ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[20 - 07 - 09, 03:21 م]ـ
الهم الاجتماعي في حياة الشيخ ابن جبرين
أ. د. عبدالقادر بن عبدالرحمن الحيدر*
لقد جمع الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله بن فهد بن حمد بن جبرين رحمه الله صفات قلما تجدها في شخص واحد، فعلى الرغم من انشغاله بالعلم الشرعي وتدريسه لطلابه، وتصديه للفتيا صغيرها وكبيرها، إلا أن هنالك جانباً إنسانياً اجتماعياً جعلت منه (رحمه الله) يطبق ويجسد الهدف من تعلمه أصول ذلك الدين العظيم، ألا وهو تحقيق مصالح العباد.
فقد كانت بداياته في الخدمة الاجتماعية في نهاية السبعينات الهجرية (1360ه)، عندما كلف الملك سعود يرحمه الله فضيلة الشيخ الجليل عبدالعزيز بن ناصر الشثري (أبو حبيب) رحمه الله والد معالي الشيخ ناصر الشثري حفظه الله لتقصي أحوال البادية في شمال المملكة، بعدما أصابهم نقص في أموالهم وموت مواشيهم. حيث طلب الشيخ عبدالعزيز أن يكون أنبل طلابه وهو سماحة الشيخ عبدالله بن جبرين كاتباً له في هذه المهمة الاجتماعية، فلم يكن وقتها هنالك انتدابات ومميزات مثل تلكم الموجودة في وقتنا الحاضر، فمكثوا في تلك الرحلة بضعة أشهر، تعرفوا (رحمهم الله) خلالها على أحوال البادية عن قرب وصرفوا الأوقات في تعليمهم أمور دينهم، ولكن كان الهدف الرئيسي لتلك الرحلة تقصي أحوالهم المادية والاجتماعية، فكتبوا توصيات لجلالة الملك سعود رحمه الله، تعد مذكرة تاريخية صادقة بخط الشيخ عبدالله، حيث نقلوا خلالها لولاة الأمر احتياجات أبناء المنطقة وكيفية دعمهم.
فقيد الأمة رجل ما عاش لنفسه أبداً، أنفق وقته بل عمره كله في خدمة الناس وقضاء حاجاتهم، ونشر الهدى بينهم، لم يجزع على شيء فاته من الدنيا أبداً، عاش مطمئن البال مرتاح الضمير، ترك مزاحمة أرباب الدنيا وجعل التبسط في كل شيء - عدا حبه للعلم - فبيته بسيط ولكنه مليء بالبركة والزوار، وسيارته قديمة ولكنها لم تؤخره يوماً عن موعد، لذا فقد كان هَم سماحة الشيخ عبدالله بن جبرين رحمه الله في هذه الدنيا تقصي أحوال الناس ومساعدتهم، فلا يكاد يمر يوم إلا وقد كتب خطاباً أو توصية لمسؤول أو أمير لتنفيس كربة عن مواطن أو مقيم، فهو من يترقب أحوال الأرامل والأيتام، لأنه يعلم أن ذلك من أهم رسائل هذا الدين العظيم، الذي جعل أجر العناية بالأيتام الجنة في جوار المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.
ومن الخدمات الاجتماعية التي كان يقوم بها رحمه الله هو حل مشاكل الناس وإصلاح ذات البين، فكثيراً ما تحل الكثير من القضايا العالقة في المحاكم، بمجرد دخول الشيخ حكماً فيها، حيث يحترمه الحاضرة والبادية، وعامة الناس وكبراؤهم، وقد كان يذهب دائماً بنفسه راكباً سيارته الكابرس البيضاء، في حر الشمس وتقلب الأجواء لتقديم شفاعته التي غالباً ما تؤتي أكلها، فقد كان دائماً مباركاً في سعيه، لأنه صاحب نية طيبة وأهداف سامية.
لقد كانت مسيرة الفقيد الاجتماعية وحبه وتطبيقه لتعاليم الدين في جميع جوانب الحياة، جعلت منه عالماً ربانياً متأسياً بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي عَلم الأمة أصول دينهم، حيث لم يكن صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً فحسب، بل كان قائداً وإدارياً وقاضياً بين الناس، لذا فكم نحن بحاجة إلى أن يهتم العلماء في وقتنا الحاضر، بأمور مجتمعهم وهموم أمتهم، وألا ينخدعوا بزينة الدنيا وزخرفها، خصوصاً وهم العارفون والمتيقنون بزوالها.
* جامعة الملك سعود
http://www.alriyadh.com/2009/07/20/article446126.html
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[20 - 07 - 09, 03:23 م]ـ
السيرة العصماء
محمد بن إبراهيم بن عبدالعزيز التميمي
الموت لا يدنو من العلماء
ما دام يبقى العلم للأحياء
هم وارثو نور النبوة فضلهم
بدرٌ بدا في الليلة الظلماء
حُفَّاظُ آي الله أعلام الهدى
خدام نهج السنة الغراء
شرفٌ لعمر الله ليس يناله
أبداً سوى العظماء والصلحاء
يا صاحب الصدر النقي من الهوى
إن الصدور مواطن الأهواء
قد كنت فينا زاهداً متجرداً
لله داع الملة السمحاء
خطواتك البيضاء مثل سحابة
في كل ناحية وكالأنواء
تدعو إلى المعروف دعوة عارف
فإذا الديار تفيض بالأضواء
قد عشت في الدنيا تقياً راشداً
مستوثقاً بالسيرة العصماء
كم من جواب فائق أعددته
يرضى فهوم النخبة الفقهاء
سبعون في محراب علمك لم تنل
منك السنون وكنت فوق الداء
أعلى من الجبل الأشم مكانة
لو كان لا يهوي من الإعياء
كنت الشفيع لكل صاحب حاجة
ومغيث من يرجوك في الضراء
أما أصيحاب الدروس فإنهم
يلقون منك محبة الآباء
تحنو عليهم راحماً ومعلماً
ولقد تراهم خيرة الأبناء
العلم معراج البقاء إلى السما
والجهل مهلكةٌ على الغبراء
والقبرُ منزلُ صالح أو طالح
تحت الثرى قبرٌ وفي الجوزاء
أترى ابن جبرين استوى في منزل
عالي الرُّبَا في الجنة الخضراء
لاَهُمَّ أنت حسيبه ووليه
فاجعله من أحبابك الشهداء
إنا نُحبُّ شيوخنا ونُجلُّهُمْ
طوعاً لأمرك فاستجب لدعائي
http://www.alriyadh.com/2009/07/20/article446130.html
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/66)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[20 - 07 - 09, 03:32 م]ـ
ابن جبرين الجبل العالم
ومايكل الفَسْل الجاهل
الكاتب: فادي نضال عمر
الحمد لله وحْدَه، والصَّلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، يا رب أعن وسدِّد.
أما بعد:
ها هي الدنيا تَئِنُّ وتَئِطُّ من رحيل العلماء، وها هو واحد من أكابرهم وأعاظمهم وأساطينهم قد رحل عنها لملاقاة ربه - سبحانه وتعالى - نسأل الله أن يرحمه، وأن يجعل مثواه الجنَّة؛ فقد كان مثلاً للعالم النِّحْرير، الزاهد التَّقي الصالح - نحسبه والله حسبه - الذي يصدع بالحقِّ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
نفسي تشبكت أوصالها، وتداخلت أحزانها، فلا أدري ما أقول بشأن هذا الأمر الصَّعب الثقيل، ولكني أسأل الله الصبر والإجارة، ومهما كتبت عن مناقب الشيخ عبدالله بن جبرين - رحمه الله - فلن أستطيع حصرها أو استيفاءها، ومن أنا حتَّى أحصي مناقب الشيخ؟! إن مثلي ليستحي أن يتحدث عن الشيخ في مقالة، وببعض الكلمات المتواضعة، فالشيح أكبر من أن تحويه مقالة تُكتب، أو سطور تُنقش، فتوضع على رفوف التاريخ أو في أدراج النسيان.
ولكن الذي ساء نفسي، وأثار مكامن حسِّي هو ما رأيته قد جرى، وما ركب نُفُوس الناس واعترى، من جراء موت مايكل جاكسون، فحزن المسلمون، وبدأ بعضُهم بالترحُّم عليه، والسؤال عن الحدث وكأنه ما كان ينبغي لمثل هذا أن يموت.
أمَّا العلماء ورثة الأنبياء، وهم بركة الله في أرضه والأمناء، وبفقدهم تئنُّ الأرض والسماء - فلم نرَ أحدًا قد اكترث بموت أحدهم؛ إلا مَن رَحِمَ ربِّي، وها هو قد مات الوالد العلامة الشيخ ابن جبرين، وكثير من الناس - ومن أهل السنة - لم يسمعوا بالخبر؛ بل وكثير من الذين سمعوه لم يعرفوا من هو هذا العالِم، ولم يسمعوا عنه من قبل.
فلننظر إلى حالنا يا إخوان، ومع أي ركب نسير، مع ركب الفُجُور والدَّعارة، أم مع ركب الصلاح والعِمَارة؟! فالحياة الدُّنيا - يا أخي - كقطار يسير بك على عجل، وأنت لا تدري في أيِّ محطة سيرمي بك للأجل، فعليك بالإيمان والتَّقوى والعمل، فلا يعقل لمسلم أن يَحزن على راقص ومغنٍّ، أفنى حياته في الغناء والرَّقص والفجور، حتى ملئت بالبلايا والفضائح والسُّفور، مخدِّرات وزنا وخمور.
ولا يعقل أنَّ كثيرًا منا لا يدري من هو العالم الربَّاني؟! فلان من العلماء مثلاً، فكثير من العلماء المعروفين قد ماتوا، أمثال ابن جبرين والعثيمين، وابن باز والألباني وغيرهم - رحم الله الجميع - وكثير من الناس من أهل السنة والجماعة لا يعرفون من هم أصلاً، فهذا دليل على غفلة الناس، وأنَّهم لا يرجعون إلى كلام العلماء، بل إنْ فكَّر أحدهم بعد جهد جهيد وبعد استيفاء آخر نقطة من عصارة مخِّه، وقرر أن يسأل عن هذه المسألة أحلال أم حرام؟
فتجده يسأل إمام مسجد الحارة، أو المفتية فلانة أو مولانا فلانًا، ما شاء الله، ما شاء الله! وربَّما كان مولانا هذا لم يفتح كتابَ فقه قطُّ، ولم يحْنِ بين أظهر العلماء ركبةً قطُّ؛ بل تجد أناسًا ربَّما يعيشون في دولة مليئة بالعُلماء، ثم أحدهم إنْ أرادَ فتوى، أخذ رقم هاتف الشيخ الفلاني في البلد الفلاني البعيد؛ ليستفتيه؛ لأنَّه أسلس بالفتوى، فتواه مستساغة للهوى والأجواف، يعطيها على حسب الطلب على طبق من ذهب - فيما يظهر له - منمقة ومزيَّنة بالبهارات وألوان المشهيات والمقبلات! نسأل الله السلامة والعافية.
قال - عليه الصلاة والسلام -: ((إنَّ الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتَّى إذا لم يُبْقِ عالِمًا، اتَّخذ الناس رؤوسًا جُهَّالاً، فَسُئِلوا، فأفْتَوا بغير علم، فضلوا وأضلوا ... ))؛ البخاري ومسلم واللفظ له.
فالواجب - يا إخوان - تجاه العلماء الرَّبانيين أنْ نعرف حقَّهم علينا، وأن نأخذ بفتاواهم؛ قال تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} [آل عمران:7]، وقال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر:28]، والواجب أن ندعو بالخير لهم، وأنْ نتعلم العلم منهم، وأن ننشر علمهم بين النَّاس، وأن نَجعلهم قُدوة لنا، نقتدي بأقوالهم وأفعالهم وزهدهم وأخلاقهم، لا نكتفي فقط بالأقوال دون الأفعال كما يفعل بعضُ الناس، تجده ينكر على فلان جَهْلَه، وقد انتفخت أوداجه تكاد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/67)
تنفجر: يا أخي، اصبر على الناس، أنت تدعو لنفسك أم لله؟! الناس مساكين لا يعلمون، ما بالك تنكر عليهم بهذه الوحشيَّة، وكأنَّك أمسكت سيفًا بيدك تَحْتَزُّ به رقاب الناس؟!
ثم هل كان الإمام ابن باز والعثيمين، وشيخ الإسلام وغيرهم من العلماء - ينكرون على الناس بهذه الصورة؟!
لا والذي نفسي بيده، إنهم كانوا أطيب من الطيب، وكانوا مثالاً للأخلاق والاقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتشبَّث بأخلاقهم أيضًا بدلاً من التشبث بأقوالهم فقط، ولا تكن منفِّرًا، فتجعل الناس يسبُّون المذهب الذي تسلكه، ويسبون العلماء الأفاضل من أجلك.
والواجب أيضًا أن نكفَّ ألسنتنا عن العلماء، وأن نصون أعراضهم، فقد عجبت من الذين تكلموا في الشيخ وفي غيره من العلماء - رحمهم الله - زورًا وظلمًا وبهتانًا؛ {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا} [فاطر:8]، نسأل الله العافية.
هؤلاء المتكلمون لو أنَّهم انشغلوا بإصلاح أنفسهم، وقراءة القرآن، والإقبال على الله - تعالى - وطلب العلم الشَّرعي، لَمَا قالوا الذي قالوه، بدلاً من الانشغال في تصنيف الناس وكأنهم ملوكٌ عليهم، وتحت اسم الجرح والتَّعديل، والعجيب أنَّهم لا يفرِّقون بين الصحيح والسقيم من الحديث، ثُمَّ يقولون:"الجرح والتعديل"، وتَجد أحدَهم يُفني نفسه في نشر الفتن والضَّلال بين الناس، وهو يظن أنَّه يبصرهم - نسأل الله السَّلامة - فتجده يَجمع مقتطفات ومُتفرِّقات من أقوال أهل العلم، ويَجمع بينها في ملف صوتي على أنَّها قيلت في مجلس واحد، ويَضعها في (الإنترنت) مثلاً لإسقاط فلان الداعية من أهل السنة والجماعة؛ لأنَّه ما أخذ بفتوى فلان، بل أخذ بفتوى العالم الآخر، ولربَّما حمل في جيبه بعضَ الأوراق والمستندات أو ذاكرة إلكترونيَّة، يدور بها بين الناس يتقيَّأها في وجوههم، كُلَّما ذهب إلى مجلسٍ رأى نفسه الإمام المحدث الوَرِع، وأخرج هذا للجميع، وبدأ يقول عن فلان كذا، وعن فلان كذا.
يا أخي، جهودك هذه لِمَ لا تدَّخرها لطلب العلم، ونشر السنة، وإسقاط أهل الزَّيغ والضَّلال، والرد عليهم إن استطعت، بدلاً من إسقاط إخوانك من أهل السنة والجماعة؛ لأنَّهم رأَوْا خلاف ما ترى في المسألة الفلانيَّة؟! الله المستعان!
يقول رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتِهم، فإنَّه من اتَّبع عوراتهم، يتَّبع الله عَوْرته، ومن يتبع الله عورته، يفضحه في بيته ... ))؛ [الراوي: أبو برزة الأسلمي، المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4880، خلاصة الدَّرجة: سكت عنه، وقد قال في رسالته لأهل مكة: "كل ما سكت عنه، فهو صالح"، وصححه الألباني].
أسأل الله الهداية لنا ولهم والمغفرة، وأن يرحم شيخنا الجليل، وأن يجعل مثواه الجنَّة ومثوى المسلمين، وصلِّ اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
http://www.alukah.net/articles/1/7132.aspx
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[20 - 07 - 09, 03:40 م]ـ
سلمان العودة: الشيخ ابن جبرين شيخنا وشيخ الجميع
الإسلام اليوم/ أيمن بريك
الاثنين 20 رجب 1430الموافق 13 يوليو 2009
*
أكَّد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة ـ المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" ـ أنّ من الخطأ القدحَ في العلماء، مُشِيرًا إلى أنهم ليسوا ملائكة ولا أنبياء ولا معصومين، ولكن ليس من طَلَبَ الحق فأخطأه، كمن طلب الباطل فأصابه، داعيًا إلى حُسْنِ الظن بالعلماء، حتى فيما لم يحالفهم فيه الصواب، مُنْتَقِدًا مَنْ جعل النَّيْلَ من العلماء دينًا يتدين لله تعالى به.
وقال الشيخ سلمان ـ في حلقة السبت من برنامج "فتوى"، والذي يُبَثُّ على قناة "دليل" الفضائية" ـ إن من حق الإنسان أنْ لا يأخُذَ مسألةً ما من هذا العالم أو ذاك، إذا ذهب إلى عالم آخَرَ، هو في نظره أنه الأَصْوَبُ في هذه المسألة، ولكن من الخطأ أن يجعل ذلك سببًا في الوقيعة في العلماء، مما يجعلهم خصومَهُ يوم القيامة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/68)
جاء ذلك تعقيبًا على مُدَاخَلة من أحد المشاركين في البرنامج، تقول: إن هناك مَنْ ينالون من بعض العلماء (مثل الشيخ ابن جبرين، الشيخ سلمان العودة، والشيخ عائض القرني) في مجالسهم نَيْلًا كبيرًا، ويُنْقِصُون من قدرهم ويحتقرونهم، ويتتبعون أخطاءهم.
النيل من العلماء؟!!
وحذر الشيخ سلمان من أن البعض قد يجعلون من النَّيْلِ من العلماء دِينًا يتدينون به لله تعالى، لافتًا إلى أنّ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-قال: «تَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ؟». قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ. قَالَ: «إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُقْضَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِىَ مَا عَلَيْهِ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ»، فكيف إذا كان خصومك أئمةًَ وعلماء ودعاة ومشايخَ وأناسًا لهم فَضْلٌ وجلالة، وربما حَطُّوا رحالَهم في الجنة قبل سنين طويلة.
ابن جبرين .. عَلَمٌ فَذّ
وأثنى الدكتور العودة على الشيخ العلامة ابن جبرين، قائلا: إنه شيخنا وشيخ الجميع، فهو عَلَمٌ فذ، وفقيهٌ فحل، وداعية نَيِّر، وصاحب قلب طهور، ونفس راضية، وعلم غزير، وإيمان وتقوى، نحسبه كذلك والله حسيبه، ونُحِبُّه في الله، مُؤَكِّدًا أن كل مَن رأى الشيخ أو عرفه أحبَّهُ، وأحبّ تواضُعَه وتقواه وزهده وإعراضه عن الدنيا، ونُكْرَانه لذاته، مُشِيرًا إلى أن مجالسة مثل هؤلاء العلماء مدرسةٌ، يُحرم الإنسان منها إذا وقع في قلبه أيّ انتقاص لِقَدْرِ هؤلاء العلما؛ ء لأنه:
أولا: العلماء ليسوا ملائكة ولا أنبياء ولا معصومين:
فابن جبرين، وابن حنبل، والشافعي، وغيرهم من العلماء ليسوا ملائكة ولا أنبياء ولا معصومين، لكنْ يجب علينا أن نُحْسِنَ الظن فيهم، حتى فيما لم يحالفهم فيه الصواب؛ لأنهم طلبوا الحق فأخطئوه، وليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأصابه:
مَنْ ذا الذي ما ساء قطْ ومن له الحُسْنَى فقطْ
ثانيا: مَنْ يحكم على العلماء:
وقال الشيخ سلمان: بأي حق نجعل أنفسنا حَكَمًا على هؤلاء العلماء، وهم أعلم وأفقه وأتقى وأعقلُ منا، مشيرًا إلى أنه من حق الإنسان أن يأخذ برأي من يراه الأصوب في نظره في الأمور التي لم يرد فيها نص، ولكن عليه ألّا يجعل ذلك سببًا في الوقيعة فيمن يخالف؛ حتى لا يكون العلماء هم خُصُومَهُ عند الله تعالى يوم القيامة.
وأضاف فضيلته أنّ هناك من الشباب مَنْ يتبارَوْنَ في الوقيعة في العلماء، مستندين في ذلك بكلام ربما يقتبس من الإنترنت، وقد يكون كلامه مكذوبًا، أو يكون صحيحًا لكنهم فهموه على غير وجهه، أو تلقَّنُوه من أناس أسَنَّ منهم، لكنهم لم يُحْسِنوا الاقتداء بمثل هؤلاء الناس، ويقولون: هذا جرح وتعديل؟!!، فأين هم من أبي حاتم الرازي و أحمد بن حنبل و يحيى بن معين و ابن القطان و ابن المديني؟!! يقول ربنا -عز وجل- (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)، والله -سبحانه وتعالى- يقول (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ)، فنسأل الله -سبحانه وتعالى- الهداية لنا ولهم جميعًا.
إلى آخر اللقاء.
http://www.islamtoday.net/salman/artshow-78-116098.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[20 - 07 - 09, 09:05 م]ـ
وماذا نقول لحزن الجوامع!
بقلم/ أبو الحسن إدريس
لجينيات
أحقاً دفنتم بركن الثرى إمام الرياض وكل الورى؟!
وأجهشتم الدمع في فقده بحزن كظيم على ما جرى
وعدتم بنعش يئن ويبكي ويحسبه الناس ما قد درى!
وأبقيتم الترب في نشوة يرحب جذلان لما اقترى
فغار التراب البعيد حزينا برؤيته النور قبل السرى
أحقا!! فإني لهول المصاب أعيش ذهولا وأجلو الكرى
وإني مررت بدارالإمام فألفيت حزناً بها قد سرى
وحتى الجدار رمقته يبكي ومن تحته الأرض حتى الثرى
وكل البيوت بشبرا كساها خشوع مهيب ومنها انبرى
وعم الرياضَ وما حولها وكلَ المدائن حتى القرى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/69)
فماذا نقول لحزن الجوامع حين تقام دروس العُرَى؟
فيا رب هون علينا المصاب فإن المصاب علينا اجترى
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=9023
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[20 - 07 - 09, 09:06 م]ـ
ابن جبرين ذلكم العلم
كتبه عبد الواحد بن حمد المزروع
لحمد لله القائل (أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب) الرعد41
والقائل جل من قائل (أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون) الأنبياء 44
أحمده سبحانه على قضائه وقدره، إن المصاب لجلل، ولكن قضاء الله واقع، والحمد له جل وعلا على ما قضى وقدر.
فقدت شيخي وأستاذي وعالم الأمة وفقيهها الشيخ الزاهد الحبر العلامة أستاذ الجيل في الفقه، والمعلم الأبرز في العقيدة، والعلم الذي له باعه في الأصول، والأستاذ المتخصص في اللغة، فقيه فريد، بز أقرانه وسبق زمانه، كان يرحمه الله به كالغيث أينما حل نفع، ذلكم هو شيخ الإسلام في زمانه الإمام عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين رحمه الله رحمة واسعة.
تشرفت بمعرفة الشيخ في صباي لملازمة والدي له يرحمهما الله ثم أكرمني الله بحضور بعض دروسه في الجامع الكبير في الرياض ثم جاءت المنة الإلهية بأن أتتلمذ على شيخي يرحمه الله في العام 1410هـ في مرحلة دراستي في الماجستير، وقد حرصت على القرب منه والنهل من معين علمه مدة ليست بالطويلة ومع كونها ليست طويلة إلا أنه كان لها بصمات بقيت معي ولازمتني، استفدت منها كثيراً، ووجدت لها أثرا عظيماً، وكان لي مع شيخي عدد من المناقشات العلمية، أذكر منها مناقشتي الطويلة والتي قد يعدها بعض المشايخ من سوء الأدب من طالب مع شيخه حينما ناقشته يرحمه الله في مسألة صرف العملة المعدنية بالورقية مع الزيادة حينما كانت الهواتف التي تعمل بالعملة الحديدة موجودة وكانت العملة المعدنية رائجة ومطلوبة، وكان رأيه يرحمه الله جواز صرف العشرة من الورق بتسعة من المعدن، وكنت أناقشه في قوله هذا، وبعد أن قارب وقت النقاش ما يزيد على عشرين دقيقة قال لي يرحمه الله هذا رأيك!! عندها أمسكت، وفي ظني أنه لو كان نقاشي مع غير أستاذي وشيخي ابن جبرين لكان قد قطع أو أوقف قبل أن أكمل ثلاث دقائق.
وكنت إذا استعصى علي أمر في علم أو عمل هرعت إليه لأسأله وأجد الصدر الرحب والأسلوب السهل والعلم الرصين والمنهل العذب.
منها موقف لا أنساه حينما ناقشت صاحباً لي قد تخرج في كلية الشريعة في مسألة ولم يقنع أحدنا الآخر بما ذهب إليه، فعزمت على أن أزور شيخي في مقر الإفتاء لأسأله عما جرى الحديث عنه فأبان لي رحمه بما يشفي ويكفي.
وكنت حريصاً على سؤاله لعدة نواح الأولى حباً له، والثانية ثقة بعلمه، والثالثة تلطفه بطلابه وبمن جاء يسأله، ورابعاً حلمه وصبره، وخامساً لأنه يتأنى ويناقش الأمر من جوانب شتى، وسادساً لأن بابه مفتوح في عمله أو مسجده أو بيته، وسابعاً لأنه يجيبك ويوجهك، وثامناً لأنه يحيلك إلى المرجع من أمهات الكتب وأقوال المتقدمين، فتستفيد حكماً وعلماً، وتاسعاً لأنه يذكرك بالمتقدمين من العلماء الراسخين، وعاشراً لما تراه من النور والبهاء على محياه، وحادي عاشر لأنه لا يمل جلوسه ولا يشعرك بما لديه من ضغط أو عمل، إلى غير ذلك من الصفات والشمائل التي مكن الله تعالى لشيخي ابن جبرين وحبا ه بها دون غيره.
تتصل فيجيب، وترسل له مكتوباً فيرد، تزور فيحيي ويستقبل، علم لا كالأعلام، وجبل أشم ارتقى قمة وتبوأها.
أتعب من بعده، حاول بعض المغرضين والجهال النيل منه فمكا كان منه يرحمه الله إلا أن تمثل:
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً ** يرمى بصخر فيعطي طيب الثمر
قدمت إليه بعد أنهيت الماجستير لأحصل على تزكية منه يرحمه الله لمواصلة دراستي في الدكتوراه إبان فترة عمله يرحمه الله في الإفتاء، فأجابني وأكرمني وكتب لي في التزكية فوق ما أستحق، وأوصى لي بما أؤمله وزيادة وهذا من حسن ظنه بأبنائه وطلابه، وسعيه وحرصه على أن يحقق طلابه ما يؤملون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/70)
انقطعت عن دروس شيخي لانتقالي للعمل في المنطقة الشرقية فلما أتيحت لي الفرصة للمكوث في الرياض العامرة التحقت بدروسه في جامع الراجحي في شبرا، وواظبت على ذلك حتى عودتي للمنطقة الشرقية، كم كنت أشعر بسعادة غامرة عند الذهاب، وكم كنت أجد المتعة والفائدة والفتوح من العلوم والبيان، ما لا يخطر ببال.
شرفت بزيارة شيخي الكريم المفضال لمكتبنا المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالدمام، وكان له كلمات توجيهية وتشجيعية، وكلمة دونها في سجل الزيارات أضعها وساماً لي ولزملائي في المكتب على صدورنا من رجل في مثل مقامه يرحمه الله وكان يرحمه الله هو المبادر بالزيارة حرصاً منه على تشجيع أعمال الدعوة، ودعمها وزيارة العاملين فيها وشد أزرهم.
وفي جنازة والدي يرحمه الله قبل ثلاث سنوات حرص يرحمه الله أن يحضر الصلاة عليه لما كان بينهما من علاقة أخوية قوية، وكان ذلك في جامع الراجحي في الربوة بالرياض، ولما حضرت صلاة الجنازة بعد العصر يوم الخميس 26/ 5/1430هـ تقدم شيخنا ابن جبرين يرحمه الله وصلى على الجنائز إماماً وكبر يرحمه الله خمس تكبيرات لوجود طفل مع الجنائز وكان ذلك منه تعليم من صلى معه بالتطبيق العملي في هذه المسألة.
وكان لكثير من آرائه تميزاً وفقهاً لواقع يجهله كثير من المفتين، وتعليماً لمن بين يديه من طلابه، وتنبيهاًُ على مسائل تند عن الذهن، ولا يتنبه لها إلا الراسخون.
كان لصوت الشيخ المميز وأسلوبه في الطرح وحديثه في مسائل العلم وتبحره فيها لذة لا يدانيها لذة، وأنس لا يقاربه أنس، وإنك لتعجب من موضوع أو مسألة يطرحها الشيخ فتجد انصراف ذهنك لجزئية معينة في حين يفتح الله على الشيخ فتوحاً وفوائد لو قرأت الدهر كله لم تحصلها، وذلك لأنه بحر في العلوم عقيدة وتفسيراً وفقهاً ولغة وأدبا، كان لقاؤنا به يذكرنا ببقية السلف ويذكرك رؤيته وحديثه بمن سلف من العلماء الربانيين.
وإن قيل في شأن اللغة العربية:
أنا البحر في أحشائه الدر كامن ** فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
قلت: إن شيخي بحر لم يصل لدره إلا القليل الموفقون ولم يحط بما لديه من علم إلا النزر اليسير فيا لله كم هي خسارة عظيمة لأمة الإسلام بفقد هذا العلم الإمام.
ولقد صدق من قال
لعمرك ما الرزية فقد مال ** ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد شهم ** يموت لموته خلق كثير
نعم إن وفاة شيخنا ابن جبرين وموته يموت له خلق كثير
ولا شك أن فقد العلماء رزية وأي رزية، وملمة من أكبر الملمات وهو نقص في الأرض.
وقبل وفاته بما يقارب الشهر رأى أخي الأكبر رؤيا حيث رآى والدي في المنام مستبشراً يقول سيأتينا عبد الله يكررها، فما مضى الشهر أو قريباً منه إلا ونسمع بوفاة شيخنا الشيخ عبد الله رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته.
فاللهم ارحم شيخنا ابن جبرين ووالدي وجميع علماء المسلمين وموتاهم، اللهم واخلف على الأمة خيراً واجبر مصابنا في شيخنا واجمعنا اللهم به وبنبيك في مستقر رحمته، اللهم آمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه عبد الواحد بن حمد المزروع
أستاذ السياسة الشرعية المشارك بجامعة الملك فيصل بالدمام
ومدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالدمام
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=9028
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[20 - 07 - 09, 11:17 م]ـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=64742
الرابط الصحيح لمحاضرة الشيخ احمد المهنا (وقفات مع حياة الشيخ بن جبرين رحمه الله)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 05:28 م]ـ
في يوم الاثنين 20/ 7/1430هـ، في الساعة الثانية والربع ظهرًا، غادر العَلَم ابن جبرين الدنيا، رحل من الدُّنيا في عمر تجاوز الثمانين عامًا، رحل وقد ترك رسالةً لكل المصلحين من بعده تقول: قوموا أيُّها القاعدون، فيا لله! ما أروعَ الكبارَ بمثل هذه السير العطرة! وما أعظمَ أثرَهم في حياة الأمم والأجيال! وإنِّي والله كلَّما مرت تلك الصورة في ذاكرتي، مَرَّ معها في الذكرى كتاب وقلم، ومسجد وطالب، ولا تستطيع الذَّاكرة أن تَمنحني صورة أخرى، وقد حاولت جاهدًا كدَّها، فلم تتمكن أن تعرض لي غير ما استقر فيها، وهذا وأنا بيني وبينه مسافات طوال، وأحسب أنَّ هذه الصورة هي أوَّل صورة تبدو في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/71)
ذاكرة كلِّ إنسان على ظهر الأرض، وثَمَّة صورٌ أخرى رائعة وكبيرة، بحجم هموم الرجل، لم أتمكن من رُؤيتها، قد رآها غيري ممن هو أكثر مني صلة وقربًا.
رحل ابن جبرين، وترك عبئًا ثقيلاً قوامُه ستون درسًا في الأسبوع، ما نسبته: اثنا عشر درسًا في اليوم الواحد، فأيُّ حمل تركه؟! وأيُّ ثقل أبقاه؟! وأيُّ مسؤولية خلَّفها هذا العَلَم؟! ولكل هذا؛ فإن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإنا على فراقك يا ابن جبرين لمحزونون.
رحل ابن جبرين وقد ترك هِمَّة تتهاوى الجبالُ عن حملها، وقامة تتقاصر الهمم عن مطاولتها، رحل وأبقى في ذاكرتي صورة كهل في السن شاب جلد في الجهد، أراه في كل بلد وكل قطر يؤدي رسالةَ العلم، ويَجهد في إحياء آثار الكبار.
رحل ابن جبرين وهو من أكثر الناس حبًّا لانتشار العلم، وتوسيع دائرته في الأُمَّة، وبرهان ذلك عندي: أنني كثيرًا ما رأيت رسالةً أو كتابًا أو منشورًا، إلاَّ وتقريظ هذا العَلَم يدفع القرَّاء إلى الإقبال على سطور العلم بين دفتي ذلك الكتاب، في زمن تجافى عن هذا الدعم كثيرون بظروف لا تعدل شيئًا من ظروف الشيخ وكثرة همومه.
رحل ابن جبرين ولم تتغيَّر كلمته عن هدوئها وبساطتها، وجمال رسالتها ولين حرفها، منذ أن عرفته الأُمَّة إلى تاريخ لحظة وداعه من على ظهر الأرض، رحل وهو يقول في تقرير ذلك: إنَّ الحق لا يحتاج إلى جلبة وصوت، بقدر ما هو بحاجة كبيرة إلى تقوى وإصلاح، وحسن نية ولين عبارة فحسب.
رحل ابن جبرين والورع يملأ قلبه، ويتدفَّق على لسانه، وشاهد ذلك عندي فتواه التي يقول فيها رأيه مؤيَّدًا بدليله من الكتاب والسنة في أيسر صورة، وأجمل عبارة دون جلبة على آراء الآخرين.
رحل ابن جبرين بسيطًا في حياته للدَّرجة التي تدعو للأُسوة بحق، بسيطًا في لباسه، وطعامه، وكلامه، وكل شيء من لحظات حياته، ولم ينقص ذلك من قَدره شيئًا، بل والله هو بعض ما أورده إلى هذه المعالي.
رحل ابن جبرين بعد أنْ قلب المحنة منحة، وجعل من العقبة فُرصة، وكتب أنَّ الصِّعَاب يركلها الكبار كأنَّها عثرات على الأرض فحسب، فلم يكُن صوت الشيخ هكذا، وإنَّما أصيب في باكر عمره، وتراه وهو يجهد في الحديث، ويعاني، ومع ذلك لم تقف هذه العقبة في طريق تميُّزه، بل جعلها هي ميزته التي ما أن نسمع تلك البُحَّة حتى نقول جاء ابن جبرين.
رحل ابنُ جبرين ولم أرَ اجتماعًا على فضيلة إلا وهو فيه، ولا تم رأي في مسألة كبيرة إلاَّ وهو بعضها، ولا خُذِلَ عالِمٌ في لحظة من زمن إلاَّ وامتد مدادُ قلمه يُزكِّيه ويرفع مقامه، ولا كان للأمة تطلُّع إلى رأي صادق جادٍّ غير متأثِّر بأحد إلا كان هو صاحبه.
أشهد بالله - تعالى - أنَّني ما سمعت على طول عمري هامزًا ولا لامزًا، ولا ذاكرًا الشيخ بسوء في موقف طيلة حياته، وأحسب أنَّ هذا هو رأي كل من عاش رحلة الشيخ، وليس أنا وحدي.
رحل ابن جبرين وكرسيُّه في الجامع شاهد على رسالته، وكنوز علمه مذكِّرة بفضله، وطلابه على ظهر الأرض مدينون لشيخهم بالفضل بعد فضل الله - تعالى - عليهم، رحل بعد أن شهدت أرض هذه البلاد بأثر قدمه، وهو راحل إلى الناس يبلِّغهم رسالةَ ربِّهم، تاركًا مقولة القائل: العلم يُرْحَلُ إليه، ولا يرحل إلى الناس.
وأخيرًا:
رحل ابن جبرين وحَيِيَ برحيله أناس كثيرون، حَيِيَ برحيله طالبُ علم قاعد في بيته، معزول عن التأثير في حياة مُجتمعه، وأمته، حيي برحيله عالم محبوس في مجتمعه لم يكُن له في زمنه امتداد الكبار، حيي برحيله عالم وطالب علم رَأَوْا للعلم بهجة وثورة، فارتفعوا عن الناس في لحظة غفلة، حيي برحيله صاحب جاه، وأب، وجار، وكبير في قومه، كل هؤلاء حَيُوا من جديد، وقد كان الشيخ بينهم ولم يُكتَب له من التأثير عليهم، فما انتبهوا إلاَّ وجنازة الشيخ على الأعناق، وهو مُسَجًّى في كفنه، راحلاً من الدُّنيا، فأقبلوا إلى المقبرة، فإذا بالجموع غفيرة في وداع عالمهم، فبكوا وتأسَّفوا كيف لو كان أحدهم هو الراحل؟ وقد شح بعلمه، وقل جهده، وتقاصرت همته، فما أنْ دفنوا الشيخ وعادوا إلى بيوتهم إلاَّ عاد كل واحد منهم يكتب لحياته مشوارًا جديدًا وروحًا أخرى، فالحمد لله على موت الشيخ، والحمد لله على حياة الموتى، وهكذا هم الكبار إن كانوا أحياءً في وسط الناس، أحيوهم، وإن كانوا موتى، أحيوهم بعد رحيلهم.
http://alukah.net/articles/1/7148.aspx
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 05:30 م]ـ
طبت يا ابن جبرين وطاب الثرى (قصيدة)
إدريس أبو الحسن
أَحقًّا دَفنُتمْ برُكنِ الثَّرَى إمَامَ الرِّياضِ وكُلِّ الوَرَى
وَأجهَشْتُمُ الدَّمعَ في فَقدِهِ بحُزنٍ كَظيمٍ على مَا جَرَى
وَعُدتمْ بنَعشٍ يَئِنُّ وَيبكِي وَيحسَبهُ الناسُ ما قدْ دَرَى!
وأَبقَيتُمُ التُّرْبَ في نَشوَةٍ يُرَحِّبُ جَذْلانَ لمَّا اقْتَرَى
وَغَارَ التُّرابُ البَعِيدُ حَزِيناً بِرُؤيتهِ النُّورَ قبْلَ السُّرَى؟!
أَحقًّا؟! فإني لِهَولِ المُصَابِ أَعِيشُ ذُهُولاً وأَجْلُوْ الكَرَى
وإِنِّي مَرَرْتُ بِدَارِ الإمَامِ فَأَلفَيتُ حُزناً بِها قدْ سَرَى
وحَتَّى الجِدارُ رَمَقْتُهُ يَبكِيْ، وَمِن تحتهِ الأَرض، حتَّى الثَّرَى
وَكُلُّ البُيوتِ بِشبْرَا كَسَاهَا خُشُوعٌ مَهِيبٌ، ومِنها انْبَرَى
وَعَمَّ الرِّياضَ ومَا حَوْلَها وَكُلَّ المدائنِ حتّى القُرَى
فماذا نَقُولُ لِحُزنِ الجَوامِ عِ حِينَ تُقامُ دُروسُ العُرَى؟
فَيَا رَبِّ، هوِّنْ عَلَينا المُصابَ فإنَّ المُصابَ عَلَينَا اجْتَرَا
http://alukah.net/articles/1/7155.aspx
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/72)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 05:33 م]ـ
ما مت يا مفخرة أهل السنة
محمد بن حسين حداد الجزائري
بسم الله، والحمد لله الذي جعل لكلِّ مَن على الأرض نهاية، والصلاة والسلام على مَن بلَّغ لنا الدِّين، وعلى أزواجه وأصحابه وأتباع التوحيد والحق والهداية.
قامةٌ علمية، وجبل شامخ، وشمس لامعة، صفات لا تفي بحقِّك علينا، فضيلةَ شيخنا الإمام العلاَّمة عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين، وإنْ كان أمثالك في غُنية عن الوصف والمدح؛ فإنَّ مآثرك ناطقةٌ وشاهدة على كبير عِلمك، وعظيمِ حِلمك، وعلوِّ هِمَّتك، وسخاء يدك، وصفاء سريرتِك.
ذهبتَ عنَّا ونحن أشدُّ ما نكون في حاجة لأمثالك، وهل يرتوي الظَّمآن من ماء البحر، أو يزداد عطشًا كلَّما شرب منه؟!
واللهِ لقد أحزننا فراقُك، فبكيناك كما بكاك أهلُك، فما كدنا نميِّز جميعًا من هو الأولى بتعزية الآخر؛ أنعزِّي أهلك وأبناءك الذين أظلَّهم معك سقف واحد؟ أم يُعكس الأمر فنكون نحن المُعَزين وسائر محبِّيك في كلِّ بقعة تحت سماء هذه الدنيا؟
لقد سبق أجلَك آلامٌ كنَّا نحسُّ بها أيَّام تلقِّيك لمختلف العلاجات والعنايات، آلام تُسكنها آمال كانت تصلنا كلَّ مرَّة من الإخوة القائمين على مكتبك الخاص، ونحن متسلِّحون بالدعاء لمجيب الدعاء، إلى أن هاجمنا الخبرُ العاجل على مختلف أجهزة الإعلام ينعى وفاتَك، فاختار الله - سبحانه العليم القدير - ما قدَّره لكَ مِن رحيل، والخيرُ فيما اختاره، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وما مِتَّ أيُّها العَلَم الفذ، والفقيه الفحل، والداعية النَّيِّر، وصاحب القلب الطهور، والنفس الراضية، والعِلم الغزير، والتقوى الظاهرة، والتواضع الجم - نحسبك كذلك والله حسيبك، ولا نزكي على الله أحدًا، وإنما نصفك بهذه الصفات؛ اقتداءً بما وصفك به مَن هم أعرف بك منا.
ذهبتَ لتزداد حياةً بخلود ذِكراك في أوساط الناس، وقد ذُرفت الدموع، وحزنت الجموع، وجاؤوك من كل فج عميق؛ ليشهدوا جنازتك، ويُودِّعوك في سفرك، إلى دار قد ادخرت لكَ فيها كنوز حسناتك - إن شاء الله.
لو كان الموت يُحسد عليه، لحَسدناكَ على موت أمثالك، شيخَنا ابن جبرين، كيف لا، وقد تركتم من العلوم الغزيرة التي يُنتفع بها، ومِن الصدقات الجارية العظيمة التي خلفتموها، ومِن الأولاد الصالحين الذين يدْعون لكم - وإننا نعدُّ أنفسنا جميعًا مِن أبنائِكم؟!
كم شققتَ طريقك نحو الخير مُستنيرًا ومُنيرًا، مُستفيدًا ومُفيدًا، مُتعلِّمًا ومُعلمًا، برغم الأشواك والصعاب واللأواء التي اصطنعها أعداؤُكَ مِن المغرضين والحاقدين والحاسدين! وكم برهنتَ لهم على جِدِّك في الحياة، وصدقِك في طلب ما عند الله - سبحانه وتعالى - فما التفَتَّ لهم يومًا، ولا توقفتَ مِن أجل لعبهم؛ فإن الجد واللعب لا يجتمعان، لتزداد بذلك عظمةً ورِفعة في القلوب والعيون، وليزدادوا هم حقارةً ودناءة وذِلة!
لتأتي جنازتُكَ شاهدةً على منزلتك الكبيرة في قلوب محبِّيك - و هم كُثر، ونحن منهم - فذكَّرتنا بجنائز أهل السنة، وجملةِ إمامهم المشهورة لأهل الزيغ والضلال: "موعدنا يوم الجنائز"؛ فقد سُدَّت كلُّ الطرق المؤدية إلى المسجد الذي صُلي عليك فيه، وكذلك عندما رُفعتَ فوق الأكتاف - وأنتَ الرفيع - لتوضع في روضتك الهنيئة السعيدة الطيبة - بإذن الله.
ثم نقول لشانئيك: انظروا إلى كبير حقارتكم عند الناس وأنتم أحياء، وانظروا إلى عظيم منزلة الشيخ ابن جبرين - وأمثاله - وهو ميت، ولكأن قول الأول تحقَّق فيكم حينما قال:
أَخُو العِلْمِ حَيٌّ خَالِدٌ بَعْدَ مَوْتِهِ وَأَوْصَالُهُ تَحْتَ التُّرَابِ رَمِيمُ
وَذُو الجَهْلِ مَيْتٌ وَهْوَ مَاشٍ عَلَى الثَّرَى يُظَنُّ مِنَ الأَحْيَاءِ وَهْوَ عَدِيمُ
أقول لكَ - يا مفخرة أهل السنة الحبيب - وقد رحلتَ عنا - ولم تَمُتْ ولم يمُت أمثالُكَ -: رحمكَ الله، وأفسح لك في قبركَ، ونوَّر لكَ فيه، ورفع درجتكَ في المهديين، وأخلفَكَ في عقبِك في الغابرين، ونفعنا بما خلفتَه لنا مِن علومٍ ومآثرَ نيّرة، وجمعنا بكَ في دار أولياء الله مِن الأنبياء والشهداء والصالحين.
http://alukah.net/articles/1/7147.aspx
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 05:35 م]ـ
فقيد الأمة
الأسيف الهروبي
أسد السنة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/73)
وبَناني يدبِّج هذا المقال، وكلِّي جراحاتٌ مزمِنة، وفواجعُ وقوارع تحيطني إحاطةَ السِّوار بالمِعْصم تعاودني بين الفَيْنة والأخرى، كلَّما أفَلَ منها نَجم عاد آخرُ، وكأنَّه يهمس لي قائلاً: لا أحب الآفلين.
لم نكدْ نُكفْكِف دموعَ الأسى على فقيدنا العلاَّمة "بكر أبو زيد" - رحمه الله - ففاجأتْنا "إذا الفجائية" بنبأِ رحيل الجبل الأشمِّ، والطود الأتمِّ، العالِم الراسِخ، والفقيه الشامخ؛ سماحة والدنا: "عبدالله بن جبرين" - رحمه الله - أسدُ السُّنة، وقامِع البدعة، مَن رحل جثمانُه وبقي تاريخه.
غُيِّب في القبر ووسِّد الترابَ، ولكن لم يُغيَّب من ذاكرة التاريخ، ولم يُمحَ من جنان الصحوة الصاعدة؛ بل ما زالت صورةُ ذلك الشيخ الذي كان في الثمانين مِن عمره تداعب همَّتُه مخيِّلةَ أبناء العشرين، رجل بأمَّة، سراج بمفردِه، عَلمٌ في رأسه نار، شيخ في طاقة شاب، في العِلم آية، في الصبر معجزة، متواضعٌ، تَعلَّم التواضعُ منه التواضعَ، لطالما مسح دمعَة، وأرشد ضالاًّ، وعلَّم جاهلاً، وأوقف باطلاً، وأزاح منكرًا، سلسلةٌ متوالية من المكارم والفضائل لا تُحيط به أسطر كهذه، ولكن حسبي من القِلادة ما أحاط بالعُنق، فكما قيل: "قد مات قومٌ وهم في الناس أحياء".
ذهب زمن النوم يا خديجة:
كلمات كان يترنم بها المعصوم - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعد أن نزل عليه قوله - عز وجل -: {قُمْ فَأَنْذِرْ} [المدثر: 2]، وشيخُنا الجبرين منذ نعومة أظفاره ما كان لِلهْوِ في جدوله نصيب، تراه يخرج من بيته الطِّينيِّ في القويعيَّة قد تأبَّط كتابَه، وخرج لينهلَ من المعين الصافي، والمورد العذَب، لم يَثْنِه عن ذلك حرارةُ الشَّمس النجديَّة، ولا لهيبُ الرمضاء، ولا طول الطريق، ولا قلَّةُ السالكين، يتنقل بين شيوخ قريته، كتِلْكم النحلة التي تتنقل بين أزهار الرَّبيع، كان الناس يرونَه بين المزارع والنخيل تارةً يمشي على قدميه، وتارة قد امتطى جملَه طالبًا العلوم التي تُقرِّبه من مولاه، مستلذًّا الصِّعاب في سبيل نيْل المعالي، فبورك الجد يا شمسَ الأصيل.
لم يلبسِ الغالي والنفيس، ما كان - يا طلبةَ العِلم - رفيقًا للكسل، كلاَّ وربي، ما كان خيبة أمل، تاريخٌ مشرِق منذ البداية حتى النهاية، يُذكِّرني بالإمام الشعبي - رحمه الله - لَمَّا سُئِل: بمَ نلتَ هذا العِلم كلَّه؟ فقال: "بنفي الاعتماد، والسَّير في البلاد، وصَبرٍ كصبر الجماد".
وهكذا يرتقي في سُلَّم العلوم، وتجري السِّنون إثرَ السِّنون، وليلةٌ تلوَ ليلة، وتمرُّ وكأنَّها سحابة صيف، أو لمحةُ بصر، تذهب آلامُها، ويبقى حُلوها، فإذا به يحصُل على شهادة الدكتوراه بتقدير ممتاز، التي تفخر هي به، ولا يفخر هو بها، وعمره آنذاك في الستِّين من عمره، وكانت بتخريج أحاديثَ وتنقيح "شرْح الزركشي على مختصر الخِرقي".
انظر - يا رعاك الله - يُناقش رسالةَ الدكتوراه ولِحيتُه بيضاء ناصعة، ناقشها وطلاَّبُه هم دكاترة الجامعات وعُمداء الكليات، فهل وقَف به الحدُّ عند هذا، واتكأ على أريكته، وألقى بالمسؤولية عن كاهله؟! لا ومَن فلق الحبَّة وبرَأ النَّسَمة، لم يرضَ بهذه الحياة التي لا معنى لها؛ لأنَّ شيخَنا فَهِم سرَّ الوجود؛ بل كان يحمل بينَ جنبيه همَّةً تصهر الجُلمودَ.
حقًّا؛ لقد ذهب زمنُ النوم يا خديجةُ، ترجمها شيخُنا على واقعه ترجمةً واقعيَّة، فكان ذلك الرحَّالة الكبير في جِبال وصحاري المملكة، فبعدَ أن تُوفِّي ابنُ باز - رحمه الله - أَخَذ كلَّ صيْف يَخرج لمدَّة شهر أو شهرين في مدن المملكة وقراها، يُقيم الدَّوْراتِ العِلميَّةَ، ويشرح المتون، ويُفتي العامَّة والخاصَّة، وينشر العِلمَ، وينزل على القلوب بوَعْظه الذي ينساب انسيابَ الماء في العُود، فتارةً تراه في المدن الساحليَّة، وتارةً في المدن الجبليَّة، دون كَللٍ أو ملل، وهو ذلك الشيخ الذي ناوشتْه الأمراضُ، وعضتْه الأوجاع، ولكنَّه عظيم، ما انحنَى ولا ركع إلاَّ لربِّه في صلاته.
والله، إن هذا هو الملك، ليس بملك هارون:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/74)
أطلَّتْ زُبيدةُ من نافذة قصْرِها في يوم من أيَّام حياتها، فإذا بها تُبصِرُ ذلك الموكبَ المهيب الذي أثار وجدانَها، وأنطق أحاسيسَها عندما رأتْ طلبةَ العِلم محلِّقين على إمامِهم ابنِ المبارك - رحمه الله - كالبدر مِن حوله النُّجوم، فذاك يُقبِّل يدَه، وذاك يُقبِّل رأسَه، يريدون أن يفدوا إمامَهم بمُهجهم، يُشفِقون عليه من لهيب الشمس، ويخافون عليه مِن وهجها، فقالت: "والله، إنَّ هذا هو المُلكُ، ليس بملك هارون".
لعلَّكم تذكرون الصورةَ الماضية لشيخِنا ابن جبرين - رحمه الله - وهو يطأ بقدميه أرضَ القويعية، إذ به بعد أن سَمَا في العِلم يطأ بقدميه ذلك البلاطَ الملكيَّ، والقصور العامرة، لَمَّا تُوفي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز - رحمه الله - أمير مكة، قدَّموا جثمانَه؛ ليُصلَّى عليه في الجامع الكبير، حضر مسؤولون كُثرٌ من الدول الإسلامية، وتنادَى أفرادُ الأسرة المالكة - مصبحين وباللَّيل- الوزراء والأمراء، الجامعُ محاطٌ بالعَسْكر، وفي ثنايا هذا الحَدثِ، ووسطَ هذا الزِّحام إذ بصاحب السموِّ الأخلاقي، والفخامة الربَّاني، يطلُّ على الناس كإطلالةِ البدر بل أحلى، كالشمس بل أجلى، فيقدِّمه الملوكُ والوزراء على ضيوف الدولة، وعلى أبنائِهم؛ ليدعوَ لفقيدهم، ولسانُ حالهم: "تقدَّم يا إمامُ، فأنتَ من خير علماء الجزيرة الذين يُرتجَى منكم الدُّعاء، وبأمثالك تعزُّ أمتُنا ويعلو مجدُها".
ابن جبرين اسمٌ بَرَق في سماء المجد، عالِم فريد، عُملةٌ نادرة، هو البحر من أيِّ النواحي أتيتَه فالجود ساحِلُه، واليم يمينه، بل تعوَّد بسطَ الكفِّ، حتى لو أنَّه أراد ثنيَها أبَتْ أناملُه، لقد عاش – والله - عظيمًا، ومات عظيمًا، فبعد أن طلبه شيخُه ابن باز ليكونَ معه في رئاسة الإفتاء بمرتبة مفتٍ، يردُّ على الهاتف، ويُجيب على الأسئلة الشفهيَّة، ويُراجِع البحوثَ قبلَ نشرِها في مجلَّة الإفتاء، فعشق حياةَ العِلم، وأدْمَن مجالسةَ العلماء، وأشاد بطلبة العِلم، وفَقَّه ودرَّس، ولو لم يكن عندَه في المجلس الذي يَعْقِده للعِلم سوى طالبَين أو أكثر، فلا يلتفتْ لكثرة الطلاَّب، ولا لجمهرة الناس.
يقول أحدُ طلاَّبه: "خرجتُ مع الشيخ بعد عصر يوم الأربعاء؛ ليلقيَ الشيخ محاضرةً تبعُد عن الرياض (مائة وخمسين كم)، فذهبنا أنا ومجموعةٌ معي، وكلِّي فرح وسرور، البهجةُ تغمرني من كلِّ جانب، وبينما نحن في الطريق كنَّا نسأل الشيخ، وشيخُنا يُجيبُ كالغيث المدرار، دون كلل أو ملل، بل لربَّما أخرج أحدُ الطلاَّب كتابًا فقرأه على الشيخ، وشيخُنا يُعلِّق ويشرح، وبعد أن وصلْنا إلى هناك أقبلوا على الشيخ كإقبال الظمآنِ على الماء، فاستمرَّ درسُه إلى العشاء، وبعدَ العشاء حضرَ الشيخُ مناسبةً، ثم عُدْنا إلى الرِّياض، وأنزلنا الشيخ في منزله الساعة الثانية، هل انتهى الأمر عند هذا فحسبُ؟ فوجئت أنَّ الشيخ بعد الفجر شَرَع في درسِه، وبقي مع طلبة العِلم حتى الساعة التاسعة!
ألم أقلْ لكم: إنَّه في الصبر معجزة؟! يفعل كلَّ هذا دونَ مقابل ماليٍّ، أو تكليف رسمي، فهكذا العظماء.
من استطاع أن يؤثر الله في كل مقام فليفعل:
الشَّجاعة ركنٌ من أركان شيخنا، همُّه الأعلى والأسمى أن يُرضيَ ربَّ الكون وكفى، يقول كلمةَ الحق، ويؤثِر ما عندَ الله، شجاعتُه أذهلتْ كلَّ الناس، لهجتُه أرهبتْ أربابَ الأقلام، الحثالة الأقزام، ذوي زِبالات الأذهان، وأصحاب نجس الأفكار، وقذر القول وخبث اللِّسان، ونتن الرُّضاب، المنتسبين إلى مدرسة الليبرالية أو العصرانيَّة، أو ما شاكلها، فإذا قال شيخنا ما قال، يتوارى أحدُهم من القوم مِن عظيم ما نَزلَ به، أينطقه على هُون أم يدسُّه في التراب، ألا ساء ما يحكمون.
إِذَا قَالَتْ حَذَامِ فَصَدِّقُوهَا فَإِنَّ الْقَوْلَ مَا قَالَتْ حَذَامِ
مَن منَّا يجهل فتواه تلك التي أقضَّت مضاجعَ الروافض، فقد رفع هؤلاء الروافض على شيخنا دعوى: بأنَّه يدعو إلى التحريض، وإبادةِ الجِنس البشريِّ، وطالبوا بمحاكمةِ الشيخ، واستعانوا على قضيَّته ببعض المحامين من بني جلدتهم، ومن المضحِك المبكي أنَّ جلالاً الصغير - إمام حسينية براثا فارسي الأصل - متهمٌ ببعض القضايا الأخلاقيَّة التي ما زالت المحكمةُ لم تفرغْ من قضاياه، وهو يُكفِّر الشيخ، ويستبيح دمَه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/75)
فَوَاعَجَبًا كَمْ يَدَّعِي الْفَضْلَ نَاقِصٌ وَوَا أَسَفًا كَمْ يُظْهِرُ النَّقْصَ فَاضِلُ
إِذَا وَصَفَ الطَّائِيَّ بِالْبُخْلِ مَادِرٌ وَعَيَّرَ قُسًّا بِالفَهَاهَةِ بَاقِلُ
وَقَالَ السُّهَى لِلشَّمْسِ أَنْتِ خَفِيَّةٌ وَقَالَ الدُّجَى يَا صُبْحُ لَوْنُكُ حَائِلُ
فَيَا مَوْتُ زُرْ إِنَّ الْحَيَاةَ ذَمِيمَةٌ وَيَا نَفْسُ جِدِّي إِنَّ دَهْرَكِ هَازِلُ
فلله دَرُّك يا شيخَنا، قصاصة مِن كلامك، وكتيبةٌ من جملك، قَلَبت الدنيا عليهم رأسًا على عقب، فانظر - يا رعاك الله - تعالتْ صيحاتُ الرافضة في محاكمةِ شيخ في الثمانين من عمره، وهو طريحُ الفراش، يخضع للعلاج في ألمانيا، فهل رأيتم مريضًا يقضُّ مضاجعَ الأصحَّاء؟!
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة:
لم يأبهْ شيخُنا بالمناصبِ التي قطَّعت نياطَ قلوب بعضِ دعاتنا، وأسلمتهم للتنازُلات والإتيان بالغرائب التي تُضحِك الجاهلَ، فضلاً عن العالِم، أتدرون ما كان منصبُ شيخنا - رحمه الله؟ دكتور، خطيب لجامع عادي في الرياض، وعضو إفتاء متقاعِد، هكذا بدون زيادة، لكنَّ منصبه الرفيع في قلوب العامَّة والخاصة، ورحم الله مجاهدًا إذ قال: "مَن أعزَّ نفسَه أذلَّ دِينَه، ومن أذلَّ نفسه أعزَّ دِينَه"، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين.
وكان الشاطبيُّ - رحمه الله - كثيرًا ما يقول: "آخرُ الأشياء نزولاً من قلوب الصالحين حبُّ السُّلطة والتصدُّر".
أبكي على (5374) حديثًا تدفن في هذا القبر:
مِن أعظم الجنائز التي شَهِدَها عصرُنا: جنازةُ الإمام العلاَّمة ابن باز - رحمه الله - شهدها كوكبةٌ من الأمراء والوزراء والسادة، والعلماء وطلبة العلم، والعامة من الناس، ففي تلك الساعة الممزِّقة لقلْب كلِّ غيور بعدَ أن غُيِّب ذلك الإمام تحتَ أطباق الثرى، دعا مَن دعا، وبَكَى مَن بكى، يقول أحدُ الحاضرين: بعدَ أن خرجتْ جحافل الناس، وذهبتِ المواكب الرسميَّة، بصُرْتُ بشيخ كبير ذي لحية بيضاء، واقف على قبر ذلك العَلَم، متحمِّلاً حرارة الشمس، ومرارةَ الموقف، يُسمَع نشيجُه، وتتسابق دموعُه على وجنتيه، إنَّها دموعُ الحب والوفاء لمشايخه ودعاته، فهل كان ذلكم الرجل غريبًا؟ إنَّه سماحة الوالد ابن جبرين، يقول هذا الأخ: فكان هذا الموقفُ مؤثِّرًا كتأثير الجنازة نفسِها، وها هي الأيَّام تدور دورتها، ويُقلِّب الله الليل والنهار، إنَّ في ذلك لعبرةً لأولي الأبصار، فإذا بقاصمة الظَّهْر، وأَلَمِ الخطب، وسِياط الألم تعودُ من جديد، وتدخل في خلجات نفسي بلا استئذان: مات ابنُ جبرين!
فمَن يبكي على قبرِك يا أسدَ السُّنة؟!
يا شبابَ الصحوة، ها هي معالِم السنوات الخدَّاعة تُكشِّر عن أنيابها، وتَرفَع راياتِها، مَن لهذا السَّيْل العارم من الفِتن التي يَتبعُ بعضُها بعضًا؟! هل أحدٌ منكم ينبري لها، ويقول: أنا لها؟!
فلئن مات ابن جبرين، فلأَسُدنَّ ثغرَه:
فَلِلَّهِ أَوْسٌ آخَرُونَ وَخَزْرَجُ
http://alukah.net/articles/1/7145.aspx
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 05:37 م]ـ
http://takhzin.maghrawi.net/audio-abouishaq-ibnjibrin19-07-2009.rm
مادة صوتية للشيخ أبي إسحاق نور الدين درواش.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=180496
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 06:11 م]ـ
الطائف - واس:
استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- في قصره بالطائف أمس سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ وأصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ الذين قدموا للسلام عليه - رعاه الله- وتهنئته بسلامة الوصول إلى الطائف.
وفي بداية الاستقبال أنصت الجميع إلى تلاوة آيات من القرآن الكريم مع شرحها وتفسيرها. ثم تشرف الجميع بالسلام على خادم الحرمين الشريفين.
كما استقبل الملك المفدى - أيده الله- أشقاء الفقيد الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين -رحمه الله- وهم محمد وسعد وسعود وناصر وزبن وصقر وأبناء الفقيد محمد وعبدالرحمن وسليمان الذين أعربوا عن شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين على عزائه ومواساته لهم في فقيدهم - رحمه الله- سائلين الله عز وجل أن يجعل ذلك في موازين حسناته.
وقد دعا الملك المفدى الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
حضر الاستقبالين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة وصاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين ومعالي محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر وعدد من المسؤولين.
http://www.al-jazirah.com/119698/ln52d.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 08:29 م]ـ
ابن جبرين في ملتقى ربوة الرياض
رفعت إدارة ملتقى ربوة الرياض أحر التعازي وصادق المواساة لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني والأمة الإسلامية بشكل عام وأسرة الفقيد بشكل خاص في وفاة الشيخ ابن جبرين.
واوضح الاستاذ حسان السيف ان ملتقى ربوة الرياض لن ينسى فقيد الأمة من خلال تخصيص عرض مرئي يوم وفاته تناول سيرة وحياة الفقيد.
واضاف السيف انه في يوم تشييع جثمان الفقيد استضاف الملتقى احد كبار تلامذته وهو الدكتور عبدالعزيز السدحان والذي تحدث عن سيرته وقدم العديد من مواقف الفقيد التي شهدها بنفسه.
http://www.alriyadh.com/2009/07/20/article446443.html
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/76)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 08:38 م]ـ
الشيخ ابن جبرين
ما ألوم المحاجر لا امتلت من دموع العين
هذا الدمع مال .. العين عذرٍ على كنّه
هذا الدمع في شيخٍ رحل من شيوخ الدين
تفوح الصدور .. وتلحق الونه/ الونه
ولا نعترض على القدر شين والا زين
يا ربي لك الحمد .. ويا ربي لك المنه!
وصلنا الخبر .. يا ناشرين الخبر هالحين
(جميع المواقع والقنوات) .. جابنّه
مصابٍ عظيم .. ووالله انا ما بين وبين
الا واهني .. اللي عظامه يشيلنّه
على فقد ابن جبرين مستوحش الاثنين
يمرنّه .. أيام السنه .. وايتعدنّه!
أنا وين واللي ينقلون السوالف وين
وأنا ضلوع صدري كلبوهن لهن حنّه
حياته ل (دينه) ما تسّلا مع السالين
من أول شبابه لين شاخ وكبر سنّه
تعب ما حسب ويش التعب فالقسا واللين
ظروف المرض تالي سنينه ما ردّنه
لعل العوض في شيخنا: شيوخنا الباقين
وعسى الله يثبتهم على الشرع والسنه
وأنا آرفع يديني وادي الله واقول آمين
برحمتك لا ب .. أعماله، وما بدر منّه
يا ربي تجاوز عنه يوم النهار الشين
وطهره من كل الخطايا .. واعف عنه
وأظلّه بظلك واغفر ل .. عبدك المسكين
نهارٍ عليه آشد من لاهب الكنه
الاعمار مثل الدين .. لكن دين سنين
سيوف المنايا .. عند الآجال منسنّه
عسى الله يقبل عنده الشيخ ابن جبرين
وعسى الله يجمعنا معه داخل الجنه
مشعان البراق
http://www.al-jazirah.com/119698/tr3.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 08:41 م]ـ
الأمة فقدت عالماً ربانياً
إنا لله وإنا إليه راجعون، أحسن الله عزاء الأمة الإسلامية وذوي الشيخ في فقد العلامة الرباني الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، فقد فقدت الأمة الإسلامية عالماً ربانياً نحسبه كذلك، عرف عنه التواضع ولين الجانب للناس والمساهمة في فعل الخير والشفاعة والمبادرة في قضاء حوائج المعوزين وشغفه وحبه لطلب العلم ونشره مما كبده عدة سفريات وتنقلات رغم كبر سنه رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وغفر له ولجميع المسلمين أجمعين.
عبدالرحمن بن عبدالله القريشي
http://www.al-jazirah.com/119698/fe31.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 08:43 م]ـ
ولسوف يذكرك الزمان يا شيخنا ابن جبرين
لقد كان موت العلامة ابن جبرين مصاباً جللاً على الأمة الإسلامية وخسارة كبرى فقد كان طوداً شامخاً في الزهد والتقى وحب الخير للآخرين وسار على نهج السلف الصالح من هذه الأمة من الذين ورثوا علم النبوة وتحملوا الأمانة ونذر نفسه من أجل دين الله والدعوة إليه.
رحل شيخنا عن دنيانا الفانية إلى الدار الباقية وقد كان له وقع شديد على النفوس لدى عامة الناس وخاصتهم وحتى من لا يعرفه بشخصه لكن ذكره الحسن عرّف الناس به.
فارع لنفسك بعد موتك ذكرها
فالذكر للإنسان عمر ثاني
وقد قيل:
لعمرك ما لرزية في فقد مال ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية بفقد عالم يموت بموته خلق كثير
إن شيخنا العلامة عبدالله بن جبرين بقية السلف الصالح ذلك البحر الخضم، والطود الأشم، الذي بعد صيته وتناهى فضله.
ذلك الإمام قلّ أن يوجد له نظير، فقد جمع الله له كريم الخصال، وعظيم السجايا حتى لكأن البحتري يعنيه بقوله:
خلق أتيت بفضله وسنائه
طبعا فجاء كأنه مصنوع
وحديث مجد منك أفرط حسنه
حتى ظننا أنه موضوع
وبقوله:
سمح اليدين إذا احتبى في مجلس
كان الندى صفة لذلك النادي
متهجد يخفي الصلاة وقد أبى
إخفائها أثر السجود البادي
انظر إليه إذا تلفت معطيا
نيلا وقل في البحر الوراد
وإذا تكلم فاستمع من خطبة
تجلو عمى المتحير المرتاد
أفضى إليه المسلمون فصادفوا
أدنى البرية من تقى وسداد
فقد كان شيخنا العلامة رحمه الله متواضعا، يكره المديح مع أنه مستحقا له، فكانت حياته عبادة لله حتى اليقين وعامرة بطاعة الله فما أعظمها من حياة حتى طويت في لحظات كطي السجل للكتب فسبحان الله، لقد رحل عن هذه الدنيا وبكاه الكبير والصغير، والغني والفقير، والأمير والأمور، والرجال والنساء، بل وبكته تلك المساجد التي كانت بعلومه ومواعظه معمورة، بل وبكته الأمة الإسلامية التي طالما دلها إلى طريق الحق والصواب.
تلك حياة فقيد الأمة سماحة الشيخ العلامة د. عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين الذي سكنت أنفاسه، ورحل عن الدنيا فأبقى لنا سيرة غراء وذكرى أطيب من ريح المسك.
فاللهم إني أسألك باسمك الأعظم أن ترحم شيخنا وتغفر له وتسكنه فسيح جناته .. اللهم اجزه عما قدم لأمة الإسلام خير ما تجزي به عبادك الصالحين، اللهم أنزل على قبره شآبيب الرحمات واجعل قبره روضة من رياض الجنة واجمعنا به وجميع علمائنا ومن نحب في الفردوس الأعلى من الجنة ..
اللهم ارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين.
اللهم اربط على قلوب أهله ومحبيه وطلبته وألهمهم الصبر والسلوان إنك ولي ذلك والقادر عليه.
علي بن عبدالله بن علي العجلان - الرياض
ali.alajlan638@gmail.com
http://www.al-jazirah.com/119698/fe30.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/77)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 08:44 م]ـ
وداعاً أيها الفقيه
إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا على فراقك يا أبا عبد الرحمن لمحزونون، فقد فجعنا يوم الاثنين 21 - 7 - 1430هـ بوفاة العلامة الكبير والفقيه صاحب الفضيلة عبد الله بن عبدالرحمن الجبرين.
عالم قضى وقته بطلب العلم وتدريسه ونشره.
لقد كان الشيخ مثالاً للعالم الباذل لعلمه نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً، فنفع الله به الأمة. وله تلامذة درسوا على يديه الفقه والعقيدة وشتى فنون المعرفة.
بعد هذه الحياة الحافلة بالنشاط والدعوة والتعليم والفتوى والمشاركات الدعوية والعلمية، ودع الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين الحياة الدنيا بعد مرض ألم به. جعله الله تكفيراً وتصحيحاً ورفعة في الدرجات، وأسبغ الله عليه وابل المغفرة والرضوان وجعل مآله إلى أعالي الجنان ووالدينا ووالديهم وجميع علماء المسلمين والمسلمين أجمعين.
غفر الله للشيخ عبد الله الجبرين فلقد كانت وفاته ثلمة في الدين ونقصاً في العلم، خلف الأمة خيراً بعد وفاته .. وجعل مثواه بحبوحة جنانه.
ذرفت عيون الصالحين على فقد هذا العالم، ودمعت قلوب المحبين على رحيله، لكن لا نقول إلا ما يرضي الله.
وهاهي الجموع اجتمعت في الرياض ظهر الثلاثاء لتوديع هذا العالم وفاء لحقه واعترافاً بفضله، وصدق الإمام أحمد رحمه الله حين قال لأهل البدع: (بيننا وبينكم يوم الجنائز).
فكم من داع له باك، كم من عين دامعة وألسنة تلهج بالدعاء له بالمغفرة والرضوان، فاللهم استجب دعاء من دعا وتضرع واجبر كسر من قلبه في فراق الشيخ قد انصدع.
رحمك الله شيخنا وأجزل مثوبتك ورفع درجتك وأدخلك في الصالحين.
اللهم ارحمه وارفع درجته في المهديين، اللهم نور له في قبره واغفر ذنبه وأقل عثرته وتجاوز عنه، اللهم عافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله من خطاياه بالثلج والماء والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم ألبسه الحلل وأسكنه الظلل واجعله من الآمنين يوم الفزع الأكبر.
د. أحمد بن صالح الطويان - الرياض
http://www.al-jazirah.com/119698/fe29.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 08:45 م]ـ
ولادة
إلى روح الفقيد الوالد .. عبدالله بن جبرين ..
اكتبوا في دفتر الأحياء مولودا جديدا ..
ليس يفنى من كساه الله بالعلم الخلودا ..
اكتبوا أن القبور اليوم تستقبل بدراً ..
ملأ الأبصار بالأنوار إحسانا وجودا ..
اكتبوا أن القصيد اليوم قد سال دموعا ..
واكتبوا أن الدموع اليوم قد سالت قصيدا ..
...
يا كاتب التاريخ .. افتح في كتابك صحفة أو صفحتين ..
واملأ محابرك الحزينة من دموع الناس ..
ما في الناس بعد اليوم من يخشى على دمع وعين ..
اكتب حروفك في الغيوم وفي النجوم ..
لا يكتب العظماء إلا في صخور الفرقدين ..
...
جبرين ..
يا وجع القصيدة ..
كيف أبدؤها .. وكل حروفها ثكلى وذاهلة ..
ومارد حسنها .. قد صار بعدك يا إمام يبيت مكتوف اليدين ..
...
حين يبكي منبر ..
أو تشتهي سجادة المحراب نور الركعتين ..
...
جبرين .. ياقمرا من الاقمار حل بأرضنا دهراً ..
وأرسل من شعاع علومه نوراً أضاء المشرقين ..
...
يا سيد العلماء ..
هل حان الفراق؟؟ .. وأغمضت تلك العيون؟؟
في كل يوم تكبر الآهات في فمنا ..
ويفجعنا الأحبة بالرحيل ويرحلون ..
ماذا أقول لأمتي الثكلى ..
وذكراك الحزينة دمعة كبرى تسافر بين آلاف الجفون ..
...
ماذا أقول لأمتي هذا المساء؟
ماذا أقول لقلبها المفجوع ..
تجرحه عبارات العزاء ..
ماذا أقول لألف محرابٍ وساريةٍ ..
تذوب صخورها ألماً وتحرقها مرارات البكاء ...
...
ورحلت يا نور العيون ..
وأبرت في يوم موتك ألف عينٍ من جديد ..
ولدت عقول بعد غفلتها ..
وعادت حيةً .. وانهار عنها ما تراكم من جليد ..
ما أسعد العلماء ..
تولد مرة في مهدها .. وعلى شفير القبر من جديد ..
...
اكتبوا في دفتر الأحياء مولودا جديدا ..
ليس يفنى من كساه الله بالعلم الخلودا ..
اكتبوا أن القبور اليوم تستقبل بدراً ..
ملأ الأبصار بالأنوار إحسانا وجودا ..
اكتبوا أن القصيد اليوم قد سال دموعا ..
واكتبوا أن الدموع اليوم قد سالت قصيدا ..
منهل بن عبدالقادر جيرودية
http://www.al-jazirah.com/119698/fe28.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 08:46 م]ـ
وليس لفقد المصلحين طبيبُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/78)
حاولتُ أن أسفح الدموع، لتطفئ أوار الحزن الذي شبّ في خافقي، ولكن الغصة التي شرقتُ بها حين علمت بوفاة العلامة الشيخ عبد الله بن جبرين - رحمه الله وأعلى نزله - قد حالت دون عروج لفحات الأسى التي تستمطر المقلتين عبرات ودموعاً، فما أقسى الحزن إذا ظل مكبوتاً في الحنايا، ولم يجد منفذاً ينفذ منه.
وقفتُ مذهولاً حينما قرأت الرسالة التي حملت لي خبر وفاة الشيخ - غفر الله له - وشخص بصري برهة يستعرض اللقاءات والدروس والمحاضرات التي جمعتنا بالشيخ معلماً وطلاباً.
الموت حق، والدنيا دار فناء، ولكن وقع المصيبة بموت أحد الأعلام الأفذاذ جرحٌ غائرٌ في النفس، لا يطببه نطاسي، ولا يأسوه آس، وإنما يلتئم مع مرور الأيام بدواء الصبر والسلوان.
لكل بلاء في الحياة طبيبُهُ
وليس لفقد المصلحين طبيبُ
رحل شيخنا وحبيبنا العلامة عبد الله بن جبرين رحمه الله وأسكنه الفردوس عنا في زمن مدلهمّ بالفتن والشهوات والشبهات، نحن محتاجون فيه إليه وإلى أمثاله من المصابيح التي تنير الطريق لسالكيها، وتفضح فيها لصوص الفكر، وقطاع سبيل الخير.
بمن يهتدي الساري الذي سار في الدجى
إذا كانت الأقمارُ فيه تغيبُ؟
الشيخ ابن جبرين - رحمه الله - سراج من سرج العلم التي طالما اتقدت نوراً وتبصرة في دهاليز الفتن المحلولكة التي مرت بها الأمة، فكانت آراؤه وفتاواه مشاعل تهدي من يأخذ بها إلى ضفاف السلامة، ومرافئ الأمان.
يحق لي أن أصف العلامة ابن جبرين - رحمه الله - بالرحالة، لأنه جاب المدن البعيدة، وطاف القرى النائية، في سبيل تبليغ العلم - بلغه الله أعالي الجنان - فقد عرف عنه - رحمه الله - أنه لا يتردد في إجابة من يدعوه إلى إقامة الدروس والمحاضرات في تلك المدن وهاتيك القرى.
بكتك ديار المسلمين وأهلها
فقد كنت فيها بالشريعة رائدا
وبكتك حلقات العلوم تركتها
وقد كنت فيها جاهداً ومجاهدا
ولكن يُسلى كل باك بأنه
كما قد وردت الموت يأتيه واردا
العالم الجليل عبد الله بن جبرين - رحمه الله - عاش منطوياً في أكناف الزهد والورع، نائياً بنفسه عن بهارج الدنيا وزخارفها، تبحث عنه وينأى عنها، ولو أرادها لأمسك بزمامها، إذ هي قريبة منه، دانية إليه.
في مشهد الصلاة على الشيخ - رحمه الله -، وتشييع جنازته إلى المقبرة، كانت السبل مكتظة بجموع الناس، الذين تقاطروا من كل صوب - رغم حرارة الهجير - ليؤدوا حق الشيخ عليهم، ويقضوا دَيْنَ محبته والوفاء له، قلت في نفسي: سبحان الله!
إن للمحبة الصادقة سراً دفيناً، يدفع المحبين إلى وصال أحبابهم ولو بعد مماتهم، غير عابئين بما يعترض خطاهم من مشاق وعثرات.
اليوم جئنا خلف نعشك خشعاً
أذكرتنا لما رحلت مدانا
لله درك ما تزال مذكراً
للناس لا تنسى ولا تتوانى
هرع الجميع يشيعونك جهرة
والحزن في قسماتهم قد بانا
قد شيعوك وبعضهم يخفي البكا
والبعض لم يسطع له كتمانا
ما زلت أتذكر استبشارنا بقدوم الشيخ - غفر الله له - علينا في الدلم قبل عام، وحثنا لبعضنا على الحضور عنده، والنهل من سلسبيل علمه، واليوم نحن نعزي بعضنا، ونواسي الأمة في وفاته - رحمه الله -.
هذي هي الدنيا وهذي حالها
لابد من صفو بها ونقيض
عقبى صفاء العيش مر مثلما
يلقى زلال الماء ريق مريض
لقد رحل الشيخ ابن جبرين، ورحل قبله العلماء والمصلحون، وهاهي الكتب التي كانوا يحملونها في حياتهم، لتعليم الناس وتفقيههم، قد حملتهم بعد مماتهم عرفاناً ووفاء.
حملت دواوين العلم معلما
وها أنت ذا فيهن تحوى وتحملُ
سيشهد التاريخ أن عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين من العلماء الأعلام، الذين ساروا في مسالك الزمان، وسيقول من يأتي بعده: (لقد مر وهذا الأثر).
سيذكرك التاريخ لو كنت ثاوياً
فيؤنس ولهاناً ويقهر حاسدا
سيذكرك التاريخ بالخير والهدى
وأنعم بهذا في الأنام محامدا
سيذكرك التاريخ بالعلم والتقى
ويجعلك التاريخ بالذكر خالدا
فهد بن علي العبودي - الدلم
http://www.al-jazirah.com/119698/fe27.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 08:47 م]ـ
أيحق لي أن أحزن؟
لقد فقدت الأمة الإسلامية شيخاً جليلاً، عالماً، فقيهاً، محباً، متواضعاً، زاهداً، ورعاً - ولا أزكي على الله أحداً - نعم قد وجد في هذا الزمان رجل يتصف بهذه الخصال ولكنه رحل .. نعم رحل بعلمه الواسع بحضوره المنتشر بوقته الذي ليس له بل لمحبيه الكثر .. رحل شيخنا وعالمنا والعلامة عبدالله بن جبرين (رحمه الله) .. ولا نقول في هذا المصاب الجلل إلاّ ما قال ربنا جل وعلا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} وكما قال نبينا صلى الله عليه وسلم (إنّ العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلاّ ما يرضي ربنا) .. وإنا لفراقك با ابن جبرين لمحزونون.
عندما أتذكر كرسيه في مسجد القاضي وهو يلقي أحد دروسه، أو عند جلسته في الخيمة المتواضعة أيام عيد الفطر في محافظة القويعية في اجتماع إحدى أسر الجبرين، وأنا بقربه .. أتذكر أباً وموجهاً ومربياً عالماً ربانياً لن تراه عيناي مرة أخرى.
من تواضعه (رحمه الله) رفضه لأي شخص أن يقبِّل رأسه - وهو يستحق أكثر من ذلك - وإن حاولت ذلك كان حري بك أن تجهز جيوشك الداخلية ويا ليتك تستطيع، أتذكرم موقفاً لأحد إخوتي عندما حاول تقبيل يد الشيخ (رحمه الله) فبادر الشيخ بسحب يده ومسك يدي أخي ليقبلها!! .. تدبّر ذلك .. ماذا تستنتج؟ .. إنه قمة التواضع الذي قلّ أن يوجد في هذا العصر وللأسف.
لقد عاش - رحمه الله - مسخراً وقته ومفرطاً في صحته لنشر ما حباه الله به من علم، فلا تجد حلقاً علمية في أي بلد إلاّ وهو على رأس قائمتها، ولا تدعوه لمناسبة إلاّ كان أول ملبيها، ولكن هذه سنّة الحياة فقد رحل قبله أعز الخلق نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم).
أسأل الله في الختام أن يغفر لشيخنا وأن لا يحرمه أجر ما نشره من علم وأن يوسع عليه قبره .. آمين.
نقيب- بندر بن عبدالله الربيعة
bamr@hotmail.com
http://www.al-jazirah.com/119698/fe26.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/79)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 08:48 م]ـ
الشيخ ابن جبرين سعة في العلم وتنوّع في المعارف
توفي سماحة شيخنا العلاَّمة الزاهد الفقيه الداعية الشيخ الوالد عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن جبرين، رحمه الله رحمة واسعة، وبلَّغه منازل النبيين والصديقين والشهداء، وقد فقدته الأمة في زمن هي أحوج ما تكون فيه إلى العلماء المصلحين.
إن لفراق العلماء لوعة ولذعة وروعة؛ يجدها الطلاب والمحبون عند المصيبة؛ تسخن له الدموع، وتنقبض له القلوب، وتوجل منه النفوس، وليس لذي الرأي والدين حينها؛ إلا أن يرعوي لجميل الصبر، وكريم العزاء، واحتساب أجر المصيبة، والسعي في احتمال نصيبه من الإرث العلمي والدعوي من (تركة العلماء)؛ على أن يكون هذا الحِمل العلمي والدعوي زاداً في سير المسلم وسعيه إلى الله والدار الآخرة؛ وذلك بعمارة الدنيا، والقيام بواجب الاستخلاف فيها، وبناء الحياة، التي يوشك الباقي منها أن يفنى، والحي فيها أن يموت.
والشيخ - رحمه الله - كان مضرب الأمثال في سعة العلم، وتنوّع المعارف، ودقة الفهم، وسعة المحفوظ، في أبواب الفقه والتفسير والتوحيد والعقائد والأدب والتاريخ وغير ذلك من العلوم.
وهذا باب لا يشهد عليه مثلي، ولكن ها هم طلابه فسألوهم، وتلك مدوناتهم فاستظهروها.
إلا أن الغرة اللائحة في حياة الشيخ - رحمه الله - تمثّلت في كريم سجاياه، وحسن أخلاقه، ورحمته بالمساكين، وشفقته بالمحاويج، وسعيه في قضاء الحوائج، وبذله للشفاعات، وإجابته للسائلين، وحضوره للمحافل، وعيادته للمرضى، ومشاركته في تعزية أهل الميت أكثر من مرة أحياناً، كل ذلك مع رفق ولين، وخفض للجناح.
ومع ذلك؛ فإن عموم مواقف البر والإحسان في الحياة الإنسانية، ومواقف تفريج الكروب، والمشاركة في تنفيسها، ومعاني الرحمة التي تكتنفها، وتقاسيم السعادة في وجه المكروبين؛ تقصر دون وصفها العبارة، وتعجز عن بيانها الكلمات.
وإذا كان المرء المسلم لا يضيره ضعف حظه من العلم إذا وفر حظه من الأخلاق؛ فإن الشيخ - رحمه الله - قد جمع الحسنيين، وحاز الفضل مرتين؛ إذ إن من أبرز أخلاقه رحمه الله - مع ما كان عليه من علم وكبر سن - ذلكم الخلق الذي يتأبَّى على الكبراء المداومةُ عليه إلا من رحم الله، ذلكم الخلق العزيز؛ خلق التواضع، الذي هو سجية أهل العلم والبصيرة في الدين والدنيا.
أذكر للشيخ - رحمه الله - موقفاً لطيفاً من هذا الباب؛ وذلك بعد أن انتهى الشيخ - رحمه الله - من أحد دروسه في أحد المساجد، جاءه أحد كبار جماعة ذلك المسجد، وطلب من الشيخ أن يزوره في بيته، فاعتذر الشيخ منه بعد أن بيَّن عذره وطيَّب خاطره بالدعاء له ولذريته، إلا أنه أعاد طلبه على الشيخ، فما كان من الشيخ إلا أن قّبِلَ دعوته، وحدَّد له موعداً قبل صلاة المغرب بنصف ساعة من اليوم نفسه، مع أنه قد كان للشيخ - رحمه الله - في ذلك اليوم ستة دروس. وفي الموعد؛ اجتمع في مجلس المضيف: الشيخ - رحمه الله - وأحد أبنائه وثلاثة من طلابه، والمضيف وأبناؤه، وبعد السلام أخذ المضيف يعرّف أبناءه للشيخ ويذكر له وظائفهم ومراحلهم الدراسية، وكم للمتزوج منهم من الأولاد، ومتى قدم للرياض، ولماذا اختار هذا الحي ... وأخذ يستطرد في ذكر وظيفته، وحاله بعد التقاعد منها، ونحو ذلك.
ولا أزال أذكر ابتسامة الشيخ - رحمه الله -، وإظهاره السرور بما يسمع، يستحثه بذلك على الاستمرار، ولما انتهى المضيف مما أحب أن يذكره، دعا له الشيخ - رحمه الله - ولاطفه في الكلام، ثم بدأ - رحمه الله - يقابل المضيف في حديثه عن نفسه، فأخذ يعرِّف له أبناءه، ويذكر له وظائفهم وأعمالهم، ومتى قدم إلى الرياض، وأين أول مسكنه فيها ... إلى آخر كلامه - رحمه الله - مما يناسب حال المضيف؛ وعجبتُ أكثر حين علمت أن الشيخ يقابل مضيفه لأول مرة .. فعجبت من (ذوق هذا العالم الرباني)، وعظيم أدبه، وكمال مروءته، وحسن مراعاته لمشاعر جليسه، مع مسايرته لخلجات النفوس، وفطنته لحركاتها. وقديماً قيل: (من كمال المرء حسن مفاكهته لإخوانه).
مع يقيني أن مثل هذه المواقف؛ لا تثير العجب في نفوس طلاب الشيخ ومحبيه؛ لما اعتادوه من شمائله وأخلاقه، وهكذا الأصول عن مغارسها تنمو.
جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: (لا يكون الرجل عالماً حتى لا يحسد من فوقه، ولا يحقر من دونه، ولا يأخذ على علمه أجراً).
وتعدد دروس الشيخ - رحمه الله - وكثرة مشاغله، لا تنسيه حوائج الضعفة والمساكين، وإن صغرت؛ فقد يجلس الشيخ في مجلسه بعد العصر مثلاً، ليستقبل حاجات الناس وأسئلتهم في مجلسه أو عبر الهاتف، وقد تبلغه حاجة محتاج أو أرملة عبر الهاتف، فيعجِّل لهم حاجتهم ويستحثهم على زيارته قبل المغرب، فإذا طرأ على الشيخ ما يوجب خروجه من منزله؛ فإنه لا ينسى تلك الحوائج، بل يأمر من ينتظرهم ويستقبلهم. كل هذه الأخلاق الحسنة؛ تظهر في مواقف الشيخ على سجيتها، بلا تكلّف ولا تزيُّد.
عظَّم الله الثواب، وأحسن العزاء، وما عند الله خير للأبرار، ونسأل الله عزَّ وجلَّ أن يغفر لمشايخنا المتقدمين، وأن يزيد علماءنا الباقين بركةً إلى البركة التي معهم، وأن يجعل بقاءنا مسارعة للخيرات، وأن يجمعنا بهم ووالدينا ومن نحب في دار كرامته مع النبيين والصديقين والشهداء الصالحين وحسن أولئك رفيقاً, وما أحسن العزاء في قول عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في مرض موته: (ونعم المذهوب إليه ربي).
عبدالعزيز بن عبدالله السليِّم
كاتب العدل بكتابة العدل الأولى بالرياض وخطيب جامع الفاروق بحي الجزيرة
http://www.al-jazirah.com/119698/fe25.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/80)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 08:49 م]ـ
فقد العلماء
صالح الفالح
فقد العلماء خسارة لا تعوض، وفاجعة كبيرة .. ومصاب جلل، والعلماء هم ورثة الأنبياء ومشاعل النور والهدى المبين وتضيء الطريق إلى سواء السبيل والخير والرشاد، والذين هم بهداهم نهتدي، وعلى أثرهم نقتدي ونرتقي نحو السمو .. وهم القدوة الحسنة والصالحة، ومثلا يحتذى بهم ومصدر عز وفخار للأمة الإسلامية وعلو همتها وشأنها ومنزلتها .. وبالأمس ودعت المملكة، والعالم الإسلامي فضيلة الشيخ العلامة د. عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين - رحمه الله - الذي رحل عن الدنيا الفانية - لكل أجل كتاب - بعد أن أفنى عمره في خدمة الإسلام ووطنه وأمته الإسلامية في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وتتلمذ عليه العديد من المشايخ وطلبة العلم، وكان الشيخ ابن جبرين وبصوته - الاجش - المعروف واسلوبه المميز يلقي العديد من الدروس والمحاضرات الدينية والشرعية متنقلاً بين مساجد الرياض وخارجها بكل نشاط، رغم تقدمه بالسن في التوعية والارشاد ويمتاز بهدوئه ورحابة صدره وتواضعه الجم، ولين الجانب، وكانت لي فرصة الاستماع إلى - بعض - من دروسه القيمة والمحاضرات النافعة بمساجد الرياض، وكان حريصا ولا يتردد لحظة في الاجابة على كل سؤال واستفسار يطرح عليه من قبل الحضور ليعطي الرأي السديد والإجابة الشافية والوافية، وفي غضون ذلك يحرص على الاستشهاد بآيات من كتاب الله، وبأحاديث نبوية يعكس ما يملكه من مخزون من العلم الشرعي.
- رحم الله الشيخ ابن جبرين رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان - {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
http://www.al-jazirah.com/119698/fe24.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 08:54 م]ـ
كاتب الفتاوى يروي فصولا من حياة الشيخ
بنبرة خالطها الحزن روى لنا أحمد حسين ــ كاتب الفتاوى في مكتب الشيخ عبد الله الجبرين رحمه الله ــ أن الشيخ لم يكن ليرد أحدا في أي مسألة سواء المحتاجين أو طلبة العلم دون تمييز، واستحضر موقفا للشيخ في أحد مجالس الفتوى التي كان يعقدها في مكتبه، حيث كانت هناك مسألة طلاق فأرجأ السائل حتى يفرغ عدد من المستفتين من المجلس، واصطحبه إلى المجلس الخاص حفاظا على سرية المسألة، ثم بدأ السائل بعرض السؤال لكن الشيخ رفض إعطاء أي حكم في المسألة دون الاستماع إلى زوجته، وعندما سأله عنها أجاب السائل: بأنها في السيارة خارج المكتب ولما أراد السائل أن يخرج ليحضرها إلى المجلس بادر الشيخ بالخروج معه إلى السيارة حيث المرأة، وسألها الشيخ عن أقوالها واستوضح منها بنفسه، وأضاف أحمد: كان هذا دأب الشيخ ــ رحمه الله ــ في مثل هذه المسائل أن يستمع إلى طرفي القضية وألا يكلف على المرأة بالحضور بل يذهب إليها مع زوجها ليستوضح منها ويأخذ أقوالها في القضية.
وتابع القول: كان مكتب الشيخ القديم وتحديدا قبل عام 1421هـ عبارة عن ملحق في منزله، وكان الشيخ يمكث فيه ليلا ليقرأ الكتب ويرد على الاتصالات التي ترد إليه ومع ذلك فإن صلاة الفجر لا تفوته، ونجده لا يفارق الصف الأول في جماعة المسجد، وكان لديه درس بعد صلاة الفجر، وفي إحدى المرات جئت على عادتي إلى الدوام في تمام الساعة الثامنة لأرى الشيخ واقفا على باب المكتب مع جمع من طلبة العلم يستفتونه ويجيب عليهم، ثم يتناول بعد ذلك طعام الإفطار ثم يقضي حاجياته، وينظر في أحوال الناس واحتياجاتهم وطلباتهم، حيث أنه كان يخصص وقتا لتلقي المساعدات والاحتياجات، ولم يكن يفرق في قضاء حوائج الناس سواء شفاعة أو تسديد دين أو نحوه بين أقاربه أو غيرهم.
ويستطرد أحمد: بعد صلاة العصر كان مجلس الشيخ ــ يرحمه الله ــ يكتظ بجمع كبير من طلبة العلم والسائلين والمحتاجين على تعدد طلباتهم، ويلبي الشيخ طلباتهم جميعا ويحرص على مساعدتهم.
ووصف كاتب الفتاوى في مكتب الشيخ ابن جبرين ــ يرحمه الله ــ تعامل الشيخ بأنه متواضع جدا وأنه من شدة حرصه على الالتقاء بطلابه وعدم الانقطاع عنهم كان يعتذر عن حضور مناسبات وعزائم كبار المسؤولين؛ ليوفر وقته لطلابه بأي وسيلة كانت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/81)
وقال: كان للشيخ دروس علمية ودورات في فصل الصيف لمدة شهر، حيث أن هناك درسا بعد الفجر وآخر بعد صلاة الظهر وكذلك بعد المغرب والعشاء وقد خفف أبناء الشيخ برنامج هذا الجدول فألغي درس الظهر، وكان حينها يشرح 14 كتابا خلال أسبوع واحد هذا غير المحاضرات والدروس العلمية داخل المملكة وخارجها، وكان لديه درس ثابت بعد صلاة الظهر من يوم الثلاثاء في عتيقة في الرياض بالإضافة إلى جولاته الدعوية والعلمية في الطائف وجدة ومكة المكرمة وجازان ونجران وتبوك والدمام وحائل وشقراء وينبع والقصيم وعدد من القرى والهجر.
وأفاد أحمد حسين أن الشيخ كان يقضي فترة ثلاثة أشهر خارج الرياض صيفا، وكان يستقل سيارة من نوع لينكون طراز 92، ولا يتخذ الطائرة وسيلة للتنقل نظرا لتقارب المسافات بين المدن التي يذهب إليها الشيخ، وأنه يعد ركوب الطائرة في هذه الحالة من الإسراف، مبينا أن السيارتين الموجودتين حاليا هي إهداء من أحد التجار وهي من نوع ليكزس، إلا أن الشيخ يستخدم سيارته القديمة في رحلاته الدعوية.
وذكر كاتب الفتاوى في مكتب الشيخ ابن جبرين ــ يرحمه الله ــ موقفا طريفا حصل له مع الشيخ عندما كان الشيخ يسأل عن السائق الذي تأخر عن موعد مجيئه لإيصال الشيخ إلى أحد المساجد لإلقاء الدروس، وقال: طلبت من الشيخ أن يركب معي لأوصله إلى المسجد مع أن سيارتي قديمة وهي من نوع مرسيدس 84، وكان الجو حارا حينها فلم يتردد الشيخ في الركوب معي وأوصلته إلى مبتغاه.
وهناك موقف آخر عندما كان أحد موظفي مكتب الشيخ حديثا وكان لم يعتد بعد على صوته، وكان هاتف المكتب موصولا بسكن ذلك الموظف، إذ بشخص يتصل على الهاتف ويقول: «ممكن تجي شوي» لكن الموظف سأله من أنت، فأجاب «عبد الله» ولما توجه إلى المكتب ليرى من المتصل وجد الشيخ واقفا مبتسما ينتظره أمام المكتب.
وأوضح أن الشيخ كان يمشي على الأقدام إلى مسجده إذا تأخر سائقه، ولا يحب أن يشق على من معه.
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20090716/Con20090716291926.htm?kw=%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A% D9%86
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 08:55 م]ـ
علماء العالم الإسلامي:
فقدنا صرحا دعويا شامخا
أبدى عدد من علماء العالم الإسلامي حزنهم الشديد على وفاة الشيخ عبد الله بن جبرين عضو الإفتاء سابقا، مشيرين إلى أنه كان أحد صروح العلم الشامخة في العالم الإسلامي وأن علمه بلغ الآفاق، مشددين في حديثهم لـ (الدين والحياة) على ضرورة الاستفادة من موروث الشيخ العلمي التي تزخر به المكتبات ويدرس في حلق العلم والجامعات.
نبراس للدعوة
ففي البداية نعى مفتي جبل لبنان د. مالك الشعار الشيخ ابن جبرين يرحمه الله وقال إنه قضى سنوات طويلة في العلم والدعوة إلى الله تعالى،وكان نبراسا ونموذجا ومنارة لكثير من الناس، الشيخ يرحمه الله يذكرني بمفتي المملكة الراحل الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ بن عثيمين رحمهما الله.
ثلمة في الأمة
وقال نائب رئيس مجمع الفقه في الهند وعضو المجلس التأسيسي لملتقى علماء المسلمين التابع لرابطة العالم الإسلامي، الشيخ بدر القاسمي إن الأمة فقدت عالما جليلا وخسرت بذلك خسارة عظيمة وبموته حصلت ثلمة في جدار الأمة مستشهدا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء).
وأضاف: الشيخ ابن جبرين عالم جليل لم يبق من جيله سوى علماء لا نعلم عنهم الآن وأفراد قلة، لاشك أن وفاته ليست خسارة للمملكة فحسب بل للعالم الإسلامي وللعلماء أجمعين، لافتا إلى أن آخر لقاء جمعه بالشيخ رحمه الله كان في مؤتمر الفتوى الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي مطلع العام الهجري الحالي حيث قدم بحثا قيما في وقته
الموروث العلمي
فيما أكد مفتي مصر الأسبق د. نصر فريد واصل أن الشيخ ابن جبرين من العلماء الأجلاء الذين خدموا الشريعة والفقه الإسلامي وسار فيما فيه نفع الأمة الإسلامية قاطبة، لافتا إلى أن الشيخ خلف من الموروث العلمي مالا حصر له، مبينا أن دعوة الشيخ كانت هادفة لأنها تميزت بالحكمة والموعظة الحسنة.
مكانة كبرى
وبين أن لدى الشيخ مكانة كبرى لدى الأمة الإسلامية وعلماء العالم الإسلامي على وجه الخصوص، موضحا أن العلماء لا يموتون لأنهم مخلدون بما عملوه في حياتهم وكذلك فهم مخلدون في الآخرة أيضا بمنازلهم الرفيعة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ناقلا تعازيه لعلماء المملكة وأبناء الفقيد والأمة الإسلامية أجمع.
فاجعة عظيمة
أما مفتي موريتانيا د. أحمد المرابط فقال إن وفاة الشيخ كانت فاجعة كبرى للمسلمين في أنحاء العالم، فقد كان أحد كبار علماء السنة في هذا العصر، تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته، لافتا إلى أن الشيخ خلف موروثا علميا كبيرا سواء مما هو في صدور الرجال أو ما هو مكتوب في المؤلفات العلمية.
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20090716/Con20090716291929.htm?kw=%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A% D9%86
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/82)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 08:57 م]ـ
العلامة ابن جبرين .. حياة زانها
العلم وجللها الزهد وجمّلها التواضع
عبد الله الداني، نعيم تميم الحكيم ـ جدة
دمع المحبين انسكب وألسنتهم رددت «إنا لله وإنا إليه راجعون» حين لامس مسامعهم نبأ وفاة العلامة الكبير الدكتور عبد الله بن جبرين عضو لجنة الإفتاء سابقا بعد ظهر يوم الاثنين.
كثير من الناس منعوا من دخول غرفة الشيخ التي كان يتواجد فيها قبل وفاته لإلقاء النظرة الأخيرة عليه.
أحد مرافقي الشيخ ــ يرحمه الله ــ أوضح أن صحته تدهورت بعد عملية توسيع الشرايين ولم تتحسن كثيرا، كما أنه عانى من مضاعفات الالتهاب الرئوي الحاد الذي كان يعاني منه منذ فترة طويلة.
وأضاف: أن قلبه توقف عن العمل ليلة وفاته، مما استلزم توجيه صدمات كهربائية لإنعاشه فاستجاب في هذه المرة بينما عجز الأطباء عن ذلك عندما تكررت بعد ظهر الاثنين.
(الدين والحياة) التي آلامها الخبر، خصصت هذه المساحة قياما بواجب العالم الكبير وتثبيتا لقدره ومكانته.
هنا توقفنا مع مرافقي الشيخ وتلامذته المقربين ليرووا لك أيها القارئ الكريم طرفا من الأخبار والقصص والمواقف التي لا يعرفها إلا الخاصة من الناس وفيها من الزهد والتواضع وأخلاق العلماء، وبالرغم من الحصيلة التي أوردناها إلا أن ما خفي ــ بحسب العارفين ــ كان أعظم.
والرحلة تبدأ مع أحمد الجبرين مرافق الشيخ إلى الأمراء والمسؤولين الذي استهل ذكرياته مع ابن جبرين حين قال له أحد الإخوة ــ قبل تقاعد الشيخ بعام ــ لماذا لا توسع مكتبك وتغيره؟ فرد الشيخ هي ساعة وتنقضي، وكان إذا ما ذكر له التجار وأخبارهم ينشد قصيدة مطلعها:
هي الدنيا تقول بملء فيها حذار حذار من بطشي وفتكي
ومن المواقف أيضا أنه كان ينطلق في سفر من بعد الفجر لست ساعات متواصلة فإذا وصل قبل الظهر يرفض الدخول إلى المنزل والراحة، بل يتوجه إلى المسجد، وبعد ذلك يلقي دروسه من بعد المغرب إلى الساعة العاشرة ليلا دون تعب.
ومن المواقف أيضا كان أول ما يركب سيارته يذكر الله ويقرأ القرآن ويردد الآيات ولا يقطع القراءة إلا إذا قرأ عليه أحد طلابه كتابا وهو يشرحه له.
وحينما كان الشيخ في حفر الباطن جاءه أحد المواطنين من تبوك يبكي، يقول: إنني بحثت عنك في جدة والرياض والقصيم فلم أجدك، وكانت لديه مسألة طلاق، حيث أن أحد قضاة تبوك قضى بطلاق زوجته منه وكان متأثرا، فلما شرح السائل قضيتة طلب منه الشيخ رقم القاضي فاتصل به وناقشه في الفتوى التي صدرت منه، وقال: إنها خطأ فتراجع القاضي وأعاد إلى الرجل زوجته فخرج متهللا فرحا مسرورا.
ويتابع أحمد: من مواقفه الطريفة أنه كان يصف رجلا سمينا بالرجل الضخم وكان يناديه بهذا الاسم كلما دخل عنده.
مع الأمراء
وكانت تربطه مودة بالأمير مشعل بن عبد العزيز رئيس هيئة البيعة وكان الشيخ يقول له: أنتم ولاة أمرنا، فيرد عليه الأمير وأنتم العلماء وعليكم النصيحة لنا وتوجيهنا.
وفي مرة اتصل عليه أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبد العزيز من إسبانيا يستفتيه عن حكم قصر الصلاة، فأجابه الشيخ بجواز ذلك، وأنها من الرخص للمسافر التي ينبغي الأخذ بها.
وكان الشيخ يذهب إلى الحرم المكي من منتصف رمضان، وكان الناس يغشونه من كل مكان فلا يمل منهم بل يستمع إليهم ويفتيهم ويقول دعوني مع الناس ويرفض تغيير مكانه إلى مكان أفضل وأكثر راحة.
ومن الطرائف أيضا أن استخدم سائقا له ليوصله إلى مكتبه حينما كان الشيخ عضوا في الإفتاء، فصار الشيخ هو الذي يوصل السائق إلى عمله ويتولى أموره.
رسالته إلى العودة
ويروي الداعية الدكتور سلمان العودة أحد المواقف التي تظهر مدى تواضع الشيخ وحرصه على تقصي الإجابة الصحيحة رغم علمه الغزير وإرجاعه أحد الأسئلة لمن هو أقل علما عندما أرسل له الشيخ سؤالا استفتاه به أحد طلابه، حيث كتب التلميذ للشيخ: «نود من فضيلة شيخنا عبد الله الجبرين الجواب عن الأسئلة الآتية: ما حكم الشرع في من قال عن مغن يجاهر بفسقه ما نصه: هذا لا يغفر الله له! إلا أن يتوب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر بأنه لا يعافى «كل أمتي معافى» .. لأنهم مرتدون بفعلهم هذا ردة عن الإسلام، هذا مخلد ــ والعياذ بالله ــ في نار جهنم إلا أن يتوب .. لماذا؟ لأنه لا يؤمن بقول الله عز وجل «ولا تقربوا الزنا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/83)
إنه كان فاحشة وساء سبيلا» بالله عليكم الذي يعرف أن الزنا حرام وفاحشة ويسخط الله هل يفتخر أمام الناس؟ أمام الملايين أو مئات الألوف من الناس؟ لا يفعل هذا أبدا؟»
فبالله عليك يا شيخ عبد الله الجبرين ما حكم الشرع فيمن قال ذلك؟ وهل يعد من الخوارج؟ وهل نحذر منه نصيحة لله ولرسوله وللمسلمين؟ وهل نصرح باسمه؟ علما أنه قد نوصح ولم يرجع.
وما حكم الشرع فيمن فرق بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية، وقال أيضا: «إن الشيخ عبد العزيز بن باز ــ رحمه الله ــ قد وافقني على ذلك، علما بأن الشيخ ــ رحمه الله ــ قد سئل عن ذلك، فقال لم أوافقه على ذلك، بل قال الشيخ: «الفرقة الناجية هم الطائفة المنصورة» والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وقام الشيخ بعد ذلك بتوجيه الرسالة لي بعد كتابة التعليق وبعثها إلي، ونص التعليق هو: «عليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد، أرى أن تحال إلى فضيلة الشيخ سلمان بن فهد بن عودة؛ ليتولى الإجابة عنها، فله ــ وفقه الله ــ اختصاص بهذه المواضيع، ويمكن تولي مناقشة هذه المسائل معه، وسوف يقتنع السائل بما لديه من الجواب إن كان قصده الصواب، والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم 22/ 12/1422هـ، عبد الله عبد الرحمن الجبرين.
مزايين الإبل
أما أستاذ السياسة الشرعية في المعهد العالي للقضاء الدكتور سعد بن مطر العتيبي فقال: أعرف عن الشيخ أنه عالم متحرك ينتقل من مكان لآخر حتى يلقي الدروس والمحاضرات فيفيد بها الناس، وأذكر أني حسبت له شهريا في أحد المرات 45 درسا في الشهر، حيث كان لايتوقف عن الدورس طوال اليوم إلا وقت الصلاة ووقت الطعام، وكان لايرد سائلا. كما عرفت عنه أنه كان كثيرا ما يزكي الفقراء والمساكين ويساعدهم، كما أنه قريب من كل الناس بلا استثناء، وأذكر أنه حرص على حضور مزايين الإبل لقبيلة قحطان رغم أنه لاينتمي لها وألقى هناك كلمة توجيهية تحث على نبذ العصبية القبلية، وهو فوق هذا وذاك حريص على الاحتساب ومن أهل الغيرة والصلاح.
بيت الطين
وبحسب أحد تلامذة الشيخ الذي رفض ذكر اسمه، فإن الشيخ كان شديد التواضع والزهد، أنه لما انتقل إلى الرياض وانتظم في معهد إمام الدعوة العلمي وكان يدفع له مكافأة شهرية فكان يدفع مافضل عن حاجته لوالده الذي ينفق على ولده وولد ولده، وبعد ثلاث سنين اضطر إلى إحضار زوجته وأولاده واستئجار منزل صغير وتأثيثه والنفقة عليهم فكانت المكافأة تكفي لذلك رغم قلتها، لكن مع الاقتصار على الحاجات الضرورية، وبقي يستأجر منزلا بعد منزل لمدة ثماني سنين فبعدها أعانه الله على شراء بيت من الطين والخشب القوي فهناك استقر به النوى، حيث قام فيه 17 عاما يعيش في وسط من الحال لا إسراف فيه ولاتفتير، ولم يتوسع في الكماليات والمرفهات لقلة ذات اليد ثم في عام 1402 هـ انتقل إلى منزله الحالي الذي أقامه بمساعدة بنك التنمية العقارية وعاش فيه كما يعيش أمثاله في هذه الأزمنة حتى وفاته.
في مركز الشرطة
ويتذكر الداعية محمد حسان (أحد تلامذة الشيخ) مواقف للشيخ مع شرطي، حيث كان في سيارته فأوقفه أحد عناصر الشرطة وطلب منه أوراق السيارة، وكان الشيخ لا يحملها فقرر الشرطي أن يصطحب الشيخ إلى مركز الشرطة فذهب معه الشيخ دون أن يفصح له من هو وما مكانته وعندما وصل إلى مركز الشرطة قفز الضابط المناوب وسلم على الشيخ فتعجب الشرطي ثم سأله عن سبب مجيئه فأخبره فاعتذر منه وقرر الضابط أن يضع العسكري بدلا منه لارتكابه هذا الخطأ مع الشيخ فرفض بن جبرين، وخرج من مركز الشرطة دون أن يتذمر أو يبدي أي انزعاج وهي عادته في التعامل مع الأمور بحكمة وتواضع كبيرين.
يمرض أحد مرافقيه
الأكاديمي وأحد تلامذته الشيخ الدكتور خالد بن عبد الرحمن الشايع قال: تحضرني بعض المواقف مثل إكرامه لطلاب العلم وإعطاءهم ميزة واضحة تبرز في جوانب عديدة، فهو يقابلهم باللطف والإجلال مع أن كثيرا منهم في عمر أبنائه ومع هذا كان رحمه الله يعاملهم معاملة التقدير.
ويضيف الشايع كنا نجلس في الدرس المقام في منزله وتكون مقدمة البيت ممتلئة وربما حضر بعض المشايخ الذين هم أساتذتنا وتلامذة للشيخ فإذا حضروا فإن الشيخ يقدمهم ويجلسهم بجواره ومن هؤلاء الشيخ سعد الحميد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/84)
ويستذكر الشايع قصة حصلت في باكستان إذ يقول: في إحدى المرات كان الدكتور عبد السلام بن برجس العبد الكريم مصاحبا للشيخ في سفر إلى باكستان، وكان أحد المرافقين ــ وهو من الإخوة الباكستانين ــ مريضا وقدر أنه يستفرغ وكان بجوار الشيخ فأصاب الشيخ بعضا من ذلك، فكان الشيخ يترفق به ويمسح عنه الأذى ويقوم مقام الممرض له.
واستدرك الشايع كان درسه لا يخلو من حكاية الخبرات والإرشادات التربوية وصلنا لآداب الجمعة، وقد ذكر ذات مرة في أحد دروسه أن الناس في السابق كانوا يتهيئون لصلاة الجمعة من بعد الفجر ولا يرجعون إلى منازلهم إلا بعد أذان المغرب.
وسئل ذات مرة عندما ألح عليه أحد طلبة العلم في كم تختم القرآن فأجاب كنت أختمه خلال أسبوع، لكن مع كثرة المشاغل والدروس والقراءة في المؤلفات والمسائل صرت أختمه في 20 يوما.
وأيضا مما تداوله الناس أن الشيخ كان حسن الصوت فأصيب بعين وسئل ذات مرة عن ذلك فقال: «في عام 1362هـ كنت مع أقراني متميزا في القراءة فأصبت بمرض حتى صرت لا استطيع الكلام وثقل ذلك عليّ، وكنت أتكلم بالإشارة ومكثت على ذلك فترة من الزمن حتى تمت الرقية لكن آثارها بقيت في حياتي».
ومضى الشايع قائلا: في إحدى المرات أنابه الشيخ بن باز رحمه الله وكان ينيبه إذا سافر وكنا نحضر إليه فكان الشيخ العبد السلام يقرأ عليه منظومة «نونية ابن القيم» التي تبلغ ألف بيت، فكان الشيخ يستمع إليه ويشرحها وفي أثناء ذلك أغفت الشيخ إغفاءة يسيرة واستمر الشيخ العبد السلام في قراءته، لكن الشيخ عاد وشرح تلك الأبيات ولم يخطيء فيها مع إغفاءته، ومازلت أتذكر اختلافي إليه في بعض الطرق الخلفية للجامع الكبير حينما كان الشيخ يصحح في رسالته للدكتوراه التي أنهاها عام 1407هـ وكانت في شرح الزركشي على الخرقي.
الشباب هم المقدمون
ويستذكر الدكتور أحمد البناني عضو التدريس في جامعة أم القرى موقفا حصل له مع الشيخ بن جبرين، حيث يقول: كان الشيخ يتجاوب مع دعوات الشباب بشكل خاص ويعطيهم نوعا من الخصوصية، وأذكر عندما كنت مشرفا على مجموعة من الشباب في القنفذة ووجهنا دعوة إلى الشيخ فأتى إلينا رغم مشاغله وارتباطاته العملية فكان حريصا على القرب من الشباب، يعلمهم بخلقه وتواضعه أكثر من ثقافته وعلمه، وكان تأثير التطبيق العملي واضحا على الشباب كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم (كان خلقه القرآن). وأضاف البناني: كان محبا للشباب ويغشاهم في أماكنهم، وكان يتحمل المشاق لأجلهم وهذه نادرة من النوادر التي يحرص عليها العلماء الربانيون.
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20090716/Con20090716291925.htm?kw=%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A% D9%86
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 08:58 م]ـ
الحوار الصحافي الأخير
نعيم تميم الحكيم
عندما هممت بالذهاب لمؤتمر الفتوى الذي عقد في رحاب رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة قبل خمسة أشهر تقريبا، كنت أعد العدة للقاء ثلة من العلماء الأفاضل الأجلاء، ليس على المستوى المحلي فحسب بل على مستوى العالم الإسلامي، وحملت معي في آخر أيام المؤتمر عددا من المحاور الساخنة .. فوجئت بالكم الكبير من العلماء الفضلاء انتظرت فراغ الشيوخ من جلساتهم، وعقب العشاء تجولت بين الطاولات بحثا عن كبار العلماء، فإذ بالوقور يقبل نحوي ومعه ابنه، يمشي الهوينى، بشوش الوجه طيب الملتقى يسلم على كل من حوله فاقتربت منه وعرفته، إنه الشيخ عبد الله بن جبرين الذي أقرأ الكثير من فتاواه في بعض الكتب ومواقع الإنترنت، واستمع لبعض مواعظه وفتاواه عبر أثير الإذاعة، لكن لم يكن لي أن التقيت به وجها لوجه قبلا.
اقتربت منه فتبسم وسلمت عليه ثم طلبت منه حوارا صحافيا وكنت في قرارة نفسي أخاف أن يرفض لكونه متعبا، فالساعة قاربت الحادية عشرة والنصف، وطلبي في هذا الوقت للشيخ الكبير في السن يعتبر غير مناسب على الإطلاق لكنها فرصة ذهبية في النهل من علم الشيخ والخروج ببعض المواضيع الصحافية المثيرة، لكني فوجئت حقيقة بتواضع الشيخ وقد سهل لي مهمة الحوار ابن الشيخ عبد الرحمن الذي كان في قمة الأدب والاحترام، فجالست الشيخ وكانت هيبته تغطي المكان ولكني طمعت في تواضعه فدار بيني وبينه هذا الحوار .. سألته في البداية عن رأيه في حريق الخيمة الثقافية في نادي الجوف الأدبي فكان أول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/85)
عالم يستنكر هذا الفعل بقوله: «لاشك أن هذا الفعل من الخطأ الظاهر. والواجب أن يعود أصحابه إلى ما كان عليه الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) وصحابته الكرام وسائر الأئمة المقتدى بهم في مثل هذه الأمور، أما هذه البلية والحوادث وإشعال الحرائق والتخريب والتفجيرات فإنها بلا شك مضللة وسبب في انتشار الفوضى والخلافات الشديدة بين أبناء المجتمع الواحد،
وكان قد دار جدل في أحد جلسات المؤتمر حول أحقية المرأة بتولي منصة الإفتاء فبادرت الشيخ بالسؤال حول هذه المسألة فكان جوابه: «الأصل أنها تفتي النساء، فالمرأة إذا كان لها علم فإنها تكون مدرسة كما هو الواقع، وتفتي النساء ممن يسألنها أو اتصلن بها من أخواتها. أما أن تصبح مفتية على الرجال فإن هذا غير صحيح لأنها عورة وكلامها عورة ولأجل ذلك نهيت عن أن تتولى الولايات الظاهرة مثل الأذان لأن فيه رفع الصوت، ولا ترفع صوتها بالتلبية كما يفعل الرجل أو ترفعه بالتسبيح، فكيف مع ذلك تتولى هذا المنصب الذي فيه تلق لأسئلة الرجال ومقابلتهم.
أما إذا سئلت سؤالا وقعت في حيرة منه فلا مانع من أن تتصل بالرجال من العلماء والمشايخ الذين تثق في أنهم أهل علم وصلاح، هذا هو الذي نراه». وتطرق الحوار مع الشيخ لمسألة تجديد الفكر الإسلامي وتسوير الآثار في مكة والمدينة، وكذلك أبدى رأيه في مؤتمر الفتوى الذي كان منعقدا ذلك الحين.
انتهينا من الحوار وتحركت في نفسي الرغبة الصحافية في التقاط الصور مع الشيخ، تحرجت خشية أن يمانع فقد سمعت أنه لا يحب التصوير، أخيرا تجرأت وطلبت منه ذلك، تبسم ووافق من فوره، وقام ابنه عبد الرحمن بالتقاط الصور.
ودعت الشيخ وأنا لم أصدق نفسي من الفرحة بأن أجريت حوارا مع عالم بحجم العلامة ابن جبرين ــ رحمه الله ــ الذي تجاوب مع أسئلتي ولم يستنكرها أو يعتذر عن إجابتها أو يتململ منها بل كان سلسا معي ولم أشعر أنه يريد الاستغناء عن الحوار بأسرع وقت ممكن ــ وإن كانت أسئلة عصرية وبعضها غير تقليدي ــ إلا أن الشيخ منحنا من علمه وفقهه فاستفدنا وأفدنا رغم إني قد سألت نفس هذه الأسئلة وغيرها لعلماء كبار في المؤتمر وخارجه فرفضوا الإجابة عنها. عندها عرفت قيمة الشيخ ومدى علمه وتواضعه وحرصه على توصيل المعلومه الصحيحة وفق المنهج الصحيح الذي يراه ولو كان يخالف آراء كثيرة.
ودعت الشيخ في تمام الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، ولم أكن أعلم أنه سيكون الحوار الصحافي الأخير للشيخ وهو يعود إلى الرياض بعد أن مكث في مكة المكرمة أياما ومن ثم تدهورت صحته.
ودعته وأنا لا أدري أنني آخر صحافي يلتقيه ــ ربما ــ، وأن لقائي به هو مشهد اللقاء الأخير لشيخ جليل وعالم أمة، فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ونفع بعلمه الإسلام والمسلمين.
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20090716/Con20090716291928.htm?kw=%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A% D9%86
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 08:59 م]ـ
10 سنوات على كرسي التعليم في دورة الملك سعود
كتب: عبد الله الداني
جامع الملك سعود في جدة كان له نصيب من هذا الفقد المحزن إذ أن حرص الشيخ رحمه الله على الحضور سنويا استمر ما يقارب العشرة أعوام مدرسا من خلال دورة الملك سعود العلمية.
بيد أن المسجد وهذا الكرسي وطلاب الشيخ في جدة افتقدوه في نسخة الدورة الثالثة عشرة، فقد كان درس الشيخ مدرجا ضمن برامجها إلا أن فاجعة وفاته ألغت ذلك كله وكتبت فصول نهاية مشوار الشيخ العلمي في جدة على وجه التحديد.
أحاول من خلال ذاكرتي المتواضعة أن استجلب عددا من المواقف التي تشهد على تواضع الشيخ وسعة علمه وغزارته وبعد رؤيته ونظرته الثاقبة للأمور من خلال التدريس والفتوى وانتهاء بتكريم طلبة الجامع وحفاظ المتون العلمية، إذ لا أنسى ابتسامة الشيخ المعهودة التي تعلو محياه في غرفة استقبال المشايخ والشخصيات في الجامع حيث كان يتناول الشيخ مع القائمين على الدورة في الجامع طعام الإفطار، ومواقف كثيرة لا تحصى.
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20090716/Con20090716291927.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 09:03 م]ـ
ابن جبرين مكتبة متنقلة تنير العقول وتهدي الحائرين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/86)
ويصف علماء وطلبة علم فقد الشيخ ابن جبرين بأنه خسارة كبيرة للعلم، وأن وفاته ستترك فراغاً عريضاً لدى طلابه ومحبيه الكثيرون الذين ينتشرون في أماكن كثيرة من العالم، مشيرين إلى أن الأمة قد فقدت بموته عالماً قضى حياته في طلب العلم وتدريسه، ووصفه بعضهم بأنه كان مكتبة علمية متنقلة تنير عقول الطلاب وتهدي الحائرين إلى الطريق الحق، وأشاد بعضهم بتواضعه الجم وزهده في المناصب وأحوال الدنيا، وأنه كان في حياته وفي تدريسه على سليقته غير متكلف ولا متصنع. لذلك فقد أتعب العلماء من بعده بعلمه, وخلقه, وتواضعه, وتفانيه في الدعوة إلى الله تعالى, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأكد من استطلعت "الرسالة" آراءهم أن الشيخ استطاع بما يملك من مكونات شخصيته أن يحمل الناس على حبه رغماً عنهم, فأحبوه من كل قلوبهم, فكان العالم المفتي, والأب المربي, والواعظ المشفق, كل ذلك لما يملكه من صفات عظيمة تستعصي عن الوجود إلا في حالات استثنائية.
فراغاً عريضاً
من جانبه وصف الدكتور الشريف حاتم العوني موت الشيخ عبد الله بن جبرين بالخسارة الفادحة للعلم والعلماء، وقال: لا شك أن وفاة الشيخ ابن جبرين رحمة الله عليه ستترك فراغاً كبيراً لدى طلابه ومحبيه الكثيرين، فقد فرغ نفسه لدروسه وخصَّص عامة وقته لها، وكان مضرب المثل في ذلك. فأسأل الله له الرحمة وأن يشمله بعفوه وغفرانه، وأن يخلف طلابه ومحبيه فيه خيراً.
عالم متفرد
ويعبِّر الشيخ علي حريصي عن شعوره بالحزن الشديد على وفاة الشيخ عبد الله بن جبرين، ويقول: منذ أن علمت بوفاة الشيخ حزنت حزنا شديدا وتأثرت تأثيراً بالغاً بفقدان هذا العالم الجليل لكن هذا قضاء الله وقدره، ولكنها بلا شك فاجعة علينا وعلى الأمة الإسلامية، لأننا فقدنا عالماً فذاً قضى حياته في طلب العلم والتعليم وأسأل الله عز وجل أن يسكنه أعلى الجنات. والأمة الإسلامية افتقدت لهذا العالم الذي لم نجد في هذا العصر مثيلاً له، فالعالم في الأمة كالنور يستضاء به وأي أمة ليس فيها عالم فهي في ظلام. قدم الشيخ الكثير من المؤلفات والمحاضرات التي أفادت الأمة والمجتمع وامتد نفعها إلى معظم العالم الإسلامي، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتفقده برحمته وأن يسكنه فسيح جناته.
أوعية العلم
ومن جانب آخر قال الدكتور عبد العزيز الحربي إن الشيخ العلامة ابن جبرين عالم من علماء الآخرة، الذين زهدوا فيما عند الناس فأحبهم الناس. كان رحمه الله معروفاً بنقاء السريرة، وسلامة النيّة، ومن أوعية العلم الذين انتفع بهم كثير من الطلبة، لاسيما في الفقه والعقيدة، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه واسع الجِنان.
ولعله من المفيد هنا أن أشير إلى أن كلمة (جبرين) هي لغة في (جبريل) كما قالوا في إسماعيل: (اسماعين) وفي إسرافيل: (إسرافين) وفيه أكثر من عشر لغات، هذه إحداها.
مكتبة متنقلة
ويقول الدكتور يوسف بن أحمد القاسم أستاذ الفقه المساعد بالمعهد العالي للقضاء: الشيخ العلامة عبد الله بن جبرين صفحة بيضاء من صفحات التاريخ العلمي المعاصر, صفحة طويت وبقي أثرها, طويت وبقي تراثها, لقد كان رحمه الله مكتبة علمية متنقلة, تزخر بالعديد من الفنون, تنير العقول, وتهدي الحائرين, بما يتمتع به من علم واسع, وخلق فاضل, وأدب جم, توفي الشيخ وترك تركة علمية ضخمة, تستدعي من أقاربه وطلابه أن يحفظوا هذا التراث, لأنه الوقف الذي ينتفع به بعد وفاته (أو علم ينتفع به) وهم إن شاء الله على مستوى الهم والمسئولية. وبموت الشيخ فقده كثيرون، فقدته الأرامل واليتامى، وفقده الفقراء والمساكين، وفقده طلاب العلم وأهله، والمسلمون في طول العالم وعرضه ولاغرو، فالعلماء هم مشعل الأمة ونورها المضيء، ومتى انطفأ النور عاش الناس في ظلمة وحيرة. لقد كان رحمه الله قدوة في العلم، وآية في التواضع، ونبراساً في الزهد والورع! ومع هذا كله لم يكن تواضعه وزهده وورعه متكلفا، بل كان على السليقة وبعفوية تأسر النفوس! وهذا الذي تنقطع دونه الهمم والغايات. ومضى القاسم قائلاً: لقد أتعب من بعده من العلماء بعلمه, وخلقه, وتواضعه, وزهده, وورعه, وتفانيه في الدعوة إلى الله تعالى, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, حتى أمّه الناس من كل ناحية, وأحاطوا به إحاطة السوار بالمعصم! بل أضحت فتاواه من العيار الثقيل, أعني في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/87)
تأثيرها وثقلها وقبول الناس بها, وهذا شأن العالم الرباني الذي يأسر النفوس بعلمه, وصفاته الحميدة, فلم يكن من الذين يقولون ما لا يفعلون, بل كان رحمه الله من الذين يفعلون ثم يقولون, فكان فعله يسبق قوله, وهذه علامة الصدق مع الله ومع الناس. لقد استطاع الشيخ بما يملك من مقومات الحب أن يحمل الناس على حبه رغما عنهم, فأحبوه من كل قلوبهم, فكان العالم المفتي, والأب المربي, والواعظ المشفق, كل ذلك لما يملكه من صفات عظيمة تستعصي عن الوجود إلا في حالات استثنائية، ربما كحالة الشيخ وأشباهه ممن يندر أن يجود الزمان بمثلهم. فنسأل الله تعالى أن يتغمد الشيخ بواسع رحمته, وأن يرفع درجته في المهديين, وان يجعله في عليين, مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
هيبة ووقار
وبدوره يقول الشيخ عبد العزيز عبد الله الحاج المدرس بمعهد الحرم المكي الشريف: لعمرك ما الرزية فقد مال ولا شاة تموت ولا بعير ولكن الرزية فقد شيخ يموت بموته خلق كثير، صدق الله إذ يقول: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)، وانتقاصها بقبض علمائها الربانين الذين أحسب أن شيخنا العلامة عبد الله بن جبرين تغمده الله بواسع رحمته منهم، وعزاءنا أنه ذهب إلى جوار خير من جوارنا، وما أحسن قول أبي الحسن التهامي يعزي نفسه في ولده لما مات:
جاورت أعدائي وجاور ربه ... شتان بين جواره وجواري
ولقد عرفت شيخنا منذ مدة ليست باليسيرة وكانت أول مقابلة لي به أن زرته في مكتبه إبان عمله في دار الإفتاء وقد والله هبته لجلال طلعته وهيبة جلسته فقد كان يجلس على كرسيه محتبياً جلسة الخاشع المتواضع، ثم يسر الله أن لزمت دروسه الصيفية في الرياض وكانت في الفقه، واذكر أني لم أفهم مسائل الربا إلا منه رحمه الله، فقد كان في دروسه سهل العبارة مقتصراً على حل المسائل من غير تطويل ولا تعقيد، ولا أدل على إمامة شيخنا رحمه الله من تلك الفتاوى التي ملأت الدنيا وأذعن لها الموافق والمخالف لما فيها من فقه للشريعة واضطلاع بمقاصدها ومراعاة للأحوال والمتغيرات فرحم الله شيخنا رحمة واسعة ورفع درجته في المهديين وخلفه في عقبه في الغابرين
http://al-madina.com/node/161519/madina
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 09:05 م]ـ
رحم الله العلاّمة بن جبرين
عايض القرني
أحسن الله عزاءَ المسلمين في أحد علمائهم الكبار، وهو الشيخ العلّامة عبدالله بن جبرين -غفر الله له، وأنزله منازل الأبرار- وقد قضّى حياته المباركة في خدمة دينه، والدعوة إلى سبيل ربه، ونشر العلم النافع بصبرٍ لا نظير له، ودأبٍ قلَّ مثيله. وقد عرفتُ الشيخَ عن قربٍ -مُجالسًا، ومستفيدًا، ومحبًّا- فوجدتُ التواضعَ بأسمى صوره، والورعَ في أبهى حُلله، ولم أرَ في حياتي بساطةً كبساطة الشيخ، فهو يرفضُ المديحَ والإطراءَ والتبجيلَ المتكلّفَ، ولا يسمحُ بتقبيلِ رأسه، بل هو يُقبّل رؤوس المشايخ، يجيب الدعوة كائنًا مَن كان الدّاعي ما لم يكن فيها إثم، ويجالس المساكين، ويأكل مع العمّال والفقراء، سليم الطوية، صادق النيّة، عفيف اللسان، طيب القلب، ليّن الكلام، لا يؤذي أحدًا، ولا يحب الضرر لأحدٍ، بل لم أسمع منه، ولا غيري كلمة نابية في حق أحد، فشعاره السماحة، والحلم، والعفو؛ حتّى صار مثالاً حيًّا للعالِمِ، الورعِ، الزاهدِ، المتواضع.
وقد منحه الله الهمّةَ العاليةَ، والصبرَ العظيمَ في نشرِ العلمِ، فكان يطوي المملكةَ مدينةً مدينةً، وقريةً قريةً، وإذا أقام بالرياض صار غالب وقته -في المسجد والبيت- تعليمًا وتوجيهًا وفُتيا، مع إشراقةِ وجهٍ، وحُسنِ بسمةٍ، وحلاوةِ نفسٍ، وعمقِ علمٍ، واستحضارِ دليلٍ، وجودةِ ذاكرةٍ.
وأنت تستمع للشيخ في دروسه وكلماته، تحسّ بالصدق، وتشعر بالإخلاص، وتجد التأصيلَ العلميَّ، مع سلامةِ المنهجِ، واتّباعِ السنّةِ، وتوقيرِ الشريعةِ، وإعزازِ وتكريمِ وتبجيلِ صاحبِ الشريعةِ صلى الله عليه وسلم، وأنت تصاحب الشيخ ابن جبرين تنتقل بك الذاكرة مباشرة إلى حياة السلف، وبساطتهم، وعدم تكلّفهم، وحسن أخلاقهم، فالشيخ أبعد ما يكون عن التكلّف، والتنطّع، والتعمّق، والتشدّق، والتفيهق؛ بل يتكلّم على سجيته، فيعيش بعفويته. قد أراح نفسه من المراسم والطقوس والشكليات، التي تجلب لصاحبها المشقة، والعنت، ونفور الناس، وعدم القابلية.
فالشيخ -رحمه الله- قد انتصر على نفسه، فأسلمت له القياد، وأطاعت واعظ الله، ولبّت دعاء السنة، فنال الشيخ مرتبة الإمامة، والقدوة، كما قال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ)،.
غفر الله للشيخ ابن جبرين، وأكرم نزله، وجمعنا به في الفردوس الأعلى، وعوّض الله المسلمين عن فقده، “إنا لله وإنا إليه راجعون”، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه.
http://al-madina.com/node/161562/madina
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/88)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 09:06 م]ـ
د. محمد النجيمي: ابن جبرين من العلماء المهتمين بالشأن العام وتصدى للفرق المنحرفة
صف الدكتور محمد بن يحيى النجيمي الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء والخبير في المجمع الفقهي الدولي بجدة رحيل الشيخ عبدالله بن جبرين بالخسارة الكبيرة للأمة الإسلامية، وقال: فجع العالم الإسلامي برحيل العلامة ابن جبرين يوم الاثنين 20/ 7/1430هـ، وهو من كبار العلماء في السعودية والعالم الإسلامي وقد جمع بين فني الفقه والحديث في رسالته للماجستير في (خبر الآحاد) ورسالته للدكتوراة في (شرح الزركشي في المختصر الخرقي في الفقه الحنبلي) وهو متمكن في علم العقيدة وله صولات وجولات مع أتباع الفرق المنحرفة فقد تصدى لهم في كثير من كتاباته وفتاواه وهو من العلماء الذين يتعاطون الشأن العام ويهتمون به، فله فتاوى وآراء في كثير من المعاملات البنكية المحرمة وله آراء في كثير من القضايا الفكرية المعاصرة، وقد تشرفت بالتتلمذ على يديه في المعهد العالمي للقضاء فقد كان يجمع بين آراء الفقهاء المتقدمين والمعاصرين في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية وقواعدها الكلية، ولم يتوقف نشاطه الفكري والفقهي والدعوي حتى وهو على فراش الموت وكانت له دروس متصلة في المساجد في مدينة الرياض كما أنه يشارك في المحاضرات العلمية في جامع تركي بن عبد الله في الرياض وكان بداية حياته أستاذًا في المعاهد العلمية ثم في كلية الشريعة ثم عضو إفتاء وأستاذ بالمعهد العالي للقضاء. رحمه الله رحمة واسعة.
http://al-madina.com/node/161552/madina
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 09:07 م]ـ
د. ناصر الخنين: مثل حي على التمسك بمنهج الصحابة
?
ومن جانبه وصف د. ناصر الخنين، الشيخ عبدالله بن جبرين أنه رجل مشهود له بالصلاح والقوامة والخير والثبات على ما كان عليه السلف فهو معروف بتحقيقاته وتطبيقاته في المنهج العلمي وهو أيضًا معروف بعلمه وفضله وصدقه والتزامه بكلمة الحق واقترابه من أولياء الأمور ودعوته لهم بالصلاح والاستقامة والعمل بالحق. فهو لم يدخر جهدًا في حياته -رحمه الله- وفي أوقاته حيث سخر وقته في سبيل الله ونشر العلم وإلقاء الدروس والمحاضرات، وكان لا يتعذر عن سؤال في هذا المقام أو إلقاء درس فهو يتقي الله عز وجل ما استطاع، فقد كان مثلاً لمنهج السلف في الاستقامة من غير غلو في هذه المسألة أو من غير إفراط وتقصير فقد كان ينتهج المنهج الحق وهو التوسط في كل شي والتوسط هو منهج العلماء وكذلك منهج النبي عليه الصلاة والسلام كما قال تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطًا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدًا) فمنهج الحق هو منهج الوسط من غير غلو في هذه المسائل وتشديد على الناس ومن غير تفريط أو تقصير أو تسيب أو غير ذلك مما ليس له تأويل أو دليل.
ويضيف فالشيخ -رحمه الله- كان متأسيًا بالأسلاف وكان متأسيًا قبل ذلك بالنبي عليه الصلاة والسلام، وكان يتحرى منهج السلف في مسائل العقيدة ومسائل الصفات والأسماء، وأيضًا يتحرّى منهج السلف في مسألة الفتيا، حيث كان يستحضر الدليل في فتياه، وكان لا يطلق حكمًا في التحليل والتحريم إلاّ بعد استصحاب الدليل والقاعدة الشرعية، وهذا هو المنهج الحق والواجب على كل طالب علم وعلى من كان في منزلة الشيخ -رحمه الله- فالفتيا والتصدي لمسائل الناس وأمورهم ومسائل الأمة وما يتعلق بها أمر لا بد أن يدعم الدليل الشرعي من الكتاب والسنة فهذا الواجب على أئمة الحق والهدى وأن يتحروا ولا يشقوا على الناس في مسائل يمكن أن يتوسع الأمر فيها بالأدلة الشرعية، وأن لا يصوغوا المسائل التي فيها خطر على الأمة لأن الدِّين أمانة، فالعالم وطالب العلم أمناء على نقل حكم الله عز وجل للناس بالمنهج الشرعي الصحيح والسليم، فمنهج الوسط هو المشهود للشيخ رحمه الله.
ونحمد الله أن قادة هذه البلاد وعلماءها يسيرون على منهج أهل السنة والجماعة ومنهج الوسط لذلك فإن هذه الدولة المباركة محمية بحفظ الله عز وجل وهو القائل: (إن الله يدافع عن الذين آمنوا) بتمكين سنة الحق وتمكين الهدى عن أيديهم.
http://al-madina.com/node/161547/madina
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 09:08 م]ـ
محمد رفيع الدين: رحيل ابن جبرين .. الأشجار تموت واقفة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/89)
?
ومن جانبه قال الباحث الإسلامي الأستاذ محمد أبو البشر رفيع الدين رزئت الأمة الإسلامية يوم الاثنين الماضي برحيل أحد علمائها الأفاضل وهو الشيخ عبدالله بن جبرين بعد معاناة مع المرض.
والشيخ ابن جبرين هو أحد العلماء الكبار في العالم الإسلامي، وله كنوز معرفية ضخمة ومؤلفات عديدة أسهمت في إثراء المكتبة الإسلامية، كما اشتهر بإلقاء الدروس العديدة في المساجد والجامعات. ويقول رفيع الدين عرف الشيخ بتواضعه الشديد وزهده في الدنيا وحبه للعلم والعلماء ووفائه لشيوخه وأساتذته، كما عرف بتمسكه الشديد بالحق وعدم المجاملة، وكانت لا تأخذه في الله لومة لائم. وله العديد من المواقف التي تشهد له بالصدق والقوة.
كان رحمه الله بحرًا متلاطمًا من العلم الشرعي، ومثالاً للعالم الرباني الذي يجعل مخافة الله نصب عينيه دائمًا، وكان مثالاً للعالم الغيور على أمته الإسلامية فبذل كل غالٍ ونفيس في سبيل نصرة الإسلام والمسلمين. ويذكر رفيع الدين موقفه الشهير عندما ظهرت الأعمال الإرهابية وأخذت تضرب البلاد والعباد، فأظهر حرصه بالشباب المسلم وأخذ يرعاه بالنصح والمشورة ويدعوه إلى العودة إلى معين الإسلام الصافي، ويدله على طريق الوسطية والاعتدال، ويهديه إلى اتباع الرفق واللين ويحذره من الغلو والتطرف، فكان لتلك الجهود المباركة أثر كبير في تفنيد الشبهات التي حاول منظرو الإرهاب إثارتها، وصار الشيخ حائطًا متينًا ارتدت عليه كل كلمات الزيف التي نطق بها الإرهابيون ومن يقفون وراءهم. وكان لهذه الجهود التي بذلها الشيخ ومن معه من العلماء الصادقين أثر كبير في تجفيف منابع الإرهاب وتجنيب المسلمين شروره.
ويختم حديثة بالقول ألا رحم الله الشيخ عبدالله بن جبرين بقدر ما قدم لدينه وأمته ووطنه، ونرفع أكف الضراعة لله أن يسكنه جناته مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقًًا، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يلهم آله وذويه الصبر والسلوان، ولا نقول إلا ما يرضي الله (إنا لله وإنا إليه راجعون).
http://al-madina.com/node/161537/madina
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 09:09 م]ـ
د. قيس المبارك: ابن جبرين عُرف بالصدق والتواضع ونسيان حظ النفس
?
ومن جانبه قال الدكتور قيس المبارك عضو هيئة كبار العلماء: ركَّب اللهُ الإنسانَ من روح وجسد وجعل لهذه الرُّوح تعلُّقا بالجسد، حتى إذا اقتربت ساعة الفراق بينهما، ودنا الرحيل، عَزَّ على الرُّوح فراقُ هذا الجسد الذي سكَنَتْ فيه، وقد قيل ما تعلَّق شيءٌ بشيءٍ كتعلُّق الروح بالجسد، ولذلك كان لِخُروجها من بدن الإنسان شدَّة سمَّاها الله سكرة (وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ).
وإن الله تعالى حين تعلَّقت إرادته بخلق الكائنات اقتضت حكمته الباهرة أن يُجريها وفق قوانين ثابتة، لا تتخلَّف، ومنها قانون الموت الذي قضاه الله على الإنسان قضاءً مبرمًا، لا انفكاك لإنسان منه، والمقدَّر كائنٌ لا محالة، تتعطَّلُ دونه الأسباب، وإن شئتَ قلتَ: تجري به الأسباب، وإذا كان أبعدُ شيء من الإنسان أمَلَه فإن أقرب شيء إليه هو أجَلُه.
وأضاف وفي يوم الاثنين، كان لفضيلة الشيخ العلامة عبدالله بن عبد الرحمن ابن جبرين موعدٌ تنطوي به أيام حياته الدنيا، ليرحل إلى عالم الآخرة ينتقل من دارٍ دُنيا، دارِ همٍّ وغمٍّ وحزن وأذى إلى دارٍ يَكتحلُ فيها بمرأى مقعده في الجنَّة إن شاء الله تعالى، وللمؤمن أن يستشعر هذا المعنى ويقول مقالة أحد الصالحين: قصورُنا قبورُنا.
وإذا كان للشيخ رحمه الله حقٌ علينا بعد الدعاء له، فهو أن نتخلَّق بأخلاقه، فقد عرف الناسُ الشيخَ عبدالله بن جبرين، بالصدق وصفاء السريرة وطيب المعشر، مع تواضع جمّ ونسيان لحظ النفس، وعرف كذلك بإعطائه الناس حقوقهم من زيارة وعيادة وبِرّ، وهي أخلاق عالية، لا يقدر التَّحلِّي بها إلا كبار العلماء.
وأشار إلى أن عزاءنا فيه ما يُرضي ربَّنا الصبر والدعاء، فهو إلى الدعاء أحوج منه إلى الثناء.
وقد ذكر العلماء أن في التعزية ثلاثة أشياء:
أحدها: تسلية أهل الميِّت وحضُّهم على الصبر والرضا بالمقدور.
الثاني: الدعاء لأهل الميِّت بالثواب وحُسْن العقبى والمآب.
الثالث: الدُّعاء للميِّت والتَّرحُّم عليه والاستغفار له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/90)
وإن من التقوى ومِن أداء الفرائض أن نقول عند المصائب: “إنا لله وإنا إليه راجعون”.
وقد روي عن الحسن -رضي الله عنه- أنه كان يقول: الحمد لله الذي آجرنا على ما لا بُدَّ لنا منه.
فَثِقُوا يا أهله ويا أحبابه بِاَللَّهِ وارْجُوه؛ فإنَّ الْمُصابَ مَن حُرِمَ الثَّوَاب، وإن في الله عزاءً من كلِّ مصيبة وخَلَفًا من كلِّ ميِّت وعوضًا من كل فائت.
http://al-madina.com/node/161532/madina
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 09:09 م]ـ
الشيخ بن جبرين إحدى العلامات البارزة لجيل فرض عليه أن يحافظ على مقاصد الشريعة
?
نعى كبار العلماء في مصر وفاة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين عضو هيئة كبار العلماء واكدوا في تصريحات للرسالة ان الشيخ كان من اكبر العلماء واجلهم وكان من الدعاة المخلصين لدينهم الذين قضوا حياتهم في تحصيل العلم وخدمة الدعوة الاسلامية والقيام على خدمة الشريعة وغاياتها ومقاصدها السامية
واكد الدكتور احمد عمر هاشم رئيس جامعة الازهر السابق ان الراحل الكبير واحد من علماء هذا العصر الذين ذاع صيتهم وعلت مكانتهم وكان له صوت مسموع ورأي يحترم في خدمة العلم الاسلامي وقضى حياته في خدمة الدعوة الاسلامية وهو يجاهد لتحصيل العلوم والمعارف الاسلامية ونيل ارفع الدرجات العلمية ولم يثنه عن ذلك شاغل من شواغل الحياة كما كان احد ابرز العلماء الذين تتلمذ على ايديهم علماء ومفكرون من المملكة والعالم الاسلامي وكان اهم مايميز فكره الثاقب ايمانه بوسطية الاسلام التي زرعها في تلاميذه وهيأهم لحمل لواء الدعوة من بعده
ويضيف الدكتور احمد عمر هاشم ان الراحل الكبير كان من جيل العلماء الثقاة الذين حملوا على اكتافهم لواء الدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وهذا الجيل تحمل في سبيل الدعوة ما لا يتحمله احد حيث كان الاسلام يحارب من اعدائه وينتقص في قيمته من ابنائه وكانت امواج من الثقافات المختلفة تموج بلاد الاسلام وهذا الجيل تصدى لكل الفتن حتى غدا الاسلام صوتا مسموعا في عالم اليوم
ومن جهته نعي الدكتور الشحات الجندي امين عام المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية وفاة العالم الجليل مؤكدا ان الشيخ بن جبرين احد كبار العلماء في المملكة وكان له صوت مسموع في الفقه والدعوة حتي اختير كاحد اعضاء هيئة كبار العلماء في المملكة وكان جريئا في فتواه لا يخشي في الله لومة لائم ومشهود له انه كان يفتي بقوة في الامور الخلافية انطلاقا من رؤية الاسلام الشرعية وكان احد اهم العلماء الذين ابرزوا حقيقة المد الشيعي على حساب اهل السنة في بعض البلدان الاسلامية وكان يتعرض لهذه المسائل بحكمة العالم الذي يدرك حجم وقدر علمه كما كان يؤمن بدور العلماء واهمية ان يتوفر لهم الحظ من الاحترام والتقدير والايسمح لاحد بالتطاول عليهم لان العلماء ورثة الانبياء وكان يرى ان ابلاغ العلم فريضة مثلما تحصيله فريضة فالمسلم يجب ان يكون ملما بعلوم الشريعة وثوابتها ويجب ان يسعى لتحصيل العلم وكما هو مطالب بتحصيل العلم فهو ايضا مطالب بابلاغه وان لم يفعل فهو اثم ولكنه رحمه الله كان يشترط على مبلغي العلم الاحاطة به والفهم له وادراك مقاصد الدين والدراية بها والا يتعجل الناس في ابلاغ العلم دون فهم مقاصده حتى تعم المنفعة المسلمين
ومن جانبه اكد الدكتور جعفر عبد السلام الامين العام لرابطة الجامعات الاسلامية ان العالم الاسلامي والمملكة العربية السعودية فقدوا واحدا من كبار العلماء المشهود لهم بالعلم النافع والذود على الاسلام حيث كان الشيخ بن جبرين احد علماء المملكة الكبار الذين حملوا على اكتافهم مهمة الذود عن الاسلام والدفاع عن شرعته والعمل على رفعته وان يظل التشريع الاسلامي منهج حياة لامة الاسلام لا تختار عنه بديلا
واكد الدكتور جعفر على ان الراحل الشيخ كان من علماء الامة المشهود لهم بالعلم والمعرفة والثقة في آرائهم وفتواهم وكان له دور مشهود في رفع راية الاسلام والذود عنه في وقت كان عصيبا على امة الاسلام حيث كانت المخاطر تحدق بهذه الامة وما كانت امتنا في هذا التوقيت تحتاج الا الى هذا النوع والقدر من العلماء الموصولين بشريعتهم المؤمنين بأهمية الرسالة الاسلامية كملاذ آمن للبشرية ومن خطر الانسان على نفسه.
ويشير الدكتور جعفر الى ان الشيخ بن جبرين كان من العلماء الأقوياء الذين لم يترددوا في الصدح بالحق دون خشية فحافظوا على دين الله واكسبوا الدعوة قوة وعملا لا يمكن انكاره خاصة ان هؤلاء العلماء المتبحرين في الاسلام كان لديهم من الحجج والاسانين الشرعية التي يستقون بها ولا يخشون في الله لومة لائم.
http://al-madina.com/node/161516/madina
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 10:03 م]ـ
رحل الذي أفنى الحياة سِفارا
السبت 25 رجب 1430 الموافق 18 يوليو 2009
منصور بن إبراهيم الحذيفي
رحل الذي أفنى الحياة سِفارا ... ومضى الذي أردى البُزاةَ وطارا
رحل ابنُ جبرين الإمامُ فهل تَرى ... من جابرٍ كسرا يُقيل عِثارا
ومضى فكل رياضه الغنّا غدت ... بعد انقشاع سحابهنّ صحارى
والقوم بين مصدقٍ ومكذبٍ ... ومحققٍ، مستسلمون حيارى!
يا شيخنا والموتُ حقٌّ نافذٌ ... هل كنتَ تعتبر الحياة مطارا؟!!
أبدا تشيّعك الديار فتمتطي ... سرجَ الإباء لكي تُغيثَ ديارا!
لو لم تَقُمْ تحت الدجى عبدا لما ... أصبحتَ فوق الراحلين منارا
لو لم تكن كالشمس ما أمسيتَ في ... ليلِ القوافل نجمَها السيّارا
عجبًَا لعزمك، كيف يُشحذُ حدُّه ... حتى يفجرَ في الصفا أنهارا!
عجبًا لروحك حين تُرسلُ خلفها ... جسدا أبى أن يستلذَّ دِثارا!
عجبا لنفسك، تحتوي في ظلها ال ... أصحابَ والأعداءَ والأغرارا!
متجردا لله، لو وضعوا له ... خرطَ القتاد على الطريق لسارا
رباه أرسل من رياحك رحمة ... تزجي سحابا حافلاً زخّارا!
وأفضْ على قبرِ الفقيد بديمةٍ ... ملأى، وبلّغْ شيخنا الأوطارا!
http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-54-116359.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/91)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[22 - 07 - 09, 03:23 م]ـ
يرحمك الله يا شيخ (ابن جبرين)
الكاتب/ الشيخ نبيل العوضي
لجينيات
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا شيخنا لمحزونون و {إنا لله وإنا إليه راجعون}، هكذا يغيب الموت علما من أعلام هذه الأمة، ويغطي الظلام نجما من نجومها، إنه الشيخ العلامة الدكتور عبدالله بن جبرين يرحمه الله أحد ابرز كبار العلماء في العالم الاسلامي.
لقد كان الشيخ (يرحمه الله) من أقوى العلماء تأثيرا في فتاواه حيث تتلقاها وسائل الاعلام ويتقبلها العلماء والدعاة وطلاب العلم، وذلك لمكانة الشيخ العلمية ولما عرف عن الشيخ من تحريه الحق وعدم مجاملته في فتاواه، فكان (يرحمه الله) يقول الحق ولا يخاف لومة لائم، بل كان يصدع بالحق ولو على حساب نفسه، فيرحمه الله ويغفر له ويعلي منزلته.
صحيح أنني لم أجلس مع الشيخ (يرحمه الله) في مجالس خاصة إلا مرات قليلة إلا أنني لا أستطيع نسيان ذلك العالم الجليل الذي على الرغم من تواضعه الجم الا أنه تحيطه هيبة، وعلى الرغم من كلامه القليل إلا أنك تجد فيه معاني عظيمة، وعلى الرغم من كثرة السائلين إلا أنه صاحب خلق جم رفيع، وكانت عيناي لا تخطئه حتى لا تضيع مني فائدة أو تشرد مني شاردة.
لقد نصر الشيخ (يرحمه الله) المسلمين في مشارق الارض ومغاربها، فوقف مع الضعفاء والمساكين، وناصر الدعاة والمجاهدين ولم يبال بما قيل فيه أو طعن بنيته، فكانت مواقفه لله وبالله - نحسبه كذلك ولا نزكي على الله احدا - ولاجل هذا هابه اهل الزيغ والضلال، وتردد امامه اهل الاهواء والبدع.
وموت العلماء مصيبة في هذه الامة ليست كغيرها من المصائب، وموتهم لا كموت غيرهم، فموتهم علامة من علامات الساعة فبموتهم يقبض العلم وينزع، قال صلى الله عليه وآله وسلم «لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل»، ولهذا قال الحسن البصري (موت العالم ثلمة في الاسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار).
كان الشيخ (يرحمه الله) ذا همة عالية ونشاط بالغ، فلم يدع الى محاضرة أو كلمة أو درس في أي منطقة في المملكة العربية السعودية الا ولبى الدعوة حتى لو كانت هجرة صغيرة، وما أذكر أنني زرت منطقة أو مركزا دعويا في المملكة إلا ورأيت كلمة للشيخ (يرحمه الله) في سجل الزيارات، وفتاوى تؤيد الدعاة الى الله وتنصرهم في الحق من الشيخ (يرفع الله قدره ومنزلته).
كان بإمكان الشيخ (يغفر الله له) أن يكون كغيره ممن حفظ العلم وكتمه، أو تكاسل في نشره والصدع به، أو تكسب به واخفى بعضه، ولكنه (يرحمه الله) أبى إلا أن يكون وريثا للانبياء الذين ضحوا بكل شيء في سبيل دعوتهم ونشر دينهم، فكم في الامة اليوم من حافظ ومتعلم وحامل للفقه لكنه ليس بفقيه!! يتعلم علم الآخرة من اجل الدنيا، آتاه الله من الآيات لكنه (اخلد الى الارض واتبع هواه)، لكن الشيخ اختار الطريق الآخر وهو طريق العزة والرفعة، طريق الانبياء والعلماء والصديقين، جمعه الله بهم وجمعنا معهم.
عزاؤنا يا شيخنا أن الموت حق، وأن الأنبياء قد ماتوا من قبل، ومات خيرهم وأفضلهم صلى الله عليه وآله وسلم، وقال الله تعالى فيه {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ}، وهذه الأمة سيبقى الخير فيها ما شاء الله، وسيخلف الله هذه الأمة خيرا، وصحيح أنك مت بجسدك يا شيخنا، لكنك ستبقى حيا بالذاكرة، وستبقى معنا بالعلم والأثر، وستظل علومك صدقة جارية، ولن ينقطع محبوك من الدعاء لك، أسأل الله ان يغفر لشيخنا (ابن جبرين) ويرحمه رحمة واسعة، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يتجاوز عنه ويقبله في الصالحين، وأسأله تعالى أن يجمعنا به مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في جنات النعيم، اللهم آمين.
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=8963
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[22 - 07 - 09, 03:24 م]ـ
من يسد الثغرة؟
الكاتب/ عبدالله بن عادل اللحيدان
لجينيات
استكبت حروفي ونظم كلامي على وجهي أرويها بماء مزن وطيب خِلاق وتأبى علي الخروج ..
يا كلمي ما دهاك ..
قالت لي ويحكَ أوما علمت بالأمر الجليل ..
قلت أفصحي فلربما خطأ بالمقال ..
فردت بلسان مكلوم: تفقد الأمة اليوم شيخ جليل ..
قلت دعيني منك وليأتي لي قلمي أصله بحبر فضله راجيا من الغفور أن يغفر لي وللشيخ ولمن يقرأ,,
فأقول:
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا شيخ لمحزونون ...
ذكر الشيخ يُفيظ العين ويوجد الحُزن ويغرق العبرة في بحر الفضائل ..
حاولت أن أقطف أحسن ثمرة, واحترت فيما أترك وفيما أحضر ..
أنتظر حصادها ...
علم على رأسه نور ..
رام الهدى واعتلى علما وعملا ..
قاد ركب أهل العلم والصلاح, قاد السفينة فأجاد، رغم ما يحاول به من نيل, ولكن الله حافظ لأولي الألباب ..
تقدم الصفوف, وخرج لمبارزة أهل الزيغ والضلال, فلكم شهد التاريخ مجندلاته ومبارزاته, سواء بسواء ..
شهم, شجاع, لا يخاف في الله لومة، ولا يخشى رمية، يعصب دليله عصبة فيها حمرة، تجد سيفه بلا غمده، فلا يحتاج لراحة، راحته بتبليغه سنة الرحيم بأمته، وشرع أحكم الحاكمين ..
للحق صادعا، في الحق قوي، ما ظنكم بقلب شعاره: لا راحة حتى رائحة الجنة ..
حروفي ثمان وعشرين فإن أردت فزدها حرفا للرثاء ..
ففي كل قرن نفقد علما من الأعلام ولكن؛ من يكون مكانه؟
فيسد ثغرته،ويبيع نفسه لله، ويقبل بالمبارزة، ويخاطر بحياته لرفع راية التوحيد ..
يجمع الدنيا والآخرة ..
اللهم اغفر لنا وللشيخ ابن جبرين, واجعل داره في عليين, واجمعنا به على سرر متقابلين ..
أبو أسامة
23/ 7 / 1430هـ
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=8964
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/92)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[22 - 07 - 09, 03:54 م]ـ
رحل الذين أحبهم، فعليك يا دنيا السلام
أحمد بن مشرف الشهري
هُوَ المَوْتُ مَا مِنْهُ مَفَرٌّ وَمَهْرَبُ مَتَى حُطَّ ذَا عَنْ نَعْشِهِ ذَاكَ يَرْكَبُ
كتب الله الموت على الصغير والكبير، والشريف والطريف، والعالم والجاهل، ولكن لا شك أن المصيبة بالعلماء مصيبةٌ كبيرة؛ وذلك أن بفقْدهم يُفقَد العِلم، الذي هو ميراث الأنبياء، وقد ثبت أن الرسول - صلى الله عليه وسلم – قال: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من صدور الرجال، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبقِ عالمًا، اتَّخذ الناسُ رؤوسًا جهالاً، فسُئلوا فأفتَوْا بغير علم، فضلُّوا وأضلُّوا)).
بهذه الكلمات نعى العلامةُ الوالد، سماحة الشيخ الدكتور عبدالله بن جبرين - الشيخَ "بكر أبو زيد" - رحمهما الله تعالى.
لكأنما ينعى الشيخ - رحمه الله - نفسَه، ولكأنما خناجر الألم تطعن قلوبَنا طعنًا، وتفتك بأفئدتنا فتكًا، ونحن نسمع هذه العبارات عبْر صوتِ الشيخ ذي النبرة الثقيلة، عبر الملفات الصوتية والمرئية المسجلة.
ماذا فعل بنا - رحمه الله - عندما رحل؟! لقد رمى أحبابَه من قوس واحدة وبسهم واحد، وفُجعنا برحيله، رحل وقد ملأ قلوبنا أسى وحسرة على فراقه، رحل ونحن نعلم أن رحيله يعني رحيلَ جبل أشم من العلم والفقه والنظر.
أوَّاه يا ابن جبرين! أتذكَّر كلماتِه عندما يفتتح كثيرًا من دروسه، وهو يتغنى بقول الشاعر، وهو يرى أن هذا البيت متمثلاً فيه:
أَنَا العَبْدُ الَّذِي كَسَبَ الذُّنُوبَا وَغَرَّتْهُ الأَمَانِي أَنْ يَتُوبَا
أتذكَّرُ صورته ووقاره، فأتذكَّرُ الأدبَ في أسمى صورِه، أتذكَّره متواضعًا، ليِّنًا هينًا في أيدي الناس، أتذكَّر شيخًا كبيرًا لم أرَ شيخًا أصدقَ حياءً منه، أتذكره وهو يؤدي السُّنة الراتبة وقد تجمهر طلابه حول كرسي الدرس، فيستحيي من أن يُفسح له طلابه من بينهم الطريق، فيلتفُّ من خلف الصفوف؛ حتى يأتي من خلف الكرسي؛ حياءً وأدبًا.
كان يرى أنْ لا فضل له على أحد، متواضعًا أشد ما يكون التواضع، عندما تتحدث معه، يُخَيَّل إليك أنك أنت العالم لا هو، لقد رأيتُه في إحدى المقابلات التلفازية في بيته، وكان المقدِّم بجواره، فيميل الشيخ بجسده كهيئة من يسارُّ شيئًا لمن بجانبه، ويربت على يد المقدم كالمستجدي يستأذنه في أن يقول شيئًا خطر بباله.
كان يأبى أن يقبِّل أحدٌ رأسَه؛ بل قد يخنق أو يدفع مَن يفعل ذلك، وقد رأيته - واللهِ - في حفل إحدى الدورات، وقد أتاه شيخٌ آخر أقل منه سنًّا يريد أن يقبل رأسه، فتدافعا، كلٌّ منهما ممسك برأس الآخر ورقبته، وكل يريد أن يقبل رأس الآخر، حتى تمكن منه الشيخ ابن جبرين وقبَّل رأسه.
كان - رحمه الله - من أقوى الناس في الحق، فعندما كنا في أحد دروسه سُئل من كان يقرأ على الشيخ - وقد كان دكتورًا -: لماذا لا تقرأ كثيرًا من الأسئلة التي تعطى للشيخ؛ كي نستفيد ويستفيد الناس؟ فأجاب: الشيخ لا يتحرَّج من الإجابة عن أي سؤال، ونخشى أن يُضرَّ بسبب الإجابة عن أحد الأسئلة.
كان - رحمه الله - لا يعيش لنفسه، لقد نذر نفسه أن يعيش لأمَّتِه، يتفقَّد أحوال المسلمين في كل مكان، لقد كان يتألم ألمًا شديدًا عندما يعلم أن هناك أمًّا رُملت، أو طفلة قُتلت، أو مجاهدًا أُسِرَ.
أهل البدع والضلالات يكرهون الشيخ كثيرًا؛ لأنه كان كالصاعقة عليهم، نذر نفسه لردِّ شبههم، ودحض باطلهم، وكشْف زيغهم، بلا ملل ولا كلل، حتى أقاموا عليه الدعاوى لدى بعض السلطات الغربية.
لم يكن له حجَّاب يحجبون عنه الناس، الكل يدخل عليه، هذا يسأله، وهذا يطلب منه شفاعة، والآخر يطلب معونة وصدقة، وهو يجيب هذا، ويشفع لهذا، ويعطي هذا، لسانُ حاله يقول:
تَرَاهُ إِذَا مَا جِئْتَهُ مُتَهَلِّلاً كَأَنَّكَ تُعْطِيهِ الَّذِي أَنْتَ سَائِلُهْ
فَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي كَفِّهِ غَيْرُ رُوحِهِ لَجَادَ بِهَا فَلْيَتَّقِ اللَّهَ سَائِلُهْ
هُوَ البَحْرُ مِنْ أَيِّ النَّوَاحِي أَتَيْتَهُ فَلُجَّتُهُ المَعْرُوفُ وَالبَحْرُ سَاحِلُهْ
تَعَوَّدَ بَسْطَ الكَفِّ حَتَّى لَوَ انَّهُ دَعَاهُ لِقَبْضٍ لَمْ تُطِعْهُ أَنَامِلُهْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/93)
أمَّا جَلَدُ الشيخ، فحدِّث ولا حرج، يشرح الدرس والثاني والثالث، يتململ الطلاب ولا يتململ هو، يتضايق الحاضرون وهو شامخ مبتسم، يعطي مما أعطاه الله، لا يقف، "ولا يتتأتأ"، بحر لا ساحل له، عندما يتكلم في فنٍّ، يظن سامعُه أنه لا يُحسن غيره.
لما نظرتُ إلى نعش الشيخ محمولاً على الأكتاف، شككت في قلبي: أهو في مكانه، أم أنه هو المحمول؟! تفقدتُ نفسي، لم أظنَّ أنني سأقف في هذا الموقف.
وأنا أنظر إلى جنازته مرَّ شريطُ الذكريات أمام عيني، تذكَّرتُه وهو على كرسيِّه يثني على الله ثناء الأبرار، تذكرت تلك الابتسامة الجميلة المؤمنة المرسومة على فِي الشيخ الجليل، تذكرت لحيته التي كساها الشيبُ، حتى لا تكاد ترى فيها شعرة سوداء، تذكرته وهو يقرأ في صلاة الفجر: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} [المنافقون: 1]، تذكرته وقد أتى مسرعًا من منزله لصلاة المغرب، ورائحةُ الإفطار تنبعث منه وقد كان صائمًا، تذكرت حركة يده وأصابعه وهو يشرح دروسه، ورأيت الناس يجودون بأنفسهم حتى يتَّبعوا جنازته، رأيت الحب الحقيقي الذي هو أوثق عُرى الإيمان، ورأيت أعظمَ النفاق والفساد من القنوات العربية، وهي تنقل تأبين جنازة مايكل جاكسون، ولم يعرضوا خبرًا عن وفاة ابن جبرين! ولا يضره أن فعلوا، ولكنها إلماحة لاختلال الموازين.
هكذا هي الحياة، وهذا هو الواقع، وما بين هؤلاء وهؤلاء، كما بين المشرق والمغرب، وما بين الحق والباطل.
رحمه الله رحمة واسعة، ذرفت العبرات لفراقه، وعجزت الكلمات عن وصفه، ولكننا نقول كما قال الشاعر:
لَعَمْرِي لَقَدْ غَالَ مَنْ أُحِبُّهُ وَكَانَ بِوُدِّي أَنْ أَمُوتَ وَيَسْلَمَا
اللهم إنا نسألك أن تغفر لعبدك الضعيف، المقبل عليك، عبدالله بن جبرين، اللهم إنا لم نعْلمه إلا داعيًا إليك، ومرغِّبًا فيك، ومنافحًا عن دينك، وساعيًا لمرضاتك، وراجيًا رحمتك، ومخلصًا لك، اللهم فأقرَّ عينه بعفوك ومرضاتك، ومتِّع عينيه بالنظر إلى وجهك، برحمتك يا ربنا وعفوك.
http://www.alukah.net/articles/1/7163.aspx
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[23 - 07 - 09, 04:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
وفاة الشيخ ابن جبرين وقبض العلم
خطبة جمعة مفرغة
23 من رجب 1430 هـ
الموافق
17/ 7 / 2009 م
لفضيلة الشيخ أيمن سامي
للاستماع للخطبة:
http://www.alfeqh.com/montda/index.php?showtopic=19137
الخطبة مفرغة:
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده , ونستعينه , ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا , ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} آل عمران [102]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} النساء [1]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِع اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} الأحزاب [70 - 71]
أما بعد،
فإن أصدق الحديث كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم و شر الأمور محدثاتها و إن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار ثم أما بعد
عباد الله:
قد أوشك عما قريب تطم الطامة وتصخ الصاخة و تحق الحاقة و تقع الواقعة وتزلزل الأرض زلزالها
حين تقرع القارعة ستخرج الأرض أثقالها يومئذ لا يغني والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا
فاستعدوا يا رحمكم الله ليوم رحلتنا وتزودوا فإن خير الزاد التقوى
عباد الله:حدث حل بأمة الإسلام حدثت في منتصف هذا الاسبوع فاجعة كبرى نزلت بأمة الإسلام بكى لها القاصي و الداني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/94)
في يوم الأثنين الماضي توفي عالم من أعلام الإسلام و حبر من علماء الإسلام إنه العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين عضو هيئة كبار العلماء سابقا بالمملكة العربية السعودية جبل من جبال العلم و هو من هو رفيق الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى
الشيخ بن جبرين شيخ جليل و عالم فاضل تلقى العلم على يد كبار العلماء ثم شاء الله أن يرتقي منبر التحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم و الفتيا و تعليم الناس فعرفه الناس معلما و بارعا و خطيبا مؤثرا وفقيها من الطراز الأول , عرفه الناس بين أيديهم و كثير من طلبة العلم هنا في مصر فضلا عن المملكة العربية السعودية و كثير من بلاد العالم يعرفون الشيخ فلقد كان رحمه الله تعالى و هو شيخ كبير في السن يذهب للناس في القرى و البقاع و الهواجر فيجلس إلى الناس ليعلمهم و كان الشباب لا يطيقون رحلات الشيخ العلمية و الشيخ يوما في شمال المملكة و يوما في جنوبها و يوما في شرقها و يوما في جدة على البحر الأحمر و يوما في الطائف و هكذا يمر على الناس يعلمهم دين الله عزوجل و يرحل إليهم
امتاز الشيخ بالعلم الوافر و الصدع بالحق يلقيالكلمة من أجل الله عزوجل نحسبه كذلك و الله حسيبه و لا يبالي من الناس بل يلقي ما يفرضه عليه دينه و إيمانه و علمه لا يخاف في الله لومة لائم و عرفه الناس أيضا أخا شفيقا ناصحا مخلصا يحتاجه الكبير و الصغير و الشيخ يجلس على كرسيه بعد الدرس فهذا يأتي إليه و يقول له: اشفع شفاعة حسنة فيكتب له الشيخ و يأتي طلبة العلم يقول: يا شيخ لقد جمعت صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فوقع لي يا شيخ إنها صحيحة
فينظر فيها الشيخ و يوقع عليها و هذا و ذاك يجتمعوا حوله العشرات و الشيخ جالس في مجلسه لا يمل من كثرة توافد الناس عليه
لذا حق أن تبكيه البواكي , حق لأمة الإسلام أن تحزن لهذا المصاب الجلل
الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله تعالى العالم الجليل الصادع بالحق الناطق بالعلم الشرعي كان رحمة الله عليه يجلس للناس يفيد و يعلم الناس و لا يمل من كثرة تزاحم الناس عليه فأحبه القاصي و الداني ثم إنه في آخر حياته قد ابتلاه الله بأحد الأمراض فصبر على هذا صبرا كبيرا حتى إنه رحل إلى الخارج للعلاج ثم عاد مرة أخرى و هو يلازم العناية المركزة و في يوم الأثنين الماضي 20 من رجب 1430 هـ فجعت الأمة الإسلامية بخبر وفاته إنه الشيخ الذي أحبته القلوب إنه رجل من رجال العلم إنه رجل يبلغ عن الله و يوقع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف لا تحزن القلوب لفقده
اسمعوا رحمكم الله إلى تلك القصة المؤثرة التي ذكرها أحد طلاب العلم قال:
لما مات الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى و قد كانت جنازته مهيبة في مكة المكرمة , حضر الآف من شتى أنحاء المملكة العربية السعودية بل أنا بعيني رأيت الشيخ يوسف القرضاوي قد حضر من دولة قطر إلى مكة ليحضر جنازة الشيخ و لا عجب .. فهو من هو , جبل من جبال العلم مفتي الأنام الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى فيقول من شهد مشهدا من جنازة الشيخ:
لما كانت جنازة الشيخ بن باز و حضر الآلآف خاف رجال الشرطة من كثرة الزحام أن تنهدم المقابر القريبة من الحرم في مكة و التي يدفن فيها موتى أهل مكة فخافوا أن تنهدم المقبرة فأحاطوا المقبرة بسياج من رجال الشرطة حتى يمنعوا الآلآف
قال المحدث:
أما أنا فجلست على صخرة من صخور الجبل أنظر إلى المنظر و الآف من الناس من كل حدب و صوب يتوافدون حول المقبرة و الوفود الرسمية حتى دفن الشيخ بن باز رحمه الله تعالى فقاموا الناس على قبره يدعون له بالرحمة و المغفرة ثم بدأ الناس ينصرفون رويدا رويدا حتى إن الحصار الأمني و السياج الأمني قد رفع و بدأ الناس يتوافدون على المقبرة يسلمون على الشيخ و يدعون له بالرحمة و المغفرة و هكذا ..
وعلى القبر رجل واقف لا يتحرك قل بلل القبر بدموعه رافعا يديه لله عزوجل بالدعاء .. انصرف الناس و ما انصرف .. أتدرون من هو؟؟
إنه الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله تعالى
ولما كان ما كان إيها الأحبة و الجزاء من جنس العمل فكما أن الشيخ قد وقف على جنازة شيخه عبد العزيز بن باز ووقف على قبره ودعى له حتى انطلق الناس و ما انطلق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/95)
فقد كانت جنازة الشيخ كذلك يوم الثلاثاء الماضي و قد تابعها الآلآف بل الملايين عبر الفضائيات في العالم تابعوا وقت الظهيرة في قلب المملكة العربية السعودية في منتصف الصيف تقريبا في شدة الحر في ساعة الظهيرة و الآف يتوافدون حتى سافر الناس من مكة شرفها الله على بعد 1000 كم من الرياض تقريبا سافروا لحضور الجنازة و في شدة الحر أغلقت شوارع الرياض و ازدحم الناس بالآف في جنازة الشيخ و الجزاء من جنس العمل
أمة الإسلام أتباع النبي صلى الله عليه وسلم إن فقد العلماء مصيبة و أي مصيبة إنها ثلمة لا تسد
يقول الله عزوجل:
({أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [الرعد41]
فالأرض ينتقص من أطرافها بموت العلماء.
و لذا ذكر الإمام العلم إمام التفسير ابن كثير في تفسيره (تفسير القرآن العظيم):
ذكر عن الصحابي الجليل حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس أنه قال: (خراب الأرض بموت علمائها وفقهائها و أهل الخير فيها)
وكذا قال الإمام مجاهد رحمه الله تعالى وهو من أئمة التفسير: (الأرض ينتقص من أطرافها بموت العلماء).
وقد ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان، يكون بينهما مقتلة عظيمة، دعوتهما واحدة. وحتى يبعث دجالون كذابون، قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله، وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، وهو القتل ... " إلى آخر الحديث.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص:أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا "
فهذا من عدل الله و كيف لا وربي أعدل العادلين فالله جل و علا و لا يظلم ربك أحدا فحاشا لله أن الذي يحفظ العلم على يد العلماء ثم يسلبه الله هذا العلم و لكن يذهب العلم إذا ذهب العلماء و لم يبقى لهم خلف
الأرض تحيا إذا ما عاش عالمها ** متى يمت عالم منها يمت طرف
كالأرض تحيا إذا ما الغيث حل بها ** وإن أبى عاد في أكنافها التلف
الأرض تحيا بحياة العلماء فإذا مات العالم مات من الأرض طرف حتى إذا انتهى العلماء من على وجه الأرض اتخذوا الناس رؤوسا جهالا كالأرض إذا فقرت من الغيث و المطر ماذا يكون حالها تجدب الأرض و تصبح أرضا بورا بلا فائدة فكذلك حياة الأرض بحياة العلماء فيها
أيها الأحبة في الله:
(" إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رؤوسا جهالا .. )
اتخذ الناس رؤوسا جهالا و ما أكثرهم اليوم و تعرفون هذا تبث الفضائيات غثاء كل يوم رجل ما درس على العلماء يوما ما فكيف يخرج على الفضائية يتكلم في الدين
بالله عليكم يا أمة الإسلام لو رجل ما درس دراسة دنيوية و فتح لنفسه عيادة طبية أويرضى الناس ذلك أويسكت القانون؟؟
ألا يحاكم و تنشر صوره بأنه مجرم على صفحات الجرائد فمابال ديننا نرضى لد الدنس , ما بال ديننا يتكلم فيه الداعية فلان و الداعية فلان الذين لم يتعلموا على أيدي العلماء
(إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا)
فمن جرأتهم لأنهم جهلة بحيث بسرعة نجد الواحد منهم جرئ على الفتوى و لم يكن السلف كذلك الفتوى تعرض على الواحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعرضها على الآخر و الآخر يعرضها على الآخر اذهب لفلان , اذهب لأم المؤمنين عائشة فتقول اذهب لبن مسعود , اذهب لبن عمر .. فيظل يدور حتى يمر على السبعين فيعود إلى من سأله أول مرة من تدافعهم للفتوى بينهم
(أجرأكم على الفتيا أجرأكم على النار)
من أراد أن يفتي فليتخيل الجنة و النار بين يديه ففي أيهما يقتحم؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/96)
فلذلك يجب ألا يكون في صدر من يسألنا سؤال فنقول لا نعلم ينبغي ألا يكون في صدره حرج و ألا يغضب علينا فالأمر دين جنة و نار , توقيع عن رب العالمين ,
كيف يتجرأ الإنسان أن يقول على الله و على الرسول صلى الله عليه وسلم بلا علم
ألم يأتكم نبأ الإمام مالك رحمه الله تعالى!!!
فقد كان يسافر المسافر إليه من بلاد بعيدة يطلب منه الفتوى كما ذكر بعض كتاب السير و اختلفوا في عدد الفتاوى فالبعض قال 40 سؤال و بعضهم قال نحو هذا
فأربعين سؤال جاء رجل مسافر من بلد بعيدة لرأس العلم الإمام مالك فيقول الإمام مالك في 36 لا أدري و يجيب في 4 مسائل فقط و هو الإمام مالك
أين هذا في دنيا الناس؟؟
بالله عليكم كم عالم على وجه الأرض الآن أم كم داعي من هؤلاء الدعاة الجدد يقول على الفضائية لا أدري يقول لا أعلم كم واحد منهم يقول لا أعلم؟؟
يأتي إلي بعض الناس يسألونني في مسائل ربما لو عرضت بل أقول عرضت مسائل أعرف أنا من مشايخي و من أساتذتي رئيس القضاء الشرعي أي برتبة وزير عدل , تعرض عليه الفتوى يقول رجل:
طلقت امرأتي قلت لها أنت طالق ثلاثا فما الحكم يا شيخ؟؟
شيخي الشيخ أحمد بن حمد المزروع حفظه الله تعالى و هو الآن رئيس محمكمة التمييز في مكة المكرمة يقول له السائل ما الحكم يا شيخ
فيقول الشيخ: سأشكل لجنة من القضاة من أجل أن نصل إلى الحكم
رئيس قضاء و عالم كبير يقول سأشكل لجنة لأعرف الحكم ثم يأتيني أنا هنا من يسألني و يقول:
طلق زوجته ثلاثا فذهب إلى إمام المسجد فقال اطعم عشرة مساكين!!
يا للجرأة على الله ما علاقة هذا بذاك
ما أجرأهم على الفتوى
يا قوم لا تسألوا أي أحد حتى لو كانت لحيته مترين
اسألوه أولا من أين أتى بالعلم , هل درس على أيدي العلماء أم لا؟؟
الواحد لو أراد أن يؤجر شقة بالإيجار يسأل 10 و 20 و 30 أما في الدين سألت إمام المسجد الذي يصلي بنا في الجامع و الله أعلم هل الإمام درس علم شرعي أم هو إمام متطوع
(، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا
العلم يا شباب الأمة يا جيل الإسلام .. أيها الشباب انفروا لطلب العلم .. أمامنا في مستقبل أيامنا نحتاج إلى علماء حقا حتى يبينوا مسائل العلم الدقيقة للناس .. الأمة تأثم إذا لم يكن بها أطباء يكفوها كذلك تأثم الأمة إذا لم يكن فيها علماء يكفوها فالأمة محتاجة
سلوا أنفسكم بالله .. إذا أحتجتم إلى سؤال شرعي أي يوم أتعرفون عالم أو أثنين و ثلاثة يمكنكم الذهاب إليهم و سؤالهم؟؟ ..
أوهذا يحدث؟؟
لذا على الشباب أن ينفروا لطلب العلم و على الآباء و على من ولاهم الله المسئولية أن يختاروا النجباء من أبناءهم فيوجهونهم إلى العلم الشرعي
كنت أثناء اقامتي خارج مصر عندما آتي إلى مصر أدرس بعض العلوم الشرعية فأنظر إلى النجباء من الطلاب و أقربهم و أكتب لهم التزكيات الشرعية حتى يلتحقوا بالجامعات الإسلامية بعد الثانوية العامة و في الجمعة قبل الماضية جاءني أحد الطلاب قال:
يا شيخ أنا من تلاميذك الذي كتبت لهم تزكية قد ذهبت إلى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة بعد الثانوية العامة فاستقبلوني و رأوا مني حفظا لشئ من القرآن ورأوا عندي رغبة في العلم و مجموعي قرابة 70% في الثانوية العامة قال:
فأكرموني أي كرم و قبلوه في الجامعة الإسلامية و عنده سكن يسكن على حساب الجامعة و يأكل و يشرب و يعطوه 850 ريال سعودي صيفا و شتاءا و تذاكر طيران على الدرجة الأولى فقال:
يا شيخ و أنا عائد في الطائرة و في جيبي جواب سفري المصري و فيه اقامة في المملكة العربية السعودية أدخل في أي وقت قلت في نفسي:
أي نعيم في الدنيا أكثر مما أنا فيه؟؟
استغلوا يا شباب الإسلام .. أيها الآباء استغلوا الفرص المتاحة أمامنا فرصة للمتاجرة مع الله
محمد بن اسماعيل البخاري لم يكن أبوه عالما و لكنه ربى محمدا على العلم رباه من مال حلال رباه على العلم فرفع الله اسم محمد و اسم اسماعيل البخاري في العالمين على مر أكثر من ألف سنة و الناس يعرفون من هو البخاري حتى إن عندنا في مصر النصارى عندما تخطئ في أحدهم تجده يقول:
(يعني أخطأنا في البخاري)
من أدراهم ما البخاري؟؟ .. إنه هو من هو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/97)
ألا تريدون أيها الآباء أن تكون لكم صدقة جارية و النبي صلى الله عليه وسلم قد صح عنه كما في الصحيحين البخاري و مسلم أنه قال:
(من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)
الفقه في الدين أيها الشباب العلم بالدين أيها الآباء وجهوا أبناءكم.ز أيها الآباء كم بقى من الأعمار .. كم بقى من الدنيا .. الدنيا تمشي بسرعة فلماذا لا نترك صدقة جارية؟؟
لماذا عندما فاز المنتخب ذهب الآباء بأبنائهم ليعلموهم الكرة؟؟
و عندما مات العلماء ما وجدنا من يتدافع ليكون له ابن صدقة جارية
(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث:
صدقة جارية , أو علم ينتفع به , أو ولد صالح يدعو له)
فتخيل أيها الأب يوم تربي ابنك على العلم الشرعي فكلما تكلم الابن بحديث أو بآية كان في ميزان حسناتك تخيل و أنت في القبر يأتيك حسنات بلا حصر و بلا حدود .. لماذا؟؟
لأن ابنك تعلم العلم .. تخيل أيها الأب و تخيلي أيتها الأم إذا ربيتم ابنا واحدا حافظا لكتاب الله يوم القيامة ينادي على أب من الآباء و على أم من الأمهات فيوضع على رأسهما تاج كل من في الموقف يوم القيامة يغبطهم عليه كل واحد يقول: يا ليتني عندي مثل هذا التاج حتى هذا الأب و الأم يتعجبوا:
يا رب بما ألبسنا هذا التاج؟؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن
هل يوجد تجارة رابحة ورابحة أكثر من هذا؟؟ التجارة مع الله
ليكن موت العلماء دافعا قويا لنا لنصحح المسار أنا و أنت واجب علينا من الآن أن نغير أفكارنا و أن نخرج بنية صادقة
الشباب ينفروا لطلب العلم و الكبار أيضا أن يحركوا الجيل للعلم الشرعي .. حركوا لكتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم
لما مات زيد بن ثابت الصحابي - رضي الله عنه - وقف عبد الله بن عباس تلميذ زيد بن ثابت, و بن عباس هو الذي ضمه النبي إلى صدره و قال: (اللهم فقهه في الدين)
وقف موقف الحزين؛ ثمّ إنه حمل جنازة شيخه وأستاذه واجتهد في حمله إلى قبره.
حتى سقطت عمامته عن رأسه .. و العرب يعتزون بالعمامة و لا يدعونها تسقط من على الرأس
ووقف على القبر حزيناً متأثراً يقول لهم:
(ألا من سره أن ينظر كيف يقبض الله العلم فلينظر إلى هذا - ويشير إلى قبر زيد بن ثابت رضي الله عنه -)
يا أمة الإسلام ألم تعلموا كم فقدنا من العلماء في العشر سنوات الماضية , كم رحل عن امتنا علماء أكابر جهابزة أين الخلف لهم؟؟
من أراد الدنيا و الآخرة فعليه بالعلم الشرعي
العلم الشرعي نور في الدنيا و الآخرة (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)
أسأل الله بأسمائه الحسنى و صفاته العلى أن يفقهني و إياكم في الدين
أقول قولي هذا و أستغفر الله
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين كما ينبغي أن يحمد و أصلي و أسلم على النبي أحمد صلى الله عليه وعلى آله و على صحبه و من تعبد .. أما بعد:
أيها الأحبة في الله:
فاوصي نفسي و إياكم بتقوى الله في السر و العلن ثم أن نأخذ من أوقاتنا شيئا لطلب العلم حتى الآباء الكبار داخل البيوت الآن العلم يصل إليهم عن طريق اسطوانات الحاسب الآلي فيصل إليهم العلم و من قبل ذلك في العصر الماضي في أشرطة الكاسيت
نعم الوعظ مطلوب و ترقيق القلوب مطلوب لكن العلم هو رأس الأمر
بعض الناس تدخل مكتبته و تجده إنسان ملتزم و تجد عنده عشرات الأشرطة الصوتية .. ما هذا؟؟
فجأة الموت , صرعة الموت , يوم القيامة!!!
نعم الوعظ مطلوب و لكن أين العلم؟؟
ما رأينا عندك تفسير لكتاب الله .. عالم يفسر كتاب الله
ما رأينا عندك شرح للسنة
و النبي صلى الله عليه وسلم كان يعظ و القرآن فيه وعظ لكن العلم يا شباب الأمة هو رأس الأمر فاحرصوا على حضور دروس العلم
فيؤلم القلب يوم تجد محاضرة وعظية يحضرها الآلآف من الناس و الناس تملئ الشوارع و الطرقات .. ماهذا يا شباب؟؟ .. الداعي فلان الذي يظهر على الفضائيات ..
يعرفون بالفضائيات لا يعرفون بالعلم حتى أنا ذهبت إلى احدى القرى ما كتبوا عني خريج كلية الشريعة , ولا حامل الماجستير , و لا يحضر دكتوراة في الأزهر .. لم يكتبوا هذا عني بل كتبوا الشيخ أيمن سامي من قناة الخليجية!!
سبحان الله المشايخ يعرفوا بالقنوات , المشايخ يعرفوا بالعلم
و لذا يؤلم القلب محاضرة وعظية يحضرها عشرات الآلآف و غيرها ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/98)
بينما أنا في طريقي لقلب القاهرة الكبرى في محافظة الجيزة بالمهندسين مررت بمسجد مصطفى محمود و هو مسجد علم كبير و حدث أن عميد كلية الشريعة عالم بحق و الله جلسة معه تساويأموال الدنيا أخذت من علمه قبل عشر سنوات و أنا في رحلة الماجستير في كلية الشريعة أخذت منه عجبا إنه الدكتور أحمد طه ريان عالم بحق عالم أصولي متخصص في أصول الفقه ..
كم واحد يحضر عنده في جامع مصطفى محمود؟؟
قرابة عشرين شخص!! بل أقل عددتهم على يدي كانوا 16 أو 17
ألا يتألم القلب؟؟ انفروا يا شباب للعلم .. انفروا يا أمة الإسلام للعلم
عندنا درس علمي في عين شمس يحضره العشرات و المئات و يسمعه الناس على الانترنت .. هل تصدقون أن الأول في هذا الدرس كان من فرنسا .. فينبغي أن نتحرك أيضا و أن ننفر للعلم
و من أراد الطريق:
فأمانة في عنقي و أنا على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
أمانة أن أوصله ..
أمانة أن آخذ بيده
و الله لو أيقظتموني من النوم من أجل أن أدلكم على العلم الشرعي
لاستيقظت
العلم يا شباب الأمة .. العلم حياة العالم بالعلم الشرعي
ختاما يا أحبة:
لما قبض العلماء المتمكنون في العلم الشرعي ظهرت بدع عجيبة ..
فنفسي تأبى علي أن أغادر المنبر الآن قبل أن أنبه على ما سيحصل بعد أيام في الاسبوع القادم يوم 27 رجب
وما أدراكم ما 27 رجب؟؟
يظن عوام الناس أن فيه الاسراء و المعراج و الإسراء و المعراج معجزة كريمة ثابتة صحيحة حصلت للنبي صلى الله عليه وسلم و هي كرامة من الله و لكن متى حصل الإسراء و المعراج؟؟
ابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه التفسير (البداية و النهاية) كتاب التاريخ يكتب أقوال في تاريخ وقوعه فمنها:
أنه كان في ربيع الأول و منها غير ذلك و منها أنها 27 رجب .. فيقول الإمام بن كثير و هذا من أضعف الأقوال
أمة الإسلام لا تأخذ إلا بأضعف الأقوال؟؟
وحتى لو صح فلماذا الصيام لهذا اليوم؟؟
هل صامه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟
يأتي واحد فيقول لي: أريد صيام 27 من رجب و النصف من شعبان .. لماذا؟؟
هذه أيام مباركة .. من باركها .. ما الدليل؟؟
هات لي آية أو حديث و على رأسي .. قال ك أريد أن أصومهم
سألته: هل صامه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟
و هذا الفارق بين أهل السنة و غيرهم .. أهل السنة لا يتحركوا إلا بآية أو حديث
من أراد أن يحتفل بليلة 27 من رجب فليأتي لي بحديث واحد و لو ضعيف مع أن الحديث الضعيف لا يحتج به لكن يأتيني بحديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم احتفل به و لو مرة
من أراد أن يصوم 27 من رجب لذاته فليأتي بحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صامه
ما صامه رسول الله صلى الله عليه وسلم و لكن رجب كله شهر من الأشهر الحرم و النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صم من الحرم و اترك)
تريد أن تصوم يومين من رجب , أربعة بدون تحديد صم .. فرجب شهر من الأشهر الحرم لكن 27 بعينه بذاته أنا أقول على العين و الرأس ائتني بدليل على ذلك
لكن لما مات العلماء اتخذوا الناس رؤوسا جهالا و أضلوا
نسأل الله السلامة و العافية
المصدر:منتديات بيت الفقه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=180860
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[23 - 07 - 09, 04:37 م]ـ
المنهج الرصين في حياة بن جبرين (رحمه الله)
الكاتب/ حمدان بن أحمد
لجينيات
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبيه الأمين وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد
فلقد فقدت الأمة عالماً جليلاً، وفقيهاً عابداً، قل أن يوجد له مثيل في هذا الزمن،الذي يندر فيه العلم ويكثر فيه الجهل، حيث أن العلم ليس بكثرة الصناعات والمخترعات، فهذه علوم الحياة الفانية قال تعالى عن الكفار (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) الروم (7) وإنما العلم الحقيقي هو العلم الشرعي الذي يؤدي إلى معرفة العبد لربه وخالقه، ولمعرفته لدينه ونبيه، (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ) ولولا هذا العلم لم ترسل الرسل ولم تنزل الكتب، ولتُرك الناس للتجارب والخبرات، حيث أنها هي التي تشكل العلم الدنيوي، ولكن لأن الناس بحاجة لما هو أشرف من ذلك ألا وهو العلم الحقيقي الشرعي الرباني كان إرسال الرسل وإنزال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/99)
الكتب، لتحيا به القلوب وتستنير به العقول (أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) الأنعام (122) ولقد شرف الله تعالى العلماء بحمل لواء هذا العلم، فهم ورثة الأنبياء، وهم مصابيح الدجى وهم كالنجوم في السماء، بهم يُرفع الجهل ويكثر العلم، ومنهم يستمد الأدب والورع والزهد والفضل، كيف لا وقدوتهم من لاينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، صلوات الله وسلامه عليه، الذي كان خلقه القرآن، نعم إن العلماء هم صمام الأمان للأمة، بفقدهم ينهدم البناء ويفرح الأعداء ويكثر الجهال ويسود أهل الضلال، وفي الحديث (إن الله لايقبض العلم انتزاعاً من صدور الرجال ولكن يقبضه بقبض العلماء حتى إذا مات العلماء اتخذ الناس رؤساء جهال فأفتوهم بغير علم فضلوا وأضلوا) ويقول الحسن رحمه الله: إنه بموت العالم يثلم في الإسلام ثلمة لاتسد، ولقد فقدت الأمة سماحة الشيخ عبدالله بن جبرين نسأل الله أن يرحمه وأن يجبر مصاب أبنائه ومحبيه ومصابنا بفقده وأن يخلف على الأمة بخير، فقد كان الشيخ بحراً لا ساحل له، فهو عالم بالعقيدة وعالم بالفقه وعالم بالفرائض، حتى أن الشيخ بن باز رحمه الله كان يرسل إليه ببعض المسائل الفرضية فيقوم على حلها رحمه الله،وقد كان الشيخ يذهب للدعوة إلى الله في كل مكان من المملكة، بل كان يلقي درساً في الجنوب وفي اليوم التالي في الشمال، وقد تشرفت بصحبة الشيخ رحمه الله أثناء زيارته للجنوب وكنا نتعب من ملاحقة دروسه ونحن شباب وهو الذي يلقي الدروس ولا يكل ولا يمل، إنها منحة من الله تعالى لهذا الرجل المجدد الذي كان يصدع بالحق لاتأخذه في الله لومة لائم، مع ذلك كله كان ذا توضع جم وسلامة صدر وسرعة بديهة وفقه معاصر، وكان شديداً على أهل البدع وبالأخص الرافضة فكان شوكة في حلوقهم، حتى أنهم من بغضهم له لم يسلم من شرهم وهو على سرير المرض، وكان للشيخ جهود كبيره في الإصلاح بين الناس ولم شمل الأمة والحث على السمع والطاعة لولاة الأمر حفظهم الله، مع ماكان يجده من حساده من الوشاية والتشوية، وقد كان يحظى بمنزلة عالية لدى الحكام في المملكة فقد زاره الملك حفظه الله في مرضه وأمر بعلاجه على نفقته الخاصة، ومن العجيب أن تهتم بعض الصحف بالفنانين واللاعبين والممثلين ولم تكلف نفسها أن تتشرف بعرض سيرة مختصرة للشيخ رحمه الله ومن تلك الصحف جريدة معروفة باتجاهها العلماني ونقلها لكل خبر سيء حيث تسارع بنقل الأخبار التي تتعارض مع الدين وتجرح شعور المسلمين وتتناسى وتتجاهل العلماء الربانيين والله المستعان، إن عزاءنا في فقد الشيخ هو ما خلفه من هذا العلم الغزير وهذه الثروة العظيمة من الفتاوى والمؤلفات التي نسأل الله أن ينفع بها، وإني أدعوا نفسي وإخواني أن نحذو حذو الشيخ في الدعوة والعلم والصبر والحكمة، فإن الله تعالى سيجعل في الأمة الخير بإذن الله، لأن أمة الإسلام أمة ولود كلما ذهب عالم أتى عالم يسد مكانه والحمد لله، فالله الله أيها الفضلاء سيروا على خطى العلماء واقتدوا بمن مات فإن الحي لاتؤمن عليه الفتنة وإياكم والإختلاف فإن الخلاف شر، وعليكم بسلامة الصدر لكل من دعى إلى الله، إن رأيتم منه إصابة فأعينوه، وإن رأيتم منه خطأ فصوبوه، فإن المسلم مرآة أخيه، ولا يحملنكم خلاف التنوع على المناحرة والمشاجرة، فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم، وأعلموا أن أمتنا المسلمة، وخاصة بلادنا المملكة العربية السعودية أعزها الله وحرسها، فهي مهبط الوحي وحاضنة الحرمين، فهناك أعداء من الخارج يهود ونصارى ورافضة وأعداء من الداخل علمانيين وليبراليين ينهشون وينبحون، ففوتوا عليهم فرصة التفريق باتحادكم، وفرصة التمزيق باجتماعكم، وفرصة التثبيط بجدكم واجتهادكم وعملكم اللهم أعز الإسلام والمسلمين ووحد صفوفهم وارحم علماءهم وقو شوكتهم اللهم أظهر السنة واقمع البدعة واحرس هذه البلاد وحكامها وشعبها، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتبه حمدان بن أحمد
a.h.m@888hotmail.com
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/100)
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=9021
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[23 - 07 - 09, 04:39 م]ـ
رحمك الله يا شيخي
الكاتبة/ تهاني بنت عبد الرحمن العواد
لجينيات
لا أعرف من أين أبدأ وكيف أصوغ العبارات مع العبرات، لكن عزاءي فقد حبيبي صلوات ربي وسلامه عليه الذي هون علي مصابي في شيخي ابن جبرين رحمه الله وجعل الفردوس الأعلى نزله.
بضع سنوات عشتها معه في دروسه وكأني رافقته في كل مسيرته الدنيوية ... ، أحقاً فقدنا ذلك الصوت الشجي الحاني؟!، كانت دروسه رحمه الله دروس من دروس من دروس، حضرت نفس الشروح لجمع من العلماء لم تكن كشروح شيخي رحمه الله؛ فهو يفتح نوافذاً من المعرفة، رابطاً الماضي بالحاضر، يستنتج ويقيس، تستشعر منه إخلاصاً في الأداء، وصدقاً في البلاغ، حتى الحوادث التي مرت به يُطلعنا عليها.
كثيرا ما تساءلنا في شروحه عن مبهمات تتعلق بعصرنا الحاضر تتوارد على أذهاننا أثناء شرحه كونها تتشابه في السببية، ولما نَهِمُّ بتدوينها لعرضها على الشيخ آخر درسه نجده يتعرض لها بتفصيل حكمها، فسبحان من ألهمه!.
من يعرف الشيخ يجده شديد الورع في فتاويه، مع قوة صدع في الحق لا يخاف في الله لومة لائم _نحسبه والله حسيبه_، مما جعل طلاب العلم يتهافتون على سؤاله عن دقيق المسائل وكبيرها ثقة في هذا العالم الورع.
في درسه ننهل من كل فن، لا نجد صعوبة في التنقل من متون العقيدة للفقه أو من المصطلح للنحو، نتابعه عبر النت وكأننا بينه، بل ربما قدم أسئلتنا على أسئلة الحضور عنده، كما أنه لا يجد تضجراً من تكرار السؤال في نفس المسألة، بل ربما أرسل أحدهم بعد إجابة الشيخ الطويلة بأن الاتصال لم يسعفه في سماع كامل الإجابة، فيعيدها الشيخ برحابة صدر وطول بيان.
سبحان من نشر حبه في القلوب ووضع له القبول بين العباد، حتى كنا نبكي عند نهاية كل سلسة علمية أو دورة شرعية وكأنها آخر العهد بالشيخ لمّا اعتدنا مجالسه ودروسه.
رحمك الله يا شيخي، لما وصلني خبر مرضه تذكرت الحادثة التي وصفها بأصعب موقف مر به، والمواقف كثيرة: لما داهم السيل منزله، لم يحزن على ما تلف من الأثاث أو الجدران، بل اشتد حزنه على دفاتره التي غطاها الماء فأزال ما كتب فيها من علوم حَرِص على تدوينها بيده وفوائد جمعها من شيخه، كان أول ما سأل عنه بعد علمه بالسيل: "أين دف4اتري"؟!.
هذه نشأة طلاب العلم وكذا كان حرص المجتهدين، ومن أراد أن يستزيد من قصته رحمه الله في المصابرة والجلد في طلب العلم، فليراجع لقاء مع الشيخ بعنوان: "قصتي في طلب العلم".
إن القلب ليحزن والعين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا على فراقك يا شيخنا لمحزونون، فاللهم آجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=9066
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[23 - 07 - 09, 04:39 م]ـ
ترجل الفارس فمن يمتطي صهوة الجواد ... ؟!
الكاتب/ ماجد بن عيد الحربي
لجينيات
"أيها الناس، من كان منكم يعبد محمد صلى الله عليه وسلم فإن محمد قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت".
كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه أشد الناس حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فعندما حل القضاء ونزلت المصيبة العظمى بالمسلمين بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستسلم لعواطفه وينهار أمام هذا الحدث الجلل كما حصل لكبار الصحابة الذين انهارت قواهم وفقدوا السيطرة على عواطفهم ولم يصدقوا أن رسول الله قد مات حتى سمعوا أبا بكر يتلو قول الحق تبارك وتعالى {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ? أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى? أَعْقَابِكُمْ ? وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى? عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ? وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} آل عمران 144 0
فهذا الجبل الأشم استوعب المنهج الذي تعلمه من صاحبه ومعلمه بكل تفاصيله، فعلم أن دين الله لا ينتهي بنهاية أي شخص وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان منه هذا الموقف الذي ثبت الله به كبار الصحابة وجعله يستحق أن يكون المؤهل الأول لخلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/101)
فعندما فجعت الأمة يوم الإثنين الموافق 20/ 7/ 1430 هـ بوفاة الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين رحمه الله كان الناس مهيئين للحدث، فالشيخ كان في غيبوبة مدة طويلة والمرض قد تمكن من جسمه، بما لا يدع مجال للشفاء إلا أن يشاء الله تعالى، وإذا حانت ساعة الأجل فالذي يرجى له عند ربه خير من الدنيا وما عليها، فليس إنتقال جسد الشيخ من دار الفناء إلى دار البقاء هو السبب فيما أصاب الأمة من حزن بموت سماحته وإنما السبب الأهم هو أن هذا الفارس الذي ترجل قد ترك في الإسلام ثلمة يصعب سدها، فالشيخ رحمه الله كان سيفاً مصلتاً على رقاب أهل البدع وسد منيع بوجوه الرافضة الذين ما فتئوا يحاولون التسلل إلى عرين التوحيد ومعقل السلف في جزيرة العرب، ولا أدل على خطورته على مشروعهم من محاولاتهم البائسة التي بدأوها في إهدار دمه ثم التقدم إلى محكمة العدل الدولية بطلب إصدار مذكرة اعتقال دولية بحقه لمحاكمته، وأخيراً التقدم إلى المحاكم الألمانية أثناء تواجده بتلك الديار للإستشفاء، بطلب محاكمته بتهمة الدعوة للإرهاب.
فحق للأمة أن تحزن على هذا الأسد الذي أقض مضاجع أهل البدع والضلال, وسفه أحلام دولة الرفض الفارسية التي كان ابن جبرين يمثل ألد أعدائها.
والعزاء في سماحته أن الأمة التي أنجبته لن تعقم عن إنجاب من هو على شاكلته من الرجال الذين سيعيدون أمجادها بإذن الله تعالى, ويكتبوا تاريخها بأحرف من نور.
فتلاميذه الذين نهلوا العلم من سماحته وأخذوا من منهجه ما أخذه أبو بكررضي الله عنه من منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم, حريا بهم أن يقفوا من أهل البدع والمذاهب المنحرفة, نفس الموقف الذي كان عليه الشيخ يرحمه الله, فيتصدوا بحزم للمد الرافضي, فمن الوفاء له أن يتولوا الدفاع عن العرين الذي كان يدافع عنه طيلة حياته, ولا يكتفوا بذرف الدموع وذكر مآثره, فهذه أمور يعرفها الكبير والصغير من أهل هذه البلاد, وبهذا تقر أعين أهل الجزيرة ويعلموا أن إبن جبرين لم يمت وأن السد المنيع والباب الموصد أمام هؤلاء المجوس لا يزال قائماً، ويخيب ظن أهل الرفض الذين أقاموا الإحتفالات بمناسبة وفاته حسب ما ذكره أحد المشائخ بمداخلته لقناة المجد الفضائية.
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=9067
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[23 - 07 - 09, 04:41 م]ـ
(ابن جبرين في سجل الخالدين)
الكاتب/ الشيخ محمد بن إبراهيم السبر *
لجينيات
الحمد لله الحيِّ القيوم الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون، القائل: (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ) والصلاة والسلام على من خاطبه ربه بقوله: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ)، (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ) صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فلقد رزئت الأمة الإسلامية جمعاء وفجعت بموت عالم من علمائها، وإمام من أئمتها، وفقيه من أشهر فقهائها، إمام من أئمة الهدى ومصابيح الدجى شهد له بالعلم والفضل القاصي والداني، وسارت بذكره الركبان، وطوقت شهرته الآفاق إنه الإمام الرباني، بقية السلف ناصرُ السنة وقامعُ البدعة سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن ابن جبرين عضو الإفتاء رحمه الله رحمةً واسعةً وأسكنه فسيح جناته وأسبل عليه رضوانه ومغفرته.
أهكذا البدر تخفى نوره الحفر ويفقد العلمُ لا عينٌ ولا أثرُ
خبت مصابيحُ كُنا نستضيءُ بها وطوَّحت للمغيب الأنجم الزهرُ
بالأمس القريب وضعت الأمة يدها على قلبها، عند ما ترامت الأنباء بمرض شيخها وإمامها، ثم انفرجت أساريرها مستبشرةً باستقرار حالته وقرب خروجه من عارضه الذي ألم به، وكان مرضه حديث الناس، تلهج ألسنتهم له بالدعاء الصادق بالشفاء والعافية، ولكن لما كانت سنة الله نافذةً وأمره واقعاً، قضى الله أمراً كان مفعولاً، لتأتي الفاجعة في يوم الاثنين العشرين من شهر رجب عام 1430هـ، فودعت البلاد بل أمة الإسلام قاطبةً إمام السنة الشيخ الفقيه العلامة عبد الله بن جبرين الذي أجمعت الأمة على قبوله ومحبته ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/102)
ولما كان لوفاة الشيخ - رحمه الله – من أثر عظيم على نفوس الناس، ووقع أليم على أهل السنة والجماعة، ومن باب الثناء على المحسنين بسجاياهم الكريمة وخصالهم الحميدة، ومن باب بر الشيخ ووفائه وذكر فضله كتب هذه الأحرف وسطرت هذه الكلمات .. وماذا عساي أن أقول والفقيد بحجم ومكانه ابن جبرين – رحمه الله – ماذا عساي أن أقول والكلمات تتلعثم عن البيان، ويقف البيان عصياً وكالاً، والفؤاد مكروب محزون يكاد يتفطر، والنفس تتحسر، لقد فجعنا بالفجيعة الكبرى، والطامَّة العظمى .. ماذا عساي أن أتكلم والعبارات قد ندت شاردةً عني، ولكنها شأبيب من القول بعضها آخذةٌ برقاب بعض في ذكر هذا الإمام العلم. الذي انهد بموته جانب عظيم من الحكمة والفقه والبصيرة في دين الله تعالى ..
وما كان قيسٌ هلكه هلك واحد ولكنه بنيان قوم تهدما
أيُّ رجلٍ هذا الذي قضى نحبه ولاقى ربه إنه طودٌ شامخٌ أشم ونجمُ قد هوى، وبدر تم قد أفل، وكأنه بنيان قوم تهدم.
وما كان إلا كالسحابة أقلعت وقد تركت للناس مرعىً ومشرباً
سنة ماضية ..
إن الموت آتٍ على كل أحد وهو سنةُ في الناس ماضية قال تعالى: (كل نفس ذائقة الموت) وقال تعالى: (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) فهو سبحانه الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون، وكذلك الملائكة وحملهُ العرش، وينفرد الواحد الأحد القهار بالديمومة والبقاء، فيكون آخراً كما كان أولاً وهذه الآية كما قال ابن كثير فيها تعزيةُ لجميع الناس، فإنه لا يبقى أحد على وجه الأرض حتى يموت.
هو الموت ما منه ملاذُ ومهربُ متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب
نشاهد ذا عين اليقين حقيقةً عليه مضى طفل وكهلٌ وأشيبُ
نؤمل آمالاً ونرجو نتاجها وعلَّ الردي مما نرجيه أقرب
ثلمة ..
إن موت العالم ثلمة في الدين ومصيبة كبرى قال الله تعالى: (أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها .. ) قال ابن عباس – رضي الله عنه – خرابها بموت فقهائها وعلمائها وأهل الخير منها، ومما جاء في بيان الرزية بفقد العلماء ما رواه الشيخان في صحيحهما عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جُهالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) قال ابن مسعود – رضي الله عنه – يوم مات عمر: إني لأحسب تسعة أعشار العلم اليوم قد ذهب. وقيل لسعيد بن جبير ما علامة هلاك الناس قال: إذا هلك علماؤهم. ونقل عن علي وابن مسعود والحسن أنهم قالوا: موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار. وقال سفيان بن عيينة: وأيُّ عقوبةٍ أشد على أهل الجهل أن يذهب أهل العلم. نعم وأيُّ ثلمةٍ أصابت الإسلام كثلمته بموت إمام من أئمة أهل السنة والجماعة في هذا العصر الشيخ /عبد لله ابن جبرين، وأيُّ قارعةٍ ونازلةٍ حلت ببني الإسلام بموت هذا الجبل الأشم والإمام العلم.
الأرض تحيا إذا ما عاش عالمُها متى يمت فيها يمت طرفُ
كالأرض تحيا إذا ما الغيث حل بها وإن أبى عاد في أكنافها العطبُ
وقال آخر:
إذا ما مات ذو علم وتقوى فقد ثلمت من الإسلام ثلمة
وقال آخر:
لعمرك ما الرزية فقد مال ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد شهم يموت لموته خلق كثير
علم وعمل ودعوة:
كان الشيخ ابن جبرين عالماً يعمل بعلمه، وفقيهاً يفتي على بصيرة، ويتمسك بالدليل والحجة، كان نير الفكر، صحيح الاعتقاد، مطبقاً للسنة، قامعاً للبدعة، داعياً إلى التوحيد، رافعاً رايته، زاهداً في الدنيا، رحب الجناب، بذولاً للعلم والمال والشفاعة، رفيقاً بالأصحاب والزوار، مع الخلق الأتم والأدب الجم.
إنه ما من أحد من طلبة العلم في هذه البلاد المباركة وغيرها من بلدان المسلمين والعالم قاطبة إلا واستفاد من الشيخ وتتلمذ عليه إما مباشرة بالحضور وإما عن طريق الدروس العلمية والمحاضرات في شتى مناطق المملكة ناهيكم عمن استفاد من الشيخ بالسماع عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والهاتف والإنترنت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/103)
ومن عرف الشيخ عن كثب أو قرأ سيرته وسبر أحواله واطلع على جدول دروسه ورحلاته يرى جهوداً مباركة في نشر العلم والتعليم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة من خلال الدروس والمحاضرات والفتاوى ويجد عجبا من نشاط الشيخ وهمته وحرصه مع تقدمه في السن على كثرة الدروس وتتابعها وتنوع فنونها، فهو لا يدخر وسعاً في الخير فمرة يلقي محاضرة ومرة يجيب على هاتف وأخرى يحرر شفاعة أو يقضي لأحد المسلمين حاجة, اجتماعي بطبعه يألف ويؤلف يزور العلماء والوجهاء والدوائر الحكومية والخيرية والأهلية .. وناشئة المسلمين وشبابهم يجدون فيه الأب الحاني المربي الذي يحاورهم ويجيب على أسئلتهم ..
ابن جبرين .. عاش عيشة الزاهدين محبا للفقراء والمساكين يساعدهم ويشفع لهم ويجلس معهم في مكتبه وبيته ومسجده وكأنما يتمثل قول المصطفى عليه الصلاة والسلام: " اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين " رواه الترمذي وهو صحيح.
سلامة المنهج:
إن المنصف يرى في الشيخ ابن جبرين حرصا على الجماعة ووحدة الصف واحتراماً للعلماء ونصحاً للمسلمين ومنهجها وسطاً لا إفراط ولا تفريط ولا غلو ولا جفاء كل ذلك مع قوة في الحق وزهد في الدنيا وحسن خلق وصبر وحلم وعفة لسان.
ما زال حياً:
ولئن كان ابن جبرين قد مات وأدخل في القبر ووري الثرى، فإنه باق معنا بعلمه وكتبه ورسائله وفتاويه، باق معنا بسيرته العطرة، باق معنا بمأثره وكريم سجاياه ..
يا رب حي ركام القبر مسكنه ورب ميت على أقدامه انتصبا
وقال آخر:
أخو العلم حيٌ خالد بعد موته وأوصاله تحت التراب رميم
وقال آخر:
كم مات قوم وما ماتت مكارمهم ومات قوم وهم في الناس أحياء
لقد ذهبت يا شيخنا لكن محاسنك لم تذهب، ورحلت لكن فضائلك لم ترحل، إنه ميراث النبوة الباقي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، إنها العمر الثاني:
دقات قلب المرء قائلةٌ له إن الحياة دقائق وثواني
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمر ثاني
الصبر الصبر ..
ولا نقول إلا كما أرشدنا ربنا جل وعلا ورسوله صلى الله عليه وسلم عند حلول المصائب: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها. قالت أم سلمة رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون أللهم أؤجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أجره الله في مصيبته وأخلف له خيراً منها) قالت فلما توفى أبو سلمة، قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخلف الله لي خيراً منه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، رواه مسلم.
وإنني نوصي المسلمين بعامة وطلبة العلم بخاصة بالصبر واحتساب الشيخ عند الله تعالى والرضا بقضاء الله وقدره، فالمسلمون من أخلاقهم صبرهم عند البلاء وشكرهم في السراء قال النبي صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خيرٌ، وليس ذلك إلا للمؤمن: إن أصابته سراءُ شكر فكان خيرا ًله وإن أصابته ضراءُ صبر فكان خيراً له) رواه مسلم عن صهيب بن سنان. وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يقول الله تعالى ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة) رواه البخاري. فلا بد أن نرضى ونسلم ولنتذكر مصابنا بموت النبي صلى الله عليه وسلم فإن المصاب به صلى الله عليه وسلم أعظم من كل مصيبة يصاب بها المسلم قال صلى الله عليه وسلم (إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبتة بي فإنها من أعظم المصائب). صححه الألباني. قال أبو العتاهية الزاهد ناظماً معنى هذا الحديث:
اصبر لكل مصيبةٍ وتجلد واعلم بأن المرء غير مخلد
أو ما ترى أن المصائب جمةٌ وترى المنية للعباد بمرصد
فإذا ذكرت محمداً ومصابه فاذكر مصابك بالنبي محمد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/104)
وبعد فهذه مشاعر أبت إلا أن تخرج وفاء لفقيه العصر ونقول صابرين محتسبين راضين بقضاء الله وقدره إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، اللهم اغفر لعبدك ابن جبرين وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين وافسح له في قبره ونورله فيه، اللهم اجعل مآله في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .. إن العينَ تدمعُ، والقلبَ يحزنُ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا شيخنا لمحزونون. والحمد لله على قضائه وقدره.
* إمام وخطيب جامع الأميرة موضي السديري بالعريجاء بالرياض
alsaber111@hotmail.com
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=9090
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[23 - 07 - 09, 04:42 م]ـ
جموع ودموع1349ـ1430هـ
الكاتب/ هاني دخيل الله الدخيل الله
لجينيات
مر أكثرمن أسبوع على فقد العالم الجليل في يوم الاثنين20/ 7/ 1430هـ
فقده العالم الاسلامي، فقد الشيخ العلامه ابن جبرين بعد 81عاماً من العلم والتعليم بدون ملل أو كلل في المدن والقرى والهجر تجد له درس أو محاضرة أوخطبة أو فتوى في نازلة تصل للعالم الاسلامي أجمع فهو رمز من رموز الأمة ومفخرة من مفاخر علماء السنة وأوعية من أوعية العلم فهو العالم الفذ والفقيه النير والمتواضع وحق للأمة أن تحزن لفراق عالم من علمائها لأن في ذلك فتحاً لثلمه في جدار الاسلام وضراً للديار ونقصاً في الأرض كما قال تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا) [الرعد:41]. قال ابن عباس رضي الله عنه: خرابها بموت علمائها وفقهائها وأهل الخير منها.
وبموت العلماء ينقص العلم ويكثر الجهل فيكون سبباً لضلال الناس، وبعدهم عن الحق، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبقَ عالماً أتخذ الناس رؤوساً جهّالاً يستفتون فيفتونهم برأيهم فيضلون ويضلون).
وقد رأينا شيئاً مما ذكر في هذا الحديث في واقعنا المعاصر حيث فقدت الأمة في سنينها الأخيرة عدداً من أهل العلم الكبار الذين أفنوا أعمارهم في العلم والتعليم و الإفتاء و القضاء والتوجيه و الإرشاد و إبداء المواقف في الملمات، وتبيين الطريق في الأزمات، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و الدعوة إلى الله جل و علا، و التأليف في مختلف المجالات النافعة وغير ذلك مما كان له أبلغ الأثر و النفع لعامة الأمة.
وإنني أناشد طلاب الشيخ وخصوصاً من لازمه طويلاً أن ينشروا كتب الشيخ وأن ينشروا علمه وفتاويه ودروسه ذهب الجسد فبقي العلم
وكانت في حياتك لي عظات وأنت اليوم أوعظ منك حيا
اللهم اغفر لابن جبرين، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، اللهم أفسح له في قبره، ونور له فيه، ولا تحرمنا أجره، ولا تفتنّا بعده.
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=9074
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[23 - 07 - 09, 04:43 م]ـ
ابن جبرين .. إلى اللقاء .. !
الكاتب/ أبوعبدالله الرحابي
لجينيات
وهكذا يمضي هؤلاء العظماء ..
وتبقى اللوعة والألم يعصر قلوبنا أسفاً عليهم (وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ) (1) وفقداً لهم (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ) (2) وتستجيش نفوسنا ولا ندري ما الخطب!
وكلما تذكرنا خيالهم توقفت كل اللحظات المحمّلة بذكرياتهم الخالدة في نفوسنا وستبقى إلى أن نلقى الله .. فتاواهم .. مواقفهم .. دروسهم .. لقاءتهم .. ابتلاءاتهم ... وأخيراً .. جنائزهم محمولة على الأكتاف وقد حملت تاريخاً يحكي العلم والصبر والصدق ولا ينتظرون إلا الجزاء من رب رحيم كريم .. هو خير راحم سبحانه فلا نقول إلا ما يرضي ربنا ..
سلوانا في منهاج ربنا بأن نصبر وندعو الله أن يتغمد موتانا برحمته ويسكنهم فسيح جناته ..
وماذا بعد:
المؤمن المعتبر يتجاوز باتعاظه حدّ الموت والقبر والفقد، ليصل بِعَبرته وعِبرته إلى ما وراء ذلك ..
ماذا ترك الفقيد من الرصيد المادي والرصيد المعنوي؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/105)
وما استثماراته التي ستدرُّ له أجراً عظيماً بعد وفاته؟
يتأمّل البصير والمعتبر الصادق إلى ما يجريه الله على عباده الصالحين من الموت استبشاراً بلقاء الله لنيل الجائزة وتحصيل النوال ..
من مات فقد مات (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ) (3) وأفضى إلى ما قدَّم (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) (4) .. والعبرة لمن بقي .. كيف سيؤول حاله؟
اليوم بوفاة الشيخ ابن جبرين -رحمه الله- بقيّة السَّلَف؛ يعجز القلم أن يُراود العاطفة أو العقل ليكتب ما يريد فلا سلطان له عليهما!
- فقْد العلماء رزيَّة ومصيبة؛ لأنه إيذانٌ -عياذا بالله- بأن يتخذ النّاسُ رؤوساً جُهَّالاً فيضلّونهم بعلم ونصف علم وبلا علم!. " عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنَّ الله لا يقبض العلمَ انتزاعاً ينتزعُهُ من العِبَاد، ولكن يقبض العلمَ بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبْقِ عالماً، اتخذ الناس رؤوسا جُهَّالاً، فَسُئِلوا، فأفتَوا بغير علمٍ، فضلُّوا وأضلُّوا " (5)
- بفقدهم يفرح حزب الشيطان ودعاة الفساد والتخريب لتمرير خزاياهم والانتقام منهم بالتشويه والاتّهام .. والمنافقون لن تعجزهم حيلة شيطانية في النَّيل من أمَنَة السَّماء وحُمَاة الأمَّة .. ولا زالت الأمَّة بخير -بحمد الله- بعلمائها وصلحائها (ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة حتى يأتي أمر الله عز وجل) (6) ..
- بفقدهم نخسر الزمان الذي سيقضيه مَنْ بَعدَهم ليسدّوا المكان الذي سدّوا ..
- بفقدهم نفتقد كثير من الحكمة والرأي السديد وكثير من التربية وكثير من التاريخ الذي صيغ في ذواتهم وقالبهم وأنتجهم - ولا نزكيهم على الله - ..
- إن كنَّا في الحقيقة لم نفقد علمهم المبثوث في الأرجاء - بحمد الله - غير أنَّا سنفقد آراءهم في النوازل .. وسنفقد إحساسهم بحاجة الأمَّة .. وسنفقد الجلوس إليهم وسماع حديثهم ..
ولنا في وفاة خير الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجم الفاجعة التي حلّت بالصحابة رضي الله عنهم أثر وسبق، فنبيُّنا عليه الصلاة والسلام عالم العلماء وسيِّد ولد آدم حين اختار الرفيق الأعلى تباينت المواقف من كبار الصَّحابة، ومِن دافع الحُبّ تباينوا .. فعُمر رضي الله عنه لم يُصدّق بعدُ بالخبر .. حتى قضى أبو بكرٍ رضي الله عنه بقول الله (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ) (7)
بقدر فقْد الحبيب صلى الله عليه وسلم كان فقدُ الأمان .. ولكن ثبّت الله الذين آمنوا بعدها ..
أمّا العِبرة أن ينظر طلاّب العلم والدُّعاة وكل مسلمٍ مُحبٍّ غيور إلى الدَّور الذي ينتظره، والفراغ الذي يجب أن يُسد في طلب العلم، ونشره، والصَّبر عليه، والدَّعوة إلى الله، والتّزكية، والعبادة، والتضحية من بعد هؤلاء رحمهم الله ..
إنِّ العلماء الربانيين صنعوا الأثر بأبجديَّاتٍ طالما غفلنا عنها "في عصر تطوير الذَّات زعموا، والتفكير الإبداعي ظنّوا، وتنظيم الوقت حسبوا،والإنتاجية وهموا " بل صنعوا التاريخ كله بإخلاصهم!
وصنعوا الرِّجال بتتلمذهم على أشباههم ممن تتلمذ على القرآن والسنة وفقه العلماء ..
غيّروا النفوس وجيّشوا الأرواح لهذا الدين -ليس بفنّ القيادة! - باليقين الذي ملأ قلوبهم وصِدْقهم الذي حرّك جوارحهم، وتصْدِيقهم أقوالهم بفعالهم .. هذه هي صفات المؤثِّرين الربانيين.
أجادوا لغة الأثر والسُّنَّة وخلّفوا وراءهم لغة التقليد والبدعة ..
والنداء والعبرة لنا ..
فيا طلبة العلم والمربين والدُّعاة والصّلحاء وعموم المسلمين:
إنَّ من قضى فقد قضى .. والعِبرة لمن بقي!
فهل سنسير على الطريق الذي ساروا ونقول: إلى اللقاء بإذن الله؟
اللهم اغفر لعلمائنا الأموات وارحمنا من بعدهم ..
اللهم أعظم لنا الأجر في وفاة علمائنا وألهمنا الصبر ..
اللهم لك ما أخذت بحكمتك ولك ما أعطيت ..
فألهمنا ومن أحب الشيخ ابن جبرين الصبر والسلوان!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/106)
إلى اللقاء ياشيخنا في جنَّات النعيم بإذن الله!
--------------------------------------------------------------------------------
(1) سورة القصص (آية:60)
(2) سورة الزمر (آية:30)
(3) سورة الأنعام (آية:61)
(4) سورة المدثر (آية:38)
(5) رواه البخاري
(6) رواه السخاوي من حديث ثوبان مولى رسول الله
(7) سورة آل عمران (آية:144)
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=9076
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 04:52 ص]ـ
رحم الله والدنا وفقيدنا (الجبرين)
عبدالعزيز بن جبرين الجبرين
انتقل إلى رحمة الله تعالى الشيخ الدكتور العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين يوم الاثنين الساعة الثانية ظهراً 20 - 7 - 1430هـ الموافق 13 - 7 - 2009م وقد فقدت الأمة بوفاته عالماً جليلاً وعلماً من أعلامها المخلصين، رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته.
لقد نذر نفسه ووقته لخدمة دينه ونصرة الحق والدعوة في سبيل الله وكان عمره حافلاً بالأعمال الخيرة والمزايا الطيبة وحسن الخلق وحب الخير والرفق بالناس ومعرفة أحوالهم وسعة الحلم ورجاحة العقل والشجاعة في الحق لا يخاف في الله لومة لائم، وصاحب أدب رفيع وصبر، شديد التحمل، ثاقب الرأي ويعطي كل من يقابله حقه من المعاملة الحسنة، وكان يقضي حوائج الناس، وكانت الابتسامة لا تفارق محياه دائماً، ويلبي دعوة من دعاه وكان يسعد بعقد القران ويهتم بالوصية فيه بالصلاة .. وبيته ومكتبه مفتوحان وأذنه صاغية فكان قريباً من الناس، كما أن رغبته في العلم والدعوة أخذت جل اهتمامه ووقته لا يهدأ ذخيرته إيمانه بالله ومعاملته للصغير والكبير على حد سواء بالرفق واللطف واللين والحنكة والمساواة. ويبذل جهده ووقته لخدمة العلم وطالبه ويدعم الجمعيات الخيرية ويعطف على الفقراء والمساكين والمحتاجين وييسر لهم أمورهم بقدر ما يستطيع.
رحم الله شيخنا وبلّغه الفردوس الأعلى، فمنذ أن قدم إلى هذه الدنيا ودرج على هذه الأرض وهو في رحلة الطلب وميادين البحث وحلقات الدرس .. حفظ القرآن وعمره اثنتا عشرة سنة، ودرس على يد أبيه وعلى يد الشيخ الشثري المعروف بأبي حبيب، وحصل على درجة الماجستير والدكتوراه.
رحمه الله رحمة واسعة، فإن كان فضيلته قد رحل عن هذه الدنيا الفانية بعد عمر أفناه في العلم والبحث والدؤوب لنشره بين الناس والعمل الصالح المتواصل الذي لا ينقطع فستبقى بحوثه ومؤلفاته ومآثره العلمية وخصاله الحميدة وأعماله والجليلة وذكره الحسن الطيب، وما خلفه من علم وأخلاق فاضلة وسيرة عطرة تشهد على علو مكانته وقدره ومحبة الناس له، وإن رحل فقد ترك علماً ينتفع به ولن ينقطع عمله؛ إذ هو أحد الثلاثة الذين أخبر الرسول أن عملهم لا ينقطع بموتهم، وكل الذي نتمناه أن يكون رحيله إلى الدار الآخرة عبرة لنا ولكل مقصر.
فخالص عزائي وصادق مواساتي لجميع أولاد الفقيد وإخوانه وأسرته وذويه وأقاربه ومحبيه وطلابه والأمة الإسلامية جميعاً، سائلاً المولى عزَّ وجلَّ أن يتغمد الفقيد الغالي بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
(ولله ما أخذ ولله ما أعطى ولا حول ولا قوة إلا بالله).
http://www.al-jazirah.com/104890/fe6.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 04:53 ص]ـ
نقاط فوق الحروف
بقدر ما تقدم تكون
محمد بن سليم اللحام
بإمكان أن تكون نجماً بارزاً في كبد السماء وبإمكانك أن تكون ذلك الشخص الذي لا يأبه له في أي وادٍ هلك.
ويشهد الحال بأن قيمة الإنسان تحسب بقدر عطائه للمجتمع من خير فخير أو شر فشر، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول للصحابة أنتم شهداء الله في الأرض في أعقاب مرور جنازتين أمامه إحداها ذكرت بخير وأخرى ذكرت بشر وفي ذلك دلالة على أن الإخلاص وحرص المسلم على نفع المجتمع يترتب عليه القبول في الأرض والأجر الجزيل في الآخرة.
والشواهد في هذا المجال كثيرة فلنا في مصاب الأمة بنبيها أكبر دلالة على ما قدمه عليه الصلاة والسلام للأمة جمعاء من خير حمله على عاتقه بهمة وعزم ولم يثنه أو يمنعه ما عاناه من مصاعب ومصائب ولم يثنه كل ذلك عن تقديم الخير للأمة.
وإذا تركنا الأنبياء وأخذنا خلفاؤهم من العلماء فلقد شاهدنا كيف سارت جنازة العلامة الشيخ الدكتور عبد الله بن جبرين ومن سار خلفها في موكب مهيب ولك أن تعلم أن إسهامات فضيلته في نفع الأمة تجلى بعضها بهذا المظهر.
وبعد الأنبياء والعلماء يأتي مثال آخر يتمثل بالمصلحين من آمرين بمعروف وناهين عن منكر ومن سار في فلكهم والتي تقدم للأمة خدمات يقدرها عقلاء الأمة ولك أن تنظر كيف تقدر هذه الفئة بأشكال تجلت من خلال مواقف ومشاعر وقّادة نراها في كل محفل كلما خَطَب المجتمع خَطْب.
وإن ما يقدمه الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر يتطلب منهم وضعه في قالب مهني وأخلاقي وهذا الهم ما برحت الرئاسة تسعى في توفيره فها هي تضع نظام للمتحدثين الرسميين لديها في المناطق وتحرص على وضع نواب لهم وليس ذلك فحسب بل تسعى من خلال البرامج المتخصصة لصقل مهاراتهم في التواصل مع المجتمع حرصاً على الإسهام بفاعلية في القيام بمهام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حرصاً على عموم الخير في المجتمع وها هي تنظم حالياً برنامج (تنمية مهارات المتحدثين الرسميين) لمدة أسبوعين في محافظة الطائف فإلى الأمام يا رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونسأل الله لكم التوفيق في رسالتكم الخيرة.
http://www.al-jazirah.com/104890/is12.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/107)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 04:54 ص]ـ
مضى الجبرين عبدالله عنا
رهيب الوقع حزن في جناني
وحل الضعف حتى في لساني
فلا أسطيع نطقاً من دموعي
كلا العينين مني تذرفان
وحزن القلب نيران تلظى
وأنس البال خصم لي وشان
ويا شعره ويا نثر هلما
أنا المحتاج هلا تسعفاني؟
فقدنا عالماً فذاً جليلاً
وفي فقدانه ثلم السنان
مضى الجبرين عبدالله عنا
مضى شيخ الفتاوي والمعاني
وإن الموت مكتوب وحق
وما للموت فينا من أمان
لرب الناس رجعانا جميعاً
وإعمار الورى نحو التداني
أيا دكتور يا طب الحيارى
إلى الفردوس في أعلى الجنان
أيا رمز التواضع أنت حي
ولن ينسى لكم حلو البيان
نصرتم سنة المختار نصراً
بأقوال سديدات سمان
ويا نبراس كان لنا مناراً
وبستاناً به قطف المجاني
بإذن الله يجمع ما تركتم
من الآثار في هذا الزمان
تركتم كنز علم لا يضاهى
وقد بلغت مطامحه الأماني
فيا جبرين يجبرنا إله
وسيع العفو ممدود الخوان
فقد كنتم لنا أنسا وجبراً
وقد أمسى الأسى طلق العنان
إلى المولى الرجوع وقد حزنا
ورب العرش يعلم ما نعاني
دموع في انهيار وانسكاب
من العلماء أو قاص ودان
فيا صرحاً سما حيا وميتاً
علمنا أن كل الجمع فان
صبرنا واحتسبنا الأجر نرجو
وسهم الموت زلزال الكيان
مضى ابن الباز قبلك فاحتسبنا
عثيمين مضى عال المباني
عسى الرحمن يبقى من تبقى
شيوخ العلم نور للمكان
وفزتم يابن جبرين بخلد
بجنات بها نبع الحنان
وبارك في شيوخ العلم فينا
وأغزر علمهم في كل آن
وبارك في بني الإسلام علماً
والبس ارضنا ثوب الأمان
عبدالرحمن بن سعيد الحارثي
http://www.al-jazirah.com/104890/fe9.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 04:55 ص]ـ
مات ابن جبرين
عرفتُ الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله - وعمري آنذاك خمس سنين في مسجد قريب من منزلنا في حي دخنة بالرياض، وقد لمست بعفويتي وطفولتي سماحة ذلك الرجل وطيبه قلبه وبسمته وحنوه وصفاء نفسه ومراعاته لي ولأمثالي من صغار السن، فلم نره ينهرنا ولا يغلظ علينا، بل نجده دائماً حين يشاهد من الواحد منا عبثاً طفولياً يعالجه بأسلوب محبب للنفس فهمت بعد ذلك انه أسلوب نبوي كريم، وقد كان له مع ذلك هيبة في قلوبنا لكنها هيبة ممزوجة بحبه وتقديره فقد نال - رحمه الله - من قلوبنا الصغيرة والغضة التي لا تعرف المجاملة أو النفاق من الحب أغلاه ومن السكن ان سكن في سويدائها وماذا بعد سويداء القلب.
وبعد سنين مرت من عمري تتابعت معرفتي بالشيخ ابن جبرين - رحمه الله - من خلال سكني في ذات الحي الذي يسكن فيه، فعرفت جوانب جديدة من حياته وصفاته الشخصية وإنجازاته العلمية، وتجدد لي بل وتأكد ما حفظته ذاكرتي منذ الطفولة عنه، فالرجل هو هو بسماحته وطيبة قلبه وبسمته وحنوه وصفاء نفسه غير انني لمست ما يتمتع به من ثقة ولاة أمرنا - أيدهم الله - وما يتمتع به أيضاً من صبر وجلد في طلب العلم وتعليمه للناس وكذلك عرفت تواضعه وحكمته وحنكته وبذله للناس خصوصاً قضاؤه لحوائجهم، كما انه - رحمه الله - وقاف على الحق متى تبين له رجع إليه، لين الجانب لا يقتص لنفسه ولا ينتصر لها، عاف كاف لا يتطلع للدنيا ولا زينتها، يصدع بالحق، فتاواه محل ثقة وتقدير، وعلمه علم غزير نفع الله به أهل السنة والجماعة وفضح به أهل الزيغ والفساد والعناد والضلال المبين.
ها هو - رحمه الله - يلقى ربه بعد معاناة مع المرض لم يعرف خلالها إلا صابراً محتسباً تألم لألمه ووقف معه ودعا له كل محب لهذا الدين العظيم فزاره ولي أمرنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين ملك القلوب الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - أيده الله - فاطمأن عليه ووجه - جزاه الله خيراً - ببذل كل ما يمكن بذله في سبيل استعادة الشيخ صحته، ولقيت وفاة الشيخ أيضاً صدى كبيرا واهتماما لدى ولاة أمرنا، حيث نعاه الديوان الملكي ببيان أصدره، كما تقدم الصلاة عليه سمو نائب أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز وهذا كله ليس بمستغرب على ولاة أمرنا وعلى مملكتنا الغالية المملكة العربية السعودية، أما على صعيد التفاعل الشعبي مع فضيلة شيخنا في مرحلة مرضه وتلتها وفاته فالوصف تعجز عنه كلماتي، ولا أجد أدل على ذلك من الزائرين له وهو على سرير مرضه، ولا تلك الأعداد الهائلة من المصلين والمشيعين له وهو على نعشه حتى ان شوارع الرياض التي تصل ما بين جامع الإمام تركي بن عبد الله ومقبرة العود حيث ووري جثمانه الثرى ضاقت بما رحبت، ناهيك عن ملايين من الناس حال بينهم وبين المشاركة في تشييع جنازته ما حال من الشواغل والموانع!!
وماذا بعد؟؟!!، مات العالم الجهبذ صاحب السيرة العطرة والخصال النضرة شيخنا الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله - وسؤالي ماذا بعد الحزن والبكاء؟!، ماذا بعد ذكر مآثره ومناقبه؟!، ماذا بعد تخليد ذكراه بمقال أو قصيدة أو برنامج وثائقي؟! ماذا بعد ذلك كله؟! أجد ان بعد ذلك كله يجب أن تأتي الخطوات العملية الخطوات التي ستُبقي الشيخ حيا موجودا بيننا بل وبين الأجيال القادمة من بعدنا، تلك الخطوات هي حفظ علمه بالصوت والصورة والكتابة وذلك من خلال إنشاء مؤسسة علمية إعلامية ثقافية يكون لها عدد من المناشط من أهمها أن يكون لفضيلة شيخنا موقع على شبكة الإنترنت وذلك من خلال تطوير وتحديث موقعه الحالي بصفة دورية ليواكب كل جديد في مجال هذه التقنية العالمية المذهلة والنافعة متى ما تم توجيهها الوجهة الحسنة، وتقوم تلك المؤسسة أيضاً بإخراج نتاج شيخنا العلمي من خلال الشريط و (السي دي) السمعي والمرئي وكذلك من خلال الكتاب وكذلك من خلال ترجمة كل نتاجه إلى لغات العالم إلى غير ذلك من المناشط الأخرى!!
رحم الله شيخنا الفقير إلى ربه عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين وجزاه عنا خير الجزاء، وختاما ان العين لتدمع وان القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب. وإنا على فراقك يا شيخنا لمحزونون.
أحمد بن محمد الجردان
http://www.al-jazirah.com/104890/fe8.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/108)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 04:56 ص]ـ
من للدورات العلمية بعد ابن جبرين؟!
إن من آثار سماحة الإمام عبدالله بن جبرين - رحمه الله - دروسه التي فيها من الفائدة والعلمية العظيمة الشيء الكثير، ولما كان الشيخ يقصد بطلب العلم وخاصة في الإجازة الصيفية فقد أنشئت له أول دورة علمية صيفية باسمه مدتها شهر في الجامع القريب من منزله، وكان انطلاقها في فجر يوم الأحد الموافق 25 - 4 - 1425هـ، وقد أنشأ سكناً خاصاً بالتلاميذ الذين وفدوا من خارج الرياض، ثم لم تزل هذه الدورة تقام كل عام في فصل الصيف إلا في عام 1430هـ ورتب على حضورها شهادات علمية، كما أن الكتب المقررة في الدورة توزع مجاناً.
وقد كانت الدورة تنقل عن طريق شبكة الإنترنت، وفي اليوم الثاني من الدورة أتت قناة المجد لتصويرها وتسجيلها، والعجيب أنه أثناء إقامة دورته المذكورة ربما كان له شاركة بزمن معين في دورة أخرى في أحد المساجد القريبة، وبعد الانتهاء من دورته العلمية ينتقل إلى الدورات العلمية التي خارج منطقة الرياض مدة فصل الصيف، وحين التأمل في جدول الدورة نجد دقته في اختيار متون الكتب المقررة في الدورة، وشمولية الشرح والإيضاح، ونسبة القول لقائله وخاصة في الفقه، وربما عرج وأشار إلى اختيارات الشيخين (الشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ عبدالعزيز بن باز، كل هذا باستيعاب ما في المسألة من فوائد وشواهد شعرية ومواقف ولطائف وقصص قديمة وحديثة ونحو ذلك، وإن كان في المسألة بعض الغرابة والشذوذ ذكر ذلك ونسبه إلى قائله ورد عليه، وعلى مدى تلك الدورات فقد أنهى الشيخ العديد من المتون العلمية المقررة، إذ كانت دورته على فترتين صباحية ومسائية ولربما بدأ الشيخ درسه بعد المغرب ولم ينته إلا الساعة العاشرة والنصف، ومما هو حري أن يسجل هنا، كما أنه يؤيد مسألة أن الشيخ يقصد، ففي أحد أيام تلك الدورات الموافق يوم الثلاثاء 12 - 2 - 1426هـ أتى أحد الإخوان وهو من جنسية تركية، أتى بشخصين من النصارى ليلقنهم الشيخ الشهادتين، وكان الموقف لا يوصف من روعته وروحانيته، وفي ختام كل دورة يقام حفل تكريم يوزع فيه شهادات الحضور والجوائز التكريمية للمسابقات المواكبة للدورة في حفظ بعض المتون العلمية، ولعل من طريف الحدث في وفاة سماحة الشيخ عبدالله، أن وفاته كانت في غضون انتهاء دورته العلمية والمقرر أن يكون فيها متواجداً، أيضاً صُلي عليه في الجامع الكبير الذي كان يؤمه ويقيم فيه حلقات علمية، وقد كان يؤمه بالنيابة عن الشيخ عبدالعزيز بن باز في حال غيابه يوم أن كان إماماً للجامع -رحمهما الله- وإليك ما يدل على جوانب علمه ودقته في فقه الإمام أحمد:
أولاً: قام - رحمه الله - بتحقيق كتاب شرح الزركشي على الخرقي في سبعة مجلدات، وقدم للكتاب مقدمة مفيدة جداً، يحيل إليها كثيراً الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - في كتابه المفصل، مصدراً كل ما ينقله بقوله (قال العلامة ابن جبرين).
ثانياً: أشرف على طباعة وتصحيح كتاب حاشية الروض المربع لابن قاسم الحنبلي.
ثالثاً: كثيرة هي كتب المذهب التي قررها في دروسه على فترات، فمما قرره:
شرح منتهى الأردات - شرح الزركشي على الخرقي - العدة في شرح العمدة - عمدة الطالب - روضة الناظر في أصول الفقه - القواعد الفقهية لابن اللحام - القواعد الفقهية لابن سعدي - التسهيل - دليل الطالب - المغني.
وأما الكتب التي أتمها وأنهاها فمنها:
- الكافي - الروض المربع - زاد المستقنع - منار السبيل - أخصر المختصرات منهاج السالكين وجميع هذه الثلاثة الأخيرة فرغت من الأشرطة وطبعت.
رابعاً: أنه شرح كتباً في المذهب ليست مقررة في دروس كثير من المعاصرين، بل كان سبباً - رحمه الله- في طبع سنن سعيد بن منصور -رحمه الله- وهذا الكتاب مصدر مهم من مصادر كتب الحنابلة -رحمهم الله-.
خامساً: وكما أن الشيخ اعتنى بكتب المذهب في دروسه، فقد اعتنى بكتب الحديث وعلومه التي هي أساس الفقه، فالشيخ تقرأ عليه كثير من كتب الحديث الستة، مما له علاقة بالفقه الحنبلي ككتاب المنتقى في الأحكام للمجد ابن تيمية، والمحرر لابن عبدالهادي، أيضاً الفتح الرباني لترتيب مسند أحمد بن حنبل الشيباني، أيضاً سنن أبي داود وهو من الكتب المهمة لدى الحنابلة كيف لا ومؤلفه من أصحاب الإمام أحمد وإن المتأمل لسيرة سماحة الإمام عبدالله بن جبرين - رحمه الله - يجده مترسماً هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم، ومن أولئك الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- أقول هذا لما رأيت من سماحته من اهتمام وتحف عند قراءتي عليه للامية شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- عند تحقيقي لها، كما أنه حضر وصلى على جنائزنا على جنازة أبناء العم أحمد بن محمد آل حيان والأستاذ زيد آل حليبة -رحمهما الله- وقلما يغفل السؤال عن حمولتنا ويخص ابن العم حامد - شفاه الله - الذي كان معه في الإفتاء إبان عضويته، غفر الله للشيخ ابن جبرين ورفع ذكره في المهديين (آمين).
خالد بن علي بن محمد الحيان
عضو دعوة في الشؤون الدينية للقوات البحرية وإمام وخطيب إسكان وزارة الداخلية
http://www.al-jazirah.com/104890/fe7.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/109)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 04:56 ص]ـ
مواقف وعبر من حياة ابن جبرين رحمه الله
منصور البراك
ردة الفعل الكبيرة، وأثر الصدمة العميق، وعظم المصيبة التي عمت كل المسلمين لوفاة العالم الجليل والشيخ الكبير سماحة العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عضو الإفتاء سابقاً هي الأمر المتوقع حيث كان الجميع يتابع حالته المرضية خلال الفترة السابقة بكل اهتمام فقد كانت حياته رحمه الله مليئة بالدروس والعبر والمواقف التي تستحق أن تسجل وتحفظ لتكون علامات مضيئة لكل من ينشد الرفعة والعزة في الدنيا والآخرة.
لقد عاش رحمه الله حياة بسيطة يلفها التواضع، ويصبغها الرفق، ويلونها العلم، ويحيطها خدمة المسلمين في كل أنحاء الأرض .. وحيث إنني وقفت على عدد من المواقف منها المباشر مع الشيخ رحمه الله وأخرى عن طريق الرواية المباشرة لمن عايشوا الشيخ وكانوا قريبين من تلك المواقف ليستفيد منها كل ذي لب:
- من المواقف المباشرة عندما كنت محرراً صحفياً في جريدة اليوم في العام 1416هـ كنت أطرح بعض الموضوعات التي أرى أن القارئ يحتاج إليها وأعد حولها مجموعة من الأسئلة وأحملها إلى مكتب الشيخ الذي يقوم بالإجابة عنها والعبرة في ذلك أنه رحمه الله كان يفضل أن يقوم بتفصيل الإجابة كتابة بيده وبخط واضح رغم إمكانية أن أسجل إجاباته أو إنابة من يكتب عنه ولكن حرصاً منه رحمه الله على نفع المسلمين ومازلت أحتفظ بنماذج منها حتى الآن.
- ومما يرويه مدير مكتب سماحة الشيخ في ذلك الوقت في رئاسة البحوث العلمية والإفتاء الأستاذ عبدالله الحوطي عن رحلات سماحته في جنوب المملكة لإلقاء المحاضرات في القرى والهجر حيث يعود الشيخ مع مرافقيه حوالي الساعة العاشرة ليلاً ليتوجهوا إلى النوم مباشرة نظراً للإرهاق والتعب من البرنامج اليومي للتنقلات بينما يعود الشيخ رحمه إلى الصلاة والتدوين والتفرغ للعبادة!
- ويروي أحد جيران الشيخ الأستاذ راشد الخضير عن لقاء جيران الحي الذي يقطنه الشيخ والذي يقام بشكل أسبوعي حرص الشيخ على الحضور والعجيب أن الشيخ لا يحاول الاستئثار بالحديث بل يدع المجلس على سجيته في تبادل الأحاديث دون أي رسمية أو انضباط يتنافى مع طبيعة هذه اللقاءات الودية الاجتماعية رغم ما عرف عن الشيخ من جدية في طلب العلم وصبر يقل نظيره ودأب لا يطيقه إلا من وفقه الله! فقط يجيب على على طرح الأسئلة والاستفتاءات التي قد يوجهها أحد الجيران بين الفينة والأخرى، وهذا من فقهه رحمه الله.
- ويذكر أحد طلاب الشيخ رحمه الله الشيخ إسماعيل الرميح أنه كان يحضر درس الشيخ بعد صلاة العشاء ثاني اثنين أو ثالث ثلاثة والشيخ لا يكل ولا يمل من قلة الحضور بل يواصل الدرس ويستمر دون أي شكوى من قلة الحضور بل همه إفادة من يحضر ولو كان شخصاً واحداً.
- ومن المواقف التي يذكرها منسوبو السنترال في رئاسة البحوث العلمية والإفتاء هي أن الشيخ كان لا يغادر مقر العمل حتى تنقطع اتصالات المستفتين ولذا كان منسوبو السنترال يتناوبون على البقاء بعد نهاية الدوام يومياً حتى يخرج الشيخ بعد أن تنقطع اتصالات المستفتين في وقت متأخر!
- أيضاً مثل موقف الشيخ قبل سنوات عند وفاة زوجته يعد درساً عظيماً في الحرص على إفادة المسلمين والشعور بالمسؤولية في أصعب المواقف حيث تفاجأ منسوبو الإفتاء بحضور الشيخ في اليوم التالي لمباشرة العمل وخدمة المسلمين.
- ومن الأمور التي تعزز وتثبت ما قلناه من حرص الشيخ على طلب العلم وإفادة طلابه وهذا يعرفه القريبون منه ما ذكره الشيخ فهد الغراب إمام جامع شيخ الإسلام ابن تيمية والمشرف العام على الدورة العلمية التي تقام سنوياً في الصيف في الجامع والتي وصلت إلى السنة السادسة عشرة وكانت هي نقطة البداية والبذرة الرئيسة لانطلاقة الدورات العلمية في أنحاء المملكة، حيث يقول الشيخ فهد: إن الشيخ رحمه الله كان رقماً مهماً في هذه الدورات منذ بدايتها ولم يتخلف على مدى أربعة عشر عاماً إلا في هذا العام بعد أن أصابه المرض رحمه الله. كما أن الشيخ رحمه الله رغم كبر سنه ومشقة الترحال عليه إلا أنني ومن متابعة لإعلانات الدورات العلمية في داخل الرياض وخارجها كان دائماً يشارك ويلقي الدروس ويتغلب على ظروفه حرصاً منه على خدمة طلاب العلم في العقيدة والفقه وغيرها من علوم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/110)
الشريعة.
- وأختم بما ذكره خطيب جامع المقيرن بظهرة البديعة فضيلة الشيخ الدكتور ماجد آل فريان أن ما أحدثته وفاة الشيخ من فاجعة عظيمة ووقع أليم على عموم الناس هو تقدير علماء الدين الذي لم يحظ بمثله أحد من العلماء بأي علم من العلوم الأخرى.
barakm85@hotmail.com
http://www.al-jazirah.com/104890/fe5.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 04:57 ص]ـ
شيخ الشريعة
قصيدة رثاء في ابن جبرين - رحمه الله -
رحيل الكبار ليس كأي رحيل، وفقد العلماء ليس كأي فقد، إنه مصاب جلل وخطب مؤلم للقلوب، وهذه نبضات حرف حزين في رثاء شيخنا الجليل ابن جبرين عليه رحمات الله المتتابعة:
رحل ابن جبرين زار تناهي النوب
وجلجل الحزن في الأرجاء والكرب
شيخ الزهادة بحر العلم واأسفا
على فراقك يبكي العجم والعرب
صدعت بالحق تبني الدين علمكم
هو الغزير وغيث الخير منسكب
ملأت وقتك في درس عزيمتكم
هي الشموخ وجهد منكم عجب
تقدم السن لكن في ثيابكم
روح الشباب وخير منك مرتغب
تواضع باهر والقلب يسكنه
صدق يقين وإيمان هو الرحب
وجه بشوش وأخلاق يؤطرها
حسن بهاء ولفظ رائق عذب
ترعى المساكين تأسو الجرح في رحم
تجود بالمال والإحسان منصبب
حتى سكنت قلوباً مسها ضرر
من هول فقدك هذا الشرق مضطرب
أضحى يجاوبه بالحزن مكتسياً
غرب أسيف وإن الكون مكتئب
حملت هماً لدين الله تنصره
لم تثنكم شانئات الحق والريب
وقفت وقفة ليثٍ ليس يرهبه
فم مريض وحقد أسود جرب
شيخ الشريعة ذقت المر من مرض
قد انهك الجسم لكن صبركم سهب
هذا بلاء من الرحمن يرفعكم
منازل الصبر والجنات ترتقب
أحسنت ظني برب العرش أعلمه
براً رحيماً شكوراً جوده خصب
خلفت أجيالاً رداء العلم يسبغهم
حب العقيدة يحدوهم وقد رغبوا
إني لأحسبهم يقفون شيخهم
نشراً لعلمٍ ونصر الدين مرتقب
جاؤوا وفاء ودمع العين سابقهم
وحزنهم واسع وقلبهم وجب
ليكتبوا صفحة التوديع أسطرها
سود وتملؤها الأوجاع والتعب
أضحى يشاركهم في خطها زمر
ممن بكوا شيخنا والدمع منسكب
في موكب أجزل الرحمن هيبته
يحكي مكانة أهل الفضل تكتتب
فليرحم الله رب العرش عالمنا
في جنة الخلد لا هم ولا وصب
رباه ألهم بفضل منك أمتنا
صبراً جميلاً وجبر منك نرتقب
عبد الله بن سعد الغانم - تمير
http://www.al-jazirah.com/104890/fe10.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 04:58 ص]ـ
ابن جبرين قدوة للعلماء والدعاة
حماد بن عبدالله الحماد
لقد فجعت الأمة بفقد عالم من علماء المسلمين، عن عمر مديد في العلم، والتعليم والدعوة إلى صراط الله القويم، وقد كان يوم الاثنين الموافق 20/ 7/1430ه موعد فراق الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين الدنيا، والانتقال من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، وقد كان فقد الشيخ مصيبة على الأمة، وخسارة على العلم والدعوة وذلك لما حبا الله لشيخ من مزايا قل أن تجتمع في رجل واحد وهذه المزايا هي:
- العلم الراسخ: فقد كان الشيخ ذا علم راسخ موصل، وذلك يعود لأسباب منها: كثرة الشيوخ الذين تلقى عنهم في مختلف الفنون، ومنها: كثرة إطلاعه وقراءته الكتب، وحفظه المتون العلمية في مختلف الفنون الشرعية والعربية، ومنها: الجلد والصبر في تحصيل العلم. ومن أعظم تلك الأسباب نية خالصة لله نحسبه والله حسيبه، ومن أعظم الدلائل على رسوخه في العلم أنه ما تكلم في فن من فنون العلم إلا ويحسبه سامعه أنه مختص فيه، إذا تكلم في التفسير، في العقيدة، في أصول الفقه، في الفقه، وفي النحو.
- محبته الناس: وهذا ما جعله - رحمه الله - يبذل نفسه للصغير والكبير، والعامي وطالب العلم، بابه مفتوح للمستفتي وذا الحاجة، والمستفيد والمستشير، وطالب شفاعة أو تزكية، وهذا ليس ليوم واحد في الأسبوع، بل يومياً بدون ملل أو كلل، وذلك كل عصر، ولا يقطع ذلك المجلس المفتوح إلا إذا أذن المغرب فينصرف الناس ويتوجه الشيخ إلى المسجد لإلقاء درسه المعتاد، والشيخ في أثناء جلوسه للناس بعد العصر يجيب عن أسئلة الهاتف، وقد اتصلت به عدة مرات فأفادني كأنني بين يديه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/111)
- التواضع: كان في الشيخ تواضع يضرب به المثل، ومن تواضعه الجم أنه كان لا يسمح لأحد أن يقبل رأسه، مع كبر سن الشيخ، وعلو منزلته في العلم، وهو إذا رأى عالماً كسماحة الشيخ ابن باز سارع لتقبيل رأسه، وإذا قبل أحد رأسه قبل أن ينتبه إليه طلب أن يرد تلك القبلة، فيقبل الشيخ رأس من قبله، فأي تواضع ذلك! ومن تواضعه: أنه لا يأنف أن يجيب لدرس أو محاضرة ولو في مكان بعيد، ولو علم قلة الحضور، فهو لا ينظر لأعين الحاضرين ولكنه نحسبه ينظر إلى عين رب العالمين فأي تواضع ذلك. ومن تواضعه: تقديره للناس عموماً ولطلبة العلم خصوصاً صغاراً كانوا أو كباراً، وقد رأيته - رحمه الله - يترفق بمن يقرأ عليه في درسه فقد يخطئ، فكان لا يبادره بالتصحيح، فكان يعطيه الفرصة ليصحح لنفسه، أو يصحح له بقية الطلبة، كل هذا رفقاً بمن يتلقى العلم عليه، وقد كان أحدهم يقرأ عليه في درس الفجر يومي الخميس والجمعة في التفسير، فكان لا يحسن قراءة الآيات، ومع هذا كان الشيخ يصبر ولا يستعجل في تقويمه، رغبة في تأليف قلبه، وتثبيته على الاستقامة، ولا يقول كما يقول بعضهم: أنا أكبر من أن يقرأ على أحد لا يحسن القراءة. ومن تواضعه: تقديره للعلماء المتقدمين والمتأخيرن، بل قرأت له مقدمات لكتب ووسائل وسمعته في دروسه يصل بها بعض طلابه بصفات التبجيل كقوله العلامة الشيخ ونحوها، ويذكر أحياناً بعض الفوائد وينسبها إلى بعض المشايخ الذين هم في طبقة طلابه، بل إنني سمعته أكثر من مرة يراجعه الشيخ عبدالعزيز السدحان أحد طلابه ومن أبرزهم، يراجعه في بعض المسائل حال الأسئلة، فكان الشيخ رحمه الله يقول: الشيخ عبدالعزيز يقول كذا، الشيخ عبدالعزيز يقول الحديث ضعيف، فأي تواضع ذلك؟ ومن تواضعه: تواضعه في ملبسه وهيئته، فالذي لم يسبق أن رأى الشيخ لا يمكن أن يعرفه لأنه لا يتميز عن الناس بشيء، حتى المشلح (البشت) ما كان يلبسه إلا نادراً وحينما يكون الدرس أو المحاضرة خارج الرياض فهو لا يلبس المشلح في دروسه اليومية لا في الفجر ولا في المغرب ولا العشاء، وهو كذلك في مجلسه وبيته. ومن تواضعه الجم: أنه كان لا يأنف أن يجلس إلى من هو أقل منه علماً أو في طبقة طلابه وقد رأيته مرات وهذا يعرفه طلابه عنه، جلوسه في درس يسبق دروسه في الدورات العلمية التي كانت تعقد في الصيف، فيحضر مبكراً كبقية الطلاب ويجلس يستمع لا يقاطع ولا يعلق مع أن الشيخ الملقي يتمنى من الشيخ ذلك، ومرة رأيته يجلس في إحدى الدورات لدرس بعد درسه فتذاكرت وبعض طلاب الشيخ فقال هذا الأخ الشيخ يعلمنا التواضع عملياً. بل إنه قد تقام محاضرة في وقت درس الشيخ المعتاد، وذلك لبعض الدعاة والمشايخ فتأتي لمسجد الشيخ، فإذا الشيخ جالساً ويستمع للمحاضر والداعية، والأمثلة على ذلك كثيرة، وحقيقة كان كثير من الطلاب ينصرفون، وبعد انتهاء المحاضرة، يجلس الشيخ - رحمه الله - ليلقي درسه الذي بعد العشاء مع أن الطلاب انصرفوا وقد لا يحضرون إذا علموا أن هناك محاضرة لبعض الدعاة، فيجلس الشيخ ويلقي درسه ولو لم يحضر إلا أقل من أصابع اليد الواحدة فأي تواضع ذلك!
http://www.alriyadh.com/2009/07/24/article447102.html
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 04:59 ص]ـ
رحم الله الشيخ العلامة
عبدالله بن عبدالعزيز السبيعي - الخبر
رحم الله شيخنا العلامة عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين رحمة واسعة، اللهم أسكنا ووالدينا وأقاربنا وعلماءنا والمسلمين الجنة التي عرضها السماوات والأرض ... فقد كان الشيخ بن جبرين رحمه الله يعمل في حياته إلى تقريب السنّة إلى الأمة وقمع البدعة ويحارب معتنقيها أينما كانوا بكل ما أوتي من قوة ودحض لكل الشبه والمبتدعات وببراهين ساطعة ودامغة لكل من حاول خدش السنّة المطهرة المحفوظة بحفظ الله تعالى .. (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون .. ) .. لذا فلا غرابة أن يُحاربه المبتدعة وأصحاب الشركيات في كثير من البلاد الإسلامية وغيرها .. فقد قيض الله سبحانه لهذه الأمة من يُدافع عنها وعن شريعته عز وجل وعن سنّة نبيه صلى الله عليه وسلم من انتحال المُبطلين وجهل الجاهلين من المبتدعة ومن على شاكلتهم، فما فتئ شيخنا العلامة بن جبرين رحمه الله إلا ويُنافح عن هذه السنّة الشريفة المطهرة، وقد أبلى رحمه الله في ذلك بلاءً حسناً .. يستحق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/112)
العلامة بن جبرين أن يُطلق عليه لقب المجدد لهذا العصر كإخوانه ومشايخه الذين ساروا على شرع الله تعالى وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم.
يقول الشيخ حامد العلي حفظه الله في مرثيته عن الشيخ عبدالله بن جبرين رحمه الله:
هي الهواتفُ تأتيني فتُبكيني
وسابلُ الدمع بالأحزان يُضنيني
أن الكبير كبير الناس ودعنا
وغيب القبر جثمان بن جبرين
لقد بكيتُ وفيض الدمع يغمرني
أستذكرُ الشيخ، والأشجان تُدميني
حتى ترجَّع مني الصوت منتحباً
والناس تعجب من حزني، وتسليني
تالله ما كان إلا بالهُدى علماً
وما الذي عاش في علم بمدفون
أما العلوم فغيض من فضائله
كالورد من بين أزهار البساتين
فتارة في المعاني ينتقي دُرراً
وتارة في متون الحفظ للدين
قد كان بالفضل بين الناس مشتهراً
بما له في المعالي من ميادين
حتى تبوأ فيها رأس قمتها
تبوأ الدر تيجان السلاطين
ما كنت أحسب أن الموت يخطفه
استغفر الله من ظني وتخميني
لقد فقدت الأمة علماً من أعلامها، وفقيهاً من أبرز فقهائها، وداعية وصل علمه إلى الآفاق، وتتلمذ على يديه وتخرج من دروسه علماء وفقهاء وطلاب علم من شتى أنحاء العالم.
عرف العلامة الجبرين بعلمه الغزير وزهده وورعه، وكان لا يخشى في الله لومة لائم، يصدع بالحق، لا يبتغي سوى مرضاة الله، حظي برعاية ولاة الأمر ودعمهم له، وكانت له مكانته على مستوى الإفتاء في المجامع الفقهية، ووزعت مؤلفاته وأشرطته في أنحاء العالم، وترجمت إلى لغات شتى اشتهر بفتاويه التي تدعم أبناء الأمة، والتي توضح الرؤية الشرعية الصحيحة المستندة إلى كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم.
نفعنا الله بعلم شيخنا بن جبرين رحمه الله وكل علمائنا، وجعل علمه حجة له يوم القيامة، لقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم يُنتفع به أو ولد صالح يدعو له ... ) ...
اللهم ارحمنا واغفر لنا ولوالدينا وأقاربنا والشيخ عبدالله بن جبرين وعلمائنا واخواننا المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.
http://www.alriyadh.com/2009/07/24/article447101.html
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 05:01 ص]ـ
أشرقت الشمس والقهوة على الحائط
ماجد بن عبد الله السحيمي
أظن الكثيرين ممن سيقرؤون مقالي لن يفهموا عنوانه وهذا سبب يجبرني على تفسيره .. فقناعتي الدائمة أن كل من يكتب له وقود يحفزه للكتابة ووقودي هو حضراتكم ..
في الأسبوعين الماضيين طرحت قضيتين وهأنا ولله الحمد أجد مؤشرات إيجابية لها فأحببت أن أطرحها حتى تكتمل الصورة الجميلة.
في الجمعة قبل الماضية قي العدد رقم (13167) كتبت مقالا كان بعنوان (هل تشرق الشمس على الجميع؟) كان مفاده باختصار أن المشاهير من الممثلين والمطربين في كل مكان يحظون بتسليط إعلامي كبير جدا بينما أئمة وعلماء الأمة ومبدعوها في شتى المجالات لا يجدون ربع مايجده غيرهم وهم من وهبوا حياتهم وأموالهم لخدمة دين الله وخلقه وتساءلت من خلال ذلك المقال: لماذا شمس الشهرة لا تشرق على الجميع؟ ولماذا تشرق فقط على المغنين والممثلين وما حصل بعد وفاة مايكل جاكسن أكبر دليل على مستوى الأجهزة الإعلامية العربية؟ وكذلك على مستوى الشعب العربي الذي عظّم ومجّد بينما مشايخ الأمة ومبدعوها لا يعرفهم أحد مع أن علمهم وإبداعاتهم تجاوزت كثيرا من القارات وتركت إجابة ذلك السؤال مفتوحة لعلها تكون (نعم) يوما ما.
ولله الحمد أظن أن إجابة السؤال ستكون نعم حين قرأت في جريدة (اليوم) في عدد الثلاثاء الماضي خبر نعي الديوان الملكي لفضيلة الشيخ العلامة وعضو هيئة كبار العلماء عبدالله بن جبرين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته في الصفحة الأولى ثم بعد ذلك خُصصت صفحة أخرى للشيخ رحمه الله تحدثت عن مسيرة حياته حتى مرضه ثم وفاته فضربت جريدة (اليوم) مثلا وأنموذجا رائعا في تسليط الضوء على مثل هؤلاء المشاهير الذين وهبوا وقتهم وجهدهم لربهم وللمسلمين وليس كما يفعل غيرهم وهنا أقول: نعم ستشرق الشمس على الجميع بإذن الله.
أما في الجمعة الماضية وفي العدد رقم (13174) فقدكتبت مقالا بعنوان (قهوة على الحائط) كان مفاده أن مقهىً إيطاليا ضرب أنموذجا رائعا في التكافل والتعاون فكل من يريد أن يتبرع لأي فقير لايستطيع دفع ثمن القهوة, يقوم المتبرع بدفع ثمنها ويقول (قهوة على الحائط) فيضعون ورقة بيضاء على الحائط وحين يراها أي فقير يعلم أن هناك من تبرع له بكوب قهوة ويمكنه الحصول عليه مجانا. ولله الحمد لم يمر 4 أيام على هذا الموضوع إلا وأقرأ ما حصل لبعض المواطنين الذين نشرت معاناتهم صحيفة (اليوم) الذين توفي أطفالهم بعد الولادة لعدم توافر حاضنات للأطفال وإذا بتدخل من إمارة المنطقة الشرقية وبالتنسيق مع وزارة الصحة لحل هذه المشكلة وتأمين الحاضنات وبالتالي تأمين حياة الأطفال فإن كنا ننتقد وزارة أو مستشفى أو أي جهة على تقصيرها وجب علينا شكرها حين تستجيب وتُقوّم خطأها فهذا عنوان عريض يندرج تحت مجتمع مترابط ومتكافل أساساته التناصح والتآخي والتعاون قبل كل ذلك خاصة إن تعلق بأرواح الناس وأغلى ما يملكون من فلذات أكبادهم لا أرانا الله مكروها وجميع المسلمين.
لم يقف تعاوننا إلى هنا ففي يوم الأربعاء قرأت أيضا في جريدة (اليوم) تصريحا لمدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بتمديد فترة التسجيل في الجامعة ممايزيد من فرص الطلاب للقبول في الجامعة, كما قامت الكليات العسكرية كذلك بالتمديد, وكل ذلك ينم عن مسؤولين يقدرون أبناء هذا الوطن ويحرصون على احتوائهم ورفعتهم (داخل) هذا الوطن وتسخير إمكاناته لشعبه وخدمتهم فلله الحمد, أظنني أستطيع القول: أشرقت الشمس على الجميع وهناك قهوة على الحائط, ألقاكم الجمعة القادمة .. في أمان الله.
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=13188&P=4
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/113)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 05:02 ص]ـ
راح ابن جبرين
فالح الشلوي
ي رثاء فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين «رحمه الله»
يوم طاح من السما نجمٍ سماوي
ألتقته الأرض من وسع ورحابه
انطوت صحف وبقى للهرج راوي
لا أجدبت الأرض وتعدتها سحابه
يسطع بنورٍ على الأنوار ضاوي
لا انجلى الليل العتيم وصك بابه
سيرة من العلم تهدي كل غاوي
تنهل من الرسل واقوال الصحابه
جاهد بعلمه وسميته فداوي
لا كسى المامور والمنهي تشابه
عاش فيها زاهد وورع وغناوي
بايع الدنيا على جناح الذبابه
حتى لمن هم في إصدار الفتاوي
من رجاحة فكر ما ضيع صوابه
نحسبه والله حسيبه كان ناوي
يرجع الأسلام مثل اللي بدابه
فاقده وانا على شوفه شفاوي
انهل من علومه وأقرا كتابه
راح ابن جبرين والعد الرهاوي
ياعسى حقوق الوسم تروي ترابه
ما نقول العلم عقبه سناوي
ياكثر من حاز علمه وأقتدابه
ليت كل انسان لمّا صار قاوي
يفيني بشيبه مثل ما افنى شبابه
ننشغل في التوت والتمر الحساوي
لين عمر الملتهي تقفي ركابه
الآدمي لولا المحاسن والمساوي
عاش والا مات .. محيٍ درابه
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=13188&P=23
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 05:03 ص]ـ
يارب تغفر له
نايف المقاطي
كلٍ له سنين وحياةٍ مداها
لا حل ما تنقص ولا عاد تزداد
ياحظ منهو في رضى الله قضاها
كالشيخ أبن جبرين عالم وعباد
نفسه على رضوان ربه حداها
وعن الحياة الفانية عاش زهاد
وتقواه وثّق في حياته عراها
يصدع بقول الحق والحق بجّاد
فتواه يدوي فالمنابر صداها
وكلٍ تغانمها وأخذ منّها زاد
يارب تغفر له ويجزى جزاها
منزال فالجنة وللحوض ورّاد
مع سيد الأمة ومرسى بناها
شفيع خلق الله على روس الأشهاد
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=13188&P=23
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 05:04 ص]ـ
اليوم تستعرض أبرز الأسماء الراحلة خلال العقد الماضي
رحيل العلماء يعيد للأذهان ذكريات عام الحزن
ولاة الأمر يقدرون دور العلماء ومكانتهم
سامي المبارك ـ الدمام
تهرم الأرض وتنقص من أطرافها حين يتوارى علماؤها.
وتبكي الأرض حين تفقد صلحاءها وتحزن الامة حين يموت أعلامها كيف لا تحزن على فقد ورثة الانبياء؟ كيف لا تحزن على فقد سراج البلد ومنار العباد وقوام الامة وينابيع الحكمة؟ كيف لا تحزن على من مثلهم في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدى بهم في ظلامات البر والبحر فإذا انطمست النجوم تحيروا وإذا ا سفر عنها الظلام ابصروا.
وأخيراً كيف لا تحزن على من تحزن السماء والارض على فقدهم وهما لا تبكيان إلا على المؤمن فما بالك ان كان عالماً عابداً قال تعالى (فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين) ويقول تعالى (او لم يروا أنا نأتي الارض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب).
قال ابن عباس وغيره نقصان الأرض (ذهاب علمائها وفقهائها وخيار أهلها) نعم والله لقد نقصت الأرض من اطرافها وبكت السماء والأرض وبكى اهل الايمان والصلاح وبكت البلاد والعباد على فقد ثلة من العلماء الأجلاء في اكلح الظروف وفي وقت الناس فيه في أشد الحاجة إلى العلماء الربانيين والفقهاء والمصلحين (ولله الحكمة البالغة) (إنا لله وإنا إليه راجعون).
لعمر ما الرزية فقد مال
ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد شهم
يموت بموته خلق كثير
ففي العقد الماضي فقدت الامة الاسلامية والعالم الاسلامي ثلة من العلماء الابرار وتحديدا منذ عام 1420هـ الذي سماه الكثير عام الحزن لكثرة من مات فيه من العلماء. فقد فقدنا كوكبة منيرة من أعلامها رزئت بفقدهم ونقصت الأرض من أطرافها وانثلم جدار الدين والملة وطويت برحيلهم صفحة مشرقة من صفحات التاريخ. طويت صفحات من العلم والفضل والتقوى والزهد والورع. لقد رحلوا عنا تباعاً وها نحن نستعرض ثلة منهم لنتذكرهم وندعو لهم ونحس بالفراغ الذي تركوه الذي يصعب ان يسد. فالعلم يرفع من الارض بقبض أرواح العلماء.
فاجعة العصر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/114)
في مستهل عام 1420هـ في شهر محرم الحرام في السابع والعشرين منه فقد العالم الاسلامي بأسره بفقد العالم الرباني العلامة سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز الذي بكى على فقده الملوك والامراء والصغار والكبار والعلماء والفقراء ودثرت البلاد بجلباب الحزن على فقد هذا الإمام الذي بذل حياته ووقته وكل ما يملك في سبيل الدين والعلم والامة الاسلامية الذي كان محل تقدير ولاة امر هذه البلاد.
عالم سامراء
وفي صبيحة يوم الاثنين 24/ 1/1420هـ فقدت سامراء عالمها الجليل الشيخ أيوب الخطيب الذي حمل لواء العلم والدعوة الى الله اكثر من ستين عاما قضاها في نشر الخير بين الناس والذب عن حرمات الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وكانت جنازته يوماً مشهوداً لاهالي سامراء ربما لا يعرف الكثير من الناس لكن اهل سامراء لا يمكنهم نسيانه فقد بكته العيون والقلوب.
فمحراب الصلاة عليك يبكي
ومجلس وعظكم أمسى حزينا
تركت وراءك الطلاب حيرى
تحن لشخصك الغالي حنينا
وسامرا كا الحزن ثوباً
تئن لفقدك الغالي انينا
الفقيد المؤرخ الأديب
وفي السادس من ربيع الأول من العام 1420هـ فقدنا فضيلة الشيخ العالم الجليل والمؤرخ الاديب الشيخ علي الطنطاوي الذي عرفه الجميع من خلال اطروحاته عبر شاشة التلفزيون وعبر وسائل الإعلام الاخرى ومن خلال كتبه وكتاباته.
الشيخ مصطفى الزرقاء
وفي عصر السبت 19/ 2/1420هـ انتقل الى رحمة الله تعالى الشيخ مصطفى الزرقاء بمدينة الرياض والشيخ من رجال الفقه الاسلامي المعاصرين.
الشيخ مناع القطان
وفي الخامس من شهر ربيع الآخر توفي العالم الجليل مناع خليل القطان الذي درس العلوم الشرعية في الكليات الشرعية بالمملكة ومعاهدها والمعهد العالي للقضاء.
فقيد المسجد النبوي الشريف
في السادس من شهر ربيع الآخر يوم الاثنين فقدت البلاد الشيخ العالم محمد عطية سالم المدرس بالمسجد النبوي الشريف. وقد عمل بالتدريس في المعهد العلمي بالاحساء ثم بالمعهد العلمي بالرياض ثم بكليتي الشريعة واللغة العربية ثم كلفه سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم – رحمه الله - بالعمل بالجامعة الاسلامية ابان افتتاحها، فرحمه الله رحمة واسعة.
فقيد الدمام
وفي آخر جمعة من شهر جمادى الآخرة فقدت مدينة الدمام العالم الجليل الشيخ أحمد الكلداري وقد كانت جنازته جنازة مشهودة.
محدث العصر
وفي الثالث والعشرين من شهر جمادى الآخرة لعام 1420هـ فقد العالم الاسلامي محدث العصر العلامة الشيخ ناصر الدين الالباني.
عالم الهند
وفي يوم الجمعة الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك من عام 1420هـ انتقل الى رحمة الله تعالى ابو الحسن الندوي امين ندوة العلماء بالهند ورئيس رابطة الأدب الاسلامي.
وهكذا ودعنا في عام الحزن عام 1420هـ ثلة من العلماء الاجلاء فقدناهم جملة واحدة.
عام 1421هـ
ثم تمضي الايام ويتسابق الزمان فيأتي عام 1421هـ فتفقد الامة ويفجع العالم بوفاة صاحب الفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الذي وافته المنية يوم الاربعاء في الخامس عشر من شهر شوال عن عمر ناهز السبعين عاما، وقد صلي عليه بالمسجد الحرام وكانت جنازته جنازة مشهودة. وتمضي الايام وتمر السنون ويحصد الموت الانام (لكل أجل كتاب).
وهكذا نفقد كل عام بعضاً من علمائنا ومشايخنا ودعاتنا وهذه سنة الله في الأرض. ففي عام 1422هـ توفي إمام الحرم الملكي الشريف الشيخ عمر بن محمد السبيل إثر حادث مروري.
وفي عام 1426هـ توفي الشيخ علي جابر إمام المسجد الحرام سابقاً.
وفي عام 1423هـ انتقل الى رحمة الله تعالى سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السبيل. وفي عام 1421هـ توفي الشيخ محمد بن عبد الرحمن القاسم الذي جمع فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية مع والده – يرحمها الله - وهناك آخر منهم من يعرف ومنهم من لا يعرف منهم من يعرفه اهل بلده ومنهم من كسب شهرة عالمية لجهوده على مستوى العالم الاسلامي امثال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله.
بقية السلف الصالح
وفي عامنا هذا عام 1430هـ فقدنا بعضا من العلماء كان من ابرزهم بقية السلف الصالح سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين الذي فقدته البلاد بل فقده العالم الاسلامي. فلقد كان – رحمه الله - امة قانتا لله حنيفاً وكان امة في رجل.
وقد كان محل تقدير ولاة امر البلاد شأنهم مع كل العلماء من داخل البلاد وخارجها وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. فلقد زار الفقيد قبل وفاته في المستشفى التخصصي بالرياض وحين توفي نعاه الديوان الملكي وصلى عليه خلق كثير من الناس يتقدمهم صاحب السمو الملكي نائب أمير منطقة الرياض الأمير سطام بن عبد العزيز وغيره من الامراء والعلماء وعامة الناس وخاصتهم.
دمعة وفاء
واخيراً قد تجف المآقي وتنحبس الدموع وربما تضاءل الحزن بالنسيان ولكن هل من وفاء بعد الوفاة؟
فها هو الإمام أحمد يقول (ما بت منذ ثلاثين سنة إلا وأنا أدعو للشافعي واستغفر له) ويقول الإمام ابو حنيفة (ما صليت منذ مات حماد بن سلمة إلا واستغفرت له مع والدي).
فواجب علينا ان نقدر العلماء ونحترمهم ونحفظ لهم فضلهم وندعو لمن مات منهم، كيف لا والله يقول (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات).
ويقول سبحانه (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون). ويقول جل وعلا (إنما يخشى الله من عباده العلماء). هذا هو قدرهم وكم هو محزن ان نرى من بعض فئام الناس من ينتقص العلماء ويقلل من شأنهم إما جهلاً منه او حسداً. وعلى كل حال فلحوم العلماء مسمومة وسنة الله في شأن منقصيهم معلومة. فليتق الله ربه من يتعدى على أولياء الله.
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=13188&P=35
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/115)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 05:05 ص]ـ
ابن جبرين ذلكم العلم
د. عبد الواحد الحمد المزروع
الحمد لله القائل (أو لم يروا انا نأتي الارض ننقصها من اطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب) الرعد41
القائل جل من قائل (افلا يرون انا نأتي الارض ننقصها من اطرافها افهم الغالبون) الانبياء44
احمد الله سبحانه على قضائه وقدره ان المصاب لجلل ولكن قضاء الله واقع والحمد له جل وعلا على ماقضى وقدر.
فقدت شيخي واستاذي وعالم الامة وفقيهها الشيخ الزاهد الحبر العلامة استاذ الجيل في الفقه والمعلم الابرز في العقيدة والعلم الذي له باعه في الاصول والاستاذ المتخصص في اللغة فقيه فريد بز اقرانه وسبق زمانه كان يرحمه الله كالغيث اينما حل نفع ذلكم هو شيخ الاسلام في زمانه الامام عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين رحمه الله رحمة واسعة.
تشرفت بمعرفة الشيخ في صباي لملازمة والدي له يرحمه الله يوم اكرمني الله بحضور بعض دروسه في الجامع الكبير في الرياض ثم جاءت المنة الالهية بان اتتلمذ على يد شيخي يرحمه الله في العام 1410هـ في مرحلة دراستي في الماجستير وقد حرصت على القرب منه والنهل من معين علمه مدة ليست بالطويلة ومع كونها ليست طويلة الا انه كان لها بصمات بقيت معي ولازمتني استفدت منها كثيرا ووجدت لها اثرا عظيما وكان لي مع شيخي عدد من المناقشات العلمية اذكر منها مناقشتي الطويلة والتي قد يعدها بعض المشايخ من سوء الادب من طالب مع شيخه حينما ناقشته يرحمه الله في مسألة صرف العملة المعدنية بالورقية مع الزيادة حينما كانت الهواتف التي تعمل بالعملة الحديدية موجودة وكانت العملة المعدنية رائجة ومطلوبة وكان رأيه يرحمه الله جواز الصرف العشرة من الورق بتسعة من المعدن وكنت اناقشه في قوله هذا وبعد ان قارب وقت النقاش مايزيد على عشرين دقيقة قال لي يرحمه الله هذا رأيك وعندها امسكت وفي ظني انه لو كان نقاشي مع غير استاذي وشيخي ابن جبرين لكان قد قطع او اوقف قبل ان اكمل ثلاث دقائق.
وكنت اذا استعصى علي امر في علم اوعمل هرعت اليه لاسأله واجد الصدر الرحب والاسلوب السهل والعلم الرصين والمنهل العذب.
منها موقف لانسان حينما ناقشت صاحبا لي قد تخرج في كلية الشريعة في مسألة ولم يقنع احدنا الآخر بما ذهب اليه فعزمت على ان ازور شيخي في مقر الافتاء لأسأله عما جرى الحديث عنه فأبان لي رحمه بما يشفي ويكفي وكنت حريصا على سؤاله حبا له والثانية ثقة بعلمه والثالثة تلطفا بطلابه وبمن جاء يسأله ورابعا صبره وخامسا لانه يتأنى ويناقش الامر من جوانب شتى وسادسا لان بابه مفتوح في عمله او مسجده او بيته وسابعا لانه يجيبك ويوجهك وثامنا لانه يحيلك الى المرجع من امهات الكتب واقوال المتقدمين فتستفيد حكما وعلما وتاسعا لانه يذكرك بالمتقدمين من العلماء الراسخين وعاشرا لما تراه من النور والبهاء على محياه والحادي عشر لانه لا يمل جلوسه ولا يشعرك بما لديه من ضغط او عمل الى غير ذلك الصفات والشمائل التي مكن الله تعالى لشيخي ابن جبرين وحباه بها دون غيره.
تتصل فيجيب وترسل له مكتوبا فيرد تزور فيحيي ويستقبل علم لا كالاعلام وجبل اشم ارتقى قمة وتبوأها.
اتعب من بعده حاول بعض المغرضين والجهال النيل منه فما كان منه يرحمه الله الا ان تمثل:
كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعا ** يرمى بصخر فيعطي طيب الثمر
قدمت اليه بعد انهت الماجستير لاحصل عن تزكية منه يرحمه الله لمواصلة دراستي في الدكتوراه ابان فترة عمله يرحمه الله في الافتاء فاجابني واكرمني وكتب لي في التزكية فوق ما استحق واوصى لي بما اؤمله وزيادة وهذا من حسن ظنه بابنائه وطلابه وسعيه وحرصه على ان يحقق طلابه مايأملون.
انقطعت عن دروس شيخي لانتقالي للعمل في المنطقة الشرقية فلما اتيحت لي الفرصة للمكوث في الرياض العامرة التحقت بدروسه في جامع الراجحي في شبرا وواظبت على ذلك حتى عودتي للمنطقة الشرقية كم كنت اشعر بسعادة غامرة عند الذهاب وكم كنت اجد المتعة والفائدة والفتوح في العلوم والبيان بمالا يخطر ببال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/116)
شرفت بزيارة شيخي الكريم لمكتبنا المكتب التعاوني للدعوة والارشاد وتوعية الجاليات بالدمام وكان له كلمات توجيهية وتشجيعية وكلمة دونها في سجل الزيارات اضعها وساما لي و لزملائي في المكتب على صدورنا من رجل في مثل مقامه يرحمه الله وكان يرحمه الله هو المبادر بالزيارة حرصا منه على تشجيع اعمال الدعوة ودعمها وزيارة العاملين فيها وشد ازرهم. وفي جنازة والدي يرحمه الله قبل ثلاث سنوات حرص يرحمه الله ان يحضر الصلاة عليه لما كان بينهما من علاقة اخوية قوية وكان ذلك في جامع الراجحي في الربوة بالرياض ولما حضرت صلاة الجنازة بعد العصر يوم الخميس 26/ 5/1430هـ تقدم شيخنا ابن جبرين يرحمه الله وصلى على الجنائز اماما وكبر يرحمه الله خمس تكبيرات لوجود طفل مع الجنائز وكان ذلك منه تعليما لمن صلى معه بالتطبيق العملي في هذه المسألة.
وكان لكثير من آرائه تميز وفقه لواقع يجهله كثير من المفتين وتعليم لمن بين يديه من طلابه وتنبيه على مسائل تند عن الذهن ولا يتبينه إلا الراسخون.
كان لصوت الشيخ المميز واسلوبه في الطرح وحديثه في مسائل العلم وتبحره فيها لذة لا تشبهها لذة وانس لا يقاربه انس وانك لتعجب من موضوع ان مسألة يطرحها الشيخ فتجد انصراف ذهنك لجزئية معينة في حين يفتح الله على الشيخ فتوحا وفوائد لو قرأت الدهر كله لم تحصلها وذلك لانه بحر في العلوم عقيدة وتفسيرا وفقها ولغة وادبا كان لقاؤنا به يذكرنا ببقية السلف ويذكرك رؤيته وحديثه بمن سلم من العلماء الربانيين.
انا البحر في احشائه الدر كامن ** فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
قلت ان شيخي بحر لم يصل لدره الا القليل الموفقون ولم يحط بما لديه من علم الا النزر اليسير فيا لله كم هي خسارة عظيمة لامة الاسلام يفقد هذا العلم الامام.
ولقد صدق من قال
لعمرك ما الرزية فقد مال ** ولا شاه تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد شهم ** يموت لموته خلق كثير نعم ان وفاة شيخنا ابن جبرين وموته يموت له خلق كثير
ولا شك ان فقد العلماء رزية واي رزية وملمة من اكبر الملمات وهو نقص في الارض.
وقبل وفاته بما يقارب الشهر رأى اخي الاكبر رؤيا حيث رأى والدي في المنام مستبشرا يقول سيأتينا عبد الله يكررها فما مضى الشهر او قريب منه الا ونسمع بوفاة شيخنا الشيخ عبد الله رحمهما الله واسكنهما فسيح جناته.
فاللهم ارحم شيخنا ابن جبرين ووالدي وجميع علماء المسلمين وموتاهم اللهم واخلف على الامة خيرا واجبر مصابنا في شيخنا واجمعنا اللهم به وبنبيك في مستقر رحمتك اللهم آمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=13188&P=35
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 06:00 ص]ـ
الطبطبائي: ابن جبرين عالم كبير فقدناه
نعى النائب الدكتور وليد الطبطبائي العلامة الفقيه الشيخ عبدالله بن جبرين الذي وافاه الاجل في الرياض امس نسأل الله ان يتقبله بواسع رحمته وان يخلف على الامة من تلاميذه من يخدم الشريعة السمحاء ويرفع لواء القرآن والسنة الشريفة.
وقال الطبطبائي ان الامة فقدت بوفاته رجلا فاضلا من رجال الدعوة والحق عرف بعلمه الغزير واقباله على العلم والتعليم وعرف بخلقه الجم وتواضعه للناس ولطلبة العلم، وعرف ابن جبرين رحمه الله بانتهاجه نهج السلف الصالح في القول والعمل فكان مثالا للعالم العامل والعابد الزاهد والمتابع المهتم بقضايا الامة وهمومها، نسأل الله ان يجعل علمه ودعوته وخدمته للعلم الشرعي على مدى عقود من الزمن في ميزان حسناته وان يجمهنا به وبالصالحين في مستقر رحمته.
تاريخ النشر 14/ 07/2009
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=57&article_id=522368
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 06:01 ص]ـ
ابن جبرين .. عطاء حافل .. وعُمرٌ مكرس للعقيدة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/117)
اعداد فواز العجمي: اعلن الموقع الرسمي لسماحة العلامة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين ظهر امس الاثنين عن وفاة الشيخ وذلك في البيان الذي اصدره الموقع وجاء فيه بسم الله الرحمن الرحيم ?ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون? انتقل الى رحمة الله تعالى شيخنا وامامنا ووالدنا الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين في الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم الاثنين 20/ 7/1430هـ وسيصلى عليه ظهر غد الثلاثاء 21/ 7/1430هـ في جامع الامام تركي بن عبدالله (الجامع الكبير) بالرياض، نسأل الله أن يتغمده برحمته وأن يجزيه عن المسلمين خير الجزاء وأن يجعله مع السفرة الكرام البررة في الفردوس الأعلى من الجنة انه ولي ذلك والقادر عليه، وانا لله وانا اليه راجعون.
مولده ونشأته
ولد الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن ابراهيم بن فهد بن حمد بن جبرين من آل رشيد عام 1352هـ في مدينة القويعية في المملكة العربية السعودية كما تعلم الشيخ ابن جبرين القرآن واتقنه وهو ذو اثني عشر عاما وتعلم الكتابة وقواعد الاملاء البدائية ثم ابتدأ في الحفظ وأكمله في عام 1367هـ حيث كان قرأ قبل ذلك في مبادئ العلوم ففي النحو على أبيه قرأ أول الآجرومية بالاضافة الى متن الرحبية في الفرائض وفي الحديث الأربعين النووية حفظا وعمدة الأحكام بحفظ بعضها ليبدأ بعد ذلك القراءة على شيخه الثاني بعد أبيه وهو الشيخ عبد العزيز بن محمد الشثري المعروف بأبي حبيب وكان جل القراءة عليه في كتب الحديث ابتداء بصحيح مسلم ثم بصحيح البخاري ثم مختصر سنن أبى داود وبعض سنن الترمذي مع شرحه تحفة الأحوذي.
ولم يكتف الشيخ ابن جبرين بقراءة تلك الكتب بل انتقل الى كتب أخرى في الأدب والتأريخ والتراجم واستمر الى أول عام أربع وسبعين حيث انتقل مع شيخه أبي حبيب الى الرياض وانتظم طالبا في معهد امام الدعوة العلمي فدرس فيه القسم الثانوي في أربع سنوات وحصل على الشهادة الثانوية عام 1377هـ وكان ترتيبه الثاني بين الطلاب الناجحين البالغ عددهم أربعة عشر طالبا ثم انتظم في القسم العالي في المعهد المذكور ومدته أربع سنوات ومنح الشهادة الجامعية عام 1381هـ وكان ترتيبه الأول بين الطلاب الناجحين البالغ عددهم أحد عشر طالبا وعدلت هذه الشهادة بكلية الشريعة لينتظم في عام 1388هـ في معهد القضاء العالي ودرس فيه ثلاث سنوات ومنح شهادة الماجستير عام 1390هـ بتقدير جيد جدا وبعد عشر سنين سجل في كلية الشريعة بالرياض للدكتوراه وحصل على الشهادة في عام 1407هـ بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف وأثناء هذه المدة وقبلها كان يقرأ على أكابر العلماء ويحضر حلقاتهم ويناقشهم ويسأل ويستفيد من زملائه ومن مشائخهم في المذاكرة والمجالس العادية والبحوث العلمية والرحلات والاجتماعات المعتادة التي لا تخلو من فائدة أو بحث في دليل وتصحيح قول ونحوه.
زواجه
اما على المستوى الاجتماعي فقد تزوج بابنة عمه الشقيق رحمها الله وذلك في آخر عام 1370هـ ومع قرابتها كانت ذات دين وصلاح ونصح واخلاص بذلت جهدها في الخدمة والقيام بحقوق ربها وبعلها وتوفيت عام 1414هـ وقد رزق منها اثني عشر مولودا من الذكور والاناث مات بعضهم في الصغر والموجود ثلاثة ذكور وست اناث وقد تزوج جميعهم وولد لأغلبهم أولاد من البنات والبنين ولا يزالون يغشون أباهم ويخدمونه ويقومون بالحقوق الشرعية والآداب الدينية، أما الوضع المنزلي فقد كان في أول الأمر تحت ولاية والده فكان يخدمه ويقوم بما قدر عليه من بره وأداء حقه في نفسه وماله ولا يستبد بكسب ولا يختص بمال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/118)
ولما انتقل الى الرياض وانتظم في معهد امام الدعوة العلمي وكان يدفع له مكافأة شهرية فكان يدفع ما فضل عن حاجته لوالده الذي ينفق على ولده وولد ولده وبعد ثلاث سنين اضطر الى احضار زوجته وأولاده واستئجار منزل صغير وتأثيثه والنفقة عليهم فكانت المكافأة تكفي لذلك رغم قلتها لكن مع الاقتصار على الحاجات الضرورية وبقي يستأجر منزلا بعد منزل لمدة ثماني سنين فبعدها أعانه الله على شراء بيت من الطين والخشب القوي فهناك استقر به النوى حيث قام فيه سبعة عشر عاما يعيش في وسط من الحال لا اسراف فيه ولا تقتير ولم يتوسع في الكماليات والمرفهات لقلة ذات اليد ثم في عام 1402هـ انتقل الى منزله الحالي الذي أقامه بمساعدة بنك التنمية العقارية وعاش فيه كما يعيش أمثاله في هذه الأزمنة.
عقيدة أهل السنة
اما في المجال العقدي فقد نشأ العلامة ابن جبرين رحمه الله على معتقد سليم تلقاه عن الآباء والأجداد والمشايخ العلماء المخلصين فتعلم عقيدة أهل السنة والجماعة والسلف الصالح، فقرأ وحفظ ما تيسر من كتب العقائد كالواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله- وتلقى شرحها من مشايخه الذين تعلم منهم العلوم الشرعية فكانوا يفسرون غريبها ويوضحون المعاني ويبينون الدلالات من النصوص.
وقد نهج منهج مشايخه في تدريس كتب العقيدة السلفية فقرأ عليه التلاميذ الكثير من كتب العقائد المختصرة والمبسوطة كشروح الواسطية للهراس ولابن سلمان ولابن رشيد وشرح الطحاوية ولمعة الاعتقاد وشروح كتاب التوحيد وكذا الكتب المبسوطة لشيخ الاسلام وابن القيم وحافظ الحكمي وغيرهم ممن كتب في العقيدة وناقش الأدلة وتوسع في سردها ولم يكتف بذلك فمن خلال تدريسه في قسم العقيدة والمذاهب في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية قام الشيخ بتدريس كتب العقيدة والاشراف على البحوث والرسائل التي تقدم للجامعة في هذا القسم ويشترك في مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه ويرشد الطلاب الى المراجع المفيدة في الموضوع واستمر حتى وفاته رحمه الله بالاشراف على الكثير من الرسائل وعلى اتصال بالجامعة لزيادة عدد الطلاب الراغبين في هذه الدراسة.
وتتلمذ الشيخ ابن جبرين على يد العديد من العلماء والمشايخ ومنهم فضيلة الشيخ صالح بن مطلق الذي كان اماما وخطيبا في احدى القرى بالرين وقد قرأ عليه بعض الكتب في العقيدة والحديث وحضر مجالسه التي يتعدى فيها الأكابر والعلماء ويأتي بالعجائب والغرائب وسماحة الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ عندما افتتح معهد امام الدعوة في عام 1374هـ وقرأ في الدراسة النظامية على جملة من العلماء كالشيخ اسماعيل الأنصاري في التفسير والحديث والنحو والصرف وأصول الفقه وذلك من عام 1375هـ حتى التخرج والشيخ عبد العزيز بن ناصر بن رشيد في الفرائض لمدة ثلاث سنوات وقرأ أيضا على الشيخ حماد بن محمد الأنصاري والشيخ محمد البيحاني والشيخ عبد الحميد عمار الجزائري في علوم وفنون متعددة وفي مرحلة الماجستير قرأ على الكثير من كبار العلماء كسماحة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد المتوفى سنة 1402هـ في الفقه طرق القضاء وكذا الشيخ مناع خليل القطان - رحمه الله - الذي درسهم في تلك المرحلة في مادة التفسير بتوسع وايضاح والشيخ عمر بن مترك رحمه الله تعالى وكان من أوائل حملة الدكتوراه من السعوديين وقد قرأ عليه في مادة الفقه والحديث والتفسير.
وقد استفاد العلامة ابن جبرين أيضا من مشايخ آخرين دراسة غير نظامية وأشهرهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- الذي لازمه في أغلب الحلقات التي يقيمها ومنهم الشيخ محمد بن ابراهيم المهيزع - رحمه الله - والشيخ عبد الرحمن بن محمد بن هويمل.
حياته التدريسية
قام الشيخ العلامة ابن جبرين رحمه الله بالعديد من الاعمال وتقلد عدداً من المناصب في مجال الدعوة ومنها ابتعاثه مع هيئة الدعاة الى الحدود الشمالية للمملكة العربية السعودية في أول عام 1380هـ لنشر الدعوة الاسلامية الصحيحة هناك ثم تعين مدرسا في معهد امام الدعوة في شعبان عام 1381هـ الى عام 1395هـ قام فيه بتدريس الكثير من المواد كالحديث والفقه والتوحيد والتفسير والمصطلح والنحو والتأريخ وكتب مذكرات على أحاديث عمدة الأحكام بذكر الموضوع والمعنى الاجمالي وشرح الغريب وذكر الفوائد وكذا مذكرات على مواد الفقه والتوحيد والمصطلح لا يزال الكثير منها محفوظا عند الطلاب أو في المعاهد العلمية ثم في عام 1395هـ انتقل الى كلية الشريعة بالرياض وتولى تدريس التوحيد للسنة الأولى وهو متن التدمرية وكتب عليه تعليقات كفهرس للمواضيع وعنوان للبحوث وكذا درس أول شرح الطحاوية وفي عام 1402هـ انتقل الى رئاسة البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد باسم عضو افتاء وتولى الفتاوى الشفهية والهاتفية والكتابة على بعض الفتاوى السريعة وقسمة المسائل الفرضية وبحث فتاوى اللجنة الدائمة التي يناسب نشرها وقراءة البحوث المقدمة للمجلة فيما يصلح للنشر وما لا يصلح ومازال هكذا حتى الآن وقد انتهت مدة خدمته في دار الافتاء كما قام بالتدريس في المعهد العالي للقضاء التابع لجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية وذلك في عام 1408هـ حيث أسند اليه درس الفقه للسنة الأولى ويسمى السياسة الشرعية.
تاريخ النشر 14/ 07/2009
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=57&article_id=522367
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/119)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 06:02 ص]ـ
معزياً الأمة الإسلامية بفقده
أحمد الكوس: الكثير من العلماء تتلمذوا على يد ابن جبرين يرحمه الله
عزى الشيخ أحمد الكوس نائب رئيس المبرة الخيرية لعلوم القرآن والسنة الامة الاسلامية بوفاة فضيلة الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله بن جبرين (عضو الافتاء سابقا، والاستاذ المنتدب للفقه والعقيدة بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية).
وقال الكوس ان الفقيد خلف وراءه ارثا علميا في العلوم الدينية، وتدريس المواد الشرعية كالتوحيد والفقه والحديث والعقيدة، اضافة الى مشاركاته الكثيرة في القاء المحاضرات الدينية وعقده للدورات العلمية وبذله للدروس والافتاء، وكان نموذجا من العلماء الصادقين المخلصين ومعروفا عنه حكمته وسعة علمه وفقهه، ومعروف عنه كذلك تواضعه وحبه وحرصه على مساعدة الناس والفقراء المساكين وشفاعته للناس، وحرصه على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، واهتمامه وحرصه على اوضاع الامة الاسلامية في شتى انحاء العالم وبذله للنصح لهم، واضاف الكوس انه قد تتلمذ الشيخ يرحمه الله على يد الكثير من العلماء المعروفين منهم والده الشيخ عبدالرحمن بن جبرين، والشيخ صالح بن مطلق، والشيخ عبدالعزيز بن محمد ابو حبيب الشتري، والشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ، كما استفاد من مجالسته للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، قال تعالى: ?اولم يروا انا نأتي الارض ننقصها من اطرافها? قال ابن عباس: ذهب علماؤها وفقهاؤها وخيار اهلها. (الطبري).
وقال الحسن: كانوا يقولون موت العالم ثلمة في الاسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار (الدارمي).
خاتما الكوس بالقول رحم الله الشيخ عبدالله بن جبرين رحمة واسعة، واسكنه فسيح جناته ورفع درجاته في المهديين، واخلف الامة خيرا، ?انا لله وانا اليه راجعون?.
تاريخ النشر 15/ 07/2009
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=57&article_id=522627
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 06:03 ص]ـ
إحياء التراث: «ابن جبرين» نموذج نادر لأئمة الهدى
أصدرت جمعية احياء التراث الاسلامي بيانا نعت فيه العلامة الراحل الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء في المملكة العربية السعودية قالت فيه لقد فُجعت الامة الاسلامية امس بفقد عالم وامام من بقية السلف الصالح.
واضاف البيان ان الفقيد نموذج نادر لائمة الهدى ودعاة السنة فقد نذر حياته لدراسة العلوم الشرعية والعمل في خدمة الدعوة داعيا الى الله ومعلما واماما وخطيبا وباحثا ومؤلفا ومفتيا وكاشفا للاباطيل والاكاذيب وداحضا للشبهات ومتصديا للخرافات.
واشار البيان الى ان الراحل انتظم في المعهد العالي للقضاء، وانهى الماجستير عام 1390هـ وقد قرأ في هذه المرحلة في الحديث والفقه واصوله وطرق القضاء وكان من جملة من قرأ عليهم الشيخ عبدالله بن حميد والشيخ عبدالرزاق عفيفي رحمهم الله تعالى. وقد درس الشيخ رحمه الله في كلية الشريعة ثم انتقل الى قسم العقيدة فدرس بها. وانهى رسالة الدكتوراه في شرح الزركشي وقد طبع في سبعة مجلدات متداولة في الاسواق الآن، وقد انتقل الشيخ عام 1402هـ الى رئاسة البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد كعضو افتاء.
واوضح البيان ان للفقيد دروساً كثيرة وشروحاً لعدة كتب منها «منار السبيل - عمدة الفقه - الكافي - كتاب التوحيد - والاصول الثلاثة - وكشف الشبهات - وغيرها كثير من فنون متنوعة: كالحديث والفقه واصوله - والتفسير والنحو والسيرة وغيرها. وله العديد من الكتب منها: اخبار الآحاد في الحديث النبوي - شرح الزركشي على مختصر الخرقي - الارشاد شرح لمعة الاعتقاد - مجموعة فتاوى في ابواب متنوعة، وغيرها كثير.
تاريخ النشر 15/ 07/2009
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=57&article_id=522625
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 06:05 ص]ـ
بعث حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه ببرقية تعزية الى اخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة اعرب فيها سموه عن خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة المغفور له باذن الله تعالى فضيلة العلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين مشيدا سموه رعاه الله بمناقب الفقيد واعماله الجليلة فى مجال الدعوة والافتاء والتعليم والتأليف خدمة للاسلام والمسلمين.
سائلا سموه رعاه الله المولى تعالى ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وان يلهم الجميع جميل الصبر وحسن العزاء.
كما بعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح حفظهما الله ببرقيتي تعزية مماثلتين.
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=57&article_id=522590
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/120)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 06:06 ص]ـ
«الشرعية» طالبت بمشروع لابن جبرين
كتب محمد الحمادي:
قال منسق القائمة الشرعية بكلية الشريعة والدراسات الاسلامية بجامعة الكويت محمد عبدالله المطر ان للعلماء دوراً كبيراً في تقدم الشعوب وتطورها وأضاف اننا ننعى للامة الاسلامية فقيدها وفقيد العلم والعلماء الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين رحمه الله تعالى والشيخ رحمه الله كان من العلماء الربانيين العاملين في الامة الاسلامية وكان له دور كبير في نشر العلوم الشرعية بين الناس واننا في هذه المناسبة نعزي الامة الاسلامية وندعو الناس لكي يواصلوا بالدعاء للشيخ ويترحموا عليه وهذا اقل ما يمكن ان نقدمه للعلماء وهذا حقهم وواجب علينا فعله وندعو الهيئات الاسلامية بتبني مشروع علمي او خيري باسم الشيخ لكي تخلد ذكراه.
تاريخ النشر 15/ 07/2009
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=57&article_id=522498
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 06:07 ص]ـ
أحمد عبدالرحمن الكوس
ابن جبرين بقية السلف!!
بعد أن أدى أمانته وقدم رسالته للناس وللأمة الإسلامية من جهد مبارك وعطاء في الدروس والدعوة والإرشاد والتوجيه والإفتاء في ما يقارب خمسين عاماً تقريباً أو أكثر توفي الإمام العالم العامل الزاهد العابد الورع العلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين رحمه الله تعالى وجعله في جنات النعيم.
وبالحقيقة يعجز المرء أن يعدّد مناقب هولاء العلماء الأجلاء ولكن والله لقد خالطناهم ورأيناهم وعرفنا حقيقتهم، فلقد ذكرونا بسلف الأمة الأوائل رحمهم الله تعالى.
قال تعالى: ?أو لم يروا أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها? قال ابن عباس رضي الله عنهما: «ذهاب علمائها وفقهائها وخيار أهلها» رواه الطبري. وقال الحسن: «كانوا يقولون: موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار» رواه الدارمي.
لقد كانت حياة ابن جبرين حافلة بالعلم والعمل حيث تتلمذ على الشيخ عبدالعزيز بن محمد الشتري المعروف بأبي حبيب حيث قرأ عليه كتب الحديث كالبخاري ومسلم وسنن أبي داود والترمذي وغيرها.
وكذلك قرأ على الشيخ محمد بن ابراهيم مفتي المملكة الأسبق واهتم الشيخ بعقيدة السلف فانكب على عقيدة أهل السنة والجماعة حيث قرأ وحفظ كتب العقيدة كالواسطية لابن تيمية - رحمه الله - ودرس رحمه الله شرح العقيدة الطحاوية ولمعة الاعتقاد وكتب ابن القيم وحافظ الحكمي وغيرها.
واستفاد الشيخ ابن جبرين من الشيخ اسماعيل الأنصاري والشيخ عبدالله بن حميد في الفقه وطرق القضاء وكذلك في مجالسة الشيخ عبدالعزيز بن باز حيث لازمه في الجامع الكبير بعد العصر وبعد الفجر والمغرب.
والشيخ له العديد من المؤلفات منها بحثه الذي قدمه لنيل درجة الماجستير بعنوان «أخبار الآحاد في الحديث النبوي»، ورسالة الدكتوراه بعنوان (تحقيق شرح الزركشي على مختصر الخرقي).
وأذكر أني حضرت مناقشة رسالته للدكتوراه في عام 1407هـ في كلية الشريعة بالرياض بمنطقة البطحاء ووقتها احتار الطلاب من سيناقش العلامة ابن جبرين في رسالته للدكتوراه وقيل وقتها إن سماحة المفتي الشيخ ابن باز هو من سيناقشه، ولكن بعد ذلك تبين أن هيئة المناقشة كانت مكونة من سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ (مفتي المملكة حالياً) والشيخ صالح اللحيدان، وقد حرصت على التبكير للحضور وما أن دخلت قاعة كلية الشريعة وما هي إلا دقائق معدودة فإذا هي تمتلئ ولا يجد بقية الطلاب مكاناً للجلوس، وقد بدأت المناقشة من خلال بعض الأسئلة الشكلية وبعد نصف ساعة على ما أذكر انتهت المناقشة تقديراً للشيخ ابن جبرين ولمكانته وعلمه والثقة به حيث لم يتم التدقيق والاسترسال في التفاصيل ونال الامتياز مع مرتبة الشرف.
لقد تميز ابن جبرين بالتواضع والحلم ومساعدة الناس وحبه للشباب وللناس والفقراء.
وأذكر أيام الدراسة في الجامعة بالرياض في حدود عام 1405هـ كنا نزوره في مكتبه في دار البحوث العلمية والدعوة والإرشاد والإفتاء قبل أن تتحول الى وزارة الأوقاف والإرشاد، فكان مكتبه مفتوحاً فكنا ندخل ونسلم عليه ونجلس معه ونطرح عليه العديد من الأسئلة فيجيبنا عليها بصدر رحب.
وأذكر في إحدى المرات كان على الهاتف أحد القضاة ومكث فترة طويلة وهو يستفتيه ويسأله في إحدى القضايا.
وكان رحمه الله تعالى جدوله مزدحماً بالدروس اليومية التي يبذلها لطلاب العلم في شتى العلوم في العقيدة والفقه والحديث واللغة العربية والأصول وغيرها من العلوم، وكان يسافر الى أغلب مدن وقرى المملكة للمشاركة في تلبية طلب الشباب وطلاب العلم لعقد الدورات العلمية والتي يحضرها آلاف الطلاب من داخل السعودية وخارجها.
بالأمس تحدث بعض المشايخ الذين تتلمذوا على الشيخ ابن جبرين في بعض الفضائيات وأمتعونا بحكايات وقصص من واقع مجالستهم للشيخ تبين حرصه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشفاعته للناس وللفقراء وللمساكين وإيصال الصدقات والزكوات لهم.
وتواصله مع الشباب وطلاب العلم وحرصه على قراءة كتبهم ومراجعتها والتعليق عليها وتقريظها باسمه.
وكان رحمه الله له اهتمام كبير بالأمة الإسلامية وواقعها الأليم في كل ما يحدث في بلاد العالم فيدافع عن الإسلام والمسلمين ويصدر البيانات تجاه الوقائع لينصر الإسلام وأهله.
وباختصار فإن الشيخ ابن جبرين رحمه الله فيه شبه بصفات الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى من حيث العلم والعمل والزهد والورع والتواضع ومساعدة الناس وبذل النفس للعلم ولطلاب العلم والتدريس والإفتاء.
رحم الله الشيخ عبدالله بن جبرين رحمة واسعة وجعله في جنات النعيم وأسبغ عليه واسع المغفرة والرحمة، ففقد العلماء لا يعوضه يعوضه شيء في الدنيا ولكنها سُنّة الله في خلقه.
تاريخ النشر 15/ 07/2009
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=164&article_id=522425&AuthorID=1041
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/121)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 06:08 ص]ـ
خالد سلطان السلطان
موت عالم وموت داعية
هذا الاسبوع تلقيت فيه مجموعة من الاخبار الحزينة فالخبر الاول كان في يوم الاحد الماضي 2009/ 7/12 هو خبر موت العم والاخ الكبير الداعية عبدالله العميري (بوعمر) والذي افنى حياته بالدعوة الى الله ونشر العمل الخيري سواء من ماله الخاص او من أموال اسرته الكريمة المشهود لها بالعطاء والبناء او من مال المؤسسات الخيرية اذ كان وسيطا لاعمال البر والاحسان فرحم الله اخانا الكريم بوعمر واسكنه فسيح جناته كما نسأله ان يلهم اهله الصبر والسلوان وان يخلف للفقيد واهله واحبابه خيرا في الدنيا والآخرة.
واما الخبر الثاني فكان في يوم الاثنين 2009/ 7/13 والخبر هو وفاة عالم الامة الشيخ العلامة د. عبدالله بن جبرين المشهود له بالعلم النافع والعمل الصالح والخلق الكريم وتحمل اعباء الدعوة الحكيمة وذلك بخروجه للناس عبر وسائل الاعلام المتنوعة وسفره الكثير لمدن المملكة للمحاضرات والندوات والخطب وكل ذلك من غير كلل ولا ملل اللهم ارحم عالمنا الجليل واجعله مع من سيسير خلف معاذ بن جبل وقربه من مجلس حبيبك محمد صلوات ربي وسلامه عليه واخلف للامة خيرا فيمن بقي من العلماء الاجلاء وانفع بهم يارب العالمين.
ايها القارئ اللبيب اعلم ان الموت حق والأجل آت لا محالة وليس الموت نهاية المطاف بل هو بداية لحياة جديدة فيها طريقان لا ثالث لهما (فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية (اي في الجنة) واما من خفت موازينه فأمه هاوية وما ادراك ما هي نار حامية) اعاذني الله واياكم منها.
هل نحن مستعدون للقاء الله!؟ هل تزودنا ليوم لا ريب فيه!؟ هل اخذنا بأسباب السعادة الأبدية!؟
قال تعالى: ?يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم انفسهم أولئك هم الفاسقون لا يستوي اصحاب النار واصحاب الجنة اصحاب الجنة هم الفائزون? (الحشر:20 - 18).
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=164&article_id=522423&AuthorID=978
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 06:08 ص]ـ
الحركة السلفية تعزي الأمة الإسلامية بوفاة بن جبرين
قال مفرح السبيعي الناطق الرسمي للحركة السلفية ان الامة الاسلامية فقدت الشيخ العلامة عبدالله بن جبرين يرحمه الله العضو السابق في هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية.
وأشار السبيعي الى ان الشيخ بن جبرين ولد سنة 1352 هجري في احدى قرى القويعية وبدأ بالتعلم في عام 1359 وأتقن القرآن وعمره اثني عشر عاما وجمع العلوم من النحو والفقه وغيرهما حتى بلغ التدريس في معهد امام الدعوة عام 1381 وانتقل الى كلية الشريعة بالرياض، وفي عام 1402 انتقل الى رئاسة البحوث العلمية والافتاء والدعوة باسم عضو افتاء.
واضاف السبيعي ان الحركة السلفية تعزي الامة الاسلامية بوفاة الشيخ الجليل واطفاء شمعة علمية مشهود لها بالتعليم لجيل الشباب.
تاريخ النشر 16/ 07/2009
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=57&article_id=522829
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 06:09 ص]ـ
عبر عن بالغ حزنه لوفاة العالم الجليل
ناظم المسباح: ابن جبرين كان مثالا للوسط والاعتدال
عبر الشيخ ناظم المسباح عن بالغ حزنه بوفاة الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين «عضو الافتاء بالمملكة العربية السعودية سابقا وأحد ابرز كبار العلماء في العالم الاسلام» مؤكدا ان هذه سنة الله في خلقه وان ذلك من قبض العلم «ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء».
واشاد بسماحة الشيخ ابن جبرين رحمه الله وقال في تصريح لـ «الوطن» بانه كان عالما ربانيا عاملا بعلمه مبلغا له وعلمه في صدره استفاد منه خلق كثير وكان علما من اعلام الاسلام وكبيرا من كبار العلماء الذين شهد لأمانتهم الدينية وغيرتهم القاصي والداني ولقد كان مثالا للوسط والاعتدال وقد بذل ما في وسعه لنصرة الاسلام والمسلمين وكان من ابرّ الناس واكثرهم تواضعا نحسبه كذلك والله حسيبه.
واضاف ان وفاة الشيخ الجبرين دون شك تركت اثرا كبيرا في نفوسنا فقد عرف عالما جليلا لطالما قدم الوقت الثمين في العلم والتعليم موصيا طلبة العلم والشباب ان يتخذوا امثال هؤلاء العلماء الربانيين للاقتداء بهم والرجوع اليهم وعدم الصدور الا عن رأيهم خصوصا في الملمات.
واوضح المسباح ان من اراد الشيخ رحمه الله رحمة واسعة سيجده في الكتب والدروس المسجلة والفتاوى وانه لم يمت من ورث هذا العلم الزاخر والادب العظيم وسيلقى ربه وقد نشر دينه وعلمه للناس.
وختم تصريحه بالقول نحتسب العلامة ابن جبرين عند الله عز وجل سائلا الله ان يغفر له ويرحمه ويتجاوز عنه ويلهم اهله وطلابه وذويه ومحبيه والمسلمين الصبر والسلوان والاحتساب وان يجيرنا في مصيبتنا ويخلفنا خيرا منها.
تاريخ النشر 16/ 07/2009
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=57&article_id=522825
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/122)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 06:11 ص]ـ
نبيل العوضي
يرحمك الله يا شيخ (ابن جبرين)
ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا لفراقك يا شيخنا لمحزونون و {إنا لله وإنا إليه راجعون}، هكذا يغيب الموت علما من اعلام هذه الامة، ويغطي الظلام نجما من نجومها، انه الشيخ العلامة الدكتور عبدالله بن جبرين يرحمه الله احد ابرز كبار العلماء في العالم الاسلامي.
لقد كان الشيخ (يرحمه الله) من اقوى العلماء تأثيرا في فتاواه حيث تتلقاها وسائل الاعلام ويتقبلها العلماء والدعاة وطلاب العلم، وذلك لمكانة الشيخ العلمية ولما عرف عن الشيخ من تحريه الحق وعدم مجاملته في فتاواه، فكان (يرحمه الله) يقول الحق ولا يخاف لومة لائم، بل كان يصدع بالحق ولو على حساب نفسه، فيرحمه الله ويغفر له ويعلي منزلته.
صحيح انني لم اجلس مع الشيخ (يرحمه الله) في مجالس خاصة الا مرات قليلة الا انني لا استطيع نسيان ذلك العالم الجليل الذي على الرغم من تواضعه الجم الا انه تحيطه هيبة، وعلى الرغم من كلامه القليل الا انك تجد فيه معاني عظيمة، وعلى الرغم من كثرة السائلين الا انه صاحب خلق جم رفيع، وكانت عيناي لا تخطئه حتى لا تضيع مني فائدة أو تشرد مني شاردة.
لقد نصر الشيخ (يرحمه الله) المسلمين في مشارق الارض ومغاربها، فوقف مع الضعفاء والمساكين، وناصر الدعاة والمجاهدين ولم يبال بما قيل فيه أو طعن بنيته، فكانت مواقفه لله وبالله - نحسبه كذلك ولا نزكي على الله احدا - ولاجل هذا هابه اهل الزيغ والضلال، وتردد امامه اهل الاهواء والبدع.
وموت العلماء مصيبة في هذه الامة ليست كغيرها من المصائب، وموتهم لا كموت غيرهم، فموتهم علامة من علامات الساعة فبموتهم يقبض العلم وينزع، قال صلى الله عليه وآله وسلم «لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل»، ولهذا قال الحسن البصري (موت العالم ثلمة في الاسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار).
كان الشيخ (يرحمه الله) ذا همة عالية ونشاط بالغ، فلم يدع الى محاضرة أو كلمة أو درس في أي منطقة في المملكة العربية السعودية الا ولبى الدعوة حتى لو كانت هجرة صغيرة، وما اذكر انني زرت منطقة أو مركزا دعويا في المملكة الا ورأيت كلمة للشيخ (يرحمه الله) في سجل الزيارات، وفتاوى تؤيد الدعاة الى الله وتنصرهم في الحق من الشيخ (يرفع الله قدره ومنزلته).
كان بإمكان الشيخ (يغفر الله له) ان يكون كغيره ممن حفظ العلم وكتمه، أو تكاسل في نشره والصدع به، أو تكسب به واخفى بعضه، ولكنه (يرحمه الله) أبى الا ان يكون وريثا للانبياء الذين ضحوا بكل شيء في سبيل دعوتهم ونشر دينهم، فكم في الامة اليوم من حافظ ومتعلم وحامل للفقه لكنه ليس بفقيه!! يتعلم علم الآخرة من اجل الدنيا، آتاه الله من الآيات لكنه (اخلد الى الارض واتبع هواه)، لكن الشيخ اختار الطريق الآخر وهو طريق العزة والرفعة، طريق الانبياء والعلماء والصديقين، جمعه الله بهم وجمعنا معهم.
عزاؤنا يا شيخنا ان الموت حق، وان الانبياء قد ماتوا من قبل، ومات خيرهم وافضلهم صلى الله عليه وآله وسلم، وقال الله تعالى فيه {انك ميت وانهم ميتون}، وهذه الامة سيبقى الخير فيها ما شاء الله، وسيخلف الله هذه الامة خيرا، وصحيح انك مت بجسدك يا شيخنا، لكنك ستبقى حيا بالذاكرة، وستبقى معنا بالعلم والاثر، وستظل علومك صدقة جارية، ولن ينقطع محبوك من الدعاء لك، اسأل الله ان يغفر لشيخنا (ابن جبرين) ويرحمه رحمة واسعة، وان يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وان يتجاوز عنه ويقبله في الصالحين، واسأله تعالى ان يجمعنا به مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في جنات النعيم، اللهم آمين.
alawadhi@alwatan.com.kw
تاريخ النشر 16/ 07/2009
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=164&article_id=522637&AuthorID=1087
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 06:12 ص]ـ
من علامات الساعة موت العلماء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/123)
إنا لله وإنا إليه راجعون، بسم الله الرحمن الرحيم {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} انتقل إلى رحمة الله تعالى شيخنا وإمامنا ووالدنا الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين في الساعة الثانية من بعد ظهر يوم الاثنين 1430/ 7/20هـ وصلي عليه ظهر يوم الثلاثاء 1430/ 7/21هـ في جامع الإمام تركي بن عبد الله (الجامع الكبير) بالرياض ودفن في مقبرة العود، نسأل الله أن يتغمده برحمته وأن يجزيه عن المسلمين خير الجزاء وأن يجعله مع السفرة الكرام البررة في الفردوس الأعلى من الجنة إنه ولي ذلك والقادر عليه، إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا نقول إلا ما يرضي الله وإنا لفراق العلماء الربانيين لمحزونون، نسأل الله أن يرحم شيخنا وأن يجعل قبره روضه من رياض الجنة وأن يبارك في هذه الأمة وأن يجعلها أمة خير دائما، فرحم الله الشيخ رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجزاه عن الإسلام والمسلمين كل خير وخالص تعازينا للملكة السعودية حكومة وشعباً وللأمة الإسلامية جميعاً.
نسبه
هو أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن إبراهيم بن فهد بن حمد بن جبرين، يرجع نسبه إلى قبيلة بني زيد.
مولده
ولد في بلدة محيرقة بالقويعية التي تبعد عن الرياض 180 كم سنة 1349 هـ.
نشأته وطلبه للعلم
بعد أن أكمل سنته الأولى انتقل به والده إلى الرين وهناك ابتدأ به والده التعليم في سنة (1358 هـ)، فتعلم القراءة والكتابة حتى سنة (1364هـ)، ثم ابتدأ في الحفظ فحفظ بعض القرآن أو بالأخص الثلث الأخير منه، وبقي يقرأ على والده الشيخ عبدالرحمن في عمدة الحديث والأربعين النووية وبعض مبادئ العلوم. وفي سنة سبع وستين طلب من فضيلة الشيخ عبد العزيز الشثري - رحمه الله - أن يأذن له بالقراءة عليه، فلم يجبه حتى يحفظ القرآن كله، فعكف على حفظ القرآن حتى أتقنه وحفظه في آخر تلك السنة، ثم ابتدأ في القراءة على الشيخ عبد العزيز حيث كان يقرأ بعد الفجر، ثم في الضحى، ثم بعد العصر نحو ساعة، ثم بعد المغرب إلى أذان العشاء، وتنوع - حفظه الله - في قراءة الكتب، فقرأ في المختصرات مثل: زاد المستقنع، وعمدة الأحكام، والأربعين النووية، وكتاب التوحيد، وثلاثة الأصول، وشروط الصلاة، وآداب المشي إلى الصلاة، والعقيدة الواسطية، والحموية، وقرأ في النحو متن الآجرومية، وفي الفرائض متن الرحبية، وهكذا قرأ في الشروح والمطولات، وقرأ سبل السلام، وشرح الأربعين النووية لابن رجب، وتاريخ ابن كثير وتفسيره، وتفسير ابن جرير الطبري، وشرح مسائل الجاهلية لمحمود الألوسي العراقي وتفسير النيسابوري المسمى: غرائب القرآن، والكثير من الشروح والمؤلفات المخطوطة والمطبوعة.
وفي أثناء هذه القراءة كان يتعاهد حفظ القرآن، ويصلي في غيبة والده بالمسجد الكبير جمعة وجماعة.
سفره في طلب العلم
سافر الشيخ إلى الرياض سنة (1374 هـ) مع شيخه حين انتقل إلى هناك، ومن هناك انتظم في معهد إمام الدعوة، وقرأ على جمع من المشايخ، وعلى رأسهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - مفتي الديار السعودية سابقا في الحديث، والنحو، والصرف، والمصطلح، وأصول الفقه، وعلى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله تعالى - في أصول الفقه، وفي بلوغ المرام. كما قرأ على مشايخ آخرين ممن يدرسون العلوم الشرعية في معهد إمام الدعوة.
المناصب التي تولاها الشيخ رحمه الله
بعد أن أنهى الشيخ دراسته في معهد إمام الدعوة بالرياض سنة (1381هـ) عُيِّن مدرسا في المعهد نفسه، وتولى التدريس به إلى أن انتقل من ذلك المعهد إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث عين مدرسا في كلية الشريعة وأصول الدين عام (1395 هـ) وذلك قبل فصل الكليتين عن بعض، وأصبح عضوا من أعضاء القسم، وأشرف على عدة رسائل في الماجستير في تلك السنوات.
وفي سنة (1402 هـ) عُيِّن عضوا للإفتاء في رئاسة البحوث العلمية والإفتاء قرب شيخه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، ثم أحيل للتقاعد في شهر رجب عام (1418 هـ) حفظه الله ورعاه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/124)
وحصل الشيخ على شهادة الماجستير من المعهد العالي للقضاء في عام (1390 هـ) في رسالة (أخبار الآحاد في الحديث النبوي) بتقدير امتياز، ثم حصل على شهادة الدكتوراه في عام (1407 هـ) إلى تحقيق (شرح الزركشي على مختصر الخرقي) تحقيق وتخريج، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، سبعة مجلدات، وهي مطبوعة الآن وتباع في الأسواق.
جدول الشيخ اليومي
يبدأ جدول فضيلته كالتالي:
* من بعد صلاة الفجر: بإلقاء درس في أحد المساجد حتى طلوع الشمس، ثم يعود إلى منزله للاستراحة، ثم يذهب إلى إدارة البحوث العلمية والإفتاء، وهناك يبدأ بالإجابة عن أسئلة الناس الذين يأتون للسؤال عن أمور دينهم، فتراه -حفظه الله - لا يكل ولا يمل رغم ازدحام الناس عليه، يساعد من يحتاج المساعدة، ويشفع لمن هو أهل للشفاعة، ويرد على اتصالات المستفتين، فهاتفه لا يسكت عن الرنين وهذا حاله حتى انتهاء الدوام.
ويقول بعض تلاميذ الشيخ رحمه الله: كم من المرات أراه آخر من يخرج من الإفتاء، بل يقوم بإطفاء الأنوار التي في طريقه حرصا منه.
* وبعد العصر: منزله مفتوح للجميع يفتي الناس في أمور دينهم، ويوجه من يريد التوجيه، ويكتب شفاعة للمحتاجين لمن ثبت عنده أنه محتاج حتى أذان المغرب، ثم ينطلق إلى أحد مساجد الرياض لإلقاء درس من الدروس الأسبوعية.
علما أن الشيخ - حفظه الله وأجزل له المثوبة - له أحد عشر درسا في الأسبوع، ثم بعد العشاء يتوجه إلى مسجد آخر إما لإلقاء درس أو محاضرة أو ندوة، وهكذا يكون جدول الشيخ اليومي حافلا بالدعوة إلى الله طوال أيام الأسبوع رفع الله درجته.
ما تميز به الشيخ
كان يعرف الشيخ - رحمه الله - بتواضعه الكبير فهو دائما صامت قليل الكلام، لا يتكلم إلا إذ سئل عن مسألة، إذا خالفه أحد العلماء في فتوى أو حكم شرعي، فإنه يقول: فلان عالم ونحترم علمه، ولا يعنف عليه في الرد. وإذا دعي لإلقاء محاضرة أو درس في أي مكان فإنه لا يرد الداعي إذا لم يكن ملتزما بموعد أو ارتباط، يحسن الظن ولا يحمل على أحد من أهل السنة والجماعة حقدا أو حسدا - أحسبه كذلك والله حسيبه - متواضع في كل شيء، يحبه كل من يعرفه لسعة صدره ورحابته، لا يرد الطلاب أو المستفتين أو المحتاجين، يقوم بأداء حوائجهم بنفسه، وقته كله عمل لله ولدينه، وحياته عامرة إما بقول الله أو بقول رسوله - صلى الله عليه وسلم: أن شيخنا - حفظه الله- ما أعطي هذه الرفعة والمكانة بين الناس إلا لشدة تواضعه، مصداقا للحديث الذي أخرجه الإمام مسلم والترمذي وأحمد (من تواضع لله رفعه) فكيف بشخص أعطي العلم والورع والتواضع - رحم الله شيخنا العلامة بن جبرين ونسأل الله له المغفرة والفوز بالجنة والنجاة من النار، وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه.
تاريخ النشر 17/ 07/2009
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=57&article_id=522896
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 06:13 ص]ـ
د. فهد عامر العازب
يُقبض العلم بقبض العلماء
فقدت الأمة الإسلامية عالما جليلا من علماء هذه الامة وهو الشيخ د. عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين - يرحمه الله - فقد كان - يرحمه الله - شعلة من النشاط والاجتهاد في بذل العلم والمعروف والخير للناس كافة، وقد استوقفتني ترجمة كتبها الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين بخط يده، وأصلها محفوظ عند أبي لوز الذي جمع كتاب (الكنز الثمين مجموع وفتاوى ورسائل الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين) 21/ 1 فأحببت ان اذكرها للقراء لكي يتعرفوا على جانب من جوانب حياة الشيخ عبدالله.
-نسبه ومولده:
هو عبدالله بن عبدالرحمن بن ابراهيم بن فهد بن حمد بن جبرين، من قبيلة بني زيد المعروفين في نجد، وكان أصلهم من بلدة شقراء ثم نزح الكثير منهم إلى كثير من القرى، ومنها بلد القويعية.
وأما مولده: فقد ولد سنة 1349هـ في بلد محيرقة، وهي احدى قرى القويعية، واخواله آل مسهر المشهورون هناك.
- نشأته:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/125)
نشأ في قرية الرين التابعة للقويعية وفي بلد محيرقة، وقرأ القرآن على أبيه وعلى امام الجامع في محيرقة وهو احد اعمامه ثم تعلم العلم على والده وعلى قاضي الدين الشيخ: عبدالعزيز بن محمد الشثري، ثم انتقل معه الى الرياض عام 1374هـ وانتظم في معهد امام الدعوة وواصل الدراسة فيه، فانتهى من القسم العالي منه عام 1381هـ وكان ترتيبه الاول بين الطلاب الناجحين، وعددهم احد عشر طالبا، وكان متفوقا في المرحلة الثانوية.
- الأعمال والمناصب التي شغلها:
كان أول الاعمال ان اختير مع الهيئة الذين ارسلوا للدعوة والارشاد في الحدود الشمالية برئاسة شيخه عبدالعزيز الشثري في اوائل عام 1380هـ لمدة ثلاثة اشهر.
ثم اختير ايضا مدرسا في معهد امام الدعوة قبل تخرجه بأشهر وذلك في عام 1381هـ واستمر في التدريس فيه نحو اربعة عشر عاما قام بتدريس الفقه والحديث والتفسير والتوحيد والتاريخ وغير ذلك.
وفي عام 1395هـ انتقل الى كلية الشريعة التابعة لجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، واختير له قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة وتولى تدريس العقيدة في السنة الاولى والثانية، وتولى الاشراف على البحوث المتعلقة بالعقيدة والاشراف على رسائل الماجستير ومناقشة بعضها.
وفي عام 1402هـ انتقل الى رئاسة البحوث العلمية والافتاء كعضو افتاء.
- طلبه للعلم:
كان اول ذلك على والده يرحمه الله تعالى في عام 1365هـ، حيث تعلم الفرائض ومبادئ النحو والقراءة في كتب الحديث وغيرها ثم في عام 1367 - وبعد ان اكمل حفظ القرآن - ابتدأ بالدرس على شيخه القديم عبدالعزيز الشثري في المسجد فقرأ عليه المتون.
ثم انتقل الى الرياض في اول عام 1374هـ وانتظم في معهد امام الدعوة حتى انتهى من القسم العالي منه عام 1381هـ وفي اثناء هذه المدة كان يحضر دروس الشيخ عبدالعزيز بن باز - يرحمه الله - في الجامع الكبير، وفي عام 1387هـ انتظم في المعهد العالي للقضاء بطريقة الانتساب، مع قيامه بالتدريس، فأنهى مرحلة الماجستير في عام 1390هـ بتقدير جيد جدا وسجل في الدكتوراه بكلية الشريعة متأخرا وانتهى منها عام 1407هـ بتقدير امتياز.
- جلوسه للتدريس:
كان أول ذلك تدريسه النظامي في معهد الدعوة عام 1381هـ، ثم في كلية الشريعة الى عام 1402هـ، اما التدريس في المساجد وفي المنزل، فكان اوله في حدود عام 1387هـ حيث طلب منه بعض الاخوان اليمانيين ان يدرسهم الفرائض ودرس الفقه عام 1384هـ وفي آخر عام 1389هـ عين اماما في مسجد آل حماد قرب دخنة بالرياض وهناك جلس لطلاب العلم وبعد هدم المسجد سنة 1397هـ نقل الدرس الى المسجد الواقع بحلة الحمادي، وهناك اقام الدرس ليلا ونهارا وقد تزايد الحاضرون وقتا بعد وقت.
وهكذا درس في المسجد بالجامع الكبير لما انابه الشيخ عبدالعزيز بن باز - يرحمه الله - وكان جلوسه بعد المغرب اربعة ايام في الاسبوع.
-شيوخه وتلاميذه:
شيوخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين كثيرون منهم:
-1 الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ قرأ وسمع عليه من عام 1374هـ الى نهاية عام 1381هـ
-2 الشيخ عبدالعزيز بن باز -يرحمه الله-
-3 الشيخ حماد بن محمد الانصاري -يرحمه الله-
-4 الشيخ محمد الامين الجنكي الشنقيطي، وغيرهم كثير
أما تلاميذه فمنهم:
-1 عبدالرحمن السديس امام وخطيب الحرم.
-2 سعد بن عبدالله الحميد.
-3 عبدالعزيز بن محمد السدحان.
-مؤلفاته:
وهي كثيرة، منها:
-1 رسالة الماجستير وهي بعنوان (الاخبار الآحاد في الحديث النبوي).
-2 رسالة الدكتواره وهي بعنوان (شرح الزركشي على مختصر الخرقي في فقه الإمام احمد بن حنبل).
-3 الشهادتان معناهما وما تستلزمه كل منهما.
فرحم الشيخ عبدالله فقد كانت حياته مليئة بالاجتهاد والعلم والأعمال الخيرية.
يقبض العلم بقبض العلماء
أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال (ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى اذا لم يبقى عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا).
alaazeb@alwatan.com.kw
تاريخ النشر 18/ 07/2009
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=164&article_id=523089&AuthorID=5737
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 06:14 ص]ـ
في رثاء الشيخ ابن جبرين
المرثية بوفاة المغفور له بإذن الله تعالى سماحة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين يرحمه الله وأموات المسلمين، لقد حزَّ في نفوس المسلمين فقدهم لهذا العلامة ولكن لا راد لقضاء الله تعالى وكل نفس ذائقة الموت.
نرفع عزانا بابن جبرين
للمملكة وكل الاسلامي
شيخ علاّمه معاه الدين
مهي ظلالات واحلامي
الموت حقاً على الثقلين
والعمر مكتوب برقامي
مضى حياته على النهجين
نهج النبى واصل الاكرامي
قرآن يمشي على الرجلين
وهو البشر دم وعظامي
مرحوم يا شيخنا لسنين
ولسنة الدين بمحامي
والناس عن منهجه لاهين
لاهين بالعمال وخصامي
والمخطية شربها عسلين
والدين ميزان الاحكامي
الشرع واحد مهو شرعين
دين السماحة والالهامي
وقبلة تقدم لنا شيخين
عثيمين والباز قدامي
وعساك يا شيخنا بعلين
في جنةٍ وسطها مقامي
مع الصحابة وحور العين
وحوض النبي يروي الظامي
ترى العوَض علمكم والزين
يقراة جيلٍ له احشامي
وعيالكم عندنا غاليين
نبعث لهم عبر الاعلامي
والمملكة موطن البيتين
وثالث حرمنا ورى الشامي
ويسلم لنا خادم البيتين
وهو العوض وأبو الايتامي
وبحكم الولى كلنا راضين
واللي كتب ياصل الزامي
واقبل عزانا ببن جبرين
من الدهمشي وكل الإسلامي
نهير محمد الدهمشي العنزي.
تاريخ النشر 23/ 07/2009
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=57&article_id=524168
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/126)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 06:15 ص]ـ
من أتباع ابن تيمية .. الشيخ ابن جبرين يرحمه الله .. والمهري واردوغان
لاشك أن من أعظم المصائب والبلايا في كل زمن هو فقد وموت العلماء .. ومن أعظم ما اصيبت به الأمة في الأيام القليلة الماضية هو موت العلامة الشيخ ابن جبرين رحمه الله وجمعنا به في مستقر رحمته .. فقد انار سماء الأمة بنشر علم السلف وكان علما من أعلام الاسلام .. ولاشك أن فقدانه يترك في النفوس حسرة وألما .. ولن يستطيع احد مهما كان أن يسد الثلمة التي كان يسدها .. وحسبنا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة» أو كما قال صلى الله عليه وسلم .. رحمك الله يا شيخنا رحمة واسعة فقد كنت ممن ينصح الأمة ويتبع النبي صلى الله عليه وسلم ويحارب البدع والشرك .. كعلماء السلف من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن القيم رحمه الله واتباعهم ممن يغيظ وجودهم المنافقين.
رحمك الله يا شيخنا فقد نشرت علم النبي صلي الله عليه وسلم وحرصت على ذلك من افادة الطلبة ليل نهار .. واحييت السنن وحرصت على ذلك كما يحرص السلف من الصحابة والتابعين وتابعيهم باحسان كشيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله واتباعه ممن يغيظ ويرعب وجودهم المنافقين.
? حذرت وفي مرات عدة من تصريحات محمد باقر المهري التي تثير النعرات الطائفية والكراهية بين الشيعة والسُنة .. وايقاظ الفتنة .. لعن الله موقظها .. وكأنها تخدم اجندة خارجية .. فإذا كانت الحكومة الرشيدة «بجلالة قدرها» مو قادرة على ايقاف هذه التصريحات .. فنحن نناشد عقلاء الشيعة بأن يوقفوها .. ونحن تربينا مع الشيعة فهم اخواننا وجيراننا واصدقاؤنا .. رغم اننا في الكويت بلد سني .. ورغم أن الشيعة لا يتجاوزون العشرين في المائة في الكويت إلا اننا نحبهم ويحبوننا .. فكم بيننا وبينهم من صحبة ومصاهرة وشراكة .. ولكن نرى اليوم امرا غريبا ولا يصدقه عاقل .. وهو ان البعض يريد ان يطردنا من بلادنا!! ويتهم ابن تيمية واتباعه بالتكفير .. والتكفيريين .. ونحن والله ممن يتقرب الى الله بحب ابن تيمية يرحمه الله .. وما كان والله وتا الله وبالله تكفيريا بل كان من المصلحين .. فإذا كان هذا الكلام يعجب الشيعة فتلك مصيبة .. وطامة سوف تهوي بمجتمعنا الى ما لا يعلمه الا الله .. واذا لم نشاهد شيئا معلنا بإنكارهم لما جاء في التصريح السيئ فسوف نضطر لتبيين وتوضيح وشرح حقيقة من هم المكفرون .. ومن كتب كبار علمائهم ومراجعهم قديما وحديثا .. وقد اعذر من انذر .. والبادي اظلم ..
? نشكر رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان على مطالبته بكين وبجرأة الاسد بوضع حد والتوقف عن التنكيل بالمسلمين الايغور في الصين .. ونشكو بثنا وضعفنا من سكوت وتخاذل العرب والمسلمين وايران وتجاهلهم عما يحدث من ابادة للمسلمين في الصين .. وما اعظم سلاح المقاطعة لكل ما يصنع هناك .. ولكن هيهات ..
? سؤال وجيه:
من اولى ان يطرد من الكويت اتباع ابن تيمية الذين يدعون الى طاعة ولي الامر بالسر والعلن والمنشط والمكره .. ام الذين يسمون تفجير المقاهي الشعبية ومحاولة اغتيال أمير القلوب يرحمه الله اعمالا وطنية؟!
? تاكسي تحت الطلب في جمعية صباح السالم السوق المركزي قطعة 3 تم في مواقفها بناء غرفة كيربي صغيرة للنوم بجانب المكتب، وين رئيس الجمعية .. وين رئيس اتحاد الجمعيات .. وين وزير الشؤون .. وين الفريق المتقاعد البدر اللي هدم دواوين صباح السالم!!
? مستشفى الفروانية جناح 14 الباطنية المرضى الذين يخرجون من العناية المركزة من المصابين بالجلطة يتم ارسالهم لهذا الجناح للاستجمام والراحة لعدم وجود جناح مختص بالقلب في المستشفى فقط جراحة وباطنية! والمرضى في هذا الجناح صاروا بين ازعاج المطرقة وازعاج الصباغين وروائح الصبغ السامة .. خوش مستشفى .. وخوش جناح .. وخوش استجمام .. وين مدير المستشفى .. وين الوكيل العبدالهادي .. وين الوزير الساير .. يا ليتك تسّير على مستشفى الفروانية والعدان والجهراء!!!!
baltahad@alwatan.com.kw
تاريخ النشر 24/ 07/2009
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=164&article_id=524468&AuthorID=1564
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 06:18 ص]ـ
أعربت مبرة طريق الإيمان عن بالغ حزنها بوفاة الشيخ العلامة عبدالله بن جبرين أحد ابرز كبار العلماء في العالم الإسلامي وذكرت في بيان لها:
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا شيخنا لمحزونون وإنا لله وإنا إليه راجعون. هكذا يغيب الموت علما من أعلام هذه الامة ويغطي الظلام نجما من نجومها إنه الشيخ العلامة الدكتور عبدالله بن جبرين، رحمه الله، أحد أبرز كبار العلماء في العالم الإسلامي. واضافت: لقد كان الشيخ ــ رحمه الله ــ من أقوى العلماء تأثيرا في فتواه حيث تتلقاها وسائل الإعلام ويتقبلها العلماء والدعاة وطلاب العلم، وذلك لمكانة الشيخ العلمية، ولما عرف عنه من تحريه الحق وعدم مجاملته في فتاواه، فكان ــ رحمه الله ــ يقول الحق ولا يخاف في الله لومة لائم، بل كان يصدع بالحق ولو على حساب نفسه. فرحمه الله وغفر له وأعلى منزلته.
http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=518133&searchText=%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%86&date=24072009
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/127)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 06:20 ص]ـ
السعودية تشيِّع العلامة ابن جبرين في جنازة مهيبة
في جنازة مهيبة ووسط زحام شديد .. شيّع آلاف السعوديين، ظهر اليوم الثلاثاء، جنازة العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين عقب الصلاة عليه في جامع الإمام تركي بن عبد الله وسط العاصمة الرياض.
وازدحمت شوارع الرياض المؤدية إلى جامع الإمام تركي بن عبد الله وأغلقت كثير من المنافذ؛ بسبب كثافة المصلين على جنازة الشيخ ابن جبرين، وهو ما دفع كثيرين للسير على الأقدام للوصول إلى المسجد.
وشارك الأمير سطام بن عبد العزيز (أمير منطقة الرياض بالنيابة) في صلاة الجنازة على فضيلة الشيخ وكذلك الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار و الأمير سعود بن سلمان بن عبد العزيز وأشقاء وأبناء الفقيد وجموع غفيرة من المواطنين.
وبسبب كثرة المشيعين استغرق خروج الجنازة من بوابة المسجد أكثر من 20 دقيقة، حيث توجهت إلى مقبرة العود حيث سيوارى الثرى.
وكان العلامة الشيخ عبدالله بن جبرين قد توفي في تمام الثانية من بعد ظهر أمس الاثنين في قسم العناية المركزة بمستشفى الملك فيصل التخصصي للأبحاث بالرياض، متأثرًا بإصابته بالتهاب في الرئة نتيجةً لمضاعفات حدثت له بعد عملية في القلب أجراها منذ ستة أشهر.
ونقلت صحيفة "الوطن" الصادرة اليوم عن زبن بن جبرين (شقيق الشيخ) القول: إن حالته- رحمه الله- كانت مستقرة حتى مساء الأحد (أول من أمس) ثم تعب بعدها إلى ظهر الاثنين (أمس) حيث توفي ونزعت عنه الأجهزة، وأبناؤه وإخوانه يلتفون من حوله.
وعن معاناته مع المرض خلال الأشهر الستة الماضية قال: إن الشيخ أبو محمد عانَى كثيرًا مع المرض بالرغم من نجاح العملية التي أجرها في القلب، إلا أنه تعرض بعدها بأسبوع إلى مضاعفات وصعوبة في التنفس أدّت إلى إصابته بالتهاب رئوي، مما استدعى عمل فتحة للأكسجين في القصبة الهوائية، وسافر إلى ألمانيا وبقي هناك لمدة شهر رافقه أبناؤه الثلاثة واثنان من إخوانه، ثم عاد وبقي في العناية بمستشفى التخصصي، ولم يكن يستطيع الحديث بسببها، ولكنه كان ينظر إلينا ويعرفنا ويعي كل ما حوله.
وعن حياته رحمه الله أضاف شقيقه: إن الشيخ أبو محمد عاش حياة بسيطة حيث كرس كل وقته للعلم والدروس والمحاضرات ولم يفوت منها شيئًا، وكان يلقي محاضراته ودروسه في جامع الراجحي ولم تنقطع إلا بعد دخوله المستشفى، وفي فصل الصيف كان يقوم برحلة داخل المملكة ينطلق فيها من الرياض إلى مكة ثم إلى الطائف وجدة والجنوب ثم يعود إلى الرياض مع مرافقيه، ثم إلى شمال المملكة وإلى المنطقة الشرقية والقصيم، وهي رحلات كانت كلها لإلقاء الدروس والمحاضرات، ومن الأشياء التي يحرص عليها أيضًا الذهاب إلى مكة المكرمة بعد العشر الأوائل من رمضان، ويبقى هناك حتى العيد.
وأضاف أيضًا: كان- رحمه الله- يهتم بزيارة المرضى من المعارف والأقارب ومن يسمع عنه أنه مريض في منزله أو في المستشفى، وخصص يومًا في الأسبوع يزور فيه أقاربه ومعارفه من المسنين في منازلهم أو في الأماكن التي يتواجدون فيها.
نسأل الله أن يتغمد العلامة الشيخ عبدالله بن جبرين برحمته وأن يجزيه عن المسلمين خير الجزاء وأن يجعله مع السفرة الكرام البررة في الفردوس الأعلى من الجنة إنّه ولي ذلك والقادر عليه. وإنا لله وإنا إليه راجعون
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=67013
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 06:40 ص]ـ
وصية من سماحته لطلابه.
http://www.rofof.com/7bcljs22/Wsyh_alshykh.html
وهي مرفقة بالمشاركة أيضا
رحمه الله رحمة واسعة
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[24 - 07 - 09, 06:46 ص]ـ
شكراً على نقلك لهذه الوصية
ـ[ابراهيم البحيري]ــــــــ[24 - 07 - 09, 12:27 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وغفر له والمسلمين أجمعين
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 03:09 م]ـ
عزاء ابن جبرين: ذكرٌ وصبرٌ وسيرةُ عطرة
"الاقتصادية الالكترونية" من الرياض
استقبل أبناء وإخوان الشيخ العلامة الجبرين جموع المعزين في دارتهم في الرياض، حيث طغى الحديث عن سيرة الشيخ العطرة وذكره الحسن ومناقبه الجليلة على ما سواه في مجلس العزاء. وبدا ظاهرا التأثر الكبير من قبل طلاب الشيخ وأحبائه وعامة الناس الذين تقاطروا على عزائه بعد مشاركة لافتة في الصلاة والدفن اللتان تمتا اليوم. وتذكرت جموع المعزين علم الشيخ وفضله ودروسه في الشريعة والعقيدة.
وتوافدت في وقت سابق أعداد كبيرة من المشيعين إلى مقبرة العود للصلاة على روح الفقيد الشيخ عبد الله بن جبرين الذي دفن ظهر اليوم. وشاهد مراسل "الاقتصادية الالكترونية" الزميل عبد السلام الثميري أشخاصا من جميع مناطق المملكة وآخرين من دول الخليج. وكان الازدحام قد أنتقل إلى مقبرة العود – وسط العاصمة – بعد أن ازدحمت الشوارع المؤدية إلى جامع الإمام تركي بن عبد الله قبل صلاة الظهر بسبب كثافة المصلين ودفع ذلك كثيرين للسير على الأقدام للوصول إلى المسجد ومن ثم المقبرة.
وكان الأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة قد أدى صلاة الميت على الفقيد. وأدى الصلاة مع الأمير سطام كل من الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار والأمير سعود بن سلمان بن عبد العزيز. كما أدى الصلاة الأمراء وأصحاب الفضيلة وأشقاء وأبناء الفقيد وجموع غفيرة من المواطنين.
http://www.aleqt.com/2009/07/14/article_252220.html
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/128)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 03:14 م]ـ
وفاة العالم ابن جبرين الذي كان أمة
د. نورة خالد السعد
أكتب عن وفاة شيخنا الفاضل العلامة الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين، وأنا لست في مقام الكتابة عن عملاق في قامته العلمية وميراثه العلمي والسلوكي الذي يظل شاهدا على بقائه في ذاكرة طلابه ومحبيه - يرحمه الله -، فالعالم يخلد بعلمه ودعوته ومؤلفاته رغم موته البيولوجي فتلك سنة الحياة على البشر. وما زال صوته يتردد في مسمعي عندما تلقيت مثل غيري خبر وفاته - يرحمه الله - بعد أن تابعنا جميعا أخبار مرضه وسفره للعلاج ثم عودته إلى الرياض ليلقى وجه ربه فيها.
صوته الذي يردد: (إن الله كتب الموت على الصغير والكبير، والشريف والطريف، والعالم والجاهل، ولكن لا شك أن موت العلماء مصيبة كبيرة، لأن بفقدهم يفقد العلم الذي هو ميراث الأنبياء، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق العلماء اتخذ الناس رؤوسا جهالا فيسألوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا).
هذه العبارات تحمل في طياتها منهاجا لنا - محبيه - ماذا يجب علينا أن نعمل كي نبقي هذا العلم الذي قدمه وتميز فيه، وهذا التاريخ الذي يحمله كل محب له وكل طالب علم سواء داخل الوطن أو خارجه، فمن قرأ ما كتب في موقع «لجينيات» أو في «الاقتصادية» أو سواها من مقالات في جميع الصحف لدينا، عن هذا العلامة المبدع الذي تميز بخصائص العلماء من التواضع، والزهد، والترفق مع المحتاجين من طلابه دون علمهم، فقد كان هناك إجماع على تميز هذا الشيخ الدقيق في المظهر العملاق في الفكر وفي الفتوى. وكما ذكر عنه الدكتور يوسف القاسم في مقالته: (خصم العلامة ابن جبرين وقاتل مروة وجهان لعملة واحدة) المنشورة في «الاقتصادية» في عددها 5757 يوم الخميس 23/ 7/1430هـ. الموافق 16 تموز (يوليو) 2009: (أنه له جلد في طلب العلم, وتحصيله, ثم في تعليمه, وبذله لطلابه, حتى إنه من أكثر مشايخ هذه البلاد دروسا في المساجد, حيث كان يُقْرأ عليه في الأسبوع الواحد أكثر من 40 كتابا, وفي علوم متنوعة. ومن حرصه على العلم وتحصيله أنه كثيراً ما كان يتردد على أهل العلم, ويتودد إليهم, ويتواضع لهم)، ومصداقا لهذه العبارات ما نشاهده من حضوره لجلسات العلم لمن هم أصغر منه عمرا وربما كانوا من طلبته، يتم بثها على بعض القنوات!
الموت حق، ولكن موت العلماء مصيبة. نعم فعندما نقرأ في سير السلف الصالح وفي سير العلماء يمتلك قلوبنا الحزن عندما نقرأ أنَّ عالماً من العلماء قد غادرنا وفي هذه المرحلة المهمة من المتغيرات الاجتماعية والفكرية تعصف بالعالم الإسلامي وليس الوطن فحسب، والتي تتطلب حكمة هؤلاء وعلمهم ومجاهرتهم بالحق.
والشيخ عبد الله بن جبرين هو النموذج والقدوة فقد كانت فتاواه محل حفاوة وقبول لدى الجميع إلا من ران على قلوبهم، وكان يتمتع بالمصداقية والجرأة في الحق كما هي في صدق اللهجة، لا يخشى في الله لومه لائم, ولهذا كان جبلا شامخا لمن يلجأ إليه مستفتيا أو طالبا النصح أو المساعدة لتقويم اعوجاج اجتماعي بدا يطفو على سلوكيات وفكر البعض.
وكما نشر عنه أنه لم يتميز عن الآخرين بالرسوخ فقط أو بالتواضع فقط أو بالقلب السليم فقط. بل أيضا تميز - رحمه الله - بأنه يستعذب النصب والتعب في تبليغ العلم وتعليمه لذا ما صبر أحد حوله مثل صبره.
وكان زاهدا لم يستثمر علمه في زيادة أرصدته! بل كان علمه كالهواء متاحا للجميع دون استثناء.
رحل عنا الشيخ الفاضل الدكتور عبد الله بن جبرين وترك ثغرته كما تركها سابقا علماؤنا الذين مازلنا نشعر بفقدهم وببقائهم في الوقت نفسه كالشيخ العلامة عبد العزيز بن باز - يرحمه الله - والشيخ محمد بن عثيمين - يرحمه الله، أولئك الراحلون إلى جنات النعيم - بإذن الله -, لكننا لن نؤتى من قبلها فلقد حصنوها بالتوحيد وسوروها بالعقيدة الصافية. وماتوا مثلما مات الأنبياء والصالحون ولكن ستبقى أجيال تنهل من علومهم ومعارفهم وأفكارهم وتراثهم.
السؤال هنا ماذا يجب علينا أن نعمل كي نبقي هذا الضوء والمشعل الذي حملوه مشعا لا يخمد؟
كيف نعلم أبناءنا هذه الأبجديات الأخلاقية التي يتحدث عنها طلابهم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/129)
ما قرأنا عن الشيخ عبد الله بن جبرين من التواضع وحب العلم، والزهد، وسعة الاطلاع، والدأب على طلب العلم، ونشر الدعوة، وسواها من قضايا هي الآن تدرس في دورات (تطوير الذات) علي سبيل المثال ويسترشدون بنماذج من الناجحين في الغرب في التجارة. فلماذا لا نحول نحن هنا هذا التاريخ المضيء للشيخ ابن جبرين إلى قصص صغيرة نعلمها أطفالنا ونسهم بها في إثراء المحاضرات، ودروس طلبة العلم؟
دعونا نحافظ على هذا العلم ونستحضر هذه الصدور النقية التي حملت أمانة الاستخلاف كما هي شروطها. ولا تتوقف سطورنا ونعينا أو بثنا محبتنا لهم عند مقالات تنشر وعبارات تسطر أو برامج تلفازية تبث ثم تصبح في الأرشيف.
بالطبع (موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار). كما نقل عن علي وابن مسعود، ولكن دعونا نجتهد أن نؤكد وحدتنا فكريا كما هي مطلوبة عمليا. وأن نتحمل مسؤوليتنا الاستخلافية بالاجتهاد في الحفاظ على هذا الميراث، كي نبقي شعاع الضوء عاليا في سمائنا نحن المسلمين. وألا يتحقق فينا: (قيل لسعيد بن جبير ما علامة هلاك الناس: قال: إذا هلك علماؤهم).
** رحم الله شيخنا الوالد الفاضل الدكتور عبد الله بن جبرين، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وجمعنا به مع رسولنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ. وأصحابه الأخيار.
... اتكاءة الحرف:
من شعر صالح بن علي العمري في رثاء الشيخ ابن جبرين
رحلت يا أمة عن أمةٍ فجعت
عليك .. من ذا يداوي جرحها النزفا
ملكتها بالهدى علما وتزكية ً
فملّكتك المآقي رفعة ووفا
كم عالمٍ قامت الدنيا بهمّته
وقد يعزّ عليها أن ترى خلفا
عليك مني سلام ٌ عاطرٌ وكِفٌ
ما أشرق النور في الدنيا وما كسفا
--------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
فقد الوطن بل العالم الاسلامي للعلماء هو ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار, كما ذكرت اعلاه , ولكن لأننا في مرحلة الغريزة التي تحدث عنها علماء دراسة المجتمعات والحضارات مثل ابن خلدون ومالك بن نبي , وهي المرحلة التي تتحكم فيه الغريزة وهوي النفس علي أفكار وسولوكيات الناس ,, للهذا وجدنا العويل في قنواتنا التي نقول عليها تجاوزا انها قنوات تبث من مجتمعات عربية واسلامية!! العويل لأغتيال سوزان التميمي ومارافق ذلك من فضائح تقشعر لها أبدان الفضلاء
------------------
وأيضا رافق موت مايكل جاكسون الرجل الذي عاش حياته رافضا للونه وطبقته العرقية!! وعيش في منتصف الحد بين الذكورة والأنوثة!! هؤلاء وامثالهم كثر تهتز من اجلهم ذبذبات البث الفضائي الذي للسف تم تسخيره لأنسلاخ أمتنا وشبابنا المسلم علي وجه الخصوص من هويته وعقيدته , والعمل علي أحراقه في مزبلة الفنانين والراقصات!!
لكن رغم هذا أحمد الله ان هناك أمثال الأبنة شادية المطيري التي أجابت علي من يتساءل عن مؤلفات العلامة بن جبرين يرحمه الله.وهي صغيرة السن لكن لديها وعيا بكونها مسلمة
-------------------------
يتعدي ما لدي العديد من المصفقين من الذكور وراء الفن والفنانين ومن يتم تمجيدهم ليلا ونهارا في قنواتنا للأسف!!
وكنت اتوقع ان يكون هناك احتفاء بهؤلاء العلماء في الفعاليات الثقافية التي تقام في الطائف الآن بدلا من العودة للماضي للحفر في شعراء الجاهلية!!
أو ما تم الغائه ولله الحمد من مايقال أنه مهرجان للسينما يتم فيه استضافة افلام من عشرين دولة ويدعون المخرجين وربما بعض الممثلين كي يشاركوا في مهرجانات لاتسمن ولاتغني من جوع!! بل بالعكس هي موبقات في أرض مقدسة وفي مدينة لاتبعد عن مهد الرسالة الا لاتبعد عنها الا ب75 كيلو!!
اسأل الله ان يرحم العالم العلامة الشيخ ابن جبرين ويسكنه فسيح جناته والفردوس الأعلي منها وان يعوضنا في مصابنا فيه خيرا وأن يهدي ضالنا ويعيده الي الصواب.
http://www.aleqt.com/2009/07/23/article_255222.html
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 03:17 م]ـ
الزحام يتسبب في تأخر خروج جنازة الشيخ الجبرين لعدة دقائق
مواقف إنسانية للشيخ الجبرين مع بعض المشيعين سردوها بدموع الوداع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/130)
وُجدت «الاقتصادية» في جامع الإمام تركي بن عبد الله من الساعة العاشرة صباحا كما وُجدت في مقبرة العود مكان دفن الشيخ ورصدت الحدث، حيث سجلت الشوارع المحيطة للجامع حركة مستمرة منذ ساعات الفجر الأولى بحسب ما ذكر لنا عدد من أصحاب المحال المجاورة للموقع، توافد عدد من محبي الشيخ وطلابه من جميع مناطق المملكة ودول الخليج، امتلأ الجامع وأغلقت جميع المنافذ المؤدية للجامع الساعة 11 صباحاً، مما حدا بالمشيعين لإيقاف سياراتهم في الأحياء القريبة من الجامع والسير على الأقدام لأكثر من كيلومتر، وكان هناك وجود أمني كبير في الموقع، حيث تسبب الازدحام على حمل جنازة الشيخ بعد الصلاة عليه لتأخر خروجها من البوابة لأكثر من عشر دقائق.
وتحدث لـ «الاقتصادية» بعض المشيعين الذين حضروا منذ الساعات الباكرة صباح أمس، حيث أكدوا أن عدد المشيعين يدل على محبة الناس للشيخ.
يقول أبو إبراهيم أحد محبي الشيخ تجاوز عمره 90 سنة: «ما إن علمت بنبأ وفاة الشيخ إلا وطلبت من أبنائي أن نحضر الصلاة على الشيخ، برغم ما أنا فيه من مرض وإعاقة، حيث حاولوا إقناعي بعدم الذهاب لظروفي الصحية، إلا أنني شددت على حضوري، لمحبتي للشيخ الجليل، حيث رافقتني شريكة حياتي للصلاة عليه، وأسال الله أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته».
يذكر التربوي محمد الزهراني أنه كان قبل عدة سنوات في زيارة لمحافظة القويعية رغبة في نقل زوجته وذهب إلى إدارة التعليم في المحافظة، وهناك يقول وجدت الشيخ عبد الله الجبرين وسلمت عليه، وكان يجلس بعيدا عنه شاب ليس من أهل المنطقة فقلت له ماذا لديك من باب الفضول فذكر لي الرجل أنه جاء لنقل زوجته وهو لا يعرف أحد من محافظة القويعية، ولكنه ذهب إلى مسجد وصلى الظهر فيه وبعد الصلاة قام رجل وألقى كلمة ووجدت أن الموجودين كلهم آذان صاغية وجلست أيضا معهم لأستفيد منها، وبعد نهاية الكلمة أخذوا يسلمون على الشيخ ثم انصرفوا وبقيت أنا والشيخ في المسجد وأنا لا أعرف أنه الشيخ بن جبرين ودار حديث لي معه عن موضوعي فقال لي معك سيارة قلت نعم فذهب معي إلى إدارة التعليم وحاول أن يشفع لي في نقل زوجي إن كان هناك إمكانية لذلك. فيقول الرجل استغربت منه وهو يسدي لي هذا المعروف وهو لا يعرفني، ولكن ذلك ليس غريبا على عالم بمكانة الشيخ الجبرين.
كان يحترم الصغار وطلاب القرآن
يذكر في هذا الجانب الشيخ خالد الهميش وهو مشرف على حلقات تحفيظ القرآن الكريم في الروضة بالرياض تابعة للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم يقول قبل أكثر من أربع سنوات رتبنا موعدا لزيارة الشيخ عبد الله الجبرين لزيارته في منزله، وكان معي مجموعة من الطلاب الحفظة لكتاب الله الكريم، فاستقبلنا حفظه الله في منزله، وكانوا خلال مقابلتهم للشيخ يريدون أن يقبلوا رأسه، فكان يرفض بل إنه قام لاستقبالهم جميعا مع أنهم في سن أحفاده وكنا نقول له استرح يا شيخ فكان يقول هؤلاء الحفظة لا بد من القيام لهم لأنهم يحفظون كتاب الله الكريم، فكان موقفا مؤثرا في حياة هؤلاء الشباب وأسهم في ثباتهم على الطاعة حتى الوقت الحاضر.
http://www.aleqt.com/2009/07/15/article_252363.html
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 03:18 م]ـ
عدد من الدعاة يتحدثون عن مآثر الشيخ الجبرين
«الاقتصادية» من الرياض
تحدث عدد من المشايخ والدعاة عن وفاة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين عضو الإفتاء السابق وجهوده في خدمة الدعوة إلى الله وتعليم العلم الشرعي.
في البداية تحدث الشيخ الدكتور إبراهيم بن صالح الخضيري عضو محكمة التمييز في الرياض فقال: إن الأمة الإسلامية فقدت بوفاة الشيخ عبد الله الجبرين عالما جليلا ومؤرخا كبيرا ومحدثا وفقيها في آن واحد، وعرفت الفقيد وأنا أدرس في المرحلة الابتدائية، وكنا نقطن حيا واحدا وكان إمام مسجد الأمير ناصر بن عبد العزيز في دخنة، وكنت أتابعه ـ رحمه الله ـ آنذاك حيث كان له ارتباط وثيق بالمسجد الذي كان يجلس فيه كثيرا وشارك الشيخ ابن قاسم ـ رحمه الله ـ في تحرير بعض المسائل العلمية، وكان معتنيا بدروسه، وتلقيت العلم عليه في المعهد العلمي في الرياض وفي كلية الشريعة وله إلمام بالدراسات الأدبية، وهو من العلماء الجهابذة الذين عرفوا بالفضل والإحسان، وكان محبا للخير داعيا إليه آمرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/131)
بالمعروف ناهيا عن المنكر، وكانت له اليد الطولى في المناصحة والدعوى إلى الله ـ عز وجل ـ وهو حمامة المسجد, إذ كان يمضي جل وقته في المسجد، وكان ذا حافظة رائعة وبنكا معلوماتيا متحركا يمتلئ بالعطاءات الخيرة. وإذا كانت المملكة عرفت ببترولها فهي أيضا غنية بأمرائها النبلاء وعلمائها الفضلاء ورجالها الأبطال، ويعد من أبرز العلماء وأعظمهم فائدة في هذا العصر لأمته, فهو تتلمذ على يد الشيخ محمد بن إبراهيم ـ رحمه الله ـ واستفاد منه كثيرا, رحم الله شيخنا عبد الله الجبرين وشمله الله بعفوه وغفرانه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
من جهته, يقول الشيخ الدكتور خالد الخليوي الداعية المعروف إن الشيخ عبد الله بن جبرين - رحمه الله - نحسبه من القلائل الذين جمعوا بين العلم والعمل والتعليم مع تواضع عظيم وسماحة نفس وصدق نية وصفاء قلب.
وأضاف: إنني ما ذهبت إلى قرية من قرى المملكة ولا هجرة من هجرها ولا حي من أحيائها القديمة إلا كانت إجابة أهله في الغالب أن الشيخ بن جبرين زارنا قبل مدة.
وأكد الدكتور الخليوي أنه ما أ كثر ما طلب منه أن يسجل كلمة في سجل الزيارات لبعض المؤسسات أو مدارس تحفيظ القرآن الكريم والجمعيات الخيرية في مختلف أنحاء المملكة إلا وجد زيارة الشيخ ابن جبرين مدونة في سجل الزيارات قبل كثير من الدعاة.
من جانبه, يقول الشيخ إبراهيم بن محمد اليحيى وكيل وزارة العدل المساعد للتسجيل العيني للعقار, إن وفاة الشيخ الجبرين دون شك تركت أثرا كبيرا في نفوسنا، فقد عرف عالما جليلا طالما قدم الوقت الثمين في العلم والتعليم، وقال إنني تشرفت بمعرفة الشيخ الجبرين أثناء الدراسة الجامعية في كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود, حيث درست على يديه لمدة عام دراسي في السنة الختامية لي في الجامعة، وكذلك زاملته في سنوات عملي الأولى في الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، وقد كان محبوبا من الجميع واستفادت الأمة الإسلامية من علمه ـ رحمه الله تعالى ـ ونسأل الله أن يسكنه فسيح جناته.
http://www.aleqt.com/2009/07/14/article_252034.html
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 03:20 م]ـ
الآلاف يشيّعون الشيخ ابن جبرين
تغطية سعد السهيمي – عبد السلام الثميري تصوير: عبد الله عتيق وخالد المصري
ودع محبو الشيخ عبد الله بن جبرين عضو الإفتاء السابق أمس عندما حضروا بأعداد غفيرة لإلقاء النظرة الأخيرة عليه قبل أن يوارى جثمانه في مقبرة العود بالرياض.
وقد أقيمت صلاة الجنازة عليه بحضور الأمير سطام بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض وأدى الصلاة مع الأمير سطام كل من الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار والأمير سعود بن سلمان بن عبد العزيز. كما أدى الصلاة عدد من الأمراء وأصحاب الفضيلة وأشقاء وأبناء الفقيد وجموع غفيرة من المواطنين وتوافد المصلون أيضا من بعض مناطق المملكة.
وقد امتلأت جنبات الساحات القريبة من الجامع الذي يستوعب 17 ألف مصل، وقد تعالت أصوات بعض محبي الشيخ بالبكاء اثناء الصلاة عليه، كما حضر الجنازة عدد من طلاب العلم الخليجيين الذين يحضرون بعض الدورات العلمية في الرياض ومنها الدورة العلمية المكثفة التي كان من المقرر أن يشارك فيها الشيخ عبدالله الجبرين في حالة شفائه لكن الأجل المحتوم وافاه قبل أن يودع طلاب العلم عبر هذه الدورة المكثفة التي تقام في جامع الراجحي بشبرا سنويا وأوشكت على الختام.
وجاء تشييع الجنازة وسط دعوات صادقة من محبي الشيخ، حيث شهدت المقبرة وقوف عديد من محبيه أمام قبره للدعاء له، وكذلك كان حال أبنائه، الذين استقبلوا العزاء من الناس بعد انتهاء دفن الشيخ، وسيتقبل أبناؤه العزاء في منزله الكائن في حي شبرا بالرياض.
http://www.aleqt.com/2009/07/15/article_252361.html
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 03:22 م]ـ
لقائي الأخير بالإمام ابن جبرين رحمه الله!
حمد عبدالرحمن الكوس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/132)
قبل قرابة عشر سنوات مرت كأنها سحابة صيف او ساعة من نهار قدر الله عز وجل لي زيارة مدينة الرياض العامرة بالعلماء الفضلاء الأجلاء لحضور دورة علمية بجامع علي بن المديني، ولم أكن أعلم أن زيارتي هذه سوف تكون فيها نظرة الوداع لثلاثة علماء أشقاء جمعهم رحم العلم! الأول: هو الإمام الكبير علامة الجزيرة بن عثيمين رحمه الله عضو هيئة كبار العلماء وكان قد عاد من الولايات المتحدة مصابا بمرض السرطان وتوفي بعدها بعدة أشهر، والثاني: هو العلامة الفقيه عبدالله بن قعود عضو الإفتاء السابق وكان طريح الفراش وبلغ به المرض مبلغه، والثالث: هو العلامة عبدالله بن جبرين رحمه الله عضو الإفتاء المتقاعد، وكان قدر لي التتلمذ على يديه أياما قلائل في الدورة العلمية بعد الفجر، فكان لا يكل ولا يمل ويجلس أكثر من ساعتين، وكان الشيخ وقتها قد ناهز السبعين ولكن همته كانت تفوق همة الشباب ونشاطهم! وكانت أوقاته عامرة بالدروس والإفتاء لعويص المسائل ودقائقها بهمة عالية ليس لها نظير ربما في العالم، وقرأت جدوله في النت في موقعه، والذي كان يسير عليه قبل مرضه الأخير فوجدت له أكثر من سبعين درسا في الأسبوع في شتى الفنون من عقيدة وحديث وفقه وتفسير ونحو، فكان رحمه الله مدرسة متنقلة وعالما موسوعيا! فكان رحمه الله رجله في الثرى وهمته في الثريا! وقال بعض تلاميذه: لا أظن الشيخ ينام أكثر من أربع ساعات باليوم! وصدق من قال:
لكل جسم في النحول بلية
ونحول جسمي من تفاوت همتي!
فكان قد قضى رحمه الله عمره متعلما ومعلما ومربيا بسمته وخلقه بحاله ومقاله لأكثر من خمسين سنة نشر فيها عقيدة السلف الصالح وذب عنها، وله مئات الدروس العلمية التي فرغت فأصبحت في مجلدات، وكان يتخرج على يد الشيخ مئات الطلاب في كل عام من جامعة الامام محمد بن سعود، وناقش عشرات الرسائل العلمية في الماجستير والدكتوراة، وكان متبحرا في مذهب الإمام أحمد بن حنبل وكذا كان أجداده من العلماء واشتهر بذلك حتى أن العلامة محمد بن جراح كبير علماء الحنابلة في الكويت أوصى قبل موته بعض كبار تلاميذه بالعلامة بن جبرين رحمه الله وبالعلامة عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله (المفتي الحالي للمملكة) فلما ذهبوا لبن جبرين قال في تواضع جم: كيف تقرأون علي بعدما قرأتم على الشيخ بن جراح؟! فكان رحمه الله متواضعا ولعل هذا من أسباب رفعته وقبول الناس له كما في الحديث أن «من تواضع لله رفعه الله عزوجل».
وقدر لي مع بعض الإخوة من الكويت زيارة الشيخ في بيته وكانوا يقرأون عليه كتاب الشيخ السلمان الأسئلة على العقيدة الوسطية، وكان وقت الشيخ مزدحما جدا ولم يهدأ هاتف البيت طوال وقت المغرب! وعند انتهاء الدرس كان يجيب عن الأسئلة بانشراح صدر وأذكر أني سألته عن حكم الكي نت وهل تعتبر العمولة ربوية فأجاب أن ذلك جائز، ولا تعد العمولة من باب الربا بل من باب الخدمة نظير جلب المال من بنك إلى بنك، والأموال سوف تستخدم لصيانة الاجهزة، وبعد انتهاء الدرس كان يخرج للمسجد مشيا على القدمين، لابسا ثيابا بسيطة ونعلا نجدية متقشقفا متواضعا زاهدا في الدنيا مبتعدا عن زينتها، وكان لا يرضى لأحد أن يقبل رأسه تواضعا منه، وكان يدفعه بيده بشدة، وكان يقضي حاجات الناس ويشفع لهم وربما سعى بنفسه لقضاء حوائجهم رغم كثرة مشاغله، ويقول أحد تلاميذه: انه كان حليما ولم يره قط غاضبا أو منتصرا لنفسه إلا إذا انتهكت حرمات الله عز وجل!
وكانت وفاته رحمه الله بتاريخ 20 رجب 1430 الموافق 13يوليو 2009م وصلي عليه في اليوم التالي ودفن معه علم غزير وفقده أقرباؤه ومحبوه في مشارق الأرض ومغاربها، ولكن ما عند الله خير وأبقى، وبإذن الله في الأمة خير كثير ولن تقف أرحام النساء عن ولادة أمثال الشيخ رحمه الله ونصيحتي للعلماء وطلبة العلم أن يقتفوا أثر الشيخ في الخير ونشر العلم وبذله للناس.
اقتراح:
أقترح على وزير الاوقاف الشيخ الحماد تخصيص دروس عن سيرة الإمام الراحل ابن جبرين رحمه الله.
وقفة مع مقال لعبدالله نجيب سالم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/133)
الكاتب عبدالله نجيب سالم لايفتأ بين فترة وأخرى أن يأتينا بأعاجيب القول وغرائبه، وآخرها مقاله بجريدة «الرؤية» قبل أيام وطلب فيه إقامة تمثال (صنم) لشهيدة الحجاب مروة الشربيني بمصر! وليته قرأ المجلد 12 ص 101بالموسوعة الفقهية التي يعمل بها خبيرا حيث نقل الباحثون عن ابن العربي «الاجماع على أن تصوير ما له ظل حرام»، ومن العلل التي ذكرت لذلك أن في ذلك فتنة بالصور وقد تعبد من دون الله كما فعل قوم نوح وفيه مضاهاة لخلق الله عز وجل وفي الحديث الصحيح «أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون يقال لهم أحيوا ما خلقتم».
http://www.arrouiah.com/node/170419
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 03:25 م]ـ
العريفي: مات ابن جبرين .. واهتزت المنابر لفقده
الرياض ـ محمد جراح
ذكر الشيخ محمد العريفي أنه سبق أن رافق الشيخ عبدالله بن جبرين ـ رحمه الله ـ في إحدى رحلاته العلمية وتحديدا للمجمعة والقصيم، وتعجب العريفي من صبر الشيخ وجلده، وتقبله للناس وحرصه على تعليمهم أمور دينهم، وجاء حديث العريفي في قناة (بداية) في نفس اليوم الذي توفي فيه الشيخ، وقال: “سافرت معه إلى المجمعة ولم يكن يهنأ بالنوم، حيث لم يكن ينام سوى ثلاث ساعات ثم يصلي الفجر، وبعد الصلاة يعطي الناس درسا إلى التاسعة صباحا، ثم يذهب لزيارة مكتب الدعوة والجمعيات الخيرية”، وأضاف: “لم تكن لديه فترة للراحة، حيث يصلي العصر ومن بعد الصلاة يتفرغ لدرس إلى قرب المغرب، ثم يرد على الهاتف ويتقبل فتاوى الناس إلى أن يحين المغرب، ويصلي ثم يلقي درسا إلى العشاء، وبعد العشاء لديه درس ويتقبل الناس ويسمع منهم دون ضجر أو تبرُّم”. واستشهد العريفي بقصة رجل لديه طفلة أتى من جدة وسكن في حي السويدي بالرياض لمتابعة حالة ابنته الصحية وكان يعاني ضائقة مالية، وأثناء ذلك أوصل بعض أهل الخير حالة الرجل إلى أحد التجار، فتأخر التاجر خمسة أيام ثم ذهب ليطرق باب الرجل كي يساعده، فردّ عليه بأنه بحمد الله لا يحتاج إلى المساعدة نظرا إلى أنه يفتح باب بيته كل يوم الفجر، ويجد مؤونة ذلك اليوم ومبلغا ماليا، فتعجب التاجر ودفعه فضوله لمعرفة من يضع هذه (الأرزاق) في الفجر ويذهب، وانتظر في إحدى الليالي وتحديدا قبل الفجر بربع ساعة فإذا به يشاهد الشيخ يحمل أغراضا ويضعها أمام باب الرجل ويمضي فلحق به، وإذا به يكتشف أنه الشيخ ابن جبرين، وأشار العريفي إلى أنه بموت الشيخ ستفقده هذه الأسر وستهتز المنابر لفقد محاضراته.
http://www.shms.com.sa/html/story.php?id=66707
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 03:48 م]ـ
خطبة الجمعة للشيخ نواف السالم عن الفقيد
http://www.ksaislam.com/vb/showthread.php?p=107035
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 03:59 م]ـ
تغطية مقطع لخطبة
الشيخ عبد الله بن عمر البكري الخبير الشرعي بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية خلال خطبة الجمعة بجامع عمر بن الخطاب في قطر عن الفقيد:
وتطرق البكري في جانب اخر الى إن موت عالم من علماء الإسلام، ثلمة كبيرة ومصيبة عظيمة تحل بالأمة، لأن العلماء، هم سادة الأنام ومصابيح الظلام، بهم يُعرف الحلال والحرام، وبفتاواهم تتضح الأحكام، وبمواعظم تصلح القلوب، وتنيب إلى علام الغيوب، وهم في الأرض زينة لها وهداية للحيارى فيها، كحال النجوم في السماء. ومنذ أيام فقد المسلمون علما شامخا، وجبلا من جبال العلم راسخا، فقدت الأمة العلامة عبد الله بن جبرين، رحمه الله رحمة واسعة وألحقه بالصالحين ورفع درجته في عليين، فقد كان عالما عاملا، زاهدا في متاع الدنيا، ورعا كريما سخيا، واسع العلوم والمعارف، زاهد في الشهرة والظهور، باذلا نفسه لدينه، تعليما ونصحا وعونا للمحتاجين وإغاثة للملهوفين.
وكان رحمه الله ربانيا زاهدا، ليس له هم في جمع الدراهم، وتشييد المباني بل كل همه في أداء أمانة العلم ونشره، ونفع الناس، على كبر سنه وضعف بدنه، وكان رحمه الله محبا لصحابة رسول الله ذابا عن أعراضهم وعن أعراض أمهات المؤمنين، منافحا عن التوحيد، ومحذرا من الشرك والتنديد، داعيا إلى الكتاب والسنة، على منهاج الصحابة والتابعين، رحمة الله عليه وعليهم أجمعين وأخلف الأمة منه خلفا صالحا، وأخرج من الناشئة من يسد مكانه ومكان من فقدناهم من الأعلام في العقد الأخير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/134)
ودعوة لكل مسلم غيور من أي موقع كان، أن يبذل وسعه لإعداد علماء راسخين، يحملون علم الشريعة ويذبون عن الدين، فإن الأمة قد تهاونت في هذا الأمر تهاونا عظيما حيث طغت العناية بتأهيل من يقوم بشؤون الدنيا من طب وهندسة وغيرها طغيانا واضحا على تأهيل من يقوم بشأن الدين، في توازن مختل بين الاهتمام بشؤون الدنيا على حساب شؤون الدين. فالدين عماد الأمة وضمان بقائها ومصدر قوتها، وإن إعداد من يقوم بالشؤون الدينية تعليما وإفتاء وقضاء ودعوة، أعظم خطرا وأكبر أثرا من إعداد غيرهم مع الحاجة للجميع، لننهض بالدين والدنيا معا ولا يكون اهتمامنا بأحدهما سببا لتضييع الآخر، فديننا قد جمع بين الدين والدنيا بصورة لاتوجد في غيره، في تكامل بديع يشهد بأنه الدين الذي يواكب الحياة بكل مستجداتها، ولا يصطدم بشيء من ضرورات العيش وحاجيات الإنسانية المتجدده. فالله الله في علوم الشريعة فقد فشا في الأمة الزهد فيها والاستصغار لحملتها وحوصرت بل وحوربت في كثير من بلدان المسلمين، والله المستعان. إن العلماء الربانيين من ضمانات استقرار الأمة وإخماد الفتن والحد من مظاهر التطرف والغلو الناجمة عن البعد عن سماحة الشريعة وقاصدها، وعدم الرجوع إلي أهل الذكر. والذي ينظر في حال من يتزعمون تيارات الغلو والعنف لا يجد فيهم عالماً، إلا أن قلة العلماء وتجفيف منابع العلم الشرعي جعلت ساحة الفتوى والتوجيه مفتوحة لكل من هب ودب فأثمر ذلك فوضي في الفتوى وفوضي في استثارة عواطف الأمة لإقحامها في أمور عظيمة هي ليست مهيأة لها بل ويلحقها من جراء ذلك زيادة في ضعفها وهوانها وزيادة في الضغوط عليها للتنصل من كثير من ثوابتها. ودعوة لطلاب العلم وحملته أن يضاعفوا الجهود في نشر العلم وبيان محاسن الدين وإيضاح أحكامه والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن كما أمر ربنا جل وعلا، والقيام بما أوجب الله على أهل العلم من البيان، فعلم الشريعة خير العلوم وأشرفها لأنه العلم الذي به يَعرف الإنسانُ ربه ودينه ونبيه، وبه يعرف ما أراد الله منه في هذه الدار، وما ينتظر الخلق في دار القرار. وهو العلم الذي جعل الله أهله ورثة الأنبياء، وحملهم أمانة إرشاد الخلق إلى طريق الحق والهدى، وبه تعز الأمة لأن عزها بالدين ومهما ابتغت العزة بغيره أذلها الله.
http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=458411&version=1&template_id=20&parent_id=19
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 04:08 م]ـ
جنازة ابن جبرين المهيبة:
الرياض: (الصومال اليوم) - بقلم عبد التواب أحمد خيري-إنا لله وإنا إليه راجعون ..... أمس الاثنين 20/ 7/1430هـ رنّ جوالي، وإذا برسالة مفجعة، نصها كالتالي: ((توفي الشيخ عبد بن جبرين – رحمه الله – الساعة الثانية ظهر اليوم الاثنين، وسيصلى عليه ظهر غد الثلاثاء 21/ 7/1430هـ في جامع الإمام تركي بن عبدالله (الجامع الكبير) بالرياض وسيدفن في مقبرة العود))
كانت الساعة الثانية وربع تقريبا، وبعدها جاءتني رسائل عدة من أشخاص وبعضها من مواقع.
استرجعنا وعزمنا حضور الجنازة إن أبقنا الله على قيد الحياة، فلا أحد منا يدري متى يأتيه الأجل.
حديثي اليوم ليس عن الشيخ – رحمه الله – فقد تحدث منذ انتشار نبأ وفاته أمس الكثير من العلماء، وطلبة العلم، وقد نعي في المواقع الإسلامية العديدة، كما قامت قنوات فضائية بتخصيص برامج شارك فيها الدعاة، والعلماء، وطلبة العلم، وبالتأكيد سيتواصل الحديث عن الشيخ، وعن تراثه العلمي الضخم، وعن دوره الدعوي، وستألف الكتب، والرسائل عنه، ليس حديثي عن الشيخ، وإنما عن جنازته المهيبة التي قلما يُرى لها مثيل.
وحديثي سيكون طريقة السرد، وتسجيل الملاحظات حولها.
فقد اتجهت إلى جامع الإمام التركي في حي الديرة، وهو الجامع الكبير في الرياض الذي يؤمه المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حالياً، وقبله العلامة ابن باز – رحمه الله -، وهو في حي شعبي، ويحيط بالمسجد سوق قديم، وفي ساحته كانت تقام الحدود الشرعية إلى وقت قريب بعد صلاة الجمعة، بحيث يشاهد الناس بعد أداء فريضة الجمعة.
قبل أن اقتربت من المسجد شعرت ببطء حركة السير، فكأن السيارات متوقفة، فكرت هل هناك حادث سير؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/135)
لكن بعد مدة طويلة من الوقوف والتذمر من شمس الرياض الحارقة في صيفها الملتهب، عرفنا بأن الزحمة سببها كثرة القاصدين إلى مسجد التركي لحضور الجنازة.
اقتربنا أكثر فإذا الطريق مغلق، لا بد من الدوران من حيث أتينا.
حضور أمني مكثف بالشوارع المحيطة.
اضطررنا أن ندخل داخل الحارة الضيقة، وتعجبت كيف أن هذا الحي يشبه الأحياء المهجورة في مقدشو، وليس له أي علاقة بأحياء الرياض.
بعد لف ودوران أوقفنا السيارة في داخل الحي، واتجهنا إلى المسجد مشيا بالأقدام، وكلما اقتربت من المسجد زادت الزحمة.
لا أدري كم يتسع المسجد بالضبط لكن في الجمعة لم يكن يمتلئ ولا يكاد، أما اليوم فمن تمكن من الوصول إلى الساحات القريبة المحيطة بالمسجد من الجهات الثلاثة فقد كان محظوظاً.
وجوه مختلفة، ما بين شيخ مسن يتكئ على عكازته، وشاب جلد يصرعك بكتفه لو مررت بجانبه، وكهل في أشد فتوه، وطفل رضيع، ونساء يحيط في مدخلهم أمن قصر الحكم.
وما بين العلماء الكبار المعروفين في الرياض، وزملاء الشيخ، وطلبة العلم البادي في وجوههم أثر التهجد، وسمة الزهد، وعلامات الصلاح، وخلق كثير ممن سمع الشيخ وأحبه.
أجناس مختلفة الألوان والألسنة، متباينة العادات والتقاليد، جموع غفيرة متحركة من هنا وهناك، الكل يلهج بالدعاء للشيخ برحمة الله وأن يسكنه الفردوس الأعلى، عزاء متبادل " أحسن الله عزاك وعزانا " كلمة تتردد على مسامعك كل ما تقابل اثنان.
بعد الصلاة عليه – رحمه الله – قلما استطاع أحد أن يتحرك من مكانه من الزحمة، وقد تأخرت خروج الجنازة لما يقارب نصف الساعة من الزحمة، والسيارات أغلقت ما بقي من الشوارع التي لم تغلق.
بعضهم اتجه إلى مقبرة العود مشيا على الأقدام.
ومقبرة العود هي خلف المطعم الصومالي الشهير في الرياض (مطعم جوهر)، سلسلة مطاعم ومحلات يلتقي فيها الصوماليون، ويقفون أمامه صفوفا طويلا يتجاذبون أطراف الحديث بأصوات مرتفعة، ربما تتطور أحيانا بالملاكمة، وذلك حينما تشتد الصراعات في الداخل. وهذا – أي الوقوف أمام المحلات - يخالف ما عليه مدينة الرياض، مما جعل المارة يقفون ليشاهدوا ويتفرجوا عليهم حتى تعودوا على هذا المنظر، وصار مألوفا لديهم، وقد سمى بعضهم شارع الخيول.
وقد دفنت في هذه المقبرة الملك فهد بن عبد العزيز ملك السعودية السابق، كما سمعنا في الأخبار.
ورغم أن هذه المقبرة في داخلها مقبرة لا يوجد فيها أي تشييد لقبر، ولا ارتفاع لقبر، وكلها مسوية على الأرض، وارتفاع القبور لا يتجاوز عن شبر فقط ليعرف أنه قبر، ولا يوجد في المقبرة أي كتابات لتمييز الأموات بعضهم عن بعض، لا يتميز ملك عن مملوك، ولا عالم عن جاهل. فالكل أفضوا إلى ما قدموا
إلا أنها في جدرانها الخارجية، والأشجار المحيطة بها تتلقى رعاية لا تتوفر للإنسان الصومالي.
رحم الله الشيخ ابن جبرين، فقد كان رجل أمة، ورجل علم، رجل لم يكن ليعيش لنفسه فقط. وهذا ما قاله البعض عن الشيخ – رحمه الله تعالى -: ((والشيخ ابن جبرين كان مفخرة من مفاخر علماء السنة, وعالم من أكابر علماء الزمن الحاضر، قصاصة من كلامه أو خطبة منه تقلب الدنيا ظهراً على عقب, وتتلقفها القنوات الإخبارية مباشرة, وتسعى الصحافة لإبرازها والحديث عنها فالمتحدث هو العالم الجليل وبطل الرياض العظيم الشيخ الدكتور عبد الله بن جبرين)).
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا". متفق عليه
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أتدرون ما ذهاب العلم؟ قلنا: لا. قال: ذهاب العلماء [رواه الدارمي في سننه 1/ 78].
وعنه رضي الله عنه قال: لا يزال عالم يموت، وأثر للحق يدرس، حتى يكثر أهل الجهل، وقد ذهب أهل العلم، فيعملون بالجهل، ويدينون بغير الحق، ويضلون عن سواء السبيل [جامع بيان العلم 1039].
وقال ابن عباس كذلك عند موت زيد بن ثابت: "من سره أن ينظر كيف ذهاب العلم فهكذا ذهابه". [جامع بيان العلم 1035].
قال أبو حنيفة والشافعي: "إن لم يكن الفقهاء أولياء الله فليس لله ولي " [الفقيه والمتفقه 1/ 36].
http://somaliatodaynet.com/news/index.php?option=com_*******&task=view&id=4231&Itemid=26
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 04:12 م]ـ
يتقدم أعيان وأفراد الجالية البرماوية المقيمة بالمملكة العربية السعودية بأحرالتعازي لأسرة سماحة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين -رحمه الله- الذي توفي ظهر أمس الإثنين 20/ 7 / 1430هـ.
رحم الله الشيخ رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته .. وألهم أهله وذويه والمة الإسلامية الصبر والسلوان ..
http://www.burma-ksa.com/infimages/myuppic/4a5c44185daa0.jpg
http://www.burma-ksa.com/news.php?action=show&id=134
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/136)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 04:24 م]ـ
°الأمة الإسلامية تنعى العلامة ابن جبرين
°ابن جبرين .. عطاء حافل .. وعُمرٌ مكرّس للعقيدة
فقدت الأمة الإسلامية علما من أعلامها كان له دور واضح وملموس يشهد له به المسلمون في كافة أقطار الأرض هو الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين الذي بوفاته تصديق لقوله تعالى: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين}، فقد كان للشيخ عبدالله بن جبرين أعمال جليلة في خدمة الإسلام والمسلمين في العديد من المجالات كالدعوة والإفتاء والتعليم والتأليف؛ مما كان له الأثر الطيب في نفوس كل من تعلم على يده أو قرأ من مؤلفاته أو عرفه أو سمع عنه.
وعبر العديد من العلماء والمشايخ وطلبة العلم في العالم الإسلامي والعربي عن حزنهم الشديد لوفاة ركن من أركان الدعوة الإسلامية؛ فقد بين عدد من المشايخ والدعاة في الكويت أن وفاة الشيخ العلامة الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين فاجعة للأمة الإسلامية جمعاء، موضحين أنه كان حريصاً كل الحرص على أن يبلغ العلم الإسلامي الصحيح كافة أقطار الأرض من خلال عمله الدعوي والإفتائي المستمر، مشيرين إلى أنه كان حريصاً كل الحرص على السؤال عن الفقراء والمساكين وتلمس حاجاتهم وقضائها لهم قدر المستطاع.
وبينوا أن العلامة ابن جبرين كان من أول المعارضين للغزو الصدامي الغاشم لدولة الكويت من خلال عضويته في هيئة كبار العلماء التي أصدرت بياناً استنكارياً في حينه حول هذه القضية، موضحين أنه كان يفرح ويستهل وجهه باستقبال الوفود الشبابية التي تزوره خلال جولتها في المملكة أثناء الفترة الصيفية، فكان يفتح لهم قلبه قبل أبواب منزله ويحرص على الإجابة عن كافة أسئلتهم ويحثهم على الجد والاجتهاد في الدعوة إلى الله والتمسك بتعاليم دينهم.
- مولده ونشأته
ولد الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن ابراهيم بن فهد بن حمد بن جبرين من آل رشيد عام 1352هـ في مدينة القويعية في المملكة العربية السعودية، وتعلم الشيخ ابن جبرين القرآن وأتقنه وهو ذو اثني عشر عاما، وتعلم الكتابة وقواعد الإملاء البدائية، ثم ابتدأ في الحفظ وأكمله في عام 1367هـ حيث كان قرأ قبل ذلك في مبادئ العلوم، ففي النحو قرأ على أبيه أول الآجرومية، فضلاً عن متن الرحبية في الفرائض، وفي الحديث حفظ الأربعين النووية وبعض عمدة الأحكام، ليبدأ بعد ذلك القراءة على شيخه الثاني بعد أبيه وهو الشيخ عبد العزيز بن محمد الشثري المعروف بأبي حبيب، وكان جل القراءة عليه في كتب الحديث ابتداء بصحيح مسلم، ثم بصحيح البخاري، ثم مختصر سنن أبي داود وبعض سنن الترمذي مع شرحه تحفة الأحوذي.
- عقيدة أهل السنة
أما في المجال العقدي فقد نشأ العلامة ابن جبرين - رحمه الله - على معتقد سليم تلقاه عن الآباء والأجداد والمشايخ العلماء المخلصين، فتعلم عقيدة أهل السنة والجماعة والسلف الصالح، فقرأ وحفظ ما تيسر من كتب العقائد كالواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وتلقى شرحها من مشايخه الذين تعلم منهم العلوم الشرعية فكانوا يفسرون غريبها ويوضحون المعاني ويبينون الدلالات من النصوص.
http://www.al-forqan.net/makalat3.html
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 04:28 م]ـ
لى مثله تبكي البواكي .. الشيخ ابن جبرين
7/ 16/2009 سعود بن محمد الشويش
لئن عاش مخلوق ما عاش من الدهر فإن الموت حتماً سيلاقيه سنة جارية في الخلق، ولئن عاش مخلوق ما عاش من الدهر فإن الموت سيطوي صورته ... ولكن سيبقى أبد الدهر له ذكراً إن خلّف شيئاً يبقى.
لئن عاش مخلوق ما عاش من الدهر فإن الموت حتماً سيلاقيه سنة جارية في الخلق، ولئن عاش مخلوق ما عاش من الدهر فإن الموت سيطوي صورته ... ولكن سيبقى أبد الدهر له ذكراً إن خلّف شيئاً يبقى.
برحيل الشيخ عبدالله بن جبرين – رحمه الله – تفقد الأمة علماً من أعلامها الأفذاذ، شيخ شب وشاب في طلب العلم ونشره .. قضى جل حياته معلماً للناس أمور دينهم، صادعاً بكلمة الحق في كل مكان.
لئن غابت صورة الشيخ الجليل أمام أعيننا و وارى الثرى جسده عنّا، فإن له إرثاً ضخماً من ذكريات حفرت في صخرة المجد نقشاً يصعب نسيانه أو الاستغناء عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/137)
كان الشيخ الجليل – رحمه الله – علماً من أعلام السنة، وطوداً شامخاً في وجه أهل البدع والأهواء لا تأخذه في الله لومة لائم، اقتطع جزءً كبيراً من وقته للاحتساب والتعليم حتى بلغت دروسه في بعض الفترات أكثر من عشرين درساً في الأسبوع، وخمسة دروس في اليوم الواحد أحياناً.
إن رحيل أمثال هؤلاء العلماء – رحمهم الله – وإن كنا نرجوا أن ما عند الله خير لهم وأبقى - إن شاء الله - فإنه ليترك فراغاً كبيراً قلّ أن يسده أحد من معاصريهم .. ولئن تكفل الله بحفظ دينه فإن رحيلهم مؤذن بظهور طائفة هي أقل علماً منهم كما ثبت في الحديث " إن الله لا ينتزع العلم انتزاعا من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا"
فهو من العلماء القلائل الذين بذلوا وقتهم وجهدهم وجاههم لخدمة الدين والعلم والسعي في حاجات الناس، ولم يسع يوماً ليشهر نفسه أو يتصدّر المنابر ليظهر صوته، بل أتته الشهرة وظهر صوته بما حمل من علم وتقوى – نحسبه كذلك و لا نزكيه على الله –
إن تناقل خبر مرض الشيخ ثم نبأ وفاته – رحمه الله – بين الناس وعلى الانترنت ليبين منزلته في قلوبهم ومكانته في نفوسهم ومقدار الحب الذي يحظى به بينهم، والتي يمكن أن تكون مصداقاً للحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال إني أحب فلانا فأحبه قال فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء قال ثم يوضع له القبول في الأرض وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول إني أبغض فلانا فأبغضه قال فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه قال فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض.
وقد قال العلماء معنى (يوضع له القبول في الأرض) أي الحب في قلوب الناس، ورضاهم عنه، فتميل إليه القلوب، وترضى عنه. وقد جاء في رواية (فتوضع له المحبة). نحسب الشيخ رحمه الله كذلك، ولا نزكيه على الله.
حقاً على الشيخ الجليل رحمه الله وأمثاله فلتبك البواكي
لعمرك مالرزية فقد مال ولا فرس يموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حر يموت بموته خلق كثير
وقفة:
وسائل الإعلام المختلفة التي تدّعي الحرية، وتدعي قبول الآخر هي على المحك الآن، قد أصمت آذننا وأعيت أعيننا بالحديث عن المغني مايكل جاكسون، وقطعت برامجها لتبث بثاً مباشراً نبأ موته، ثم نقل جنازته ودفنه.
هل يمكن لتلك الوسائل الإعلامية أن تعطي الشيخ الجليل جزءً من وقتها أو شيئاً من برامجها؟؟
http://www.al-resalah.net/Nithar/detail.asp?iData=202&iCat=30&iChannel=8&nChannel=Nithar
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 04:34 م]ـ
أمير العلماء
بقلم* - ?أحمد العازمي
كان عالماً* ?عاملاً* ?تقياً* ?زاهداً* ?ورعاً،* ?ترى في* ?وجهه نور العلم،* ?وسماحة الإسلام،* ?إنَّه فعلاً* ?مثالٌ* ?صادقٌ* ?للعالم الرباني*.? لا ترى مجلسه إلاَّ* ?عامراً* ?بذكرِ* ?الله تعالى،* ?ذا حجةٍ* ?داحضة وبُرهانٍ* ?صادقٍ* ?في* ?بيان الحق،* ?فارسٌ* ?من فرسان الإسلام،* ?المنافحين عن حِياضه،* ?قدوةٌ* ?من القُدُوات الأعلام*.? لا تحِلُّ* ?بالمسلمين نازلة إلا وانتظروا فيها رأيه السديد،* ?وقوله المُجيب،* ?عرفَ* ?فضله وعُلُوَّ* ?منزلته الصغير قبل الكبير،* ?والبعيد قبل القريب*.? وما ذاك إلا لأنَّ* ?الله تعالى قد وضع له القَبول في* ?الأرض،* ?فأحبَّه لأجل ذلك الخلق*.? فإنَّك حينما تسمع كلامه تذكُر سماحة الإسلام،* ?ورفق الشريعة الإسلامية،* ?فتواه مبنيةٌ* ?على الوحي* ?المبين،* ?والنهج القويم*.? أمَّا عن أخلاقه،* ?فلا تسل،* ?فإنه قد بلغ* ?بها العلياء،* ?وغَبِطه عليها الأعداء*.? وإن سألت عن علمه فهو البحر الذي* ?يزخر بالجواهر والدرر،* ?واللؤلؤ والمرجان،* ?يأتيك بالفوائد التي* ?لا تخطر على بالك،* ?وما ذاك إلا لتوفيق الله تعالى له،* ?فإنَّ* ?العبد بقدر ما* ?يتقِ* ?الله عز وجل ويخشاه،* ?فإن الله جلَّ* ?وعلا* ?يزيده علماً* ?وهدىً* ?وتوفيقاً* ?ورشاداً* (?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ* ?آمَنُوا إِنْ* ?تَتَّقُوا اللَّهَ* ?يَجْعَلْ* ?لَكُمْ* ?فُرْقَانًا*).? لا* ?يكل ولا* ?يمل من التدريس والتعليم رغم كبر سنه ومرضه،* ?فقد بلغ* ?في* ?السن الثمانين،* ?وابتُلي* ?بالأمراض،* ?إلا أنَّ* ?همَّته ونشاطه في* ?الدعوة قد بلغت العنان وعانقت السحاب*.? كم من درسٍ* ?ألقاه*! ?وكم من متنٍ* ?شرحه*! ?وكم من مؤلَّفٍ* ?ألَّفه*! ? تركَ* ?ثغراً* ?كبيراً* ?برحيله عنا،* ?إنه سماحة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين الذي* ?تُوفي* ?يوم الإثنين الموافق* ?13*/?7*/?2009م عن عمرٍ* ?قارب الثمانين،* ?بعد حياةٍ* ?مليئةٍ* ?بالدعوة والإرشاد،* ?وخدمة الإسلام،* ?ونشر الخير بين المسلمين*.? فنسأل الله تعالى أن* ?يتغمَّد الشيخ بواسع رحمته وجوده وكرمه وإحسانه،* ?وأن* ?يجعله في* ?عليِّين،* ?ويرفع درجته في* ?المهديين،* ?فهم السابقون ونحن إن شاء الله بهم لاحقون،* ?وإنَّ* ?القلب ليحزن،* ?وإنَّ* ?العين لتدمع،* ?وإنَّا على فراقك* ?يا شيخنا ابن جبرين لمحزونون،* ?ولكن لا نقول إلا ما* ?يُرضي* ?الرب* (?إنا لله و إنا إليه راجعون*).?
http://www.alwatannews.net/index.php?m=newsDetail&newsID=29393§ion=55
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/138)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 04:37 م]ـ
نا لله وإنا إليه راجعون
كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد فقدت الأمة الإسلامية عالمًا جليلاً من علماء أهل السنة المدافعين عن منهج السلف؛ هو فضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن جبرين رحمه الله، وأجزل مثوبته، وغفر له، وعافاه، وأسكنه جنته، ونجاه من عذاب النار، وعذاب القبر، آمين.
وكم وقف الشيخ -رحمه الله- مواقف عظيمة في محاربة التغريب والعلمانية، ومحاربة الخرافة والبدع وخاصة الرافضة والصوفية؛ فكان غصة في حلوق الكفار والمنافقين؟!
وكم حاول أذنابهم تشويه صورته والنيل منه فما ازداد بذلك إلا رفعة ومنزلة عند أهل العلم وطلابه ونسأل الله -تعالى- أن يكون ذلك عنده كذلك؟!
ولقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا) (متفق عليه).
وكم وجد المسلمون أثر فقد علمائهم عبر التاريخ، وفي زماننا خاصة حتى إن التأريخ للأحداث يمكن أن يصنف بما قبل رحيل الأفذاذ أمثال: الشيخ "ابن باز"، و"العثيمين"، و"الألباني" و"بكر أبو زيد"، وما بعد رحيلهم؛ فوالله لقد كان الفرق كثيرًا بين المرحلتين، وطريقة العلماء وطلاب العلم والحكام والعوام مختلفة بين ما كان في حياتهم وما حدث بعد وفاتهم.
نسأل الله أن يرحمهم جميعًا، وأن يجمع كلمة المسلمين على الحق، وأن يجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، ونقول لأهله وطلابه وأحبابه والمسلمين: لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فاصبروا واحتسبوا.
ونقول لطلابه خصوصًا وطلاب العلم عامة في كل مكان والدعاة: تضاعفت المسئولية عليكم وازداد الواجب المفروض عليكم، وعظمت الأمانة في أعناقكم في القيام بالحق غير هيابين ولا موانين، والصدع بما أمرتم غير خائفين في الله لومة لائم، والاستمرار في طلب العلم والازدياد منه؛ حتى تسد الثغرة وتصلح الثلمة بموت هؤلاء الأفاضل، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
http://www.salafvoice.com/article.php?a=3467&back=aHR0cDovL3d3dy5zYWxhZnZvaWNlLmNvbS9hcnRpY2xlc y5waHA/bW9kPWNhdGVnb3J5JmM9MTI2
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 11:56 م]ـ
من موقع سماحة الشيخ ابن جبرين
------------------------
العزاء للأمة في فقيد الأمة
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد ..
فقد تلقت الأمة الإسلامية نبأ وفاة سماحة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته في الساعة الثانية بعد ظهر يوم الاثنين الموافق 20/ 7/1430 هـ - 13/ 7/2009م، وذلك بعد أن عانى مع المرض مدة خمسة أشهر واثني عشر يوما، فلقد كانت مكانة الشيخ في داخل المملكة وخارجها سببًا في الحزن العام الذي أطبق أصقاع الأرض، وحيث تابع المحبون الأخبار العامة التي نشرت في وسائل الإعلام، حيث أصدر الديوان الملكي بيانًا نعى فيه سماحة الشيخ رحمه الله، كما تناولت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في داخل المملكة وخارجها الحدث باهتمام بالغ، ولهذا فإننا سنقتصر في هذا البيان على الأخبار الخاصة التي حدثت في أيام العزاء في منزل سماحة الشيخ رحمه الله تعالى.
فقد تلقى أبناء الشيخ وإخوته وأقاربه اتصالاً من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، دعا فيه للفقيد بالرحمة والرضوان وبين أن فقده مصيبة على المسلمين عامة وليس على أسرته فحسب،
كما اتصل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للتعزية في فقيد الأمة ومواساة أسرته وأقاربه وأشار حفظه الله إلى مكانة الشيخ في قلبه وقلوب المسلمين في أقطار الأرض ودعا للفقيد رحمه الله بأن يرفع الله درجته في عليين ويسكنه فسيح جناته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/139)
كما تلقت أسرة الشيخ برقية عزاء ومواساة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الذي دعا للفقيد بالرحمة وأن يجبر الله مصاب أسرته، ويلهم الجميع في فقده الصبر ويجزل لهم الأجر.
وأسرة آل جبرين تشكر لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني مبادرتهم التي تعبر عن منهج هذه الدولة وقادتها حفظهم الله في مواساة شعبهم وتقديرهم لأهل العلم وطلابه.
هذا وقد كان أول المعزين في الشيخ رحمه الله صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الذي اتصل بعد وفاة الشيخ مباشرة، وكان حفظه الله متابعًا لحالة الشيخ في أثناء مرضه، بالرغم من انشغاله مع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وقد دعا للشيخ رحمه الله بالمغفرة والرحمة، وبين أن العلاقة والتقدير لسماحة الشيخ لن تنتهي بموته، بل ستبقى بإذن الله مع أسرته من بعده، وقد كان لكلماته أعظم الأثر في تطييب نفوس أبناء الشيخ وإخوته، فجزاه الله خيرًا وبارك في جهوده.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض في مقدمة المصلين على فضيلة الشيخ رحمه الله في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض الذي غص بالمصلين حيث امتلأت رحبات المسجد والشوارع المحيطة به.
وقد وصل للرياض وفد من دولة قطر برئاسة الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني نقل تعازي سمو أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وكان من ضمن الوفد معالي وزير الأوقاف الشيخ أحمد بن عبدالله المري والشيخ فيصل بن جاسم وقد عبر الوفد عن الحزن العام لهذه المصيبة التي ألمت بالعالم الإسلامي ودعوا للفقيد بالرحمة والغفران
كما بعث سمو أمير الكويت ببرقية تعزية إلى خادم الحرمين الشريفين أعرب فيها عن خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة المغفور له بإذن الله تعالى فضيلة العلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين، مشيدا بمناقب الفقيد وأعماله الجليلة في مجال الدعوة والإفتاء والتعليم والتأليف خدمة للإسلام والمسلمين، سائلاً سموه المولى تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وان يلهم الجميع جميل الصبر وحسن العزاء.
كما بعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ببرقيتي تعزية مماثلتين
وبعد الصلاة على الشيخ شيعه المصلون إلى مقبرة العود حيث ووري جثمانه رحمه الله، وشارك في الدفن الآلاف جزاهم الله خيرا.
وقد توافد المعزون على منزله رحمه الله بعد الدفن ولمدة ثلاثة أيام حيث ضاقت بهم جنبات البيت وساحته، ونحن نشكر كل من واسانا بالتعزية من داخل المملكة أو خارجها حضوريًا أو هاتفيًا أو كتابيًا أو برقيًا، ولن نستطيع إحصاء وذكر كل المعزين، حيث كان منهم الأمراء والمشايخ والوزراء وكبار المسؤولين وتلاميذ الشيخ ومعارفه وجموع غفيرة من المواطنين والمقيمين من جميع الجنسيات، وكان منهم الكثير من جميع بلدان العالم.
ومن أبرز من شارك في التعزية من أصحاب السمو الأمراء أبناء الملك عبدالعزيز كل من:
صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن عبدالعزيز
صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز رئيس هيئة البيعة
صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع والطيران
صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس مكتب اليونسكو
صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشئون البلدية والقروية
صاحب السمو الملكي الأمير ممدوح بن عبدالعزيز
صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية
كما شارك العديد الكثير من أحفاد الملك عبدالعزيز رحمه الله وأسرة آل سعود وبعض الأمراء والوزراء والمسؤولين والمحبين من دول الخليج العربي والدول العربية والإسلامية والمؤسسات والهيئات الإسلامية في المملكة والعالم ببيانات نعت فيها الشيخ ودعت له بالمغفرة والرحمة.
ونبشر جميع محبي الشيخ بأن مكتب الشيخ ماضٍ بإذن الله في استكمال المسيرة التي بدأها الشيخ رحمه الله لنشر تراثه ورعاية جهوده، وسيصدر بيان مفصل حول هذا الموضوع قريبًا إن شاء الله.
وأسرة آل جبرين تتقدم بجزيل الشكر والامتنان لجميع من قام بواجب العزاء في وفاة فقيدها سواءً حضورياً أو عبر الهاتف أو برقيًا أو عبر الفاكس أو عبر الموقع سائلين المولي عز وجل أن لا يريهم مكروهًا، كما نسأله سبحانه أن يتغمد الشيخ بواسع مغفرته ورحمته، وأن يرزقه الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يدخله مدخلاً كريمًا، وأن يجعل درجته في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الأحد 26/ 7/1430هـ
http://ibn-jebreen.com/article2.php?id=69
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/140)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 07 - 09, 06:00 ص]ـ
في رثاء سماحة الشيخ عبد الله الجبرين
د. طارق بن محمد الخويطر
ودّعت الأمة الإسلامية في العشرين من شهر رجب من عام ثلاثين وأربعمائة وألف للهجرة، الشيخ الحفي الوفي التقي النقي الزكي الدكتور: عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين، رحمه الله رحمة الأبرار، فقد كان من العلماء الأصفياء، والأولياء الأخيار، والأتقياء الصالحين، وهو ممن اتصلت محامده، وعلت مبانيه، وجلت مكارمه، فله من كل فضيلة السهم الأعلى والقدح المعلى.
وقد سعدت بصحبته رحمه الله منذ سنين، وكانت أول معرفتي بسماحته سنة ثلاث وأربعمائة وألف، حين كان يشرح (كتاب التوحيد) في جامع الإمام تركي بن عبد الله، ولما رأيت تدريسه، وعلمه، وطريقة شرحه، وحلمه، وتواضعه، ومعاملته الحسنة، وإنكاره للذات، أحببت أن أصحبه، فبدأت بحضور دروسه، وأول علاقتي به شخصيًا أنني عرضت عليه أن أقوم بكتابة بعض محاضراته وإعدادها للنشر، فوافق مشكورًا، ثم توطّدت علاقتي به، وبدأت أزوره في بيته وأجلس معه بعض الأوقات، ثم بدأت أسير معه في بعض رحلاته التي يقوم بها خارج الرياض.
والحقيقة أنّ الكلام عن الشيخ رحمه الله وبخاصة عن برنامجه العلمي كلام طويل، لا تكفيه هذه الأوراق المعدودة، فقد لاحظت عليه كثرة دروسه ومحاضراته وكلماته، حتى في أيام الحج القليلة، فكان له جدول كامل في مصلى الحرس الوطني، يلقي فيه كلمات ومحاضرات؛ بعد الفجر، والعصر، والعشاء، وأحيانًا بعد الظهر، وبعد المغرب، وكنت بعد انتهاء كلمته أعرض عليه من الأسئلة التي يقدمها الجلوس من الحجاج الذين أتوا إلى معسكر الحرس الوطني، فكان يجلس بعد صلاة الفجر إلى ما بعد الإشراق في كلمته، ثم ألقي عليه الأسئلة، ثم بعد أن تنتهي هذه الكلمة وبعد أن تنتهي هذه الإجابات يجلس في المصلى أيضًا ليستمع لبعض أسئلة الحضور الذين لم أتمكن من عرض أسئلتهم عليه.
وبعد ذلك يذهب إلى خيمته ليرتاح قليلاً، ثم يجلس في الساعة التاسعة أو قبل ذلك للإجابة على الأسئلة التي تلقى عليه من زوار المخيم، ومن الذين لم يتهيأ لهم حضور هذه الكلمات التي تُلقى في المصلى، وقد وُضِع أيضًا عنده جهاز الهاتف ليرد على أسئلة المتصلين، وأيضًا وُضعت بعض الجولات مع بعض الدعاة في المخيم، وهؤلاء أيضًا إذا أشكل عليهم شيء راجعوا سماحته في الأسئلة، فيوضحها لهم.
ومن الأشياء التي استفدتها من الشيخ رحمه الله في الحج: حرصه على تطبيق السنن وتركه للرخص، فدائمًا كان يحج متمتعًا، يذهب إلى الحرم ويطوف ويسعى، ثم ينتهي من عمرته، ثم في اليوم الثامن يحرم بالحج، وبعد ذلك يذهب إلى طواف الإفاضة وسعي الحج، ولا يؤخر هذا الطواف إلى طواف الوداع.
أذكر مرة أننا في ليلة الثاني عشر ذهبنا إلى رمي الجمار، فخرجنا من مخيم الحرس متجهين إلى الجمار في الساعة العاشرة مساء تقريبًا، ثم ذهبنا بعد ذلك إلى الحرم وخرجنا منه بعد أدائنا لطواف الإفاضة وسعي الحج في الساعة الثانية عشرة مساء، وركبنا إحدى السيارات التي يركبها عامة الناس، وفي الطريق توقف السير من زحمة السيارات وجلسنا قرابة نصف ساعة أو ساعة إلاّ ربعاً ننتظر انفتاح هذا الطريق، فقال: مشي الأقدام وخروجنا من السيارة أفضل من جلوسنا بدون فائدة، فنزلنا من السيارة، ومشينا مع الشيخ، وكان يعرف الأماكن والمناطق، ولم أعرف الطريق إلى المخيم بسبب الزحام الشديد، فتبعت سماحة الشيخ وهو يذهب يمينًا وشمالاً حتى وصلنا إلى المخيم في الساعة الرابعة صباحًا، وبقي على أذان الفجر ساعة وقليل، وكان عنده كلمة بعد صلاة الفجر، فعرضت عليه أن نؤخر الكلمة إلى صلاة الظهر، ونجعل الشيخ سعد بن ناصر الشثري يقدم درسه إلى الفجر، فقال: لا يحتاج الأمر إلى تقديم، وإنما يعيننا الله. وهذه كلمة كان يرددها دائمًا، وهي تدل على صدق توكله - رحمه الله -.
فاقترحت عليه أن لا يلقي كلمة، وأن يكتفي بالإجابة على الأسئلة، فرفض، وألقى الكلمة في قريب من الساعة، ثم قرأت عليه الأسئلة وكنت مجهدًا جدًا، وبعد خروجنا من المصلى ذهبنا إلى المخيم وخلدت للراحة، وارتاح قليلاً، ثم قام يكمل برنامجه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/141)
ولما صحبت الشيخ في بعض رحلاته خارج الرياض عرضت عليه أن نقرأ بعض المنظومات ويقوم بشرحها، فبدأ بلامية شيخ الإسلام، فشرح منها أربعة أبيات في الطريق إلى القصيم، وفي طريق العودة شرح أربعة أخرى، ثم ذهبنا إلى جدة وقرأت عليه أربعة أبيات وشرحها، ثم رجعنا من جدة إلى الرياض وقرأت عليه أربعة أبيات وشرحها، واكتمل شرح اللامية، ثم طبع، ضمن سلسة اسمها: سلسلة شروح الطريق، ثم توالت شروحات الطريق، فشرح عقيدة الكلوذاني، ثم تائية شيخ الإسلام ابن تيمية، ونواقض الإسلام، وأصول العقائد الدينية.
وكان الشيخ معروفاً بالتواضع عند الناس، والجميع يعلم أنه ما كان يقبل من أحد أن يقبِّل رأسه؛ لأنه يرى أنه لا يستحق هذا الأمر، ولا شك أنه يستحق تقبيل الرأس، ويستحق أكثر من ذلك من التبجيل والاحترام والتقدير، لكنه كان يرفض ذلك.
أذكر أننا ذهبنا إلى مدينة عنيزة في رحلة معه ضحى السبت، وكان جدوله كالتالي: أثناء الطريق كان الشيخ يقرأ القرآن، ثم بعد ذلك بدأ بقراءة كتاب آخر، ثم أعطاني بعض الأسئلة لأحد طلبة العلم، فبدأت أقرأها والشيخ يجيب وأنا أسجل هذه الإجابات.
وصلنا قبيل العصر، وبعد صلاة العصر استقبل أسئلة عبر الهاتف، وبعد صلاة المغرب كان هناك محاضرة، وكذلك بعد صلاة العشاء.
وبعد صلاة الفجر من يوم الأحد كنت أتوقع أنه سيرتاح قليلاً، لكنه قال لي: إنه سيستقبل اتصالاً الآن من شخص من أمريكا، يطلب منه أن يلقي عليهم محاضرة عبر الهاتف، ثم تنقل هناك في المراكز الإسلامية، وفعلاً بعد دقائق اتصل هذا الشخص، وبدأ الشيخ بالمحاضرة واستمر فيها قرابة ساعة كاملة، وبعد ذلك طُلب منه أن يُلقي محاضرة في المعهد العلمي، فتشرفنا بصحبته إلى المعهد، وألقى المحاضرة، ولما خرجنا من المعهد طُلب منه أن يُلقي محاضرة أخرى في كلية التربية للبنات فألقاها، وانتهت المحاضرة قبيل صلاة الظهر، ثم ذهبنا إلى مكتب الأوقاف، وصلى بنا الظهر، ثم ألقى كلمة بعد الصلاة.
ثم ذهبنا إلى أحد المشايخ، وهناك أيضًا كان اللقاء مع طلبة العلم، الذين عرضوا عليه بعض الأسئلة، وذهبنا لتناول الغداء، ثم سافرنا إلى الرياض، وفي الطريق كانت تُطرح عليه بعض الأسئلة والإشكالات، ووصلنا إلى الرياض قبيل أذان المغرب بقليل، فتوضأ وذهب إلى المسجد، وألقى هناك بعض الدروس بعد صلاة المغرب وبعد صلاة العشاء.
ومعلوم أنه كانت له دروس في الرياض بعد الفجر في يوم السبت والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة، ولا ينصرف إلى بيته إلا في الساعة السابعة وأحيانًا في الساعة الثامنة صباحًا، أما يوم الأحد فقد فرغه الشيخ لنفسه لمراجعة حفظه وبعض القراءات، ومع ذلك يجلس هذا الوقت في المسجد حتى الإشراق.
وكان رحمه الله لا يستثقل شيئًا من الآخرين، أذكر مرة أنني اتصلت عليه أسأله بعض الأسئلة، وكنت قد فتحت جهاز التسجيل في الجوال، وأثناء جوابه لي علمت أنّ التسجيل توقف، فطلبت منه أن أعيد الاتصال عليه، فقال: لا بأس، فأعدت الاتصال عليه مرة أخرى، ثم قلت له: أرجو منك أن أعيد السؤال مرة أخرى، وتعيد الجواب؛ لأنه لم يُسجل، فوافق - رحمه الله -.
وكان لا يسأل عن موضوع المحاضرة في بعض الأحيان إلاّ قبيل دخوله للمسجد بخطوات، ومع ذلك كانت كلماته مرتبة مما يُخيل لسامعه أنه حضَّر لها أكثر من أسبوع، كما كان يسرد الأحاديث بنصها من الكتب الستة، وبخاصة الصحيحين، فتراه يسرد الحديث، وإذا راجعته في الصحيحين أو كتب السنّة وجدت أنّ الاختلاف في اللفظ نادر جدًا.
ومن المواقف التي لا أنساها لسماحته: أنني دعوته ذات يوم، وكانت الدعوة في شهر شعبان، فلما دعوته أبلغت الأقارب والزملاء الذين يكنون له الحب والتقدير والمحبة والمودة، فكانوا على وشك المجيء، وكان من عادته أنه إذا أراد الاعتذار اعتذر قبل أيام من الموعد، حتى يكون الشخص على استعداد للاعتذار للمدعوين، ولا يكون قد تكلف بشيء، وقبل أيام من الموعد اتصل بي الدكتور عبد الرحمن وأبلغني أنّ الوالد يعتذر لتضارب الموعد مع موعد آخر، وهو حضور الشيخ إلى إحدى حفلات تخريج حفظة كتاب الله جل وعلا، فتكلمت معه وذكرت له أنني كنت أتمنى أنه يحضر، فقال: لا بأس لعلنا إذا خرجنا من المكان الذي أعد لحفل تخريج الحفظة أن نأتيك، فقلت: يا شيخ، أظن هذا يشق عليك، ولذلك تتكرم عليّ بتأجيل الموعد إلى موعد آخر، فوافق، ولما قابلته وذكّرته بالموعد أعطاني موعدًا في شهر شوال، ولما كان في صباح ذلك اليوم اتصل بي الدكتور إبراهيم أبو عباة، وقال لي: إنّ إحدى قريبات الشيخ قد توفيت هذا اليوم، وأظن أنّ الموعد سيُلغى من قِبل الشيخ، ولما علمت بخبر الوفاة، وأنه سيحضر الصلاة والدفن، لاسيما وأنه سيغادر الرياض؛ لأنّ المرأة سيصلى عليها في القويعية، ويستقبل العزاء هناك، فقلت: إذن سيعتذر، لاسيما أنّ الصلاة ستكون عليها بعد صلاة العصر هناك في القويعية، وسيأتي من القويعية بعد العشاء، ويشق عليه الحضور، ولما هاتفت ابنه الشيخ سليمان قلت له: حصلت وفاة إحدى قريباتكم وأظن أنّ الوالد سيعتذر، قال: إنه لن يعتذر، وأنه قال: يكفي أننا اعتذرنا في المرة الأولى ولن نعتذر في المرة الثانية، فذهب رحمه الله إلى القويعية، وصلى هناك العصر، وحضر الدفن، وحضر العزاء هناك، واستقبل المعزين، ثم ذهب إلى أقاربه وسلم عليهم، ثم قدم من القويعية متجهًا إلى بيته الصغير وهو بيتي، فحضر اللقاء، فتأثرت كثيرًا باحترام هذا الوعد الذي لم يخلفه.
والكلام عن فضيلة الشيخ كلام طويل، والذكريات أيضًا كثيرة يجر بعضها بعضًا، وما ذكرته في هذه الكلمات لا أعده إلاّ شيئًا يسيرًا جدًا معشار معشار ما ذكر عنه وعن أخلاقه وتواضعه ورفقه، أسأل الله جل وعلا أن يغفر له، ويسكنه فسيح جناته، ويتجاوز عن سيئاته، رحمه الله رحمة واسعة، ورأف به، وأكرم منقلبه ومأواه ومثواه، ورضي عنه وأرضاه، وطيب تربته وثراه، وعفا عنه وزكاه، ولقاه من رحمته أوسعها، ومن مرضاته أفضلها، ومن مغفرته أكملها، ومن كرامته أجلها، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
http://www.al-jazirah.com/96916/rj5.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/142)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 07 - 09, 06:03 ص]ـ
جنازة ابن جبرين بكاء ودعاء
غازي العتيبي
فجعت الأمة الإسلامية عصر يوم الاثنين الموافق 20 - 7 - 1430هـ بفاجعة تصدعت لها أكباد الكثيرين، كيف لا وقد فقدوا عالماً مجاهداً بلسانه وقلمه فقده الأيتام والمحتاجون، فقده طلبة العلم الذين كانوا ينهلون من علمه ويثنون عنده الركب وهم أكثر من أن يحصوا.
طوى الجزيرة حتى جاءني خبر
فزعت فيه بآمالي إلى الكذب
حتى إذا لم يدع لي صدقه أملاً
شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي
عندما زال عني الهول أخذت أتذكر كفاح الشيخ وسعيه لنفع الناس، وأتذكر جدول دروسه الذي كثيراً ما كنت أرى إعلانه، دروس طوال اليوم من الفجر إلى العشاء وذهابه للدعوة في البلدات البعيدة، وهو الذي قد كبر سنه ورق عظمه فأتذكر مقولة والدنا سماحة العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة عندما سأله أحد تلامذته وألح عليه عن سر قيامه الليل إلى الفجر بعد أن سافروا سفراً طويلاً وتكبدوا العناء فأجابه الشيخ رحمه الله بقوله: (يا بني إذا كانت الروح تعمل فإن الجسد لا يتعب).
نعم إذا كانت الروح مرتاحة للعمل راضية به فإن الجسد لا يتعب، وهكذا كانت روح سماحة والدنا العلامة عبد الله بن جبرين رحمه الله رحمة واسعة لا ترتاح إلا بالبذل ونفع الناس.
إذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأجسام
ثمانون عاماً قضاها شيخنا النحرير في التقرب إلى الله بأنواع القربات؛ طلب للعلم وعمل به وتعليمه للناس وطوبى له بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلمي الناس الخير).
وهاهو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: (عليكم بالعلم فوالذي نفسي بيده ليودون رجال قتلوا في سبيل الله شهداء أن يبعثهم الله علماء لما يرون من كرامة العلماء. وإن أحداً لم يولد عالماً وإنما العلم بالتعلم). هكذا رحل شيخنا والمحاريب وحلقات الذكر تشهد بذلك، ودعناه وقلوبنا كادت أن تخرج من حناجرنا ألماً وحزناً على فراق هذا العالم الرباني.
لا تسمع في المسجد إلا بكاء ودعاء ولا ترى إلا نفوساً منكسرة.
وليس الذي يجري من العين ماؤها
ولكنها روح تسيل فتقطر
ودعناه وألسنتنا تلهج بقوله تعالى: {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}.
- المزاحمية
http://www.al-jazirah.com/96916/rj4.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 07 - 09, 06:04 ص]ـ
الدمع السخين في فراق ابن جبرين
عبدالله إبراهيم القرشي
جرح سطا بالقلب يذكيه الحنين
ومشاعر تقفو بحارا من أنين
والعين أضحى عينها نهرا وهل
يشفي الجوى طم من الدمع السخين
هذي ركاب الأين جدَّ رحيلها
تبغي الفؤاد مراتعا وحمى حصين
وتريد رياً من حياض مدامعي
ولَكَم سيبقى نهرها دفقاً معين
حنَّ الحنين وشابَه لما رأى
قلبي من الآلام باكٍ مستكين
وجثا السرور يسوق ذكراكم وما
يغني التذكر والنوى حقاً يقين
(يا شيخنا الجبرين) كم أسقيتنا
من نهل علمك صادقاً سمتاً ودين!
كم (عُدَّةٍ) أودعتها في عدَّةٍ
من أشهرٍ لا لا تَملُّ ولا تلين!
كم من منارٍ قد شرحت فيا مناراً
يهتدي من فيض علمك حائرين!
كم من تفاسير قرأت فأسفرت
آياتها صبحاً يدل السالكين
كم من عقائد قد عقدت دروسها
فقمعت زيغ ضلالةٍ حتى تبين
ولبعد غورك في المسائل غُرتُ في
بحرٍ لحبك في إله العالمين
فلكم رمقْتُكَ والبهاء يلفني
بردائه ونصاحه حبٌ متين
ولَكَم قصدتُ لباب مسجدكم إذا
قد قيلَ عالمنا سيأتي بعد حين
فأسيرُ مزهواً لأرسم قبلةً
خرجت من الأعماق أسديها الجبين
ولَكَم بكيتكَ خائفاً متوجساً
من فقدكم والآن فقدكموا يقين
كيف السرور إذا الأليلُ سطا به
وغدا لقيدِ النائبات كما الرهين
يا شيخنا (الجبرين) يا بدر الدجى
يا غاديات العلم تروي الظامئين
في حبكم جثت الحروف وهدَّها
عجز اليراعِ عن البيان فما تبين
وتولّت الأبيات خجلى أَزَّها
مرأى جنازتكم تشيعها المئين
قد جاءت الآلاف أفراد وما
بالغتُ - إن حدثتهم - جاءت عزين
لما رأيت القبر عالجني الجوى
صمتاً وصار اللفظ للصمت السجين
وبدا على متن الخيال رحيلكم
جبلاً يجرُّ ثباته سبب السنين
إن كنت قد واريتُ قبركموا فهل
سيوارَ جرحُ رحيلكم في الغابرين
عَزَّ العزاءُ بفقدكم لكنها
نوبٌ تهونُ بفقد خير المرسلين
(كل المصائب قد تهون على الفتى)
إلا مصيبة موت سيدنا الأمين
يا شيخنا إن عَزَّ في الدنيا اللقا
فلنا رجاءٌ أن نراك بدار عِينْ
http://www.al-jazirah.com/96916/rj3.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 07 - 09, 06:22 ص]ـ
المركز العام للجماعة يحتسب الشيخ الجبرين
22 - 7 - 1430 هـ
يحتسب المركز العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان عند الله تعالى فضيلة الشيخ / عبد الله الجبرين عليه رحمة الله، عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية و فضيلة الدكتور من علماء الأمة الربانيين الذين أنفقوا عمرهم في خدمة الدعوة الإسلامية نشراً للعلم و تعليماً للأمة و دفاعاً عن عقيدتها و رعاية لمصالحها، و بفقد الشيخ تفتقد الأمة علماً من أعلامها، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته و مغفرته و أن يعلي درجته في الفردوس الأعلى و أن يخلف للأمة خير. و إنا لله و إنا إليه راجعون.
http://www.ansar-alsunna.net/modules.php?name=News&file=article&sid=225
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/143)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 07 - 09, 06:29 ص]ـ
ما سالت الدمعة على خد الأبيات
إلا عليك دموع الأبيات سالت
عليك من ربي سلام وتحيات
واغصان فردوسه عليك استمالت
وعلى ثرى قبرك حقوق الثقيلات
رحمه ويمناك لصحيفتْك نالت
يا شيخنا لك فالقلوب المساحات
ياليتها عنك ومنيّتْك حالت
تحيا بها لوك ورى سور الأموات
قل للمقابر يا زمن ويش شالت؟؟
شالت تفاسيرك؟؟ تناولْك الآيات؟؟
قال الرسول وصفوة الخلق قالت؟؟
والا فتاويك وشروح العبادات
أو دعوةٍ لاقصى البلاد استطالت؟؟
يا شيخنا تعطي ثمانينك اثبات
انك مثل وبل السحب لا توالت
قضيتها علم وهجرت الملذات
وافنيت عمرك للعقيدة وصالت
في صدرك الواحد هموم الجماعات
يالين للفرجة عقب ضيق آلت
يا شيخنا لك فالقلوب المساحات
ودمعاتنا مع دمع الأبيات سالت
عليك من ربي سلام وتحيات
واغصان فردوسه عليك استمالت
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 07 - 09, 06:30 ص]ـ
رثـ (أبن جبرين) ــــاء
الشاعر محيا العوني
و / كُنْتَ إمَاماً للأنامِ مُعَلِّمَاً
أتَوكَ عَوَاني / مِنْ شمالٍ ومن يَمَنْ
كَتَاتِيْبوا عِلْمٍ / يَطْلبونَ مَعَارفَك
كَأني بهِمْ عِنْدَ الرحِيْلِ بَكَوا دّماً
أيا شِيْخنا / أدْمَيْتَنا / بغِيَابِكَ
رَحِيْلُكَ أبْكَنَا وزَادَ بِنَا الحَزَن
رحَلْتَ وبَاقي مِنْ ضِيَائك قَبْسَة
تُضيئُ الديَاجرَ في البِلادِ وفي المُدُنْ
نَطَقْتَ بِحَقٍ لاتُبَالي بمنْ غَضِبْ
ولِِمَنْ رَضَا / مادُمْتَ للهِ مُسْلِماً
وجَاهَدتَ فللهِ بِصِدْقٍ على تُقى
دَفَعْتَ بديْنِكَ مَنْصِباً هو فِتْنة ً
وعِلْمُكَ للظمأنِ مَشْرَبَهُ معيـ
ــنٍ / ولِشَاربهِ السلامَة ُ مِن أذَاً
فقدك البُخاري ومُسْلِمٌ وصَحِيْحُها
ثَمَانُ عُقُدٍ كُنْتَ تَشْرَحُ للسُنَنْ
وتَفْسيرُ قُولِ اللهِ كانَ المقدمُ
وَظِلْتَ تُبَيّنُهُ على الناسِ من زمَن
فَرُحْمَاكَ ياربّي بِهِ أنْتَ أرحَمُ
وأرحَمُ مِنْ أُمٍ بِطِفْلِها / يامُحِنْ
http://www.abyat.com/poem.php?uid=6109&id=70963
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 07 - 09, 06:31 ص]ـ
"عبدالله بن جبرين ... وداعاُُ من نور"
ترجل الفارس عن فرسه ورحل الإمام عن طلابه وجفت أقلام ورفعت صحف إلا من علم قد تركه أو صدقه جارية قد مدت أو ولدا صالحا أو طالب أو أرملة أو يتم أو فقير اعتناه الشيخ في يوم من الأيام فأجمعوا جميعهم على الدعاء له والبكاء على فراقه والفرح لمنزل عالي عند مليك مقتدر فهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
سطور من نور ورائحة أحلى من البخور و حضور ابهر الحضور علم لو مزج بما البحر لمزجه وحجة لا يضاهيها حجة وقوة الطرح لا تخاف في الحق لومة لائم ..
تواضع نبع من علم وعلم نبع إيمان وإيمان نبع من تربية وحب وغرام لمعشوقة جميله اسمها الدعوة وصبر على صروف الحياة وتقلبات الزمن غلف باحتساب الأجر وتقدير لأهمية الوقت والعمر فالحياة فرصة قد تضيع بأي وقت إلا عند عاقلا ذي لب!!
عرف عن الشيخ عبدا لله الكثير من الصبر والجلد في العلم والتواضع في المعاملة والهمة العالية في الدعوة
حضر له الآلاف وقدم دروسه للآحاد والأفراد والأطفال من العباد وقدم علمه للكبار والصغار بغض النظر عن شرائحهم العمرية فهو يلبي الدعوة مهما كانت في أي موقع كانت قرية أو هجرة , جزيرة أو مدينة لا يكترث بأي شئ راجيا ما عند الله فهو الابقى والادوم والألذ والأجمل فيه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
أكمل تعليمه النظامي في سن متأخر بعد أن كانت بداية تعليمه تعليما تقليديا في المساجد والبيوت وحصل على درجة الدكتوراه في سن الستين وهو سنه التقاعد عن البعض والنهاية ولكنه عند بن جبرين كانت قمة التألق والحماس والحضور والبداية.
همة كبيرة وجلد لا يكون إلا للناجحين المميزين المبدعين من البشر , فمن سار على الدرب وصل ومن تحلى بالأمل واصل العمل.
عكس الزمان على صوته تضاريس الحياة واخذ المرض و الإعياء والتعب منه ما اخذ ولكنه ضل صامد صمود الأبطال في تبليغ الرسالة وتأدية الأمانة ونصح الأمة والمشي بحوائج العامة حتى فارقت أنفاسه الطاهرة جسده النحيل إلى ربها وباريها سبحانه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/144)
كان يهرب من الأطباء في بداية المرض وإقامته في المستشفى لك يلقي درس أو محاضرة ثم يعود إلى سريره فرحا مسرورا مبتجها لأنه لم متعودا إلا على يكون يومه ملئ بالعلم والعمل والانجاز والإعجاز ولم يتعود على الكسل والخمول وتضيع الأوقات والأعمار فالوقت هو الاستثمار الأهم في حياته رحمه الله
لقد قدر العلامة ابن جبرين قيمة الحياة و وحمل الرسالات والسعي قبل الممات فكان الموعد كما قال الإمام احمد الموعد يوم الجنائز فشيعه الآلاف ونعاه القاصي والداني وبكى عليه من لم يعرفه قبل من عرفه فتحققت مقول رسول هذه الأمة عليه الصلاة والسلام انتم شهود الله في أرضه.
وكان يفضل سفر البر على الطائرة لإحساسه أن أهل القرى والهجر التي على الطريق لهم عليه حق في علمه ودعوته وجهده
ورغم سعة علمه واتساع معرفته وعلو قدره كان لا يحب أن يقبله احد من رأسه فإن فعل قبل الفاعل من رأسه
أقام في بيت بسيط بني بقرض من صندق التنمية العقاري ولو أراد القصور والجاه والمال والمناصب لنالها ولكنه فضل أن يدخل في لب الحياة ويترك قشورها وان يبني قبره قبل أن يبني بيته ووهب نفسه لدعوة الحبيب المصطفى على الصلاة والسلام ورسالة التوحيد والعزة والإيمان ومنهاج الصالحين وجنة الموحدين وحديقة الصادقين وسماء الطامحين وارض المخلصين.
ضلت الأمم والشعوب المتقدمة في الماضي والحاضر تقدر علمائها وتشرف بهم وتدون سيرهم بتوسع كبير وتدرسها لنشئ لك تكن خير حافز لهم على العمل والإبداع والرقي والاختراع والهمة العالية والطموح الكبير والسعي المتوقد والرغبة المشتعلة في بناء حاضرا مشرق ومستقبل
بالإضافة إلى وضع صورهم على العملات و وتأسيس المؤسسات الفكرية والعلمية والأوقاف باسمهم و تسمية الشوارع والميادين والمكتبات والجامعات عليهم عرفاننا من المجتمع وقياداته بدور العلماء الايجابي والمميز في تطور الأفراد والمجتمعات والعمل الجليل الذي قدموه لخدمة المجتمع والأمة والبشرية جمعاء.
لن ننساك وستضل في ذاكرة التاريخ والزمن في ذاكرة الكتاب والقلم في ذاكرة اليتم والفقير في ذاكرة الجاهل والعالم في ذاكرة القروي والمدني في ذاكرة النبل والشهامة والسمو
كتبت اسمك بمداد من نور على جبين تاريخ العظماء ودخلت من بوابة الحكماء إلى بلاط العلم العامر والدعوة الشريفة وخدمة دين الحق الذي أرسل رحمة للعالمين
ستضل في ذاكرة الظال الذي اهتدى والمستجير الذي اجرته والسائل الذي لبيته والطالب الذي علمته والطفل الذي قبلته وستبكيك المتون والأحرف.
وسنضل على دربك ونهجك نتعلم منك حتى بعد وفاتك فهذا هو الإرث الحقيقي الذي خلفت علم وخلق و عمل صالح فطوبى لك ولإخوتك العلماء ورثة الأنبياء والعقبى لأهل الإيمان من عباده الصالحين الموحدين المبادرين
ولكل من سار على خطى النبوة الشريفة ..
وداعا سماحة الوالد ,,,
محبكم / سلطان بن عبدالرحمن العثيم
مدرب معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 07 - 09, 06:33 ص]ـ
[الله يجبر كسرنا فـ ابن جبرين]
[إبن جبرين]
الله يرحم شيخنا أبن جبرين = العالم الرباني اللي فقدناه
العابد السني قوي البراهين = النابعه 0من اصل دينه ومبداه
شيخٍ الي من غابت الحكمه يبين = ويقول رائه دونما أيّة محاباه
بالحق ينطق عندما تسكت لسين = ويقزِّم بفهمه خصومه واعداه
ولاتهمه ترهات المضلين = امثال خُدام الخميني مع الشاه
عم وشمل فضله جميع الميادين = صنائع المعروف والجود تنعاه
وينعاه في العالم ميات الملايين = ويحزن عليه الكون فـ اقصاه وادناه
قولوا معي آمين آمين آمين = الله يجعل جنة الخلد مثواه
كانت حياته كلها رحمه ولين = وصبر وجلاده وإحتساب ومعاناه
وهمة رجل من نشأته للثمانين = عام ٍ0 وهو يدعوا الى طاعة الله
العابد الزاهد حبيب المساكين = المكتسي هيبه وطيب بمحياه
ومن القويعية الى بلدة الرين = مكان مولد شيخنا هو ومنشاه
بدأ التعلم عام تسعه وخمسين = لايبتغي ما لٍ ولايبتغي جاه
منها انطلق يسعى الى نصرة الدين = ويجاهد بعلمه الى الله توفاه
لكن سيبقى ذكره العاطر سنين = وقرون نتلقى دروسه وفتواه
والكل يتفقه وينهل من معين = وعلوم ابن جبرين وإرثه وآراه
الله يجبر كسرنا فيه 0ويعين = ويعوض امتنا الصبر والمواساه
مبروك بن ماضي
http://www.s111t.com/vb/showpost.php?p=107792&postcount=1
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 07 - 09, 06:40 ص]ـ
هذه مرثيه لشيخنا الراحل (عبدالله ابن جبرين رحمه الله)
يالله ياخالق ومنشي السحابات**** اغفر لشخينا راع الفضايل
بث الخبر في كل القنوات****صدمه وجتنا فالقلوب السلايل
راح الامام عبدالله طيب الطيبات****يا الله صبرنا يا رب الجلايل
الشيخ عبدالله جاب الاولات **** فالعلم والدين نسل الاصايل
هذا فقيد الامه يبشر بالدعوات **** مني ومن يسمع كل القوايل
العلمِ مر وصار كل الأوقات****حزن (ن) على الشيخ راع الجمايل
يفتي وفتواه جزل الفتوات****هذا ابن جبرين جزل الفعايل
يا رب يا معبود يارب العاديات****وسع لشيخنا راع الحصايل
ياما وياما سكت أهل الخرافات****بحلو منطوق (ن) وقول الدلايل
والحين ياعالم ما ينفع بكوات**** ينفع دعاء لشيخنا من كل العوايل
وكانت هذه الابيات بقلم اخوي الشاعر المبتدئ /عبدالعزيز بن محمد الروقي ..
http://www.alnamas.net/vb/showthread.php?p=1381535
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/145)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 07 - 09, 06:12 م]ـ
وفاةُ الشيخ ابن جِبْرين
والمُحافظةُ على (منهج السلَف) العَدْل الأَمين:
مِمّا اشْتُهر عن أئمّة السلَف قولُهُم: (موت العالِم ثُلْمَةٌ في الإسلام لا يسدُّها شيءٌ - ما اختلفَ الليلُ والنهار -)."سُنن الدارمي" (423).
ولا يَشُكُّ عاقلٌ – ولا أقول: عالمٌ – أنَّ العُلَماءَ درجاتٌ؛ درجاتٌ قي علمِهم , درجاتٌ في مكانتهم , درجاتٌ في قُدُراتهم-وهكذا- ...
ولمّا كان العلماءُ بَشَراً مِن البَشَر – يُخطئون ويُصيبون , يعلمون ويجهلون - كان نَقْدُهم وانتقادُهم - بأدب العلم , وخُلُق الحِلْم - بابَ خيرٍ لهم؛ يُتَمِّمُ نقصَهم , ويُكَمِّلُ فضلَهم؛ ولا يكون - كيفما كان الأمرُ – بابَ انتقاصٍ لهم , أو طريقَ طعنٍ فيهم ...
ولئِن خَطِئَ بعضُ الناسِ معنى (التقدير) فجعلوه (تقديساً!)؛ فإنَّ هذا – بالمقابل – لا يجوز أن يجعلنا – مُضادَّةً , أو مُوافقَةً! - نُهْدِرُ الحقوق , ونُضَيِّع الحقائق؛ مُواقِعين للإسقاط الباطلِ بالباطل!
وهذه المعاني السابِقةُ – كلُّها – تمثَّلَتْ وَاقِعاً مشهوداً - لكُلِّ مُراقِبٍ (مُنصفِ) - وللأسف! -حالَ وفاة الشيخ عبدالله بن جِبْرين – رحمه الله – تعالى – قبل بضعة أيَّام ...
أمّا مِن الناحيةِ الشخصيّة – تاريخيّاً -: فإنّني التقيتُ بالشيخ ابنِ جبرين – رحمه الله – أكثرَ من مرّةٍ:
أولها:
سنة (1409هـ)؛ لمَّا زُرْتُ (الرئاسة العامة للإفتاء والدعوة والإرشاد) في مدينة (الرياض) -- عاصمة بلاد التوحيد - , وقد التقيت ثمَّةَ – وقتذاك – بسماحةِ أستاذنا الشيخ عبدالعزيز بن باز , وفضيلة الشيخ عبدالرزاق عفيفي , وكذا الشيخ عبدالله بن جبرين –رحمهم الله ُ – أجمعين -.
ولمّا زُرْتُهُ – رحمه الله - في مكتبهِ: اتصلَتْ به امرأةٌ مستفتيةً: أنَّ زوجها طلَّقها وهو سكران! فهل يقع طلاقه؟!
فقال لها الشيخُ- بلسانٍ حَازمٍ-: فْليأْتِنا – أولاً – لإقامةِ حدِّ شرب الخَمْر عليه , ثم نُفتي في موضوع الطلاق!
ثانيها:
قبل نحو خمسة عشر عاماً؛ وذلك في إحدى سنوات الحَجِّ – وفي أيّام مِنى – حيثُ كانت محاضرةٌ لسماحة أستاذنا الشيخ ابن باز – رحمه الله - , وكان الشيخ ابن جبرين جالساً على الأرض بين عموم الحاضرين – ومعهم – بكُلِّ تواضعٍ وسكينةٍ – رحمه الله -.
وموقف ثالث:
لمّا كتب ابنُ سالم الدوسري – هداه الله – كتابَه الفَجَّ " رفع اللائمة عن فتوى اللجنة الدائمة " – ردّاً على كتابي " الأجوبة المتلائمة على فتوى اللجنة الدائمة "-: كتب له الشيخ ابنُ جبرين – رحمه الله – تقريظا ًفي ثلاث صفحات – مِن بين خمسةِ مُقَرِّظين! - ...
مَعَ أنَّ الكتابَ متهاوٍ متهافتٌ؛ ليس له أيُّ قيمةٍ علمية مُعتبرة – وللأسف – وتأسُّفِي عَلَى تقاريظه! لا عليه –؛ فانتبهْ!
ولقد رددتُ عليه – وعلى تقاريظه الخمسةِ! – في قريب من ست مئة – صفحةٍ – قبل سنواتٍ – ولله الحمد - في كتابي (التنبيهات المتوائمة ... ).
وكان آخِرَ كلامٍ لي كَتَبْتُهُ في ردّي على تقريظِ الشيخ ابن جبرين قولي في (التنبيهات .. ) (ص 11 - سنة 1424 هـ) – بعد نقدهِ وردِّه -:
" أقولُ هذا مُلتمساً العُذْرَ لفضيلته؛ مُقَدَّراً له سَبْقَهُ وَفَضْلَه – على ما لنا عليه مِن ملاحظات - ...
ونحن – من قبل ومِن بعد – قائلون -:
" المؤمنون عذّارون , والمُنافِقون عثارون ".
.... وهذا دليلٌ علميٌّ تاريخيٌّ على أنَّ أصولَ منهج العدل والإنصاف-ضمن قواعد المنهج السلفيّ-لم تتبدَّل عندنا – بمنّةِ الله – تعالى - وتوفيقه-خلافاً لمن زعم غير ذلك! -!!
فإني أُخالفُ فضيلةَ الشيخ ابن جبرين – ومِن قديم – كما نقلتُ - في عددٍ من المسائل المهمّة , وبعض القضايا المرتبطة بمصير الأمّة – حتى استغلّت بعضُ الجرائد الحِزبيّةِ الجائرة عن (السبيل!) في بلادنا – وفاةَ الشيخ؛ فكتَبَتْ – هذه الأيامَ – مقالاً – نَفَخَتْ فيه بما نَعُدُّه نحن أخطاءً له , لتجعلَه (هي) مواقفَ متميّزةً له , وفتاوى مسدّدةً مِنه-!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/146)
ولكنَّ هذه المُخالَفَةَ منّي له – رحمه الله - لا تجعلُ صَدْري ضَيِّقاً مِن الترحُّم عليه – كما فعله بعضُ الغلاة! - , حتَّى وصل بهم غُلُوُّهم إلى درجة حذف (خبر!) – نعم (خبر)!! - وفاتِهِ مِن منتدياتهم العنكبوتية على الشبكة المعلوماتية!!!
فأين الإنصافُ – والعدلُ – يا قوم؟!
إنَّ مخالفَتَنا للشيخ ابن جبرين لا تمنعُنا مِن الترحُّم عليه , والدعاءِ له , وذِكره بالخيرِ؛ كما قال – عليه الصلاة والسلام -: (لا تسبُّوا الأموات؛ فإنّهم قد أفْضَوا إلى ما قدّموا).
ولا يَمنعُنا موتُهُ – رحمه الله – مِن التنبيه على أخطائه , والتحذير من زلاّته-كأحوال سائر المنتسبين إلى العلم- بالرفق , والِّلين - دون تشغيب , ومِن غير تطحين -!
ولا أنسى – واللهِ – يومَ وفاة الشيخ عبد الفتاح أبي غُدَّة- وهو معروفٌ بانحرافه! ومُخالفته المنهجية الكبرى!! -: لماّ اتصلتُ بشيخنا الإمام الألباني – رحمه الله – أُخبرهُ خَبَره؛ فما كان من شيخنا – رحمه الله – إلاّ أن قال – مُتنهَّدا –: (يحتاج إلى رحمة اللهِ).
وهذا يُشْبِهُ – تماماً – كلامَ الإمام ابن القيَّم في " مدارج السالكين " (2/ 345) – حول شيخهِ شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمهما الله – وطريقةِ تعامُلهِ في مثل هذه المضائقِ -؛ قال:
(وجئُتُه – يوماً – مَبُشَّراً له بموت أكبر أعدائهِ عداوةً , وأشدهم أذىً له!
فَنَهَرني , وتنكّر لي , واسترجع).
أما (إخواننا!) الغُلاة (!) الذين لا يعرفون – في جُلَّ أحكامِهم ومواقِفِهم - إلاّ (أسود) أو (أبيض)!! فالواجبُ أن يُراجِعوا أنفسَهم , ويُعيدوا حِسَاباتِهم؛ فمنهجُهم ذاك – والله – منهجٌ مُريب , وشأنٌ غريب؛ لا أقول: يخالف الأصولَ السلفيَةّ – فحسب -! بل يُناقِضُ الفطرةَ السليمة َ الإنسانيّة!!
وعليه؛ فإنّنا بهذه الوسطيّة الشرعية العادلة – فقط - نحافظُ على منهجنا السلفي العدل الأمين: أن لا ينجرفَ إلى الغُلُوِّ اليابِس! ولا ينحرفَ إلى التميُّع البائس!!
والعَجَبُ لا يكادُ يَنْقضي مِمَّن يُنكر على غيرهِ ما هو أدنى وأقلٌ (!) مِمَّا هو مُتَلبِّسٌ به!! فتراه يَنْبَكِمُ (!) عن (تبديع) الشيخ ابن جبرين , مع وصفهِ إيّاه – في الوقت نفسهِ - بأقذع العبارات!!
فكيف الجمعُ بين هذه المُتناقِضات؟!
أُكرِّر – أخيراً -:
إنَّ وفاةَ الشيخ ابن جبرين – رحمه الله – أحزَنَتْنا , وأوقعت الأسى في قلوبنا؛ لكنّها لن تَجْعَلَنا نسكُت عن أخطائهِ , أو نتهاون فيما انتقدناه عليه مِن مسائل منهَجيَّة , أو فتاوى علميّة – بعضُها كبيرٌ كبيرٌ -.
لكنَّ مقامَ الموت مَهيبٌ ..
وذِكرَه جليلٌ ...
وتذكُّره عظيمٌ ...
... فما عَتِبَ عليه بعضُ إخوانِنا (!) -من غير الغلاة!! - مِمّن استغربوا اهتمامَ (مُنتديات كُلِّ السلفيِّين) بوفاة الشيخ ابن جبرين , وإفرادَهِ المقالاتِ المتعدِّدةَ له: عَتْبٌ في غيرِ محلِّه؛ سبَبُه عَدَمُ إدراكهِم الحقِّ – سدّدهم اللهُ - لِحَجْم الغُلُوِّ والتناقض الذي وصَلَ إليه أولئك الإخوة (الغُلاة) - غفر الله لهم -!!
فليس الأمرُ في حقيقتهِ - إذن – ما ظنَّه بعضُ هؤلاء الإخوة – جزاهم الله خيراً على حرصهم , وغفر لهم تسرُّعَهم! – مِن أنّنا لم نكتب عن الشيخ ابن جبرين إلا نَكايةً (!!) بالغلاة! أو مُقاهرةً!! لهم!!
فاعلموا – أيُّها الإخوة – أنّنا لا نُناكِف بالباطل , ولا نستنكِفُ عن الحقِّ؛ لكنَّ الغُلُوَّ لا بُدَّ له مِن صدمةٍ عكسيةٍ تردُّه إلى الصواب , وتُخرجُ أهلَه مِن التلبُّس بالارتياب ..
ولقد رأيتُ هذا النهجَ – مراراً – مِن طريقةِ شيخنا الإمام الألباني – رحمه الله - في كسر حِدّة بعض الناس (!) – مِن سائليه , أو مُناقِشيه - لمّا يلحظُ منهم (غُلُوّاً في!) - أو (غُلُواً ضِدّ!) - بعض الشخصيات؛ فكان يُعامِلُ هذا بنقيضِ عمله , ويتعامَلُ مع ذاك بعكس صنيعهِ؛ لعلّه ... لعلّه!!
ولم يخرج مُنتدانا عن هذا الأسلوب , وعن هذه الطريقة – ولله الحمد -؛ بخلاف الذين ناقضوا أنفسَهم , وخالفوا منهَجهم , وغيّروا جلدتَهم!!
فهم (!) في الوقت الذي يُبَدِّعون فيه مَن يُزَكِّي (!) أهلَ البدع: لا يستطيعون تطبيقَ (!) هذا النهج على كُلِّ أحدٍ - انتقاءً وتشهِّياً! أو ظروفاً وأحوالاً -!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/147)
وفي الوقتِ الذي يَزْعُمُ فيه بعضُهم (!) عَدَمَ تبديع الشيخ ابن جِبرين؛ نراه يشمئِزُّ (!) مِن مجرد وضع خبر وفاتهِ – رحمه الله – في (مُنتدياتهم!)!! فيرفعُها , ويدفعُها , ويمنعُها!!
ولقد ذكّرتني هذه التناقضاتُ – وما أكثرَها! – بما أفتى به بعضُ مَن مسَّه مِن الغُلُوِّ طَرْفٌ: لمّا أفتى فيمَن يوزّعُ رسالة " رفقاً أهل السنة بأهل السنة " – لشيخنا عبد المُحسن العبّاد – بأنّه مبتدعٌ!! في الوقت الذي سكت فيه – أو ما جَرَأَ! - على تَبْديع مؤلِّفها!!
فأيُّ تناقُضٍ أشدّ – إذن -؟!
إنَّ المُحافَظَةَ على منهجِنا السلفيِّ نقيّاً صفيّاً - مُنَزَّها عن الغُلُوّ , بعيداً عن الجفاء , نائياً عن التمييع والتضييع - يستدعي احتمالَ شيءٍ – بل أشياءَ! – من الابتلاءاتِ , والمُواجَهات , والتضحيات؛ ممّا نسألُ اللهَ – تعالى أن يُعيننا عليها , ويأْجُرنا بها – في قليل وكثير -.
وصدق رسولُنا - صلى الله عليه وسلم - القائلُ: (من أرضى الناس بسَخَط الله: وَكَلَهُ اللهُ إلى الناس , ومَن أسخطَ الناس برِضا الله: كفاه الله مُؤْنةَ الناس).
وهذا الذي سِرْنا عليه – هنا - , ونجتهدُ أن نسيرَ عليه – بالحقِّ- في كُلِّ موقِف – رضي مَن رضي , وسَخِط مَن سَخِط! – هوَ - نفسُه – ما قاله – وقام به - سماحةُ المفتي العام لبلاد الحرمين الشريفين الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ – حفظه الله – عند وفاة الشيخ ابن جبرين – رحمه الله -؛ قال:
(إن الشيخ عبدالله بن جبرين معروفٌ فى كل الميادين بالخير والصلاح, والحرص التام على نفع الناس - نسأل الله له المغفرة والتجاوز -.
الشيخ عبدالله بن جبرين أخٌ لنا، وصاحب لنا، عرفته منذ زمن طويل، وعرفت منه التواضع الجمّ، والخلُُق الفاضل، وبذل العلم، والتقوى والصلاح، والحرص على منفعة الأمة وجمع كلمتها، والسعي فيما فيه الخير والصلاح ...
عرفناه وزاملناه في معهد الدعوة، وفي كلية الشريعة، وفي دار الإفتاء, وعرفناه - أيضًا - من التقائنا به دائمًا عند الشيخ عبدالله بن حميد، والشيخ عبدالعزيز بن باز - وغيرهم من المشايخ -.
وعرفناه في حلقات الجامع، ومشاركته في ندوات الجامع، وعرفناه في الحج والتوعية ..
أسأل الله أن يغفر ذنبه، ويقيل عثرته، ويخلف على أهله بالخير، والرجل فيه خير وصلاح، والله أعلم به منّا؛ فغفرالله لنا وله).
وقال فضيلة الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله – فيه – رحمه الله -:
(نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يغفر للشيخ عبدالله بن جبرين , وأن يرحمه , وأن يجبر عزاء المسلمين فى علمائهم , وهذه– لاشك - مصيبة عظيمة , ولكن نقابلها بالصبر والاحتساب.
نسأل الله أن يُبدلنا بخير منه من أهل العلم والبصيرة , وأن يغفر له , وأن يرحمه , إنه غفور رحيم.
وموت العلماء لاشك أنه خسارة عظيمة على الأمة، وجاء فى الحديث: (موت قبيلة أيسر من موت عالم) , وفى الحديث الآخر: (إن العلم لايُقبض انتزاعاً،وإنما يُقبض بموت العلماء،فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فأفتوا بغير علم؛ فضلوا، وأضلوا) - نسأل الله العافية -.
وموت العلماء لاشك أنه خسارة, ولكن نقابل ذلك بالصبر والاحتساب والدعاء وأن يهيئ الله للأمة علماء صالحين , وأن يغفر لأموات المسلمين.
وقول الله– تعالى -: (أولم يروا أنا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها) , بعض العلماء يقول: إن هذا بموت العلماء؛نقصُ الأرض من أطرافها: موت العلماء.
والمشهور: أن المراد بـ (نقص الأرض من أطرافها): الفتوحات الإسلامية التى انتشرت حتى انتشر الإسلام في أقطار الأرض , ولم يستطع الكفار أن يمنعوه وأن يصدّوه , بل أخذ طريقه إلى المشارق والمغارب).
أقول:
قد خصَصْتُ كلامَ هَذيْن الشيخَين الفاضلَين بالذَّكر – دون غيرهما ممَِّن أثنى – ومدح – أيضاً – لِسَبَبيْن:
أولهما: أنَّ كلامَهما - حفظهما الله ُ - صادرٌ بعد وفاة الشيخ – رحمه الله -.
ثانيهما: أنَّ الغُلاة لا يجرؤون على أدنى قولٍ فيهما (!) مع تجرُّئِهم – كثيراً – على (كُلَّ) مَن قال بأقلَّ ممّا قالا!
و (لعلّه) يُلْحَقُ بهما – أيضاً -:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/148)
الشيخ زيد بن هادي المَدْخَلي – حفظه الله -؛ فها هو ذا يُثْني على الشيخ ابن جبرين – في حياتهِ – , ويصفُه بالعالِم السلفي – كما نقلتُ ذلك عنه - موثَّقاً – في كتابي " منهج السلف الصالح " (ص 192).
ولم يَصْلِنا إلى هذه اللحظةٍِ – عنه - ما يُخالفُ هذه التزكيةَ!
فيا تُرى:
ماذا سيقولُ (إخوانُنا) الغُلاة – الآن -؟!
هل سَيُشَكَّكون في هذِهِ النقول عن هؤلاءِ الشيوخ؟!
أم سيقولون: هم لا يعرفون (حقيقةَ) ابن جبرين؟!
هل سيسكتون (!) مُغايرين ما له يُظهرون , وبه يتفاخرون؟!
أم سيتأرجحون – مُذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء -؟!
أم سيُخرجون مكنونَ صُدورِهم – مُتَجَرِّئين! – ليطعنوا بالشيخ المفتي , والشيخ الفوزان ,- حفظهما الله -؟!
لا أظنّ!!!!
... يا أيُّها الإخوة:
أين أنتم من الحق؟!
أين أنتم من الإنصاف – إنصاف النفس أولاً -؟!
أين أنتم مِن موازين الصدق والعدل؟!
أين أنتم من عُلمائكم - دون تَخَيُّر أو تَحَيُّز -؟!
بل أين أنتم من أنفسكم؟!
... (والبلدُ الطيَّبُ يخرُجُ نباتُهُ بإذن ربَّه والذَّي خَبُثَ لا يخرُجُ إلا نكِدا).
وبعد:
فما أجملَ كلامَ ربّي - سُبحانه -:
{قُلْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لايَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ. مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ وَلَقَدْ آَتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُم ْعَلَى الْعَالَمِينَ وَآَتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّهُم ْلَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}
(تنبيه):
حديث: (موت قبيلة أيسر من موت عالم): ضعيف جداً:
رواه ابن شاهين في " فضائل الأعمال " (214) , والبيهقي في " شُعَب الإيمان" (1699) , وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (38/ 318) , والرافعي في " تاريخ قزوين " (3/ 462) عن أبي الدرداء بسندٍ ضعيف جدّا – كما قال شيخُنا الإمام الألباني – رحمه الله - في " السلسلة الضعيفة " (4838)
وكنت قد خرّجتُهُ – قديماً – مُضَعَّفاً اياه - في تعليقي على كتاب " مفتاح دار السعادة " (1/ 254) للإمام ابن القيّم.
... واللهُ – وحده – المُستعان.
علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد الحلبي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=181078
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 07 - 09, 06:12 م]ـ
ورحل ثالث الأئمة الأعلام
عراقي محمود حامد
إنَّ الحمدَ لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شُرور أنفسنا، ومن سيِّئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فلا مضلَّ له، ومَن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمَّدًا عبده ورسوله.
أمَّا قبلُ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/149)
فإنَّ الله تعالى خلق الإنسان لمهمة جليلة وغاية نبيلة، وهي عبادته سبحانه وتعالى ليَعمُر الكونُ بتوحيده جلَّ في عُلاه، قال عزَّ مِن قائل: {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتِينُ} [الذاريات: 56 - 58]، وللاستخلاف في الأرض حتى ينشُر دعوته، ويأتي إليه طَوَاعية باختياره وسعيه وكسبه، ليتحقق ما عَلِمه سبحانه في عالم الغيب واقعًا في عالم الشَّهَادة، ولينظر سبحانه -وهو أعلم- من يأتيه مُحبًّا راغبًا راهبًا، ممن ينقلب على عقبيه فيخسر الدنيا والآخرة.
ومع أنَّ الله جلَّى لنا هذا الأمر وبيَّنه أيَّما بيانٍ؛ إلا أن الكثير في عَمَاية عنه، ما بين مكذِّب به، وما بين مخذول، قعَدَت به نفسُه الخبيثة وأغواه شيطانه الرجيم؛ واستحقوا أن يَصِفَهم الله بقوله: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف: 103]، وبقوله: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف: 106].
لكنَّ هناك صِنفًا مُوفَّقًا مُعانًا مؤيدًا مُسددًا، رَضِي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه نبيًّا ورسولًا، أحبَّ الله تعالى، وغَلَبت محبتُه لله كلَّ محبة من شأنها أن تُقعده، أو تؤخِّره عن لقاء الله، ورفع شعار {وَعَجِلتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه: 84].
فأصلحَ لله ظاهرَه وأنابَ إلى الله واستغاث به أن يهدي باطنه، وأن يكون باطنُه خيرًا من ظاهره، وأمعن النظر في الغايةِ مِن خلقه، فعلم يقينًا أنه في دار اختبار، والسعيدُ من وعِظ بغيره، وأنها كما قال الإمام أحمد بن حنبل العَلَم الأشم رحمه الله: «إنما هي أيام قلائل، لو كُشِف للعبد عما قد حُجِب عنه لعَرَف ما هو عليه من خير أو شر؛ صبرٌ قليل، وثوابٌ طويل، إنما هذه فتنة» [1].
فهانت عليه نفسُه أن يبذلها لله رخيصةً، وتمنَّى أن لو كانت له مائةُ نفس ليبذلها لحبيبه ومولاه وخالقه، ومَن بيده ملكوتُ كل شيء، ومن يملك إسعادَه وتزكيته؛ لعلمه بعظم الجزاء المترتب على هذه البيعة المباركة والصفقة الميمونة: {إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ الله فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ} [التوبة: 111].
ولم يجدوا حاديًا على هذا الطريق إلا سيد الهداة وإمام الدعاة وقائد الغُرِّ المَيَامين، فعقدوا العزمَ على العَضِّ على ما جاء به الرسولُ صلى الله عليه وسلم إذ لا طريق موصلة إلى رضوان الله وجنته إلا طريقه، والسير على نهجه، وتقفِّي أثره حَذْو القُذَّة بالقذة [2]، فعكفوا على حِفظ سُنَّته والتفقه في شريعته، حتى يُقبل منهم السعي ويَحْظوا بالقبول؛ لأن الجليلَ يقول: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَليَعْمَل عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110].
فلما تفقَّهوا حملَهم العلمُ الهادي إلى التزوُّد منه؛ إذ عبوديةُ الله لا يُمكن أن تُحصَّل إلَّا بالعلمِ الذي جاء به المعصومُ - صلى الله عليه وسلم - الذي لم يأمره ربُّه أن يستزيد من شيء إلا من العلم؛ فقال سبحانه: {وَقُل رََّبِّ زِدْنِي عِلمًا} [طه: 114].
وفَطِنوا إلى أنَّ الله رفَعَ درجات أهل العلم حيث فضَّلَهم وأعْلَى قدْرَهم؛ فقال سبحانه: {يَرْفَعِ الله الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]، وأنَّ مَن كان بالله أعلمَ كان له أتقى، ولا يَعصِيه إلَّا مَن جهل قدره جَلَّ في عُلاه؛ لذلك قال الله: {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ} [فاطر: 28].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/150)
فرفعهم العلم عن الدَّنايا، وسَمَت أنفسُهم، ووجدوا الرَّاحة واللذة التي يراها غيرهم عَنَتًا وعذابًا- سعادةً غامرة يكادُ القلبُ يرقص فيها طَرَبًا، فلما انتَشَت نفوسُهم نادى مناديهم: «إنَّه لتمرُّ بالقلب أوقاتٌ يرقصُ فيها طَرَبًا، فأقول: إنْ كان أهل الجنة في مثل هذا إنَّهم لفي عيش طيب» [3].
ولما نظروا حَوَاليهم واستشعروا فَدَاحة غفلة الناس رفعوا أصواتهم باكين من هَلَكَ، مُنذرين مَن بَقِي: «مَسَاكينُ أهلُ الدنيا؛ خرجوا منها وما ذاقوا أطيبَ ما فيها: وهو معرفة الله».
وهذا فضلُ الله يؤتيه من يشاء؛ فليس العجب ممن هلك كيف هلك! إنما العجب ممن نجا كيف نجا؟!
فلله دَرُّهم! انظر إليهم وهم ينتقلون من حَلقة إلى حلقة، ومن درس إلى درس؟!
ثم تعجَّب مِن عُكوفهم على كتبهم، ولسان حالهم يقول:
أعَزُّ مَكانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سابحٍ وَخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ كِتابُ
واندهش مِن سهرهم لحل مُعضلة مُشكِلة؛ إذ جُل همهم وأسمى أمانيهم أن يخرج بحثُهم بخير نتاج، وأن يبارك اللهُ سعيَهم، وأن يُنير بصائرهم لتصل إلى الحق، ولهجوا بدعائه سبحانه: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ} [آل عمران: 8].
ولَكَم عَشِقوا القلم والقِرْطاس إذْ لا معنًى لحياتهم بدونهما، لذلك لما مُنِع شيخُ الإسلام- رحمه الله- من أدوات الكتابة أحس أنه لم يعد هناك معنى لحياته، ففاضت روحه لمولاه.
ويا لله لمحبتهم لخلوتهم حين يَخْلون بحبيبهم، إذ ثمرةُ العلم العمل، ولا خيرَ في علم لا يتبعه عملٌ، فقد هتفَ العلمُ بالعمل فإن تبِعه وإلا ارتحل.
فهذا شأنهم، وذاك ديدنهم، وتلك حالهم، فهم في وادٍ والناس في واد.
يعجب من لم يذق طعم الإيمان ومن لم يُحسَّ بلذة المدارسة ومن لم تَكَلَّ عينُه بالسهر لمرضاة الله- مِن أحوالهم؛ فيقول: هؤلاء دفنوا أنفسهم أحياء! هؤلاء لم يذوقوا طعم الحياة!
وهيهات! فهم وحدهم الأحياء، من مات منهم بما ورَّث من علوم وآثار واضحات، ومن بقي منهم لخدمته لدين رب الأرض والسموات، نسأل الله للجميع الثبات.
فمن مات منهم نسأل الله له أن يبلغه منازل الشهداء، ومن حَيَّ منهم نستغيث به سبحانه أن يحفظه بحفظه الذي لا يُرَام، وأن يكلأه بعينه التي لا تنام.
فهذه الحياة الحقيقية التي قال المولى سبحانه عنها: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]، وقال جل في علاه: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} [طه: 123].
إذ لا معنى لحياة يعيشها الإنسان - المُكرَّم - أشبه ما يكون بالحيوان يأكل ويشرب وينام وينكح، ولا يخلِّف أثرًا يُذكر، ولا يورِّث شيئًا ينفع، فحياتُه ومماته سواءٌ.
لذا كان موتُ العلماء العاملين الربانيين خسارة عظيمة للأمة، وثُلمة لا تُسدُّ إلا بعالم مثله، وإلا وقع ما حذَّر المصطفى صلى الله عليه وسلم أمته فقال: «إِنَّ اللهَ لَا يَقْبِضُ العِلمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلمٍ؛ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» [4].
فبتوافر العلماء الربانيين صلاح الدين والدنيا، وبفقدهم فسادهما، وقد قال الزهري - رحمه الله تعالى -: «كَانَ مَنْ مَضَى مِنْ عُلَمَائِنَا يَقُولُونَ: الِاعْتِصَامُ بِالسُّنَّةِ نَجَاةٌ، وَالعِلمُ يُقْبَضُ قَبْضًا سَرِيعًا، فَنَعْشُ العِلمِ ثَبَاتُ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، وَفِي ذَهَابِ العِلمِ ذَهَابُ ذَلِكَ كُلِّهِ» [5].
وبفسادهم خسرانهم في الأولى والآخرة، وضياع من وراءهم، ولله در القائل:
يا عُلماءَ الدِّين يا مِلحَ البلد مَن يُصلِحُ المِلحَ إذا المِلحُ فَسَدَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/151)
أما الرءوس الجُهَّال - نعوذ بالله من حالهم ومصيرهم - فهؤلاء أمثالُ مَن ذَكَر الله قصته في سورة الأعراف حيث قال: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلبِ إِنْ تَحْمِل عَلَيْهِ يَلهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف: 176، 177].
فجديرٌ بالأُمَّة أن تلتفَّ حول علمائها، وأن توقِّرهم، وأن تعرف لهم قدرهم؛ فهم ولاة أمورهم، فعند تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] قال الإمام ابن كثير رحمه الله: «وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: {وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ} يعني: أهل الفقه والدين. وكذا قال مجاهد، وعطاء، والحسن البصري، وأبو العالية: {وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ} يعني: العلماء. والظاهر -والله أعلم- أن الآية في جميع أولي الأمر من الأمراء والعلماء» [6].
لِمَ لا، وقد قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ} [فاطر: 28]، فَمَن كان بالله أعلمُ كان له أخشى وأتقى، ولم يَعْصِ اللهَ إلا من جهل قَدْره جلَّ في علاه، وقال: {يَرْفَعِ الله الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]، فليس بعد رفع الله لقدرهم رفعٌ، وقال: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83]؛ فنحن مأمورون شرعًا أن نَردَّ ما أشكل علينا إلى مَن حباهم الله بفهم دينه ومقاصد شريعته، والنظر والاستنباط من الأدلة المُعتبرة، ولذلك قال سبحانه وتعالى أيضًا: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].
وعلينا أن نسمع ونطيع لمن وَثِقنا بدينه، وعلمنا حُسن فهمه وصدق تديُّنه، لأن الإمام ابن سيرين - رحمه الله - قال: «إِنَّ هَذَا العِلمَ دِينٌ؛ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ» [7].
وكيف لا تدرك الأمة قيمة علمائها، وهم صمام أمانها، وهي تعلم أن - النبي صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلمًا سَلَكَ اللهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الجَنَّةِ، وَإِنَّ المَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ العِلمِ، وَإِنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالحِيتَانُ فِي جَوْفِ المَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كَفَضْلِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِبِ، وَإِنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ [8]، وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَرَّثُوا العِلمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ» [9].
وعندما ذُكِرَ لِرَسُولِ الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلَانِ؛ أَحَدُهُمَا عَابِدٌ وَالآخَرُ عَالِمٌ، قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ». ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخَيْرَ» [10]. والسنة مستفيضة بالحث على العلم وإكرام العلماء.
بل والتحذير الشديد من الجهل والتنفير من القعود عن التعلم وترك السؤال؛ فعن ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: أَصَابَ رَجُلًا جُرْحٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ احْتَلَمَ فَأُمِرَ بِالِاغْتِسَالِ، فَاغْتَسَلَ فَمَاتَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: «قَتَلُوهُ قَتَلَهُمْ اللَّهُ! أَلَمْ يَكُنْ شِفَاءُ العِيِّ السُّؤَالَ» [11].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/152)
وكيف لا تعلم الأمة ما يترتب على فقدها لعلمائها، وقد كان الناس ولا يزالون يبكون العلماء الربانيين؛ إذ لما مات زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: «مات اليوم حبر هذه الأمة، ولعل الله يجعل في ابن عباس منه خلفًا» [12].
فكان ابن عباس -رضي الله عنهما - نعم الخَلَف ببركة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ» [13].
ولما مات ابن عباس - رضي الله عنهما - صفَّق جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- بإحدى يديه على الأخرى وقال: «مات أعلم الناس وأحلم الناس، ولقد أصيبت به هذه الأمةُ مصيبةً لا تُرتَق» [14].
وقد قال عطاء في تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا}: نقصها: هو «ذهاب فقهائها وخيار أهلها» [15].
كان هذا هو فهم أئمتنا المباركين من سلف هذه الأمة المرحومة.
أما بعدُ:
ففي الآونة الأخيرة توالت على الأمة نكبات مفجعة مُؤرقة؛ إذ مُنيت بفقد جِلَّة من علمائها الربانيين -نحسبهم كذلك والله حسيبهم- كانوا قد أخذوا على عاتقهم تجديد أمر هذا الدين العظيم، ونفع الله تعالى بهم، وما ضعفوا وما وهنوا وما استكانوا في هذا السبيل المليء بالمعوِّقات، ففتح الله بهم البلاد وقلوب العباد، ونشر على أيديهم الخير بعدما عمَّ البلاءُ وطَمَّ، فأخلصوا لدينهم -نحسبهم كذلك ولا نزكيهم على الله- وجرَّدوا النصح لأمتهم.
ومن هؤلاء:
فضيلة الشيخ العلامة الدكتور/ عبد الله بن جبرين - رحمه الله -، الذي أعده ثالث الأئمة الأعلام مع سماحة شيخنا ابن باز رحمه الله، وسماحة شيخنا ابن عثيمين رحمه الله، في الفقه والإفتاء، والصبر العجيب على التدريس والطلبة، والبذل المنقطع النظير للدعوة، والعمل الدءوب على رفعة الأمة، والنهوض بها؛ لتتبوأ مكانتها اللائقة بها، ونشر العلم، ناهيك عن التأله والزهد، ودماثة الأخلاق التي لمسها القاصي والداني.
كان - رحمه الله - من كبار المُفتين في العصر الحديث، وهو عضو إفتاء سابق بالرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء، وقد خلَّف ما يزيد على ستين مؤلفًا، من أهمها في مجال الفتوى: «فتاوى الزكاة»، و «فتاوى رمضانية»، و «فتاوى في التوحيد»، و «فتاوى في الطهارة»، و «الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية التربوية»، و «الفتاوى الجبرينية»، و «الفتاوى النسائية».
وقد كرَّس كلَّ وقته للعلم والدروس والمحاضرات، ولم يفوِّت منها شيئًا، وكان يلقي محاضراته ودروسه ولم تنقطع إلا في أثناء مرضه، وفي فصل الصيف كان يقوم برحلة داخل المملكة ينطلق فيها من الرياض إلى مكة ثم إلى الطائف وجُدة والجنوب ثم يعود إلى الرياض مع مرافقيه، ثم إلى شمال المملكة وإلى المنطقة الشرقية والقصيم، وهي رحلات كانت كلها لإلقاء الدروس والمحاضرات.
ولم يكن لمثلي أن يتحدث عن هذا الجبل - رحمه الله -، ولكني أرفع بذلك خسيستي، وما أستأهل - والله - أن أغسل عن قدميه، ولا أن أحمل له نعليه، ولا أقول هذا تواضعًا، وحسبي أن أتمثل بقول إمامنا الشافعي - رحمه الله -:
أُحِبُّ الصَّالِحِينَ وَلَسْتُ مِنْهُمْ لَعَلِّي أَنْ أَنَالَ بِهِمْ شَفَاعَهْ
وَأَكْرَهُ مَنْ تِجَارَتُهُ المَعَاصِي وَلَوْ كُنَّا سَوَاءً فِي البِضَاعَهْ
ويكفي عظم المصيبة، أحسن الله عزاءنا جميعًا في مُصابنا الجَلل، وأخلف الله علينا أمثال شيخنا المبارك - رحمه الله - وعلمائنا الأفاضل.
ولما كان هذا هو قدر الله السابق، فلا نملك حياله إلا أن نتجمل بالصبر، وأن نتحلى بحُسن العزاء، حتى نحظى بموعود ربنا: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].
اللهُمَّ اغْفِرْ لشَيخِنا، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي المَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ العَالَمِينَ، وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ.
وهكذا تكون عاقبة المحسنين الطيبين والعلماء العاملين الربانيين -نحسبهم كذلك ولا نزكيهم على الله- يجعل الله لهم لسان صدق في الناس.
وصدقَ الإمام أحمد - رضي الله عنه – حين قال: «قولوا لأهل البدع، بيننا وبينكم الجنائز».
فكانت جنازة شيخنا - بفضل الله - من عاجل بُشرى المؤمن، وقذى في أعين المبتدعين الحاقدين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/153)
وهذه دعوة أن نعمل على سد هذه الثغرة بالجد في التحصيل والتعلم والتعليم والدعوة للعمل على نشر العلم النافع ورفع راية الدين، وتربية النشء على حب العلم والعلماء، وكفالتهم ليفرغوا لهذه المهمة الشاقَّة المباركة؛ ليكونوا عوضًا عمن فقدناهم من علمائنا تغمدهم الله بواسع رحمته.
اللهم ارحم علماءنا، واحفظ من بقي منهم بحفظك الذي لا يرام، واكلأهم بعينك التي لا تنام، ورد عنهم كيد الكائدين، واجعلنا بكرمك من العلماء الربانيين، أئمةً للمتقين.
ــــــــــــــــــــــــــ
[1] انظر «من أنا حتى أكتب عن أحمد؟!»، د. إسلام المازني، (ص 16).
[2] أي: كما تُقَدَّر كلُّ واحدة منهما على قَدْر صاحِبتها وتُقْطَع. يُضرب مثلًا للشَّيئين يَسْتويان ولا يتفاوتان.
[3] من كلام أحمد بن أبي الحواري رحمه الله، انظر «البداية والنهاية» (10/ 280).
[4] متفق عليه: أخرجه البخاري (98)، ومسلم (4828) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
[5] أخرجه الدارمي في «سننه» (1/ 58) حديث (96).
[6] تفسير ابن كثير (2/ 345).
[7] أخرجه مسلم (26) عن محمد بن سيرين.
[8] قال المُناوي في «فيض القدير» (4/ 505): «العلماء ورثة الأنبياء»؛ لأن الميراث ينتقل إلى الأقرب، وأقرب الأمة في نسبة الدين العلماء الذين أعرضوا عن الدنيا وأقبلوا على الآخرة، وكانوا للأمة بدلًا من الأنبياء الذين فازوا بالحسنيين؛ العلم والعمل، وحازوا الفضيلتين؛ الكمال والتكميل.
[9] أخرجه أبو داود (3157) عن أبي الدرداء - رضي الله عنه -، وصححه الألباني في «صحيح سنن أبي داود» (3641).
[10] أخرجه الترمذي (2609) عن أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ - رضي الله عنه -، وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (7662).
[11] أخرجه أبو داود (285) عن ابن عباس رضي الله عنهما، وحسنه الألباني في «صحيح سنن أبي داود» (365).
[12] أخرجه الحاكم في «مستدركه» (3/ 483) حديث (5805).
[13] أخرجه البخاري (140).
[14] أخرجه ابن سعد في «الطبقات» (2/ 372).
[15] أخرجه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (1/ 304).
http://alukah.net/articles/1/7224.aspx
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[27 - 07 - 09, 06:01 ص]ـ
ابن جبرين العالم
محمد بن صالح بن سليمان الخزيم
إني أعزي نفسي وإخواني بمصابنا الجلل برحيل العالم والفقيه شيخنا الفاضل عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين ف {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
عالم أفنى عمره بتبليغ الرسالة راجياً ثواب ربه وجزيل فضله، لا متكففاً نوال غيره، لا يخالجه كلل ولا ملل، ولم تصرفه بهارج الحياة الدنيا حينما انغمس فيها الآخرون. قال محمد بن كعب (إذا أراد الله بعبد خيراً زهده في الدنيا وفقهه في الدين وبصره بعيوبه ومن أوتيهن أوتي خير الدنيا والآخرة).
بذل جهده في شتى الميادين محاضرات، ودروس، وندوات، وكلمات إيمانية، إذ جُلّ وقته دعوة إلى الطريق المستقيم وناتجه انتشر أثره العلمي وذاع صيته الإيماني فلا تكاد تجد بيتاً إلا واستفاد من علمه ونهل من فضله بوساطة كتاب من كتبه أو شريط حوى صوته وعلمه، أو مطوية تخضبت بخلاصة فكره.
ومع فقده فقد غاب بدنه غير أن أثره باقٍ وفضله راسخ وعلمه حي شامخ لذا قال الإمام مالك (ما كان لله يبقى)
يموت قوم فيحيي العلم ذكرهم
والجهل يلحق أمواتاً بأموات
وقيل: ففز بعلم تعش حياً به أبداً
الناس موتى وأهل العلم أحياء
نال علمه من مصادره دارساً له على مشايخه فاجتمع عنده كثير من الفنون فقه وعقيدة وحديث وسائر العلوم.
إذا تحدث ظننته لا يحسن غير فنه فإذا تناول فناً آخر عرفت أنه حبر زمانه ولا غرابة فيمن استقى العلم من منابعه وغاص في بحاره حيث من مشايخه العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ والعلامة محمد الشنقيطي.
تعلم ما الرزية فقد مال
ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حر
يموت بموته بشر كثير
كم أنار الله به قلباً، وشرح به صدراً، وأزال به هماً وغماً قارع في كثير من فتاويه أهل الهوى، وصد عن الإسلام بدعاً شتى جاهد أعداء الإسلام بلسانه وسنانه، وانبرى لكل صاحب شهوة وشبهة فأظهر الله الحق على لسانه وقمع زبانية الباطل بسنانه قال صلى الله عليه وسلم لحسان (أهجهم أو هاجهم وجبريل معك) البخاري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/154)
فمن كان الله معه لن يخيب أمله لأن معه من الله ظهيراً وناصراً ومعيناً (ومن يتوكل على الله فهو حسبه).
ألقى الله له في الأرض القبول، والمحبة في النفوس انها سمة العلماء الربانيين والأئمة المهديين وإنها عاجل بشرى المؤمن، ففي الحديث (يا رسول الله أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده أو يحبه الناس عليه؟ قال تلك عاجل بشرى المؤمن) رواه مسلم.
كلامه رحمه الله مسموع وقوله نافذ في القلوب انها من علامات صدق الرسالة والإخلاص في أداء الأمانة.
قال عمر لأبيه ذر (مالك يا ابتي إذا حدثت الناس بكوا وإذا حدثهم غيرك لم يبكوا قال النائحة المستأجرة ليست كالثكلى) فمن تكلم من القلب نفذ إلى القلب ومن تكلم من اللسان لم يجاوز الآذان.
وهذا يؤيد القول إن العلم ليس بكثرة الرواية وإنما بالخشية (إنما يخشى الله من عباده العلماء).
وبعد أن مضت سنوات عمره مع أفضل مرغوب ومكتسب تعلماً وتعليماً (من يرد الله به خيراً ينفعه في الدين).
أصابه مرض عضال تمحيصاً وتطهيراً من الأدران في الحديث (أشد الناس بلا الأنبياء ثم الأفضل فالأفضل، يبتلى الرجل على حسب دينه .. فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة) البخاري و (إذا أحب الله قوماً ابتلاهم) صحيح.
وفي يوم الإثنين 20 - 7 - 1430هـ انتقل إلى رحمة الله تعالى عن الدنيا بعد أن ملأها علماً وفضلاً وتربيةً وهدياً.
كم مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
فهاهم طلابه تبوءوا عالي المنازل، وسدوا مكان شيخنا الراحل إنها طريقة العلماء الأفاضل ورثة الأنبياء أنه لم يرد بعلمه ديناراً ولا درهماً.
قال الإمام أحمد لمن ضل السبيل (موعدكم يوم الجنائز) يوم التشييع ينكشف الحق وتعج الأرض ببكاء المترحمين محبة ومودة لمن خدم الدين وقام برسالة الموحدين.
وشيخنا رحمه الله رحمة واسعة شيع جنازته أعداد كبيرة فيهم الأكابر والأصاغر تهافتوا للصلاة عليه من كل الفجاج يتسابقون على حمل جنازته، ويبتهلون إلى ربهم بالدعاء له وتلهج ألسنتهم بالثناء عليه وسؤال المغفرة له.
وبتشييعه نكون قد فقدنا بدراً كنا أحوج ما نكون إلى نوره في وقت تغيرت فيه المفاهيم، وتجاذبت المجتمعات كثيراً من الأفكار فادلهمت الخطوب. وما نملك أمام مصابنا وانتقال شيخنا إلا أن ندعو (اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها) من قاله في مصيبته آجره الله وأخلف عليه خيراً من مصابه.
جمال ذي الأرض كانوا في الحياة وهم
بعد الممات جمال الكتب والسير
اللهم جازه عن الإسلام وأمة الإسلام كل خير واغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأسكنه فسيح جنتك وارفع درجته يا سميع يا مجيب آمين.
مدير المعهد العلمي في محافظة البكيرية
http://www.al-jazirah.com/93372/rj2.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[27 - 07 - 09, 06:02 ص]ـ
الشيخ ابن جبرين في مراكز الحسبة
مشيقح بن حمود بن عبد العزيز المشيقح
لقد كان الشيخ العالم العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين -رحمه الله- مثالاً للعالم الباذل لعلمه وفقهه وورعه، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً، فلقد قضى -رحمه الله- جل وقته في طلب العلم وتعليمه ونشره حتى نفع الله به الأمة. وقد كان الشيخ مع ذلك كله يتسم بالزهد والورع وحب الخير، وكان متواضعاً -رحمه الله- في جل حياته. وبهذه المناسبة أتذكر أنني كنت في يوم من الأيام رئيساً لمركز في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالشقة بحي الشقة شمال بريدة وبالتحديد في يوم الخميس الموافق 25 - 8 - 1426هـ، وقد كنت جالساً بالمكتب وإذا بالشيخ الجليل عبد الله بن جبرين -رحمه الله- يدخل علينا زائراً في هذا المركز الصغير النائي عن البلد ويرافقه فضيلة الشيخ سليمان الربعي مساعد رئيس محاكم القصيم وشخص ثالث من طلابه، فقمت وأجلست الشيخ في مكاني بالمكتب وحضر بعض زملائي الموجودين آنذاك بالمركز ما يقارب خمسة أشخاص.
ثم تكلم الشيخ بكلمات تسطر بماء الذهب يحث إخوانه العاملين ببذل الجهد والاجتهاد بالقيام بالأمر المعروف والنهي عن المنكر على أكمل وجه وعدم التكاسل أو التخاذل في ذلك، وقد أوصى الشيخ في كلمته بالتصدي في محاربة السحر والسحرة ونحو ذلك ثم دعا للحاضرين، وقد طلبنا منه -رحمه الله- تسجيل كلمته في سجل الزيارات، فقبل الشيخ وطلب من أحد مرافقيه تسجيل تلك الكلمات بإملاء الشيخ وتوقيعه حيث قال (بسم الله الرحمن والرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .. وبعد .. ففي صباح الخميس الخامس والعشرين من شهر شعبان من عام 1426هـ قمنا بزيارة لمركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حي الشقة من مدينة بريدة، وقد سرنا ما رأيناه من الجهد المبذول من المشايخ المشرفين والعاملين في هذا المركز، نفع الله بجهودهم في متابعة المنكرات والشرور والقضاء عليها، فلهم بعد الله الفضل في كف الشرور وإبطال كيد السحرة والمشعوذين، ومحاربة المخدرات والفواحش والمنكرات، حتى تم -بحمد الله- تخفيف هذه الشرور في هذا الحي وما جاوره مما يتبع عمل الإخوة، ولا شك أنهم بحاجة إلى أن يقف معهم إخوتهم من حملة العلم والدعاة إلى الله، وأن ينصرهم الجميع كل بحسبه لما في عملهم من الخيرية والفضل والأهمية.
نسأل الله أن يبارك في جهودهم وأوقاتهم وأن يحفظهم من كيد الكائدين وأن ييسر لهم من يناصرهم وينافح عنهم، وأن يجعل ما يبذلونه في موازين حسناتهم).
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. قال ذلك مملياً له الفقير لعفو ربه عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين عضو الإفتاء المتقاعد. انتهى.
فنسأل الله أن يغفر لشيخنا وأن يجعل ذلك في ميزان حسناته وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني وزير الداخلية لكل خير لما يولونه من رعاية واهتمام للعلم والعلماء.
http://www.al-jazirah.com/93372/rj3.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/155)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[27 - 07 - 09, 06:04 ص]ـ
حياة من نور
عبدالوهاب الناصر الطريري
لم أكن قد جاوزت سن الطفولة إلا قليلاً حين دخلت معهد إمام الدعوة، فكانت أول قاعة أمامي هي قاعة المكتبة. توجهت إليها، فإذا بعض المراقبين يتحدثون بصوت عال، أما طاولة القراءة فلم يكن عليها إلا هو، نظرت إليه، فامتلأت عيني بمرآه كأنما أنظر إليه الآن، وجههه الآدم السمح، ولحيته السوداء المسنونة، ونظارته السميكة المقعرة، وبشته الأسود. وكان أشد ما لفت نظري طريقته في القراءة، فقد نصب الكتاب أمامه، وأمسكه بكلتا يديه، واستغرق في قراءة نهمة جعلته ينفصل بشعوره عمن حوله. جلست أنظر إلى إكبابه على الكتاب وقد أبده بصره كأنما هو في نجوى مع صديق حميم، ثم كثر لغط المراقبين حول غياب بعض الطلبة حتى ذكروا طالباً باسمه، فلما سمع الاسم انفصل عن عالمه، وأقبل عليهم يتحدث عن هذا الطالب، ويذكر أن له عذراً في غيابه، وجعل يراجعهم في قبول معذرته، حتى إذا بلغت شفاعته محلها عاد إلى استغراقه مع كتابه. لا يزال المشهد حيّاً في ذاكرتي، كأنما أراه الساعة، وكانت هي أول مرة رأيته فيها عن قرب، ثم يشاء الله أن أتعرف عليه في علاقة قاربت الأربعين سنة، فكانت حياته كلها شرحاً لهذا الموقف، وكان هذا الموقف اختصاراً لتلك الحياة.
انقطاع إلى العلم، وحرص على نفع الناس
لو أردت أن أصف حياته العملية بكلمة واحدة لكانت: الدأب، كان دؤوباً في تعلمه، فطلب العلم بنظام اليوم الكامل، فكان يقرأ على شيخه بعد الفجر، وبعد الظهر، وبعد العصر، وبعد المغرب، وبعد العشاء، فإذا هو أنجبُ الطلبة وأجمعهم وأوعاهم. طلب العلم معه كثير فتفرقت بهم سبل الحياة، وظل هو في الطريق نفسه يسير قُدماً، ويعلو صعداً.
وكان دؤوباً في تعليمه الذي لم يكن يمارسه وظيفة أكاديمية، ولكن كان يمارسه رسالة وعبادة، فكان يوازي التدريس في المعهد والجامعة تدريسه في المساجد، وقد حفر الشيخ مجرى علميّاً واسعاً من خلال الدروس العلمية التي كان يلقيها في مساجد الرياض، والتي كانت إحياءً للنمط العلمي العتيق، ولروح التعليم والتلقي المبارك في المساجد، والتي امتدت في مساحة زمنية تقارب نصف قرن، لقد نفر إلى هذا الشأن في فترة مبكرة من حياته، وحبس له نفسه، فسبق الصحوة العلمية، والتوجه العلمي الزاحف بعد ذلك، جلس الشيخ لهذه الدروس في شبابه المبكر، قبل أن تظهر وتشهر دروس المساجد وحلقها.
وأقبل الشيخ بكليته على هذه الدروس، حتى اجتاحت وقته كله، وكم تساءل طلابه: متى يفرغ شيخنا لخاصة شأنه؟! فله درس بعد الفجر، ودرس بعد الظهر، ودرس بعد العصر، ودرس بعد المغرب، ودرس بعد العشاء، بحيث بلغت الكتب التي يقرأها الطلبة عليه نحواً من خمسين كتاباً في الأسبوع. وكان عمله ديمة، إذا عمل عملاً أثبته، فقد استمرت بعض دروسه أزيد من ثلاثين سنة لا يقطعها إلا أسفاره العلمية.
وكان الشيخ قد احتشد لدروسه تلك، وجعل لها الأولوية في أعمال حياته، كنا ثلاثة طلبة نقرأ عليه ضحوة يوم في المسجد، وقد قارب الدرس أن ينتهي، وإذا بالشيخ يلتفت إلى الباب، فالتفتنا معه، فإذا زوجه أم محمد -رحمها الله - وكانت امرأة من عقائل النساء، وعوناً للشيخ على طاعة الله، قد وقفت بالباب تستدعيه، فأقبل إلينا، وقال بود: عن إذنكم. ثم ذهب فقضى حاجة أهله سريعاً ثم عاد، ونحن في غاية العجب، فقد كان يسع الشيخ أن يقول: تم المجلس، والحمد لله موعدنا غداً، ولكنه قد جعل مهمته التعليمية الأصل في حياته، وما سواها استثناء أو عارض عابر، وكلما تذكرت هذا اليوم تساءلت: متى نشكر هذا الموقف؟
وأما الغزارة العلمية التي تتدفق في تلك الدروس، فشيء يأخذ بعجب الحضور لذاك الرسوخ والتمكن والاستحضار، ولا أنسى وقد سئل في بيت أحد طلابه عن مسألة ليست من مشهور العلم، فاسترسل يتكلم دون سابق إعداد، وكان يتدفق فيها كأنه شلالات نياجرا، حتى لو جمع كلامه الذي قاله لجاء رسالة علمية أو بحثاً محكماً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/156)
لقد كان علم الشيخ من العلم العتيق الذي تنامى عبر دأب طويل، واستذكار دائم، وليس حصيلة تحضير عاجل، أو إعداد قريب، ولذا كان يبهر بقوة استحضاره وغزارة تدفقه، ولذا فلم يكن الشيخ في حياة طلابه شيخ مرحلة يعبرها الطالب ثم يتجاوزها إلى غيرها، ولكنه عالم كل المراحل، قرأت عليه وأنا في المرحلة الثانوية، وفي المرحلة الجامعية، وقرأت عليه وأنا أعد رسالة الدكتورة، وكلما ازددت علماً زدادت معرفتي بسعة علم الشيخ، واحتياجي لمزيد الاستفادة منه. وكان هذا الثراء العلمي يقدم في وعاء تربوي جميل؛ فقد كان الشيخ يمارس التعليم أبوة وتربية، فيرفع الحجب بينه وبين طلابه، ويشعرهم بالحفاوة والخصوصية، ويسعهم جميعاً على تفاوت قدراتهم ومداركهم بتحفيزه وتشجيعه، بحيث يستشعر كل منهم أنه قارب أن يبلغ أمله.
لقد كان تعامله السمح الرفيق يبني شخصية الطالب، ويعزز لديه مشاعر الثقة النفسية، وكم كنت أنصرف من درسه وأنا أشعر بنشوة نفسية عارمة؛ لأنه أشركني في مقابلة كتاب ينجزه، أو حدثني بموقف مؤثر من حياته.
كما كان يشد الشيخ إلى طلابه تواضع فطري غير متكلف، ولكنه منسجم مع شخصية الشيخ، فهو هكذا يرى نفسه، وهكذا يتعامل مع من حوله، وأشق شيء عليه أن يسمع ثناءً أو إطراءً، ولا أزال أذكر أني قدمت الشيخ يوماً ليلقي كلمة، فغلبتني عاطفتي تجاه شيخي، فوصفته ببعض ما يستحق، فلما قام ليلقي كلمته بدأها قائلاً: استغفر الله استغفر الله استغفر الله.
والله لو علموا بقبح سريرتي
لأبى السلام علي من يلقاني
ولأعرضوا عني وملّوا صحبتي
ولبؤت بعد كرامة بهوان
لكن سترت معايبي ومثالبي
وحلمت عن زللي وعن طغياني
ثم تبرأ من كل ما قلته قبل أن يبدأ كلمته ..
إن هذا التواضع الجميل جعل الشيخ قريباً من نفوس طلابه، بل مستحوذاً عليها، حتى كنا من شدة تشبعنا بشخصية الشيخ نقلد حركاته وإشاراته تقليد المحب لشيخه المعجب به.
كان الشيخ يتمتع بعافية نفسية تامة، ولذلك كان ظنه في الناس حسناً، يحملهم على أحسن المحامل، فلا يستبطن سوء الظن، ولا يشغل نفسه بالحذر والتحفز، ولذلك سلم من عاهات سوء الظن وفرز الناس وامتحانهم، وألقى كل ما عنده لكل الناس، فوسع الناس علمه وحلمه وخلقه، ولقد أورثته هذه العافية سكينة نفسية، ولياقة عالية في التعامل مع الناس، فامتد في حياة الناس بعمق واستوعبهم، وكان فناء قلبه رحباً لا يزدحم الناس فيه.
أما صبره ودأبه، فذاك الذي لا ينقضي منه العجب، فهو يعطي عطاء متواصلاً لا يكل ولا يمل، بحيث إن مرافقيه لا يستطيعون مرافقته في برنامجه اليومي كله، وإنما يتعاقبون عليه، والأعجب أن لا يرى عليه وهو يعطي كلال أو ملال أو إعياء، وإنما هو منتعش في آخر عطائه، كما هو في أوله، بحيث يستشعر كل من يقرب منه أن الشيخ يجد نفسه ومتعته وحياة روحه في هذا العطاء، ولذلك كانت عافيته ونشاطه وبهجته في تتابع العطاء وغزارته، فتجده في درسه الأخير بعد العشاء جاماً منتعشّاً كما كان في درسه الأول بعد صلاة الفجر.
ولم أر من ابتذل نفسه في هذا الأمر كما رأيته، فلا يتردد أن يقطع شقة بعيدة، أو يقصد قرية نائية؛ ليلقي كلمة أو محاضرة أو يعقد دورة، ولقد فوجئت عندما زرت قرية نائية في جنوب المملكة والمسافة بعيدة، والطريق وعر، حتى ظننت أني أول من زارها، فلما قلَّبت سجل الزيارات في مركز الدعوة وجدته قد حضر في أول صفحة، ولقد شهد طلبته الأوائل من حاله هذه عجباً، فقد كان يعقد الدرس ولا يحجزه عنه عدد الحاضرين أو أعمارهم أو جنسياتهم، وربما عقد الدرس والحضور طالب واحد، ولقد أقر الله عينه، فرأى طلابه أولئك وهم حملة للشهادات العليا في مدن وبلاد عديدة، أعمارهم صلة لعمره، وجهودهم ثمرة لجهده.
أما زهده، فإن الناس يقرؤون زهده في الكماليات وترف الحياة، فهو منكف عن تطلب ذلك أو التشاغل به، ولكن الزهد الأكبر في حياته زهده في حظوظ النفس التي يتنافس فيها المتنافسون ..
إن العجب العاجب أن يبذل الشيخ جهداً دؤوباً في تحقيق فتاوى ابن تيمية مع الشيخ ابن قاسم، وفي تصحيح حاشية الروض المربع، وفي تصحيح كتب الشيخ عبد العزيز السلمان، ومع ذلك لا نجد له ذكراً في شيء من ذلك ولا تشوفاً له، ولا سمعته يوماً يتحدث عنه إلا ما رأيته بعيني أو سمعته عنه من غيره ..
إنها صفحة من حياة الأتقياء الأخفياء.
وبعد، فلا زال في النفس عن الشيخ شجون وشؤون، وروائع أخرى تقال ..
وقد وجدت مجال القول ذا سعة
فإن وجدت لساناً قائلاً فقل
فالحديث عن سماحة الشيخ؛ هو الحديث عن الرسوخ العلمي، والتنوع في الفنون، والتبحر في المعارف، مع فقاهة النفس، وحسن التصور، وملكة الاستحضار.
الحديث عن سماحة الشيخ هو حديث عن الآلاف من الطلبة الذين تلقوا عنه مباشرة، وطلبوا العلم بين يديه، وفي مسيرة تقارب نصف قرن.
والحديث عن سماحة الشيخ حديث عن طلب العلم عندما يتحول نهماً وإدماناً، والحديث عن الفضائل والمثل عندما تتجسد سمتًا وهدياً وسلوكاً.
الحديث عن سماحة الشيخ حديث عن ضميمة أخلاقية رائعة يجمعها حسن الخلق.
رحم الله الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين ورفع درجاته في عليين، وجزاه الله عنا وعن أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير ما جزى عباده الصالحين، و (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).
http://www.al-jazirah.com/93372/rj4.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/157)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[27 - 07 - 09, 06:22 ص]ـ
الإمام الذي فقدناه
المقال
عبد الله بن علي بن عبدالعزيز الجبرين:
فجعت الأمة الإسلامية بغياب ابرز أعلامها سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين رحمه الله في وقت الأمة أحوج ما تكون إليه لفضله وعلمه رجل زرع الله محبته في نفوس العباد وهبه الله سعة في الفهم والعلم ورزقه حب الزهد والتواضع بذل حياته في سبيل إعلاء كلمة الله جهر بالحق لا يخشى في الله لومه لائم في وقت يعز فيه من يقف مثل هذا الموقف.
تخرج على يديه كثيرا من العلماء والدعاة التزم رحمه الله منهج الوسطية في القول والعمل يأسرك رحمه الله بتواضعه ولين جانبه وبشاشته دائما طلق المحيا يشارك عامة الناس في أفراحهم و أتراحهم ويبذل يد المساعدة لكثير من الفقراء والأيتام والأرامل والمحتاجين ما الله به عليم.
وهبه الله قدرة في الصبر والتحمل يجوب أصقاع الجزيرة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها في القرى والهجر في رؤوس الجبال والأودية في أيام الصيف اللافح وهو قد قارب الثمانين من العمر لم يخلد رحمه الله إلى الدعة والراحة بل واصل ليله ونهاره في الدعوة إلى الله وتوضيح العقيدة الصافية كما جاء بها نبي الهدى محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام عالم جاهد في الله حق جهاده نصح ألامه أنار الطريق إلى عبادة الله وحده في وقت كثر فيه الضلال والانحراف عن جادة الحق نسأل الله الهداية.
عرفته وأنا يافعاً والى يومنا هذا وهذا هو الشيخ رحمه الله في بساطته وتواضعه لم يتغير بل يزداد توهجا في حب الخير.
لقد رأيت منظرا مهيبا من خلال الآلاف التي تقاطرت إلى جامع الإمام تركي بالرياض جاءت من كل حدب وصوب من المدن والقرى والهجر ومن دول الخليج كلها تحمل مشاعر الوفاء لهذا العالم الجليل و الألم والحزن ترتسم على وجوههم على فقدان حبيبهم وإمامهم وشاركهم في مشاعرهم الملايين في العالم العربي والإسلامي.
فإذا كان رحل عنا بجسده فإن ذكره العطر وعلمه الغزير باقي إن شاء الله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها نعم لقد أُصبنا بذهول وحزن كبير بفقدان والدنا وحبيبنا.
رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته والهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
http://www.aleqt.com/2009/07/25/article_256055.html
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[28 - 07 - 09, 06:45 ص]ـ
سماحة الشيخ ابن جبرين العلامة
عبد الرحمن بن سعد الزير *
عزيزي رئيس التحرير
تتجلى سماحة الإسلام وحرمته ومثله العليا حية جلية في شخصيات علماء الأمة الذين هم سرج الحياة ومصابيح الدجى، الذين تحلو بهم الحياة وتشتد إليهم الحاجة.
ومن أبرز العلماء الذين ترى فيهم خلق السماحة بكل ما تعني هذه الكلمة فقيد الأمة وحبرها سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين، عليه رحمة الله وغفرانه، وأسكنه فسيح جناته.
لقد تحلى ـ رحمه الله ـ بأخلاق السلف الصالح فهو من بقيتهم ولا مراء، فترى فيه خلق التواضع في كل أحواله في هيئته ومشيته ومظهره، وسفره وحضره، بعيدا عن التكلف لا يرد سائلاً ولا يمتنع مستشفعاً ولا يجد في نفسه شيئا على أحد بل هو سليم الصدر نقي السريرة كثير السمت طويل الصمت يملأ جلساته بالذكر وقراءة القرآن الكريم، شديد الورع، بعيد عن زينة الدنيا حريص على نفع الناس فهو غيث أينما وقع نفع، كان ـ رحمه الله ـ لا يبخل بعلم ولاتعليم ولا يرحم نفسه أو بنأي بها عن حضور وتدريس، يكثر من الاطلاع، ويحسن الظن بالناس، محب لكل من ينتسب إلى الخير فيحرص على التقرب إليهم بقصد نصحهم وكسب ثقتهم ونقاشهم ومجادلتهم بالتي هي أحسن، قيل له على سبيل اللوم، لم تذهب مسافراً فيما يسمى (بالخروج) مع جماعات التبليغ إلى العمرة والحج، وغير ذلك من مدن وقرى المملكة في ذلك الوقت، وهم يطهرون تبذالاً جماً في وسائلهم وتنقلاتهم مع قلة بضاعة بعضهم في العلم، فقال: إنما فرصة لتعليمهم.
أحب النظر والتحقيق في مسائل العلم، وأشفق على أمته من بروز مخاطر بعض الطوائف المنتسبة إلى الإسلام من أهل الأهواء ومحذراً المسلمين من مزاعمهم في التقرب لأنهم يسعون لتحقيق مآربهم مع عدم تزحزحهم عن باطلهم، فلم تلن له قناة ولم يرجع عن الحق. ومواقفه ومناقبه ـ رحمه الله ـ في ذلك كثيرة معروفة فقد جمع العلم والدين والورع والإخلاص والصدق والنصح للأمة أئمتها وعامتها فأحبه الناس كما أحبهم، وحرصوا على معرفة رأيه وفتواه في كثير من المسائل التي لها جانب من حياة الناس العملية عن علم مبنى على الكتاب والسنة، فهو نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً عالم رباني ينظر إلى آخرته، رحم الله فقيد الأمة وأسكنه فسيح جناته وأجرنا في مصيبتنا وعوض الأمة عنه خيراً.
* مستشار بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
http://www.alyaum.com/issue/article.php?IN=13189&I=692380&G=1
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/158)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[28 - 07 - 09, 06:46 ص]ـ
ابن جبرين في سجل الخالدين
كتبه: محمد بن إبراهيم السبر
رزئت الأمة الإسلامية جمعاء وفجعت بموت عالم من علمائها، وإمام من أئمتها، وفقيه من أشهر فقهائها، إمام من أئمة الهدى ومصابيح الدجى شهد له بالعلم والفضل القاصي والداني، وسارت بذكره الركبان، وطوقت شهرته الآفاق إنه الإمام الرباني، ناصر السنة وقامع البدعة الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن بن جبرين عضو الإفتاء رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وأسبل عليه رضوانه ومغفرته.
أهكذا البدر تخفي نوره الحفر
ويفقد العلم لا عين ولا أثر
خبت مصابيح كنا نستضيء بها
وطوحت للمغيب الأنجم الزهر
بالأمس القريب وضعت الأمة يدها على قلبها، عندما ترامت الأنباء بمرض شيخها وإمامها، ثم انفرجت أساريرها مستبشرة باستقرار حالته وقرب خروجه من عارضه الذي ألم به، وكان مرضه حديث الناس، تلهج ألسنتهم له بالدعاء الصادق بالشفاء والعافية، ولكن لما كانت سنة الله نافذة وأمره واقعاً، قضى الله أمراً كان مفعولاً، لتأتي الفاجعة في يوم الاثنين العشرين من شهر رجب عام 1430هـ فودعت البلاد الشيخ الفقيه العلامة عبدالله بن جبرين.
ولما كان لوفاة الشيخ - رحمه الله- من أثر عظيم على نفوس الناس، ووقع أليم، ومن باب الثناء على المحسنين بسجاياهم الكريمة وخصالهم الحميدة، ومن باب بر الشيخ ووفائه وذكر فضله كتبت هذه الأحرف وسطرت هذه الكلمات .. وماذا عساي أن أقول والفقيد بحجم ومكانة ابن جبرين - رحمه الله- ماذا عساي أن أقول والكلمات تتلعثم عن البيان، ويقف البيان عصياً وكالاً، والفؤاد مكروب محزون يكاد يتفطر، والنفس تتحسر، لقد فجعنا بالفجيعة الكبرى، والطامة العظمى .. ماذا عساي أن أتكلم والعبارات قد ندت شاردة علي، ولكنها شأبيب من القول بعضها آخذة برقاب بعض في ذكر هذا الإمام العلم الذي انهد بموته جانب عظيم من الحكمة والفقه والبصيرة في دين الله تعالى.
وما كان قيس هلكه هلك واحد
ولكنه بنيان قوم تهدما
اي رجل هذا الذي قضى نحبه ولاقى ربه إنه طود شامخ أشم ونجم قد هوى، وبدر تم قد أفل، وكأنه بنيان قوم تهدم.
وما كان إلا كالسحابة أقلعت
وقد تركت للناس مرعى ومشرباً
إن الموت آت على كل أحد وهو سنة في الناس ماضية قال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) وقال تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) فهو سبحانه الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون، وكذلك الملائكة وحملة العرش، وينفرد الواحد الأحد القهار بالديمومة والبقاء، فيكون آخراً كما كان أولاً، وهذه الآية كما قال ابن كثير فيها تعزية لجميع الناس، فإنه لا يبقى أحد على وجه الأرض حتى يموت.
هو الموت ما منه ملاذ ومهرب
متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب
نشاهد ذا عين اليقين حقيقة
عليه مضى طفل وكهل وأشيب
تؤمل آمالاً ونرجو نتاجها
وعلَّ الردى مما نرجيه أقرب
لقد كان الشيخ ابن جبرين عالماً يعمل بعلمه، وفقيهاً يفتي على بصيرة، ويتمسك بالدليل والحجة، كان نير الفكر، صحيح الاعتقاد، مطبقاً للسنة، قامعاً للبدعة، داعياً إلى التوحيد، زاهداً في الدنيا، رحب الجناب، بذولاً للعلم والمال والشفاعة، رفيقاً بالأصحاب والزوار، مع الخلق الأتم والأدب الجم.
إنه ما من أحد من طلبة العلم في هذه البلاد المباركة وغيرها من بلدان المسلمين والعالم قاطبة إلا واستفاد من الشيخ وتتلمذ عليه إما مباشرة بالحضور وإما عن طريق الدروس العلمية والمحاضرات في شتى مناطق المملكة ناهيكم عمن استفاد من الشيخ بالسماع عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ولهاتف والإنترنت.
ومن عرف الشيخ عن كثب أو قرأ سيرته وسبر أحواله واطلع على جدول دروسه ورحلاته يرى جهوداً مباركة في نشر العلم والتعليم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة من خلال الدروس والمحاضرات والفتاوى ويجد عجباً من نشاط الشيخ وهمته وحرصه مع تقدمه في السن على كثرة الدروس وتتابعها وتنوع فنونها، فهو لا يدخر وسعاً في الخير فمرة يلقي محاضرة، ومرة يجيب على هاتف وأخرى يحرر شفاعة أو يقضي لأحد المسلمين حاجة، اجتماعي بطبعه يألف ويؤلف يزور العلماء والوجهاء والدوائر الحكومية والخيرية والأهلية .. وناشئة المسلمين وشبابهم يجدون فيه الأب الحاني المربي الذي يحاورهم ويجيب عن أسلئتهم.
ابن جبرين .. عاش عيشة الزاهدين محبا للفقراء والمساكين يساعدهم ويشفع لهم ويجلس معهم في مكتبه وبيته ومسجده وكأنما يتمثل قول المصطفى عليه الصلاة والسلام: (اللهم أحيني مسكيناً واحشرني في زمرة المساكين) رواه الترمذي وهو صحيح.
مازال حياً:
ولأن ابن جبرين قد مات وأدخل في القبر وووري الثرى، فإنه باق معنا بعلمه وكتبه ورسائله وفتاويه، باق معنا بسيرته العطرة، باق معنا بمآثره وكريم سجاياه.
أخو العلم حيّ خالد بعد موته
وأوصاله تحت التراث رميم
وقال آخر:
كم مات قوم وما ماتت مكارمهم
ومات قوم وهم في الناس أحياء
لقد ذهبت يا شيخنا لكن محاسنك لم تذهب، ورحلت لكن فضائلك لم ترحل، إنه الميراث الباقي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، إنها العمر الثاني:
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثواني
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها
فالذكر للإنسان عمر ثاني
وبعد فهذه مشاعر أبت إلا أن تخرج وفاء لفقيدنا ونقول صابرين محتسبين راضين بقضاء الله وقدره إن لِلَّهِ ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، اللهم اغفر لعبدك ابن جبرين وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه، اللهم اجعل مآله في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .. إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا شيخنا لمحزونون، والحمد لله على قضائه وقدره.
إمام وخطيب جامع الأميرة موضي السديري في العريجاء بالرياض
http://www.al-jazirah.com/90082/rj6.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/159)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[28 - 07 - 09, 06:47 ص]ـ
يا ابن جبرين نعتك منابر
رافع بن علي الشهري
رحل الردى بك في رضى الغفار
وهفا الثرى فطواك في إصرار
طبع الزمان على جبينك قبلة
فلقد مررت به بكل وقار
نثرت عليك سنون عمرك وردها
وتبسمت لجلالة الأعمار
علم وإصلاح وإفتاء معا
وتهجد بالليل والأسحار
لم تنس وردك في الكتاب وأنت من
يتلوه حفظا دون أي عثار
يا ابن جبرين نعتك منابر
ونعتك أمة أحمد المختار
ونعتك أمواج الأثير لأنها
فقدت شعاعك في صدى الأقمار
القى فرقاك في الجوانح لوعةً
وغدا يشف القلب بالاكدار
وجرت مدامعنا وما من لائم
من ذايلوم مفارق الأخيار
سكنت محبتك القلوب ولم تزل
أنّى تزول محبة الأحبار
كم من رجال غادرت في صمتها
ورحلت أنت بعزة الأبرار
فلقد نهلت من العلوم فارتقى
فيك التُقى فأضاء درب الساري
ونما الصلاح بفضل علمك أينما
حلّيت أو يممت من أقطار
وتصححت بين الأنام عقيدة
علّمتها وكتبتها للقاري
سارت بعلمك في الديار مواكب
وبدت على الدنيا كضوء منار
في كل دارٍ أنت فيه معلّم
حتى كأنك ساكن في الدار
فلقد شربت بكل وادٍ منهلا
ثم ارتويت بأعذب الأنهار
أنت الذي في كل علم راسخٌ
لم تغترف إلا من الأبحار
كم من صباح مُشرقٍ عطرته
بروائعٍ من شرح فتح الباري
ومن الصحاح وكل علم نافع
والفقه والتاريخ والآثار
قد كنت في النحو الكبير معلماً
وشرعت في الاداب والأشعار
تجري الأدلة من لسانك عذبة
كعذوبة الماء النقي الجاري
أفنيت عمرك في الفضيلة والعُلا
ودعوت في حضر وفي أسفار
تدعو إلى الرحمن ترجو عفوه
في حكمةٍ من أصوب الأفكار
الزهد زادك رفعة ومهابة
وتواضع العلماء .. تاج وقار
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
http://www.al-jazirah.com/90082/rj5.htm
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[28 - 07 - 09, 08:33 ص]ـ
جزاك الله خيراً على هذا المجهود الكبير.
ـ[أبو أسيد الصالحي]ــــــــ[29 - 07 - 09, 12:20 ص]ـ
«لا يشمت الحساد .. » في رثاء ابن جبرين-رحمه الله-،والرد على الشامِتين (من المبتدعة كالرافضة وأشباههم) ..
إنَّا له .. إنا إليه نؤوبُ=ذا قولُنا إذ ما تُلِمُّ خطوبُ
أجَلُ النفوسِ وسَعدُها وشقاؤُها=في اللوحِ عند إلهنا مكتوبُ
فهو العزاءُ إذا تقرَّحَ من أَسَى=فِقدانِ شيخِ الصحوةِ المكروبُ
لا ضيرَ إن نَعَتِ الجزيرةُ جدَّها=أو لَطَّمتْ وجهًا علاه شُحوبُ
لا ضيرَ إن لَبستْ سرابِلَ جازِعٍ=أو شُقِّقَتْ في الناحياتِ جيوبُ
فلقد أطاشَ سهامَها وجعابَها=جبرينُها نِحْريرُها المحبوبُ
شهمٌ عزيزُ النفسِ جلدٌ أيِّدٌ=صلبُ القناةِ مباركٌ ملبوبُ
فلكمْ تسامرتِ البلادُ بسَيرهِ=ولكم سقَى مَن قد دهَاه لُغُوبُ
ألِفَتهُ دهناءُ البلادِ ونجدُها=وحجازُها وشمالُها وجنوبُ
يسعى إلى دينِ الإلهِ مجاهدًا=حتى أضاءتْ في دُجَاها قلوبُ
وتراهُ في المضمارِ رغمَ كهولةٍ=لا يرتجي إدراكَه عُرقوبُ
يا حُسنَ رنةِ صوتِه في بحةٍ=قد زانَها في النائباتِ تنوبُ
صدعٌ بقولِ الحق إن شرِقتْ بهِ=أفواهُ من قد ألجمتْهُ جيوبُ
ما جئت أسردُ من مناقبِ عزِّه=غُررًا تروحُ على الورى وتؤوبُ
لكنْ عن الشرفِ الرفيعِ منافِحًا=ودعوتُ نظمًا جَزْعُه مثقوبُ
لا قرَّت العينُ التي بوفاته=استبشرتْ .. سُمِرَت، غَشاهَا الشَّوبُ
أي شامتًا .. لا تمَّ سَعدُك إنَّنا= مستمسكون وصدعُنا مَرؤُوبُ
فاللهُ أبقى في العشيرةِ لُمَّعًا=يَرِدُون من وشَلٍ له مسكوبُ
ما نال منَّا شامتٌ إلا كما=قد نالَ من بِكْرٍ فتى مجبوبُ
«لا يشمَت الحُسادُ إنا معشرٌ=عجَمَتْ حوادثُ عودَنا وخطوبُ
فتكشَّفتْ عن نبْعةٍ جبَليةٍ=صماءَ لم يُقرَع لها ظُنبوبُ
لا شيخُنا ضَرَعٌ تلينُ قناتُهُ=كلَّا ولا الشَّرخُ الطَّريُّ يذوبُ
إنَّا كذاكَ على الخطوبِ سحابُنا=مستَمطَرٌ، وجنَابُنَا مرهوبُ»
خَلَفَ الإلهُ لأُمَّتِي في رُزْئِها=وسقى ثَرى جَدَثِ السَّري الشُّؤبوبُ
وأقرَّ عينَ مسهَّدٍ قد آدَهُ=حُزْنٌ يكاد يبثُّهُ يعقوبُ
ثم الصلاةُ على المورِّث ما جرى=دمعٌ يَسُحُّ بمقلةٍ مصبوبُ
...
أبو أسيد علي الصالحي
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[29 - 07 - 09, 02:55 م]ـ
الأخ أبو بكر: شكرا لكم، وهذا أقل الواجب لشيخنا رحمه الله.
الأخ أبو أسيد: شكرا لإضافتك الطيبة.
------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/160)
جوانب الاقتداء والتمكين .... في الشيخ عبدالله بن جبرين
2009 - 07 - 24
بقلم عبدالرحيم التميمي
مساندة ودعم الصحوة: تميز الشيخ منذ بزوغ شمس الصحوة في بداية التسعينات بدعم مسيرة الدعاة الشباب وتشجيعها ومباركتها، والوقوف بجانبها في كل ملمّة ومحنة، وفشل كافة خصوم الدعاة، على كافة توجهاتهم، من انتزاع أي كلمة يدين فيها طلابه وأحبابه من المشايخ والدعاة، وهذا لا يعني بالضرورة أن الشيخ عبدالله كان موافقاً لكل اجتهادات وتصرفات تلاميذه، ولكنه بالتأكيد كان يعلم أهداف ومقاصد خصومهم، وفي هذا درس بليغ لئلا يُستغل طالب العلم من قبل خصوم الدعوة في ضرب الدعوة بسبب خلاف في الاجتهاد.
فقدت الأمة الإسلامية برحيل العلامة عبدالله بن جبرين عالماً من علمائها الكبار، ورمزاً من رموها العظام في العلم والتعليم والدعوة، الشيخ العلامة عبدالله بن جبرين "بقية السلف" في العلم والتعليم، وفي الدعوة والإصلاح، وفي التواضع وحسن الخلق، والمقالات والقصائد التي كُتبت وستكتب عن الشيخ عديدة وكثيرة، ولعلي في هذه العجالة اكتفي بالإشارة إلى جوانب الاقتداء في شخصية هذا العالم الجليل:
1 ـ التواضع: فالشيخ العلامة عبدالله الجبرين عُرف بالتواضع حتى مع طلابه، الذين ربما قبل رؤوسهم إذا قبل أحدهم رأسه، فالشيخ رمز في البساطة والتواضع، شخصيته وتعاملاته لم تتغير منذ أن كان عدد طلابه لا تجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، وإلى أن أصبحوا بالآلاف، ومحبيه بالملايين، فهذه الخصلة يحتاج الشباب وطلاب العلم أن يقتبسوها منه، سيما من وفقه الله لشهرة أو منصب.
2 ـ السياحة الدعوية: تميز الشيخ عبدالله بن جبرين مع كبر سنه، وقد دخل في العقد الثامن من عمره، بالنشاط الدوؤب في الدعوة والتعليم، فغالبية المدن وكذلك الكثير من القرى شهدت دروس الشيخ ومحاضراته ودروسه في همة جاوزت همة الشباب، وهذه إشارة لأهمية البذل والتعليم في أماكن أخرى، سيما القرى والمدن الصغيرة التي تعاني قلة عدد العلماء أو انعدامهم.
3 ـ مساندة ودعم الصحوة: تميز الشيخ منذ بزوغ شمس الصحوة في بداية التسعينات بدعم مسيرة الدعاة الشباب وتشجيعها ومباركتها، والوقوف بجانبها في كل ملمّة ومحنة، وفشل كافة خصوم الدعاة، على كافة توجهاتهم، من انتزاع أي كلمة يدين فيها طلابه وأحبابه من المشايخ والدعاة، وهذا لا يعني بالضرورة أن الشيخ عبدالله كان موافقاً لكل اجتهادات وتصرفات تلاميذه، ولكنه بالتأكيد كان يعلم أهداف ومقاصد خصومهم، وفي هذا درس بليغ لئلا يُستغل طالب العلم من قبل خصوم الدعوة في ضرب الدعوة بسبب خلاف في الاجتهاد.
4 ـ الرمزية الشعبية: فرض العلامة عبدالله بن جبرين مكانته الكبرى لدى الشباب والعلماء وطلاب العلم وعامة الناس ببذله ودعوته، فالشيخ عبدالله لم يتسنم أي منصب رسمي ولم تبرزه أي وسيلة إعلامية، ومع ذلك، فقد كان الناس يعتبرونه ثالث الرموز العلمية في بلاد الحرمين بعد الإمام عبدالعزيز بن باز، والعلامة محمد بن عثيمين، عليهم سحائب الرحمات.
5 ـ التصدي لغلاة التكفير والتبديع: فالشيخ مع ما هو معلوم في فتاويه وبياناته ومحاضراته من الدعوة للتوحيد ومنهج السلف والوقوف مع الأمة في قضاياها الكبرى، في فلسطين والعراق وأفغانستان، إلا أن للشيخ مواقفه المشهودة ضد غلاة التكفير والداعين لخلخلة أمن البلاد والعبث بمقدراته، بل كانت له مواقف معروفة في مناصحتهم ومجادلتهم للرجوع عن آرائهم، وكذلك كان شأنه في التحذير من تبديع التيارات الإسلامية الدعوية وكشف غلاة التبديع الذين ما فتئوا يزرعون بذور الفرقة والانقسام بين الدعاة والمصلحين.
رحم الله العلامة عبدالله بن جبرين وأسكنه فسيح جناته وجمعنا وإياه في دار كرامته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
http://www.royaah.net/detail.php?id=305
استفدته من مشاركة أحد الإخوة في الملتقى.(162/161)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[29 - 07 - 09, 02:57 م]ـ
الجزيرة: تغطية خاصة
عرضت جانباً من حياته ومشايخه وطلابه .. محاضرة عن العلاَّمة ابن جبرين
مشرفون بنادي رجال ألمع مختصون في تطوير المواهب
أبدى عددٌ من المشرفين في النادي الصيفي التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والمقام في المعهد العلمي بمحافظة رجال ألمع من خلال استطلاع لآرائهم سرورهم وسعادتهم بالعمل في النادي وذلك لوجود الإمكانات الحديثة والمتطورة في النادي. وأوضحوا أنه تم اكتشاف مواهب وسوف يتم تنميتها في النادي، حيث إن البعض يتمتع بمهارة وموهبة عالية في مجال الخط العربي وفنونه، كما أن هناك من الطلاب من يتميز في استخدام الحاسب الآلي من خلال بعض البرامج.
وعن التعامل مع هذه المواهب أوضح المشرف على النادي الأستاذ حسين يعقوب أن كل صاحب موهبة له الاختيار في تطوير موهبته تحت إشراف بعض المشرفين المختصين، وتحفيزهم بجوائز قيّمة، كما أنهم يقومون بعرض مواهبهم أمام زملائهم.
من جهة أخرى أقيمت ندوة طلابية عن حياة فضيلة العلاَّمة الدكتور عبد الله بن جبرين - رحمه الله - عرضت جانباً من حياته ومشايخه وطلابه وكيف نشأ رحمه الله متعلماً وطالباً للعلم ثم عالماً جليلاً أضاء الدنيا بعلمه.
كما قام عدد من أولياء أمور المشاركين في النادي بزيارة لصيفي رجال ألمع، اطلعوا خلالها على برامج النادي التي تقدم للمشاركين وأبدى الجميع سعادتهم بهذه الزيارة وقد استشعروا مدى الفائدة التي تحققت لأبنائهم من خلال المشاركة في هذا النادي، وقد قدم أولياء أمور الطلاب المشاركين في النادي شكرهم البالغ لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير وإلى معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل على الموافقة على فتح مثل هذا النادي والذي كان له أكبر الأثر في حفظ أوقات أبنائهم في هذه المحافظة.
http://www.al-jazirah.com/87018/pl1.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[29 - 07 - 09, 02:57 م]ـ
ابن جبرين رائد جيل
د. عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم العويد
سماحة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين بقية من بقايا السلف الصالح ووعاء من أوعية العلم الشرعي، هو باختصار من رواد النهضة العلمية المعاصرة وأكبر شاهد على هذه الحقيقة الواقع، الذي يتمثل في خمس وسبعين سنة من عمره، عمرها بالعلم تعلما وتعليما في جد وجلد واحتساب.
ويشهد له الحقيقة حضوره العلمي والدعوي في المسجد والمحاضرة واللقاء ودار الإفتاء والكلية والجامعة والمعهد.
ويشهد لهذه الحقيقة عشرات الآلاف بل مئات الآلاف وبلا مبالغة من طلابه الذين نهلوا من علمه ودرسوا بين يديه خلال خمسين عاما جابوا الديار وتفرقوا في الأمصار، وفدوا إليه وجلسوا بين يديه ونهلوا من ميراثه وها كثير منهم في بلدانهم وأقطارهم يعلمون من علمه.
يشهد لهذه الحقيقة الثقة التي تضرب أطنابها في جميع أنحاء المعمورة بفقه وفتوى ابن جبرين.
يشهد لهذه الحقيقة أيضا كتبه وشروحه مطبوعة ومسجلة ومرئية التي هي لطالبي العلم منية الراغبين ودليل السالكين.
ويشهد لهذه الحقيقة تاج هذا العلم ونوره ووقاره وهو ما كسا الله به الإمام وزكاه به من أخلاق العلماء العاملين الربانيين.
تجلس مع العلامة فلا تدري بم تشتغل متأملاً، لأن كل ما فيه يأسرك: سمته وصمته، ورعه وزهده، تواضعه وبذله، حلمه وعلمه، حفظه وضبطه، موسوعيته في كل الفنون شريعة ولغة وأدباً وتأريخاً وأنساباً.
ائتوني بمكتب للدعوة أو جامعة أو ملتقى في أنحاء المملكة طلب من العلامة ابن جبرين درسا أو دورة أو لقاء أو محاضرة فاعتذر منهم، حسبه أن الفيافي والقفار والمدن والمحافظات والقرى، وحتى شاهقات الجبال تشهد له أنه وطأها باذلاً للعلم.
ما تبصر الشيخ بعينيك إلا وترى صبره وجلده وعظيم بذله، ما فتر عن بذل العلم حتى أقعده المرض غير قادر، أما مع قدرته فقد كان يخرج من المستشفى لدروسه.
نبوغ الشيخ العامة وتميزه لم يكن لمجرد العلم وإن كان أصله فكثير من الناس يوفق لكثير علم، لكن الشيخ وفقه الله لصبر وجلد وهم عظيم في تبليغ العلم.
وقبل أن أوقف المداد أسجل هنا وقفات من وحي الحدث:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/162)
أولها: أن الشيخ قدم لربه وهو أرحم به منا وهو محسن، نرجو له ما عند الله من الخير، وندعو الله أن يبلغه المنازل العالية وأن يجمعه بمن أحبهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وثانيها: عن موت العلماء ثلمة ولا شك لكنها لا تبعث اليأس ولا القنوط، ولكنها تبعث في نفوس المهتمين والمعنيين بشأن الأمة التفكير الجاد في سد حاجتها بصنع العلماء الربانيين الذين يبلغون عن الله ورسوله.
وثالثها: ابن جبرين لم يكن إبداعه وتميزه من فراغ ولكن بتوفيق ولجوء وتضرع وإنابة وأيضاً جهود تضافرت لصنع المتميزين والأعلام المبدعين.
فوالده الشيخ عبدالرحمن بن جبرين -رحمه الله- من أهل العلم، وحمل هم ابنه في تربيته العلمية، فعلمه بنفسه، وأورده مجالس العلم على صغر، فبلغه الله من الخبر مناه في ابن هو مفخرته، وله أجره ما انتفع بعلمه إلى يوم القيامة.
ابن جبرين خرج من بيت أب حمل هم ابن ليكون شامة وهامة وقامة، وشيوخه علماء مخلصون كان من أبرز خلالهم عنايتهم بطلابهم، خصوصاً المبدعين والموهوبين منهم، وحين يحدثك ابن جبرين عن شيوخه:
العلامة عبدالعزيز الشثري أبو حبيب
والعلامة محمد بن إبراهيم
والعلامة عبدالعزيز بن باز رحمهم الله أجمعين
تدرك عظم أثر أهل العلم الربانيين العاملين في بناء مدارس تحيى وتبقى بعد موتهم، فلقد كان همهم إعداد وتخريج جيل من أهل العلم، ويكفيهم ابن جبرين فخراً، وهي ذكرى للقائمين على التعليم والتعليم العالي في مملكتنا الطاهرة وفي كل بلاد الإسلام أن يعنوا بالعلم الشرعي والرفع من قدره واستقطاب المبدعين والنابغين والنابهين وتفريغهم وتحفيزهم.
وتذكير بوجوب عناية الأمة بحفظ العلم عبر كليات الشريعة المتخصصة، فالعلم الشرعي ضرورة الأمة كالماء والهواء، والواجب على الأمة العناية بالعلم لإخراج أجيال من أهل العلم المتميزين لمسيس حاجة الأمة لهم، فهذا قدرها وهذا فخرها وهذا شرفها.
كما أني أهمس بكلمة للمراكز والبرامج المعنية بالموهبة والموهوبين ورعايتهم، فأقول ليكن من برامجكم برامج متميزة في العناية بطلبة العلم الشرعي ورعايتهم، فمن الخلل أن يكون مفهوم الموهوب والموهبة لمن يجيد بعض الأمور الدنيوية - مع أهميتها - ويسلبها من أعظم ما يحتاجه الناس إليه في أمر دينهم برعاية ممن يحفظون للأمة دينها وعصمة أمرها.
وهو تذكير للمعنيين بشؤون المساجد أن يستشعروا دور المسجد في تعليم العلم الشرعي فمن المسجد انطلق العلم ومن جامعة المسجد تخرج سادة الدنيا فهو المحضن الأول للعلم، فيجب أن يكون الجهد والبذل مؤصلا ومدروسا ومبرمجا ومؤطرا ليكون المسجد هو الجامعة العلمية كما هو في عهد النبوة والخلافة الراشدة.
وتذكير للمحسنين وأهل المال ليتذكروا دورهم في الإنفاق في نشر العلم الشرعي وتفريغ طلابه وكفايتهم مؤونتهم وسكناهم وإنشاء المدارس والكليات المتخصصة في العلم الشرعي والإيقاف عليها.
وأقول أخيراً لكل من أثنى على الشيخ وغبطه وخصوصاً الشباب: دونكم الطريق فهي سالكة وليست بحمد الله حكراً على أحد.
ارفعوا هممكم وجدوا في طلب العلم الشرعي فما تعبد متعبد لله بعد الواجبات بمثله .. رحم الله شيخنا
ولكن حسبنا أنه ذهب إلى رب كريم أسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويعلي منزلته آمين.
الأستاذ المشارك بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية - جامعة القصيم
http://www.al-jazirah.com/87018/rj4.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[29 - 07 - 09, 02:58 م]ـ
في رثاء الشيخ عبدالله الجبرين
تلميذه: عمر بن عبدالله بن مشاري المشاري
كتب الله الموت على كل حي، فلا يبقى أحد إلا الله تعالى قال سبحانه: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)، هكذا الدنيا اجتماعٌ وافتراقٌ، وصحةٌ ومرضٌ، وحياةٌ وموتٌ، فالموت إنْ أخذ عزيزاً علينا تكدَّرت خواطرنا وذرفت عيوننا حزناً، وقد أفجع قلوبنا خبرُ وفاة شيخنا العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - رحمه الله - إذ هو من صادق اللهجة، قوي في الحق، زاهد في الدنيا، سيرته تذكرنا بسير السلف الصالح، وهو من أشبه العلماء بشيخه سماحة العلامة عبدالعزيز بن باز -رحمه الله - من حيث نفع الناس والشفاعة لهم وتلمس حوائجهم، وإصلاح ذات البين، ونشرُ العلم فيهم، والكرم والسماحة والصبر وقوَّة التحمل، والغيرة على
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/163)
الدين وحُبِّه لنشر الخير بين الناس، إنْ حدَّثتكم عنْ أخلاق الشيخ فهيَ أخلاقُ العالم في تواضعه وسمته وعبادته وزهده ونصحه وتوجيهه، وإنَّ الزائر للشيخ في منزله يعجبُ من كثرة توافد الناس إليه من جميع الجنسيات ومختلف طبقات المجتمع، فهذا يسأل مسألةً علميةً، وثان يطلبُ شفاعةً حسنةً، وثالثٌ يثني ركبته حوله للقراءة عليه في بعض الكتب العلميَّة.
تعوَّد بسطَ الكفِّ حتى لو انه
أراد انقباضاً لم تطعه أناملُه
وسماحة الشيخ ابن جبرين - رحمه الله - له جهودٌ مشهودةٌ مباركةٌ في الدعوة إلى الله تعالى من كثرة تجواله في مناطق المملكة، فيلقي الدروس، ويقيمُ الدورات العلميَّة والمحاضرات التوجيهيَّة، ويزور الجمعيات الخيريَّة، فَقَلَّ أنْ تجد منطقةً أو مدينةً إلا وللشيخ يد فيها بإلقاء الدروس أو المحاضرات، فحياتُه ما بين درسٍ ومحاضرةٍ وكلمةِ ووعظٍ وإرشادٍ.
ولقد تبوأ شيخنا مكانةً رفيعةً لدى ولاة الأمر ملوك هذه البلاد المباركين ولدى كبار العلماء، فهو محلُّ تقديرٍ وإجلالٍ من قبلهم فعندما أُدخل مستشفى التخصصي هذا العام عاده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله وبارك في عمله وعمره - وكذلك عاده كبار العلماء.
وما كان قيس هلكه هلك واحد
ولكنه بنيان قوم تهدما
وللشيخ - رحمه الله - مشاركاتٌ فاعلةٌ في الدورات العلمية وأذكر ثناء شيخنا محمد بن صالح العثيمين على الشيخ عبدالله بن جبرين في الحفل الختامي لإحدى الدورات العلميَّة في جامع ابن تيمية حين قال: (أحفظُنا الشيخ عبدالله بن جبرين) فردَّ الشيخُ ابن جبرين قائلاً (أفقهُنا ابنُ عثيمين) - رحمهما الله تعالى - فالشيخ يتميَّزُ بقوَّة الحفظ، تجدُه يستشهد بالآيات والأحاديث والأشعار والأمثال وأقوال أهل العلم من السلف ومن المعاصرين ما يعجبُ له السامع، كما كان يسترسل في شروحه للكتب والمتون العلميَّة ويفصِّل تفصيلاً طويلاً ليفهم الطالب المقصود، تبيَّن ذلك في دروسه في مسجد (البرغش بشبرا) ومن ثمَّ (بجامع الشيخ عبدالله الراجحي في شبرا).
ومنْ توفيق الله لي أني حظيت بشرف ملازمته لمدة سبع سنوات في درسي يومي الجمعة والأحد بعد صلاة العشاء وذلك في كتاب العُدَّة لابن قدامة، والمنتقى للذهبي في اختصار منهاج السنة النبويَّة، والشمائلُ المحمَّديَّة للترمذي، ومسائلُ الجاهلية لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لللالكائي، وإعلامُ الموقعين لابن القيم، وغيرها من الكتب، وكان الذي يقرأُ عليه في تلك الكتب شيخُنا (سعد الحميِّد) وشيخُنا (عبدالعزيز السدحان) وغيرهما، وقد أفادنا - رحمه الله - في شروحه للمتون العلميَّة في دورة شيخ الإسلام ابن تيمية كشرحه أخصر المختصرات ومنهج السالكين، وقد تزاحم الطلاب للتتلمذ عليه خصوصاً بعد وفاة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - فأصبح الذين يحضرون دروسه مئات الطلاب، من داخل الرياض وخارجها. ومما امتاز به سماحته - رحمه الله - قربُه من طلاَّبه بتواضعه الجبلي وحسن سمته وأخلاقه وحسن توجيهه وتربيته لهم، فهو عالم ربَّاني قلَّ وجود مثيلٍ له، وهو عالم له حضوره القوي في الساحة العلميَّة والتوجيه والإفتاء لثقة الناس ومحبتهم له وهو أحد أعمدة الفتوى في زمن توافر كبار العلماء كسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز وسماحة شيخنا محمد بن عثيمين وسماحة الشيخ عبدالرزاق عفيفي وسماحة العلاَّمة المحدِّث ناصر الدين الألباني - رحمهم الله جميعاً - وجمعنا الله بهم في مستقرِّ رحمته آمين.
خطيب جامع بلدة الداخلة في سدير
http://www.al-jazirah.com/87018/rj8.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[29 - 07 - 09, 02:59 م]ـ
العلامة ابن جبرين كما عرفته
إبراهيم بن عبدالعزيز الشثري
سماحة الشيخ عبدالله بن جبرين علم جليل وحبر من أحبار الأمة موسوعة علمية متنقلة ليس في الفقه فحسب بل في كافة العلوم فإن تكلم في التفسير قلت هذا عالم قد برع في التفسير وإن تكلم عن السير والمغازي وأيام العرب قلت هذا قد حفظ كل ما كتب وألف في هذا الباب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/164)
فتجده يذكر قصص من كتاب ابن كثير الضخم (البداية والنهاية) يذكر القصة كاملة!! وإن تحدث عن الأعلام والرجال قلت هذا قد حفظ سير أعلام النبلاء وتاريخ دمشق لابن عساكر وهلم جره يحفظ القصائد والأشعار وقائليها والمناسبة التي قيلت فيها فرحم الله هذا الجبل العظيم والموسوعة الفذة.
وكان أول لقائي بالشيخ والانضمام إلى دروسه في عام 1405هـ وكنت أحضر درسه في منزله قبل أن يتنقل إلى المسجد المجاور لبيته وكان الحضور يملأ ساحة منزله.
الشيخ رحمه الله تميز بصبره وجلده العظيم فهو يذهب إلى كافة أنحاء المملكة شرقها وغربها شمالها وجنوبها في جولات علمية ومحاضرات متنوعة يبدأ يومه العلمي من بعد صلاة الفجر بدرس ثم يلي دعوة من معهد أو مدرسة في لقاء مفتوح مع الطلاب ثم بعد صلاة الظهر سؤال على الهاتف ثم تبدأ دروسه اليومية العصر والمغرب والعشاء شرح للمتون العلمية ومن ثم الإجابة على الأسئلة!! ثم بعد ذلك تلبية لدعوة أو حضور مناسبة وهكذا فأي جهد هذا؟؟ وقد بلغ بالشيخ السن ما بلغ إن هذا عطاء وتوفيق من الله عز وجل أولاً وآخراً.
الشيخ -رحمه الله- عرف بتواضعه الجم ولعلي هنا أذكر شيء من ذلك فمعروف عن الشيخ أنه لا يرضى أن أحد يقبل رأسه ويمنع ذلك ولا يحبذه بينما هو يقبل رؤوس مشايخه وزملائه ومن تواضعه أيضاً أنه يزور طلابه وتلاميذه ولو كانوا صغار السن عندما يعلم بمرض أحدهم فأذكر أنه زارني في المنزل عام 1421هـ لما أعلم أني أصبت بحادث مروري وكان لهذه الزيارة الأثر الكبير علي وعلى من كان حاضراً عندي ذلك اليوم في المجلس.
ومن تواضعه -رحمه الله- أنه كان يذهب مع مجموعة من طلابه لدرس في شمال الرياض وعندما يعودون يقفون في طريقهم عند أحد المخابز لشراء الخبز لأهلهم فكان الطلاب يصرون على الشيخ البقاء في السيارة وهم يحضرون له ما يريد فكان الشيخ -رحمه الله- يرفض بشدة وينزل بنفسه ويقف في الصف ينتظر دوره ليأخذ الخبز لأهله!! ولم يقل ائتوني بحاجتي!!
ومن تواضعه رحمه الله كان السائل يأتيه ليسأله وهو في المجلس فيستحي السائل أن يسأل أمام الناس الحاضرين فيطلب من الشيخ أن يخرج معه خارج المجلس فيلبي الشيخ طلبه ويخرج معه إلى خارج المجلس! وقد يكون هذا السائل شاب صغير ومن صور تواضعه أيضاً أنه يلاعب الصغار ويسألهم أين يدرسون وكم يحفظون من القرآن وهو يبتسم لهم ويضاحكهم وهو - رحمه الله- جواد كريم فما يأتي سائل يسأله في بيته إلا ويعطيه رجلاً كان أو امرأة كبيراً أو صغيراً.
ومع ضيق وقته وتزاحم أشغاله يأتون له الناس بقوارير ليقرأ فيها لمرضاهم فيستجيب لذلك وقد وضع لذلك مكاناً في ساحة منزله تجد قوارير كثيرة كتب عليها أسماء أصحابها، فنفع الناس من أهم المهمات عنده رحمه الله.
كنت أقدم للشيخ أسئلة لصفحة الفتاوى في مجلة الدعوة وكان -رحمه الله- حريصاً على الإجابة عليها بخط يده وفي الوقت المحدد.
الشيخ -رحمه الله- يحرص على أداء صلاة الميت في جامع عتيقة والراجحي ويذهب معهم أحياناً إلى المقبرة ويقف مع أهل المصاب معزياً ومواسياً مستشعراً الأجر في ذلك.
فرحم الله هذا العلم وأحسن الله عزاء الأمة فيه فمن شهد جنازته وأعداد المصلين الذين ضاقت بهم ساحات الجامع الكبير بالرياض حتى رأينا من يصلي تحت حرارة الشمس فلم يجد له مكان والذين شيعوه إلى المقبرة خلق كثير فلم نخرج من المقبرة بعد دفنه -رحمه الله- إلا قبيل وقت العصر! لكن عزاءنا أن الشيخ -رحمه الله- قد خلّف علماً عظيماً وشروحاً مطولة.
فمن الكتب التي ألفها -رحمه الله- شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية، وشرح كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبدالوهاب، وشرح كتاب منار السبيل، وكتاب الفتاوى الشرعية في المسائل الطبية هذا بعض مما كتبه الشيخ وللشيخ عدة كتب صغيرة وفتاوى متعددة طبعت عشرات المرات.
رحم الله شيخنا رحمة واسعة وجمعنا به ووالدينا والمسلمين في جنات نعيم.
عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمركز السويدي بالرياض
http://www.al-jazirah.com/87018/rj9.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[30 - 07 - 09, 04:54 ص]ـ
حديث المقل
(في رثاء شيخنا ووالدنا عبد الله بن جبرين _ رحمه الله_)
بقلم/ د. محمد بن عبد الرحمن المقرن
لجينيات
تنازعوا حمله حباً وما احتملوا مرارةَ البعد .... ما للبعد مُحتملُ
لو يُوزن العلم لم تُحمل جنازته في علمه جبلٌ .. هل يُحمل الجبلُ؟
تغيب في القبر أجسادٌ لها سير في الناس حاضرةٌ يُحكى بها المثلُ
وما (ابن جبرين) إلا كالنجوم هدىً ما زال يتبعها سارٍ ومرتحلُ
قالوا وقد غرقت بالدمع أعينهم أمات؟ قيل: أجل هذا هو الأجلُ
قالوا وقد بللوا بالدمع تُربته أيُدفن المجدُ والآدابُ والمثلُ؟
كالشمس آثاره هيهات تحجبها عنا السنون ولو دالت بها الدولُ
قد كان بالجود مثل المزن أوله بروق يمناه ثم الوابل الهطِلُ
في علمه نهرٌ .. في سمته عبرٌ كأنه قمرٌ بالحسن مكتملُ
ملأت قلبي يقيناً لا حدود له الله حسبي إذا ضاقت بي الحيلُ
نبكي وما كان يبكينا الرحيل أسىً فكل من سار فوق الأرض مرتحلُ
لكنه العلم جرحٌ فقد صاحبه هيهات هيهات هذا الجرح يندملُ
قد كنت أصغي له في الدرس يُلبسنا من علمه حللاً ما مثلها حللُ
إذا تحدث خلت الشهد في فمه كأن كلماته من حسنها عسلُ
لا تحسبوا درسه متناً وحاشيةً فالسمت أعظم درس منه يُنتهلُ
يُروى التواضع درساً من تواضعه ويُستقى منه طيبُ القلب والوجلُ
بالحق يصدح لم يعرف مداهنةً وما تخالف منه القولُ والعملُ
في كل قطرٍ ترى آثار دعوته كأنه أمةٌ يخطو بها رجلُ
لا تسألونا فإن الحزن ألجمنا سلوا مدامعنا .. قد تنطق المقلُ
إنا إذا عصفت أحزاننا لجأت قلوبنا لإله العرش تبتهلُ
يا ربنا اجعل جنان الخلد منزله واجعله من أنهر الفردوس يغتسلُ
مضى الحبيب وما جفّت منابعنا ما زال يزهر في أعماقنا الأملُ
د. محمد بن عبد الرحمن المقرن
القاضي بالمحكمة العامة بالرياض
http://174.120.81.100/index.php?action=showMaqal&id=9146
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/165)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[30 - 07 - 09, 04:55 ص]ـ
.. ورحل الشيخ
عبدالعزيز بن علي بن محمد الحصين
فجعت أمة الإسلام بوفاة ورحيل أحد أعلامها وأئمتها المخلصين الصادقين، إنه العالم الزاهد الورع الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله الجبرين عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء سابقاً في المملكة، وافته منيته في يوم الاثنين العشرين من شهر رجب لعام الثلاثين والأربع مئة والألف من الهجرة بعد معاناة مع المرض. تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وقدس الله روحه وأعلى درجته. إن شيخنا عبدالله صاحب علم غزير وهمّة عالية مع كبر سنه؛ فهو كالغيث مبارك أينما كان، أتاه الله صبراً وقوة وثباتاً على الحق، أمضى حياته بين نشر العلم والدعوة إلى الله.
جمع الله له صفات كثيرة: بشوش المحيا، طلق الوجه، متواضع بسيط، يأبى أن يقبل رأسه أحد، تعلوه السكينة والوقار، صاحب نسك وعبادة .. العلامة ابن جبرين هو أحد العلماء الصادقين الذين نذروا أنفسهم وأوقاتهم وعلمهم للإسلام والمسلمين، لا توفيه الصفحات ولا المجلدات؛ فحقه علينا كبير، دعا إلى الله على بصيرة وهدى حتى أتاه اليقين، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ... ) أحسب شيخنا أحدهم.
نسأل الله أن يغفر له ويجمعنا وإياه في مستقر رحمته، ونسأله سبحانه أن يعلي درجته ويجعله مع النبيين والصديقين الشهداء وحسن أولئك رفيقا، ونسأل الله أن يخلف على الأمة خيراً منه ويجبر مصابهم. وما رأيناه من حضور الآلاف لجنازته للصلاة عليه وتشييعه دليل على محبة الناس لعلمائهم ومكانتهم، ولنتذكر مصيبتنا بوفاة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإنها أعظم مصيبة مرت على الأمة الإسلامية. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
- عضو الجمعية الفقهية السعودية
http://www.al-jazirah.com/84158/rj10.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[30 - 07 - 09, 04:56 ص]ـ
واحسرتاه
محمد عبدالله العنزي
مرثية في سماحة الوالد العالم الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
واحسرتاه وقلبي بات مفجوعا
على إمام عظيمٍ كان ينبوعا
عين تنام وعين فيه ساهرة
لو تستطيع لكان الموت مدفوعا
واهاً له لكأن الناس ثائرة
من حادثٍ فأقام الدهر مفزوعا
وادٍ تفجر بالأحزان ذا زبدٍ
يجتاح كل مقيمٍ بطنه جوعا
من موت شيخ عظيم القدر قد ثلمت
بنيان علمٍ وأضحى العلم مصدوعا
موت ابن جبرين خطبٌ لو بصرت به
لدك صم جبال الأرض ترويعا
أواه يا أبتي أواه يا أسفي
أواه من ألم أواه تقريعا
لقد رماني الأسى بالسهم رميته
فأمكنت من صميم القلب تقطيعا
أني أسير وأغدو بعد رحلته
وكيف لي بحليمٍ طاب ملسوعا
كأننا حين سرنا في جنازته
حال الحياة فكم قد كان متبوعا
تواضعٌ ووقارٌ والمسير على
خطى النبي وصوت ظلَّ مسموعا
في كل عصرٍ ترى الأبواب مشرعة
والناس حول ربوع الشيخ تربيعا
وإن تكلم فالسلسال في صببٍ
والدر منتظم كالنثر مسجوعا
والصبر عدته والجود شيمته
والطيب منبعه ألفيت مجموعا
الحافظ الفذ والمشهور في ورع
والجهبذ الرأي والنحرير تفريعا
كأنه الشمس في تبليغ دعوته
وفي الضياء وقدراً ظل مرفوعا
حتى إذا استيأس الأحباب أوبته
لم يجد غير معين الصبر مجروعا
فحالف الصبر إن الصبر عدتنا
به تطيب حياة المرء أسبوعا
لو كان يفصح دهري في مفاخرةٍ
لنال جبرين بالأمجاد توقيعا
باع الحياة ببخس فهي ناقصةً
وللجنان اشترى إذ باع ما بيعا
فأسكن الله في الفردوس عالمنا
وفي الختام سلام الله توديعا
http://www.al-jazirah.com/84158/rj2.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[30 - 07 - 09, 04:56 ص]ـ
الشيخ عبدالله بن جبرين .. جهاد في العلم وتواضع جَمّ
أيمن عبدالعزيز أبانمي
فُجعت الأمة الإسلامية بموت الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين، ولسنا نكتب نعياً أو نوحاً أو تعزية؛ فكلنا مثل أهل الشيخ في الوجد عليه والحزن على فراقه .. لكننا نكتب لنستلهم الدروس والعِبر من مدرسة أو جامعة الشيخ عبدالله بن جبرين، وإن كان لي أن ألخص حياة الشيخ بكلمة فهي ما عنونت له في المقال (الجهاد في العلم والتواضع الجَمّ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/166)
أما جهاده في العلم فقد عُرف الشيخ منذ سبعين سنة طالباً للعلم ناشراً له في كل مكان في هذه البلاد حتى وصل إلى أطراف البلاد وقطع الفيافي والقفار والأماكن شديدة الوعورة في جنوب المملكة ليُعلّم الناس الخير، وكان في صيف كل عام عندما يسافر الناس هرباً من حرّ الرياض إلى الأماكن الباردة يذهب الشيخ إلى وسط تهامة وجنوبها في أماكن شديدة الحرارة شديدة الغبارة ليُبصِّر الناس والبسطاء بدينهم. وقد كان للشيخ في الرياض دروس أسبوعية طوال العام؛ حيث يلقي في الأسبوع الواحد (21) درساً يشرح فيها أكثر من (35) كتاباً، والدرس الواحد يستغرق في بعض الأوقات من ساعتين إلى ثلاث ساعات، ويحرص في كل خميس على أن تكون له محاضرة في إحدى القرى أو المدن خارج الرياض، كما أنه لا يتأخر عن المشاركة في أية دورة علمية في أي مكان باذلاً علمه ووقته للناس، حتى فُرّغت دروسه وخرجت كتباً ينتفع بها ملايين الناس خلافاً للمواد المسجلة في الأشرطة والإنترنت.
وقد برز الشيخ في عدة علوم من الشريعة، كما أنه يتمتع بحافظة عجيبة واستحضار قوي، وأذكر أنه أنشدنا في أحد دروسه أكثر من ثلاثين بيتاً في أحكام السواك، كما أنه يحفظ كثيراً من مقامات الحريري، فضلاً عن المتون العلمية. ومما يدل على مكانته العلمية أن الشيخ ابن باز كان يستخلف الشيخ ابن جبرين على دروسه بالجامع الكبير في حال سفر الشيخ ابن باز بدلا منه.
أما تواضع الشيخ الجمّ فهذا ما لا يستطيع وصفه الكلام ولا تسطره الأقلام، لكن سأذكر لكم حاثتين حصلتا لي شخصياً مع الشيخ: أذكر قبل حوالي خمسة عشر عاماً، وقد كنت في الثانوية، كتبت ورقة عن بدعة الاحتفال بالمولد النبوي مع ذكر الأدلة والرد على الشبهات، فأردت من الشيخ ابن جبرين أن يقرأها ويراجعها ويزكيها؛ فذهبت إلى مكتب الشيخ في الإفتاء وطلبت من السكرتير أن أدخل على الشيخ فرحّب بي وأدخلني على الشيخ دون أسئلة السكرتارية المحققة. دخلت على الشيخ في مكتبه فإذا بعدد من الناس يريدون سؤال الشيخ، كما أن بجواره ثلاثة أو أربعة أجهزة هاتف وموظفاً عمله الرد على الاتصالات، فإذا بي أسمع الموظف يقول للشيخ تفضل اتصال من جنوب إفريقيا، فيأخذ الشيخ السماعة ويجيب عن السؤال والموظف ممسك بسماعتي هاتف، وما إن ينتهي الشيخ حتى يعطيه السماعة الأخرى من مصر والثالثة من سكاكا ورابعة من الحفر، والهاتف لا تتوقف رناته، ثم يأخذ المستفتين ويجيبهم، فلما انتهوا وجاء دوري قدمت للشيخ الورقة التي تحتوي على كلام مكتوب بخط صغير، وطلبت من الشيخ قراءتها والتعليق عليها. توقعت أنه في أحسن الأحوال سيقول لي (راجعنا بكرة)؛ لما رأيته من كثرة مشاغله، لكن الذي فاجأني أن الشيخ أخذ الورقة وجعل يقرؤها كلها، ثم فتح قلمه وكتب في آخرها مراجعته للورقة وإقرارها والحث على نشرها، وأمهرها بتوقيعه وختمه وسلّمني الورقة بكل تواضع، ولم يقل هذا شاب صغير في الثانوي أو إن هذه المواضيع تحتاج إلى مراجعات ولجان تستغرق سنوات ولم تنته، وبحمد الله تمت طباعة تلك الورقة في مطوية، وتم توزيعها على الآلاف في العالم الإسلامي؛ لتكون في ميزان حسنات الشيخ طيلة تلك السنوات وبعد موته، مع أن العملية لم تستغرق من الشيخ سوى خمس دقائق، وهكذا العظماء ينجزون أموراً عظيمة في أقصر الأوقات ودون ضجيج.
أما الحادثة الثانية: فقد ذهبت للشيخ لأدعوه لتشريف حفل تحفيظ القرآن لأحد أكبر الجوامع بالرياض، ومشيت معه وهو خارج من بيته لصلاة المغرب، فذكرت له الأمر وأن إمام المسجد وهو شيخ معروف يريد موعدا مناسبا ليقابله ليدعوه للحفل، فأخرج الشيخ من جيبه مفكرة البيان الجيبية، وقال لي: متى الموعد؟ فذكرت له اليوم، فأخرج قلمه وسجل الموعد. قلت له إمام المسجد يريد أن يزورك ليدعوك. فقال الشيخ: لا، يكفي، خلاص، سجلت الموعد. وهكذا بكل بساطة .. مع أن الشيخ أكثر العلماء والدعاة دروساً ومحاضرات وارتباطات، ومع ذلك لم يجعل له منسقاً ليرد على الاتصالات أو مدير مكتب يعبس في أوجه الناس ويشترط على الناس اشتراطات لكي يقابلوا شيخه أو يجعل بينه وبين الناس آلاف الحواجز .. فليت الدعاة وطلبة العلم يأخذون من الشيخ هذا الخلق العظيم ويتأسون به في حرصه على نفع الناس في دينهم ودنياهم وفي بذل الشفاعات الكثيرة عسى أن يكون أحب الناس إلى الله (أحب الناس إلى الله أنفعهم).
الله اغفر للشيخ عبدالله بن جبرين وارفع درجته في عليين واجعله من الصديقين وفي جوار النبيين، وارفعه درجات في الجنة بكل حرف علمه وكل نصيحة بذلها وكل دعوة أيدها، واخلف على الأمة خيراً.
http://www.al-jazirah.com/84158/rj4.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[30 - 07 - 09, 05:11 ص]ـ
http://www.alhjerdesign.com/up/uploads/images/alhjerdesign-cfef805852.jpg
http://www.s-shuraym.com/vb/showthread.php?t=1368
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/167)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[01 - 08 - 09, 12:31 ص]ـ
شيخ ترجَّل عن ركب الحياة
أحمد بن محمد الناصر
مرثية في سماحة الشيخ عبدالله بن جبرين رحمه الله ..
يا عين فلتسكبي دمعا غزيرا على
بحرٍ عظيمٍ ولا تبقي ولا تذري
ذُرِّي الدموع لفقد الشيخ عالمنا
فقد رزئنا فأجري الدمع كالنَّهَرِ
لعل سحّ دموع العين يطفئ من
لهيب قلب غدا كالنار مستعرِ
رضيت بالله رباً لا شريك له
رضيت بالقدر المقدور للبشرِ
ما إن نُدَبِّجُ مرثيات أوّلِنا
إلا وتلحقها الأخرى على الأثرِ
هذي الحياة ممرٌ للعبور فهل
زاد التقى عندنا أغلى من الدررِ؟
مات الإمام وسيف الحق ثلمتُه
تُنْبِئك عن هولها سيلا من الكدرِ
مات ابن جبرين غيظ الشانئين لنا
وغيظ مبتدع بالشر مشتهرِ
مات ابن جبرين بحر العلم يا لهفي
وعلمه لم يمت باقٍ لمدّكرِ
إن فاضت الروح منه نحو بارئها
فذاك ميلاده في الذكر والخبرِ
نرثيه نرثي لحال المسلمين وهم
مصابهم فيه بعد العين بالأثرِ
كانت مواعظ في موت الإمام وفي
وجوده كان ملء السمع والبصرِ
شيخ ترجَّل عن ركب الحياة وقد
صارت مآثره شمساً لمعتبرِ
في روضهِ الغيث يهمي والنبات بها
تنوء أفنانها من طيِّب الثمرِ
لله درك يا شيخ العلوم وقد
رحلت طودا عزيزا غير منكسرِ
لله درك يا من قمت مجتهدا
بنشر علم الهدى نشراً بلا خورِ
من كان يطمع في الدنيا وبهجتها
فليعتبر بحلول الموت والغِيَرِ
يا رب فاغفر له ما كان من زلل
وارحمه يا رب في الآصال والسَّحَرِ
يا رب واجعل جنان الخلد موئلهُ
وصل ربِّ على المختار من مضرِ
- القصيم - المذنب
http://www.al-jazirah.com/81483/rj1.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[01 - 08 - 09, 12:32 ص]ـ
بصمة في ذاكرة الحياة
خالد بن فهد البهلال
منذ ما يزيد على عشرين عاماً كان اللقاء الأول لي به، وذلك في جامع الذياب في الرياض؛ حيث إنه ممن شارك في برنامج دروس اليوم الكامل حينها، التي تبدأ من بعد صلاة فجر الخميس حتى نهاية اليوم ..
إن لاسمه رنيناً وتميزاً ووقعاً مختلفاً، ومشاركته سبب قوي لأن يقطع كل ذي عمل عمله ليحضر؛ فينهل من علمه، ويشرف بلقياه والجلوس بين يديه ..
فهو ثالث ثلاثة من العلماء الكبار الذين لهم حضور كبير في قلوب الناس وعقولهم، وتأثير قوي في الحركة العلمية والدعوية ..
وكان يعجبنا - ونحن في أيام الشباب الأولى - أن نتحدث أنا لقينا الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين، وحضرنا درسه، وظفرنا بالسلام عليه ..
وبعد الدرس والصلاة ازدحم الناس للسلام على الشيخ، حيث مكث في مكانه الذي صلى فيه، فسنحت لي فرصة أن أقبّل رأسه، فلما انحنيت عليه فإذا بيده تسبق إلى حلقي ليدفعني ويكفّني أن أفعل ..
وبعد سنين عدداً لقيت الشيخ في بعض دروسه المباركة، وفي بلد آخر، وقد أزمعت أمري على أن أقبّل رأسه، وكان قد أُجهد وبدا أثر السنين على محياه، ومع ذلك ظل يتأبى أن يُقبّل أحد رأسه؛ تواضعاً لله، ونكراناً للذات، وذلك مما تميز به الشيخ رحمه الله تعالى، فقد دنا من قلوب الناس تواضعاً وعلا قدراً ..
إضافة إلى ما أكرمه الله به من طيب المعدن وشرف الأرومة وكرم الذات ونقاء الفطرة، وسلامة القلب، والبُعد كل البُعد عن التكلف والتصنع، مع صدق اللهجة وطلاقة الوجه وكرم الخلال ..
لقد كان في مقام القدوة لي وأنا في أيام الصبا؛ لما رأيت فيه من صدق العلماء العاملين، ولاسيما العظماء المتواضعين ..
إن غاية المتمني أن يبلغ مداه أو مده أو نصيفه، والله جل وعلا يهب من يشاء من واسع فضله، وهو الكريم الوهاب، ويفتح على من يشاء، وهو الفتاح العليم.
إنّ وقع خبر وفاته صدع القلوب القاسية، وزلزل الجبال الراسية، وهون المصائب العظام، وبحجم المصاب تفيض المشاعر، وتتبادر الخواطر، وتتجاوب بالدموع القلوب والنواظر ..
إن مما يتميز به الشيخ - رحمه الله تعالى - أنه كان متبحراً في الكتاب والسنة غاية التبحر، نافذ البصيرة في فقههما، متمكناً من استحضار شواهدهما، طويل الباع في شتى العلوم وضروب المعرفة وأنواع علوم الآلة، متمثلاً العلم الذي حواه قولاً وعملاً ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/168)
فهو إما في درس أو محاضرة أو خطبة أو تأليف، أو يكتب رسالة أو مقالة أو نصيحة أو فتوى أو مقدمة، أو شفاعة أو يقوم بتوجيه أو لقاء أو زيارة أو إفتاء، أو برنامج تلفزيوني، فهو كالغيث أينما وقع نفع، فمشروع عمره هو حراسة العلم ونشره، والسير في سناه وإبقاؤه عالياً يهتدي به السارون في ظلمات البر والبحر ..
وإن أكثر الناس نجاحاً وفلاحاً وأشدهم بلاغاً في أداء رسالة العلم بين العالمين من تحلى بالأخلاق النبوية الكريمة في سلوكه العام والخاص، واصطبغت بها أقواله وأفعاله وأحواله.
وقد كان الشيخ منارة هدى سامقة للعلم والسماحة والفضيلة، والجود بالوقت والجهد والعقل والفكر ..
لقد كان الهدف منذ بدايات الشيخ الأولى واضح المعالم في ذهنه، ولذا صمد إليه، وانطلق حثيث الخطى لا يلوي على شيء إلا أن يحقق مراده وأن يصل إلى هدفه، فهو يملك القدرة، ويعتد بإرادة عالية، فلم يلتفت إلى بنيات الطريق، ولم يتعلل بالمعوقات عن العمل، أو يخلد للراحة والكسل، وهذا شأن العظماء والناجحين الذين اجتمع فيهم ما تفرق في غيرهم ..
إن من الناس من هو أمة وحده في بذله وجده وجوده وعطائه، من غير تشكٍ ولا تضجر، بل بانشراح صدر، ورضا نفس، وطيب ذات ..
فهو - رحمه الله - من الذين أوتوا العلم وآتوه، وبذل في نشره الجهد الجهيد؛ وفاءً بحقه وقياماً بأمره ووقوفاً عند ميثاق الله على الذين أوتوه، وإبراءً للذمة أمام الله جل وعلا، {وَإذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ}، فالعلماء هم مصابيح الهدى التي بها يهتدي السائرون، والسنا الذين منه يقبسون، وبه يستضيئون، وهم منابع الخير والسعادة والفلاح، يملؤون العقول بالعلم والحلم والحكمة، ويترعون القلوب بالإيمان، ويهذبون النفوس ويزكونها بمراقبة الله وذكره على الدوام، وينشئون الجيل القوي بعلمه وعقيدته، الزاكي في نفسه، الكريم بأخلاقه، النافع لأمته، المخلص في بناء ذاته ووطنه ..
إن من توفيق الله لعبده أن ينصرف عن سفساف الأمور، ويشتغل بمعاليها، ويسمو في مراقيها، وكذلك كان شيخنا رحمه الله، فلم يعهد عنه الاشتغال باصطدامات جانبية، ولم ير مهموماً بجدال أو مراء، أو منشغلاً بردود تختلس ثمين وقته، أو مقبلاً على دنيا تطفئ جذوته العلمية أو تستلبه فرصة عطائه التعليمي ..
ففضّل التجارة مع الله سبحانه على وجاهة المناصب ومعالي المراتب وعلى الصفق في الأسواق، وسائر المكاسب ..
لقد كان تدين الشيخ صورةً لجوهر نفسه النفيسة، التي استكانت لله جل وعلا، ونزلت على أمره سبحانه، وترفعت عن الرذائل، واصطبغت بأسمى الفضائل، واستقامت على ذلك استقامةً تامةً تامةً.
فعلاقته بربه وثيقة غير واهية، وارتباطه بالله ممتدٌ بامتداد حياته رحمه الله، فتدين الشيخ من الطراز العالي والنادر، حيث كان إشعاعه المتوهج ينعكس من محياه، فتبرق أسارير وجهه وتشرق.
لقد كان الشيخ دءوباً على عمل الخير والعلم والتعليم والدعوة، طاهر الأردان، عف اللسان، ثبت الجنان ..
إن الشيخ رحمه الله تعالى من أئمة النهضة الدينية، وقادة الصحوة العلمية وأركانها الركينة الذين شقوا طريق المعرفة وعبّدوه للسالكين، وسبقوا في ميادين التعلم والتعليم، وبلغوا رسالات ربهم، وأخذوا بأيدي الأجيال، وأقالوا عثارهم ..
يا رب حي .. رخام القبر مسكنه
ورب ميت على أقدامه انتصبا
إن الإمام عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين كان مفخرةً من مفاخر هذه الأمة العريقة، ودرة في تاج فخارها بين الأمم حين الفخار ..
كم من الناس من يمر بهذه الحياة فلا يذكر، ولا يبقى له بصمة أو أثر؟
أما شيخنا فإنه يذكر ويكبر ويشكر، ويصح فيه قول أحمد شوقي:
وكن رجلاً إن أتوا بعده
يقولون: مر وهذا الأثر
وإنا لا نأسى على الموتى، فقد تقدموا إلى ما قدموا، وأفضوا إلى البر الرحيم الذي يضاعف الحسنات، ويمحو الزلات، ويعفو عن السيئات، وإنما عظيم الأسى على الذين لا ينتفعون بثمار المجددين الذين عاشوا يدافعون الجهل ويكافحونه، ويعلون العلم ويحرسونه، ويوطدون أركان الإسلام، ويجلون بريقه.
والله ما أبنته لأزيده
شرفاً ولكن نفثة المصدور
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/169)
اللهم اغفر لشيخنا وأنزله منازل الصديقين والشهداء، اللهم اغفر له في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره ونوّر له فيه، وحقق له ما يرجو، وأقر عينيه بلقياك، اللهم وألهم أهله وذويه والأمة الصبر والسلوان.
- عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود
http://www.al-jazirah.com/81483/rj10.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[01 - 08 - 09, 12:34 ص]ـ
العلامة الشيخ عبدالله بن جبرين .. خلود بعد ممات
د. محمد بن عبد الله المشوح
كنت في عام 1419هـ للهجرة قد شرعت في لقاءات أجريتها مع عدد من أصحاب الفضيلة العلماء والدعاة وأذيعت في إذاعة القران الكريم عبر برنامج (في موكب الدعوة)، وكان من طليعة تلك اللقاءات التي أجريتها لقاء مع فضيلة الشيخ العلامة عبدالله بن جبرين (رحمه الله).
وقد أفاض الشيخ رحمه الله في ذلكم اللقاء المطول والذي أذيع عبر ثلاث حلقات عن تفاصيل هامة عن شيوخه وطلبه للعلم وتلامذته وطريقته في التدريس والعلوم التي يدرسها إضافة إلى بعض النقاط الهامة في حياته العلمية والعملية.
لقد التقطت من تلك الرحلة الطويلة التي قضاها الشيخ (رحمه الله) في طلب العلم ونشره ودأبه وحرصه وصبره على طلب العلم والعناية به وبذله وتعليمه ونشره للناس كافة وبهذا سبق أقرانه وفاق زملائه وكانت له الريادة وأختصه شيخه سماحه الشيخ (عبد العزيز بن باز) (رحمه الله) بأمور علمية لم يشاركه فيها أحد ومن ذلك إمامته لجامع الإمام تركي بن عبدالعزيز في غياب سماحه الشيخ عبدالعزيز بن باز إبان إمامته له رحمه الله.
كذلك وفاؤه مع شيوخه وعلى رأسهم الشيخ عبدالعزيز الشثري (أبو حبيب) الذي يعد شيخه الأول حيث لازمه في الرين قبل قدومه إلى الرياض 1374هـ وقد سألته عن فصل القول في سيرته وأخلاقه حيث قال (هو شيخنا الأول بعد الوالد (رحمه الله) وهو أيضاً شيخ الوالد وأيضاً شيخ كثير من زملائنا الذين قرأوا عليه كان (رحمه الله) من أهل حوطه بني تميم انتقل إلى الرياض بحدود سنة 1335هـ، ثم بقي كقاضي حيث ألزمه الملك عبدالعزيز (رحمه الله) بان يتولى القضاء هناك ومع ذلك فإنه كان يتولى التعليم زيادة على القضاء فكانت مجالسة بعد المغرب وبعد الفجر وفي الضحى مجالس علم يعلم فيها ويقرأ عليه وكذلك كثير من القراء بعض الشروح والمتون في الكتب المطولة والكتب المختصرة وهكذا أحياناً يجلس بعد الظهر لقراءة بعض الشروح والمتون ويكون مجلسه غالباً مجلس علم أما أخلاقه (رحمه الله) فقد عرفنا منه حسن الخلق ولين الجانب وسهوله المظهر وكذلك عرف بالعلم الذي تلقاه عن مشايخه بالرياض وبالأخص على التوحيد وعلى العقيدة وهكذا أيضاً في علم الأحكام لمعرفة الحلال والحرام وما إلى ذلك، أما بقية أخلاقه (رحمه الله) فإنه كان على جانب من الأخلاق فإذا سألت عن كرمه فهو الغاية في الكرم وفي بذل الوسع في توسعه على المستضعفين والمستحقين وكذلك إكرامه للزائرين وبذل ما يجده دون أن يحجزه من ذلك شح أو بخل أو غير ذلك وأن سألت عن سهوله جانبه وحسن خلقه ولباقته لمن يزوره فلا تجد في تلك البلاد مماثلاً له فهو دائماً سهل الجانب وكذلك دائم البشر ودائم الفرح، يفرح بمن زاره ومتى زاره أحد وجد انشراح قلب وسعه بال وكذلك إذا سألت عن أخلاقه فإنه كان حسن الخلق قل أن يحقد على أحد أو يجد في قلبه لأحد شيئاً في البغض والكراهية متى رآه وإن أحداً وجد عليه شيء فإنه يتصل به إلى أن يجد من يؤزره ويعتذر عنه بكل ما يمكن حتى لا يكون هناك احد يحقد عليه ولذلك ما رأينا أحداً طوال صحبتنا إلى أن توفي سنه 1387هـ، لم نرى أحداً حقد عليه أو انتقده أو كرهه لسبب من الأسباب وقد أتحفنا بعض أحفاده بترجمة فأخرج له ترجمه طبعت بعنوان إتحاف اللبيب وأورد فيها ابن ابنه ما يتعلق به من الدعوة إلى الله تعالى ومن التعليم من مجالس العلم ومن الكرم والصدق واللباقة وكذلك معلوماته الي كان يستقي منها من يتعلم على يديه وفي تلك الرسالة غاية لمن يريد التوسع في سيرته وأخلاقه (انتهى).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/170)
لقد درس وتتلمذ العلامة بن جبرين على شيخه الكبير سماحه العلامة محمد بن إبراهيم حيث قرأ عليه في بلوغ المرام أكثر من مره وكذلك الروض المربع والواسطية والحموية وغيرها من كتب الفقه والعقيدة، وكذلك قرأ على الشيخ إسماعيل الأنصاري (رحمه الله) وأثنى على علمه الغزير وخصوصاً في اللغة وأصول الفقه ثم أستقر به المقام في القراءة على سماحه الشيخ عبدالعزيز بن باز (رحمه الله). وقرأ عليه في المصطلح ونخبه الفكر والعقيدة الواسطية وغيرها.
كذلك ذكر لي أن من شيوخه اللذين استفاد منهم عمه الشيخ سعد بن جبرين وعبدالرحمن الهويمل والشيخ محمد بن عباد والشيخ إبراهيم بن حركان.
ثم التحق بالمعهد العلمي مع دراسته على المشايخ فور افتتاحه ثم كلية الشريعة والتحق بالقسم العالي بالمعهد العلمي ثم المعهد العالي للقضاء وحصل على الماجيستر بعنوان (أخبار الآحاد في الحديث النبوي) وكان المشرف عليه فضيلة الشيخ عبدالرزاق عفيفي (رحمه الله) وحصل فيها على مرتبه الشرف الأولى، ثم الدكتوراه حصل عليها سنه 1407هـ وكان المشرف عليها د. عبدالله بن على الركبان بعنوان شرح الزركشي على مختصر الخرقي وحصل فيه على درجه ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى وطبع الكتاب في ستة مجلدات وقد أشار رحمه الله إلى اختيار سماحه الشيخ عبدالعزيز بن باز له ليعمل عضوا في الإفتاء سنه 1402هـ حتى سنة 1418هـ حيث أحيل إلى التقاعد.
وقد سألته عن زملائه في الطلب والدراسة وطلب العلم وذكر عدداً منهم محمد بن سعود الصبحي والشيخ عبدالرحمن بن إبراهيم العريفي والشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الهويمل والأمير عبدالرحمن بن محمد بن مقرن آل سعود رحمه الله ويذكر أن له اهتمام خاص بالكتب والشيخ إبراهيم الهلالي ومن زملائه في الماجيستر د. عبدالله التركي، وأبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري والشيخ سليمان الرشودي والشيخ صالح الاطرم رحمه الله والشيخ ناصر بن زهير والشيخ عبدالله الشيعبي والشيخ عبدالله بن حمد الخويطر والشيخ عبدالرحمن السدحان وسماحه الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتى العام للملكة.
لقد سألته عن أهم ما تميز به (رحمه الله) وهو التعليم والتدريس فأشار إلى انه ابتدأ به سنه 1387هـ حيث بدأ في تدريس الفرائض والأجرومية حتى سنه 1389هـ حيث تولى الإمامة في مسجد آل حماد الواقع قرب المقيبرة وكان بجوار مدرسة بن سنان لتحفيظ القرآن للمغتربين تعنى بتحفيظ القرآن الكريم.
وقد اجتمعوا حول الشيخ ودرسهم أصول العقيدة ومبادئ العلم الشرعي حتى تم هدمه توسعه للأسواق والمقام حالياً عليه مواقف السيارات متعددة الأدوار.
ثم انتقل إلى مسجد الحمادي وواصل التدريس في عده كتب منها القول السديد في مقاصد التوحيد للشيخ عبدالرحمن السعدي ومنظومة حافظ حكمي التي سماها سلم الوصول وشرحها معارج القبول.
ثم انتقل إلى شبرا سنة 1402هـ ودرس في مسجد شبرا ومسجد شيخ الإسلام في سلطانه ومسجد الملوحي ومسجد السالم وجامع الملك عبدالعزيز في أم الحمام، وكان لديه درس منتظم في مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم في دخنه ابتدأه سنه 1391هـ وكذلك درس في جامع الأمير عبدالله بن محمد المعروف بجامع عتيقة والذي أشار به عليه سماحه الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، ومن الكتب التي درسها وشرحها منار السبيل ودرسه ثلاثة عشر سنه وطبع وكذلك شرح الروض المربع مرات عديدة وكتاب العمدة وشرحه للمقدسي وكذلك كتب السنة صحيح مسلم والدرامي والنسائي وسنن أبو داود وموطأ مالك وشرح السنة للبغوي وبداية المجتهد لأبن رشد.
وقد ذكر لي رحمه الله عدد من تلامذته الآخذين عنه وذكر منهم الشيخ سليمان آل مهنا رئيس المحكمة العامة بالرياض والشيخ د. صالح السدلان والشيخ د. عبدالرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام والشيخ د. سعد بن حميد والشيخ د. عبدالعزيز السدحان والشيخ عبدالعزيز المبدل ومنصور العفيفي واحمد المهنا والشيخ إبراهيم الغيث والشيخ محمد بن ناصر السحيباني والشيخ عادل الكلباني قرأ في الروض المربع والشيخ عبد الرحمن بانمي في صحيح مسلم وخالد المحمود ويوسف العطير وفيصل العمر يقرأ عليه يوم الخميس في أعلام الموقعين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/171)
ومن طرائف ذلكم اللقاء أنني سألته عن نبرة صوته وتغيرها وهل لذلك قصه؟ فأجاب رحمه الله بأنه في وقت الصغر سنة 1361هـ كان يقرأ القرآن وكان صوته جميلاً وعمره حوالي عشر سنوات فأصيب بمرض اللسنة وهو تغير الصوت ويقول انه عالج منها فصار صوته بهذا الوضع الذي يعرفه الناس.
لقد أجريت لقاءات مع شخصيات تجاوزت مائه عالم وداعيه لكنى لم أعلم أحداً كان لديه مثل ذلكم الحشد الهائل والعظيم من الدروس والمحاضرات والنشاط العلمي الذي لا نظير له
ولقد شاهدت بنفسي حرصه وصبره على العبادة وذلك خلال قدومه في شهر رمضان من كل عام للقيام في مكة والصلاة في المسجد الحرام فكان يحضر قبل صلاة العصر ويجلس جلسة واحدة يقرأ في القرآن من حفظه لا يتململ في جلسته ولا ينشغل في شيء إلى صلاة التراويح.
فكنت أطلب منه أن يستند إلى كرسي أو عامود يريح ظهره قليلاً ولكنه لا يقبل، وكنت أعجب من تواضعه وابتسامته لكل من عرفه وهو جالس في الحرم حتى من عامة الناس الذين قد يكثرون السؤال عليه ولكنه لا يرد أحداً.
ومما أشتهر به رحمه الله تلك الأخلاق التي اجترها من شيخه الشيخ عبدالعزيز الشثري والشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله.
لقد بذل الشيخ عبدالله بن جبرين (رحمه الله) نفسه للناس في الشفاعة وتصديق الأوراق وغير ذلك ولقد أطلعت بنفسي على عدد من الأوراق والمبايعات التي كان يكتبها احتساباً ويصدق عليها ويشفع للمحتاجين والمعوزين وغيرهم وسألته عن هذا الأمر فأجاب أن من رغب في حاجة إلينا لا يمكن أن نرده.
لقد ضرب العلامة الشيخ ابن جبرين (رحمه الله) مثلاً عظيماً في العلم والعمل حتى أجمعت وأطبقت الناس على غزارة علمه وسعه فقهه وسماحة أخلاقة.
لقد تذكرت وأنا أكتب هذه أول لقاء جمعني به حيث زرته في مكتبه مع شيخي الشيخ محمد بن صالح المنصور رحمه الله سنه 1409هـ فاستقبلنا استقبالاً حاراً واحتفي بالشيخ محمد المنصور واستغرقا في حديث مطول عن العلماء وزملائهم وأخبار الدعوة والدروس وغير ذلك. وهكذا ودع العالم الإسلامي عالم صدق وداعية عمل فحفظ ذكره وهو بإذن الله من الخالدين.
d-almushaweh@hotmail.com
http://www.al-jazirah.com/81483/rj3.htm
ـ[الفلاسي]ــــــــ[01 - 08 - 09, 12:38 ص]ـ
سبحان الله للشيخ محبة في قلوب من عرفه ومن لم يعرفه .... عجيب أمره ... رحمه الله رحمة واسعه وجزاه عنا خير الجزاء ورزقه الفردوس الاعلى من الجنة
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[01 - 08 - 09, 05:37 ص]ـ
رحم الله الشيخ ابن جبرين
حمد عبدالكريم العبدالكريم
منذ أيام فقدت أمة محمد صلى الله عليه وسلم علماً من أعلامها ألا وهو: الشيخ العالم العلامة الزاهد المحتسب الذي حرص الكثير من طلبة العلم على ملازمته والأخذ عنه فاستفادوا من علمه وسمته الشيء الكثير، إنه الشيخ عبدالله بن جبرين الذي ولد في سنة تسعة وأربعين وثلاثمئة وألف من الهجرة ونشأ في قرية الرين ومحيرقة وقرأ القرآن وتعلم العلم على والده وعلى عمه إمام جامع المحيرقة الشيخ سعد بن عبدالله بن جبرين بن فهد وعلى قاضي الرين الشيخ عبدالعزيز بن محمد الشثري وكان في بداية طلبه للعلم بداية نبوغ العالم الكبير في السنة العاشرة من عمره وانكبابه على العلم والمذاكرة والاطلاع حتى صار الأول بين زملائه في عهد شيخه الكبير محمد بن إبراهيم فهو أعطى وقته كله للعلم فوصل بإذن ربه عز وجل إلى ما وصل إليه.
وطلب العلم في زمن الشيخ كان من الصعوبة بمكان وقد تحمل الشيخ في ذلك مشقة عظيمة إذ كان يسافر من بلد لآخر مشياً على الأقدام وتحدث الشيخ رحمه الله عن ذلك حيث قال: سافرت إلى بلدة محيرقة سنوياً وقت الصيف للقراءة على إمام جامع محيرقة سعد بن عبدالله بن جبرين وبالأخص في القرآن الكريم وكانت المسافة بين الرين ومحيرقة 65 كيلو متراً، وكان يذهب أيضاً للعالم الكبير صالح بن مطلق رحمه الله وكان إماماً في إحدى قرى الرين والاستفادة منه يوماً أو نصف يوم وهي تبعد عن قرية الشيخ ثمانية كيلو مترات وكان يقطعها في ساعتين تقريباً.
وقد أنابه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله لكي يدرس في الجامع الكبير كما أنابه بالإمامة عنه إذا غاب الشيخ. وباب منزل الشيخ مفتوح للناس لقضاء حوائجهم والشيخ كان أكثر العلماء بذلاً للعلم فتجده مثلاً يشرح كتباً عديدة تصل أحياناً إلى عشرة أو تزيد في مجلس واحد، ولو حسبت الكتب التي تقرأ عليه في أسبوع لوجدتها أكثر من خمسين كتاباً.
حتى ذكر أحد طلبة العلم أن الشيخ يشرح أكثر من 14 كتاباً فقهياً في الأسبوع. أما في الإجازة الصيفية فتقام للشيخ دورة صيفية في مسجده غير دورة شيخ الإسلام ابن تيمية وغيرها وبعد ذلك يقوم برحلات على مناطق المملكة لإقامة الدروس لأكثر من 30 بلدة أو محافظة.
الشيخ توجد فيه ميزة عجيبة وهي كتابة المقدمات على الكتب التي قام بشرحها تظهر شخصية الشيخ وترى فيها التوحيد الخالص الكامل.
قول أحد المناقشين له عند المناقشة على الزركشي على مختصر الخرقي لو ما كان من خدمة للإسلام إلا هذا الكتاب لكفى الشيخ؟ وللشيخ أيضاً دور في حاشية الروض المربع وأيضاً فتاوى شيخ الإسلام.
يعرف الشيخ ابن جبرين رحمه الله بتواضعه الكبير فهو دائماً صامت قليل الكلام لا يتكلم إلا إذا سأل عن مسألة وإذا خالفه أحد العلماء في مسألة فإنه يقول: فلان عالم ويحترم علمه ولا يعنف عليه في الرد.
رحم الله شيخنا وجميع أئمة المسلمين وعلمائهم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
http://www.al-jazirah.com/2490212/rj13.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/172)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[01 - 08 - 09, 05:38 ص]ـ
من أواخر الكبار: الشيخ ابن جبرين إلى رحمة الله
وكتبه - أبو عثمان ابراهيم بن عثمان
أثناء متابعة المجد الفضائية تفاجأت بنشر خبر عاجل يفيد بوفاة الشيخ رحمه الله، فحرصت على التأكد من بعض الإخوة فأكد الأمر وقدم كل منا العزاء لصاحبه ولا يفوتني - هنا - أن أقدم - أيضاً - خالص العزاء والمواساة لأسرة الشيخ، والقيادة وشعب هذا الوطن الكريم.
واستبيح القارئ في عدم التحدث عن تفاصيل حياة الشيخ العلمية والعملية - رحمه الله - لكوني - وللأسف - لست من طلبة العلم الشرعي، ولا حتى طويلب فيه، تاركاً ذلك لمن هم أكثر قرباً وأجل مكانة وعلماً، خاصة وأني - أيضاً - لم ألتق بسماحته - رحمه الله - ولم أجلس معه - عن قرب - إلا مرة واحدة قبل ما يقارب تسع سنوات، حيث زرته - ضحى أحد الأيام - في منزله بمدينة الرياض فرأيت فيه سمة العلماء وتواضعهم وحسن تعاملهم، مما جعل ذلك اللقاء اليتيم لا يزال عالقاً بجنبات الذهن والذاكرة.
إن وفاة العلماء الربانيين - علماً ومنهجاً وسلوكاً - أرزاء وثلم لا تُسد، كما أن برحيلهم تنطفئ سرج أضاءت الطرق والمجاهل لأجيال هذه الأمة. والشيخ - رحمه الله - واحد من أولئك العلماء العاملين بعلمهم والمتتبعين لمنهج سلفهم والداعين إليه - نحسبه كذلك - فكان المربي بسيرته وتواضعه وسمته، والعالم المتفضل بعلمه، والمذكر والواعظ الذي تلج مواعظه القلوب الدائرة والحائرة فتحيا بذكر ربها وتتطهر عما شابها من الذنوب وأدران المعاصي.
إن الأمة كلما رحل عنها علم من أعلامها فكأنما زجت برمح في مقتل حتى أصبحت في هذه السنين المتأخرة تترنح لكثرة وفيات أكابر علمائها وأشياخها، فقد فقدت - قبل سنين قليلة - ثلاثة من جهابذتها في زمنهم هم سماحة العلامة ابن باز الذي بلغ مجموع فترات مكوثه وعبادته ونشاطه العلمي داخل المسجد - حسب أحد الدعاة - (66 سنة)، ثم محدث العصر العلامة الألباني والعلامة ابن عثيمين، وفي الأمس القريب فقدت فضيلة الشيخ ابن غصون والعالم الجهبذ الشيخ الدكتور بكر أبو زيد وغيرهم من العلماء الأجلاء، واليوم تنعى علامتها سماحة الشيخ ابن جبرين رحمه الله، فكأني بحالها المكلومة وهي ترزأ بتتابع رحيل كل أولئك تقول: (ولو كان سهم واحد اتقيته - ولكنه سهم وثان وثالث) وأقول: بل ورابع وخامس وسادس .. مع أن الموت حق لا مفر منه ولا اتقاء، وإلى الله الرجعى.
إن مما يضاعف الأسى أن هذا العصر لا يمكنه أن يجود بمثل من ذكرنا من أولئك الأعلام وأمثالهم الراسين رسو الجبال العاضين على مراداتهم بالنواجذ، والذين نبتوا في تربة ذلك الزمن الجميل، وسقاهم أشياخه، وتشربوا تفاصيل نفثاته وأصالته وسلامة فطرته التي لا تقبل حتى محاولة الزيف أو التصنع، فصاروا ثمرة من ثمار ذلك الزمن الذي طمرته هذه المدينة المنعمة في عصر لا يمكنه إلا أن يصنع علماً مثله، وأجيالاً تتشرب معطياته.
لقد كان سماحة الشيخ - رحمه الله - من أواخر الكبار الذين جاد بهم ذلك الجيل الصادق وهذا البلد الذي أخرج نباته بإذن ربه، وامتداداً مباركاً لأولئك الأوائل السابقين من المجددين والمصلحين الذين عم نفعهم سائر الأمة في داخل هذه الجزيرة وخارجها، بدءاً - في القرون الثلاثة الماضية - بشيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - الذي انطلقت بشائر دعوته في منتصف القرن الثاني عشر، ثم من جاء بعده من الأئمة من أولاده وأحفاده وطلبتهم الذين استمروا في نشر دعوة التوحيد والعقيدة الصافية، وورثوا العلم لمن بعدهم ممن ساروا على محجتهم واقتفوا آثارهم، فكانوا في مجموعهم مدرسة سنية سلفية نقية منهجها القرآن وهديها السنة وما عليه السلف من نبذ المعتقدات الفاسدة والمحدثات المهلكة، فرحم الله ذلك الزمن وأهله، ورحم أولئك الأعلام الأوائل وهؤلاء الأواخر رحمة واسعة وغفر لنا ولهم ولشيخنا وتقبلنا وإياهم ووالدينا في عليين إنه القريب المجيب.
- ثرمداء
http://www.al-jazirah.com/2490212/rj3.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[01 - 08 - 09, 02:34 م]ـ
الشيخ ابن جبرين وسبع سنوات في الحج
العدد 2203 | 1 شعبان 1430 هـ
بقلم: الشيخ محمد بن عبدالله بن إبراهيم الشائع*
فخالط رواة العلم واصحب خيارهم
فصحبتهم زين وخلطتهم غُنم
ولا تعد عيناك عنهم فإنهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/173)
نجوم إذا ما غاب نجم بدا نجم
فو الله لولا العلم ما اتضح الهدى
ولا لاح من غيب الأمور لنا رسم
إن صحبة العالم في السفر وخصوصا في مناسبات عظيمة وكبيرة كالحج تثري الطالب ثراء واسعا وتزرع لديه سعة الفهم، وقوة الإدراك كيف وإذا كان ذلك العالم الرباني بحر من بحور العلم وعلاّمة مميز تميزه: دقة العبارة، وسعة الاطلاع، وقوة الإدراك، فضلا عن سماحة التعامل، وتواضع الفعال، وطيب الأقوال، وجمال الأخلاق، ورحابة الصدر، فرحمة الله على نجم أفل نوره، ومصباح خبئ ضوءه، وسراج انطفأت شموعه، فيارب عوض الأمة بفقده خيرا. واجب علينا ونحن نودع هذا الهمام الإمام أن نسجل بعض الدروس المستفادة من مواقف الشيخ في الحج:
الشيخ يحج كل سنة
يدرك الجميع أن الشيخ ومع كبر سنه، ورقة عظمه، يستغل مناسبة الحج لكسب الأجر، واغتنام الثواب، ونفع الناس كيف لا ومناسبة الحج تجمع جميع الأطياف فمع تقدم عمر الشيخ، وهشاشة عظمه، إلا انه يتلذذ بهذه العبادة ويهتم لها ولا يفوتها في كل عام فتجد الشيخ وبعد وصوله الأراضي الطاهرة ينطلق في كل مكان واعظا ومرشدا ومفتيا فيجد الناس لدعوته قبولا ولنصحه أثرا. زيادة على تطبيقه شعائر الحج كاملة دون توكيل أو إنابة.
فكيف ببعض شبابنا ممن رزق قوة في البدن، وكمالا في العقل، وصحة في الجسم، ومع ذلك يتكاسل ويفرط في أداء ماافترضه الله عليه
رحم الله الشيخ رحمة واسعة وجزاه عن الأمة خير الجزاء.
الشيخ ومدرسة التواضع
الشيخ رحمه الله مدرك لحديث (وماتواضع عبد لله إلا رفعه الله) فهذا العالم رفع الله قدره، ويسر أمره، وشرح صدره، وكسب محبة الخلق.
إن خلق التواضع ليست صناعة بشرية، وليست مشهدا تمثيلا، ولا تصنعا وتميعا، بل التواضع: تعليم سماوي، ودرس نبوي، وخلق رباني، عالمنا رحمه الله طبق هذا الخلق سلوكا عمليا ولهذا شواهد لاتحصى كثرة من أبرزها:
* الشيخ يحجز له مقعدا خاصا في الطائرة لنقله للحج نظرا لمشقة الطريق وزحامه، فضلا عن شيبته وضعفه فيأبى الشيخ رحمه الله إلا السيارة وكأني به يريد أن يساوي ويماثل عامة الناس أو ربما يجد في طريقه ضعيفا فيسعفه، أو مسكينا فيكرمه، أو محتاجا فيعطيه، فبارك الله هذه المثل.
* في كل سنة ومع قرب موسم الحج تأتي للشيخ عروض خاصة ومغرية من حملات متميزة وراقية في مركبها، ومطعهما، ومسكنها، ومع ذلك يأبى الشيخ إلا حملة خيرية متواضعة جمعت جميع أطياف المجتمع الشريف والوضيع، الفقير والغني، الصغير والكبير، القوي والضعيف، فضلا عن مكاتب الجاليات والمسلمين الجدد ولهذه الميزات أحب الشيخ هذه الحملة الخيرية وألفها وصار يحج معها كل عام ويجعل للشيخ فيها خيمة صغيرة متواضعة وهذا حسب رغبة الشيخ وطلبه.أراد أن يماثل الناس ويشاكلهم في كل شئ.
الشيخ وأسرة الشيخ حمد بن عبدالله اليحيا
الشيخ له علاقات مودة ومحبة مع جميع طباقات المجتمع وفئاته، والشيخ محبوب الجميع نظرا للاطفته، وسعة حلمه، ومن بين تلك الأسر التي أحبت الشيخ وأحبها الشيخ أسرة الشيخ الكريم / الشيخ حمد بن عبدالله اليحيا - متعه الله بالصحة والعافية - فهذه الأسرة المباركة جمعت الحلم والعلم، والفضل والأدب، لقد شارك الشيخ هذه الأسرة أفراحهم وأتراحهم وأغلب مناسباتهم لقد كانت بينهما عشرة كريمة، وتأريخ عريق.
وحملة الشيخ الخلوق المتواضع: سليمان بن حمد اليحيى من حملات الحج الخيرية والتي شهد لها القاصي والداني هذه الحملة لها في كل عام موعد مع شيخنا الجليل عبدالله الجبرين فقهيا ومفتيا بين أفراد الحملة لقد أحب الشيخ هذه الحملة لما كسبته من الميزات السابقة.
الشيخ في طريقه لرمي الجمرات
الشيخ له مكانة واحترام في قلوب الخلق ونحن في طريق الجمرات يمشي الشيخ:
فهذا شاب يوقفه فيعانقه، وذاك طفل يضاحكه ويداعبه، وتلك امرأة تشتكي إليه، فسبحان من رزق الشيخ الصبر والحلم يقف معهم ويجب سؤلهم ويقضي شغلهم، لايمل ولا يسأم، ولا يعنف ولا يزجر، بل ابتسامة هادئة، وسعة بال، وتحمل مشاق، فرحمة الله عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/174)
* في زحام الجمرات وبعد العشاء نعمل حزاما بشريا لحماية الشيخ من مشقة الزحام لأن جسمه نحيل، وجسده منهك فيأبى الشيخ إلا مساواة الناس فندخل معه في زحام الجمار فيسقط شماغ الشيخ من شدة الزحام وربما ضويق من غير قصد ويتقبل ذلك بصدر رحب لأنه يعلم أن الأجر على قدر المشقة كما قال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام لعائشة رضي الله عنها (أجرك على قدر نصبك)
الشيخ والباكستاني
وفي عودتنا من الجمرات يبصر الشيخ رجل من الباكستان وهو يحمل والدته العجوز على كتفيه فيقف الشيخ متأملا ومتأثرا بمشهد عظيم من مشاهد البر والإحسان فتدمعي عيني الشيخ لأنه تذكر بعض مشاهد العقوق من بعض أولادنا هداهم الله.
بين الشيخ الجبرين والشيخ الجزائري
بين هاذين العالمين (بكسر اللام) ألفة عجيبة، ومحبة كبيرة دليلها القرآن، ودستورها نور النبوة، سرها وقصتها في الحج ففي كل سنة لنا موعد مع هاذين العلمين الرائعين: في أسلوبهما، وطريقة تربيتهما، هما يسكنان في خيمة واحدة لايفصل بينهما سوى شراع من القماش فيتناوبان في الوعظ والفتوى دون كلل أو ملل بل في سعادة عالية وروعة بالغة، في تبليغ الدعوة وإيصال الرسالة.
الشيخ وحارس خزانات الماء
في آخر ليلة من ليالي الحج وكنا في ليلة وداع لفراق الشيخ دخل علينا رجل كبير في السن وعليه علامات الحزن والكآبة والملل فقال الشيخ مالك؟ قال ياشيخ فسد حجي فقال له الشيخ كيف؟ قال ياشيخ أديت بحمد الله جميع مناسك الحج في يسر وراحة وبحكم عملي في حراسة خزانات مياه الحجاج كنت أبيت خارج منى أيام التشريق فقال لي رجل حجك غير صحيح.
تكفى ياشيخ افتني فقال له الشيخ مادام أن عملك مرتبط بهذه المصلحة العظيمة فحجك صحيح وأنت مأجور (معنى كلام الشيخ وليس نصه) فخرج الرجل يهلل ويكبر فرحا مسرورا ومستبشرا ومغتبطا بفتوى هذا العالم.
الشيخ بعد صلاة الفجر
بعد صلاة الفجر نستقبل أسئلة الحجاج ومشكلاتهم ونعرضها على الشيخ الغريب في الأمر أن الشيخ لايمل ولا يتضجر من كثرة الأسئلة بل تجده يجيب وهو على هيئة واحدة، وبأسلوب واحد فيطول الوقت بالشيخ ونشفق على حاله ونقول للشيخ نريد أن نتوقف وأعرف أن الشيخ يتمني أن يجيب على أسئلة الجميع ويقف على حل مشكلاتهم.
الشيخ وتقبيل الرأس
أمر الشرع الحنيف بتوقير العلماء وإجلالهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط) رواه أبو داود
قال ابن عبد البر: أنشدني يوسف بن هارون بنفسه في قصيدة له:
وأجلّه في كل عين علمه
فيرى له الإجلال كل جليلِ
وكذلك العلماء كالخلفاء عند
الناس في التعظيم والتبجيل
فمن فرط محبة الناس للشيخ وإجلالهم له وتقديرهم للعلم الذي يحمله كان الواحد من الطلاب يحرص على شرف تقبيل رأس الشيخ الذي حوى العلم والمعرفة، وجمع الأدب والأخلاق، إلا أن الشيخ رحمه الله من فرط تواضعه يشدد على عدم تقبيل رأسه ويكتفي بالمصافحة والمعانقة فرحم الله شيخ التواضع وأستاذ العلم.
الشيخ وسلامة الصدر
في ظني الذي لايخيب أن الشيخ يملك مواصفات عالية جعلت منه شخصية محبوبة لعامة الخلق صغيرهم وكبيرهم، نساؤهم ورجالهم، في جميع أصقاع الأرض هذا الحب لم يكن وليد الصدفة فكنز الحب لم يأتي من سعة ماله، أو رفعة جاهه، أو شرف مقامه، بل نبع ذلك من إخلاص صادق، وقلب طاهر،وفؤاد نقي فلا يحمل في قلبه غيظا، ولا حنقا، ولا احتقارا، ولا بغضا، فرحمك الله أيها الإمام.
بيت الشيخ
بيت الشيخ الذي يسكنه ليس قصرا فارها ولا برجا عاجيا إنما بيت متواضع بعيد كل البعد عن التكلف والترف بيت يشع منه العلم وتنبع منه المعرفة
بيت الشيخ لم يخصص لفئة معينة بل خلية نحل يدخله الغني والفقير، والكبير والصغير، وجميع أطياف المجتمع فلا يخرج الداخل إلا وقد حاز نورا ومسكا: إما علما تعلمه، أو شفاعة محققه، أو تزكية موقعة، أو مساعدة مجزية، فالشيخ رحمه الله لايرد طالبا كريم النفس سمح الطبع رحمة الله عليه.
الشيخ والفتوى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/175)
لايخفى على كل ذي لب براعة الشيخ في الفتوى فالله سبحانه وتعالى أراد بعبده الجبرين خيرا ففقهه في دينه، ونوره بالعلم والحلم و (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) ولهذا تجد دروس الشيخ وفتاواه رصينة متينة، مقرونة بالدليل، معزوة للأصول، مفصلة، مؤصلة، موضحة، ولهذا إذا قيل أفتى الشيخ ابن جبرين في كذا وكذا تجد لهذه الفتوى قبولا في قلوب الخلق. فرحم الله ذلك العبد الصادق وأسكنه جنته.
ختاما ......... رحمك الله ياشيخنا، وأسكنك فردوسه الأعلى وجمعنا بك في أعالي الجنان في مقعد صدق عند مليك مقتدر
* أستاذ الشريعة في المعهد العلمي في محافظة شقراء
http://www.aldaawah.com/html/?id=1355
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[01 - 08 - 09, 02:37 م]ـ
مجلة الدعوة:
في رثاء العلاّمة ابن جبرين .. تلامذته ومحبوه وعلماء الأمة الإسلامية ودعاتها: ورحل العالم الربَّاني
العدد 2203 | 1 شعبان 1430 هـ
خيم الحزن الشديد على العلماء والمشايخ وطلبة العلم والمسلمين في العالم الإسلامي لوفاة علم من أعلام الدعوة الإسلامية وأفول نجم من نجومها أضاء طيلة حياته جوانب مظلمة في العقول بعلمه الغزير وفقهه المعتدل الوسيط الذي استقاه من أصوله الصافية ومنابعه النقية الصافية، وقالوا: إن موت عالم بقامة الشيخ العلامة الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته يترك ثغرة كبيرة في مجال الدعوة، فكم تتلمذ على يديه من علماء وكم ارتووا من علومه وأخلاقه! وأضافوا إن فقد هذا العالم لهو أكبر المصائب على الأمة الإسلامية في هذه الفترة الدقيقة من حياة أمة الإسلام .. فكم أجرى الله على يديه النفع والخير لهذه الأمة، وكم من جاهل علمه وكم من حائر أرشده، فقد كان مثالاً يحتذى به في الهمة والعزيمة والصبر على تعليم الناس، وقد أفنى حياته لبذل العلم فلا تكاد تراه إلا في رياض العلم يشرح المتون ويبسِّطها لطلبة العلم ويجيب على أسئلة السائلين، وهمُّه نشر الخير وتربية جيل يتسلح بالعقيدة الصحيحة والعلم النافع المستمَّد من كتاب الله وسنّة نبيِّه صلَّى الله عليه وسلم، ففقد مثل الشيخ ابن جبرين رحمه الله هو بمثابة دفن لجزء من ميراث النبوة الذي لا يوجد إلا عند مثله "وإن العلماء ورثة الأنبياء". وأكدوا أن موت العلماء خطب جلل تتشنف له المسامع، وتذرف له المدامع لأن بموتهم تطوى صفحات لامعة، وسجلات ناصعة، فرحيل العلماء ثلمة لا تسد، ومصيبة لا تحد، وفجيعة لا تنسى، فموت العلماء معناه انهيار الأمة وتهدم لبنيان أقوام وحضارات أمم .. يحيون بكتاب الله، ويبصرون به أهل العمى، ويهدون به من ضل إلى الهدى فكم من قتيلٍ لإبليس قد أحيوه، وكم من ضالٍ تائه قد هدوه وما قامت الأمجاد، وتحققت الانتصارات بعد الله إلا بهم، فهم أهل خشية الله {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} [فاطر: 28]، وهم مادة حياة القلوب، وغذاء الأرواح، وقوت الضمائر، وزاد القرائح ومهما صيغت النعوت والمدائح في فضائلهم فلن توفيهم حقهم .. والعالم للأمة بدرها الساري، وسلسالها الجاري، لا سيما أئمة الدين، وعلماء الشريعة. ولذلك كان فقدهم من أعظم الرزايا، والبلية بموتهم من أعظم البلايا وأنَّى للمدلجين في دياجير الظلمات أن يهتدوا إذا انطمست النجوم المضيئة؟ فمع قبض العلم تظهر الفتن ويكثر الهرج، وقبض العلم ليس شيئاً يُنتزع من صدور الرجال، ولكنه فناء العلماء. لأن للعلماء مكانة عظمى، ومنزلة كبرى، فهم ورثة الأنبياء، وخلفاء الرسل، هم للناس شموسٌ ساطعة، وكواكب لامعة، وللأمة مصابيح دجاها، وأنوار هداها، بهم حفظ الدين وبه حفظوا، وبهم رفعت منارات الملة وبها رُفِعُوا {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]، وعنه صلى الله عليه وسلم قال: "إنما مثل العلماء كمثل النجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة"
في الرياض
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/176)
فقد أكد سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ أن الفقيد الشيخ عبد الله بن جبرين له موروث علمي كبير تزخر به المكتبات في أنحاء العالم، سواء كانت كتباً علمية أو أشرطة دعوية نافعة، داعياً طلبة الشيخ الاستفادة منها، وقال معقباً: "إن الموت حق وحكم قدره الله على جميع خلقه" لقول الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء: 35].
وقال الشيخ عبدالعزيز الحمين رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: إن الشيخ عبدالله بن جبرين قد ترك للأمة إرثاً عظيماً من العلم والفتاوى والدروس والمحاضرات التي استفاد منها الكثير والكثير، ولا ننسى فتواه فيما يتعلق بتوسعة المسعى وشهادته رحمه الله التي حسمت الموضوع وكانت محل ارتياح المسلمين جميعاً.
وأضاف لا شك بأن الإنسان ليحزن بفقد عالم من علماء الأمة ولكن ما نقول إلا ما يرضي الرب إنا لله وإنا إليه راجعون سائلاً المولى له المغفرة وأن يجعله في روضة من رياض الجنة. ودعا الحمين الله بأن يجزي الشيخ ابن جبرين خير الجزاء على ما قدم من علم يُنتفع به إلى يوم القيامة.
وعبّر فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة "المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم"، عن حُزْنِه واحتسابِه عند الله عزَّ وجلّ فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين عضو الإفتاء بالمملكة العربية السعودية سابقاً، وأحد أبرز كبار العلماء في العالم الإسلامي، وقال فضيلته: "إنَّ فضيلة الشيخ ابن جبرين من أكبرِ علماء المملكة وأقواهم نشاطاً وأوسعهم تأثيراً .. شديد التواضع .. عميق الإخلاص .. واسع العلم. لم أَرَهُ غاضباً ولا مُنْتَصِراً لنفسِه قطّ .. يُقَبِّلُ رؤوس تلامذته ويأبَى بإصرارٍ أن يقبِّل أحدٌ رأسَه. مَحَامِدُهُ تأتي في مجلَّدات"
وكان الدكتور العودة قد أثنى على الشيخ العلامة ابن جبرين، قائلاً: إنه شيخنا وشيخ الجميع، فهو عَلَمٌ فذ، وفقيهٌ فحل، وداعية نَيِّر، وصاحب قلب طهور، ونفس راضية، وعلم غزير، وإيمان وتقوى، نحسبه كذلك والله حسيبه، ونُحِبُّه في الله، مُؤَكِّداً أن كل مَن رأى الشيخ أو عرفه أحبَّهُ، وأحبّ تواضُعَه وتقواه وزهده وإعراضه عن الدنيا، ونُكْرَانه لذاته، مُشِيراً إلى أن مجالسة مثل هؤلاء العلماء مدرسةٌ، يُحرم الإنسان منها إذا وقع في قلبه أيّ انتقاص لِقَدْرِ هؤلاء العلماء.
وأعرب معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل عن بالغ حزنه العميق لوفاة الوالد والعلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين، واعتبر معاليه فقد الشيخ أكبر من أن تعبر عنه الكلمات، فقد كان واحة من واحات العلم والتقى والزهد سيفتقدها كثيراً كل من استظل في أفيائها ونهل من ينابيعها، وأضاف "لقد عرف رحمه الله عالماً جليلاً ملتزماً الشريعة السمحة متمسكاً بكتاب الله الكريم وسنّة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف الصالح ولقد كان من العلماء المعاصرين الذين نذروا أنفسهم لخدمة الإسلام والمسلمين، وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل نشر الدعوة الإسلامية الصحيحة"
ودعا أن يجزي الله الفقيد خير الجزاء وأن يسكنه الفردوس الأعلى مع الصديقين والشهداء.
وقال الشيخ الدكتور إبراهيم بن صالح الخضيري عضو محكمة التمييز في الرياض: إن الأمة الإسلامية فقدت عالماً جليلاً ومؤرخاً كبيراً ومحدثاً وفقيهاً في آن واحد، لقد كان ابن جبرين من العلماء الجهابذة الذين عرفوا بالفضل والإحسان، وكان محباً للخير داعياً إليه آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، وكانت له اليد الطولى في المناصحة والدعوى إلى الله عزّ وجلّ وهو حمامة المسجد، إذ كان يمضي جل وقته في المسجد، وكان ذا حافظة رائعة وبنكاً معلوماتياً متحركاً يمتلئ بالعطاءات الخيرة، رحم الله شيخنا عبد الله الجبرين وشمله الله بعفوه وغفرانه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وفي مكة المكرمة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/177)
وصف فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام والقاضي بالمحكمة الجزئية بمكة المكرمة وفاة الشيخ بالخسارة للأمة لأنه أحد الأعلام الذين قدموا خدمة كبيرة طوال حياتهم في نشر العلم والإفتاء والدعوة إلى الله تعالى وسأل إمام المسجد الحرام الله أن يغفر له ويرحمه ويتغمده بواسع رحمته، وقال: لا نقول إلا ما يرضى الرب لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار "إنا لله وإنا إليه راجعون"
وفي الكويت
نعى الدكتور وليد الطبطبائي العلامة الفقيه الشيخ عبدالله بن جبرين، قائلاً: إن الأمة فقدت بوفاته رجلاً فاضلاً من رجال الدعوة والحق، عرف بعلمه الغزير وإقباله على العلم والتعليم، وبانتهاجه نهج السلف الصالح في القول والعمل، كما عرف رحمه الله بخلقه الجم وتواضعه للناس ولطلبة العلم، فكان مثالاً للعالم العامل والعابد الزاهد والمتابع المهتم بقضايا الأمة وهمومها.
وتوجه الطبطبائي إلى الله بالدعاء أن يجعل علم ابن جبرين ودعوته وخدمته للعلم الشرعي على مدى عقود من الزمن في ميزان حسناته، وأن يجمعنا به وبالصالحين في مستقر رحمته. سائلاً الله أن يتقبله بواسع رحمته وأن يخلف على الأمة من تلاميذه من يخدم الشريعة السمحة ويرفع لواء القرآن والسنّة الشريفة.
وكتب الشيخ حامد بن عبدالله العلي أستاذ الثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت وخطيب مسجد ضاحية الصباحية، هذه المرثية للشيخ ابن جبرين رحمه الله ونشرها على موقعه الإلكتروني ويقول فيها:
هي الهواتفُ تأتيني فتُبْكيني
وسابلُ الدمْع بالأحزان يُضنيني
أنَّ الكبيرَ كبيرَ النَّاس ودّعنا
وغيَّبَ القبرُ جثمانَ ابن جبرينِ
لقد بكيتُ وفيضُ الدّمْع يغمرُني
أستذكرُ الشَّيخ، والأشجانُ تُدميني
حتى ترجَّع منَّي الصوتُ منتحباً
والنَّاس تعْجبُ من حزني، وتسليني
تالله ما كان إلاَّ بالهُدى علماً
وما الذي عاشَ في علمٍ بمدفونِ
أما العلومُ فغيْضٌ من فضائلِه
كالوردِ منْ بينِ أزهارِ البساتينِ
فتارةً في المعاني ينتقي دُرراً
وتارةً في متونِ الحفظ للدّينِ
قد كان بالفضلِ بين الناس مشتهراً
بما له في المعالي من ميادين
حتى تبوَّأ فيها رأسَ قمِّتها
تبوَّأَ الدرِّ تيجانَ السلاطينِ
ما كنت أحسبُ أنَّ الموتَ يخطفُهُ
أستغفرُ الله من ظنِّي وتخْميني
وقد وجدتُ بأنَّ الظنَّ منشؤُه
من آيةٍ هديُها في النفسِ تهَديني
اللهُ خلَّدَ بالإخلاصِ صفوتَه
ومَنْ يخُصُّ منِ الغرِّ الميامينِ
هذا وقد بعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد برقية تعزية إلى خادم الحرمين الشريفين أعرب فيها عن خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين، مشيداً بمناقب الشيخ وأعماله الجليلة في مجال الدعوة والإفتاء والتعليم والتأليف، خدمة للإسلام والمسلمين، وسائلاً أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم الجميع جميل الصبر وحسن العزاء.
وفي فلسطين
نعت رابطة علماء فلسطين فقيد الأمة الإسلامية فضيلة الشيخ العلامة الداعية ابن جبرين عضو هيئة كبار العلماء سابقاً في السعودية، واعتبرت فقدانه خسارة كبيرة للأمة جمعاء، وقالت: لقد كان مدافعاً من الطراز الأول عن قضايا الأمة الإسلامية وأهل السنّة، مجتهداً في قضايا العصر وفق كتاب الله تعالى وسنّة النبي عليه الصلاة والسلام، كما كان داعياً إلى الله تعالى على بصيرة.
ونوهت رابطة علماء فلسطين بجهود ابن جبرين الدعوية والعلمية وقالت إنه كان أحد أبرز العلماء الذين دعوا إلى نصرة غزة، حين انتقد مَن تخاذل عنها خلال العدوان الإسرائيلي في بداية العام الجاري، وكانت آخر مواقفه إصداره بياناً مع 54 عالماً سعودياً آخرين في اختتام مؤتمر الفتوى وضوابطها في يناير الماضي، تضمن تحريم أي مبادرة سلام تقول بحق اليهود في أرض فلسطين، أو تنص على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وسألت رابطة العلماء الله عزّ وجلّ أن يتغمد الشيخ بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يعوض الأمة عنه خيراً.
وفي مصر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/178)
قال الشيخ محمد حسان الداعية المعروف وواحد ممن تتلمذ على يد الشيخ: أقدم العزاء لنفسي ولجميع إخواني من أهل العلم وطلبة العلم ولأسرة إمامنا وشيخنا ولبلاد الحرمين ملكاً وحكومة وشعباً وللأمة المسلمة كلها في فقيدنا الرباني بحق المبارك في جبل من جبال العلم وفي جبل من جبال التواضع والعمل في إمام في العلم والعمل في شيخنا ابن جبرين رحمه الله تعالى رحمة واسعة أسأل الله عزّ وجلّ أن يعفو عنه وأن يغفر له وأن يرحمه وأن يسكنه الفردوس الأعلى.
وأسأل الله أن ينزل على قلوب أسرته الكريمة وعلى قلوب جميع محبيه من تلاميذه وطلبة علمه برد السكينة والرضا وأن يعوض الأمة خيراً في هذا الإمام الرباني الكبير الذي ربما لا يعرف قدره ولا يعرف فضله ولا يعرف علمه كثير من إخواننا وأخواتنا فضلاً على كثير من طلبة العلم الصغار ممن لم يقدر الله عزّ وجلّ لهم أن يطلبوا ويتلقوا العلم على يدي الشيخ ..
لم يعرف شيخنا الكلل ولا الملل ولم يتوقف لحظة من اللحظات عن طلب العلم وعن التعليم والتدريس والدعوة إلى الله تبارك وتعالى والإفتاء والبلاغ عن الله ورسوله حتى في آخر لحظات حياته .. رحم الله الشيخ الرباني والعالم العامل.
وقالت صحيفة "المصريون": الشيخ ابن جبرين كان مفخرة من مفاخر علماء السنّة، وعالم من أكابر علماء الزمن الحاضر، قصاصة من كلامه أو خطبة منه تقلب الدنيا ظهراً على عقب، وتتلقفها القنوات الإخبارية مباشرة، وتسعى الصحافة لإبرازها والحديث عنها فالمتحدث هو العالم الجليل وبطل الرياض العظيم الشيخ الدكتور عبدالله بن جبرين.
وفي الجزائر
عزى الشيخ (محمد بن عامر) خطيب مسجد عثمان بن عفان بالجزائر العاصمة الأمة الإسلامية بوفاة الإمام الشيخ (عبد الله بن جبرين) وقال: الحمد لله الذي سخر لهذه الأمة علماء ربانيين يبينون الحق ويهدون إلى سبيل الرشاد الحمد لله الذي جعلنا مسلمين، وذكر الشيخ عامر خصال وفضائل فقيد الأمة الإسلامية الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله تعالى، ورد على الغوغاء من أعداء الشيخ من المبتدعة والعلمانيين وغلاة الجرح الذين استغلوا الفرصة للطعن في الشيخ. وسأل الله العلي العظيم للعلامة أن يرحمه ويغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأن يسكنه جنة الفردوس.
وقال أبو همام عبد الحميد الجزائري أحد طلبة العلم: إنا لله وإنا إليه راجعون .. لا إله إلا الله .. لله ما أخذ و له ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبروا ولتحتسبوا. اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها. رحم الله الشيخ العلامة عبد الله بن جبرين وأسكنه فسيح جناته. حقيقة موت العالم موت لعلم كثير وفقده ثلمة عظيمة في الأمة وفراغ لا يسده أحد. وهكذا قبض العلم، يقبض بقبض العلماء .. فكم علم الشيخ الناس وكم أجرى من محاضرة وكم عقد من دورة وكم نصح من ضال، وكم من رسالة ألفها وأشهرها: "حكم وعظات في التبكير إلى الصلوات"، وغيرها من الكتب والدروس النافعة. رحمه الله وطيب ثراه وجعل الجنة مثواه.
كما عمّ الحزن أرجاء المعمورة في الشرق والغرب وفي الشمال والجنوب، حيث يوجد مسلمون موحدون ويرتفع الأذان وتقام الصلوات.
http://www.aldaawah.com/html/?id=1342
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[02 - 08 - 09, 05:36 ص]ـ
عالم جليل وداعية نشط
زيد بن فالح نواف الربع
فجع المسلمون بفقد فضيلة الشيخ العلامة عبدالله بن جبرين وفقدوا بموته عالماً جليلاً وداعية نشيطاً لا يكل ولا يمل من إلقاء الدروس العلمية والمحاضرات والجولات الدعوية في غالب مدن وقرى مملكتنا الحبيبة وهذه ميزة انفرد بها الشيخ من بين العلماء فلا تستغرب أن تجد الشيخ - رحمه الله- يوماً في قرية من قرى جنوب المملكة وبعدها بيومين أو ثلاثة في قرية أخرى في أقصى الشمال في منطقة الحدود الشمالية في رفحاء أو عرعر وما جاورها من قرى يفتي الناس ويلقي المحاضرات ويكتب الشفاعات ويراجع ما يكتبه طلبة العلم ويقدم لما يؤلفونه من رسائل وكتيبات ويشجعهم على الكتابة فيما فيه توجيه ونفع للناس حتى أن الشيخ اشتهر من بين المشايخ والعلماء بكثرة مراجعته للكتب والمؤلفات وتقديمه لها، بل لا أبالغ إن قلت إن الرسائل التي قدم لها تتجاوز المئات. وكم أتمنى أن يتيسر لي ويساعدني طلاب الشيخ على جمع أسماء وعناوين المؤلفات التي قدم لها الشيخ فلي رغبة ملحة في جمع هذه المقدمات في كتاب مستقل وتسليط الضوء على هذا الجانب الذي كان يلفت نظري واهتمامي ويسترعي انتباهي ولما في هذه المقدمات من توجيهات ونصائح وآراء للشيخ تعتبر من العلم الذي أرثه وتركه الشيخ رحمه الله.
ولقد زارنا فضيلة الشيخ الجبرين بقرية المركوز بالحدود الشمالية في شوال من عام 1426هـ وتفضل علي وتكرم بالتقديم لرسالة لي متواضعة عنوانها (خواطر رمضانية) من إصدار ونشر دار الشريف في الرياض وشجعني على الكتابة ودعا لي رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، ونفعنا وسائر المسلمين بعلومه وأشرطته ومؤلفاته، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
- رفحاء - المركوز
http://www.al-jazirah.com/1245723/rj4.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/179)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[02 - 08 - 09, 05:37 ص]ـ
ابن جبرين بين الحوت والنمل
بدر المشاري
الشيخ عبد الله بن جبرين علم وقمة ورأس، القلم يخجل من الكتابة عنه، والأفكار تتسابق في الحديث عن شخصه، والمواقف تتزاحم لوصفه، فالحديث عنه ليس من مجاراة الواقع، أو زيادة في التباكي أو استجداء النحيب لا، وان كانت قلوبنا متفطرة وأنفسنا متحسرة والدموع واكفة، وأنا هنا لست ممن يؤلّه الأشخاص ويبالغ في الإطراء ويغلو في المدح ولا أقيم مأتماً في ذكراه كلا، لكني تأملت معنى حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إن أهل السموات ومن في الأرض يستغفرون لطالب العلم وحتى الحيتان في البحر (وهو أكبر حيواناته) والنمل في الجحر (وهو أصغر حيوان في البر)، قلت هنيئا لابن جبرين العالم ولا نزكي على الله أحدا فهو من استغفار الحيتان والنمل.
لن أتحدث عن معرفتنا بشيخنا وقراءتنا عليه والمواقف معه والاستفادة منها ولقاءتنا المتعددة التي لا أحصيها من كثرتها، فآخرها زيارة بيته الصغير قبل دخوله المستشفى بأيام هذا العام، كان فيها من جميل الذكريات وروائع الفوائد، ولا أعتقد أن المراثي والتباكي سيحقق لنا عملاً أو يفتح لنا مغلقاً، ولأن الإسلام على مر عصوره يطول تاريخه وعرضه، لا يموت إن مرض ولا يقف إن تباطأ أهله وتثاقلوا الخطى.
فالصادق في حبه والمتأثر من قلبه يقوده الحزن الحقيقي والحب الصادق إلى آمال أبعد وآمال أعظم، فيحمل الراية ويغير السلوك إلى ما هو أفضل ويخوض غمار المجد بنهج الشيخ ويحذو حذوه، ويقتفي أثره ويسير على منواله، وإلا فما الحكمة من وجود العلماء، ليعلموا ويبلغوا ويقتدى بهم ويُشار ويُسَار على أثرهم، وإني كنت أتابع وأقرأ وأرصد ما كتب من مقالات وما قيل من قصائد وشعر وما رثي به الشيخ من مراث، واستمعت إلى بعض الخطب المباركة وأطرق مسامعنا المشاعر المتأججة بل ولا أبالغ ورأينا دموع الحزن على فراق الشيخ والحب والوفاء له، ولا شك أن هذا يدل على حب حراس الشريعة وحملة المنهج والمدافعين عن لا إله إلا الله، لكن الخير يزداد إذا ترجمت المشاعر عملاً وطبقت تلك المحبة واقعاً، فأقول أولاً إذا مات الاسم بقي الأثر والاسم.
فالصغار نقول لهم مات الشيخ وقد حفظ القرآن وأتقنه وعمره ستة عشر عاماً، وكان أهم عالم، فتعلم وكابد وحفظ المتون وتلقى الشرف والتعلم على أيد علماء ربانيين آنذاك فما هو حفظك وأين همتك؟!
وأقول للآباء: وكان أبوهما صالحاً، صلاح الأب صلاح للابن - بإذن الله -، فالشيخ على يدي أبيه بدأ في تعلم القرآن، وقال فيه لما رأى حرصه وجدّه ورغبة السفر إلى طلب العلم:
فيا رب عبد الله وفقه للهدى
وجنبه محذورات ما يتوقع
وسدد به في كل أمر يريده
ينال به خيراً وللبر يصنع
فأين دورك وما هو تأثيرك وهل تحرص على دعاء ربك، وأقول ولمن يتلقى ويلقي، ليكن همك الحق والدليل وقبول الحق أياً كان مصدره، دون تعنصر لفئة ولا لأشخاص أو حتى لمذهب، فكان الشيخ يدور مع الدليل حيث دار، كما كان أسلافه وكثير من أهل العلم الراسخين، مزيج بين عدد من العلماء، وخريج علوم وفهوم كثيرة فالإمام محمد بن إبراهيم وابن باز في نجد وغيرهما وإسماعيل وحماد أنصاريين، ومحمد البيجاني حضرمي وعبد الرزاق عفيفي مصري والشنقيطي موريتاني محمد الأمين رحمهم الله رحمة واسعة أئمة الهدى ومصابيح الدجى وهذا نهج قويم وفهم للكتاب والسنة عميق، واقتفاء نهج أسلاف الأمة الصلحاء، والسبيل الأحكم فلينتبه لهذا.
وأقول لكل داعية ومصلح ان ابن جبرين مضى العالم على نور من الله دعا على علم وبصيرة، والتزم الحكمة وترك الجدل، راغباً في الحق، يريد الإصلاح ويُحذر من الفتنة، ويجتنب الشبهة، ويأخذ بالرفق ويدعو باللين، ولم ينزع يداً من طاعة ولا شذ عن جماعة وما شمت بأقرانه ولا يتصيد على أهل الخير أخطاء ولا يتتبع عثرات، ولا يلحق زلات، ونحسب انه منع النفس من الحقد والحسد والظلم، فكان خير مثال في ذلك، فازداد تواضعاً مع زيادة العلم، فارتفع شأنه وعظم قدره .. فخذ أيها الداعية بهذه الخصال لتفلح في دعوتك وتثمر في طريقتك، وتعظم منزلتك ويحبك الصغير والكبير والملك والوزير والخادم والأمير، باختصار كن كالغيث أينما حللت نفعت.
وأقول للغيورين للحق وعلى الحق: إن الشيخ يغار على دين ربه لكن هدفه نصر الصدق وبيان الحق لا ينتصر لنفسه ولا يغضب لها، بل ينتصر للحق إذا انتهكت حرمات الله ولم يُعلم انه خاصم إلا أهل البدع.
وأقول لأبناء وطلاب وأحباب الشيخ: هلموا الى العمل، واعملوا لما يحفظ تركة الشيخ من الميراث العلم النافع والعمل الصالح، أظهروا مآثره وأسراره الرافعة للهمم، افتحوا كتاب الذكريات وقلبوا صفحات الحياة العلمية العملية الصادقة الناجحة، امنحوا الطلاب والمحبين والأمة الفرصة في الالتحاق بمدرسته والابتعاث إلى تاريخه والتخرج من جامعته، هذا من البر الذي هو سنة في حياته ولكم بعد موته وأقل حقوقه عليكم زادكم الله براً كما أنتم وعرفتم.
وأقول للتجار والمحسنين: إن الذي منحكم المال هو الذي أعطانا وإياكم النعيم، هو المتفضل ربنا الرزاق الذي لا يريد منا من رزق ولا إطعام، فإن حرمتم العلم الشرعي حملاً وتدريس وتعلماً فلا تحرموا آثره ونشره وأنتم قد أنعم الله عليكم بالمال، فانشئوا الأوقاف وأقيموا المؤسسات والمراكز العلمية لإحياء العلماء والأموات وارعوه واسقوا زرعها لتجنوا ثماره يوم حصاده في الدنيا والآخرة فنحن لكم داعين ولجهودكم شاكرين، وليكن لتراث ابن جبرين من بذلكم نصيباً وافراً وفاءً له وللأمة لتدخلوا في قول رسول الله (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث).
رحم الله ابن جبرين وعلماء أمتنا وسائر المسلمين والمسلمات، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} فإن العين لتدمع وان القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا ابن جبرين لمحزونون، ولله ما أعطى وله ما أخذ وكل شيء عنده بأجل مسمى، وإنا - بإذن الله - لسائرون ومتفائلون وبالله واثقون.
http://www.al-jazirah.com/1245723/rj2.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/180)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[04 - 08 - 09, 05:48 ص]ـ
قدموا طلباً لإنشاء جمعية تحمل اسمه
الأمير نايف يلتقي أبناء واخوة الشيخ ابن جبرين
الجزيرة - وهيب الوهيبي
التقى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أبناء واخوة فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رحمه الله. وأكد سموه أن وفاة الشيخ هي مصيبة على الأمة الإسلامية وعلى المملكة وخصوصا أن الفقيد كان له جهوده العظيمة في العلم والتعليم وفي التواصل مع ولاة الأمر حول ما يصلح المجتمع. وقدم أبناء الشيخ وإخوته شكرهم لسمو الأمير على اهتمامه بالشيخ رحمه الله وبخاصة في أثناء وجوده رحمه الله في ألمانيا للعلاج حينما أرسله خادم الحرمين وفقه الله وسدده حيث أخذ سموه من وزير الداخلية الألماني ضمانات بعدم المساس بحرية الشيخ والحفاظ على سلامته.
وأضافوا أن اهتمام الدولة حفظها الله بالشيخ عبدالله بن جبرين وبإخوانه العلماء السالفين والموجودين من الصفحات المجيدة التي تسجل لها ونأمل أن يستمر هذا التلاحم والتواصل الذي بدأه الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله وجدده الملك عبدالعزيز رحمه الله، ورعاه ومازال يرعاه ملوك هذه الدولة حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله.
وفي ختام الزيارة قدموا له خطاب شكر من أسرة آل جبرين على مواقفه المشرفة كما قدموا له طلبا بإنشاء مؤسسة خيرية تحمل اسم الشيخ وتقوم بنشر علمه ورعاية جهوده التي بذلها في حياته رحمه الله.
http://www.al-jazirah.com/623478/ln42.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[04 - 08 - 09, 05:48 ص]ـ
شيخي بن جبرين كما عرفته
عبدالعزيز بن سليمان الحناكي
لقد فقد العالم الإسلامي علماً من أعلامه البارزة وفقدت الساحة العلمية أحد رموزها اللامعة وأحد رجالها الأفذاذ والفقهاء الأبرار هو الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، كنت أحد تلاميذه في معهد إمام الدعوة العلمي بالرياض فكانت الحصص والدروس التي نتلقاها بالفصل الدراسي بالمعهد على يد الشيخ الفاضل من العلوم الشرعية مثل الفقه والتفسير والفرائض والتاريخ جوانب رئيسية.
وكُنت في هذا المعهد وهذا الصرح العلمي أجد الفرصة الذهبية، والمتعة العلمية مع كوكبة من العلماء الأجلاء في المناقشة والحوار، وكنت ملازماً ملازمة مستمرة لهذا الشيخ الجليل والوالد الحنون بالمعهد وخارجه وفي مسجده وفي منزله وبعض الحلقات العلمية أسئلة ذات جوانب شخصية، أسئلة قد تكون دقيقة وصعبة، في أمور الدين، والظروف الخاصة التي تهم حقوق الوالدين - رحمهما الله - وسرعان ما يأتي الرد على تلك الأسئلة في رحابة صدر أملاً في بيان الحقيقة وكشف الغموض وقناعة تامة ومصداقية، وأملاً في الأجر والثواب عند الله وإبراء للذمة وترجع الأسباب لما يتمتع به سماحته من التقوى والزهد والورع في الفقه والدين والتواضع الكبير الذي يعتبر ميزة العلماء، والابتسامة الرقيقة المشرقة دائماً على وجهه ومحياه والبساطة العظيمة المتناهية في كل شيء تلك الأخلاق التي تعتبر من أبرز السمات الفاضلة في شخصيته العلمية الأمر الذي جعله يحوز على أكبر قدر من المحبة والإجلال والتقدير والعرفان في العالم الإسلامي ومحبيه.
رحم الله العلامة والشيخ الجليل والوالد الفاضل عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين وأسكنه فسيح جناته
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
http://www.al-jazirah.com/623478/rj1.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[05 - 08 - 09, 03:05 م]ـ
في رثاء الشيخ عبد الله بن جبرين (قصيدة)
د. محمد يحيى غيلان
قابلته - رحمه الله تعالى - قبل بضع وعشرين سنة تقريباً، في بيت شيخي الشيخ محمد بن ناصر السحيباني حفظه الله، وكان قد جاء لمناقشة رسالة في الجامعة الإسلامية، وقد عجبت حينها من تأصيله المسألة الفقهية واستحضار الدليل عليها وربطها بالمسائل الأصولية، ولا أنسى عندما خاتله الشيخ السحيباني عند خروجه ليسلم على رأسه. ثم تشرفت بحضور درسه في العقيدة في جامع الشيخ عبد اللطيف بالإسكان بالمدينة المنورة في آخر زيارة له للمدينة، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/181)
يا آلَ جِبْرينَ الكرامَ تَصبُّرا كُبْرُ المُصابِ عنِ المصيبةِ عبَّرا
ليسَ البكاءُ على الفقيدِ بِبَيتهِ بلْ كلُّ بيتٍ بالمُصابِ تأثَّرا
يَبكي الفقيدَ بَنُوْ العقيدةِ كلُّهمْ جلَّ المُصابُ لِمنْ أقامَ وكَبَّرا
هذِي بلادُ المسلمِينَ بأَسْرِها قد مسَّها موتُ العظيمِ وأثَّرا
مِثلُ الفقيدِ يَحقُّ أنْ يُبكَى لهُ ركنٌ تهدَّمَ في البلادِ وغُيِّرا
فاللهُ يُعْظِمُ في الفقيدِ أُجورَكمْ وَيَزِيدُ في الأَجرِ الكريمِ تصَبُّرا
ويكونُ مِنكمْ وارثٌ ومُعَلِّمٌ مِثلَ الإمامِ عقيدةً ومُفَكِّرا
• • •
بالطُّهْرِ سارَ إلى الإلهِ، ومَنهجٍ لا لَبْسَ فيهِ، وكانَ أحْسَنَ مَخْبَرا
تَلْقاهُ بِشْراً [1] في التَّواضُعِ راغباً بلْ قد تراهُ إلى ابنِ أَدهَمَ [2] أَكثَرا
سَمْحُ الخليقةِ، صالحٌ، ومؤلِّفٌ بينَ القُلوبِ، إذا تحدَّثَ أثَّرا
وَلدَيهِ للحقِّ المُبِينِ طرائقٌ مُتَمَسِّكٌ بالوَحيِ فِيمَا أَخْبَرا
وإذا تحدَّثَ في المسائلِ خِلْتَهُ شيخَ المَذاهبِ للأدِلَّةِ صَوَّرا
شيخُ الأُصولِ، وفي العقيدةِ أُمَّةٌ علاَّمَةٌ فَهَّامَةٌ نَفَعَ الوَرى
تَلْقاهُ للسَّلَفِ الكرامِ مُتابعاً في السَّمْتِ والخُلُقِ الرَّفيعِ وما يَرى
في فقه أحمدَ، في متانةِ مالكٍ إن غاصَ في لُجَجِ المسائلِ صَدَّرا
• • •
سُبحانَ مَن خَلقَ السَّماءَ وَزَانَها والأرضَ بالخيْراتِ خَطَّ وعمَّرا
وأقامَ مِن بينِ الأنامِ أئمَّةً يَقْضُونَ بالوَحْيَيْنِ فيما قدْ جَرى
قَمرُ الأنام وشمسُهمْ ودَليلُهمْ وإلى طَريقِ الخيرِ يَهْدُونَ الوَرى
نامَ الأَنامُ وقَدْ أحاطَ بِنَومهِمْ طَلَبُ الدَّليلِ لِمَا تجدَّدَ واعْتَرى
سُفُنُ النَّجاةِ إذا الحوادثُ أَقبلَتْ وإذا تلاطمَ مَوجُها كانُوا الذُّرا
وإذا المصائبُ كشَّرَتْ عن نابِها دانُوا لِقَولِ اللهِ فيما أَخْبَرا
أُسْدُ الشَّرَى بمقالِهمْ وفِعَالِهمْ وإذا القيامةُ أَعْقَبَتْ حَمِدُوا السُّرى
• • •
يا ربِّ، هذا خادمٌ في بابكُمْ صفحاتُهُ طُويتْ، وجاءَ مُؤزَّرا
قد أكثرَ التَّرْحالَ في نَشرِ الهُدَى واليومَ حَطَّ رِحالَهُ وَسْطَ الثَّرى
طُوِيَتْ صحائفُ قَولِهِ وَفِعالِهِ لَمْ يَبقَ إلاَّ ما أقامَ وأَثَّرا
كَمِدَتْ قلوبُ الصَّالحينَ لِمَوتهِ فارحَمْ - إلهِي - عَبْرةً فيما جَرى
وأَجِبْ دعاءَ الصَّالحينَ لِشَيخِنا واجعَلْهُ في رَوضٍ فسيحٍ نُوِّرا
واجعَلْ مِسَاسَ الضُّرِّ في حَسَناتهِ ويكُونُ عَفْواً ماحِياً ومُكَفِّرا
واجعَلْ موازينَ الفَقيدِ ثَقيلةً وَاحْشُرْهُ في الظِّلِّ الكَريمِ مُحَبَّرا
واجعَلهُ في أَعْلَى الجِنانِ مُصاحِباً خَيْرَ الأَنامِ وصَحْبَهُ والكَوْثَرا
--------------
[1] بِشر الحافي، زاهد معروف.
[2] إبراهيم بن أدهم، زاهد معروف.
http://alukah.net/articles/1/7360.aspx
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[05 - 08 - 09, 03:07 م]ـ
ابن جبرين: عمل حضاري وحب لأعمال الخير
د. حسن بن أحمد النعمي
في شهر جمادى الأولى من عام 1428هـ، تشرفت جمعية التوعية والتأهيل الاجتماعي (واعي) بزيارة فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - يرحمه الله -. وقد استمع الشيخ في ذلك اللقاء إلى تعريف بالجمعية وأنشطتها وأهدافها، فأشاد بها قائلاً: "ولا شك في أهمية هذه الجمعية وضرورة التعاون معها وتقبل إرشاداتها وتوجيهاتها ومساعداتها بكل ما في الإمكان، رجاء أن يعظم النفع وتحصل النتيجة المرجوة". وقد ختم ذلك اللقاء بمنح الشيخ أول عضوية فخرية من (واعي) لأحد أعضائها.
بهذه الكلمات أحببت أن أبدأ الحديث عن حياة الشيخ العامرة بالعطاء، وعن عمله الاجتماعي المتميز. فقد عرف – رحمه الله – بحبه للعمل الخيري والاجتماعي، وبتفقده للمؤسسات الخيرية والجمعيات العاملة في المملكة وخارجها، وذلك في زياراته السنوية للمدن والقرى المتباعدة، فقد كان يزور مشاريعهم ويجلس مع أعضاء جميعاتهم، ويلتقي بالقضاة والدعاة هناك، ويقدم لهم نصائحه وتوجيهاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/182)
كما اشتهر الشيخ بشفاعاته الحسنة، وبتزكياته للجهات الخيرية والإغاثية على اختلاف أنشطتها، وبحثّ المسؤولين والمحسنين على دعمها معنويًّا وماديًّا. وهو من أبرز الشخصيات المؤثرة في فئات المجتمع، يبذل جاهه وحسن شفاعته لإطلاق المشاريع والبرامج الهادفة. ولو سألنا المحسنين عن أكثر الناس شفاعة في عمل الخير لكان الشيخ في مقدمتهم، "فطوبى لمن كان مفتاحاً للخير". ولعل من أهم الأمثلة على ذلك بذله الكثير من الجهود لإنجاح مشروع جوال نبي الرحمة، الذي أطلق الملايين من الرسائل إلى عشرات الآلاف من المستفيدين. وهذا الاجتهاد في العمل الخيري لا ينبع إلا من قلب محبّ لأمته ومجتمعه، يحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم.
اهتم الشيخ بالفتاوى الشرعية التي تخص العمل الخيري، فقد صدرت عنه العشرات منها. والمتأمل في هذه الفتاوى المؤصلة يجدها تنبع عن وعي عميق معاصر لمتطلبات المجتمع، فنجد هنا نصيحة للعاملين في العمل الخيري لضمان استمرارهم، وهناك فتوى عن مقومات العمل الخيري الناجح، وثالثة عن الصدقات لهذه الجهات، ورابعة عن إشكالات قد تحدث في المؤسسات الخيرية، وخامسة عن كفالة الأيتام، وسادسة عن تفطير الصائمين، وتلك فتاوى تخص بعض الأمور المالية، وأخرى عن إقامة الأسواق الخيرية. هذه الفتاوى، وغيرها كثير، كانت مرتكزاًَ شرعيًّا للكثير من وجوه الخير في المملكة وخارجها. والشيء بالشي يذكر، فقد كان الشيخ عبد الله بن جبرين رئيساً للهيئة الشرعية في الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وهي الجهة المختصة بالنظر في الأمور والمسائل الشرعية للندوة.
وكان - رحمه الله - معروفاً بطيبة قلبه وسماحته ولطف تعامله، وبحبه لأبناء أمته، فهو يبحث عن اليتيم والأرملة كما يبحث المزارع عن الشجرة ليسقيها ويتعاهدها ويصلحها، فيمسح دمعة هذا، ويشفع في حال ذاك، وهو حين يسمع أخبار المضطهدين والمشردين في العالم، يحزن ويتألم لأجلهم.
كما عرف الشيخ بتمثيله للقيم الاجتماعية العليا، وبكونه القدوة الحسنة، فلم يكن يقلل من شأن أحد، وكان يعمل في صمت وخلق رفيع، ويحمل في قلبه صدق المؤمن، لذلك زرع الله محبته في قلوب الخلق. وكان حريصاً على نشر العلم، والمتابع لبرنامجه اليومي يرى دقة عجيبة في استغلال الوقت وملئه بالمفيد من دروس وفتيا وزيارات ومحاضرات وخدمات للمسلمين. وقد ترك ثروة علمية نافعة يجدر بمحبيه وتلامذته الاعتناء بها.
وكان - رحمه الله - يعيش الحياة المعاصرة بأبعادها المختلفة، فساير ركب الحضارة وحصل على شهادة الدكتوراه بعد أن قارب عمره الستين، وعاصر وسائل التقنية، فأنشأ موقعه الإلكتروني على شبكة الإنترنت ibn-jebreen.com، ونشر فيه محاضراته ودروسه الصوتية وكتبه ومقالاته. وكان يرى أن درساً في قناة فضائية، أفضل بكثير من محاضرة في نطاق ضيق. وكان يبث دروسه الصوتية المباشرة بشكل دائم على الإنترنت. ولم يهمل فضيلته تعليم المرأة، بل اعتنى بها وبتعليمها وتخصيص المحاضرات لها والإجابة عن استفساراتها، فهي الأم والأخت، وواجبها كبير، وهو في ذلك يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم، حين خصص للنساء يوماً يعلمهن ويفقههن فيه.
فهنيئاً للشيخ عبد الله الجبرين حب الناس له، وهنيئاً له القبول، ونسأل الله أن يرفع مقامه في الآخرة كما رفعه في الدنيا.
http://alukah.net/articles/1/7367.aspx
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[26 - 09 - 09, 11:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تتقدم إدارة موقع الشيخ ابن جبرين على شبكة الإنترنت بالشكر الجزيل للشيخ محمد بن زياد التكلة على هذا الجهد الكبير الذي بذله في جمع هذا الكم الهائل من المقالات والكلمات والقصائد ونشره على هذا الموقع المبارك.
نسأل الله أن يجزيه خير الجزاء وجميع الإخوة الذين شاركوا في هذا الموضوع وغيره حبًا للشيخ رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وجزاه عنا خير الجزاء.
ـ[محمد السكندري]ــــــــ[27 - 09 - 09, 06:07 م]ـ
جزاكم الله خير
ـ[ابو سعيد العامري]ــــــــ[03 - 10 - 09, 10:31 ص]ـ
رحم الله ذاك الإمام
كان يبحث عن التخفي, لكن أبى الله إلا أن يظهره للناس إماما ومعلما
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 12:09 ص]ـ
نسال الله ان يدخل الامام فسيح جنانه(162/183)
فرحة الشيعة بوفاة ابن جبرين رحمه الله
ـ[الصابرة]ــــــــ[15 - 07 - 09, 01:48 ص]ـ
الله المستعان
دخلت على أحد مواقع الشيعة-عليهم من الله مايستحقون-وليتني مادخلت
وجدتهم يسبون في شيخنا بل وحكموا بمصيره والعياذ بالله
ويقولون عنه كلاما قبيحا .. بل العجيب يقول أحدهم حزنت على موت مايكل جاكسون .. وفرحت بموته!!!!
ألا لعنة الله على الظالمين
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[15 - 07 - 09, 01:58 ص]ـ
يدعون عليه أن يحشره الله مع أبو بكر وعمر رضي الله عنه وهذا من عجائب أدعيتهم!!
ـ[أبو ريان الزعبي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 02:03 ص]ـ
بل أنا أفرح , لأن الله سبحانه سيرفع الشيخ بها درجات ويكفر عنه سيئات , بإذنه تعالى
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[15 - 07 - 09, 02:07 ص]ـ
وأنا أيضا أفرح؛ لأن الله سبحانه سيرفع الشيخ بها درجات ويكفر عنه سيئات , بإذنه تعالى ..
ـ[يوسف بن عواد البردي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 12:56 م]ـ
كناطحٍ صخرةً يوماً ليوهنَها ** فما ضرَّها وأوهى قرنَه .. (التعسُ)
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[15 - 07 - 09, 01:05 م]ـ
يدعون عليه أن يحشره الله مع أبو بكر وعمر رضي الله عنه
و أنا معه،
آمين.
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[15 - 07 - 09, 01:18 م]ـ
رحم الله الشيخ العالم وأسكنه أعلى الدرجات
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (8) سورة المائدة
التعميم والمبالغة في القول ليس من أخلاق المسلمين فهل يعتبرقراءة تعليق لأحد الشيعة الغلاة المتطاولين على الأئمة وفقهاء الأمة أمرا يجيز لنا أن نجمع الشيعة في سلة واحدة وندعي أنهم فرحون بموت الشيج الجليل ابن جبرين-رحمه الله-.
فالعدل في الشهادة حتى مع المخالفين أمر واجب من الله لنا حتى لا نقع فيما وقع فيه أقوام آخرون فضلوا.
ـ[الطيب العقبي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 01:52 م]ـ
رحم الله الشيخ العالم وأسكنه أعلى الدرجات
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (8) سورة المائدة
التعميم والمبالغة في القول ليس من أخلاق المسلمين فهل يعتبرقراءة تعليق لأحد الشيعة الغلاة المتطاولين على الأئمة وفقهاء الأمة أمرا يجيز لنا أن نجمع الشيعة في سلة واحدة وندعي أنهم فرحون بموت الشيج الجليل ابن جبرين-رحمه الله-.
فالعدل في الشهادة حتى مع المخالفين أمر واجب من الله لنا حتى لا نقع فيما وقع فيه أقوام آخرون فضلوا.
بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك الله خير، وهذا هو منهج اهل السنة والجماعة "أعرف الناس بالحق، وأرحمهم بالخلق" ورحم الله الشيخ بن جبرين واسكنه فسيح جناته، آمين
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 02:02 م]ـ
قبحهم الله وأذلهم ..
ونسأل الله أن يحشر شيخنا مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[15 - 07 - 09, 02:04 م]ـ
رحم الله الشيخ العالم وأسكنه أعلى الدرجات
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (8) سورة المائدة
التعميم والمبالغة في القول ليس من أخلاق المسلمين فهل يعتبرقراءة تعليق لأحد الشيعة الغلاة المتطاولين على الأئمة وفقهاء الأمة أمرا يجيز لنا أن نجمع الشيعة في سلة واحدة وندعي أنهم فرحون بموت الشيج الجليل ابن جبرين-رحمه الله-.
فالعدل في الشهادة حتى مع المخالفين أمر واجب من الله لنا حتى لا نقع فيما وقع فيه أقوام آخرون فضلوا.
بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك الله خير، وهذا هو منهج اهل السنة والجماعة "أعرف الناس بالحق، وأرحمهم بالخلق" ورحم الله الشيخ بن جبرين واسكنه فسيح جناته، آمين
أيها الكرام لعل هناك خلالاً في فهم منهج أهل السنة في العدل والشهادة بالقسط فإن أهل السنة هم أعدل الناس في نقل الأقوال وفي معاملة الخصوم إذا كانوا تحت أيديهم أما النقل عن الرافضة وفرحهم بموت الشيخ رحمه الله وبموت أهل العلم فهذا من عقيدتهم كما لو نقل الواحد عن الرافضة سب أبا بكر وعمر على سبيل التعميم لأن هذا الأصل وخلافه هو الشاذ ... والكلام الذي ذكره الإخوة هو عند ذكر الجنس ليس عند ذكر المعينين وفي هاتين الجزئيتين خلط من خلط ظاناً أن ذم أهل البدع وذكر عوارهم ليس من العدل ...
الخلاصة: العدل الذي يمدح به أهل السنة هو عند التعامل مع أعيان أهل البدع في نقل أقوالهم والرد عليه وإنصافهم وعدم الزيادة عليهم أما عند ذكر الجنس فيقال الرافضة يسبون أبا بكر وعمر ويفرحون بالنكبات التي تحل على أهل السنة و لا يعد هذا ظلماً إلا عند تعيين من لا يقول ذلك منهم بغير بينة من كلامه ...
والله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/184)
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[15 - 07 - 09, 03:02 م]ـ
أليس من تحري الصدق والعدل أن نقول بأن أحد مواقع الشيعة أظهرت فرحها بوفاة الشيخ جبرين؟
لقد تعلمنا هذا-العدل والصدق - من قول ربنا في شأن أهل الكتاب الذين بدلوا وغيروا: "لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ" [آل عمران:113]، وبين أن ممن بقي منهم على دينه أهل أمانة، ومنهم أهل خيانة فقال سبحانه: "وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا" [آل عمران:75].
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 03:08 م]ـ
قطع الله دابرهم ... قطع الله دابرهم
عليهم من الله ما يستحقون
ـ[أبوالزبير الأثري]ــــــــ[15 - 07 - 09, 03:13 م]ـ
توفى شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله وفرح اهل البدع بموته ظنا منهم أن سيفه قد دخل الغمد ولن يشهر بعد فأذا بالناس من بعده تيميين كثر على منهاجه رحمه الله رحمة واسعة بل ولازالت كتب شيخ الاسلام غصة فى حلوق أهل البدع الى هذا اليوم
وكذلك بعد وفاة الائمة الثلاث الالبانى وبن باز والعثيمين عليهم رحمة الله وهم الى هذا اليوم يرشقون بسهام مسددة تيميةألبانية بازية عثيمية ولايستطيعون ردها
فاللهم احشرهم مع أبى بكر وعمر آميم آمين
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[15 - 07 - 09, 03:16 م]ـ
قد أفضى إلى ما قدم فلا يضره سبهم فليقولوا ما يهنأ لهم
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[15 - 07 - 09, 03:17 م]ـ
أخي الحبيب المبارك
الله المستعان
دخلت على أحد مواقع الشيعة-عليهم من الله مايستحقون-وليتني مادخلت
وجدتهم يسبون في شيخنا بل وحكموا بمصيره والعياذ بالله
ويقولون عنه كلاما قبيحا .. بل العجيب يقول أحدهم حزنت على موت مايكل جاكسون .. وفرحت بموته!!!!
ألا لعنة الله على الظالمين
وإن قصدت العنوان .. فلا ضير فإن هذا الأصل منهم وهو الفرح بموت علماء أهل السنة وطعنهم في أئمة الهدى كالشيخين فالأمر عقيدة عندهم! .... فهو لم يقف عند الشيخين أبي بكر وعمر والصحابة حتى يستثنوا الشيخ عبدالله ... فالعدل مطلوب مع الموافق والمخالف ولكن ليس في هذا ظلم إن ذكرنا عقائدهم ومن قال بخلاف عقائدهم من تكفير الصحابة والطعن في عرض النبي صلى الله عليه وسلم وتبرء من تلك العقائد لا تقيةً قلنا أنه ليس برافضي بل هم يقولون عنه أنه ليس برافضي ...
ورحمة الخلق والعدل معهم منهج أصيل عند أهل السنة ولكن ليس كما فهمت وأكرر الكلام في الأجناس ليس كالكلام في الأعيان وهو سبب خلط الكثير من الشباب في كثير من الأمور والله الهادي إلى سواء السبيل
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[15 - 07 - 09, 03:37 م]ـ
http://alukah.net/articles/1/6048.aspx
ابن جبرين والرافضة (وأنفلونزا الخنازير)
د. عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف
فَوَا عَجَبًا كَمْ يَدَّعِي الفَضْلَ نَاقِصٌ وَوَا أَسَفًا كَمْ يُظْهِرُ النَّقْصَ فَاضِلُ
إِذَا وَصَفَ الطَّائِيَّ بِالبُخْلِ مَادِرٌ وَعيَّرَ قُسًّا بِالفَهَاهَةِ بَاقِلُ
وَقَالَ السُّهَى يَا شَمْسُ أَنْتِ خَفِيَّةٌ وَقَالَ الدُّجَى يَا صُبْحُ لَوْنُكَ حَائِلُ
فَيَا مَوْتُ زُرْ إِنَّ الحَيَاةَ ذَمِيمَةٌ وَيَا نَفْسُ جِدِّي إِنَّ دَهْرَكِ هَازِلُ
الشيخ العلاَّمة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - شفاه الله وعافاه - منَ العلماء الربانيين - نحسبه كذلك والله حسيبه - فهو عالِم بالله - تعالى - وعالِم بأمْر الله - عزَّ وجلَّ - فقد أمضى عمره في نشْر العلم الشرعي، فجلس للتدريس عشرات السنين، ودوَّن المؤلفات النافعة، وتولَّى الإفتاء، وظهرتْ صنائع المعروف على يديه، فعمَّ نفعُه، وكثر خيرُه.
وقد ابتُلي في الشُّهور الأخيرة بمَرَضٍ أقْعَدَهُ، وجَعَلَه حبيس الفراش، وها هو الآن يتعاطَى العلاج في ألمانيا، وبينا سماحته يكابِدُ أوجاعَ المرض وتداعياته، إذ بشِرْذِمة منَ الرافضة النَّوْكَى، يقيمون عليه دعوى التحريض على الإرْهاب، وإبادة الجنْس البشري، ويُطالبون بالقبْض عليه ومُحاكمته.
ولنا مع هذه الحادثة جملة وقفات منها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/185)
1 - تذكِّرنا هذه الواقعة بالمَثَل العربيّ: "رمَتْنِي بدائِها وانْسَلَّت"، فالروافِض هم أرْباب الاغتيالات والتَّصفيات لمخالفيهم؛ إذْ جعلوا إبادة أهْل الإسلام دينًا وقربة، وكما هو مسْطور في كتبهم المعتبرة، ومتحقق عبْر أحداث التاريخ قديمًا وحديثًا؛ تقول كُتُب الشيعة عن داود بن فرقد: قلتُ لأبي عبدالله جعفر الصادق: ما تقول في قتْل الناصب (السني)، فقال: حلال الدم؛ ولكني أتَّقي (أخاف) عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطًا، أو تغرقه في الماء؛ لكيلا يشهد به عليك فافعل؛ "ابن بابويه في علل الشرائع" ص200، و"المجلسي في بحار الأنوار" 27/ 231.
وفي رجال الكشي يذْكر أحدُ الرَّوافِض وسائله في اغتيال أهل السنة، فيقول: "منهم من كنتُ أصعد سطحه بسلّم حتى أقتله، ومنهم من دعوته بالليل على بابه، فإذا خرج عليَّ قتلته"؛ رجال الكشي 342، وَقَتَلَ هذا الرافضي بهذا الغدْر والغيلة ثلاثة عشر مسلمًا.
"إنَّ مبدأ الاغتيال، وإصدار صُكُوك الجنة للقَتَلة من مبادئ الإمامة، التي هي أسُّ المذهب عندهم، وما الاغتيالات وخطْف الطائرات، وإطلاق الصواريخ على المدنِيِّين، وزرْع الألغام، وأخْذ المتفجّرات لحرم الله الآمن - إلا تطبيق لهذه المبادئ"؛ "بُروتُوكلات آيات قُم"، ص90، للقفاري، بتصرُّف يسير.
وانظر: "أصول الشيعة"؛ للقفاري 3/ 1231، و"علماء الشيعة يقولون"، إعداد مركز إحياء تراث آل البيت ص 116، "حتى لا تخدع"؛ لعبدالله الموصلي ص46.
2 - تكشِف الوقْعة طرفًا منَ الحُمق والنزق والزعارة عند الروافض؛ فالرافضة أهل كذِب وخيانة، وغدْر وفُجُور في الخصومة؛ كما بيَّنة شيخ الإسلام مبْسوطًا في "منهاج السُّنة النبويَّة في نقْض كلام الشيعة والقَدَريَّة"، والعلاَّمة الشوكاني في "طلب العلم".
بل وكُتُب الرافضة لا تنكر ذلك، بل تعترف بما لدى أتباعهم من سُوء الخُلُق والطيش والنزق، كما تقرُّ بالأمانة وحُسن الخُلُق عند أهل السُّنَّة؛ انظر: "أصول الكافي" 2/ 4، 11، و"أصول الشيعة"؛ للقفاري 3/ 1230.
وتُجلي هذه الحادثة وما قبلها من كيْد الرافضة: أنَّ القومَ لا ينشطون إلا في ظلِّ الاضطرابات والفِتن والمتغيّرات؛ ولذا قال ابن تيميَّة: "فلينْظُر كلُّ عاقل فيما يحدث في زمانِه، وما يقرب من زمانِه من الفِتن والشُّرور والفساد في الإسلام، فإنه يجد معْظم ذلك من قِبَل الرافضة، وتجدهم من أعظم الناس فتنة وشرًّا، وأنهم لا يقعدون عمَّا يمكنهم من الفِتَن والشرور وإيقاع الفساد بين الأمة"؛ "منهاج السنة النبوية" 6/ 372.
وإذا تَقَرَّرَ أنَّ الرافضة قوم بُهْت وغُدَر، فيتعيَّن مجاهَدتهم كالمنافقين، وكشْف مكْرهم، و فضْح ضلالهم، وردّ شبهاتهم، فإن المواقف الرخوة والضعيفة لا تزيد القوم إلا تسلُّطًا وبَغْيًا وإفْسادًا، وما حادثة البقيع في المدينة النبوية - خلال الشهور الماضية - إلا نموذج صارخٌ لجرائم الرافضة وإفْسادهم في حَرَم المدينة النبوية، وامْتِهان قبور البقيع.
لقد تعوَّدْنا سماع "الضرب بيد من حديد" تجاه أحداث ووقائع دون هذه الحادثة بكثير؛ لكن مع حادثة البقيع هل انْقَلَب الأمر فحل (الصفح) محل (الضرْب)، واستبدل (ملمس الحرير) بـ (يد الحديد)؟!
3 - شَغَب الرافضة على العلامة عبدالله بن جبرين إزاء فتواه بتكْفيرهم، والعلامة ابن جبرين هو امتداد لجمهور أئمة الإسلام وعلماء السُّنَّة، الذين كَفَّروا الرافضة؛ مثل: الإمام مالك بن أنس، والإمام أحمد بن حنبل، والإمام البخاري، والفريابي، وابن قُتَيْبة، وعبدالقاهر البغدادي، والقاضي أبي يعلى، وابن حزم، وأبي حامد الغزالي، والقاضي عياض، وابن تيميَّة، وغيرهم كثير جدًّا؛ انظر تفصيل ذلك في كتاب "أصول الشيعة"؛ للقفاري 3/ 1250 - 127.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/186)
وإذا كان الشخصُ في هذا العصْر يُطالب بالتزام قوانين بلاده، وأن خروجه عن القانون قد يوقعه في العقوبة والتأديب، مع أنها قوانين بشرية من زبالة الأذهان، ويَعْتريها الذهُول والنقْصان، فكيف بهؤلاء الرَّوافِض الذين يدَّعون الإسلام، وهم خرقوا النظام وحلوا السياج؛ فقد خرجوا عن أُصُول الإسلام وفُرُوعه، وناقَضوا وطَعنوا في مصادر القرآن والسنة النبوية؟! أفلا يستحق هؤلاءِ العقوبةَ التي تردعهم؟! لا سيما وأن التكفير عن سلفِنا الصالح هو حق لله - تعالى - ومبْني على أُصُول شرعية، وقواعد محْكَمة، فأهلُ السُّنَّة يعلمون الحق، ويرحمون الخلْق، وليس التكفير عندنا تشفِّيًا ولا تشهِّيًا، كما هو حالُ الروافِض.
ومع هذا كله، فالرافضةُ يُعامَلون عند أهل السنَّة بالعدْل والإنصاف، والرافِضي في بلادِ أهْل الإسلام والسنة يعيش على الرَّفْض ويموت عليه، وقد اعْتَرَف أسلافُهم بهذا الإنصاف، وقالوا: أنتم تنصفوننا ما لا ينصف بعضنا بعضًا؛ "المنهاج" 4/ 121، 5/ 57.
4 - هذا الحدث يُجلي تهافُت دعوى أن في القوم معتدلين، فإن ذلك وهْم وسَراب يحسبه الظَّمْآن ماء، حتى إذا جاءَه لم يجدْه شيئًا؛ بل هو منَ الممتنعات كمنتظَر الرافضة، وغوث الصوفية، ووقائعُ الأحداثِ المعاصرة تُقَرِّر ذلك بصدْق وجزْم، فأصحاب الدعاوى العريضة منهم في ألمانيا وبريطانيا ونحوها من دول الغرب لا يقلّون تعصُّبًا ونزقًا عن إخوانهم القابعين في بلاد الإسلام، وشعارات الحريَّة والتعدُّدية والتسامُح والإنسانية ومشْتقاتها - مما يكثر تَرْداده في الغرب - إنما تُلاك وتطوَّع لمذهب القوم ضد خصومهم، فأيُّ اعتدال عند قوم يحرمون لحْم الجمل؛ لأنَّ عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - ركبتْ وقاتلتْ على جمل؟! وأيُّ تعصُّب وحُمْق أشد من تعصُّبهم وحُمْقهم؛ إذْ لا يذكرون اسم العشرة؛ بل يقولون: تسعة وواحد، وإذا بنوا أعمدة أو غيرها لا يجعلونها عشرة، وينفرون من اسم أبي بكر وعمر وعثمان، كما هو مبْسُوط في "منهاج السنة" 4/ 137.
5 - وأخيرًا بقي الإشارة إلى عنوان المقال، فالرافضة قد قال عنهم الإمام الشَّعْبي: "ما رأيت أحمق من الخشبية، لو كانوا من البهائم لكانوا حُمُرًا، ولو كانوا من الطير لكانوا رَخَمًا"، والرخم: نوع من الطير يوصف بالقذر، والغَدْر، واللُّؤم.
لكن الرافضة تجاوَزوا ذلك إلى ما هو أقبح وأشْنع، إذ حلَّت عليهم المَثُلات والعُقُوبات، وتواتَر النقل عنهم بأن وجوههم تُمسَخ خنازير؛ كما جاء مبسوطًا في كتاب "النهْي عن سبِّ الأصحاب"؛ لمحمد بن عبدالواحد المقْدِسي (ت 643هـ)، وانظر: كتاب "الصارم المسلول"؛ لابن تيميَّة 3/ 111.
وفي هذه الأيام تكابَدَ دول العالَم مدافعة هذا البلاء، وتسعى إلى مكافَحة داء إنْفلونزا الخنازير، ولو أفضى إلى إبادة الخنازير واستئصالها، فهل لحق الرافضةَ الرعبُ من فتوى العلامة ابن جبرين، واعْتَراهُم الذُّعْر من كابوس "إبادة" قد تصيبهم كما أصابتْ خنازير هذا العصر؟!
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 03:56 م]ـ
أليس من تحري الصدق والعدل أن نقول بأن أحد مواقع الشيعة أظهرت فرحها بوفاة الشيخ جبرين؟
لقد تعلمنا هذا-العدل والصدق - من قول ربنا في شأن أهل الكتاب الذين بدلوا وغيروا: "لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ" [آل عمران:113]، وبين أن ممن بقي منهم على دينه أهل أمانة، ومنهم أهل خيانة فقال سبحانه: "وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا" [آل عمران:75].
عذرا .. أخي أنت في واد والواقع في واد آخر
ايتنا بأمثلة للمجموعة الطيبة المعتدلة ممن ذكرت؟
معليش .. هذه الددنة على العدل، وأنهم ليسوا على شاكلة واحدة ووووو ... إلخ
التي نسمعها من بعض الدعاة اليوم ... والذي صار بعضهم ضرره أكثر من نفعه
لأنه لو كانت دعواهم هي الحق لما سبقوا كبار العلماء إليها
ثم نحن نحاكم المنهج يا أخي .. المنهج الذي يسب الصحابة والذي يفرح لموت علماء الأئمة الذين شهد لهم القاص والدان ... وغير ذلك من الأباطيل .. هذا منهج خبيث ضال لا يرضاه أهل السنة والجماعة ..
إذن نحن نحاكم المنهج ولا دخل في الأفراد بأعيانهم إلا زعماءهم الأشرار .. حتى نستقصيهم ونقول هؤلاء أشرار إلا فلان وفلان وفلان .. لا يا شيخ .. هذا منهج لا نعرفه إلا من بعض الدعاة الذين ليس لهم اشتغال بالعلم الشرعي الأصيل ولا أنفي عنهم العلم مطلقا.
وعلى فرض الناس الذين أخرجتهم وأنهم ليسوا كأكثر الرافضة أقول لك هؤلاء يخرجون خروجا أوليا من الموضوع ..
والكلام يطول على هذا ويا ليت لو نقرأ عنهم أكثر ..
أعيد السؤال:
ايتنا بأمثلة للمجموعة الطيبة المعتدلة ممن ذكرت؟
وجزاك الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/187)
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 04:01 م]ـ
الكلام في الأجناس ليس كالكلام في الأعيان وهو سبب خلط الكثير من الشباب في كثير من الأمور والله الهادي إلى سواء السبيل
الله يجزاك خير
هذا الذي أردت أن أعبر عنه
--------------------------------------------------------------
ثم لو أردنا أن نطرد الموضوع لقلنا نتوقف إذن عن الحديث على الفرق والأهواء وبيان باطلهم
فإن قيل لا نقصد هذا وإنما نبين أن بعضهم لا يوافق على ما هم عليه نقول دع البعض الأول يرضى عنهم أولا ...............
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[15 - 07 - 09, 04:34 م]ـ
قضية الشيعة والرافضة ليست من القضايا الملحة لدينا في مصر كما أن هناك من القضايا التي ليست في اهتمام الكثيرين القريبين إقامة من الشيعة فهذه ليست قضيتي التي ألح عليها إنما ما أريد التأكيد عليه ألا نقع فيما وقع فيه أهل الملل والنحل المخالفة من تهمة التعميم فالمسلمون في نظر كثيرين نظرا للتعميم هم مجموعة من مدمني الشهوات والقتل كما يظهر ذلك في وسائل إعلامهم وعبر عنه هذا الألماني الحاقد عندما وصف امرأة مسلمة ترتدي الحجاب بأنها إرهابية كافرة ولم يكتف بذلك بل وجه إليها ثلاث عشرة طعنة بسكين وهو في ساحة المحكمة وهي تقاضيه وطعن زوجها الذي حاول إنقاذها دون جدوى.
فنحن أمة العدل لانظلم حتى من يخالفنا ونتحرى دائما الحق وندقق في أحكامنا حتى لا تصيبها آفة التعميم الذي يوصم به العقل العربي من قبل المستشرقين وعلماء الغرب.
هذا ما أردته توضيحه والتأكيد عليه، لكن لا ترضون إلا بجعل هؤلاء الشيعة هم العدو ولا عدو غيرهم فهذا مبلغ علمكم.
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 05:28 م]ـ
الله المستعان
دخلت على أحد مواقع الشيعة-عليهم من الله مايستحقون-وليتني مادخلت
وجدتهم يسبون في شيخنا بل وحكموا بمصيره والعياذ بالله
ويقولون عنه كلاما قبيحا .. بل العجيب يقول أحدهم حزنت على موت مايكل جاكسون .. وفرحت بموته!!!!
ألا لعنة الله على الظالمين
ليس بعد الكفر ذنب
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[15 - 07 - 09, 05:33 م]ـ
يدعون عليه أن يحشره الله مع أبو بكر وعمر رضي الله عنه وهذا من عجائب أدعيتهم!!
ونحن نؤمن على هذا الدعاء.
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 06:04 م]ـ
لكن لا ترضون إلا بجعل هؤلاء الشيعة هم العدو ولا عدو غيرهم فهذا مبلغ علمكم.
ليس كمال قلت
بل أنت أثرت موضوعا خاصا فتم الرد عليه
أما عما ذكرته من الشبهة التي اعترضتك من أن صورتنا عند الغرب مهتزة (بمعنى ما ذكرت) وينبغي أن نغير هذا حتى يتغير علينا الغرب فأنا أنقل لك جواب القرآن على هذه الشبهة:
قال تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) الآية
وإياك أخي أن تقول ما هذا التعميم!
إذن سلمك الله القضية بيننا وبين الغرب قضية حقد دفين، وقضية صراع بين الخق والباطل
ولا تستمع لمن يدندن من بعض الصحفيين أو من ركب موجتهم من بعض الدعاة وينادون بتغيير صورة الإسلام التي تشوهت في عيون الغرب ...
والنتيجة (لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى)
ومع هذا فهذه القضية ليست قضيتنا الآن ولكن لما تعرضتَ لها تعرضتُ لها.
وهذا يكفي بخصوص هذه المشاركة
وشكرا
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 09:17 م]ـ
يدعون عليه أن يحشره الله مع أبو بكر وعمر رضي الله عنه وهذا من عجائب أدعيتهم!!
اللهم احشر شيخنا مع أبي بكر وعمر وعثمان وعلي.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[16 - 07 - 09, 02:17 ص]ـ
سُألت عائشة رضي الله عنها: هناك أقواماً يسبّون أبوبكر وعمر ...
فقالت: هؤلاء رجال أراد الله أن يجري ثوابهم بعد مماتهم .. أو نحو هذا الكلام ..
فلا يضر السماء نبح الكلاب .....
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[16 - 07 - 09, 02:31 ص]ـ
يدعون عليه أن يحشره الله مع أبو بكر وعمر رضي الله عنه وهذا من عجائب أدعيتهم!!
ليتكم تدعون لي به
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[16 - 07 - 09, 02:38 ص]ـ
هنيئاً له والله , عداوة هؤلاء الرعاع , بل وحتى أصحاب ابن مويس اللحيدي , فرحون بموته -رحمه الله -
فقد كان حجراً يخنق حناجر أهل البدعة والفساد - رحمه الله رحمة واسعه - و أخلف الله في أمتنا من أمثاله.
ـ[الروميصاء السلفية]ــــــــ[16 - 07 - 09, 10:22 ص]ـ
تبقى الأسود أسود والكلاب كلاب .....
نسأل الله أن يستجيب دعاءهم بحشره مع أبو بكر وعمر رضي الله عنهم
فلله درها من مكانة بأن يحشر مع الرجال الكرام الزاهدين العابدين
الصحابة الأخيار ....
اللهم أرنا بهم يوما تشفى فيه الصدور ....
رحم الله الشيخ رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ....
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[16 - 07 - 09, 12:20 م]ـ
الله المستعان
دخلت على أحد مواقع الشيعة-عليهم من الله مايستحقون-وليتني مادخلت
وجدتهم يسبون في شيخنا بل وحكموا بمصيره والعياذ بالله
ويقولون عنه كلاما قبيحا .. بل العجيب يقول أحدهم حزنت على موت مايكل جاكسون .. وفرحت بموته!!!!
ألا لعنة الله على الظالمين
لعل هذا سيكون من أسباب دخول الشيخ إلى الجنة و نحن لا نزكيه على الله، لكن تذكرت حديث جندب بن عبد الله رضي الله عنه، فقد روى مسلم (8/ 36) و ابن أبي الدنيا في " حسن الظن بالله " (190/ 1 - 2) و اللفظ له، أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:"إن رجلا قال: و الله لا يغفر الله لفلان، قال الله: من ذا الذي يتألى على أن لا أغفر لفلان؟ فإني قد غفرت لفلان، و أحبطت عملك"
اللهم ارحم الشيخ الكريم و ارفع درجاته في عليين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/188)
ـ[ناصر الدين الجزائري]ــــــــ[16 - 07 - 09, 03:08 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
ما قاله الأخ محمد مبروك عبد الله غريب جدا
الروافض الخبثاء يتربون منذ صغرهم و نعومة أظفارهم على بغض أهل السنة و الحقد عليهم، و هذا البغض أشد من بغضهم لليهود و النصارى، و خياناتهم للأمة الإسلامية على مر التاريخ أمر أشهر من أن يذكر و أعرف من أن ينكر و أكثر من أن يحصر
و القوم واقعون في الكفر و الشرك كبيره و صغيره و عندهم تفنن في أنواع الضلال و الغي و الهوى
و إن أردنا نصرا على اليهود و النصارى فعلينا بإقصائهم و الحذر من شرهم و عدم أمن مكرهم
و العدل الحقيقي معهم هو ببيان خطرهم و نشر فضائحهم و إذاعة مخططاتهم و معرفة حقيقية عقيدتهم المبنية على الكفر و الزندقة الضلال، هذه هي عبارات العدل و الإنصاف في حق الروافض الخونة
مبدأ فكرة الأخ محمد مبروك في مصب ووجه إستدلاله فيه عطب
وليعذرني إخواني على الشدة في كلامي، فالشدة في موضعها محمودة، و أنا أتقرب إلى الله ببغض الروافض، أسأل الله أن يرزقني و إياكم الإخلاص في القول و العمل
ـ[أبو عيسى الأندلسي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 04:59 م]ـ
رحم الله الشيخ بن جبرين , والله أسأل أن يهدى الضالين من الشيعة , أو يقطع دابرهم ..
ـ[أبو الإمام معاذ]ــــــــ[18 - 07 - 09, 05:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ونسأل الله أن يحشر شيخنا مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما
يدعون عليه أن يحشره الله مع أبو بكر وعمر رضي الله عنه!!
هنيئاً للشيخ رحمه الله بطيب الدعاء من (المحب والمبغض) على السواء
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[22 - 07 - 09, 11:53 م]ـ
رحم الله العلامة بن جبرين
كان الشيخ شوكة فى حلوقهم رحمه الله
ـ[حذيفة السلفي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 12:05 ص]ـ
لعل هذا سيكون من أسباب دخول الشيخ إلى الجنة و نحن لا نزكيه على الله، لكن تذكرت حديث جندب بن عبد الله رضي الله عنه، فقد روى مسلم (8/ 36) و ابن أبي الدنيا في " حسن الظن بالله " (190/ 1 - 2) و اللفظ له، أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:"إن رجلا قال: و الله لا يغفر الله لفلان، قال الله: من ذا الذي يتألى على أن لا أغفر لفلان؟ فإني قد غفرت لفلان، و أحبطت عملك"
اللهم ارحم الشيخ الكريم و ارفع درجاته في عليين.
رحم الله الشيخ وأعلى منزلته ومقامه.
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 01:17 ص]ـ
رحم الله العلامة بن جبرين
كان الشيخ شوكة فى حلوقهم رحمه الله
أخي الحبيب
كان و ما زال و سيبقى شوكة في حلوقهم لعنهم الله
ـ[إبراهيم المسعود]ــــــــ[23 - 07 - 09, 01:57 ص]ـ
أبا باكر الغنامي، لا تحي ذكر من أخمد الله ذِكره، بارك الله فيك!
ورحم الله الشيخ ابن جبرين وبارك في عمله.
ـ[أبوهمام الهمام]ــــــــ[27 - 07 - 09, 03:45 م]ـ
غفر الله لشيخنا الجبرين ماضر السحاب
نباح الكلاب.
ـ[أبو أسيد الصالحي]ــــــــ[29 - 07 - 09, 12:19 ص]ـ
«لا يشمت الحساد .. » في رثاء ابن جبرين-رحمه الله-،والرد على الشامِتين (من المبتدعة كالرافضة وأشباههم) ..
إنَّا له .. إنا إليه نؤوبُ=ذا قولُنا إذ ما تُلِمُّ خطوبُ
أجَلُ النفوسِ وسَعدُها وشقاؤُها=في اللوحِ عند إلهنا مكتوبُ
فهو العزاءُ إذا تقرَّحَ من أَسَى=فِقدانِ شيخِ الصحوةِ المكروبُ
لا ضيرَ إن نَعَتِ الجزيرةُ جدَّها=أو لَطَّمتْ وجهًا علاه شُحوبُ
لا ضيرَ إن لَبستْ سرابِلَ جازِعٍ=أو شُقِّقَتْ في الناحياتِ جيوبُ
فلقد أطاشَ سهامَها وجعابَها=جبرينُها نِحْريرُها المحبوبُ
شهمٌ عزيزُ النفسِ جلدٌ أيِّدٌ=صلبُ القناةِ مباركٌ ملبوبُ
فلكمْ تسامرتِ البلادُ بسَيرهِ=ولكم سقَى مَن قد دهَاه لُغُوبُ
ألِفَتهُ دهناءُ البلادِ ونجدُها=وحجازُها وشمالُها وجنوبُ
يسعى إلى دينِ الإلهِ مجاهدًا=حتى أضاءتْ في دُجَاها قلوبُ
وتراهُ في المضمارِ رغمَ كهولةٍ=لا يرتجي إدراكَه عُرقوبُ
يا حُسنَ رنةِ صوتِه في بحةٍ=قد زانَها في النائباتِ تنوبُ
صدعٌ بقولِ الحق إن شرِقتْ بهِ=أفواهُ من قد ألجمتْهُ جيوبُ
ما جئت أسردُ من مناقبِ عزِّه=غُررًا تروحُ على الورى وتؤوبُ
لكنْ عن الشرفِ الرفيعِ منافِحًا=ودعوتُ نظمًا جَزْعُه مثقوبُ
لا قرَّت العينُ التي بوفاته=استبشرتْ .. سُمِرَت، غَشاهَا الشَّوبُ
أي شامتًا .. لا تمَّ سَعدُك إنَّنا= مستمسكون وصدعُنا مَرؤُوبُ
فاللهُ أبقى في العشيرةِ لُمَّعًا=يَرِدُون من وشَلٍ له مسكوبُ
ما نال منَّا شامتٌ إلا كما=قد نالَ من بِكْرٍ فتى مجبوبُ
«لا يشمَت الحُسادُ إنا معشرٌ=عجَمَتْ حوادثُ عودَنا وخطوبُ
فتكشَّفتْ عن نبْعةٍ جبَليةٍ=صماءَ لم يُقرَع لها ظُنبوبُ
لا شيخُنا ضَرَعٌ تلينُ قناتُهُ=كلَّا ولا الشَّرخُ الطَّريُّ يذوبُ
إنَّا كذاكَ على الخطوبِ سحابُنا=مستَمطَرٌ، وجنَابُنَا مرهوبُ»
خَلَفَ الإلهُ لأُمَّتِي في رُزْئِها=وسقى ثَرى جَدَثِ السَّري الشُّؤبوبُ
وأقرَّ عينَ مسهَّدٍ قد آدَهُ=حُزْنٌ يكاد يبثُّهُ يعقوبُ
ثم الصلاةُ على المورِّث ما جرى=دمعٌ يَسُحُّ بمقلةٍ مصبوبُ
...
أبو أسيد علي الصالحي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/189)
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[29 - 07 - 09, 07:51 ص]ـ
كناطحٍ صخرةً يوماً ليوهنَها ** فما ضرَّها وأوهى قرنَه .. (التعسُ)
لعل هذه رواية أخرى للأبيات!
كنَاطِحٍ صَخْرَةً يَوْمًا لِيُوهِنَهَا *****فَلَمْ يَضُرَّهَا، وَأَوْهَى قَرْنَهُ الوَعْل.
يَا نَاطِحَ الْجَبَلَ العَالِي لِيَلْثمهُ ***** أَشْفِق عَلَى الرَّأسِ لا تُشْفِقْ عَلَى الْجَبَل.
...
أسأل الله أن يرفع الشيخ ابن جبرين بكلِّ كلمة يقولونها درجات عنده.
" وإنا نُشهِد الله بتبجيلنا لهذا الرجل.
و نتقرب إلى الله بتقديرنا له،
ونتقرب إليه جل وعلا بِبُغْض من يُبغضُه ..
" ألقمهُمُ الله الحجارةَ، وزلزلَهم.
"روافضُ مساكين"!
يخوضون في أعراض الصحابة فما بالنا عجبنا لطعنهم في العلماء!
" عجَّل اللهُ هلاكهم آمين "، وألحق بهم من يخوضون في أعراض العلماء- دونَ عِلمٍ أو بصيرة- دعاةَ الجرح والتجريح ..
ـ[عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[31 - 07 - 09, 05:30 م]ـ
معاداة و بغض الشيعة الرافضة لعوام أهل السنة و علمائهم من دينهم و عقيدتهم، فضلا عن السب و الشتم و اللعن، فلا دخل هنا لقضية التثبت و العدل و الإنصاف، و أشكر سائر الإخوة الذين نبهوا على هذا و بخاصة الأخ الفاضل أبا الحسن الأثري جزاه الله خيرا.(162/190)
آخر الدروس التي ألقاها الشيخ عبدالله الجبرين رحمه الله تعالى قبل وفاته
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[15 - 07 - 09, 03:44 ص]ـ
آخر الدروس التي ألقاها الشيخ عبدالله الجبرين رحمه الله تعالى:
نسأل الله أن يغفر له ويرحمه, كان بالأمس يزور الشيخ سفر الحوالي عندما كان مريضًا بالمشفى.
وها هو الأن قد فاضت روحه وشيع جثمانه ودفن تحت التراب!
المغرور والله من اغتر بهذه الدنيا الزائلة , الراحلة.
ياقوم اعملوا لجنة الخلد التي وُعِدَ المتقون كانت لهم جزاءً ومصيرا.
هذه الدروس كانت من آخر الدروس التي ألقاها رحمه الله بالرياض في جامع الراجحي - حي شبرا.
بتاريخ:
9/ 2/1430 هـ
والدروس كانت في:
الأدب المفرد (للبخاري)
شرح الأجرمية
تحفة أهل الطلب في تجريد أصول قواعد ابن رجب (للسعدي)
شرح العبادات الخمس لأبي الخطاب
على هذا الرابط: http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=59214 (http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=59214)
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 03:56 ص]ـ
جزاك الله خيرً يا أبا زارع .. وتقبل الله شيخنا في زمرة الشهداء والعلماء الربانين ..
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[15 - 07 - 09, 04:23 ص]ـ
ومن ما سمعت:
أن الشيخ كان له أكثر من 45 درسًا يقضيها في أقل من أُسبوع .. !
سبحان الله ما أعظم فضله على الشيخ .. رحمه الله وتقبل منه ..
للفائدة:
هناك مصحف يباع في المكتبات وفي القرطاسيات يسمى/ مصحف الوسيلة أو مصحف الوسيلة المعلم.
يعتبر من أفضل المصاحف على الإطلاق التي تعنى بأحكام التجويد, ورسمها, وتمييزها على المصحف, وتتميز بالدقة الفائقة في إظهار الأحكام, والمدود, وللشيخ عبدالله الجبرين - رحمه الله - تقريظ على هذا المصحف قال فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل القرآن وأوضح فيه أحكام الإسلام والإيمان وأمر نبيه أن يبيِّن للناس مانزل إليهم
فبيّنه غاية البيان, والحمد لله الذي هدانا وعلّمنا البيان, ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وننزهه عن مشاركة المألوهات والأوثان, ونشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلِّم تسليماً كثيرًا.
أما بعد فقد قرأت رسالة (الوسيلة لترتيل القرآن الكريم) الذي ألفه مجموعة من المختصين بإشراف /
الأخ عبدالرحمن بن محمد بن عبدالرحمن بن ملّوح مؤسس ومدير دار الوسيلة للنشر والتوزيع.
وقد أبهجني وأفرحني ما رأيت من الدقة في أحكام التجويد والحرص على بيان المواقف والمد والإدغام وما جعلوا لذلك من العلامات الظاهرة والرموز المخصصة لكل نوع بحيث يكون القارئ على بيّنة من أمره وتقل الحاجة معه لمن يلقن هذه الأحكام, وكل ذلك مما يحتاج إلى بذل جهد وعمل يشكرون عليه ولا شك أن الناس جميعًا عربهم وعجمهم بأمس الحاجة إلى ما يوضح لهم تلاوة القرآن الكريم, كلام ربهم الذي أنزله هدى للناس وبيِّنات من الهدى والفرقان.
فجزاهم الله أحسن الجزاء وأكثر في الأمة من أهل النصح والإخلاص للمسلمين والله أعلم.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
كتبه
عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين
28/ 11/1420 هـ
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[18 - 07 - 09, 01:26 ص]ـ
أخطأت يا أبا زارع بل له 70درسا في الاسبوع سمعت هذا من أبي الحسن مصطفى بن اسماعيل
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[18 - 07 - 09, 01:46 ص]ـ
أخطأت يا أبا زارع بل له 70درسا في الاسبوع سمعت هذا من أبي الحسن مصطفى بن اسماعيل
سبحان الله ذلك فضله يؤتيه من يشاء
وهذا معناه أن الشيخ كل يوم له 10 دروس, لله دره!
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[15 - 04 - 10, 10:53 م]ـ
رحم الله الشيخ وغفر له.
لمثل هذا فلابد أن نعد.(162/191)
رقم هاتف لمحدث من محدثين باكستان
ـ[عبد رب العالمين الباكستاني]ــــــــ[15 - 07 - 09, 07:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني وأحبابي طلبة العلم
إليكم رقم تلفون الشيخ أنيس الحق الملتاني حفيد الشيخ عبد الحق الملتاني وابن أخو الشيخ شمس الحق الملتاني
وهو كان يمتلك رقم قديم لكن توقف عن العمل وهذا هو الرقم الجديد عسى أن ينتفع به أخوتى الأحباب
00923006376825
ـ[عبدالرحمن محمد العوضي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 07:55 م]ـ
جزاك الله خيرا و حبذا لو وضعت لنا شيئا من ترجمته.
ـ[عبد رب العالمين الباكستاني]ــــــــ[20 - 07 - 09, 01:50 م]ـ
الشيخ درس على أبيه وعمه ويجيز عنهم وجده أشهر من نار على علم وهو من المسندين في هذا العصر وهو سيكتب ترجمته وأسانيده والتي أغلبها من طريق السيد نذير بن حسين رحمه الله وقد أجاز لعدد من شيوخ بلاد الحرمين
ـ[عبد رب العالمين الباكستاني]ــــــــ[20 - 07 - 09, 01:56 م]ـ
) الشيخ انيس الحق الملتاني وهذا
عنوانه
anisul-haq
maqam -e- mahmood
opp. panjab nursery
bosan road
multan city
pakistan
ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 06:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[عبد رب العالمين الباكستاني]ــــــــ[30 - 09 - 09, 02:15 م]ـ
أقول للأخوة الذين راسلوني على الخاص بأنه يمكنم أن تتصلو بالشيخ وتتحدثوا معه وتسألوه عن الطريقة التي يمكن ان تتواصلوا معه من أجل أخذ اجازة وجزاكم الله كل خير
ـ[نورالدين الساعي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 03:56 م]ـ
جزاك الله خيرا ممكن تزودنا بتعريف عنه أكثر(162/192)
بين الشيخ السدحان والمسيطير والشيخ ابن جبرين
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[16 - 07 - 09, 05:13 م]ـ
احسن عزاءنا وعزاءكم ورحم الله الشيخ وأعلى درجته
تشرفت بأبي محمد المسيطير وبالشيخ السدحان بسيارتي الكرسيدا xl - قبل أكثر من عشر سنوات تقريبا -
في زيارة لبيت الشيخ ابن جبرين رحمه الله
والمتفضل علينا بعد الله في هذه الزيارة أبو محمد المسيطير وفقه الله
وهناك فوائد عالقة في ذهني لا تُنسى
وهي فائدة تواضع الشيخ السدحان وركوبه معي في هذه السيارة الحديثة! لكن زال عجبي لما رأيت شيخه الذي ذهبنا إليه وعرفت أن الطالب إنما أخذ الأدب وحسن السمت قبل العلم من شيخه
وذكر الشيخ السدحان طرفة ونحن في الطريق لا زلت أتذكرها
وهي مداعبته لأحد من كان معنا لما قال والشيخ في الكرسي الأمامي معي وأنا السائق
قال له لا تصح الصلاة خلف العسكر يا فلان
لأن الفقهاء يقولون لا تصح خلف شرطي!
وما كان من أخينا العسكري إلا أن (بققت) عيونه ثم أزال العجب الشيخ بتوضيح هذه الفائدة
اللطيفة التي تنم عن حسن معشر ولطف من الشيخ
وقبل أن نذهب لبيت الشيخ ابن جبرين رحمه الله لما كنا اظن في مكتبة الشيخ السدحان
أو بيته نسيت قال الآن هذه البرامج فيها خير وفائدة في تخريج الحديث
حتى طبع لي احدهم 20 ورقة من كتب التخاريج عن أحد الرواة
والمسند تستطيع البحث فيه بكل سهولة
المهم
وصلنا لبيت الشيخ ابن جبرين رحمه الله
وكانت الفائدة التي لا أنساها كأني أراها أمامي الآن
وهي معركة بين الشيخ السدحان والشيخ ابن جبرين على تقبيل رأس الشيخ ابن جبرين
فكان من حسن أخلاق السدحان ان ثبت يدي الشيخ ابن جبرين بكلتا يديه
والشيخ ابن جبرين رحمه الله لا يثني ذراعيه لئلا يصل الشيخ السدحان لما يريد
ونظر إليه الشيخ السدحان وهو يبتسم ويقول فك ما فيه فكة -يقصد لازم أن اقبل رأسك-
والعجيب أن ابن جبرين كان يضحك
- ومن هذا يظهر حسن معرفة الطالب لمداعبة شيخه-
هذا الموقف لا أنساه أبدا
فلما أتيت أنا منعني بقوة من تقبيل الرأس وبالطبع ليس لي خبرة الشيخ السدحان وأستحي من
فعل ذلك فرضخت للأمر
أما أبومحمد المسيطير فلا أدري أقبل ر أسه أم لا
ولا أظنه استطاع
وكل هذ الوقت الذي قضيناه مع الشيخ ابن جبرين رحمه الله لا أتذكر منه إلا أني تسمرت أنظر الى
هيبة الشيخ وابتسامته وحسن تلطفه مع الشيخ السدحان مع تواضع جم قل نظيره
وكنت مشدوها لذلك
ـ[أبو أسامة عبدالرحمن]ــــــــ[19 - 07 - 09, 02:53 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ورحم الله العلامة ابن جبرين ..
ـ[مازن الخضيري]ــــــــ[19 - 07 - 09, 08:41 ص]ـ
الشيخ السدحان من كبار طلاب شيخنا ابن جبرين وممن له عناية بكتب السير والتراجم فمن كان له موقف او قصة مع الشيخ ابن جبرين حبذا لو يخبر الشيخ السدحان به لعله ان يخرج لنا كتابا في سيرة العلامة ابن جبرين
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[19 - 07 - 09, 01:59 م]ـ
احسن عزاءنا وعزاءكم ورحم الله الشيخ وأعلى درجته
تشرفت بأبي محمد المسيطير وبالشيخ السدحان بسيارتي الكرسيدا xl - قبل أكثر من عشر سنوات تقريبا -
في زيارة لبيت الشيخ ابن جبرين رحمه الله
والمتفضل علينا بعد الله في هذه الزيارة أبو محمد المسيطير وفقه الله
وهناك فوائد عالقة في ذهني لا تُنسى
وهي فائدة تواضع الشيخ السدحان وركوبه معي في هذه السيارة الحديثة! لكن زال عجبي لما رأيت شيخه الذي ذهبنا إليه وعرفت أن الطالب إنما أخذ الأدب وحسن السمت قبل العلم من شيخه
وذكر الشيخ السدحان طرفة ونحن في الطريق لا زلت أتذكرها
وهي مداعبته لأحد من كان معنا لما قال والشيخ في الكرسي الأمامي معي وأنا السائق
قال له لا تصح الصلاة خلف العسكر يا فلان
لأن الفقهاء يقولون لا تصح خلف شرطي!
وما كان من أخينا العسكري إلا أن (بققت) عيونه ثم أزال العجب الشيخ بتوضيح هذه الفائدة
اللطيفة التي تنم عن حسن معشر ولطف من الشيخ
وقبل أن نذهب لبيت الشيخ ابن جبرين رحمه الله لما كنا اظن في مكتبة الشيخ السدحان
أو بيته نسيت قال الآن هذه البرامج فيها خير وفائدة في تخريج الحديث
حتى طبع لي احدهم 20 ورقة من كتب التخاريج عن أحد الرواة
والمسند تستطيع البحث فيه بكل سهولة
المهم
وصلنا لبيت الشيخ ابن جبرين رحمه الله
وكانت الفائدة التي لا أنساها كأني أراها أمامي الآن
وهي معركة بين الشيخ السدحان والشيخ ابن جبرين على تقبيل رأس الشيخ ابن جبرين
فكان من حسن أخلاق السدحان ان ثبت يدي الشيخ ابن جبرين بكلتا يديه
والشيخ ابن جبرين رحمه الله لا يثني ذراعيه لئلا يصل الشيخ السدحان لما يريد
ونظر إليه الشيخ السدحان وهو يبتسم ويقول فك ما فيه فكة -يقصد لازم أن اقبل رأسك-
والعجيب أن ابن جبرين كان يضحك
- ومن هذا يظهر حسن معرفة الطالب لمداعبة شيخه-
هذا الموقف لا أنساه أبدا
فلما أتيت أنا منعني بقوة من تقبيل الرأس وبالطبع ليس لي خبرة الشيخ السدحان وأستحي من
فعل ذلك فرضخت للأمر
أما أبومحمد المسيطير فلا أدري أقبل ر أسه أم لا
ولا أظنه استطاع
وكل هذ الوقت الذي قضيناه مع الشيخ ابن جبرين رحمه الله لا أتذكر منه إلا أني تسمرت أنظر الى
هيبة الشيخ وابتسامته وحسن تلطفه مع الشيخ السدحان مع تواضع جم قل نظيره
وكنت مشدوها لذلك
جزاكم الله خيرا على هذه الرحلة الطيبة ..
ولعل الشيخ المسيطير يكمل لنا مايتذكره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/193)
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 05:14 م]ـ
ما شاء الله لا قوة الا بالله
ملازمة الشيخ كنز ربحه من ربح و خسره من خسر!!!!!!!!
هنيئا لمن لازمه و نهل من علمه
اي و الله هنيئا ثم هنيئا ثم هنيئا
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[20 - 07 - 09, 01:01 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
فقدنا عالما عاملا و أبا رحيما ومربيا كريما ولا نقول إلا ما يرضي ربنا فرحمه الله وأسكنه فردوسه الأعلى وإنا لله وإنا إليه راجعون
سألته سؤالا خاصا يتعلق في أمر عام للأمة - أكاد أجزم أنه لو سُئل غيره ممن هو أعلم منه أو أدنى منه لم يجب هذا إذا سلم السائل من تبعة السؤال *-بعد درس الفجر وهو يمشي إلى بيته فكان جوابه مباشرا تاما واضحا ليس فيه تعريض أو تحوير أو تغيير
بل والله يشهد علي سبحانه جاء جوابه فوق ما توقعت
وهذه الجرأة في الحق لم أرها سوى ما كان من الشيخ ابن باز رحمه الله والشيخ البراك حفظه الله
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[20 - 07 - 09, 02:28 م]ـ
وهذه الجرأة في الحق لم أرها سوى ما كان من الشيخ ابن باز رحمه الله والشيخ البراك حفظه الله
حاولت عدة مرات أن أضيف كلاما على هذه الجملة -يعلم الله- في نفس المشاركة لكن لم أستطع
لعطل تقني فحاولت أن أكتب ردا مستقلا بعدها فلم أستطع والحمد لله
وما حاولت أن أكتبه
هو: ولا يهون بقية المشايخ حفظ الله الحي منهم ورحم الميت
لكن قلت هذا الكلام لأمر وقفت عليه بنفسي
فالشيخ ابن باز سألته في أمر لا أظن أن يجيب عليه إلا القلة من المشايخ الذين لا يخشون في الله لومة لائم ووالله جاء جوابه صريحا بل و زيادة على ما رغبت من الجواب
وأما الشيخ البراك حفظه الله
ففي وقت عسير لا يكاد أحد أن يقول شيئا لما مر بالعباد والبلاد من الفتن
ومع ذلك لما أعلمه من مشايخنا حفظهم الله من العلم والتجرد لله
سألته وهو خارج من مسجده الفاروق بصحبة ابنه
فكان جوابه قويا شديدا في الحق كله رغبة فيما عند الله والدار الآخرة
وكأنه يعيش معنا في هذه الدنيا فقط بثيابه
حفظه الله ورحم علمائنا الكبار
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[20 - 07 - 09, 02:40 م]ـ
وفقك الله يا شيخ عبدالله ورحم الله الشيخ عبدالله بن جبرين وبارك في علمائنا الباقين .... وعلى ذكر الشيخ عبدالعزيز السدحان فإني لا أرجوا أن يكون من أئمة الهدى
قال ابن القيم رحمه الله: وقد أثنى الله سبحانه على عباده المؤمنين الذين يسألونه أن يجعلهم أئمة يهتدى بهم فقال تعالى في صفات عباده والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما قال ابن عباس يهتدى بنا في الخير وقال أبو صالح يقتدى بهدانا وقال مكحول أئمة في التقوى يقتدي بنا المتقون وقال مجاهد اجعلنا مؤتمين بالمتقين مقتدين بهم وأشكل هذا التفسير على من لم يعرف قدر فهم السلف وعمق علمهم وقال يجب أن تكون الآية على هذا القول من باب المقلوب على تقدير واجعل المتقين لنا أئمة ومعاذ الله أن يكون شيء مقلوبا على وجهه وهذا من تمام فهم مجاهد رحمه الله فإنه لا يكون الرجل إماما للمتقين حتى يأتم بالمتقين فنبه مجاهد على هذا الوجه الذي ينالون به هذا المطلوب وهو اقتداؤهم بالسلف المتقين من قبلهم فيجعلهم الله أئمة للمتقين من بعدهم وهذا من أحسن الفهم في القرآن وألطفه ليس من باب القلب في شيء فمن ائتم بأهل السنة قبله ائتم به من بعده ومن معه. (رسالة ابن القيم لأحد إخوانه)
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[20 - 07 - 09, 02:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفائدة القيمة من ابن القيم رحمه الله
وهناك سبق زر في جملة لا أرجو أن يكون من أئمة الهدى
وهي لأرجو أن يكون ...
وهو كذلك حفظه الله وبارك فيكم
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[21 - 07 - 09, 03:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفائدة القيمة من ابن القيم رحمه الله
وهناك سبق زر في جملة لا أرجو أن يكون من أئمة الهدى
وهي لأرجو أن يكون ...
وهو كذلك حفظه الله وبارك فيكم
استغفر الله .. أتمنى أن يصحح أحد المشرفين هذا الخطأ
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 07 - 09, 05:28 م]ـ
الأخ الشيخ الفاضل / عبدالله المحمد وفقه الله تعالى
جزاك الله خيرا الجزاء، وأجزله، وأوفاه ...
وأسأل الله أن يجمعنا ووالدينا والشيخ ابن جبرين وجميع مشايخنا ومن نحب في الفردوس الأعلى.
أتذكر ذلك الموقف ... وتلك اللفتات من الشيخ السدحان حفظه الله في سيارتك ... وذلك الشاب الذي ذهب الشيخ السدحان لتعزيته في والده - رحمه الله - ... وذلك اللقاء المبارك في منزل الشيخ ابن جبرين رحمه الله ... وتلك المشادة الأبوية بين الشيخ ابن جبرين وتلميذه السدحان.
ولازال أثرها وآثارها وتأثيرها ... في القلب.
لاحرمنا الله اللقياء بهم في الفردوس الأعلى مع محمد صلى الله عليه وسلم.
حفظك الله أخي / عبدالله المحمد ... وزادك من واسع فضله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/194)
ـ[محمد بن مبروك ال شعلان]ــــــــ[22 - 07 - 09, 12:04 ص]ـ
رحم الله شيخنا ابن جبرين رحمة واسعة(162/195)
الشيخ: عبدالمحسن بن عبدالعزيز العسكر، صاحب المحاضرة المعروفة [الصناعة اللغوية لطالب العلوم الشرعية]
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[17 - 07 - 09, 02:44 ص]ـ
بسم الله, والحمد لله, والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه
سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته:
هو: عبد المحسن بن عبد العزيز العسكر، ولدَ بمدينة الرياض عام 1386هـ، وبها نشأ ودرسَ، التحق بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وتخرج منها عام 1408هـ، عيِّنَ معيداً بقسم البلاغة بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ثمَّ حصل على الماجستير من القسم نفسه عام 1414هـ وكان عنوان رسالته (أسلوب الإنشاء في سور المفصل-دراسة بلاغية تحليلية) وقد حصل على تقدير (ممتاز)، ثم حصل على الدكتوراه عام1420هـ وكان عنوان رسالته (تحقيق ودراسة كتاب الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز ليحيى العلوي) وحصل على تقدير (ممتاز) مع مرتبة الشرف الأولى.
- أشهر المشايخ الذي استفاد منهم في دراسته الجامعية:
1 - فضيلة الشيخ العلامة محمد بن عبد الرحمن القاسم - رحمه الله.
2 - فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن المفدى - حفظه الله.
- أشهر المشايخ الذين درس عليهم خارج الدراسة النظامية ولا زمهم ملازمة تامة:
1 - الشيخ العلامة الجليل: عبد الله بن عبد العزيز العقيل - حفظه الله - وقد قرأ عليه مصنفاتٍ عدة منها: صحيحا: البخاري ومسلم، وزاد المستقنع، ودليل الطالب، والتسهيل في الفقه، ومسائل الإمام أحمد، ومختصر ابن النجار في أصول الفقه، والورقات، وأخصر المختصرات، ومنهج السالكين وغيرها.
2 - الشيخ العلامة: عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين - رحمه الله -، حيثَ لازمه وقرأ عليه قرابة ثلاثةَ عشرة سنة، ومما قرأ وحفظ عليه: بلوغ المرام، وزاد المستقنع، وألفية ابن مالك، ونخبة الفكر، وكتاب التوحيد، والعقيدة الواسطية، والرحبية، ونونية ابن القيم، والآجرومية، ومقامات الحريري، وغيرها.
3 - الشيخ العلامة: عبد الرحمن بن ناصر البراك - حفظه الله - وهو أقربَ شيوخه إليه وله به صلةٌ وعُلقةٌ علميةٌ وثيقة من عام 1408 إلى يومنا هذا، وقرأ عليه من المصنفات والمؤلفات والمطولات ما لا يُعدُّ ولا يُحصر.
4 - الشيخ العلامة: عبدالله بن حسن بن قعود - رحمه الله - وقد قرأ عليه في علم الفرائض.
5 - الشيخ العلامة: صالح بن فوزان الفوزان-حفظه الله-، وقرأ عليه في العقيدة والحديث والفقه.
6 - الشيخ الحافظ: حسن بن عبد اللطيف بن مانع - رحمه الله -، قرأ عليه في الفقه والتاريخ والحديث.
7 - الشيخ النحوي الكبير: محمد بن عبد الرحمن المفدى - حفظه الله - وقرأ عليه في إعراب القرآن لابن النحاس، وعقود الزبرجد في إعراب المسند، والإشادات والإفادات للشاطبي.
8 - الشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن السعد - حفظه الله - وقرأ عليه مسند الإمام أحمد، وسنن النسائي، والدارمي، وبعض كتب العلل والمصطلح.
9 - الشيخ اللغوي: الحسن بن سالم الشنقيطي - حفظه الله - (نزيل مكة) وقرأ عليه ألفية ابن مالك، ومعلقات العرب العشر، وغيرها.
- نتاجه العلمي:
أ- المقروء:
للشيخ كتبٌ وتحقيقاتٌ منها من رأى النور، ومنها شيءٌ لم يطبع، منها:
1 - الاقتباس- أنواعه وأحكامه - (دراسةٌ شرعيةٌ بلاغية من القرآن والحديث) وقد طُبع عام1425 عن دار المنهاج بالرياض.
2 - تحقيق كتاب (مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع-بحثٌ في العلاقات بين مطالع سور القرآن وخواتيمها-للإمام السيوطي) وقد طُبع عام 1426هـ، عن دار المنهاج بالرياض.
3 - إصلاح الإيضاح (استداركاتٌ ومناقشاتٌ لمسائل في كتاب الإيضاح للخطيب القزويني) وهو قيْد الطبع.
4 - شعرُ الغزل ونظرةٌ سواء) وهو قيْد الطبع.
5 - تفسير جزء تبارك .. مخطوط.
6 - مذكرةٌ في (حقيقة المجاز) مخطوطة.
وللشيخ مشاركةٌ في موقع (باب) تتمثلُ في خطبٍ ومواعظَ وإجاباتٍ قيمة كثيرة لأسئلة الزوار في شتى العلوم والفنون.
على هذا الرابط:
http://www.bab.com/persons/78/personal_page.cfm?cat_id=40
وغيرها ..
ب- المسموع:
للشيخ -حفظه الله- محاضرات و دروسٌ شرح فيها متوناً عدة، وقد سجِّلتْ، وهي في طريقها للنشر منها:
1 - تفسير القرآن وإعرابه وبلاغته.
2 - شرح الآجرومية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/196)
3 - شرح كتاب"دروس البلاغة".
4 - شرح مقدمة القاموس المحيط.
5 - شرح ألفية ابن مالك.
6 - شرح زاد المستقنع.
7 - محاضراتٌ وخطبٌ متفرقة.
وغيرها
وقد بدأ الشيخ في إلقاء الدروس منذ عام 1415هـ في فنون شتى في جامع الأميرة نورة بنت عبد الله بحي النخيل بشمال الرياض، فكان مما شرح:
الأصول الثلاثة، والقواعد الأربع، وكتاب التوحيد، والطحاوية، والدرر البهية، وزاد المستقنع، وبلوغ المرام، وعمدة الأحكام، وتفسير القرآن وأصوله، والورقات ونظمها، ودروس البلاغة، والآجرومية، وملحة الإعراب، وغيرها، إضافةً إلى ما يلقيه من المحاضرات والكلمات.
ودروسه تتسمُ بالعلم الجم، وقوة التأصيل العلمي، ووفرة الفوائد والفرائد، والاطلاع الواسع، وبعد الأُفق، والأسلوب الأخَّاذ الذي لا يُملّ.
وللشيخ نشاطٌ ملموس في الدعوة إلى الله في أقطار العالم الإسلامي فقد ذهب رسمياً إلى بلادٍ عدة كإندونيسيا، وساحل العاج، وغيرها.
والشيخ - سدده الله - قارئ نهم، له بصر بالكتب و درايةٌ بمناهج المؤلفين قديماً وحديثاً قل نظيره، ومكتبته من أنفس المكتبات الخاصة بمدينة الرياض.
*ثناءُ العلماء عليه:
قال الشيخ العلامة عبد الله بن عقيل - سلمه الله - في لقاء في قناة المجد لما سُئل عن أبرز تلاميذه، قال: (أبرزهم الشيخ الدكتور عبد المحسن العسكر وهو رجل فاضل، وعالم وعنده معرفة وحذق وحفظ، وتسأله في أي فن عنده علم، لا سيما في اللغة العربية، وهو يأتي يدرس علينا باسم أنه يدرس علينا ونحن نستفيد منه أكثر مما يستفيد منا).
وقد قال الشيخ عبد الكريم الخضير (لا أتكلم في اللغة وأنت موجود) - شرح حديث جابر-
ويعملُ الشيخ حالياً: أستاذاً مشاركا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وإماماً وخطيباً لجامع الأميرة نوره بنت عبد الله بن عبد العزيز بحي النخيل بشمال الرياض.
وفقنا الله وإياهُ لما يحبه ويرضاه.
مستفاد من موقع [طريق الإسلام ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=info&scholar_id=1401)]
وهنا على هذا الرابط محاضرته النافعة في اللغة العربية والتي بإسم: الصناعة اللغوية لطالب العلوم الشرعية
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=86224
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[17 - 07 - 09, 04:07 ص]ـ
بارك الله في أبي زارع.
للأسف لا نجد إلا القليل من مسموعات الشيخ.
ـ[أبو بكر بن عايد]ــــــــ[17 - 07 - 09, 12:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا أبا زارع على التعريف بهذا العلم العالم
نسألُ اللهَ أن يطيلَ بقائه و ينفعنا بعلومه
محبكم في الله:
أبو بكر بن عايد
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[17 - 07 - 09, 01:27 م]ـ
دروس الشيخ قوية ومؤصلة، نأمل أن نرى منها الكثير.
وفقه الله وأطال في عمره على طاعته.
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[17 - 07 - 09, 02:01 م]ـ
أحسن الله اليك اخي الحبيب
ـ[أبو سلمان الفريجي]ــــــــ[17 - 07 - 09, 02:06 م]ـ
جزاك الله خيرا
والله أنا نحب هذا الشيخ في الله
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 08 - 09, 09:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا, إخوتي الكرام, ونسأل الله أن يبارك في الشيخ ويسدده.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[11 - 08 - 09, 10:03 ص]ـ
http://www.liveislam.net/archive.php?sid=&action=title&tid=24&bookid=449
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[12 - 11 - 09, 12:37 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي الكريم البذال مختار , ونسأل الله للشيخ الرفعة في الداريين
ـ[عبد الرحمن الخوجة]ــــــــ[01 - 12 - 09, 07:34 ص]ـ
جزاكما الله جنة الفردوس
ـ[يوسف بن عواد البردي]ــــــــ[01 - 12 - 09, 10:38 ص]ـ
حفظه الله تعالى ...
ـ[عبد الحميد الأثري الجزائري]ــــــــ[03 - 04 - 10, 02:00 م]ـ
أريد رقم هاتف الشيخ لو سمحتم(162/197)
رحيل فقيه العلماء ابن جبرين رحمه الله ... (من أجمع التراجم).
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 07 - 09, 02:12 ص]ـ
قال الشيخ المبارك / عبدالوهاب الزيد - وفقه الله تعالى - ... في موقعه الجديد:
جامع أهل السنة والحديث ( http://www.hdeeth.com/)
---
بسم الله الرحمن الرحيم
رحيل فقيه العلماء ابن جبرين
وفاة سماحة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رحمة الله تعالى عليه.
فُجعت أُمَّةُ مُحمدٍ صلى الله عليه وسلَّم بعد ظهر يوم الإثنين 20/رجب/1430 هـ بوفاة سماحة الإمام الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن ابن جبرين رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأعلى منزلته في عليين وجعل مأواه جنات الفردوس.
وأقل حقوق شيخي علي أن أذكر شيئاً من ترجمته وسيرته المليئة بالعظات والعبر، وهي ترجمة كتبتها في حياة شيخنا ـ رحمه الله - وعرضتها عليه وصوبها بخط يده، أعرضها بنصها، ولم أضف عليها ماتجمع لدي فيما بعد، وسأضيف كل ذلك في الترجمة التي ضمنتها كتابي (المغني في تراجم وأسانبدأهل السنة والحديث) وهذه مقدمات مهمات بين يدي هذه النرجمة:
أولاً: إن وفاةَ عالمٍ ربَّانيّ من علماء أهل السُّنَّة ليس بالأمر الهيّن على المسلمين، إذ هؤلاء العلماء الربانيون هم نورُ هذه الأمَّة وطريقُ هدايتها وسبيلُ رشادها، وهم ورثةُ الأنبياء. وبوفاةِ هؤلاء العلماء تنقصُ الأرضُ من خيارها وهداتها كما فسَّر بذلك بعض أهل العلم قوله تعالى {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} [الرعد: 41].
ثانياً: سماحةُ شيخنا رحمه الله تعالى قد زكَّى علمَه الذين حواه قلبُه وعقلُه، فقد كان يعطي من العلم لطلاَّبه وعامةِ الناسِ ما لا يقوى عليه الكثير من أهل العلم ممن سبقه أو أدركه، فقد كان يدرّس في الأسبوع أكثر من أربعين درساً لطلاّب العلم في عدّة مساجد في مدينة الرياض وحدها؛ في شمالها وجنوبها وشرقها وغربها، هذا غير المحاضرات التي كان يلقيها في المساجد ولا تحصر، بل غير الكلمات الوعظيّة التي يلقيها في المحافل وغيرها. بالإضافة إلى الرحلات الدعوية السنوية التي يزور فيها كثيراً من مدن وقرى المملكة ويلقي فيها الدروس العلمية، والمحاضرات والكلمات الوعظية، وقلَّ أن تجد ناحيةً من نواحي البلاد إلاَّ وللشيخ ابن جبرين تلاميذ فيها، بل له في كثيرْ من الأقطار العربية والإسلامية تلاميذ يدينون له بالفضل في تعليمهم.
ثالثاً: حوى شيخنُا علماً كبيراً، وحفظاً غزيراً، إذا تكلَّم في مسألةٍ كأنما يَغرفُ من بَحْرٍ؛ لكثرة علمه وسعة محفوظاته، وقد كان في قوّةِ علمِه رحمةً للسُّنَّةِ وأهلها، شديداً على أهل الأهواء والبدعِ وأهلها، ناصحاً لله ولرسوله ولعامةِ المسلمين، وكان مقصداً للمستفتين من المسلمين، وكان رحمه الله إماماً فقيهاً له فتاوى مهمة في النوازل ِ كفتواه في جواز الرمي قبلَ الزوالِ، وجواز توسعة المسعى، وغيرهما من فتاواه المهمة التي يستشهد بها أهل العلم.
رابعاً: اقتضاء العِلْمِ العَمَل؛ فسماحةُ شيخنا رحمه الله تعالى عالمٌ جمع بين العلمِ والعمل، والصلاح والعبادة، وقد كانت أوقاته مليئة بالطاعات، وقلَّ أن رأينا أو رأى الناسُ مثله، وكان رحمه الله قُدوةً حسنةً مثالاً للعالمِ الصالح المُوافق قوله عمله وهذا ظاهر لكل من خالط الشيخ.
خامساً: لِينُ سماحةِ شيخنا رحمه الله تعالى للناس عانة ولطلاَّب العلم خاصة، فلم نرَ بعد سماحة الإمام شيخنا عبدالعزيز ابن باز – رحمه الله تعالى – في هذا مثله، فقد كان غايةً في التواضعِ والمباسطةِ، وقد كانت له أيادٍ بيضاء لكل من عرفه أو لجأ إليه في حاجة يحتاجها في أيّ مكانٍ وعند أيّ شخصٍ، وشفاعاتُ شيخنا لا يمكن عدّها وحصرها، وابتسامته للناسِ كلهم لا يفرّق بين رفيعٍ أو وضيعٍ ولا كبيرٍ أو صغير، وكذلك مجلسه في بيته يَغصُّ بالناسِ والمحتاجين؛ فيشفع لهذا ويعطي ذاك ويزكّي الآخر، وهكذا دأبه رحمه الله مع المحتاجين، ولشيخنا اهتمامٌ خاص بطلاَّب العلم وتحبيبهم إلى العلم.
سادساً: إمامةُ شيخنا ابن جبرين – رحمة الله عليه – ومنهجه العلمي المتميز:
سأوجز بيان ذلك من جهات سَبْع، وإلا فالمقام يحتاج لبسط وبيان يطول:
الأولى: تميّزُ شيخنا بأنه عالِمٌ يذكرك بعلماء السلف؛ لايقول أو يعمل إلا بما أدى إليه اجتهاده ونظره العلميّ، مع الورع في الفتوى، وهذا ممَّا لفت نظري منذ أن ابتدأتُ الدراسة على يديه.
الثانية: تميّزُ شيخنا بإتقانه لعلومِ الشريعةِ والآلةِ بما هو مشهودٌ له فيه من كبار أهل العِلم، بل يُعدُّ شيخنا أحدُ أركان العِلْم في هذا العصر، وإمامٌ لأهل السُّنَّةِ ومرجعٌ لأهل العِلمِ من أقرانه وطلاَّب العِلم في سائر الأقطار الإسلامية.
الثالثة: قوّّةُ شيخنا العلميّة ونظرته الأصولية بما يُراعي المصالحَ العامّة للمسلمين حيث أفتى في نوازِلَ عِلميّة بما أدى إليه اجتهاده كما سبق ذكره، وسعة فقهه ممّا أحجمَ عنه الكثيرُ من أهل العِلم.
الرابعة: التيسيرُ في الأحكام هو سبيلُ شيخنا في فتاواه ولكن بضوابط سيأتي بيانها في الفقرة التالية، وهذا أمر ظاهرٌ لمن تأملَ فقه وأحكام وفتاوى شيخنا.
الخامسة: حِرْصُ شيخنا على تقرير رأي الجمهور في المسائل العلميّة دون التقيّد بمذهبٍ معيّنٍ لايتجاوزه، وهذا إذا لم يؤدي إلى التشديد في المسألة أو يُخالفُ دليلاً مُحْكمُ الدِلالة.
السادسة: الأدبُ التربويُّ الجمُّ الذي تميَّز به شيخنا مع تلاميذه ومحبّيه، وهذا لاشكَّ أمر واضح في منهج شيخنا، وكم من شيخ قل عنده هذا الجانب التربوي المهم فذهبت بركة علمه ونفر عنه الناس.
السابعة: تميّزُ شيخنا بالحفظ للمسائل وأدلتها وأقوالِ أهلِ العِلم فيها بما يَنْدرُ وجوده في كثيرٍ من أهل العِلم اليوم، وقد بهرَ شيخنا كلَّ من رآه أوسمع كلامه، فرحمه الله ورفع مقامه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/198)
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 07 - 09, 02:19 ص]ـ
وهذا أوان الشروع في ترجمة شيخنا وإمامنا العلاَّمة عبدالله بن عبدالرحمن ابن جبرين عليه من الله الرحمة والرضوان.
ترجمة سماحة الإمام الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن ابن جبرين - رحمه الله تعالى-.
(1349هـ - 1430 هـ)
اسمه ونسبه:
عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله بن إبراهيم بن فهد بن حمد بن جبرين بن محمد بن عبدالله بن رشيد، من بني زيد القبيلة المشهورة، وكان أصلهم في شقراء، ثم تفرقوا إلى كثير من القرى ومنها القويعية بلدة الشيخ. وأخواله هم آل مسهر المشهورون هناك، وجدُّه لأمه يلقب بمسهر، واسمه عبدالرحمن بن محمد بن سليمان بن عبدالله بن عثمان بن محمد بن عبدالله بن رشيد، فعثمان أخو جبرين.
مولده:
ولد في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية، في بلد محيرقة، وهي إحدى قرى القويعية.
نشأته وطلبه للعلم:
نشأ الشيخ -حفظه الله تعالى- في قرية الرّين ومحيرقة، وقرأ القرآن وتعلَّم العلم على والده، وعلى عمه إمام جامع المحيرقة الشيخ سعد بن عبدالله بن جبرين بن فهد، وعلى قاضي الرين فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن محمد الشثري أبو حبيب الداعية المعروف -رحمه الله-، وكان عمره في بداية طلبه للعلم عشر سنوات.
وقد حفظ القرآن الكريم كاملاً عند ما كان عمره سبعة عشر عاماً، وأول متن حفظه عن ظهر قلب هو ثلاثةُ الأصول، ومتن الأربعين النووية، والرَّحبية في الفرائض، والآجرُّومية في النحو.
وحصل لشيخنا من التفوق والنجاح ما يرجع إلى أمرين هامين:
أولا: توفيق الله سبحانه وتعالى له، حيث هيأ له سبل العلم والفهم، وجعله ممن يقدِّمون العلم على كل شيء، فهو الموفق لكل خير، وبيده مفاتيح العلم والفهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ثانيا: إنكبابه على العلم والمذاكرة والبحث والاطلاع، مع انشغال غيره بما لا يعود نفعه إلا لنفسه، فهو أعطى وقته كله للعلم، فوصل بإذن ربه عز وجل إلى ما وصل إليه.
وطلبُ العلم في القِدَم -في زمن الشيخ- لا شك أنه كان من الصعوبة بمكان، حيث لا اتصالات، ولا تقنيات، ولا مواصلات سريعة، فكان الذي يطلب العلم يطلبه بصدق وصبر وتحمل مشاق، وقد تحمل الشيخ في ذلك مشقة عظيمة، إذ كان يسافر من بلد إلى آخر مشيا على الأقدام، وإن وجد راحلة فهي الإبل، ومن المعلوم أن الركوب على الإبل لا فرق بينه وبين المشي على الأقدام إلا الشيء اليسير من الوقت، بل قد لا تتحصل الرواحل لكل أحد.
ومما ذكره الشيخ في سفره قديماً:
أولا: سفره إلى بلدة محيرقة سنويا في الغالب وقت الصيف، للقراءة على إمام جامع محيرقة سعد بن عبدالله بن جبرين رحمه الله تعالى، وبالأخص في القرآن الكريم، وكان سفره على الرواحل من المطايا، والمسافة بين الرين ومحيرقة نحو خمس وستين كيلاً، وتقطع في يومين قاصدين، لكن السير يكون نهاراً، مع إراحة الرواحل وقت القيلولة، والاستظلال تحت شجر العضاه حتى تنكسر حرارة الشمس.
ثم يواصل السير مع من معه آخر النهار مع أول الليل، ثم ينزل وقت العشاء، ويبيت إلى الصباح، ويتعاقب الاثنان أو الثلاثة على بعير يركب كل واحد عقبه، ويسير الآخر إذا كان قادراً على المسير كما هي عادة المسافرين منذ القدم.
ثانياً: ذهابه للعَالِمِ في المكان البعيد سيراً على الأقدام، فهناك عالمٌ كبيرٌ وهو الشيخ صالح بن مطلق -عليه رحمة الله-، وكان إماماً في إحدى قرى الرين، فكان يذهب إليها راجلاً بصحبة والده -رحمه الله-، وبعض زملائه للتزود من علم الشيخ صالح رحمه الله، والاستفادة منه يوماً أو نصف يوم، وإن تيسر ركوب حمار فهو من وسائل التنقل، وهي تبعد عن قرية الشيخ ثمان كيلو متر وكان يقطعها في ساعتين تقريباً.
وكثيرا ما يقدم الشيخ صالح إلى القرية التي فيها الشيخ رغم كونه ضرير البصر تواضعاً منه واعترافاً بفضل الشيخ عبدالعزيز الشثري، فيتحمل مشقة السير راجلاً ذهاباً وإياباً، ولمدة ساعتين في الطريق للسلام والإفادة والاستفادة رحم الله الجميع، فهنالك يستقبل الشيخ صالح بالحفاوة والاحترام، ويلقي على الحاضرين أنواعا من الفوائد في الآداب والأحكام والغرائب، ويودع بمثل ما استقبل به من الإكرام رحم الله الجميع.
انتقال الشيخ للرياض لطلب العلم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/199)
وبعد انتقاله إلى الرياض عام 1374هـ التحق بمعهد إمام الدعوة واستمر فيه دارساً إلى أن انتهى من القسم العالي في عام 1381هـ.
وكان -حفظه الله تعالى- متفوقاً في المراحل الدراسية كلها، وكان الأول بين الطلاب الناجحين.
قلتُ: وقد حدَّثني الشيخ العلامة القاضي عبدالرحمن بن سحمان أن الشيخ ابن جبرين والشيخ ابن فوزان كانا يفتيان أيام الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله تعالى-.
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 07 - 09, 02:22 ص]ـ
مشايخه:
وأما مشايخه الذين قرأ عليهم فمنهم:
1 - سماحة الشيخ المفتي العام للمملكة محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ.
2 - فضيلة الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم آل الشيخ الفَرَضيّ المعروف -رحمه الله-.
3 - سماحة الشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز. المفتي العام للملكة -رحمه الله-.
4 - فضيلة الشيخ الإمام محمد الأمين الشنقيطي صاحب «أضواء البيان» -رحمه الله-.
5 - فضيلة الشيخ عبدالله بن حميد. رئيس مجلس القضاء الأعلى -رحمه الله-.
6 - فضيلة الشيخ عبدالرزاق عفيفي. نائب الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد -رحمه الله-.
7 - فضيلة الشيخ حماد بن محمد الأنصاري. العلامة المحدّث والأستاذ بالجامعة الإسلامية -رحمه الله-.
8 - فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن ناصر بن رشيد. الفقيه الفَرَضيّ -رحمه الله-.
9 - فضيلة الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري. العلامة المحدّث والباحث في إدارة الإفتاء -رحمه الله-.
10 - فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن هويمل.
11 - فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم المهيزع.
12 - فضيلة الشيخ عبدالحميد عمار الجزائري.
13 - فضيلة الشيخ محمد البيحاني.
14 - فضيلة الشيخ محمد الجندي المصري.
15 - فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن محمد أبو حبيب الشثري. وقد قرأ عليه شيخنا «صحيح البخاري» و «صحيح مسلم».
16 - فضيلة الشيخ صالح بن مطلق -رحمهم الله جميعاً-.
تدريس شيخنا لطلبة العلم:
في عام 1381هـ درَّس شيخنا في معهد إمام الدعوة.
وفي عام 1395هـ درَّس شيخنا في كلية الشريعة.
وفي عام 1409هـ درَّس شيخنا في المعهد العالي للقضاء.
وفي عام 1402هـ باشر شيخنا العمل في دار الإفتاء وهي برئاسة شيخه المفتي العام سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله- حتى عام 1417هـ حيث تقاعد الشيخ بعد أن مُدِّدَ له.
أما ابتداء شيخنا التدريس للطلبة ففي سنة 1381هـ وذلك في معهد إمام الدعوة، ثم في بيته عام 1387هـ، وأول مادة ألقاها على طلابه في البيت متن الرَّحبية في الفرائض، وكان عدد الطلاب ما يقارب أحد عشر طالباً أغلبهم من اليمن.
وفي عام 1389هـ جلس لطلاب العلم في مسجده لما عُيّن إماماً فيه، وهو مسجد آل حماد قرب دخنة، ودرَّس -كما هي عادة المربين من أهل العلم- بالمتون المختصرة كثلاثة الأصول، وكتاب التوحيد، وكشف الشبهات، والعقيدة الواسطية، وغيرها.
ثم نقل الدَّرس من مسجده إلى المسجد الواقع بحلة الحمادي بسبب هدم المسجد، وجاهد هناك في استمرار الدرس بكرةً وعشياً، مع إقبال طلبة العلم لحضور دروسه.
وفي عام 1398هـ بدأ بدرس في العقيدة تخصص به بعض الطلاب، وذلك لمدة يومين في الأسبوع بعد العشاء، وكان ابتداؤه في المنزل في حلة الحمادي، ونقلهم إلى منزله الحالي في شبرا، وما زال يتزايد العدد حتى نقل الدرس إلى المسجد المجاور لمنزله.
وقد أنابه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله تعالى- كي يدرّس في الجامع الكبير وذلك بعد المغرب لمدة أربعة أيام في الأسبوع.
وفي عام 1408هـ أقام شيخنا درساً في مسجد (السالم) في العليا في العمدة في الفقه، وغيره في الاعتقاد.
وفي عام 1409هـ أقام درساً في مسجد الراجحي بالربوة، يشرح فيه كتاب «شرح الطحاوية» لابن أبي العز الحنفي -رحمه الله-. ثم تعددت دروس الشيخ في عدد من المساجد، وحتى الآن وللشيخ دروسٌ في مختلف أنحاء الرياض.
صفاته:
والشيخ -حفظه الله تعالى- له خصال عديدة يتميز بها.
منها: سماحته لطلاب العلم ورفقه بالطلبة والحرص عليهم. وكذلك قيامه بتسهيل أمور العامة من المسلمين والشفاعة لهم عند المعنيين من ولاة الأمر والوجهاء وأهل الخير والاحسان. فشيخنا حفظه الله له اعتناء بهذا الشأن من البذل والعطاء ما يفوق الوصف، ويشبه في هذا بشيخه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله-.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/200)
ومنها: أنه -حفظه الله- أكثر العلماء بذلاً للعلم في الوقت الحاضر، تجد مثلاً يشرح كتباً عديدة تصل أحياناً إلى عشرة أو تزيد في وقت واحد، كبعد الفجر مثلا أو بعد العشاء. وأيضاً فقد تعددت الأماكن التي يدرس فيها الشيخ في أنحاء متفرقة خلال أيام الأسبوع بكامله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 07 - 09, 02:25 ص]ـ
تلاميذُ شيخنا ابن جبرين:
وتلاميذُ شيخنا كُثُر لا يمكن حصرهم، وفيهم العلماء والقضاة وطلبة العلم، ومنهم:
1 - الشيخ القاضي محمد بن عبدالله العمار.
2 - الشيخ صالح بن غانم السدلان. أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام.
3 - الشيخ القاضي عبدالعزيز بن إبراهيم بن عبدالعزيز المهنا. العضو القضائي بالمحكمة الكبرى الرياض.
4 - الشيخ القاضي عبدالعزيز بن عبدالله بن ناصر الوشقيري. العضو القضائي بالمحكمة الكبرى الرياض.
5 - الشيخ القاضي عبدالله بن إبراهيم بن عبدالكريم العريني. العضو القضائي بالمحكمة الكبرى بالرياض.
6 - الشيخ القاضي عبدالله بن عبدالرحمن بن عثمان الدهش. العضو القضائي بالمحكمة الكبرى الرياض.
7 - الشيخ القاضي محمد بن عبدالله بن جارالله الجار الله. العضو القضائي بالمحكمة الكبرى الرياض.
8 - الشيخ القاضي عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن عبداللطيف العجلان. العضو القضائي بالمحكمة المستعجلة بالرياض.
9 - الشيخ القاضي عبدالله بن ناصر بن محمد السليمان. قاضي محكمة الضمان والأنكحة بالرياض.
10 - الشيخ القاضي سعد بن عبدالعزيز العسكر. العضو القضائي بمحكة الخرج.
11 - الشيخ القاضي عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن إبراهيم بن سلمة. قاضي محكمة الدرعية.
12 - الشيخ القاضي عبدالعزيز بن محمد بن عبدالرحمن المشعل. قاضي محكمة مرات.
13 - الشيخ القاضي عبدالعزيز بن زيد العميقان. قاضي محكمة القويعية.
14 - الشيخ القاضي محمد بن عبدالرحمن بن عبدالله الهويمل. قاضي محكمة الرين بمحافظة القويعية.
15 - الشيخ القاضي مسعود بن عبدالرحمن بن عمار الحقباني. رئيس محاكم وادي الدواسر.
16 - الشيخ القاضي عبدالرحمن بن سعد بن عبدالرحمن بن الشيخ حمد بن عتيق. القاضي بمحكمة وادي الدواسر.
17 - الشيخ القاضي عبدالعزيز بن سعود بن عبدالعزيز العمار. قاضي محكمة الأرطاوية.
18 - الشيخ القاضي عبدالرحمن بن محمد المغامس. كاتب عدل الحوطة.
19 - الشيخ القاضي إبراهيم بن محمد بن علي العسكر. قاضي محكمة الأفلاج.
20 - الشيخ القاضي سعد بن ناصر بن سالم الفريدي. قاضي محكمة الفيضة بالسر.
21 - الشيخ القاضي سعد بن عبدالله بن محيميد الهويمل. مساعد رئيس محكمة ساجر.
22 - الشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان.
23 - الشيخ بدر بن ناصر البدر.
24 - [الشيخ] سعد بن فلاح العريفي.
25 - [الشيخ] أحمد بن عبدالرحمن بن مهنا.
26 - [الشيخ] إبراهيم بن عبدالله بن غيث. الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
27 - [الشيخ] عثمان بن عبدالرحمن بن شعلان.
28 - [الشيخ] عبدالله بن عبدالرحمن الشثري.
29 - [الشيخ] عبدالإله بن سالم الشمري.
30 - [الشيخ] محمد بن أبكر بن معيض -رحمه الله-.
31 - [الشيخ] عبدالعزيز بن عبدالله الجهني.
32 - [الشيخ] سعد بن عبدالله بن حُمّيد. أستاذ الحديث بجامعة الملك سعود،.
33 - [الشيخ] سعد بن عبدالله البريك. الداعية المعروف.
34 - [الشيخ] عبدالله بن علي بن عامر.
35 - [الشيخ] يوسف بن زين الله بن محمد العطير.
36 - [الشيخ] عصام بن عبدالعزيز العويد.
37 - [الشيخ] خالد بن محمد الحمود.
38 - [الشيخ] تركي بن عبدالعزيز العقيل.
39 - الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن السعد. المحدث المشهور.
40 - كاتب هذه الأسطر عبدالوهاب بن عبدالعزيز الزيد.
41 - [الشيخ] عبدالرحمن بن عبدالعزيز أبا نمي.
42 - [الشيخ] عبدالله بن ناجي المخلافي.
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 07 - 09, 02:27 ص]ـ
وألف شيخنا عدداً من المؤلفات، منها:
1 - أخبار الآحاد في الحديث النبوي.
2 - الشهادتان معناهما ومدلولهما.
3 - الجواب الفائق في الرد عل مبدل الحقائق.-وسيأتي نص الكتاب بكامله في عقيدة شيخنا-.
4 - التدخين مادته وحكمه في الإسلام.
وأيضاً فقد جمع بعض تلاميذ الشيخ بعض فتاويه ودروسه، ومنها:
- الكنز الثمين في فتاوى الشيخ ابن جبرين.
- الثمرات الجنية شرح المنظومة البيقونية. اعتنى بإخراجها الأخ الشيخ أبو أكثم سعد بن عبدالله السعدان.
- الدرر المبتكرات في شرح أخصر المختصرات.
- السبك الفريد في شرح كتاب التوحيد.
إعداد: الشيخ محمد أمان الجبرتي. وقد عمل جزاه الله خيراً ترجمة مطولة في أول كتابه لشيخنا ابن جبرين، وقد استفدت منها في ترجمتي هذه. وفقنا الله وإياه لما يحبه ويرضاه.
- شرح القواعد الأربع، اعتنى به الأخ الشيخ عبدالله بن ناجي المخلافي -وهو قيد الطبع-.
وللشيخ دروس كثيرة في كتب الفقه والحديث والاعتقاد واللغة وغير ذلك وهي لا زالت في أشرطة مسجلة. أسأل الله أن يقيض لها من يخرجها. إنه سميع مجيب.
- وقد حقق شيخنا -حفظه الله- كتاب «شرح الخرقي». للفقيه شمس الدين محمد بن عبدالله بن محمد الزركشي (772هـ). وكان تحقيق شيخنا له لنيل درجة الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
- وأشرف شيخنا -حفظه الله- على طبع كتاب «حاشية الروض المربع».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/201)
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 07 - 09, 02:31 ص]ـ
صلتي بشيخي ابن جبرين – [رحمه الله تعالى]-:
هو شيخنا العلامة الفقيه المجتهد المفتي سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن ابن جبرين.
وهو شيخي الذي تعلمت العلم على يديه، وأخذت عنه القرآن والفقه والاعتقاد والحديث وفنون العلم وكان جامعاً حافظاً بارعاً مفتياً إذا تكلم في شيء فهو عَلَم فيه.
وقد انتفع طلبة العلم من دروس شيخنا -حفظه الله- وانتفعوا بعلمه وسعة اطلاعه، ورسوخ قدمه في النظر والتحقيق، والجرأة العلمية التي تميز بها دون كثير من أقرانه.
ولا زال شيخنا يدرّس ويعلم ما استطاع إلى ذلك سبيلا، فلا يكلّ ولا يملّ في ذلك، فله دروس بعد الصلوات طيلة أيام الأسبوع حتى بلغت أكثر من (30) ثلاثين درساً نفع الله بعلمه.
وشيخنا ابن جبرين هو أول شيخ لازمه منذ أن بدأت بطلب العلم -وكان ذلك في عام 1405هـ ولأكثر من ثلاث سنوات متواصلة - وكانت دراستي على شيخنا ابن جبرين قبل دراستي عند شيخنا ابن باز بأشهر، فلازمت حلقة شيخنا في الجامع الكبير خاصة وفي بعض دروسه في بعض المساجد عامة، فدرست عنده واستفدت منه الكثير الكثير، والعلم الأصيل. بحمد الله تعالى.
وإن أهم ما استفدته من شيخنا أمران:
الأول: أخذت عنه صحة الاعتقاد مما هو مقرر عند أئمة الإسلام حتى أئمة الدعوة في نجد.
الثاني: وقلّ وجوده عن كثير من المشايخ في العالم الإسلامي وهو فتح الباب في النظر في آراء العلماء فقهاء الملة في الحدود المطلوبة شرعاً، وأن كلام الفقهاء ليس شرعاً وإنما الشرع هو أدلتهم ... ، وكان الشيخ في درسه يتكلم على المسائل الفقهية بطلاقة فتراه يبسط الأقوال لأئمة الفقه ويعرض الأدلة، ويرجح منها ماكان على أصول الفقهاء- وهي معرفة القرآن ثم السنة ثم الإجماع ثم القياس ثم المصالح وغير ذلك من القواعد المعروفة عند الأئمة- فلم أجد شيخنا يتقيد بمذهب الإمام أحمد ويتعصب له، ولا لمذهب آخر ويدلّل له، بل كثيراً ما أجده ينحو لرأي الجمهور سواء وافق قول أحمد أم خالفه، ويعتمد الدليل في ذلك بحسب قوة دلالته ورجحانه.
وهذا كله أوجد عندي بحمد الله أن الحُجَّة في العلم هو الفهم الصحيح للأصول والقواعد قبل النظر في الأقوال وحججها، وأن رأي الرجال له قيمته وأهميته لكن في حدود الموافقة أو المخالفة لحجج أهل العلم، وفوق ذلك كله قوة الدلالة ورجحانه ولهذا لم يستغرب فتوى شيخنا في مسائل لم يقل بها إلا القليل من السابقين، ومنها فتواه في الرمي في الحج، وفتاواه مشهورة ومعروفة.
وبحمد الله تيسر لي الاستفادة من شيخنا ما تقدم ذكره، وكتبت في مسائل فقهية من ذلك الوقت وهي لا زالت عندي، ولم أطبع منها سوى «الاستسقاء» فحمده المشايخ وأهل العلم. والحمد لله أولاً وآخراً.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[19 - 07 - 09, 02:32 ص]ـ
لمثل هذا فليعمل العاملون
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 07 - 09, 02:36 ص]ـ
الكتب التي درسناها على الشيخ:
بحمد الله لازمت شيخنا -كما تقدم- من عام 1405هـ وقل أن انقطعت عن دروسه إلا ما ندر لأكثر من ثلاث سنوات متواصلة، وحتى الآن وأنا أحضر دروس شيخنا حفظه الله.
ومما [درسناه وأخذناه] عليه:
ففي القرآن:
سمعت وأخذت تصحيح القراءة والتجويد عن شيخنا ابن جبرين أثناء تدريسه لنا في الجامع الكبير، فقد كان الشيخ يبدأ الدرس بقراءة لأحد طلبة العلم -وهو من اليمن- فيقرأ من كتاب الله، ويصحح له الشيخ فيما يحتاج لتصحيح، حتى إن الطالب ليعيد الآية الواحدة مرات عدة.
وأما في الحديث:
فقد درسنا على الشيخ بعض الأجزاء من كتب الحديث وغيرها، ومنها:
1 - صحيح البخاري، وهو «الجامع المختصر المسند الصحيح من أمور رسول الله ×، وسننه وأيامه». للإمام أبي عبدالله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الجعفي مولاهم البخاري (194 - 256هـ).
2 - صحيح مسلم، وهو «المسند الصحيح المختصر من السنن بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله ×». للإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (204 - 261هـ).
3 - «السنن» للإمام أبي داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق الأزدي السجستاني (202 - 275هـ).
وفي كتب الأحكام:
- كتاب: «بلوغ المرام من أدلة الأحكام». للحافظ أبي الفضل أحمد بن علي ابن حجر الكناني العسقلاني المصري (773 - 852هـ).
وفي الآداب العلمية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/202)
- كتاب: «تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم». للشيخ القاضي بدر الدين أبي إسحاق إبراهيم بن سعدالله بن جماعة الكناني (639 - 733هـ).
وفي المصطلح:
- كتاب: «نزهة النظر في شرح نخبة الفكر». للحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر الكناني العسقلاني المصري (733 - 852هـ).
وفي العقيدة:
- بعض كتب: شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبدالحليم ابن تيمية الحراني (661 - 728هـ). ومنها «العقيدة الواسطية».
- بعض كتب: الإمام أبي عبدالله محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي المعروف بابن قيم الجوزية (691 - 751هـ).
ومنها نونية ابن القيم المسماة «الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية». والتي شرحها العلامة أحمد بن إبراهيم بن عيسى (ت 1329هـ) وسمى شرحه «توضيح المقاصد وتصحيح العقائد».
- كتاب: «شرح العقيدة الطحاوية». للإمام صدر الدين علي بن علي بن محمد ابن أبي العز الدمشقي الحنفي (731 - 792هـ).
- وكتاب «الاعتصام». للعلامة أبي إسحاق إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي المالكي الشاطبي (ت 790هـ).
- كتاب: «فتح المجيد شرح كتاب التوحيد». لشيخ الإسلام عبدالرحمن ابن حسن بن شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب (1193 - 1285هـ).
وفي الفقه وأصوله:
- كتاب: «تقرير القواعد وتحرير الفوائد»، المسمى بالقواعد. للإمام الحافظ أبي الفرج عبدالرحمن بن أحمد بن رجب السلامي البغدادي الحنبلي (736 - 795هـ)
- كتاب: «العمدة» لشيخ الإسلام الموفق أبي محمد عبدالله بن أحمد بن محمد ابن قدامة المقدسي (541 - 620هـ).
- وشرح كتاب: «العُدَّة شرح العمدة». للشخ بهاء الدين أبي محمد عبدالرحمن بن إبراهيم بن أحمد المقدسي (556 - 624هـ) وهو ابن عم البخاري والد الفخر.
- كتاب: «زاد المعاد في هدي خير العباد». للإمام أبي عبدالله محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي المعروف بابن قيم الجوزية (691 - 751هـ).
- كتاب: «الروض المربع شرح زاد المستقنع». للعلامة أبي السعادات منصور بن يونس بن صلاح الدين البهوتي المصري الحنبلي (1000 - 1051هـ).
- وبحاشيته «حاشية الروض المربع» للعلامة عبدالرحمن ابن محمد بن قاسم العاصمي النجدي (1312 - 1392هـ).
وفي اللغة:
- كتاب: «ألفية ابن مالك». للإمام أبي عبدالله محمد بن عبدالله بن مالك الطائي الجياني النحوي (600 - 672هـ).
...
انتهت الترجمة التي قرأها شيخنا رحمه الله بنفسه وصحَّحها، وكما تقدَّم سيضاف إليها ماعندي من الزيادات والتوسّع السابقِ ذِكره، وكذا إضافة أسماء تلاميذ شيخنا وهم كُثُر من العلماء والقضاة وطلبة العِلم حيث لم يذكر في النُّسخة الأولى التي قرأها شيخنا سوى عدد قليل منهم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 07 - 09, 02:43 ص]ـ
وفاة شيخنا ابن جبرين رحمه الله تعالى:
أُجريَ لشيخنا عملية في القلب قبل ستة أشهر في مستشفى الملك فيصل التخصصي، وتعرَّض بعدها بأسبوع إلى مضاعفات وصعوبة في التنفّس أدت إلى إصابته بالتهاب رئويّ، ممّا استدعى عمل فتحة للأكسجين في القصبة الهوائية، وسافر إلى المانيا وبقيَ هناك لمدة شهر، ثم عاد وبقيَ في العناية بمستشفى التخصصي حتى قُبضت روحه بعد ظهر الاثنين 20/ 7/1430 هـ، وصُليَ عليه في الجامع الكبير؛ جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض بعد صلاة الظهر يوم الثلاثاء 21/ 7/1430 هـ وحضر الصلاة جمعٌ غفيرٌ من المشايخ وطلاب العلم وجماعة المسلمين حتى امتلأة بهم الشوارع والطرقات، وكان عددهم بالآلاف.
أسأل المولى الرحمن الرحيم أن يلحق شيخنا {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70)}.
والحمد لله ربّ العالمين وصلَّى الله وسلَّم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
---
وكتبه تلميذه الباحث العلميّ بالأمانة العامة لهيئة كبار العلماء
عبدالوهاب بن عبدالعزيز بن زيد الزيد بالطائف 21/ 7/1430 هـ
موقع: جامع أهل السنة والحديث www.hdeeth.com
awalzaid@gmail.com
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[19 - 07 - 09, 02:50 ص]ـ
أحسنت ... بارك الله فيك أبامحمد ونفع بك وأجزل لك المثوبة ...
هذه من أنفع ماقرأت في سيرة الشيخ رحمه الله ...
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 07 - 09, 11:22 م]ـ
الأخوين الكريمين الفاضلين /
أبازارع المدني
أباراكان الوضاح
جزاكما الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه ... وأسأل الله أن يجمعنا وإياكم بالشيخ ووالدينا ومشايخنا وذرياتنا ومن نحب في الفردوس الأعلى.
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 06:57 م]ـ
ما شاء الله لا قوة الا بالله
ـ[ابراهيم البحيري]ــــــــ[24 - 07 - 09, 12:38 م]ـ
نبكي على الشيخ رحمه الله تعالى بدل الدموع دما
والله أسأل أن يدخله مع النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا(162/203)
توفي الشيخ العالم نادر الزمان / محمد بن جماح رحمه الله تعالى
ـ[يوسف بن محمد الغامدي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 09:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توفي جدي الشيخ / محمد بن جماح، مغرب هذا اليوم السبت ... رحمه الله تعالى وأسكنه جنة الفردوس الأعلى.
إنا لله وإنا إليه راجعون ... اللهم اجبر مصابنا في فقيدنا واغفرله وارحمه ... اللهم آمين.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[19 - 07 - 09, 09:16 م]ـ
هل هو صاحب كتاب /
رحلتي مع الإيمان والمدرسة السلفية والدعوة والقرآن من جبال السروات لجميع الأخوة والأخوات .. ؟
فإن كان هو فإنا لله وإنا إليه راجعون
هذا الرجل له فضل كبير بعد الله على أهل الجنوب , وحسناته أكثر من أن تذكر , وحسب ماعلمت أنه محب لكتاب الله كثير التلاوة.
5 - الشيخ الجليل محمد بن علي جماح الغامدي يزيد عمره على 75 عاماً فيما بلغني
رأيته مرة واحدة قبل أكثر من عشرين عاماً برفقة أبي رحمه الله فرأيت وقاراً يجلله، ومحبة له عند الناس عجيبة، وسيرته أعجب،
حدثني والدي رحمه الله _ وهو صديق له _ بشيء من أخباره، ودرّس أخي الأكبر في مدرسته السلفية ببلجرشي،
سألت عنه قريباً فحدثت أن تفرغ لخدمة القرءان في جمعية التحفيظ على جلد فيه وصبر وزهد وإعراض عن متع الدنيا وملذاتها،
علمت من سيرته أنه كان من دعاة التوحيد والسنة في زمن ليس فيه غيره أحد، وكان هو والشيخ الصالح عبدالله بن سعدي الغامدي ممن نفع الله بهم في بلاد أزد شنوءة _ غامد وزهران _
لدي عزم لزيارته قريباً إن شاء الله والوقوف على كثير من أخباره،
ختم الله بخير
فائدة
ذكر في ترجمة حميد بن زنجويه رحمه الله _ صاحب كتاب الأموال _ أنه أول من أظهر السنة بنسأ ...
للمترجم سيرة على هذا الرابط _ ولكن لا يعمل _ فلعل المشرفين يصلحون الخلل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...ht=%CC%E3%C7%CD (http://%3ca%20href=%22http//www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...ht=%CC%E3%C7%CD%22%20target=%22_blank%22% 3Ehttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...ht=%CC%E3%C7%CD%3C/a%3E%3C/p%3E%3Cp%3E)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2156
ليلة البارحة السبت السابع عشر من شهر ربيع الآخر من عام 1425 قدمت على الشيخ محمد بن علي جماح الغامدي زائراً مع محب آخر فاستضافنا وأكرمنا وعرفته بنفسي وصاحبي وذكرته بصداقة والدي_ رحمه الله _ فذكرها وعرفه وأثنى عليه وفاء منه لمحبيه
ومن عجائب هذا الرجل أنه قد أناف على الرابعة والثمانين من العمر وهو يتمتع بصحة وعافية، ويصلى بالناس بقراءة مجودة مرتلة بصوت حسن
ثم حكى لنا قصة تأسيسه للمدرسة السلفية ببلجرشي ومنافحتها عنها أكثر من 38 عاماً .. و هو يكتب في تاريخ هذه المدرسة التي نفع الله بها سنين عددا ويهيء ذلك للنشر كما ذكر _ يسر الله التمام _
وأخبرنا ببعض تجاربه في دعوة الناس و كيف أن الله أعانه على استمالة القلوب لتعظيم أمر التوحيد ونبذ الشرك ومحاربة البدع والضلالات
وعرج على علاقته ببعض ملوك الدولةالسعودية وتأييدهم له _جزاهم الله خيراً _ في دعوته الجادة للتوحيد والسنة
ثم قص علينا شيئاً من أخبار محبة الشيخ الجليل الجبل الأشم محمد بن إبراهيم آل الشيخ
وذكر أشياء يتفرد بها عن الشيخ لا يحكيها أحد غيره ولم أجدها فيمن ترجم له أو حدثني عنه و تدل على تعظيم الشيخ له وصدق محبة المترجم له
ثم رأيت الزهد ماثلاً في شخصه المبارك وحسن سمته ودله مما يفتقد في كثير من طلاب العلم والمنتسبين إليه
والحاصل أن هذا الرجل من نوادر الزمان الذين استعملهم الله في طاعته _ نحسبه كذلك والله حسيبه _
فلله دره وختم بالصالحات أعمالنا وأعماله
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه.
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 09:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توفي جدي الشيخ / محمد بن جماح، مغرب هذا اليوم السبت ... رحمه الله تعالى وأسكنه جنة الفردوس الأعلى.
إنا لله وإنا إليه راجعون ... اللهم اجبر مصابنا في فقيدنا واغفرله وارحمه ... اللهم آمين.
انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيمـ ..
احسن الله عزائكم ..
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[19 - 07 - 09, 09:47 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أسأل الله أن يغفر له وأن يرحمه وأن يلهم أهله وذويه الصَّبر والسُّلوان
وأحسن الله عزاءك أخي يوسف بن محمد بن زربان
وقد توفي الشيخ رحمه الله ونحن جالسون معه، وقد هلَّل مرتين بصوت مرتفع ثم فاضت روحه إلى بارئها
أسأل الله أن يجبر مصاب أهل المنطقة بفقده
وقد كتبت له ترجمة متوسِّطة قبل أكثر من عام ونصف أسميتها
الإلماح
إلى طرف من سيرة الشَّيخ محمد
آل جمَّاح
اليوم السَّبت (28/ 3/1428 هـ) صدر الكتاب والحمد لله، وأخذت نسختي، وفي الصورة غلاف المجلد، وقد تم الاتفاق على أن يكون سعر النُّسخة (25) خمسة وعشرين ريالا، لأن الرَّيع للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن ومشاريعها في بلجرشي، كما كُتب على غلاف الكتاب
وسيكون توزيع النسخ في الأسواق خلال الأسبوعين القادمين، لأن الكميَّة التي وصلت محدودة، وبقية الكميَّة ستشحن قريبا إن شاء الله.
http://www.barakh.com/vb/uploaded/192_11207421326.jpg (http://www.barakh.com/vb)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/204)
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 09:51 م]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة, و أسكنه فسيح جناته.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[19 - 07 - 09, 10:23 م]ـ
إن لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده بأجل مسمى
رحمه الله رحمة واسعة وأدخله الفردوس الأعلى من الجنة
اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله واجعل قبره روضة من رياض الجنة يا حي يا قيوم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توفي جدي الشيخ / محمد بن جماح، مغرب هذا اليوم السبت ... رحمه الله تعالى وأسكنه جنة الفردوس الأعلى.
إنا لله وإنا إليه راجعون ... اللهم اجبر مصابنا في فقيدنا واغفرله وارحمه ... اللهم آمين.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم أحسن الله عزاءكم وجبر مصابكم
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[19 - 07 - 09, 10:38 م]ـ
لو أضافت الإدارة الكريمة كلمة " الغامدي " بعد بن جماح في اسم الموضوع ليتسنى معرفة الشيخ غفر الله له
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 10:43 م]ـ
أسأل الله أن يتغمده برحمته
ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[19 - 07 - 09, 11:40 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
غفر الله له
ـ[أبو عبد الله الإسحاقي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 11:43 م]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة وسقاه من سلسبيل الجنة، وقد زرته قبل عامين فوجدته في همة ابن عشرين في الدعوة والتوجيه والإشراف على مشاريع دعوية، فأسأل الله أن يجمعنا به في جنته.
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 11:45 م]ـ
انا لله و انا اليه راجعون
لله ما أخذ و لله ما أعطى، و كل شئ عنده بقدر
ـ[ناصر بن عبدالله الدرعاني]ــــــــ[20 - 07 - 09, 12:27 ص]ـ
كان رحمه الله من أعيان الزمان ومن عيون الدهر
حياته عبر وموته عبرة
فاللهم اخلف على الناس بخير
والله يشهد أني رأيت فيه من سمت العلماء ووقار الصالحين العباد ما لم أره إلا في النوادر من المعاصرين
وترى في سمته و دله ما يدل على أن الرجل ممن تشرب بحب هذا الدين، نحسبه كذك والله حسيبه
وسيبقى إذا شاء الله ممن كان له لسان صدق في الآخرين والله أكرم الأكرمين.
اللهم ارحم عبدك محمد واغفر له ما سلف وكان، واجمعنا به وبوالدينا في أعلى الجنان.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 07 - 09, 01:23 ص]ـ
رحم الله شيخنا المجاهد المربي محمد بن جماح، وأحسن الله عزاء الجميع فيه
والشيخ ابن جماح رحمه الله كان من مؤسسي المدرسة السلفية ببلجرشي وكان طيلة حياته مربيا وداعيا إلى الله حتى جاوز التسعين عاما وهو على منهجه في الدعوة والتربية والتوجيه
وكان الشيخ رحمه الله مديرا لتحفيظ القرآن في بلدتنا بلجرشي منذ تأسيسها تقريبا
وكم له من الجهود العظيمة في تطوير مقر التحفيظ و بناء معهد القراءات في بلجرشي
وكان رحمه الله من العلماء السلفيين الذين كان لهم دور كبير في الدعوة إلى التوحيد والعقيدة
وكان الشيخ ابن باز رحمه الله يثني عليه ويحث على الإفادة منه، وقد قدم له الشيخ ابن باز في عدد من رسائله
ومن طلاب الشيخ الذي رباهم الشيخ ووجههم الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي إمام المسجد النبوي، وكذلك الدكتور سفر الحوالي وغيرهم كثير.
وقد درس في مقتبل عمره كتاب (مختصر أبي شجاع) في الفقه الشافعي حيث أن المذهب الشافعي هو المذهب السائد في بلدتنا آنذاك، ثم استفاد من كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله الذي أهداه له والده، وقد كان والده أديبا شاعرا حكيما.
ولعل أخي خالد بن عمر حفظه الله يفيدنا بترجمته التي كتبها للشيخ رحمه الله، فقد جمع الأخ خالد كثيرا من تراث الشيخ من رسائل ومراسلات وغيرها الكثير، وقد قرأ على الشيخ العديد من الرسائل.
وللشيخ رحمه الله مناقب عديدة، وقد ابتلي في الله أثناء دعوته فصبر واحتسب
أسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يجعله مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
وإنا والله على فراق شيخنا لمحزونون، نسأل الله أن يجمعنا وإياه في جنات النعيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 02:04 ص]ـ
توفي جدي الشيخ / محمد بن جماح، مغرب هذا اليوم السبت ... رحمه الله تعالى وأسكنه جنة الفردوس الأعلى.
أحسن الله عزاءكم وجبر مصابكم أسأل الله أن يتقبل عنه أحسن ما عمل وأن يتجاوز عن سيئاته ويفسح له في قبره ويرفع درجته ويغفر له ويرحمه وأن يلهم أهله وذويه الصَّبر والسُّلوان
وقد توفي الشيخ رحمه الله ونحن جالسون معه، وقد هلَّل مرتين بصوت مرتفع ثم فاضت روحه إلى بارئها
هنيئا له، بارك الله له في حسن خاتمته، لمثل هذا فليعمل العاملون، أسأل الله تعالى أن يختم لنا بالصالحات وأن يتوفانا مسلمين ويلحقنا بالصالحين.
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 02:11 ص]ـ
أسأل الله أن يرفع درجته في عليين وأن يغفر له ويرحمه ويتجاوز عنه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/205)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[20 - 07 - 09, 02:19 ص]ـ
رحمه الله رحمة واسعة.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[20 - 07 - 09, 02:41 ص]ـ
سمو الأمير محمد بن سعود وسمو نائبه والمسئولين في الباحه برحيل بن جماع فقدنا عالما جليلا كان في خدمة دينه ومليكه ووطنه
(الباحة اليوم) ابراهيم العذلة:
تغطيه خاصه /
أعرب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود أمير منطقة الباحة عن حزنه الشديد لوفاة الشيخ محمد بن على جماح رئيس الجمعيه الخيريه لتحفيظ القران الكريم ببلجرشي ومؤسس المدارس السلفيه والذي تخرج على يده أعداد كبيره من المشائخ وطلبة العلم بمختلف مناطق المملكه وكان الشيخ بن جماح قد انتقل الى رحمة الله قبل مغرب هذا اليوم الأحد 26/ 7/1430هـ اثر نوبة قلبية وتم نقله الى مستشفى بلجرشي العام غير انه فارق الحياه وأكد سمو امير منطقة الباحه انه بوفاة الشيخ بن جماح فقدنا عالمأ كان في خدمة دينه ومليكه وخدمة ووطنه ولكن إرادة الله فوق كل شي ولانقول الا إنا لله وأنا اليه راجعون
فيما اعرب سمو نائب امير منطقة الباحه الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود عن حزنه الشديد بوفاة الشيخ محمد بن علي جماح الذي انتقل الى رحمة الله هذا اليوم وقال سموه لقد فقدنا شيخ فاضل وعالم جليل كان يبذل كل مافي وسعه لخدمة دينه ومليكه ووطنه وفي نشر تعاليم الدين الاسلامي من خلال جمعيات تحفيظ القران الكريم والمدارس السلفيه وجمعيات البر وغيرها ولانقول إلا إنا لله وإنا إليه راجعون
وأعرب وكيل امارة منطقة الباحه المساعد أحمد بن منيف المنيفى عن حزنه الشديد برحيل الشيخ بن جماح الذي سخر نفسه لخدمة دينه ووطنه ومليكه وكان شيخأ عالمأ حمل على عاتقهِ تعليم كتاب الله من خلال جمعية تحفيظ القرآن الكريم وفروعها
اما محافظ بلجرشي الدكتور محمد بن دادا فقد عبر عن عظيم حزنه لوفاة الشيخ بن جماح وقال لقد فقدنا شيخأ غاليا علينا سخر نفسه في تشجيع الطلاب والطالبات في حفظ القران الكريم وافتتاح حلقات القران الكريم بالجوامع والمساجد بجميع قرى محافظة بلجرشي فنقدم عزأنا لابنأه واسرته ونسأل الله ان يتغمده بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون
http://albahatoday.cc/news.php?action=show&id=1225
وفاة الشيخ الجليل والعالم الرباني الشيخ محمد بن علي جماح
(الباحة اليوم) ببالغ الأسى وكبير الحزن وردنا نبأ وفاة الشيخ الجليل والعالم الرباني الشيخ محمد بن علي جماح وإننا إذ نعزي أنفسنا وأخواننا وكل من عرفه من الدعاة وطلبة العِلم وعامة الناس نسأل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهمنا وأهله وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون
http://albahatoday.cc/news.php?action=show&id=1224
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 07 - 09, 03:25 ص]ـ
وصلتني رسالة على الجوال ونصها:
قام اليوم الشيخ عبدالكريم المشيقح بزيارة الشيخ محمد الجماح في بيته قبل صلاة المغرب يقول الشيخ عبدالكريم تحدث معنا عن هموم الدعوة وحاول الشيخ الجماح دعوة الشيخ عبدالكريم للعشاء وهم في اثناء الحديث عن الدعوة سقط الشيخ محمد جماح بعد نطقه للشهاده متوفيا رحمه الله
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[20 - 07 - 09, 03:45 ص]ـ
استمع إلى حسن خاتمة الشِّيخ محمد بن علي جمَّاح رحمه الله
ظنَنْتُ الشَّيخ يهلل كعادته، ثم بان أنَّها تهليلة الخروج من دار الفناء، عاش يعمل من أجل لا إله إلاَّ الله، فثبَّته الله عليها عند فراق الحياة، والله إن القلب ليحزن على فراق الشَّيخ، لكن الرِّضا بقضاء الله واجب علينا، أريد أن أكتب عن الشيخ وسمته وهديه وجهاده وأخلاقه، لكن القلب منكسر
اللهم اجبر كسرنا على فراق شيخنا وأبدله دارا خيرا من داره واغسله بالماء والثلج والبرد
بعد أن كنت ألازم الشيخ كظلِّه، انشغلت عنه وانشغل عني، حيث إنه ترك إدارة التَّحفيظ، وسلَّمها لأحد المشايخ عندنا، ثم أصبح يشتغل ببعض أموره الخاصَّة في بيته، وكنت أتصل به بين الفينة والأخرى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/206)
وعندما أجريت لي عمليَّة استئصال المرارة، اتصل واعتذر عن عدم الزِّيارة، لعدم وجود سائق يأتي به، فقلت له إن الواجب لك، ثم انشغلت ببعض أمورى الخاصَّة بين بلجرشي ومكَّة، ونسيت حقَّ الشَّيخ عليَّ، ولم أستيقظ يوم الخميس الماضي إلا على اتصاله رحمه الله يقول – بعد أن اطمئنَّ على صحَّتي -: أين أنت يا بني، إمَّا أن تزورني أو أزورك، فقلت له اليوم أزورك، فزرته يوم الخميس، ويوم السبت، ويوم الأحد، يوم رحيله عن دار الفناء.
عندما تصاحب الأكابر تعرف قدرك، وتهذِّب أخلاقك، وتستفيد في حياتك
ـ[عبد الله الطيب]ــــــــ[20 - 07 - 09, 05:26 ص]ـ
استمع إلى حسن خاتمة الشِّيخ محمد بن علي جمَّاح رحمه الله
ظنَنْتُ الشَّيخ يهلل كعادته، ثم بان أنَّها تهليلة الخروج من دار الفناء، عاش يعمل من أجل لا إله إلاَّ الله، فثبَّته الله عليها عند فراق الحياة، والله إن القلب ليحزن على فراق الشَّيخ، لكن الرِّضا بقضاء الله واجب علينا، أريد أن أكتب عن الشيخ وسمته وهديه وجهاده وأخلاقه، لكن القلب منكسر
اللهم اجبر كسرنا على فراق شيخنا وأبدله دارا خيرا من داره واغسله بالماء والثلج والبرد
بعد أن كنت ألازم الشيخ كظلِّه، انشغلت عنه وانشغل عني، حيث إنه ترك إدارة التَّحفيظ، وسلَّمها لأحد المشايخ عندنا، ثم أصبح يشتغل ببعض أموره الخاصَّة في بيته، وكنت أتصل به بين الفينة والأخرى.
وعندما أجريت لي عمليَّة استئصال المرارة، اتصل واعتذر عن عدم الزِّيارة، لعدم وجود سائق يأتي به، فقلت له إن الواجب لك، ثم انشغلت ببعض أمورى الخاصَّة بين بلجرشي ومكَّة، ونسيت حقَّ الشَّيخ عليَّ، ولم أستيقظ يوم الخميس الماضي إلا على اتصاله رحمه الله يقول – بعد أن اطمئنَّ على صحَّتي -: أين أنت يا بني، إمَّا أن تزورني أو أزورك، فقلت له اليوم أزورك، فزرته يوم الخميس، ويوم السبت، ويوم الأحد، يوم رحيله عن دار الفناء.
عندما تصاحب الأكابر تعرف قدرك، وتهذِّب أخلاقك، وتستفيد في حياتك
لا إله إلا الله
لا إله إلا الله
اللهم أحسن ختامنا
اللهم أحسن ختامنا
رحم الله الشيخ
وعزائي للجميع
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[20 - 07 - 09, 06:32 ص]ـ
إنا لله و إنا إليه راجعون
إنا لله و إنا إليه راجعون
إنا لله و إنا إليه راجعون
رحم الله شيخنا المجاهد المربي محمد بن جماح، وأحسن الله عزاء الجميع فيه
أسأل الله أن يغفر له وأن يرحمه وأن يلهم أهله وذويه الصَّبر والسُّلوان
لا حول و لا قوة إلا بالله
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 08:07 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحم الله الشيخ رحمة واسعة وجميع موتى المسلمين
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[20 - 07 - 09, 08:15 ص]ـ
أحسن الله عزائكم و جبر مصابكم بفقد هذا الشيخ المربّي ..
سبحان الله .. صدق ربنا حين قال .. (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ? وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ? وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله) قالوا: كيف يستعمله؟ قال: (يوفقه لعمل صالح قبل موته) رواه الإمام أحمد والترمذي وصححه الحاكم في المستدرك.
فوالله إنها نعمه عظيمه من يرزقه الله النطق بلا إله الا الله قبل موته ..
و هذا يجبر مصابكم بالشيخ و مما تأنسون بالحديث عنه ..
ـ[خضر بن سند]ــــــــ[20 - 07 - 09, 08:53 ص]ـ
إذا المرء أعيته السيادة ناشئاً ..... فمطلبها كهلاً عليه بعيد
ترجمة للعالم الجليل محمد بن علي آ ل جمّاح رحمه الله
كتبها
خضر بن صالح بن سند
جدة 26/ 7/1430
... عجالة سريعة سيعقبها ترجمة للشيخ الجليل قريباً إن شاء الله
الحلقة الأولى
بن جمّاح ... باعث أمَّةٍ .... وسَيدُ قَوِمهِ ... سيرة عالم شجاع في زمن الضعفاء
ابن جمَّاح .. وما أدراك ما هذا الاسم؟.
بيت شامخ , وقامة باسقة , ومجد تليد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/207)
في جبال عالية متسامية إلى السماء , تبعد عن مكة قرابة الثلاثمائة كيل جنوباً , لكي تصلها من مكة تتجه لتصعد جبال الطائف العالية التي هي بداية جبال السروات المأهولة بالسكان , تصل للطائف ثم تستمر في تنقلك وتمرّ في أثناء سيرك بين المزارع والقرى والبلدات الجميلة على قبائل عربية أصيلة تعيش من قبل الإسلام هنا , فعمرها قارب الألفين سنة وهي تعيش في هذه المناطق الزراعية الجميلة.
تصل بعد الطائف بمئتين وخمسين كيلاً لمدينة يقال لها بلجرشي , تتبع قبيلة غامد , هذه المدينة تتكون من مجموعة من القرى الفاتنة الجمال , تقترب من المنحدر الصخري الهائل المطل على تهامة وتبتعد قليلاً عنه أحياناً , يعيش هنا عشرات الألوف من البشر بين مزراعهم وبيوتهم الحجرية التي بنائها آبائهم على مر العصر والقرون , تصطف الطيور على الأشجار أو الصخور التي تحدد المزارع والمدرجات الزراعية على نغمات خرير الماء وحفيف الأشجار وحركة المزارعين لتحي وترحب بالمارة والزوار.
بلجرشي هي قبيلة ومدينة في نفس الوقت , فهي أهم مدينة في ذلك الشريط الجبلي بعد الطائف , قامت بها حضارات متواضعة لكونها معزولة طبيعياً بفضل الجبال العالية , يعيش الناس في قراهم حياة طيبة وهادئة , يعيشون بحب وود رغم طول السنين وتقادم الدهور.
هنا ولد شاعر مجيد قبل نحو مئة وخمسين سنة من تاريخ تحرير هذه الكلمات , أي قبل سنة (1280) من الهجرة , أصبح هذا الشاعر حكيماً تسير بأقواله الركبان في المنطقة , يتسابق الناس لحفظ أقواله وحِكَمِه التي لازالت تعيش إلى اليوم في ذاكرة الناس , وتسير هذه الكلمات مع أبناء القبائل المحيطة يترنمون بها بين الحواضر الكبرى التي رحلوا إليها بعد ذلك , كثير من هذه الحكم والقصائد لقيت عناية ورعاية وقد دونها كبار المؤرخين والكتاب في هذه الجبال , ولقد أحصيت أكثر من عشرين مصنفاً معاصراً ذكروا هذا الشاعر أو أفردوا له صفحات طوال في جمع شعره وقصائده.
هذا الشاعر الحكيم لسان شعره ولهجته تحاكي أبناء ناحيته وقومه , ربما تعسّر على المرء الغريب الإمساك بزمام بعض الألفاظ , ولكنها من صميم لغة العرب , و هذه من اللهجات التي عرفتها العرب وبقيت و عاشت و يتداولها الناس في هذه المنطقة , هذه اللهجات يتحدث بها الناس ويعرفون مدلولاتها ومراميها , والشاعر الحق هو من يستطيع أن يوصل المعلومة إلى مستمعيه , ويستطيع أن يوجد حلولاً لمشاكلهم , هو الذي يقول الكلمة فتنقذف في قلب السامع محدثة أثراً عاطفياً أو حربياً أو سلوكياً , وليس الشاعر من يغرب عليهم ويتعالى بألفاظه وفصاحته.
هذا الشاعر المجيد يقال له (علي بن جمّاح) , يكفي لمعرفة شهرته أن تسأل أبناء القبائل في هذه الجهات عن الشاعر بن جماح , سيتسابق الناس ونقلة الشعر ومتذوقوا الكلام الجميل في الزمان المتأخر في إخبارك عن شعره وعن قصائده , سيخبرونك عن القصائد التي أنهت حروباً طاحنة , أو أنقذت أمماً من الموت أو الجهالة.
سيخبرونك عن رحلاته لمدينة مكة قبل الحكم السعودي لمفاوضات الصلح والسلام , وسيخبرونك عن تجوله في جازان وحكايات الإدريسي , وسيخبرونك عن جولاته في القرى المحيطة , وعن قصائده بين القبائل والأفراد لحقن الدماء وجمع الكلمة , وسيخبرونك عن إيقافه ونبذه للعداوة القبلية والعصبية الجاهلية , سيخبرونك عن قصائده الطويلة في الحكم والمواعظ والرقائق , سيخبرونك عن قصائده ونصائحه في معاملة الزمان وأهله , أشياء كثيرة ستجدها في جعبة الرواة أو أوراق المؤلفين والأدباء , وقد جمع ولده محمد كثيراً من قصائد والده وطبعها في مجلد , وجمع كثيراً من قصائده الباحث علي السلوك الزهراني في كتابه الكبير (الموروثات الشعبية) , وأختار كثيراً من مقطوعاته الجميلة اللواء علي الغامدي في (ألحان من غامد وزهران) وسواهم كثير جداً.
لن تجد بينها كلاماً ساقطاً أو فاحشاً , أو تملقاً مقيتاً , أو هجاء بدون فائدة دينية غالبة , لن تجد إلا حِكَماً تسيل كما يسيل الشهد المذاب , ومعاني تتدفق كما تتدفق عاطفة الأم الرحيمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/208)
(علي بن جَمَّاح) فارس الكلمة وشاعر الملحمة ومبدع المنطقة , يعيش بين الناس بقلبه وعقله وجسمه , تراه في المجالس العامة المتواضعة يتحدث مع الكبير والصغير , ويراه الناس بين العلماء أو القضاة وله قدرٌ وهيبة فقد كان ذا عقل راجح وكان مشاركاً في العلوم حافظاً للقرآن , أو تراه في مجلس شيخ القبيلة في صدر المجلس يستشار في مسائل القبيلة ومشاكلها فليس من سوقة الناس وصغارهم , لطالما تترست به القبيلة وجعلته في مقدمة الوفود ليقول من حكمه أو قصائده , ولطالما أذعن الشعراء والقبائل لحكمته وبلاغته , وتراه بعد ذلك كله مع أبنائه وأسرته فتجده الأب الحاني الرقيق الذي سارت بقصائده الركبان في الرحمة والشفقة.
تعقد المناطق الجبلية أسواقاً أسبوعية على مدار الأسبوع , تبتعد الأماكن ليتبادل الناس المصالح والتجارات , وتحمي كل قبيلة سوقها وترعى شؤونه , وهذه القبيلة التي ينتمي لها ابن جمّاح سوقها يوم السبت من كل أسبوع.
في بعض المناسبات يراه الناس مقبلاً للسوق ضحى كما هو المعتاد وقد لبس عباءته وتقلد سيفه أو بندقيته وتحزم بخنجره , تتسابق الأنظار إليه , يلبس الناس مثل ذلك عادة , ولكنّ حركات بن جمّاح الشاعر غريبة اليوم , فلم يفعل ذلك إلا لأمر , يبدوا عليه الاهتمام والجدية اليوم , يتقدم بين أصناف البضائع المطروحة على الأرض و يسارع البعض بتقبيله أو لعناقه فهي فرصة عظيمة للقياه , يسلِّم على الناس الغرباء ويرحب بهم في السوق المحلي , ويصل أخيراً لمجلس شيوخ القبائل وعرفاء السوق , لهم مكان معتاد لمراقبة السوق والتجارة ويبادلهم التحيا فيعرفون خبره وشأنه , فهو لا يتحدث إلا عن الشأن العام , الموضوع الذي يسعى فيه يحتاج لعقل حكيم أو سيف جراح محارب.
يقف على شرفة السوق بين الأمم والباعة والمشترين , فتتجه الأعناق إليه كما اتجهت العرب الأوائل في سوق عكاظ للنابغة والأعشى , أو سوق المربد بالبصرة لجرير والفرزدق, فيبين ابن جّماح للناس سبب صعوده للمنصة الرئيسية أو (مشراف السوق) كما يقال له بلهجة الناس , ويخبرهم بعد أن يهلل الله ويذكره مراراً ليجتمع الناس حوله , ثم يقول بضعة أبيات من الشعر الحكيم الذي يألفه الناس ويعرفونه , يشتمل شعره على نوعين من الأبيات فأحدهما يقال له بدع والآخر يقال له ردّ , هذه الأبيات إنما قيلت لحلّ مشكلة أو فض خصام , فيسير بها الناس أسبوعهم يتحدثون عنها وعن صدق الشاعر فيها , ثم تحملها صدورهم لتروي للأجيال القادمة هذه المشاهد والمواقف البطولية.
هكذا عرفه الناس لا يصعد للأماكن الحساسة ليتزلف لمسئول , أو يمدح تاجراً لينال من ماله , أو يبارز الله بأخبار قصائده الخمريات ولياليه الماجنة.
إنه رجل تفقده عند السيئة وتجده عند الحسنة, تفقده عند الكذب وتجده عند الصدق , ترى فيه بقايا العرب الذين مدحهم الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم وأثنى على أخلاقهم , وقال عنهم النبي الكريم , (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
عاش بن جمّاح الشاعر في قلوب الناس , ولازال يعيش بقوة في ثقافة البلد والمنطقة , فربما تحدث الناس بقصائده على بعد مئتي كيل من مولده وحياته , فترى أحياناً أبناء تهامة يرددون قصائده , ويتغنى أبناء البادية بمقطوعاته , ويتحدث العالم الوقور في درسه أو مجلس تذكيره بحكم ابن جمّاح الشاعر ومواقفه وقصائده الوعظية والزهدية.
توفي بعد أن ترك مورثاً أدبياً , وبعد أن ترك أخلاقاً أصيلة عربية , وبعد أن حمده الناس وأثنوا عليه خيراً.
في رمضان توفي الشاعر والحكيم الكبير وذلك في عام (1366) من الهجرة , ولكنه قبل أن يموت بسنين طوال ترك أبناءً يسيرون على خطاه ونهجه الفاضل الرائع , غرس فيهم قيم الإسلام الصافي , رباهم على الخير والفضيلة , غرس فيهم حب الناس واحترام عادات العرب , غرس فيهم حب الكرم والبذل والعطاء , غرس فيهم المروءة والنجدة والنخوة العربية , وضع فيهم لبنات الرجولة الحقة التي جاء بها الإسلام , وهي من أصول العرب التي تفاخر بها على الأمم.
************
ولادة فارس وحياة قائد:
في بداية ومطلع العقد الرابع من القرن الرابع عشر الهجري وتقريباً في عام (1336) ولد نجم ساطع , وأضاءت سماء أمة , وخرج طفل صغير سيكون له شأن مهم في تاريخ البلد بل المناطق المجاورة بل وحياة الناس.
في قرية يقال لها (الجلحية) تقع شمال السوق الرئيسي لبلجرشي بمسافة تقارب نصف كيلوا متر تقريباً , في منزل متواضع مبني من الحجر , مسقوف بأعواد الشجر الصلبة , وقد غطيت الأعواد بالطين الناعم المتماسك , ويمسكها جذوع شجر كبيرة توضع في وسط البناء ليستند عليها السقف , وكل هذا بأسلوب هندسي جميل وتاريخي رائع.
هنا في هذه البيئة والقرية الناعمة التي يلفها الضباب شتاء , وتسيل أرضها بمياة الأبار العذبة , وتنتشر الحقول الزراعية المتراصة ببهاء وجلال , في منزل أشهر شعراء المنطقة على الإطلاق , ولد المولود الجديد له , وعلى الفور دوّت صيحات المولود الذي يرى النور لأول مرة.
البشائر تتوالى , النساء خرجن بفرحة غامرة يُعلنَّ الفرحة للأسرة بوصول المولود الجديد , لقد كان وسيماً في غاية الجمال صاحت النساء:
(ابشر يا علي ... جاء لك ولد) ...
(الحمد لله على سلامة أهلك) ...
(أبشرك كلهم بخير) ...
هذه الكلمات لم تكن لتصل لسمع علي بن جمّاح فقط , ولكنها وصلت لأسماع النساء والناس في القرية الزراعية التي كانت تتحين الخبر فعرفته في أقل من خمس دقائق.
علامات البشر والرضى وشكر الله والهدايا والقبلات تنتشر بين الناس في البيت الحجري العتيق , انتشرت الزغاريد بقدوم هذا المولود الذي لم يكونوا يعلمون من شأن الغيب شيئاً , ولكن ستضيء له المنطقة , وسيكون تاريخاً لوحده تتوارثه الأجيال وتتحدث عن الأمم في الهمة والشجاعة والبطولة.
مثل ندوة الماء الصافية على بقايا أوراق الشجر , ومثل فراشة رشيقة تتبع الرحيق والأزهار الجميلة , سينمو ويترعرع هذا الطفل في قريته بين أحضان وحنان والديه وقبيلته التي أحبها وتحبه.
سُميَّ الغلام الصغير باسم (محمد).
يتبع بإذن الله ......
خضر بن صالح بن سند
مدينة جدة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/209)
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 10:49 ص]ـ
رحمه الله وغفر له
الشيخ: محمد بن جماح الغامدي (ستون عاماً من الدعوة والتربية) , مؤسس السلفيه في بلجرشي
--------------------------------------------------------------------------------
وقفات من رحلة فضيلة الشيخ / محمد بن علي بن محمد آل جماح الغامدي مع التربية و التدريس والدعوة إلى الله وجمعية تحفيظ القران الكريم في بلجرشي، يرويها الشيخ بقلمه , ونحن إذ نشكره على أن خصّ موقع الباحة بها، ليفخر الموقع أن كان له قصب السبق في نشر سيرة هذا المربي الفاضل ورحلة حياته وأسفاره إلى الحبشة وأرتيريه والمدينة النبوية.
أطال الله عمر الشيخ، وأحسن خاتمته , وجزاه عن الإسلام وعن أبناء المنطقة خير الجزاء.
في صغري:
كنت مولعاً بحب والدي رحمه الله رحمة الأبرار، وأشعر منه بالعناية الخاصة عن جميع أخواني، ولذلك استأثرت بصحبته وعنايته وحسن رعايته.
قرأت عليه القرآن الكريم، وفي خلال ستة أشهر فما حولها ختمت المصحف على يديه رحمه الله، ويقدر عمري حين ذاك من سبع سنين إلى ثمان، وقد كنت مشغوفاً بحب القرآن وتلاوته ولم أزل من فضل الله وتوفيقه، أسأله تعالى أن يثبتني على ذلك.
كنت أصحب والدي إلى زيارة العلماء والفضلاء من الناس، وكان بينهم صلة قوية ورابطة أخوية، يتبادلون الزيارات ليدرسوا فيها مشاكل الناس، ويوجدوا حلولها، وقد كان الناس في ذلك الحين أحوج إلى وجودهم من الطعام والشراب.
ورعيت الغنم:
كنت أسمع من والدي والمشائخ أن النبي صلى الله عليه وسلم رعى الغنم فصاحبت رعاة الغنم مرات عديدة، فأعجبت برعايتها، وطلبت من أبي رحمه الله تعالى، أن يشتري لي غنماً لأرعاها ففعل، رعيتها مدة تتراوح من الخمس السنين إلى الست، ومن العجيب أنني كنت أعرف غنمي بأسمائها التي أسميتها بها، وحتى أصواتها لاتكاد تخفى علي، وكنت أعامل كل واحدة منها بما تستحقه من التقدير والعقوبة. لمس والدي أنني تعبت من رعي الغنم، فشاورني على بيعها فوافقته وأشرك فيها لرجل من إحدى القرى المتعودة على رعي المواشي.
عدت إلى مصاحبة والدي وملازمته , وفي يوم من أيام الأسبوع التقينا بأحد مشائخ العلم كالعادة، ويسمي الشيخ: على بن إبراهيم المداني من قرية المدان بلجرشي وفي أثناء الحديث طلب من والدي رحمهما الله تعالى: أن أرتب عنده درساً ولو في الأسبوع مرة واحدة أو مرتين، فاستجاب والدي رحمه الله لهذا الطلب.
بدأت مع الشيخ بإعادة تلاوة القرآن الكريم مع ما تيسر من تفسير آيات الأحكام ودرس في الفقه الشافعي، ودرس في النحو، ولازمت الشيخ رحمه الله تعالى سنتين أو ثلاثاً وكنت نهماً في القراءة والإطلاع، وأراجعه فيما يشكل علي، وفتح الله علي فتحاً مباركاً في العلم على يديه، وكان والدي يشجعني ويرغبني، ويضاعف زياراته لمشائخ العلم وأنا في صحبته لأستفيد منهم، واستعير من كتبهم ما يدلوني عليه.
ومن غرائب الحياة:
تعرض لنا يوماً شاب من أقاربنا، ونحن في طريقنا من السوق إلى البيت، وعزمنا على القهوة فامتنع الوالد واعتذر، وبعد ابتعادنا عنه بقدر ثلاثين متراً، رفع صوته قائلاً: انتظرني يا خال، فوقفنا وإذا به مقبلاً وفي يده كتيباً مغلفاً بورقة متينة صفراء محبوكة على الكتاب بسير من جلد أخضر، فناولني الكتاب، وقال: هذا الكتاب هدية مني لأخي محمد، وكان عمره حوالي (25) سنة، وعمري لا يتجاوز (12) سنة فشكره الوالد كثيراً، وشكرته بلهجة الفرحة التي لا أستطيع التعبير عنها فرحة بهذا الكتاب، وفي طريقي فتحت الكتاب وبدأت في قراءته وكنت أمشي أمام الدابة ووالدي راكب عليها، ولم أشعر بنفسي مرات عديدة، إلا ووالدي رحمه الله ينبه علي، ويقول: انتبه يا محمد، وإذا بي قد شطحت عن الطريق يمنة أو يسرة لما لهذا الكتاب من فرحة.
ولهذا قرأته مرات عديدة، مرة تلو المرة، وأخيراً قررت حفظه، فحفظته في أيام، وأعجبت به كثيراً، وأحسست به قد أثلج صدري، ولعل قائل يقول: ما هو هذا الكتاب؟ الكتاب هو: كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد، لفضيلة الشيخ العلامة: محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى ولم يزل موجوداً محتفظاً به في مكتبتي إلى الآن وعلى حالته التي أهدي إلي فيها، وأجده أحب كتاب عندي بعد كتاب الله عز وجل.
السفر إلى الحبشة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/210)
لقسوة المعيشة في ذلك الزمان، وقد تعاطى بعض رجال القرية الأسفار لطلب المعيشة وعادوا إلى أهاليهم بحالة طيبة، أغرت منهم، فسافرت إلى أرض الحبشة مع أخي الأكبر، ومكثنا سنتين، وعدنا إلى الوطن وأقمت فيه سنة واحدة في خلالها تزوجت، ثم عدت إلى أرض الغربة في هذه البلاد، وقد كانت الحبشة في ذلك الزمان مقصد هجرة العرب، لأنها أرضٌ خصبة منعمة، أوديتها أنهار متدفقة وغاباتها خضراء متجاورة، وشلالات جبالها منحدرة هادرة، وتجارة الدنيا فيها رابحة، والأعمال فيها متوفرة وميسرة، عشت فيها عدة سنين تعرفت من خلالها على الجالية العربية المصرية في مدينة (أسمرة) عاصمة أريتريا، يمثل هذه الجالية رجال فضلاء من علماء الأزهر، وأنصار السنة المحمدية، أسسوا مدرسة لأبناء المسلمين هناك ولهم دور متواصل في الدعوة إلى الله تعالى.
نداء العودة للوطن:
التحقت بهم واستفدت من علمهم وتنظيم دعوتهم، وكنت أتذكر افتقار بلدي ووطني إلى مثل هذه الحركة الدعوية المباركة، بل وكنت أضمر في نفسي أن لو رجعت إلى وطني سالماً لحاولت تنظيم مثل هذه الدعوة، وفي يوم من الأيام أحسست بألم شديد في بطني فحملت إلى المستشفى وقرر الأطباء عملية لاستئصال الزائدة في الصباح الباكر، صرفوا لي مُسَكِّناً وعدت إلى سكني على نية المسراح إلى المستشفى مبكراً لإجراء العملية، وما أن وصلت السكن وجدت خطاباً وصل من البريد وفضضت الظرف وإذا به من والدي فيه أبيات شعر قرأتها فاستثارت شعوري وعزمت على السفر في تلك اللحظة ناسياً ألمي وموعد العملية، وبالفعل سافرت صبيحة تلك الليلة إلى مدينة (مصوع) ميناء أريترية، لألتمس جارية مسافرة إلى جيزان أو القحمة أو القنفذة فوجدت إلى القنفذة وفي الأثناء أشتد ألمي وذهبت إلى رجل يمني يكوي، فكواني (5) كيات على الصرة وما حولها ومنها إلى الآن من فضل الله تعالى لم أعمل عملية الزائدة.
أما أبيات الشعر، فأذكر بيتين وهما الشاهد على اهتمامي السريع للسفر، وهما كما يلي: ـ
ليت الغريب قريباً غير مبتعد سدَّ البحار فَيا وَجْدي على عَضُدِي
ليت الغريب قريباً غير مبتعد
ما هُمْ بردَّين عنيَّ الموت لا وَبَلا لكن ليرضَى الفؤاد وترتوي كبدِي
ويليه طرف من قصيدة شعر شبعي، يدل على ما دل عليه البيتان السابقان هو:
مُحمدْ إن كان في رأسكْ ترى شيمه فأحسب نهارَكَ وليلكَ من ليَالينا
ولا تقُول أيَّ شهرٍ فيه مَاتَ أبي
وصلت ولكن رحل الوالد:
واصلت السفر بصحة تامة ولم يعترضني أي عائق في مواصلة السير، رغم صعوبات الأسفار في ذلك الزمن، حتى وصلت بحمد الله إلى الموطن والبيت، وقابلت أبي وقبلته بحرارة شديدة، وهو كذلك، حتى ظننت أن روحي ستفارقني من شدة الفرح بوجود والدي ولقائه، وشدة الحزن من ما حل به من المرض ونحول الجسم، وسعدت بمصاحبته وخدمته مع إخواني وأهل بيتي وأقاربي حتى توفاه الله تعالى في شهر رمضان المبارك عام (1366) هـ رحمه الله رحمة الأبرار، وألحقنا به جميعاً ونحن من الصالحين الأخيار، وفي أيام العزاء، كنت لا أستطيع مقابلة الناس، ولا أملك نفسي من البكاء من شدة الحزن، ووفد إلى العزاء فيه جموع كثيرة من غامد وزهران وبني عمر وغيرهم من القبائل وكلهم يذكر محاسنه ودوره الكبير في الإصلاح بين الناس ويدعون له بالرحمة، رحمة الله وغفر له.
السفر إلى المدينة:
وما أن كنت منزوياً في البيت يوماً بعد وفاته رحمه الله وإذا بقارع باب الدار في باكورة النهار، وإذا به عمي (أبو أم أبنائي) رحمه الله تعالى، تحدث معي بما أزال عني بعض همومي وأحزاني، وندبني إلى السفر صحبته، إلى المدينة المنورة ومنها إلى خيبر لطلب المعيشة هناك، وبالفعل سافرنا، وفي خلال إقامتي في خيبر، وقد فتحت متجراً وفي يوم من الأيام جلس عندي في مقدمة الدكان ثلاثة أشخاص أحسبهم من أخوياء الإمارة، كل منهم يسأل الآخر عن سابق عمله، وفي أي منطقة قد عمل وماهي عادة أهل الوطن وتكلم كل منهم بما بدى له وذكر أحدهم أنه كان خوياً في إمارة الظفير وتحدث عن بعض العادات المخالفة للشرع من باب: الاستئناس والإخبار لا من قبيل الانتقاد لأنه جاهل، فأحسست بألم، فرديت عليه بقولي: إن هذه العادات توجد في جميع مناطق المملكة إلا القليل وها هي أمامنا في هذا السوق رأي العين وكان لا يعرفني ممن أنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/211)
العودة إلى بلدتي وانطلاقة الدعوة:
في هذه الأثناء تجدد في ذاكرتي: ما كنت أتمناه في الحبشة، من وجود دعوة إلى الله في بلادي، وبعد مضي عامين عدت إلى بلدتي، وقد عزمت على إيجاد حركة دعوة إلى الله، إلا أنني محتار كيف أبدأ، فذكرت كتيباً أهداه إلي أعضاء تلك الجالية العربية في الحبشة، والتمسته فوجدته، فإذا هو ينبئ عن قواعد دعوة أنصار السنة المحمدية في مصر حينما كان محمد حامد الفقيه رئيساً للجماعة فسررت به وانجلى همي، وعلى ضوءه، قررت زيارة من أتوسم فيهم الخير من فقهاء وأمناء وغيرهم في بلجرشي، وقد كانت لهم صلة بوالدي متينة ويزورونه في حياته، رحمه الله ورحمهم جميعاً، كانوا يستقبلونني استقبال محبة وتقدير، وما ذلك إلا محبة منهم لوالدي رحمه الله تعالى.
شجعوني بهذا الاستقبال وارتفعت معنويتي، وقررت وضع قواعد بدائية للدعوة ففعلت، وحررتها من أصل وصورتين، ودعوتهم يوماً إلى بيتي فحضروا وبدأت معهم الحديث بما فتح الله عليّ حول فضل الدعوة إلى الله تعالى، وأنه يجب علينا أن نقوم بها ونتعاون على نشرها وتبليغها إلى ذوينا بكل ما في وسعنا فتهللت وجوهم بالبشر، وأجابوا جمعياً بالموافقة.
تلوت عليهم الورقة المحررة، ومن ضمن قواعدها، أننا لا ندعو الناس إلى عمل خير إلا وقد عملناه، ولا ندعوهم لترك منكر إلا وقد تركناه، فأقروها وأمضوا عليها بأسمائهم وسروا بها، وقلت لهم لابد أن نثبت في مجلسنا هذا أمور ثلاثة قبل أن نتفرق (الأول): تعيين رئيس لهذه الحركة المباركة، (الثاني): تعيين أمين صندوق يودع فيه المنتسبون إلى هذه الجماعة ما تيسر من النقود لحاجتهم، (الثالث): تعيين وقت يحضر فيه الرئيس والأعضاء للتشاور وتبادل الآراء حول سير الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، فكلفني الإخوة بالأمرين الأولين وهما: الرئاسة وأمانة الصندوق، وتم اختيار المجلس في يوم الخميس من كل أسبوع لإعادة النظر حول أساليب الدعوة إلى الله تعالى، وما يحدث من ردود فعل، أثناء نشرها، كما هي العادة أمام أي إصلاح.
تعرقلت الدعوة فولدت فكرة المدرسة:
زرنا كثيراً من قرى المنطقة، واجتمعنا بإخوان لنا فيها من علماء وغيرهم وزارنا الكثير ممن سمع بهذه الخطوة المباركة، وفي خلال ستة أشهر تقريباً من البداية حدثت ردود فعل غير عادية، وأوقف بعض الأخوة في الجوامع أثناء كلمة أو حديث، فجمعت إخواني في الله وعرضت عليهم رأيي وهو إيقاف حركة الدعوة واستبدالها بفتح مدرسة لأبناء العشيرة، حيث لا يوجد ذلك الحين مدارس إلا القليل فقوبل هذا الرأي بالموافقة بعد معاناة من المعترضين الذين يصممون على الاستمرار في الدعوة غير ناظرين إلى ما يحدث.
فتح المدرسة، ومقايضة الطلبة بالطالبات:
أخيراً توليت فتح المدرسة من بداية عام (1370هـ) في قرية (القرى) بدار الأخوين الكريمين: عبدالله بن سعيد وأخيه صالح بعد معاناة شديدة للحصول على المكان إلا أنه لم يلتحق بالمدرسة طلاب سوى أبناء الأعضاء، وكان في قرية (المكارمة) إمرأة من أهل القرآن تدعى: زهرة بنت محمد الأعمى غفر الله لها، وكان عندها ما يقارب (25) طالباً تعلمهم القرآن الكريم، فطلبتهم منها على أن أعوضها ببنات فوافقت إلا أن الطلبة أخذوا مني موقفاً بسبب ما يسمعونه من أهاليهم، ولكني قررت لهم درساً، وفي نهايته أخرج بهم إلى البر وأمارس معهم الألعاب الشعبية حين ذلك حتى ألفوني، فأخذتهم وعوضت الأم زهرة ببنات أكثر منهم فسرت بذلك، رحمها الله وأسكنها الفردوس الأعلى لما قامت به من جهود مشكورة نحو التعليم والدعوة.
كنت أعمل مديراً للمدرسة ومعلماً وخادماً، واخترت نخبة من الإخوة الأفاضل المحتسيين الذين يعملون معي في المدرسة، ولم يلبث توقف حركة الدعوة إلى الله تعالى في المساجد والأسواق والمناسبات سوى أشهر فقط، حتى تم إعداد الطلبة الأذكياء، وقاموا بدور كبير بالدعوة في بيوتهم وعشيرتهم وكنت أعدهم وأملي عليهم نصائح وتوجيهات، وأقوم بتوزيعهم على مساجد القرى وجوامعها، وقوبلت الدعوة على ألسنتهم بالقبول والمحبة والرغبة، واستؤنف عمل الدعوة من الإخوة الكبار في معيتهم كمساندين لهم ومؤيدين.
جولة الدعاة الصغار:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/212)
تجولنا بهم في قرى غامد وزهران، وبني عمر، وخثعم وبالقرن وإلى بني عمر وبني شهر وعسير، وأحد رفيدة، وبيشة وضواحيها، وواصلت بهم إلى المدن كجدة ومكة في موسم الحج وفي الطائف أيام موسم الصيف وسمع منهم كلماتهم في سبيل الدعوة إلى الله، الأمراء والمشائخ والوزراء قبل أن يسمعوها من شباب طلبة العلم في ذلك الزمن، وكان لدعوتهم صدى وإقبال وأثمرت هذه الجولات حركة دعوية في جميع المناطق، ومن ثمرات دعوتهم حشد إلى المدرسة جموع كثيرة من الطلاب من جميع المناطق والقبائل بل ومن الخارج واستفادوا وأفادوا.
إنشاء عمارة للمدرسة:
بعد مضي عامين تقريباً اقترح إخواننا بجدة إنشاء عمارة للمدرسة، وطلبوا موقعاً مناسباً فتبرع الإخوة هنا في بلجرشي بمواقع كثيرة وشاء الله أن تبنى على أرض تبرع بها بعض الإخوة في قرية الشعبة، وما أن كملت العمارة حضر الإخوة من جدة وفي مقدمتهم الشيخ سعيد الدعجاني لافتتاحها، وأيدوا ما سبق من التنظيم الإداري والتعليمي خلال المدة السابقة.
الملك سعود وابنه محمد في زيارة المدرسة:
زار جلالة الملك الراحل سعود بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى وطيب ثراه جنوب المملكة عام (1374هـ) وفي معيته نجله الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز ـ وفقه الله ـ وحضر الإخوة هذه المناسبة العظيمة وجموع كثيرة من كل مكان، وخصص الملك للمدرسة زيارة خاصة، وأقامت له احتفالاً رائعاً ومنضماً وسر بما سمع من الكلمات والنصائح ومنها بعض أبيات نذكرها من قصيدة ألقاها بين يدي جلالته أحد طلاب المدرسة، وقال:
سعود سعد لأرض إذ يطوف بها يرضي شيوخاً ويعطي مستحقيها
عمّ الجزيرة بالإحسان وابتسمت شوقاً لجولته حتى بواديها
نعم المليك إذا مادام منتصباً بدعوة الحق لايخشى مصديها
ياصاحب الملك إن الملك مخطرة أمانة وحقوق كي تؤديها
إلى أن قال:
نحن أحباءكم في الله مانصبت بيارق للهدى تدعو محبيها
في العسر واليسر فاقبلها مواثقة منا نقول ورب البيت يوفيها
ليس المحبة أخشاباً ملبسة ولابضرب أكف يا معديها
ولابهزله الأقدام قد رقصت ولابصرف من الألفاظ تلقيها
إن المحبة للمحبوب قد سكنت فالقلب مودعها والروح تفديها
ماذا قال الملك سعود عن المدرسة:
كان للمدرسة السلفية الحظ الأوفى من زيارته رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى حيث أعجب بها وبطلابها وأشاد بذكرها في وسائل الإعلام والصحف، وقال عنها ما يلي: ـ
"وبعد زيارتنا لهذه المنطقة وتفقدنا لهذه المدرسة رأينا ما سرّنا من أساتذتها وطلابها، مما تحلوا به من العقيدة الصالحة، والدعوة إلى الله، وإقبال الناس على هذه المبادئ الشريفة السليمة التي نرجو أن تزداد وتمتد إلى جميع أنحاء المملكة التي لا قوام لها ولا عز لها إلا بهذه الدعوة والعقيدة الصالحة، والعمل بكتاب الله وشريعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وتحليل ما أحل الله وتحريم ما حرم الله".
اعتماد ميزانية للمدرسة:
وقام رحمه الله تعالى بإكرام المدرسين والطلبة، وكل من وفد إلى المدرسة ومن حولها، كما أمر بتشكيل لجنة تقوم بدراسة احتياجات المدرسة، وهي كل من أمير المنطقة وقاضيها ومرشدها وكنت معهم وقامت اللجنة بمهمتها وكتبت محضراً بما رأته من الاحتياجات اللازمة للمدرسين والطلبة المغتربين، وقدمت ما كتبته لجلالته رحمه الله ومقداره (78600) ريال، واعتمده غفر الله له كميزانية سنوية للمدرسة، نستلمها من فرع وزارة المالية في بلجرشي سنوياً، وعلى إثر هذا الدعم قمنا بفتح مدرستين للبنات إحداهما في شرق وادي بلجرشي، والأخرى في غربه، وقامتا بواجب عظيم نحو تعليم البنات والأمهات، كما قمنا بفتح مدرسة للبنين والآباء في قرية الأبناء جنوب بلجرشي.
وأمر رحمه الله بفتح مدرسة في بلاد زهران فرعاً للسلفية ببني حسن بناء على طلبهم ومكثت سنة تقريباً، ونقلت إلى النصباء لبعض الأسباب ومكثت ما يقارب عامين وفي هذه الأثناء قامت بدورها في التعليم والدعوة ونفع الله بها، ثم أغلقت هذه الفروع لسببين اثنين، الأول: توفر المدارس الحكومية، والثاني: عدم الإمكانيات المادية، حيث لم يتيسر لها ميزانية تضمن بقائها، ولم يكن للأهالي إمكانيات على دعمها.
تطوير المدرسة الأم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/213)
عدنا إلى تطوير المدرسة الأم: وعمرنا لها عمارة حديثة مسلحة على أرض بدل أرضها وعمارتها الأولى بالتناقل مع الأخوة المحسنين بالأرض السابقة وفي مقدمتهم الشيخ عيدان بن علي عظم الله أجرهم وغفر له، قامت هذه العمارة بتوفيق الله أولاً ثم بمساعدة أهل الفضل والإحسان، وفي مقدمتهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى وبتعاون بعض أبناء المدرسة السابقين: الشيخ داود العلواني، والشيخ محمد بن إبراهيم بن مسفر الغامدي، والشيخ علي بن إبراهيم المجدوعي أكرمهم الله وأثابهم، وسدد ما بقي عليها وعلى المسجد من العجز وهو ما يقارب بـ (260000) مائتين وستون ألف ريال، جلالة الملك الراحل: فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى، وفتحنا مرحلتي المتوسطة والثانوية إلى جانب الابتدائية وضمن العمارة مسجد كبير يستوعب (600) ستمائة مصلي وأكثر، داخل حوش المدرسة تؤدي أسرة المدرسة التي يفوق عددها (600) ستمائة نفر صلاة الظهر فيه، وتقام فيه المحاضرات والندوات والمسابقات إلى جانب وجود المرافق الصحية الكافية، وميدان واسع تمارس فيه الرياضة البدنية كل ذلك داخل حوش المدرسة.
لم تكن المدرسة مدرسة تعليم داخل حيطانها فحسب، ولكنها كانت مدرسة متنقلة تقوم بجولات مستمرة على المصلين في المساجد تلقنهم العقيدة، وما يتعلق بصحة الصلاة وتعلمهم قراءة القرآن، بجانب المواعظ العامة التي تلقى عليهم في جوامع القرى في كل أسبوع.
استمرت على هذا المنوال إلى عام (1411هـ) وصبرت واحتسبت ما نالها من اعتراضات ومتاعب وصعوبات في سبيل نشر العلم وتعليمه والدعوة إلى الله تعالى ومؤسسها الذي يدير أعمالها ويتصرف في شئونها من البداية إلى النهاية بالتشاور مع مشائخ الدعوة: الشيخ محمد بن إبراهيم وأخيه الشيخ عبداللطيف والشيخ عبدالملك والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز والشيخ محمد بن أحمد سعيد مستشار جلالة الملك سعود رحمهم جمعياً ومشائخ المدرسة العاملين فيها حين ذاك، وهم كل من الشيخ أحمد بن سعيد البدوي والشيخ عبدالله أبو علامة بن محمد الفقيه، والشيخ عيدان بن علي والشيخ عبدالعزيز بن سعيد وابنه الأستاذ سعيد بن عبدالعزيز والشيخ سعد بن حجر والشيخ ناصر بن سعيد سعفة رحم الله المتوفي منهم ووفق الحي وأثابهم على ما بذلوه من أعمال صالحة وجهود مشكورة.
ضم المدرسة لوزارة المعارف:
رغبت الدولة وفقها الله أن تضم هذه المدرسة إلى وزارة المعارف لتقوم بدور رعايتها وضمان حقها كمدرسة أخرى من أخواتها بالمنطقة، وبقي لمؤسسها حق الإشراف والنظارة الشرعية على محتوياتها والله ولي التوفيق.
فتح حلقات القرآن:
القرآن والمدرسة الإسلامية عنصران لا يفترقان، فالمدرسة تستمد علومها من القرآن الكريم، والقرآن الكريم تمتد فروعه وتنشر وتجنى ثماره بالعناصر الصالحة من شباب المدرسة الإسلامية.
وإيماناً بصحة هذه العقيدة، قامت المدرسة السلفية بفتح حلقات خاصة بالقرآن الكريم في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات من عام (1370هـ) و (1380هـ) في بعض مساجد بلجرشي استمر بعضها أقل من سنة وبعضها في بعض مساجد بلجرشي استمر بعضها أقل من سنة وبعضها سنة أو زيادة وأخيراً أوقفناها لأمرين:
الأمر الهام: عدم الإقبال إليها من الطلاب، بسبب تثبيط بعض معلمي المدارس بأنه لا داعي لإشغال الطالب عن دروسه وهو يتلقى القرآن الكريم في مدرسته والثاني: عدم وجود معلمين متخصصين يقومون بهذه المهمة، وأخيراً حصرنا التحفيظ في جامع السلفية بعد وجوده حيث لم تتم عمارته إلا في عام (1392هـ) كحلقة مفتوحة للراغبين من العصر إلى العشاء.
الفكرة لم تزل قرينة الذهن ففي أواخر عام (1400هـ) بدأت تفتح حلقات القرآن الكريم في بعض المدن بكثافة رغم وجودها من قبل، وحصل عليها الإقبال، وتحركت الفكرة المخزونة، واجتمع بعض الإخوة وفي مقدمتهم، الأستاذ: عبدالله بن مزروع أمير محافظة بلجرشي حين ذاك وفي أوائل عام (1404هـ).
قرروا تأسيس جمعية تحفيظ للقرآن الكريم، ورشحوا لرئاستها: الشيخ محمد بن سعد الفقيه، وكنت أحد الأعضاء ولكني مشغول بما بين يدي من أعمال السلفية حيث بلغت ثلاث مراحل: ابتدائية، ومتوسطة، وثانوية، وفيها كثافة طلاب ومعلمين وإداريين وعاملين آخرين.
لا ينجح عمل بلا نظام:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/214)
كنت أتغيب عن حضور مجلسهم لأمرين، الأول: أن بين يدي عمل شاق يستهلك وقتي كله، والثاني: في نفسي شيء، حيث لم يدعوني عند التأسيس وأنا صاحب الفكرة الأول، وأخيراً ألحوا عليّ في الحضور فحضرت مرة ودار الحديث حول عدم انتظام العمل، فقلت لهم هل وضعتم نظاماً تمشون عليه في العمل، أجابوا: لم نعمل، وإنما هو عمل تعاون، فأجبت: أنه يمكن نجاح أي عمل إلا بنظام سواء عمل وظيفي أو تطوعي.
وضعت النظام فكُلفّت بالرئاسة:
أسندوا إلى وضع نظام للعمل، فوضعت نظاماً متكاملاً من واقع تجاربي وعملي في خطوات السلفية وسيرها، فحضرت المرة الثانية وقرأت عليهم النظام، فمستصعب ومؤيد وأخيراً أقروه وعملوا به وفي نفس العام عام (1408هـ) صدر قرار الإذن للجمعية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية رقم (17) بالعمل رسمياً، وفي عام (1409هـ) اجتمع المجلس الإداري وأعضاء الجمعية العمومية لتحديد رئيس وأعضاء المجلس الإداري في مجلس الإمارة، وقرروا قبل بدأ الانتخاب، أن من وقع عليه الاختيار رئيساً لا يمسح له بالاعتذار أياً كان فأحسست بشيء أثقلني وأنهم يقصدونني، وطلبت منهم عدم التصميم وفتح باب التشاور فأصروا، وإذا بهم يعلنوا اسمي رئيساً للجمعية، فحاولت إعذاري أو إسناد الأمر إلى من أثق فيه منهم وكلهم ثقة، وتم تشكيل الأعضاء وإذا بهم من خير الحاضرين.
احتملت حملي الثقيل ودعوت الله أن يعينني على إدارته بالحكمة والبصيرة، وشكرت الله تعالى على إعادة الأمر إلى نصابه، في وقت أشعر فيه بوحشة مفارقة المدرسة التي أفنيت عمري لخدمتها على مدى نصف قرن من الزمن تقريباً، فسلمت المدرسة، ولم أسلم السلفية، لأن مسمى السلفية تابع للقرآن الكريم، والقرآن الكريم هو منهج الجمعية الخيرية، ولذلك أضفت السلفية إلى الخيرية فكان اسمها على حقيقته: "الجمعية الخيرية السلفية لتحفيظ القرآن الكريم في محافظة بلجرشي وتوابعها" وقد عمل الأعضاء الأولون بكل جدية ونصح، وهم كالتالي:
الأعضاء الأولون:
الشيخ عبدالله بن عبدالهادي، الشيخ خميس بن عبدالهادي الشدوي، الشيخ محمد بن أحمد المطوع العبيدي، الشيخ سعد بن عبدالله العجمة، الشيخ حسين بن حمري الأجعدي، الشيخ أحمد بن محمد جمعان الشدوي، وفي مقدمتهم الأستاذ: عبدالله بن مزروع أمير المحافظة، وكل الأعضاء والعاملين من بعدهم ومدراء الفروع وأعضاءهم بذلوا جهوداً مشكورة وأعمالاً موفورة وأفكار جيدة وطرقاً جديدة والجمعية الآن تعبر عن نفسها فقد وصل عدد فروعها (6) فروع استقل منها واحد وهو فرع المخواة، والباقي (5) فروع عدا مكتبي إشراف بلجرشي للبنين والبنات ووصل عدد حلقاتها (250) حلقة (بنون وبنات وأمهات) عدا المتوقفة بسبب عدم وجود معلمين.
عدد الحفظة:
ووصل عدد الحفظة المتخرجين منها إلى عام (1424هـ) (385) بنون وبنات وأمهات، ولها ممتلكات استثمارية تتكون من عمارتين في جدة، وخمس عمارات في بلجرشي يبلغ محصولها ستمائة ألف ريال، تخصم من ميزانية تبلغ: (2000000) مليونا ريال فأكثر عن كل عام ومابقي يقدر الله سداده من المحسنين وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين وأبناءه وإخوانه ـ حفظهم الله من كل مكروه ـ وأصحاب الغيرة والعطاء من إخواننا التجار وغيرهم من أهل الوطن، أثاب الله الجميع وتقبل منهم، وجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى.
هذه نبذة من الحياة يقدمها الفقير إلى عفو ربه: محمد بن علي بن محمد آل جماع الغامدي.
استجابة لإلحاح كثير من المحبين وفقهم الله وفي الإمكان الإطلاع على معلومات أكثر من الكتيب الذي سيبرز قريباً إن شاء الله عن المدرسة السلفية الأهلية الخيرية في بلجرشي وحركة الدعوة إلى الله تعالى.
سائلاً الله العلي القدير أن يعيذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ويختم بالصالحات أعمالنا إنه سميع مجيب.
نقلا عن المحب الكبير ـ الساحات السعودية
جزاه الله خيرا
ـ[صالح الحساب]ــــــــ[20 - 07 - 09, 12:01 م]ـ
وانطفأت شمعة أخرى ..
انا لله وإنا إليه راجعون
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[20 - 07 - 09, 03:01 م]ـ
لا إله إلا الله!
رحمه الله رحمة واسعة، وأدخله فسيح جناته.
ليست وفاة الشيخ الذي أفاد الناس كوفاة غيره.
نغبط هذا الشيخ على جهوده في منطقته، وعلى خاتمته الحسنة.
جعلنا الله جميعا ممن يعيش في خدمة السنة، وأحسن حالنا وختامنا ومآلنا.
ونعزي أسرة الفقيد وطلبته بوفاته.
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[20 - 07 - 09, 03:04 م]ـ
هنيئا له هذه الخاتمة الحسنة رحمه الله
وإنا لله وإنا إليه راجعون
قال أيوب السختياني رحمه الله: (إني لأخبر بموت الرجل من أهل السنة فكأني أفقد بعض أعضائي)
فكيف إذا كان من علماء أهل السنة الداعين لها
رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 04:03 م]ـ
اي و الله هنيئا
اللهم اختم لنا بالايمان
اللهم اختم لنا بالايمان
اللهم اختم لنا بالايمان
اللهم اختم لنا بالايمان
اللهم اختم لنا بالايمان
اللهم اختم لنا و لوالدينا و لاخواننا بالايمان
اللهم آمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/215)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[20 - 07 - 09, 04:27 م]ـ
استمع إلى حسن خاتمة الشِّيخ محمد بن علي جمَّاح رحمه الله
ظنَنْتُ الشَّيخ يهلل كعادته، ثم بان أنَّها تهليلة الخروج من دار الفناء، عاش يعمل من أجل لا إله إلاَّ الله، فثبَّته الله عليها عند فراق الحياة، والله إن القلب ليحزن على فراق الشَّيخ، لكن الرِّضا بقضاء الله واجب علينا، أريد أن أكتب عن الشيخ وسمته وهديه وجهاده وأخلاقه، لكن القلب منكسر
اللهم اجبر كسرنا على فراق شيخنا وأبدله دارا خيرا من داره واغسله بالماء والثلج والبرد
بعد أن كنت ألازم الشيخ كظلِّه، انشغلت عنه وانشغل عني، حيث إنه ترك إدارة التَّحفيظ، وسلَّمها لأحد المشايخ عندنا، ثم أصبح يشتغل ببعض أموره الخاصَّة في بيته، وكنت أتصل به بين الفينة والأخرى.
وعندما أجريت لي عمليَّة استئصال المرارة، اتصل واعتذر عن عدم الزِّيارة، لعدم وجود سائق يأتي به، فقلت له إن الواجب لك، ثم انشغلت ببعض أمورى الخاصَّة بين بلجرشي ومكَّة، ونسيت حقَّ الشَّيخ عليَّ، ولم أستيقظ يوم الخميس الماضي إلا على اتصاله رحمه الله يقول – بعد أن اطمئنَّ على صحَّتي -: أين أنت يا بني، إمَّا أن تزورني أو أزورك، فقلت له اليوم أزورك، فزرته يوم الخميس، ويوم السبت، ويوم الأحد، يوم رحيله عن دار الفناء.
عندما تصاحب الأكابر تعرف قدرك، وتهذِّب أخلاقك، وتستفيد في حياتك
في التسجيل: موعظة بليغة.
رحمه الله رحمةً واسعة.
ـ[أسامة أل عكاشة]ــــــــ[20 - 07 - 09, 05:08 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1078839#post1078839
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[20 - 07 - 09, 07:24 م]ـ
رحمه الله وغفر له وثبته عند السؤال
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها
اللهم اغفر لعبدك محمد بن جماح اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا،اللهم اغفر له وأرحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله وأوسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد اللهم وأبدله دار خيراً من داره وأهلا خيراً من أهله اللهم لا تفتنا بعده ولا تحرمنا أجره واغفر لنا وله
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 10:19 م]ـ
إن لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده بأجل مسمى
رحمه الله رحمة واسعة وأدخله الفردوس الأعلى من الجنة
اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله واجعل قبره روضة من رياض الجنة يا حي يا قيوم ...
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 07 - 09, 10:33 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون.
لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى.
اللهم اغفر لعبدك / محمد بن جماح
وارفع درجته في المهديين , واخلفه في عقبه في الغابرين , واغفر لنا وله يا رب العالمين , وافسح له في قبره , ونور له فيه، واجعله من ورثة جنة النعيم.
اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعفُ عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
اللهم جازه خير الجزاء، وأجزله، وأكمله، وأتمه، وأوفاه، وأعلاه ... جزاء مابذل، وصبر، وجاهد، وعلّم، وألّف، ونصح، وذكّر.
اللهم ارزق أهله وطلابه الصبر والسلوان.
ـ[أبو عبد الله الإسحاقي]ــــــــ[21 - 07 - 09, 02:25 ص]ـ
رفقاً بقلبٍ دهاه الحزن يا صاح = فالقلب من كمد يُسقى بأقداح
جرح أتاك على الجراح ينكأها = فما يكلُّ لسان الصب عن آح
قد هزنا خبر أقض مضجعنا = كمبضع في الحشا بكف جرّاح
رفقاً أمخبرنا قد جاءنا خبر = كطعنة نفدت غدراً بأرماح
تزاحم الحزن في قلبي فوا آسفا = أبكي ابن جبرين أم أبكي ابن جمّاح؟
من للسفين وقد رسا بـ (بلجرشي) = هل السفينة تجري دون ملاح
أبكي على الغيث قد ولت سحائبه = كأن سائله أتى لمجداح
أبكى على بطل وفارس ذرب = وسيد بلغ الجوزا وجحجاح
رحلت عن هذه الدنيا فلا نعمت = عين تمجّدها فالدنيا كالداح
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 03:08 ص]ـ
وفاة شيخي وشيخ أبي وجدي (الشيخ محمد بن علي بن جماح)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/216)
رحل هذه الليلة السابع والعشرون من شهر رجب سنة 1430 حوالي الساعة السابعة مساءاً أحد أكابر أعلام بلاد غامد وزهران، الشيخ العالم الداعية محمد بن علي بن محمد آل جماح الغامدي، علم الأعلام في بلاد غامد وزهران، وشيخ المعلمين، وأستاذ الدعاة، عن عمر يناهز التسعين أو يربو عليها، عاش رحمه الله حميداً عالي الذكر بالخير، مشهورا بين الناس بالفضل، سعيدا بالدعوة الى الله ونشر العلم النافع، صابرا في سبيل ذلك، وكان صاحب شخصية مؤثرة له سمت حسن وصوت مهيب وصورة جميلة وهيبة ووقار، وذكاء نافذ وبصيرة وفراسة، وقد متعه الله بصحة جيدة، حتى تعلل في سنواته الأخيرة ببعض علة في القلب، و لم يوقفه ذلك عن العمل الخيري، والبذل في ذلك حتى آخر ساعة من عمره المبارك، حيث كان قبيل وفاته بساعتين أو نحوها في اجتماع لجنة الموارد في جمعية تحفيظ القرآن في مدينة بلجرشي0
ومن أراد أن يكتب تاريخ منطقة الباحة في هذا العصر – وخاصة في الجانب التعليمي والدعوي - لابد أن يذكر المدرسة السلفية ومؤسسها الشيخ بن جماح رحمه الله، وهي المدرسة التي امتد اثرها في بلاد غامد وزهران وبني عمر وخثعم وبلقرن وبني شهر، ووصل تأثير دعاتها إلى بقاع كثيرة من البلدان التهامية والبدوية المصاقبة لبلاد غامد0
أخذ الشيخ القرآن أولا على يد والده الشاعر الحكيم الشهير ذائع الصيت في بلادنا علي جماح المتوفى سنة 1366رحمه الله، ثم تتلمذ على يد الشيخ الفقيه علي بن ابراهيم المداني واخذ عنه الفقه الشافعي والنحو وغيرهما ولما بلغ عمره اثني عشر عاما أهداه احد اقاربه كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فحفظه وتأثر بما حواه من علم ودليل وصفاء وعودة الى الينابيع الأولى الصافية، وأثر في صياغة شخصيته العلمية كما سيظهر فيما بعد0
سافر الى الحبشة بمعية أخيه الكبير لطلب الرزق، وفيها تعرف على جملة من علماء مصر من الأزهر، وتأثر كثيرا بعلماء ودعاة جماعة أنصار السنة المحمدية المصريين الذين فتحوا في بلاد الحبشة مدرسة لتعليم ابناء المسلمين، وكان هذا التأثر بهم له أثر في صياغة شخصيته العملية بعد عودته الى بلاده واجتهاده في نشر العلم والدعوة0
عاد الشيخ وهو فتى ينضح بالحيوية والنشاط وقد اكتسب الخبرة ورأى أجناسا من الناس وعلم أنه لا مجال لإصلاح أحوال البلاد والعباد الا بالدعوة الى الله والتعليم فوضع أسس دعوته في ورقة و بحث عن أفاضل الناس من أهل بلجرشي وخاصة من أصدقاء والده وعرض عليهم البدء بحركة دعوية سلفية، مستلهما ما كتبه الشيخ محمد حامد الفقي في حركته السلفية بمصر، فوافقوه ووقعوا على مقترحه، وكان يرى أن العمل للإسلام لا ينجح بشكل جيد إلا بوضع طريقة إدارية يسير عليها، وأستمر هذا دأبه حتى آخر حياته، وكان مما تضمنه الإتفاق مع هؤلاء الافاضل وضع رئيس لهم وأمين صندوق ووقتا اسبوعيا للاجتماع وتدارس الأمور والمستجدات، واتفقوا على ألا يدعوا الناس الى خير الا وقد فعلوه هم، ولا ينهون الناس عن شر الا وقد بدأوا بتركه، ثم تحركوا في محيطهم ونشطوا، وكما هو المتوقع دائما فقد حصلت لهم عوائق، فاستعاض الشيخ بن جماح عن هذا النشاط الدعوي، بإنشاء مدرسة لتعليم أبناء العشيرة الأقربين، وكانت هذه نواة المدرسة السلفية وذلك في عام 1370وفتح المدرسة في قرية القرى في منزل الأخوين الوجيهين الكريمين: عبدالله بن سعيد وأخيه صالح بعد معاناة شديدة للحصول على المكان إلا أنه لم يلتحق بالمدرسة طلاب سوى أبناء الأعضاء، وبذل في سبيل اقناع الشباب بالدراسة جهدا كبيرا، ومن ذلك أنه كان في قرية (المكارمة) إمرأة من أهل القرآن تدعى: زهرة بنت محمد الأعمى غفر الله لها، وكان عندها ما يقارب (25) طالباً تعلمهم القرآن الكريم، فطلبهم الشيخ بن جماح منها على أن يعوضها ببنات تقوم بتعليمهن فوافقت إلا أن الطلبة تلكأوا بسبب دعايات مضادة للشيخ ودعوته، ولكنه قرر لهم درساً، وفي نهايته كان يخرج بهم إلى البر ويمارس معهم بعض الألعاب الشعبية حتى ألفوه، فأخذهم وعوض المعلمة زهرة ببنات أكثر منهم عددا فسرت بذلك، رحمها الله وأعلى درجتها في عليين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/217)
وكان الشيخ بن جماح يعمل في هذه المدرسة مديراً ومعلماً وخادماً، وأختار نخبة من المتعلمين الأفاضل المحتسبين لكي يعملوا معه في المدرسة، ولم يلبث توقف حركة الدعوة إلى الله تعالى في المساجد والأسواق والمناسبات سوى أشهر فقط، حتى تم إعداد الطلبة الأذكياء، وقاموا بدور كبير بالدعوة في بيوتهم وعشيرتهم وكان الشيخ يعدهم علميا وعمليا ويملي عليهم نصائح وتوجيهات، ويقوم بتوزيعهم على مساجد القرى وجوامعها، وقوبلت الدعوة على ألسنتهم بالقبول والمحبة والرغبة، واستؤنف عمل الدعوة من الإساتذة الكبار الذين كانوا في معية الطلاب الصغار مساندين لهم ومؤيدين.
ومن المدرسة بدأ التحرك الدعوي مرة أخرى، على غرار ما فعله أنصار السنة المصريين الذين التقى بهم في الحبشة، مراعيا فارق الأوضاع والأعراف، ومستفيدا من اندهاش الناس بجودة أداء الطلاب الصغار، فوسع نطاق دعوته حتى وصلوا بيشة وضواحيها وبلاد خثعم وشمران وعليان وبلقرن وبني عمرو وبني شهر وحتى عسير وأحد رفيدة، و قد أثمر هذا التحرك انتشار صيت المدرسة السلفية واحتشاد الطلاب من قبائل ومناطق عديدة للدراسة فيها0
واقتضى ذلك البحث في قضية بناء بيت للطلاب المهاجرين لطلب العلم وبناء مدرسة واسعة، فكان ذلك في قرية الشعبة (قرية أسرة الغمد شيوخ شمل غامد) وساعد أعيان وتجار غامد في جدة وغيرها في بناء المدرسة السلفية والتي هي المدرسة الأولى - فيما أظن- في بلاد غامد وزهران0
وفي أثناء زيارة الملك سعود رحمه الله للمنطقة سنة 1374 خص المدرسة السلفية بزيارة وأقيم فيها حفل كبير له، ولما أطلع على ما تقوم به من دور وما تضطلع به من مهام تعليمية وتربوية ودعوية أمر بدعمها سنويا بمبلغ يسلم للشيخ من وزارة المالية0
فشجع ذلك الدعم المادي والمعنوي من الملك أن يقوم الشيح بن جماح بافتتاح عدة فروع للمدرسة السلفية:فرعان لتعليم البنات في بلجرشي (وهي أول مدارس نظامية للبنات في المنطقة) وفرع في قرية (الأبنا) جنوب بلجرشي، وفرع في بني حسن من بلاد زهران، ثم إنتقل الى قرية النصباء، ثم لما قصرت النفقة وضعفت المساعدات، وأفتتح التعليم النظامي توقفت هذه الفروع، وبقيت المدرسة الأصل في بلجرشي مستمرة بوصفها مدرسة أهلية خيرية يدعمها اهل الاحسان وعلى رأسهم الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، وصارت المدرسة فيما بعد تحتوي على المراحل الثلاث الابتدائي والمتوسط والثانوي، وبقيت كذلك حتى تحولت عام 1411 الى مدرسة حكومية، وبقي لمؤسسها الشيخ بن جماح حق النظارة الشرعية والاشراف0
ومما اشتغل به الشيخ رحمه الله إضافة الى التعليم والدعوة الى الله تعالى تعليم القرآن وتحفيظه ومن أوائل ذلك فتحه الحلقات لذلك عام 1370،ثم زادت عام 1380، ثم لما أسست جمعية لتحفيظ القرآن في بلجرشي كان مشاركا ومشجعا ومؤيدا، وفي سنة 1409 أنتخب رئيسا لها فصير اسمها (الجمعية الخيرية السلفية لتحفيظ القرآن في محافظة بلجرشي وتوابعها) ونشطت وأصبح لها عدة فروع وتخرج فيها عددا غير قليل من الحفاظ وبقي مشتغلا في شأن تعليم وتحفيظ القرآن حتى قبيل وفاته بساعات0
وقد ترك الشيخ من الأبناء –في حد علمي - عليا وعبد المنعم، وترك من التلاميذ عددا كبيرا، وقد درست على يديه في المدرسة السلفية مادة الفروسية وكان المنهج علميا وعمليا اما العلمي فكان كتاب ابن القيم الفروسية، وأما العملي فكان منه تعلم السباحة وفنونا أخرى، وتخرجت فيها من الابتدائية 1390 - 1391، وقد درس فيها والدي رحمه الله قبلي وتخرج فيها في نحو عام 1380ودرس فيها جدي لأمي عثمان بن مرشد الشهري رحمه الله وأتى بعائلته وبابنه من بلاد بني شهر ليدرس في السلفية، ولهذا قلت هو شيخي وشيخ أبي وشيخ جدي، وأعرف جملة من الأعيان المعروفين ممن تخرجوا في هذه المدرسة ومنهم على سبيل المثال استاذي الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي إمام المسجد النبوي، والشيخ داوود العلواني العمري، والشيخ عبد الهادي العلواني، والشيخ عبد الله بن مجدوع القرني وشقيقه، والشيخ الدكتور سالم بن محمد القرني، والتاجر المعروف علي المجدوعي وآخرون لا يتسع المجال لحصرهم هنا0
أما زملاؤه ومعاونوه في التعليم في السلفية وفي الدعوة الى الله تعالى فكثير أذكر منهم الشيخ سعيد الدعجاني، والشيخ سعد بن حجر، والشيخ ناصر بن سعفة، والشيخ عبدالله ابو علامة بن محمد الفقيه، والشيخ علي بن جنيدي، والشيخ ناصر بن مغرم، والشيخ علي بن مغرم، ومن أسرة (الغمد) الشيخ أحمد بن سعيد البدوي، والشيخ عبدان بن علي، والشيخ عبد العزيز بن سعيد وابنه سعيد بن عبد العزيز0
أما محبوه والمتأثرون به والمعجبون بشخصيته وعلمه فأكثر من أن يحصيهم العد، ولذلك عم الحزن بفقده وتناقل التعازي بينهم بموته، فكل يعزي الآخر في ذلك؛ لأنه فقيد الجميع، أسأل الله تعالى له الرحمة والرضوان والعفو والغفران، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
كتبه سعيد بن ناصر الغامدي 27/ 07 /1430 كوالالمبور
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/218)
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[21 - 07 - 09, 03:39 ص]ـ
رحمه الله رحمة واسعة ...
ـ[عمر الحيدي]ــــــــ[21 - 07 - 09, 04:26 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون.
لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى
رحم الله الشيخ رحمة واسعة, و أسكنه فسيح جناته
ـ[عبد الله وافي]ــــــــ[21 - 07 - 09, 02:42 م]ـ
في وداع الوالد محمد بن علي جماح رحمه الله تعالى
شعر: عبد الله درويش الغامدي
حتّامَ تُمْسِكُ غادياتِ بكائِها == عينٌ تَضِنُّ عن الحبيب بمائها
أو ما أتاها عن وفاة إمامها == ما حدثته الأرض من أنبائها
مات ابن جماح فكلٌ واجمٌ == يا من يعزّي الناسَ في بلوائها
يا دمعَ عينٍ لم يشاكلْ حرّه == إلا اتقادُ النار في أحشائها
هي قدرة الرحمن جل جلاله == لا يستطيع الخلق ردّ قضائها
يا شيخَ غامد يا مقدمَ أهلها == يا رأسَ حكمتها ورمزَ عطائها
فقدتك بلجرشي وحُقَّ لمثلها == أن تفتديك بمالها ودمائها
أمستْ كأنّ اليوم يومُ زوالها == وخرابِ عامرها وهدمِ بنائها
أولم تكنْ تاجَ الفَخَارِ لرأسها == وزعيمَ نهضتها وبدرَ سمائها
أولم تكنْ للخير قائدَ أهلها == وموجّهَ الأفذاذِ من أبنائها
أو لم تُعلّمْ أهلها سننَ الهدى == والناسُ في غفلاتها وغباءها
وشفيتَها بالعلم إذ لا عالم == يدري بأن الجهلَ مكمنُ دائها
وافيتَ أرضاً أجدبتْ قيعانُها == فعملتَ في صمتٍ على إحيائها
وأقمتَ فيها صرحَ دعوةِ أحمدٍ == إذ لم يكن إلا دعاةُ شقائها
فتوالت الأنصار من جنباتها == ومهاجرون أتوك من أنحائها
أحييت مجتمع المدينة بينهم == بوفائها وصفائها وإبائها
آخيت بين غنيهم وفقيرهم == حاكيت طيبة في قديم إخائها
تسعى لإصلاحٍ وتبني مسجداً == وتُغيثُ ملهوفاً وتُرشدُ تائها
وتزور أصحابا وتُقْرِي زائراً == وتُجِلُّ قوماً أنت من آبائها
وبنيتها علميةً دعويةً == سلفيةً بادرْتَ في إنشائها
يكفيك فيها ما نشرْتَ من الهدى == يكفيك ما في الأرض من سفرائها
جاهدت كي تبقى مناراً عالياً == وصبرتَ محتسباً على أعداءها
عبر السنين ولم تخنْك عزيمةٌ == بالرغم من أكدارها وعنائها
وبرغم قسوتها وطول طريقها == وخطى السنين تَئِنُّ من وعثائها
لم يَثْنِ عزمَك ما لقيتَ لأجلها == لولا كَلالُ الجسمِ عن أعبائها
تلك السنون مضتْ وخُلِّدَ ذكرُها == وختامُها مسكٌ برغم جفائها
فختمت بالقرآن خيرَ مآثرٍ == جمعيةُ التحفيظِ من شهدائها
وبثثْتَ من حلقاتها فكأنما == أعلنتَ بالقرآن في أرجائها
في كل بيت حافظٌ أو طالبٌ == للعلمِ بين رجالها ونسائها
ورأيتَ فيها عاجلَ البُشرى وقد == عَمَّ الجميعَ الخيرُ من جرّائها
فُتِحتْ لكَ الدنيا فلم تأْبه لها == ونبذتها وسموت عن إغرائها
الناس يقتتلون فوق حطامها == ويفاخرون بمَعْزها وبشائها
فخطوتَ فوق حقيرها وجليلها == ووضعتَ رجلَك في ذرَى عليائها
بل والختامُ المسكُ نطقُ شهادةٍ == أشبعتَ منها الروحَ قبل مَضائها
هذي مفاخره فقل لعدوه == أرني مآثرك التي بإزائها
تبكيه بلجرشي وتبكي غامدٌ == سلفيةٌ تبكي لفرط بلائها
ومنابرٌ ومساجدٌ ومعاهدٌ == قد كان راعيها وأُسَّ بنائها
لو خُلِّدتْ نفسٌ لخُلد مثلُه == لكنْ قضى خلاقها بفنائها
يا رب فاكتب بذلَه واجعل له == في جنةِ الفردوسِ عيشَ رخائها
واغفر لأمة أحمدٍ واكتب لها == في أهله وذويه حسنَ عزائها
ـ[خضر بن سند]ــــــــ[21 - 07 - 09, 03:42 م]ـ
اللهم أغفر له ووسع له في قبره ...
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنه ...
اللهم افسح له في قبره ونوره عليه وثبته عند السؤال والعرض عليك ....
اللهم اجمعه مع النبيين والصديقين والشهداء يارب العالمين ...
اللهم اجعله في مقعد صدق عند مليك مقتدر ...
اللهم اخلفه في عقبه وعوضنا خيراً مما أخذت منا ...
اللهم جازه عن الأمة التي أحيا قلوبها وعلمها خير الجزاء وارض عنه وتقبل منه يارأرحم الراحمين ..
إنا لله وإنا إليه راجعون ...
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[21 - 07 - 09, 04:47 م]ـ
ودّعت محافظة بلجرشي في منطقة الباحة عالمها الداعية المعروف الشيخ محمد بن علي بن جماح عن عمر يناهز التسعين عاما، حيث توفي في منزله وهو ينطق بالشهادة، وتمت الصلاة عليه ودفنه في مسقط رأسه بالمحافظة. ويقول الشيخ عبدالكريم بن فهد المشيقح في اتصال لـ “المدينة”، والذي صادف وجوده في منزل الشيخ لزيارته قبل وفاته بلحظات، عن طريقة وفاة الشيخ بن جماح قائلا: كنت في الباحة لإلقاء عدد من المحاضرات وأحببت زيارة أهل العلم ورجال الدعوة في المنطقة وفي مقدمتهم الشيخ محمد بن جماح الذي لم أكن أعرفه سابقا، وعند وصولنا إلى منزله دخلنا عليه وهو مبتسم ويحيينا كأنه يعرفنا من زمان وأكرمنا وجلس يحادثنا ويلاطفنا وهو بصحة جيدة ثم تطرق إلى الملك سعود بن عبدالعزيز والملك فيصل بن عبدالعزيز يرحمهما الله وزيارته لهما وعلاقاته الحميمة بعلماء بالقصيم، بعد ذلك طلب منا أن نتناول طعام العشاء معه ولكننا اعتذرنا إليه بلطف لارتباطنا بسفر للرياض، وفي تلك اللحظة قال الشيخ: «لحظة» ثم نظر إلى سبابته فقال: «اشهد أن لا إله إلا الله» فمات. ولد الشيخ عام 1340هـ تقريبا في قرية الجلحية بمحافظة بلجرشي، وكان له اسهامات كبيرة في الدعوة إلى الله ويعتبر مؤسس الحركة السلفية في منطقة الباحة، وعمل في التربية والتدريس حيث كان أول من أسس المدرسة السلفية في بلجرشي التي ذاع صيتها واصبحت منبرا إسلاميا تربويا هادفاً.
http://www.al-madina.com/node/162148/madina
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/219)
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[21 - 07 - 09, 04:52 م]ـ
http://www.benaa.com/Read.asp?PID=1452115&cnt=-2&Sec=0
http://www.benaa.com/Read.asp?PID=1453310&Sec=0
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[21 - 07 - 09, 06:42 م]ـ
لا فض فوك أخي عبد الله
أسأل الله أن يغفر للشيخ وأن يعلي منزلته
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 09:11 م]ـ
وفاة شيخي وشيخ أبي وجدي (الشيخ محمد بن علي بن جماح)
رحل هذه الليلة السابعة والعشرون من شهر رجب سنة 1430 حوالي الساعة السابعة مساءً أحد أكابر أعلام بلاد غامد وزهران،الشيخ العالم الداعية محمد بن علي بن محمد آل جماح الغامدي، علم الأعلام في بلاد غامد وزهران،وشيخ المعلمين، واستاذ الدعاة، عن عمر يناهز التسعين أو يربو عليها، عاش رحمه الله حميدا عالي الذكر بالخير، مشهورا بين الناس بالفضل، سعيدا بالدعوة الى الله ونشر العلم النافع، صابرا في سبيل ذلك، وكان صاحب شخصية مؤثرة له سمت حسن وصوت مهيب وصورة جميلة وهيبة ووقار، وذكاء نافذ وبصيرة وفراسة، وقد متعه الله بصحة جيدة، حتى تعلل في سنواته الأخيرة ببعض علة في القلب،و لم يوقفه ذلك عن العمل الخيري، والدأب في ذلك حتى آخر ساعة من عمره المبارك، حيث كان قبيل وفاته بساعتين أو نحوها في اجتماع لجنة الموارد في جمعية تحفيظ القرآن في مدينة بلجرشي0
ومن أراد أن يكتب تاريخ منطقة الباحة في هذا العصر –وخاصة في الجانب التعليمي والدعوي- لابد أن يذكر المدرسة السلفية ومؤسسها الشيخ بن جماح رحمه الله، وهي المدرسة التي امتد اثرها في بلاد غامد وزهران وبني عمر وخثعم وبلقرن وبني شهر، ووصل تأثير دعاتها إلى بقاع كثيرة من البلدان التهامية والبدوية المصاقبة لبلاد غامد0
أخذ الشيخ القرآن أولا على يد والده الشاعر الحكيم الشهير ذائع الصيت في بلادنا علي جماح المتوفى سنة 1366رحمه الله، ثم تتلمذ على الشيخ الفقيه علي بن ابراهيم المداني واخذ عنه الفقه الشافعي والنحو وغيرهما
ولما بلغ عمره اثني عشر عاما أهداه احد اقاربه كتاب التوحيد للامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فحفظه وتأثر بما حواه من علم ودليل وصفاء وعودة الى الينابيع الأولى الصافية،وأثر في صياغة شخصيته العلمية كما سيظهر فيما بعد0
سافر الى الحبشة بمعية أخيه الكبير لطلب الرزق، وفيها تعرف على جملة من علماء مصر من الأزهر، وتأثر كثيرا بعلماء ودعاة جماعة أنصار السنة المحمدية المصريين الذين فتحوا في بلاد الحبشة مدرسة لتعليم ابناء المسلمين، وكان هذاالتأثر بهم له أثر في صياغة شخصيته العملية بعد عودته الى بلاده واجتهاده في نشر العلم والدعوة0
عاد الشيخ وهو فتى ينضح بالحيوية والنشاط وقد اكتسب الخبرة ورأى أجناسا من الناس وعلم أنه لا مجال لإصلاح أحوال البلاد والعباد الا بالدعوة الى الله والتعليم
فوضع أسس دعوته في ورقة و بحث عن أفاضل الناس من اهل بلجرشي وخاصة من أصدقاء والده وعرض عليهم البدء بحركة دعوية سلفية، مستلهما ما كتبه الشيخ محمد حامد الفقي في حركته السلفية بمصر، فوافقوه ووقعوا على مقترحه، وكان يرى ان العمل للاسلام لا ينجح بشكل جيد الا بوضع طريقة ادارية يسير عليها، واستمر هذا دأبه حتى آخر حياته، وكان مما تضمنه الاتفاق مع هؤلاء الافاضل وضع رئيس لهم وأمين صندوق ووقتا اسبوعيا للاجتماع وتدارس الأمور والمستجدات، واتفقوا على الا يدعوا الناس الى خير الا وقد فعلوه هم، ولا ينهون الناس عن شر الا وقد بدأوا بتركه، ثم تحركوا في محيطهم ونشطوا، وكما هو المتوقع دائما فقد حصلت لهم عوائق،فاستعاض الشيخ بن جماح عن هذا النشاط الدعوي، بإنشاء مدرسة لتعليم أبناء العشيرة الأقربين، وكانت هذه نواة المدرسة السلفية وذلك في عام 1370وفتح المدرسة في قرية القرى في منزل الأخوين الوجيهين الكريمين: عبدالله بن سعيد وأخيه صالح بعد معاناة شديدة للحصول على المكان إلا أنه لم يلتحق بالمدرسة طلاب سوى أبناء الأعضاء،وبذل في سبيل اقناع الشباب بالدراسة جهدا كبيرا، ومن ذلكانه كان في قرية (المكارمة) إمرأة من أهل القرآن تدعى: زهرة بنت محمد الأعمى غفر الله لها، وكان عندها ما يقارب (25) طالباً تعلمهم القرآن الكريم، فطلبهم الشيخ بن جماح منها على أن يعوضها ببنات تقوم بتعليمهم فوافقت إلا أن الطلبة تلكأوا بسبب دعايات مضادة للشيخ ودعوته، ولكنه قرر لهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/220)
درساً، وفي نهايته كان يخرج بهم إلى البر ويمارس معهم بعض الألعاب الشعبية حتى ألفوه، فأخذهم وعوض المعلمة زهرة ببنات أكثر منهم فسرت بذلك، رحمها الله واعلى درجتها في عليين.
وكان الشيخ بن جماح يعمل في هذه المدرسة مديراً ومعلماً وخادماً، واختار نخبة من المتعلمين الأفاضل المحتسيين لكي يعملوا معه في المدرسة، ولم يلبث توقف حركة الدعوة إلى الله تعالى في المساجد والأسواق والمناسبات سوى أشهر فقط، حتى تم إعداد الطلبة الأذكياء، وقاموا بدور كبير بالدعوة في بيوتهم وعشيرتهم وكان الشيخ يعدهم علميا وعمليا ويملي عليهم نصائح وتوجيهات، ويقوم بتوزيعهم على مساجد القرى وجوامعها، وقوبلت الدعوة على ألسنتهم بالقبول والمحبة والرغبة، واستؤنف عمل الدعوة من الأساتذة الكبار الذين كانوا في معية الطلاب الصغار مساندين لهم ومؤيدين.
ومن المدرسة بدأ التحرك الدعوي مرة أخرى، على غرار ما فعله أنصار السنة المصريين الذين التقى بهم في الحبشة، مراعيا فارق الأوضاع والأعراف،ومستفيدا من اندهاش الناس بجودة أداء الطلاب الصغار، فوسع نطاق دعوته حتى وصلوا بيشة وضواحيها وبلاد خثعم وشمران وعليان وبلقرن وبني عمرو وبني شهر وحتى عسير وأحد رفيدة، و قد أثمر هذا التحرك انتشار صيت المدرسة السلفية واحتشاد الطلاب من قبائل ومناطق عديدة للدراسة فيها0
واقتضى ذلك البحث في قضية بناء بيت للطلاب المهاجرين لطلب العلم وبناء مدرسة واسعة،فكان ذلك في قرية الشعبة (قرية أسرة الغمد شيوخ شمل غامد) وساعد اعيان وتجار غامد في جدة وغيرها في بناء المدرسة السلفية والتي هي المدرسة الأولى- فيما أظن- في بلاد غامد وزهران0
وفي أثناء زيارة الملك سعود رحمه الله للمنطقة سنة 1374 خص المدرسة السلفية بزيارة وأقيم فيها حفل كبير له، ولما اطلع على ما تقوم به من دور وما تضطلع به من مهام تعليمية وتربوية ودعوية أمر بدعمها سنويا بمبلغ يسلم للشيخ من وزارة المالية0
فشجع ذلك الدعم المادي والمعنوي من الملك أن يقوم الشيخ بن جماح بافتتاح عدة فروع للمدرسة السلفية:فرعان لتعليم البنات في بلجرشي (وهي أول مدارس نظامية للبنات في المنطقة) وفرع في قرية (الأبنا) جنوب بلجرشي،وفرع في بني حسن من بلاد زهران، ثم انتقل الى قرية النصباء، ثم لما قصرت النفقة وضعفت المساعدات،وافتتح التعليم النظامي توقفت هذه الفروع، وبقيت المدرسة الأصل في بلجرشي مستمرة بوصفها مدرسة أهلية خيرية يدعمها اهل الاحسان وعلى رأسهم الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، وصارت المدرسة فيما بعد تحتوي على المراحل الثلاث الابتدائي والمتوسط والثانوي، وبقيت كذلك حتى تحولت عام 1411 الىمدرسة حكومية، وبقي لمؤسسها الشيخ بن جماح حق النظارة الشرعية والاشراف0
ومما اشتغل به الشيخ رحمه الله إضافة الى التعليم والدعوة الى الله تعالى تعليم القرآن وتحفيظه ومن أوائل ذلك فتحه الحلقات لذلك عام 1370،ثم زادت عام 1380،ثم لما أسست جمعية لتحفيظ القرآن في بلجرشي كان مشاركا ومشجعا ومؤيدا، وفي سنة 1409 انتخب رئيسا لها فصير اسمها (الجمعية الخيرية السلفية لتحفيظ القرآن في محافظة بلجرشي وتوابعها) ونشطت وأصبح لها عدة فروع وتخرج فيها عددا غير قليل من الحفاظ وبقي مشتغلا في شأن تعليم وتحفيظ القرآن حتى قبيل وفاته بساعات0
وقد ترك الشيخ من الأبناء –في حد علمي- عليا وعبد المنعم، وترك من التلاميذ عددا كبيرا، وقد درست على يديه في المدرسة السلفية مادة الفروسية وكان المنهج علميا وعمليا اما العلمي فكان كتاب ابن القيم الفروسية، وأما العملي فكان منه تعلم السباحة وفنون أخرى، وتخرجت فيها من الابتدائية 1390 - 1391،وقد درس فيها والدي رحمه الله قبلي وتخرج فيها في نحو عام 1380ودرس فيها جدي لأمي عثمان بن مرشد الشهري رحمه الله وأتى بعائلته وبابنه من بلاد بني شهر ليدرس في السلفية، ولهذا قلت هو شيخي وشيخ أبي وشيخ جدي، وأعرف جملة من الأعيان المعروفين ممن تخرجوا في هذه المدرسة ومنهم على سبيل المثال استاذي الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي إمام المسجد النبوي، والشيخ داوود العلواني العمري، والشيخ عبد الهادي العلواني، والشيخ عبد الله بن مجدوع القرني وشقيقه، والشيخ الدكتور سالم بن محمد القرني،والتاجر المعروف علي المجدوعي وآخرون لا يتسع المجال لحصرهم هنا0
أما زملاؤه ومعاونوه في التعليم في السلفية وفي الدعوة الى الله تعالى فكثير أذكر منهم الشيخ سعيد الدعجاني، والشيخ سعد بن حجر، والشيخ ناصر بن سعفة، والشيخ عبدالله ابو علامة بن محمد الفقيه، والشيخ علي بن جنيدي، والشيخ ناصر بن مغرم،والشيخ علي بن مغرم، ومن أسرة (الغمد) الشيخ أحمد بن سعيد البدوي، والشيخ عبدان بن علي، والشيخ عبد العزيز بن سعيد وابنه سعيد بن عبد العزيز0
أما محبوه والمتأثرون به والمعجبون بشخصيته وعلمه فأكثر من أن يحصيهم العد، ولذلك عم الحزن بفقده وتبادلوا التعازي بينهم بموته، فكل يعزي الآخر في ذلك؛لأنه فقيد الجميع،أسأل الله تعالى له الرحمة والرضوان والعفو والغفران، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
وكتبه سعيد بن ناصر الغامدي 28/ 07 /1430 كولالمبور
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=9065
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/221)
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[21 - 07 - 09, 09:54 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
وجزى الله فضيلة الشيخ الدكتور سعيد بن ناصر خيرا على وفائه وبره
ورحم الله الشيخ محمد بن جماح رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[21 - 07 - 09, 10:16 م]ـ
رائعة
لا يُفضض الله فاك يا عبدالله
ورحم الله الشيخ ورضي عنه
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[22 - 07 - 09, 12:35 ص]ـ
قصيدة ألقاها الشيخ عائض القرني في محاضرته
(أسباب انشراح الصَّدر) 28/ 7/1430 هـ
التي كانت في جامع الأمير محمد بن سعود في بلجرشي
بعد أن تكلَّم الشَّيخ عايض عن وفاة الشَّيخ ابن جمَّاح رحمه الله وعزَّى النَّاس في وفاته
وذكر أنَّ الشَّيخ هو الذي اتصل عليه ليلقي هذه المحاضرة وأنَّ الشَّيخ أقره على عنوانها
فَيَا قَبْرَ بِنْ جمَّاح صَبَّحَكَ الرِّضَا == وَجَادَكَ غَيْثٌ يَطْرُقُ الرَّوْضَ مُمْرِعا
وَيَا قَبْرَ بِنْ جمَّاح هَاكَ تحيَّةً ====== مُضَمَّخَةً بِالْمِسْكِ عِطْرا مُذَعْذِعا
وَيَا قَبْرَ بِنْ جمَّاح زَارَتْكَ رَحْمَةٌ ====== تُزفُّ بِهَا لِلْخُلْدِ نُزْلاً مُوَسَّعا
وَيَا قَبْرَ بِنْ جمَّاح لُطْفاً بِشَيْبِهِ ===== فَكَمْ عَاشَ لِلإِسْلاَمِ شَيْخاً مُرَصَّعا
وَيَا قَبْرَ بِنْ جمَّاح ضَيْفُكَ قَانِتٌ ==== يَبِيْتُ اللَّيَالِي بَاكِيَ الْعَيْنِ مُوجَعا
وَيَا قَبْرَ بِنْ جمَّاح رِفْقاً بِجِسْمِهِ ====== فَقَدْ ذَاقَ لِلإِسْلاَمِ حتَّى تمزَّعا
دَعَانِي قُبَيْلَ الْمُوِتِ آتِيْهِ زَائِراً ======= فَنَادَيْتُهُ لَبَّيْكَ وَالْقَلْبُ مُفْعَما
فَفَارَقَنَا قَبْلَ اللِّقَاءِ مُسلِّماً ========== وَوَدَّعَنَا أَنْعِمْ بِذَاكَ مُوَدِّعا
وَقُلْتُ لَهُ لَوْ أنَّ مَرْسُوْلَكَ الَّذِي ===== بَعَثْتَ بِهِ أَلْفَى الْجَوَابَ مُشَيَّعا
فَكَيْفَ وَقَدْ نَادَيْتَنِي وَدَعَوْتَنِي ==== فَهَا أَنَا قَدْ لَبَّيْتُ لَوْ كُنْتَ مُسْمَعا
عَلَيْكَ سَلامُ اللهِ مَا ذَرَّ شَارِقٌ ===== وَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَيُشْكَرُ مَنْ دَعا
وَأَكْرَمَكَ الرَّحْمَنُ جَلَّ جَلاَلُهُ ===== بِصُحْبَةِ خَيْرِ الْخَلْقِ فِي جَنَّةٍ مَعا
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[22 - 07 - 09, 01:54 ص]ـ
قصيدة الدكتور ناصر الزَّهراني التي قالها في الشَّيخ محمد بن علي جمَّاح رحمه الله
والتي نشرها مع كلمة له في صحيفة النَّدوة السُّعوديَّة يوم الثَّلاثاء 28/ 7/1430 هـ
تحت مقال بعنوان (الرجل الذي عاش هادئاً ومات هانئاً)
يَا أيُّهَا الرَّجُلُ الْعَظِيْمُ أَسَرْتَنَا ======= بِخَلاَئِقٍ تَسْرِي إِلِى الأَرْوَاحِ
سَمْتٌ وَإِخْلاَصٌ وَهِمَّةُ عَالِمٍ ====== فِي ثَوْبِ لُطْفٍ هَانِئٍ وَسَمَاحِ
وَجَمِيْلِ لَفْظٍ مِثْلَ شَهْدٍ سَائِغٍ ======== وَمَذَاقُهُ أَحْلَى مِنَ التُّفَّاحِ
تَهْتَزُّ أَرْجَاءُ الْبِلاَدِ وَتَنْتَشِي ========== شَوْقاً لَهُ وَلِعِلْمِهِ الْفَوَّاحِ
أَقْبَلْتَ إِذْ كَانَ الظَّلاَمُ مُخَيِّماً ==== وَسَطَعْتَ فِي الأَرْجَاءِ كَالإِصْبَاحِ
وَمَضَيْتَ فِي طُرُقِ الْهُدَى مُتَوَدِّدًا ==== كَالْجَدْوُلِ الرَّقْرَاقِ لِلْمُمْتَاحِ
سَبْعُوْنَ عَاماً وَالْمَحَافِلُ تَزْدَهِي ====== بِفُنُوْنِ فَضْلِكَ يَا أَبَا جَمَّاحِ
لَمْ تُلْهِكَ الدُّنْيَا وَلَمْ تَرْكَنْ لَهَا ===== وَقَصَدْتَ مَا يَبْقَى مِنَ الأَرْبَاحِ
فِيْ مَنْهَجٍ سَامٍ وَحُسْنِ تَعَامُلٍ ======= وَتَفَنُّنٍ فِي الْخَيْرِ وَالإِصْلاَحِ
لاَ عُنْفَ لاَ تَشْهِيْرَ لاَ تَفْرِيْقَ لاَ ======== لُغَةٌ تَمُوْجُ بِثَوْرَةٍ وَصِيَاحِ
بَلْ كُنْتَ فَيْضاً كَالنَّسِيْمِ عَبِيْرُهُ ==== يَسْبِي النُّفُوْسَ وَفِيْهِ طِبُّ جِرَاحِ
شَهْم تَزَيَّنَ بِالْمَكَارِمِ وَالنَّدَى ========== وَبِطُهْرِ فِكْرٍ ثَاقِبٍ لمَّاحِ
وَالْيَوْمَ غَادَرْتَ الْحَيَاةَ مُوَدِّعاً ======== فِي مَشْهَدٍ مُتَفَرِّدٍ مُرْتَاحِ
حَتَّى وَفَاتَكَ يَا إِمَامُ هَنِيْئَةً ========= فِيْهَا بَشَائِرُ رَحْمَةٍ وَفَلاَحِ
فَإِلَى جِنَانِ الْخُلْدِ تَنَعَمُ بِالرِّضَا ===== فِي ظِلِّ عَرْشِ الْوَاهِبِ الْفَتَّاحِ
ـ[معاذ بن محمود الشنقيطي]ــــــــ[22 - 07 - 09, 08:21 ص]ـ
لله دركـ يا ابن زهران ... ما أجمل قصائدك وما أروع شعرك ..
جزاكـ الله خيرا أخي على نقلك لهذا القصيدة الجميلة .. وفي الحقيقة محبتي لهذا الرجل لا توصف .. فأسأل الله أن يحفظه ويجزل له الأجر والمثوبة ..
رحم الله الشيخ محمد بن جماح رحمة واسعة ونسأل الله أن يجعله مع النبين والصديقين والشهداء والصالحين ...
تحياتي لكـ أخي خالد
..
ـ[عبد الله وافي]ــــــــ[22 - 07 - 09, 11:40 ص]ـ
أخي خالد وصقر
جزاكما الله خيرا على التعليق
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[22 - 07 - 09, 02:17 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبد الله.
ورحم الله شيخنا ابن جَمَّاح رحمة واسعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/222)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[22 - 07 - 09, 02:22 م]ـ
رحم الله شيخنا ابن جماح رحمة واسعة
ورضي عنه وأدخله فسيح جناته
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[22 - 07 - 09, 05:47 م]ـ
الآلاف يشيعون ابن جماح إلى مثواه الأخير في بلجرشي
أعرب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود أمير منطقة الباحة عن حزنه الشديد لوفاة الشيخ محمد بن على جماح رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ببلجرشي ومؤسس المدارس السلفية والذي تخرج على يده أعداد كبيرة من المشايخ وطلبة العلم بمختلف مناطق المملكة فيما أعرب سمو وكيل الإمارة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود عن حزنه الشديد بوفاة الشيخ محمد بن علي جماح الذي انتقل إلى رحمة الله، وقال سموه: لقد فقدنا شيخا فاضلا وعالما جليلا كان يبذل كل ما في وسعه لخدمة دينه ومليكه ووطنه وفي نشر تعاليم الدين الإسلامي من خلال جمعيات تحفيظ القرآن الكريم والمدارس السلفية وجمعيات البر وغيرها ولا نقول إلا إنا لله وإنا إليه راجعون. كما أعرب وكيل إمارة المنطقة المساعد أحمد بن منيف المنيفى عن حزنه الشديد برحيل الشيخ بن جماح الذي سخر نفسه لخدمة دينه ووطنه ومليكه وكان شيخا عالما حمل على عاتقهِ تعليم كتاب الله من خلال جمعية تحفيظ القرآن الكريم وفروعها. فيما عبر محافظ بلجرشي الدكتور محمد بن جمعان دادا عن عظيم حزنه لوفاة الشيخ بن جماح وقال لقد فقدنا شيخا غاليا علينا، سخّر نفسه في تشجيع الطلاب والطالبات في حفظ القرآن الكريم وافتتاح حلقات القرآن الكريم بالجوامع والمساجد بجميع قرى محافظة بلجرشي فنقدم عزاءنا لأبنائه وأسرته ونسأل الله ان يتغمده بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته.
إلى هذا احتشد آلاف المصلين في جامع الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز في محافظة بلجرشي عصر أمس الأول للصلاة على جثمان الفقيد الشيخ محمد بن جماح يتقدمهم محافظ بلجرشي الدكتور محمد بن جمعان دادا وعدد من اصحاب الفضيلة قضاة المحاكم في المنطقة والمشايخ وطلبة العلم الذين وفدوا من كل مكان لتوديع الشيخ إلى مثواه الحميد. وقد تم دفنه في مسقط رأسه ببلدة الجلحية.
http://al-madina.com/node/162333
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[22 - 07 - 09, 05:48 م]ـ
معالي مدير جامعة الباحة والشيخ عائض القرني يقدمان التعازي في وفاة الشيخ بن جماح
(الباحة اليوم)
قام معالي الدكتور سعد بن محمد الحريقي مدير جامعة الباحة بزيارة لأبناء الشيخ محمد بن علي جماح يرحمه الله لتقديم سنة العزاء وذلك بعد عصر يوم أمس الثلاثاء وكان في أستقباله جموع من الأهالي وعلى رأسهم شيخ بلجرشي الشيخ محمد بن محمد مصبح كما قام الشيخ الدكتور عائض بن عبدالله القرني والوفد المرافق له بتقديم التعازي لأبناء وأقارب الشيخ محمد بن علي جماح يرحمه الله
وقد ألقى الشيخ عائض كلمة تحدث فيها عن مناقب الشيخ محمد وعن بعض سيرته في الدعوة إلى الله والتنبيه على الإقتداء بأمثاله من الصالحين اللذين قضوا أوقاتهم فيما يقربهم إلى الله
http://www.al-baha.cc/showthread.php?p=150483
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[22 - 07 - 09, 05:50 م]ـ
قصة عجيبة حدثة مع الشيخ عبدالكريم بن فهد المشيقح في الباحة
--------------------------------------------------------------------------------
أنطلق الشيخ عبدالكريم براً بسيارته من بريدة الى الباحة للدعوة , حيث كان هنالك محاضرتان في الباحة وفي محافظة بلجرشي ديرة الشيخ محمد الجماح وسفر الحوالى وغيرهم من المشايخ , ألقى الشيخ المحاضرة الأولى يوم السبت في الباحة وأخبرنا في المكتب التعاوني أنه يرغب اليوم الثاني بزيارة بعض المشايخ في هذه المدينة في اليوم الثاني ذهب الشيخ في الساعة الخامسة عصرا ليزور الشيخ الداعية المعروف محمد جماح في محافظة بلجرشي والذي قضى أكثر من خمسين سنة في مجال الدعوة جهادا وصبرا يقول الشيخ عبدالكريم دخلت المنزل البسيط لأجد شيخ يناهز عمره 95 عاما جلست معه وتحدث معي عن هموم الدعوة ثم أستأذنته لقرب موعد محاظرة الشيخ عبدالكريم فطلب الشيخ الجماح من الشيخ عبدالكريم ان يعود مرة أخرى للعشاء فكان مُلزماً عليه بالعشاء وكان يضع يده على يد الشيخ عبدالكريم ليحاول أن يكون الشيخ عبدالكريم ضيفه , وهو في هذه اللحظات إذ ينظر الشيخ الجماح إلى يده
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/223)
اليمنى وهو رافع أصبعه السبابة عاليا ليقول (لآإله إلا الله) ثم يكررها مرة أخرى (لآإله إلا الله) لتبدأ أنفاسه الأخير بالخروج ليقابل ربه بهذه الكلمة التي دعى إليها أكثر من خمسين سنة ويتوفى الشيخ محمد الجماح مؤسس المدرسة السلفية ببلجرشي ومؤسس الجمعية السلفية لتحفيظ القران ببلجرشي رحم الله الشيخ ونسال الله التوفيق للشيخ عبدالكريم وكلنا حب له لأن يعود إلنا مرة أخرى ووفق الله الدعاة وأهل اخير أينما كانوا
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[22 - 07 - 09, 05:55 م]ـ
سعيد المليص عضو مجلس الشورى يرثي الشيخ ابن جماح
في ذمة الله يا أبا علي
شموع تحترق لتضيء في سماء الوطن، فتعُمّر الأرض، وتبني المؤسسات، وتزرع مشاعل الوطنية والولاء .. هكذا كان نصيب الرعيل الأول من مشايخنا وعلمائنا وقادتنا في ثرى هذه الأرض الطيبة المباركة الذين حملوا المسؤولية في زمن تكاد تنحصر فيه الإضاءات على ما أفل من النجوم.
حينما أعاد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود توحيد البلاد -هكذا اسمه خلوًا من الألقاب؛ لأنه فاق كل الألقاب، رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته- تنادى الملهمون في الوطن بأسره للمشاركة والمساهمة في عملية التنمية الوطنية؛ توحيدًا وعقيدةً وعلمًا واقتصادًا ... الخ، وكان التاريخ على موعد مع أبنائه البررة، الذين لبّوا النداء، فكان لهم جهودهم التي سيظل يذكرها التاريخ؛ بالرغم من صعوبة الظروف في تلك الفترة، حيث كانت البلاد كلها تعاني من آثار سنوات طويلة مضنية من الحياة الشاقة والبائسة، ولكن عزائم الرجال التي لا يحدّها عائق، استطاعت أن تكون عند مستوى التحدّي وبُذلت التضحيات الجسيمة؛ ليعلو الوطن ويرتفع صوته لخدمة الإسلام والمسلمين، ويعيش أهله في خير، ورخاء، نحياه حاليًّا في هذا العهد الزاهر بحمد الله.
ومن تلك الشموع التي أضاءت دروب العلم والثقافة في جزء مهم من وطننا الغالي في بلاد «غامد وزهران» شيخنا محمد بن علي جماح «أبو علي» مؤسس المدرسة السلفية في بلجرشي بمنطقة الباحة في النصف الثاني من القرن الهجري الماضي، الذي كانت تتسابق في شمائله التواضع الجم، العمل الدءوب، النصيحة الصادقة، الهمّة العالية، وكرم غير متناهٍ، رحمه الله، وجزاه عنا وعن جميع طلابه ومريديه وأمته ووطنه خير الجزاء.
جمعتني «بأبي علي» مواقف جعلتني أؤمن بشدة ببعض ما نقرأه عن بعض الناس الذين يقدمون أرواحهم من أجل غاياتهم النبيلة في الحياة، أتذكّر كيف كان يذود عن مؤسسته وصرحها العظيم وهدفها السامي، حينما برزت بعض العقبات أمام هذا النمط من المساهمات، وكيف أنه نافح عن أهدافه النبيلة حتى برز للجميع نبل مقاصده من وراء تأسيس تلك المؤسسة التي أدرك حقيقتها ونقاء نتاجها الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله- حينما تشرفت بلاد غامد وزهران بزيارته، وحينما تلطف -طيب الله ثراه- بزيارة المدرسة، وأنعم عليها بجوده ودعمه.
إن الشيخ «محمد جماح» واحد من أبناء الرعيل الأول، الذي بدأ يأخذ طريقه للحياة الآخرة بعد حياة حافلة بالعطاء والمجد، لكنها ستبقى أسماء تضئ سماءات الوطن، وتلهم العقول بإخلاصها وولائها .. وهناك في تلك الأصقاع -كما في أنحاء هذا الوطن الشامخ- رموز أعطت الكثير تستحق منّا التكريم وصالح الدعاء، وإن كان أخي الدكتور منصور بن كدسة قد بدأ في تذكير الشباب بمكانة وجهاد بعض أولئك، فإن علينا وعلى مؤسساتنا تسليط الضوء على جهودهم، سواء ممّن لازالوا على قيد الحياة، أو ممّن قدموا إلى ربهم عليهم رحمة الله، ومن هذه الرموز التي لها الفضل بعد الله الشيخ سعد بن عبدالله المليص مؤسس أول مدرسة نظامية، وراعي أول دفعة تحمل الابتدائية في تلك المنطقة -أمد الله في عمره-، والشيخ سعيد بن أحمد ابو راس -عليه رحمة الله-، والشيخ حسين الموجان، والأستاذ محمد بن سعد البركي -أمد الله في عمره-، والأستاذ علي الجيلاني، والأستاذ سعيد السبالي، والأستاذ جماح بن علي، والأستاذ عبدالرحمن السعدي، والأستاذ عثمان المنصوري، -رحمهم الله جميعًا-، وكذلك الأستاذ عبد الرحمن بن رمزي السعدي، وغيرهم الكثير. هذا بعض من فيض من الرجال الذين يجب علينا تذكير الجيل بهم، وهذه الأسماء هي ممّن اهتموا بالتعليم، ونشر المعرفة، ومحو الأمية، وإلاَّ فالرجال كثر في المجالات الأخرى. لقد فجعنا في شيخنا الجليل «أبي علي» الذي توفاه الله وهو قائم يجاهد وينافح عن أهدافه، نجم هوى من النجوم التي أرسلها الله لكي تنير الطريق للآخرين، ونحسبه والله حسيبه من خيرة الرجال الذين بذلوا الغالي والنفيس، وإذا كنا يا شيخنا قصّرنا في معرفة حقك، فإننا ندرك عظمة ما قدمت ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون (إلاَّ من أتى الله بقلب سليم) رحم الله أبا علي، وعفا عنه، وعزائي إلى أبنائه وطلابه وإلى الوطن .. “إنّا لله وإنّا إليه راجعون”.
*عضو مجلس الشورى
http://www.al-madina.com/comment/reply/162335
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/224)
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[22 - 07 - 09, 05:59 م]ـ
خطاب الملك سعود
http://www.moqatel.com/openshare/Wthaek/
قال الشيخ الألباني :
hotob/
قال الشيخ الألباني :
hotub22/A
قال الشيخ الألباني :
hotub42_3-1.htm_cvt.htm
خطاب الملك سعود إلى أبناء شعبه
(أم القرى العدد 1572 في 18 ذو القعدة 1374 الموافق 8 يوليه 1955)
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعود بن عبدالعزيز الفيصل آل سعود إلى أبناء شعبه العزيز،
السلام عليكم ورحمة الله وبعد:
إن المدرسة السلفية التي أسست في بلجرشي من قبل ناصر بن مغرم ومحمد بن جماح؛ والتي منهاجها تعليم الدين الإسلامي، والعقيدة السلفية، وإفهام الناس الحق من الباطل، واجتناب ما حرم الله وتحليل ما أحل الله ـ إن هذه المدرسة قد أسسها هؤلاء الرجال على حساب أنفسهم، وعلى ما تبرع به أهل الخير، وبعد زيارتنا لهذه المنطقة، وتفقدنا لهذه المدرسة، رأينا ما سرنا من أساتذتها وطلابها، مما تحلو به من العقيدة الصالحة، والدعوة إلى الله، وإقبال الناس على هذه المبادئ الشريفة السليمة التي نرجو أن تزداد وتمتد إلى جميع أنحاء المملكة، التي لا قوام لها، ولا عز لها، إلاَّ بهذه الدعوة والعقيدة الصالحة، والعمل بكتاب الله وشريعة نبيه، صلى الله عليه وسلم، وتحليل ما أحل الله، وتحريم ما حرم الله. ولا يمكن حفظ كيان، أو دفاع عدو، إلاَّ بالتمسك بدين الله، وبأحكام كتابه، وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، فإن قمنا بهذا قولاً ونطقاً باللسان، وعملاً بالأركان، وعقيدة بالجنان، فقد أدينا الرسالة، وحصلت لنا المنعة، وكافحنا العدو بالسلاح القوي، ألا وهو السلاح الرباني الذي لا يعادله أي سلاح أو أي قوة، قال الله في كتابه الكريم: إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ ءَامَنُوا، فإذا دافعنا عن دينه دافع عنا، وإذا أهملناه وتكلمنا مجرد كلام وتمن، فهذا لا ينفعنا شيئاً كما في الحديث: إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، فنرجو أن نكون ممن قال، وأعتقد بقلبه، وصدقته أعماله، وبهذه المناسبة، فقد أمرنا أن تكون نفقات هذه المدرسة السلفية الصالحة، التي لمسنا منها حب الخير، والدعوة إلى الله، أن تكون نفقاتها، من أساتذة وطلاب، على نفقتنا الخاصة، أن نرعاها حق الرعاية، كما أمرنا بإشادة طابق ثان لبنايتها؛ لإيواء النائين عن البلاد من طلابها، كل هذا نرجو به التقرب إلى الله، وتعزيز الدين ومن قام بالدين، ونرجو أن نرى في أنحاء مملكتنا، في المدن والقرى، من يقوم بهذه الدعوة على غرار ما أمر الله به ورسوله، وتطبيق ما جاء في الكتاب والسنة، ونحن نساعدهم ونؤيدهم؛ لأن المكافح للجهل ولأهل الزيغ والفساد، وللذين لا يرعون للدين مكانة، هذا الجندي، وهو الرادع الأساسي لهؤلاء. ألا إن جند الله هم الغالبون".
والذي أوصي به نفسي وشعبي، هو تقوى الله سبحانه وتعالى في السر والعلانية، والميسرة والمعسرة، والاعتصام بدين الله، وتطبيق سنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وعدم الميل إلى ما يخل بالدين، وبتقاليد الإسلام، ومبادئنا العربية الشريفة، التي يؤيدها الإسلام، فإن عملنا بهذا نجحنا في أمر ديننا ودنيانا، وإن تركناه، لا سمح الله، فما أهوننا على الله كما قال الله في كتابه العزيز: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ، وهذا لا يمنع عن اتخاذ كل قوة في البلاد عسكرياً أو مادياً أو معنوياً، وكل ما فيه رقي للبلاد، والنهوض بها في شتى مرافق الحياة، التي لا تتعارض مع الدين الإسلامي. وأرجو الله أن يرينا وأياكم الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا وإياكم الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يريني فيكم ما يسرني من صلاح دينكم ودنياكم، ويجعلنا وإياكم هداة مهتدين أعواناً على الحق، وعلى ما فيه صلاح ديننا ودنيانا، وأن ينصر دينه، ويعلي كلمته، ويخذل أعداءه. فهو حسبنا ونعم الوكيل.
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[22 - 07 - 09, 06:17 م]ـ
قصيدة رائعة لوالدنا الشيخ محمد بن جماح
--------------------------------------------------------------------------------
سماحة شيخنا ووالدنا الفاضل محمد بن علي جماح يلقي قصيدة في حفل الجمعية ببلجرشي
Cant See Images
أهلاً وسهلاً ياكرام أجبتمدعوتنا في منزل بشجان
بيت الإله الحق بيت مثابةٍوعبادةٍ تسمو بخير مكان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/225)
ياأمة الإسلام هذا مجدكمبل عِزكم ومعالي الإيمان
وأقولها بصراحة صادقةٍأرجو بها التوفيق والغفران
ياأيها الحفل الكريم ألم ترواأن هنا جار من الجيران
يقول والله العظيم فلم يرخيراً في التحفيظ والقرآن
هذي المقولة من صياغة حاسديشفي غليل الشر بالبهتان
إسمع شقيت وستشقى دائماًإسمع صفات الخير في القرآن
جمعية القرآن حق دامغيفجي رؤوش الشر والخذلان
جمعية القرآن بحر زاخربالعلم والقرآن والعرفان
جمعية القرآن طود شامخيعلو ولا يُعلى بكل مكان
جمعية القرآن نور ساطععم البرية طيلة الأزمان
الله يحفظ والمليك يحوطهابالبر والتوجيه والاحسان
والأمراء والأثرياء وغيرهمبالدعم نالوا قمة الشكران
يارب وفِق كل من مدبالخير يداًولم تصبهم آفة النسيان
وأخذل دعاة الشِر إن مصيرهمدار الهوان وهوة الخسران
أهلا بكم أهلا بكم أهلا بكمها قد تجمعتم بخير مكان
دور الجماعة دور خير وهدىفالحق بها ياصاح دون توان
ياكل تواقٍ إلى عليائهاإقرأ ورتل وأصعد الدرجان
ياروضة الجنات كوني دائماًمعمورة بالصدق والإحسان
ماذا نقول لعزها وشمولهابالخير عمت سائر البلدان
الله أكبر كبروه وأحمدوابصالح الأعمال ثم لسان
ياأمة الإسلام إن نجاتكبالله وحده ثم بالقرآن
لاببريق زائف مصدرهقالوا وقلنا قولة الرجفان
إن الجهاد لقول حق فأعمليياأمتي لاببديل ثان
في محكم القرآن جاء مصرحاًبالصدع والإعداد والإثخان
رباه بالإيمان قو قلوبناوأكتب لنا النصر بلا عدوان
وأجعل لنا من كل ضيق مخرجاًوأكمل لنا الأعمال بالجبران
ياطالب القرآن رتل حفظهمتدبراً أحكامه بمعان
وأعمل به تسعد وترقى منزلاًلايرتقيه سواك من أخوان
ياحافظ القرآن أنت حبيبنابل أنت فخر يا أخا الإيمان
كن قدوة وأعمل بكل مشرفوكن سليم الصدر من حقدان
يارب أعذنا من شرور نفوسناومن شرور القول بالعدوان
وأختم لنا بالخير في أعمالناسدد خطانا ياعظيم الشأن
http://aljalhia.net/vb/showthread.php?t=10102
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[22 - 07 - 09, 06:20 م]ـ
آخر كلمة قالها الشيخ ابن جماح رحمه الله
http://www.barakh.com/vb/showthread.php?t=22062
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[22 - 07 - 09, 06:20 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون.
لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى
رحم الله الشيخ رحمة واسعة, و أسكنه فسيح جناته
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[22 - 07 - 09, 06:33 م]ـ
رحيل العلماء
عبد الرحمن بن صالح العشماوي
منذ أنْ كنَّا صغاراً وهذا الاسم المبارك يتردَّد على مسامعنا بأجمل الصفات وأحسنها، وأنبل المواقف وأشرفها. (محمد بن جمَّاح الغامدي) الرجل الذي عركته تجارب الحياة، وصاغته صياغة مميزة، وصقله العلم الشرعي، ورفعه حبُّه للخير، وسعيُه الدؤوب في سبيل الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى أصبح علماً من أعلام الدعوة إلى الله، والتربية والتعليم في منطقة الباحة أولاً، ثم في كثير من المناطق المجاورة ثانياً.
اسمٌ له أثرٌ خاص في أذهاننا ونفوسنا، ووقع كبير في أعماق قلوبنا، لأنه اسم عالمٍ متعلم، وإداري متمرِّس، وداعيةٍ إلى الله عز وجل على مدى أكثر من ستين عاماً.
لقد رحل فضيلة الشيخ محمد بن جماح في طفولته وصباه رحلاتٍ متعددة إلى مكة والمدينة، والحبشة وما جاورها سعياً في طلب الرزق كما هو شأن الناس في ذلك الزَّمَن، قبل أن يمنَّ الله على بلادنا الغالية بهذه النعم العظيمة، تحت هذه الراية العظيمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ثم استقر به المقام في بلجرشي، المنطقة التي وُلد ونشأ نشأة الطفولة فيها في قرية (الجلحيَّة) المعروفة بحبها للعلم وأهله.
وفتح الشيخ محمد (المدرسة السلفية) عام 1370هـ، فكانت معلماً من معالم العلم الشرعي، والعلوم الأخرى بما توافر لها من تخطيط سليم وإدارة جادة واعية من قبل الشيخ الراحل - تغمده الله برحمته - وهي مدرسة جليلة، تستحق أن يكتب عنها من بقي من طلابها الكرام الأوفياء وأخصُّ منهم الشيخ الفاضل (علي بن عبدالرحمن الحذيفي) إمام وخطيب المسجد النبوي، فهو من ثمرات تلك المدرسة السلفية (الجمَّاحيَّة) ولعله يكتب شيئاً عن تاريخ هذه المدرسة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/226)
ومن أبرز تلاميذها العلماء والدعاة فضيلة الشيخ ناصر بن سعيد الغامدي - رحمه الله - والد الدكتور الأخ سعيد بن ناصر الغامدي الذي يُعَدُّ من ثمرات علم وتربية والده - وفقه الله - وفضيلة الشيخ علي بن يحيى الغامدي الدَّاعية العالم الذي نهض بالدعوة إلى الله والعلم في مدينة (العقيق) - بادية غامد - فكان ومازال أثره في هذه المدينة وضواحيها أثراً عظيماً - رحمه الله -.
ومن تلاميذ تلك المدرسة الشيخ حسين موجان - رحمه الله - وهو عالم حافظ داعية ذو أثر فعَّال في المنطقة، وهنالك عددٌ من الدَّعاة كبير لا يمكن أن نحصرهم هنا كانوا جميعاً ثمرة مباركة من ثمرات هذه المدرسة السلفية، كنا نستمتع بدعوتهم ونصائحهم ومواعظهم وجميل أخلاقهم وصالح أفعالهم - رحمهم الله جميعاً -.
وقد أخبرني الشيخ محمد- رحمه الله- بالأثر المبارك الذي تركته زيارة والدي الشيخ صالح لمدرسته حيث كان دائم الزيارة، لتلك المدرسة كلَّما جاء إلى المنطقة من مكة المكرمة، كما أخبرني انه حضر دروساً كثيرة للوالد في المسجد الحرام، وأنه يعد نفسه من تلاميذه.
ومما تجدر الإشارة إليه أن أخانا الكريم فضيلة الدكتور (سفر الحوالي) - جمع الله له بين الأجر والعافية - ممن تعلَّم في مراحل التعليم الأولى في المدرسة السلفية ببلجرشي - حسب علمي -.
في عام 1374هـ - زار الملك سعود - رحمه الله - منطقة الباحة، وخصَّ المدرسة السلفية في بلجرشي بالزيارة ومعه ابنه محمد بن سعود أمير منطقة الباحة حالياً، وكانت زيارة مباركة، من نتائجها ان الملك سعود أمر بدعم مالي للمدرسة وفروعها، مقدارُه (78600) ريال سنوي وقال عن المدرسة السلفية ومديرها الشيخ محمد بن جمَّاح ومدرسيها وطلابها ما يلي: (وبعد زيارتنا لهذه المنطقة، وتفقُّدنا لهذه المدرسة رأينا ما سرَّنا من أساتذتها وطلابها مما تحلوا به من العقيدة الصالحة والدعوة إلى الله، وإقبال الناس على هذه المبادئ الشريفة السليمة التي نرجو أن تزداد وتمتد إلى جميع أنحاء المملكة التي لا قوام لها ولا عزَّ لها إلا بهذه الدعوة والعقيدة الصالحة، والعمل بكتاب الله وشريعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وتحليل ما أحلَّ الله، وتحريم ما حرَّم الله).
ماذا أقول، وماذا أَدَع؟
سأقول: أحسن الله عزاءنا جميعاً في علمائنا الأجلاء، وعوَّضنا فيهم وفي علمهم خيراً.
إشارة:
علمٌ وفضلٌ وإخلاص وتضحية وصفحة في دروب الخير بَيْضَاءُ.
http://www.al-jazirah.com/114313/ln13d.htm
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[23 - 07 - 09, 03:54 ص]ـ
قصيدة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الله آل زربان الغامدي
في الشَّيخ محمد بن علي جمَّاح رحمه الله
في محاضرة ألقاها عن الشَّيخ ابن جمَّاح رحمه الله في جامع الأمير محمَّد بن سعود في بلجرشي
يوم الأربعاء 29/ 7/1430 هـ
الْيَوْمَ جَاءَتْكَ الْمَنيَّةُ صَدَّعَتْ ===== مِنَّا الْقُلُوْبَ فَكُلُّ حُزْنٍ قَدْ بَدَا
مَا يَنْفَعُ الدَّمْعُ الْغَزِيْرُ وَلَوْ جَرَى === وَالطَّرْفُ لَوْ هَجَرَ الْمَنَامَ مُسَهَّدَا
نَزَلَتْ مُصِيْبَةُ فَقْدِكُمْ يَا شَيْخَنَا ====== مِثْلَ الزَّلاَزِلِ هَوْلُهُّنَّ وَأَزْيَدَا
نَزَلَتْ مُصِيْبَةُ فَقْدِكُمْ يَا شَيْخَنَا == جُرْحاً سَيَنْزِفُ بِالدُّمُوْعِ عَلَى الْمَدَى
نَزَلَتْ مُصِيْبَةُ فَقْدِكُمْ يَا شَيْخَنَا ===== فَغَدا صَدَاهَا فِي الْجِبَالِ مُرَدِّدَا
أوَّاهُ مِنْ هَوْلِ الْمُصِيْبَةِ سَيْفُهَا ====== قَدْ قَطَّعَ الْقَلْبَ الْحَزِيْنَ وَبَدَّدَا
أوَّاهُ مِنْ هَوْلِ الْمُصِيْبَةِ زَلْزَلَتْ ===== مِنْ هَوْلِهَا قَلْبِي وَرِجْلِي وَالْيَدَا
أوَّاهُ مِنْ هَوْلِ الْمُصِيْبَةِ حَيَّرَتْ ===== عَقْلِي فَصَارَ الْفِكْرُ مِنْهُ مُشَرَّدَا
قَدْ عِشْتَ يَا شَيْخِي حَيَاتَكَ كُلَّهَا === فِي طَاعَةِ الْمَوْلَى فَكُنْتَ مُؤَيَّدَا
فِي الْحَقِّ لاَ تَخْشَى الْمَلاَمَةَ حَازِماً === سَيْفاً صَقِيْلاً فِي الْجِهَادِ مُهَنَّدَا
عَوْناً لأَهْلِ الْخَيْرِ لاَ تَخْشَى الْعَنَا ===== تُوْلِي الضَّعِيْفَ مَحَبَّةً وَتَوَدُّدَا
الْعِلْمُ والتَّعْلِيْمُ قَدْ زَوَّدْتَنَا ======== كَمْ طَالِبٍ وَرَدَ الْمَعِيْنَ تَزَوَّدَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/227)
وَدَعَوْتَ لِلرَّحْمَنِ دَعْوَةَ صَادِقٍ === فِي السِّرِّ وَالإِعْلاَنِ دَوْماً سَرْمَدَا
وَبَذَلْتَ فِي التَّحْفِيْظِ جُهْداً ذِكْرُهُ == ذِكْرٌ جِمِيْلٌ فِي الْمَنَاطِقِ قَدْ غَدَا
الزُّهْدُ تَاجٌ فِي حَيَاتِكَ لاَمِعٌ ======= مَا دَنَّسَتْ دُنْيَاكَ قَلْباً أَوْ يَدَا
مَاذَا أَقُوْلُ عَنِ الفَقِيْدِ وَزُهْدِهِ ===== فِي عِفَّةٍ سَلَكَ السَّبِيْلَ الأَرْشَدَا
نِعْمُ الْمُشِيْرُ إِذَا أَرَدْتَ نَصِيْحَةً ==== يُزْجِيْ النَّصِيْحَةَ صَادِقاً وَمُسَدَّدَا
نِعْمَ الرَّفِيْقُ إِذَا رَغِبْتَ مُرَافِقاً ====== فَتَرَاهُ يَخْدُمُ مَنْ يُرَافِقُ جَاهِدَا
نِعْمَ الْكَرِيْمُ إِذَا أَرَدْتَ كَرَامَةً === تِجِدِ السَّمَاحَةَ وَالسَّخَاءَ مَعَ النَّدَى
مَاذَا أَقُوْلُ عَنِ الْفَقِيْدِ وَصَبْرِهِ ====== وَتَحَمُّلٍ فَتَرَاهُ صَخْرَاً جَلْمَدَا
مَاذَا أَقُوْلُ عَنِ الْفَقِيْدِ وَعَزْمِهِ ======== وَاللهِ رَبَّيْ مَا رَأَيْتُ تَرَدُّدَا
مَاذَا أَقُوْلُ عَنِ الْفَقِيْدِ وَكُلُّهُ ====== عِبَرٌ لِمَنْ قَصَدَ الْهِدَايَةَ وَاهْتَدَى
اللهُ يَشْهَدُ مَا شَهِدْتُ نَظِيْرَهُ ======== فِيْ زُهْدِهِ فِيْ صَبْرِهِ مُتَفَرِّدَا
بَطَلٌ لَهُ فِيْ كُلِّ خَيْرٍ سَهْمُهُ ========= فِي كُلِّ يَوْمٍ لاَ يُؤَخِّرُهُ غَدَا
رَجُلٌ يُذَكِّرُكُ الأُوَلْى فِيْ عَيْشِهِمْ = مَا عَاشَ عَيْشَ الْمُتْرَفِيْنَ وَلاَ اعْتَدَى
لَوْ قُلْتُ شِعْرِيَ كُلَّهُ لَمْ أُوْفِهِ ==== مَا يَسْتَحِقُّ، وَسَوْفَ أَحْيَا مُنْشِدَا
النَّاسُ تَغْبِطُ مَا صَنَعْتَ مَحَبَّةً ======== كُلٌّ يُرَدِّدُ دُوْنَ أَنْ يَتَرَدَّدَا
وَالنَّاسُ تَشْهَدُ لِلْفَقِيْدِ بِمَا رَأَتْ ====== فَبِشَارَةٌ أَعْظِمْ بِهَا أَنْ تَشْهَدَا
سُبْحَانَ مَنْ أَعْطَاكَ هَذَا كُلَّهُ ======== أَعْطَاكَ عَزْماً دَائِماً مُتَجَدِّدَا
اللهُ أَكْرَمَنِي بَأَنِّيَ صِهْرُهُ ========= فَجَزَاءُ رِبِّيْ أَنْ أُعِيْدَ وَأَحْمَدَا
يَا رَبِّ فَاجْبُرْ فِيْ الْفَقِيْدِ مُصَابَنَا === فَلَسَوْفَ يَبْقَى فِي الْقُلُوْبِ مُؤَبَّدَا
يَا رَبِّ فِي الْفِرْدَوْسِ أَكْرِمْ نُزْلَهُ ===== يَا مَنْ بَرَىْ كُلَّ الأَنَامِ وَأَوْجَدَا
وَارْحَمْهُ يَا رَحْمَانُ وَاجْمَعْنَا بِهِ ==== فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ فِيْ أَهْلِ الهُدَى
وَاحْفَظْ ذَوِيْهِ عَلَى الهُدَى وَتَوَلَّهُمْ == وَاخْلُفْ عَلَى الإِسْلاَمِ خَلْفاً أَحْمَدَا
حتَّى الْوَفَاةُ فَقَدْ أَتَتْهُ كَرَامَةً ======= خَتْماً عَلَى هَذَا الْجِهَادِ مُخَلَّدَا
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 08:54 ص]ـ
الشيخ المشيقح يذكر لحظات وفاة الشيخ بن جماح
ودّعت محافظة بلجرشي في منطقة الباحة عالمها الداعية المعروف الشيخ محمد بن علي بن جماح عن عمر يناهز التسعين عاما، حيث توفي في منزله وهو ينطق بالشهادة، وتمت الصلاة عليه ودفنه في مسقط رأسه بالمحافظة. ويقول الشيخ عبدالكريم بن فهد المشيقح في اتصال لـ “المدينة”، والذي صادف وجوده في منزل الشيخ لزيارته قبل وفاته بلحظات، عن طريقة وفاة الشيخ بن جماح قائلا: كنت في الباحة لإلقاء عدد من المحاضرات وأحببت زيارة أهل العلم ورجال الدعوة في المنطقة وفي مقدمتهم الشيخ محمد بن جماح الذي لم أكن أعرفه سابقا، وعند وصولنا إلى منزله دخلنا عليه وهو مبتسم ويحيينا كأنه يعرفنا من زمان وأكرمنا وجلس يحادثنا ويلاطفنا وهو بصحة جيدة ثم تطرق إلى الملك سعود بن عبدالعزيز والملك فيصل بن عبدالعزيز يرحمهما الله وزيارته لهما وعلاقاته الحميمة بعلماء بالقصيم، بعد ذلك طلب منا أن نتناول طعام العشاء معه ولكننا اعتذرنا إليه بلطف لارتباطنا بسفر للرياض، وفي تلك اللحظة قال الشيخ: «لحظة» ثم نظر إلى سبابته فقال: «اشهد أن لا إله إلا الله» فمات. ولد الشيخ عام 1340هـ تقريبا في قرية الجلحية بمحافظة بلجرشي، وكان له اسهامات كبيرة في الدعوة إلى الله ويعتبر مؤسس الحركة السلفية في منطقة الباحة، وعمل في التربية والتدريس حيث كان أول من أسس المدرسة السلفية في بلجرشي التي ذاع صيتها واصبحت منبرا إسلاميا تربويا هادفاً.
http://www.al-madina.com/node/162148/madina
ـ[عبدالحميد بن صالح الكراني]ــــــــ[24 - 07 - 09, 05:37 م]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة؛ ولا ينفصل حديث عن النهضة العلمية بمنطقة الباحة؛ بل الجنوب بعامة إلا ويذكر فيه الشيخ بن جماح -رحمه الله-.
وقد ضمني لقاء -قبل وفاة الشيخ بأسبوعين تقريباً- مع الدكتور: عبدالرحمن بن معاضة الشهري في منزل نسيبي الشيخ الفاضل: صالح بن أحمد الرقيب؛ وابنه الدكتور سعيد، والشيخ صالح هو أحد كبار مرافقي الشيخ بن جماح في رحلاته الدعوية بمنطقة الجنوب.
فكان ذكره وجهوده حاضرة -فرحمه الله رحمة واسعة-
وقد ذكر الشيخ صالح الرقيب صعوبة التنقل في الدعوة آنذاك، وما كان يحصل لهم من تعطل لسيارتهم بسبب وعورة الطريق، وتأخرهم في الطرق أياماً؛ لتربو رحلاتهم عن الشهر متكبدين العناء لأجل دين الله.
فوجهت للدكتور بن معاضة هذه اللفتة:
هذه معاناتهم من أجل الدعوة، واليوم تيسَّرت لنا في بيوتاتنا، وعلى أرائكنا، وكثيرُ يقصر منا؛ فاللهم رحماك!!.(162/228)
مادة صوتية عن الشيخ ابن الجبرين للأستاذ أبي إسحاق نور الدين درواش
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 04:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه
وبعد أيها الأحبة في الله من مشايخ وطلاب أقدم لكم هذه المادة الصوتية في بيان خصال الشيخ العلامة أبي محمد عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رحمة الله عليه والتي هي للأستاذ أبي إسحاق نور الدين درواش حفظه الله وهو من كتاب جريدة السبيل الصادرة بالمملكة المغربية حفظها الله من كل سوء http://takhzin.maghrawi.net/audio-abouishaq-ibnjibrin19-07-2009.rm
ـ[ابن عبدِ الحميد]ــــــــ[20 - 07 - 09, 04:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الكريم أبا أنس وكتب أجرك، وجزى الله خيرا أخانا الكريم أبا إسحاق على تلكم الموعظة البليغة، ونسأل الله عز وجل أن يرحم شيخنا ابن جبرين وينوّر له في قبره، ولقد حضرت يا أخي الكريم الموعظة في غرفة القرآن الكريم على برنامج البالتوك ...
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[21 - 07 - 09, 02:50 ص]ـ
آمين بارك الله فيك أخي ابن عبدالحميد ونفع بك
ـ[صخر]ــــــــ[21 - 07 - 09, 03:16 ص]ـ
أفين أبا صطوف ...
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
ـ[ندى الشمرية]ــــــــ[21 - 07 - 09, 08:07 ص]ـ
رحم الله شيخنا وتغمده بواسع رحمته.وجزاكم الله خيرا الجزاء على هذا النقل الطيب
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[21 - 07 - 09, 02:16 م]ـ
آمين وجزاكما الله خيرا على المرور
وحياك الله أخي أبا البركات إبراهيم وثبتك الله على طاعته وجميع المسلمين وأضحك سنك(162/229)
نريد ترجمة للشيخ فاروق الرحماني رحمه الله
ـ[ابو نوح]ــــــــ[20 - 07 - 09, 12:55 م]ـ
نريد ترجمة للشيخ فاروق الرحماني رحمه الله و بارك الله فيكم
ـ[ابو نوح]ــــــــ[27 - 07 - 09, 12:50 ص]ـ
بارك الله فيكم ألا يوجد أحد يعرفنا بالشيخ
ـ[ابو عبد الرحمن الغطفاني]ــــــــ[27 - 07 - 09, 03:40 م]ـ
نريد ترجمة للشيخ فاروق الرحماني رحمه الله و بارك الله فيكم
(الرحمن) اسم خاص لله سبحانه وتعالى لايجوز لاحد ان يتسمى به
فلا يجوز ان يقال فلان الرحماني
او حي الرحمانيه
او مزارع الرحمانيه
ـ[ابو نوح]ــــــــ[27 - 07 - 09, 09:49 م]ـ
أنا ما أخترعت اسمه أخي الكريم ولكن اسمه مكتوب هكذا كما ترى كما نقلته
ـ[ابو نوح]ــــــــ[27 - 07 - 09, 09:50 م]ـ
أنا ما اخترعت اسمه أخي الكريم ولكن انقله كما هو مكتوب
ـ[ابن مطروح]ــــــــ[31 - 07 - 09, 08:02 ص]ـ
رحمه الله كان من أوائل من تأثرت بهم في بدايه التزامي
وكان يخطب جمعه في كل شهر بمسجد الفتح الاسلامي
بمصطفي كامل بمدينه الاسكندريه وكان خطيبا بليغا مفوها
قوي جدا في اللغه وصاحب اسلوب مميز في الإلقاء والخطابه
وكا هذا في منتصف الثمانينات من القرن الميلادي المنصرم
ثم سافر رحمه الله الي المملكه السعوديه وكل ما اعرفه عنه
انه توفي في حادث سير وبعض افراد اسرته.
اما سيرته وترجمته فلا اعرف عنها شيء.
رحمه الله رحمه واسعه(162/230)
توفي العالم الزاهد الشيخ حمد الطيار
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[20 - 07 - 09, 08:54 م]ـ
تم عصر هذا اليوم الاثنين 28 رجب 1430 هـ الصلاة على الشيخ الورع الزاهد
حمد بن راشد الطيار
(نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحد)
والشيخ والد الدكتور راشد الطيار الاستاذ في قسم العقيدة في كلية اصول الدين في الرياض
ووالد الشيخ عبدالله الطيار والاستاذ عبدالرحمن
وعم العلامة الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد الطيار الاستاذ بجامعة القصيم
وعم الشيخ متعب الطيار والدكتور حمزة الطيار
و هو من بقية السلف العاملين ومن الرعيل الاول من تلاميذ الشيخ محمد بن ابراهيم
عمل في التدريس مدة طويلة وكان اماما لمسجد العلامة عبدالله بن حميد ومن المقربين له
وما زال مشتغلا بالعبادة والانصراف عن الدنيا مع حسن خلق وتواضع وعناية بالمساكين
والمحتاجين ولزوم المسجد أكثر اليوم من سنين طويلة
رحمه الله واصلح ذريته وجمعنا به في جنات النعيم
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 10:19 م]ـ
إن لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده بأجل مسمى
رحمه الله رحمة واسعة وأدخله الفردوس الأعلى من الجنة
اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله واجعل قبره روضة من رياض الجنة يا حي يا قيوم ...
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 10:31 م]ـ
رحم الله رحمة واسعة, و أسكنه فسيح جناته.
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[20 - 07 - 09, 10:31 م]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة, و أسكنه فسيح جناته.
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 07 - 09, 10:35 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون.
لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى.
اللهم اغفر لعبدك / حمد بن راشد الطيار
وارفع درجته في المهديين , واخلفه في عقبه في الغابرين , واغفر لنا وله يا رب العالمين , وافسح له في قبره , ونور له فيه، واجعله من ورثة جنة النعيم.
اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعفُ عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
اللهم جازه خير الجزاء، وأجزله، وأكمله، وأتمه، وأوفاه، وأعلاه.
اللهم ارزق أهله وطلابه الصبر والسلوان.
ـ[فوزى محمد أمين ملطان]ــــــــ[20 - 07 - 09, 10:37 م]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة, و أسكنه فسيح جناته.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[21 - 07 - 09, 03:33 ص]ـ
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ...
الأن عرفت لماذا كانت مقبرة النسيم مزدحمة عند دفن هذا الشيخ ...
شفت زحمة فقلت: أكيد فيه أحد طلبة العلم أو المشايخ الكبار متوفّي ...
نظرت فوجدت الشيخ حمزة وإخوته موجودين والشيخ صالح مقبل العصيمي ولمحت الشيخ عبدالوهاب الطريري .. فنسأل الله أن يجمعنا بهم في جنات النعيم ....
ـ[عمر الحيدي]ــــــــ[21 - 07 - 09, 04:24 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون.
لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى
رحم الله الشيخ رحمة واسعة, و أسكنه فسيح جناته
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 05:34 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون، رحمه الله رحمة واسعة.
ـ[أسامة أل عكاشة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 06:51 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1078839#post1078839
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 06:55 م]ـ
لله وإنا إليه راجعون.
لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى.
اللهم اغفر لعبدك / حمد بن راشد الطيار
وارفع درجته في المهديين , واخلفه في عقبه في الغابرين , واغفر لنا وله يا رب العالمين , وافسح له في قبره , ونور له فيه، واجعله من ورثة جنة النعيم.
اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعفُ عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
اللهم جازه خير الجزاء، وأجزله، وأكمله، وأتمه، وأوفاه، وأعلاه.
اللهم ارزق أهله وطلابه الصبر والسلوان.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[21 - 07 - 09, 10:12 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وأدخله الفردوس الأعلى من الجنة
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[22 - 07 - 09, 12:41 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون.
لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى.
اللهم اغفر لعبدك / حمد بن راشد الطيار
وارفع درجته في المهديين , واخلفه في عقبه في الغابرين , واغفر لنا وله يا رب العالمين , وافسح له في قبره , ونور له فيه، واجعله من ورثة جنة النعيم.
اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعفُ عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
اللهم جازه خير الجزاء، وأجزله، وأكمله، وأتمه، وأوفاه، وأعلاه.
اللهم ارزق أهله وطلابه الصبر والسلوان.
اللهم آمين
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[22 - 07 - 09, 04:10 م]ـ
غفر الله للشيخ ورحمه وأسكنه فسيح جناته وأخلف على الأمة خيرا
في الأسبوعين الأخيرين فقدنا ثلة من أهل العلم الأفاضل
أسأل الله أن يحسن العاقبة(162/231)
الملف الخاص بالشيخ الجبرين - رحمه الله - مع دعاء القنوت بصوته.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[21 - 07 - 09, 12:54 ص]ـ
بسم الله , والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
هذا ملف خاص بالشيخ العلامة عبدالله بن جبرين, فيه مرئيات ومنوعات, ومنها دعاء القنوت بصوت الشيخ عبدالله رحمه الله , على هذا الرابط:
http://zad.ws/file/jebreen/index.htm
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[21 - 07 - 09, 06:58 م]ـ
بارك الله فيك أبا زارع ورحم الشيخ الوالد عبدالله بن الجبرين آمين
ـ[أبو يوسف النجدي]ــــــــ[21 - 07 - 09, 09:12 م]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك
والدعاء جميل ومؤثر ...(162/232)
الرجل الذي عاش هادئا ومات هانئا (مرثية الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني في الشيخ محمد بن جماح) رائعة
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[21 - 07 - 09, 03:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الرجل الذي عاش هادئا ومات هانئا
مضى إلى ربه الشيخ الفاضل والعالم الناصح محمد بن جماح الغامدي رحمه الله, هذا الرجل الذي عاش هادئًا ومات هانئًا,
فهو رجل أسعد الناس وأراحهم في حياته, فبدأت رحلته إلى الآخرة بميتة مريحة وختام هاديء هانيء كحياته التي عاشها في رضوان ربه, وفاة أعادت إلى ذهني وفاة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله الذي كانت حياته معمورة بالعمل والبذل إلى آخر ساعة من ساعات حياته, ثم غادر الدنيا وحبر أقلامه لم يجف, وهكذا توفي الشيخ ابن جماح رحمه الله.
إن الشيخ محمد بن جماح لو كان من محبي الظهور والتصدر لكان على رأس القائمة وللفت الأنظار إليه بقوة لأنه رجل من جيل الرواد الذين عملوا بصمت وصدق وصفاء, إنه من البدور التي أشرقت أنوارها في ظل هذه الدولة المباركة فمنذ أن بدأت الدولة بنشر العلم في آفاق المملكة كان الشيخ ابن جماح قد أعد العدة ليكون أحد الهداة المهتدين والرجال الصادقين الذين يحملون راية العلم النقية الزكية الصادقة الهادئة الهانئة فقام رحمه الله بتأسيس المدرسة السلفية وهي من أوائل المدارس في المنطقة التي فجرت قنوات العلم والمعرفة على منهج أهل السنة والجماعة
وتصدر الشيخ رحمه الله للتعليم في هذه المدرسة التي جعل منها قلعة شامخة لبذل العلم وبث المعرفة وتربية الأجيال, ولم يكن دوره دور العالم الذي يلقي عبء الدرس عن كاهله ثم يأوي إلى ظل ظليل بل كان يعلم, ويربي, ويدير المدرسة ويقوم على شؤونها, ويتولى رعاية الطلاب المتوافدين من أماكن مختلفة فيؤمن لهم المساكن والإعاشة ويفتح بيته لهم ويسخر جهده وماله ووقته لراحتهم وتعليمهم ثم لا يكتفي بتعليمهم العلم فقط بل كان يقيم لهم المنتديات, ويهيء المخيمات فيربي فيها الطلاب, ويعلمهم, ويدربهم على السباحة والرماية والشجاعة ويغرس فيهم حب الوطن وحب العقيدة وروح الذب عنها وحمايتها ويبث في أرواحهم العلم الزلال ويعلمهم أساليب الدعوة وروعة النصح والرفق بالناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالأسلوب الحسن والحكمة والبصيرة, وظل هذا الرجل كالنهر الرقراق عشرات السنين لم تغيره الأيام, ولم تهزه الأحداث, ولم تفت في عضده الظروف بل هو في سمته ولطفه وعطائه وإخلاصه وبذله في سبل الخير ودروب العطاء إلى آخر لحظة من لحظات حياته رحمه الله.
إنه من الرجال القلائل الذين إذا رأيتهم أو جالستهم تكاد تجد نفسك مع المقتدين الأخيار بالرعيل الأول من علماء الأمة ودعاتها وعبادها رجل آتاه الله وسامة المظهر, ونقاء المخبر, وروعة السمت, وهدوء الطباع, وحب الخير, والشغف بالمكارم, والمسارعة للبر, والرفق في التعامل, والبعد عن بهرج الحياة, وزينة الدنيا.
وإن مقالة عابرة كهذه لا تفي الرجل حقه ولكنها مجرد إشارات وإضاءات ولمحات كواجب من واجبات هذا الرجل العظيم علينا, وكتذكير للسائرين في طريق الخير والعلم والدعوة بسمت العلماء, وشيم النبلاء وسير الفضلاء الذين يعيشون في الحياة فيكون بردًا وسلامًا ورحمة وضياء ثم إذا ما غادروا إلى ربهم شهد لهم البشر والشجر والحجر والمدر وترحمت عليهم القلوب, وارتفعت لهم الأكف وبكتهم الأعين وانتحبت عليهم منائر العلم, وتاقت إلى سمتهم الأندية, وتألمت لفراقهم المحافل. يقول صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب العبد التقي الغني النقي» ونحسب أن الشيخ رحمه الله من هؤلاء, ويقول صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم على من تحرم النار غدا؟ على كل هين لين قريب سهل» ونحسب أن الشيخ رحمه الله من هؤلاء. ويقول صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» ونحسب أن الشيخ من الرواد في ذلك.
نسأل الله تعالى أن يغفر له وأن يسكنه فسيح جناته وأن يحسن عزاء أهله وذويه وعزاء المسلمين جميعًا فيه إنه سميع مجيب.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=69294&stc=1&d=1248130965
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=69295&stc=1&d=1248130978
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[21 - 07 - 09, 03:33 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=69297&stc=1&d=1248132456
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[21 - 07 - 09, 04:03 ص]ـ
كيف لا يكون كما ذكرت يادكتور ناصر وهو محب لكتاب الله ومن التالين له .. ؟
جزآكم الله خيرًا أيها الناقلون, وبارك فيكم.
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[21 - 07 - 09, 04:47 م]ـ
تشكر على الرد والتعقيب
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[21 - 07 - 09, 04:56 م]ـ
http://sahatksa.com/forum/index.php?showtopic=60699&pid=365761&st=0entry365761
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[02 - 08 - 09, 04:25 م]ـ
قصيدة جميلة ومؤثرة
رحم الله الشيخ فقد عاش هادئا ومات هانئا بعيدا عن الأضواء والشهرة(162/233)
ترجمة للعالم الجليل محمد بن علي آ ل جمّاح رحمه الله
ـ[خضر بن سند]ــــــــ[21 - 07 - 09, 03:44 م]ـ
إذا المرء أعيته السيادة ناشئاً ..... فمطلبها كهلاً عليه بعيد
ترجمة للعالم الجليل محمد بن علي آ ل جمّاح رحمه الله
كتبها
خضر بن صالح بن سند
جدة 26/ 7/1430
... عجالة سريعة سيعقبها ترجمة للشيخ الجليل قريباً إن شاء الله
الحلقة الأولى
بن جمّاح ... باعث أمَّةٍ .... وسَيدُ قَوِمهِ ... سيرة عالم شجاع في زمن الضعفاء
ابن جمَّاح .. وما أدراك ما هذا الاسم؟.
بيت شامخ , وقامة باسقة , ومجد تليد.
في جبال عالية متسامية إلى السماء , تبعد عن مكة قرابة الثلاثمائة كيل جنوباً , لكي تصلها من مكة تتجه لتصعد جبال الطائف العالية التي هي بداية جبال السروات المأهولة بالسكان , تصل للطائف ثم تستمر في تنقلك وتمرّ في أثناء سيرك بين المزارع والقرى والبلدات الجميلة على قبائل عربية أصيلة تعيش من قبل الإسلام هنا , فعمرها قارب الألفين سنة وهي تعيش في هذه المناطق الزراعية الجميلة.
تصل بعد الطائف بمئتين وخمسين كيلاً لمدينة يقال لها بلجرشي , تتبع قبيلة غامد , هذه المدينة تتكون من مجموعة من القرى الفاتنة الجمال , تقترب من المنحدر الصخري الهائل المطل على تهامة وتبتعد قليلاً عنه أحياناً , يعيش هنا عشرات الألوف من البشر بين مزراعهم وبيوتهم الحجرية التي بنائها آبائهم على مر العصر والقرون , تصطف الطيور على الأشجار أو الصخور التي تحدد المزارع والمدرجات الزراعية على نغمات خرير الماء وحفيف الأشجار وحركة المزارعين لتحي وترحب بالمارة والزوار.
بلجرشي هي قبيلة ومدينة في نفس الوقت , فهي أهم مدينة في ذلك الشريط الجبلي بعد الطائف , قامت بها حضارات متواضعة لكونها معزولة طبيعياً بفضل الجبال العالية , يعيش الناس في قراهم حياة طيبة وهادئة , يعيشون بحب وود رغم طول السنين وتقادم الدهور.
هنا ولد شاعر مجيد قبل نحو مئة وخمسين سنة من تاريخ تحرير هذه الكلمات , أي قبل سنة (1280) من الهجرة , أصبح هذا الشاعر حكيماً تسير بأقواله الركبان في المنطقة , يتسابق الناس لحفظ أقواله وحِكَمِه التي لازالت تعيش إلى اليوم في ذاكرة الناس , وتسير هذه الكلمات مع أبناء القبائل المحيطة يترنمون بها بين الحواضر الكبرى التي رحلوا إليها بعد ذلك , كثير من هذه الحكم والقصائد لقيت عناية ورعاية وقد دونها كبار المؤرخين والكتاب في هذه الجبال , ولقد أحصيت أكثر من عشرين مصنفاً معاصراً ذكروا هذا الشاعر أو أفردوا له صفحات طوال في جمع شعره وقصائده.
هذا الشاعر الحكيم لسان شعره ولهجته تحاكي أبناء ناحيته وقومه , ربما تعسّر على المرء الغريب الإمساك بزمام بعض الألفاظ , ولكنها من صميم لغة العرب , و هذه من اللهجات التي عرفتها العرب وبقيت و عاشت و يتداولها الناس في هذه المنطقة , هذه اللهجات يتحدث بها الناس ويعرفون مدلولاتها ومراميها , والشاعر الحق هو من يستطيع أن يوصل المعلومة إلى مستمعيه , ويستطيع أن يوجد حلولاً لمشاكلهم , هو الذي يقول الكلمة فتنقذف في قلب السامع محدثة أثراً عاطفياً أو حربياً أو سلوكياً , وليس الشاعر من يغرب عليهم ويتعالى بألفاظه وفصاحته.
هذا الشاعر المجيد يقال له (علي بن جمّاح) , يكفي لمعرفة شهرته أن تسأل أبناء القبائل في هذه الجهات عن الشاعر بن جماح , سيتسابق الناس ونقلة الشعر ومتذوقوا الكلام الجميل في الزمان المتأخر في إخبارك عن شعره وعن قصائده , سيخبرونك عن القصائد التي أنهت حروباً طاحنة , أو أنقذت أمماً من الموت أو الجهالة.
سيخبرونك عن رحلاته لمدينة مكة قبل الحكم السعودي لمفاوضات الصلح والسلام , وسيخبرونك عن تجوله في جازان وحكايات الإدريسي , وسيخبرونك عن جولاته في القرى المحيطة , وعن قصائده بين القبائل والأفراد لحقن الدماء وجمع الكلمة , وسيخبرونك عن إيقافه ونبذه للعداوة القبلية والعصبية الجاهلية , سيخبرونك عن قصائده الطويلة في الحكم والمواعظ والرقائق , سيخبرونك عن قصائده ونصائحه في معاملة الزمان وأهله , أشياء كثيرة ستجدها في جعبة الرواة أو أوراق المؤلفين والأدباء , وقد جمع ولده محمد كثيراً من قصائد والده وطبعها في مجلد , وجمع كثيراً من قصائده الباحث علي السلوك الزهراني في كتابه الكبير (الموروثات الشعبية) ,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/234)
وأختار كثيراً من مقطوعاته الجميلة اللواء علي الغامدي في (ألحان من غامد وزهران) وسواهم كثير جداً.
لن تجد بينها كلاماً ساقطاً أو فاحشاً , أو تملقاً مقيتاً , أو هجاء بدون فائدة دينية غالبة , لن تجد إلا حِكَماً تسيل كما يسيل الشهد المذاب , ومعاني تتدفق كما تتدفق عاطفة الأم الرحيمة.
(علي بن جَمَّاح) فارس الكلمة وشاعر الملحمة ومبدع المنطقة , يعيش بين الناس بقلبه وعقله وجسمه , تراه في المجالس العامة المتواضعة يتحدث مع الكبير والصغير , ويراه الناس بين العلماء أو القضاة وله قدرٌ وهيبة فقد كان ذا عقل راجح وكان مشاركاً في العلوم حافظاً للقرآن , أو تراه في مجلس شيخ القبيلة في صدر المجلس يستشار في مسائل القبيلة ومشاكلها فليس من سوقة الناس وصغارهم , لطالما تترست به القبيلة وجعلته في مقدمة الوفود ليقول من حكمه أو قصائده , ولطالما أذعن الشعراء والقبائل لحكمته وبلاغته , وتراه بعد ذلك كله مع أبنائه وأسرته فتجده الأب الحاني الرقيق الذي سارت بقصائده الركبان في الرحمة والشفقة.
تعقد المناطق الجبلية أسواقاً أسبوعية على مدار الأسبوع , تبتعد الأماكن ليتبادل الناس المصالح والتجارات , وتحمي كل قبيلة سوقها وترعى شؤونه , وهذه القبيلة التي ينتمي لها ابن جمّاح سوقها يوم السبت من كل أسبوع.
في بعض المناسبات يراه الناس مقبلاً للسوق ضحى كما هو المعتاد وقد لبس عباءته وتقلد سيفه أو بندقيته وتحزم بخنجره , تتسابق الأنظار إليه , يلبس الناس مثل ذلك عادة , ولكنّ حركات بن جمّاح الشاعر غريبة اليوم , فلم يفعل ذلك إلا لأمر , يبدوا عليه الاهتمام والجدية اليوم , يتقدم بين أصناف البضائع المطروحة على الأرض و يسارع البعض بتقبيله أو لعناقه فهي فرصة عظيمة للقياه , يسلِّم على الناس الغرباء ويرحب بهم في السوق المحلي , ويصل أخيراً لمجلس شيوخ القبائل وعرفاء السوق , لهم مكان معتاد لمراقبة السوق والتجارة ويبادلهم التحيا فيعرفون خبره وشأنه , فهو لا يتحدث إلا عن الشأن العام , الموضوع الذي يسعى فيه يحتاج لعقل حكيم أو سيف جراح محارب.
يقف على شرفة السوق بين الأمم والباعة والمشترين , فتتجه الأعناق إليه كما اتجهت العرب الأوائل في سوق عكاظ للنابغة والأعشى , أو سوق المربد بالبصرة لجرير والفرزدق, فيبين ابن جّماح للناس سبب صعوده للمنصة الرئيسية أو (مشراف السوق) كما يقال له بلهجة الناس , ويخبرهم بعد أن يهلل الله ويذكره مراراً ليجتمع الناس حوله , ثم يقول بضعة أبيات من الشعر الحكيم الذي يألفه الناس ويعرفونه , يشتمل شعره على نوعين من الأبيات فأحدهما يقال له بدع والآخر يقال له ردّ , هذه الأبيات إنما قيلت لحلّ مشكلة أو فض خصام , فيسير بها الناس أسبوعهم يتحدثون عنها وعن صدق الشاعر فيها , ثم تحملها صدورهم لتروي للأجيال القادمة هذه المشاهد والمواقف البطولية.
هكذا عرفه الناس لا يصعد للأماكن الحساسة ليتزلف لمسئول , أو يمدح تاجراً لينال من ماله , أو يبارز الله بأخبار قصائده الخمريات ولياليه الماجنة.
إنه رجل تفقده عند السيئة وتجده عند الحسنة, تفقده عند الكذب وتجده عند الصدق , ترى فيه بقايا العرب الذين مدحهم الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم وأثنى على أخلاقهم , وقال عنهم النبي الكريم , (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
عاش بن جمّاح الشاعر في قلوب الناس , ولازال يعيش بقوة في ثقافة البلد والمنطقة , فربما تحدث الناس بقصائده على بعد مئتي كيل من مولده وحياته , فترى أحياناً أبناء تهامة يرددون قصائده , ويتغنى أبناء البادية بمقطوعاته , ويتحدث العالم الوقور في درسه أو مجلس تذكيره بحكم ابن جمّاح الشاعر ومواقفه وقصائده الوعظية والزهدية.
توفي بعد أن ترك مورثاً أدبياً , وبعد أن ترك أخلاقاً أصيلة عربية , وبعد أن حمده الناس وأثنوا عليه خيراً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/235)
في رمضان توفي الشاعر والحكيم الكبير وذلك في عام (1366) من الهجرة , ولكنه قبل أن يموت بسنين طوال ترك أبناءً يسيرون على خطاه ونهجه الفاضل الرائع , غرس فيهم قيم الإسلام الصافي , رباهم على الخير والفضيلة , غرس فيهم حب الناس واحترام عادات العرب , غرس فيهم حب الكرم والبذل والعطاء , غرس فيهم المروءة والنجدة والنخوة العربية , وضع فيهم لبنات الرجولة الحقة التي جاء بها الإسلام , وهي من أصول العرب التي تفاخر بها على الأمم.
************
ولادة فارس وحياة قائد:
في بداية ومطلع العقد الرابع من القرن الرابع عشر الهجري وتقريباً في عام (1336) ولد نجم ساطع , وأضاءت سماء أمة , وخرج طفل صغير سيكون له شأن مهم في تاريخ البلد بل المناطق المجاورة بل وحياة الناس.
في قرية يقال لها (الجلحية) تقع شمال السوق الرئيسي لبلجرشي بمسافة تقارب نصف كيلوا متر تقريباً , في منزل متواضع مبني من الحجر , مسقوف بأعواد الشجر الصلبة , وقد غطيت الأعواد بالطين الناعم المتماسك , ويمسكها جذوع شجر كبيرة توضع في وسط البناء ليستند عليها السقف , وكل هذا بأسلوب هندسي جميل وتاريخي رائع.
هنا في هذه البيئة والقرية الناعمة التي يلفها الضباب شتاء , وتسيل أرضها بمياة الأبار العذبة , وتنتشر الحقول الزراعية المتراصة ببهاء وجلال , في منزل أشهر شعراء المنطقة على الإطلاق , ولد المولود الجديد له , وعلى الفور دوّت صيحات المولود الذي يرى النور لأول مرة.
البشائر تتوالى , النساء خرجن بفرحة غامرة يُعلنَّ الفرحة للأسرة بوصول المولود الجديد , لقد كان وسيماً في غاية الجمال صاحت النساء:
(ابشر يا علي ... جاء لك ولد) ...
(الحمد لله على سلامة أهلك) ...
(أبشرك كلهم بخير) ...
هذه الكلمات لم تكن لتصل لسمع علي بن جمّاح فقط , ولكنها وصلت لأسماع النساء والناس في القرية الزراعية التي كانت تتحين الخبر فعرفته في أقل من خمس دقائق.
علامات البشر والرضى وشكر الله والهدايا والقبلات تنتشر بين الناس في البيت الحجري العتيق , انتشرت الزغاريد بقدوم هذا المولود الذي لم يكونوا يعلمون من شأن الغيب شيئاً , ولكن ستضيء له المنطقة , وسيكون تاريخاً لوحده تتوارثه الأجيال وتتحدث عن الأمم في الهمة والشجاعة والبطولة.
مثل ندوة الماء الصافية على بقايا أوراق الشجر , ومثل فراشة رشيقة تتبع الرحيق والأزهار الجميلة , سينمو ويترعرع هذا الطفل في قريته بين أحضان وحنان والديه وقبيلته التي أحبها وتحبه.
سُميَّ الغلام الصغير باسم (محمد).
يتبع بإذن الله ......
خضر بن صالح بن سند
مدينة جدة
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[21 - 07 - 09, 10:48 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
أسرة كريمة، كما قال تعالى: {والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه}
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[22 - 07 - 09, 02:21 م]ـ
رحم الله شيخنا ابن جماح رحمة واسعة
وأدخله فسيح جناته
ورضي عنه
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 07 - 09, 06:07 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
-------------------------
في ذمة الله يا أبا علي
د. سعيد الغليفص
شموعٌ تحترق لتضيء في سماء الوطن، فتعُمّر الأرض وتبني المؤسسات وتزرع مشاعل الوطنية والولاء .. هكذا كان نصيب الرعيل الأول من مشايخنا وعلمائنا وقادتنا في ثرى هذه الأرض الطيبة المباركة الذين حملوا المسؤولية في زمن تكاد تنحصر فيه الإضاءات على ما أفل من النجوم.
حينما أعاد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود توحيد البلاد - هكذا اسمه خالٍ من الألقاب لأنه فاق كل الألقاب -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته - تنادى الملهمون في الوطن بأسره للمشاركة والمساهمة في عملية التنمية الوطنية؛ توحيداً وعقيدة وعلماً واقتصاداً .. إلخ، وكان التاريخ على موعد مع أبنائه البررة الذين لبوا النداء، فكانت لهم جهودهم التي سيظل يذكرها التاريخ؛ بالرغم من صعوبة الظروف في تلك الفترة، حيث كانت البلاد كلها تعاني من آثار سنوات طويلة مضنية من الحياة الشاقة والبائسة، ولكن عزائم الرجال التي لا يحدها عائق استطاعت أن تكون عند مستوى التحدي وبُذلت التضحيات الجسيمة؛ ليعلو الوطن ويرتفع صوته لخدمة الإسلام والمسلمين، ويعيش أهله في خير ورخاء نحياه حالياً في هذا العهد الزاهر بحمد الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/236)
ومن تلك الشموع التي أضاءت دروب العلم والثقافة في جزء مهم من وطننا الغالي في بلاد "غامد وزهران" شيخنا محمد بن علي جماح "أبو علي" مؤسس المدرسة السلفية في بلجرشي بمنطقة الباحة في النصف الثاني من القرن الهجري الماضي، الذي كانت تتسابق في شمائله التواضع الجم، والعمل الدؤوب، والنصيحة الصادقة، والهمة العالمية، والكرم الغير متناه، رحمه الله وجزاه عنا وعن جميع طلابه ومريديه وأمته ووطنه خير الجزاء.
جمعتني ب "أبي علي" مواقف جعلتني أؤمن بشدة ببعض ما نقرأه عن بعض الناس الذين يقدمون أرواحهم من أجل غاياتهم النبيلة في الحياة، أتذكر كيف كان يذود عن مؤسسته وصرحها العظيم وهدفها السامي، حينما برزت بعض العقبات أمام هذا النمط من المساهمات، وكيف أنه نافح عن أهدافه النبيلة حتى برز للجميع نبل مقاصده من وراء تأسيس تلك المؤسسة التي أدرك حقيقتها ونقاء نتاجها الملك سعود بن عبدالعزيز - رحمه الله - حينما تشرفت بلاد غامد وزهران بزيارته، وحينما تلطف - طيب الله ثراه - بزيارة المدرسة وأنعم عليها بجوده ودعمه.
إن الشيخ "محمد جماح" واحد من أبناء الرعيل الأول، الذي بدأ يأخذ طريقه للحياة الآخرة بعد حياة حافلة بالعطاء والمجد، لكنها ستبقى أسماء تضيء سماءات الوطن، وتلهم العقول بإخلاصها وولائها .. وهناك في تلك الأصقاع - كما في أنحاء هذا الوطن الشامخ- رموز أعطت الكثير تستحق من التكريم وصالح الدعاء، وإن كان أخي الدكتور منصور بن كدسة قد بدأ في تذكير الشباب بمكانة وجهود بعض أولئك، فإن علينا وعلى مؤسساتنا تسليط الضوء على جهودهم، سواء ممن لا زالوا على قيد الحياة أو ممن قدموا إلى ربهم عليهم رحمة الله، ومن هذه الرموز التي لها الفضل بعد الله الشيخ سعد بن عبدالله المليص مؤسس أول مدرسة نظامية وراعي أول دفعة تحمل الابتدائية في تلك المنطقة أمد الله في عمره، والشيخ سعيد بن أحمد أبو راس عليه رحمة الله، والشيخ حسين الموجان، والأستاذ محمد بن سعد البركي أمد الله في عمره، والأستاذ علي الجيلاني، والأستاذ سعيد السبالي، والأستاذ جماح بن علي، والأستاذ عبدالرحمن السعدي، والأستاذ عثمان المنصوري، رحمهم الله جميعاً وكذلك الأستاذ عبدالرحمن بن رمزي السعدي وغيرهم الكثير.
هذا بعض من فيض من الرجال الذين يجب علينا تذكير الجيل بهم، وهذه الأسماء هي ممن اهتموا بالتعليم ونشر المعرفة ومحو الأمية، وإلا فالرجال كثر في المجالات الأخرى.
لقد فجعنا في شيخنا الجليل "أبي علي" الذي توفاه الله وهو قائم يجاهد وينافح عن أهدافه، نجم هوى من النجوم التي أرسلها الله لكي تنير الطريق للآخرين، ونحسبه والله حسيبه من خيرة الرجال الذين بذلوا الغالي والنفيس، وإذا كنا يا شيخنا قصرنا في معرفة حقك، فإننا ندرك عظمة ما قدمت ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون (إلا من أتى الله بقلب سليم) رحم الله أبا علي وعفا عنه، وعزائي إلى أبنائه وطلابه وإلى الوطن .. إنا لله وإنا إليه راجعون.
*عضو مجلس الشورى
http://www.alriyadh.com/2009/07/26/article447684.html(162/237)
الإِلْمَاحُ إِلَى طَرَفٍ مِنْ سِيْرَةِ الشَّيْخِ مُحَمَّدٍ آلِ جَمَّاحٍ
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[22 - 07 - 09, 08:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شأنشره هنا على حلقات - إن شاء الله - كان بداية شروعي في جمع ترجمة للشيخ محمد بن علي آل جمَّاح رحمه الله وتعالى قبل زيادة عن عام ونصف من وفاته رحمه الله، والترجمة كما كتبتها في حينها، وقد أهملت ذكر الزِّيادات التي قيدتها بعد هذا التَّاريخ، وسأضيفه إلى التَّرجمة الكاملة إن شاء الله، وقد حرصت على نشرها، لأن الشَّيخ رحمه الله لم يكن مشهورا خارج المنطقة الجنوبيَّة كثيرا، خاصَّة بعد ذهاب العلماء الذين كانوا يعرفونه كالشَّيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ والشَّيخ عبد العزيز بن باز والشَّيخ عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ و الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ والشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ و الشيخ عبد الله بن حميد والشيخ محمد حامد الفقي وغيرهم من أهل ذلك الوقت
*-*-*-*-*-*
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الحمد لله رب العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد أحببت أن أكتب نبذة يسيرة عن شيخنا الشيخ الفاضل مُحَمَّد بن علي آل جمَّاح حفظه الله، حيث إن الشَّيخ من الدُّعاة إلى الله تَعَالَى بالحكمة والموعظة الحسنة، المجاهدين في سبيل الدَّعوة إليه سنين طويلة، ومن الذين كان لهم الأثر الكبير في المنطقة وما جاورها، من خلال المدرسة السَّلفيَّة في بلجرشي، الَّتِيْ كان للشيخ وإخوانه شرف افتتاحها، ونشر الدَّعوة والتَّصحيح من خلالها، فكم من دعاة تخرَّجوا منها، وكم من علماء وطلبة علم درسوا فيها، والشيخ ليس مجهولا في المنطقة وما جاورها، بل هو أشهر من نار على علم، لكني رأيت أن أكتب في مقدمة هَذَا المجموع بعض سيرة الشيخ، ولم أتوسَّع فيها كثيرا، لأنَّ الشيخ كفانا مؤونة هَذَا الأمر، من خلال كتابه الَّذِيْ سيخرج قريبا باسم " رحلتي مع الإيمان، والمدرسة السلفية، والدعوة والقرآن ".
ويتركز عملي في هذه الترجمة على التعريف بالجانب العلمي في حياة الشيخ، والتراث الَّذِيْ كتبه، وبعض القصص الَّتِيْ وقعت له و لم يذكرها في كتابه السابق أو ذكرها مختصرة، مع الاعتناء بإخراج الرسائل الَّتِيْ كتبها الشيخ، سواء المطبوع منها أو الَّذِيْ لا زال مخطوطا ...
وكثيرٌ من النَّاس لا يعلم عن مؤلَّفات الشيخ، الَّتِيْ كتبها خلال سنين الدَّعوة، وهذا مما زاد من حرصي على الاهتمام بهَذَا الجانب من حياته والكتابة عنه، ولبعض الأسباب الَّتِيْ أوجزها فيما يلي:
1 - إبراز الجانب العلمي والدَّعوي في المنطقة، حتى يكون من الدَّوافع القويَّة للأبناء ليقتدوا بمن سبقهم من العلماء والأدباء.
2 - المحافظة على المؤلَّفات الَّتِيْ كتبها أهل العلم في المنطقة، لأن هَذَا يجعل طلاب العلم الذين يأتون من بعدهم، يهتمون بكتب من سبقهم من أهل العلم، سواء كان ذلك من خلال التَّدريس أو الشَّرح أو التحقيق أو غيره من الأمور المعلومة عند المعتنين بالعلم.
3 - البر بهؤلاء الأعلام الذين نشروا العلم والوعي في المنطقة، وحفظ جهدهم الَّذِيْ كتبوه خلال حياتهم، وهذا مجهود كبير يحتاج إلى تظافر الجهود، على المستوى الفردي والجماعي.
4 - أن بعض مؤلفات الشيخ كانت مناهج تُدَرَّس للطُّلاب في المدرسة السَّلفية ببلجرشي، وبعضها نصائح وتوجيهات كانت تقرأ وتوزَّع عليهم وعلى غيرهم، ومن خلال نشرها وتعريف الناس بها، يتضح للمطالع أن المنهج الَّذِيْ كانت عليه هذه المدرسة منهجا سلفيا صافيا.
5 - أني ألازم الشَّيخ وأقرأ عليه مؤلفاته ورسائله، وأستفيد من علمه وسمته وهديه، ومن حقِّه عليَّ أن أنشر علمه، وأظهر للناس الخير الَّذِيْ عنده، والعلم المكتوب أبقى وأنفع من العلم المسموع على المدى البعيد، وفيه أجر عظيم لصاحبه بعد مماته، فهو من العلم الَّذِيْ ينتفع به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/238)
وأسأل الله تَعَالَى أن يبارك في هذا الجهد الَّذي لا أريد منها إلا نيل الأجر من الله تَعَالَى، والبر برجل من أهل العلم العاملين، والمساهمة في حفظ تاريخ منطقتنا الحبيبة وتراثها العلمي الَّذِيْ تفرَّق كثير منه تَفَرُّقَ أَيْدِي سَبَأ،، بسبب إهمال الأسر لإرث آبائهم، والتقصير من بعض طلبة العلم في جمع تراث منطقتهم وإخراجه للنَّاس.
أبو عبد الرحمن البركي
خَالِدُ بْنُ عُمَرَ الفَقِيْهُ الغَامِدِيُّ
محرَّم 1429 هـ
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[22 - 07 - 09, 09:00 ص]ـ
أحسن الله عزاءكم في وفاة الشيخ.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[22 - 07 - 09, 09:49 ص]ـ
عظَّم الله أجرك أخي الشيخ أبا معاذ، والشَّيخ فقيد على أهل المنطقة كلهم، رحمه الله وغفر له، وألحقنا به وببقية علمائنا في الصَّالحين
اسمه وولادته
هو: مُحَمَّد بن علي جمَّاح بن مُحَمَّد آل حيا الغَامِدِيّ
كان مولده في مدينة بلجُرشي في قرية الجلحيَّة عام 1336 هـ (1)
وقد عاش في كنف والده الفقيه (2) الشَّاعر علي جمَّاح رحمه الله (3)، الذي كان له شرف وسؤدد، وكان صاحب رأي ومشورة، وكان خطيبا بارعا طلق اللسان حاضر البديهة، وشهرته في المنطقة كبيرة خاصة في قصائد الحكمة والوعظ والتحاور مع القبائل المجاورة، فقد كان التصدُّر له، لقوَّة علاقته بحكَّام بلجرشي حينها.
وقد أخبر الشَّيخ عن نفسه أنه رعى الغنم لمدة تتراوح بين الخمس و السِّتِّ سنوات، فلما أحسَّ والده بتعبه من رعيها، تشارك بها مع رجل آخر يرعاها مع غنمه، ليريح ابنه من هذه المهنة الشَّاقة لمن عرفها ومارسها.
وبسبب الشُّحِّ والفاقة الَّتِيْ سادت في المنطقة فقد كان كثير منهم يهاجر إلى الحبشة لطلب المعيشة هناك، وإرسال الأموال إلى الأهل في منطقتهم، لتسدَّ فاقتهم، وكان هَذَا حال كثير من أبناء المنطقة في ذلك الوقت، وقد سافر الشيخ وأخوه عبد الله، وبقي مدة عامين ثم رجع إلى بلجرشي وتزوَّج وبقي سنة، ثم رجع إلى الحبشة مرة أخرى وبقي بها عددا من السنين، وكان في مدينة (أسمرة) عاصمة أريتيريا.
ثم عاد إلى بلجرشي بطلب من والده رَحِمَهُ اللهُ، حيث إنَّه أرسل له بعض الأبيات الشعرية يستحثُّه فيها على إدراكه قبل موته، قَالَ فيها:
البَدع
مُحَمَّد ان كان في رَاسَكْ تَرَى شِيْمَهْ == فَعُدّ يَوْمَك وَلَيْلَكْ مِن لَيَالِيْنَا
وِانْ كَانَ زَانَتْ لَكَ الايَّام شَيِّنْهَا == وَلا تُقُلْ أَيِّ شَهْراً مَاتْ فِيْه آبِي
الرَّد
مَا لِي بخطَّكْ وَلاَ نِبْغِي تَرَاشِيْمَهْ ====== يَا كَمْ نَلاَلِي وَلاَ سَرَّتْ لَيَالِيْنَا
لِقِيْت شَيْ مَا الكُتُبْ يَامُر وَشَي يَنْهَى == نَهَيْتْ قَلْبِي يتُبْ مَالحُزْن مَا تَابِي
أي إن كنت شهمًا، وترى أن عندك شيمة ومروءة ومحبة لوالدك وبرّا به، فتعال إليه في أقرب وقت وأسرعه، ولا تتأخر عن الإجابة، فلا تصل إلا بعد موته، ثم تأتي وتسأل النَّاس، متى كانت وفاة والدي في أي يوم وفي أي شهر.
ويقول في الرد: ما نريد خطَّك في الرَّسائل ولا نريد زخرفته، وكم ننشد الألحان للقصائد ولم ينفع عن نسيانك والشوق إليك، وأنه يدافع قلبه في شِدَّة الحزن على فراق ولده، فلم يَتُب من ذلك، لشدَّة حبه له وتأثره بفراقه.
وقد كانت له محبَّة خاصَّة عند والده رَحِمَهُ اللهُ منذ صغره، وكان يبادل والده تلك المحبَّة، فكان حريصا على مرافقته في زياراته، للمشايخ وغيرهم، وكان يقود الدَّابة الَّتِيْ يركبها والده رَحِمَهُ اللهُ.
وقد بقي مع والده رَحِمَهُ اللهُ حتَّى توفِّي في رمضان عام 1366 هـ، وقد حزن الشيخ على والده رَحِمَهُ اللهُ فراق حزنا شديدا.
ـــــ
(1) حسب الحفيظة، ورأيت في ترجمته في موسوعة التعليم في منطقة الباحة أن مولده 1342 هـ، والناس يؤرخون هذه السنين بما يسمى " هجة خالد " الَّتِيْ حصلت عام 1340 هـ، فيقولون قبل الهجة وبعد الهجة، وهي مجزرة ارتكبها خالد بن لؤي في أهالي بلجرشي، بسبب وشاية بعض الخونة، أن أهالي بلجرشي نقضوا البيعة، ورجعوا لبيعة الشريف في مَكَّةَ، وقد استباح على إثرها دماءهم وأموالهم، وأحرق بيوتهم، وشرَّدهم من المنطقة.
(2) سألت الشيخ حفظه الله عن والده، مَنِ المَشَايِخُ الذين درس الفقه على يديهم؟
فَقَالَ إنه لا يعرف أنَّ والده درس الفقه على شيخ
أقول: هذا الوصف كان يطلق في المنطقة غالبا على الَّذِيْ يقرأ ويكتب لأهل القرية، ويصلح بينهم ونحوها من الأمور.
(3) له ترجمة قصيرة جدا في كتاب " غامد وزهران وانتشار الأزد في البلدان " لإبراهيم الحسيل الغَامِدِيّ ص 357، وهو من شعراء الحكمة والإصلاح في المنطقة، وقصائده كثيرة جدا، جمعها ابنه الشيخ مُحَمَّد حفظه الله قبل عام 1400 من الهجرة، ثم فقدت كلَّها، وأخبرني الشيخ أنه أعاد جمع بعضها وعنده منها الآن قرابة مائة صفحة مكتوبة، سأقرؤها عليه إن شاء الله، لنصححها، ثم أطبعها وأعيدها للشيخ ليقرأها ويوافق عليها لتكون جاهزة للطباعة في أي وقت إن شاء الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/239)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[22 - 07 - 09, 10:15 ص]ـ
تعلُّمه ومشايخه
1 - قَالَ الشيخ عن نفسه إنه قرأ القرآن على يدي والده رَحِمَهُ اللهُ عندما كان في الثَّامنة من عمره تقريبا خلال سنة وبضعة أشهر، حيث إنه كان شغوفا بحب القرآن وتلاوته.
2 - ثم درس على يدي الشيخ الفقيه الزَّاهد علي بن إبراهيم المداني رَحِمَهُ اللهُ (4)، دَرْساً في القرآن الكريم مع تفسير آيات الأحكام، ودَرْساً في الفقه الشَّافعي _ متن أبي شجاع _، ودَرْساً في النَّحو الآجرومية مع شرح الكفراوي، ودَرْساً في السيرة، وقد لازم الشيخ سنتين بل ثلاثا، وكان نَهِماً في القراءة، يسأل الشيخ ويراجعه فيما يشكل عليه.
وكانت بداية طلبه على يدي الشيخ المداني رَحِمَهُ اللهُ، أن الشَّيخ محمدا حفظه الله كان يرافق والده دائما عند زيارات المشايخ، وكان الشيخ المداني ممن يزورهم والده، فقال لأبي الشيخ مُحَمَّد:
هل تسمح أن يأتيني هَذَا الصبي لأعلمه بعض الأمور؟
فَقَالَ والد الشيخ: لا مانع، لكن متى يكون ذلك؟
قَالَ الشيخ المداني رَحِمَهُ اللهُ: يكون ذلك يوم السبت، تأتي به في الصباح قبل السوق، وتأتي لأخذه بعد انتهاء السُّوق.
فوافق والد الشيخ رَحِمَهُ اللهُ.
وقد استمر الشيخ يدرس على شيخه علي بن إبراهيم رَحِمَهُ اللهُ، فلما رأى فيه الشيخ النَّباهة وحبَّ العلم، قَالَ لوالده إنه يريد أن يأتيه مُحَمَّد في يوم آخر مع يوم السَّبت، فوافق والد الشيخ رَحِمَهُ اللهُ، ثم بعدها بمدة زاد الشيخ المداني يوما ثالثا يأتيه الشيخ فيه، ووافق والده رَحِمَهُ اللهُ على ذلك، ولعل البعض لا يبالي بهذا الأمر ولا يدري عن التَّبعات الَّتِيْ سيتحملها والده جراء هذه الموافقة.
إن هذه الموافقة تعني أنه هو الَّذِيْ سيأتي بابنه كل يوم من هذه الأيام، من قريتهم " الجَلْحِيَّة " إلى السُّوق عند الشيخ المداني، لكن والده رَحِمَهُ اللهُ استسهل الصَّعب، لحرصه على ابنه ومعرفته بفضل العلم وأهله، واستمر الشَّيخ عنده تلك المدَّة يطلب على يديه، ويستفيد مما عنده.
3 - ودرس على يدي الشيخ علي بن جمعان أبو حشيش الغَامِدِيّ رَحِمَهُ اللهُ (5)، متني الرَّحبية في الفرائض، و الآجرُّوميَّة في النحو.
4 - ودرس على يد قاضي بلجرشي الشيخ مُحَمَّد بن صالح بن سليم (6) كتاب (بلوغ المرام) و (متممة الآجرُّوميَّة) و (كتاب التَّوحيد) للشيخ مُحَمَّد بن عبد الوهَّاب (7).
5 - وقد حضر دروس أحد مشايخ الجالية المصرية من جماعة أنصار السُّنَّة المحمَّديَّة في مدينة (أسمرة)، وكان الدرس في صحيح البخاري رَحِمَهُ اللهُ كما أخبرني الشَّيخ
6 - قرأ على الشيخ عبد العزيز بن باز رَحِمَهُ اللهُ الكتاب الَّذِيْ ألَّفه هو لِيُدَرَّس لِطُلاَّب المدرسة السَّلفيَّة واسمه " الزَّهرة النَّقيَّة من التَّعاليم المحمَّديَّة "، وقد قدَّم له الشَّيخ ابن باز رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى، ثم وضع عليه حاشية باسم " البراهين الشَّرعيَّة " وقدَّم له الشَّيخ أيضا، وقدم له بعض رسائله الأخرى، وقد جالس الشَّيخ رَحِمَهُ اللهُ مجالس كثيرة، واستفاد منه رَحِمَهُ اللهُ.
7 - وقرأ على غيرهم ممن استفاد منهم أياما معدودات (8).
ــــــ
(4) الفقيه الفرضي الزَّاهد علي بن إبراهيم المداني رَحِمَهُ اللهُ، من أعيان علماء بلجرشي الَّذِيْن لم يترجم لكثير منهم التَّرجمة اللائقة به، وأنا أعزم إن شاء الله على تصنيف لطيف عن هذه المدينة ومن عاش فيها ممن له صلة بالعلم والتَّعليم، ومن هاجر منهم لطلب العلم، ومؤلفاتهم، ونحوها من الأمور، فأسأل الله التيسير.
وقد كتب عنه تلميذه الشيخ الوالد مُحَمَّد بن سعد الفقيه البركي حفظه الله قرابة ثلاث صفحات لا تزال مخطوطة، هَذَا مختصر مما فيها قَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/240)
أخبرني الشَّيخ أنه بعد أن درس القرآن في بلجرشي ذهب إلى السُّودان لطلب الرِّزْق هناك، ثم إلى الحبشة _ أقول أنا خالد: وهذا ديدن كثير من أهل منطقتنا قبل الحكم السعودي، وقد سافر جدي أيضا وكثير من أبناء بلجرشي وغيرها لطلب الرزق هناك، فسبحان مغير الأحوال، وهذا مثال على عدم الاغترار بما في أيدينا، فإن الدنيا لا تدوم على حال _ فلم يجد الشيخ المداني رَحِمَهُ اللهُ معيشة يرضاها في السودان أو الصومال، ثم ذهب إلى اليمن، وحين وصل إلى زبيد، وجد بها العلماء والتعليم، ووجد أن العلماء تصرف لهم رواتب من أوقاف مسجد بني رسول، والطلاب تصرف لهم إعاشة من تلك الأوقاف، فقرَّر أن يبقى هناك لطلب العلم، فمكث سبع سنوات، ثم اشتاق إلى بلدته بلجرشي، فرجع إليها، وبقي مدَّة يسيرة، ثم رجع إلى اليمن، وبقي سبع سنين أخرى يطلب العمل ثم عاد إلى بلجرشي، وبقي بها مدَّة، ثم ذهب إلى زهران وافتتح بها مدرسة، وكان يصلي بهم، ويدرسهم، ولم يعد إلى بلجرشي إلا بعد أن أقام لهم من يقوم مقامه في التعليم والإمامة منهم، فلما عاد إلى بلجرشي، أقام في منطقة " زبيدة " وافتتح مدرسة للبنين _ أقول أنا خالد: وقد درس والدي حفظه الله عليه بعض القرآن الكريم _ وكان يصلي بالنَّاس في مسجد الغازي بزبيدة جميع الفروض، عدا يومي الجمعة والسبت فقد كان يصليهما في المسجد الجامع في السوق _ أقول أنا خالد: سوق السبت الَّذِيْ كان من أكبر الأسواق في المنطقة الجنوبية كما في مذكرات الفقيه أحمد الزيداني رَحِمَهُ اللهُ من أهل القرن الحادي عشر _ يصلي بهم الجمعة ويعض النَّاس ويذكرهم يوم السبت، وقد كان قريب الدَّمعة في خُطَبِه، وعندما يقرأ القرآن، وقد قرأ عليه الشيخ مُحَمَّد الفقيه حفظه الله بعد عام 1371 هـ كتاب شرح الشنشوري في الفرائض، وكتاب إرشاد الفحول للشوكاني.
وقد أصيب الشيخ رَحِمَهُ اللهُ بالفالج آخر عمره إلى أن توفي رَحِمَهُ اللهُ.
وقال عنه الشيخ إبراهيم الحسيل في كتابه " غامد وزهران " ص 355 (باختصار وتصرف):
من أعيان فقهاء بلجرشي، له فضل كبير في التعليم وتحفيظ القرآن في بلجرشي، في الفترة الَّتِيْ أعقبت حكم الأشراف وبداية العهد السعودي قبل افتتاح المدارس، وتخرَّج على يديه الكثير من حفظة القرآن، وقد توفي رَحِمَهُ اللهُ بعد عمر طويل.
وذكر الحسيل أن من أغرب ما حُكي من قصصه، أنه بعد أن أتى من اليمن، وبقي مدَّة في بلجرشي، عُرضت عليه مسألة مواريث فيها مناسخات، فأخطأ فيها، ثم رجع من فوره إلى اليمن، وبقي مثل المدَّة الَّتِيْ قضاها في الطَّلب الأول، وهي عشر سنوات كما قَالَ الحسيل.
وقال عنه الشيخ مُحَمَّد بن جمَّاح حفظه الله كما أخبرني:
درست على الشيخ القرآن والنحو والفقه والسيرة، وكان الشيخ يدرسنا القرآن ويشرح الأحكام من الآيات، وكان سريع الدمعة، زاهدا، عابدا رَحِمَهُ اللهُ، وقد بقيت أدرس على يديه قرابة ثلاث سنوات، ختمت على يديه القرآن وغيره.
(5) من أهالي قرية الجلحيَّة ببلجرشي، وقد أخبرني الشيخ محمد بن جمَّاح أن الشيخ عبد الله بن سعدي العبدلي الغَامِدِيّ قد جالس الشيخ عدَّة مجالس قبل أن يدرسوا هم عليه، ثم رجع إلى بلدته ولم يواصل الطلب عند الشيخ، وقد أخبرني الشيخ مُحَمَّد بن جمَّاح حفظه الله أن الشيخ قد رحل إلى اليمن وطلب العلم في زبيد، وحكى لي قصَّة غريبة حدثت للشيخ علي أبو حشيش مع أحد شيوخه ممن كان يرى جواز " الدَّعَّة = مثل الشيشة " تاب الشيخ بعدها من شُرب " الدَّعة "، وقال شيخهم صاحب القصة إنه سيعلن ذلك على الملأ وسينشر حكمه بتحريمها بين النَّاس، وسأفردها بالكتابة إن شاء الله في وقت آخر.
(6) محمد بن صالح بن سليم من مدينة بريدة في منطقة القصيم، أخذ العلم عن أعمامه عبد الله وعمر، والشيخ محمد بن مقبل رحمه الله، قاضي محكمة بلجرشي حينها وذلك من عام 1371 – 1373 هـ، وقد انتقل بعدها للمدينة، حتى أصبح رئيسا لهيئة التمييز بالمنطقة الغربية. انظر ترجمته في كتاب " غامد وزهران وانتشار الأزد في البلدان " لإبراهيم الحسيل.
وقد حصلت بينه وبين الشيخ ومن معه من أهل الدعوة في بلجرشي مشكلة، أتت لجنة للفصل فيها بينهم، كانت بسبب وشاية سيئة من أحد المغرضين ضد الشيخ ومن معه عند القاضي، ثم طلب الشيخ ومن معه أن يفتح لهم الشيخ السليم درسا، فَفُتح هَذَا الدرس، وسأطلب من الشيخ مزيدا من الإيضاح حول هذه القصة إن شاء الله، فهذه قيدتها حتى لا أنساها.
(7) انظر لقاء الشيخ حفظه الله مع مجلة " إشراقة الباحة " الَّتِيْ أصدرها مركز النشاط الصيفي بثانوية بني سالم عام 1418 هـ ص 65، وقد نسي الشيخ حفظه الله أن يذكره ضمن مشايخه الذين درس على يديهم، في المختصر من كتاب " رحلتي مع الإيمان "، وعندما سألته عن شيوخه قبل مدَّة لم يذكره، ثم لمَّا وجدته وأخبرت الشيخ بذلك تذَكَّره، وسرد عليَّ الكتب الَّتِيْ درسها عليه كما هنا، فالحمد لله على توفيقه.
(8) لم أسأل الشيخ عنهم إلى الآن، ولعلي أدوِّن ذلك في وقت لاحق إن شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/241)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[22 - 07 - 09, 10:36 ص]ـ
الاجتماع مع الإخوة لبدء الدَّعوة
تأثر الشَّيح حفظه الله بما رأى من التَّنظيم في أريتيريا، من جماعة أنصار السُّنَّة المحمَّديَّة، وقد كان معه كتيِّبا أهداه له بعض أعضاء الجماعة في الحبشة، فيه قواعد دعوة أنصار السُّنَّة المحمَّديَّة، فاستفاد منه في معرفة طريقة تنظيم الدَّعوة في بلجرشي، فقام هو وبعض إخوانه من الحريصين بالتشاور لبدء الدعوة بين أهالي المنطقة، ثم نظَّموا أنفسهم، وبدأت الدَّعوة
وكانت تنظيمها كالتَّالي:
اسم الجماعة: ((جماعة المؤمنين أنصار الله)).
هدفها: دعوة إخوانهم وعشيرتهم إلى توحيد الله تعالى وترك العادات المخالفة للشرع والمدنسة للعرض.
أسلوب الدعوة: الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن.
التطبيق العملي في كل ما ندعو إليه، والتحلي بالصبر، والتشاور فيما يلزم من الأمور.
واستمروا فيها قرابة نصف عام، ثم تعرضوا للمجابهة من قبل البعض، فقرروا إيقاف الدعوة إلى حين، وفتح مدرسة لتعليم الأبناء، حتى يكون الغرس في الصغار القابلين للتعديل، فالعيدان الصَّلبة لا يمكن تعديلها إلا بالكسر، كما قيل:
إنَّ الْغُصُونَ إذَا قَوَّمْتَهَا اعْتَدَلَتْ ===== وَلاَ يَلِينُ إذَا قَوَّمْتَهُ الْخَشَبُ
قَدْ يَنْفَعُ الادَبُ الاحْدَاثَ فِي صِغَرٍ == وَلَيْسَ يَنْفَعُ عِنْدَ الشَّيْبَةِ الادَبُ
افتتاح المدرسة السلفية
ثم افتُتِحَت المدرسة السَّلفية عام 1370 هـ، وخلال أشهر قليلة تم تدريب التلاميذ النجباء على الدعوة إلى الله والوعظ في الأسواق والجوامع وغيرها من المجامع، وكان الوطء أخف على المعارضين، وقد استمر التدريب للأبناء على الوعظ والدعوة في المنطقة وغيرها من المناطق القريبة من قرى غامد وزهران وبني عمر و خثعم وبالقرن وبن عمرو وبني شهر وعسير، وأحد رفيدة و بيشة وضواحيها، وكانوا يذهبون بالأبناء في جولات إلى جدة ومكة في موسم الحج، والطائف في موسم الصيف، وكان من ثمرات تلك الرحلات الدعوية، توافد كثير من أبناء تلك المناطق للدراسة في هذه المدرسة السلفية المباركة، وفي عام 1372 هـ تم إنشاء مبنى للمدرسة في بلجرشي بعد أن تبرع أحد المحسنين بموقع لها.
سبب نجاح المدرسة وقبول الناس لدعوتها
وكان السِّرُّ في نجاح هذه المدرسة ما قَالَ شيخنا مُحَمَّد بن جمَّاح حفظه الله في خاتمة كتابه (الزَّهرة النَّقية):
... ولقد كان طالب هذه المدرسة يجمع بين التَّعَلُّم والدَّعوة إلى الله في آن واحد، يقف أمام مجتمعه يُذكِّرهم بأحكام الدِّين الحنيف، ويستشهد بآيات من القرآن الكريم، وأحاديث من السُّنَّة المطهَّرة، ليأنس النَّاس بصحَّة ما يسمعون منه.
ولهذا فقد أثَّرت الدعوة في نفوس أهالي هذه البلاد، وأحدثت تحوُّلا كبيرا إلى محبَّة الخير والصَّلاح والعمل بهما، وصار للحق والمعروف مكانته اللائقة في قلوبهم، وما هو إلا بفضل الله أوَّلا، ثم بحركة هذه المدرسة وجهودها المتواضعة، فحمدا لله الَّذِيْ بفضله وتوفيقه تتم الصَّالحات. اهـ
ثناء الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله على المدرسة السَّلفِيَّة
ومن العجيب أن الملك سعود بن عبد العزيز رَحِمَهُ اللهُ عندما زار المنطقة عام 1374 هـ، ورأى هذه المدرسة وما تقوم به من دور ريادي في الدعوة والتوجيه وغيره، أصدر أمرا بصرف ميزانية لها، ثم قَالَ في الخطاب المنشور حينها:
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعود بن عبد العزيز الفيصل آل سعود إلى أبناء شعبه العزيز:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن المدرسة السَّلفيَّة التي أسست في بلجرشي من قبل ناصر بن مغرم ومحمد بن جمَّاح، والتي مناهجها تعلم الدين الإسلامي والعقيدة السلفية، وإفهام النَّاس الحق من الباطل، واجتناب ما حرَّم الله وتحليل ما أحل الله.
إن هذه المدرسة قد أسسها هؤلاء الرجال على حساب أنفسهم وعلى ما تبرع به أهل الخير، وبعد زيارتنا لهذه المنطقة وتفقدنا لهذه المدرسة رأينا ما سرنا من أساتذتها وطلابها مِمَّا تحلَّو به من العقيدة الصالحة والدعوة إلى الله، وإقبال النَّاس على هذه المبادئ الشريفة السليمة التي نرجو أن تزداد وتمتد إلى جميع أنحاء المملكة، التي لا قوام لها، ولا عزَّ لها، إلا بهذه الدعوة، والعقيدة الصالحة، والعمل بكتاب الله وشريعة نبيه صلى الله عليه وسلَّم، وتحليل ما أحل الله وتحريم ما حرَّم الله، ولا يمكن حفظ كيانٍ، أو دفعَ عدوٍّ، إلا بالتَّمسك بدين الله، وبأحكام كتابه، وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلَّم ... .
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[22 - 07 - 09, 02:30 م]ـ
رحم الله شيخنا ابن جماح
والله إن مصابنا به لعظيم
اللهم أجرنا في مصيبتا(162/242)
ابن جبرين وسبع سنوات في الحج (مواقف وذكريات)
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[22 - 07 - 09, 08:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ ابن جبرين وسبع سنوات في الحج (مواقف وذكريات)
فخالط رواة العلم واصحب خيارهم ... فصحبتهم زين وخلطتهم غُنم
ولا تعد عيناك عنهم فإنهم ... نجوم إذا ما غاب نجم بدا نجم
فو الله لولا العلم ما اتضح الهدى ... ولا لاح من غيب الأمور لنا رسم
إن صحبة العالم في السفر وخصوصا في مناسبات عظيمة وكبيرة كالحج تثري الطالب ثراء واسعا وتزرع لديه سعة الفهم، وقوة الإدراك كيف وإذا كان ذلك العالم الرباني بحر من بحور العلم وعلاّمة مميز تميزه: دقة العبارة، وسعة الاطلاع، وقوة الإدراك، فضلا عن سماحة التعامل، وتواضع الفعال، وطيب الأقوال، وجمال الأخلاق، ورحابة الصدر، فرحمة الله على نجم أفل نوره، ومصباح خبئ ضوءه، وسراج انطفأت شموعه، فيارب عوض الأمة بفقده خيرا.
واجب علينا ونحن نودع هذا الهمام الإمام أن نسجل بعض الدروس المستفادة من مواقف الشيخ في الحج:
الشيخ يحج كل سنة
يدرك الجميع أن الشيخ ومع كبر سنه، ورقة عظمه، يستغل مناسبة الحج لكسب الأجر، واغتنام الثواب، ونفع الناس كيف لا ومناسبة الحج تجمع جميع الأطياف فمع تقدم عمر الشيخ، وهشاشة عظمه، إلا انه يتلذذ بهذه العبادة ويهتم لها ولا يفوتها في كل عام فتجد الشيخ وبعد وصوله الأراضي الطاهرة ينطلق في كل مكان واعظا ومرشدا ومفتيا فيجد الناس لدعوته قبولا ولنصحه أثرا. زيادة على تطبيقه شعائر الحج كاملة دون توكيل أو إنابة.
فكيف ببعض شبابنا ممن رزق قوة في البدن، وكمالا في العقل، وصحة في الجسم، ومع ذلك يتكاسل ويفرط في أداء ماافترضه الله عليه
رحم الله الشيخ رحمة واسعة وجزاه عن الأمة خير الجزاء.
الشيخ ومدرسة التواضع
الشيخ رحمه الله مدرك لحديث (وماتواضع عبد لله إلا رفعه الله) فهذا العالم رفع الله قدره، ويسر أمره، وشرح صدره، وكسب محبة الخلق.
إن خلق التواضع ليست صناعة بشرية، وليست مشهدا تمثيلا، ولا تصنعا وتميعا، بل التواضع: تعليم سماوي، ودرس نبوي، وخلق رباني، عالمنا رحمه الله طبق هذا الخلق سلوكا عمليا ولهذا شواهد لاتحصى كثرة من أبرزها:
• الشيخ يحجز له مقعدا خاصا في الطائرة لنقله للحج نظرا لمشقة الطريق وزحامه، فضلا عن شيبته وضعفه فيأبى الشيخ رحمه الله إلا السيارة وكأني به يريد أن يساوي ويماثل عامة الناس أو ربما يجد في طريقه ضعيفا فيسعفه، أو مسكينا فيكرمه، أو محتاجا فيعطيه، فبارك الله هذه المثل.
• في كل سنة ومع قرب موسم الحج تأتي للشيخ عروض خاصة ومغرية من حملات متميزة وراقية في مركبها، ومطعهما، ومسكنها، ومع ذلك يأبى الشيخ إلا حملة خيرية متواضعة جمعت جميع أطياف المجتمع الشريف والوضيع، الفقير والغني، الصغير والكبير، القوي والضعيف، فضلا عن مكاتب الجاليات والمسلمين الجدد ولهذه الميزات أحب الشيخ هذه الحملة الخيرية وألفها وصار يحج معها كل عام ويجعل للشيخ فيها خيمة صغيرة متواضعة وهذا حسب رغبة الشيخ وطلبه.أراد أن يماثل الناس ويشاكلهم في كل شئ.
• الشيخ وأسرة الشيخ حمد بن عبدالله اليحيا
الشيخ له علاقات مودة ومحبة مع جميع طباقات المجتمع وفئاته، والشيخ محبوب الجميع نظرا للاطفته، وسعة حلمه، ومن بين تلك الأسر التي أحبت الشيخ وأحبها الشيخ أسرة الشيخ الكريم / الشيخ حمد بن عبدالله اليحيا - متعه الله بالصحة والعافية - فهذه الأسرة المباركة جمعت الحلم والعلم، والفضل والأدب، لقد شارك الشيخ هذه الأسرة أفراحهم وأتراحهم وأغلب مناسباتهم لقد كانت بينهما عشرة كريمة، وتأريخ عريق.
وحملة الشيخ الخلوق المتواضع: سليمان بن حمد اليحيى من حملات الحج الخيرية والتي شهد لها القاصي والداني هذه الحملة لها في كل عام موعد مع شيخنا الجليل عبدالله الجبرين فقهيا ومفتيا بين أفراد الحملة لقد أحب الشيخ هذه الحملة لما كسبته من الميزات السابقة.
الشيخ في طريقه لرمي الجمرات
الشيخ له مكانة واحترام في قلوب الخلق ونحن في طريق الجمرات يمشي الشيخ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/243)
فهذا شاب يوقفه فيعانقه، وذاك طفل يضاحكه ويداعبه، وتلك امرأة تشتكي إليه، فسبحان من رزق الشيخ الصبر والحلم يقف معهم ويجب سؤلهم ويقضي شغلهم، لايمل ولا يسأم، ولا يعنف ولا يزجر، بل ابتسامة هادئة، وسعة بال، وتحمل مشاق، فرحمة الله عليه.
* في زحام الجمرات وبعد العشاء نعمل حزاما بشريا لحماية الشيخ من مشقة الزحام لأن جسمه نحيل، وجسده منهك فيأبى الشيخ إلا مساواة الناس فندخل معه في زحام الجمار فيسقط شماغ الشيخ من شدة الزحام وربما ضويق من غير قصد ويتقبل ذلك بصدر رحب لأنه يعلم أن الأجر على قدر المشقة كما قال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام لعائشة رضي الله عنها (أجرك على قدر نصبك)
الشيخ والباكستاني
وفي عودتنا من الجمرات يبصر الشيخ رجل من الباكستان وهو يحمل والدته العجوز على كتفيه فيقف الشيخ متأملا ومتأثرا بمشهد عظيم من مشاهد البر والإحسان فتدمعي عيني الشيخ لأنه تذكر بعض مشاهد العقوق من بعض أولادنا هداهم الله.
بين الشيخ الجبرين والشيخ الجزائري
بين هاذين العالمين (بكسر اللام) ألفة عجيبة، ومحبة كبيرة دليلها القرآن، ودستورها نور النبوة، سرها وقصتها في الحج ففي كل سنة لنا موعد مع هاذين العلمين الرائعين: في أسلوبهما، وطريقة تربيتهما، هما يسكنان في خيمة واحدة لايفصل بينهما سوى شراع من القماش فيتناوبان في الوعظ والفتوى دون كلل أو ملل بل في سعادة عالية وروعة بالغة، في تبليغ الدعوة وإيصال الرسالة.
الشيخ وحارس خزانات الماء
في آخر ليلة من ليالي الحج وكنا في ليلة وداع لفراق الشيخ دخل علينا رجل كبير في السن وعليه علامات الحزن والكآبة والملل فقال الشيخ مالك؟ قال ياشيخ فسد حجي فقال له الشيخ كيف؟ قال ياشيخ أديت بحمد الله جميع مناسك الحج في يسر وراحة وبحكم عملي في حراسة خزانات مياه الحجاج كنت أبيت خارج منى أيام التشريق فقال لي رجل حجك غير صحيح.
تكفى ياشيخ افتني فقال له الشيخ مادام أن عملك مرتبط بهذه المصلحة العظيمة فحجك صحيح وأنت مأجور (معنى كلام الشيخ وليس نصه) فخرج الرجل يهلل ويكبر فرحا مسرورا ومستبشرا ومغتبطا بفتوى هذا العالم.
الشيخ بعد صلاة الفجر
بعد صلاة الفجر نستقبل أسئلة الحجاج ومشكلاتهم ونعرضها على الشيخ الغريب في الأمر أن الشيخ لايمل ولا يتضجر من كثرة الأسئلة بل تجده يجيب وهو على هيئة واحدة، وبأسلوب واحد فيطول الوقت بالشيخ ونشفق على حاله ونقول للشيخ نريد أن نتوقف وأعرف أن الشيخ يتمني أن يجيب على أسئلة الجميع ويقف على حل مشكلاتهم.
الشيخ وتقبيل الرأس
أمر الشرع الحنيف بتوقير العلماء وإجلالهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط) رواه أبو داود
قال ابن عبد البر: أنشدني يوسف بن هارون بنفسه في قصيدة له:
وأجلّه في كل عين علمه
...
فيرى له الإجلال كل جليلِ
وكذلك العلماء كالخلفاء عند
...
الناس في التعظيم والتبجيل
فمن فرط محبة الناس للشيخ وإجلالهم له وتقديرهم للعلم الذي يحمله كان الواحد من الطلاب يحرص على شرف تقبيل رأس الشيخ الذي حوى العلم والمعرفة، وجمع الأدب والأخلاق، إلا أن الشيخ رحمه الله من فرط تواضعه يشدد على عدم تقبيل رأسه ويكتفي بالمصافحة والمعانقة فرحم الله شيخ التواضع وأستاذ العلم.
الشيخ وسلامة الصدر
في ظني الذي لايخيب أن الشيخ يملك مواصفات عالية جعلت منه شخصية محبوبة لعامة الخلق صغيرهم وكبيرهم، نساؤهم ورجالهم، في جميع أصقاع الأرض هذا الحب لم يكن وليد الصدفة فكنز الحب لم يأتي من سعة ماله، أو رفعة جاهه، أو شرف مقامه، بل نبع ذلك من إخلاص صادق، وقلب طاهر،وفؤاد نقي فلا يحمل في قلبه غيظا، ولا حنقا، ولا احتقارا، ولا بغضا، فرحمك الله أيها الإمام.
بيت الشيخ
بيت الشيخ الذي يسكنه ليس قصرا فارها ولا برجا عاجيا إنما بيت متواضع بعيد كل البعد عن التكلف والترف بيت يشع منه العلم وتنبع منه المعرفة
بيت الشيخ لم يخصص لفئة معينة بل خلية نحل يدخله الغني والفقير، والكبير والصغير، وجميع أطياف المجتمع فلا يخرج الداخل إلا وقد حاز نورا ومسكا: إما علما تعلمه، أو شفاعة محققه، أو تزكية موقعة، أو مساعدة مجزية، فالشيخ رحمه الله لايرد طالبا كريم النفس سمح الطبع رحمة الله عليه.
الشيخ والفتوى
لايخفى على كل ذي لب براعة الشيخ في الفتوى فالله سبحانه وتعالى أراد بعبده الجبرين خيرا ففقهه في دينه، ونوره بالعلم والحلم و (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) ولهذا تجد دروس الشيخ وفتاواه رصينة متينة، مقرونة بالدليل، معزوة للأصول، مفصلة، مؤصلة، موضحة، ولهذا إذا قيل أفتى الشيخ ابن جبرين في كذا وكذا تجد لهذه الفتوى قبولا في قلوب الخلق. فرحم الله ذلك العبد الصادق وأسكنه جنته.
ختاما ......... رحمك الله ياشيخنا، وأسكنك فردوسه الأعلى وجمعنا بك في أعالي الجنان في مقعد صدق عند مليك مقتدر
محمد بن عبدالله بن إبراهيم الشائع
أستاذ الشريعة في المعهد العلمي في محافظة شقراء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/244)
ـ[السني]ــــــــ[22 - 07 - 09, 03:06 م]ـ
وتصديقًا لكلام أخينا الكريم في أن الشيخ رحمه الله تعالى يشدد في عدم تقبيل رأسه، أنني -منذ أكثر من اثنتي عشرة سنة تقريبًا- كنت في زيارة للشيخ في منزله مع بعض الأخوة، فنبَّهَنا أحدهم إلى أن الشيخ يشدد في هذا الأمر، وكان بصحبتي أحد الأعزاء وكان (عريضًا) بعض الشيء فتقدمني وانحنى للسلام علي الشيخ الذي كان جالسًا، فظننتُ أنه قبّل رأسه وأن الشيخ لا يتشدد في ذلك، ولكن وما أن جاء دوري وانحنيت لأقبل رأسه وهيهات لي ذلك ففوجئت بالشيخ رحمه الله حال بيني وبين ما أردت بأن وضع يده على حلقي حتى كدتُ أن أختنق محاولة منه ليمنعني، فامتثلت لرغبته واكتفيت بالمصافحة.
وكانت طرفة بعد ذلك ... يضحك منها إخواني.
اللهم ارحم الشيخ ابن جبرين وارفع درجته في عليين مع الأنبياء والصالحين آمين.
ـ[أبو عيسى الأندلسي]ــــــــ[22 - 07 - 09, 04:18 م]ـ
رحم الله الشيخ , وجعل الجنة مثواه
بوركتم يا أحبة
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[22 - 07 - 09, 04:36 م]ـ
نقلاً عن أحد الأخوة في موقع بناء
فأول حجة لي كانت معه ..
وتلك حجة لم تكن كأي حجة فقد تعلمت من اخلاق الشيخ شي كثيراً ..
فاتذكر تواضعه مع الناس ..
كنت معه اتأمل في وجهه وبشاشته وطيب كلماته ..
لا زال في نفسي ذاك الموقف عندما ذهبت معه لرمي الجمرات وكان هناك مفترشين بجانب الجمرات واثناء مرورنا بينهم داس الشيخ على طرف بساط احدهم فقام الرجل يصرخ ورفع صوته والشيخ ساكت حتى انتهى الرجل ..
تبسم الشيخ وربت على كتف الرجل معتذرا ثم ذهب ..
ولما دخلنا في زحمة المرجم وكان الشيخ امامي وانا ماسك بطرف ثوبه وفجاءة .. ارتفع الشيخ شيئاً فشيئاً عن الناس فقلت في نفسي: لا اله الا الله .. انها لكرامة اولياء الله!!
نظرت للاسفل فاذا برجلي الشيخ تتدليان فقد حمله الناس مع شدة الزحام ..
ولما خرجنا بعد الرمي قلت له هاجسي فنظر الي وتبسم ..
واتذكر ونحن في منى كان يأتيه الناس وهو ربما نايم للتو فكان يستيقظ ويقضي حوائجهم ويفتيهم بدون كلل ولا ملل ..
كان الظهر والحر اللاهب فارى الشيخ متكيء على عمود الخيمة يقرأ في احد الكتب ..
اما في عرفة فلا تسأل عن حاله .. بحثت عنه بحثت عنه واخيراً وجدته خلف الخيمة يدعو ويبكي ..
للشيخ سر مع ربه غير علمه وحلمه جعل له هذه المكانة عند الناس.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وجمعنا به في الفردوس الأعلى ووالدينا ومن نحب(162/245)
جرجي زيدان
ـ[عمر أبوعبدالله]ــــــــ[22 - 07 - 09, 06:56 م]ـ
قرأت كتاب 17 رمضان لجرجي زيدان في مكتبة شيخنا الشيخ حسن الأهدل حفظه الله
وهو يتكلم عن مقتل الإمام علي رضي الله عنه عل شكل رواية طويلة وقد صور فيها القصة تصويراً رائعاً لولا أنه تحامل على معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما قليلاً وكان يأتي بهذا التحامل على سبيل الحكاية
ما أود معرفته هو إن كان لأحدكم معرفة بالكاتب فأود عرض سريعاً له وعن جنسيته وأين يمكن أن أجد كتبه
ودمتم بخير
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[23 - 07 - 09, 01:04 ص]ـ
ذكره الشيخ مشهور آل سلمان هو وكتبه في كتابه - كتب حذر منها العلماء - في أكثر من 25 موضع في الكتاب وذكر له طوام عدة .. وعندما تحدث عن تشويه جرجي زيدان في رواياته لسير أبطال الإسلام, قال:
وفي ((17 رمضان))؛ شوَّه سيرة خلفاء بني أمية ...
وذكر غير ذلك في صفحة أخرى .. بالجملة هناك من الكتب مايغنيك عن كتابات هذا الرجل:
تفضل هذا الرابط:
كتب التاريخ الموثوقة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=180632(162/246)
نريد التعرف على تلاميذ شيخنا الشيخ الجبرين
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[23 - 07 - 09, 09:04 ص]ـ
الحمد لله رب العالمبن وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الكريم وعلى آله وصحبه والتابعين أما بعد:
فإن من تراث شيخنا الجبرين رحمه الله تعالى هو معرفة تلامذة الشيخ، فالشيخ كما تعلمون كان صاحب همة في الدعوة ونشر العلم ....
لذا أحببت أن أضع هذا الموضوع لنعرف من خلاله أسماء أشهر تلامذة الشيخ وأكثرهم ملاصقة له .....
وأترك المجال لمن له اطلاع على هذا الموضوع ...
كما وأرجو المشاركة من كل من يعرف ...
ولكم الأجر ..
ـ[أبو زياد المرواني]ــــــــ[26 - 07 - 09, 10:09 ص]ـ
الشيخ عبدالعزيز السدحان
الشيخ سعد الحميد
الشيخ أحمد المهنا
الشيخ سعد الخثلان
الشيخ سعد البريك
وغيرهم الكثير
وقد تم ذكر مجموعة من أبرز تلاميذ الشيخ رحمه الله في المجلد الأول من الدرر المبتكرات شرح أخصر المختصرات
بارك الله فيكـ
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[26 - 07 - 09, 04:08 م]ـ
بارك الله فيكم أخي أبا زياد المرواني ....
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 07 - 09, 05:56 م]ـ
تلاميذ الشيخ رحمه الله كثيرون جدا، وهم على طبقات، لأن الشيخ درّس من سنة 1380 إلى وفاته.
وأقترح على من يجمع طلاب الشيخ أن يذكر مدة الملازمة، والكتب التي قرأها على الشيخ بنفسه، أو التي حضرها كاملة أو أكثرها، ليتميز الناس.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 07 - 09, 06:21 م]ـ
فمن قدمائهم شيخنا عبد العزيز بن قاسم: قرأ عليه الكثير في التسعينات من القرن الماضي، ومنه سنن أبي داود شرحا، وإرشاد الفحول، وكتبا كثيرة.
وحضر عليه كتبا كثيرة أيضا، منها كما أخبرني: تلبيس إبليس، وشرح الواسطية لابن رشيد.
ـ[سليمان البدراني]ــــــــ[27 - 07 - 09, 06:13 ص]ـ
الذين شاع ذكرهم أنهم من طلاب الشيخ هم في الأغلب يعرفون الشيخ من عشرين سنة ودونها.
ولا أدري لماذا لا يتحدث بعض الطلاب القدماء الذين لازموا الشيخ من ثلاثين وأربعين سنة عن الشيخ واستفادتهم منه!
أليس هذا من أقل الوفاء؟
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[27 - 07 - 09, 06:37 ص]ـ
صدقت أخي الفاضل.
كل مرحلة لها تلاميذها ورواتها.
ولاستيفاء جوانب ترجمة سماحة الشيخ تحتاج لجمع أخبار كل مرحلة من أفواه أعيان شاهديها.
وهناك قلة تكلموا ممن عرفوا الشيخ من أكثر من ثلاثين سنة، منهم المشايخ عبد الوهاب الطريري، وعبد العزيز السدحان، وسعد الحميد.
هناك عوز في المعلومات عن الشيخ في مراحله الأولى في طلب العلم في منطقته، ولعل من بقايا العارفين به آنذاك الشيخ المعمر هميجان القحطاني، ومعالي الشيخ ناصر الشثري.
ثم في مرحلة دراسة الشيخ في الرياض، وقد توفي أبرز أصحابه الكبار، مثل المشايخ: الفريان، ومحمد بن قاسم، وابن مقرن، والأمير محمد آل سعود.
وأما أخبار رحلته الدعوية لبوادي شمال المملكة فقد كتب فيها الشيخ كتابا، وطبع مختصره.
ومرحلة تدريسه في ثمانينات القرن الماضي الأخبار شحيحة، وهكذا أول التسعينات، وأكثر طلبته فيهما من اليمن.
وبحمد الله ففي بعض محاضرات الشيخ آخر حياته تطرق لمعلومات مهمة عن بعض مراحل حياته، مثل محاضرته عن سماحة الشيخ ابن باز، ومحاضرته عن قصته في طلب العلم، ومحاضرته عن الشيخ الفريان، -وللمناسبة فعندي التسجيل الوحيد الكامل لهذه المحاضرة التي ألقاها في مسجد العبيكان بشبرا- إضافة للقاءاته في قناة المجد وغيرها، وهي أكبر مصدر في ترجمته.
ولا بد من الاستفادة من إخوان الشيخ وأولاده للمعلومات الأسرية والاجتماعية، والمعلومات الخاصة، والدلالة على قدماء وخواص معارف الشيخ.
وكذلك الاستفادة من زملاء الفقيد في العمل في الإفتاء، وعند شيخنا سماحة الشيخ عبد الله بن عقيل أخبار قديمة عن الشيخ، بل هو من اختبره في اختبار القبول لدى مجيئه طالبا إلى الرياض.
والحاصل أن الكتابة عن الشيخ تحتاج لجهد كبير في الاستيفاء، وإلا فستخرج تراجمه ضعيفة يركز غالبها على آخر حياة الشيخ فقط، كما حصل مع عدد من المشايخ الكبار السابقين مع الأسف.
هذه خواطر كتبتها لعله يحصل بها فائدة ممن سيكتب عن الشيخ، وقد جمعت الكثير من المقالات والصوتيات التي تحدثت عن شيخنا بعد وفاته، وهي منشورة في الملتقى، ليستخلص منها الفوائد من أراد.
والله المستعان.
ـ[سليمان البدراني]ــــــــ[28 - 07 - 09, 06:32 ص]ـ
بارك الله فيك.
وحقيقة لابد لمن أراد أن يكتب سيرة وافية شاملة عن الشيخ رحمه الله أن يسأل ويستفيد من أخيه محمد حفظه الله والذي يزيد عمره عن السبعين فهو ملم إلمام كامل بتاريخ الشيخ ومراحل حياته المباركة.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[28 - 07 - 09, 03:24 م]ـ
من تلاميذه الشيخ الدكتور محمد العريفي - حفظه الله -
جاء في السيره الذاتيه من موقع الشيخ العريفي الرسمي:-
(درس الفقه والتوحيد والملل والنحل على الشيخ د. عبد الله بن جبرين من عام 1413 - 1421هـ)
http://arefe.com/apages.php?pids=79&ids=do
و قد قدم الشيخ العريفي في قناة بدايه برنامج خاص عن ابن جبرين رحمه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/247)
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[03 - 08 - 09, 08:53 ص]ـ
الشيخ إبراهيم الغيث
درس على الشيخ قرابة الثلاثين سنة .. !!
قرأ عليه صحيح البخاري
وجامع الترمذي
وأحكام القرآن لابن العربي
ـ[أبو أويس السلفى]ــــــــ[06 - 08 - 09, 09:09 ص]ـ
الشيخ إبراهيم الغيث
درس على الشيخ قرابة الثلاثين سنة .. !!
قرأ عليه صحيح البخاري
وجامع الترمذي
وأحكام القرآن لابن العربي
لقد سمعت فعلا في احدى الحفلات الختامية لأحدى الدورات المقامة في مسجد الشيخ تقديما للشيخ إبراهيم الغيث وقال المقدم "أنه لم يترك درس الشيخ الأسبوعي على مدار ثلاثين سنة"
فسبحان من رزقه هذه الهمة العالية .. !!
ـ[أبو بكر بن عايد]ــــــــ[06 - 08 - 09, 11:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و منهم شيخي الشيخ / محمد زياد بن عمر التكلة، تلقى الفقه وكثيراً من متون العقيدة وغيرها شرحاً على سماحة الشيخ عبد الله بن جبرين، رحمه الله تعالى.
و لا أدري لماذا لم يعرّف بنفسه ها هنا؟؟؟!!!!
محبكم في الله:
أبو بكر بن عايد
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[06 - 08 - 09, 04:08 م]ـ
أخي المكرم: أبو بكر وفقه الله
السبب الرئيس في الذي استغربته مني قولُ من طرح الموضوع: [لذا أحببت أن أضع هذا الموضوع لنعرف من خلاله أسماء أشهر تلامذة الشيخ وأكثرهم ملاصقة له].
وأنا حقيقة لستُ من هؤلاء، وإذا قسّمت طبقات طلاب الشيخ فغاية ما يتحصل أني أحد تلاميذ الشيخ العاديين في الطبقة الأخيرة، وأجزم أن من الكتّاب في الملتقى جمع مثلي وأكثر ملازمة، فطلاب الشيخ بالآلاف، والمراد في الموضوع كبارهم.
وكما قرأتَ فهناك من لازم الشيخ ثلاثين سنة وعشرين سنة.
وأما العبد الفقير فأول حضوره عند الشيخ سنة 1421 وآخره سنة 1429، ومنها ثلاث سنوات التي لازمته فيها ملازمة جيدة، والبقية في الدورات المكثفة الصيفية (كلها في الرياض، إلا واحدة في مكة)، إضافة للمحاضرات وبعض اللقاءات.
وقيّدت الكتب التي حضرتها لشيخنا، وهي 15 كتابا شرحا كاملاً من أولها إلى آخرها، وبضعة كتب حضرت فيها مدة دون إكمالها، وعدة محاضرات، وأما الدروس (الطيارة) للكتب التي لم أداوم عليها فلم أسجلها.
رحم الله الشيخ رحمة واسعة، وجزاه عني وعن طلبته خير الجزاء.
-------------------------------
وحتى لا أخلي المقام من فائدة تتعلق بالشيخ الفقيد أقول:
كانت لشيخنا ابن جبرين إجازة كتبها له شيخنا عبد الله العقيل على نسخة من ثبته فتح الجليل أوائل صدوره، وكلّفني شيخنا العقيل بإيصال النسخة لشيخنا ابن جبرين، ولما أعطيتُه النسخة في بيته وأريته الإجازة سُرّ بها وتهلل وجهه، ودعا للشيخ العقيل.
وهذه فائدة نادرة غير مشتهرة عن شيخنا الفقيد، ولا أدري إن كانت له رواية سوى ذلك، ولكني رأيتُه كتب بخط يده مقدمة نفيسة لكتاب أخينا الشيخ عبد الوهاب الزيد الجامع في تراجم أهل الحديث، الذي ضمنه مشيخته، فقرأه شيخنا بالكامل، وكتب له كتابة نوّه فيها بأخذ الرواية عن أهل السنة، ولعل الأخ الشيخ عبد الوهاب ينشر الكتاب أو المقدمة على الأقل.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[06 - 08 - 09, 06:41 م]ـ
أول من بدأ بدرس منار السبيل، ودرس معارج القبول عام 1404 هـ في منزل الشيخ ـ رحمه الله ـ:
الدرس الأول: منار السبيل. كان الشيخ يُسمع لنا المتن ثم يقوم الشيخ محمد الشعلان القاضي في محافظة المزاحمية يقرأ الشرح من منار السبيل، ويقوم الشيخ عبد الله ـ رحمه الله ـ بالشرح والتعليق والإجابة على الأسئلة من الطلاب الحضور.
وكان الطلاب الذين يحفظون المتن على الشيخ فيما أذكر:
1 ـ سعد الحميد
2 ـ محمد الشعلان
3 ـ عبدالعزيز السدحان
4 ـ عبد العزيز الوهيبي ـ رحمه الله ـ.
5 ـ عبد السلام برجس العبد الكريم ـ رحمه الله ـ.
6 ـ وكاتب هذه الأسطر.
7 ـ سعد العجلان.
8 ـ عبد الله البدر.
وغيرهم ممن لا تسعفني الذاكرة بحفظ الأسماء لهم.
وكان الدرس الثاني:
معارج القبول بشرح سلم الوصول، للحكمي:
وكان يقرأ الدرس الشيخ سعد الحميد. والشيخ يغلق على ذلك ويجيب عن الأسئلة.
وكان الشيخ سعد الحميد أيضاً يقرأ كتاب الاعتصام للشاطبي،
ثم قرر الشيخ على الطلاب عقيدة الإمام الشيباني، فتم حفظها وشرحها من قبل الشيخ ـ رحمه الله ـ.
ولما كثر الطلاب وضاق بهم منزل الشيخ تحول الدرس إلى المسجد القريب من منزل الشيخ ـ رحمه الله ـ بعد مرور سنوات على إقامته في منزل الشيخ، حيث كثر الطلاب وكان حضور طلاب العلم من الرياض والقرى المجاورة.
وانشغل بعد ذلك بعض الطلاب بإكمال دراستهم العلمية الجامعية العليا ومنهم من انتقل من الرياض وتجدد الطلاب والشيخ ـ رحمه الله ـ مازال في عطائه وبين طلابه.
ـ[مازن الخضيري]ــــــــ[06 - 08 - 09, 06:50 م]ـ
من طلاب الشيخ الدكتور طارق الخويطر والشيخ المنيع الذي اخرج بعض مؤلفات الشيخ رحمه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/248)
ـ[مازن الخضيري]ــــــــ[06 - 08 - 09, 06:59 م]ـ
سمعت ان الشيخان عبدالعزيز السدحان وطارق الخويطر ينويان اخراج كتابان في سيرة الشيخ ابن جبرين رحمه الله
ـ[أبو بكر بن عايد]ــــــــ[06 - 08 - 09, 07:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا شيخنا التكلة
و بارك لك في علمك و عمرك
و نفعك بما علمك و علمك ما لم تكن تعلم
و جزاك الله خيرا على تي الفائدة
محبكم في الله:
أبو بكر بن عايد
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[06 - 08 - 09, 08:33 م]ـ
الشيخ عبد الله السعد
الشيخ محمد المنجد
الشيخ سعود الشريم
الشيخ عبد الرحمن السديس
الشيخ عبد المحسن القاسم
الشيخ صالح آل طالب
ـ[أبو عبدالله القضاعي]ــــــــ[13 - 08 - 09, 08:02 ص]ـ
كثر درس الأحد والجمعة يأتي فيه قريب الخمسمئة وأكثر
من يعدهم وقد تخرجت على شيخنا أجيال حتى تجد الشيخ وشيخه بل وشيخ شيخه قد تتلمذوا عليه
أعطيك مثال
السعد عبدالله له تلاميذ أكبر منه وهم لهم تلاميذ وقد رس تلاميذهم على الشيخ بعض الكتب وهلم جرا
وقد شرفني الله بالمكث عنده قرابة عشر سنين أسأل الله أجرها.
ـ[حسين الفلسطيني]ــــــــ[22 - 08 - 09, 12:54 ص]ـ
الشيخ عبد الله السلفي
الشيخ ذياب الغامدي
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[22 - 08 - 09, 02:52 ص]ـ
الشيخ د/ عبدالله بن عبدالعزيز العنقري وقد كان يلقي دروس في الدورات الصيفية التي يقيمها الشيخ ابن جبرين رحمه الله في مسجده في الرياض
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[30 - 08 - 09, 03:22 ص]ـ
ممن تتلمذ على الشيخ مدةً تزيدُ على عشر سنوات/
1 - الشيخ د. بدر بن ناصر البدر
2 - الشيخ د. عبدالمحسن بن عبدالعزيز العسكر
3 - الشيخ د. عبدالكريم بن حمود التويجري
4 - الشيخ محمد بن ناصر التركي
5 - الشيخ إبراهيم بن سليمان التركي
6 - الشيخ فيصل بن محمد العمر
وقد عدَّ الشيخ عبدالله تلاميذه في مجموع فتاويه (الكنز الثمين)، وإن سمح الوقت نقلت الأسماء كاملة.
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[04 - 09 - 09, 01:12 ص]ـ
بداية أشكر جميع الإخوة الذين أتحفونا بمشاركاتهم ....
ثانيا: أعتذر جدا جدا عن الكلام الذي أدى إلى استغراب شيخنا " محمد زياد التكلة "، وأبهجني ما أتحفتمونا عن شيخكم وشيخنا رحمه الله تعالى ... ولو انكم لم تتعلموا من الشيخ الجبرين سوى الأخلاق والآداب الحسنة لكفت، لكن حتما أنكم استفدتم أشياء كثيرة .....
ثالثا فضيلة الأخ ضيدان بن عبد الرحمن اليامي " حفظه الله " أولا جزاكم الله خيرا على مروركم هذا وأثني بأنكم جوهرة من الجواهر الكثيرة التي تركها لنا شيخنا رحمه الله بالإضافة إلى شينا التكلة ...
ومن هذا المنطلق لابد لنا ان نستفيد منكم ولو أن تضعوا لنا موضوعا تحت عنوان " هذا ما استفدته من ملازمتي للشيخ رحمه الله " ...
:)
ـ[جمال المدني]ــــــــ[20 - 09 - 09, 02:35 م]ـ
جزاكم الله خيرا ورحم الله الشيخ رحمة واسعة ...
وحفظ لنا طلابه ونفعنا بعلومهم في الدارين ...
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[24 - 09 - 09, 12:43 ص]ـ
الأخ:
جمال المدني
بارك الله فيكم على مروركم الطيب ...(162/249)
وفاة الشيخ ابن جبرين وقبض العلم خطبة مفرغة للشيخ أيمن سامي
ـ[طالبة علم مسلمة]ــــــــ[23 - 07 - 09, 10:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
وفاة الشيخ ابن جبرين وقبض العلم
خطبة جمعة مفرغة
23 من رجب 1430 هـ
الموافق
17/ 7 / 2009 م
لفضيلة الشيخ أيمن سامي
للاستماع للخطبة:
http://www.alfeqh.com/montda/index.php?showtopic=19137
الخطبة مفرغة:
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده , ونستعينه , ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا , ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} آل عمران [102]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} النساء [1]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِع اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} الأحزاب [70 - 71]
أما بعد،
فإن أصدق الحديث كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم و شر الأمور محدثاتها و إن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار ثم أما بعد
عباد الله:
قد أوشك عما قريب تطم الطامة وتصخ الصاخة و تحق الحاقة و تقع الواقعة وتزلزل الأرض زلزالها
حين تقرع القارعة ستخرج الأرض أثقالها يومئذ لا يغني والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا
فاستعدوا يا رحمكم الله ليوم رحلتنا وتزودوا فإن خير الزاد التقوى
عباد الله:حدث حل بأمة الإسلام حدثت في منتصف هذا الاسبوع فاجعة كبرى نزلت بأمة الإسلام بكى لها القاصي و الداني
في يوم الأثنين الماضي توفي عالم من أعلام الإسلام و حبر من علماء الإسلام إنه العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين عضو هيئة كبار العلماء سابقا بالمملكة العربية السعودية جبل من جبال العلم و هو من هو رفيق الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى
الشيخ بن جبرين شيخ جليل و عالم فاضل تلقى العلم على يد كبار العلماء ثم شاء الله أن يرتقي منبر التحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم و الفتيا و تعليم الناس فعرفه الناس معلما و بارعا و خطيبا مؤثرا وفقيها من الطراز الأول , عرفه الناس بين أيديهم و كثير من طلبة العلم هنا في مصر فضلا عن المملكة العربية السعودية و كثير من بلاد العالم يعرفون الشيخ فلقد كان رحمه الله تعالى و هو شيخ كبير في السن يذهب للناس في القرى و البقاع و الهواجر فيجلس إلى الناس ليعلمهم و كان الشباب لا يطيقون رحلات الشيخ العلمية و الشيخ يوما في شمال المملكة و يوما في جنوبها و يوما في شرقها و يوما في جدة على البحر الأحمر و يوما في الطائف و هكذا يمر على الناس يعلمهم دين الله عزوجل و يرحل إليهم
امتاز الشيخ بالعلم الوافر و الصدع بالحق يلقيالكلمة من أجل الله عزوجل نحسبه كذلك و الله حسيبه و لا يبالي من الناس بل يلقي ما يفرضه عليه دينه و إيمانه و علمه لا يخاف في الله لومة لائم و عرفه الناس أيضا أخا شفيقا ناصحا مخلصا يحتاجه الكبير و الصغير و الشيخ يجلس على كرسيه بعد الدرس فهذا يأتي إليه و يقول له: اشفع شفاعة حسنة فيكتب له الشيخ و يأتي طلبة العلم يقول: يا شيخ لقد جمعت صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فوقع لي يا شيخ إنها صحيحة
فينظر فيها الشيخ و يوقع عليها و هذا و ذاك يجتمعوا حوله العشرات و الشيخ جالس في مجلسه لا يمل من كثرة توافد الناس عليه
لذا حق أن تبكيه البواكي , حق لأمة الإسلام أن تحزن لهذا المصاب الجلل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/250)
الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله تعالى العالم الجليل الصادع بالحق الناطق بالعلم الشرعي كان رحمة الله عليه يجلس للناس يفيد و يعلم الناس و لا يمل من كثرة تزاحم الناس عليه فأحبه القاصي و الداني ثم إنه في آخر حياته قد ابتلاه الله بأحد الأمراض فصبر على هذا صبرا كبيرا حتى إنه رحل إلى الخارج للعلاج ثم عاد مرة أخرى و هو يلازم العناية المركزة و في يوم الأثنين الماضي 20 من رجب 1430 هـ فجعت الأمة الإسلامية بخبر وفاته إنه الشيخ الذي أحبته القلوب إنه رجل من رجال العلم إنه رجل يبلغ عن الله و يوقع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف لا تحزن القلوب لفقده
اسمعوا رحمكم الله إلى تلك القصة المؤثرة التي ذكرها أحد طلاب العلم قال:
لما مات الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى و قد كانت جنازته مهيبة في مكة المكرمة , حضر الآف من شتى أنحاء المملكة العربية السعودية بل أنا بعيني رأيت الشيخ يوسف القرضاوي قد حضر من دولة قطر إلى مكة ليحضر جنازة الشيخ و لا عجب .. فهو من هو , جبل من جبال العلم مفتي الأنام الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى فيقول من شهد مشهدا من جنازة الشيخ:
لما كانت جنازة الشيخ بن باز و حضر الآلآف خاف رجال الشرطة من كثرة الزحام أن تنهدم المقابر القريبة من الحرم في مكة و التي يدفن فيها موتى أهل مكة فخافوا أن تنهدم المقبرة فأحاطوا المقبرة بسياج من رجال الشرطة حتى يمنعوا الآلآف
قال المحدث:
أما أنا فجلست على صخرة من صخور الجبل أنظر إلى المنظر و الآف من الناس من كل حدب و صوب يتوافدون حول المقبرة و الوفود الرسمية حتى دفن الشيخ بن باز رحمه الله تعالى فقاموا الناس على قبره يدعون له بالرحمة و المغفرة ثم بدأ الناس ينصرفون رويدا رويدا حتى إن الحصار الأمني و السياج الأمني قد رفع و بدأ الناس يتوافدون على المقبرة يسلمون على الشيخ و يدعون له بالرحمة و المغفرة و هكذا ..
وعلى القبر رجل واقف لا يتحرك قل بلل القبر بدموعه رافعا يديه لله عزوجل بالدعاء .. انصرف الناس و ما انصرف .. أتدرون من هو؟؟
إنه الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله تعالى
ولما كان ما كان إيها الأحبة و الجزاء من جنس العمل فكما أن الشيخ قد وقف على جنازة شيخه عبد العزيز بن باز ووقف على قبره ودعى له حتى انطلق الناس و ما انطلق
فقد كانت جنازة الشيخ كذلك يوم الثلاثاء الماضي و قد تابعها الآلآف بل الملايين عبر الفضائيات في العالم تابعوا وقت الظهيرة في قلب المملكة العربية السعودية في منتصف الصيف تقريبا في شدة الحر في ساعة الظهيرة و الآف يتوافدون حتى سافر الناس من مكة شرفها الله على بعد 1000 كم من الرياض تقريبا سافروا لحضور الجنازة و في شدة الحر أغلقت شوارع الرياض و ازدحم الناس بالآف في جنازة الشيخ و الجزاء من جنس العمل
أمة الإسلام أتباع النبي صلى الله عليه وسلم إن فقد العلماء مصيبة و أي مصيبة إنها ثلمة لا تسد
يقول الله عزوجل:
({أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [الرعد41]
فالأرض ينتقص من أطرافها بموت العلماء.
و لذا ذكر الإمام العلم إمام التفسير ابن كثير في تفسيره (تفسير القرآن العظيم):
ذكر عن الصحابي الجليل حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس أنه قال: (خراب الأرض بموت علمائها وفقهائها و أهل الخير فيها)
وكذا قال الإمام مجاهد رحمه الله تعالى وهو من أئمة التفسير: (الأرض ينتقص من أطرافها بموت العلماء).
وقد ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان، يكون بينهما مقتلة عظيمة، دعوتهما واحدة. وحتى يبعث دجالون كذابون، قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله، وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، وهو القتل ... " إلى آخر الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/251)
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص:أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا "
فهذا من عدل الله و كيف لا وربي أعدل العادلين فالله جل و علا و لا يظلم ربك أحدا فحاشا لله أن الذي يحفظ العلم على يد العلماء ثم يسلبه الله هذا العلم و لكن يذهب العلم إذا ذهب العلماء و لم يبقى لهم خلف
الأرض تحيا إذا ما عاش عالمها ** متى يمت عالم منها يمت طرف
كالأرض تحيا إذا ما الغيث حل بها ** وإن أبى عاد في أكنافها التلف
الأرض تحيا بحياة العلماء فإذا مات العالم مات من الأرض طرف حتى إذا انتهى العلماء من على وجه الأرض اتخذوا الناس رؤوسا جهالا كالأرض إذا فقرت من الغيث و المطر ماذا يكون حالها تجدب الأرض و تصبح أرضا بورا بلا فائدة فكذلك حياة الأرض بحياة العلماء فيها
أيها الأحبة في الله:
(" إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رؤوسا جهالا .. )
اتخذ الناس رؤوسا جهالا و ما أكثرهم اليوم و تعرفون هذا تبث الفضائيات غثاء كل يوم رجل ما درس على العلماء يوما ما فكيف يخرج على الفضائية يتكلم في الدين
بالله عليكم يا أمة الإسلام لو رجل ما درس دراسة دنيوية و فتح لنفسه عيادة طبية أويرضى الناس ذلك أويسكت القانون؟؟
ألا يحاكم و تنشر صوره بأنه مجرم على صفحات الجرائد فمابال ديننا نرضى لد الدنس , ما بال ديننا يتكلم فيه الداعية فلان و الداعية فلان الذين لم يتعلموا على أيدي العلماء
(إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا)
فمن جرأتهم لأنهم جهلة بحيث بسرعة نجد الواحد منهم جرئ على الفتوى و لم يكن السلف كذلك الفتوى تعرض على الواحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعرضها على الآخر و الآخر يعرضها على الآخر اذهب لفلان , اذهب لأم المؤمنين عائشة فتقول اذهب لبن مسعود , اذهب لبن عمر .. فيظل يدور حتى يمر على السبعين فيعود إلى من سأله أول مرة من تدافعهم للفتوى بينهم
(أجرأكم على الفتيا أجرأكم على النار)
من أراد أن يفتي فليتخيل الجنة و النار بين يديه ففي أيهما يقتحم؟؟
فلذلك يجب ألا يكون في صدر من يسألنا سؤال فنقول لا نعلم ينبغي ألا يكون في صدره حرج و ألا يغضب علينا فالأمر دين جنة و نار , توقيع عن رب العالمين ,
كيف يتجرأ الإنسان أن يقول على الله و على الرسول صلى الله عليه وسلم بلا علم
ألم يأتكم نبأ الإمام مالك رحمه الله تعالى!!!
فقد كان يسافر المسافر إليه من بلاد بعيدة يطلب منه الفتوى كما ذكر بعض كتاب السير و اختلفوا في عدد الفتاوى فالبعض قال 40 سؤال و بعضهم قال نحو هذا
فأربعين سؤال جاء رجل مسافر من بلد بعيدة لرأس العلم الإمام مالك فيقول الإمام مالك في 36 لا أدري و يجيب في 4 مسائل فقط و هو الإمام مالك
أين هذا في دنيا الناس؟؟
بالله عليكم كم عالم على وجه الأرض الآن أم كم داعي من هؤلاء الدعاة الجدد يقول على الفضائية لا أدري يقول لا أعلم كم واحد منهم يقول لا أعلم؟؟
يأتي إلي بعض الناس يسألونني في مسائل ربما لو عرضت بل أقول عرضت مسائل أعرف أنا من مشايخي و من أساتذتي رئيس القضاء الشرعي أي برتبة وزير عدل , تعرض عليه الفتوى يقول رجل:
طلقت امرأتي قلت لها أنت طالق ثلاثا فما الحكم يا شيخ؟؟
شيخي الشيخ أحمد بن حمد المزروع حفظه الله تعالى و هو الآن رئيس محمكمة التمييز في مكة المكرمة يقول له السائل ما الحكم يا شيخ
فيقول الشيخ: سأشكل لجنة من القضاة من أجل أن نصل إلى الحكم
رئيس قضاء و عالم كبير يقول سأشكل لجنة لأعرف الحكم ثم يأتيني أنا هنا من يسألني و يقول:
طلق زوجته ثلاثا فذهب إلى إمام المسجد فقال اطعم عشرة مساكين!!
يا للجرأة على الله ما علاقة هذا بذاك
ما أجرأهم على الفتوى
يا قوم لا تسألوا أي أحد حتى لو كانت لحيته مترين
اسألوه أولا من أين أتى بالعلم , هل درس على أيدي العلماء أم لا؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/252)
الواحد لو أراد أن يؤجر شقة بالإيجار يسأل 10 و 20 و 30 أما في الدين سألت إمام المسجد الذي يصلي بنا في الجامع و الله أعلم هل الإمام درس علم شرعي أم هو إمام متطوع
(، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا
العلم يا شباب الأمة يا جيل الإسلام .. أيها الشباب انفروا لطلب العلم .. أمامنا في مستقبل أيامنا نحتاج إلى علماء حقا حتى يبينوا مسائل العلم الدقيقة للناس .. الأمة تأثم إذا لم يكن بها أطباء يكفوها كذلك تأثم الأمة إذا لم يكن فيها علماء يكفوها فالأمة محتاجة
سلوا أنفسكم بالله .. إذا أحتجتم إلى سؤال شرعي أي يوم أتعرفون عالم أو أثنين و ثلاثة يمكنكم الذهاب إليهم و سؤالهم؟؟ ..
أوهذا يحدث؟؟
لذا على الشباب أن ينفروا لطلب العلم و على الآباء و على من ولاهم الله المسئولية أن يختاروا النجباء من أبناءهم فيوجهونهم إلى العلم الشرعي
كنت أثناء اقامتي خارج مصر عندما آتي إلى مصر أدرس بعض العلوم الشرعية فأنظر إلى النجباء من الطلاب و أقربهم و أكتب لهم التزكيات الشرعية حتى يلتحقوا بالجامعات الإسلامية بعد الثانوية العامة و في الجمعة قبل الماضية جاءني أحد الطلاب قال:
يا شيخ أنا من تلاميذك الذي كتبت لهم تزكية قد ذهبت إلى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة بعد الثانوية العامة فاستقبلوني و رأوا مني حفظا لشئ من القرآن ورأوا عندي رغبة في العلم و مجموعي قرابة 70% في الثانوية العامة قال:
فأكرموني أي كرم و قبلوه في الجامعة الإسلامية و عنده سكن يسكن على حساب الجامعة و يأكل و يشرب و يعطوه 850 ريال سعودي صيفا و شتاءا و تذاكر طيران على الدرجة الأولى فقال:
يا شيخ و أنا عائد في الطائرة و في جيبي جواب سفري المصري و فيه اقامة في المملكة العربية السعودية أدخل في أي وقت قلت في نفسي:
أي نعيم في الدنيا أكثر مما أنا فيه؟؟
استغلوا يا شباب الإسلام .. أيها الآباء استغلوا الفرص المتاحة أمامنا فرصة للمتاجرة مع الله
محمد بن اسماعيل البخاري لم يكن أبوه عالما و لكنه ربى محمدا على العلم رباه من مال حلال رباه على العلم فرفع الله اسم محمد و اسم اسماعيل البخاري في العالمين على مر أكثر من ألف سنة و الناس يعرفون من هو البخاري حتى إن عندنا في مصر النصارى عندما تخطئ في أحدهم تجده يقول:
(يعني أخطأنا في البخاري)
من أدراهم ما البخاري؟؟ .. إنه هو من هو
ألا تريدون أيها الآباء أن تكون لكم صدقة جارية و النبي صلى الله عليه وسلم قد صح عنه كما في الصحيحين البخاري و مسلم أنه قال:
(من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)
الفقه في الدين أيها الشباب العلم بالدين أيها الآباء وجهوا أبناءكم.ز أيها الآباء كم بقى من الأعمار .. كم بقى من الدنيا .. الدنيا تمشي بسرعة فلماذا لا نترك صدقة جارية؟؟
لماذا عندما فاز المنتخب ذهب الآباء بأبنائهم ليعلموهم الكرة؟؟
و عندما مات العلماء ما وجدنا من يتدافع ليكون له ابن صدقة جارية
(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث:
صدقة جارية , أو علم ينتفع به , أو ولد صالح يدعو له)
فتخيل أيها الأب يوم تربي ابنك على العلم الشرعي فكلما تكلم الابن بحديث أو بآية كان في ميزان حسناتك تخيل و أنت في القبر يأتيك حسنات بلا حصر و بلا حدود .. لماذا؟؟
لأن ابنك تعلم العلم .. تخيل أيها الأب و تخيلي أيتها الأم إذا ربيتم ابنا واحدا حافظا لكتاب الله يوم القيامة ينادي على أب من الآباء و على أم من الأمهات فيوضع على رأسهما تاج كل من في الموقف يوم القيامة يغبطهم عليه كل واحد يقول: يا ليتني عندي مثل هذا التاج حتى هذا الأب و الأم يتعجبوا:
يا رب بما ألبسنا هذا التاج؟؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن
هل يوجد تجارة رابحة ورابحة أكثر من هذا؟؟ التجارة مع الله
ليكن موت العلماء دافعا قويا لنا لنصحح المسار أنا و أنت واجب علينا من الآن أن نغير أفكارنا و أن نخرج بنية صادقة
الشباب ينفروا لطلب العلم و الكبار أيضا أن يحركوا الجيل للعلم الشرعي .. حركوا لكتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/253)
لما مات زيد بن ثابت الصحابي - رضي الله عنه - وقف عبد الله بن عباس تلميذ زيد بن ثابت, و بن عباس هو الذي ضمه النبي إلى صدره و قال: (اللهم فقهه في الدين)
وقف موقف الحزين؛ ثمّ إنه حمل جنازة شيخه وأستاذه واجتهد في حمله إلى قبره.
حتى سقطت عمامته عن رأسه .. و العرب يعتزون بالعمامة و لا يدعونها تسقط من على الرأس
ووقف على القبر حزيناً متأثراً يقول لهم:
(ألا من سره أن ينظر كيف يقبض الله العلم فلينظر إلى هذا - ويشير إلى قبر زيد بن ثابت رضي الله عنه -)
يا أمة الإسلام ألم تعلموا كم فقدنا من العلماء في العشر سنوات الماضية , كم رحل عن امتنا علماء أكابر جهابزة أين الخلف لهم؟؟
من أراد الدنيا و الآخرة فعليه بالعلم الشرعي
العلم الشرعي نور في الدنيا و الآخرة (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)
أسأل الله بأسمائه الحسنى و صفاته العلى أن يفقهني و إياكم في الدين
أقول قولي هذا و أستغفر الله
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين كما ينبغي أن يحمد و أصلي و أسلم على النبي أحمد صلى الله عليه وعلى آله و على صحبه و من تعبد .. أما بعد:
أيها الأحبة في الله:
فاوصي نفسي و إياكم بتقوى الله في السر و العلن ثم أن نأخذ من أوقاتنا شيئا لطلب العلم حتى الآباء الكبار داخل البيوت الآن العلم يصل إليهم عن طريق اسطوانات الحاسب الآلي فيصل إليهم العلم و من قبل ذلك في العصر الماضي في أشرطة الكاسيت
نعم الوعظ مطلوب و ترقيق القلوب مطلوب لكن العلم هو رأس الأمر
بعض الناس تدخل مكتبته و تجده إنسان ملتزم و تجد عنده عشرات الأشرطة الصوتية .. ما هذا؟؟
فجأة الموت , صرعة الموت , يوم القيامة!!!
نعم الوعظ مطلوب و لكن أين العلم؟؟
ما رأينا عندك تفسير لكتاب الله .. عالم يفسر كتاب الله
ما رأينا عندك شرح للسنة
و النبي صلى الله عليه وسلم كان يعظ و القرآن فيه وعظ لكن العلم يا شباب الأمة هو رأس الأمر فاحرصوا على حضور دروس العلم
فيؤلم القلب يوم تجد محاضرة وعظية يحضرها الآلآف من الناس و الناس تملئ الشوارع و الطرقات .. ماهذا يا شباب؟؟ .. الداعي فلان الذي يظهر على الفضائيات ..
يعرفون بالفضائيات لا يعرفون بالعلم حتى أنا ذهبت إلى احدى القرى ما كتبوا عني خريج كلية الشريعة , ولا حامل الماجستير , و لا يحضر دكتوراة في الأزهر .. لم يكتبوا هذا عني بل كتبوا الشيخ أيمن سامي من قناة الخليجية!!
سبحان الله المشايخ يعرفوا بالقنوات , المشايخ يعرفوا بالعلم
و لذا يؤلم القلب محاضرة وعظية يحضرها عشرات الآلآف و غيرها ..
بينما أنا في طريقي لقلب القاهرة الكبرى في محافظة الجيزة بالمهندسين مررت بمسجد مصطفى محمود و هو مسجد علم كبير و حدث أن عميد كلية الشريعة عالم بحق و الله جلسة معه تساويأموال الدنيا أخذت من علمه قبل عشر سنوات و أنا في رحلة الماجستير في كلية الشريعة أخذت منه عجبا إنه الدكتور أحمد طه ريان عالم بحق عالم أصولي متخصص في أصول الفقه ..
كم واحد يحضر عنده في جامع مصطفى محمود؟؟
قرابة عشرين شخص!! بل أقل عددتهم على يدي كانوا 16 أو 17
ألا يتألم القلب؟؟ انفروا يا شباب للعلم .. انفروا يا أمة الإسلام للعلم
عندنا درس علمي في عين شمس يحضره العشرات و المئات و يسمعه الناس على الانترنت .. هل تصدقون أن الأول في هذا الدرس كان من فرنسا .. فينبغي أن نتحرك أيضا و أن ننفر للعلم
و من أراد الطريق:
فأمانة في عنقي و أنا على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
أمانة أن أوصله ..
أمانة أن آخذ بيده
و الله لو أيقظتموني من النوم من أجل أن أدلكم على العلم الشرعي
لاستيقظت
العلم يا شباب الأمة .. العلم حياة العالم بالعلم الشرعي
ختاما يا أحبة:
لما قبض العلماء المتمكنون في العلم الشرعي ظهرت بدع عجيبة ..
فنفسي تأبى علي أن أغادر المنبر الآن قبل أن أنبه على ما سيحصل بعد أيام في الاسبوع القادم يوم 27 رجب
وما أدراكم ما 27 رجب؟؟
يظن عوام الناس أن فيه الاسراء و المعراج و الإسراء و المعراج معجزة كريمة ثابتة صحيحة حصلت للنبي صلى الله عليه وسلم و هي كرامة من الله و لكن متى حصل الإسراء و المعراج؟؟
ابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه التفسير (البداية و النهاية) كتاب التاريخ يكتب أقوال في تاريخ وقوعه فمنها:
أنه كان في ربيع الأول و منها غير ذلك و منها أنها 27 رجب .. فيقول الإمام بن كثير و هذا من أضعف الأقوال
أمة الإسلام لا تأخذ إلا بأضعف الأقوال؟؟
وحتى لو صح فلماذا الصيام لهذا اليوم؟؟
هل صامه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟
يأتي واحد فيقول لي: أريد صيام 27 من رجب و النصف من شعبان .. لماذا؟؟
هذه أيام مباركة .. من باركها .. ما الدليل؟؟
هات لي آية أو حديث و على رأسي .. قال ك أريد أن أصومهم
سألته: هل صامه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟
و هذا الفارق بين أهل السنة و غيرهم .. أهل السنة لا يتحركوا إلا بآية أو حديث
من أراد أن يحتفل بليلة 27 من رجب فليأتي لي بحديث واحد و لو ضعيف مع أن الحديث الضعيف لا يحتج به لكن يأتيني بحديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم احتفل به و لو مرة
من أراد أن يصوم 27 من رجب لذاته فليأتي بحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صامه
ما صامه رسول الله صلى الله عليه وسلم و لكن رجب كله شهر من الأشهر الحرم و النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صم من الحرم و اترك)
تريد أن تصوم يومين من رجب , أربعة بدون تحديد صم .. فرجب شهر من الأشهر الحرم لكن 27 بعينه بذاته أنا أقول على العين و الرأس ائتني بدليل على ذلك
لكن لما مات العلماء اتخذوا الناس رؤوسا جهالا و أضلوا
نسأل الله السلامة و العافية
المصدر:منتديات بيت الفقه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/254)
ـ[طالبة علم مسلمة]ــــــــ[23 - 07 - 09, 10:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة،،
:
:
أحبتي في الله
وعلى هذا الرابط البنر الخاص بهذه الخطبة لمن أراد نشره
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1084701#post1084701[/URL]
[URL="http://www.alfeqh.com/montda/index.php?showtopic=19160"]http://www.alfeqh.com/images/wafat_bingebreh.gif (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1084701#post1084701)
انشر تؤجر
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[24 - 07 - 09, 09:30 ص]ـ
بارك الله فيكم
رحمه الله وغفر له(162/255)
الاحتفال بمئوية الشيخ شاكر .. فرض عين على عارفى فضله
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[23 - 07 - 09, 03:25 م]ـ
محمود شاكر .. راسم طريق النهضة (في ذكرى مئويته)
تصادف هذه الأيام ذكرى مئوية العلامة الشيخ محمود شاكر؛ الذي يعتبر بحق أحد أعلام جيل الرواد الذين كرسوا جل حياتهم لتجديد الفكر والتراث الإسلامي ورسم طريق للنهضة.
والعلامة المرحوم هو: محمود بن محمد شاكر بن أحمد بن عبدالقادر، من أسرة أبي العلياء، من أشراف جرجا بصعيد مصر، ويصل نسبه إلى الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما .. ولد في الإسكندرية ليلة عاشوراء من عام 1327هـ الموافق أول فبراير من عام 1909م، وتوفي في الساعة الخامسة من عصر الخميس الموافق 3 من ربيع الآخر 1418هـ= 6 من أغسطس 1997م.
وخلال رحلة حياته الطويلة كان بمثابة ظاهرة فريدة في الأدب والثقافة العربية الحديثة؛ فهو كاتب له طريقته الخاصة، وشاعر مبدع حقق في الإبداع الشعري، وهو محقق بارع لكتب التراث، قادر على فك رموزها، وقراءة طلاسمها، ومفكر متوهج العقل، ومثقف واسع الاطلاع.
ورغم مرور عقود من الزمن على صدور كتابه "في الطريق إلى ثقافتنا"، إلا أنه يعد من أهم الكتابات التي طالبت بالتجديد الثقافي؛ حيث وضع فيه ما يمكن تسميته بخارطة طريق للعبور نحو النهضة، كما منحت مجمل كتاباته رؤية جديدة للتراث وكيفية تفعيله لتغيير الواقع، وتحقيق النهضة من خلال الحوار الإيجابي بين التراث والواقع.
وكان جل اهتمام شاكر هو التحذير من هيمنة الفكر التغريبي ومناهج المستشرقين الهدامة على المؤسسات التعليمية والثقافية، داعيا إلى التحرر من تلك المناهج التي أدت إلى تخريب البنية الثقافية لأجيال كاملة؛ وهو ما قاد إلى هيمنة الغرب على الثقافة العربية والإسلامية، وبالتالي تراجع مشروع نهضتنا.
ويعتبر المرحوم شاكر واضع منهج التذوق، ومتبني منهج التغيير لتحقيق النهضة والتجديد الحضاري والذي يرتكز على الرجوع إلى النبع الصافي للإسلام وهو القرآن والسنة النبوية.
رحم الله الفقيد في مئويته.
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1248078591182&pagename=Zone-Arabic-ArtCulture%2FACALayout
الاحتفال بمئوية الشيخ شاكر .. فرض عين على عارفى فضله
قرأت أن رجلين كانا يتحدثان أسفل منزل موسيقار إيطاليا الكبير «فيردى» ولاحظ أحدهما أن صاحبه يتحدث بصوت عالٍ فقال له منبها: «اخفض صوتك، ففردى مريض»!
وقرأت أن السلطات الإيطالية قد كست عجلات العربات التى تجرها الخيول جلدا سميكا لكى لا تحدث صوتا يزعج «فيردى» فى مرضه!.
هذا عن معاملة «الغرب» لأفذاذه، فماذا عن شرقنا السعيد؟
هاتفت الدكتور عمادالدين أبوغازى المشرف العام على شعب ولجان المجلس الأعلى للثقافة وسألته: هل وصلت المجلس دعوة للاحتفال بذكرى مرور مائة عام على ميلاد العلامة الشيخ محمود محمد شاكر؟. أجاب غازى: إلى الساعة لم تصلنا أى دعوة.
من ناحيتنا نناشد الأستاذ على أبوشادى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة تحمل مسئولية إقامة احتفالية تليق بذكرى الراحل الكريم، المناشدة قائمة حتى ولو كان قد فاتنا يوم وشهر ميلاد الشيخ شاكر، فيكفى أننا مازلنا فى نفس العام.
هذا الشبل من تلك الأسود
هو محمود بن محمد شاكر بن أحمد بن عبدالقادر، من أسرة أبى العلياء، من أشراف جرجا بصعيد مصر، ويصل نسبه إلى الإمام الحسين بن على رضى الله عنهما. ولد فى الإسكندرية ليلة عاشوراء من عام 1327هـ الموافق أول فبراير من عام 1909م.
نسبه الجليل سيلقى عليه بمسئولية تحملها راضيا ودفع ثمنها كاملا غير منقوص، نحن أمام رجل وقف والده الشيخ «محمد شاكر» وكان وكيلا للأزهر الشريف فى صحن مسجد «المبدولى» وبحضور السلطان حسين كامل وأكابر الدولة المصرية، وأعلن فى الجمع المحتشد أن «جمعتهم باطلة، وأمرهم أن يعيدوا صلاة الظهر لأن خطيب جمعتهم قد تعرض للرسول بسوء». فما كان من السلطان إلا الطاعة والتسليم.
جد شاكر الأول هو الحسين بن على الذى كان مطالبا بكلمة واحدة ينجو بها من الذبح «بايعت يزيد» ولكنه لم ينطق بها وصاح صيحته الباقية على مر العصور: «هيهات منا الذلة». جد شاكر الثانى هو فارس الإسلام وفيلسوفه على بن أبى طالب كان بنومه فى فراش الرسول ليلة الهجرة أول استشهادى فى تاريخ الإسلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/256)
أما جد شاكر الأعظم والأكبر فهو أبوالقاسم محمد رسول الله الذى كان إذا حمى وطيس الحرب احتمى به أصحابه. هذه سلسلة من النسب النورانى، كان شعار أفرادها فى حياتهم قول جدهم الأعظم صلى الله عليه وسلم: «ألا لا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو شهده، فإنه لا يُقرب من أجل، ولا يباعد من رزق، أن يقول بحق،أو يُذكر بعظيم».
وأبدا لم تمنع رهبة الناس أن يقول أبوفهر الحق كله ولو كان مرا ولو ألقى به فى السجن.
تعليمه وعلمه
تلقى أبوفهر أول مراحل تعليمه بمدرسة الوالدة أم عباس فى القاهرة عام 1916 ومنها انتقل إلى مدرسة بدرب الجماميز، حصل على شهادة الثانوية العامة (البكالوريا) القسم العلمى عام 1925، التحق بكلية الآداب قسم اللغة العربية عام 1926.
مكث بالكلية عامين ثم فارقها إلى غير رجعة، حين شب خلاف شديد بينه وبين أستاذه طه حسين. بداية من العام 1922 تتلمذ على يد الشيخ سيد بن على المرصفى وقرأ عليه «الكامل» للمبرد و «حماسة أبى تمام» و «الأمالى للقالى». وغيرها من عيون الأدب العربى.
راسل الأديب الكبير مصطفى صادق الرافعى وهو فى الثانية عشرة من عمره، ثم أصبح تلميذا وصديقا وفيا للرافعى مدى حياته.
بدأ الشيخ شاكر التأليف وهو فى السادسة والعشرين من عمره وأحدث كتابه الأول «المتنبى» انقلابا فى مجال الدراسات الأدبية، فشاكر هو أول من قال إن المتنبى ينتمى للأسرة العلوية، أى أنه من أحفاد الإمام على، ونفى أن يكون والد المتنبى سقاء يطوف بقربة على ظهره شوارع الكوفة.
وفى هذا الكتاب العظيم قال شاكر: إن المتنبى كان يحب «خولة» أخت سيف الدولة الحمدانى، كما نفى ادعاء المتنبى للنبوة، وكل ما جاء به شاكر كان جديدا كل الجدة، وقد قرظ الكتاب العلامة الرافعى وغيره من أكابر علماء الأدب.
وبعد المتنبى كتب شاكر «بينى وبين طه» و «أباطيل وأسمار» و «نمط صعب ونمط مخيف» و «برنامج طبقات فحول الشعراء» و «قضية الشعر الجاهلى فى كتاب ابن سلام»، وقد جمع الدكتور عادل سليمان جمال مقالات الشيخ فى مجلد من جزءين بلغ عدد صفحاته أكثر من ألف صفحة.
وإضافة إلى التأليف برع الشيخ الإمام فى تحقيق كتب التراث، أو «الميراث»، كما كان يحب أن يطلق عليها، وما مات رحمه الله إلا وهو شيخ مشايخ المحققين، حتى أصبح فى التحقيق أمة بمفرده، وهو رضى الله عنه كان يكتب على الكتب التى يحققها كلمة دالة «قرأه وعلق عليه محمود محمد شاكر» وهو بهذه الجملة يعلن عن مدرسته فى علم التحقيق، تلك المدرسة التى تتجاوز ضبط الكتب المحققة إلى إقامة حوار معها والغوص فى أسرارها بحثا عن كنوزها.
وهذا أمر لا يطيقه إلا من كان كأبى فهر شيخ طريقة ومؤسس مدرسة، تلك المدرسة التى سيشيع ذكرها فى أرجاء العالمين العربى والإسلامى، فمن الصين إلى أسبانيا كان طلاب العلم يحجون إلى بيت شاكر، يغترفون العلم من بين يديه ويلتقطون ذهبا يتدفق من بين شفتيه، هل نذكر أسماء مثل «إحسان عباس» و «ناصر الدين الأسد» و «محمود الطناحى» و «يحيى حقى» و «محمود حسن إسماعيل» و «محمود الربيعى»؟ .. وعدد فوق الحصر من أفذاذ أمتنا كلهم يفتخر بأنه تتلمذ على يد شاكر.
ومن أشهر تحقيقاته نذكر، تفسير الطبرى، جمهرة أنساب قريش للزبير بن بكار، دلائل الإعجاز لعبدالقاهر الجرجانى، أسرار البلاغة للجرجانى، وغير ذلك من عيون الميراث العربى والإسلامى.
الشيخ الباشا
حفلت حياة الشيخ بمفارقات عديدة نذكر منها.
1ــ ولد الشيخ بالإسكندرية، وكان والده على علاقة طيبة بالخديو عباس حلمى الثانى الذى ذهب إلى بيت الشيخ محمد شاكر ليبارك الوليد الجديد قائلا: «هاتوا محمود باشا أبارك ميلاده» وبهذه الجملة حصل محمود محمد شاكر على رتبة الباشوية وهو فى لفائف طفولته!
2 ــ لم يتزوج إلا فى سن متأخرة، وأنجب ابنه فهر وهو فى السادسة والخمسين من عمره.
3 ــ كانت الرياضيات لا الأدب عشقه الأول، وقد قرأت أنه كان متأخرا فى دراسة النحو العربى، هذا قبل أن يصبح حارس العربية الأول بصرفها ونحوها وبلاغتها.
3 ــ عرف الإنجليزية معرفة مكنته من ترجمة مواد مجلة «المختار» وقد برع فى الترجمة إلى درجة جعلته يدخل إلى العربية ألفاظا لم ينطق بها أحد قبله، فهو لا غيره مخترع لفظة «النفاثة» فى الإشارة إلى الطائرة التى تنفث الوقود.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/257)
4 ــ كان شديد الاعتداد بنفسه، شديد الرقة مع من حوله، قال تلميذه الناقد الكبير الدكتور «محمود الربيعى» رأيت الشيخ شاكر يمسك بعود قصب ويناول خادمه آخر وهو يقول لخادمه: هيا إلى «التحطيب».
5 ــ كان كل جمعة يقيم مائدة لأصحابه، وكانت تلك الموائد تجمع بين أهل الأدب وكبار الساسة ومن حضر من أرباب الحرف كالنجار والمنجد والحلاق، وعلى مائدة من الموائد جلس محمود رشاد مهنا وحسين ذو الفقار ومحمد فؤاد جلال وزير الشئون الاجتماعية فى زمن الثورة وأحمد حسن الباقورى وزير الأوقاف بجانبهما الأسطى أنور الحلاق، فأعلن فؤاد جلال غضبه من جلوس الحلاق مع الأكابر، فما كان من الشيخ شاكر إلا أن قال له: «اسمع يا فؤاد أنت وزير فى مجلس الوزراء، ولكنك فى بيتى واحد من الناس، تسوى أنت والأسطى أنور وغيركما من عباد الله.
6 ــ قال لى حسن حداد ابن والد الشعراء فؤاد حداد: كان الشيخ محبا لشعر والدى وكان يجمعهما تفضيل صوت المطربة «صباح» على صوت فيروز.
7 ــ قال لى الناقد الدكتور عزازى على عزازى: ذهبت يوما للشيخ أطلب رأيه فى مسألة من مسائل الأدب، وكنت أتمزق بين رغبتى فى سماع رأى الشيخ وبين مشاهدة مباراة للأهلى كان يبثها التلفزيون، خشيت السقوط من عين الشيخ لو صارحته برغبتى فى مشاهدة المباراة، نظر لى ضاحكا وقال هيا إلى مشاهدة المباراة، لحظتها اكتشفت أن الشيخ «كروى» كبير.
8 ــ قال لى أستاذ الأدب بجامعة القاهرة الدكتور فهر محمود شاكر: وقف أبى على رأسى ولم يتركنى حتى أتقنت استخدام الكمبيوتر.
9 ــ لم يتعلم الشيخ شاكر فى الأزهر ولم يلبس يوما زى الأزهريين ومع ذلك غلب عليه لقب الشيخ.
ثورتان وسجنان
يحدثنا الشيخ عن ثورة 1919 فيقول: «كان مما قدر الله أن أفتح عينى على ثورة 1919، وعلى دار تموج بالثوار، فعقلت من الأمر ما عقلت، ورأيت رجالا وسمعت بأذنى حديثا، وعرفت من حقائق الصراع ما عرفت».
هذا الانتماء لثورة 1919 لم يقف حائلا بين الشيخ وبين أن يشن حملة ضارية على أحد كبار رجال الثورة، أعنى «عبدالعزيز فهمى باشا» الذى دعا يوما لكتابة العربية بالحرف اللاتينى مثلما فعل أتاتورك فى تركيا، فتصدى له الشيخ دفاعا عن الحرف العربى.
ثم جاءت ثورة يوليو التى لم يقف شاكر منها موقفا معاديا، نظرا لكراهيته الشديدة للاحتلال الإنجليزى ثم لمأخذه الكثيرة على الحياة الملكية، وهنا أذكر أن الدكتور «يحيى الرخاوى» وهو ممن عرفوا الشيخ عن قرب سجل ابتهاج شاكر بحريق القاهرة بوصفه الحريق الذى سيأتى بعده شىء خطير، وقد كان وقامت ثورة يوليو.
التى اعتقلت شاكر مرتين الأولى استمرت تسعة أشهر من 9 فبراير 1959 إلى أكتوبر من العام نفسه، وكان سبب الاعتقال وهو انتقاد شاكر الحاد لعبدالناصر ورجال الثورة، وهو انتقاد كان يتم فى حضور وزراء الثورة مثل الشيخ أحمد حسن الباقورى وزير الأوقاف، وبعد تدخل شخصيات عربية كبيرة أطلق سراح الشيخ.
المرة الثانية والأخيرة مكث شاكر فى السجن لمدة ثمانية وعشرين شهرا من 31 أغسطس 1965 إلى 30 ديسمبر 1967، وقد تم اعتقاله غلى خلفية مقالاته التى تصدى فيها للويس عوض الذى كان كتب كتابا تناول فيه شيخ المعرة «أبوالعلاء المعرى» بما لا يليق.
وقد جمع شاكر تلك المقالات فى كتابة الشهير «أباطيل وأسمار» وتعد المقالات بحق درسا عظيما فى النقد وفى التثبت من المرويات التاريخية.
رابط المقال:
http://www.shorouknews.com/*******Data.aspx?id=79016
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 03:45 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 03:51 م]ـ
الأخ الكريم:محمد مبروك
أأنت على يقين من صواب عنوان الموضوع , ودلالة بعض ألفاظه كـ "فرض"و"عارفي فضله".!!!
نحن أمةٌ لا تنقاد لموضات العصر الساقط الذي نعيش فيه , ولا نُستَجرُّ لمحاكاة سفلة المفكرين وغيرهم في التعبير عن الاعتزاز بالأسلاف والقدوات.
ومثل الشيخ شاكر رحمه الله لا يكون التعبير عن فضائله والتعريف بجمائله بهذه الاحتفاليات العصرية الجوفاء , بل بالترحم عليه والترضي عنه وبث علمه والاستشفاع إلى الله في الخلوات ومظان الإجابة بجهوده ليجعله في أعلى عليين.
ولو أقمنا مئوية لكل علَم من أعلام الأمة لما خلا لنا يومٌ أو ليلةٌ من احتفال.
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[23 - 07 - 09, 04:12 م]ـ
هذا هو عنوان مقالة لصحافي مصري
وهي أشبه برسالة إلى المجلس للثقافة في مصر بالأحرى والجهات الثقافية والإعلامية في مصر للاحتفال والاحتفاء بهذا العالم وتعريف الأجيال الجديدة بقدر هذا العالم الجليل، في وقت ظهر فيه الأقزام ومدعي الثقافة والفكر على الساحة الذين يتعمدون التشويه على كل أصيل.
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[23 - 07 - 09, 05:14 م]ـ
الأخ الكريم:محمد مبروك
أأنت على يقين من صواب عنوان الموضوع , ودلالة بعض ألفاظه كـ "فرض"و"عارفي فضله".!!!
نحن أمةٌ لا تنقاد لموضات العصر الساقط الذي نعيش فيه , ولا نُستَجرُّ لمحاكاة سفلة المفكرين وغيرهم في التعبير عن الاعتزاز بالأسلاف والقدوات.
ومثل الشيخ شاكر رحمه الله لا يكون التعبير عن فضائله والتعريف بجمائله بهذه الاحتفاليات العصرية الجوفاء , بل بالترحم عليه والترضي عنه وبث علمه والاستشفاع إلى الله في الخلوات ومظان الإجابة بجهوده ليجعله في أعلى عليين.
ولو أقمنا مئوية لكل علَم من أعلام الأمة لما خلا لنا يومٌ أو ليلةٌ من احتفال.
جزاكم الله خيرا أبا زيد
أخرجت ما في نفسي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/258)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[30 - 10 - 09, 10:43 ص]ـ
الأخ الكريم:محمد مبروك
أأنت على يقين من صواب عنوان الموضوع , ودلالة بعض ألفاظه كـ "فرض"و"عارفي فضله".!!!
نحن أمةٌ لا تنقاد لموضات العصر الساقط الذي نعيش فيه , ولا نُستَجرُّ لمحاكاة سفلة المفكرين وغيرهم في التعبير عن الاعتزاز بالأسلاف والقدوات.
ومثل الشيخ شاكر رحمه الله لا يكون التعبير عن فضائله والتعريف بجمائله بهذه الاحتفاليات العصرية الجوفاء , بل بالترحم عليه والترضي عنه وبث علمه والاستشفاع إلى الله في الخلوات ومظان الإجابة بجهوده ليجعله في أعلى عليين.
ولو أقمنا مئوية لكل علَم من أعلام الأمة لما خلا لنا يومٌ أو ليلةٌ من احتفال.
نعم .. جزا الله خيراً الأخ أبا زيد .. فما فتئنا نخلص العوام من مشكلة تشبههم بالكفار في الاحتفال بأعياد ميلادهم .. حتى جاءنا من يفرض علينا عينيا الاحتفال بعالم من العلماء الذين نبهونا إلى عدم مشروعية ذاك الاحتفال.
وكما قال الأخ الشنقيطي .. لو فعلنا ذالك فلن يخلو لنا لنا يوم من أيام حياتنا .. يعني سيصبح كل يوم فيه 5 أو 6 أعياد أو أكثر من ذلك.
ومنذ متى صار المسلمون السلفيون يحتفلون بأعياد الميلاد؟؟؟؟
هذه غريبة شوية
قال النبي صلى الله عليه وسلم محذراً: (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلو جحر ضب لدخلتموه)
فالله المستعان
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[30 - 10 - 09, 07:34 م]ـ
الحقيقة نحن أمة لم تعد تحسن شيئا إلا النقد و الكلام الفارغ مع البطالة و الغرق في (أواني الكبسة) مع اجترار أمجاد الماضي و العيش فيها أما العمل الحقيقي فلم نعد نتصوره أصلا فضلا عن أن نحسنه و نعمله فما ان تكتب موضوعا فتجد الاخوة (ماشاء الله) انقلبوا جميعا الى ابن تيمية و ابن القيم و الذهبي ينقدون و يفتشون و يتفلسفون و يتفذلكون فتجد الموضوع و قد خرج عن مساره الاصلي الى جزئيات ليس لها كبير قيمة لعدم فهمها من الاساس مما يعكس طبيعة العقول و الافهام و إنا لله
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[30 - 10 - 09, 07:48 م]ـ
الحقيقة نحن أمة لم تعد تحسن شيئا إلا النقد و الكلام الفارغ مع البطالة و الغرق في (أواني الكبسة) مع اجترار أمجاد الماضي و العيش فيها أما العمل الحقيقي فلم نعد نتصوره أصلا فضلا عن أن نحسنه و نعمله فما ان تكتب موضوعا فتجد الاخوة (ماشاء الله) انقلبوا جميعا الى ابن تيمية و ابن القيم و الذهبي ينقدون و يفتشون و يتفلسفون و يتفذلكون فتجد الموضوع و قد خرج عن مساره الاصلي الى جزئيات ليس لها كبير قيمة لعدم فهمها من الاساس مما يعكس طبيعة العقول و الافهام و إنا لله
جزاكم الله خيرا يا أخي الحبيب
كفيتني الرد
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[30 - 10 - 09, 07:53 م]ـ
هي نفثة مصدور و الله يا أخ محمد
فليهنأ الأعداء و الاستعمار بنا بالاً
ـ[ابو عبد الله الشريف]ــــــــ[30 - 10 - 09, 08:15 م]ـ
هذا هو عنوان مقالة لصحافي مصري
وهي أشبه برسالة إلى المجلس للثقافة في مصر بالأحرى والجهات الثقافية والإعلامية في مصر للاحتفال والاحتفاء بهذا العالم وتعريف الأجيال الجديدة بقدر هذا العالم الجليل، في وقت ظهر فيه الأقزام ومدعي الثقافة والفكر على الساحة الذين يتعمدون التشويه على كل أصيل.
هذا ليس بعذر أخي محمد ....
أنت في ملتقى أهل الحديث
يجب أن تكون الكلمات مدققة، والنقول محققة
ولو كان الاحتفال بذكرى عالمٍ سائغاً لكان الاحتفال بذكرى الأئمة الأربعة حقاً، وأولى من ذلك الاحتفال بذكرى الصحابة رضي الله عنهم، وأولى من ذلك الاحتفال بذكرى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى ...
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[30 - 10 - 09, 08:49 م]ـ
شكونا إليهم خراب العراق ......... فعابوا علينا شحوم البقر(162/259)
متى ولد الشيخ محمد بن علي بن آدم الأثيوبي؟
ـ[الباحث]ــــــــ[24 - 07 - 09, 05:13 م]ـ
الشيخ العلامة المحدث محمد بن علي بن آدم الأثيوبي صاحب (ذخيرة العقبى) و (البحر المحيط الثجاج).
متى ولد؟!
ـ[أحمد موسى]ــــــــ[24 - 07 - 09, 05:47 م]ـ
هناك بحث قرئته في ترجمته والفرق بينه وبين الشيخ الاثيوبي الثاني محمد الأمين الهرري صاحب تفسير الروض والريحان
ـ[أحمد موسى]ــــــــ[24 - 07 - 09, 05:56 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=127860
في الترجمه لم يذكر متى ولد
ـ[أحمد موسى]ــــــــ[24 - 07 - 09, 05:59 م]ـ
ولد سنة 1348 هـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108528
ـ[سلطان التميمي]ــــــــ[26 - 07 - 09, 06:27 ص]ـ
^^
هذا للهرري وليس للأثيوبي
فتنبه
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[20 - 08 - 09, 03:01 ص]ـ
ولد الشيخ _ حفظه الله _ ومتع به في سنة (1366هـ) كما في هذه الترجمة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78277(162/260)
خصم ابن جبرين وقاتل مروة وجهان لعملة واحدة.
ـ[العوضي]ــــــــ[27 - 07 - 09, 01:52 ص]ـ
خصم ابن جبرين وقاتل مروة وجهان لعملة واحدة.
يوسف بن أحمد القاسم
لقد أجمع أهل الفقه والرأي بأن ابن جبرين إمام من أئمة السنة, وفقيه من فقهاء الملة, وقد حكى هذا الإجماع غير واحد من أهل العلم ..
بل ذهب المحققون منهم إلى أنه كان مكتبة علمية متنقلة, تنير العقول, وتهدي الحائرين, كما كان ـ رحمه الله ـ آية في التواضع, ونبراساً في الزهد والورع! ومع هذا كله, فلم يكن تواضعه وزهده وورعه متكلفا, بل كان على السليقة, وهذا الذي تنقطع دونه الهمم والنفوس .. ! ولأن للشيخ هذه الصفات الاستثنائية, فقد أمّه الناس من كل ناحية, وأحاطوا به إحاطة السوار بالمعصم! بل أضحت فتاواه من العيار الثقيل, أعني في تأثيرها, وثقلها, وقبول الناس بها, وصدورهم عنها, وهذا شأن العالم الرباني الذي يأسر النفوس بعلمه, وصفاته الحميدة, فلم يكن من الذين يقولون ما لا يفعلون, بل كان ـ رحمه الله ـ من الذين يفعلون ثم يقولون, فكان فعله يسبق قوله, وهذه علامة الصدق مع الله ومع الناس ..
وقد كان له ـ رحمه الله ـ جَلَد عجيب في طلب العلم, وتحصيله, ثم في تعليمه, وبذله لطلابه, حتى إنه من أكثر مشايخ هذه البلاد دروسا في المساجد, حيث كان يُقْرأ عليه في الأسبوع الواحد أكثر من أربعين كتابا, وفي علوم متنوعة ... ! فأصبح بحق جامعة علمية متنقلة بالمجان.
ومن حرصه على العلم وتحصيله أنه كثيراً ما كان يتردد على أهل العلم, ويتودد إليهم, ويتواضع لهم, ومن هنا كانت علاقته بالشيخ عبد الرحمن بن قاسم, وكان للشيخ ابن جبرين عليه أيادٍ بيضاء, ومن تلك الأيادي:
1 - أنه قام ـ رحمه الله ـ هو والعم سعد بمقابلة بعض كتب الجد رحمة الله عليه, ومنها: حاشية كتاب التوحيد, والإحكام شرح أصول الأحكام الجزء الرابع منه, وذلك في عام (1396هـ). أما الجزء الأول والثاني والثالث من الإحكام فقد طبعت في أثناء حياة المؤلف رحمه الله ...
2 - كما قاما جميعا بمقابلة ومراجعة حاشية الروض المربع (التي أصبحت بعد ذلك من المقررات الرئيسة في كليات الشريعة) , مع مقابلة الروض المطبوع على الروض المخطوط, منذ عام 1397, وحتى عام 1400هـ, أي لمدة أربع سنوات. وكانا يقومان بالمقابلة والمراجعة في جامع الأمير ناصر بحي دخنة, وذلك من صلاة العصر إلى صلاة المغرب, وأحياناً يجتمعان يوم الخميس في بيت الشيخ ابن جبرين, حتى أنهيا الكتاب, وهيآه للطباعة, وبهذا كان للشيخ ابن قاسم سبق التأليف, وكان لهما سبق المراجعة والتصحيح.
3 - كما شارك الشيخ ابن جبرين في وضع فهارس مجموع الفتاوى مع العم محمد بن قاسم رحمة الله عليه, وكان ذلك في مكة المكرمة.
4 - بل قام الشيخ ابن جبرين بجهد مشكور في مقابلة نسخ مجموع الفتاوى وقت إعدادها للطباعة مع مجموعة من المشايخ منهم الشيخ غيهب الغيهب ـ حفظه الله ـ, والشيخ سالم الدخيل ـ رحمه الله ـ, والعم محمد بن قاسم, والوالد ـ رحمهما الله تعالى ـ جميعا ..
لقد تميز الشيخ ابن جبرين ـ رحمه الله ـ بمحبة الناس له, كباراً وصغارا, طلاباً ومستفتين, حتى كان الشيخ دوما محاطاً بشريحة واسعة من المحبين والمستفتين, وكانت فتاواه محل حفاوة وقبول للقاصي والداني, كما كان يتمتع بجرأة في كلمة الحق, لا يخشى في الله لومة لائم, ولهذا كان من أبرز الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر في عصرنا الحاضر, وكان الكثير من الغيورين يبحثون عنه ويسألونه حينما تنزل نازلة, أو يحصل منكر ما, فيسارع ـ رحمه الله ـ بكل ما يستطيع من واجب الإنكار, سواء بمخاطبة المسئولين, أو بإصدار الفتاوى التي تبين الموقف الشرعي من النازلة, وقد كانت له فتاوى واضحة ضد بعض أصحاب المعتقدات الفاسدة, فابتلي بسبب هذه الفتاوى حتى وهو على فراش المرض, من أمثال الدعوى (النازية) التي رفعت ضده وهو في مستشفى بـ (ألمانيا)؛ بهدف مقاضاته هناك, ومحاولة منعه من الرجوع إلى بلده؛ بحجة الدفاع عن الحريات وكرامة الإنسان كما زعموا, وهم يدوسون الحرية والإنسانية ذاتها بمخاصمة الشيخ على فتوى تقتضي حرية الكلمة أن تكون محل احترام وتقدير, ويستهدفون بهذه الدعوى القذرة الإنسان المريض وهو على فراش المرض, فأي حرية ينشدونها, وأي إنسان يتحدث عنه هؤلاء؟!! إذا كانوا يستهدفون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/261)
الإنسان, العالم, الكبير السن, وهو على فراش الموت .. !! هل هذه معالم الحرية والإنسانية التي يدعون الدفاع عنها, أم هي توظيف للقضاء وللعدالة لتكميم أفواه العلماء, وإهدار إنسانيتهم وهم يصارعون المرض .. ؟!!
لقد أبى هؤلاء إلا أن يرفعوا من مقام الشيخ وهو على فراش المرض, وأن يسلطوا أنظار العالم إلى فتاواه العابرة للقارات, وأن يتشرف البرلمان الألماني بتعطير أجواءه باسمه الكبير .. ! ثم جاءت حادثة قتل مروة الشربيني في المحكمة الألمانية لتكشف عن حقيقة بعض العناصر المتطرفة التي تعيش في ألمانيا .. ! ومنهم رافعو الدعوى القضائية ضد الشيخ, لتكشف بأن القاتل والمدعي وجهان لعملة واحدة .. ! وأن الشيخ قد استُهدف في حريته كعالم, كما استُهدفت مروة في كرامتها كمحجبة, وهذه المحاولة اليائسة للنيل من الشيخ وتشويه سمعته, تذكرنا بما نال نبي الرحمة ـ صلى الله عليه وسلم ـ من حملات التشويه والكراهية والرسوم المسيئة, والتي ما زادته إلا رفعةً في الدرجة, ورغبةً من العالم الغربي للتعرف على شخصيته, وسيرته, والاهتداء بهديه, والدخول في دين الله أفواجا .. !
وبموت الشيخ ابن جبرين ـ رحمه الله ـ طويت صفحة بيضاء من صفحات التاريخ, وسيظل أثرها باقياً ـ بإذن الله ـ بما خلفه الشيخ من طلاب بررة, ومن كتب وفتاوى علمية ستظل محفوظة ومحفورة في الأذهان, ويتأكد الواجب على أقارب الشيخ وطلابه ومحبيه, أفراداً ومؤسسات, بأن يهيئوا البنية التحتية, والأرضية المناسبة, لإبراز جهوده وعلمه للعامة وللمتخصصين, مستفيدين من وسائل التقنية الحديثة قدر الإمكان, وهم بإذن الله تعالى على مستوى المسئولية ..
اللهم تغمد الشيخ بواسع رحمتك, وارفع درجته في المهديين, واجعله في عليين, مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين, آمين يا رب العالمين.
رابط الموضوع ( http://www.islamfeqh.com/News/NewsItem.aspx?NewsItemID=1780)
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[27 - 07 - 09, 02:05 ص]ـ
اللهم ارحم الشيخ ابن جبرين وارفع درجته في عليين
ـ[أبو عيسى الأندلسي]ــــــــ[27 - 07 - 09, 03:00 ص]ـ
اللهم ارحم الشيخ ابن جبرين وارفع درجته في عليين
آمين ..
بارك الله فيكم
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[27 - 07 - 09, 03:34 ص]ـ
بارك الله فيك.
اللهم ارحم الشيخ ابن جبرين وارفع درجته في عليين(162/262)
ما أخبار الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق؟
ـ[أبو عبد العزيز الجالولي]ــــــــ[27 - 07 - 09, 08:50 ص]ـ
سمعت أن الشيخ قد دخل المستشفى لمرض ألم به!!!!
نرجو من الإخوة الأفاضل أن يزودونا بمعلومات عنه حفظه الله تعالى.
بارك الله في الجميع.
ـ[سليمان البدراني]ــــــــ[28 - 07 - 09, 06:23 ص]ـ
الشيخ العالم عبدالرحمن بن عبدالخالق حفظه الله ومتع به- خرج من المستشفى وهو بصحة وعافية.وقد بلغني أنه خرج له مجموع مؤلفاته في سبعة مجلدات.
ـ[أبو مالك العقرباوي]ــــــــ[28 - 07 - 09, 11:59 ص]ـ
الشيخ حالته مستقرة وقد خطب الجمعة بحمد الله هذا الأسبوع، وكذا الأسبوع الماضي
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[28 - 07 - 09, 02:02 م]ـ
طيب وبخير ولله الحمد وعاود نشاطه العلمي أسأل الله عز وجل أن يعافيه ويبارك فيه(162/263)
البحث عن ترجمة محمد حسين إبراهيم
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[28 - 07 - 09, 04:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المرجو من الإخوة الأفاضل ولا سيما أهل الحجاز أن يرشدوني إلى ترجمة أحد علماء الحجاز وهو الشيخ محمد حسين إبراهيم. فأنا الآن بصدد تحقيق مخطوط للعلامة المغربي محمد بن الحسنالحجوي الثعالبي الفاسي. وهو يجيب فيه عن بعض الملاحظات التي أوردها هذا العالِم حول كتابه الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي. وقد أنهيت تحقيق الكتاب وبقيت لي ترجمة هذا العالِم. فالمرجو منكم أن تمدوني بترجمته والكتب التي يمكن الرجوع إليها. وجزاكم الله خيرا.
وفيما يلي بريدي الالكتوني لمن أراد التواصل معي:
abdellatifachiq@hotmail.com(162/264)
جوانب الاقتداء والتمكين .... في الشيخ عبدالله بن جبرين
ـ[ابراهيم النوفل]ــــــــ[29 - 07 - 09, 02:18 ص]ـ
بقلم / عبدالرحيم التميمي
فقدت الأمة الإسلامية برحيل العلامة عبدالله بن جبرين عالماً من علمائها الكبار، ورمزاً من رموها العظام في العلم والتعليم والدعوة، الشيخ العلامة عبدالله بن جبرين "بقية السلف" في العلم والتعليم، وفي الدعوة والإصلاح، وفي التواضع وحسن الخلق، والمقالات والقصائد التي كُتبت وستكتب عن الشيخ عديدة وكثيرة، ولعلي في هذه العجالة اكتفي بالإشارة إلى جوانب الاقتداء في شخصية هذا العالم الجليل:
1 ـ التواضع: فالشيخ العلامة عبدالله الجبرين عُرف بالتواضع حتى مع طلابه، الذين ربما قبل رؤوسهم إذا قبل أحدهم رأسه، فالشيخ رمز في البساطة والتواضع، شخصيته وتعاملاته لم تتغير منذ أن كان عدد طلابه لا تجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، وإلى أن أصبحوا بالآلاف، ومحبيه بالملايين، فهذه الخصلة يحتاج الشباب وطلاب العلم أن يقتبسوها منه، سيما من وفقه الله لشهرة أو منصب.
2 ـ السياحة الدعوية: تميز الشيخ عبدالله بن جبرين مع كبر سنه، وقد دخل في العقد الثامن من عمره، بالنشاط الدوؤب في الدعوة والتعليم، فغالبية المدن وكذلك الكثير من القرى شهدت دروس الشيخ ومحاضراته ودروسه في همة جاوزت همة الشباب، وهذه إشارة لأهمية البذل والتعليم في أماكن أخرى، سيما القرى والمدن الصغيرة التي تعاني قلة عدد العلماء أو انعدامهم.
3 ـ مساندة ودعم الصحوة: تميز الشيخ منذ بزوغ شمس الصحوة في بداية التسعينات بدعم مسيرة الدعاة الشباب وتشجيعها ومباركتها، والوقوف بجانبها في كل ملمّة ومحنة، وفشل كافة خصوم الدعاة، على كافة توجهاتهم، من انتزاع أي كلمة يدين فيها طلابه وأحبابه من المشايخ والدعاة، وهذا لا يعني بالضرورة أن الشيخ عبدالله كان موافقاً لكل اجتهادات وتصرفات تلاميذه، ولكنه بالتأكيد كان يعلم أهداف ومقاصد خصومهم، وفي هذا درس بليغ لئلا يُستغل طالب العلم من قبل خصوم الدعوة في ضرب الدعوة بسبب خلاف في الاجتهاد.
4 ـ الرمزية الشعبية: فرض العلامة عبدالله بن جبرين مكانته الكبرى لدى الشباب والعلماء وطلاب العلم وعامة الناس ببذله ودعوته، فالشيخ عبدالله لم يتسنم أي منصب رسمي ولم تبرزه أي وسيلة إعلامية، ومع ذلك، فقد كان الناس يعتبرونه ثالث الرموز العلمية في بلاد الحرمين بعد الإمام عبدالعزيز بن باز، والعلامة محمد بن عثيمين، عليهم سحائب الرحمات.
5 ـ التصدي لغلاة التكفير والتبديع: فالشيخ مع ما هو معلوم في فتاويه وبياناته ومحاضراته من الدعوة للتوحيد ومنهج السلف والوقوف مع الأمة في قضاياها الكبرى، في فلسطين والعراق وأفغانستان، إلا أن للشيخ مواقفه المشهودة ضد غلاة التكفير والداعين لخلخلة أمن البلاد والعبث بمقدراته، بل كانت له مواقف معروفة في مناصحتهم ومجادلتهم للرجوع عن آرائهم، وكذلك كان شأنه في التحذير من تبديع التيارات الإسلامية الدعوية وكشف غلاة التبديع الذين ما فتئوا يزرعون بذور الفرقة والانقسام بين الدعاة والمصلحين.
رحم الله العلامة عبدالله بن جبرين وأسكنه فسيح جناته وجمعنا وإياه في دار كرامته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
المصدر / http://www.royaah.net/detail.php?id=305(162/265)
قصيدة الشيخ سعود الشريم في رثاء الشيخ عبدالله ابن جبرين
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 07 - 09, 04:49 م]ـ
رحم الله تعالى والدنا بن جبرين
اللهم بارك في دروسه ومؤلفاته آمين
## طالع المشاركة رقم (4) ##
## المشرف ##
[ B][FONT=Arial Black][SIZE=4] اللهم اجمعنا مع الشيخ بن جبرين في جنات الفردوس الاعلى آمين
ـ[عادل آل رشيد السعدي]ــــــــ[29 - 07 - 09, 08:44 م]ـ
قصيدة شجية
وفيها بعض الكسور
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 07 - 09, 10:16 م]ـ
حياكم الله و بارك فيكم
ـ[غير مسجل]ــــــــ[02 - 08 - 09, 04:27 ص]ـ
The following message was sent to you via the ملتقى أهل الحديث Contact Us form by بسمة نقاء.
--------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى الأخ الفاضل / المشرف العام حفظه الله
والإخوة الفضلاء القائمين على ملتقى أهل الحديث،،
أشكر لكم جميل جهودكم المبذولة في هذا الملتقى المبارك، أسأل الله - تعالى - أن يبارك في أعمالكم، وأن يجعل ما تقدمونه في موازين حسناتكم يوم تلقونه ..
أود أن أحيطكم علمًا بأن مرثية فضيلة الشيخ د. سعود الشريم في الشيخ العلامة د. عبد الله ابن جبرين - رحمه الله -، والتي نشرت هنا في الملتقى فيها بعض النقص، وقد طلب مني الشيخ تصويب ما نشر، وقد أخذتها من الشيخ مباشرة، ونشري لها إنما هو بإذن من الشيخ - حفظه الله - .. فأرجو منكم استبدالها في أقرب وقت ممكن.
جزاكم الله خير الجزاء، ونفع بكم وبجهودكم، وجعلها خالصة لوجهه الكريم.
رثاء الشيخ الدكتور: سعود بن إبراهيم الشريم في وفاة العلامة الشيخ
عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى
مَالِي ولِلْوَجْدِ أَرْثِيْهِ وَيَرْثِيْنِي = مِنْ فَرْطِ حُزْنِي عَلَى مَوْتِ ابْنِ جِبْرِيِنِ
لَقَدْ أَقَضَّ لَنَا بِالْبَيِنْ مَضْجَعَنَا = حَتَى أَقُوْلَ: كَفَى حُزْناً فَيَعْصِيِنِي
يَا بَاكِياً وَجَعاً لِلْشَّيخِ مُفْتَقِداً = إِنَّ الْذِّي أَبْكَاكَ الْيَومَ يُبْكِيْنِي
تَلُوحُ صُوْرَتُهُ فِي الأُفْقِ إِنْ خَطَرَتْ = أَطْيَافُ حَضْرَتِهِ يَوماً فَتُشْجِينِي
إِنِّي لَأَذُكُرُه أُخْرَى لِيَرْوِيَنِي = فَأَنَتْشِي فَرَحاً مِنْ ثُمَّ يُظْمِينِي
وَلَسْتُ أَقْطعُ هَذا الُحزْنَ عَنْ خَلَدِي = إِلاَّ بِآياتٍ مِنْ جُزْءِ يَاسِينِ
قَدْ مَاتَ عَالمُنَا وَالْقَلبُ فِي كَمَدٍ = وَأُوْدِعَ الْقَبرَ بِاَلأكْفَانِ وَالْطِّينِ
قَدْ مَاتَ عَالمُنَا فَالنَّقْصُ وَاأَسَفِي = مِنْ أَرْضِ خَالِقِنَا مَا زَالَ يُضْنِينِي
أَيَنَ الدُّروسُ وَأَيَنَ الْعِلْمُ فِي رَجُلٍ = قَدْ كَانَ يَنْشُرُها بَينَ المَلايينِ
أَيَنَ الْحَدِيِثُ وَأيَنَ الْيَومَ شَارِحُهُ = أيَنَ الأُصُولُ وَأيَنَ الْفِقْهُ فِي الدِّينِ
إِنِّي لأَذْكُرُهُ فِي الدَّرسِ مُنْطَلِقاً = يُحْذِي الْجُمُوعَ كَمَا شَمِّ الرِّيَاحِينِ
إِنَّ الفَقِيدَ لَهُ فِي الْعِلمِ سَابِقَةً = غَرَّاءَ شَامِلةً كُلَّ الْمَيادِينِ
إَنِّي لَمُفْتَخرٌ أَنْ نِلْتُ مِنْ عِلمٍ = بَعْضَ الْعُلومِ الْتِي أَحْمِى بِهَا دِينِي
قَدْ كَانَ يَنْصَحُنَا طَوْراً وَيُرشُدُنَا = بِالفِقْهِ يَرْأَسُنَا مِثْلَ السَّلاطِينِ
إِنَّ العَزَاءَ لَنَا أَنْ كَانَ مُجْتَهِداً = يُرْسِي شَرِيعَتَنَا جُلَّ اَلأحَايِينِ
مَا مَاتَ مَنْ خَدَمَ الْعِلمَ الْعَظِيمَ وَمَنْ = قَدْ سَطَّرَتْ يَدُهُ بَعْضَ الدَّوَاوِينِ
إِنِّي لأَغْبِطُهُ فِي كُلِّ سِيرَتِهِ = إِنِّي لأَحْسَبُهَا - حَقاً- سَتُحِيينِي
فَاللهُ يَقْبَلُهُ فِي عُلْوِ جَنَّتِهِ = بِالفَضْلِ يُكْرِمُهُ مِنْ حُوْرِهَا الْعِينِ
ثُمَّ الصَّلاةُ عَلَى مَنْ كَانَ قُدْوَتَنَا = وَالآلِ وَالزَّوجِ وَالصَّحبِ الْمَيَامِينِ
ـ[أبو البراء السيوطي]ــــــــ[02 - 08 - 09, 09:41 ص]ـ
The following message was sent to you via the ملتقى أهل الحديث Contact Us form by بسمة نقاء.
--------------------------------
إِنَّ العَزَاءَ لَنَا أَنْ كَانَ مُجْتَهِداً = يُرْسِي شَرِيعَتَنَا جُلَّ اَلأحَايِينِ
مَا مَاتَ مَنْ خَدَمَ الْعِلمَ الْعَظِيمَ وَمَنْ = قَدْ سَطَّرَتْ يَدُهُ بَعْضَ الدَّوَاوِينِ
إِنِّي لأَغْبِطُهُ فِي كُلِّ سِيرَتِهِ = إِنِّي لأَحْسَبُهَا - حَقاً- سَتُحِيينِي
فَاللهُ يَقْبَلُهُ فِي عُلْوِ جَنَّتِهِ = بِالفَضْلِ يُكْرِمُهُ مِنْ حُوْرِهَا الْعِينِ
ثُمَّ الصَّلاةُ عَلَى مَنْ كَانَ قُدْوَتَنَا = وَالآلِ وَالزَّوجِ وَالصَّحبِ الْمَيَامِينِ
اللهم عطِّر قبره بريح من الجنة وريحان
وبشِّره بربٍّ راضٍ غير غضبان
وأجرنا في مصيبتنا واخلُف لنا خيراً منها
اللهم ارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين
جزى الله خيراً أخنا (غير مسجل) على هذا الطرح المتميز
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/266)
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[06 - 08 - 09, 06:30 ص]ـ
حياكم الله و بارك فيكم
ـ[مصلح]ــــــــ[13 - 08 - 09, 05:47 م]ـ
قصيدة مؤثرة مبكية، على أن فيها كسوراً يُرجى جبرها ..
من ذلك على سبيل المثال قول الشيخ سلمه الله:
وَلَسْتُ أَقْطعُ هَذا الُحزْنَ عَنْ خَلَدِي = إِلاَّ بِآياتٍ مِنْ جُزْءِ يَاسِينِ
فلو قال:
إلا بموعظةٍ من جزء ياسينِ
لاستقام بناء البيت
وللفائدة فإن مقصود الشيخ - فيما يظهر لي - قوله تعالى: ((إنك ميت وإنهم ميتون))
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[13 - 08 - 09, 06:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا
فَاللهُ يَقْبَلُهُ فِي عُلْوِ جَنَّتِهِ = بِالفَضْلِ يُكْرِمُهُ مِنْ حُوْرِهَا الْعِينِ
آمين
بارك الله فيكم
ـ[أبو عبدالله القضاعي]ــــــــ[14 - 08 - 09, 11:27 ص]ـ
قرأت الأولى وهي مكسرة خارجة من قلب قائلها صدقا ومحبة
غفر الله لشيخنا
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[14 - 08 - 09, 02:31 م]ـ
حياكم الله و بارك فيكم
__________________
ـ[رشيد السلفي]ــــــــ[15 - 08 - 09, 06:14 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[صالح محمد العجمي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 07:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[09 - 09 - 09, 03:05 م]ـ
السلام عليكم
حياكم الله و بارك فيكم و سددكم الباري
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[10 - 09 - 09, 06:55 ص]ـ
قصيدة مؤثرة مبكية، على أن فيها كسوراً يُرجى جبرها ..
من ذلك على سبيل المثال قول الشيخ سلمه الله:
وَلَسْتُ أَقْطعُ هَذا الُحزْنَ عَنْ خَلَدِي = إِلاَّ بِآياتٍ مِنْ جُزْءِ يَاسِينِ
فلو قال:
إلا بموعظةٍ من جزء ياسينِ
لاستقام بناء البيت
- فيما يظهر لي أن البيت مستقيم تمام الاستقامة ..
- وكذلك القصيدة بأكملها ليس بها بيت على غير وزن!
- القصيدة على البحر البسيط:
إن البسيط لديه يبسط الأمل:: مستفعلن فعلن مستفعلن فعل
- ويجوز في زحافات البسيط , أن تأتي: فَعِلُنْ ..
بإسكان العين , فتكون: فَعْلُنْ ..
- كما يجوز في مستفعلن الأولى: متفعلن ..
ويجوز (متفعلن) في الثانية إلا أنه مستقبح عروضياً , وممجوج شعرياً! ..
- أما فعلن الأخيرة , فهي علة , ولا بد أن تلزم في جميع القصيدة , كما هو الحال مع العلل ..
ثم إن العلة في قصيدة الشيخ الإسكان , فجاءت جميع قافيته على: فعْلُنْ ..
- أما بالنسبة للبيت:
وَلسْتُ أَقْطعُ هَذا الُحزْنَ عَنْ خَلَدِي = إِلاَّ بِآياتٍ مِنْ جُزْءِ يَاسِينِ
فتقطيع شطره الأول:
ولس تأق / طَعُهَا / ذل حز نعن / خلدي
مُتَفْعِلُنْ / فعِلُنْ / مستفعلن / فعلن
والثاني:
إل لا بئا / يا تن / من جز ئيا / سي ني
مستفعلن / فعْلُنْ / مستفعلن / فعْلنْ
وبهذا يزول الإشكال , ولا داعي للتسرع في وصم القصيدة بالكسور قبل التأكد ..
وفق الله الجميع , ورحم العلامة ابن جبرين , وأسكنه فسيح جناته ..(162/267)
موقف ابن جماح من عبدالله بن سعدي
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[29 - 07 - 09, 07:59 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون على المصيبة في وفاة الشيخ الداعية الصالح الزاهد المعمر محمد بن علي آل جماح، وقد تعرفت على الشيخ من خلال الهاتف ولم أره وللأسف، وقد كان بيني وبين الشيخ اتصالات كثيرة وذلك للتعرف على سيرته ودعوته في بلجرشي، والأمر الآخر أخذ وتدوين ما يعرفه عن شيخنا داعية التوحيد في منطقة الجنوب عبدالله بن سعدي الغامدي العبدلي رحمه الله، فقد سألت الشيخ ابن جماح عن شيخنا كثيراً وذكرت له قائلاً:أنني أقوم بترجمة مطولة للشيخ وأريد تدوين جميع ما تعرفه عن الشيخ عبدالله بن سعدي، فرد علي الشيخ بكلام فيه تنقص لشيخنا ولدعوته بسبب شدة الشيخ في الدعوة على ما يزعم، ثم قلت للشيخ بعد إلحاح وتكرار ياشيخ لعل كتابتك عن الشيخ مما يعين في نشر ونصر دعاة التوحيد في منطقة الجنوب وإن كان في شيخنا بعض الملاحظات في الدعوة لعلها تنغمر في بحر حسناته لاسيما أنه من دعاة التوحيد، ومع المحاولات وكثرة التكرار أيام وشهور، قال الشيخ ابن جماح رحمه الله: ستعرف كلامي عن الشيخ في كتابي (رحلتي مع الإيمان ... ) وطلبت من الشيخ نسخة منه بعد خروجه، ولما طبع الكتاب أرسل الشيخ نسخة لي محلاة بإهدائه وقد كتب:
(إهداء: أقدم هذا الكتيب هدية مني لأخي في الله: الشيخ رياض بن عبدالمحسن بن سعيد، المجاهد لإبراز جهود العلماء الأعلام، ليحذو حذوهم أهل الدعوة إلى الله الكرام راجياً من الله تعالى أن يأحذ هذا الكتيب مكانته اللائقة به لدى الأخ المحب والله ولي التوفيق.
محمد بن علي جماح بن محمد آل جماح
1/ 12 / 1429 هـ)
ولما قرأت الكتاب أهمني وأفزعني وأحزنني ما كتبه حول شيخنا عبدالله بن سعدي ودعوته، وذلك من صفحة 45 إلى صفحة 53، ويعلم الله أنني ناصحت الشيخ مرات عدة ليتراجع أو يعتذر عن ما تكلم به حول الشيخ ودعوته، ولكن أصر الشيخ على موقفه غفر الله له. فقلت لابد من بيان حقيقة دعوة شيخنا عبدااله بن سعدي وطرق دعوته، والرد على ما ذكره الشيخ ابن جماح رحمه الله، وعلى ذلك كتبت رداً مفصلاً وأسميته (تقرير النجاح في دعوة عبدالله السعدي والرد على ابن جماح) وقد انتهيت منه في 20/ 12 / 1429 هـ وقد الحقته بترجمة شيخنا عبدالله بن سعدي المطولة والتي بلغت 500 صفحة يسر الله نشره.
ومن الحقائق التاريخية في منطقة الجنوب أن الذي أسس المدرسة السلفية في بلجرشي هو شيخنا عبدالله بن سعدي وليس الشيخ محمد ابن جماح وذلك من خلال الوثائق والمراسلات التي اطلعت عليها وكذلك كلام غالب الأعيان والدعاة في منطقة الجنوب.
ولم اكتب ذلك قدحاً في الشيخ ابن جماح فهو الداعية الصالح العابد ولكن أردت تنبيه القارئ لخطأ الشيخ في كتابه (رحلتي مع الإيمان ... ) وموقفه من الشيخ عبدالله بن سعدي ودعوته.
ـ[عادل آل رشيد السعدي]ــــــــ[29 - 07 - 09, 08:37 م]ـ
شيخنا الكريم
هل اتصلتم بأبناء الشيخ عبدالله أثناء ترجمتكم له؟ وخصوصا ابنه الشيخ الأعجوبة د. عيسى حفظه الله تعالى ومتع به؟
وذلك لكي يقيمون عملكم ويفيدونكم حوله!!!
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[29 - 07 - 09, 09:06 م]ـ
نعم أخي الفاضل اتصلت وزرت جميع أبناء شيخنا ودونت منهم كل ما يتعلق بشيخنا وأقولها بحق يا أهل غامد ومناطق الجنوب إن افتخر رجال المناطق النجدية بدعاة أئمة التوحيد من علماء آل الشيخ وآل عتيق وآل سليم وآل سحمان وآل معمر وابن باز وصالح الفوزان ......... فلتفخروا بشيخنا عبدالله بن سعدي الغامدي العبدلي وبدعوته فهو في درجتهم، فقد قام بالدعوة للتوحيد أكثر من سبعين سنة وكسر ما عظم من الأشجار والأصنام والأحجار وهدم القباب وحارب دعاة الشرك والبدع والمعاصي، وحارب السحرة وأحرق كتبهم، وقام بمناظرة دعاة الشرك والبدع فألجمهم. وألف الرسائل في نصرة التوحيد، وناصح الملوك والأمراء والعلماء والأعيان للقيام بتحقيق التوحيد.
جمعنا الله وشيخنا ومن أحب التوحيد مع المنعم عليهم.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[29 - 07 - 09, 11:33 م]ـ
ومن الحقائق التاريخية في منطقة الجنوب أن الذي أسس المدرسة السلفية في بلجرشي هو شيخنا عبدالله بن سعدي وليس الشيخ محمد ابن جماح وذلك من خلال الوثائق والمراسلات التي اطلعت عليها وكذلك كلام غالب الأعيان والدعاة في منطقة الجنوب.
ولم اكتب ذلك قدحاً في الشيخ ابن جماح فهو الداعية الصالح العابد ولكن أردت تنبيه القارئ لخطأ الشيخ في كتابه (رحلتي مع الإيمان ... ) وموقفه من الشيخ عبدالله بن سعدي ودعوته.
بارك الله فيك أخي الفاضل
الشيخ محمد بن جماح رحمه الله من أبناء بلجرشي مولدا ووفاة، والشيخ عبد الله بن سعدي ليس من أبناء بلجرشي بل من الباحة من قرية مسب، فلماذا ترك أهله وبلدته وأتى يؤسس مدرسة سلفية في بلجرشي!
ليتك تمدنا بهذه الوثائق عاجلا، حتى تتجلى الحقيقة حول تأسيس المدرسة، فقد قرأت لبعض المشايخ مثل هذا الكلام ثم عرضته على الشيخ ابن جماح رحمه الله قبل وفاته فردَّ عليه، وسمعت عن بعضهم بعد وفاته رحمه الله، لكن الوثائق هي التي ستثبت الحقيقة إن اشاء الله وتجليها لمن أراد معرفتها، والشَّيخ محمد رحمه الله هو الذي قام بالمدرسة واستمر فيها، حيث إن الشيخ عبد الله بن سعدي رحمه الله أخرج من المنطقة في وقت مبكر جدا.
وبحث المسألة وتجليتها إذا كان بعيدا عن حظوظ النَّفس والانتصار للمحبوب سيؤتي ثماره إن شاء الله.
وفقك الله وأعانك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/268)
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[30 - 07 - 09, 12:21 ص]ـ
الأخ الفاضل خالد بن عمر الفقيه الغامدي الوثائق عندي وقد حصلت عليها بعد جهد وتعب وهي تتعلق برسائل بعثها شيخنا عبدالله بن سعدي للشيخ محمد بن إبراهيم وللشيخ عبدالعزيز بن باز فيها إشارة شيخنا لتأسيسه للمدرسة السلفية ببلجرشي، ومما يشهد لذلك وهي من الشهادات المهمة المنصفة أن الشيخ الداعية حسين بن موجان رحمه الله أثناء زيارة الملك سعود لبلجرشي وللمدرسة السلفية عام 1374هـ وذلك بعد توليه الحكم رأى الملك سعود انتشار الخير والدعوة وفرح بذلك ثم قال ماسبب هذا فقال أعيان المنطقة بسبب تأسيس المدرسة السلفية ثم اختلفوا فيمن أسسها وذلك بحضرة الملك سعود فكلاً يقول فلان أو فلان وتناسوا الشيخ عبدالله بن سعدي بسبب الخلاف بينهم وبين الشيخ، فقال الشيخ حسين بن موجان للملك سعود: مع أن بيننا وبين الشيخ عبدالله بن سعدي بعض الخلافات العلمية في الدعوة إلا أن لذي أسس المدرسة السلفية هو الشيخ عبدالله بن سعدي وهو قد توجه لبعض مناطق الجنوب كأبها للدعوة حيث أذن له الملك عبدالعزيز رحمه الله. هذا كلام الشيخ ابن موجان.
والجدير بالذكر أن الشيخ محمد بن جماح في تلك الفترة يعد من الطبقة الثانية.
والجدير بالذكر أن مولد شيخنا ابن سعدي عام 1318هـ.
وعليك يا أخي خالد أن تنتظر الكتاب يسر الله نشره.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[30 - 07 - 09, 12:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
ولعل المسألة يا شيخ رياض ـ حفظك الله ـ مجرد اختلاف في وجهات النظر بين الشيخين ـ رحمهما الله ـ، وإلا فكلا الشيخين الجليلين من دعاة التوحيد، وأنصار السنة.
فأرى ـ والله أعلم ـ أن مثل هذا الخلاف يطوى ولا يروى.
وجزى الله الجميع خيرا ..
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[30 - 07 - 09, 12:35 ص]ـ
هل هو صاحب كتاب ((عقيدة الموحدين في الرد على الضلاّل والمبتدعين)) الذي قدّم له الإمام ابن باز رحمهم الله ..
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[30 - 07 - 09, 12:52 ص]ـ
أخي الشيخ رياضا حفظه الله وبارك في جهوده
أنا في شوق لخروج الكتاب وما فيه من درر، وقد استفدت من رسالة الشيخ عبد الله بن سعدي رحمه الله التي نشرتها في الملتقى عن منهجه في الدعوة، وأسأل الله أن يعينك على نشر سيرته وتراثه، فكثير من علماء المنطقة لم يعتن أبناؤهم وأحفادهم بتراجمهم وتراثهم.
أمَّا الملك السَّلفي سعود رحمه الله فقد كان يعرف المدرسة قبل قدومه للمنطقة
1 - فهو الذي صرف لهم عام السبعين أو الواحد والسبعين الإعانة السنوية والتي قدرها (5000 آلاف ريال) انظر ص 63
2 - وقد زاره الشيخ محمد بن جماح ومجموعة من الطلاب في بيشة ورافقوه في رحلته لمدة ثلاثة أيام عام 1373 هـ، وقد ذكر الشيخ ذلك في الكتاب ص 80 وما بعدها
3 - وقال في خطابه المنشور في (أم القرى العدد 1572 في 18 ذو القعدة 1374 الموافق 8 يوليه 1955)
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعود بن عبدالعزيز الفيصل آل سعود إلى أبناء شعبه العزيز
السلام عليكم ورحمة الله وبعد:
إن المدرسة السلفية التي أسست في بلجرشي من قبل ناصر بن مغرم ومحمد بن جماح؛ والتي منهاجها تعليم الدين الإسلامي، والعقيدة السلفية، وإفهام الناس الحق من الباطل، واجتناب ما حرم الله وتحليل ما أحل الله ـ إن هذه المدرسة قد أسسها هؤلاء الرجال على حساب أنفسهم، وعلى ما تبرع به أهل الخير، وبعد زيارتنا لهذه المنطقة، وتفقدنا لهذه المدرسة، رأينا ما سرنا من أساتذتها وطلابها، مما تحلو به من العقيدة الصالحة، والدعوة إلى الله، وإقبال الناس على هذه المبادئ الشريفة السليمة التي نرجو أن تزداد وتمتد إلى جميع أنحاء المملكة، التي لا قوام لها، ولا عز لها، إلاَّ بهذه الدعوة والعقيدة الصالحة، والعمل بكتاب الله وشريعة نبيه، صلى الله عليه وسلم، وتحليل ما أحل الله، وتحريم ما حرم الله. ولا يمكن حفظ كيان، أو دفاع عدو، إلاَّ بالتمسك بدين الله، وبأحكام كتابه، وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، فإن قمنا بهذا قولاً ونطقاً باللسان، وعملاً بالأركان، وعقيدة بالجنان، فقد أدينا الرسالة، وحصلت لنا المنعة، وكافحنا العدو بالسلاح القوي، ألا وهو السلاح الرباني الذي لا يعادله أي سلاح أو أي قوة، قال الله في كتابه الكريم: إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ ءَامَنُوا، فإذا دافعنا عن دينه دافع عنا، وإذا أهملناه وتكلمنا مجرد كلام وتمن، فهذا لا ينفعنا شيئاً كما في الحديث: إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، فنرجو أن نكون ممن قال، وأعتقد بقلبه، وصدقته أعماله، وبهذه المناسبة، فقد أمرنا أن تكون نفقات هذه المدرسة السلفية الصالحة، التي لمسنا منها حب الخير، والدعوة إلى الله، أن تكون نفقاتها، من أساتذة وطلاب، على نفقتنا الخاصة، أن نرعاها حق الرعاية، كما أمرنا بإشادة طابق ثان لبنايتها؛ لإيواء النائين عن البلاد من طلابها، كل هذا نرجو به التقرب إلى الله، وتعزيز الدين ومن قام بالدين، ونرجو أن نرى في أنحاء مملكتنا، في المدن والقرى، من يقوم بهذه الدعوة على غرار ما أمر الله به ورسوله، وتطبيق ما جاء في الكتاب والسنة، ونحن نساعدهم ونؤيدهم؛ لأن المكافح للجهل ولأهل الزيغ والفساد، وللذين لا يرعون للدين مكانة، هذا الجندي، وهو الرادع الأساسي لهؤلاء. ألا إن جند الله هم الغالبون" ...
وليتك تفيدني وفقك الله عن تورايخ الرَّسائل الخاصة بتأسيس المدرسة التي كانت بين الشيخ ابن سعدي رحمه الله وبين الشيخين محمد بن إبراهيم والشيخ عبد العزيز بن باز رحم الله الجميع
والشيخ عبد الله بن سعدي رحمه الله لا يشك أحد في فضله وسبقه إلى الدَّعوة، وأنَّه سبق مشايخ الدَّعوة في المنطقة إلى ذلك، لكني أتكلم عن تأسيس المدرسة فقط.
بارك الله فيك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/269)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[02 - 08 - 09, 07:49 م]ـ
وليتك تفيدني وفقك الله عن تورايخ الرَّسائل الخاصة بتأسيس المدرسة التي كانت بين الشيخ ابن سعدي رحمه الله وبين الشيخين محمد بن إبراهيم والشيخ عبد العزيز بن باز رحم الله الجميع
أنتظر الإفادة وفقك الله
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[06 - 08 - 09, 03:03 م]ـ
أرسلت رداً وهو (تقرير النجاح في دعوة عبدالله السعدي والرد على ابن جماح) وقد حذف لماذا!
ـ[أبو البراء الثاني]ــــــــ[06 - 08 - 09, 03:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعود بن عبدالعزيز الفيصل آل سعود إلى أبناء شعبه العزيز
السلام عليكم ورحمة الله وبعد:
إن المدرسة السلفية التي أسست في بلجرشي من قبل ناصر بن مغرم ومحمد بن جماح؛
قطعت جهيزة قول كل خطيب وبان الحق لكل لبيب
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[06 - 08 - 09, 03:57 م]ـ
رحم الله شيخينا رحمة واسعة
واتمنى من تلاميذهم نشر علمهم في الآفاق
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى(162/270)
اريد ترجمة الشيخ سليمان اللهيميد
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[30 - 07 - 09, 01:39 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
اريد ترجمة للشيخ سليمان بن محمد اللهيميد
و شكرا
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[30 - 07 - 09, 03:38 م]ـ
هذه ترجمته من موقعه رياض المتقين
سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته:
الشيخ / سليمان بن محمد اللهيميد
السعودية – رفحاء
إمام وخطيب الجمعة
خريج جماعة تحفيظ القرآن بالسعودية 1422هـ
مدرس العلوم الشرعية
مشائخه:
الشيخ محمد بن صالح عثيمين رحمه الله.
الشيخ المحدث عبد الله السعد.
الشيخ المحدث / عبد العزيز الطريفي.
الشيخ / صالح بن غانم السدلان [زاد المستقنع].
الشيخ / محمد الفراج [محكمة مكة المكرمة].
الشيخ / محمد بن عبد الكريم العامر [محكمة الرياض].
الشيخ / خالد العبيدان [المعهد العلمي ببريدة].
الشيخ / طرقي عقلا [المعهد العلمي بعرعر].
الشيخ صالح منديل التويجري [محكمة رفحاء].
وله موقع على الانترنت: موقع مجلة رياض المتقين
www.almotaqeen.net
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=info&scholar_id=1056
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[10 - 09 - 09, 07:18 ص]ـ
بارك الله فيك .. هذا رابط مفيد إن شاءالله ...
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=157317
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[10 - 09 - 09, 07:26 ص]ـ
وهذا رابط مفيد ...
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=25023
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[10 - 09 - 09, 07:54 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 04:47 ص]ـ
له شروح مكتوبة على بعض كتب السنن على مذكرات رأيتها في أحد مراكز التصوير في بريدة.
نفع الله به.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[27 - 12 - 09, 02:26 ص]ـ
أعجبني شرحه على عمدة الأحكام .. واسمه [إيقاظ الأفهام بشرح عمدة الاحكام] ..
ـ[أبو عبدالجبار]ــــــــ[15 - 10 - 10, 09:47 ص]ـ
كم عمره؟
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[21 - 10 - 10, 03:52 م]ـ
كم عمره؟
تقريباً فيما يظهر لي:
39 أو 40 .. بارك الله فيه ونفع به ..(162/271)
هل كان ابن جبرين حيا ليموت؟
ـ[صخر]ــــــــ[30 - 07 - 09, 02:13 ص]ـ
الحمدلله:
وبعد فقد طلب مني شيخنا الإدريسي نشر هذا المقال الذي رد به على أحد الكتاب الروافض العلمانيين الذين ينشرون سمومها عبر موقع عرب تايمز .. فماكان مني إلا الاستجابة والقبول .. دفاعا عن رموز هذه الأمة وعقولها ..
رد الشيخ محمد الإدريسي الحسني على الكاتب العلماني الرافضي أحمد مهدي الياسري في مقال له تحت عنوان: هل كان ابن جبرين حيا ليموت؟
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ فجر الخليقة والبشر ينكسر ويتضعضع أمام الموت، وما من جبار أو قوي أظهر العجز والمسكنة أمام الموت عندما يحل بناديه ويتألم مع من حوله الرحيل، أما المسلم فيستقبل الموت بأحكام وعقائد وأذكار فأذكار الخبر الأول لسماع موت قريب أو عزيز أو كبير ثابتة في مصادر المسلم كتابا وسنة، وعقيدة الصبر والإحتساب والإعتبار والإستعداد والدعاء للميت وذكر محاسنه وغير ذلك كلها عبادات يتيحها الموت للمسلم الملتزم بدينه، أما عندما يكون الميت أحد أعمدة العلم في مدح الشريعة فإن المصيبة تكبر بكبر المصاب ودوره في قيادة الأمة وريادتها وصيانتها وحياطتها في البدع والضلال وفي يوم الإثنين الماضي خطف المنون نجما مضيئاً في سماء العلم الشرعي كان له موقف مشرف في كل قضايا الأمة على اختلاف الرقع التي تسكنها لم يعترف بحدود ولا جغرافيا ولا لغة بل كل أمة الإسلام، وحيثما كان مسلم فهو يعنيه ويشعر بمسؤوليته تجاهه، ذلكم هو الطود الشامخ الذي هوى في أعين الناس لكن الحقيقة أن العلامة ابن جبرين وإن رحل عن عالمنا فإنه سيبقى معنا وسيبقى مع من يأتي بعدنا كما بقي البخاري ومسلم ومالك والشافعي والنعمان وأحمد والسفيانان والحمادان والأوزاعي وابن تيمية والنووي واب حجر وكل أئمة الهدى في هذه الأمة العظيمة رحل ابن جبرين بعد عطاء خصب وصبر وجلد في الحق، وإن أغضب الآخرين.
بكت الأمة لرحيله وتألمت وتوافد من قدر على حضور جنازته في أهل الداخل فكانوا ألوفا يعسر عدهم وترحمت عليه أرجاء الكرة الأرضية قبل غروب يوم رحيله، كان هذا هو بعض الوفاء لشيخ الأمة وعالمها، وبعض الآخر العمل بمنهجه ونصحه وتوجيهاته والعمل على تعضيد ونصرة مدرسته العلمية والفقيه لتنضم المدرسة الجبرينية للآلاف المدارس العلمية التي يزخر بها تاريخ هذه الأمة وشعاره
إذا سيد منا خلا قام سيد ** قؤول لما قال الكرام فعول
والأمة رغم الضربات والنكبات ما تزال بحمدالله تتفعال وتتألم لمصابها، لكن شرذمة من مطموسي البصيرة ومقلوبي المفاهيم ومعتلي العقائد خالفوا كل ما ذكر في فقدان هذا البدر المضئ في سماء الأمة فراحوا ينقثون سمومهم ويفرغون أحقادهم ولو بالشماتة في الموت وهذا يعبر عن حقيقة دينهم ومعتقدهم الذي أُشربوه في قرون، ومن هذه الشرذمة كاتب تافه يتشفى في موت الشيخ وكأن الشيخ هو الميت الأول وكان من يقدسهم ويعبدهم هذا الكاتب – وهم منه براء – لم يموتوا.
اطلعت على موقع (عرب تايمز) الذي يجمع (كوكتيل) الملل والنحل، فهالني عنوان المقالة فتصفحتها فإذا بها تطفح خسة ونذالة وتطاولا على خصائص الألوهية والروبية، وبما أنها كذلك فسأقتصرعلى جمل منها فقط وأغض الطرف عن باقي تهافت هذا الكتاب الساقط وأتجاوز إسقاطاته التي تترجم إفلاس نحلته وملته التي يدين بها ومن على شاكلته.
أما الجملة الأولى –وهي عنوان مقالته-: "هل كان ابن جبرين حيا ليموت؟ "
الجواب: نعم كان حيا ونافعا ومؤثرا وكان وكان .... وسيبقى كذلك بعد موته إلى ما شاء الله، وإلا لماذا هلّلتم لموته لو لم يكن حياً هل سمعت من يغتاظ من العدم؟ وهل سمعت من يتضرر من مجهولي الأموات؟ لماذا هللتم واحتفلتم وانتشيتم لسقوط فارس في ميدان المبارزة؟ أكل هذا السرور يعاكس حزن الأمة مجرد عبث؟ نعم كان حيا حياة رباني العلماء وموته كلم في حد سيف الأمة وثلم في قلاعها لا يلتئم حتى يملئ مكانه غيرخ ولن يجف ضرع الأمة حتى تبخل عن أفرادها بمن يُعوض بإذن الله، فأبشر بالخزي وبما يسوءك أبد الدهر.
الجملة الثانية: "ولكن حينما يكون في كرمه الله بالعقل ضررا لا نفع فيه فماذا نسميه؟؟ "
الجواب: نسميه الرفض والتشيع الصفوي الفارسي الكسروي المجوسي الحاقد على أمة ورسولها وقرآنها وحملته وأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وزوجاته الطاهرات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/272)
الجملة الثالثة: " ان قيل أن ابن جبرين أحيا في أتباعه الزبد والكثرة الغثاء وسنة التكفير والقتل والحقد والغلظة"
الجواب: أنتم فرسان هذا الميدان فلا يجاريكم ولا يساميكم أحد فإن لم تصدق فارجع إلى مصادرك التي هي عندك أصح من القرآن الكريم، مثل (نهج البلاغة) الموضوع على علي رضي الله عنه و (الكافي) للكليني و (الأنوار النعماية) و (بحار الأنوار) و (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) وغيرها من مزابلكم المحشوة ببغض محمد وصحبه وأمته.
الجملة الرابعة: - معرفة هذا الكاتب بالقرآن الكريم وصلته الوثيقة به حفظا وفهما ودراسة واستشهادا، الآية الأولى: " يوم تجفل كل مرضعة عما أرضعت " ولعله استشهد خطأ من مصحف فاطمة –رضي الله عنها وبرأها- أما مصحف المسلمين فلا توجد فيه من ألف الحمد إلى سين الناس كلمة "تجفل" البتة، والآية في مصحف المسلمين هي في أوائل سورة الحج الآية 2: ** يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}
أما القتل فأسأل الكاتب ماذا فعلت الدولة الصفوية والبويهية والعبيدية والخمينية وماهي المهمة التي جائت مع دبابات الإحتلال الأمريكي من أجلها، هذا الإحتلال الذي ظللتم تلعنونه حتى في الطواف ومنى وعرفة، فالحجاج يصرخون لبيك الله لبيك وحجاجكم يصرخون، " الموت لأمريكا الموت لإسرائل " " الله أكبر خميني رهبر" فلما تهيأ الإستعمار الأمريكي لاحتلال المنطقة كنتم معه، ورحم الله ابن تيمية الذي قال في ج3 ص 379 في منهاج السنة النبوية (ولو قامت لليهود دولة في العراض فسيكون الروافض أول خدامهم) فأنتم خدّام الإحتلال بشهادة رفسنجاني ومحمد أبطحي وعلي شمحاني والخامنئي، قال رفسنجاني: (لولا نحن ما استطاعت أمريكا دخول العراف وأفغانستان) وهذا موقف. وقال علي شمخاني وزير الدفاع قبل أيام الغزو: (لن نعتبر اختراق الطيران الأمريكي للأجواء الإيرانية عدواناً) تهانينا لكم بخدمة الشيطان الأكبر واستباحت أجوائكم لطيرانه
وقال أبطحي: (لولا إيران ما استطاع الجيش الأمريكي دخول مدينة عراقية واحدة)
ولا تنسى فتوى السيستاني التي حرمت التعرض بسوء للجيش المحتل، بل أوجب مساعدته ومد يد العون له، ثم ماذا جرى بعد الغزو ولقد شرعتم في القتل والسحل وحولتم حُسينيّاتكم إلى مجازر ومسالخ مثل مسلخ براثا الذي يديره الصغير وذبحتم وحرقتم وشويتم وخزقتم كل سني تمكنتم من الوصول والتسلط عليه حتى حرقتم من اسمه عمر وعائشة ولو كان دون ثلاث سنوات مما اضطر أهل السنة إلى تحويل أسمائهم من عُمر إلى عمّار، فهل يوج اسم عمر واحد الآن في العراق، بل لم يسلم من حقدكم حتى قبور أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، مثل قبر أنس بن مالك -رضي الله عنه- خادم رسول الله، وقبر سلمان الفارسي -رضي الله عنه-ومقابر أخرى، أما التكفير فاحيلك كتبك على مواقعكم الإلكترونية وعلى غرفكم في "البالتولك" مثل غرفة "الغدير" و"علي مع الحق" و"السقيفة" وغيرها، وستجد هنالك من يتعبد باللعن لأصحاب محمد رضوان الله عليهم ولزوجاته الطاهرات وخاصة عائشة وحفصة، واتهام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعجز أمام عمر في قصة الكتاب والعياذ بالله.
أما الآية الثانية فهذه صورتها من قلمه ** رب اجعلني أعمل صالحا ترضاه}، ولا توجد في مصحف المسلمين آية بهذه الصورة ولا بهذا المضمون، ولعلها من آيات مصحف الغائب "عج"! أما مصحف المسلمين فقد لفق هذا (الساندوتش) من آيتين، الأولى في سورة المؤمنون: ** حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99)} والثانية في سورة النمل: ** وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)}
أما تطاول الكاتب على خصائص الألوهية والربوبية فقوله: "وبعد ظهر الإثنين بدأت الحياة السرمدية حياة العذاب المقيم ا لخ .. " فهذا الكاتب يقرر الحكم على إمام من أئمة المسلمين بالعذاب المقيم دون تفويض في رب العالمين. أما الجملة الخامسة قوله: "نسأل الله أن يوفقنا لشكر نعمائه علينا أن جعل منا المقتدين برسل الهداية الحقة" هكذا هي كما كتبها، فالكاتب يعتقد أن رسل الهداية على نوعين، نوع هداية حقة وهداية زائفة وتمنينا لو حدد لنا الكاتب العبقري الماهر من هم الرسل الذين استحقوا عنده لقب رسل زيف ودعاية كاذبة؟؟ ولعله يتكرم بذلك في مقالة لاحقة، أما قتل الأطفال والنساء في العراقيين والفلسطيين ودعم وتحريض حسينياتكم وملاليها مثل جلال الصغير والفالي وياسر الحبيب وشحاته ومقتدي السطل والجعفري وصولاغ ومسالخه ومخازنه البشرية الأرضية فلا تحتاج إلى تدليل.
أما الجملة الأخيرة سأل ربه أن لا يحشره مع ابن جبرين واتباع ابن جبرين، نعم إن تستفحوا فقد جائكم الفتح ونحن بدورنا نسأل الله أن لا يحشرك مع ابن جبرين وأتباع ابن جبرين وشيوخ ابن جبرين ومن يقتدي بهم ابن جبرين من الصحابة والتابعين والأئمة المهديين رضوان الله عليهم آمين، أما بقية السفاسف فقد أعرضت عنها لتفاهتها وصدق الله: ** قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَر ُ} والحمدلله رب العالمين.
محمد الإدريسي الحسني
24 رجب 1430
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/273)
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[30 - 07 - 09, 02:56 ص]ـ
شكر الله صنيعك و صنيع الشيخ الإدريسي , و ذب عن عرضيكما كما ذببتما عن عرض فقيدنا.
والشيخ ابن جبرين رحمه الله صار في هذا الزمان كبعض الأعلام في زمانهم , قال الإمام أحمد بن صالح المصري: سمعت أبا زرعة الرازي يقول: (إذا رأيت الكوفي يطعن على سفيان الثوري وزائدة، فلا تشك أنه رافضي، وإذا رأيت الشامي يطعن على مكحول والأوزاعي، فلا تشك أنه ناصبي، وإذا رأيت البصري يطعن على أيوب السختياني وابن عون، فلا تشك أنه قدري , وإذا رأيت الخراساني يطعن على عبد الله بن المبارك، فلا تشك أنه مرجئي، واعلم أن هذه الطوائف كلها مجمعة على بغض أحمد بن حنبل، لأن ما منهم أحد إلا وفي قلبه سهم، لا برء له منه). الطوريات 13/ 39
وهاهو الشيخ الجليل يتناوله الرافضة , و اللحيدية , و العلمانية , حتى إنجلى الشك عن أفئدتنا , في مَن يُعرِّض به , أو يتناوله بغير ما كان فيه , أنه من أهل الفساد و البدعة بلا ريب ولا مرية.
ـ[صخر]ــــــــ[30 - 07 - 09, 04:55 م]ـ
بوركت أخي الكريم وجزاك الله خيرا ..
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[19 - 08 - 09, 03:31 ص]ـ
لعن الله الرفض دين الحقد و الخرافة
ـ[أحمد العامري]ــــــــ[25 - 08 - 09, 10:30 م]ـ
آآآآه من الرافضة!!!
ـ[بندر بن مزيد الخالدي]ــــــــ[30 - 09 - 09, 08:43 ص]ـ
اللهم عليك الرافضة
ـ[صخر]ــــــــ[06 - 11 - 09, 06:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[07 - 11 - 09, 07:08 ص]ـ
بارك الله فيك أخي صخر على النقل الطيب والشكر للشيخ الادريسي وأبلغه سلامي
ـ[أبو الوليد العمراني]ــــــــ[13 - 11 - 09, 04:09 ص]ـ
أما الرافضة فهل تنتظرون منهم خيراً؟
أنا لا أتعجب من كلامهم في العلامة ابن جبرين , لأنهم قد تكلموا في من هو خير منه , أبي بكر وعمر وغيرهم من الصحابة رضوان عليهم.
اللهم عليك بهم
ـ[أبو الوليد العمراني]ــــــــ[13 - 11 - 09, 04:10 ص]ـ
أما الرافضة فهل تنتظرون منهم خيراً؟
أنا لا أتعجب من كلامهم في العلامة ابن جبرين , لأنهم قد تكلموا في من هو خير منه , أبي بكر وعمر وغيرهم من الصحابة رضوان عليهم.
اللهم عليك بهم
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[13 - 11 - 09, 06:44 م]ـ
المشكلة نحن عندنا رافضه من اهل السنة يطعنون بالعلامة ابن جبرين ما جوابكم وجواب الشيخ الادريسي.
ـ[صخر]ــــــــ[17 - 11 - 09, 02:49 م]ـ
جوابي أن أولئك أناس من الموتورين الجهلة .. أشربت قلوبهم الحقد والحسد .. ووقعوا في العصبية والتقليد إلى الأذنين ... وهذا رأي أيضا شيخي الإدريسي ..
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[17 - 11 - 09, 03:27 م]ـ
عليهِم من الله ما يستحقّون ...
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[17 - 11 - 09, 05:40 م]ـ
اعجب لامرهم كم هو كرههم لاهل السنة، احيا واموات.
حدثني ممن قتل على ايدهم في "بغداد" كان هناك رافض يسبون ابي بكر وعمر -رضي الله عنهما- صباح كل يوم - بلا علة ولا سبب -.
يغضون أهل السنة.
القصص كثيرة عن حقدهم.
منها على عجالة:
حي الحرية في بغداد حرقوا بيوت وأهلها فيها ومن يخرج يحرق بالشارع أمام الناس.
أما في سامراء حدث بلا حرج لصنيعهم ..
ـ[أبو المنذر سراج الدين]ــــــــ[26 - 11 - 09, 02:11 م]ـ
جزاك الله خيرا ورحم الله الشيخ وغفر له واموات المسلمين
ـ[أبو المنذر سراج الدين]ــــــــ[26 - 11 - 09, 02:26 م]ـ
فقد رأى أحد الأخوة في منامه يوم وفاة الشيخ انه يغسل الشيخ والشيخ مبتسما وتخرج منه رائحة المسك فنحسبها من المبشرات وحسن الخاتمة
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[26 - 11 - 09, 10:38 م]ـ
اللهم انتقامك لزوجات رسولك صلى الله عليه وسلم ولأصحابه الذين نقلوا إلينا قرآنك
ـ[صخر]ــــــــ[03 - 12 - 09, 11:12 م]ـ
امين يارب(162/274)
ترجمة الشيخ زين الله محفوظ السلفي
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[30 - 07 - 09, 11:59 ص]ـ
هل من ترجمة للشيخ المحدث محفوظ زين الله السلفي محقق مسند البزار(162/275)
بين الشيخين عبدالله بن جبرين وعبدالله السعد حقائق تنشر لأول مرة!
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[02 - 08 - 09, 01:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بين الشيخين عبدالله بن جبرين وعبدالله السعد حقائق تنشر لأول مرة!
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فالعلماء هم ورثة الأنبياء، والنجوم التي يهتدى بها، قل أن يجود الإسلام بمثلهم، وعز أن تلد النساء شبههم في علمهم وعملهم؛ لذا كانت الرزية عظيمة بفقد العالم!
ففقده ثلمة في الإسلام لايسدها شيء ما اختلف الليل والنهار .. وذهاب العلم يكون بذهاب أهله وحملته .. ومن جملة الرزايا التي منيت بها الأمة الإسلامية ... فقد العلم الهمام .. والفقيه الكبير .. بقية السلف .. الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين .. صب الله عليه من شأبيب رحمته .. وأسكنه فسيح جناته. وقد كتب عنه الكثير من الفضلاء ممن هم أعرف بالشيخ من العبد الفقير!
لكن مما ينبغي هنا أن يذكر ولا يطوى .. ويشاد به ولا ينسى مواقف مشرفة وصور مشرقة وحقائق - وقفت على شيء منها -لايعرفها الكثير!
حصلت بينه وبين أحد طلابه وهو شيخنا أبي عبدالرحمن عبدالله بن عبدالرحمن السعد .. يتبين لنا من خلالها بجلاء التواضع الجم للشيخ ابن جبرين،وأن العلم رحماً بين أهله، ومعرفته لأهلِ الفضلِ حقَّهم، وثناؤه على شيخنا ومحبته له، وحرصه التام على تذليل العقبات أمام دروسه ومحاضراته، وغير ذلك مما ستراه هنا .. فإلى المقصود:
* التبكير في طلب العلم:فقد طلب شيخنا العلم على شيخه ابن جبرين مبكراً وكان ذلك في حدود نهاية 1399هـ، أو مع بداية 1400هـ وكان حينها في الثاني الثانوي!
والشيخ ابن جبرين –على كثرة دروسه وطلابه ومشاغله الدعوية - يذكر أول حضور لشيخنا عنده في الجامع الكبير بالرياض.
*لايعرف الفضل لأهل الفضل إلاذوو الفضل:
فقد كان العلامة ابن جبرين يعرف لشيخنا فضله ويصفه بالعلم والحفظ وعدم الخوض فيما لايعنيه!
وقد سعى جهده وبذل شفاعته وكتب بقلمه للمسئولين في استمرار دروسه وعدم إيقافه والإذن له بنشر العلم
* تزكية الشيخ ابن جبرين لشيحنا بتاريخ 4/ 3/1415هـ أثنى فيها عليه ثناءً عاطرا .. وطلب فيها من رئيس مركز الدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية أن يفسحوا له المجال ويأذنوا له بإلقاء الدروس والمحاضرات .. ومما جاء في ذلك الخطاب: (نأمل أن تسهلوا له الطريق، وأن تمكنوا له من التدريس، وتفسحوا له المجال، وتسمحوا بالإعلان عن مواعيد الدروس وأماكنها) ..
وجاء فيه وصفه له بـ (العلم والحفظ والإتقان وقوة الذاكرة وسرعة الاستحضار وكثرة المحفوظات وتنوع العلوم في الحديث والتوحيد والعقائد والتفسير ونحوها) أقول وهذا واضح للعيان،ولا يحتاج لكبير برهان!
فحضر درسا من دروسه ترى ذلك بأم عينك .. حتى إنه ليصدق فيه ماقاله الإمام الذهبي في وصفه لشيخه الإمام ابن تيمية: (وحفظه للحديث ورجاله وصحته وسقمه، ما يلحق فيه)
فيالله ما أجمل تلك الدروس التي كان يحضرها كوكبة من طلاب الحديث في سنن الترمذي ... يستفيدون منه ويصدرون عن قوله .. في ذلكم الدرس إذا تكلم أبوعبدالرحمن عن الأسانيد وأحوال الرجال وعلم مصطلح الحديث والعلل .. خيل إليك أنك بين يدي علي بن المديني أوتنظر إلى يحيى بن معين أو عند ركبتي أحمد بن حنبل!
فهذا يسأل عن رواية الدبري عن عبدالرزاق .. وذاك عن رواية سماك بن حرب عن عكرمة .. وأخر عن أقسام حديث معمر بن راشد البصري .. ورابع عن تدليس بقية والوليد بن مسلم .. وخامس عن علة حديث كذا ووجه ضعف حديث كذا .. وأبوعبدالرحمن بحر لاتكدره الدلاء، ينطلق فيها كالسهم ..
ولايظن أحد أني قد بالغت في حقه أوأن هذا من باب (حبك للشيء يعمي ويصم)!
ولا في درس واحد قرأ علينا مسألة من كتاب .. وإنما كان يملي من صدره .. وقديماً قيل: كل علم لايدخل معك الحمام ليس بعلم!
ومن آخر ذلك درسه في كتاب التوحيد لإمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله .. فقد كان يتكلم عن الأسانيد ووفيات الرواة وطبقاتهم وأقسام حديثهم ويرد على أهل البدع في باب الأسماء والصفات وكان بجانبي - حفظه الله- وانظر في نسخته فلم يكن علق فيها بقلمه ولا حرفاً واحداً ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/276)
وقال الشيخ ابن جبرين في خطابه ذاك: (نعرف عنه البعد عن التسرع والأغلاط وعن الخوض فيما لايعني).أقول أما تركه الكلام فيما لايعنيه فهذه من صفاته التي قلت عند الكثير من طلاب العلم .. فلم يكن يخوض في مالا يعنيه .. أوفي ذكر الدنيا وحطامها، فضلاً أن يتكلم في أقرانه بكلام يخرجه مخرج جرح وتعديل!
حتى يصدق فيه مقالة الإمام أبوالفرج ابن الجوزي في شيخيه الأنماطي والجواليقي حين قال: (لقيت مشايخ؛ أحوالهم مختلفةٌ، يتفاوتون في مقاديرهم في العلم وكان أنفعهم لي في صحبةٍ العاملَ منهم بعلمه، وإن كان غيره أعلم منه، ولقيت جماعةً من أهل الحديث يحفظون ويعرفون؛ ولكنهم كانوا يتسامحون في غيبةٍ يخرجونها مخرج جرحٍ وتعديلٍ، ويأخذون على قراءة الحديث أجراً،ويُسرعون بالجواب لئلاَّ ينكسر الجاه، وإن وقع خطأ!
ولقيت عبدالوهَّاب الأنماطي؛ فكان على قانون السلف؛ لم يُسْمَع في مجلِسهِ غيبةٌ، ولا كان يطلبُ أجراً على إسماع الحديث، وكنتُ إذا قرأتُ عليه أحاديث الرقائق بكى، واتَّصل بكاؤه!
فكان - وأنا صغير السنِّ حينئذٍ – يعملُ بكاؤه في قلبي، ويبني قواعد،وكان على سمت المشايخ الذين سمعنا أوصافهم في النقل
. ولقيت أبا منصور الجواليقي، فكان كثير الصمت، شديد التحرِّي فيما يقول، متقناً محقِّقاً، ورُبَّما سُئل المسألة الظاهرة، التي يبادر بجوابها بعض غلمانه فيتوقَّف فيها حتى يتيقَّن، وكان كثير الصوم والصمت. فانتفعت بهذين الرجلين أكثر من انتفاعي بغيرهما؛ ففهمتُ من هذه الحالة: أنَّ الدليل بالفعل أرشد من الدليل بالقول ... فاللهَ اللهَ في العمل بالعلم فإنه الأصل الأكبر، والمسكين كل المسكين: من ضاع عمره في علمٍ لم يعمل به؛ ففاته لذات الدنيا، وخيرات الآخرة؛ فقدم مفلساً مع قوَّة الحجَّة عليه)
*سعى الشيخ ابن جبرين في إعادة دروس شيخنا لما منع أيام سماحة شيخنا عبدالعزيز بن باز رحمه الله ... فتم له ذلك .. وإن مثل هذه المواقف لأعظم شاهد على حرص الشيخ ابن جبرين على نشر العلم والخير والدعوة إلى الله بنفسه وبغيره .. ومحبته لشيخنا ومعرفته لفضله وعلمه ..
* زيارة الشيخ ابن جبرين لشيخنا في منزله مرارًا ومن ذلك في إحدى الدورات العلمية المقامة في مسجد على ابن المديني بحي الروضة في الرياض حيث لم يشارك شيخنا في تلك الدورة، فما كان من الشيخ ابن جبرين بعد أن أنهى درسه بعد العصر إلا أن زاره في بيته .. فلما خرج من عنده قال لطلابه هناك من يحسد الشيخ عبدالله السعد على ماوهبه الله إياه من العلم والخلق، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وكان يتفرس فيه أنه من طلاب العلم الذين سيكون لهم شأن.
*في سنة 1425هـ ومع نهاية شهر رمضان فرج الله عن شيخنا وخرج من محنة الابتلاء التي مر بها،
وبعد خروجه بإسبوع زاره الشيخ في بيت والده مصبرًا له وداعيًا .. ومبيناً له عظم ثواب الابتلاء في سبيل الله ..
* العلم رحماً بين أهله: فكما أن شيخنا كان يحضر دروس شيخه ابن جبرين ويستفيد منه ... لم يكن شيخه رحمه الله يأنف-على كبر سنه وعلمه- من الاستفادة منه!
فقد اتصل الشيخ ابن جبرين ذات مرة عليه يسأله عن حديث لم يقف عليه .. فكتب له شيخنا الحديث وأرسله إليه ..
* وجوه الاتفاق بين الشيخيين:
اتفق شيخنا مع الشيخ ابن جبرين في الاسم واسم الأب وكذلك وقع الاتفاق بينهما في أعظم من ذلك كله!
ألا وهو اتفاقهما على كراهية أهل الرفض،والتقرب إلى الله بهجر أهل البدع والتحذير منهم-وذلك من مآثر السلف الصالح- وإصدار الفتاوى المحذرة منهم والتي تبين عداوتهم وخطرهم على أهل السنة ..
في الوقت الذي كان فيه بعض الدعاة يتنصل من تلك الفتاوى ويتودد إلى أهل البدع باسم توحيد الصف واجتماع الكلمة!
فكانت مواقف الشيخ ابن جبرين من هذه الطائفة -التي ليس لها نقل صريح ولا عقل صحيح – قوية شجاعة بين فيها خطرهم وفساد عقيدتهم وكان من أخرها التحذير من مايسمى (بحزب الله) اللبناني!
وكذلك شيخنا في فتواه في منع بيع العقار للرافضة لما استطار شرهم وتفاقم خطرهم .. فشرقوا بتلك البيانات والفتاوى في بيان كيدهم وخبثهم ..
وكان الشيخ ابن جبرين ينشر فتوى شيخنا ويوزعها على من زاره في مكتبه، ومات وقد بقى شيء منها عنده ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/277)
فلا غرو بعد ذلك ولا عجب، إذا فرح الرافضة بموت العلامة ابن جبرين،وتبادلوا التهاني بوفاته، فلقد كان شجاً في حلوقهم، وسيفاً مسلولاً عليهم، مبينًا معايبهم، كاسراً لشوكتهم ...
فاللهم ارحم عبدك عبدالله بن جبرين ورفع درجته في المهدين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين .. لانقول إلا مايرضي ربنا وإنا على فراقك يا أبا عبد الرحمن لمحزونون إنا لله وإنا إليه راجعون.
كتبه/
عضو الدعوة بوزارة الشئون الإسلامية
سعد بن ضيدان السبيعي
10/ 8/1430هـ
s-subaei@hotmail.com[/SIZE]
_____
1- رواه أحمد في الزهد (262)،والدارمي في مسنده (94) من طريق هشام بن حسان عن الحسن البصري، وقد توبع حسان تابعه أبو الأشهب جعفر بن حيان العطاردي فيما رواه ابن عبدالبر في جامع بيان العلم وفضله (1/ 595) وسنده صحيح.، ورواه البيهقي قي شعب الإيمان (3/ 557) عن ابن مسعود موقوفاً ولا يصح، ورواه البزار في مسنده (1/ 124) كشف الأستار عن عائشة مرفوعاً ولا يصح أيضاَ.
2 - حدثني بذلك الشيخ عبدالله السعد حفظه الله،والأخ الفاضل عبدالرحمن بن ناصر الجبرين حفظه الله
3 - يوجد صورة من الخطاب أرفقتها مع هذا المقال.
4 - الرد الوافر (70) لابن ناصر الدين الدمشقي.
5 - حديث رواه أحمد في المسند (9239) (11161) والبخاري في التاريخ الكبير (2/ 107)،وأبو داود في السنن (5130) عن أبي الدرداء مرفوعا .. ووقع الخلاف في رفعه ووقفه انظر التاريخ الكبير للبخاري (2/ 107) وفي سنده أيضاً أبوبكر بن أبي مريم، وانظر في الكلام على معناه مدارج السالكين للإمام ابن القيم.
6 - قاله الأصمعي عبدالملك بن قريب .. كما في الجامع (2/ 250) للخطيب البغدادي
7 - الحافظ المفيد أبوالبركات عبدالوهاب بن المبارك البغدادي الأنماطي، المتوفى سنة538هـ، السير (20/ 134).
8 - العلامة اللغوي النحوي أبومنصور موهوب بن أحمد الجواليقي،المتوفى سنة 540هـ، السير (20/ 89)
9 - صيد الخاطر (217)
10 - حدثني بذلك الشيخ عبدالله السعد حفظه الله
11 - حدثني بذلك الأخ الفاضل عبدالرحمن بن ناصر الجبرين حفظه الله
12 - حدثني بذلك الأخ الفاضل متعب السلمي حفظه الله
13 - حدثني بذلك الشيخ عبدالله السعد حفظه الله
14 - قاله الإمام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[02 - 08 - 09, 02:41 ص]ـ
رحم الله الشيخ ابن جبرين
وحفظ الله الشيخ عبد الله السعد
وجزاك الله خيرا أخي الفاضل الكاتب
ـ[حيدره]ــــــــ[02 - 08 - 09, 02:44 ص]ـ
جزاك الله خير ورحم الله الشيخ العلامه ابن جبرين ونفع الله بعلم الشيخ المحدث عبدالله
ـ[أبو عيسى الأندلسي]ــــــــ[02 - 08 - 09, 02:46 ص]ـ
ما شاء الله , ما شاء الله
رحم الله بن جبرين
ـ[أبو عيسى الأندلسي]ــــــــ[02 - 08 - 09, 02:55 ص]ـ
ما شاء الله , ما شاء الله
رحم الله الشيخ بن جبرين , وبارك في الشيخ عبد الله السعد
ـ[محمد الفراج]ــــــــ[02 - 08 - 09, 02:58 ص]ـ
رحم الله الشيخ الجبرين
وحفظ الله الشيخ السعد
وجزاك الله خيرا ياشيخ سعد السبيعي
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[02 - 08 - 09, 03:49 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=69694&stc=1&d=1249170345
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[02 - 08 - 09, 09:24 ص]ـ
رحم الله الشيخ ابن جبرين وأسكنه فسيح جناته ...
والشيخ عبدالله يستحق هذا الثناء فهو بحق أحسبه كذلك والله حسيبه أنه عالم عامل زاهد لاينظر إلى الدنيا وحطامها ... وإذا أتيته بعد الفجر في مسجده .. تأخذني الهيبة بالقرب منه ... وعندما يذكر الله لوحده ... وأنا جالس خلفه .. تسمعه يذكر الله بتدبّر وتأمل وهدوء ... وفي الشيخ عبدالله صفة تميّزه عن غيره وهي:
أنك إذا أتيت للسلام عليه .. فيرد عليك بأحسن رد وبصوت مرتفع ويردد الترحيب ويقول: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته كاملة بصوت قوي يسمعه البعيد منك .. ثم يقول: أهلا وسهلا أهلا وسهلا حياك الله تفضل ...
نسأل الله أن يثبّته على الحق وأن يبارك فيه ...
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[02 - 08 - 09, 04:19 م]ـ
رحم الله الشيخ ابن جبرين وغفرله
وبارك لنا في الشيخ السعد
ـ[محمد إحسان]ــــــــ[04 - 08 - 09, 10:40 ص]ـ
رحم الله الشيخ الجبرين
وحفظ الله الشيخ السعد
وجزاك الله خيرا ياشيخ سعد السبيعي
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[08 - 08 - 09, 02:30 م]ـ
قال علي بن المديني:
أحمد بن حنبل سيدنا، وكان يجلة ويكرمه كثيرا، وهو هو في علم الحديث:
حتى قال فيه البخاري: ما استصغرت نفسي إلا عند علي بن المديني!!
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[08 - 08 - 09, 04:58 م]ـ
أسأل الله تبارك وتعالى أن يرحم الشيخ بن جبرين رحمة واسعة
وأن يبارك لنا في الشيخ السعد وأن يزيده توفيقا وسداد. فنظيره هذه الأيام أندر من الكبريت الأحمر
ـ[ابوسلمان الشيهاني]ــــــــ[17 - 08 - 09, 05:04 ص]ـ
أسال الله أن يغفر للعلامه أبن جبرين
وأن يحفظ الشيخ المحدث عبد الله السعد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/278)
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[29 - 10 - 09, 09:41 م]ـ
رحم الله شيخنا الشيخ الجبرين ......
وحفظ الله شيخنا الشيخ السعد وبارك في ه وفي علمه .....
وجزاك الله خيرا ياشيخ ... هل أنت من كتب المقال أم هو نقل ...
ـ[أبو عبد الرحمن السليفاني]ــــــــ[03 - 11 - 09, 02:22 م]ـ
رحم الله شيخنا ابن جبرين واسكنه الفردوس الأعلى
وحفظ الله الشيخ عبد الله السعد وثبته وجعله شوكة في حلق الرافضة(162/279)
[منقول] ترجمة الشيخ حسن بيومي رحمه الله.
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[04 - 08 - 09, 12:35 ص]ـ
هذه ترجمة موجزة عن الشيخ المقرئ حسن بيومي _ رحمه الله _ الذي توفي قبل أيام .. كتبها تلميذه وصديقه الشيخ كامل بن سعود العنزي _ جزاه الله خيرًا _ في ملتقى أهل التفسير، وأنا أنقلها هنا خدمة للشيخ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
[ترجمة الشيخ الراحل حسن بيومي رحمه الله
لك الحمد ربَّنا حكمت فعدلتَ، وما شئت أنفذتَ، لا رادَّ لقضائك، ولا ملجأ من ورائك، بيدك عقد كل شيء وحلُّه، وإليك يرجع الأمر كلُّه. أما بعد: فأيها السادة القراء:
بينما أنا جالسٌ في بيتي، أقلِّب صفحاتِ بعضِ الكتب، وإذا بالهاتف المحمول يرنُّ وإذا بي أنظر إلى الشاشة لأرى رقمًا من أرض مصر التي إلى أحبابي فيها أحنُّ. وإذا بالرجل المتصل (وهو أحد الشيوخ والعلماء الأفاضل) صوتُه حزينٌ، ونبراته ترتعد، وعباراته تذهب وتجيء بالعبرات، ليخبرني بوفاء أحد الشيوخ الفضلاء، والأساتذة النجباء، الذي صحبته سبع سنين. كنت فيها له تلميذا وخادما وأخا وصديقا، وما تمالكت نفسي إلا بالاسترجاع والدعاء له بالرحمة تفيض بالعبرات والدموع، وإذا بالخبر ينتشر في بيتنا لأجد إخوتي يبكون وكأن الفقيد واحد منا، نعم لقد عرفوا الشيخ الفقيد منذ سنوات، يزورنا ويجلس مع إخوتي ويلاطفهم ويعلمهم ويشجعهم ويوجههم كلماتٍ، سطرتها الأحزان، قبل أن يسطرها البنان، وينمقها اللسان، ولمسة وفاء مني لشيخي الفاضل أبت إلا أن تكتب شيئا عن سيرته وتحيط القرَّاء غيضًا من مسيرته لتنشر رائحتها العابقة في نفوسٍ هي بحبها للفقيد صادقة.
_ شيخُنا اللبيب، وأستاذنا الأريب، هو الشيخ الأستاذ حسن بن علي بن حسن بن علي بن خليل بيومي، المصري وطنا، والقليوبي مولدا، والحنفي مذهبا ... ولد رحمه الله في محافظة القليوبية من ضواحي القاهرة المحروسة سنة 1959م في أسرة ريفية محافظة، وله عشرةٌ من الإخوة وشيخُنا هو الرابع بينهم. تلقى - رحمه الله - تعليمه في مراحله الثلاث في قرية القليوبية وكان متفوقا دراسيًا ثم انتقل إلى القاهرة لإكمال الدراسة الجامعة في جامعة (عين شمس) العريقة في كلية الآداب، تخصص (لغة تركية) وهو من التخصصات الصعبة النادرة، وتخرج وكان من الأوائل على دفعته! وذلك عام 1944 م، ثم التحق بالخدمة العسكرية الإجبارية لمدة سنتين ثم في عام 1986م سافر إلى العراق للعمل هناك وتدريس القران الكريم، وقد استغل وجوده في أرض الرافدين لتعزيز معارفه وتنمية مداركه والاستفادة من جميع المجالات المتاحة العلمية وعمل بالتدريس ومكاتب التحقيق وإخراج التراث الأصيل. (وقد ذكر لي رحمه الله أسماء العلماء والأدباء الذين جالسهم واستفاد منهم). وكان مقيما وقتها في بغداد الرشيد.
_ رجع رحمه الله إلى بلده بعد عامين، أي في عام 1988 م ثم التحق بمعهد القراءات في محافظته لتخرج من مرحلة التخصص عام 1999م وكان متشوقا ومجدا يعمل ويدرس كما حدثني بذلك صنوه وقرينه ورفيقه الشيخ قاسم مصطفى محمد نفع الله به وأطال عمره في طاعته
_ وقد تلقى القراءاتِ السبع عن الشيخ أحمد ياسين قنصوه (من أقران الشيخ عبدالرافع رضون والشيخ محمد سيبويه البدوي) عن الشيخ محمد شاهين العنوسي، والقراءاتِ العشر عن الشيخ عبدالرازق البكري شيخ مقرأة السيدة زينب رضي الله عنها وهو من مشاهير المقرئين في القاهرة في وقته. وقد تزوج الفقيد - رحمه الله - وهو فوق الخمس والثلاثين، وولد له (فاطمة) توفيت وعمرها ثلاث سنوات جعلها الله شافعة له، ثم ولد له (مريم) أصلحها الله ولها من العمر ثمان سنوات وكان الشيخ مولعا بها جدا. تعاقد الشيخ للعمل في المملكة عام 2000 م 1419 هـ مدرسا في محافظة الأحساء، ثم نقل إلى كلية المعلمين بالأحساء لَمَّا لُمس منه الجد والقوة العلمية ثم نقل الشيخ إلى كلية المعلمين بالرياض مدرسا في قسم (مسار القراءات) لتبدأ منه معرفتي بالفقيد. ولينهل الطلبة من علمه الفياض، وخلقه النبيل، وتواضعه الجم، وليقرأ ويتقلى عنه طلاب العلم علم القراءاتِ وغيره. شيخنا رحمه الله متميز في تخصص (اللغات والترجمة) وفي علم القراءات فهو يحفظ الشاطبية والدرّة عن ظهر قلب ومتون الرسم وعد الآي، ويحفظ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/280)
ألفية ابن مالك وملحة الاعراب ويستظهر متن الزبد في القفه الشافعي لأنه حرص على تعلمه. كان يذهب للكلية وبيتُه ليس بالقريب منها مشيًا والألفيةُ بين يديه وأمام ناظريه مراجعا، وأذكر أن أخي سليمان بن سعود سمعا عنده كاملة في مجلس واحد!
كنت أذهب للشيخ فجر كل خميس لأقرأ عليه ثم ننطلق بين المكتبات وكان رحمه الله حريصا على معرفة الجديد والمطالعة في شتى الفنون حتى أنه يقرأ في كتب الطب والجغرافيا ناهيك عن تعلقه بالبلاغة والأدب والشعر. كان يسمع بيت الشعر فينسبه إلى بحره بكل ثقة وإجادة. صاحبته وجالسته لا يمل حديثه، فوائد وفرائد، وطرف وابتسامة، وكان في جيبه دفتر صغير كلما سمع فائدة دونها وحرص على فهمها وحفظها، كان يسافر إلى أهله في العطلة الصيفية ليجلب لي النوادر من الكتب والمخطوطات فيرفض أخذ ثمنها. حتى أنه مرة سافر إلى الاسكندرية ليأتي لي بكتاب ذكرت له أني محتاج إليه!
_ يأتي إلى بيته في حي الربوة وإذا بالجميع يسلم عليه .. الجيران والعمال والصغار والكبار ...
تلقى على يديه الكثير من طلاب العلم أنواع المعرفة (القراءات، اللغة والعروض والبلاغة) أذكر جملة منهم خصوصا من أخذ عنه علم القراءات:
1 - الشيخ محمد صالح إمام مسجد في وزارة الاوقاف المصرية تلقى عنه الشيخ القراءات العشر في القاهرة.
2 - الشيخ شريف أبو العلا العدوي من علماء الحديث وباحث في شركة أفق للبرمجيات، وقد شرفت بمعرفته عن طريق الشيخ رحمه الله بلقى عن الفقيد وعلوم الآلة وكان لصيقا بالشيخ في القاهرة وكان شيخنا يحبه جدا لا يفتر عن الثناء عليه والاعجاب به.
3 - كامل بن سعود العنزي وخادم الفقيد تلقى عنه القراءات العشر واستدفتُ منه كيثرا في عدة فنون.
4 - الشيخ عبدالله بن حواس الحواس التقى بالشيخ في الأحساء التي يعمل مشرفا تربويا فيها وهو من العلماء الأفاضل والقراء المشاهير تلقى عن الشيخ القراءات العشر واستفاد من الشيخ في علوم اللغة وكان شيخنا يثني على علمه وخلقه وهمته.
5 - الشيخ عماد بن حواس الحواس آخر من قرأ على الفقيد وأجازه برواية حفص عن عاصم وهو شقيق الشيخ عبدالله الحواس.
6 - الشيخ يحيى الفيفي المحاضر في قسم القران وعلومه بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية تلقى عن الشيخ وراية قالون وقراءة ابن كثر وكان الشيخ رحمه الله ثني على جمال صوته.
7 - فهد بن صعر الهمال تلقى عن الشيخ قراءة ابن عامر.
8 - محمد العواضي تلقى عنه القراءات السبع وهو من الإخوة الكرام المجدين في طلب العلم وهو حاليا في بلده اليمن.
9 - أحمد بن محمد ومريم بنت محمد (ولا اذكر الاسم كاملا) والدهما مهندس فاضل يسكن جارا للشيخ في حي الربوة والمذكور له طفلان حفظا على الشيخ القرآن كاملا في عدة سنين ثم جاوراه ثم اجازهما الشيخ ثم حفظا على الشيخ متون التجويد وأجازهما بأسانيده فيها. وكان الشيخ يذكر لي أنهما له مشروع حياة، ويرجو بعمله هذا القربة من الله. وأحمد طالب في الصف السادس وأخته قريبة منه دراسيا (فاللهم اجعلهما لشيخنا شافيعن)
_ انتقل الشيخ (أبو مريم حسن بيومي) من هذه الحياة وله من العمر 49 عاما بعد أن خلد ذكره فيها بعلمه وتعليمه.
_ ومن مؤلفات الشيخ: 1 - جذور الحركة الاسلامية في تركيا 2 - تحقيق بعض الكتب التراثية 3 - التقريظ لبعض مؤلفات التجويد. وهذا وإن فارق الدنيا إلا أنه حي بطلابه وقريب من أحبابه وفي قلوب أصحابه فإلى رحمة الله .. إلى رحمة الله .. إلى رحمة الله. اللهم توله بمغفرتك واسكب عليه شآبيب رحمتك واخلفه في أهله خيرا. وإنا لله وإنا إليه راجعون. وما قدر من البلاء لا بد أن يكون.
كتبه / خادم الفقيد كامل بن سعود العنزي.]
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=16818
ـ[السنفراوي]ــــــــ[18 - 08 - 09, 06:01 م]ـ
حدثني شيخ المقرئ أبو صالح محمد بن صالح السويسي حفظه, قال أنشدنا شيخنا المقرئ حسن البيومي:
يضمون الجحافل كالحمير * تريد الانقضاض على الشعير
وهذا القول ليس له دليل * ويأباه الصغير مع الكبير
وكم قال ابن صالح يا رفاق * خذوا التجويد عن شيخ قدير
خذوا التجويد عن شيخ خبير * لأمن اللحن من فهم عسير.
فرحم الله للشيخ حسن البيومي رحمة واسعة وأسكنه في فسيح جناته.
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[10 - 12 - 09, 11:24 م]ـ
نسأل الله أن يرحم شيخ شيخنا وأن يسكنه فسيح جناته، وكم كنا نتمنى أن ندركه فنقرأ عليه،ونستفيد منه كما استفدنا من تلميذه الشيخ الجليل محمد صالح أمد الله فى عمره على طاعته لكن (لكل أجل كتاب)
ـ[أحمد عبدالله العنزي]ــــــــ[25 - 10 - 10, 11:57 ص]ـ
رحم الشيخ حسن وغفر له وجعل ماعلمنا في موازين حسناته(162/281)
ترجمة شيخنا د. حسام الدين عفانة
ـ[حذيفة السلفي]ــــــــ[06 - 08 - 09, 03:18 م]ـ
هو حسام الدين بن موسى محمد بن عفانه، أبرز علماء فلسطين المعاصرين، ولد في قرية أبو ديس -قضاء القدس-، عام 1374هـ وفق 1955 م،.
الدرجة العلمية: أستاذ في الفقه والأصول.
الشهادات العلمية:
بكالوريوس شريعة بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف من كلية الشريعة، الجامعة الإسلامية - المدينة المنورة / السعودية سنة 1978.
ماجستير فقه و أصول بتقدير جيد جداً، من كلية الشريعة – جامعة أم القرى / السعودية سنة 1982.
بدكتوراه فقه وأصول بتقدير جيد جداً، من كلية الشريعة جامعة أم القرى/ السعودية 1985سنة.
العمل:
- أستاذ مساعد كلية الدعوة وأصول الدين، جامعة القدس من 1985 - 1987.
- أستاذ مساعد قسم الثقافة الإسلامية، كلية التربية، جامعة الملك سعود، الرياض، المملكة العربية السعودية من 1988 - 1991.
- أستاذ مساعد كلية الدعوة و أصول الدين، جامعة القدس من 1991 - 1997.
- أستاذ مشارك كلية الدعوة و أصول الدين من 1997م وحتى 2004م.
- أستاذ الفقه والأصول (بروفيسور) / جامعة القدس من تشرين أول 2004م.
- رئيس دائرة الفقه والتشريع / كلية الدعوة وأصول الدين / جامعة القدس حالياً.
- منسق برنامج ماجستير الفقه والتشريع والأصول / كلية الدعوة وأصول الدين / جامعة القدس حالياً.
- تدريس مساقات في الفقه و الأصول في جامعة النجاح الوطنية – نابلس لطلبة الدراسات العليا 1992.
- التدريس في كلية الدعوة والدراسات الإسلامية في أم الفحم 1991 - 1994.
- تدريس مساقات البحث العلمي والدلالات و شرح قانون الأحوال الشخصية و الاجتهاد لطلبة الماجستير معهد القضاء العالي جامعة الخليل 1997 - 1999.
- تدريس مساقات البحث العلمي والدلالات وشرح قانون الأحوال الشخصية والاجتهاد لطلبة الماجستير معهد القضاء العالي جامعة الخليل.
- عضو المجلس الأكاديمي لجامعة القدس من 1995 وحتى 1999.
- عضو تحرير مجلة هدى الإسلام منذ 1986 وحتى 2007.
- رئيس هيئة الرقابة الشرعية لشركة بيت المال الفلسطيني (وهي شركة تتعامل وفق أحكام المعاملات الإسلامية) منذ 1994م وحتى سنة 2004م حيث توقفت الشركة عن العمل.
- رئيس هيئة الرقابة الشرعية لبنك الأقصى الإسلامي منذ سنة 1998م وحتى الآن.
- منسق برنامج ماجستير الدراسات الإسلامية المعاصرة جامعة القدس سابقاً.
- عضو مجلس البحث العلمي في جامعة القدس سابقاً.
- عضو الرقابة الشرعية لشركة التكافل للتأمين الإسلامي.
الأعمال العلمية:
1. الحقيقة والمجاز في الكتاب والسنة وعلاقتهما بالأحكام الشرعية (رسالة الماجستير)
2. بيان معاني البديع في أصول الفقه (رسالة الدكتوراه)
3. الأدلة الشرعية على تحريم مصافحة المرأة الأجنبية (كتاب)
4. أحكام العقيقة في الشريعة الإسلامية (كتاب)
5. يسألونك الجزء الأول (كتاب)
6. يسألونك الجزء الثاني (كتاب)
7. بيع المرابحة للآمر بالشراء على ضوء تجربة شركة بيت المال الفلسطيني العربي (كتاب)
8. صلاة الغائب دراسة فقهية مقارنة (كتاب)
9. يسألونك الجزء الثالث (كتاب)
10. يسألونك الجزء الرابع (كتاب)
11. يسألونك الجزء الخامس (كتاب)
12. المفصل في أحكام الأضحية (كتاب)
13. شرح الورقات في أصول الفقه لجلال الدين المحلي (دراسة وتعليق وتحقيق)
14. فهارس مخطوطات مؤسسة إحياء التراث الإسلامي ج1
15. الفتاوى الشرعية (1) بالاشتراك (هيئة الرقابة الشرعية لشركة بيت المال الفلسطيني العربي)
16. الفتاوى الشرعية (2) بالاشتراك (هيئة الرقابة الشرعية لشركة بيت المال الفلسطيني العربي)
17. الشيخ العلامة مرعي الكرمي وكتابه دليل الطالب (بحث)
18. الزواج المبكر (بحث)
19. الإجهاض (بحث)
20. مسائل مهمات في فقه الصوم والتراويح والقراءة على الأموات (كتاب)
21. مختصر كتاب جلباب المرأة المسلمة للعلامة المحدث الألباني (كتاب)
22. إتباع لا ابتداع (كتاب)
23. بذل المجهود في تحرير أسئلة تغير النقود للغزي التمرتاشي (دراسة وتعليق وتحقيق)
24. يسألونك الجزء السادس (كتاب)
25. رسالة إنقاذ الهالكين للعلامة محمد البركوي (دراسة وتعليق وتحقيق)
26. الخصال المكفرة للذنوب (يتضمن تحقيق مخطوط للخطيب الشربيني) (كتاب)
27. أحاديث الطائفة الظاهرة وتحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين (كتاب)
28. التنجيم (بحث بالاشتراك)
29. الحسابات الفلكية (بحث بالاشتراك)
30. يسألونك الجزء السابع (كتاب)
31. المفصل في أحكام العقيقة (كتاب)
32. يسألونك الجزء الثامن (كتاب)
33. يسألونك الجزء التاسع (كتاب)
34. فهرس المخطوطات المصورة ج 2 (الفقه الشافعي) (كتاب)
35. فقه التاجر المسلم وآدابه (كتاب)
وقد ترجم الكتاب إلى اللغة التركية الدكتور ثروت بايندر من جامعة إستنبول
36. يسألونك الجزء العاشر (كتاب)
37. يسألونك الجزء الحادي عشر (كتاب)
38. يسألونك عن الزكاة (كتاب)
39. يسألونك الجزء الثاني عشر (الكتاب)
40. فهرس المخطوطات المصورة ج 3 (الفقه الحنفي) (كتاب)
للشيخ درس أسبوعي في كل يوم جمعة، بعد صلاة العصر، ويشرح الآن كتاب تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد.
وله موقع على الإنترنت ومنه اقتبست هذه الترجمة http://www.yasaloonak.net/
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/282)
ـ[أبو مالك المغترب]ــــــــ[17 - 08 - 10, 04:37 م]ـ
بارك الله فيك ...
هل للشيخ رحلات دعوية خارج أرض فلسطين الحبيبة؟
ـ[ابو رحمة]ــــــــ[19 - 08 - 10, 06:58 م]ـ
وهل للشيخ برامج فضائية مثلا على قناة القدس او غيرها؟(162/283)
اقتراح رسالة ماجستير في الشيخ عبدالله بن سعدي الغامدي
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[06 - 08 - 09, 04:20 م]ـ
الإخوة الأفاضل بعض خواص شيخنا داعية التوحيد في منطقة الجنوب عبدالله بن سعدي الغامدي العبدلي لديه مئات الوثائق عن دعوة شيخنا للتوحيد في منطقة الجنوب وهي في الحقيقة تصلح لأن تكون رسالة ماجستير في العقيدة، وتسمى (الشيخ عبدالله بن سعدي الغامدي وجهوده في العقيدة).
فمن لها يا أبناء الجنوب.
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[07 - 08 - 09, 02:19 ص]ـ
اقتراح وجيه
ونحن في انتظار كتابك عن شيخنا رحمه الله تعالى
محبكم(162/284)
وفاة الشيخ المقرئ المعمر أبي الحسن الكردي الدمشقي
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[07 - 08 - 09, 11:27 م]ـ
توفي بعد مغرب الجمعة 16 شعبان 1430 الشيخ الصالح المشارك المعمر أبو الحسن محيي الدين الكردي، من كبار مشايخ القراءات في دمشق، وجلة أصحاب الشيخ المقرئ محمود فايز الديرعطاني، وأقرأ عددا كبيرا من الرجال، وأخذ عنه عدد من النساء أيضا.
ولعل الشيخ بلغ المائة، لأنه من مواليد 1912م. وهي تقابل بالتاريخ الإسلامي: 1330.
وأخبرنا شيخنا محمد بن لطفي الصباغ أن الفقيد من زملائه على الفقيه الشافعي: صالح العقاد.
وأخبرني الأخ الشيخ عمر النشوقاتي -في اتصال هاتفي- أنه دخل على الشيخ قبل قليل وهو مسجى، وأن النور واضح على وجهه.
رحمه الله رحمة واسعة.
وله ترجمة في كتاب الشيخ إلياس البرماوي في تراجم القراء.
أحسن الله عزاء أسرة الشيخ، وطلبته، وإنا له وإنا إليه راجعون.
-----------
ومن مشاهير الجامعين على الشيخ الفقيد المشايخ: أيمن سويد، وتميم الزعبي، ونعيم العرقسوسي، وشيخنا عبد المنعم الشالاتي، ومحمد موفق عيون، ووئام بدر.
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[07 - 08 - 09, 11:44 م]ـ
اللهم اغفر له وارحمه وعافيه واعفو عنه واكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد.
ـ[أسامة أل عكاشة]ــــــــ[08 - 08 - 09, 12:17 ص]ـ
انا لله وانا اليه راجعون
اللهم اجرنا فى مصيبتنا واخلفنا خيرا منها
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[08 - 08 - 09, 12:17 ص]ـ
جبر الله مصاب أهل القرآن وأحسن عزاءهم
رحمه الله تعالى رحمة واسعة وجعله ممن يقال له اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا وجزاه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده
ـ[الميداني الاثري]ــــــــ[08 - 08 - 09, 01:29 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم اغفر وارحم وتقبل عبدك أبو الحسن الكردي في الصالحين
وارفع درجته في المهديين
والله إن العين لتدمع، وإن القلب ليجزن، وإنا على فراق شيخنا أبو الحسن لمحزنون
ولا نقول إلا ما يرضي ربنا
إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[08 - 08 - 09, 01:45 ص]ـ
انا لله وانا اليه راجعون
اللهم اجرنا فى مصيبتنا واخلفنا خيرا منها
اللهم اغفر له وارحمه واكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[08 - 08 - 09, 02:17 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
إن لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده بأجل مسمى
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله
ـ[الحسن محمد حسن]ــــــــ[08 - 08 - 09, 02:45 ص]ـ
نسأل الله ان يرحم الشيخ ويغفر له ويرفع درجته فى المهديين
الحسن بن محمد السكندرى
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[08 - 08 - 09, 01:18 م]ـ
إنا لله وإنا اليه راجعون
اللهم أجرنا فى مصيبتنا وأخلفنا خيراً منها
اللهم اغفر له وارحمه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد.
اللهم آمين
سبحان الله أنا لم أر الشيخ إلا مرة في تسجيل مرئي ووقع حبه في قلبي وكان عليه بهاء القرآن
رحمه الله وأعلى درجته في الجنان وجمعنا به في النعيم الباقي
ـ[مكتب زهير الشاويش]ــــــــ[08 - 08 - 09, 01:21 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة.
ـ[أبو موفق الحلبي]ــــــــ[08 - 08 - 09, 02:00 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه
ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[08 - 08 - 09, 03:04 م]ـ
اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[08 - 08 - 09, 03:13 م]ـ
اللهم ارحمه و اغفر له و اسكنه فسيح جناتك
إنا لله و إنا إليه راجعون
من تلاميدته الدكتور محمد بوركاب و هو أستاد أصول الفقه و القراءات في الجامعة الإسلامية الأمير عبد القادر بقسنطينة الجزائر أخد عنه القراءات العشر و له مع الشيخ دكريات و مواقف جليلة دكرها لي الشيخ محمد بوركاب
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[08 - 08 - 09, 09:18 م]ـ
فاتنا الإستفادة منه فواحسرتاه و إنا لله و إن إليه راجعون.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[08 - 08 - 09, 09:19 م]ـ
انا لله وانا اليه راجعون
اللهم اجرنا فى مصيبتنا واخلفنا خيرا منها
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[08 - 08 - 09, 10:54 م]ـ
التقيت اليوم بأحد تلاميذ الشيخ الفقيد، وهو الأخ الشيخ وئام بن رشيد بدر، ممن جمع عليه العشر.
فذكر لي موقفا معه، في حدود سنة 1421 كنا في مجلس الشيخ، وكان جالسا قريبا من يسار الباب، فكان من يدخل يبادر ويسلم على الشيخ، ثم يسلم على الحاضرين، فدخل أحد زملائي الجزائريين وبدأ السلام من يمين المجلس، والناس يغمزون له ويشيرون أن يبدأ بالشيخ، وهو ماضٍ في طريقته إلى أن وصل للشيخ، فقام الشيخ واعتنقه وقال له: أصبت السنة!
وقال لي الشيخ وئام: حصل نقاش في درس الشيخ قبل ذلك بخمسة عشر سنة، سنة 1406 تقريباً، وصرح الشيخ بعدم جواز الاستغاثة ولا التوسل بالمخلوقين، ولكنه يجوّز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم فقط! -ومعلوم أنه ليس من دليل صحيح صريح يجيزه- عفا الله عنا وعنه، وتغمدنا برحمته.
وما كان الشيخ متعصبا لمذهبه الشافعي، أسوة بشيخه صالح العقاد، بل أخبرني شيخنا عبد المنعم الشالاتي أنه مع بعض كبار أصحاب الشيخ كانوا يقرؤون وإياه درساً في المغني لابن قدامة، شيخ الحنابلة.
ومن قصص صبره أنه مكث خمس سنوات في جمع القراءات على شيخه المتقن محمود فايز الديرعطاني.
وقال لنا شيخنا محمد بن لطفي الصباغ: كان الشيخ الكردي مواظبا على درس الشيخ العقاد، مع بعده عن حيّه، وكان يأتي بدراجته لا يتخلف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/285)
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[08 - 08 - 09, 11:21 م]ـ
ان لله وان اليه راجعون
لله ما اعطى وله ما اخذ
اللهم اغفر له وارحمه وعافيه واعفو عنه واكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد.
امين امين امين
ـ[يوسف بن عواد البردي]ــــــــ[08 - 08 - 09, 11:24 م]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة وأدخله فيسح جناته .. إنه ولي ذلك سبحانه
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[09 - 08 - 09, 12:51 ص]ـ
صفحة لبعض قراءات الشيخ الفقيد
http://www.sadazaid.com/catplay.php?catsmktba=200
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[09 - 08 - 09, 12:56 ص]ـ
مقال لابنه الشيخ نزار:
بسم الله الرّحمن الرّحيم
لمحة عن حياة الشيخ الحافظ الجامع المتقن الفقيه
محيي الدين الكردي أبي الحسن حفظه الله تعالى.
1_ اسمه الكامل:
محيي الدين بن حسن بن مرعي بن حسن آغا بن علي الكردي الداري.والداري نسبة إلى دارة في ديار بكر (تركيا).
2_ مكان وتاريخ الميلاد:
ولد الشيخ أبو الحسن في دمشق الشّام، في حي الحيواطيّة، حيث دار والده [1] وذلك سنة 1912م.
3_ النشأة:
نشأ في حجر والديه وكان لهما الأثر الكبير في تربيته وخاصة والدته المرأة الصالحة التقية الورعة التي كانت كثيرة القيام والصيام.
أضف إلى ذلك فلقد كانت تسكن إلى جانب بيت والده امرأة صالحة اسمها _ فاطمة بنت علي الحجة [2]_ لم يكن عندها أولاد، فكانت تحبه حباً شديداً، حتى إنه ليقولُ عنها بأنها نفعته كثيراً إذ عندما بلغ من العمر أربع أو خمس سنوات تقريباً، أخذته بيدها إلى الخجا _ وهو بيت لامرأة من أهل الحي تعتني بتربيةِ الأولاد وقتها _ وقد أغرتها بالمالِ الوفير إن هي اهتمت به، فاعتنت به أشد عناية، حتى لقنته القرآن كاملاً من المصحف _حاضراً_ فلما انتهى من ختم القرآن فرحت به فاطمة هذه فرحاً شديداً حتى إنها عملت له مولداً وجمعاً من الناس وكان عمره وقتئذٍ ست سنوات.
ثم إنها لم تكتف بهذا، فأخذته إلى الكُتّاب فكان أحسن مكتب يقوم على تربيةِ الأولاد ويهتم بهم وبتعليمهم مكتب الشيخ عز الدين العرقسوسي، وكانت أم الشيخ عز الدين صديقة حميمة لفاطمة فأوصتها أن يعتني به، ولما سمع منه تلاوة القرآن سُرَّ به واعتنى به عناية فائقة.
4_ حفظ القرآن الكريم:
بدأ بحفظ القرآن الكريم عند الشيخ عز الدين وكان عمره 12سنة.ثم لم يجد والده بُداً للظروف التي كانت تمر به إلا أن يأخذه معه إلى العمل فكان يحفظ الصفحة في العمل ثم يذهب بعد ذلك إلى الشيخ عز الدين ليسمّعها له حتى وصل إلى سورة طه. اضطّرته الظروف ليسافر ويعمل في عَمّان، ثم عاد بعدها إلى دمشق وعاد لحفظ القرآن إلى أن انتهى وكان عمره سبعة عشر عاماً.
5_ مشايخه:
في الوقت الذي كان يحفظ فيه القرآن عند الشيخ عز الدين وكان قد قرأ عليه ختمةً كاملةً بروايةِ حفص وأجازه بها، حتى إنّ الشيخ عز الدين كان معجباً بقراءتهِ كثيراً وكان يتدارس معه القرآن الكريم، يقول الشيخ لقد مَرَّت بنا أيام كنا نقرأ في الجلسة الواحدة عشرة أجزاء، وكان في حيّهم جامع الحيواطيّة وكان إمامه الشيخ رشيد شميس رحمه الله تعالى، حيث أعطاه العوامل في النحو ليحفظها ولما حفظها بسرعة سُرَّ به الشيخ رشيد كثيراً وقال إن شاء الله سيخرج من هذا الحي عالم من علماء المسلمين. كما قرأ عليه شيئاً من الفقه الحنفي.
· ومن مشايخه الشيخ محمّد بركات، كان إماماً في جامع العنّابي في حي باب سريجة، فقرأ عليه أول كتاب عمدة السالك في الفقه الشافعي.
· من مشايخه الشيخ حسني البغّال إمام جامع عز الدين في حي باب سريجة، فقرأ عليه كتاب ابن القاسم والأزهرية والقطر وأكثر من نصف شرح ابن عقيل، وحفظ أثناءها متن الغاية والتقريب، ويذكر الشيخ أنه كان معهم الشيخ عبد الرحمن الشاغوري رحمه الله تعالى، والشيخ جميل الخوّام رحمه الله تعالى، وبقي في جامع عز الدين حتى توفي الشيخ حسني رحمه الله.
· ومن مشايخه الشيخ العلامة الشافعي الصغير صالح العقاد رحمه الله.وقد قرأ عليه كتاب مغني المحتاج بشرح المنهاج مرتين وكتاب التحرير، وقرأ عليه الورقات في الأصول، وبقي ملازما للشيخ صالح حتى توفي رحمه الله تعالى.
6_ اجتماعه بالشيخ فايز:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/286)
وكان ذلك في درس الشيخ صالح العقاد حيث كان الشيخ فايز وشيخ آخر اسمه الشيخ عفيف العظمة _ و كان على معرفة قوية بالشيخ فايز_ يحضران الدرس أيضاً، فكان الشيخ عفيف كلما رأى الشيخ أبا الحسن يقول له: (لازم تقرأ على الشيخ فايز)، وكان للشيخ عفيف مكتبة في البزورية فمرة كان الشيخ أبو الحسن ماراً من جانب مكتبة الشيخ عفيف , فقال له: تعال معي الآن , فأخذه بيده إلى الشيخ فايز حيث كان له غرفة بالمدرسة الكاملية بالبزورية وهي غرفة آل الحلواني، وكان عند الشيخ فايز طلاب يقرءون القرآن , فلما انتهوا قال الشيخ عفيف للشيخ فايز: أتيت لك بواحد جديد , فقال الشيخ فايز بلهجة عاميّة: (لسَّا بتلملم وبتجبلي) فقال له: اسمع منه، فلما سمع تلاوته سُرَّ به وحدد له موعداً للقراءة عليه، فقرأ عليه ختمةً كاملةً برواية حفص وأجازه بها، ثم شجعه الشيخ على جمع القراءات،فجمع عليه القراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة.
وكان أيضاً الشيخ محمد سكر حفظه الله قد بدأ بحفظ الشاطبية , فبدءا معاً وكانا يسمعان للشيخ صحيفة أو أكثر بقليل على حسب وقت الشيخ، فكان مرة يبدأ الشيخ محمد سكر ثم يعيد الشيخ أبو الحسن نفس الصفحة وفي الجلسة الأخرى يبدأ الشيخ أبو الحسن ويعيد الشيخ محمد إلى أن انتهيا من الجمع , وكان قد استغرق الجمع معهما خمس سنوات، وكان الشيخ أبو الحسن قد بلغ من العمر ثلاثين عاماً أو يزيد.
كما قرأ على الشيخ فايز في هذه الأثناء بعض كتب القراءات والشذور في النحو , ولازمه ملازمةً تامةً حتى توفي الشيخ فايز رحمه الله تعالى.
· ومن مشايخه الشيخ العلامة المربي الكبير الشيخ عبد الكريم الرفاعي رحمه الله تعالى.
اجتماعه به:
في أثناء جمعه للقراءات أسند إليه إمامة جامع الفاخورة في حي قبر عاتكة بالوكالة، وعندما توفي الشيخ أبو عمر النداف رحمه الله تعالى إمام جامع الذهبية _ الإمام الذهبي حالياً _ أسند إلى الشيخ أبي الحسن بالأصالة الإمامة والخطابة في جامع الذهبية، وفي هذه الأثناء كان الشيخ عبد الكريم الرفاعي يعطي الدروس في بيوت الحي، فلما استلم الشيخ أبو الحسن جامع الذهبية كان الشيخ عبد الكريم يأتي إلى جامع الذهبية ويقرأ العلوم في غرفة المسجد فقرأ عليه الكثير من العلوم: الأصول والفقه والمنطق وعلم التوحيد واللغة العربية وغيرها.
ثم أسند للشيخ عبد الكريم إمامة وخطابة جامع زيد بن ثابت وأخذ يدعو الناس. و لمّا توافد الشباب إلى مسجد زيد، فرَّغ الشيخ عبد الكريم الشيخ أبا الحسن لإقراء القرآن الكريم. وطُبعت بعد ذلك الإجازة في حفظ وتجويد وإتقان القرآن برواية حفص فقط _ وكان لطباعتها دورٌ كبيرٌ في استقطاب الشباب وحفظهم للقرآن الكريم _ ثم بعد ذلك طُبعت إجازة جمع القراءات العشر وكل ذلك بتوجيه ورأي الشيخ عبد الكريم رحمه الله وجزاه عن المسلمين خير الجزاء.
7_ أولاد الشيخ:
للشيخ ستة أولاد ذكور وهم: حسن رحمه الله، وصلاح الدين، ومحمد أيمن، ومحمد هشام، ومحمد نزار_ كاتب هذه الترجمة_، وبدر الدين.
كما أن للشيخ تسع بنات. وأكثر أصهار الشيخ هم من أهل العلم وحفظة القرآن الكريم وهم: الشيخ درويش نقاشة رحمه الله، والشيخ محمد سعيد كوكي، والشيخ عبد السلام العجمي، والشيخ عمر شاكر، والشيخ أسامة حجازي كيلاني رحمه الله_وهو من أحد المتميزين في إتقان القرآن وجمع القراءات _ والشيخ أحمد الكردي، والشيخ فايز محضر، حفظهم الله تعالى جميعاً.
8_ وأختم هذه اللمحة بأبياتٍ من الشعر كتبها فضيلة الشيخ المقرئ الجامع الدكتور أيمن رشدي سويد حفظه الله تعالى، وكان قد كتبها في مصر عندما كان يدرس اللسانس في الأزهر الشريف سنة 1401هـ والشيخ أيمن هو أحد الذين جمعوا القراءات العشر على الشيخ وهو أحد المبرّزين في هذا الفن حتى قال الشيخ أبوالحسن مرة في حقه: إن الشيخ أيمن سابق فسبقنا، وهذه أبيات القصيدة:
سموت يا سيّدي فوق البريّات مذ قمتَ تنشر علماً للقراءات
أضحيت قبلة أهل الشام قاطبةً في الفقه والتجويد والروايات
إذ هم فزعوا يوماً لنائبةٍ في الد هرِ جاؤوك يرجون الكرامات
أن يكشف الله إكراماً لجانبكم كرباً وهمّاً وغماً و البليّات
ماذا أقول لكم شيخي أبا الحسن مقدار حبكم قدر السماوات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/287)
شكوت لله بعدي عن مجالسكم في أرض مصر وشوقي للّقاءات
يا حسرتايَ فلم أعرف لقربكم قدراً ولم أستزد فيه بطاعات
شباب زيد لمحيي الدين فاغتنموا شباب زيد احذروا رفع القراءات
قد اصطفاكم إله العرش فاغتنموا وحصِّلوا وادأبوا في كلِّ الاوقات
قد خصكم ربنا فضلاً بشيخكم حبرٌ جليلٌ حوى شتَّى الكمالات
فقهاً ونحواً وقرآناً ومعرفة الـ مرويِّ للعشر منه والدِّرايات
يتوِّج الكلَّ زهدٌ زانهُ ورعٌ وحسن خلْقٍ وخُلْقٍ كالنبوّات
سألت ربي لكم موفورَ عافيةٍ وعمرَ نوح مليئاً بالسعادات
وأن أُرَى خادماً في حمل نعلكم لحجّ بيتِ إله العرش كرّات
وزَورَ طيبة في ذا العام آمينا ورؤيةَ القبّة الخضرا ونخلات
ولست من عصبة الشعر ولكني قيّدتُ ماجاشَ في القلب بأبيات
ثم الصلاة مع التسليم بعد على مَنْ بَعْثُهُ كان ختماً للرسالات
والآل والصحب والأتباع ما قُرِئَتْ سموتَ ياسيّدي فوق البريّات
ومازال الشيخ يُقرئ إلى الآن والحمد لله، وهناك عدد من الاخوة سائرين في جمع القراءات العشر على الشيخ حفظه الله وبارك في حياته وأدام نفعه آمين.
[1]- سُكنى حسن آغا الأصلي في حي الأكراد , وهو ينسب الى عائلة أصلها من دارة تلقب عائلة أبو مرق ,وكان وجيها مضيافا وله مضافة في الحي وكان ثريّاً ,ولما توفي رحمه الله تصرف ولده مرعي وهو وحيد له في ثروته كلها وكانت مالا وفيرا
وبأسرع وقت لم يبق شيئا وكانت الجدة (صفية بنت علي الحجة) قد ولدت حسن (والد المترجَم الشيخ محيي الدين) فلما رأت أن زوجها مرعي لم يبق من الثروة شيئا (حتى انه قد باع الدار أيضا رحمه الله تعالى) ذهبت مع ولدها الرضيع حسن إلى حي الحيواطيّة وسكنت جوار دار أختها فاطمة بنت علي الحجة, وكانت للجدة صفية صنعة يدوية تنفق منها على نفسها وطفلها حسن. وكان زوج أختها جزّارا (بائع لحم) فلما كبر حسن تربى عند صهره اللّحام وتعلم منه هذه الصنعة, فهذا سبب السكنى في حي الحيواطيّة (قبر عاتكة) وفيه نشأ (المترجم الشيخ محيي الدين) وتربى.
[2]- هي أخت جدة المترجم لأبيه وعلي الحجة أصله من زقاق العسكري في حي الميدان, وكانت له بنتان فاطمة وصفية, وكان جمالاً لقوامة الحج زمن سعيد باشا اليوسف باشا الحج أيام تركيا, وكان حسن آغا يلقب أبا مرق مرافقاً لباشا الحج، وعلى أثر ذلك خطب حسن آغا صفية بنت علي الحجة لولده مرعي فأنجبت له حسن والد المترجم الشيخ محيي الدين
.................................................. ..........
بقلم ولده الشيخ محمد نزار الكردي
http://www.sadazaid.com/play.php?catsmktba=240
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[09 - 08 - 09, 01:06 ص]ـ
قائمة بأسماء الإخوة الجامعين للقراءات العشر على الشيخ:
1. يوسف بن ديب أبو ديل دمشق متوفى
2. أحمد بن طه الزبداني متوفى
3. تميم بن مصطفى عاصم الزعبي حمص
4. الشيخ ياسين بن أحمد كرزون دمشق
5. عثمان بن عبد الرحمن كامل دمشق
6. عدنان بن غالب الأبيض دمشق متوفى
7. د. أيمن بن بهجت دعدع دمشق
8. نعيم بن بشير عرقسوسي دمشق
9. د. أيمن بن رشدي سويد دمشق
10. د. درويش بن موفق جانو دمشق متوفى
11. راتب بن صبحي علاوي دمشق
12. محمد كمال بن بشير قصار دمشق
13. أسامة بن ياسين حجازي كيلاني دمشق متوفى, صهر الشيخ
14. محمد هيثم بن محمد سعيد منيني دمشق متوفى
15 عبد المنعم بن أحمد شالاتي دمشق
16 سامر بن بهجت الملاح دمشق
17. موفق بن محمود عيون دوما
18. محمد بن أحمد بو ركاب الجزائر
19. عبد الرحمن بن محمد حسن مارديني دمشق
20. أسامة بن محمد خير طباع دمشق
21 خالد بن عبد السلام بركات دمشق
22 محمد حسام بن إبراهيم سبسبي حمص
23 محمد نزار بن محيي الدين الكردي دمشق ابن الشيخ
24 زياد بن محمد حوراني دمشق
25. وئام بن رشيد بدر دمشق
وهناك عدد من الأخوات النساء الجامعات للقراءات أيضاً وعددهن سبع نساء.
وأما الحفظة المجازون برواية حفص فهم كثر وهذه قائمة ببعض أسماء الإخوة المجازين منهم بدون ترتيب الأسبقية:
1. عبد الفتاح السيد
2. أحمد رباح
3. رضوان عرقسوسي
4 د. ماهر حمامي
5. ناظم الخولي
6 رضوان العمري
7 ياسين السائق
8. محمد هاشم رباح
9 طه سكر
10 هشام سكر
11 زياد حورية
12 محمد دروبي
13. خير نجيب
14. عبد السلام العجمي
15. عمر أمغار
16. معتز النوري
17. عمر شاكر
18. منير خربطلي
19. منير أبو غيدة
20. عماد دهمة
21 فياض علي وهبة
22 سليم مولود المغربي
23 سمير الحلبي
24 فايز محضر
25. محمد رجب آغا
26 ياسر القاري
27 أحمد هزيمة
28. محمد غياث الصباغ
29. شمس الدين قسومة
30. عبد الله حمامي
31. بشار مرادني
32. ابراهيم علاوي
.33 رمضان معتم
34.خالد موسى
35 محمد بركات
36 ياسر العلبي
37 نزار الدقر
38 فؤاد جباصيني
39 خلدون مرزوق الباشا
40 أحمد الكردي
41 إحسان المصري
42 ياسين كردي
43 أيمن قاوقجي
44 غالب زريق
45 معاذ نعمان
46محمد طيب كوكي
47 عبد اللطيف طرابلسي
48عادل السنيد
49 عبد الرزاق بهلوان
50. عبد الرحمن نوفلية
51. بشير قسومة
52. بشار مكية
http://www.sadazaid.com/play.php?catsmktba=2374
قلت: وممن قرأ عليه ختمة لحفص أخونا الشيخ عبد الله بن صالح العبيد وفقه الله ونفع به.
ومن النسوة اللاتي قرأن على الشيخ وأُُجزن منه: عمتي حفظها الله (لحفص)، وعهدي بها من مدة بدأت بجمع القراءات وهي فوق الستين، وكذا أخذ عنه عدد من نساء الأسرة، وفقهن الله.
وكانت إحدى بنات العم قد قرأت وأجيزت من الشيخ من أكثر من ربع قرن، فكان لها جهد مشكور في تلقيننا قصار السور مع أترابي من الأقرباء وقت الصغر، ونشطت القراءة في الأسرة، جزاها الله خيرا، أذكر هذا كمثال لبعض آثار جهود الشيخ الفقيد في تنشيط القراءة والإقراء في الشام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/288)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[09 - 08 - 09, 03:56 م]ـ
حوار مع الشيخ الفقيد
http://www.sadazaid.com/play.php?catsmktba=3001
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[09 - 08 - 09, 05:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[09 - 08 - 09, 05:26 م]ـ
حدثني الشيخ محمد بوركاب عن حادثة مع الشيخ أبو الحسن رحمه الله في إحدى مواعيد المخصصة للقراءة على الشيخ جاء خبر وفاة ابن الشيخ فتقدم الشيخ محمد ليعزي الشيخ و يعتدر على عدم القراءة عليه فأبى الشيخ أن يقرأ عليه القسط المخصص له
رغم الصدمة و شدة الموقف ... حال الدين صدقوا مع ربهم .... رحم الله رحمة واسعة
ـ[ماهر]ــــــــ[10 - 08 - 09, 01:16 ص]ـ
اللهم ارحم عبادك المؤمنين.
ـ[ابو البراء الثبيتي]ــــــــ[10 - 08 - 09, 01:21 ص]ـ
نسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويجزيه خير الجزاء
إنالله وإناإليه راجعون
ـ[أبو نعيم الدمشقي]ــــــــ[10 - 08 - 09, 12:50 م]ـ
الأرض تحيا إذا ما عاش عالمها فإن يمت عالم منها يمت طرف
اللهم ارحم الشيخ واغفر له
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[10 - 08 - 09, 11:32 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
إن لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده بأجل مسمى
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله
اللهم تجاوز عن سيئاته إن كان مسيئا وزده إحسانا إن كان محسنا اللهم لاتحرمنا أجره ولاتفتنا بعده
ـ[محمد غسان نصوح عزقول]ــــــــ[10 - 08 - 09, 11:34 م]ـ
رحم الله شيخنا رحمة الأبرار
قلت: ومن المجازين أيضاً سيدي الوالد الشيخ المقرئ الشريف نصوح بن محمد أمين عزقول الحسيني.
حيث كانت القراءة على الشيخ أبي الحسن عام 1951م تقريباً. وما إن أتم سيدي الوالد الحفظ والختم عنده حتى أرسله إلى شيخه الشيخ المقرئ محمود فائز الديرعطاني كي يقرأ عليه
فالله دره
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[11 - 08 - 09, 02:25 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على إضافاتكم
وهنا الجزء الثاني من الحوار الذي أجراه معه فضيلة الشيخ محمد نعيم العرقسوسي:
http://www.sadazaid.com/play.php?catsmktba=3007
وهذا الجزء الأول للتذكرة:
http://www.sadazaid.com/play.php?catsmktba=3001
وهذا حوار وتحقيق مطول مع الشيخ الفقيد في مجلة الضياء في السعودية في عددها الرابع الصادر في رمضان من عام 1429 مع الشيخ الفقيد، من هذا الرابط:
http://www.sadazaid.com/sounds/Hasan.zip
وهي مرفقة بالمشاركة أيضا لمن أراد.
والشكر موصول لموقع صدى زيد (جامع زيد بن ثابت) على وفائه بالشيخ رحمه الله الذي كان شيخ مقارئه.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[12 - 08 - 09, 02:32 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
إن لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده بأجل مسمى
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله
اللهم إن كان محسنا فزد فى إحسانه و إن كان مسيئا فتجاوز اللهم عن سيئاتنا و سيئاته.
ـ[عبد رب العالمين الباكستاني]ــــــــ[12 - 08 - 09, 03:30 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
إن لله ما أخذ وله ما أبقى وكل شيء عنده بأجل مسمى
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله
اللهم إن كان محسنا فزد فى إحسانه و إن كان مسيئا فتجاوز اللهم عن سيئاتنا و سيئاته.
رحمه الله
ـ[الباشا الجزائري]ــــــــ[13 - 08 - 09, 04:27 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراق شيخنا محي الدين الكردي لمحزنون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم اغفر وارحم وتقبل عبدك أبو الحسن الكردي في الصالحين، وارفع درجته في عليين، واجعله في جنات النعيم.
فلقد كنت أواضب على الصلاة عنده بمسجد الإمام الذهبي إيام رمضان المبارك طيلة إقامتي بدمشق الشام من سنة 1404 هـ إلى غاية 1422 هـ. فلم أسمع مقرئا مثله، رحمه الله رحمة واسعة.
ـ[رشيد السلفي]ــــــــ[15 - 08 - 09, 06:15 م]ـ
اسال الله ان يرحمه رحمة واسعة
ـ[ابو عبدالرحمن محمد العمري]ــــــــ[15 - 08 - 09, 07:22 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمه الله رحمة واسعة
ـ[السنفراوي]ــــــــ[18 - 08 - 09, 06:15 م]ـ
رحمه الله أبي الحسن الكردي رحمة واسعة.
وإنا لله وإنا إليه راجعون وإنا إلى ربنا لمنقلبون.
ـ[عاطف أحمد]ــــــــ[23 - 08 - 09, 06:25 م]ـ
اللهم ارحم شيخنا ووسع له في قبره مد بصره، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
ـ[يحيى الأول]ــــــــ[24 - 08 - 09, 06:56 ص]ـ
اللهم ارحم الشيخ ووسع له في قبره مد بصره، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
ـ[شاكر العواجي]ــــــــ[24 - 08 - 09, 12:44 م]ـ
اللهم اغفر و ارحمه و ارفع درجته و أكرم نزله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/289)
ـ[المخلافي]ــــــــ[24 - 08 - 09, 01:38 م]ـ
رحمه الله ورضي عنه وأسكنه الجنة
وقد وفقني الله تعالى وقرأت عليه الجزرية وأجازني بروايته عن الشيخ بدر الدين الحسني رحمه الله تعالى.
ـ[البرايجي السوفي]ــــــــ[24 - 08 - 09, 10:00 م]ـ
اللهم اخلف الامة فيه
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 11:26 ص]ـ
11. راتب بن صبحي علاوي دمشق
بارك الله فيكم شيخنا،،، الذي أعرفه أحمد راتب علاوي، وليس كما ذُكر
رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح الجنان
ـ[محمد بن القاسم اليماني]ــــــــ[03 - 06 - 10, 07:32 م]ـ
رحمه الله تعالى(162/290)
ما ضبط اسم الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله؟
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[09 - 08 - 09, 11:59 م]ـ
الإخوة الأكارم/
أشكل علي ضبط كلمة (السعدي) هل هي بكسر السين المهملة أم بفتحها؟
لإني سمعت أناساً ينطقونها بالفتح وآخرين بالكسر!
أفيدونا بارك الله فيكم ...
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[10 - 08 - 09, 12:06 ص]ـ
الغالبيه فى الخليج بكسر السين
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[10 - 08 - 09, 12:21 ص]ـ
سمعت من احد المشايخ ان الشيخ بن عثيمين كان يقولها بكسر السين
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[10 - 08 - 09, 12:24 ص]ـ
الغالبيه فى الخليج بكسر السين
بورك فيك أبا قتيبة،
لكن ألا ترى أنها في كثير من مؤلفاته رحمه الله مضبوطة بفتح السين!
ترى ما السبب؟
هل فيها جواز الوجهين:)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[10 - 08 - 09, 12:48 ص]ـ
سألت عن ذلك تلميذه الكبير شيخنا عبد الله بن عقيل حفظه الله، فقال: رأيتها بخط شيخنا بكسر السين.
وهكذا نطقها العامي، وأما النسبة الفصحى فبالفتح، فالوجهان صحيحان، والله أعلم.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[10 - 08 - 09, 01:09 ص]ـ
اظن ان المعنى واحد ..
منهم من ينطقها بكسر السين ومنهم بفتح السين ...
فالخليج مع الاول بالاستحباب والثانى بالكراهه (ابتسامه)
فأنت مخير اخى جهاد ...
ولكن ان كنت فى الخليج ونطقتها بفتح السين امام احد كبار السن فلا اظنك ستعود سالما الى البيت (ابتسامه)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[10 - 08 - 09, 01:10 ص]ـ
سألت عن ذلك تلميذه الكبير شيخنا عبد الله بن عقيل حفظه الله، فقال: رأيتها بخط شيخنا بكسر السين.
وهكذا نطقها العامي، وأما النسبة الفصحى فبالفتح، فالوجهان صحيحان، والله أعلم.
أحسن الله إليك ياشيخ محمد, كنت أظن أنها بالفتح خاصة بعدما رأيت الطبعتين لتفسيره (ابن الجوزي و والرسالة) قد أثبتوا الإسم بتشديد السين مع فتحها.
إذًا لا يعتمد النطق العامي في كتابة الإسم بل بالفصيح , أليس كذلك .. ؟
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[10 - 08 - 09, 02:05 ص]ـ
وإياكم، والكسر له نظائر شائعة في النطق العامي في نجد، مثل العنقري، والتركي، والرشيد، بينما النسبة إذا رددتها للفصحى تكون بالفتح أو الضم، وكلاهما يصح، ولكن نقلت آنفا أن الشيخ ابن سعدي كان يقدم كسر السين، على الاشتهار العامي، ومرة ردّ عليّ شيخنا العقيل لما نطقت باسم شيخه السعدي بفتح السين.
وقد يستفاد من نظائر تعامل العلماء مع مثل: مثل مردُوْيَه أو مَرْدَوَيه عند أهل اللغة.
وعلى كل حال فأهل اللغة يفيدوننا أكثر في هذا.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 08 - 09, 03:40 ص]ـ
الشيخ العثيمين رحمه الله نطقه بكسر السين في:
= شرح البخاري (كتاب الفتن، شريط 5).
ونطقه بفتح السين في:
= لقاءات الباب المفتوح (شريط 60).
و
= دروس الحرم المكي (1412 هـ، شريط 5).
و
= شرح نونية ابن القيم (شريط رقم 40) و (شريط 57).
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[11 - 08 - 09, 04:41 م]ـ
الشيخ حسن عبد الستير قال بأن الشيخ العثيمين أخبرهم بأن السعدي بالكسر لأن القبيلة إسمها اسمها بني سعدي بالكسر وليس بالفتح
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[11 - 08 - 09, 09:45 م]ـ
حفيده يقول لي بالكسر (ابتسامة)!
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[11 - 08 - 09, 09:59 م]ـ
الإخوة الأكارم /
محمد زياد التكلة
أبا قتيبة
أبا زارع المدني
إحسان العتيبي
موسى الكاظم
أبامعاذ اليمني
احمد ابو معاذ
بارك الله فيكم، استفدت من مداخلاتكم.
الأخ الكريم أبا معاذ اليمني، هذا ما كنت أريده
إذن هي بكسر السين المهملة لا بفتحها.
فكما تعلمون أن هذه الأسماء سماعية لا قياسية.
ـ[محمد ناصر الحسينى]ــــــــ[06 - 09 - 09, 11:40 ص]ـ
فى دروس شيخنا الشيخ /هشام البيلى حفظه الله فى التفسير
ينطقها بالكسر ولم ينطقها مرة بالفتح
وهكذا ضبتها منه(162/291)
يا أهل مصر من هو الدكتور ابراهيم الخولي؟؟
ـ[بن موسى]ــــــــ[12 - 08 - 09, 12:09 ص]ـ
السلام عليكم
الدكتور ابراهيم الخولي مدرس في الازهر
نأمل من الاخوة اعطاءنا ترجمة موجزة عنه وشكر الله لكم
وفق الله الجميع
ـ[وليد الأزهري]ــــــــ[29 - 09 - 09, 07:45 ص]ـ
الاسم: إبراهيم محمد عبد الله الخولي
من مواليد: 14/ 5 / 1929م
- تخرج في كلية اللغة العربية بالقاهرة - جامعة الأزهر 1956م.
- حصل على دبلوم عام في التربية وعلم النفس 1957م.
- حصل على دبلوم خاص في التربية 1961م.
- عمل في وزراة التربية والتعليم من 1956م حتى 1968م.
- عين معيداً بكلية اللغة العربية 1968م.
- تدرج في وظائف هيئة التدريس بالكلية (ميعداً، فمدرساً مساعداً، فمدرساً، فأستاذاً مساعداً، فأستاذاً).
- حالياً أستاذ النقد والبلاغة المتفرغ بالكلية.
- أوفد لمدة عامين إلى الجامعة الإسلامية بإسلام أباد.
- أعد وثيقة البيان العالمي لحقوق الإنسان في الإسلام .. الذي أعلن بمقر اليونسكو في باريس - سبتمبر 1981م.
- أعد وثيقة بيان وحدة الأمة الذي أعلن في أحد المؤتمرات الإسلامية في إسلام أباد 1988م.
- وضع مشروع دستور إسلامي (بالمشاركة مع المستشار حمدي عزام نائب رئيس مجلة الدولة المصري) أعلن في إسلام أباد 1983م.
- شارك في العديد من المؤتمرات الأخرى في مصر والبلاد العربية والإسلامية.
من مؤلفاته:
1) السنة بياناً للقرآن.
2) التعريض في القرآن الكريم.
3) التكرار بلاغة.
4) لزوميات أبي العلاء -رؤية بلاغية نقدية-.
5) منهج الإسلام في الحياة من الكتاب والسنة.
6) الجانب النفسي من التفسير البلاغي عند عبد القاهر الجرجاني.
7) مكان النحو من نظرية النظم عند عبد القاهر الجرجاني.
8) مقتضى الحال بين البلاغة القديمة والنقد الحديث.
(منقول من سلسلة الذخائر (186) في المجلد الأول من كتاب: الطراز للعلوي)(162/292)
افتتاح موقع الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن قاسم
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[13 - 08 - 09, 02:26 م]ـ
http://m.ibnqassem.com/ar/
ـ[السليماني]ــــــــ[02 - 09 - 09, 02:54 ص]ـ
بارك الله فيك(162/293)
هل من ترجمة للشيخ اسامة عبد العظيم والشيخ عمر عبدالعزيزحفظهما الله وجزاكم الله خيرا
ـ[محمود اسماعيل]ــــــــ[13 - 08 - 09, 05:00 م]ـ
هل من ترجمة للشيخ اسامة عبد العظيم والشيخ عمر عبدالعزيزحفظهما الله وجزاكم الله خيرا
ـ[الاستاذ]ــــــــ[13 - 08 - 09, 08:25 م]ـ
هو الشيخ الأجل العلامة الأصولي الفقيه المفتي الزاهد العابد أسامة بن عبد العظيم القاهري ... نشأ في بيت علم ودين، فوالده كان من دعاة الجمعية الشرعية في مصر، ثم تدرج الشيخ في سلك التعليم حتى أتم الدراسة في كلية الهندسة، ثم انصرفت همته لتعلم الشريعة، فالتحق بكلية الشريعة في الأزهر،ولكن كان الشيخ أسامة في فترة دراسته كلها نموذجا للشاب الملتزم في عصر قل فيه الملتزمون، فقد كان الشيخ أسامة عبد العظيم ممن يعدون على أصابع اليد من الملتحين في مصر ... وأروي بالسند الصحيح عمن عاين الشيخ في فترة شبابه (وكان ذلك أيام عبد الناصر) وهو يؤذن في كليات جامعة الأزهر وعلى أبوابها، في حين لم يكن أحد يجرؤ على هذا الفعل في ذلك الزمان ...
كان الشيخ أسامة عبد العظيم في فترة الثمانيات أمير المعسكرات الصيفية للجماعة الإسلامية، وهو الاسم العام لكل الجماعات التي كانت تعمل متعاونة متشاركة في كل الأنشطة، ولم تنشطر الجماعات الإسلامية إلا بعد أحداث سبتمبر وأكتوبر وما تلاها ...
كان الشيخ طيلة فترة شبابه معروفا بعلمه وهدوئه وسمته ... أما زهده وعبادته فكان مضرب المثل دوما لا يجادل ولا يماري أحد في مصر (بشهادة كل الجماعات حتى أساتذة الأزهر من الأشاعرة وغيرهم)
أن الشيخ أسامة عبد العظيم هو أعبد أهل مصر ... هذا سمعناه من الجم الغفير ... ثم رأيناه بأعيننا ...
ولنبدأ بسيرة عبادة هذا الرجل .. فإن فيها شحذا لهمم شباب اليوم ... فوالله ما تذوقنا للعبادة طعما وحلاوة إلا في الصلاة خلف هذا الرجل، مع أن صوته صوت عادي، ولكنه يحفظ القرآن عن ظهر قلب، ومسجده يقع في منطقة البساتين أو الشافعي (أي قرب مقبرة الإمام الشافعي رحمه الله) .. وهو من خمس طوابق تمتلئ عن آخرها في رمضان ...
والعجيب أن المسجد يمتلئ بالشباب من كل الشرائح .. يأتون ليتعلموا فنون العبادة وراء هذا العابد ...
يبدأ الشيخ اسامة صلاة التراويح في الساعة العاشرة أو الحادية عشرة مساء ... ثم تستمر صلاته حتى قبيل الظهر بنصف ساعة أو ساعة تقريبا ...
ومن عادة الشيخ أن يصلي أطول ركعتين في التراويح (إحدى عشرة ركعة) في البداية، فكان يصلي أولى الركعتين بأربعة أجزاء وربما بخمسة، وقد حضر الأخوان مرارا الشيخ وهو يقرأ البقرة وآل عمران في ركعة واحدة .. وحضرته مرة وقد قرا صلاة المغرب يوم التاسع من ذي الحجة بسورة الأعراف،يقرأ قراءة بطيئة حزينة، يبكي من خلفه، ويطيل الركوع والسجود ... وكان يختم في التراويح في رمضان
أكثر من ست ختمات .. ثلاث ختمات تقريبا في العشر الأواخر من رمضان ... وكنا نصلي في مسجده الذي يمتلئ بالشباب، وكان الشيخ يقرأ الساعات الطوال فلا يجلس في المسجد إلا القليل ... وقد رأيت بعيني هاتين معوقا (كسيح القدم) يقف تلك الصلاة الطويلة (ساعات) فلا يجلس ... إن الأجواء الإيمانية التي كنا نراها في مسجد الشيخ لا يمكن أن تصفها الكلمات ...
ووجه تميز الشيخ أسامة في عبادته، انه كان صاحب مسئوليات، وكان قليلا ما ينام في ليله ونهاره، وقد حدثني الثقات من المقربين للشيخ أنه ينام في ليالي رمضان ربما ثلاث ساعات فقط ... وهذا ليس ببعيد،فالشيخ يدرس في الجامعة (قسم الدراسات العليا) ويأتي إلى المسجد فيجلس للإفادة والتدريس، ثم يأتي طعام الإفطار ثم يصلي ويجلس مع الإخوان، ولا ينام إلا بعد العشاء قليلا، ثم يبدأ القيام حتى الفجر .. وفي إحدى المرات لم يستطع الأخوان اللحاق بالسحور لطول القيام وعدم انتباه الشيخ يحفظه الله ...
أما من صلى وراءه مباشرة فيعرف كيف يصلي الشيخ، وقد كنت أراه بين الحين والحين فما كانت طريقة صلاته تتغيرمنذ رأيته وحتى فارقته .. يقف وقفة تامة، تستمتع حين تراه يكبر، وحين تراه مطأطئا رأسه بصفة مميزة، ووالله قد علم أجيالا كيف تصلي لله رب العالمين ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/294)
ومعروف عن الشيخ وتلاميذه العبادة والزهد، فملابسه بسيطة، وهيئته تدل على بساطة في كل شيء،حتى سيارته التي كان يرفض مجرد طلاءها بلون جديد ... أما مسجده فعلى الهيئة البسيطة، لا الوان ولا زخارف ... فبمجرد أن تدخل المسجد تشعر أنك في جو يساعدك على الخشوع ...
في كل دروس الشيخ تقريبا حض على قيام الليل وعلى تهذيب النفس، أما طلبة العلم عند الشيخ فلهم مناهج خاصة يتابعهم الشيخ بنفسه ... وقد تخرج على يديه الكثير من الدعاة والعلماء نذكر منهم: الشيخ أسامة كحيل (مدرس في جامعة الأزهر فرع المنيا أو أسيوط - أنا الناسي -) .. ومنهم الشيخ أسامة حامد،والشيخ الأجل محمد الدبيسي حفظهم الله ... وغيرهم بفضل الله كثير ...
كان الشيخ يشترط على من يأتي لطلب العلم أن يحفظ القرآن، بل كان يشترط على كثير ممن أراد الزواج كذلك أن يحفظ القرآن، وكان يعتبر أن شباب الصحوة هم الذي تعين عليهم حفظ القرآن لتقوم الأمة بالفرض الكفائي في حفظه ...
كان يعنى بكتب ابن القيم وابن الجوزي وابن رجب رحمهم الله .. وكانت دروسه كلها تقريبا في شرح كتب هؤلاء الأئمة ...
لا جرم تأثر الشيخ كثيرا بابن القيم وحياته ... ويمكننا أن نلمس هذه الروح الإيمانية التي في كتب ابن القيم متحققة في الشيخ أسامة ....
"ومن مآثر الشيخ أسامة عبد العظيم ومناقبه ما عرف عنه من علم واطلاع وتبحر، وله مجالس إفتاء بعد صلاة الجمعة وبعد درس الأربعاء في مسجده الكائن بمنطقة البساتين، تدل على اطلاع وتبحر ...
هذا فضلا عنه أن الشيخ يدرس مادة أثر القواعد الأصولية في قسم أصول الفقه من الدراسات العليا في كلية الدراسات العربية والإسلامية في جامعة الأزهر ..
وقد ناقش رسالات كثيرة، تميزت مناقشاته بالدقة الشديدة، وقد حضرت مناقشة للدكتوراه بدأت منذ الساعة الصباح، كان الشيخ أسامة عبد العظيم أحد مناقشيها، ولم أتمكن من الحضور حتى مناقشة الشيخ فأخبرني أحد تلامذته أن الشيخ بدأ يناقش الطالب منذ الظهيرة فلم يفرغ إلا في العشاء وكان الفاصل هو القيام للصلوات ...
ودرس الأربعاء للشيخ أسامة من عجائب الأمور ... فهذا الدرس يحضره الآلاف منذ سنين .. ويواظب الشيخ فيه على كتب الرقائق، ويخص بالاهتمام كتب ابن القيم وابن الجوزي وابن رجب رحمهم الله،وأكثر ما يعتني به كتب ابن القيم، وخاصة كتابه: مدارج السالكين وزاد المعاد ورسائل ابن رجب الصغيرة .. وله طريقة في إلقاء الدرس تدل على رسوخه وحاله مع الله ...
وبإمكان الإخوان سماع محاضرة للشيخ موجودة في موقع طريق الإسلام ليتعرفوا على جو الدروس التي كان يلقيها الشيخ ...
أما جهوده الدعوية فمعروفة منذ السبعينيات، وقد كان الشيخ يرأس المعسكرات الطلابية في تلك الفترة وما من أحد عاصر تلك الفترة إلا ويعرف الشيخ أسامة، ولو اعتبرناه شيخ الصحوة في مصر ما أبعدنا النجعة ... كان من أوائل جيل الصحوة، تعرفه كل رؤوس الجماعات الإسلامية في مصر، بما فيهم قادة الجهاد والجماعة الإٍسلامية والإخوان المسلمون وغيرهم ...
وبعد أن أسفرت أحداث مقتل السادات عن اضطرابات أمنية واسعة لم تقف جهود الشيخ الدعوية، بل أنشأ في الأزهر أسرة: شباب الأزهر، انتشرت في كل كليات الأزهر تقريبا، فكان له مريدون في كل كلية من كليات الأزهر ... وكنا نعرف الأخوة المنتمين لهذه الأسرة من هيئاتهم وسمتهم الذي يشبه سمت الشيخ أسامة ودله ... وكانت هذه الأسرة تلتقي في مسجد الشيخ يوم الأربعاء.
هذا بالإضافة إلى جهود طلبة الشيخ ومريديه في جامعات مصر الأخرى مثل جامعة عين شمس وجامعة القاهرة وخاصة كلية دار العلوم ...
وكانت تلك الأسر تقيم معسكرات طلابية في (أيام الرخاء) وكان لها دور كبير بين شباب الجامعات في مصر، وهذا نموذج عملي يدل على كذب ادعاءات بعض المنتقدين للشيخ بأنه يميل للتصوف والدروشة،في حين أن التنظيم الذي كان في جهود الشيخ يفوق تنظيم كثير من القيادات السلفية والجهادية في مصرحتى غدت دعوته راسخة في المجتمع المصري، وله أتباع في كثير من محافظات مصر ... هذا فضلا عن مكانة الشيخ بين علماء الأزهر واحترامهم له ... وهو في هذا كله معلن لسلفيته، مستعلن بانتمائه لأئمة أهل السنة كابن القيم وابن تيمية وغيرهما، وذلك بما تطبعه مكتبته من رسائل ابن رجب والذهبي وابن القيم ...
وجهت انتقادات لطريقة الشيخ أسامة في التربية وفي الدعوة وفي طلب العلم، وإلى موقفه من الحكام،وكل هذه الانتقادات عندي من اختلافات تحقيق المناط بين الدعاة، وليس عقيدة الشيخ ما يؤخذ عليه،وكل ما يقال من ذلك فساقط لا برهان عليه، وهذا شأن الكثير مما يقال في أهل العلم في هذا الزمان.
ومن الشبه المنتشرة عن الشيخ أنه مذهبي متعصب للمذهب الشافعي، ولعمري هذه تهمة بين عوارها، فقد سمعته بأذناي يدرس لطلبته في مسجده أحكام الصيام قبل شهر رمضان من كتاب المغني لابن قدامة الحنبلي ...
أما ما يعترض عليه من عدم مواجهة الحكام في مصر فهي وجهة نظر وطريقة عمل، وليس معنى ذلك أنه قرير العين بما يحدث في مصر ... فمن يسمع دعاءه في خطبه للمسلمين يعرف حرقة هذا الرجل
على أحوال المسلمين ... وشهرة الشيخ بين دعاة مصر السلفيين غنية عن التعريف، وشيخنا محمد حسين يعقوب لا يتكلم عنه إلا بقوله:شيخنا الشيخ اسامة ...
نسأل الله تعالى أن ينفع به ويجعله ذخرا للإسلام والمسلمين ... آمين."
اللهم آمين
منقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/295)
ـ[أحمد سالم السلفي]ــــــــ[14 - 08 - 09, 01:12 ص]ـ
الله أسأل أن يبارك في الشيخ أسامة وأن يطيل عمره وأن يحسن عمله
أما فضيلة الدكتور عمر بن عبد العزيز فهو عالم رباني أحسبه كذلك والله حسيبه من فصيلة الدكتور أسامة عبد العظيم تماما
وهو أستاذ متخصص في مجال مقارنة الأديان بكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر ورأيته بعيني وهو يقبل يد الشيخ الفاضل الدكتور أسامة عبد العظيم
وأحسبه من القلائل الذين يجمعون بين العلم والورع والتقوى ولا نزكيه على الله فبمجرد أن تنظر في وجهه فوالله الذي لا إله إلا هو ترى نور الإيمان والعلم والتقوى والورع
أسأل الله العظيم أن يبارك فيه وفي جميع علمائنا المخلصين
ـ[ابن مطروح]ــــــــ[28 - 08 - 09, 05:31 م]ـ
الشيخ اسامه صاحب افضل برنامج تربوي وهذا باجماع جميع مشايخ الصحوه بمافيهم
الشيخ الدكتور محمد اسماعيل المقدم الذي يثني كثيرا علي الشيخ اسامه عبد العظيم(162/296)
طلب ترجمة الشيخ حمادي محمد بوزيد مفتي تونس السابق
ـ[سبتي جمال]ــــــــ[15 - 08 - 09, 02:14 م]ـ
إخواني في الملتقى السلام عليكم ورحمة اله تعالى وبركاته
أما بعد
أريد ترجمة للشيخ حمادي محمد بوزيد مفتي تونس السابق وهل يمكن الإتصال به
فرجاء من كان عنده عنوانه يرسله إلي
ـ[حمادى محمد بوزيد]ــــــــ[28 - 09 - 09, 09:52 م]ـ
اود السؤال عن الربط بينى وبين مفتى تونس
فانا مجرد طويلب علم صغير في مدبنة بنغازى بليبيا
فلا ادرى من اوحى لللاخ سبتى بذلك ولم اعلم انى مفتى لتونس الا الان (ابتسامة)
ـ[سبتي جمال]ــــــــ[29 - 09 - 09, 12:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أقدم إعتذاري لكل أعضاء وقراء الملتقى وخاصة لأخي حمادي محمد بوزيد عما بدر مني فأنا أقصد كمال جعيط مفتي تونس السابق ولا أدري كيف كتبت إسمك أخي حمادي محمد بوزيد فقد وقع ذالك سهوا وزلة قلم كما يقولون فمعذرة(162/297)
اريد ترجمة للشيح عبد الرزاق البدر
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[16 - 08 - 09, 01:25 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
اريد ترجمة لهذا العالم فقد نظرت في موقعه
http://www.al-badr.net/web/index.php
و لم اجد ترجمته هناك
ـ[ابو عبد الله فيصل]ــــــــ[23 - 08 - 09, 02:37 م]ـ
ننتظر ترجمة الشيخ
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[23 - 08 - 09, 06:46 م]ـ
ننتظر ترجمة الشيخ
لقد وجدت ترجمته علي موقع الاكاديمية الاسلامية
تاريخ الميلاد: 22/ 11/1382هـ
مكان الميلاد: الزلفي.
الجنسية: سعودي.
العنوان: المدينة المنورة
العمل الحالي: عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية
المؤهلات العلمية:
1. الدكتوراه في العقيدة.
المؤلفات والبحوث:
1. فقه الدعية والأذكار.
2. الحج وتهذيب النفوس.
3. تذكرة المؤتي شرح عقيدة عبد الغني المقدسي.
4. شرح حاشية أبي داود.
5. دراسة لأثر مالك في الاستواء.
أشرطة مسموعة:
1. شرح القواعد المثلى.
2. شرح الكلم الطيب.
3. شرح قواعد الأسماء الحسنى لابن القيم.
4. شرح الحاشية لأبن أبي داود.
5. شرح عقيدة عبد الغني المقدسي.
الدروس المقامة في المساجد أو الإذاعة أو التلفزيون:
1. شرح الواسطية لابن تيمية في مسجد الجامع.
العلماء الذين تلقى العلم عنهم:
1. الشيخ عبد المحسن العباد.
2. الشيخ عبد الله الغنيمان.
3. الشيخ علي ناصر فقيهي.
منقول من موقعهم
http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Author&id=360?=Ar (http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Author&id=360&lang=Ar)
ـ[السليماني]ــــــــ[02 - 09 - 09, 02:54 ص]ـ
بارك الله فيك
وكتب الشيخ قيمة مفيدة
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[02 - 09 - 09, 07:27 ص]ـ
وله دروس يلقيها أيام الحج في مسجد الخيف بمنى.
ولعل أحد إخوته المشاركين معنا في الملتقى يتحفنا بسيرة ذاتية عنه.(162/298)
مطلوب ترجمة للشيخين بشر البشر و محمد التويجري.
ـ[بو فوزي]ــــــــ[18 - 08 - 09, 09:35 ص]ـ
بارك الله فيكم ان امكن ان احصل على ترجمة لفضيلة الشيخ بشر بن فهد البشر و آخر أخباره.
و ترجمة لفضيلة الشيخ محمد بن ابراهيم التويجري صاحب كتاب مختصر الفقه الاسلامي.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[18 - 08 - 09, 01:40 م]ـ
نريد ترجمة صاحب مختصر الفقه الاسلامي و أين مسجده و أين مسكنه
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[18 - 08 - 09, 03:48 م]ـ
ونحن في الانتظار(162/299)
وصية الشيخ إبن جبرين
ـ[أبو أدهم السلفي]ــــــــ[18 - 08 - 09, 07:14 م]ـ
في المرفقات وصية الشيخ إبن جبرين لطلبة العلم بالعمل و التبليغ, فهل من مشمر. أرسل لي هذه الوصية أحد الأخوة, و لا أعلم إن كانت هذه الوصية من آواخر ما تكلم به الشيخ أم لا.
رحم الله الشيخ و أسكنه الفردوس الأعلى, و جعلنا الله ممن يعلمون فيعملون, و يحفظون لكل ذي حق حقه.
ـ[أبو ذر عبد الله السلفي]ــــــــ[18 - 08 - 09, 11:02 م]ـ
جزاك الله كل خير و رحم الله الشيخ العلامة
و قد سمعت الشيخ عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله - المفتي يقول كان الشيخ رحمه الله كبير الهمة و كان يطوف على جميع مناطق المملكة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وكان يقيم الدروس و المحاضرات في جميع مناطق الممكلة و أوصى الشيخ - حفظه الله - طلاب العلم أن يتعلموا من همة الشيخ بن جبرين و يأخذوا من حياته الدروس و العبر
ـ[عبدالرحمن محمد العوضي]ــــــــ[20 - 08 - 09, 01:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك لكم و رحم الله بن جبرين
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[20 - 08 - 09, 01:56 م]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[20 - 08 - 09, 03:09 م]ـ
رحم الله الشيخ ابن الجبرين وألحقنا به صالحين
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[05 - 09 - 09, 12:19 ص]ـ
رحم الله شيخنا العلامة الإمام عبدالله الجبرين رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 02:28 ص]ـ
رحِم الله الشيخ َ رحمة ً واسعة ..
الله أكبر ما أجمل هذه الوصية ..
في الحقيقة رأيت ُ رؤيا في الشيخ ابن ِ جبرين قبل يومين .. لكنّي متردد في كتابتها ..
ـ[ابوعمرالتهامي]ــــــــ[10 - 09 - 09, 03:40 ص]ـ
السلام عليكم
هذا جملة ماقاله الشيخ رحمه الله (احملكم ايها التلاميذ العلم الذي لقنتكم فأعرفوة واعملوا به وعليكم ان تنقلوه وتعلموه لمن بعدكم إن يكون لي اجرٌاٌ على تعليمكم وعلى تبليغكم لمن بعدكم) انتهى.
رحمه الله الشيخ رحمة واسعه ولحقنا به في الصالحين
في المرفقات اخر وصية لا بن باز رحمة الله وهو في الرياض.
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[25 - 09 - 09, 03:38 ص]ـ
رحم الله الجميع ....
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[26 - 09 - 09, 11:22 ص]ـ
هذه الجملة وردت في شرح الشيخ لأحد الكتب وكان يعدد فيه أنواع العلماء وأن منهم من يشتغل بالتأليف والتدوين ومنهم من يلقي الدروس ثم يقول لتلاميذه: ((احملكم ايها التلاميذ العلم الذي لقنتكم، فاعرفوه واعملوا به، وعليكم ان تنقلوه وتعلموه لمن بعدكم، ليكون لي اجرٌاٌ على تعليمكم وعلى تبليغكم لمن بعدكم)).
وقد أخرجها أخونا مدير إدارة الصوتيات بالمؤسسة جزاه الله خيرًا
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[27 - 09 - 09, 02:39 م]ـ
رحمة الله عليه.
ـ[محمد السكندري]ــــــــ[27 - 09 - 09, 05:19 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه عن الاسلام والمسلمين خيرا
ـ[سامح الشقيري]ــــــــ[03 - 10 - 09, 07:32 م]ـ
جزاك الله خيرا(162/300)
عندما يجتمع باز وبن عثيمين والألبانى ... أدب العلماء
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[20 - 08 - 09, 05:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة يحكيها الشيخ محمد حسان عن اجتماع المشايخ بن باز وبن عثيمين والألبانى-رحمهم الله تعالى_ فى حجة الشيخ الألبانى الأخيرة
يقول: تصور عندما يجتمع الثلاثة فى مكان واحد ....
كان أمير الجلسة الشيخ بن باز يتلقى الأسئلة إذا كان السؤال متعلقا بأمر فقهى أحاله للشيخ بن عثيمين وإذا كان السؤال متعلقا بمسألة حديثية أحاله للشيخ الألبانى،وإذا السؤال متعلقا بمبحث الأعتقاد أجاب الشيخ بن باز وانتظرنا من يصلى بنا الظهر وكنا فى منى فإذ بالشيخ بن باز يقول للشيخ الألبانى: تقدم يا أبا عبد الرحمن أنت إمامنا
فقال الشيخ بن باز: لا بل أنت شيخنا
فقال الشيخ بن باز: كلنا فى القرآن سواء وأنت أعلمنا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
فتقدم يا أباعبدالرحمن فتقدم
فقال الشيخ الألبانى: ياشيخنا أصلى بصلاة رسول الله أم أخفف
فقال الشيخ بن باز: صلى بنا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
علمنا يا شيخ.
المقطع اسمه أدب ومكانة علماء الإسلام على اليوتيوب لمن أراد المصدر.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[21 - 08 - 09, 01:19 ص]ـ
لم انتبه عند كتابة العنوان ونسيت كلمة "بن" عند ذكر الشيخ بن باز
أرجو من المشرفين تصحيحه
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[21 - 08 - 09, 03:41 م]ـ
والله إني لأتمنى لو خرجت من مالي كله وحضرت ذلك المجلس العظيم، رحم الله أولئك الشموس التي أظلمت الدنيا بفقدهم، وألحقنا بهم في الرفيق الأعلى.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[21 - 08 - 09, 05:31 م]ـ
اللهم آمين
وبارك الله فيك
ـ[ابو ابراهيم امام العربي]ــــــــ[25 - 08 - 09, 02:38 ص]ـ
رحم الله الجميع
جزيت خيرا
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[25 - 08 - 09, 02:50 ص]ـ
وأياك أخى
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[25 - 08 - 09, 02:30 م]ـ
بارك الله فيك
ادب العلماء يحتاج عقودا لتعلمه
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[26 - 08 - 09, 04:12 ص]ـ
بارك الله فيك
أسأل الله أن يرزقنا أدب مثل أدب هؤلاء الأئمة
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[26 - 08 - 09, 04:13 ص]ـ
بارك الله فيك
أسأل الله أن يرزقنا أدب مثل أدب هؤلاء الأئمة(162/301)
وفاة الأستاذ عبدالرحمن المجذوب
ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[20 - 08 - 09, 06:09 م]ـ
توفي الأستاذ عبالرحمن المجذوب حسب ما رأيت في شريط قناة الرسالة, والله أعلم.
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[05 - 09 - 09, 02:50 ص]ـ
رحمة الله رحمة واسعة
لكن من هو؟
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[05 - 09 - 09, 03:11 ص]ـ
[ QUOTE= اسلام سلامة علي جابر;1113084] رحمة الله رحمة واسعة
آمين ..
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[22 - 09 - 09, 07:09 م]ـ
رحمه الله
فلقد تشرفت بزيارته في بيته في حي الميدان وكان ممددا على السرير
وجلسنا جلسة طويلة بحضور ولده
رحمه الله
لقد كان من الشيوخ الكبار المعمرين
ولكن توفي رحمه الله وغادر الدنيا بدون ضجيج ولم يسمع به إلا الأقربون
لقد كان خطيبا مفوها
وداعية ومربيا
وهو من البقية الباقية الذين أدركو الشيخ بدر الدين الحسني والشيخ الدقر والشيخ إبراهيم الغلاييني والشيخ عبد الوهاب دبس وزيت والشيخ حسن حبنكة
رحمه الله وجعل مثواه الجنة
ـ[الفايد]ــــــــ[22 - 09 - 09, 09:01 م]ـ
اللهم ارحمه واغفر له.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[23 - 09 - 09, 09:07 م]ـ
اللهم ارحمه.
ـ[أبو أيوب الجهني]ــــــــ[23 - 09 - 09, 09:14 م]ـ
هو صاحب الكتاب الماتع: "علماء ومفكرون عرفتهم".
رحمه الله تعالى.
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[24 - 09 - 09, 11:06 م]ـ
هو صاحب الكتاب الماتع: "علماء ومفكرون عرفتهم".
رحمه الله تعالى.
لا يا اخي الكريم أبا أيوب ذاك هو الشيخ محمد المجذوب وقد توفي منذ مدة طويلة وهو من منطقة اللاذقية
وأما شيخنا هذا فهو إمام وخطيب جامع المازي في حي الميدان في دمشق
رحمه الله تعالى
وتجد له ترجمة في كتاب تراجم آل الخطيب في دمشق تأليف الشيخ عبد العزيز الخطيب
ـ[صالح محمد العجمي]ــــــــ[25 - 09 - 09, 07:39 ص]ـ
اللهم ارحمه واغفر له.(162/302)
نريد ترجمة للشيخ خالد الشلاحي حفظه الله
ـ[علي تميم]ــــــــ[20 - 08 - 09, 10:00 م]ـ
الشيخ خالد بن ضيف الله الشلاحي له تحقيقات علمية مشهورة منها تحقيقاته على بلوغ المرام، فله أحد يتحفنا بترجمة له؟
ـ[فيّاض]ــــــــ[20 - 08 - 09, 10:31 م]ـ
الذي أعرفه عن الشيخ أنه من سكان مدينة الرس والآن فيما أظن أنه يحضر الدكتوراه في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
والشيخ خالد رجل فاضل صاحب خلق وتواضع جم
ـ[أبو مصعب القصيمي]ــــــــ[21 - 08 - 09, 10:25 م]ـ
وله أيضاً تحقيق، المنتقى من أخبار المصطفى للمجد بن تيمية، يقع في أربع مجلدات.
بارك الله فيك أخي فيّاض على هذا النقل؛ ولكن نريد ترجمة وافية ..
وجزاكم الله خيرا.
ـ[علي تميم]ــــــــ[22 - 08 - 09, 06:39 ص]ـ
جزاكما الله خيرا على مروركما،
هل أحد يتحفنا بترجمة؟(162/303)
وفاة فضيلة الشيخ عبده هتيمي
ـ[محمود صلاح محمد]ــــــــ[24 - 08 - 09, 09:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الموضوع منقول من فرسان السنه
وكتبه الأخ عمر بن الشيخ أبو بكر الحنبلي حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شىء عنده بمقدار
يؤسفني أن أعلمكم جميعا
بنبأ وفاة فضيلة الشيخ عبده هتيمي
فضيلة الشيخ عبده هتيمي امام وخطيب بمدينة المطرية - دقهلية وصاحب برنامجي مع الحبيب وبرنامج أنا المسلم على قناة الرحمة الفضائية
الشيخ عبده هتيمي من أقرب المقربين لفضيلة الشيخ أبوبكر بن الحنبلي ويعلم الله أنني ما رأيت أبي حفظه الله يبكي على أحد كما بكى اليوم على الشيخ عبده هتيمي وكان يقول دائما انه أخي الذي لم تلده أمي
توفى الشيخ عبده الهتيمي
اليوم الاثنين 24/ 8/2009
وسبحان الله الشيخ كان في طريقه ليحضر جنازة واذا بسيارة تصدمه هو ومن كان معه بعد صلاة الفجر فيموت على الفور
لله ما أخذ وله ما أعطى
ـ[شاكر العواجي]ــــــــ[24 - 08 - 09, 09:56 م]ـ
رحمه الله رحمة و اسعة و أسأل الله الكريم أن يجعلك ذلك من حسن خاتمته
ـ[ابو عبدالرحمن محمد العمري]ــــــــ[24 - 08 - 09, 09:57 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمه الله رحمة واسعة، نسأل الله العظيم بمنه وكرمه أن يتغمد الشيخ عبده برحمته ويغفر له ويكرم نُزله ... آمين
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 08 - 09, 01:07 ص]ـ
رحمه الله رحمة واسعة، نسأل الله العظيم بمنه وكرمه أن يتغمد الشيخ عبده برحمته ويغفر له ويكرم نُزله ... آمين
ـ[بن موسى]ــــــــ[25 - 08 - 09, 01:27 ص]ـ
اللهم ارحمه واغفر له
يا ليتني اعرف كل العلماء سبحان الله لا نعرف العالم الا بعد موته
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[25 - 08 - 09, 03:26 ص]ـ
اللهم اغفر له و ارحمه
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[25 - 08 - 09, 04:13 ص]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته::
فكم من عالم مغمور مطمور مطرود لو اقسم على الله لأبره.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[25 - 08 - 09, 04:14 ص]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته::
فكم من عالم مغمور مطمور مطرود لو اقسم على الله لأبره.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[25 - 08 - 09, 04:15 ص]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته::
فكم من عالم مغمور مطمور مطرود لو اقسم على الله لأبره.
ـ[أبو وسام الأزهرى]ــــــــ[26 - 08 - 09, 05:58 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمه الله رحمة واسعة، نسأل الله العظيم بمنه وكرمه أن يتغمد الشيخ عبده برحمته ويغفر له ويكرم نُزله ... آمين
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[26 - 08 - 09, 07:10 ص]ـ
رحمه الله وغفرله وأسكنه فسيح الجنان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=70267&stc=1&d=1251255910
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=70269&stc=1&d=1251256164
http://forums.matariaonline.com/showpost.php?p=131911&postcount=49
ـ[هشام جبر]ــــــــ[26 - 08 - 09, 11:40 ص]ـ
رحم الله الشيخ الجليل وأسكنه فسيح جناته ورفع درجته في عليين ورزقه مرتبة الشهداء ... آمين
وقد كانت الصحف قد أتت بالخبر أمس 4 من رمضان 1430 هـ
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=223749&IssueID=1508
ـ[أبو الاشبال المكى]ــــــــ[28 - 08 - 09, 09:04 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح الجنان(162/304)
احمد محمد شاكر - محمود محمد شاكر -ومحمود شاكر
ـ[احمدالانصارى]ــــــــ[26 - 08 - 09, 03:42 م]ـ
بسم الله
الحمد لله
وصلاة وسلاما على رسول الله
،ـــــــــــــــــــــــــــ
ارجوا من الاخوة
ان يرشدونى الى ترجمة كل من:
1 - الشيخ المحدث احمد محمد شاكر
2 - الاديب محمود محمد شاكر
3 - الكاتب محمود شاكر السورى
ـــــــــــــــ
اين اجد ترجمة الثلاثة
لأنى حصل عندى خلط بينهم
وخلط بين مؤلفاتهم
وجزاكم الله خيرا
ـ[عمر حسن حسين]ــــــــ[29 - 08 - 09, 08:12 م]ـ
العلامة المحدث أحمد محمد شاكر، و العلامة الأديب محمود محمد شاكر إخوة و هما أبناء العلامة القاضي محمد شاكر درسا القرآن على والدهما رحمه الله و الكتب الستة و أظن المسند أيضا ثم اتجه الشيخ أحمد إلى علم الحديث و برع فيه و اشتهر بتحقيقه لمسند الإمام أحمد، بينما اتجه أخوه محمود محمد شاكر للأدب و كان بحق من أدباء أهل السنة أبلى بلاء حسنا في الرد على المستشرقين و أتباعهم و اشتهر بكنيته فهو أبو فهر محمود محمد شاكر و اشتهر بكتابه عن المتنبئ و مقدمته المعنونة بـ ‘‘ ثقافتنا ’’ و نال به جائزة الملك فيصل رحمه الله للآداب و اشتهر بالردود على طه حسين و غيره و له كتاب أباطيل و أسمار و غيره كثير نافع
جدير بالذكر أنهما مصريان و حدثني بعض أساتذتي في الجامعة ممن ذرس في مصر أنهما ينتسبان إلى بعض قبائل الجزيرة العربية.
أما محمود شاكر السوري فلا أعرف عنه الكثير، و بالله التوفيق
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[30 - 08 - 09, 08:58 م]ـ
أما الأول والثاني , فهما شقيقان , أولها المحدث , وثانيهما شيخ العربية ..
ويوجد كتاب واف في سيرتهما لابن لأحدهما بعنوان (من أعلام العصر) ..
أحاول رفعه إن شاء الله إن حصلت عليه ..
ولعلك تجده في المجلس العلمي ..
وأما الثالث , فهو المؤرخ والجغرافي محمود شاكر السوري , وله كتاب جغرافي بعنوان: العالم الإسلامي ..
ـ[مكتب زهير الشاويش]ــــــــ[30 - 08 - 09, 09:15 م]ـ
أما الأول والثاني , فهما شقيقان , أولها المحدث , وثانيهما شيخ العربية ..
ويوجد كتاب واف في سيرتهما لابن لأحدهما بعنوان (من أعلام العصر) ..
أحاول رفعه إن شاء الله إن حصلت عليه ..
ولعلك تجده في المجلس العلمي ..
وأما الثالث , فهو المؤرخ والجغرافي محمود شاكر السوري , وله كتاب جغرافي بعنوان: العالم الإسلامي ..
أخي الكريم: للشيخ محمود شاكر (الحرستاني) السوري اكثر من خمسين كتابا .. وأشهرها موسوعة التاريخ الاسلامي. وكتب في المواضيع الجغرافية والتاريخية والفكرية. حفظه الله ورعاه.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[30 - 08 - 09, 09:28 م]ـ
بارك الله فيك.
ـ[عمر حسن حسين]ــــــــ[01 - 09 - 09, 09:42 م]ـ
أخي الكريم: للشيخ محمود شاكر (الحرستاني) السوري اكثر من خمسين كتابا .. وأشهرها موسوعة التاريخ الاسلامي. وكتب في المواضيع الجغرافية والتاريخية والفكرية. حفظه الله ورعاه.
بارك الله فيكم قد نظرت في شئ من هذه الموسوعة لمما، و صدّقت في نفسي وصف بعض أساتذتنا لعلماء الشام بالموسوعية، ولعلنا يسعفنا الوقت للاستفادة من علمه،
فائدة: كان العلامة القاضي محمد شاكر والد الشيخين أحمد و محمود هو أول من ابتعث من الحكومة المصرية إلينا في السودان في منصب قاضي القضاة و ذلك سنة 1889م و و قام بتدريس صحيح البخاري بالجامع الكبير بأمدرمان حتى ختمه و أثبت ذلك في نسخته الخاصة من صحيح البخاري، و خلفه على منصب قاضي قضاة القطر السوداني الشيخ محمد هارون والد العلامة عبد السلام محمد هارون رحمهم الله.
فائدة ثانية: أخبرني أستاذنا المشار إليه في المشاركة السابقة أن العلامة عبد السلام محمد هارون ابن خالة الشيخين أحمد و محمود ابنا محمد شاكر.
فائدة ثالثة: قال العلامة أبوفهر محود محمد شاكر: ‘‘ لا معنى للانتساب إلى طريقة السلف إلا بأن يتملك السلفي ناصية اللغة و آدابها تملكا يمكنه من الاستمداد المباشر من القرآن و السنة على نفس النهج الذي كان السلف يستمدون به من القرآن و السنة ’’ قلت: أنعم النظر في هذه الفائدة، فمثلها يرحل إليه.
ـ[إياد الطباع]ــــــــ[27 - 09 - 09, 07:01 م]ـ
في الأدبيات المكتوبة قلما تجد الأخوين محموداً وأحمد شاكر إلآ وهو مقرون باسم أبيهم (محمد)، وهذا فائدة في عدم الخلط مع الجغرافي والمؤرّخ الأستاذ (محمود شاكر) الحرستاني، نسبة إلى (حرستا) من ضواحي يف دمشق
ـ[نور أبو مدين]ــــــــ[27 - 09 - 09, 11:03 م]ـ
جدير بالذكر أنهما مصريان و حدثني بعض أساتذتي في الجامعة ممن ذرس في مصر أنهما ينتسبان إلى بعض قبائل الجزيرة العربية.
بل ينتهي نسبهما إلى الحسين بن علي رضي الله عنه، وقد قرأت ذلك في جمهرة مقالات الأستاذ محمود محمد شاكر ولكني عجزت عن استخراج رقم الصفحة الآن.
ـ[عمر حسن حسين]ــــــــ[28 - 09 - 09, 12:12 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي نور أبو مدين، لن أزال ممتنا لك بهذه الفائدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/305)
ـ[احمدالانصارى]ــــــــ[28 - 09 - 09, 08:41 م]ـ
شكرا يا أخوة على الفائدة
واسف لتأخيرى فى الشكر
عفوا
وجزاكم الله خيرا
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 12:12 ص]ـ
العلامة احمد شاكر يكاد يكون اقوى محقق في القرن الرابع عشر
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 12:13 ص]ـ
اضافة للعلامة المعلمي طبعا
ـ[أبو يوسف الأندسى]ــــــــ[12 - 10 - 09, 05:28 ص]ـ
ملحوظة: قال أحد تلامذة الشيخ محمود شاكر أبو فهر أن تفسير الطبرى حققه الشيخ محمود شاكر وحده لكن الشيخ أحمد شاكر وجهه بعض التوجيهات فرأى من العرفان بالجميل أن يضع اسمه معه على التحقيق لاستفادته منه فالشيخ أبو فهر محدث أيضا وحقق الكثير من كتب الأدب كأسرار البلاغة ودلائل الإعجاز للجرجانى ..
ما يميزه رحمه الله أنه جمع بين عدة أشياء:
1 - كتابة المقالات فى الجرائد والمجلات.
2 - التصنيف المفرد فى موضوع كتابه المتنبى.
3 - التحقيق كما ذكرت بل يسميه الكثيرون بشيخ المحققين.
4 - الشيخ شاعر من الطراز الأول لو استمر فى النظم لكان فتحا على العربية ولكنه قال تركت الشعر لمحمود حسن إسماعيل صديقه .. ونشر له من فترة اعصفى يارياح وقصائد أخرى وطبعا الديوان الشهير الجزل الذى يدل على تملكة لزمام اللغة ألا وهو ديوان القوس العذراء.
والشيخ كتب كلاما قيل عنها أجمل ما كتب فى القرن العشرين .. وأختير كتاب المتنبى كأفضل كتاب أدبى فى القرن العشرين وكذلك حصل على جائزة الملك فيصل رحمه الله عن هذا الكتاب.
رحمك الله يا أبا فهر .. يا قلب الأمة النابض وعينها الساهرة وحصنها الحصين إن تكن رحلت إلى ربك راضيا مرضيا فروحك دائما فى قلوبنا يبعث الله بها أموات القلوب بمجرد نظرة فى كتابتك الفخيمة.
ـ[يوسف بن عواد البردي]ــــــــ[12 - 10 - 09, 06:25 م]ـ
رحم الله تعالى علمائنا وجزاهم عن الإسلام واهله الخير كله.
ـ[ابو معاذ البحريني]ــــــــ[13 - 10 - 09, 07:32 م]ـ
جزاك الله خيرا(162/306)
من اعلام السلفيه في مصر (لشيخ علي غلاب)
ـ[ابن مطروح]ــــــــ[28 - 08 - 09, 05:44 م]ـ
بعض اخواني قد لا يعرف الشيخ علي غلاب ربما لانه يرفض التسجيلات والشهره
وهو من مشائخ الدعوه السلفيه الافذاذ المشهود له من كبار المشائخ في مصر
صاحب اسلوب متميز في الالقاء والكتابه والدعوه ,واسع الصدر ,صاحب طرفه احيانا
يغلب عليه الاهتمام بالنواحي التربويه كما يظهر ذلك في خطبه ودروسه ومواعظه
وله رساله في السلفيه بذل فيها مجهود وافر لم يوافق علي طبعها حتي الان
وفي حدود علمي هي من افضل ما كتب في هذا الموضوع وهو صاحب همه عاليه
في الدعوه ويعتبر خطيب مطروح المفوه حيث يخطب الجمعه في مسجده الفاروق
عمر وله خطبه احيانا في مسجد الفتح بالاضافه لخطبه العيد في اكبر مصلى في
المحافظه ودرس اسبوعي يوم الجمعه بمسجد الفتح يتناول فيه موضوعات عده
يركز فيها علي الجانب التربوي وله عده رسائل في هذا المجال ولكن للاسف لا
يوافق علي طبعها حتي الان ومن اشهر مشائخه اللذين تتلمذ علي ايديهم مشائخ
الدعوه السلفيه بالاسكندريه وله عدد كبير من التلاميذ وطلاب العلم اللذين تلقوا علي
يديه الكثير من العلوم مثل الفقه والعقيده حيث قام بتدريس بعض كتب شيخ الاسلام مثل
الواسطيه
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[28 - 08 - 09, 05:46 م]ـ
هل له كتب أو دروس صوتية؟
بارك الله فيك
ـ[ابن مطروح]ــــــــ[29 - 10 - 09, 09:14 ص]ـ
الشيخ له دروس صوتيه وله ابحاث قيمه جدا وخاصه في مجال التربيه
والدعوه وله رساله رائعه جدا في السلفيه زكاها مشايخ الدعوه بالاسكندريه
ولكن حتي الان يرفض الشيخ طبع او تسجيل اي شيء له وترويجه او حتي
وضعه علي النت(162/307)
ترجمة الشيخ المهدي بوعبدلي رحمه الله مؤرخ الجزائر بقلم شيخنا الدكتور يحيى بوعزيز رحمه الله
ـ[الباشا الجزائري]ــــــــ[30 - 08 - 09, 09:16 م]ـ
الشيْخ المهْدِيّ البوعَبْدلِّي
العالم والباحث
بقلم شيخنا الأستاذ الدكتور
يحي بوعزيز رحمه الله
1) مَنْ هو الشيخ المهدي البوعبدلي؟:
الشيخ المهدي البوعبدلي، هو ابن الشيخ بوعبدالله بن عبد القادر، المنحدر مِنْ أسرة عبدالله المغوفل بالشلف، والذي من ضمن أحفاد الإخوة السبعة الذين لازموا الحرب، وواصلوا الجهاد مع الأمير عبد القادر بعد أن تخلَّى عنه عرشهم بالشلف، بسبب حادث مقتل (العربي) المتَّهم بالخيانة والتعامل مع الأعداء.
وقد استوطنوا بالمنطقة الممتدَّة بين (الرَّمْشي) و (الغَزَوات)، واحتضنوا الأمير عبد القادر وناصروه طِوال أربع سنوات، إلى أن أُرغِمَ على الاستسلام، واضطرُّوا بعد ذلك أنْ يبقَوْا حيث هم بالمنطقة، لأنَّ قومهم بالشلف رفضوا قبول عودتهم.
ووُلِد السيد عبد القادر ()، والد الشيخ بوعبدالله، وجدُّ الشيخ المهدي، في (سيدي سفيان)، بـ: (بني خلاَّد)، قرب (هنين)، ومنطقة (ندرومة) عام 1868م، وحفظ جزءًا من القرآن الكريم على والده الشيخ عبد القادر بمسقط الرأس، ثمَّ شدَّ الرِّحال صغيرًا إلى مدينة (فاس)، للالتحاق بمعهد (جامع القرويين)، وفي الطريق اعترضه اللصوص بكبدانة [كذا]، وانتزعوا منه كلَّ ما كان معه من النُّقود والأمتعة، وعرَّوْه حتى مِنْ ألبسته، وتركوه عريانًا، فمرَّ عليه بعض النَّاس وستروه ببعض الألبسة، واقتادوه إلى قاضي المنطقة، السيد (مغنوج)، فشرح له كيف تعرَّض للسرقة والسَّطْوِ مِنْ طرف اللصوص، فعرفهم [بالوصف]، وبعث في الحال في طلبهم، واستعاد منهم ألبسته وأمتعته، ووجَّهه إلى (باشاغا) بلدة (تسولة)، فسأله عن وجهته، فقال له إنه في طريقه إلى (القرويين) بِفاس للدِّراسة، فقال له (الباشاغا): «إنَّك ما تزال صغيرًا»، وأبقاه عنده (أربع سنوات) كاملة، وكلَّف مَنْ يعلِّمه ويُلقِّنه العلوم العربية والدينية واللغوِيَّة، وأتمَّ عنده حفظ القرآن الكريم وتجويده وترتيله، وبعد ذلك وجَّهه إلى قاضي تلمسان الشيخ (أبي بكر شعيب بن علي)، الذي درَّسه علومًا كثيرة، فانتفع بعلومه ومعارفه، وتضلَّع في العربية، وألَّف قصيدة (المقصورة في علم الفرائض والتَّرِكات)، وسلَّمها لشيخه ليطَّلِع عليها، ويُعطِيَ رأيه فيها، فأُعجِبَ بها، وأجابه شِعرًا يُثني عليه ويُطريه، وطلب منه أنْ يشرحها نثْرًا، حتى يتمكَّنَ الناس مِنْ فهمها، وقال له: «إنَّ قومك ليس فيهم مَنْ يقدِرُ على فهمها، فضلاً عنْ شرحها»، ومطلعها:
لك الحمد ربي وارث الأرض والسماء على كلِّ ما أوْلَيْتَ عبدَك مِنْ آلاء
ومِن تلمسان انتقل الشيخ بو عبد الله إلى (المنَاصْرة)، بالغرَّابة في (سيراط)، بين (بطيوة) و (سيق)، وشارك هناك لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم، حتى يجمع مبلغًا من المال لِيُسافِرَ إلى مصر، لإتمام دراسته في (الأزهر الشريف)، فزوَّجه القوم هناك بامرأة منهم، وأسَّس عندهم معهدًا لِتعليم القرآن الكريم، والعلوم العربية والدينية واللغويَّة، واتَّصلَ بالشيخ (سيدي قدُّور بن سليمان) بمستغانم، وأخذ عنه الوِردَ والطريقة الدِّينية الصوفية وتخشَّع.
وعندما تجمَّعَ لديه نصيبٌ من المال، ذهب إلى شيخه بمستغانم وقدَّم له مبلغ أربعين (دورو) كـ: (زيارة)، وطلب منه دعوة الخير، واستأذنه في السفر إلى مصر للدِّراسة في الجامع (الأزهر)، فقال له: «عند الصباح يفتح الله»، وفي الصباح أعاد له نقودَه، وأضاف له عليها مبلغًا آخر مثله، وقال له: «عُدْ إلى أهلك، وتصدَّر هناك للتعليم والتدريس، فَبِلادُك بِحَاجَةٍ إليك، وكلُّ علوم الأزهر عندك»، فامتثل أمره، مِثلما امتثل ابن باديس لشيخه بالمدينة المنورة عندما أراد البقاء هناك، فطلب منه العودة إلى الجزائر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/308)
عاد الشيخ بوعبدالله إلى (المناصرة)، ومنها انتقل إلى (بطيوة)، وفتح الله عليه، ووفَّقَه، فبنى بها زاوية وشرع في التعليم والتدريس للكِبار، وتحفيظ القرآن الكريم للأطفال الصِّغار، ووَفَدَ عليه التلاميذ والطلبة من مختلف أنحاء الوطن، مِنْ (مليانة) شرقًا، إلى (الغَزَوات) غربًا، ومن (مَنْداس) إلى (مازونة)، وتخرَّجت على أيديه أجيال من الطلبة والعلماء والعارفين، خاصَّة أهالي (مليانة) الذين لهم الحظ الأوفر عنده.
وقد زاره في (بطيوة) الشيخ عبد الحميد بن باديس، وثلَّة من العلماء والصلحاء، وتحاوروا معه طويلاً، إلى أن وقفَ الشيخُ عبد الحميد بن باديس، وقال لهم: «كفى، الرَّجلُ عَالِمٌ، الرَّجلُ عالمٌ، الرَّجلُ عالِمٌ»، هكذا كرَّرها ثلاث مرَّات.
وقد أنشد الشيخ بوعبدالله قصيدة عصماء بليغة في هذه الزيارة الميمونة، نشرها الشيخ باديس في مجلة: (الشِّهاب)، على اثني عشر مقطعًا، في اثني عشر عددًا لبلاغتها.
وعندما خرج الشيخ البشير الإبراهيمي مِنْ منفاه في مدينة (أفلو)، أنشد فيه قصيدةً عصماء، وأرسلَها إليه، وبِما أنَّ (البصائر) كانت متوَقِّفَة، فلم ينشرها الشيخ البشير للأسف الشديد، ولا أحد يعرف مصدرها الآن.
وقد أكَّد لنا الشيخ (امْحَمَّد بن داود)، تلميذ الشيخ بوعبدالله الذي لازمه، وعلَّم في زاويته بـ: (بطيوة) اثني عشر عامًا، بأنَّ شيخه بوعبدالله له تراثٌ فكريٌّ وأدبيٌّ كبير، ووعَدَنا بالاطِّلاع عليه، والسعي في دراسته ونشره، وتمنَّى أن يتمَّ ذلك لإبراز دور العلماء، أو (جنود الخفاء)، في نشر العلم والفكر، والثقافة والتربية، والتعليم والأخلاق الفاضلة والطاهرة.
2) ميلاد الشيخ المهدي وتفقُّهه:
في هذا الجوِّ العلمي والفكريِّ والأدبيِّ، وفي عام 1907م وُلِدَ ونشأ الشيخ المهدي البوعبدلي، وتتلمذَ على أبيه مدَّة من الزمن، ثمَّ شدَّ الرِّحال إلى (مازونة)، وأخيرًا إلى (الزيتونة) في تونس، خلال عقد الثلاثينات، عِوَض (القرويِّين) بفاس.
وكان من ضمن رفاقه هناك الشيخ أحمد حماني، والشيخ علي المغربي، وآخرون كثيرون، في (الجامعة الزيتونية) التي كانت قِبلةَ للطلبة الجزائريين، بعد أنْ سُدَّت في وجوههم هنا بالجزائر أبواب العلم والمعرفة والتعليم، من طرف الإدارة الفرنسية الاستعمارية الخبيثة، والماكرة والحقودة.
و (الزيتونة) كما يعرف الجميع، كانت الدِّراسة فيها حيوِيَّة ونشيطة ومُنفتِحة، على عكس (القروِيِّين) بفاس، التي تُركِّزُ أساسًا على الفقهيَّات والشريعة، ولهذا اختار الشيخ المهدي تونس و (الزيتونة) البعيدة عنه، بدل فاس و (القروِيِّين) القريبة منه، وشذَّ على كثير من مُعاصريه في المنطقة، وهناك تثقَّف الشيخ المهدي، وطعَّمَ ثقافتَه بالدِّراسات الأدبية والفلسفية، وتعرَّف على عدَدٍ كبير من الرِّفاق والزُّملاء، الذين سيُصبِحون مثله علماء وأدباء وفقهاء وشعراء ومفكرين.
وعندما عاد الشيخ (المهدي) إلى الجزائر، اشتغل (مُفتِيًا) في (بِجاية) سنواتٍ طويلة، بفضل تفقُّهه وتضلُّعه في العلوم الشرعية، وتمكَّن مِن جمع ثروة هائلة من المخطوطات والرسائل والدِّراسات، مِنْ ضمنها: مكتبة (الباي القُلِّي)، التي كانت في حوزة إحدى العائلات هناك.
ومِنْ (بجاية) انتقل الشيخ (المهدي) إلى مدينة (الشلف) يُمارس نفس الوظيفة (مفتِيًا) إلى ما بعد اندلاع (ثورة أول نوفمبر 1954م)، ليلتجئَ خلالها إلى (المغرب الأقصى)، حتى استعادة الاستقلال الوطني، عام 1962م.
وبعد وفاة والده الشيخ (بوعبدالله)، يوم 4نوفمبر 1954م، خلفه في رئاسة الزاوية والطريقة الشيخ (عبد البر) حتى وفاته عام 1974م بالمدينة المنورة، فخلفه أخوه الشيخ (المهدي) [المُتحَدَّث عنه] في منصبه، واستمرَّت الزاوية في أداء رسالتها الدينية والتربويَّة، حيث يتِمُّ تحفيظ القرآن الكريم في جناح خاص، وتعليم العلوم العربية والشرعية واللغوية في جناح آخر للطلبة المسافرين، الذين يتكفَّل بهم وبِإطعامهم سُكَّان القرية، صباحًا ومساءً، حسب العادة الموروثة منذ تأسيس الزاوية، وقد أكَّدَ لنا الشيخ (المهدي) نفسه (رحمه الله) بعد وفاة شقيقه الشيخ (عبد البر) بأنه مضطرٌّ للتَّفرُّغ للزاوية، حتى تستمِرَّ في رسالتها الدينية والتربوية.
3) الشيخ المهدي الدَّارسُ والباحِث:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/309)
يمتاز الشيخ (المهدي البوعبدلي) عن غيره من شيوخ الطُّرُق .... () وذلك بِفضْل دراسته الزيتونية، ومرافقته ومصاحبته للحركة الطُّلابية هناك سنوات طويلة، في إطار (جمعية الطلبة الجزائريين)، وسمح له منصبه كـ: (مفتي) في (بجاية)، و (الشلف)، أنْ يُوسِّع ثقافته أكثر، ويُرَقِّيها بِواسطة اقتنائه لِكُتُب التراث، مِنْ مخطوطات ورسائل وكُتُب وتقارير، فقهية وأدبية وتشريعية وأصولية ولغوية وتاريخية.
وبعد استعادة الاستقلال الوطني عام 1962م، عُيِّنَ عضوًا في (المجلس الأعلى الإسلامي)، وانكبَّ على البحث والدِّراسة، وجمع الكُتُب والمخطوطات والرسائل والجرائد والمجلاَّت، مِنْ مختلف المظانّ، وتفرَّغ للبحث والدِّراسة والكتابة، وتحقيق الكتُب والمخطوطات، ومِنْ حظه في هذا الميدان، وحظِّ غيره [ومنهم مُحدِّثكم هذا]، احتضان الباحث والوزير المرحوم مولود قاسم نايت قاسم له، وظهور مجلَّتَيْ: (الأصالة) و (الثقافة)، التي كانت السبب والوسيلة لِنشر المقالات والدِّراسات المختلِفة، والمُتخصِّصة خلال عقدَي (السبعينات) و (الثمانينات)، وانتشار ظاهرة عقد الملتقيات الفكرية الإسلامية، وغير الإسلامية عبر أرجاء مختلف المُدُن الجزائرية، والتي ساعدت الباحثين على الكتابة والإبداع والإنتاج الفكري والعلمي والأدبي، والمعرفي بِصفة عامَّة.
4) كيفَ تعرَّفْنا على الشيخ المهدي البوعبدلي؟
وهنا لابدَّ من الإشارة إلى كيفية حصول التعارف بيننا وبين الشيخ (المهدي البوعبدلي)، ففي بداية عقد الستينات، بدأت تصِلُ إلينا أخبار نشاطاته الفكرية والثقافية، وكان أوَّلها محاضرته حول الأتراك العثمانيِّين، بِإحدى قاعات (سينيما) وهران، ولم نحضرها، وكانت القاعة هي (الإيسكوريال) في شارع الأمير عبد القادر، وشاهدناه لأول مرَّة في مقهى (الطايطون فيل) بالجزائر العاصمة، صحبة الباحثة والمفكِّرة المصرية القديرة الدكتورة (عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ، التي صرَّحت آنذاك بأنها جاءت إلى الجزائر لِتَحُجَّ، وتُشاهِد بأمِّ عينها معجزات شهداء ومجاهدي (ثورة نوفمبر) [1954م ـ 1962م].
وبعد ذلك تعرَّفنا على بعضنا البعض، وتوثَّقَتْ الصِّلةُ بيننا خلال ملتقَيات الفكر الإسلامي، والملتقيات الوطنية الأخرى، التي كانت تُنَظَّم عبر ولايات الوطن، وقد حرص الأستاذ المرحوم مولود قاسم علينا أن نواصِلَ النشر في (مجلة الأصالة)، وكانت اهتمامات الشيخ المهدي منصبَّة على التاريخ والشعر الملحون أساسًا، تبعًا للتُّراث الذي جمعه في مكتبته الخاصَّة، ودرسه واطَّلَعَ عليه، وقد حكى لنا مِرارًا وتِكرارًا، كيف كان يجمع هذا التراث، وأنه كثيرًا ما يضطرُّ لبيع بعض حوائجه، وبعض القِطع الأرضية، لِيَشترِيَ بأثمانها المخطوطات والوثائق، وأنه عندما يُسافِر إلى (العاصمة) أو (قسنطينة) أو (بجاية) يتجوَّل في أحيائها العتيقة للبحث على هذه المخطوطات، وشراء ما يُمكِنُ شراؤه، وقد اشترى في (بجاية) مكتبة (باي قسنطينة) أحمد القلِّي، كما ذكرنا ذلك سابِقًا.
ولم يكتَفِ بهذا، فشرح لنا شخصِيًّا أسباب اهتمامه بالبحث الفكري والأدبي والثقافي بصفة عامَّة، وقال: «إنَّ شيوخ الزوايا في عهد الاستعمار الفرنسي، ليس لهم مجالٌ آخر غير تحفيظ القرآن الكريم، وتعليم العلوم العربية، والدينية واللغويَّة، ومُمارسة السُّلوك الصوفي، وبعد الاستقلال الوطني عام 1962م، تجاوز الزمن هذا الاتِّجاه، وأصبح التعليم في أيدي الدولة الوطنية، تتكفَّلُ به وترعاه وتُوَجِّهه، وصار الإقبال على الزوايا محدودًا جِدًّا، وصار الناس لا يقبلون على النهج الصوفي الذي تجاوزه الزمن»، ولذلك رأى مِنْ واجبه أنْ يتَّجِه للبحث والدِّراسة والتأليف في التاريخ والتُّراث، ولإلقاء المحاضرات، والمشاركة في النَّدوات والملتقيات، ولقد أحسن صُنْعًا (على أيِّ حال) بعلمه هذا، فأفاد نفسَه وأمَّتَه وتاريخ بِلاده، وتُراثها الفكري والحضاري بصِفةٍ عامة، وأثار اهتمام الباحثين في الشِّعر، وبِشُعراء الملحون، أمثال: (ابن خلُّوف)، و (ابن السويكت)، و (ابن خميس)، وبدولة (مغراوة)، وحقَّق ونشر كِتابيْن مُهمَّيْن عن تاريخ وهران عام 1978م، هما:
(أوَّلاً): دليل الحيران وأنيس السهران في أخبار مدينة وهران، للشيخ القاضي محمد بن يوسف الزيَّاني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/310)
(ثانِيًا): الثغر الجُماني في ابتسام الثغر الوهراني، للشيخ محمد بن سحنون الراشدي.
وتوَلَّت وزارة التعليم الأصلي والشؤون الدينية طبعهما، في عهد المرحوم مولود قاسم، وقد أَطْلَعَنا على مقدِّمة (الثغر الجُماني) قبْلَ أنْ يُقدِّمَه إلى الطبع في منزله بـ: (بطيوة)، في إحدى زياراتنا له (رحمه الله)، وكان ظهور هذيْن الكتابيْن مِنَ الحوافِز التي دفعتْنا لِتحقيق ونشر كتاب (طلوع سعد السعود في أخبار وهران ومخزنها الأسود)، [تأليف الأغا بن عودة المزاري، طُبِع بدار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى سنة1990م].
وعندما حملنا إليه نسخة من هذا الكتاب قبل وفاته بِعِدَّة أشهر، وكان مُلازِمًا للفِراش، سُرَّ كثيرًا، وضحك وتبسَّم وهو يحتضِنُ الكتاب، ولسانُ حاله يقول: «لقد حملتَ إليَّ ما يُؤنسني في هذا السرير الذي لا أستطيع مغادرته».
5) ما أفادنا به الشيخ مِنْ وثائق:
قدَّم لنا الشيخ المهدي عددًا من الرسائل والوثائق، ومجموعة أوراقٍ لِمخطوطات عديدة، ما يزال البعض منها مركونًا عندنا لِصعوبة قراءتها بِسبب رداءة التصوير، وهناك ثلاثة وثائق لها أهمِّية خاصة هي:
(أوَّلاً): رسالة الشيخ عزيز بن الشيخ الحدَّاد، من (كاليدونيا الجديدة) بالمحيط الهادي، إلى أحد أقرِبائه في الجزائر، بتاريخ جوان 1877م، وقد تحصَّل عليها يوم أنْ كان مفتيًا بـ: (بجاية)، وأفادتنا هذه الرسالة الطويلة بِعَدَدٍ من الأشياء والأحداث التاريخية، ومنها عدد الجزائريين المَنفيين إلى (كاليدونيا الجديدة)، وعدد الأوروبيِّين، وبرنامج إطلاق سراحهم من هناك، وإعادتهم إلى أوطانهم.
(ثانيًا): رسالة الشيخ محي الدِّين والِد الأمير عبد القادر من (طرابلس الغرب)، إلى أحد أقاربه من (العبيد) الغرَّابة، قرب مدينة (سيق) عام 1828م، وعلَّق الشيخ المهدي عليها، وذكر بأنه بعثها من هناك، وهو في طريقه من الحج إلى الجزائر.
(ثالثًا): منشور الأمير عبد القادر الذي برَّر فيه محاربته للشيخ (التيجاني)، بـ: (عين ماضي) عام 1838م، ومن الصُّدف الحسنة أنَّنا عندما نشرنا هذا المنشور، ورسالة الشيخ محي الدِّين في (المجلَّة التاريخية التونسية)، وجدنا الشيخ (مصطفى بن التهامي) يتحدَّث على هذا المنشور في كتابه الذي ألَّفه في (قصر أمبواز)، مع الأمير عبد القادر، وحقَّقناه ونشرناه في (دار الغرب الإسلامي) عام 1995م، تحت عنوان: (سيرة الأمير عبد القادر وجهاده)، لأنَّ المنشور كما سلَّمه لنا الشيخ المهدي، لا يحمِلُ اسم صاحبه، إذ اكتفى فيه وقال: «هذه نسخة من رسالة الأمير»، وقد نشرنا هذا المقال في الكتاب الذي حقَّقناه تعميمًا للفائدة.
6) محاولة الشيخ المهدي لتنظيم مكتبته:
حاول الشيخ (المهدي) في السنوات الأخيرة مِنء عمره أنْ يُنظِّم مكتبته، ويُفهرِسها، وشرعَ في ترتيب الوثائق و [ترتيبها] (؟)، ولكنَّ المرض أنهكه على ما يبدو، وحدَّثنا بنفسه عن هذه المحاولة، وتشجيعِ الأستاذ (المرحوم) مولود قاسم له.
ولكن للأسف لم يُقَدَّر له أن يُتِمَّ ذلك، فبقِيَتْ كما شاهدناها في الرُّفوف، في إحدى زيارتنا له مع عددٍ مِنَ الباحثين مِن (المغرب) و (الجزائر).
وبالمناسبة، فقد حدَّثنا في إحدى المرَّات، عندما سمِع إشاعةً يقول بأنَّ إحدى الجِهات الرسمية تسعى لِتأميمها، وقال: «لو يحدُثُ أنْ تُقدِم هذه الجهة على هذا الفعل، فسأحرِقها، إذ كيف يصِحُّ أن أتعب على شيء وأبذُلَ فيه مالي وصِحَّتي وأوقاتي الثمينة، ثمَّ تأتي جهة ما لِتُؤَمِّمَها، وتُصادِرَها منِّي»، وهو على حقٍّ في ذلك مِن كلِّ الوجوه.
وهران: حي (جمال الدِّين)
الأستاذ الدكتور: يحيى بوعزيز(162/311)
ترجمة الشيخ المهدي بوعبدلي رحمه الله مؤرخ الجزائر بقلم شيخنا الدكتور يحيى بوعزيز رحمه الله
ـ[الباشا الجزائري]ــــــــ[30 - 08 - 09, 09:21 م]ـ
الشيْخ المهْدِيّ البوعَبْدلِّي
العالم والباحث
بقلم شيخنا الأستاذ الدكتور
يحي بوعزيز رحمه الله
1) مَنْ هو الشيخ المهدي البوعبدلي؟:
الشيخ المهدي البوعبدلي، هو ابن الشيخ بوعبدالله بن عبد القادر، المنحدر مِنْ أسرة عبدالله المغوفل بالشلف، والذي من ضمن أحفاد الإخوة السبعة الذين لازموا الحرب، وواصلوا الجهاد مع الأمير عبد القادر بعد أن تخلَّى عنه عرشهم بالشلف، بسبب حادث مقتل (العربي) المتَّهم بالخيانة والتعامل مع الأعداء.
وقد استوطنوا بالمنطقة الممتدَّة بين (الرَّمْشي) و (الغَزَوات)، واحتضنوا الأمير عبد القادر وناصروه طِوال أربع سنوات، إلى أن أُرغِمَ على الاستسلام، واضطرُّوا بعد ذلك أنْ يبقَوْا حيث هم بالمنطقة، لأنَّ قومهم بالشلف رفضوا قبول عودتهم.
ووُلِد السيد عبد القادر ()، والد الشيخ بوعبدالله، وجدُّ الشيخ المهدي، في (سيدي سفيان)، بـ: (بني خلاَّد)، قرب (هنين)، ومنطقة (ندرومة) عام 1868م، وحفظ جزءًا من القرآن الكريم على والده الشيخ عبد القادر بمسقط الرأس، ثمَّ شدَّ الرِّحال صغيرًا إلى مدينة (فاس)، للالتحاق بمعهد (جامع القرويين)، وفي الطريق اعترضه اللصوص بكبدانة [كذا]، وانتزعوا منه كلَّ ما كان معه من النُّقود والأمتعة، وعرَّوْه حتى مِنْ ألبسته، وتركوه عريانًا، فمرَّ عليه بعض النَّاس وستروه ببعض الألبسة، واقتادوه إلى قاضي المنطقة، السيد (مغنوج)، فشرح له كيف تعرَّض للسرقة والسَّطْوِ مِنْ طرف اللصوص، فعرفهم [بالوصف]، وبعث في الحال في طلبهم، واستعاد منهم ألبسته وأمتعته، ووجَّهه إلى (باشاغا) بلدة (تسولة)، فسأله عن وجهته، فقال له إنه في طريقه إلى (القرويين) بِفاس للدِّراسة، فقال له (الباشاغا): «إنَّك ما تزال صغيرًا»، وأبقاه عنده (أربع سنوات) كاملة، وكلَّف مَنْ يعلِّمه ويُلقِّنه العلوم العربية والدينية واللغوِيَّة، وأتمَّ عنده حفظ القرآن الكريم وتجويده وترتيله، وبعد ذلك وجَّهه إلى قاضي تلمسان الشيخ (أبي بكر شعيب بن علي)، الذي درَّسه علومًا كثيرة، فانتفع بعلومه ومعارفه، وتضلَّع في العربية، وألَّف قصيدة (المقصورة في علم الفرائض والتَّرِكات)، وسلَّمها لشيخه ليطَّلِع عليها، ويُعطِيَ رأيه فيها، فأُعجِبَ بها، وأجابه شِعرًا يُثني عليه ويُطريه، وطلب منه أنْ يشرحها نثْرًا، حتى يتمكَّنَ الناس مِنْ فهمها، وقال له: «إنَّ قومك ليس فيهم مَنْ يقدِرُ على فهمها، فضلاً عنْ شرحها»، ومطلعها:
لك الحمد ربي وارث الأرض والسماء على كلِّ ما أوْلَيْتَ عبدَك مِنْ آلاء
ومِن تلمسان انتقل الشيخ بو عبد الله إلى (المنَاصْرة)، بالغرَّابة في (سيراط)، بين (بطيوة) و (سيق)، وشارك هناك لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم، حتى يجمع مبلغًا من المال لِيُسافِرَ إلى مصر، لإتمام دراسته في (الأزهر الشريف)، فزوَّجه القوم هناك بامرأة منهم، وأسَّس عندهم معهدًا لِتعليم القرآن الكريم، والعلوم العربية والدينية واللغويَّة، واتَّصلَ بالشيخ (سيدي قدُّور بن سليمان) بمستغانم، وأخذ عنه الوِردَ والطريقة الدِّينية الصوفية وتخشَّع.
وعندما تجمَّعَ لديه نصيبٌ من المال، ذهب إلى شيخه بمستغانم وقدَّم له مبلغ أربعين (دورو) كـ: (زيارة)، وطلب منه دعوة الخير، واستأذنه في السفر إلى مصر للدِّراسة في الجامع (الأزهر)، فقال له: «عند الصباح يفتح الله»، وفي الصباح أعاد له نقودَه، وأضاف له عليها مبلغًا آخر مثله، وقال له: «عُدْ إلى أهلك، وتصدَّر هناك للتعليم والتدريس، فَبِلادُك بِحَاجَةٍ إليك، وكلُّ علوم الأزهر عندك»، فامتثل أمره، مِثلما امتثل ابن باديس لشيخه بالمدينة المنورة عندما أراد البقاء هناك، فطلب منه العودة إلى الجزائر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/312)
عاد الشيخ بوعبدالله إلى (المناصرة)، ومنها انتقل إلى (بطيوة)، وفتح الله عليه، ووفَّقَه، فبنى بها زاوية وشرع في التعليم والتدريس للكِبار، وتحفيظ القرآن الكريم للأطفال الصِّغار، ووَفَدَ عليه التلاميذ والطلبة من مختلف أنحاء الوطن، مِنْ (مليانة) شرقًا، إلى (الغَزَوات) غربًا، ومن (مَنْداس) إلى (مازونة)، وتخرَّجت على أيديه أجيال من الطلبة والعلماء والعارفين، خاصَّة أهالي (مليانة) الذين لهم الحظ الأوفر عنده.
وقد زاره في (بطيوة) الشيخ عبد الحميد بن باديس، وثلَّة من العلماء والصلحاء، وتحاوروا معه طويلاً، إلى أن وقفَ الشيخُ عبد الحميد بن باديس، وقال لهم: «كفى، الرَّجلُ عَالِمٌ، الرَّجلُ عالمٌ، الرَّجلُ عالِمٌ»، هكذا كرَّرها ثلاث مرَّات.
وقد أنشد الشيخ بوعبدالله قصيدة عصماء بليغة في هذه الزيارة الميمونة، نشرها الشيخ باديس في مجلة: (الشِّهاب)، على اثني عشر مقطعًا، في اثني عشر عددًا لبلاغتها.
وعندما خرج الشيخ البشير الإبراهيمي مِنْ منفاه في مدينة (أفلو)، أنشد فيه قصيدةً عصماء، وأرسلَها إليه، وبِما أنَّ (البصائر) كانت متوَقِّفَة، فلم ينشرها الشيخ البشير للأسف الشديد، ولا أحد يعرف مصدرها الآن.
وقد أكَّد لنا الشيخ (امْحَمَّد بن داود)، تلميذ الشيخ بوعبدالله الذي لازمه، وعلَّم في زاويته بـ: (بطيوة) اثني عشر عامًا، بأنَّ شيخه بوعبدالله له تراثٌ فكريٌّ وأدبيٌّ كبير، ووعَدَنا بالاطِّلاع عليه، والسعي في دراسته ونشره، وتمنَّى أن يتمَّ ذلك لإبراز دور العلماء، أو (جنود الخفاء)، في نشر العلم والفكر، والثقافة والتربية، والتعليم والأخلاق الفاضلة والطاهرة.
2) ميلاد الشيخ المهدي وتفقُّهه:
في هذا الجوِّ العلمي والفكريِّ والأدبيِّ، وفي عام 1907م وُلِدَ ونشأ الشيخ المهدي البوعبدلي، وتتلمذَ على أبيه مدَّة من الزمن، ثمَّ شدَّ الرِّحال إلى (مازونة)، وأخيرًا إلى (الزيتونة) في تونس، خلال عقد الثلاثينات، عِوَض (القرويِّين) بفاس.
وكان من ضمن رفاقه هناك الشيخ أحمد حماني، والشيخ علي المغربي، وآخرون كثيرون، في (الجامعة الزيتونية) التي كانت قِبلةَ للطلبة الجزائريين، بعد أنْ سُدَّت في وجوههم هنا بالجزائر أبواب العلم والمعرفة والتعليم، من طرف الإدارة الفرنسية الاستعمارية الخبيثة، والماكرة والحقودة.
و (الزيتونة) كما يعرف الجميع، كانت الدِّراسة فيها حيوِيَّة ونشيطة ومُنفتِحة، على عكس (القروِيِّين) بفاس، التي تُركِّزُ أساسًا على الفقهيَّات والشريعة، ولهذا اختار الشيخ المهدي تونس و (الزيتونة) البعيدة عنه، بدل فاس و (القروِيِّين) القريبة منه، وشذَّ على كثير من مُعاصريه في المنطقة، وهناك تثقَّف الشيخ المهدي، وطعَّمَ ثقافتَه بالدِّراسات الأدبية والفلسفية، وتعرَّف على عدَدٍ كبير من الرِّفاق والزُّملاء، الذين سيُصبِحون مثله علماء وأدباء وفقهاء وشعراء ومفكرين.
وعندما عاد الشيخ (المهدي) إلى الجزائر، اشتغل (مُفتِيًا) في (بِجاية) سنواتٍ طويلة، بفضل تفقُّهه وتضلُّعه في العلوم الشرعية، وتمكَّن مِن جمع ثروة هائلة من المخطوطات والرسائل والدِّراسات، مِنْ ضمنها: مكتبة (الباي القُلِّي)، التي كانت في حوزة إحدى العائلات هناك.
ومِنْ (بجاية) انتقل الشيخ (المهدي) إلى مدينة (الشلف) يُمارس نفس الوظيفة (مفتِيًا) إلى ما بعد اندلاع (ثورة أول نوفمبر 1954م)، ليلتجئَ خلالها إلى (المغرب الأقصى)، حتى استعادة الاستقلال الوطني، عام 1962م.
وبعد وفاة والده الشيخ (بوعبدالله)، يوم 4نوفمبر 1954م، خلفه في رئاسة الزاوية والطريقة الشيخ (عبد البر) حتى وفاته عام 1974م بالمدينة المنورة، فخلفه أخوه الشيخ (المهدي) [المُتحَدَّث عنه] في منصبه، واستمرَّت الزاوية في أداء رسالتها الدينية والتربويَّة، حيث يتِمُّ تحفيظ القرآن الكريم في جناح خاص، وتعليم العلوم العربية والشرعية واللغوية في جناح آخر للطلبة المسافرين، الذين يتكفَّل بهم وبِإطعامهم سُكَّان القرية، صباحًا ومساءً، حسب العادة الموروثة منذ تأسيس الزاوية، وقد أكَّدَ لنا الشيخ (المهدي) نفسه (رحمه الله) بعد وفاة شقيقه الشيخ (عبد البر) بأنه مضطرٌّ للتَّفرُّغ للزاوية، حتى تستمِرَّ في رسالتها الدينية والتربوية.
3) الشيخ المهدي الدَّارسُ والباحِث:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/313)
يمتاز الشيخ (المهدي البوعبدلي) عن غيره من شيوخ الطُّرُق .... () وذلك بِفضْل دراسته الزيتونية، ومرافقته ومصاحبته للحركة الطُّلابية هناك سنوات طويلة، في إطار (جمعية الطلبة الجزائريين)، وسمح له منصبه كـ: (مفتي) في (بجاية)، و (الشلف)، أنْ يُوسِّع ثقافته أكثر، ويُرَقِّيها بِواسطة اقتنائه لِكُتُب التراث، مِنْ مخطوطات ورسائل وكُتُب وتقارير، فقهية وأدبية وتشريعية وأصولية ولغوية وتاريخية.
وبعد استعادة الاستقلال الوطني عام 1962م، عُيِّنَ عضوًا في (المجلس الأعلى الإسلامي)، وانكبَّ على البحث والدِّراسة، وجمع الكُتُب والمخطوطات والرسائل والجرائد والمجلاَّت، مِنْ مختلف المظانّ، وتفرَّغ للبحث والدِّراسة والكتابة، وتحقيق الكتُب والمخطوطات، ومِنْ حظه في هذا الميدان، وحظِّ غيره [ومنهم مُحدِّثكم هذا]، احتضان الباحث والوزير المرحوم مولود قاسم نايت قاسم له، وظهور مجلَّتَيْ: (الأصالة) و (الثقافة)، التي كانت السبب والوسيلة لِنشر المقالات والدِّراسات المختلِفة، والمُتخصِّصة خلال عقدَي (السبعينات) و (الثمانينات)، وانتشار ظاهرة عقد الملتقيات الفكرية الإسلامية، وغير الإسلامية عبر أرجاء مختلف المُدُن الجزائرية، والتي ساعدت الباحثين على الكتابة والإبداع والإنتاج الفكري والعلمي والأدبي، والمعرفي بِصفة عامَّة.
4) كيفَ تعرَّفْنا على الشيخ المهدي البوعبدلي؟
وهنا لابدَّ من الإشارة إلى كيفية حصول التعارف بيننا وبين الشيخ (المهدي البوعبدلي)، ففي بداية عقد الستينات، بدأت تصِلُ إلينا أخبار نشاطاته الفكرية والثقافية، وكان أوَّلها محاضرته حول الأتراك العثمانيِّين، بِإحدى قاعات (سينيما) وهران، ولم نحضرها، وكانت القاعة هي (الإيسكوريال) في شارع الأمير عبد القادر، وشاهدناه لأول مرَّة في مقهى (الطايطون فيل) بالجزائر العاصمة، صحبة الباحثة والمفكِّرة المصرية القديرة الدكتورة (عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ، التي صرَّحت آنذاك بأنها جاءت إلى الجزائر لِتَحُجَّ، وتُشاهِد بأمِّ عينها معجزات شهداء ومجاهدي (ثورة نوفمبر) [1954م ـ 1962م].
وبعد ذلك تعرَّفنا على بعضنا البعض، وتوثَّقَتْ الصِّلةُ بيننا خلال ملتقَيات الفكر الإسلامي، والملتقيات الوطنية الأخرى، التي كانت تُنَظَّم عبر ولايات الوطن، وقد حرص الأستاذ المرحوم مولود قاسم علينا أن نواصِلَ النشر في (مجلة الأصالة)، وكانت اهتمامات الشيخ المهدي منصبَّة على التاريخ والشعر الملحون أساسًا، تبعًا للتُّراث الذي جمعه في مكتبته الخاصَّة، ودرسه واطَّلَعَ عليه، وقد حكى لنا مِرارًا وتِكرارًا، كيف كان يجمع هذا التراث، وأنه كثيرًا ما يضطرُّ لبيع بعض حوائجه، وبعض القِطع الأرضية، لِيَشترِيَ بأثمانها المخطوطات والوثائق، وأنه عندما يُسافِر إلى (العاصمة) أو (قسنطينة) أو (بجاية) يتجوَّل في أحيائها العتيقة للبحث على هذه المخطوطات، وشراء ما يُمكِنُ شراؤه، وقد اشترى في (بجاية) مكتبة (باي قسنطينة) أحمد القلِّي، كما ذكرنا ذلك سابِقًا.
ولم يكتَفِ بهذا، فشرح لنا شخصِيًّا أسباب اهتمامه بالبحث الفكري والأدبي والثقافي بصفة عامَّة، وقال: «إنَّ شيوخ الزوايا في عهد الاستعمار الفرنسي، ليس لهم مجالٌ آخر غير تحفيظ القرآن الكريم، وتعليم العلوم العربية، والدينية واللغويَّة، ومُمارسة السُّلوك الصوفي، وبعد الاستقلال الوطني عام 1962م، تجاوز الزمن هذا الاتِّجاه، وأصبح التعليم في أيدي الدولة الوطنية، تتكفَّلُ به وترعاه وتُوَجِّهه، وصار الإقبال على الزوايا محدودًا جِدًّا، وصار الناس لا يقبلون على النهج الصوفي الذي تجاوزه الزمن»، ولذلك رأى مِنْ واجبه أنْ يتَّجِه للبحث والدِّراسة والتأليف في التاريخ والتُّراث، ولإلقاء المحاضرات، والمشاركة في النَّدوات والملتقيات، ولقد أحسن صُنْعًا (على أيِّ حال) بعلمه هذا، فأفاد نفسَه وأمَّتَه وتاريخ بِلاده، وتُراثها الفكري والحضاري بصِفةٍ عامة، وأثار اهتمام الباحثين في الشِّعر، وبِشُعراء الملحون، أمثال: (ابن خلُّوف)، و (ابن السويكت)، و (ابن خميس)، وبدولة (مغراوة)، وحقَّق ونشر كِتابيْن مُهمَّيْن عن تاريخ وهران عام 1978م، هما:
(أوَّلاً): دليل الحيران وأنيس السهران في أخبار مدينة وهران، للشيخ القاضي محمد بن يوسف الزيَّاني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/314)
(ثانِيًا): الثغر الجُماني في ابتسام الثغر الوهراني، للشيخ محمد بن سحنون الراشدي.
وتوَلَّت وزارة التعليم الأصلي والشؤون الدينية طبعهما، في عهد المرحوم مولود قاسم، وقد أَطْلَعَنا على مقدِّمة (الثغر الجُماني) قبْلَ أنْ يُقدِّمَه إلى الطبع في منزله بـ: (بطيوة)، في إحدى زياراتنا له (رحمه الله)، وكان ظهور هذيْن الكتابيْن مِنَ الحوافِز التي دفعتْنا لِتحقيق ونشر كتاب (طلوع سعد السعود في أخبار وهران ومخزنها الأسود)، [تأليف الأغا بن عودة المزاري، طُبِع بدار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى سنة1990م].
وعندما حملنا إليه نسخة من هذا الكتاب قبل وفاته بِعِدَّة أشهر، وكان مُلازِمًا للفِراش، سُرَّ كثيرًا، وضحك وتبسَّم وهو يحتضِنُ الكتاب، ولسانُ حاله يقول: «لقد حملتَ إليَّ ما يُؤنسني في هذا السرير الذي لا أستطيع مغادرته».
5) ما أفادنا به الشيخ مِنْ وثائق:
قدَّم لنا الشيخ المهدي عددًا من الرسائل والوثائق، ومجموعة أوراقٍ لِمخطوطات عديدة، ما يزال البعض منها مركونًا عندنا لِصعوبة قراءتها بِسبب رداءة التصوير، وهناك ثلاثة وثائق لها أهمِّية خاصة هي:
(أوَّلاً): رسالة الشيخ عزيز بن الشيخ الحدَّاد، من (كاليدونيا الجديدة) بالمحيط الهادي، إلى أحد أقرِبائه في الجزائر، بتاريخ جوان 1877م، وقد تحصَّل عليها يوم أنْ كان مفتيًا بـ: (بجاية)، وأفادتنا هذه الرسالة الطويلة بِعَدَدٍ من الأشياء والأحداث التاريخية، ومنها عدد الجزائريين المَنفيين إلى (كاليدونيا الجديدة)، وعدد الأوروبيِّين، وبرنامج إطلاق سراحهم من هناك، وإعادتهم إلى أوطانهم.
(ثانيًا): رسالة الشيخ محي الدِّين والِد الأمير عبد القادر من (طرابلس الغرب)، إلى أحد أقاربه من (العبيد) الغرَّابة، قرب مدينة (سيق) عام 1828م، وعلَّق الشيخ المهدي عليها، وذكر بأنه بعثها من هناك، وهو في طريقه من الحج إلى الجزائر.
(ثالثًا): منشور الأمير عبد القادر الذي برَّر فيه محاربته للشيخ (التيجاني)، بـ: (عين ماضي) عام 1838م، ومن الصُّدف الحسنة أنَّنا عندما نشرنا هذا المنشور، ورسالة الشيخ محي الدِّين في (المجلَّة التاريخية التونسية)، وجدنا الشيخ (مصطفى بن التهامي) يتحدَّث على هذا المنشور في كتابه الذي ألَّفه في (قصر أمبواز)، مع الأمير عبد القادر، وحقَّقناه ونشرناه في (دار الغرب الإسلامي) عام 1995م، تحت عنوان: (سيرة الأمير عبد القادر وجهاده)، لأنَّ المنشور كما سلَّمه لنا الشيخ المهدي، لا يحمِلُ اسم صاحبه، إذ اكتفى فيه وقال: «هذه نسخة من رسالة الأمير»، وقد نشرنا هذا المقال في الكتاب الذي حقَّقناه تعميمًا للفائدة.
6) محاولة الشيخ المهدي لتنظيم مكتبته:
حاول الشيخ (المهدي) في السنوات الأخيرة مِنء عمره أنْ يُنظِّم مكتبته، ويُفهرِسها، وشرعَ في ترتيب الوثائق و [ترتيبها] (؟)، ولكنَّ المرض أنهكه على ما يبدو، وحدَّثنا بنفسه عن هذه المحاولة، وتشجيعِ الأستاذ (المرحوم) مولود قاسم له.
ولكن للأسف لم يُقَدَّر له أن يُتِمَّ ذلك، فبقِيَتْ كما شاهدناها في الرُّفوف، في إحدى زيارتنا له مع عددٍ مِنَ الباحثين مِن (المغرب) و (الجزائر).
وبالمناسبة، فقد حدَّثنا في إحدى المرَّات، عندما سمِع إشاعةً يقول بأنَّ إحدى الجِهات الرسمية تسعى لِتأميمها، وقال: «لو يحدُثُ أنْ تُقدِم هذه الجهة على هذا الفعل، فسأحرِقها، إذ كيف يصِحُّ أن أتعب على شيء وأبذُلَ فيه مالي وصِحَّتي وأوقاتي الثمينة، ثمَّ تأتي جهة ما لِتُؤَمِّمَها، وتُصادِرَها منِّي»، وهو على حقٍّ في ذلك مِن كلِّ الوجوه.
وهران: حي (جمال الدِّين)
الأستاذ الدكتور: يحيى بوعزيز
ـ[جمال بن عمار الأحمر]ــــــــ[10 - 10 - 09, 04:36 م]ـ
1 - قرأت في كتاب الشيخ المؤرخ الجزائري "المهدي شغيب" (القالمي؛ تلميذ حمعية العلماء المسلمين الجزائريين): "أم الحواضر في الماضي والحاضر" (تاريخ مدينة قسنطينة)، الصادر بقسنطينة الجزائر عن دار البعث عام 1981م:
أن "الشيخ المهدي البوعبدلي يستمد نسبته من جده (أبي عبد الله 12 الصغير؛ ابن الأحمر) ".
على ما يغلب على ذاكرتي لأن الكتاب المذكور بعيد عن متناولي الآن، ونسخه نادرة.
2 - ثم وجدت في عدة كتابات أخرى، ومنها ما كتبه الشيخ عبد الرحمن شيبان:
أنه "منسوب إلى (آل بو عبد الله) ".
والثابت أن آل بو عبد الله ينتسبون إلى الأدارسة العلويين القرشيين.
3 - وهو العلم الثاني من أعلام الجزائر الذين وجدت نسبهم يضطرب بين الخزرج والقرشيين. وسابقه هو الصوفي المعروف (أبو مدين شعيب) الذي يدعوه عُبّاد القبور بلقب (الغوث).
فهل من ماجد يحل لنا هذا الإشكال؟
وجازاكم الله خيرا
ـ[جمال بن عمار الأحمر]ــــــــ[10 - 10 - 09, 04:44 م]ـ
مع الذكرى السادسة عشرة لوفاة
الشيخ المهدي البوعبدلي رحمه الله: "صديق الجميع"
http://www1.albassair.org/modules.php?name=News&file=article&sid=592
خزانة الشيخ المهدي البوعبدلي
http://www.manhal.net/articles.php?action=show&id=3736
كتاب حول مراسلات الشيخ المهدي البوعبدلي
http://www.sawt-alahrar.net/online/modules.php?name=News&file=article&sid=1805(162/315)
سؤال من يوصله للشيخ محمد بن إسماعيل المقدم
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[31 - 08 - 09, 12:59 م]ـ
سؤال من يوصله للشيخ محمد بن إسماعيل المقدم
لقد كلفني أحد الأخوة بأن أسألكم أن تسألوا الشيخ المقدم
والسؤال هو
أريد أن أعرف رأي الشيخ المقدم في كتاب
الطوام المرعشة في بيان تحريفات أهل الرأي المدهشة
للسندي
بارك الله فيكم(162/316)
القبس المنير في ترجمة الشريف السلفي إبراهيم الهاشمي الأمير
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[01 - 09 - 09, 08:06 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه.
القبس المنير في ترجمة الشريف السلفي إبراهيم الهاشمي الأمير
هو إبراهيم بن منصور بن درويش بن عبد الرحمن بن مبارك الهاشمي الأمير، ينتمي إلى ذوي مبارك من الأشراف الهواشم الأمراء الحَسنيين.
ولد في مدينة جدة سنة 1384 هـ، وتلقّى تعليمه فيها وأكمل الثانوية في أمريكا.
التحق بشركة أرامكو السعودية في أوائل سنة 1407 هـ في قسم الكومبيوتر، ثم قسم تقنية المعلومات.
حُبِّبَ إليه طلب العلم الشرعي وتوجّه لتحصيله؛ وبخاصة علم الحديث، فلازم دروس جمع من العلماء، ثم دروس المحدّث الفقيه اللغوي محمد بن علي آدم الأثيوبي حفظه الله تعالى المدرّس بدار الحديث الخيرية بمكة المكرمة - حرسها الله تعالى - في الكتب الستة و" ألفية السيوطي " و " شرح علل الترمذي " لابن رجب، وغير ذلك من علوم الحديث قرابة سنة.
عقد عدّة لقاءات مع الإمام العلاّمة محدّث الأمّة الفقيه محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته - في مواضيع مختلفة؛ من أبرزها شُبَه من يُكَفِّر المسلمين، ومن سنة 1422 هـ لازم دروس المحدّث وصيّ الله بن محمد عباس حفظه الله في شرحه لكتاب " فتح الباري شرح صحيح البخاري " لابن حجر العسقلاني في المسجد الحرام.
له من المصنفات:
1 - " المصنفات التي تكلّم عليها الإمام الذهبي نقداً أو ثناءً " (مطبوع - مكتبة المتنبي / الدمام ومؤسسة الريان / بيروت)
2 - " إتحاف النبلاء بتاريخ ونسب الأشراف الهواشم الأمراء " (مصفوف ولم يكتمل)
3 - " شجرة الإرواء في نسب الأشراف الهواشم الأمراء " (مطبوع)
4 - " تحقيق منية الطالب في معرفة الأشراف الهواشم الأمراء بني الحسن بن علي بن أبي طالب " (مطبوع - مؤسسة الريان / بيروت)
5 - " رأي القاضي المؤرخ الأديب ابن خلِّكان في مصنفات الأعيان " (مطبوع - مؤسسة الريان / بيروت)
6 - " الأنساب المستخرجة من كتاب وفيات الأعيان " (مصفوف)
7 - " المصنفات التي تكلّم عليها الحافظ ابن حجر العسقلاني " (مخطوط ولم يكتمل)
8 - " المصنفات التي تكلّم عليها الحافظ ابن رجب الحنبلي " (مصفوف في جزء ولم يكتمل)
9 - " الإشراف على المعتنين بتدوين نسب الأشراف " (مطبوع - مؤسسة الريان / بيروت)
10 - تحقيق " جزء فيه ذكر أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني " للحافظ ابن منده (ت 511 هـ) (مطبوع - مؤسسة الريان / بيروت)
11 - " التنبيه والإتحاف على اتفاق وتشابه أنساب القبائل والأسر بأنساب الأشراف " (مصفوف)
12 - " الدُّرَر من كلام الحافظ الذهبي في علم الأثر " (مصفوف في مجلد ضخم ولم يكتمل)
13 - " ضوابط في علم الأنساب " (مصفوف)
14 - " أخبار المحدّث الفقيه عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب " (مطبوع - مؤسسة الريان / بيروت)
15 - تحقيق " جزء فيه ترجمة الإمام البخاري " للحافظ الذهبي (ت 748 هـ) (مطبوع - مؤسسة الريان / بيروت)
16 -
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[01 - 09 - 09, 07:13 م]ـ
16 - تحقيق: " جزء فيه من أخبار ابن أبي ذئب رحمه الله " للحافظ محمد ابن زبر الربعي (ت 379هـ)، (مطبوع - مؤسسة الريان)
17 - "أشراف نجد"، (لم يكتمل).
18 - "ما قاله الذهبي في تهذيب النفوس، والعلم وآدابه"، (مصفوف).
19 - "الأحاديث والآثار التي شرحها الإمام الذهبي" (مصفوف).
20 - "أخبار الخارجين على الولاة (دراسة عن الدماء التي سالت من أثر خروجهم، تندم الخارجين، موقف السلف في الخارجين) "، (مصفوف ولم يكتمل).
21 - "إتحاف الخلان ببقاء نسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى نهاية الزمان"، (مصفوف ولم يكتمل).
22 - "البديع في نسب النعامية آل عيشان أحفاد الشفيع"، (مطبوع).
23 - " بلوغ المرام في معرفة نعمة جد الأشراف الجعافرة الكرام "، (مطبوع).
24 - " إتحاف الأمة بصحة قرشية الإمام الشافعي فقيه الأمة " (مطبوع - مؤسسة الريان).
25 - تحقيق " الدر النفيس في بيان نسب إمام الأئمة محمد بن إدريس الشافعي "، للفقيه أحمد بن محمد الحسيني الحموي (ت 1098 هـ). (مطبوع - مؤسسة الريان)
26 - تحقيق " جزء فيه حكايات عن الشافعي وغيره "، للحافظ محمد بن الحسين الآجرّي (ت 360 هـ)، (مصفوف)
والشيخ إبراهيم الهاشمي الأمير حفظه الله هو صاحب موقع " أشراف الحجاز "، وهو موقع متخصص في البحث والدراسة في أنساب القبائل والأسر الهاشمية " الحسنية والحسينية" في الحجاز،
انظر عنه تحت هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=184828
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[17 - 11 - 09, 07:13 ص]ـ
26 - جزء فيه حكايات عن الشافعي وغيره
تأليف: محمد بن الحسين الآجري (ت 360 هـ)
تحقيق: إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير
دار البشائر الإسلامية / بيروت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/317)
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[25 - 12 - 09, 06:16 م]ـ
22 - "البديع في نسب النعامية آل عيشان أحفاد الشفيع"، (مطبوع)
كان الكتاب مصفوفاً،
وقد طُبِعَ الآن في مؤسسة الريان / بيروت بعنوان:
البديع في أخبار الأشراف النّعميين آل عيشان أحفاد الشفيع
ـ[الشريف هاشم]ــــــــ[29 - 04 - 10, 08:34 ص]ـ
الشيخ إبراهيم الهاشمي الأمير رجل من أهل العلم، تشهد مؤلفاته بذلك و العلماء يشهدون بذلك، وإتماماً للفائدة أشارك بنقل ثناء العلماء على علمه وكتبه:
أثنى عليه علامة الجزيرة المؤرخ الأديب النسابة حمد الجاسر فقال: (سررت حين قدم لي الابن الشريف إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير مؤلفه (تحقيق منية الطالب في معرفة الأشراف الهواشم الأمراء بني الحسن بن علي بن أبي طالب)، وكنت أود أن لدي من المعرفة بهذا الموضوع ما يمكنني من إبداء رأيي حيال هذا المؤلف، إلا أن الصديق الشريف محمد بن منصور آل عبدالله، وهو من خير يعول عليه في هذا فيما ارى قال عنه: هذا الكتاب يتحدث فيه مؤلفه في بحثه هذا بالدقة والأمانة في النقل .. والحقيقة أن هذا الكتاب إضافة جديدة إلى مكتبة الأشراف لما احتواه من معلومات جديدة، وهو حري أن يكون في مكتبة كل باحث ومعني بتاريخ بلادنا الحبيبة)، والأخ الشريف محمد وفقه الله من ذوي الاختصاص بمعرفة الأسر الكريمة التي أفرد هذا الكتاب للحديث عنها، أما ما أستطيع مذاكرة الأستاذ المؤلف بشأنه فمنه:
1 – ما يتعلق بترجمته – وفقه الله- فلقد أعجبت حقاً بشاب اتجه في أول حياته للدراسة العلمية في الحاسب الآلي حتى ادرك ما أهله للعمل في (ارامكو) في هذا القسم، ومع هذا يواصل البحث والدراسة والتأليف في موضوع نظري بحت، وهو علم الأنساب، فيؤلف فيه مؤلفات، طبع بعضها أخرها هذا الكتاب، الذي صدر هذا العام (1419هـ)، والمؤلف في منتصف العقد الرابع من عمره).
المصدر جريدة المدينة ملحق الأربعاء بتاريخ 17/ 10/1419هـ.
وممن أثنى على الشيخ إبراهيم الهاشمي الأمير، العلامة المؤرخ عاتق بن غيث البلادي الحربي، وهذا كلامه: (قد ظهر فيهم - يقصد ?الأشراف الهواشم الأمراء -? مشاهير، ?أما اليوم فإن من أفخر مفاخرهم الابن النجيب أبو هاشم إبراهيم بن منصور بن درويش الأمير، ?فقد بعث ذخائرهم، ?ونقب عن أعلامهم، ?وباهى بهم الأسر والقبائل، ?حتى عادوا من أشهر الأسر الهاشمية، ?فله منا ومنه المباركات والتحيات ?).
المصدر (رسائل ومسائل) للبلادي (4/ 224).
وممن أثنى على علم وكتب الشيخ إبراهيم الهاشمي الأمير، المؤرخ النسابة الأديب فايز بن موسى البدراني الحربي، وهذا كلامه: (الباحث إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير، من الباحثين الشباب الذين تذكِّرك بحوثهم بكبار العلماء المصنّفين لما يتصف به من غزارة الإنتاج وسعة الاطلاع والصبر والمثابرة، مع سلامة المنهج وفصاحة اللغة.
أقول هذا بعد أن اطلعت على واحد من آخر إصداراته هو: (أخبار المحدّث الفقيه عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب). وهو كتاب أنيق صدر مؤخراً، يقع في حوالي 400 صفحة تتناول: حياة المترجم له، وسيرته العلمية، وعقيدته، وفقهه، ومحنته، وذريته اليوم.
وفضلاً عن أنّ المترجم له من فضلاء آل البيت، فهو إمام جليل وعالم زاهد، وُلد سنة 70هـ وتوفي سنة 145هـ، وهي فترة اضطراب وفتن وتحوُّلات سياسية ومذهبية عانت منها الدولة الإسلامية الناشئة، ومع ذلك فقد كانت فترة مرصّعة بالنجوم الزاهرة من فضل الصحابة والتابعين. وقد كان المترجم له واحداً من ذلك الرعيل الذهبي، فقد كان إماماً محدثاً فقيهاً، صاحب سيرة عطرة جامعاً بين العلم والتقوى والأدب ودماثة الخلق.
وقد استطاع المؤلف جمع سيرة هذا الرجل الصالح من شتى المصادر وربط بينها ربطاً علمياً سلساً مع ما أضافه من معارف وآداب وحكم وفوائد، فجاء الكتاب سفراً ثميناً يُعَدُّ مرجعاً في الفقه والحديث والتراجم والأنساب والتاريخ والأدب لفترة مهمة في تاريخ الأُمّة.
وقد أورد المؤلف دواعي تأليفه للكتاب وعزمه على الكتابة عن هذا العَلم الجليل، وذكر من تلك الأسباب:
1 - ملاحظته لكثرة ثناء أهل الحديث على المترجم له في مصنّفاتهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/318)
2 - كثرة الذين تتلمذوا عليه من كبار أئمة الحديث والفقه، مثل الزهري (ت 124 هـ)، والإمام أبي حنيفة (ت 150 هـ)، وسفيان الثوري (ت 161 هـ)، ومالك بن أنس (ت 179هـ)، وسفيان بن عيينة (ت 198هـ).
3 - إجماع أهل الجرح والتعديل على فضله وصحة روايته.
4 - عدم وجود ترجمة مستقلة له.
5 - الحاجة إلى إبراز سيرة واحد من الرعيل الأول من أئمة آل البيت لتكون نبراساً لآل البيت ونموذجاً يحتذى بعد أن اختلط على كثير من الناس هذا الأمر).
المصدر جريدة الجزيرة 12/ 8/1426هـ.
وممن أثنى على الشيخ إبراهيم الهاشمي الأمير وعلى كتبه، المؤرخ يوسف العتيق المشرف على صفحة الوراق بجريدة الجزيرة، وهذا حديثه: (من الكتب المميزة التي اطلعت عليها مؤرخاً وسعدت بها ما أتحفني به الأخ الكريم الأستاذ أبي هاشم إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير تحت عنوان (المصنفات التي تكلم عليها الإمام الحافظ الذهبي نقد وثناء)، وهو عمل موسوعي طبع في مجلدين وأتى على أكثر من (770) حديثاً للحافظ الذهبي على الكتب ما بين جملة واحدة أو حديث مستفيض، والجميل في عمل الأخ الهاشمي أن عمله أتى بعد استقراء وجرد لأكثر من أربعين كتاباً للذهبي بعضها يصل على عشرات الأجزاء، وهذا العمل لا يعرف صعوبته إلا من كابده من تقليب للمراجع وبحث في السطور وما بين السطور وتأكد من عناوين الكتب لأن بعض الكتب يذكرها المؤلفون بعناوين أخرى كعنوان مختصر أو عنوان منسوب للمؤلف كأن يقال كتاب ابن حنبل ولا يحدد عنوان الكتاب فيأتي الجامع للبحث عن ما هو المقصود بهذا الكتاب، كما أن هناك مؤلفين يؤلف كتابين بالعنوان نفسه لكن أحدهما مختصر والآخر مطول وهكذا.
والمصاعب التي تواجه الجامع في مثل هذه الأعمال كثيرة ولا شك أنها مرت على عمل أخينا الهاشمي ولكنه بتوفيق الله تجاوزها ونشر هذا الكتاب.
كم كان بودي أن يتحفنا الأخ الهاشمي وغيره من الباحثين بأعمال تقوم على جرد المطولات مشابهة لهذا العمل في استقراء مؤلفين من المكثرين في التصنيف من أمثال المؤرخ الذهبي، ولا شك أن هذا الأمر في عنايته وزملائه من الباحثين المجدين في القراءة وجرد المطولات.
المصدر جريدة الجزيرة بتاريخ 19/ 2/1427هـ
[/ CENTER][/SIZE]
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[16 - 05 - 10, 09:56 م]ـ
جزاك الله خيراً،
وصدر للشيخ الآن:
27 - عناية أشراف الحجاز الحسنيين بأنسابهم
ويليه: عناية الحافظ تقي الدين الفاسي بأنساب أشراف الحجاز
مؤسسة الريان / بيروت.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[28 - 05 - 10, 04:22 م]ـ
والشيخ إبراهيم حفظه الله يعمل الآن على جمع معجمٍ لشيوخ الحافظ الآجرّي؛ مع أعمالٍ أخرى،
وفّقه الله لِما يحب ويرضى.
ـ[فياض محمد]ــــــــ[29 - 05 - 10, 03:11 م]ـ
ما شاء الله! نشاط وعمل دؤوب، حفظ الله الشيخ ووفقه لما فيه خير الأمة.
ـ[إسماعيل بن علي المدغري]ــــــــ[29 - 05 - 10, 04:27 م]ـ
ما شاء الله و بارك في الشريف الشيخ إبراهيم ووفقه لإعطاء المزيد.
و جزى الله خيرا صاحب الموضوع.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 05:16 م]ـ
بعض مقالات الشريف إبراهيم الهاشمي الأمير حفظه الله في الملتقى
عناية أشراف الحجاز الحسنيين بأنسابهم والمؤلفات التي اعتنت بتدوينها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=186189)
المصنفات التي ألفت في مناقب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=221873)
وقفة مع كتاب (لباب الأنساب والألقاب والأعقاب) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=199982)
ـ[ابو عبدالله هاشم]ــــــــ[23 - 09 - 10, 08:20 م]ـ
لقد تشرفت بالتعرف على الشريف إبراهيم الأمير من خلال كتبه التي وصلتني من خلال قريبه الهاشمي
ثم يسر الله لي التعرف عليه هذا العام في المسجد الحرام فزدت معرفة به
وأدعو الله أن يوفقه ويثيبه ويزيده من فضله.
محبك الهاشمي أبو عبدالله
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[19 - 11 - 10, 09:43 م]ـ
أخي الفاضل أبو معاوية البيروتي:
فضلاً لا امراً أريدكـ أن تدلني على أماكن بيع كتب النسابة ابن الأمير بمكتبات (جدة - والمدينة) فقط؛ وهذا المطلوب:
1 - كتاب أخبار المحدّث الفقيه عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
2 - كتاب عناية أشراف الحجاز الحسنيين بأنسابهم ويليه: عناية الحافظ تقي الدين الفاسي بأنساب أشراف الحجاز.
3 - كتاب تحقيق منية الطالب في معرفة الأشراف الهواشم الأمراء بني الحسن بن علي بن أبي طالب
4 - كتاب الإشراف على المعتنين بتدوين نسب الأشراف.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[25 - 11 - 10, 09:48 م]ـ
بارك الله فيك،
الكتب تباع في مكتبة الشنقيطي بجدة،
ومكتبة الأسدي في مكة،
مكتبة الحكمي بالرياض،
مكتبة كنوز المعارف بجدة.(162/319)
هل من مراجع متعلقة بترجمة العلامة: عبد الحق الهاشمي؟! ..
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[02 - 09 - 09, 07:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحبتي ..
هل من مراجع في هذا الموضوع ..
وكل ما يتعلق بهذا الشأن؟! ..
فالشيخ معروف , وعليه طلب العلم كبار مشايخنا رحمهم الله ..
ننتظر إثراءكم .. بوركتم.
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[03 - 09 - 09, 04:20 ص]ـ
في مقدمة مجموع رسائل له صغيرة (كتيب) تجد فيه ترجمة لا بأس بها
وأيضاً في مقدمة (قمر الأقمار) للشيخ عبد الحق، تجد فيه ترجمة ماتعة بقلم الشيخ محمد بن ناصر العجمي
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[03 - 09 - 09, 05:00 ص]ـ
بارك الله فيك أبا محمد القحطاني ..
هل من مزيد؟! ..
ـ[عماد بن محمد الجنابي البغدادي]ــــــــ[23 - 09 - 09, 12:37 ص]ـ
الثبت الكبير للشيخ عبد الحق تحقيق الشيخ بدر بن طامي العتيبي
ـ[عماد بن محمد الجنابي البغدادي]ــــــــ[23 - 09 - 09, 12:43 ص]ـ
اجازة الرواية للشيخ عبد الحق
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[28 - 09 - 09, 03:00 م]ـ
انظر هنا ترجمته هو وابنه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147547
http://www.alukah.net/articles/174/3402.aspx
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7094
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=159350(162/320)
ترجمة الشيخ عبد الرحمان الهاشمي الجزائري *رحمه الله *
ـ[سمير زمال]ــــــــ[02 - 09 - 09, 06:37 م]ـ
هل توجد ترجمة للشيخ عبد الرحمان الهاشمي الجزائري *رحمه الله *؟
أفيدونا بارك الله فيكم(162/321)
إصابة الدكتور محمد قطب بجلطة
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[02 - 09 - 09, 11:21 م]ـ
لجينيات - أصيب المفكر الإسلامي الكبير فضيلة الدكتور محمد قطب بجلطة خفيفة في الرأس .. وهو يرقد الآن في المركز الطبي الدولي في مدينة جدة .. وحالته الصحيته مطمئة.
والدكتور محمد قطب هو شقيق سيد قطب رحمه الله ويقيم حاليا في مكة المكرمة وهو علامة فكرية وحركية بارزة بالنسبة للحركات الإسلامية المعاصرة .. فهو صاحب مؤلفات هامة تؤسس للفكر الإسلامي المعاصر من منطلق معرفي إسلامي مخالف لنظرية المعرفة الغربية .. وهو يربط بين الفكر والواقع عبر العديد من مؤلفاته التي حاولت تفسير الواقع من منظور إسلامي.
رقم هاتف المستشفى
المركز الطبي الدولي
6509000/ 02
تحويلة / 610
اسال الله بمنه وكرمه ورحمته التي وسعت كل شيء
ان يشفيه ويعافيه
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[02 - 09 - 09, 11:28 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[02 - 09 - 09, 11:57 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[03 - 09 - 09, 01:06 ص]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
اللهم آمين
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 09 - 09, 01:18 ص]ـ
السلام عليكم
حياكم الله و بارك فيكم و سددكم الباري
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
ـ[أم البررة]ــــــــ[03 - 09 - 09, 01:22 ص]ـ
من يطمئننا عن الشيخ؟
ياربّ ليكن كخبر مرض الشيخ محمد حسان!
ـ[أبو حفص السعدي]ــــــــ[03 - 09 - 09, 03:13 ص]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
ـ[محمد يحيى الأثري]ــــــــ[03 - 09 - 09, 03:56 ص]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
ـ[أبو مالك العقرباوي]ــــــــ[03 - 09 - 09, 06:30 ص]ـ
اللهم اشف عبدك (الشيخ محمد قطب) ينكأ لك عدوا، أو يمشي لك إلى الصلاة
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 09 - 09, 07:30 ص]ـ
السلام عليكم
حياكم الله و بارك فيكم و سددكم الباري
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
ـ[مكتب زهير الشاويش]ــــــــ[03 - 09 - 09, 09:31 ص]ـ
عافاه الله وشفاه
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[03 - 09 - 09, 12:39 م]ـ
اللهم اشفه وعافه واكشف الضر عنه يا أرحم الراحمين
ـ[إسلام مصطفى محمد]ــــــــ[03 - 09 - 09, 02:24 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
ـ[صخر]ــــــــ[03 - 09 - 09, 02:54 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[03 - 09 - 09, 03:11 م]ـ
اللهم اشفه وأسبغ عليهه العافية يا رحمن يا رحيم
ـ[محمد ابن عمر المصرى]ــــــــ[03 - 09 - 09, 03:14 م]ـ
امين ......
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/322)
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 09 - 09, 03:19 م]ـ
السلام عليكم
حياكم الله و بارك فيكم و سددكم الباري
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[03 - 09 - 09, 04:48 م]ـ
رقم التحويلة غير صحيح!!!!!!!
اتصلت الآن بالرقم الأول ثم طلبوا - آليًّا - إدخال رقم التحويلة فلمَّا أدخلت الرقم الثاني قالوا: عفوًا، لا يمكن الاتصال بهذا الرقم!!!!!!!!!!!
ـ[قيس بن سعد]ــــــــ[03 - 09 - 09, 09:36 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
ـ[محمود المحلي]ــــــــ[03 - 09 - 09, 09:41 م]ـ
شفاه الله وعافاه، وجعل الجنة مثواه، وجزاه خيرا عن الإسلام والمسلمين.
ـ[قيس بن سعد]ــــــــ[04 - 09 - 09, 05:48 ص]ـ
معذرة اختلط الأمر علي وظننته أحد مشايخنا
...
الشيخ محمد قطب إبراهيم -رحمه الله- توفي قبل أربعة أعوام تقريبا
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[04 - 09 - 09, 06:24 ص]ـ
السلام عليكم
حياكم الله و بارك فيكم و سددكم الباري
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
ـ[الفايد]ــــــــ[04 - 09 - 09, 06:50 ص]ـ
اللهم اشفه وعافه
واجعل ماأصابه رفعة له ومغفرة.
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[04 - 09 - 09, 09:58 ص]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
نرجو من الإخوة أن يوافونا بحالة الشيخ الصحية
ـ[مكتب زهير الشاويش]ــــــــ[04 - 09 - 09, 12:49 م]ـ
نسأل الله ان يشفي هذا العالم العامل. جزاه الله خيرا كثيرا ...
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[04 - 09 - 09, 02:49 م]ـ
السلام عليكم
حياكم الله و بارك فيكم و سددكم الباري
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[04 - 09 - 09, 02:53 م]ـ
أسأل الله العظيم أن يشفيه
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[04 - 09 - 09, 08:43 م]ـ
معذرة اختلط الأمر علي وظننته أحد مشايخنا
...
الشيخ محمد قطب إبراهيم -رحمه الله- توفي قبل أربعة أعوام تقريبا
هو اسمه محمد قطب إبراهيم، أخو سيد قطب - رحمه الله - ولقد اتصلت اليوم بالمستشفى وأخبروني أن حالته مستقرة والحمد لله ..
ـ[البوني الشنقيطي]ــــــــ[07 - 09 - 09, 01:14 م]ـ
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيه، نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيه، نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيه، نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيه، نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيه، نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيه، نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيه
ـ[أبو البراء السبعاوي]ــــــــ[22 - 09 - 09, 10:25 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
ـ[محمد السكندري]ــــــــ[27 - 09 - 09, 06:09 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
ـ[عبد الرحمن بن حاتم الفلازوني]ــــــــ[29 - 09 - 09, 11:55 ص]ـ
اللهم اشف عبدك (الشيخ محمد قطب) ينكأ لك عدوا، أو يمشي لك إلى الصلاة.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
ـ[أبو عمر الفاروقي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 12:20 م]ـ
عافاه الله وشفاه وحفظه من كل مكروه وسوء
آمين
ـ[أبو يحيى محمود بن عبدالمنعم جابر]ــــــــ[29 - 09 - 09, 03:01 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
ـ[الكردستاني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 03:57 ص]ـ
اللهم اشف عبدك (الشيخ محمد قطب) ينكأ لك عدوا، أو يمشي لك إلى الصلاة.
ـ[أم البررة]ــــــــ[17 - 12 - 09, 07:43 م]ـ
هل من مخبر عن صحة الشيخ؟
اللهمّ متعنا بعافيته، وأقر أعيننا بشفائه يا كريم
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[17 - 12 - 09, 08:15 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/323)
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[19 - 12 - 09, 04:13 ص]ـ
اللهم ربَّ الناس .. أذهب البأس عن شيخنا محمد بن قطب
اشفِه أنت الشافي .. لا شفاء إلا شفاؤك .. شفاء لا يغادر سقما
ـ[أم البررة]ــــــــ[21 - 04 - 10, 06:24 م]ـ
هل من مخبر عن صحة الشيخ؟
اللهمّ متعنا بعافيته، وأقر أعيننا بشفائه يا كريم
أطال في عمره على صحة وطاعة
ـ[ماهر الغامدي]ــــــــ[23 - 04 - 10, 12:39 م]ـ
اللهم متعنا به وبعافيته ..
اللهم اشفي عبدك "محمد قطب" واجزيه عنا خير الجزاء.
ـ[ابو كعب الأزدي]ــــــــ[25 - 04 - 10, 07:22 ص]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
ـ[إبراهيم البراهيم]ــــــــ[25 - 04 - 10, 08:32 ص]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
ـ[فياض محمد]ــــــــ[29 - 04 - 10, 01:26 ص]ـ
شفاه الله وعافاه وحفظه ورعاه، الشيخ من مواليد 1919 م.
ـ[ماهر الغامدي]ــــــــ[15 - 07 - 10, 05:31 م]ـ
هلا أعلمنا الإخوة عن حال الأستاذ محمد قطب فقد تضاربت الأخبار ولا ندري من نصدق أسأل الله أن يرحمه حياً أو ميتاً.
ـ[ماهر الغامدي]ــــــــ[06 - 08 - 10, 05:09 م]ـ
تكرير السؤال؛ هلا أعلمنا الإخوة بحال الأستاذ محمد قطب فقد تضاربت الأخبار بين مرضه و وفاته، أرجو الإجابة وأسأل الله أن يرحم عبده محمد قطب حياً أو ميتاً .. ويغفر له ولجميع المسلمين ... آمين.
ـ[سلطان عسيري]ــــــــ[06 - 08 - 10, 06:17 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[06 - 08 - 10, 10:33 م]ـ
السلام عليكم
أخبرني هاتفيا الدكتور عقيل محمد مصطفى الأعظمي أن اتصل بنجل الشيخ محمد قطب يستفسر عن الخبر لما يربط الشيخ العلامة الدكتور الأعظمي بفضيلة الدكتور محمد قطب وقال إن الخبر غير صحيح والوالد بصحة جيدة ولله الحمد وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[06 - 08 - 10, 10:40 م]ـ
السلام عليكم
أخبرني هاتفيا الدكتور عقيل محمد مصطفى الأعظمي أن اتصل بنجل الشيخ محمد قطب يستفسر عن الخبر لما يربط الشيخ العلامة الدكتور الأعظمي بفضيلة الدكتور محمد قطب وقال إن الخبر غير صحيح والوالد بصحة جيدة ولله الحمد وجزاكم الله خيرا
الخبر قديم بارك الله فيك
فالمشاركة الاولى في شهر 9 الماضي من سنة تقريبا(162/324)
أرجو من الكل المشاركة إعلام العَصْر بأعلام أهل ومن دخل مصر فى هذا العَصْر
ـ[ايمن شعبان]ــــــــ[03 - 09 - 09, 11:09 م]ـ
إعلام العَصْر بأعلام أهل ومن دخل مصر فى هذا العَصْر
من 1900 م
- كل من له جهد علمى دينى أو دنيوى نافع (اكتشاف / اختراع / بذل مال فى مشاريع الخير / توظيف المنصب لما فيه نفع المسلمين وعزة الدين ... )
- كل من له جهد دعوى أو علمى دينى (دعوة، تعليم، جهاد)
المجال
- أهل مصر
- من دخل مِصر من غير أهل مِصْر (مثل الشيخ الألباني)
صاحب المشروع العلمي فضيلة الشيخ الدكتور: أحمد النقيب
http://www.albasira.net/cms/play.php?catsmktba=1973
ـ[محمد المرواني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 01:03 م]ـ
1 - البيان والإعراب فيمن دخل مصر من الأعراب - للمقريزي
2 - در السحابة فيمن دخل مصر من الصحابة - للسيوطي
3 - إعلام أهل العصر بمن دخل مصر في هذا العصر - للنقيب(162/325)
من يتفضل علينا بترجمة الشيخ عدنان العرعور
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[04 - 09 - 09, 06:30 ص]ـ
من يتفضل علينا بترجمة لأسد السنة الشيخ عدنان العرعور
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 06:08 م]ـ
س1: فضيلة الشيخ: السؤال الأول: وكالمعتاد حول نشأتكم العلمية، وبداية طلبكم للعلم؟
ج1: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه مباركاً عليه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا هو وأن محمداً عبده ورسوله، وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فبداية أشكر الأخوة القائمين على موقع المنتدى العربي وفي مقدمتهم الأخ الأستاذ أحمد .. أشكرهم على ما يقدمونه للمسلمين, سائلاً المولى أن يجعله نافعاً في الدنيا، وفي صحيفتهم في الآخرة.
أما بشأن سؤالكم فلولا أن العادة جرت بذلك، ولولا طلبكم، ما كنت أحب أن أخوض في مثل هذا، لأن هذا لا ينفع كثيراً. أعني: الخوض في الأمور الشخصية، لكن لابد مما لابد منه 0
بحمد الله وفضله، نشأت منذ صغري على طلب العلم، ولأمرٍ يريده الله عز وجل كان في نفسي شيء كثير مما كان عليه أهلُ بلدي و شيوخُه، وكانت نفسي لا تطمئن لذلك، ولا أدري لماذا؟
وكان والدي رحمه الله يحذرنا من الخرافات والشركيات، ولكن لم يكن على علم كبير في ذلك، ثم شاء الله وقدر، أن أقع على بعض كتب ابن تيمية، وكتبٍ لمحمد بن عبد الوهاب - رَحمهم اللهَ - قدَراً، فأعجبت بذلك أيما إعجاب، وأخذت بهما أخذاً شديداً، ووافق ذلك ما في نفسي من حبِ للدليل، وكراهةٍ للبدعة والخرافة.
ثم وقفت على كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق، فأحببته لما فيه من السهولة و الاستقلال، ثم على كتب الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحم الله الجميع، فشدتني مقدمة صفة صلاة النبي r شداً عجيباً، وأظن أني رأيته في المنام من شدة تعلقي بالمقدمة، دون أن أعلم من هو الألباني؟ ومن أي بلد هو؟ وقد رسمت هذه المقدمة خطوات منهجي.
س 2: من هم أبرز الشيوخ الذين درست عندهم وتأثرت بهم؟
ج 2:لقد درست على عدة شيوخ في التفسير والفقه والحديث واللغة وأصول الفقه، وكانت بلدي يومئذ شعلة من حلقات العلم في المساجد، وكانت هناك مدارس تفتح في الصيف، وأخرى بعد الظهر لهذا الغرض، وكان من عوامل طلبي للعلم تشجيع والدي على ذلك.ومن أبرز الشيوخ الذين حضرت دروسهم الشيخ محمد الحامد، وهو رجل فاضل، ومن أصحاب الصدق والورع والأمانة، أحسبه كذلك، غير أني لم أستفد منه كثيراً من الناحية العلمية، لأن فيه تصوفاً وتقليداً وتعصباً للمذهب الحنفي عفا الله عنه ورحمه، وكنت منذ صغري لا أحب هذا، ثم التقيت بالشيخ الألباني والشيخ محمد نسيب الرفاعي، والشيخ عبد الرحمن عبد الصمد رحمهم الله جميعاً، والشيخ محمد عيد العباسي حفظه الله، ثم الشيخ ابن باز رحمه الله، وأكثر من تأثرت بهم الألباني وابن باز والرفاعي 0
س 3: كم سنةً تقريباً درست على هؤلاء المشايخ يا شيخ؟
ج 3: لا يوجد سنون مضبوطة ضبطاً حسابياً، إنما هي سنون متفاوتة ومتقطعة، فقد بدأت معرفتي بالشيخ محمد ناصر الدين الألباني في سنة 1387 هـ ٍأي قبل 35 سنة، وكان يلقي دروساً في بيتي، وكان شبه ممنوع من المسجد بسبب اتهامه بالوهابية. وكان من أوائل من بيّن الدعوة السلفية على الوجه الصحيح الشامل في بلدي، بل في الشام كلها، بل في معظم أقطار العالم، ثم تعرفت على الشيخ عبد العزيز بن باز سنة 1394 هـ أو 1393 هـ وكانت علاقتي بهما طيبة وحميمة إلى أن توفيا رحمهما الله، والحمد الله.
س 4:لقد صاحبت يا شيخ مشايخ أعلاما على رؤوسهم نار، فهل كانت هناك مواقف أثرت بك من صحبتك لهؤلاء العلماء؟
ج 4: أما الشيخ نسيب الرفاعي فتأثرت به من حيث الحكمة والتواضع، والنزول في الدعوة إلى مستوى الناس، ومخاطبتهم بما يعقلون، وأما الشيخ ناصر فتأثرت بمنهجيته وطريقة بحثه، وحزمه العلمي، وفي حفظه للوقت، وتأثرت بالشيخ عبد العزيز في أخلاقه وفقهه, وسعة صدره، وأدبه في الخلاف، ويمكن أن أقول: إن الألباني أصلني وابن باز أدبني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/326)
وربما كان فيّ في أول شبابي - قبل التعرف على الشيخ ابن باز ـ شيئٌ من الحرارة والحدة، لكن الشيخ رحمه الله أطفأها إطفاءً عجيباً و الحمد لله، وأذكر أن بعض تلاميذ الشيخ الألباني زارني في الرياض، وكان ذا حدة، فلما ذهبنا لحضور درس الشيخ ابن باز في الفجر، ذكر الشيخ مسألة، فأراد صاحبي أن يرد على الشيخ على عادتنا أمام الناس فشددت على يده، وقلت له: هذا ليس مجلس الشيخ ناصر، هذا مجلس الشيخ ابن باز، قال: أريد أن أبين، قلت: تبين لكن ليس الآن، ولا بهذه الطريقة. وقد كان حصل معي مثل هذا الموقف مع الشيخ ابن باز أول تعرفي عليه، حين صرح بكفر تارك الصلاة، فقلت له: ما تقول بحديث الرسول r (( خمس صلوات افترضهن الله عليكم في اليوم والليلة من أدّاهن …… ومن لم يؤدّهن .. الحديث)) فقال الشيخ رحمه الله: إن صح الحديث فهو القول الفصل!! فقلت له: الحديث صحيح، فقال: يا شيخ عدنان في البيت .. ليس هنا، في البيت على لهجته الطيبة، وكان يريد: أن هذه الأمور لا تبحث أمام العوام، وإنما في الدرس الخاص الذي كان في بيته، وهذا من الحكمة، فإن في المسجد عواماً وأعراباً ومن لا يفقه، فسيظنون بالشيخ الضعف، أو يتهمونني بسوء الأدب، وأما في البيت فستكون المناقشة بين طلبة العلم، وهم يفهمون ما نريد، وكان له درس خاص في بيته, لا يحضره إلا قلة من طلبة العلم.
وكان الشيخ ابن باز لا يتشدد في الخلاف المعتبر, وكان واسع الصدر، بينما الشيخ ناصر الدين كان حازماً فيه، ويصر على رأيه وصوابه، وقد تأثرت بهما في هذا.
س5: هل هناك كلمات حفظتها منهما ترددها؟
ج5: الشيخ ناصر مثلاً يقول: ((سعينا في التصفية وقصرنا في التربية)) وهذه كلمة مطرقة على رؤوس الذين يسيئون الأدب، وبخاصة في أدب الخلاف.
وكان يقول: ((أصيب المسلمون في عقيدتهم، وأصيب السلفيون في أخلاقهم)) وكان آخر حياته يقول: ((لو أن هذه الجماعات الثلاث: السلفيين والتبليغ والإخوان، اجتمعوا على ما هم عليه من الحق والخير، لقام الإسلام))
قلت: لا شك في صحة هذا القول، فإن خير السلفيين في عقيدتهم وعلمهم، وخير التبلغيين في دعوتهم وتضحيتهم، وخير الإخوان في تنظيمهم واهتمامهم بشؤون المسلمين العامة، و لو اجتمع خير هذه الثلاثة، لكتب النصر للمسلمين بإذن الله، أما أن نبقى هكذا، فهذا ليس في صالح المسلمين وهذا الأمر في الأتباع، لا في أصل دعوتهم, وإلا فإن دعوة أهل السنة والجماعة هي دعوة الحق. لكن كما لا يخفى عليك أن الدعوة شيء والأتباع شيء آخر, كذلك الإسلام شيء وأتباعه شيء آخر.
و أما الشيخ ابن باز فكان يردد في الخلاف المعتبر: " الأمر فيه سعة " 0
س6: الشيخ الفاضل أرجو أن تعطينا بعض المعلومات عن تلامذة الشيخ ناصر الدين الألباني؟ وهل الشيخ محمد عيد العباسي من أوائل تلاميذ الشيخ ناصر؟ وما هي مؤلفاتهم؟ أم أنهم لم يؤلفوا بعد تعرضهم لما تعرضوا له؟
ج6:يمكن تقسيم تلاميذ الشيخ الألباني- رحمه الله- إلى ثلاث طبقات:
الأولى: الذين عاصروه في أول دعوته، وأخذوا عنه مشافهة وقراءة، و التزموا بمنهجه.
وهؤلاء لا يزيد عددهم عن العشرة، ممن يؤخذ منهم العلم، ومنهم الشيوخ: محمد عيد العباسي ونسيب الرفاعي، ومحمود مهدي استنبولي، ونافع الشامية, وعلي خشان، وخير الدين الوانلي، وأحمد سلام وغيرهم .. وإن شئت أن أذكر العاشر لذكرته.
وأكثر هذه الطبقة تأليفا: هم الشيوخ خير الدين، ومحمود مهدي،ثم الرفاعي، ثم محمد عيد العباسي ثم أحمد سلام ... ،
الطبقة الثانية: هم الذين تأثروا أولاً بكتبه، وعايشوه في كثير من الجلسات أو قليل، ولم يدرسوا عليه، وعامة هؤلاء من الأردن و فيهم قليل من غيرها.
ومن أشهرهؤلاء الشيوخ: عزمي الجوابرة, والدكتور باسم الجوابرة, والدكتور عاصم القريوتي، ومشهور آل سلمان، وحسين العوايشة، و علي الحلبي، وغيرهم كثير.
الطبقة الثالثة: هم الذين جلسوا معه قليلاً، ودرسوا عليه قليلاً،وتأثروا بمنهجه،وبخاصة لما كان بالجامعة الإسلامية، ومن هؤلاء الشيوخ: عبد الرحمن عبد الصمد، وهو رجل فاضل عالم غير أنه مغمور، واغتيل على أيدي اليهود رحمه الله، والشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، وغيرهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/327)
ومن هذه الطبقة من لقيه مرة أو مرتين، أو رحل إليه، فتأثر به تأثراً بالغاً، ومن أشهرهؤلاء الشيوخ، الشيخ مقبل الوادعي، والشيخ أبو إسحاق الحويني وغيرهم.
ومن هاتين الطبقتين من يزعم أنه على منهجه تفصيلاً، وليس الأمر كذلك، وقد كنت عرضت هذا التفصيل على شيخنا محمد عيد فأقره.
و أما الكتب التي ألفتها الطبقة الأولى فكثيرة، من أهمها:
بدعة التعصب المذهبي، رسالة في المسجد، رسالة في مس الحائض والجنب للقرآن، تحقيق منار السبيل للشيخ محمد عيد العباسي،
دلائل الخيرات، المسجد في الإسلام، المرأة المسلمة في ضوء الكتاب والسنة، قصص البطولة، مولد المصطفى r ، معراج المصطفى r ، معجزات المصطفى r ، مدرسة الشيطان، للشيخ خير الدين وله كتب أخرى تحت الطبع،
كيف حج النبي r ، تحفة العروس، دين الغد، عظمة الإسلام، التربية في الإسلام، أسرار العشاق، تقاليد يجب أن تزول، السبيل إلى أسرة أفضل، غارة الإستعمار والتبشير، أطفالنا ضحايانا، التضامن الاجتماعي الإسلامي، عبقرية الإسلام في التربية، أنا مؤمن بالله. لماذا؟، دولة الإسلام، حوار بين الفلاسفة حول تأمين الأخلاق. للشيخ محمود مهدي،
نظرات في منهج الإخوان المسلمين، ما أنا عليه وأصحابي للشيخ أحمد سلام.
س7: فضيلة الشيخ ممكن أن تعطينا نبذه عن بعض مؤلفاتك وبعض أشرطتك؟
ج7: هناك مؤلفات منهجية و مؤلفات فقهية، منها: ثلاث صلوات مهجورة، وهو بحث في صلاة التسابيح، وفيه دراسة حديثية مفصلة، وصلاة التوبة، وصلاة الاستخارة، وفيه أكثر من أربعين سؤالاً وجواباً حولها. وكتاب أحكام القنوت: وفيه قنوت النازلة، وقنوت رمضان، وقنوت الوتر. وكتاب الوصية الشرعية. وفيه أحكام الوصية وكيف تكتب الوصية عملياً. وكتاب أدلة الإثبات بأن جدة ميقات. وبحث موسع في التشاؤم وأنواعه، وأحكامه والمباح منه، وتأويل الأحاديث التي وردت عن ابن عمر وغيره، التي ظن بعضهم منها جواز الشؤم وهي زلة، من ذلك قوله r " إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والدابة " وبينا بطلان ما ذهبوا إليه من جواز التشاؤم، وهناك بحث في " أحكام التأمين و أنواعه "
أما الكتب المنهجية فهي سلسلة السبيل: منها: السبيل إلى منهج أهل السنة. والواقع المؤلم بين المعالجة المرتجلة والتأصيل الصحيح، والتيه والمخرج، وكتاب صراع الفكر والاتباع، وصفات الطائفة المنصورة.
وتحت الطباعة الكتب التالية: صراع النقل والعقل. ومن فتن شباب الصحوة، ذكرت فيه الفتن وأسبابها وعلاجها، وكتاب منهج الاعتدال، وهو في مسائل الإيمان والتكفير، وفي السياسة والحكام، ونقد الجماعات والرجال،
أما الأشرطة: فهناك محاضرات ودروس كثيرة من أهمها: صفات الطائفة المنصورة، الخلاف أنواعه مواقفه، كيف تدعو إلى الله، مميزات الدعوة السلفية، قواعد في الإيمان والتكفير، المجتمعات أنواعها وأحكامها،قواعد معرفة الحق…الخ
س8: هل أنتم مشغولون حاليا بتأليف شيء ما؟ هلا أخبرتمونا من فضلكم؟
ج8: مراجعة كتاب ((ثلاث صلوات مهجورة)) (الطبعة الثالثة)
- مراجعة كتاب ((القنوت .. أحكامه، وأنواعه)) (الطبعة الثانية)
وبين يدي كتاب دروس في المنهج، بدأنا فيه من معنى المنهج وعلاقته بالعقيدة، ومميزات المنهج السلفي عن المناهج الأخرى، وما شابه ذلك من البحوث.
-و شغلنا الشاغل الآن المشروع الأساس: جمع السنة 0
س9: ماذا عن هذا المشروع مشروع جمع السنة، فقد طال انتظاره؟
ج9: أما مشروع السنة، فهو الذي أشغلني عن كل شاغل، أشغلني عن الدعوة , أشغلني عن الشبكة (الإنترنت) حتى أشغلني عن إخواني وأهلي.
والمشروع هو: جمع السنة النبوية كلها في مؤلف واحد، حسب أبواب الفقه، مع حذف المكرر، والعزو للأمهات بالأرقام حتى يناسب كافة الطبعات، وما كنت أتصور أن يكون أمامي تلك العقبات، وأمامي تلك الأعمال، سواء عقبات فنية أو علمية، أو حتى إدارية، وأما سبب التأخر فهو أني كلما سمعت أن أحداً يقوم بالمشروع نفسه، أتوقف فترة خشية تكرار العمل الإسلامي،وإضاعة الأوقات والطاقات والأموال .. ثم لا أجد شيئاً، فأرجع للعمل، ثم أسمع ثم أتوقف، وهكذا.
س 10: كم قطعتم من المشروع؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/328)
ج 10: نحن والحمد الله في مراحل متقدمة جداً، فقد بلغ عدد المجلدات أربعين مجلداً، جمع فيها ما يقارب من (200,000) مائتي ألف حديث من (400) مؤلف من مؤلفات السنة، والله أسأل أن ييسر هذا المشروع، وأن يبارك فيه للأمة، وأن يجعله ابتغاء وجهه
س11: كم ساعة عمل تعملون في اليوم؟
ج11: متوسط ساعات العمل قليلة في اعتقادي وهي تساوي (12) تقريباً.
س 12: ألا تملون؟؟
ج 12: لو غيرك قالها يا أخي، كيف نمل؟ ونحن نتقلب بين كلام الله وكلام رسوله e ، وكلام الصحابة والسلف والأئمة الأخيار، أنمل من رسالة خالقنا الطيبة المباركة؟! أم نمل من أحاديث رسولنا العطرة؟!
أهلُ الحديثِ هُمُوا أهلُ النبيَّ e وإن لم يصحبوا نفَسَه أنفاسَه صحبوا
أم نملّ من سيرة الصحابة الغر الميامين الأكرمين؟! ونحن نعيش معهم في صفاء قلوبهم، وصدق منهجهم، وعظيم تضحيتهم، أم نمل من كلام التابعين والأئمة المعتد بهم؟! أم نمل من سيرة ابن المبارك وابن عبد البر وابن حزم وابن تيمية وابن القيم؟!؟ …، إن قراءتنا لسير هؤلاء الأعلام، يخفف عنا ما يفعله كثير ممن ينتسبون إلى العلم في هذا الزمان، من بيع الفتاوى والجُبن والمذهبية، والتقصير في نصرة دين الله …. وإن قراءتنا لأخبار خالد وأبي عبيدة وقتيبة بن مسلم، وموسى بن نصير، وطارق بن زياد، وصلاح الدين الأيوبي …. يخفف عنا ما تعانيه الأمة في أيامها الحالكة هذه، وما فعله كثير من أفرادها من الجُبن والخيانة، والذلة، والمهانة.وصدق فيهم قول الشاعر:
من يهن يسهل الهوان عليه +++ ما لجرح بميت إيلام
إن طالب العلم الصادق لا يمل أبداً، إذ كيف يمل رجل جالس في بستان .. فيها ما لذ وطاب من أنواع الفواكه والثمار، تتخللها جداول رقراقة، تتوغل فيها كما يتوغل الإيمان في القلوب، فهو يتقلب في رؤاها الخلابة، ويتمتع بمناظرها الممتعة، ويقطف ما يشتهي من ثمارها الشهية، إن طلبة العلم يعيشون فيما هو أمتع من هذا بكثير، وتزداد لذتهم عندما يُطعمون غيرهم، فالعلماء هم الوحيدون في الدنيا الذين يُطعمون الناس من طعامهم بسخاء، ويمنحونهم من مالهم ما يشاء الناس من عطاء، دون أن ينقص من طعامهم ومالهم شيئا، فالعلماء الربانيون يشاركون الناس بأموالهم وأوقاتهم، دون عوض منهم إلا عوض الله، وهذا هو سر قول بعضهم: (لو أدرك الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف) والناس يظنون أن أسعد الناس هم الملوك والسلاطين، وأصحاب الأموال، والأمر ليس كذلك، بل أسعد الناس على الإطلاق هم العلماء الأتقياء …والله أسأل أن نكون منهم.
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[06 - 09 - 09, 09:14 م]ـ
بارك الله فيك ...
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[07 - 09 - 09, 12:51 ص]ـ
وفيكـ ...
ـ[أبو معاذ عبدالله]ــــــــ[07 - 09 - 09, 01:04 ص]ـ
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه مباركاً عليه كما يحب ربنا ويرضى
هذه عبارته حفظه الله دائماً في بدايته .. وأكثر الكلام أعلاه يدل على أن القائل هو الشيخ عدنان العرعور
من معرفة ألفاظه .. اسأل الله أن يحفظه ويبارك فيه وينفع به المسلمين ..
بارك الله فيك صاحب الموضوع
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[07 - 09 - 09, 11:29 م]ـ
هذا الشيخ الشامي قد أُوتِيَّ علم الجدل
وقد أمر الله تعالى نبيه فقال: (وجادلهم)
ـ[احمد السعد]ــــــــ[08 - 09 - 09, 08:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وحفظ الله الشيخ العرعور ونفع به
ـ[معاذ بن محمود الشنقيطي]ــــــــ[08 - 09 - 09, 09:15 ص]ـ
نسأل الله أن يحفظ الشيخ العرعور ... ويسدد خطاه ..
جزاكـ الله خيرا
ـ[سعود]ــــــــ[08 - 09 - 09, 10:02 ص]ـ
بارك الله فيكم على الفائده
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[08 - 09 - 09, 03:31 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[08 - 09 - 09, 04:24 م]ـ
وإياكم ... حياكم الله جميعا ً ..
وأرى أنه نغمته الصوتية في النقاش تشبه الشيخ الألباني ... فلا أدري من يو افق:)
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[09 - 09 - 09, 01:44 ص]ـ
بارك الله في الشيخ وزاد علمه ووفقه،
وأرى أنه نغمته الصوتية في النقاش تشبه الشيخ الألباني ... فلا أدري من يو افق:)
أوافقك أخي،
فقد لاحظت أنه يداوم على تنظيم مباحث الحوار ومسألة حفظ الوقت وعدم السماح للمخالف بإضاعة المسألة والتقلب في المواضيع،
فمن يتابع مناظرات الشيخ مع الرافضة يراه يجبرهم على العمل معه بطريقة (أوجز ثم فصّل) التي كان يفعلها الشيخ الألباني رحمه الله في نقاشه مع أهل البدع
كذلك الشيخ العرعور يدخل بعض الكلمات العامية ـ ذات النكهة الخاصة ـ في نقاشاته، وخصوصا عن الاستدلالات المحرجة للخصم .. من باب (اللي ما بيجي معك تعال معه ... ) كما كان يقول الشيخ الالباني
ـ[أنس الحلو]ــــــــ[22 - 09 - 09, 08:26 ص]ـ
موقع فضيلة الشيخ العالم الفاضل الورع المربي حبيب قلوبنا
http://www.islamwasat.com/index.php
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/329)
ـ[وليد الأزهري]ــــــــ[29 - 09 - 09, 07:27 ص]ـ
الاسم: ـ عدنان بن محمد بن محمد العرعور
الجنسية: ـ سوري.
تاريخ الولادة:- 1368 هـ.
مكان الميلاد:- حماة ـ سورية.
المؤهلات العلمية: ـ شهادة جامعية ــ دبلوم تربية
الأعمال التي قام بها: ـ
ــ مدرس.
ــ مدير علمي للبحوث والنشر.
ــ مشرف علمي على مشروع جمع السنة النبوية في مؤلف واحد.
المؤلفات:
1) السبيل إلي منهج أهل السنة والجماعة.
2) منهج الاعتدال في قضايا الإيمان والتكفير.
3) أحكام القنوت.
4) الواقع المؤلم بين المعالجة المرتجلة والتأصيل الصحيح.
5) صراع الفكر والاتباع.
6) صراع العقل والنقل.
7) التيه والمخرج.
8) صفات الطائفة والمنصورة.
9) أدلة إثبات أن جدة ميقات.
10) الصحوة الإسلامية بين الفتنة والثبات.
11) حكم التأمين بين التساهل والتشدد.
12) التشاؤم: أنواعه , صوره , أحكامه.
13) ثلاث صلوات مهجورة.
ـ[محمد ناصر الحسينى]ــــــــ[01 - 10 - 09, 12:54 ص]ـ
يسر الله للجميع
ـ[محمد المرواني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 12:51 م]ـ
حقاً هذا الشيخ اسد السنة
ـ[عمر عبدالله]ــــــــ[04 - 10 - 09, 03:10 م]ـ
والله احبه الله يحفظه استفدنا منه في الليال الرمضانية المباركة على قناة صفا
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 12:03 ص]ـ
لقد قام الشيخ ببرنامج ناجح هذه السنة
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 12:05 ص]ـ
نسأل اللله ان يعطي اكله
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[06 - 10 - 09, 08:43 ص]ـ
هذا الشيخ حجته قويه و رده للشبه سريع .. كيف لا يكون كذلك و هو الذي يناظر المبتدعه من ثلاثين سنه .. كما يقول عن نفسه ..
ـ[أبو عبد الرحمن القيسي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 08:55 ص]ـ
الشيخ حفظه الله فطناً حكيماً لا يدع مجال لخصمه في المناظرة، وكان دائماً ما يحصر الخصم في زاوية حرجة لا يستطيع الحراك بعدها، وكما رأينا في رمضان لم يصمد الصعلوك محمود جابر خمس أو ست حلقات حتى فر بجلده ولم يعقب
فحفظ الله الشيخ وأكثر من أمثاله في الأمة حتى يدكوا معاقل أهل البدع إنه عزيز قدير
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[30 - 05 - 10, 06:13 م]ـ
حفظ الله الشيخ ورد كيد عدوه وجعله الله شوكة في حلق الشيعة وكل اعداء الاسلام
بارك الله فيكم على الموضوع لم اقراه كله
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[30 - 05 - 10, 11:31 م]ـ
وكان يقول: ((أصيب المسلمون في عقيدتهم، وأصيب السلفيون في أخلاقهم)) وكان آخر حياته يقول: ((لو أن هذه الجماعات الثلاث: السلفيين والتبليغ والإخوان، اجتمعوا على ما هم عليه من الحق والخير، لقام الإسلام))
قلت: لا شك في صحة هذا القول، فإن خير السلفيين في عقيدتهم وعلمهم، وخير التبلغيين في دعوتهم وتضحيتهم، وخير الإخوان في تنظيمهم واهتمامهم بشؤون المسلمين العامة، و لو اجتمع خير هذه الثلاثة، لكتب النصر للمسلمين بإذن الله
هذا هو ما أعجبني
ـ[عبدالرحمن الصالحي]ــــــــ[31 - 05 - 10, 04:14 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[31 - 05 - 10, 11:26 م]ـ
من يتفضل علينا بترجمة المحدث الفاضل الشيخ عبدالباري فتح الله المدني الهندي تلميذ الامام الألباني
ـ[أبو البهاء]ــــــــ[03 - 06 - 10, 12:58 ص]ـ
ومن طريف ما رأيت في المناظرات:
أن شيعيا كان يكلم الشيخ فسأله الشيخ سؤالا وكان تلفاز الشيعي مرتفع الصوت فالشيخ يسمع نفسه من التلفاز، فلما انتهى من السؤال كأنه صعب على الشيعي فقال: ما سمعت السؤال! فقال الشيخ: (احنا سمعناه من تلفزيونك)!
ـ[محمد زكريا الحنبلي]ــــــــ[03 - 06 - 10, 06:10 ص]ـ
اللهم احفظ شيوخنا واجمع كلمتهم
اللهم امين
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[27 - 08 - 10, 04:59 م]ـ
أفعاله وأعماله تترجم له - نحسبه كذلك والله حسيبنا وحسيبه -:
وللشيخ مناظرة كل يوم على (قناة صفا) بعد التراويح من الساعة الحادية عشر حتى الواحدة ليلاً.
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[27 - 08 - 10, 05:22 م]ـ
حفظ الله الشيخ العرعور وأطال في عمره حتى يبقى شوكه في حلق الروافض وسائر طوائف أهل البدع
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[27 - 08 - 10, 06:03 م]ـ
حفظ الله الشيخ عدنان وأطال الله على الحق بقاءه فوالله انني لاستفيد من مناظرته منه هو
اما المعتوه الذي يناظره فهو للضحك وللتسلية
ـ[محمد عمر باجابر]ــــــــ[27 - 08 - 10, 10:57 م]ـ
تزكية العلامة الألباني رحمه الله للشيخ عدنان حفظه الله
http://up2.m5zn.com/photo/2009/3/23/08/j3wgjpl1w.jpg/jpg
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[28 - 08 - 10, 12:21 م]ـ
نسأل الله أن يحفظ الشيخ وأن يبارك في عمره ..
الشيخ عنده فن المناظرة، إلا أنه غير متمكن في الرد على شبهات الروافض، فمن يرى مناظرات الشيخ عثمان الخميس للروافض يعرف مدى الفرق الكبير ..
وفق الله الجميع ونصر بهم الإسلام والمسلمين ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/330)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[28 - 08 - 10, 06:43 م]ـ
آخر تزكية كتبها سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله قبل سويعات من وفاته كانت للشيخ عدنان وفقه الله ورعاه لإنجاح محفل إسلامي كبير في هولندا.
وللشيخ عدنان نظرة في مناظراته على الفضائيات أنه يهتم بالشريحة الأكبر من المشاهدين، وهم العوام، ويحرص على التأثير عليهم أكثر، ولذلك لا يحرص على الإيغال في التفاصيل العلمية مع المناظر واستغراق الوقت في ذلك، وهذا قد لا يعجب أهل الاختصاص من طلبة العلم بادي الرأي، ولكن الشيخ يقول: خطابي ليس موجهاً لهم بالدرجة الأولى.
ومن تابع المناظرات والحوارات السابقة يرى الفرق واضحا بين ثلاثة من المشايخ الفضلاء الكرام: بين الشيخ عدنان، والشيخ الخميس، والشيخ الغفيص، فكل واحد خطابه يصلح لشريحة أكثر من غيرها، وكلٌّ على ثغر، جزاهم الله خيراً.
وتبقى نظرة صاحب الشأن الداخل في المعمعة غير نظرة المتابع عن بُعد، وإرضاء الناس غاية لا تُدرك، والكمال لله، والأمة بحاجة لجميع الطاقات، وتحتاج لخطابات متعددة لكافة الشرائح.
ومما لا يُنسى للشيخ عدنان أنه تصدى لبعض المناظرات التي تعذر جل المشايخ عن المشاركة فيها، وذهب مضطراً في ظروف صعبة جداً، تاركاً والدته التي كانت في مرض الموت، ولما رجع كانت والدته قد توفيت قبل ساعات من وصوله، فأعظم الله أجره، فقد سد فرض الكفاية لنصر السنة في أشد الظروف عليه.
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[28 - 08 - 10, 11:38 م]ـ
وللشيخ عدنان نظرة في مناظراته على الفضائيات أنه يهتم بالشريحة الأكبر من المشاهدين، وهم العوام،.
أتفهم هذا الأمر، وهو أمر طيب وجيد، إلا أن هناك شبهات لابد من الرد عليها، ولا تحتاج إلى تفصيل وسرد علمي يصعب على العوام، فنجد أن الشيخ يتوقف عن الرد ثم يرد في اليوم الذي يليه، وهذا التأخير ليس بجيد، فليس كل من استمع للشبهة في الأمس يستمع للرد في الغد.
عموما، أنا أتكلم بشكل عام، فردود الشيخ عثمان الخميس بسيطة ومختصرة وفي نفس الوقت متينة ومُفحمة بحيث ترى حاخامات الروافض يُبهتون ولا يعرفون كيف يردون، وكذلك هي مفهومة لدى العوام وتُشعرهم بالارتياح.
ولا يعني هذا أن الشيخ العرعور ردوده ضعيفة ومتهافتة، ولكن ينبغي أن تكون أقوى.
مثال: مسألة "رزية الخميس"، هناك ردود تجعل الرافضي الخبيث يخنس، وتجعل الشخص العامي السني يحس براحة وطمأنينة، ولكن الشيخ عدنان لم يكن موفقا في الرد.
ـ[محمد كمال الجزائري]ــــــــ[29 - 08 - 10, 02:30 ص]ـ
نسأل الله أن يحفظ الشيخ عدنان وسائر علمائنا اللهم آمين.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[29 - 08 - 10, 02:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل عبد الرحمن، ولعل كلامك يصل للشيخ ويستفيد منه، ورحم الله كل من كان عالما وناصحا.
ـ[أبو إلياس الرباطي]ــــــــ[29 - 08 - 10, 08:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حفظ الله الشيخ العلامة سماحة الأخ الداعية إلى الله على بصيرة وبحكمة وموعظة حسنة أبا حازم عدنان آل عرعور لقد عرفته عن قرب وذلك في الدورات التي كنا نقيمها في أوربا وأقصد بها فرنسا بلجيكا هولاندا ألمانيا وإسبانيا لقد كان مثالا في الأخلاق والتواضع والبذل والصبر والتحمل ولقد كان يثري الدورة بمحاضراته وندواته القيمة المفيدة فجزاه الله عنا خير الجزاء وجعل ما يقدمه في ميزان حسناته وأن يسدد خطاه. وكتبه محمد بوقدير أو إلياس
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[30 - 08 - 10, 01:51 ص]ـ
من يعرف الشيخ يوصل له هذه الملاحظة:
قال الله تعالى في كتابه الكريم: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً)
أية التطهير هذه لنساء النبي صلى الله عليه وسلم؛ وآيات القرآن لا تعرف إلا من سياقها؛ وأما أخذ بعضها وترك الاخرى فهذا الفعل كأن يعمد أحدهم لكتاب الله فيقول قال تعالى: (ولا تقربوا الصلاة) ثم يقف؛ أو يعمد إلى قوله تعالى: (فويل للمصلين) ثم يقف. وسياق الأيات السابقة تتحدث عن نساء النبي صلى الله عليه وآله سلم.
وقال الله تعالى في أصحاب محمد يوم معركة بدر: (وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ)
ـ[أم عبد الرحمن الأثرية]ــــــــ[30 - 08 - 10, 02:13 ص]ـ
من مشاركة 2:
لقد صاحبت يا شيخ مشايخ أعلاما على رؤوسهم نار جزاكم الله خيراً
ما المقصود بـ ((على رؤوسهم نار))؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/331)
ـ[أبو محمد الدمشقي المالكي]ــــــــ[30 - 08 - 10, 03:36 ص]ـ
من اطلع على الجزء الذي عرضه الشيخ في موقعه من كتاب ديوان السنة؟ ما رأيكم؟
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[10 - 09 - 10, 06:31 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ما المقصود بـ ((على رؤوسهم نار))؟
أي انهم أعلام
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[10 - 09 - 10, 07:22 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو محمد الدمشقي المالكي]ــــــــ[10 - 09 - 10, 01:27 م]ـ
من اطلع على الجزء الذي عرضه الشيخ في موقعه من كتاب ديوان السنة؟ ما رأيكم؟
ـ[أنس الحلو]ــــــــ[11 - 09 - 10, 12:46 ص]ـ
آخر تزكية كتبها سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله قبل سويعات من وفاته كانت للشيخ عدنان وفقه الله ورعاه لإنجاح محفل إسلامي كبير في هولندا.
وللشيخ عدنان نظرة في مناظراته على الفضائيات أنه يهتم بالشريحة الأكبر من المشاهدين، وهم العوام، ويحرص على التأثير عليهم أكثر، ولذلك لا يحرص على الإيغال في التفاصيل العلمية مع المناظر واستغراق الوقت في ذلك، وهذا قد لا يعجب أهل الاختصاص من طلبة العلم بادي الرأي، ولكن الشيخ يقول: خطابي ليس موجهاً لهم بالدرجة الأولى.
ومن تابع المناظرات والحوارات السابقة يرى الفرق واضحا بين ثلاثة من المشايخ الفضلاء الكرام: بين الشيخ عدنان، والشيخ الخميس، والشيخ الغفيص، فكل واحد خطابه يصلح لشريحة أكثر من غيرها، وكلٌّ على ثغر، جزاهم الله خيراً.
وتبقى نظرة صاحب الشأن الداخل في المعمعة غير نظرة المتابع عن بُعد، وإرضاء الناس غاية لا تُدرك، والكمال لله، والأمة بحاجة لجميع الطاقات، وتحتاج لخطابات متعددة لكافة الشرائح.
ومما لا يُنسى للشيخ عدنان أنه تصدى لبعض المناظرات التي تعذر جل المشايخ عن المشاركة فيها،.
أحسنت
ـ[هاني الأسحاقي]ــــــــ[12 - 09 - 10, 05:16 م]ـ
أنا مع الأخ عبدالرحمن الناصر ردود الشيخ عثمان الخميس ملجمه وتؤثر فيهم جدا.
ـ[أدهم سيد]ــــــــ[14 - 09 - 10, 11:11 ص]ـ
بارك الله فيكم
اللهم أحفظ شيخنا عدنان العرور وأحشرنا وأياه مع حبيبنا المصطفى .. آمين
ـ[عبدالظاهر]ــــــــ[18 - 09 - 10, 07:11 ص]ـ
أتفهم هذا الأمر، وهو أمر طيب وجيد، إلا أن هناك شبهات لابد من الرد عليها، ولا تحتاج إلى تفصيل وسرد علمي يصعب على العوام، فنجد أن الشيخ يتوقف عن الرد ثم يرد في اليوم الذي يليه، وهذا التأخير ليس بجيد، فليس كل من استمع للشبهة في الأمس يستمع للرد في الغد.
عموما، أنا أتكلم بشكل عام، فردود الشيخ عثمان الخميس بسيطة ومختصرة وفي نفس الوقت متينة ومُفحمة بحيث ترى حاخامات الروافض يُبهتون ولا يعرفون كيف يردون، وكذلك هي مفهومة لدى العوام وتُشعرهم بالارتياح.
ولا يعني هذا أن الشيخ العرعور ردوده ضعيفة ومتهافتة، ولكن ينبغي أن تكون أقوى.
مثال: مسألة "رزية الخميس"، هناك ردود تجعل الرافضي الخبيث يخنس، وتجعل الشخص العامي السني يحس براحة وطمأنينة، ولكن الشيخ عدنان لم يكن موفقا في الرد.
الشيخ عدنان حفظه الله يركز على عدم تهرب الرافضي من نقطة الحوار
وهذا لا يجعله يستطيع أن يرد على كل شبهة
وهذا الأمر بالذات يمتاز فيه الشيخ عن كل الشيوخ الذين تابعتهم جميعا
فإظهار المهارة العلمية وإبعادك عن نقطة الحوار ومن ثم يجعلك الرافضي في موقف الدفاع
ويتنقل بك من شبهة إلى شبهة وانت تدافع هذا في الحقيقة ضعف واضح وهذا يخطئ به
كثير ممن يحاور الروافض ويظن بهم أنهم يريدون الحق أو يظن أنهم ابتعدوا عن الموضوع الأصلي
بسبب تشعبات الموضوع وهذا غير صحيح لمن عرف زيغ القوم وعرف طبعهم وطبيعتهم في
مثل هذه المناظرات فالروافض جميعا وبدون استثناء ومن خلال متابعتي لهم حتى في قنواتهم
لا تتوقع أن تحاصره عندما ترد على شبهة ثم توجه له سؤالا فتظن أن يجيبك
بل سيأخذك بعيدا بجوابه ولابد أن يدس في جوابه شبهة قوية وهو يعلم علم اليقين انك قادر على الرد عليها وإنما نجح في إبعادك عن محاصرته
وهذا حقيقة وللإنصاف لم أر سوى الشيخ عدنان حفظه الله قد تميز في التنبه لها
فلله دره وبارك الله فيه وفي ذريته وحفظه من مكر الروافض
ـ[عمر بن عبد الواحد]ــــــــ[18 - 09 - 10, 08:36 ص]ـ
الشيخ عدنان حفظه الله يركز على عدم تهرب الرافضي من نقطة الحوار
وهذا لا يجعله يستطيع أن يرد على كل شبهة
وهذا الأمر بالذات يمتاز فيه الشيخ عن كل الشيوخ الذين تابعتهم جميعا
أحسنت والله وهذا واضح جدا في المناظرات وربما صرح به الشيخ والأخ المذيع فهو ليس هدفه في الأساس الرد على كل شبهة وإنما إبراز بطلان دين الروافض بما فيه من التناقض والانحراف والزيغ.
ـ[أبو عبد الله العميري]ــــــــ[21 - 09 - 10, 03:13 م]ـ
قد آلم الحدث قلوبنا .. فحسبنا الله ونعم الوكيل ..
بشائر الخير توالت .. والقادم أكثر بإذن الله
* أعلن مجلس الوزراء الكويتي سحب الجنسية من الشيعي: "ياسر الخبيث".
وقبله * أعلنت الحكومة البحرينية سحب الجنسية من الشيعي: "نجاتي" ممثل المرجعية الشيعي علي السيستاني في البحرين.
المراد من المشاركة: أن الشيعي صادق المحمدي وقع في فخ الشيخ عدنان العرعور حفظه الله ..
شاهدوا في الرابط بالأسفل خاصة عند الدقيقة 3:10 كيف سقط الضال المضل.
http://www.safeshare.tv/v/z6EaoPd4vTw (http://www.safeshare.tv/v/z6EaoPd4vTw)
· تنيبه: لا يلزم من الرابط أعلاه تأييدي لمشاهدة جميع برامج الحوار والمناظرات بين أهل الحق وأهل الباطل لجميع فئات المجتمع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/332)
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[22 - 09 - 10, 10:45 ص]ـ
تزكية الشيخ ابن باز للشيخ العرعور
http://img8.imageshack.us/img8/6642/24844469.jpg
اللهم وفق الشيخ العرعور واجعل الحق على لسانه جاريًا
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 10:26 م]ـ
أخي الفاضل:أبو طلحة الحضرمي
هل تستطيع كتابة الكلمات الواردة في التزكية السابقة على الحاسوب؟
لأن الخط غير واضح
و جزاك الله خيرا.
ـ[عبدالظاهر]ــــــــ[15 - 10 - 10, 05:55 م]ـ
(وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بناء على ما ذكرتم أعلاه أفيدكم إني لا أعلم
عن الشيخ ... إلا خيرا وهو عندنا من أهل السنة والجماعة
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
مفتي عام المملكة العربية السعودية)
ولم أعرف ما كتب مكان النقاط
ولعله اسمه عدنان العرعور
ـ[أبو العباس الشمري]ــــــــ[29 - 10 - 10, 01:07 ص]ـ
يقول الشيخ نفسه في كلمة سواء مع سليمة
أنا ابو نقطة البحث ههههه
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[29 - 10 - 10, 02:44 م]ـ
نص التزكية التي أملاها سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله قبل سويعات من وفاته، بعد أن قرئ عليه ما اتُّهم به الشيخ عدنان:
(وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بناء على ماذكرتم أعلاه أفيدكم أني لا أعلم عن الشيخ عدنان إلا خيرا، وهو عندنا من أهل السنة والجماعة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
مفتي المملكة العربيةالسعودية).
ثم الختم،
169/خ
27/ 1 / 1420هـ.
ـ[أبو غانم المروي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 03:28 م]ـ
لعل ربيعا وأتباعه يكفون عن سب الشيخ وتبديعه.
ـ[عبدالظاهر]ــــــــ[30 - 10 - 10, 12:27 ص]ـ
أنا ابو نقطة البحث ههههه
صدق هو أبوها في هذا العصر
ولا ينازعه فيها أحد:)
والرافضة حاورهم كثير لكن لم يفضحهم بشكل واضح ولم يحشرهم أحد في نقطة البحث كما حشرهم الشيخ عدنان بارك الله فيه وفي علمه
ـ[أبو إلياس طه بن إبراهيم]ــــــــ[12 - 11 - 10, 05:54 م]ـ
جزاه الله خيرا
ـ[أبومعاذ الاثري]ــــــــ[23 - 11 - 10, 06:08 م]ـ
نبذة مختصرة عن الشيخ عدنان عرعور
هذه نبذة مختصرة عن الشيخ عدنان بن محمد العرعور هو من مواليد عام 1368 - 1948 في مدينه حماة ( http://ar.wikipedia.org/wiki/ØÙ…ØØ©) بسوريا ( http://ar.wikipedia.org/wiki/سورÙ?Ø) يقيم الشيخ عدنان العرعور في مدينة الرياض ( http://ar.wikipedia.org/wiki/ØÙ) ( العاصمه السعوديه) وهو حاصل على شهاده جامعيه ودبلوم تربية. ويعمل حالياً مدير علمي للبحوث والنشر بالرياض ( http://ar.wikipedia.org/wiki/ØÙ) .
النشأة
نشأ الشيخ عدنان في بلاد الشام على طلب العلم، حيث تخرج من كلية المعلمين, وفي جامعة بالشام، وعمل مدرساً في الشام, ثم مدرساً في السعودية، ثم مديراً لمكتب البحوث العلمية.
ودرس على شيوخ كثيرين من أهمهم:
الشيخ محمد الحامد وهو من كبار شيوخ الشام
ثم فضيلة الشيخ العلامة الألباني
وفضيلة الشيخ العلامة ابن باز
وغيرهم رحمهم الله جميعاً.وقد شارك الشيخ - حفظه الله - في مؤتمرات دولية كبيرة, وندوات عالمية كثيرة. منهج الشيخ في الفتوى: نصيحة الشيخ في فتاويه على ما يترجح من أقوال العلماء بالدليل, ولا يلتزم مذهباً معيناً
من مؤلفات الشيخ عدنان:
1 - كتاب ثلاث صلوات مهجورة.
2 - كتاب أحكام القنوت.
3 - كتاب الوصية الشرعية.
4 - كتاب أدلة الإثبات بأن جدة ميقات.
5 - كتاب التشاؤم أنواعه وأحكامه.
6 - كتاب أحكام التأمين وأنواعه وأحكامه بعنوان (التأمين بين التشدد والتساهل).
7 - فهرس كتاب الترغيب والترهيب للمنذري.
8 - فهرس معجم الطبراني
9 - كتيب السبيل إلى منهج أهل السنة والجماعة
10 - الواقع المؤلم بين المعالجة المرتجلة والتأصيل الصحيح.
11 - التيه والمخرج ...
12 - صراع الفكر والاتباع ...
13 - صفات الطائفة المنصورة.
14 - منهج الاعتدال وهو وقفات في الإيمان والتكفير والسياسة والحكام ونقد الجماعات والرجال.
أما الكتب التي تحت الطباعة فهي كالتالي:
1 - صراع النقل والعقل.
2 - من فتن شباب الصحوة.
والكتب التي تحت التأليف:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/333)
1 - جامع السنة: وهو كتاب يجمع السنة النبوية كلها, وقد بلغ حتى الآن أكثر من أربعين مجلداً.
2 - قواعد معرفة الحق.
3 - الانصاف: معناه, قواعده, وصوره.
4 - الاختلاف أنواعه ... أحكامه ... مواقفه.
5 - التصوير أنواعه وأحكامه.
6 - الطريقة النبوية لإقامة الدولة الإسلامية.
7 - المجتمعات أنواعها وأحكامها.
وختاما نسأل الله أن يجازي الشيخ عدنان خير الجزاء وأن يبارك فيه وفي علمه وأن ينفع به الإسلام والمسلمين.
شهادة الإمام الألباني رحمه الله للشيخ عدنان عرعور
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
فإن الأخ عدنان هو أحد إخواننا الذين عرفناهم منذ ربع قرن أو يزيد بالعقيدة السلفية والمنهج القويم، وطلبه للعلم والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وكان قد فتح بيته لذلك منذ أن عرفناه وما يزال على ماعهدناه، ولا نعيب عليه في خلق ولادين.
ولذلك ننصح إخواننا بسماع أشرطته وحضور دروسه وعدم الألتفات إلى مشاغبة المخالفين وافتراء المفترين مما هو إختلاق وكذب إنما قصدهم صد الناس عن الدعوة الصحيحة والعلم النافع.
والله من وراء القصد.
6/ربيع الثاني 1414هـ محمد ناصر الدين الألباني
شاهد أول سامي بن محمد خليفة
شاهد ثاني محمد عبدالرحمن الخطيب
شهادة الإمام ابن باز رحمه الله للشيخ عدنان عرعور
بسم الله الرحمن الرحيم
عاجل وضروري جدا
الثلاثاء 25 محرم 1420
سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز حفظه الله ورعاه:
فإن ابنائكم من الدعاة وطلبة العلم والشباب السلفي في هولندا وبلجيكا وفرنسا والسويد يدعون لكم بتمام الصحة والنعمة والتوفيق لكل خير ويلتمسون فتياكم في قضية خطيرة عاجلة هي:
إن الشيخ عدنان عرعور حفظه الله من القلة التي تزور مراكزنا من المشايخ ( .. ) وقد نفع الله بدروسه في نشر دعوة التوحيد والسنة وقمع الشرك والتكفير والحزبية ولم نر منه غير الدعوة إلى منعهج السلف ودعوة علماء السنة المعاصرين مع علمنا أن الشيخ قد زكاه شيخنا محمد ناصر الدين الألباني والشيخ نجيب الرفاعي رحمه الله وغيرهم.
ثم وصلتنا أشرطة من الشيخ ربيع بن هادي المدخلي تقول أن الشيخ عدنان منافق خبيث حزبي قطبي .. الخ والشيخ ربيع يأمرنا أن نقاطع الشيخ عدنان ونتبرأ منه وإلا كنا مثله وعندنا دورة بعد يومين في فرنسا دعي لها الشيخ محمد عبدالرحمن المغراوي والشيخ علي حسن عبدالحميد والشيخ عدنان العرعور وغيرهم فنرجو أن تفتونا في التالي:
-هل تعلمون أن الشيخ عدنان له منهج غير السنة قطبي أو حزبي
- وهل ترون من المصلحة دعوته والإستفادة من دروسه أم يجب علينا مقاطعته وهجره والبراءة منه
والأمر عاجل وخطير كما ترون حفظكم الله فبينوا لنا ديننا لأننا نخشى وقوع فتنة بعد أن بدأ الشباب يضلل ويهجر ويبغض بعضهم بعضا.
عن الإخوة: ولدكم أحمد بن سليمان بن محمد سلام
----------------
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد
بناءا على ما ذكرتم أعلاه أفيدكم أني لا أعلم عن الشيخ عدنان إلا خيرا وهو عندنا من أهل السنة والجماعة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبدالعزيز بن عبد الله بن باز
مفتي عام المملكة العربية السعودية
27/ 1/1420
سُئل فضيلة الشيخ صالح بن غانم السدلان -حفظه الله
(سؤال) كما في علمكم -شيخنا-حفظكم الله- الفتنة التي تندلِع -هنا، وهناك- مِن بعض الشَّباب؛ لذا جاءنا سؤالٌ مِن أحد إخوانِنا يقول: هل يجوزُ تَضليل بعض المشايخ، ومنهم كالشَّيخ عدنان عرعور؛ لأنَّ بعضَ الشَّباب يُبدِّعونه، وبعض الشَّباب -أيضًا- يُضلِّلونه؛ حتى بلغ ببعضِهم إلى أن كفَّروه؟
(الجواب) أقولُ بأن هذه مِن الفتن، وهذا مِن وحيِ الشيطان، وتلاعب الشيطانِ بالمسلمين، وتفريق كلمتِهم، وإضعاف شأنِهم، وأن يتكلَّموا فيما بينهم؛ في عُلمائهم، في طُلاب العلم منهم، ويَجعلون الأعداءَ يَضحكون علينا ويتندَّرون بنا، ويَنظرون للمُسلمين أنهم أناسٌ أهل خلاف وفيهم الشَّر؛ فـ (لا تسمعوا لهم، ولا تدخلوا في دينهم؛ فإن شأنكم سيكون من (شأنهم) فنفَّروا عن الإسلام بأفعالِهم وبأقوالهم.
وليس هذا منهج السَّلف، ولا منهج أهلِ السُّنَّة والجماعة -أن يَطعن بعضُهم في بعض-.
فعلَامةُ المُبتدِعين: طعنُهم بعضهم في بعض، وانتقادُ بعضهم بعضًا؛ هذا شأن المبتدِعين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/334)
وأهل السُّنة أن يُناصِح بعضُهم بعضًا، وأن يتعاونوا على البِر والتقوى.
فهذا الأمر الذي يحصل منهم بالنسبة لعدنان أو غيره؛ فعدنان لا نعرف عنه إلا خيرًا، وأنا أعرفه أكثر من أربعين عامًا؛ فهو رجل على عقيدة أهل السنة والجماعة، ولا معصوم إلا مَن له العصمة.
فإذا أخطأ -هو وغيره- فإن خطأه يناصَح عليه، ويُبين له الصَّواب، أما أن نصِفَه بكذا، أو نصِفَه بكذا؛ فهؤلاءِ الذين يفعلون هذا ويزعمون أن لهم شيخًا يَرجعون إليه؛ فشيخُهم قد ضلَّ -في هذا الباب-، قد أخطأ -في هذا الباب-، قد غلط -في هذا الباب-.
ويجب علينا -فيما بَيننا- التَّناصح؛ فإنَّ الله -جلَّ وعلا- يقول: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخرِجَتْ لِلنَّاس تَأمرُونَ بِالمعرُوفِ وتَنهَوْن عن المُنكَرِ}؛ فهكذا صفتُنا -أمة محمد-صلَّى الله عليه وسلَّم- كلها عدلًا خيارًا.
فأن يقول قائل مِن المسلمين: إمَّا أن يقولَ فلانٌ بما أقولُ به؛ وإلا فسأنتقدُه، وسأبدِّعُه وسـ .. وسـ .. وسـ .. إلخ، وإلزام النَّاس باللَّوازم (مَن لا يُبدِّع المبتدِع؛ فهو مُبتدِع)! هذا فيه نظر؛ لا يَلزمني أن أبدِّع أحد، أنا أتمسَّك بالسُّنَّة وأدعو إليها، ومَن ارتكب بِدعةً ننصحه -إذا كنا نستطيعُ نُصحَه-.
واحذروا -معاشرَ الشَّباب- من هذا المنهجِ الفاسِد، ومن هذه الطريقة التي لا تجلب إلا الضَّررَ والفَوضى والنِّزاع، واللهُ -جلَّ وعلا- يقولُ: "وَلا تَنازَعُوا فتفشَلُوا وتَذْهَبَ رِيحُكُم واصبِرُوا إنَّ اللهَ معَ الصَّابِرين"
وقلتُ لكم: إنَّ علامةَ أهلِ البِدع أن يَنتقدَ بعضُهم بعضًا -علنًا-، وأن يُضلِّل بعضُهم بعضًا؛ هذه علامة أهلِ البِدع.
وأمَّا علامة أهلِ السُّنَّة: فيُصوِّب بعضُهم بعضًا، وينصحُ بعضُهم بعضًا، ويتآلفُون ولا يَختلِفون.
وكان أصحابُ رسولِ الله -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- يَختلِفون على المسألة، وكلٌّ له -في ذلك- رأي، ثمَّ يقومون ويُصافِح بعضُهم بعضًا، ويَجتمعون في مجالِسهم وعلى ولائِمِهم، وغير ذلك.
هدانا الله للسُّنَّة. نعم.
(سؤال) نفس السُّؤال -شيخَنا-حفظك الله-؛ يقولُ السَّائل: هؤلاءِ الذين يُبدِّعون ويُضلِّلون؛ بدعوَى أن هناك [جَرح وتعدِيل] والجرحُ مُقدَّمٌ على التَّعديل؟
(الجواب) هذه القضيَّة أخذوها سُلَّمًا لغير هذا الأمر.
هذه القضيَّة عند رجالِ الحديثِ: إذا أتَوا براوٍ فيه مقال، فيه نِسيان، فيه سَهو، فيه غفلة. . فيه كذا .. فيه كذا، وثَبت أو نُقل أنه إنسان مُدلِّس، أو إنسانٌ يَروِي المناكِير؛ فيَنبغي أن نُبيِّن الحقَّ، وننتقدَ هذا الإنسانَ، ونقولُ: لا يُروَى عنه حديثُ رسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- حتى يتوبَ إلى اللهِ وتَثبُتَ عَدالتُه.
وقال الشيخ محمد عيد عباسي في تقديمه لكتاب عدنان منهج الاعتدال: «فما زلت منذ ثلاثين سنة أعرف أخي العزيز الشيخ عدنان أبا حازم حفظه الله سباقا إلى طلب العلم وتحصيله، منذ التحق بركب الدعوة السلفية وشارك في الأخذ عن أستاذنا العلامة محمد ناصر الدين الألباني -شفاه الله -منذ أكثر من ثلاثين سنة، ولقد كان لأخي عدنان منزلة خاصة عند أستاذنا، فكان يلقي دروسه في بيته ويبات فيه، حتى رغب شيخنا في مصاهرته، ثم طلب العلم على كثير من كبار العلماء وبخاصة سماحة الإمام الجليل عبد العزيز بن باز رحمه الله» (كتب التقديم في 10ربيع الآخر 1420).
وهذا شهادة الشيخ عبدالله العبيلان في الشيخ عدنان:
سائل يقول: هل تنصح فضيلة الشيخ بسماع أشرطة الشيخ عدنان عرعور في المنهج؟
أجاب الشيخ العبيلان:
"عدنان عرعور هذا من كبار دعاة السلفية في العالم الإسلامي، وهو كما زكاه كبار علماء هذا العصر ومنهم الشيخ ناصر الدين الألباني، وقد سألنا عنه قريبا سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز فأثنى عليه وذكره بخير فليس بمصلحة يا إخوان أن يُخالَف من هو على طريقتنا من هو وعلى منهجنا وإن حصل خلاف ففي المسألة سعة، وينبغي علينا أن نجلس ونتحاور، وأن (كلمة غير مفهومة) كل واحد منا للآخر، وأما كل واحد (كلمة غير مفهومة) يسب الثاني ويشتمه فهذا لا يحبه الله ولا رسوله"
الملف الصوتي من هاهنا
http://www.salafishare.com/26
قال الشيخ الألباني :
6
قال الشيخ الألباني :
D8H5LM5/7ZQJNGL.mp3 (http://www.salafishare.com/26
قال الشيخ الألباني :
6
قال الشيخ الألباني :
D8H5LM5/7ZQJNGL.mp3)
أو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/335)
http://www.4shared.com/file/95043119/9abd5c05/______.html (http://www.4shared.com/file/95043119/9abd5c05/______.html)
سئل شيخنا أبا الحارث علي الحلبي حفظه الله في اللقاء السابع عشر على البالتوك في الدقيقة 34 و 34 ثانيةيوم 9 من دجنبر 2009 الموافق ل22 ذي الحجة 1430
http://kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=12576 (http://kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=12576)
السؤال: لعلكم تعلمون ما للشيخ عدنان عرعور حفظ الله من جهود طيبة في هذه الأيام في الرد على الروافض وردعهم عن غيهم وباطلهم، فهل من الحكمة بارك الله فيكم ان يُحذر من الشيخ ويبدع ويضلل، حتى اني رأيت في مواقع الروافض من يستدل باقوال من طعن في عدنان لإسقاط دعوته ضد الشيعة؟
الجواب: "هذا لا ينبغي، الشيخ عدنان عرعور كان عليه انتقادات وظننا فيه ورأينا فيه أنه تراجع عن أكثرها، وله كتاب اسمه منهج الإعتدال بيّن فيه منهجه باعتدال ورد على من تكلم فيه وطعن فيه، ونرى أنه على الخير إن شاء الله، وإن كان ومثل غيرنا نُخطئ ونصيب، نتناصح ونتواصى بالحق ونتواصى بالصبر، وأما جهوده في الرد على الراوفض فقد لمسناها وعرفناها من خلال كثير من الناس العامة الذين استفادوا منها، ونسأل الله له المزيد من التوفيق والعناية بالسنة والعقيدة أكثر وأكثر، وقطع الطريق عن من ينتقده بضبط عباراته وضبط مواقفه أكثر وأكثر، والله يوفقنا وإياكم جميعاً."
وقال الشيخ علي حسن الحلبي -كذلك- حفظه الله قبل أزيد من خمس سنوات: "نحن نعرف الشيخ عدنان منذ نحو خمسة عشرة عاما وجالسناه وسافرنا معه وأقمنا الندوات والحلقات والمحاضرات والجلسات الخاصة والعامة، لانعرف عنه إلا كل خير في منهجه وخلقه ودينه وعلمه ولا نزكيه على الله تبارك وتعالى، لكن هل هو كامل، لا، هل هو معصوم، لا، هو يخطئ كما يخطئ غيره، هو يخطئ كما يخطئ منتقده، ومنتقده يخطئ كما هو يخطئ، كما قلت: نأخذ الصفوة وندع الكدر، أما أن نتحزب ونتشقق ونتفرق، فلا وألف لا، وكان لي كلمة، أنني مع تخطئتي للشيخ ربيع في هذا الأمر إلا أنني ألتمس له _أقول_ شيئا من المعذرة، أنه يننقل له بعض الأمور ويسمع بعض الأشرطة، ليس الخبر كالمعاينة، عندما نسمع نحن من الشيخ عدنان محاضرته بأسلوبه وطريقته غير ما يُسمع ذلك في الكثير أو غير ما يسمع بواسطة النقل وهذا لعله معروف من كل الإخوة الحريصين والراغبين على سماع كلام فضيلة الشيخ عدنان" http://www.4shared.com/file/95041330/78da9ac6/_____.html (http://www.4shared.com/file/95041330/78da9ac6/_____.html)
قال الشيخ محمد حاج عيسى الجزائري " الشيخ عدنان عرعور من أقدم تلاميذ الشيخ الألباني رحمه الله، قال الألباني ردا على من يطعن فيه: «أحذركم من أن تتبرءوا منه، ففيما علمت هو معنا على الدرب منذ كان أو كنا في سوريا، وهو لا يزال معنا إن شاء الله إلى آخر رمق من حياتنا جميعا، فهو شاب متحمس وسلفي وعنده نسبة معينة من الفقه في الكتاب والسنة ولا نزكي على الله أحدا، والتبرؤ منه تبرؤ من دعوته الحق وهذا لا يجوز» سلسلة الهدى والنور (752) وله أيضا تزكية بخط الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى نص فيها على أنه من أهل السنة والجماعة، ومؤلفاته وأشرطته تدل بكل وضوح على استقامة منهجه، وقال الشيخ محمد عيد عباسي في تقديمه لكتاب عدنان منهج الاعتدال: «فما زلت منذ ثلاثين سنة أعرف أخي العزيز الشيخ عدنان أبا حازم حفظه الله سباقا إلى طلب العلم وتحصيله، منذ التحق بركب الدعوة السلفية وشارك في الأخذ عن أستاذنا العلامة محمد ناصر الدين الألباني -شفاه الله -منذ أكثر من ثلاثين سنة، ولقد كان لأخي عدنان منزلة خاصة عند أستاذنا، فكان يلقي دروسه في بيته ويبات فيه، حتى رغب شيخنا في مصاهرته، ثم طلب العلم على كثير من كبار العلماء وبخاصة سماحة الإمام الجليل عبد العزيز بن باز رحمه الله» (كتب التقديم في 10ربيع الآخر 1420).
من رسالة منهج العلامة الألباني في مسائل التبديع والتعامل مع المخالفين أبي عبد الله محمد حاج عيسى الجزائري
قام بعض الإخوة في نشر هذه مكالمة على أن الشيخ العثيمين يجرح عدنان ويبدعه (!!)
والرد على هذا الزعم من وجهين:
الأول: أنه لما اتصل أحد الإخوة الحريصين على الشيخ العثيمين رحمه الله يسأله عن قوله في عدنان، أجابه الشيخ مستغرباً مندهشاً غاضباً: من قال لك أني أُجرح عدنان!!! هذا غلط منك!!، ولما أخبره الأخ بأن بعض الإخوة في بعض المناطق يقولون أنكم تجرحون الرجل قال الشيخ!! هذا كذب علينا!! وما أكثر ما يُكذب علينا!!
http://www.salafishare.com/25
قال الشيخ الألباني :
VWCT55S6U/LRQ7L
قال الشيخ الألباني :
0.mp3 (http://www.salafishare.com/25
قال الشيخ الألباني :
VWCT55S6U/LRQ7L
قال الشيخ الألباني :
0.mp3)
الثاني: أن الشيخ عدنان بن محمد آل عرعور من حرصه حفظه الله على أن لا تعظم الفتنة وأن تخمد نيرانها، اتصل بالشيخ العثيمين سائلا إياه عن تلك القواعد وعن ما عناه!! وذلك مسطر بوضوح في كتابه منهج الإعتدال.
وهذه مكالمة الشيخ عدنان حفظه الله مع الشيخ العثيمين رحمه الله.
http://www.salafishare.com/252EEAI6J7AW/S
قال الشيخ الألباني :
DEFJ9.mp3 (http://www.salafishare.com/252EEAI6J7AW/S
قال الشيخ الألباني :
DEFJ9.mp3)
وقد تكلم الشيخ مقبل رحمه الله على الشيخ عدنان بحسب ما وصل إليه من بعض الإخوان ثم توقف بعد ذلك عندما وصلته رسالة من الشيخ عدنان عرعور، قال الشيخ محمد الفرحاني العتمي "ومرة ذكر الشيخ مقبل ـ رحمه الله ـ في الدرس أن رسالة وصلته من الشيخ عدنان عرعور وقال: لن أتكلم في عدنان حتى أطلع على كتبه بنفسي. فقام يحيى بن علي الحجوري وقال للشيخ مقبل ـ رحمه الله ـ يا شيخ قد تكلم على عدنان الشيخ ربيع وفلان فقال له الشيخ مقبل ـ رحمه الله ـ من قلد ندم." من كتاب (ما هكذا تورد يا سعد الإبل) للشيخ محمد بن محسن بن محمد الفرحاني العتمي
وما صدر من علمائنا الكبار الفوزان والعباد .. من التحذير فهو مبني على نقل مبتور لقواعد الشيخ عدنان لذا قام بتصويبها غيرهم كالألباني وابن عثيمين عندما عرضت بسياقها بدون بتر والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/336)
ـ[أبو غانم المروي]ــــــــ[24 - 11 - 10, 12:00 ص]ـ
أرجو ألا يتحول ملتقى أهل الحديث إلى "شبكة سحاب" بالدخول في مهاترات لا طائل من ورائها.
ولننشغل جميعاً بالتقرب إلى الله تعالى بما يرضيه، وتجنب بنيات الطريق، والحذر ممن سماهم الشيخ عبد الكريم الخضير "قطاع الطرق".
ـ[أنس الحلو]ــــــــ[24 - 11 - 10, 12:10 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
أتمنى أن ترفع الملفات الصوتية بشكل أفضل
ـ[أبومعاذ الاثري]ــــــــ[24 - 11 - 10, 06:36 م]ـ
أرجو ألا يتحول ملتقى أهل الحديث إلى "شبكة سحاب" بالدخول في مهاترات لا طائل من ورائها.
ولننشغل جميعاً بالتقرب إلى الله تعالى بما يرضيه، وتجنب بنيات الطريق، والحذر ممن سماهم الشيخ عبد الكريم الخضير "قطاع الطرق".
لاعليك أخي الكريم
وإنما أرفقت هذه التزكيات لأن منتديات القوم قد ملأت سباً وشتماً وكذباً على الشيخ عدنان فأحببت الدفاع عنه.
ـ[أبو غانم المروي]ــــــــ[25 - 11 - 10, 12:23 ص]ـ
جزاك الله خيراً، وجعل ذلك في ميزان حسناتك.(162/337)
الشيخ الدكتور أحمد فريد يروي قصة التزامه وتاريخ الدعوة السلفية
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[05 - 09 - 09, 03:25 ص]ـ
الشيخ الدكتور أحمد فريد يروي قصة التزامه واعتقاله وطرده من الجيش
ولدت في شهر يوليو سنة اثنين وخمسين وغالب ظني في تحديد اليوم أنه يوم الثورة أو قبلها بيوم أو يومين أو بعدها كذلك، وذلك بمدينة منيا القمح ووالدي رحمه الله كان يعمل بإحدى الدوائر التابعة للأمراء وذلك قبل قانون الإصلاح الزراعي ثم عين كغيره ممن كان يعمل بهذه الدوائر موظفاً في الإصلاح الزراعي، ووالدتي رحمها الله لم تكن تعمل وكانت بنت أحد التجار بالقاهرة، وكان والدي يعمل موظف عنده قبل أن يتزوج والدتي.
كان والدي رحمه الله رجلاً صلاحاً محافظاً على الصلاة في المسجد وقيام الليل وكان يختم القرآن كل أسبوع تقريباً، وكان محبوباً بين جيرانه وأصدقائه وتردد على مكة لأداء العمرة عدة سنوات ومات على أحسن أحواله بعد أن أطلق لحيته.
والوالدة رحمها الله كانت طيبة السيرة والسريرة محافظة على الصلاة هادئة الطباع محبة للخير وفقت لأداء فريضة الحج في آخر سنة من عمرها وطلبت مني أن أصحبها إلى العمرة كل عام في رمضان ولكنها لم يدركها رمضان لأنها بعد عودتها من الحج بشهر أو شهرين أصابها داء السرطان وتوفيت في أقل من شهرين بداء البطن فأرجو أن تكون شهيدة وقد رأيتها في المنام في حالة طيبة وكذلك والدي رحمهما الله وجميع أموات المسلمين.
وقد أخبرت بأنني أصابني مرض في الصغر أوشكت منه على الهلاك وكان في هذا العام خروج والدي إلى الحج وودعني على أنني سوف أموت وهو في رحلة الحج فرزقني الله U العافية ثم انتقلت تبعاً لوالدي رحمه الله في بعض البلاد ثم أقمت بمدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية فأمضيت بها دراستي حتى الثانوية العامة ثم التحقت بكلية طب المنصورة فأمضيت بها السنة التمهيدية (إعدادي طب) وخلال هذه المدة من حياتي كنت بحمد الله مستقيماً محافظاً على الصلاة أحس بعاطفة دينية وكنت أتطلع كما يتطلع كثير من الناس إلى تحقيق المجد فكنت أفكر في حياتي وما أتمناه لنفسي وما كانت لي رغبة قوية في مجد دنيوي فلم أكن أتمنى أن أكون طبيباً مشهوراً أو مهندساً ناجحاً أو أديباً ولكن الأمل الذي كان يراودني في الصبا أن أكون خطيباً في المساجد فكنت أرى أرفع الناس منزلة هذا الخطيب الذي ينتظره الناس حين يصعد درجات المنبر ويذكر الناس بالله U.
ولم أكن أعرف عند ذلك قول سفيان: أشرف الناس منزلة من كان بين الله وبين عباده وهم الأنبياء والعلماء، فكنت أخرج من خطبة الجمعة بشحنة إيمانية قوية استمر عليها أياماً.
وكنت أجد رقة طبيعية في قلبي فإذا سمعت طفلاً يبكي أكاد أبكي لبكائه، وكنت بحمد الله باراً بوالدي محبوباً من أصدقائي وأقاربي وأذكر أنني يوماً ذهبت إلى أحد أصدقائي في المرحلة فلم أجده، فقالت له أخته الصغيرة: (صاحبك أبو وش سمح سأل عنك) ولله الحمد والمنة.
وبعد أن قضيت السنة التمهيدية بطب المنصورة انتقلت تبعاً لوالدي وأسرتي إلى الإسكندرية والتحقت بطب الإسكندرية وذلك في بداية السبعينيات. وتعرفت في هذه الفترة على إخواني في الله الذين بدأو الدعوة إلى الله U بالجامعة.
وكان سبب ذلك أن كتب أحد طلاب الكلية الذين يسبقوننا على سبورة المدرج من أراد أن ينضم إلى الجماعة الدينية فعليه أن يذهب إلى جمعية الشبان المسلمين بالشاطئ يوم كذا بعد صلاة كذا، فذهبت إلى الجمعية والتقيت بهم، وكان على رأسهم أخي الحبيب الدكتور إبراهيم الزعفراني، ثم كثرت اللقاءات بيننا بالكلية وخاصة إبراهيم الزعفراني حيث كان معي في نفس المجموعة للقرب بين أحمد وإبراهيم واشتراكهم في حرف الألف، وكان الدكتور إبراهيم ذو لحية طيبة وكان من أسرة طيبة، يغلب عليه التمسك بالسنة، وكان يرتدي ملابس تشبه ملابس الباكستانيين، وترددت عليه كثيراً في بيته، وصارت بيننا صداقة وأخوة ومحبة، وبدأنا سوياً طريق الدعوة، وكانت هذه بداية الصحوة بالنسبة لنا، وكذا بجامعة الإسكندرية، وبدأ النشاط بالجامعة بعد تكوين الجماعة الإسلامية التي كانت في الظاهر خاصة بالجامعة وفي الواقع ممتدة إلى خارج الجامعة. ثم في السنة الأخيرة في كلية الطب رشحت لاتحاد طلاب الجامعة لجنة خدمة الطلاب ورشح أخي إبراهيم في اللجنة الثقافية ثم تم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/338)
ترشيحنا أيضاً للجنة العليا لطلاب الجامعة.
وكان من لجنة نشاط خدمة الطلاب أنني استأجرت أتوبيساً من هيئة النقل العام لنقل طالبات الكلية وكنت أعطي موعظة قبل نزول الطلبات من الأتوبيس وأحضهم على الصدقة والبذل في الدعوة فكان من وراء ذلك خير كثير بحمد الله وأعطي دروساً بالمدرج قبل دخول المحاضرين وكذا درس للنساء ودروس بمسجد الكلية وغرفة الجماعة الإسلامية حيث أننا تمكنا بفضل الله U من الاستيلاء على غرفة التمثيل والموسيقى بالكلية وتحويلها إلى مسجد وغرفة للجماعة الإسلامية.
وكان أول مؤتمر تم بمبنى اتحاد الجامعة رداً على بعض المضايقات للجامعة بكلية الطب، وتكلم فيه بعض الإخوة وعلى رأسهم الدكتور إبراهيم الزعفراني وألقيت قرارات المؤتمر وكانت الجماعة الإسلامية حديث جديد وكأنه مولود جديد الكل خرج به محتفل وكان أول عمل بعد أن نجحنا في الانتخابات هو إنشاء جماعة إسلامية بكل كلية من كليات جامعة الإسكندرية.
وفي هذه الأثناء تعرفنا على الشيخ محمد بن إسماعيل وكان في السنة الثالثة أو الرابعة وكان الشيخ محمد نابهاً من صغره حريصاً على طلب العلم إلا أنه لم يبدأ الدعوة حتى وصل إلى مرحلة معينة من العلم.
وكنت دونه في العلم والعمل ولكنني كنت قد بدأت الدعوة إلى الله U بعاطفتي الإسلامية وبضاعتي المزجاة من العلم ويكفي في إثبات هذه العاطفة شهادة أحد أعداء الدعوة في هذا الوقت وهو الأستاذ صبري نور رحمه الله فقد كان في هذا الوقت يخالف الجماعة الإسلامية في الفكر ويميل إلى فكر التكفير وأرجو أن يكون رجع عن ذلك فقد رأيته في مساجد الدعوة قبل وفاته بقليل واستقبلني استقبالاً حسناً. فقال في هذه الأثناء: الأخ أحمد فريد قلبه ينبض بحب الإسلام والحمد لله الواحد العلام.
وبعد أن نجحت الجماعة الإسلامية في الحصول على جميع اللجان في اتحاد كلية طب الإسكندرية نما إلى علمنا أن عميد الكلية قد ألغى الاتحاد وهو بصدد تعيين أمراء جدد نتيجة لضغوط معينة معروفة فصمم الإخوة على عمل مؤتمر بساحة كلية الطب، وعلق الميكرفون فوق حجرة الجماعة ونزل عميد الكلية وحاشيته لإنزال الميكرفون وإلغاء المؤتمر فوقفت له تحت الميكرفون وصممت على أن الميكرفون لن يزال، وكنت في هذا اليوم في غاية الشدة وكان أخي إبراهيم في غاية اللين، عكس طبيعتنا في غير هذا الموقف، المهم لم ينزع الميكرفون وبدأ المؤتمر وكنت آخر المتكلمين وأذكر أنني قلت في خطبتي:
"نحن نعلم مستقبلنا جيداً مستقبلنا بين جدران الزنازين وعلى خشبات المشانق أما مستقبلهم .. وتلوت خواتيم سورة إبراهيم (وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44) وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51) هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52)).
لقد اشتقنا إلى إخواننا الشهداء اشتقنا إلى سيد الشهداء حمزة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة وحسن البنا وصالح سريه وكارم الأناضولي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/339)
وارتجت الكلية رجة عنيفة وكنت أرى الطالبات المتبرجات يبكين وكذا إخواننا في الجماعة الإسلامية، وقد هزت كلمتي حتى عميد الكلية فأعاد الإتحاد المنتخب مرة ثانية وأرسل إلينا يقول: اعتبروني واحد منكم، وانضم في هذا الوقت كثير من الطلاب إلى الجماعة الإسلامية لما وجدوا من هذه الروح. وكان أعداء الجماعة يتهمونها بأنها تحرك عواطف الناس وبذلك ينجحون في الانتخابات والله الموفق رب الأرض والسماوات.
وعاشت الجماعة الإسلامية أزهى عصورها في الجامعة وخارج الجامعة وأقيمت المعسكرات الإسلامية وكانت من اتحاد الجامعة واشتراكات الطلاب، وكان ذلك قبل خروج الإخوان من السجون فكان الذي يضع برنامج المعسكرات الشيخ محمد بن إسماعيل، فقد كان ومازال أعلمنا ونحسبه أتقانا لله U، ولم يكن ظهر اسم السلفية وكذا لم يكن هناك تواجد لمنهج الإخوان، فكان العمل تحت اسم الجماعة الإسلامية، ولكن الكتب التي نَدْرُسُهَا ونُدَرِّسُهَا سلفية كتب ابن تيمية وابن القيم، وأذكر أنه في سنة من السنوات تم تدريس كتاب: الأصول العلمية للدعوة السلفية للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق. استمر النشاط بالجامعة وخارجها، وكان أول ظهور للإخوان في معسكر إسلامي برشيد وكان القائم عليه الأستاذ عباس السيسي كبير الإخوان بالإسكندرية وهو رجل فاضل كريم من الرعيل الأول للإخوان وقد دعيت لهذا المعسكر وكذا الشيخ محمد بن إسماعيل والشيخ أبو إدريس محمد عبد الفتاح، وكان الإخوان يرسلون كل يوم أحد الإخوة للإشراف على المعسكر وكان في اليوم الأول الأستاذ محمد عبد المنعم وكان مع إخوة الجماعة الإسلامية عناصر ضعيفة جداً علمياً وعملياً من الإخوان الجدد وللأسف كانوا هم المسئولين عن الحجرات وكذا إعطاء الدروس وإدارة المعسكر، في اليوم التالي كان المبعوث من الإخوة الأستاذ جمعة أمين حفظه الله، وكان يعرفنا حيث اعتكفت معه بمسجد الحمام بالظاهرية، وكان يعطي موعظة يومية في التفسير فشكوت إليه ما نعانيه في المعسكر فقال: أنت غداً أمير المعسكر أو الشيخ محمد إسماعيل فقلت له: بل الشيخ محمد إسماعيل وكان الأمر كذلك فتغيرت الأحوال بالمعسكر تماماً. وفي اليوم التالي كنت أنا أمير المعسكر، ثم حضر إلينا الدكتور مصطفى حلمي وكانت رسالته الدكتوراه أو الماجستير عن شيخ الإسلام ابن تيمية وهو وإن كان حركياً من جماعة الإخوان إلا أن دراسته وكتاباته سلفية ثم ازداد المعسكر حلاوة بحضور الأستاذ محمد حسين في اليوم الأخير وكان المعسكر على شاطئ رشيد وكنا نلعب الكرة وننزل البحر فكان من أمتع المعسكرات، وفي نهاية المعسكر أراد الإخوان مني ومن الشيخ محمد إسماعيل المبيت فاستأذنت الأستاذ محمد حسين فرفض وقال كان ينبغي أن يستأذنوني، وأعطونا عدة مذكرات عن الدعوة لتوزيعها فرفض الأستاذ محمد حسين ذلك.
واستمر نشاط الجماعة الإسلامية بالجامعة يقودها من خارج الجامعة الأستاذ محمد حسين وكان طبيعة العاملين شخصيات إدارية كإبراهيم الزعفراني وكان أميراً، وشخصيات دعوية تتحمل الدعوة العامة وكذا المجموعات الدراسية.
وقبل أن أنتقل إلى بداية تأثير الإخوان على الجماعة الإسلامية أحب أن أشير كيف تعرفنا على إخواننا بجامعة القاهرة وهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور عصام العريان والدكتور محمد عبد اللطيف وقد تم بمعسكر عقد بكلية الهندسة بشبين الكوم لانتخاب رئيس اتحاد طلاب الجمهورية.
فتعرفنا على هؤلاء الإخوة الكرام ووجدنا أن ظروف نشأتهم ونشاطهم تشبه ظروفنا إلى حد كبير فحصل تآلف عجيب معهم وتواصل وتناصح وتناصر وكان المعسكر مهيأً لانتخاب شخصية معينة لها ولاء معين معروف في مثل هذه المعسكرات فقمنا بعمل تكتل إسلامي وهددنا بترشيح الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وكان كما أذكر رئيس اتحاد طب القاهرة، المهم حصلنا على بعض المقاعد في اتحاد الجمهورية وإلى هذا الوقت لم يكن للإخوان أثر على الصحوة الإسلامية سواء بالإسكندرية أو القاهرة وكان ذلك سنة (1976) أو (1977) وكانت الصحوة تعمل تحت اسم الجماعة الإسلامية أما الاتجاه هو على الفطرة والفطرة في اتجاهات الدعوة هي السلفية كما أن الإسلام هو دين الفطرة بالنسبة للشرائع المختلفة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/340)
لأن السلفية هي إتباع سلف الأمة وهم الصحابة ومن بعدهم من أهل القرون الخيرية الثلاثة الأول عدا أهل البدع الذين يرون ظلام الظلم نور واعتقاد الحق ثبور وسيصلون سعيراً ولا يجدون لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [يوسف: 108]
وكان نشاط الدعوة يتمثل في المعسكرات السنوية حيث تم أكثر من معسكر بمبنى اتحاد الجامعة أمام كلية الهندسة. وكان آخرها بأبي قير. وكذلك خروج رحلات للعمرة يتفق عليها اتحاد الجامعة واشتراكات الطلاب، وكذا عمل الأيام الإسلامية واعتكافات رمضان وطبع بعض الكتيبات باسم الجامعة الإسلامية كرسالة "يا قومنا أجيبوا داعي الله" للشيخ محمد إسماعيل ورسالة "دقائق الأخبار في رقائق الأخيار" للعبد الفقير. وكانت أول رسالة بعنوان "العقل وثلاثة أسئلة" وكان من نشاط الدعوة أيضاً في هذه المرحلة قوافل الدعوة على طريقة التبليغ داخل الجامعة .. والجدير بالذكر أن هذه الفترة لم يكن بها حرس جامعي وأراد الرئيس أنور السادات أن يضرب الاتجاه الشيوعي داخل الجامعة بالجماعة الإسلامية وبالفعل انتقل بعض اليساريين إلى صفوف الجماعة الإسلامية.
وفي هذه الفترة كانت حادثة الفنية العسكرية كما أذكر سنة 75 وكان فيها عدد ليس بالقليل من الإسكندرية وكانت هذه أول تصفية فبعض من انضم إلى صفوف الجماعة الإسلامية حرصاً على دراسته وعلى دنياه حلق لحيته ومارس حياته بالجامعة كإنسان عادي حريص على العبادة وحرم من شرف الدعوة إلى الله U. كذلك حدث في هذه الفترة ظهور جماعة التكفير على يد شكري مصطفى وكان فتنة بالفعل حيث اغتر بفكره وذكائه كثير من الناس وقتل الذهبي وزير الأوقاف المصري وكان ذلك ونحن في أحد المعسكرات الإسلامية فخرجنا إلى المواصلات العامة ونحن نرتدي فانلة مكتوب عليها الجامعة الإسلامية ندعو الله U ونتبرأ من جماعة التكفير وقتل الذهبي. حتى لا تستغل الفرصة لضرب الصحوة.
وكان مؤسس هذه الجماعة الإسلامية بالجامعة الأخ إبراهيم الزعفراني وكنت أقرب الناس إليه والمدرسة السلفية لم تولد بعد وتزامن تأثير الإخوان على قيادات الجماعة الإدارية وميلاد المدرسة السلفية ففوجئنا بالإخوة الإداريين يطلبون الاستخارة للانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين وأذكر أنني قلت نحن نحب السلف وعلماء السلف وسوف نشتكيكم إلى الله U.
وكان الشيخ محمد إسماعيل مسئولاً عن منطقة محرم بيه وكان بها الشيخ أبو إدريس محمد عبد الفتاح وكذا الشيخ سعيد عبد العظيم. وكان المرشد للإخوان في هذا الوقت غير معلن وهو الأستاذ عمر التلمساني حيث جمع صفوف الإخوان بعد الأستاذ الهضيبي. وجدير بالذكر أيضاً أننا في نشاط الجامعة دعونا الأستاذ التلمساني لمحاضرة بمدرج كلية الطب وأنكر علينا بعض قيادات الإخوان ولعله الدكتور حتحوت وقال: إن عمر التلمساني لا يمثل الإخوان وقد أعلن بعد ذلك أن المرشد العام للإخوان المسلمين في ذلك الوقت.
في هذا الوقت كنت أمارس الدعوة إلى الله U داخل الجامعة وخارجها وكنت أخطب في مساجد الإسكندرية بروح قوية بفضل الله U، وأذكر أن أول خطبة خطبتها كانت بمسجد أهالي العصافرة وهو مسجد كبير لا يقل عن 400 متر وخطبت ساعة عن يوم القيامة وأبكيت الناس مع أنها كانت أول خطبة.
أما عن حياتي الخاصة في هذه الفترة –وهي آخر فترات الدراسة- فقد استأذنت أبواي في أن أسكن في غرفة عرضت عليهم بأنها بجوار مسجد السلام بأرض الحمرة بسيدي بشر القطار وكان باني المسجد عرض علي المسجد للخطابة فاشترطت عليه أن يتحول المسجد من البدعة إلى السنة فأذن لي في ذلك، فكنت أبيت في هذه الحجرة وأذهب إلى البيت كل يومين أو ثلاثة وكان ذلك يرضي والداي، حيث كانت الوالدة هادئة الطبع محبة للخير وكذا الوالد رحمه الله كان محب للإخوة مستعداً للترقي حتى ختم له عمره في أحسن أحواله، واجتهدت في هذه الفترة في تعريف أهل المسجد معنى السنة وحذرتهم من البدع وصار هناك محبة وولاء شديد بيني وبينهم. وفي بعض الجُمعات أعلنت أن الأذان سيكون واحداً بعد ذلك وليس هناك قراءة قرآن قبل الأذان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/341)
وتقبل الناس ذلك بفضل الله وكانت مساجد السنة في الإسكندرية قليلة ونادرة، وكانت هذه الفترة من أحسن وأسعد فترات حياتي من حيث التفرغ للطاعة والعبادة ومخالطة من أحبهم من إخواني وكذا الرؤا الصالحة التي رأيتها في هذه الحجرة والتي رؤيت لي وأذكر من هذه الرؤا أن أحد شباب المسجد وكنت أكنيه أبو إسحاق رأى في المنام أن النبي صلى الله عليه سلم دخل المسجد وكنت نائماً بالحجرة وكنت في هذا الوقت مريضاَ فسلم عليَّ وجلس إلى جواري صلى الله عليه وسلم ثم جاءت سيارات نقل كبيرة تحمل لحماً وكوسة "دباء"، فطبخ الإخوة وخرجنا من الحجرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكل معنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسجد ووصف الأخ على صغر سنه وقلة علمه الرسول صلى الله عليه وسلم بما ثبت من صفته. وأعلنت هذه الرؤيا في حفل زواج الشيخ محمد بن إسماعيل بمسجد السلام بإستانلي ..
وطلبت أن يجتمع الأخوة في المسجد على الطعام كما حدث بالرؤيا وأخذ الإخوة يقولون أين جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يجلسوا في المكان الذي جلس فيه إن جاز التعبير تبركاً وليس بجائز وحضر الأستاذ محمد حسين وغيره هذا الحفل ..
وصلت في هذه الفترة إلى أحوال إيمانية طيبة فكنت أجلس في مجالس العلم فإذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بكيت وكنت أحس بشوق شديد إلى القرآن كلما مكثت فترة دون تلاوته أجد ما يدفعني إليه وحفظت ما يقرب من ربع القرآن وأنا في هذه الفترة ولا أكتم أنني كذلك كنت أشتاق إلى رؤية الله U؛ وأذكر أنني خلال هذه الفترة عندما كنت أذهب من بيتي (بيت والدي) بالعصافرة إلى مسجدي بسيدي بشر القطار كنت أحب القمر حباً شديداً وأستأنس بالنظر إليه وهو مكتمل ثم خشيت أن يكون في ذلك حرج شرعي فكلما نظرت إلى القمر غضضت بصري خوفاً أن يكون في ذلك شيء من العبادة ثم بدا لي في أحد الأيام أن القمر آية من آيات الله ولا حرج في النظر إليه والاعتبار به ومحبته ..
وفي نفس الليلة رأيت أن أسير أنا وأحد الإخوة الذين كانوا من أحب الناس إليَّ في هذه الفترة في طريق طويل متسع كنت أشير له إلى القمر وأقول له إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته فأحسست أن هذه الرؤيا تشير إلى جواز النظر إليه وتذكر رؤيته U لأن النبي صلى الله عليه وسلم شبه الرؤية بالرؤية وليس المرأي بالمرأي. فقال صلى الله عليه وسلم "إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا –وأشار إلى القمر ليلة البدر- كما ترون هذا"
كنت في هذه الفترة أحس بقرب شديد من الله U وأجد ذلك في حسن ظني بالله U وقبول دعائي. أذكر أن بعض الإخوة كان يبيت عندي بالمسجد وأردنا أن نقوم من الليل للصلاة فقلت لهم متى تريدون أن تقوموا فقال بعضهم: الواحدة والنصف، وقال بعضهم: الثانية، فقلت لهم: نقوم الثانية إلا الربع ودعوت الله أن يوقظني في الثانية إلا الربع وأنا موقن بالإجابة، فاستيقظت بالفعل في الثانية إلا الربع وأيقظت الإخوان؛ ومن الطريف أني مرضت في بعض الأيام وكنت أحب أن أرى إخواني وأن يعودوني في مرضي ففكرت أن أخبرهم ثم قلت لو أخبرتهم لتكلفوا الحضور وركبوا المواصلات وكان في ذلك مشقة عليهم فدعوت الله U أن أراهم في المنام فرأيتهم في الليل وأنا في غاية السرور وذلك قبل الفجر وبعد الفجر قلت أنا لم أر أخي إبراهيم الزعفراني وفلان فدعوت الله أن أراهم فرأيتهم بعد صلاة الفجر وأنا أذكر ذلك تحدثاً بنعمة الله U ومن علامات إيماني ومحبتي لله U في هذه الفترة وشدة محبتي لإخواني الذين أحبهم في الله U، فقد أحببت أحد إخواني من جيران المسجد وكنيته أبو سعيد وتأخر عليَّ مدة وأنا في شوق شديد إليه ولم يحضر حتى قرب إقامة صلاة الفجر فقلت بلساني أو بقلبي يا رب أرسل إليه ملكاً يوقظه ويأتي به إلى المسجد وبعد دقائق معدودة حضر الأخ إلى المسجد وأدركنا في صلاة الفجر فأخبرته بما حدث فقال: أنا بالفعل كأن أحداً يوقظني وأتى بي إلى المسجد وكان الأخ يعيش مع أمه فكانت إذا تأخرت أمه بعد ذلك يقول: يا رب أرسل إليها ملكاً يأتي بها. في هذه الفترة أيضاً رأيت رؤيا فيها تبشير بالشهادة وتأكدت هذه البشارة برؤا أخرى ورآني أخي الحبيب حامد الزعفراني في الجنة، وأنا أتحرج من قص هذه الرؤا إلا أنها رفعت محبتي للجنة والسعي إليها .. وحفظت قصيدة ابن القيم في بداية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/342)
حادي الأرواح وأطلق عليَّ الشيخ محمود عيد رحمه الله لقب عاشق الجنة من كثرة ذكري لها وتذكيري بها.
في هذه الفترة كذلك تعرفت على أحب الأخوة إلى قلبي وهو الدكتور عادل عبد الغفور .. وكانت بداية محبتي له ومعرفتي به رؤيا رأيتها في حجرة مسجد السلام وتحقق ما رأيته .. رأيت كأنني أقول له: يا عادل أنا أحبك جداً وأتمنى ن تبقى معي في المسجد يومين، فقال لي في الرؤيا سوف أستأذن والدتي وأحضر وكان إذن والدته من أصعب الأمور لأنها أسرة طيبة متدينة وكانت والدته وهي سيدة فاضلة كريمة حريصة عليه وعلى أخيه عماد ولكن بقدر الله U وافقت والدته وبقي معي في المسجد يومين وتأكدت محبتنا في الله U.
وأذكر أنني كنت عائداً من الكلية وفي غاية الفرح لرؤية قميص أخي عادل الذي نساه بالحجرة وتجددت معاني كثيرة مما نقرأه في محبة السلف وإيثارهم وكلما امتد بنا العمر تزداد هذه المحبة بفضل الله U والشيخ عادل ممن يشهد له بالعلم والعمل نحسبه ممن يتقي الله U أسأل الله أن يديم محبتنا فيه وهو الآن من أفراد أهل العلم بالقاهرة.
المهم هذه الفترة وهي نهاية الدراسة بالجامعة وكذا سنة الامتياز كانت مرحلة فاصلة في حياتي وإلى هذا الحد كان العمل ما يزال تحت اسم الجماعة الإسلامية والكل يعمل تحت هذه الراية ولكن العقيدة هي عقيدة السلف والذين يوجهون الفكر بالجماعة الإسلامية هم أعلم الناس بفكر ومنهج السلف ..
ثم كان من تقدير الله U أن بدأ الشيخ محمد بن إسماعيل في إنشاء المدرسة السلفية وذلك بعد أن رأى أنه تأهل للدعوة والتصدي لتعليم الناس وكانت بداية المدرسة السلفية درس عام يوم الخميس في مسجد عمر بن الخطاب وذلك قبل أن يكتمل بناؤه وكانت هناك حلقة بمسجد عباد الرحمن ببوكلى صبح الجمعة وكان الحضور في هذه الحلقة لا يتجاوز العشرة أفراد ولم يكن معنا أحد قادة الدعوة السلفية الآن وكان الشيخ محمد يحفظنا متن العقيدة الطحاوية وكذا تحفة الأطفال وكلفني بتدريس مدارج السالكين شرح منازل السائرين. ثم توقفنا عن ذلك خشية ترويج مصطلحات الصوفية وكان ذلك قريباً من تأثير جماعة الإخوان على القيادات الحركية للجماعة الإسلامية.
ثم لما طلبوا منا الاستخارة للانضمام إلى الإخوان رفض الشيخ محمد كما ذكرت الانضمام للإخوان المسلمين لأن المرشد مجهول وكان معه إخوة محرم بيه .. وهددوا الشيخ بالتشهير بهم على المنابر والتضييق عليهم، فلم يخضع لهذا التهديد واستمر في دعوته ..
في هذه الأثناء دخلت الجيش ولي فيه قصة قد يطول شرحها ولكن أرجو أن يكون في ذلك عبرة وعظة وأسأل الله أن يرزقني حسن النية في عرضها وأن يكون ذلك بقصد الفائدة لا فخراً ورياءاً.
ذهبت إلى القاهرة (حلمية الزيتون) لتقديم أوراقي للجيش، وكنت أظن أنني سوف أقدم أوراقي وأعود ولكن الحال كان على عكس ذلك حيث قسم الحاضرون إلى من سيجند عسكري ومن يرشح لضباط الاحتياط، وكنت قد قلت في نفسي إن رشحت لضباط الاحتياط فلن أحلق لحيتي قولاً واحداً، وإن رشحت جندياً كان في المسألة قولان وأستخير الله U أحلق أو لا أحلق.
فقدر الله U أنني رشحت لضباط الاحتياط لأن الكليات العملية خاصة طب وهندسة يرشحون للاحتياط فقلت لمسجل الكلية أنا لن أحلق لحيتي. فرفض أن يحولني إلى جندي، وقال أنتم تحبون السجن وكانت سيارات الكلية واقفة فتم نقلنا إلى كلية الاحتياط بفايد دون أن نخبر أهلنا أننا ذاهبون إلى الكلية؛ وذهبت إلى كلية الاحتياط بالزي الرسمي للجماعة الإسلامية أقصد القميص والغطرة؛ وبت ليلة واحدة بعنبر الطلبة وأحسست بالاختناق في هذا الجو الذي لم أتعود عليه حتى أنني كنت أعيش بالمسجد وأخالط إخواني وأستمع للقرآن وأشتغل بطلب العلم والحرص على سلامة قلبي ولكن بحمد الله لم تكرر هذه الليلة التي بتها في عنبر الطلبة بكلية الاحتياط.
وفي الصباح وبعد صلاة الفجر جلست على سرير وكان في الدور الأول أقرأ القرآن فأتى الشاويش المسئول. عن العنبر يقول هيا للطابور فقلت له: أنا رافض الجيش من أوله إلى آخره ورفضت الخروج معه. فذهب من أجل أن يبلغ المسئولين وأتاني أحد الطلبة الذين في الدفعة السابقة لدفعتنا رقم (44) وأخبرني في دفعتهم (43) أخ رفض حلق اللحية وهو الآن بالسجن المركزي وإن شئت أن تذهب إليه فهيا بنا. فقلت له: نعم نذهب إليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/343)
وكان هذا الأخ يسمى رفعت وقد حكم عليه بخمسة أشهر وكان من جماعة التبليغ والدعوة ومن أقرب الناس إلى الشيخ إبراهيم عزت رحمه الله أمير الجماعة ولم يكن للكلية أسوار حتى نعلوها وذهبنا إلى السجن المركزي بفايد وخرج إلينا الشيخ رفعت وكان وسيماً جميلاً والنور يشع من وجهه وهو متعمم عمامة لطيفة فسلم علينا وقال له رفيقي: الأخ أحمد فريد من الدفعة الجديدة وهو يرفض حلق اللحية ويطلب منك النصيحة. فنصحني حفظه الله عدة نصائح أغلى من الدنيا وما فيها، فقال لي: إن أمرك أحد المسلمين بأمر فإن كان معصية فلا تطيعه فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وإذا أمرك من ليس بمسلم فلا تطيعه على كل حال خالفوا المشركين.
والنصيحة الثانية: قال: لا تفتر عن ذكر الله U فإن الله U لما أرسل هارون وموسى إلى فرعون قال (اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي) [طه: 42]، فالذكر يقوي القلب على مواجهة الشدائد والدخول على الظالمين.
والنصيحة الثالثة: قال لي إذا كلمك فلا تنظر إليه لأن النظر إلى وجه الفسقة يقسي القلب ولا تناقشه في كلامه بل دعه يقل ما عنده ثم بلغه دعوتك فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما عرض عليه أبو الوليد بمكة أن يجمعوا له من المال حتى يكون أكثرهم مالاً وأن يملكوه عليهم لم يناقشه ولكنه قال له: أفرغت يا أبا الوليد؟ فاسمع مني ثم تلا عليه القرآن.
خرجت من هذه المقابلة وأنا أشد عزماً وتصميماً على المواصلة والثبات على الحق وعدت إلى كلية الاحتياط فرأيتهم قد حلقوا لهم رؤوسهم وصرفوا لهم الملابس العسكرية فكانوا يلبسونها قبل أن تفصل عليهم وكانوا في طابور الميز (يعني المطعم) لطعام الغذاء.
وأتى الشاويش الذي كلمني في الصباح وقد تعب في البحث عني وقال: أين كنت؟ وعلمت أنه ليس على ملتنا، فقلت: أنت بالذات لا تكلمني.
فأخبر أحد الضباط بخبري فقال له: يقف في الطابور. ووقفت في الطابور وأنا أرتدي القميص وقد صنع لي الشيخ رفعت من الغطرة عمامة لطيفة ثم حدثت مشادة كلامية مع أحد الضباط ذهبت على إثرها إلى سجن الكلية وكان في الواقع أحسن مكان بالكلية لأنه بجوار المسجد وهو فارغ تماماً وأمكن فيه من قراءة القرآن وكتب العلم وصار سجن الكلية هو خلوتي كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن سجني خلوة ..
وكنت أصلي بالناس إماماً وأعطي دروس بالمسجد يحضرها من فيه خير من ضباط الكلية وأخطب الجمعة أحياناً فمكثت في سجن الكلية حتى تشكلت محكمة عسكرية ممن يحضر دروس في المسجد خوفاً علي من تشديد العقوبة وحكموا علي بشهر واحد والمحزن أنني سجنت بسجن الوحدة وليس سجن الطلبة المجاور للمسجد وابتليت بمخالطة المسجونين حيث شرب السجائر وسماع الغناء فلم يكن سجني في هذه المرة خلوة كما قال شيخ الإسلام بل ما كنت أجد مكاناً أقوم فيه بالليل ..
وبدأوا معي مساومات حتى أوافق على حلق اللحية وأتاني طبيب الكلية وعرض علي إذا وافقت على مبادرته أن يكون سكني بالعيادة وأن أكشف على إخواني الطلاب وبذلك لا أقف في الطابور وأحيي العلم والضباط فوافقت على ذلك وتم إلغاء السجن بعد أسبوع أو أكثر وانتقلت إلى العيادة وكنت أعامل قريباً من معاملة الضباط الأطباء وأسكن معهم.
ولكن نفسي لم تطاوعني إلى حلق اللحية مرة ثانية فأعفيت لحيتي وقدر الله U أن يتغير مدير الكلية ويعين لواء جديد للكلية فأهمهم كيف يعرضون عليه مشكلتي وأنا قد تركت اللحية أكثر من ثلاثة أسابيع. وقبل أن أدخل عليه دخلت على من دونه من الرتب وكانوا يرغبوني تارة ويهددوني تارة أخرى ويقولون بحمية وعصبية القوانين العسكرية والنظم العسكرية فأقول لهم (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) [البقرة: 165]
فيقولون نحن لسنا كفاراً، فأقول أنا لا أكفركم ولكنها الغيرة على الشرع كلما وجدت غيرتهم على القوانين العسكرية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/344)
وأخيراً أدخلت على اللواء مدير الكلية وهو يرفع جهاز التسجيل بالقرآن وعرض عليَّ حلق اللحية فرفضت وتلوت عليه أدلة التحريم فحولني إلى نائب الأحكام لإعادة محاكمتي فحكم عليَّ بستة أشهر لمخالفة الأمر العسكري بحلق اللحية وتم إعادة الشهر الذي أوقف تنفيذه فصارت لمدة سبعة أشهر قضيت جزءاً منها قبل إجراء تحويلي إلى السجن المركزي في سجن الطلبة حيث الخلوة وممارسة الدعوة مع الذين يمن الله عليهم بالسجن .. وكان الوقت شتاءاً فكنت أخرج بالبالطو والغطرة وأرى إخواني وهم في البرد القارص بالشورتات وبلغ من فتنة بعضهم ممن كان من الجماعة الإسلامية قبل دخوله الجيش أنه ترك الصلاة.
وقد تعجبت كيف دخل الإخوة هذه الكلية وفيها ما فيها وتخرجوا ضباط وكيف سمح لهم إيمانهم بذلك؟! وأحببت أن أترك بالكلية كلمة حق تتوارثها الأجيال وتشهد لي يوم يقوم الأشهاد فقلت في نفسي الجيش كله ظلم .. ظلم النفس وظلم العباد والظلم والظلم هو أظلم الظلم الشرك بالله U فجهزت خطبة في تفسير الحديث القدسي "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا".
وقلت في خلال خطبتي ما ظنكم برسول الله صلى الله عليه وسلم لو أتى فرأى أمته يلتفون حول خشبة في آخرها خرقة يعظمونها من دون الله U، ما ظنكم برسول الله صلى الله عليه وسلم لو أتى فرأى أمته يعظم بعضها بعضاً وكان قد دخل على أصحابه فقاموا فقال: لا تعظموني كما تعظم الأعاجم ملوكها وقلت لهم: تقولون الجيش يربي الرجال وتأمرون بحلق اللحية والتشبه بالنساء؟!
وكان الأولى بكم أن تقولوا الجيش يربي الرجال وتأمرون من يحلق لحيته بإعفاء اللحية لأن الجيش يربي الرجال؟!
فقلت ما في نفسي في خطبة الوداع وبعد إقامة الصلاة قلت: كل أخ يلبس باريه: (ما يوضع على الرأس) فيه صنم (النسر) يداريه فإن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب ولا صورة وصليت بهم الجمعة، وقد قامت القيامة بالكلية فمن موافق ومشجع لما قلت ومن خائف وعلى كل حال حصل المقصود من إقامة الحجة وترك كلمة الحق بالكلية. ومن رحمة الله بي أنه كان يجعلي دائماً مخرجاً ويضيق عليهم كما وعد U ( وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا) [الطلاق: 2].
فكان من الممكن أن يحكم علي بمدد متطاولة بسبب ما قلت والمخرج أنني كنت في هذه الفترة مسجونناً فكيف خرجت من السجن وكيف ارتقيت المنبر منبر التوجيه وأنا مخالف للقواعد العسكرية.
وأنا والحمد لله في رعاية الله وحفظه أنتقل من خير إلى خير ومن سعادة إلى سعادة فجهزت للانتقال من الكلية إلى السجن المركزي بفايد وكانت هذه المنطقة كأنها فتحت فتحاً إسلامياً بدعوة أخي الشيخ رفعت فكان أول من سن هذه السنة الحسنة وكان قائد المحطة العسكرية تاركاً للصلاة وكان يسب دين الله والعياذ بالله فلما رأى رجلاً يترك زوجته وأولاده ويرضى بالسجن لأنه يرفض حلق اللحية بكى على نفسه وكان ثبات الشيخ رفعت سبباً في هدايته. وقدم طلب إلى إدارة التوجيه المعنوي بتعيين الشيخ رفعت في التوجيه المعنوي لمحطة فايد العسكرية ومن حسن تقدير الله U أن اليوم الذي حولت فيه إلى سجن فايد المركزي هو نفس اليوم الذي عاد فيه الشيخ رفعت من إجازة ثلاثة أسابيع بعد إنهاء سجنه وتعيينه بالتوجيه المعنوي بالمحطة العسكرية. والتقيت معه ومع العقيد عبد الفتاح بمسجد المحطة الذي بناه العقيد بعد هدايته على يد الشيخ رفعت وصار مناراً للدعوة بالمنطقة؛ وقبل أن أحول إلى السجن المركزي أرسلت إدارة الكلية إلى العقيد وأخبروه بأنني ضربت الضابط وأنني لست طيباً كالشيخ رفعت.
يقول العقيد بمجرد أن رأيتك علمت أن كلامهم كذب، والتقيت به في صلاة المغرب وقابلني مقابلة هي ثمرة مقابلته السابقة بإدارة الكلية، وقال له الشيخ رفعت هناك نساء تبكي وأطفال. يقول العقيد عبد الفتاح وأنا أصلي أقول لنفسي هذا رجل ترك أهله ودخل السجن من أجل سنة النبي صلى الله عليه وسلم فانظر ماذا تفعل يا عبد الفتاح، وبعد الصلاة مباشرة بشرني بأنه سوف يعطيني حجرة الشيخ رفعت ويعاملني كما كان يعامله؛ وهي حجرة بالسجن المركزي بنيت خصيصاً للشيخ رفعت. كان معه مفتحها فهو يغلقها من الخارج، وبالفعل استلمت الغرفة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/345)
المذكورة، وصمم الشيخ رفعت على أن يدخل معي السجن مع أنه عين رسمياً واعظاً بالمنطقة العسكرية، وقالوا له أن يسكن في الفيلا فيقول حفظه الله: أخي أحمد في فترة بلاء وتنزل عليه رحمات من السماء فأحب أن أكون معه.
وجهزت الغرفة بسريرين وكان بها مصباح كهربائي مع أن ذلك من الممنوعات في السجون في هذه الفترة سواء كانت حربية أو مدنية، وقضيت أنا والشيخ رفعت قريب من شهر ونصف فكنت أصلي الفجر بالمسجد أنا والشيخ رفعت، وكنت أصلي بهم إماماً؛ وكان العقيد عبد الفتاح يقول للصولات كل صول يعطيني تماماً بالعساكر الذين معه في صلاة الفجر، وكنا بعد شروق الشمس نركب إحدى السيارات التابعة للمحطة للإفطار بفيلا كبار الزوار على البحيرات المرة بفايد وكنت أمارس الدعوة فأعطهم موعظة قبل التأمين (دخول الزنازين) وأعلمهم الصلاة، وكان العقيد يقول: الأخ أحمد فريد أقدم واحد يصلي فينا؛ كلامه أوامر .. سبحان الله مسجون كلامه أوامر –كما قال بعضهم-: [أعز أمر الله حيثما كنت، يعزك الله حيث ما كنت]
في هذه الفترة كانت الثورة الخمينية، وكان كارتر رئيس أمريكا يزور مصر، وقال السادات كلمته المشهورة لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين، وكانت المظاهرات بالجامعات المصرية وما لنا نصيب من هذه الأحداث العالمية والمحلية ففوجئت بالشيخ رفعت تم إعادته إلى القاهرة وإعادة محاكمته، وحكم عليه بتسعة أشهر .. وطلب مني حلق اللحية ولبس ملابس السجن الحربي (العفريته الزرقاء) فرفضت وحضرت المخابرات العسكرية في حجرة قائد المحطة وعرضت عليَّ في حضور ضابط المخابرات، وطلب مني حلق اللحية أو يؤمر بإعادة محاكمتي فقلت له: موافق على إعادة محاكمتي مرة ثانية وثالثة ورابعة وليس وراءنا شيء إلا دين الله U.. وبالفعل ذهبت إلى المكان الذي سوف أحاكم فيه ويبدوا أن نائب الأحكام أخبرهم أنه لا يجوز محاكمتي لأنني في فترة قضاء عقوبة على أمر معين ولم تنته الفترة بعد، فأعدت إلى غرفتي بالسجن المركزي وفوجئت بأنهم أخذوا المرتبة وكذا المصباح الكهربائي ومنعوني من الخروج، إلا أن العقيد الذي تحرك قلبه بالإيمان كان يوصي بأن الطعام يأتيني من مطعم الضباط، ويوصيهم في السر أن لا يعاملوني معاملة سيئة.
وتأخر العقيد عن زيارتي كثيراً خوفاً من رصد المخابرات حتى انتهز فرصة وزارني في السجن فلم ير المرتبة ولا المصباح فقلت له: يأخذون كل شيء حتى البطاطين وسوف أنام على الرمل.
ولكن ديني لن يأخذوا منه شعرة واحدة، وكان العقيد يحبني إلا أنه كانت محبته للشيخ رفعت أكثر مني لأنه كان سبب هدايته، فبكى وقال: هل سفر الشيخ رفعت هين عليّ. وقلت له أنا في أسعد فترات حياتي أنا كلما نمت رأيت رؤيا صالحة .. وأشار أن يعيد الكهرباء والمرتبة فرفضت.
وكنت أحفظ حزباً من القرآن في كل صباح في أقل من ساعة وأراجعه قبل غروب الشمس وأصلي به في الليل وحفظت في هذه الفترة والتي بعدها ثلث القرآن تقريباً. بقيت عدة أيام بالسجن المركزي ثم أتى أمر بنقلي إلى السجن الحربي وهو أكبر من السجن المركزي؛ حيث يقضي فيه العسكر الذين حكم عليهم بأكثر من ستة أشهر؛ والمركزي لستة أشهر فما دونها.
وبالفعل نقلت إلى السجن الحربي، وكان الذي استقبلني بالسجن الحربي قائد ثاني السجن، وكان نقيباً؛ وكان يراني كثيراً مع العقيد عبد الفتاح ويعلم أنني متخصص في الرقائق وذكر الجنة والنار. فقال لي: لن أكلمك عن اللحية ولكن السجن له نظام فلابد من لبس ملابس السجن.
فقلت له ببراءة الفطرة: هل أنا سارق؟! أنا مسجون في طاعة الله U واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم فأنا في طاعة وهذا اللبس لبس ذلة ومهانة والذي يكون في طاعة لا يناسبه لبس الذلة والمهانة. وكان يكلمني تارة ويتصل بقيادة الجيش الثاني تارة.
وأنا أقول له وأسمعه (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ) [النمل: 50 - 51]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/346)
وصرح لي بعد ذلك أن قائد الجيش الثاني كان يأمره أن ينزع قميصي ويمزقه فلا أجد إلا ملابس السجن فأضطر إلى لبسها وكنت على يقين أنهم يمكرون لي لكنني كنت على يقين أيضاً بأن الله U يمكر بهم، وكانوا إذا هددوني بأن يحلقوا لي بالقوة أقول لهم أقسم بالله من أراد أن يحلق بالقوة فسوف أقاتله إن قتلني دخلت الجنة وإن قتلته دخل النار فكانوا يفهمون من قولي أقاتله أنني أقتله، فقالوا: الشيخ قال إللي يقرب مني أقتله. فتركتهم على هذا الفهم من باب كتمان العلم للمصلحة؛ المهم قذف الله U في قلوبهم الرعب فلم يمسوني بسوء؛ وفرغوا لي التأديب داخل السجن الحربي؛ وكان عبارة عن خمسة غرف كل غرفة متر إلا ربع تقريباً في طول مترين، وأمام الخمس غرف فسحة وهي مغلقة بشباكه حديد فوضعت فراش في غرفة والطعام في غرفة وقلت لهم هذه الفيلا لو أخذتم إيجار تأخذون مبلغاً وقدره.
والعجيب أنهم كانوا كل صباح يفتحون باب الفيلا ويأتي العساكر من أجل تنظيف الفيلا ورش الماء وتنفيض البطاطين ولم يطلبوا مني أن لا أكلم المساجين ولكنهم طلبوا من المساجين ألا يكلموني فكانوا يأتون أمام الفيلا وأذكرهم بالله U وأقول لهم اسمعوا شيئاً فإذا رأيتم أحداً فانصرفوا.
ثم حضر القائد الأول للسجن الحربي وكان برتبة رائد فأخبر بحضوري فأتى وهم يأمنون السجن قبل المغرب وقال لي: لماذا لم تلبس ملابس السجن؟ فقلت: أنا محكوم علي بسبعة أشهر على اللحية والملابس فلا تكلمني في هذين الأمرين إن شئت أن تتكلم في أمور أخرى نتكلم فكأنه هدد بأن يحلق لي بالقوة فأقسمت بالله بأنني سوف أقاتل من يريد أن يحلق لي بالقوة فقال لي صول الأمن وكان واقفاً اعمل معروف ما تمتش هنا.
ثم طلب قائد السجن أن أعرض عليه بمكتبه بعد تأمين السجن فقلت له ليس من حقك إخراجي بعد التأمين. فقال: أنت تعرف القانون.
المهم أخرجوني بعد الغروب وبعد تأمين السجن وأدخلت عليه في مكتبه: السلام عليكم، قال: سلام على من اتبع الهدى، ثم أخرج لي تفسير ابن كثير من مكتبه وقال: تعرف هذا، قلت: نعم تفسير ابن كثير.
وأخرج معارج القبول كما أذكر: وقال لي هل قرأت حديث حذيفة في فتح الباري. قلت نعم.
قال: تعرف عبد الحميد الشاذلي وهو صاحب حد الإسلام وهو شيخ بدعة التوقف والتبين بالإسكندرية.
وبعد هذه المقابلة العجيبة طلب مني أن ألبس ملابس السجن أو يعرفني على العميد الرحاني بقيادة الجيش الثاني. وقال لي سوف أعطيك مهلة للصباح. فقلت: أنا أوفر عليك المهلة وأعرض من الآن. فقال: لا سوف أعطيك مهلة وأرسلني إلى فيلتي وخلوتي وقمت الليلة وتفكرت في الحوار الذي دار بيننا قبل التهديد واستخرت الله U بأنني سوف أبلغ عنه أنه من جماعة التكفير وأنه يستحل دماءهم ونمت على ذلك.
وبعد صلاة الفجر ومع شروق الشمس فوجئت باثنين يحملان بدلة السجن الزرقاء ويفتحان علي الفيلا ويقولان نحن نقسم بالله أننا نوافق أن نلبس-هذه الملابس ولا تلبسها أنت. وذلك لحبهم لدينهم. ولكن الرائد أمرنا أن نحضر هذه الملابس لك لتلبسها فقلت لهم بكل قوة أعيدوا له هذه الملابس وقولوا له الشيخ أحمد متظلم منك ويطلب العرض على قائد المحطة العسكرية أو عقيد المخابرات.
قلت لهم أنا سوف أبلغ عنه بطريقتي الخاصة أنه تكفير يستحل دماءهم ولن يعود إلى بيته بل يذهب إلى المدعي العسكري فقال لي: كيف طريقتك الخاصة فقلت لهم: وهل أخبركم بطريقتي الخاصة؟!.
فذهبا إلى الرائد وأخبراه بما قلت فأتى الرائد بنفسه وقال يا شيخ أحمد مادمت ترفض لبس السجن خلاص.
فقلت له أنت أهنتني وأنا متظلم منك وأطلب العرض على قائد المحطة العسكرية أو عقيد المخابرات وهو يخشى من هذا الطلب حتى لا أبلغ عنه أنه تكفير.
فقال: يا شيخ أحمد أنت لا ترضى بالضرر. فقال لي: طالما أنت عندنا فسوف نعاملك أحسن معاملة ونلبي كل طلباتك. فقلت له وتعد أنك تسعى في خروجي من هذا المكان في أول فرصة قال: إن شاء الله .. وتم الاتفاق على ذلك وصار الرائد يومياً يمر علي في الفيلا ويقول: يا شيخ أحمد تريد شيئاً أقول له: جزاك الله خيراً. ومر يوم ولم يمر علي الرائد فقلت للشاويش أين الرائد لماذا لم يمر علي هذا اليوم يبدوا أنه أبلغه فمر في اليوم الثاني واعتذر إلي أنه لم يمر بالأمس لأنه كان مريضاً –كان عنده إسهال- نسأل الله العافية والسلامة من الذل والمهانة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/347)
(وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139]
أمضيت من مدة العقوبة أربعة أشهر ونصف وكانت هناك مناسبة استلام العريش فصدر قرار جمهوري بالعفو نصف المدة والعجيب بأن العفو لمن كان حسن السير والسلوك في السجن أما المخالف فلا يشمله العفو .. ولكن لأن الرائد يريد التخلص مني في أقرب وقت كنت أول مسجون ينادى عليه بالعفو في السجن الحربي؛ وخوفاً من اتصالي بأي مسئول أخذني الرائد بنفسه وسلمني إلى كلية الاحتياط لأنها وحدتي الأساسية فدخلتها دخول الفاتحين واحتفل المساعدون بحضوري وقضيت ليلة أو ليلتين بالكلية ورآني مسجل الكلية وأنا بكامل عافيتي بلحيتي وقميصي وغطرتي فقال: أتيت كذلك من السجن من خمسة أشهر؟!!! فقلت: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) [الحج: 38] قال يدافع عنك ويسخطني) قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ) [يوسف: 77]، فقلت: آمين.
ثم أراد نقلي إلى الخدمات الطبية بالقاهرة وكان سيصحبني في هذه الرحلة صول التوجيه المعنوي وكان يحبني محبة شديدة وطلب من أحد العساكر أن يسافر معنا من أجل أن يحمل المخلة فقلت له: أنا كنت أحمل هم الجيش من أجل هذه المخلة لا أستطيع حملها. فقال: انظر كيف يفعل الله U بعباده المؤمنين وبالفعل تم تسليمي إلى الخدمات الطبية بكوبري القبة بالقاهرة وبدأت فترة جديدة من الامتحان والله يتولاني في كل مكان ويجعل لي من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً فسمحوا لي بالجلوس والمبيت بالمسجد بدل السجن فكنت أصلي بهم وأجلس أقرأ القرآن وأراجعه ويأتي الطعام والزيارات من الأخوة بالقاهرة وكان بجوار وحدتي وحدة لنقل الدم فكنت أبيت معهم وأجعل الفائض من الطعام في الثلاجات الضخمة بسيارات نقل الدم.
وعرضت على المحكمة العسكرية بحسب ذاكرتي بالعباسية، ورفض رئيس المحكمة محاكمتي وطلب من المندوب أن يتصرفوا معي لإخراجي من الجيش .. المهم عرضت على محكمة أخرى ميدانية وحكموا علي بثمانية أشهر وحولت إلى السجن الحربي بمدينة نصر وكانت درجة إيماني بفضل الله مرتفعة جداً وتمرست علي مواجهة الظروف الصعبة فلما أدخلت السجن الحربي استقبلني شاويش الأمن وطلب مني أن أذهب معه لمقابلة قائد السجن وكان برتبة عميد. وكنت أقرأ سورة إبراهيم بصوت مرتفع حتى يسمع الجميع.
فقلت حتى انتهي من السورة فسكت فلما انتهيت من السورة ذهبت معه فأدخلت على قائد السجن فقال: يا شيخ أحمد أحلق وأنا أحمل وزرك يوم القيامة جزاه الله خيراً على هذا التبرع ولكنني رددت عليه وقلت: أنت تحمل وزري يوم القيامة وتلوت قول الله U: ( إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ) [البقرة: 166 - 167]
فكانت هذه الآيات بمثابة الضربة القاضية فلم يرد علي وقال الأوامر واكتفى بكتابتها دون أن ينطق بها.
وخرجت من مكتب قائد السجن وذهبوا بي إلي عنبر الحرس وتلطفوا معي في الكلام وأخذوا يسألوني عن اسمي وعملي وعنواني وأنا أتوجس منهم شراً في كل وقت ثم فوجئت بعدد من الحرس يتوجه نحوي وكان اختيارهم مقصوداً فهم أجسام ضخمة ليس منهم أعرج ولا أعور ولا أعمى لم أشعر بنفسي فقد وقفت على أحد الأسرة وكنت أتنقل فوقها فمن تمكنت منه بيدي ضربته بيدي ومن تمكنت منه برجلي ضربته. وكان أسعدهم بالضرب شاويش الإدارة حيث كان على يميني فنال نصيبه مني ثم تمكنوا مني بعد أن جمعوا صفوفهم مرة ثانية وكتفوني وأخذوا يضربوني وأنا أقول لا إله إلا الله - لا إله إلا الله؛ فأمرهم شاويش الأمن بالكف عن الضرب وحلقوا لي بالقوة وأنا أظن أنني بذلت كل طاقتي وأخرجت كل ما في جعبتي فأنا معذور وبقيت في هذا السجن الحربي أنتقل من سجن إلى سجن ولكن الله U مكنني من إلقاء خطبة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/348)
بالمسجد بداخل السجن الحربي وتعرفت بداخله على إخوة أفاضل من الضباط والعساكر ومكثت فيه ستة أشهر ونصف وتم رفدي من الجيش بفضل الله U وخرجت بعد زملائي الذين جندوا عساكر بشهر واحد.
وكانت هذه قصتي في القوات المسلحة ..
وأذكر أن إخواني سألوا الشيخ ابن باز وأنا في غمار المعارك فقال: رحمه الله إن أطاعهم فهو معذور وإن عصاهم فهو مأجور فأسأل الله أن يتقبل مني هذا العمل وأن أجد بره وذخره يوم الورود عليه. وقد رأيت في هذه الفترة من الرؤا الصالحة بشرى بدخول الجنة من أوسع الأبواب وكذلك بشرى بمحبة الله U.. وبعد أن خرجت من الجيش كانت الجماعة الإسلامية قد تميزت إلى فريقين الإخوان المسلمون والمدرسة السلفية وكان كل فريق يطمع في عملي معه وأنا بطبيعة الحال وفي كل وقت حسن المعاملة للجميع فزارني الأستاذ محمد حسين وكذلك الشيخ محمد إسماعيل وبقية الإخوة فعملت في الدعوة السلفية لأنها الفكر الأصيل وإسلام الفطرة فلم أبايع في وقت من الأوقات جماعة الإخوان وكذلك بقية الإخوة بالدعوة السلفية لم يبايع واحد منم جماعة الإخوان ولكن الواقع أن الإخوان استقطبوا العناصر الإدارية من الجماعة الإسلامية بالإسكندرية وأحضروا الإخوة الأحباب عبد المنعم أبو الفتوح وعصام العريان ومحمد عبد اللطيف للأستاذ محمد حسين بالإسكندرية فأقنعهم بفكر الإخوان. فالواقع أن بعض الجماعة الإسلامية التي نشأت سلفية العقيدة والمنهج تركوا المنهج السلفي واندمجوا في جماعة الإخوان وبقي إخوة الدعوة السلفية على فكرهم وعقيدتهم واستحر التشويه بالمدرسة السلفية من خلال درس الثلاثاء وغيره حتى كان بعض الجهال يخرج من محاضرات الإخوان وهو يقول السلف تلف .. وهذا من جهلهم بمعنى السلف.
وكان كثير منهم من كثرة الطعن والتشويه للإخوة السلفيين يحضر درس الخميس في مسجد عباد الرحمن وكان هو التجمع الرئيسي للدعوة السلفية على مدى عدة سنوات من أجل أن يتعرف على هؤلاء فإذا به يترك منهج الإخوان ويصير من دعاة السلفية أو أفرادها العاديين وفي أتون هذه المعركة الكلامية تكلم الشيخ محمد بن إسماعيل عن الأصول العشرين للشيخ حسن البنا رحمه الله وسجلت المحاضرة وانتشرت انتشاراً واحداً كما هو شأن الحق في كل زمان ومكان يقيض الله U من ينشره ويرفعه؛ ثم سجل الأستاذ محمد حسين شرحاً للأصول العشرين ولكنه لم ينتشر كما انتشر شريط الشيخ محمد إسماعيل.
المهم تحت سيطرة الإخوان على الجماعة عينوا لكل كلية أميراً تابعاً للإخوان وكذا المدينة الجامعية وحاولوا التضييق على السلفيين وحاول الإخوان جبر النقص العملي بالنسبة لإخوانهم السلفيين فأحضروا الشيخ المطيعي من القاهرة وكان أشعري العقيدة مع أن إخواننا بالإسكندرية كانت عقيدتهم سلفية ولكن دفعهم إلى ذلك مقاومة المد السلفي. وكان جميع الإخوة القائمين على الدعوة محضرون وتم إنشاء معهد تابع للدعوة بمسجد الفرقان بباكوس وكان مدير المعهد الشيخ فاروق الرحماني رحمه الله وتنوعت أنشطة الدعوة وصار للدعوة مجلة وهي (مجلة صوت الدعوة) وصدرت لسنوات متتابعة إلى أن تم إيقافها مع بقية الأنشطة سنة 1994 كما كانت تصدر نشرات دورية لبيان موقف الدعوة من الأحداث العالمية؛ وكان قيم الدعوة على مدى هذه الفترة الشيخ أبو إدريس وكان من أنشطة الدعوة كذلك دورات مكثفة لتوحيد فكر الدعاة وخطباء المساجد وكذلك المخيم السنوي الذي يحضره الحاملين للدعوة بالإسكندرية والمحافظات. وتم تشكيل مجلس تنفيذي لمتابعة أنشطة الدعوة ومجلس للمحافظات ومسئول مالي للإنفاق على أنشطة الدعوة؛ وكذا جمع الزكوات وتوزيعها على مستحقيها .. وفي سنة 1994 أو بعد بداية القضايا العسكرية لجماعة الإخوان تعرضت هيكلة الدعوة وأنظمتها لضغوط فتم إيقاف المعهد وكذا مجلة صوت الدعوة وحل المجلس التنفيذي ومجلس المحافظات واللجنة الاجتماعية، واقتصرت الدعوة على الدروس والمحاضرات العامة والندوات الشهرية؟ ومع ذلك تم عمل قضية للإداريين بالدعوة وسجن فيها قيم الدعوة أبو إدريس والشيخ سعيد وغيرهم لمدة شهر بقسم اللبان ثم أفرج عنهم واستمرت الدعوة على الأنشطة المذكورة إلى سنة 2000م تعرضت الدعوة لغربة قوية وذلك بدخول الشيخ ياسر برهامي والشيخ سعيد وغيرهم؛ ثم أخرجوا تباعاً بعد ظهور براءتهم وكانت المدة التي قضوها خلف الأسوار ما بين خمسة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/349)
أشهر إلى أحد عشر شهر وكان آخرهم خروجاً الشيخ ياسر برهامي حفظه الله وما زادوا بهذا السجن إلا إيماناً وتسليماً.
وقبل أن أتكلم عن اعتقالي الأخير في سنة 2002 في شهر مايو أذكر قصة اعتقالي السابق سنة 1987 وكان ذلك في جمع عشوائي بعد محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق أبو باشا.
وظروف هذا الاعتقال وأسبابه لا أعلم لها سبباً معيناً لأنني لم يتم استجوابي من الجهات القضائية أو الأمنية ومن حسن قضاء الله وتقديره أنني كنت قد نقلت أثاث بيتي من الظاهرية إلى شارع مسجد الهداية ببولكلي وكان أهلي وأولادي في بيت أصهاري وكنت أبيت هذه الليلة في مسجد ابن تيمية أمام المنزل الذي انتقلت منه وكان ذلك في بداية رمضان وبعد أن تسحرت فوجئت بطرق شديد على باب المسجد وطلبوا تفتيش المنزل. فقلت إن الشقة ليس فيها شيء وكانوا يتعجبون كأنني أعرف ميعاد حضورهم ورتبت أموري على ذلك ولكنه تقدير العزيز الحميد اللطيف بعباده؛ المهم نقلت إلى قسم ومكثت فيه ليلتين ثم التقيت بإخواني الشيخ ياسر برهامي وفاروق الرحماني –رحمه الله- في سيارة الترحيلات وكان معنا من حزب الله أفراد على رأسهم أحمد طارق رحمه الله؛ وكان ترحيلنا في يوم الجمعة بعد عصر الجمعة في رمضان، وفي الطريق حصل حادث مروع لسيارة النجدة التي تكون خلف سيارة الترحيلات مات فيها ستة وجرح اثنان كما ذكر واستمرت بنا الرحلة إلى سجن الاستقبال وكانت هذه المرة الأولى التي اعتقل فيها مع الإخوة حيث كنت في السجون العسكرية وحيداً فريداً ويعلم الله أنني وجدت من السعادة ما لم أجده وأنا خارج للحج والعمرة. ولما وصلنا سجن الاستقبال قال لنا مأمور سجن الترحيلات هل رأيتم الحادث فقال له أحمد طارق ماذا حدث فأخبرنا، فقال له: معنا أولياء الله الصالحين.
المهم كنا في زنزانة واحدة مع الشيخ ياسر والشيخ فاروق الرحماني ومكثنا عدة أيام ثم حصل تمرد في السجن أحد إخوة الجهاد أخذ مفتاح الزنازين وفتح عدة زنازين وكنت أنا أمير الزنزانة فاستأذنوني في فتح باب الزنزانة قلت ليس هذا من منهج السلف ما كسر الإمام أحمد باب الزنزانة ولا ضرب الحرس؛ وكذا شيخ الإسلام ابن تيمية بل كانوا يصبرون حتى يجعل الله U لهم خرجاً ومخرجاً؛ المهم حصل اقتحام للسجن بعد تجهيز الإخوة وأطلقت قنابل مسيلة للدموع ثم تعرض أصحاب الزنازين التي فتحت لبلاء شديد نسأل الله العافية ونقل العنبر بأسره إلى زنازين انفرادي كل أخين في زنزانة فوقفت بين أخي ياسر برهامي وفاروق الرحماني قلت إن أفلت أحدهما فلن يفلت الآخر فقدر لي أن أسجن انفرادي مع أخي فاروق الرحماني رحمه الله فكان يصلي بي التراويح وكان حسن الصوت بالقرآن وكأنه خلق للقرآن فرحمه الله رحمة واسعة .. وبعد عدة أيام انتقلنا إلى زنازين أخرى كبيرة لم تطل هذه الفترة فكانت ثمانية وثلاثين يوماً تقريباً وكانت هذه المرة الأولى التي اعتقل فيها سياسياً.
والمرة الثانية منذ سنة ونصف تقريباً مايو 2002م ولم تكن أيضاً هناك أسباب ظاهرة لاعتقالي وإن كانت هناك قضية ولكنني أخلي سبيلي منها بعد شهر تقريباً حيث اتهمت فيها بالتكفير وعدم العذر بالجهل مع أنني صنفت كتاباً فيه إثبات العذر والرد على بدعة التكفير ولم تطل إقامتي أيضاً هذه المرة بل كانت ستة أشهر وعدة أيام ولكنني انتقلت منها في سجون مختلفة أولها الاستقبال (استقبال طره) ثم الترحيلات بالإسكندرية أمضيت في كل منها شهراً كاملاً ثم سجن دمنهور ثم وادي النطرون فأتاحت لي هذه الانتقالات فرصة الدعوة إلى U من ناحية كما سنه يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام تم التعرف على عدد كبير من إخوة من جماعات مختلفة من الجماعة الإسلامية، والجهاد، والتكفير، وإخوة سلفيين من بلاد يصعب الوصول إليهم، وكذا القطبيين، وحزب الله، والحمد لله كان لنا أثراً كبيراً عليهم، وكان الجميع يعاملوننا بالحب والتقدير؛ وكانت هذه المدة أيضاً فرصة لمراجعة القرآن والصيام والقيام وتربية الأولاد من خلف الأسوار بالخطابات فأسأل الله تعالى أن لا يحرمان أيضاً ثواب هذه الفترة وهاأنذا أعود إلى دعوتي وأوراقي وأقلامي وأولادي أسأل الله أن يشغلنا بطاعته وأن يوفقنا إلى أسباب رحمته وجنته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/350)
أما عن طلبي للعلم وشيوخي فقد شافهت علماء العصر والتقيت بهم وسمعت من أفواههم وعلى رأس هؤلاء مجدد العصر ومحدث الديار الشامية العلامة محمد ناصر الدين الألباني والعلامة ابن باز والعلامة ابن عثيميين وعبد الرازق عفيفي رحمهم الله وكذا الشيخ أبو بكر الجزائري ومحمد الصباغ ولكن أكثر ما تعلمته كما تعلم الألباني رحمه الله من الكتب بالإضافة إلى ملازمة شيخنا محمد بن إسماعيل حفظه الله الذي أثرنا فينا كما أثر شيخ الإسلام ابن تيمية في معاصريه وصبغنا كما صبغهم بالصبغة السلفية وهذا من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون.
فقد قال ابن أبي شوذب: إن من نعمة الله على الشاب إذا نسك أن يوفقه الله إلى صاحب سنة يحمله عليها.
وساعدني كثيراً في طلب العلم أنني فتح لي في التصنيف والإفادة فكنت أجمع الكتب في علم من العلوم الشرعية من أجل أن أخرج منها بمصنف فيكون في ذلك فائدة من جهة تحصيل هذا العلم وتوصيله للناس وقد وفقت إلى دراسة علوم مختلفة وصنفت في كل منها كتاباً أسأل الله تعالى أن ينفعني والمسلمين بها وأختم بذكر هذه المصنفات بحسب وقت تصنيفها والله الموفق.
1 - تذكرة الأبرار بالجنة والنار -رسالة لطيفة طبعت مرات عديدة-
2 - تزكية النفوس -وكان مطبوعاً باسم "دقائق الأخبار ورقائق الأسرار"-
3 - البحر الرائق في الزهد والرقائق -وهو أشهر كتبي وترجم لأكثر من لغة أجنبية
4 - الثمرات الزكية في العقائد السلفية
5 - تحفة الواعظ في الخط والمواعظ -جزءان-
6 - من أخلاق السلف
7 - العذر بالجهل والرد على بدعة التكفير
8 - تسلية المصاب بما جاء في البلوى من النفع والثواب
9 - الفوائد البديعة في فضل الصحابة وذم الشيعة
10 - الحب في الله وحقوق الأخوة
11 - تعظيم قدر الصلاة
12 - وقفات تربوية مع السيرة النبوية
13 - الإمام البخاري وصحيحه الجامع
14 - نظم الدرر في مصطلح علم الأثر
15 - الزهد والرقائق لابن المبارك -تحقيق وتعليق-
16 - من أعلام السلف -60 ترجمة في جزئين-
17 - الفرج بعد الشدة
18 - تقريب الوصول إلى معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم
19 - تيسير المنان في قصص القرآن -ثلاثة أجزاء-
20 - التقوى الغاية المنشودة والدرة المفقودة
21 - شجرة الإيمان
22 - التزكية بين أهل السنة والصوفية
23 - تذكير النفوس المؤمنة بأسباب حسن الخاتمة وسوء الخاتمة
24 - من أعلام الصحابة -تراجم العشرة المبشرين بالجنة-
25 - مواقف إيمانية
26 - طريق السعادة
27 - الفتوى آداب وأحكام
بقلم الشيخ الدكتور أحمد فريد حفظه الله
منقول من رسالة تاريخ الصحوة وتاريخ الدعوة
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[06 - 09 - 09, 09:16 م]ـ
حفظ الله الشيخ
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[09 - 09 - 09, 02:28 ص]ـ
غريب الأمر
الموضوع أراه مؤثر وجديد
والشيخ ماشاء الله في العلم والأدب
لكن لم اجد معلقين
هل من محب للشيخ يدعو له
ولي:)
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[09 - 09 - 09, 02:40 ص]ـ
غريب الأمر
الموضوع أراه مؤثر وجديد
والشيخ ماشاء الله في العلم والأدب
لكن لم اجد معلقين
هل من محب للشيخ يدعو له
ولي:)
جزاك الله خير علي هذا الموضوع
و انا من محبي الشيخ حفظه الله
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[10 - 09 - 09, 12:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
و قد قابلت الشيخ ذات مرة و سررت بمقابلته
و هو بالفعل يصدق القول عليه """ وجهه سمح """
نسأل الله أن نكون مثله في الدعوة
اللهم ارزقنا العمل الصالح
-
ـ[محمد ابن عمر المصرى]ــــــــ[10 - 09 - 09, 01:13 ص]ـ
غفر الله لنا ولى شيخنا
ـ[رامى محمد]ــــــــ[11 - 10 - 09, 05:36 م]ـ
حفظ الله المشايخ
ـ[أبو حفصة المصري]ــــــــ[11 - 10 - 09, 07:28 م]ـ
نسأل الله أن يثيب الشيخ خير الجزاء وأن يجعل أعمال الملتزمين في الإسكندرية في ميزان حسناته وأن يثبته حتى الممات.
وأدعو شباب الملتزمين أن يتركوا الخلافات والشحناء ويفرعوا جهودهم للدعوة اقتداء بالشيخ وغيره من الدعاة الصادقين
ـ[أبو عبد الرحمن الطنطاوي]ــــــــ[12 - 10 - 09, 01:38 م]ـ
موضوع جميل جدًا
ويرفع الهمة
اللهم احفظه وبارك فيه
ـ[أبو عبد الرحمن الطنطاوي]ــــــــ[12 - 10 - 09, 03:34 م]ـ
موضوع جميل جدًا
ويرفع الهمة
اللهم احفظه وبارك فيه
ـ[عصام فرج محمد مدين]ــــــــ[12 - 10 - 09, 05:38 م]ـ
جزاك الله خير علي هذا الموضوع
وبارك الله لنا فى الشيخ احمد فريد وفضيلة الشيخ الدكتور حبيب قلبى محمد بن اسماعيل المقدم حفظه الله
ـ[ابو معاذ البحريني]ــــــــ[12 - 10 - 09, 10:16 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبواحمدبن احمد]ــــــــ[13 - 10 - 09, 06:44 م]ـ
السلام عليكم
ماشاء الله موضوع جيد ...
والشيخ حفظه الله اجود ...
وشكر الله الكاتب وتعلم القارىء.
ـ[أبو يحيى عوض فضة]ــــــــ[16 - 10 - 09, 03:07 ص]ـ
اذكر و نحن بالمرحلة الثانوية كان اخواننا يعملون لنا بعض الرحلات الطويلة و كان كل يوم ياتينا احد المشايخ يجالسنا اليوم كله ... ياكل معنا ... يدرسنا .. يشاركنا لعب الكرة .. بل ربما يسبح معنا في البحر ..
و اذكر شيخنا الكريم احمد فريد انه كان دائما يسالنا: كم حفظت من القران؟ .. ماذا تدرس من كتب العلم؟ ..
لكن اكثر ما كان يؤثر في من دعوة الشيخ احمد انه اذا ذهب اليه احد الاخوة ليساله سؤالا ياخذ الاخ من يده و يضع يده على كتفه و يتعرف على اسمه و مسجده و بعد ذلك يطلب منه طرح السؤال .....
بارك الله في شيخنا الكريم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/351)
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[16 - 10 - 09, 10:29 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً
ـ[أبو أروى الدرعمي]ــــــــ[29 - 01 - 10, 02:28 م]ـ
نسأل الله أن يهيِّئ لنا من أمرنا رشدًا، وأن يحفظنا من كلِّ سوء، وأن يمكن لأهل السنة في كل مكان.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[31 - 01 - 10, 11:36 ص]ـ
غريب الأمر
الموضوع أراه مؤثر وجديد
والشيخ ماشاء الله في العلم والأدب
لكن لم اجد معلقين
هل من محب للشيخ يدعو له
ولي:)
أولا:جزاك الله خيرا أخى الكريم
وبارك الله فى الشيخ أحمد فريد وكل مشايخ الأسكندرية،أخص بالذكر الشيخ المقدم محمد إسماعيل والشيخ ياسر برهامى وفارس المنابر الشيخ أحمد السيسى
وهذه القصة قرأتها منذ عامين فى منتدى الألوكة
وهى تؤرخ لمرحلة مهمة فى تاريخ الدعوة الإسلامية-فى العصر الحديث- فى مصر عامة والإسكندرية خاصة
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[31 - 01 - 10, 08:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[01 - 04 - 10, 11:47 م]ـ
وجزاكم الله مثله(162/352)
من هو صاحب كتاب «البدع الحولية»
ـ[الفيومي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 03:19 م]ـ
هل مِن ترجمة لمؤلف هذا الكتاب النافع (الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز التويجري)؟
ـ[الفيومي]ــــــــ[22 - 09 - 09, 11:47 ص]ـ
لا أحد يعرفه؟
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[22 - 09 - 09, 01:49 م]ـ
الذي أعرفه عن الشيخ: أنه عبد الله بن عبد العزيز بن أحمد التويجري يسكن في مدينة الخبر ـ المملكة العر بية السعودية، كتابه البدع الحولية، بحث يتطرق للبدع التي تحدث في كل شهر من شهور السنة الهجرية، مع ذكر البدع التي تلقاها المسلمون من الأمم الأخرى، وهذا الكتاب رسالة علمية تقدم بها المؤلف لنيل درجة الماجستير في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قسم العقيدة، ومنح درجة الماجستير بتقدير ممتاز عام 1406هـ.
من كتاباته:
ـ المولد النبوي تاريخه، حكمه، آثاره، أقوال العلماء فيه على اختلاف البلدان والمذاهب.
ـ فضل يوم عاشوراء ويليله العام الجديد ومحاسبة النفس.
ـ[الفيومي]ــــــــ[26 - 09 - 09, 12:41 م]ـ
جزاك الله خيرًا.
ولكن هل حصل على الدكتوراة؟
وما هي رسالته؟
وكم عمره الآن؟(162/353)
ما الضبط الصحيح لاسمي الشيخين (السديس والشريم)؟
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[07 - 09 - 09, 04:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله وبارك فيكم
ما الضبط الصحيح للقبي الشيخين الكريمين إمامي الحرم: الشيخ (السديس) والشيخ (الشريم) - وفقهما الله وحفظهما وجزاهما عن المسلمين خيرا -؟
فقد اختلف الناس لدينا في نطق اسمهما اختلافا عجيبا كان لا بد معه من السؤال، ولا شك أن أهل مكة أدرى، ومن أفاضلهم من يشاركنا بالمتلقى.
ننتظركم.
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[07 - 09 - 09, 05:38 ص]ـ
أما أهل نجْدٍ، ومنها السُّدَيس والشُّرَيم، فينطِقونها بالعاميّة: بتسكين السين / الشين،
وأقربُ كتابةٍ لها: اَسْديس، اَشْريم. (وحركة الدالِ في السديس، والراء في الشريمِ، لا تؤخذ إلا بالتلقّي:))
ونكتبها وننطقها بالعربيّةِ: السُّدَيس، الشُّرَيم، وهكذا ينطِقها أهلها إذا أرادوا الكلامَ بالفصحى.
وأصل اسمِ السُّديس، هو تصغير السُّدسِ، وذلِكَ أن عبدَ الله ِ جَدَّ آل سديس، وأول من لقّبَ باللقبِ، قال لإخوانِهِ (أعطوني سديسي ... ) يعني نصيبَه من المِيراث.
فعُرِفَ بِذلِكَ.
وفقكمُ الله.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[07 - 09 - 09, 06:53 ص]ـ
كلاهما بصيغة التصغير
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[07 - 09 - 09, 06:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم على ما أفدتمونا به من حسن توضيحكم.
ـ[مصلح]ــــــــ[22 - 09 - 09, 11:38 ص]ـ
لطيفة:
العجيب أن التصغير كثير جداً في أئمة الحرمين
الخُليفي
السُبيِّل
ابن حُميد
السديس
الشريم
الحذيفي
البدير
الثبيتي
!!!
ـ[المتولى]ــــــــ[23 - 09 - 09, 05:21 ص]ـ
لطيفة:
العجيب أن التصغير كثير جداً في أئمة الحرمين
الخُليفي
السُبيِّل
ابن حُميد
السديس
الشريم
الحذيفي
البدير
الثبيتي
!!!
من تواضع لله رفعه " ابتسامه "
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[23 - 09 - 09, 07:29 م]ـ
جميل .... :)
بارك الله فيكم ...
كذلك:
... (القاسم) .. ابتسامة ...
ـ[مصلح]ــــــــ[24 - 09 - 09, 04:25 م]ـ
المتولي:
تعليقك في غاية الظرافة!
أبو الهمام:
إضافتك تفتح آفاقاً جديدة في علم الصرف!!(162/354)
وفاة أحد علماء الشناقطة بالمدينة المنورة ...
ـ[معاذ بن محمود الشنقيطي]ــــــــ[07 - 09 - 09, 07:47 م]ـ
توفي قبل ليلتين في مدينة رسول الله صلى عليه وسلم:
الشيخ محمد أحمد بن الشيخ سيدي الأمين الجكني الشنقيطي .. الملقب (دادحة) عليه رحمة الله ..
وهو أحد الناس المشهودي لهم بالصلاح والعلم والفضل ... وهو أحد تلامذة الشيخ الأمين رحمه الله .. وقد أخبرني أحد أبناء الشيخ الأمين أنه رحمه الله كان يحب الصلاة خلف الشيخ محمد أحمد رحمه الله ...
وهو قديم في التعليم في المدينة وقد درس كبار أهل المدينة قبل عشرات السنين رحمه الله ...
وكان له كرسي يدرس عليه في المسجد النبوي .. وجلس أشهر يجلس ويتناقش مع بعض أصحابه ولا يأتي إليه طلاب العلم ... فأعتذر عن التدريس وذهب إلى منزله .. فأرسل له الشيخ عبدالعزيز بن صالح رحمه الله ... راتبه مع أحد الموظفين ... فلم يقبله الشيخ محمد أحمد رحمه الله ... فطلبه الشيخ عبدالعزيز بن صالح وقال له يجب أن تأخذ أجر جلوسك لتعليم الناس في المسجد ... فقال له الشيخ محمد أحمد أنه لم يدرس أحد وأنه لن يأخذه الراتب ... فضحك الشيخ عبدالعزيز بن صالح وقال له هذا أجر الوقت الذي أخذناه منك للجلوس للتعليم ... فلم يقبله ولم يأخذه ...
وكان رحمه الله مالكيا المذهب ثم توفي رحمه الله وهو يتبع مذهب الظاهرية في العبادات والمعاملات ...
وكان هاجر إلى المدينة قبل أكثر من خمسين سنة راغبا في مجاورة الرسول صلى الله عليه وسلم ... وقد نال ما تمناه وهو الوفاة فيها والدفن في بقيعها .. بعد أن أدى عمرة رمضان قبل أيام من وافاته ... وتوفي وهو صائم رحمه الله .. وصلي عليه صلاة العصر في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ...
اللهم أغفر له ولأموات المسلمين أجمعين ...
ـ[أحمد موسى]ــــــــ[07 - 09 - 09, 09:18 م]ـ
رحمه الله وادخله فسيح جناته
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[07 - 09 - 09, 10:24 م]ـ
رحمه الله وادخله فسيح جناته
اللهم آمين ..
ـ[فهد السند]ــــــــ[07 - 09 - 09, 10:41 م]ـ
رحمه الله وغفر له
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[07 - 09 - 09, 10:53 م]ـ
رحمه الله وغفر له
اللهم لا تقبض أرواحنا إلا في بلد نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[08 - 09 - 09, 04:57 ص]ـ
رحمه الله وغفر له
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[08 - 09 - 09, 05:11 ص]ـ
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله وأوسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
ـ[ابو حذيفة الأثري]ــــــــ[08 - 09 - 09, 05:28 ص]ـ
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله وأوسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
آمين و جميع العلماء
ـ[السوادي]ــــــــ[08 - 09 - 09, 05:48 ص]ـ
رحمه الله وغفر له
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[08 - 09 - 09, 06:01 ص]ـ
أسأل الله أن يرزقه الفردوس الاعلى من الجنة
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[08 - 09 - 09, 06:23 ص]ـ
رحمه الله تعالى ..
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[08 - 09 - 09, 06:30 ص]ـ
اللهم اغفر له وارحمه.
ـ[الوبيري]ــــــــ[08 - 09 - 09, 06:33 ص]ـ
رحمه الله وغفر له
ـ[معاذ بن محمود الشنقيطي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 03:10 ص]ـ
آمين .. وجزاكم الله خيرا جميعا ..
ـ[ابراهيم النوبي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 04:23 ص]ـ
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات
ـ[أبو الاشبال المكى]ــــــــ[09 - 09 - 09, 04:55 ص]ـ
رحمه الله رحمة واسعه
ـ[صالح محمد العجمي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 07:42 ص]ـ
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله وأوسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[09 - 09 - 09, 08:28 ص]ـ
رحمه الله وغفر له آمين آمين ...
هل خلف الشيخ رحمه الله شيئاً من آثار أو كتب تدل على ظاهريته؟؟ ...
ـ[معاذ بن محمود الشنقيطي]ــــــــ[09 - 03 - 10, 03:08 م]ـ
حياكـ الله أخي .. سأنقل لك بعض ماوجدت من ما كتب هذا الشيخ رحمه الله ..
ـ[معاذ بن محمود الشنقيطي]ــــــــ[09 - 03 - 10, 03:12 م]ـ
الأولى: سلسلة منظومة في كتاب النصائح في الدعوة والإرشاد ..
الثانية:
الرد المبين
على من زعم طرقية الأمين
(الشيخ سيدي الأمين بن حبيب الجكني)
الثالثة: عروبة صنهاجة وكتامة في أعماق التاريخ
الرابعة: فوائد منقولة منه رحمه الله ..
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[09 - 03 - 10, 04:36 م]ـ
رحمهُ الله ُ!
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[09 - 03 - 10, 08:48 م]ـ
رحمه الله تعالى رحمة واسعة
ـ[عمر الحيدي]ــــــــ[10 - 03 - 10, 01:38 ص]ـ
رحمه الله وغفر له
ـ[ابنة السنة النبوية]ــــــــ[11 - 03 - 10, 01:30 ص]ـ
اللهم أغفر له ولأموات المسلمين أجمعين ...(162/355)
أين أجد ترجمة مفصلة عن الشيخ عبد الله القرعاوي؟
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[08 - 09 - 09, 02:41 ص]ـ
و جزاكم الله خيرا ....
ـ[صالح محمد العجمي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 08:01 ص]ـ
الشيخ عبد الله بن محمد بن حمد بن محمد بن عثمان القرعاوي
هو العالم الجليل، والمرشد المصلح النبيل الصادع بكلمة الحق، الورع الزاهد، الشيخ عبد الله بن محمد بن حمد بن محمد بن عثمان القرعاوي، ولد في 11 ذي الحجة عام 1315 هـ بعد وفاة أبيه بشهرين في مدينة عنيزة - السعودية، فنشأ يتيما، وقام بتربيته ورعايته عمه عبد العزيز القرعاوي، كما كانت أمه تحن عليه، وتأيمت بعد أبيه، وقامت مع عمه برعايته على أكمل وجه، واشتغل في عام 1328هـ مع عمه بالتجارة في التغريب للشام، فسافر معه في جلب الإبل والملابس، وعاد إلى عنيزة، فصار يوالي نشاطه التربوي والتأديبي، وفتح دكانا للبيع والشراء، وكان صدوقا في المعاملة، وفي الصباح والليل يلازم مشايخه، وهي تجربة لم تستمر ولم تكن مثمرة، حتى تغريه بالاستمرار فيها، حيث صرفه عنها شغفه بالعلم.
بعض صفاته، وما قيل فيه:
لكل إنسان صفات خُلقية وخَلقية تميزه عن غيره، وتنعكس على شخصيته وأعماله، والشيخ عبد الله القرعاوي - رحمه الله - بانت عليه صفات عديدة تميزه عن غيره.
يقول عنه الشيخ عبد الله البسام رحمه الله - عضو هيئة كبار العلماء سابقاً - قد أجمل صفاته بقوله: وكان آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، يصدع بالحق ولا تأخذه في الله لومة لائم، وكان يتجول في أسواق عنيزة وشوارعها لهذه الغاية، فلا يرى متخلفا عن الجماعة في المسجد، أو امرأة لابسة شيئا من زينتها، إلا علاه بعصاه، وزجره بلسانه، حتى صار له هيبة وسطوة، يحذره منها الكسالى والمتهاونون، وفي عدة مرات يفتح مكتبا لتعليم الأطفال القرآن الكريم، والكتابة والحساب مجانا لوجه الله تعالى، كما يوجه الكبار منهم إلى مبادئ العلوم، وأنا كنت من الأطفال الصغار الذين دخلوا في كتابه - رحمه الله تعالى - فكان لا يأذن لنا بالخروج حتى نؤدي الصلاة في أوقاتها، وهو يلاحظنا عن اللعب في الصلاة، ثم يخرج بعد ذلك لأداء الصلاة في المسجد.
أما الشيخ محمد القاضي في ترجمته لحياته، فقد وصفه بصفات عديدة، منها قوله: العالم الجليل، والمرشد المصلح النبيل، الصادع بكلمة الحق، الورع الزاهد. كما وصفه برخامة الصوت، والتجويد لكتاب الله، والبر بوالدته، وحب الإصلاح بين الناس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وفي عام 1386هـ فقد بصره، وضعفت قواه، وأرهقته الشيخوخة.
يقول عنه الشيخ عمر أحمد جردي مدخلي - وهو من خاصة طلابه بعدما ذكر صفاته الخُلقية: ... نشيط في جسمه، قوي في بدنه، لا يستطيع أحد من طلابه في ذلك الوقت أن يقوم بما يقوم به من نشاط علمي وعملي، كث اللحية، أعطاه الله من الذكاء والفراسة الشيء الكثير، داعيا إلى الله بالحكمة واللين والرفق، عالما ورعا، زاهدا مخلصا، صابرا محتسبا في دعوته إلى الله تعالى، وكان - رحمه الله - سلفي العقيدة: عقيدة أهل السنة والجماعة، أما الفروع فلا يتقيد فيها بمذهب من المذاهب الأربعة فقد كان مذهبه مذهب السلف الصالح، إذا صح الحديث فهو مذهبه، وكان يقوم الليل مع كثرة متاعبه طيلة النهار بالتدريس، وجزء من الليل، وكان ينام أحياناً على الحصير بالمسجد، وكان يحب المساكين ويكرمهم، وكان يعطف على الأرامل والأيتام ويواسيهم، وكان يحب طلبة العلم حبا لله، وفي الله، وقد لقي من المتاعب والمكائد والحسد ما الله به عليم، لكنه - رحمه الله - قابله بالصبر والاحتساب. وفي مواصلته الحديث عن الشيخ القرعاوي، حسب معرفته الشخصية يقول: وفي الأعوام الأخيرة قام ببناء المساجد في جهات متعددة من جوامع وغيرها كثير، لا أستطيع حصرها، ولقد حفر آبارا كثيرة للشرب، وقد بذل جهدا كبيرا بالشفاعة عند الحكومة لتوظيف بعض الطلبة، ومشايخ القبائل، فاجتمعت في هذه المنطقة بفضل الله ثم بأسبابه نعمة الدين والدنيا معا، وكان محسنا كبيرا كريما، ويحب أهل الكرم، وقد أوصى بثلث ماله عند موته في المشاريع الخيرية، في بناء المساجد، وحفر الآبار، وغيرها من أعمال الخير، والحمد لله قد نفذ من الثلث الشيء الكثير، وذلك من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/356)
حسن نيته - رحمه الله - وحسن تدبير وصيه ولده الأكبر الشيخ محمد - حفظه الله، وكثر أمثاله من الأولاد الأبرار الأتقياء.
رحلاته في طلب العلم:
كابد الشيخ القرعاوي مشاغل الحياة، جريا وراء لقمة العيش، ولم يتفرغ لطلب العلم إلا على كبر، فكان من القلة الذين جعل الله في علمهم بركة، وفي إخلاصهم وصدقهم مع الله نتيجة، وذلك بتفتح السبل، وتذليل الصعاب، وسرعة النتائج، حيث دأب - رحمه الله - على الإخلاص والنصح والدعوة، منذ كان شابا في عنيزة، ومع تلاميذه في أول مدرسة افتتح في مسقط رأسه للتعليم: قراءة وكتابة، يقول عن نفسه: أني لما رجعت من الهند في 22 رمضان سنة 1357 هـ، وقدمت الرياض، أقمت عند شيخي الفاضل العلامة: محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ، أقرأ عليه للمرة الثالثة، وأما الرابعة فكنت مستمعا، وأما الخامسة فلم أجده لأنه كان بمكة يومئذ، وقد ذهبت إلى الأحساء عند فضيلة الشيخ عبد العزيز بن بشر، وإلى قطر عند فضيلة الشيخ محمد بن مانع، فقرأت عليهما كليهما في الحديث.
وأخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد آل مانع، كما رحل إلى بريدة فلتقاه عن الشيخ عبد الله بن سليم، وعمر بن سليم أيضاً، وترك التجارة وانصرف إلى طلب العلم، فرحل إلى الهند للتزود من العلم، وذلك عام 1334 هـ، والتحق بالمدرسة الرحمانية بدلهي، وتلقى علم الحديث عن علماء السنة في الهند، فلما جاءه خبر مرض والدته بعد سنة من وصوله، عاد إلى عنيزة ولكن توفيت قبل وصوله، ثم جد في طلب العلم، وصار يقوم برحلات إلى العلماء الكبار في أوطانهم وأمكنة عملهم، وفي خلالها يعود إلى بلده عنيزة، ثم عاد إلى الهند لإكمال دراسته، فتلقى علم الحديث عن الشيخ عبد الله بن أمير القرشي الدهلوي، وأجازه إجازة مطولة في كتب الحديث في رحلته الأخيرة عام 1355 هـ، ثم عاد عام 1357 هـ، وقد سافلا أيضاً للعلم إلى مصر، وفلسطين، ثم إلى الشام " سوريا "، ثم إلى الأردن، وأخيراً إلى العراق والكويت، ثم رجع إلى بلاده.
إنتقاله لمنطقة جنوب السعودية:
لازم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله مفتي الديار السعودية سابقاً فترة، وحج معه، وبعد أداء المناسك، طلب الملك عبد العزيز - رحمه الله - من سماحته أن يوجه إلى الجنوب مرشدا ومعلما، لأمور الدين، فوجه الشيخ عبدالله القرعاوي إليه ووصاه بالإخلاص في دعوته، وبتقوى الله في السر والعلن، وقيل أنه هو الذي طلب من الشيخ ذلك، وندعه يتحدث عن ذلك فيقول: وفي اليوم العشرين من صفر توجهت لجازان، وأخذت منه بضاعة، وتوجهت لصامطة، ثم تجولت بجهات صامطة، ونزلت دكانا في نفس صامطة، ووضعت فيه البضاعة التي معي، وأول أمر بدأت به وأنا في الدكان تعليم القرآن الكريم، وثلاثة الأصول، والأربعين النووية، والتجويد والفرائض وآداب المشي إلى الصلاة، كان ذلك في 21 ربيع الأول عام 1358هـ فكان هذا الدكان أول مدرسة فتحتها في تهامة اليمن، وفي آخر جمادى الأولى من هذه السنة، توجهت إلى فرسان، وفتحت فيه مدرسة، ومنه توجهت إلى مزهر قرية الحكميين " الحكامية " ففتحت فيها مدرسة، في أول رجب وأصلحت مسجدها، وهو أول مسجد أصلحت بتهامة وفي غرة شعبان توجهت إلى صامطة، ففتحت المدرسة بها ثانيا، في بيت ناصر خلوفه؛ لأنه لا يستطيع المشي وهو من خيار الطلبة وأكبرهم، فأردت أن لا يتكلف، وفيها استقريت حتى الآن.
علاقة الحكومة بمدارس الشيخ القرعاوي:
رغم ما كابده الشيخ القرعاوي رحمه الله من مشكلات سببها نفثات الحاسدين، وتلبيس المغرضين، فإن الحكومة وفقها الله أرسلت لجانا عديدة للوقوف على الحقيقة، فكتبت تقارير تنبئ عن إعجابها بالمدارس وتدعو لتشجيعها ومساندة الشيخ القرعاوي في عمله لصدقه وإخلاصه وسلامة مقصده، فكان لذلك أثر حسن لدى المسئولين في الدولة. . فالملك عبد العزيز - رحمه الله - ارتاح لعمل القرعاوي وأمر له بمكافأة تعينه على مسيرة العمل عام 1367 هـ. والملك سعود - رحمه الله- ولي العهد يومئذ في عام 1363هـ تفضل ببعث إعانة كبيرة للشيخ جعلها عادة سنوية وأوصى به أمراء الجهات وقضاتها. والأمير خالد السديري في عام 1362هـ وقبل أن ينتقل من إمارة جازان قد توسط عند الحكومة بطلب إعانة للطلبة، فجاء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/357)
الأمر بصرف ثلاثمائة ريال 300 شهريا. فكانت تصرف من مالية "صامطة " لثلاثين طالبا. كما تبرع الأمير خالد بقيمة الدفاتر والأدوات المدرسية على حسابه، والأمير محمد بن أحمد السديري لما جاء لجازان عام 1364هـ سلك مسلك أخيه خالد بالمساعدة والتأكيد على القضاة وأمراء المقاطعة بمساعدة الشيخ القرعاوي. ثم فيما بعد عين الشيخ عبد الله القرعاوي معتمدا للمعارف بمنطقة جازان 1373 هـ ولكنه استقال في نفس السنة، واستمر في مدارسه. وهكذا استمرت رعاية الحكومة لمدارس القرعاوي، التي شملت منطقة كبيرة من البلاد، حيث أمر الملك سعود - رحمه الله- بأن يكون لها ميزانية مستقلة عام 1374هـ، وأن يسند إشرافها إلى سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - لكنه اعتذر بمشاغله الكثيرة، فقال الملك سعود رحمه الله، عند زيارته لأبها في مجلس عام: " مدارس القرعاوي أنا المشرف عليها ". وقد اتخذ القرعاوي لها مقرا في مكة، لتكون الإدارة قريبة من وزارة المالية والجهات الحكومية ذات العلاقة، حيث كلفت وزارة المالية ممثلا ماليا ينظم صرفها على الطلاب والمدرسين والموظفين. وفي عام 1371هـ أمر ولي العهد- رحمه الله - بصرف تكاليف بناء المدرسة والجامع القديم بصامطة، على مالية جازان، ويروي تبعية المدارس وأمر الملك سعود بشأنها ومقابلته مع الشيخ القرعاوي. . كما كانت وزارة المعارف بتوجيه أول وزير لها عام 1373 هـ سمو الأمير فهد - آنذاك - تولي مدارس القرعاوي عناية خاصة بالاهتمام والمتابعة وتحديد المستوى. وقد بلغت ميزانية المدارس التي أمرت بها الحكومة لمدارس القرعاوي ذلك الوقت خمسة ملايين من الريالات. نظرا لأن أعمال الشيخ القرعاوي توسعت، وجهوده تواصلت في منطقة كبيرة وواسعة من بلادنا الغالية، كما امتد أثرها في اليمن حيث أسس طلابه اليمنيون مدارس في قراهم بجهودهم الذاتية كما عمل شيخهم.
حصيلة الجهد الدعوي:
ويمكن إجمال المدارس التي فتحها الشيخ القرعاوي في أنحاء المملكة وفقا للإحصائيات الواردة في الكتابات عن حياة الشيخ القرعاوي وأعماله في المنطقة. . كما يلي:
1 - يقول الشيخ موسى السهلي في كتابه عن القرعاوي، ودعوته في جنوب المملكة: وقد بلغ عدد المدارس حسب علمي- في أوج توسع العمل فيها، وحسبما ذكره سماحة شيخنا: ألف وثلاثمائة وعشر مدارس.
2 - أما الشيخ علي بن قاسم الفيفي في كتابه: السمط الحاوي لأسلوب القرعاوي، في نشر التعليم في جنوب المملكة، فقد أورد رأيين:
الأول: نسبه إلى الشيخ أحمد بن يحيى النجمي: بأن المدارس بلغت في عام 1376هـ مائتان وألف مدرسة " 1200 " بها نحو مائة ألف طالب، وكان يكافئ الطالب المبتدئ بريالين وخاتم القرآن بعشرة ريالات شهريا.
الثاني: نسبه إلى الشيخ إبراهيم بن عبد الله زكري، وهو من معاوني الشيخ المقربين إليه، حيث أخبره أنه بلغ عدد المدارس في أوج ازدهارها في عام 75\ 1376هـ ثمانمائة وألفي مدرسة (2800) ولكنه انخفض العدد بعد ذلك. ثم أردف قائلا: وفي رسالة بعث بها إلي الشيخ بتاريخ 16\ 7 \ 1375هـ ذكر فيها أنه رتب في أبها والقنفذه والطائف وتوابعها تسعمائة مدرسة.
3 - والشيخ عمر أحمد جردي يرى أن المدارس في عام 1376هـ، وهو أول عام فتحت فيه المدارس في نجران بأمر من الملك سعود، قد بلغت ألفين ومائتي مدرسة، فيها خمسون ألف طالب، وفيها خمسة عشر ألف طالبة. بثلاثة آلاف مدرس ومدرسة.
4 - وفي موطن آخر ينقل عن الشيخ القرعاوي بأن اللجنة التي جاءت عام 1376هـ لتفقد المدارس، لم يقف أعضاؤها في تجوالهم، إلا على ألف وخمسمائة مدرسة، وبقي منها سبعمائة وخمسون مدرسة لم يتجولوا عليها ولم يشاهدوها، حيث سافروا من صامطة يوم 17\ 8 \ 1376هـ، والمدارس التي لم يتجولوا فيها، أوضح تفاصيلها الشيخ القرعاوي. وفي إيراد ذلك بيان عن المناطق التي شملها نشاط الشيخ القرعاوي في تعليمه ودعوته- رحمه الله - وهي:
1 - جازان 220 مدرسة غالبها في الجبال.
2 - منطقة عسير وتهامة 200 مدرسة.
3 - منطقة القنفذه 140 مدرسة.
4 - منطقة تهامة غامد وزهران 95 مدرسة.
5 - منطقة الليث 50 مدرسة.
6 - مدينة جدة 30 مدرسة غالبها ليليات.
7 - مكة المكرمة 10 مدارس.
8 - جهة القصيم عنيزة وبريدة 25 مدرسة غالبها نسائية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(162/358)