعتمد على عدد من الكتب والمؤلفات التاريخية أو كتب الرجال ومنها مؤلفات الواقدي (ت 207هـ) ([129])، ومحمد بن يحيى بن حبان (ت 356هـ) ([130])، والبخاري (ت 256هـ) ([131])، وغيرهم.
وقد قام الدكتور محمد زينهم محمد عزب بتحقيق ونشر منتخب من هذا الكتاب معتمدا في ذلك على نسخة مختصرة للكتاب ([132]) كتبت بمدينة بجاية سنة إحدى وخمسين وستمائة، أما الكتاب كاملا فلم أتمكن من الوقوف على شيء من نسخه.
2 - كتاب تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس:
هذا الكتب سيأتي الحديث عنه مفصلا.
ولم تكن جهود ابن الفرضي في ميدان الكتاب قاصرة على التأليف فحسب، بل قد كان له اهتمام بالكتب واقتنائها، حيث جمع منها أكثر مما جمعه غيره من عظماء البلد ([133]).
وظائفه:
انشغل ابن الفرضي في مستهل حياته بطلب العلم متنقلا بين عدد من المدن الأندلسية، كما رحل إلى المغرب ومصر والحجاز؛ لهذا الغرض حيث كان طلب العلم والحرص على التحصيل هاجسا ملازما له في حله وترحاله، وحينما حصل ما يؤمله في هذا الميدان، وأروأ ظمأه من أنهار العلم وأبحره المختلفة، مما جعله أهلا لنيل الوظائف الرسمية، حيث تقلد قراءة الكتب بعهد العامريين، كما استقضاه الخليفة محمد بن عبد الجبار المهدي بكورة بلنسية ([134]) كما ذكر الحجاري أنه ولي في الفتنة قضاء مدينة أستجه ([135]).
ولم يذكر المؤرخون أنه تقلد سوى هذه المناصب ويبدو أن انشغاله في أول حياته بطلب العلم، ثم وفاته المبكرة كانا السبب في كونه مقلا في هذا الميدان على الرغم من كونه أحد علماء الأندلس وحفاظها المشهورين.
وفاته:
ذكر ابن حيان أن ابن الفرضي قتل في قرطبة يوم الاثنين لست خلون من شوال سنة ثلاث وأربعمائة وذلك حينما اجتاح البربر قرطبة ووري متغيرا من غير غسل، ولا كفن، ولا صلاة في مقبرة مُؤمَّرة بعد أيام من قتله ([136]) كما أكد تلميذه أبو عمر بن عبد البر أنه قتله البربر في سنة الفتنة وبقي في داره ثلاثة أيام مقتولا ([137]) وقد أجمع عدد من المؤرخين على أن ابن الفرضي قتله البربر لكنهم لم يحددوا تاريخ قتله، فابن حزم قال: (إنه قتله البربر يوم الدخلة وبقي في مصرعه حتى تغير وكفنه ابنه في نطع) ([138]) أما الحميدي ([139]) وابن عميرة ([140]) فقالا إنه قتل مظلوما في الفتنة لما دخل البربر قرطبة سنة أربعمائة وقد قال بهذا ابن سعيد ([141]).
هكذا تباينت آراء المؤرخين حول تحديد سنة مقتل ابن الفرضي ولكنهم أجمعوا على أنه قتل مظلوما خلال الفتنة البربرية التي عصفت بقرطبة في مستهل القرن الخامس الهجري.
وقد تناقل المؤرخون عنه قصة تؤكد حرصه - رحمه الله تعالى - على أن الموت شهيدا في سبيل الله كان هاجسا ملازما له طوال حياته، فقد قال الحميدي حدثنا علي بن أحمد الحافظ، أخبرني أبو الوليد بن الفرضي قال: تعلقت بأستار الكعبة، وسألت الله - تعالى - الشهادة ثم فكرت في هول القتل، فندمت وهممت أن أرجع فأستقيل الله ذلك فاستحييت، قال الحافظ علي: فأخبرني من رآه بين القتلى، ودنا منه، فسمعه يقول بصوت ضعيف: (لايكلم أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله، إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما، اللون لون الدم، والريح ريح المسك) كأنه يعيد على نفسه الحديث الوارد في ذلك، قال: ثم قضى نحبه على إثر ذلك -رحمه الله- ([142]).
ثانياً: كتاب تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/82)
هذا الكتاب سماه الحميدي ([143])، وابن بسام ([144])، وابن عميرة ([145]) (تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس). أما ابن بشكوال ([146]) وابن خلكان ([147])، والمقري ([148]) فأطلقوا عليه (تاريخ علماء الأندلس)، بينما سماه الذهبي ([149]). (تاريخ الأندلسيين)، و (تاريخ الأندلس) ([150]) أما القاضي عياض فسماه (رجال الأندلس) ([151])، وقد طبع هذا الكتاب أكثر من مرة، حيث كانت الطبعة الأولى تحت عنوان (تاريخ علماء الأندلس) نشره فرانسيسكو كوديرا ( FRANCISCUS CODERA ) بمدينة مدريد سنة 1891م، ثم أعيد طبع هذه النسخة سنة 1966م نشر الدار المصرية للتأليف والترجمة، كما قام الدكتور إبراهيم الأبياري بتحقيق هذا الكتاب ونشره سنة 1403 هـ 1983 م تحت هذا العنوان، كذلك حققته أيضا روحية عبد الرحمن السويفي ونشرته دار الكتب العلمية ببيروت سنة (1417 هـ 1997 م).
أما تحت عنوان (تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس) فقد نشره السيد عزت العطار الحسيني سنة (1373 هـ 1954 م) وكل هذه الطبعات قد اعتمدت على نسخة واحدة كتبت سنة 596 هـ بخط أحمد بن إبراهيم بن أحمد الصدفي.
وقد كانت جهود هؤلاء المحققين والناشرين منحصرة في إخراج النص دون تقديم دراسة عن المؤلف والكتاب سوى ما يذكرونه في تصديرهم للكتاب عدا إبراهيم الأبياري الذي قدم تعريفاً للكتاب، والمؤلف في صفحات محدودة.
أما سبب اختلاف التسمية لهذا الكتاب فيبدو أن ذلك يعود إلى أن المؤلف لم يسم كتابه، وإنما اكتفى بذكر ما قاله عنه في مقدمته، ولهذا اجتهد من اطلع عليه بعد المؤلف في اختيار عنوان له حسبما يوحي بذلك محتواه، وما ذكره عنه المؤلف في مقدمته.
وهذا الكتاب هو الكتاب الثاني من مؤلفات ابن الفرضي التي وصلت إلينا وسوف تتناول هذه الدراسة - إن شاء الله تعالى - التعرف على مصادره وأقسامه، ومنهج ابن الفرضي في التعامل معها واستقاء المعلومات منها، ومدى تكاملها في تكوين مادته العلمية، ولكن قبل هذا لابد من التعريف بالكتاب وسبب تأليفه ومنهجه.
سبب تأليف الكتاب:
ذكر ابن الفرضي أن السبب في تأليفه لكتاب تاريخ العلماء والرواة للعلم هو جمع فقهاء الأندلس، وعلمائها، ورواتها، وأهل العناية بها في كتاب مختصر على حروف المعجم، وقد بين في مقدمة هذا الكتاب أنه كان ينوي تأليف كتاب موعب على المدن يشتمل على الأخبار، والحكايات لكنه عاقته عوائق عن بلوغ المراد فيه فجمع هذا الكتاب مختصرا ([152]).
ويبدو أن ابن الفرضي قد شعر بالرضى عما أنجز في هذا الكتاب وأنه قد تحقق له الكثير مما كان يهدف إليه ويريده، فقد قال حينما أثنى على عبد الرحمن بن الزامر: (وقلما كتبت بالأندلس عن أحد إلا وقد كتب عنه) ([153]) وقد وضح ذلك في مقدمته حينما قال: (ولم أزل مهتماً بهذا الفن معتنياً به، مولعاً بجمعه والبحث عنه ومسائلة الشيوخ عما لم أعلم منه: حتى اجتمع لي من ذلك -بحمد الله وعونه- ما أملته، وتقيد في كتابي هذا من التسمية ما لم أعلمه يقيد في كتاب ألف في معناه في الأندلس قبله) ([154]) وهذا الشعور بالرضا والذي أبداه ابن الفرضي، كان معاصره الحميدي (ت 488هـ) على عكسه حينما ألف كتابه جذوة المقتبس حيث اعترف بالتقصير ورغب في إعادة النظر فيما كتبه لتلافي ما فيه من قصور ([155]).
هذا هو السبب في تأليف ابن الفرضي لكتابه تاريخ العلماء والرواة كما وضحه في مقدمة الكتاب وهو رغبته الذاتية في خدمة العلم، والعلماء في تأليف كتاب مختصر على حروف المعجم يجمع شتات فئة معينة من علماء الأندلس ومفكريها، فلم يكن وراء هذا التأليف دوافع خارجية أو كان يقصد الحصول على أي مردود مادي، أو أدبي، بل كان هدفه سامياً وغايته نبيلة، وهو بهذا النهج يخالف شيخه أبا عبد الله محمد بن حارث الخشني الذي ألف كتابه قضاة قرطبة استجابة لأمر الأمير الحكم المسنتصر بالله حينما كان ولياً للعهد ([156]). ولهذا لقي كتاب ابن الفرضي قبولاً عند عدد من علماء المسلمين ومؤرخيهم ومنهم أبو عبد الله الحميدي ([157])، وابن عميرة ([158])، والذهبي ([159]) والذي عرَّف بابن الفرضي من خلال هذا الكتاب، وهذا يدل على ذيوعه وانتشاره بين الناس، كما أشاد به ابن بشكوال حينما قال إن ابن الفرضي: (بلغ فيه النهاية والغاية من الحفل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/83)
والإتقان) ([160]).
ويبدو أن إعجاب ابن بشكوال بهذا الكتاب ومنهجه ومادته دفعه إلى أن يؤلف كتاب الصلة على غراره حيث قال حينما تحدث عن ابن الفرضي: (وهو صاحب تاريخ علماء الأندلس الذي وصلناه بكتابنا هذا) ([161]) بل إنه صرح في مقدمة كتابه أن إقدامه على تأليف هذا الكتاب كان استجابة لرغبة بعض علماء الأندلس الذين طلبوا منه أن يصل لهم كتاب القاضي ابن الفرضي وأن يبتديء من حيث انتهى كتابه وأين وصل تأليفه متصلاً إلى وقتنا يقول ابن بشكوال: (فسارعت إلى ما سألوا، وشرعت في ابتدائه على ما أحبوا، ورتبته على حروف المعجم ككتاب ابن الفرضي، وعلى رسمه، وطريقته … كالذي صنع هو رحمه الله) ([162]).
بل إن الإعجاب بهذا المؤلف لم يتوقف عند ابن بشكوال بل تجاوزه إلى غيره من علماء الأندلس فقد ألف ابن الأبار المتوفى سنة (658هـ) كتابه (التكملة لكتاب الصلة) كما ألف أحمد بن إبراهيم بن الزبير الغرناطي المتوفى سنة (708 هـ) كتابه
(ذيل الصلة)، وقد تأثر هؤلاء المؤلفون بمنهج ابن الفرضي، كما عدوا ما قاموا به من عمل في هذا الميدان تكملة لما بدأه سلفهم ابن الفرضي رحمه الله ([163]).
المحتوى والمنهج:
بين ابن الفرضي في مقدمة الكتاب أن مؤلّفه يضم عدداً كبيراً من فقهاء الأندلس وعلمائها، ورواتها، وأهل العناية بالعلم منهم مرتبين على حروف المعجم ([164]) ثم بين بعد ذلك أنه حاول ما أمكنه أن يعرض (أسماء الرجال، وكناهم وأنسابهم، ومن كان يغلب عليه حفظ الرأي منهم، ومن كان الحديث والرواية أملك به وأغلب عليه ومن كانت له إلى المشرق رحلة، وعمن روى، ومن أجل من لقي؟ ومن بلغ منهم مبلغ الأخذ عنه، ومن كان يشاور في الأحكام ويستفتى، ومن ولي منهم خطة القضاء، والمولد والوفاة) ([165]).
هذه هي القاعدة والمنهج التي كان ابن الفرضي يسير عليها حين ترجمته لأولئك العلماء، ولا شك أنها ترصد معلومات مهمة عن كل عالم، وهذا النهج في التأليف هو ما اعتاده كثير من المؤلفين المعاصرين أو اللاحقين لابن الفرضي والذين عنوا بالترجمة للرجال والمحدثين والفقهاء سواء من المشارقة أو المغاربة والأندلسيين، فمن المعاصرين الحافظ أبو يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد القزويني (ت 446هـ) في كتابه الإرشاد في معرفة علماء الحديث ([166])، ومن اللاحقين أبو الحسن النباهي (ت ق 8هـ) في كتابه المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا والمعروف بتاريخ قضاة الأندلس ([167]) كما نهج هذا النهج الإمام الذهبي (ت748هـ) في كتابيه تذكرة الحفاظ، وسير أعلام النبلاء لمن هم بمستوى ومنزلة علماء ابن الفرضي، ولعل أقرب المؤلفين لمنهج ابن الفرضي ابن بشكوال في صلته، ويبدو هذا واضحاً في معظم التراجم التي تحدث عنها ([168])، وكذلك القاضي عياض في ترتيب المدارك ([169]) لكن هؤلاء جميعاً خالفوا ابن الفرضي في الاختصار، حيث جاء حديثهم أكثر تفصيلاً وبسطاً منه، إذ التزم جانب الاختصار، فلم يدخل في تفصيلات تخرجه عن هذا النهج الذي بينه في مقدمته.
أما المنهج الذي سار عليه ابن الفرضي في ذكر أولئك العلماء فقد ذكرهم مرتبين حسب حروف المعجم بغض النظر عن أي اعتبار آخر، كالمكانة العلمية، أو المنزلة الاجتماعية، أو الترتيب الزمني أو غيرها، وهذا النهج في التأليف لم يكن ابتكاراً خاصاً به، بل عمل به عدد من الكتاب والمؤلفين مثل الإمام البخاري (ت 256هـ) في كتابه التاريخ الكبير، وابن أبي حاتم (ت 327هـ) في الجرح والتعديل، وابن حبان (ت 354هـ) في كتابيه الثقات، والمجروحين، وغيرهم، وقد سار على هذا النهج عدد من المؤلفين الذين جاؤوا بعد ابن الفرضي مثل ابن بشكوال في الصلة، والحميدي في جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس، وابن عميرة في كتابه بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس، بل إن ابن الأبار المتوفى سنة (658هـ) ألف كتاباً أسماه بالمعجم في أصحاب القاضي الإمام أبي علي الصدفي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/84)
وقد رتب ابن الفرضي مؤلفه حسب حروف الهجاء إذ بدأ بحرف الألف وانتهى بحرف الياء حسب الأبجدية المشرقية ([170]) حيث ذكر تحت كل حرف أسماء العلماء من أهل الأندلس مرتبين حسب الحرف الأول من الاسم فقط، ففي حرف الألف بدأ بإبراهيم وانتهى بأيوب وهكذا، وحينما ينتهي من ذكر الرجال في كل حرف يذكر الأفراد، والغرباء من الحرف المتقدم وهذا المنهج هو المعمول به عند الأندلس في تلك الفترة ([171]).
أما وقت تأليف الكتاب فلم يذكر ابن الفرضي تاريخاً محدداً لذلك، لكن الذي يبدو أنه شرع بتأليفه منذ وقت مبكر من حياته حيث ساق بعض الروايات التي توحي بأنه قد بدأ بذلك منذ سنة سبع وسبعين وثلاثمائة ([172]) ورايات أخرى يستوحى منها - أيضا - أنه حينما كان بمصر أثناء رحلته العلمية كان يجمع مادته العلمية ([173]) وكذلك حينما كان بالقيروان ([174]) وهناك روايات أخرى تدل على أنه كان في نهاية القرن الرابع يشتغل في تأليف هذا الكتاب، ومن ذلك قوله حينما تحدث عن سعيد بن موسى الغساني: (قُتل بمعترك الماشة، قرب مدينة بلغى يوم الخميس لعشر بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة) ([175]).
وهكذا يبدو لنا أن تأليف هذا الكتاب قد استغرق أكثر من ثلاث وعشرين سنة وتفسير ذلك أن ابن الفرضي قد شرع في جمع مادته العلمية مبكراً، وكان يودع ذلك في كراريس، أو مذكرات خاصة، فلما أكتملت مادته العلمية أخذ بجمعها وتأليفها في كتاب واحد وكان هذا في آخر عمره رحمه الله.
مصادره:
اهتم الكتاب والمؤرخون القدامى باختيار مصادرهم، والتي كانوا يعدونها مرآة صادقة لمستوى ثقافتهم، فضلاً عن كونها معياراً مهماً للحكم على أي مؤلف أو كتاب يظهر للناس، فما آفة الأخبار إلا رواتها، وقد استشعر هذه الأهمية ابن الفرضي، ولعل مما ساعده على إدراك هذه المسئولية كونه ينتمي إلى مدرسة أهل الحديث التي تعنى بعلم الجرح والتعديل، ولهذا اهتم بمصادره حيث عني باختيارها، وذلك إدراكاً منه لأهمية المصدر في تأكيد أو نفي الأخبار والروايات التي يدرجها في كتابه، كما عني بالتعامل معها وحرص على فهمها واستيعاب ما تشير أو تهدف إليه قبل أن يسوق روايتها للقاريء.
وقد جاءت المصادر التي اعتمد عليها ابن الفرضي في هذا الكتاب متنوعة، ومتعددة الاتجاهات والمستوى؛ حيث بين ذلك في المقدمة حينما قال: (ولم أزل مهتماً بهذا الفن معتنياً به، مولعاً بجمعه والبحث عنه، ومسائلة الشيوخ عما لم أعلم منه، حتى اجتمع لي من ذلك - بحمد الله وعونه - ما أملت، وتقيد في كتابي هذا من التسمية ما لم أعلمه يقيد في كتاب ألف في معناه في الأندلس قبله) ([176]).
إن هذه الكلمات التي قالها ابن الفرضي في مقدمة كتابه عن مصادره هي في حقيقة الأمر منهج سار عليه في التعامل مع مصادره مما يدل على أنه كان مهتماً بها، متحرياً الدقة والضبط في الأخذ منها، مع ميله إلى الاختصار حتى لا يطول مؤلفه بسبب كثرة الأسانيد التي يستقيها من مصادره المكتوبة، وقد وضح ذلك بقوله: (وتركنا تكرار الأسانيد مخافة أن نقع فيما رغبنا عنه - من الإطالة - وبيناها في صدر الكتاب، فما كان في كتابنا هذا عن أحمد دون أن ننسبه فهو أحمد بن محمد بن عبد البر أخبرنا به عنه محمد ابن رفاعة - الشيخ الصالح - في تاريخه وما كان فيه عن محمد - دون أن ينسب - فهو محمد بن حارث القروي أخذته من كتابه، وبعضه بخطه، وما كان فيه عن أبي سعيد فهو: أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس ابن عبد الأعلى المصري خرجته من تاريخه: في أهل مصر والمغرب، أخذ ذلك من كتاب أنفذه إليه أمير المؤمنين الحكم بن عبد الرحمن المستنصر بالله - رحمه الله- وفيه عن غير ذلك ما أخبرنا به يحيى بن مالك العائدي عن أبي صالح أحمد بن عبد الرحمن بن أبي صالح الحراني الحافظ عن أبي سعيد ومنه: ما أخبرني به أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى القاضي عن أبي سعيد وقد بينت ذلك في موضعه.
وما جاء في كتابي هذا، عن محمد بن أحمد فهو: محمد بن أحمد بن يحيى القاضي هو: ابن مفرج، أخذته من كتاب مختصر كان جمعه للإمام المستنصر بالله رحمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/85)
وما كان فيه عن الرازي فإن العائذي، أخبرنا به عنه وما كان فيه عن غير هؤلاء فقد ذكرت من حدثني به وعمن أخذته إلا أن يكون مما قرب عهده، وأدركته بسني، وقيدته بخطي وحفظي، وأخذته عن ثقة من أصحابي، فلم أحتج إلى تسميته ([177]).
ومن خلال استقراء هذه المقدمة، وبعد تتبعنا لما جمعه من معلومات، وأخبار في ثنايا كتابه، يتبين لنا أن مصادر ابن الفرضي كانت متعددة، ومتنوعة، وأنه لم يكن يغفل أي مصدر يظن أنه يخدمه أو يوفر له معلومة، أو خبرا مهما، ولهذا كانت موارده عديدة، ومصادر المعلومات لديه كثيرة، وقد جاءت على النحو التالي:
أولاً: المصادر المكتوبة.
ثانياً: مصادر المعاينة، والمعايشة، والمشاهدة.
ثالثا: المصادر الشفوية - السماع والمشافهة.
وكان لكل نوع من هذه المصادر طرقه، وأساليبه، ووسائله المتعددة، حيث حاول المؤلف الإفادة منها جميعاً في جمع مادته العلمية حسب الفرص المتاحة لكل نوع من هذه المصادر خاصة، وقد كانت المصادر المكتوبة تضم الأقسام التالية:
أ - المؤلفات والكتب التاريخية.
ب - الاستكتاب.
ج - اللوحات والوثائق المادية.
أ: المؤلفات والكتب التاريخية:
يقصد بالمؤلفات والكتب التاريخية مؤلفات المؤرخين وعلماء الرجال الذين سبقوا ابن الفرضي، وكان لمؤلفاتهم علاقة قوية بموضوعه، وتمكن من الاطلاع عليها، وهذا النوع من المصادر شكل جزءاً كبيراً من مصادره في كتابه تاريخ العلماء، كما يستوحى ذلك من مقدمته، ويبدو واضحاً لمن يقرأ الكتاب، وكان من أهم من أفاد منهم في هذا المجال ما يلي:
1. أبو عبد الله محمد بن حارث بن راشد الخشني القيرواني، عاش السنوات الأولى من حياته بالقيروان ثم رحل إلى الأندلس صغيراً وعمره دون الثانية عشرة وبها طلب العلم،وقد وصفه ابن الفرضي بالعلم والقدرة على الفتيا ([178])، كما أشاد به عدد من المؤرخين إذا قال عنه الحميدي: (محمد بن حارث من أهل العمل والفضل) ([179]) وأثنى عليه الذهبي ([180]) وابن عميرة ([181]) وغيرهم.
له عدد من المؤلفات، فقد أشار الحميدي إلى أنه جمع كتاباً في (أخبار القضاة بالأندلس) وكتاباً في (أخبار الفقهاء والمحدثين) وكتاباً في (الاتفاق والاختلاف لمالك بن أنس وأصحابه) ([182]). كما قال ابن الفرضي بلغني أن الخشني (صنف للمستنصر مائة ديوان، وقد جمع له من رجال الأندلس كتاباً قد كتبنا منه في هذا الكتاب - يعني تاريخ العلماء - ما نسبناه إليه) ([183]). وكتاب الخشني هذا غير موجود الآن، ولكن ابن الفرضي أعتمد عليه كثيراً، إذ نبه إلى أنه أخذ منه عشرات المرات في كتابه، و قد تفاوتت نقولاته منه، فأحياناً يذكر الخبر ثم يعقبه بقوله قاله أو ذكره ابن حارث ([184])، وأحياناً يقول: (قال ابن حارث) ([185]) أو في كتاب ابن حارث ([186]) أو ذكر ابن حارث في كتابه ([187])، ثم يذكر بعد ذلك نصاً أو خبراً لابن حارث، وقد يقول قرأت ذلك من كتاب ابن حارث بخطه ([188])، أو ذكره ابن سعدان عن ابن حارث ([189])، أو ذكره ابن حارث عن ابن سعدان ([190])، هكذا تعددت طرق إحالات ابن الفرضي على ابن حارث بحسب اطلاعه عليها في كتابه، ولا شك أن هذا التعدد يدل على دقته في التعامل مع مصادره، وبالرغم من كون ابن الفرضي قد نقل كثيراً من الخشني إلا أنه فيما يبدو لم يكن يأخذ بما يذكره، أو يقول به مطلقاً، بل ربما كان قوله مرجوحاً أحياناً، أو قد يحتاج إلى دليل، والأدلة على ذلك كثيرة ومنها أنه حينما ذكر قول الخشني في عبد الله بن مسرّة ذكر معه أقوال عدد من المؤرخين بعضهم يعد من المجاهيل حيث قال: (وقرأت في بعض الكتب أن عبد الله بن مسرة رحل إلى المشرق) ([191]) ومن الأدلة - أيضاً - قوله حينما تحدث عن يحيى بن معمر بن عمران بن منير: (وحكى ابن حارث: أن الأمير عبد الرحمن استقضاه مرة ثانية، وهو صحيح والدليل عليه: أن يحيى بن معمر صلى بالناس صلاة الكسوف بقرطبة سنة ثمان عشرة في مسجد أبي عثمان وهو قاض) ([192]) هذا وقد أفاد ابن الفرضي من الخشني كثيراً، وفي مواضع متعددة شملت السير الذاتية، والنزعات العلمية، وتاريخ المولد والوفاة، والشيوخ، والرحلات العلمية، وغيرها من جزئيات تاريخ علماء المسلمين بالأندلس ([193]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/86)
2. أبو القاسم خالد بن سعد أحد أئمة الحديث بالأندلس روى عن عدد من العلماء مثل محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد بن يزيد، ومحمد بن فطيس وغيرهم كما روى عنه جماعة ([194]) توفي سنة (352 هـ) ([195]).
وقد ذكر ابن الفرضي أن خالد بن سعد من الذين اعتمد على كتابتهم كثيرا، حيث قال في مقدمة الكتاب: (وما كان فيه عن خالد فهو خالد بن سعد أخبرنا به عنه إسماعيل ابن إسحاق الحافظ ([196]) في تاريخه) ([197])،كما ذكر حينما تحدث عن خالد بن سعد أن له كتابا في رجال الأندلس ألفه للمستنصر بالله - رحمه الله - وقد أخذه ابن الفرضي عن إسماعيل بن إسحاق؛ حيث قال: (وقد كتبنا منه في كتابنا هذا ما نسبناه إليه) ([198])، وقد بين ابن الفرضي أن خالد بن سعد لم يكن يتورع عن أعراض الناس، بل كان ينال منها حتى اشتهر بهذا الأمر، وأنه أخبره بذلك غير واحد ممن عرف ذلك منه ([199])، لكن هذا المأخذ لم يمنعه من الأخذ منه، وقد تفاوتت نقولاته عنه، وكذلك إحالته عليه، فعلى الرغم من كونه في الغالب يقول: ذكر خالد ([200])، أو قال خالد ([201]) مختصراً الإسناد، ثم يذكر خبرا أو نصا، إلا أنه أحيانا كان يستخدم صيغًا متصلة الإسناد؛ كقوله: (أخبرني إسماعيل قال: سمعت خالد بن سعد يقول.) ([202]) وقوله: أخبرني إسماعيل قال: قال خالد بن سعد …) ([203])، و (أخبرني إسماعيل قال: قال أخبرني خالد) ([204])، و (أخبرني إسماعيل قال: حدثني خالد …) ([205])، أو (قال لنا إسماعيل قال لي خالد …) ([206]).
وقد أخذ ابن الفرضي من خالد بن سعد معلومات كثيرة، وفي قضايا مختلفة، لكن الغالب منها كان يتعلق بالسير والرحلات العلمية، أو السماع والشيوخ ([207])، وهذا مما يدل على أن هذا المصدر كان مهتما بهذا الجانب، وأن مؤلفه قد أولى تلك القضايا عناية خاصة، ولهذا جاء حديثه عنها مهما لابن الفرضي. ومع أن ابن الفرضي قد عد كتابات خالد بن سعد من مصادره المهمة، إلا أنه لم يكن يُسلم بكل ما ذكره، بل ربما رد أقواله، ومن ذلك أن خالد بن سعد قد حكم على سعيد بن جابر الأشبيلي بالكذب لكن ابن الفرضي لما ذكر هذا القول قال: (لم يكن سعيد بن جابر - إن شاء الله - كما قال خالد، فقد رأيت أصول أسمعته، ووقع إليّ كثير منها، فرأيتها تدل على تحري الرواية، وورع في السماع وصدق) ([208])، ولم يكتف بذلك، بل ساق أدلة أخرى ومنها قوله: (وقد حدثني العباس بن أصبغ قال: سمعت محمد بن قاسم يثني على سعيد بن جابر ويقول: كان صاحبنا عند النسائي ووصفه بالصدق) ([209]).
3. أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج القاضي من شيوخ ابن الفرضي الذين أكثر عنهم، سمع بقرطبة من قاسم بن أصبغ ومحمد بن عبد الله بن دليم، والخشني وغيرهم، رحل إلى المشرق سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة فسمع بمكة، والمدينة النبوية، وجدة، واليمن، وعدن، ثم دخل الشام فسمع ببيت المقدس وغيرها من مدن الشام، ثم عاد إلى الأندلس سنة خمس وأربعين فاتصل بأمير المؤمنين المستنصر بالله حيث ألف له عددا من الدواوين، كما استقضاه على أستجه، ثم ريه ([210])، وقد ذكر ابن الفرضي أن عدد الشيوخ الذين لقيهم أبو عبد الله بن مفرج وروى عنهم في جميع الأمصار التي دخلها مع ما كتب عنه بالأندلس مئتا شيخ وشيخا، توفي - رحمه الله تعالى - ليلة الجمعة لأحدى عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثمانين وثلاثمائة ([211]).
ذكر ابن الفرضي أنه أفاد من ابن مفرج في كتاب مختصر كان قد جمعه للإمام المستنصر بالله ([212]) - رحمه الله - وقد أشار إلى ذلك الذهبي ([213])،،ومما أهله لأن يأخذ منه ابن الفرضي كثيرا كونه عالما بالرجال وأحوالهم ([214])، قال عنه الحميدي: (القاضي أبو عبد الله …حافظ جليل مصنف) ([215])، كما وصفه أبو عمر أحمد بن محمد بن عفيف بأنه من (أعنى الناس بالعلم، وأحفظهم للحديث، ما رأيت مثله في هذا الفن) ([216])، وبالإضافة إلى ذلك فقد ذكر الذهبي أن له مصنفات في الفقه وفقه التابعين، حيث صنف كتابا في فقه الحسن البصري في سبع مجلدات، وفقه الزهري في عدة أجزاء، كما جمع مسند قاسم بن أصبغ في مجلدات ([217]) ولم تكن إفادة ابن الفرضى قاصرة على هذه المؤلفات، بل أفاد منه عن طريق السماع مدة طويلة، يقول عن ذلك: (وآليت الاختلاف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/87)
إليه، والسماع منه من سنة ست وستين إلى أن اعتل علته التي توفي بها سنة 380 هـ وأجاز لي جميع ما رواه غير مرة وكتب لي ذلك بخطه ولأخي) ([218]).
هكذا تعددت طرق أخذ ابن الفرضي من أبي عبد الله محمد بن أحمد بن مفرج، والذي يهمنا هنا ما أخذه عنه بواسطة كتبه ومؤلفاته التي أجازها له حيث وضح ذلك بقوله: (ذكره محمد بن أحمد في كتابه، أو كذا وجدته بخطه، أو من كتاب محمد بن أحمد، أوفي كتاب محمد بن أحمد وغيرها من العبارات التي تدل على أخذه من مؤلفاته مباشرة، ويبدو أن تلك المؤلفات كانت كبيرة غزيرة المعلومات، ولهذا جاءت إفادته منها متنوعة وشاملة لمعظم جوانب سير الرجال، حيث أفاد منه فيما يتعلق بالسير العلمية والشيوخ ([219]) والمولد ([220]) والوفاة ([221]) والنظم والجوانب الحضارية ([222]) والصفات الذاتية والأخلاق ([223]) والأنساب ([224]) والرحلات والأسفار ([225])، وكان أحيانا يجمع بين قوله له مشافهة وما كتبه من مؤلفاته، ويوضح ذلك بقوله: قاله محمد، أو وجدت ذلك بخطه ([226]).
وبالإضافة إلى ذلك فقد روى عنه عددا من الأحاديث والآثار بسند متصل؛ فمن الأحاديث قوله: (أخبرنا محمد بن أحمد بن يحيى قال: نا ابن الأعرابي قال: نا عباس الدوري قال: نا زيد بن الحباب عن معاوية بن صالح قاضي الأندلس قال: حدثني أبو الزاهرية حُدير بن كريب قال حدثني كثير بن مرة الحضرمي أنه سمع أبا الدرداء سأل رسول الله - ش - أفي كل صلاة قراءة؟ قال: نعم. فقال رجل من الأنصار: رحبت هذه. فقال لي رسول الله - ش - وكنت من أدنى القوم إليه: ما أرى الإمام إذا أم القوم إلا قد كفاهم) ([227]). ومن الآثار قوله: (أخبرنا محمد بن أحمد بن يحيى قال: نا ابن فراس قال: حدثنا محمد بن علي الصائغ قال: سعيد بن منصور قال: نا هشيم قال: نا عبد الرحمن بن يحيى، عن حبان بن أبي جبلة الحسني عن أبن عباس: أن آية من كتاب الله سرقها الشيطان: (بسم الله الرحمن الرحيم) ([228]).
هكذا تعددت، وتنوعت إفادات ابن الفرضي من شيخه ابن القاضي، كما تنوعت طرق الأخذ منه، ويبدو أن هذا المؤلف كان محل ثقة عند ابن الفرضي إذ كان يقدم قوله على قول خالد بن سعد ومن ذلك أنه لما ذكر قول خالد في وفاة عبيدون بن الحارث الجهني وأن ذلك كان سنة خمس وعشرين وثلاثمائة ذكر قول محمد بن أحمد بأنه كان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، ثم قال وهو أصح عندي إن شاء الله ([229]).
4. أبو سعيد عبدالرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى المصري الصدفي المعروف بابن يونس، سماه الذهبي بالحافظ، وذكر أنه ما ارتحل ولا سمع بغير مصر، وكان إماما بصيرا بالرجال ولد سنة إحدى وثمانين ومئتين، وتوفي في جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين وثلاثمائة عن ستة وستين عاما ([230]).
وقد ألف كتابا سماه علماء مصر ([231])، ذكر الذهبي أنه اختصر هذا الكتاب، وأنه أفاد منه بعض الغرائب ([232]).
وهذا الكتاب من المصادر التي اعتمد عليها ابن الفرضي حيث بين أن المؤلف أرسل كتابه إلى أمير المؤمنين الحكم المستنصر بالله مما أتاح له فرصة الاطلاع عليه، كما بين أنه أخذ من أبي سعيد من غير هذا الكتاب وذلك ما أخبره به عنه يحيى بن مالك العائذي عن أبي صالح أحمد بن عبد الرحمن بن أبي صالح الحراني الحافظ عن أبي سعيد أو ما أخبره به أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى القاضي عن أبي سعيد، وقد بين ذلك في موضعه ([233]).
هكذا تنوعت الطرق التي أفاد بواسطتها ابن الفرضي من أبي سعيد، وقد التزم في تعامله مع المعلومات التي استقاها من أبي سعيد بالدقة في الإحالة إليها؛ حيث كان يوضح طريق ما استقاه من أبي سعيد بقوله: ذكره أبو سعيد ([234])، أو قال أبو سعيد، ثم يذكر قولا له ([235])، أو في كتاب أبي سعيد ([236])، أو من كتابه ([237])،كما أنه أحيانا يبين المصدر الذي أخذ منه ابن سعيد مثل قوله: قال أبو سعيد: ذكره الخشني ([238])، وقوله قال أبو سعيد ذكره ابن عفير في أخبار الأندلس ([239]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/88)
وحينما يكون الخبر أخذه عن طريق يحيى العائذي، فإنه يوضح ذلك بقوله: (وأخبرنا يحيى بن مالك العائذي قال: نا أبو صالح قال: نا أبو سعيد …) ([240])، ثم يذكر الخبر بعد ذلك، أو (حدثنا أبو زكريا العائذي قال: حدثنا أبو صالح الحراني قال: نا أبو سعيد الصدفي) ([241])، أو (أخبرنا العائذي قال: نا أبو صالح الحراني قال: نا أبو سعيد الصدفي في تاريخ المصريين قال …) ([242])، ثم يذكر الخبر، أو من كتاب أبي سعيد أخبرني به العائذي ([243])، وقد سلك نفس المنهج مع محمد بن أحمد القاضي حيث يقول: (وأخبرني محمد بن أخمد الحافظ قال: قال لنا أبو سعيد …) ([244])، ثم يذكر الخبر، أو ذكره أبو سعيد أخبرني بذلك عنه محمد بن أحمد القاضي ([245])، أو (أخبرنا القاضي محمد ابن أحمد قال: نا عبد الرحمن بن أحمد بن يونس،) ([246]) ثم يذكر الخبر، أو (أخبرني محمد بن أحمد عن أبي سعيد قال ([247]).
هكذا تعددت صيغ الرواية عند ابن الفرضي فيما أخذه عن أبي سعيد، ولا شك أن إلمامه بعلم الحديث ومناهجه، هي التي جعلته يملك هذه الطرق، وتلك الأساليب في التعامل مع الرواية التاريخية، وقد أفاد ابن الفرضي من أبي سعيد معلومات تتعلق بالنسب ([248])، والمولد، والنشأة ([249])، والشيوخ، وطلب العلم والرحلات العلمية ([250])، والسماع من الشيوخ ([251]) وكذلك الوفاة، مكانها وتاريخها ([252]).
ومما تميز به هذا المصدر من مصادر ابن الفرضي عن غيره من المصادر التاريخية أنه أورد تراجم مطولة لعدد من ولاة الأندلس، وعلمائه؛ مثل حنش بن عبد الله الصنعاني ([253]) والسمح بن مالك الخولاني ([254])، وعبدالعزيز بن موسى بن نصير ([255])، وعبد الله بن يزيد الحبلي ([256]) وغيرهم من القادة والعلماء المتقدمين، حيث يعد ما ذكره ابن الفرضي عنهم إضافة مهمة لهؤلاء الأشخاص الذين تعاني المصادر التاريخية من شح واضح في أخبارهم.
5. الرازي
قال ابن الفرضي حينما تحدث عن مصادره في كتابه هذا: (وما كان فيه عن الرازي فإن العائذي أخبرنا به عنه) ([257]) لكنه لم يذكر اسم هذا المؤرخ الذي أفاد منه هل هو أبوبكر أحمد بن محمد الرازي أو ابنه عيسى بن أحمد بن محمد الرازي وكلاهما ممن اهتم بالتاريخ الأندلسي، وعاصر ابن الفرضي، أما أحمد فهو: أبوبكر أحمد بن محمد بن موسى بن بشير الرازي والمولود بالأندلس سنة 274 هـ حيث سمع من قاسم بن أصبغ وأحمد بن خالد وغيرهما، وكان كثير الرواية حافظا للأخبار ([258])، وله مؤلفات كثيرة في أخبار الأندلس وتواريخ دول الملوك فيها ومنها أخبار ملوك الأندلس، وهو كتاب كبير اعتمد عليه عدد من المؤرخين كابن حيان، وابن الأبار، وابن سعيد،وغيرهم وكتاب في صفة قرطبة وخططها ومنازل الأعيان فيها، وكتاب ثالث اسمه الاستيعاب عن أنساب مشاهير أهل الأندلس، وكتاب رابع في جغرافية الأندلس، وخامس في أعيان الموالي بالأندلس ([259]) وقد فقدت هذه المؤلفات ولم يبق منها سوى ما نقله لنا عدد من المؤرخين اللاحقين له.
وأما عيسى فهو: ابن أحمد بن محمد الرازي المذكور أولاً (وقد انشغل بكتابة التاريخ حيث ألف كتابا اسمه (الحجاب للخلفاء بالأندلس) ([260])، كما ألف كتابا آخر في تاريخ الأندلس ويرى الدكتور محمود علي مكي أنه قد يكون أكمل بهذا الكتاب كتاب والده أحمد ([261]).
وما ذكره ابن الفرضي في مقدمة كتابه عن المصادر، وكذلك إحالاته على الرازي في ثنايا كتابه، لم تصرح هل المقصود أحمد أم ابنه عيسى؟
كما لا يوجد من خلال الإحالات ما يدل صراحة على أي منهما على وجه التحديد، ولكن ومن خلال استقرائنا لما كُتب عن الرجلين، وما ذكره ابن الفرضي في إحالاته على الرازي يمكن أن نرجح أن يكون المقصود به هو الأب أحمد بن محمد، وقد بدا لنا هذا الترجيح من خلال المؤشرات التالية:
1. أن الأب أحمد بن محمد كان أشهر من ابنه عيسى؛ إذ أنه علم من أعلام التاريخ الأندلسي، فلعل ابن الفرضي اكتفى بشهرته عن التصريح باسمه، كما يفعل بعض المؤرخين ومن بينهم ابن حيان، وابن الأبار؛ إذ كانا أحيانا يكتفيان بقول: قال الرازي مع أنهما يقصدان أحمد وليس عيسى، كما يبدو هذا واضحا من خلال ما يذكرانه من أخبار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/89)
2. من خلال تتبعنا للروايات التي ذكرها ابن الفرضي عن الرازي نجد أنها كلها لم تتجاوز في إطارها الزمني سنة 344هـ وهو تاريخ وفاة أحمد، فلو كان المعني بالأمر أو بعضه الابن عيسى لامتد الإطار الزمني إلى نهاية العقد الثامن من القرن الرابع الهجري إذ أن عيسى عاش تلك الفترة؛ حيث كانت وفاته سنة 379 هـ.
3. أن كثيرا من تراث أحمد بن محمد التاريخي أقرب إلى موضوع صاحبنا ابن الفرضي في هذا الكتاب؛ فهو يعنى بالمشاهير والأعيان الذين كان العلماء أحدى فئاتهم، وعناوين مؤلفاته من الأدلة الواضحة في هذا المجال.
4. ثمة إشارات ذكرها ابن الفرضي توحي بأن المقصود بالرازي عنده هو أحمد؛ مثل قوله في ترجمته لأحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مروان ذكره الرازي في تاريخ الملوك ([262]) وكذلك حين حديثه عن شمر بن ذي الجوشن الكلاعي؛ حيث قال: ذكره الرازي في تاريخ الملوك …) ([263]).
5. هناك بعض النصوص التاريخية التي اقتبسها ابن حيان من أخمد بن محمد الرازي، كما ذكرها ابن الفرضي ونسبها إلى الرازي وبمقارنتها ببعضها يتبين أنها نص واحد، اقتبست من مصدر واحد مما يرجح أن المقصود عند ابن الفرضي هوأحمد بن محمد ومن هذا قول ابن الفرضي قال الرازي: (ولي الأمير محمد بن عبد الرحمن يوم الخميس لثلاث خلون من ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين ومائتين …) ([264]) وكذلك قوله: (قال الرازي: توفي سعيد بن محمد بن بشير المعافري القاضي سنة عشرة ومائتين …) ([265]) وقد ذكر ابن حيان هذين النصين ونسبهما إلى أحمد الرازي ([266]).
وعلى أية حال فإن إفادات ابن الفرضي من الرازي جاءت أقل من سابقيه إذ أن معظم نقولاته عنه كانت فيما يتعلق بتحديد سنة الوفاة للأشخاص، وهذه تكررت عشرات المرات في ثنايا كتابه ([267]) وفيما عدا ذلك فقد كانت إفادته منه محدودة، كذكر نسب بعض الأشخاص ([268])، أو ذكر أحداث وفيات بعضهم ([269])، وكان ابن الفرضي يذكر الرواية عن الرازي مختصرا الإسناد إذ لم يكن يذكر حتى العائذي إلا نادرا ([270])، على الرغم من كونه الواسطة بينهما كما ذكر ذلك في المقدمة، ولا أستبعد أن تكون هذه المحدودية في الإفادة من الرازي كان مبعثها سببان الأول كون مؤلفات الرازي مؤلفات تاريخية عامة تعنى بالدول وأحداثها أكثر من عنايتها بالأشخاص وعلمهم وهذا الأخير هو ما كان يبحث عنه ابن الفرضي.
أما السبب الثاني فهو أن الرازي كانت اهتماماته ومنهجه أقرب إلى المؤرخين منه إلى علماء الحديث وبالتالي ربما كانت معاييره العلمية وحديثه عن الرجال أقل من معايير ابن الفرضي ولهذا لم يكن ابن الفرضي يقتنع بما ذكره الرازي.
6. أبو عبد الملك أحمد بن محمد بن عبد البر من موالي بني أمية سمع عددًا من علماء الأندلس مثل قاسم بن أصبغ، ومحمد بن قاسم، وأحمد بن خالد وغيرهم، وقد برز في علم الحديث كما كان فقيها، توفي سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة ([271]).
ذكر ابن الفرضي أنه أفاد من أحمد بن عبدالبر حيث قال: (وما كان في كتابنا هذا عن أحمد - دون أن ننسبه - فهو: أحمد بن محمد بن عبد البر أخبرنا به عنه محمد بن رفاعة - الشيخ الصالح - في تاريخه) ([272])، كما ذكر أن له كتابا مؤلفا في الفقهاء بقرطبة وأنه استعان به في كتابه ([273]).
وقد أفاد ابن الفرضي من ابن عبد البر في مواضع كثيرة وكان يحيل إليه ما يأخذه منه بصيغ مختلفة، وكان كثيرا ما يختصر الإسناد حسب المنهج الذي ذكره في مقدمة الكتاب؛ حيث يقول ذكره أحمد ([274]) ولكنه أحيانا يصل الإسناد ومن ذلك قوله: قال أحمد قال محمد بن وضاح ([275])، وقوله: (أخبرنا محمد بن رفاعة قال: نا أحمد بن عبد البر) ([276])، أو قال أحمد:حدثت عن ابن وضاح ([277])، وغيرها من الروايات التي ذكر أسانيدها متصلة، كما كان أحيانا يقول: من كتاب محمد بخطه ([278])، وقرأت بخط أحمد بن محمد بن عبد البر ([279]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/90)
هكذا تعددت طرق ابن الفرضي في الرواية عن ابن عبد البر، وكانت إفاداته منه متعددة، ومتعلقة بقضايا تاريخية مهمة، تتصل بتاريخ الرجال والنظم، ولعل أهم ما يتعلق بتاريخ الرجال ذلك الوصف الدقيق لحال بعض الرجال ومن ذلك قوله عن مسلم بن أحمد ابن أبي عبيدة الليثي: (قال أحمد بن عبد البر: وكان أبو عبيدة من أصدق أهل زمانه؛ سمعت عبد الله بن حنين يقول: كان أن يخر من السماء إلى الأرض أهون عليه من أن يكذب، وكان عالما …) ([280])، كما قال في وصف الناحية العلمية عند محمد بن وضاح - أحد معاصريه - (وكان ابن وضاح كثيرا ما يقول: ليس هذا من كلام النبي - ش - في شيء وهو ثابت من كلامه - ش -، وله خطأ كثير محفوظ عنه، وأشياء كان يغلط فيها ويصحفها، وكان لا علم عنده بالفقه ولا بالعربية) ([281]).
كذلك وصفه لحلقات العلم وما يدور فيها بين الشيخ والطلاب ومن ذلك قوله: (أخبرنا محمد بن رفاعة قال: نا أحمد بن عبد البر قال: نا محمد بن قاسم قال: شهدت محمد بن وضاح وعنده زنباع، وقد أملى ابن وضاح أحاديث على من كان عنده وزنباع يتشاغل عن ذلك ويتحدث مع من كان يجاوره، فلما أكثر من الحديث، وتشاغل عما كان يمليه الشيخ قال له ابن وضاح: يا مشاوم وخرج عليه، تدع أن تكتب سنن النبي - عليه السلام - وتشتغل بالحديث، فقال له: أصلحك الله لم أشتغل عما أمليته، وقد حفظته، وكان ابن وضاح أملى اثني عشر حديثاً فحفظها زنباع ونصها كما أملاها ابن وضاح فعجب منه وكان يدنيه بعد ذلك) ([282])، ولم يكن هذا النص هو الوحيد بل لقد روى لنا ابن الفرضي عن ابن عبد البر نصوصاً أخرى تدل على دقة رصده واستيعابه لما يكتب، واهتمامه بالقضايا العلمية ([283]).
وبالإضافة إلى ذلك، فقد ترك لنا ابن عبد البر معلومات مهمة لبعض الشخصيات الأندلسية ومنها عبد الملك بن حبيب، وبقي بن مخلد، حيث خلف لنا وصفاً دقيقاً لمشهد جنازته، ودفنه، وحالة الناس آنذاك ([284])، كما حظي تاريخ وفيات الرجال بنصيب كبير من قبل ابن عبد البر ([285]).
وقد كانت له وقفات مهمة عند بعض الخطط والنظم، ومن ذلك وصفه لمسؤوليات صاحب السوق، حيث قال حينما تحدث عن حسين بن عاصم الثقفي: (وولي السوق في أيام الأمير محمد، وكان شديداً على أهلها في القيم، يضرب على ذلك ضرباً مبرحا ينكر عليه فكأنه سقط بذلك عن أن يروي الناس عنه) ([286])، كذلك ذكر عزوف الناس الصالحين عن تولي خطة القضاء، ومن الأمثلة على ذلك ما ذكره عن زياد بن عبد الرحمن اللخمي حينما حاول الأمير هشام بن الحكم توليته على القضاء (فخرج هاربا بنفسه فقال هشام: ليت الناس كزياد) ([287]).
ومن وقفاته في هذا الميدان وقفة مهمة تتعلق بنظم التربية والتعليم حيث ذكر أن بكر ابن عبد الله الكلاعي كان (مؤدباً لأولاد الخلفاء - رحمهم الله - في النحو والشعر) ([288])، وهذا مما يدل على عناية الخلفاء بتعليم أولادهم النحو والشعر لأهميتها في تقويم ألسنتهم والمحافظة على ملكتهم اللغوية في بيئة تعج باللكنات الأجنبية.
وكان ابن الفرضي يذكر الخبر عن ابن عبد البر بسند متصل، أو مختصر، كما تبين ذلك من بعض الأمثلة، كما كان أحياناً يذكر معه خالد بن سعد حيث يقول بعد أن يسوق الخبر: قال أحمد وخالد ([289])، كما كان أحياناً بيبن المصدر الذي استقى منه ابن عبد البر معلوماته، ومن الأمثلة على ذلك قوله: (قال أحمد هو زياد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبد الرحمن بن زهير وزياد الثاني هو الداخل بالأندلس قاله أحمد بن محمد الرازي) ([290])، فأحمد هنا هو أحمد بن عبد البر وقد بين ابن الفرضي أنه استقى معلوماته السابقة من الرازي، ويبدو أن ما ذكره ابن عبد البر أدناه هو نص ما قاله الرازي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/91)
كانت هذه نماذج وأمثلة لما أفاده ابن الفرضي من كتابات أحمد بن عبد البر، وبالرغم من محدوديتها بالنسبة لسابقيه إلا أنها كانت ذات دلالات جيدة، لما فيها من معلومات مهمة ربما انفرد بها ابن عبد البر عمن سواه. ويبدو أن السبب في ذلك يعود لكون ابن عبد البر محدثاً ثم مؤرخاً، وبالتالي فهو يملك إمكانات كلتا المدرستين مما أهله لأن تكون كتاباته مهمة في بابها ويتأكد هذا الأمر إذا تذكرنا أن مدرسة المحدثين آنذاك كان لها منهج مستقل ومعالم واضحة في ميدان دراستها، وهذا مما جعلها تؤثر على الفكر الإسلامي حيث أثر منهج المحدثين على العلوم الإسلامية الأخرى ومنها التأليف التاريخي ([291]).
كان هذا عرضاً لمصادر ابن الفرضي التاريخية المكتوبة، والتي ذكرها في مقدمة كتابه، وهي بلا شك مصادر مهمة يعد أصحابها من كبار علماء، ومؤرخي الأندلس آنذاك، وقد بدا هذا الأمر واضحاً على مادته العلمية التي استقاها منها وأثبتها في كتابه.
وبالإضافة إلى هؤلاء فقد أخذ ابن الفرضي عن عدد من الكتاب والمؤرخين الذين لم يذكرهم في مقدمة كتابه لكنه أشار إليهم في ثناياه ومنهم يحيى بن مالك بن عائذ بن كيسان بن معن والمعروف بالعائذي ([292])، المولود سنة ثلاثمائة والمتوفى بقرطبة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، وقد رحل إلى المشرق سنة سبع وأربعين فحج سنة ثمان وأربعين، ثم انتقل إلى بغداد، حيث يذكر ابن الفرضي أنه حدثه أنه سمع ببغداد من سبعمائة رجل ونيف، وقد تردد بالمشرق نحو من اثنتين وعشرين سنة، كما كتب عن طبقات المحدثين، ثم عاد إلى الأندلس سنة تسع وستين وثلاثمائة ([293]).
ويذكر ابن الفرضي أنه كان ذا علم جم، اذ أنه لما قدم الأندلس سمع منه ضروب من الناس، وطبقات مختلفة من طلاب العلم، وأبناء الملوك، وجماعة من الشيوخ والكهول، كما ذكر أنه كان يملي في المسجد الجامع كل يوم جمعة، وأنه سمعه يقول: (لو عددت أيام مشيي بالمشرق وعددت كتبي التي كتبت هناك بخطي لكانت كتبي أكثر من أيامي بها) ([294]).
ولاشك أن هذا المستوى العلمي الجيد الذي حظي به ابن عائذ هو الذي جعله مصدراً مهماً من مصادر ابن الفرضي، حيث أخذ عنه جزءاً من تاريخ ابن سعيد، وكذلك ما رواه عن الرازي، حيث بين أن العائذي هو الذي أخبر به عنه ([295])، بل ذكر ابن الفرضي أن الأمر تجاوز ذلك حيث قال: (روى لنا من الأخبار والحكايات مالم يكن عند غيره، ولا أدخله أحداً الأندلس قبله …) ([296])، ولعل مما شجع ابن الفرضي على كثرة الأخذ منه ما كان يتسم به صاحبنا من كونه حليماً، كريماً، جواباً، شريف النفس مع سلامة دينه وحسن يقينه ([297]).
ويبدو أن العائذي لم يكن مصدراً لتلقي المعلومات فحسب، بل كان أيضاً شيخاً ومستشاراً لما يشكل على ابن الفرضي في بعض القضايا التي تتعلق بعدالة الرجال، فحينما تحدث ابن الفرضي عن طاهر بن حزم قال: (وكان ورعاً فاضلاً ذاكرت به العائذي فأثنى عليه وأخبرني ببعض أمره) ([298])، وحينما يروي عنه يقول قال لي أبو ذكريا يحيى بن مالك بن عائذ ([299])، أو قال أبو زكريا، ومن القضايا التي أخذها عنه غير ما كان عن الرازي، وابن سعيد، قضية مقتل طاهر بن حزم ([300])، ووصفه لعيسى بن دينار ([301]) كذلك تفسير قوله تعالى: {فاصفح الصفح الجميل} ([302])، حيث روى تفسيرها مسندا إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ([303])، كذلك روى عن الإمام أحمد بسند متصل رأيه في معاوية بن صالح ([304])، كما روى عنه أخباراً أخرى في قضايا مختلفة ([305]).
كذلك أخذ ابن الفرضي من شيخه عبد الله بن محمد بن القاسم الثغري ([306])، ومن ذلك ما رواه بسند متصل عن فرات بن محمد أن عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - أرسل عشرة من التابعين إلى أهل أفريقية ليفقهوهم ([307])، كذلك روي عنه أنه رأى قبر حنش بن عبد الله الصنعاني بسرقسطة عند باب اليهود غربي المدينة ([308]) كما روى عنه أخباراً كثيرة تتعلق بالسير العلمية لعدد من الرجال، وكان منهجه في الروايات التي يأخذها من الثغري أن يذكرها بسند متصل، ومن الأمثلة على ذلك قوله: (أخبرني عبد الله بن محمد بن القاسم الثغري - رحمه الله - قال: نا تميم بن محمد الأفريقي قال: قال أبي سهل بن محمد الوراق الأندلسي كان رجلاً صالحاً حسن الضبط
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/92)
لكتبه، سمعنا منه، وخرج إلى سوسة فسكنها وتوفي بها سنة ست وثلاثمائة) ([309]).
كما أفاد ابن الفرضي من إبراهيم بن محمد الباجي - أحد علماء باجة ([310]) - كثيراً من الأخبار والمعلومات المتعلقة ببعض علماء مدينة باجة الذين ذكرهم ابن الفرضي ضمن كتابه، ومنهم اسحاق بن عبد ربه ([311]) وتمام بن غالب ([312])، وخلف بن جامع بن حاجب ([313]) وإسماعيل بن إبراهيم بن اسحاق ([314]) وغيرهم.
وهكذا نرى حرص ابن الفرضي على الدقة في اختيار مصادره، حيث أخذ من الباجي ما يتعلق بتاريخ علماء مدينته إذ هو الأقرب إليهم والمطلع على أخبارهم فهو بهذا المنهج لجأ إلى أصحاب الاختصاص فضلاً عن المطلعين وشهود العيان.
كذلك أخذ ابن الفرضي من اسماعيل بن اسحاق بن زياد بن أسود والمعروف بابن الطحان المتوفى بقرطبة سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، وهو أحد علماء الأندلس المهتمين بالحديث والآثار وأسماء الرجال وأخبار المحدثين ([315])، كما ذكر ابن الفرضي أنه كان أكثر وقته يصنف الحديث والتاريخ وأن له عدداً من المصنفات وقد نقل عنه وسمع منه كثيرا، كما كان يملي عليه، هذا عدا ما أخذه عنه عن خالد بن سعد ([316]).
ونظراً لكون اسماعيل بن إسحاق قد عاش بعض عمره في مدينة أستجة، فقد أخذ عنه ابن الفرضي بعض ما يتعلق بتاريخ علمائها من أمثال إبراهيم بن حزم ([317])، وأحمد بن محمد بن مسونة ([318])، وحسان بن عبد الله بن حسان ([319]) وغيرهم، وهذا مما يؤكد حرص ابن الفرضي على تحري الدقة في مصادره وأخذ المعلومات من مظانها القريبة.
وبالإضافة إلى ما سبق فقد أخذ ابن الفرضي من إسماعيل وبسند متصل كثيراً من الأخبار المتعلقة بعلماء أندلسيين آخرين، ومن ذلك وصايا بقي بن مخلد لمالك بن يحيى القرشي حينما ولي احدى الولايات ([320])، كما روى عنه مشافهة بعض الأخبار التي سوف نذكرها في الفقرة الخاصة بها - إن شاء الله تعالى -.
وكان إسحاق بن سلمة بن لبيب بن بدر القيني أحد علماء ريّة ممن أفاد من كتبهم ابن الفرضي، إذ كان القيني حافظاً لأخبار أهل الأندلس معتنياً بها، حيث جمع كتاباً في أخبار الأندلس أمره بجمعه المستنصر بالله ([321])، وقد جاءت نقولات ابن الفرضي عن القيني في مواضع مختلفة من كتابه ([322]).
ومن الذين أفاد منهم ابن الفرضي عبيد الله بن الوليد بن محمد المعيطي أحد علماء قرطبة، سمع من عدد من علمائها كما كان عالماً بالفتيا حافظاً للأخبار والأشعار، توفي سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة ([323]).
وقد جاءت إفادات ابن الفرضي من المعيطي، كإفاداته من الرازي مقتصرة في معظمها على تاريخ سني الوفيات للرجال، إلا أن أخذه عن المعيطي كان أقل من الرازي ([324]).
كذلك أخذ ابن الفرضي من كتابات ابن سعدان ([325]) التي حبسها بعد موته، ويبدو أنها كانت مؤلفات متعددة تمكن من الاطلاع عليها جميعها، كما توحي بذلك إحالاته عليها حيث قال حين حديثه عند عبد الله بن عباس الخشني: (سمع من محمد بن فطيس رأيت سماعه عليه في بعض كتب ابن سعدان) ([326])، لكنه لم يصرح سوى بمؤلف واحد هو كتاب فقهاء ريّة حيث قال حينما تحدث عن كل من عمر ابن يحيى ([327])، وليث بن سباع المزحجي ([328]): ذكره ابن سعدان في فقهاء ريّة، وبالإضافة إلى ذلك فقد كان يقول ذكره ابن سعدان دون تحديد المصدر ([329])، وبالرغم من تعدد مؤلفات ابن سعدان، وكون ابن الفرضي قد اطلع عليها فإن إفادته منها كانت محدودة، ويبدو أن السبب في ذلك هو كون ابن سعدان لم يحدث وإنما كان منشغلاً بالكتابة والنسخ.
وكان التراث التاريخي للحكم المستنصر بالله ([330])، من المصادر المهمة التي اعتمد عليها ابن الفرضي، وقد جاء هذا التراث على قسمين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/93)
القسم الأول منه، ما كان من تأليف الحكم المستنصر وبخطه، وقد بين ذلك ابن الفرضي حين الإحالة عليه بقوله كتبت ذلك كله من خط المستنصر بالله، أو وجدته بخط المستنصر بالله ([331]) أمير المؤمنين ([332])، وكذا قوله:قرأت ذلك بخط المستنصر بالله ([333])، وكان أحياناً يحدد الكتاب كقوله: قرأت بخط المستنصر بالله في كتاب القضاء ([334])، أو فيه ذكر القضاة بالأندلس ([335])، ويبدو أن بعض هذه الاقتباسات كانت من تعليقات وإضافات الحكم على بعض الكتب التي اطلع عليها، إذ يذكر الذهبي أنه: (قلما تجد له كتاباً إلا وله فيه قراءة أو نظر من أي فن كان ويكتب فيه نسب المؤلف ومولده ووفاته، ويأتي من ذلك بغرائب لا تكاد توجد) ([336])، كما يؤيد هذا الأمر ما ذكره ابن الفرضي في بعض إحالاته ومن ذلك قوله حينما تحدث عن عبد الله بن المغلس - أحد علماء وشقة ([337]) - (وقرأت بخط المستنصر - رحمه الله - ملحقاً في كتاب ابن حارث) ([338])، وقوله: (وقرأت في كتاب دفعه إلى أحمد بن عبد الرحيم كان فيه إلحاق بخط أمير المؤمنين المستنصر بالله - رحمه الله - …) ([339])، ومن نماذج نقوله من الحكم المستنصر قوله عن موسى بن هارون: (ولي القضاء بعد عبد الله بن الحسن المعروف بابن السندي، وكان قد سمع الحديث، وكانت له عناية ورحلة وسماع بمكة ومصر، وانصرف من رحلته فلزم قرطبة يطلب العلم ويسمع إلى أن استقضى وذلك سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، كتبت ذلك كله من خط المستنصر بالله- رحمه الله -) ([340]).
أما القسم الثاني من تراث الحكم المستنصر بالله فيشمل تلك المصنفات التي أمر الحكم بتأليفها، فألفها عدد من الكتاب والمؤرخين تلبية لتلك الرغبة، ومن ذلك ما ألفه محمد بن الحارث الخشني حيث يذكر ابن الفرضي أنه ألف للمستنصر كتباً كثيرة بلغت مائة ديوان، كما جمع له في رجال الأندلس كتاباً أخذ منه ابن الفرضي حين تأليفه لكتابه ([341])، كما ألف كل من محمد بن أحمد مجموعاً في التاريخ للمستنصر بالله، وخالد ابن سعد ألف له كتاباً في رجال الأندلس ([342])، وقد أفاد من هذه المؤلفات جميعها كما وضحنا ذلك حين حديثنا عن كل واحد منهم.
ويستوحى من خلال استقرائنا لما نقله ابن الفرضي من كتابات الحكم المستنصر أنه كان ذا ملكة علمية وتاريخية جيدة، وأنه كان من مشاهير علماء الأندلس آنذاك، وقد أدرك هذه الحقيقة ابن الآبار، ولهذا قال: (عجباً لابن الفرضي، وابن بشكوال، كيف لم يذكراه) ([343])، كما قال عنه الذهبي: (غزر علمه، ودق نظره، وكان له يد بيضاء في معرفة الرجال والأنساب والأخبار) ([344]).
كما كانت لابن الفرضي بعض النقولات من كتاب محمد بن حسن الزبيدي ([345]) والمعروف بطبقات النحويين واللغويين، وذلك فيما يتعلق ببعض العلماء الذين كانت لديهم نزعة علمية في مجال اللغة العربية حيث يعزو إليه بقوله: ذكره ([346]) محمد بن حسن الزبيدي أو من كتاب الزبيدي ([347])، أو ذكرنا ذلك من كتاب ([348]) محمد بن حسن الزبيدي، ومن أمثلة ما نقله منه قوله عن إبراهيم بن عبد الله المعافري (وكان مع رواياته للحديث حافظاً اللغة،بصيراً بالشعر مطبوعاً فيه) ([349])، كما قال عن بكر بن خاطب المرادي (كان ذا علم بالعربية والعروض والحساب، وله تأليف في النحو) ([350]).
كذلك أخذ ابن الفرضي من كتابات أبيه ومن ذلك ما ذكره حين حديثه عن مولده حيث قال: (ومولدي سنة أحدى وخمسين وثلاثمائة … ليلة الثلاثاء لتسعة أيام بقيت من ذي القعدة، وجدت ذلك بخط أبي رحمه الله) ([351])، ومنه قوله: (وجدت بخط أبي - رحمه الله- على بعض ما كتبه مات أبي - يعني يوسف بن نصر - رحمة الله عليه ومغفرته - لعشرة بقين من محرم سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة) ([352]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/94)
وبالإضافة إلى هذه الكتب والمؤلفات التاريخية الأندلسية التي اعتمد عليها ابن الفرضي، فقد أخذ - أيضاً - من بعض كتابات مؤرخي المشرق حيث ذكرهم من بين مصادره، وكان من أهمهم خليفة بن خياط (ت40هـ) ([353]) والواقدي (ت207هـ) ([354]) وعبد الغني بن سعيد الأزدي (ت409هـ) ([355])، وأحمد بن محمد بن إسماعيل بن المهندس (ت385هـ) ([356])، و الإمام البخاري (ت 256هـ) ([357])، وكان اعتماده على هؤلاء المؤرخين حين الحديث عن الشخصيات المشرقية والتي لها علاقة بالمغرب مثل موسى بن نصير ([358])، وابنه عبد العزيز وغيرهما ([359]) من أهل المشرق.
كان هذا عرضاً لمصادر ابن الفرضي المكتوبة، والتي اعتمد عليها بنسب متفاوتة في كتابه تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس، وقد بدا لنا من خلال هذا العرض ما يلي:
- أن هذه المصادر كانت كثيرة ومتنوعة، وأن ابن الفرضي قد أحسن اختيارها أذ إنها تعد من أفضل ما كتب عن تاريخ الأندلس في تلك الفترة، وأن معظمها كان لعلماء يعدون من كبار علماء الأندلس آنذاك.
- حسن اختيار ابن الفرضي لمصادره حيث كان يعتمد على مصادر متخصصة علمياً أو جغرافياً حسب الأشخاص المتحدث عنهم فالمهتمون بالحديث يرجع فيهم إلى كتب الرجال، وذوي الأدب واللغة إلى من اهتموا بهذا الأمر وهكذا، بل إنه ربما اختار مصدرًا دقيقًا لتحديد جزئية من تاريخ الأشخاص كاعتماده على الأسدي في تحديد سنة الوفاة،كذلك اعتماده على الرازي فيما يتعلق بالعلماء الذين جاؤوا من مصر وهكذا.
- أنه كان لديه همة قوية، ونفس واسع في تتبع المصادر والحصول على ما يريد منها مع الدقة والأمانة في الرصد والنقل، ولهذا تراه كثيراً ما يقول: رواه فلان عن فلان، أو عن فلان، وذكر بعضه فلان، أو وجدت بعضه عند فلان، وغيرها من العبارات التي تؤكد طول نفسه، وأمانته في الرصد والنقل.
- نقده لما ينقل فقد كان لا يأخذ كل ما تذكره المصادر التاريخية على أنه قضايا مسلم بها لا تحتمل الخطأ أو التحريف والزلل، ولهذا نقد بعض ما ذكرته مصادره، كما سيبدو هذا واضحاً في آخر هذا البحث -إن شاء الله تعالى -.
ب - الاستكتاب:
من المعلوم أن المكاتبة من أساليب التحمل والأداء عند علماء المسلمين، وقد نهج هذا الأسلوب علماء الحديث وبعض المؤرخين المسلمين كالطبري -رحمه الله- في تاريخه فقد حصل على جزء كبير من مادته العلمية بواسطة الاستكتاب ([360]).
وقد كانت المكاتبة والاستكتاب من الوسائل المهمة التي نهجها ابن الفرضي في جمع مادته العلمية، ذلك أنه وبالرغم من كثرة المصادر المكتوبة التي اعتمد عليها فإنه لم يجد فيها كل ما يريد من معلومات وأخبار، كما أنه لم يستطع الإحاطة بكل ما حوله، أو استيعابه، بل حتى تصور بعض الجزئيات لاسيما وأن موضوعه متشعب إذ هو متعلق بجزئيات دقيقة من سير مئات الأفراد الذين ربما كان بعضهم في عداد المجاهيل، ولهذه الأسباب وغيرها نهج ابن الفرضي أسلوباً آخر في جمع مادته العلمية وهو المكاتبة والاستكتاب، حرصاً منه على الحصول على بعض الجزئيات التي لم يتمكن من الوصول إليها عبر المصادر المكتوبة، أو المسموعة، أو المشاهدة.
ومن خلال استقرائنا لما خلفه ابن الفرضي يتبين لنا أنه كانت له أساليبه، وطرقه المتعددة في الحصول على مادته العلمية عبر هذا النوع من المصادر، ومن أهمها ما يلي:
1. أنه كان يرسل كتباً متضمنة بعض الأسئلة والاستفسارات حول قضية معينة إلى أشخاص بعيدين عنه فيأتيه الرد مكتوباً متضمناً الجواب على سؤاله أو أسئلته، ومن ذلك قوله حينما تحدث عن الحكم بن إبراهيم بن محمد بن عابس المرادي حيث قال: (كتب إليّ يخبرني أن مولده سنة اثنتي عشرة، وأنه سمع بسرقسطة من أيوب بن معاوية، ومحمد ابن عبد الرحمن الزيادي بوشقة من عبد الله بن الحسن بن السندي …) ([361]). وكذلك قوله: (وكتب إلي بخط يده - يعني عبد الرحمن التجيبي - يذكر أنه ولد يوم السبت للنصف من شهر ربيع الأول سنة ثلاثمائة) ([362])، ومن ذلك قوله: (وأخبرنا الحسن بن إسماعيل، وكتب لي بخطه قال: نا عمر بن الربيع بن سلمان قال: حدثني أحمد بن إبراهيم قال: أنشدني طالب بن عصمة الأندلسي يمدح مالك بن أنس:
وفي الفقه والآثار ما إن يُداركُ
إمام الورى في الهدى والسمت مالك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/95)
وتسهل في إيضاحهن المسالك
فآراؤه في الفقه يسطع نورها
لعمري: كم تهدي النجوم الشوابك
وآثاره بهدى العباد وميضها
وفي سائر الناس الشظى والسنابك ([363])
له من ذرى العلم السنام وشلوه
وقد تكررت ([364]) هذه العبارة بصيغ متقاربة توحي كلها بأن ابن الفرضي كان يكاتب بعض الأشخاص بحثاً عن مادته العلمية، فيكتبون إليه بما طلب عن حياتهم الشخصية أو غيرها.
2. يبدو أن ابن الفرضي لم يكتف بالإجابة الشفوية بل كان يجمع بينهما وبين الإجابة الخطية ومن الأمثلة على ذلك قوله حينما تحدث عن وفاة عبد الله بن إدريس إذ قال: (قاله سليمان بن أيوب وكتبه لي بخطه) ([365])، وكذلك قوله: (قال لي سليمان بن أيوب: توفي سنة سبع وعشرين وثلاث مائة وكتبه لي سليمان) ([366])، أو قد يطلب ابن الفرضي أن يملي عليه صاحب الشأن مثل قوله: (أملي علي نسبه) ([367]) يعني يحيى ابن هذيل.
3. كان ابن الفرضي يكاتب مع أشخاصٍ آخرين بحثاً عن مسألة علمية، أو سؤال عن قضية معينة، وكانت الإجابات ترد عليهم بصيغة الجمع من صاحب الشأن، وقد أورد ابن الفرضي نماذج عديدة لهذا الأسلوب من الاستكتاب مثل قوله: (كتب إلينا الحكم بن محمد المرادي يخبرنا أنه سمع من أيوب بن سلمان بن معاوية …) ([368])، وقوله: (توفي ثمان وثلاثين وثلاثمائة - يعني حسن بن عبد الله التميمي- كتب إلينا بذلك وليد بن عبد الملك القاضي) ([369])، وقوله: (وقال أبو العباس بن وليد بن عبد الملك في كتابه إلينا عميرة محمد بن مروان … مولى مروان بن الحكم) ([370])، وقد أورد ابن الفرضي نماذج كثيرة لهذا النوع من الاستكتاب، وهذا مما يدل على حرصه في البحث عن مادته العلمية، ودقته في رصدها ([371]).
كانت هذه أهم الطرق التي نهجها ابن الفرضي في استكتابه لعدد من الأشخاص من أجل الحصول على بعض الثغرات المتعلقة بمادته العلمية، ولا شك أن هذا الأسلوب في جمع مادته العلمية يؤكد حرصه الشديد على تتبع ضالته حسب مظانها ومواقعها؛ مهما كانت الوسائل والمتاعب الناتجة عن ذلك.
ج - اللوحات والوثائق المادية:
يعتبر هذا النوع من المصادر المهمة، وذلك لأن الكاتب أو المؤرخ حينما يعتمد عليها في أخذ مادته العلمية لا يتعامل مع مجهول بل إنه أمام دليل مادي يدل ضمناً أو صراحة على ما يريد الباحث أو المؤرخ، وهذه الدلالة تكون غالباً حسب ظاهرها غير قابلة للتأويل، أو التحريف أو غيرها من آفات نقل الأخبار، ولهذا عد كثير من الكتاب هذا النوع بأنه من أهم أنواع المصادر، وذلك لأنه شاهد ثابت لا يمكن أن يتأثر بآفات النقل والرواية.
ولما كان ابن الفرضي قد عاصر كثيراً من الرجال الذين كتب عنهم كما أنهم - أيضاً - قد نشأوا وعاشوا في بلاد الأندلس فإنه بهذا يكون قد عايش الإطارين الزماني والمكاني لموضوع كتابه، وهذا مكنه من الاطلاع، ومشاهدة بعض الوثائق المادية التي أعانته في الحصول على بعض ما يريد، وقد كانت اللوحات المكتوبة على القبور من أهم هذا النوع حيث حددت له سني وفيات عدد من العلماء وهو مهم عنده إذ يتوقف عليه قضايا هامة في الرواية والسماع عند المحدثين، ذلك أن معرفة وفاة الشيخ تبين مدى إمكانية معاصرة الرجال، ومقابلتهم لبعضهم.
ويبدو أن كتابة تاريخ الوفاة على القبور كانت من العادات المعمول بها عند مسلمي الأندلس آنذاك، ولهذا أفاد منها ابن الفرضي كثيراً، حيث يذكر ذلك بعد ذكره لسنة الوفاة إذ يقول: (قرأت تاريخ وفاته مكتوباً على قبره) ([372])، أو يقول: (قرأت تاريخ وفاته في لوح على قبره) ([373])، أو: (قرأت هذا التاريخ من لوح مكتوب على قبره) ([374])، بل قد يكون نقله أكثر من هذا مثل قوله حينما ذكر وفاة محمد بن أحمد التراس: (قرأت على قبره مكتوباً توفي محمد بن أحمد التراس ليلة الجمعة، ودفن يوم الجمعة لسبع بقين من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة) ([375])، كما أنه قد يجمع بين الرواية الشفوية، وخبر الوثيقة المادي فهو حينما ذكر وفاة علي بن عبد القادر القلاعي قال: (أخبرني بذلك الباجي، وقرأته مكتوباً على قبره) ([376]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/96)
وبالإضافة إلى اللوحات على القبور فإن ابن الفرضي قد أفاد أيضاً من بعض الوثائق المادية الأخرى مثل وثائق المبايعات ومن ذلك قوله عن محارب بن قطن: (ورأيت شهادته في وثيقة تاريخها للنصف من ربيع الأول سنة أحدى وثمانين ومائتين) ([377])، وهو حينما ذكر هذه الوثيقة يرد بها على خالد بن سعيد الذي ذكر بأن وفاة محارب كانت سنة ست وخمسين ومائتين ([378])، وهكذا اعتمد ابن الفرضي ما جاء في تلك الوثيقة وقدمه على ما ذكره خالد لأنها في نظرة أدق وأوثق، ومن الأمثلة على ذلك -أيضاً- قوله حين حديثه عن إبراهيم بن علي الصوفي - أحد الغرباء الذين قدموا إلى الأندلس -: (وكان أبو اسحاق هذا - يعني إبراهيم - أحد من له الإجابات الظاهرة … حدثنا عنه سهل بن إبراهيم بصك كتبه لي بخطه) ([379]).
وبالرغم من محدودية هذا النوع من المصادر عند ابن الفرضي إلا أنها كانت مصدراً مهماً لوضوحه ودقة دلالته، فضلاً عن سرعة الوصول إليه.
ثانياً: مصادر المعاينة والمعايشة والمشاهدة:
إن معاصرة ومعايشة ابن الفرضي لعدد من العلماء الذين كتب عنهم مكنته من الاحتكاك بهم والعيش معهم ومخالطتهم، إما في المنتديات والمناسبات الاجتماعية، أو في حلقات الدروس وأماكن طلب العلم، أو في غيرها من المواقع، وهذا ما جعله شاهد عيان لكثير من القضايا التي تحدث عنها عند عدد من العلماء سواء أكانت مشاهدته تتعلق بالصفات النفسية أو الخلقية، أو الاجتماعية، أو المواهب والصفات الخلقية، أو المشاهد والتجمعات البشرية في المناسبات المختلقة حيث قام برصد كل هذه المشاهدات ثم تدوينها ضمن حديثه عن أصحابها، وقد كان هذا النوع من المصادر موضع اعتبار عند ابن الفرضي حيث كان يعده من مصادره المهمة وذكره كما يذكر غيره من أنواع المصادر فهو يقول عن حكم بن محمد المقري: (وشهدته يقرأ ويقرئ .. ) ([380]).
وكانت الصفات الخَلْقية والخُلُقيّة من أهم ما رصده أثناء معايشته ومشاهدته لعدد من العلماء حيث دونها ضمن كتاباته عنهم فقد قال مثلاً عن محمد بن إبراهيم القرشي: (جالسته فرأيته نبيلاً …) ([381])، كما قال عن محمد بن يحيى بن رطال: (وكان شيخاً مسمتاً جميلاً، وقوراً، حليماً، متواضعاً كثير الصيام … وكان باطنه كظاهره سلامة ونزاهة …) ([382])، وقريباً من ذلك قوله عن محمد بن إسحاق بن السليم إذ قال عنه: (وكان لين الكلمة سهل الخلق متواضعاً) ([383])، وعن محمد بن إسحاق بن مسرة قال: (وكان قادراً، خيراً، عفيفاً ضابطاً لنفسه، متسمناً وقوراً، ما رأيت في أصحابنا مثله ليناً وطهارة، وأدباً) ([384]).
ولم تكن الصفات الحسنة هي التي كان يرصدها بل تجاوز ذلك إلى الصفات السيئة، ومن ذلك قوله عن محمد بن أحمد بن أصبغ: (وكان كثير الملق، شديد التعظيم لأهل الدنيا مفرطاً في ذلك) ([385]).
أما سعيد بن محمد بن مسلمة بن تبرى فقال عنه: (وكان شديد الأذى بلسانه بذيئاً ثلابة يتوقاه الناس على أعراضهم) ([386])، كما قال عن محمد بن يبقى بن مسلم: (وكانت منه سلامة تجوز عليه بها مالا يجوز على أهل اليقظة من قبول المدح مواجهة واستحسان الاطراء - عفا الله عنا وعنه -) ([387]).
كانت هذه نماذج لما رصده ابن الفرضي لبعض الصفات الخُلُقيّة عند بعض علماء الأندلس ومن يستقرئ ما ذكره يجد أنه كان ذا ملكة قوية، وحس مرهف، مكنه من رصد كل ما شاهده بدقة متناهية.
كما كانت الصفات الجسمية من ضمن ما رصده أثناء معايشته ومشاهدته لعدد من العلماء، ومن ذلك قوله عن أصبغ بن قاسم: (وكان وسيماً جسيماً) ([388])، وعن محمد ابن محمد بن أبي دليم: (وكان ضرورة لا يطأ النساء، ولم يتداوى قط ولا احتجم) ([389])، كما قال عن سعيد بن حمدون الصوفي: (وكان أعور) ([390]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/97)
كما استبان لابن الفرضي من خلال معايشته ولقاءاته شيء من المواهب والنزعات العلمية، أو العقدية عند بعض الرجال، فمن ذلك قوله عن عبد الله بن محمد الثغري: (وكان فقيهاً فاضلاً، ديناً ورعاً، صليباً في الحق، لا يخاف في الله لومة لائم، ما كنا نشبهه إلا بسفيان الثوري في زمانه …) ([391])، ومن ذلك قوله عن محمد بن عيسى المعافري: (سمعته يخطب مراراً، وكان يتقعّر في خطبته، وتكلف في الاسجاع، وكان مع ذلك يدعي ارتجالها، وكان شعره ضرباً من خطبه جالسته وكان لا يحدث) ([392])، كذلك قال عن محمد ابن عبد الله المعلم: (وكان شيخاً تائهاً لا معرفة عنده، وقد كتب عنه قوم حدثهم عن جده، ولو أراد أن يحدثهم عن نوح لفعل) ([393]) كما وصف خلف بن محمد الخولاني (بأنه كان ضعيف الكتابة) ([394])، وقال عن شيخه عبد الله بن محمد التجيبي المتوفى سنة 390هـ: (وكان ضعيف الخط ربما أخل بالهجاء) ([395])، هكذا استطاع ابن الفرضي التعرف على صفات الرجال ونزعاتهم العلمية حيث وقف على الكثير منها بنفسه أثناء معايشته لهم، وهذا مما أعطى كتاباته قيمة علمية لاسيما حينما تقارن بكتب التراجم التي جاءت بعدها.
كذلك أفاد من معايشته لبعض الأشخاص التعرف على نزعاتهم العقدية، فقد اتهم محمد بن عبد الله القيسي بالانتماء إلى مذهب ابن مسرة لكن ابن الفرضي رد هذه التهمة بقوله: (وقد كان ظاهره ظاهر إيمان وسلامة) ([396])، وهذا الحكم عليه إنما صدر من ابن الفرضي بعد معايشته لهذا الرجل وتعرفه على نزعاته العقدية .. كذلك أفاد من مجالسته لبعض العلماء الاطلاع على الوجاهة العلمية لبعضهم ومن ذلك مشاهدته للرسائل التي كانت تصل للفقيه يوسف بن يحيى الأزدي حيث قال: (فرأيته قد جاءته كتب كثيرة نحو المائة كتاب من جماعة من أهل مصر بعضهم يسأله الإجازة، وبعضهم يسأله في كتابه الرجوع إليهم) ([397]).
وكان ابن الفرضي يحرص على حضور المناسبات الاجتماعية ولعل من أبرز ما دونه حول هذا الموضوع حضوره لمناسبات الجنائز حيث استطاع من خلال هذا الحضور رصد بعض المعلومات المهمة عن بعض الأشخاص، ومن ذلك عمر المتوفى، وقدره العلمي والاجتماعي، ومن صلى عليه، ومتى، وأين دفن، يقول عن حضوره لجنازة إسماعيل بن اسحاق المعروف بابن الطحان: (توفي - عفا الله عنه - ليلة السبت ودفن يوم السبت بعد صلاة العصر في مقبرة قريش آخر يوم من صفر سنة اربع وثمانين وثلاثمائة، وصلى عليه قاضي الجماعة محمد بن يحيى بن زكريا التميمي، وشهدت جنازته وشهدها معنا ألوفُ من المسلمين، وكان الثناء عليه حسناً جداً) ([398]).
كما قال عن خلصة ببن موسى الزاهد (وتوفي - رحمه الله - ليلة الأربعاء لخمس بقين من رجب سنة ست وسبعين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة الربض، وصلى عليه محمد بن يبقى القاضي وشهدت جنازته، ولا أعلمني شهدت أعظم حفلاً منها، ولم يكن من أهل العلم) ([399]) كذلك قال بعد أن ذكر المعلومات المهمة عن وفاة عبد الله بن محمد بن عبد الله (شهدت موته - رحمه الله - وغسله، ودفنه) ([400])، كما بين أنه شهد جنازة محمد بن يبقى بن زرب وأنه شهدها جماعة من المسلمين وأن الثناء عليه كان حسناً.
وبهذا العرض استبان لنا أن ابن الفرضي قد سخر كل إمكاناته بل كل أحاسيسه ومداركه من أجل رصد تاريخ كثير من الرجال الذين عايشهم، ثم تدوينها ضمن سجلهم لتبقى جزءاً مهماً من تاريخهم لها أهميتها باعتبارها صادرة من شاهد عيان عايشها، بل ربما شارك في بعض أحداثها كما أتيحت له فرصة السؤال عما يشكل عليه في بعض الأشخاص ([401]).
ثالثاً: المصادر الشفهية:
لما كان ابن الفرضي قد عاصر جمعاً كبيراً من الشخصيات العلمية الأندلسية التي كتب عنها سواء أكانوا من شيوخه، أو زملائه وأقرانه، أو طلابه وتلاميذه، أو غيرهم ممن احتك بهم وتحدث إليهم، وتحدثوا له، فإنه قد أفاد منهم في جمع مادته العلمية عن طريق الرواية الشفهية التي سمعها منهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/98)
هكذا اتسعت دائرة المصادر الشفوية عند ابن الفرضي وقد وضح ذلك بعدة صيغ وعبارات مثل قوله: سمعت، أو قال لي، أو أخبرني بذلك فلان، وهذه العبارات كلها تدل على السماع والمشافهة، وسنذكر فيما يلي نماذج لهذا النوع من مصادر ابن الفرضي، فأما سمعت فقد وردت كثيراً في كتابه حيث استخدمها في رواياته ومقتبساته من شيوخه وأقرانه ومعاصريه، وكان كثيراً ما يذكرها حينما يُقوّم الرجال والرواة أو يتحدث عن صفات الرجال ومن ذلك قوله: (سمعت أبا بكر بن أصبغ يثني عليه، ويشهد له بالسماع - يعني عبد الله بن داود -) ([402]) و (سمعت عبيد الله بن الوليد بن المعيطي يثني عليه ويصفه بالمروءة وسمعت اسماعيل يثني عليه أيضاً - يعني عيسى بن خلف الخولاني -) ([403])، وكذلك (سمعت محمد بن يحيى بن عبد العزيز يقول: كان محمد بن أيمن إماماً روى الناس عنه كثيراً ومنها قوله: سمعت أبا محمد الباجي يقول فيه - يعني ابن دليم - من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة - إن شاء الله - فلينظر إلى ابن أبي دليم، وسمعت محمد ابن يحيى بن عبد العزيز - رحمه الله - يقول: كل من أصحابنا كانت له صبوة ما خلا محمد بن محمد بن أبي دليم فإن عرفته من صغره زاهداً) ([404])، وقد تكررت هذه العبارة عند ابن الفرضي كثيراً حينما يتحدث عن صفات الرجال سواء في المدح، أو القدح، وهذا مما يدل على حرصه في التوثق من مصادره لا سيما فيما يتعلق بجرح الرجال أو تعديلهم ([405]) لأنه فيما يبدو كان يعد هذا المصدر من أوثق المصادر لديه، ومن ذلك قوله حين حديثه عن أصبغ بن خليل كان معادياً للآثار، شديد التعصب للرأي، سمعت محمد بن أحمد بن يحيى يقول: سمعت قاسم بن أصبغ يقول: (سمعت أصبغ ابن خليل يقول: لأن يكون في تابوتي رأس خنزير أحب إلي من أن يكون فيه مسند ([406]) ابن أبي شيبة) ([407])، وكذلك قوله عن عبد الملك بن هذيل: (سمعت محمد بن أحمد يسئ القول فيه فينسبه إلى الضعف) ([408])، كما روى لنا عن طريق السماع شمائل بعض الأشخاص ومن ذلك قوله عن محارب بن الحكم الاسكافي سمعت إسماعيل يقول فيه:
(أنه مجاب الدعوة وخرج إلى أرض الحرب مجاهداً في غزوة … فمنحه الله الشهادة …) ([409]).
وكان أحياناً لا يحدد مصدر سماعه مثل قوله سمعت بعض أصحاب خالد يقول: (أن أمير المؤمنين المستنصر بالله كان يقول: إذا فاخرنا أهل المشرق بيحيى بن معين فاخرناهم بخالد بن سعد) ([410]).
ولم يكن ابن الفرضي يقصر هذا السماع على الشيوخ أو طلاب العلم بل إنه ربما أخذه من غيرهم كقوله: (سمعت بعضهم يذكره) ([411])، أو قوله: (سمعت أبي يصفه بالذكاء) ([412])، أو (سمعت هذا الخبر من أبي - رحمه الله -) ([413]).
وأما قال لي فإن هذه العبارة توحي بأن القول خاص بابن الفرضي مما قد يجعله ينفرد بها عن غيره من الرواة بخلاف سمعت فإنه قد يكون شاركه أحد فيه، وقد أورد ابن الفرضي هذه العبارة كثيراً وكانت في الغالب إجابة لسؤال وجهه ابن الفرضي لشخص ما يسأله عن معلومة تتعلق بشخص معين لاسيما في تحديد سنة الوفاة أو المولد حيث يقول: قال لي فلان ولدت ([414])، أو (قال لي ابنه أو صديقه أو غيرهما توفي فلان) ([415])، كما نلاحظ أن هذه العبارة وردت إجابة على سؤال وجهه ابن الفرضي لأحد الذين قدموا من رحلتهم العلمية إلى المشرق، وكان يتوقع أن لديهم إجابة على أشكال معين لديه ([416]).
كذلك وردت هذه العبارة إجابة على سؤال في تعديل الرجال، أو جرحهم مثل قوله عن محمد بن عيسى بن رفاعة: (قال لي محمد بن أحمد هو كذاب …) ([417])، وقوله عن محمد بن جنادة الأشبيلي: (قال لي العباس بن أصبغ: سمعت محمد بن قاسم يثني على محمد بن جناده …) ([418]).
وهذا المنهج في تلقي المعلومات له ميزة عن غيره إذا أنه ربما حصلت فيه محاورة بين القائل والمستمع يتم من خلالها الحصول على مزيد من المعلومات، ومن ذلك قوله: (قال لي العباس بن أصبغ: قال لنا محمد بن عبد الملك بن أيمن كان يحيى بن قاسم بن هلال أحد العباد المجتهدين،كان يصوم حتى يحتضر، وهو صاحب الشجرة. قلت للعباس: ما معنى الشجرة؟ قال: كانت في داره شجرة تسجد لسجوده، إذا سجد …) ([419]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/99)
ومن الأمثلة على ذلك ما قيل لابن الفرضي عن عبد الله الزجالي من مدح وتزكيته وأن عائذاً قال له ما أعرف أحداً يصلح للقضاء غيره فذكر هذا الأمر لسليمان بن أيوب فقال له: (كان أولى بالقضاء من ابن أبي عيسى: ومن منذر ومن غيرهما، ثم قال لي: هذا الذكر يغار له الناس) ([420]).
كذلك استخدم ابن الفرضي عبارة أخبرني، أو أخبرنا ومعظم الروايات التي ساقاها هنا مصدرها أحد قرابة المتحدث عنهم، وهي متعلقة بتاريخ وفاته ([421])، وهذا يدل على حرصه في أخذ المعلومات والأخبار من مصادرها القريبة والمطلعة، وهكذا نرى أن الصيغ التي استخدمها ابن الفرضي في نقل معلوماته في كتابه تاريخ العلماء هي الصيغ المستخدمة عند المحدثين مما يؤكد أثر ثقافته في العلوم الشرعية على ثقافته العامة واتجاهات التأليف الأخرى لديه لا سيما في ميدان التأريخ.
كما أورد ابن الفرضي بعد هذه العبارة أخباراً أخرى تتعلق بالمولد ([422])، أو الإجازة ([423])، أو الثناء على الرجال ([424]) أو غيرها، وكان ابن الفرضي يحدد مكان تلقيه الخبر الشفوي مثل قوله حينما ذكر وفاة أبي الفرج عبدوس بن محمد بن عبدوس: (أخبرني بوفاته عبيد بن محمد الشيخ الصالح نعاه إليّ في داره) ([425]).
كان هذا عرضاً لمصادر ابن الفرضي الشفوية، وقد بدا لنا من خلال استقراء نصوصها ما يلي:
- أن مصدر الرواية الشفوية عند ابن الفرضي كانوا إما شيوخه غالباً أو أقرانه ومعاصريه من أقارب المتحدث عنهم، وكان أشهر من روى عنهم من شيوخه يحيى بن مالك العائذي، ومحمد بن أحمد بن محمد بن مفرج، وأحمد بن عبد الله بن عبد البصير، وخطاب بن مسلمة بن بتري، وسهل بن إبراهيم بن سهل أبو القاسم، وعبد الله بن محمد ابن القاسم الثغري، وقاسم بن محمد بن أصبغ، ومجاهد بن أصبغ البجاني، ومحمد بن عمرو الأسدي، ومحمد بن محمد بن أبي دليم، ويحيى بن هذيل بن عبد الملك، وعباس ابن أصبغ الحجازي، وعبد الله بن محمد الباجي وغيرهم.
- أن ابن الفرضي كان أحياناً لا يحدد مصدر تلقيه الخبر الشفوي بل يقول أخبرني بذلك من كتب عنه أوسمع منه أو بعض أقاربه وغيرها من العبارات، بل أنه ربما كان أكثر تعميماً حين يقول ويحكي أنه … ([426])، كما أنه قد يجمع بين صيغتي أداء الخبر كأن يقول: وأخبرني وسمعت فلانا ([427])، وقد يجمع بين الرواية الشفوية والمكتوبة ([428]).
- مما يميز هذا النوع من المصادر أن ابن الفرضي لا يتعامل مع مصادر جامدة، بل إنه يتعامل مع رجال قد استوعبوا ما يقولون، وعايشوه كما عايشوا من ينقلون إليه الخبر، ولهذا سنحت فرصة للسؤال والمناقشة بين الطرفين لما قد يشكل حول الخبر المنقول، ومن الأمثلة على ذلك قوله حينما تحدث عن خالد بن سعد: (وكان إسماعيل يرفع به جداً … وسألت أبا عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى القاضي عن خالد هل كان بحيث يضعه إسماعيل من العلم بالحديث؟ فقال لي: أعور بين عميان…) ([429])، وكذلك قوله عن مسلمة بن القاسم: (وسمعت من ينسبه إلى الكذب وسألت محمد بن أحمد بن يحيى القاضي عنه فقال لي لم يكن كذاباً، ولكن كان ضعيف العقل) ([430]).
بل إن المصادر الشفوية ربما كانت معينة في تفسير وكشف غموض بعض ما يرد في المصادر المكتوبة، ومن الأمثلة على ذلك قول ابن الفرضي عن مروان بن عبد الملك الفخار: (وقرأت بخط أحمد بن محمد بن عبد البر قال: قال لي أحمد بن خالد: كان مروان الفخار ساكناً بأقريطش ([431]) وكان أصله من هنا، كان جاراً لبقي بن مخلد، قال: وكان له عشرين جارية تساوي كل جارية خمسمائة دينار: ولقد كانت له صبية تخرج إلى الفرن، وكانت ربما تأتيني بهدية يبعثها إلي فلقد كنت أتمنى أن تكون لي … ولقد قال لي: أن لي اليوم عشرين سنة ما أبيت إلا في ثيابي بعمامتي كما تراني وما أمس واحدة منهم، قلت لأحمد ابن كم؟ قال ابن ستين أو أكثر منها، قلت لأحمد: فعلى مروان كانت تدور فتيا أهل أقريطش؟، قال لي نعم، قلت له: وكان يحسن الفتيا؟ قال: كذا قال: ولقد جادلني يوماً في مسألة وكان فيها المخطئ، …) ([432]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/100)
وبهذا يتبين لنا أن المصادر الشفوية كانت من المصادر المهمة عند ابن الفرضي، بل إنه وبحكم معايشته لكثير من رواتها وأحداثها أفاد منها كثيراً، ولعل جرأة ابن الفرضي ومكانته العلمية فضلاً عن مواهبه العلمية والثقافة مما ساعده على ذلك ومكنه من السؤال عما أشكل والتحري عن الراوي والمروي عنه.
كان هذا عرضاً لمصادر ابن الفرضي وطرق تلقيه الأخبار حين تدوين كتابه تاريخ علماء الأندلس، وبالإضافة إلى هذه المصادر التي صرح بها وذكرها، فقد اعتمد أيضاً على مصادر أخرى غير محددة أو منسوبة إلى شخص معين مثل قوله: ذكر أو أخبرني بعض أصحابنا ([433])، أو بعض أهله ([434])، أو أهل موضعه ([435]) أو من أثق به ([436]) أو أهل العلم ([437])، أو غير واحد ([438])، أو جماعة ([439])، أو بعض الشيوخ ([440])، أو بعض من كتب عنه ([441])، أو كتب عنه وسمع منه ([442])، أو من سمع ([443]) وغيرها من العبارات التي توحي بأخذ ابن الفرضي من مصدره مباشرة، لكنه لم يحدده باسمه إما لدواعي الاختصار، وهو منهج عمل به كثيراً في التعامل مع مصادره وأسانيدها، وقد يكون الغرض كثرة من تلقى عنهم الخبر بدرجة أن الرواية أصبحت متواترة لديه مما جعله لا يرى حاجة إلى تحديد مصدرها، بل إن هذا الشعور جعله أحياناً لا يحدد مصدره، بل يقول فيما بلغني ([444]) أو ويحكى ([445])، وهكذا تبدو لنا دقة ابن الفرضي في التعامل مع مصادره، حيث كان ينسب الأقوال إلى أصحابها، بل إنه كان حينما يسمع الخبر من مصادر متعددة يوضح ذلك حيث ينسب كل جزئية إلى قائلها ومن ذلك قوله حينما تحدث عن عبد الرحمن بن صفوان: (ذكر بعض أمره خالد، وبعضه من كتاب ابن حارث، وكتبت نسبه من كتاب محمد بن أحمد ([446]).
حاسة النقد التاريخي عند ابن الفرضي وأثرها على موقفه من مصادره:
إن ابن الفرضي العالم، الحافظ، الراوية، المحدث، الفقيه، القاضي، الناقد قد تعامل مع مصادره المختلفة حسبما يقتضيه المنهج العلمي لمن هو بمثل هذا المستوى من النضج العلمي، إذ أن هذه المزايا العلمية، وتلك المواهب، والقدرات الشخصية قد مكنته من الإحاطة بمصادره والتعامل معها بصدق وأمانة، حيث ينسب الروايات والأخبار إلى مصادرها، أو قائليها في الأعم الغالب، كما أنه - أحياناً - لا يكتفي بالنقل بل يناقش، ويحلل بعض الروايات معتمداً في ذلك على الدليل والحجة سواء أكانت نقلية، أو استنباطية، ويدرك من يتتبع هذا المنهج التحليلي عند ابن الفرضي أن حاسة النقد التاريخي كانت لديه قوية، وقد بدا هذا واضحاً خلال تعامله مع مصادره إذ لم يكن يقبل كل ما ذكرته المصادر على أنه قضايا مسلم بها، بل كان يحلل ويناقش، كما كان ينتقد ويرد بعض الروايات والأخبار، ومن خلال تتبعنا لهذا المنهج بدت لنا القضايا التالية:
- أنه يحلل ويناقش بعض الروايات والأحاديث التي يسوقها والتي قد يبدو عليها الضعف أو الاختلاق، ويبين رأيه فيها، ومن ذلك قوله: (أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي دليم ومحمد ابن يحيى بن عبد العزيز قالا: نا أحمد بن خالد قال: نا محمد بن وضاح قال: نا آدم بن أبي إياس العسقلاني قال: نا أبو محمد قتيبة عن أبيه عن شيبان عن أبي طبية الجرجاني قال: قال رسول الله ش من رابط بعسقلان ليلة، ثم مات بعد ذلك بستين سنة مات شهيداً، وإن مات في أرض الشرك) ([447])، وقد علق ابن الفرضي على هذا الحديث بقوله: (قال عبد الله ابن محمد - يعني نفسه-: وهذا الحديث منكر جداً) ([448]).كما روى عن محمد بن منصور المرادي الأندلسي قوله: (أخبرنا أبو زكريا العائذي قال: نا الحسن بن رشيق قال: نا أبو بكر محمد بن منصور المرادي الأندلسي قال: نا أبو إسماعيل الأيلي حفص بن عمر، قال: حدثني ثور بن يزيد عن يزيد بن مرثد، عن أبي رهم قال: سمعت رسول الله ش يقول: " إذا رجع أحدكم من سفره فليرجع إلى أهله بهدية فإن لم يجد إلا أن يلقى في مخلاته حجراً أو حزمة حطب فإن ذلك مما يعجبهم " ([449]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/101)
وقد علق على هذا الحديث بقوله: قال عبد الله بن محمد - يعني نفسه-، وهذا الحديث باطل ([450]). لكنه لم يوضح سبب رد الحديث هل هو لعلة في الإسناد أو المتن، ويبدو أنه هنا اكتفى بمنهج بعض المؤرخين بينما يقتضي منهج أهل الحديث ذكر السبب والعلة حتى يقبل كلامه ويؤخذ بما قاله.
كما روى بعض الأحاديث التي لم تصح عن الرسول ش، وقد بين رأيه فيها، ومن ذلك ما رواه محمد بن عبد الله المطماطي البزار: (أخبرنا أصبغ بن عبد الله، قال: قال لنا ابو إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان لمالكي: وممن روى عن مالك من أهل الأندلس محمد ابن عبد الله المطماطي، أجاز لي محمد بن عمر الأندلسي عنه، عن مالك، عن ربيعة، عن أنس، عن النبي ش: " من لم يعدني في رمدي، لم أحب أن يعدني في علتي " كذا قال ابن شعبان، وحدثنا به من طرف عن محمد بن عبد الله المطماطي هذا، عن عبد العزيز بن يحيى، عن مالك. وهذا حديث منكر لا يثبت من غير طريق مالك، فكيف لمالك؟!)، ثم دعم رأيه هذا بقول شيخه محمد بن أحمد بن يحيى بأنه روايته عن مالك غير مقبولة ولا ممكنة ([451]).
وكذلك الحديث الذي رواه محمد بن ميسور: (أخبرني أبو ثابت قال: أملى علينا خالد بن سعد قال: كتب إلي محمد بن منصور الرجل الصالح بخط يده، وقال في كتابه: كتبت إليك يا أخي أكرمك الله بطاعته، ومن قدس الله، ومسرى نبيه ش قال: حدثني غسان القاضي القلزم، قال: حدثني أبي، قال: نا محمد بن عزيز الأيلي، قال: نا يعقوب ابن أبي الجهم ابن سوار الأسدي، قال: نا عمرو ابن جرير، عن عبد العزيز يعني: ابن زياد، عن أنس قال: بينما نحن عند النبي ش إذا عطس عثمان رضي الله عنه ثلاث عطسات متواليات: فقال النبي ش: " يا عثمان: الا أبشرك، هذا جبريل يخبرني عن الله تبارك وتعالى: ما من مؤمن يعطس ثلاث عطسات متواليات إلا كان الإيمان ثابت في قلبه " وقد بين ابن الفرضي رأيه بهذا الحديث حيث قال: قال عبد الله: هذا حديث منكر لا أصل له) ([452]).
ومن ذلك أيضاً أخبرنا أحمد بن خالد، قال: نا يزيد بن عمر الأندلسي، قال: نا ابن العرابي أحمد بن محمد بن بشر بمكة، قال: نا الزعفراني، عن سفيان بن عيبنة، عن الزبيري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه عبد الله بن عمر، قال: حضرت رويفع ابن ثابت الأنصاري: وهو يسأل رسول الله ش عن الفتنة، وكيف هو ناج منها؟ فقال له رسول الله ش: " يا رويفع: إلزم الجبال والقفار، فإنه أسلم لدينك ودنياك … بل الحياة فعليك: بسكنى مدينة برقة ([453])، إنها ستفتح عليكم وغيرها: من مدائن المغرب " وفي الخبر: " مدينة في الإسلام بعض الأرض المقدسة ساكنها سعيد وميتها - في آخر الزمان - عريق، فقال عبد الله بن عمر: فما زلت أجعل ذلك من بالي، من أجل هذا الحديث حتى فتح الله على المسلمين مصر والمغرب، فسأل رويفع عمر بن الخطاب أن يوفده إلى المغرب فولاه برقة، فلم يزل بها حتى مات فيها، وقبره بها رحمه الله "، وقد بين ابن الفرض رأيه في هذا الحديث بقوله: قال عبد الله - يعني نفسه- أن هذا الحديث باطل، ولا سيما بهذا الإسناد ([454]).
كانت هذه نماذج لوقفات ابن الفرضي عند بعض الأحاديث التي أوردها حيث بيّنَ رأيه في صحتها.
- وقد كان للروايات التاريخية نصيبها من المناقشة والتحليل حيث وقف عند بعضها مناقشاً ومحللا معتمداً في ذلك على حاسته التاريخية، ومن الأمثلة أنه حينما تحدث عن محمد بن عيسى بن رفاعة الخولاني ذكر أنه ينسب إلى الكذب، وأن محمد بن أحمد قد قال له: إنه كذاب ([455])، ولم يكتف ابن الفرضي بهذا الحكم: بل أعقب ذلك بذكر الدليل وهو أن الخولاني حينما قدم إلى قرطبة أخرج كتاباً مُختلقاً من حديث سفيان بن عيينة جله سفيان عن الزهري عن أنس عن النبي ش، وليس لسفيان عن الزهري عن أنس من المسند إلا ستة أحاديث أو سبعة، وهكذا افتضح أمره وشُهر بالكذب كما يقول ابن الفرضي ([456])، ومن ذلك قوله: أخبرني إسماعيل قال: قال خالد بن سعد: ذكرت في كتابي مناقب الناس، ومحاسنهم إلا رجلين محمد بن وليد القرطبي، وسعيد بن جابر الأشبيلي فإني صرحت عليهما بالكذب وكانا كذابين ([457])، لكن ابن الفرضي لم يأخذ بقول خالد على الرغم من كونه من مصادره المهمة بل إنه رأى مناقشة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/102)
روايته هذه حيث علق على ذلك بقوله: (ولم يكن سعيد ابن جابر - إن شاء الله - كما قال خالد قد رأيتُ أصول أسمعته، ووقع إلي كثير منها فرأيتُها نزل على تحري الرواية وورع في السماع وصدق) ([458])، ولم يكتف ابن الفرضي بهذا بل ساق أدلة أخرى ومنها قوله: (وقد حدثني العباس ابن أصبغ قال: سمعت محمد بن قاسم يثني على سعيد بن جابر ويقول: كان صاحبنا عند النسائي ووصفه بالصدق قال لي عباس ومحمد بن قاسم: بعثني إلى سعيد ابن جابر لما كنت أسمع من ثنائه عليه) ([459]).
وحينما تحدث عن عبيد الله بن عمر بن أحمد القيسي الشافعي قال: (سمعت محمد بن أحمد بن يحيى ينسبه إلى الكذب، ووقفت على بعض ذلك في تاريخ أبي زرعة الدمشقي من أصوله، وقع إلي وقرأته على أبي عبد الله بن مفرج فرأيته قد أدعى روايته عن رجل من أهل دمشق يقال له بكر بن شعيب زعم أنه حدثه عن أبي زرعة، وكان أبو عبد الله قد لقي هذا الرجل وكتب عنه، وحكى أنه لم تكن له سن يجوز أن يحدث بها عن أبي زرعة) ([460])، ولم يكتف ابن الفرضي بهذه الأدلة بل إنه أضاف دليلاً آخر وهو قوله:
(وكان عبيد الله قد بشر -أي كشط- إسناداً في آخر الكتاب وكتب مكانه هذا الرجل) ([461]).
ولما تحدث عن يحيى بن معمر بن عمران وذكر سيرته قال: ذكر ذلك أحمد ولم يذكر أن يحيى بن معمر استقضي مرة ثانية، لكن ابن الفرضي وضح ذلك حيث ذكر رواية عن ابن حارث أن الأمير عبد الرحمن استقضاه مرة ثانية، وبين أن هذا الرأي هو الصحيح والدليل عليه أن يحيى بن معمر صلى بالناس صلاة الخسوف بقرطبة سنة ثمان عشرة في مسجد أبي عثمان وهو قاض ([462]).
وكان ابن الفرضي يذكر أحياناً الرواية الراجحة لديه دون أن يذكر الدليل أو سبب الترجيح، فحينما تحدث عن وفاة عبيدون بن محمد الجهني قال: (وتوفي ليومين مضيا من شوال سنة خمس وعشرين وثلاثمائة من كتاب خالد، وفي كتاب محمد بن أحمد توفي في شوال سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وهو أصح إن شاء الله) ([463])، هكذا رجح رواية محمد ابن أحمد على ما ذكره خالد دون أن يذكر سبباً أو دليلاً يدعم ما قاله، ولم يكن الترجيح بين الروايات سواءً بدليل أو بدونه منهجاً دائماً عند ابن الفرضي، بل إنه كان أحياناً يذكر الروايات التاريخية وأقوال المؤرخين المتباينة في القضية الواحدة ويتوقف عن ترجيح رواية على أخرى، وذلك حينما لا يملك الحجة البينة أو لا يتضح له الحق والصواب والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة منها: (أخبرنا محمد بن أحمد بن يحيى قال: نا ابن فراس قال: حدثنا محمد بن علي الصائغ قال: نا سعيد بن منصور قال: نا هشيم قال: نا عبد الرحمن بن يحيى عن حبان بن أبي جبلة الحسني عن أبي عباس: أن آية من كتاب الله سرقها الشيطان: [بسم الله الرحمن الرحيم].
وأخبرنا خلف بن القاسم قال: نا علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي قال: بمكة قال: نا محمد بن سليمان بن فارس قال: نا محمد بن إسماعيل البخاري قال: نا ابن أبي مريم قال: نا بكر سمع عبد الله بن زجر عن حبان بن أبي جبلة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: (لا تسلموا على شربة الخمر) ([464])، ولم يبين ابن الفرضي حكم هذين الحديثين.
ومنها ما ذكره عن عبد الله بن مسرة بن نجيح حيث قال: وأخبرني إسماعيل قال: أخبرني خالد قال: كان محمد بن إبراهيم بن حيون يشهد على عبد الله بالقدر، ويقول لي: كان يحزن فيه - أي يكتمه - ثم عقب على ذلك ابن الفرضي بقوله: (كان عبد الله بن مسرة فيما أخبرني من أثق به فاضلاً، ديناً، طويل الصلاة) ([465])، هكذا أورد ابن الفرضي هاتين الروايتين دون أن يذكر رأيه في الصحيح والمقبول منها، وقد تكرر هذا الموقف منه كثيراً وفي عدد من الروايات التاريخية ([466]).
وهذا المنهج - في الحقيقة- لا يعد قصوراً في شخصية ابن الفرضي، بل هو نهج سار عليه كبار المؤرخين والكتاب وعلماء الرجال، والجرح والتعديل، وهو ما يسمى عندهم بالتوقف في المسائل التي لا يملكون دليلاً قوياً أو بينة واضحة في القول بها، أو الحكم عليها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/103)
وعلى الرغم من كون ابن الفرضي محدثاً وناقداً ([467])، ومهتماً بمصادره ومن يأخذ عنه، فإنه كان أحياناً يأخذ من المجاهيل ويذكر بعض الرؤى والحكايات التي قد يبدو الضعف عليها سنداً أو متناً، فمن أمثلة أخذه من المجاهيل قوله: أخبرنا إسماعيل قال: نا خالد قال: حدثنا بن البابا والأعناقي قال: نا أبان بن عيسى بن دينار عن أبيه قال: قال لي عامر: قال مالك: (قل هو الله أحد) من المعوذات، قال: الأعناقي: عامر هذا كان عندنا معلماً بقرطبة روى عنه عيسى بن دينار ([468])، وقوله: كان معلماً يشعر بأنه معلم والمعلم هو معلم الصبيان، كما أن هذا الراوي مجهول النسب غير معروف بحمل العلم وروايته، كما أنه ليس من المعروفين بالرواية عن مالك ابن أنس -رحمه الله - حيث ترجم له ابن الفرضي بقوله: عامر المعلم من أهل قرطبة ([469]) ولم يزد على، وهذا يدل على أنه يأخذ عن المجاهيل غير المعروفين بالرواية والنقل.
كما روى بعض الحكايات والرؤى عن بعض من ترجم لهم فمن الرؤى ما رواه عبد الله بن محمد بن علي القيسى (أخبرنا عبد الله بن محمد بن علي قال: نا أحمد بن خالد قال: ذكر لنا ابن وضاح عن أبي محمد الخشاب السرقسطي صاحبه، وكان نعم الرجل مؤتمناً على ما يقول أنه رأى في منامه النبي ش يمشي في طريق، وأبو بكر خلفه وعمر خلف أبي بكر، ومالك ابن أنس خلف عمر، وسحنون خلف مالك، قال ابن وضاح: فذكرته لسحنون فسر بذلك) ([470]).
كذلك من الرؤى ما ذكره ميكايل بن هارون الباهلي (أخبرني سهل بن إبراهيم قال: حدثني أبي قال: حدثني رجل سماه كان قيماً في المسجد الجامع باستجة قال: كنت جالساً في مجلس ميكايل بن هارون إذ وقف علينا رجل فقال: أيكم مكايل بن هارون فأشرنا له إليه، فقال: أتاني الليلة آت في منامي فقال لي بشر مكايل بن هارون بالجنة، أو قال: قل لمكايل أنه من أهل الجنة) ([471]).
أما الحكايات فمنها ما رواه عن أبي العجنس: (قرأت بخط محمد بن أحمد الذهري الزاهد: قال لنا محمد بن وضاح: كان أبو العجنس رجل يسكن غدير بني ثعلبة يقال: إنه كانت له في رمضان ثلاث أكلات: من سبعة أيام إلى سبعة أيام، ثم أكلة الفطر، وهو الذي مر به الحكم بن هشام، فسلم عليه وأشار بالخيزران -: وكان على سقف له يبنى - فرد عليه أبو العجنس وأشار بالأطر له، فكلم بذلك فقال: أشار إلي بالخيزران فأشرت إليه بالاطرلة) ([472]).
ويبدو أن الكم الهائل من المادة العلمية التي جمعها، بالإضافة إلى تناثر جزئياتها، وكثرة تفصيلاتها الدقيقة، مع تعدد موارده ومصادره، واتساع إطارها الزماني جعلته أحياناً يفقد حاسته التاريخية مما أوقعه في بعض الأخطاء العلمية أو التناقض فيما يذكره من معلومات أو أخبار، فمن الأخطاء التاريخية قوله: ((وأخبرنا محمد بن أحمد بن يحيى قال: محمد بن محمد بن معروف النيسابوري قال: نا عبد الرحمن بن الفضل الفارسي قال: نا محمد بن إسماعيل البخاري قال: نا يحيى بن بكير عن الليث قال: وفي سنة اثنتين وعشرين ومائة قتل عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي أمير الأندلس)) ([473])، وهو بهذا القول الذي رواه بإسناده عن البخاري يناقض نفسه حيث ذكر حين ترجمته لعبد الرحمن الغافقي إنه توفي سنة خمس عشرة ومائة ([474])، كما يخالف إجماع المؤرخين المسلمين الذين ذكروا أن وفاته كانت في أعقاب هزيمة المسلمين في معركة بلاط الشهداء سنة 114هـ ([475]).
كما ذكر أن وفاة عبد الملك ابن قطن سنة خمس وعشرين ومائة ([476])، وهذا التحديد غير متفق مع ما ذكره المؤرخون من أن وفاة هذا الوالي كانت في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين ومائة كما ذكره ابن عذاري ([477])، وابن الأثير ([478])، والمقري ([479]).
ولم تكن هذه التجاوزات والأخطاء قاصرة على تحديد سني الوفيات، بل تجاوزتها إلى بعض الأحداث التاريخية المشهورة ومنها قوله عن نهاية عبد العزيز بن موسى ابن نصير:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/104)
(وكان أبوه قد استخلفه على الأندلس فأقام واليها إلى أن كتب سليمان بن عبد الملك هنالك فقتلوه، وأتوه برأسه ([480]). هكذا حمل الخليفة سليمان بن عبد الملك مسئولية مقتل عبد العزيز بن نصير مع أن هذه القضية قد رفضها المؤرخون سلفاً وخلفاً ولم يقل بها سوى فئة من مؤرخي الأندلس المتأخرين، وممن رفضها من المؤرخين ابن عبد الحكم ([481])، وابن القوطية ([482])، وصاحب أخبار مجموعة ([483])، والحميدي ([484])، والضبي ([485])، وغيرهم، كما ذكر بأن عودة موسى بن نصير من الأندلس إلى المشرق كانت سنة أربع وتسعين ([486])، بينما الذي ذكره المؤرخون ([487]) أن ذلك كان في ذي الحجة سنة خمس وتسعين.
كذلك لم يسلم ابن الفرضي من بعض التناقض بين بعض الروايات التي ذكرها، ومن الأمثلة على ذلك قوله: بأن محارب بن قطن بن عبد الواحد توفي سنة ست وخمسين ومائتين، كذا قال إسماعيل عن كتاب خالد ([488])، لكنه يناقض هذا القول بعد ذلك حيث قال: (ورأيت شهادته في وثيقة تاريخها للنصف من ربيع الأول سنة احدى وثمانين ومائتين ([489])، هكذا يبدو عدم صحة الرواية الأولى لكن ابن الفرضي أوردها ولم يحاول ردها وبيان خطأها لأن ما ذكره في الرواية الثانية دليل مادي يعد أقوى من قول إسماعيل عن خالد.
كذلك قال عن عفير بن مسعود ابن عفير وعاش إلى أن بلغ المائة وتوفي رحمه الله سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وكان مولده سنة عشرين ومائتين، ذكره محمد بن حسن ([490]) يعني الزبيدي، وهكذا يبدو لنا أن عفيرا قد بلغ سبعاً وتسعين عاماً حسب قولي ابن الفرضي وليس كما قرر بأنه قد بلغ مائة عام.
وبهذا العرض يتبين لنا أن ابن الفرضي وعلى الرغم من قوة الحس التاريخي لديه فإنه قد وقع في بعض الأخطاء التاريخية، أو التناقض بين بعض ما ذكره من أقوال أو روايات استقاها من مصادره، إلا أنها كانت قليلة إذا ما قورنت بكثرة ما جمعه من مادة علمية ومن مصادر وموارد مختلفة.
الخاتمة:
بعد هذه الجولة بين مصادر الحافظ ابن الفرضي في كتابه تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس، والتي استقى مادته العلمية في هذا الكتاب بدت لنا القضايا والاستنتاجات التالية:
- أن القدرات والمواهب الشخصية التي تمتع بها ابن الفرضي قد ساعدته كثيرا على نضج شخصيته العلمية، فهو حافظ ومحدث وناقد وفقيه وراوية؛ وقد كان لهذا النضج العلمي أثره الواضح في قدرته على الاستيعاب ومن ثم الإحاطة بما يرى أو يسمع أو يقرأ.
- أن تعدد المشارب الفكرية عند ابن الفرضي قد أثرت على شخصيته العلمية، فبالرغم من كونه مالكي المذهب، إلا إنه لم يبق أسيرا لمذهبه بل كان يأخذ من أصحاب المذاهب والاتجاهات الفكرية الأخرى حسب حاجته وهذا التوجه إضافة إلى نزعته الأدبية واللغوية قد جعلته يملك وسائل وأساليب أعانته كثيرا على تعدد مصادره وفهمها.
- أن من يقرأ مقدمة ابن الفرضي لكتابه تاريخ العلماء يدرك اهتمامه الواضح بالتوثيق والمصادر، وأنه كان يستشعر أن آفة الأخبار رواتها كما كان يعدها مرآة صادقة لما يحويه كتابه في ثناياه من معلومات رأى أنها مهمة في بابها وموضوعها.
- كما بدا لنا من خلال استقراء مقدمة هذا الكتاب وبعد الاطلاع على ما جمعه من معلومات وأخبار في ثنايا كتابه، أن مصادره كانت متعددة ومتنوعة، وأنه لم يكن يغفل أي مصدر يظن أنه يخدمه أو يوفر له مادة علمية؛ ولهذا جاءت مصادره متنوعة ما بين مشاهد ومسموع، ومقروء أو مستنبط.
- أن المصادر المكتوبة كانت تمثل حيزا كبيرا من بين مصادره وكان من أهمها المؤلفات التاريخية والتي أحسن اختيارها إذ جاء معظمها لعلماء يعدون من كبار علماء الأندلس آنذاك.
- وكانت المكاتبة والاستكتاب رافدا مهما لمصادره التاريخية لاسيما في الجزئيات الدقيقة من سير الأفراد حيث كان يصل إلى هذا النوع من مصادره عن طريق الرسائل التي يضمنها بعض الأسئلة والاستفسارات حول قضية معينة فيأتيه الرد مكتوبا متضمنا الجواب على سؤاله أو أسئلته.
- كما اعتمد ابن الفرضي على اللوحات والوثائق المادية في جمع مادته العلمية مثل اللوحات على القبور ووثائق المبايعات، وبالرغم من محدودية هذا النوع من المصادر عند ابن الفرضي إلا أنه كان مصدرا مهما لديه؛ وذلك لوضوحه ودقة دلالته فضلا عن سرعة الوصول إليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/105)
- أن إلمام ابن الفرضي بعلم الجرح والتعديل قد جعل المعاينة والمعايشة والمشاهدة من مصادره الرئيسة؛ ذلك أنه من خلال هذا العلم قام برصد صفات وقدرات ومواهب من التقى بهم أو عايشهم من أولئك الرجال، ثم ضمنها كتابه لتكون مادة علمية مهمة في كتابه.
- كانت الرواية الشفوية مصدرا مهما عند ابن الفرضي ومما ساعده كثيرا على الإفادة من هذا النوع من المصادر معايشته لكثير من رواتها وأحداثها، هذا فضلا عما يتمتع به ابن الفرضي من مواهب علمية وقدرات شخصية مكنته من السؤال عما أشكل عليه والتحري عن الراوي والمروي عنه حيث كانت لدى ابن الفرضي همة قوية ونفس واسع في تتبع هذا النوع من المصادر مع الدقة والأمانة في الرصد والنقل
- أن قوة حاسة النقد التاريخي عند ابن الفرضي قد أثرت على تعامله مع مصادره؛ إذ إنه لم يكن يأخذ كل ما تذكره مصادره على أنها قضايا مسلم بها لا تحتمل الخطأ والتحريف والزلل، بل كان يحلل ويناقش بعض الروايات كما نقد بعض ما ذكرته مصادره مما أكسب شخصيته العلمية الاستقلالية بالرأي والتحرر من كبوات وأوهام بعض المصادر.
- على الرغم من كون ابن الفرضي محدثا وناقدا وحافظا ومهتما بمصادره ومن يأخذ عنه فإنه كان أحيانا يأخذ من مصادر مجهولة، كما كان أحيانا يذكر بعض الروايات التي لا تتكئ على أسس علمية أو منهجية بل ربما كان مصدرها الرؤى المنامية أو حكايات الناس، وهذا بلا شك مما أوقعه في بعض المزالق العلمية.
- كان هذا أبرز ما توصل إليه هذا البحث من استنتاجات وقد بدت تفصيلاتها مع غيرها في ثنايا هذه الدراسة والحمد لله أولا وآخرًا.
الهوامش والتعليقات
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) أكرم العمري: موارد الخطيب البغدادي ص 171.
([2]) المؤرخون والجغرافيون ص 99.
([3]) تاريخ الفكر الأندلسي ص 271، ولا شك أنه يقصد أقدم معجم رجال في الأندلس، أما في المشرق فهناك: التاريخ ليحيى بن معين (ت 233هـ)، التاريخ الكبير للبخاري (ت 256)، الطبقات الكبرى لابن سعد (ت230هـ)، الطبقات لخليفة بن خياط (ت 240هـ)، التاريخ لابن أبي خيثمة (ت 279) وغيرها.
([4]) جذوة المقتبس ص 238.
([5]) بغية الملتمس ص 322.
([6]) سير أعلام النبلاء ج 17 ص178.
([7]) ابن بشكوال: الصلة ص 252، (نقلاً عن ابن حيان)، الذهبي: تذكرة الحفاظ ج 3 ص 1076 (نقلاً عن ابن حيان).
([8]) الحميدي: جذوة المقتبس ص 237، ابن بشكوال: الصلة ص 251، ابن عميرة: بغية الملتمس ص 322، الذهبي: سير أعلام النبلاء ص 178.
([9]) ابن بشكوال: الصلة ص 253، ابن خلكان: وقيات الأعيان ج3 ص106، المقري: نفح الطيب ج2 ص127، وقد ذكر أبو عمر بن عبد البر – أحد تلاميذه – أن بينهما في السن نحو خمس عشرة سنة، والصحيح سبع عشرة سنة لأن ابن عبد البر ولد في ربيع الأول سنة ثمان وستين وثلاثمائة كما كتب ذلك بيده (ابن بشكوال: الصلة ص 252 و 679)
([10]) الصلة ص251.
([11]) تاريخ العلماء: ترجمة 748.
([12]) قلعة أيوب ( calatayud) ) نسبت إلى أيوب بن حبيب ثاني ولاة الأندلس الذي جدد بناءها، وهي تابعة للثغر الأعلى، وتقع غربي مدينة سرقسطة على بعد خمسين ميلا. (ابن غالب: فرحة الأنفس ص 19، البكري: جغرافية الأندلس ص 91، الإدريسي: صفة المغرب ص 190).
([13]) تاريخ العلماء ترجمة 753، وقد ذكر ابن الفرضي أنه قدم عليهم في قرطبة حينما نفي من بلدة قلعة أيوب بسبب تشدده في الإنكار على بعض خواص السلطان، كما يذكر أن شيخه هذا رحل إلى المشرق وتزود بالعلوم على علماء بغداد، والكوفة، والشام، وتوفي بقلعة أيوب سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة وهو ابن ثلاث وستين سنة (تاريخ العلماء ترجمة 352).
([14]) تاريخ العلماء ترجمة 1318.
([15]) المصدر السابق ترجمة 1360.
([16]) بطليوس: (( Bada luz تقع على نهر وادي يانه شمال شرق مدينة أشبيلية على بعد 185 ميلا، بنيت على يد الثائر عبدالرحمن بن مروام الجليقي عام 261 هـ. (البكري: المسالك والممالك ج2 ص906، سحر عبدالعزيز سالم: تاريخ بطليوس الإسلامية ج1 ص 137 ـ 140).
([17]) المصدر السابق ترجمة 1388.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/106)
([18]) المصدر السابق ترجمة 1390. ويبدو أن هذا الارتياح الذي أبداه ابن الفرضي إزاء هذا الشيخ يرجع إلى عدد من الأسباب منها غزارة علم ابن برطال فقد طلب العلم بقرطبة ثم رحل إلى المشرق حيث تنقل بين عدد كثير من علمائه مما أكسبه علماً جماً، ومنها أيضاً ما يتصف به هذا العالم من صفات طيبة حيث كان وقوراً حليماً متواضعاً ظاهره كباطنه (المصدر السابق ترجمة 1390).
([19]) المصدر السابق ترجمة 1390.
([20]) المصدر السابق ترجمة 726.
([21]) مدينة شذونة ( SIDONIA ) تقع إلى الجنوب من قرطبة، وبينها وبين ميناء مالقة ثمانية وعشرون ميلا، وكانت حاضرة كرة ريه. (ابن غالب: فرحة الأنفس ص 294، الحميري: الروض المعطار ص31).
([22]) المصدر السابق ترجمة 626.
([23]) ألبيرة ( ELVIRA ) : كرة كبيرة ومدن متصلة تقع شرق قرطبة، بنيت مدينتها في عهد عبدالرحمن الداخل بينها وبين غرناطة ستة أميال، وهي كثيرة الأنهار والأشجار والثمار. (ابن الخطيب: الاحاطة ج1 ص99 – 100، الحميري: الروض المعطار ص 28 ت 29)
([24]) المصدر السابق ترجمة 930.
([25]) بجانة ( BECHINA ) من مدن الأندلس الجنوبية في كورة البيرة بينها وبين غرناطة مائة ميل، ولا تبعد عن البحر الرومي سوى ستة أميال. (الإدريسي: نزهة المشتاق ص 200، ياقوت: معجم البلدان ج1 ص339).
([26]) المصدر السابق ترجمة 1468.
([27]) المصدر السابق ترجمة 1414.
([28]) المصدر السابق ترجمة 1003.
([29]) قلسانه Calsena) ) بالسين والشين من كورة شذونة، وهي مدينة سهلية على وادي لك وتشتهر بصناعة الثياب. (الحميري: الروض المعطار ص 466، سحر عبد العزيز سالم: تاريخ بطليوس ص324 حاشية 87).
([30]) المصدر السابق ترجمة 1636.
([31]) المصدر السابق ترجمة 741.
([32]) الزهراء: تقع شمال غرب مدينة قرطبة، وعلى بعد حوالي ستة أميال، وقد شرع الخليفة عبدالرحمن الناصر في بنائها في شهر المحرم سنة 325 هـ؛ حيث عهد إلى ابنه الحكم بالإشراف
على البناء، وقد استمر البناء إلى عهد الحكم، لكن الزهراء لم تعمر طويلا؛ حيث إنه لما تغلب المنصور ابن أبي عامر على السلطة نقل قاعدة الحكم منها إلى الزاهرة وقد قام البربر بتخريبها أثناء الفتنة البربرية. (ابن غالب: فرحة الأنفس ص31 ـ 34، الحميري: الروض المعطار ص 8 2ـ 32، المقري: نفح الطيب ج2 ص65 ـ 67، السيد عبدالعزيز سالم: تاريخ المسلمين
ص 407 ـ 411).
([33]) المصدر السابق ترجمة 857.
([34]) هو يوسف بن أحمد بن يوسف بن الدخيل الصيدلاني المكي، سمع منه ابن الفرضي بمكة المكرمة، توفي سنة 388هـ. (ابن الفرضي: تاريخ العلماء ترجمة 1378،الحميدي: جذوة المقتبس ص254، ابن عميرة: بغية الملتمس ص 334، ابن بشكوال: الصلة ص25).
([35]) هو علي بن عبد الله بن الحسين بن جهضم الهمداني الزاهد، شيخ الصوفية بالحرم المكي، قال عنه الذهبي: (إنه متهم بوضع الحديث، وقد عده ابن الفرضي من شيوخه بمكة، توفي بمكة سنة 414هـ). (تاريخ العلماء ترجمة 808 (ابن بشكوال: الصلة ص 252).
([36]) الحميدي: جذوة المقتبس ص 237، ابن بشكوال: الصلة ص 252، ابن عميرة: بغية الملتمس ص 321.
([37]) الحميدي: جذوة المقتبس ص 237، ابن بشكوال: الصلة ص 252، ابن عميرة: بغية الملتمس ص 222.
([38]) ابن بشكوال: الصلة ص 252، ابن عميرة: بغية الملتمس ص322.
([39]) تاريخ العلماء والرواة ترجمة 275، 753، 1468.
([40]) المصدر السابق ترجمة 221
([41]) المصدر السابق ترجمة 756، 439.
([42]) المصدر السابق ترجمة 1326.
([43]) المصدر السابق ترجمة 1383.
([44]) المصدر السابق 1356.
([45]) المصدر السابق ترجمة 932
ـ[السي]ــــــــ[30 - 06 - 02, 12:37 ص]ـ
هذا هو البحث كاملا للفائدة
مصادر الحافظ ابن الفرضي
في كتابه
" تاريخ العلماء والرواة "
د. حمد بن صالح السحيباني
الأستاذ المشارك في قسم التاريخ والحضارة بكلية العلوم الاجتماعية
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
ملخص البحث
تناولت هذه الدراسة القضايا التالية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/107)
أولاً: بدأت بمقدمة مختصرة عن كتب التراجم والرجال حتى عصر ظهور هذا الكتاب، ثم تناولت التعريف بالمؤلف وطلبه العلم بالأندلس، ثم رحلته إلى المشرق، وأهم مؤلفاته الموجودة والمفقودة، والوظائف التي تقلدها، ثم وفاته.
ثانياً: كتاب تاريخ العلماء، وأسماؤه وسبب تأليفه، وما يحويه من مادة علمية، والمنهج الذي سار عليه المؤلف، وزمن تأليفه ثم جاء الحديث عن مصادره على النحو التالي:
أولاً: المصادر المكتوبة وتضم الأقسام التالية:
أ - المؤلفات والكتب التاريخية.
ب - الاستكباب ويعني بها تلك الرسائل والكتب التي كان يرسلها مستفسراً من خلالها عن بعض القضايا حول الأشخاص الذين يترجم لهم.
ج - اللوحات والوثائق المادية وأهم هذا النوع اللوحات الموجودة على القبور، وكذلك وثائق المبايعات.
ثانياً: مصادر المعاينة والمشاهدة: كان هذا النوع من المصادر مهماً عند ابن الفرضي وذلك لأنه عاصر وعايش عدداً من العلماء الذين كتب عنهم، كما احتك ببعضهم في المناسبات والمنتديات المختلفة، وبالتالي أصبح شاهد عيان لكثير من القضايا التي تحدث عنها حيث قام برصد كل ما شاهده وعايشه حول بعض الأشخاص ثم ضمنه كتابه.
ثالثاً: المصادر الشفهية:
شكلت الرواية الشفهية التي سمعها ابن الفرضي من أفواه الرجال حيزاً مهماً بين مصادره في كتابه تاريخ العلماء.
وبعد ذلك جاء الحديث عن حاسة النقد التاريخي عند ابن الفرضي وأثرها على موقفه من مصادره حيث عالجت هذه الفقرة كيف كان ابن الفرضي العالم، الحافظ الراوية، المحدث الفقيه، القاضي، يتعامل مع مصادره المختلفة حسبما يقتضيه المنهج العلمي من المناقشة أو التحليل، وأخيراً جاءت خاتمة البحث مُبرزاً فيها أهم استنتاجات هذه الدراسة .. والله أعلم.
المقدمة:
اهتم المؤرخون والكتاب المسلمون بكتب التراجم وتاريخ الرجال، حيث ظهر هذا النمط من الكتابة التاريخية منذ وقت مبكر في تاريخ المسلمين، بل إنه كان وليدًا لحركة التدوين التاريخي عندهم، وينقسم هذا النوع من الكتابة إلى أنماط مختلفة فمنه ما يهتم برجال فترة معينة أو بلدٍ معينٍ، ومنه ما يكون خاصاً بتراجم أرباب الصنعة الواحدة أو الفن الواحد، وهكذا ظهرت كتب تأريخ القضاء، والفقهاء، والأدباء، والأطباء، والنحاة، وغيرهم، وقد كان علماء الحديث هم أول من اهتم بتراجم رجال الحديث وعلماء السنة، وقد تميز هذا النوع من كتب الرجال بالدقة والاقتضاب حيث عني أصحابها بالحديث عن السيرة الذاتية لهؤلاء الرجال مع ذكر عدالتهم، ونزعتهم العلمية، ومصنفاتهم، وشيوخهم ([1]).
ويعد كتاب تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس لمؤلفه الحافظ ابن الفرضي من كتب الرجال التي تحدثت عن علماء بلد معين في فترة محددة، حيث عُني هذا الكتاب بنخبة من علماء المجتمع الإسلامي بالأندلس منذ أن دخلها الإسلام وحتى نهاية القرن الرابع الهجري، وبالرغم من كون هذا الكتاب يمثل المحاولة الأولى لهذا النمط من الكتابة التاريخية بالأندلس إلا أنه جاء ضافياً ومهماً في موضوعه، ولهذا عد الدكتور حسين مؤنس ابن الفرضي شيخ أصحاب معاجم التراجم الأندلسية ومقرر أصول هذا الفن الذي اتصل في الأندلس والمغرب بعد ذلك قروناً طويلة ([2])، كما عده المستشرق الأسباني انخيل حنثالث بالنثيا بأنه أقدم معجم رجال بين أيدينا ([3])، وقد لقي هذا الكتاب قبولاً عند عدد من مؤرخي وكتاب الأندلس كالحميدي ([4])، وابن عميرة ([5])، وغيرهم، وغير الأندلسيين كالذهبي ([6])، ولعل هذا التميز الذي حظي به هذا الكتاب وتلك المنزلة العالية التي تبوأها من الأسباب القوية التي جعلت شيخ مؤرخي الأندلس أبا مروان بن حيان
يقول عن مؤلفه ابن الفرضي: (لم ير مثله بقرطبة في سعة الرواية، وحفظ الحديث، ومعرفة الرجال …) ([7]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/108)
ولا شك أن هذا القبول الذي لقيه هذا الكتاب يرجع لعدد من عوامل النجاح كان من أهمها أن مؤلفه اتكأ على قاعدة مهمة من مصادر المعلومات حين تدوينه لمادته العلمية حيث تعددت وتنوعت هذه القاعدة مما أضفى على الكتاب عددا من السمات العلمية الجيدة كالعمق، والدقة، وسعة الاطلاع، مع الشمولية، والإحاطة بالجزئيات الصغيرة التي تهم أولئك العلماء. وهكذا أصبحت مصادر ابن الفرضي في هذا الكتاب وموارده من الموضوعات المهمة والجديرة بالوقوف عندها للتعريف بها والتعرف على أنواعها، ومعرفة منهج ابن الفرضي في التعامل معها، ومدى ما وفرته للمؤلف من مادة علمية خصبة أثرت الكتاب وجعلت المؤلف يتحرك أثناء تأليفه باتجاهات متعددة، وهذا ما سوف تحاول هذه الدراسة - بعون الله - بيانه ومعالجته خدمة لهذا الكتاب المهم أولاً، ثم لإبراز جهود مؤلفه ذلكم العالم الأندلسي الذي يعد من أوائل من خاض تجربة التأليف في هذا الميدان بالأندلس، وأخيراً خدمة للمكتبة الأندلسية والمهتمين بها من الباحثين، ومن الله أستمد العون وأرجو التوفيق والسداد.
أولاً: ابن الفرضي.
اسمه ومولده ونشأته:
هو أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف الأزدي المعروف بابن الفرضي ([8]).
ولد بقرطبة في ذي الحجة سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة ([9])، وبها طلب العلم أول حياته على عدد من العلماء يكثر تعدادهم كما يقول ابن بشكوال ([10]) وكان من أهمهم عبد الله بن إسماعيل بن حرب بن خير المتوفى سنة ثمانين وثلاثمائة، وقد ذكر ابن الفرضي أنه سمع منه وكتب عنه وأجاز له كل ما رواه ([11]).
ومنهم عبد الله بن محمد ابن القاسم بن حزم بن خلف الثغري المتوفى سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة؛ إذ يذكر ابن الفرضي أنه أخذ عنه ما لم يكن عند شيوخه وذلك حينما نُفي من " قلعة أيوب " ([12]) إلى قرطبة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، وكان مما أخذه عنه كتاب معاني القرآن للزجاج، حيث قرأ عليه الكتاب من أوله إلى آخره ([13]).
وقد أخذ بعض علوم اللغة عن محمد بن عمر بن عبد العزيز بن إبراهيم المعروف بابن القوطية، المتوفى سنة سبع وستين وثلاثمائة حيث ذكر أنه تردد عليه أيام اهتمامه بعلم العربية فأسمعه كتاب الكامل لمحمد بن يزيد المبرّد إذ كان يرويه عن سعيد بن جابر ([14]).
كما تردد على الحافظ محمد بن أحمد بن يحيى ابن مفرج أحد علماء الأندلس ومحدثيها حيث أجازه في جميع ما رواه غير مرة وكتب له ذلك بخطه ([15])، كما ذكر أنه أخذ كتاب السنن لابن السكن، والتفسير المنسوب إلى ابن عباس من أبي عبد الله محمد ابن سعدون المعروف بابن الزنوني والمتوفى ببطليوس ([16]) فجأة في جمادى الأولى سنة ثنتين وتسعين وثلاثمائة ([17]).
أما صحيح البخاري فقد قرأه على أبي عبد الله محمد بن يحيى ابن زكريا المعروف بابن برطال المتوفى سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وقد بيّن بأن مجلسه مع هذا الشيخ كان من أجلّ المجالس العلمية التي شهدها بالأندلس حيث سمع معه صحيح البخاري عدد من الشيوخ والكهول، وقد أجازه في جميع ما رواه عنه ([18]). كما سمع موطأ مالك، وكتب التفسير لعبد الله بن نافع بن يحيى بن عبد الله الليثي المتوفى سنة سبع وستين وثلاثمائة ([19]).
ولم يقتصر ابن الفرضي على علماء قرطبة، بل إنه رحل إلى عدد من المدن الأندلسية للاستزادة من طلب العلم، فقد ذكر أنه في سنة ثنتين وسبعين وثلاثمائة كان بأشبيلية يتلقى العلم من أبي محمد الباجي ([20])، وفي السنة التالية انتقل إلى شذونه ([21]) حيث طلب العلم على ابن أبي الحزم طود بن قاسم بن أبي الفتح المتوفى سنه ست وثمانين وثلاثمائة ([22]) وفي البيرة ([23]) قرأ تفسير القرآن ليحيى بن سلام على أبي الحسن علي بن عمر بن حفص بن عمرو الخولاني المتوفى سنة أربع وثمانين وثلاثمائة ([24])، كما ذكر بأنه لقي أبا الحسن مجاهد ابن أصبغ ابن حسان بقرية وركر - بين بجانه ([25]) والمريه - وقرأ عليه كتبه الثلاثة طبقات الزمان، وفساد الزمان، والناسخ والمنسوخ هذا بالإضافة إلى كتاب شرح غريب الموطأ لابن حبيب - رحمه الله - ([26])، وبالإضافة إلى هؤلاء فقد سمع ابن الفرضي ببجانه من أبي عبد الله محمود بن حكم المتوفى سنة أربع وتسعين وثلاثمائة ([27]) وفي طليطلة من أبي الفرج عبدوس بن محمد بن عبدوس المتوفى سنة تسعين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/109)
وثلاثمائة ([28])، وفي قلسانه ([29]) سمع من أبي عمرو يوسف بن محمد الهمداني المتوفى سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة. حيث أجاز له جميع ما رواه ([30]).
وكان يكرر الرحلة إلى البلد الواحد أكثر من مرة حينما يجد فيها ضالته من أهل العلم، فقد ذكر أنه سمع من عبد الله بن محمد بن علي الباجي في قرطبة كثيراً ثم رحل إليه بأشبيلية رحلتين سنة ثلاث وتسعين وأربع وتسعين ([31])، كما ذكر أنه تردد على شيخه عبد السلام بن السمح بن نايل الهواري في مدينة الزهراء ([32])، وأنه قرأ عليه مجموعة من الكتب ([33]).
رحلته إلى المشرق:
حينما شعر ابن الفرضي بأنه قد أخذ ما عند علماء الأندلس من علوم ومعارف رحل إلى المشرق في سنة ثنتين وثمانين وثلاثمائة حيث حج و أخذ العلم عن أبي يعقوب يوسف بن أحمد ابن الدخيل المكي ([34]) وأبي الحسن علي بن عبد الله بن جهضم ([35]) وغيرهما ([36])، ثم رحل إلى مصر حيث أخذ عن أبي بكر أحمد بن محمد بن اسماعيل البنا، وأبي بكر الخطيبي، وأبي الفتح ابن سْيُبخت، وأبي محمد الحسن بن إسماعيل الضراب وغيرهم ([37]) وفي طريق عودته مر بالقيروان حيث أخذ العلم عن أبي محمد بن أبي زيد الفقيه وأبي جعفر أحمد بن دحمون، وأحمد بن نصر الدّاودي وغيرهم ([38]).
ولم يذكر المؤرخون مدة هذه الرحلة، كما لم يذكروا تاريخاً محدداً لعودته منها، لكنه يستوحى من بعض النصوص التي ذكرها ابن الفرضي أن رحلته استغرقت حوالي ثلاث سنين فقد بدأها سنة إحدى وثمانين،كما ذكر أنه كان خلال عامي اثنتين وثمانين وثلاث وثمانين بالمشرق ([39]). أما عودته فكانت في مستهل سنة أربع وثمانين وثلاثمائة كما يفهم هذا من قوله: (وتوفي بقرطبة - عفا الله عنه - يعني إسماعيل بن إسحاق - ليلة السبت آخر يوم من صفر سنة أربع وثمانين وثلاثمائة وشهدت جنازته) ([40]).
وبالإضافة إلى هؤلاء العلماء فقد ذكر ابن الفرضي في مواضع كثيرة من كتابه عدداً من الشيوخ الذين أفاد منهم في طلب العلم إذ تجاوز عددهم خمسة وأربعين عالما ويدرك من يستقريء تاريخ مشواره العلمي الحقائق التالية:
1. أنه لم يكن يحتقر عالما، أو يستهين بأحد يتوقع أنه قد يفيده بشيء من العلم مهما كان علمه أو مكانته؛ ولهذا تنقل بين عدد من المدن الأندلسية، ومكة، ومصر، والقيروان بحثا عن علمائها، حيث كان لا يقلل من شأن أحد، فقد جلس إلى أبي محمد عبدالله بن محمد بن ربيع المتوفى سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وكذلك إلى رشيد بن فتح المتوفى سنة ست وتسعين وثلاثمائة، ولم يأخذ عن كل واحد منهما سوى حديث واحد فقط ([41]) كما سمع من محمد بن أحمد بن مسور على الرغم من كونه قليل العلم ([42])، بل إنه كان يجلس لأخذ بعض الحكايات، كما فعل مع محمد بن عبد الله بن محمد بن ذي النون المتوفى سنة ست وتسعين وثلاثمائة ([43])، وكذلك مع محمد بن أحمد المعافري ([44]) بل إنه كان يأخذ حتى من بعض الكذابين وذوي الاتجاه المنحرف حينما يتوقع أن لديهم علما ينفعه، فقد قال عن على بن معاذ بن موسى الرعيني: (سمعت أنا منه، وكان يكذب، وقفت على ذلك منه وعلمته .. ) ([45]) كما ذكر أنه قد أخذ عن رشيد بن فتح الدجاج وكان يتهم بمذهب ([46]) ابن مسرة ([47]).
2. أن مشاربه الفكرية قد تعددت،فبالرغم من كونه مالكي المذهب إلا أنه كان يأخذ العلم من أصحاب المذاهب الأخرى فقد أخذ العلم من علي بن محمد بن بشر من أهل أنطاكية على الرغم من نزعته الشافعية ([48])، كما كانت له اهتمامات باللغة العربية وعلومها فقد ذكر أنه انقطع فيما بين سنتي ست وستين وتسع وستين وثلاثمائة عن طلب العلم الشرعي حيث كرس كل جهوده للنظر في اللغة العربية وعن هذا يقول: (ثم شغلني النظر في العربية عن مواصلة الطلب إلى سنة تسع وستين، ومن هذا التأريخ اتصل سماعي من الشيوخ) ([49]) ويبدو أن النزعة الأدبية لديه، إلى جانب إدراكه لأهمية اللغة قد جعلته يولي اللغة العربية وآدابها اهتماما خاصا أثناء مشواره العلمي، فقد ذكر أنه كان يأخذ علم اللغة من محمد بن عمر بن عبد العزيز المعروف بابن القوطية، وأنه قرأ عليه كتاب الكامل للمبرد ([50])، كما سمع من شاعر وقته يحيى بن هذيل بن عبد الملك بن هذيل المتوفى سنة تسع وثمانين وثلاثمائة الشعر وكتب من حديثه وشعره، كما أجاز له روايته وديوان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/110)
شعره ([51]).
3. كما كان يتحمل في سبيل الحصول على العلم المشقة والمتاعب النفسية من بعض الشيوخ الذين كانوا صعبي المراس، فقد ذكر عن شيخه خلف بن محمد الخولاني أنه كان عسرا في الإسماع، ممتنعا إلا من يسيره، نكر الخلق حرج الصدر لكن لما كان عنده فوائد فقد كان يصبر على الاختلاف إليه ([52])، كما بين أن رشيد بن فتح الدّجّاج كان يأبى الإسماع إلا في اليسير ممن يستحبه، وأنه لم يكتب عنه سوى حديث واحد ([53])، وقد لقي هذه المعاناة - أيضا - من شيخه عبدالله بن محمد بن ربيع المتوفى سنة تسع وثمانين وثلاثمائة حيث كان رجلا منقبضا ملازما للبادية أكثر وقته يأبى من الإسماع، ولهذا لم يكتب عنه ابن الفرضي سوى حديث واحد ([54]) وهكذا تعددت المشارب الثقافية التي استقى منها ابن الفرضي ثقافته وعلومه، كما تعددت المدارس والاتجاهات الفكرية التي تردد عليها، وهذا بلا شك مما أكسبه علما غزيرا متنوعا، مكنه من التعرف على تجارب كثيرة، كان لها أثر كبير في صقل مواهبه، وتنمية قدراته العلمية.
علمه ومؤلفاته:
أولاً: علمه:
أجمع المؤرخون والكتاب على أن ابن الفرضي كان واسع الثقافة، غزير العلم حافظا للحديث ورجاله، فقد قال عنه الحميدي بأنه كان: (حافظا متقنا عالما ذا حظ من الأدب وافر) ([55]) كما قال عنه تلميذه أبو عمر بن عبد البر: (كان فقيها عالما في جميع فنون العلم في الحديث وعلم الرجال، وله تواليف حسان … أخذت منه عن أكثر شيوخه، وأدرك من الشيوخ ما لم أدرك …) ([56]) أما ابن حيان فقد وصفه بالأديب الراوية الفقيه الفصيح الذي لم ير مثله بقرطبة من سعة الرواية وحفظ الحديث ومعرفة الرجال والافتنان بالعلوم ([57])، كما قال عنه أبو عبد الله الخولاني بأنه كان من أهل العلم جليلا ومقدما في الأدب ([58]) ووصفه كل من ابن بشكوال ([59]) وابن عميرة ([60]) بالحافظ العالم، أما الإمام الذهبي فقد سماه بالحافظ الإمام الحجة البارع الثقة ([61]) ولعل الإجازات العلمية الكثيرة التي حصل عليها من علماء كثيرين دليل واضح يؤكد سعة علمه، ومن الذين أجازوه عبد الله بن محمد الثغري ([62]). ويدرك من يستقرئ ما خلّفه من تراث أن رواية الحديث وعلم الرجال كانت من أولى اهتماماته العلمية، ولهذا حدث عنه عدد من العلماء منهم أبو عمر بن عبد البر حيث أثنى على حسن صحبته ([63]) كما أخذ عنه أبو عبد الله الخولاني ([64]) ومحمد بن إسماعيل من أهل أستجه ([65])، وكان شيخا فاضلا ذكر ابن الفرضي أنه كثيرا ما يسأله عن معاني في الحديث تشكل عليه ([66])، كما كتب عنه عبد الله بن شعيب بن أبي شعيب من أهل ([67]) أشبونة ([68]).
ولا شك أن إلمامه الجيد باللغة العربية وعلومها،إلى جانب نزعته الأدبية مكنه من استيعاب كل ما يقرأ أو يسمع - هذا فضلا عن استطاعته تبليغ ما يريد بأسلوب جيد وفصاحة مطبوعة، ولهذا كان عند حديثه قلما يلحن في جميع كلامه مع حضور الشاهد
والمثل، كما يقول ابن بشكوال ([69]).
وقد بدت نزعته الأدبية واضحة في نتاجه العلمي، ولهذا وصفه ابن حيان ([70]) بالأديب الفصيح، كما وصفه ابن بسام بأنه شاعر مقل حسن النظام، مقترن الكلام، هو في العلماء أدخل منه في الشعراء ([71]) وقد روى عنه أبو عمر بن عبد البر شعرا ومنه:
على وجل مما به أنت عارف
أسير الخطايا عند بابك واقف
ويرجوك فيها فهو راج وخائف ([72])
يخاف ذنوبا لم يغب عنك غيبها
كما روى الحميدي قصيدة قالها وهو في طريقه إلى المشرق، وكتب بها إلى أهله ومنها:
وما خلتني أبقى إذا غبتم شهرا
مضت لي شهور منذ غبتم ثلاثة
ولو كان هذا لم أكن في الهوى حُرّا
وما لي حياة بعدكم استلذها
بلى زادني وجدا وجدّد لي ذكرى ([73])
ولم يُسلَني طول التنائي هواكُمُ
كما ذكر الحميدي أن أبا بكر علي بن أحمد الفقيه أنشده قول ابن الفرضي:
إن لم يكن قمرا فليس بدونه
إن الذي أصبحت طوع يمينه
وسقام جفني من سقام جفونه ([74])
ذُلّي له في الحبّ من سلطانه
وقد ذكر ابن بشكوال أن ابن الفرضي لما عاد إلى قرطبة من المشرق كان قد جمع علما كثيرا في فنون العلم ([75])، كما ذكر ابن حيان أن رحلته إلى المشرق قد أكسبته علما حيث أخذ عن شيوخ عدة فتوسع جدا وكان جماعا للكتب فجمع منها أكثر ما جمع أحد من عظماء البلد ([76]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/111)
ولا شك أن هذا النبوغ العلمي المتعدد النزعات هو الذي أهله لأن يطلب منه أهل مصر الإقامة عندهم لكنه قال لهم: (من المروءة النزاع إلى الوطن) ([77]) كما أهله لقراءة الكتب في عهد العامريين، وأن يتولى قضاء مدينة بلنسية في عهد الخليفة محمد بن عبدالجبار المهدي ([78]).
ثانياً: مؤلفاته:
ذكر المؤرخون أن ابن الفرضي لما عاد من رحلته إلى المشرق شرع في التأليف، فصنف عددا من الكتب في فنون مختلفة، وأنها كانت ذات قيمة علمية، وتدل بوضوح على غزارة علمه، وسعة مداركه وقدراته العلمية لا سيما في علمي الحديث وتاريخ الرجال، ولكي تتضح الصورة في هذه القضية لابد من التعريف بهذه المؤلفات، حيث قسمتها إلى قسمين هما:
أولاً: الكتب المفقودة ([79]):
1 - المؤتلف والمختلف:
أشار إلى هذا الكتاب كل من الحميدي ([80])، وابن عميرة ([81])، والذهبي ([82])، كما ذكره ابن حزم ([83]) وعده من الأعمال الكبيرة التي قدمها الأندلسيون وتفوقوا بها على أهل المشرق، وأنه في أسماء الرجال وأن الحافظ عبد الغني ([84]) الأزدي لم يبلغ عند هذا المعنى إلا كتابين، وبلغ أبو الوليد نحو الثلاثين، كما وضّح ابن حزم أنه لا يعلم مثله في فنه البتة.
وقد ذكره ابن بشكوال بقوله: (وجمع في المؤتلف والمختلف كتابا حسنا) ([85]). هكذا أشاد هذان المؤرخان بهذا الكتاب، ولكن نظرا لكونه مفقودا ولم يصل إلينا منه شيء فإنه من الصعب التعريف به وبمنهجه، ومحتواه، ولكن ومن استقراء ما ذكره لنا ابن حزم من وصف مقتضب عن الكتاب، حيث ربط المحتوى بما ألفه عبد الغني الأزدي في كتابه المؤتلف والمختلف ([86])، وبعد الاطلاع على هذا الكتاب يتبين لنا أن موضوعه يعنى بذكر الأسماء المؤتلفة باللفظ، أو المتقاربة والمختلفة في المعنى مثل بَرَكة وبُركة، وبَحَر بَحُر وغيرها ([87]).
هذا عن موضوع الكتاب، أما المحتوى فقد ذكر ابن حزم أن الحافظ المصري لم يبلغ سوى كتابين بينما بلغ ابن الفرضي نحو ثلاثين كتابا، وعلى هذا يكون هذا الكتاب يحوي مادة علمية ضخمة تبلغ حوالي أربعة عشر ضعفا لما ذكره سابقه، ولا يستبعد أن تكون الظروف السياسية السيئة التي كانت سببا لنهاية المؤلف كانت - أيضا - سببا لنهاية الكتاب حيث لم يبق منه سوى ذكره، بل إن عدم اعتماد المؤرخين القدامى عليه كمصدر لهم في موضوعه يؤكد الجزم بفقده.
2 - مُشتَبِه النسبة:
أشار إلى هذا الكتاب كل من ابن بشكوال ([88])، والذهبي ([89])، وابن خلكان ([90])، والمقري ([91]) إلا أنه كسابقه لم يمكن التعرف على محتواه، وذلك بسبب عدم وصوله إلينا حيث لم يمكن التعرف سوى على اسمه، ولكن بمقارنة هذا العنوان بكتب الرجال والأنساب ندرك أن المقصود به الحديث عن الرجال الذين يشتبه في نسبتهم في الخط ويفترق في اللفظ والمعنى، وقد وضح هذا الأمر عبد الغني الأزدي في كتابه الذي يحمل هذا العنوان حيث قال: (أما بعد فإني لما صنفت كتابي في مؤتلف أسماء المحدثين ومختلفها، فنظرت فإذا من ينسب منهم إلى قبيلة أو بلدة، أو صنيعة قد يقع فيها من التصحيف والتحريف مثلما يقع في الأسماء والكنى التي حواها كتاب المؤتلف والمختلف … وألفت كتابا في المنسوب منهم إلى قبيلة أو بلدة، أو صنيعة يشتبه في انتسابه في الخط ويفترق في اللفظ والمعنى …) ([92]).
هكذا يبدو لنا من خلال ما ذكره الأزدي معاصر ابن الفرضي أن كتاب مشتبه النسبة يُعنَى ببيان حقيقة أنساب الرجال الذين قد تتفق أو تشتبه أسماؤهم، أو أنسابهم في الخط، وتختلف في المعنى، وكان أول من ألف في هذا الفن الخطيب البغدادي
كتابه الموسوم بـ " تلخيص المتشابه في الرسم وحماية ما أشكل منه من بوادر التصحيف والوهم " ([93]).
3 - أخبار شعراء الأندلس:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/112)
أشار ابن بشكوال إلى أن هذا الكتاب حفيلا في أخبار شعراء الأندلس ([94])، كما ذكره الذهبي ([95]) حيث قال: (له تصنيف مفرد في شعراء أهل الأندلس ([96]) وقد عده كل من ابن خلكان ([97])، والمقري ([98]) بأنه من مؤلفات ابن الفرضي المهمة أما ابن حيان فقد اعتمد عليه أكثر من مرة حين حديثه عن الشعراء والأدباء بالأندلس حيث قال حين حديثه عن أبي عبد الله محمد بن سعيد الزمالي: (وقرأت في كتاب أبي الوليد ابن الفرضي المؤلف في طبقات أهل الدولة والأدب بالأندلس …) ([99]) كما قال حين حديثه عن عامر ابن عامر بن كليب بن ثعلبة الجذامي: (وقد ذكر أبو الوليد الراوية عامر بن عامر هذا فيمن ذكره من أدباء الأشراف بقرطبة في كتابه المؤلف في الأدباء والعلماء فقال…) ([100]). وهكذا توالت نقول ابن حيان من هذا الكتاب فيما يخص الأدباء والشعراء ([101])، ويستوحى من استقراء هذه النصوص ما يلي:
1. أن ابن حيان قد اطلع على الكتاب أثناء كتابته للمقتبس بدليل أنه نقل منه نصوصا كثيرة عن الشخص الواحد كما هو الحال عند حديثه عن هاشم بن عبدالعزيز وفرج بن سلام ([102]).
2. أن هذا الكتاب يعنى بالأدباء والشعراء فابن الفرضي حينما يتحدث عن الرجال كان ينطلق في حديثه من خلال هذه النزعة فقد قال عن فرج بن سلام: (هذا أحد أكابر الأدباء … وكان ذا عناية شديدة بعلم اللغة ورواية الشعر …) ([103]) كما قال عن سلمان بن وانشوس: (ومن أدباء الأشراف …) ([104]) أما أبو عبدالله محمد بن سعيد الموسى الزجالي فقال عنه: (كان يلقب بالأصمعي لعنايته بالأدب وحفظ اللغة) ([105]).
3. يبدو أن هذا الكتاب لم يطلق عليه مؤلفه اسما معينا ولهذا اجتهد المؤرخون والكتاب في تسميته، كما يبدو أنه كان كتابا موسوعيا في بابه إذ أن النقول التي وصلت إلينا منه توحي بسعته، وتشعب موضوعاته الأدبية، كما أن مؤلفه قد قسمه حسب المستوى الاجتماعي لكل أديب أو شاعر فمن الأدباء الأشراف ذكر الوزير أبا غالب تمام ابن أحمد بن غالب، وسلمان بن وانشوس ([106])، ومن أدباء بني مروان أبا محمد القاسم ابن محمد ([107]) ومن الأدباء الوزراء هاشم بن عبد العزيز ([108]). وهكذا جاءت تقسيمات ابن الفرضي لأولئك الأدباء حسب طبقاتهم ومكانتهم الاجتماعية، وهذا ما يوحي به عنوان الكتاب الذي أشار إليه ابن حيان.
4. كما يستوحى مما وصل إلينا من نقول إجادة ابن الفرضي للغة العربية وأنه يملك أسلوبا أدبيا متميزا بالطراوة والحبك، ولعل هذا من العوامل التي جعلت ابن بشكوال يصف هذا الكتاب بأنه كان حفيلا بأخبار شعراء الأندلس ([109])، كما قال عنه الذهبي: بأنه تصنيف مفرد ([110])، وهذا مما يؤكد أن النزعة الأدبية كانت قوية لدى ابن الفرضي حيث لم تؤثر عليها النزعات العلمية الأخرى، بل إن هذه النزعات قد تضافرت جميعا في تكوين وصقل شخصيته العلمية.
4 - كتاب النحويين:
أشار إلى هذا الكتاب ابن الفرضي في كتابه تاريخ العلماء والرواة وذلك حينما تحدث عن ترجمة عباس بن ناصح الثقفي حيث قال عن هذا الأديب الشاعر اللغوي: (وقد ذكرت الخبر بتمامه في كتابي المؤلف في النحويين) ([111]). هكذا أشار ابن الفرضي أنه ألف كتابا عن النحويين، ولعل مما يعزز هذا الأمر ما ذكره عن نفسه من أنه انشغل بدراسة العربية - وهو يعني النحو - نحو ثلاث سنوات ([112])، لكن المصادر الأخرى التي بين أيدينا لا تذكر شيئاً عن هذا الكتاب حتى السيوطي الذي اعتمد في كتابه بغية الوعاة على كتاب ابن الفرضي تاريخ العلماء لم يشر إلى كتاب النحويين ([113]) وبهذا يبدو لنا أن هذا الكتاب إما أن يكون فقد في وقت مبكر وبعد وفاة المؤلف مباشرة، أو أن ما أشار إليه ابن الفرضي كان مشروعا لم يكتمل ومن ثم لم ير النور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/113)
وبالإضافة إلى هذه المؤلفات فقد ذكر في مقدمة كتابه تاريخ العلماء والرواة للعلم قوله: (كانت نيتنا قديما أن نؤلف في ذلك كتابا موعبا على المدن يشتمل على الأخبار والحكايات، وأملنا جمع الكتاب الذي تقدم ذكره على البلدان ويستقصي ما اختصرناه في كتابنا هذا من الحكايات والأخبار أن تأخرت بنا مدة …) ([114]) وقد أكد هذا الأمر حينما ترجم لقاسم بن أصبغ حيث ذكر عددا من شيوخه ثم قال: (في عدد سواها كثير مما أذكرهم في الكتاب الكبير الذي أُؤمل جمعه على المدن، وأتقصاهم فيه - إن شاء الله- …) ([115]). ويبدو أن هذا الكتاب لم يتح للمؤلف تأليفه إذ لا ذكر له عند غيره ممن تحدثوا عن ابن الفرضي أو تراثه الفكري.
وبالإضافة إلى ما سبق، فقد ذكر إسماعيل باشا مصنفا آخر لابن الفرضي في ذيل كشف الظنون هو (الإعلام بأعلام الأندلس من العلماء والمثقفين والفقهاء والندماء ومن قدمها من العرفاء) ([116]).
كان هذا عرضا لمؤلفات ابن الفرضي التي لم نتمكن من الاطلاع عليها، أو الوقوف على شيء منها سوى ما ذكره هو عنها، أو ذكره بعض المؤرخين المعاصرين لها، وكل ذلك كان بإشارات مقتضبة، ولكن ومن خلال تلكم الإشارات فقد بدت لنا القضايا التالية:
1. أن ابن الفرضي كان عالما من علماء الأندلس المشهورين، ويدل على هذا اهتمام المؤرخين والكتاب بمؤلفاته الآنفة الذكر، حيث أشادوا بما اطلعوا عليه منها كابن حزم، وابن بشكوال، والذهبي وغيرهم.
2. أن تنوع هذه المؤلفات في مادتها العلمية يدل على أن ابن الفرضي كان ملما بأكثر من علم وفن فهو إلى جانب اهتمامه بالحديث ورجاله، فقد كانت له اهتماماته باللغة والشعر والأدب وغيرها من العلوم كما كان حسن البلاغة والخط ([117]).
3. أن عدم اطلاع المؤرخين والكتاب المعاصرين لابن الفرضي على بعض مؤلفاته أو نقلهم منها، يدل على أنها قد فقدت منذ وقت مبكر، ولا يستبعد أن تكون أحداث الفتنة البربرية التي قضت على المؤلف هي التي قضت على بعض كتبه - أيضا-.
ثانياً: الكتب الموجودة:
لم تصل إلينا من مؤلفات ابن الفرضي سوى كتابين هما:
1 - كتاب الألقاب:
هذا الكتاب لم يشر إليه أحد من المؤرخين والكتاب الذين تحدثوا عن تراث ومؤلفات ابن الفرضي وهو يعنى بالأشخاص الذين اشتهروا بألقابهم دون أسمائهم وقد رتبه على حروف المعجم حسب الأبجدية المشرقية، حيث ضم عددا كبيرا من ألقاب الرجال والنساء، أما منهجه فإنه يذكر أولا اللقب ثم يذكر اسم صاحبه بعده ومن الأمثلة على ذلك: (الفاروق: عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -) ([118])، و (الصماء: ابنة بسر المازنية اسمها بهية) ([119])، وحينما يتكرر اللقب لأكثر من شخص فإنه يكرر اللقب ثم يعرف بالشخص المعني؛ مثل (شعبة) أورده ثلاث مرات وعرف بثلاثة أشخاص كلهم يحملون هذا اللقب ([120]).
أما مصادره فإنه غالبا يذكرها إما بعد المعلومة مباشرة حيث يسبقها بكلمة (ذكره فلان)؛ ومن الأمثلة على ذلك: أنه حينما تحدث عن مشخصة قال: (لقب للحسين بن إبراهيم ذكره الحاكم) ([121])، وقد يذكر المصدر قبل المعلومة: ومثال ذلك قوله: (سفينة مولى أم سلمة، قال الواقدي: اسمه مهران) ([122]).
وقد تعددت وتنوعت مصادره، كما اختلف منهجه في التعامل معها حسب قوتها وضعفها، وكان أحيانا يذكر السند متصلا إلى الرسول - ش - وربما ذكر المنزلة العلمية والشيوخ الذين أخذ عنهم إن كان المتحدث عنه من المحدثين أو طلاب العلم ([123]).
وكان من أهم مصادره في هذا الكتاب شيخه الحافظ عبد الغني الأزدي ([124]) و محمد ابن أحمد بن يحيى ابن مفرج ([125]) ومحمد بن يحيى بن الخراز ([126]) وأبو محمد بن الضرار ([127]) وخلف بن قاسم ([128]) وغيرهم.
كما اعتمد على عدد من الكتب والمؤلفات التاريخية أو كتب الرجال ومنها مؤلفات الواقدي (ت 207هـ) ([129])، ومحمد بن يحيى بن حبان (ت 356هـ) ([130])، والبخاري (ت 256هـ) ([131])، وغيرهم.
وقد قام الدكتور محمد زينهم محمد عزب بتحقيق ونشر منتخب من هذا الكتاب معتمدا في ذلك على نسخة مختصرة للكتاب ([132]) كتبت بمدينة بجاية سنة إحدى وخمسين وستمائة، أما الكتاب كاملا فلم أتمكن من الوقوف على شيء من نسخه.
2 - كتاب تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/114)
هذا الكتب سيأتي الحديث عنه مفصلا.
ولم تكن جهود ابن الفرضي في ميدان الكتاب قاصرة على التأليف فحسب، بل قد كان له اهتمام بالكتب واقتنائها، حيث جمع منها أكثر مما جمعه غيره من عظماء البلد ([133]).
وظائفه:
انشغل ابن الفرضي في مستهل حياته بطلب العلم متنقلا بين عدد من المدن الأندلسية، كما رحل إلى المغرب ومصر والحجاز؛ لهذا الغرض حيث كان طلب العلم والحرص على التحصيل هاجسا ملازما له في حله وترحاله، وحينما حصل ما يؤمله في هذا الميدان، وأروأ ظمأه من أنهار العلم وأبحره المختلفة، مما جعله أهلا لنيل الوظائف الرسمية، حيث تقلد قراءة الكتب بعهد العامريين، كما استقضاه الخليفة محمد بن عبد الجبار المهدي بكورة بلنسية ([134]) كما ذكر الحجاري أنه ولي في الفتنة قضاء مدينة أستجه ([135]).
ولم يذكر المؤرخون أنه تقلد سوى هذه المناصب ويبدو أن انشغاله في أول حياته بطلب العلم، ثم وفاته المبكرة كانا السبب في كونه مقلا في هذا الميدان على الرغم من كونه أحد علماء الأندلس وحفاظها المشهورين.
وفاته:
ذكر ابن حيان أن ابن الفرضي قتل في قرطبة يوم الاثنين لست خلون من شوال سنة ثلاث وأربعمائة وذلك حينما اجتاح البربر قرطبة ووري متغيرا من غير غسل، ولا كفن، ولا صلاة في مقبرة مُؤمَّرة بعد أيام من قتله ([136]) كما أكد تلميذه أبو عمر بن عبد البر أنه قتله البربر في سنة الفتنة وبقي في داره ثلاثة أيام مقتولا ([137]) وقد أجمع عدد من المؤرخين على أن ابن الفرضي قتله البربر لكنهم لم يحددوا تاريخ قتله، فابن حزم قال: (إنه قتله البربر يوم الدخلة وبقي في مصرعه حتى تغير وكفنه ابنه في نطع) ([138]) أما الحميدي ([139]) وابن عميرة ([140]) فقالا إنه قتل مظلوما في الفتنة لما دخل البربر قرطبة سنة أربعمائة وقد قال بهذا ابن سعيد ([141]).
هكذا تباينت آراء المؤرخين حول تحديد سنة مقتل ابن الفرضي ولكنهم أجمعوا على أنه قتل مظلوما خلال الفتنة البربرية التي عصفت بقرطبة في مستهل القرن الخامس الهجري.
وقد تناقل المؤرخون عنه قصة تؤكد حرصه - رحمه الله تعالى - على أن الموت شهيدا في سبيل الله كان هاجسا ملازما له طوال حياته، فقد قال الحميدي حدثنا علي بن أحمد الحافظ، أخبرني أبو الوليد بن الفرضي قال: تعلقت بأستار الكعبة، وسألت الله - تعالى - الشهادة ثم فكرت في هول القتل، فندمت وهممت أن أرجع فأستقيل الله ذلك فاستحييت، قال الحافظ علي: فأخبرني من رآه بين القتلى، ودنا منه، فسمعه يقول بصوت ضعيف: (لايكلم أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله، إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما، اللون لون الدم، والريح ريح المسك) كأنه يعيد على نفسه الحديث الوارد في ذلك، قال: ثم قضى نحبه على إثر ذلك -رحمه الله- ([142]).
ثانياً: كتاب تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس:
هذا الكتاب سماه الحميدي ([143])، وابن بسام ([144])، وابن عميرة ([145]) (تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس). أما ابن بشكوال ([146]) وابن خلكان ([147])، والمقري ([148]) فأطلقوا عليه (تاريخ علماء الأندلس)، بينما سماه الذهبي ([149]). (تاريخ الأندلسيين)، و (تاريخ الأندلس) ([150]) أما القاضي عياض فسماه (رجال الأندلس) ([151])، وقد طبع هذا الكتاب أكثر من مرة، حيث كانت الطبعة الأولى تحت عنوان (تاريخ علماء الأندلس) نشره فرانسيسكو كوديرا ( FRANCISCUS CODERA ) بمدينة مدريد سنة 1891م، ثم أعيد طبع هذه النسخة سنة 1966م نشر الدار المصرية للتأليف والترجمة، كما قام الدكتور إبراهيم الأبياري بتحقيق هذا الكتاب ونشره سنة 1403 هـ 1983 م تحت هذا العنوان، كذلك حققته أيضا روحية عبد الرحمن السويفي ونشرته دار الكتب العلمية ببيروت سنة (1417 هـ 1997 م).
أما تحت عنوان (تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس) فقد نشره السيد عزت العطار الحسيني سنة (1373 هـ 1954 م) وكل هذه الطبعات قد اعتمدت على نسخة واحدة كتبت سنة 596 هـ بخط أحمد بن إبراهيم بن أحمد الصدفي.
وقد كانت جهود هؤلاء المحققين والناشرين منحصرة في إخراج النص دون تقديم دراسة عن المؤلف والكتاب سوى ما يذكرونه في تصديرهم للكتاب عدا إبراهيم الأبياري الذي قدم تعريفاً للكتاب، والمؤلف في صفحات محدودة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/115)
أما سبب اختلاف التسمية لهذا الكتاب فيبدو أن ذلك يعود إلى أن المؤلف لم يسم كتابه، وإنما اكتفى بذكر ما قاله عنه في مقدمته، ولهذا اجتهد من اطلع عليه بعد المؤلف في اختيار عنوان له حسبما يوحي بذلك محتواه، وما ذكره عنه المؤلف في مقدمته.
وهذا الكتاب هو الكتاب الثاني من مؤلفات ابن الفرضي التي وصلت إلينا وسوف تتناول هذه الدراسة - إن شاء الله تعالى - التعرف على مصادره وأقسامه، ومنهج ابن الفرضي في التعامل معها واستقاء المعلومات منها، ومدى تكاملها في تكوين مادته العلمية، ولكن قبل هذا لابد من التعريف بالكتاب وسبب تأليفه ومنهجه.
سبب تأليف الكتاب:
ذكر ابن الفرضي أن السبب في تأليفه لكتاب تاريخ العلماء والرواة للعلم هو جمع فقهاء الأندلس، وعلمائها، ورواتها، وأهل العناية بها في كتاب مختصر على حروف المعجم، وقد بين في مقدمة هذا الكتاب أنه كان ينوي تأليف كتاب موعب على المدن يشتمل على الأخبار، والحكايات لكنه عاقته عوائق عن بلوغ المراد فيه فجمع هذا الكتاب مختصرا ([152]).
ويبدو أن ابن الفرضي قد شعر بالرضى عما أنجز في هذا الكتاب وأنه قد تحقق له الكثير مما كان يهدف إليه ويريده، فقد قال حينما أثنى على عبد الرحمن بن الزامر: (وقلما كتبت بالأندلس عن أحد إلا وقد كتب عنه) ([153]) وقد وضح ذلك في مقدمته حينما قال: (ولم أزل مهتماً بهذا الفن معتنياً به، مولعاً بجمعه والبحث عنه ومسائلة الشيوخ عما لم أعلم منه: حتى اجتمع لي من ذلك -بحمد الله وعونه- ما أملته، وتقيد في كتابي هذا من التسمية ما لم أعلمه يقيد في كتاب ألف في معناه في الأندلس قبله) ([154]) وهذا الشعور بالرضا والذي أبداه ابن الفرضي، كان معاصره الحميدي (ت 488هـ) على عكسه حينما ألف كتابه جذوة المقتبس حيث اعترف بالتقصير ورغب في إعادة النظر فيما كتبه لتلافي ما فيه من قصور ([155]).
هذا هو السبب في تأليف ابن الفرضي لكتابه تاريخ العلماء والرواة كما وضحه في مقدمة الكتاب وهو رغبته الذاتية في خدمة العلم، والعلماء في تأليف كتاب مختصر على حروف المعجم يجمع شتات فئة معينة من علماء الأندلس ومفكريها، فلم يكن وراء هذا التأليف دوافع خارجية أو كان يقصد الحصول على أي مردود مادي، أو أدبي، بل كان هدفه سامياً وغايته نبيلة، وهو بهذا النهج يخالف شيخه أبا عبد الله محمد بن حارث الخشني الذي ألف كتابه قضاة قرطبة استجابة لأمر الأمير الحكم المسنتصر بالله حينما كان ولياً للعهد ([156]). ولهذا لقي كتاب ابن الفرضي قبولاً عند عدد من علماء المسلمين ومؤرخيهم ومنهم أبو عبد الله الحميدي ([157])، وابن عميرة ([158])، والذهبي ([159]) والذي عرَّف بابن الفرضي من خلال هذا الكتاب، وهذا يدل على ذيوعه وانتشاره بين الناس، كما أشاد به ابن بشكوال حينما قال إن ابن الفرضي: (بلغ فيه النهاية والغاية من الحفل والإتقان) ([160]).
ويبدو أن إعجاب ابن بشكوال بهذا الكتاب ومنهجه ومادته دفعه إلى أن يؤلف كتاب الصلة على غراره حيث قال حينما تحدث عن ابن الفرضي: (وهو صاحب تاريخ علماء الأندلس الذي وصلناه بكتابنا هذا) ([161]) بل إنه صرح في مقدمة كتابه أن إقدامه على تأليف هذا الكتاب كان استجابة لرغبة بعض علماء الأندلس الذين طلبوا منه أن يصل لهم كتاب القاضي ابن الفرضي وأن يبتديء من حيث انتهى كتابه وأين وصل تأليفه متصلاً إلى وقتنا يقول ابن بشكوال: (فسارعت إلى ما سألوا، وشرعت في ابتدائه على ما أحبوا، ورتبته على حروف المعجم ككتاب ابن الفرضي، وعلى رسمه، وطريقته … كالذي صنع هو رحمه الله) ([162]).
بل إن الإعجاب بهذا المؤلف لم يتوقف عند ابن بشكوال بل تجاوزه إلى غيره من علماء الأندلس فقد ألف ابن الأبار المتوفى سنة (658هـ) كتابه (التكملة لكتاب الصلة) كما ألف أحمد بن إبراهيم بن الزبير الغرناطي المتوفى سنة (708 هـ) كتابه
(ذيل الصلة)، وقد تأثر هؤلاء المؤلفون بمنهج ابن الفرضي، كما عدوا ما قاموا به من عمل في هذا الميدان تكملة لما بدأه سلفهم ابن الفرضي رحمه الله ([163]).
المحتوى والمنهج:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/116)
بين ابن الفرضي في مقدمة الكتاب أن مؤلّفه يضم عدداً كبيراً من فقهاء الأندلس وعلمائها، ورواتها، وأهل العناية بالعلم منهم مرتبين على حروف المعجم ([164]) ثم بين بعد ذلك أنه حاول ما أمكنه أن يعرض (أسماء الرجال، وكناهم وأنسابهم، ومن كان يغلب عليه حفظ الرأي منهم، ومن كان الحديث والرواية أملك به وأغلب عليه ومن كانت له إلى المشرق رحلة، وعمن روى، ومن أجل من لقي؟ ومن بلغ منهم مبلغ الأخذ عنه، ومن كان يشاور في الأحكام ويستفتى، ومن ولي منهم خطة القضاء، والمولد والوفاة) ([165]).
هذه هي القاعدة والمنهج التي كان ابن الفرضي يسير عليها حين ترجمته لأولئك العلماء، ولا شك أنها ترصد معلومات مهمة عن كل عالم، وهذا النهج في التأليف هو ما اعتاده كثير من المؤلفين المعاصرين أو اللاحقين لابن الفرضي والذين عنوا بالترجمة للرجال والمحدثين والفقهاء سواء من المشارقة أو المغاربة والأندلسيين، فمن المعاصرين الحافظ أبو يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد القزويني (ت 446هـ) في كتابه الإرشاد في معرفة علماء الحديث ([166])، ومن اللاحقين أبو الحسن النباهي (ت ق 8هـ) في كتابه المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا والمعروف بتاريخ قضاة الأندلس ([167]) كما نهج هذا النهج الإمام الذهبي (ت748هـ) في كتابيه تذكرة الحفاظ، وسير أعلام النبلاء لمن هم بمستوى ومنزلة علماء ابن الفرضي، ولعل أقرب المؤلفين لمنهج ابن الفرضي ابن بشكوال في صلته، ويبدو هذا واضحاً في معظم التراجم التي تحدث عنها ([168])، وكذلك القاضي عياض في ترتيب المدارك ([169]) لكن هؤلاء جميعاً خالفوا ابن الفرضي في الاختصار، حيث جاء حديثهم أكثر تفصيلاً وبسطاً منه، إذ التزم جانب الاختصار، فلم يدخل في تفصيلات تخرجه عن هذا النهج الذي بينه في مقدمته.
أما المنهج الذي سار عليه ابن الفرضي في ذكر أولئك العلماء فقد ذكرهم مرتبين حسب حروف المعجم بغض النظر عن أي اعتبار آخر، كالمكانة العلمية، أو المنزلة الاجتماعية، أو الترتيب الزمني أو غيرها، وهذا النهج في التأليف لم يكن ابتكاراً خاصاً به، بل عمل به عدد من الكتاب والمؤلفين مثل الإمام البخاري (ت 256هـ) في كتابه التاريخ الكبير، وابن أبي حاتم (ت 327هـ) في الجرح والتعديل، وابن حبان (ت 354هـ) في كتابيه الثقات، والمجروحين، وغيرهم، وقد سار على هذا النهج عدد من المؤلفين الذين جاؤوا بعد ابن الفرضي مثل ابن بشكوال في الصلة، والحميدي في جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس، وابن عميرة في كتابه بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس، بل إن ابن الأبار المتوفى سنة (658هـ) ألف كتاباً أسماه بالمعجم في أصحاب القاضي الإمام أبي علي الصدفي.
وقد رتب ابن الفرضي مؤلفه حسب حروف الهجاء إذ بدأ بحرف الألف وانتهى بحرف الياء حسب الأبجدية المشرقية ([170]) حيث ذكر تحت كل حرف أسماء العلماء من أهل الأندلس مرتبين حسب الحرف الأول من الاسم فقط، ففي حرف الألف بدأ بإبراهيم وانتهى بأيوب وهكذا، وحينما ينتهي من ذكر الرجال في كل حرف يذكر الأفراد، والغرباء من الحرف المتقدم وهذا المنهج هو المعمول به عند الأندلس في تلك الفترة ([171]).
أما وقت تأليف الكتاب فلم يذكر ابن الفرضي تاريخاً محدداً لذلك، لكن الذي يبدو أنه شرع بتأليفه منذ وقت مبكر من حياته حيث ساق بعض الروايات التي توحي بأنه قد بدأ بذلك منذ سنة سبع وسبعين وثلاثمائة ([172]) ورايات أخرى يستوحى منها - أيضا - أنه حينما كان بمصر أثناء رحلته العلمية كان يجمع مادته العلمية ([173]) وكذلك حينما كان بالقيروان ([174]) وهناك روايات أخرى تدل على أنه كان في نهاية القرن الرابع يشتغل في تأليف هذا الكتاب، ومن ذلك قوله حينما تحدث عن سعيد بن موسى الغساني: (قُتل بمعترك الماشة، قرب مدينة بلغى يوم الخميس لعشر بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة) ([175]).
وهكذا يبدو لنا أن تأليف هذا الكتاب قد استغرق أكثر من ثلاث وعشرين سنة وتفسير ذلك أن ابن الفرضي قد شرع في جمع مادته العلمية مبكراً، وكان يودع ذلك في كراريس، أو مذكرات خاصة، فلما أكتملت مادته العلمية أخذ بجمعها وتأليفها في كتاب واحد وكان هذا في آخر عمره رحمه الله.
مصادره:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/117)
اهتم الكتاب والمؤرخون القدامى باختيار مصادرهم، والتي كانوا يعدونها مرآة صادقة لمستوى ثقافتهم، فضلاً عن كونها معياراً مهماً للحكم على أي مؤلف أو كتاب يظهر للناس، فما آفة الأخبار إلا رواتها، وقد استشعر هذه الأهمية ابن الفرضي، ولعل مما ساعده على إدراك هذه المسئولية كونه ينتمي إلى مدرسة أهل الحديث التي تعنى بعلم الجرح والتعديل، ولهذا اهتم بمصادره حيث عني باختيارها، وذلك إدراكاً منه لأهمية المصدر في تأكيد أو نفي الأخبار والروايات التي يدرجها في كتابه، كما عني بالتعامل معها وحرص على فهمها واستيعاب ما تشير أو تهدف إليه قبل أن يسوق روايتها للقاريء.
وقد جاءت المصادر التي اعتمد عليها ابن الفرضي في هذا الكتاب متنوعة، ومتعددة الاتجاهات والمستوى؛ حيث بين ذلك في المقدمة حينما قال: (ولم أزل مهتماً بهذا الفن معتنياً به، مولعاً بجمعه والبحث عنه، ومسائلة الشيوخ عما لم أعلم منه، حتى اجتمع لي من ذلك - بحمد الله وعونه - ما أملت، وتقيد في كتابي هذا من التسمية ما لم أعلمه يقيد في كتاب ألف في معناه في الأندلس قبله) ([176]).
إن هذه الكلمات التي قالها ابن الفرضي في مقدمة كتابه عن مصادره هي في حقيقة الأمر منهج سار عليه في التعامل مع مصادره مما يدل على أنه كان مهتماً بها، متحرياً الدقة والضبط في الأخذ منها، مع ميله إلى الاختصار حتى لا يطول مؤلفه بسبب كثرة الأسانيد التي يستقيها من مصادره المكتوبة، وقد وضح ذلك بقوله: (وتركنا تكرار الأسانيد مخافة أن نقع فيما رغبنا عنه - من الإطالة - وبيناها في صدر الكتاب، فما كان في كتابنا هذا عن أحمد دون أن ننسبه فهو أحمد بن محمد بن عبد البر أخبرنا به عنه محمد ابن رفاعة - الشيخ الصالح - في تاريخه وما كان فيه عن محمد - دون أن ينسب - فهو محمد بن حارث القروي أخذته من كتابه، وبعضه بخطه، وما كان فيه عن أبي سعيد فهو: أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس ابن عبد الأعلى المصري خرجته من تاريخه: في أهل مصر والمغرب، أخذ ذلك من كتاب أنفذه إليه أمير المؤمنين الحكم بن عبد الرحمن المستنصر بالله - رحمه الله- وفيه عن غير ذلك ما أخبرنا به يحيى بن مالك العائدي عن أبي صالح أحمد بن عبد الرحمن بن أبي صالح الحراني الحافظ عن أبي سعيد ومنه: ما أخبرني به أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى القاضي عن أبي سعيد وقد بينت ذلك في موضعه.
وما جاء في كتابي هذا، عن محمد بن أحمد فهو: محمد بن أحمد بن يحيى القاضي هو: ابن مفرج، أخذته من كتاب مختصر كان جمعه للإمام المستنصر بالله رحمه الله.
وما كان فيه عن الرازي فإن العائذي، أخبرنا به عنه وما كان فيه عن غير هؤلاء فقد ذكرت من حدثني به وعمن أخذته إلا أن يكون مما قرب عهده، وأدركته بسني، وقيدته بخطي وحفظي، وأخذته عن ثقة من أصحابي، فلم أحتج إلى تسميته ([177]).
ومن خلال استقراء هذه المقدمة، وبعد تتبعنا لما جمعه من معلومات، وأخبار في ثنايا كتابه، يتبين لنا أن مصادر ابن الفرضي كانت متعددة، ومتنوعة، وأنه لم يكن يغفل أي مصدر يظن أنه يخدمه أو يوفر له معلومة، أو خبرا مهما، ولهذا كانت موارده عديدة، ومصادر المعلومات لديه كثيرة، وقد جاءت على النحو التالي:
أولاً: المصادر المكتوبة.
ثانياً: مصادر المعاينة، والمعايشة، والمشاهدة.
ثالثا: المصادر الشفوية - السماع والمشافهة.
وكان لكل نوع من هذه المصادر طرقه، وأساليبه، ووسائله المتعددة، حيث حاول المؤلف الإفادة منها جميعاً في جمع مادته العلمية حسب الفرص المتاحة لكل نوع من هذه المصادر خاصة، وقد كانت المصادر المكتوبة تضم الأقسام التالية:
أ - المؤلفات والكتب التاريخية.
ب - الاستكتاب.
ج - اللوحات والوثائق المادية.
أ: المؤلفات والكتب التاريخية:
يقصد بالمؤلفات والكتب التاريخية مؤلفات المؤرخين وعلماء الرجال الذين سبقوا ابن الفرضي، وكان لمؤلفاتهم علاقة قوية بموضوعه، وتمكن من الاطلاع عليها، وهذا النوع من المصادر شكل جزءاً كبيراً من مصادره في كتابه تاريخ العلماء، كما يستوحى ذلك من مقدمته، ويبدو واضحاً لمن يقرأ الكتاب، وكان من أهم من أفاد منهم في هذا المجال ما يلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/118)
1. أبو عبد الله محمد بن حارث بن راشد الخشني القيرواني، عاش السنوات الأولى من حياته بالقيروان ثم رحل إلى الأندلس صغيراً وعمره دون الثانية عشرة وبها طلب العلم،وقد وصفه ابن الفرضي بالعلم والقدرة على الفتيا ([178])، كما أشاد به عدد من المؤرخين إذا قال عنه الحميدي: (محمد بن حارث من أهل العمل والفضل) ([179]) وأثنى عليه الذهبي ([180]) وابن عميرة ([181]) وغيرهم.
له عدد من المؤلفات، فقد أشار الحميدي إلى أنه جمع كتاباً في (أخبار القضاة بالأندلس) وكتاباً في (أخبار الفقهاء والمحدثين) وكتاباً في (الاتفاق والاختلاف لمالك بن أنس وأصحابه) ([182]). كما قال ابن الفرضي بلغني أن الخشني (صنف للمستنصر مائة ديوان، وقد جمع له من رجال الأندلس كتاباً قد كتبنا منه في هذا الكتاب - يعني تاريخ العلماء - ما نسبناه إليه) ([183]). وكتاب الخشني هذا غير موجود الآن، ولكن ابن الفرضي أعتمد عليه كثيراً، إذ نبه إلى أنه أخذ منه عشرات المرات في كتابه، و قد تفاوتت نقولاته منه، فأحياناً يذكر الخبر ثم يعقبه بقوله قاله أو ذكره ابن حارث ([184])، وأحياناً يقول: (قال ابن حارث) ([185]) أو في كتاب ابن حارث ([186]) أو ذكر ابن حارث في كتابه ([187])، ثم يذكر بعد ذلك نصاً أو خبراً لابن حارث، وقد يقول قرأت ذلك من كتاب ابن حارث بخطه ([188])، أو ذكره ابن سعدان عن ابن حارث ([189])، أو ذكره ابن حارث عن ابن سعدان ([190])، هكذا تعددت طرق إحالات ابن الفرضي على ابن حارث بحسب اطلاعه عليها في كتابه، ولا شك أن هذا التعدد يدل على دقته في التعامل مع مصادره، وبالرغم من كون ابن الفرضي قد نقل كثيراً من الخشني إلا أنه فيما يبدو لم يكن يأخذ بما يذكره، أو يقول به مطلقاً، بل ربما كان قوله مرجوحاً أحياناً، أو قد يحتاج إلى دليل، والأدلة على ذلك كثيرة ومنها أنه حينما ذكر قول الخشني في عبد الله بن مسرّة ذكر معه أقوال عدد من المؤرخين بعضهم يعد من المجاهيل حيث قال: (وقرأت في بعض الكتب أن عبد الله بن مسرة رحل إلى المشرق) ([191]) ومن الأدلة - أيضاً - قوله حينما تحدث عن يحيى بن معمر بن عمران بن منير: (وحكى ابن حارث: أن الأمير عبد الرحمن استقضاه مرة ثانية، وهو صحيح والدليل عليه: أن يحيى بن معمر صلى بالناس صلاة الكسوف بقرطبة سنة ثمان عشرة في مسجد أبي عثمان وهو قاض) ([192]) هذا وقد أفاد ابن الفرضي من الخشني كثيراً، وفي مواضع متعددة شملت السير الذاتية، والنزعات العلمية، وتاريخ المولد والوفاة، والشيوخ، والرحلات العلمية، وغيرها من جزئيات تاريخ علماء المسلمين بالأندلس ([193]).
2. أبو القاسم خالد بن سعد أحد أئمة الحديث بالأندلس روى عن عدد من العلماء مثل محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد بن يزيد، ومحمد بن فطيس وغيرهم كما روى عنه جماعة ([194]) توفي سنة (352 هـ) ([195]).
وقد ذكر ابن الفرضي أن خالد بن سعد من الذين اعتمد على كتابتهم كثيرا، حيث قال في مقدمة الكتاب: (وما كان فيه عن خالد فهو خالد بن سعد أخبرنا به عنه إسماعيل ابن إسحاق الحافظ ([196]) في تاريخه) ([197])،كما ذكر حينما تحدث عن خالد بن سعد أن له كتابا في رجال الأندلس ألفه للمستنصر بالله - رحمه الله - وقد أخذه ابن الفرضي عن إسماعيل بن إسحاق؛ حيث قال: (وقد كتبنا منه في كتابنا هذا ما نسبناه إليه) ([198])، وقد بين ابن الفرضي أن خالد بن سعد لم يكن يتورع عن أعراض الناس، بل كان ينال منها حتى اشتهر بهذا الأمر، وأنه أخبره بذلك غير واحد ممن عرف ذلك منه ([199])، لكن هذا المأخذ لم يمنعه من الأخذ منه، وقد تفاوتت نقولاته عنه، وكذلك إحالته عليه، فعلى الرغم من كونه في الغالب يقول: ذكر خالد ([200])، أو قال خالد ([201]) مختصراً الإسناد، ثم يذكر خبرا أو نصا، إلا أنه أحيانا كان يستخدم صيغًا متصلة الإسناد؛ كقوله: (أخبرني إسماعيل قال: سمعت خالد بن سعد يقول.) ([202]) وقوله: أخبرني إسماعيل قال: قال خالد بن سعد …) ([203])، و (أخبرني إسماعيل قال: قال أخبرني خالد) ([204])، و (أخبرني إسماعيل قال: حدثني خالد …) ([205])، أو (قال لنا إسماعيل قال لي خالد …) ([206]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/119)
وقد أخذ ابن الفرضي من خالد بن سعد معلومات كثيرة، وفي قضايا مختلفة، لكن الغالب منها كان يتعلق بالسير والرحلات العلمية، أو السماع والشيوخ ([207])، وهذا مما يدل على أن هذا المصدر كان مهتما بهذا الجانب، وأن مؤلفه قد أولى تلك القضايا عناية خاصة، ولهذا جاء حديثه عنها مهما لابن الفرضي. ومع أن ابن الفرضي قد عد كتابات خالد بن سعد من مصادره المهمة، إلا أنه لم يكن يُسلم بكل ما ذكره، بل ربما رد أقواله، ومن ذلك أن خالد بن سعد قد حكم على سعيد بن جابر الأشبيلي بالكذب لكن ابن الفرضي لما ذكر هذا القول قال: (لم يكن سعيد بن جابر - إن شاء الله - كما قال خالد، فقد رأيت أصول أسمعته، ووقع إليّ كثير منها، فرأيتها تدل على تحري الرواية، وورع في السماع وصدق) ([208])، ولم يكتف بذلك، بل ساق أدلة أخرى ومنها قوله: (وقد حدثني العباس بن أصبغ قال: سمعت محمد بن قاسم يثني على سعيد بن جابر ويقول: كان صاحبنا عند النسائي ووصفه بالصدق) ([209]).
3. أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج القاضي من شيوخ ابن الفرضي الذين أكثر عنهم، سمع بقرطبة من قاسم بن أصبغ ومحمد بن عبد الله بن دليم، والخشني وغيرهم، رحل إلى المشرق سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة فسمع بمكة، والمدينة النبوية، وجدة، واليمن، وعدن، ثم دخل الشام فسمع ببيت المقدس وغيرها من مدن الشام، ثم عاد إلى الأندلس سنة خمس وأربعين فاتصل بأمير المؤمنين المستنصر بالله حيث ألف له عددا من الدواوين، كما استقضاه على أستجه، ثم ريه ([210])، وقد ذكر ابن الفرضي أن عدد الشيوخ الذين لقيهم أبو عبد الله بن مفرج وروى عنهم في جميع الأمصار التي دخلها مع ما كتب عنه بالأندلس مئتا شيخ وشيخا، توفي - رحمه الله تعالى - ليلة الجمعة لأحدى عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثمانين وثلاثمائة ([211]).
ذكر ابن الفرضي أنه أفاد من ابن مفرج في كتاب مختصر كان قد جمعه للإمام المستنصر بالله ([212]) - رحمه الله - وقد أشار إلى ذلك الذهبي ([213])،،ومما أهله لأن يأخذ منه ابن الفرضي كثيرا كونه عالما بالرجال وأحوالهم ([214])، قال عنه الحميدي: (القاضي أبو عبد الله …حافظ جليل مصنف) ([215])، كما وصفه أبو عمر أحمد بن محمد بن عفيف بأنه من (أعنى الناس بالعلم، وأحفظهم للحديث، ما رأيت مثله في هذا الفن) ([216])، وبالإضافة إلى ذلك فقد ذكر الذهبي أن له مصنفات في الفقه وفقه التابعين، حيث صنف كتابا في فقه الحسن البصري في سبع مجلدات، وفقه الزهري في عدة أجزاء، كما جمع مسند قاسم بن أصبغ في مجلدات ([217]) ولم تكن إفادة ابن الفرضى قاصرة على هذه المؤلفات، بل أفاد منه عن طريق السماع مدة طويلة، يقول عن ذلك: (وآليت الاختلاف إليه، والسماع منه من سنة ست وستين إلى أن اعتل علته التي توفي بها سنة 380 هـ وأجاز لي جميع ما رواه غير مرة وكتب لي ذلك بخطه ولأخي) ([218]).
هكذا تعددت طرق أخذ ابن الفرضي من أبي عبد الله محمد بن أحمد بن مفرج، والذي يهمنا هنا ما أخذه عنه بواسطة كتبه ومؤلفاته التي أجازها له حيث وضح ذلك بقوله: (ذكره محمد بن أحمد في كتابه، أو كذا وجدته بخطه، أو من كتاب محمد بن أحمد، أوفي كتاب محمد بن أحمد وغيرها من العبارات التي تدل على أخذه من مؤلفاته مباشرة، ويبدو أن تلك المؤلفات كانت كبيرة غزيرة المعلومات، ولهذا جاءت إفادته منها متنوعة وشاملة لمعظم جوانب سير الرجال، حيث أفاد منه فيما يتعلق بالسير العلمية والشيوخ ([219]) والمولد ([220]) والوفاة ([221]) والنظم والجوانب الحضارية ([222]) والصفات الذاتية والأخلاق ([223]) والأنساب ([224]) والرحلات والأسفار ([225])، وكان أحيانا يجمع بين قوله له مشافهة وما كتبه من مؤلفاته، ويوضح ذلك بقوله: قاله محمد، أو وجدت ذلك بخطه ([226]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/120)
وبالإضافة إلى ذلك فقد روى عنه عددا من الأحاديث والآثار بسند متصل؛ فمن الأحاديث قوله: (أخبرنا محمد بن أحمد بن يحيى قال: نا ابن الأعرابي قال: نا عباس الدوري قال: نا زيد بن الحباب عن معاوية بن صالح قاضي الأندلس قال: حدثني أبو الزاهرية حُدير بن كريب قال حدثني كثير بن مرة الحضرمي أنه سمع أبا الدرداء سأل رسول الله - ش - أفي كل صلاة قراءة؟ قال: نعم. فقال رجل من الأنصار: رحبت هذه. فقال لي رسول الله - ش - وكنت من أدنى القوم إليه: ما أرى الإمام إذا أم القوم إلا قد كفاهم) ([227]). ومن الآثار قوله: (أخبرنا محمد بن أحمد بن يحيى قال: نا ابن فراس قال: حدثنا محمد بن علي الصائغ قال: سعيد بن منصور قال: نا هشيم قال: نا عبد الرحمن بن يحيى، عن حبان بن أبي جبلة الحسني عن أبن عباس: أن آية من كتاب الله سرقها الشيطان: (بسم الله الرحمن الرحيم) ([228]).
هكذا تعددت، وتنوعت إفادات ابن الفرضي من شيخه ابن القاضي، كما تنوعت طرق الأخذ منه، ويبدو أن هذا المؤلف كان محل ثقة عند ابن الفرضي إذ كان يقدم قوله على قول خالد بن سعد ومن ذلك أنه لما ذكر قول خالد في وفاة عبيدون بن الحارث الجهني وأن ذلك كان سنة خمس وعشرين وثلاثمائة ذكر قول محمد بن أحمد بأنه كان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، ثم قال وهو أصح عندي إن شاء الله ([229]).
4. أبو سعيد عبدالرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى المصري الصدفي المعروف بابن يونس، سماه الذهبي بالحافظ، وذكر أنه ما ارتحل ولا سمع بغير مصر، وكان إماما بصيرا بالرجال ولد سنة إحدى وثمانين ومئتين، وتوفي في جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين وثلاثمائة عن ستة وستين عاما ([230]).
وقد ألف كتابا سماه علماء مصر ([231])، ذكر الذهبي أنه اختصر هذا الكتاب، وأنه أفاد منه بعض الغرائب ([232]).
وهذا الكتاب من المصادر التي اعتمد عليها ابن الفرضي حيث بين أن المؤلف أرسل كتابه إلى أمير المؤمنين الحكم المستنصر بالله مما أتاح له فرصة الاطلاع عليه، كما بين أنه أخذ من أبي سعيد من غير هذا الكتاب وذلك ما أخبره به عنه يحيى بن مالك العائذي عن أبي صالح أحمد بن عبد الرحمن بن أبي صالح الحراني الحافظ عن أبي سعيد أو ما أخبره به أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى القاضي عن أبي سعيد، وقد بين ذلك في موضعه ([233]).
هكذا تنوعت الطرق التي أفاد بواسطتها ابن الفرضي من أبي سعيد، وقد التزم في تعامله مع المعلومات التي استقاها من أبي سعيد بالدقة في الإحالة إليها؛ حيث كان يوضح طريق ما استقاه من أبي سعيد بقوله: ذكره أبو سعيد ([234])، أو قال أبو سعيد، ثم يذكر قولا له ([235])، أو في كتاب أبي سعيد ([236])، أو من كتابه ([237])،كما أنه أحيانا يبين المصدر الذي أخذ منه ابن سعيد مثل قوله: قال أبو سعيد: ذكره الخشني ([238])، وقوله قال أبو سعيد ذكره ابن عفير في أخبار الأندلس ([239]).
وحينما يكون الخبر أخذه عن طريق يحيى العائذي، فإنه يوضح ذلك بقوله: (وأخبرنا يحيى بن مالك العائذي قال: نا أبو صالح قال: نا أبو سعيد …) ([240])، ثم يذكر الخبر بعد ذلك، أو (حدثنا أبو زكريا العائذي قال: حدثنا أبو صالح الحراني قال: نا أبو سعيد الصدفي) ([241])، أو (أخبرنا العائذي قال: نا أبو صالح الحراني قال: نا أبو سعيد الصدفي في تاريخ المصريين قال …) ([242])، ثم يذكر الخبر، أو من كتاب أبي سعيد أخبرني به العائذي ([243])، وقد سلك نفس المنهج مع محمد بن أحمد القاضي حيث يقول: (وأخبرني محمد بن أخمد الحافظ قال: قال لنا أبو سعيد …) ([244])، ثم يذكر الخبر، أو ذكره أبو سعيد أخبرني بذلك عنه محمد بن أحمد القاضي ([245])، أو (أخبرنا القاضي محمد ابن أحمد قال: نا عبد الرحمن بن أحمد بن يونس،) ([246]) ثم يذكر الخبر، أو (أخبرني محمد بن أحمد عن أبي سعيد قال ([247]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/121)
هكذا تعددت صيغ الرواية عند ابن الفرضي فيما أخذه عن أبي سعيد، ولا شك أن إلمامه بعلم الحديث ومناهجه، هي التي جعلته يملك هذه الطرق، وتلك الأساليب في التعامل مع الرواية التاريخية، وقد أفاد ابن الفرضي من أبي سعيد معلومات تتعلق بالنسب ([248])، والمولد، والنشأة ([249])، والشيوخ، وطلب العلم والرحلات العلمية ([250])، والسماع من الشيوخ ([251]) وكذلك الوفاة، مكانها وتاريخها ([252]).
ومما تميز به هذا المصدر من مصادر ابن الفرضي عن غيره من المصادر التاريخية أنه أورد تراجم مطولة لعدد من ولاة الأندلس، وعلمائه؛ مثل حنش بن عبد الله الصنعاني ([253]) والسمح بن مالك الخولاني ([254])، وعبدالعزيز بن موسى بن نصير ([255])، وعبد الله بن يزيد الحبلي ([256]) وغيرهم من القادة والعلماء المتقدمين، حيث يعد ما ذكره ابن الفرضي عنهم إضافة مهمة لهؤلاء الأشخاص الذين تعاني المصادر التاريخية من شح واضح في أخبارهم.
5. الرازي
قال ابن الفرضي حينما تحدث عن مصادره في كتابه هذا: (وما كان فيه عن الرازي فإن العائذي أخبرنا به عنه) ([257]) لكنه لم يذكر اسم هذا المؤرخ الذي أفاد منه هل هو أبوبكر أحمد بن محمد الرازي أو ابنه عيسى بن أحمد بن محمد الرازي وكلاهما ممن اهتم بالتاريخ الأندلسي، وعاصر ابن الفرضي، أما أحمد فهو: أبوبكر أحمد بن محمد بن موسى بن بشير الرازي والمولود بالأندلس سنة 274 هـ حيث سمع من قاسم بن أصبغ وأحمد بن خالد وغيرهما، وكان كثير الرواية حافظا للأخبار ([258])، وله مؤلفات كثيرة في أخبار الأندلس وتواريخ دول الملوك فيها ومنها أخبار ملوك الأندلس، وهو كتاب كبير اعتمد عليه عدد من المؤرخين كابن حيان، وابن الأبار، وابن سعيد،وغيرهم وكتاب في صفة قرطبة وخططها ومنازل الأعيان فيها، وكتاب ثالث اسمه الاستيعاب عن أنساب مشاهير أهل الأندلس، وكتاب رابع في جغرافية الأندلس، وخامس في أعيان الموالي بالأندلس ([259]) وقد فقدت هذه المؤلفات ولم يبق منها سوى ما نقله لنا عدد من المؤرخين اللاحقين له.
وأما عيسى فهو: ابن أحمد بن محمد الرازي المذكور أولاً (وقد انشغل بكتابة التاريخ حيث ألف كتابا اسمه (الحجاب للخلفاء بالأندلس) ([260])، كما ألف كتابا آخر في تاريخ الأندلس ويرى الدكتور محمود علي مكي أنه قد يكون أكمل بهذا الكتاب كتاب والده أحمد ([261]).
وما ذكره ابن الفرضي في مقدمة كتابه عن المصادر، وكذلك إحالاته على الرازي في ثنايا كتابه، لم تصرح هل المقصود أحمد أم ابنه عيسى؟
كما لا يوجد من خلال الإحالات ما يدل صراحة على أي منهما على وجه التحديد، ولكن ومن خلال استقرائنا لما كُتب عن الرجلين، وما ذكره ابن الفرضي في إحالاته على الرازي يمكن أن نرجح أن يكون المقصود به هو الأب أحمد بن محمد، وقد بدا لنا هذا الترجيح من خلال المؤشرات التالية:
1. أن الأب أحمد بن محمد كان أشهر من ابنه عيسى؛ إذ أنه علم من أعلام التاريخ الأندلسي، فلعل ابن الفرضي اكتفى بشهرته عن التصريح باسمه، كما يفعل بعض المؤرخين ومن بينهم ابن حيان، وابن الأبار؛ إذ كانا أحيانا يكتفيان بقول: قال الرازي مع أنهما يقصدان أحمد وليس عيسى، كما يبدو هذا واضحا من خلال ما يذكرانه من أخبار.
2. من خلال تتبعنا للروايات التي ذكرها ابن الفرضي عن الرازي نجد أنها كلها لم تتجاوز في إطارها الزمني سنة 344هـ وهو تاريخ وفاة أحمد، فلو كان المعني بالأمر أو بعضه الابن عيسى لامتد الإطار الزمني إلى نهاية العقد الثامن من القرن الرابع الهجري إذ أن عيسى عاش تلك الفترة؛ حيث كانت وفاته سنة 379 هـ.
3. أن كثيرا من تراث أحمد بن محمد التاريخي أقرب إلى موضوع صاحبنا ابن الفرضي في هذا الكتاب؛ فهو يعنى بالمشاهير والأعيان الذين كان العلماء أحدى فئاتهم، وعناوين مؤلفاته من الأدلة الواضحة في هذا المجال.
4. ثمة إشارات ذكرها ابن الفرضي توحي بأن المقصود بالرازي عنده هو أحمد؛ مثل قوله في ترجمته لأحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مروان ذكره الرازي في تاريخ الملوك ([262]) وكذلك حين حديثه عن شمر بن ذي الجوشن الكلاعي؛ حيث قال: ذكره الرازي في تاريخ الملوك …) ([263]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/122)
5. هناك بعض النصوص التاريخية التي اقتبسها ابن حيان من أخمد بن محمد الرازي، كما ذكرها ابن الفرضي ونسبها إلى الرازي وبمقارنتها ببعضها يتبين أنها نص واحد، اقتبست من مصدر واحد مما يرجح أن المقصود عند ابن الفرضي هوأحمد بن محمد ومن هذا قول ابن الفرضي قال الرازي: (ولي الأمير محمد بن عبد الرحمن يوم الخميس لثلاث خلون من ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين ومائتين …) ([264]) وكذلك قوله: (قال الرازي: توفي سعيد بن محمد بن بشير المعافري القاضي سنة عشرة ومائتين …) ([265]) وقد ذكر ابن حيان هذين النصين ونسبهما إلى أحمد الرازي ([266]).
وعلى أية حال فإن إفادات ابن الفرضي من الرازي جاءت أقل من سابقيه إذ أن معظم نقولاته عنه كانت فيما يتعلق بتحديد سنة الوفاة للأشخاص، وهذه تكررت عشرات المرات في ثنايا كتابه ([267]) وفيما عدا ذلك فقد كانت إفادته منه محدودة، كذكر نسب بعض الأشخاص ([268])، أو ذكر أحداث وفيات بعضهم ([269])، وكان ابن الفرضي يذكر الرواية عن الرازي مختصرا الإسناد إذ لم يكن يذكر حتى العائذي إلا نادرا ([270])، على الرغم من كونه الواسطة بينهما كما ذكر ذلك في المقدمة، ولا أستبعد أن تكون هذه المحدودية في الإفادة من الرازي كان مبعثها سببان الأول كون مؤلفات الرازي مؤلفات تاريخية عامة تعنى بالدول وأحداثها أكثر من عنايتها بالأشخاص وعلمهم وهذا الأخير هو ما كان يبحث عنه ابن الفرضي.
أما السبب الثاني فهو أن الرازي كانت اهتماماته ومنهجه أقرب إلى المؤرخين منه إلى علماء الحديث وبالتالي ربما كانت معاييره العلمية وحديثه عن الرجال أقل من معايير ابن الفرضي ولهذا لم يكن ابن الفرضي يقتنع بما ذكره الرازي.
6. أبو عبد الملك أحمد بن محمد بن عبد البر من موالي بني أمية سمع عددًا من علماء الأندلس مثل قاسم بن أصبغ، ومحمد بن قاسم، وأحمد بن خالد وغيرهم، وقد برز في علم الحديث كما كان فقيها، توفي سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة ([271]).
ذكر ابن الفرضي أنه أفاد من أحمد بن عبدالبر حيث قال: (وما كان في كتابنا هذا عن أحمد - دون أن ننسبه - فهو: أحمد بن محمد بن عبد البر أخبرنا به عنه محمد بن رفاعة - الشيخ الصالح - في تاريخه) ([272])، كما ذكر أن له كتابا مؤلفا في الفقهاء بقرطبة وأنه استعان به في كتابه ([273]).
وقد أفاد ابن الفرضي من ابن عبد البر في مواضع كثيرة وكان يحيل إليه ما يأخذه منه بصيغ مختلفة، وكان كثيرا ما يختصر الإسناد حسب المنهج الذي ذكره في مقدمة الكتاب؛ حيث يقول ذكره أحمد ([274]) ولكنه أحيانا يصل الإسناد ومن ذلك قوله: قال أحمد قال محمد بن وضاح ([275])، وقوله: (أخبرنا محمد بن رفاعة قال: نا أحمد بن عبد البر) ([276])، أو قال أحمد:حدثت عن ابن وضاح ([277])، وغيرها من الروايات التي ذكر أسانيدها متصلة، كما كان أحيانا يقول: من كتاب محمد بخطه ([278])، وقرأت بخط أحمد بن محمد بن عبد البر ([279]).
هكذا تعددت طرق ابن الفرضي في الرواية عن ابن عبد البر، وكانت إفاداته منه متعددة، ومتعلقة بقضايا تاريخية مهمة، تتصل بتاريخ الرجال والنظم، ولعل أهم ما يتعلق بتاريخ الرجال ذلك الوصف الدقيق لحال بعض الرجال ومن ذلك قوله عن مسلم بن أحمد ابن أبي عبيدة الليثي: (قال أحمد بن عبد البر: وكان أبو عبيدة من أصدق أهل زمانه؛ سمعت عبد الله بن حنين يقول: كان أن يخر من السماء إلى الأرض أهون عليه من أن يكذب، وكان عالما …) ([280])، كما قال في وصف الناحية العلمية عند محمد بن وضاح - أحد معاصريه - (وكان ابن وضاح كثيرا ما يقول: ليس هذا من كلام النبي - ش - في شيء وهو ثابت من كلامه - ش -، وله خطأ كثير محفوظ عنه، وأشياء كان يغلط فيها ويصحفها، وكان لا علم عنده بالفقه ولا بالعربية) ([281]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/123)
كذلك وصفه لحلقات العلم وما يدور فيها بين الشيخ والطلاب ومن ذلك قوله: (أخبرنا محمد بن رفاعة قال: نا أحمد بن عبد البر قال: نا محمد بن قاسم قال: شهدت محمد بن وضاح وعنده زنباع، وقد أملى ابن وضاح أحاديث على من كان عنده وزنباع يتشاغل عن ذلك ويتحدث مع من كان يجاوره، فلما أكثر من الحديث، وتشاغل عما كان يمليه الشيخ قال له ابن وضاح: يا مشاوم وخرج عليه، تدع أن تكتب سنن النبي - عليه السلام - وتشتغل بالحديث، فقال له: أصلحك الله لم أشتغل عما أمليته، وقد حفظته، وكان ابن وضاح أملى اثني عشر حديثاً فحفظها زنباع ونصها كما أملاها ابن وضاح فعجب منه وكان يدنيه بعد ذلك) ([282])، ولم يكن هذا النص هو الوحيد بل لقد روى لنا ابن الفرضي عن ابن عبد البر نصوصاً أخرى تدل على دقة رصده واستيعابه لما يكتب، واهتمامه بالقضايا العلمية ([283]).
وبالإضافة إلى ذلك، فقد ترك لنا ابن عبد البر معلومات مهمة لبعض الشخصيات الأندلسية ومنها عبد الملك بن حبيب، وبقي بن مخلد، حيث خلف لنا وصفاً دقيقاً لمشهد جنازته، ودفنه، وحالة الناس آنذاك ([284])، كما حظي تاريخ وفيات الرجال بنصيب كبير من قبل ابن عبد البر ([285]).
وقد كانت له وقفات مهمة عند بعض الخطط والنظم، ومن ذلك وصفه لمسؤوليات صاحب السوق، حيث قال حينما تحدث عن حسين بن عاصم الثقفي: (وولي السوق في أيام الأمير محمد، وكان شديداً على أهلها في القيم، يضرب على ذلك ضرباً مبرحا ينكر عليه فكأنه سقط بذلك عن أن يروي الناس عنه) ([286])، كذلك ذكر عزوف الناس الصالحين عن تولي خطة القضاء، ومن الأمثلة على ذلك ما ذكره عن زياد بن عبد الرحمن اللخمي حينما حاول الأمير هشام بن الحكم توليته على القضاء (فخرج هاربا بنفسه فقال هشام: ليت الناس كزياد) ([287]).
ومن وقفاته في هذا الميدان وقفة مهمة تتعلق بنظم التربية والتعليم حيث ذكر أن بكر ابن عبد الله الكلاعي كان (مؤدباً لأولاد الخلفاء - رحمهم الله - في النحو والشعر) ([288])، وهذا مما يدل على عناية الخلفاء بتعليم أولادهم النحو والشعر لأهميتها في تقويم ألسنتهم والمحافظة على ملكتهم اللغوية في بيئة تعج باللكنات الأجنبية.
وكان ابن الفرضي يذكر الخبر عن ابن عبد البر بسند متصل، أو مختصر، كما تبين ذلك من بعض الأمثلة، كما كان أحياناً يذكر معه خالد بن سعد حيث يقول بعد أن يسوق الخبر: قال أحمد وخالد ([289])، كما كان أحياناً بيبن المصدر الذي استقى منه ابن عبد البر معلوماته، ومن الأمثلة على ذلك قوله: (قال أحمد هو زياد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبد الرحمن بن زهير وزياد الثاني هو الداخل بالأندلس قاله أحمد بن محمد الرازي) ([290])، فأحمد هنا هو أحمد بن عبد البر وقد بين ابن الفرضي أنه استقى معلوماته السابقة من الرازي، ويبدو أن ما ذكره ابن عبد البر أدناه هو نص ما قاله الرازي.
كانت هذه نماذج وأمثلة لما أفاده ابن الفرضي من كتابات أحمد بن عبد البر، وبالرغم من محدوديتها بالنسبة لسابقيه إلا أنها كانت ذات دلالات جيدة، لما فيها من معلومات مهمة ربما انفرد بها ابن عبد البر عمن سواه. ويبدو أن السبب في ذلك يعود لكون ابن عبد البر محدثاً ثم مؤرخاً، وبالتالي فهو يملك إمكانات كلتا المدرستين مما أهله لأن تكون كتاباته مهمة في بابها ويتأكد هذا الأمر إذا تذكرنا أن مدرسة المحدثين آنذاك كان لها منهج مستقل ومعالم واضحة في ميدان دراستها، وهذا مما جعلها تؤثر على الفكر الإسلامي حيث أثر منهج المحدثين على العلوم الإسلامية الأخرى ومنها التأليف التاريخي ([291]).
كان هذا عرضاً لمصادر ابن الفرضي التاريخية المكتوبة، والتي ذكرها في مقدمة كتابه، وهي بلا شك مصادر مهمة يعد أصحابها من كبار علماء، ومؤرخي الأندلس آنذاك، وقد بدا هذا الأمر واضحاً على مادته العلمية التي استقاها منها وأثبتها في كتابه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/124)
وبالإضافة إلى هؤلاء فقد أخذ ابن الفرضي عن عدد من الكتاب والمؤرخين الذين لم يذكرهم في مقدمة كتابه لكنه أشار إليهم في ثناياه ومنهم يحيى بن مالك بن عائذ بن كيسان بن معن والمعروف بالعائذي ([292])، المولود سنة ثلاثمائة والمتوفى بقرطبة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، وقد رحل إلى المشرق سنة سبع وأربعين فحج سنة ثمان وأربعين، ثم انتقل إلى بغداد، حيث يذكر ابن الفرضي أنه حدثه أنه سمع ببغداد من سبعمائة رجل ونيف، وقد تردد بالمشرق نحو من اثنتين وعشرين سنة، كما كتب عن طبقات المحدثين، ثم عاد إلى الأندلس سنة تسع وستين وثلاثمائة ([293]).
ويذكر ابن الفرضي أنه كان ذا علم جم، اذ أنه لما قدم الأندلس سمع منه ضروب من الناس، وطبقات مختلفة من طلاب العلم، وأبناء الملوك، وجماعة من الشيوخ والكهول، كما ذكر أنه كان يملي في المسجد الجامع كل يوم جمعة، وأنه سمعه يقول: (لو عددت أيام مشيي بالمشرق وعددت كتبي التي كتبت هناك بخطي لكانت كتبي أكثر من أيامي بها) ([294]).
ولاشك أن هذا المستوى العلمي الجيد الذي حظي به ابن عائذ هو الذي جعله مصدراً مهماً من مصادر ابن الفرضي، حيث أخذ عنه جزءاً من تاريخ ابن سعيد، وكذلك ما رواه عن الرازي، حيث بين أن العائذي هو الذي أخبر به عنه ([295])، بل ذكر ابن الفرضي أن الأمر تجاوز ذلك حيث قال: (روى لنا من الأخبار والحكايات مالم يكن عند غيره، ولا أدخله أحداً الأندلس قبله …) ([296])، ولعل مما شجع ابن الفرضي على كثرة الأخذ منه ما كان يتسم به صاحبنا من كونه حليماً، كريماً، جواباً، شريف النفس مع سلامة دينه وحسن يقينه ([297]).
ويبدو أن العائذي لم يكن مصدراً لتلقي المعلومات فحسب، بل كان أيضاً شيخاً ومستشاراً لما يشكل على ابن الفرضي في بعض القضايا التي تتعلق بعدالة الرجال، فحينما تحدث ابن الفرضي عن طاهر بن حزم قال: (وكان ورعاً فاضلاً ذاكرت به العائذي فأثنى عليه وأخبرني ببعض أمره) ([298])، وحينما يروي عنه يقول قال لي أبو ذكريا يحيى بن مالك بن عائذ ([299])، أو قال أبو زكريا، ومن القضايا التي أخذها عنه غير ما كان عن الرازي، وابن سعيد، قضية مقتل طاهر بن حزم ([300])، ووصفه لعيسى بن دينار ([301]) كذلك تفسير قوله تعالى: {فاصفح الصفح الجميل} ([302])، حيث روى تفسيرها مسندا إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ([303])، كذلك روى عن الإمام أحمد بسند متصل رأيه في معاوية بن صالح ([304])، كما روى عنه أخباراً أخرى في قضايا مختلفة ([305]).
كذلك أخذ ابن الفرضي من شيخه عبد الله بن محمد بن القاسم الثغري ([306])، ومن ذلك ما رواه بسند متصل عن فرات بن محمد أن عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - أرسل عشرة من التابعين إلى أهل أفريقية ليفقهوهم ([307])، كذلك روي عنه أنه رأى قبر حنش بن عبد الله الصنعاني بسرقسطة عند باب اليهود غربي المدينة ([308]) كما روى عنه أخباراً كثيرة تتعلق بالسير العلمية لعدد من الرجال، وكان منهجه في الروايات التي يأخذها من الثغري أن يذكرها بسند متصل، ومن الأمثلة على ذلك قوله: (أخبرني عبد الله بن محمد بن القاسم الثغري - رحمه الله - قال: نا تميم بن محمد الأفريقي قال: قال أبي سهل بن محمد الوراق الأندلسي كان رجلاً صالحاً حسن الضبط لكتبه، سمعنا منه، وخرج إلى سوسة فسكنها وتوفي بها سنة ست وثلاثمائة) ([309]).
كما أفاد ابن الفرضي من إبراهيم بن محمد الباجي - أحد علماء باجة ([310]) - كثيراً من الأخبار والمعلومات المتعلقة ببعض علماء مدينة باجة الذين ذكرهم ابن الفرضي ضمن كتابه، ومنهم اسحاق بن عبد ربه ([311]) وتمام بن غالب ([312])، وخلف بن جامع بن حاجب ([313]) وإسماعيل بن إبراهيم بن اسحاق ([314]) وغيرهم.
وهكذا نرى حرص ابن الفرضي على الدقة في اختيار مصادره، حيث أخذ من الباجي ما يتعلق بتاريخ علماء مدينته إذ هو الأقرب إليهم والمطلع على أخبارهم فهو بهذا المنهج لجأ إلى أصحاب الاختصاص فضلاً عن المطلعين وشهود العيان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/125)
كذلك أخذ ابن الفرضي من اسماعيل بن اسحاق بن زياد بن أسود والمعروف بابن الطحان المتوفى بقرطبة سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، وهو أحد علماء الأندلس المهتمين بالحديث والآثار وأسماء الرجال وأخبار المحدثين ([315])، كما ذكر ابن الفرضي أنه كان أكثر وقته يصنف الحديث والتاريخ وأن له عدداً من المصنفات وقد نقل عنه وسمع منه كثيرا، كما كان يملي عليه، هذا عدا ما أخذه عنه عن خالد بن سعد ([316]).
ونظراً لكون اسماعيل بن إسحاق قد عاش بعض عمره في مدينة أستجة، فقد أخذ عنه ابن الفرضي بعض ما يتعلق بتاريخ علمائها من أمثال إبراهيم بن حزم ([317])، وأحمد بن محمد بن مسونة ([318])، وحسان بن عبد الله بن حسان ([319]) وغيرهم، وهذا مما يؤكد حرص ابن الفرضي على تحري الدقة في مصادره وأخذ المعلومات من مظانها القريبة.
وبالإضافة إلى ما سبق فقد أخذ ابن الفرضي من إسماعيل وبسند متصل كثيراً من الأخبار المتعلقة بعلماء أندلسيين آخرين، ومن ذلك وصايا بقي بن مخلد لمالك بن يحيى القرشي حينما ولي احدى الولايات ([320])، كما روى عنه مشافهة بعض الأخبار التي سوف نذكرها في الفقرة الخاصة بها - إن شاء الله تعالى -.
وكان إسحاق بن سلمة بن لبيب بن بدر القيني أحد علماء ريّة ممن أفاد من كتبهم ابن الفرضي، إذ كان القيني حافظاً لأخبار أهل الأندلس معتنياً بها، حيث جمع كتاباً في أخبار الأندلس أمره بجمعه المستنصر بالله ([321])، وقد جاءت نقولات ابن الفرضي عن القيني في مواضع مختلفة من كتابه ([322]).
ومن الذين أفاد منهم ابن الفرضي عبيد الله بن الوليد بن محمد المعيطي أحد علماء قرطبة، سمع من عدد من علمائها كما كان عالماً بالفتيا حافظاً للأخبار والأشعار، توفي سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة ([323]).
وقد جاءت إفادات ابن الفرضي من المعيطي، كإفاداته من الرازي مقتصرة في معظمها على تاريخ سني الوفيات للرجال، إلا أن أخذه عن المعيطي كان أقل من الرازي ([324]).
كذلك أخذ ابن الفرضي من كتابات ابن سعدان ([325]) التي حبسها بعد موته، ويبدو أنها كانت مؤلفات متعددة تمكن من الاطلاع عليها جميعها، كما توحي بذلك إحالاته عليها حيث قال حين حديثه عند عبد الله بن عباس الخشني: (سمع من محمد بن فطيس رأيت سماعه عليه في بعض كتب ابن سعدان) ([326])، لكنه لم يصرح سوى بمؤلف واحد هو كتاب فقهاء ريّة حيث قال حينما تحدث عن كل من عمر ابن يحيى ([327])، وليث بن سباع المزحجي ([328]): ذكره ابن سعدان في فقهاء ريّة، وبالإضافة إلى ذلك فقد كان يقول ذكره ابن سعدان دون تحديد المصدر ([329])، وبالرغم من تعدد مؤلفات ابن سعدان، وكون ابن الفرضي قد اطلع عليها فإن إفادته منها كانت محدودة، ويبدو أن السبب في ذلك هو كون ابن سعدان لم يحدث وإنما كان منشغلاً بالكتابة والنسخ.
وكان التراث التاريخي للحكم المستنصر بالله ([330])، من المصادر المهمة التي اعتمد عليها ابن الفرضي، وقد جاء هذا التراث على قسمين:
القسم الأول منه، ما كان من تأليف الحكم المستنصر وبخطه، وقد بين ذلك ابن الفرضي حين الإحالة عليه بقوله كتبت ذلك كله من خط المستنصر بالله، أو وجدته بخط المستنصر بالله ([331]) أمير المؤمنين ([332])، وكذا قوله:قرأت ذلك بخط المستنصر بالله ([333])، وكان أحياناً يحدد الكتاب كقوله: قرأت بخط المستنصر بالله في كتاب القضاء ([334])، أو فيه ذكر القضاة بالأندلس ([335])، ويبدو أن بعض هذه الاقتباسات كانت من تعليقات وإضافات الحكم على بعض الكتب التي اطلع عليها، إذ يذكر الذهبي أنه: (قلما تجد له كتاباً إلا وله فيه قراءة أو نظر من أي فن كان ويكتب فيه نسب المؤلف ومولده ووفاته، ويأتي من ذلك بغرائب لا تكاد توجد) ([336])، كما يؤيد هذا الأمر ما ذكره ابن الفرضي في بعض إحالاته ومن ذلك قوله حينما تحدث عن عبد الله بن المغلس - أحد علماء وشقة ([337]) - (وقرأت بخط المستنصر - رحمه الله - ملحقاً في كتاب ابن حارث) ([338])، وقوله: (وقرأت في كتاب دفعه إلى أحمد بن عبد الرحيم كان فيه إلحاق بخط أمير المؤمنين المستنصر بالله - رحمه الله - …) ([339])، ومن نماذج نقوله من الحكم المستنصر قوله عن موسى بن هارون: (ولي القضاء بعد عبد الله بن الحسن المعروف بابن السندي، وكان قد سمع الحديث،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/126)
وكانت له عناية ورحلة وسماع بمكة ومصر، وانصرف من رحلته فلزم قرطبة يطلب العلم ويسمع إلى أن استقضى وذلك سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، كتبت ذلك كله من خط المستنصر بالله- رحمه الله -) ([340]).
أما القسم الثاني من تراث الحكم المستنصر بالله فيشمل تلك المصنفات التي أمر الحكم بتأليفها، فألفها عدد من الكتاب والمؤرخين تلبية لتلك الرغبة، ومن ذلك ما ألفه محمد بن الحارث الخشني حيث يذكر ابن الفرضي أنه ألف للمستنصر كتباً كثيرة بلغت مائة ديوان، كما جمع له في رجال الأندلس كتاباً أخذ منه ابن الفرضي حين تأليفه لكتابه ([341])، كما ألف كل من محمد بن أحمد مجموعاً في التاريخ للمستنصر بالله، وخالد ابن سعد ألف له كتاباً في رجال الأندلس ([342])، وقد أفاد من هذه المؤلفات جميعها كما وضحنا ذلك حين حديثنا عن كل واحد منهم.
ويستوحى من خلال استقرائنا لما نقله ابن الفرضي من كتابات الحكم المستنصر أنه كان ذا ملكة علمية وتاريخية جيدة، وأنه كان من مشاهير علماء الأندلس آنذاك، وقد أدرك هذه الحقيقة ابن الآبار، ولهذا قال: (عجباً لابن الفرضي، وابن بشكوال، كيف لم يذكراه) ([343])، كما قال عنه الذهبي: (غزر علمه، ودق نظره، وكان له يد بيضاء في معرفة الرجال والأنساب والأخبار) ([344]).
كما كانت لابن الفرضي بعض النقولات من كتاب محمد بن حسن الزبيدي ([345]) والمعروف بطبقات النحويين واللغويين، وذلك فيما يتعلق ببعض العلماء الذين كانت لديهم نزعة علمية في مجال اللغة العربية حيث يعزو إليه بقوله: ذكره ([346]) محمد بن حسن الزبيدي أو من كتاب الزبيدي ([347])، أو ذكرنا ذلك من كتاب ([348]) محمد بن حسن الزبيدي، ومن أمثلة ما نقله منه قوله عن إبراهيم بن عبد الله المعافري (وكان مع رواياته للحديث حافظاً اللغة،بصيراً بالشعر مطبوعاً فيه) ([349])، كما قال عن بكر بن خاطب المرادي (كان ذا علم بالعربية والعروض والحساب، وله تأليف في النحو) ([350]).
كذلك أخذ ابن الفرضي من كتابات أبيه ومن ذلك ما ذكره حين حديثه عن مولده حيث قال: (ومولدي سنة أحدى وخمسين وثلاثمائة … ليلة الثلاثاء لتسعة أيام بقيت من ذي القعدة، وجدت ذلك بخط أبي رحمه الله) ([351])، ومنه قوله: (وجدت بخط أبي - رحمه الله- على بعض ما كتبه مات أبي - يعني يوسف بن نصر - رحمة الله عليه ومغفرته - لعشرة بقين من محرم سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة) ([352]).
وبالإضافة إلى هذه الكتب والمؤلفات التاريخية الأندلسية التي اعتمد عليها ابن الفرضي، فقد أخذ - أيضاً - من بعض كتابات مؤرخي المشرق حيث ذكرهم من بين مصادره، وكان من أهمهم خليفة بن خياط (ت40هـ) ([353]) والواقدي (ت207هـ) ([354]) وعبد الغني بن سعيد الأزدي (ت409هـ) ([355])، وأحمد بن محمد بن إسماعيل بن المهندس (ت385هـ) ([356])، و الإمام البخاري (ت 256هـ) ([357])، وكان اعتماده على هؤلاء المؤرخين حين الحديث عن الشخصيات المشرقية والتي لها علاقة بالمغرب مثل موسى بن نصير ([358])، وابنه عبد العزيز وغيرهما ([359]) من أهل المشرق.
كان هذا عرضاً لمصادر ابن الفرضي المكتوبة، والتي اعتمد عليها بنسب متفاوتة في كتابه تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس، وقد بدا لنا من خلال هذا العرض ما يلي:
- أن هذه المصادر كانت كثيرة ومتنوعة، وأن ابن الفرضي قد أحسن اختيارها أذ إنها تعد من أفضل ما كتب عن تاريخ الأندلس في تلك الفترة، وأن معظمها كان لعلماء يعدون من كبار علماء الأندلس آنذاك.
- حسن اختيار ابن الفرضي لمصادره حيث كان يعتمد على مصادر متخصصة علمياً أو جغرافياً حسب الأشخاص المتحدث عنهم فالمهتمون بالحديث يرجع فيهم إلى كتب الرجال، وذوي الأدب واللغة إلى من اهتموا بهذا الأمر وهكذا، بل إنه ربما اختار مصدرًا دقيقًا لتحديد جزئية من تاريخ الأشخاص كاعتماده على الأسدي في تحديد سنة الوفاة،كذلك اعتماده على الرازي فيما يتعلق بالعلماء الذين جاؤوا من مصر وهكذا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/127)
- أنه كان لديه همة قوية، ونفس واسع في تتبع المصادر والحصول على ما يريد منها مع الدقة والأمانة في الرصد والنقل، ولهذا تراه كثيراً ما يقول: رواه فلان عن فلان، أو عن فلان، وذكر بعضه فلان، أو وجدت بعضه عند فلان، وغيرها من العبارات التي تؤكد طول نفسه، وأمانته في الرصد والنقل.
- نقده لما ينقل فقد كان لا يأخذ كل ما تذكره المصادر التاريخية على أنه قضايا مسلم بها لا تحتمل الخطأ أو التحريف والزلل، ولهذا نقد بعض ما ذكرته مصادره، كما سيبدو هذا واضحاً في آخر هذا البحث -إن شاء الله تعالى -.
ب - الاستكتاب:
من المعلوم أن المكاتبة من أساليب التحمل والأداء عند علماء المسلمين، وقد نهج هذا الأسلوب علماء الحديث وبعض المؤرخين المسلمين كالطبري -رحمه الله- في تاريخه فقد حصل على جزء كبير من مادته العلمية بواسطة الاستكتاب ([360]).
وقد كانت المكاتبة والاستكتاب من الوسائل المهمة التي نهجها ابن الفرضي في جمع مادته العلمية، ذلك أنه وبالرغم من كثرة المصادر المكتوبة التي اعتمد عليها فإنه لم يجد فيها كل ما يريد من معلومات وأخبار، كما أنه لم يستطع الإحاطة بكل ما حوله، أو استيعابه، بل حتى تصور بعض الجزئيات لاسيما وأن موضوعه متشعب إذ هو متعلق بجزئيات دقيقة من سير مئات الأفراد الذين ربما كان بعضهم في عداد المجاهيل، ولهذه الأسباب وغيرها نهج ابن الفرضي أسلوباً آخر في جمع مادته العلمية وهو المكاتبة والاستكتاب، حرصاً منه على الحصول على بعض الجزئيات التي لم يتمكن من الوصول إليها عبر المصادر المكتوبة، أو المسموعة، أو المشاهدة.
ومن خلال استقرائنا لما خلفه ابن الفرضي يتبين لنا أنه كانت له أساليبه، وطرقه المتعددة في الحصول على مادته العلمية عبر هذا النوع من المصادر، ومن أهمها ما يلي:
1. أنه كان يرسل كتباً متضمنة بعض الأسئلة والاستفسارات حول قضية معينة إلى أشخاص بعيدين عنه فيأتيه الرد مكتوباً متضمناً الجواب على سؤاله أو أسئلته، ومن ذلك قوله حينما تحدث عن الحكم بن إبراهيم بن محمد بن عابس المرادي حيث قال: (كتب إليّ يخبرني أن مولده سنة اثنتي عشرة، وأنه سمع بسرقسطة من أيوب بن معاوية، ومحمد ابن عبد الرحمن الزيادي بوشقة من عبد الله بن الحسن بن السندي …) ([361]). وكذلك قوله: (وكتب إلي بخط يده - يعني عبد الرحمن التجيبي - يذكر أنه ولد يوم السبت للنصف من شهر ربيع الأول سنة ثلاثمائة) ([362])، ومن ذلك قوله: (وأخبرنا الحسن بن إسماعيل، وكتب لي بخطه قال: نا عمر بن الربيع بن سلمان قال: حدثني أحمد بن إبراهيم قال: أنشدني طالب بن عصمة الأندلسي يمدح مالك بن أنس:
وفي الفقه والآثار ما إن يُداركُ
إمام الورى في الهدى والسمت مالك
وتسهل في إيضاحهن المسالك
فآراؤه في الفقه يسطع نورها
لعمري: كم تهدي النجوم الشوابك
وآثاره بهدى العباد وميضها
وفي سائر الناس الشظى والسنابك ([363])
له من ذرى العلم السنام وشلوه
وقد تكررت ([364]) هذه العبارة بصيغ متقاربة توحي كلها بأن ابن الفرضي كان يكاتب بعض الأشخاص بحثاً عن مادته العلمية، فيكتبون إليه بما طلب عن حياتهم الشخصية أو غيرها.
2. يبدو أن ابن الفرضي لم يكتف بالإجابة الشفوية بل كان يجمع بينهما وبين الإجابة الخطية ومن الأمثلة على ذلك قوله حينما تحدث عن وفاة عبد الله بن إدريس إذ قال: (قاله سليمان بن أيوب وكتبه لي بخطه) ([365])، وكذلك قوله: (قال لي سليمان بن أيوب: توفي سنة سبع وعشرين وثلاث مائة وكتبه لي سليمان) ([366])، أو قد يطلب ابن الفرضي أن يملي عليه صاحب الشأن مثل قوله: (أملي علي نسبه) ([367]) يعني يحيى ابن هذيل.
3. كان ابن الفرضي يكاتب مع أشخاصٍ آخرين بحثاً عن مسألة علمية، أو سؤال عن قضية معينة، وكانت الإجابات ترد عليهم بصيغة الجمع من صاحب الشأن، وقد أورد ابن الفرضي نماذج عديدة لهذا الأسلوب من الاستكتاب مثل قوله: (كتب إلينا الحكم بن محمد المرادي يخبرنا أنه سمع من أيوب بن سلمان بن معاوية …) ([368])، وقوله: (توفي ثمان وثلاثين وثلاثمائة - يعني حسن بن عبد الله التميمي- كتب إلينا بذلك وليد بن عبد الملك القاضي) ([369])، وقوله: (وقال أبو العباس بن وليد بن عبد الملك في كتابه إلينا عميرة محمد بن مروان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/128)
… مولى مروان بن الحكم) ([370])، وقد أورد ابن الفرضي نماذج كثيرة لهذا النوع من الاستكتاب، وهذا مما يدل على حرصه في البحث عن مادته العلمية، ودقته في رصدها ([371]).
كانت هذه أهم الطرق التي نهجها ابن الفرضي في استكتابه لعدد من الأشخاص من أجل الحصول على بعض الثغرات المتعلقة بمادته العلمية، ولا شك أن هذا الأسلوب في جمع مادته العلمية يؤكد حرصه الشديد على تتبع ضالته حسب مظانها ومواقعها؛ مهما كانت الوسائل والمتاعب الناتجة عن ذلك.
ج - اللوحات والوثائق المادية:
يعتبر هذا النوع من المصادر المهمة، وذلك لأن الكاتب أو المؤرخ حينما يعتمد عليها في أخذ مادته العلمية لا يتعامل مع مجهول بل إنه أمام دليل مادي يدل ضمناً أو صراحة على ما يريد الباحث أو المؤرخ، وهذه الدلالة تكون غالباً حسب ظاهرها غير قابلة للتأويل، أو التحريف أو غيرها من آفات نقل الأخبار، ولهذا عد كثير من الكتاب هذا النوع بأنه من أهم أنواع المصادر، وذلك لأنه شاهد ثابت لا يمكن أن يتأثر بآفات النقل والرواية.
ولما كان ابن الفرضي قد عاصر كثيراً من الرجال الذين كتب عنهم كما أنهم - أيضاً - قد نشأوا وعاشوا في بلاد الأندلس فإنه بهذا يكون قد عايش الإطارين الزماني والمكاني لموضوع كتابه، وهذا مكنه من الاطلاع، ومشاهدة بعض الوثائق المادية التي أعانته في الحصول على بعض ما يريد، وقد كانت اللوحات المكتوبة على القبور من أهم هذا النوع حيث حددت له سني وفيات عدد من العلماء وهو مهم عنده إذ يتوقف عليه قضايا هامة في الرواية والسماع عند المحدثين، ذلك أن معرفة وفاة الشيخ تبين مدى إمكانية معاصرة الرجال، ومقابلتهم لبعضهم.
ويبدو أن كتابة تاريخ الوفاة على القبور كانت من العادات المعمول بها عند مسلمي الأندلس آنذاك، ولهذا أفاد منها ابن الفرضي كثيراً، حيث يذكر ذلك بعد ذكره لسنة الوفاة إذ يقول: (قرأت تاريخ وفاته مكتوباً على قبره) ([372])، أو يقول: (قرأت تاريخ وفاته في لوح على قبره) ([373])، أو: (قرأت هذا التاريخ من لوح مكتوب على قبره) ([374])، بل قد يكون نقله أكثر من هذا مثل قوله حينما ذكر وفاة محمد بن أحمد التراس: (قرأت على قبره مكتوباً توفي محمد بن أحمد التراس ليلة الجمعة، ودفن يوم الجمعة لسبع بقين من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة) ([375])، كما أنه قد يجمع بين الرواية الشفوية، وخبر الوثيقة المادي فهو حينما ذكر وفاة علي بن عبد القادر القلاعي قال: (أخبرني بذلك الباجي، وقرأته مكتوباً على قبره) ([376]).
وبالإضافة إلى اللوحات على القبور فإن ابن الفرضي قد أفاد أيضاً من بعض الوثائق المادية الأخرى مثل وثائق المبايعات ومن ذلك قوله عن محارب بن قطن: (ورأيت شهادته في وثيقة تاريخها للنصف من ربيع الأول سنة أحدى وثمانين ومائتين) ([377])، وهو حينما ذكر هذه الوثيقة يرد بها على خالد بن سعيد الذي ذكر بأن وفاة محارب كانت سنة ست وخمسين ومائتين ([378])، وهكذا اعتمد ابن الفرضي ما جاء في تلك الوثيقة وقدمه على ما ذكره خالد لأنها في نظرة أدق وأوثق، ومن الأمثلة على ذلك -أيضاً- قوله حين حديثه عن إبراهيم بن علي الصوفي - أحد الغرباء الذين قدموا إلى الأندلس -: (وكان أبو اسحاق هذا - يعني إبراهيم - أحد من له الإجابات الظاهرة … حدثنا عنه سهل بن إبراهيم بصك كتبه لي بخطه) ([379]).
وبالرغم من محدودية هذا النوع من المصادر عند ابن الفرضي إلا أنها كانت مصدراً مهماً لوضوحه ودقة دلالته، فضلاً عن سرعة الوصول إليه.
ثانياً: مصادر المعاينة والمعايشة والمشاهدة:
إن معاصرة ومعايشة ابن الفرضي لعدد من العلماء الذين كتب عنهم مكنته من الاحتكاك بهم والعيش معهم ومخالطتهم، إما في المنتديات والمناسبات الاجتماعية، أو في حلقات الدروس وأماكن طلب العلم، أو في غيرها من المواقع، وهذا ما جعله شاهد عيان لكثير من القضايا التي تحدث عنها عند عدد من العلماء سواء أكانت مشاهدته تتعلق بالصفات النفسية أو الخلقية، أو الاجتماعية، أو المواهب والصفات الخلقية، أو المشاهد والتجمعات البشرية في المناسبات المختلقة حيث قام برصد كل هذه المشاهدات ثم تدوينها ضمن حديثه عن أصحابها، وقد كان هذا النوع من المصادر موضع اعتبار عند ابن الفرضي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/129)
حيث كان يعده من مصادره المهمة وذكره كما يذكر غيره من أنواع المصادر فهو يقول عن حكم بن محمد المقري: (وشهدته يقرأ ويقرئ .. ) ([380]).
وكانت الصفات الخَلْقية والخُلُقيّة من أهم ما رصده أثناء معايشته ومشاهدته لعدد من العلماء حيث دونها ضمن كتاباته عنهم فقد قال مثلاً عن محمد بن إبراهيم القرشي: (جالسته فرأيته نبيلاً …) ([381])، كما قال عن محمد بن يحيى بن رطال: (وكان شيخاً مسمتاً جميلاً، وقوراً، حليماً، متواضعاً كثير الصيام … وكان باطنه كظاهره سلامة ونزاهة …) ([382])، وقريباً من ذلك قوله عن محمد بن إسحاق بن السليم إذ قال عنه: (وكان لين الكلمة سهل الخلق متواضعاً) ([383])، وعن محمد بن إسحاق بن مسرة قال: (وكان قادراً، خيراً، عفيفاً ضابطاً لنفسه، متسمناً وقوراً، ما رأيت في أصحابنا مثله ليناً وطهارة، وأدباً) ([384]).
ولم تكن الصفات الحسنة هي التي كان يرصدها بل تجاوز ذلك إلى الصفات السيئة، ومن ذلك قوله عن محمد بن أحمد بن أصبغ: (وكان كثير الملق، شديد التعظيم لأهل الدنيا مفرطاً في ذلك) ([385]).
أما سعيد بن محمد بن مسلمة بن تبرى فقال عنه: (وكان شديد الأذى بلسانه بذيئاً ثلابة يتوقاه الناس على أعراضهم) ([386])، كما قال عن محمد بن يبقى بن مسلم: (وكانت منه سلامة تجوز عليه بها مالا يجوز على أهل اليقظة من قبول المدح مواجهة واستحسان الاطراء - عفا الله عنا وعنه -) ([387]).
كانت هذه نماذج لما رصده ابن الفرضي لبعض الصفات الخُلُقيّة عند بعض علماء الأندلس ومن يستقرئ ما ذكره يجد أنه كان ذا ملكة قوية، وحس مرهف، مكنه من رصد كل ما شاهده بدقة متناهية.
كما كانت الصفات الجسمية من ضمن ما رصده أثناء معايشته ومشاهدته لعدد من العلماء، ومن ذلك قوله عن أصبغ بن قاسم: (وكان وسيماً جسيماً) ([388])، وعن محمد ابن محمد بن أبي دليم: (وكان ضرورة لا يطأ النساء، ولم يتداوى قط ولا احتجم) ([389])، كما قال عن سعيد بن حمدون الصوفي: (وكان أعور) ([390]).
كما استبان لابن الفرضي من خلال معايشته ولقاءاته شيء من المواهب والنزعات العلمية، أو العقدية عند بعض الرجال، فمن ذلك قوله عن عبد الله بن محمد الثغري: (وكان فقيهاً فاضلاً، ديناً ورعاً، صليباً في الحق، لا يخاف في الله لومة لائم، ما كنا نشبهه إلا بسفيان الثوري في زمانه …) ([391])، ومن ذلك قوله عن محمد بن عيسى المعافري: (سمعته يخطب مراراً، وكان يتقعّر في خطبته، وتكلف في الاسجاع، وكان مع ذلك يدعي ارتجالها، وكان شعره ضرباً من خطبه جالسته وكان لا يحدث) ([392])، كذلك قال عن محمد ابن عبد الله المعلم: (وكان شيخاً تائهاً لا معرفة عنده، وقد كتب عنه قوم حدثهم عن جده، ولو أراد أن يحدثهم عن نوح لفعل) ([393]) كما وصف خلف بن محمد الخولاني (بأنه كان ضعيف الكتابة) ([394])، وقال عن شيخه عبد الله بن محمد التجيبي المتوفى سنة 390هـ: (وكان ضعيف الخط ربما أخل بالهجاء) ([395])، هكذا استطاع ابن الفرضي التعرف على صفات الرجال ونزعاتهم العلمية حيث وقف على الكثير منها بنفسه أثناء معايشته لهم، وهذا مما أعطى كتاباته قيمة علمية لاسيما حينما تقارن بكتب التراجم التي جاءت بعدها.
كذلك أفاد من معايشته لبعض الأشخاص التعرف على نزعاتهم العقدية، فقد اتهم محمد بن عبد الله القيسي بالانتماء إلى مذهب ابن مسرة لكن ابن الفرضي رد هذه التهمة بقوله: (وقد كان ظاهره ظاهر إيمان وسلامة) ([396])، وهذا الحكم عليه إنما صدر من ابن الفرضي بعد معايشته لهذا الرجل وتعرفه على نزعاته العقدية .. كذلك أفاد من مجالسته لبعض العلماء الاطلاع على الوجاهة العلمية لبعضهم ومن ذلك مشاهدته للرسائل التي كانت تصل للفقيه يوسف بن يحيى الأزدي حيث قال: (فرأيته قد جاءته كتب كثيرة نحو المائة كتاب من جماعة من أهل مصر بعضهم يسأله الإجازة، وبعضهم يسأله في كتابه الرجوع إليهم) ([397]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/130)
وكان ابن الفرضي يحرص على حضور المناسبات الاجتماعية ولعل من أبرز ما دونه حول هذا الموضوع حضوره لمناسبات الجنائز حيث استطاع من خلال هذا الحضور رصد بعض المعلومات المهمة عن بعض الأشخاص، ومن ذلك عمر المتوفى، وقدره العلمي والاجتماعي، ومن صلى عليه، ومتى، وأين دفن، يقول عن حضوره لجنازة إسماعيل بن اسحاق المعروف بابن الطحان: (توفي - عفا الله عنه - ليلة السبت ودفن يوم السبت بعد صلاة العصر في مقبرة قريش آخر يوم من صفر سنة اربع وثمانين وثلاثمائة، وصلى عليه قاضي الجماعة محمد بن يحيى بن زكريا التميمي، وشهدت جنازته وشهدها معنا ألوفُ من المسلمين، وكان الثناء عليه حسناً جداً) ([398]).
كما قال عن خلصة ببن موسى الزاهد (وتوفي - رحمه الله - ليلة الأربعاء لخمس بقين من رجب سنة ست وسبعين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة الربض، وصلى عليه محمد بن يبقى القاضي وشهدت جنازته، ولا أعلمني شهدت أعظم حفلاً منها، ولم يكن من أهل العلم) ([399]) كذلك قال بعد أن ذكر المعلومات المهمة عن وفاة عبد الله بن محمد بن عبد الله (شهدت موته - رحمه الله - وغسله، ودفنه) ([400])، كما بين أنه شهد جنازة محمد بن يبقى بن زرب وأنه شهدها جماعة من المسلمين وأن الثناء عليه كان حسناً.
وبهذا العرض استبان لنا أن ابن الفرضي قد سخر كل إمكاناته بل كل أحاسيسه ومداركه من أجل رصد تاريخ كثير من الرجال الذين عايشهم، ثم تدوينها ضمن سجلهم لتبقى جزءاً مهماً من تاريخهم لها أهميتها باعتبارها صادرة من شاهد عيان عايشها، بل ربما شارك في بعض أحداثها كما أتيحت له فرصة السؤال عما يشكل عليه في بعض الأشخاص ([401]).
ثالثاً: المصادر الشفهية:
لما كان ابن الفرضي قد عاصر جمعاً كبيراً من الشخصيات العلمية الأندلسية التي كتب عنها سواء أكانوا من شيوخه، أو زملائه وأقرانه، أو طلابه وتلاميذه، أو غيرهم ممن احتك بهم وتحدث إليهم، وتحدثوا له، فإنه قد أفاد منهم في جمع مادته العلمية عن طريق الرواية الشفهية التي سمعها منهم.
هكذا اتسعت دائرة المصادر الشفوية عند ابن الفرضي وقد وضح ذلك بعدة صيغ وعبارات مثل قوله: سمعت، أو قال لي، أو أخبرني بذلك فلان، وهذه العبارات كلها تدل على السماع والمشافهة، وسنذكر فيما يلي نماذج لهذا النوع من مصادر ابن الفرضي، فأما سمعت فقد وردت كثيراً في كتابه حيث استخدمها في رواياته ومقتبساته من شيوخه وأقرانه ومعاصريه، وكان كثيراً ما يذكرها حينما يُقوّم الرجال والرواة أو يتحدث عن صفات الرجال ومن ذلك قوله: (سمعت أبا بكر بن أصبغ يثني عليه، ويشهد له بالسماع - يعني عبد الله بن داود -) ([402]) و (سمعت عبيد الله بن الوليد بن المعيطي يثني عليه ويصفه بالمروءة وسمعت اسماعيل يثني عليه أيضاً - يعني عيسى بن خلف الخولاني -) ([403])، وكذلك (سمعت محمد بن يحيى بن عبد العزيز يقول: كان محمد بن أيمن إماماً روى الناس عنه كثيراً ومنها قوله: سمعت أبا محمد الباجي يقول فيه - يعني ابن دليم - من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة - إن شاء الله - فلينظر إلى ابن أبي دليم، وسمعت محمد ابن يحيى بن عبد العزيز - رحمه الله - يقول: كل من أصحابنا كانت له صبوة ما خلا محمد بن محمد بن أبي دليم فإن عرفته من صغره زاهداً) ([404])، وقد تكررت هذه العبارة عند ابن الفرضي كثيراً حينما يتحدث عن صفات الرجال سواء في المدح، أو القدح، وهذا مما يدل على حرصه في التوثق من مصادره لا سيما فيما يتعلق بجرح الرجال أو تعديلهم ([405]) لأنه فيما يبدو كان يعد هذا المصدر من أوثق المصادر لديه، ومن ذلك قوله حين حديثه عن أصبغ بن خليل كان معادياً للآثار، شديد التعصب للرأي، سمعت محمد بن أحمد بن يحيى يقول: سمعت قاسم بن أصبغ يقول: (سمعت أصبغ ابن خليل يقول: لأن يكون في تابوتي رأس خنزير أحب إلي من أن يكون فيه مسند ([406]) ابن أبي شيبة) ([407])، وكذلك قوله عن عبد الملك بن هذيل: (سمعت محمد بن أحمد يسئ القول فيه فينسبه إلى الضعف) ([408])، كما روى لنا عن طريق السماع شمائل بعض الأشخاص ومن ذلك قوله عن محارب بن الحكم الاسكافي سمعت إسماعيل يقول فيه:
(أنه مجاب الدعوة وخرج إلى أرض الحرب مجاهداً في غزوة … فمنحه الله الشهادة …) ([409]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/131)
وكان أحياناً لا يحدد مصدر سماعه مثل قوله سمعت بعض أصحاب خالد يقول: (أن أمير المؤمنين المستنصر بالله كان يقول: إذا فاخرنا أهل المشرق بيحيى بن معين فاخرناهم بخالد بن سعد) ([410]).
ولم يكن ابن الفرضي يقصر هذا السماع على الشيوخ أو طلاب العلم بل إنه ربما أخذه من غيرهم كقوله: (سمعت بعضهم يذكره) ([411])، أو قوله: (سمعت أبي يصفه بالذكاء) ([412])، أو (سمعت هذا الخبر من أبي - رحمه الله -) ([413]).
وأما قال لي فإن هذه العبارة توحي بأن القول خاص بابن الفرضي مما قد يجعله ينفرد بها عن غيره من الرواة بخلاف سمعت فإنه قد يكون شاركه أحد فيه، وقد أورد ابن الفرضي هذه العبارة كثيراً وكانت في الغالب إجابة لسؤال وجهه ابن الفرضي لشخص ما يسأله عن معلومة تتعلق بشخص معين لاسيما في تحديد سنة الوفاة أو المولد حيث يقول: قال لي فلان ولدت ([414])، أو (قال لي ابنه أو صديقه أو غيرهما توفي فلان) ([415])، كما نلاحظ أن هذه العبارة وردت إجابة على سؤال وجهه ابن الفرضي لأحد الذين قدموا من رحلتهم العلمية إلى المشرق، وكان يتوقع أن لديهم إجابة على أشكال معين لديه ([416]).
كذلك وردت هذه العبارة إجابة على سؤال في تعديل الرجال، أو جرحهم مثل قوله عن محمد بن عيسى بن رفاعة: (قال لي محمد بن أحمد هو كذاب …) ([417])، وقوله عن محمد بن جنادة الأشبيلي: (قال لي العباس بن أصبغ: سمعت محمد بن قاسم يثني على محمد بن جناده …) ([418]).
وهذا المنهج في تلقي المعلومات له ميزة عن غيره إذا أنه ربما حصلت فيه محاورة بين القائل والمستمع يتم من خلالها الحصول على مزيد من المعلومات، ومن ذلك قوله: (قال لي العباس بن أصبغ: قال لنا محمد بن عبد الملك بن أيمن كان يحيى بن قاسم بن هلال أحد العباد المجتهدين،كان يصوم حتى يحتضر، وهو صاحب الشجرة. قلت للعباس: ما معنى الشجرة؟ قال: كانت في داره شجرة تسجد لسجوده، إذا سجد …) ([419]).
ومن الأمثلة على ذلك ما قيل لابن الفرضي عن عبد الله الزجالي من مدح وتزكيته وأن عائذاً قال له ما أعرف أحداً يصلح للقضاء غيره فذكر هذا الأمر لسليمان بن أيوب فقال له: (كان أولى بالقضاء من ابن أبي عيسى: ومن منذر ومن غيرهما، ثم قال لي: هذا الذكر يغار له الناس) ([420]).
كذلك استخدم ابن الفرضي عبارة أخبرني، أو أخبرنا ومعظم الروايات التي ساقاها هنا مصدرها أحد قرابة المتحدث عنهم، وهي متعلقة بتاريخ وفاته ([421])، وهذا يدل على حرصه في أخذ المعلومات والأخبار من مصادرها القريبة والمطلعة، وهكذا نرى أن الصيغ التي استخدمها ابن الفرضي في نقل معلوماته في كتابه تاريخ العلماء هي الصيغ المستخدمة عند المحدثين مما يؤكد أثر ثقافته في العلوم الشرعية على ثقافته العامة واتجاهات التأليف الأخرى لديه لا سيما في ميدان التأريخ.
كما أورد ابن الفرضي بعد هذه العبارة أخباراً أخرى تتعلق بالمولد ([422])، أو الإجازة ([423])، أو الثناء على الرجال ([424]) أو غيرها، وكان ابن الفرضي يحدد مكان تلقيه الخبر الشفوي مثل قوله حينما ذكر وفاة أبي الفرج عبدوس بن محمد بن عبدوس: (أخبرني بوفاته عبيد بن محمد الشيخ الصالح نعاه إليّ في داره) ([425]).
كان هذا عرضاً لمصادر ابن الفرضي الشفوية، وقد بدا لنا من خلال استقراء نصوصها ما يلي:
- أن مصدر الرواية الشفوية عند ابن الفرضي كانوا إما شيوخه غالباً أو أقرانه ومعاصريه من أقارب المتحدث عنهم، وكان أشهر من روى عنهم من شيوخه يحيى بن مالك العائذي، ومحمد بن أحمد بن محمد بن مفرج، وأحمد بن عبد الله بن عبد البصير، وخطاب بن مسلمة بن بتري، وسهل بن إبراهيم بن سهل أبو القاسم، وعبد الله بن محمد ابن القاسم الثغري، وقاسم بن محمد بن أصبغ، ومجاهد بن أصبغ البجاني، ومحمد بن عمرو الأسدي، ومحمد بن محمد بن أبي دليم، ويحيى بن هذيل بن عبد الملك، وعباس ابن أصبغ الحجازي، وعبد الله بن محمد الباجي وغيرهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/132)
- أن ابن الفرضي كان أحياناً لا يحدد مصدر تلقيه الخبر الشفوي بل يقول أخبرني بذلك من كتب عنه أوسمع منه أو بعض أقاربه وغيرها من العبارات، بل أنه ربما كان أكثر تعميماً حين يقول ويحكي أنه … ([426])، كما أنه قد يجمع بين صيغتي أداء الخبر كأن يقول: وأخبرني وسمعت فلانا ([427])، وقد يجمع بين الرواية الشفوية والمكتوبة ([428]).
- مما يميز هذا النوع من المصادر أن ابن الفرضي لا يتعامل مع مصادر جامدة، بل إنه يتعامل مع رجال قد استوعبوا ما يقولون، وعايشوه كما عايشوا من ينقلون إليه الخبر، ولهذا سنحت فرصة للسؤال والمناقشة بين الطرفين لما قد يشكل حول الخبر المنقول، ومن الأمثلة على ذلك قوله حينما تحدث عن خالد بن سعد: (وكان إسماعيل يرفع به جداً … وسألت أبا عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى القاضي عن خالد هل كان بحيث يضعه إسماعيل من العلم بالحديث؟ فقال لي: أعور بين عميان…) ([429])، وكذلك قوله عن مسلمة بن القاسم: (وسمعت من ينسبه إلى الكذب وسألت محمد بن أحمد بن يحيى القاضي عنه فقال لي لم يكن كذاباً، ولكن كان ضعيف العقل) ([430]).
بل إن المصادر الشفوية ربما كانت معينة في تفسير وكشف غموض بعض ما يرد في المصادر المكتوبة، ومن الأمثلة على ذلك قول ابن الفرضي عن مروان بن عبد الملك الفخار: (وقرأت بخط أحمد بن محمد بن عبد البر قال: قال لي أحمد بن خالد: كان مروان الفخار ساكناً بأقريطش ([431]) وكان أصله من هنا، كان جاراً لبقي بن مخلد، قال: وكان له عشرين جارية تساوي كل جارية خمسمائة دينار: ولقد كانت له صبية تخرج إلى الفرن، وكانت ربما تأتيني بهدية يبعثها إلي فلقد كنت أتمنى أن تكون لي … ولقد قال لي: أن لي اليوم عشرين سنة ما أبيت إلا في ثيابي بعمامتي كما تراني وما أمس واحدة منهم، قلت لأحمد ابن كم؟ قال ابن ستين أو أكثر منها، قلت لأحمد: فعلى مروان كانت تدور فتيا أهل أقريطش؟، قال لي نعم، قلت له: وكان يحسن الفتيا؟ قال: كذا قال: ولقد جادلني يوماً في مسألة وكان فيها المخطئ، …) ([432]).
وبهذا يتبين لنا أن المصادر الشفوية كانت من المصادر المهمة عند ابن الفرضي، بل إنه وبحكم معايشته لكثير من رواتها وأحداثها أفاد منها كثيراً، ولعل جرأة ابن الفرضي ومكانته العلمية فضلاً عن مواهبه العلمية والثقافة مما ساعده على ذلك ومكنه من السؤال عما أشكل والتحري عن الراوي والمروي عنه.
كان هذا عرضاً لمصادر ابن الفرضي وطرق تلقيه الأخبار حين تدوين كتابه تاريخ علماء الأندلس، وبالإضافة إلى هذه المصادر التي صرح بها وذكرها، فقد اعتمد أيضاً على مصادر أخرى غير محددة أو منسوبة إلى شخص معين مثل قوله: ذكر أو أخبرني بعض أصحابنا ([433])، أو بعض أهله ([434])، أو أهل موضعه ([435]) أو من أثق به ([436]) أو أهل العلم ([437])، أو غير واحد ([438])، أو جماعة ([439])، أو بعض الشيوخ ([440])، أو بعض من كتب عنه ([441])، أو كتب عنه وسمع منه ([442])، أو من سمع ([443]) وغيرها من العبارات التي توحي بأخذ ابن الفرضي من مصدره مباشرة، لكنه لم يحدده باسمه إما لدواعي الاختصار، وهو منهج عمل به كثيراً في التعامل مع مصادره وأسانيدها، وقد يكون الغرض كثرة من تلقى عنهم الخبر بدرجة أن الرواية أصبحت متواترة لديه مما جعله لا يرى حاجة إلى تحديد مصدرها، بل إن هذا الشعور جعله أحياناً لا يحدد مصدره، بل يقول فيما بلغني ([444]) أو ويحكى ([445])، وهكذا تبدو لنا دقة ابن الفرضي في التعامل مع مصادره، حيث كان ينسب الأقوال إلى أصحابها، بل إنه كان حينما يسمع الخبر من مصادر متعددة يوضح ذلك حيث ينسب كل جزئية إلى قائلها ومن ذلك قوله حينما تحدث عن عبد الرحمن بن صفوان: (ذكر بعض أمره خالد، وبعضه من كتاب ابن حارث، وكتبت نسبه من كتاب محمد بن أحمد ([446]).
حاسة النقد التاريخي عند ابن الفرضي وأثرها على موقفه من مصادره:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/133)
إن ابن الفرضي العالم، الحافظ، الراوية، المحدث، الفقيه، القاضي، الناقد قد تعامل مع مصادره المختلفة حسبما يقتضيه المنهج العلمي لمن هو بمثل هذا المستوى من النضج العلمي، إذ أن هذه المزايا العلمية، وتلك المواهب، والقدرات الشخصية قد مكنته من الإحاطة بمصادره والتعامل معها بصدق وأمانة، حيث ينسب الروايات والأخبار إلى مصادرها، أو قائليها في الأعم الغالب، كما أنه - أحياناً - لا يكتفي بالنقل بل يناقش، ويحلل بعض الروايات معتمداً في ذلك على الدليل والحجة سواء أكانت نقلية، أو استنباطية، ويدرك من يتتبع هذا المنهج التحليلي عند ابن الفرضي أن حاسة النقد التاريخي كانت لديه قوية، وقد بدا هذا واضحاً خلال تعامله مع مصادره إذ لم يكن يقبل كل ما ذكرته المصادر على أنه قضايا مسلم بها، بل كان يحلل ويناقش، كما كان ينتقد ويرد بعض الروايات والأخبار، ومن خلال تتبعنا لهذا المنهج بدت لنا القضايا التالية:
- أنه يحلل ويناقش بعض الروايات والأحاديث التي يسوقها والتي قد يبدو عليها الضعف أو الاختلاق، ويبين رأيه فيها، ومن ذلك قوله: (أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي دليم ومحمد ابن يحيى بن عبد العزيز قالا: نا أحمد بن خالد قال: نا محمد بن وضاح قال: نا آدم بن أبي إياس العسقلاني قال: نا أبو محمد قتيبة عن أبيه عن شيبان عن أبي طبية الجرجاني قال: قال رسول الله ش من رابط بعسقلان ليلة، ثم مات بعد ذلك بستين سنة مات شهيداً، وإن مات في أرض الشرك) ([447])، وقد علق ابن الفرضي على هذا الحديث بقوله: (قال عبد الله ابن محمد - يعني نفسه-: وهذا الحديث منكر جداً) ([448]).كما روى عن محمد بن منصور المرادي الأندلسي قوله: (أخبرنا أبو زكريا العائذي قال: نا الحسن بن رشيق قال: نا أبو بكر محمد بن منصور المرادي الأندلسي قال: نا أبو إسماعيل الأيلي حفص بن عمر، قال: حدثني ثور بن يزيد عن يزيد بن مرثد، عن أبي رهم قال: سمعت رسول الله ش يقول: " إذا رجع أحدكم من سفره فليرجع إلى أهله بهدية فإن لم يجد إلا أن يلقى في مخلاته حجراً أو حزمة حطب فإن ذلك مما يعجبهم " ([449]).
وقد علق على هذا الحديث بقوله: قال عبد الله بن محمد - يعني نفسه-، وهذا الحديث باطل ([450]). لكنه لم يوضح سبب رد الحديث هل هو لعلة في الإسناد أو المتن، ويبدو أنه هنا اكتفى بمنهج بعض المؤرخين بينما يقتضي منهج أهل الحديث ذكر السبب والعلة حتى يقبل كلامه ويؤخذ بما قاله.
كما روى بعض الأحاديث التي لم تصح عن الرسول ش، وقد بين رأيه فيها، ومن ذلك ما رواه محمد بن عبد الله المطماطي البزار: (أخبرنا أصبغ بن عبد الله، قال: قال لنا ابو إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان لمالكي: وممن روى عن مالك من أهل الأندلس محمد ابن عبد الله المطماطي، أجاز لي محمد بن عمر الأندلسي عنه، عن مالك، عن ربيعة، عن أنس، عن النبي ش: " من لم يعدني في رمدي، لم أحب أن يعدني في علتي " كذا قال ابن شعبان، وحدثنا به من طرف عن محمد بن عبد الله المطماطي هذا، عن عبد العزيز بن يحيى، عن مالك. وهذا حديث منكر لا يثبت من غير طريق مالك، فكيف لمالك؟!)، ثم دعم رأيه هذا بقول شيخه محمد بن أحمد بن يحيى بأنه روايته عن مالك غير مقبولة ولا ممكنة ([451]).
وكذلك الحديث الذي رواه محمد بن ميسور: (أخبرني أبو ثابت قال: أملى علينا خالد بن سعد قال: كتب إلي محمد بن منصور الرجل الصالح بخط يده، وقال في كتابه: كتبت إليك يا أخي أكرمك الله بطاعته، ومن قدس الله، ومسرى نبيه ش قال: حدثني غسان القاضي القلزم، قال: حدثني أبي، قال: نا محمد بن عزيز الأيلي، قال: نا يعقوب ابن أبي الجهم ابن سوار الأسدي، قال: نا عمرو ابن جرير، عن عبد العزيز يعني: ابن زياد، عن أنس قال: بينما نحن عند النبي ش إذا عطس عثمان رضي الله عنه ثلاث عطسات متواليات: فقال النبي ش: " يا عثمان: الا أبشرك، هذا جبريل يخبرني عن الله تبارك وتعالى: ما من مؤمن يعطس ثلاث عطسات متواليات إلا كان الإيمان ثابت في قلبه " وقد بين ابن الفرضي رأيه بهذا الحديث حيث قال: قال عبد الله: هذا حديث منكر لا أصل له) ([452]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/134)
ومن ذلك أيضاً أخبرنا أحمد بن خالد، قال: نا يزيد بن عمر الأندلسي، قال: نا ابن العرابي أحمد بن محمد بن بشر بمكة، قال: نا الزعفراني، عن سفيان بن عيبنة، عن الزبيري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه عبد الله بن عمر، قال: حضرت رويفع ابن ثابت الأنصاري: وهو يسأل رسول الله ش عن الفتنة، وكيف هو ناج منها؟ فقال له رسول الله ش: " يا رويفع: إلزم الجبال والقفار، فإنه أسلم لدينك ودنياك … بل الحياة فعليك: بسكنى مدينة برقة ([453])، إنها ستفتح عليكم وغيرها: من مدائن المغرب " وفي الخبر: " مدينة في الإسلام بعض الأرض المقدسة ساكنها سعيد وميتها - في آخر الزمان - عريق، فقال عبد الله بن عمر: فما زلت أجعل ذلك من بالي، من أجل هذا الحديث حتى فتح الله على المسلمين مصر والمغرب، فسأل رويفع عمر بن الخطاب أن يوفده إلى المغرب فولاه برقة، فلم يزل بها حتى مات فيها، وقبره بها رحمه الله "، وقد بين ابن الفرض رأيه في هذا الحديث بقوله: قال عبد الله - يعني نفسه- أن هذا الحديث باطل، ولا سيما بهذا الإسناد ([454]).
كانت هذه نماذج لوقفات ابن الفرضي عند بعض الأحاديث التي أوردها حيث بيّنَ رأيه في صحتها.
- وقد كان للروايات التاريخية نصيبها من المناقشة والتحليل حيث وقف عند بعضها مناقشاً ومحللا معتمداً في ذلك على حاسته التاريخية، ومن الأمثلة أنه حينما تحدث عن محمد بن عيسى بن رفاعة الخولاني ذكر أنه ينسب إلى الكذب، وأن محمد بن أحمد قد قال له: إنه كذاب ([455])، ولم يكتف ابن الفرضي بهذا الحكم: بل أعقب ذلك بذكر الدليل وهو أن الخولاني حينما قدم إلى قرطبة أخرج كتاباً مُختلقاً من حديث سفيان بن عيينة جله سفيان عن الزهري عن أنس عن النبي ش، وليس لسفيان عن الزهري عن أنس من المسند إلا ستة أحاديث أو سبعة، وهكذا افتضح أمره وشُهر بالكذب كما يقول ابن الفرضي ([456])، ومن ذلك قوله: أخبرني إسماعيل قال: قال خالد بن سعد: ذكرت في كتابي مناقب الناس، ومحاسنهم إلا رجلين محمد بن وليد القرطبي، وسعيد بن جابر الأشبيلي فإني صرحت عليهما بالكذب وكانا كذابين ([457])، لكن ابن الفرضي لم يأخذ بقول خالد على الرغم من كونه من مصادره المهمة بل إنه رأى مناقشة روايته هذه حيث علق على ذلك بقوله: (ولم يكن سعيد ابن جابر - إن شاء الله - كما قال خالد قد رأيتُ أصول أسمعته، ووقع إلي كثير منها فرأيتُها نزل على تحري الرواية وورع في السماع وصدق) ([458])، ولم يكتف ابن الفرضي بهذا بل ساق أدلة أخرى ومنها قوله: (وقد حدثني العباس ابن أصبغ قال: سمعت محمد بن قاسم يثني على سعيد بن جابر ويقول: كان صاحبنا عند النسائي ووصفه بالصدق قال لي عباس ومحمد بن قاسم: بعثني إلى سعيد ابن جابر لما كنت أسمع من ثنائه عليه) ([459]).
وحينما تحدث عن عبيد الله بن عمر بن أحمد القيسي الشافعي قال: (سمعت محمد بن أحمد بن يحيى ينسبه إلى الكذب، ووقفت على بعض ذلك في تاريخ أبي زرعة الدمشقي من أصوله، وقع إلي وقرأته على أبي عبد الله بن مفرج فرأيته قد أدعى روايته عن رجل من أهل دمشق يقال له بكر بن شعيب زعم أنه حدثه عن أبي زرعة، وكان أبو عبد الله قد لقي هذا الرجل وكتب عنه، وحكى أنه لم تكن له سن يجوز أن يحدث بها عن أبي زرعة) ([460])، ولم يكتف ابن الفرضي بهذه الأدلة بل إنه أضاف دليلاً آخر وهو قوله:
(وكان عبيد الله قد بشر -أي كشط- إسناداً في آخر الكتاب وكتب مكانه هذا الرجل) ([461]).
ولما تحدث عن يحيى بن معمر بن عمران وذكر سيرته قال: ذكر ذلك أحمد ولم يذكر أن يحيى بن معمر استقضي مرة ثانية، لكن ابن الفرضي وضح ذلك حيث ذكر رواية عن ابن حارث أن الأمير عبد الرحمن استقضاه مرة ثانية، وبين أن هذا الرأي هو الصحيح والدليل عليه أن يحيى بن معمر صلى بالناس صلاة الخسوف بقرطبة سنة ثمان عشرة في مسجد أبي عثمان وهو قاض ([462]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/135)
وكان ابن الفرضي يذكر أحياناً الرواية الراجحة لديه دون أن يذكر الدليل أو سبب الترجيح، فحينما تحدث عن وفاة عبيدون بن محمد الجهني قال: (وتوفي ليومين مضيا من شوال سنة خمس وعشرين وثلاثمائة من كتاب خالد، وفي كتاب محمد بن أحمد توفي في شوال سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وهو أصح إن شاء الله) ([463])، هكذا رجح رواية محمد ابن أحمد على ما ذكره خالد دون أن يذكر سبباً أو دليلاً يدعم ما قاله، ولم يكن الترجيح بين الروايات سواءً بدليل أو بدونه منهجاً دائماً عند ابن الفرضي، بل إنه كان أحياناً يذكر الروايات التاريخية وأقوال المؤرخين المتباينة في القضية الواحدة ويتوقف عن ترجيح رواية على أخرى، وذلك حينما لا يملك الحجة البينة أو لا يتضح له الحق والصواب والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة منها: (أخبرنا محمد بن أحمد بن يحيى قال: نا ابن فراس قال: حدثنا محمد بن علي الصائغ قال: نا سعيد بن منصور قال: نا هشيم قال: نا عبد الرحمن بن يحيى عن حبان بن أبي جبلة الحسني عن أبي عباس: أن آية من كتاب الله سرقها الشيطان: [بسم الله الرحمن الرحيم].
وأخبرنا خلف بن القاسم قال: نا علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي قال: بمكة قال: نا محمد بن سليمان بن فارس قال: نا محمد بن إسماعيل البخاري قال: نا ابن أبي مريم قال: نا بكر سمع عبد الله بن زجر عن حبان بن أبي جبلة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: (لا تسلموا على شربة الخمر) ([464])، ولم يبين ابن الفرضي حكم هذين الحديثين.
ومنها ما ذكره عن عبد الله بن مسرة بن نجيح حيث قال: وأخبرني إسماعيل قال: أخبرني خالد قال: كان محمد بن إبراهيم بن حيون يشهد على عبد الله بالقدر، ويقول لي: كان يحزن فيه - أي يكتمه - ثم عقب على ذلك ابن الفرضي بقوله: (كان عبد الله بن مسرة فيما أخبرني من أثق به فاضلاً، ديناً، طويل الصلاة) ([465])، هكذا أورد ابن الفرضي هاتين الروايتين دون أن يذكر رأيه في الصحيح والمقبول منها، وقد تكرر هذا الموقف منه كثيراً وفي عدد من الروايات التاريخية ([466]).
وهذا المنهج - في الحقيقة- لا يعد قصوراً في شخصية ابن الفرضي، بل هو نهج سار عليه كبار المؤرخين والكتاب وعلماء الرجال، والجرح والتعديل، وهو ما يسمى عندهم بالتوقف في المسائل التي لا يملكون دليلاً قوياً أو بينة واضحة في القول بها، أو الحكم عليها.
وعلى الرغم من كون ابن الفرضي محدثاً وناقداً ([467])، ومهتماً بمصادره ومن يأخذ عنه، فإنه كان أحياناً يأخذ من المجاهيل ويذكر بعض الرؤى والحكايات التي قد يبدو الضعف عليها سنداً أو متناً، فمن أمثلة أخذه من المجاهيل قوله: أخبرنا إسماعيل قال: نا خالد قال: حدثنا بن البابا والأعناقي قال: نا أبان بن عيسى بن دينار عن أبيه قال: قال لي عامر: قال مالك: (قل هو الله أحد) من المعوذات، قال: الأعناقي: عامر هذا كان عندنا معلماً بقرطبة روى عنه عيسى بن دينار ([468])، وقوله: كان معلماً يشعر بأنه معلم والمعلم هو معلم الصبيان، كما أن هذا الراوي مجهول النسب غير معروف بحمل العلم وروايته، كما أنه ليس من المعروفين بالرواية عن مالك ابن أنس -رحمه الله - حيث ترجم له ابن الفرضي بقوله: عامر المعلم من أهل قرطبة ([469]) ولم يزد على، وهذا يدل على أنه يأخذ عن المجاهيل غير المعروفين بالرواية والنقل.
كما روى بعض الحكايات والرؤى عن بعض من ترجم لهم فمن الرؤى ما رواه عبد الله بن محمد بن علي القيسى (أخبرنا عبد الله بن محمد بن علي قال: نا أحمد بن خالد قال: ذكر لنا ابن وضاح عن أبي محمد الخشاب السرقسطي صاحبه، وكان نعم الرجل مؤتمناً على ما يقول أنه رأى في منامه النبي ش يمشي في طريق، وأبو بكر خلفه وعمر خلف أبي بكر، ومالك ابن أنس خلف عمر، وسحنون خلف مالك، قال ابن وضاح: فذكرته لسحنون فسر بذلك) ([470]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/136)
كذلك من الرؤى ما ذكره ميكايل بن هارون الباهلي (أخبرني سهل بن إبراهيم قال: حدثني أبي قال: حدثني رجل سماه كان قيماً في المسجد الجامع باستجة قال: كنت جالساً في مجلس ميكايل بن هارون إذ وقف علينا رجل فقال: أيكم مكايل بن هارون فأشرنا له إليه، فقال: أتاني الليلة آت في منامي فقال لي بشر مكايل بن هارون بالجنة، أو قال: قل لمكايل أنه من أهل الجنة) ([471]).
أما الحكايات فمنها ما رواه عن أبي العجنس: (قرأت بخط محمد بن أحمد الذهري الزاهد: قال لنا محمد بن وضاح: كان أبو العجنس رجل يسكن غدير بني ثعلبة يقال: إنه كانت له في رمضان ثلاث أكلات: من سبعة أيام إلى سبعة أيام، ثم أكلة الفطر، وهو الذي مر به الحكم بن هشام، فسلم عليه وأشار بالخيزران -: وكان على سقف له يبنى - فرد عليه أبو العجنس وأشار بالأطر له، فكلم بذلك فقال: أشار إلي بالخيزران فأشرت إليه بالاطرلة) ([472]).
ويبدو أن الكم الهائل من المادة العلمية التي جمعها، بالإضافة إلى تناثر جزئياتها، وكثرة تفصيلاتها الدقيقة، مع تعدد موارده ومصادره، واتساع إطارها الزماني جعلته أحياناً يفقد حاسته التاريخية مما أوقعه في بعض الأخطاء العلمية أو التناقض فيما يذكره من معلومات أو أخبار، فمن الأخطاء التاريخية قوله: ((وأخبرنا محمد بن أحمد بن يحيى قال: محمد بن محمد بن معروف النيسابوري قال: نا عبد الرحمن بن الفضل الفارسي قال: نا محمد بن إسماعيل البخاري قال: نا يحيى بن بكير عن الليث قال: وفي سنة اثنتين وعشرين ومائة قتل عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي أمير الأندلس)) ([473])، وهو بهذا القول الذي رواه بإسناده عن البخاري يناقض نفسه حيث ذكر حين ترجمته لعبد الرحمن الغافقي إنه توفي سنة خمس عشرة ومائة ([474])، كما يخالف إجماع المؤرخين المسلمين الذين ذكروا أن وفاته كانت في أعقاب هزيمة المسلمين في معركة بلاط الشهداء سنة 114هـ ([475]).
كما ذكر أن وفاة عبد الملك ابن قطن سنة خمس وعشرين ومائة ([476])، وهذا التحديد غير متفق مع ما ذكره المؤرخون من أن وفاة هذا الوالي كانت في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين ومائة كما ذكره ابن عذاري ([477])، وابن الأثير ([478])، والمقري ([479]).
ولم تكن هذه التجاوزات والأخطاء قاصرة على تحديد سني الوفيات، بل تجاوزتها إلى بعض الأحداث التاريخية المشهورة ومنها قوله عن نهاية عبد العزيز بن موسى ابن نصير:
(وكان أبوه قد استخلفه على الأندلس فأقام واليها إلى أن كتب سليمان بن عبد الملك هنالك فقتلوه، وأتوه برأسه ([480]). هكذا حمل الخليفة سليمان بن عبد الملك مسئولية مقتل عبد العزيز بن نصير مع أن هذه القضية قد رفضها المؤرخون سلفاً وخلفاً ولم يقل بها سوى فئة من مؤرخي الأندلس المتأخرين، وممن رفضها من المؤرخين ابن عبد الحكم ([481])، وابن القوطية ([482])، وصاحب أخبار مجموعة ([483])، والحميدي ([484])، والضبي ([485])، وغيرهم، كما ذكر بأن عودة موسى بن نصير من الأندلس إلى المشرق كانت سنة أربع وتسعين ([486])، بينما الذي ذكره المؤرخون ([487]) أن ذلك كان في ذي الحجة سنة خمس وتسعين.
كذلك لم يسلم ابن الفرضي من بعض التناقض بين بعض الروايات التي ذكرها، ومن الأمثلة على ذلك قوله: بأن محارب بن قطن بن عبد الواحد توفي سنة ست وخمسين ومائتين، كذا قال إسماعيل عن كتاب خالد ([488])، لكنه يناقض هذا القول بعد ذلك حيث قال: (ورأيت شهادته في وثيقة تاريخها للنصف من ربيع الأول سنة احدى وثمانين ومائتين ([489])، هكذا يبدو عدم صحة الرواية الأولى لكن ابن الفرضي أوردها ولم يحاول ردها وبيان خطأها لأن ما ذكره في الرواية الثانية دليل مادي يعد أقوى من قول إسماعيل عن خالد.
كذلك قال عن عفير بن مسعود ابن عفير وعاش إلى أن بلغ المائة وتوفي رحمه الله سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وكان مولده سنة عشرين ومائتين، ذكره محمد بن حسن ([490]) يعني الزبيدي، وهكذا يبدو لنا أن عفيرا قد بلغ سبعاً وتسعين عاماً حسب قولي ابن الفرضي وليس كما قرر بأنه قد بلغ مائة عام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/137)
وبهذا العرض يتبين لنا أن ابن الفرضي وعلى الرغم من قوة الحس التاريخي لديه فإنه قد وقع في بعض الأخطاء التاريخية، أو التناقض بين بعض ما ذكره من أقوال أو روايات استقاها من مصادره، إلا أنها كانت قليلة إذا ما قورنت بكثرة ما جمعه من مادة علمية ومن مصادر وموارد مختلفة.
الخاتمة:
بعد هذه الجولة بين مصادر الحافظ ابن الفرضي في كتابه تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس، والتي استقى مادته العلمية في هذا الكتاب بدت لنا القضايا والاستنتاجات التالية:
- أن القدرات والمواهب الشخصية التي تمتع بها ابن الفرضي قد ساعدته كثيرا على نضج شخصيته العلمية، فهو حافظ ومحدث وناقد وفقيه وراوية؛ وقد كان لهذا النضج العلمي أثره الواضح في قدرته على الاستيعاب ومن ثم الإحاطة بما يرى أو يسمع أو يقرأ.
- أن تعدد المشارب الفكرية عند ابن الفرضي قد أثرت على شخصيته العلمية، فبالرغم من كونه مالكي المذهب، إلا إنه لم يبق أسيرا لمذهبه بل كان يأخذ من أصحاب المذاهب والاتجاهات الفكرية الأخرى حسب حاجته وهذا التوجه إضافة إلى نزعته الأدبية واللغوية قد جعلته يملك وسائل وأساليب أعانته كثيرا على تعدد مصادره وفهمها.
- أن من يقرأ مقدمة ابن الفرضي لكتابه تاريخ العلماء يدرك اهتمامه الواضح بالتوثيق والمصادر، وأنه كان يستشعر أن آفة الأخبار رواتها كما كان يعدها مرآة صادقة لما يحويه كتابه في ثناياه من معلومات رأى أنها مهمة في بابها وموضوعها.
- كما بدا لنا من خلال استقراء مقدمة هذا الكتاب وبعد الاطلاع على ما جمعه من معلومات وأخبار في ثنايا كتابه، أن مصادره كانت متعددة ومتنوعة، وأنه لم يكن يغفل أي مصدر يظن أنه يخدمه أو يوفر له مادة علمية؛ ولهذا جاءت مصادره متنوعة ما بين مشاهد ومسموع، ومقروء أو مستنبط.
- أن المصادر المكتوبة كانت تمثل حيزا كبيرا من بين مصادره وكان من أهمها المؤلفات التاريخية والتي أحسن اختيارها إذ جاء معظمها لعلماء يعدون من كبار علماء الأندلس آنذاك.
- وكانت المكاتبة والاستكتاب رافدا مهما لمصادره التاريخية لاسيما في الجزئيات الدقيقة من سير الأفراد حيث كان يصل إلى هذا النوع من مصادره عن طريق الرسائل التي يضمنها بعض الأسئلة والاستفسارات حول قضية معينة فيأتيه الرد مكتوبا متضمنا الجواب على سؤاله أو أسئلته.
- كما اعتمد ابن الفرضي على اللوحات والوثائق المادية في جمع مادته العلمية مثل اللوحات على القبور ووثائق المبايعات، وبالرغم من محدودية هذا النوع من المصادر عند ابن الفرضي إلا أنه كان مصدرا مهما لديه؛ وذلك لوضوحه ودقة دلالته فضلا عن سرعة الوصول إليه.
- أن إلمام ابن الفرضي بعلم الجرح والتعديل قد جعل المعاينة والمعايشة والمشاهدة من مصادره الرئيسة؛ ذلك أنه من خلال هذا العلم قام برصد صفات وقدرات ومواهب من التقى بهم أو عايشهم من أولئك الرجال، ثم ضمنها كتابه لتكون مادة علمية مهمة في كتابه.
- كانت الرواية الشفوية مصدرا مهما عند ابن الفرضي ومما ساعده كثيرا على الإفادة من هذا النوع من المصادر معايشته لكثير من رواتها وأحداثها، هذا فضلا عما يتمتع به ابن الفرضي من مواهب علمية وقدرات شخصية مكنته من السؤال عما أشكل عليه والتحري عن الراوي والمروي عنه حيث كانت لدى ابن الفرضي همة قوية ونفس واسع في تتبع هذا النوع من المصادر مع الدقة والأمانة في الرصد والنقل
- أن قوة حاسة النقد التاريخي عند ابن الفرضي قد أثرت على تعامله مع مصادره؛ إذ إنه لم يكن يأخذ كل ما تذكره مصادره على أنها قضايا مسلم بها لا تحتمل الخطأ والتحريف والزلل، بل كان يحلل ويناقش بعض الروايات كما نقد بعض ما ذكرته مصادره مما أكسب شخصيته العلمية الاستقلالية بالرأي والتحرر من كبوات وأوهام بعض المصادر.
- على الرغم من كون ابن الفرضي محدثا وناقدا وحافظا ومهتما بمصادره ومن يأخذ عنه فإنه كان أحيانا يأخذ من مصادر مجهولة، كما كان أحيانا يذكر بعض الروايات التي لا تتكئ على أسس علمية أو منهجية بل ربما كان مصدرها الرؤى المنامية أو حكايات الناس، وهذا بلا شك مما أوقعه في بعض المزالق العلمية.
- كان هذا أبرز ما توصل إليه هذا البحث من استنتاجات وقد بدت تفصيلاتها مع غيرها في ثنايا هذه الدراسة والحمد لله أولا وآخرًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/138)
الهوامش والتعليقات
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) أكرم العمري: موارد الخطيب البغدادي ص 171.
([2]) المؤرخون والجغرافيون ص 99.
([3]) تاريخ الفكر الأندلسي ص 271، ولا شك أنه يقصد أقدم معجم رجال في الأندلس، أما في المشرق فهناك: التاريخ ليحيى بن معين (ت 233هـ)، التاريخ الكبير للبخاري (ت 256)، الطبقات الكبرى لابن سعد (ت230هـ)، الطبقات لخليفة بن خياط (ت 240هـ)، التاريخ لابن أبي خيثمة (ت 279) وغيرها.
([4]) جذوة المقتبس ص 238.
([5]) بغية الملتمس ص 322.
([6]) سير أعلام النبلاء ج 17 ص178.
([7]) ابن بشكوال: الصلة ص 252، (نقلاً عن ابن حيان)، الذهبي: تذكرة الحفاظ ج 3 ص 1076 (نقلاً عن ابن حيان).
([8]) الحميدي: جذوة المقتبس ص 237، ابن بشكوال: الصلة ص 251، ابن عميرة: بغية الملتمس ص 322، الذهبي: سير أعلام النبلاء ص 178.
([9]) ابن بشكوال: الصلة ص 253، ابن خلكان: وقيات الأعيان ج3 ص106، المقري: نفح الطيب ج2 ص127، وقد ذكر أبو عمر بن عبد البر – أحد تلاميذه – أن بينهما في السن نحو خمس عشرة سنة، والصحيح سبع عشرة سنة لأن ابن عبد البر ولد في ربيع الأول سنة ثمان وستين وثلاثمائة كما كتب ذلك بيده (ابن بشكوال: الصلة ص 252 و 679)
([10]) الصلة ص251.
([11]) تاريخ العلماء: ترجمة 748.
([12]) قلعة أيوب ( calatayud) ) نسبت إلى أيوب بن حبيب ثاني ولاة الأندلس الذي جدد بناءها، وهي تابعة للثغر الأعلى، وتقع غربي مدينة سرقسطة على بعد خمسين ميلا. (ابن غالب: فرحة الأنفس ص 19، البكري: جغرافية الأندلس ص 91، الإدريسي: صفة المغرب ص 190).
([13]) تاريخ العلماء ترجمة 753، وقد ذكر ابن الفرضي أنه قدم عليهم في قرطبة حينما نفي من بلدة قلعة أيوب بسبب تشدده في الإنكار على بعض خواص السلطان، كما يذكر أن شيخه هذا رحل إلى المشرق وتزود بالعلوم على علماء بغداد، والكوفة، والشام، وتوفي بقلعة أيوب سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة وهو ابن ثلاث وستين سنة (تاريخ العلماء ترجمة 352).
([14]) تاريخ العلماء ترجمة 1318.
([15]) المصدر السابق ترجمة 1360.
([16]) بطليوس: (( Bada luz تقع على نهر وادي يانه شمال شرق مدينة أشبيلية على بعد 185 ميلا، بنيت على يد الثائر عبدالرحمن بن مروام الجليقي عام 261 هـ. (البكري: المسالك والممالك ج2 ص906، سحر عبدالعزيز سالم: تاريخ بطليوس الإسلامية ج1 ص 137 ـ 140).
([17]) المصدر السابق ترجمة 1388.
([18]) المصدر السابق ترجمة 1390. ويبدو أن هذا الارتياح الذي أبداه ابن الفرضي إزاء هذا الشيخ يرجع إلى عدد من الأسباب منها غزارة علم ابن برطال فقد طلب العلم بقرطبة ثم رحل إلى المشرق حيث تنقل بين عدد كثير من علمائه مما أكسبه علماً جماً، ومنها أيضاً ما يتصف به هذا العالم من صفات طيبة حيث كان وقوراً حليماً متواضعاً ظاهره كباطنه (المصدر السابق ترجمة 1390).
([19]) المصدر السابق ترجمة 1390.
([20]) المصدر السابق ترجمة 726.
([21]) مدينة شذونة ( SIDONIA ) تقع إلى الجنوب من قرطبة، وبينها وبين ميناء مالقة ثمانية وعشرون ميلا، وكانت حاضرة كرة ريه. (ابن غالب: فرحة الأنفس ص 294، الحميري: الروض المعطار ص31).
([22]) المصدر السابق ترجمة 626.
([23]) ألبيرة ( ELVIRA ) : كرة كبيرة ومدن متصلة تقع شرق قرطبة، بنيت مدينتها في عهد عبدالرحمن الداخل بينها وبين غرناطة ستة أميال، وهي كثيرة الأنهار والأشجار والثمار. (ابن الخطيب: الاحاطة ج1 ص99 – 100، الحميري: الروض المعطار ص 28 ت 29)
([24]) المصدر السابق ترجمة 930.
([25]) بجانة ( BECHINA ) من مدن الأندلس الجنوبية في كورة البيرة بينها وبين غرناطة مائة ميل، ولا تبعد عن البحر الرومي سوى ستة أميال. (الإدريسي: نزهة المشتاق ص 200، ياقوت: معجم البلدان ج1 ص339).
([26]) المصدر السابق ترجمة 1468.
([27]) المصدر السابق ترجمة 1414.
([28]) المصدر السابق ترجمة 1003.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/139)
([29]) قلسانه Calsena) ) بالسين والشين من كورة شذونة، وهي مدينة سهلية على وادي لك وتشتهر بصناعة الثياب. (الحميري: الروض المعطار ص 466، سحر عبد العزيز سالم: تاريخ بطليوس ص324 حاشية 87).
([30]) المصدر السابق ترجمة 1636.
([31]) المصدر السابق ترجمة 741.
([32]) الزهراء: تقع شمال غرب مدينة قرطبة، وعلى بعد حوالي ستة أميال، وقد شرع الخليفة عبدالرحمن الناصر في بنائها في شهر المحرم سنة 325 هـ؛ حيث عهد إلى ابنه الحكم بالإشراف
على البناء، وقد استمر البناء إلى عهد الحكم، لكن الزهراء لم تعمر طويلا؛ حيث إنه لما تغلب المنصور ابن أبي عامر على السلطة نقل قاعدة الحكم منها إلى الزاهرة وقد قام البربر بتخريبها أثناء الفتنة البربرية. (ابن غالب: فرحة الأنفس ص31 ـ 34، الحميري: الروض المعطار ص 8 2ـ 32، المقري: نفح الطيب ج2 ص65 ـ 67، السيد عبدالعزيز سالم: تاريخ المسلمين
ص 407 ـ 411).
([33]) المصدر السابق ترجمة 857.
([34]) هو يوسف بن أحمد بن يوسف بن الدخيل الصيدلاني المكي، سمع منه ابن الفرضي بمكة المكرمة، توفي سنة 388هـ. (ابن الفرضي: تاريخ العلماء ترجمة 1378،الحميدي: جذوة المقتبس ص254، ابن عميرة: بغية الملتمس ص 334، ابن بشكوال: الصلة ص25).
([35]) هو علي بن عبد الله بن الحسين بن جهضم الهمداني الزاهد، شيخ الصوفية بالحرم المكي، قال عنه الذهبي: (إنه متهم بوضع الحديث، وقد عده ابن الفرضي من شيوخه بمكة، توفي بمكة سنة 414هـ). (تاريخ العلماء ترجمة 808 (ابن بشكوال: الصلة ص 252).
([36]) الحميدي: جذوة المقتبس ص 237، ابن بشكوال: الصلة ص 252، ابن عميرة: بغية الملتمس ص 321.
([37]) الحميدي: جذوة المقتبس ص 237، ابن بشكوال: الصلة ص 252، ابن عميرة: بغية الملتمس ص 222.
([38]) ابن بشكوال: الصلة ص 252، ابن عميرة: بغية الملتمس ص322.
([39]) تاريخ العلماء والرواة ترجمة 275، 753، 1468.
([40]) المصدر السابق ترجمة 221
([41]) المصدر السابق ترجمة 756، 439.
([42]) المصدر السابق ترجمة 1326.
([43]) المصدر السابق ترجمة 1383.
([44]) المصدر السابق 1356.
([45]) المصدر السابق ترجمة 932.
([46]) المقصود بابن مسرة: محمد بن عبد الله بن مسرة القرطبي، رحل إلى المشرق في أواخر أيام الأمير
عبد الله بن محمد ثم عاد إلى الأندلس حيث توفي هناك سنة 319 هـ، أما المذهب العقدي له فيقوم على أسس اعتزالية حيث أكد ذلك ابن الفرضي، وأوضحها ابن حزم في كتابه الفصل، كما شرحها ابن حيان بقوله: (فقال – ابن مسرة – بإنفاذ الوعد والوعيد، وضعف أحاديث الشفاعة، وباعد عن التجاوز والرحمة). (ابن الفرضي:تاريخ العلماء ترجمة 50،ابن حزم: الفصل ج4 ص198، ابن حيان: المقتبس تحقيق شالميتا ص21.) كما يوجد عند ابن مسرة ميل واضح نحو الأخذ بعقائد غلاة الباطنية والصوفية، وأقوال الفلاسفة في الصفات الإلهية وغيرها من الشطحات العقدية. (انظر في تفصيلات ذلك كلا من: ابن عميرة: بغية الملتمس ص88، ابن خاقان: مطمح الأنفس ص286 ت 287، ابن حزم: الفصل ص 79، 198 ت 199، ابن صاعد: طبقات الأمم ص72)
([47]) المصدر السابق ترجمة 439.
([48]) المصدر السابق ترجمة 934
([49]) المصدر السابق ترجمة 190
([50]) المصدر السابق ترجمة 1318
([51]) المصدر السابق ترجمة 1602.
([52]) المصدر السابق ترجمة 415
([53]) المصدر السابق ترجمة 439.
([54]) المصدر السابق ترجمة 756.
([55]) جذوة المقتبس ص 537.
([56]) الصلة: ابن بشكوال ص 252، 253.
([57]) المصدر السابق ص 253 (نقلا عن ابن حيان).
([58]) المصدر السابق ص 252
([59]) ابن بشكوال: الصلة ص 252، 253.
([60]) بغية الملتمس ص 321
([61]) تذكرة الحفاظ ج3 ص1076، سير أعلام النبلاء ج17 ص177.
([62]) ابن الفرضي: تاريخ العلماء ترجمة 753
([63]) ابن بشكوال: الصلة ص 252.
([64]) المصدر السابق ص 252.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/140)
([65]) أستجه: ( Ectja) تقع على نهر شنيل على بعد حوالي 35 ميلا تقريبا من قرطبة إلى الجنوب الغربي منها، وهي مدينة حسنة البناء بها أسواق عامرة ومتاجر قائمة تشتهر بكثرة البساتين والزروع والثمار. (الإدريسي: نزهة المشتاق ج2 ص 572، ياقوت: معجم البلدان ج1 ص174، الحميري: الروض المعطار ص 53)
([66]) المصدر السابق ترجمة 1376
([67]) أشبونة: ( OSUNA) إحدى كور أستجه بينهما مسافة نصف يوم وهي حصن كثير السكان. (الحميري: الروض المعطار ص60)
([68]) المصدر السابق ترجمة 755.
([69]) الصلة ص 253.
([70]) ابن بشكوال: الصلة ص 253 (نقلا عن ابن حيان).
([71]) الذخيرة ق1 ج2 ص 614.
([72]) ابن بشكوال: الصلة ص 255 (نقلا عن ابن حيان)، الذهبي: سير أعلام النبلاء ج17 ص180، تذكرة الحفاظ ج3 ص1078
([73]) الحميدي: جذوة المقتبس ص 238، 239، ابن بشكوال: الصلة ص 255، ابن بسام: الذخيرة ق 1 ج2 ص615، ابن عميرة: بغية الملتمس ص323
([74]) جذوة المقتبس ص 239.
([75]) ابن بشكوال: الصلة ص 252.
([76]) ابن بشكوال: الصلة ص 253 (نقلا عن ابن حيان).
([77]) ابن سعيد: المغرب ج1 ص104 (نقلا عن الحجارى).
([78]) الحميدي: جذوة المقتبس ص 237.
([79]) حينما نقول مفقودة فإننا لا نقطع بفقدها لكن ذلك بحدود علمنا.
([80]) جذوة المقتبس ص 237
([81]) بغية الملتمس ص322.
([82]) سير أعلام النبلاء ج17 ص 178، تذكرة الحفاظ ج3 ص1077.
([83]) رسائل ابن حزم (تحقيق إحسان عباس) ج2 ص180.
([84]) هو أبو محمد الحافظ الحجة عبد الغني بن سعيد بن علي بن سعيد بن بشر بن مروان الأزدي محدث الديار المصرية ولد سنة 332 هـ، قال عنه أبو الوليد الباجي: عبدالغني بن سعيد حافظ متقن عاش في مصر أيام العبيديين، وكان يداريهم ولهذا رفض بعض العلماء الأخذ عنه، توفي سنة تسع وأربعمائة، من مؤلفاته كتاب العلم، المؤتلف والمختلف وكتاب أوهام المدخل إلى الصحيح. (الأزدي: الأنساب ج 1 ص 198، أبو الفدا: المختصر في أخبار البشر ج2 ص158، الذهبي: تذكرة الحفاظ ج 3 تذكرة الحفاظ ج 3 تذكرة الحفاظ ج 3 تذكرة الحفاظ ج 3 سير أعلام النبلاء ج7 ص268 ت 269، تذكرة الحفاظ ج3 ص1047).
([85]) ابن بشكوال: الصلة ص 252.
([86]) هذا الكتاب موجود وقد طبع في مجلد واحد مع كتاب مشتبه النسبة بعناية وتصحيح محمد بن محي الدين الجعفري، الطبعة الأولى بالهند، سنة 1320هـ
([87]) انظر في تفصيلات ذلك عبدالغني الأزدي المؤتلف والمختلف ص 13، 15.
([88]) الصلة ص252.
([89]) سير أعلام النبلاء ج17 ص138، وتذكرة الحفاظ ج1 ص1077.
([90]) وفيات الأعيان ج3 ص 104.
([91]) نفح الطيب ج2 ص127.
([92]) الأزدي: مشتبه النسبة ص2.
([93]) أكرم العمري: موارد الخطيب المبغدادي ص 70.
([94]) الصلة ص252
([95]) سير أعلام النبلاء ج17 ص178.
([96]) تذكرة الحفاظ ج3 ص177
([97]) وفيات الأعيان ج3 ص104.
([98]) نفح الطيب ج2 ص129.
([99]) المقتبس (تحقيق مكي) ص 33.
([100]) المصدر السابق ص 157.
([101]) انظر نقولاته عن عدد من الأشخاص في ص 163 – 168، 179، 189، 200، 254.
([102]) المصدر السابق ص 163 – 168.
([103]) المصدر السابق ص 164.
([104]) المصدر السابق ص 189.
([105]) المصدر السابق ص 33.
([106]) المصدر السابق ص 189.
([107]) المصدر السابق ص 200.
([108]) المصدر السابق ص 169.
([109]) سير أعلام النبلاء ج17 ص178.
([110]) تذكرة الحفاظ ج3 ص1077.
([111]) تاريخ العلماء والرواة ترجمة 881.
([112]) المصدر السابق ترجمة 1597.
([113]) بغية الوعاة ج1 ص 3، 4.
([114]) ابن الفرضي: تاريخ العلماء ص 9 _ 10
([115]) المصدر السابق ص 1070
([116]) كشف الظنون ج1 ص 102، هداية العارفين ج1 ص 449.
([117]) الذهبي: سير أعلام النبلاء ج17 ص179.
([118]) ابن الفرضي: الألقاب ص 159.
([119]) المصدر السابق ص 111.
([120]) المصدر السابق ص 110.
([121]) المصدر السابق ص 197.
([122]) المصدر السابق ص 87.
([123]) انظر على سبيل المثال: صاعقة في ص 112، وص 67، 68 وغيرها.
([124]) الألقاب: ص 52، 54، 58، وغيرها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/141)
([125]) المصدر السابق ص30، 40، 62، 73، 104، 196.
([126]) المصدر السابق ص 113.
([127]) المصدر السابق ص 28.
([128]) المصدر السابق ص 73، 146.
([129]) المصدر السابق ص 91،92.
([130]) المصدر السابق ص 172.
([131]) المصدر السابق ص 189.
([132]) تم نشر هذا الكتاب سنة 1988م بعد تحقيقه وبدون تقديم أو دراسة للكتاب.
([133]) ابن بشكوال: الصلة ص 253، والذهبي: تذكرة الحفاظ ج3 ص 1077، سير أعلام النبلاء ج17 ص 179.
([134]) ابن بشكوال: الصلة ص 253 سير أعلام النبلاء ج17 ص 179.
([135]) ابن سعيد: المغرب ج1 ص104 (نقلا عن الحجاري)
([136]) ابن بشكوال: الصلة ص 253 (نقلا عن ابن حيان، وقد قال بهذا الذهبي: تذكرة الحفاظ ج 3 ص 1079، سير أعلام النبلاء ج17 ص176، ابن خلكان: وفيات الأعيان ج3 ص106، المقري: نفح الطيب ج2 ص130.
([137]) المصدر السابق ص 254.
([138]) المصدر السابق ص 254 (نقلا عن ابن حزم).
([139]) جذوة المقتبس ص238.
([140]) بغية الملتمس ص322
([141]) المغرب ج2 ص104.
([142]) جذوة المقتبس ص238، و ابن بشكوال: الصلة ص 254، ابن عميرة: بغية الملتمس ص322، وقد رواه عن أبي محمد بن حزم، الذهبي: تذكرة الحفاظ ج3 ص1077، سير أعلام النبلاء ج17 ص179.
([143]) جذوة المقتبس ص 236.
([144]) الذخيرة ق1 ج2 ص 616.
([145]) بغية الملتمس ص 322.
([146]) الصلة ص 252.
([147]) وفيات الأعيان ج3 ص105
([148]) نفح الطيب ج2 ص 139.
([149]) سير أعلام النبلاء ج17 ص176
([150]) تذكرة الحفاظ ج3 1076.
([151]) ترتيب المدارك ج2 ص130.
([152]) تاريخ العلماء ورواة العلم ص 8 - 9.
([153]) المصدر السابق ترجمة 801.
([154]) المصدر السابق ص9.
([155]) جذوة المقتبس ص 3 - 4.
([156]) الخشني: قضاة قرطبة ص1.
([157]) جذوة المقتبس ص 238.
([158]) بغية الملتمس ص 322.
([159]) سير أعلام النبلاء ج17 ص 178.
([160]) الصلة ص 252.
([161]) الصلة ص 251.
([162]) المصدر السابق ص 1 - 2.
([163]) حاجي خليفة: كشف الظنون ج1 ص285 إلى 286.
([164]) تاريخ العلماء والرواة ص 8.
([165]) المصدر السابق ص 9.
([166]) أبو يعلى القزويني: الإرشاد ص 155 - 156.
([167]) خصص المؤلف هذا الكتاب لخطة القضاء وسير بعض القضاة في الأندلس وكان حين حديثه عن القضاة يعرف بالشخص ومولده، ووفاته، وشيوخه، وطلبة العلم وغيرها من القضايا التي يذكرها ابن الفرضي، انظر مثلاً ما قاله عن القاضي ابن منظور ص 154 - 155،والقاضي ابن زرب ص 77 - 82 وغيرها،لكنه كان يبسط القول فيهم بخلاف ابن الفرضي الذي كان يجنح غالباً إلى الاختصار
([168]) انظر على سبيل المثال ترجمة رقم 469، 598، 571، كذلك في ترجمته لابن الفرضي رقم 273 وغيرها.
([169]) انظر على سبيل المثال ترجمته لعبد الملك ابن زونان ج2 ص 20 - 21، وابن وافد ج2 ص668، محمد بن عبد الله بن عبد البر ج2 ص419 وغيرهم، وبالإضافة إلى ما سبق فإن القاضي عياض يبين النزعة المذهبية لهؤلاء العلماء ومدى قربهم وعلاقتهم بالمذهب المالكي
([170]) هناك منهجان في ترتيب حروف الهجاء هما الأبجدية المشرقية، والأبجدية المغربية وتتفقان في ترتيب الحروف الأولى من الألف إلى الزاي ثم تختلفان حيث تأتي الحروف حسب الأبجدية المشرقية كما يلي: س، ش، ص، ض، ط، ظ، ع، غ، ف، ق، ك، ل، م، ن، هـ، و، ي. أما ترتيب أهل المغرب فجاء بعد حرف الزاي على النحو التالي: ط، ظ، ك، ل، م، ن، ص، ض، ع، غ، ف، ق، س، ش، هـ، و، ي. وقد أشار كل من: أبو الوليد الباجي وابن عبد الملك المراكشي إلى أن المنهج المشرقي في ترتيب الحروف هو المعمول به في الأندلس آنذاك. (أبو الوليد الباجي: التعديل والتجريح ج1 ص273، ابن عبدالملك المراكشي: الذيل والتكملة ج1 ق1 ص9).
([171]) أبو الوليد الباجي: التعديل والتجريح ج1 ص273، ابن عبد الملك المراكشي: الذيل والتكملة ج1 ق1 ص9.
([172]) ابن الفرضي: تاريخ العلماء والرواة ترجمة 856.
([173]) المصدر السابق ترجمة 464، 633، 915.
([174]) المصدر السابق ترجمة 1097.
([175]) المصدر السابق ترجمة 534.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/142)
([176]) ابن الفرضي: تاريخ العلماء ص 9.
([177]) تاريخ العلماء والرواة للعلم ص 9 – 10.
([178]) تاريخ العلماء والرواة ترجمة 1400.
([179]) جذوة المقتبس ص 49.
([180]) تذكرة الحفاظ ج3 ص 1001.
([181]) بغية الملتمس ص 61.
([182]) جذوة المقتبس ص 49.
([183]) تاريخ العلماء والرواة ترجمة 1400.
([184]) المصدر السابق ترجمة 651، 649.
([185]) المصدر السابق ترجمة 661، 652.
([186]) المصدر السابق ترجمة 664.
([187]) المصدر السابق ترجمة 687.
([188]) المصدر السابق تراجم 449، 456، 819، 826.
([189]) المصدر السابق ترجمة 379.
([190]) المصدر السابق ترجمة 382.
([191]) تاريخ العلماء والرواة ترجمة 652.
([192]) المصدر السابق ترجمة 1555.
([193]) انظر على سبيل المثال ترجمة 9، 20، 24، 72، 104،126،210،233،301،332، 338،344،362،379،386،423،479،643،778، وغيرها.
([194]) الحميدي: جذوة المقتبس ترجمة 409، ابن عميرة: بغية الملتمس ترجمة 695.
([195]) ابن الفرضي: تاريخ العلماء ترجمة 398.
([196]) هو إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن زياد بن أسود بن نافع بن معاوية يعرف بابن الطحان كان عالما بالآثار والسنن حافظا للحديث وأسماء الرجال من أقران ومعاصري ابن الفرضي، ذكر ابن الفرضي أنه يقضي أكثر وقته في التصنيف بالحديث والتاريخ، كما ذكر أنه نقل عنه في كتاب تاريخ العلماء كثيرا بل إن كلما جاء في كتابه عن خالد بن سعد فعنه كتب، توفي بقرطبة سنة 384 هـ. (ابن الفرضي: تاريخ العلماء ترجمة 221، ابن فرحون: الديباج المذهب ج1 ص290 ـ 291، الذهبي: سير أعلام النبلاء ج16 ص 502 ـ 503)
([197]) تاريخ العلماء والرواة ص 10.
([198]) ابن الفرضي ترجمة 398.
([199]) المصدر السابق ترجمة 398.
([200]) المصدر السابق ترجمة 3، 4، 26، 28، 30، 31، 34، 60، 66، 70، 88،
112، 114، 116، 210، 215، 218، 225، 271، 273، 427، 443، 589، 591، 816، 1001
([201]) المصدر السابق ترجمة 18، 57، 158، 226، 284، 441، 448.
([202]) المصدر السابق ترجمة 427.
([203]) المصدر السابق ترجمة 494، 629.
([204]) المصدر السابق ترجمة 816، 1408.
([205]) المصدر السابق ترجمة 1001.
([206]) المصدر السابق ترجمة 1408.
([207]) المصدر السابق ترجمة 215، 218، 225، 248، 254، 271، 277، 441، 629، 616، 926 وغيرها.
([208]) المصدر السابق ترجمة 494.
([209]) المصدر السابق ترجمة 494.
([210]) ريَّه: ( rejio ) يحدها من الجنوب البحر الرومي وألبيرة من الغرب، وهي متصلة بكورتي الجزيرة الخضراء وأستجه، نزلها جند الأردن وهي طثيرة الخيرات. (ابن غالب: فرحة الأنفس ص25 – 26، الحميري: الروض المعطار ص 279 – 280).
([211]) ابن الفرضي: تاريخ العلماء والرواة ترجمة 1360، الحميدي جذوة المقتبس ص 40، ابن عميرة: بغية الملتمس ص 49، الذهبي: تذكرة الحفاظ ج3 ص 1007.
([212]) تاريخ العلماء والرواة ص 10
([213]) تذكرة الحفاظ ج3 ص 1008.
([214]) المصدر السابق ج3 ص 1008.
([215]) جذوة المقتبس ص 40.
([216]) الذهبي: تذكرة الحفاظ ج3 ص1008.
([217]) تذكرة الحفاظ ج3 ص1008.
([218]) تاريخ العلماء ترجمة 1360.
([219]) المصدر السابق ترجمة 8، 60، 87، 156، 227، 234، 324، 290، 351، 369، 557، 776، 947، 967
([220]) المصدر السابق ترجمة 469.
([221]) المصدر السابق ترجمة 57، 83، 212، 231، 334، 351، 370، 387، 42، 481، 949.
([222]) المصدر السابق ترجمة 358، 595.
([223]) المصدر السابق ترجمة 385، 411، 577، 960.
([224]) المصدر السابق ترجمة 1104.
([225]) المصدر السابق ترجمة 1020.
([226]) المصدر السابق ترجمة 61.
([227]) المصدر السابق ترجمة 464.
([228]) المصدر السابق ترجمة 383.
([229]) المصدر السابق ترجمة 1001.
([230]) ابن خلكان: وفيات الأعيان ج3 ص137، الذهبي: تذكرة الحفاظ ج3 ص 898 – 899، سير أعلام النبلاء ج5 ص578.
([231]) ابن خلكان: وفيات الأعيان ج3 ص137، الذهبي سير أعلام النبلاء ج5 ص579.
([232]) سير أعلام النبلاء ج15 ص579.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/143)
([233]) تاريخ العلماء ص 10.
([234]) المصدر السابق ترجمة 2، 6، 7، 14، 78، 100، 627، 636، 970.
([235]) المصدر السابق ترجمة 595، 825، 646، 936، 941، 1289.
([236]) المصدر السابق ترجمة 661.
([237]) المصدر السابق ترجمة814.
([238]) المصدر السابق ترجمة 239.
([239]) المصدر السابق ترجمة 587.
([240]) المصدر السابق ترجمة 323.
([241]) المصدر السابق ترجمة 383، 915.
([242]) المصدر السابق ترجمة 633.
([243]) المصدر السابق ترجمة 785.
([244]) المصدر السابق ترجمة 21، 391، 586.
([245]) المصدر السابق ترجمة 55.
([246]) المصدر السابق ترجمة 323، 915، 1456.
([247]) المصدر السابق ترجمة 773، 1500.
([248]) المصدر السابق ترجمة 59.
([249]) المصدر السابق ترجمة 936.
([250]) المصدر السابق ترجمة 610، 1289، 1529.
([251]) المصدر السابق ترجمة 78، 100، 312، 437، 461، 785، 1456، 1500.
([252]) المصدر السابق ترجمة 7، 14، 18، 21، 55، 78، 269، 297، 335، 595، 627، 661، 941، 1049، 1500.
([253]) المصدر السابق ترجمة 391.
([254]) المصدر السابق ترجمة 586.
([255]) المصدر السابق ترجمة 825، 915.
([256]) المصدر السابق ترجمة 633.
([257]) تاريخ العلماء ص10.
([258]) المصدر السابق ترجمة 137، الحميدي: جذوة المقتبس رقم 147، الضبي: بغية الملتمس ص 20، المقري: نفح الطيب ج3 ص54
([259]) ابن حيان: المقتبس (تحقيق محمود علي مكي) حاشية 463.
([260]) ابن الأبار: الحلة السيراء ج1 ص138.
([261]) ابن حيان: المقتبس (تحقيق محمود علي مكي) حاشية 463.
([262]) ابن الفرضي: تاريخ العلماء ترجمة 106.
([263]) المصدر السابق ترجمة 594.
([264]) ابن الفرضي: تاريخ العلماء ص 13.
([265]) المصدر السابق ترجمة 473.
([266]) انظر النص الأول في ص 102 والنص الثاني ص 78، المقتبس (تحقيق مكي)
([267]) انظر على سبيل المثال ترجمة 19، 69، 72، 77، 82، 101، 102، 104، 106، 107، 110، 120، 250، 268، 473، 499، 539، 569، 586، 604، 659، 663، 785، 791، 825، 898، 1005، 1114.
([268]) ابن الفرضي تاريخ العلماء ترجمة 631، 659.
([269]) المصدر السابق ترجمة 825، 1045.
([270]) المصدر السابق ترجمة 594.
([271]) ابن الفرضي: تاريخ العلماء ترجمة 120، ابن الأبار: الحلة السيراء ج1 ص207 _208، وقد ذكر ابن الأبار أ، ابن عبد البر كان متصلا بعبد الله بن عبد الرحمن الناصر فلما أتهم عبد الله بمحاولة خلع أبيه واغتياله قبض على ابن عبد البر معه وأودع السجن حتى توفي وقبل خُنق في السجن.
([272]) المصدر السابق ص 9.
([273]) المصدر السابق ترجمة 120.
([274]) المصدر السابق ترجمة 11، 12، 71، 80، 95، 97، 109، 126، 128، 326، 337، 440، 468، 637، 672، 1000.
([275]) المصدر السابق ترجمة 431.
([276]) المصدر السابق ترجمة 466.
([277]) المصدر السابق ترجمة 816.
([278]) المصدر السابق ترجمة 351، 837.
([279]) المصدر السابق ترجمة 1415.
([280]) المصدر السابق ترجمة 1420.
([281]) المصدر السابق ترجمة 1136.
([282]) المصدر السابق ترجمة 466.
([283]) انظر على سبيل المثال ترجمة 247، 288، 486، 542، 637.
([284]) المصدر السابق ترجمة 283، 816.
([285]) المصدر السابق ترجمة 11، 12، 31، 51، 75، 103، 161 وغيرها.
([286]) المصدر السابق ترجمة 351.
([287]) المصدر السابق ترجمة 458.
([288]) المصدر السابق ترجمة 288.
([289]) المصدر السابق ترجمة 13، 15، 95، 97 وغيرها.
([290]) المصدر السابق ترجمة 458.
([291]) انظر في تفصيلات ذلك شرف الدين الراجحي: مصطلح الحديث وأثره على الدرس اللغوي عند العرب ص83.
([292]) وقد أخذ منه ابن الفرضي غير ما روى عن أبي سعيد والرازي.
([293]) ابن الفرضي، تاريخ العلماء ترجمة 1599، الحميدي: جذوة المقتبس ص 356 –357، ابن عميرة: بغية الملتمس ص 507 - 508، الذهبي: تذكرة الحفاظ ج3 ص 1003 - 1004، سير أعلام النبلاء ج16 ص421 - 422.
([294]) تاريخ العلماء ترجمة 1599.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/144)
([295]) المصدر السابق ص10.
([296]) المصدر السابق ترجمة 1599.
([297]) المصدر السابق ترجمة 1599.
([298]) المصدر السابق ترجمة 620.
([299]) المصدر السابق ترجمة 620.
([300]) المصدر السابق ترجمة 620.
([301]) المصدر السابق ترجمة 975.
([302]) سورة الحجر آية (85)
([303]) ابن الفرضي: تاريخ العلماء ترجمة 985.
([304]) المصدر السابق ترجمة 1445.
([305]) المصدر السابق إنظر مثلاً ترجمة 1055، 1206، 1238، 1442.
([306]) هو أبو محمد عبد الله بن محمد بن القاسم بن حزم بن خلف الثغري، من أهل قلعة أيوب،
أحد علماء الأندلس المشهورين، رحل إلى المشرق سنة خمسين وثلاثمائة، حيث سمع ببغداد، والكوفة، ثم رحل إلى الشام، ثم عاد إلى الأندلس فاستقضاه الحكم المستنصر بالله، وكان فقيهاً فاضلاً، ورعاً، صلباً في الحق، وقد أخذ عنه ابن القرضي كتاب معاني القرآن للزجاج، كما أخذ عنه علماً كثيراً، توفي لثلاث بقين من ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، وهو ابن ثلاث وستين سنة. (ابن الفرضي: تاريخ العلماء ترجمة 753، الحميدي: جذوة المقتبس ص 537، ابن عميرة: بغية الملتمس ص 334).
([307]) المصدر السابق ترجمة 1383.
([308]) المصدر السابق ترجمة 391.
([309]) المصدر السابق ترجمة 574، ولمزيد من الأمثلة انظر تراجم 127، 283، 391، 945، 1124، 816، 1063، 1104، 1105، 1124، 1518.
([310]) باجة: يذكر الحميري أن معنى باجة في كلام العجم الصلح، وهناك ثلاث مدن تحمل هذا الاسم في أفريقيا والصين والأندلس،أما وباجة الندلس فهي من أقدم المدن هناك بنيت في أيام الأقاصرة وبينها وبين قرطبة مائة فرسخ نزلها جند مصر. (الحميري: الروض المعطار ص75).
([311]) المصدر السابق ترجمة 226.
([312]) المصدر السابق ترجمة 303.
([313]) المصدر السابق ترجمة 409.
([314]) المصدر السابق ترجمة 613.
([315]) المصدر السابق ترجمة 221.
([316]) المصدر السابق ترجمة 221.
([317]) المصدر السابق ترجمة 35.
([318]) المصدر السابق ترجمة 125.
([319]) المصدر السابق ترجمة 360.
([320]) المصدر السابق ترجمة 194.
([321]) المصدر السابق ترجمة 238.
([322]) انظر ترجمة 15، 130، 139، 141، 175، 316، 419، 513، 615، 795، 882.
([323]) المصدر السابق ترجمة 769.
([324]) انظر ترجمة 118، 124، 143، 235، 1000، 1011، 1246.
([325]) هو أبو محمد بن سعدان بن عبد الوراث بن محمد بن يزيد، مولى الإمام عبد الرحمن بن معاوية، أحد علماء قرطبة، سمع من عدد من علمائها، وكان جيد الضبط عالماً بالحديث، وقد حبس كتبه وكانت موقوفة عند محمد بن محمد بن أبي دليم حيث أخذ منها ابن الفرضي، توفي سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، (ابن الفرضي: ترجمة 1072).
([326]) المصدر السابق ترجمة 701.
([327]) المصدر السابق ترجمة 959.
([328]) المصدر السابق ترجمة 1091.
([329]) المصدر السابق ترجمة 520، 522، 572، 940.
([330]) هو أبو العباس المستنصر بالله الحكم بن عبد الرحمن بن محمد الناصر الأموي المرواني، بويع بعد وفاة أبيه سنة خمسين وثلاثمائة، وكان حسن السيرة جامعاً للعلم مكرماً للأفاضل، ذا نهمة مفرطة في العلم، عاكفاً على المطالعة، جمع من الكتب مالم يجمعه أحد من الملوك، كما اشتهر بأنه ألف كتباً في التاريخ، توفي في شهر صفر سنة ست وستين وثلاثمائة. (الحميدي: جذوة المقتبس ص13، الذهبي: سير أعلام النبلاء ج8 ص269 –271، ابن خلدون: العبر ج4 ص144، المقري: نفح الطيب ج1 ص382 – 383، أزهار الرياض ج2 ص286–294، عبد القادر ذنون طه: نشأة تدوين التاريخ العربي في الأندلس ص13).
([331]) المصدر السابق ترجمة 1462.
([332]) المصدر السابق ترجمة 310، 392.
([333]) المصدر السابق ترجمة 444، 771، 1062، 1197.
([334]) المصدر السابق ترجمة 954، 1124.
([335]) المصدر السابق ترجمة 1432، 1607.
([336]) سير أعلام النبلاء ج8 ص270.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/145)
([337]) وشقة ( UESCA) تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة سرقسطة وبينهما خمسون ميلا، وهي مدينة كبيرة حصينة، وقد حاصرها المسلمون حين فتح الأندلس حصارا طويلا استمر سبعة أعوام حتى استسلم أهلها. (ابن الكردبوس: تاريخ الأندلس ص74 حاشية 3، الحميري: الروض المعطار ص 612).
([338]) ابن الفرض: تاريخ العلماء ترجمة 683.
([339]) المصدر السابق ترجمة 1432، وقد ورد في ترجمة 1607 قريباً من هذا الكلام.
([340]) المصدر السابق ترجمة 1462.
([341]) المصدر السابق ترجمة 1400.
([342]) المصدر السابق ترجمة 398.
([343]) الذهبي: تذكرة الحفاظ ج 3 سير أعلام النبلاء ج8 ص 270 (نقلاً عن الذهبي).
([344]) سير أعلام النبلاء ج8 ص 270.
([345]) هو إمام النحو أبو بكر محمد بن حسن بن عبد الله الزبيدي، من أهل أشبيلية، سكن قرطبة، وقد برز في اللغة والأشعار، كما كان واحداً عصره في علم النحو واللغة، استأدبه المستنصر بالله لابنه هشام، كما تولى أحكام القضاء والشرطة، سمع منه عدد من العلماء، توفي في أشبيلية سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، (ابن الفرضي: تاريخ العلماء ترجمة 1375، الحميدي: جذوة المقتبس ص46 - 49، ابن عميرة: بغية الملتمس ص66، ابن سعيد: المغرب ج1.ص250، الذهبي: تذكرة الحفاظ ج3 سير أعلام النبلاء ج1 ص41).
([346]) المصدر السابق ترجمة 14، 647.
([347]) المصدر السابق ترجمة 634.
([348]) المصدر السابق ترجمة 41.
([349]) المصدر السابق ترجمة 41.
([350]) المصدر السابق ترجمة 292.
([351]) المصدر السابق ترجمة 990.
([352]) المصدر السابق ترجمة 1628.
([353]) هو أبو عمرو خليفة بن خياط، الإمام الحافظ العلامة الإخباري، وصاحب التاريخ وكتاب الطبقات، وهو نسابة صدوق عالم بالسير والأيام والرجال، توفي سنة أربعين للهجرة، (البخاري: التاريخ الكبير ج3 ص 191، ابن خلكان: وفيات الأعيان ج2 ص243 – 244، الذهبي: تذكرة الحفاظ ج 2 ص436، سير أعلام النبلاء ج11 ص471 – 472).
([354]) هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، ولد بعد العشرين ومائة، وطلب العلم على صغار التابعين، أخذ علماء الجرح والتعديل أنه خلط الغث بالثمين، والخرز بالدر الثمين، لكنهم قالوا لا يستغنى عنه في المغازي وايام الصحابة وأخبارهم، له مؤلفات تاريخية مهمة، توفي سنة سبع ومائتين.
(البخاري: التاريخ الكبير ج1 ص178، ابن الأثير: الكامل ج6 ص385، ابن خلكان: وفيات الأعيان ج1 ص506، الذهبي: سير أعلام النبلاء ج9 ص454 – 460).
([355]) هو أبو محمد عبد الغني بن سعيد علي بن سعيد الأسدي، المصري الإمام الحافظ، صاحب كتاب المؤتلف والمختلف أخذ عليه اتصاله بالدولة العبيدية، لكن الذهبي قال إن سبب ذلك مداراته لهم لأنه لو خرج عليهم لقتلوه، توفي سنة تسع وأربعمائة (ابن خلكان: وفيات الأعيان ج3 ص223 – 224، أبو الفدا: المختصر ج2 ص1578، الذهبي: سير أعلام النبلاء ج17 ص268 – 270)
([356]) هو أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل البنا ابن المهندس، محدث مصر، كان ثقة، خيراً، تقياً، روى عنه عدد من العلماء، وهو أحد شيوخ ابن الفرضي بمصر، توفي سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. (الذهبي: سير أعلام النبلاء ج 16 ص 462، ابن العماد الحنبلي: سذارات الذهب ج3 ص113).
([357]) ابن الفرضي: تاريخ العلماء ترجمة 773، وقد أخذ من كتاب التاريخ.
([358]) المصدر السابق ترجمة 1456.
([359]) المصدر السابق ترجمة 825.
([360]) انظر مثلاً تاريخ الأمم والملوك ج3 ص388، 391، 397، 400، 401، حيث أورد رواياته عن السري عن شعيب عن سيف بن عمر وهي بهذه الصيغة: كتب إلي السري، وقد روى عنه الطبري في تاريخه مائتين وأربعين قطعة وغالبها بهذا الإسناد (كتب إلي السري عن شعيب عن سيف) (محمد السلمي: منهج كتابة التاريخ الإسلامي ص465)
([361]) المصدر السابق ترجمة 374.
([362]) المصدر السابق ترجمة 811.
([363]) المصدر السابق ترجمة 623.
([364]) انظر على سبيل المثال التراجم 1388، 770، 724.
([365]) المصدر السابق ترجمة 766.
([366]) المصدر السابق ترجمة 1226.
([367]) المصدر السابق ترجمة 1602.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/146)
([368]) المصدر السابق ترجمة 282.
([369]) المصدر السابق ترجمة 344.
([370]) المصدر السابق ترجمة 969.
([371]) انظر على سبيل المثال ترجمة 582، 607، 497، 962.
([372]) المصدر السابق ترجمة 304، 821.
([373]) المصدر السابق ترجمة 500.
([374]) المصدر السابق ترجمة 153.
([375]) المصدر السابق ترجمة 920.
([376]) المصدر السابق ترجمة 920.
([377]) المصدر السابق ترجمة 1407.
([378]) المصدر السابق ترجمة 1407.
([379]) المصدر السابق ترجمة 50.
([380]) المصدر السابق ترجمة 377.
([381]) المصدر السابق ترجمة 1342.
([382]) المصدر السابق ترجمة 1390.
([383]) المصدر السابق ترجمة 1319.
([384]) المصدر السابق ترجمة 1380.
([385]) المصدر السابق ترجمة 1382.
([386]) المصدر السابق ترجمة 525.
([387]) المصدر السابق ترجمة 1363.
([388]) المصدر السابق ترجمة 255.
([389]) المصدر السابق ترجمة 1336.
([390]) المصدر السابق ترجمة 525.
([391]) المصدر السابق ترجمة 753.
([392]) المصدر السابق ترجمة 1359.
([393]) المصدر السابق ترجمة 1373.
([394]) المصدر السابق ترجمة 415.
([395]) المصدر السابق ترجمة 757.
([396]) المصدر السابق ترجمة 1366.
([397]) المصدر السابق ترجمة 1615.
([398]) المصدر السابق ترجمة 221.
([399]) المصدر السابق ترجمة 422.
([400]) المصدر السابق ترجمة 770.
([401]) المصدر السابق ترجمة 1415.
([402]) المصدر السابق ترجمة 739.
([403]) المصدر السابق ترجمة 987.
([404]) المصدر السابق ترجمة 1336.
([405]) انظر على سبيل المثال تراجم 1635، 1377، 1375، 1566، 1366، 888.
([406]) ابن أبي شيبة: هو الحافظ عبد الله بن محمد بن أبي شيبة المتوفى سنة 235هـ. (الذهبي: تذكرة الحفاظ ج2 ص234، 433)، أما أصبغ بن خليل فهو أبو القاسم من أهل قرطبة كان حافظاً للرأي على مذهب مالك وأصحابه متعصباً له، توفي سنة 237هـ وقد دارت الفتيا عليه بالأندلس خمسين سنة وقد ذكر ابن الفرضي أنه بلغ به التعصب لمذهب مالك أن أفتعل حديثاً في ترك رفع اليدين في الصلاة بعد تكبيرة الإحرام (ابن الفرضي: تاريخ العلماء ترجمة 247)، ومسند بن أبي شيبة هو أحد الكتب التي أدخلها بقي بن مخلد إلى الأندلس لكن المتعصبين من فقهاء المالكية وقفوا ضد هذا الكتاب وغيره بسبب موقفهم من بقي بن مخلد، ويذكر ابن الفرضي أن قاسم بن أصبغ كان يدعو على أصبغ بن خليل ويقول: (هو الذي حرمني أن أسمع من بقي بن مخلد، يحض أبي على نهيي عن السماع منه والاختلاف إليه وكان لنا جاراً) (تاريخ العلماء ترجمة 247).
([407]) ابن الفرضي: تاريخ العلماء ترجمة 247.
([408]) المصدر السابق ترجمة 822.
([409]) المصدر السابق ترجمة 1470.
([410]) المصدر السابق ترجمة 398.
([411]) المصدر السابق ترجمة 1306.
([412]) المصدر السابق ترجمة 1285.
([413]) المصدر السابق ترجمة 881.
([414]) انظر على سبيل المثال تراجم 742، 885، 455، 221، 1320.
([415]) انظر مثلاً ترجمة 10، 1069، 1272، 1205، 1231، 1189.
([416]) انظراً مثلا ترجمة 50، 1391، 1403، 1364، 250.
([417]) المصدر السابق ترجمة 1245.
([418]) المصدر السابق ترجمة 1150.
([419]) المصدر السابق ترجمة 1565.
([420]) المصدر السابق ترجمة 732.
([421]) انظر تراجم 270، 306، 327، 130، 887، 738، 451، 366.
([422]) المصدر السابق ترجمة 12.
([423]) المصدر السابق ترجمة 798.
([424]) المصدر السابق ترجمة 739.
([425]) المصدر السابق ترجمة 1003.
([426]) المصدر السابق ترجمة 365.
([427]) المصدر السابق ترجمة 398، 588، 591.
([428]) المصدر السابق ترجمة 586، 595.
([429]) المصدر السابق ترجمة 398.
([430]) المصدر السابق ترجمة 1423.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/147)
([431]) أقريطش: جزيرة في بحر الروم بها مدن كثيرة طولها اثنان وسبعون ميلاً وعرضها خمسون ميلاً، وكانت مأوى للفارين من الأندلس أيام الفتن والأزمات السياسية، فقد لجأ إليها عدد من العلماء أثناء فتنة الربض، ولهذا اشتهرت بعلمائها، وهي خصبة التربة. (الأدريسي: نزهة المشتاق ص 193، الحميري: الروض المعطار ص51.
([432]) ابن الفرضي: تاريخ العلماء ترجمة 415.
([433]) المصدر السابق تراجم 23، 67، 150، 187، 223.
([434]) المصدر السابق ترجمة 33، 36، 327.
([435]) المصدر السابق تراجم 375، 1002، 1485.
([436]) المصدر السابق ترجمة 29.
([437]) المصدر السابق ترجمة 1432.
([438]) المصدر السابق ترجمة 7، 223.
([439]) المصدر السابق ترجمة 110.
([440]) المصدر السابق ترجمة 108، 310.
([441]) المصدر السابق ترجمة 143، 253، 3840.
([442]) المصدر السابق ترجمة 341.
([443]) المصدر السابق ترجمة 341، 767.
([444]) المصدر السابق ترجمة 148.
([445]) المصدر السابق ترجمة 365.
([446]) المصدر السابق ترجمة 786.
([447]) المصدر السابق ترجمة 431.
([448]) المصدر السابق ترجمة 431.
([449]) المصدر السابق ترجمة 1206.
([450]) المصدر السابق ترجمة 1206.
([451]) المصدر السابق ترجمة 1097.
([452]) المصدر السابق ترجمة 1256.
([453]) برقة: مدينة أفريقية تقع في المغرب الأدنى بينها وبين البحر ستة أميال، ولهذا قيل عنها إنها برية بحرية، وهي أول مدينة ينزلها القادم من مصر إلى القيروان. (الحميري: الروض المعطار ص91).
([454]) المصدر السابق ترجمة 1609.
([455]) المصدر السابق ترجمة 1245.
([456]) المصدر السابق ترجمة 1245.
([457]) المصدر السابق ترجمة 494.
([458]) المصدر السابق ترجمة 494.
([459]) المصدر السابق ترجمة 494.
([460]) المصدر السابق ترجمة 771.
([461]) المصدر السابق ترجمة 771.
([462]) المصدر السابق ترجمة 1555.
([463]) المصدر السابق ترجمة 1001.
([464]) المصدر السابق ترجمة 383.
([465]) المصدر السابق ترجمة 652.
([466]) إنظر على سبيل المثال ترجمة 586، 646، 652، 382، 391، 396.
([467]) ابن بشكوال: الصلة ص 253.
([468]) المصدر السابق ترجمة 629.
([469]) المصدر السابق ترجمة 629.
([470]) المصدر السابق ترجمة 640.
([471]) المصدر السابق ترجمة 1490.
([472]) المصدر السابق ترجمة 911.
([473]) المصدر السابق ترجمة 773.
([474]) المصدر السابق ترجمة 772.
([475]) المقري: نفح الطيب جزء 3 ص 16 (نقلاً عن ابن حيان)، ابن خلدون: العبر: ج4 ص258، وقد ذكر كل من ابن الأثير: الكامل ج5 ص174 – 175، وابن عذاري: البيان المغرب ج1 ص 51، ج2 ص28، أن ذلك كان في سنة خمس عشرة ومائة
([476]) ابن الفرضي: تاريخ العلماء ترجمة 814.
([477]) البيان المغرب ج2 ص 231، 132.
([478]) الكامل ج5 ص 252.
([479]) نفح الطيب ج 3 ص 19.
([480]) المصدر السابق ترجمة 825.
([481]) فتوح أفريقيا والأندلس ص85.
([482]) تاريخ افتتاح الأندلس ص36.
([483]) أخبار مجموعة ص19.
([484]) جذوة المقتبس ص271.
([485]) بغية الملتمس ص273.
([486]) المصدر السابق ترجمة 1456.
([487]) ابن عبد الحكم: فتوح أفريقيا والأندلس ص 81 – 82، مؤلف مجهول: أخبار مجموعة ص 27، المقري ج 1 ص277، كما قال بهذا صاحب كناب الإمامة والسياسة ج2 ص86.
([488]) المصدر السابق ترجمة 1407.
([489]) المصدر السابق ترجمة 1407.
([490]) المصدر السابق ترجمة 1008.
المصادر والمراجع
1 - ابن الأبار: أبو عبد الله محمد بن عبد الله القضاعي المعروف بابن الأبار (ت 658 هـ). - الحلة السيراء، تحقيق حسين مؤنس، نشر الشركة العربية للطباعة والنشر ط / الأولى 1963م - التكملة لكتاب الصلة، نشر وتصحيح السيد عزت العطار الحسيني 1375هـ.
2 - ابن الأثير: أبو الحسن علي بن محمد الشيباني (ت 630 هـ). - الكامل في التاريخ، نشر دار صادر بيروت 1385 هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/148)
3 - الادريسي: أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس (ق 6 هـ). - صفة المغرب وأرض السودان ومصر والأندلس (مأخوذة من كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) ط/ لندن 1968م.
4 - بالنثيا: أنخل جنثالت. - تاريخ الفكر الأندلسي، ترجمة حسين مؤنس، القاهرة 1955 م.
5 - البخاري: محمد بن إسماعيل (ت256 هـ). - التاريخ الكبير. نشر دائرة المعرف العثمانية حيدر آباد (سنة 1358 هـ).
6 - الأزدي: أبو محمد عبد الغني بن سعيد بن علي (ت 409 هـ). - المؤتلف والمختلف في أسماء نقلة الحديث.
- مشتبه النسبة (وقد طبع هذان الكتابان في مجلد واحد، الطبعة الأولى بالهند سنة 1320 هـ بعناية محمد محيي الدين الجعفري.
7 - الباجي: أبو الوليد سليمان بن خلف (ت474 هـ). - التعديل والتجريح لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح تحقيق أبو لبابة حسين، نشر دار اللواء بالرياض 1406 هـ.
8 - ابن بسام: أبو الحسن علي بن بسام الشنتريني (ت 542 هـ). - الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، تحقيق الدكتور إحسان عباس، دار الثقافة بيروت، ط / الثانية 1399 هـ.
9 - ابن بشكوال: أبو القاسم خلف بن عبد الملك (ت 578 هـ) - كتاب الصلة، المكتبة الأندلسية، الدار المصرية للتأليف والترجمة 1966م.
10 - البكري: عبد الله بن عبد العزيز البكري (487 هـ). - جغرافية الأندلس وأوروبا، من كتاب المسالك و الممالك، تحقيق عبد الرحمن الحجي، بيروت 1378 هـ.
11 - حاجي خليفة: مصطفى بن عبد الله (ت 1068 هـ). - كشف الظنون عن أسماء الكتب والفنون، تحقيق شرف الدين يالنقايا، نشر دار العلوم الحديثة بيروت.
12 - ابن حزم: أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم (ت 456 هـ). - الفصل في الملل والأهواء والنحل، الطبعة الثانية بيروت، دار المعرفة 1395 هـ.
13 - الحموي: أبو عبد الله ياقوت عبد الله (ت 626 هـ). - معجم البلدان نشر دار صادر بيروت.
14 - الحميدي: أبو عبد الله بن أبي نصر (ت 488 هـ). - جذوة المقتبس في تاريخ علماء الأندلس، تحقيق إبراهيم الأبياري الطبعة الثانية 1403 هـ.
15 - الحميري: محمد بن عبد المنعم (ت 900 هـ). - الروض المعطار في خبر الأقطار، تحقيق إحسان عباس، نشر مكتبة لبنان بيروت ط / الثانية 1984 م.
16 - ابن حيان: أبو مروان حيان بن خلف بن حيان (ت 469 هـ) - المقتبس في أخبار بلد الأندلس، تحقيق شالميتا بالتعاون مع آخرين، نشر المعهد الإسلامي العربي في مدريد 1979 م. - المقتبس من أنباء أهل الأندلس، تحقيق الدكتور محمود علي مكي، طبع دار الكتاب اللبناني بيروت 1393 هـ
17 - ابن خاقان: أبو نصر الفتح بن محمد بن عبد الله القيسي (ت 526 هـ) - مطمح الأنفس ومسرح التأنس في ملح أهل الأندلس، تحقيق محمد علي شوالة، الطبعة الأولى بيروت، مؤسسة الرسالة 1403 هـ.
18 - ابن خلدون: أبو زيد عبدالرحمن بن محمد (ت 808 هـ) - العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، بيروت، دار الفكر، الطبعة الأولى 1401 هـ.
19 - ابن خلكان: أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد (ت 681 هـ). - وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق الدكتور إحسان عباس ط / دار صادر بيروت.
20 - الذهبي: أبو عبد الله شمس الدين الذهبي (ت 748 هـ). - تذكرة الحفاظ، الطبعة الثالثة مطبعة دائرة المعارف بحيدر آباد سنة 1376هـ. - سير أعلام النبلاء، تحقيق شعيب الأرناؤوط ومحمد نعيم العرقسوسي،نشر جامعة الإمام الطبعة الأولى 1405 هـ.
21 - الراجحي: شرف الدين. - مصطلح الحديث وأثره على الدرس اللغوي عند العرب، نشر مؤسسة الرسالة بيروت، ط1 سنة 1983م.
22 - سالم: السيد عبد العزيز. - تاريخ المسلمين وآثارهم في الأندلس من الفتح العربي حتى سقوط الخلافة بقرطبة، نشر مؤسسة شباب الجامعة بالأسكندرية 1999 م.
23 - سالم: سحر عبد العزيز. - تاريخ بطليوس الإسلامية وغرب الأندلس في العصر الأموي، نشر مؤسسة شباب الجامعة بالأسكندرية.
24 - ابن سعيد المغربي: علي بن موسى بن محمد (ت 685 هـ). - المُغرِب في حلي المغرب، تحقيق شوقي ضيف، نشر دار المعارف بمصر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/149)
25 - السلمي: محمد بن صامل. - منهج كتابة التاريخ الإسلامي، نشر دار طيبة بالرياض 1406هـ.
26 - السيوطي: جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (ت 911 هـ) - بغية الوعاة في طبقات النحويين والنحاة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، نشر المكتبة العصرية بيروت.
27 - ابن صاعد الأندلسي: أبو القاسم صاعد بن أحمد بن عبد الرحمن (ت 462 هـ) - طبقات الأمم، تحقيق حياة علوان، الطبعة الأولى، نشر الطليعة بيروت 1985م.
28 - الضبي: أحمد بن يحيى بن أحمد بن عميرة الضبي (ت 599 هـ). - بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس علمائها وأمرائها وشعرائها وذوي النباهة فيها ممن دخل إليها أو خرج عنها، طبع في مدينة مجريط سنة 1884م.
29 - الطبري: محمد بن جرير (ت 310هـ). - تاريخ الأمم والملوك، تحقيق أبو الفضل إبراهيم، بيروت.
30 - طه: عبد الواحد ذنون. - نشأة تدوين التاريخ العربي في الأندلس، وزارة الثقافة والإعلام، بغداد، 1988م.
31 - ابن عبد الحكم: أبو القاسم عبد الصمد بن عبد الله (ت 257 هـ). - فتوح أفريقية والأندلس، تحقيق عبد الله أنيس الطباع، نشر دار الكتاب اللبناني بيروت 1964 م
32 - ابن عذاري: أبو عبد الله محمد المراكشي (ت بعد 712 هـ). - البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، تحقيق ومراجعة ج. س كولان وأ. ليفي بروفنسال. دار الثقافة بيروت الطبعة الثالثة 1983م.
33 - ابن العماد الحنبلي: أبو الفلاح عبد الحي بن أحمد (ت 1089هـ). - شذرات الذهب في أخبار من ذهب، نشر دار إحياء التراث العربي بيروت.
34 - العمري: أكرم ضياء. - موارد الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، الطبعة الثانية دار طيبة الرياض 1405 هـ.
35 - عياض: القاضي أبو الفضل بن موسى اليحصى السبتي (ت 544 هـ) - ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك، تحقيق أحمد بكير محمود، نشر مكتبة الحياة بيروت.
36 - ابن غالب: محمد أيوب (ت ق6 هـ). - فرحة الأنفس في تاريخ الأندلس، نشر قطعة منه وحققها لطفي عبد البديع، نشر ط / مطبعة 1956 م.
37 - أبو الفداء: إسماعيل بن محمد بن عمر (ت732 هـ). - المختصر في أخبار البشر، دار الكتاب اللبناني بيروت 1960 م.
38 - ابن فرحون: إبراهيم بن علي بن محمد (ت 799 هـ). - الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب، تحقيق الدكتور محمد الحميدي أبو النور، نشر دار التراث للطبع والنشر.
39 - ابن الفرضي: أبو الوليد عبد الله بن محمد (ت403 هـ). - الألقاب، تقديم وتحقيق وتعليق محمد زينهم محمد عزب نشر دار الجيل بيروت الطبعة الأولى 1412 هـ. - تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس، تحقيق عزت العطار الحسيني، الطبعة الثانية 1408 هـ، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
40 - ابن قتيبة: أبو محمد عبد الله بن مسلم (ت 276 هـ) وقد نسب إليه الكتاب التالي. الإمامة والسياسة، تحقيق محمد الزيني، نشر مؤسسة الحلبي.
41 - القزويني: أبو يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد (ت446 هـ). - الإرشاد في معرفة علماء الحديث، تحقيق الدكتور محمد سعيد بن عمر إدريس، نشر مكتبة الرشد بالرياض سنة 1409 هـ.
42 - ابن القوطية: أبو بكر محمد بن عمر (ت 367 هـ). - تاريخ افتتاح الأندلس تحقيق إبراهيم الأبياري، الطبعة الأولى 1402 هـ.
43 - ابن الكردبوس: أبو مروان عبد الملك بن الكردبوس التوزري (ت ق8). - تاريخ الأندلس لابن الكردبوس، ووصفة لابن الشباط، تحقيق الدكتور أحمد مختار العبادي، نشر معهد الدراسات الإسلامية بمدريد 1971 م.
44 - مؤنس: حسين. - تاريخ الجغرافيا والجغرافيين في الأندلس ط2/ 1406 هـ، نشر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
45 - مجهول: أخبار مجموعة في فتح الأندلس وذكر أمرائها، تحقيق إبراهيم الأبياري الطبعة الأولى 1401 هـ.
46 - ابن عبد الملك المراكشي: محمد بن محمد بن عبد الملك (703هـ) - الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر الأول، تحقيق محمد بن شريفة، نشر دار الثقافة بيروت.
47 - المقري: أبو العباس أحمد بن محمد التلمساني (ت 1041 هـ). - نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين ابن الخطيب، تحقيق الدكتور: إحسان عباس، دار صادر بيروت 1388هـ.أزهار الرياض في أخبار
عياض، تحقيق وتعليق مصطفى السقا وآخرين، نشر صندوق إحياء التراث الإسلامي سنة 1398 هـ.(1/150)
لباب الإعراب المانع من اللحن
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 04 - 02, 04:31 م]ـ
السلام عليكم
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[01 - 02 - 04, 05:52 م]ـ
هي نظم الآجرومية .. للعَمريطي.(1/151)
تهمة الرواة بعض الشعراء الأعراب
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 04 - 02, 04:36 م]ـ
السلام عليكم(1/152)
جزء فيه حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 04 - 02, 04:41 م]ـ
السلام عليكم(1/153)
البيان والتبيين لضوابط ووسائل تمييز الرواة المهملين
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 04 - 02, 04:44 م]ـ
السلام عليكم:
ـ[فخر الدين]ــــــــ[26 - 01 - 04, 09:38 ص]ـ
أين البحث أخي.
فالموضوع مهم.
ـ[أم صهيب]ــــــــ[26 - 01 - 04, 04:17 م]ـ
تجده على هذا الرابط ( http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag20/www/MG-003.htm)
البيان والتبيين
لضوابط ووسائل تمييز الرواة المهملين
د. محمد بن تركي التركي
أستاذ الحديث المساعد، بقسم الثقافة الإسلامية
كلية التربية - جامعة الملك سعود
ملخص البحث
يقوم هذا البحث على معالجة أمر يعترض الباحثين كثيراً، ألا وهو ورود بعض الرواة في الأسانيد مهملين، كأن يذكر باسمه الأول، أو كنيته أو غير ذلك، مع وجود غيره ممن يشترك معه في الاسم والطبقة، ومن ثم لا يستطيع الباحث معرفة المراد بسهولة.
وقد حاولت في هذا البحث استخراج القواعد والوسائل التي تعين على تمييز الراوي المهمل، وتحديده، ومن المراد به إذا ورد في هذا الإسناد أو ذاك.
وقدمت لذلك بمقدمة موجزة، ثم ذكرت تعريف المهمل، والمبهم، والفرق بينهما، ثم ذكرت ما توصلت إليه من هذه الوسائل، مستعيناً بعدد من كتب المصطلح، والشروح الحديثية، وكتب الرجال وغيرها.
وقد بلغ عددها حوالي عشر وسائل وضوابط كلية، ويندرج تحت بعضها عدة وسائل فرعية.
وخلاصة ما ذكرته أنه يمكن تمييز المهمل عن طريق عدة وسائل، فمنها: أن يعرف المهمل عن طريق الراوي عنه. كأن يكون مشهوراً بالرواية عنه، أو مختصاً به، أو لا يروي عن غيره، وغير ذلك.
ومنها أن يُعرف المهمل عن طريق شيخه، وفيه عدة وسائل تندرج تحته.
كما يعرف المهمل عن طريق التخريج، أو طبقته، أو بلده، أو غير ذلك من طرق أخرى مذكورة بالتفصيل مع أدلتها والأمثلة عليها في ثنايا البحث.
هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المقدمة:
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
] يَا أيها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَ لاَ تَمُوتُنَّ إِلاَ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون [.
] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم الَّذِيْ خَلَقَكُم مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرَاً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِيْ تَسَآلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبَاً [.
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدَاً يُصْلِح لَكُمْ أَعْمَالَكُم وَيَغْفِر لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيمَاً [.
أما بعد:
فإن تمييز الراوي المهمل الذي يرد في بعض الأسانيد، أمر ليس باليسير، وقد يستغرق من الباحث وقتاً طويلاً لتحديد هذا الراوي وتعيينه، وقد لا يُوفق كل باحث لهذا الأمر.
ولما نظرت في كتب المصطلح، لم أر من وضع قواعد ووسائل متكاملة تعين في تمييز الرواة المهملين، وإنما وجدت فوائد قليلة ومنثورة في بعض هذه الكتب وغيرها، تبعاً لبعض الحالات المشكلة من ذلك، ومن ثم التصدي لحلها، كما سيأتي بالتفصيل.
كما لم أر من أفرد هذه القواعد والوسائل ببحث مستقل يجمعها.
لذا فقد استعنت بالله وبدأت بالكتابة في هذا الموضوع، وحاولت أن ألم شتاته، وأجمع ما تفرق منه مستعيناً – بعد الله–بما وجدته في كتب المصطلح، والرجال، والشروح الحديثية، وغيرها، وبما طبقه علماء الحديث عملياً لتعيين الرواة المهملين.
وفي الختام فهذا جهد متواضع، في موضع مهم وشائك، أرجو أن أكون قد وفيته حقه من الدراسة والبحث، وأن تكون النتائج التي توصلت إليها صائبة، أو قريبة من الصواب، وميسرة للباحثين تعيين وتحديد الرواة المهملين.
وأسأل الله عز وجل أن يجعل هذا البحث خالصاً لوجهه الكريم، وأن يكون ذا فائدة لطلاب علم السنة النبوية وأعتذر عما فيه من قصور وخلل؛ فهذا مما لا ينفك عنه بشر.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/154)
المبحث الأول: تعريف المهمل والفرق بينه وبين المبهم
تعريف المهمل:
المهمل هو: من لم يتميز عن غيره. سواءً ذُكر باسمه أو كنيته أو لقبه، وذلك لوجود من يشاركه في هذا الاسم أو الكنية أو اللقب.
فإن كان لا يشترك معه غيره في أحد هذه الأمور فحينئذ لا يعتبر مهملاً.
ومثاله: أن الإمام البخاري – رحمه الله – له أكثر من شيخ اسمه إسحاق، ونجده في بعض الأحيان يقول: حدثنا إسحاق ولا ينسبه. فهنا نقول إن إسحاق ورد مهملاً.
وكما لو وجدنا إسناداً ورد فيه ذكر سفيان غير منسوب، فهنا لا ندري هل المراد به الثوري أو ابن عيينة ([1])، أو ورد فيه حماد غير منسوب، فلا ندري هل هو ابن سلمة أو ابن زيد، وهكذا.
ومن أبرز من عُرف من المتقدمين اعتناؤه بهذا النوع من علم الرجال الإمام الحافظ الخطيب البغدادي (ت 4639هـ) وأبو علي الجياني الأندلسي (ت498هـ).
فالأول ألف في بيان المهملين من الرواة عموماً كتاباً عُرف باسم: "المكمل في بيان المهمل" ([2]).
ولكن للأسف فهذا الكتاب يعتبر حتى الآن في عداد الكتب المفقودة ([3]).
والثاني ألف في بيان المهملين في أسانيد صحيح البخاري بخصوصه، وذلك في باب مستقل في كتابه الماتع: «تقييد المهمل وتمييز المشكل» ([4]).
وعلى هذين المؤلفين عوّل من جاء بعدهما، مع الإضافة أو التعقيب، كما يُعرف من مراجعة المؤلفات المتأخرة عنهما في الرجال أو الشروح الحديثية.
تعريف المبهم:
المبهم هو: من لم يتعين اسمه.
كأن يقول أحد الرواة: حدثني رجل. أو: حدثني صاحب لي. أو نحو ذلك.
ومنه يتبين الفرق واضحاً بين المهمل والمبهم.
فالمهمل ذُكر اسمه لكنه التبس مع غيره، وأما المبهم فلم يُذكر اسمه أصلاً.
وقد ألف في المبهمات غير واحد من العلماء.
ومن أشهر ما طُبع من هذه المؤلفات: كتاب الخطيب البغدادي: «الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة» وكتاب ابن طاهر المقدسي: «إيضاح الإشكال»، وكتاب ابن بشكوال: «غوامض الأسماء المبهمة الواقعة في متون الأحاديث المسندة»، وكتاب النووي «الإشارات إلى بيان الأسماء المبهمات» ([5])، وكتاب العراقي: «المستفاد من مبهمات المتن والإسناد»، وغيرها.
وهناك أمور أخرى تتعلق بالمبهم، ليس هنا مجال ذكرها، وهي موجودة في كتب المصطلح.
المبحث الثاني: ضوابط ووسائل تمييز الرواة المهملين
تقدم القول بأني لم أقف في كتب المصطلح أو الرجال على من أفرد هذه القواعد بمبحث خاص، ولم أجد ضوابط كافية في تمييز الرواة المهملين عموماً، إلا من فوائد قليلة منثورة مفرقة ([6]).
ومن خلال تتبعي لهذه الكتب، وقراءتي لبعض كتب شروح الحديث وغيرها، أمكنني التوصل إلى ما يلي:
يمكن تمييز الرواة المهملين من خلال عدة أمور:
1 - عن طريق معرفة تلميذ الراوي المهمل.
فإذا كان هذا الراوي المهمل يروي عنه راوٍ ما، ولا يروي عن غيره، ممن شاركه في الاسم، فهذا أمره واضح وبيّن.
ومثاله: إذا روى الحميدي عن سفيان مهملاً، فمعلوم أنه يعني ابن عيينة، لأنه لا يروي عن الثوري، وكذا الإمام أحمد وغيرهما ممن لا يروي إلا عن ابن عيينة.
ولذا كان من المهم تتبع تلاميذ الرواة المهملين، لكونه أحد الطرق في التمييز بينهم.
ومما ينبغي التنبيه إليه في هذا المقام أن كثيراً من المبتدئين من طلاب العلم يعتمدون في حصر الرواة عن راوٍ ما على كتاب تهذيب الكمال، وهذا ليس بصحيح، فلم يستوعب المزي جميع الرواة عن المترجم، بل ولم يشترط ذلك، ولذا ينبغي على الباحث أن لا يعتمد في نفي رواية راوٍ ما عن آخر لعدم ذكره ضمن الرواة عنه في تهذيب الكمال، وكذا الحال في شيوخ المترجم.
2 - عن طريق معرفة شيخ الراوي المهمل. وهذا كالمتقدم.
ومثاله: أن يكون الثوري يروي عن شيخ لا يروي عنه ابن عيينة، فهذا أمره واضح بين أيضاً. ومنه يتبين أيضاً أهمية محاولة استيعاب شيوخ الرواة المهملين.
3 - عن طريق النظر في علاقة الرواة عن هذا الراوي المهمل، ويتضمن ذلك عدة أمور:
أ – فقد يكون التلميذ مختصاً بأحد الراويين المهملين دون الآخر، كأن يكون من المكثرين عنه، أو يكون راويته أو مشهوراً بصحبته، أو نحو ذلك، فهذا إذا أطلق اسم شيخه مهملاً حُمل على من كان مكثراً عنه، أو ممن كان معدوداً في أصحابه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/155)
وهذه قاعدة معروفة عند العلماء، وعمل بها عدد من الأئمة:
قال الرامهرمزي: سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، رويا جميعاً عن الأعمش وغيره، وروى عنهما الوليد بن مسلم وغيره. وحضرت القاسم المطرز، فحدثنا عن أبي همام أو غيره، عن الوليد، عن سفيان حديثاً. فقال له أبو طالب بن نصر: من سفيان هذا؟. فقال المطرز: هذا الثوري. فقال له أبو طالب: بل هو ابن عيينة. قال من أين قلت؟. قال: لأن الوليد روى عن الثوري أحاديث معدودة محفوظة، وهو مليء بابن عيينة، وسفيان الثوري أكبر وأقدم وابن عيينة أسند ([7]).
وقد سئل المزي فيما إذا ورد حديث لعبدالرزاق عن سفيان عن الأعمش، أي السفيانين هو؟ وإن كان أكثر روايته عن الثوري، فهل يُكتفى بذلك، أم يحتاج إلى زيادة بيان؟.
فأجاب بقوله: أما سفيان الذي روى عنه عبدالرزاق، فهو الثوري؛ لأنه أخص به من ابن عيينة، ولأنه إذا روى عن ابن عيينة ينسبه، وإذا روى عن الثوري فتارة ينسبه وتارة لا ينسبه، وحين لا ينسبه إما يكتفي بكونه روى له عن شيخ لم يرو عنه ابن عيينة، فيكتفي بذلك تمييزاً، وهو الأكثر، وإما يكتفي بشهرته واختصاصه به.
وهذه القاعدة جارية في غالب من يروي عن سميَّين أو يروي عنه سميّان ([8]).
وقال الحافظ ابن حجر في أحد روايات وكيع عند البخاري عن سفيان مهملاً: سفيان هو الثوري؛ لأن وكيعاً مشهور بالرواية عنه، ولو كان ابن عيينة لنسبه؛ لأن القاعدة في كل من روى عن مُتَفقي الاسم أن يحمل من أهمل نسبته على من يكون له به خصوصية من إكثار ونحوه، كما قدمناه قبل هذا، وهكذا نقول هنا؛ لأن وكيعاً قليل الرواية عن ابن عيينة بخلاف الثوري ([9]).
وقال الحافظ أيضاً: إن أبا نعيم مشهور بالرواية عن الثوري، معروف بملازمته، وروايته عن ابن عيينة قليلة، وإذا أطلق اسم شيخه حُمل على من هو أشهر بصحبته، وروايته عنه أكثر … وهذه قاعدة مطردة عند المحدثين في مثل هذا … الخ ([10]).
وقال الحافظ أيضاً: المهمل إنما يُحمل على من يكون لمن أهمله به اختصاص ([11]).
وقال أيضاً: القاعدة في المتفق إذا وقع مهملاً أن يُحمل على من للراوي عنه اختصاص ([12])، كما ذكره الخطيب في كتابه «المكمل في بيان المهمل» ([13]).
وقال أيضاً في رواية لأبي نعيم عن سفيان: أبو نعيم وإن كان روى عن سفيان بن عيينة، لكنه إذا روى عنه ينسبه وإذا روى عن الثوري ينسبه تارة ولا ينسبه أخرى، فإذا لم ينسب سفيان فهو الثوري؛ لأن الإطلاق ينصرف إلى من يكون المطلق أشد له ملازمة وأكثر عنه رواية، وأبو نعيم معروف بالرواية عن الثوري، قليل الرواية عن ابن عيينة ([14]).
ب ـ أو يكون عُرف من عادة أحد الرواة أنه إذا أطلق اسم شيخه مهملاً فيعني به أحدهما دون الآخر. ويُعرف هذا بالاستقراء أو بتصريح من الراوي نفسه.
ومثاله ما ذكره الرامهرمزي وغيره في الحمادين.
قال الرامهرمزي: إذا قال عارم: حدثنا حماد، فهو حماد بن زيد، وكذلك سليمان بن حرب، وإذا قال التبوذكي: حدثنا حماد فهو حماد بن سلمة، وكذلك الحجاج بن منهال. وإذا قال عفان: حدثنا حماد، أمكن أن يكون أحدهما ([15]).
وروى الذهلي عن عفان، قال: إذا قلت لكم: حدثنا حماد، ولم أنسبه فهو ابن سلمة ([16]).
وقال المزي: إلا أن عفان لا يروي عن حماد بن زيد إلا وينسبه في روايته عنه، وقد يروي عن حماد بن سلمة فلا ينسبه، وكذلك حجاج بن منهال، وهُدْبَة بن خالد، وأما سليمان بن حرب فعلى العكس من ذلك، وكذلك عارم ([17]).
وسئل المزي عن قول النسائي في مواضع: أخبرنا محمد بن منصور، أخبرنا سفيان، عن الزهري، وللنسائي شيخان كلٌ منهما محمد بن منصور، ويروي عن ابن عيينة، أحدهما أبو عبدالله الجواّز، والثاني أبو جعفر الطوسي العابد، فمن الذي عناه النسائي منهما؟.
فأجاب بقوله: أما محمد بن منصور الذي يروي عنه النسائي ولا ينسبه، فهو المكي، لا الطوسي، وقد روى النسائي عن الطوسي عن أبي المنذر إسماعيل بن عمر، والحسن بن موسى الأشيب، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وينسبه في عامة ذلك ولا أعلمه روى عنه عن ابن عيينة شيئاً ([18]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/156)
وقال الحاكم: أبو إسحاق عمرو بن عبدالله السبيعي، وأبو إسحاق سليمان بن فيروز الشيباني، وأبو إسحاق إسماعيل بن رجاء الزبيدي، وأبو إسحاق إبراهيم بن مسلم الهجري، قد رووا كلهم عن عبدالله بن أبي أوفى، وقد روى عنهم الثوري وشعبة. وينبغي لصاحب الحديث أن يعرف الغالب على روايات كل منهم، فيتميز حديث هذا من ذلك. والسبيل إلى معرفته أن الثوري وشعبة إذا رويا عن أبي إسحاق السبيعي لا يزيدان على أبي إسحاق فقط … وإذا رويا عن أبي إسحاق الشيباني فإنهما يذكران الشيباني في أكثر الروايات… وأما الزبيدي فإنهما في أكثر الروايات يسميانه ولا يُكنّيانه، إنما يقولان: إسماعيل بن رجاء … الخ ([19]).
وقال الجياني – بعد ذكره لإخراج البخاري عن إسحاق مهملاً - قال: والأشبه عندي أنه إسحاق بن منصور فإن البخاري إذا حدّث عنه كثيراً ما يبهمه ولا ينسبه ([20]).
وأخرج الجياني عن ابن السكن قال: (كل ما في كتاب البخاري مما يقول فيه: «حدثنا محمد قال: حدثنا عبدالله» فهو محمد بن مقاتل المروزي عن عبدالله بن المبارك.
وما كان فيه «حدثنا محمد» عن أهل العراق، مثل: أبي معاوية، وعبدة، ويزيد بن هارون، ومروان الفزاري. فهو محمد بن سلام البيكندي.
وما كان فيه: «حدثنا عبدالله» غير منسوب، فهو عبدالله بن محمد الجعفي المسندي، وهو مولى البخاري من فوق.
وما كان فيه: «عن يحيى» غير منسوب، فهو يحيى بن موسى البلخي المعروف بخَتّ.
وسائر شيوخه فقد نسبهم، غير أصحاب ابن المبارك، فهم جماعة.
وما كان فيه: «عن إسحاق» غير منسوب، فهو إسحاق بن راهويه) انتهى ([21]).
وقال الحافظ ابن حجر: ومن عادة البخاري إذا أطلق الرواية عن علي، إنما يقصد به علي بن المديني ([22]).
وقال الحافظ أيضاً: تقرر أن البخاري حيث يطلق محمد لا يريد إلا الذهلي، أو ابن سلام، ويُعرف تعيين أحدهما من معرفة من يروي عنه ([23]).
وفي سؤال للحافظ ابن حجر عن رواية للبخاري عن عبدالله بن محمد، قال: وقول الشيخ في عبدالله بن محمد: إنه المسندي، صواب. وقوله في مواضع أخرى: إنه ابن أبي شيبة، لا يظهر، بل الظاهر أن الصواب اطراد صنيع البخاري في ذلك، فحيث يطلق عبدالله بن محمد، فهو المسندي. وقد عُثِر على أنه إذا روى عن ابن أبي شيبة لا يسمي أباه، بل يقول: عبدالله بن أبي شيبة… وقد جزم المزي في عدة أحاديث يقول فيها البخاري: «حدثنا محمد بن عبدالله» بأنه الجعفي وهو المسندي، ولم يقل في واحد منها أنه ابن أبي شيبة، وكذا صنع أبو نعيم في مستخرجه ([24]).
وقال الحافظ أيضاً: والذي استقريته أن البخاري إذا أطلق محمد بن يوسف لا يريد إلا الفريابي… وإذا روى عن محمد بن يوسف البيكندي نسبه ([25]).
ج ـ أن يكون بين تلميذ هذا الراوي المهمل وبين شيخه صلة قرابة ونسب.
وهذا لم أر من نص عليه، ولكن عادة تُحمل رواية الراوي عن قريبه أكثر من غيره لما بينهما من الصلة والتي عادة تكون أكثر من غيره، إلا إن وُجِدت قرينة تدل على خلافه.
ومثاله رواية عمار بن محمد ابن أخت سفيان الثوري، لو وجد له رواية عن ابن عيينة أيضاً، فتُحمل روايته عن سفيان مهملاً إذا عُدمت المرجحات الأخرى على أنه يعني الثوري.
4 - عن طريق معرفة أوطان الرواة.
فرواية الراوي عن أهل بلده عادة أكثر من غيرهم.
ومثاله: إذا روى أحد الرواة عن سفيان مهملاً، وكان هذا الراوي من أهل مكة مثلاً، ولم يكن هناك ثمة مرجحات أخرى فيترجح أنه يعني ابن عيينة.
قال السخاوي في بيانه لطرق التمييز بين المهملين: أو بكونه كما أشير إليه في معرفة أوطان الرواة بلدي شيخه أو الراوي عنه، إن لم يُعرف بالرحلة، فإن ذلك وبالذي قبله يغلب على الظن بتبيين المهمل ([26]).
وقال سلمة بن سليمان: إذا قيل عبدالله بمكة فهو ابن الزبير، أو بالمدينة فابن عمر، أو بالكوفة فابن مسعود أو بالبصرة فابن عباس، أو بخراسان فابن المبارك ([27]).
وقد يكون الراوي معروفاً بالرواية عن أهل بلد دون غيرهم، وإن لم يكن هو من أهل ذلك البلد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/157)
قال أبو الوليد الباجي – عند ذكره لرواية محمد بن أبان عند البخاري، وكان شيخه من البصريين – قال: والأظهر عندي أن المذكور في جامع البخاري هو الواسطي، ومحمد ابن أبان البلخي يروي عن الكوفيين …، والواسطي يروي عن البصريين ([28]).
5 - عن طريق معرفة طبقة الراوي، وتاريخ ولادته ووفاته.
فرواية الراوي عادة أكثر ما تكون عن شيوخه الكبار، وقد يروي عن صغار شيوخه، وأحياناً يروي عن أقرانه وقد يروي في حالات عن تلميذه ومن في طبقته.
فمعرفة طبقة الرواة عن هذا المهمل ضروري لمعرفته.
قال الرامهرمزي: حماد بن سلمة وحماد بن زيد، رويا عن ثابت، وداو د، وأيوب، والتيمي، وروى عنهما أهل عصر سنة ثلاثين، وابن سلمة أكبر وأقدم؛ مات حماد بن سلمة في ذي الحجة سنة سبع وستين ومائة، ومات حماد بن زيد في شهر رمضان سنة تسع وسبعين ومائة ([29]).
وقال الذهبي: ويقع هذا الاشتراك سواء في السفيانين، فأصحاب سفيان الثوري كبار قدماء، وأصحاب ابن عيينة صغار لم يدركوا الثوري، وذلك أبين، فمتى رأيت القديم قد روى، فقال: حدثنا سفيان، وأبهم، فهو الثوري، وهم: كوكيع وابن مهدي، والفريابي، وأبي نعيم. فإن روى واحد منهم عن ابن عيينة بينه، فأما الذي لم يلحق الثوري، وأدرك ابن عيينة فلا يحتاج أن ينسبه لعدم الالتباس، فعليك بمعرفة طبقات الناس ([30]).
6 - عن طريق النظر في كيفية تحديث الراوي المهمل عن شيخه.
ويتضمن هذا عدة صور:
أ – فقد يكون من عادة الراوي المهمل استخدام صيغة واحدة من صيغ التحديث، لا يستعمل غيرها.
وقد عُرف عن بعض الرواة أنهم يقتصرون على صيغة واحدة فقط، فلو وجدنا أحد المهملين ذكر صيغة أخرى لترجح أنه غير الأول، وهكذا.
ففي الحمادين مثلاً، عُرف أن من عادة حماد بن سلمة أنه يقول: أخبرنا، ولا يقول: حدثنا.
فلو وجدنا رواية لحماد مهملاً، وكانت صيغة التحديث: «حدثنا» ولم نجد مرجحات أخرى، لترجح أن حماد هو ابن زيد لأن ابن سلمة لا يقول هذه الصيغة في الغالب.
وقد كانت هذه عادة عدد من الأئمة، أنهم كانوا يقولون: أخبرنا، ولا يقولون: حدثنا.
قال الخطيب: وكان حماد بن سلمة، وهشيم بن بشير، وعبدالله بن المبارك، وعبدالرزاق بن همام، ويزيد بن هارون ويحيى بن يحيى النيسابوري، وإسحاق بن راهويه، وعمرو بن عون، وأبو مسعود أحمد بن الفرات، ومحمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس، يقولون في غالب حديثهم الذي يروونه: «أخبرنا»، ولا يكادون يقولون: «حدثنا» ([31]).
وقال نعيم بن حماد: ما رأيت ابن المبارك يقول قط: «حدثنا»، كأنه يرى «أخبرنا» أوسع ([32]). وقال أبو حاتم: لم أسمع عبيدالله بن موسى يقول: «حدثنا»، كان يقول: «أخبرنا» ([33]).
ولذا فقد طبق هذه القاعدة الحافظ ابن حجر على كثير من الرواة المهملين.
فقد أخرج البخاري حديثاً، فقال فيه: حدثنا إسحاق، أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ([34]).
قال الحافظ ابن حجر: إسحاق، هو ابن إبراهيم، المعروف بابن راهويه، وإنما جزمت بذلك مع تجويز أبي علي الجياني أن يكون هو، أو إسحاق بن منصور؛ لتعبيره بقوله: «أخبرنا يعقوب بن إبراهيم»، لأن هذه العبارة يعتمدها إسحاق بن راهويه، كما عُرف بالاستقراء من عادته أنه لا يقول إلا: «أخبرنا» ولا يقول: «حدثنا»، وقد أخرج أبو نعيم في المستخرج هذا الحديث من مسند إسحاق بن راهويه، وقال: أخرجه البخاري عن إسحاق انتهى ([35]).
وأخرج البخاري حديثاً آخر، وقال فيه: حدثنا إسحاق، أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ([36]).
فقال الحافظ ابن حجر: التعبير بالإخبار قرينة في كون إسحاق هو ابن راهويه؛ لأنه لا يُعبر عن شيوخه إلا بذلك ([37]).
وأخرج البخاري عن إسحاق قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم ([38]).
فقال الحافظ ابن حجر: إسحاق نسبه الأصيلي وابن السكن: «ابن منصور»، وقد أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده عن يعقوب أيضاً، ومن طريقه أبو نعيم في المستخرج، لكن يرجح كونه «ابن منصور» أن ابن راهويه لا يُعبر عن مشايخه إلا بصيغة: «أخبرنا» ([39]).
وقال البخاري: حدثني إسحاق، حدثنا عبدالصمد ([40]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/158)
قال الحافظ ابن حجر: إسحاق، هو ابن منصور، وتردد أبو علي الجياني بينه وبين إسحاق بن راهويه، وإنما جزمت به لقوله: «حدثنا عبدالصمد» فإن إسحاق لا يقول إلا «أخبرنا» ([41]).
وأخرج البخاري حديثاً فقال: حدثنا محمد، أنبأنا أبو معاوية ([42]).
فرجح الحافظ ابن حجر أنه محمد بن سلام، وقال: ويؤيده أنه عبر بقوله «أنبأنا أبو معاوية»، ولو كان ابن المثنى لقال: «حدثنا» لما عُرف من عادة كل منهما ([43]).
وبنحو ما تقدم سار الحافظ على هذا الترجيح في عدد من المواضع في الفتح ([44]).
وقال الحافظ أيضاً: إن إسحاق إذا جاء في البخاري غير منسوب احتمل أن يكون ابن منصور، واحتمل أن يكون ابن راهويه، ويتميز بأن يُنظر في الصيغة، فإن كانت «أخبرنا» تعين أن يكون ابن راهويه، وإلا فهو ابن منصور، فقد أورد البخاري عن إسحاق بن إبراهيم عن يعقوب بن إبراهيم عدة أحاديث، ومعبراً بصيغة أخبرنا، وينسب إسحاق فيها فُيحمل ما أطلقه عليه، مع قرينة الإتيان بصيغة أخبرنا ([45]).
ب – وقد يُعرف عن بعض المحدثين – ممن قد يرد مهملاً – أنهم إذا رووا عن الضعفاء فإنهم لا يذكرونهم بأسمائهم المشهورة، وإنما بكناهم، أو العكس، فإن كان مشهوراً بكنيته ذكره باسمه، لكي لا يُعرف.
فلو اشتبه علينا تحديد أحد المهملين، وكان أحدهما ممن يكني في روايته عن الضعفاء، وأما الآخر فلا، ووجدنا هذا المهمل يروي عن هذا الضعيف باسمه الصريح، لترجح لدينا أنه الآخر الذي لا يكني في روايته عن الضعفاء، وهكذا.
وينطبق هذا على السفيانين، فقد عُرف عن الثوري أنه إذا حدّث عن الضعفاء كنّاهم.
قال الحاكم: مذهب سفيان بن سعيد أن يُكني المجروحين من المحدثين إذا روى عنهم، مثل: بَحر السّقّاء، فيقول: حدثنا أبو الفضل، والصلت بن دينار، يقول: حدثنا أبو شعيب، والكلبي، يقول: حدثنا أبو النضر، وسليمان بن أرقم، يقول: حدثنا أبو معاذ ([46]).
وقال يعقوب بن سفيان عن عبيدة بن معتب الضبي: وحديثه لا يسوى شيئاً، وكان الثوري إذا حدّث عنه كنّاه، قال أبو عبدالكريم: ولا يكاد سفيان يُكني رجلاً إلا وفيه ضعف، يكره أن يُظهر اسمه فينفر منه الناس ([47]).
وقال يعقوب بن سفيان: سليمان بن قسيم أبو الصباح ضعيف، وكان سفيان يكنيه لكي يدلسه؛ قال: حدثني أبو الصباح بن قسيم ([48]).
وقال البخاري: حبيب بن أبي الأشرس … كان الثوري يروي عنه ولا ينسبه ([49]).
قلت: وحبيب هذا قال عنه البخاري: منكر الحديث ([50]).
وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن محمد الطنافسي، قال: سألت وكيعاً عن حديث من حديث ليث بن أبي سليم، فقال: كان سفيان لا يُسمي ليثاً ([51]).
قلت: يعني أنه يذكره بكنيته؛ لأنه ضعيف ([52]).
وقال شعبة: إذا حدثكم سفيان عن رجل لا تعرفوه فلا تكتبوا؛ فإنما يحدثكم عن مثل أبي شعيب المجنون ([53]).
وقال عبدالله بن أحمد: سألت أبي عن الصلت بن دينار، فقال: ترك الناس حديثه، متروك، ونهاني أن أكتب من حديثه شيئاً، وقال: سفيان الثوري يكنيه أبا شعيب ([54]).
وقال الآجري: سألت أبا داود عن عبدالقدوس الشامي، فقال: ليس بشيء، وابنه شرٌ منه، روى عنه سفيان الثوري فقال: حدثنا أبو سعيد ([55]).
وقال عمرو بن علي: كان يحيى وعبدالرحمن لا يحدثان عن الحسن بن دينار، وكان سفيان الثوري يقول: أبو سعيد السليطي ([56]).
وقال عمرو بن علي: كان يحيى وعبدالرحمن لا يحدثان عن عبدالله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، وكان سفيان إذا حدث عنه قال: حدثنا أبو عباد ([57]).
ونقل الزركشي في كلامه عن التدليس عن ابن السمعاني قال: ومنه (يعني التدليس) تغيير الأسامي بالكنى، والكنى بالأسامي لئلا يُعرفوا، وقد فعله سفيان الثوري ([58]).
وروى البيهقي في المدخل عن محمد بن رافع، قال: قلت لأبي عامر: كان الثوري يُدلس؟ قال: لا. قلت: أليس إذا دخل كورة يعلم أن أهلها لا يكتبون حديث رجل، قال: حدثني رجل. وإذا عُرف الرجل بالاسم كنّاه، وإذا عُرف بالكنية سمّاه؟ قال: هذا تزيين ليس بتدليس ([59]).
وقال الذهبي في ترجمة الثوري: وكان يُدلس في روايته، وربما دلّس عن الضعفاء، وكان سفيان ابن عيينة مُدلساً ولكن ما عُرف له تدليس عن ضعيف ([60]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/159)
وبناءً على ما تقدم فلو وجدنا رواية ذُكر فيها سفيان مهملاً، وكانت هذه الرواية عن أحد المجروحين ممن اشترك الثوري وابن عيينة في الرواية عنهم، وعُدمت المرجحات الأخرى، فحينئذ يمكننا الترجيح بالنظر في تسمية شيخهما، فإن كان ذُكر باسمه ترجح أن سفيان هو ابن عيينة، وإن وجدناه مذكوراً بكنيته فيترجح هنا أن سفيان هو الثوري، وهكذا.
ج – وقد يُعرف عن أحد الرواة المهملين أنه مختص بأحد شيوخه ممن اشترك هو وغيره في الرواية عنهم.
فهنا يحمل هذا الراوي المهمل على من كان له اختصاص بهذا الشيخ.
ومثاله: إذا وجدنا رواية لسفيان مهملاً، واتحد الراوي عنهما، وكان شيخ سفيان هو عمرو بن دينار مثلاً وهو من شيوخهما معاً، وعُدمت المرجحات الأخرى. فهنا نُرجح أن سفيان هو ابن عيينة؛ لأن ابن عيينة مشهور بالرواية عن عمرو، ومعدود من أخص أصحابه به، دون الثوري.
د- ومنها أن يُعرف عن الراوي المهمل أنه مثلاً لا يملي الحديث، أو أنه أملى أحاديث معدودة، أو لإناس محدودين كما كان يفعل سفيان الثوري.
قال ابن معين: كان سفيان الثوري لا يملي الحديث، إنما أملى عليهم حديثين؛ حديث الدجال، وحديث خطبة ابن مسعود. قيل له: فأهل اليمن؟ قال: قد أملى على أهل اليمن؛ كانوا عنده ضعافاً فأملى عليهم ([61]).
ويمكننا الاستفادة من النص السابق فيما لو وجدنا حديثاً، ورد فيه اسم سفيان مهملاً، ولم يترجح لنا تحديد أي السفيانين هو، ووجدنا الراوي عن سفيان يقول: حدثنا سفيان إملاءً، فإن كان هذا الراوي من غير أهل اليمن، ولم يكن الحديث من الحديثين المذكورين، فهنا يترجح أن سفيان هو ابن عيينة، لأن الثوري لم يكن من عادته إملاء الحديث، وهكذا.
هـ – وقد يُعرف عن بعض المحدثين أنهم إذا كان الراوي مشهوراً بلقب، وكان لا يرضاه فإنهم لا يسمونه به وإن اشتهر به. ومن هؤلاء سفيان الثوري.
قال الحاكم عند كلامه على الألقاب: إن فيهم – يعني المحدثين – جماعة لا يُعرفون إلا بها، ثم منهم جماعة غلبت عليهم الألقاب وأظهروا الكراهية لها، فكان سفيان الثوري إذا روى عن مسلم البَطين يجمع يديه ويقول: مسلم، ولا يقول: البطين ([62]).
وعلى هذا فلو وجدنا رواية لسفيان مهملاً وكانت عن مسلم البطين، ووجدنا اسم مسلم مقروناً بلقبه، فهنا يغلب على الظن أن سفيان هو ابن عيينة؛ لأن الثوري عُرف عنه أنه لا يذكره بلقبه.
و- وقد يُعرف عن أحد الرواة – ممن قد يرد مهملاً – أنه لا يُحدِّث أهل البدع، أو لا يروي عنهم، ونحو ذلك، فهذا أيضاً يفيد في تحديد الراوي المهمل أحياناً.
وممن عُرف عنه أنه امتنع عن الرواية عن المبتدعة، ومنع الرواية عنهم: الإمام مالك، وابن عيينة، والحميدي وغيرهم ([63]).
قال ابن أبي حاتم: حدثنا صالح، حدثنا علي، قال: سمعت سفيان – يعني ابن عيينة – وسئل عن عبدالرحمن بن إسحاق فقال: عبدالرحمن بن إسحاق كان قدرياً، فنفاه أهل المدينة، فجاءنا هاهنا فلم نجالسه ([64]).
وأخرج الخطيب من طريق سويد بن سعيد قال: قيل لسفيان بن عيينة: لم أقللت الرواية عن سعيد بن أبي عروبة؟ قال: وكيف لا أقل الرواية عنه وسمعته يقول: هو رأيي ورأي الحسن ورأي قتادة، يعني القدر ([65]).
وأخرج العقيلي عن ابن عيينة أنه قال: كان الفضل بن عيسى الرقاشي قدرياً، وكان أهلاً أن لا يُروى عنه ([66]).
وفي المقابل ذُكر أن الثوري ممن ذهب إلى قبول أخبار أهل الأهواء الذين لا يُعرف منهم استحلال الكذب ([67]).
وعلى هذا فلو وجدنا رواية لسفيان مهملاً، وعُدمت المرجحات الأخرى، ثم وجدنا شيخ سفيان من أهل البدع، فحينئذ يمكن أن نقول أن سفيان هنا هو الثوري؛ لأن ابن عيينة عُرف عنه أنه امتنع من الرواية عن المبتدعة.
ز- وقد يُعرف عن الراوي المهمل أنه لم يرو عن شيخ من شيوخه إلا أحاديث معدودة، أو محددة.
كأن نعرف أن الثوري مثلاً لم يرو عن أحد شيوخه – ممن اشترك مع ابن عيينة في الرواية عنهم – إلا حديثاً واحداً فهنا يُحمل سفيان إذا ورد مهملاً على أنه ابن عيينة.
ومن النصوص التي وقفت عليها في ذلك وكان الشيخ ممن اشتركا في الرواية عنه ما يلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/160)
قال أحمد بن محمد الصفار: قال سفيان بن عيينة: لم أسمع من زياد بن علاقة إلا هذه الأربعة أحاديث، ثم حدث بحديث جرير: «بايعت النبي e على النصح»، وحديث المغيرة: «قام النبي e حتى تورمت قدماه»، وحديث زياد بن علاقة عن عمه قطبة بن مالك: «صليت خلف النبي e الفجر»، وحديث أسامة بن شريك: حضرت الأعراب رسول الله e فجعلوا يسألونه فقال: «لا حرج» ([68]).
فمن خلال النص السابق لو وجدنا رواية لسفيان مهملاً، وكان شيخه فيها زياد بن علاقة، فحينئذ ننظر في الحديث فإن كان من هذه الأربعة المذكورة، احتمل أن يكون ابن عيينة، وإن كان غيرها ترجح أنه الثوري، وهكذا.
وقال الإمام أحمد: لم يسمع سفيان – يعني ابن عيينة – من خالد بن سلمة إلا هذا الحديث، وذكره ([69]).
وخالد بن سلمة من المذكورين في شيوخهما معاً، فلو وجدنا رواية لسفيان عن خالد، ولم يتبين لنا من هو سفيان فنرجح أنه الثوري، إلا أن يكون الحديث هو نفس الحديث المذكور.
ح – وقد يعرف عن أحد الرواة أنه لا يحدث بحضرة الآخر ممن يشاركه في الاسم.
ومثاله ما أخرجه غير واحد عن الحسن بن قتيبة قال: قال سفيان الثوري لسفيان بن عيينة: مالك لا تُحدث؟ فقال: أما وأنت حيّ فلا ([70]).
فهنا لو وجدنا رواية لسفيان مهملاً، وعدمنا المرجحات الأخرى، وتبين لنا أن الراوي روى هذه الرواية بوجود السفيانين معاً، لرجحنا أن المراد هو الثوري، للنص المتقدم.
7 - عن طريق النظر في الأسانيد القريبة من هذا الإسناد الوارد فيه هذا المهمل.
فقد يرد فيها منسوباً. كأن يسوق أحد المصنفين إسناداً من الأسانيد، ويرد فيه من رواية راوٍ ما عن سفيان مهملاً ثم يسوق بعده إسناداً آخر، وفيه نفس الراوي السابق، لكنه أورد اسم سفيان منسوباً، فهنا يحمل سفيان الوارد في الإسناد الأول على أنه هو المنسوب في الإسناد الثاني، وخاصة لو جاء شيخ سفيان في الإسنادين واحداً.
وقد استدل بهذه الطريقة على تعيين المهمل غير واحد من العلماء:
فقد أورد الحافظ الجياني روايتين للبخاري عن محمد عن سريج بن النعمان، ثم أورد رواية ثالثة قال البخاري فيها: محمد بن رافع عن سريج بن النعمان.
فقال الجياني: والأشبه عندي أن يُحمل ما أهمل البخاري من نسبة محمد في الحديثين المتقدمين على ما بيّن في الموضع الثالث، فنقول: إن محمداً هذا هو ابن رافع النيسابوري، لا سيما والأحاديث الثلاثة من نسخة واحدة… وهي كلها في معنى الحج ([71]).
وفي موضع آخر ذكر رواية البخاري عن محمد عن عبدالأعلى.
فقال الجياني: ولعله محمد بن المثنى الزمن؛ فقد قال بعد هذا بيسير: حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الأعلى … الخ ([72]).
وعندما روى النخشبي حديثاً في تخريجه لفوائد الحنائي، جاء فيه رواية سعيد اللخمي عن حماد عن عمرو بن دينار وذكر حديثاً.
فقال النخشبي: هكذا رواه حماد بن سلمة، وفي الأصل: «حماد» غير منسوب، وإنما عرفنا أنه حماد بن سلمة. لا حماد بن زيد؛ لأن قبله حديثاً عن سعيد عن حماد عن سماك، ولم يرو حماد بن زيد عن سماك، وإنما روى عنه حماد بن سلمة، وبعده حديث آخر عن سعيد عن حماد عن قيس بن سعد المدني. وحماد بن سلمة هو الذي روى عن قيس بن سعد المدني، دون حماد بن زيد، على أن الحديث مشهور عن حماد بن زيد ... الخ ([73]).
وقال الحافظ ابن حجر في ترجيحه لنسبة أحد الرواة: ومما يدل على أنه هو أن البخاري قال في باب صلاة القاعد: «حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا روح بن عبادة»، وقال بعده سواء: «وحدثنا إسحاق، حدثنا عبدالصمد»، فهذه قرينة في أنه هو ابن منصور ([74]).
8 – عن طريق تخريج طرق الحديث.
فقد يرد هذا المهمل في بعض طرق الحديث منسوباً.
قال السخاوي: ويزول الإشكال عند أهل المعرفة بالنظر في الروايات، فكثيراً ما يأتي مميزاً في بعضها ([75]).
ويترجح تعيين الراوي المهمل عن طريق التخريج إذا جاء من رواية الراوي عنه في إسناد آخر منسوباً، فهنا يترجح أن يكون هو، وأما إن جاء من رواية راوٍ آخر عن هذا المهمل، فهنا لا يصلح الترجيح؛ لاحتمال أن يكون الراوي الآخر قد رواه أيضاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/161)
ومثاله: لو وجدنا رواية لسفيان مهملاً، وكان الراوي عنه أبو نعيم مثلاً، ثم وجدنا رواية أخرى لأبي نعيم وصرح فيها بتسمية سفيان وأنه الثوري، فهذه قرينة قوية في أن سفيان الوارد في الإسناد الأول هو الثوري، وأما إن وجدنا رواية أخرى وذكر اسم سفيان منسوباً، ولم تكن من رواية أبي نعيم، فهنا لا يصلح الترجيح؛ لاحتمال أن يكون ابن عيينة رواه أيضاً.
ولكن إن وجدنا أكثر طرق الحديث ذُكر فيها اسم سفيان منسوباً، ووجدنا طريقاً واحداً فقط ذكر فيه مهملاً، فهنا قد نرجح بأنه هو الوارد منسوباً في الطرق الأخرى، ولكن لا نجزم بهذا.
وقد يبقى الإشكال، أو يزداد؛ إذا تبين أن كلا الراويين يرويان الحديث نفسه.
9 - وإذا لم يتضح المراد من الطرق السابقة جميعاً، فهنا يُحمل الأمر على الأقدم منهما والأشهر.
ففي السفيانين، يحمل على أنه الثوري، وفي الحمادين يحمل على أنه ابن سلمة.
وذلك ما يفهم من إطلاقات المحدثين، فدائماً ما يطلقون سفيان مهملاً، ويعنون به الثوري ([76]).
وإلى هذا أشار الذهبي في كلامه عن الحمادين.
قال الذهبي: فإن عري السند من القرائن – وذلك قليل – لم نقطع به أنه ابن زيد، ولا ابن سلمة، بل نتوقف، أو نقدره ابن سلمة ([77]).
فقوله: «و نقدره ابن سلمة»، دلالة على أنه هو المراد إذا أطلق غالباً، والله أعلم.
وقال الحافظ ابن حجر في أحد روايات البخاري عن علي: الأرجح أنه ابن المديني؛ لأن العادة أن الإطلاق إنما ينصرف لمن يكون أشهر، وابن المديني أشهر من اللبقي ([78]).
وسئل المزي عن عمرو بن خالد، الذي ذكره مسلم في مقدمة صحيحه، هل هو الواسطي، أو الأعشى؟.
فأجاب بقوله: أما عمرو بن خالد الذي ذكره مسلم في مقدمة كتابه، فهو الواسطي؛ لأنه المشهور دون الأعشى، وقد ذكره مسلم في معرض ضرب المثل، وإنما يُضرب المثل بالمشهور دون المغمور ([79]).
10 - ومما ينبغي التنبيه إليه إنه قد يهمل نسب الراوي إذا كان يؤمن أن يلتبس بغيره.
كأن يكون مشهوراً وليس في طبقته من يوافق اسمه وشهرته، أو يكون اسمه فرداً، أو نحو ذلك.
قال الخطيب: جماعة من المحدثين يُقتصر في الرواية عنهم على ذكر أسمائهم دون أنسابهم؛ إذا كان أمرهم لا يُشكل. ومنزلتهم من العلم لا تُجهل، فمنهم: أيوب بن أبي تميمة السختياني، ويونس بن عبيد، وسعيد بن أبي عروبة وهشام بن أبي عبدالله، ومالك بن أنس، وليث بن سعد، ونحوهم من أهل طبقتهم. وأما ممن كان بعدهم، فعبدالله بن المبارك يروي عنه عامة أصحابه فيسمونه، ولا ينسبونه.
وقال أيضاً: وربما لم يُنسب المحدث إذا كان اسمه مفرداً عن أهل طبقته؛ لحصول الأمان من دخول الوهم في تسميته وذلك مثل: قتادة بن دعامة السدوسي، ومسعر بن كدام الهلالي…، وهكذا من كان مشهوراً بنسبته إلى أبيه، أو قبيلته، فقد اكتفى في كثير من الروايات عنه بذكر ما اشتهر به، وإن لم يُسم هو فيه، وذلك نحو الرواية عن ابن عون، وابن جريج وابن لهيعة…، وكنحو الرواية عن الشعبي، والنخعي، والزهري ... الخ ([80]).
هذا ما تيسر لي جمعه وتحريره في بيان هذه القواعد والوسائل، أرجو أن أكون قد وفقت في عرضها وتوضيحها، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
• • •
خاتمة البحث:
وفي ختام هذا البحث أحمد الله عز وجل أن هيأ لي إتمامه على هذا الوجه، وأسأله أن يكون فيه فائدة لي وللمشتغلين بعلوم السنة النبوية، وأن تكون النتائج التي توصلت إليها صائبة أو قريبة من الصواب، كما أسأله عز وجل أن ينفعني به في الدنيا والآخرة.
ويحسن بي في نهاية المطاف أن أسجل أهم نتائج هذا البحث، ومنها ما يلي:
1 - إن تمييز وتعيين الراوي المهمل أمر ليس باليسير، وقد يأخذ من الباحث وقتاً طويلاً، وقد حاولت في هذا البحث أن أبين بعض القواعد التي تعين على تيسير هذا الأمر قدر الإمكان.
2 - إن الراوي المهمل إذا ذكر فإنما ينصرف إلى الأشهر غالباً، فإذا أطلق سفيان فيراد به الثوري، وإذا أطلق حماد فيراد به ابن سلمة، وهكذا، وهذا ما يُفهم من صنيع كثير من الأئمة.
3 - إن الراوي إذا أطلق اسم شيخه مهملاً، فينصرف إلى من له به اختصاص وملازمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/162)
4 - إنه يمكن تعيين الراوي المهمل أحياناً بالنظر في صيغة تحديثه، حيث عرف عن بعض الأئمة ممن قد يردون مهملين أنهم يقتصرون على صيغة واحدة دون غيرها.
5 - إن الثوري إذا حدث عن الضعفاء فلا يذكرهم بأسمائهم وإنما بكناهم.
إلى غير ذلك من الوسائل والقواعد المذكورة في ثنايا البحث.
هذا والله أعلم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحواشي والتعليقات
([1]) وقد كتب فيهما بحثاً طويلاً بعنوان «تمييز السفيانين عند ورودهما في الروايات مهملين» لعل الله أن ييسر نشره قريباً.
(2) ذكره له غير واحد من العلماء، انظر المعجم المفهرس ص156، المجمع المؤسس 2/ 308، صلة الخلف ص410.
(3) ذكر الشيخ الألباني – رحمه الله – في فهرس الظاهرية ص268، ضمن مؤلفات الخطيب: «قطعة في ما أبهم من الأسماء» ثم علق عليها بقوله: للمؤلف كتاب المكمل في بيان المهمل … فأنا أظن هذه القطعة من مختصر هذا الكتاب. والله أعلم.
قلت: ذكر الشيخ أن القطعة في ما أبهم من الأسماء، وليس ما أهمل، والخطيب له مؤلف في المبهمات، وستأتي الإشارة إليه، ولعل هذه القطعة منه، والله أعلم.
(4) وقد حقق هذا الباب بخصوصه فضيلة الشيخ د. عبدالله بن حمود التويجري في رسالته للماجستير في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
كما طبع هذا الباب مستقلاً باسم: «التعريف بشيوخ حدّث عنهم محمد بن إسماعيل البخاري في كتابه وأهمل أنسابهم وذكر ما يُعرفون به من قبائلهم وبلدانهم» بتحقيق محمد السعيد زغلول.
ثم طبع هذا الباب أيضاً في المغرب، وصدر عن وزارة الأوقاف المغربية في مجلدين.
أما بقية الكتاب فقد حققه مجموعة من الباحثين في جامعة الإمام، وجامعة الملك سعود كرسائل ماجستير، ولم يطبع منها شيء حتى الآن، سوى جزء واحد، وهو المطبوع باسم: «التنبيه على الأوهام الواقعة في الصحيحين من قبل الرواة قسم البخاري»، وهو بتحقيق محمد صادق آيدن، وصدر عن دار اللواء بالرياض.
(5) وهذا الكتاب مطبوع في آخر كتاب الخطيب المتقدم، وإنما ذكرت ذلك لأني قد وجدت بعض طلبة العلم يظن أنه لا زال مخطوطاً.
(6) انظر: المحدث الفاصل (ص279)، وما بعدها، علوم الحديث لابن الصلاح (ص328)، الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/ 72، إرشاد طلاب الحقائق 2/ 738، التقريب والتيسير للنووي (ص99)، تهذيب الكمال 7/ 269، سير أعلام النبلاء 7/ 464، المقنع في علوم الحديث 2/ 621، فتح المغيث 3/ 255، تدريب الراوي 2/ 830.
(7) المحدث الفاصل ص 285، رقم (87).
وما ذكره أبو طالب ليس بصحيح، وقد فصلت ذلك في بحث لي بعنوان: «تمييز السفيانين عند ورودهما في الروايات مهملين» في ترجمة الوليد بن مسلم.
(8) انظر طبقات الشافعية للسبكي 10/ 406، 407.
(9) فتح الباري 1/ 246، حديث رقم (111).
(10) فتح الباري 10/ 87، حديث رقم (5617).
(11) فتح الباري 13/ 312، حديث رقم (7317).
(12) وقع في المطبوع: «على من الراوي عنه باختصاص» ولعل الصواب ما أثبته، والمطبوعة كثيرة الأخطاء.
(13) الأجوبة الواردة على الأسئلة الوافدة ص55.
(14) الأجوبة الواردة على الأسئلة الوافدة ص56.
(15) المحدث الفاصل ص284، رقم (84).
(16) تدريب الراوي 2/ 830.
(17) تهذيب الكمال 7/ 269، ونقله الذهبي في السير 7/ 465، وزاد فيه قليلاً.
(18) انظر طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 10/ 406، 408.
(19) معرفة علوم الحديث ص230، 231.
(20) التعريف بشيوخ حدّث عنهم محمد بن إسماعيل البخاري وأهمل أنسابهم (ص43).
(21) التعريف بشيوخ حدث عنهم البخاري (ص106).
(22) فتح الباري 4/ 512 (2259).
(23) فتح الباري 6/ 225، حديث رقم (3089).
(24) الأجوبة الواردة على الأسئلة الوافدة ص55.
(25) الأجوبة الواردة على الأسئلة الوافدة ص57.
(26) فتح المغيث 3/ 257.
(27) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/ 73، فتح المغيث 3/ 256.
(28) التعديل والتجريح 2/ 620.
(29) المحدث الفاصل ص284، رقم (85).
(30) سير أعلام النبلاء 7/ 466.
(31) الجامع لأخلاق الراوي 2/ 50، الكفاية ص284، 285.
(32) الكفاية (ص285).
(33) الكفاية (ص285).
(34) صحيح البخاري (مع الفتح) 6/ 566، كتاب أحاديث الأنبياء، باب نزول عيسى، رقم 3448.
(35) فتح الباري 6/ 566.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/163)
(36) صحيح البخاري (مع الفتح) 3/ 72، كتاب التهجد، باب صلاة النوافل جماعة، رقم 1185.
(37) فتح الباري 3/ 74.
(38) صحيح البخاري (مع الفتح) 4/ 84، كتاب جزاء الصيد، باب حج الصبيان، رقم 1857.
(39) فتح الباري 4/ 85.
(40) صحيح البخاري (مع الفتح) 13/ 46، كتاب التوحيد، باب كلام الرب مع جبريل، رقم 7485.
(41) فتح الباري 13/ 470.
(42) صحيح البخاري (مع الفتح) 13/ 370، كتاب التوحيد، رقم 7376.
(43) فتح الباري 13/ 372.
(44) انظر فتح الباري 2/ 125 (622، 623)، 4/ 255 (1974)، 4/ 572 (2312)، 13/ 283 (7290)، هدي الساري ص239، 240.
(45) الأجوبة الواردة على الأسئلة الوافدة ص58.
(46) سؤالات السجزي للحاكم ص88، رقم 51.
(47) المعرفة والتاريخ 3/ 146.
(48) المعرفة والتاريخ 3/ 65.
(49) التاريخ الصغير 2/ 89.
(50) التاريخ الكبير 2/ 313.
(51) الجرح والتعديل 1/ 73.
(52) انظر التقريب (5685).
(53) سؤالات الآجري 2/ 143، الضعفاء للعقيلي 2/ 210.
(54) الضعفاء الكبير للعقيلي 2/ 210.
(55) سؤالات الآجري 1/ 329 (556).
(56) الضعفاء الكبير للعقيلي 1/ 222.
(57) الضعفاء الكبير للعقيلي 2/ 258.
(58) النكت على مقدمة ابن الصلاح 2/ 99.
(59) تدريب الراوي 1/ 265.
(60) سير أعلام النبلاء 7/ 242.
(61) تاريخ ابن معين برواية الدوري 2/ 213.
(62) معرفة علوم الحديث ص210.
(63) انظر شرح علل الترمذي 1/ 356.
(64) الجرح والتعديل 1/ 47.
(65) الكفاية ص 123، 124.
(66) الضعفاء الكبير 3/ 443.
(67) انظر الكفاية في علم الرواية ص 120.
(68) تاريخ ابن أبي خيثمة ص417 – 419.
(69) العلل 1/ 452 (1026).
(70) أخرجه الرامهرمزي في المحدث الفاصل ص352، رقم 286، وابن المقرئ في معجمه ص151، رقم 444. والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي 1/ 318، والقاضي عياض في الإلماع ص199، من طرق عن الحسن بن قتيبة به.
(71) التعريف بشيوخ حدث عنهم البخاري (ص79).
(72) المصدر السابق (ص 74).
(73) فوائد أبي القاسم الحنائي الجزئي الثالث، ص34، 35، رقم 24.
(74) هدي الساري (ص241).
(75) فتح المغيث 3/ 256، 257.
(76) والأمثلة على ذلك كثيرة جداً يصعب حصرها، فكثيراً ما يطلق أحدهم سفيان، ويتبين أنه الثوري.
انظر مثلاً: الجرح والتعديل 2/ 124، 294، 3/ 201، 239، 514، 527، 560، 475، 4/ 70، 184، 6/ 273، سنن النسائي 4/ 131، تحفة الأشراف 5/ 204، سير أعلام النبلاء 9/ 403، وغيرها كثير كما تقدم. وفي الجرح 6/ 269 (1485) ساق ابن أبي حاتم الرواة عن المترجم فقال: وسفيان، وشعبة، وابن عيينة.
وكل هذا يدل على أن إطلاق اسم سفيان على الثوري اصطلاح معروف عندهم، والله أعلم.
(77) سير أعلام النبلاء 7/ 464.
(78) فتح الباري 4/ 512 (2259).
(79) انظر طبقات الشافعية للسبكي 10/ 407.
(80) الجامع لأخلاق الراوي 2/ 72، 73.
لمصادر والمراجع
1 - الأجوبة الواردة على الأسئلة الوافدة، للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت852)، تحقيق أبي يحيى الفيشاوي، دار الصحابة. طنطا، الطبعة الأولى 1412هـ.
2 - أخبار المكيين من تاريخ ابن أبي خيثمة: أحمد بن زهير (ت279) تحقيق إسماعيل حسن حسين، دار الوطن. الرياض، الطبعة الأولى 1418هـ.
3 - إرشاد طلاب الحقائق، للإمام النووي: أبي زكريا يحيى بن شرف (ت 676)، تحقيق عبدالباري السلفي، مكتبة الإيمان، المدينة النبوية، الطبعة الأولى 1408هـ.
4 - الإلماع إلى معرفة الرواية وتقييد السماع، للقاضي عياض بن موسى اليحصبي (544)، تحقيق السيد أحمد صقر، دار التراث، القاهرة، الطبعة الأولى 1398هـ.
5 - التاريخ، للإمام يحيى بن معين (ت233)، برواية الدوري، تحقيق د. أحمد نور سيف، مركز البحث العلمي، جامعة الملك عبدالعزيز، الطبعة الأولى 1399هـ – 1979م.- تاريخ ابن أبي خيثمة: انظر: أخبار المكيين من تاريخ ابن أبي خيثمة.
6 - التاريخ الأوسط (المطبوع باسم الصغير)، للإمام البخاري: محمد بن إسماعيل (ت256)، تحقيق محمود زايد، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى 1406هـ.- التاريخ الصغير، للبخاري، انظر: التاريخ الأوسط.
7 - التاريخ الكبير، للإمام البخاري، محمد بن إسماعيل (ت256)، تصوير دار الكتب العلمية، بيروت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/164)
8 - تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف، للحافظ المزي: يوسف بن عبدالرحمن (ت742)، تحقيق عبدالصمد شرف الدين، الدار القيمة، الهند، الطبعة الثانية 1403هـ.
9 - تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، للحافظ السيوطي (ت911)، تحقيق نظر الفريابي، مكتبة الكوثر، الرياض. الطبعة الثانية 1415هـ.
10 - التعديل والتجريح لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح، لأبي الوليد الباجي (ت474)، تحقيق د. أبو لبابة الطاهر حسين، دار اللواء للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة الأولى 1406هـ.
11 - التعريف بشيوخ حدّث عنهم محمد بن إسماعيل البخاري في كتابه وأهمل أنسابهم وذكر ما يعرفون به من قبائلهم وبلدانهم، لأبي علي الحسين بن محمد الجياني الغساني (ت498)، وهو جزء من كتابه تقييد المهمل، تحقيق أبي هاجر السيد زغلول، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1418هـ.
12 - التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير، للنووي يحيى بن شرف الشافعي (ت676) تحقيق عبدالله البارودي، دار الجنان، بيروت، الطبعة الأولى 1406هـ.
13 - تقريب التهذيب، للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت852)، تحقيق محمد عوامة، دار الرشيد، سوريا، الطبعة الأولى 1406هـ – 1986م.
14 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال، للمزي: يوسف بن عبدالرحمن (ت842)، تحقيق بشار عواد، مؤسسة الرسالة. بيروت، الطبعة الأولى.
15 - الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، للخطيب البغدادي: أحمد بن علي (ت463) تحقيق محمود الطحان، مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الأولى 1403هـ.
16 - الجرح والتعديل، للإمام عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي (ت327)، تحقيق عبدالرحمن المعلمي، مصورة عن طبعة دائرة المعارف العثمانية، الطبعة الأولى 1372هـ – 1953م.
17 - سنن النسائي الصغرى (المجتبى)، للإمام النسائي (ت303) باعتناء عبدالفتاح أبو غدة، دار البشائر الإسلامية. بيروت، الطبعة الثانية 1406هـ – 1986م.
18 - سؤالات مسعود السجزي للحاكم النيسابوري، تحقيق موفق عبدالقادر، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1408هـ 1988م.
19 - سير أعلام النبلاء، للإمام الذهبي، محمد بن أحمد (ت748)، تحقيق شعيب الأرناؤوط وآخرين، مؤسسة الرسالة. بيروت، الطبعة الأولى.
20 - شرح علل الترمذي، لابن رجب الحنبلي (ت795)، تحقيق د. همام سعيد، مكتبة المنار، الأردن، الطبعة الأولى 1407هـ.
21 - صحيح البخاري، المطبوع مع فتح الباري، انظر: فتح الباري.
22 - صلة الخلف بموصول السلف، لمحمد بن سليمان الروداني (ت1094)، تحقيق د. محمد الحجي، دار الغرب الإسلامي. بيروت، الطبعة الأولى 1408هـ.
23 - طبقات الشافعية الكبرى، للسبكي، عبدالوهاب بن علي (ت771)، تحقيق محمود الطناحي وعبدالفتاح الحلو، مطبعة عيسى الحلبي، الطبعة الأولى 1383هـ.
24 - الضعفاء الكبير، لأبي جعفر محمد بن عمرو العقيلي (ت322)، تحقيق عبدالمعطي قلعجي، دار الكتب العلمية. بيروت، الطبعة الأولى 1404هـ.
25 - العلل ومعرفة الرجال، للإمام أحمد بن حنبل (ت241)، تحقيق وصي الله عباس، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1408هـ – 1988م.
26 - علوم الحديث، للإمام ابن الصلاح: عثمان بن عبدالرحمن (ت643)، تحقيق د. نور الدين عتر، المكتبة العلمية. بيروت، الطبعة الأولى 1401هـ.
27 - الكفاية في علم الرواية، للخطيب البغدادي: أحمد بن علي (ت462)، مصورة عن الطبعة الهندية، المكتبة العلمية. المدينة النبوية.
28 - فتح الباري، للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت852)، تحقيق محب الدين الخطيب، المكتبة السلفية، القاهرة، الطبعة الثانية 1400هـ.
29 - فتح المغيث، شرح ألفية الحديث، للسخاوي: محمد بن عبدالرحمن (ت902) تحقيق عبدالرحمن محمد عثمان، المكتبة السلفية، المدينة النبوية، الطبعة الثانية 1388هـ.
30 - فوائد أبي القاسم الحنائي (459)، تخريج النخشبي، مصورة عن مخطوطة الظاهرية، إعداد محمود الحداد، دار تيسير السنة، الطبعة الأولى 1411هـ.
31 - المجمع المؤسس للمعجم المفهرس، للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت852)، تحقيق د. يوسف المرعشلي، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى 1413هـ.
32 - المحدث الفاصل بين الراوي والواعي، للرامهرمزي: الحسن بن عبدالرحمن (ت360) تحقيق محمد عجاج الخطيب. دار الفكر، الطبعة الثالثة 1404هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/165)
33 - المعجم المفهرس….، للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت852)، تحقيق محمد شكور المياديني، مؤسسة الرسالة. بيروت، الطبعة الأولى 1418هـ.
34 - المعجم، لابن المقرئ (ت381) تحقيق أبي عبدالرحمن عادل بن سعد، مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى 1419هـ.
35 - المعرفة والتاريخ، للفسوي، يعقوب بن سفيان (ت277)، تحقيق د. أكرم العمري، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية 1401هـ – 1981م.
36 - المقنع في علوم الحديث، لابن الملقن: عمر بن علي (ت804)، تحقيق عبدالله الجديع، دار فواز للنشر والتوزيع. الأحساء، الطبعة الأولى 1413هـ.
37 - هدي الساري، مقدمة فتح الباري، للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت852)، تحقيق محب الدين الخطيب، المكتبة السلفية، القاهرة، الطبعة الثانية 1400هـ.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) وقد كتب فيهما بحثاً طويلاً بعنوان «تمييز السفيانين عند ورودهما في الروايات مهملين» لعل الله أن ييسر نشره قريباً.
([2]) ذكره له غير واحد من العلماء، انظر المعجم المفهرس ص156، المجمع المؤسس 2/ 308، صلة الخلف ص410.
([3]) ذكر الشيخ الألباني – رحمه الله – في فهرس الظاهرية ص268، ضمن مؤلفات الخطيب: «قطعة في ما أبهم من الأسماء» ثم علق عليها بقوله: للمؤلف كتاب المكمل في بيان المهمل … فأنا أظن هذه القطعة من مختصر هذا الكتاب، والله أعلم.
قلت: ذكر الشيخ أن القطعة في ما أبهم من الأسماء، وليس ما أهمل، والخطيب له مؤلف في المبهمات، وستأتي الإشارة إليه، ولعل هذه القطعة منه، والله أعلم.
([4]) وقد حقق هذا الباب بخصوصه فضيلة الشيخ د. عبدالله بن حمود التويجري في رسالته للماجستير في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
كما طبع هذا الباب مستقلاً باسم: «التعريف بشيوخ حدّث عنهم محمد بن إسماعيل البخاري في كتابه وأهمل أنسابهم وذكر ما يُعرفون به من قبائلهم وبلدانهم» بتحقيق محمد السعيد زغلول.
ثم طبع هذا الباب أيضاً في المغرب، وصدر عن وزارة الأوقاف المغربية في مجلدين.
أما بقية الكتاب فقد حققه مجموعة من الباحثين في جامعة الإمام، وجامعة الملك سعود كرسائل ماجستير، ولم يطبع منها شيء حتى الآن، سوى جزء واحد، وهو المطبوع باسم: «التنبيه على الأوهام الواقعة في الصحيحين من قبل الرواة، قسم البخاري»، وهو بتحقيق محمد صادق آيدن، وصدر عن دار اللواء بالرياض.
([5]) وهذا الكتاب مطبوع في آخر كتاب الخطيب المتقدم، وإنما ذكرت ذلك لأني قد وجدت بعض طلبة العلم يظن أنه لا زال مخطوطاً.
([6]) انظر: المحدث الفاصل (ص279)، وما بعدها، علوم الحديث لابن الصلاح (ص328)، الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/ 72، إرشاد طلاب الحقائق 2/ 738، التقريب والتيسير للنووي (ص99)، تهذيب الكمال 7/ 269، سير أعلام النبلاء 7/ 464، المقنع في علوم الحديث 2/ 621، فتح المغيث 3/ 255، تدريب الراوي 2/ 830.
([7]) المحدث الفاصل ص 285، رقم (87).
وما ذكره أبو طالب ليس بصحيح، وقد فصلت ذلك في بحث لي بعنوان: «تمييز السفيانين عند ورودهما في الروايات مهملين» في ترجمة الوليد بن مسلم.
([8]) انظر طبقات الشافعية للسبكي 10/ 406، 407.
([9]) فتح الباري 1/ 246، حديث رقم (111).
([10]) فتح الباري 10/ 87، حديث رقم (5617).
([11]) فتح الباري 13/ 312، حديث رقم (7317).
([12]) وقع في المطبوع: «على من الراوي عنه باختصاص» ولعل الصواب ما أثبته، والمطبوعة كثيرة الأخطاء.
([13]) الأجوبة الواردة على الأسئلة الوافدة ص55.
([14]) الأجوبة الواردة على الأسئلة الوافدة ص56.
([15]) المحدث الفاصل ص284، رقم (84).
([16]) تدريب الراوي 2/ 830.
([17]) تهذيب الكمال 7/ 269، ونقله الذهبي في السير 7/ 465، وزاد فيه قليلاً.
([18]) انظر طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 10/ 406، 408.
([19]) معرفة علوم الحديث ص230، 231.
([20]) التعريف بشيوخ حدّث عنهم محمد بن إسماعيل البخاري وأهمل أنسابهم (ص43).
([21]) التعريف بشيوخ حدث عنهم البخاري (ص106).
([22]) فتح الباري 4/ 512 (2259).
([23]) فتح الباري 6/ 225، حديث رقم (3089).
([24]) الأجوبة الواردة على الأسئلة الوافدة ص55.
([25]) الأجوبة الواردة على الأسئلة الوافدة ص57.
([26]) فتح المغيث 3/ 257.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/166)
([27]) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/ 73، فتح المغيث 3/ 256.
([28]) التعديل والتجريح 2/ 620.
([29]) المحدث الفاصل ص284، رقم (85).
([30]) سير أعلام النبلاء 7/ 466.
([31]) الجامع لأخلاق الراوي 2/ 50، الكفاية ص284، 285.
([32]) الكفاية (ص285).
([33]) الكفاية (ص285).
([34]) صحيح البخاري (مع الفتح) 6/ 566، كتاب أحاديث الأنبياء، باب نزول عيسى، رقم 3448.
([35]) فتح الباري 6/ 566.
([36]) صحيح البخاري (مع الفتح) 3/ 72، كتاب التهجد، باب صلاة النوافل جماعة، رقم 1185.
([37]) فتح الباري 3/ 74.
([38]) صحيح البخاري (مع الفتح) 4/ 84، كتاب جزاء الصيد، باب حج الصبيان، رقم 1857.
([39]) فتح الباري 4/ 85.
([40]) صحيح البخاري (مع الفتح) 13/ 46، كتاب التوحيد، باب كلام الرب مع جبريل، رقم 7485.
([41]) فتح الباري 13/ 470.
([42]) صحيح البخاري (مع الفتح) 13/ 370، كتاب التوحيد، رقم 7376.
([43]) فتح الباري 13/ 372.
([44]) انظر فتح الباري 2/ 125 (622، 623)، 4/ 255 (1974)، 4/ 572 (2312)، 13/ 283 (7290)، هدي الساري ص239، 240.
([45]) الأجوبة الواردة على الأسئلة الوافدة ص58.
([46]) سؤالات السجزي للحاكم ص88، رقم 51.
([47]) المعرفة والتاريخ 3/ 146.
([48]) المعرفة والتاريخ 3/ 65.
([49]) التاريخ الصغير 2/ 89.
([50]) التاريخ الكبير 2/ 313.
([51]) الجرح والتعديل 1/ 73.
([52]) انظر التقريب (5685).
([53]) سؤالات الآجري 2/ 143، الضعفاء للعقيلي 2/ 210.
([54]) الضعفاء الكبير للعقيلي 2/ 210.
([55]) سؤالات الآجري 1/ 329 (556).
([56]) الضعفاء الكبير للعقيلي 1/ 222.
([57]) الضعفاء الكبير للعقيلي 2/ 258.
([58]) النكت على مقدمة ابن الصلاح 2/ 99.
([59]) تدريب الراوي 1/ 265.
([60]) سير أعلام النبلاء 7/ 242.
([61]) تاريخ ابن معين برواية الدوري 2/ 213.
([62]) معرفة علوم الحديث ص210.
([63]) انظر شرح علل الترمذي 1/ 356.
([64]) الجرح والتعديل 1/ 47.
([65]) الكفاية ص 123، 124.
([66]) الضعفاء الكبير 3/ 443.
([67]) انظر الكفاية في علم الرواية ص 120.
([68]) تاريخ ابن أبي خيثمة ص417 – 419.
([69]) العلل 1/ 452 (1026).
([70]) أخرجه الرامهرمزي في المحدث الفاصل ص352، رقم 286، وابن المقرئ في معجمه ص151، رقم 444، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي 1/ 318، والقاضي عياض في الإلماع ص199، من طرق عن الحسن بن قتيبة به.
([71]) التعريف بشيوخ حدث عنهم البخاري (ص79).
([72]) المصدر السابق (ص 74).
([73]) فوائد أبي القاسم الحنائي الجزئي الثالث، ص34، 35، رقم 24.
([74]) هدي الساري (ص241).
([75]) فتح المغيث 3/ 256، 257.
([76]) والأمثلة على ذلك كثيرة جداً يصعب حصرها، فكثيراً ما يطلق أحدهم سفيان، ويتبين أنه الثوري.
انظر مثلاً: الجرح والتعديل 2/ 124، 294، 3/ 201، 239، 514، 527، 560، 475، 4/ 70، 184، 6/ 273، سنن النسائي 4/ 131، تحفة الأشراف 5/ 204، سير أعلام النبلاء 9/ 403، وغيرها كثير كما تقدم. وفي الجرح 6/ 269 (1485) ساق ابن أبي حاتم الرواة عن المترجم فقال: وسفيان، وشعبة، وابن عيينة.
وكل هذا يدل على أن إطلاق اسم سفيان على الثوري اصطلاح معروف عندهم، والله أعلم.
([77]) سير أعلام النبلاء 7/ 464.
([78]) فتح الباري 4/ 512 (2259).
([79]) انظر طبقات الشافعية للسبكي 10/ 407.
([80]) الجامع لأخلاق الراوي 2/ 72، 73.(1/167)
الذكر الجماعي بين الاتباع والابتداع
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 04 - 02, 04:47 م]ـ
السلام عليكم
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[25 - 08 - 02, 03:01 م]ـ
الأخ هيثم أين الرابط بارك الله فيك
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[25 - 08 - 02, 03:02 م]ـ
عفوا السؤال موجه للاخ مختار الديرة
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[25 - 08 - 02, 06:46 م]ـ
المعذرة أخي أبا تيميّة.
فإنّه قد حصل خلل في الملتقى أدّى إلى فقدان الكثير من الملفات المرفقة.
فالله المستعان.(1/168)
فضل أبو بكر رضي الله عنه لإبن تيمية
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[01 - 05 - 02, 01:07 م]ـ
السلام عليكم:(1/169)
قواعد مهمة في أنكار المنكر من الكتاب و السنة
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[01 - 05 - 02, 01:09 م]ـ
السلام عليكم:
ـ[عصام البشير]ــــــــ[11 - 06 - 02, 10:05 م]ـ
أين رابط الكتاب؟؟
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[10 - 07 - 02, 05:55 م]ـ
أخي الشيخ عصام.
لقد حدث خلل في مكتبة الملتقى أدى إلى ضياع أغلب الكتب المرفقة.
فالمعذرة الشديدة.(1/170)
حديث لا نكاح إلا بولي رواية و دراية
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[01 - 05 - 02, 01:10 م]ـ
السلام عليكم:(1/171)
حكم نقض الوضوء بأكل لحم الأبل
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[01 - 05 - 02, 01:13 م]ـ
السلام عليكم:
ـ[الدارقطني]ــــــــ[02 - 05 - 02, 11:25 ص]ـ
الأخ الكريم مختار الديرة بودي أن تذكر لي المجلات العلمية التي تحضر منها هذه البحوث العلمية المفيدة،وشكرا لك.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[03 - 05 - 02, 04:31 م]ـ
نفع الله بك أخي مختار الديرة ,،،
بحوث تم تحميلها،،
لك الأجر ان شاء الله
ـ[أبو هاجر الأثري]ــــــــ[25 - 03 - 06, 12:54 ص]ـ
السلام عليكم،،
معذرة إخواني،،
ولكنني لم أجد البحث،،
لعل الخطأ عندي،،
وفق الله الجميع
ـ[عمرو عبدالله الظاهري]ــــــــ[26 - 03 - 06, 08:58 م]ـ
اين البحث(1/172)
أحكام السواك
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[02 - 05 - 02, 04:22 م]ـ
السلام عليكم:(1/173)
فقه الطلب
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 05 - 02, 08:28 ص]ـ
السلام عليكم:(1/174)
حقيبة طالب العلم
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 05 - 02, 08:56 ص]ـ
السلام عليكم:
أولاً
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 05 - 02, 08:58 ص]ـ
ثانياً
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 05 - 02, 08:59 ص]ـ
ثالثاً
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 05 - 02, 09:00 ص]ـ
رابعاً
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 05 - 02, 09:01 ص]ـ
خامساً
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 05 - 02, 09:03 ص]ـ
سادساً
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 05 - 02, 09:04 ص]ـ
سابعاً
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 05 - 02, 09:06 ص]ـ
ثامناً
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 05 - 02, 09:07 ص]ـ
تاسعاً
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 05 - 02, 09:08 ص]ـ
عاشراً
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 05 - 02, 09:09 ص]ـ
الحادي عشر
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 05 - 02, 09:10 ص]ـ
الثاني عشر
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 05 - 02, 09:12 ص]ـ
الثالث عشر
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 05 - 02, 09:13 ص]ـ
الرابع عشر
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 05 - 02, 09:14 ص]ـ
الخامس عشر:
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 05 - 02, 09:16 ص]ـ
السادس عشر:
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 05 - 02, 09:17 ص]ـ
السابع عشر
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 05 - 02, 09:18 ص]ـ
السلام عليكم:
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 05 - 02, 09:19 ص]ـ
التاسع عشر
ـ[أبو أنس الوطيباني]ــــــــ[05 - 05 - 02, 02:18 ص]ـ
لماذا هذا العمل ..... وتدعي أنك طالب علم .... لا وبارك الله فيك ماكانت هذه شيم طلاب العلم وأخلاقهم بل من أخلاقهم نسبة الفضل لصحابه ..
لكن حسرة أن لا يذكر صاحب الفضل .....
كل يعمل لله (ونسأل الله أن نكون منهم) ....
لكن فمابالك إذا تعبت على عمل علمي وسهرة عليه وتعبت وأخذ من جهدك ..... ثم تجد هذا العمل يسرق أو ينسب لغير أهله أو لايذكر صاحبه ..... أو ...
هذه قصتي معك يامختار الديرة
والله العظيم سأني هذا المنظر حينما رأيته بل؟؟؟؟ .....
......... والمتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور .........
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[06 - 10 - 02, 07:45 ص]ـ
الأخ أبو أنس الوطيباني: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وبعد:
[1] ما هذه الملفات والصور التِي ذكرها الأخ (مختار الديرة) والتِي لَم أعرف محتواها؟
[2] ثُمّ ما هذا الكلام الذي صدر منك ويحملُ في طياته اتهاما للأخ (مختار الديرة) أنه سرق منك بَحثًا أو شيئًا، فإن كان هذا صحيحا فأفصح بارك الله فيك، وننظر ....
وأن كان فهمي خطأ، فعليك أن تصلح من عباراتك التِي توهم القارىء بِما تقدم من اتهامْ و ....
فأرجو الإجابة على السؤالين (!)
ـ[أبو أنس الوطيباني]ــــــــ[12 - 10 - 02, 01:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا أريد أن أبين في هذا الموضوع كثير لأن ما كتبته سابقاً يخص الأخ مختار الديرة أولاً .. وغيره يستفيد منه تبعاً.
جزاك الله خيرا أخي (مركز السنة النبوية) أنت وأخي هيثم الذي راسلني لأبين ما حصل.
أما عن سؤالك الأول:
فالملفات التي ذكرها مختار الديرة هي ملفات الموسوعة العلمية التي كتبتها وجمعتها (في منتدى الطلبة والباحثين) في شبكة الحزم
وهذا رابط الموسوعة العلمية في منهج الطلب
http://www.7azm.net/vb/showthread.php?s=&threadid=5557
أما عن سؤالك الثاني وطلب الأخ هيثم:
أني كتبت هذه الموسوعة وتعبت في جمعها وتنسيقها والبحث عن ما يتعلق بها .. وحينما أتممت عمل الموسوعة العلمية نقلتها لمنتدى الطلبة .. ولم يمر على الموسوعة إلا أيام حتى رأيت الأخ مختار الديرة أخذ الملفات من منتدى الطلبة وأنزلها هنا (((وغير إسم الموسوعة إلى حقيبة طالب العلم))) دون الإشارة للمصدر و لا حفظاً للحقوق ولا مراعاة لآداب العلم وأهله ....
وهذا ما جعلني أقول ما قلته ..
وأنا أعتذر للأخ مختار الديرة إن اغلظت في العبارة نسأل الله أن يصلح الأعمال والنيات وأن يجعلنا من الأمناء
وجزاك الله خيرا أخي الحبيب أنت وهيثم على مداخلتكم.
===
يقول الشيخ العلامة بكر أبو زيد:
"الأمانة العلمية:
يجب على طالب العلم فائق التحلي بالأمانة العلمية، في الطلب، والتحمل والعمل والبلاغ، والأداء:
"فإن (1) فلاح الأمة في صلاح أعمالها، وصلاح أعمالها في صحة علومها، وصحة علومها في أن يكون رجالها أمناء فيما يروون أو يصفون، فمن تحدث في العلم بغير أمانة، فقد مس العلم بقرحة ووضع في سبيل فلاح الأمة حجر عثرة.
لا تخلو الطوائف المنتمية إلى العلوم من أشخاص لا يطلبون العلم ليتحلوا بأسنى فضيلة، أو لينفعوا الناس بما عرفوا من حكمة وأمثال هؤلاء لا تجد الأمانة في نفوسهم مستقراً، فلا يتحرجون أن يرووا ما لم يسمعوا، أو يصفوا ما لم يعلموا، وهذا ما كان يدعو جهابذة أهل العلم إلى نقد الرجال، وتمييز من يسرف في القول ممن يصوغه على قدر ما يعلم، حتى أصبح طلاب العلم على بصيرة من قيمة ما يقرؤونه، فلا تخفي عليهم منزلته، من القطع بصدقة أو كذبة أو رجحان أحدهما على الآخر، أو منزلته من القطع بصدقة أو كذبة أو رجحان أحدهما على الأخر أو احتمالها على سواء"أ. هـ.
------
(1) "رسائل الإصلاح" (1/ 13).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/175)
ـ[أبو أنس الوطيباني]ــــــــ[12 - 10 - 02, 01:57 ص]ـ
قد حدثت الوسوعة مرتين وهذا التحديث الأخير
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين جل جلاله وعظم سلطانه وجلت قدرته والصلاة والسلام على خير الأنام وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى أثره واستن بسنته إلى يوم الدين
وبعد:
قد يجتهد طالب العلم في البحث عن:" المنهجية في الطلب " فلا يجد ما يشفي صدره ويروي غليله فلا يجد مراده مجموعا ومرتبا
ولهذا أحببت أن أضفي بلمسات جميلة وجديدة على هذا الموضوع وتكشف عن خباياه وزواياه ..
فلعل هذه الموسوعة تسعد طالب العلم وتفيده فلا يشقى ويجهد.
وأعظم الأسباب التي دفعتني بالاهتمام بهذا الموضوع بهذا الشكل هو:
1 - كشف لثام الجهل بطريق العلم الموصل إليه بأقرب طريق وأيسر مسلك.
يقول ابن بدران:
" إن كثيراً من الناس يقضون السنين الطوال في تعلم العلم بل في علم واحد ولا يحصلون منه على طائل وربما قضوا أعمارهم فيه ولم يرتقوا عن درجة المبتدئين وإنما يكون ذلك لأحد أمرين:
أحدهما: عدم الذكاء الفطري وانتفاء الإدراك التصوري وهذا لا كلام لنا فيه و لا في علاجه
والثاني: الجهل بطرق التعليم " (المدخل ص 265)
2 - جمع متفرق هذا الموضوع ولم شتاته في شكل جميل.
وقد يشكل على بعض الطلبة:
أن هذا الموضوع لايحتاج إلى كبير اهتمام للطالب المتوسط أو المتقدم ... وهذ غلط وسوء فهم للمنهجية ومقتضياتها بل الاهتمام بمنهج الطلب مهم للمبتدئ والمنتهي لأنه للمبتدئ إنارة طريق وللمنتهي إتقاء شر الجهل بالطريق وهذا غير أنه تذكير وتنبيه له .. وشحذ لهمته ..
ومن المهم كذلك معرفة أن من خصائص المنهجية المرونة فيمكن للطالب التبديل والتأخير والتجاوز لأسباب تقع في طلبه يقدرها الطالب بنفسه أو صاحبه أو شيخه وليس معنا ذلك أن يبدأ من جديد بل يراجع مسابق ويستفيد مما هو قد فاته ويتداركه ..
(((((التعريف بالموسوعة ومحتوياتها))))))
لعل الموسوعة يُتعرف عليها من عنوانها وكفى ..
محتوياتها:
*****
*****
*****
((((مقترحات))))
- بحوث ومشاريع علمية لطلاب العلم على الشبكة ...
- برامج وقواعد بيانات مهمة لطلاب العلم والباحثين ...
- اقتراحات هياكل وجداول لتنظيم الوقت ...
- التعريف بالكتب المهمة ...
- كتب آداب الطلب والمنهجية ونحوها ...
- مواقع مهمة لطلاب العلم والباحثين ...
(((((تنبيهات وملاحظات))))))
- قد تتداخل المواضيع في بعضها فتجد موضوع قد تكلم عليه في ملف وتكلم عليه في ملف آخر ... وتجد أيضا المباحث تندرج في بعض ... ولم يكن هناك ضبط دقيق للمواضيع لكن حسبنا الجمع ... ((والأجر من الله جل ثناؤه)).
- المساعدة منكم أحبتي حسب المستطاع لعل الله أن ينفع بهذا العمل مالايخطر على القلوب.
المساعدة يكون من خلال:
البحث في محركات البحث ثم نقل مايثري الموسوعة ..
أو كتابة فصل من كتاب أو تلخيصه ..
أو تلخيص شريط أو تفريغه ..
أو البحث في مظان المواقع ثم نقله للمنتدى ..
أوكتابة اقتراح ..
أو مشاركة في التصميم ..
- ومن كان عنده زيادة على ماذكرته فليأتي بها أو يراسلني عل البريد.
- لا أسمح لأحد نقل الموسوعة للمنتديات والمواقع حتى يراسلني.
- ينتبه للإستدراك.
- قد تأتي مشاركات من الأعضاء لكن مكررة وموجودة في الموسوعة فلهذا تحذف لضبط المشاركات في الموسوعة.
- الرجاء لمن يشارك أن يضع فقط ملف أو رابط.
نسأل الله العلي القدير أن ينتفي عنا الجهل بطرق العلم وأن يتقبل منا هذا العمل ومن شارك فيه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
إعداد:_أبو أنس الوطيباني(1/176)
الوجور
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 05 - 02, 09:21 ص]ـ
السلام عليكم:
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[03 - 05 - 02, 04:07 م]ـ
أخي الكريم مختار الديرة.
نفع الله بك، وجزاك خيرا على هذا البحث.(1/177)
من آخر ماكتبه الدكتور عمر السبيل رحمة الله عليه
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 05 - 02, 09:23 ص]ـ
السلام عليكم:
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[01 - 02 - 04, 05:50 م]ـ
الملف المرفق هو:
(رسالة في الرد على الرافضة)
تأليف الإمام المجدد / محمد بن عبدالوهاب
مع ملحق (الآيات المحرفة عند الرافضة)
قرأها وعلّق عليها: محمد مال الله
أما الملحق المذكور فلم يرفق مع الرسالة بكل أسف مع شدة أهميته.
و قد قال المحقق في مقدمتها:
[ .. ولتمام الفائدة ألحقت بهذه الرسالة ملحقاً ذكرت فيه الآيات المحرّفة عند الرافضة من واقع مراجعهم لئلا يتبجح أحد أن الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى افترى على الرافضة بدعوى تحريف القرآن، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين 0
أبو عبدالرحمن / محمد مال الله
22/ 12/1421هـ].
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 02 - 04, 10:22 م]ـ
يحدثني أحد قضاة مكة سابقا ممن له علاقة بالشيخ عمر رحمه الله فيقول: قد تستغرب اذا قلت لك بأن الشيخ عمر السبيل رحمه الله يكاد يكون افقه أئمة الحرم دون منازع، فهو رحمه الله ضليع في الفقه محب له.
فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وجمعنا وإياه في الفردوس الأعلى.
إنه ولي ذلك والقادر عليه.(1/178)
المقترح بأجوبة المصطلح
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 05 - 02, 02:48 م]ـ
السلام عليكم:
الجزء الأول
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 05 - 02, 02:50 م]ـ
الجزء الثاني
ـ[ Feda] ــــــــ[10 - 10 - 03, 08:23 ص]ـ
أين الجزء الثاني أخي الكريم(1/179)
حكم تضمين الطبيب
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[04 - 05 - 02, 02:32 م]ـ
السلام عليكم:(1/180)
العلامة مرعي الحنبلي
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[04 - 05 - 02, 03:02 م]ـ
السلام عليكم:
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[18 - 10 - 05, 04:29 م]ـ
مامعنى ذلك
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[18 - 10 - 05, 05:33 م]ـ
هل هو مؤلف الكتاب الذي بطاقته في الأسفل؟
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[18 - 10 - 05, 10:13 م]ـ
هل هذه المشاركة مزحة؟؟!!!
ـ[المقدادي]ــــــــ[20 - 10 - 05, 10:18 م]ـ
هذا بحث للشيخ د. حسام الدين موسى عفانه عن العلامة مرعي الكرمي
الشيخ العلامة مرعي بن يوسف الكرمي المقدسي الحنبلي وكتابه
دليل الطالب لنيل المطالب
بحث أعده
د. حسام الدين موسى عفانه
الأستاذ المشارك في الفقه والأصول
كلية الدعوة وأصول الدين
جامعة القدس
المقدمة
المبحث الأول
المطلب الأول: اسمه ونسبه
المطلب الثاني: ولادته ونشأته وطلبه للعلم
المطلب الثالث: مشايخه
المطلب الرابع: تلاميذه
المطلب الخامس: عقيدته ومذهبه الفقهي
المطلب السادس: العلوم التي برع فيها ومؤلفاته
مؤلفاته المطبوعة
مؤلفاته المخطوطة
المطلب السابع: ثناء العلماء عليه
المطلب الثامن: شعره
المطلب التاسع: وفاته
هوامش المبحث الأول
المبحث الثاني: التعريف بكتاب دليل الطالب وبيان أهميته
المطلب الأول: العصر الذي عاش فيه الشيخ الكرمي
المطلب الثاني: التعريف بكتاب دليل الطالب
المطلب الثالث: أهمية الكتاب وميزاته
المطلب الرابع: الأعمال العلمية على دليل الطالب
هوامش المبحث الثاني
فهرس المصادر
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) سورة آل عمران الآية 102.
(يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) سورة النساء الآية 1.
(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) سورة الأحزاب الآيتان 70 - 71.
وبعد فهذه دراسة عن أحد الأئمة الأعلام والمجتهدين الكرام الشيخ العلامة مرعي بن يوسف الكرمي المقدسي وعن واحد من كتبه الكثيرة ألا وهو دليل الطالب لنيل المطالب وهو متن مختصر مشهور في الفقه الحنبلي، ذكرت فيها اسمه ونسبه وولادته ونشأته وطلبه للعلم وذكرت مشايخه وتلاميذه وحاولت استقصاء مؤلفاته التي أربت على الثمانين مؤلفاً وذكرت ثناء العلماء عليه وبعض أشعاره، ثم تحدثت بشيء من التفصيل عن كتابه دليل الطالب لنيل المطالب من حيث بيان منزلة المؤلف ومكانته في المذهب الحنبلي وبينت أصل كتابه دليل الطالب حيث إنه اختصره من منتهى الإرادات في جمع المقنع والتنقيح وزيادات للعلامة محمد بن أحمد الفتوحي المصري الشهير بابن النجار واقتضى ذلك أن أتحدث عن أصل كتاب منتهى الإرادات فهو كما يظهر من عنوانه أنه جمع بين كتابين وهما المقنع وهو للشيخ ابن قدامة المقدسي والتنقيح للشيخ علاء الدين المرداوي وذكرت أهمية الكتابين وميزتهما. ثم بينت أهمية دليل الطالب وميزاته.
وأعقبت ذلك بذكر الأعمال العلمية الكثيرة التي تتابعت على دليل الطالب من شرح أو حاشية أو نظم أو تخريج لأحاديثه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/181)
وختاماً فإننا نقف أمام علم شامخ وفقيه بارع من فقهاء المذهب الحنبلي الذين أنجبتهم ديار فلسطين ولعل هذه الدراسة تكون خطوة على طريق إعداد دراسات وأبحاث عن هؤلاء العلماء الأجلاء وبيان مكانتهم ودورهم في نشر العلم الشرعي في هذه الديار والبلدان المجاورة فلعل طلبة العلم والباحثين يشمرون عن ساعد الجد والاجتهاد فيقومون بالبحوث والدراسات في هذا المجال، وأخيراً أتقدم بالشكر والتقدير لفضيلة الشيخ عمار توفيق بدوي صاحب فكرة هذا البحث وعلى جهوده لعقد هذه الندوة العلمية عن الشيخ مرعي الكرمي وأرجو أن تستمر هذه النشاطات العلمية النافعة والمفيدة وجزاكم الله خيراً وبارك في جهودكم الخيرة.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فجر يوم الأحد الأول من ذي القعدة سنة 1420 هـ
وفق السابع من شباط سنة 2000م
كتبه الدكتور حسام الدين بن موسى عفانه
الأستاذ المشارك في الفقه والأصول
كلية الدعوة وأصول الدين
جامعة القدس
المبحث الأول
دراسة حياة المؤلف وفيها مطالب:
المطلب الأول: اسمه ونسبه:
هو مرعي بن يوسف بن أبي بكر بن أحمد بن أبي بكر بن يوسف بن أحمد الكرمي المقدسي الأزهري المصري الحنبلي (1).
أما الكرمي فنسبة إلى طور كرم [طولكرم المدينة المعروفة في فلسطين] حيث ولد ونشأ فيها. والمقدسي نسبة إلى بيت المقدس حيث درس فيها وتتلمذ على بعض علمائها.
والأزهري نسبة إلى الأزهر الشريف منارة العلم والعلماء حيث درس فيه ودرَّس ونبغ وفاق أقرانه. والمصري نسبة إلى مصر حيث سكنها وتوفي فيها.
والحنبلي نسبة إلى مذهب إمام السنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى الذي انتسب إليه الشيخ مرعي، وفيه يقول الشيخ مرعي:
لئن قلّد الناس الأئمة إنني ** لفي مذهب الحبر ابن حنبل راغب
أقلد فتواه وأعشق قوله ** وللناس فيما يعشقون مذاهب (2)
المطلب الثاني: ولادته ونشأته وطلبه للعلم:
ولد الشيخ مرعي في طولكرم كما سبق ولكن سنة ولادته غير معروفة، ونشأ فيها وتلقى علومه الأولى فيها ولما اشتد عوده رحل إلى بيت المقدس ليأخذ عن علمائه فأقام مدة من الزمن لم يذكر المترجمون له مدتها.
ثم رحل الشيخ مرعي إلى مصر حيث الجامع الأزهر، الجامعة الكبرى للعلوم الشرعية في ذلك العصر والأوان. وسكن مصر وبقي فيها حتى وفاته رحمه الله تعالى، وفي الأزهر استكمل الشيخ مرعي دراسته وأخذ عن عدد من العلماء والمشايخ ثم تصدر للإقراء والتدريس والتأليف، وتولى المشيخة بجامع السلطان حسن في القاهرة (3).
المطلب الثالث: مشايخه:
تلقى الشيخ مرعي العلم عن عدد كبير من العلماء والمشايخ في بلده طولكرم والقدس الشريف والقاهرة ومن هؤلاء:
1. الشيخ الإمام العالم العلامة محمد بن أحمد المرداوي القاهري، فقيه الحنابلة وشيخهم في عصره، كان جبلاً من جبال العلم، بحراً من بحور الإتقان، أخذ العلم عن التقي محمد الفتوحي، والشيخ عبد الله الشنشوري الفرضي، وأخذ عنه جماعة من الأفاضل منهم الشيخ مرعي، والشيخ منصور البهوتي، وعثمان الفتوحي وغيرهم، توفي بمصر سنة 1026 هـ (4).
2. الإمام العلامة المفسر المحدث الواعظ محمد بن حجازي بن محمد بن عبد الله الأكراوي الشافعي القلقشندي المعروف بمحمد حجازي ولد في ذي القعدة سنة 957 هـ ونشأ بمصر وحفظ القرآن وحفظ متوناً في النحو والفقه وغيرها من العلوم، خاتمة العلماء كان من الأكابر الراسخين في العلم أخذ العلم عن كثير من المشائخ حتى قيل إن شيوخه بلغوا ثلاثمئة شيخ، من تصانيفه: فتح المولى النصير بشرح الجامع الصغير، الاستعلام عن رؤية النبي e في المنام، اتحاف السائل بما لفاطمة من الفضائل، القول المقبول في كفارة دين المقتول، سواء الصراط في أشراط الساعة، القول المشروح في النفس والروح، وغيرها، توفي بالقاهرة في ربيع الأول سنة 1035 هـ (5).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/182)
3. الشيخ الإمام البارع الفرضي يحيى بن موسى بن أحمد بن موسى بن سالم بن عيسى الحجاوي المقدسي الدمشقي الصالحي القاهري، ولد ونشأ بدمشق، وأخذ الحديث عن والده شرف الدين موسى الحجاوي، ثم رحل إلى القاهرة وأخذ عن علمائها، كالتقي الفتوحي وغيره، وأخذ عنه جماعة منهم الشيخ مرعي ومحمد بن النقيب والقاضي محمود الدمشقي ومنصور البهوتي، ودرس بالجامع الأزهر وأفاد واستفاد ولم يزل ركناً للعلم حتى توفي بالقاهرة (6).
4. العالم المحقق أحمد بن محمد بن علي الغنيمي الأنصاري المصري الحنفي الخزرجي شهاب الدين، فقيه مصر، درس التفسير بجامع ابن طولون بالقاهرة خاتمة المحققين ومن أجل الشيوخ في علم المنقول والمعقول وكان شافعي المذهب ثم درس المذهب الحنفي وتحول إليه، وقد انتفع به عدد كبير من طلبة العلم منهم الشيخ مرعي، من مؤلفاته: ابتهاج الصدور، بهجة الناظرين في محاسن أم البراهين، إرشاد الطلاب إلى لفظ لباب الأعراب وله حاشية في التفسير، توفي في رجب سنة 1044 هـ (7).
المطلب الرابع: تلاميذه:
كان الإمام مرعي الكرمي من العلماء العاملين فدرس وأفتى وصنف في شتى أنواع العلوم والمعارف وعالم هذا دأبه لا بد أن يتخرج على يديه تلاميذ فضلاء ينشرون عنه هذا العلم النافع ولكن المتتبع لمصادر ترجمته يجد أنها أغفلت هذا الجانب ولم تذكر لنا إلا القليل منهم، وهم على النحو التالي:
1. الشيخ الإمام محمد بن موسى بن محمد الجمَّازي الحسيني المالكي، كان أحد أئمة العلم والفضل، فقيهاً، أديباً، شاعراً، أخذ العلم عن الشيخ مرعي وغيره من مشايخ عصره، من مؤلفاته: التحفة الوفية لشرح المقدمة الأندلسية في العروض، أرجوزة سماها الحجة في الكلام، وله نظم وشعر، توفي بمصر سنة 1065 هـ.
2. العالم العلامة عبد الباقي بن عبد الباقي بن عبد القادر بن إبراهيم ابن عمر بن محمد البعلي الحنبلي الأزهري الدمشقي، المعروف بابن (فقيه فِصَّه) ولد في بعلبك سنة 1005 هـ، ورحل إلى مصر سنة 1029 هـ، وتعلم في الأزهر، أخذ العلم عن الشهاب أحمد المفلحي، والشيخ مرعي بن يوسف الكرمي، ومنصور البهوتي وغيرهم، من مؤلفاته:
العين والأثر في عقائد أهل الأثر، فيض الرزاق في تهذيب الأخلاق، شرح الجامع الصحيح للبخاري، رياض أهل الجنة في آثار أهل السنة، مات بدمشق في ذي الحجة سنة 1017 هـ.
3. الشيخ الفاضل أحمد بن يحيى بن يوسف بن أبي بكر بن أحمد بن أبي بكر بن يوسف بن أحمد الكرمي المقدسي، أبو العباس، شهاب الدين، ولد بطور كرم سنة 1000 هـ، وقرأ بها القرآن ثم رحل إلى القاهرة وأخذ الفقه عن عمه الشيخ مرعي الحنبلي، والعلامة منصور البهوتي، وأخذ النحو عن محمد الحموي، كان من المشتغلين بالعلوم الدينية، قانعاً باليسير من الرزق، قليل الكلام، حسن السيرة، توفي بالقاهرة ليلة الجمعة 14 صفر سنة 1091 هـ ودفن قرب عمه مرعي، رحمهما الله (8).
المطلب الخامس: عقيدته ومذهبه الفقهي:
كان الشيخ مرعي على عقيدة أهل السنة والجماعة كما يعتقدها السلف الصالح رضوان الله عليهم كما يدل على ذلك كلامه في كتابه أقاويل الصفات حيث قال في مقدمته: [… ومن السلامة للمرء في دينه اقتفاء طريقة السلف الذين أُمِرَ أن يقتدي بهم من جاء بعدهم من الخلف.
فمذهب السلف أسلم ودع ما قيل من أن مذهب الخلف أعلم فإنه من زخرف الأقاويل وتحسين الأباطيل فإن اؤلئك قد شاهدوا الرسول والتنزيل وهم أدرى بما نزل به الأمين جبريل…] (9).
وأما مذهبه الفقهي فهو حنبلي وقد سبق شعره في ذكر انتسابه لمذهب أحمد بن حنبل.
المطلب السادس: العلوم التي برع فيها ومؤلفاته:
إن إلقاء نظرة فاحصة على مؤلفات الشيخ مرعي المطبوعة وتفحص عناوين مؤلفاته التي ما زالت مخطوطة يؤكد لنا أن الشيخ مرعي برع في مختلف العلوم الشرعية في الفقه والتفسير والحديث والعقائد وغيرها، وكذا في علوم العربية كالنحو والصرف والبلاغة والأدب والشعر، وعلوم السيرة والتاريخ والسلوك وغيرها.
أما مؤلفاته فهي كثيرة بلغت حوالي الثمانين تأليفاً ما بين كتاب كبير ورسالة صغيرة (10).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/183)
قال المحبي: [وكان منهمكاً على العلوم انهماكاً كلياً فقطع زمانه بالإفتاء والتدريس والتحقيق والتصنيف فسارت بتآليفه الركبان ومع كثرة أضداده وأعدائه ما أمكن أن يطعن فيها أحد ولا أن ينظر بعين الازراء إليها] (11).
أولاً: مؤلفاته المطبوعة:
1. إحكام الأساس في قوله تعالى.: (إن أول بيت وضع للناس).
حققه الدكتور حسين الدراويش.
2. إرشاد ذوي العرفان لما للعمر من الزيادة والنقصان.
حققه الشيخ مشهور حسن سلمان.
3. أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمتشابهات.
حققه الشيخ شعيب الأرناؤوط.
4. بديع الانشاء والصفات في المكاتبات والمراسلات.
5. بهجة الناظرين في آيات المستدلين.
محقق رسالة دكتوراه في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
6. تحقيق البرهان في شأن الدخان الذي يشربه الناس الآن.
حققه الشيخ مشهور حسن سلمان.
7. تحقيق الخلاف في أصحاب الأعراف.
حققه الشيخ مشهور حسن سلمان.
8. تحقيق البرهان في إثبات حقيقة الميزان.
حققه الدكتور سليمان الخزي.
9. تحقيق الرجحان في صوم يوم الشك من رمضان.
حققه الدكتور عبد الكريم العمري.
10. دفع الشبهة والغرر عمن يحتج على المعاصي بالقدر.
حققه أسعد الطيب المغربي.
11. دليل الطالب لنيل المطالب - فقه حنبلي -.
حققه عبد الله البارودي.
12. الشهادة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية.
حققه الدكتور نجم عبد الرحمن خلف.
13. غاية المنتهى في الجمع بين الإقناع والمنتهى - فقه حنبلي -.
14. الفوائد الموضوعة في الأحاديث الموضوعة.
حققه الدكتور محمد الصباغ.
15. قلائد المرجان في بيان الناسخ والمنسوخ من القرآن.
حققه سامي عطا حسن
16. الكواكب الدرية في مناقب المجتهد ابن تيمية.
حققه الدكتور نجم عبد الرحمن خلف.
17. اللفظ الموطا في بيان الصلاة الوسطى.
حققه الدكتور عبد العزيز الأحمدي.
18. مسبوك الذهب في فضل العرب وشرف العلم على شرف النسب.
حققه الدكتور نجم عبد الرحمن خلف.
ثانياً: مؤلفاته المخطوطة:
1. اتحاف ذوي الألباب في قوله تعالى: (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب).
2. إخلاص الوداد في صدق الميعاد.
3. الأدلة الوفية بتصويب قول الفقهاء والصوفية.
4. إرشاد ذوي الأفهام لنزول عيسى عليه الإسلام.
5. إرشاد من كان قصده لا إله إلا الله وحده.
6. أرواح الأشباح في الكلام على الأرواح.
7. أزهار الفلاة في آية قصر الصلاة.
8. الأسئلة في مسائل مشكلة.
9. إيقاف العارفين على حكم أوقاف السلاطين.
10. البرهان في تفسير القرآن.
11. بشرى ذوي الإحسان لمن يقضي حوائج الإخوان.
12. بشرى من استبصر وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر.
13. تحسين الطرق والوجوه في قوله عليه السلام: (اطلبوا الخير عند حسان الوجوه).
14. تحقيق الظنون في أخبار الطاعون.
15. تحقيق المقالة هل الأفضل في حق النبي عليه الصلاة والسلام الولاية أو النبوة أو الرسالة.
16. تسكين الأشواق بأخبار العشاق.
17. تشويق الأنام إلى حجّ بيت الله الحرام. ولدي نسخة مخطوطة منه.
18. تلخيص أوصاف المصطفى وذكر من بعده من الخلفا.
19. تنبيه الماهر على غير ما هو المتبادر من الأحاديث الواردة في الصفات.
20. تنوير بصائر المقلدين في مناقب الأئمة المجتهدين.
21. تهذيب الكلام في حكم أرض مصر والشام.
22. توضيح البرهان في الفرق بين الإسلام والإيمان.
23. توقيف الفريقين على خلود أهل الدارين.
24. جامع الدعاء وورد الأولياء ومناجاة الأصفياء.
25. الحجج البينة في إبطال اليمين مع البينة.
26. الحكم الملكية والكلم الأزهرية.
27. دليل الحكام في الوصول إلى دار السلام.
28. دليل الطالبين لكلام النحويين.
29. رسالة في السماع.
30. رسالة فيما وقع في كلام الصوفيين من ألفاظ موهمة للتكفير.
31. رفع التلبيس عمن توقف فيما كفر به إبليس.
32. روض العارفين وتسليك المريدين.
33. الروض النضر في الكلام على الخضر.
34. رياض الأزهار في حكم السماع والأوتار والغناء والأشعار.
35. السراج المنير في استعمال الذهب والحرير.
36. سلوان المصاب بفرقة الأحباب.
37. سلوك الطريقة في الجمع بين كلام أهل الشريعة والحقيقة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/184)
38. شفاء الصدور في زيارة المشاهد والقبور.
39. غذاء الأرواح في المحادثة والمزاح.
40. فتح المنان في تفسير آية الامتنان.
41. فرائد الفكر في الإمام المهدي المنتظر.
42. فم الوكاء في كلام سفيان من ألفاظ المهملات في التكفير.
44. قرة عين الودود بمعرفة المقصور والممدود.
45. قلائد العقيان في فضائل آل عثمان.
46. قلائد العقيان في قوله تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان).
47. القول البديع في علم البديع.
48. القول المعروف في فضائل المعروف.
49. الكلمات البينات في قوله تعالى: (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات).
50. لطائف المعارف.
51 ما يفعله الأطباء والداعون لدفع شر الطاعون.
52. محرك سواكن الغرام إلى حج بيت الله الحرام.
53. المختصر في علم الصرف.
54. مرآة الفكر في المهدي المنتظر.
55. المسائل اللطيفة في فسخ الحج والعمرة الشريفة.
56. المسرة والبشارة في فضل السلطنة والوزارة.
57. مقدمة الخائض في علم الفرائض.
58. منية المحبين وبغية العاشقين.
59. نزهة المتفكر.
60. نزهة الناظرين في تاريخ من ولي مصر من الخلفاء والسلاطين.
61. نزهة الناظرين في فضائل الغزاة والمجاهدين.
62. نزهة نفوس الأخيار ومطلع مشارق الأنوار.
63. النادرة الغريبة والواقعة العجيبة.
64. وله ديوان شعر.
المطلب السابع: ثناء العلماء عليه:
كان الشيخ مرعي محل ثناء العلماء ومدحهم له لخصاله الطيبة وصفاته الكريمة ومنزلته العلمية الكبيرة فقد أثنى عليه كل من ترجم له فمن ذلك ما يلي:
1. قال محمد أمين المحبي: [… أحد أكابر علماء الحنابلة بمصر، كان إماماً محدثاً فقيهاً ذا اطلاع واسع على نقول الفقه ودقائق الحديث ومعرفة تامة بالعلوم المتداولة…] (12).
2. وقال محمد جميل الشطي: [… شيخ الإسلام أوحد العلماء الأعلام فريد عصره وزمانه ووحيد دهره وأوانه صاحب التآليف العديدة والتحريرات المفيدة العلامة بالتحقيق والفهامة بالتدقيق شرفت به البلاد المقدسة … كان فرداً من أفراد العالم علماً وفضلاً واطلاعاً … الخ كلامه] (13).
3. وقال الشيخ محمد الغزي: [شيخ مشايخ الإسلام أوحد العلماء المحققين الأعلام واحد عصره وأوانه ووحيد دهره وزمانه صاحب التآليف العديدة والفوائد الفريدة والتحريرات المفيدة فهو العلامة بالتحقيق والفهامة عند التدقيق والتنميق … وقد أطال في الثناء عليه ومدحه إلى أن قال: قلت مادحاً لهذا الهمام: حوى السبق في كل المعارف ياله إمام همام حاز كل العوارف
وقد صار ممنوحاً بكل فضيلة بظل ظليل بالعوارف وارف (14)
4. وقال ابن حميد: [العالم العلامة البحر الفهامة المدقق المحقق المفسر المحدث الفقيه الأصولي النحوي أحد أكابر علماء الحنابلة بمصر] (15).
5. وقال عثمان النجدي: [كانت له اليد الطولى في معرفة الفقه وغيره] (16).
6. وقال ابن بدران: [أحد أكابر علماء هذا المذهب بمصر] (17).
7. وقال عمر رضا كحالة: [… محدث فقيه مؤرخ أديب … أحد أكابر علماء الحنابلة …] (18).
8. وقال خير الدين الزركلي: [مؤرخ أديب من كبار الفقهاء] (19).
9. وقال د. بكر أبو زيد: [… العلامة الفقيه …] (20).
ووصفه د. بكر أبو زيد بأنه من مجتهدي المذهب المتأخرين (21).
المطلب الثامن: شعره:
كان الشيخ مرعي شاعراً مجيداً وله ديوان شعر، قال المحبي: [له أشعار ومنشآت جلا أفقها وجلّى طرفها وطرقها وأطلع من تحت غصون الأقلام كالرياض ورقها (22).
ومن شعره:
إنما الناس بلاء ومحن وهموم وغموم وفتن
وعناء وضناء قربهم وهلاك ليس فيهم مؤتمن
حسنوا ظاهرهم كي يخدعوا ليس في باطنهم شيء حسن
ليس من خالطهم في راحة ضاع منه الدين والمال وزن
فاحذرن عشرتهم واتركها واجتنبهم سيما هذا الزمن (23)
ومن شعره أيضاً:
يا ساحر الطرف يا من مهجتي سحرا كم ذا تنام وكم أسهرتني سحراً
لو كنت تعلم ما ألقاه منك لما أتعبت يا منيتي قلباً إليك سرى
هذا المحب لقد شاعت صبابته بالروح والنفس يوماً بالوصال شرى
يا ناظري بالدمع جاد وما أبقيت يا مقلتي في مقلتي نظراً
يا مالكي قصتي جاءت ملطخة بالدمع يا شافعي كدرتها نظراً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/185)
عساك بالحنفي تسعى على عجل بالوصل للحنبلي يا من بدا قمرا يا من جفا ووفا للغير موعده يا من رمانا ويا من عقلنا قمرا
الله منصفنا بالوصل منك على غيظ الرقيب بمن حج واعتمرا
يا غامر الكئيب بالصدود كما أن السقام لمن يهواك قد غمرا
قل الصدود فكم أسقيت أنفسنا كأس الحمام بلا ذنب بدا وجرى
وكم جرحت فؤادي كم ضنا جسدي أليس دمعي حبيبي مذ هجرت جرى
فالشوق أقلقني والوجد أحرقني والجسم ذاب لما قد حلّ بي وطرا
والهجر أضعفني والبعد أتلفني والصبر قل وما أدركت لي وطرا
أشكوك للمصطفى زين الوجود ومن أرجوه ينقذني من هجر من هجرا (24)
ومن شعره قوله:
بروحي من لي في لقاه ولائم وكم في هواه لي عذول ولائم
على وجنتيه وردتان وخاله كمسك لطيف الوصف والثغر باسم
ذوائبه ليل وطلعة وجهه نهار تبدى والثنايا بواسم
بديع التثني مرسل فوق خده عذاراً هوى العذري لديه ملازم
ومن عجب أني حفظت وداده وذلك عندي في المحبة لازم
وبيني وبين الوصل منه تباين وبيني وبين الفصل منه تلازم (25)
ومن شعره قوله:
ليت في الدهر لو حظيت بيوم فيه أخلو من الهوى والغرام
خالي القلب من تباريح وجد وصدود وحرقة وهيام
كي يراح الفؤاد من طول شوق قد سقاه الهوى بكأس الحمام (26)
ومن شعره قوله:
يعاتب من في الناس يدعى بعبده ويقتل من بالقتل يرضى بعمده
ويشهر لي سيفاً ويمرح ضاحكاً فيا ليت سيف اللحظ تم بغمده
فلله من ظبي شرود ونافر يجازي جميلاً قد صنعت بضدده
يبالغ في ذمي وأمدح فعله فشكراً لمن ما جار يوماً بصده (27)
ومن شعره قوله:
يا من غدا ناظراً في ما جمعت ومن أضحى يردد فيما قلته النظرا
ناشدتك الله إن عاينت لي خطأً فاستر عليّ فخير الناس من سترا (28)
المطلب التاسع: وفاته:
اتفق أكثر من ترجم للشيخ مرعي على أن وفاته كانت بمصر في شهر ربيع الأول سنة 1033 هـ (29)، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
هوامش المبحث الأول:
1. مصادر ترجمة الشيخ مرعي: خلاصة الأثر 4/ 358 مختصر طبقات الحنابلة ص 98، معجم المؤلفين 3/ 842، الأعلام 7/ 203، هدية العارفين 2/ 331، الموسوعة الفلسطينية 4/ 193، المدخل لابن بدران ص 226، السحب الوابلة ص.
2. خلاصة الأثر 4/ 361، مختصر طبقات الحنابلة ص 101.
3. خلاصة الأثر 4/ 358، مختصر طبقات الحنابلة ص 98 – 99.
4. خلاصة الأثر 3/ 356، مختصر طبقات الحنابلة ص 96، مقدمة اللفظ الموطا ص 12.
5. خلاصة الأثر 4/ 174، مقدمة اللفظ الموطا ص 12.
6. خلاصة الأثر 6/ 257، مقدمة اللفظ الموطا ص 12، مختصر طبقات الحنابلة ص 95.
7. خلاصة الأثر 1/ 312، مقدمة اللفظ الموطا ص 13.
8. مقدمة اللفظ الموطا ص 13 – 14.
9. أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات ص 45 – 46.
10. استقصى مؤلفات الشيخ مرعي كل من المحبي في خلاصة الأثر 4/ 358 - 360، والشطي في مختصر طبقات الحنابلة ص 98 – 100، والبغدادي في هدية العارفين 2/ 331 - 332، وفي إيضاح المكنون أيضاً، وابن حميد في السحب الوابلة ص464 - 466.
واستقصى مؤلفاته أيضاً المحققون لبعض كتب الشيخ مرعي أذكر ثلاثة منهم وهم:
- د. نجم عبد الرحمن خلف في مقدمة تحقيق الكواكب الدرية في مناقب المجتهد ابن تيمية ص 21 - 28.
- د. عبد العزبز الأحمدي في مقدمة تحقيق كتاب اللفظ الموطا في بيان الصلاة الوسطى ص16 - 24.
- والشيخ شعيب الأرناؤوط في مقدمة تحقيق كتاب أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمتشابهات ص 32 - 41.
وذكر له في الأعلام ومعجم المؤلفين والمدخل المفصل مجموعة من المؤلفات هذا فيما اطلعت عليه من المصادر.
11. خلاصة الأثر 4/ 358.
12. خلاصة الأثر 4/ 358.
13. مختصر طبقات الحنابلة ص 98.
14. عن مقدمة اللفظ الموطا ص 25.
15. السحب الوابلة ص 463.
16. عنوان المجد في تاريخ نجد 1/ 31، نقلاً عن مقدمة اللفظ الموطا ص 26.
17. المدخل ص 226.
18. معجم المؤلفين 3/ 842.
19. الأعلام 7/ 203.
20. المدخل المفصل 2/ 785.
21. المدخل المفصل 1/ 488.
22. نفحة الريحانة 2/ 244، نقلاً عن مقدمة اللفظ الموطا ص 15.
23. مختصر طبقات الحنابلة ص 101.
24. خلاصة الأثر 4/ 360 - 361، مختصر طبقات الحنابلة ص 100.
25. خلاصة الأثر 4/ 360 - 361.
26. خلاصة الأثر 4/ 361.
27. خلاصة الأثر 4/ 361.
28. مقدمة أقاويل الثقات ص 42 – 43.
29. خلاصة الأثر 4/ 358 ن مختصر طبقات الحنابلة ص 98، معجم المؤلفين 3/ 842، الأعلام 7/ 203، هدية العارفين 2/ 331، الموسوعة الفلسطينية 4/ 193، المدخل لابن بدران ص 226، السحب الوابلة ص 467.
http://www.yasaloonak.net/articles/alshakh.asp(1/186)
مسائل في الميراث
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[04 - 05 - 02, 03:03 م]ـ
السلام عليكم:
ـ[محمد مبارك]ــــــــ[04 - 03 - 08, 02:43 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[04 - 03 - 08, 05:02 ص]ـ
السلام عليكم:
نرجو من شيخنا مختار الديرة ان يوجز فى المرات القادمة ولاداعى لهذه الاطالة (ابتسامة متعجب)
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[04 - 03 - 08, 05:07 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اخى محمد مبارك
ترد السلام بعد قرابة ست سنوات
اخذت بمقولة فى العجلة الندامة وفى التأنى السلامة (ابتسامة)
ـ[محمد نشأت منصور نافع]ــــــــ[04 - 03 - 08, 04:18 م]ـ
عليكم ولكم جميعا السلام
ما رأيكم فيمن توفي وترك زوجة وبنت وأختان وأولاد أخ
هل يرث أولاد الأخ أم لا
وهل يدخلون في مجال الوصية الواجبة أم لا
أفيدونا جزاكم الله خيرا
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[05 - 03 - 08, 01:45 ص]ـ
عليكم ولكم جميعا السلام
ما رأيكم فيمن توفي وترك زوجة وبنت وأختان وأولاد أخ
هل يرث أولاد الأخ أم لا
وهل يدخلون في مجال الوصية الواجبة أم لا
أفيدونا جزاكم الله خيرا
للزوجة الثمن
للبنت النصف
الباقى للاختين الشقيقات
ولاشىء لاولاد الاخ(1/187)
السلطة السياسية في التشريع الاسلامي
ـ[عبد التواب محمد]ــــــــ[19 - 05 - 10, 07:27 م]ـ
مشكو1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر(1/188)
مرض القلوب و شفاؤها عند ابن تيمية و ابن القيم
ـ[مرض القلوب و شفاؤها عند ابن تيمية و ابن القيم [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > مرض القلوب و شفاؤها عند ابن تيمية و ابن القيم
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: مرض القلوب و شفاؤها عند ابن تيمية و ابن القيم]ــــــــ[مرض القلوب و شفاؤها عند ابن تيمية و ابن القيم [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > مرض القلوب و شفاؤها عند ابن تيمية و ابن القيم
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: مرض القلوب و شفاؤها عند ابن تيمية و ابن القيم]ـ
مرض القلوب و شفاؤها عند ابن تيمية و ابن القيم [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > مرض القلوب و شفاؤها عند ابن تيمية و ابن القيم
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: مرض القلوب و شفاؤها عند ابن تيمية و ابن القيم(1/189)
إزالة الإشكال في صلاة الركعتين
ـ[إزالة الإشكال في صلاة الركعتين [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > إزالة الإشكال في صلاة الركعتين
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: إزالة الإشكال في صلاة الركعتين]ــــــــ[إزالة الإشكال في صلاة الركعتين [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > إزالة الإشكال في صلاة الركعتين
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: إزالة الإشكال في صلاة الركعتين]ـ
إزالة الإشكال في صلاة الركعتين [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > إزالة الإشكال في صلاة الركعتين
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: إزالة الإشكال في صلاة الركعتين(1/190)
الترخص بمسائل الخلاف
ـ[فوزان مطلق النجدي]ــــــــ[23 - 11 - 08, 12:33 ص]ـ
أين الموضوع؟(1/191)
منهج مالك بن أنس في العمل السياسي
ـ[محمد اسد سمير]ــــــــ[29 - 08 - 10, 01:42 م]ـ
شكرا لكم
ـ[ماجد المسلم]ــــــــ[29 - 08 - 10, 09:58 م]ـ
إن كنت تطلب الكتاب فالمفروض كتابة كلمة "طلب" في أول العنوان .. فلا هي كذلك ولا حتى في داخل الموضوع!
ـ[معاذ الطالب]ــــــــ[30 - 08 - 10, 08:06 ص]ـ
رفقا أخي ماجد ...
أظن أن هناك خطأ من الإدارة، فالمشاركة باسم أخينا الفاضل مختار الديرة، ولم تعرض في أول الصفحة وفيها مرفقات، فأرجو من الإخوة في الإدارة أن يصلحوا هذا الخطأ.(1/192)
أثر الأيمان في الأخلاق
ـ[أثر الأيمان في الأخلاق [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > أثر الأيمان في الأخلاق
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: أثر الأيمان في الأخلاق]ــــــــ[أثر الأيمان في الأخلاق [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > أثر الأيمان في الأخلاق
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: أثر الأيمان في الأخلاق]ـ
أثر الأيمان في الأخلاق [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > أثر الأيمان في الأخلاق
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: أثر الأيمان في الأخلاق(1/193)
المكتبة الاكترونية
ـ[أبو شهاب رضا]ــــــــ[18 - 03 - 07, 10:47 ص]ـ
أخي أنا لا أدري مقصودك برجاء توضيح ما ترد وجزاك الله خيرا(1/194)
نحو علم لغة خاص بالعلوم الشرعية
ـ[نحو علم لغة خاص بالعلوم الشرعية [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > نحو علم لغة خاص بالعلوم الشرعية
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: نحو علم لغة خاص بالعلوم الشرعية]ــــــــ[نحو علم لغة خاص بالعلوم الشرعية [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > نحو علم لغة خاص بالعلوم الشرعية
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: نحو علم لغة خاص بالعلوم الشرعية]ـ
نحو علم لغة خاص بالعلوم الشرعية [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > نحو علم لغة خاص بالعلوم الشرعية
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: نحو علم لغة خاص بالعلوم الشرعية(1/195)
الحجج البينات في تفسير بعض الايات
ـ[الحجج البينات في تفسير بعض الايات [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > الحجج البينات في تفسير بعض الايات
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: الحجج البينات في تفسير بعض الايات]ــــــــ[الحجج البينات في تفسير بعض الايات [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > الحجج البينات في تفسير بعض الايات
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: الحجج البينات في تفسير بعض الايات]ـ
الحجج البينات في تفسير بعض الايات [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > الحجج البينات في تفسير بعض الايات
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: الحجج البينات في تفسير بعض الايات(1/196)
الكفر الأكبر
ـ[الكفر الأكبر [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > الكفر الأكبر
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: الكفر الأكبر]ــــــــ[الكفر الأكبر [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > الكفر الأكبر
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: الكفر الأكبر]ـ
الكفر الأكبر [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > الكفر الأكبر
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: الكفر الأكبر(1/197)
المباحث الغيبية
ـ[المباحث الغيبية [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > المباحث الغيبية
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: المباحث الغيبية]ــــــــ[المباحث الغيبية [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > المباحث الغيبية
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: المباحث الغيبية]ـ
المباحث الغيبية [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > المباحث الغيبية
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: المباحث الغيبية(1/198)
المباحث الفقهية المتعلقة بالمغتربين
ـ[عبد الرحمان بن أحمد الظاهري]ــــــــ[25 - 04 - 07, 07:25 م]ـ
جزاك الله خيرا(1/199)
حياة القائد بين القدوة و الاقتداء
ـ[حياة القائد بين القدوة و الاقتداء [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > حياة القائد بين القدوة و الاقتداء
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: حياة القائد بين القدوة و الاقتداء]ــــــــ[حياة القائد بين القدوة و الاقتداء [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > حياة القائد بين القدوة و الاقتداء
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: حياة القائد بين القدوة و الاقتداء]ـ
حياة القائد بين القدوة و الاقتداء [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > حياة القائد بين القدوة و الاقتداء
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: حياة القائد بين القدوة و الاقتداء(1/200)
دعاوى النصارى في مجيئ المسيح
ـ[دعاوى النصارى في مجيئ المسيح [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > دعاوى النصارى في مجيئ المسيح
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: دعاوى النصارى في مجيئ المسيح]ــــــــ[دعاوى النصارى في مجيئ المسيح [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > دعاوى النصارى في مجيئ المسيح
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: دعاوى النصارى في مجيئ المسيح]ـ
دعاوى النصارى في مجيئ المسيح [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > دعاوى النصارى في مجيئ المسيح
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: دعاوى النصارى في مجيئ المسيح(1/201)
هدي الصحابة
ـ[هدي الصحابة [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > هدي الصحابة
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: هدي الصحابة]ــــــــ[هدي الصحابة [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > هدي الصحابة
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: هدي الصحابة]ـ
هدي الصحابة [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > هدي الصحابة
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: هدي الصحابة(1/202)
حديث أحفظ الله يحفظك دراسة عقدية
ـ[حديث أحفظ الله يحفظك دراسة عقدية [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > حديث أحفظ الله يحفظك دراسة عقدية
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: حديث أحفظ الله يحفظك دراسة عقدية]ــــــــ[حديث أحفظ الله يحفظك دراسة عقدية [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > حديث أحفظ الله يحفظك دراسة عقدية
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: حديث أحفظ الله يحفظك دراسة عقدية]ـ
حديث أحفظ الله يحفظك دراسة عقدية [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > خزانة الكتب والأبحاث > حديث أحفظ الله يحفظك دراسة عقدية
المساعد الشخصي الرقمي
مشاهدة النسخة كاملة: حديث أحفظ الله يحفظك دراسة عقدية(1/203)
المُعْجِزَةُ المَزْعُومَةُ فِي أَحْدَاثِ بُرْجَيِّ التِّجَارَةِ العَالَمِي فِي إمريكا
ـ[السي]ــــــــ[28 - 05 - 02, 11:54 ص]ـ
للشيخ خالد السبت
ـ[أحمد دبوس]ــــــــ[12 - 11 - 03, 03:30 م]ـ
تجده على: http://www.almeshkat.net/media/list.php?cat=31&PHPSESSID=84d2daa2f5647a20d80473be1004037c
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[12 - 11 - 03, 06:14 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذا الرابط، وبارك الله فيك.(1/204)
تمهيد
ـ[ a114] ــــــــ[30 - 05 - 02, 08:10 م]ـ
تمهيد لموضوع من دلائل النبوه(1/205)
أحاديث الأسراء و المعراج عرض و تحليل
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[30 - 05 - 02, 08:52 م]ـ
السلام عليكم:
ـ[إياد مالك]ــــــــ[29 - 03 - 09, 01:43 م]ـ
معروف ان سيدنا محمد ام الانبياء في الاقصي، فهل كانت الصلاة مفروضة من قبل، ,,و إن لم تكن مفروضة فما هيئة الصلاة.
ـ[عبد الله الكتبي]ــــــــ[29 - 03 - 09, 01:56 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا نرى
ولا نفهم
ـ[عبد الله الكتبي]ــــــــ[29 - 03 - 09, 01:58 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا نرى
ولا نفهم
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 03 - 09, 02:56 م]ـ
الموضوع منذ 7 سنوات و حذفت المرفقات لذلك لايوجد شئ
ـ[عبدالرحمن ساتى]ــــــــ[06 - 01 - 10, 06:23 ص]ـ
اللهم صلى و سلم على نبينا و حبيبنا و قرة أعيننا محمد (ص)!!(1/206)
أصول الحديث عند أبو حنيفة
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[30 - 05 - 02, 08:53 م]ـ
السلام عليكم:
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[07 - 11 - 05, 01:33 م]ـ
لا موضوع ولا تحميل، والعنوان فيه خطأ لا يغتفر، والصحيح عند أبي حنيفة
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[07 - 11 - 05, 10:45 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شكر الله لك مرورك و تصحيحك زادك الله علماً
و بالنسبة للملف فقد حذف بعد صيانة المنتدى و هو موجود في مشاركتي بحوث مهمة جداَ
ـ[ثروت على سليم]ــــــــ[07 - 11 - 05, 11:50 م]ـ
تكتب هكذا (اصول الحديث عند ابى حنيفة) وان شاء الله حضرتك لا تقصد وانما سهوا
والله الموفق
اخوكم فى الله ثروت
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[08 - 11 - 05, 10:51 م]ـ
السلام عليكم، ولابد من مراعاة الهمزات، هكذا (أُصُوْلُ الْحَدِيْثِ عِنْدَ أَبِيْ حَنِيْفَةَ رحمه الله) ..
(ابتسامة) ..
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[09 - 11 - 05, 04:41 م]ـ
رابط البحث:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19439&page=5&pp=40
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[10 - 03 - 07, 07:39 م]ـ
السلام عليكم
حياك الله وبياك و نفع بك و سددك
ـ[احمد نصار]ــــــــ[12 - 03 - 07, 08:53 ص]ـ
السلام عليكم
أشترك في المجموعة العالمية للباحثين في الاقتصاد الاسلامي
http://finance.groups.yahoo.com/group/Islamic_Economics/
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[12 - 03 - 07, 12:52 م]ـ
السلام عليكم
حياك الله وبياك و نفع بك و سددك
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[24 - 04 - 07, 04:38 م]ـ
مواضيعك قيمة وجهودك رائعة، لك الشكر يا مختار.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[24 - 04 - 07, 05:25 م]ـ
السلام عليكم
حياك الله وبياك و نفع بك و سددك(1/207)
الأدلة الشرعية لأثبات مس الشيطان للإنسان و الرد على المنكرين
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[30 - 05 - 02, 08:57 م]ـ
السلام عليكم:
ـ[السي]ــــــــ[31 - 05 - 02, 06:46 ص]ـ
الأخ الفاضل مختار الديرة بارك الله في جهودك
بالنسبة لهذا الموضوع فلعلك نسيت إرفاق الملف معه: D
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[31 - 05 - 02, 07:06 ص]ـ
المعذرة
ـ[عبدالرحمن ساتى]ــــــــ[30 - 03 - 10, 06:46 ص]ـ
بارك الله فيكم على هذا الجهد الكبير
ـ[عبدالرحمن ساتى]ــــــــ[30 - 03 - 10, 06:53 ص]ـ
لا اله الا الله محمد رسل الله
ـ[أيوب البرزنجي]ــــــــ[30 - 03 - 10, 01:35 م]ـ
أين الرابط؟؟(1/208)
فلسفة المال عند الغزالي
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[30 - 05 - 02, 10:31 م]ـ
السلام عليكم:
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[07 - 11 - 05, 01:31 م]ـ
لا موضوع ولا تحميل؟(1/209)
الصوائف
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[31 - 05 - 02, 06:41 م]ـ
السلام عليكم:
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[31 - 05 - 02, 06:43 م]ـ
السلام عليكم:
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[10 - 01 - 10, 02:54 م]ـ
جزاك الله خيرا كتاب نفيس
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[10 - 01 - 10, 03:37 م]ـ
حياكم الله و بارك فيكم و سددكم(1/210)
المقامةالحديثية في منهج المتقدّمين
ـ[ابن عدي]ــــــــ[06 - 06 - 02, 11:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نقلاً عن الأخ "الفاضل"، والمقال مرفق على ملف مضغوط
المقامة الحديثيّة
لمّا رأيتُ كثيرًا من المستشعرين للسنّة، والمتسمّين بالحديث (والمشدّد الميم دون التّاء)، ناكصينَ عن سُنَّةِ من سلفَ إلى المهيَع الحديث، ورأيتُهم استناموا إلى السَّلاسِل والتَّخاريج، وبخلوا على المطوّلات بالتّعريج، فرأينا مقالات لهم كالتّهريج؛
- فهذا يقول: "ما هكذا تُعلُّ الأحاديث يا ابن المديني"، فأشهدكم أنّ دينه في الحديث غير ديني.
- وذاك يقول: "عجبًا للبخاريِّ كيف أنكر حديث كذا؟!! "، فليت القائل تأمّل قبل ما هذى.
- وثالثٌ ينادِي ويفاخر "كم ترك الأوّل للآخر"، وجهِلَ أنّ المعوّل على الأوّل، والآخِرُ عالةٌ عليه ولو تقوّل.
أولئك قوم أنسوا إلى النزهة والتّقريب، واستبدلوا الإرخاء بالتقريب، ووجدوا في مراجعة الأصول تعبًا، وفي مخالفة المألوف حرْبًا وحَرَبًا، وضاقت فهومهم عن التحقيق، واتّسعت ذممهم للتّلفيق.
فاتّبعوا ما خُطَّ لهم من القواعد، ورضوا بأن يكونوا مع القواعد.
وإذا كلّمته قال: لا حجّة عندنا بالرِّجال، ولم يُغلق قطُّ للاجتهاد مجال، وليس في العلم مُحال.
قلت باذلاً له المِقة: فما دليلك على ما تذهب إليه في زيادة الثِّقة؟ قال قاله الألباني، الفرد الّذي ماله ثاني.
فإن وجدتَ من فاقه رتبه، وعلا كعبُه في العلم كعبَه، قال وقوله النّكبة: قرأتُه في النُّخبة، قلت فهلاّ راجعت النُّكَت، ولم تكن كالّذي قرأ أوَّلَ الماعُون ثمّ سكت؟
هذه مسألة من مسائل، ودليلٌ تتبعه دلائل، والقوم قد زاغوا عن سنّة الأوائل، في دقيق الأمور قبل الجلائل.
رجعت إلى صاحبي فناديته وهو قريب، وأسمعته لو كان يجيب:
إنّ أمارة صحّة دعواك، وشرط التّسليم بمدّعاك: أن تطّرد أصولُك، ولا تختلف نقولُك، فهل أنت معطيَّ هذه الخصلة، وموافقي عليها في الجملة؟
قال: نعم ونعمة عين، فمتى اضطربت قواعدي وأين؟
قلت: على رسلِك، فقد استعجلتَ أجَلَك بإجْلِك، فأخبرني عن أصول ما ترجع إليه عند تخريج الحديث؟
فبادرني الجواب لا يريث:
أبحث في رجاله وإمكان اتّصاله، فإن كان الراوي ثقة أو صدوقًا، يرويه عمّن يستطيع له إدراكًا ولحوقًا، صحّحته وإن لم أكن مسبوقًا، ولم يردّني أن أجد الإجماع على ضعفه مسُوقًا.
ثمّ زاد جذلان طرِبا، وقد بلغ السيل منّي الزُّبى:
البيّنة على المدّعي، وبيّنتي في كلّ أمري معي، وإن نقلتَ علّة الحديث عن أحد، فاسأله البيّنة على ما وجد.
أمّا الدّعاوى المرسَلة، والتعليلات المجملة، بأنّ هذا يشبه حديث فلان، ولعلّ فلانًا غلط فيه ولان، وأنّ الثّقات يروونه على خلافه، ولم يروِه أهل بلده ومخلافه، فكلام سخيف وتافِه، يغني عرضه عن نقضه وإتلافِه.
وقد ثبتت ثقة الراوي بيقين، فلا تزول إلاّ بيقين.
قاطعته وما كان لي السكوت، وكدت أبخع نفسي وأموت:
مهلاً هداك الله، وخلّص من أمثالك أولِياه:
لا يعيب الدّليل أنّك لم تفهم الدّلالة، وذو الفم المريض يعاف من الماء زُلاله.
عِبت الدّعوى وعليها اعتمادك، وأنكرت أرضًا فيها ضُرِبت أوتادك.
- أنّى لك معرفة الثِّفة من الرّجال؟
- وكيف تثبت ما تشترطه من إمكان سماع واتّصال؟
أليس حول هذين الركنين طوافُك، وعندهما في التخريج رحلتك وإيلافك؟!
فأبِن لي أيها الفارس الطعّان، واشرح وأنت على النقّاد المنتقدُ الطّعّان:
كيف استفدت ثقة الراوي؟ ومن أين حصلت لك معرفةُ الحافظ من الكذّاب الغاوي؟
هل في أصول شيوخِك تتبّعُ أحاديثِهِم؟ والفحص عن هناتهم وأنابيثهم؟
هل حصّلت من الصّناعة، أم هل اشتغلتَ ولو ساعة، بما يعينك على الحكم من استقراء المرويّات، وعرض أحاديث الرّاوي على الثِّقات؟
أنّى، وبُعدًا، وهيهات، وإنّما يعرف حديث الرّاوي بالمخالفة والزيادات، وأنتم تصحّحون ذلك، ولا ترون معنى للمخالفة هنالك.
فأجب الآن عن السؤال، واختم بذلك المقال؟
فسكت ووجم، واستبدل دعاوى البليغ، بطمطمة العجم.
قلت: جوابي عنك قبل جوابِك، ولسان حالك إن أكدى لسان خطابِك: أنّك قلّدتَهُم في الحكم على الرّجل، واكتفيت بما قالوا وجاوزت على عجل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/211)
فأنت تقلّدُهم في الحكم على الرّاوي، وتخالفهم في الدّليل، وتقبل بلا حجّة تجريحهم والتعديل، لأنّك ما علمت أين يحومون، ولم تدرِ عمَّ يصدرون.
فإذا وجدت كلامهم على الإسناد قلت محال وباطل، وجرّأك عليه أنّك تعلم ظاهرًا من المصطلح وأنت عن العلل غافل.
فلمّا قالوا في شيء من حديث الثقة هذا من وهمه وتخليطه، نازعتهم متحذلقًا بأنّه ثقة لا دليل على تغليطِه، ولم تأتِ بتوثيقه من كيسِك، ولم تنقله عن إمامك ورئيسِك، وإنّما استبضعت دقل التمر إلى هجَر والقصيم، وزوّرت الحليّ على صانعه العليم.
وكلّ ما في الأمْر، وإن أعماك عنه السُّكر: أنّه وثّقه لغلبة صوابه بعد أن تتبّع، وعلّل ما غلط فيه ممّا بان حال التتبُّع.
فتتبّعه دليل واحد دلّ على حكمين: ثقة الراوي، وتغليطه، قكذّبت بما لم تُحِط بعلمِه، وقلّدته في نصف دعواه، وشطر حُكمِه.
قال: قولك يشبه الصّواب، وربّ سمٍّ في الشّهد مذاب، فأزل ملتبس الأمر، بحجّة تثلج وحرَ الصّدر.
0قلت: سألت نصَفًا، وما قلت فنَدًا ولا خرفًا، وحقٌّ لطالب الحجّة بتجرُّد، أن يعطى سؤله ولا يُحرَد.
أرأيت قولك الّذي ردّدته وما فهمته، ثمّ بالتّحقيق وسمتَه: لا نغلِّط الرّاوي إلاّ ببيّنة.
قاطعني فقال، وهو يبري النِّصال: وآخر بدعِكُم يا منتحلي منهج المتقدّمين، أنْ أنكرتم هذه القاعدة من قواعد الدين؟!
قلت: روَيدَكَ فما أنكرناها، وإنّما اجتنبنا إهمالها وأعملناها، وقيّدناها بقيدٍ متّفقٍ على أصلِه، وإسنادٍ مجمعٍ على صحّته ووصله.
بل إهمالها حقّ الإهمال، ما تدعو إليه من أقوال، وستزول الشُّبهة التي معَك، إذا ناولتني وأنت شهيد مسمعَك.
قال: هاتِ وناول، فكلامك بالحقِّ أشبه منه بالباطل.
قلت: هذه البيّنة التي تطلبها على تغليط الراوي، هل لك أن تضرب لها مثلاً، وسنضرب لك في طلبها أجلاً؟
قال: والله إنه لأمر عجب، فإنّها ما خطرت ببالي على كثرة بحثي في الحديث واشتغالي بالكتب.
عاجلته الجواب، وقد بدا غسق الصواب: أما رأيت كيف عطّلتم هذا الحكم وغرضكم تحرّيه، كما عطّل الجهميّة الصفات بحجّة التنزيه؟
أتريدون في غلط الثقة شاهدين عدلينِ يشهدان أن فلان بن فلان غلط في هذا الحديث؟
أم تجتزئون بشاهدٍ ويمين؟!
أما استغربتم حين أصّلتم فأغربتم: أنّ الراوي الثقة لا يغلط عندكم أبدًا؟ هبه سلّم لكم في سفيان وشعبة؟ فكيف تطردون هذا الأصل حتّى في الصدوق ومن خفّ ضبطه؟
- أليس من سنّة الفقهاء أنّ بيِّنَةَ كُلِّ شَيءٍ بحسبه؟ والبيّنة كلّ ما يبيّن الحقَّ ويوضحه كما ذكر ابن القيم.
- ألم يعمل القضاة والحكّام في أصول الأحكام بالقرائن القويّة إذا عدموا البيّنة أو كانت خفيّة؟
- أليست تقبل شهادة القابلة في ثبوت الفراش والنسب؟
- وشهادةُ الصِّبْيَان في جراحاتهم إذا لم يتفرّقوا على الصّحيح الّذي ذهب إليه جمع من المحقّقين؟
ألا يكفيك من البيّنة على غلط الراوي أنّ أعرف النّاس به، وهو الّذي قبلت توثيقه له دون سؤال عن سببه، أخبرك أنّه غلِط؟
ألم ترَ البيّنة بيّنةً حين جاء الثّقة إلى شيخٍ حافظٍ له أصحابٌ حفَّاظ، يلازمونه الليل والنهار لا يفترون، ويضبطون حديثه كتابًا ويحفظون، ثمّ روى عنه ما لم يروه غيره دون أن يشاركهم في حديثه المشهور؟
ألم ترَه روى الحديث بأصحّ إسناد وأشهر، ورواه أصحاب الشيخ بإسناد غريب مستنكر؟
أتُراهم أعرضوا عن صحيح حديث شيخهم وتتّبعوا مناكيره؟ أم عرفوا نوادر مرويِّه وجهلوا مشاهيره؟
قاطعني فقال: حقٌّ ما تقُول، وثابتٌ ثمّ مقبول، فأنا راجع عمّا كُنتُ عليه، قابلٌ ما دعوتني إليه، فلا أفتأ مقلِّدًا للحفّاظ، واقفًا عند معانيهم والألفاظ، لا أحاول مخالفَتَهُم، ولا أسألهم أدلَّتَهُم.
فقلت مهلاً مهلاً، فقد بنيت أصلاً وهدمت أصلاً.
لسنا ندعوك إلى التقليد، ولا نعود على الاجتهاد بالتقييد؛ لكنّ في الأمر طريقةً وسطًا، لا تقبل زيغًا ولا شططًا.
إنّ للحفّاظ طريقة يختطّونها، ومنهجًا يحملون رحالهم فيه ويحطّونها، يتبع آخرُهم الأُلّ، ويجتمع عليه الكلّ.
وللطريق رواحلُ لا تقطع إلا بها، ومراحلُ ترتحلُ في طلبِها، فإن أصبتها فبها، وإن كنت راجلاً فترجّل عن دربِها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/212)
فحصِّل أوّل ما تحصّل راحلة الطريق، واسع في تطلّبها سعي الغريق.
والعمدة في هذا الفنّ وليس بالسهل الطّيِّع، ما قاله أبو عبد الله الحاكم ابن البيِّع:
"الحفظ والفهم والمعرفة لا غير"، فحصّلها قبل أن تستدرك إن كان فيك خير.
فإذا حصّلت الرّاحلة فاعرف طرائقهم، واستهدِ بهم في طريقك، وخذ منهم أصول الفنّ المطّردة، وقواعده المتّفق عليها.
وستجد بعد مدّة، أنّه صار لك نَفَسٌ في هذا العلم، وفقه نفْسٍ يعينك على الفَهم، وملَكةٌ حديثيّة، تعرف بها مقولاتهم، ولم قالوها، وسُنَنهم، وكيف استنّوها.
إذ ذاك يقال: للآخِر أن يستدرِكَ علََى الأوّل، إذا نبغ وتأهّل، وفهم كلام الأوّل ومراده، وأسلم إليه في التأصيل قياده، على أنْ لا يؤدّي استدراكه إلى محظور من محظورات علم الحديث، ولا يخالف إجماعًا استقرّ قبل غرائب هذا العصر الحديث.
ومن محظورات الحديث: أن يوجد طريقٌ صحيح لا علّة له، ولا يشتهر مع كونه في مظنّة الشهرة.
وأن يقول الحافظ المتتبّع المطّلع: لا يروى حديث كذا إلا من طريق كذا، ثمّ يستدرك عليه العصريّ بأنّه وجده في فوائد تمّام، أو في الثاني والثلاثين من حديث أسامة، ونحو ذلك.
قال: أفلا ترى أنّ عسيرًا على بني العصر أن يحفظوا مائتي ألف حديثٍ بأسانيدها، ويعرفوا الرجال وأحوالهم على تفاصيلها، وهنا يحلّ للعصريِّ كما تزعم أن يتكلّم على الإسناد؟
قلت: هذا بيت القصيد، والغاية التي ليس بعدها مزيد، وهنا زلّت أقدام وتتابع على الغلط أقوام، وليس هذا الموضع مختصًّا بعلم الحديث، بل لكلّ علمٍ منه حظّ.
وذلك أنّ رتبة الاجتهاد على الاستقلال المحض، لم يصلها أحد من الأمّة بعد الصّحابة، والدّعوة إلى التّقليد لم يقل بها ذو فطنة ونجابة، بل سار الأوّلون والآخرون على طريقةٍ وسطٍ، جفا جافٍ وغلا غالٍ فيها فغلط.
قال: أبِنْ ليْ هُديت، فقد جئت بما لم يطرق أذنيّ.
قلت: وما أخشى إلاّ نفرة الأذن من الغريب، ودعوى استحداث قول لم يقل به عريب.
لكن بين يديَّ ابنُ القيّم حاكيًا: "وما من أحد من أئمّة الدّين إلا هو مقلّد في بعض المسائل من هو أعلم منه".
وهذا أحمد إمامنا يقول "إذا سئلت عن مسألة لا أعرف فيها شيئًا أخذت فيها بقول الشافعي"
ومن تتبّع آثار السلف، ومن سار سيرتهم من الخلف – علم أنّ هذه كانت طريقتهم.
فكان بالكوفة أصحاب ابن مسعود، يتابعونه في أقواله، ويتّبعونه في غالب أحواله، ثمّ كان على ذلك أهل الكوفة.
وبالبصرة على قول أنس وابن سيرين والحسن.
وبالمدينة كان الناس على قول زيد بن ثابت وأبي هريرة وابن عمر، وكثر تمسّكهم بفتاوى الفاروق، ثمّ أقوال فقهاء المدينة السّبعة.
وبمكّة كان الناس على قول ابن عبّاس في الغالب، ثمّ على قول أصحابه كطاوس وعطاء ثمّ ابن دينار وابن جريج.
ومعاذ الله أن يفهم من هذا الدعوة إلى التقليد إلا من في قلبه مرض، أو له من وراء ذلك غرض.
وإنّما نقول، يجتهد الطالب قدر استطاعته؛ فمتى كان الإسناد معروفًا لديه، وحال الراوي ماثلاً بين يديه، بما حصل له من دربة، وما ادّخره في الجعبة، أقدمَ فحكم.
وإن التبس الأمر عليه، فليقلّد العارف، وليسلم الأمر إليه، وإن كان مقلّدًا ولا بدّ، فعليه بالحفّاظ ذوي النّقد.
فقال: وفقك الله، وجزاك خيرًا، ولك عليَّ أن أتمسّك بمنهج السلف والمحققين، في الدقيق والجليل من أمور الدين.
قلت: مجلسي هذا مثالٌ تقيس عليه، وأصلٌ تردّ المسائل إليه، وإنما مثّلنا بزيادة الثقة والمخالفة لشهرتها وكثرة طرقها بين الفريقين، ولأنّها أمارةٌ ظاهرة تميّز الطريقين، فامشِ رعاك الله في درب العلم، ولا تأتمّ إلاّ بمن به مؤتمّ.
هذا، والله أعلم، ورد العلم إليه أحكم وأسلم، وصلى الله على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[06 - 06 - 02, 11:23 م]ـ
شكر الله للكاتب .. والناقل .. هذه الدرر .. في بيان مذهب المتقدمين .. وبشرى لأهل هذا المنهج .. بهذا (الحريري المعاصر) .. الذي ينافح عن مذهبهم .. وطريقتهم.
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[01 - 02 - 04, 03:58 ص]ـ
رائعة .. من أجمل ما كتب!
زادك الله من فضله.
ـ[ابن مسعود]ــــــــ[06 - 03 - 05, 07:24 م]ـ
للرفع
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[07 - 03 - 05, 08:50 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/213)
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب: لي كتاب طبع يبين منهج الأئمة المتقدمين أذكر لك ههنا جزءا من مقدمته:
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، وبعد:
فإنّ الجهد العظيم الذي بذله الأئمة المتقدمون من علماء الحديث النبوي الشريف في غربلة المرويات، وتفتيش الأسانيد، وبيان أحوال الرواة في مصنفاتهم ومسانيدهم، وفي كتب العلل والتواريخ وما خلفوه لنا من تراث ضخم، يعد مفخرة لهذه الأمة المحمدية، وتتجلى العناية الربانية لها في تهيئة رجال حُفِظَت بهم السنة النبوية كالإمام مالك،وأحمد،والشافعي، والبخاري، ومسلم،وأبي حاتم، وغيرهم رحمهم الله أجمعين.
ولما كان في الأغلب من صنيعهم عدم التصريح بالأسباب التي ارتأوا من خلال ترجيح رواية راوٍ على آخر أو تضعيف حديث فلان في مكان، وتصحيحه في مكان أخر، إذ لم يبينوا لنا أسباب ذلك إلا في بعض الأحاديث التي تعد قليلة الى جنب ما سكتوا عنه، وإنما كانت تلك القرائن والأسباب قد وقرت في نفس الناقد حسب.
ولما انقضى عهد الأئمة الجهابذة المتقدمين نحو نهاية المائة الثالثة جاء المتأخرون فحاولوا استقراء صنيع الأئمة المتقدمين من خلال مصنفاتهم، وحاولوا وضع قواعد في علم مصطلح الحديث يسيرون عليها، فظهر أول كتاب في مصطلح الحديث هو كتاب: "المحدث الفاصل" للرامهرمزي (ت360هـ)، ثم كتاب "معرفة علوم الحديث " لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري (ت405هـ)،ثم تلاه كتاب "الكفاية في علم الرواية "للخطيب البغدادي (ت 463هـ)، وهلمّ جراً.
ولما كان منهج الأئمة المتقدمين منهج عملياً تطبيقياً، إذ لم يصرحوا دائماً بمنهجهم في اختيار الأحاديث أو في انتقاء الأسانيد، ولم يبينوا لنا الأسس التي بموجبها اختاروا أحاديث مصنفاتهم كان استقراء الأئمة المتأخرين ظنياً اجتهادياً في الأعم الأغلب؛ودلالة ذلك هو اختلافهم في كثير من أبواب المصطلح وتعريفاته، كاختلافهم في تعريف الحديث الحسن حتى قال ابن الصلاح معقباً على أقوال أهل العلم:
" كل هذه مُستبهم لا يشفي الغليل، وليس فيما ذكره الترمذي والخطابي ما يفصل الحسن عن الصحيح " ().
وكاختلافهم في تعريف المنكر والشاذ،فبعضهم سوى بينهما،وبعضهم غَفّلَ من سوى بينهما.
وكاختلافهم في قبول زيادة الثقة، أو ردها، فبعضهم قبلها مطلقاً، وبعضهم ردها مطلقاً، وبعضهم فصل في ذلك، وهلمّ جرا.
وهذا الاختلاف يدلل على كون الاستقراء لم يكن تاماً، وأنه كان اجتهادياً تختلف فيه مناظير العلماء وآراؤهم، ولو كان تاماً ثابتاً قائماً على أسسٍ بينةٍ واضحةٍ لا تقبل الشك والجدل لما اختلفت الأقوال إلى هذا الحد فنرى واحداً يثبت والأخر ينفي، من نحو تعارض الوصل والإرسال مثلاً، فبعضهم قدم الوصل مطلقاً والآخر قدم الإرسال مطلقاً فأيهما هو صنيع الأئمة المتقدمين؟!
إذن: "القواعد المقررة في مصطلح الحديث منها ما يذكر فيه خلاف، ولا يحقق الحق فيه تحقيقاً واضحاً، وكثيراً ما يختلف الترجيح باختلاف العوارض التي تختلف في الجزئيات كثيراً،وإدراك الحق في ذلك يحتاج إلى ممارسة طويلة لكتب الحديث والرجال والعلل مع حسن الفهم وصلاح النية " ().
ولما كانت الحقيقة واحدة لا تتجزأ، ثم تختلف فيها الآراء فهذا يعني أن يكون أحد هذه الآراء صواباً، أو تكون كلها خطأً لان الحقيقة لا تكون اثنين!!
فإذا كانت كتب المصطلح قد كُتبت على وفق استقراء ظني اجتهادي ثم ما برحت أن تحولت تلك الآراء الظنية إلى قواعد يُحاكم عليها الأئمة المتقدمون، فنجد حينئذٍ من يقول:إن الإمام أحمد يُسوّي بين الفرد المطلق والمنكر؟! وكذا الحافظ أبي بكر البرديجي؟! وهو – عندهم – يناقض صنيع الأئمة الآخرين من أقرانه كالإمام البخاري وأبي حاتم، وغيرهما الذين يفرقون بينهم!! ثم أسهبوا في هذا الأمر وطولوا.
ولما كان هذا المنهج استقرائياً ظنياً اجتهادياً تجد – مثلاً- في الكتاب المتأخر من كتب المصطلح زيادة أبواب أو مصطلحات على ما تقدمه،من ذلك مثلاً: مصطلح "منكر": فالحاكم لم يبوبه في كتاب "معرفة علوم الحديث"؟ أو الخطيب البغدادي وإنما أول من عده نوعاً مستقلاً هو "ابن الصلاح".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/214)
ومصطلح "شاذ" تجد أن أبا عبد الله الحاكم قد بوب له باباً، وعده نوعاً من أنواع علوم الحديث، وعرّفه، في حين لا تجد ذلك عند من سبقه كالحافظ الرامهرمزي.
ثم من يتأمل في تعريفه يجده يختلف تماماً عن تعريفه عند علماء المصطلح من بعده.
ولا أريد أن ألج في تفصيلات هذه المسائل، وإنما قصدي: أنّ كتب مصطلح الحديث ُبنيت على الاستقراء الظني الاجتهادي، وليست هي قواعد متفق عليها يعد مخالفها شاذاً مخالفاً، إذ الاختلاف بين علماء المصطلح يدلل على ذلك.
يقول الشيخان الفاضلان الدكتور بشار عواد وشعيب الأرنؤوط: " إن القواعد التي وضعها مؤلفو كتب المصطلح اجتهادية، منها ما هو مبني على استقراء تام، ومنها - وهو في أغلبها – ما هو مبني على استقراء غير تام.
وكذلك الحكم على الرواة في الغالب، لم يبن على الاستقراء التام، فالأحكام الصادرة عن الأئمة النقاد تختلف باختلاف ثقافاتهم، وقدراتهم العلمية والذهنية، والمؤثرات التي أحاطت بهم، وبحسب ما يتراءى لهم من حال الراوي تبعاً لمعرفتهم بأحاديثه ونقدهم مروياته، وتبيّنهم فيه قوة العدالة أو الضبط أو الضعف فيهما، وقد رأينا منهم من ضعف محدثاً بسب غلط يسير وقع فيه لا وزن له بجانب العدد الكثير من الأحاديث الصحيحة التي رواها، ووجدنا منهم من يوثق محدثاً مع كثرة أوهامه وأخطائه، قال العلامة محمد بن إسماعيل الصنعاني صاحب " سبل السلام " في رسالته: " إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد ": " قد يختلف كلام إمامين من أئمة الحديث في الراوي الواحد، وفي الحديث الواحد، فيضعف هذا حديثاً، وهذا يصححه، ويرمي هذا رجلاً من الرواة بالجرح، وآخر يعدّله، وذلك مما يشعر أن التصحيح ونحوه من مسائل الاجتهاد التي اختلفت فيها الآراء " ().
ومن هنا تأتي أهمية البحوث الحديثة فكل شيء فيه اختلاف ينبغي أن تعاد دراسته بموجب مناهج البحث العلمي الحديثة، التي وفرتها الوسائل الحديثة، والتي لم تكن دائما متوفرة عندهم؛كالطباعة، والفهارس، ووسائل الاتصال المتطورة، والحاسوب الذي بإمكانه اختصار الزمن على الباحث فهو قد يدلك، او يعينك على الوصول الى طريق يكلفك شهراً دونه!
وهذه البحوث التي تقوم على الاستقراء التام لصنيع أئمة النقد لا تعني بداهة إنكار جهود العلماء من المتأخرين، إنما هو استمرار في خدمة هذا العلم الشريف؛فلو قدر للحافظ ابن حجر العسقلاني أو السخاوي مثلا الحياة في مثل هذه الظروف وأتيحت لهم مثل هذه الوسائل فإنهم بالتأكيد سيتعلمونها ويستخدمونها في خدمة علم الحديث أعظم استعمال، ويخرجون بنتائج عظيمة؛وإلا فانهم رغم صعوبة الوسائل آنذاك وعسرها كانوا يتناقشون الآراء ويرجحون ما يرونه صواباً على وفق القرائن التي بين أيديهم، ويخالفون سالفيهم.
وهذا كله ليس بمقدور أي أحد الخوض فيه ألا من سلك جادة العلم الشرعي، وشمر عن ساعديه، وأفنى عمره في خدمة هذا العلم الشريف ومارسه، وتعرف على طرائق الأئمة المتقدمين وعلى أقوالهم وصنيعهم في كتب الراوية والعلل.
ثم ارتأيت بعد استخارة الله تعالى أن اختار أهم هذه الموضوعات في نظري،وهو "الشاذ والمنكر وزيادة الثقة موازنة بين المتقدمين والمتأخرين "، وهو دراسة لتطور مفهوم هذه المصطلحات الثلاثة ثم تغير معانيها عند المتأخرين،موازناً بها مع أقوال الأئمة المتقدمين وتطبيقاتهم في مصنفاتهم".
والله تعالى أعلم
أخوكم الدكتور عبد القادر المحمدي
ـ[المستشار]ــــــــ[08 - 03 - 05, 06:49 م]ـ
الدكتور عبد القادر المحمدي نفع الله بكم:
هل كتابكم المشار إليه موجودٌ على هذا الموقع؟
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[08 - 03 - 05, 07:36 م]ـ
الدكتور عبد القادر المحمدي وفقه الله ..
ما عنوان كتابكم؟
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[09 - 03 - 05, 06:11 ص]ـ
أخي الفاضل:نعم الكتاب مطبوع في دار الكتب العلمية وعنوانه " الشاذ والمنكر وزيادة الثقة، موازنة بين المتقدمين والمتأخرين" وهو في حقيقته رسالة علمية قدمت الى الجامعة الإسلامية ببغداد عام 2002م.
أ الدكتور:عبد القادر المحمدي
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[09 - 03 - 05, 06:21 ص]ـ
الدكتور عبد القادر المحمدي نفع الله بكم:
هل كتابكم المشار إليه موجودٌ على هذا الموقع؟
أخي الفاضل:الكتاب غير موجود على هذا الموقع،بيد أنه طبع الطبعة الأولى في دار الكتب العلمية، في بيروت، مع الود.
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[19 - 05 - 05, 01:32 ص]ـ
الدكتور عبد القادر الفاضل // هل كتابكم موجود على النت بشكل خارج هذا الموقع؟؟
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[06 - 06 - 05, 03:55 م]ـ
الأخ الفاضل:
الكتاب ليس على النت،ولا مانع لدي من الإجابة على أي سؤال يتعلق بالموضوع.
أخوك الدكتور عبد القادر المحمدي
مدير مركز الأفق للدراسات والبحوث -بغداد
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[06 - 06 - 05, 04:27 م]ـ
الأخ الفاضل:
الكتاب ليس على النت،ولا مانع لدي من الإجابة على أي سؤال يتعلق بالموضوع.
أخوك الدكتور عبد القادر المحمدي
مدير مركز الأفق للدراسات والبحوث -بغداد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30875(1/215)
الأنوار الكاشفة للمعلمي
ـ[السي]ــــــــ[08 - 06 - 02, 09:10 م]ـ
بسم الله(1/216)
لقاء الملتقى بفضيلة الشيخ المحدّث عبدالله السعد (الأسئلة والأجوبة كاملة)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[13 - 06 - 02, 08:30 م]ـ
مقدّمة الأجوبة لفضيلة الشيخ: عبدالله السعد (حفظه الله):
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فأشكر الإخوان في ملتقى أهل الحديث على النشاط الذي يقومون به من الدعوة إلى السنة وإلى نشر العلم بين الناس، وبحمد الله يبلغني عنهم ما يسر الخاطر و يشرح النفس، والله أسأل أن يزيدهم من فضله وأن يعينهم على ما يقومون به، وأذكّرهم ونفسي أولاً بالاهتمام بالسنة على وجه العموم وبالذات أعني السنة التي يقصدها أو التي قصدها أهل العلم بقولهم: إن فلاناً من أهل السنة أو الكتب ألّفت في السنة مثل: كتاب السنة لعبدالله بن الإمام أحمد أو مثل كتاب السنة لابن أبي عاصم أو شرح السنة للبغوي وأمثال هذه الكتب التي ألفت في السنة.
والمقصود بالسنة هنا: بيان الإيمان وبيان العقيدة السليمة وبيان التوحيد الذي جاء في كتاب الله و جاء في سنة رسوله (صلى الله عليه وسلّم)، فلا شك أنه يجب على كل مسلم أن يهتم بهذا الأمر غاية الاهتمام وأن يدعو الناس إلى ذلك وأن لا ينشغل بما هو دونه؛ ينشغل به عن هذا الأمر العظيم، فلا يخفى أن التوحيد وأمور العقيدة هي أساس الدين: ما يتعلق بالشهادتين: شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله هو أساس الدين، والذي كل ما أوجبه الله (جل وعلا) علينا إنما يرجع إليه، ولذلك ربنا (جل وعلا) يقول لرسوله الكريم (عليه الصلاة والسلام): "فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك"، فأمره (جل وعلا) بأن يعلم بأنه لا معبود بحق إلا الله، وأن يستغفر لذنبه. مع أنه (عليه الصلاة والسلام) هو المبعوث بالتوحيد وهو الذي دعا الناس إلى شهادة ألا إله إلا الله، ولكن ربنا (جل وعلا) مع ذلك كله يذكره بهذا الأمر العظيم وبهذا الركن الركين والأساس الكبير الذي ينبني عليه كل ما طالب (عز وجل) به عباده، وما أمرهم به (سبحانه وتعالى) من أصول الدين وفروعه فكلها ترجع إلى هذا الأمر. ولذلك ربنا (جل وعلا) أيضاً قال لرسوله (عليه الصلاة والسلام) -وهذا أيضاً خطاب لجميع أمته من بعده- قال لهم (جل وعلا) أو قال لرسوله (صلى الله عليه وسلّم): "قل هو الله أحد"، أي: يا محمد! وحّد ربك؛ قل هو أن الله (عز وجل) واحد، واحد في ربوبيته وألوهيته وفي أسمائه وصفاته (سبحانه وتعالى)، قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد. كما أنه قال له (جل وعلا): "قل يا أيها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون، ولا أنتم عابدون ما أعبد" إلى آخر السورة، دعاه إلى أن يظهر دينه ويظهر عقيدته ويظهر ما أنزله الله (جل وعلا) عليه وأن يتبرأ من الكفار والمشركين وأنه لا يعبد ما يعبده الكفار والمشركين. نعم ... كما أنه قال (جل وعلا) له: "قل الله أعبد مخلصاً له ديني". إلى غير ذلك من النصوص التي فيها الأمر بهذا الركن العظيم والأساس الكبير الذي كل ما شرعه الله (جل وعلا) إنما يرجع إليه ويعود إليه، والذي لا يستقيم للإنسان قول ولا عمل ولا فعل إلا باستقامة هذا الأمر. ولذلك ربنا (عز وجل) يقول: "فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا"، وقال (جل وعلا): "وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً"، هؤلاء عملوا و لكن مع ذلك ربنا (عز وجل) جعل عملهم هباءً منثوراً، لأن هذا العمل لم يكن مبنياً على عقيدة مستقيمة ولا على توحيد صحيح فلذلك أصبحت أعمالهم هباءً منثورا، عافانا الله وإياكم من ذلك.
فأدعو نفسي وأدعو الإخوان في (ملتقى أهل الحديث) وأدعو كل مسلم إلى أن يهتم بهذا الأمر وبهذا الأساس، وأن يبذل غاية وسعه في تفهم هذه القضية وهذا الأمر العظيم الكبير الذي لا يستقيم الدين إلا به.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[13 - 06 - 02, 08:39 م]ـ
الإجابة على سؤال الأخ الصارم المنكي:
س1: أيهما أولى بالحفظ مختصر صحيح مسلم أو بلوغ المرام؟
الجواب: أقول: لا شك أن حفظ النصوص الشرعية؛ لا شك أن هذا أمر مطلوب وشيء مرغب فيه، وأول ذلك هو ما يتعلق بكتاب الله (جل وعلا)، ثم بعد ذلك هو ما يتعلق بسنة رسوله (صلى الله عليه وسلّم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/217)
وفيما يتعلق بالسنة هناك طريقان أو منهجان:
1) المنهج الأول: هو أنّ الإنسان يبدأ بالتدريج، يبدأ أولاً بالأربعين النووية مثلاً، ثم بعد ذلك بعمدة الأحكام، ثم بعد ذلك مثلاً ببلوغ المرام، وهكذا.
2) أو يبدأ بمختصر مسلم، ثم يضيف إليه زوائد البخاري على مسلم، وهكذا.
والمنهج الأول هو أولى وأحسن: وذلك أنه ينبغي له أن يبدأ بالأربعين النووية ثم يتفقه بها، ولا يذهب إلي حفظ غيرها قبل أن يتفقه في هذه النصوص التي حفظها، ولذلك كان هكذا منهج الصحابة (رضي الله عنهم): كانوا إذا حفظوا خمس آيات من القرآن الكريم علموا ما فيها من العلم وعملوا بما دلت عليه من العمل، ثم بعد ذلك تجاوزوها إلى غيرها.
هذا هو المنهج السليم: أن الإنسان يبدأ بالأربعين النووية ويتفقه فيها ويعرف ما دلت عليه من الأحكام، ثم بعد ذلك عمدة الأحكام ويتفقه أيضاً بما دلت عليه من أحكام، وبعد ذلك بلوغ المرام، وهكذا. هذه الطريق أولى وهذه السبيل أقوم.
ويلاحظ على بعض الإخوان أنهم يحفظون ويحفظون ولا يهتمون بالتفقه فيما حفظوا، ولا شك أن المقصود من الحفظ هو الفهم. ومعرفة ما دلت عليه هذه النصوص، فهذا هو المقصود الأعظم. وأما كون الإنسان يحفظ ويحفظ ولا يفهم: فلا شك أن هذا الطريق وهذا المسلك فيه تقصير وفيه نقص.
فلا شك أن الأولى والذي ينبغي هو الحفظ وبعد ذلك التفقه والفهم -فهم ما حفظ-، ثم بعد ذلك يحفظ ما بعده، وهكذا.
فكما ذكرت في جواب هذا السؤال: أنه يبدأ بالأربعين أحسن، ويبدأ بعد ذلك بعمدة الأحكام، وبلوغ المرام، أو المحرر (مثلاً).
ثم إذا أراد أن يستزيد فليحفظ مختصر مسلم ثم بعد ذلك زوائد البخاري، أو يبدأ بالبخاري ثم زوائد مسلم. ويكتفي بذلك! لأني لاحظت أو سمعت أن بعض الإخوان أيضاً يحفظ أكثر وأكبر من هذا المقدار، ولا شك أن هذا طيب ولكن لا يخفى ضعف الحفظ وضعف الهمم، ومثل هذا عندما يكون ديدنه الحفظ، هذا سوف يجعله يقصر في جانب الفهم ومعرفة مادلت عليه هذه النصوص.
ومما ذُكر عن عبدالله بن عمر (وهذا جاء معلقاً) أنّ عبدالله بن عمر (رضي الله عنه) جلس في حفظ سورة البقرة ثمان سنين أو سبع سنوات.
فأوصي الإخوان أنهم لا يكثرون من الحفظ بدون فهم يهتمون بالفهم ثم بعد ذلك يحفظون شيئاً آخر، وهكذا.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[13 - 06 - 02, 08:52 م]ـ
الإجابة على أسئلة الأخ أبي معاذ المكي في (الساحات):
س2: كيف نجمع بين حديث البراء (رضي الله عنه) في خروج روح المؤمن بسهولة وفيه "تخرج نفسه تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء"، وحديث: "إن للموت لسكرات"؟
الجواب: لا شك أن النصوص الشرعية لا تختلف لأنها من لدن حكيم عليم خبير (سبحانه وتعالى)، ولكن أحياناً الإنسان قد يستشكل الجمع بين هذا النص ونصٍ آخر لأنه يظن أن هناك اختلافاً ما بين هذا النص والنص الآخر. وهذا طبعاً راجع إلى ذات هذا الشخص؛ لم يتبين له وجه الجمع ما بين هذه النصوص. وقد أثر عن الإمام أبي بكر ابن خزيمة (رحمه الله تعالى) أنه قال: "لا يأتيني أحد بنص أو يأتيني بنصين متعارضين (طبعاً متعارضين فيما يرى هذا الشخص) إلا وأجمع بينهما". فلا شك أن النصوص متفقة وليست بمختلفة.
وفيما يتعلق بهذا السؤال الذي جاء السؤال عنه، فلا شك أن للموت سكرات وقد حصل هذا للرسول (صلى الله عليه وسلّم)، فإذاً ما بالك بغيره، فلا شك أن الموت يحصل قبل أن تقبض روح المؤمن، يحصل له سكرات قبل أن تقبض روحه، وهذا لا ينافي ما جاء في حديث البراء بن عازب. وحديث البراء بن عازب طبعاً قد صححه جمع من أهل العلم، وممن صحح هذا الحديث: أبو نعيم صاحب الحلية وغيرهم من أهل العلم. فهذا لا ينافي ما جاء في حديث البراء بن عازب أن روح المؤمن تخرج مثل ما تخرج القطرة من في السقاء، فهذا (والله أعلم) عند قبض الروح قبل أن تكون السكرات التي تكون قبل قبض الروح، هذا الذي يظهر لي ويبدو، والله أعلم.
س3: حديث المرأة التي نذرت أن تضرب على رأس الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالدف وإقرار الرسول (صلى الله عليه وسلم) لها، هل يدل على جواز سماع الرجال للدف؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/218)
الجواب: من المعلوم أن آلات المعازف محرمة ولا تجوز، وقد جاء في صحيح البخاري من حديث أبي مالك الأشعري (رضي الله عنه) أن الرسول (صلى الله عليه وسلّم) قال: "ليستحل طائفة من أمتي الحرير الخمر والحر و المعازف"، أو كما قال (صلى الله عليه وسلم). فالمعازف جمع معزفة وهي حرام كما جاء في هذا الحديث، وأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أخبر أن طائفة من أمته سوف تستحل هذه المعازف، وهذا يدل على حرمتها وأنها لا تجوز.
وقد رخص الشارع للنساء فقط لإستعمال المعازف في حالات ثلاث:
1 - الحالة الأولى، حالة العرس.
2 - الحالة الثانية، في العيد، كما جاء في حديث عائشة المتفق على صحته.
3 - الحالة الثالثة، عند قدوم غائب، كما جاء في هذا الحديث الذي رواه أبو داود وغيره وهو حديث صحيح، ولو كان الضرب بالدف لا يجوز لما رخص الرسول (صلى الله عليه وسلم) لهذه المرأة، لأنه لا يجوز الوفاء بالنذر المحرم أو بالنذر في شيء حرام، فدل على ترخيص الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالوفاء في هذا النذر؛ وقال لهذه المرأة: "أوفي بنذرك" دلّ هذا على أن هذا الشيء يجوز، وأنّ هذا فعل بحضرة الرسول (صلى الله عليه وسلّم) وأن هذا الشيء لا بأس به، لدلالة الحديث الصحيح عليه.
س4: قوله تعالى: "فاقتلوا المشركين حيث وجتموهم"، وحديث: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله .. الحديث"، هل هذه النصوص ناسخة لقوله تعالى: "لا إكراه في الدين"؟ البعض يستدل بالآية والحديث على أن الإسلام انتشر بالسيف: فكيف نرد عليهم؟
الجواب: لا شك أن الله (عز وجل) قد أمرنا بجهاد الكفار والمشركين وأنه إمّا أن يسلموا -وهذا هو المطلوب والمقصود-؛ وإما أن يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون فيدخلوا تحت حكم المسلمين، كما قال (عز وجل): "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر"، وإمّا أن يمتنعوا من دفع الجزية: فهنا الواجب قتالهم كما جاء هذا في حديث بريدة بن الحصين الذي خرجه الإمام مسلم أن الرسول (صلى الله عليه وسلم): كان إذا أرسل سرية كان يوصيهم بتقوى الله ويقول: اغزوا في سبيل الله، و قاتلوا من كفر بالله .. إلى آخر الحديث، أو كما قال (صلى الله عليه وسلم).
فهذا هو الواجب، ففي قوله تعالى: "لا إكراه في الدين" المقصود بذلك: أن الإنسان لا يكره على أن يترك دينه ويدخل في دين الإسلام إلا باقتناع، لكن يكره في جريان أحكام الإسلام عليه ويلزم بذلك. إما أن يسلم كما تقدم في حديث بريدة وهذا هو المقصود؛ وإما أن يدفع الجزية فتجري عليه أحكام الإسلام ويكون خاضعاً لحكم المسلمين.
فإذا أبى فلا شك أنه يجب قتاله إذا كان المسلمون قادرون، فهنا يجب عليهم أن يقاتلوا من أبى أن يسلم أو أبى أن يدخل تحت حكم المسلمين فتجري عليه أحكام أهل الإسلام، فهنا الواجب قتاله في هذه الحالة.
فيكون "لا إكراه في الدين" أي: لا يكره على الدخول في دين الإسلام إلا باقتناع منه، ولكنه يكره أن تجري عليه أحكام الإسلام يكره على هذا إكراهاً وإلا فإنه يقاتل وهذا من الإكراه.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[13 - 06 - 02, 09:07 م]ـ
الإجابة على أسئلة الأخ عبدالله العتيبي:
س5: ما رأيكم بمن يقول أن مستدرك الحاكم لم ينفرد بإخراج حديث صحيح؟
الجواب: ما أدري ماذا يقصد هذا الأخ السائل في قوله: إن مستدرك الحاكم لم ينفرد بحديث صحيح.
إذا كان يقصد أنه لا يوجد حديث تفرد به الحاكم عن باقي كتب الحديث ويكون صحيحاً بل يكون ضعيف؛ فإذا كان يقصد هذا الشيء فأقو ل: هذا هو الغالب لكن ليس هو الدائم، وإنما هذا هو الغالب.
س6: ما رأيكم بالإكثار من دراسة علم المصطلح وقراءة المطولات فيه؟
الجواب: فيما يتعلق بدراسة علم المصطلح والإكثار من ذلك وقراءة المطولات. لاشك أن علم المصطلح من العلوم المهمة، لكن كما تقدم أن علم المصطلح هو في الحقيقة وسيلة لا غاية: وسيلة إلى معرفة الأحاديث الصحيحة من الضعيفة، فيعمل بالصحيح ويترك الحديث الضعيف، فلا يكون الاهتمام بهذا الشيء أكثر من الاهتمام بإمور التوحيد وقضايا العقيدة ومعرفة ما يتعلق بإقامة الصلاة وكيفية صلاة الرسول (صلى الله عليه وسلّم) وفيما يتعلق بأحكام الطهارة، يعني فيما يتعلق بالعلم الواجب على الإنسان، لاشك أن العلم الواجب هذا مقدم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/219)
فكما أشرت في بداية الكلمة أن بعض الإخوان قد يلاحظ عليه أنه يهتم بقضايا المصطلح على حساب قضايا التوحيد والعقيدة أو على حسان التفقه في ما يجب عليه أن يؤديه فيما يتعلق بصلاة وفيما يتعلق بصيام وفيما يتعلق بطهارة أوفيما يتعلق بحج. فلا شك أن التفقه في هذه القضايا وهذه المسائل لا شك أنه هو الذي ينبغي أن يقدم كما قدمه الشارع.
وفيما يتعلق بقراءة المطولات في كتب المصطلح: لاشك أن كتب المصطلح في الغالب أنها مفيدة وأن كل كتاب قد يتميز عن غيره بشيء آخر لا يوجد في الكتاب الثاني، وهكذا. لكن غالباً أن كثيراً من هذه الكتب أو أن بعض هذه الكتب يغني بعضها عن البعض الآخر، فلو أقتصر الإنسان على بعض الكتب منها فهذا قد يغنيه عن كثير من الكتب التي ألفت في المصطلح. فمن هذه الكتب المهمة عندنا: كتاب معرفة علوم الحديث للحاكم، وكتاب الكفاية للخطيب البغدادي، وكتاب شرح العلل لابن رجب، وكتاب الموقظة للذهبي، وكتاب نخبة الفكر. فمثل هذه الكتب تغني عن كثير من الكتب التي ألفت في المصطلح ولو أن الشخص أيضاً أطلع على غيرها من الكتب لاشك أن هذا شيء حسن وطيب.
لكن الشيء المهم هو ينبغي له أن يتتبع كلام الأئمة المتقدمين وكلام الحفاظ السابقين من كتب العلل والجرح والتعديل وكتب التخريج وما شابه ذلك. فيتتبع كلام هؤلاء الحفاظ حتى يفهم هذا العلم ويتمكن في هذا الفن ويدخل طبعاً في هذا مقدمة الإمام مسلم في صحيحه وأيضاً العلل الصغير للترمذي ورسالة أبي داود إلى أهل مكة وأمثال هذه الرسائل التي كتبها الأئمة المتقدمون. فأقول ينبغي له أن يحرص على مثل هذه الكتب.
س7: ما رأيكم بدراسة المطولات من علم الأصول؟
الجواب: لاشك أن علم الأصول أيضاً علم مهم وعلم مفيد، لكن ينبغي له أن ينتبه أن الذين ألفوا في الأصول ينقسمون إلى قسمين أو الكتب المؤلفة في الأصول أنها تنقسم إلى قسمين:
1) كتب ألفها السلف أو من سار على طريقة السلف، ككتاب الرسالة للإمام الشافعي ومن سار على منهجه وطريقته ككتاب الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي، وكذلك أيضاً المدخل للبيهقي، ومقدمة كتابه دلائل النبوة، وكذلك أيضاً مقدمته في كتاب المعرفة له، وأيضاً كذلك كتاب جامع بيان العلم وفضله لأبي عمر بن عبدالبر فأيضاً في هذه الكتب أو في هذا الكتاب في الحقيقة فيه أيضاً كلام فيما يتعلق بعلم الأصول. وكذالك غيره من كلام متناثر للأئمة السابقين وقواعد وأشياء يذكرونها تتعلق بعلم أصول الفقه.
2) القسم الثاني من الكتب التي ألقت في علم الأصول: الكتب التي ألفها أناس ليسوا على مذهب أهل السنة والجماعة، ومن المعلوم أن كثيراً من المعتزلة أو الأشاعرة وأمثالهم ألفوا في علم الأصول فهذه الكتب فيها أشياء لا تنبغي، وفيها أخطاء، وبعض هذه الكتب تقلل عند المسلم من هيبة النصوص الشرعية، ومن اتباع هذه النصوص. وحتى أن في بعض هذه الكتب يقولون أن الشخص لا يحق له أن يعمل بآية أو بحديث حتى تنتفي عنها الاحتمالات العشرة، ويقصدون بذلك: أن هذا النص قد يكون منسوخ وهناك ما ينسخه، إذاً عليه أن يبحث عن الناسخ وأيضاً يقولون قد يكون هذا النص مجمل وهناك ما يفسره، أو يقولون إن هذا النص مطلق وهناك ما يقيده أو إن هذا النص عام وهناك ما يخصصه، وهكذا. فبالتالي قد يصدون الشخص عن العمل بما دلت عليه النصوص الشرعية، فبعض هذه الكتب تقلل من هيبة النص الشرعي في قلب المسلم. فهذه الكتب ينبغي الانتباه إليها وعدم الإكثار من القراءة فيها لما تقدم ذكره. ثم أيضاً كثير من المباحث أو قد توجد مباحث في هذه الكتب لا فائدة منها مباحث كلامية مباحث نظرية وليست بعملية فتكون الفائدة منها قليلة، بالإضافة إلى أن هذه الكتب فيها أيضاً ما يخالف العقيدة الصحيحة. فلذلك لا ينبغي الإكثار من القراءة في هذه الكتب، بل كما تقدم الكتب السابقة ينبغي الاستفادة منها.
ثم أن هناك أمر مهم جداً وهو عندنا ما يسمى بعلم القواعد الفقهيه، وهذا العلم أي علم القواعد الفقهيه علم مهم جداً، وفائدته كبيرة بحيث يجمع كثير من المسائل الجزئية تحت قاعدة تعم هذه المسائل تحت قاعدة كلية تندرج فيها كثير من المسائل الجزئية، فعلم القواعد الفقهيه هذا علم مهم وعلم مفيد، فينبغي الإكثار من القراءة في هذه الكتيب التي تتحدث عن القواعد الفقهية.
ثم أيضاً فيه قضية مهمة وهي: ينبغي للشخص عندما يقرأ في كلام الأئمة أن ينتبه إلى كيفية استنباطهم للأحكام من الأدلة وكيفية (مثلاً) جمعهم ما بين النصوص عندما يظن أنه وقع فيها اختلاف للناظر. فأقول أنه ينبغي عندما الإنسان يقرأ (مثلاً) للإمام ابن تيمية والإمام ابن القيم (مثلاً) ينبغي له أن ينتبه كيف يستنبطون الأحكام من النصوص الشرعية وكيف يرجحون ويوازنون ما بين الأدلة. فينبغي الانتباه إلى هذه القضية، يعني يوجد كثير من الناس عندما يقرأ (مثلاً) يكون قصده هو معرفة قول هذا العالم هل هو يرجح هذا القول أو يرجح القول الثاني، وهكذا. هذا لاشك أنه مطلوب، ولكن هناك أمر مهم جداً وهو: كيف استنبط هذا العالم هذه الفائدة وكيف أخذها من هذا النص الشرعي.
والمقصود من علم الأصول هو أن يتوصل الإنسان إلى استنباط الأحكام الشرعية من الأدلة، هذا هو المقصود من علم أصول الفقه، فأقول عندما الإنسان يقرأ لأهل العلم ولكبار أهل العلم ينبغي له أن ينتبه كيف استنبطوا هذه الفوائد وهذه الأحكام، وكيف تعاملوا مع هذه النصوص، وكيف يتعاملون عندما يحصل في مسألة من المسائل خلاف، وكيف يرجحون، وكيف يستدلون فينبغي الانتباه إلى كل هذا فإن هذا مفيد جداً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/220)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[13 - 06 - 02, 10:14 م]ـ
الإجابة على أسئلة الأخ السيف المجلى:
س8: ما صحة لفظة "يوم الجمعة" في حديث قراءة سورة الكهف؟
الجواب: جاء حديث أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) في استحباب قراءة سورة الكهف. وحديث أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) وقع فيه اختلاف في أمرين:
1) في رفعه ووقفه، والراجح هو الوقف، لكن مثل هذا ما يقال بالرأي فيكون له حكم الرفع.
2) أنه وقع اختلاف ما بين هشيم وما بين سفيان الثوري وشعبة، ففي رواية هشيم عن حصين تقييد قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة هذا في رواية هشيم عن حصين، وأما رواية شعبة والثوري: فلم يقيدا قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة وإنما: من قرأ سورة الكهف أضاء له نور ما بين الجمعتين، أو كما جاء في الحديث بدون أن يقيد ذلك بيوم الجمعة، ورواية شعبة والثوري أرجح والله أعلم. وذلك لأنهما من كبار الحفاظ، ولاجتماعهما على هذه اللفظة مع أن هشيم من أثبت الناس في حصين هشيم بن بشير، لا شك أنه حافظ ومن كبار الحفاظ وأثبت الناس في حصين بن عبدالرحمن السلمي، ولكن اجتماع شعبة والثوري مع جلالة قدرهما ومكانتهما في العلم والحفظ والإتقان: فروايتهم أرجح.
لكن لو أن الإنسان قرأ سورة الكهف يوم الجمعة يكون عمل بكلا الروايتين برواية هشيم ورواية شعبة والثوري لأنه إن كانت رواية شعبة والثوري هي الأرجح فيكون أيضاً عمل باللفظ الذي رواه شعبة والثوري لأن رواية شعبة والثوري كما تقدم بدون أن يقيد هذا بيوم. فمن قرأ سورة الكهف ينطبق عليه الفضل الذي جاء في الحديث. وإن كانت رواية هشيم هي الراجحة يكون أيضاً قد عمل برواية هشيم فقرأها في يوم الجمعة.
س9: ما القول الراجح في ابن لهيعة؟
الجواب: عبدالله بن لهيعة الحضرمي المصري من كبار أهل العلم في بلاد مصر في زمانه، وكان قاضي مصر (رحمه الله)، وكان مكثراً جداً من الحديث والرواية، فهو من أهل العلم والفضل، ولكنه رحمه الله لم يكن بالمتقن ولم يكن أيضاً بالحافظ (رحمه الله)، وخاصةً في حديثه المتأخر، فلذلك وقعت أحاديث منكرة في حديثه ووقع في أوهام في روايته، وهذا مرجعه إلى أشياء منها:
1) عدم إتقانه وحفظه.
2) أنه ما كان يحدث من كتابه، هو حدث قديماً فيما سبق من حياته حدث من كتابه ثم بعد ذلك لم يحدث من كتابه، وإنما يقرأ من كتب الناس أو يأتي إليه أناس ويقولون هذا من حديثك فيقرؤون عليه، ثم بعد ذلك يروون هذه الأحاديث، فلا شك أن مثل هذا أوقعه في أوهام وأخطاء.
3) تدليسه: فكان يدلس، وأحياناً كان يسقط راويين، فهذا أيضاً من الأسباب التي أدت إلى أن يقع في حديثه ما وقع من المنكرات والأخطاء.
والخلاصة في حديثه رحمه الله أنه على ثلاثة أقسام:
1) القسم الأول: وهو أصح حديثه وهو ما حدث به قديماً، وممن سمع منه قديماً عبدالله بن وهب، والدليل على هذا هو حديث، أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال: "لو أن القرآن كان في إيهاب لما احترق". هذا الحديث حدث به ابن لهيعة. قال ابن وهب: لم يكن ابن لهيعة يرفع الحديث من قبل، يعني ثم بعد ذلك رفعه. ورفع هذا الحديث منكر فعبدالله ابن وهب سمع هذا الحديث من ابن لهيعة قديماً ولم يكن يرفعه، ثم سمعه منه عبدالله بن يزيد المقرئ. وعبدالله بن يزيد المقرئ أيضاً ممن روى عنه قديماً ولكن ابن وهب أقدم من عبدالله بن يزيد المقرئ وأكثر ملازمة لعبدالله بن لهيعة، ولذلك بيّن عبدالله بن وهب أن هذا الحديث ما كان ابن لهيعة يرفعه من قبل، يعني ثم بعد ذلك رفعه، فسمعه منه عبدالله بن يزيد المقرئ فرفع هذا الحديث منكر. وهذا القسم لا يحتج به. وسوف يأتي بإذن الله لماذا لا يحتج به.
2) القسم الثاني من حديث عبدالله بن لهيعه: هو ما حدث به قديماً، وما رواه قبل أن تحترق كتبه. ومن سمع منه من كتابه، فهذا القسم الثاني هو يلي القسم الأول وأقوى من القسم الذي سوف يذكر وهو القسم الثالث. والسبب في هذا القسم هو أن ابن لهيعة (رحمه الله) احترقت كتبه، فزاد ضعفه بعد احتراق هذه الكتب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/221)
وبالمناسبة فقد أختلف هل احترقت كتبه أم لم تحترق: فهناك من نفى أن تكون كتبه قد احترقت. ووجه الجمع (والله أعلم) أن كثيراً من كتبه قد احترقت أو جزء من كتبه قد احترق وبعضها لم يحترق. وهناك ما يدل على ذلك، جاء ما يدل على أن بعض كتبه بقيت، وحتى سمع من ابن لهيعة من كتبه من سمع منه أخيراً، فجزء من كتبه قد احترق.
فهذا الذي حصل زاده ضعفاً، وأيضاً كما ذكرت فيما سبق أن ابن لهيعة كما ذكر في ترجمته من قبل بعض أصحابه أنه حدث من كتبه قديماً ثم بعد ذلك ما أخرج كتبه إلا من يأتي إليه ويسأله أو يقف على بعض كتبه فيسمع منه من كتابه وإلا فيما بعد أخذ يكثر من الحديث من حفظه فلذلك ازداد ضعفاً على الضعف الموجود فيه. فلذلك يقال أن من سمع منه قديماً ومن روى عنه قبل أن يتغيرقبل أن تحترق كتبه ومن سمع منه من كتابه أو من كتب عمن كتب عنه مثل قتيبة بن سعيد. قتيبة بن سعيد كتب عمّن كتب عنه ولذلك أثنى الإمام أحمد على رواية قتيبة بن سعيد.
3) القسم الثالث، من سمع منه أخيراً بعد احتراق كتبه وسمع منه من حفظه.
فهذه أقسام حديث ابن لهيعة.
طبعاً كل هذه الأقسام لا يحتج بها. لماذا؟ لأن جل الحفاظ، أكثر الحفاظ على تضعيف عبدالله بن لهيعة مطلقاً، كما قال يحيى بن معين: "كان ضعيفاً قبل الاختلاط وبعده". فجلّ الحفاظ على تضعيف حديثه مطلقاً بدون تفصيل، ولذلك قال أبو الحسن الدرقطني: "يعتبر برواية العبادلة عنه"، ما قال: "تُصحح"، وإنما قال: "يُعتبر" يعني لأنهم سمعوا منه قبل أن تحترق كتبه.
ثم أمر آخر: وهو أن لابن لهيعة أحاديث منكرة حتى من رواية العبادلة ومنهم عبدالله بن وهب، والدليل على هذا هو عندما تقرأ في كتاب العلل لابن أبي حاتم تجد أحاديث عديدة أنكرها أبو حاتم الرازي على عبدالله بن لهيعة، وهي من رواية ابن وهب. فلعبدالله بن لهيعة أحاديث منكرة حتى من رواية من سمعوا منه قديماً. فعندما تقرأ في كتب العلل وغيرهم من كتب أهل العلم تجد أحاديث كثيرة أنكرت على ابن لهيعة مع أنه من رواية القدماء عنه.
وأما من قوى ابن لهيعة من رواية العبادلة فالجواب عن ذلك أولاً بما تقدم، والأمر الثاني: أن الذين نقل عنهم تقوية حديث العبادلة عنه هم الحافظ عبدالغني المصري والساجي وهما لا شك أنهما من كبار الحفظ لكنهما ليسا مثل يحي بن معين أو مثل الإمام أحمدو مثل أبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم من كبار الحفاظ. فلا شك أن مثل هؤلاء يقدمون على الساجي وعلى الحافظ عبدالغني المصري.
ثم قد يكون قصد الحافظ عبدالغني المصري أن ما رواه عنه العبادلة هو صحيح؛ يقصد (والله أعلم): أن رواية العبادلة من حديث ابن لهيعة. لأن هناك من روى عن ابن لهيعة أحاديث ليست من حديثة وذلك كما ذكرت: يأتي إليه أناس يقرؤون عليه أحاديث وهو يسكت ثم بعد ذلك يروونها عنه وتكون هذه الأحاديث ليست من حديثه. فلعل قصد الحافظ عبدالغني الغني المصري والساجي كذلك: أنهم يقصدون أن رواية العبادلة هي من حديث ابن لهيعة نفسه وليست من غير حديث ابن لهيعة.
وكما ذكرت فإن لعبدالله بن لهيعة أحاديث منكرة حتى ممن سمع منه قديماً وهذه الأحاديث المنكرة كثيرة في الحقيقة وليست بالقليلة. فالراجح أنه لا يحتج به وكما قال الدارقطني أنه يعتبر برواية العبادلة عنه.
والخلاصة أن رواية ابن وهب في الأصل أنها أقوى ممن روى عنه من غيره أو ممن روى عنه غيره لما ذكرت قبل قليل، ثم بعد ذلك من سمع منه قديماً غير عبدالله بن وهب، ثم بعد ذلك أضعف حديثه من سمع منه أخيراً إلا ما استثني ممن كتب عنه (مثلاً) ممن كتب من كتب ابن لهيعة ذاتها كما ذكرت مثل قتيبة بن سعيد أو محمد بن رمح، فأيضاً هذا مما استثني، أو مثل نظر بن عبدالجبار أيضاً، هذا ممن أستثني. وأثني على روايته كما أثنى عليها حماد بن صالح المصري.
نعم الخلاصة أن حديث ابن لهيعة لا يكتب ولا يحتج به لكن رواية القدماء عنه أقوى.
س10: ما المنهج الصحيح في تقوية الطرق الضعيفة؟
الجواب: طبعاً لا يخفى أنّ الأحاديث على قسمين: أحاديث ثابتة بذاتها، وإمّا أحاديث ثابتة بمجموع طرقها. والسؤال هو عن هذا القسم الثاني. فهناك أحاديث إنما تثبت بمجموع الطرق وليس في كل طريق لذاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/222)
وأحب أن أنبه قبل أن أكمل الجواب بإذن الله أن هناك من يعزو للمتقدمين بأنهم لا يرون تقوية الطرق بالشواهد والمتابعات، وهذا غير صحيح: هناك من يرى أن لا يتقوى الحديث بالشواهد وهذا ليس من مذهب المتقدمين. نعم هذا من منهج أبي محمد بن حزم (رحمه الله) فهو يرى أن الخبر إذا كانت جميع طرقه ضعيفة أنها لا تتقوى وأن هذا الخبر لا يثبت مهما بلغت هذه الطرق إذا كان كل طريق لوحده ضعيف وهناك ممن يسير على هذا المنهج. وأما المنهج الصحيح فهو أن الأسانيد إذا تعددت والطرق تكاثرت فهنا يقوى الخبر: لكن هذا بشروط، وقبل أن أذكر الشروط أقول: ومما يدل على أن الأئمة المتقدمين يرون ذلك أنهم يقولون: يكتب حديث فلان للاعتبار، ويكتب في الشواهد، وكما قال الدارقطني: أن رواية العبادلة يعتبر بها، وكما قال أبو عيسى الترمذي في كتاب العلل الصغير في معنى الحسن عنده أو مقصوده بالحسن: "هو أن يروى من غير وجه ويكون في إسناده كذاب وأن لا يكون شاذاً". وقد تكلم الإمام الشافعي متى يتقوى المرسل تكلم على ذلك في كتابه الرسالة. فإذاً: الأئمة المتقدمون يرون ذلك.
ولكن فرق بين منهج الأئمة المتقدمين وبين منهج من تأخر في ذلك أن: الأئمة المتقدمون ما كانوا يتوسعون في ذلك بخلاف المتأخرين أو كثير من المتأخرين، وهذا الذي أقصده، لا أقصد كل المتأخرين، وإنما أقصد كثير منهم، أو جمع كبير منهم، أنهم توسعوا في تقوية الحديث الضعيف بمجموع طرقه حتى وصل بهم إلا أنهم يقوون الأحاديث المنكرة والباطلة والأحاديث البينة الضعف.
ومن ذلك (مثلاً) أنّ الرسول (صلى الله عليه وسلّم) كان يخلل لحيته، وهذا الحديث ضعيف ولا يصح من جميع طرقه، ولذلك جاء عن الإمام أحمد وجاء كذلك عن أبي حاتم الرازي أن هذا الخبر لا يصح. و (مثلاً) حديث التسمية عند الوضوء "لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه" أيضاً هذا الحديث له طرق كثيرة ولا يصح منها شيء ضعفه أيضاً الإمام أحمد وأيضاً أبو بكر بن المنذر، وأيضاً هذا ظاهر كلام ابن حبان وقبله البخاري والترمذي بينما تجد أن هذه الأحاديث قد قواها وصححها أو حسنها جمع ممن تأخر من أهل العلم. فالفرق بين منهج الأئمة المتقدمين وبين من تأخر أنهم لا يتوسعون في تقوية الأخبار الضعيفة بل لهم شروط.
ومن هذه الشروط:
1) أن يكون هذا الضعف يسيراً لا يكون هذا الضعف شديداً، وأيضاً هذا يقوله من تأخر ولكن عند التطبيق قد لا يلتزمون بهذا الشرط، فلا بد أن يكون هذا الضعف ليس بالشديد، أن يكون (مثلاً) فيه راوٍ معروف بالحفظ ثم اختلط، فإن جاء ما يشهد له وهنا يتقوى وهذا يدل على أنه قد حفظ هنا أو تسيء الحفظ ولا يكون سيئ الحفظ جداً، فلا بد أن لا يكون هذا الضعف شديداً، أو يكون مرسل لكبار التابعين وجاء من طرق أخرى مراسيل مثله أو أسانيد موصولة فيها ضعف فهنا يتقوى، وهكذا.
2) فيما يتعلق بالمتن فلا بد أن يكون المتن الذي يشهد لهذا مثله أو يوافقه في أكثر ألفاظه، لأنه لوحظ أن هناك من يقوي الأخبار بطريقة وهي أنه يأتي بالحديث الضعيف ويقول (مثلاً) أن هذه الكلمة من هذا الحديث أو هذه الجملة يشهد لها الحديث الفلاني وهذه الجملة يشهد لها الحديث الفلاني وهذه الجملة يشهد لها الححديث الفلاني، وهكذا، وبالتالي يكون الخبر ثابتاً، لا هذا غير صحيح. وإنما لابد أن يكون المتن الذي يراد به تقوية هذا الخبر، أي المتن الذي جاء في الطريق الأخرى، أن يكون هو مثل المتن الذي جاء في الطريق الأولى، أو في أكثر ألفاظه بحيث يغالب على الظن أن هذا الحديث واحد: رواه فلان وكذلك رواه فلان، فهذا أيضاً لا بد من ملاحظته في الحكم على الحديث وعند تقويته لابد من هذه الملاحظة.
كذلك عندما تكون الزيادة شاذة أو يكون الخبر منكراً ومعلولاً فهنا أيضاً ينبغي الانتباه لهذا، ومثل هذا لا يقوى الخبر. الخبر في مثل هذه الحالة لا يقوى ولا يتقوى.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[13 - 06 - 02, 10:27 م]ـ
الإجابة على أسئلة الأخ أبي عبدالله الروقي:
س11: ما رأيكم في حديث "السلطان ظل الله في الأرض"؟
الجواب: هذا الحديث قد رواه ابن أبي عاصم وغيره ولكنه لا يصح، هذا الحديث ضعيف ولا يصح، والأحاديث الصحيحة لم يأت فيها أن السلطان ظل الله في أرضه.
س12: ما قولكم في زيادة "يحيي ويميت" في التسبيح عقب الصلاة؟
الجواب: أنا لا أعرف خبراً صحيحاً فيه هذه الزيادة وتكون ثابتة وهي زيادة "يحيي ويميت". من المعلوم أن زيادة يحيي ويميت جاءت في أحاديث كثيرة، لكن أنا ما أعلم في خبر من الأخبار أن هذه الزيادة التي جاءت وهي "يحيي ويميت" أنها صحيحة سواء كان ذلك في التهليل عندما الإنسان يهلل عشراً [أو أكثر أو غير ذلك]، ما أعلم أن هذه الزيادة صحيحة بل كل ما جاءت إما ضعيفة أو شاذة غير محفوظة.
س13: ما هو الأمثل في الحفظ: التركيز على السند أم المتن؟
الجواب: أقول لا شك أن الإسناد وسيلة لا غاية، والغاية هو المتن، هذه هي الغاية، فإذن يكون التركيز على المتن لاشك أنه هو المقصود، وهو الأولى، وأما كون الإنسان يركز على الإسناد ويدع المتن فلاشك أن هذا خطأ.
س14: هل القول برأي أبي عمرو ابن الصلاح في مسألة التصحيح والتضعيف المشهورة، هل القول بذلك أمر مبتدع لا يجوز تقليده فيه؟
جـ / أما ما يتعلق بالتصحيح والتضعيف في العصور الأخيرة أو العصور التي تلت عصور الرواية إلى يومنا هذا وإلى أن تقوم الساعة، فلاشك أن هذا أمر مطلوب، وأمر باقي وهذا قول جل أهل العلم، وما قاله ابن الصلاح (رحمه الله) لاشك أن هذا فيه، نظر والصواب هو خلافه، هذا هو الصواب، ولم يزل أهل العلم يصححون ويضعفون، وهذه المسائل من مسائل الاجتهاد، فإذا كانت من مسائل الاجتهاد فالإنسان عليه أن يبذل وسعه في معرفة كون هذا الحديث صحيح أو ضعيف، ومن المعلوم أن هناك أحاديث لم يحكم عليها أهل العلم السابقين، فإذن ما لذي ينبغي علينا حتى نعرف صحة هذه الأحاديث من ضعفها أننا نسلك طريقتهم ونسير وفق منهجهم، وبالتالي نحكم على هذا الحديث بما يليق بحاله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/223)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[13 - 06 - 02, 10:47 م]ـ
الإجابة على أسئلة الأخ الصارم المنكي:
س15: ما صحة حديث حصار العراق اثنا عشرة سنة؟
الجواب: هذا الحديث غير صحيح، وأنا أول مرة أسمع بهذا الحديث، وإنما الذي جاء في صحيح مسلم أنه "منعت العراق قفيزها ودرهمها ومنعت الشام أيضاً ومصر"، فهذا الحديث الذي جاء في صحيح مسلم، وهذا الحديث قال بعض أهل العلم: أنه وقع فيما سبق، والذي قال هذا صديق حسن خان (رحمه الله تعالى) وقال وهذا بسبب استيلاء الكفار. من المعلوم أن العراق وغيرها من الدول سيطر عليها الكفار، مثل العراق سيطر عليه البريطانيون ومثل سوريا سيطر عليها الفرنسيون، فقال صديق حسن خان (رحمه الله) أن هذا وقع فيما سبق.
س16: ما رأيكم بخروج طلبة العلم في الفضائيات والتلفاز؟
الجواب: هناك رسالة بحمد الله ألفت في هذه المسألة، وهذه الرسالة للأخ طلال بن سيف، وبين حكم هذه القضية وهذه المسألة، ووصل إلا المنع من الخروج. ولا شك هذا هو الصحيح وذلك لأن الصورة أولاً لا تجوز فالصورة محرمة. والأمر الثاني أن أصحاب هذه الفضائيات هم أناس من الفجرة والفسقة وأن الغالب على ما يخرج في هذه الفضائيات هو الشر والفساد. ولذلك هم يخرجون أمثال هذه البرامج من أجل التعمية على الناس ومن أجل -في الحقيقة- فتنة الناس، فيخرجون بعض البرامج لمدة ساعة أو نحوها ثم يكون الغالب أو الباقي هو الشر والفساد. وإذا كان الله منع رسوله (صلى الله عليه وسلّم) من الصلاة في مسجد الضرار وقال جل وعلا: "ولا تقم فيه أبداً" لأن مسجد الضرار لم يؤسس على طاعة الله. ومنع ربنا عز وجل رسوله (صلى الله عليه وسلم) أن يصلي فيه لله في هذا المسجد لأنه لم يؤسس على تقوى من الله ورضوان: فهذه القنوات لم تؤسس على تقوى من الله ولا رضوان وفيها من المفاسد والشرور الشيء الكثير.
س17: ما هي شروط التكفير المعين؟
الجواب: التكفير إما أن يكون على جهة التعيين وإما أن يكون على جهة العموم، ويظن بعض الناس جهلاً منهم أن المعين لا يكفر لذاته فهذا غير صحيح، إذا ثبت بالدليل أن هذا الشخص قد فعل فعلاً أو قال قولاً يوجب كفره وردته وقامت عليه الحجة في ذلك فلا شك أن هذا يحكم بكفره لذاته ولعينه.
وهذه المسألة فيها تفصيل مطول فنضرب بعض الأمثلة ويتضح بعض التفصيل:
فلو أن إنساناً (مثلاً) استهزأ بالدين وسب رب العالمين والعياذ بالله فلا شك أن هذا كافر بعينه ولا يقال نقيم عليه الحجة، لأن الحجة أصلاً قائمة عليه، لأنه لا يخفى على إنسان حرمة مسبة الله والعياذ بالله، وأن هذا الذنب أنه من عظائم الذنوب ومن الذنوب العظيمة الكبيرة، فهذا لا يخفى على أحد، وهناك ذنوب لابد فيها من إقامة الحجة يعني (مثلاً) إنسان توّه أسلم وقال إن الخمر حلال، فهذا الشخص لا بد من إقامة الحجة عليه لأن هذا مما يغلب على الظن أنه خفي عليه، لأنه الرجل توّه أسلم، أو إنسان في مكان بعيد عن المسلمين فيجهل أشياء هي معلومة من الدين بالضرورة، فهنا لابد من إقامة الحجة فيها على هذا الشخص فإذا عاند فهنا يكفر، فمثلاً إنسان ما يدري بأن حكم تارك الصلاة بأنه كفر فلا بد من إقامة الحجة عليه، لكن إنسان بين المسلمين: فهذا غالباً أنه لا يخفى عليه أن ترك الصلاة كفر فمن تركها فيكون كافراً بعينه من كانت حالته مثل الذي ذكرنا.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[17 - 06 - 02, 09:34 ص]ـ
الجواب على أسئلة الأخ الكلمة الطيبة.
س18: هل نستطيع أن نهزم اليهود في هذا الزمان وبنفس الأسلحة التي معنا؟
الجواب: هذا السؤال مهم فجواباً عليه أقول وبالله التوفيق: أنّ ربنا (عز وجل) وعد بنصر عباده إذا هم نصروه (سبحانه وتعالى)، انقادوا لأمره واتبعوا شريعته، فلا شك أن ربنا (عز وجل) سوف ينصرهم كما قال تعالى: "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"، وكما قال جل وعلا: "وكان حقاً علينا نصر المؤمنين". فجعل ربنا (عز وجل) ذلك من الحق عليه (سبحانه وتعالى) أنه ينصر عباده المؤمنين. ونصرة الله (عز وجل) بنصرة أوامره وتطبيق شريعته. وكما نصر ربنا (جل وعلا) عباده المؤمنين في عهد عهد رسوله الكريم (صلى الله عليه وسلّم) وفي الصحابة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. ومن المعلوم أن الكفار كانوا أكثر عدداً وأكثر عدة؛ مع ذلك نصر الله عباده المؤمنين عليهم. فكذلك في هذا الوقت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/224)
وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. لكن بقي أن الإنسان ينصر دين الله (جل وعلا) وينصر أوامر الله بأن يطبقها ويتبعها، فمن فعل ذلك فلا شك أنه سوف ينصر ولن يتخلف وعد الله (سبحانه وتعالى).
س19: شخص في غيبوبة لمدة طويلة سنة أو أكثر هل يقضي جميع الصلوات التي فاتته؟
الجواب: إذا كان الإنسان في غيبوبة وفاتته جميع الصلوات: أختلف أهل العلم هل يقضي أو لا يقضي هذا في المدة التي ليست بالكثيرة وأما إذا كانت المدة طويلة كما جاء في هذا السؤال: سنة كاملة فهذا ما يقضي. بعض أهل العلم حدد المدة في القضاء ثلاثة أيام، قال: إذا كانت المدة أكثر من ثلاثة أيام فإنه لا يقضي وما كان دونها فإنه يقضي. وثبت عن ابن عمر في الموطأ (رضي الله عنه) إنه أغمي عليه حتى خرج وقت الصلاة فلم يقضها. وإلى هذا ذهب الإمام مالك والشافعي، قالوا لأن مناط التكليف العقل وهذا غير مكلف وهذا عقله ليس معه إذن هو ليس بمكلف. وذهب بعض أهل العلم كما ذكرت بتحديد ثلاثة أيام فمن كان دون ثلاثة أيام فهذا يقضي ومن كان أكثر من ذلك فهذا لا يقضي. وأما في سؤال هذا السائل فإن المدة طويلة جداً فإنه لا يقضي طبعاً. جاء عن عمّار بن ياسر أنه عندما أغمي عليه أنه قضى لكن كانت مدة قصيرة أما إذا كان مدة طويلة فإنه لا يقضي.
س20: هل يصح أن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) حرق عبدالله بن سبأ. وما هو حكم ذلك؟ وهل يجوز الحكم بالقتل بالنار؟
الجواب: لم يثبت أن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قد حرق عبد الله بن سبأ، وإنما طلبه ففر منه واختفى من علي (رضي الله عنه). وإنما حرق علي (رضي الله عنه) أناساً من الغالية غير عبدالله بن سبأ غلوا فيه حتى ادعوا فيه الألوهية –والعياذ بالله– فحرقهم بالنار، كما جاء ذلك في صحيح البخاري. وأنكر عبدالله بن العباس ذلك وذكر أنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) قال: "لا يعذب بالنار إلا رب النار" فاتفق علي وابن عباس على قتل هؤلاء. لكن الخلاف في هذه الوسيلة: ولا شك أن حديث ابن عباس دلّ على أنه لا يجوز استعمال هذه الوسيلة وهي التحريق. وأما فعل علي (رضي الله عنه) فالذي يظهر أنه خفي عليه هذا الحديث لا شك أن الذي يظهر أنه خفي عليه هذا الحديث وهو الغالب على الظن. وإنما فعل ذلك بتحريق هؤلاء لأن هؤلاء وقعوا في ذنب عظيم وفي شرك وخيم -نسأل الله العافية والسلامة-، فتعظيماً لأمر الله (جل وعلا) حرق هؤلاء بالنار.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[17 - 06 - 02, 09:35 ص]ـ
الجواب على أسئلة الأخ راية التوحيد.
س21: إذا لم نجد في الراوي إلا توثيق ابن حبان والعجلي أو أحدهما فما العمل؟
الجواب: طبعاً لا يخفى أن ابن حبان (رحمه الله) عنده أن الثقة الذي لم يجرح، والعجلي (رحمه الله) قريب مذهبه من مذهب ابن حبان، وأنه يتوسع في توثيق المجاهيل وبالذات إذا كانوا من طبقة كبار التابعين وطبقة التابعين. وهذا يظهر لمن تتبع كلام العجلي، إذا تتبع الإنسان كلام العجلي: لو تتبع مائتين راوي أو ثلاثمائة راوي ممن ذكرهم العجلي في كتابه الثقات وحكم بتوثيقهم العجلي فلو تتبع هذا العدد مائتين أو ثلاثمائة سوف تجد هذا ظاهراً ولذلك نص المعلمي (رحمه الله تعالى) على هذا. والعجلي (رحمه الله) لا شك أنه من كبار أهل العلم والفضل (رحمه الله)، لكن فيما يتعلق بتوثيق المجاهيل هو هذا الشيء يسلكه، نعم، ويتوسع فيه. وكذلك أيضا يتساهل ببعض الضعفاء فيوثقهم أيضاً كما أنه أحياناً قد يكون الشخص لا يصل إلى درجة أن يقال عنه ثقة ثبت أو ثقة يصل إلى درجة الصدوق أو الثقة الذي له أوهام فيقول عنه مثلاً: ثقة أو ثقة ثبت، وما شابه ذلك. فهو عنده (رحمه الله) شيء من التساهل في هذا. وعند التحقيق أن هناك أيضاً غير العجلي وابن حبان يفعلون ذلك منهم ابن جرير الطبري في كتابه (تهذيب الآثار) ممن أيضاًَ يفعل ذلك ويتوسع في هذا الأمر، منهم أبوعبدالله الحاكم في كتابه (المستدرك) أحياناً يفعل ذلك: يصحح حديث المجهول، نعم، وغير هؤلاء. فهناك من يسلك هذا المنهج، نعم، وطبعاً لا يخفى أن أيضاً بعض الأئمة كيحيى بن معين أو النسائي أحياناً أو أبوزرعه أحياناً قد يوثقون أيضا أناس ليسو بالمشهورين وفي الحقيقة أن هذه المسألة فيها ثلاثة مذاهب:
1) من يتوسع في ذلك كابن حبان والعجلي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/225)
2) وفي طرف يقابل هذا الطرف وهو: التضييق في هذا والتشديد في ذلك كما يفعل ذلك ابن حزم وابن القطان الفاسي حتى أنهم قد يجهلون أناس من الثقات أو أناس لابأس بهم.
3) والقول الوسط هو مذهب ابن معين والنسائي وغيرهم: أنهم قد يوثقون أحياناً من ليس بالمشهور، ولكن وفق شروط: إذا استقام حديث هذا الشخص فهنا قد يوثقونه ويقبلونه. وهناك أمثله كثيرة على هذا من تتبع (الميزان) للذهبي يجد أنه ينبّه على هذا. وقد نبه أيضاً المعلمي على هذا في كتابه (التنكيل). والمسألة تحتاج إلي بسط أكثر لكن لعله يكتفى بما تقدم.
س22: هل هناك فرق بين الحديث الحسن والحديث الجيد؟
الجواب: الحديث الجيد أحياناً يطلق بمعنى الصحيح وأحياناً يطلق بمعنى دون الصحيح، فهذا يختلف باختلاف من يحكم على هذا الحديث بأنه جيد. فينبغي معرفة هذا الشخص وماذا يقصد بالحديث الجيد. فأحياناً يكون الجيد بمعنى الصحيح ويكون مثل الصحيح والمقصود به الصحيح وأحياناً لا ما يُقْصَد، يقصد دون ذلك لكن لا يقال عن حديث جيد إلا أن يكون هذا الحديث ثابتاً.
س23: ما هي نصيحتكم لمن يريد أن يقرأ في كتب العلل؟
الجواب: نصيحتي لهذا الشخص أنه يتدرج في القراءة في هذه الكتب. يبدأ مثلاً في كتاب (التمييز) للإمام مسلم فإنه كتاب نفيس جداً، وكتاب مبسط، وشرح فيه الإمام مسلم كيفية تعليل الأخبار وبيّن أن الخبر إمّا أن يعل من جهة الإسناد أو من جهة المتن، وذكر أمثلة وأفاض في ذكر الأمثلة. فيبدأ بهذا الكتاب. ثم بعد ذلك ليقرأ في (العلل الكبير) للترمذي. ثم بعد ذلك ليقرأ في (العلل للدار قطني). ثم بعد ذلك ليقرأ في كتب العلل كعلل أبي حاتم وغيرها. يعني مثلاً علل ابن أبي حاتم من أصعب كتب العلل لأنك تجد عبارات مختصره فيقال مثلاً: هذا حديث باطل، هذا حديث منكر، أحياناً أو كثيراً ما [لا] يبيّن وجه النكارة فقد يصعب على الإنسان فهم كلام أبى حاتم: لماذا حكم على هذا الحديث بأنه منكر أ و باطل؟ وما السبب الذي دعاه إلى ذلك؟ فلذلك يحتاج حتى يفهم كلام أبى حاتم أو أبي زرعه إلي مقدمات فإذا سار على ما ذكرت لعل بإذن الله يفهم كلام أبي حاتم وأمثاله.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[17 - 06 - 02, 09:36 ص]ـ
الجواب على سؤال الأخ ماجد النجدي.
س24: ما حكم المولودين في الردة هل هم كفار أصليون أم مرتدون؟ وهل تحل ذبائحهم وكيف نتعايش معهم؟ مثال على ذلك تاركي الصلاة عمداً.
الجواب: تارك الصلاة عمداً وهو بين المسلمين هذا يعتبر مرتداً، وهو إنسان في مكان بعيد ما يدري عن حكم تارك الصلاة فهذا يكون مرتداً في هذه الحالة هذا يكون مرتداً والعياذ بالله، وبالتالي لا تجوز ذبيحته لا يجوز الأكل من ذبيحته وأمثال هؤلاء الذين وقعوا في الردة -نسأل الله العافية والسلامة- كما تقدم هم في هذه الحالة كفار وأشد من الكفار لأن المرتد أشد من الكافر الأصلي، ولاشك أن الواجب إقامة الحد عليهم. لكن هذا الإنسان لا يملك إقامة الحدّ وإنما يملك أنه يدعوهم ويذكرهم ويبين لهم. فعليه أن يفعل ذلك وأن يعاملهم معاملة الكفار لأنهم وقعوا في الردة.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[17 - 06 - 02, 09:37 ص]ـ
الجواب على أسئلة الأخ فايز.
س25: ما صحة حديث: "من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة ومن تلاها كانت له نوراً يوم القيامة"؟
الجواب: ما أذكر درجة هذا الحديث.
س26: هل بناء بيت في الجنة لمن صلى ثنتي عشرة ركعة لمن داوم عليها أم يكفي ليوم واحد؟
الجواب: لا، الذي يظهر -والله أعلم- أنه من حافظ عليها. كما جاء في الحديث من حافظ على ثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة يعني تقييدها باليوم والليلة هذا يفيد الاستمرار على المحافظة، قد الإنسان في بعض الأحيان يفوته أو يكون مريضاً وما شابه ذلك: فهنا معذور، فإذا كان الغالب عليه فإن شاء الله يرجى أن ينطبق عليه هذا الحديث.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[17 - 06 - 02, 09:38 ص]ـ
الجواب على أسئلة الأخ أبي مصعب الجهني.
س27: ذكرت حفظك الله في أحد الأشرطة فتوى لك أن حديث الاعتماد على اليد عند القيام منكر (وهذا غالب ظني). أنا يا شيخ أعمل بسنية جلسة الاستراحة وأجلسها منفرداً لا مأموماً إذا كان إمامي لا يفعلها، وإماماً إذا أميت طلبة علم ولكن عند الاعتماد بعد الجلسة أعتمد على صدور قدمي ولا أعتمد على يدي لأن حديث العجن منكر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/226)
ولكني قرأت في البخاري هذا الحديث صحيح البخاري ج: 1 ص: 283:باب كيف يعتمد على الأرض إذا قام من الركعة: حدثنا معلى بن أسد قال حدثنا وهيب عن أيوب عن أبي قلابة قال جاءنا مالك بن الحويرث فصلى بنا في مسجدنا هذا فقال: إني لأصلي بكم وما أريد الصلاة ولكن أريد أن أريكم كيف رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) يصلي، قال أيوب: فقلت لأبي قلابة: وكيف كانت صلاته، قال: مثل صلاة شيخنا هذا يعني عمرو بن سلمة، قال أيوب وكان ذلك الشيخ يتم التكبير وإذا رفع رأسه عن السجدة الثانية جلس واعتمد على الأرض ثم قام.
فهل هذا الحديث يدل على أن يعتمد الإنسان على يديه إذا قام أي يعجن وما الفرق بينه وبين حديث العجن؟
الجواب: جواباً على سؤال هذا الأخ. أقول يبدو أن هذا الأخ فهمني خطأً: فالاعتماد عند القيام على اليدين هذا أنا أذهب إليه للحديث الذي ذكر وهو: حديث أيوب عن قلابة عن مالك بن الحويرث أن الرسول (صلى الله عليه وسلّم) كان يعتمد على الأرض عند القيام، وفسر هذا الاعتماد الإمام الشافعي وغيره بالاعتماد على اليدين، وهذا لاقرب (والله اعلم). لأن الإنسان قدميه على الأرض، فقول الراوي: "يعتمد على الأرض" إذاً بيديه، فالسنة هو الاعتماد على اليدين عند القيام. وأما الحديث الذي ضعفته فهو حديث ابن عمر (رضي الله عنهما) أنه كان يعتمد على يديه كهيئة العاجن، هذا الحديث لا يصح. لكن فيما يتعلق بالنزول ينزل على ركبتيه، كما جاء في حديث وائل بن حجر (رضي الله عنه) وإن كان فيه ضعفاً، ولكن يشهد له ما ثبت عن عمر (رضي الله عنه) موقوفاً عليه ولم يثبت عن أحد من الصحابة ما يخالفه ما جاء عن ابن عمر (رضي الله عنهما) أنه كان ينزل على يديه هذا لا يصح.
س28: يقول بعض الفضلاء: لا داعي لحفظ الأسانيد في هذا العصر لأن الإنسان كُفى ذلك من خلال كتب التخريج بل يكتفي بحفظ المتن فقط وراوي الحديث أما السند فيكفي البحث عنه فما رأيكم فيما قال؟
الجواب: طبعاً هذا، يعني، لاشك أنه غير صحيح، ولاشك -بحمد الله- كل الدين محفوظ، فالقرآن الكريم محفوظ، والسنة النبوية محفوظة. فإذا قلنا أنا كفينا وأن هذا الشيء محفوظ الأسانيد. حتى الباقي القرآن والمتن كلها محفوظة لكن لاشك طبعاً الإسناد ليس هو مثل المتن كما تقدم، الإسناد وسيلة لا غاية، الغاية هو المتن. فإذا كان الإنسان بحمد الله يشتغل في هذا العلم واهتم بهذا العلم فهذا يحتاج إلى أن يعرف الأسانيد وإذا أمكن حفظه فهذا طيب وحسن.
س29: ما الذي يكفي الإنسان في كتب العقيدة قراءة وحفظاً؟
الجواب: هذا السؤال مهم جداً وذلك كما تقدم أن العقيدة هي الأساس وهي الأمر الأول الذي ينبني عليه باقي الأمور، فينبقي لطالب العلم أن يهتم بها غاية الاهتمام. فيبدأ مثلاً بـ (ثلاثة الأصول)، ثم بعد ذلك بـ (كشف الشبهات)، ثم بعد ذلك كتاب (مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد)، ثم بعد ذلك ليقرأ فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته ككتاب (الواسطية)، ثم (الحموية)، ثم (التدمرية). فإذا قضى ذلك كله وأراد أن يتوسع أكثر فليقرأ المجلدات الأولى من (الدرر السنية) فإنها مفيدة جداً. وإذا أمكن أن يقرأ كل (الدرر السنية) فهذا أحسن وأكمل. وكذلك أيضاً إذا أراد الزيادة فليقرأ في المجلدات الأولى من (مجموع فتاوى الإمام بن تيمية)، وإن اطلع على كل الفتاوى فهذا أكمل وأحسن.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[17 - 06 - 02, 09:39 ص]ـ
الجواب على سؤال الأخ المهذّب.
س30: ما صحة هذا الحديث: عن فضالة بن عبيد أن النبي (صلى الله عليه وسلّم): كان يأمرنا بالاحتفاء أحياناً. وهل أعله أحد من المتقدمين؟ وهل يصح في هذا الباب شيء وجزاكم الله خيراً.
الجواب: بالنسبة لجواب هذا السؤال وهو حديث فضالة بن عبيد أن النبي (صلى الله عليه وسلّم) كان يأمرنا بالاحتفاء أحياناً: فهذا الحديث رواه أبو داود من حديث عبدالله بن بريد بن الحصين. هذا حديث رواه أبو داود والإمام أحمد من حديث عبدالله بن بريدة بن الحصين أن رجلاً من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلّم) رحل إلى فضالة بن عبيد، وفيه ذكر هذا الحديث الذي معنا. وهذا الحديث إسناده صحيح إلى عبدالله بن بريد بن الحصين لكن بقي هل عبدالله بن بريده سمع من هذا الرجل الذي لم يسمه أو سمع من فضالة بن عبيد؟ لم يثبت أن عبدالله بن بريده سمع من فضاله بن عبيد. وهذا الرجل لم يسمه عبدالله بن بريدة، فهذا الحديث في إسناده نظر من حيث الاتصال. وكذلك في إسناده نظر من حيث المتن، وذلك أنه في حديث عبدالله بن بريدة بن الحصين عن هذا الرجل الذي هو من الصحابة ورحل إلى فضالة بن عبيد في هذا الحديث أن الرسول (صلى الله عليه وسلّم) نهى عن الترجل إلا غباً، فهذه الزيادة "نهى عن الترجل إلا غباً" هذه جاءت في أحاديث عديدة، جاءت في هذا الحديث وجاءت كذلك في حديث عبدالله بن المغفل أن الرسول (صلى الله عليه وسلّم) نهى عن الترجل إلا غباً أو نهى أن يمتشط أحدنا كل يوم، وجاءت أيضاً عن رجل من الصحابة رواه أبو داود. فقوله نهى أن يمتشط أحدنا كل يوم هذا صحيح هذا جاء في أحاديث عديدة أو عدة أحاديث، وأمّا أمرنا أن نحتفي أحياناً: فهذه إنما جاءت في الحديث السابق. ويؤيد عدم صحتها: أن حديث فضالة بن عبيد الذي تقدم السؤال عنه قد جاء له طريق آخر عند الإمام أحمد من حديث عبدالله بن شقيق العقيلي وليس فيه هذه الزيادة وهي "أمرنا أن نحتفي أحياناً" وإنما فيه النهي عن الإرفاء أو عن الترفه: كان ينهانا عن كثير من الارفاء يعني الترفه، وجاء تفسير هذا -والله أعلم- بالامتشاط كل يوم، والمقصود هنا بالامتشاط هنا هو ما جاء في رواية أخرى نهى عن الترجل إلا غباً، وهو دهن الشعر وتنظيفه وترجيله: فهذا جاء النهي عنه أن يفعله الإنسان في كل يوم، وأما مجرد التمشيط -والله أعلم- فهذا لا بأس به، لأن هذا ليس مثل الأول، الترجيل هو: دهن الشعر كما ذكرت وتنظيفه وتمشيطه فهذا يحتاج إلى وقت فهذا الذي جاء النهي عنه.
والخلاصة أن هذه الزيادة: "أمرنا بالاحتفاء أحياناً" في صحتها نظر لما تقدم، وأيضاً قد جاء في صحيح مسلم أن الرسول (صلى الله عليه وسلّم) قال: استكثروا من النعال فإن الرجل لا يزال راكباً ما أنتعل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/227)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[17 - 06 - 02, 09:40 ص]ـ
الجواب على أسئلة الأخ راية التوحيد.
س31: ما قول فضيلتكم فيما لو صرح أحد المدلسين بالتحديث، ثم أنكره أحد الأئمة؟
الجواب: عندما يصرح من هو موصوف بالتدليس يصرح بالتحديث فإذا ثبت الإسناد إليه الأصل قبول تصريحه بالتحديث هذا هو الأصل ولكن عندما يأتي أحد الأئمة كما في هذا السؤال وينكر هذا التصريح بالتحديث هذا يوجب التوقف ويجعل الباحث يتأمل ويراجع الطرق أكثر فإنكار هذا الحافظ أو الإمام هذا التصريح بالتحديث معناه أن هذا التصريح لم يثبت وأنّ أحد الرواة هو الذي أخطأ رواية هذا التصريح ولذلك أحياناً الحفاظ يردون بعض التصريح الذي يأتي من طريق مبارك بن فضالة فيما يرويه عن الحسن عندما يكون هناك تصريح في التحديث ما بين الحسن وما بين الصحابي الذي روى عنه الحسن فتجد بعض الحفاظ ينكر هذا التصريح ويعدون أن هذا نوع من التدليس من مبارك بن فضالة فالراوي أحياناً يخطئ. فأقول عندما ينكر أحد الأئمة هذا التصريح ينبغي للباحث أن يتأمل وينظر ولا يستعجل حتى يتأكد، فإنكار هذا الإمام يفيد أن هذا التصريح خطأ، هذا هو الأصل.
س32: أيهما أقوى المرسل الصحيح أم المسند الضعيف؟
الجواب: هذا السؤال في الحقيقة مجمل لأنه أحياناً قد يكون المرسل أقوى من المسند الضعيف وأحياناً بالعكس يكون المسند الضعيف أقوى من المرسل. وذلك عندما يكون هذا المرسل مثلاً لأحد كبار التابعين بالذات –مثلا ً- مراسيل سعيد بن المسيب التي يغلب عليها الصحة ويأتي طريق مسند وفيه ضعف واضح وبين فإذا كان هذا الضعف شديداً فلا شك أن هذا المرسل يكون أقوى من هذا المسند الضعيف، وأحياناً كما ذكرت بالعكس قد يكون المسند الضعيف أقوى من المرسل وذلك عندما يكون هذا المرسل لأحد صغار التابعين – مثلاً – كأن يكون مرسلاً للزهري أو للأعمش فهذه المراسيل شديدة الضعف وجاء طريق مسند وفيه ضعف ولكن هذا الضعف ليس بالشديد ضعف يسير فيكون هذا المسند أقوى – مثلاً – يكون في هذا المسند عبدالله بن محمد بن عقيل وعبدالله بن محمد بن عقيل لا يحتج به لكنه ليس ببيّن الضعف وإنما له أحاديث تستنكر وله أوهام وله أحاديث أخرى صحيحة بدليل أنها جاءت من طرق أخرى فيكون هذا المسند الذي فيه ضعف أقوى من هذا المرسل ففي الحقيقة أحياناً وأحياناً. ما يحكم بحكم عام. وإنما كل حديث يحكم عليه لوحده عند المقارنة بينه وبين هذا المرسل مثلاً. وأما حكم عام فهذا لا يمكن كما تقدم لأنه أحياناً يكون المسند الذي فيه ضعف أقوى وأحياناً المرسل أقوى.
س33: إذا وصف أحد المتأخرين الراوي بالتدليس ولم يسبقه أحد من الأئمة. فما قولكم في ذلك؟
الجواب وبالله التوفيق: أن هذا المتأخر عندما وصف هذا الروي بالتدليس ينبغي أن يُتأكد ما نوع هذا التدليس، لأنه في الحقيقة أن التدليس كلمة واسعة جداً تطلق على أشياء كثيرة تدليس يطلق على تدليس الإسناد المعروف ويطلق أيضاً على الإرسال كما أنه يطلق أيضاً على تدليس الشيوخ هو أن يسمي شيخه باسم ليس بالمشهور به ويطلق كذلك على تدليس التسوية ويطلق كذلك على تدليس المتون وكذلك يطلق على ما يسمى بتدليس البلدان. ففي الحقيقة أن التدليس أنواع متعددة وكلمة عامة واسعة فأقول: ينبغي أن يتأكد ما نوع هذا التدليس ويبحث عن دليل لوصف هذا الراوي بالتدليس. يعني – مثلاً- بعض أهل العلم يسمي الإجازة وما شابه ذلك إذا لم تبين يسميها تدليساً ولعل من هذا الباب وصف ابن سعد لعبدالله بن وهب حافظ مصر وصفه بالتدليس، والتدليس الذي يقصده ابن سعد والعلم عند الله هو أن عبدالله بن وهب كان يتوسع يروي عن الشخص بالإجازة ويأخذ كتاب أحد الشيوخ فيطلب منه أن يروي عنه فإذا أجازه بذلك رواه فيبدو أن وصف ابن سعد له بالتدليس هو من هذا القبيل فالخلاصة أنه ينبغي يتأكد ويبحث عن الدليل.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[17 - 06 - 02, 09:41 ص]ـ
الإجابة على أسئلة الأخ هيثم حمدان.
س34: بالنسبة لمسألة التفرد، لو تفرد أحد الحفاظ الثقات الأثبات ممن هو في طبقة تبع تبع الأتباع ومن دونهم (كالإمام أحمد والبخاري) فهل يعد ذلك علة في الحديث؟
الجواب: التفرد هو في الأصل كثيراً ما يكون علة في صحة هذا الحديث وفي عدم صحته، ويكون علة بأمور:
1) أن يكون هذا المتفرد من المتأخرين يعني كما في هذا السؤال مثل طبقة الإمام أحمد، ومن المعلوم أن هذه الطبقة يندر فيها التفرد لأن الأحاديث كثرت وانتشرت وتعددت حتى أن الحديث يكون له طرق كثيرة لأن الأحاديث انتشرت وكثرت، بخلاف ما يكون التفرد في طبقة التابعين أو أتباعهم. أما في طبقة الإمام أحمد وأمثاله فهذا يندر وجوده وإذا وجد غالباً أنه لا يصح كما نص على مثل ذلك الذهبي في كتابه الموقظة.
2) ومن التفرد أيضاً الذي يرد به الخبر عندما يكون المتفرد ليس من ثقات هذا الشيخ أو ليس من أصحابه الحفاظ الملازمين له يعني مثل الزهري له أصحاب كثر حفاظ ملازمين له فعندما يأتي واحد ليس بمشهور ومعروف بذلك يتفرد بشيء ففي مثل هذه الحالة لا يقبل وفي الحقيقة أن مسألة التفرد هذه مسألة تحتاج إلى زيادة كلام. ولعله يرجع إلى كلام الأئمة في ذلك يرجع إلى كلام الذهبي في الموقظة.
س35: ما قول فضيلتكم في أحاديث التنعل قائماً؟
الجواب: هذا الحديث لا بأس بإسناده وهو أن الرسول (صلى الله عليه وسلّم) نهى عن الانتعال قائماً وهو محمول -والله أعلم- على النعال التي تحتاج إلى فك وربط، من المعلوم أن بعض النعال وهي الأحذية أو ما يسمى بالأحذية بعضها يحتاج إلى فك وربط؛ فهذه تحتاج إلى أن الإنسان يجلس أولى له وأحسن وأريح له فهذا الحديث محمول والله أعلم على ذلك. وأظن بعض أهل العلم قد نص على هذا الشيء.
س36: ما قول فضيلتكم في حديث كفارة المجلس؟
الجواب: حديث كفارة المجلس له طرق كثيرة، ولعله والله أعلم ثابت بمجموع هذه الطرق، نعم، بعض هذه الطرق معلولة كما في قصة البخاري ومسلم لكن للحديث طرق أخرى عديدة فأقول لعله بمجموع هذه الطرق ثابت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/228)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[19 - 06 - 02, 12:56 ص]ـ
الإجابة على سؤال الأخ الدارقطني:
س37: قول إمام من أئمة الحديث " أكتب عنه " وذلك حينما يسأل عن راو معاصر له، ماذا يعني ذلك، وهل هو توثيق؟
الجواب: إذا قال أكتب عنه ففي الحقيقة هذا تقوية منه لهذا الراوي والإمام مسلم قد يستعمل مثل هذا، فقد يقول اكتبوا عن هذا الراوي ويعني بذلك توثيقه كما نص على ذلك الحاكم، فمثل هذا تقوية لهذا الراوي وقد يكون أحياناً توثيق.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[19 - 06 - 02, 01:01 ص]ـ
الإجابة على أسئلة الأخ خالد بن عمر:
س38: هل كثرة مؤلفات الشخص تدل على علمه وفضله مع أنا نرى الكثير من أهل عصرنا لهم مؤلفات وتحقيقات وليس لها أثر عليهم أرجو التوضيح أكثر حول المسألة بارك الله فيك؟
الجواب: أقول مثل ما ذكر هذا السائل في سؤاله، ليس كل إنسان له مؤلفات كثيرة يكون هذا دليلاً على علمه وفضله، كما أنه بالعكس: ليس كون الإنسان ليس عنده مؤلفات فيكون هذا دليل على عدم علمه وعدم فضله. فمن المعلوم أن هناك جمع من أهل العلم ليس عندهم مؤلفات وهم من أهل العلم والفضل، كما أنه بالعكس يوجد من يكون عنه مؤلفات كثيرة فهذا أيضاً لا يدل على علمه وفضله. فكما أشار هذا الأخ السائل في سؤاله. فكثرة المؤلفات أو عدم ذلك هذا لا يدل على العلم أو عدم العلم أو الفضل أو عدم الفضل.
س39: هل يكتفي طالب الحديث بالأخذ بتصحيحات العلماء الذين عرفوا بالحديث سواء من المتقدمين أو المتأخرين، أم يبحث عن طرق الحديث ويخرجه ثم يستأنس بحكمهم على ذلك الحديث؟
الجواب: عندما الشخص يريد أن يبحث عن حكم حديث ما فهذا الباحث إما أن يكون عنده علم بالحديث وإما أن لا يكون عنده علم، فإن كان عنده علم في الحديث فعليه أن ينظر هو وأن يبحث في كلام الأئمة وبالذات من تقدم منهم، ويستفيد أيضاً من كلام المتأخرين من أهل العلم الذين حكموا على هذا الحديث أو جمعوا طرق هذا الحديث. وأيضاً ينبغي له أن ينظر ويقارن ما توصل إليه بما حكم به أهل العلم على هذا الحديث، وبالتالي سيتعلم ويستفيد فائدة كبيرة من هذا المنهج وهذه الطريقة. وأما إذا كان الباحث ليس عنده علم فهذا لا شك يكتفي بكلام أهل العلم في الحكم على هذا الحديث. ولكن أنصح مثل هذا الشخص أن يرجع بالذات إلى من تقدم من الحفاظ ويستفيد من كلام من تأخر وكل واحد له كلام سواء من تقدم أو من تأخر ينبغي له أن يستفيد من عنده، لكن لا شك من تقدم هم أعلم فليحرص أعلى كلم الأئمة السابقين مع الاستفادة من كلام أهل العلم المتأخرين.
س40: من المعروفين لديكم بارك الله فيكم بأنهم على منهج المتقدمين من أهل هذا العصر؟
الجواب: أقول بحمد الله أن هناك جمع من أهل العلم هم يهتمون بكلام الأئمة السابقين ويتتبعون كلام الحفاظ ويسيرون وفق منهجهم ويسلكون طريقتهم فهناك مجموعة من أهل العلم الذين هم على هذا المسلك والذين هم على هذه الطريقة.
س41: ما القاعدة التي يعرف بها المرسل الخفي من التدليس؟
الجواب: بالنسبة للمرسل الخفي والتدليس طبعاً لا يخفى أن المرسل كما تقدم يسمى تدليس ويوصف من يفعله بأنه مدلس كما يوصف أحياناً بأنه يرسل، ولا شك أن بينهما فرقاً من حيث التعامل. فإذا كان الراوي يدلس تدليس الإسناد وذلك بأن يروي عن شخص قد سمع منه أحاديث سمعها من شخص آخر فيحذف من حدثه ويروي مباشرةً عن هذا الشخص فهذا هو تدليس الإسناد أو التدليس المعروف أو في الغالب إذا أطلق ينصرف إليه فهذا يعامل معاملةً أخرى غير معاملة الشخص الذي يرسل. فمعاملة الشخص الذي يرسل يُنظر فإن ثبت سماعه من هذا الراوي فتحمل أحاديثه على السماع والاتصال إلا لدليل يدل على خلاف ذلك بعني مثلاً الحسن البصري فالأئمة الحفاظ يتعاملون معه على أنه إذا ثبت سماعه من أحد الصحابة إذاً باقي أحاديثه تكون محمولة على السماع والاتصال وإذا لم يثبت سماعه من أحد من الصحابة تكون أحاديثه منقطعة حتى لو جاء التصريح بالتحديث لأن الحسن (رحمه الله) من المعلوم أنه يتأول (رحمه الله) فيقول خطبنا ابن عباس ويعني بذلك خطب أهل البصرة وهو لم يثبت سماعه من ابن عباس –فمثلاً- كل ما يرويه عن ابن عباس فهذا منقطع إلا إذا جاء دليل يخالف ذلك يعني –مثلاً – رواية الحسن عن سمرة: الحسن ثبت في القول الصحيح أنه سمع من سمرة حديث العقيقة كما جاء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/229)
في صحيح البخاري عندما جاء رجل إلى محمد بن سيرين وهو حبيب بن الشريد يحدثه بحديث عن الحسن عن سمرة في حديث العقيقة فقال: أذهب واسأل الحسن ممن سمعه فذهب وسأله فقال: سمعته من سمرة، باقي الأحاديث التي رواها عن سمرة وهي كثيرة يعني قد تكون بالمكرر أكثر من مئة حديث فهذه الأحاديث أختلف الحفاظ هل كلها سمعها أو لم يسمعها أو بعضها دون بعض مع أن هناك من الأئمة من يرى أن الحسن لم يسمع من سمرة ولا حديث فأقول أن رواية الحسن عن سمرة لا تحمل على السماع والاتصال لما تقدم. لكن من رواه عن غيره ممن ثبت سماعه منهم كأنس بن مالك فكل ما يرويه الحسن عن أنس فهذا محمول على السماع والاتصال إلا إذا دل دليل على خلاف ذلك. نعم، فهذه القاعدة في ذلك فيما يتعلق بهذه المسألة وفيما يتعلق بالتدليس أنا تكلمت على هذا في مقدمة كتاب (منهج المتقدمين في التدليس).
س42: ما قولكم بارك الله فيكم في هذه الأحاديث؟
(أ) من أدرك تكبيرة الإحرام لصلاة الفجر أربعين ليلة برئ من النفاق (في الترمذي):
الجواب: هذا الحديث ضعفه الترمذي والأقرب أنه موقوف على أنس كما جاء عند عبدالرزاق في كتابه المصنف.
(ب) أمتي هذه أمة مرحومة جُعل عذابها في دنياها أو نحو هذا اللفظ.
الجواب: هذا جاء في حديث أبو موسى الأشعري وقد جاء من طرق متعددة وهذا لا ينافي أحاديث الشفاعة والتي فيها أنه يعذب أناس من هذه الأمة يعذبون في النار ثم يخرجون بشفاعة الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام)، وبالذات نبينا محمد (عليه الصلاة والسلام)، وبشفاعة الملائكة وبشفاعة الأولياء والصالحين وبشفاعة الأفراط لآبائهم. فأقول هذا لا ينافي الأحاديث التي جاءت في الشفاعة فهي لا شك أصح وأكثر وأكبر كما جاء في تاريخ البخاري الكبير لكن حديث أبو موسى (رضي الله عنه) حديث صحيح وأصله في صحيح مسلم.
(جـ) من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بنى الله له قصراً في الجنة.
الجواب: هذا الحديث ضعيف جاء من طريقين وكلاهما لا يصح.
(د) أمر بعبد من عباد الله أن يجلد في قبره مئة جلدة .. حتى خفف إلى واحدة فلما جلد اشتعل عليه (قلبه)
ناراً .. الطبراني من حديث ابن عمر، والطحاوي من حديث ابن مسعود (مع أن الطحاوي قد تفرد بهذا الإسناد في كل الطبقات فهل يكفي هذا لإعلال الحديث مع وجود جعفر الضبعي وعاصم بن بهدلة).
الجواب: لعله قبره وليس قلبه كما جاء في السؤال. بالنسبة لهذا الحديث لا أدري عن صحته ولكن فيما يتعلق بجعفر بن سليمان الضبعي أختلف فيه، وثقه قوم وتكلم فيه آخرون، وخرج له الإمام مسلم في صحيحه عدة أحاديث فجعفر بن سليمان له أحاديث مستقيمة وله أحاديث أنكرها بعض الأئمة عليه وعاصم بن بهدلة أيضاً مختلف فيه على جلالته في القراءة لكن في الحديث مختلف فيه له بعض الأوهام والأخطاء وحديثه ينقسم إلى أقسام لعله ليس هذا موضع ذكر هذه الأقسام لكن الأصل أنه لا بأس به فهو حسن الحديث هذا هو الأصل إلا في بعض مروياته هذا من حيث الرجلين؛ وأما من حيث الحديث فكما ذكرت لم أدرسه من قبل.
(هـ) مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره (أنا خرجت الحديث وكل طرقه ضعيفة فما رأيكم يا شيخ، وأيضاً هل المتن منكر أم لا)؟
الجواب: هذا الحديث كما ذكر السائل جاء من طرق متعددة وبعض أهل العلم قواه كالسخاوي ونقل عن ابن عبدالبر أنه حسنه، لكن من المعلوم أن التحسين بالذات عند المتقدمين أن أمره واسع، يعني يطلق على عدة أمور، والأقرب في هذا الحديث كما توصل إليه السائل أنه لا يصح وأن الصواب في هذا الحديث أنه مرسل عن الحسن البصري. هذا الأقرب (والله أعلم) وبالتالي لا يصح. وأما المتن: فهذا المتن لو ثبت الإسناد لكان صحيحاً وقد جاءت أحاديث تفيد أنه سوف يكون في آخر هذه الأمة تمكين لهذا الدين ونصر لعباد الله المؤمنين وذلك بخروج المهدي ونزول عيسى بن مريم (صلى الله عليه وسلم).
(و) حديث الأوعال:
الجواب: هناك من صححه كأبي بكر بن خزيمة، وإلى ذلك يميل الإمام بن تيمية وهناك من ضعفه وهذا هو الأقرب والله أعلم. وفيه ثلاث علل:
1) أن الأحنف بن قيس لم يثبت له سماع من العباس بن عبدالمطلب، وهذا تعليل البخاري.
2) عبدالله بن عميرة فيه جهالة. كما قال الحربي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/230)
3) والاضطراب الذي وقع في إسناده على سماك كما قال ابن حجر أو البخاري قال أن عبدالله بن عميرة لم يثبت له سماع من الأحنف.
فهذا الحديث لا يصح لما تقدم وبحمد الله فيما يتعلق بإثبات العلو لله جل وعلا فهذا ثابت بالكتاب والسنة والفطرة والعقل.
(حـ) أن الرعد ملك والبرق سوطه (وقد ذكر السيوطي في الدر روايات كثيرة، فما درجة هذا الحديث).
الجواب: بعض طرقه رواه ابن أبي حاتم في كتاب التفسير وهناك من أهل العلم ممن قواه ولكن بالنسبة لي ليس عندي حكم فيه.
(ط) حديث ركعتي الإشراق.
الجواب: لعل السائل يقصد "من صلى الصبح ثم جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس وصلى ركعتين كتب له أجر حجة وعمره تامة تامة" هذا الحديث قواه جمع من أهل العلم وضعفه جمع آخر والأقرب أنه لا يصح وأبو عيسى الترمذي ما صححه، وابن حبان ضعف بعض طرقه، وهذا الحديث له طرق كثيرة وكلها لا تصح. والأقرب أنه لا يتقوى ومما يدل أيضاً على ضعفه غير ضعف أسانيده غير ما تقدم هو ما جاء في صحيح مسلم من حديث سماك عن جابر بن سمرة أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) "كان يجلس عندما يصلي الصبح حتى تطلع الشمس حسناً، وعند أبي داود حتى تطلع الشمس حسناء" وهذا الحديث قد رواه عن سماك شعبة بن الحجاج ورواه أيضاً أبو الأحوص. فهذا الحديث حديث صحيح وهذا من قديم حديث سماك وقد صححه كما تقدم الإمام مسلم. الشاهد من هذا الحديث أنه ما ذكر أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان يصلي بعد جلوسه ركعتين. وما أعرف عن الصحابة أنهم كانوا يصلون ركعتين. نعم جاء بأن عبيد بن عمير عندما كان يذكر أنه كان يقوم ناس في وقت السنة كانوا يصلون، يعني يصلون صلاة الضحى أما صلاة الإشراق فهذه غير صحيحة وإنما صلاة الضحى. فهذا الحديث لا يصح لكن لا شك أن الجلوس في المسجد بعد صلاة الصبح أو في أي وقت هذا مرغب فيه كما جاءت بذلك الأحاديث وكون الإنسان يصلي ركعتين أو أكثر بعد ارتفاع الشمس أيضاً بنيّة سنة الضحى هذا قد جاءت به النصوص. لكن الكلام على الحديث السابق باللفظ الذي تقدم ذكره لا يصح.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[19 - 06 - 02, 01:03 ص]ـ
الإجابة على أسئلة الأخ البشير:
س43: أين أجد تقسيمات مرويات الرواة الذي تذكرونه دائماً في دروسكم، هل هو اجتهاد شخصي؟ وهل يمكن أن نجده مطبوعاً في كتاب لكم؟
الجواب: بالنسبة للتقسيمات التي أذكرها أحياناً في الحكم الراوي، هذه إما أن يكون أهل العلم ذكروها نصوا عليها صراحةً وإما أن تؤخذ من جمع كلام أهل العلم في الراوي فمثلاً ما تقدم الكلام فيه على عبدالله بن لهيعة أصل التقسيم ذكره أهل العلم أو ذكره بعض أهل العلم فرقوا ما بين من روى عنه بعد الاختلاط أو قبل احتراق كتبه ومن روى عنه بعد احتراق كتبه. وبالمناسبة أن الذين رووا عن ابن لهيعة قبل احتراق كتبه هم جمع كبير ليس خاصاً بالعبادلة، فأقول أصل هذا التقسيم ذكره بعض أهل العلم وأنا فرقت أيضاً بين من روى عنه قديماً فجعلت عبدالله بن وهب أقوى من غيره وهذا لما ذكرت أن عبدالله بن يزيد المقرئ ذكر بأنه روى عنه قديماً لكن عبدالله بن وهب أقدم فذكر في الحديث الذي تقدم ذكره وهو أن القرآن لو كان في إيهاب لما احترق قال عبدالله بن وهب أن ابن لهيعة ما كان يرفعه في ما سبق يعني رفعه فيما بعد فاستفدت من هذا أن ابن وهب أقوى في ابن لهيعة من عبدالله بن يزيد المقرئ مثلاً فأقول هذا من التنصيص لبعض الحفاظ أو يؤخذ من جمع كلام الحفاظ في هذا الراوي فمثلاً أبو معاوية جمع من الحفاظ قدم أبو معاوية في روايته عن الأعمش وبعض الحفاظ تكلم في أبي معاوية في روايته عن غير الأعمش كهشام ابن عروة مثلاً فيقال أن حديث أبي معاوية ثلاثة أقسم:
1) ما رواه عن الأعمش وهو مقدم فيه.
2) ما رواه عن غير الأعمش ولا يكون هذا الذي روى عنه تُكلم في رواية أبي معاوية عنه كهشام بن عروة مثلاً.
2) رواية أبي معاوية عن من تُكلم في رواية أبي معاوية عنه فهذا كما ذكرت يُؤخذ من كلام الحفاظ.
س44: ما رأيكم في الخلاصة التي خرج بها الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب عن أحوال الرواة؟ وهل يصح أن يعتمد عليها طالب العلم عند الحكم على الحديث؟
الجواب: كتاب التقريب للحافظ ابن حجر (رحمه الله) كتاب مفيد جداً وكتاب قيم ويستفيد منه طالب العلم كثيراً وذلك لم حوى من كلام الحافظ ابن حجر على آلاف من الرواة الذين ذكروا في هذا الكتاب وأن هؤلاء الرواة أكثرهم من المشاهير وهم كلهم من رجال الكتب الستة فهم من أشهر الرواة. فهذا الكتاب كتاب قيم ومفيد لطالب العلم لكن لا شك أن هذا الكتاب لا يكفي في الحكم على الراوي وذلك لأن الحافظ (رحمه الله) أراد أن يختصر ما في تهذيب التهذيب وغيره من كتب الرجال فيعطي حكم مختصر على هذا الراوي فهناك بعض الأشياء التي ما يذكرها وذلك إما أنه رحمه الله أراد أن يعطي حكماً مختصراً فإذا فصل فإنه لم يعط حكماً مختصراً في الراوي، أو قد تفوت الإنسان وما شايه ذلك فأقول لا يكتفى في الحكم على الراوي بما جاء في حكم الحافظ ابن حجر وإنما يستفاد منه ويُرجع أيضاً إلى كتب الرجال وكتب الجرح والتعديل ويُتتبع كلام الأئمة في الحكم على هذا الراوي.
س45: ماذا ظهر لكم في مصطلح (مقبول) الذي يستخدمه الحافظ في حال بعض لرواه؟ وكما لا يخفى عليكم أنه استخدمه في بعض رواة الصحيحين.
الجواب: الحافظ عندما يستخدم مصطلح مقبول يقصد به (لين) كما ذكر هو (رحمه الله) في مقدمة التقريب، ثم هذا اللين إما أن يكون ضعف في هذا الراوي فحكم عليه باللين وهذا قليل في استخدامه لكلمة مقبول، وإما أن يكون هذا اللين جاء من عدم شهرة هذا الراوي أي أن هذا الراوي ليس فيه توثيق معتبر وإنما فيه توثيق ابن حبان أو العجلي مثلاً فيقول عنه أنه مقبول وكم ذكرت هو قد نص في المقدمة أن معنى مقبول عنده أي حيث يتابع وإلا فلين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/231)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[19 - 06 - 02, 01:06 ص]ـ
الإجابة على أسئلة الأخ عصام البشير:
س46: لا يخفى أن من معتقد أهل السنة والجماعة أن الصحابة (رضوان الله عليهم) كلهم عدول ثقات، ولكن نجد في بعض الروايات أن بعض الصحابة -من الذين تأخر إسلامهم- قد وقعوا في أمور تنافي التعريف المشهور للعدالة. وهذا كالذي يروى مثلا عن سمرة بن جندب أو المغيرة بن شعبة (رضوان الله عليهما). فهل هذه الروايات عنهم صحيحة؟ فإن لم يصح شيء منها، فالسؤال ساقط من أصله. وإلا فما توجيهها لتوافق ما تقرر في اعتقاد أهل السنة؟
الجواب: أولاً أشكر هذا الأخ السائل على دعواته التي ذكرها وأسأله جل وعلا أن يوفقنا وإياه وأن يقبل منا ومنه وكما ذكر هذا السائل أن الصحابة لا شك أنهم عدول بثناء الله (جل وعلا) عليهم غي كتابه الكريم وثناء الرسول (صلى الله عليه وسلم) عليهم في سنته فهم عدول (رضي الله تعالى عنهم) وما جاء مما فيه قادح في بعضهم فهذا إما أن يكون غير ثابت أصلاً مثل القصة التي تحكى في اجتماع إبي موسى مع عمرو بن العاص رضي الله عنهما في الصلح وأنه ذكر أن عمرو بن العاص خدع أبو موسى وأنه قال له لنخلع الاثنين يعني علي ومعاوية (رضي الله عن الجميع) ثم بعد أن اتفق معه على ذلك قال تكلم يا أبا موسى فأنت أقدم مني إسلام وأفضل مني وما شابه ذلك فأخبر أبو موسى أنه خلع علي (رضي الله عنه) وأنه عندما جاءت النوبة لعمرو بن العاص أنه ثبت معاوية فهذا لم يصح وإ نما أرادوا أن يتفقوا على الصلح ولم يحصل هذا الصلح ولم يقع فأقول أن هناك أخبار غير صحيحة. وإما أن تكون هذه الأشياء التي قد يظن أنها قادحة في بعض الصحابة أنها من قبيل الاجتهاد والتأول، يعني مثل ما حصل من خروج عائشة (رضي الله عنها) وكذلك الزبير (رضي الله عنه) وطلحة بن عبيدالله (رضي الله عنه) في معركة الجمل كانوا متأولين وأرادوا الإصلاح بين طائفة علي (رضي الله عنه) وبين طائفة معاوية (رضي الله عنه) وأرادوا أيضاً أن يتتبعوا قتلة عثمان ونحو ذلك فقد خرجوا وهم قد تأولوا في خروجهم فلذلك عائشة عندما سمعت نباح الكلاب أرادت أن ترجع فقالوا لها كيف ترجعين ولعل الله أن يصلح بك بين طائفتين من المسلمين أو لعل الله أن يصلح بك بين المسلمين فاستمرت في مسيرها. فالشاهد من هذا أنهم أرادوا الإصلاح فهم تأولوا في ذلك ولا شك أن المجتهد المصيب له أجران والمخطئ له أجر واحد. أو تكون هذه الأشياء قد تابوا منها ورجعوا عنها كما حصل لماعز (رضي الله عنه) لما وقع فيه فتاب وطلب من الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن يقيم عليه الحد وكما حصل من المرأة الغامدية عندما أيضاً طلبت من الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن يقيم عليها الحد. فيحمل على ما تقدم. فالصحابة (رضي الله عنهم) عدول وثقات رضي الله عنهم أجمعين.
س47: من المعلوم أن بعض الكتب الحديثية المشهورة مفقودة (مثل مسند بقي بن مخلد، أو قسم من صحيح ابن خزيمة). وهنا سؤال يطرح بإلحاح: هل يمكن أن تكون هذه الكتب قد انفردت بأحاديث (أو على الأقل بطرق وأسانيد) لا توجد في الكتب المشهورة؟ فإن كان الجواب: لا، كان ذلك بعيداً، لأنه يلزم منه أن يكون أصحاب هذه الكتب ما زادوا على أن كرروا ما في الكتب الأخرى. والاستقراء في الكتب التي كانت مفقودة ثم وجدت، أو كانت مخطوطة ثم طبعت، يثبت العكس. فكم هي المتون والأسانيد التي اطلعنا عليها في هذه الكتب بعد أن لم تكن معروفة لدينا .. وإن كان الجواب: نعم، كان ذلك منافياً لما تقرر من أن الله (عز وجل) قد حفظ السنة من الضياع. فالرجاء منكم إزالة هذا الإشكال.
الجواب: لا شك أن الدين محفوظ بحفظ الله له فقوله (جل وعلا): "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" هذا يشمل ويلزم منه حفظ السنة النبوية لأن السنة النبوية تفسر وتبين القرآن الكريم وألا إذا لم تحفظ السنة فهذا يودي إلى عدم حفظ القرآن لأن السنة تبين القرآن فإذا كان ليس هناك ما يبين القرآن إذاً فهو غير محفوظ فلا شك أن القرآن والسنة محفوظان بحفظ الله (عز وجل) لهما وبالتالي يتبين جواب سؤال هذا الأخ أو استشكاله: فبحمد الله من كتب الحديث وكتب الآثار الموجود منها الشيء الكثير والشيء الكبير. وليعلم هذا الأخ أن أغلب الأحاديث الصحيحة إنما هي في الكتب الستة، أغلب الأحاديث الصحيحة إنما هي في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/232)
الكتب الستة. نعم موجود في غير الكتب الستة أحاديث كثيرة صحيحة لكن الأكثر والأغلب هو موجود في الكتب الستة ومثلاً ابن خزيمة الذي جاء السؤال عنه أن ربعه الموجود وثلاثة أرباعه غير موجود فأقول: كثيراً ما يتفق ابن خزيمة مع ابن حبان في رواية الأحاديث إما أن يرويها ابن حبان عن ابن خزيمة مباشرةً أو يرويها عن شيوخ آخرين فأغلب ما في ابن خزيمة هو موجود في صحيح ابن حبان كما أنه أغلب ما هو موجود في مسند بقي بن مخلد موجود في مسند الإمام أحمد أو في مصنف أبي بكر بن أبي شيبة لأن بقي بن مخلد من رواة أبي بكر بن أبي شيبة. فلا شك أن الدين محفوظ بحفظ الله له.
س48: ما هي الفوائد التي تنصحون بأن يستخرجها من أراد القيام بجرد الكتب التالية: فتح الباري لابن حجر وسميه لابن رجب - المحلى لابن حزم - شرح السنة للبغوي - نيل الأوطار للشوكاني - المغني لابن قدامة تفسير ابن كثير.
الجواب: طبعاً هذه الكتب بينها اختلف في الموضوعات يعني تفسير ابن كثير هذا في تفسير كلام الله (جل
وعلا) وبعضها في الحديث في شرح كلام الرسول (صلى الله عليه وسلم) كفتح الباري لابن رجب ولابن حجر وبعضها في الفقه ككتاب المغني لابن قدامة فاختلاف الموضوعات هذا يؤدي إلى اختلاف الفوائد التي تستخرج منها والتي ينبغي أن ينبه عليها أو تقصد من قراءة وجرد هذه الكتب لكن السمة العامة لهذه الكتب هو أنه ينبغي للشخص أن ينتبه إلى أمرين:
1) ما فيها من فوائد وهذا واضح.
2) تتبع مناهج الأئمة ومسالكهم من خلال هذه الكتب لأن هذه الكتب تجمع كلام أهل العلم من الصحابة ومن التابعين ومن أتباع التابعين وهلم جراً. فمثلاً ما يتعلق في فتح الباري لابن رجب: يذكر كلام الأئمة والحفاظ فينبغي تتبع مناهجهم حتى الإنسان يسلك ويسير وفق هذه المناهج أو كتاب المغني لابن قدامة يعني ينبغي هنا عندما يذكر كلام أهل العلم في المسائل العلمية ينبغي أيضاً تتبع مناهجهم في المسائل العلمية ومعرفة القواعد الفقهية فمن المعلوم أن كتاب المغني فيه قواعد فقهية كثيرة وفيه مسائل أصولية عديدة فأيضاً ينتبه إلى مثل هذا وفيما يتعلق بفتح الباري لابن رجب وابن حجر فيما يتعلق بالصناعة الحديثية يتتبع الفوائد التي تكون في ذلك أو في كتاب المحلى لابن حزم يعرف كيف يستدل بطريقته ومنهجه والأشياء التي يذكرها فكل هذا ينبغي للشخص أن ينتبه له في قراءته فهذه كتب موسوعات فيها من الفوائد ومن الأشياء المفيدة الشيء الكثير.
س49: ما رأيكم في كتاب تحرير تقريب التهذيب؟
الجواب: هذا الكتاب لم أطلع عليه فلذلك ولم أقرأ فيه لكن بالنسبة لأحد المؤلفين وهو بشار عواد له كلام جميل في الحكم على الرواة أو نقل كلام الحفاظ من الكتب الأخرى فيستفاد من هذا الكتاب ومن غيره من الكتب التي الفت في الصناعة الحديثية والحكم على الرواة.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[19 - 06 - 02, 01:09 ص]ـ
الإجابة على سؤال الأخ أديب بن ناصر:
السؤال الأخير: ما حكم التسمية عند الوضوء؟
الجواب: تقدم فيما سبق أن أحاديث التسمية على الوضوء أنها لاتصح واغلب الحفاظ السابقين ضعفوها كالإمام أحمد كما ذكرت وابن المنذر وكذلك ابن الجوزي وهذا ما يستفاد من كلام البخاري والترمذي وهناك من قواها والأقرب أنها لاتصح لأمرين:
1) لأن الأحاديث أسانيدها كلها ضعيفة ولا تتقوى بمجموع طرقها.
2) أن الصحابة قد نقلوا لنا صفة وضوء النبي (صلى الله عليه وسلم) بالأسانيد الصحيحة كحديث عثمان الثابت في الصحيحين وحديث عبدالله بن زيد الثابت في الصحيحين وحديث ابن عباس في البخاري وغيره من الأحاديث وليس فيها ذكر التسمية، فلو كان التسمية ثابتة لجاءت في هذه الأحاديث الصحيحة فلذلك الأقرب أنها لا تتقوى وأحب أن أنبه على قضية قد يغفل عنها وهي أنه ينبغي أن يفرق بين أمرين:
الأول: عندما يأتي إليك شخص وهو ليس بالحافظ له أوهام وأخطاء فيخبرك عن شيء حصل فهنا تشك في ثبوت ما أخبرك به هذا الشخص وذلك لأنه عنده بعض الأوهام والأخطاء والأغلاط، وعندما يأتي ثاني مثله يخبرك بمثل ما أخبرك به الأول فهنا يقوى عندك هذا الخبر بمجموع هذين الطريقين وعندما يأتي ثالث تجزم بثبوت هذا الأمر.
الثاني: الذي ينبغي أن يفرق به هذه المسألة عن الأولى هو عندما يأتي إليك عشرة من الناس سبعة منهم حفاظ من أهل الإتقان وثلاثة منهم عندهم ضعف وعندهم خطأ فالسبعة اتفقوا على شيء الثلاثة زادوا رووا نفس ما رووا السبعة وزادوا شيء آخر فهنا لن تقبل رواية هؤلاء الثلاثة لأمرين:
1) أن فيهم ضعف.
2) أن هذا الضعف لاينجبر باجتماعهم وذلك لأن هذه الزيادة ما جاءت في رواية هؤلاء الحفاظ السبعة فلو كان هذا الشيء ثابت لجاء في رواية هؤلاء الحفاظ السبعة فيكون عندنا تعارض وتضاد بين رواية جمع من الحفاظ وبين رواية جمع من الرواة الذين فيهم ضعف. فعندما يكون هناك تعارض فهنا تقدم رواية الأحفظ والأوثق فكذلك هنا في حديث التسمية جاءت أحاديث كثيرة تبين صفة وضوء الرسول (صلى الله عليه وسلم) وليس فيها أنه سمى فدل على ضعف هذه الأحاديث وأنها لا تتقوى بالإضافة إلى ضعف طرقها. هناك أحاديث أخرى لكن ليس فيها دلالة على التسمية وهذه الأحاديث جاءت في حديث أنس وابن مسعود نحو حديث أنس وهو أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) في مره من المرات عندما قل عندهم الماء وحضرت الصلاة أوتي بإناء فيه قليل من الماء ما كادت أن تدخل يد النبي (صلى الله عليه وسلم) فيه فعندما قال: بسم الله، أخذ الماء ينبع من بين أصابعه (صلى الله عليه وسلم) فهذه التسمية ليست للوضوء إنما للبركة في الماء لأنه لم تأت إلا في مثل هذا. ولذلك جاء في حديث ابن مسعود حي على الطهور المبارك والبركة من الله فهنا ذكر التسمية من باب البركة في هذا الماء لعل الله أن يبارك فيه ولذلك أخذ ينبع من بين إصابته فهذه الأحاديث قد استدل بها بعض أهل العلم كالنسائي على مشروعية التسمية والأقرب أنه ليس فيها ذلك لما تقدم هذا وبالله التوفيق.(1/233)
لقاء الملتقى بالشيخ الشريف حاتم العوني (صيغة وورد)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[14 - 06 - 02, 02:41 ص]ـ
لمن لم ينزّله مسبقاً.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 06:06 م]ـ
أين الملف بارك الله فيكم
ـ[أبو فراس القحطاني]ــــــــ[19 - 11 - 06, 06:37 م]ـ
بارك الله فيك أخي هيثم
لو طلبتم من الشيخ لقاء آخر لينتفع طلبة العلم في الملتقى المبارك
وأيضا حل بعض الإشكالات لدى طلبة العلم
نسأل الله ان يوفق الجميع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 08:08 م]ـ
ولكن لم أجد اللقاء في الملتقى ’ ولا ملف الوورد!!!!
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[19 - 11 - 06, 08:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتقد أن الملف الذي يريد الاخوة هو الذي رفعته على المرفقات ...
بارك الله في الجميع ونفع بهم
ـ[أبو أكرم الحلبي]ــــــــ[20 - 11 - 06, 05:38 ص]ـ
http://uaemusics.com/up/uploading/machkor.gif(1/234)
اين أجد الرابط؟؟
ـ[طالب علم2002]ــــــــ[15 - 06 - 02, 09:31 م]ـ
أريد الرابط الذي أنسخ منه الصحيحين وأضعها في الجهاز
بشرط امكانية البحث والطباعة(1/235)
كتاب الصلاة للإمام أحمد
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[18 - 06 - 02, 06:47 ص]ـ
وقد أختلف في نسبته إليه(1/236)
اقرأوا هذا الكتاب الجديد الغريب [عن كرة القدم وأحكامها]
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[18 - 06 - 02, 07:03 ص]ـ
اقرأوا هذا الكتاب
وتجدونه في المرفقات
وهو عن كرة القدم وأحكامها كما يظهر من العنوان
وأنا لم أقرأه إلى الآن فلعلكم تقرأونه وتفيدونا
ـ[عبد الغفور ميمون]ــــــــ[27 - 02 - 08, 02:47 م]ـ
وأنا أيضا لم أقرأها, وأظنني لا أريد أن أقرأها ... (ابتسامة)
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[29 - 02 - 08, 03:36 م]ـ
!!!
!!!(1/237)
مقابلة مع الشيخ علي العمران في إذاعة القرآن الكريم
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[18 - 06 - 02, 07:07 ص]ـ
حول مشروع طباعة كتب ابن تيمية(1/238)
بعض الأخطاء التي في برنامج تراث
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 06 - 02, 08:06 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
برنامج تراث (المكتبة الألفية للسنة النبوية) برنامج على غاية من الأهمية فهو أجمع برنامج للكتب الحديثية مع أرقام الصفحات. إلا أنه يؤخذ عليه أن جهاز البحث فيه سيء للغاية. والأخطاء الإملائية فيه كثيرة. ولذلك أنصح طلاب العلم عدم الاعتماد عليه كلياً، بل لا بد من العودة للكتب المطبوعة خاصة عند التأليف.
وقد وجدت أن أحد إشكالات البرنامج هو مجموعة أخطاء في جدول فك التشفير. ولذلك تتكرر هذه الأخطاء بشكل دائم. وطريقة كشفها هي بمقارنة النسخة المطبوعة بنسخة تراث، مع ملاحظة تكرار هذه الأخطاء بشكل دائم. وإليك لائحة ببعض هذه الأخطاء.
قمت بسرد الكلمة كما تظهر في تراث ثم أتبعتها بالكلمة الحقيقية التي يجب وضعها مكان الأولى:
ثم = عند
حصول = لأحمد
كلاهما = قتل
إذنه = العقيلي
الفاء = لوط
وعشرون = بسنة
السهو = ظالم
بنو = منكراً \ حدود
ينعقد = معن
فينبغي = فسألته
وصله = سلول
فينبغي = فسألته
غرماء = يكنى
بكذا = زماننا
والجواب = المرسل
تزوجها = مرفوع
وهناك كلمات كثيرة أخرى. ولاحظت أن البحث عن تلك الكلمات يسبب انهيار البرنامج: (
على أية حال أضع هذه الموضوع لتنبيه الإخوة لأهمية العودة للمطبوعة في كتابة الحديث الشريف. ومن أراد أن يزيدنا في هذه اللائحة فليفعل مشكورا.
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[22 - 06 - 02, 01:09 ص]ـ
أحسنت وجزيت خيرا.
ومنها:
البغوي: صحبة.
ثم: عند وأحياناً بدل النقطتين:
والله أعلم
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[22 - 06 - 02, 01:31 ص]ـ
ومما ينبغي مراعاته عند البحث فيه:
1) الفرق بين (ا) و (أ).
2) (ى) و (ي).
3) وجود (الـ) التعريف من عدمه.
4) الأسماء مثل: (عبدالله)، فأحياناً يكون هناك فراغ بين كلمة (عبد) والكلمة التي تليها وأحياناً لا يكون.
والله أعلم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[22 - 06 - 02, 09:23 ص]ـ
قلما توجد صفحة بلا خطأ!!
وقد أحصيت أخطاء الألفية فتبين أنها تفوق في كتاب واحد الـ 5000 خطأ!!!
وأبشركم
قام على النسخة الجديدة - على وشك الخروج - طلبة علم وعلى رأسهم أخ جار لي اهتم جدا بالنسخ الجديدة للبرامج
وسترون فيها ما يسركم إن شاء الله
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[22 - 06 - 02, 10:02 ص]ـ
بشّرت بالخير أخي إحسان.
بعض البرامج الأخرى تتميّز عن برنامج التراث بسرد أبواب الكتب التي وُجدت فيها الكلمة. وهي خاصية مهمة، خصوصاً عند البحث في كتب التراجم.
لأنّ اسم الراوي قد يتكرر كثيراً في غير الباب الذي خصّص له في كتب التراجم، ولا يعرف الباحث أين ذلك الباب في قائمة نتائج البحث. فيضطر لإضاعة الكثير من الوقت والجهد في ذلك.
ـ[البشير]ــــــــ[22 - 06 - 02, 02:39 م]ـ
جزاكم الله خيراً
في الحقيقة أنني استخدمت كثيرا برامج الحاسب الآلي خصوصا المتعلقة بالسنة وأذكر منها برامج التراث الألفية، والذهبية، وكذلك برامج شركة العريس، وكذلك برامج شركة صخر الكتب التسعة وشروحها.وأحب أن أشارك إخواني طلبة علم الحديث بهذه الملحوظات:
1 - أحسن هذه البرامج من حيث الخدمات وحسن البرمجة والإخراج هي برامج شركة صخر.
2 - أكثر هذه البرامج من حيث المادة العلمية وعدد المراجع هي برامج شركة التراث، كما أنها تتميز بالعزو للجز والصفحة.
3 - أضعف هذه البرامج هي برامج شركة العريس.
4 - جميع هذه الشركات (عداشركة صخر) شركات تجارية، همها الأول _ كما يدل على ذلك عملهم _ هو المال، ولذا ينقصه الاتقان كثرا.
5 - التصحيفات لا حصر لها كما ذكر الإخوة، وقد كنت أبحث عن حديث نصه (اتقوا المذابح .... ) أي المحاريب في معظم هذه البرامج فكانت نتيجة البحث: لا يوجد
وعندما بحثت عن طريق الكتب وجدته في كتب كثيرة منها سنن البيهقي الكبير ومصنف ابن أبي شيبة وغيرها، ثم أخرجتها من برنامج الألفية للتراث فوجدتهم قد صحفوه إلى المدايح يالدال المهملة والياء المنقوطة.!!
6 - لذا لا يستغني طالب علم الحديث عن الكتب أبداً.
7 - هذه البرامج فيها خدمة جليلة وعظيمة للسنة وغيرها من علوم الإسلام،حيث يستطيع الشخص البحث في آلاف المجلدات في أسرع وقت وبأقل جهد.
8 - ولذا أقترح على جميع الإخوة المستطيعين التبرع بالمشاركة مع شركات البرمجة مثل صخر أوالتراث أو غيرها لمراجعة هذه البرامج.
وفي ظني أن ذلك أعظم خدمة نقدمها للسنة ولعلوم المسلمين في هذا العصر
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
ـ[أبو حسان]ــــــــ[23 - 06 - 02, 07:57 ص]ـ
الحمد لله .....
الحقيقة بشرى طيبة أن يقوم على تصحيح البرنامج أو برامج التراث جميعها طلبة علم وهذا ما كان ينبغي من البداية
سؤالي للإخوة هل أعلموا الشركة المعنية بهذه الأخطاء
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 06 - 02, 04:22 م]ـ
يرفع للاهمية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/239)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 09 - 02, 09:48 ص]ـ
!
ـ[طالب الحق]ــــــــ[10 - 09 - 02, 12:57 ص]ـ
أطم من ذلك كله نسبة الكتب إلى غير مؤلفيها من ذلك نسبة كتاب الزهد لأحمد بن حنبل إلى ابن أبي عاصم والذي لا يعرف ذلك ولا يراجع النسخ سوف "يتوهق" فينسب الحديث إلى غير مؤلفه كما حصل!.
راجع الآلفية الآن لترى صحة كلامي، وأما الأخطاء فهي كثيرة، وقد أخبرتهم عن خطأ نسبة الكتاب منذ زمان ولكن .......
جزاهم الله خيرا ووفقهم لكل خير
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[10 - 09 - 02, 02:21 ص]ـ
أحسنتم كلكم أجمعون!
وللعلم: فإن كلمة (أذنه) حماله أوجه؛ فهي كما أشار الأخ المفضال - كما وجدها - العقيلي، وهي تظاتي أحياناً مكان كلمات أخر، لا يحضرني الآن ذكرها، لكن القاعدة الذهبية في هذه الكلمة أنك إذا رأيتها في أي نص فارتب في أمرها؛ خاصة إن لم يستقم السياق، وإن كانت تاتي أحياناً - بلا شك - على وجهها الصحيح، لكن الكلام على الأغلب ..
أقول هذا بعد أن تأذيت كثيراً من هذه الكلمة أثناء بحثي، فهي كلمة مريبة، نعوذ بالله من الريب!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 09 - 02, 07:16 ص]ـ
المزيد من الأخطاء
العربي = الطفل أو الطفلة
أصحهما = تلا
التابعين = أمرك
والغرار = زودتني
بصراحة هذه الأخطاء المتكررة كثيرة جداً. وأنا أطالب شركة تراث بتوفير ما يسمى بـ Patch أي ملف مجاني يحمّل من موقعهم، ويقوم بإصلاح الأخطاء الشائعة في ملف الترميز. لا أقصد كل خطأ في البرنامج، فهذا يتطلب إصداراً جديداً (فضلاً عن عدم قدرتهم عليه). لكن أقصد الأخطاء التي أنشرها في هذا الموضوع. وكل ما يحتاجه المرء هو تعديل بسيط في جدول الترميز.
ثم إن كل الشركات المرموقة تفعل ذلك في برامج أقل أهمية بكثير من هذا. فما بالك ببرنامج في تحريف لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
والله ليسئلون عن ذلك يوم القيامة.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[12 - 09 - 02, 05:15 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمّد.
أرجو أن تواصل إعلامنا بأيّة أخطاء أخرى في البرنامج.
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[13 - 09 - 02, 03:40 م]ـ
بورك فيكم أخوتي في الله:
وأعظم الأخطاء التي قل من يتنبه لها: هي وجود سقط من مجلدات الكتب ومما مر بي في ذلك، أغلب المجلد الثالث من سير أعلام النبلاء غير موجود في الألفية، وللتأكد اختر رقم أي صفحة بعد المائتين تقريبا في الجزء الثالث وتصفح الكتاب تجد النتيجة (رقم الجزء والصفحة غير موجودين)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[13 - 09 - 02, 04:51 م]ـ
• ومن أبرز الأخطاء التي في (برمجة) هذه البرامج، عدم الدقة في فهم مطلوب البحث؛ إذ قد يطلب الباحث في الفقه مثلاً كتب المالكية حسبُ فإذا به يتفضل من عنده دون طلب بالبحث في ل الكتب، وكذا في في غيره من البرامج!
• أقول هذا حسب تجربتي؛ ولا أعلم إن كان في طريقة بحثي خطأ، والبرامج سليمة البرمجة؛ فإن كان الأمر كذلك فهذا شأن آخر.
والله أعلم أي ذلك كائن!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 09 - 02, 10:40 م]ـ
هناك خطأ خطير جداً في برنامج تراث
كثيراً من الأحيان يحذف كلمة "غير"
وأحياناً يحذف ما قبلها كذلك
وهذا كما هو واضح يؤدي إلى تحريف شديد في المعنى، بل إنه يقلب المعنى من النفي إلى الإثبات. لذلك يجب الانتباه كثيراً لهذا الخطأ الفاحش.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[21 - 09 - 02, 02:37 م]ـ
ومن الأخطاء المتكررة في برنامج (تراث): كلمة: ابنة، وصوابها: اعتمر.
ـ[النقّاد]ــــــــ[12 - 11 - 02, 02:42 ص]ـ
ومما وجدته من الأخطاء:
ابن السكن = تُحرف إلى: بن الموطأ
ـ[حارث همام]ــــــــ[19 - 12 - 02, 07:50 ص]ـ
محمود = الناسخ!
وهذه في كتاب الناسخ والمنسوخ لأبي عبيد وليس تصحيفاً مضطرداً، وقد لاحظتها في أكثر من موضع.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 12 - 02, 10:21 م]ـ
وهناك خطأ متكرر وعجيب في " الألفية "
وهو:
عدم وجود جملة " الحج الأكبر "!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لا في آية ولا في حديث في البرنامج كله.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[25 - 12 - 02, 08:12 ص]ـ
أخي إحسان بارك الله فيك
لقد بحثتُ في الألفية عن جملة " الحج الأكبر "
فوجدت أن عدد النتائج (((166)))؛ فلا أدري ماذا حدث عندك.
وللفائدة: وجدت (((4))) نتائج أخرى " الحج الاكبر " بدون الهمزة.
فأرجو التنبيه حتى لا نظلم أحداً من المسلمين.
والله تعالى أعلم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 12 - 02, 09:49 ص]ـ
أخي أحمد بارك الله فيك
أنا لا أدري ماذا حدث عندك
أولا
غاب عني أن أبحث عن الجملة دون همزة
فلما فعلت: كانت النتائج (4) فقط!!! هذا البحث مع الكلمات المتباعدة لا النص!
ثانياً
أنا لم أكتف بالبحث فقط دون الدخول لذات النص، بل الذي استغربته هو وجود كلمة " يوم " وما بعدها دون " الحج الأكبر " وسطها!!!
وإليك أمثلة متنوعة:
1. الطبري:
وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم أن الله بريء من المشركين ورسوله!!
10/ 66
2. ابن كثير:
وقد قال الله تعالى {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم أن الله برئ من المشركين ورسوله} الآية!!
2/ 358
3. الجلالين
3 {وأذان} إعلام {من الله ورسوله إلى الناس يوم} يوم النحر {أن} أي: بأن {الله بريء من المشركين}!!
240
4. البخاري
باب {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم أن الله بريء من المشركين ورسوله}!!!
قبل (4379)
والأمثلة كثيرة جدا
فإذا كان هذا في القرآن والبخاري: فكيف بالباقي؟؟؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/240)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 12 - 02, 10:13 ص]ـ
جربت ما فعل الأخ إحسان وحصلت على نفس النتائج (أي الحج الأكبر لا تظهر) والإصدار الذي عندي هو 1.5
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[25 - 12 - 02, 04:00 م]ـ
متى ستصدر النسخة الجديدة شيخنا إحسان؟
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[25 - 12 - 02, 07:47 م]ـ
ومن الأخطاء الفظيعة كذلك هي الأخطاء في العزو، فتجد الكتاب مطبوع في مجلد واحد، وتجد العزو هكذا (1/ ... )، مما يوهم القارئ أن الكتاب في أكثر من مجلد، فليكن طلبة العلم على حذر، ولا يعتمدوا الألفية دون الرجوع إلى المصادر المطبوعة ..
وكذلك هناك كثير من الأوهام في الصفحات، فتجد مثلا يذكر أول الحديث في صفحة والباقي في الفصحة التي تليها في المطبوع، فنجد في الألفية أحيانا عكس كذلك، إما أن ينقل الحديث كله في الصفحة الأولى أو ما بعدها.
والله الموفق ...
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 12 - 02, 11:53 م]ـ
قريبا تصدر نسخة جديدة
وقريبا جدا إن شاء الله
المادة العلمية انتهت وبقي الفنية
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[04 - 01 - 03, 02:32 ص]ـ
أخي الفاضل إحسان العتيبي.
وأخي الفاضل محمد الأمين.
إليكم نتائج البحث عن كلمة ((الحج الأكبر)) في المكتبة الألفية الإصدار 1.5، ومعذرة على نقلها كاملةً، ولكن لتُشْفِي الصدور:
الرقم اسم الكتاب الجزء الصفحة النص
__________________________________________________
1 تفسير القرطبي 6/ 61 لت في يوم الحج الأكبر وقرأها رسول الله ص
__________________________________________________
2 تفسير القرطبي 8/ 64 الأجل يوم الحج الأكبر وانقضاؤه إلى عشر م
__________________________________________________
3 تفسير القرطبي 8/ 69 الخلق يوم الحج الأكبر ظرف والعامل فيه أذ
__________________________________________________
4 تفسير القرطبي 8/ 70 م قال يوم الحج الأكبر يوم عرفة رواه إسما
__________________________________________________
5 تفسير الطبري 6/ 80 وذلك يوم الحج الأكبر بكى عمر فقال له ال
__________________________________________________
6 تفسير الطبري 10/ 59 ة كان يوم الحج الأكبر وذلك يوم النحر في
__________________________________________________
7 تفسير الطبري 10/ 61 تداؤه يوم الحج الأكبر وانقضاؤه انقضاء عش
__________________________________________________
8 تفسير الطبري 10/ 66 داؤها يوم الحج الأكبر وانقضاؤها انقضاء ع
__________________________________________________
9 تفسير الطبري 10/ 67 الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من ال
__________________________________________________
10 تفسير الطبري 10/ 68 فة عن يوم الحج الأكبر فقال يوم عرفة فقلت
__________________________________________________
11 تفسير الطبري 10/ 69 س قال يوم الحج الأكبر يوم عرفة حدثنا الق
__________________________________________________
12 تفسير الطبري 10/ 70 ى قال يوم الحج الأكبر يوم النحر قال ثنا
__________________________________________________
13 تفسير الطبري 10/ 71 جحيفة قال الحج الأكبر يوم النحر حدثنا اب
__________________________________________________ 14 تفسير الطبري 10/ 72 دا عن يوم الحج الأكبر فقال كان يوما وافق
__________________________________________________
15 تفسير الطبري 10/ 73 ئل عن يوم الحج الأكبر فقال سبحان الله هو
__________________________________________________
16 تفسير الطبري 10/ 74 قوله يوم الحج الأكبر قال يوم النحر يوم
__________________________________________________
17 تفسير الطبري 10/ 75 اليوم يوم الحج الأكبر فقال بعضهم سمي بذل
__________________________________________________
18 تفسير الطبري 10/ 76 د قال يوم الحج الأكبر يوم النحر والحج ال
__________________________________________________
19 تفسير الطبري 10/ 77 الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من ال
__________________________________________________
20 تفسير الطبري 10/ 78 براءة يوم الحج الأكبر فمعلوم أنهم لم يكو
__________________________________________________
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/241)
21 تفسير ابن كثير 1/ 242 هذا اليوم الحج الأكبر ألا وإن أهل الشرك
__________________________________________________
22 تفسير ابن كثير 2/ 14 وذلك يوم الحج الأكبر بكى عمر فقال النبي
__________________________________________________
23 تفسير ابن كثير 2/ 333 الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من ال
__________________________________________________
24 تفسير ابن كثير 2/ 335 يا عن يوم الحج الأكبر فقال إن رسول الله
__________________________________________________
25 تفسير ابن كثير 2/ 336 قالوا يوم الحج الأكبر هو يوم النحر واختا
__________________________________________________
26 تفسير ابن كثير 2/ 358 الناس يوم الحج الأكبر أن الله برئ من الم
__________________________________________________
27 تفسير ابن كثير 3/ 218 ذي هو يوم الحج الأكبر وقد ورد في حديث أن
__________________________________________________
28 تفسير الجلالين 1/ 240 الناس يوم الحج الأكبر يوم النحر أن أي بأ
__________________________________________________
29 صحيح مسلم 2/ 982 وبيان يوم الحج الأكبر حدثني هارون بن سعي
__________________________________________________
30 صحيح البخاري 2/ 620 ل هذا يوم الحج الأكبر فطفق النبي يقول ال
__________________________________________________
31 صحيح البخاري 3/ 1160 ريان ويوم الحج الأكبر يوم النحر وإنما قي
__________________________________________________
32 صحيح البخاري 4/ 1710 الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من ال
__________________________________________________
33 صحيح ابن خزيمة 4/ 209 النحر يوم الحج الأكبر قال بن شهاب عن حمي
__________________________________________________
34 صحيح ابن خزيمة 4/ 298 هذا قالوا الحج الأكبر قال رسول الله إن ا
__________________________________________________
35 المستدرك على الصحيحين 1/ 647 قالوا يوم الحج الأكبر فقال رسول الله قد
__________________________________________________
36 المستدرك على الصحيحين 2/ 361 ل هذا يوم الحج الأكبر فدماؤكم وأموالكم و
__________________________________________________
37 المستدرك على الصحيحين 4/ 198 بعثه يوم الحج الأكبر بأربع أن لا يطوف أ
__________________________________________________
38 المسند المستخرج على صحيح الإمام مسلم 4/ 20 النحر يوم الحج الأكبر من أجل حديث أبي هر
__________________________________________________
39 سنن الترمذي 3/ 270 هما حجان الحج الأكبر يوم النحر والحج ال
__________________________________________________
40 سنن الترمذي 3/ 291 اء في يوم الحج الأكبر حدثنا عبد الوارث ب
__________________________________________________
41 سنن الترمذي 4/ 461 قالوا يوم الحج الأكبر قال فإن دماءكم وأم
__________________________________________________
42 سنن الترمذي 5/ 273 الناس يوم الحج الأكبر يا رسول الله قال ف
__________________________________________________
43 سنن الترمذي 5/ 274 له عن يوم الحج الأكبر فقال يوم النحر حدث
__________________________________________________
44 سنن سعيد بن منصور 5/ 234 شداد قال الحج الأكبر يوم النحر والحج ال
__________________________________________________
45 سنن سعيد بن منصور 5/ 237 و سلمة عن الحج الأكبر قال هو الذي ينحر ف
__________________________________________________
46 سنن سعيد بن منصور 5/ 239 حر واليوم الحج الأكبر
__________________________________________________
47 مجمع الزوائد 3/ 205 بيت والحج الحج الأكبر والعمرة الحج الأصغ
__________________________________________________
48 مجمع الزوائد 3/ 263 ل هذا يوم الحج الأكبر رواه الطبراني في ا
__________________________________________________
49 مجمع الزوائد 3/ 270 حر وهو يو الحج الأكبر قال رسول الله دماؤ
__________________________________________________
50 مجمع الزوائد 3/ 271 هذا قالوا الحج الأكبر فقال اصرخ فقل إن ر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/242)
__________________________________________________
51 مجمع الزوائد 5/ 15 وسلم يوم الحج الأكبر وان زند ناقته ليقع
__________________________________________________
52 مجمع الزوائد 7/ 29 الناس يوم الحج الأكبر عن سمرة عن النبي ق
__________________________________________________
53 سنن البيهقي الكبرى 4/ 351 بيت والحج الحج الأكبر والعمرة الحج الأصغ
__________________________________________________
54 سنن البيهقي الكبرى 4/ 352 عباس قال الحج الأكبر يوم النحر والحج ال
__________________________________________________
55 سنن البيهقي الكبرى 5/ 125 ل هذا يوم الحج الأكبر ثم ذكر ما بعده بمع
__________________________________________________
56 سنن البيهقي الكبرى 5 139 النحر يوم الحج الأكبر أخبرنا محمد بن عبد
__________________________________________________
57 سنن البيهقي الكبرى 8 27 ذا أو يوم الحج الأكبر قال فإن دماءكم وأم
__________________________________________________
58 سنن البيهقي الكبرى 9 185 ريان ويوم الحج الأكبر يوم النحر وإنما قي
__________________________________________________
59 سنن البيهقي الكبرى 9 206 ريان ويوم الحج الأكبر يوم النحر وإنما قي
__________________________________________________
60 سنن الدارقطني 2 285 عباس قال الحج الأكبر يوم النحر والحج ال
__________________________________________________
61 السنن الكبرى 2 444 القر يوم الحج الأكبر أنبأ محمد بن المثن
__________________________________________________
62 السنن الكبرى 6 353 تعالى يوم الحج الأكبر أنا هناد بن السري
__________________________________________________
63 سنن ابن ماجه 2 1015 قالوا يوم الحج الأكبر قال فإن دماءكم وأم
__________________________________________________
64 سنن ابن ماجه 2 1016 ل هذا يوم الحج الأكبر ودماؤكم وأموالكم و
__________________________________________________
65 مصنف ابن أبي شيبة 3 158 ه قلت هذا الحج الأكبر فما الحج الأصغر قا
__________________________________________________
66 مصنف ابن أبي شيبة 3 224 ن شداد عن الحج الأكبر فقال الحج الأكبر ا
__________________________________________________
67 مصنف ابن أبي شيبة 3 378 يت في يوم الحج الأكبر حدثنا أبو بكر قال
__________________________________________________
68 مصنف ابن أبي شيبة 3 379 ن شداد عن الحج الأكبر فقال الحج الأكبر ي
__________________________________________________
69 مصنف ابن أبي شيبة 3 387 ن هذا يوم الحج الأكبر وإن أهل الجاهلية و
__________________________________________________
70 مصنف ابن أبي شيبة 7 88 م قال يوم الحج الأكبر قال فبكى عمر فقال
__________________________________________________
71 مصنف ابن أبي شيبة 7 453 قالوا يوم الحج الأكبر قال فإن دماءكم وأم
__________________________________________________
72 شرح معاني الآثار 3 273 له عن يوم الحج الأكبر فقال هو يومك هذا خ
__________________________________________________
73 شرح معاني الآثار 4 158 صدقتم يوم الحج الأكبر قال هل تدرون أي شه
__________________________________________________
74 معتصر المختصر 1 194 لقيامة في الحج الأكبر عن ابن عباس قال خط
__________________________________________________
75 معتصر المختصر 1 195 سماه الله الحج الأكبر وحج رسول الله صلى
__________________________________________________
77 المعجم الأوسط 1 32 النحر يوم الحج الأكبر فقال رسول الله فإن
__________________________________________________
78 المعجم الأوسط 3 196 سماه الله الحج الأكبر ثم حج رسول الله صل
__________________________________________________
79 المعجم الأوسط 6 129 نحر أ يوم الحج الأكبر حدثنا محمد بن الحس
__________________________________________________
80 المعجم الأوسط 9 87 ل هذا يوم الحج الأكبر وبه قال ذكر زمعة ع
__________________________________________________
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/243)
81 مسند ابن أبي أوفى 1 142 قوله يوم الحج الأكبر قال اليوم الذي يرا
__________________________________________________
82 مسند أحمد 3 473 وهذا يوم الحج الأكبر حديث مالك بن نضلة
__________________________________________________
83 مسند أحمد 5 412 صدقتم يوم الحج الأكبر أتدرون أي شهر شهرك
__________________________________________________
84 مسند الشاميين 1 160 ل هذا يوم الحج الأكبر
__________________________________________________
85 مسند الشاميين 2 377 ل هذا يوم الحج الأكبر فدماؤكم وأمواكم وأ
__________________________________________________
86 المعجم الصغير 2 244 ل هذا يوم الحج الأكبر لم يروه عن يعقوب إ
__________________________________________________
87 الآحاد والمثاني 5 351 صدقتم يوم الحج الأكبر قال أتدرون أي شهرك
__________________________________________________
88 مسند ابن الجعد 1 44 نا عن يوم الحج الأكبر فقال هو يومنا هذا
__________________________________________________
89 المعجم الكبير 5 67 وهذا يوم الحج الأكبر قال فإن قد حرم علي
__________________________________________________
90 المعجم الكبير 7 215 ي قال يوم الحج الأكبر يوم حج أبو بكر بال
__________________________________________________
91 المعجم الكبير 7 256 ن هذا عام الحج الأكبر قال اجتمع حج المسل
__________________________________________________
92 المعجم الكبير 10 154 بيت والحج الحج الأكبر والعمرة الحج الأصغ
__________________________________________________
93 المعجم الكبير 11 172 هذا قالوا الحج الأكبر فقال اصرخ فقال إن
__________________________________________________
94 المعجم الكبير 17 31 قالوا يوم الحج الأكبر قال ألا ان دماءكم
__________________________________________________
95 شعب الإيمان 3 351 ر وهو يوم الحج الأكبر وفي المحرم العاشر
__________________________________________________
96 شعب الإيمان 3 470 ل هذا يوم الحج الأكبر فدماؤكم وأموالكم و
__________________________________________________
97 تعظيم قدر الصلاة 1 354 م قال يوم الحج الأكبر يوم النحر حدثنا مح
__________________________________________________
98 فتح الباري 3 577 ل هذا يوم الحج الأكبر فيه دليل لمن يقول
__________________________________________________
99 فتح الباري 8 319 يا عن يوم الحج الأكبر فقال أن رسول الله
__________________________________________________
100 فتح الباري 8 321 النحر يوم الحج الأكبر من أجل حديث أبي هر
__________________________________________________
101 فتح الباري 8 322 سماه الله الحج الأكبر تنبيه اتفقت الرواي
__________________________________________________
102 التمهيد لابن عبد البر 1 124 م وهو يوم الحج الأكبر
__________________________________________________
103 التمهيد لابن عبد البر 1 125 ا هذا يوم الحج الأكبر رواه شعبه وغيره عن
__________________________________________________
104 التمهيد لابن عبد البر 1 126 ه قال يوم الحج الأكبر يوم عرفة وهو قول ا
__________________________________________________
105 التمهيد لابن عبد البر 4 292 لعصر ويوم الحج الأكبر يوم النحر واحتج من
__________________________________________________
106 حاشية ابن القيم 5 293 لأذان يوم الحج الأكبر ولا خلاف أن النداء
__________________________________________________
107 عون المعبود 5 293 ه باب يوم الحج الأكبر اختلفوا فيه على خم
__________________________________________________
108 عون المعبود 5 294 خاري ويوم الحج الأكبر يوم النحر وإنما قي
__________________________________________________
109 تحفة الأحوذي 3 583 هما حجان الحج الأكبر يوم النحر والحج ال
__________________________________________________
110 تحفة الأحوذي 3 585 ر هذا يوم الحج الأكبر
__________________________________________________
111 تحفة الأحوذي 4 27 ل هذا يوم الحج الأكبر أخرجه البخاري وغير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/244)
__________________________________________________
112 تحفة الأحوذي 6 313 قالوا يوم الحج الأكبر قال تعالى وأذان من
__________________________________________________
113 تحفة الأحوذي 8 382 الناس يوم الحج الأكبر قيل هو يوم عرفة وق
__________________________________________________
114 تحفة الأحوذي 8 384 له عن يوم الحج الأكبر فقال يوم النحر فيه
__________________________________________________
115 تحفة الأحوذي 8 385 يوم الحج الأكبر هو يوم النحر ولحديث على
__________________________________________________
116 شرح النووي على صحيح مسلم 9 115 وبيان يوم الحج الأكبر قوله عن أبي هريرة
__________________________________________________
117 شرح النووي على صحيح مسلم 9 116 النحر يوم الحج الأكبر من أجل حديث أبي هر
__________________________________________________
118 فيض القدير 2 3 لأنه يوم الحج الأكبر وفيه معظم أعمال ال
__________________________________________________
119 فيض القدير 3 406 النفقة في الحج الأكبر والأصغر يلحق به وه
__________________________________________________
120 فيض القدير 4 122 ن فيه يوم الحج الأكبر ويوم عيد الأضحى قا
__________________________________________________
121 فيض القدير 5 474 ه وهو يوم الحج الأكبر ت ه في الصوم عن أب
__________________________________________________
122 حلية الأولياء 5 292 حرام ويوم الحج الأكبر إني بريء من ظلم من
__________________________________________________
123 حلية الأولياء 7 75 وبعده يوم الحج الأكبر ويوم النحر وتمضي و
__________________________________________________
124 حلية الأولياء 8 274 ل هذا يوم الحج الأكبر حدثنا أبو عمرو بن
__________________________________________________
125 الجرح والتعديل 9 133 ئل عن يوم الحج الأكبر ونسي محمود الثالث
__________________________________________________
126 ميزان الإعتدال في نقد الرجال 6 397 ن هذا عام الحج الأكبر قال اجتمع حج المسل
__________________________________________________
127 لسان الميزان 6 15 ن هذا عام الحج الأكبر قال اجتمع حج المسل
__________________________________________________
128 الكامل في ضعفاء الرجال 7 143 ه هذا يوم الحج الأكبر قال وهذا عن يعقوب
__________________________________________________
129 ضعفاء العقيلي 2 95 صدقتم يوم الحج الأكبر قال هل تدرون أي شه
__________________________________________________
130 تهذيب التهذيب 11 168 ئل عن يوم الحج الأكبر ونسي محمود الثالث
__________________________________________________
131 تهذيب الكمال 21 539 قالوا يوم الحج الأكبر قال ألا إن دماءكم
__________________________________________________
132 تهذيب الكمال 31 252 ئل عن يوم الحج الأكبر ونسي محمود الثالث
__________________________________________________
133 طبقات المحدثين بأصبهان 3 233 م هذا يوم الحج الأكبر ألا إن دماءكم وأمو
__________________________________________________
134 الطبقات الكبرى (القسم المتمم) 1 142 جندب قال الحج الأكبر يوم النحر فقال إنه
__________________________________________________
135 الطبقات الكبرى 2 168 لنحرة يوم الحج الأكبر من أجل حديث أبي هر
__________________________________________________
136 الطبقات الكبرى 2 184 ل هذا يوم الحج الأكبر فدماؤكم وأموالكم و
__________________________________________________
137 الطبقات الكبرى 7 125 ل هذا يوم الحج الأكبر فلا يصومه أحد حصين
__________________________________________________
138 تكملة الإكمال 4 287 ئل عن يوم الحج الأكبر ونسي محمود الثالث
__________________________________________________
139 المراسيل لأبي داود 1 154 ل هذا يوم الحج الأكبر إن من كان قبلكم من
__________________________________________________
140 تغليق التعليق 3 104 ل هذا يوم الحج الأكبر فطفق النبي صلى الل
__________________________________________________
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/245)
141 تغليق التعليق 3 105 ل هذا يوم الحج الأكبر ودماؤكم وأموالكم و
__________________________________________________
142 المحلى 7 131 الناس يوم الحج الأكبر وأخبر رسول الله صل
__________________________________________________
143 الحجة للشيباني 2 41 كنا ندعوه الحج الأكبر والحج الأصغر ونرى
__________________________________________________
144 المغني 3 134 وسلم يوم الحج الأكبر يوم النحر رواه أبو
__________________________________________________
145 المغني 3 229 ة فصل يوم الحج الأكبر يوم النحر فإن النب
__________________________________________________
146 حجة الوداع 1 121 د وهو يوم الحج الأكبر مغلسا أول انصداع ا
__________________________________________________
147 حجة الوداع 1 177 ة وهو يوم الحج الأكبر مغلسا أول إنصداع ا
__________________________________________________
148 حجة الوداع 1 179 نه هو يوم الحج الأكبر فحدثنا الهمذاني عن
__________________________________________________
149 حجة الوداع 1 204 النحر يوم الحج الأكبر قال فإن دماءكم وأم
__________________________________________________
150 حجة الوداع 1 460 بن مسعود الحج الأكبر الحج والحج الأصغر
__________________________________________________
151 حجة الوداع 1 479 رد في يوم الحج الأكبر قال أبو محمد رحمه
__________________________________________________
152 حجة الوداع 1 480 الحج يوم الحج الأكبر مرسل قال أبو محمد
__________________________________________________
153 حجة الوداع 1 481 يب عن يوم الحج الأكبر فقال هو الغد من يو
__________________________________________________
154 الديات 1 74 قالوا يوم الحج الأكبر قال فإن دماءكم وأم
__________________________________________________
155 نيل الأوطار 5 29 ريان ويوم الحج الأكبر يوم النحر رواه الب
__________________________________________________
156 نيل الأوطار 5 30 ر هذا يوم الحج الأكبر كما في حديث ابن عم
__________________________________________________
157 نيل الأوطار 5 222 حر هو يوم الحج الأكبر على الصحيح عند الش
__________________________________________________
158 الإحكام لابن حزم 3 349 ين من يوم الحج الأكبر وهو يوم النحر بنص
__________________________________________________
159 تاريخ الطبري 2 195 لله به في الحج الأكبر والحج الأصغر وهو ا
__________________________________________________
160 تاريخ الطبري 2/ 206 قالوا يوم الحج الأكبر فقال قل إن الله حر
__________________________________________________
161 السيرة النبوية 5/ 230 الناس يوم الحج الأكبر أن الله برىء من ال
__________________________________________________
162 السيرة النبوية 6/ 11 قولون يوم الحج الأكبر قال فيقول قل لهم إ
__________________________________________________
163 أخبار مكة 4/ 289 ل هذا يوم الحج الأكبر فدماؤكم وأموالكم و
__________________________________________________
164 أخبار مكة 5/ 19 ل وهو يوم الحج الأكبر إسناده حسن حدثنا ي
__________________________________________________
165 كشف الظنون 1/ 632 الحج الأكبر قصيدة عظيمة للشيخ محي الدين
__________________________________________________
166 كشف الظنون 2/ 1362 الأظهر في الحج الأكبر لنوح بن مصطفى المف
_______________________________________________
نرجو من الجميع المشاركة لكي نتأكد من هذا الخطأ
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[04 - 01 - 03, 04:50 ص]ـ
أخي الكريم
أنا متأكد تماما من قولي
ويبدو أن في الأمر خلالا معينا
وقد يكون هناك إصداران لنسخة 1,5
وخذ مثالا
تفسير القرطبي 8/ 64 فيه:
الأجل يوم وانقضاؤه إلى عشر من ذي الحجة!!!!!!!!!!!!!!
فأنا أنقل لك النص وليس فيه العبارة
وأنت نقلتها وهي فيه
وهذا من العجائب
والأخ محمد أمين أيد كلامي
فلنر الإخوة وماذا لديهم في نسخهم
وفقك الله
المثال هو الثاني عندك
ـ[ابن أبي شيبة]ــــــــ[04 - 01 - 03, 07:09 ص]ـ
وأنا عندي كذلك كما عند الأخ إحسان العتيبي، لا تظهر " الحج الأكبر " بل هي كما قال الأخ غير موجودة في النصوص أصلا.
وهناك أيضا خطأ شائع في الألفية التي عندي وهي أنه في كل حديث يكون فيه لفظة " ثم " قبل الحديث. مثلا في صحيح البخاري في أول حديث قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ثم إنما الإعمال. .
وهكذا في كل حديث.
فهل هذا موجود عندكم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[04 - 01 - 03, 08:20 ص]ـ
بارك الله عليك أخي ابن أبي شيبة
نعم
ثم
تكون زائدة
وتكون بدلا من " عند " أحياناً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/246)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 01 - 03, 08:33 ص]ـ
ثم تأتي أحياناً بدلاً من النقطتين (:)
وأحياناً تأتي بدلاً من (عند)
ثم أظن أني عرفت سبب الاختلاف بين نسخ البرنامج
إذ أنه في الماضي قامت تراث بطرح برنامج صغير لإصلاح بعض الأخطاء في برنامجهم. وقد قمت بتنزيل هذا البرنامج الصغير patch على جهاز أحد المشايخ. وللأسف عندما أردت إنزاله على جهازي، قامت تراث بإزالته من موقعهم!!!
وهذا إن دل على شيء، فعلى أمرين:
1 - عدم اهتمامهم بزبائنهم.
2 - هدفهم تجاري لا ديني. بدليل أنهم يعرفون أن برنامجهم يحرف الآيات والأحاديث، ولا يهتمون بإصلاح ذلك.
ولو ثبت عندي أنهم يبقون تلك الأخطاء عمداً، فإن الأولى عند ذلك مقاطعتهم وعدم شراء برنامجهم. أو على الأقل يستعمل نسخة غير أصلية منه.
وهذه بعض البرامج البديلة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5335
وعموماً فسأحاول أن أزور الشيخ وأبحث عن كلمة الحج الأكبر لأتأكد إن وجدها أم لا.
ـ[الشافعي]ــــــــ[04 - 01 - 03, 01:36 م]ـ
جزاكم الله خيراً
وإن كان رأيي أن مثل برامج شركة التراث لا ينبغي
الاشتغال بالبحث عن أخطائها لأنها ليست ممن تعد
معايبه!!!!!!!!!!!! بل لو ذكرت لها بعض الحسنات
لكان كافياً
وعلى كل إذا كان المقصود برنامج المكتبة الألفية
فأذكر أن ضمن كتبها كتاب ((المقصد الأرشد)) كذا
في قوائم أسماء الكتب وخيارات البحث لكن الكتاب
حقيقة غير مدخل في البرنامج
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[05 - 01 - 03, 12:05 ص]ـ
نعم
الأخطاء كثيرة جدا
ومن أطرفها:
نقل الحافظ ابن حجر العسقلاني في " فتح الباري " عن الشيخ ابن باز!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
نعم
أدخلوا الهامش في نص متن الشرح
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[05 - 01 - 03, 01:51 ص]ـ
كلمة حق
إخواني بارك الله فيكم
لا يظهر عندي هذه الأخطاء التي تتحدثون عنها
ولكن لا أُنكر أن هناك تصحيفات وأخطاء أخرى
وأما بالنسبة لما قاله الأخ ((محمد الأمين)) من وجود برنامج لتصليح الأخطاء؛ فهذا البرنامج ليس عندي؛ ومع ذلك لا توجد عندي هذه الأخطاء.
وإذا كان الأمر كذلك وجب عليكم سؤال الشركة عن هذه الأخطاء التي تظهر عندكم
وأخص بالذكر أخونا الفاضل ((إحسان العتيبي)) فإنه من أهل الأردن؛ وتوجد بها مقر الشركة، وسننتظر الرد
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 01 - 03, 08:32 م]ـ
قمت بزيارة الشيخ وبحثت عن كلمة الحج الأكبر فوجدتها!
وهذا مما أكد لي أن تراث عندها برنامج يصلح الخطأ لكنهم توقفوا عن توزيعه، ربما (وأرجو أن أكون مخطئاَ) حتى يضطر الزبون إلى شراء النسخة الجديدة.
على أية حال فنحن بالنتظار الأخ إحسان فهو أقرب إليهم وأعلم بهم.
أما عن أنهم أدخلوا الحواشي بالمتن بدون فاصل في فتح الباري، فنعم. صار ابن حجر كأنه ينقل عن ابن باز!! وكذلك أدخلوا تخريجات الألباني في كتاب السنة لابن أبي عاصم. وتخريجات محقق كتاب ابن مندة. فيأتي طالب العلم ويقول صححه ابن مندة بينما يكون المحقق الذي صححه.
ومع ذلك فمستدرك الحاكم لم يذكروا فيه أقوال الذهبي في التلخيص رغم شدة الحاجة إليها. وهو أمرٌ عجيب.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[07 - 01 - 03, 09:12 م]ـ
من الأخطاء التي في برنامج: مكتبةالفقه وأصوله:
كلمة: (إطعام) تحرَّفت إلى: (سنان).
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[08 - 01 - 03, 12:17 ص]ـ
كلمة: (الفوائد) تحرفت إلى: (ملكا)!
كلمة (فجلس) تحرفت إلى: (والحاصل)!
ـ[النقّاد]ــــــــ[08 - 01 - 03, 04:28 ص]ـ
ومن الأخطاء (المطردة) التي مرت علي في " الألفية " - مما لم
يتقدم ذكره -:
- (الزاهد) تحرفت إلى (لصاحب)
- (وقلت) تحرفت إلى (رجاء)
- (وأقره) تحرفت إلى (تركها)
- (ورق) تحرفت إلى (ينوي)
- (أنس) تحرفت إلى (يروي)
!!!!!!
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[10 - 01 - 03, 08:52 م]ـ
* أيضاً .. في مكتبة الفقه وأصوله / التراث:
تصحَّفت كلمة (كغيره) = إلى: (همام).
ـ[أبو أنس الخطيب]ــــــــ[19 - 01 - 03, 06:26 م]ـ
أخي في الله
اتصل بنا كثير من الاخوه وأرسلوا لنا فاكسات لطبيعة هذه الأخطاء التي ليس لنا علاقه بها حيث أنها من اختلاف اوفيس 2000 وإذا كنت تعمل على اوفيس 97 فلن تظهر الاخطاء (وجزاكم الله خيرا على الاهتمام وهو دليل للمتابعهخ والاستفادة)
ـ[أبو أنس الخطيب]ــــــــ[23 - 01 - 03, 12:24 م]ـ
إلى كل الأخوه الذين يكتبون مواقع الخطأ
جزاك الله خيرا على هذا الحرص ولكن للأسف هذه الأخطاء ليست لقصر في الإدخال لدينا والمراجعه ولكنها بسبب اختلاف نسخ ويندوز فلو كان لديك ويندوز 98 واوفيس 97 لما ظهرت المشكله أما أفيس 2000 فستظهر المشكاه لأنهم قاموا بتغيير ببرمجة الآكسس لديهم مما أثر على قاعدة البيانات لدينا ولكن بحمد الله تم استدراك الأمر بالمرامج الجديده إصدار 3 هذه أخطاء برمجيه وليست مقصوده أو ضعف لذا تم حلها آليا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/247)
ـ[أبو أنس الخطيب]ــــــــ[23 - 01 - 03, 12:53 م]ـ
إن طرق البحث متنوعه نعم لا بد من فهم منطق الكمبيوتر في البحث فإذا أعطيته كلمه بدون همزه فسيبحث عنها بدون همزه لذا أنصح بإستخدام جزء من كلمه أو أو مثلا أحمد أو احمد فسيأتي بالنتيجتين نحن الأن نعمل على توحيد الكلمات وأشكاله وسنعمل مساعده في ذلك انتظروا الأفكار الجديده والتطويرات الرائعه من خلال موقعنا www.turath.com الدعم الفني المجاني
أبو أنس (التراث)
ـ[أبو أنس الخطيب]ــــــــ[23 - 01 - 03, 01:00 م]ـ
أخي محمد الأمين
كل من اتصل بنا قمنا بتوجيهه وقام بحل مشكلة الخطأ في نسخ ويندوز وخفنا من عمل patch file لأسباب فنيه لم ينصح بها المبرمجين وعلى كل الألفيه الجديده أنهت المشكله
أما أننا لا نهتم بزبائننا فشهادة الكثير والحمدلله أننا أفضل من نتابع الزبائن ونحل مشاكلهم
ـ[أبو أنس الخطيب]ــــــــ[29 - 01 - 03, 10:02 ص]ـ
أخي البشير
كلمة المذابح موجوده في عدة كتب ولقد بحثت بها بنفسي ووجدته ويبدو أنك بحثت خطئا أكتب المذابح وانظر كمية النتائج وهي (واتقوا المذابح أو المدائح)
- قولك أن التراث تجاريه وأن صخر ليست بتجاريه فهذا قول غير علمي لعجة أسباب 1 - التجاره في البرامج ليس خطئا أو عيبا 2 - هل صخر (حرف) توزع البرامج مجانا حتى تقول أنها ليست تجاريه!!!!!!!!!!!!!!!!
3 - أليست أسعار صخر (حرف) عاليه أضعاف أسعار التراث
4 - صخر (حرف) عندما وجدت أن بيع البرامج غير مربح تركته فلو أنها غير تجاريه فلماذا تركته قل لي أين اصدراتهم للحديث منذ خمس سنوات؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
رجائي الحار لك وللأخوة أن تتقوا الله فينا فالذي نراه نحن بالتراث أننا نبيع البرامج بأسعار بسيطه جدا جدا جدا ولا ترجع نصف ما ننفقه عليها لذا من التجاري ومن الكتطوع لخدمة السنه بجهده المتواضع جدا قل لي بربك!!!!!
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[23 - 03 - 03, 09:32 ص]ـ
من الأخطاء والتحريفات ((المطردة)) في برنامج الفقه وأصوله:
1 - كلمة (تجزيء) تحرفت إلى (المساجد).
2 - كلمة (سواد) تحرفت إلى (يخلو).
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[19 - 05 - 03, 06:32 م]ـ
@ من الأخطاء المطَّردة في المكتبة الألفية للحديث: تحريف (زرارة) إلى (بينها).
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[19 - 05 - 03, 06:39 م]ـ
أرجو من الأخوة المسؤلين في تراث أن تتسع صدورهم لبيان الأخطاء الموجودة في النسخة القديمة.
بصرف النظر عن المتسبب فيها.
لأنَّه ليس هناك استعداد لكثير من الأخوة أن يشتروا النسخ الجديدة.
وبيان الأخطاء الموجودة فيها يساعد على حلِّ بعض المشكلات العواقعة فيها.
هذا غير ما وقع فيها من سقط كثير في بعض المواضع، كصفحة أو اثنتين أحياناً.
عموماً .. جزاكم الله خيراً على جهودكم.
ـ[عائشة]ــــــــ[19 - 05 - 03, 07:57 م]ـ
هل في برنامج الموسوعة الذهبية أخطاء؟
الإصدار الأول
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[20 - 05 - 03, 05:22 ص]ـ
الأح أبا أنس (الناطق الرسمي باسم التراث):
تكلمت كثيرا على (صخر) ونفيت عن نفسك (أي التراث) الهدف التجاري؟؟؟
قل لي بربك: كيف تقول: (أن البرامج لا تأتي بنصف ما أنفق عليها)؟؟؟
هل هذا الكلام حقيقي، بمعنى هل أصبحتم من المحسنين المنفقين بين يوم وليلة؟؟؟
هذا عجيب جدا، ضف إلى ذلك أنك قد حرفت كثيرا في مداخلتك السابقة، وراجعها سترى العجب، فهل أنت ممن أدخل بيانات كتب السنة المحرفة؟؟؟
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[30 - 09 - 03, 06:18 م]ـ
من الطامات في برنامج الألفية أنهم في بعض الكتب تداخلت المتون مع الشروح كتدريب الراوي مع التقريب، لدرجة أن الكتاب صار كالطلاسم.
فأولا لم يبقوا الأقواس في الشرح لتمييز المتن،
ثانيا المتن الذي يفترض أن يكون مفصولا في أعلى الصحفة دخل مع الشرح.
فالمتن موجود في الصفحة مرتين، وكلاهما لايمكن معرفتهما.
=======
أقول هذا مع وجود ميزات وفوائد لهذا البرنامج لكن لعلهم يصلحون هذه المصائب التي لو بقيت ستكون استخفافا بهذا العلم الشريف، وعدم الاعتماد على منتجاتهم السابقة واللاحقة.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[22 - 10 - 04, 08:31 ص]ـ
- من الأخطاء أيضاً في برامج التراث أنهم ذكروا في ضمن كتب (برنامج مكتبة التفسير وعلوم القرآن): كتاب (الإتقان) هكذا دون إتمام.
فلما تطلب البطاقة يعطونك النتيجة الآتية: (إتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن) لمؤلفه: محمد بن محمد بن محمد الغزي.
- لكنك تجد الكتاب المعروض هو الإتقان في علوم القرآن للسيوطي؟!!
- فاحذروا!
- تنبيه: للأخوة المشرفين: لعل نقل هذا الموضوع أو نسخة نسخة منه أخرى ووضعها في منتدى الكتب وطبعاتها ... أنسبُ.
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[22 - 10 - 04, 02:23 م]ـ
أليس من عيب البرامج , أنه لا يمكنك تحميل البرنامج إلا ثلاث مرات فقط (أو خمس حسب ما أذكر)
حيث أنك عندما تقوم بعمل تهيئة (فورمات) للجهاز وتنزل البرنامج يطلب منك الكلمة السرية للبرنامج
التي تأتي بها من الموقع الخاص بالشركة ,, فيقول لك الموقع (بقي لك محاولتان) أو كلمة قريبة من ذلك
أليس البرنامج ملكي وأتصرف فيه كما أشاء ,, فلماذا تحدون من استخادمي لهذا البرنامج؟
أرجو أن أكون مخطئا في ذلك ,, فأظن أنكم بذلك ترتكبون محظورا شرعيا
وفقنا الله وأياكم لما يحب ويرضى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/248)
ـ[أبو خليفة العسيري]ــــــــ[22 - 10 - 04, 10:47 م]ـ
*ومن الأخطاء الموجودة في البرنامج:
1. حذف أسانيد أحاديث كتاب غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام.
2. حذف تعليقات الطبراني على الأحاديث في معجمه.
ـ[الربيع]ــــــــ[22 - 10 - 04, 11:59 م]ـ
أحسنتم، وفقكم الله - ولي ملاحظات -كغيري-: وهي إجمالا:
1 - أن برامج التراث برامج تجارية، لم يقم عليها أي شخص متخصص في السنة ولذلك وقعوا في أخطاء فادحة.
بل على العكس ...
قام بتفريغ بعض كتب السنة اناس غير مسلمين ..... !!!
وهذا والله من أعجب العجب.
2 - سوء التعامل مع الآخرين سواء في ضمان حق المشتري، خلاف الشركات - حتى الكافرة.
3 - عدم قبول الرأي والتوجيه، وقد قمت بإبداء ملاحظات كثيرة على مسؤلين في الشركة، كان نصيبها -قلة الأدب-.
أقهر قهر عندهم أن تقول .... نسختكم فيها ملاحظات وقد كتب بعض المتخصصين كذا وكذا ..
أو أن تقدم لهم اقتراحات تطويرية ...
4 - وجود الخطأ في نسبة بعض الكتب فتجد قال عبد الله حدثني أبي ثم تجد المصدر: ابن أبي عاصم ...
فيجب التحقق من أي شيء ينقل.
5 - وجود السقط، وتداخل الأحاديث والأسانيد بشكل مربك ...
6 - من استغلال المتابعين لإصدارتهم!!!
جذفوا في الألفية الجديدة بعض الكتب، الموجودة في الألفية القديمة.
ـ[أبو محمد الإفريقي]ــــــــ[23 - 10 - 04, 07:29 ص]ـ
جذفوا في الألفية الجديدة بعض الكتب، الموجودة في الألفية القديمة.
نرجو من الأخ تفصيل أسماء الكتب المحذوفة
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[25 - 10 - 04, 06:20 م]ـ
- ومن أخطائها الشنيعة -
في برنامج (علوم الحديث)
جعلت كتاب مقدمة ابن الصلاح ضمن كتب البرنامج
لكنها غير موجودة أثناء البحث
إذ لم تبرمج فيما يبدو مع الكتب التي يتاح البحثُ فيها؟!!
لذا تراها متاحة موجودة في نافذة التصفُّح!
فما أدري ما هذا الخطأ؟ !!
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[02 - 12 - 04, 01:20 ص]ـ
- ومن أخطاء برنامج المكتبة الألفية المطَّردة، إصدار 1,5 =تحرُّف كلمة: (معن) إلى (ينعقد!).
حدثنا ينعقد (معن) بن عيسى؟ !!!!!
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[23 - 12 - 04, 02:53 م]ـ
ومن أخطاء برنامج المكتبة الألفية من تزوجها كذلك و الصواب: من قوله غير مرفوع (وهذا في علل الدارقطني/ج2/ 179)
و من أقبح ما وقفت عليه قولهم في الألفية/سير أعلام النبلاء/ج9/ 83:هشام بن بهرام سمعت المعافي يقول القرآن كلام مخلوق والصواب: كلام الله غير مخلوق-كما هو في المطبوع
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 12 - 04, 03:23 م]ـ
(و من أقبح ما وقفت عليه قولهم في الألفية/سير أعلام النبلاء/ج9/ 83:هشام بن بهرام سمعت المعافي يقول القرآن كلام مخلوق والصواب: كلام الله غير مخلوق-كما هو في المطبوع
)
وسقوط
(غير) كثير
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[10 - 02 - 05, 02:28 م]ـ
لو أن القائمين على هذا المشروع توصلوا إلى أن مستخدم برنامجهم يقرأ البرنامج بالكلمات الصحيحة، أما إذا حصل على الداتا بطريق غير مشروع فتظهر له الكلمات المبدلة لكان أمرا مقبولا، أما أن تظهر الكلمات المبدلة لجميع المستخدمين، وهذه الكلمات المبدلة لم تسلم منها الآيات كأن يظهر لك "إن جاءكم محمود بنبأ فتبينوا" بدلا من (فاسق)، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وهناك قائمة بما توصلنا إليه من كلمات مبدلة تصل إلى تسعين استبدالا تقريبا أقوم بترتيبها وسأوافيكم بها إن شاء الله لاحقا لتسفيدوا منها في البحث.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[10 - 02 - 05, 03:59 م]ـ
هل الإصدار الثاني للموسعة الذهبية فيه أخطاء؟
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[15 - 02 - 05, 02:11 م]ـ
مما توصلنا إليه في برنامج الألفية من الكلمات المبدلة، لعلها تفيدنا عند البحث في البرنامج، وجزاكم الله خيرا.
1 - الخطأ: (ينعقد) = الصواب: (معن)
2 - الخطأ: (وعشرون) = الصواب: (بسنة)
3 - الخطأ: (وصله) = الصواب: (سلول)
4 - الخطأ: (وتعقبه) = الصواب: (بالإجماع)
5 - الخطأ: (والغرار) = الصواب: (زودتني)
6 - الخطأ: (والجواب) = الصواب: (المرسل)
7 - الخطأ: (مرفوع) = الصواب: (عند)
8 - الخطأ: (كلاهما) = الصواب: (قتل)
9 - الخطأ: (فينبغي) = الصواب: (فسألته)
10 - الخطأ: (غرماء) = الصواب: (يكنى)
11 - الخطأ: (حصول) = الصواب: (لأحمد)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/249)
12 - الخطأ: (تزوجها) = الصواب: (مرفوع)
13 - الخطأ: (بنو) = الصواب: (منكرا / حدود)
14 - الخطأ: (بكذا) = الصواب: (زماننا)
15 - الخطأ: (إذنه) = الصواب: (العقيلي / المذاهب)
16 - الخطأ: (أصحهما) = الصواب: (تلا)
17 - الخطأ: (الفاء) = الصواب: (لوط)
18 - الخطأ: (العربي) = الصواب: (الطفل أو الطفلة)
19 - الخطأ: (السهو) = الصواب: (ظالم)
20 - الخطأ: (التابعين) = الصواب: (أمرك)
21 - الخطأ: (البغوي) = الصواب: (صحبة)
22 - الخطأ: (ينعقد) = الصواب: (معن)
23 - الخطأ: (يكنى) = الصواب: (الكندي)
24 - الخطأ: (يخلو) = الصواب: (سواد)
25 - الخطأ: (يباع) = الصواب: (عمامته)
26 - الخطأ: (وضوءه) = الصواب: (الدفع)
27 - الخطأ: (وضوء) = الصواب: (بالأرض)
28 - الخطأ: (وصله) = الصواب: (بالآخر)
29 - الخطأ: (وأنكر) = الصواب: (ذكر)
30 - الخطأ: (والماء) = الصواب: (ظاهرا)
31 - الخطأ: (والحاصل) = الصواب: (مجلس)
32 - الخطأ: (ملكا) = الصواب: (التي)
33 - الخطأ: (محجوز أن يكون) = الصواب: (يجوز)
34 - الخطأ: (له صحبة) = الصواب: (والبغوي)
35 - الخطأ: (لم صليت على) = الصواب: (لم أقف على)
36 - الخطأ: (لصاحب) = الصواب: (الزاهد)
37 - الخطأ: (كمال) = الصواب: (بالغسل)
38 - الخطأ: (كثير) = الصواب: (هناك)
39 - الخطأ: (قلن ثم) = الصواب: (قلن:)
40 - الخطأ: (قدر) = الصواب: (قد أقبل)
41 - الخطأ: (قالوا ثم) = الصواب: (قالوا:)
42 - الخطأ: (قالت ثم) = الصواب: (قالت:)
43 - الخطأ: (قالت) = الصواب: (قامت)
44 - الخطأ: (قال ثم) = الصواب: (قال:)
45 - الخطأ: (غفران) = الصواب: (عفان)
46 - الخطأ: (ثم) = الصواب: (عند)
47 - الخطأ: (عمامته) = الصواب: (يباع)
48 - الخطأ: (صليت) = الصواب: (الفريقين)
49 - الخطأ: (صفر) = الصواب: (بنو)
50 - الخطأ: (رجاء) = الصواب: (أثره)
51 - الخطأ: (خبرا بنو) = الصواب: (خبرا منكرا)
52 - الخطأ: (حصول) = الصواب: (لأحمد)
53 - الخطأ: (حساب) = الصواب: (نجاسة)
54 - الخطأ: (تلا) = الصواب: (أصحهما)
55 - الخطأ: (تصلي) = الصواب: (تصل)
56 - الخطأ: (بينها) = الصواب: (زرارة)
57 - الخطأ: (بن محرمة القرشي) = الصواب: (القرشي)
58 - الخطأ: (بكذا) = الصواب: (زماننا)
59 - الخطأ: (بسنة) = الصواب: (وعشرون)
60 - الخطأ: (برجاء) = الصواب: (أثره)
61 - الخطأ: (بتت) = الصواب: (ثابت)
62 - الخطأ: (بالأرض) = الصواب: (وضوء)
63 - الخطأ: (أفطر) = الصواب: (تلزم)
64 - الخطأ: (أجزأه) = الصواب: (لم يجزأه)
65 - الخطأ: (أجزأه) = الصواب: (لا يجزأه)
66 - الخطأ: (اليد) = الصواب: (الأرض)
67 - الخطأ: (الوقوف) = الصواب: (الصلاتين)
68 - الخطأ: (الموطأ) = الصواب: (السكن)
69 - الخطأ: (المطلوب) = الصواب: (يطول)
70 - الخطأ: (الكندي) = الصواب: (سنان)
71 - الخطأ: (الكسائي) = الصواب: (ينوي)
72 - الخطأ: (الفاء) = الصواب: (لوط)
73 - الخطأ: (الغرماء) = الصواب: (يكنى)
74 - الخطأ: (الغرماء) = الصواب: (كثرت)
75 - الخطأ: (العقيلي) = الصواب: (إذنه)
76 - الخطأ: (الشاة) = الصواب: (أخذوا)
77 - الخطأ: (الدفع) = الصواب: (وضوءه)
78 - الخطأ: (البغوي) = الصواب: (حمام)
79 - الخطأ: (الآلاف) = الصواب: (عصره)
80 - الخطأ: (عدا) = الصواب: (اسمها)
81 - الخطأ: (ابنة) = الصواب: (اعتمر)
82 - الخطأ: (كلمة ساقطة) = الصواب: (غير)
83 - الخطأ: (كلمة ساقطة) = الصواب: (من غير)
84 - الخطأ: (كلمة ساقطة) = الصواب: (مجالس)
85 - الخطأ: (كلمة زائدة) = الصواب: (وقيل غير)
86 - الخطأ: (كلمة زائدة) = الصواب: (غير)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[27 - 03 - 05, 11:25 م]ـ
- ومن الأخطاء المطَّردة في النسخة الأولى من برامجهم تصحُّف كلمة (حساب) إلى (نجاسة)؟!
مثل: (يدخلون الجنة بلا نجاسة؟!!).
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 05 - 05, 11:04 م]ـ
في مكتبة العقيدة للتراث
تجد كتاب الغنية عن الكلام وأهله لأبي سليمان الخطابي رحمه الله.
وإذا فتحت على الكتاب تجد ص1 قد كتب:
(رسالة الغنية عن الكلام وأهله للإمام الخطابي المتوفى سنة 388 هجرية
بسم الله الرحمن الرحيم).
وفي ص2: بسم الله الرحمن الرحيم
أحمدك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك وأصلي وأسلم على رسولك وآل رسولك، وبعد فإنه وصل إلى الحقير الجاني محمد بن علي الشوكاني غفر الله له) .. وهي رسالة الشوكاني: الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد. ويستمر معك كتاب الشوكاني بتواصل حتى نهاية ص7.
ثم في ص 8: يبدأ كتاب الإمام الصابوني عقيدة أصحاب الحديث، ويتناوب هو، وكتاب الشوكاني صفحة لهذا وصفحة لهذا!! وربما دخل بين ذلك كتاب آخر.
وص 23: يبدأ كتاب الخطابي! ونص الموجود:
قال الإمام الخطابي رحمه الله: عصمنا الله وإياك أخي من الأهواء المضلة والآراء المغوية والفتن المحيرة ورزقنا وإياك الثبات على السنة والتمسك بها ولزوم الطريقة المستقيمة التي درج عليها السلف وانتهجها بعدهم صالحو الخلف وجنبنا وإياك مداحض البدع وبنيات طرقها العادلة عن نهج الحق وسواء الواضحة .. )
ثم يليه من كتاب الشوكاني ...
وسئمت من المتابعة وتبقى المرواحة بين الثلاث أو اثنين!! حتى ينتهي الكتاب.!
تنبيه:حسب معلوماتي فالغنية غير موجود، وهذا الذي نشروه مختصر منها أختصره السيوطي، وطبع ضمن كتاب " صون المنطق والكلام عن علم المنطق والكلام ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/250)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 05 - 05, 11:10 م]ـ
وفي مكتبة الفقه
مشكلة كتاب " الفروع " لابن مفلح فقد دمج مع كتاب "تصحيح الفروع" للمرداوي المطبوع بحاشيته من غير تمييز بينهما في كل صفحة تقريبا فلينتبه لذلك.
ـ[سيف 1]ــــــــ[27 - 05 - 05, 02:55 م]ـ
هل طرح برنامج جامع الحديث على اسطوانات؟
كان الموقع في بادئ الأمر يسمح بسرد اقوال العلماء في كل راوي بشكل جميل جدا
ثم حذف ذلك وبقى البحث عن المتون فقط.فهل من مفيد؟
ـ[أبو كريم الرازي]ــــــــ[28 - 05 - 05, 02:58 م]ـ
يعاب على التراث عدم وضع منهج علمي لانتقاء الكتب حيث توضع كتب التفسير في برامج الحديث
فنجد مثلا في المكتبة الألفية للسنة النبوية تفسير القرطبي والجلالين وتكرر نفس الأمر في الموسوعة الذهبية
كذلك انعدام المنهج العلمي في انتقاء كتب العلماء
حيث نجد كتب أحد العلماء دون غيرها لنفس العالم على الرغم من كونها في نفس المضمون وبذلك نجد كتب العلماء مبعثرة في عدة برامج رغم أنها في نفس المضمون؟؟؟؟
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[28 - 05 - 05, 04:49 م]ـ
(المكتبة الألفية الإصدار الثالث) إن في كتاب "البر والصلة" للمروزي جمع ما بين ألفاظ المؤلف والمحقق بدون فاصل ولابد من تفريقهما. وأنا شخصياً كنت أكاد أسقط في خطإ علمي هام حتى فطنت إليه ...
وكذا، لا تمييز بين غريب الحديث للخطابي و الهروي بالنسبة إلى جزازتهما في قسم المراجع بعد انتهاء البحث ومجيئ النتائج. تظهر معلومات كتاب الهروي مكان كتاب الخطابي ...
وكذا لا يوجد في القرص "الفائق في غريب الحديث" للزمخشري رغم أهميتها ...
وكذا، لا يوجد فيه "الجامع الصغير" للسيوطي مع أن "الجامع الصغير" للشيباني! موجود ...
وكذا، لا يوجد فيه "دلائل النبوة" للبيهقي مع أن "دلائل النبوة" للتيمي والفريابي موجودان ...
وكذا، "تصحيفات المحدثين" للعسكري بتحقيق محمود ميرة ينتهي في 2/ 909 ولكنه في الحقيقة لا بد أن ينتهي في 3/ 1192. أى مجلده الثالث نقصان بتمامه ...
...
...
...
وهذه كلها ما تتعلق بالقشر. و أما التصحيفات والتحريفات التي تتعلق باللب فلا تحصى عدداً ...
ـ[أبو كريم الرازي]ــــــــ[28 - 05 - 05, 08:17 م]ـ
ومن أهم العيوب الصارخة في منهج مركز التراث تركهم أهم مصادر الباب مع توافر المطبوع منها بالأسواق المطبوعة واعتمادهم مصادر ذات قيمة علمية أدنى
كما سبق وأوضح الأخ أبو زلال امثلة على ذلك منها
وكذا لا يوجد في القرص "الفائق في غريب الحديث" للزمخشري رغم أهميتها ...
وكذا، لا يوجد فيه "الجامع الصغير" للسيوطي مع أن "الجامع الصغير" للشيباني! موجود ...
وكذا، لا يوجد فيه "دلائل النبوة" للبيهقي مع أن "دلائل النبوة" للتيمي والفريابي موجودان ...
وكذا، "تصحيفات المحدثين" للعسكري بتحقيق محمود ميرة ينتهي في 2/ 909 ولكنه في الحقيقة لا بد أن ينتهي في 3/ 1192. أى مجلده الثالث نقصان بتمامه ...
؟؟؟؟
ـ[أبو كريم الرازي]ــــــــ[04 - 06 - 05, 08:19 م]ـ
أحبائي في الله:-
لقد أكرمني الله بجمع طائفة من أخطاء برامج التراث التي لا تعد ولا تحصى وأوردها هنا لسببين
الأول:- محاولة مني في تنقيح سنة نبينا الهادي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
الثاني:- محاول مني في رفع الإحساس بالإحباط والضيق الذي ينتاب من يتعامل مع برامج التراث ويجد نفسه تائها بين التشويه والتحريف والسقط مع الاعتراف بأنهم عملوا ما استطاعوا
{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا} وهذا ما وسعهم فلهم الشكر والتقدير ولنا المعاونة قدر ما نستطيع بإذن الله وهذا ما سأوافيكم به اليوم::--
- -
الخطأ ـــــــــ الصواب
ثم ـــــــــ (عند)
ثم ــــــــــ (زائدة ليس لها معنى)
ثم ـــــــــــ (:)
حصول ــــــــــــ (لأحمد)
كلاهما ــــــــــــ (قتل)
إذنه ــــــــــــ (العقيلي)
ذنه ــــــــــــ (تأتي بألفاظ غير العقيلي)
الفاءـ (لوط)
وعشرون ــــــــــــ (بسنة)
السهو ــــــــــــ (ظالم)
بنو ــــــــــــ (منكراً)
بنو ــــــــــــ (حدود)
ينعقد ــــــــــــ (معن)
فينبغي ــــــــــــ (فسألته)
وصله ــــــــــــ (سلول)
فينبغي ــــــــــــ (فسألته)
غرماء ــــــــــــ (يكنى)
بكذا ــــــــــــ (زماننا)
والجواب ــــــــــــ (المرسل)
تزوجها ــــــــــــ (مرفوع)
البغوي ــــــــــــ (صحبة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/251)
العربي ــــــــــــ (الطفل)
العربي ــــــــــــ (الطفلة)
أصحهما ــــــــــــ (تلا)
التابعين ــــــــــــ (أمرك)
والغرار ــــــــــــ (زودتني)
ابنةـ (اعتمر)
بن الموطأ ــــــــــــ (ابن السكن)
الناسخ ــــــــــــ (محمود)
مكتبةالفقه وأصوله
سنان ــــــــــــ (إطعام)
ملكا ــــــــــــ (الفوائد)
والحاصل ــــــــــــ (فجلس)
لصاحب ــــــــــــ (الزاهد)
رجاء ــــــــــــ (وقلت)
تركها ــــــــــــ (وأقره)
ينوي ــــــــــــ (ورق)
يروي ــــــــــــ (أنس)
همام ــــــــــــ (كغيره)
- -
في المعظم الغالب تحذف كلمة ((غير)) وقد يحذف أيضاً ما قبلها وأحياناً ما بعدها مما يصيب النص بالخلل الرهيب فيثبت منفياً وينفي مثبتاً وقد يجعل النص مُلْغِزَاً فأرجوا التنبه لهذا الخطأ الفاحش
- -
كذلك الانتباه لوجود (الـ) للتعريف من عدمها
- -
كما أنصح الأخوة عندما يبحثون بالمهموزات وبالياءات الأ يتقيدوا بالصيحيح فقد تظهر نتائج بأحمد ونتائج أخرى باحمد وكذا الياء تظهر نتائج (في) مختلفة عن (فى)
- -
كذلك تجد الكثير من الوهم في الصفحات، فتجد الكتاب المطبوع يذكر أول الحديث في صفحة والباقي في الفصحة التي تليها بينما تجد الألفية على العكس بحيث تجعل الحديث كله في الصفحة الأولى أو في التي تليها فلا بد من التأكد من العزو بالرجوع للمطبوع
- -
أحذر أيضا من السقط المنتشر في الكتب فمثلا لو أدخلت أدخلت رقم في الجزء الثالث من سير أعلام النبلاء وكان هذا الرقم بعد الـ200 لن تجد رقم الجزء والصفحة
- -
واعلم أنه إذا قابلتك "ثم" قبل الحديث أنها خطأ وقد تحمل أحد المعاني السابق ذكرها أعلاه وقد تةكن زائدة انظر مثلا صحيح البخاري الحديث الأول قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ثم إنما الإعمال. . .
- -
كتاب ((المقصد الأرشد)) مدرج في قوائم أسماء كتب الألفية وكذلك في خيارات البحث لكن الكتاب ليس له اثر في البرنامج حيث تكمن علاقة الألفية بالكتاب فقط في وضع الاسم في خيارات البحث وأسماء الكتب
- -
احذر من الكتب ذات المجلد الواحد حيث تظهر لك في العزو هكذا (1/ ... ) مما يشعرك بأن الكتاب أكثر من جزء وبالطبع الكتابع المطبوع مجلد واحد فقط فلا بد من التأكد من العزو بالرجوع للمطبوع
- -
احترس من الحواشي والهوامش في الألفية وكذا مكتبة الفقه وأصوله حيث أن الهوامش والحواشي في نص متن الشرح مما يوهم بفحش بالغ فقد اثبتوا لقيا أمامنا الشيخ ابن باز بابن حجر العسقلاني نقل الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" عن الشيخ ابن باز
وكذلك أدخلوا تخريجات الألباني في كتاب السنة لابن أبي عاصم.
وتخريجات محقق كتاب ابن مندة بحيث يأتي طالب العلم ويقول صححه ابن مندة بينما يكون المحقق الذي صححه
- -
قد تم تجاهل أقوال الذهبي في التلخيص على مستدرك الحاكم فلم يذكر رغم شدة الحاجة إليها. مما يدلل على عدم وجود منهج
- -
ليس لكلمة الحج الأكبر ذكر لا في الآيات ولا في الحديث في كل الألفية
- -
استبدال كتاب الزهد لأحمد بالزهد لأبي عاصم فتعزو بالعكس فاحذر الخطأ الفاحش
- -
وهناك كلمات كثيرة البحث بها يسبب انهيار للألفية منها مثلا كلمة (الناسخ) (ابن السكن) وغيرها الكثير
- -
كذلك (عبد الله) تظهر لك نتائج البحث غير نتائج البحث بـ (عبدالله) بدون مسافة فانتبه
وأخيرا إخواني في الله أرجوا منكم الدعاء لي بظاهر الغيب
ـ[أبو لافي الصغير]ــــــــ[05 - 06 - 05, 12:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو كريم الرازي
ونرجو منك السير على نهج أخونا أبو سارة باعطاء اخوتك في التراث الاخطاء أول بأول
ونرجو من الأخوة مركز التراث التقيد بالرد العلمي وتبيان هذه الأخطاء
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو أنس الخطيب]ــــــــ[06 - 06 - 05, 01:27 ص]ـ
الى جميع الاخوه الاحبه في الله
اولا: نشكركم على هذا التفاعل الرائع والرائع جدا على نقد برامج التراث وهذا يدل فعلا على قوة استخدامكم لهذه البرامج ونجاحها وجزاكم الله خيرا
ثانيا: لا أعرف حقيقة لماذا هذا الاصرار على اعادة الاخطاء المتكررة والذي كتبنا اكثر من 6 مرات توضيح هذه المشكله واعيد للمرة السابعة
(إلى كل الأخوه الذين يكتبون مواقع الخطأ
جزاك الله خيرا على هذا الحرص ولكن للأسف هذه الأخطاء ليست لقصر في الإدخال لدينا والمراجعه ولكنها بسبب اختلاف نسخ ويندوز فلو كان لديك ويندوز 98 واوفيس 97 لما ظهرت المشكله أما أفيس 2000 فستظهر المشكلة لأنهم قاموا بتغيير ببرمجة الآكسس لديهم مما أثر على قاعدة البيانات لدينا ولكن بحمد الله تم استدراك الأمر بالبرامج الجديده إصدار 3 هذه أخطاء برمجيه وليست مقصوده أو ضعف لذا تم حلها آليا)
ثالثا:
لعل الاخوه يقدرون أن العمل كبير جدا جدا ولكن اذا كان لدى جميع الاخوه فكرة لأي سبيل من سبل التعاون والتكامل فنحن أول المتعاونيين
رابعا:
يشهد لنا الكثير أننا أكثر من يتفاعل ويتعاون مع الزبائن
أننا أكثر من يستفيد من التعليقات والردود
أن صدورنا واسعة جدا جدا بل ويتسع لأكثر مما كتب كل الاخوه اعلاه في جميع المشاركات
أن أخلاقنا الاسلاميه لا تسمح لنا أن نرد ردودا شخصيه
أن أخلاقنا الاسلاميه لا تسمح لنا أن نجعل غير مسلمين يعبثون بتراثنا الاسلامي
أن أخلاقنا الاسلاميه ترفض الجشع المادي وأكرر أن العمل بخدمة التراث الاسلامي غير مجدي ماديا والذي يظن أن كلامنا غير حقيقي فهناك مجموعة من المستثمرين مع التراث يودون بيع حصصهم فهل من حريص على ذلك
كتبه
أبو أنس الخطيب(1/252)
وطء المرأة في الموضع الممنوع منه شرعاً دراسة حديثية فقهية طبية
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[22 - 06 - 02, 01:59 ص]ـ
وطء المرأة في الموضع الممنوع منه شرعاً دراسة حديثية فقهية طبية
للشيخ الدكتو طارق الطواري (بحث محكم).
###حذفه المشرف###
ـ[عصام البشير]ــــــــ[10 - 07 - 02, 02:04 م]ـ
الرابط لا يعمل عندي!!
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[12 - 07 - 02, 07:50 ص]ـ
الأخ الشيخ عصام لعل الخلل من الموقع نفسه ولكن أضع البحث هنا للفائدة، وإن كنت تريد حفظه على جهازك فإنه من الممكن أن تذهب إلى موقع الشيخ طارق الطواري إلى صفحة الأبحاث ثم تضغط بالزر الأيمن على البحث المطلوب وتختار حفظ باسم ليحفظ في جهازك.
وهذا البحث:
*********************************************
جامعة الكويت
كلية الشريعة والدراسات الإسلامية
قسم التفسير والحديث
وطء المرأة
في الموضع الممنوع منه شرعاً
دراسة حديثية فقهية طبية
&&&
للدكتور
طارق بن محمد الطواري
المدرس بقسم التفسير والحديث
كلية الشريعة والدراسات الإسلامية
جامعة الكويت
&&&
1420 هـ ـ 1999م
نشر البحث في مجلة كلية الشريعة عدد شوال 1422
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد خير نبي بعث إلى خير أمة، وعلى آله وصحبه أولي الفضائل الجمة الذين أخذوا بالكتاب والحكمة، والتزموا الشريعة بأكملها وأقاموا الملة، وبعد:
فإنَّ مما يجب أن يعلم أن شريعة الله تعالى فيها تحقيق لمصالح العباد، وهى كلُّها رحمة وحكمة وعدل، ليس شيء فيها خارج عن ذلك، بل كل تشريع فيها يحقق للمكلف النفع والمصلحة في دينه ودنياه 0
وهذه المصالح المترتبة على التشريع، فيها: المصالح الضروريات والحاجيات والتحسينات، وهى المعروفة عند الأصوليين بـ " مقاصد الشريعة "، وهي خمسة:
1. حفظ الدين 0
2. وحفظ النفس 0
3. وحفظ العقل 0
4. وحفظ المال 0
5. وحفظ العرض 0
وهي: الأغراض التي لأجلها شرع الله الشرائع وأنزل الأحكام ورتب الثواب والعقاب 0
ومما شُرِعَ لحفظ النفس: الزواج، وذلك لبقاء النوع وتكثيره، وعدم الوقوع في الفواحش كالزنا واللواط ومقدماتها، وقد جاء مقصد "حفظ العرض " مكملاً لذلك بوقايته من أسباب الفجور والرذيلة 0
ومن المسائل التي لها تعلقُّ بهذين المقصدين، مسألة " إتيان المرأة في دبرها "، فهي من جهة كونها مما يتفرع على عقد النكاح، تندرج في المقصد الأول الذي
جاءت الشريعة بتحقيقه، ومن جهة كونها انتهاك للعرض والشرف ـ على القول بتحريمه، وهو الصواب ـ كما سيأتي بيانه ـ تندرج في المقصد الثاني الذي جاءت الشريعة بحمايته 0
ولما رأيتُ هذه المسألة قد كثر فيها الخلاف قديماً وحديثاً، ولم أجد من أفردها بالبحث والتصنيف قمت بدراستها وتحقيق القول فيها 0
وقد سميت هذه الدراسة بـ (وطء المرأة في الموضع المكروه ـ دراسة حديثية فقهية طبية) 0
وأسميته بالموضع المكروه تأدباً في احترام ذات المرأة وإكرامها وهو مكروه طبعاً، إذ تنفر عنه الطبائع السليمة 0
ومكروه شرعاً كراهية تحريم 0
فجاء هذا القيد ليخرج الوطء في الموضع المألوف والمشروع ورغبت في استقراء ودراسة الأحاديث والأثار وأقوال الفقهاء والأطباء في هذه المسألة إبراء للذمة وخدمة للأمة خاصة بعد الانفتاح على العالم الخارجي ونقل كثير من الشذوذ حياً عبر الفضاء إلى أبناء المسلمين 0
مما تحتم بيانه والجواب عليه والتحذير منه 0
خطة البحث
وقد كانت دراستي على النحو التالي:
قسمت الدراسة إلى ثلاثة فصول:
v الفصل الأول: الدراسة الحديثية وفيه مبحثان:
فقد جمعت فيه ـ مستقرئاً ـ الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة والمقطوعة التي جاءت في الباب، مع النقد الحديثي لها، مستأنساً بأقوال العلماء عليها0
المبحث الأول: الأحاديث المرفوعة ودراستها 0
المبحث الثاني: الآثار الموقوفة والمقطوعة ودراستها 0
v الفصل الثاني: الدراسة الفقهية:
ذكرت فيه أدلة الفقهاء من المنقول والمعقول، مبتدأ بأدلة المحرمين لها ـ وهم جمهور الفقهاء ـ ثم أدلة المبيحين، مع حكاية أقوالهم في ذلك ومناقشتها 0
وقد أضفت إليها حكاية مذاهب غير أهل السنة من الشيعة الإمامية والزيدية والإباضية، مع سياق أدلتهم في المسألة 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/253)
ثم فرغت ـ بعد تفنيد أدلة المبيحين لها ـ إلى بيان الراجح فيها 0
ثم شرعت في تحقيق ما نسب إلى ابن عمر t والإمامين مالك والشافعي رحمهما الله تعالى من إباحة ذلك 0
v الفصل الثالث: الدراسة الطبية:
ذكرت فيه الآثار المترتبة على هذا الفعل القبيح من الأضرار والأمراض التي نص عليها الطبُّ، سيما الطب الحديث منه 0
v وختمتها بخاتمة:
بينت فيها نتائج البحث التي توصلت إليها 0
والله الموفق لما فيه خير الدنيا والآخرة 0
الباحث
دكتور / طارق محمد الطواري
المدرس بقسم التفسير والحديث
كلية الشريعة والدراسات الإسلامية
جامعة الكويت
1420 هـ / 1999م
الفصل الأول
الدراسة الحديثية
المبحث الأول
الأحاديث المرفوعة ودراستها
v الحديث الأول: رواية جابر بن عبدالله 0
عن جابر بن عبدالله: " أن يهود كانت تقول إذا أُتيت المرأة من دبرها في قبلها، ثم حملت كان ولدها أحول 0 قال: فنزلت:] نسائكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنَّى شئتم [(1) 0
¨ أخرجه البخاري ـ في صحيحه ـ كتاب التفسير ـ باب نساؤكم حرث لكم، فأتوا حرثكم أنى شئتم ـ (8/ 37) ـ حديث رقم (4528) 0
¨ ومسلم ـ في صحيحه ـ كتاب النكاح ـ باب جواز جماعه امرأته في قبلها، من قدامها ومن ورائها، من غير تعرض للدبر ـ (2/ 1058 ـ 1059) ـ حديث رقم (1435) 0
¨ وأبو داود ـ في سننه ـ كتاب النكاح ـ باب في جامع النكاح ـ (2/ 249) ـ حديث رقم (2163) 0
¨ والترمذي ـ في سننه ـ كتاب تفسير القرآن ـ باب ومن سورة البقرة ـ (5/ 215) ـ حديث رقم (2978) 0 وقال " حسن صحيح " 0
¨ والنسائي في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب اتيان المرأة مجباة ـ (5/ 313) حديث رقم (8973) 0
¨ وابن ماجه ـ في سننه ـ كتاب النكاح ـ باب النهى عن إتيان النساء في أدبارهن (1/ 620) ـ حديث رقم (1925) 0
¨ والدارمي ـ في سننه ـ كتاب النكاح ـ باب النهى عن إتيان النساء في أعجازهن ـ (2/ 122) ـ حديث رقم (2214) 0
(1) سورة البقرة: الآية رقم 223 0
00000000000000000000000000000000000000000000000000 000000000000
¨ وابن أبي شيبة ـ في مصنفه ـ كتاب النكاح ـ باب في قوله تعالى:] نساؤكم حرث لكم [ـ (3/ 347) ـ حديث رقم (1) 0
¨ وابن الجعد ـ في مسنده ـ ما أسنده شعبة عن محمد بن المنكدر ـ (2/ 708) ـ حديث رقم (1739، 1740) 0
¨ والبغوي في ـ شرح السنة ـ كتاب النكاح ـ باب العزل والاتيان في غير المآتى ـ (9/ 105) ـ حديث رقم (2296) 0
¨ والطبري ـ في تفسيره ـ (2/ 409) حديث رقم (4343، 4349) 0
¨ والبغوي ـ في تفسيره (معالم التنزيل) ـ (1/ 198) 0
¨ والطحاوي ـ في شرح معاني الآثار ـ كتاب النكاح ـ باب وطء النساء في أدبارهن (3/ 40 ـ 41) 0
¨ وفي مشكل الآثار ـ باب بيان مشكل ماروى في السبب الذي نزل فيه قوله تعالى] نساؤكم حرث لكم فأتوا 00 [الآية ـ (15/ 416 ـ 420) ـ حديث رقم 6119 (1619 ـ 6126) 0 من طرق عن ابن المنكدر عن جابر به 0
وقد رواه عن ابن المنكدر جماعة: " الزهري والسفيانان وشعبة ومالك وأيوب وأبو حازم وأبو عوانة " 0
وفي لفظ الزهري عند مسلم: " إن شاء مجبية وإن شاء غير مجبية، غير أن ذلك في صمام واحد "0
وقد أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " (3/ 41) وابن أبي حاتم في " تفسيره " من طريق ابن جريح أن ابن المنكدر حدثه عن جابر فذكره، وفيه: فقال رسول الله r : " مقبلة مدبرة ماكان في الفرج " 0 وإسناده صحيح 0
تنبيه: السند في كتاب " إتحاف النبلاء " هكذا: " ابن جرير أن محمد بن المنكدر "0 والصواب ما ذكرنا " ابن جريح " 0
¨ الحديث الثاني: رواية أم سلمة 0
عن أم سلمة، قالت: " كانت الأنصار لا تجبي وكانت المهاجرون تجبي فتزوج رجل من المهاجرين امرأة من الأنصار فجباها فأبت الأنصارية فأتت أم سلمة فذكرت ذلك لها، فلما أن جاء النبي r استحيت الأنصارية وخرجت فذكرت ذلك أم سلمة للنبي r فقال: " ادعوها لي فدعيت له، فقال لها:] نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنَّى شئتم [سماما واحداً، والسمام السبيل الواحد " 0
¨ أخرجه الإمام أحمد ـ في مسنده ـ مسند أم سلمة ـ (6/ 305) 0
¨ والدارمي ـ في سننه ـ كتاب الوضوء ـ باب إتيان النساء في أدبارهن 0
¨ والطبري في تفسيره ـ (2/ 409) ـ حديث رقم (4348) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/254)
¨ والطحاوي ـ في شرح معاني الآثار ـ كتاب النكاح ـ باب وطء النساء في أدبارهن ـ (3/ 42 ـ 43) 0
¨ وفي مشكل الآثار ـ باب بيان مشكل ماروى في السبب الذي نزل فيه قوله تعالى] نساؤكم حرث لكم 00 [الآية ـ (15/ 428) ـ حديث رقم (6129) ـ من طريق وهيب بن خالد0
¨ وأخرجه الإمام أحمد ـ في مسنده ـ مسند أم سلمة ـ (6/ 318 ـ 3219) 0
¨ والترمذي ـ في سننه ـ كتاب تفسير القرآن ـ باب ومن سورة البقرة ـ (5/ 215) ـ حديث رقم (2979) 0
¨ وابن أبي شيبة ـ في مصنفه ـ كتاب النكاح ـ باب في قوله تعالى] نساؤكم حرث لكم [ـ (3/ 348) ـ حديث رقم (8) 0
¨ والطبري ـ في تفسيره ـ (2/ 409) ـ حديث رقم (4345 ـ 4347) 0
¨ وأبو يعلى ـ في مسنده ـ مسند أم سلمة ـ (12/ 407) ـ حديث رقم (6972)
¨ والبيهقي ـ في السنن الكبرى ـ كتاب النكاح ـ باب إتيان النساء في أدبارهن ـ (7/ 195) ـ
أيضاً: مختصراً عند بعضهم ومطولاً ـ من طريق سفيان ـ الثوري 0
00000000000000000000000000000000000000000000000000 00
¨ وأخرجه البيهقي أيضاً ـ في السنن الكبرى ـ كتاب النكاح ـ باب إتيان النساء في أدبارهن ـ (7/ 195) 0 من طريق روح بن القاسم 0
¨ وأخرجه الطبري ـ في تفسيره ـ (2/ 409) ـ حديث رقم (4344) 0 من طريق عبدالرحيم بن سفيان 0
وكلهم عن عبدالله بن عثمان بن خثيم عن ابن سابط عن حفصة عن أم سلمة به 0
¨ وأخرجه الإمام أحمد ـ في سنده ـ مسند أم سلمة ـ (6/ 310) 0
¨ وعبدالرزاق في مصنفه ـ باب إتيان المرأة في دبرها ـ (11/ 442) ـ حديث رقم (20959) 0
من طريق معمر عن ابن خثيم عن صفية بنت شيبة قالت لما قدم المهاجرون المدينة 000 الحديث 0
¨ وعند الدارمي وغيره: قال ابن سابط: " سألت حفصة بنت عبدالرحمن هو ابن أبي بكر قلت لها إني أريد أن أسألك عن شيء، وأنا أستحي أن أسألك عنه 0 قالت: سل ياابن أخي عما بدا لك 0 قال أسألك عن إتيان النساء في أدبارهن فقالت حدثتني أم سلمة به: فذكره 0
¨ وهذا إسناد حسن 0 وقال الترمذي: " حديث حسن، وابن خثيم هو ـ عبدالله بن عثمان بن خثيم ـ وابن سابط هو ـ عبدالرحمن بن عبدالله بن سابط الجمحي المكي ـ وحفصة ـ هى بنت عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق ويُرى في سمام واحد " 0
¨ الحديث الثالث:
عن أبي هريرة t عن النبي r : " ومن أتى إمرأة في دبرها أو كاهناً فقد كفر بما أنزل على محمد r " 0
¨ أخرجه أبو داود ـ في سننه ـ كتاب الطب ـ باب في الكاهن ـ (4/ 15) ـ حديث رقم (3904) 0
¨ والترمذي ـ في سننه ـ كتاب الطهارة ـ باب ماجاء في كراهية إتيان الحائض ـ (1/ 242 ـ 243) ـ حديث رقم (135) 0
¨ والنسائي ـ في السنن الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر اختلاف الناقلين لخبر أبي هريرة في ذلك ـ (5/ 323 0 حديث رقم (9017) 0
¨ وابن ماجه ـ في سننه ـ كتاب الطهارة ـ باب الهى عن إتيان الحائض ـ (1/ 209) 0 حديث رقم (639) 0
¨ والإمام أحمد ـ في سنده ـ سند أبي هريرة ـ (2/ 408، 476) 0
¨ والبخاري ـ في التاريخ الكبير ـ في ترجمة حكيم الأثرم ـ (3/ 16 ـ 17) 0
¨ وابن الجارود ـ في المنتقى ـ كتاب الطهارة ـ باب الحيض ـ (ص 74) 0 حديث رقم (107) 0
¨ وابن عدى ـ في الكامل ـ في ترجمة حكيم الأثرم ـ (2/ 220) 0
¨ وأخرجه البيهقي ـ في السنن الكبرى ـ كتاب النكاح ـ باب إتيان النساء في أدبارهن ـ (7/ 318) 0
¨ والطحاوي ـ في شرح معاني الآثار ت كتاب النكاح ـ باب وطء النساء في أدبارهن ـ (3/ 45) 0
¨ وفي مشكل الآثار ـ باب بيان مشكل ماروى في السبب الذي نزل فيه قوله تعالى] نساؤكم حرث لكم [00الآية ـ (15/ 429) ـ حديث رقم (6130) 0
¨ كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن حكيم الأثرم 0 عن أبي تميمة، عن أبي هريرة 0
¨ وإسناده صحيح، فإن أبا تميمة هو طريق بن مخالد، وهو ثقة، وحكيم الأثرم 0 قال عنه البزار " لايحتج به " 0 وما انفرد به فليس بشيء 0
¨ وقال عنه ابن أبي شيبة، عن ابن المديني نفسه، وكذا قال الآجري، عن أبي داود 0 وقال النسائي " ليس به بأس " 0 وذكره ابن حبان في الثقات 0
00000000000000000000000000000000000000000000000000 00000
¨ والحديث له طريق آخر:
¨ أخرجه الطحاوي ـ في شرح معاني الآثار ـ كتاب النكاح ـ باب وطء النساء في أدبارهن ـ (3/ 44) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/255)
¨ من طريق إسماعيل بن عياش، عن سهيل، عنالحارث بن مخلد، عن أبي هريرة به 0
¨ وإسماعيل بن عياش معروف، ضعفه في الحجازيين، وهذا منه لأن سهيل بن أبي صالح مدني 0
¨ وله طريق ثالث:
¨ أخرجه الإمام أحمد ـ في مسنده ـ مسند أبي هريرة ـ (2/ 429) 0من طريق يحيى بن سعيد عن عوف، قال: ثنا خلاس، عن أبي هريرة، والحسن عن النبي r به 0
¨ والحاكم ـ في مستدركه ـ كتاب الإيمان ـ باب التشديد في إتيان الكاهن وتصديقه ـ (1/ 8) 0
¨ من طريق الحارث بن أبي أسامة، ثنا روح بن عبادة، ثنا عوف، عن خلاس، وحسن عن أبي هريرة 0 فذكره وليس فيه " حائض " 0
¨ والحديث بمجموع طرقه صحيح 0
¨ الحديث الرابع: رواية ابن عباس 0
عن ابن عباس قال: " جاء عمر إلى رسول الله r فقال: يارسول الله: هلكت 0 قال: وما أهلكك؟ قال: حولت رحلي الليلة 0 قال: فلم يردّ عليه رسول الله r شيئاً 0 قال: فأنزلت على رسول الله r هذه الآية:] نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم [(1) 0 أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة 0
¨ أخرجه الترمذي ـ في سننه ـ كتاب تفسير القرآن ـ باب ومن سورة البقرة ـ (5/ 216) ـ حديث رقم (2980) 0
¨ والنسائي ـ في السنن الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب تأويل قول الله جل ثناؤه] نساؤكم حرث لكم 000 [ـ (5/ 314) ـ حديث رقم (8977) 0
¨ والإمام أحمد في مسنده ـ مسند ابن عباس ـ (1/ 297) 0
¨ والطبري ـ في تفسيره ـ (2/ 490 ـ 491) ـ حديث رقم (4350) 0
¨ والطبراني ـ في الكبير ـ (12/ 9) ـ حديث رقم (12317) 0
¨ وأبو يعلى ـ في مسنده ـ مسند عبدالله بن عباس ـ (5/ 121) ـ حديث رقم (2736) 0
¨ والواحدي ـ في أسباب النزول ـ (ص 53) 0
¨ والبغوي ـ في تفسيره ـ (1/ 198) 0
¨ والبيهقي ـ في سننه الكبرى ـ كتاب النكاح ـ باب إتيان النساء في أدبارهن ـ (7/ 198) 0
عن طريق يعقوب القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به0
وإسناده حسن، يعقوب وشيخه صدوقان 0
قال أبو عيسى الترمذي: " هذا حديث حسن غريب " 0
صححه ابن حبان وابن حجر انظر " الفتح " (8/ 191) 0
(1) سورة البقرة: الآية رقم 223 0
¨ الحديث الخامس: رواية عبدالله بن مسعود 0
عن عبدالله بن مسعود 0 قال: قال رسول الله r : " لا تأتوا النساء في أعجازهن ولا أدبارهن " (1) 0
(1) أخرجه ابن عدى ـ في الكامل ـ في ترجمة زيد بن رفيع ـ (3/ 1062) 0
من طريق محمد بن حمزة، عن زيد بن رفيع، عن أبي عبيدة به 0
وإسناده واه 0 قاله ابن حجر في " التلخيص " (3/ 181) 0
وقال ابن كثير: " محمد بن حمزة، وهو الجزري وشيخه فيهما مقال " (التفسير 1/ 271) 0
وللحديث طريق أخرى عن ابن مسعود بلفظ آخر مرفوعاً، لكنها معلولة بالمخالفة، على أن سندها ضعيف ـ كما سيأتي في الآثار ـ 0
¨ الحديث السادس: رواية خزيمة بن ثابت 0
عن خزيمة بن ثابت، عن النبي r أن الله لايستحي من الحق: لا تأتوا النساء في أدبارهن " 0
¨ أخرجه النسائي ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر اختلاف الناقلين لخبر خزيمة بن ثابت في إتيان النساء في أعجازهن ـ (5/ 316) ـ حديث رقم (8982) 0
¨ والإمام أحمد في مسنده ـ مسند خزيمة بن ثابت ـ (5/ 213) 0
¨ والحميدي ـ في مسنده ـ مسند خزيمة بن ثابت ـ (1/ 207) ـ حديث رقم (436) 0
¨ وابن الجارود ـ في المنتقى ـ (ص 297) ـ حديث رقم (728) 0
¨ والطبراني ـ في الكبير ـ في باب عمارة بن خزيمة بن ثابت عن أبيه ـ (4/ 84) ـ حديث رقم (3716) 0
¨ والطحاوي ـ في شرح معاني الآثار ـ كتاب النكاح ـ باب وطء النساء في أدبارهن (3/ 43) 0
¨ والبيهقي ـ في السنن الكبرى ـ كتاب النكاح ـ باب إتيان النساء في أدبارهن ـ (7/ 197) 0
من طريق سفيان بن عيينة، عن يزيد بن الهاد، عن عمارة بن خزيمة 0
¨ قال الشافعي رحمه الله: " غلط سفيان في حديث ابن الهادي ” البيهقي (7/ 197) 0
¨ وقال البخاري في التاريخ ـ (8/ 32) عند ذكر الإسناد " وهو وهم " 0
وقال البيهقي: وله متابعة 0
وأخرجه الشافعي ـ (2/ 29) ـ حديث رقم (1619) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/256)
¨ والنسائي ـ في السنن الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر الاختلاف على عبدالله ابن على بن السائب ـ (5/ 318، 331) ـ حديث رقم (8992 ـ 8994) 0 الناقلين لخبر خزيمة ابن ثابت في إتيان النساء في اعجازهن ـ (5/ 316 ـ 318) ـ حديث رقم (8983 ـ 8991) 0
¨ وابن ماجه ـ في سننه ـ كتاب النكاح ـ باب النهى عن إتيان النساء في أدبارهن ـ (1/ 619) ـ حديث رقم (1924) 0
00000000000000000000000000000000000000000000000000 0
¨ والإمام أحمد ـ في مسنده ـ مسند خزيمة بن ثابت ـ (5/ 214 ـ 215) 0
¨ والدارمي ـ في سننه ـ كتاب النكاح ـ باب النهى عن إتيان النساء في اعجازهن ـ (2/ 121) 0 حديث رقم (2213) 0
¨ والطبراني ـ في الكبير ـ باب هرمي بن عبدالله الحظمي، عن خزيمة بن ثابت ـ (4/ 88 ـ 90) 0 حديث رقم (3733 ـ 3743) 0
¨ والأوسط ـ (1/ 392) ـ حديث رقم (981) 0
¨ وابن حبان ـ في صحيحه ـ (الإحسان) ـ كتاب النكاح ـ باب النهى عن إتيان النساء في اعجازهن ـ (9/ 512 ـ 513) ـ حديث رقم (4198) 0
وفي (9/ 513 ـ 514) ـ حديث رقم (4200) 0
¨ والطحاوي ـ في شرح معاني الآثار ـ كتاب النكاح ـ باب وطء النساء في أدبارهن ـ (3/ 44) 0
¨ والبيهقي ـ في الكبرى ـ كتاب النكاح ـ باب إتيان النساء في أدبارهن ـ (7/ 197 ـ 198) 0
كلهم من طريق هرمي بن عبدالله، عن خزيمة به 0
¨ قال الحافظ في التقريب (2/ 316 ـ 317) " مستور " 0
وقال في التلخيص (3/ 180) " لايعرف حاله " 0
¨ وأخرجه الشافعي ـ (2/ 29) ـ حديث رقم (1619) 0
¨ والنسائي ـ في السنن الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر الاختلاف على عبدالله بن على بن السائب ـ (5/ 318 ـ 319) ـ حديث رقم (8992 ـ 8994) 0
¨ والطبراني في الكبير ـ باب عمرو بن أحيحة بن الجلاح، عن خزيمة بن ثابت ـ (4/ 90) ـ حديث رقم (3744) 0
¨ وفي الأوسط ـ باب من اسمه محمد بن علي الصائغ ـ (6/ 337) ـ حديث رقم (6353) 0
00000000000000000000000000000000000000000000000000 000
¨ والطحاوي ـ في مشكل الآثار ـ باب بيان مشكل ماروي في السبب الذي نزل فيه قوله تعالى] نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم 00 [الآية ـ (15/ 430 ـ 431) ـ حديث رقم (6132) 0
¨ وفي شرح معاني الآثار ـ كتاب النكاح ـ باب وطء النساء في أدبارهن (3/ 43 ـ 44)
¨ والبيهقي ـ في السنن الكبرى ـ كتاب النكاح ـ باب إتيان النساء في أدبارهن ـ (7/ 196) ـ والبغوي ـ في تفسيره معالم التنزيل ـ (1/ 199) 0
من طريق محمد بن علي بن شافع، أخبرني عبدالله بن علي بن السائب، عن عمرو بن أحيحة بن الجلاح، عن خزيمة بن ثابت 0
¨ قال الشافعي رحمه الله: " عمي ثقة، وعبدالله بن علي ثقة، وأخبرني محمد، عن الأنصاري المحدث بها أنه أثنى عليه خيراً، وخزيمة ممن لا يشك عالم ثقة، فلست أرخص فيه بل أنهي عنه "، انظر سنن البيهقي الكبرى (7/ 196) 0
¨ وقال الحافظ في التقريب (2/ 65) مقبول من الثالثة، ووهم عن زعم أن له صحبة " 0
¨ وقال في التلخيص (3/ 179) وفي هذا الإسناد عمرو بن أحيحة وهو مجهول الحال " 0
وله متابعة 0
¨ وأخرجه النسائي ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر الاختلاف على عبدالله بن علي بن السائب ـ (5/ 319) ـ حديث رقم (8995) 0
¨ والإمام أحمد ـ في مسنده ت مسند خزيمة بن ثابت ـ (5/ 213) 0
من طريق عبدالرجمن، نا سفيان، عن عبد الله بن شداد الأعرج، عن رجل، عن خزيمة بن ثابت به 0
والحديث بمجموع طرقه صحيح 0
¨ الحديث السابع: رواية على بن طلق 0
عن علي بن طلق قال أتى أعرابي النبي r فقال: يارسول الله الرجل منا يكون في الفلاة فتكون منه الرويحة ويكون في الماء قلة فقال رسول الله r إذا فسا أحدكم فليتوضأ ولا تأتوا النساء في أعجازهن فإن الله لا يستحيي من الحق " 0
¨ أخرجه الترمذي ـ في سننه ـ كتاب الرضاع ـ باب ماجاء في كراهية إتيان النساء في أدبارهن ـ (3/ 468) ـ حديث رقم (1164) 0
¨ والنسائي ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر حديث علي بن طلق في إتيان النساء في أدبارهن ـ (5/ 324 ـ 325) ـ حديث رقم (9024 ـ 9026) 0
¨ وابن حبان ـ في صحيحه ـ (الإحسان) ـ كتاب النكاح ـ باب ذكر خبر ثان يصرح بصحة ماذكرناه ـ (9/ 514) حديث رقم (4199) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/257)
¨ وفي باب ذكر الزجر عن إتيان المرء أهله في غير وضع الحرث ـ (9/ 515) ـ حديث رقم (4201) 0
¨ والطحاوي ـ في شرح معاني الآثار ـ كتاب النكاح ـ باب وطء النساء في أدبارهن ـ (7/ 198) 0 من طريق عيسى بن حطان عن مسلم بن سلام عن علي به 0
¨ وأخرجه أبو داود ـ في سننه ـ كتاب الطهارة ـ باب من يحدث في الصلاة ـ (1/ 53) ـ حديث رقم (205) 0 بنفس الإسناد، واقتصر في المتن على ذكر الوضوء 0
وتابع عيسى بن حطان، عبد الملك بن سلم 0
¨ رواه الترمذي ـ في سننه ـ كتاب الرضاع ـ باب ماجاء في كراهية إتيان النساء في أدبارهن ـ (3/ 469) ـ حديث رقم (1166) 0
¨ والنسائي في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر حديث علي بن طلق في إتيان النساء في أدبارهن ـ (5/ 324) ـ حديث رقم (9023) 0
من طريق عبدالملك بن مسلم عن أبيه عن علي 0
¨ وأخرجه عبدالرزاق في مصنفه ـ باب تقبيل الرأس واليد وغيرذلك ـ (11/ 441 ـ 442) حديث رقم (20950) 0
00000000000000000000000000000000000000000000000000 0000
من طريق عاصم عن مسلم بن سلام، عن عيسى بن حطان، عن علي بن طلق، وهو خطأ لعلة في الناسخ 0
¨ وقال الترمذي: حديث علي بن طلق حديث حسن، وسمعت محمداً يقول: لا أعرف لعلي بن طلق عن النبي r غير هذا الحديث الواحد، ولا أعرف هذا الحديث من حديث علي بن طلق السحيمي 000 " 0
¨ الحديث الثامن: رواية عمر بن الخطاب 0
عن عمر بن الخطاب t عن النبي r قال: " إن الله لا يستحي من الحق: لا تأتوا النساء في أدبارهن " 0
¨ أخرجه النسائي ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر حديث عمر بن الخطاب فيه ـ (5/ 321 ـ 322) 0 حديث رقم (9008) 0
¨ والبزار في مسنده (البحر الزخار) ـ باب ومما روي ابن الهاد عن عمر بن الخطاب t ( 1/474 ) ـ حديث رقم (339) 0
وقال البزار ـ وهذا الحديث لانعلمه يروى إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد 0
¨ وأخرجه النسائي ـ في السنن الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ وباب ذكر حديث عمر بن الخطاب فيه ـ (5/ 322) ـ حديث رقم (9009) 0
من طريق زمعة بن صالح، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن عبدالله بن الهاد 0
¨ قال الدارقطني في العلل (2/ 166 ـ 167) 0 وسئل عن حديث عبدالله بن شداد بن الهاد، عن عمر، عن النبي r : " لا تأتوا النساء في أدبارهن " 0
فقال: هو حديث يرويه زمعة بن صالح، واختلف عنه 0 فرواه عثمان بن اليمان، عن زمعة، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن عبدالله بن شداد، عن عمر 0
¨ ورواه يزيد بن أبي حكيم العدني، عن زمعة، عن ابن طاووس، عن أبيه، وعن عمرو عن طاووس، عن عبدالله بن يزيد بن الهاد 0
ووهم في نسب ابن الهاد، والأول أصح 0
¨ ورواه وكيع عن زمعة، عن ابن طاووس، عن أبيه، وعن عمرو بن دينار، عن عبدالله بن فلان، عن عمر 0
ولم يذكر طاووساً في حديث عمرو بن دينار 0
وقول عثمان بن اليمان أصحها، والله أعلم 0
¨ وقال الهيثمي (4/ 298 ـ 299) رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير 0
¨ والبزار ورجال أبي يعلى رجال الصحيح خلا عثمان بن اليمان وهو ثقة 0
¨ الحديث التاسع: رواية عبدالله بن عمرو بن العاص 0
عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن النبي r قال في الذي يأتي امرأته في دبرها: " هى اللوطية الصغرى " ذ0 صحيح موقوفاً، معل مرفوعاً 0
¨ أخرجه النسائي ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر الاختلاف على عبدالله بن علي بن السائب ـ (5/ 319) ـ حديث رقم (8996) 0
من طريق عبدالله بن الهيثم بن عثمان نا يحي بن كثير أبو غسان، نا زائدة بن أبي الرقاد الصيرفي، عن عامر الأحول، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده به 0
وقال النسائي: زائدة لا أدري ما هو، هو مجهول، ووجدت في موضع آخر، عاصم الأحول 0
¨ وأخرجه النسائي ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر حديث عبدالله بن عمرو فيه ـ (5/ 320) ـ حديث رقم (8997) 0
¨ والإمام أحمد ـ في مسنده ـ مسند عبدالله بن عمر ـ (2/ 182 ـ 210) 0
¨ والبيهقي ـ في الكبرى ـ كتاب النكاح ـ باب إتيان النساء في أدبارهن ـ (7/ 198) 0 من طريق همام، عن قتادة، عن عمرو بن شعيب عنه به 0
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 289) " رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط، ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح "0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/258)
وروى عن عبدالله بن عمرو موقوفاً 0
¨ أخرجه ابن أبي شيبة ـ في مصنفه ـ كتاب النكاح ـ باب ماجاء في إتيان النساء في أدبارهن وما جاء فيه من الكراهة ـ (3/ 363) ـ حديث رقم (4) 0
من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي أيوب، عن عبدالله بن عمرو موقوفاً0
¨ وأخرجه عبدالرزاق في مصنفه ـ باب إتيان المرأة في دبرها ـ (11/ 443) ـ حديث رقم (20956) 0
¨ والبيهقي في شعب الإيمان ـ باب في تحريم الفروج وما يجب من التعفف عنها ـ (4/ 356) ـ حديث رقم (5381) 0
من طريق معمر، عن قتادة أن عبدالله بن عمرو قال: فذكره 0
¨ وقد ذكرها البخاري في " الصغير " (1/ 273)، وقال " والمرفوع لا يصح " 0
00000000000000000000000000000000000000000000000000 000
= وقال ابن كثير في " تفسيره " (1/ 273): " وقد روى هذا الحديث يحيى بن سعيد القطان عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة 000 فذكره، ثم قال: " وهذا أصح " 0
وقال ابن حجر في " التلخيص " (3/ 181): " وأخرجه النسائي وأعله، والمحفوظ، عن عبدالله بن عمرو من قوله " 0
¨ وأخرجه النسائي ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر حديث عبدالله بن عمرو فيه ـ (5/ 320) ـ حديث رقم (8998، 8999) 0
من طريق حميد الأعرج، عن عمرو بن شعيب، عن عبدالله بن عمرو موقوفاً 0
وعزاه الحافظ ابن كثير في تفسيره (1/ 270) إلى عبد بن حميد بنفس الإسناد 0
¨ لكن وقع عند الحافظ ابن كثير في الإسناد عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبدالله بن عمرو وهو خطأ 0
¨ والإسناد رجاله ثقات، لكنه منقطع، فعمرو بن شعيب لم يسمع من عبدالله بن عمرو t 0
¨ وأخرجه النسائي في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر حديث عبدالله بن عمرو فيه ـ (5/ 320) ـ حديث رقم (9000) 0
من طريق زكريا بن يحيى ناشيبان، نا أبو هلاك عن مطر الوراق، عن عمرو بن شعيب من قوله مقطوعاً 0
¨ الحديث العاشر 0
عن أبي بن كعب قال: قيل لنا أشياء تكون في آخر هذه الأمة عند اقتراب الساعة، فمنها: نكاح الرجل امرأته، أو أمته في دبرها، وذلك مما حرم الله ورسوله، ويمقت الله عليه ورسوله، ومنها: نكاح الرجل الرجل، وذلك مما حرم الله ورسوله، ويمقت الله عليه ورسوله، ومنها نكاح المرأة المرأة، وذلك مما حرم الله ورسوله، ويمقت الله عليه ورسوله، وليس لهؤلاء صلاة ما أقاموا على هذا، حتى يتوبوا إلى الله توبة نصوحاً 0
قال: زر 0 فقلت لأبي: وما التوبة النصوح؟
قال: سألت عن ذلك رسول الله r فقال:
" هو الندم على الذنب حين يفرط منك، فتستغفر الله عز وجل بندامتك عند الحافز، ثم لا تعود إليه أبداً " 0
¨ أخرجه الحسن بن عرفه ـ في جزئه ـ (ص 64 ـ 65) ـ حديث رقم (42) 0
من طريق الوليد بن بكير أبو خباب، عن عبدالله بن محمد العدوي، عن أبي سنان البصري، عن أبي قلابة، عن زر بن حبيش، عنه به 0
وعبدالله بن محمد العدوي متروك 0 رماه وكيع بالوضع 0 التقريب (1/ 448) 0
وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص (3/ 181) 0 " إسناده ضعيف جداً " 0
¨ الحديث الحادي عشر: رواية عقبة بن عامر 0
عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله r : " لعن الله الذين يأتون النساء في محاشهن " 0
¨ أخرجه ابن أبي حاتم في العلل (1/ 401) 0
وأخرجه الطبراني ـ في الأوسط ـ باب من اسمه أحمد ـ في أحمد بن محمد بن نافع ـ
(2/ 310 ـ 311) ـ حديث رقم (1952) 0
¨ والعقيلي ـ في الضعفاء ـ (3/ 84) 0
¨ وابن عدى ـ في الكامل ـ في ترجمة عبدالله بن لهيعة ـ (4/ 1466) 0
من طريق عبدالرحمن بن الفضل، عن ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن مشرح بن هاعان، عن عقبة به 0
قال الهيثمي (4/ 299) " رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد الصمد بن الفضل 0
وثقه الذهبي وقال له حديث يستنكر وهو صالح الحال إن شاء الله " 0
وهذا الإسناد من منكرات عبدالصمد هذا 0
قال أبو حاتم في " علل ابنه " (1/ 410): " هذا حديث منكر بهذا الإسناد ما أعلم رواه عن ابن وهب غيره " 0
قال الطبراني (2/ 311) " لم يرو هذا الحديث عن ابن لهيعة إلا ابن وهب، تفرد به عبدالصمد بن الفضل " 0
وقال العقيلي: " لا يتابع على حديثه ـ أى: عبدالصمد ـ ولايعرف إلا به " 0
وكذلك ابن لهيعة: اختلط بعد احتراق كتبه فأتى بما لم يتابع عليه 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/259)
وكأن ابن عدى بقوله: " وهذا الحديث يرويه ابن لهيعة بهذا الإسناد 00 " يشير إلى هذه العلة، وأعله ابن حجر في " التلخيص " 0 (3/ 181) بابن لهيعة، والله أعلم 0
¨ الحديث الثاني عشر: رواية أبي سعيد الخدري 0
عن أبي سعيد الخدري قال: أبعر رجل امرأته على عهد رسول الله r فقالوا: أبعر فلان إمرأته فأنزل الله تعالى:] نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم [0
وفي لفظ: " أن رجلاً أصاب إمرأة في دبرها فأنكر الناس ذلك عليه، وقالوا: ثفرها، فأنزل الله الآية الأصح0
¨ أخرجه أبو يعلى ـ في مسنده ـ مسند أبي سعيد الخدري ـ (2/ 354 ـ 355) ـ حديث رقم (1103) 0
¨ والطحاوي في ـ مشكل الآثار ـ باب بيان مشكل ماروى في السبب الذي فيه قوله تعالى:] نساؤكم حرث لكم 000 الآية [ـ (15/ 410 ـ 416) ـ حديث رقم (6118) 0
¨ وفي شرح معاني الآثار ـ كتاب النكاح ـ باب وطء النساء في أدبارهن ـ (3/ 40) 0
من طريق ـ عبدالله بن نافع،عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار به 0
قال الهيثمي ـ في مجمع الزوائد (6/ 322) " رواه أبو يعلى، عن شيخه الحارث بن سريج القفال، وهو ضعيف كذاب " 0
قلت: تابعه يعقوب بن حميد بن كاسب عند الطحاوي، ولا يبلغ الضعف في الحارث إلى درجة الكذب 0
¨ ورواه أيضاً أسامة بن أحمد التجيبي كما في التلخيص (3/ 185) من طريق يحيى بن أيوب، عن هشام بن سعد، ولفظه: " كنا نأتي النساء في أدبارهن، ويسمى ذلك الإثفار فأنزل الله الآية 0
فهذه متابعة لابن نافع، ويحيى: صدوق، ربما أخطأ 0
¨ ورواه الطبري في تفسيره ـ (2/ 408) ـ حديث رقم (4337) 0
من طريق يونس قال: أخبرني ابن نافع عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار مرسلاً 0
وروى أسامة بن أحمد التجيبي كما في التلخيص (3/ 185) من طريق معن بن عيسى عن هشام، ولم يسم أبا سعيد 0
00000000000000000000000000000000000000000000000000 00
¨ والرواية المرسلة أرجح، لثقة معن ويونس، والظاهر أن الاختلاف من هشام نفسه، فهو متكلم جداً في حفظه، وله من مثل هذا نظائر 00 والله أعلم 0
¨ الحديث الثالث عشر: حديث أبي هريرة t 0
قال: قال رسول الله r : " لاينظر الله يوم القيامة إلى رجل أتى امرأته في دبرها " 0
¨ أخرجه ابن ماجه ـ في سننه ـ كتاب النكاح ـ باب النهى عن إتيان النساء في أدبارهن ـ (1/ 619) ـ حديث رقم (1923) 0
¨ والطحاوي ـ في معاني الآثار ـ كتاب النكاح ـ باب وطء النساء في أدبارهن ـ (3/ 44) 0
¨ والطحاوي ـ في مشكل الآثار ـ باب بيان مشكل ماروى في السبب الذي نزل فيه قوله تعالى] نساؤكم 000 [0
(15/ 429 ـ 430) ـ حديث رقم (6133) 0
من طريق عبدالعزيز بن المختار 0
¨ وأخرجه النسائي ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبي هريرة في ذلك ـ (5/ 322) ـ حديث رقم (9012) 0
من طريق يزيد بن عبدالله بن أسامة بن الهاد 0
¨ وأخرجه النسائي ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر اختلاف الناقلين لخبر أبي هريرة في ذلك ـ (5/ 322 ـ 323) ـ حديث رقم (9013) 0
من طريق وهيب 0
¨ وأخرجه النسائي ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر إختلاف الناقلين لخبر أبي هريرة في ذلك ـ (5/ 323) ـ حديث رقم (9014) 0
¨ وعبدالرزاق في مصنفه ـ باب إتيان المرأة في دبرها ـ (11/ 442) حديث رقم (20952) 0
¨ والبغوي في شرح السنة ـ كتاب النكاح ـ باب العزل والإتيان في غير المآتي (9/ 107) ـ حديث رقم (2297) 0
¨ والبيهقي ـ في الكبرى ـ كتاب النكاح ـ باب إتيان النساء في أدبارهن ـ (7/ 198) 0
من طريق معمر 0
¨ وكلهم من طريق سهيل بن أبي صالح، عن الحارث بن مخلد، عن أبي هريرة به 0
00000000000000000000000000000000000000000000000000 0
¨ وأخرج النساء ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر إختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبي هريرة في ذلك ـ (5/ 322) ـ حديث رقم (9011) 0
من طريق الليث، عن ابن الهاد، عن الحارث بن مخلد، عن أبي هريرة به 0
¨ وأخرجه الإمام أحمد ـ في مسنده ـ مسند أبي هريرة ـ (2/ 444، 479) 0
¨ وأبو داود ـ في سننه ـ كتاب النكاح ـ باب في جامع النكاح ـ (2/ 249) ـ حديث رقم (2162) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/260)
¨ والنسائي في ـ الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر إختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبي هريرة في ذلك ـ (5/ 323) ـ حديث رقم (9015) 0
¨ والدارمي ـ في سننه ـ 0
من طريق سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عن الحارث بن مخلد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله r : " ملعون من أتى امرأته في دبرها " 0
قال البوصيري في الزوائد " إسناده صحيح، لأن الحارث بن مخلد ذكره ابن حبان في الثقات وباقي رجال الإسناد ثقات " 0
وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص (3/ 180) " وأخرجه البزار، وقال الحارث بن مخلد ليس بمشهور، وقال ابن القطان: لايعرف حاله " 0
¨ وأخرجه الطبراني ـ في الأوسط ـ باب من إسمه عبدالرحمن ـ في عبدالرحمن بن الحسين ـ (5/ 167) حديث رقم (4754) 0
¨ وأبو يعلى ـ في مسنده ـ مسند أبي هريرة ـ (11/ 349) ـ حديث رقم (6462) 0
¨ والبغوي ـ في معالم التنزيل ـ (1/ 199) 0
من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن مسلم بن خالد، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة 0 قال: قال رسول الله r : " ملعون من أتى النساء في أدبارهن " 0
قال الطبراني (5/ 167) " لم يرو هذا الحديث، عن العلاء إلا مسلم بن خالد ولا عن مسلم إلا ابن أبي زائدة 0 تفرد به سهل بن عثمان " 0
قال الحافظ في التلخيص (3/ 181): " ومسلم فيه ضعف، وقد رواه يزيد بن أبي حكيم عنه موقوفاً " 0
00000000000000000000000000000000000000000000000000 00
¨ وروى الطبراني ـ في الأوسط ـ باب من اسمه مورع ـ (9/ 161 ـ 162) ـ حديث رقم (9179) 0
من طريق عمر بن يزيد، عن عبدالوارث، عن ليث، عن مجاهد، عن أبي هريرة 0 قال: قال رسول الله r : " من أتى النساء في أعجازهن فقد كفر " 0
قال الطبراني (9/ 162): " لم يرو هذا الحديث عن ليث إلا عبدالوارث " 0 تفرد به عمر بن يزيد 0
¨ وأخرج النسائي ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبي هريرة ـ (5/ 323 ـ 324) ـ حديث رقم (9018 ـ 920) 0 من طرق عن عبدالرحمن، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد، عن أبي هريرة موقوفاً 0
¨ وأخرجه النسائي ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر إختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبي هريرة ـ (5/ 324) ـ حديث رقم (9021) 0
من طريق منصور بن مزاحم، نا أبو سعيد المؤدب، عن علي بن بذيمة، عن مجاهد به موقوفاً 0
والموقوف أصح 0
¨ الحديث الرابع عشر: حديث ابن عباس 0
قال: قال رسول الله ً: " لاينظر الله إلى رجل أتى رجلاً أو امرأة في الدبر " 0
¨ أخرجه الترمذي ـ في سننه ـ كتاب الرضاع ـ باب ماجاء في كراهة إتيان النساء في أدبارهن ـ (3/ 469) حديث رقم (1165) 0
¨ والنسائي ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر حديث ابن عباس فيه واختلاف ألفاظ الناقلين عليه ـ (5/ 320) ـ حديث رقم (9001) 0
¨ وابن أبي شيبة ـ في مصنفه ـ كتاب النكاح ـ باب ماجاء في إتيان النساء أدبارهن وماجاء فيه من الكراهة ـ (3/ 363) ـ حديث رقم (2) 0
¨ وابن الجارود ـ في المنتقى ـ (ص 297) ـ حديث رقم (729) 0
¨ وابن حبان ـ في صحيحه ـ (الإحسان) ـ كتاب النكاح ـ باب ذكر الزجر عن إتيان المرء في غير موضع الحرث ـ (9/ 517 ـ 518) ـ حديث رقم (4203 و 4204) 0
¨ وأبو يعلى ـ في مسنده ـ مسند عبدالله بن عباس ـ (4/ 266) ـ حديث رقم (2378) 0
¨ وابن حزم في ـ المحلى ـ (10/ 99 ـ100) 0
من طريق أبي خالد الأحمر، عن الضحاك بن عثمان، عن محزمة بن سليمان، عن كريب، عن ابن عباس به 0
قال الترمذي: " هذا حديث حسن غريب " 0
وخالف أبا خالد الأحمر وكيع بن الجراح 0
¨ فرواه النسائي في ـ الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر حديث ابن عباس فيه، واختلاف ألفاظ الناقلين عليه ـ (5/ 320 ـ 321) ـ حديث رقم (9002) 0
من طريق وكيع، عن الضحاك بن عثمان، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب، عن ابن عباس قال: " لا ينظر الله يوم القيامة إلى رجل أتى بهيمة، أو إمرأة في دبرها "0
وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص (3/ 181) " الموقوف أصح من المرفوع " 0
وأبو خالد الأحمر هوسليمان بن حبان قال فيه الحافظ في التقريب " صدوق يخطيء" 0
ووكيع بن الجراح ثبت ثقة حجة لايقوى أبو خالد على مخالفته 0
¨ الحديث الخامس عشر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/261)
عن عمران بن الحصين قال: قال رسول الله r : " محاش النساء حرام " 0
¨ أخرجه الحارث في ـ مسنده ـ (بغية الحارث) ـ كتاب النكاح ـ باب النهى عن إتيان المرأة في دبرها ـ (1/ 548) ـ حديث رقم (493) 0
من طريق الخليل بن زكريا، ثنا عمرو بن عبيد، ثنا الحسن بن أبي الحسن عنه به 0
وفيه عمرو بن عبيد، وهو المعتزلي المشهور، كان داعية إلى بدعة، اتهمه جماعة، مع أنه كان عابداً، التقريب (2/ 74) 0
والخليل بن زكريا هو الشيباني متروك (التقريب 1/ 228) 0
¨ الحديث السادس عشر:
عن الحسن بن أبي الحسن عن سمرة بن جندب 0 قال: نهى رسول الله r أن تؤتى النساء في أعجازهن 0 قال الحسن بن أبي الحسن: وهل يفعل ذلك إلا كل أحمق فاجر؟ 0
¨ أخرجه الحارث في ـ مسنده ـ (بغية الباحث) ـ كتاب النكاح ـ باب النهى عن إتيان المرأة في دبرها ـ (1/ 548) ـ حديث رقم (494) 0
من طريق الخليل بن زكريا، ثنا عمرو بن عبيد، عن الحسن بن أبي الحسن عنه به 0
والكلام على إسناده كسابقه 0
المبحث الثاني
الآثار ودراستها
¨ الأثر الأول:
عن أبي الدرداء أنه سئل عن ذلك فقال: " وهل يفعل ذلك إلا كافر؟ " 0
¨ أخرجه عبدالرزاق في ـ مصنفه ـ باب إتيان المرأة في دبرها ـ (11/ 443) 0
¨ أخرجه الإمام أحمد في ـ مسنده ـ مسند عبدالله بن عمرو ـ (2/ 210) 0
¨ وابن أبي شيبة غي ـ مصنفه ـ (3/ 363) ـ كتاب النكاح ـ باب ماجاء في إتيان النساء في أدبارهن ـ حديث رقم (5) 0
¨ والطبري ـ في تفسيره ـ (2/ 407) ـ حديث رقم (4335) 0
¨ والبيهقي ـ في الكبرى ـ كتاب النكاح ـ باب إتيان النساء في أدبارهن (7/ 199) 0
¨ من طريق قتادة، حدثني عقبة بن وساج عنه 0
وإسناده صحيح 0
¨ وأخرجه عبدالرزاق ـ في مصنفه ـ باب إتيان المرأة في دبرها ـ (11/ 443) حديث رقم (20957) 0
¨ والبيهقي ـ في شعب الإيمان ـ باب في تحريم الفروج وما يجب التعفف عنها ـ (4/ 355) حديث رقم (5379) 0
من طريق معمر، عن قتادة، عن أبي الدرداء بمثله 0
¨ الأثر الثاني:
عن ابن عباس أنه سئل عن الذي يأتي امرأته في دبرها، فقال: هذا يسائلني عن الكفر 0
¨ أخرجه عبدالرزاق ـ في مصنفه ـ باب إتيان المرأة في دبرها ـ (4/ 442) ـ حديث رقم (20953) 0
¨ والنسائي في ـ الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر حديث ابن عباس فيه واختلاف ألفاظ الناقلين عليه (5/ 321) ـ حديث رقم (9004) 0
¨ والبيهقي في ـ شعب الإيمان ـ باب في تحريم الفروج وما يجب من التعفف عنها ـ (4/ 355) ـ حديث رقم (5378) 0
من طريق معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه قال: سئل ابن عباس 0
وعزاه ابن كثير في تفسيره (1/ 270) إلى عبد بن حميد، وصحح إسناده وقال الحافظ في التلخيص (3/ 181): " إسناده قوي " 0
¨ الأثر الثالث:
عن ابن مسعود قال: " محاش النساء عليكم حرام " 0
¨ أخرجه ابن أبي شيبة ـ في المصنف ـ كتاب النكاح ـ باب ماجاء في إتيان النساء في أدبارهن ـ (3/ 363) ـ حديث رقم (6) 0
¨ والدارمي 0
¨ والهيثم بن خلف ـ في ذم اللواط ـ حديث رقم (103، 105) 0
¨ 9 والطحاوي ـ في شرح معاني الآثار ـ كتاب النكاح ـ باب وطء النساء في أدبارهن ـ (3/ 46) 0
¨ والبيهقي ـ في الكبرى ـ كتاب النكاح ـ باب إتيان النساء في أدبارهن ـ (7/ 199) 0
من طريق أبي القعقاع، عن ابن مسعود به 0
رواه عنه جماعة منهم: ابن علية، والثوري، وشعبة، كلهم عن أبي عبدالله الشقري، عن أبي القعقاع به 0
وأبو القعقاع اسمه: عبدالله بن خالد، فيه جهالة 0
وقد تابعه معن بن عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود، لكن سنده منقطع، معن لم يدرك جده، أخرجه الهيثم رقم (115) 0
والحديث روى مرفوعاً، أخرجه الأثرم في ـ سننه ـ كما في ـ تفسير ابن كثير ـ (1/ 271) والدولابي في ـ الكنى ـ (2/ 85) من طريق إبراهيم بن عبدالرحمن بن القعقاع عن أبي القعقاع به مرفوعاً، والموقوف أصح، قاله ابن كثير 0
¨ الأثر الرابع:
عن أبي هريرة قال: " من أتى أدبار الرجال والنساء فقد كفر " (1) 0
(1) راجع حديث رقم (13) 0
¨ الأثر الخامس:
عن الزهري قال: سألت ابن المسيب وأبا سلمة بن عبدالرحمن عن ذلك فكرهاه، ونهياني عنه 0
¨ أخرجه عبدالرزاق ـ في مصنفه ـ باب إتيان المرأة في دبرها ـ (11/ 443) حديث (20956) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/262)
¨ والخرائطي ـ في المساوئ ـ حديث رقم (459، 472) 0
¨ والبيهقي ـ في شعب الإيمان ـ باب في تحريم الفروج وما يجب من التعفف عنها ـ (4/ 356) ـ حديث رقم (5382) 0
¨ والطحاوي ـ في شرح معاني الآثار ـ كتاب النكاح ـ باب وطء النساء في أدبارهن ـ (3/ 45) 0
من طرق عن الزهري به 0
ورواه عن الزهري معمر، والليث، بن سعد، ويونس بن بكير 0
¨ الأثر السادس:
عن عطاء، عن عمرو بن قتادة قال: سئل عطاء عن إتيان النساء في أدبارهن 0 قال: ذلك كفر وما بدأ قوم لوط إلا ذلك أتوا النساء في أدبارهن ثم أتى الرجال الرجال " 0
¨ أخرجه الخرائطي في ـ المساويء ـ (رقم 469) من طريق محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو به، وسنده صالح، لا بأس به، محمد بن مسلم صدوق، في حفظه لين 0
¨ الأثر السابع:
عن مجاهد قال: " من أتى امرأته في دبرها فهو من المرأة مثله من الرجل، ثم تلا:] ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله [، تعزلوهن في المحيض الفرج، ثم تلا:] نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم [0 قائمة وقاعدة ومقبلة ومدبرة في الفرج 0
¨ أخرجه الدارمي (رقم 1115) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن عثمان بن الأسود، عن مجاهد به 0
وهذا سند صحيح 0
الفصل الثاني
الدراسة الفقهية
¨ اختلف أهل العلم في إتيان النساء في أدبارهن على قولين:
¨ ذهب جمهور الفقهاء (1) إلى المنع من وطء الزوجة في دبرها.
وهناك روايات نسب فيها إلى بعض العلماء التهوين من المنع فمن ذلك ما:
روي ذلك عن ابن عمر من الصحابة، ونافع من التابعين، و رواية عن مالك (2) 0 وعن الشافعي بالحل 0 وقول عند الشيعة الإمامية، وقول عند الإباضية 0
¨ أدلة جمهور العلماء على التحريم:
من القرآن الكريم: قول الله تعالى:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثُُ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [0
قال ابن القيم في تفسير الآية: " وقد دلت الآية على تحريم الوطء في الدبر من وجهين:
أحدهما: أنه أباح إتيانها في الحرث، وهو موضع الولد من الحشِّ ـ الذي هو موضع الأذى، وموضع الحرث هو المراد من قوله:] مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ الله [0 قال:] فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [0 وإتيانها في قبلها من دبرها مستفادُُ من الآية أيضاً، لأنه قال:] أَنَّى شِئْتُمْ [، أي من أي ماشئتم من أمام أو من خلف (3) 0
وقال القرطبي في تفسيره:] أَنَّى شِئْتُمْ [معناه عند الجمهور من الصحابة والتابعين وأئمة الفتوى: أيِّ وجه شئتم مقبلةً مدبرةً 0 و] أَنَّى [تجيء
(1) بدائع الصنائع: 2/ 331، شرح منح الجليل: 2/ 5، شرح الزرقاني: 3/ 163، المدخل لابن الحاج: 2/ 196، المجموع: 16/ 416، المغني: 7/ 22، منار السبيل: 2/ 217، كشاف القناع: 5/ 210 0
(2) ذكر القرطبي أنَّ رواية مالك حكيت في كتاب له يسمى (كتاب السير)، ثم قال: " وحُذَّاق أصحاب مالك ومشايخهم ينكرون ذلك عن مالك، وسيأتي تفصيل هذا فيما بعد إن شاء الله " 0
(3) زاد المعاد: 4/ 240 0
سؤالاً واختباراً عن أمر له جهات، فهو أعم في اللغة من " كيف " ومن " أين " ومن " متى "، هذا هو الاستعمال العربي في " أنَّى " (1) 0
قال الشنقيطي في أضواء البيان: قوله] فأتوا [أمر بالإتيان بمعنى الجماع] حرثكم [يبين أن الإتيان المأمور به إنما هو في محل الحرث، يعني بذر الولد بالنطفة، وذلك هو القبل دون الدبر، كما لا يخفى0 لأن الدبر ليس محل بذر للأولاد، كما هو ضروري (2) 0
ومما يؤيد هذا التفسير ماجاء في سبب نزول هذه الآية عن جابر، قال: كانت اليهود تقول: إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها، كان الولد أحول، فأنزل الله عز وجل:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثُُ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [(3) 0 وفي لفظ الزهري عند مسلم " إن شاء مجبية، وإن شاء غير مجببية، غير أن ذلك في صمام واحد " (4) 0
ومن السنة فقد استدل جمهور العلماء بأحاديث الباب التي تنص على إباحة الحال والهيئات كلها،إذا كان الوطء في موضع الحرث وحرمة إتيان المرأة في الدبر (5) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/263)
¨ دليل المعقول: واستدل الجمهور على الحرمة بدليل المعقول، فقالوا: إذا كان الله حَرَّمَ الوطء في الفرج لأجل الأذى العارض كالحيض والنفاس، فما الظنُّ بالحُشِّ الذي هو محل الأذى اللازم، مع زيادة المفسدة بالتعرض لانقطاع النسل والذريعة القريبة جداً من أدبار النساء إلى أدبار الصبيان (6) 0
وقد قال أصحاب أبي حنيفة (7): أنه عندنا ولائط الذكر سواء في الحكم،
(1) تفسير القرطبي: 1/ 901 0
(2) أضواء البيان، لمحمد الأمين الشنقيطي: 1/ 143 0
(3) سبق تخريجه في أحاديث الباب 0
(4) هذه الزيادة انفرد بها الزهري عن باقي الرواة، وهى زيادة ثقة مقبولة 0
(5) أحكام القرآن، لابن العربي: 1/ 174، تفسير أبي السعود: 1/ 223، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي: 3/ 91 0 (انظر الدراسة الحديثية) 0
(6) ابن القيم في الزاد (4/ 240)، ونقل كثيبر من العلماء هذا المعقول فاكتفينا بالزاد لتوسعه بدليل المعقول، وأصل هذا المعقول قوله تعالى:] ويَسْئَلُونَكَ عَنْ المَحِيض [0
(7) بدائع الصنائع (2/ 1331)، وانظر اختلاف الفقهاء للطبري (ص: 124).
ولأن القذر والأذى في موضع النجو (1) أكثر من دم الحيض، فكان أشنع (2) 0
وللمرأة حق على الزوج في الوطء، ووطؤها في دبرها يُفَوِّت حقها، ولا يقضي وطرَها، ولا يُحَصِّل مقصودها 0
وأيضا: فإن الدبر لم يتهيأ لهذا العمل، ولم يُخْلَقْ له، وإنما الذي هُيء له الفرج، فالعادلون عنه إلى الدبر خارجون عن حكمة الله وشرعه جميعاً 0
وأيضاً: فإن ذلك مضر بالرجل، ولهذا ينهى عنه عقلاء الأطباء من الفلاسفة وغيرهم، لأن للفرج خاصيَّة في اجتذاب الماء المحتقن وراحة الرجل منه، والوطءُ في الدبر لايُعين على اجتذاب جميع الماء، ولا يخرج كل المحتقن لمخالفته للأمر الطبيعي (3) 0
قال الإمام القرطبي: " ولأن الحكمة من خلق الأزواج بث النسل، فغير موضع النسل لايناله ملك النكاح وهذا هو الحق " (4) 0
¨ ومن الأدلة العقلية، ماذكره الإمام القرافي بقوله:
" 000 وظاهر الآية يقتضي التحريم، خلاف ما يتوهمه المعنى لقوله تعالى:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثُُ لَكُمْ [0 والمبتدأ يجب انحصاره في الخبر، كقوله r " تحريمها التكبير، وتحليلها التسليم " و " ذكاة الجنين ذكاة أمه " فلا يحصل تحريم بغير تكبير، ولا تحليل بغير سلام، ولا ذكاة الجنين بغير ذكاة أمه، ولا النسل في غير حالة الحرث الذي هو الفعل المفضي إلى النسل 0
ولأن الشرع إنما حرم اللواط والاستمناء لكي لا يستغنى بهما عن الوطء الموجب للنسل الموجب لبقاء النوع والمكاثرة لرسول الله r بأمته، وهذا المعنى قائم ها هنا، فيحرم لاندراجه في قوله تعالى:] ويُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الخَبَائِثَ [وتلطخ الإنسان بالعذرة من الدبر مِنْ أخبث الخبائث، ولا يميل إلى ذلك في الذكور والإناث إلا النفوس الخبيثة، خسيسة الطبع بهيمية الأخلاق، والنفوس الشريفة بمعزل عن ذلك (5) 0
(1) النجو: ما يخرج من البطن من ريح وغائط 0
(2) بدائع الصنائع: 2/ 1331 0
(3) نقلاً عن الزاد لابن القيم باختصار: 4/ 240 0
(4) تفسير القرطبي: 3/ 91، روح المعاني للألوسي: 2/ 124 0
(5) الذخيرة: 4/ 417 ـ 418 0
وقال الإمام القرطبي، نقلاً عن ابن عبدالبر: إن العلماء لم يختلفوا في الرتقاء التي لا يوصل إلى وطئها أنه عيب تُرَّد به 000 لأن المسيس هو المبتغى بالنكاح، وفي إجماعهم على هذا دليل على أن الدبر ليس بموضع الوطء، ولو كان موضعاً للوطء ما رُدّت من لا يوصل إلى وطئها في الفرج (1) 0
¨ ومن المعقول أيضاً ما ذكره ابن الحاج في المدخل (2) بقوله:
1) إن من مقاصد النكاح النسل لقول النبي r ( تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم) (3)، والنسل من غير وطء في القبل لا يكون، فلا يأتي من الوطء في الدبر 0
2) ومن المعلوم أن القذر يكون في الدبر بشكل أكبر وأشد من الحيض الذي يأتي في فترات في القبل، وهي أيام يسيرة من الشهر غالباً، ومع هذا حرم الجماع في مدته مع أن نجاسته عارضة، فمن باب أولى أن يحرم الوطء في الدبر لأجل النجاسة المستمرة التي تخرج منه، فهو موضوع لا تفارقه النجاسة 0
3) وإذا أبيح للرجل الوطء في الدبر، فإن في هذا قضاء لشهوته هو وحرمان المرأة من حقها في الاستمتاع، وفي هذا ضرر بها من وجهين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/264)
* تحريك باعث الشهوة فيها من غير أن تنال شيئاً من حقها في الاستمتاع، وفي هذا ضرر بها، إذ قد يدفعها هذا إلى ارتكاب الفاحشة 0
¨ الوجه الثاني: إن وطء المرأة في دبرها يضر بها في صحتها مع عدم منفعتها منه في شيء0
¨ ومن أدلة الجمهور الاستصحاب:
قال الطبري: " 000إن الكل مجمعون قبل النكاح أن كل شيء معها حرام، ثم
(1) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: 3/ 94 0
(2) المدخل لابن الحاج: 2/ 199.
(3) أخرجه أبو داود في كتاب النكاح، باب (الاتيان في الدبر حرام): 3/ 180 0
اختلفوا فيما يحل له منها بالنكاح ولن ينتقل المحرم بإجماع إلى تحليل إلا بما يجب التسليم له من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس على أصل مجمع عليه، فما اجتمع منها على التحليل فحلال، وما اختلف فيه منها فحرام، والإتيان في الدبر مختلف فيه، فهو على التحريم المجمع عليه 000 " (1) 0
¨ كما استدل الجمهور بالقياس:
قال الإمام الماوردي: " ومن طريق القياس أنه إتيان، فوجب أن يكون محرماً كاللواط، ولأنه أذى معتاد، فوجب أن يحرم الإصابة فيه كالحيض، ولا يدخل عليه وطء المتسحاضة، لأنه نادر (2) 0
¨ وقد نقل أهل العلم الإجماع على تحريمه:
فقد قال الماوردي، بعد أن ذكر الآثار عن النبي r ـ قال رحمه الله: " ولأنه إجماع الصحابة، روي ذلك عن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، وابن مسعود، وأبي الدرداء 000 " (3).
وقال الإمام العيني 0 قال رحمه الله: " وقد انعقد الإجماع على تحريم إتيان المرأة في الدبر 000 " (4) 0
¨ وذهب الزيدية إلى القول بالتحريم:
جاء في كتاب البحر الزخار (5) مسألة الوطء في الدبر: ويحرم الوطء في الدبر لقوله r : " لا تأتوا النساء في أدبارهن " ونحوه 0
وجاء في موضع آخر من الكتاب نفسه (6) في باب المعاشرة: وعليها تمكينه من الاستمتاع بأي أعضائها لقوله r : " إذا دعا أحدكم امرأته 000 " 0 فأما الوطء
(1) اختلاف الفقهاء للطبري: ص 124 0
(2) الحاوي الكبير، شرح مختصر المزني لأبي الحسن الماوردي الشافعي: 3/ 319 0
(3) البناية في شرح الهداية للعيني: 6/ 255 0
(4) الحاوي الكبير: 9/ 319 0
(5) البحر الزخار: 4/ 81 0
(6) البحر الزخار: 4/ 117 0
المحرم كفي الدبر أو في الحيض أو الملأ، فلا لقوله r : " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " 0
¨ أقوال أهل العلم في إتيان النساء في الدبر:
قال الشافعي: " الإتيان في الدبر حتى يبلغ منه مبلغ الإتيان في القبل محرم لدلالة الكتاب والسنة " (1) 0
وجاء في مغني المحتاج (2): " أما وطء زوجته أو أمته في دبرها، فالمذهب أن واجبه التعزير إن تكرر منه الفعل، فإن لم يتكرر فلا تعزير " 0
وجاء في معونة أولي النهى، شرح المنتهى (3): " 000 أو وطء في دبر فيحرم في قول أكثر أهل العلم من الصحابة ومن بعدهم 000 فإن تطاوعا على الوطء في الدبر فرق بينهما ويعزر عالم بتحريمه " 0
وجاء في كشاف القناع، عن متن الإقناع (4): وللزوج الإستمتاع بزوجته كل وقت على أي صفة كانت، إذا كان الإستمتاع (في القبل ولو) كان الإستماع في القبل (من جهة عجيزتها) لقوله تعالى:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثُُ لَكُمْ 000 [0 والتحريم مختص بالدبر دون سواه 0
وجاء في الذخيرة (5)، الفصل الأول: فيما يباح من الزوجة: " وفي الجواهر: عقد النكاح يبيح كل استمتاع إلا الوطء في الدبر 000 وظاهر الآية يقتضي التحريم، خلاف مايتوهمه المعنى لقوله تعالى:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثُُ لَكُمْ 000 [0
وجاء في المغني (6): " ولا يحل وطء الزوجة في الدبر في قول أكثر أهل العلم، منهم: علي وعبدالله أبو الدرداء وابن عباس وعبدالله بن عمرو وأبو هريرة وابن عباس، وبه قال سعيد بن المسيب وأبو بكر بن عبدالرحمن ومجاهد وعكرمة، والشافعي وأصحاب الرأي وابن المنذر 000 " 0
(1) اختلاف الفقهاء، للطبري: ص 124 0
(2) 4/ 144 0
(3) معونة أولي النهى، شرح المنتهى (منتهى الإرادات) لابن النجار: 7/ 376 0
(4) كشاف القناع 0
(5) الذخيرة: 4/ 418 0
(6) المغني: 7/ 23 0
وجاء في الاستذكار (1):"اللواط كالزنى من أجاز وطء الدبر من الزوجات، والإماء،
وهو عندنا غير جائز ـ والحمد لله ـ بموضع الأذى ـ كالحيض من النساء ـ وبالله توفيقنا (2) 0
¨ وجاء في روضة الطالبين (3): " وفيه مسائل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/265)
أحدها: له جميع أنواع الاستمتاع إلا النظر إلى الفرج، ففيه خلاف سبق في حكم النظر، وإلا الإتيان في الدبر، فإنه حرام، ويجوز التلذذ بما بين الإليتين والإيلاج في القبل من جهة الدبر 0
وقد نقل أهل العلم عن الأئمة: تحريم إتيان المرأة في الدبر، منهم الإمام الطحاوي0 فقد نقله عن الإمام أبي حنيفة وصاحباه أبي يوسف ومحمد بن الحسن تحريم ذلك0
ومما قاله يعني ـ الطحاوي (4) ـ:" فلما تواترت هذه الآثار عن رسول الله r بالنهي عن وطء المرأة في دبرها، ثم جاء عن الصحابة، وعن تابعيهم ما يوافق ذلك، وجب القول به، وترك ما يخالفه " 0
¨ ونقل ابن كثير (4) عن الإمام أحمد تحريمه ذلك في تفسيره 0
وأما الإمامان: مالك والشافعي ـ رحمهما الله ـ فقد نقلت عنهما روايتان، وسيأتي بيان ذلك في مبحث خاص إن شاء الله 0
وقال ابن حزم (5): " وما روينا إباحة ذلك عن أحد إلا عن ابن عمر t باختلاف عنه، وعن نافع باختلاف عنه، وعن مالك باختلاف عنه " 0
وقد جاء التحريم عن أبي هريرة وعلي وأبي الدرداء وابن عباس وسعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف وطاوس ومجاهد 0
وهو قول أبي حنيفة والشافعي وسفيان والثوري وغيرهم (6) 0
(1) الاستذكار، لابن عبدالبر: 24/ 84 0
(2) 7/ 204 0
(3) شرح معاني الآثار للطحاوي: 3/ 46 0
(4) تفسير ابن كثير:
(5) المحلى: 11/ 288 0
(6) المغني: 7/ 23، القرطبي: 3/ 91، نيل الأوطار: 6/ 225 0
قال البغوي في (شرح السنة) (1): اتفق أهل العلم على أنه يجوز للرجل إتيان زوجته في قبلها من جانب دبرها، وعلى أي صفة شاء 000 أما الإتيان في الدبر فحرام، فمن فعله جاهلاً بتحريمه نُهِىَ عنه، فإن عاد عُزِّرَ 000 " 0
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ عن رجل ينكح زوجته في دبرها، أحلال هو أم حرام؟ 0
فأجاب ـ رحمه الله ـ وطء المرأة في دبرها حرام بالكتاب والسنة، وهو قول جماهير السلف والخلف، بل هو اللوطية الصغرى، وقد ثبت عن النبي r أنه قال: " إن الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أدبارهن " 0 وقد قال الله تعالى:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثُُ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [، والحرث هو موضع الولد، فإن الحرث هو محل الغرس والزرع (2) 0
وقال ابن القيم (3): " وأما الدبر: فلم يبح قط على لسان نبي من الأنبياء، ومن نسب إلى بعض السلف إباحة وطء الزوجة في دبرها، فقد غلط عليه 0
وقال الإمام الذهبي ـ رحمه الله (4) ـ: وقد جاءت رواية أخرى عنه ـ أى عن نافع عن ابن عمر ـ بتحريم أدبار النساء وما جاء عنه بالرخصة، فلو صح لما كان صريحاً، بل يحتمل أنه أراد بدبرها من ورائها في القبل، وقد أوضحنا المسألة في مصنف مفيد لا يُطَالِعَهُ عالم إلا ويقطع بتحريم ذلك "0
وممن قال بالتحريم كذلك، الإمام الحافظ ابن حجر في الفتح (5) 0
وممن حرمها وعدها من الكبائر، الإمام الذهبي (6)، وابن حجر الهيثمي في الزواجر (7)، وكذلك الإمام الشوكاني في الدراري المضية شرح الدرر البهية (8)، كذلك
(1) 9/ 106 0
(2) مجموع فتاوى شيخ الإسلام: 32/ 266 ـ 267 0
(3) الزاد: (4/ 240) 0
(4) سير أعلام النبلاء: 5/ 100 0
(5) فتح الباري: 8/ 191 0
(6) ص 221 0
(7) 2/ 30 0
(8) ص 162 0
الإمام الصنعاني في سبل السلام (1) 0
وكذلك العلامة المحدث ولي الله الدهلوي في " حجة الله البالغة " (2) 0
ومن المفسرين ـ ابن كثير في تفسيره للآية، وكذلك ابن الجوزي في (زاد المسير) (2) 0
ومن المحدثين: العلامة السعدي (3)، وغيرهم كثير 0
وعلى ذلك انعقد الإجماع كما نقله الإمام العيني، فقال ـ رحمه الله ـ: " وقد انعقد الإجماع على تحريم إتيان المرأة في الدبر وإن كان فيه خلاف قديم، فقد انقطع، وكل من روي عنه إباحته، فقد روي عنه إنكاره 00" (4) 0
(1) 3/ 291 ـ 292 0
(2) 2/ 134 0
(3) 1/ 252 0
(4) 1/ 134 0
(5) البناية في شرح الهداية لأبي محمد محمود بن أحمد العيني: 6/ 255 0
¨ أدلة المبيحين:
قال تعالى:] أَتَأْتُونَ الْذُكْرَانَ مِنَ العَالَمِينَ وتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ منْ
أَزْوَاجِكُمْ [0
وقال تعالى:] هُنَّ لِبَاسُُ لَكُمْ وأَنْتُمُ لِبَاسُُ لَهُنَّ [(1) 0 فدل على أن جميعهن لباس يستمتع به على عمومه (2) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/266)
استدل من ذهب إلى إباحته: بما رواه مالك عن نافع عن ابن عمر: أن رجلاً أتى امرأة في دبرها، فوجد في ذلك وجداً شديداً، فأنزل الله تعالى:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثُُ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [(3) 0
وقوله تعالى:] حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [0 أي أين شئتم 0 فصار المعنى: فأتوا حرثكم في أيُ مكان شئتم 0
وقد أخرج البخاري عن ابن عون، عن نافع، قال: كان ابن عمر t إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه، فأخذت عليه يوماً فقرأ سورة البقرة حتى انتهى إلى مكان قال: أتدري فيم نزلت؟ قلت: لا 0 قال: أنزلت في كذا وكذا، ثم مضى، ثم أتبعه بحديث أيوب، عن نافع، عن ابن عمر:] فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [0 قال: يأتيها في 000 ولم يذكر بعده شيئاً 0
(1) سورة البقرة: الآية رقم 187 0
(2) الحاوي الكبير، شرح مختصر المزني للماوردي: 9/ 317 ـ 318 0
وكذا روى الحاكم عن الحافظ أبي علي النيسابوري، ومثله النسائي، وقاله
(3) قال القرطبي: ومِمَنْ نسب إليه هذا القول: سعد بن المسيب ونافع وابن عمر ومحمد بن كعب القرطي وعبد الملك بن الماجشون 000: 1/ 901 0
¨ وممن ذهب إلى الجواز مع الكراهة:
الشيعة الإمامية (1)، جاء في كتاب الروضة البهية، الفصل الأول في مقدمات النكاح (والوطء في دبرها مكروه كراهة مغلظة من غير تحريم على أشهر القولين والروايتين، وظاهر آية الحرث، وفي رواية سدير عن الصادق: يحرم لأنه روى عن النبي r أنه قال: " محاش النساء على أمتي حرام "، وهو مع سلامة سنده محمول على شدة الكراهة جمعاً بينه وبين صحيحة ابن أبي يعقوب الدالة على الجواز صراحة " 0
وجاء في شرح الإسلام في مسائل الحلال والحرام (2): (الثاني في مسائل تتعلق في هذا الباب، وهي خمس: الأولى: الوطء في الدبر فيه روايتان:
إحداهما: الجواز: وهى المشهورة بين الصحاب، لكن على كراهية شديدة)
وجاء في الفقه الإباضي (3) فيما يحرّم المرأة أو يبينها:
" وغيوب حشفة في دبر ورخص بعض أن لا تحرم كما في الديوان، وكتاب الألواح وغيرها ولو تعمد ذلك مراراً ورخص فيه أبو يحيى الفرسطائي وليس على من يتعمد ذلك منهما شيء، ولا تحرم إن لم يتعمدا، وقيل تحرم وصححه بعض 0 ثم قال الظاهر عندي أنها حلال ولغيره، ولكن يجتنب الدبر ويجامعها حيث شاء 0
وقد رد هذا الفريق على الأحاديث بأنها معلولة، لايصح منها شيء 0
قال البزار: لا أعلم في الباب حديثاً صحيحاً لا في الحظر ولا في الإطلاق، وكل ما روي فيه عن خزيمة بن ثابت من طريق فيه، فغير صحيح 0
قبلهما البخاري (4) 0
(1) الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية: 5/ 1 0
(2) 2/ 214 0
(3) شرح النيل والشفاء: /6 0
(4) نقلاً من تلخيص الحبير لابن حجر: 3/ 180 0
¨ أدلة المعقول:
¨ علة من قال بالجواز: أن إجماع الكل أن النكاح قد أحل للزوج ما كان حراماً، وإذا كان ذلك كذلك، لم يكن القبل بأولى في التحليل من الدبر (2) 0
وقالوا: ولأنه لو استثناه (أي الوطء في الدبر) من عقد النكاح فسد، ولو أوقع عليه الطلاق سرى إلى الباقي، فدل على أنه مقصود بالاستمتاع،ولأنه أحد الفرجين، فجاز إتيانه كالقبل، ولأنه ما ساوى في كمال المهر، وتحريم المصاهرة ووجود الحد ساواه في الإباحة (3) 0
¨ ومن الأدلة الطريفة التي رويت عن الإمام الشافعي: في حوار مع الإمام محمد ابن الحسن صاحب الإمام أبي حنيفة رحمهم الله جميعاً في إباحة وطء المرأة في دبرها ما رأينا نقله لما فيه من قوة الدليل ورجحان عقلية هذا الإمام 0
قال الشافعي: " سألني محمد بن الحسن، فقلت له: إن كنت تريد المكابرة، وتصحيح الروايات، وإن لم تصح، فأنت أعلم، وإن تكلمت بالمناصفة كلمتك 0قال: على المناصفة، قلت: فبأي شيء حرمته 0 قال: يقول الله تعالى:] فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ الله [0 وقال:] فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/267)
والحرث لايكون إلا في الفرج 0 قلت: أفيكون ذلك محرماً لما سواه، قال: نعم: قلت: فما تقول: لو وطئها بين ساقيها 0 أو في أعطافها، أو تحت إبطها، أو أخذت ذكره بيدها، أفي ذلك حرث؟ قال: لا 0 قلت: أفيحرم ذلك؟ قال: لا 0 قلت: فلم تحتج بما لا حجة فيه؟ قال: فإن الله قال:] والَّذِينً هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونً [الآية 0 قال: فقلت له: إن هذا مما يحتجون به للجواز، إن الله أثنى على من حفظ فرجه من غير زوجته، وما ملكت يمينه، فقلت: أنت تتحفظ من
(1) اختلاف الفقهاء للطبري: ص 124 0
(2) الحاوي الكبير، شرح مختصر المزني: 9/ 308 0
زوجته وما ملكت يمينه (1) 0 وهذا لا يعني قول الشافعي بالجواز، بل يقول بالتحريم كما أسلفنا 0
كما استدل هذا الفريق بما روي عن ابن عمر، وزيد بن أسلم، ونافع، ومالك مما نسب إلى سعيد بن المسيب، ومحمد بن كعب القرظي، وعبدالملك بن الماجشون (2) 0
¨ رد الجمهور على أدلة المبيحين:
أما قوله تعالى:] أَنَّى شِئْتُمْ [بمعنى من أين شئتم 0
] وأَنَّى [تجيء سؤالاً وإخباراً عن أمرٍ له جهات، فهو أعم في اللغة من (كيف) ومن (أين) ومن (متى) 0 هذا هو الاستعمال العربي في (أنى) (3) 0
ويؤيد هذا، ما أخرجه الشيخان، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه في سبب النزول، عن جابر قال: إن اليهود يقولون إذا جامع الرجل امرأته في فرجها من ورائها كان ولده أحول، فأنزل الله:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثُُ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [0 أي كيف شئتم من قيام وقعود واضطجاع، أو من ورائها في فرجها 0
(1) التلخيص الجبير لابن حجر: 182/ 3، سيأتي التفصيل في حقيقة مذهب الشافعي فيما بعد إن شاء الله، وكلام الأئمة على هذا الجواز 0
(2) بل زعم الإمام ابن العربي أن ابن شعبان أسند جواز هذا القول إلى زمرة كبيرة من الصحابة والتابعين، وإلى مالك من روايات كثيرة في كتاب (جماع النسوان وأحكام القرآن) قلت: كلام ابن العربي فيه مبالغة شديدة، إذ لم ترو إباحته إلا عن فئة قليلة من الصحابة، وبعضهم مختلف في روايتها عنهم كما قال أهل العلم 0
فائدة: أشار ابن العربي في أحكام القرآن إلى الخلاف، دون أن يحقق المسألة أو يرجح أحدهما على الآخر، وكأنه رحمه الله يميل إلى القول القديم لمالك رحمه الله 0
قال ابن حجر في التلخيص: وفي كلام ابن العربي والمازري ما يوميء إلى جواز ذلك أيضاً 0
(3) قاله الإمام القرطبي: 1/ 901 0
ثم كيف تفسرون (أنى) بأن معناها (أين) فصار المعنى: فأتوا حرثكم أيِّ مكان شئتم، فحدث التناقض بين أولها وآخرها، حيث سمى المرأة حرثاً ومكانا لإزراع النسل، وأباح إتيانها في مكان ليس محلاً للزرع (1) 0
¨ أما الرد على الشبهة الثانية: بين كلمتي (من) و (في) في حديث ابن عمر: " أن رجلاً أتى امرأته في دبرها " 0
قال ابن القيم رحمه الله: " ومن هنا نشأ الغلط على من نقل عنه الإباحة من السلف، والأئمة فإنهم أباحوا أن يكون الدُّبُر طريقاً إلى الوطء في الفرج، فيطأ من الدبر لا في الدبر، فأشبه على السامع " من " بـ " في " ولم يظن بينهما فرقاً 0
فهذا الذي أباحه السلف والأئمة، فغلط عليهم الغالط أقبح الغلط وأفحشه " (2) 0
أما قوله:] أَتَأْتُونَ الْذُكْرَانَ مِنَ العَالَمِينَ وتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ [(3). فمعناه: أتأتون المحظور من الذكران، وتذرون المباح من فروج النساء 0
وقوله:] هُنَّ لِبَاسُُ لَكُمْ000 [ففيه تأويلان:
أحدهما: أن اللباس السكن 0 كقوله تعالى:] وهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الْلَّيْلَ لِبَاساً [(4) 0
والثاني: أن بعضهم يستر بعضاً كاللباس، وليس في ذلك على التأويلين دليل لهم 0
وأما فساد العقد باستثنائه وسراية الطلاق به، فقد يفسد العقد باستثناء كل عضو لا يصح الاستمتاع به من فؤادها، وكبدها، ويسري منه الطلاق إلى جميع بدنها ولا يدل على إباحة الاستمتاع به، فكذلك الدبر 0
(1) هذا حلال وهذا حرام، لعبد القادر أحمد عطا: ص 243 0
(2) زاد المعاد، لابن القيم: 4/ 240 0
(3) الشعراء [165 – 166].
(4) الفرقان [47].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/268)
وأما استدلالهم بما يتعلق به من كمال المهر، وتحريم المصاهرة، فغير صحيح، لأن ذلك يختص بمباح الوطء دون محظور، ألا تراه يتعلق بالوطء في الحيض، والإحرام والصيام، وإن كان محظوراً، فكذلك في هذا (1) 0
أما فيما يتعلق بدليل المعقول الذي أورده الإمام الشافعي في الحوار الذي جرى بينه وبين الإمام محمد بن الحسن، فهو غير مسلم به، إذ المقصود من الآية الوطء في الفرج وليس الاستمتاع، والوطء بين الساقين أو الفخذين، أو تحت الإبط لايعد وطءاً في الفرج، إنما هو استمتاع، ففرق بينهما 0 ثم لو كان الوطء في الدبر مباحاً لأرشد به النبي r الرجال عندما تكون الزوجة حائضاً كبديل مشروع للقبل 00 والله أعلم0
كما أنه 00 لا دليل لما ذهب إليه الإمامية على خلاف في مذهبهم من جواز الوطء في الدبر، بل هو مخالف للأدلة الشرعية والعقلية 0
وكذا ماذهب إليه بعض الإباضية من القول بالكراهة وعدم التحريم 0
¨ هل أفتى إمام دار الهجرة بالجواز، وكذلك الإمام الشافعي، وما صحة رواية ابن عمر؟:
يستند من يرى إباحة وطء المرأة في دبرها أو على الأقل من يرى أن المسألة خلافية بين أهل العلم يسوغ فيها الاجتهاد إلى أقوال مَنْ نُقِلَ عنهم الجواز وعلى رأسهم من الصحابة ابن عمر ومن العلماء الإمامان مالك والشافعي رحمهم الله جميعاً 0
¨ أما جواب مانقل عن ابن عمر فالآتي:
عن عبيد الله بن عمر بن حفص عن نافع، قال: قال لي ابن عمر: " أمسك علي المصحف يانافع، فقرأ حتى أتى على هذه الآية:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثُُ لَكُمْ [0 فقال: تدري يانافع فيمن أنزلت هذه الآية؟ قال: قلتُ: لا 0 قال: فقال: لي في رجل من الأنصار أصاب امرأته في دبرها 0 فأعظم الناس ذلك، فأنزل الله تعالى:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثُُ لَكُمْ [الآية 0 قال نافع: فقُلت لابن عمر: من دبرها في قبلها قال: لا، إلا في دبرها " 0
(1) الحاوي الكبير، شرح مختصر المزني للماوردي: 9/ 320 0
وله طرق عن ابن عمر ومتابعة الرواة لنافع فيها (1) 0
قال الحافظ بن حجر في " الفتح " ورواية ابن عمر لهذا المعنى صحيحة مشهورة من رواية نافع عنه بغير نكير أو يرويها عنه زيد بن أسلم!! (2) 0
ورواها الإمام الطبري في " التفسير " بإسناد صحيح عنه (3) 0
أخرجها إسحاق بن راهويه في " التفسير " كما في " الدر المنثور " ـ 0 فالأثر ثابت وصحيح 0
غير أنه وردت رواية عن ابن عمر t تنص على القول بتحريم إتيان الدبر، وقد صح عنه t أنه أنكر ذلك فيما روى النسائي من رواية الحارث بن يعقوب عن سعيد بن يسار قال: قلتُ لابن عمر إنا نشتري الجواري فيحمض لهن، قال: وما التحميض؟ قال: إتيانهن في أدبارهن 0 فقال ابن عمر: أو يفعل هذا مسلم "؟ 0
أخرجه الطحاوي في " شرح معاني الآثار " (5) بإسناد حسن، والدارمي في " السنن " (6) بإسناد حسن 0
قال الإمام الذهبي في " السير ": " وقد جاءت رواية أخرى عنه ـ أي عن نافع، عن ابن عمر ـ بتحريم أدبار النساء (7) 0
¨ كلام أهل العلم في التوفيق بين القولين:
ذهب بعض الفقهاء إلى أن ما ذهب إليه ابن عمر، إنما هو وهم في فهم الآية من أنها تدل على الإباحة 0
(1) التلخيص الحبير لابن حجر: 185/ 3 ـ 4 0
(2) فتح الباري: 8/ 190 0
(3) تفسير الطبري: 2/ 394 0
(4) 2/ 635 0
(5) 3/ 40 0
(6) 1/ 260 0
(7) 5/ 100 0
وإلى هذا ذهب ابن عباس t فقد روى أبو داود عن طريق محمد بن إسحاق عن ابن صالح، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: " إن ابن عمر والله يغفر له أوهم إنما كان هذا الحي من الأنصار ـ وهم أهل وثن ـ مع هذا الحي من يهود، وهم أهل الكتاب ـ وكانوا يرون لهم فضلاً عليهم في العلم، فكانوا يقتدون بكثير من فعلهم 0 وكان من أمر أهل الكتاب أن لا يأتوا النساء إلا على حرفٍ، وذلك أستر ماتكون المرأة، فكان هذا الحي من الأنصار قد أخذوا بذلك من فعلهم، وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحاً مبكراً ويتلذذون منهن مقبلات ومدبرات، ومستلقيات، فلما قدم المهاجرون المدينة، تزوج رجل منهم امرأة من الأنصار، فذهب يصنع بها ذلك 0 فأنكرته عليه وقالت: إنما كنا نؤتى على حرف فاصنع ذلك وإلا فاجتنبني، حتى سرى أمرهما، فبلغ ذلك رسول الله ً، فأنزل الله عز وجل:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثُُ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [0 أي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/269)
: مقبلات ومدبرات ومستلقيات يعني بذلك موضع الولد (1) 0
¨ وذهب بعض العلماء إلى القول بوهم النقلة عن ابن عمر نفى الوهم عنه:
قال ابن القيم (2): روى النسائي عن أبي النضر، أنه قال لنافع: قد أكثر عليك القول أنك تقول عن ابن عمر: أنه أفتى بأن يؤتى النساء في أدبارهن، قال نافع: لقد كذبوا عليَّ، ولكن سأخبرك، كيف كان الأمر؟ إن ابن عمر عرض المصحف يوماً، وأنا عنده، حتى بلغ:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثُُ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [0 قال: يانافع، هل تعلم ما أمر هذه الآية؟ إنا كنا معشر قريش نجبي النساء، فلما دخلنا المدينة ونكحنا نساء الأنصار أردنا منهن مثل ماكنا نريد من نسائنا، فإذا هن قد كرهن ذلك وأعظمنه 0 وكانت نساء الأنصار إنما يؤتين على جنوبهن، فأنزل الله عز وجل:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثُُ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [0
(1) أخرجه الطبراني في " الكبير ": رقم 11097، والحاكم في " المستدرك ": 2/ 1950وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وصحح إسناده إسناده العلامة أحمد شاكر في " عمدة التفسير ": 2/ 191 0
(2) تهذيب السنن ـ (3/ 790) بحاشية معالم السنن ـ للإمام ابن القيم، تحقيق أحمد شاكر ومحمد حامد الفقي 0
فهذا هو الثابت عن ابن عمر، ولم يفهم عنه من نقل عنه غير ذلك 0 انتهى 00
ثم قال: " فقد صح عن ابن عمر أنه فسر الآية بالإتيان في الفرج من ناحية الدبر، وهو الذي رواه عنه نافع 0 وأخطأ من أخطأ على نافع، فتوهم أن الدبر محل الوطء لا طريق إلى وطء الفرج 0 فكذبهم نافع 0 وكذلك مسألة الجواري 0 إن كان قد حفظ عن ابن عمر أنه رخص في الإحماض لهن، فإنما مراده إتيانهن من طريق الدبر، فإنه قد صرح في الرواية الأخرى بالإنكار على من وطئهن في الدبر، وقال (أو يفعل هذا مسلم)؟! فهذا يبين تصادق الروايات وتوافقها عنه " 0
ثم يقول ـ رحمه الله ـ: " والذي يبين هذا ويزيده وضوحاً: أن هذا الغلط قد عرض مثله لبعض الصحابة حين أفتاه النبي r بجواز الوطء في قبلها من دبرها، حتى بين له r بياناً شافياً 000 فوقع الاشتباه في كون الدبر طريقاً إلى موضوع الوطء، أو هو مأتى 0 واشتبه على من اشتبه عليه معنى " من " بمعنى " في " فوقع الوهم (1) 0
¨ فالخلاصة:
أن حديث ابن عمر الذي يحتمل الإباحة، ثابت وصحيح، غير أن متنه معارض، فيقدم قول ابن عمر بالتحريم الذي لا يقبل أي احتمال 0
ولهذا قال الحافظ ابن كثير " 000 وهذا نص منه ـ أي ابن عمر ـ بتحريم ذلك، فكل ماورد عنه مما يحتمل ويحتمل، فهو مردود إلى هذا الحكم " (2) 0 والله تعالى أعلم 0
فقد روى الطبري عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن مالك أنه أباحه، وروى الثعلبي في تفسيره من طريق المزني، قال: كنت عند ابن وهب وهو يقرأ علينا رواية مالك، فجاءت هذه المسألة، فقام رجل فقال: يا أبا محمد ارو لنا مارويت، فامتنع أن يروي لهم ذلك 0 وقال: أحدكم يصحب العالم، فإذا تعلم منه لم يوجب له من حقه مايمنعه من أقبح مايروى عنه، وأبى أن يروي ذلك 0
(1) تهذيب السنن ـ بحاشية معالم السنن ـ لابن القيم: 3/ 790 0
(2) وهذا الذي أيده الإمام الشنقيطي رحمه الله في " الأضواء ": 1/ 124 ـ 128 0
¨ أما إمام دار الهجرة مالك ـ رحمه الله ـ فله قولان:
¨ روي عنه القول بالإباحة، من رواية عطاف بن موسى، عن عبدالله بن الحسن، عن أبيه أنه حكى عن مالك إباحة ذلك 0
وروي عن مالك أنه قال: ما أدركتُ أحداً أقتدي به في ديني يشك أنه حلال0 وأهل العراق من أصحاب مالك ينكرون ذلك 0
قال ابن العربي في " أحكام القرآن ": " 000 وقد جمع ذلك ابن شعبان في كتاب (جماع النسوان وأحكام القرآن) وأسند جوازه إلىزمرة كريمة من الصحابة والتابعين، وإلى مالك روايات كثيرة " 0
وعزى هذا القول عنه إلىكتاب " السر " له (1) 0
وفي مختصر ابن الحاجب عن ابن وهب عن مالك إنكار ذلك، وتكذيب من نقله عنه 0
قال مالك لابن وهب وعلي بن زياد لما أخبراه أن ناساً بمصر يتحدثون عنه أنه يجيز ذلك، فنفر من ذلك، وبادر إلى تكذيب الناقل فقال: كذبوا عَليَّ، كذبوا علي، ثم قال: ألستم قوماً عرباً، ألم يقل الله تعالى::] نِسَاؤُكُمْ حَرْثُُ لَكُمْ [0 وهل يكون الحرث إلا في موضع المنبت؟! (2) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/270)
وعن عبدالرحمن بن القاسم أن شرطي المدينة دخل على مالك بن أنس رحمه الله تعالى فسأله عن رجل رفع إليه أنه قد أتى امرأته في دبرها، فقال مالك: " أرى أن توجعه ضرباً فإن عاد إلى ذلك ففرق بينهما " (3) 0
(1) أنكر الإمام القرطبي أن يكون له كتاب اسمه " السر "، وأثبته ابن حجر في التلخيص، قال: قلت: وكتاب السر وقفت عليه في كراسة لطيفة من رواية الحارث بن مسكين عن عبدالرحمن بن القاسم عن مالك، وهو يشتمل على نوادر من المسائل، وفيها كثير مما يتعلق بالخلفاء، ولأجل هذا سمي كتاب السر 0
(2) تفسير القرطبي: 1/ 903 0
(3) المدخل لابن الحاج: 2/ 196 ـ 197 0
وأما مارواه أبو بكر بن زياد النيسابوري قال: " حدثني اسماعيل بن حصن، حدثني إسرائيل بن روح سألت مالك بن أنس: ماتقول في إتيان النساء في أدبارهن؟ قال: ما أنتم إلا قوم عرب، هل يكون الحرث إلا موضع الزرع؟ لا تعدو الفرْج، قلتُ: يا أبا عبدالله إنهم يقولون إنك تقول ذلك؟ قال: يكذبون عَليَّ، يكذبون عليَّ " (1) 0
لكن الحافظ ابن حجر قال: " لكن الذي روى عن ابن وهب غير موثوق به (يقصد التكذيب) والصواب ماحكاه الخليلي (يقصد به القول بالرجوع) " (2) 0
وقال الحافظ في الفتح (3): " وعلى هذه القصة اعتمد المتأخرون من المالكية، فلعل مالكاً رجع عن قوله الأول، أو كان يرى أن العمل على خلاف حديث ابن عمر، فلم يعمل به وإن كانت الرواية فيه صحيحة على قادته " 0
والذي يترجح القول بالرجوع عن ذلك إلى القول بالتحريم (4) 000 والله أعلم 0
أما الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ: فحكى ابن عبد الحكم عن الشافعي أنه قال: " لم يصح عن رسول الله r في تحريمه ولا في تحليله شيء، والقياس أنه حلال " (5) 0
(1) ابن كثير في تفسيره: 1/ 272 0
(2) مانقل عن الإمام مالك بتكذيب من نسب اليه إباحة وطء المرأة في الدبر غير ثابت، بل الصحيح أنه كان يقول بالحل غير أنه رجع عنه 0
(3) 8/ 190 0
فائدة: روى عن الأوزاعي: يجتنب أو يترك من قول أهل الحجاز خمس، ومن قول أهل العراق خمس، من أقوال أهل الحجاز: إستماع الملاهي، والمتعة، وإتيان النساء في أدبارهن، والصرف، والجمع بين الصلاتين بغير عذر، ومن أقوال أهل العراق: شرب النبيذ، وتأخير العصر حتى يكون ظل الشيء أربعة أمثاله، ولا جمعة إلا في سبعة أمصار، والفرار من الزحف، والأكل بعد الفجر في رمضان 0
(4) المدخل لابن الحاج: 2/ 198 0
(5) أخرجها الحاكم في " مناقب الشافعي "، وابن أبي حاتم في " مناقب الشافعي "، والبيهقي في " معرفة السنن والآثار ": 5/ 335 0
قال الحاكم: لعل الشافعي كان يقول ذلك في القديم، فأما في الحديث، فالمشهور أنه حرَّمها (1) 0
وكذلك قال الربيع عن الشافعي، وأنه قد نص الشافعي على تحريمه في ستة من كتبه 0
قال أبو نصر الصباغ: " كان الربيع يحلف بالله لا إله إلا هو، لقد كذب ـ يعني ابن عبدالحكم ـ على الشافعي في ذلك، لأن الشافعي نص على تحريمه في ستة كتب من كتبه " (2) 0
قال ابن حجر: " وتكذيب الربيع لمحمد لا معنى له، لأنه لم ينفرد بذلك، فقد تابعه عبدالرحمن بن عبدالله أخوه عن الشافعي 000 " وإن كان كذلك فهو قول قديم، وقد رجع عنه الشافعي، كما قال الربيع، وهذا أولى من إطلاق الربيع تكذيب محمد ابن عبدالله بن عبدالحكم، فإنه لا خلاف في ثقته وأمانته " (3) 0
وأما قصة المناظرة التي جرت بينه وبين محمد بن الحسن في تقرير الإباحة 0 قال ابن حجر: " ولا شك أن العالم في المناظرة يتقذر القول وهو لا يختاره، فيذكر أدلته إلى أن ينقطع خصمه، وذلك غير مستنكر في المناظرة 00 والله أعلم " (4) 0
وجماع كل هذا ما قاله الإمام ابن القيم: فلعل الشافعي ـ رحمه الله ـ توقف فيه أولاً، ثم لما تبين له التحريم وثبوت الحديث فيه رجع إليه، وهو أولى بجلالته ومنصبه وإمامته من أن يناظر على مسألة يعتقد بطلانها، يذب بها عن أهل المدينة جدلاً، ثم يقول والقياس حله، ويقول ليس فيه عن رسول الله r في التحريم والتحليل حديث ثابت، على طريق الجدل، بل إن كان ابن عبد الحكم حفظ ذلك عن الشافعي فهو قد رجع عنه، لما تبين له صريح التحريم 0 والله أعلم 00
(1) التلخيص: 3/ 182 0
(2) ابن كثير: 1/ 346 0
(3) التلخيص: 2/ 182 0
(4) نفس المصدر 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/271)
(ثم قال رحمه الله) والشافعي رحمه الله قد صرح في كتبه المصرية بالتحريم، واحتج بحديث خزيمة، ووثق رواته كما ذكرنا (1) 0
¨ الضرب الثالث: ما اختلف فيه بين أهل العلم (2):
¨ الفيئة في الإيلاء فيها وجهان:
أ) أن لا تكون إلا بالوطء في القبل دون الدبر 0
II) أنها تكون بالوطء في الدبر 0
III)
2 ـ العدة من الوطء في الدبر، فإن كان في عقد النكاح وجبت به العدة، كوجوبها بالوطء في القبل، وإن كان بسببه، ففي وجوب العدة فيها وجهان:
أ) تجب كوجوبها في النكاح 0
ب) لا تجب.
3 ـ لحوق النسب من الوطء في الدبر، وإن كان في عقد نكاح لحق، وإن كان في شبهة، ففي لحوق النسب به وجهان:
أ) إن قيل بوجوب العدة منه كان النسب لاحقاً 0
II) إن قيل لا تجب العدة منه لم يلحق به النسب (3) 0
(1) تهذيب مختصر سنن أبي داود، ومعالم السنن لابن القيم: 3/ 80 0
(2) القصد من الخلاف بين أصحاب الشافعي t 0
(3) الحاوي الكبير، وهو شرح مختصر المزني لأبي الحسن الماوردي البصري، بتصرف واختصار شديد 0
v جملة الأحكام التي تتعلق بالوطء في الدبر (1):
قسم علماء الفقه الأحكام المتعلقة بالوطء إلى ثلاثة أضرب:
الضرب الأول: ما يختص بالوطء في القبل ولا يثبت بالوطء في الدبر 0
الضرب الثاني: يستوي فيه الوطء في القبل، والوطء في الدبر 0
الضرب الثالث: ما هو مختلفُّ فيه بين أهل العلم 0
v الضرب الأول: ما يختص بالوطء في القبل لا يثبت بالوطء في الدبر:
1. الإحصان لا يثبت بالوطء إلا في القبل، ولا يثبت بالوطء في الدبر 0
2. إحلالها للزوج المطلق ثلاثاً لا يكون إلا بالوطء في القبل 0
3. سقوك حكم العنة، لا يكون إلا بالوطء في القبل 0
v الضرب الثاني: يستوي فيه الوطء في القبل، والوطء في الدبر، وهى سبعة أحكام:
1. وجوب الغسل بالإيلاج عليهما 0
2. وجوب حد الزنا في القبل والدبر جميعاً 0
3. كمال المهر ووجوبه بالشبهة كوجوب بالوطء في القبل 0
4. وجوب العدة منه كوجوبها بالوطء في القبل 0
5. تحريم المصاهرة، ويثبت به كثبوته بالوطء في القبل 0
v الضرب الثالث: ما اختلف فيه بين أهل العلم (2):
v الفيئة في الإيلاء فيها وجهان:
أ) أن لاتكون إلا بالوطء في القبل دون الدبر 0
II) أنها تكون بالوطء في الدبر 0
(1) فساد العبادات في الحج، والصيام والاعتكاف 0
(2) وجوب الكفارة بإفساد الحج والصيام 0
(3) القصد من الخلاف بين أصحاب الشافعي t 0
الفصل الثالث
الدراسة الطبية
إتيان الزوجة في دبرها لا تختلف صورتها عن اللواط، فالوجه المشترك بينهما هو الإتيان في الدبر، سواء كان ذكراً أم أنثى، ولذلك جاء في الأثر أن غشيان الزوجة في الدبر اللوطية الصغري 0
ولهذا قال ابن القيم: " إن الدبر لم يتهيأ لهذا العمل، ولم يُخْلقْ له، وإنما الذي هيء له الفرج 00 " 0
ثم ذكر من الناحية الطبية: "000فإن ذلك مضر بالرجل، ولهذا ينهى عنه عقلاء الأطباء، لأن للفرج خاصية في اجتذاب الماء المحتقن وراحة الرجل منه، والوطء في الدبر لا يعين على اجتذاب جميع الماء، ولا يخرج كل المحتقن بمخالفته للأمر الطبيعي " (1) 0
وقد أثبت الطب الحديث صحة ما ذهب إليه ابن القيم حيث بين د. محمد عبد الحميد شاهين أستاذ الفقاريات وعلم الأجنة المساعد بقسم العلوم البيولوجية – كلية التربية بجامعة عين شمس في بحثه حول العلاقة الجنسية بين الإسلام والطب – دراسة نسيجية مقارنة بين المهبل والشرج أن التركيب لكل من المهبل وقناة الشرج مرتبط ارتباطاً كلياً بالوظيفة المنوط له القيام بها فبطانة المهبل تختلف عن بطانة الشرج والوسط الحامضي يختلف عن وسط قناة الشرج، والعضلات التي تساهم في حركة المهبل تختلف عن تلك التي تسبب الانقباضات في قناة الشرج، والألياف المرنة الكثيرة التي تسبب في مرونة المهبل لا توجد في الشرج، بمعنى أن المهبل مهيأ تماماً لأداء وظيفته وهي استقبال عضو الجماع وكممر للولادة. بينما وظيفة الشرج الرئيسية هي المساهمة مع المستقيم في إخراج فضلات الطعام على هيئة براز وسبحان الله كيف يستخدم ممر مهيأ لخروج الفضلات على هيئة براز كبديل لمكان آخر مهيأ لخروج خلق جديد. (2)
(1) زاد المعاد: (4/ 258) 0
(2) أبحاث المؤتمر العالمي الخامس عن الطب الإسلامي، (ص: 499)، الكويت، الطب الإسلامي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/272)
إن المهبل كمستقبل لعضو الجماع به ما يؤهله للمحافظ على هذا العضو فسيولوجياً وما يسهل عملية الإيلاج ويجعل للجماع كل أهدافه السامية التي تنتهي بتكوين خلق جديد بإذن الله تعالى.
يقول الدكتور محمد علي البار: " 000 وبما أن المصابين بالشذوذ الجنسي (اللواط) يقدرون في الولايات المتحدة بـ 18 مليوناً حسب آخر الإحصائيات، فإن عدداً كبيراً منهم يعاني من الأمراض الجنسية، وكذلك ينتشر بينهم الهربس بصورة تبلغ عدة أضعاف ماهي عليه عند الزناة، كما أن سرطان الشرج وقناة الشرج يحدث لدى هؤلاء الشاذين بصورة كبيرة بالمقارنة مع غيرهم عند الزناة 0 كما أن هذه الأمراض
الوبيلة تكثر في أفواه وحلوق وبلاعيم الشاذين جنسياً لانتشار هذه الممارسات الشاذة بينهم، وذلك بالإضافة إلى إصابة القناة الشرجية والجهاز الهضمي " 0
ويقول الدكتور: محمد عبد الحميد شاهين ومن أشهر الأمراض التي انتشرت في الأمراض الأخيرة مرض الأيدز، ولقد أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن أحد أسبابه العلاقات الجنسية غير السوية (اللواط) بالإضافة إلى ذلك فقد يتسبب الإتيان في الدبر في تمزق وهتك أنسجتها وارتخاء عضلاتها وسقوط بعض أجزائها مع فقدان السيطرة على المواد البرازية وعدم الاستطاعة في التحكم فيها (لتهك وضعف العضلة العاصرة المتحكمة في البراز) وقد ثبت أيضاً أن اللواط يؤثر في الأعصاب والمخ وارتخاء عضلات المستقيم وتمزقه وانتقال عدوى الأمراض الخبيثة. وقد أثبت الطب أن اللواط والسحاق كلاهما مناف لفسيولوجيا الجماع بين الزوج والزوجة وفوق هذا وذاك فإن طريقة غير كافية لإشباع العاطفة الجنسية لديهما وذلك لأنها بعيدة الأصل عن الملامسة الطبيعية ولا تقوم بإرضاء المجموع العصبي. (1)
ويقول الدكتور البار فيما يخص التهاب قناة الشرجية (2):
" إن التهاب الشرج والقناة الشرجية نتيجة السيلان أمر شائع وغير نادر الحدوث في الغرب خاصة، وذلك بعد انتشار الشذوذ الجنسي، ويشكو المريض من آلام أثناء التبرز وتعنية وحكة في الشرج، مع وجود إفرازات صديدية، وحتى في الحالات التي لا يشكو فيها المريض أيَّ أعراض، فإن القناة الشرجية يوضح التهاباً وإفرازات صديدية 0
هنا نقص الميكروبات في الجهاز التناسلي 0 فإن الأطباء المتخصصين يحثون زملاءهم وطلبتهم على البحث عنها في القناة الشرجية والفم والبلعوم 0
(1) العلاقات الجنسية بين الإسلام والطب، دراسة نسيجية (ص:499) المؤتمر العالمي الخامس عن الطب الإسلامي.
(2) الأمراض الجنسية: ص 210 0
¨ من الأمراض التي تصيب اللوطي " مرض هربس الجنسي " (1):
هو مرض حاد جداً، يتميز بتقرحات شديدة حمراء اللون تكبر وتتكاثر بسرعة، ويسببه فيروس هربس مومنس ( HERPES HOMINS ) ، ينتقل هذا المرض بالاتصال الجنسي إلى الأعضاء الجنسية أو الفم عند الشاذين، وتبدأ أعراضه عند الرجال بالشعور بالحكة، فتتهيج المنطقة، وتظهر البثور والتقرحات على مقدمة القضيب، والقضيب نفسه وعلى منطقة الشرج عند أهل قوم لوط 0
¨ من الأمراض كذلك: تآكل الأعضاء الجنسية المعدية:
يسبب هذا المرض فيروس يسمى فيروس بابيلوما (( PAPILLOMA VIEVS
وينتقل من الأعضاء الجنسية في المصاب إلى السليم بواسطة الاتصال الجنسي، ويظهر أثر العدوى بعد مدة تتراوح بين (1 ـ 9) أشهر 0
وعلامات هذا المرض وجود ثآليل حمراء تغطي منطقة الأعضاء الجنسية في المصاب، فهي تظهر على مقدمة القضيب وعلى الجلدة المغطية لها وعلى القضيب نفسه 0
ونسبة وجودها عند غير المختونين أكثر من المختونين، كما تظهر هذه الثآليل عند الشاذين الذين يستخدم معهم عمل قوم لوط على الشرج والمنطقة المحيطة به 0
¨ يقول الدكتور محمد حلمي وهدان (2):
" إن الذين يمارسون اللواط، تأتي لهم أمراض عديدة، وعندهم أمراض ناتجة عن نقص المناعة الذي يحدث من مرض الإيدز 0
(1) نقلاً عن التبيان فيما يحتاج إليه الزوجان: للدكتور جاسم مهلهل الياسين: ص: 40 0
(2) الندوة التي أقيمت في الكويت في 6 ديسمبر 1993م 0
¨ ومن الأمراض المنتشرة في الشاذين جنسياً (اللوطيين):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/273)
¨ يقول الدكتور البار: " تنتشر الأمراض الجنسية في الشاذين بصورة مرعبة حقاً، يكادون ينفردون ببعض الأمراض، وأشهرها وأكثرها إثارة (الإيدز) أو (مرض فقدان المناعة المكتسبة) 000 وخطورة هذا المرض أنه مميت في خلال عامين أو ثلاثة منذ ظهور الأعراض، وسببه نقص شديد في وسائل الدفاع الممثلة بصورة خاصة في الخلايا اللمفاوية من نوع ( T4 ) التي تقل في الدم 0
ومن أخطر الآثار المترتبة على وطء المرأة في دبرها ما ذكره الدكتور النسيمي في كتابه (الطب النبوي والعلم الحديث) (1): (أن ذلك يؤدي لتوسعة الشرج وارتخاء المعّرة الشرجية، وقد يصاب بسلس غائطي، أي يخرج البراز بشكل لا إرادي، وقد يُصاب بالانعكاس النفسي) لانعكاس الوطء من الوضع الطبيعي إلى الشذوذ 0
ويقول الدكتور البار (2): " وفي الحالات التي يتم فيه الجماع عن طريق الشرج (في الذكور والإناث) فإنه القناة الشرجية تلتهب التهاباً شديداً مع وجود إفرازات قيحية دموية يصحبها نزيف في بعض الأحيان وقد تتحول هذه الالتهابات المزمنة إلى سرطان ويكون غشاء القناة الشرجية محتقناً متقرحاً مليئاً بالبثور الصديدية الدموية وتظهر الخراريج كما تحدث نواسير بين المستقيم والمهبل أو القناة الشرجية والمهبل.
وبعد فلقد سد الإسلام كل المنافذ التي تجعل الرجل ينحرف جنسياً حفاظاً على صحته ونسله ولذا حرم وطء المرأة في دبرها وقد جاء النهي صراحة في السنة النبوية علاوةً على الأمراض التي تصيب الرجل والمرأة على حد سواء، فالتوازن الذي أوجده الله تعالى في جسم الإنسان بين الأجهزة المختلفة ووظيفة كل جهاز والملاءمة بين الوظيفة والتركيب ليس عشوائياً إنما كل عضو له تركيب نسيجي معين مرتبط بوظيفة معينة، فما بالنا أبعد ما نكون عن فهم هذا التوازن في جسم الإنسان خاصة في عصرنا الحالي، إلا أن إنسان العصر كسر هذا التوازن وخالف الفطرة التي فطرنا الله عليها وغير وظيفة الأعضاء، فالخروج على الفطرة السوية يعود بالشر الوبيل على الفرد والمجتمع، وحتى لو نجح العلماء في إيجاد علاج للأمراض الجنسية المعاصرة فلن يغير هذا العلاج من شئ في القواعد الأساسية لديننا الحنيف وسيظل الخروج عنها خروجاً عن الفطرة الإنسانية السوية.
(1) الطب النبوي والعلم الحديث: د0 محمد ناظم النسيمي: 2/ 123 0
(2) الأمراض الجنسية، د. محمد البار (ص: 371).
الخاتمة
الحمد لله الذي أتم علينا النعمة ووفقنا لانجاز هذا البحث الذي تبين لي من خلاله أن القول بتحريم إتيان المرأة في الدبر هو القول الراجح 0
وأن القول بإباحته أو كراهته هو قول مرجوح، وهذه أهم النتائج المستخلصة منه:
1) ثبوت بعض الأحاديث النبوية الدالة على تحريم إتيان المرأة في دبرها، والبعض منها فيه التصريح بذلك، كحديث أم سلمة، وابن عباس ـ رضي الله عنهم ـ 0
2) ثبوت القول بالتحريم عن طائفة من الصحابة والتابعين 0
3) القول بتحريم إتيان المرأة في دبرها هو قول جمهور الفقهاء من الأئمة الأربعة وغيرهم 0
4) جماهير السلف والخلف على القول بتحريمه، بل نقل الماوردي إجماع الصحابة على ذلك، وهو ثابت ـ كما فصلناه ـ عن أبي الدرداء وعبدالله بن عمرو بن العاص وابن عباس وأبي هريرة وابن مسعود ـ رضي الله عنهم ـ 0
5) انعقاد الإجماع على تحريمه كما حكاه العيني في " البناية " 0
6) القول بتحريم ذلك موافق للمنقول والمعقول وقواعد الشريعة التي جاءت بإزالة الضرر وتقليله، حيث أثبت الطب أن الوطء في الدبر يكون سبباً في أمراض خبيثة منهكة وقاتلة 0
7) أن نسبة القول بإباحة الوطء في الدبر إلى ابن عمر t غير صريحة، بل الثابت خلافها، وهو ما نصّ عليه بعض المحققين كالذهبي وابن القيم وابن كثير 0
8) أن نسبة القول بإباحة الوطء في الدبر إلى الإمام مالك ثابتة غير أنه رجع عنه، وشدد في ذلك 0
9) أن نسبة القول بإباحة الوطء في الدبر إلى الإمام الشافعي غير صريحة، على أنه ـ مع ثبوته ـ قول قديم له رجع عنه، وذهب ابن القيم إلى مذهب أن الشافعي الأول: التوقف، ثم قال بالتحريم، وهذا الأظهر 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/274)
10) أن نسبة القول بإباحة الوطء في الدبر إلى طائفة كبيرة من الصحابة والتابعين ـ كما حكاه ابن العربي عن ابن شعبان ـ وهم، بل الصواب خلافه، فالقائلون بالإباحة طائفة قلة قليلة، وفي كلام بعضهم نوع احتمال 0
11) أن نسبة القول بإباحة الوطء في الدبر مطلقاً للشيعة الإمامية لايصح، بل الصحيح في المذهب الكراهة 0
1 ـ القرآن الكريم:
v مصادر التفسير:
1 0 تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، للعلامة أبي الفضل شهاب الدين السيد محمد الألوسي البغدادي المتوفي سنة 1270 هـ، إدارة الطباعة المنيرية، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، الطبعة الرابعة 1405 هـ / 1985م 0
2 0 أحكام القرآن، لأبي بكر أحمد بن علي الرازي الجصاص المتوفي سنة 370 هـ، طبعة مصورة عن الطبعة الأولى، طبع بمطابع الأوقاف الإسلامية في دار الخلافة العلية، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان 0
3 0 زاد المسير في علم التفسير، للإمام أبي الفرج عبدالرحمن بن الجوزي القرشي البغدادي، ولد سنة 508 هـ، وتوفي سنة 596 هـ، رحمه الله تعالى، المكتب الإسلامي للطباعة والنشر، الطبعة الأولى 1384هـ ـ 1964م0
v مصادر الحديث وعلومه:
11 البحالاالبحرالزخار، المعروف بمسند البزار للحافظ أبي بكر أحمد بن عمرو بن عبدالخالق العتكي البزار، 292 هـ 0 تحقيق د0 محفوظ الرحمن زين الله، مؤسسة علوم القرآن، بيروت، ومكتب العلوم والحكم ـ المدينة المنورة ـ الطبعة الأولى 1988م 0
2 بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث للإمام الحافظ نور الدين على بن سليمان بن أبي بكر الهيثمي 807 هـ 0 تحقيق دراسة د0 حسين أحمد صالح الباكري، طبعة مركز خدمة السنة والسيرة النبوية، الطبعة الأولى 0
3 تاريخ بغداد للحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي ـ 463 هـ 0 دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ 0
4 معالم التنزيل ـ للإمام أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي ـ 516 هـ 0 إعداد وتحقيق خالد عبدالرحمن مروان سدار ـ دار المعرفة ـ بيروت ـ لبنان 0
5 تقريب التهذيب ـ للإمام أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ـ 852 هـ 0 تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف ـ دار المعرفة ـ بيروت 0
6 التلخيص الحبير ـ للإمام شهاب الدين أحمد بن علي العسقلاني ـ 852 هـ 0 تعليق السيد عبدالله هاشم اليماني المدني ـ دار المعرفة ـ بيروت 0
7 جامع البيان في تأويل القرآن ـ لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري ـ 310 هـ 0 دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ لبنان 0
8 الجامع الصحيح ـ وهو سنن الترمذي ـ لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة ـ 297 هـ 0 تحقيق أحمد محمد شاكر ـ دار إحياء التراث 0
9 سنن أبي داود ـ للإمام الحافظ المصنف أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني الأزدي ـ 275 هـ 0 دار الكتب العلمية ـ بيروت 0
10 السنن الكبرى ـ للإمام أبي عبدالرحمن أحمد بن شعيب النسائي 303 هـ 0 تحقيق دكتور عبدالغفار سليمان البنداري وسيد كسروي حسن ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ لبنان 0
11 السنن الكبرى ـ للإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي ـ المعرفة ـ بيروت ـ لبنان 458هـ 0
سنن ابن ماجه ـ للحافظ أبي عبدالله محمد بن يزيد القزويني ـ 275 هـ 0 تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي ـ دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع 0
12 شرح السنة ـ للإمام المحدث الفقيه الحسيني بن مسعود البغوي ـ 516 هـ 0 تحقيق شعيب الأرناؤوط ـ المكتب الإسلامي 0
13 شرح مشكل الآثار ـ لأبي جعفر أحمد ـ محمد بن سلامة الحطاوي ـ 321 هـ 0 تحقيق شعيب الأرناؤوط ـ مؤسسة الرسالة ـ الطبعة الأولى 1415 هـ ـ 1994م 0
14 شرح معاني الآثار ـ للإمام أبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي ـ 321 هـ 0 تحقيق محمد النجار ـ دار الكتب العلمية 0
15 شعب الإيمان ـ للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي 458 هـ 0 تحقيق أبي هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ لبنان 0
16 صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان ـ للأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي ـ 739 ـ ـ تحقيق شعيب الأرنؤوط 0 الطبعة الثالثة ـ 1418 هـ ـ 1997م ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت 0
17 صحيح مسلم للإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري ـ 261 هـ 0 دار إحياء التراث العربي ـ بيروت 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/275)
18 العلل الواردة في الأحاديث النبوية، للإمام الحافظ أبي الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني ـ 385 هـ 0
19 الكامل في ضعيف الرجال ـ للإمام الحافظ أبي أحمد عبدالله بن عدى الجرجاني ـ 365 هـ 0 دار الفكر ـ للطباعة والنشر والتوزيع ـ الطبعة الثانية 0
20 كشف الإسناد عن زوائد البزار على الكتب الستة ـ للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ـ 807 هـ تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي ـ مؤسسة الرسالة 0
21 مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ـ 807 هـ 0 دار الكتاب العربي ـ بيروت ـ لبنان ـ الطبعة الثالثة ـ 1402 هـ ـ 1982م 0
22 مساويء الأخلاق للخرائطي ـ دار المعرفة ـ بيروت 0
23 المصنف للحافظ الكبير أبي بكر عبدالرزاق بن همام الصنعاني ـ 211 هـ 0 تحقيق ـ حبيب الرحمن الأعظمي ـ المكتب الإسلامي 0
24 المعجم الأوسط ـ للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ـ 360 هـ 0 تحقيق أيمن صالح شعبان، سيد أحمد إسماعيل ـ دار الحديث ـ القاهرة 0
25 المعجم الكبير ـ للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ـ 360 هـ 0 حققه حمدي عبدالمجيد السلفي ـ الطبعة الثانية 0
26 المنتقى ـ للإمام الحافظ الحجة أبي محمد عبدالله بن علي بن الجارود النيسابوري 0 تخريج مسعد بن عبدالحميد بن محمد السعدني ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ لبنان 0
27 موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ـ للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ـ 807 هـ 0 تحقيق حسين سليم أسد الدار وعبده على الكوشك ـ دار الثقافة العربية 0
28 النهاية في غريب الحديث والأثر: للإمام مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري ابن الأثير، تحقيق: طاهر أحمد الزاوي، محمود محمد الطناحي، الناشر: المكتبة الإسلامية 0
فهرس الموضوعات
الموضوع الصفحة
v المقدمة 1
v الفصل الأول: (الدراسة الحديثية) 2
v الأحاديث المرفوعة
v رواية جابر بن عبدالله 2
v رواية أم سلمة 4
v رواية أبي هريرة 6
v رواية ابن عباس 8
v رواية عبدالله بن مسعود 9
v رواية خزيمة بن ثابت 10
v رواية علي بن طلق 13
v رواية عمر بن الخطاب 15
v رواية عبدالله بن عمرو بن العاص 16
v رواية أبىّ بن كعب 18
v رواية عقبة بن عامر 19
v رواية أبي سعيد الخدري 20
v رواية أخرى لأبي هريرة 22
v رواية أخرى لابن عباس 25
v رواية عمران بن حصين 26
v رواية سمرة بن جندب 27
v ( المبحث الثاني):
v الآثار ودراستها 28
v أثر أبي الدرداء 28
v أثر ابن عباس 29
v أثر ابن مسعود 30
v أثر أبي هريرة 31
v أثر ابن سلمة بن عبدالرحمن وابن المسيب 32
v أثر عطاء بن أبي رباح 33
v أثر مجاهد 34
v ( الفصل الثاني):
v الدراسة الفقهية 35
v قول الجمهور وأدلتهم 35
v من الكتاب العزيز 35
v من السنة النبوية 36
v من المعقول 36
v دليل الاستصحاب 39
v دليل القياس 39
v دليل الاجماع 39
v أقوال أهل العلم في ذلك 41
v قول المبيحين وأدلتهم 45
v من قال بالجواز مع الكراهة 46
v الشيعة الإمامية 46
v أدلتهم من المعقول 47
v جواب الجمهور على المبيحين 48
v الجواب عما نقل عن ابن عمر من القول بالاباحة 50
v الجواب عما نقل عن الإمام مالك من القول بالاباحة 54
v الجواب عن قصة المناظرة بين الشافعي ومحمد بن الحسن في الإباحة 56
v جملة الأحكام التي تتعلق بالوطء في الدبر 58
v ( الفصل الثالث):
v الدراسة الطبيّة 63
v نظرة الطب الحديث للإتيان في الدبر 63
v الخاتمة 67
v الفهارس 69
جامعة الكويت
كلية الشريعة والدراسات الإسلامية
قسم التفسير والحديث
وطء المرأة
في الموضع الممنوع منه شرعاً
دراسة حديثية فقهية طبية
&&&
للدكتور
طارق بن محمد الطواري
المدرس بقسم التفسير والحديث
كلية الشريعة والدراسات الإسلامية
جامعة الكويت
&&&
1420 هـ ـ 1999م
نشر البحث في مجلة كلية الشريعة عدد شوال 1422
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد خير نبي بعث إلى خير أمة، وعلى آله وصحبه أولي الفضائل الجمة الذين أخذوا بالكتاب والحكمة، والتزموا الشريعة بأكملها وأقاموا الملة، وبعد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/276)
فإنَّ مما يجب أن يعلم أن شريعة الله تعالى فيها تحقيق لمصالح العباد، وهى كلُّها رحمة وحكمة وعدل، ليس شيء فيها خارج عن ذلك، بل كل تشريع فيها يحقق للمكلف النفع والمصلحة في دينه ودنياه 0
وهذه المصالح المترتبة على التشريع، فيها: المصالح الضروريات والحاجيات والتحسينات، وهى المعروفة عند الأصوليين بـ " مقاصد الشريعة "، وهي خمسة:
1. حفظ الدين 0
2. وحفظ النفس 0
3. وحفظ العقل 0
4. وحفظ المال 0
5. وحفظ العرض 0
وهي: الأغراض التي لأجلها شرع الله الشرائع وأنزل الأحكام ورتب الثواب والعقاب 0
ومما شُرِعَ لحفظ النفس: الزواج، وذلك لبقاء النوع وتكثيره، وعدم الوقوع في الفواحش كالزنا واللواط ومقدماتها، وقد جاء مقصد "حفظ العرض " مكملاً لذلك بوقايته من أسباب الفجور والرذيلة 0
ومن المسائل التي لها تعلقُّ بهذين المقصدين، مسألة " إتيان المرأة في دبرها "، فهي من جهة كونها مما يتفرع على عقد النكاح، تندرج في المقصد الأول الذي
جاءت الشريعة بتحقيقه، ومن جهة كونها انتهاك للعرض والشرف ـ على القول بتحريمه، وهو الصواب ـ كما سيأتي بيانه ـ تندرج في المقصد الثاني الذي جاءت الشريعة بحمايته 0
ولما رأيتُ هذه المسألة قد كثر فيها الخلاف قديماً وحديثاً، ولم أجد من أفردها بالبحث والتصنيف قمت بدراستها وتحقيق القول فيها 0
وقد سميت هذه الدراسة بـ (وطء المرأة في الموضع المكروه ـ دراسة حديثية فقهية طبية) 0
وأسميته بالموضع المكروه تأدباً في احترام ذات المرأة وإكرامها وهو مكروه طبعاً، إذ تنفر عنه الطبائع السليمة 0
ومكروه شرعاً كراهية تحريم 0
فجاء هذا القيد ليخرج الوطء في الموضع المألوف والمشروع ورغبت في استقراء ودراسة الأحاديث والأثار وأقوال الفقهاء والأطباء في هذه المسألة إبراء للذمة وخدمة للأمة خاصة بعد الانفتاح على العالم الخارجي ونقل كثير من الشذوذ حياً عبر الفضاء إلى أبناء المسلمين 0
مما تحتم بيانه والجواب عليه والتحذير منه 0
خطة البحث
وقد كانت دراستي على النحو التالي:
قسمت الدراسة إلى ثلاثة فصول:
v الفصل الأول: الدراسة الحديثية وفيه مبحثان:
فقد جمعت فيه ـ مستقرئاً ـ الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة والمقطوعة التي جاءت في الباب، مع النقد الحديثي لها، مستأنساً بأقوال العلماء عليها0
المبحث الأول: الأحاديث المرفوعة ودراستها 0
المبحث الثاني: الآثار الموقوفة والمقطوعة ودراستها 0
v الفصل الثاني: الدراسة الفقهية:
ذكرت فيه أدلة الفقهاء من المنقول والمعقول، مبتدأ بأدلة المحرمين لها ـ وهم جمهور الفقهاء ـ ثم أدلة المبيحين، مع حكاية أقوالهم في ذلك ومناقشتها 0
وقد أضفت إليها حكاية مذاهب غير أهل السنة من الشيعة الإمامية والزيدية والإباضية، مع سياق أدلتهم في المسألة 0
ثم فرغت ـ بعد تفنيد أدلة المبيحين لها ـ إلى بيان الراجح فيها 0
ثم شرعت في تحقيق ما نسب إلى ابن عمر t والإمامين مالك والشافعي رحمهما الله تعالى من إباحة ذلك 0
v الفصل الثالث: الدراسة الطبية:
ذكرت فيه الآثار المترتبة على هذا الفعل القبيح من الأضرار والأمراض التي نص عليها الطبُّ، سيما الطب الحديث منه 0
v وختمتها بخاتمة:
بينت فيها نتائج البحث التي توصلت إليها 0
والله الموفق لما فيه خير الدنيا والآخرة 0
الباحث
دكتور / طارق محمد الطواري
المدرس بقسم التفسير والحديث
كلية الشريعة والدراسات الإسلامية
جامعة الكويت
1420 هـ / 1999م
الفصل الأول
الدراسة الحديثية
المبحث الأول
الأحاديث المرفوعة ودراستها
v الحديث الأول: رواية جابر بن عبدالله 0
عن جابر بن عبدالله: " أن يهود كانت تقول إذا أُتيت المرأة من دبرها في قبلها، ثم حملت كان ولدها أحول 0 قال: فنزلت:] نسائكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنَّى شئتم [(1) 0
¨ أخرجه البخاري ـ في صحيحه ـ كتاب التفسير ـ باب نساؤكم حرث لكم، فأتوا حرثكم أنى شئتم ـ (8/ 37) ـ حديث رقم (4528) 0
¨ ومسلم ـ في صحيحه ـ كتاب النكاح ـ باب جواز جماعه امرأته في قبلها، من قدامها ومن ورائها، من غير تعرض للدبر ـ (2/ 1058 ـ 1059) ـ حديث رقم (1435) 0
¨ وأبو داود ـ في سننه ـ كتاب النكاح ـ باب في جامع النكاح ـ (2/ 249) ـ حديث رقم (2163) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/277)
¨ والترمذي ـ في سننه ـ كتاب تفسير القرآن ـ باب ومن سورة البقرة ـ (5/ 215) ـ حديث رقم (2978) 0 وقال " حسن صحيح " 0
¨ والنسائي في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب اتيان المرأة مجباة ـ (5/ 313) حديث رقم (8973) 0
¨ وابن ماجه ـ في سننه ـ كتاب النكاح ـ باب النهى عن إتيان النساء في أدبارهن (1/ 620) ـ حديث رقم (1925) 0
¨ والدارمي ـ في سننه ـ كتاب النكاح ـ باب النهى عن إتيان النساء في أعجازهن ـ (2/ 122) ـ حديث رقم (2214) 0
(1) سورة البقرة: الآية رقم 223 0
00000000000000000000000000000000000000000000000000 000000000000
¨ وابن أبي شيبة ـ في مصنفه ـ كتاب النكاح ـ باب في قوله تعالى:] نساؤكم حرث لكم [ـ (3/ 347) ـ حديث رقم (1) 0
¨ وابن الجعد ـ في مسنده ـ ما أسنده شعبة عن محمد بن المنكدر ـ (2/ 708) ـ حديث رقم (1739، 1740) 0
¨ والبغوي في ـ شرح السنة ـ كتاب النكاح ـ باب العزل والاتيان في غير المآتى ـ (9/ 105) ـ حديث رقم (2296) 0
¨ والطبري ـ في تفسيره ـ (2/ 409) حديث رقم (4343، 4349) 0
¨ والبغوي ـ في تفسيره (معالم التنزيل) ـ (1/ 198) 0
¨ والطحاوي ـ في شرح معاني الآثار ـ كتاب النكاح ـ باب وطء النساء في أدبارهن (3/ 40 ـ 41) 0
¨ وفي مشكل الآثار ـ باب بيان مشكل ماروى في السبب الذي نزل فيه قوله تعالى] نساؤكم حرث لكم فأتوا 00 [الآية ـ (15/ 416 ـ 420) ـ حديث رقم 6119 (1619 ـ 6126) 0 من طرق عن ابن المنكدر عن جابر به 0
وقد رواه عن ابن المنكدر جماعة: " الزهري والسفيانان وشعبة ومالك وأيوب وأبو حازم وأبو عوانة " 0
وفي لفظ الزهري عند مسلم: " إن شاء مجبية وإن شاء غير مجبية، غير أن ذلك في صمام واحد "0
وقد أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " (3/ 41) وابن أبي حاتم في " تفسيره " من طريق ابن جريح أن ابن المنكدر حدثه عن جابر فذكره، وفيه: فقال رسول الله r : " مقبلة مدبرة ماكان في الفرج " 0 وإسناده صحيح 0
تنبيه: السند في كتاب " إتحاف النبلاء " هكذا: " ابن جرير أن محمد بن المنكدر "0 والصواب ما ذكرنا " ابن جريح " 0
¨ الحديث الثاني: رواية أم سلمة 0
عن أم سلمة، قالت: " كانت الأنصار لا تجبي وكانت المهاجرون تجبي فتزوج رجل من المهاجرين امرأة من الأنصار فجباها فأبت الأنصارية فأتت أم سلمة فذكرت ذلك لها، فلما أن جاء النبي r استحيت الأنصارية وخرجت فذكرت ذلك أم سلمة للنبي r فقال: " ادعوها لي فدعيت له، فقال لها:] نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنَّى شئتم [سماما واحداً، والسمام السبيل الواحد " 0
¨ أخرجه الإمام أحمد ـ في مسنده ـ مسند أم سلمة ـ (6/ 305) 0
¨ والدارمي ـ في سننه ـ كتاب الوضوء ـ باب إتيان النساء في أدبارهن 0
¨ والطبري في تفسيره ـ (2/ 409) ـ حديث رقم (4348) 0
¨ والطحاوي ـ في شرح معاني الآثار ـ كتاب النكاح ـ باب وطء النساء في أدبارهن ـ (3/ 42 ـ 43) 0
¨ وفي مشكل الآثار ـ باب بيان مشكل ماروى في السبب الذي نزل فيه قوله تعالى] نساؤكم حرث لكم 00 [الآية ـ (15/ 428) ـ حديث رقم (6129) ـ من طريق وهيب بن خالد0
¨ وأخرجه الإمام أحمد ـ في مسنده ـ مسند أم سلمة ـ (6/ 318 ـ 3219) 0
¨ والترمذي ـ في سننه ـ كتاب تفسير القرآن ـ باب ومن سورة البقرة ـ (5/ 215) ـ حديث رقم (2979) 0
¨ وابن أبي شيبة ـ في مصنفه ـ كتاب النكاح ـ باب في قوله تعالى] نساؤكم حرث لكم [ـ (3/ 348) ـ حديث رقم (8) 0
¨ والطبري ـ في تفسيره ـ (2/ 409) ـ حديث رقم (4345 ـ 4347) 0
¨ وأبو يعلى ـ في مسنده ـ مسند أم سلمة ـ (12/ 407) ـ حديث رقم (6972)
¨ والبيهقي ـ في السنن الكبرى ـ كتاب النكاح ـ باب إتيان النساء في أدبارهن ـ (7/ 195) ـ
أيضاً: مختصراً عند بعضهم ومطولاً ـ من طريق سفيان ـ الثوري 0
00000000000000000000000000000000000000000000000000 00
¨ وأخرجه البيهقي أيضاً ـ في السنن الكبرى ـ كتاب النكاح ـ باب إتيان النساء في أدبارهن ـ (7/ 195) 0 من طريق روح بن القاسم 0
¨ وأخرجه الطبري ـ في تفسيره ـ (2/ 409) ـ حديث رقم (4344) 0 من طريق عبدالرحيم بن سفيان 0
وكلهم عن عبدالله بن عثمان بن خثيم عن ابن سابط عن حفصة عن أم سلمة به 0
¨ وأخرجه الإمام أحمد ـ في سنده ـ مسند أم سلمة ـ (6/ 310) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/278)
¨ وعبدالرزاق في مصنفه ـ باب إتيان المرأة في دبرها ـ (11/ 442) ـ حديث رقم (20959) 0
من طريق معمر عن ابن خثيم عن صفية بنت شيبة قالت لما قدم المهاجرون المدينة 000 الحديث 0
¨ وعند الدارمي وغيره: قال ابن سابط: " سألت حفصة بنت عبدالرحمن هو ابن أبي بكر قلت لها إني أريد أن أسألك عن شيء، وأنا أستحي أن أسألك عنه 0 قالت: سل ياابن أخي عما بدا لك 0 قال أسألك عن إتيان النساء في أدبارهن فقالت حدثتني أم سلمة به: فذكره 0
¨ وهذا إسناد حسن 0 وقال الترمذي: " حديث حسن، وابن خثيم هو ـ عبدالله بن عثمان بن خثيم ـ وابن سابط هو ـ عبدالرحمن بن عبدالله بن سابط الجمحي المكي ـ وحفصة ـ هى بنت عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق ويُرى في سمام واحد " 0
¨ الحديث الثالث:
عن أبي هريرة t عن النبي r : " ومن أتى إمرأة في دبرها أو كاهناً فقد كفر بما أنزل على محمد r " 0
¨ أخرجه أبو داود ـ في سننه ـ كتاب الطب ـ باب في الكاهن ـ (4/ 15) ـ حديث رقم (3904) 0
¨ والترمذي ـ في سننه ـ كتاب الطهارة ـ باب ماجاء في كراهية إتيان الحائض ـ (1/ 242 ـ 243) ـ حديث رقم (135) 0
¨ والنسائي ـ في السنن الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر اختلاف الناقلين لخبر أبي هريرة في ذلك ـ (5/ 323 0 حديث رقم (9017) 0
¨ وابن ماجه ـ في سننه ـ كتاب الطهارة ـ باب الهى عن إتيان الحائض ـ (1/ 209) 0 حديث رقم (639) 0
¨ والإمام أحمد ـ في سنده ـ سند أبي هريرة ـ (2/ 408، 476) 0
¨ والبخاري ـ في التاريخ الكبير ـ في ترجمة حكيم الأثرم ـ (3/ 16 ـ 17) 0
¨ وابن الجارود ـ في المنتقى ـ كتاب الطهارة ـ باب الحيض ـ (ص 74) 0 حديث رقم (107) 0
¨ وابن عدى ـ في الكامل ـ في ترجمة حكيم الأثرم ـ (2/ 220) 0
¨ وأخرجه البيهقي ـ في السنن الكبرى ـ كتاب النكاح ـ باب إتيان النساء في أدبارهن ـ (7/ 318) 0
¨ والطحاوي ـ في شرح معاني الآثار ت كتاب النكاح ـ باب وطء النساء في أدبارهن ـ (3/ 45) 0
¨ وفي مشكل الآثار ـ باب بيان مشكل ماروى في السبب الذي نزل فيه قوله تعالى] نساؤكم حرث لكم [00الآية ـ (15/ 429) ـ حديث رقم (6130) 0
¨ كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن حكيم الأثرم 0 عن أبي تميمة، عن أبي هريرة 0
¨ وإسناده صحيح، فإن أبا تميمة هو طريق بن مخالد، وهو ثقة، وحكيم الأثرم 0 قال عنه البزار " لايحتج به " 0 وما انفرد به فليس بشيء 0
¨ وقال عنه ابن أبي شيبة، عن ابن المديني نفسه، وكذا قال الآجري، عن أبي داود 0 وقال النسائي " ليس به بأس " 0 وذكره ابن حبان في الثقات 0
00000000000000000000000000000000000000000000000000 00000
¨ والحديث له طريق آخر:
¨ أخرجه الطحاوي ـ في شرح معاني الآثار ـ كتاب النكاح ـ باب وطء النساء في أدبارهن ـ (3/ 44) 0
¨ من طريق إسماعيل بن عياش، عن سهيل، عنالحارث بن مخلد، عن أبي هريرة به 0
¨ وإسماعيل بن عياش معروف، ضعفه في الحجازيين، وهذا منه لأن سهيل بن أبي صالح مدني 0
¨ وله طريق ثالث:
¨ أخرجه الإمام أحمد ـ في مسنده ـ مسند أبي هريرة ـ (2/ 429) 0من طريق يحيى بن سعيد عن عوف، قال: ثنا خلاس، عن أبي هريرة، والحسن عن النبي r به 0
¨ والحاكم ـ في مستدركه ـ كتاب الإيمان ـ باب التشديد في إتيان الكاهن وتصديقه ـ (1/ 8) 0
¨ من طريق الحارث بن أبي أسامة، ثنا روح بن عبادة، ثنا عوف، عن خلاس، وحسن عن أبي هريرة 0 فذكره وليس فيه " حائض " 0
¨ والحديث بمجموع طرقه صحيح 0
¨ الحديث الرابع: رواية ابن عباس 0
عن ابن عباس قال: " جاء عمر إلى رسول الله r فقال: يارسول الله: هلكت 0 قال: وما أهلكك؟ قال: حولت رحلي الليلة 0 قال: فلم يردّ عليه رسول الله r شيئاً 0 قال: فأنزلت على رسول الله r هذه الآية:] نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم [(1) 0 أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة 0
¨ أخرجه الترمذي ـ في سننه ـ كتاب تفسير القرآن ـ باب ومن سورة البقرة ـ (5/ 216) ـ حديث رقم (2980) 0
¨ والنسائي ـ في السنن الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب تأويل قول الله جل ثناؤه] نساؤكم حرث لكم 000 [ـ (5/ 314) ـ حديث رقم (8977) 0
¨ والإمام أحمد في مسنده ـ مسند ابن عباس ـ (1/ 297) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/279)
¨ والطبري ـ في تفسيره ـ (2/ 490 ـ 491) ـ حديث رقم (4350) 0
¨ والطبراني ـ في الكبير ـ (12/ 9) ـ حديث رقم (12317) 0
¨ وأبو يعلى ـ في مسنده ـ مسند عبدالله بن عباس ـ (5/ 121) ـ حديث رقم (2736) 0
¨ والواحدي ـ في أسباب النزول ـ (ص 53) 0
¨ والبغوي ـ في تفسيره ـ (1/ 198) 0
¨ والبيهقي ـ في سننه الكبرى ـ كتاب النكاح ـ باب إتيان النساء في أدبارهن ـ (7/ 198) 0
عن طريق يعقوب القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به0
وإسناده حسن، يعقوب وشيخه صدوقان 0
قال أبو عيسى الترمذي: " هذا حديث حسن غريب " 0
صححه ابن حبان وابن حجر انظر " الفتح " (8/ 191) 0
(1) سورة البقرة: الآية رقم 223 0
¨ الحديث الخامس: رواية عبدالله بن مسعود 0
عن عبدالله بن مسعود 0 قال: قال رسول الله r : " لا تأتوا النساء في أعجازهن ولا أدبارهن " (1) 0
(1) أخرجه ابن عدى ـ في الكامل ـ في ترجمة زيد بن رفيع ـ (3/ 1062) 0
من طريق محمد بن حمزة، عن زيد بن رفيع، عن أبي عبيدة به 0
وإسناده واه 0 قاله ابن حجر في " التلخيص " (3/ 181) 0
وقال ابن كثير: " محمد بن حمزة، وهو الجزري وشيخه فيهما مقال " (التفسير 1/ 271) 0
وللحديث طريق أخرى عن ابن مسعود بلفظ آخر مرفوعاً، لكنها معلولة بالمخالفة، على أن سندها ضعيف ـ كما سيأتي في الآثار ـ 0
¨ الحديث السادس: رواية خزيمة بن ثابت 0
عن خزيمة بن ثابت، عن النبي r أن الله لايستحي من الحق: لا تأتوا النساء في أدبارهن " 0
¨ أخرجه النسائي ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر اختلاف الناقلين لخبر خزيمة بن ثابت في إتيان النساء في أعجازهن ـ (5/ 316) ـ حديث رقم (8982) 0
¨ والإمام أحمد في مسنده ـ مسند خزيمة بن ثابت ـ (5/ 213) 0
¨ والحميدي ـ في مسنده ـ مسند خزيمة بن ثابت ـ (1/ 207) ـ حديث رقم (436) 0
¨ وابن الجارود ـ في المنتقى ـ (ص 297) ـ حديث رقم (728) 0
¨ والطبراني ـ في الكبير ـ في باب عمارة بن خزيمة بن ثابت عن أبيه ـ (4/ 84) ـ حديث رقم (3716) 0
¨ والطحاوي ـ في شرح معاني الآثار ـ كتاب النكاح ـ باب وطء النساء في أدبارهن (3/ 43) 0
¨ والبيهقي ـ في السنن الكبرى ـ كتاب النكاح ـ باب إتيان النساء في أدبارهن ـ (7/ 197) 0
من طريق سفيان بن عيينة، عن يزيد بن الهاد، عن عمارة بن خزيمة 0
¨ قال الشافعي رحمه الله: " غلط سفيان في حديث ابن الهادي ” البيهقي (7/ 197) 0
¨ وقال البخاري في التاريخ ـ (8/ 32) عند ذكر الإسناد " وهو وهم " 0
وقال البيهقي: وله متابعة 0
وأخرجه الشافعي ـ (2/ 29) ـ حديث رقم (1619) 0
¨ والنسائي ـ في السنن الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر الاختلاف على عبدالله ابن على بن السائب ـ (5/ 318، 331) ـ حديث رقم (8992 ـ 8994) 0 الناقلين لخبر خزيمة ابن ثابت في إتيان النساء في اعجازهن ـ (5/ 316 ـ 318) ـ حديث رقم (8983 ـ 8991) 0
¨ وابن ماجه ـ في سننه ـ كتاب النكاح ـ باب النهى عن إتيان النساء في أدبارهن ـ (1/ 619) ـ حديث رقم (1924) 0
00000000000000000000000000000000000000000000000000 0
¨ والإمام أحمد ـ في مسنده ـ مسند خزيمة بن ثابت ـ (5/ 214 ـ 215) 0
¨ والدارمي ـ في سننه ـ كتاب النكاح ـ باب النهى عن إتيان النساء في اعجازهن ـ (2/ 121) 0 حديث رقم (2213) 0
¨ والطبراني ـ في الكبير ـ باب هرمي بن عبدالله الحظمي، عن خزيمة بن ثابت ـ (4/ 88 ـ 90) 0 حديث رقم (3733 ـ 3743) 0
¨ والأوسط ـ (1/ 392) ـ حديث رقم (981) 0
¨ وابن حبان ـ في صحيحه ـ (الإحسان) ـ كتاب النكاح ـ باب النهى عن إتيان النساء في اعجازهن ـ (9/ 512 ـ 513) ـ حديث رقم (4198) 0
وفي (9/ 513 ـ 514) ـ حديث رقم (4200) 0
¨ والطحاوي ـ في شرح معاني الآثار ـ كتاب النكاح ـ باب وطء النساء في أدبارهن ـ (3/ 44) 0
¨ والبيهقي ـ في الكبرى ـ كتاب النكاح ـ باب إتيان النساء في أدبارهن ـ (7/ 197 ـ 198) 0
كلهم من طريق هرمي بن عبدالله، عن خزيمة به 0
¨ قال الحافظ في التقريب (2/ 316 ـ 317) " مستور " 0
وقال في التلخيص (3/ 180) " لايعرف حاله " 0
¨ وأخرجه الشافعي ـ (2/ 29) ـ حديث رقم (1619) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/280)
¨ والنسائي ـ في السنن الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر الاختلاف على عبدالله بن على بن السائب ـ (5/ 318 ـ 319) ـ حديث رقم (8992 ـ 8994) 0
¨ والطبراني في الكبير ـ باب عمرو بن أحيحة بن الجلاح، عن خزيمة بن ثابت ـ (4/ 90) ـ حديث رقم (3744) 0
¨ وفي الأوسط ـ باب من اسمه محمد بن علي الصائغ ـ (6/ 337) ـ حديث رقم (6353) 0
00000000000000000000000000000000000000000000000000 000
¨ والطحاوي ـ في مشكل الآثار ـ باب بيان مشكل ماروي في السبب الذي نزل فيه قوله تعالى] نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم 00 [الآية ـ (15/ 430 ـ 431) ـ حديث رقم (6132) 0
¨ وفي شرح معاني الآثار ـ كتاب النكاح ـ باب وطء النساء في أدبارهن (3/ 43 ـ 44)
¨ والبيهقي ـ في السنن الكبرى ـ كتاب النكاح ـ باب إتيان النساء في أدبارهن ـ (7/ 196) ـ والبغوي ـ في تفسيره معالم التنزيل ـ (1/ 199) 0
من طريق محمد بن علي بن شافع، أخبرني عبدالله بن علي بن السائب، عن عمرو بن أحيحة بن الجلاح، عن خزيمة بن ثابت 0
¨ قال الشافعي رحمه الله: " عمي ثقة، وعبدالله بن علي ثقة، وأخبرني محمد، عن الأنصاري المحدث بها أنه أثنى عليه خيراً، وخزيمة ممن لا يشك عالم ثقة، فلست أرخص فيه بل أنهي عنه "، انظر سنن البيهقي الكبرى (7/ 196) 0
¨ وقال الحافظ في التقريب (2/ 65) مقبول من الثالثة، ووهم عن زعم أن له صحبة " 0
¨ وقال في التلخيص (3/ 179) وفي هذا الإسناد عمرو بن أحيحة وهو مجهول الحال " 0
وله متابعة 0
¨ وأخرجه النسائي ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر الاختلاف على عبدالله بن علي بن السائب ـ (5/ 319) ـ حديث رقم (8995) 0
¨ والإمام أحمد ـ في مسنده ت مسند خزيمة بن ثابت ـ (5/ 213) 0
من طريق عبدالرجمن، نا سفيان، عن عبد الله بن شداد الأعرج، عن رجل، عن خزيمة بن ثابت به 0
والحديث بمجموع طرقه صحيح 0
¨ الحديث السابع: رواية على بن طلق 0
عن علي بن طلق قال أتى أعرابي النبي r فقال: يارسول الله الرجل منا يكون في الفلاة فتكون منه الرويحة ويكون في الماء قلة فقال رسول الله r إذا فسا أحدكم فليتوضأ ولا تأتوا النساء في أعجازهن فإن الله لا يستحيي من الحق " 0
¨ أخرجه الترمذي ـ في سننه ـ كتاب الرضاع ـ باب ماجاء في كراهية إتيان النساء في أدبارهن ـ (3/ 468) ـ حديث رقم (1164) 0
¨ والنسائي ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر حديث علي بن طلق في إتيان النساء في أدبارهن ـ (5/ 324 ـ 325) ـ حديث رقم (9024 ـ 9026) 0
¨ وابن حبان ـ في صحيحه ـ (الإحسان) ـ كتاب النكاح ـ باب ذكر خبر ثان يصرح بصحة ماذكرناه ـ (9/ 514) حديث رقم (4199) 0
¨ وفي باب ذكر الزجر عن إتيان المرء أهله في غير وضع الحرث ـ (9/ 515) ـ حديث رقم (4201) 0
¨ والطحاوي ـ في شرح معاني الآثار ـ كتاب النكاح ـ باب وطء النساء في أدبارهن ـ (7/ 198) 0 من طريق عيسى بن حطان عن مسلم بن سلام عن علي به 0
¨ وأخرجه أبو داود ـ في سننه ـ كتاب الطهارة ـ باب من يحدث في الصلاة ـ (1/ 53) ـ حديث رقم (205) 0 بنفس الإسناد، واقتصر في المتن على ذكر الوضوء 0
وتابع عيسى بن حطان، عبد الملك بن سلم 0
¨ رواه الترمذي ـ في سننه ـ كتاب الرضاع ـ باب ماجاء في كراهية إتيان النساء في أدبارهن ـ (3/ 469) ـ حديث رقم (1166) 0
¨ والنسائي في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر حديث علي بن طلق في إتيان النساء في أدبارهن ـ (5/ 324) ـ حديث رقم (9023) 0
من طريق عبدالملك بن مسلم عن أبيه عن علي 0
¨ وأخرجه عبدالرزاق في مصنفه ـ باب تقبيل الرأس واليد وغيرذلك ـ (11/ 441 ـ 442) حديث رقم (20950) 0
00000000000000000000000000000000000000000000000000 0000
من طريق عاصم عن مسلم بن سلام، عن عيسى بن حطان، عن علي بن طلق، وهو خطأ لعلة في الناسخ 0
¨ وقال الترمذي: حديث علي بن طلق حديث حسن، وسمعت محمداً يقول: لا أعرف لعلي بن طلق عن النبي r غير هذا الحديث الواحد، ولا أعرف هذا الحديث من حديث علي بن طلق السحيمي 000 " 0
¨ الحديث الثامن: رواية عمر بن الخطاب 0
عن عمر بن الخطاب t عن النبي r قال: " إن الله لا يستحي من الحق: لا تأتوا النساء في أدبارهن " 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/281)
¨ أخرجه النسائي ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر حديث عمر بن الخطاب فيه ـ (5/ 321 ـ 322) 0 حديث رقم (9008) 0
¨ والبزار في مسنده (البحر الزخار) ـ باب ومما روي ابن الهاد عن عمر بن الخطاب t ( 1/474 ) ـ حديث رقم (339) 0
وقال البزار ـ وهذا الحديث لانعلمه يروى إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد 0
¨ وأخرجه النسائي ـ في السنن الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ وباب ذكر حديث عمر بن الخطاب فيه ـ (5/ 322) ـ حديث رقم (9009) 0
من طريق زمعة بن صالح، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن عبدالله بن الهاد 0
¨ قال الدارقطني في العلل (2/ 166 ـ 167) 0 وسئل عن حديث عبدالله بن شداد بن الهاد، عن عمر، عن النبي r : " لا تأتوا النساء في أدبارهن " 0
فقال: هو حديث يرويه زمعة بن صالح، واختلف عنه 0 فرواه عثمان بن اليمان، عن زمعة، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن عبدالله بن شداد، عن عمر 0
¨ ورواه يزيد بن أبي حكيم العدني، عن زمعة، عن ابن طاووس، عن أبيه، وعن عمرو عن طاووس، عن عبدالله بن يزيد بن الهاد 0
ووهم في نسب ابن الهاد، والأول أصح 0
¨ ورواه وكيع عن زمعة، عن ابن طاووس، عن أبيه، وعن عمرو بن دينار، عن عبدالله بن فلان، عن عمر 0
ولم يذكر طاووساً في حديث عمرو بن دينار 0
وقول عثمان بن اليمان أصحها، والله أعلم 0
¨ وقال الهيثمي (4/ 298 ـ 299) رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير 0
¨ والبزار ورجال أبي يعلى رجال الصحيح خلا عثمان بن اليمان وهو ثقة 0
¨ الحديث التاسع: رواية عبدالله بن عمرو بن العاص 0
عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن النبي r قال في الذي يأتي امرأته في دبرها: " هى اللوطية الصغرى " ذ0 صحيح موقوفاً، معل مرفوعاً 0
¨ أخرجه النسائي ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر الاختلاف على عبدالله بن علي بن السائب ـ (5/ 319) ـ حديث رقم (8996) 0
من طريق عبدالله بن الهيثم بن عثمان نا يحي بن كثير أبو غسان، نا زائدة بن أبي الرقاد الصيرفي، عن عامر الأحول، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده به 0
وقال النسائي: زائدة لا أدري ما هو، هو مجهول، ووجدت في موضع آخر، عاصم الأحول 0
¨ وأخرجه النسائي ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر حديث عبدالله بن عمرو فيه ـ (5/ 320) ـ حديث رقم (8997) 0
¨ والإمام أحمد ـ في مسنده ـ مسند عبدالله بن عمر ـ (2/ 182 ـ 210) 0
¨ والبيهقي ـ في الكبرى ـ كتاب النكاح ـ باب إتيان النساء في أدبارهن ـ (7/ 198) 0 من طريق همام، عن قتادة، عن عمرو بن شعيب عنه به 0
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 289) " رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط، ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح "0
وروى عن عبدالله بن عمرو موقوفاً 0
¨ أخرجه ابن أبي شيبة ـ في مصنفه ـ كتاب النكاح ـ باب ماجاء في إتيان النساء في أدبارهن وما جاء فيه من الكراهة ـ (3/ 363) ـ حديث رقم (4) 0
من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي أيوب، عن عبدالله بن عمرو موقوفاً0
¨ وأخرجه عبدالرزاق في مصنفه ـ باب إتيان المرأة في دبرها ـ (11/ 443) ـ حديث رقم (20956) 0
¨ والبيهقي في شعب الإيمان ـ باب في تحريم الفروج وما يجب من التعفف عنها ـ (4/ 356) ـ حديث رقم (5381) 0
من طريق معمر، عن قتادة أن عبدالله بن عمرو قال: فذكره 0
¨ وقد ذكرها البخاري في " الصغير " (1/ 273)، وقال " والمرفوع لا يصح " 0
00000000000000000000000000000000000000000000000000 000
= وقال ابن كثير في " تفسيره " (1/ 273): " وقد روى هذا الحديث يحيى بن سعيد القطان عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة 000 فذكره، ثم قال: " وهذا أصح " 0
وقال ابن حجر في " التلخيص " (3/ 181): " وأخرجه النسائي وأعله، والمحفوظ، عن عبدالله بن عمرو من قوله " 0
¨ وأخرجه النسائي ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر حديث عبدالله بن عمرو فيه ـ (5/ 320) ـ حديث رقم (8998، 8999) 0
من طريق حميد الأعرج، عن عمرو بن شعيب، عن عبدالله بن عمرو موقوفاً 0
وعزاه الحافظ ابن كثير في تفسيره (1/ 270) إلى عبد بن حميد بنفس الإسناد 0
¨ لكن وقع عند الحافظ ابن كثير في الإسناد عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبدالله بن عمرو وهو خطأ 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/282)
¨ والإسناد رجاله ثقات، لكنه منقطع، فعمرو بن شعيب لم يسمع من عبدالله بن عمرو t 0
¨ وأخرجه النسائي في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر حديث عبدالله بن عمرو فيه ـ (5/ 320) ـ حديث رقم (9000) 0
من طريق زكريا بن يحيى ناشيبان، نا أبو هلاك عن مطر الوراق، عن عمرو بن شعيب من قوله مقطوعاً 0
¨ الحديث العاشر 0
عن أبي بن كعب قال: قيل لنا أشياء تكون في آخر هذه الأمة عند اقتراب الساعة، فمنها: نكاح الرجل امرأته، أو أمته في دبرها، وذلك مما حرم الله ورسوله، ويمقت الله عليه ورسوله، ومنها: نكاح الرجل الرجل، وذلك مما حرم الله ورسوله، ويمقت الله عليه ورسوله، ومنها نكاح المرأة المرأة، وذلك مما حرم الله ورسوله، ويمقت الله عليه ورسوله، وليس لهؤلاء صلاة ما أقاموا على هذا، حتى يتوبوا إلى الله توبة نصوحاً 0
قال: زر 0 فقلت لأبي: وما التوبة النصوح؟
قال: سألت عن ذلك رسول الله r فقال:
" هو الندم على الذنب حين يفرط منك، فتستغفر الله عز وجل بندامتك عند الحافز، ثم لا تعود إليه أبداً " 0
¨ أخرجه الحسن بن عرفه ـ في جزئه ـ (ص 64 ـ 65) ـ حديث رقم (42) 0
من طريق الوليد بن بكير أبو خباب، عن عبدالله بن محمد العدوي، عن أبي سنان البصري، عن أبي قلابة، عن زر بن حبيش، عنه به 0
وعبدالله بن محمد العدوي متروك 0 رماه وكيع بالوضع 0 التقريب (1/ 448) 0
وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص (3/ 181) 0 " إسناده ضعيف جداً " 0
¨ الحديث الحادي عشر: رواية عقبة بن عامر 0
عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله r : " لعن الله الذين يأتون النساء في محاشهن " 0
¨ أخرجه ابن أبي حاتم في العلل (1/ 401) 0
وأخرجه الطبراني ـ في الأوسط ـ باب من اسمه أحمد ـ في أحمد بن محمد بن نافع ـ
(2/ 310 ـ 311) ـ حديث رقم (1952) 0
¨ والعقيلي ـ في الضعفاء ـ (3/ 84) 0
¨ وابن عدى ـ في الكامل ـ في ترجمة عبدالله بن لهيعة ـ (4/ 1466) 0
من طريق عبدالرحمن بن الفضل، عن ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن مشرح بن هاعان، عن عقبة به 0
قال الهيثمي (4/ 299) " رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد الصمد بن الفضل 0
وثقه الذهبي وقال له حديث يستنكر وهو صالح الحال إن شاء الله " 0
وهذا الإسناد من منكرات عبدالصمد هذا 0
قال أبو حاتم في " علل ابنه " (1/ 410): " هذا حديث منكر بهذا الإسناد ما أعلم رواه عن ابن وهب غيره " 0
قال الطبراني (2/ 311) " لم يرو هذا الحديث عن ابن لهيعة إلا ابن وهب، تفرد به عبدالصمد بن الفضل " 0
وقال العقيلي: " لا يتابع على حديثه ـ أى: عبدالصمد ـ ولايعرف إلا به " 0
وكذلك ابن لهيعة: اختلط بعد احتراق كتبه فأتى بما لم يتابع عليه 0
وكأن ابن عدى بقوله: " وهذا الحديث يرويه ابن لهيعة بهذا الإسناد 00 " يشير إلى هذه العلة، وأعله ابن حجر في " التلخيص " 0 (3/ 181) بابن لهيعة، والله أعلم 0
¨ الحديث الثاني عشر: رواية أبي سعيد الخدري 0
عن أبي سعيد الخدري قال: أبعر رجل امرأته على عهد رسول الله r فقالوا: أبعر فلان إمرأته فأنزل الله تعالى:] نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم [0
وفي لفظ: " أن رجلاً أصاب إمرأة في دبرها فأنكر الناس ذلك عليه، وقالوا: ثفرها، فأنزل الله الآية الأصح0
¨ أخرجه أبو يعلى ـ في مسنده ـ مسند أبي سعيد الخدري ـ (2/ 354 ـ 355) ـ حديث رقم (1103) 0
¨ والطحاوي في ـ مشكل الآثار ـ باب بيان مشكل ماروى في السبب الذي فيه قوله تعالى:] نساؤكم حرث لكم 000 الآية [ـ (15/ 410 ـ 416) ـ حديث رقم (6118) 0
¨ وفي شرح معاني الآثار ـ كتاب النكاح ـ باب وطء النساء في أدبارهن ـ (3/ 40) 0
من طريق ـ عبدالله بن نافع،عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار به 0
قال الهيثمي ـ في مجمع الزوائد (6/ 322) " رواه أبو يعلى، عن شيخه الحارث بن سريج القفال، وهو ضعيف كذاب " 0
قلت: تابعه يعقوب بن حميد بن كاسب عند الطحاوي، ولا يبلغ الضعف في الحارث إلى درجة الكذب 0
¨ ورواه أيضاً أسامة بن أحمد التجيبي كما في التلخيص (3/ 185) من طريق يحيى بن أيوب، عن هشام بن سعد، ولفظه: " كنا نأتي النساء في أدبارهن، ويسمى ذلك الإثفار فأنزل الله الآية 0
فهذه متابعة لابن نافع، ويحيى: صدوق، ربما أخطأ 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/283)
¨ ورواه الطبري في تفسيره ـ (2/ 408) ـ حديث رقم (4337) 0
من طريق يونس قال: أخبرني ابن نافع عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار مرسلاً 0
وروى أسامة بن أحمد التجيبي كما في التلخيص (3/ 185) من طريق معن بن عيسى عن هشام، ولم يسم أبا سعيد 0
00000000000000000000000000000000000000000000000000 00
¨ والرواية المرسلة أرجح، لثقة معن ويونس، والظاهر أن الاختلاف من هشام نفسه، فهو متكلم جداً في حفظه، وله من مثل هذا نظائر 00 والله أعلم 0
¨ الحديث الثالث عشر: حديث أبي هريرة t 0
قال: قال رسول الله r : " لاينظر الله يوم القيامة إلى رجل أتى امرأته في دبرها " 0
¨ أخرجه ابن ماجه ـ في سننه ـ كتاب النكاح ـ باب النهى عن إتيان النساء في أدبارهن ـ (1/ 619) ـ حديث رقم (1923) 0
¨ والطحاوي ـ في معاني الآثار ـ كتاب النكاح ـ باب وطء النساء في أدبارهن ـ (3/ 44) 0
¨ والطحاوي ـ في مشكل الآثار ـ باب بيان مشكل ماروى في السبب الذي نزل فيه قوله تعالى] نساؤكم 000 [0
(15/ 429 ـ 430) ـ حديث رقم (6133) 0
من طريق عبدالعزيز بن المختار 0
¨ وأخرجه النسائي ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبي هريرة في ذلك ـ (5/ 322) ـ حديث رقم (9012) 0
من طريق يزيد بن عبدالله بن أسامة بن الهاد 0
¨ وأخرجه النسائي ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر اختلاف الناقلين لخبر أبي هريرة في ذلك ـ (5/ 322 ـ 323) ـ حديث رقم (9013) 0
من طريق وهيب 0
¨ وأخرجه النسائي ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر إختلاف الناقلين لخبر أبي هريرة في ذلك ـ (5/ 323) ـ حديث رقم (9014) 0
¨ وعبدالرزاق في مصنفه ـ باب إتيان المرأة في دبرها ـ (11/ 442) حديث رقم (20952) 0
¨ والبغوي في شرح السنة ـ كتاب النكاح ـ باب العزل والإتيان في غير المآتي (9/ 107) ـ حديث رقم (2297) 0
¨ والبيهقي ـ في الكبرى ـ كتاب النكاح ـ باب إتيان النساء في أدبارهن ـ (7/ 198) 0
من طريق معمر 0
¨ وكلهم من طريق سهيل بن أبي صالح، عن الحارث بن مخلد، عن أبي هريرة به 0
00000000000000000000000000000000000000000000000000 0
¨ وأخرج النساء ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر إختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبي هريرة في ذلك ـ (5/ 322) ـ حديث رقم (9011) 0
من طريق الليث، عن ابن الهاد، عن الحارث بن مخلد، عن أبي هريرة به 0
¨ وأخرجه الإمام أحمد ـ في مسنده ـ مسند أبي هريرة ـ (2/ 444، 479) 0
¨ وأبو داود ـ في سننه ـ كتاب النكاح ـ باب في جامع النكاح ـ (2/ 249) ـ حديث رقم (2162) 0
¨ والنسائي في ـ الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر إختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبي هريرة في ذلك ـ (5/ 323) ـ حديث رقم (9015) 0
¨ والدارمي ـ في سننه ـ 0
من طريق سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عن الحارث بن مخلد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله r : " ملعون من أتى امرأته في دبرها " 0
قال البوصيري في الزوائد " إسناده صحيح، لأن الحارث بن مخلد ذكره ابن حبان في الثقات وباقي رجال الإسناد ثقات " 0
وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص (3/ 180) " وأخرجه البزار، وقال الحارث بن مخلد ليس بمشهور، وقال ابن القطان: لايعرف حاله " 0
¨ وأخرجه الطبراني ـ في الأوسط ـ باب من إسمه عبدالرحمن ـ في عبدالرحمن بن الحسين ـ (5/ 167) حديث رقم (4754) 0
¨ وأبو يعلى ـ في مسنده ـ مسند أبي هريرة ـ (11/ 349) ـ حديث رقم (6462) 0
¨ والبغوي ـ في معالم التنزيل ـ (1/ 199) 0
من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن مسلم بن خالد، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة 0 قال: قال رسول الله r : " ملعون من أتى النساء في أدبارهن " 0
قال الطبراني (5/ 167) " لم يرو هذا الحديث، عن العلاء إلا مسلم بن خالد ولا عن مسلم إلا ابن أبي زائدة 0 تفرد به سهل بن عثمان " 0
قال الحافظ في التلخيص (3/ 181): " ومسلم فيه ضعف، وقد رواه يزيد بن أبي حكيم عنه موقوفاً " 0
00000000000000000000000000000000000000000000000000 00
¨ وروى الطبراني ـ في الأوسط ـ باب من اسمه مورع ـ (9/ 161 ـ 162) ـ حديث رقم (9179) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/284)
من طريق عمر بن يزيد، عن عبدالوارث، عن ليث، عن مجاهد، عن أبي هريرة 0 قال: قال رسول الله r : " من أتى النساء في أعجازهن فقد كفر " 0
قال الطبراني (9/ 162): " لم يرو هذا الحديث عن ليث إلا عبدالوارث " 0 تفرد به عمر بن يزيد 0
¨ وأخرج النسائي ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبي هريرة ـ (5/ 323 ـ 324) ـ حديث رقم (9018 ـ 920) 0 من طرق عن عبدالرحمن، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد، عن أبي هريرة موقوفاً 0
¨ وأخرجه النسائي ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر إختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبي هريرة ـ (5/ 324) ـ حديث رقم (9021) 0
من طريق منصور بن مزاحم، نا أبو سعيد المؤدب، عن علي بن بذيمة، عن مجاهد به موقوفاً 0
والموقوف أصح 0
¨ الحديث الرابع عشر: حديث ابن عباس 0
قال: قال رسول الله ً: " لاينظر الله إلى رجل أتى رجلاً أو امرأة في الدبر " 0
¨ أخرجه الترمذي ـ في سننه ـ كتاب الرضاع ـ باب ماجاء في كراهة إتيان النساء في أدبارهن ـ (3/ 469) حديث رقم (1165) 0
¨ والنسائي ـ في الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر حديث ابن عباس فيه واختلاف ألفاظ الناقلين عليه ـ (5/ 320) ـ حديث رقم (9001) 0
¨ وابن أبي شيبة ـ في مصنفه ـ كتاب النكاح ـ باب ماجاء في إتيان النساء أدبارهن وماجاء فيه من الكراهة ـ (3/ 363) ـ حديث رقم (2) 0
¨ وابن الجارود ـ في المنتقى ـ (ص 297) ـ حديث رقم (729) 0
¨ وابن حبان ـ في صحيحه ـ (الإحسان) ـ كتاب النكاح ـ باب ذكر الزجر عن إتيان المرء في غير موضع الحرث ـ (9/ 517 ـ 518) ـ حديث رقم (4203 و 4204) 0
¨ وأبو يعلى ـ في مسنده ـ مسند عبدالله بن عباس ـ (4/ 266) ـ حديث رقم (2378) 0
¨ وابن حزم في ـ المحلى ـ (10/ 99 ـ100) 0
من طريق أبي خالد الأحمر، عن الضحاك بن عثمان، عن محزمة بن سليمان، عن كريب، عن ابن عباس به 0
قال الترمذي: " هذا حديث حسن غريب " 0
وخالف أبا خالد الأحمر وكيع بن الجراح 0
¨ فرواه النسائي في ـ الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر حديث ابن عباس فيه، واختلاف ألفاظ الناقلين عليه ـ (5/ 320 ـ 321) ـ حديث رقم (9002) 0
من طريق وكيع، عن الضحاك بن عثمان، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب، عن ابن عباس قال: " لا ينظر الله يوم القيامة إلى رجل أتى بهيمة، أو إمرأة في دبرها "0
وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص (3/ 181) " الموقوف أصح من المرفوع " 0
وأبو خالد الأحمر هوسليمان بن حبان قال فيه الحافظ في التقريب " صدوق يخطيء" 0
ووكيع بن الجراح ثبت ثقة حجة لايقوى أبو خالد على مخالفته 0
¨ الحديث الخامس عشر:
عن عمران بن الحصين قال: قال رسول الله r : " محاش النساء حرام " 0
¨ أخرجه الحارث في ـ مسنده ـ (بغية الحارث) ـ كتاب النكاح ـ باب النهى عن إتيان المرأة في دبرها ـ (1/ 548) ـ حديث رقم (493) 0
من طريق الخليل بن زكريا، ثنا عمرو بن عبيد، ثنا الحسن بن أبي الحسن عنه به 0
وفيه عمرو بن عبيد، وهو المعتزلي المشهور، كان داعية إلى بدعة، اتهمه جماعة، مع أنه كان عابداً، التقريب (2/ 74) 0
والخليل بن زكريا هو الشيباني متروك (التقريب 1/ 228) 0
¨ الحديث السادس عشر:
عن الحسن بن أبي الحسن عن سمرة بن جندب 0 قال: نهى رسول الله r أن تؤتى النساء في أعجازهن 0 قال الحسن بن أبي الحسن: وهل يفعل ذلك إلا كل أحمق فاجر؟ 0
¨ أخرجه الحارث في ـ مسنده ـ (بغية الباحث) ـ كتاب النكاح ـ باب النهى عن إتيان المرأة في دبرها ـ (1/ 548) ـ حديث رقم (494) 0
من طريق الخليل بن زكريا، ثنا عمرو بن عبيد، عن الحسن بن أبي الحسن عنه به 0
والكلام على إسناده كسابقه 0
المبحث الثاني
الآثار ودراستها
¨ الأثر الأول:
عن أبي الدرداء أنه سئل عن ذلك فقال: " وهل يفعل ذلك إلا كافر؟ " 0
¨ أخرجه عبدالرزاق في ـ مصنفه ـ باب إتيان المرأة في دبرها ـ (11/ 443) 0
¨ أخرجه الإمام أحمد في ـ مسنده ـ مسند عبدالله بن عمرو ـ (2/ 210) 0
¨ وابن أبي شيبة غي ـ مصنفه ـ (3/ 363) ـ كتاب النكاح ـ باب ماجاء في إتيان النساء في أدبارهن ـ حديث رقم (5) 0
¨ والطبري ـ في تفسيره ـ (2/ 407) ـ حديث رقم (4335) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/285)
¨ والبيهقي ـ في الكبرى ـ كتاب النكاح ـ باب إتيان النساء في أدبارهن (7/ 199) 0
¨ من طريق قتادة، حدثني عقبة بن وساج عنه 0
وإسناده صحيح 0
¨ وأخرجه عبدالرزاق ـ في مصنفه ـ باب إتيان المرأة في دبرها ـ (11/ 443) حديث رقم (20957) 0
¨ والبيهقي ـ في شعب الإيمان ـ باب في تحريم الفروج وما يجب التعفف عنها ـ (4/ 355) حديث رقم (5379) 0
من طريق معمر، عن قتادة، عن أبي الدرداء بمثله 0
¨ الأثر الثاني:
عن ابن عباس أنه سئل عن الذي يأتي امرأته في دبرها، فقال: هذا يسائلني عن الكفر 0
¨ أخرجه عبدالرزاق ـ في مصنفه ـ باب إتيان المرأة في دبرها ـ (4/ 442) ـ حديث رقم (20953) 0
¨ والنسائي في ـ الكبرى ـ كتاب عشرة النساء ـ باب ذكر حديث ابن عباس فيه واختلاف ألفاظ الناقلين عليه (5/ 321) ـ حديث رقم (9004) 0
¨ والبيهقي في ـ شعب الإيمان ـ باب في تحريم الفروج وما يجب من التعفف عنها ـ (4/ 355) ـ حديث رقم (5378) 0
من طريق معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه قال: سئل ابن عباس 0
وعزاه ابن كثير في تفسيره (1/ 270) إلى عبد بن حميد، وصحح إسناده وقال الحافظ في التلخيص (3/ 181): " إسناده قوي " 0
¨ الأثر الثالث:
عن ابن مسعود قال: " محاش النساء عليكم حرام " 0
¨ أخرجه ابن أبي شيبة ـ في المصنف ـ كتاب النكاح ـ باب ماجاء في إتيان النساء في أدبارهن ـ (3/ 363) ـ حديث رقم (6) 0
¨ والدارمي 0
¨ والهيثم بن خلف ـ في ذم اللواط ـ حديث رقم (103، 105) 0
¨ 9 والطحاوي ـ في شرح معاني الآثار ـ كتاب النكاح ـ باب وطء النساء في أدبارهن ـ (3/ 46) 0
¨ والبيهقي ـ في الكبرى ـ كتاب النكاح ـ باب إتيان النساء في أدبارهن ـ (7/ 199) 0
من طريق أبي القعقاع، عن ابن مسعود به 0
رواه عنه جماعة منهم: ابن علية، والثوري، وشعبة، كلهم عن أبي عبدالله الشقري، عن أبي القعقاع به 0
وأبو القعقاع اسمه: عبدالله بن خالد، فيه جهالة 0
وقد تابعه معن بن عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود، لكن سنده منقطع، معن لم يدرك جده، أخرجه الهيثم رقم (115) 0
والحديث روى مرفوعاً، أخرجه الأثرم في ـ سننه ـ كما في ـ تفسير ابن كثير ـ (1/ 271) والدولابي في ـ الكنى ـ (2/ 85) من طريق إبراهيم بن عبدالرحمن بن القعقاع عن أبي القعقاع به مرفوعاً، والموقوف أصح، قاله ابن كثير 0
¨ الأثر الرابع:
عن أبي هريرة قال: " من أتى أدبار الرجال والنساء فقد كفر " (1) 0
(1) راجع حديث رقم (13) 0
¨ الأثر الخامس:
عن الزهري قال: سألت ابن المسيب وأبا سلمة بن عبدالرحمن عن ذلك فكرهاه، ونهياني عنه 0
¨ أخرجه عبدالرزاق ـ في مصنفه ـ باب إتيان المرأة في دبرها ـ (11/ 443) حديث (20956) 0
¨ والخرائطي ـ في المساوئ ـ حديث رقم (459، 472) 0
¨ والبيهقي ـ في شعب الإيمان ـ باب في تحريم الفروج وما يجب من التعفف عنها ـ (4/ 356) ـ حديث رقم (5382) 0
¨ والطحاوي ـ في شرح معاني الآثار ـ كتاب النكاح ـ باب وطء النساء في أدبارهن ـ (3/ 45) 0
من طرق عن الزهري به 0
ورواه عن الزهري معمر، والليث، بن سعد، ويونس بن بكير 0
¨ الأثر السادس:
عن عطاء، عن عمرو بن قتادة قال: سئل عطاء عن إتيان النساء في أدبارهن 0 قال: ذلك كفر وما بدأ قوم لوط إلا ذلك أتوا النساء في أدبارهن ثم أتى الرجال الرجال " 0
¨ أخرجه الخرائطي في ـ المساويء ـ (رقم 469) من طريق محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو به، وسنده صالح، لا بأس به، محمد بن مسلم صدوق، في حفظه لين 0
¨ الأثر السابع:
عن مجاهد قال: " من أتى امرأته في دبرها فهو من المرأة مثله من الرجل، ثم تلا:] ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله [، تعزلوهن في المحيض الفرج، ثم تلا:] نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم [0 قائمة وقاعدة ومقبلة ومدبرة في الفرج 0
¨ أخرجه الدارمي (رقم 1115) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن عثمان بن الأسود، عن مجاهد به 0
وهذا سند صحيح 0
الفصل الثاني
الدراسة الفقهية
¨ اختلف أهل العلم في إتيان النساء في أدبارهن على قولين:
¨ ذهب جمهور الفقهاء (1) إلى المنع من وطء الزوجة في دبرها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/286)
وهناك روايات نسب فيها إلى بعض العلماء التهوين من المنع فمن ذلك ما:
روي ذلك عن ابن عمر من الصحابة، ونافع من التابعين، و رواية عن مالك (2) 0 وعن الشافعي بالحل 0 وقول عند الشيعة الإمامية، وقول عند الإباضية 0
¨ أدلة جمهور العلماء على التحريم:
من القرآن الكريم: قول الله تعالى:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثُُ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [0
قال ابن القيم في تفسير الآية: " وقد دلت الآية على تحريم الوطء في الدبر من وجهين:
أحدهما: أنه أباح إتيانها في الحرث، وهو موضع الولد من الحشِّ ـ الذي هو موضع الأذى، وموضع الحرث هو المراد من قوله:] مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ الله [0 قال:] فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [0 وإتيانها في قبلها من دبرها مستفادُُ من الآية أيضاً، لأنه قال:] أَنَّى شِئْتُمْ [، أي من أي ماشئتم من أمام أو من خلف (3) 0
وقال القرطبي في تفسيره:] أَنَّى شِئْتُمْ [معناه عند الجمهور من الصحابة والتابعين وأئمة الفتوى: أيِّ وجه شئتم مقبلةً مدبرةً 0 و] أَنَّى [تجيء
(1) بدائع الصنائع: 2/ 331، شرح منح الجليل: 2/ 5، شرح الزرقاني: 3/ 163، المدخل لابن الحاج: 2/ 196، المجموع: 16/ 416، المغني: 7/ 22، منار السبيل: 2/ 217، كشاف القناع: 5/ 210 0
(2) ذكر القرطبي أنَّ رواية مالك حكيت في كتاب له يسمى (كتاب السير)، ثم قال: " وحُذَّاق أصحاب مالك ومشايخهم ينكرون ذلك عن مالك، وسيأتي تفصيل هذا فيما بعد إن شاء الله " 0
(3) زاد المعاد: 4/ 240 0
سؤالاً واختباراً عن أمر له جهات، فهو أعم في اللغة من " كيف " ومن " أين " ومن " متى "، هذا هو الاستعمال العربي في " أنَّى " (1) 0
قال الشنقيطي في أضواء البيان: قوله] فأتوا [أمر بالإتيان بمعنى الجماع] حرثكم [يبين أن الإتيان المأمور به إنما هو في محل الحرث، يعني بذر الولد بالنطفة، وذلك هو القبل دون الدبر، كما لا يخفى0 لأن الدبر ليس محل بذر للأولاد، كما هو ضروري (2) 0
ومما يؤيد هذا التفسير ماجاء في سبب نزول هذه الآية عن جابر، قال: كانت اليهود تقول: إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها، كان الولد أحول، فأنزل الله عز وجل:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثُُ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [(3) 0 وفي لفظ الزهري عند مسلم " إن شاء مجبية، وإن شاء غير مجببية، غير أن ذلك في صمام واحد " (4) 0
ومن السنة فقد استدل جمهور العلماء بأحاديث الباب التي تنص على إباحة الحال والهيئات كلها،إذا كان الوطء في موضع الحرث وحرمة إتيان المرأة في الدبر (5) 0
¨ دليل المعقول: واستدل الجمهور على الحرمة بدليل المعقول، فقالوا: إذا كان الله حَرَّمَ الوطء في الفرج لأجل الأذى العارض كالحيض والنفاس، فما الظنُّ بالحُشِّ الذي هو محل الأذى اللازم، مع زيادة المفسدة بالتعرض لانقطاع النسل والذريعة القريبة جداً من أدبار النساء إلى أدبار الصبيان (6) 0
وقد قال أصحاب أبي حنيفة (7): أنه عندنا ولائط الذكر سواء في الحكم،
(1) تفسير القرطبي: 1/ 901 0
(2) أضواء البيان، لمحمد الأمين الشنقيطي: 1/ 143 0
(3) سبق تخريجه في أحاديث الباب 0
(4) هذه الزيادة انفرد بها الزهري عن باقي الرواة، وهى زيادة ثقة مقبولة 0
(5) أحكام القرآن، لابن العربي: 1/ 174، تفسير أبي السعود: 1/ 223، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي: 3/ 91 0 (انظر الدراسة الحديثية) 0
(6) ابن القيم في الزاد (4/ 240)، ونقل كثيبر من العلماء هذا المعقول فاكتفينا بالزاد لتوسعه بدليل المعقول، وأصل هذا المعقول قوله تعالى:] ويَسْئَلُونَكَ عَنْ المَحِيض [0
(7) بدائع الصنائع (2/ 1331)، وانظر اختلاف الفقهاء للطبري (ص: 124).
ولأن القذر والأذى في موضع النجو (1) أكثر من دم الحيض، فكان أشنع (2) 0
وللمرأة حق على الزوج في الوطء، ووطؤها في دبرها يُفَوِّت حقها، ولا يقضي وطرَها، ولا يُحَصِّل مقصودها 0
وأيضا: فإن الدبر لم يتهيأ لهذا العمل، ولم يُخْلَقْ له، وإنما الذي هُيء له الفرج، فالعادلون عنه إلى الدبر خارجون عن حكمة الله وشرعه جميعاً 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/287)
وأيضاً: فإن ذلك مضر بالرجل، ولهذا ينهى عنه عقلاء الأطباء من الفلاسفة وغيرهم، لأن للفرج خاصيَّة في اجتذاب الماء المحتقن وراحة الرجل منه، والوطءُ في الدبر لايُعين على اجتذاب جميع الماء، ولا يخرج كل المحتقن لمخالفته للأمر الطبيعي (3) 0
قال الإمام القرطبي: " ولأن الحكمة من خلق الأزواج بث النسل، فغير موضع النسل لايناله ملك النكاح وهذا هو الحق " (4) 0
¨ ومن الأدلة العقلية، ماذكره الإمام القرافي بقوله:
" 000 وظاهر الآية يقتضي التحريم، خلاف ما يتوهمه المعنى لقوله تعالى:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثُُ لَكُمْ [0 والمبتدأ يجب انحصاره في الخبر، كقوله r " تحريمها التكبير، وتحليلها التسليم " و " ذكاة الجنين ذكاة أمه " فلا يحصل تحريم بغير تكبير، ولا تحليل بغير سلام، ولا ذكاة الجنين بغير ذكاة أمه، ولا النسل في غير حالة الحرث الذي هو الفعل المفضي إلى النسل 0
ولأن الشرع إنما حرم اللواط والاستمناء لكي لا يستغنى بهما عن الوطء الموجب للنسل الموجب لبقاء النوع والمكاثرة لرسول الله r بأمته، وهذا المعنى قائم ها هنا، فيحرم لاندراجه في قوله تعالى:] ويُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الخَبَائِثَ [وتلطخ الإنسان بالعذرة من الدبر مِنْ أخبث الخبائث، ولا يميل إلى ذلك في الذكور والإناث إلا النفوس الخبيثة، خسيسة الطبع بهيمية الأخلاق، والنفوس الشريفة بمعزل عن ذلك (5) 0
(1) النجو: ما يخرج من البطن من ريح وغائط 0
(2) بدائع الصنائع: 2/ 1331 0
(3) نقلاً عن الزاد لابن القيم باختصار: 4/ 240 0
(4) تفسير القرطبي: 3/ 91، روح المعاني للألوسي: 2/ 124 0
(5) الذخيرة: 4/ 417 ـ 418 0
وقال الإمام القرطبي، نقلاً عن ابن عبدالبر: إن العلماء لم يختلفوا في الرتقاء التي لا يوصل إلى وطئها أنه عيب تُرَّد به 000 لأن المسيس هو المبتغى بالنكاح، وفي إجماعهم على هذا دليل على أن الدبر ليس بموضع الوطء، ولو كان موضعاً للوطء ما رُدّت من لا يوصل إلى وطئها في الفرج (1) 0
¨ ومن المعقول أيضاً ما ذكره ابن الحاج في المدخل (2) بقوله:
1) إن من مقاصد النكاح النسل لقول النبي r ( تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم) (3)، والنسل من غير وطء في القبل لا يكون، فلا يأتي من الوطء في الدبر 0
2) ومن المعلوم أن القذر يكون في الدبر بشكل أكبر وأشد من الحيض الذي يأتي في فترات في القبل، وهي أيام يسيرة من الشهر غالباً، ومع هذا حرم الجماع في مدته مع أن نجاسته عارضة، فمن باب أولى أن يحرم الوطء في الدبر لأجل النجاسة المستمرة التي تخرج منه، فهو موضوع لا تفارقه النجاسة 0
3) وإذا أبيح للرجل الوطء في الدبر، فإن في هذا قضاء لشهوته هو وحرمان المرأة من حقها في الاستمتاع، وفي هذا ضرر بها من وجهين:
* تحريك باعث الشهوة فيها من غير أن تنال شيئاً من حقها في الاستمتاع، وفي هذا ضرر بها، إذ قد يدفعها هذا إلى ارتكاب الفاحشة 0
¨ الوجه الثاني: إن وطء المرأة في دبرها يضر بها في صحتها مع عدم منفعتها منه في شيء0
¨ ومن أدلة الجمهور الاستصحاب:
قال الطبري: " 000إن الكل مجمعون قبل النكاح أن كل شيء معها حرام، ثم
(1) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: 3/ 94 0
(2) المدخل لابن الحاج: 2/ 199.
(3) أخرجه أبو داود في كتاب النكاح، باب (الاتيان في الدبر حرام): 3/ 180 0
اختلفوا فيما يحل له منها بالنكاح ولن ينتقل المحرم بإجماع إلى تحليل إلا بما يجب التسليم له من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس على أصل مجمع عليه، فما اجتمع منها على التحليل فحلال، وما اختلف فيه منها فحرام، والإتيان في الدبر مختلف فيه، فهو على التحريم المجمع عليه 000 " (1) 0
¨ كما استدل الجمهور بالقياس:
قال الإمام الماوردي: " ومن طريق القياس أنه إتيان، فوجب أن يكون محرماً كاللواط، ولأنه أذى معتاد، فوجب أن يحرم الإصابة فيه كالحيض، ولا يدخل عليه وطء المتسحاضة، لأنه نادر (2) 0
¨ وقد نقل أهل العلم الإجماع على تحريمه:
فقد قال الماوردي، بعد أن ذكر الآثار عن النبي r ـ قال رحمه الله: " ولأنه إجماع الصحابة، روي ذلك عن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، وابن مسعود، وأبي الدرداء 000 " (3).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/288)
وقال الإمام العيني 0 قال رحمه الله: " وقد انعقد الإجماع على تحريم إتيان المرأة في الدبر 000 " (4) 0
¨ وذهب الزيدية إلى القول بالتحريم:
جاء في كتاب البحر الزخار (5) مسألة الوطء في الدبر: ويحرم الوطء في الدبر لقوله r : " لا تأتوا النساء في أدبارهن " ونحوه 0
وجاء في موضع آخر من الكتاب نفسه (6) في باب المعاشرة: وعليها تمكينه من الاستمتاع بأي أعضائها لقوله r : " إذا دعا أحدكم امرأته 000 " 0 فأما الوطء
(1) اختلاف الفقهاء للطبري: ص 124 0
(2) الحاوي الكبير، شرح مختصر المزني لأبي الحسن الماوردي الشافعي: 3/ 319 0
(3) البناية في شرح الهداية للعيني: 6/ 255 0
(4) الحاوي الكبير: 9/ 319 0
(5) البحر الزخار: 4/ 81 0
(6) البحر الزخار: 4/ 117 0
المحرم كفي الدبر أو في الحيض أو الملأ، فلا لقوله r : " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " 0
¨ أقوال أهل العلم في إتيان النساء في الدبر:
قال الشافعي: " الإتيان في الدبر حتى يبلغ منه مبلغ الإتيان في القبل محرم لدلالة الكتاب والسنة " (1) 0
وجاء في مغني المحتاج (2): " أما وطء زوجته أو أمته في دبرها، فالمذهب أن واجبه التعزير إن تكرر منه الفعل، فإن لم يتكرر فلا تعزير " 0
وجاء في معونة أولي النهى، شرح المنتهى (3): " 000 أو وطء في دبر فيحرم في قول أكثر أهل العلم من الصحابة ومن بعدهم 000 فإن تطاوعا على الوطء في الدبر فرق بينهما ويعزر عالم بتحريمه " 0
وجاء في كشاف القناع، عن متن الإقناع (4): وللزوج الإستمتاع بزوجته كل وقت على أي صفة كانت، إذا كان الإستمتاع (في القبل ولو) كان الإستماع في القبل (من جهة عجيزتها) لقوله تعالى:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثُُ لَكُمْ 000 [0 والتحريم مختص بالدبر دون سواه 0
وجاء في الذخيرة (5)، الفصل الأول: فيما يباح من الزوجة: " وفي الجواهر: عقد النكاح يبيح كل استمتاع إلا الوطء في الدبر 000 وظاهر الآية يقتضي التحريم، خلاف مايتوهمه المعنى لقوله تعالى:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثُُ لَكُمْ 000 [0
وجاء في المغني (6): " ولا يحل وطء الزوجة في الدبر في قول أكثر أهل العلم، منهم: علي وعبدالله أبو الدرداء وابن عباس وعبدالله بن عمرو وأبو هريرة وابن عباس، وبه قال سعيد بن المسيب وأبو بكر بن عبدالرحمن ومجاهد وعكرمة، والشافعي وأصحاب الرأي وابن المنذر 000 " 0
(1) اختلاف الفقهاء، للطبري: ص 124 0
(2) 4/ 144 0
(3) معونة أولي النهى، شرح المنتهى (منتهى الإرادات) لابن النجار: 7/ 376 0
(4) كشاف القناع 0
(5) الذخيرة: 4/ 418 0
(6) المغني: 7/ 23 0
وجاء في الاستذكار (1):"اللواط كالزنى من أجاز وطء الدبر من الزوجات، والإماء،
وهو عندنا غير جائز ـ والحمد لله ـ بموضع الأذى ـ كالحيض من النساء ـ وبالله توفيقنا (2) 0
¨ وجاء في روضة الطالبين (3): " وفيه مسائل:
أحدها: له جميع أنواع الاستمتاع إلا النظر إلى الفرج، ففيه خلاف سبق في حكم النظر، وإلا الإتيان في الدبر، فإنه حرام، ويجوز التلذذ بما بين الإليتين والإيلاج في القبل من جهة الدبر 0
وقد نقل أهل العلم عن الأئمة: تحريم إتيان المرأة في الدبر، منهم الإمام الطحاوي0 فقد نقله عن الإمام أبي حنيفة وصاحباه أبي يوسف ومحمد بن الحسن تحريم ذلك0
ومما قاله يعني ـ الطحاوي (4) ـ:" فلما تواترت هذه الآثار عن رسول الله r بالنهي عن وطء المرأة في دبرها، ثم جاء عن الصحابة، وعن تابعيهم ما يوافق ذلك، وجب القول به، وترك ما يخالفه " 0
¨ ونقل ابن كثير (4) عن الإمام أحمد تحريمه ذلك في تفسيره 0
وأما الإمامان: مالك والشافعي ـ رحمهما الله ـ فقد نقلت عنهما روايتان، وسيأتي بيان ذلك في مبحث خاص إن شاء الله 0
وقال ابن حزم (5): " وما روينا إباحة ذلك عن أحد إلا عن ابن عمر t باختلاف عنه، وعن نافع باختلاف عنه، وعن مالك باختلاف عنه " 0
وقد جاء التحريم عن أبي هريرة وعلي وأبي الدرداء وابن عباس وسعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف وطاوس ومجاهد 0
وهو قول أبي حنيفة والشافعي وسفيان والثوري وغيرهم (6) 0
(1) الاستذكار، لابن عبدالبر: 24/ 84 0
(2) 7/ 204 0
(3) شرح معاني الآثار للطحاوي: 3/ 46 0
(4) تفسير ابن كثير:
(5) المحلى: 11/ 288 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/289)
(6) المغني: 7/ 23، القرطبي: 3/ 91، نيل الأوطار: 6/ 225 0
قال البغوي في (شرح السنة) (1): اتفق أهل العلم على أنه يجوز للرجل إتيان زوجته في قبلها من جانب دبرها، وعلى أي صفة شاء 000 أما الإتيان في الدبر فحرام، فمن فعله جاهلاً بتحريمه نُهِىَ عنه، فإن عاد عُزِّرَ 000 " 0
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ عن رجل ينكح زوجته في دبرها، أحلال هو أم حرام؟ 0
فأجاب ـ رحمه الله ـ وطء المرأة في دبرها حرام بالكتاب والسنة، وهو قول جماهير السلف والخلف، بل هو اللوطية الصغرى، وقد ثبت عن النبي r أنه قال: " إن الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أدبارهن " 0 وقد قال الله تعالى:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثُُ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [، والحرث هو موضع الولد، فإن الحرث هو محل الغرس والزرع (2) 0
وقال ابن القيم (3): " وأما الدبر: فلم يبح قط على لسان نبي من الأنبياء، ومن نسب إلى بعض السلف إباحة وطء الزوجة في دبرها، فقد غلط عليه 0
وقال الإمام الذهبي ـ رحمه الله (4) ـ: وقد جاءت رواية أخرى عنه ـ أى عن نافع عن ابن عمر ـ بتحريم أدبار النساء وما جاء عنه بالرخصة، فلو صح لما كان صريحاً، بل يحتمل أنه أراد بدبرها من ورائها في القبل، وقد أوضحنا المسألة في مصنف مفيد لا يُطَالِعَهُ عالم إلا ويقطع بتحريم ذلك "0
وممن قال بالتحريم كذلك، الإمام الحافظ ابن حجر في الفتح (5) 0
وممن حرمها وعدها من الكبائر، الإمام الذهبي (6)، وابن حجر الهيثمي في الزواجر (7)، وكذلك الإمام الشوكاني في الدراري المضية شرح الدرر البهية (8)، كذلك
(1) 9/ 106 0
(2) مجموع فتاوى شيخ الإسلام: 32/ 266 ـ 267 0
(3) الزاد: (4/ 240) 0
(4) سير أعلام النبلاء: 5/ 100 0
(5) فتح الباري: 8/ 191 0
(6) ص 221 0
(7) 2/ 30 0
(8) ص 162 0
الإمام الصنعاني في سبل السلام (1) 0
وكذلك العلامة المحدث ولي الله الدهلوي في " حجة الله البالغة " (2) 0
ومن المفسرين ـ ابن كثير في تفسيره للآية، وكذلك ابن الجوزي في (زاد المسير) (2) 0
ومن المحدثين: العلامة السعدي (3)، وغيرهم كثير 0
وعلى ذلك انعقد الإجماع كما نقله الإمام العيني، فقال ـ رحمه الله ـ: " وقد انعقد الإجماع على تحريم إتيان المرأة في الدبر وإن كان فيه خلاف قديم، فقد انقطع، وكل من روي عنه إباحته، فقد روي عنه إنكاره 00" (4) 0
(1) 3/ 291 ـ 292 0
(2) 2/ 134 0
(3) 1/ 252 0
(4) 1/ 134 0
(5) البناية في شرح الهداية لأبي محمد محمود بن أحمد العيني: 6/ 255 0
¨ أدلة المبيحين:
قال تعالى:] أَتَأْتُونَ الْذُكْرَانَ مِنَ العَالَمِينَ وتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ منْ
أَزْوَاجِكُمْ [0
وقال تعالى:] هُنَّ لِبَاسُُ لَكُمْ وأَنْتُمُ لِبَاسُُ لَهُنَّ [(1) 0 فدل على أن جميعهن لباس يستمتع به على عمومه (2) 0
استدل من ذهب إلى إباحته: بما رواه مالك عن نافع عن ابن عمر: أن رجلاً أتى امرأة في دبرها، فوجد في ذلك وجداً شديداً، فأنزل الله تعالى:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثُُ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [(3) 0
وقوله تعالى:] حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [0 أي أين شئتم 0 فصار المعنى: فأتوا حرثكم في أيُ مكان شئتم 0
وقد أخرج البخاري عن ابن عون، عن نافع، قال: كان ابن عمر t إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه، فأخذت عليه يوماً فقرأ سورة البقرة حتى انتهى إلى مكان قال: أتدري فيم نزلت؟ قلت: لا 0 قال: أنزلت في كذا وكذا، ثم مضى، ثم أتبعه بحديث أيوب، عن نافع، عن ابن عمر:] فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [0 قال: يأتيها في 000 ولم يذكر بعده شيئاً 0
(1) سورة البقرة: الآية رقم 187 0
(2) الحاوي الكبير، شرح مختصر المزني للماوردي: 9/ 317 ـ 318 0
وكذا روى الحاكم عن الحافظ أبي علي النيسابوري، ومثله النسائي، وقاله
(3) قال القرطبي: ومِمَنْ نسب إليه هذا القول: سعد بن المسيب ونافع وابن عمر ومحمد بن كعب القرطي وعبد الملك بن الماجشون 000: 1/ 901 0
¨ وممن ذهب إلى الجواز مع الكراهة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/290)
الشيعة الإمامية (1)، جاء في كتاب الروضة البهية، الفصل الأول في مقدمات النكاح (والوطء في دبرها مكروه كراهة مغلظة من غير تحريم على أشهر القولين والروايتين، وظاهر آية الحرث، وفي رواية سدير عن الصادق: يحرم لأنه روى عن النبي r أنه قال: " محاش النساء على أمتي حرام "، وهو مع سلامة سنده محمول على شدة الكراهة جمعاً بينه وبين صحيحة ابن أبي يعقوب الدالة على الجواز صراحة " 0
وجاء في شرح الإسلام في مسائل الحلال والحرام (2): (الثاني في مسائل تتعلق في هذا الباب، وهي خمس: الأولى: الوطء في الدبر فيه روايتان:
إحداهما: الجواز: وهى المشهورة بين الصحاب، لكن على كراهية شديدة)
وجاء في الفقه الإباضي (3) فيما يحرّم المرأة أو يبينها:
" وغيوب حشفة في دبر ورخص بعض أن لا تحرم كما في الديوان، وكتاب الألواح وغيرها ولو تعمد ذلك مراراً ورخص فيه أبو يحيى الفرسطائي وليس على من يتعمد ذلك منهما شيء، ولا تحرم إن لم يتعمدا، وقيل تحرم وصححه بعض 0 ثم قال الظاهر عندي أنها حلال ولغيره، ولكن يجتنب الدبر ويجامعها حيث شاء 0
وقد رد هذا الفريق على الأحاديث بأنها معلولة، لايصح منها شيء 0
قال البزار: لا أعلم في الباب حديثاً صحيحاً لا في الحظر ولا في الإطلاق، وكل ما روي فيه عن خزيمة بن ثابت من طريق فيه، فغير صحيح 0
قبلهما البخاري (4) 0
(1) الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية: 5/ 1 0
(2) 2/ 214 0
(3) شرح النيل والشفاء: /6 0
(4) نقلاً من تلخيص الحبير لابن حجر: 3/ 180 0
¨ أدلة المعقول:
¨ علة من قال بالجواز: أن إجماع الكل أن النكاح قد أحل للزوج ما كان حراماً، وإذا كان ذلك كذلك، لم يكن القبل بأولى في التحليل من الدبر (2) 0
وقالوا: ولأنه لو استثناه (أي الوطء في الدبر) من عقد النكاح فسد، ولو أوقع عليه الطلاق سرى إلى الباقي، فدل على أنه مقصود بالاستمتاع،ولأنه أحد الفرجين، فجاز إتيانه كالقبل، ولأنه ما ساوى في كمال المهر، وتحريم المصاهرة ووجود الحد ساواه في الإباحة (3) 0
¨ ومن الأدلة الطريفة التي رويت عن الإمام الشافعي: في حوار مع الإمام محمد ابن الحسن صاحب الإمام أبي حنيفة رحمهم الله جميعاً في إباحة وطء المرأة في دبرها ما رأينا نقله لما فيه من قوة الدليل ورجحان عقلية هذا الإمام 0
قال الشافعي: " سألني محمد بن الحسن، فقلت له: إن كنت تريد المكابرة، وتصحيح الروايات، وإن لم تصح، فأنت أعلم، وإن تكلمت بالمناصفة كلمتك 0قال: على المناصفة، قلت: فبأي شيء حرمته 0 قال: يقول الله تعالى:] فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ الله [0 وقال:] فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [0
والحرث لايكون إلا في الفرج 0 قلت: أفيكون ذلك محرماً لما سواه، قال: نعم: قلت: فما تقول: لو وطئها بين ساقيها 0 أو في أعطافها، أو تحت إبطها، أو أخذت ذكره بيدها، أفي ذلك حرث؟ قال: لا 0 قلت: أفيحرم ذلك؟ قال: لا 0 قلت: فلم تحتج بما لا حجة فيه؟ قال: فإن الله قال:] والَّذِينً هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونً [الآية 0 قال: فقلت له: إن هذا مما يحتجون به للجواز، إن الله أثنى على من حفظ فرجه من غير زوجته، وما ملكت يمينه، فقلت: أنت تتحفظ من
(1) اختلاف الفقهاء للطبري: ص 124 0
(2) الحاوي الكبير، شرح مختصر المزني: 9/ 308 0
زوجته وما ملكت يمينه (1) 0 وهذا لا يعني قول الشافعي بالجواز، بل يقول بالتحريم كما أسلفنا 0
كما استدل هذا الفريق بما روي عن ابن عمر، وزيد بن أسلم، ونافع، ومالك مما نسب إلى سعيد بن المسيب، ومحمد بن كعب القرظي، وعبدالملك بن الماجشون (2) 0
¨ رد الجمهور على أدلة المبيحين:
أما قوله تعالى:] أَنَّى شِئْتُمْ [بمعنى من أين شئتم 0
] وأَنَّى [تجيء سؤالاً وإخباراً عن أمرٍ له جهات، فهو أعم في اللغة من (كيف) ومن (أين) ومن (متى) 0 هذا هو الاستعمال العربي في (أنى) (3) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/291)
ويؤيد هذا، ما أخرجه الشيخان، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه في سبب النزول، عن جابر قال: إن اليهود يقولون إذا جامع الرجل امرأته في فرجها من ورائها كان ولده أحول، فأنزل الله:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثُُ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [0 أي كيف شئتم من قيام وقعود واضطجاع، أو من ورائها في فرجها 0
(1) التلخيص الجبير لابن حجر: 182/ 3، سيأتي التفصيل في حقيقة مذهب الشافعي فيما بعد إن شاء الله، وكلام الأئمة على هذا الجواز 0
(2) بل زعم الإمام ابن العربي أن ابن شعبان أسند جواز هذا القول إلى زمرة كبيرة من الصحابة والتابعين، وإلى مالك من روايات كثيرة في كتاب (جماع النسوان وأحكام القرآن) قلت: كلام ابن العربي فيه مبالغة شديدة، إذ لم ترو إباحته إلا عن فئة قليلة من الصحابة، وبعضهم مختلف في روايتها عنهم كما قال أهل العلم 0
فائدة: أشار ابن العربي في أحكام القرآن إلى الخلاف، دون أن يحقق المسألة أو يرجح أحدهما على الآخر، وكأنه رحمه الله يميل إلى القول القديم لمالك رحمه الله 0
قال ابن حجر في التلخيص: وفي كلام ابن العربي والمازري ما يوميء إلى جواز ذلك أيضاً 0
(3) قاله الإمام القرطبي: 1/ 901 0
ثم كيف تفسرون (أنى) بأن معناها (أين) فصار المعنى: فأتوا حرثكم أيِّ مكان شئتم، فحدث التناقض بين أولها وآخرها، حيث سمى المرأة حرثاً ومكانا لإزراع النسل، وأباح إتيانها في مكان ليس محلاً للزرع (1) 0
¨ أما الرد على الشبهة الثانية: بين كلمتي (من) و (في) في حديث ابن عمر: " أن رجلاً أتى امرأته في دبرها " 0
قال ابن القيم رحمه الله: " ومن هنا نشأ الغلط على من نقل عنه الإباحة من السلف، والأئمة فإنهم أباحوا أن يكون الدُّبُر طريقاً إلى الوطء في الفرج، فيطأ من الدبر لا في الدبر، فأشبه على السامع " من " بـ " في " ولم يظن بينهما فرقاً 0
فهذا الذي أباحه السلف والأئمة، فغلط عليهم الغالط أقبح الغلط وأفحشه " (2) 0
أما قوله:] أَتَأْتُونَ الْذُكْرَانَ مِنَ العَالَمِينَ وتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ [(3). فمعناه: أتأتون المحظور من الذكران، وتذرون المباح من فروج النساء 0
وقوله:] هُنَّ لِبَاسُُ لَكُمْ000 [ففيه تأويلان:
أحدهما: أن اللباس السكن 0 كقوله تعالى:] وهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الْلَّيْلَ لِبَاساً [(4) 0
والثاني: أن بعضهم يستر بعضاً كاللباس، وليس في ذلك على التأويلين دليل لهم 0
وأما فساد العقد باستثنائه وسراية الطلاق به، فقد يفسد العقد باستثناء كل عضو لا يصح الاستمتاع به من فؤادها، وكبدها، ويسري منه الطلاق إلى جميع بدنها ولا يدل على إباحة الاستمتاع به، فكذلك الدبر 0
(1) هذا حلال وهذا حرام، لعبد القادر أحمد عطا: ص 243 0
(2) زاد المعاد، لابن القيم: 4/ 240 0
(3) الشعراء [165 – 166].
(4) الفرقان [47].
وأما استدلالهم بما يتعلق به من كمال المهر، وتحريم المصاهرة، فغير صحيح، لأن ذلك يختص بمباح الوطء دون محظور، ألا تراه يتعلق بالوطء في الحيض، والإحرام والصيام، وإن كان محظوراً، فكذلك في هذا (1) 0
أما فيما يتعلق بدليل المعقول الذي أورده الإمام الشافعي في الحوار الذي جرى بينه وبين الإمام محمد بن الحسن، فهو غير مسلم به، إذ المقصود من الآية الوطء في الفرج وليس الاستمتاع، والوطء بين الساقين أو الفخذين، أو تحت الإبط لايعد وطءاً في الفرج، إنما هو استمتاع، ففرق بينهما 0 ثم لو كان الوطء في الدبر مباحاً لأرشد به النبي r الرجال عندما تكون الزوجة حائضاً كبديل مشروع للقبل 00 والله أعلم0
كما أنه 00 لا دليل لما ذهب إليه الإمامية على خلاف في مذهبهم من جواز الوطء في الدبر، بل هو مخالف للأدلة الشرعية والعقلية 0
وكذا ماذهب إليه بعض الإباضية من القول بالكراهة وعدم التحريم 0
¨ هل أفتى إمام دار الهجرة بالجواز، وكذلك الإمام الشافعي، وما صحة رواية ابن عمر؟:
يستند من يرى إباحة وطء المرأة في دبرها أو على الأقل من يرى أن المسألة خلافية بين أهل العلم يسوغ فيها الاجتهاد إلى أقوال مَنْ نُقِلَ عنهم الجواز وعلى رأسهم من الصحابة ابن عمر ومن العلماء الإمامان مالك والشافعي رحمهم الله جميعاً 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/292)
¨ أما جواب مانقل عن ابن عمر فالآتي:
عن عبيد الله بن عمر بن حفص عن نافع، قال: قال لي ابن عمر: " أمسك علي المصحف يانافع، فقرأ حتى أتى على هذه الآية:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثُُ لَكُمْ [0 فقال: تدري يانافع فيمن أنزلت هذه الآية؟ قال: قلتُ: لا 0 قال: فقال: لي في رجل من الأنصار أصاب امرأته في دبرها 0 فأعظم الناس ذلك، فأنزل الله تعالى:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثُُ لَكُمْ [الآية 0 قال نافع: فقُلت لابن عمر: من دبرها في قبلها قال: لا، إلا في دبرها " 0
(1) الحاوي الكبير، شرح مختصر المزني للماوردي: 9/ 320 0
وله طرق عن ابن عمر ومتابعة الرواة لنافع فيها (1) 0
قال الحافظ بن حجر في " الفتح " ورواية ابن عمر لهذا المعنى صحيحة مشهورة من رواية نافع عنه بغير نكير أو يرويها عنه زيد بن أسلم!! (2) 0
ورواها الإمام الطبري في " التفسير " بإسناد صحيح عنه (3) 0
أخرجها إسحاق بن راهويه في " التفسير " كما في " الدر المنثور " ـ 0 فالأثر ثابت وصحيح 0
غير أنه وردت رواية عن ابن عمر t تنص على القول بتحريم إتيان الدبر، وقد صح عنه t أنه أنكر ذلك فيما روى النسائي من رواية الحارث بن يعقوب عن سعيد بن يسار قال: قلتُ لابن عمر إنا نشتري الجواري فيحمض لهن، قال: وما التحميض؟ قال: إتيانهن في أدبارهن 0 فقال ابن عمر: أو يفعل هذا مسلم "؟ 0
أخرجه الطحاوي في " شرح معاني الآثار " (5) بإسناد حسن، والدارمي في " السنن " (6) بإسناد حسن 0
قال الإمام الذهبي في " السير ": " وقد جاءت رواية أخرى عنه ـ أي عن نافع، عن ابن عمر ـ بتحريم أدبار النساء (7) 0
¨ كلام أهل العلم في التوفيق بين القولين:
ذهب بعض الفقهاء إلى أن ما ذهب إليه ابن عمر، إنما هو وهم في فهم الآية من أنها تدل على الإباحة 0
(1) التلخيص الحبير لابن حجر: 185/ 3 ـ 4 0
(2) فتح الباري: 8/ 190 0
(3) تفسير الطبري: 2/ 394 0
(4) 2/ 635 0
(5) 3/ 40 0
(6) 1/ 260 0
(7) 5/ 100 0
وإلى هذا ذهب ابن عباس t فقد روى أبو داود عن طريق محمد بن إسحاق عن ابن صالح، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: " إن ابن عمر والله يغفر له أوهم إنما كان هذا الحي من الأنصار ـ وهم أهل وثن ـ مع هذا الحي من يهود، وهم أهل الكتاب ـ وكانوا يرون لهم فضلاً عليهم في العلم، فكانوا يقتدون بكثير من فعلهم 0 وكان من أمر أهل الكتاب أن لا يأتوا النساء إلا على حرفٍ، وذلك أستر ماتكون المرأة، فكان هذا الحي من الأنصار قد أخذوا بذلك من فعلهم، وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحاً مبكراً ويتلذذون منهن مقبلات ومدبرات، ومستلقيات، فلما قدم المهاجرون المدينة، تزوج رجل منهم امرأة من الأنصار، فذهب يصنع بها ذلك 0 فأنكرته عليه وقالت: إنما كنا نؤتى على حرف فاصنع ذلك وإلا فاجتنبني، حتى سرى أمرهما، فبلغ ذلك رسول الله ً، فأنزل الله عز وجل:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثُُ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [0 أي: مقبلات ومدبرات ومستلقيات يعني بذلك موضع الولد (1) 0
¨ وذهب بعض العلماء إلى القول بوهم النقلة عن ابن عمر نفى الوهم عنه:
قال ابن القيم (2): روى النسائي عن أبي النضر، أنه قال لنافع: قد أكثر عليك القول أنك تقول عن ابن عمر: أنه أفتى بأن يؤتى النساء في أدبارهن، قال نافع: لقد كذبوا عليَّ، ولكن سأخبرك، كيف كان الأمر؟ إن ابن عمر عرض المصحف يوماً، وأنا عنده، حتى بلغ:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثُُ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [0 قال: يانافع، هل تعلم ما أمر هذه الآية؟ إنا كنا معشر قريش نجبي النساء، فلما دخلنا المدينة ونكحنا نساء الأنصار أردنا منهن مثل ماكنا نريد من نسائنا، فإذا هن قد كرهن ذلك وأعظمنه 0 وكانت نساء الأنصار إنما يؤتين على جنوبهن، فأنزل الله عز وجل:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثُُ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [0
(1) أخرجه الطبراني في " الكبير ": رقم 11097، والحاكم في " المستدرك ": 2/ 1950وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وصحح إسناده إسناده العلامة أحمد شاكر في " عمدة التفسير ": 2/ 191 0
(2) تهذيب السنن ـ (3/ 790) بحاشية معالم السنن ـ للإمام ابن القيم، تحقيق أحمد شاكر ومحمد حامد الفقي 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/293)
فهذا هو الثابت عن ابن عمر، ولم يفهم عنه من نقل عنه غير ذلك 0 انتهى 00
ثم قال: " فقد صح عن ابن عمر أنه فسر الآية بالإتيان في الفرج من ناحية الدبر، وهو الذي رواه عنه نافع 0 وأخطأ من أخطأ على نافع، فتوهم أن الدبر محل الوطء لا طريق إلى وطء الفرج 0 فكذبهم نافع 0 وكذلك مسألة الجواري 0 إن كان قد حفظ عن ابن عمر أنه رخص في الإحماض لهن، فإنما مراده إتيانهن من طريق الدبر، فإنه قد صرح في الرواية الأخرى بالإنكار على من وطئهن في الدبر، وقال (أو يفعل هذا مسلم)؟! فهذا يبين تصادق الروايات وتوافقها عنه " 0
ثم يقول ـ رحمه الله ـ: " والذي يبين هذا ويزيده وضوحاً: أن هذا الغلط قد عرض مثله لبعض الصحابة حين أفتاه النبي r بجواز الوطء في قبلها من دبرها، حتى بين له r بياناً شافياً 000 فوقع الاشتباه في كون الدبر طريقاً إلى موضوع الوطء، أو هو مأتى 0 واشتبه على من اشتبه عليه معنى " من " بمعنى " في " فوقع الوهم (1) 0
¨ فالخلاصة:
أن حديث ابن عمر الذي يحتمل الإباحة، ثابت وصحيح، غير أن متنه معارض، فيقدم قول ابن عمر بالتحريم الذي لا يقبل أي احتمال 0
ولهذا قال الحافظ ابن كثير " 000 وهذا نص منه ـ أي ابن عمر ـ بتحريم ذلك، فكل ماورد عنه مما يحتمل ويحتمل، فهو مردود إلى هذا الحكم " (2) 0 والله تعالى أعلم 0
فقد روى الطبري عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن مالك أنه أباحه، وروى الثعلبي في تفسيره من طريق المزني، قال: كنت عند ابن وهب وهو يقرأ علينا رواية مالك، فجاءت هذه المسألة، فقام رجل فقال: يا أبا محمد ارو لنا مارويت، فامتنع أن يروي لهم ذلك 0 وقال: أحدكم يصحب العالم، فإذا تعلم منه لم يوجب له من حقه مايمنعه من أقبح مايروى عنه، وأبى أن يروي ذلك 0
(1) تهذيب السنن ـ بحاشية معالم السنن ـ لابن القيم: 3/ 790 0
(2) وهذا الذي أيده الإمام الشنقيطي رحمه الله في " الأضواء ": 1/ 124 ـ 128 0
¨ أما إمام دار الهجرة مالك ـ رحمه الله ـ فله قولان:
¨ روي عنه القول بالإباحة، من رواية عطاف بن موسى، عن عبدالله بن الحسن، عن أبيه أنه حكى عن مالك إباحة ذلك 0
وروي عن مالك أنه قال: ما أدركتُ أحداً أقتدي به في ديني يشك أنه حلال0 وأهل العراق من أصحاب مالك ينكرون ذلك 0
قال ابن العربي في " أحكام القرآن ": " 000 وقد جمع ذلك ابن شعبان في كتاب (جماع النسوان وأحكام القرآن) وأسند جوازه إلىزمرة كريمة من الصحابة والتابعين، وإلى مالك روايات كثيرة " 0
وعزى هذا القول عنه إلىكتاب " السر " له (1) 0
وفي مختصر ابن الحاجب عن ابن وهب عن مالك إنكار ذلك، وتكذيب من نقله عنه 0
قال مالك لابن وهب وعلي بن زياد لما أخبراه أن ناساً بمصر يتحدثون عنه أنه يجيز ذلك، فنفر من ذلك، وبادر إلى تكذيب الناقل فقال: كذبوا عَليَّ، كذبوا علي، ثم قال: ألستم قوماً عرباً، ألم يقل الله تعالى::] نِسَاؤُكُمْ حَرْثُُ لَكُمْ [0 وهل يكون الحرث إلا في موضع المنبت؟! (2) 0
وعن عبدالرحمن بن القاسم أن شرطي المدينة دخل على مالك بن أنس رحمه الله تعالى فسأله عن رجل رفع إليه أنه قد أتى امرأته في دبرها، فقال مالك: " أرى أن توجعه ضرباً فإن عاد إلى ذلك ففرق بينهما " (3) 0
(1) أنكر الإمام القرطبي أن يكون له كتاب اسمه " السر "، وأثبته ابن حجر في التلخيص، قال: قلت: وكتاب السر وقفت عليه في كراسة لطيفة من رواية الحارث بن مسكين عن عبدالرحمن بن القاسم عن مالك، وهو يشتمل على نوادر من المسائل، وفيها كثير مما يتعلق بالخلفاء، ولأجل هذا سمي كتاب السر 0
(2) تفسير القرطبي: 1/ 903 0
(3) المدخل لابن الحاج: 2/ 196 ـ 197 0
وأما مارواه أبو بكر بن زياد النيسابوري قال: " حدثني اسماعيل بن حصن، حدثني إسرائيل بن روح سألت مالك بن أنس: ماتقول في إتيان النساء في أدبارهن؟ قال: ما أنتم إلا قوم عرب، هل يكون الحرث إلا موضع الزرع؟ لا تعدو الفرْج، قلتُ: يا أبا عبدالله إنهم يقولون إنك تقول ذلك؟ قال: يكذبون عَليَّ، يكذبون عليَّ " (1) 0
لكن الحافظ ابن حجر قال: " لكن الذي روى عن ابن وهب غير موثوق به (يقصد التكذيب) والصواب ماحكاه الخليلي (يقصد به القول بالرجوع) " (2) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/294)
وقال الحافظ في الفتح (3): " وعلى هذه القصة اعتمد المتأخرون من المالكية، فلعل مالكاً رجع عن قوله الأول، أو كان يرى أن العمل على خلاف حديث ابن عمر، فلم يعمل به وإن كانت الرواية فيه صحيحة على قادته " 0
والذي يترجح القول بالرجوع عن ذلك إلى القول بالتحريم (4) 000 والله أعلم 0
أما الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ: فحكى ابن عبد الحكم عن الشافعي أنه قال: " لم يصح عن رسول الله r في تحريمه ولا في تحليله شيء، والقياس أنه حلال " (5) 0
(1) ابن كثير في تفسيره: 1/ 272 0
(2) مانقل عن الإمام مالك بتكذيب من نسب اليه إباحة وطء المرأة في الدبر غير ثابت، بل الصحيح أنه كان يقول بالحل غير أنه رجع عنه 0
(3) 8/ 190 0
فائدة: روى عن الأوزاعي: يجتنب أو يترك من قول أهل الحجاز خمس، ومن قول أهل العراق خمس، من أقوال أهل الحجاز: إستماع الملاهي، والمتعة، وإتيان النساء في أدبارهن، والصرف، والجمع بين الصلاتين بغير عذر، ومن أقوال أهل العراق: شرب النبيذ، وتأخير العصر حتى يكون ظل الشيء أربعة أمثاله، ولا جمعة إلا في سبعة أمصار، والفرار من الزحف، والأكل بعد الفجر في رمضان 0
(4) المدخل لابن الحاج: 2/ 198 0
(5) أخرجها الحاكم في " مناقب الشافعي "، وابن أبي حاتم في " مناقب الشافعي "، والبيهقي في " معرفة السنن والآثار ": 5/ 335 0
قال الحاكم: لعل الشافعي كان يقول ذلك في القديم، فأما في الحديث، فالمشهور أنه حرَّمها (1) 0
وكذلك قال الربيع عن الشافعي، وأنه قد نص الشافعي على تحريمه في ستة من كتبه 0
قال أبو نصر الصباغ: " كان الربيع يحلف بالله لا إله إلا هو، لقد كذب ـ يعني ابن عبدالحكم ـ على الشافعي في ذلك، لأن الشافعي نص على تحريمه في ستة كتب من كتبه " (2) 0
قال ابن حجر: " وتكذيب الربيع لمحمد لا معنى له، لأنه لم ينفرد بذلك، فقد تابعه عبدالرحمن بن عبدالله أخوه عن الشافعي 000 " وإن كان كذلك فهو قول قديم، وقد رجع عنه الشافعي، كما قال الربيع، وهذا أولى من إطلاق الربيع تكذيب محمد ابن عبدالله بن عبدالحكم، فإنه لا خلاف في ثقته وأمانته " (3) 0
وأما قصة المناظرة التي جرت بينه وبين محمد بن الحسن في تقرير الإباحة 0 قال ابن حجر: " ولا شك أن العالم في المناظرة يتقذر القول وهو لا يختاره، فيذكر أدلته إلى أن ينقطع خصمه، وذلك غير مستنكر في المناظرة 00 والله أعلم " (4) 0
وجماع كل هذا ما قاله الإمام ابن القيم: فلعل الشافعي ـ رحمه الله ـ توقف فيه أولاً، ثم لما تبين له التحريم وثبوت الحديث فيه رجع إليه، وهو أولى بجلالته ومنصبه وإمامته من أن يناظر على مسألة يعتقد بطلانها، يذب بها عن أهل المدينة جدلاً، ثم يقول والقياس حله، ويقول ليس فيه عن رسول الله r في التحريم والتحليل حديث ثابت، على طريق الجدل، بل إن كان ابن عبد الحكم حفظ ذلك عن الشافعي فهو قد رجع عنه، لما تبين له صريح التحريم 0 والله أعلم 00
(1) التلخيص: 3/ 182 0
(2) ابن كثير: 1/ 346 0
(3) التلخيص: 2/ 182 0
(4) نفس المصدر 0
(ثم قال رحمه الله) والشافعي رحمه الله قد صرح في كتبه المصرية بالتحريم، واحتج بحديث خزيمة، ووثق رواته كما ذكرنا (1) 0
¨ الضرب الثالث: ما اختلف فيه بين أهل العلم (2):
¨ الفيئة في الإيلاء فيها وجهان:
أ) أن لا تكون إلا بالوطء في القبل دون الدبر 0
II) أنها تكون بالوطء في الدبر 0
III)
2 ـ العدة من الوطء في الدبر، فإن كان في عقد النكاح وجبت به العدة، كوجوبها بالوطء في القبل، وإن كان بسببه، ففي وجوب العدة فيها وجهان:
أ) تجب كوجوبها في النكاح 0
ب) لا تجب.
3 ـ لحوق النسب من الوطء في الدبر، وإن كان في عقد نكاح لحق، وإن كان في شبهة، ففي لحوق النسب به وجهان:
أ) إن قيل بوجوب العدة منه كان النسب لاحقاً 0
II) إن قيل لا تجب العدة منه لم يلحق به النسب (3) 0
(1) تهذيب مختصر سنن أبي داود، ومعالم السنن لابن القيم: 3/ 80 0
(2) القصد من الخلاف بين أصحاب الشافعي t 0
(3) الحاوي الكبير، وهو شرح مختصر المزني لأبي الحسن الماوردي البصري، بتصرف واختصار شديد 0
v جملة الأحكام التي تتعلق بالوطء في الدبر (1):
قسم علماء الفقه الأحكام المتعلقة بالوطء إلى ثلاثة أضرب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/295)
الضرب الأول: ما يختص بالوطء في القبل ولا يثبت بالوطء في الدبر 0
الضرب الثاني: يستوي فيه الوطء في القبل، والوطء في الدبر 0
الضرب الثالث: ما هو مختلفُّ فيه بين أهل العلم 0
v الضرب الأول: ما يختص بالوطء في القبل لا يثبت بالوطء في الدبر:
1. الإحصان لا يثبت بالوطء إلا في القبل، ولا يثبت بالوطء في الدبر 0
2. إحلالها للزوج المطلق ثلاثاً لا يكون إلا بالوطء في القبل 0
3. سقوك حكم العنة، لا يكون إلا بالوطء في القبل 0
v الضرب الثاني: يستوي فيه الوطء في القبل، والوطء في الدبر، وهى سبعة أحكام:
1. وجوب الغسل بالإيلاج عليهما 0
2. وجوب حد الزنا في القبل والدبر جميعاً 0
3. كمال المهر ووجوبه بالشبهة كوجوب بالوطء في القبل 0
4. وجوب العدة منه كوجوبها بالوطء في القبل 0
5. تحريم المصاهرة، ويثبت به كثبوته بالوطء في القبل 0
v الضرب الثالث: ما اختلف فيه بين أهل العلم (2):
v الفيئة في الإيلاء فيها وجهان:
أ) أن لاتكون إلا بالوطء في القبل دون الدبر 0
II) أنها تكون بالوطء في الدبر 0
(1) فساد العبادات في الحج، والصيام والاعتكاف 0
(2) وجوب الكفارة بإفساد الحج والصيام 0
(3) القصد من الخلاف بين أصحاب الشافعي t 0
الفصل الثالث
الدراسة الطبية
إتيان الزوجة في دبرها لا تختلف صورتها عن اللواط، فالوجه المشترك بينهما هو الإتيان في الدبر، سواء كان ذكراً أم أنثى، ولذلك جاء في الأثر أن غشيان الزوجة في الدبر اللوطية الصغري 0
ولهذا قال ابن القيم: " إن الدبر لم يتهيأ لهذا العمل، ولم يُخْلقْ له، وإنما الذي هيء له الفرج 00 " 0
ثم ذكر من الناحية الطبية: "000فإن ذلك مضر بالرجل، ولهذا ينهى عنه عقلاء الأطباء، لأن للفرج خاصية في اجتذاب الماء المحتقن وراحة الرجل منه، والوطء في الدبر لا يعين على اجتذاب جميع الماء، ولا يخرج كل المحتقن بمخالفته للأمر الطبيعي " (1) 0
وقد أثبت الطب الحديث صحة ما ذهب إليه ابن القيم حيث بين د. محمد عبد الحميد شاهين أستاذ الفقاريات وعلم الأجنة المساعد بقسم العلوم البيولوجية – كلية التربية بجامعة عين شمس في بحثه حول العلاقة الجنسية بين الإسلام والطب – دراسة نسيجية مقارنة بين المهبل والشرج أن التركيب لكل من المهبل وقناة الشرج مرتبط ارتباطاً كلياً بالوظيفة المنوط له القيام بها فبطانة المهبل تختلف عن بطانة الشرج والوسط الحامضي يختلف عن وسط قناة الشرج، والعضلات التي تساهم في حركة المهبل تختلف عن تلك التي تسبب الانقباضات في قناة الشرج، والألياف المرنة الكثيرة التي تسبب في مرونة المهبل لا توجد في الشرج، بمعنى أن المهبل مهيأ تماماً لأداء وظيفته وهي استقبال عضو الجماع وكممر للولادة. بينما وظيفة الشرج الرئيسية هي المساهمة مع المستقيم في إخراج فضلات الطعام على هيئة براز وسبحان الله كيف يستخدم ممر مهيأ لخروج الفضلات على هيئة براز كبديل لمكان آخر مهيأ لخروج خلق جديد. (2)
(1) زاد المعاد: (4/ 258) 0
(2) أبحاث المؤتمر العالمي الخامس عن الطب الإسلامي، (ص: 499)، الكويت، الطب الإسلامي.
إن المهبل كمستقبل لعضو الجماع به ما يؤهله للمحافظ على هذا العضو فسيولوجياً وما يسهل عملية الإيلاج ويجعل للجماع كل أهدافه السامية التي تنتهي بتكوين خلق جديد بإذن الله تعالى.
يقول الدكتور محمد علي البار: " 000 وبما أن المصابين بالشذوذ الجنسي (اللواط) يقدرون في الولايات المتحدة بـ 18 مليوناً حسب آخر الإحصائيات، فإن عدداً كبيراً منهم يعاني من الأمراض الجنسية، وكذلك ينتشر بينهم الهربس بصورة تبلغ عدة أضعاف ماهي عليه عند الزناة، كما أن سرطان الشرج وقناة الشرج يحدث لدى هؤلاء الشاذين بصورة كبيرة بالمقارنة مع غيرهم عند الزناة 0 كما أن هذه الأمراض
الوبيلة تكثر في أفواه وحلوق وبلاعيم الشاذين جنسياً لانتشار هذه الممارسات الشاذة بينهم، وذلك بالإضافة إلى إصابة القناة الشرجية والجهاز الهضمي " 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/296)
ويقول الدكتور: محمد عبد الحميد شاهين ومن أشهر الأمراض التي انتشرت في الأمراض الأخيرة مرض الأيدز، ولقد أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن أحد أسبابه العلاقات الجنسية غير السوية (اللواط) بالإضافة إلى ذلك فقد يتسبب الإتيان في الدبر في تمزق وهتك أنسجتها وارتخاء عضلاتها وسقوط بعض أجزائها مع فقدان السيطرة على المواد البرازية وعدم الاستطاعة في التحكم فيها (لتهك وضعف العضلة العاصرة المتحكمة في البراز) وقد ثبت أيضاً أن اللواط يؤثر في الأعصاب والمخ وارتخاء عضلات المستقيم وتمزقه وانتقال عدوى الأمراض الخبيثة. وقد أثبت الطب أن اللواط والسحاق كلاهما مناف لفسيولوجيا الجماع بين الزوج والزوجة وفوق هذا وذاك فإن طريقة غير كافية لإشباع العاطفة الجنسية لديهما وذلك لأنها بعيدة الأصل عن الملامسة الطبيعية ولا تقوم بإرضاء المجموع العصبي. (1)
ويقول الدكتور البار فيما يخص التهاب قناة الشرجية (2):
" إن التهاب الشرج والقناة الشرجية نتيجة السيلان أمر شائع وغير نادر الحدوث في الغرب خاصة، وذلك بعد انتشار الشذوذ الجنسي، ويشكو المريض من آلام أثناء التبرز وتعنية وحكة في الشرج، مع وجود إفرازات صديدية، وحتى في الحالات التي لا يشكو فيها المريض أيَّ أعراض، فإن القناة الشرجية يوضح التهاباً وإفرازات صديدية 0
هنا نقص الميكروبات في الجهاز التناسلي 0 فإن الأطباء المتخصصين يحثون زملاءهم وطلبتهم على البحث عنها في القناة الشرجية والفم والبلعوم 0
(1) العلاقات الجنسية بين الإسلام والطب، دراسة نسيجية (ص:499) المؤتمر العالمي الخامس عن الطب الإسلامي.
(2) الأمراض الجنسية: ص 210 0
¨ من الأمراض التي تصيب اللوطي " مرض هربس الجنسي " (1):
هو مرض حاد جداً، يتميز بتقرحات شديدة حمراء اللون تكبر وتتكاثر بسرعة، ويسببه فيروس هربس مومنس ( HERPES HOMINS ) ، ينتقل هذا المرض بالاتصال الجنسي إلى الأعضاء الجنسية أو الفم عند الشاذين، وتبدأ أعراضه عند الرجال بالشعور بالحكة، فتتهيج المنطقة، وتظهر البثور والتقرحات على مقدمة القضيب، والقضيب نفسه وعلى منطقة الشرج عند أهل قوم لوط 0
¨ من الأمراض كذلك: تآكل الأعضاء الجنسية المعدية:
يسبب هذا المرض فيروس يسمى فيروس بابيلوما (( PAPILLOMA VIEVS
وينتقل من الأعضاء الجنسية في المصاب إلى السليم بواسطة الاتصال الجنسي، ويظهر أثر العدوى بعد مدة تتراوح بين (1 ـ 9) أشهر 0
وعلامات هذا المرض وجود ثآليل حمراء تغطي منطقة الأعضاء الجنسية في المصاب، فهي تظهر على مقدمة القضيب وعلى الجلدة المغطية لها وعلى القضيب نفسه 0
ونسبة وجودها عند غير المختونين أكثر من المختونين، كما تظهر هذه الثآليل عند الشاذين الذين يستخدم معهم عمل قوم لوط على الشرج والمنطقة المحيطة به 0
¨ يقول الدكتور محمد حلمي وهدان (2):
" إن الذين يمارسون اللواط، تأتي لهم أمراض عديدة، وعندهم أمراض ناتجة عن نقص المناعة الذي يحدث من مرض الإيدز 0
(1) نقلاً عن التبيان فيما يحتاج إليه الزوجان: للدكتور جاسم مهلهل الياسين: ص: 40 0
(2) الندوة التي أقيمت في الكويت في 6 ديسمبر 1993م 0
¨ ومن الأمراض المنتشرة في الشاذين جنسياً (اللوطيين):
¨ يقول الدكتور البار: " تنتشر الأمراض الجنسية في الشاذين بصورة مرعبة حقاً، يكادون ينفردون ببعض الأمراض، وأشهرها وأكثرها إثارة (الإيدز) أو (مرض فقدان المناعة المكتسبة) 000 وخطورة هذا المرض أنه مميت في خلال عامين أو ثلاثة منذ ظهور الأعراض، وسببه نقص شديد في وسائل الدفاع الممثلة بصورة خاصة في الخلايا اللمفاوية من نوع ( T4 ) التي تقل في الدم 0
ومن أخطر الآثار المترتبة على وطء المرأة في دبرها ما ذكره الدكتور النسيمي في كتابه (الطب النبوي والعلم الحديث) (1): (أن ذلك يؤدي لتوسعة الشرج وارتخاء المعّرة الشرجية، وقد يصاب بسلس غائطي، أي يخرج البراز بشكل لا إرادي، وقد يُصاب بالانعكاس النفسي) لانعكاس الوطء من الوضع الطبيعي إلى الشذوذ 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/297)
ويقول الدكتور البار (2): " وفي الحالات التي يتم فيه الجماع عن طريق الشرج (في الذكور والإناث) فإنه القناة الشرجية تلتهب التهاباً شديداً مع وجود إفرازات قيحية دموية يصحبها نزيف في بعض الأحيان وقد تتحول هذه الالتهابات المزمنة إلى سرطان ويكون غشاء القناة الشرجية محتقناً متقرحاً مليئاً بالبثور الصديدية الدموية وتظهر الخراريج كما تحدث نواسير بين المستقيم والمهبل أو القناة الشرجية والمهبل.
وبعد فلقد سد الإسلام كل المنافذ التي تجعل الرجل ينحرف جنسياً حفاظاً على صحته ونسله ولذا حرم وطء المرأة في دبرها وقد جاء النهي صراحة في السنة النبوية علاوةً على الأمراض التي تصيب الرجل والمرأة على حد سواء، فالتوازن الذي أوجده الله تعالى في جسم الإنسان بين الأجهزة المختلفة ووظيفة كل جهاز والملاءمة بين الوظيفة والتركيب ليس عشوائياً إنما كل عضو له تركيب نسيجي معين مرتبط بوظيفة معينة، فما بالنا أبعد ما نكون عن فهم هذا التوازن في جسم الإنسان خاصة في عصرنا الحالي، إلا أن إنسان العصر كسر هذا التوازن وخالف الفطرة التي فطرنا الله عليها وغير وظيفة الأعضاء، فالخروج على الفطرة السوية يعود بالشر الوبيل على الفرد والمجتمع، وحتى لو نجح العلماء في إيجاد علاج للأمراض الجنسية المعاصرة فلن يغير هذا العلاج من شئ في القواعد الأساسية لديننا الحنيف وسيظل الخروج عنها خروجاً عن الفطرة الإنسانية السوية.
(1) الطب النبوي والعلم الحديث: د0 محمد ناظم النسيمي: 2/ 123 0
(2) الأمراض الجنسية، د. محمد البار (ص: 371).
الخاتمة
الحمد لله الذي أتم علينا النعمة ووفقنا لانجاز هذا البحث الذي تبين لي من خلاله أن القول بتحريم إتيان المرأة في الدبر هو القول الراجح 0
وأن القول بإباحته أو كراهته هو قول مرجوح، وهذه أهم النتائج المستخلصة منه:
1) ثبوت بعض الأحاديث النبوية الدالة على تحريم إتيان المرأة في دبرها، والبعض منها فيه التصريح بذلك، كحديث أم سلمة، وابن عباس ـ رضي الله عنهم ـ 0
2) ثبوت القول بالتحريم عن طائفة من الصحابة والتابعين 0
3) القول بتحريم إتيان المرأة في دبرها هو قول جمهور الفقهاء من الأئمة الأربعة وغيرهم 0
4) جماهير السلف والخلف على القول بتحريمه، بل نقل الماوردي إجماع الصحابة على ذلك، وهو ثابت ـ كما فصلناه ـ عن أبي الدرداء وعبدالله بن عمرو بن العاص وابن عباس وأبي هريرة وابن مسعود ـ رضي الله عنهم ـ 0
5) انعقاد الإجماع على تحريمه كما حكاه العيني في " البناية " 0
6) القول بتحريم ذلك موافق للمنقول والمعقول وقواعد الشريعة التي جاءت بإزالة الضرر وتقليله، حيث أثبت الطب أن الوطء في الدبر يكون سبباً في أمراض خبيثة منهكة وقاتلة 0
7) أن نسبة القول بإباحة الوطء في الدبر إلى ابن عمر t غير صريحة، بل الثابت خلافها، وهو ما نصّ عليه بعض المحققين كالذهبي وابن القيم وابن كثير 0
8) أن نسبة القول بإباحة الوطء في الدبر إلى الإمام مالك ثابتة غير أنه رجع عنه، وشدد في ذلك 0
9) أن نسبة القول بإباحة الوطء في الدبر إلى الإمام الشافعي غير صريحة، على أنه ـ مع ثبوته ـ قول قديم له رجع عنه، وذهب ابن القيم إلى مذهب أن الشافعي الأول: التوقف، ثم قال بالتحريم، وهذا الأظهر 0
10) أن نسبة القول بإباحة الوطء في الدبر إلى طائفة كبيرة من الصحابة والتابعين ـ كما حكاه ابن العربي عن ابن شعبان ـ وهم، بل الصواب خلافه، فالقائلون بالإباحة طائفة قلة قليلة، وفي كلام بعضهم نوع احتمال 0
11) أن نسبة القول بإباحة الوطء في الدبر مطلقاً للشيعة الإمامية لايصح، بل الصحيح في المذهب الكراهة 0
1 ـ القرآن الكريم:
v مصادر التفسير:
1 0 تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، للعلامة أبي الفضل شهاب الدين السيد محمد الألوسي البغدادي المتوفي سنة 1270 هـ، إدارة الطباعة المنيرية، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، الطبعة الرابعة 1405 هـ / 1985م 0
2 0 أحكام القرآن، لأبي بكر أحمد بن علي الرازي الجصاص المتوفي سنة 370 هـ، طبعة مصورة عن الطبعة الأولى، طبع بمطابع الأوقاف الإسلامية في دار الخلافة العلية، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/298)
3 0 زاد المسير في علم التفسير، للإمام أبي الفرج عبدالرحمن بن الجوزي القرشي البغدادي، ولد سنة 508 هـ، وتوفي سنة 596 هـ، رحمه الله تعالى، المكتب الإسلامي للطباعة والنشر، الطبعة الأولى 1384هـ ـ 1964م0
v مصادر الحديث وعلومه:
11 البحالاالبحرالزخار، المعروف بمسند البزار للحافظ أبي بكر أحمد بن عمرو بن عبدالخالق العتكي البزار، 292 هـ 0 تحقيق د0 محفوظ الرحمن زين الله، مؤسسة علوم القرآن، بيروت، ومكتب العلوم والحكم ـ المدينة المنورة ـ الطبعة الأولى 1988م 0
2 بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث للإمام الحافظ نور الدين على بن سليمان بن أبي بكر الهيثمي 807 هـ 0 تحقيق دراسة د0 حسين أحمد صالح الباكري، طبعة مركز خدمة السنة والسيرة النبوية، الطبعة الأولى 0
3 تاريخ بغداد للحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي ـ 463 هـ 0 دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ 0
4 معالم التنزيل ـ للإمام أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي ـ 516 هـ 0 إعداد وتحقيق خالد عبدالرحمن مروان سدار ـ دار المعرفة ـ بيروت ـ لبنان 0
5 تقريب التهذيب ـ للإمام أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ـ 852 هـ 0 تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف ـ دار المعرفة ـ بيروت 0
6 التلخيص الحبير ـ للإمام شهاب الدين أحمد بن علي العسقلاني ـ 852 هـ 0 تعليق السيد عبدالله هاشم اليماني المدني ـ دار المعرفة ـ بيروت 0
7 جامع البيان في تأويل القرآن ـ لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري ـ 310 هـ 0 دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ لبنان 0
8 الجامع الصحيح ـ وهو سنن الترمذي ـ لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة ـ 297 هـ 0 تحقيق أحمد محمد شاكر ـ دار إحياء التراث 0
9 سنن أبي داود ـ للإمام الحافظ المصنف أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني الأزدي ـ 275 هـ 0 دار الكتب العلمية ـ بيروت 0
10 السنن الكبرى ـ للإمام أبي عبدالرحمن أحمد بن شعيب النسائي 303 هـ 0 تحقيق دكتور عبدالغفار سليمان البنداري وسيد كسروي حسن ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ لبنان 0
11 السنن الكبرى ـ للإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي ـ المعرفة ـ بيروت ـ لبنان 458هـ 0
سنن ابن ماجه ـ للحافظ أبي عبدالله محمد بن يزيد القزويني ـ 275 هـ 0 تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي ـ دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع 0
12 شرح السنة ـ للإمام المحدث الفقيه الحسيني بن مسعود البغوي ـ 516 هـ 0 تحقيق شعيب الأرناؤوط ـ المكتب الإسلامي 0
13 شرح مشكل الآثار ـ لأبي جعفر أحمد ـ محمد بن سلامة الحطاوي ـ 321 هـ 0 تحقيق شعيب الأرناؤوط ـ مؤسسة الرسالة ـ الطبعة الأولى 1415 هـ ـ 1994م 0
14 شرح معاني الآثار ـ للإمام أبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي ـ 321 هـ 0 تحقيق محمد النجار ـ دار الكتب العلمية 0
15 شعب الإيمان ـ للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي 458 هـ 0 تحقيق أبي هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ لبنان 0
16 صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان ـ للأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي ـ 739 ـ ـ تحقيق شعيب الأرنؤوط 0 الطبعة الثالثة ـ 1418 هـ ـ 1997م ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت 0
17 صحيح مسلم للإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري ـ 261 هـ 0 دار إحياء التراث العربي ـ بيروت 0
18 العلل الواردة في الأحاديث النبوية، للإمام الحافظ أبي الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني ـ 385 هـ 0
19 الكامل في ضعيف الرجال ـ للإمام الحافظ أبي أحمد عبدالله بن عدى الجرجاني ـ 365 هـ 0 دار الفكر ـ للطباعة والنشر والتوزيع ـ الطبعة الثانية 0
20 كشف الإسناد عن زوائد البزار على الكتب الستة ـ للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ـ 807 هـ تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي ـ مؤسسة الرسالة 0
21 مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ـ 807 هـ 0 دار الكتاب العربي ـ بيروت ـ لبنان ـ الطبعة الثالثة ـ 1402 هـ ـ 1982م 0
22 مساويء الأخلاق للخرائطي ـ دار المعرفة ـ بيروت 0
23 المصنف للحافظ الكبير أبي بكر عبدالرزاق بن همام الصنعاني ـ 211 هـ 0 تحقيق ـ حبيب الرحمن الأعظمي ـ المكتب الإسلامي 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/299)
24 المعجم الأوسط ـ للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ـ 360 هـ 0 تحقيق أيمن صالح شعبان، سيد أحمد إسماعيل ـ دار الحديث ـ القاهرة 0
25 المعجم الكبير ـ للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ـ 360 هـ 0 حققه حمدي عبدالمجيد السلفي ـ الطبعة الثانية 0
26 المنتقى ـ للإمام الحافظ الحجة أبي محمد عبدالله بن علي بن الجارود النيسابوري 0 تخريج مسعد بن عبدالحميد بن محمد السعدني ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ لبنان 0
27 موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ـ للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ـ 807 هـ 0 تحقيق حسين سليم أسد الدار وعبده على الكوشك ـ دار الثقافة العربية 0
28 النهاية في غريب الحديث والأثر: للإمام مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري ابن الأثير، تحقيق: طاهر أحمد الزاوي، محمود محمد الطناحي، الناشر: المكتبة الإسلامية 0
فهرس الموضوعات
الموضوع الصفحة
v المقدمة 1
v الفصل الأول: (الدراسة الحديثية) 2
v الأحاديث المرفوعة
v رواية جابر بن عبدالله 2
v رواية أم سلمة 4
v رواية أبي هريرة 6
v رواية ابن عباس 8
v رواية عبدالله بن مسعود 9
v رواية خزيمة بن ثابت 10
v رواية علي بن طلق 13
v رواية عمر بن الخطاب 15
v رواية عبدالله بن عمرو بن العاص 16
v رواية أبىّ بن كعب 18
v رواية عقبة بن عامر 19
v رواية أبي سعيد الخدري 20
v رواية أخرى لأبي هريرة 22
v رواية أخرى لابن عباس 25
v رواية عمران بن حصين 26
v رواية سمرة بن جندب 27
v ( المبحث الثاني):
v الآثار ودراستها 28
v أثر أبي الدرداء 28
v أثر ابن عباس 29
v أثر ابن مسعود 30
v أثر أبي هريرة 31
v أثر ابن سلمة بن عبدالرحمن وابن المسيب 32
v أثر عطاء بن أبي رباح 33
v أثر مجاهد 34
v ( الفصل الثاني):
v الدراسة الفقهية 35
v قول الجمهور وأدلتهم 35
v من الكتاب العزيز 35
v من السنة النبوية 36
v من المعقول 36
v دليل الاستصحاب 39
v دليل القياس 39
v دليل الاجماع 39
v أقوال أهل العلم في ذلك 41
v قول المبيحين وأدلتهم 45
v من قال بالجواز مع الكراهة 46
v الشيعة الإمامية 46
v أدلتهم من المعقول 47
v جواب الجمهور على المبيحين 48
v الجواب عما نقل عن ابن عمر من القول بالاباحة 50
v الجواب عما نقل عن الإمام مالك من القول بالاباحة 54
v الجواب عن قصة المناظرة بين الشافعي ومحمد بن الحسن في الإباحة 56
v جملة الأحكام التي تتعلق بالوطء في الدبر 58
v ( الفصل الثالث):
v الدراسة الطبيّة 63
v نظرة الطب الحديث للإتيان في الدبر 63
v الخاتمة 67
v الفهارس 69
ـ[عبدالله الجعيد]ــــــــ[16 - 07 - 08, 01:05 ص]ـ
بارك الله فيك بحث قيم
نسأل الله التوفيق لكاتبه
ـ[شتا العربي]ــــــــ[16 - 07 - 08, 12:08 م]ـ
هل ممكن التكرم بوضعه منسقا بصيغة الشاملة أو وورد لنستطيع تحميله وطبعه ومطالعته؟
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[عبدالله الجعيد]ــــــــ[16 - 07 - 08, 12:21 م]ـ
الملف مرفق بصيغة وورد .. ومنسق ...
أبومعاذ(1/300)
لقاء الملتقى بالشيخ عبدالله السعد (صيغة وورد)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[22 - 06 - 02, 04:19 ص]ـ
وفقكم الله لكلّ خير.(1/301)
تفرد الثقة بالحديث بين المتقدمين والمتأخرين لـ د/ إبراهيم اللاحم
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[26 - 06 - 02, 07:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فهذا بحث كتبه الشيخ د/ إبراهيم بن عبد الله اللاحم
الاستاذ المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية قسم السنة
وقد كتبه في مجلة الحكمة العدد 24
وسأنقله في حلقات لأن البحث طويل
الحلقة الأولى
يقصد بالتفرد أن يروي الراوي حديثا عن شيخه لا يشاركه فيه غيره، فيقال لم يتابع عليه، أو لم يروه غيره، أو تفرد به فلان عن فلان، ثم قد يكون التفرد مطلقا بحيث لم يتابع راوٍ ممن فوقه، إلى أن يصل الإسناد إلى النبي صلى اله عليه وسلم، وقد يكون نسبيا، بحيث يكون للحديث طرق أخرى مشهورة، ووقع التفرد في هدا الطريق.
ويتنوع التفرد النسبي إلى عدة أنواع، كما أن القسمين ـ المطلق والنسبي ـ قد يجتمعان في حديث واحد، وقد تكفلت كتب علوم الحديث بشرح هذا وتفصيله.
والمتأمل في كلام النقاد بصفة عامة، سواء على الرواة أو على الأحاديث يرى بوضوح اهتمامهم الشديد بتفرد الراوي فيما يرويه شيوخه، ويرى ان قضية التفرد إحدى القضايا الضخمة التي تدور عليها قواعد السنة.
وقضية التفرد لها ذيول وتفريعات كثيرة، مثل أثر التفرد على الراوي نفسه، وأثر التفرد على الحديث المعين، ومتى يزول التفرد، والشد بالطرق لتقوية الحديث، وغير ذلك.
وسأقتصر في هذا البحث على مسألة واحدة، وهي أثر التفرد على الحديث المعين، وفي حالة خاصة أيضا، وهي مسألة تفرد الثقة ومن في حكمه، كمن قيل فيه صدوق، أو لا بأس به، ونحو ذلك، وإن كنت أرى أن هذه الموضوعات المتعلقة بالتفرد هي كغيرها من مسائل العلوم، ينبغي دراستها بصفة متكاملة، للارتباط الشديد بينها، وتداخلها، غير ان في تجزئتها ـ مع الإشارة إلى ما بينها من ترابط في مناسبته ـ مصلحة من جهة أخرى، وهي الاختصار وتقريب العلوم والمعلومات، وتسهيل فهمها واستيعابها.
وقد جعلت هذا البحث المختصر في ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: موقف أئمة النقد من تفرد الثقة.
المبحث الثاني: ضوابط النظر في تفرد الثقة.
المبحث الثالث: موقف المتأخرين من تفرد الثقة.
### المبحث الأول###
@@@@ موقف أئمة النقد من تفرد الثقة @@@@
الناظر في كلام النقاد وتصرفاتهم حين وقوع التفرد يلاحظ بسهولة أن ذلك يسير في اتجاهين:
الاتجاه الأول: الرد بالتفرد، وتضعيف الإسناد به، سواء في كلامهم النظري، أو في تطبيقاته العملية.
فمن الأول ماورد عنهم من التحذير من الغرائب وتتبعها وكتابتها، ومما ورد عنهم من النص على غرائب الثقات قول أحمد (إذا سمعت أصحاب الحديث يقولون هذا حديث غريب، أو فائدة، فاعلم أنه خطأ، أو دخل عليه
حديث في حديث، أو خطأ من المحدث، أو حديث ليس له إسناد، وإن كان قد روى شعبة وسفيان، فإذا سمعتهم يقولون هذا لاشيء فاعلم أنه حديث صحيح) (1)
وقال أبو داود في وصف أحاديث السنن (والأحاديث التي وضعتها في كتاب السنن أكثرها مشاهير وهي عند كل من كتب شيئا من الحديث إلا أن تمييزها لا يقدر عليه كل الناس والفخر بها أنها مشاهير فإنه لا يحتج بحديث غريب ولو كان من رواية مالك ويحيى بن سعيد والثقات من أهل العلم.
ولو احتج رجل بحديث غريب وجدت من يطعن فيه ولا يحتج بالحديث الذي قد احتج به إذا كان الحديث غريباً شاذاً. فأما الحديث المشهور المتصل الصحيح فليس يقدر أن يرده عليك أحد) (2)
ونقل ابن رجب عن أبي بكر البرديجي قوله في سياق ما إذا انفرد شعبة، أو سعيد بن أبي عروبة، أو هشام الدستوائي بحديث عن قتادة، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم (المنكرهو الذي يحدث به الرجل عن الصحابة، أو عن التابعين، عن الصحابة، لايعرف ذلك الحديث ـ متن الحديث ـ إلا من طريق الذي رواه، فيكون منكرا)، ثم قال البرديجي (فأما أحاديث قتادة التي يرويها الشيوخ، مثل حماد بن سلمة، وهمام، وأبان والأوزاعي ننظر في الحديث فإن كان يحفظ من غير طريقهم عن النبي صلى الله عليه سلم، ولا من طريق أخرى عن أنس الا من رواية هذا الذي ذكرت لك، كان منكرا)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/302)
وقال أيضا (إذا روى الثقة من طريق صحيح عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حديثا لا يصاب إلا عند الرجل الواحد ـ لم يضره أن لا يرويه غيره، إذا كان متن الحديث معروفا، ولا يكون منكرا، ولا معلولا) (3)
وتكلم الحاكم على الحديث الشاذ فقال (هو غير المعلول، فإن المعلول ما يوقف على علته أنه دخل حديث في حديث، أو وهم فيه راو ٍ، أو أرسله واحد فوصله واهم، فأما الشاذ فإنه الحديث يتفرد به ثقة من الثقات وليس للحديث أصل متابع لذلك الثقة) (4)
وذكر الخليلي تعريف الشافعي وجماعة من أهل الحجاز للشاذ بأنه ما يرويه الثقات على لفظ واحد، ويرويه ثقة خلافه زائدا، أو ناقصا، ثم قال ((والذي عليه حفاظ الحديث: الشاذ: ما ليس له إلا إسناد يشذ بذلك شيخ، ثقة كان أو غير ثقة، فما كان من غير ثقة فمتروك لا يقبل، وما كان عن ثقة يتوقف فيه، ولا يحتج به)) (5)
فهذه النصوص أقل ما يستفاد منها أن كبار النقاد يتوقفون في بعض ما يتفرد به الثقة، وربما صرحوا برده ونكارته، وعملهم بذلك يدل على ذلك أيضا، فلا يحصى ما استنكره النقاد مما يتفرد به الثقات، وربما احتاج الناقد منهم لإذهاب ما في نفسه من تفرد الراوي أن يحلفه على السماع، مع أنه ثقة متثبت، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم ((سمعت أبي وذكر حديث عبد الله بن دينار، عن ابن عمر (أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الولاء وعن هبته) قال شعبة استحلفت عبد الله بن دينار: هل سمعتها كذا من ابن عمر؟ فحلف لي، قال أبي: كان شعبة بصيرا بالحديث جدا، فهما فيه، كان إنما حلفه لأنه كان ينكر هذا الحديث، حكم من الأحكام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشاركه أحد، لم يرو عن ابن عمر أحد سواه) (6)
ولذلك كان شعبة يعد هذا الحديث مع ثلاثة أخر رأس ماله (7)
وهذا المعنى المتقدم ـ وهو أن الثقة ومن في حكمه قد يستنكر عليه بعض ما يتفرد به ـ وهو المراد بقولهم في تعريف الحديث الصحيح، والحسن: (ألا يكون شاذا) فالشذوذ هنا هو التفرد مع مع ترجيح خطأ الراوي)
ومن الأمثلة على استنكارهم ما يتفرد به الثقة ومن في حكمه:
ما رواه عبد الله بن أحمد قال قال أبي: (قال أبو خيثمة: أنكر يحيى بن سعيد ومعاذ بن معاذ حديث حبيب بن الشهيد عن ميمون بن مهران ابن عباس (أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم محرما صائما) قال أبي أنكراه الأنصاري على محمد بن عبد الله) (8)
ونقل نحو هذا عن أحمد أيضا مهنا بن حرب، قال سألت أحمد عن حديث حبيب بن الشهيد، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس (أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم محرم) فقال: ليس بصحيح، وقد أنكره يحيى بن سعيد [على] الأنصاري. (9)
ونقل الأثرم عن أحمد سبب خطأ الأنصاري، قال (سمعت أبا عبد الله رد هذا الحديث فضعفه، وقال: كانت كتب الأنصاري ذهبت في أيام المنتصر، فكان بعد يحدث من كتب غلامه وكان هذا من تلك) (10)
وكذا استنكره النسائي، فقال بعد أن أخرجه (هذا منكر، لا أعلم أحدا رواه عن حبيب غير الأنصاري ولعله أراد (أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة ... ) (11)
الحواشي =======================================
(1) الكفاية ص 142
(2) رسالة ابي داود إلى أهل مكة في وصف سننه، ص 29
(3) شرح علل الترمذي (2/ 653ـ654)، وانظر التعديل والتجريح للباجي (1/ 302)
(4) معرفة علوم الحديث ص 119
(5) الإرشاد (1/ 176)
(6) الجرح والتعديل (1/ 170) وانظر (1/ 164،163) والمعرفة والتاريخ (2/ 703)
(7) الجامع لأخلاق الراوي (1/ 225)
(8) العلل ومعرفة الرجال (2/ 82)
(9) فتاوى ابن تيمية (25/ 252)، وما بين لعكوفين زيادة لابد منها
(10) فتاوي ابن تيمية (25/ 252)
(11) السنن الكبرى حديث رقم 3231، وأخرجه الترمذي 776، وأحمد (1/ 315) غير أنه عند الترمذي (احتجم وهو صائم)، وعند أحمد (احتجم وهو محره)
(
يتبع إن شاء الله
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[26 - 06 - 02, 08:57 م]ـ
وفقك الله أخي خالد.
وبارك الله في الشيخ اللاحم.
هل لمجلّة الحكمة موقع على الشبكة؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[27 - 06 - 02, 01:06 ص]ـ
أخي هيثم وبارك الله فيك
أنا لا أعرف لهم موقعا على الشبكة
ولكن هذا بريدهم الالكتروني alhikma59@hotmail.com
الحلقة الثانية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/303)
# وروى حفص بن غياث عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال ((كنا ناكل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نمشي ونشرب ونحن قيام)) (1) فاستنكره جماعة من النقاد، قال الأثرم (قلت له ـ يعني لأبي عبد الله أحمد بن حنبل ـ الحديث الذي يرويه حفص ... ، فقال ما أدري ما ذاك ـ كالمنكر له ـ، ما سمعت هذا إلا من ابن أبي شيبة، عن حفص، قال لي أبو عبد الله: ما سمعته من غير ابن أبي شيبة؟ قلت له: ما أعلم أني سمعته من غيره، وما أدري رواه غبره أم لا، ثم سمعته أنا بعد من غير واحد عن حفص، قال أبو عبد الله: أما أنا فلم أسمعه إلا منه، ثم قال: إنما هو حديث يزيد عطارد) (2)
وقال ابن معين ((لم يحدث به إلا حفص، وما أراه إلا وهم فيه، وما أراه إلا وهم فيه، وأراه حديث عمران بن حدير، فغلط بهذا) (3)
وقال ابن المديني (نعس حفص نعسة ـ يعني حين روى حديث عبيد الله بن عمر ـ وإنما هو حديث أبي البزري) قال أبو داود بعد أن روى هذا: كان بأخره دخله نسيان، وكان يحفظ) (4)
ونقل الترمذي عن البخاري قوله فيه (هذا حديث فيه نظر) ثم قال: لا يعرف عن عبيد الله إلا من وجه رواية حفص، وإنما يعرف من حديث عمران بن حدير عن أبي البزري عن ابن عمر، وأبو البرزي اسمه يزيد بن عطارد) (5)
وقال أبو زرعة حين سئل عنه معللا له (رواه حفص وحده) (6)
وقال أبو حاتم (إنما هو حفص عن عبيد الله العرزمي، وهذا حديث لا أصل له بهذا الإسناد) (7)
فتلخص من كلام الأئمة أن حفصا غلط حين روى هذا المتن عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر، وإنما يروى هذا المتن من طريق عمران بن حدير عن يزيد بن عطارد البزري السدوسي، عن ابن عمر (8)، وأشار أبو حاتم إلى أنه عنده عن حفص بإسناد آخر، فهو عنده محمد بن عبيد الله العرزمي، وهو يروي عن نافع، وهو متروك الحديث (9)، فلعل حفصا لما حدث به من حفظه أبدله بعبيدالله بن عمر.
# وروى شبابة بن سوار عن شعبة عن بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر (أن النبي نهى عن الدباء والمزفت) (10)
واستنكره على شبابة جماعة من النقاد، وأن شعبة إنما روى بهذا الإسناد حديث (الحج عرفة) (11)
قال الأثرم: قلت لأبي عبدالله: روى ـ أي شبابة ـ عن شعبة عن بكير بن عطاء عن عبدالرحمن بن يعمر، في الدباء، فقال: إنما روي عن شعبة بهذا الإسناد حديث الحج. (12)
وقال أيضا: قلت لأبي عبد الله: حديث شبابة الذي يرويه عن شعبة عن بكير عن عطاء عن عبدالرحمن بن يعمر؟ قال: ما أدري أخبرك ما سمعته من أحد ـ يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الدباء والمزفت. (13)
وقال البخاري (روى شبابة عن شعبة عن بكير عن ابن يعمر: نهى النبي صلى الله عليه وسلم ـ في الجر ـ ولم يصح) (14)
وقال أبو حاتم (هذا حديث منكر، لم يروه غير شبابة، ولا يعرف له أصل) (15)
وقال ابن عدي بعد أن ذكره مع حديثين آخرين أنكرا على شبابة أيضا، وكلاهما من روايته عن شعبة (والذي أنكر عليه الخطأ لعله حدث به حفظا) (16)
هذا مع أن شبابة أحد المكثرين عن شعبة، وقد روى عنه مع الجماعة حديث الحج، ولهذا دافع عنه ابن المديني بأن من سمع من رجل ألفا وألفين لا ينكر منه، يجيء بحديث غريب. (17)
# وروى سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم (نعم الإدام الخل) (18) و (بيت لا تمر فيه جياع أهله) (19)
سئل عنهما أبو حاتم فقال (هذا حديث منكر بهذا الإسناد) (20)
وقال ابن رجب (ذكرنا أن كثيرا من الحفاظ استنكروه ـ يعني الحديث الأول ـ على سليمان بن بلال، منهم أحمد وأبو حاتم وأحمد بن صالح وغيرهم، وكذلك قال جماعة منهم في حديث (بيت لا تمر فيه جياع أهله) بهذا الإسناد) (21)
وقال المرّوذي: وذكرت له ـ يعني أحمد ـ حديث حسين الجعفي عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر (أسلم سالمها الله) فأنكره إنكارا شديدا، وقال هذا عن عبيد الله بن دينار عن ابن عمر، أنظر الوهم من قبل من هو. (22)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/304)
وقال الميموني: سمعته ـ يعني أحمد ـ وذكر عبدالوارث، فقال: أسن من إسماعيل ابن علية بسنتين، وقد سمع غير واحد لم يسمع منه اسماعيل، ثم ذكر ضبط عبد الوارث، وأنه كان صاحب نحو، ثم قال: وقد غلط في غير شيء، ثم قال: روى عن أيوب أحاديث لم يروها أحد من أصحابه ـ وهو عندنه مع هذا ضابط. (23)
# وقال الآجري (سألت أبا داود عن حديث ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقف قبل القراءة هنية فيسأل الله من فضله) قال منكر جدا، من رواه؟ قلت يحدثونا بهذا من حديث الوليد بن مسلم، قال: كل منكر يجيء عن الوليد بن مسلم إذا حدث عن الغرباء، يخطي، قال وحدثنا عن حماد بن بن سلمة عن عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت (نُزع رسول الله صلى الله عليه وسلم
بهذه الآية (فيتبعون ما تشابه منه)، قال (هذا باطل ما جاء به إلا الوليد بن مسلم ... . (24)
# وقال أبو زرعة (كنت سمعت رجاء الحافظ حين قدم علينا فحدثنا عن علي بن المديني، عن هشام بن معاذ عن أبيه عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال: (نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا) فأنكرته، ولم أكن دخلت البصرة بعد، فلما التقيت علي سألته، فقال: من حدث بهذا عني مجنون، ما حدثت بهذا قط، وما سمعت من معاذ بن هشام هذا) (25)
# وروى طلق بن غنام عن شريك وقيس بن الربيع عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم (أد الأمانة إلى من أئتمنك، ولا تخن من خانك) (26)
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول طلق بن غنام هو ابن عم حفص بن غياث، وهو كاتب حفص بن غياث، روى حديثا منكرا عن شريك وقيس ... ، قال أبي ولم يرو هذا الحديث غيره. (27)
# وروى محمد بن حرب الأبرش عن عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 0ليس من البر الصيام في السفر) (28)
سئل عنه أبو حاتم فقال: هذا حديث منكر (29)، وقال مرة: لم يروه عير محمد بن حرب (30)
وأخرج النسائي عن يزيد بن سنان عن مكي بن إبراهيم عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال:0 متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى عليه وآله وسلم، أنهى عنهما وأعاقب عليهما، متعة النساء ومتعة الحج)
ثم قال النسائي: هذا حديث معضل لا أعلم رواه غير مكي، وهو لا بأس به
، لا أدري من أين أتي؟) (31)
في أشياء كثيرة من هذا القبيل، سيأتي منها في المبحثين التاليين
## وقد يعترض على ما تقدم بأن توقفهم في تفرد الراوي إذا كان ثقة أو في حكمه يحتمل أن يكون ذلك مع المخالفة، فيخالف الراوي غيره ممن هو أوثق منه أو يخالف جماعة فيصل مرسلا، أو يرفع موقوفا، ونحو ذلك.
@@ والجواب:
أن استنكار حديث الراوي ورده بسبب المخالفة كثير جدا أيضا، ولكن ليس هو المقصود هنا، فهذا له شأن آخر،
وأما المقصود هنا فهو تفرد الراوي دون مخالفته لغيره، فلم يصل مرسلا، أو يرفع موقوفا، أو يبدل راو بآخر، بل تفرد بالاسناد أصلا، والأمثلة التي سقتها كلها بهذه المثابة حسب ما يظهر من كلام النقاد.
الحواشي ========================================
(1) الترمذي (1880)، ابن ماجة (3301)، احمد (2/ 108)، ابن أبي شيبة (8/ 205)، شرح معاني الآثلر (4/ 273)، ابن حبان (5325،5322) تاريخ بغداد (8/ 195)
(2) تاريخ بغداد (8/ 195)
(3) تاريخ بغداد (8/ 195)
(4) سؤالات الآجري لأبي داود (1/ 337)
(5) العلل الكبير (2/ 791)
(6) العلل لابن أبي حاتم (2/ 10)، تاريخ بغداد ((8/ 196)
(7) العلل لابن أبي حاتم (2/ 9)
(8) أحمد (2/ 29،24،12)، الطيالسي (1904)، ابن أبي شيبة (8/ 205)،الدارمي (2131)، ابن الجارود (867)، ابن حبان (5243)
(9) تهذيب التهذيب (9/ 322)
(10) الترمذي (5/ 761)، النسائي (5644)، ابن ماجة (3404) تاريخ بغداد (9/ 296)
(11) النسائي في الكبرى (4180)، أحمد (4/ 310،309)، الطيالسي (1310،309)، الدارمي (1887)، التاريخ الكبير للبخاري (5/ 243)، الطحاوي (2/ 209)، وفي شرح مشكل الآثار (3369)، والدارقطني (2/ 240)، والحاكم (2/ 278)، والبيهقي (5/ 173) من طرق كثيرة عن شعبة، وأخرجه أبو داود (1949)، والترمذي (2975،890،889)، والنسائي (3044، 3016)، وفي الكبرى (4050،4012)، وابن ماجة عقب حديث (3015)، وأحمد (4/ 335،309) من طريق سفيان الثوري عن بكير عن عطاء
(12) تاريخ بغداد (9/ 297)
(13) تاريخ بغداد (9/ 296)
(14) التاريخ الكبير (2/ 111)
(15) علل الحديث (2/ 27)
(16) الكامل (4/ 1365)
(17) الكامل (4/ 1365)، تاريخ بغداد (9/ 297)
(18) مسلم (1621)، الترمذي (1845)، ابن ماجة (3316)
(19) مسلم (2046)، أبوداود (3831)، الترمذي (1820)، ابن ماجة (3327)
(20) علل الحديث (2/ 293)
(21) شرح علل الترمذي (2/ 651)
(22) علل المرّوذي ص 148
(23) علل المرّوذي ص 222
(24) سؤالات الآجري (2/ 187) وذكر أبو داود للوليد حديثين مما استنكره عليه
(25) أسئلة البرذعي ص 388
(26) أبوداود (3535)، التاريخ الكبير (4/ 360)، مشكل الآثار (1832،1831)، المعجم الأوسط (3595)، المستدرك (2/ 46)، سنن البيهقي (10/ 271)، فوائد تمام (707)، ذكر أخبار أصبهان (1/ 269)
(27) علل الحديث (1/ 375)
(28) ابن ماجة (1665)، شرح معاني الآثار (2/ 63)، ابن حبان (3548)، المعجم الكبير (13403،13387)، الأوسط (7961،6293)
(29) علل الحديث (1/ 247)
(30) علل الحديث (1/ 262)
(31) تذكرة الحفاظ (1/ 361)، النكت لابن حجر (2/ 576) وقد وقع آخر النص في المصدر الثاني محرفا، وعزياه جميعا إلى عمل اليوم والليلة للنسائي ولم أجده فيه.
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/305)
ـ[طالب الحق]ــــــــ[27 - 06 - 02, 01:59 م]ـ
شكر الله لأخينا نقله مثل هذه البحوث الجادة والتي نأمل نقل المزيد منها وهي بحق توضح منهج المتقدمين بأسلوب علمي هادىء ورصين ببراهين واضحة، وما أدري لماذا بعض الأخوة يشدد في كلمة " منهج المتقدمين " مع إقراره -إن كان يفهم هذا العلم - أن للمتقدمين منهجا عام يتفقون عليه بالجملة.
وأمّا الذي لا يفهم هذا العلم ومناهجه فهذا من الحكمة أن لا يرد عليه ولا يعطى وجها!! لأنه لا يريد الحق ولا يطلبه.
والله الموفق لكل خير.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[28 - 06 - 02, 01:38 ص]ـ
الحلقة الثالثة
أما الاتجاه الثاني الذي يسير فيه كلام النقاد وتصرفاتهم
فهو أنه قد اشتهر عنهم الاهتمام بكتابة الغرائب التي يسمونها الحسان والفوائد والطرائف، قال عبد الله بن أحمد (سألت أبي عن محمد بن الحسن الواسطي، الذي يقال له المزني، قال: ليس به بأس ... ، وقد حدثتكم عنه، كتبت عن إسماعيل ـ يعني ابن أبي خالد ـ أحاديث غرائب، كتبت عنه أول سنة انحدرت إلى البصرة، ولم ألقه في السنة الثانية، وكان قد مات) (1)
وقال عبد الله أيضا (قدمت الكوفة سنة ثلاثين ومئتين، فعرضت عليه أحاديث أبي بكر بن أبي شيبة عن شريك، فقال: عند أبي بكر بن أبي شيبة أحاديث حسان، غرائب عن شريك، لو كان هاهنا سمهنا منه) (2)
وقال حميد بن زنجوية لعلي بن المديني (إنك تطلب الغرائب فأت عبدالله بن صالح، واكتب عن معاوية بن صالح تستفد منه مئتي حديث) (3)
وسأل ابن أبي حتم أبا زرعة الرازي عن معاوية بن عبدالله الزبيري، فقال: لا بأس به، كتبنا عنه بالبصرة، أخرج إلينا جزءاً من حديثه، فانتخبت منه أحاديث غرائب وتركت المشاهير) (4)
ولشدة اهتمام النقاد بهذا النوع من الأحاديث فقد اشتهر عندهم تخصيص كتاب أو جزء، يجمع فيه النقاد ما يمر من هذا النوع. (5)
وفوق ذلك أن النقاد قد صححوا من الأحاديث الغريبة غرابة مطلقة أونسبية شيئا كثيرا، وفي الصحيحين من ذلك قدر كبير، وأول حديث في صحيح البخاري، وآخر حديث فيه هو الغريب المطلق.
وهذان الاتجاهان في موقف النقاد من التفرد لايتعارضان، فالنهي عن كتابة الغريب إنما ذلك ما يأتي عن الضعفاء ومن دونهم، فالأمر كما قال الخطيب (والغرائب التي كره العلماء الاشتغال بها، وقطع الاوقات في طلبها، إنما هي ما حكم أهل المعرفة ببطوله، لكون رواته ممن ييضع الحديث، أو يدعي السماع، فأما ما استغرب لتفرد راويه به، وهو من أهل الصدق والأمانة، فذلك يلزم كتبه، ويجب سماعه وحفظه). (6)
فالناقد يكتب عمن هو أهل للكتابة عنده، ولا يلزم أن يكون ما كتبه عنه كله صحيح عنده، فقد يكون يراه صحيحا، وقد يكون يراه خطأ، بل قد يضع الناقد ما يستنكره ويضعفه في مصنف له، ومن نظر في (الجزء المطبوع من علل الخلال) وما فيه من الأحاديث التي ضعفها أحمد وهي في (مسنده) أدرك ذلك بسهولة.
فمن المهم جدا معرفة أن الناقد قد يكتب حديثا غريبا، وقد يظهر فرحه به، لكونه ليس عنده قبل أن يقف عليه، وهو مع ذلك يستنكره ويراه خطأ، وما يفعله بعض الباحثين من التعويل على ذلك في تقوية الحديث ليس بجيد، وأكتفي بسوق مثال واحد يتضح به المراد.
التقى أحمد بن حنبل بأحمد بن صالح المصري الحافظ، فجرت بينهما قصة شهدها أبو بكر بن زنجوية، قال ( ... فقام إلية، ورحب به، وقرَّ به، وقال له (القائل أحمد بن حنبل) بلغني أنك جمعت حديث الزهري، فتعال نذكر ما روى الزهري عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلا يتذاكران ولا يغرب أحدهما عن الآخر، حتى فرغا، فما رأيت أحسن من مذاكرتهما، ثم قال أحمد بن حنبل: تعال نذكر ما روى الزهري عن أولاد الصحابة فجعلا يتذاكران ولا يغرب أحدهما على الآخر إلى أن قال أحمد بن حنبل لأحمد بن صالح عند الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف قال النبي صلى الله عليه وسلم (ما يسرني أن لي حمر النعم، وأن لي حلف المطيبين) فقال أحمد بن صالح لأحمد بن حنبل أنت الأستاذ وتذكر مثل هذا؟ فجعل أحمد يتبسم ويقول رواه عن الزهري رجل مقبول أو صالح عبد الرحمن بن إسحاق فقال من رواه عن عبد الرحمن؟ فقال حدثناه ثقتان إسماعيل بن علية وبشر بن المفضل فقال أحمد بن صالح سألتك بالله إلا أمليته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/306)
علي فقال أحمد من الكتاب فقام ودخل فأخرج الكتاب وأملى عليه، فقال أحمد بن صالح لو لم أستفد بالعراق إلا هذا الحديث كان كثيرا ثم ودعه وخرج). (7)
فهذا الحديث قد كتبه أحمد بن حنبل، ويذاكر به، ويرويه مع أنه يراه منكرا، إذ استنكره على عبدالرحمن بن إسحاق وقال ما رواه غيره. (8)
# والحكم في التفرد كغيره من مسائل هذا الفن، يخضع لنظر الناقد فيما لديه من قرائن وأدلة، وربما وصل فيه إلى ما وصل فيه غيره، لاجتماع قرائن وتعاضدها، وقد يخالف غيره، وهذا ما يفسر لنا استنكار ناقد لحديث، وغيره يراه صحيحا محفوظا، وفي الصحيحين أشياء من هذا القبيل لا أطيل بذكرها.
ومن هذا الباب قول يعقوب بن شيبة في قيس بن أبي حازم ( ... ، وهو متقن الرواية وقد تكلم أصحابنا فيه، فمنهم من رفع قدره وعظّمه، وجعل الحديث عنه من أصح الأسناد، ومنهم من حمل عليه وقال: له أحاديث مناكير، والذين أطروه حملوا هذه الأحاديث على أنها عندهم غير مناكير، وقالوا: هي غرائب. (9)
وربما وقع التردد من الإمام الواحد، فقد روى حرمي بن عمارة عن شعبة عن قتادة عن أنس مرفوعا (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) (10)، وتفرد به حرمي عن شعبة بهذا الإسناد، وسئل عنه أحمد مرة فأنكره على حرمي (11)، وسئل عنه مرة أخرى فقال أرجو أن يكون محفوظا (12).
## وفي رأيي أن موضوع التفرد من أدق قضايا نقد السنة، فهو مزلة قدم بالنسبة للناظر في الإسناد، يجب عليه فيه أن يكون متوازنا، فإنّ إهماله ضعف، والإسراف فيه ضعف أيضا، ولا شك أن الباحث في حاجة إلى ما ينيرالطريق له حين النظر في التفرد، وسأحاول ذلك بتخصيص المبحث التالي لضوابط التفرد عند النقاد.
الحواشي ========================================
(1) العلل ومعرفة الرجال (3/ 299)
(2) العلل ومعرفة الرجال (3/ 350)
(3) الكامل (6/ 2400)
(4) علل الحديث (1/ 268)
(5) ينظر مظاهر إهتمام الأئمة بالغرائب، مقدمة التحقيق لـ (نسخة يحيى بن معين) لعصام السناني ص 189 ـ 236
(6) الجامع لأخلاق الراوي (2/ 160)
(7) تاريخ بغداد (4/ 196)، سير أعلام النبلاء (12/ 169)
(8) علل المرّوذي ص 64
(9) تصذيب الكمال (24/ 14)
(10) أخرجه عبدالله بن أحمد في زياداته على المسند (3/ 279،278) وأبو يعلى (2909)، وابن عدي (3/ 1298)
(11) الضعفاء الكبير (1/ 270)
(12) مسائل أبي داود ص 340
يتبع إن شاء الله
### المبحث الثاني ###
@@@@ ضوابط النظر في تفرد الثقة ومن في حكمه @@@@
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[28 - 06 - 02, 07:30 م]ـ
الحلقة الرابعة:
### المبحث الثاني ###
@@@@ ضوابط النظر في تفرد الثقة ومن في حكمه @@@@
يوجد في كلام النقاد على أحاديث وقع فيها تفرد ما يمكن أن يستخلص منه ضوابط في قبول أو رد ما يتفرد به الثقة ومن في حكمه، ومن أول من وقفت على كلام له في تحرير ذلك وبيانه مسلم بن الحجاج في مقدمة صحيحه فإنه قال: (حكم أهل العلم، والذي نعرف من مذهبهم في قبول ما يتفرد به المحدث من الحديث، أن يكون قد شارك الثقات من أهل العلم والحفظ في بعض ما رووا. وأمعن في ذلك على الموافقة لهم. فإذا وجد كذلك، ثم زاد بعد ذلك شيئا ليس عند أصحابه، قبلت زيادته، فأما من تراه يعمد لمثل الزهري في جلالته وكثرة أصحابه الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره، أو لمثل هشام بن عروة، وحديثهما عند أهل العلم مبسوط مشترك. قد نقل أصحابهما عنهما حديثهما على الاتفاق منهم في أكثره. فيروى عنهما أو عن أحدهما العدد من الحديث، مما لا يعرفه أحد من أصحابهما، وليس ممن قد شاركهم في الصحيح مما عندهم، فغير جائز قبول حديث هذا الضرب من الناس. والله أعلم.) (1)
وما ذكره مسلم من قبول ما يتفرد به من أمعن في موافقة الثقات عن شيخه، مبني على أن الراوي قد لايستوعب ما عند شيخه، وإذا استوعبه فقد لا يحدث به كله، كما في قول أحمد (عند سعد بن إبراهيم شيء لم يسمعه يعقوب، كتاب عاصم بن محمد العمري). (2)
وسئل أحمد عن نوح بن يزيد، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، في حديث إبراهيم،فقال (نوح بن يزيد أحب إلى من يعقوب، روى نوح عن إبراهيم شيئا ليس عند يعقوب). (3)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/307)
وقال أحمد أيضا: (حدث عبد الرزاق عن معمر أحاديث لم يسمعها ابن المبارك وحدث ابن المبارك أيضا بشيء لم يسمعه عبد الرزاق). (4)
وسأل عبدالله بن أحمد أباه عن حديث للأعمش فأجابه، ثم قال أبو معاوية ببغداد ن وكان يحيى ربما فاته الشيء). (5)
ومن نظر في كلام النقاد على أصحاب الرواة المكثرين، كنافع، والزهري، وقتادة، وشعبة وغيرهم .. أدرك بسهولة تفاوتهم في مقدار ما يروونه عنهم، ويظهر ذك أيضا في رواية بعضهم عن بعض ما فاته عن الشيخ.
# وإنما يستنكر بداهة أن يروي ثقة ليس من أصحاب الراوي المعروفين بالكثرة والتثبت فيه، فينفرد عن الجميع بشيء يرويه عنه.
ومن هذا الباب قول صالح بن محمد البغدادي الحافظ وقد سئل عن عبدالرحمن بن أبي الزناد (قد روى عن أبيه أشياء لم يروها غيره، وتكلم فيه مالك بن أنس بسبب روايته كتاب (السبعة) عن أبيه، وقال أين كنا نحن من هذا). (6)
وروى قران بن تمام، عن أيمن بن نابل، عن قدامة بن العمري (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت يستلم الحجر بمحجنه) (7)، قال أبو حاتم (لم يرو يرو هذا الحديث عن أيمن إلا قران، ولا أراه محفوظا، أين كان أصحاب أيمن بن نابل عن هذا الحديث؟). (8)
وروى برد بن سنان عن الزهري عن عروة عن عائشة (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى، والباب مغلق عليه، فجئت فاستفتحت ... ) الحديث (9)، سئل عنه أبوحاتم فقال (لم يرو هذا الحديث أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم غير برد، وهو حديث منكر، ليس يحتمل الزهري مثل هذا الحديث وكان برد يرى القدر). (10)
وبرد هذا وثقه الأئمة ولكنه ليس من أصحاب الزهري، ولذا قال الجوزجاني بعد كلامه عن أصحاب الزهري المعروفين: (قوم رووا عن الزهري قليلا، أشياء يقع في قلب المتوسع في حديث الزهري أنها غير محفوظة، منهم برد بن سنان، وروح بن جناح وغيرهما). (11)
وتعرض الذهبي أيضا لبعض الضوابط في التفرد، وأنقل كلامه بطوله أيضا، قال (فمثلُ يحيى القطان، يقال فيه: إمامُ، وحُجَّة، وثَبْت، وجِهْبِذ، وثِقَةُ ثِقَة،ثم ثقةُ حافظ، ثم ثقةُ مُتقن ثم ثقةُ عارف، وحافظُ صدوق، ونحوُ ذلك
فهؤلاء الحُفَّاظُ الثقات، إذا انفرد الرجلُ منهم من التابعين، فحديثهُصحيح. وإن كان من الأتباعِ قيل: صحيح غريب. وإن كان من أصحاب الأتباع قيل: غريبُ فَرْد. ويَنْدُرُ تفرُّدهم، فتجدُ الإمامَ منهم عندهَ مِئتا ألف حديث، لا يكادُ ينفرد بحديثينِ ثلاثة. ومن كان بعدَهم فأين ما يَنفرِدُ به، ما علمتهُ، وقد يوُجَد.
ثم نَنْتَقِلُ إلى اليَقِظ الثقةِ المتوسِطِ المعرفةِ والطلب، فهو الذي يُطلَقُ عليه أنه ثقة، وهم جُمهورُ رجالِ ((الصحيحين)) فتابِعِيُّهم، إذا انفَرَد بالمَتْن خُرَّج حديثهُ ذلك في (الصحاح).
وقد يَتوقَّفُ كثيرُ من النُّقاَّد في إطلاق (الغرابة) مع (الصحة)، في حديثِ أتباعِ الثقات. وقد يُوجَدُ بعضُ ذلك في (الصحاح) دون بعض. وقد يُسمِّي جماعةٌ من الحفاظ الحديثَ الذي ينفرد به مثلُ هُشَيْم،
وحفصِ بنِ غِياثٍ: منكراً
فإن كان المنفرد من طبقة مشيخة الأئمة، أطلقوا النكارةَ على ما انفرد مثلُ عثمان بن أبي شيبة، وأبي سَلَمة التَّبُوْذَكِي، وقالوا: هذا منكر.). (12)
فقسم الذهبي الثقات إلى قسمين:
الثقات الحفاظ وهم الذين عرفوا بالحفظ والاتقان وندرة الخطأ، فهؤلاء يقبل تفرد التابعين منهم عن الصحابة وتفرد تابعي التابعين عن التابعين.
والقسم الثاني هم من الثقات، وهم جماعة يوصف الواحد منهم بلأنه ثقة، لكن ليس من الحفاظ المتقنين، وهم مع ذلك متوسطو المعرفة، أي المعرفة بنقد الحديث، فلا يؤمن أن يخطيء الواحد منهم، ولا ينتبه لذلك فهؤلاء يقبل تفرد التابعين منهم عن الصحابة ويتوقف في ما عدا ذلك.
فيلاحظ أن الذهبي سبر كلام الأئمة في استنكار ما يتفرد به الثقة فوجدهم يراعون أمرين:
1 - قوة الراوي واشتهاره بالحفظ والضبط، فلا شك أن هذا يجبر ما يقع منه من تفرد، ومن هذا الباب قول مسلم (للزهري نحو تسعين حديثا يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يشاركه فيه أحد، بأسانيد جياد). (13)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/308)
2 - طبقة الراوي، فلا شك ان التفرد يحتمل في رواية التابعي عن الصحابي، وكذلك مع الحفظ والضبط ـ يحتمل في رواية تابع التابعي عن التابعي، وأما بعد ذلك، أي في عصر انتشار الرواية، وحرص الرواة على التقصي والتتبع والرحلة إلى البلدان الأخرى بغرض الرواية وانتشار الكتابة، فإن وقوع التفرد وهو تفرد صحيح فيه بعد، فالغالب أن يكون خطأ من المتفرد، ولذا يستنكره الأئمة من الثقة الضابط أيضا.
وهذا الإمام مالك ـ وهو من هو في الحفظ والإتقان، ومن طبقة تابعي التابعين ـ ارتاب في سؤال اهل العراق له عن حديث سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا (السفر قطعة من العذاب)، فسأل عن ذلك فقيل له لم يروه عن سمي أحد غيرك، فقال (لو عرفت ما حدثت به)، وكان مالك ربما أرسله لذلك. (14)
وقد قيل إنه قال ذلك في حديثه عن الزهري ن عن أنس في دخول النبي صلى الله عليه وسلم مكة وعلى رأسه المغفر، وقد تفرد به عن الزهري، فكان يسأل عنه، وسمعه منه من هو أسن منه كابن جريج وغيره). (15)
ومن طريف ما يذكر بهذه المناسبة ـ أي استبعاد وقوع التفرد في الطبقات المتأخرة، وهو صحيح ـ قصة أبي حاتم وهو عند أبي الوليد الطيالسي، قال أبو حاتم (قُلت على باب أبي الوليد الطيالسي من أغرب على حديثا مسندا صحيحا لم أسمع به فله علي درهم يتصدق به، وقد حضر على باب أبي الوليد خلق من الخلق أبو زرعة فمن دونه، وإنما كان مرادي أن يلقى علي ما لم أسمع به، فيقولون: هو عند فلان، فأذهب فأسمع، وكان مرادي أن استخرج منهم ما ليس عندي، فما تهيأ لأحد منهم أن يغرب عليّ حديثا). (16)
ولا بد هنا من ملاحظة ما قد يكون في الراوي من تفصيل في بعض حالاته، أو في بعض شيوخه، فيكون التعامل معه في كل حال بما يناسبه، فلو كان في الأصل ثقة ثبتا، لكنه صدوق أو نحوه في بعض شيوخه، فلا بد من مراعاة هذا، وهو أمر واضح، وإنما نبهت عليه هنا لكثرة إغفال ذلك من الباحثين.
## ومن أهم ما يستدل به على خطا المتفرد ما يكون في متن حديثه الذي تفرد به من نكارة، فإن نكارة المتن قد تدفع الناقد إلى تضعيف الحديث بما لا يوجب ضعفه لولا هذه النكارة، ومن ذلك تفرد الثقة). (17)
ونكارة المتن لها دلائل، جمع ابن القيم قدرا منها في كتابه (المنار المنيف).
ثم عن ما ذكره مسلم والذهبي من عمل الأئمة هي ضوابط عامة، لا يفهم منها أنهم لا يستنكرون الحديث بالتفرد إلا مع وجودها، إذ هناك أمور دقيقة قد تصاحب التفرد توجب التوقف فيه واستنكار الحديث، وإن لم تتوفر الضوابط المذكورة ن ولذا قال ابن رجب (أكثر الحفاظ المتقدمين يقولون في الحديث إذا انفرد به واحد وإن لم يرو الثقات خلافه: إنه لا يتابع عليه، ويحعلون ذلك علة فيه، اللهم إلا أن يكون ممن كثر حفظه واشتهرت عدالته وحديثه كالزهري ونحوه، وربما يستنكرون بعض تفردات به الثقات الكبار أيضا، ولهم في كل حديث نقد خاص، وليس عندهم لذلك ضابط يضبطه). (18)
الحواشي ==========================================
(1) صحيح مسلم (1/ 7)
(2) سؤالات أبي داود ص 371
(3) مسائل إسحاق بن هاني (2/ 242)
(4) مسائل إسحاق بن هاني (2/ 194)
(5) العلل ومعرفة الرجال (3/ 302)
(6) تاريخ بغداد (10/ 230)
(7) عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (3/ 413)، أبو يعلى (928)، المعجم الكبير (19/ 38) رقم (80)، والمعجم الأوسط (8024)
(8) علل الحديث (1/ 296)
(9) أبو داود (922)، الترمذي (601)، المسند (6/ 234،183،31)
(10) علل الحديث (1/ 165)
(11) شرح علل الترمذي (2/ 674)
(12) الموقظة ص 77
(13) صحيح مسلم (3/ 1268)، بعد حديث (1647)
(14) فتح الباري (4/ 623)
(15) التعديل والتجريح (1/ 300)
(16) الجرح والتعديل (1/ 355)
(17) أنظر كلام المعلمي حول منهج الأئمة النقاد في إعلال ما يستنكرون متنه، مع أن ظاهر إسناده الصحة، في مقدمته لتحقيق كتاب (الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة) للشوكاني.
(18) شرح علل الترمذي (2/ 582)
يتبع إن شاء الله
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[29 - 06 - 02, 02:02 ص]ـ
الحلقة الخامسة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/309)
وما ذكره ابن رجب يمكن التمثيل بحديث شبابة عن شعبة عن بكير بن عطاء عن عبدالرحمن بن يعمر في الدباء والمزفت، الماضي ذكره قريبا، فإن شبابة أحد المكثرين عن شعبة، ولذا دافع عنه ابن المديني من هذه الجهة، غير أن الأئمة تواردوا على استنكار حديثه هذا، وذلك لما انظم إلى التفرد من كون عبدالرحمن بن يعمر ليس له إلا حديث واحد، يرويه أيضا شعبة، وكذا سفيان الثوري عن بكير عن عطاء عنه، وهو حديث (الحج عرفة) (1)، فيبعد أن يكون بهذا الإسناد حديث آخر عند شعبة ويفوت سائر أصحابه على كثرتهم ويحفظه واحد منهم مع أن فيهم من هو مقدم على شبابة، إما في الكثرة أو في الحفظ أو كليهما كمجمد بن جعفر ويحيى القطان وعبدالرحمن بن مهدي ومعاذ بن معاذ وخالد بن الحارث وأبي الوليد الطيالسي وغيرهم (2)
ومن ذلك أيضا ما رواه الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة (أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل متى كنت نبيا؟ ... ) الحديث (3)، واستنكره أحمد وقال إنه خطأ من الأوزاعي (4)
والأوزاعي من كبار أصحاب يحيى بن أبي كثير ومن المقدمين فيه، وقد نص عليه أحمد وغيره (5)، ولم يمنع هذا أحمد من استنكار حديثه هذا الذي تفرد به عنه، فالأوزاعي قد حفظ عنه غير خطأ في حديث يحيى، فإن كتابه عن يحيى قد احترق أو ضاع فكان يحدث من حفظه (6)، يضاف إلى ذلك ما في المتن من نكارة.
ولا ينبغي أن يفهم من تحرير ضوابط قبول التفرد أو رده أن ما استنكره النقاد ينظر فيه الباحث وفق هذه الضوابط وقد يوافقهم أو يخالفهم فهذا غير مراد، فالنقاد إذا تواردوا على استنكار حديث فالتسليم لهم واجب، سواء أدركنا سبب استنكارهم أو خفي علينا ذلك، ومثله إذا استنكر الواحد منهم حديثا ولم يخالفه غيره ينبغي التسليم له كذلك.
فمعرفة هذه الضوابط إذن تفيد الباحث من جهة كونه يعرف الحكم بدليله، وهذا ما يفرقه عن العامي، وكذلك قد يحتاج هو إلى تطبيق هذه الضوابط في حالات أخرى مثل ان يكون النقاد قد اختلفوا في الحكم على تفرد بالقبول او الرد، فيضطر الباحث إلى الموازنة بينهم، وكذلك في حال وقوف الباحث على تفرد لم يجد للأئمة فيه حكما، فيجتهد هو في تطبيقها. (7)
والجميع يدرك ان التفرد والغرابة كثر جدا في مؤلفات من تأخر بعد عصر النقد أعني نهاية القرن الثالث، وما بعده مثل مسند البزار والمعجم الكبير للطبراني وسنن الدارقطني ومستدرك الحاكم وسنن البيهقي، فضلا عن الكتب المخصصة أصلا للأفراد والغرائب مثل المعجم الأوسط والمعجم الصغير للطبراني والأفراد والغلاائب للدارقطني وغرائب مالك له، وكتب التراجم له مثل كتب أبي نعيم الأصبهاني والخطيب البغدادي، وكتب الرجال مثل الضعفاء الكبير للعقيلي والمجروحين لابن حبان والكامل لابن عدي وغير ذلك كثير جدا (8)، فضابط تأخر الزمن وأثره في الرد بالتفرد والحكم على الحديث بالنكارة يستخدمه الباحث كثيرا فيما لم يقف عليه إلا في هذه الكتب.
### المبحث الثالث ###
@@@@ موقف المتأخرين من التفرد@@@@
تعد مسألة التفرد وتأثيرها على حكم الناظر في الإسناد إحدى المسائل الهامة التي خالف فيها المتأخرون ما عليه أئمة النقد، فما زال الاهتمام بالتفرد يخف شيئا فشيئا حتى استحكم جدا في الوقت الحاضر.
وقد كانت هناك جهود من بعض الأئمة المتأخرين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وسد الهوة الواسعة بين المنهجين، كما تقدم في المطلب الذي قبل هذا في كلام الذهبي، وابن رجب، غير أن تأثير هذه الجهود كان محدودا، فالتيار كان جارفا.
وفي الوقت الراهن ظهرت دراسات وبحوث تتعلق بهذه المسألة، تشرح منهج النقاد الأوائل، وتطالب بالعودة إليه لسلامته وإحكامه، وقام أصحابها ـ مشكورين ـ بإجراء مقارنة بين منهجهم ومنهج المتأخرين، وضربوا لذلك أمثلة.
وهذه المسألة كغيرها من المسائل الأمهات في هذا الفن، التي ابتعد فيها المتأخر عن منهج المتقدم تحتاج إلى طرقها باستمرار، وعرض ٌ بأساليب مختلفة للوصول إلى الغرض المنشود، وهو العودة بالنقد إلى أصوله المحكمة عند أهله.
ومخالفة المتأخرين لأئمة النقد في هذه المسألة ذات شقين.
الأول: التقرير النظري
الثاني: التطبيق العملي
الحواشي =========================================
(1) أنظر ما تقدم (بداية الحلقة الثانية)
(2) أنظر أصحاب شعبة: شرح علل الترمذي (2/ 702ـ705)
(3) الترمذي (3609)، المستدرك (2/ 609)، ذكر أخبار أصبهان (2/ 226)، دلائل النبوة (2/ 130)، أخرجوه من طرق عن الوليد بن مسلم به
(4) علل المرّوذي ص 150
(5) تاريخ الدوري عن ابن معين (2/ 653،618)، سؤالات الآجري لأبي داود (2/ 38)، الجرح والتعديل (9/ 61،60)
(6) مسائل أبي داود ص 420،420، سؤالات الآجري لأبي داود (2/ 202)، والمعرفة والتاريخ (2/ 409)، مسند أبي عوانة (1/ 321)
(7) أنظر مثالا لما استنكره إمام متأخر: (سير أعلام النبلاء 8/ 394)
(8) انظر في هذه الكتب، والحديث في كثرة الغريب وا لمنكر: الموضوعات (1/ 99)، مجموع فتاوى ابن تيمية (17/ 126)، شرح علل الترمذي (2/ 624)، والحطة في ذكر الكتب الستة ص 120ـ123، ومقدمة التحقيق لـ (نسخة ا بن معين) لعصام السناني ص 194ـ212، وشرحي لكتاب ابن حجر (نزهة النظر) في موضوع الغريب، وانظر مثالا على حديث تفرد به أصحاب هذه الكتب، وأمكن نقده من وجوه، منها أنه لا يوجد في دواوين السنة الأولى: سنن الدارقطني (1/ 182)، وتهذيب سنن أبي داود لابن القيم (3/ 251)، وتنقيح التحقيق لابن عبد الهادي (2/ 326ـ327)
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/310)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[29 - 06 - 02, 04:54 م]ـ
الحلقة السادسة:
ومخالفة المتأخرين لأئمة النقد في هذه المسألة ذات شقين.
الأول: التقرير النظري
الثاني: التطبيق العملي
## فأما الأول: (التقرير النظري)
فمنه قول ابن حزم (لإذا روى العدل عن مثله كذلك خبرا حتى يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم فقد وجب الأخذ به، ولزمت طاعته والقطع به، سواء أرسله غيره أو وقفه سواه، أو رواه كذاب من الناس، وسواء روي من طريق أخرى أو لم يرو إلا من تلك الطريق ... ) (1)
وقال أيضا (لإذا روى العدل زيادة على ما روى غيره، فسواء إنفرد بها أو شاركه فيه مثله أو دونه أو فوقه، فالأخذ بتلك الزيادة فرض، ومن خالفنا في ذلك فإنه يتناقض أقبح التناقض ... ، ولا فرق بين أن يروي الراوي العدل حديثا فلا يرويه أحد غيره أو يرويه غيره مرسلا أو يرويه ضعفاء، وبين أن يروي الراوي العدل لفظة زائدة لم يروها غيره من رواة الحديث ... ، وهذه الزيادة وهذا الإسناد هما خبر واحد عدل حافظ، ففرضٌ قبولهما ولا نبالي روي مثل ذلك غيرهما، أو لم يروه سواهما ... ) (2)
ويذكر عبد الحق الإشبيلي في كتاب (الأحكام) عن النقاد تعليل بعض الأحاديث بأن راويها انفرد بها، أو لم يتابع، فيتعقبه ابن القطان، ومن ذلك قوله ملخصا هذا الأمر (وهناك اعتلالات أخر يعتل بها أيضا أبو محمد على طريقة المحدثين ... ، فمن ذلك اننفراد الثقة بالحديث، أو بزيادة فيه، وعمله فيه هو الرد ـ ثم ذكر أمثلة على ذلك، ثم قال ـ: والذي له من هذا النوع هو كثير جدا ممات لم نذكر، مما هو عندنا صحيح لم يضره هذا الاعتلال ... ، وإنما أقصد في هذا الباب إلى ذكر مثل مما ضعف به أحاديث ينبغي أن يقال فيها إنها صحيحة لضعف الاعتلال عليها كهذا الاعتلال، الذي هو الانفراد، فإنه غير ضار إذا كان الراوي ثقة، وأصعب مافيه الانفراد بزيادة لم يذكرها رواة الخبر الثقات، وأخفها أن يجيء بحديث لا نجده عند غيره) (3)
وذكر ابن الصلاح في حديثه عن مصطلح (المنكر) ما نصه (بلغنا عن أبي بكر أحمد بن هارون البرديجي الحافظ: أنه الحديث الذي ينفرد به الرجل، ولا يعرف متنه من غير روايته، لا من الوجه الذي رواه منه، ولا من وجه آخر، فأطلق البرديجي ذلك ولم يفصل، وإطلاق الحكم على التفرد بالرد أو النكارة أو الشذوذ موجود في كلام كثير من أهل الحديث، والصواب فيه التفصيل الذي بينّاه آنفا في شرح الشاذ ... ) (4)
وكان ابن الصلاح قد ذكر في حديثه عن مصطلح (الشاذ) تعريف الحاكم والخليلي للشاذ الماضي ذكره في المبحث الأول، لكنه لم يرتض كلامهما، وقال: (بل الأمر على تفصيل نبينه فنقول: إذا انفرد الراوي بشيء نظر فيه، فإن كان ما انفرد به مخالفا لما رواه من هو أولى منه بالحفظ لذلك واضبط ـ كان ما انفرد به شاذا مردودا وغن لم يكن فيه مخالفة لما رواه غيره إنما هو أمر رواه ولم يروه غيره، فينظر في هذا الراوي المتفرد: فإن كان عدلا حافظا موثوقا بإتقانه وضبطه قبل ما انفرد به ولم يقدح الانفراد فيه ـ ثم قال: وإن لم يكن ممن يوثق بحفظه وإتقانه لذلك الذي انفرد به كان خارما له مزحزحا له عن حيز الصحيح، ثم هو دائر بين مراتب متفاوته بحسب الحال، فإن كان المنفرد به غير بعيد من درجة الضابط المقبول تفرده ـ استحسنا ذلك حديثه ذلك، ولم نحطه إلى قبيل الحديث الضعيف، وإن كان بعيدا عن ذلك رددنا ما انفرد به، وكان من قبيل الشاذ المنكر ... ) (5)
وكلام ابن الصلاح في تعريف الحديث (الصحيح) (والحسن) يدور حول ما ذكره هنا، من أن حديث الراوي الثقة يصحح، فإن خف ضبطه فهو الحديث الحسن، وإن كان ضعيفا فهو الذي يضعف حديثه) (6)
ومن المعلوم أن المصنفات في (مصطلح) الحديث بعد ابن الصلاح دارت في الغالب حول كتابه، إما بالشرح أو الاختصار، أو النظم، فوافق ابن الصلاح على ما ذكرناه جمع غفير ممن ألف في مصطلح الحديث منذ عصره إلى وقتنا الحاضر. (7)
ويلاحظ أن الثلاثة ـ ابن حزم، وابن القطان، وابن الصلاح ـ لم يخف عليهم أن أئمة النقد ربما ردوا ما ينفرد به الثقة استنكارا له، فأشار الثلاثة في معرض كلامهم إلى ذلك، وأنهم لم يرتضوه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/311)
ولا شك أن مخالفته أئمة النقد في قضية من صميم قضايا النقد يترتب عليها قبول و رد ما لا يحصى من الأحاديث أمر ليس بالهين، لا سيما لمن تصدى لجمع مصطلحاتهم وشرحها، ولهذا سلك أئمة آخرون مسلكا آخر في موقفهم من كلام أئمة النقد وهو مسلك التأويل، فلجأ هؤلاء إلى تفسير النكارة الواردة في كلام الأئمة الثقات بما لا يعارض تصحيحها وقبولها، فالنكارة معناها حينئذ على ما هي عليه في أصل اللغة: التفرد، فهو إذن وصفٌ كاشفٌ لحال الإسناد، لا حكمٌ عليه فوصف الإسناد أو الحديث بأنه منكر إذا كان راويه ثقة معناه أن راويه تفرد به، وهو مع ذلك صحيح.
قال النووي تعليقا على كلام الإمام مسلم الذي شرح به معنى الحديث المنكر (هذا الذي ذكر ـ رحمه الله ـ هو معنى المنكر عند المحدثين ـ يعني به المنكر المردود، فإنهم يطلقون المنكر على انفراد الثقة بحديث وهذا ليس بمنكر مردود، إذا كان الثقة ضابطا متقنا) (8)
وقال ابن كثير (فإن كان الذي تفرد به عدل ضابط حافظ قبل شرعا، ولا يقال له منكر، وإن قيل له ذلك لغة) (9)
واعتمد ابن حجر هذا كثيرا وخاصة في كلامه على الرواة (10)
وأما بعد ابن حجر فصار هذا كالأمر المسلم به، لا يُناقش فيه. (11)
وقد يبدو لأول وهلة أن المسلك الثاني هو الأسلم، لآن فيه تأويلا لكلام النقاد لا ردا له وعند التأمل فإن المسلك الأول أسلم بلا شك فهو نظر في كلام المتقدمين وتقرير له على حقيقته ثم مخالفته باجتهاد أخطأ أو أصاب، واما المسلك الثاني فهو تقييد لكلام النقاد وقصر له على على بعض أفراده، مع أن نصوصهم وأقوالهم تأباه، وذلك لأمور:
الأول:
أن جعل النكارة في كلام النقاد على معنيين اصطلاحي بمعنى التضعيف والرد، ولغوي بمعنى التفرد ـ بعيد جدا، فكلامهم محمول على الاصطلاح، والتفريق يحتاج إلى دليل قوي، كيف والدليل يدل على نقيضه؟! فإن كلامهم على تفرد الثقة واستنكاره يصحبه في الغالب ما يشير إلى المراد، وهو رده وتضعيفه، كما في الأمثلة السابقة من المبحث الأول، إذ قد يسميه وهما أو خطأ أو يقول لا أصل له، ونحو ذلك.
والمتأمل في إطلاقهم لفظ (النكارة) وما تصرف منه مثل: حديث منكر و أحاديث مناكير واستنكر عليه و وأنكرت من حديثه وكان فلان ينكر عليه حديث كذا وذكرت له الحديث الفلاني فأنكره ونحو ذلك .. يدرك المقصود بها التضعيف والرد.
ثم إن تمييز نوع النكارة في نصوص النقاد على قولهم هذا كيف يمكن ضبطه؟! إن رجع المر إلى درجة الراوي لم يكن للتفرد حينئذ كبير معنى، ونصوصهم تدل على أن في هذا النوع من النقد يدور عليه، على ان ربطه بدرجة الراوي يجعل الأمر مضطربا، فإن الراوي متى كان فيه توثيق معتبر أمكن أن يذهب ذاهب إلى تفسير النكارة في حديث استنكر عليه بأن المقصود بها التفرد لا التضعيف، وجوابهم عن هذا سيكون ضعفه ظاهرا.
الثاني:
ان النقد بالتفرد لم يقتصر على لفظ (النكارة) فقد استعملوا فيه مصطلحات أخرى كثيرة، كالتعبير عنه بأنه حطأ، أو لا أصل له، أو باطل، أو لم يتابع عليه، ونحو ذلك، فهذه ألفاظ لا يمكن صرفها إلى معنى لغوي، فيحصل التناقض في معنى واحد،
لمجرد أن النقاد عبروا عنه بألفاظ مختلفة من باب التنويع والتفنن.
الثالث:
أطلق النقاد كثيرا على حديث الثقة إذا تفرد وخالف غيره من الثقات بأنه منكر، كما تقدمت الإشارة إليه، فما المانع أن يذهب من يرى قبول زيادة الثقة مطلقا إلى تفسير النكارة ههنا بالمعنى اللغوي فإنه موجود فيها، فيسقط بهذا التضعيف بالمخالفة؟!، وما كان جوابا عنه فهو أيضا جواب عن حمل الاستنكار في التفرد دون مخالفة على المعنى اللغوي.
الحواشي =============================================
(1) الإحكام في أصول الأحكام (1/ 157)
(2) الإحكام في أصول الأحكام (1/ 264 ـ 266)
(3) بيان الوهم والإيهام (5/ 456 ـ 461)، وانظر أيضا (3/ 396،282)
(4) مقدمة ابن الصلاح ص 244
(5) مقدمة ابن الصلاح (237 ـ 243)
(6) مقدمة ابن الصلاح ص 176، 151
(7) أنظر مثلا: الإرشاد للنووي ص 94ـ 96، والخلاصة للطيبي ص 68، وإختصار علوم الحديث لابن كثير ص 56، والتقييد والإيضاح للعراقي ص 105 ـ 107، والنكت لابن حجر (2/ 674،652)، وتدريب الراوي للسيوطي (1/ 238،235)، وتوجيه النظر للجزائري ص 515 ـ 518، ومنهج النقد لنور عتر ص 432، وأصول الحديث لمحمد عجاج الخطيب ص 347
(8) شرح صحيح مسلم (1/ 57)
(9) اختصار علوم الحديث ص 56
(10) تهذيب التهذيب (8/ 389)، وهدي الساري ص 437، 455
(11) انظر مثلا: الحاوي للسيوطي (2/ 283)، وقواعد في علوم الحديث للتهانوي
ص 258 ـ 260، 433، والرفع والتكميل للكنوي ص 98، ومنهج النقد لنور الدين عتر ص 432.
يتبع إن شاء الله
في الحلقة السابعة:
## وأما الشق الثاني في مخالفة المتأخرين لأئمة النقد في النظر إلى التفرد فهو (الجانب التطبيقي العملي)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/312)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[29 - 06 - 02, 07:33 م]ـ
الحلقة السابعة:
## وأما الشق الثاني في مخالفة المتأخرين لأئمة النقد في النظر إلى التفرد فهو (الجانب التطبيقي العملي)
أي في حال الحكم على إسناد وقع فيه تفرد
فما زال المتأخرون يبتعدون شيئا فشيئا عن منهج النقاد في هذه المسألة حتى أشرفوا في ذلك على الغاية في الوقت الحاضر
فلا أثر لرد تفرد الثقة ومن في حكمه
بل أكثرهم لا يبحث في ذلك أصلا ولا يعرج عليه، مع وجود نقد الحديث الذي بين يديه من النقاد الأوائل أو من بعضهم بالتفرد
ومن يكلف نفسه بالنظر في اقوال النقاد فإنما يفعل ذلك لرده ومناقشته، كأن يقول بعد كلام الناقد: كذا قال، وفلان ثقة فلا يضر تفرده، أو يقول: قال فلان: لم يتابع عليه، نعم لم يتابع عليه فكان ماذا؟!، ونحو هذه العبارات
ولا ذكر عندهم لنكارة المتون
بل قال أحد فضلائهم إن البحث إنما هو في الإسناد، ولا ينظر في المتن إلا بعد النظر في الإسناد، لا من جهة الثبوت وعدمه، وإنما من جهة شرح معناه، والنظر بينه وبين غيره، هكذا يقول.
وساعرض الآن نماذج تطبيقية توضح الفرق بين منهج المتأخرين ومنهج أئمة النقد.
# فمن ذلك حديث حفص بن غياث عن عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر (كنا نأكل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نمشي ... ) (1)، فقد استنكره على حفص بن غياث حمع من النقاد، وذكروا انه أخطأ فيه، فهذا الحديث اخرجه ابن حبان في صحيحه كما تقدم، وكذا توارد عدد من المشايخ المعاصرين على وصف الإسناد بأنه صحيح.
وحديث محمد بن حرب الأبرش عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر (ليس من البر الصيام في السفر) (2)، واستنكره ابو حاتم على محمد بن حرب، وقد اخرجه ابن حبان في صحيحه كما تقدم، وقال عنه البوصيري 0 اسناد صحيح، رجاله ثقات)، وكذا صححه جمع من المشايخ المعاصرين.
وحديث برد بن سنان عن الزهري عن عروة عن عائشة (كان النبي صلى الله عليه وسلم والباب مغلق عليه فجئت فاستفتحت ... ) الحديث (3)، استنكره الجوزجاني وأبو حاتم على برد بن سنان، كما تقدم وقد اخرجه ابن حبان في صحيحه (4) وصححه بعض المشايخ المعاصرين.
وهذه الأحاديث الثلاثة لم يذكر من صححها كلام أئمة النقد، ولا عرج عليه.
وروى ضمرة بن ربيعة عن سفيان الثوري عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من ملك ذا رحم محرم فقد عتق) (5)
قال أبو زرعة الدمشقي (قلت لأحمد: فإن ضمرة يحدث عن الثوري عن عبدالله عن ابن عمر (من ملك ذا رحم محرم) فأنكره، ورده ردا شديدا، وقال: لو قال رجل هذا كذب لم يكن مخطئا) (6)
وقال ابن القيم قال الإمام احمد عن ضمرة: إنه ثقة، إلا أنه روى حديثين ليس لهما أصل، أحدهما هذا الحديث) (7)
وقال الترمذي بعد أن ذكره معلقا عن ضمرة (لم يتُابع ضمرة على هذا الحديث، وهو حديث خطأ عند أهل الحديث) (8)
وقال النسائي بعد أن أخرجه (لا نعلم أحدا روى هذا الحديث عن سفيان غير ضمرة، وهو حديث منكر).
وقال الساجي في الحاديث التي رواها ضمرة وهي مناكير. (9)
وقال ابن المنذر (قد تكلم الناس في الحديثين اللذين روينا في هذا الباب، حديث ابن عمر لم يروه عن الثوري غير ضمرة، وحديث الحسن عن سمرة، وقد تكُُلم فيه، وليس منهما ثابت) (10)
وقال البيهقي (وهم فيه راويه ... ، والمحفوظ بهذا الإسناد حديث (النهي عن بيع الولاء وعن هبته) فقد رواه أبوعمير عن ضمرة عن الثوري مع الحديث الأول)
فقد توارد هؤلاء الأئمة على استنكار الحديث وتضعيفه، لتفرد ضمرة بن ربيعة به عن سفيان الثوري، وضمرة وإن كان ثقة إلا إنه ليس من أصحاب الثوري المعروفين بكثرة الرواية عنه، ولهذا لا يذكره الأئمة عند كلامهم على اصحاب سفيان (11) وقد أشار البيهقي إلى سبب وهم ضمرة في حديثنا هذا، وهو انه دخل عليه حديث في حديث لأنه كان يرويهما جميعا، ثم عن الحديث لايعرف عن عبد الله بن دينار وله أصحاب كثيرون ولا عن ابن عمر ـ و هو المعروف أيضا بكثرة أصحابه ـ إ لا من هذا الطريق، فهذا يدل على وهم ضمرة بن ربيعة كما ذهب إليه هؤلاء النقاد، وأصبح من اليسير فهم كلمة أحمد، وقوله إن من وصف هذا الحديث بأنه كذب لم يكن مخطأ، ومراده أن الوهم فيه من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/313)
الظهور بحيث يتساوى في التضعيف والرد مع حديث الكذب.
هذا كلام أئمة النقد وموقفهم من حديث ضمرة
ولننظر الآن في كلام بعض المتاخرين على هذا الحديث، والمهم فيه طريقتهم في رد كلام النقاد والتهوين من شانه بما يظهر منه بعدهم عن إدراك قواعد التفرد، والتضعيف به لتي كان النقاد يعملونها.
قال ابن حزم (فهذا خبر صحيح كل رواته ثقات، تقوم به الحجة، وقد تعلل فيه .. بان ضمرة انفرد به وأخطا فيه فقلنا: فكان ماذا إذا انفرد به؟ ... فأما دعوى أنه أخطأ فيه فباطل، لأنه دعوى بلا برهان) (12)
وقال عبد الحق الإشبيلي (عللوا هذا الحديث بان ضمرة تفرد به ولم يتابع عليه، وقال بعض المتأخرين: ليس انفراد ضمرة علة فيه، لأن ضمرة ثقة، والحديث صحيح إذا اسنده ثقة، ولا يضره انفراده به ... ) (13)
وقال ابن التركماني متعقبا البيهقي في كلامه السابق آنفا (ليس انفراد ضمرة به دليلا على أنه غير محفوظ ن ولا يوجب ذلك علة فيه، لأنه من الثقات المأمونين ... ، والحديث إذا انفرد به مثل هذا كان صحيحا، ولا يضره تفرده، فلا أدري من أين وهم في هذا الحديث راويه كما زعم البيهقي ... ) (14)
وذكر هذا الحديث أحد المشايخ الفضلاء في كتاب له، ثم ذكر تعليل بعض النقاد له بتفرد ضمرة، وما أشار إليه البيهقي في بيانه لسبب وهم ضمرة ن وأنه يروي بهذا الإسناد حديث (النهي عن بيع الولاء وعن هبته)، وهو المحفوظ بهذا الإسناد ن ثم قال الشيخ: (هذا يدل على أن ضمرة قد حفظ الحديثين جميعا، وهو ثقة فلا غرابة أن يروي متنين ـ بل وأكثر ـ بإسناد واحد فالصواب أن الحديث بهذا الإسناد صحيح وقد صححه جماعة ... )
وقال أحد الباحثين متعقبا النقاد أيضا (أما قول النسائي: إنه حديث منكر، وقول البيهقي: وهو غير محفوظ، وقول الترمذي: لم يتابع عليه ضمرة على هذا الحديث، وهو حديث خطأ عند أهل الحديث، ليس بسليم لأن ضمرة ثقة وفوق الثقة فلا يضره التفرد بشيء لم يروه غيره، وما ذنبه إذا لم يحفظ غيره ما حفظ؟ فهل يعاقب برد ما تفرد به؟)
وقال باحث ثالث (هذا إسناد صحيح رجاله ثقات لكن تكلم بعض أهل العلم في حديث ابن عمر هذا لانفراد ضمرة بن ربيعة أحد رواته به، ولم يلتفت إلى ذلك آخرون، وصححوه)
الحواشي ===========================================
(1) تقدم تخريجه في حلقة سابقة
(2) تقدم تخريجه في حلقة سابقة
(3) مصبح الزجاجة (2/ 8)
(4) تقدم تخريجه في الحلقة
(5) صحيح ابن حبان (2355)
(6) الترمذي معلقا بعد حديث (1365)، والكبرى للنسائي (4897)، ابن ماجة (2525)، سنن البيهقي (10/ 289)
(7) تاريخ أبي زرعة الدمشقي (1/ 459)، تهذيب التهذيب (4/ 461)
(7) تهذيب سنن أبي داود (5/ 409)
(8) إكمال تهذيب الكمال (7/ 37)
(9) الإشراف على مذهب العلماء (2/ 280)
(10) أنظر تاريخ أبي زرعة (1/ 459 ـ 460)، وإكمال تهذيب الكمال (7/ 37)
(11) المحلى (10/ 223)
(12) الأحكام الوسطى (4/ 15)
(13) بيان الوهم والإيهام (5/ 437)
(14) الجوهر النقي (10/ 290)
يتبع إن شاء الله
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[30 - 06 - 02, 01:41 ص]ـ
الحلقة الأخيرة:
ومع أن بعد المتأخرين عن منهج المتقدمين في النقد له أسباب كثيرة ـ ليس هذا موضع شرحها
إلا إنه يحسن هنا التنبيه على عقدة القضية في مسالة التفرد
وخلاصته أن الناقد في عصر النقد يحكم على الراوي بوسائل متعددة،منها النظر في حديثه، وهي أهم وسيلة لدى الناقد وأكثرها استعمالا
فالحكم على الراوي فرع على النظر في حديثه، وأما المتأخر فالحكم على الحديث فرع عن درجة الراوي المتقررة سابقا، فالصورة مقلوبة إذن، والجنين نزل من قبل رجليه.
فالناقد نظر في أحاديث الراوي مقارنا لها بما لديه من مخزون عظيم من أحاديث الرواة الأخرين
فما وافق فيه غيره كان لصالح الراوي دالا على ثقته وضبطه
وما خالف فيه غيره أو تفرد به ينظر فيه الناقد فما عدّه خطأ أو منكرا حكم عليه بذلك ثم تكون الموازنة بين ما أصاب فيه وما أخطأ فيه
فإن كان الغالب عليه الصواب وأخطأ أو تفرد بأشياء منكرة قليلة فهذا يوثقه الناقد، مع بقاء حكمه على ما أخطأ فيه أو استنكره عليه، لم يغيره كونه عنده ثقة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/314)
وإن كان الغالب عليه الخطأ والتفرد بما يستنكر ضعّفه الناقد، مع بقاء حكمه عليه فيما وافق عليه غيره فيصلح للاعتبار والاعتضاد، إن لم تكن أخطاؤه فاحشة جدا يصل بها إلى حد الترك.
وربما جاء عن الناقد حكمه على بعض حديث الراوي بالنكارة أو الخطأ قبل استكمال النظر في حال الراوي، ورب حديث استنكره النقاد، ثم اختلفوا بعد ذلك في عهدة النكارة ومن يتحملها؟ ورب حديث يستنكره الناقد ولا يدري ممن الوهم والخطأ.
هذه صورة مبسطة للنظر في الراوي وحديثه، يمكن من خلالها تصور عمل النقاد في استنكار أحاديث على الثقات ومن في حكمهم ويمكن توضيح ذلك بالأمثلة.
فمن ذلك ما رواه نوفل بن المطهر قال: (كان بالكوفة رجل يقال له حبيب المالكي، وكان رجلا له فضل و صحبة فذكرناه لابن المبارك فأثنينا عليه، قلت: عنده حديث غريب، قال ما هو؟ قلت: الأعمش عن زيد بن وهب قال (سالت حذيفة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لحسن، ولكن ليس من السنة أن تخرج على المسلمين بالسيف) فقال هذا حديث ليس بشيء، قلت له: إنه، وإنه، فابى، فلما أكثرت عليه في ثنائي عليه، فقال: عافاه الله في كل شيء إلا في هذا الحديث ن هذا حديث كنا نستحسنه من حديث سفيان عن حبيب، عن أبي البختري عن حذيفة) (1)
وفي رواية أخرى عن ابن المبارك أنه قيل له: إنه شيخ صالح، فقال ابن المبارك (هو صالح في كل شيء إلا في هذا الحديث) (2)
فنكارة الحديث لم تزل عند المبارك بثنائهم على هذا الرجل وأنه صالح وذلك أنه يعرف انه قد تفرد به سفيان بالإسناد الآخر، فقوله (كنا نستحسنه من حديث سفيان) أي نستغربه.
وسئل احمد عن حديث ابن المبارك عن مالك بن أنس عن ابن المنكدر عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم (من جلس إلى قينة صبَّ في أذنة الآنك يوم القيامة)، وقيل له: رواه رجل بحلب، وحسنوا الثناء عليه، فقال: (هذا باطل) (3)
فالحديث باطل عند أحمد ولم يلتفت على الثناء على من رواه، ولم يسأل عنه من هو؟
وروى الهذيل بن الحكم عن عبد العزيز بن أبي رواد عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم (موت الغريب شهادة) (4)
والهذيل بن الحكم هذا قال فيه البخاري، وابن حبان: (منكر الحديث) زاد ابن حبان (جدا) (5)، وقال العقيلي (لايقيم حديثه) (6)، واما ابن معين فإنه قواه، قال الجنيد: (سألت يحيى بن معين عن الهذيل بن الحكم ن فقال: قد رايته بالبصرة وكتبت عنه ولم يكن به بأس، قلت: ما روى عن عبد العزيز بن أبي رواد ... ، قال يحيى: هذا حديثه الذي كا يسال عنه ليس هذا الحديث بشيء، هذا حديث منكر) (7)
فهذا الحديث منكر عند الجميع من ضعف الهذيل ومن قواه والذي قواه هو ابن معين ولم يمنعه من استنكار الحديث كون المتفرد ليس به بأس عنده.
وروى عمرو بن أبي عمرو المدني عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به) (8)، وهذا الحديث استنكره جماعة من النقاد، فنقل ابن رجب عن أحمد قوله (كل أحاديثه عن عكرمة مضطربة)، ثم قال ابن رجب: (لكنه نسب الاضطراب إلى عكرمة، لا إلى عمرو) (9)
وقال ابن معين: (ثقة ينكر عليه حديث عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (اقتلوا الفاعل والمفعول ببه) (10)
وقال البخاري: (صدوق لكن روى عن عكرمة مناكير، ولم يذكر في شيء من ذلك انه سمع عكرمة) (11)
وتعلق الترمذي برواية عمرو بن ابي عمرو، وقد أخرجه هو من طريق عبد العزيز الدراوردي عن عمرو وذكر الترمذي ان محمد بن إسحاق رواه عن عمرو، فقال فيه (ملعون من عمل عمل قوم لوط) ولم يذكر القتل (12)
ونقل ابن حجر أن النسائي استنكر هذا الحديث (13)، ولم يذكر السبب.
فاتفق هؤلاء النقاد على ضعف الحديث ونكارته، ثم عزى أحمد ذلك إلى عكرمة، وابن معين إلى عمرو، وأراد البخاري تبرئتهما باحتمال أن يكون عمرو لم يسمع من عكرمة، فالعهدة على الواسطة الذي لم يذكر، وأما الترمذي فتعلق بمن دون عكرمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/315)
ومثله ما رواه الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: (قالوا يا رسول الله متى وجبت النبوة؟ ... ) قال الترمذي: (سألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه)، ثم قال الترمذي: (وهو حديث غريب من حديث الوليد بن مسلم، رواه رجل واحد من أصحاب الوليد) (14)
فظاهر كلام الترمذي أنه يجعل العهدة على راويه عن الوليد بن مسلم، وهو عند الترمذي أبو بدر شجاع بن الوليد، وقد تقدم قريبا عن أحمد أن الخطأ من الأوزاعي.
وروى الليث بن سعد عن بكير بن الأشج عن عبد الملك بن سعيد الأنصاري عن جابر بن عبدالله (أن عمر بن الخطاب قال هششت فقبلت وأنا صائم ... ) الحديث (15)
قال أحمد عن هذا الحديث (هذا ريح، ليس من هذا بشيء) (16)
وقال النسائي بعد ان اخرجه: (هذا منكر، رواه بكير بن الأشج ـ وهو مأمون ـ عن عبد الملك ـ وقد روى عنه غير واحد ـ فلا أدري ممن هذا) (17)
وعبد الملك هذا قال فيه النسائي (ليس به بأس) (18)
فيلاحظ هنا أن النقاد يستنكرون الحديث، ويبقى بعد ذلك امر غير مؤثر عندهم، وهو البحث في في عهدة الخطا والنكارة، وهذا يعطي دلالة على ان الحكم على الحديث سابق على الحكم على الحكم على درجات الرواة، فالثاني فرع على الأول وليس العكس.
# وكان من المفترض أن يكون عمل المتاخرين ينصب على تأييد اقوال النقاد وتكميله، كأن يستنكر الناقد حديثا دون ان يذكر السبب، فيجتهد المتاخر في توجيه وبيان سبب النكارة وتحميل الخطأ، فيجتهد في الموازنة بين أقوالهم، واستبعاد ما يظر كونه مرجوحا.
فالاختلاف في عهدة النكارة في حديث (اللواط) الآنف الذكر يمكن للباحث أن يستبعد من الاحتمالات ما ذهب إليه الترمذي، فإن الحديث قد رواه جماعة عن عمرو بن ابي عمرو غير الدراوردي.
وكذلك في حديث ابي هريرة (متى كنت نبيا؟ ... ) الماضي قريبا، لم يتفرد به شجاع بن الوليد فقد رواه جماعة غيره عن الوليد بن مسلم.
# وكذلك مما يمكن للمتأخر عمله ان ينظر في أحاديث وقع فيها تفرد ولم يجد للمتقدمين فيها كلاما ـ كما تقدم شرحه في المبحث الذي قبل هذا.
غير أن المتاخر حمَّل نفسه فوق طاقتها ـ والله لايكلف نفسا إلا وسعها ـ فانتصب للنقد مستقلا وسلك منهجا مغايرا ن بإدراك لذلك من بعضهم، ودون إدراك من البعض الآخر.
## ومما يتعجب منه في عمل المتأخرين تناقضهم في موقفهم من اقوال النقاد إذ يعتمدون عليهم في درجات الرواة ويقلدونهم في ذلك ثم يدعونهم فيما يستنكرونه على هؤلاء الرواة، والقارىء يلاحظ ذلك في النص الواحد حين ينقلونه عن المتقدمين فحديث (اللواط) الآنف الذكر، وكذلك حديث عمرو بن أبي عمرو الآخر في (الواقع على بهيمة) ..
وبعض الرواة رواه عنهما حديثا واحدا ـ سلك فيه المتأخرون ضروبا من مخالفة أئمة النقد في المنهج، في الاتصال والانقطاع ن وفي قضيتنا هذه قضية التفرد، وفي الشد والاعتضاد بالطرق الأخرى، وغير ذلك (19)
وقد أشار السخاوي إلى هذا التناقض فإنه بعد أن ذكر منزلة أئمة النقد في الحكم على الأحاديث (قال): (وهو أمر يهجم على قلوبهم لا يمكنهم رده وهيئة نفسانية لا معدل لهم عنها، ولهذا ترى الجامع بين الفقه والحديث ـ كابن خزيمة والاسماعيلي والبيهقي وابن عبد البر ـ لا ينكر عليهم بل يشاركهم ويحذو حذوهم وربما يطالبهم الفقيه أو الأصولي العاري عن الحديث بالأدلة هذا مع اتفاق الفقهاء على الرجوع إليهم في التعديل والتجريح، كما اتفقوا على الرجوع في كل فن إلى أهله، ومن تعاطى تحرير فن غيره فهو متعنّي) (20)
ورأيت بعض الباحثين المعاصرين جمع جرامزه فوثب وثبة ظن أنه بلغ فيها عنان السماء، وقدماه لم ترتفعا عن الأرض، إذ ذهب إلى نكارة حديث (اللواط) وأطال في النقول عن أئمة النقد، لكنه في نفس الكتاب الذي يحققه ذهب يقوي ما رواه عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس ومنها حديث (البهيمة)، وهو أشد نكارة من حديث (اللواط)، ثم كلام الإمام أحمد والبخاري يدل على أن أحاديث هذه النسخة كلها مناكير.
## ومما يظهر تناقض كثير من المتأخرين في هذه المسألة أنهم يدفعون استنكار النقاد لبعض ما يرويه الثقات ومن في حكمهم، وفي المقابل عضّوا بالنواجذ على ما تقرر عند النقاد أن من أحاديث الضعفاء ما يترجح حفظهم له، معتمدين في ذلك على كلام النقاد، في كون ضعفهم غير شديد، فهم في درجة الاعتبار.
ولا بد من التسليم بان المتكلمين على الحاديث من المتأخرين لا يشعرون بالتناقض في هذه المسألة وغيرها , فهم مخطئون معذورون، والله الموفق والهادي للصواب. ا. هـ
الحواشي ============================================
(1) الجرح والتعديل (1/ 270)
(2) المصدر السابق (1/ 271)
(3) علل المرّوذي ص 143
(4) ابن ماجة (1613)
(5) التاريخ الصغير (2/ 152)، والمجروحين (3/ 95)، إلا أن ابن حبان تردد في عهدة النكارة في أحاديثه هل هي منه او من شيخه عبد العزيز بن أبي رواد
(6) الضعفاء الكبير (4/ 365)
(7) سؤالات الجنيد ص 327
(8) ابوداود (4462)، الترمذي (1456)، ابن ماجة (2561)، أحمد (1/ 300)، مسند عبد بن حميد (575)، تهذيب الأثار (مسند ابن عباس) (870)، مسند أبي يعلى (2743)، المنتقى (820)، المستدرك (4/ 355)، سنن البيهقي (8/ 231)
(9) شرح علل الترمذي (2/ 798)
(10) الكامل (5/ 1768)
(11) العلل الكبير (2/) لم يذكر شيئا في المصدر وهو في (2/ 620)
(12) سنن الترمذي (4/ 58)، وحديث ابن إسحاق أخرجه أحمد (1/ 317،217)، وقد رواه الدراوردي أيضا وغيره، انظر مسند أحمد (1/ 317)، ومساوىء الأخلاق (437)، المعجم الكبير (رقم 11546)، المستدرك (4/ 356)، سنن البيهقي (8/ 231)
(13) التلخيص الحبير (4/ 61)
(14) العلل الكبير (2/ 925)
(15) ابو داود (2385)، الكبرى للنسائي (3048)
(16) المغني (4/ 361)
(17) ميزان الاعتدال (2/ 655)، تحفة الأشراف (8/ 17)
(18) تهذيب الكمال (18/ 316)
(19) انظر: الثقات الذين ضعفوا في بعض شيوخهم ص 173 ـ 177
(20) فتح المغيث (1/ 274)
نقله اخوكم:
خالد بن عمر الفقيه الغامدي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/316)
ـ[طالب الحق]ــــــــ[30 - 06 - 02, 04:34 م]ـ
شكر الله لاخينا هذا النقل الثمين والنفيس.
ونأمل المزيد من هذه البحوث.
وجزاك الله كل خير.
محبكم.(1/317)
شرح القواعد المثلى
ـ[ abo abd alrhman] ــــــــ[28 - 06 - 02, 04:01 ص]ـ
هذا الكتاب من موقع صيد الفوائد
ـ[أبو فاطمة الإدريسي]ــــــــ[06 - 10 - 06, 09:12 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو فاطمة الإدريسي]ــــــــ[06 - 10 - 06, 09:25 م]ـ
و إليكم إخوتي هذه الروابط
http://www.ibnothaimeen.com/all/index/article_17097.shtml
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=162&read=0&lg=30
و جزاكم الله خيرا
ـ[محمد بن صادق]ــــــــ[08 - 10 - 06, 06:33 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[مازن الحسن]ــــــــ[08 - 10 - 06, 03:18 م]ـ
المجلى في شرح القواعد المثلى
http://www.waqfeya.net/open.php?cat=10&book=546(1/318)
حراسة الفضيلة للشيخ بكر أبو زيد
ـ[السي]ــــــــ[28 - 06 - 02, 11:28 ص]ـ
بسم الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=45
ـ[علي الكناني]ــــــــ[05 - 02 - 08, 05:04 م]ـ
رحم الله الشيخ بكر
وغفر له
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 02 - 08, 07:13 م]ـ
رحمه الله
فهذا الكتاب من أجل ما صنف في هذا الباب
وفيه الرد على شبهات (العلمانيين) والعصرانيين
فرضي الله عن هذا الجبل
وهذا الكتاب ما زال يؤرق مضاجع العلمانيين والعصرانيين
ولطالما اشتكوا منه
وللعصرانيين طرق في الغمز واللمز
وإن هذه اليقظة - حسب تعبير العلامة ناصر السنة بكر الغيهبي القضاعي - الإسلامية التي نراها في عصرنا الحاضر
بين نساء المسلمين
فالجميع يعرف دور هذا الكتاب في انتشار الحجاب في ديار كثيرة
وقد فرحت وسررت بترجمة هذا الكتاب إلى لغات عدة
فأجر كل من تتحجب بعد قراءة هذا الكتاب في ميزان حسنات العلامة الجبل ناصر السنة بكر الغيهبي القضاعي
فاللهم اغفر لعبدك ابن عبد الله وارفع درجته في عليين
اللهم اجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة
اللهم إن عيوننا دامعة وقلوبنا حزينة
إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[06 - 02 - 08, 06:43 ص]ـ
إنا لله و إنا لله راجعون
اللهم اغفر لعبدك ابن عبد الله وارفع درجته في عليين
اللهم اجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة
اللهم آمين
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[06 - 02 - 08, 12:39 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك.
ورحم الله الشيخ بكر أبو زيد وأسكنه فسيح جناته و أصلح ذريته وجمعنا و إياكم و إياه في دار كرامته إنه سميع قريب.
وأسأل من الله العلي القدير أن يجمعنا ومشايخنا مع محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[06 - 02 - 08, 04:59 م]ـ
حراسة الفضيلة باللغة الأردية
http://www.islamhouse.com/p/86
حراسة الفضيلة باللغة التركية
http://www.islamhouse.com/p/844
حراسة الفضيلة باللغة البوسنية
http://www.islamhouse.com/p/51079
نرجو ممن لديه المزيد أن يضع رابطه هنا
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[06 - 02 - 08, 05:00 م]ـ
أبحث عن حراسة الفضيلة باللغة الفرنسية
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 08 - 08, 01:10 ص]ـ
للفائدة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 12 - 08, 12:32 م]ـ
للفائدة(1/319)
الكرة بين المصالح والمفاسد لمشهور سلمان
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[28 - 06 - 02, 12:07 م]ـ
الكرة بين المصالح والمفاسد لمشهور حسن سلمان
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[28 - 06 - 02, 12:10 م]ـ
في المرفقات
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[29 - 01 - 08, 01:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا كنت ابحث عن هذا الكتاب لكن هل ترقيم الكتاب موافق للمطبوع؟
اذا كان لديك كتب أخرى للشيخ مشهور حفظه الله ضعها هنا خاصة التي بصيغة ورد او بي دي أف والورد افضل
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[29 - 01 - 08, 07:59 ص]ـ
الكتاب رائع قرأته وهو نافع لكن فيه حديث ضعيف واحد وهو ما ذكره الشيخ مشهور عن سمرةَ بن جندبٍ أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن تَركَ الجمعةَ متعمداً، فليتصدّق بدينارٍ، فإن لم يجد فبنصفِ دينارٍ)). (*)
(*) قال أبو جعفر الزهيري: رواه أحمد وابو داود والنسائي وابن ماجة وابن حبان والحاكم وسنده ضعيف كما قال الألباني في ضعيف أبي داود (195 - 198 ص401 - 405) فمداره على قدامة ولم يسمع من سمرة كما قال الألباني نقلا عن البخاري وغيره وللحديث شاهد رواه الطبراني في المعجم الأوسط ح 5389 عن جابر مرفوعا لكنه ضعيف جدا فيه سعيد بن محمد بن ثواب الحصري ترجمه الخطيب في "التاريخ" (9/ 94 - 95)، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً فهو كمجهول الحال ووثقه ابن حبان في الثقات (8/ 272) وهو معروف بتساهله في توثيق المجاهيل! وإسماعيل بن مسلم المكي قال الحافظ في " التقريب " (1/ 110): " كان فقيها، ضعيف الحديث " وفيه أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس القرشى الأسدى المكي قال الحافظ في " التقريب " (1/ 806): (صدوق إلا أنه يدلس) قلت وقدد عنعنه عن جابر فالحديث ضعيف وبهذا نعلم أن ما يُطلَبُ ممن وجبت عليه الجمعةُ _ وتركها لغيرِ عذر _ أن يصلى الظهر فقط ولا، ولا يُطلَبُ منه التصدق (بدينار وإن لم يجد فبنصف دينار) الذي ذكره الشيخ مشهور لضعف الحديث الذي استدل به.
فينبغي التنبه لهذا الحديث الضعيف الذي في الكتاب بوركتم وجزاكم الله خيرا على نقل هكذا كتاب مفيد للشباب المسلم(1/320)
متن الآجرومية
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[28 - 06 - 02, 12:14 م]ـ
بسم الله
http://www.baljurashi.com/vb/attachment.php?s=&attachmentid=47(1/321)
نونية القحطاني
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[28 - 06 - 02, 12:21 م]ـ
الحمد لله
http://www.baljurashi.com/vb/attachment.php?s=&attachmentid=48(1/322)
عقيدة السلف أصحاب الحديث للآجري
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[28 - 06 - 02, 12:25 م]ـ
اللهم يسر
http://www.baljurashi.com/vb/attachment.php?s=&attachmentid=49
ـ[الضياء]ــــــــ[04 - 05 - 03, 01:41 ص]ـ
عفوا أخي هذا الكتاب لأبي عثمان الصابوني وليس للأجري
جزاك الله خيرا
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[12 - 02 - 05, 02:53 م]ـ
وهل للآجري كتاب بهذا العنوان؟
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[13 - 02 - 05, 09:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[15 - 02 - 05, 12:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[18 - 02 - 05, 03:41 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم(1/323)
بهجة قلوب الأبرار للشيخ عبدالرحمن السعدي
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[28 - 06 - 02, 12:29 م]ـ
بهجة قلوب الأبرار(1/324)
بهجة قلوب الأبرار للشيخ عبدالرحمن السعدي
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[28 - 06 - 02, 12:33 م]ـ
بهجة قلوب الأبرار
http://www.baljurashi.com/vb/attachment.php?s=&attachmentid=58
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[25 - 02 - 07, 10:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا(1/325)
شرح الطحاوية للشيخ صالح الفوزان
ـ[السي]ــــــــ[28 - 06 - 02, 04:56 م]ـ
شرح الطحاوية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=59
ـ[أبوطلحة الليث]ــــــــ[30 - 10 - 08, 09:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً(1/326)
شرح الممتع
ـ[ abo abd alrhman] ــــــــ[29 - 06 - 02, 02:55 ص]ـ
هذا الكتاب هو شرح للممتع شرح زاد المستقنع لابن عثيمين
من موقع صيد الفوائد
ـ[السي]ــــــــ[30 - 06 - 02, 11:06 ص]ـ
تم تعديل اسم الأخ إلى (أبو عبدالرحمن)
وهذا موضوعه
هذا الكتاب هو شرح للممتع شرح زاد المستقنع لابن عثيمين
من موقع صيد الفوائد
http://www.baljurashi.com/vb/attachment.php?s=&postid=10067
ـ[المنتفض]ــــــــ[26 - 07 - 02, 08:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا عبد الرحمن(1/327)
حمل هذا الشرح الرائع المليء بالدرر لكشف الشبهات
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[02 - 07 - 02, 07:28 ص]ـ
http://www.arab1.net/muslim123456/ شرح%20كشف%20الشبهات%20للأسمري. zip
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[12 - 07 - 02, 07:40 ص]ـ
مما يحزنني يا أخ أبو مصعب أنني في تجوالي في الشبكة العنكبوتية دخلت منتدى سحاب لعلي أن استفيد فوجدت جرح للشيخ الأسمري عجيب منهم و اتهام للنيات والمنجد والشنقيطي والدويش و الزهراني و القرني و البريك و عبدالرحمن عبدالخالق وووو ....
ولقد حضرت دروس الشيخ صالح الأسمري في شرحه الطحاوية في الكويت فرأيت مالم أراه في حياتي من استحضار أقوال أهل العلم ونقلها بالنص فقد تتبعت بعده بعض كلامه فوجدته بالنص. يتكلم بالعقيدة وكأنه لم يدرس في حياته غير العقيدة، وتسمعه بالفقه فتراه يأتي بكلام صاحب الإنصاف والمغني والدليل و الزاد ووو كل ذلك عن ظهر قلب، و النحو والحديث والأصول ولكن؟؟!
فو الله لقد حزنت حزناً شديدا من الذي رأيته من سحاب فهل من كلمة تسلينا بها.
وجزاك الله خيرا.
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[25 - 07 - 02, 10:16 ص]ـ
أخي أبو مشاري
حفظك الله
الحمد لله الذي يسر لنا مثل هذا المنتدى والذي دائما ما أتغنى
لالثناء عليه، لا لشيء إلا أنه قد أعرض مرتادوه عن التجريح والتفسيق
والتبديع والرمي بالتهم.
وهذه العادة وجدتها في جل - إن لم يكن - كل المنتديات
وكل يغني على ليلاه، وكل يظن أنه هو المصيب وغيره مخطيء!!
مع أن الحق واضح ..
فإن عليه نورا ...
ولو تجرد بعضنا للحق بدون الالتفات إلى الأسماء لما حصل هذا.
وقد ابتلى الله هذه الأمة بجراحين - جهلة - لا يخرج عالم من
العلماء ويبرز إلا رموه بالتهم والشائعات فإن كان بارعا في
الحديث رموه بالابتداع في تقيبم المناهج وتفريق الأمة
وإن كان فقيها رموه بالتقليد والتعصب ..
وهكذا ...
والداء المستحكم في الغالب هو ((الحسد))
وأحيلك إلى شريط (الحسد) للشنقيطي
ومن أحال على مليء فليتبع
والشيخ صالح - حفظه الله - ممن واجه مثل هذا
فقد أُلف فيه مؤلف كامل بل أُلف فيه طليعة مؤلف ومؤلف!!
نعم .. نحن مع الحق فلو أخطأ رددنا عليه بالمعروف.
أما أن يرمي بعظائم الأمور التي يقف شعر رأس من قرأها .. فلا!!
واقرأ المؤلف الذي ألفه (أظنه الكعبي) تجد تحميلا للكلام ما
يحتمل، وأقوالا عارض بها الشيخ مع أن للشيخ سلفا فيها معتبرين.
المهم عادة من كان مثل الشيخ أن لا يلتفت إلا مثل هؤلاء ..
أما نحن فينبغي أن لا نلتفت إلى مثل هذه الردود لأن
((الردود في مقام مردود))
وقد نافح عن الشيخ أحد طلابه المقربين بكلام علمي إن أردته وضعت
لك رابطه لاحقا لعدم توفر الآلة الآن
وعذرا على الإطالة
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[29 - 07 - 02, 07:26 م]ـ
الأخوين الفاضلين (أبا مصعب) و (أبا مشاري).
شكر الله لكما دفاعكما عن شيخنا (حفظه الله) و إني لأقول: ما ضر السماء ( .... ..... ).
و لشيخنا سلفٌ في كل ما يقول، و لكن فتاوي مشايخ البعض ترفع الخلاف الحادث.
و المحاورة و المجادلة بالحسنى أمر مهم مطلوب.
بل سمعت أن (الجابري) يؤلف فيه كتاباً.
و عند الله يجتمعان فيعامل كلاً و يحاسب. و ينتقم من الظالم للمظلوم.
ـ[أبو عبدالله الريان]ــــــــ[04 - 08 - 02, 05:40 م]ـ
أخي الكريم (الجهني) وفقك الله لكل خير
الملف لا يتم تحميله فلقد حاولت مرات ومرات.
آمل منك أن تضع عنوانا أخر للشرح مع الشكر لك
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[04 - 08 - 02, 06:15 م]ـ
اضعط باليمين
ثم اختار [حفظ بإسم]
وفقك الله
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[04 - 08 - 02, 07:22 م]ـ
أخي صقر قريش
هل أجدت طريقة
(يمين ثم حفظ الهدف باسم)
إن لم تُجد فأخبرني حتى أرسله لك
ـ[السني]ــــــــ[29 - 03 - 06, 06:25 م]ـ
للمنصفين
إليكم هذا المقطع الصوتي، ففيه القول الفصل.
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[29 - 03 - 06, 08:43 م]ـ
عجباً من هذا التناقض كيف يشرح الشيخ صالح الأسمري كتب الوهابية ويذم الوهابية وعلى رأسهم محمد بن عبد الوهاب وابن باز وغيرهم [كما في المقطع الصوتي] ... هل من مجيب؟
ـ[المختار]ــــــــ[30 - 03 - 06, 12:12 ص]ـ
سبق الكلام في فضيحة الأسمري في هذا المنتدى عندما سألته المرأة (يمكنكم استخدام البحث)
أو النظر في مشاركات أخونا عبد الله بن خميس حفظه الله
ـ[أبو محمد]ــــــــ[30 - 03 - 06, 01:04 ص]ـ
فعلا تناقض .. يطعن في دعوة الشيخ ويشرح كتابه؟
ـ[أبو المنذر الأثري]ــــــــ[30 - 03 - 06, 03:07 ص]ـ
ردوا المتشابه من كلام الشيخ الى المحكم فتعرفون منهج الشيخ حفظه الله، والكلام في أي
شخص من دون بينة أو يقين ظلم وجور فلنتقي الله عزوجل في إخواننا.
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[30 - 03 - 06, 03:13 ص]ـ
ليس هناك محكم ومتشابه ... الشيخ هداه الله يطعن في الدعوة الوهابية (على زعمه) علنا ... وإن كنت لا أوافق المرأة لكذبها على الشيخ ... فهل هناك أعظم من هذا التناقض ... لا أريد التجريح والنقد ... فلست أهلاً له ... ولكن محاربة الدعوة السلفية التي قام بها الإمام محمد بن عبدالوهاب والتنقص منها لا يصدر إلا من مريض القلب على التوحيد وأهله ... فهل من توضيح؟؟؟؟
وازداد عجبي أيضاً عندما حملت هذا الشرح، وقرأت فيه ثناءه على الكتاب وعلى مؤلفه ... وكشف الشبهات معروف أنه رد على الصوفية القبورية ... فهل تغير منهج الشيخ فطمس ما كان يعتقده سابقاً أم العكس؟؟ نريد التوضيح؟؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/328)
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[30 - 03 - 06, 03:45 ص]ـ
التفصيل المشروح للقضية قد بُحث في الملتقى على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35438&highlight=%C7%E1%C3%D3%E3%D1%ED
و المسألة اوضح من الشمس!
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[30 - 03 - 06, 04:07 ص]ـ
جزاك الله خيراً على هذا الرابط ....
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[30 - 03 - 06, 06:42 م]ـ
لا حول و لا قوة إلا بالله
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[02 - 05 - 10, 03:48 م]ـ
مما يحزنني يا أخ أبو مصعب أنني في تجوالي في الشبكة العنكبوتية دخلت منتدى سحاب لعلي أن استفيد فوجدت جرح للشيخ الأسمري عجيب منهم و اتهام للنيات والمنجد والشنقيطي والدويش و الزهراني و القرني و البريك و عبدالرحمن عبدالخالق وووو ....
ولقد حضرت دروس الشيخ صالح الأسمري في شرحه الطحاوية في الكويت فرأيت مالم أراه في حياتي من استحضار أقوال أهل العلم ونقلها بالنص فقد تتبعت بعده بعض كلامه فوجدته بالنص. يتكلم بالعقيدة وكأنه لم يدرس في حياته غير العقيدة، وتسمعه بالفقه فتراه يأتي بكلام صاحب الإنصاف والمغني والدليل و الزاد ووو كل ذلك عن ظهر قلب، و النحو والحديث والأصول ولكن؟؟!
فو الله لقد حزنت حزناً شديدا من الذي رأيته من سحاب فهل من كلمة تسلينا بها.
وجزاك الله خيرا.
يا شيخى دعك من سحاب والاثرى وانا المجرم والبرق السلفية والامام الاجرى والشبكة الاثرية
لقد تكلموا فى مشايخ مثل الشيخ محمد اسماعيل والشيخ ياسر برهامى وانا اعتقد انهؤلاء المشايخ سلفيين مئة بالمائة(1/329)
رفع الالتباس عن تنازع الوصي والعباس
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[11 - 07 - 02, 09:17 م]ـ
جزاكم الله خير ا أخي هيثم، ولكن لم لا يظهر هو والمواضيع القديمة التي كانت قبل تحديث المنتدى؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 08 - 02, 05:08 ص]ـ
أين الكتاب؟
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[11 - 08 - 02, 02:32 م]ـ
هذا هو الكتاب ولا تنسانا من دعائك
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 09 - 02, 08:09 ص]ـ
هل يتفضل أحد الإخوة بتلخيص النتيجة التي وصل إليها الكاتب؟
أعلم أن السؤال غريب، لكني لم أفهم النتيجة التي توصل إليها: ((1/330)
حكم الدين في عادة التدخين دراسة شرعية طبية
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[12 - 07 - 02, 07:21 ص]ـ
بحث: حكم الدين في عادة التدخين دراسة شرعية طبية
للشيخ الدكتو طارق الطواري كما اعتاد أن يمتعنا ببحوثه الطيبة.
http://www.dr-tariq.com/research/td'7een.doc
وجزاكم الله خيرا ودعواتكم.
ـ[احمد ابو البراء]ــــــــ[06 - 11 - 08, 10:56 ص]ـ
الرابط لا يعمل أخى(1/331)
بعض أحكام المعوقين في الشريعة الإسلامية
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[12 - 07 - 02, 07:23 ص]ـ
بحث بعض أحكام المعوقين في الشريعة الإسلامية
للشيخ الدكتو طارق الطواري
http://www.dr-tariq.com/research/m3awag.doc
وجزاكم الله خيرا ودعواتكم.(1/332)
تفضّل بأخذ نسختك من لقاء الملتقى بالشيخ الطريفي (صيغة وورد)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[16 - 07 - 02, 03:09 ص]ـ
جزى الله خيراً الشيخ الفاضل على بذله الجهد والوقت للإجابة على أسئلة الإخوة.
http://www.baljurashi.com/vb/attachment.php?attachmentid=77
ـ[السيف المجلى]ــــــــ[24 - 07 - 02, 12:58 م]ـ
بسم الله
http://www.baljurashi.com/vb/attachment.php?attachmentid=77
ـ[علاءالدين]ــــــــ[03 - 03 - 07, 11:12 م]ـ
بارك الله فيكم
هل من الممكن جمع لقاءات أهل العلم فى ملفات وورد؛تيسيرا على طلاب العلم.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[04 - 03 - 07, 01:01 ص]ـ
بارك الله فيكم
هل من الممكن جمع لقاءات أهل العلم فى ملفات وورد؛تيسيرا على طلاب العلم.
وجزاكم الله خيرا.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87585(1/333)
موسوعة رواة الحديث (((حملها وانشرها)))
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[18 - 07 - 02, 02:32 ص]ـ
منقول من موضوع الأخ مقاتل جزاه الله خيرا من شبكة الفجر
***********************
بشرى لطلبة العلم حمل هذه الموسوعة (موسوعة الرواة) واصبر عليها فستحتاج منك بعض الوقت ولكنك ستستمتع بها بعد ذلك:
وها هي بينات الموسوعة:
برنامج موسوعي ضخم يضم تراجم رواة الحديث لمجموعة كبيرة من المصنفات الحديثية المسندة (أكثر من 15 مصنف حديثي) تشمل بيانات (8858) راوٍ، ويعد جمعا علميا لأشهر وأكبر مصنفات رواة الحديث وهي:
1 - "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" للحافظ المزي.
2 - "تهذيب التهذيب" للحافظ ابن حجر العسقلاني.
3 - "تقريب التهذيب" للحافظ ابن حجر العسقلاني أيضا.
4 - "الكاشف" للحافظ الذهبي.
وهذه التراجم موزعة على خمسين مجلد مطبوع، كما يحوي البرنامج طرقا متعددة لعرض المعلومات الحديثية المختلفة المتعلقة بالرواة مع إمكانيات البحث والروابط العلمية.
حجم البرنامج: 39.4 ميجا
http://www.al-eman.com/freeware/hadith/rowa2.zip
ـ[المنتفض]ــــــــ[26 - 07 - 02, 08:58 ص]ـ
أيها الإخوة الفضلاء لا تنسوا الدعاء للقائمين على هذه الموسوعة المتقنة (مركز نور الإسلام) بالإسكندرية
واخص منهم المشرف العام شيخنا المفضال الفقيه الأصولى / أحمد حطيبة من شيوخ الإسكندرية الأجلاء حفظه الله ورعاه
ومما يبشر بحسن نيتهم _ نحسبهم كذلك والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحدا_ أن حقوق هذا البرنامج الرائع محفوظة لكل مسلم
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[01 - 02 - 04, 04:45 ص]ـ
من أروع البرامج في هذا المجال.
لكن أود الحصول على الإصدارة الأولى منه، و التي كانت فيها محاولة التحليل الآلي للأسانيد ـ و إن كان سيجانب الصواب هذه الطريقة كثيرا ـ لكنها مفيدة على كل حال.
و أرجو كذلك أن يعجلوا بإصدار إصدارة أجمع منها تضم تلك المزية مع زيادة الكتب الأخرى في الرجال و التواريخ و الجرح و التعديل.
و أتمنى أن يصدر هذا البرنامج بشكل تجاري كي يتجدد من حين إلى آخر و يتم إثراؤه بالكتب على الدوام.
و حاليا لا نملك إلا نقول لمن اشترك في هذا البرنامج المبارك: جزاهم الله خير الجزاء على هذا العمل و أجزل لهم المثوبة في دنياهم و آخرتهم. آمين
ـ[بلبل المصري]ــــــــ[03 - 02 - 04, 01:07 ص]ـ
جزاكم الله خيرا علي هذة الموسوعة واين باقي اصدرات الموسوعة لان هذا الاصدار الثاني اين الاصدار الاول وهل يوجد اصدارات تالية وجزاكم الله خير علي الجهد الذي بذلتموة في هذا العمل وياريت تفدوني عن كتاب تحفة الاشراف بمعرفة اطراف الحديث لاني بحثت علي كثير لم اجدة مجانا وجزاكم الله خيرا
ـ[الفاضل]ــــــــ[11 - 02 - 04, 11:29 م]ـ
لدي نسخة من هذا البرنامج (الإصدار الثاني) لكنها لا تعمل على ويندوز إكس بي!!
فهل هذه مثلها أم أنها تتوافق مع الإكس بي؟
ـ[ابو هاشم المصرى]ــــــــ[26 - 11 - 04, 05:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [ SIZE=3]
[COLOR=RoyalBlue] اخى الكريم الإصدار الثانى من موسوعة رواة الحديث تعمل على الإكس بى وانا مشغلها عندى
ولكن التحليل الآلى للأسانيد غير موجود بها
ـ[الصنعاني]ــــــــ[27 - 03 - 05, 12:10 ص]ـ
الرجاء مساعدتي في الحصول على هذه الموسوعة حيث فشلت في تحميلها مرارا(1/334)
زيادة الثقة ومايتصل بها من أنواع الحديث بقلم شيخنا حمزة بن عبدالله المليباري
ـ[ابوخالد الإماراتي]ــــــــ[19 - 07 - 02, 12:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
زيادة الثقة وما يتصل بها من أنواع علوم الحديث
- دراسة نقدية -
بقلم: شيخنا /د. حمزة عبد الله المليباري حفظه الله
يعرض هذا البحث دراسة نقدية لأنواع مختلفة من علوم الحديث ــ تعارض الوصل والإرسال، وتعارض الوقف والرفع، والمدرج، والمزيد في متصل الأسانيد ــ لبلورة وجه الترابط الوثيق بينها من جهة، وبين زيادة الثقة من جهة أخرى؛ حيث يشكل إبراز هذا الترابط نقطة جوهرية في منهجية شرح هذه الأنواع، لا سيما مسألة [زيادة الثقة].
على أن ثَمّة فوائد علمية دقيقة جاءت محصلة هذا البحث، بخاصة ما كان تصحيحا للأخطاء الشائعة حول [زيادة الثقة] والأنواع المتصلة بها.
وإذ أجتهد في بلوغ غايتي فيما قدمت لأرجو أن أكون قد وُفّقتُ للصواب بعد عرضي هذا بأمانة وموضوعية ولله الحمد والمنة.
المقدمة
من الواضح جداً أن علوم الحديث بحاجة ملحة إلى تخصيص أنواعها بالدراسة المعمّقة، كل بمفرده، وطرحها بطريقة يألفها أهل عصرنا، بعيدة عن أساليب علم المنطق التي خوطب بها السابقون؛ إذ إن أكبر معضلة يواجهها طلبة اليوم في دراسة هذا العلم هو تقيد كتب المصطلح المعاصرة بتلك الأساليب المنطقية نفسها، دون مواكبتها لمستجدات عصرنا في مجال التعليم ومناهجه، وطبيعة التكوين النفسي لطلابنا اليوم، إضافة إلى تشتت موضوعات هذا العلم في تلك الكتب المعتمدة في الدراسة، وانعدام تنسيقها وفق الوحدات الموضوعية، وهذا يشكل عائقا كبيرا في سبيل وقوفهم على الأبعاد العلمية لمصطلحات علوم الحديث.
ومن هنا جاء هذا البحث لبلورة الترابط الموضوعي الوثيق بين زيادة الثقة وبين الأنواع الآتي ذكرها، كخطوة تجريبية أولى في سبيل إعادة تنسيق أنواع علوم الحديث وفق الوحدات الموضوعية، وطرحها بطريقة ملائمة لطبيعة التكوين النفسي العام لطلبتنا، حتى نستطيع أن نميط اللثام عن منهج المحدثين في معرفة صحة الأخبار وخطئها، ونوظف هذا المنهج في جميع دراساتنا الشرعية، ومن ثم يتصل آخرنا بأولنا بتشييد ما بنوا، وبالتالي نكون قد قمنا بتدوين تاريخنا بالبناء المعرفي والعطاء العلمي المتجدد.
وهذا البحث متصل ببحثنا السابق الموسوم بـ ‘‘موضوع زيادة الثقة في كتب المصطلح’’، والذي يتمحور حول أربعة أنواع، وهي: الشاذ، والمنكر، والمعلول، وزيادة الثقة.
ونحن نذكر هنا ما تبقى من أنواع علوم الحديث المتصلة بموضوع زيادة الثقة، وهي:
الاستخراج، وتعارض الوصل والإرسال وتعارض الوقف والرفع، والمدرج، والمزيد في متصل الأسانيد.
ونظراً إلى ما أفضنا في موضوع زيادة الثقة في البحث السابق فإننا لا نرى ضرورة لذكره هنا مرة أخرى.
غير أننا نذكر القارئ أن مقصودنا بموضوع [زيادة الثقة] هو: أن يروي جماعة حديثا واحدا عن مصدر واحد، فيزيد بعض الثقاة فيه زيادة لم يذكرها بقية الرواة، سواء كان ذلك في السند أو في المتن أو في كليهما.
ولذا فإن مسألة زيادة الثقة تشمل جميع صور الزيادة التي تقع من الثقة، سواء كان الثقة واحدا أو أكثر، وسواء كانت الزيادة صحيحة أو ضعيفة، وسواء كانت في السند والمتن أو في أحدهما. وعليه فالذي يخرج من حدود هذه المسألة هو زيادات الصحابة لكونها مقبولة، وزيادات الضعفاء لكونهم ضعفاء.
ومن أهم الأهداف العلمية التي نصبو إلى تحقيقها خلال هذا البحث إبراز الوجه الحقيقي لمسألة [زيادة الثقة]، وإلقاء الضوء الكاشف على أبعادها النقدية؛ حيث تعد هذه المسألة من أهم موضوعات علوم الحديث حساسة لكونها من أهم أسباب الاختلاف الفقهي بين العلماء، موضحا في الوقت نفسه دقة المحدثين النقاد في تصحيح الأحاديث وتضعيفها.
وجعلت هذا القسم من البحث أربعة مباحث:
المبحث الأول: تعارض الوصل والإرسال وتعارض الوقف والرفع.
والمبحث الثاني: المدرج.
والمبحث الثالث: المزيد في متصل الأسانيد.
والمبحث الرابع: المستخرج.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/335)
ومما تجدر الإشارة إليه أنني قد سلكت في هذه المباحث طريقة تقوم على سرد نصوص ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث المشهور بـ ((مقدمة ابن الصلاح))، ثم تحليلها والتعقيب عليها في ضوء [منهج المتقدمين في نقد الأحاديث]؛ لكون هذا المنهج مصدراً أصيلاً لمبادئ علوم الحديث.
ثم ختمت كل مبحث منها بخلاصة ما توصلت إليه من الفكرة المنهجية المؤسسة على الأدلة ودراسة النماذج؛ فإن هذه الطريقة هي وحدها التي تكشف لنا الخلل الواقع في معالجة كتب المصطلح لتلك الأنواع المذكورة سابقا، وتساعدنا على تحديد مصدر هذا الخلل ومعالجة أسبابه.
ونحن على يقين أن هذا الأسلوب النقدي ليس فيه تحامل على أحد من الأئمة المتأخرين، بل يشكل نقطة احترامنا وتقديرنا لهم ما دمنا ملتزمين في النقد بما تعارف عليه [المتقدمون من نقاد الحديث].
ولله تعالى الحمد والشكر.
المبحث الأول: تعارض الوصل والإرسال وتعارض الوقف والرفع.
أولا: نص ابن الصلاح في مسألة التعارض.
قال ابن الصلاح (رحمه الله تعالى) في مبحث الانقطاع: ‘‘الخامس (من فروع الانقطاع):
الحديث الذي رواه بعض الثقات مرسلا وبعضهم متصلا، اختلف أهل الحديث في أنه ملحق بقبيل الموصول، أوبقبيل المرسل.
مثاله: ((لا نكاح إلا بولي)).
رواه إسرائيل بن يونس في آخرين عن جده أبي إسحاق السبيعي عن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسندا هكذا متصلا، ورواه سفيان الثوري وشعبة عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا هكذا، فحكى الخطيب الحافظ: أن أكثر أصحاب الحديث يرون الحكم في هذا وأشباهه للمرسل، وعن بعضهم أن الحكم للأكثر، وعن بعضهم أن الحكم للأحفظ’’.
‘‘فإذا كان من أرسله أحفظ ممن وصله فالحكم لمن أرسله، ثم لا يقدح ذلك في عدالة من وصله وأهليته، ومنهم من قال: من أسند حديثا قد أرسله الحفاظ، فإرسالهم له يقدح في مسنده وفي عدالته وأهليته، ومنهم من قال الحكم لمن أسنده، إذا كان عدلا ضابطا، فيقبل خبره، وإن خالفه غيره، سواء كان المخالف له واحدا أو جماعة، قال الخطيب: هذا القول هو الصحيح’’.
‘‘قلت (يعني ابن الصلاح): وما صححه هو الصحيح في الفقه وأصوله، وسئل البخاري عن حديث: ‘لا نكاح إلا بولي’ المذكور فحَكمَ لمن وصله، وقال: الزيادة من الثقة مقبولة، فقال البخاري هذا مع أن من أرسله شعبة وسفيان، وهما جبلان، لهما من الحفظ والإتقان الدرجة العالية’’.
‘‘ويلتحق بهذا ما إذا كان الذي وصله هو الذي أرسله؛ وصله في وقت وأرسله في وقت، وهكذا إذا رفع بعضهم الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ووقفه بعضهم على الصحابي أو رفعه واحد في وقت ووقفه هو أيضا في وقت آخر فالحكم على الأصح في كل ذلك لما زاده الثقة من الوصل والرفع، لأنه مثبت وغيره ساكت، ولو كان نافيا فالمثبت مقدم عليه، لأنه علم ما خفي عليه، ولهذا الفصل تعلق بفصل زيادة الثقة في الحديث’’.
وتبعه في ذلك اللاحقون. لكن نجد فيهم من يستدرك على ابن الصلاح كما سيأتي تفصيله إن شاء الله تعالى.
ثانيا: تحليل النص والتعقيب عليه.
إن مسألة تعارض الوصل والإرسال، وتعارض الوقف والرفع، كثيرا ما ترد في كتب العلل كنماذج واقعية لأخطاء الرواة الثقات أو الضعفاء غير المتروكين، وقد أشار إلى ذلك ابن الصلاح رحمه الله تعالى بقوله في مبحث العلة: ‘‘وكثيراً ما يعللون الموصول بالمرسل’’.
كما أن هذه المسألة قائمة على زيادة الثقة بقدر كبير؛ ذلك أنه إذا كان الثقة هو الذي وصل الإسناد المرسل فإن وصله يعدّ زيادة في السند حيث رواه غيره مرسلا، وكذلك إذا روى الحديث الموقوف مرفوعا فيكون رفعه زيادة في السند إذ رواه غيره موقوفاً على الصحابي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/336)
وعلى ذلك فذكر هذه المسألة في مباحث الانقطاع بين موضوعي العنعنة والتدليس ليس مبرراً لا موضوعياً ولا منهجياً؛ إذ إن التعارض والاختلاف بين الوصل والإرسال وكذا بين الوقف والرفع، مسألة لا صلة لها بالانقطاع؛ ولهذا أورد فضيلة الأستاذ نور الدين عتر (حفظه الله تعالى) تلك المسألة في نوع زيادة الثقة في كتابه ‘منهج النقد في علوم الحديث’، هذا وقد صرح الإمام ابن الصلاح بذلك حين قال: ‘‘ولهذا الفصل تعلق بـ: فصل زيادة الثقة في الحديث’’. وقد أقره السخاوي بقوله: ‘‘وكان الأنسب ضمه لزيادات الثقات لتعلقه كما قال ابن الصلاح به ’’؛ ولذلك لم يضع ابن الصلاح عنواناً بارزاً لهذا الموضوع، بل جعله خامس فروع الانقطاع.
كما أنه لم يتعرض لمسألة تعارض الوقف والرفع إلا في آخر كلامه وعلى سبيل الاستطراد، بخلاف صنيع اللاحقين؛ فإنهم قد وضعوا له عنوان: ‘‘تعارض الوصل والإرسال والوقف والرفع’’، وهنا يزداد الخلل أكثر في ترتيب الأنواع إذ لا مناسبة هنا في مباحث الانقطاع لذكر مسائل التعارض.
إن موضوع هذا النوع ــ كما ترى ــ شامل لرواية الضعفاء ورواية الثقات، وصلته بنوع العلة تكون ظاهرة من حيث إن الوصل في المرسل، والرفع في الموقوف، بحاجة إلى تحري ثبوت ذلك، وتتبع القرائن والملابسات، ولهذا فإن الأنواع: العلة وتعارض الوصل والإرسال، وتعارض الوقف والرفع، وزيادة الثقة: كلها تشكل وحدة موضوعية، وبالتالي يجب أن يكون طرح أي نوع منها في ضوء صلته الوثيقة بالآخر حتى لا يحدث لَبس ولا غموض في بيان صوره وتحرير أحكامه.
والذي يجب ذكره في هذا الصدد هو أن هذه الوحدة الموضوعية لم تتبلور في النصوص السابقة، مع كون ذلك أمرا مهما في معالجة مثل هذا النوع من أنواع علوم الحديث، ونتج عن ذلك اضطراب كبير في تجلية المسائل المتعلقة به؛ مما لفت أنظار غير واحد من المحققين إلى الاستدراك على ابن الصلاح.
يقول الحافظ ابن حجر في هذا الصدد: ‘‘وهنا شيء يتعين التنبيه عليه وهو: أنهم شرطوا في الصحيح أن لا يكون شاذا، وفسروا الشاذ بأنه ما رواه الثقة فخالفه من هو أضبط منه أو أكثر عددا، ثم قالوا: تقبل الزيادة من الثقة مطلقا فلو اتفق أن يكون من أرسل أكثر عددا أو أضبط حفظا أو كتابا على من وصل أيقبلونه أم لا؟ أم هل يسمونه شاذا أم لا؟ لا بد من الإتيان بالفرق أو الاعتراف بالتناقض’’.
ويقول تلميذه البقاعي: ‘‘إن ابن الصلاح خلط هنا طريقة المحدثين بطريقة الأصوليين، فإن للحذاق من المحدثين في هذه المسألة نظرا لم يحكه، وهو الذي لا ينبغي أن يعدل عنه، وذلك أنهم لا يحكمون منها بحكم مطرد، وإنما يديرون ذلك على القرائن’’.
وسبقهما في ذلك الإمامان ابن دقيق العيد والعلائي، أما ابن دقيق العيد فيقول: ‘‘من حكى عن أهل الحديث أو أكثرهم أنهم إذا تعارض رواية مسنِد ومرسِل أو رافع وواقف أو ناقص وزائد إن الحكم للزائد لم يصب في هذا الإطلاق فإن ذلك ليس قانونا مطردا، والمراجعة لأحكامهم الجزئية تعرف صواب ما نقول’’.
وهذا نص العلائي: ‘‘كلام الأئمة [المتقدمين] في هذا الفن كعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل والبخاري وأمثالهم يقتضي أنهم لا يحكمون في هذه المسألة بحكم كلي بل عملهم في ذلك دائر مع الترجيح بالنسبة إلى ما يقوى عند أحدهم في كل حديث حديث’’.
ويقول ابن الوزير مستفيدا من هذه النصوص جميعا: ‘‘وعندي أن الحكم في هذا لا يستمر، بل يختلف باختلاف قرائن الأحوال، وهو موضع اجتهاد’’.
وقد أجاد الحافظ ابن حجر حين عقب على الحافظ العلائي كتتمة لقوله السابق نقله، وأنا أذكره هنا كخلاصة في هذه المسألة، يقول (رحمه الله تعالى): ‘‘وهذا العمل الذي حكاه عنهم إنما هو فيما يظهر لهم فيه الترجيح، وأما ما لا يظهر فيه الترجيح فالظاهر أنه المفروض في أصل المسألة، وعلى هذا فيكون في كلام ابن الصلاح إطلاق في موضع التقييد’’.
ثالثا: الخلاصة.
تجلى مما سبق ذكره أن هذا النوع من أنواع علوم الحديث تدخل فيه زيادة الثقة، وقد رأينا ابن الصلاح يطلق القبول فيما وصله الثقة مخالفا لغيره، أو فيما رفعه مخالفا لمن وقفه، وهو حكم مختلف عما بينه هو في نوع العلة، اللهم إلا إذا قيدنا ذلك بحالة ما إذا لم يتبين أن هذه الزيادة قد وقعت منه خطأ ووهما بعد تتبع القرائن والملابسات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/337)
وفي هذه الحالة وحدها التي يكون فيها الحديث خاليا مما يدل على وهم راويه أو صوابه من القرائن والملابسات يصح أن يقال: هذا الوصل أو الرفع من الثقة، وزيادته مقبولة.
وبهذا تصبح مسألة تعارض الوصل والإرسال وتعارض الوقف والرفع منسجمة مع الأنواع التي تشكل وحدة موضوعية لا سيما موضوع زيادة الثقة في أحكامها وأبعادها النقدية.
ـ[ابوخالد الإماراتي]ــــــــ[19 - 07 - 02, 12:40 ص]ـ
المبحث الثاني: المدرج.
أولاً: نص ابن الصلاح في المدرج.
قال ابن الصلاح: ‘‘النوع العشرون: معرفة المدرج في الحديث. وهو أقسام: منها ما أدرج في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلام بعض رواته، بأن يذكر الصحابي أو من بعده عقيب ما يرويه من الحديث كلاماً من عند نفسه، فيرويه من بعده موصولا بالحديث غير فاصل بينهما بذكر قائله، فيلتبس الأمر فيه على من لا يعلم حقيقة الحال، ويتوهم أن الجميع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.’’
‘‘ومن أمثلته المشهورة: ما رويناه في التشهد عن أبي خيثمة زهير بن معاوية عن الحسن بن الحر عن القاسم بن مخيمرة عن علقمة عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علّمه التشهد في الصلاة، فقال: قل: ‘التحيات لله’ فذكر التشهد وفي آخره: ‘أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، فإذا قلت هذا فقد قضيت صلاتك، إن شئت أن تقوم فقم، وإن شئت أن تقعد فاقعد’.
هكذا رواه أبو خيثمة عن الحسن بن الحر، فأدرج في الحديث قوله: ‘فإذا قلت هذا….’ إلى آخره وإنما هذا من كلام ابن مسعود لا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن الدليل عليه أن الثقة الزاهد عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان رواه عن راويه الحسن بن الحر كذلك، واتفق حسين الجعفي وابن عجلان وغيرهما في روايتهم عن الحسن بن الحر على ترك ذكر هذا الكلام في آخر الحديث، مع اتفاق كل من روى التشهد عن علقمة وعن غيره، عن ابن مسعود على ذلك، ورواه شبابة عن أبي خيثمة، ففصله أيضا’’.
ومن أقسام المدرج: أن يكون متن الحديث عند الراوي له بإسناد إلا طرفاً منه فإنه عنده بإسناد ثان، فيدرجه من رواه عنه على الإسناد الأول، ويحذف الإسناد الثاني، ويروي جميعه بالإسناد الأول’’.
‘‘مثاله: حديث ابن عيينة وزائدة بن قدامة عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر في صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي آخره: ‘أنه جاء في الشتاء فرآهم يرفعون أيديهم من تحت الثياب’ والصواب رواية من روى عن عاصم بن كليب بهذا الإسناد صفة الصلاة خاصة، وفصل ذكر رفع الأيدي عنه، فرواه عن عاصم عن عبد الجبار بن وائل عن بعض أهله عن وائل بن حجر’’.
‘‘ومنها: أن يدرج في متن حديث بعض متن حديث آخر مخالف للأول في الإسناد.
ومثاله: رواية سعيد بن أبي مريم عن مالك عن الزهري عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ‘لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تنافسوا ….’ الحديث.
فقوله: ‘لا تنافسوا’ أدرجه ابن أبي مريم من متن حديث آخر رواه مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة فيه: ‘لا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا’ والله أعلم.’’
‘‘ومنها: أن يروي الراوي حديثا عن جماعة بينهم اختلاف في إسناده، فلا يذكر الاختلاف فيه، بل يدرج روايتهم على الاتفاق.
مثاله: رواية عبد الرحمن بن مهدي ومحمد بن كثير العبدي عن الثوري عن منصور والأعمش وواصل الأحدب عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن ابن مسعود، قلت: يا رسول الله أي الذنب أعظم …الحديث.
وواصل إنما رواه عن أبي وائل عن عبد الله من غير ذكر عمرو بن شرحبيل بينهما والله أعلم.’’ انتهى
ثانيا: تحليل النص والتعقيب عليه.
إن الذي بيّنه ابن الصلاح في هذا النوع المسمى مدرجاً ينطوي على معظم أقسامه وأمثلته مفهوم زيادة الثقة إذا وقع الإدراج من الثقة؛ إذ كل ما يزيده هو في الحديث مما ليس منه دون أن يفصله عن أصل الحديث يعد مدرجا، سواء كان هذا المدرَج قولا لصحابي أو قولا لراو ممن بعده، كما في المثال الأول، أو كان جزءا من حديث آخر يُروى بإسناد مستقل كما في المثال الثاني والثالث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/338)
ولوقوع الإدراج في الحديث أسباب كثيرة، ويرجع معظمها إلى سوء الحفظ أو الوهم أو الرواية بالمعنى أو إلى أمن الالتباس عند الراوي؛ كشرح الراوي معاني الكلمات الغريبة الواردة في الحديث أثناء التحديث.
وتفصيل ذلك كالتالي: ترى في المثال الأول أن أبا خيثمة الثقة زاد في آخر الحديث جملة لم يذكرها غيره من الثقات، وبذلك أصبح مخالفا لهم في ذلك، وحين تبين من التتبع والقرائن أن تلك الجملة كان يقولها عبد الله بن مسعود من عنده بعد رواية الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قالوا إنها مدرجة في متن الحديث، وبالتالي يقال عنها: ‘شاذة’ بناء على أنها مخالفة لما رواه الثقات أو مخالفة للواقع الحديثي. أو يقال: ‘منكرة’ باعتبارها غير معروفة عن عبد الله بن مسعود، وإنما يعرف عنه أنه قال ذلك من عنده وليس مرويا عن النبي صلى الله عليه وسلم. أو يقال: ‘معلولة’ بشكل عام إذ إن إدراج تلك الجملة في الحديث، وجعلها طرفا من قول النبي صلى الله عليه وسلم يعد خطأ ووهما. أو قل: إنها زيادة ثقة غير مقبولة لأنه زيادة عن أصل الحديث المرفوع.
وكذا الأمر في المثال الثاني، حيث زاد كل من ابن عيينة وزائدة بن قدامة في آخر الحديث‘‘أنه جاء في الشتاء فرآهم يرفعون أيديهم من تحت الثياب’’ وبهذه الزيادة تحققت المخالفة بينهما وبين الثقات الآخرين، وبالتالي أصبحت مردودة بعد أن تأكد إدراجها. وإن شئت سمها شاذة أو منكرة أو معلولة أو زيادة الثقة غير المقبولة.
وأما في المثال الثالث فقد زاد ابن أبي مريم الثقة جملة ‘لا تنافسوا’ في الحديث الذي رواه جماعة من الثقات بدونها. ومن تتبع القرائن علم أنها جملة من حديث آخر كان يرويه مالك بإسناد آخر، وبالتالي فزيادة ابن أبي مريم مردودة ولا تعد طرفا من الحديث.
ثالثا: الخلاصة.
هكذا تتضح وحدة الموضوع التي تربط المدرج بموضوع زيادة الثقة، لا سيما الأنواع: العلة والشاذ والمنكر، وتتمثل هذه الوحدة الموضوعية في التفرد والمخالفة. فما يتفرد به الثقة مخالفا لغيره تكون أحكامه حسب القرائن والملابسات التي تحيط بذلك. ولذلك يبقى نوع المدرج الذي أدرجه الثقة في أصل الحديث في دائرة زيادة الثقة التي تبين خطؤها، وبالتالي يكون هذا المدرج من الأنواع المردودة من الزيادات. وبما أن زيادة الثقة تقع في الحديث لأسباب كثيرة منها ما يدل على أنها مدرجة ومقحمة في أصل الحديث فإن إطلاق الحكم بقبول الزيادة من الثقة دون التفات إلى الأسباب المحتملة لذكرها في الحديث يكون مناقضا لقواعد النقد عند المحدثين تنظيراً وتطبيقاً.
والجدير بالذكر أن الحافظ ابن حجر وبعض المتأخرين جعلوا أول مثال مما سبق لإدراج في المتن، وأما الثاني والثالث والرابع فعدوها أمثلة إدراج في السند.
وهذا غير دقيق فيما أرى؛ إذ ترجع كلها ما عدا المثال الرابع إلى زيادة في المتن وإدراجها فيه، غير أن الأول كانت الزيادة المدرجة فيه قولاً لصحابي، بينما كانت الزيادة المدرجة في الثاني والثالث هي طرف من حديث آخر فجاء التلفيق بين سنديهما. وأما الرابع فيكون مثالا لوقوع الإدراج في السند، وليس في المتن وذلك بالتلفيق بين روايتين مختلفتين أحدهما متصلة والثانية منقطعة وكان المتن فيهما واحدا.
ولذلك نجعل ما سبق من الأمثلة كلها ما عدا الرابع إدراجا في المتن، وأما الإدراج في الإسناد فسنرى أمثلته في المبحث الآتي.
ولذلك فنوع المدرج يشكل ــ مع المزيد في متصل الأسانيد ــ وحدة موضوعية في قضية الزيادة والإدراج، يقول فضيلة الأستاذ الدكتور / نور الدين عتر (حفظه الله): ‘‘وفي رأينا أن هذا النوع يمكن أن يدخل في المدرج (مدرج السند) الآتي وفي المعلل بعلة غير قادحة، فليتأمل.
المبحث الثالث: المزيد في متصل الأسانيد.
أولا: نص ابن الصلاح في المزيد.
قال ابن الصلاح: ‘‘السابع والثلاثون: معرفة المزيد في متصل الأسانيد. مثاله: ما روي عن عبد الله بن المبارك قال: حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثني بسر بن عبيد الله، قال: سمعت أبا إدريس يقول: سمعت واثلة بن الأسقع، يقول: سمعت أبا مرثد الغنوي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها.’’
‘‘فذِكرُ سفيان في هذا الإسناد زيادة ووهم، وهكذا ذِكرُ أبي إدريس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/339)
أما الوهم في ذكر سفيان، فممن دون ابن المبارك؛ لأن جماعة ثقات رووه عن ابن المبارك عن ابن جابر نفسه، ومنهم من صرح فيه بلفظ الإخبار بينهما، وأما ذكر أبي إدريس فيه فابن المبارك منسوب فيه إلى الوهم؛ وذلك لأن جماعة من الثقات رووه عن ابن جابر فلم يذكروا أبا إدريس بين بسر وواثلة وفيهم من صرح فيه بسماع بسر من واثلة.’’
‘‘قال أبو حاتم الرازي: يرون أن ابن المبارك وهم في هذا. قال: وكثيرا ما يحدث بسر من أبي إدريس، فغلط ابن المبارك وظن أن هذا مما روى عن أبي إدريس عن واثلة، وقد سمع هذا بسر من واثلة نفسه.’’
‘‘قلت: (يعني ابن الصلاح) قد ألف الخطيب الحافظ في هذا النوع كتابا سماه كتاب:‘ تمييز المزيد في متصل الأسانيد’، وفي كثير مما ذكره نظر؛ لأن الإسناد الخالي عن الراوي الزائد إن كان بلفظة ‘عن’ في ذلك، فينبغي أن يحكم بإرساله ويجعل معللاً بالإسناد الذي ذكر فيه الزائد لما عرف في نوع المعلل، وكما يأتي ذكره إن شاء الله تعالى في النوع الذي يليه. وإن كان فيه تصريح بالسماع، أو بالإخبار كما في المثال الذي أوردناه فجائز أن يكون قد سمع ذلك من رجل عنه، ثم سمعه منه نفسه، فيكون بسر في هذا الحديث قد سمعه من أبي إدريس عن واثلة ثم لقي واثلةَ فسمعه منه كما جاء مثله مصرحا به في غير هذا.’’
‘‘اللهم إلا أن توجد قرينة تدل على كونه وهما كنحو ما ذكره أبو حاتم في المثال المذكور، وأيضا فالظاهر ممن وقع له مثل ذلك أن يذكر السماعين. فإذا لم يجيء عنه ذكر ذلك حملناه على الزيادة المذكورة، والله أعلم’’.
ثانيا: تحليل النص.
تطرق ابن الصلاح لنوع ‘المزيد في متصل الأسانيد’ من خلال نموذج ينطبق عليه تماما مفهوم زيادة الثقة، لأن ذكر ‘‘أبي إدريس’’ في السند بين بسر وواثلة زيادة من ابن المبارك، وهو أحد أئمة الحفاظ المشهورين، وكذا ذكر ‘سفيان’ بين ابن المبارك وابن جابر مزيد من قبل أحد الرواة المتأخرين بعد ابن المبارك، ولم يذكر ابن الصلاح اسم ذلك الراوي ولعله شيخ الخطيب أو من فوقه. وبعد أن بين حكم هذين المزيدين بأنهما مردودان، عقب على منهج الخطيب في قبول المزيد ورده عموما قائلا:
‘‘وفي كثير مما ذكره نظر؛ لأن الإسناد الخالي عن الراوي الزائد إن كان بلفظة ‘عن’ في ذلك، فينبغي أن يحكم بإرساله ويجعل معللا بالإسناد الذي ذكر فيه الزائد لما عرف في نوع المعلل، وكما يأتي ذكره إن شاء الله تعالى في النوع الذي يليه. وإن كان فيه تصريح بالسماع، أو بالإخبار كما في المثال الذي أوردناه فجائز أن يكون قد سمع ذلك من رجل عنه، ثم سمعه منه نفسه، فيكون بسر في هذا الحديث قد سمعه من أبي إدريس عن واثلة ثم لقي واثلةَ فسمعه منه كما جاء مثله مصرحا به في غير هذا. اللهم إلا أن توجد قرينة تدل على كونه وهما كنحو ما ذكره أبو حاتم في المثال المذكور، وأيضا فالظاهر ممن وقع له مثل ذلك أن يذكر السماعين. فإذا لم يجيء عنه ذكر ذلك حملناه على الزيادة المذكورة’’
ومن خلال هذا التعقيب أفادنا ابن الصلاح أن قبول المزيد في الإسناد يدور على إحدى حالتين:
الأولى: وجود العنعنة في السند الخالي عن الراوي المزيد.
والثانية: ذكر السماع والإخبار فيه.
فإذا كانت الحالة الأولى تشكل ميزانا لقبول المزيد في السند، وانقطاع السند الناقص المعنعن وفق ما لخصه ابن الصلاح آنفا فإن ذلك لا يمكن أن يكون إلا على أساس قبول زيادة الثقة. وبالتالي فما يترتب عن ذلك من الأحكام لا يكون منسجما مع منهج المحدثين في ذلك؛ حيث إن القرائن والملابسات المحيطة بالمزيد تكون هي موازينهم لقبول الزيادات وردها عموما، بغض النظر عما ورد في السند من العنعنة أو التحديث. وما رأينا في تعقيب ابن الصلاح لم يكن إلا مظهرا لتصادم الأسلوبين؛ الأسلوب القائم على ظاهر السند والأسلوب القائم على دلالة القرائن والملابسات.
وهذا طبعاً إذا لم يقصد ابن الصلاح بقوله: ‘‘اللهم إلا أن توجد قرينة تدل على كونه وهما’’ الاستثناء من إطلاق القبول في الحالة الأولى والثانية جميعا، ولا مانع من ذلك، لكن الظاهر من السياق أنه يريد به أن يستثني من الحالة الثانية فقط. وذلك لسببين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/340)
أولهما: أنه ذكر هذا الاستثناء بعد بيان الحالة الثانية مباشرة بحيث لا يتوجه مغزاه إلى الحالة الأولى؛ لأنه قال في آخر الفقرة: ‘‘وأيضا فالظاهر ممن وقع له مثل ذلك أن يذكر السماعين. فإذا لم يجيء عنه ذكر ذلك حملناه على الزيادة المذكورة.’’، مما يؤكد أن الحالة الأولى على إطلاقها دون استثناء. ولو كان قبول المزيد في جميع الحالات متوقفا على القرائن كمنهج عام لأضاف ابن الصلاح إلى الجملة ما يدل على ذلك، كأن يقول بعدها مباشرة: ‘‘وذلك إذا لم توجد قرينة تدل على كونها وهما’’ مثلا؛ ولذلك نقول إن هذه الجملة الأخيرة تؤكد لنا أن هذا الاستثناء إنما يكون بخصوص الحالة الثانية وحدها، وبالتالي فما ورد في الحالة الأولى يكون على إطلاقه كما أوضحنا آنفا، دون ربطه بالقرائن.
والسبب الثاني: أن ابن الصلاح بصدد الاعتراض على الخطيب البغدادي بقوله ‘‘لأن الإسناد الخالي عن الراوي الزائد إن كان بلفظة ‘عن’ في ذلك، فينبغي أن يحكم بإرساله ويجعل معللا بالإسناد الذي ذكر فيه الزائد لما عرف في نوع المعلل’’؛ وهذا واضح جدا أنه يبني الأحكام في المزيد على ظاهر السند المتمثل في ذكر العنعنة. ولو كان الاستثناء يشمل الحالة الأولى أيضا لما اعترض على الخطيب لكونه قد اعتمد على القرائن في قبوله المزيد ورده.
وأما الحالة الثانية التي يعدها ابن الصلاح ميزانا لقبول السند المزيد واتصال السند الناقص، فإنه لم يستند في ذلك إلا إلى مجرد أن يكون محتملا أن يسمع الراوي ذلك الحديث مرتين؛ مرة بالواسطة وأخرى بدونها، غير أنه استدرك على ذلك بقوله: "اللهم إلا أن توجد قرينة تدل على كونه وهما"، وبذلك يصبح الأمر في قبول المزيد ورده في الحالة الثانية منوطا بالقرينة، وبالتالي يكون ابن الصلاح موافقا للخطيب في ذلك.
بيد أن أسلوب الاستثناء يوهم أن الأصل الغالب في القبول هو الاعتماد على ظاهر السند دون البحث عن دلالات القرائن وإيحاءات الملابسات؛ حيث قال: ‘‘اللهم إلا أن توجد قرينة على كونه وهما’’؛ إذ يعبر بذلك عادة عن القلة النادرة. ومن المعلوم أن اعتماد القرائن في قبول الزيادات مهما كان موضعها في السند أو المتن هو الأصل الغالب في منهج المحدثين النقاد، وأنهم لا يحيدون عن هذا الأصل إلا في حالات نادرة يصبح فيها الحديث خاليا عن القرائن.
والخلاصة: أن ابن الصلاح لم يحكم على المزيد في السند بأنه مردود مطلقا، بل جعله على التفاصيل التي ذكرها، لكن معظمها تعود إلى ظاهر السند، وبالتالي يصبح ما ذكره هنا من الأحكام متفاوتا عما شرحه في الأنواع السابقة التي تشكل معه وحدة موضوعية، لا سيما في نوع العلة التي أقر فيها ابن الصلاح بأن الحكم قبولا أو ردا في الحديث المخالف أو المتفرد يتوقف على دلالة القرائن والملابسات التي لا ينهض بها سوى نقاد الحديث.
وإن كان نوع "المزيد في متصل الأسانيد" من أنواع الزيادات التي تنبثق عنها حالة المخالفة بين الرواة عموما فإن قبوله ورده يتوقفان على مقتضى القرائن المحتفة بالمزيد، كما هو منهج النقاد في تعاملهم مع هذه الأنواع من الأحاديث، وقد بين ذلك ابن الصلاح في مبحث العلة.
ثالثا: منهج الخطيب في قبول المزيد.
مما لا شك فيه أن الخطيب البغدادي قد انتهج في كتابه: ‘تميز المزيد في متصل الأسانيد’، منهجا مغايرا لما شرحه ابن الصلاح، وهذا واضح جدا من سياق اعتراضه عليه.
وبما أن هذا الكتاب من المخطوطات المفقودة فإنه يصعب علينا التحدث عن المنهج الذي انتهجه الخطيب فيه، لكن من خلال ما ذكره ابن الصلاح يمكن القول: إن منهجه قائم على تتبع القرائن التي تحف بالحديث، وربما لم تكن القرائن في رد المزيد في بعض الأسانيد غير مذكورة في الكتاب.
ولذلك فإنه من الطبعي أن يوجد في تلك المجموعات الحديثية التي ذكرها الخطيب في كتابه "تمييز المزيد" ما أثار الانتباه لدى ابن الصلاح لكون ذلك مخالفا لمقتضى القاعدة التي ذكرها هو في التعقيب.
وبذلك أصبح الفرق بين الأسلوبين واضحا وجليا؛ إذ أسلوب الخطيب مبني على دلالات القرائن، بينما أسلوب ابن الصلاح قائم على ظواهر السند، وبذلك يبقى ما ذكره في التعقيب منسجما مع منهجه العام في معالجة القضايا النقدية كما لمسنا من قبل في الأنواع السابقة.
رابعاً: تأصيل مسألة ‘المزيد في متصل الأسانيد’ وتفصيل أحكامها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/341)