ـ[أحمد السويد]ــــــــ[27 - 12 - 08, 05:07 م]ـ
جزيت خيراً على هذه الترجمة الموجزة المفيدة ..
حفظ الله الشيخ وأمد له في عمره ..
ـ[ابو عبد الله محمد بن فاروق الحنبلي]ــــــــ[16 - 04 - 09, 11:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ندآء إلى إخواني الذين يعيشون بمكة، أو من له اتصال بفضيلة الشيخ العلامة / يحي بن عثمان المدرس العظيم آبادي - حفظه الله تعالى.
لقد أجازني الشيخ - جزاه الله خيراً - بعد اتصال تليفوني وسماعي للحديث المسلسل بالأولية، وتم هذا في يوم الجمعة الموافق 10 نيسان (إبريل) 2009، 14 من ربيع الآخر 1430، وقال لي الشيخ (حفظه الله تعالى قد أجزتك بكل مافي كتاب: النجم البادي ... فقلت له ياشيخنا ولكني أعيش حالياً في أمريكا ... فقال: إذا كنت تعرف أحداً من أهل مكة فليُحْضِرْ لي الكتاب وأنا أكتب عليه الإجازة.
ثم اتصلت به صباح اليوم: 16 إبريل 2009 لأخبره بتعثر ذلك علي الآن ...
فأخبرني - حفظه الله - (بما معناه) لابد من ذلك؟ وقال لي قد أجزتك، ولكن إرسل لي أحداً بالكتاب واسمك وأكتب لك الإجازة وهو يرسلها إليك.
فهل من متطوع وكريم يصنع لي هذا المعروف ولن أنساه له مادمت حيّاً - إن شآء الله تعالى
فأرجو من كل مَن كانت له قدره على هذا الأمر ليذهب إلى الشيخ بالكتاب ليكتب لي الإجازة ثم يرسلها إلي بالبريد فليتصل بي عبر البريد الإكتروني لأعطيه بياناتي واسمي كاملا، وتفاصيل الحوار لتذكير الشيخ - حفظه الله تعالى.
جزاكم الله خيراً
البريد الإكتروني:
alqasimy1425@hotmail.com(158/491)
ترجمة العلامة شيخنا الدكتور أحمد الأطرش السنوسي
ـ[عبدالعزيزبن علال الحسني]ــــــــ[10 - 03 - 08, 12:35 م]ـ
ترجمة العلامة الجليل شيخنا الدكتور أحمد الشريف الأطرش السنوسي الإدريسي الحسني الجزائري مفتي وهران والمدرس بمعهد الحضارة الإسلامية
مولده ونشأته ... ولد الشيخ يوم الإثنين 14جويلية 1919م بقرية صغيرة قرب وادي الخير مستغانم ثم نشأ الشيخ في أسرة شريفة تحب حفظة كتاب الله حيث كان والده الشهير اغا الشارف من اعيان البلاد ومن حملة كتاب الله وكان يشغل منصب اغا غير أنه تربى على يد خيه القايد العربي ووالده على قيد الحياة
حياته ونشاته ...
يمكن ااعتبار الشيخ حمد الأطرش الشريف إماما واعظا وفقيها أصوليا مستنبطا ومفتيا لا يخاففي الله لومة لائم إلى جانب اعتباره مؤرخا ممحصا وخطيبا مفوها
ذا صوت جهوري إلى جانب أيضا مجاهدا ضد النظام المستعمر الفرنسي ضد الجزائر وصفه شيخا العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في دمشق بالعا لم المتبحر الأصولي النحرير
والدكتور مصطفى ديب البغا قال عنه العلامة الفقيه الأصولي
شيوخه ..
. من الجزائر ...
الشيخ الجلالي السجراريوالشيخ عبدالرحمان بلهواري خد عنه الفقه المالكي
والشيخ سيدي محمد بوعيشبة
الشيخ العربي التواتي
الشيخ البشير الإبراهيمي تعرف عليه في صغره
ومن خارج الوطن ...
الشيخ أحمد التسولي المغربي درس عليه 6 سنوات
الشيخ الشاذلي النيفر
الشيخ العربي كبادي
الشيخ الطاهر بن عاشور
الشيخ طاهر
الشيخ الحبيب بالخوجة
الشيخ العلامة عبدالحميدبن باديس
الشيخ صالح بالخوجة
رحلته وطلبه العلم ..
في عام 1361ه1938م التحق الشيخ بجامع الزيتونة بتونس وتخرج منها عام 1367ه 1944م بشهادة التحصيل وأثناء هذه الفترة خد علومه على فطاحل علماء ذاك الوقت لا سيما في تونس والتقا بالشيخ العلامة الجزائري عبد الحميد بن باديس وأجازه
مؤلفاته عديدة ...
منها كتاب تسيير الوصول إلى علم الأصول4 مجلدات
الإمام مالك ومدرسة المدينة
شرح الفية بن مالك في النحو
شرح بن عاشر شرح الفية السيوطي وغيرها
وفاته .. انتقل إلى رحمة الله صباح يوم الجمعة 9 جمادي الثانية عام 1424ه أوت عام م2003لإثر مرض عضال لزمه الفراش لمدة شهور حيث شيعت جنازته في موكب مهيب بوهران حيث حضر الألاف لتشيع جثمان الشيخ وأعلن نبأوفاته عبر الجرائد وعبر التلفزة الجزائرية وصلى عليه الإمام الشيخ امعمر حني إمام مسجد قباء بوهران وتلى الكلمة التبينية عبدالرحمان بن زيان مدير الشؤون الدينية والشيخ امعمر حني وغيره رحم الله الشيخ
بقلم تلميذه المجاز
عبدالعزيزبن علال الحسني الجزائري الدمشقي
ـ[أم عتيقة]ــــــــ[18 - 08 - 10, 01:30 ص]ـ
رحم الله جدي و أضاء الله قبره و رزقه الجنة ان شاء الله و فوق كل صفاته كان طيب كثيرا و حنون(158/492)
ترجمة الشيخ الجليل أحمد البنا الساعاتي
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[11 - 03 - 08, 08:37 ص]ـ
أرجو من الأخوة الأفاضل الكرام .. أن يدلني أحدهم عن كلام الشيخ الألباني رحمه الله عن الشيخ أحمد البنا الساعاتي .. أين أجده .. وما هي عقيدة الشيخ البنا رحمه الله. وجزاكم اله كل الخير(158/493)
أخواني ماأخبار الشيخ الواعظ أحمد الطويل!!!
ـ[محمد العمودي]ــــــــ[12 - 03 - 08, 12:29 ص]ـ
أريد أن أعرف ماهي أخبار الشيخ أحمد الطويل صاحب الأشرطة الوعظية القديمة هذا وجزاكم الله خيرا
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[12 - 03 - 08, 12:36 ص]ـ
هو بخيرٍ، و يُدير حالياً أكاديمية الفيصل للغة الإنجليزية في الرياض.(158/494)
هل من ترجمة لفضيلة الشيخ المصري مصطفى بن العدوي؟
ـ[أبو يوسف القويسني]ــــــــ[12 - 03 - 08, 12:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من ترجمة لفضيلة الشيخ المصري مصطفى بن العدوي؟
فإن أرباب الشبكة السلفية المسماة "سحاب" " صوابه سِبَاب! " قد تناولته -كغيره من علماء العصر! - سباً وتجريحاً ,
فرجو الإبانة عن ترجمة الشيخ الفاضل ...
وجزاكم الله خيراً
ـ[ابو حفص النفيسي]ــــــــ[12 - 03 - 08, 10:48 ص]ـ
الغالب ان اولئك القوم لايسبون الا رجلا فاضلا
ـ[أبوقتادة السعدي الأثري]ــــــــ[12 - 03 - 08, 11:40 ص]ـ
أظن أنه يبنبغي لهم ان يسموها شبكة سباب
أبو عبد الله هو عالم فاضل نحسبه والله حسيبه حضرت له بعض الدروس في مصر فوجدت علما جما وسمت الصالحين وتواضعا كثيرا فالشيخ لا يسمح لأحد أن يقبل رأسه ومسجد الشيخ في بلده عامر بطلبة العلم من كل أنحاء مصر والشيخ من طلاب الشيخ مقبل الوداعي رحمه الله وله مؤلفات نفسية في التفسير والفقه والحديث أسأل الله أن يحفظ شيخنا وأن يبارك فيه وموقع الشيخ مسجل هنا في المنتدى وأرجو منهم أن يسردوا ترجمة الشيخ كاملة حفظه الله وبارك فيه
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[12 - 03 - 08, 11:51 ص]ـ
اسال الله ان يحفظ الشيخ من كل سؤ
اكيد كل ذي نعمة محسود
هؤلاء مساكين ما استطاعوا ان يظهروا في العلم فلابد اذن ان ينفر العباد عن الشيخ الرباني مصطفى العدوي
هؤلاء الحسدة مشكلتهم ليست بينهم و بين المشائخ. مشكلتهم بينهم و بين أنفسهم. عندهم مرض نفسية و انهزام داخلي و كبت.
اسال الله ان يوفق الشيخ مصطفى على رغم انوف الحسدة.
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[12 - 03 - 08, 03:22 م]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
حوار مع فضيلة الشيخ "مصطفى العدوي" (منقول من شبكة الحزم)
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقدحل فضيلة الشيخ "مصطفى العدوي" – حفظه الله - ضيفا كريما على بلاد الحرمين (المملكة العربية السعودية) في شهر رمضان المعظم المنصرم وقد تشرفنا بلقاء فضيلته "في الرياض " وطلبت من فضيلته أن يخصنا في شبكة الحزم الاسلامية بلقاء طويل فلبى الشيخ المبارك مشكورا هذا الطلب ودار بيننا الحوار الذي سأورد نصه في هذه المشاركة، وقبل الشيخ أيضا أن يطرح عليه إخواننا الأعضاء في شبكة الحزم ما يشاءون من أسئلة واستفسارات، لكن بقدر من الله تعطلت الشبكة وقتها ومضت الأيام وسافر الشيخ الى بلاده
وظللت مترددا هل أنشر الحوار دونما ان يكون هناك لقاء بين الشيخ والأعضاء أم أنتظر حتى ييسر الله لنا لقاء آخر؟
فاستخرت الله عزوجل وقررت أن أنشر الحوار على سبيل نشر الخير وزيادة للتعريف بالشيخ الجليل حفظه الله تعالى؟
واليكم نص مادار بيني وبين الشيخ من حوار مختصر
والله عزوجل وحده من وراء القصد
أخوكم
أبو محمد المصري
_________________________
_________________
نص الحوار
شيخنا المبارك
نرحب بك في منتدى شبكة الحزم الاسلامية ونسأل الله لفضيلتكم الخير المتواصل برحمة منه سبحانه
شيخنا الحبيب نريد أن نقلب معك صفحات من تاريخكم المبارك بداية من المولد والنشأة ومرورا بتلقيكم العلم وانتهاء بالتاليف والتدريس فهلا تفضلتم علينا بذلك؟
- الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الأمين وعلى آله وصحبه ومن دعابدعوته إلى يوم الدين
وبعد
فجزاك الله خير يا أخانا "أبو محمد المصري" على ما تفضلت به وتكرمت نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك ويحفظ جميع المسلمين.
-أما بالنسبة لما سألت عنه بارك الله فيك- فاختصارا ولدت فى قرية تابعة لمحافظة الدقهلية اسمها "منية سمنود" تبعد عن مدينة المنصوره 15كم والمولد فى عام 1945م من الميلاد ولا أدرى تقديرها فى السنوات الهجرية لأ نه ليس من المعتاد فى بلادنا التقدير بالتقوم الهجرى وإنا لله وإنا إليه راجعون
- وقد انتهيت من دراسة كلية الهندسة قسم الميكانيكا فى عام 1977م وقضيت سنة بالجيش المصرى، وخرجت منه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(158/495)
- وبالنسبة لاتجاهاتى العلمية
قال الشيخ الألباني :
فلما كانت الخلافات كثيرة جداً فى هذا الوقت كنت والحمد لله نشأت منذ صغرى أصلى وأعرف بيوت الله، فلما تخرجت وقد ظهرت الخلافات فى هذه الفترة ابان خروج الأخوان المسلمين من السجن، وكثرت الجماعات وانتشرت.
وكل جماعة تدعولمنهجها، فاختصاراً وجدت أن النجاه دائماً فى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وكتاب الله كنت قد انتهيت من حفظة.
والسنة وجدتها منها ما هو ثابت ومنها ماهو صحيح وغير صحيح.
- وأما الثابت الصحيح فمعروف لدينا أنه هو البخارى ومسلم
وأما ماسواهما فالثابت أنه يحتوى الصحيح والضعيف فبحثت عن أهل العلم الذين يعلمون كيف يتم تصحيح الأحاديث وكيف يتم تضعيفها
- فكان النظر الى ثلاثة من أهل العلم الأفاضل رحمة الله عليهم أجمعين الذين كانوا لهم فى هذا الباب ثمرة بغض النظر عن العلماء الموجودين فى الجامعات النظامية
وكان الشيخ ناصر الدين الألبانى رحمه الله تعالى – وكنا نقرأ له "سلسلة الأحاديث الضعيفة" التى كانت تصدر فى مذكرات صغيرة قبل أن تطبع
-والشيخ مقبل بن هادى- باليمن وكان له كتاب "الصحيح المسند فى أسباب النزول" وقد وصلنا مع كتاب آخرفى دراسته لكتاب الشيخ الدارقطنى
– وأيضاً الشيخ بديع الزمان السند ي بباكستان
فهؤلاء الثلاثة هم المرشحون لإفادتنافى لهذا الباب
· أما الشيخ ناصر رحمه الله تعالى وهو أعلمهم وأكبرهم فكان مطاردا من سوريا إلى لبنان ولم يكن وقتها يمكن الوصول إليه، إذ كان هو نفسه مطارد وذلك كان تقريباً أواخر الستينيات.
· والشيخ بديع الزمان لغته تخالف لغتتنا وما إلى ذلك
· فذهبت إلى اليمن
· وعملت أولا بعض الأعمال لسداد بعض الديون التى كانت علي
· ثم اتجهت إلى الشيخ مقبل رحمه الله تعالى وكان راجعاً من السعودية وكان عددنا قليل جداً عنده فى هذه الحقبة من الزمن وذلك من عام 1400هـ إلى عام 1404هـ تقريباً، ووافق وجودنا هناك الأحداث التى يسميها إخواننا المصريون احداث السادات فكانت الاعتقالات بالجملة لكل من له انتماء للدين أوكل من له لحية وظاهره اتباع سنة النبى عليه الصلاة والسلام، فآثرت السلامه.
· وذلك استجابة لرغبة الوالدين، فكان فى السمع والطاعة للوالدين بركة فى أن أبقى فى اليمن، فقضيت مدة إلى أن هدأت الأوضاع ولله الحمد حصلت علماً كثيراً مع الشيخ مقبل رحمه الله رحمه واسعة فكنا فى المكتبة ليل نهار،
ثم رجعت إلى مصر، وأنشأت مسجداً صغيراً وبدأت فيه التدريس فى البخارى ومسلم وفى التفسير والفقه وذلك فى بداية عام 1980من الميلاد ثم ولله الحمد أتانا عدد كبير من طلاب العلم من كل مكان سواء من مصر أوخارجها ولكن الحكومة كان لها بعض التحفظ على الإخوة الذين جاءوا من خارج مصر لأنها لاتدرى عنهم شيئاً فبدأت فى الضغط عليهم لابعادهم وبالفعل قاموا بابعادهم، ونسأل الله أن يوفقهم أينما كانوا
· ثم بدأنا فى انشاء مسجد كبير ومكتبة كبيرة ولله الحمد يعد ازدياد عدد الطلاب، وكان هذا متوازياً مع مسألة التأليف، ولله الحمد فهى تفيدافادات كبيرة فى مسألة ترسيخ المسائل فى الأذهان،ودقة التحرير وتختلف عن السماعات، فإذا انقذت مسألة بحثاً كما يقولون رسخت فى ذهنك أكثر من أن تسمعها ثم تم عليك، وهذا ترسيخ يفيد فى الدعوة إلى الله فيما نسأل عنها فى المحاضرات وما إلى ذلك ولله الحمد والشكر.
وكانت بدايت التدريس فى البخارى ومسلم وكتب السنن،
· واحتاج الأمر إلى تدريس التفسير قربة إلى الله عزوجل كما قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"ثم لاحتياج الناس له فبدأدت دروس فى التفسير فى عدة مساجد من محافظات مصر، والحمد لله كان لهذا أثر طيب على أولا قبل غيرى فلكتاب الله عزوجل أثر طيب فى تقويم الأخلاق وتهذيبها.
· ثم كتبت عدة كتب فى اتجاهات أربع (فقه-حديث- مصطلح حديث-التفسير)
أو لافى التفسيرلى مشروع كبير هو تفسير القرآن فى سؤال وجواب وصدر منه الآن ثلاثة عشر مجلداً وإن كانت سوراً متفرقة منها (البقرة-وآل عمران- والنساء-والنور-والحجرات-والقصص-ويوسف-وجزء عم –وجزء تبارك وغير ذلك) وهذا العمل يتناول الآيات بصورة طرح أسئلة ويجاب عنها بالتفصيل واسم هذا المشروع (التسهيل لتأويل التنزيل)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(158/496)
· ولهذا العمل مختصر فى ثلاث مجلدات صدرمنه جزء يحتوى تفسير جزء عم (واسمه تفسير الربانيين لعموم المؤمنيين)
ثم بإذن الله لهذا التفسير المختصر اختصارا آخر اسمه (تسهيل التسهيل) وهو تفسير للقرآن فى جزء واحد
ثم مشروع آخر رابع يحتوى معانى المفردات مع الثوابت من نفسيرات الرسول لبعض الآيات مع أسباب النزول)
· وأما بالنسبة للفقه
كان أمامى خطان
الأول يتمثل فى جمع فى كل ما يتعلق بالنساء من فقه حتى يكون أيسر على النفس بعض الشىء فأسميته "الجامع لأحكام النساء" فى خمس مجلدات اربعة مجلدات للشرح والخامس أسئلة تطبيقية على الأربع مجلدات فى المسائل المحتواة.
كتاب آخر فى الفقه بصفة عامة صدرت منه طلائع "كعدد ركعات قيام اليل" إلى غير ذلك من الطلائع
وهو كتاب اسمه (الجامع العام فى الفقه والأحكام) وهو مشروع متوازى مع مشروع التفسير.
ثم كتب آخرى فى اتجاه الأحاديث وهو صحيح الأحاديث الثوابت الصحاح فى عدة موضوعات
- فهناك كتاب الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة
- وكتاب الصحيح المسند من أذكار اليوم والليلة
- والصحيح المسند من فضائل الصحابة
- والصحيح المسند من الأحاديث القدسية.
وهناك كتب أيضاً تهم العامة على سبيل المثال:-
- فقه التعامل مع الوالدين
- فقه التعامل بين الزوجين
- وكتاب إن شاء الله يكون طيباً-هو فقه تربية الأبناء
- وكتاب آخر أنصح اخوانى بالأطلاع عليه وهو مجلدان وهو كتاب "فقه الأخلاق والمعاملات مع المؤمنين " إن شاء الله تعالى نافعاً للمسلمين يتناول فقه الأخلاق مثل فقه الشجاعة- فقه الحياة- فقه الخطاب-
-
- ثم كتب تخصصية بعض الشىء فى علم المصطلح مثل:
- "أسئلة وأجوبة فى علم مصطلح الحديث مع شرح علل الحديث" وهو يهتم ببيان كيفية الوقوف على العلة فى الحديث مثله تدريبين
- وكتاب يتسير أفكار ما يطلق عليه الصحوة الإسلامية وهو كتاب "مفاتيح الفقه فى الدين "
- ثم هناك عدة تحقيقات لكتب
- مثل كتب المنتخب لعبد ابن حميه، وعبده ابن حميه هو شيخ الإمام مسلم وآخر طبعه صدرت هنا بالرياض
- وهناك أيضاً تحقيق لكتب:
- الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان
- الوابل الصيب من الكلم الطيب
- وتحقيق شرح الطحاوية
فهذه بعض الكتب التى أذكرها الآن
وهناك كتب كثيرة أخر ولله الحمد والمنة مثل:
- شفاء القلوب
- فقه الدعاء ومختصرات صغيرة كثيرة للغاية
- القبس المختار من صحيح الأذكار
- وروضة المحبين من فضائل صحابة النبى الأمين
- فضائل القرآن واداب حملته
- معجزات النبى.
-
- وكما بينت اختصارات للصحيح الأسانيد فى كتيبات صغيرة
- وهناك رسائل أخرى للعامة مثل:
- ولاتقربوا الزنى
- ذم البخل
- ثم هناك عدد من الكتب لاخواننا طلبة العلم قرأتها وراجعتها وقدمت لهم ونسأل الله أن يبارك فيهم
- شيخنا الكريم لو سميت لنا الشيوخ والعلماء الذين تلقيت منهم بصورة مباشرة ورئيسية؟
- في واقع الأمر الشيخ "مقبل بن هادي" - رحمه الله -كان بصفة رئيسية
-
- لكنى كنت أتردد على المملكة سنوياً ففى تلك الفترات التى أتردد فيها كنت أجالس الشيخ محمد العثيمين رحمه الله تعالى خاصة فى الدروس التى كان يلقيها بمكة وأيضاً الشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله وأيضا فى دروسه بمكة
-
- لوقلت لك يا شيخنا المبارك حدثنا عن مواقف لاتنسى مع الشيخ "محمد العثيمين" رحمه الله تعالى ماذا تقول؟
- بالنسبة للشيخ محمد العثيمين رحمه الله تعالى رحمة واسعة
- الموقف الذى لفت نظرى لما دعانى مرة فى بيته بعنيزة لتناول طعام الغداء معه لفت نظري أنه رحمه الله لايترك الرد على الناس حتى وهو يأكل، والطعام فى فمه،
-
- وكان لى وقتها كتاب مستقل فاستشرته حوله وهو كان متعلقاً بحكم خدمة المرأة لزوجها فالحقيقة أنى أرى أن هذه المسألة كما هو رأى الجمهور أنها على الاستحباب وليس على الإيجاب وهذا ماترجح لدى فلما أخبرتة بذلك أنى صنفت هذا الكتاب حول هذه المسألة
- قال لى" أيا عبد الله" أرجوك أن تتصل بالناشر وأن وتوقف نشر الكتاب الآن.
-
قلت له ياشيخ الكتاب تم تسليمه
قال لى لا ... اجعله ضمن كتاب ولا تجعله كتاباً مستقلاً والاسببت نشوزا من النسوة على الرجال،
وكلما تناولنا حديث أو موضوعاً غيره كان يكرر الشيخ لابد وأن تتصل بالناشر وأن وتوقف الكتاب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(158/497)
فعملت بنصيحتة وأودعتة فى كتاب الجامع لأحكام النساء فأسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة يجزيه عنا وعن المسلمين خير الجزاء
-
- ولفت نظري أيضا مع الشيخ ابن عثيمين رحمة الله علية أنى قد زرته فى مرض موته و كان الناس يدخلون عليه
- وأنا فى الطريق اليه طلبنى واحد من إخوانى وقال إننى أريد التحلل من الشيخ وأريده أن يحلنى من مظلمة له عندى وعدته أن أطلب منه هذه الجزئية وحتى سأعمم الطلب أيضا
- فلما دخلت على الشيخ فى غرفته فقلت له ياشيخ لنا طلب قال لى تفضل
- فقلت:أن تسامح كل من ظلمك من المسلمين
- فقال ماذا قلت؟
- فقلت أن تعفو عمن ظلمك من المسلمين عموماً ومن تكلموا فيك
- فقال ماذا قلت فكررتها ثلاثاً
- ثم قال أما من تكلم فى بحق فهو فى حل،
- وأما من تكلم فى بباطل فأنا خصيمه يوم الدين،
- كررت عليه الرجاء فكرر نفس الجواب فتعجبت من هذا الرد خاصة وأنه على فراش الموت،
- فأخبرت بعض اخواننا من أهل العلم بالذى صار
- قالوا يا "أباعبدالله" الشيخ له حق،فقلت: لاشك فهو فقيه ومنه نتعلم ثم اطلعني الأخ على مقالات الحاقدين والحاسدين على الإنترنت قإذا هم يتكلمون فى الشيخ كلاماً لايتصور، وهم طائفه من أهل البدع وأهل الرفض والخوارج الاباضيين فقلت سبحان الله دائماً نتعلم من علمائنا رحمهم الله تعالى
-
-
- نظرا لضيق وقتكم شيخنا المبارك ولا نحب أن نطيل عليكم نرجو منك نصيحة وكلمة أخيرة لإخوانك في شبكة الحزم الإسلامية.
- نسأل الله أن يبارك فيكم وفى جهدكم.
-
- فليعلم إخواني أنه على قدر تبليغ الشخص لرسالة ربه يحفظه الله تبارك وتعالى وأيضاً فى هذا الباب يقول بعض المفسرين فى تفسير قوله تعالى:
- " لموسى وهارون "بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنْ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ " بعضهم يختار وجهاً فى التأويل أى بتبليغكما أنتما ومن معكما الغالبون
-
- وأنصح اخواننا بمواصلة الدعوة إلى الله، فالله يحفظ بقدرته
-
- قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ) وكما يقول العلماء قدر تبليغ الشخص الرسالة يحفظه الله تبارك وتعالى
شكر الله لك شيخنا المبارك على تفضلكم بهذا اللقاء
شكر الله لك أخي الكريم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7327&highlight=%E3%D5%D8%DD%EC+%C7%E1%DA%CF%E6%ED(158/498)
نبذة عن الدكتور / محمد عثمان شبير
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[13 - 03 - 08, 11:27 م]ـ
نبذة عن:
الدكتور / محمد عثمان طاهر شبير
دكتوراه في الشريعة - فقه مقارن
معلومات شخصية:
الاسم الكامل: الأستاذ الدكتور محمد عثمان طاهر اشبير.
الرتبة الأكاديمية: أستاذ.
القسم العلمي: الفقه و أصوله.
الكلية: الشريعة.
تاريخ الميلاد ومكانه:1949م،خانيونس.
الجنسية: أردنية.
المؤهلات العلمية:
أعلى درجة علمية: دكتوراه.
التخصص: فقه مقارن.
لغة الدراسة: اللغة العربية.
المؤسسة التي أصدرت الدرجة: جامعة الأزهر، كلية الشريعة و القانون.
تاريخ الحصول على الدرجة: 26/ 2/1980م.
عنوان أطروحة الدكتوراه: الإمام يوسف بن عبد الهادي الحنبلي وأثره في الفقه الإسلامي.
عنوان أطروحة الماجستير: جريمة القذف في الفقه الإسلامي.
الخبرة التدريسية (ابدأ بالوظيفة الحالية):
أستاذ جامعة قطر 2000م ـــــــــ
أستاذ الجامعة الأردنية 1990م. 2000م.
أستاذ مساعد جامعة الكويت 1982م. 1990م.
أستاذ مساعد جامعة الملك سعود 1980م. 1982م.
مدرس الكلية العربية- الأردن 1975م. 1978م.
مدرس وزارة التربية- الأردن 1973م. 1975م.
العضوية في اللجان و الهيئات العلمية:
عضو اللجنة العلمية للموسوعة الفقهية التي تشرف عليها وزراة الأوقاف الكويتية.
عضو جمعية العلوم الطبية الإسلامية المنبثقة عن نقابة الأطباء الأردنية.
الخبرات العلمية من أكاديمية و إدارية:
رئيس قسم التربية الإسلامية بالكلية العربية في الأردن في الفترة ما بين 1975م- 1978م.
صدور قرار رئيس الجامعة الأردنية بتعييني رئيساً لقسم الفقه و التشريع اعتباراً من 3/ 9/1994م.
الإنتاج العلمي (بحوث، كتب، مساهمات في كتب، مقالات):
البحوث المنشورة في مجلات علمية محكمة:
بيت المقدس وما حوله، خصائصه العامة وأحكامه الفقهية. مجلة الشريعة و الدراسات الإسلامية، جامعة الكويت، العدد السادس، ديسمبر، 1986م.
الاستعانة بغير المسلمين في الجهاد الإسلامي. مجلة الشريعة و الدراسات الإسلامية جامعة الكويت، العدد السابع، إبريل 1987م.
أحكام جراحة التجميل في الفقه الإسلامي، مجلة الشريعة و الدراسات الإسلامية، جامعة الكويت، العدد التاسع، ديسمبر 1987م.
عقد بيع المزايدة بين الشريعة و القانون، مجلة الشريعة و الدراسات الإسلامية، جامعة الكويت، العدد (11)، أغسطس 1988م.
الزكاة ورعاية الحاجات الأساسية الخاصة،مجلة الشريعة و الدراسات الإسلامية، جامعة الكويت،العدد (14)، أغسطس 1989م.
مدى تأثير الديون الاستثمارية و الإسكانية المؤجلة في تحديد وعاء الزكاة، مجلة الشريعة و الدراسات الإسلامية، جامعة الكويت، العدد (16)، مارس 1990م.
نقل الزكاة من موطنها الزكوي، مجلة الشريعة و الدراسات الإسلامية، جامعة الكويت العدد (17)، يونيو 1990م.
خيار النقد وتطبيقاته في معاملات المصارف الإسلامية، مجلة الشريعة والقانون، جامعة الإمارات العربية، العدد السابع، نوفمبر 1993م.
مبدأ التمليك ومدى اعتباره في صرف الزكاة، مجلة الشريعة و الدراسات الإسلامية جامعة الكويت، العدد (22) مايو 1994م.
استثمار أموال الزكاة "رؤية فقهية معاصرة" مجلة دراسات، الجامعة الأردنية، المجلد الحادي و العشرون (أ) العدد (5) 1994م.
منع المدين من السفر في الفقه الإسلامي. مجلة دراسات، الجامعة الأردنية – المجلد الثاني و العشرون (أ) العدد الثاني 1995م.
الزكاة و الضرائب في الفقه الإسلامي، مجلة الشريعة و الدراسات الإسلامية، جامعة الكويت العدد (29) أغسطس 1996م.
صيانة الأعيان المؤجرة وتطبيقاتها لدى المصارف الإسلامية – مجلة دراسات، الجامعة الأردنية، المجلد (23) عدد (1) "الشريعة و القانون" 1996م.
صيانة المديونيات ومعالجتها من التعثر في الفقه الإسلامي، مجلة الشريعة و القانون، جامعة الإمارات العربية (العدد العاشر) نوفمبر 1996م.
الاستعمال ومدى اعتباره في إعفاء الذهب و الفضة من الزكاة، مجلة دراسات، الجامعة الأردنية، المجلد (24) عدد (2) "الشريعة و القانون" 1996م.
زكاة الأصول الاستثمارية الثابتة، مجلة مؤتة للبحوث و الدراسات، جامعة مؤتة، العدد الثامن، المجلد الثالث عشر، 1998م.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(158/499)
حدود العدل بين الأولاد في العطاء ومعالجة الجور فيه في الفقه الإسلامي، مجلة دراسات، الجامعة الأردنية، المجلد (24)، العدد (1) "الشريعة والقانون" 1997م.
مبدأ تفريق الصفقة في المعاملات وتطبيقاته المعاصرة، مجلة دراسات، الجامعة الأردنية، المجلد (25) العدد (2) "الشريعة و القانون"، 1998م.
صبغ الشعر في الفقه الإسلامي، مجلة دراسات، الجامعة الأردنية، المجلد (25) العدد (2) "الشريعة و القانون"، 1998م.
النجاسات المختلطة بالأعلاف و أثرها في المنتوجات الحيوانية، مجلة الشريعة و الدراسات الإسلامية، الكويت العدد (43) ديسمبر 2000م.
ضوابط التداوي بالرقى و التمائم في الفقه الإسلامي، مجلة الشريعة و الدراسات الإسلامية بجامعة الكويت. العدد (47) ديسمبر، 2001م.
أحكام الأسرى في الفقه الإسلامي، مجلس النشر العلمي، الكويت (أجيز للنشر).
حجية الحكم التحكيمي في الفقه الإسلامي (معروض للنشر)
السحب على المكشوف و الأحكام المتعلقة به في الفقه الإسلامي (معروض للنشر).
الكتب المطبوعة:
أحكام الخراج في الفقه الإسلامي، طبع في ألما نيا، نشر دار الرقم بالكويت 1986م.
زكاة حلي الذهب و الفضة والمجوهرات، مكتبة الفلاح، الكويت، 1986م.
بيت المقدس وما حوله، خصائصه العامة وأحكامه الفقهية، مكتبة الفلاح الكويت، صدرت منه طبعتان: الأولى في سنة 1987م، و الثانية في 1989م.
أحكام جراحة التجميل في الفقه الإسلامي، مكتبة الفلاح، الكويت، 1989م.
حكم الصلح مع اليهود، مؤسسة الرياضي للطباعة، الكويت، 1983م.
صراعنا مع اليهود في ضوء السياسة الشرعية. مكتبة الفلاح، الكويت، 1987م.
مخاطر الوجود اليهودي على الأمة الإسلامية. صدرت منه طبعتان: مكتبة المنار الإسلامية،الكويت، 1990م. - دار النفائس،الأردن، 1993م.
المعاملات المالية المعاصرة في الفقه الإسلامي. دار النفائس،الأردن، 1996م. وهو كتاب مقرر في الجامعة الأردنية، كلية الشريعة وجامعة قطر، كلية الشريعة وغيرهما.
تكوين الملكة الفقهية، سلسلة كتاب الأمة، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية دولة قطر، رقم (72)، رجب 1420هـ/أكتوبر 1999م.
القواعد الكلية و الضوابط الفقهية في الشريعة الإسلامية، دار الفرقان، الأردن، عمان/ ط1/ 2000م.
الإمام يوسف بن عبد الهادي الحنبلي و أثره في الفقه الإسلامي، دار الفرقان، الأردن، عمان / ط1/ 2001م.
الشيخ علي الخفيف، الفقيه المجدد وآراؤه في المعاملات المالية المعاصرة، دار القلم، دمشق، ط1، 2002م.
المساهمة في كتاب أو موسوعة علمية:
المساهمة في الموسوعة الفقهية التي تشرف عليها وزارة الأوقاف الكويتية بكتابة المصطلحات التالية: جزية، خراج، عشر، كفاية.
المساهمة في موسوعة الكويت العلمية للأطفال التي تشرف عليها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بكتابة المصطلحات التالية: إحرام، اعتكاف.
المساهمة في كتاب مسائل في الفقه المقارن الذي يدرس في الجامعة الأردنية، كلية الشريعة وغيرها. نشر في الأردن، دار النفائس، 1996م.
المساهمة في إعداد مقررات جامعة القدس المفتوحة بكتابة المقررات التالية: * مادة: فقه العبادات (1) الصيام. * مادة: فقه العبادات (2) الزكاة. * مادة: فقه المعاملات (1) السلم، الاستصناع، الرهن، الوكالة. * مادة: فقه المعاملات (2) الشركة، والمزارعة و المساقاة، وإحياء الموات.
المساهمة في إعداد كتب مناهج وزارة التربية والتعليم في الأردن: * الفقه وأصوله للصف الأول الثانوي الشرعي، الزكاة. * دليل المعلم لكتاب الفقه وأصوله للصف الأول الثانوي الشرعي. * العلوم الإسلامية للصف الثاني الثانوي الأدبي، علم الفقه الإسلامي. * دليل المعلم لكتاب العلوم الإسلامية للصف الثاني الثانوي الأدبي.
المساهمة في إعداد كتاب: (قضايا طبية معاصرة في ضوء الشريعة الإسلامية) الذي نشرته جمعية العلوم الطبية الإسلامية المنبثقة عن نقابة الأطباء، المجلد الأول و المجلد الثاني.
المساهمة في كتاب: (بحوث فقهية في قضايا اقتصادية معاصرة) دار النفائس، الأردن،1998م.
المساهمة في كتاب: (حقوق الإنسان، محور مقاصد الشريعة) سلسة كتاب الأمة عدد، (87) محرم 1423هـ/مارس/2002م.
مقالات في مجلات و صحف:
حكم مصافحة المرأة الأجنبية، صحيفة اللواء الأسبوعية، الأردن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(158/500)
موقف الإسلام من الأمراض الوراثية، مجلة الحكمة، بريطانيا، ليدز.
ضوابط الاقتراض في الشريعة الإسلامية، صحيفة الوطن، الدوحة.
الندوات و المؤتمرات العلمية:
مؤتمر الزكاة الأول، بيت الزكاة، الكويت، 30/ 4/1984م.
ندوة بداية الحياة الإنسانية و نهايتها في المفهوم الإسلامي، المنظمة الإسلامية الطبية، الكويت، 15/ 1/1985م.
ندوة الرؤية الإسلامية لبعض الممارسات الطبية، المنظمة الإسلامية الطبية، الكويت، 18/ 4/1987م.
الندوة الأولى لقضايا الزكاة المعاصرة، الهيئة الشرعية العالمية للزكاة، القاهرة، 25/ 10/1988م.
الندوة العلمية الخامسة لمجمع الفقه الإسلامي، الكويت، 10/ 12/1988م.
ندوة الأهلية و المواقيت و التقنيات الفلكية، النادي العلمي ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، الكويت, 27/ 2/1989م.
ندوة الزكاة: واقع وطموحات، المركز الثقافي الإسلامي، إربد، الأردن، 21/ 3/1989م.
الندوة الثانية لقضايا الزكاة المعاصرة، الهيئة الشرعية العالمية، الكويت، 14/ 6/1989م.
المؤتمر الأول، شهادات الاستثمار، جمعية إحياء التراث الإسلامي، الكويت،18/ 10/1989م.
ندوة الإسلام والمشكلات الطبية المعاصرة، المنظمة الإسلامية الطبية، الكويت 24/ 10/1989م
الندوة الفقهية الثانية لبيت التمويل الكويتي، الكويت، 28/ 5/1990م.
الندوة الثالثة لقضايا الزكاة المعاصرة، الهيئة الشرعية العالمية للزكاة، الكويت 2/ 12/1992م.
الندوة الاقتصادية، اللجنة الاستشارية العليا للعمل على تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، الكويت، 6/ 2/1993م.
الندوة الفقهية الثالثة لبيت التمويل الكويتي، الكويت، 27/ 4/1993م.
الندوة الرابعة لقضايا الزكاة المعاصرة، الهيئة الشرعية العالمية، البحرين، 29/ 3/1994م.
مؤتمر المستجدات الفقهية لمعاملات البنوك الإسلامية، المركز الثقافي الإسلامي، كلية الشريعة، الأردن، 2/ 5/1994م.
الندوة الخامسة لقضايا الزكاة المعاصرة، بيروت، 18/ 4/1995م.
الندوة السادسة لقضايا الزكاة المعاصرة، الشارقة، 2/ 4/1996م.
الندوة السابعة لقضايا الزكاة المعاصرة، الكويت، 29/ 4/1997م.
ندوة" الاستنساخ" المستشفى الإسلامي، الأردن، 1998م.
مؤتمر المستجدات الفقهية، استحالة النجاسات و أثرها في حل الأشياء وطهارتها، جامعة الزرقاء الأهلية، الأردن، 1998م.
الندوة التاسعة لقضايا الزكاة المعاصرة، الأردن، 26/ 4/1999م.
مؤتمر تدريس علوم الفقه، جامعة الزرقاء الأهلية، الأردن، 1999م.
مؤتمر دور المؤسسات المصرفية الإسلامية في الاستثمار و التنمية، جامعة الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، 7/ 5/2002م.
الرسائل التي أشرف عليها:
أحكام التجميل في الفقه الإسلامي، الجامعة الأردنية، كلية الشريعة، رسالة ماجستير.
الحقوق المالية للمرأة في الفقه الإسلامي و قوانين الأحوال الشخصية، رسالة ماجستير.
الأحكام السياسية للأقليات المسلمة في الفقه الإسلامي، الجامعة الأردنية، كلية الشريعة،1995، رسالة ماجستير.
مسئولية الطبيب الجنائية في الشريعة الإسلامية، الجامعة الأردنية، كلية الشريعة، 1995م، رسالة ماجستير.
عقد التأمين في الشريعة الإسلامية، الجامعة الأردنية، كلية الشريعة، 1995 م، رسالة ماجستير.
حكم إخراج القيمة في الواجبات المالية العينية في الشريعة الإسلامية، الجامعة الأردنية، كلية الشريعة، 1996، رسالة ماجستير.
أثر الفسق في الأحكام الفقهية الشرعية، الجامعة الأردنية، كلية الشريعة، 1996م، رسالة ماجستير.
بيع الوفاء في الفقه الإسلامي، الجامعة الأردنية، كلية الشريعة، رسالة دكتوراه.
منهج الإسلام في مكافحة الجريمة، الجامعة الأردنية، كلية الشريعة، رسالة دكتوراه.
مقاصد الشريعة عند ابن تيمية، الجامعة الأردنية، كلية الشريعة، رسالة دكتوراه.
الإضافة في العقود (دراسة مقارنة)، الجامعة الأردنية، كلية الشريعة، رسالة ماجستير.
المقاصة في الفقه الإسلامي وتطبيقاتها المعاصرة، الجامعة الأردنية، كلية الشريعة، رسالة ماجستير.
السياسة الشرعية في الحكم و الاقتصاد عند ابن خلدون، الجامعة الأردنية، كلية الشريعة، رسالة دكتوراه.
قول الصحابي وأثره في الفقه الإسلامي جامعة بيروت الإسلامية، رسالة دكتوراه.
المواد التي تم تدريسها خلال العمل الجامعي:
الوصية و الوقف، لطلبة الحقوق بجامعة الكويت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/1)
الميراث، لطلبة الحقوق بجامعة الكويت.
الأحوال الشخصية، لطلبة الحقوق بجامعة الكويت.
الثقافة الإسلامية لطلبة جامعة الملك سعود، و جامعة الكويت، وجامعة قطر.
الموارد المالية في الإسلام لطلبة كلية الشريعة بجامعة الكويت.
تفسير آيات الأحكام لطلبة كلية الشريعة بجامعة الكويت.
شرح أحاديث الأحكام لطلبة كلية الشريعة بجامعة الكويت.
القضاء و الدعوى و الإثبات لطلبة الشريعة بجامعة الكويت.
شرح أحاديث الأحكام لطلبة الدراسات العليا بجامعة الملك سعود.
دراسات فقهية مقارنة لطلبة الدراسات العليا بجامعة الملك سعود.
نظام الإسلام لطلبة الجامعة الأردنية.
فقه العبادات لطلبة الشريعة بالجامعة الأردنية.
فقه المعاملات المالية لطلبة الشريعة بالجامعة الأردنية.
الفقه المقارن لطلبة الشريعة بالجامعة الأردنية.
المعاملات المالية المعاصرة لطلبة الشريعة بالجامعة الأردنية.
القواعد الفقهية لطلبة الشريعة بالجامعة الأردنية.
الأحوال الشخصية لطلبة الدراسات العليا، الجامعة الأردنية.
النظام المالي في الإسلام لطلبة الدراسات العليا، الجامعة الأردنية.
صكوك و توثيقات لطلبة الدراسات العليا، الجامعة الأردنية.
دراسات فقهية مقارنة لطلبة الدراسات العليا، الدكتوراه، الجامعة الأردنية.
علم أصول الفقه لطلبة الجامعة الأردنية.
طرق الإثبات لطلبة الدراسات العليا الجامعة الأردنية.
الشركة في الفقه الإسلامي لطلبة الدراسات العليا، الدكتوراه، الجامعة الأردنية.
منهج البحث في الفقه و الأصول لطلبة الدراسات العليا الجامعة الأردنية.
المعاملات المالية في الفقه الإسلامي لطلبة الدراسات العليا الجامعة الأردنية.
مقدمة في المال و الملكية و العقد، لطلبة الشريعة بجامعة قطر.
البيوع لطلبة الشريعة بجامعة قطر.
عقود المنافع والعمل لطلبة الشريعة بجامعة قطر.
الحوالة و الكفالة لطلبة الشريعة بجامعة قطر.
قضايا فقهية معاصرة لطلبة الشريعة بجامعة قطر.
فقه الأسرة"الزواج" لطلبة الشريعة بجامعة قطر.
فرق النكاح لطلبة الشريعة بجامعة قطر.
مهمات استشارية:
تعديل صيغ بعض العقود التي تجريها المصارف الإسلامية: كصيغة المرابحة للآمر بالشراء، و المشاركة المتناقصة، و السلم و الاستصناع وغير ذلك.
تعديل صيغ المشاركة المتناقصة في مجال الإسكان لدى بعض المؤسسات و الشركات مثل: مؤسسات الإسكان و النقابات المهنية.
تعديل صيغ التأمين التي تجريها شركات التأمين الإسلامية.
تعديل صيغ الاستثمار في السوق المالي وبخاصة الاستثمار في بيع العملات المالية و المعادن الثمينة وشرائها.
تعديل دليل الإرشادات لمحاسبة زكاة الشركات الصادرة عن بيت الزكاة، الكويت.
تنسيق برامج ودورات تدريبية للعاملين في البنوك مما تقوم به المؤسسات المصرفية.
ـ[العوضي]ــــــــ[14 - 03 - 08, 09:45 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ... وحقيقة الدكتور / محمد عثمان شبير ومجموعة أخرى تخصصت في المعاملات المالية المعاصرة
ـ[ايمن العدلي]ــــــــ[14 - 03 - 08, 04:26 م]ـ
بارك الله فيك، ولكن الدكتور فلسطيني وليس اردني، وان اردت الجنسية اردني فهذا لا يعفيك من ذكر فلسطينيته، ومدينة خان يونس من مدن غزة بفلسطين وعائلة شبير هي فلسطينية ..
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[15 - 03 - 08, 02:13 ص]ـ
وفيكم بارك الله , الترجمة موجودة بحذافيرها في موقع عائلة شبير حفظك الله يالعدلي ....
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[28 - 03 - 08, 02:16 م]ـ
وله كذلك:
كتاب / محمد أبوزهرة , من نشر دار القلم بسوريا.
وذكر في مقدمة كتابه هذا أنه جمع مادة علمية للكتابة عن الشيخ عبدالوهاب خلاف , لما له من دور بارز في تجديد الفقه الإسلامي , وطلب منه صاحب دار القلم تأجيل الكتابة عن خلاف إلى مابعد الكتابة عن أبي زهرة.(159/2)
شيخ العلماء وبليغ الأدباء بكر أبو زيد، للشيخ ذياب الغامدي
ـ[أبو المعتز القرشي]ــــــــ[14 - 03 - 08, 07:10 م]ـ
شَيْخُ العُلَماءِ وبَلِيْغُ الأُدَبَاءِ
بَكْرٌ أبو زَيْدٍ
«ابنُ القَيِّمِ الصَّغِيْرُ»
رَحِمَهُ الله
المَولُوْدُ (1365) المُتَوَفَّى (27/ 1/1429)
شَهْرَانِ وأرْبَعَةٌ وسِتِّونَ عَامًا
تَألِيْفُ
الحَمْدُ لله الكَرِيْمِ الهَادِي، مُنْطِقِ البُلَغَاءِ باللُّغَى والأيَادِي، ومُجْرِي ألْسُنَ اللُّسُنِ في الحَضَرِ والبَوَادِي، وبَاعِثِ النَّبِيِّ الأمِّيِّ الهَادِي، أفْصَحَ مَنْ نَطَقَ بالضَّادِ دُوْنَ ضَوَادِي، وخَيْرَ مَنْ حَضَرَ النَّوَادِي، صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وعَلى آلِهِ وزَوْجَاتِهِ نُجُوْمِ الدَّآدِي، وعلى أصْحَابِهِ اللُّيُوْثِ العَوَادِي، ومَنْ تَبِعَهُم بإحْسَانٍ إلى يَوْمِ التَّنَادِي.
وبَعْدُ: فَهَذِهِ تَعْزِيَةٌ هَاجِمَةٌ، ومَخْبَرَةٌ وَاجِمَةٌ، ألْقَتْ بعَصَاهَا، وخَذَفَتْ بحَصَاهَا؛ حِيْنَ جَاءَ نَعِيُ شَيْخِ العُلَماءِ، بَلْهَ بَلِيْغِ الأدَبَاءِ، العَالمِ الكَامِلِ، والأدِيْبِ الفَاضِلِ، بكْرٍ أبو زَيْدٍ، فَعِنْدَهَا اضْطَرَبَ قَلَمِي في سُقُوْطٍ، وكَادَ يأخُذُني اليَأسُ والقُنُوْطُ، لَوْلا رَحَماتٌ أتَذَاكَرُهَا، وتَرْجِيْعَاتٌ أتَرَادَدُهَا، فرَحِمَكَ الله أبَا عَبْدِ الله، وإنَّا لله وإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُوْنَ!
? وقَدْ قِيْلَ:
تَنَكَّرَ لي دَهْرِي ولَمْ يَدْرِي أنَّنِي أعِزُّ وأحْدَاثُ الزَّمَانِ تَهُوْنُ
وبَاتَ يُرِيْنِي الخَطْبَ كَيْفَ اعْتِدَاؤُهُ وبِتُّ أُرِيْهِ الصَّبْرَ كَيْفَ يَكُوْنُ
* * *
فَهُنَا؛ غَلَبَتْنِي المَغَالِبُ، ورَزَأتْنِي الرَّزَايَا، وهَمْهَمَتِ النَّفْسُ بالصُّعَدَاءِ، وأبْدَتِ العَيْنَ البُكَاءَ، وحَشْرَجَ الصَّدْرُ بالآهَاتِ والنِّدَاءِ، يَوْمَ جَاءَ الخَبَرُ يَجُرُّ النَّفْيْرَ، ويُهَيِّجُ الزَّفِيْرَ!
ومَا أحْسَنَ مَا قَالَهُ أبو الحَسَنِ البَرْمَكِيُّ:
رَحَلْتُمْ فَكَمْ مِنْ أنَّةٍ بَعْدَ زَفْرَةٍ مُبَيِّنَةٍ للنَّاسِ شَوْقِي إلَيْكُمُ
وقَدْ كُنْتُ أعْتَقْتُ الجُفُوْنَ مِنَ البُكَا فَقَدْ رَدَّهَا في الرِّقِّ حُزْني عَلَيْكُمُ
* * *
ومِنْ ضُرُوْبِ الأسَفِ؛ أنِّي بَيْنَا أنَا آخِذٌ بلِجَامِ القَلَمِ رَاكِضًا في نَمْنَمَةِ ومُرَاجَعَةِ كِتَابي «ظَاهِرَةِ الفِكْرِ التَّربَوِيِّ» تَبْيِيْضًا وتَرْوِيْضًا إذْ طَنَّتْ نَائِحَةُ اللُّغَةِ عَزَاءً في فَقِيْدِهَا وعَمِيْدِهَا الشَّيْخِ بَكْرٍ أبو زَيْدٍ رَحِمَهُ الله، فَجَمَحَ القَلَمُ بيَدِي، وهَزَّ عَضُدِي، وأذْرَفَ هُنَا دَمْعَةً مِهْرَاقَةً في رِثَاءِ شَيْخِي وشَيْخِهِ:
فَيَا أيُّها اليَلْمَعُ العَرُوْفُ، والمَعْمَعُ اليَهْفُوْفُ: لَقَدْ مَاتَ بَلِيْغُ نَجْدٍ وأدِيْبُهَا، حَارِسُ حِيَاضِ العَقِيْدَةِ ورِيَاضِهَا، المُتَفَرِّعُ عَنِ اللَّغَةِ بأفْنَانٍ وفُنُوْنٍ، وعَنْ دَوْحَاتِهَا بخِيْطَانٍ وغُصُوْنٍ، فَلَمْ يَكُنْ يَرْضَى مِنَ الفِقْهِ بالسَّافِيَةِ عَنِ الشَّحْوَاءِ، ولا ممَّنْ اهْتَافَ بِهِ رِيْحُ الشَّقَاءِ!
وبَعْدُ؛ فَهَذِهِ طِلْبَةٌ واسْتِجْدَاءٌ لرُوَّامِ العِلْمِ وطُلاَّبِهِ بَعْدَ وَفَاةِ حَبِيْبِ النَّفْسِ أدِيْبِ الحِسِّ، بكَرٍ أبو زَيْدٍ: مَنْ يَأخُذِ القَلَمَ بحَقِّهِ؟!
* * *
? مَاتَ شَيْخُنَا بَكْرُ بنُ عَبْدِ الله أبُو زَيْدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الله بنِ بَكْرِ بنِ عُثَمانَ بنِ يَحْيَى بنِ غَيْهَبِ بنِ مُحَمَّدٍ القُضَاعِيُّ، مِنْ قَبِيْلَةِ بنِي زَيْدٍ القُضَاعِيَّةِ المَشْهُوْرَةِ في حَاضِرَةِ الوَشْمِ، وعَالِيَةِ نَجْدٍ، وفِيْهَا مَسْقَطُ رَأسِهِ، وذَلِكَ عَامُ ألْفٍ وثَلاثْمائَةٍ وخَمْسٍ وسِتِّيْنَ مِنَ الهِجْرَةِ (1365)، فرَحِمَهُ الله، وجَعَلَ الجَنَّةَ مَأوَاهُ، وطَيَّبَ ذِكْرَهُ ومَثْوَاهُ، آمِيْنَ يَا رَبَّ العَالمِيْنَ!
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/3)
? نَعَمْ؛ مَاتَ مَنْ جُبِلَ على العِلْمِ طَبْعُهُ، وعُمِّرَ بحُبِّ الفَضْلِ رَبْعُهُ، فَظَلَّ للعَقِيْدَةِ حَارِسًا أمِيْنًا، وللُّغَةِ صَاحِبًا قَرِيْنًا، وللآدَابِ سَمِيْرًا خَدِيْنًا، قَدْ عُجِنَتْ بالظَّرَافَةِ طِيْنَتُهُ، وسِيْرَتْ باللَّطَافَةِ سِيْرَتُهُ، كَانَ سَحَابَةَ عِلْمٍ على الطَّالِبِ والوَافِدِ، وعُبَابَ أدَبٍ لا تُكَدِّرُهُ دِلاءُ الصَّادِرِ والوَارِدِ، لَهُ مِنَ الأدَبِ مَآدِبُ تُغَذِّي الأرْوَاحَ، ومِنَ الكَلامِ لَهُ سُلافَةٌ تَهُزُّ الأعْطَافَ المِرَاحَ.
? وقَالَ بَعْضُهُم:
أرَى العِلْمَ نُوْرًا والتَّأدُّبَ حِلْيَةً فَخُذْ مِنْهُما في رَغْبَةٍ بنَصِيْبِ
ولَيْسَ يَتِمُّ العِلْمُ في النَّاسِ للْفَتَى إذَا لم يَكُنْ في عِلْمِهِ بأدِيْبِ
? وقَالَ آخَرُ:
مَنْ كَانَ مُفْتَخِرًا بالمَالِ والنَّسَبِ فإنَّمَا فَخْرُنَا بالعِلْمِ والأدَبِ
لا خَيْرَ في رَجُلٍ حُرٍّ بِلا أدَبٍ لا، لا، وإنْ كَانَ مَنْسُوْبًا إلى العَرَبِ
* * *
? فسَقَى الله؛ تِلْكَ الأيَّامَ الخَالِيَةَ، وتِيْكَ المَجَالِسَ الرَّاوِيَةَ، يَوْمَ كَانَتْ وكُنَّا مَعَ شَيْخِنَا في إفَادَةٍ، ومَعَ عُلْمِهِ وآدَابِهِ في زِيَادَةٍ، ومَعَ حِلْمِهِ ومَآدِبِهِ في وِفَادَةٍ، فَكَانَتْ مَجَالِسُهُ لألْفَاظِ المَسَرَّاتِ كالمَعَاني، ولنُكَاتِ العِلْمِ كالمَبَاني، فِيْهَا أثْمارُ أطَايِبِ الأمَاني، مِنْ أشْجَارِ وِصَالِ الغَوَاني، فرَحِمَكَ الله أبَا عَبْدِ الله!
بكرٌ أبو زَيْدٍ، ومَا أدْرَاكَ مَا بَكْرٌ؟ خَيْرُ قَوْلُهُ، وطَيِّبٌ فِعْلُهُ، رَافِعُ ألْوِيَةِ الفَصَاحَةِ والبَيَانِ، ومَالِكُ رِقَابِ البَلاغَةِ والتِّبْيَانِ، ونَاشِرُ أرْدِيَةِ العِلْمِ والتَّألِيْفِ، وعَامِرُ أبْنِيَةِ الأدَبِ والتَّصْنِيْفِ:
للهِ دَرُّ إمَامٍ كُلُّهُ أدَبُ بفَضْلِهِ يَتَحَلَّى العُجْمُ والعَرَبُ
* * *
? الله يَعْلَمُ أنِّي وإنْ شَطَّ بِنَا المَزَارُ، ونَأتْ عَنَّا الدِّيَارُ، لا أنْسَاهُ ولا أُقْلِيْهِ، بَلْ حُبُّهُ تَخَلَّلَ الشِّغَافَ والسُّوَيْدَاءَ، وبِرُّهُ تَدَثَّرَ بالذِّكْرِ والدُّعَاءِ، فَلَهُ عَليَّ أفَاضِلُ الأفْنَانِ، ومَحَاسِنُ التَّصَانِيْفِ والبَيَانِ.
وكَيْفَ أُعْذَلُ في ثَنَائِهِ، أمْ كَيْفَ أُعَاتَبُ في دُعَائِهِ؟ وهُوَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ ()، قَدْ شَرَحُوا للآدَابِ صَدْرِي، وأجْرُوا بالبَلاغَةِ قَلَمِي وفِكْرِي، وسَقَوْني كُؤُوْسَ العِلْمِ وأحْشَائِي صَادِيَةٌ، وكَسَوْني حُلَلَ الفَضْلِ وعَوْرَاتي بَادِيَةٌ، فَلَهُم مِنِّي العُتْبَى في الدُّعَاءِ، وإلَيْهِم العُقْبَى في الدِّلاءِ!
* * *
? لَقَدْ دَانَ للشَّيْخِ في العَقِيْدَةِ والفِقْهِ واللُّغَةِ كُلُّ دَانٍ وقَاصِي، واعْتَرفَ بفَضْلِهِ المُوَافِقُ والمُخَالِفُ، على رُغْمِ أنُوْفِ الجَلاَّدِيْنَ، وإكْفَارِ المُتَعَالمِيْنَ.
فَلَهُ الذِّكْرُ والصِّيْتُ في المَجَالِسِ والمَحَافِلِ، ولَهُ الحُظْوَةُ والهَيْبَةُ بَيْنَ الأكَابِرِ والأمَاثِلِ، فَفِي حَيَاتِهِ أحَاطَتْ بِهِ التَّقَارِيْظُ والإطْرَاءُ، وبَعْدَ مَوْتِهِ اهْتَجَّتْ بِهِ المَدَائِحُ والثَّنَاءُ.
فَلا تَسْتَبْعِدْ مَا هُنَا فالشَّيْخُ قَدِ انْتَشَرتْ للعَالمِيْنَ لطَائِفُ حِلْمِهِ وعِلْمِهِ، وظَهَرَتْ للمُتَعَلِّمِيْنَ طَرَائِفُ آدَابِهِ وشِيَمِهِ، فَقَدْ أخَذَ بنَاصِيَةِ اللُّغَةِ يَقُوْدُهَا في ارْتِجَالٍ، وأمْسَكَ بأعْنَاقِ البَلاغَةِ يَسُوْدُهَا في جَمَالٍ.
* * *
? كَانَ رَحِمَهُ الله إمَامًا هُمَامًا بِلا مُدَافَعٍ، وفَاضِلاً مُنَاضِلاً بِلا مُنَازَعٍ، سَلِيْمَ العَقِيْدَةِ والمَنْهَجِ، نَقِيَّ المَدْخَلِ والمَخْرَجِ، حَسَنَ السِّيْرَةِ، مُحْسِنَ السَّرِيْرَةِ، صَافيَ المَشْرَبِ، طَيِّبَ المَطْلَبِ، عَلَيْهِ طَلاوَةٌ، وفِيْهِ حَلاوَةٌ، تَعْرِفُ مِنْهُ ولا تُنْكِرُ، وَاضِحُ العِبَارَةِ، سَانِحُ الإشَارَةِ، مَنْهُوْمُ عِلْمٍ وأذْكَارٍ، مَقْرُوْمُ تَألِيْفٍ وأسْطَارٍ، رُحْلَةٌ رَحَّالَةٌ خَفِيْفٌ، مُحَقِّقٌ مُدَقِّقٌ ظَرِيْفٌ، غَايَةٌ في التَّحْرِيْرِ، نِهَايَةٌ في التَّقْرِيْرِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/4)
هَكَذَا مَنْ خَالَطَهُ وعَرَفَهُ يَنْسُبُنِي إلى التَّقْصِيْرِ في وَصْفِهِ، ومَنْ جَهِلَهُ وغَالَطَهُ يَنْسُبُنِي إلى التَّغَالي فِيْهِ، مَعَ أنَّني لا ادَّعِي عِصْمَتَهُ، ولا أقُوْلُ بإجْمَاعِ كِلْمَتِهِ، بَلْ هُوَ بَشَرٌ مِنَ البَشَرِ، لَهُ وعَلَيْهِ، ويُؤخَذُ مِنْهُ ويُرَدُّ عَلَيْهِ، والله حَسِيْبُهُ، ولا نُزَكِّي على الله أحَدًا!
* * *
? لاجَرَمَ؛ فَقَدْ تَوَاقَفَتْ عِنْدَهُ التَّألِيْفُ، و تَثَاقَفَتْ مِنْهُ التَّصَانِيْفُ، بَارِعُ السَّبْكِ، رَافِعُ الشَّكِّ، لَهُ تَنْقَادُ البَلاغَةُ إرْسَالا، ومِنْهُ تَأتي الفَصَاحَةُ إسْلَالاً، لَيْسَ عَنْهُ أئِمَّةُ اللُّغَةِ والبَلاغَةِ ببَعِيْدٍ، ولا سَحْبَانُ والجَاحِظُ بفَرِيْدٍ، ولا الرَّافِعِيُّ وشَاكِرٌ بشَرِيْدٍ، قَدْ اكْتَسَى مِنَ الكِسَائِي بكِسَاءٍ، وتَدَثَّرَ مِنَ الفَرَّاءِ بفِرَاءٍ، وانْتَهَلَ مِنَ مَعَيْنِ النُّحَاةِ بدِلاءٍ، وارْتَوَى مِنْ كَأسِ البُلَغَاءِ بصَفَاءٍ.
ولَوْلا التَّطَاوُلُ والتِّقْوَالُ، لَقُلْتُ: كَادَ أنْ يَقِفَ فَلَكُ اللُّغَةِ بَعْدَ بَكْرٍ، لَكِنْ لم تَزَلْ بَقِيَّةٌ في تمِيْمٍ وبَكْرٍ، ومَا زَالَ في بِلادِ الرَّافِدَيْنِ وأرْضِ الكِنَانَةِ مِنْ ذِكْرٍ!
نَعَمْ؛ فإنَّ اللُّغَةَ لم تَزَلْ أبِيَّةً قَوِيَّةً، سَلِيْمَةً سَوِيَّةً، فلِرِجَالهَا قُدْمَةٌ وحَمِيَّةٌ، فَهُمْ حُمَاةٌ لهَا يَقَظَةٌ، وحُرَّاسٌ عِنْدَهَا بُلَغَةٌ، لِذَا فأنْسَابُها بالأمْوَاتِ مُتَأصِّلٌ، وسُلالَتُهَا بالأحْيَاءِ مُتَّصِلٌ!
? وقَدْ قِيْلَ في مِثْلِهِ:
وإذَا نَمْنَمَتْ بَنَانُكَ خَطًّا مُعْرِبًا عَنْ إصَابَةٍ وسَدَادِ
عَجِبَ النَّاسُ مِنْ بَيَاضِ مَعَانٍ يُجْتَنَى مِنْ سَوَادِ ذَاكَ المِدَادِ
* * *
? دَعَتْهُ هِمَّتُهُ، ودَفَعَتْهُ نَهْمَتُهُ فَجَابَ البِلادَ بَحْثًا ومُبَاحَثَةً، وسَائِلاً نَائِلاً، فَطَافَ بَعْضَ البِلادِ، وطَوَّفَ في المُؤتَمرَاتِ والتِّلادِ، فالْتَقَى بأفَاضِلِ العُلَماءِ، وأمَاثِلِ الأدَبَاءِ، وأخَذَ مِنْهُم وأعْطَى، وأفَادَ مِنْهُم وأبْدَى، فَكَانَ طَالِبًا مَطْلُوْبًا، وعَالمًا أدِيْبًا!
فَأصْبَحَ بَيْنَهُم ثِقَةً مَوْثُوْقًا، وأضْحَى عِنْدَهُم بأرْفَعِ طَرَفٍ مَرْمُوْقًا، وأمْسَى لَدَيْهِم مِنْ رَوِيِّ الكَأسِ مَصْبُوْحًا مَغْبُوْقًا، فَقَدْ هَدَاهُ الله لأرْشَدِ الطُّرُقِ المُسْتَقِيْمَةِ، وأرَاهُ أقْوَمَ السُّبُلِ القَوِيْمَةِ، فاسْتَمْسَكَ بعُرْوَةٍ مِنَ الدِّيْنِ وَثِيْقَةٍ، وثَبَتَ مِنَ الاسْتِقَامَةِ على بَصِيْرَةٍ وحَقِيْقَةٍ، والله يَهْدِي لفَضْلِهِ مَنْ يَشَاءُ، ومِنَ الله العَوْنُ والسَّدَادُ!
لعَمْرُ أبِيْكَ مَا نَسِبَ المُعَلَّى إلى كَرِيْمٍ وفي الدُّنْيَا كَرِيْمُ
ولكِنَّ البِلادَ إذَا اقْشَعَرَّت وَصَوَّحَ نَبْتُهَا رُعِيَ الهَشِيْمُ
* * *
? وممَّا يَدُلُّ على إنَاخَةِ كَلْكَلِ الزَّمَانِ بَعْدَ النَّبَاهَةِ عَلَيْهِ، وصَرْفِ صُرُوْفِهِ بَعْدَ البَلاغَةِ إلَيْهِ، مَا كَتَبَهُ وحَرَّرَهُ في مَجامِيْعِ كُتُبِهِ، ومَضَامِيْنِ رَسَائِلِهِ، ومُخْتَارَاتِ مَشَارِيْعِهِ، ومُجَوَّدَاتِ أطَارِيْحِهِ، وأفْنَانِ مَوَاضِيْعِهِ، فَدُوْنَكَ مَا سَطَّرَهُ وأمْلاهُ، ومَا اخْتَارَهُ وجَنَاهُ، ففِيْهَا كِفَايَةٌ ومَقْنَعٌ، لكُلِّ طَالِبٍ ومُصْقَعٍ، وشَارِبٍ ومُكْرَعٍ!
فَإذَا كَانَ غَيْرُهُ يَكْتُبُ كَما يُرَادُ، فَشَيْخُنَا يَكْتُبُ كَما يُرِيْدُ، وبَيْنَ الحَالَيْنِ بَوْنٌ بَعِيْدٌ، وكَيْفَ جَرَى الأمْرُ ففَرْقٌ بَيْنَ الرَّائِدِ والمُرِيْدِ، ولَهُ التَّصَانِيْفُ السَّائِرَةُ، والتَّآلِيْفُ الرَّائِدَةُ، قَضَى بحُسْنِهَا وتَحْسِيْنِهَا أهْلُ الشَّرْقِ والغَرْبِ، وحَكَمَ ببَيَانِهَا وتَبْيِيْنِهَا أهْلُ العِلْمِ والأدَبِ.
فَكَانَ مِنْهَا مَا يَأخُذُ بلُبِّ الحَازِمِ اللَّبِيْبِ، ومِنْهَا مَا يَمْلِكُ لُبَابَ كُلِّ أدِيْبٍ، وبَيْنَهَا مَا يَقْمَعُ المُتَعَالمَ والمَجَاهِيْلَ، ومِنْهَا مَا يَرْفَعُ الظُّلْمَ عَنِ المَرْأةِ والأرَاجِيْلِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/5)
إذَا ثَنَى قَلَمَهُ في بَحْثِ مَسْألَةٍ فحَدِّثْ ولا حَرَجَ، وإذَا اسْتَرْسَلَ في مَوْضُوْعٍ لا يَكَادُ عَنْهُ يَخْرُجُ، مَعَ فَصَاحَةِ لِسَانٍ، وبَلاغَةِ تِبْيَانٍ، لَهُ اليَدُ الطُّوْلى في حُسْنِ التَّصْنِيْفِ، وسَبْكِ العِبَارَةِ والتَّحْذِيْفِ، وبَرَاعَةِ التَّرتِيْبِ والتَّقْسِيْمِ، وجَوْدَةِ التَّحَرِّي والتَّقْوِيْمِ.
* * *
? شَيْخُ العُلُوْمِ الدِّيْنِيَّةِ، وابنُ بَجْدَةِ الأحَادِيْثِ النَّبَوِيَّةِ، وقَاضِي الأحْكَامِ الفِقْهِيَّةِ، وخِرِّيْتُ المَسَائِلِ النَّازِلَةِ العَصْرِيَّةِ، فإلَيْهِ الغَايَةُ، وعِنْدَهُ النِّهَايَةُ، بَحْرٌ زَاخِرٌ بالنَّقْلِيَّاتِ، وحَبْرٌ مَتَلَفِّعٌ بالعَقْلِيَّاتِ، نَسِيْجُ وَحْدِهِ، وفَرِيْدُ عَصْرِهِ، تَقْصُرُ العِبَارَةُ عَنْ ذِكْرِ صِفَاتِهِ على التَّفْصِيْلِ، وتَعْجَزُ الإشَارَةُ عَنْ إحَاطَةِ شَمائِلِهِ على وَجْهِ التَّكْمِيْلِ، ولَوْ شُرِعَ في تَفَاصِيْلِهَا لأوْقِرَ مِنْهَا الأحْمَالُ، ولثَقُلَتْ بِها أقْتَابُ الجِمالِ.
مَا زَالَ يَسْبِقُ حَتَّى قَالَ حَاسِدُهُ لَهُ طَرِيْقٌ إلى العَلْيَاءِ مُخْتَصَرُ
* * *
? بَلْ كَانَ رَحِمَهُ الله رَجُلاً قوَّالاً بالحَقِّ، أمَّارًا بالمَعْرُوْفِ نهَّاءً عَنِ المُنْكَرِ، تَبَّاعًا للسُّنَنِ وأقْوَالِ الصَّحَابَةِ، قَفَّاءً لآثَارِ السَّلَفِ أوْلي الإنَابَةِ، يَتَوَقَّدُ ذَكَاءً، ويَتَلألأ زَكَاءً، إمَامٌ في الكِتَابِ والسُّنَّةِ، وهُمَامٌ لا يَمِيْلُ إلى حَلاوَةٍ مِنَ المِنَّةِ.
نَعَم؛ هُوَ شَيْخُنا الإمَامُ الرَّبَّانيُّ، والسَّيْفُ اليَمانيُّ، المَسْلُوْلُ على المُتَعَالمِيْنَ والمُخَالِفِيْنَ، والشَّوْكَةُ الشَّجِيَّةُ في حُلُوْقِ أهْلِ الأهْوَاءِ المُبْتَدِعِيْنَ، قُدْوَةُ الخَلَفِ، وبَقِيَّةُ السَّلَفِ، رَجُلٌ ذَكِيْرٌ، وفَحْلٌ كَبِيْرٌ، ثَقْفٌ لَقْفٌ رَامٍ رَاوٍ، وَرِعٌ في تَصَوُّنٍ وزَهَادَةٍ، مُقْتَصِدٌ في الدُّنْيَا والقِيَادَةِ، لا يَكْتَرِثُ بنَضْرَتِها وبِهْجَةِ نَضَارِهَا، ولا يَلْتَفِتُ إلى دِرْهَمِهَا ودِيْنَارِهَا، طَنَّتْ بذِكْرِهِ الأمْصَارُ، وضَنَّتْ بمِثْلِهِ الأعْصَارُ!
? أمَّا مَشَايِخُهُ، وإجَازَاتُهُ العِلْمِيَّةُ:
فَقَدْ تَتَلْمَذَ شَيْخُنَا رَحِمَهُ الله على أئِمَّةٍ أعْلامٍ، وعُلَماءٍ كِرَامٍ، فَقَدَ أخَذَ عِلْمَ «المَيْقَاتِ» عَنْ شَيْخِهِ القَاضِي صَالِحِ بنِ مُطْلَقٍ رَحِمَهُ الله (1385)، وقَرَأ عَلَيْهِ خَمسًا وعِشْرِيْنَ مَقَامَةً مِنْ «مَقَامَاتِ الحَرِيْرِي» رَحِمَهُ الله (516)، وكَذَا أخَذَ عَلَيْهِ كِتَابَ البُيُوْعِ مِنْ كِتَابِ «زَادِ المُسْتَقْنِعِ».
وكَذَا أخَذَ عَنْ شَيْخِ الإسْلامِ الحُجَّةِ الرَّبَّانيِّ عَبْدِ العَزِيْزِ بنِ بَازٍ رَحِمَهُ الله (1421)، كِتَابَ الحَجِّ مِنْ «مُنْتَقَى الأخْبَارِ» للمَجْدِ ابنِ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ الله (652)، وكَانَ ذَلِكَ في حَجِّ عَامِ (1385).
وقَدْ لازَمَ الشَّيْخَ العَلاَّمَةَ المُفَسِّرَ الأصُوليَّ العَالمَ الرَّبَّانيَّ فَقِيْهَ المَذَاهِبِ مُحمَّدَ الأمِيْنَ الشِّنْقِيْطِيَّ رَحِمَهُ الله، نَحْوَ عَشَرَ سِنِيْنَ؛ حَتَّى وَفَاتِهِ عَامَ (1393)، فَقَرَأ عَلَيْهِ في تَفْسِيْرِهِ «أضْوَاءَ البَيَانِ»، ورِسَالَتَهُ «آدَابَ البَحْثِ والمُنَاظَرَةِ»، وانْفَرَدَ أيْضًا بأخْذِ عِلْمِ النَّسَبِ عَنْهُ، كَما قَرَأ عَلَيْهِ كِتَابَ «القَصْدِ والأمَمِ»، وأيْضًا بَعْضَ كِتَابِ «الأنْبَاهِ» كِلاهُمَا لابنِ عَبْدِ البَرِّ رَحِمَهُ الله (463)، وكَذَا بَعْضَ الرَّسَائِلِ.
* * *
? ولشَيْخِنَا رَحِمَهُ الله عِنَايَةٌ بالإجَازَاتِ العِلْمِيَّةِ؛ حَيْثُ اسْتَجَازَ بَعْضَ أهْلِ العِلْمِ المَعْنِيِّيْنَ بالإجَائِزِ، حَيْثُ أخَذَ مِنَ الشَّيْخِ سُلَيْمانَ بنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ الحَمْدَانَ النَّجْدِيِّ الحَنْبَليِّ (1397)، ولَدَيْهِ نَحْوَ عِشْرِيْنَ إجَازَةً مِنْ عُلَماءِ الحَرَمَيْنِ والرِّيَاضِ والمَغْرِبِ والشَّامِ والهِنْدِ وإفْرِيقِيَا وغَيْرِهَا، وقَدْ جَمَعَهَا في ثَبَتٍ مُسْتَقِلٍّ، ولم يُطْبَعْ بَعْدُ!
? أعْمَالُهُ ومَنَاصِبُهُ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/6)
فَقَدْ أسْبَغَ الله على شَيْخِنَا رَحِمَهُ الله وَافِرَ نِعَمِهِ، وألْبَسَهُ ثَوْبَ العِلْمِ وقَدَّمَهُ؛ حَيْثُ نَالَ شَيْخُنَا رَحِمَهُ الله شَرَفَ الإمَامَةِ والخَطَابَةِ في المَسْجِدِ النَّبَوِيِّ خَمْسَ سِنِيْنَ مَا بَيْنَ عَامِ (1391) إلى عَامِ (1396)، قَضَاهَا نَوْبَةً مَعَ إخْوَانِهِ أهْلِ العِلْمِ والنَّبَاهَةِ، فَكَانَ خَطِيْبًا مُفَوَّهًا، وإمَامًا مُجَوِّدًا، وكَذَا جَلَسَ للتَّدْرِيْسِ والتَّعْلِيْمِ في المَسْجِدِ النَّبَوِيِّ عَشْرَ سِنِيْنَ مَا بَيْنَ عَامِ (1390) إلى عَامِ (1400).
ومَا زَالَ شَيْخُنَا في دُوْرِ العِلْمِ يُعْطِي ويُعَلِّم؛ حَتَّى عُيِّنَ للقَضَاءِ في المَدِيْنَةِ النَّبَوِيَّةِ ثَلاثَ عَشَرَةَ سَنَةً، مَا بَيْنَ عَامِ (1388) إلى عَامِ (1400)، ثُمَّ عُيِّنَ أيْضًا وَكِيْلاً عَامًا لوَزَارَةِ العَدْلِ فمَكَثَ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً، مَا بَيْنَ عَامِ (1400) إلى عَامِ (1412)!
وفي عَامِ (1412) صَدَرَ أمْرٌ مَلَكِيٌّ بتَعْيِيْنِهِ عُضْوًا في اللَّجْنَةِ الدَّائِمَةِ للبُحُوْثِ العِلْمِيَّةِ والإفْتَاءِ، وهَيْئَةِ كِبَارِ العُلَماءِ.
وفي عَامِ (1405) صَدَرَ أَمْرٌ مَلَكِيٌّ بتَعْيِيْنِهِ مُمثِّلاً للمَمْلَكَةِ العَرَبِيَّةِ السُّعُوْدِيَّةِ في مَجْمَعِ الفِقْهِ الإسْلامِيِّ الدَّوْليِّ المُنْبَثِقِ عَنْ مُنَظَّمَةِ المُؤْتَمرِ الإسْلامِيِّ، وفِيْهَا أيْضًا اخْتِيْرَ رَئِيْسًا للمَجْمَعِ، وكَذَا في عَامِ (1406) عُيِّنَ عُضْوًا في المَجْمَعِ الفِقْهِي برَابِطَةِ العَالمِ الإسْلامِيِّ.
وهَكَذَا كَانَ شَيْخُنَا رَحِمَهُ الله يَتَقَلَّبُ في أنْعُمٍ وَفِيْرَةٍ، ومَنَاقِبَ شَهِيْرَةٍ، فرَحِمَهُ الله وَبَلَّ بالرَّحْمَةِ ثَرَاهُ!
? مِحنِتُهُ العِلْمِيَّةُ:
وبَيْنَا شَيْخُنَا رَحِمَهُ الله في صَوْلاتٍ عِلْمِيَّةٍ، وجَوْلاتٍ أدَبِيَّةٍ، هُنَا وهُنَاكَ إذْ دَبَّتْ إلَيْهِ مَكَائِدُ غَوِيَّةٍ، ودَفَائِنُ مَطْوِيَّةٍ، مِنْ مَجَاهِيْلِ أدْعِيَاءِ السَّلَفِيَّةِ، وتَنَابِيْلِ أغْبِيَاءِ الخَلَفِيَّةِ، ومِنْ وَرَائِهِم مَجَامِيْلُ في المُنَازَعَةِ، ومَخَاتِيْلُ في المُخَادَعَةِ، فَرَدَّ الله كَيْدَ كُلٍّ في نَحْرِهِ، ونَجَّاهُ بلُطْفِ مِنْهُ وتَدْبِيْرٍ، وجَعَلَ أعْدَاءهُ في دَبِيْرٍ، فَلَمْ يُبْقِ لهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ، ومَا جَرَتْ لهُم سَاقِيَةٌ، والله نَاصِرُ أوْلِيَائِهِ، في الحَيَاةِ وبَعْدَ المَمَاتِ!
فَلمَّا أحَسَّ شَيْخُنا بمَكَرَةِ اللَّيْلِ، وتَسَامَعَ بمَهَرَةِ التَّضْلِيْلِ؛ قَامَ رَحِمَهُ الله يَزْأرُ كَأنَّهُ غِظَنْفَرٌ هِزَبْرٌ، مُقْبِلٌ مُدْبِرٌ، كَأنَّهُ جُمْلُوْدُ صَخْرٍ، انْحَطّ مِنْ رَأسِ جَبَلِ وَعْرٍ، ليَقْضِيَ الله أمْرًا كَانَ مَقْدُوْرًا، فعِنْدَهَا أشْهَرَ شَيْخُنَا رَحِمَهُ الله سَيْفَ أقْلامِهِ، وأطْلَقَ الأعِنَّةِ لإقْدَامِهِ، فأخَذَهُم أخْذَةَ أسَفٍ، واقْتَادَهُم إرْسَافًا في كِتَابِهِ العُجَابِ «تَصْنِيْفِ النَّاسِ بَيْنَ الظَّنِّ واليَقِيْنِ»!
فَعِنْدَهَا أصْبَحَ هَذَا الكِتَابُ تَسْلِيَةً للمُصَابِيْنَ مِنْ وَخَزِ إخْوَانِهِمُ الجَرَّاحِيْنَ، وكَانَ أيْضًا مَوْعِظَةً وتَذْكِيْرًا للأدْعِيَاءِ المُفْلِسِيْنَ، فانْظُرْهُ لِزَامًا ففِيْهِ امْتِدَادُ يَدٍ مَاسِحَةٍ على جُرُوْحِ أهْلِ العِلْمِ والدَّعْوَةِ، وتَسْلِيَةٌ يتَعَزَّى بِها أهْلُ الغُرْبَةِ السَّلَفِيِّيْنَ، وسَيَأتي لبَعْضِ كُتُبِ شَيْخِنَا رَحِمَهُ الله بَعْضُ التَّوَاصِيْفِ إنْ شَاءَ الله.
* * *
? وعَوْدًا بَعْدَ بَدْءٍ؛ ومَعَ هَذَا وذَاكَ فَقَدَ غَلَّبَ شَيْخُنَا رَحِمَهُ الله جَانِبَ العُزْلَةِ، ورَجَّحَ صَفَاءَ الخَلْوَةِ، فارْتَاضَتْ نَفْسُهُ للوَحْدَةِ، وتَسَامَحَ مَعَ النَفْسِ الفَرْدَةِ، واكْتَفَى بالتَّألِيْفِ والتَّقْيِيْدِ، والقِرَاءةِ والتَّصْيِيْدِ، فانْجَمَعَ عَنِ النَّاسِ، واجْتَمَعَ إلى نَفْسِهِ بإيْنَاسِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/7)
فَلا يُخَالِطُ إلاَّ على نُدُرٍ، ولا يُجَالِسُ إلاَّ على قَدَرٍ، فَكَانَ فِيْهِ مِنَ النَّاسِ نُفْرَةٌ، ولَهُ في المَاضِيْنَ عِبْرَةٌ، وفِيْهِ مِنَ الحَنَابِلَةِ نَزْعَةٌ، إذْ كَانُوا يَجِدُوْنَ في الخَلْوَةِ مُتْعَةً
* * *
ولَيْسَ ذَا بعَيْبٍ يُعِيْبُهُ، ولا رَيْبٍ يُرِيْبُهُ! لاسِيَّما والرَّجُلُ للنَّاسِ بكُتُبِهِ نَافِعٌ، ولنَفْسِهِ باللَّحْظِ جَامِعٌ، ولرَبِّهِ بالعِبَادَةِ طَائِعٌ! هَذَا إذَا عَلِمْنَا أنَّ شَرَّ الزَّمَانِ في ازْدِيَادٍ، وأهْلَهُ في رِيْبٍ وعِنَادٍ، والهَوَى غَالِبٌ غَلاَّبِ، والجَهْلُ جَالِبٌ جَلاَّبٌ، والسَّاعَةُ قَابَ قَوْسَيْنَ أو أدْنَى؟!
ومَا وَرَاءَ شَيْخِنَا إذَا اسْتَكَانَ طَبْعُهُ، ورَاضَ قَلْبُهُ، بحَدِيْثِ النَّبِيِّ ?: «أمْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، ولْيَسَعْكَ بَيْتُكَ وابْكِ على خَطِيْئَتِكَ» التَّرمِذِيُّ.
? ولله دَرُّ القَائِلِ:
تَوَارَيْتُ مِنْ دَهْرِي بظِلِّ جَنَاحِهِ فعَيْنِي تَرَى دَهْرِي ولَيْسَ يَرَاني
ولَوْ تَسْألُ الأيَّامُ مَا اسْمِي لمَا دَرَتْ وأيْنَ مَكَاني مَا عَرَفْنَ مَكَاني
* * *
? ومِنْ هُنَا (؟!) دَخَلَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ الله ووَلَجَ، ولَوْلا مَا هُنَا لكُمَلَ وخَرَجَ؛ حَيْثُ اعْتَرَاهُ بَعْضُ الأحَايِيْنِ، مَضَائِقُ أخْلاقٍ في لِيْنٍ، وجَفْوَةٌ للغَرِيْبِ يَكَادُهَا ولا يُبِيْنُ، لِذَا تَجَافَلَ عَنْهُ طُلابُهُ، وتَقَالَلَ أحْبَابُهُ، إلاَّ نَزْرٌ في إقْلالٍ، وقَطْرَةٍ في قِلالِ، لكِنَّهُ إذَا اسْتَكَانَ لزَائِرِهِ وقَاصِدِهِ، كَانَ وَدِيْعًا بَدِيْعًا لعَائِدِهِ، سَهْلاً مَلِيْحًا في مُحَادَثَتِهِ، طَيِّبًا كَرِيمًا في مُبَاحَثَتِهِ ... لَكِنَّ الكَمالَ عَزِيْزٌ، وشَيْخُنَا عَزِيْزٌ!
? ومَا أجْمَلَ مَا قَالَهُ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ الله:
تَصَبَّرْ على مُرِّ الجَفَا مِنْ مُعَلِّمٍ فَإنَّ رُسُوْبَ العِلْمِ في نَفَرَاتِهِ
ومَنْ لم يَذُقْ مُرَّ التَّعَلُّمِ سَاعَةًً تَجَرَّعَ ذُلَّ الجَهْلِ طُوْلَ حَيَاتِهِ
* * *
? فكَانَ رَحِمَهُ الله مُنْكَفًّا على نَفْسِهِ في قِرَاءَةٍ وتَألِيْفٍ، أغْلَقَ بَابَهُ على التَّدْقِيْقِ والتَّصْنِيْفِ، رَاضٍ بخَلَوَاتِهِ مُسْتَأنِسٌ، مَاضٍ في طَلَعَاتِهِ مُتَحَسِّسٌ، صَبُوْرٌ فَخُوْرٌ، فَلِمَاذَا حِيْنَئِذٍ التَّشَكِّي؟!
وقَدْ حَادَثْتُهُ مَرَّةً فَأبَى، ورَاجَعْتُهُ أخْرَى فَنَبَى، فبَايَنَنِي بالحَدِيْثِ وتَنَهَّدَ، وسَارَرَني بكَوَائِنِ الزَّمَانِ وعَدَّدَ، وحَذَّرَني مِنْ بَنَاتِ طَبَقٍ، ومِنْ زَبَدِ مَفَالِيْسِ اللَّفَقِ.
? ومَا أجْمَلَ مَا قَالَهُ الأحَيْمِرُ السَّعْدِيُّ:
عَوَى الذِّئْبُ فَاسْتَأنَسْتُ بالذِّئْبِ إذْ عَوَى وصَوَّتَ إنْسَانٌ فَكِدْتُ أطَيْرُ
رَأى اللهُ أنِّي للأنِيْسِ لشَانِئٌ وتُبْغِضُهُم لي مُقْلَةٌ وضَمِيْرُ
* * *
وهَكَذَا لم يَزَلْ شَيْخُنَا رَحِمَهُ الله يُدَافِعُ الأيَّامَ ويُزْجِيْهَا، ويُعَلِّلُ العُزْلَةَ ويُرَجِّيْهَا، فَامْتَطَى غَارِبَ الأمَلِ إلى الغُرْبَةِ، ورَكِبَ مُتُوْنَ التَّألِيْفِ مَعَ قِلَّةِ الصُّحْبَةِ، فَما زَالَ مَعَ الزَّمَانِ في تَفْنِيْدٍ وعِتَابٍ؛ حَتَّى رَضِيَ مِنَ الغَنِيْمَةِ بالإيَابِ، ومِنَ النَّاسِ بقِلَّةِ الأصْحَابِ، ممَّنْ ارْتَضَى خَلائِقَهُم، وأمِنَ بَوَائِقَهُم.
فَعِنْدَهَا تَسَلَّى بمُلازَمَةِ القَلَمِ والكِتَابِ، ومُطَالَعَةِ صَحَائِفِ أوْلي الألْبَابِ، مَا شَغَلَهُ عَنْ كَثْرَةِ المُخَالَطَةِ، وألهَاهُ عَنْ تَوَقِّي المُغَالَطَةِ، فَظَفَرَ مِنْهَا بضَالَّتِهِ المَنْشُوْدَةِ، وبُغْيَةِ نَفْسِهِ المَفْقُوْدَةِ، فجَعَلَ يَرْتَعُ بَيْنَ أزْهَارِ حَدَائِقِهَا، ويَسْتَمْتِعُ بحُسْنِ حَقَائِقِهَا.
وهَكَذَا اعْتَقَدَ مَقَامُهُ بذَلِكَ الجَنَابِ؛ حَتَّى تَوَارَى تَحْتَ التُّرابِ، فرَحِمَهُ الله الغَفُوْرُ التَّوَّابُ!
إذَا مَا الدَّهْرُ بيَّتَنِي بجَيْشٍ طَلِيْعَتُهُ اغْتِنَامٌ واكْتِئَابُ
شَنَنْتُ عَلَيْهِ مِنْ جِهَتِي كَمِيْنًا أمِيْرَاهُ الذُّبَالَةُ والكِتَابُ
وبِتُّ أنُصُّ مِنْ شِيَمِ اللَّيَالي عَجَائِبَ في حَقَائِقِهَا ارْتِيَابُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/8)
بِها أُجْلي هُمُومِي مُسْتَرِيْحًا إذَا جَلَّى هُمُوْمَهُمُ الشَّرَابُ
ولِسَانُ حَالِهِ، كَما قَالَ غَيْرُهُ:
وأدَّبَني الزَّمَانُ فَمَا أُبَالي هُجِرْتُ فَلا أُزَارُ ولا أزُوْرُ
ولَسْتُ بقَائِلٍ مَا عِشْتُ يَوْمًا أَسَارَ الجُنْدُ أمْ رَحَلَ الأمِيْرُ؟
* * *
? صِفَاتُهُ الخَلْقِيَّةُ:
فَكَانَ رَحِمَهُ الله يَعْلُوْهُ بَيَاضٌ في حُمْرَةٍ، وتَكْسُوْهُ ممَاسِحُ سُمْرَةٍ، رِبْعَةٌ مِنَ الرِّجَالِ، لا قَصِيْرٌ ولا مِطْوَالٌ، ضَخْمُ القَامَةِ، عَظِيْمُ الهَامَةِ، شَثْنُ الكَفَّيْنِ والقَدَمَيْنِ، ضَخْمُ الرَّأسِ أدْعَجُ العَيْنَيْنِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، ضَلِيْعُ الفَمِّ والهَيْئَةِ، بَادِنٌ مُتَماسِكٌ، مُعْتَدِلٌ مُتَمالِكٌ!
? مُؤلَّفَاتُ ابنِ القَيِّمِ الصَّغِيْرِ:
أمَّا مَزْبُوْرَاتُ تَآلِيْفِهِ، ومَسْطُوْرَاتُ تَصَانِيْفِهِ، فمَعْلُوْمَةٌ مَشْهُوْرَةٌ، مَعْرُوْفَةٌ مَأثُوْرَةٌ، سَارَ بِها الرُّكْبَانِ، وطَارَ بِها الطِّلْبَانِ، فَاقَتْ عُقُوْدَ الجُمانِ، وسَابَقَتْ قَلائِدَ العِقْيَانِ، تَضَوَّعَ مِسْكُ ثَنَايَاهَا، وتَفَوَّحَ عَبِيْرُ خَفَايَاهَا، تَنْهَلُ مِنْهَا المَوَارِدُ، وتَصْدُرُ عَنْهَا المَزَاوِدُ، آثَارُهَا في العَالمِيْنَ مَكْتُوْبَةٌ، وثِمارُهَا في الخَافِقِيْنَ مَجْلُوْبَةٌ، فَهِيَ بحُسْنِ سَبْكِهَا غُرَّةٌ في جَبْهَةِ الزَّمَانِ، ودَلَّةٌ يقْتَدِي بِها أهْلُ العَدْلِ والإحْسَانِ، كَأنَّها صُنُوْجُ العَسْجَدِ تُصَفَّقُ، أو دَنَانِيْرُ مِنَ الإبْرِيْزِ تَبْرُقُ ... !
وحَسْبُهُ أنَّ الله تَعَالى نَشَرَ كُتُبَهُ في حَيَاتِهِ، وحَفِظَهَا بطُلابٍ بَعْدَ ممَاتِهِ، وجَعَلَ لهَا قَبُوْلاً في مَشَارِقِ الأرْضِ ومَغَارِبِهَا، وإقْبَالاً مِنْ أهْلِ السُّنَّةِ وطُلابِهَا، ارْتَضَاهَا أهْلُ العِلْمِ على اخْتِلافِ مَشَارِبِهِم، وتَنَوُّعِ طَرَائِقِهِم وأفْكَارِهِم، فللَّهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ!
ولَيْسَ الإطْنَابُ فِيْهَا بكَثِيْرٍ، ولكِنْ يَكْفِي مِنَ القِلادَةِ مَا أحَاطَ بالعُنُقِ.
* * *
? فلشَيْخِنَا رَحِمَهُ الله مِنَ التَّآلِيْفِ العِلْمِيَّةِ، والرَّسَائِلِ القَيِّمَةِ، والتَّحْقِيْقَاتِ المُجَوَّدَةِ، والفَتَاوَى المُحَرَّرَةِ مَا يُقَارِبُ السَّبْعِيْنَ أو يَزِيْدُ، والمَطْبُوْعُ مِنْهَا قَرَابَة بِضْعٍ وسِتِّيْنَ فِيْما أعْلَمُ، كَما أنَّه رَحِمَهُ الله قَدْ أكَّدَ لخَوَاصِهِ مِنَ طُلابِ العِلْمِ، وكَذَا قَدْ وَعَدَ في مَثَاني كُتُبِهِ أنَّهُ عَازِمٌ على إخْرَاجِ بَعْضِ الكُتُبِ المُفِيْدَةِ، والرَّسَائِلِ العَدِيْدَةِ ... فمِنْهَا مَا أظْهَرَ اسْمَهَا، وأُخْرَى قَدْ أضْمَرَ رَسْمَهَا، ونَحْنُ في انْتِظَارٍ لاسِيَّما مِنْ أبْنَائِهِ النُّجَبَاءِ، وطُلابِهِ الأكْفَاءِ، والوُعُوْدُ عُهُوْدٌ.
? وهَذِهِ ثَانِيَةً؛ أنَّهُ رَحِمَهُ الله كَانَ لَهُ عِنَايَةٌ تَامَّةٌ لامَّةٌ بكُتُبِ شَيْخِ الإسْلامِ الإمَامِ الحَافِظِ أبي عَبْدِ الله مُحمَّدِ بنِ أبي بَكْرٍ أيُّوْبَ ابنِ قَيِّمِ الجَوْزِيَّةِ رَحِمَهُ الله (751)، وهَذَا مَا يَشْهَدُ لَهُ أهْلُ العِلْمِ والحِجَى، بَلْ أصْبَحَ اسْمُ بَكْرٍ قَرِيْنًا باسْمِ ابنِ القَيِّمِ، فَلا يُذْكَرُ أحَدُهُما إلاَّ وذُكِرَ الآخَرُ، فللَّهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ، و «المَرْءُ مَعَ مَنْ أحَبَّ»! مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
? وثَالِثَةً؛ أنَّ مَجْمُوْعَ أطَارِيْحِهِ رَحِمَهُ الله (المَاجِسْتِيْر والدَّكْتُوْرَاه) كَانَتْ دِرَاسَةً مُحَرَّرَةً عَنْ فِقْهِ ابنِ القَيِّمِ، فرِسَالَتُهُ (للمَاجِسْتِيْر) كَانَتْ بعُنْوَانِ «الحُدُوْدِ والتَّعْزِيْرَاتِ عِنْدَ ابنِ القَيِّمِ»، ورِسَالَتُهُ العَالمِيَّةُ (الدُّكْتُوْرَاه) كَانَتْ بعُنْوَانِ «أحْكَامِ الجِنَايَةِ على النَّفْسِ ومَا دُوْنَها عِنْدَ ابنِ القَيِّمِ»، مَعَ ضَمايِمَ دَائِرَةٍ في فَلِكَ عُلُوْمِ ابنِ القَيَّمِ رَحِمَهُ الله، مِثْلُ: «ابنِ قِيِّمِ الجَوْزِيَّةِ، حَيَاتُهُ وآثَارُهُ»، و «التَّقْرِيْبِ لعُلُوْمِ ابنِ القَيِّمِ»، وغَيْرِهَا مِنْ مَعْلَمَةِ ابنِ القَيِّمِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/9)
حَتَّى كَانَ مِنْ آخِرِهَا وأنْفَعِهَا وأوْسَعِهَا: المَشْرُوْعُ القَيِّمِ، الجَامِعُ لعَلُوْمِ وكُتُبِ ابنِ القَيِّمِ، وذَلِكَ بإخْرَاجِ تُرَاثِ مَعْلَمَةِ ابنِ القَيِّمِ العِلْمِيِّةِ، وتَقْرِيْبُهَا لعَامَّةِ المُسْلِمِيْنَ؛ حَيْثُ قَامَ رَحِمَهُ الله بفِكْرَةِ إخْرَاجِ المَعْلَمَةِ القَيِّمَةِ لمَجَامِيْعِ عُلُوْمِ ابنِ القَيِّمِ وآثَارِهِ العِلْمِيَّةِ، وذَلِكَ تَحْتَ إشْرَافِهِ، فعِنْدَهَا خَرَجَتْ طَلائِعُ كُتُبِ ابنِ القَيِّمِ في مَجْمُوْعَاتٍ مُتَتَابِعَةٍ، بَعْدَ تَنْضِيْدِهَا ومُرَاجَعَتِهَا، وإخْرَاجِهَا بتَحْقِيْقَاتٍ عِلْمِيَّةٍ، وطَبَعَاتٍ قِيَّمِةٍ، وبأسْعَارٍ زَهِيْدَةٍ. وقَدْ خَرَجَ مِنْهَا حَتَّى سَاعَتِي هَذِهِ مَجْمُوْعَتَانِ في ثَمانِيَةَ عَشَرَ مُجلَّدًا، فَجَزَاهُ الله عَنْ ابنِ القَيِّمِ والمُسْلِمِيْنَ خَيْرَ الجَزَاءِ!
? وهَكَذَا اعْتَنَى شَيْخُنَا رَحِمَهُ الله بعُلُوْمَ ابنِ قَيِّمِ الجَوْزِيَّةِ رَحِمَهُ الله، عِنَايَةً فَائِقَةً لَيْسَ لهَا نَظِيْرُ فِيْمَا سَبَقَ، بَلْ إخَالُكَ تَجْزِمُ قَطْعًا أنَّ أحَدًا لم يَخْدِمْ كُتُبَ وعُلُوْمَ ابنِ القَيِّمِ مِثْلَما خَدَمَهَا وقَرَّبَها شَيْخُنَا بَكْرٌ رِحِمَهُ الله!
بَلْ إذَا قِيْلَ: إنَّ ابنَ القَيِّمِ رَحِمَهُ الله كَانَ مِنْ أبَرِّ طُلابِ شَيْخِ الإسْلامِ ابنِ تَيْمِيَّة في عُلُوْمِهِ، فَلا جَرَمَ أنَّ أبرَّ النَّاسِ بابنِ القَيِّمِ بَعْدَ مَوْتِهِ مَا كَانَ مِنْ شَيْخِنَا بَكْرٍ أبو زَيْدٍ، فعِنْدَهَا كَانَ حَقًّا أنْ يُلَقَّبَ شَيْخُنَا رَحِمَهُ الله: بابنِ القَيِّمِ الصَّغِيْرِ!
ومِنَ الإدْلالِ هُنَا؛ إذَا قِيْلَ: إنَّ أحَدًا لَيْسَ لَهُ حَسَنَةٌ على الإمَامِ الشَّافِعِي رَحِمَهُ الله، إلاَّ مَا كَانَ منْ البَيْهَقِيِّ، فَكَذَا القَوْلُ هُنَا: لَيْسَ لأحَدٍ حَسَنَةٌ على الإمامِ ابنِ القَيِّمِ، إلاَّ مَا كَانَ مِنْ شَيْخِنَا رَحِمَهُ الله تَعَالى.
* * *
ثُمَّ اعْلَمْ أنَّ النَّسَبَ ثَلاثَةٌ: نِسْبَةُ طِيْنٍ، ونِسْبَةُ دِيْنٍ، ونِسْبَةُ عِلْمٍ، فَأمَّا الطِّيْنِيَّةُ فَلِلأبَوَيْنِ، وأمَّا الدِّيْنِيَّةُ فللمُؤمِنِيْنَ، وأمَّا العِلْمِيَّةِ فلأهْلِ العِلْمِ، فَكَانَ والحَالَةُ هَذِهِ أنْ حَازَ شَيْخُنَا مِنْ شَيْخِهِ ابنِ القَيِّمِ نِسْبَتَيْنِ: نِسْببَةً دِيْنِيَّةً وعِلْمِيَّةً، فَلْيَهْنَأكَ النِّسْبَةَ أبَا عَبْدِ الله، وجمَعَكَ بشَيْخِكَ في عِلِّيْيِنَ، مَعَ العُلَماءِ الرَّبَّانِيِّينَ!
* * *
? وأمَّا كُتُبُ ابنِ القَيِّمِ الصَّغِيْرِ، فكَثِيرَةٌ جِدًّا، قَدَ مَضَى بَعْضُهَا، وبَقِيَ بَعْضٌ، فمِنْهَا (لا كُلُّهَا):
? كِتَابُ «تَصْنِيْفِ النَّاسِ بَيْنَ الظَّنِّ واليَقِيْنِ»، وقَدْ مَرَّ مَعَنَا.
? وكَذَا كِتَابُ «المَدْخَلِ المُفَصَّلِ إلى مَذْهَبِ الإمَامِ أحمَدَ بنِ حَنْبَلٍ» في مُجَلَّدَيْنِ كَبِيْريْنِ، ويُعَدُّ هَذَا الكِتَابُ مِنْ أنْفَعِ كُتُبِ شَيْخِنَا رَحِمَهُ الله؛ حَيْثُ جَمَعَ شَتَاتَ مُتَفَرِّقَاتِ كُتُبِ المَذْهَبِ الحَنْبَليِّ وأعْلامِهِ في حُسْنِ تَألِيْفٍ وتِقْسِيْمٍ، وجَوْدَةِ تَرْكِيْبٍ وتَرْقِيْمٍ، وكَذَا تَحْرِيْرٍ وتَقْوِيْمٍ، وسَبْكٍ لم يُسْبَقْ إلَيْهِ، وجَمْعٍ مَا سُبِقَ عَلَيْهِ.
فَهُو عُمْدَةُ الحَنَابِلَةِ في هَذَا العَصْرِ، وبِهِ جَمُلَ المَذْهَبُ وزَانَ، وتمَهَّدَ طَرِيْقُهُ ولاَنَ، وكُلُّ مْنَ ألَّفَ في هَذَا الفَنِّ فَهُمْ عِيَالٌ عَلَيْهِ، ومَعَ هَذَا ففِيْهُ بَعْضُ فَوَائِتٌ مُسْتَدْرَكَةٌ!
? ولَهُ أيْضًا كِتَابُ «مُعْجَمِ المَنَاهِي اللَّفْظِيَّةِ» في مُجْلَدٍ كَبِيْرٍ، وهُوَ كِتَابٌ بَدِيْعٌ نَافِعٌ، ومُحرَّرٌ جَامِعٌ، ولَهُ فِيْهِ تَرْتِيْبٌ وتَبْوِيْبٌ، على طَرِيْقَةِ المَعَاجِمِ اللُّغَوِيَّةِ، وفِيْهَ تَقْيِدَاتٌ وانْتِقَاءَاتٌ قَوِيَّةٌ، لم يَسْبِقْهُ إلَيْهِ أحَدٌ فِيْما أعْلَمُ؛ حَيْثُ جَمَعَ فِيْهِ وأوْعَى، وأفَادَ فِيْهِ وأشْفَى، وفَاتَهُ شَيء كَثِيرٌ، وقَدْ رَأيْتُ مَنِ اسْتَدْرَكَهُ مُؤخَّرًا في مُجَلَّدٍ مُتَوَسِّطٍ قِيِّمٍ!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/10)
? ولَهُ أيْضًا كِتَابُ «طَبَقَاتُ النَّسَّابِيْنَ» في مُجَلَّدٍ، فَهُوْ جَامِعٌ نَافِعٌ، جَاءَ بِكُلِّ جَدِيْدٍ، وضَمَّهُ كُلَّ مُفِيْدٍ، ومَعَ هَذَا ففِيْهِ اسْتِدْرَاكَاتٌ وفَوَائِتُ يَسِيْرةٌ، وأحْرُفٌ غَيرُ مُحرَّرَةٍ!
? ولَهُ أيْضًا كِتَابُ «حِرَاسَةِ الفَضِيْلَةِ»، وهَذَا الكِتَابُ مِنْ أنْفَسِ الكُتُبِ وأنْفَعِهَا؛ حَيْثُ خَرَجَ في الوَقْتِ الَّذِي شَالَتْ فِيْهِ العَلْمانِيَّةُ بأذْنَابِهَا في نَشْرِ الرَّذِيْلَةِ، ودَفْعِ المَرْأةِ المُسْلِمَةِ إلى سُوْقِ الشَّهَوَاتِ بَيْعًا وشِرَاءً، فَالله طَلِيْبُهُم!
لِذَا كَانَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ الله مُوَفَّقًا مُسَدَّدًّا في تَسْطِيْرِ هَذَا الكِتَابِ؛ حَيْثُ جَمَعَ فِيْهِ خُلاصَةَ مَنْ سَبَقَهُ، مَعَ زِيَادَاتٍ عِلْمِيَّةٌ، وتَحرِيْرَاتٍ قَوِيَّةٍ، ومُنَاقَشَاتٍ نَقْلِيَّةٍ عَقْلِيَّةٍ، فَجَاءَ الكِتَابُ وَاسِطَةَ العِقْدِ لمنَ سَبَقَهُ، وائْتَمَّ بِهِ مَنْ لحِقَهُ، فعِنْدَهَا انْتَشَرَ انْتِشَارَ الماءِ في عُرُوْقِ الوَرْدِ، والرُّوْحِ في الجَسَدِ، فطُبِعَ مِنْهُ عَشَرَاتُ الألافِ في أشْهُرٍ يَسِيْرةٍ كَما أخْبرني بِهِ شَيْخُنَا رَحِمَهُ الله، ثُمَّ تَوَالَتْ طَبَعَاتُه ممَّا يَعْسُرُ عَدُّهَا، وذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤتِيْهِ مَنْ يَشَاءُ!
? وكَذَا كِتَابُ «حِلْيَةِ طَالِبِ العِلْمِ»، وهُوَ كِتَابٌ مُهِمٌّ لطَالِبِ العِلْمِ، ورَائِمِ عُلُوِّ الهِمَمِ؛ حَيْثُ أتَي فِيْهِ وزَادَ بِمَا يَدُلُّ على عُلُوِّ كَعْبِ صَاحِبِهِ، ويَقْطَعُ بنُبُوْغِ وبَيَانِ قَلَمِ كَاتِبِهِ، ممَّا يُرَغِّبُ الطَّالِبَ في مُطَالَعَتِهِ، والعَالمَ الجِهْبَذَ في مُقَارَعَتِهِ.
فَكَانَ مِنْ لَبُوْسِ القَبُوْلِ أنَّ شَيْخَنَا العَلامَةَ محَمَّدًا العُثَيْمِيْنَ رَحِمَهُ الله قَدْ شَرَحَ كِتَابَ «الحِلْيَةِ» لطُلابِهِ في عُنَيْزَةَ، والشَّيْخُ بَكْرٌ حَيٌّ يُرْزَقُ، وهَلْ هَذَا إلاَّ اعْتِرَافٌ مِنْهُ بفَضْلِ أهْلِ العِلْمِ؟ وهَلْ العِلْمُ إلاَّ رَحِمٌ بَيْنَ أهْلِهِ؟ فرَحِمَ الله العُلَماءَ الَّذِيْنَ يُقَدِّرُوْنَ العِلْمَ وأهْلَهُ مَهْمَا كَانَ المُتَكَلِّمُ والكَاتِبُ صَغْيرًا كَانَ أو كَبِيرًا.
? وكَذَا كِتَابُ «التَّعَالمِ»، وهَذَا الكِتَابُ مِنْ مُسْتَطَابَاتِ كُتُبِ الشَّيْخِ ونَوَادِرِهَا، ومُهِمَّاتِ الكُتُبِ وفَرَائِدِهَا، فَهُوَ بَابَاتُ طُلابِ العِلْمِ لمَعْرِفَةِ زَغَلِ العِلْمِ ودُخُولاتِهِ، ومَيَاسِمُ كَيٍّ لأدْعِيَاءِ العِلْمِ، فخُذْهُ بيَمِيْنِكَ، وابْصِرْهُ بعَيْنِكَ، فَهُوَ كِتَابٌ عُبَابٌ، ومَرْجِعٌ لُبَابٌ.
? وكَذَا كِتَابُ «المَدَارِسِ الأجْنَبِيَّةِ»، وهَذَا الكِتَابُ، نَادِرَةٌ فَارِدَةٌ، مخْتَصَرٌ مُعْتَصَرٌ، جَامِعٌ نَافِعٌ، جَاءَ فِيْهِ بخَلائِصِ مَنْ سَلَفَ، وأتَى على دُرَرِهِ مَنْ خَلَفَ، ففِيْهِ نَقْضٌ لأدْعِيَاءِ الحَضَارَةِ الغَرْبِيَةِ، وكَشْفٌ لمُخَطَّطَاتِ (التَّنْصِيْرِ) الصَّلِيْبِيَّةِ، وتَحْذِيْرٌ لأبْنَاءِ المُسْلِمِيْنَ مِنَ الدَّعَوَاتِ الإرْسَالِيَّةِ، وفِيْهِ بَقِيَّةُ حَقَائِقَ ووَثَائِقَ مَيْدَانِيَّةٍ، فَدُوْنَكُهُ.
? وكَذَا كِتَابُ «حُكْمِ الانْتِماءِ»، وهُوَ كِتَابٌ مُهِمٌّ في ضَبْطِ جمَاعَةِ المُسْلِمِيْنَ، وجمْعِ كَلِمَتِهِم، ووِحْدَةِ صَفِّهِم، وأخْذِهِم بالكِتَابِ والسُّنَّةِ للانْضَوَاءِ تحْتَ مُبَايَعَةِ وَليِّ الأمْرِ، ومُنَابَذَةِ التَّفْرِقَةِ وشَقِّ عَصَا جمَاعَةِ المُسْلِمِيْنَ ... !
ومَعَ هَذَا فَقَدْ لاقَى هَذَا الكِتَابُ بَعْضَ الرُّدُوْدِ والتَّعَقُّبَاتِ مِنْ بَعْضِ أهْلِ العِلْمِ مِنَ خَارِجِ هَذِهِ البِلادِ، ولكُلٍّ وُجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيْهَا، فالكِتَابُ إذَا ضَاقَ ببَعْضِ البِلادِ الإسْلامِيَّةِ، فَهُوَ مُوَافِقٌ لأهْلِ هَذِهِ البِلادِ، فَتَأمَّلْ!
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/11)
? ومِنْ وَرَائِهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ، ورَسَائِلُ عِلْمِيَّةٌ، لَيْسَ هَذَا مُقَامَ ذِكْرِهَا على وَجْهِ التَّفْصِيْلِ، فَخُذْهَا في مُعَنْوَنَاتِها للتَّذْكِيْرِ والتَّدْبِيْرِ، في حِيْنَ أنَّ الشَّيْخَ رَحِمَهُ الله قَدْ جمَعَ مُتَفَرِّقَاتِ كُتُبِهِ، ولَمَّ ضَمايِمَهَا في مجَلَّدَاتٍ كِبَارٍ كَيْ تَكُوْنَ سَهْلَةَ المنَالِ، وتَبْقَى قَرِيْبَةَ النِّوَالِ، فَدُوْنَكُهَا في مجَلَّدَاتِها الآتِيَةِ، كَما يَلي:
? أحَدُهَا: كِتَابُ «ابنِ القَيِّمِ، حَيَاتُهُ، وآثَارُهُ، ومَوَارِدُهُ» في مُجَلَّدٍ، وهُوَ جَامِعٌ لسِيرَةِ حَيَاةِ شَيْخِهِ الإمَامِ الهُمامِ شَيْخِ الإسْلامِ ابن قَيِّمِ الجَوْزِيَّةِ رَحِمَهُ الله رَحْمَةً وَاسِعَةً، المُتَوَفَّى سَنَةَ (751).
? وثَانِيْهَا: كِتَابُ «النَّظَائِرِ» في مُجَلَّدٍ، وهُوَ جَامِعٌ لأرْبَعِ رَسَائِلَ، كَما يَلي: «التَّراجِمُ الذَّاتِيَّةُ»، و «التَّحَوُّلُ المَذْهَبِيُّ»، و «لطَائِفُ الكَلِمِ في العِلْمِ».
? وثَالِثُهَا: كِتَابُ «الرُّدُوْدِ» في مُجَلَّدٍ، وهُوَ جَامِعٌ لسِتَّةِ كُتُبٍ، كَما يَلي: «الرَّدُّ على المُخَالِفِ»، و «بَرَاءَةُ أهْلِ السُّنَّةِ مِنَ الوَقِيْعَةِ في عُلَماءِ الأمَّةِ»، و «التَّحْذِيْرُ مِنْ مُختَصَرَاتِ الصَّابُوني في التَّفْسِيرِ»، و «تَصْنِيْفِ النَّاسِ بَيْنَ الظَّنِّ واليَقِيْنِ»، و «عَقِيْدَةِ ابنِ أبي زَيْدٍ القَيْرَوانيِّ، وعَبْثُ بَعْضِ المُعَاصِرِيْنَ بِهِ».
? ورَابِعُهَا: كِتَابُ «التَّقْرِيْبُ لعُلُوْمِ ابنِ القَيِّمِ» في مُجَلَّدٍ، وهَذَا الكِتَابُ جَامِعٌ لمُتَفَرِّقَاتِ مَعْلَمَةِ ابنِ القَيِّمِ رَحِمَهُ الله في مُفَهْرَسَاتٍ وجَدْولاتٍ مُهِمَّةٍ مُفِيْدَةٍ، غَيْرَ أنَّه في حَاجَةٍ إلى تَجْدِيْدِ عِزْوِ مَوْضُوْعَاتِهِ وإحَالاتِهِ إلى المَصَادِرِ الجَدِيْدَةِ في مَطْبُوْعَاتِهَا السَّائِرَةِ، لاسِيَّما إصْدَارَاتُ مَجَامِيْعِ وآثَارِ ابنِ القَيِّمِ الجَدِيْدَةِ الَّتِي أشْرَفَ عَلَيْهَا الشَّيْخُ رَحِمَهُ الله، لِذَا كَانَ مِنْ الأرْفَقِ والأوْفَقِ ألاَّ يُطْبَعُ هَذَا الكِتَابُ حَتَّى تَكْتَمِلَ آثَارُ ابنِ القَيِّمِ لتَقْيِيْدِ الإحَالاتِ والعَزْوِ، والله المُوَفِّقُ.
? وخَامِسُهَا: كِتَابُ «المَجْمُوْعَةُ العِلْمِيَّةُ» في مُجَلَّدٍ، وهُوَ جَامِعٌ لخَمْسِ رَسَائِلَ، كَما يَلي: «التَّعَالمُ»، و «آدَابُ طَالِبِ العِلْمِ» و «حِلْيَةُ طَالِبِ العِلْمِ»، و «الرَّقَابَةُ على التُّراثِ»، و «تَغْرِيْبُ الألْقَابِ العِلْمِيَّةِ».
? وسَادِسُهَا: كِتَابُ «الأجْزَاءِ الحَدِيْثِيَّةِ» في مُجَلَّدٍ، وهُوَ جَامِعٌ لخَمْسَةِ أجْزَاءٍ، كَما يَلي: «جُزْءٌ في حَدِيْثِ الحَوَالَةِ»، و «جُزْءٌ في مَسْحِ الوَجْهِ باليَدَيْنِ بَعْدَ رَفْعِهِما للدُّعَاءِ»، و «جُزْءٌ في زِيَارَةِ النِّسَاءِ للقُبُوْرِ»، و «جُزْءٌ في كَيْفِيَّةِ النُّهُوْضِ في الصَّلاةِ»، و «جُزْءٌ في مَرْوِيَّاتِ دُعَاءِ خَتْمِ القُرْآنِ».
* * *
? وهُنَاكَ ضَمَايِمُ عِلْمِيَّةٌ، وبُحُوْثٌ تَأصِيْلِيَّةٌ، أدْرَجَهَا شَيْخُنَا رَحِمَهُ الله في مُجَلَّدَيْنِ، تَحْتَ عُنْوَانِ «فِقْهِ النَّوَازِلِ»، وكُلُّ مُجلَّدٍ يَضُمُّ بَيْنَ دَفَّتَيْهِ خَمْسَ رَسَائِلَ، كَما يَلي:
? الأوَّلُ مِنْهُما: «التَّقْنِيْنُ والإلْزَامُ»، و «المُوَاضَعَةُ في الاصْطِلاحِ»، و «خِطَابُ الضَّمانِ البَنْكِي»، و «جِهَازُ الإنْعَاشِ، وعَلامَةُ الوَفَاةِ»، و «طُرُقُ الإنْجَابِ في الطِّبِّ الحَدِيْثِ».
? والثَّاني مِنْهُما: «التَّشْرِيْحُ الجُثْماني»، و «النَّقْلُ والتَّعْوِيْضُ الإنْسَاني»، و «المُرَابَحَةُ للآمِرِ بالشِّرَاءِ»، و «حَقُّ التَّألِيْفِ، تَارِيخًا وحُكْمًا»، و «الحِسَابُ الفَلَكِيُّ لأوَائِلِ الشُّهُوْرِ العَرَبِيَّةِ»، و «دِلالَةُ البَوْصَلَةِ على القِبْلَةِ».
وبِهَذَا نَكْتَفِي مِنْ ذِكْرِ كُتُبِ شَيْخِنَا رَحِمَهُ الله، ومِنْ تَوْصِيْفِ مَضَامِيْنِهَا، وتَفَاصِيْلِ مَوْضُوْعَاتِها إلى أجَلٍ قَرِيْبٍ إنْ شَاءَ الله.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/12)
? ومَهْما يَكُنْ؛ فَفِي سَابِقِ عِلْمِنَا أنَّ شَيْخَنَا رَحِمَهُ الله قَدِيْرٌ وجَدِيْرٌ (نَحْسَبُهُ كَذَلِكَ!) بأنْ يَتَصَدَّى ويتَصَدَّرَ لتَفْسِيْرِ كِتَابِ الله، وتَوْضِيْحِ السُّنَّةِ، و شَرْحِ مَا سِوَاهُمَا مِنْ كُتُبِ: العَقِيْدَةِ السَّلَفِيَّةِ، ومُخْتَصَرَاتِ الفِقْهِ الحَنْبلِيَّةِ في غَيْرِهَا، ولَوْ فَعَلَ رَحِمَهُ الله لأتَى بالعَجَبِ العُجَابِ وفَوْقَهُ، ولا نُزَكِّيْهِ على الله تَعَالى.
لكِنَّهُ رَحِمَهُ الله وَقَفَ نَفْسَهُ، وحَبَسَ قَلَمَهُ في إخْرَاجِ مَا يَحتَاجُهُ المُسْلِمُوْنَ اليَوْمَ، ومَا يُرِيْدُوْنَه في وَاقِعِهِم، فَكَانَ كَمَا أرَادَ رَحِمَهُ الله، في حِيْنَ أنَّه لَوْ أخْرَجَ أسْفَارًا عَدِيْدَةً، ومُجلَّدَاتٍ مَبْسُوْطَةً في تَفْسِيْرٍ أو شَرْحٍ أو غَيْرِهِ، فَلَنْ يَأتي على مَوَاقِعِ حَاجَاتِ إخْوَانِهِ المُسْلِمِيْنَ اليَوْمَ كَما هِيَ حَاجَتُهُم في «حِرَاسَةِ الفَضِيْلَةِ»، و «تَصْنِيْفِ النَّاسِ» و «المَدَارِسِ الأجْنَبِيَّةِ»، و «التَّعَالمِ»، وغَيْرِهَا مِنْ محَاسِنِ الكُتُبِ العِلْمِيَّةِ المُبَارَكَةِ النَّافِعَةِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ، والله على كُلِّ شَيءٍ قَدِيْرٌ!
* * *
فإنْ أبَيْتَ يَا رَعَاكَ الله؛ فَانْظُرْ طَلِيْعَةَ مَشْرُوْعِهِ الحَدِيْثِيِّ المَوْسُوْعِيِّ، في مُجلَّدِهِ الأوَّلِ تَحْتَ عُنْوَانِ «التَّأصِيْلِ في أصُوْلِ التَّخْرِيْجِ، وقَوَاعِدِ الجَرْحِ والتَّعْدِيْلِ»، الَّذِي يُعَدُّ مُقَدِّمَةً وتَوْطِئَةً لمَا يَتْبَعُهُ مِنْ مُجلَّدَاتٍ ... فمَنْ نَظَرَ فِيْهِ عَلِمَ رُسُوْخَ شَيْخِنَا رَحِمَهُ الله في عُلُوْمِ الحَدِيْثِ، وغَوْرَ عِلْمِهِ، وبُعْدَ نَظَرِهِ، وقُوَّةَ بَحْثِهِ ... ولَوْ أكْمَلَهُ رَحِمَهُ الله (أو أخْرَجَهُ) لصَارَ آيَةً في عُلُوْمِ الحَدِيْثِ، ومَرْجِعًا لكُلِّ مُحَدِّثٍ وأثَرِيٍّ ... لكِنَّ كَما قَالَ الله تَعَالى: «ومَنْ يُؤتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أوْتيَ خَيْرًا كَثِيْرًا»، وقَوْلُ النَّبِيِّ ?: «كُلٌّ مُيَسَّرٌ لمَا خُلِقَ لَهُ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، والله يَهْدِي إلى سَوَاءِ السَّبِيْلِ!
* * *
? وأمَّا المَشَارِيْعُ العِلْمِيَّةُ لابنِ القَيِّمِ الصَّغِيْرِ فَكَثِيْرَةٌ، مِنْهَا:
? أوَّلهَا: مَشْرُوْعُ «آثَارِ شَيْخِ الإسْلامِ ابنِ تَيْمِيَّةَ ومَا لحِقَهَا مِنْ أعْمَالٍ»، حَيْثُ خَرَجَتْ في مَجْمُوعَاتٍ مُتَعَاقِبَةً، مَعَ تَحْقِيْقٍ عِلْمِيٍّ لأكْثَرِها، وسَتَخْرُجُ تِبَاعًا كَامِلَةً إنْ شَاءَ اللهُ، وقَدْ خَرَجَ مِنْهَا حَتَّى سَاعَتِي هَذِهِ ثَلاثُ مَجْمُوعَاتٍ، قَدْ حَوَتَ ثَلاثَةَ عَشَرَ مُجلَّدًا.
وسَتَخْرُجُ تِبَاعًا كَامِلَةً إنْ شَاءَ اللهُ، مَعَ تَحْقِيْقٍ عِلْمِيٍّ لأكْثَرِها.
? ثَانِيْهَا: مَشْرُوْعُ «آثَارِ الإمَامِ ابنِ قيِّمِ الجَوزِيَّةِ ومَا لحِقَهَا مِنْ أعْمَالٍ» حَيْثُ خَرَجَتْ في مَجْمُوعَاتٍ مُتَعَاقِبَةً، مَعَ تَحْقِيْقٍ عِلْمِيٍّ لأكْثَرِها، وسَتَخْرُجُ تِبَاعًا كَامِلَةً إنْ شَاءَ اللهُ، وقَدْ خَرَجَ مِنْهَا حَتَّى سَاعَتِي هَذِهِ مَجمُوْعَتَانِ، قَدْ حَوَتْ ثَمانِيَةَ عَشَرَ مجَلَّدًا.
? ثَالِثُهَا: مَشْرُوْعُ «آثَارِ الشَّيْخِ العَلامَةِ مُحَمَّدِ الأمِيْنِ الشِّنْقِيْطِيِّ»، حَيْثُ خَرَجَتْ كَامِلَةً ولله الحَمْدُ، مَعَ تَحْقِيْقٍ عِلْمِيٍّ لأكْثَرِها، فَكَانَتْ في تَسْعةَ عَشَرَ مجَلَّدًا
? رَابِعُهَا: مَشْرُوْعُ «آثَارِ الشَّيْخِ العَلامَةِ عَبْدِ الرَّحمَنِ المُعَلِّمِي»، وسَتَخْرُجُ قَرِيْبًا إنْ شَاءَ الله، كَما هِيَ في خِطَّةِ المَشْرُوْعِ العِلْمِيِّ المُبَارَكِ.
? في حِيْنَ أنَّنِي أُنَاشِدُ إخْواني طُلابَ العِلْمِ المُعْتَنِيْنَ بمُتَابَعَةِ هَذَا المَشْرُوْعِ العِلْمِيِّ تَحقِيْقًا ومُرَاجَعَةً، وطِبَاعَةً وتَمْوِيْلاً أنْ يَقُوْمُوا بإخْرَاجِ «آثَارِ الشَّيْخِ العَلامَةِ بَكْرٍ أبُو زَيْدٍ»، وَفَاءً لَهُ، وبِرًّا بِهِ، واسْتِجَابَةً لطُلابِهِ ومُحبِّيْهِ مِنْ عُمُوْمِ المُسْلِمِيْنَ ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/13)
? فَكَانَ فَضْلُ هَذِهِ المَشَارِيْعِ العِلْمِيَّةِ: لله تعالى أوَّلاً وآخِرَ، ثُمَّ لشِيْخِنَا رَحِمَهُ الله، حيث أوْلاهَا إشْرَافًا ومُتَابَعَةً. وقَدْ شَرُفَتْ أيْضًا مَكْتَبَةُ «دَارِ عَالَمِ الفَوَائِدِ»، للقِيَامِ بإصْدَارَاتِ وطِبَاعَةِ هَذِهِ المَشَارِيْعِ العِلْمِيَّةِ، ثُمَّ يَعُوْدُ الفَضْلُ أيْضًا للرَّجُلِ المُحْسِنِ المُوْسِرِ: سُلَيْمانَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الرَّاجِحِيِّ حَفِظَهُ الله، الَّذِي قَامَ بتَمْويْلِ طِبَاعَةِ هَذِهِ المَشَارِيْعِ، فجَزَاهُ الله تَعَالى عَنِ العِلْمِ وأهْلِهِ خَيْرًا.
? فَهَذِهِ عُجَالَةٌ في سِيْرَةِ شَيْخِنَا رَحِمَهُ الله أرْسَلْتُ فِيْهَا عَنَانَ القَلَمِ، ودَوَّنْتُ فِيْهَا بَعْضُ الفِهَمِ، لَعَلَّ وعَسَى أنْ أنْشَطَ في تَحرِيْرِهَا وتَتْمِيْمِهَا، وتَحْبِيرِهَا وتَنْمِيْمِهَا إذْا شَاءَ الله تَعَالى، فَشُهْرَةُ ذِكْرِ شَيْخِنَا رَحِمَهُ الله تُغْنِي عَنِ الإطْنَابِ، وعُلُوْمُ فِكْرِهِ تَكْفِي عَنِ الإسْهَابِ، وبِهَذا جَرَى القَلَمُ بِما أرِيْدُ ودُوْنَ مَا أرِيْدُ، ولا يَكُوْنَ إلاَّ مَا شَاءَهُ الله، فَهُوَ الفَعَّالُ لمَا يُرِيْدُ ()!
كَمَا في هَذِهِ العُجَالَةِ اليَسِيْرَةِ فُتُوْحَاتُ أبْوَابٍ مُؤصَدَةٍ، وتَلْقِيْحُ أفْكَارٍ ممْتَدَّةٍ، تَدْفَعُ رُوَّامَ العِلْمِ لاسِيَّما طُلابَ الشَّيْخِ رَحِمَهُ الله إلى تَدْوِيْنِ تَرْجَمَتِهِ في سِيْرةٍ مَبْسُوْطَةٍ، آخِذَةً بِما للشَّيْخِ مِنْ فَوَائِدِ وفَرَائِدِ مَخْطُوْطَةٍ، كُلُّ ذَلِكَ على وَجْهِ التَّفْصِيْلِ والتَّكْمِيْلِ، والله مِنْ وَرَاءِ القَصْدِ!
* * *
? أمَّا وَفَاةُ ابنِ القَيِّمِ الصَّغِيْرِ، فَهَاكَهَا لاشِيَةَ فِيْهَا:
فَأقُوْلُ: إنَّا لله وإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُوْنَ، مِنْ حَادِثَة تَفُتُّ العَضُدَ، وتُضَاعِفُ الكَمَدَ، وتُوْهِي القَلْبَ، وتُوهِنُ اللُبَّ ... يَوْمَ جَاءَ الأجَلُ بقَضَاءٍ وقَدَرٍ، وجَاءَتِ المَنِيَّةُ بقَضَاءِ الأمْرِ؛ حَيْثُ مَاتَ شَيْخُنَا رَحِمَهُ الله ظُهْرَ يَوْمِ الثُّلاثَاءِ، لثَلاثٍ بَقِيْنَ مِنْ شَهْرِ الله المُحَرَّمِ، لعَامِ ألْفٍ وأرْبَعْمائَةٍ وتِسْعٍ وعِشْرِيْنَ مِنَ الهِجْرَةِ، (27/ 1/1429).
عَنْ عُمُرٍ قَارَبَ الشَهْرَيْنِ وأرْبَعَةٍ وسِتِّيْنَ عَامًا قَضَاهَا في العِلْمِ والتَّعْلِيْمِ، والتَّألِيْفِ والتَّصْنِيْفِ؛ حَتَّى إذَا ضَعُفَتْ قُوَاهُ عَنْ دَرْكِ الآمَالِ، وعَجِزَ عَنْ مَعَارِكِ الزَّمَانِ والنِّزَالِ، إذْ ضَمَّتِ البَسِيْطَةُ إخْوَانَهُ، وحَجَبَ الجَدِيْدَانِ أقْرَانَهُ.
فعِنْدَهَا ألْقَى عَصَا العِلْمِ بفِنَاءِ الأرْضِ الفَسِيْحِ، ليُقِيْمَ تَحْتَ أكْنَافِهَا ليَسْتَرِيْحَ، وذَلِكَ بَعْدَ مُقَاوَمَةِ الأمْرَاضِ والأخْطَارِ، ومُدَافَعَةِ الابْتَلاءِ بالاصْطِبَارِ، ومُطَالَبَةِ الأجْرِ بتَمْحِيْصِ الأوْزَارِ، ومُشَارَفَةٍ للهَلاكِ غَيْرَ مَرَّةِ على البَوَارِ، فَكَانَ شِعَارُهُ كُلمَّا عَلا لهَا قَتَبًا، أو قَطَعَ مِنْهَا سَبَبًا: «لَقَدْ لَقِيْنَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا»، فرَحِمَهُ الله رَحْمةً وَاسِعَةً، آمِيْنَ!
* * *
? ولَيْتَكَ رَأيْتَ طَلابَهُ ومُحِبِّيْهِ، وإخْوَانَهُ ومُعَزِّيْهِ؛ وهُم يُشَيِّعُوْنَ جَنَازَتَهُ؟!
أم لَيْتَكَ اطَّلَعْتَ على تِلْكُمُ الجُمُوْعِ الغَفِيْرَةِ الكَثِيْرَةِ وهُم صُفُوْفٌ أمَامَهَا صُفُوْفِ، وجُمُوْعٌ خَلْفَهَا جُمُوْعٌ: كَيْ يُصَلَّوُا عَلَيْهِ في دُعَاءٍ، وليَقِفُوا بَيْنَ يَدَي الله أُمَنَاءَ وشُهَدَاءَ؟!
فعِنْدَهَا سَتَعْلَمُ قَانُوْنَ أهْلِ السُّنَّةِ وشِعَارَهُم عِنْدَ الجَنَائِزِ: بَيْنَنَا وبَيْنَكُمُ الجَنَائِزُ!
ومَا أحْسَنَ مَا قَالَهُ الجَزَرِيُّ:
أخِلاَّيَ إنْ شَطَّ الحَبَيْبُ ورَبْعُهُ وعَزَّ تَلاقِيْهِ ونَاءَتْ مَنَازِلُه
وفَاتَكُمْ أنْ تُبْصِرُوْهُ بعَيْنِكُمْ فَمَا فَاتَكُمْ بالعَيْنِ هَذِهِ شَمَائِلُه
? هَذَا آخِرُ مَا عَلَّقْتُهُ مِنْ هَذِهِ التَّرَاجِمِ المُوَفَّقَةِ، بِما جَادَتْ بِهِ القَرِيحَةُ المُغْلَقَةُ، وأنَا ألْتَمِسُ ممَّنْ سَلِمَتْ بَصِيْرَتُهُ، وطَابَتْ سَرِيْرَتُهُ، أنْ يَغُضَّ الطَّرْفَ عَمَّا يَرَى مِنَ الإخْلالِ والإجْحَافِ، وأنْ يَنْظُرَ إلَيْهَا بعَيْنِ الحِلْمِ والإنْصَافِ، فَإنِّي ما سَحَبْتُ ذَيْلَ هَذِهِ الكَرَائِمِ لتِيْكَ التَّراجِمِ إلاَّ مِنْ بَابِ التَّطَفُّلِ والهُجُوْمِ، إذْ لم أقِفْ لهُم على سَابِقِ خَبْرٍ مِنَ العُلُوْمِ، فَإنْ أحْسَنْتُ فَرَمْيَةٌ مِنْ غَيْرِ رَامٍ، وإنْ أخْطَأتُ فمَعْذِرَةٌ أطْلُبُهَا عِنْدَ الكِرَامِِ، والله الهَادِي إلى سَوَاءِ السَّبِيْلِ!
* * *
والحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيْنَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسُوْلِه الأمِيْنِ
وكَتبَهُ مُعَزِّيًا مُصَابًا عَصْرَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ قُبَيْلَ المَغْرِبِ، للثَّالِثِ مِنْ رَبِيْعِ الأوَّلِ لعَامِ ألْفٍ وأرْبَعْمائَةٍ وتِسْعَةٍ وعِشْرِيْنَ مِنَ الهِجْرَةِ
وكَتبَهُ
الطَّائِفُ المَأنُوْسُ
(3/ 3/1429)
المصدر
http://www.islamlight.net/
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/14)
ـ[محمد ناصر الدين]ــــــــ[16 - 03 - 08, 12:09 م]ـ
رحم الله شيخنا الهمام
ـ[عبد الرحمن الربيعي]ــــــــ[16 - 03 - 08, 04:07 م]ـ
رحم الله شيخنا واسكنه فسيح جناته
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[16 - 03 - 08, 07:51 م]ـ
رحم الله شيخنا
فقيه العصر
واسكنه فسيح جناته(159/15)
ماذا قال الشيخ الأمين الشنقيطي للشيخ بكر أبو زيد رحم الله الجميع
ـ[محمد العمودي]ــــــــ[17 - 03 - 08, 02:47 ص]ـ
إن فضيلة الشيخ بكر أبو زيد كان أحد طلاب فضيلة الشيخ الأمين صاحب أضواء البيان وفي إحدى الدروس قال الشيخ الأمين للشيخ بكر لم يأخذ أحد مني علم الأنساب في جزيرة العرب كلها إلا أنت ...
ـ[أم البخاري]ــــــــ[17 - 10 - 09, 06:41 م]ـ
الله اكبر
هذه شهادة أحببت رفعها ليعلم الناس مقدار أهل العلم
ـ[مفتاح محمد السلطني]ــــــــ[17 - 10 - 09, 09:04 م]ـ
بارك الله في جميع الإخوة المشاركين(159/16)
شيخ الطبقة: حمود العقلاء الشعيبي.
ـ[معاذ العائذي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 08:37 ص]ـ
شيخ الطبقة حمود العقلاء الشعيبي
شَيْخُ الطَّبَقَةِ
" حُمُوْدُ العُقْلاء "
رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى عَبْدِه ورَسُوْلِه الأمِيْنِ. أمَّا بَعْدُ:
فأشْكُرُ اللهَ تَعَالَى أنْ خَصَّنِي بكَبِيْرِ فَضْلِه، وعَظِيْمِ حِلْمِه؛ حَيْثُ أوْصَلَنِي بصِلاتٍ لا تُعَدُّ ولا تُحْصَى؛ فَكَانَ مِنْها: قِرَاءةُ هَذا السِّفْرِ القَوِيْمِ، والعِلْمِ العَظِيْمِ المَزْبُوْرِ تَحْتَ مَجَامِيْعِ (فَتَاوَى ورَسَائِلِ) شَيْخِ الطَّبَقَةِ، وحَسَنَةِ الوَقْتِ، الشَّيْخِ الهُمَامِ، فَارِسِ المَنْقُوْلِ والمَعْقُوْلِ، فَضِيْلَةِ الشَّيْخِ العَلامَةِ: أبي عَبْدِ اللهِ حُمُوْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ العُقْلاءِ الشُّعَيْبِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
فعِنْدَها؛ سِيْقَتْ إلَيَّ (رَسَائِلُهُ وفَتَاوَاهُ) رَجَاءَ النَّهْلَ مِنْ عِلْمِها، والثَّبَاتَ عَلَى فِعْلِها، لأتَفَيَّأ ظِلالَهَا، وأجْنِيَ ثِمَارَها؛ فَكَانَ ذَاكَ!
فحَمْدًا؛ حَيْثُ زُفَّتْ إلَيَّ هَذِه المَجَامِيْعُ فِي أثْوَابٍ حِسَانٍ، وعُقُوْدٍ جُمَانَ، قَدْ تَلألأتْ صَفَحَاتُها، وأضَاءتْ كَلِمَاتُها بنُوْرِ الوَحْيَيْنِ، ومَاءِ العَيْنَيْنِ، حَيْثُ تَضَوَّعَ مِسْكُها، وفَاحَ شَذَاهَا … لِذَا؛ كَانَ حَقًّا عَلَى المُؤْمِنِيْنَ أنْ يُسَلِّي بَعْضُهُم بَعْضًا بأنَّ الزَّمَانَ وَلاَّدُ، والأيَّامَ جِيَادُ … بعُلَمَاءَ أجِلاءَ، وأعْلامٍ نُبَلاءَ، كالشَّيْخِ العُقْلاءِ، في أيَّامٍ أظْلَمَ نَهَارُها، واغْبَرَّتْ سَمَاؤُها، فالحَمْدُ للهِ عَلَى بَقَاءِ الطَّائِفَةِ المَنْصُوْرَةِ، عَلَى رُغْمِ مُكَاثََرَةِ الطَّغَامِ، وفَسَادِ أهْلِ الزَّمَانِ!
* * *
أمَّا تَذْكِيْرُ بَعْضِ سِيْرَةِ شَيْخِ الطَّبَقَةِ، فَشَيْءٌ آخَرُ، لِمِثْلِه تُطْرَبُ الأسْمَاعُ، وتُعَطَّرُ المَجَالِسُ، وتُقَادُ نَجَائِبُ العِلْمِ، وتَنْجَرُّ سُلالَةُ سِيَرِ الصَّالِحِيْنَ.
فحَنَانَيْكَ حَنَانَيْكَ؛ لَوْ اسْتَقْبَلَ مُؤَرِّخُ الإسْلامِ (الذَّهَبِيُّ) خَبَرَ الخَالِفِيْنَ، لَمَا اسْتَأخَرَ سَاعَةً فِي ذِكْرِ (العُقْلاءِ) فِي أعْلامِ (سِيَرِهِ)، أو طِبَاقِ حُفَّاظِ (تَذْكِرَتِه)، فالعِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أهْلِه، ووَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ قَائِمُوْنَ حُجَّةً فِي كُلِّ زَمَانٍ!
فَلا يَهُوْلَنَّكَ مَا هُنَا؛ فالشَّيْخُ الشُّعَيْبِيُّ رَحِمَهُ اللهُ عَالِمٌ عَامِلٌ، وزَاهِدٌ عَابِدٌ، ومُحَقِّقٌ مُدَقِّقٌ، ومُجَاهِدٌ رَبَّانِيُّ … فشُهْرَتُه تُغْنِي عَنِ الإطْنَابِ فِي ذِكْرِه، والإسْهَابِ فِي أمْرِه، فَقَدْ طَبَّقَ ذِكْرُه جَمِيْعَ الأمْصَارِ، وشَاعَ عِلْمُه فِي نَوَاحِي الدِّيارِ؛ لِذَا اسْتَغْنَيْنَا عَنِ التَّعْرِيْفِ بسِيْرَتِه [1] ( http://www.islamlight.net/thiab/administrator/index2.php#_ftn1).
* * *
فهُوَ البَحْرُ مِنْ أيِّ النَّوَاحِي جِئْتَه، والبَدْرُ مِنْ أيِّ الضَّوَاحِي أتَيْتَه، لَمْ يَرْضَ بغَايَةٍ، ولَمْ يُقْضَ لَهُ بنِهَايَةٍ، رَضَعَ العِلْمَ مُنْذُ فُطِمَ، وطَلَعَ الصُّبْحُ ليُحَاكِيَهُ فلُطِمْ، وَصَّلَ النَّهَارَ باللَّيْلِ دَائِبَيْنِ، واتَّخَذَ العِلْمَ والعَمَلَ صَاحِبَيْنَ؛ حتَّى لَحِقَ بالسَّلَفِ بِهُدَاه، وأنْأى الخَلَفَ عَنْ بُلُوْغِ مَدَاه.
فرَحِمَهُ اللهُ؛ كَمْ جَادَلَ أهْلَ زَمَانِه، وجَدَّلَ خُصُوْمَه فِي وَسَطِ مَيْدَانِه، وفَرَّجَ مَضَايِقَ البَحْثِ بأدِلَّةٍ قَاطِعَةٍ، ونَصَرَ أقْوَالَه فِي ظُلُمَاتِ الشُّكُوْكِ بالبَرَاهِيْنِ السَّاطِعَةِ، كأنَّ السُّنَّةَ عَلَى رَأسِ لِسَانِه، وعُلُوْمَ الأثَرِ مُسَاقَةٌ فِي حَوَاصِلِ جِنَانِه، وأقْوَالَ العُلَمَاءِ مَجْلُوَّةٌ نُصْبَ عَيَانِه فَمَا أسْبَقَ اسْتِحْضَارِه، ومَا أسْرَعَ إحْضَارِه!
فلا جَرَمَ أنَّه كَانَ فِي أرْضِ العُلُوْمِ حَارِثًا هَمَّامًا، وعَلَى مِنْبَرِ الحَقِّ مُنْذِرًا مِقْدَامًا!
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/17)
فَقَدْ سَمِعَ مِنْ جَمَاعَةٍ كَثِيْرَةٍ، وعَلَى رَأسِهِم: الشَّيْخُ الحَافِظُ المُفَسِّرُ الأُصُوْلِيُّ قُدْوَةُ الخَلَفِ وبَقِيَّةُ السَّلَفِ مُحَمَّدُ الأمِيْنِ الشِّنْقِيْطِي رَحِمَهُ اللهُ، وكَذَا سَلِيْلُ الدَّعْوَةِ السَّلَفِي الفَقِيْه نَاصِرُ السُّنَّةِ، وقَامِعُ البِدْعَةِ مُحَمَّدُ بنُ إبْرَاهِيْمَ آلُ الشَّيْخِ رَحِمَهُ اللهُ، فَحَسْبُك بِهِما مِنْ إمَامَيْنِ: فَهَمُا السَّمْعُ والبَصَرُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ بَرَعَ الشَّيْخُ الشُّعَيْبِيُّ فِي العَقِيْدَةِ، والفِقْهِ، والتَّفْسِيْرِ، والنَّحْوِ، والأُصُوْلِ، والخِلافِ، فِي حِيْنَ كَانَ يَتَوَقَّدُ ذَكَاءً، قَوَّالاً بالحَقِّ، نَاهِيًا عَنِ المُنْكَرِ، مُجاهِدًا فِي ذَاتِ اللهِ بنَفْسِه، ويَدِه، ولِسَانِه.
كَمَا تَتَلْمَذَ عَلَيْه شُيُوْخُ العَصْرِ، ووُجَهَاءُ المِصْرِ، مَا يَقْضِ بإمَامَتِه وإجْلالِه، فَكَانَ حَقًّا شَيْخَ الطَّبَقَةِ، كَمَا كَانَ لَهُ وَجَاهَةٌ وإجَابَةٌ عِنْدَ العَامَّةِ والخَاصَّةِ، وهَيْبَةٌ وإمَامَةٌ عِنْدَ الرَّاعِي والرَّعِيَّةِ، ورِضَىً وقَبُوْلٌ عِنْدَ القَاصِي والدَّانِي!
* * *
فأمَّا كُتُبُه فَهِي أشْهَرُ مِنْ أنْ تُذْكَرَ؛ فَقَدْ سَارَتْ مَسِيْرَ الشَّمْسِ فِي الأقْطَارِ، وامْتَلأتْ بِهَا البَلادُ والأمْصَارُ، فَمَنْ نَظَرَ فِيْها لا سِيَّمَا "مُخْتَصَرُ عَقِيْدَةِ أهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ"، و"البَرَاهِيْنُ القَاطِعَةُ عَلَى حَتْمِيَّةِ الإيْمَانِ باللهِ والدَّارِ الآخِرَةِ"، و"القَوْلُ المُخْتَارُ فِي حُكْمِ الاسْتِعَانَةِ بالكُفَّارِ" وغَيْرُهُا؛ عَلِمَ أنَّ الشَّيْخَ قَدْ رُزِقَ حِفْظًا وَاسِعًا، وفَهْمًا وَافِرًا، لكَأنَّه يَنْزَعُ مِنْ صَخْرٍ، ويَنْهَلُ مِنْ بَحْرٍ!
أمَّا فَتَاوَاه، ورَسَائِلُه؛ فَقَدْ سَارَ بِهَا الرُّكْبَانُ، وطَارَتْ بِلا جَنَاحَيْنِ، كَمَا أنَّها سَابَقَتِ الزَّمَانَ، وسَادَتِ المَكَانَ، تَرِدُ إلَيْه الفَتَاوَى ولا يَرِدُهَا، وتَفِدُ عَلَيه فيُجِيْبُ عَلَيْها بأجْوِبَةٍ كَأنَّه كَانَ قَاعِدًا لَهَا يُعِدُّها!
* * *
وأمَّا مَاجَرَيَاتُ هَذَا الإمَامِ فَكَثِيْرَةٌ عَدِيْدَةٌ، فَلَمْ يَظْهَرْ فِي ذَلِكَ لِمُعَانِدِيْه فِيْمَا ادُّعِيَ به عَلَيْه بُرْهَانٌ، غَيْرُ تَنْكِيْدَاتٍ رَسَخَتْ فِي القُلُوْبِ مِنْ ثَمَرَاتِ الشَّنَآنِ، وحُبِّ السُّلْطَانِ، وقُصَارَى ذَلِكَ أنَّه اتُّهِمَ وأوْذِيَ فِي غَيْرِ مَا يُعَابُ بِه ويُشَانُ.
وهَذَا كُلُّه مِنْ فَسَادِ أهْلِ الزَّمَانِ؛ حَيْثُ تَصَدَّى له: إمَّا جَاهِلٌ يَدَّعِي أنَّه عَالِمٌ، أو مُنَافِقٌ يَدَّعِي أنَّه نَاصِحٌ، فَقَدْ أوْذِيَ رَحِمَهُ اللهُ؛ حَتَّى أعْلَى اللهُ مَنَارَه، وجَمَعَ قُلُوْبَ أهْلِ الحَقِّ عَلَى مَحَبَّتِه، والدُّعَاءِ لَه، وكَبَتَ أعْدَاءهُ، فَهُو أكْبَرُ مْنَ أنْ يُنَبِّهَ عَلَى سَيْرَتِه مِثْلِي!
* * *
وهَكَذَا؛ مَا زَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللهُ رَافِعًا رَأسًا فِي العِلْمِ والتَّعْلِيْمِ، والدَّرْسِ والتَّدْرِيْسِ، مُنْقَطِعَ النَّظِيْرِ، مَعَ مَا يُمْلِيْه مِنَ الرَّسَائِلِ والفَتَاوَى هُنَا وهُنَاكَ ... حَتَّى إذَا أزِفَتِ الآزِفَةُ، وأقْبَلَتِ الفِتَنُ فِي مَسَارِبَ مُهْلِكَةٍ، مُنْقَادَةً لتُعِيْدَها حَرْبًا صَلِيْبِيَّةً عَلَى الإسْلامِ والمُسْلِمِيْنَ فِي بِلادِ أفْغَانِسْتَانَ، بأمْرٍ مِنْ إمْرِيكا وحُلَفَائِها، وتَعَاوُنٍ سَافِرٍ مِنْ (مُتَأسْلِمَةِ) العَصْرِ، حُكَّامًا كَانُوا أو مَحْكُوْمِيْنَ، فَعِنْدَها بَرَدَ الحَقُّ، ومَرَدَ البَاطِلُ، وسَكَتَ أكْثَرُ العُلَمَاءِ، ونَطَقَتِ الرُّوَيْبِضَاتُ، كُلُّ ذَلِكَ تَحْتَ أصْوَاتِ العِلْمَانِيِّيْنَ، وصَرِيْفِ أقْلامِ الإعْلامِيِّيْنَ، فَكَانَ اللَّتَيَّا والَّتِي ... حَتَّى إذَا سَكَنَ اللَّيْلُ بظَلامِهِ، ورَفْرَفَ البَاطِلُ بأعْلامِه؛ جَاءَ الشَّيْخُ الشُّعَيْبِيُّ رَحِمَهُ اللهُ مُزَمْجِرًا فِي وُجُوْهِ الأعْدَاءِ بصَوْتِه، ضَارِبًا البَاطِلَ بِكُلِّ قُوَّتِه، كَاشِفًا أقْنِعَةً خَرْقَاءَ بصَوْلَتِه … حَيْثَ كَشَفَ زَيْفَ الضَّلالَةِ، بحُجَجٍ رَوَاسِخَ، فأقْدَمَ حِيْنَها إذْ كَانَ فِي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/18)
الإقْدَامِ أخْطَارٌ، وبَرَزَ للنِّزَالِ حَيْنَ وَلَّى الفُرْسَانُ بالفِرَارِ، فَكَانَ مِنْه رَحِمَهُ اللهُ الثَّبَاتُ والإقْدَامُ فِي رَفْعِ أعْلامِ الحَقِّ، وتَسْوِيْقِه فِي زَمَنٍ كَسَدَ طُلابُّه، وخَافَه جُلابُه!
فَدُوْنَكَ مَا كَتَبَهُ الشَّيْخُ (رَحِمَهُ اللهُ) فِي مَجَامِيْعِه هَذِه لِتَرَى بأمِّ عَيْنَيْكَ مَا أرَى، ولتَعْلَمَ أنَّ الحَقَّ لَهُ رِجَالاتٌ لا تُلْهِيْهِم مَنَاصِبُ سُلْطَانِيَّةٌ، ولا ظُنُوْنٌ شَيْطانِيَّةٌ، فَرَحِمَ اللهُ الشَّيْخَ إذْ لَمْ يَفْتَأ يُنَافِحُ عَنِ الحَقِّ حَتَّى آخِرَ حَيَاتِه، و"الأعْمَالُ بالخَوَاتِيْمِ"، و"يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْه"، واللهُ حَسِيْبُه!
* * *
حَتَّى إذا كَانَ لَيْلَةُ السَّبْتِ لخَمْسٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ ذِي القَعْدَةِ سَنَةِ ألْفٍ وأرْبَعْمائةٍ واثْنَتَيْنِ وعِشْرِيْنَ مِنَ الهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ عَلَى صَاحِبِها أفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ، فَارَقَ الشَّيْخُ الدُّنْيا بَعْدَ سِتَّةٍ وسَبْعِيْنَ سَنَةٍ مَدِيْدَةٍ، قَضَاهَا بَيْنَ عُلُوْمٍ مُفِيْدَةٍ، وأعْمَالٍ مَشِيْدَةٍ؛ تَارِكًا وَرَاءه كُنُوْزًا عِلْمِيَّةً، وسِيْرَةً مَرْضِيَّةً؛ فرَحِمَهُ اللهُ رَحْمَةً وَاسِعَةً، ورَفَعَ ذِكْرَه فِي الدُّنْيا والآخِرَةِ، ونَفَعَ بعُلُوْمِه وفَتَاوَاه، وبَلَّ بالرَّحْمَةِ مَثْوَاه، وجَعَلَ جَنَّةَ الفِرْدَوْسِ مَأوَاه، آمِيْنُ!
والحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى رَسُوْلِه الأمِيْنَ، وعَلَى آلِهِ، وصَحْبِهِ، ومَنْ تَبِعَهُ إلى يَوْمِ الدِّيْنِ
تَمَّتْ كِتَابَتُه في عَصْرِ اليَوْمِ العِشْرِيْنَ مِنْ رَبِيْعِ الأوَّلِ لعَامِ ألْفٍ وأرْبَعْمائة وأرْبَعَةَ عَشَرَ مِنَ الهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ
وكَتَبَهُ
ذِيَابُ بنُ سَعْدٍ آلُ حَمْدَانَ الغَامِدِيُّ
الطَّائِفُ
(20/ 3/1424)
[1] ( http://www.islamlight.net/thiab/administrator/index2.php#_ftnref1) ـ لَقَدْ كُتِبَتْ رَسَائِلُ، ومَقَالاتٌ فِي سِيْرَةِ الشَّيْخِ حُمُوْدِ الشِّعَيْبِي رَحِمَهُ اللهُ فكَانَ مِمَّا وَقَعَ فِي يَدِي مَا سَطَّرَه أخِي الشَّيْخُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الجِفْنُ حَفِظَه اللهُ؛ حَيْثُ ذَكَرَ سَيْرَتَه ذِكْرًا وَافِيًا، مِمَّا يُشَجِّعُ عَلَى مُطَالَعَتِه ومُذَاكَرَتِه، تَحْتَ عُنْوَان "إيْنَاسِ النُّبَلاءِ فِي سَيْرَةِ شَيْخِنا العُقْلاء" فَجَزَاهُ اللهُ خَيْرًا!
ـ[العوضي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 09:21 ص]ـ
أخي الكريم أرجو ألا تكتب مواضيعك بخط النملة (ابتسامة)
رحم الله الشيخ حمود وبارك الله فيك على النقل
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[18 - 03 - 08, 05:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
لو قارنا بينه وبين ابن باز لوجدناه يفوق ابن باز في العلم غير أن ابن باز يفوقه في الشهرة رحمهما الله وجمعنا بهما وبجميع ورثة محمد صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى.
ـ[عبد الهادي الخضير]ــــــــ[18 - 03 - 08, 05:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
لو قارنا بينه وبين ابن باز لوجدناه يفوق ابن باز في العلم غير أن ابن باز يفوقه في الشهرة رحمهما الله وجمعنا بهما وبجميع ورثة محمد صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى.
الأخ الكريم ــ
هذا الكلام لايصح في المقارنة بين شيخين فضيلين قدما الى ماعملا
لكن لا مقارنة بينهما فالشيخ ابن باز قد أم عصره فقها وعلما وعبادة
وسعيا في حوائج الناس ويكفي أنه قد حرر 27000 فتوى بالطلاق فقط
وعلى كل حال فهل يراد من العلم الاماوصل اليه الشيخ ابن باز
وفقك الله لمرضاته
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[18 - 03 - 08, 09:20 م]ـ
رحم الله الشيخين الكريمين ابن باز و الشعيبي رحمة واسعة. فلقد كان لهما ويعلم الله فى القلب مكانة لا يعلمها الا الله .. وحقيقة" لم يبالغ من وصف الشيخ حمود بشيخ الطبقة والله اعلم .....
__________________________________________________ _________
وجزا الله خيرا" من ترجم له
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[19 - 03 - 08, 01:36 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء أخي معاذ وفرج الله همك ورحم الله الشيخ حمود وجزاكم الله خيراً على تذكيركم بالشيخ وإن كنت من المقربين من أهل الشيخ ليتهم يسعون في جمع تراثه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/19)
وللفائدة فهذا هو موقع الشيخ
http://www.al-oglaa.com/
ـ[أبوحذيفة الأصيل]ــــــــ[23 - 04 - 08, 04:02 م]ـ
قصيدة في فارس علوم الشريعة
للكاتب صالح علي العمري - الظهران
الله حسبي حينما تترجلُ ---- والصبرُ أجبرُ للفؤادِ و أجملُ
والله حسبي حينما يجتالني ---- أسفٌ عليك و حرقةٌ و تململُ
والله حسبي حين أجترع الأسى ---- غصصا، ودمعي في ركابك يهملُ
و الله حسبي كلما صالت بنا ---- برحى المنية صولةٌ لا تمهلُ
ذهب الذين أحبهم في جحفلٍ ---- يتلوه في عين المصيبة جحفلُ
يا شيخنا العقلا: رحلت!! وأمتي ---- ثكلى .. يصارعها العدو الأرذلُ
أرحلت والأحداثُ تفهقُ بالردى؟ ----- و على رحيلك أمةٌ تترحلُ
يفديك قومٌ قُصّرت أعمارهم ----- فاخلد بإرثك .. إن عمرك أطول
يفديك من ملأ الترابُ عيونه ---- فاهنأ .. فمجدُك في الزمان مؤثلُ
يفديك كلُّ منافقٍ متفيهقٍ ----- من دينهم عاريّةٌ و تسولُ
أسفي على العلم المرسّخ مثلما ---- يأسى على نور العيون المسملُ
علماؤنا نور البلاد وعزُّها ---- حرسُ الفضيلة و السياجُ الأطولُ
تُستنزل الرحمات من عبراتهم ---- و رؤى الحياة بجودهم تتهلّلُ
الموصلون إلى النجاة إذا طغى ---- موجُ الحياة و للسفين تميّلُ
الراسخون الثابتون على الهدى ---- إن أنكر الإشراق طرفٌ أحولُ
المصلحون بهمّةٍ نبويّةٍ ----- في الله لا تخبو و لا تتتبدّلُ
زمر الملائك في مجالس ذكرهم --- فالقلب يخشعُ و العطايا تنزلُ
زمر الملائك في مجالس ذكرهم ---- إن كان للشيطان قِدْماً جحفلُ
هذي الحياة شواهدٌ مقروءة ---- ومنازل غرّارةٌ تتحوّل
حقّا رحلت!! وأمتي مكلومةٌ ---- و كأن في لب الحشاشة مرجلُ
اذهب إلى الله الكريم وفضله ---- فلعل في لقياه ما تتأمل
والله حسبي حين ينثر مهجتي ---- سهم الردى فيمن أحبُّ و أحفلُ
والله حسبي في جليل مصائبٍ ---- مما مضى منها وما يُستقبلُ
..
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[23 - 04 - 08, 07:23 م]ـ
رحم الله العلامه الشيخ حمود العقلا الشعيبي(159/20)
ترجمة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك حفظه الله من كل سوء
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 03 - 08, 10:55 م]ـ
ترجمة الشيخ عبد الرحمن البراك
اسمه ونسبه:
عبد الرحمن بن ناصر بن براك بن إبراهيم البراك، ينحدر نسبه من بطن العرينات من قبيلة سبيع.
ميلاده ونشأته:
ولد الشيخ في بلدة البكيرية من منطقة القصيم في شهر ذي القعدة سنة 1352هـ.
وتوفي والده وعمره سنة، فنشأ في طفولته في بيت أخواله مع أمه، فتربى خير تربية.
ولما بلغ الخامسة من عمره سافر مع أمه إلى مكة، وكان في كفالة زوج أمه محمد بن حمود البراك.
وفي مكة التحق الشيخ بالمدرسة الرحمانية، وهو في السنة الثانية الابتدائية قدر الله أن يصاب بمرض في عينيه تسبب في ذهاب بصره، وهو في العاشرة من عمره.
طلبه للعلم ومشايخه:
عاد من مكة إلى البكيرية مع أسرته، فحفظ القرآن وعمره عشر سنين تقريبا على عمه عبد الله بن منصور البراك، ثم قرأ على مقرئ البلد عبد الرحمن بن سالم الكريديس رحمهم الله.
وفي حدود عام 1364 و1365هـ بدأ الشيخ حضور الدروس والقراءة على العلماء، فقرأ على الشيخ عبد العزيز بن عبد الله السبيل رحمه الله جملة من كتاب «التوحيد»، و «الآجرومية»، وقرأ على الشيخ محمد بن مقبل رحمه الله «الثلاثة الأصول».
ثم سافر إلى مكة مرة أخرى في عام 1366هـ تقريبا، ومكث بها ثلاث سنين، فقرأ في مكة على الشيخ عبد الله بن محمد الخليفي رحمه الله إمام المسجد الحرام في «الآجرومية»، وهناك التقى بعالم فاضل من كبار تلاميذ العلامة محمد بن إبراهيم رحمه الله، وهو: الشيخ صالح بن حسين العلي العراقي ـ رحمه الله ـ، وكان من أصدقاء الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله فجالسه واستفاد منه، ولما عُيِّن الشيخ صالح بن حسين العلي العراقي مديرا للمدرسة العزيزة في بلدة الدلم أحب الشيخ صالح أن يرافقه الشيخ عبد الرحمن حفاوة به، فصحبه لطلب العلم على الشيخ ابن باز حين كان قاضيا في بلدة الدلم، فرحل معه في ربيع الأول من عام 1369هـ، والتحق بالمدرسة العزيزة بالصف الرابع، وكان من أهم ما استفاده في تلك السنة الإلمام بقواعد التجويد الأساسية.
وفي نفس السنة سافر مع جمع من الطلاب مع الشيخ ابن باز إلى الحج، وبعد عودته ترك الدراسة في المدرسة العزيزة، وآثر حفظ المتون مع طلاب الشيخ عبد العزيز بن باز، ولازم دروس الشيخ ابن باز المتنوعة، فقد كان يُقرأ عليه في: كتاب «التوحيد»، و «الأصول الثلاثة»، و «عمدة الأحكام»، و «بلوغ المرام»، و «مسند أحمد»، و «تفسير ابن كثير»، و «الرحبية»، و «الآجرومية».
ومكث في الدلم في رعاية الشيخ صالح العراقي، فقد كان مقيما في بيته، ودرس عليه علم العروض.
وحَفِظ في بلدة الدلم كتاب «التوحيد»، و «الأصول الثلاثة»، و «الآجرومية»، و «قطر الندى»، و «نظم الرحبية»، وقدرا من «ألفية ابن مالك»، ومن «ألفية العراقي» في علوم الحديث.
وبقي في الدلم إلى أواخر سنة 1370، وكانت إقامته في الدلم لها أثر كبير في حياته العلمية.
ثم لما فتح المعهد العلمي في الرياض في عام 1370هـ انتقل إليه كثير من طلاب المشايخ، ومنهم طلاب الشيخ عبد العزيز ابن باز، فاضطر الشيخ للتسجيل فيه، وبدأت دراسة أول دفعة فيه في محرم1371هـ، وكانت الدراسة في المعهد تتكون من مرحلتين: تمهيدي للمبتدئين الصغار، وثانوي لمن بعدهم، والتحق به كثير من طلاب العلم في وقتها، وكانت الدراسة الثانوية أربع سنوات فتخرج عام 1374هـ، والتحق بكلية الشريعة، وتخرج فيها سنة 1378هـ.
وتتلمذ في المعهد والكلية على مشايخ كثيرين من أبرزهم:
العلامة عبد العزيز ابن باز، والعلامة محمد الأمين الشنقيطي، ودرَّسهم في المعهد في التفسير، وأصول الفقه، والعلامة عبد الرزاق عفيفي، ودرَّسهم في التوحيد، والنحو، وأصول الفقه، والشيخ محمد عبد الرزاق حمزة، والشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد، والشيخ عبد الرحمن الأفريقي، والشيخ عبد اللطيف سرحان درس عليه النحو، وآخرين رحمهم الله جميعا.
وكان في تلك المدة يحضر بعض دروس العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ في المسجد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/21)
و أكبر مشايخه عنده، وأعظمهم أثرًا في نفسه الإمام العلامة عبد العزيز ابن باز ـ رحمه الله ـ فقد أفاد منه أكثر من خمسين عاما بدءا من عام 1369هـ إلى وفاته في عام 1420هـ، ثم شيخه العراقي الذي استفاد منه حب الدليل، ونبذ التقليد، والتدقيق في علوم اللغة، كالنحو، والصرف، والعروض.
الأعمال التي تولاها:
عيِّن الشيخ مدرسا في «المعهد العلمي» في مدينة الرياض عام 1379هـ وبقي فيه ثلاثة أعوام، ثم نُقل إلى «كلية الشريعة» بالرياض، وتولى تدريس العلوم الشرعية، ولما افتتحت كلية أصول الدين عام 1396هـ صُنِّف الشيخ في أعضاء هيئة التدريس في قسم «العقيدة والمذاهب المعاصرة»، ونقل إليها، وتولى التدريس في الكُليتين إلى أن تقاعد في عام 1420هـ، وأشرف خلالها على عشرات الرسائل العلمية.
وبعد التقاعد رغبت الكلية التعاقد معه؛ فأبى، كما طلب منه سماحة الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ أن يتولى العمل في الإفتاء مرارا فتمنَّع، فرضي منه الشيخ ابن باز أن ينيبه على الإفتاء في دار الإفتاء في الرياض في فصل الصيف حين ينتقل المفتون إلى مدينة الطائف، فأجاب الشيخ حياءً، إذ تولى العمل مرتين ثم تركه.
وبعد وفاة الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ طلب منه سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن يكون عضوا في الإفتاء، وأَلَحَّ عليه في ذلك فامتنع، وآثر الانقطاع للتدريس في المساجد.
جهوده في نشر للعلم:
جلس الشيخ للتعليم في مسجده الذي يتولى إمامته ـ مسجد الخليفي بحي الفاروق ـ، ومعظم دروسه فيه، وقرئ عليه عشرات الكتب في شتى الفنون؛ كالفقه وأصوله، والتفسير وأصوله، والحديث، والعقيدة، والنحو، وغيرها، كما أن له دروسا في بيته مع بعض خاصة طلابه، وله دروس منتظمة في مساجد أخرى في مدينة الرياض، وله مشاركات متكررة في الدورات العلمية المكثفة التي تقام في الصيف، إضافة لإلقائه كثيرا من المحاضرات والكلمات الدعوية، وإجابته على الأسئلة المعروضة عليه من عدد من أشهر المواقع الإسلامية في الشبكة العالمية.
طلابه:
تصدى الشيخ لنشر العلم قبل نصف قرن تقريبا، وتتلمذ عليه أمم من طلاب العلم يتعذر على العاد حصرهم، وكثير من أساتذة جامعاتنا الشرعية، والدعاة المعروفين، قد تتلمذوا عليه.
وبعد أن يسر الله جملة من الوسائل الحديثة، كالشبكة العالمية تمكن كثير من طلاب العلم في خارج البلاد من متابعة دروس الشيخ على الهواء مباشرة، عن طريق موقع البث الإسلامي: www.liveislam.net
احتسابه:
للشيخ جهود كبيرة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومناصحة المسؤلين، والكتابة لهم، والإصلاح بين الناس، والتحذير من البدع، وسائر الانحرافات والمخالفات، وله في ذلك فتاوى كثيرة، وله مشاركة مع بعض المشايخ في عدد من البيانات والنصائح الموجهة لعموم المسلمين.
اهتمامه بأمور المسلمين:
للشيخ ـ حفظه الله ـ اهتمام بالغ بأمور المسلمين في جميع أنحاء العالم، فيتابع لأخبارهم، ويحزن ويتألم لما يحدث لهم من نكبات، وفي أوقات الأزمات يبادر بالدعاء لهم، والدعاء على أعدائهم، ويبذل النصح والتوجيه لهم، وللمسلمين فيما يجب نحوهم.
إنتاجه العلمي:
انصرف الشيخ عن التأليف مع توفر آلته، وبذل معظم وقته في تعليم العلم، والإجابة عن الأسئلة، وقد قُرئت عليه عشرات الكتب في مختلف الفنون، وقد سجل بعضها، وما لم يسجل أكثر، وما زالت دروسه عامرة كما كانت.
وقد صدر للشيخ من المطبوعات: «شرح الرسالة التدمرية»، و «جواب في الإيمان ونواقضه»، و «موقف المسلم من الخلاف»، و «التعليقات على المخالفات العقدية في فتح الباري»، و «توضيح مقاصد الواسطية».
وسيصدر قريبا بإذن الله «شرح العقيدة الطحاية» وبعدها شرح نواقض الإسلام وشرح حائية ابن أبي داود ودالية أبي الخطاب وغيرها.
وفي حياة الشيخ جوانب كثيرة مشرقة أعلم أنه يكره ذكرها، أسأل الله أن يبارك في عمره، و يمد فيه على الطاعة، وينفع المسلمين بعلمه، إنه سميع قريب.
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 11:22 م]ـ
جزاكم الله خيراً ... وحفظ الله شيخنا العلامة عبدالرحمن البراك ... ونفع بعلمه المسلمين ...
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 03 - 08, 12:05 ص]ـ
بارك الله فيكم وفي شيخكم,,,
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 04 - 08, 10:05 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم.
ـ[محمود حجي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 07:30 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الترجمة النافعة ان شاء الله
عندي سؤال:
هل أنت إمام الحرم المكي الشيخ عبد الرحمن السديس
ـ[ابو ريمه]ــــــــ[07 - 05 - 08, 12:39 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[عقيل الشيخي]ــــــــ[24 - 05 - 08, 12:28 م]ـ
ترجمة رائعة لشيخنا العلامة عبدالرحمن البراك حفظه الله
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 05 - 08, 12:16 م]ـ
بارك الله فيكم وشكر لكم ونفع بكم
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[14 - 06 - 08, 12:31 ص]ـ
الشيخ عبد الرحمن السديس صاحب الموضوع شيخ فاضل أسأل الله أن ينفع به, وليس هو إمام الحرم وإنما هو من جماعته,,,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/22)
ـ[ابوعواض]ــــــــ[14 - 06 - 08, 11:49 ص]ـ
جزاك اللة خير
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[28 - 02 - 10, 04:33 م]ـ
حفظ الله الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك من كل سوء
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[01 - 05 - 10, 10:08 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[نورالدين الساعي]ــــــــ[02 - 05 - 10, 06:33 ص]ـ
حفظ الله الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك واطال الله عمره على طاعته
نرجوا تطميننا عن الشيخ لما لم يكمل الدرس اليوم الاحد حتى الساعة الخامسة تماما توقف عن الدرس هل الاشكال في البث الاسلامي ام ماذا؟؟؟؟؟
ـ[نورالدين الساعي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 05:09 م]ـ
الحمدلله شرح الشيخ اليوم الاثنين نفع الله به وحفظه الله من كل سوء-
(لاأحديفوت دروس الشيخ التي تأتي على موقع البث الاسلامي -وسؤاله-والذي يسكن عندالشيخ لايحرم نفسه من حضور مجالسه ودروسه)(159/23)
ترجمة ... شيخنا ... محمد بن جميل زينو ... حفظه الله ونفع بعلمه
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[20 - 03 - 08, 01:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فهذه ترجمة لشيخنا محمد بن جميل زينو
نفع الله بعلمه ذكرها بنفسه وضمنها طريق هدايته الى التوحيد ,
ووجه فيها نصائحه الى مختلف الجماعات الإسلامية
وذلك في كتاب (كيف اهتديت إلى التوحيد والصراط المستقيم)
والذي كتبه قبل خمسة عشر عاماً ..... وقد تجاوز عمره الآن خمسة وثمانون عاماً
نسأل الله أن يبارك في عمره وعمله وعلمه. اللهم آمين ...
قال حفظه الله تعالى ونفع بعلمه:-
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد فقد تلقيت رسالة من طالب تركي من بلدة (قونية) هذا نصها: إلى محمد بن جميل زينو المدرس في دار الحديث الخيرية بمكة المكرمة. السلام عليكم ورحمة لله وبركاته.
أستاذنا الكريم: أنا طالب في كلية الشريعة (في قونية) , وأخذت كتابكم " العقيدة الإسلامية " " أطروحة " وترجمت كتابكم إلى اللغة التركية ولكن أحتاج إلى ترجمة حياتكم للطبع , وأنا أريد من فضلكم أن ترسل هذه المعلومات إلى العنوان الآتي شكراً لفضيلتكم من الآن والسلام على من اتبع الهدى.
" بلال بارومجي "
وقد طلب مني بعض إخواني من طلبة العلم أن أكتب قصة حياتي والمراحل التي مررت بها منذ الصغر إلى أن بلغت من العمر قريباً من 70 سنة وكيف اهتديت إلى العقيدة الإسلامية الصحيحة عقيدة السلف الصالح التي تستند على الدليل من القرآن الكريم والحديث الصحيح , وهذه نعمة كبيرة لا يعرفها إلا من ذاقها:
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً , وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً) " رواه مسلم "
ولعل القاريء يجد في هذه القصة عبرة ودروساً نافعة لمعرفة الحق من الباطل. والله أسأل أن ينفع بها المسلمين , ويجعلها خالصة لوجهه الكريم.
محمد بن جميل زينو
1/ 1/1415هـ
الولادة والنشأة
ولدت في مدينة حلب في سوريا عام 1925م [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=77#_ftn1) حسب الجواز، الموافق 1344هـ، وعمري الآن ثلاث وسبعون سنة، ولما بلغت من العمر عشر سنين تقريباً دخلت في مدرسة خاصة وتعلمت القراءة والكتابة.
انتسبت إلى مدرسة (دار الحفاظ) وبقيت فيها خمس سنوات حفظت خلالها القرآن غيباً نع التجويد.
دخلت مدرسة في حلب كانت تسمى (الكلية الشرعية التجهيزية) وهي الآن الثانوية الشرعية، وهي تابعة للأوقاف الإسلامية، وكانت المدرسة تدرس العلوم الشرعية والعصرية: فقد درست فيها التفسير، والفقه الحنفي، والنحو، والصرف، والتاريخ والحديث وعلومه، وغيرها من العلوم الشرعية.
ومن العلوم العصرية درست فيها الفيزياء، والكيمياء، والرياضيات، واللغة الفرنسية، وغيرها من العلوم التي برع فيها المسلمون قديماً كعلم الجبر مثلاً.
أ – وأذكر أني درست علم التوحيد في كتاب اسمه (الحصون الحميدية) وهو يركز على توحيد الرب، وإثبات أن لهذا العالم خالقاً ورباً، وقد تبين لي فيما بعد أنه خطأ وقع فيه كثير من المسلمين والمؤلفين، والجامعات، والمدارس التي تدرس العلوم الشرعية، لأن لمشركين الذين حاربهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يعترفون بأن الله خالقهم:
قال الله تعالى:
(ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون)
" سورة الزخرف 87 "
بل الشيطان الذي ـ لعنه الله ـ كان يعترف بأن الله ربه:
قال تعالى يخبر عن قوله:
(قال ربي بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض)
" سورة الحجر 39 "
ب- أما توحيد الإله الذي هو الأساس الذي ينجو به المسلم، فلم أدرسه وكنت لا أعلم شيئاً عنه، شأن بقية المدارس والجامعات الذين لا يدرسونه، ولا يعلم عنه الطلاب شيئاً.
والله تعالى أمر الرسل جميعاً أن يدعو إليه، وقد دعا إليه خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم قومه، فامتنعوا واستكبروا كما أخبر الله عنهم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/24)
(إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون)
" سورة الصافات "
لأن العرب المشركين كانوا يعرفون معناها، وأن من قالها لا يجوز له أن يدعو غير الله، وباقي المسلمين يقولونها بألسنتهم، ويدعون غير الله، فينقضونها.
ج- أما توحيد الصفات فكانت المدرسة تتأول آيات الصفات كبقية المدارس في أكثر بلاد المسلمين مع الأسف الشديد.
وأذكر أن المدرس كان يفسر قول الله تعالى:
(الرحمن على العرش استوى) " سورة طه "
(استوى: بمعنى استولى) ويستشهد بقول الشاعر:
قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق
قال ابن الجوزي: هذا الشعر لا يعلم قائله، وقال آخرون: نصراني، وكلمة (استوى) ورد تفسيرها في البخاري عند قول الله تعالى: (ثم استوى إلى السماء). " سورة البقرة "
قال: مجاهد و أبو العالية: (استوى: علا وارتفع).
" انظر البخاري كتاب التوحيد جـ 8/ 175 "
فهل يجوز لمسلم أن يترك قول التابعين في البخاري، ويأخذ بقول شاعر مجهول؟ وهذا التأويل الفاسد الذي ينكر علو الله على عرشه يخالف عقيدة الإمام أبي حنيفة، ومالك وغيرهما، فقد قال الإمام أبو حنيفة الذي يدرسون مذهبه: (من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر، لأن الله يقول: " الرحمن على العرش استوى ". " سورة طه "
وعرشه فوق سبع سماوات). " انظر شرح العقيدة الطحاوية 322 "
وقد حصلت على شهادة المدرسة عام 1948م، ونلت الشهادة الثانوية العامة، ونجحت في مسابقة بعثة الأزهر، لكنني لم أذهب لأسباب صحية، ودخلت دار المعلمين في حلب، وعملت مدرساً لمدة 29 سنة تقريباً، ثم تركت التدريس.
بعد استقالتي من التدريس جئت بعمرة إلى مكة عام 1399هـ، وتعرفت على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، وعرف أن عقيدتي سلفية، فاعتمدني مدرساً في الحرم المكي وقت الحج، ولما انتهى موسم الحج أرسلني إلى الأردن للدعوة إلى الله، فذهبت، ومكثت في مدينة " الرمثا " في جامع صلاح الدين، فكنت إماماً وخطيباً ومدرساً للقرآن، وكنت أزور المدارس الإعدادية وأوجه الطلاب إلى عقيدة التوحيد، فكانوا يتقبلونها بقبول حسن.
وفي شهر رمضان من عام 1400هـ جئت بعمرة إلى مكة، وبقيت إلى بعد الحج وتعرفت على طالب من طلاب دار الحديث الخيرية بمكة، وطلب مني أن أكون مدرساً عندهم لأنهم في حاجة إلى مدرسين، ولا سيما في مصطلح علم الحديث، فاتصلت بمديرها فأبدى استعداده، وطلب مني تعميداً من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، فكتب إلى المدير يطلب منه أن أكون مدرساً عندهم، فدخلت المدرسة، ودرست الطلاب التفسير، والتوحيد، والقرآن الكريم وغيرها من الدروس.
ومن فضل الله بدأت بإصدار رسائل صغيرة، مختصرة، وبسيطة، فكان لها قبول في جميع بلاد العالم، وقد ترجم بعضها إلى الإنجليزية، والفرنسية، والبنغالية، والأندنوسية، والتركية، والأوردية، وغيرها من اللغات، وسميتها:
(سلسلة التوجيهات الإسلامية) وصلت إلى أكثر من عشرين رسالة طبع منها مئات الآلاف، وأكثرها مجانية، يجدها القاريء على ظهر غلاف الرسالة بأسمائها وأرقامها.
والله أسأل أن ينفع بها المسلمين، ويجعلها خالصة لوجه الله تعالى.
كنت نقشبندياً
كنت منذ الصغر أحضر الدروس في المساجد والحلقات للذكر وقد شاهدني شيخ الطريقة النقشبندية، فأخذني إلى زاوية المسجد وبدأ يعطيني أوراد الطريقة النقشبندية، ولكن لصغر سني لم استطع أن أقوم بما أمرني به من الأوراد إلا أنني أحضر مجالسهم مع أقاربي في الزوايا، وأسمع ما يقولون من القصائد والأناشيد، وحينما يأتي ذكر اسم الشيخ كانوا يصيحون بصوت مرتفع، فيزعجني هذا الصوت المفاجيء في الليل، ويسبب لي الرعب والمرض، وعندما تقدمت في السن بدأ قريب لي يأخذني إلى مسجد الحي لأحضر معه ما يسمونه (الختم) فكنا نجلس على شكل حلقة، وأحد الشيوخ يوزع علينا الحصى ويقول: "الفاتحة الشريفة، الإخلاص الشريف " فنقرأ بعدد الحصى سورة الفاتحة والإخلاص، والاستغفار، والصلاة على النبي بالصورة التي يحفظونها، وأذكر منها (اللهم صلي على محمد عدد الدواب) يقولونها جهراً آخر الذكر وبعدها يقول الشيخ الموكل بالختم: (الرابطة الشريفة) ويقصدون بها أن يتصوروا شيخهم في حال ذكرهم لأن الشيخ يربطهم بالله في زعمهم،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/25)
فكانوا يهمهمون، ويصيحون، ويعتريهم الخشوع حتى أن أحدهم شاهدته يقفز فوق رؤوس الحاضرين من مكان مرتفع من شدة وجده، كأنه البهلوان فاستغرب هذا التصرف والصياح عند ذكر شيخ الطريقة، ودخلت مرة على بيت قريبي هذا، فسمعت نشيداً من جماعة الطريقة النقشبندية يقولون فيه:
دلوني بالله دلوني على شيخ النصر دلوني
اللي يبري العليل ويشفي المجنونا
وقفت على باب البيت، ولم أدخل، وقلت لصاحب البيت: هل الشيخ يبريء العليل، ويشفي المجنون؟ قال: نعم، قلت له: الرسول عيسى بن مريم عليه السلام الذي أعطاه الله معجزة إحياء الموتى وشفاء الأكمه والأبرص يقول: بإذن الله، فقال لي: وشيخنا يفعل بإذن الله! قلت له: ولماذا لا تقولون بإذن الله؟! علماً بأن الشافي هو الله وحده، كما قال إبراهيم عليه السلام:
(وإذا مرضت فهو يشفين) " الشعراء 80 "
ملاحظة على الطريقة النقشبندية
1 - تمتاز هذه الطريقة بأورادها السرية الخفية، فليس فيها رقص ولا تصفيق مما عند غيرهم من الطرق المشهورة.
2 - هذا الاجتماع على الذكر، وتوزيع الحصى على كل واحد، والموكل بالختم يأمرهم أن يقولوا كذا، ووضعهم الحصى في كأس ماء ليشربوا منه، ويستشفوا به، هذا كله من البدع التي أنكرها الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود حينما دخل المسجد، فرأى جماعة يتحلقون، وبأيديهم الحصى، يقول أحدهم: سبحوا كذا، افعلوا كذا عدد الحصى التي بأيديهم، فقال لهم موبخاً: " ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا يا أبا عبد الرحمن حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح قال: فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء، ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم؟ هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة أهدى من ملة محمد، أو مفتحوا باب ضلالة "؟!
" حسن رواهالدرامي والطبراني "
وهذه قضية منطقية سليمة، فهؤلاء إما أن يكونوا أهدى من الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم وفقوا إلى عمل لم يصل إليه علم الرسول صلى الله عليه وسلم، وإما أن يكونوا في ضلالة، والفرض الأول منتف حتماً، لأنه لا أحد أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يبق إلا الفرض الآخر.
الرابطة الشريفة: ويعنون بها أن يتصوروا صورة الشيخ أمامهم في الذكر ينظر إليهم، ويراقبهم لذلك تراهم يخشعون ويصيحون بأصوات منكرة غير واضحة، وهذه مرتبة الإحسان التي وردت في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك).
ففي هذا الحديث يرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نعبد الله كأننا نراه , وإذا كنا لا نراه , فإنه يرانا , هذه مرتبة الإحسان التي هي لله وحده , قد أعطوها لشيخهم وهذا من الشرك الذي نهى الله عنه بقوله: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً). " سورة النساء 36 "
فالذكر عبادة لله لا يجوز أن نشرك به أحداً، ولو كان من الملائكة أو الرسل والمشايخ دون رتبتهم، فلا يجوز إشراكهم من باب أولى! والحقيقة أن تصور الشيخ في الذكر موجود أيضاً في الطريقة الشاذلية، وغيرها من الطرق الصوفية كما سيأتي.
4 - هذا الصياح الشديد الذي يعتريهم عند ذكر الشيخ، أو طلب المدد من غير الله كأهل البيت، ورجال الله، هو من المنكرات بل هو من الشرك المنهي عنه، فإذا كان الصياح عند ذكر الله منكراً، لأنه يتنافى مع قول الله تعالي:
(إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم).
" سورة الأنفال آية 2 "
وفي قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(أيها الناس اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، إنكم تدعون سميعاً قريباً وهو معكم). " متفق عليه "
فإن الصياح والخشوع والبكاء عند ذكر الأولياء أشد إنكاراً لأن هذا يدل على الاستبشار الذي حكاه الله عن المشركين حين قال:
(وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون). " سورة الزمر 45 "
5 - الغلو في شيخ الطريقة، اعتقادهم أنه يشفي المرضى، مع أن الله تعالى ذكر قول إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم.
(وإذا مرضت فهو يشفين) " سورة الشعراء 80 "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/26)
(وقصة الغلام المؤمن الذي كان يدعو للمرض، فيشفيهم الله، حين قال له جليس الملك: لك هذا المال إن أنت شفيتني! فقال له الغلام (أنالا أشفي أحداً إنما يشفي الله إن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك).
" القصة رواها مسلم في صحيحة "
6 - الذكر عندهم باللفظ المفرد وهو (الله) آلاف المرات هي وردهم , مع أن هذا الذكر بلفظ (الله) لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته ولا التابعين , ولا عن الأئمة المجتهدين , بل من بدع الصوفية , لأن لفظ (الله) مبتدأ , ولم يأت بعده خبره, فأصبح الكلام ناقصاً , ولو أن إنساناً نادى اسم (عمر) عدة مرات , فنقول له: ماذا تريد من عمر؟ فلم يرد علينا إلا باسم (عمر , عمر) لقلنا إنه معتوه , لا يدري ماذا يقول؟ ويستشهد الصوفية على الذكر المفرد بقول الله تعالى: (قل الله) ولو أنهم قرأوا الكلام الذي قبله لعرفوا أن المراد قل الله أنزل الكتاب , ونص الآية: ((وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء، قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى ... قل الله)). " سورة الأنعام 91 "
[أي قل الله أنزل الكتاب].
كيف انتقلت إلى الطريقة الشاذلية
تعرفت على شيخ من الطريقة الشاذلية حسن الصورة والأخلاق وزارني في بيتي , وزرته في بيته , فأعجبني لين كلامه , وحديثه, وتواضعه , وكرمه , فطلبت منه أن يعطيني ورد الطريقة الشاذلية , فأعطاني أورادها الخاصة بها وكانت عنده زاوية يأوي إليها بعض الشباب , ويقيمون فيها الذكر بعد صلاة الجمعة.
زرته مرة في بيته، فرأيت صورة شيوخ كثيرين للطريقة الشاذلية معلقة على الجدار فذكرته بالنهي الوارد عن تعليق الصور، فلم يستجب، مع أن الحديث واضح ـ ولا يخفى عليه ـ وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائمة). " متفق عليه "
(نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصور في البيت ونهى الرجل أن يصنع ذلك). " رواه الترمذي وقال حسن صحيح "
وبعد سنة تقريباً أحببت زيارة الشيخ، وأنا في طريقي إلى أداء العمرة، فدعاني مع ولدي ورفيقي إلى طعام العشاء وبعد الانتهاء قال لي: هل تسمع شيئاً من الأناشيد الدينية من هؤلاء الشباب؟ فقلت نعم، فأمر الشباب الذين حوله ـ وكانت اللحى الجميلة تعلو وجوههم ـ أن ينشدوا فبدأوا ينشدون بصوت واحد نشيداً خلاصته: (من كان يعبد الله طمعاً في جنته، أو خوفاً من ناره، فقد عبد الوثن) فقلت لهم: ذكر الله آية في القرآن يمدح فيها الأنبياء قائلا: ((أنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين)). " سورة الأنبياء 90 "
فقال لي الشيخ: هذه القصيدة التي ينشدونها هي: (لسيدي عبدالغني النابلسي)! فقلت له: وهل كلام الشيخ مقدم على كلام الله، وهو معارض له؟! فقال لي أحد المنشدين: سيدنا علي رضي الله يقول: "الذي يعبد الله طمعاً في جنته، عبادة التجار " فقلت له: في أي كتاب وجدت هذا القول لسيدنا علي، وهل هو صحيح؟ فسكت، فقلت له: هل يعقل أن يخالف علي رضي الله عنه القرآن وهو من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن المبشرين بالجنة؟ ثم التفت رفيقي قائلاً لهم:
ذكر الله تعالى عن وصف المؤمنين يمدحهم قائلاً:
((تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً))
" سورة السجدة 16 "
فلم يقتنعوا، وتركت الجدال معهم، وانصرفت إلى المسجد للصلاة فلحقني منم شاب، وقال لي: نحن معكم، والحق معكم، ولكن لا نستطيع أن نتكلم، وأن نرد على الشيخ! قلت له: لماذا لا تتكلمون الحق؟ قال: سوف يخرجنا من السكن إن تكلمنا: وهذا مبدأ صوفي عام فإن شيوخ التصوف أوصوا تلاميذهم ألا يعترضوا على الشيخ مهما غلط وقالوا لهم عبارتهم المشهورة: " ما أفلح مريد قال لشيخه لم؟ " متجاهلين قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون). " حسن أخرجه أحمد والترمذي "
وقول مالك رضي الله عنه: " كل واحد يؤخذ من قوله ويرد إلا الرسول صلى الله عليه وسلم ".
مجلس الصلاة على النبي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/27)
ذهبت مع بعض المشايخ إلى أحد المساجد لحضور هذا المجلس فدخلنا حلقة الذكر، وهم يرقصون، ويمسكون بأيدي بعضهم، ويتمايلون، ويرتفعون، وينخفضون، ويقولون: الله، الله ... وكل واحد من الحلقة يخرج إلى الوسط، ويشير بيديه إلى الحاضرين لينشطوا في الحركة والتمايل .... حتى وصل الدور إلىّ لأخرج، وأشار إليّ رئيسهم بالخروج، لأزيد من حركتهم ورقصهم، فاعتذر أحد المشايخ الذين معي وقال له: أتركه إنه ضعيف، لأنه يعرف أني لا أحب مثل هذا العمل، ورآني ساكناً لا أتحرك، فتركني رئيسهم وأعفاني من الخروج إلى وسط الحلقة، وكنت أسمع قصائد من أصوات جميلة، لكنها لا تخلو من طلب المدد والعون من غير الله! ولاحظت أن النساء يجلسن على مكان مرتفع ويتفرجن على الرجال وكانت فتاة منهن متبرجة قد ظهر شعرها وساقها، ويداها ورقبتها، فأنكرت ذلك في قلبي، وقلت لرئيس المجلس في آخر الجلسة: إن فتاة فوقنا سافرة، لو أنك ذكرتها مع النساء بالحجاب في المسجد لكان عملاً طيباً فقال لي: نحن لا نذكر النساء، ولا نقول لهن شيئاً! قلت له: لماذا؟ قال لي: إذا نصحناهن فسيمتنعن عن الحضور للذكر! فقلت في نفسي لا حول ولا قوة إلا بالله، ما هذا الذكر الذي تظهر فيه النساء، ولا ينصحهن أحد؟ وهل يرضى الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا وهو القائل:
(من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان). " رواه مسلم "
الطريقة القادرية
دعاني أحد شيوخ الطريقة مع شيخي الذي درست عليه النحو والتفسير، فذهبنا إليه في بيته، وبعد تناول طعام العشاء وقف الحاضرون يذكرون ويقفزون، ويتمايلون، ويقولون الله، الله ... وكنت واقفاً معهم لا أتحرك، ثم جلست على المقعد حتى انتهى الشوط الأول، ورأيت العرق يسيل منهم، فجاءوا بمنشف ليمسحوا العرق عنهم،وبما أن الوقت قارب نصف الله، فتركتهم وذهبت إلى بيتي، وفي اليوم الثاني قابلت أحد الجالسين معم، وكان مدرساً معي، وقلت له: إلى متى بقيتم على حالكم؟ فقال لي: إلى الساعة الثانية بعد منتصف الليل وذهبنا إلى بيوتنا للنوم! قلت له: وصلاة الصبح مت صليتموها؟ فقال لي: لم نصلها في وقتها، وفاتتنا.
قلت في نفسي ما شاء الله على الذكر الذي يضيع صلاة الفجر، وتذكرت قول عائشة تصف الرسول صلى الله عليه وسلم:
(كان ينام أول الليل، ويحيي آخره). " متفق عليه "
وهؤلاء الصوفيون بالعكس يحيون أول الليل بالبدع والرقص، وينامون آخره ليضيعوا صلاة الفجر، وقد قال الله تعالى:
((فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون)).
[أي يؤخرونها عن وقتها] " سورة الماعون 4 - 5 "
وقال صلى الله عليه وسلم: (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها).
" رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع "
التصفيق في الذكر
كنت في مسجد، قد أقيمت فيه حلقة ذكر بعد صلاة الجمعة فجلست انظر إليهم، ولكي يشتد بهم الوجد والطرب جعل أحدهم يصفق بيديه، فأشرت إليه أن هذا حرام لا يجوز، فلم يترك التصفيق، ولما انتهى نصحته فلم يقبل، وقابلته بعد مدة لأذكره بأن هذا التصفيق من عمل المشركين حين قال الله عنهم:
((وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاءً وتصدية)). "سورة الأنفال35 "
[المكاء: الصفير، التصدية: التصفيق]
فقال لي ولكن الشيخ الفلاني أباحه! فقلت في نفسي: هؤلاء ينطبق عليهم قوله تعالى:
((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم)). " سورة التوبة 31 "
ولما سمع عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه الآية، وكان نصرانياً قبل أن يسلم، فقال يا رسول الله: إنا لسنا نعبدهم! فقال له صلى الله عليه وسلم: (أليس يحلون لكم ما حرم الله فتحلونه، ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه؟ قال بلى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فتلك عبادتهم). " حسن أخرجه الترمذي والبيهقي "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/28)
وحضرت ذكر آخر في مسجد كان المنشد يصفق أثناء الذكر، فقلت له بعد الانتهاء: إن صوتك جميل ولكن هذا التصفيق حرام، فقال لي: (نغم الغناء لا يتم إلا بالتصفيق) وقد رآني شيخ أكبر منك فلم ينكر عليّ! ويلاحظ من حضر ذكرهم أنهم يلحدون في أسماء الله فيقولون: (الله – آه – هي – هو – ياهو) وهذا التبديل والتحريف حرام يحاسبون عليه يوم القيامة.
الضرب بالشيش (بسيخ الحديد)
هناك زاوية للصوفية قريبة من بيتنا، ذهبت إليها لأطلع على ذكرهم،وبعد العشاء حضر المنشدون،وكانوا يحلقون اللحى، وجعلوا قولون بصوت واحد:
هات كاس الراح واسقنا الأقداح
يرددون هذا البيت، ويتمايلون، ويعيد البيت رئيسهم بمفرده ثم يتبعه الآخرون أشبه بجماعة المغنين والمطربين! ولا يخجلون من ذكر الخمر في المسجد الذي جُعل للصلاة والقرآن , لأن الراح معناها هنا الخمر , والخمر حرمها الله في كتابه , والرسول في أحاديثه. ثم بدأت الدفوف تضرب بشدة , وتقدم أحدهم وكان كبير السن فخلع قميصه , وصاح بأعلى صوته: يا جداه! ويقصد به الاستغاثة بأحد أجداده الأموات من أبناء الطريقة الرفاعية , لأنهم مشهورون بهذا العمل! ثم أخذ سيخاً من حديد , وأدخله في جلد خاصرته , وهو يصيح يا جداه , ثم جاء رجل يرتدي اللباس العسكري , حليق اللحية , فأخذ كأساً من زجاج وجعل يقضمه بأسنانه! فقلت في نفسي: إن كان هذا الجندي صادقاً فلماذا لم يذهب إلى اليهود ويحاربهم بدلاً من أن يكسر الكأس بأسنانه , وكان ذلك عام 1967م حينما احتل اليهود جزءاً كبيراً من الأرض العربية واندحرت الجيوش العربية , وخسرت الحرب , وكان هذا الجندي من بينهم لم يفعل شيئاً. مع أنه كان خليق اللحية.
1 - إن بعض الناس يظنون أن هذا العمل كرامة، ولم يعلموا أن هذا العمل من الشياطين المجتمعين حولهم يساعدونهم على ضلالهم، لأنهم أعرضوا عن ذكر الله وأشركوا بالله حيث استغاثوا بأجدادهم، مصداقاً لقوله تعالى:
((ومن يعش عن ذكر الله نقيض له شيطاناً فهو له قرين، وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون)). "سورة الزخرف 36 - 37"
والله تعالى يسخر لهم الشياطين ليزيدهم ضلالاً، لقول الله تعالى:
((قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مداً)). " سورة مريم75 "
2 - ولا غرابة من مساعدة الشياطين لهم وقدرتهم على ذلك، فقد طلب سليمان عليه السلام من جنوده أن يأتوا بعرش الملكة بلقيس:
((قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك)).
" سورة النمل 39 "
والذين ذهبوا إلى الهند كالرحالة ابن بطوطة وغيره شاهدوا من المجوس أكثر من هذا!
3 - فالمسألة ليست مسألة كرامة ولا ولاية، بل ضرب الشيش وغيره من عمل الشياطين المجتمعين حول الغناء والمعازف التي هي من مزامير الشيطان، وأغلب الذين يقومون بهذه الأعمال يرتكبون المعاصي، بل يشركون بالله جهراً فكيف يكونون من الأولياء وأصحاب الكرامات؟ والله تعالى يقول:
آمنوا و ((ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنزن الذين كانوا يتقون)). " سورة يونس 62 "
فالولي هو المؤمن التقي الذي يبتعد عن الشرك والمعاصي، ويستعين بالله وحده عند الشدائد والرخاء، وقد تأتيه الكرامة عفواً وبدون طلب وشهرة أمام الناس.
4 - وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية عن أفعال أمثال هؤلاء وغيرهم فقال: ولا تحصل لهم هذه الأفعال عند قراءة القرآن والصلاة، لأن هذه عبادات شرعية إيمانية، محمدية، تطرد الشياطين ... وتلك عبادات بدعية شركية، شيطانية، فلسفية، تستجلب الشياطين.
5 - والغريب أن واحداً ممن تأثروا بالفكر الصوفي هو (سعيد حوي) قد انطلت عليه هذه الأباطيل، فراح يكتب عنها، ويدعو إلى دراسة الطريقة الرفاعية، ويروي حادثة سمع بها يقول عنها: حدثني رجل نصراني أن رجلا ضربه في بطنه، فخرج السيخ من ظهره ... ! ثم يقول: وقد يكون صاحب هذه الكرامة فاسقاً، فتكون لجده!! " انظر كتاب تربيتنا الروحية 74 "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/29)
فالكتاب يأخذ الحادثة عن رجل نصراني، وقد يكون كاذباً، وهل تكون الكرامة لفاسق؟ ومتى كانت بالوراثة؟ الكرامة تكون للأولياء المتقين، ولا تكون بالوراثة، ولا تكون لفاسق، وإذا حصل شيء خارق للعادة لفاسق، فلا يسمى كرامة، كما زعم "سعيد حوي" بل يكون استدراجاً لهم، ليزيدهم في الضلال، وسبق أن ذكرت أن المجوس يقومون بأعمال أشد من ضرب السيخ!
6 - ثم إن رجلا سلفياً كلف أحد هؤلاء المشعوذين الذين يضربون بالشيش أنفسهم، أن يدخل دبوساً في عينه، فامتنع وخاف، مما يدل على أنه يدخل الشيش في جلده بسيخ خاص، والذين كانوا يتعاطون مثل هذه الأعمال ثم تابوا تحدثوا عن الدم الذي كان يسيل منهم، ويغسلونه بعد ذلك.
7 - وحدثني مسلم صادق رأى بعينه جندياً يضرب نفسه بسيخ حديد له شكل خاص، ورأى الدم يسيل من مكان الشيخ، ولما أخذوه إلى قائده العسكري قال له: نحن نضربك على رجليك بالبارودة فإن كنت صادقاُ فاصبر وتحمل، ولما نفذ الضرب به بدأ يبكي ويصيح ويولول، ويستغيث، ولم يتحمل الضربات وبدأ الجنود يضحكون عليه ويهزأون به!!
*********
الخلاصة
إن الضرب بالشيش لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، ولا التابعون، ولا الأئمة المجتهدون ولو كان فيه خيراً لسبقونا إليه،ولكنه من فعل المبتدعين المتأخرين المستعينين بالشياطين، المشركين برب العالمين وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه البدع فقال:
(إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار). " صحيح رواه النسائي "
وعمل هؤلاء المبتدعة مردود عليهم بقوله صلى الله عليه وسلم:
(من عملا عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). " رواه مسلم "
[أي مردود عليه].
وهؤلاء المبتدعة يستعينون بالأموات والشياطين، وهو من الشرك الذي حذر الله منه بقوله: ((إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة، ومأواه النار، وما للظالمين من أنصار)). " سورة المائدة 72 "
قال صلى الله عليه وسلم: (من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار).
[الند: المثل والشريك] " رواه البخاري "
وكل من اعتقد بهم أو ناصرهم، فهو منهم.
الطريقة المولوية
كانت لهم زاوية خاصة في بلدي تسمى (المولوية) وهي مسجد كبير تقام فيه الصلوات، وفيه عدد كبير من الأموات، لها سياج قد بني فوق القبور من الأحجار المزخرفة المرتفعة، والتي كتب عليها آيات من القرآن، واسم صاحب القبر، وأبيات من الشعر، كان هؤلاء الجماعة يقيمون " حضرة " كل جمعة أو في المناسبات ويلبسون على رؤوسهم (الكلاخ) طربوش طويل من صوف رمادي ويستعملون الناي، وبعض الآلات الموسيقية عند الذكر يسمع من بعيد، وشاهدت أحدهم يقف وسط الحلقة، وهو يدور حول نفسه مراراً، ولا يتحرك من مكانه، ويحنون رؤوسهم عند طلب المدد من شيخهم جلال الدين الرومي وغيره.
1 - والغريب أن المساجد في كثير من بلاد المسلمين ـ وهذا المسجد منها ـ يدفنون الأموات فيها متشبهين باليهود والنصارى.
حيث قال صلى الله عليه وسلم: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا). " رواه البخاري "
والصلاة إلى القبور منهي عنها لقوله صلى الله عليه وسلم:
(لا تجلسوا إلى القبور، ولا تصلوا إليها) " رواه مسلم وأحمد "
أما البناء على القبور كالشواهد، والقباب والجدران، والكتابة عليها، وتدهينها فاسمع نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك:
(نهى أن يجصص القبر، وأن يبنى عليه). " أخرجه مسلم "
وفي رواية: (نهى أن يكتب على القبر شيء)
" رواه الترمذي والحاكم ووافقه الذهبي "
[يجصص: يطلى بالجص والدهان].
2 - أما استعمال المعازف في المساجد والذكر فهو من بدع الصوفية المتأخرين، وقد حرم الرسول صلى الله عليه وسلم الموسيقى بقوله:
(ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر، والحرير، والخمر والمعازف). " رواه البخاري تعليقاً وأبوداود وصححه الألباني وغيره "
ويستثنى من المعازف الدف يوم العيد والنكاح للنساء.
3 - وكان هؤلاء يتنقلون في المساجد لإقامة ما يسمى (النوبة) وهي الذكر مع المعازف , وكانوا يسهرون في الليل ويسمع أهل الحي أصوات المعازف المنكرة!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/30)
4 - كنت أعرف واحداً منهم كان يُلبس ولده (البرنيطة) التي يلبسها الكفار , فأخذتها سراً ومزقتها , فانزعج هذا الصوفي من تمزيق البرنيطة وعاتبني غاضباً , فقلت له: أخذتني الغيرة على ولدك الذي يتزيا بزي الكفار واعتذرت له , وكان يعلق لوحة في مكتبه كتب عليها: (يا حضرة مولانا جلال الدين). فقلت له: كيف تنادي هذا الشيخ الذي لا يسمع ولا يستجيب؟ فسكت. (هذه خلاصة عن الطريقة المولوية).
درس عجيب من شيخ صوفي
ذهبت مرة مع أحد الشيوخ إلى درس في أحد المساجد، وقد اجتمع إليه عدد من المدرسين والمشايخ، وكانوا يقرأون في كتاب اسمه: (الحكم لابن عجيبة) وكان الدرس عن تربية النفس عند الصوفية، وقرأ أحدهم في الكتاب المذكور هذه القصة العجيبة:
ـ دخل رجل صوفي الحمام للاغتسال، ولما خرج من الحمام سرق المنشفة التي يعطيها صاحب الحمام للمغتسل، وأبقى طرفها مكشوفاً حتى يراه الناس ويوبخونه ويسبونه، لأجل أن يذل نقسه ويربيها على الطريقة الصوفية،وبالفعل فقد خرج الصوفي من الحمام فلحقه صاحب الحمام، ورأى طرف المنشفة تحت ثوبه، فوبخه، وأساء إليه، والناس يستمعون إليه ويرون هذا الشيخ الصوفي الذي سرق المنشفة من الحمام، وقد انهالوا عليه بالسب والشتم وغير ذلك مما يفعله الناس مع السارق، وقد أخذوا صورة سيئة عن هذا الرجل الصوفي!!
ـ رجل صوفي آخر أراد أن يربي نفسه ويذلها، فحمل كيساً في رقبته وملأه جوزاً، وخرج إلى السوق، وكان كلما مر صبي قال له: أبصق على وجهي حتى أعطيك جوزة: (فاكهة يحبها الأطفال) فيبصق الصبي على وجه الشيخ فيعطيه جوزة، وهكذا كان البصاق من أولاد الشوارع يتوارد على وجه الشيخ طمعاً في أخذ الجوزة، والشيخ الصوفي مسرور، وعند سماعي لهاتين القصتين كدت أتميز غيطاً، وضاق صدري من هذه التربية الفاسدة التي يتبرأ منها الإسلام الذي كرم الإنسان بقوله تعالى:
((ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ... )). " سورة الإسراء 70 "
فقلت للشيخ الذي معي بعد خروجنا: هذه هي الطريقة الصوفية في تربية النفس! وهل تكون تربيتها في السرقة المحرمة التي حكم الشرع بقطع يد السارق؟ أم هل تكون بالمهانة والصغار وارتكاب أخس الأعمال؟ إن الإسلام يأبى هذا العمل، ويأباه العقل السليم الذي كرم الله به الإنسان، وهل هذه من الحكم التي سمى الشيخ كتابه: (الحكم لابن عجيبة)!!
ومن الجدير بالذكر أن هذا الشيخ الذي يترأس الدرس له أتباع وتلاميذ كثيرون، فمرة أعلن الشيخ أنه يريد الحج فذهب التلاميذ للاكتتاب عنده وتسجيل أسمائهم ليرافقوه إلى الحج، حتى النساء بدأن الاكتتاب وربما احتجن إلى بيع الحلي من أجل ذلك، حتى بلغ عدد الراغبين كثيراً، واجتمعت الأموال لديه كثيرة جداً، ثم أعلن عدم استطاعته الحج، ولم يرد الأموال لأصحابها، بل أكلها بالحرام، وصدق عليه قول الله تعالى:
((يا أيها الذين آمنوا إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلوا أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله)). " سورة التوبة 34 "
وسمعت أحد أتباعه وهو من الأغنياء الذين عاملوا الشيخ يقول عن الشيخ: أكبر دجال وأكبر محتال!!
الذكر في المساجد عند الصوفية
1 - حضرت مرة ذكراً للصوفية في مسجد الحي الذي أسكن فيه وجاء رجل منهم حسن الصوت لينشد لهم الأناشيد والقصائد أثناء الذكر في حلقة اجتمع فيها أهل الحي، وكان مما سمعته من هذا الصوفي قصيدة أذكر منها قوله: يا رجال الغيب ساعدونا وأنقذونا أنصرونا ... إلى آخر هذه الاستغاثات، وطلب الحاجات من الأموات الذين لا يسمعون، ولو سمعوا ما استجابوا لهم، ولا يملكون النفع لأنفسهم فضلاً عن غيرهم، وقد أشار القرآن إلى هؤلاء فقال:
((والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير، إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم، ولو سمعوا ما استجابوا لكم، ويوم القيامة يكفرون بشرككم، ولا ينبئك مثل خبير)). " سورة فاطر 13 - 14 "
وبعد الخروج من الذكر وانتهائه قلت للشيخ إمام المسجد الذي شارك فيه: إن هذا الذكر لا يستحق أن يسمى ذكراً، لأنني لم أسمع فيه ذكر الله، ولا طلباً من الله، ولا دعاء، وإنما سمعت نداء ودعاء لرجال الغيب، ومن هم رجال الغيب الذين يستطيعون نصرنا وإنقاذنا ومساعدتنا. فسكت الشيخ، وأكبر رد على هؤلاء قوله تعالى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/31)
((والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون)).
" سورة الأعراف 197 "
2 - ذهبت مرة أخرى إلى مسجد آخر فيه عدد كبير من المصلين وفي المسجد شيخ صوفي له أتباع، وبعد الصلاة قاموا إلى الذكر فبدأوا ينطون ويرقصون في الذكر وهم يصيحون: الله ـ آه ـ هي، واقترب المنشد من الشيخ، وبدأ يرقص أمامه ويتمايل كأنه مغنية أو راقصة، وهو يتغزل بشيخه، والشيخ ينظر إليه مبتسماً راضياً وكنت أزور هذا الشيخ أحياناً مع شيخي وهو من الصوفية أيضاً، ومرة ذهبنا إليه بعد رجوعه من الحج، وجلسنا نستمع إليه، فبدأ يتحدث عن ركوبه في سيارة مريحة عريضة من نوع (أمريكي) وذلك حين تنقله من مكة إلى المدينة، فقلت في نفسي: ما الفائدة من هذا الكلام، وكان الأولى أن يتحدث عن فوائد الحج الاجتماعية والروحية وغيرها تحقيقاً لقول الله تعالى:
((لشهدوا منافع لهم)). " سورة الحج 28 "
كيف يعامل الصوفية الناس
1 - اشتريت من أحد تلاميذ الشيخ الصوفي المذكور حانوتاً وشرطت عليه أن يكفل المستأجر إذا تأخر عن دفع الإيجار فرضي بذلك، وبعد فترة امتنع المستأجر عن الدفع، فراجعت المالك السابق الذي اشتريت منه، فرفض أن يدفع شيئاً بحجة أنه ليس لديه ما يدفعه، وبعد أيام قليلة يذهب هذا الصوفي مع شيخه إلى الحج، فعجبت له، وعرفت أنه كاذب. ثم شكوت أمري لبعض تلامذة الشيخ المقربين ما فعل هذا الرجل الذي غشني وباعني الحانوت من مستأجر لا يدفع الإيجار فلم يفعل شيئاً وقال لي: ماذا نفعل معه؟ ولو كان منصفاً لاستدعاه وطلب منه أن يؤدي حق الناس.
وكنت أتردد على مكان هذا الكفيل، وعنده معمل للنسيج، فرآني أحد تلامذة الشيخ الذي كان ينشد القصائد ويتمايل أمام الشيخ راقصاً، فعرف أني أريد زميله، وطلبت منه أن يدلني عليه، وذكرت له عمله ـ فبدلاً من أن ينصفني انهال عليّ بالكلام الفاحش والبذيء، فتركته فقلت في نفسي هذه أخلاق الصوفية وقد حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:
(أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر) " متفق عليه "
كيف اهتديت إلى التوحيد؟
كنت أقرأ على الشيخ الذي درست عليه حديث ابن عباس رضي الله عنهما: وهو قوله صلى الله عليه وسلم:
(إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله). "رواه الترمذي وقال حسن صحيح" فأعجبني شرح النووي حين قال: " ثم إن كانت الحاجة التي يسألها، لم تجر العادة [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=77#_ftn2) بجريانها على أيدي خلقه، كطلب الهداية والعلم .. وشفاء المرضى وحصول العافية سأل ربه ذلك، أما سؤال الخلق والاعتماد عليهم فمذموم ".
فقلت للشيخ هذا الحديث وشرحه يفيد عدم جواز الاستعانة بغير الله، فقال لي: بل تجوز!! قلت: وما دليلك؟ فغضب الشيخ وصاح قائلاً: إن عمتي تقول يا شيخ سعد ـ وهو مدفون في مسجد تستعين به ـ فأقول لها يا عمتي وهل ينفعك الشيخ سعد؟ فتقول: أدعوه فيتدخل على الله فيشفيني!!
قلت له: إنك رجل عالم قضيت عمرك في قراءة الكتب، ثم تأخذ عقيدتك من عمتك الجاهلة! فقال لي عندك أفكار وهابية، أنت تذهب للعمرة وتأتي بكتب وهابية!!!
وكنت لا أعرف شيئاً عن الوهابية إلا ما أسمعه من المشايخ: فيقولون عنهم: الوهابيون مخالفون للناس لا يؤمنون بالأولياء وكراماتهم, ولا يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم , وغيرها من الاتهامات الكاذبة! فقلت في نفسي إن كانت الوهابية تؤمن بالاستعانة بالله وحده , وأن الشافي هو الله وحده , فيجب أن أتعرف عليها , سألت عن جماعتها فقالوا لهم مكان يجتمعون فيه مساء الخميس , لإلقاء دروس في التفسير والحديث والفقه , فذهبت إليهم مع أولادي وبعض الشباب المثقف , فدخلنا غرفة كبيرة , وجلسنا ننتظر الدرس , وبعد فترة دخل علينا شيخ كبير السن , فسلم علينا وصافحنا جميعاً مبتدئاً بيمينه، ثم جلس على مقعد، ولم يقم له أحد، فقلت في نفسي هذا الشيخ متواضع لا يحب القيام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/32)
بدأ الشيخ الدرس بقوله: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، إلى آخر الخطبة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفتتح بها خطبه ودروسه، ثم بدأ يتكلم باللغة العربية، ويورد الأحاديث، ويبين صحتها وراويها، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كلما ذكر اسمه، وأخيراً وجهت له الأسئلة المكتوبة على الأوراق، فكان يجيب عليها بالدليل من القرآن والسنة، ويناقشه بعض الحاضرين فلا يرد سائلاً، وقد قال في آخر درسه: الحمد لله على أننا مسلمون وسلفيون: (وهم الذين يتبعون السلف الصالح: الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته)، وبعض الناس يقولون إننا وهابيون، فذا تنابز بالألقاب، وقد نهانا الله عن هذا بقوله: ((ولا تنابزوا بالألقاب)) " سورة الحجرات 11 "
وقديماً اتهموا الإمام الشافعي بالرفض فرد عليهم قائلاً:
إن كان رفضاً حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافضي
ولما انتهى خرجنا مع بعض الشباب معجبين بعلمه وتواضعه وسمعت أحدهم يقول: هذا هو الشيخ الحقيقي!!!
معنى وهابي
أطلق أعداء التوحيد على الموحد كلمة (وهابي) نسبة إلى محمد بن عبد الوهاب، ولو صدقوا لقالوا (محمدي) نسبة إلى اسمه (محمد)، وشاء الله أن تكون " وهابي " نسبة إلى (الوهاب) وهو اسم من أسماء الله الحسنى. فإذا كان الصوفي ينتسب إلى جماعة يلبسون الصوف، فإن الوهابي ينتسب إلى الوهاب، وهو الله الذي وهب له التوحيد، ومكنه من الدعوة إليه بتوفيق الله.
مناقشة مع شيخ صوفي
1 - لما علم الشيخ الذي كنت أدرس عليه أنني ذهبت إلى السلفيين واستمعت إلى الشيخ محمد ناصر الدين الألباني غضب غضباً شديداً لأنه يخشى أن أتركه وأتحول عنه، وبعد فترة من الزمن جاءنا شخص من جيران المسجد ليحضر الدرس معنا في المسجد بعد المغرب، وبدأ يقص علينا أنه سمع من درس أحد المشايخ الصوفي يقول: إن تلميذاً له تعسّر على زوجته المخاض والولادة، فاستغاث بشيخ صغير (ويقصد نفسه) فولدت، وذهب العسر عنها، فقال له الشيخ الذي ندرس عليه: وماذا فيها؟ فقال له: هذا شرك، فقال له الشيخ: أسكت، أنت لا تعرف الشرك، أنت رجل حداد، ونحن المشايخ عندنا علم، ونعرف أكثر منك، ثم نهض الشيخ إلى غرفته، وجاء بكتاب " الأذكار للنووي "وبدأ يقرأ قصة ابن عمر أنه كان إذا خدرت رجله قال: يا محمد!! فهل أشرك؟ فقال له الرجل: هذا ضعيف " أي غير صحيح " فصاح الشيخ به غاضباً: أنت لا تعرف الصحيح من الضعيف، ونحن العلماء نعرف ذلك، ثم التفت إليّ وقال لي: إذا حضر هذا الرجل مرة أخرى سأقتله! وخرجنا من المسجد، وطلب الرجل مني أن أرسل ولدي معه ليأتي بكتاب (الأذكار) بتحقيق الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، فجاء به وأعطاني إياه، وإذا بالقصة يقول عنا المحقق (ضعيف) وفي اليوم الثاني أعطاه ولدي الكتاب فوجد أن القصة غير صحيحة، فلم يعترف بخطئه وقال: هذه من فضائل الأعمال يؤخذ فيه بالحديث الضعيف!! أقول: إن هذه ليست من فضائل الأعمال كما يزعم الشيخ، بل هي من العقيدة التي لا يحوز الأخذ فيها بالحديث الضعيف علماً بأن الإمام مسلم وغيره يرون عدم الأخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال. والقائلون من المتأخرين بجواز الأخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال بشروط عديدة قلّ أن تتوفر، وهذه القصة ليست حديثاً، وليست من فضائل الأعمال بل هي من أساس العقيدة كما أسلفت، وفي اليوم الثاني جئنا إلى الدرس، وبعد تسليم الشيخ من الصلاة، خرج من المسجد، ولم يجلس كعادته إلى الدرس.
2 - حاول الشيخ أن يقنعني بأن الاستعانة بغير الله جائزة كالتوسل، فبدأ يعطيني بعض الكتب، ومنها كتاب " محق التقول في مسألة التوسل" لمؤلفه (زاهد الكوثري)، فقرأت فيه، فإذا به يجيز الاستعانة بغير الله، ويأتي إلى حديث: " إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله " فقال عنه الكوثري: طرقه واهية (أي ضعيف) لذلك لم يأخذ به علماً بأن الحديث ذكره الإمام النووي في كتابه الأربعين النووية، ورقمه التاسع عشر، وقد روى الحديث الإمام الترمذي وقال عنه حسن صحيح واعتمده النووي وغيره من العلماء، فعجبت من الكوثري كيف رد الحديث، لأنه خالف عقيدته، فازددت بغضاً فيه وفي عقيدته، وازددت حباً في محبة السلفيين وعقيدتهم التي تمنع الاستعانة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/33)
بغير الله للحديث المتقدم ولقول الله تعالى:
((ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك، فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين)). " سورة يونس 106 "
وقوله صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة).
" رواه الترمذي وقال حسن صحيح "
3 - وعندما رآني شيخي لم أقتنع بالكتب التي أعطاها لي، هجرني وأشاع عني (وهابي احذروه) فقلت في نفسي لقد قالوا عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: (ساحر أو مجنون) وقالوا عن الإمام الشافعي رافضي فرد عليهم قائلاً
إن كان رفضاً حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافض
واتهموا أحد الموحدين بالتوهب فرد عليهم قائلاً:
إن كان تابع أحمد متوهباً فأنا المقر بأنني وهابي
أنفي الشريك عن الإله فليس لي رب سوى المتفرد الوهاب
لا قبة ترجى، ولا وثن ولا قبر له سبب من الأسباب
وأنني أحمد الله الذي هداني للتوحيد وعقيدة السلف الصالح، وبدأت أدعو إلى التوحيد وأنشره بين الناس أسوة بسيد البشر الذي بدأ دعوته في مكة بالتوحيد ثلاثة عشر عاماً، وتحمل مع أصحابه الأذى فصبر، حتى انشر التوحيد، وتأسست دولة التوحيد بفضل الله.
موقف المشايخ من التوحيد
1 - أصدرت نشرة مكونة من أربع صفحات عنوانها: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله، إياك نعبد وإياك نستعين، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله) وشرحت معناها، واستشهدت بقول النووي في شرح الحديث، وقول غيره من العلماء الداعين إلى التوحيد، ولئلا يقول المشايخ عن النشرة إنها وهابية ذكرت قول الشيخ عبد القادر الجيلاني في كتابه: " الفتح الرباني "
(سلوا الله، ولا تسألوا غيره، استعينوا بالله ولا تستعينوا بغيره، ويحك بأي وجه تلقاه غداً، وأنت تنازعه في الدنيا، معرض عنه، مقبل على خلقه مشرك به، تنزل حوائجك بهم، وتتكل بالمهمات عليهم! ارفعوا الوسائط بينكم وبين الله، فإن وقوفكم معها هوس، لا ملك ولا سلطان، ولا غنى، ولا عز إلا للحق عز وجل، كن مع الحق، بلا خلق).
[أي كن مع الحق بدعائه بلا واسطة من خلقه].
هذه خلاصة النشرة المكونة من أربع صفحات صغيرة، وقد سمحت بطبعها وزارة الإعلام، وطبعت منها ثلاثين ألف نسخة، وقد وزع ولدي منها نسخاً قليلة، وسمع أحد المشايخ يقول: هذه نشرة وهابية، ووصلت إلى شيخ كبير في البلد فأنكرها، وطلب مقابلتي فذهبت إلى بيته وكان هذا الشيخ قد درس معي في مدرسة الخسروية بحلب، وهي الآن الثانوية الشرعية، ولما قرعت الجرس خرجت بنت فقلت لها: " محمد زينو "، فدخلت ثم رجعت، فقالت لي: سيأتي للمدرسة بعد قلبل. فانتظره هناك، فجلست عند دكان الحلاق المجاور لبيته حتى خرج، فلحقته، وقلت له: ماذا تريد مني؟ فقال لي: لا أريد هذه النشرة! قلت له: لماذا؟ فقال: لا نريدها، فقلت له ـ وقد وصلنا إلى باب المدرسة ـ: سأدخل معك إلى المدرسة وأقرأ الرسالة، فقال: لا يوجد عندي وقت! قلت له: طبعت منها ثلاثين ألف نسخة، وكلفتنا مالاً وجهداً، فماذا نفعل بها، هل نحرقها؟ فقال لي: نعم أحرقها!! قلت في نفسي سأذهب إلى الشيخ محمد السلقيني أستاذي في الفقه الحنفي، فذهبت إليه، وقلت له: عندي رسالة صغيرة فقال لي أحد المشايخ: أحرقها، فقال لي: اقرأها عليّ، فقرأتها عليه، فقال لي: هذه الرسالة فيها القرآن الكريم كلام الله، وفيها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نحرقها؟ فقلت له: جزاك الله خيراً، سوف أوزعها، ولن أحرقها، وبعد فترة وزعتها، ووجدت قبولاً عند الشباب المثقف، حتى إنني وجدت من طبعها ووزعها في مكتبه الوتار بالمسكية في مدينة دمشق، فحمدت الله على أن هيأ لهذه الرسالة من يطبعها ويوزعها مجاناً ليعم نفعها، وتذكرت قول الله عز وجل:
((يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره، ولو كره الكافرون. هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، ولو كره المشركون)). " سورة التوبة 31 - 32 "
ثم طبعت هذه الرسالة في كتابي (منهاج الفرقة الناجية) فالذي يريد الإطلاع عليها يقرأ الكتاب المذكور، فسيجدها بنفس العناوين المذكورة آنفاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/34)
2 - أهدى إليّ أحد المشايخ كتاباً فيه قصة ثعلبة المشهورة ولما أراد تجديد طبع الكتاب نصحته أن يرجع إلى أقوال العلماء، ولا سيما في كتاب: (الإصابة في أسماء الصحابة) لابن حجر، فقد نبه هو وغيره على عدم صحتها، فلم يقبل النصيحة، وقال لي: أنت نشيط أترك هذه المسائل! قلت إذا تركتها فسوف أدعو إلى التوحيد الذي علمه الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عمه عبد الله ابن عباس وهو غلام، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم:
(يا غلام إني أعلمك كلمات ... إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله ... ) إلى آخر الحديث الذي ذكره النووي وقال عنه الترمذي: (حسن صحيح) فقال لي: نحن نسأل غير الله!!!
رد الحديث بكل وقاحة وسوء أدب، مخالفاً قوله تعالى:
((ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك، فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين)). [أي المشركين] " سورة يونس 106 "
ثم مضت سنوات قليلة وإذا بهذا الشيخ الذي يسأل غير الله يقتل ولده، ويوضع ولداه في السجن،ويترك داره ويهاجر إلى بلد آخر، فلا يلوي على شيء، وقدر الله أن ألتقي بهذا الشيخ في الحرم المكي الشريف، والأمل على أنه عاد إلى رشده، ورجع إلى الله يسأله الستر والحماية والنصر فسلمت عليه، وقلت له: إن شاء الله سنعود إلى بلادنا، ويفرج الله عنا، فيجب علينا أن نتوجه إلى الله ونسأله العون والتأييد،فهو القادر وحده، فما رأيك؟ فقال لي: المسألة فيها خلاف! قلت له: وأي خلاف؟ أنت إمام مسجد وتقرأ في صلاتك كل ركعة (إياك نعبد وإياك نستعين) ويكررها المسلم في يومه عشرات مرات، ولا سيما في صلاته، فلم يتراجع هذا الشيخ الصوفي النقشبندي عن خطئه، بل أصر، ويدأ يجادل، ويعتبر المسألة خلافية ليبرر موقفه الخاطيء! إن المشركين الذين حاربهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يدعون أولياءهم في وقت الرخاء، ولكن إذا وقعوا في شدة أو كرب سالوا الله وحده، كما قال الله تعالى عنهم:
((هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وطنوا أنهم أحيط بهم، دعوا الله مخلصين له الدين، لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين))."سورة يونس21"
وقال عن المشركين: ((ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون))
" سورة النحل 53 "
3 - دخلت مرة على شيخ كبير له طلاب وأتباع، وهو خطيب وإمام مسجد كبير وبدأت أتكلم معه عن الدعاء وأنه عبادة لا يجوز إلا لله وحده، وأتيت له بدليل من القرآن وهو قول الله تعالى:
((قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلاً، أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذوراً)). " سورة الإسراء 56 - 57 "
فما المراد من قوله: ((أولئك الذين يدعون .. ))؟ فقال لي: الأصنام، قلت له: المراد الأولياء الصالحون .. فقال لي: نرجع إلى تفسير ابن كثير فمد يده إلى مكتبه، وأخرج تفسير ابن كثير فوجد المفسر يقول أقوالاً كثيرة أصحها رواية البخاري التي تقول: " قال ناس من الجن كانوا يُعبدون فأسلموا، وفي رواية كان ناس من الإنس يعبدون ناساً من الجن فأسلم الجن وتمسك هؤلاء بدينهم. فقال لي الشيخ: الحق معك، ففرحت بهذا الاعتراف الذي قاله الشيخ، وبدأت أتردد عليه وأجلس في غرفته، وفوجئت مرة كنت عنده فقال للحاضرين: إن الوهابية نصف كفار لأنهم لا يؤمنون بالأرواح فقلت في نفسي لقد ارتد الشيخ وخاف على منصبه فافترى على الوهابية، والإيمان بالأرواح لا ينكره الوهابية، لأنها ثابتة في القرآن والحديث، ولكنهم ينكرون أن تكون للروح تصرفات كإغاثة الملهوف، وعون الأحياء، ونفعهم وضرهم، لأن هذا من الشرك الأكبر الذي ذكره القرآن عن الأموات بقوله:
((والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير، إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم، ولو سمعوا ما استجابوا لكم، ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير)). " سورة فاطر 14 "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/35)
فهذه الآية صريحة في أن الأموات لا يملكون شيئاً، وأنهم لا يسمعون دعاء غيرهم، وعلى فرض سماعهم لا يستطيعون الإجابة، ويوم القيامة يكفرون بهذا الشرك الذي صرحت به الآية: ((ويوم القيامة يكفرون بشرككم)) " سورة فاطر 13 "
لا يعلم الغيب إلا الله
كنت مع بعض المشايخ في مسجد الحي نتدارس القرآن بعد الفجر، وكلهم من حفظة القرآن الكريم. وقد مر معنا حين تلاوة القرآن قوله تعالى:
((قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله))
" سورة النمل 65 "
فقلت لهم: إن هذه الآية دليل واضح على أنه لا يعلم الغيب أحد إلا الله، فقاموا علي وقالوا: الأولياء يعلمون الغيب!! فقلت لهم , ما هو دليلكم؟ فبدأ كل واحد يقص قصة سمعها من بعض الناس , وأن الولي الفلاني يخبر بأمور غيبية! قلت لهم: هذه القصص قد تكون كاذبة وليست دليلاً , ولا سيما وأنها تعارض القرآن , فكيف تأخذون بها , وتتركون القرآن؟!! ولكنهم لم يقتنعوا وبدأ بعضهم يصيح وأخذه الغضب, ولم أجد واحداً منهم أخذ بالآية , بل اتفقوا جميعاً على الباطل ودليلهم قصص خرافية تناقلوها ليس لها أصل , وخرجت من المسجد ولم أحضر معهم في اليوم الثاني , بل جلست مع أطفال أقرأ معهم القرآن , فهو خير لي من الجلوس مع حفظة للقرآن يخالفون عقيدته ولا يطبقون أحكامه , والواجب على المسلم إذا رأى أمثال هؤلاء أن لا يجالسهم امتثالاً لقوله تعالى:
((وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين))
" سورة الأنعام 68 "
وهؤلاء ظالمون أشركوا مع الله عباداً يعلمون الأمور الغيبية في زعمهم، والله يخاطب رسوله صلى الله عليه وسلم ويأمره أن يقول للناس:
((قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله، ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني من السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون)). " سورة الأعراف 188 "
وهؤلاء الحفظة لكتاب الله سيكون القرآن حجة عليهم لا لهم كما قال صلى الله عليه وسلم: (والقرآن حجة لك أو عليك). " رواه مسلم "
وقد ضرب الله مثلاً للذين لا يعلمون بالكتب المنزلة مثل التوراة فقال: ((مثل الذين حملوا التوراة، ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله، والله لا يهدي القوم الظالمين)). " سورة الجمعة آية 4 "
فهذه الآية وإن كانت في حق اليهود الذين علموا التوراة ولم يعملوا بها فهي تنطبق على كل من يعلم القرآن ولا يعمل به. وقد استعاذ الرسول صلى الله عليه وسلم من هذا العلم الذي لا ينفع فقال:
(اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع). " رواه مسلم "
[أي لا أعمل به، ولا أبلغه غيري ولا يبدل من أخلاقي وأقوالي وأفعالي] " ذكره فيض القدير نقلاً عن المظهري "
وفي الحديث: (اقرأوا القرآن واعملوا به ولا تأكلوا به .. ).
" صحيح. أخرجه أحمد وغيره "
4 - كنت أصلي في مسجد قريب من داري، وكان إمامه يعرفني، ووجد مني الدعوة إلى توحيد الله وعدم دعاء غيره، فأعطاني كتاباً اسمه " الكافي في الرد على وهابي "، ومؤلفه رجل صوفي فقرأت الكتاب من أوله إلى آخره بدقة، وإذا به يقولفيه: إن هناك رجالاً يقولون للشيء كن فيكون! فعجبت من هذا القول الكاذب، لأن هذا من صفات الله وحده، والبشر عاجزون عن خلق الذباب، بل عاجزون أن يستردوا ما أخذه الذباب من طعامهم، وقد ضرب الله تعالى مثلاً للناس يبين ضعف المخلوقات فقال:
((يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب)). " سورة الحج الآية 73 "
فحملت الكتاب إلى صاحبه وقد حفظ القرآن معي في دار الحفاظ وقلت له: هذا الشيخ يدعي أن رجالاً يقولون للشيء كن فيكون، فهل هذا صحيح؟ فقال لي: نعم، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كن ثعلبة) فكان ثعلبة! قلت له: هل كان ثعلبة معدوماً فأوجده الله من العدم؟ أم كان غائباً، وكان بانتظاره وقد تأخر، ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شبحاً من بعيد تفاءل وقال: (كن ثعلبة) كأنه يقول أدعو الله أن يكون القادم هو ثعلبة، حتى يسير الجيش ولا يتأخر، فاستجاب الله دعاءه، وكان القادم ثعلبة، فسكت الرجل، وغرف بطلان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/36)
كلام الشيخ المؤلف، والكتاب ما زال موجوداً عند صاحبه.
جولة مع جماعة التبليغ
1 - جماعة التبليغ لها نشاط واسع في البلاد العربية والإسلامية، حتى في البلاد الأجنبية كفرنسا وغيرها من البلاد.
وتمتاز هذه الجماعة بالتواضع في رحلاتها، والإخلاص في دعوتها، والنظام في سفرها، ومأكلها، وخروجها، ومقر عملها المساجد التي تنزل فيها، وتذهب إلى المقاهي وغيرها لتأتي بأهلها إلى المساجد لأداء الصلاة، ويلقي أحد أفرادها بياناً على المجتمعين في المسجد، وهذا عمل طيب.
2 - للجماعة أمير عام هو الشيخ إنعام الحسن، ومقره في الهند ولهم اجتماع عام، وغالباً ما يكون في باكستان. وفي كل بلد لهم أمير يأخذون برأيه عند المشورة. ولهم كتاب يسمى (تبليغي نصاب) باللغة الأوردية، وترجم بالعربي وللعلماء عليه مأخذ، من حيث العقيدة، وفيه أفكار صوفية وغيرها، وأكثر ما يعتمدون عليه من الكتب هو:
أ) رياض الصالحين: وهو كتاب جيد، ولا سيما النسخة المحققة التي تبين الحديث الصحيح من الضعيف، وهذا مهم جداً عند أهل العلم.
ب) حياة الصحابة: كتاب جيد، وفيه أحاديث ضعيفة وموضوعة، يحتاج إلى تحقيق وتخريج، كما سيأتي بيان ذلك فيما بعد إن شاء الله.
ج) ولهم صفات ستة يتمسكون بها، ويعلمونها لأفراد جماعتهم،
وسيأتي مناقشتها فيما بعد، وهذه الشروط كما يلي:
1 - تحقيق كلمة " لا إله إلا الله، محمد رسول الله ".
2 - إقامة الصلاة بالخشوع والخضوع.
3 - العلم مع الذكر.
4 - إكرام المسلمين.
5 - إخلاص النية لله تعالى.
6 - الدعوة إلى الله تعالى.
الخروج مع التبليغ للدعوة
لقد تأثرت باديء الأمر في دعوتهم، وخرجت معهم في مختلف البلدان:
1 - خرجت معهم في مدينة حلب التي أسكنها، وتجولنا في المساجد، ولا سيما يوم الجمعة، فخرجنا جماعة إلى حي من أحياء حلب يسمى (قرلق) فيه مسجد كبير، ودخلت المسجد قبل صلاة الجمعة، وخرجت مع ابن عمتي ـ بناء على توجيه الأمير ـ إلى السوق، ودخلنا " مقهى كبير " فيه ناس يلعبون بالنرد والطاولة، والأوراق التي فيها تصاوير للصبي، وللبنت والرجل الكبير وكانت مهمتنا تنحصر في دعوة الناس إلى الصلاة، فدعوناهم واستجابوا إلا القليل منهم وعد بأن يكمل اللعب ثم يأتي للمسجد.
ولما انتهينا من الجولة في الأسواق، ذهبنا إلى المسجد، وكان الأمير ينتظرنا، ولما وصلنا أعطاني كتاب " رياض الصالحين " وطلب مني أن أقرأ " من آداب المسجد " فقرأت فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا، وليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته). " متفق عليه "
فشرحت للحاضرين في المسجد الحديث، وبينت لهم أن رائحة الدخان أشد من رائحة الثوم والبصل، فعلى المسلم أن يتجنبه لأنه يضر جسمه، ويؤذي جاره، ويتلف ماله، ولا فائدة من التدخين ..
وإذا بالأمير ينظر إلى الكتاب الذي أقرأه، وهو "رياض الصالحين " كأنه يقول لي: هذا الكلام عن التدخين غير موجود في الكتاب، فلا تقله! وهذا خطأ، لأن التدخين منتشر بين المسلمين، حتى بين المصلين، فلا بد من التحذير منه، ولا سيما عند التحذير من أكل الثوم والبصل عند دخول المسجد.
ولاحظت عند الأحباب (جماعة التبليغ) بعض الأحاديث الضعيفة، فذكرتهم بذلك فقالوا لي تعال معنا إلى الأمير العام وهو بالأردن، فكلمه بذلك.
2 - ذهبت مع الجماعة إلى مدينة (حماه) فكنا ندق الأبواب، فيخرج صاحب البيت، ويدعوه الأمير إلى الحضور إلى المسجد ليجتمع بهم ويسمع الدرس والبيان، دخلت على أميرهم في مسجدهم، فقال للوفود الحاضرين:
نحن سجدنا لله، فأسجد الله لنا العالم!!
وهذا خطأ كبير، فالسجود عبادة لا يجوز لغير الله.
قال الله تعالى: ((فاسجدوا لله واعبدوا)). " سورة النجم آخرها "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/37)
ورأيت رجلاً يناقش الأمير قائلاً: لماذا تفصلون الدين عن السياسة؟ وتقولون: لا سياسة في الدين، مع أن الدين فيه سياسة، فسكت الأمير ولم يعط الجواب كما هي عادتهم، ورأيت شاباً يدخن على باب المسجد وله لحية جميلة، فنصحته أن يترك التدخين، وأعطيته قلنسوة هدية، فوضعها على رأسه، وألقى السجارة في الأرض، فعلم الأمير بذلك واستدعاني، وأنكر عليّ ذلك وقال لي: أتركه يدخن في الغرفة المجاورة للمسجد حتى يتركه بنفسه! أقول: هذا خطأ فادح، يتركه يدخن حتى في الغرفة التي بجوار المسجد، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
(من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان). " رواه مسلم "
ومررنا في سوق بلدة (حماه) فقال أحد المرافقين: لا أريد أن أمر بهذا السوق، لأن والدي سوف يراني ويغضب، لأنني تركته في الدكان وحده، وتركت زوجتي وحدها في البيت، وهي على أهبة الولادة فقلت له: هذا لا يجوز شرعاً، اذهب إلى والدك واعتذر منه، أو أكتب له رسالة، واذهب إلى زوجتك واسأل عنها، فقد تكون مريضة أو بحاجة إلى من يرعاها هي وأولادها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول). " حسن رواه أحمد وغيره "
3 - ثم ذهبنا إلى دمشق، ودخلنا مسجد " كفر سوسة " فألقى بعد الصلاة شاب بياناً ذكر فيه حديثاً قال فيه: (الدنيا قرار من لا قرار له) وبعد أن انتهى من كلمته قلت له: هل هذا حديث صحيح؟ فقال لي: سمعته من الأحباب، قلت له: هذا لا يكفي، فالتفت إلى رجل عالم بجانبه وسأله عن الحديث؟ فقال له: هذا ليس بحديث، ثم نصحته برفق أ، يتحرى الأحاديث الصحيحة ويبتعد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة.
ولما رآني أميرهم جاءني وقال لي: لا تعلمه، الله يعلمه!!
علماً بأنه يخصص لهم دروساً في الفقه وغيره.
ومضت أعوام، وجئت إلى مكة، فرأيت الرجل يذهب إلى الحرم قبل صلاة الجمعة، فلحقت به، وسلمت عليه، وقلت له: أنت أبو شاكر؟ فقال لي: نعم، قلت له: أنت الذي كنت في دمشق وقلت لي: لا تعلم هذا الشاب، الله يعلمه؟ فقال: نعم، قلت: كيف تقول ذلك؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما العلم بالتعلم). " حسن انظر صحيح الجامع"
فقال لي: إنني أخطأت، ونصحته ألا يرفض العلم والنصيحة، علماً بأنه مدرس في الطائف، ولا بد أنه تعلم حتى أصبح معلماً.
4 - وذهبت في جولة معهم وكنا ثلاثة، فدخلنا غرفة فيها شباب يلعبون بالورق، ويسمونه (الشدة) وفيها تصاوير وأرقام وأعداد، فتكلمت مع الشباب برفق، وقلت لهم: هذا حرام يضيع أوقاتكم، ويجر إلى لعب الميسر، ويورث العداوة بين اللاعبين، فاقتنعوا وبدأوا يمزقون الورق الذي كانوا يلعبون به، وأعطوني بعضها حتى أشاركهم في تمزيقها، فمزقت بعض الأوراق مشاركة لهم وكسباً للأجر، ثم ذهبوا معنا إلى الصلاة في المسجد.
ولما علم بذلك أميرهم استدعاني، وأنكر عليّ تمزيق الورق الذي كانوا يلعبون به، قلت له: لقد طلبوا مني مشاركتي لهم في التمزيق ففعلت، وهم الذين بدأوا بتمزيق الورق قبلي، فلم يقبل ذلك!
قلت في نفسي: هؤلاء يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
(من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان). " رواه مسلم "
5 - ثم ذهبت معهم إلى الأردن، ولهم مسجد كبير في (عمان) يجتمعون فيه، فنزلنا في المسجد، وصلينا فيه، ثم ألقى أحد المسؤولين بياناً ذكر فيه أشياء غريبة، قال يخاطب الحاضرين:
أ) يا أحبابنا لا تأكلوا كثيراً، حنى لا تتغوطوا كثيراُ، فالإمام الغزالي ذهب إلى الحج مدة شهر ولم يتغوط (أي لم يذهب للحمام) فقال له أحد الجالسين: من أين أتيت بهذه القصة؟ فأنكرها عليه، لأنه لا يمكن للإنسان البقاء مدة شهر دون قضاء حاجته، ثم قام الرجل من المسجد، وترك الاجتماع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/38)
ب) ثم قال في بيانه وهو يقرأ من كتاب " حياة الصحابة ": لما رجع الرسول صلى الله عليه وسلم من الطائف التقى بخادم اسمه (عداس) فسأله الرسول صلى الله عليه وسلم عن بلده؟ فقال من بلد (نينوى) قال له: من بلدة (يونس عليه السلام) ذاك أخي في النبوة، فسجد عداس للرسول صلى الله عليه وسلم.
لقد استغربت هذا الكلام، كيف يرضى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يسجد له (عداس) والسجود لا يجوز إلا لله.
وهذه القصة غير صحيحة، وقد روي أن (عداس) أكب على قدمي الرسول صلى الله عليه وسلم يقبلهما، وهذا التقبيل يختلف عن السجود تماماً، فالكتاب " حياة الصحابة " يحتاج إلى تحقيق لمعرفة الصحيح من الضعيف والموضوع، وقد نصحت الأخ (محمد علي دولة) وطلبت منه أن يحقق الكتاب لأنه هو الذي تولى طبعه ونشره، فقال لي: الكتاب كله في الفضائل، وليس فيه أحكام، قلت له: هذا غير صحيح، وأتيت له بحديث أورده مؤلف " حياة الصحابة " وهو:
(أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) قال عنه المحدثون: إنه موضوع، فسكت الأخ (محمد علي دولة).
وقد التقيت بالشيخ نايف العباسي رحمه الله تعالى في دمشق وقلت له: لقد قرأت في كتاب " حياة الصحابة " الذي حققته ما يلي:
" لما رجع الرسول صلى الله عليه وسلم من الطائف، وقد دعاهم للإسلام، فردوا عليه دعوته، وآذوه، فجلس يقول:
(اللهم أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، إلى من تكلني؟ إلى عدو يتجهمني، أم إلى قريب ملكته أمري، إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي .. إلى آخر الدعاء) ".
كيف يقول الرسول صلى الله عليه وسلم معاتباً ربه: إلى من تكلني؟! [أي تتركني]، والله تعالى يقول له:
((ما ودعك ربك وما قلى)) " سورة الضحى 3 "
[أي ما تركك ربك وما أبغضك] " انظر تفسر ابن كثير "
فقال لي الشيخ نايف العباسي: والله كلامك صحيح، رسول الله لا يقول هذا الكلام، ولكني حققت الكتاب من الناحية التاريخية واللغوية، وهذا الكتاب يحتاج إلى مثل الشيخ ناصر الدين الألباني ليخرج أحاديثه. قلت له: إن الشيخ ناصر حفظه الله ضعّف الحديث، وقال: في متنه نكارة، ولعله يشير إلى قوله:
(إلى من تكلني؟) التي تخالف القرآن والواقع.
6 - حضرت اجتماعاً لهم خطب فيه أميرهم (سعيد الأحمد) فقال: مر الرسول صلى الله عليه وسلم على بناء فقال لأصحابه: لمن هذا؟ قالوا لفلان، ولما مر صاحب البناء على الرسول صلى الله عليه وسلم، سلمّ عليه فلم يرد عليه السلام، وأخبره الصحابة السبب، فذهب الصحابي وهدم البناء حتى يرد عليه السلام.
أقول هذا الحديث غير صحيح، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
(نعم المال الصالح للرجل الصالح). " صحيح رواه أحمد "
مناقشة شروط الجماعة
1 - تحقيق كلمة (لا إله إلا الله، محمد رسول الله).
إن التحقيق يعني الفهم والتطبيق، فهل فهم معنى هذه الكلمة الطيبة ـ التي هي الركن الأول من أركان الإسلام الوارد في حديث جبريل الذي رواه مسلم ـ هؤلاء الجماعة؟
وهل دعوا إلى تطبيقها والعمل بها؟
الواقع أنهم لا يعلمون معناها الحقيقي، وهو:
(لا معبود بحق إلا الله، ومحمد مبلغ دين الله الذي ارتضاه).
والدليل على ذلك التعريف قول الله تعالى:
((ذلك بأن الله هو الحق، وأنما يدعون من دونه هو الباطل)).
" سورة الحج 62 "
ولو عرفوا معناها لدعوا إليها قبل غيرها، لأنها تدعو إلى توحيد الله ودعائه وحده دون سواه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(الدعاء هو العبادة). " رواه الترمذي وقال حسن صحيح "
فكما أن الصلاة عبادة لله، لا تجوز لرسول ولا لولي، فكذلك الدعاء عبادة لا يجوز طلبه م الرسول أو الأولياء.
ولم أسمع من جماعة التبليغ من دعا إلى فهمها والعمل بها، وأن الذي يدعو غير الله وقع في الشرك الذي يحبط العمل لقول الله تعالى:
((ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك، فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين)) [أي المشركين]. " سورة يونس 106 "
2 - إقامة الصلاة بالخشوع والخضوع:
وإقام الصلاة: يعني معرفة شروطها، وواجباتها، وأركانها، وما يتعلق بها من أحكام: كسجود السهو مثلاً، طبقاً لما جاء في الحديث: (صلوا كما رأيتموني أصلي). " رواه البخاري "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/39)
فهل قام جماعة التبليغ بتعليم هذه الأمور لجماعتهم، وهل بينوا لجماعتهم أن الخشوع في الصلاة يعني حصر الفكر في القراءة والتسبيح وعدم إكثار الحركة في الصلاة وغيرها من الأعمال المهمة؟
3 - العلم مع الذكر:
هذا الشرط كبقية الشروط لم يحققه جماعة التبليغ، وسبق أن ذكرت أنني نصحت أحد الشباب الذي ألقى بياناً ذكر فيه حديثاً موضوعاً، فقال لي أميرهم، أتركه لا تعلمه، الله يعلمه! مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
(إنما العلم بالتعلم). " حسن انظر صحيح الجامع "
وزارني وفد منهم من الأردن، وبينت لهم عقيدة التوحيد، ومنها الاعتقاد أن الله في السماء كما أخبر عن نفسه في قوله تعالى:
((ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض)). " سورة الملك 16 "
قال ابن العباس: هو الله تعالى.
وذكرت لهم حديث الجارية التي سألها الرسول صلى الله عليه وسلم: أين الله؟ قالت في السماء، قال: من أنا؟ قالت أنت رسول الله، فقال لصاحبها: أعتقها فإنها مؤمنة). " رواه مسلم "
فأعجب الحاضرون بهذه المعلومات، وطلبوا مني بعض الرسائل للعلم، علماً بأن كثيراً منهم لا يريدون قراءة كتب العلم، وقد أهديت لاثنين منهم بعض الرسائل ليأخذوها معهم، ويقرأوها مع جماعتهم، فلم يأخذوها، وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقبل الهدية. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
(تهادوا تحابوا) " حديث حسن انظر صحيح الجامع "
4 - إكرام المسلمين:
الواقع أنهم يكرمون ضيوفهم، ولا سيما عند الطعام، ويتحدثون عن إكرام العلماء، وليتهم أخذوا بنصيحتهم، وقبلوا توجيهاتهم، وقد خرجت معهم في عدد من البلدان، فلم يسمحوا لي مرة بالتحدث إليهم، بل يسمحون لواحد من جماعتهم ولو كان جاهلاً أن يتحدث إلى الناس، وهذا يضر أكثر مما ينفع، فيأتي بأحاديث مكذوبة كما مر قبل قليل. ويأتون بحديث لم يثبت عند الطعام ويقولون:
(تحدثوا عند الطعام ولو بثمن أسلحتكم).
5 - إخلاص النية لله تعالى:
وهو شرط مهم، وقد يتحقق عند بعضهم، فيذهب بنية الدعوة، وينفق من ماله، والإخلاص محله القلب، لا يعلمه إلا الله، وكثيراً ما يتحدث أفرادهم، ولا سيما الأمراء منهم عن دعوتهم، وأنهم فعلوا كذا، وكان عددهم كذا، واستجاب لهم كثير من الأفراد، واسأل الله أن يكونوا مخلصين في عملهم، ولكن الإخلاص لا بد له من العلم، حتى ينفع صاحبه، وتنتفع به الأمة، فقد ذكر البخاري رحمه الله تعالى في كتابه (باب العلم قبل القول والعمل). واستدل بقول الله تعالى:
((فاعلم أنه لا إله إلا الله)) " سورة محمد "
وسبق أن ذكرت أن الأحباب ـ هداهم الله ـ لا يهتمون بالعلم.
6 - الدعوة إلى الله:
هذا مبدأ طيب، يجب على كل مسلم أن يهتم به كل حسب مقدرته، ولكن الدعوة إلى الله لها شرط مهم بينه الله تعالى بقوله:
((قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين)). " سورة يوسف آية 108 "
يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم على الثقلين الجن والإنس آمراً له أن يخبر الناس أن هذه سبيله، وطريقته، ومسلكه، وسنته، وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ويدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك ويقين وبرهان هو وكل من اتبعه يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه سلم على بصيرة ويقين وبرهان عقلي وشرعي.
(وسبحان الله) أي وأنزه الله، وأجله، وأعظمه، وأقدسه عن أن يكون له شريك، أو نظير، أو عديل، أو نديد، أو ولد، أو والد، أو صاحبة، أو وزير، أو مشير، تبارك وتقدس وتنزه عن ذلك كله علواً كبيراً). " انظر تفسير ابن كثير ج /495 "
الخلاصة
إن هذه الشروط وإن كانت غير منسجمة، لكن الجماعة ينقصهم تطبيق هذه الشروط عملياً، ولا سيما العلم، وتحقيق كلمة التوحيد والدعوة إليها قبل غيرها أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بقي في مكة ثلاثة عشر عاماً يدعو الناس إليها، وتحمل في سبيلها الأذى، ولكنه صبر حتى نصره الله، والعرب تعرف معنى التوحيد في كلمة (لا إله إلا الله) ولذلك لم يقبلوها، لأنها تدعوهم إلى عبادة الله ودعائه وحده، وترك دعاء غيره ولو كانوا من الأولياء والصالحين. قال الله تعالى عن المشركين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/40)
((إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون، ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون، بل جاء بالحق وصدق المرسلين)).
" سورة الصافات آية 36 "
الدين النصيحة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة، قلنا لمن يا رسول الله؟ قال لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم).
" رواه مسلم "
وعملاً بقول هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فإني أوجه نصيحتي لجميع الجماعات الإسلامية أن يتقيدوا بما جاء في القرآن، والأحاديث الصحيحة، حسب فهم السلف الصالح رضوان الله عليهم، كالصحابة والتابعين، والأئمة المجتهدين، ومن سار على طريقتهم:
الجماعة الصوفية
1 - نصيحتي للصوفية أن يفردوا الله بالدعاء والاستعانة عملاً بقول الله تعالى: ((إياك نعبد وإياك نستعين)) " الفاتحة "
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة).
" رواه الترمذي وقال حسن صحيح "
وعليهم أن يعتقدوا أن الله في السماء لقول الله تعالى:
((ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض)). " سورة الملك 16 "
قال ابن عباس: هو الله. " ذكره ابن الجوزي في تفسيره "
وقال صلى الله عليه وسلم: (ألا تأمنوني، وأنا أمين من في السماء).
" متفق عليه "
[ومعنى في السماء: أي على السماء].
2 - عليهم أن يتقيدوا بذكرهم بما ورد في الكتاب والسنة، وعمل الصحابة.
3 - ألا يقدموا قول مشايخهم على قول الله ورسوله، عملاً بقول الله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله)).
" سورة الحجرات 1 "
[أي لا تقدموا قولاً أو فعلاً على قول الله ورسوله] " ذكره ابن كثير "
4 - عليهم أن يعبدوا الله، ويدعوه خوفاً من ناره، وطمعاً في جنته عملاً بقوله تعالى: ((وادعوه خوفاً وطمعاً)). " سورة الأعراف آية 56 "
وقال صلى الله عليه وسلم: (اسأل الله الجنة، وأعوذ به من النار).
" رواه أبو داود بسند صحيح"
5 - على الصوفية أن يعتقدوا أن أول المخلوقات من البشر آدم عليه السلام وأن محمداً صلى الله عليه وسلم من نسل آدم، وجميع الناس من ذريته خلقهم الله من تراب، قال الله تعالى:
((هو الذي خلقكم من تراب، ثم من نطفة)). " سورة غافر آية 40 "
وليس هناك دليل على أن الله خلق محمداً صلى الله عليه وسلم من نوره، والمعروف أنه ولد من أبوين.
جماعة الدعوة والتبليغ
1 - نصيحتي لهم أن يتقيدوا في دعوتهم بما جاء في الكتاب والسنة الصحيحة، وأن يتعلموا القرآن والتفسير والحديث حتى تكون دعوتهم على علم لقول الله تعالى:
((قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة)). " سورة يوسف108 "
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنما العلم بالتعلم).
"حسن انظر صحيح الجامع"
2 - أن يتقيدوا بالأحاديث الصحيحة، ويجتنبوا الأحاديث الضعيفة والموضوعة لئلا يدخلوا تحت قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع). " رواه مسلم "
3 - على الأحباب أن لا يفصلوا الأمر بالمعروف عن النهي عن المنكر، لأن الله تعالى جمع بينهما في كثير من الآيات مثل قول الله تعالى: ((ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)). " سورة آل عمران 104 "
وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يهتم، ويأمر المسلمين بتغيير المنكر فيقول: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان). " رواه مسلم "
4 - أن يهتموا بالدعوة إلى التوحيد، وتقديمها على غيرها عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: (فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله). " متفق عليه "
وفي رواية (إلى أن يوحدوا الله). " رواه البخاري "
وتوحيد الله يعني إفراده بالعبادات ولا سيما الدعاء لقوله صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة). " رواه الترمذي وقال حسن صحيح "
جماعة الإخوان المسلمين
1 - أن يعلموا أفراد جماعتهم التوحيد بأنواعه: توحيد الرب، وتوحيد الإله، وتوحيد الأسماء والصفات، لأنها مهمة جداً يتوقف عليها سعادة الفرد والجماعات. وبدلاً من الإغراق في السياسة والواقع المزعوم، وليس معناه جهل أحوال البلاد والعباد ولكن لا إفراط ولا تفريط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/41)
2 - أن يبتعدوا عن أفكار الصوفية المخالفة لعقيدة الإسلام، فقد رأينا كثيراً منهم يذكر في كتبه عقائد صوفية باطلة:
أ - فهذا رئيسهم في مصر عمر التلمساني له كتاب (شهيد المحراب) فيه عقائد صوفية خطيرة بالإضافة إلى تعلم الموسيقى.
ب - وهذا " سيد قطب " يذكر في كتاب (الظلال) وحدة الوجود عند الصوفية، ذكرها في أول سورة الحديد، وغيرها من التأويلات الباطلة وقد كلمت أخاه " محمد قطب " أن يعلق على الأخطاء العقدية باعتباره مشرفاً على طبعة (الشروق) فرفض وقال: أخي يتحمل المسؤولية، وقد شجعني على مراجعته الشيخ عبد اللطيف بدر المشرف على مجلة التوعية بمكة.
ج _ وهذا " سعيد حوى " بذكر في كتابه (تربيتنا الروحية) عقائد الصوفية، وقد مر ذكرها في أول الكتاب.
د ـ وهذا " الشيخ محمد الحامد " من سورية أهداني كتاباً اسمه: (ردود على أباطيل) فيه مواضيع جيدة كتحريم التدخين وغيرها، إلا أنه ذكر فيه: أن هناك أبدالاً وأقطاباً وأغواثاً، ولكن لا يسمى الغوث غوثاً إلا حينما يلتجأ إليه!!! والالتجاء إلى الأغواث والأقطاب من الشرك الذي يحبط العمل وهي أفكار صوفية باطلة ينكرها الإسلام.
وقد طلبت من ولده عبد الرحمن أن يعلق على كلام والده فرفض ذلك.
3 - أن لا يحقدوا على إخوانهم السلفيين الذين يدعون إلى التوحيد ومحاربة البدع والتحاكم إلى الكتاب والسنة، فهم إخوانهم. قال الله تعالى: ((إنما المؤمنون إخوة)). " سورة الحجرات 10 "
وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه). " متفق عليه "
السلفيون، وأنصار السنة المحمدية
1 - وصيتي لهم أن يستمروا في دعوتهم إلى التوحيد والحكم بما أنزل الله، وغيرها من الأمور المهمة.
2 - أن يرفقوا في دعوتهم، ويستعملوا اللين من القول مهما كان الخصم عملاً بقول الله تعالى:
((أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن)). " سورة النحل 125 "
وقوله تعالى إلى موسى وهارون عليهما السلام:
((اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى)). " سورة طه 43 – 44 "
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من يحرم الرفق يحرم الخير كله). " رواه مسلم "
3 - أن يصبروا على ما يصيبهم من أذى، فإن الله معهم بنصره وتأييده، قل الله تعالى:
((واصبر وما صبرك إلا بالله، ولا تحزن عليهم، ولا تك في ضيق مما يمكرون، إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)). " سورة النحل آية 177 - 178 "
وقوله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم) " صحيح رواه أحمد وغيره "
4 - ألا ينظر السلفيون إلى قول من خالفهم بأن عددهم قليل، لأن الله تعالى يقول: ((وقليل من عبادي الشكور)). " سورة النمل "
وقوله صلى الله عليه وسلم: (طوبى للغرباء، قيل من هم يا رسول الله؟ قال: أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم). " صحيح رواه أحمد وابن المبارك "
حزب التحرير
1 - وصيتي لهم أن يطبقوا تعاليم الإسلام على أنفسهم قبل أن يطالبوا غيرهم بتطبيقه , فقد زارني في سورية منذ عشرين سنة تقريباً شابان منهم , وقد حلقوا لحاهم , وظهرت رائحة الدخان منهم , وطلبوا مني المناقشة لأنضم إليهم , فقلت لهم: أنتم تحلقون اللحي , وتشربون الدخان , وهما محرمان شرعاً , ثم تبيحون لأنفسكم مصافحة النساء , وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له). " صحيح رواه الطبراني "
فقالا لي: ورد في البخاري أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصافح النساء عند البيعة!! فقلت لهما: غداً ستأتياني بالحديث، فذهبا ولم يعودا، فعرفت كذبهما، وأن البخاري لم يذكر ذلك أبداً، وإنما ذكر البيعة للنساء بدون مصافحة.
والغريب أن يبيح المصافحة للنساء بعض الإخوان المسلمين، أمثال الشيخ محمد الغزالي، ويوسف القرضاوي، بناء على مناقشة جرت بيني وبينه، واستدل بحديث الجارية التي كانت تأخذ بيد الرسول صلى الله عليه وسلم ليقضي حاجتها.
" رواه البخاري "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/42)
أقول: إن استدلاله غير صحيح، علماً بأن الجارية حينما أخذت بيده لم تمسه، بل لمست كم القميص الذي على يده، لأن عائشة رضي الله عنها قالت:
(لا والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة، ما بايعهن إلا بقوله: قد بايعتك على ذلك). " رواه البخاري "
وقال صلى الله عليه وسلم: (إني لا أصافح النساء).
" رواه الترمذي وقال حسن صحيح "
2 - سمعت خطبة من شيخ ينتمي إلى حزب التحرير في الأردن يحمل على الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله، ولما جئت إلى بيته شكا إلىّ والد زوجته، وقال، إن الشيخ ضرب زوجته على عينها فتأثرت! فقلت له: أنت تطالب الحكام بتطبيق الشرع، وأنت لم تطبق الشرع في بيتك، هل أنت صحيح ضربت زوجتك على عينها، فقال: نعم، ولكنها ضربة خفيفة بكأس الشاي! قلت له: طبق الإسلام على نفسك أولاً، ثم طالب غيرك بتطبيقه، فالرسول صلى الله عليه وسلم: (سئل ما حق زوج أحدنا عليه؟ قال أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت). " صحيح أخرجه الأربعة "
وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا ضرب أحدكم خادمه، فليتق الوجه) " حسن رواه أبو داود "
جماعة الجهاد وغيرهم
1 - نصيحتي لهم أن يرفقوا في دعوتهم وجهادهم، ولا سيما للحكام عملاً بقول الله تعالى لموسى حينما أرسله إلى فرعون الكافر:
((اذهب إلى فرعون إنه طغى، فقل هل لك إلى أن تزكى)).
" سورة النازعات آية 17 – 18 "
وقوله تعالى: ((اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى)). " سورة طه آية 43 - 44 "
وقوله صلى الله عليه وسلم: (من يحرم الرفق يحرم الخير كله).
" رواه مسلم "
2 - النصيحة لأئمة المسلمين والحكام: تكون بمعاونتهم على الحق وطاعتهم فيه، وأمرهم به، ونهيهم، وتذكيرهم برفق، وترك الخروج عليهم بالسيف إذا ظهر منهم حيف أو سوء عشرة.
" انظر قول الخطابي في شرح الأربعين حديثاً "
قال صاحب العقيدة الطحاوية (أبو جعفر الطحاوي): ولا نرى الخروج على أئمتنا، وولاة أمورنا وإن جاروا، ولا ندعو عليهم، ولا ننزع يداً من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة ما لم يأمروا بمعصية، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة.
1 - قال الله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله، وأطيعوا الرسول، وأولي الأمر منكم)). " سورة النساء آية 59 "
2 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني). " رواه البخاري ومسلم "
3 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال:
(إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع، وإن كان عبداً حبشياً مجدع الأطراف). " رواه مسلم "
4 - وقال صلى الله عليه وسلم: (على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة). " متفق عليه "
5 - وعن حذيفة بن اليمان قال: (كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن، قال: قلت وما دخنه؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر، فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، فقلت يا رسول الله، صفهم لنا، قال: نعم قوم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا، قلت: يا رسول الله، فما ترى إذا أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، فقلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة، حتى يدركك الموت، وأنت على ذلك). " متفق عليه "
6 - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر , فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات , فميتته جاهلية). " متفق عليه "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/43)
7 - وقال صلى الله عليه وسلم: (خيار أئمتكم الذين تحبونهم , ويحبونكم , وتصلون عليهم , ويصلون عليكم , وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم , ويبغضونكم , وتلعنونهم , ويلعنونكم , فقلنا: يا رسول الله , أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك , قال: لا , ما أقاموا فيكم الصلاة , ألا من ولي عليه وال، فرآه يأتي شيئاً من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يداً من طاعته).
" رواه مسلم "
8 - فقد دل الكتاب والسنة على وجوب طاعة أولي الأمر، ما لم يأمروا بمعصية، فتأمل قول الله تعالى:
((أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)). " سورة النساء 59 "
كيف قال: (وأطيعوا الرسول)، ولم يقل: وأطيعوا أولي الأمر منكم، لأن أولي الأمر، لا يفردون بالطاعة، بل يطاعون فيما هو طاعة لله ورسوله، وأعاد الفعل مع الرسول، لأن من يطع الرسول فقد أطاع الله، فإن الرسول لا يأمر بغير طاعة الله، بل هو معصوم في ذلك، وأما ولي الأمر فقد يأمر بغير طاعة الله، فلا يطاع إلا فيما هو طاعة لله ورسوله.
وأما طاعتهم وإن جاروا، فلأنه يترتب على الخروج من طاعتهم من المفاسد أضعاف ما يحصل من جورهم، بل في الصبر على جورهم تكفير السيئات، ومضاعفة الأجور، فإن الله ما سلطهم علينا إلا لفساد أعمالنا، والجزاء من جنس العمل، فعلينا بالاستغفار والتوبة وإصلاح العمل، قال الله تعالى:
((وما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم، ويعفو عن كثير)).
" سورة الشورى 30 "
وقال تعالى: ((وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون)). " سورة الأنعام 129 "
فإذا أراد الرعية أن يتخلصوا من ظلم الأمير الظالم فليتركوا الظلم.
" انظر شرح العقيدة الطحاوية 380 - 381 "
9 - جهاد حكام المسلمين: ويكون بتقديم النصيحة لهم ولأعوانهم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة، قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم). " رواه مسلم "
ولقوله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر). " حديث حسن رواه أبو داود والترمذي "
وبيان طريق الخلاص من ظلم الحكام الذين هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا هو أن يتوب المسلمون إلى ربهم، ويصححوا عقيدتهم، ويربوا أنفسهم وأهليهم على الإسلام الصحيح، تحقيقاً لقول الله تعالى:
((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)). " سورة الرعد 11 "
وإلى ذلك أشار أحد الدعاة المعاصرين بقوله:
(أقيموا دولة الإسلام في صدوركم تقم لكم على أرضكم) وكذلك لا بد من إصلاح القاعدة لتأسيس البناء عليها ألا وهو المجتمع).
قال الله تعالى: ((وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنكم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا، يعبدونني لا يشركون بي شيئاً، ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون)).
" سورة النور 55 "
" اختصاراً من كتاب تعليقات على شرح الطحاوية للشيخ الألباني "
نصيحتي إلى جميع الجماعات
لقد بلغت من الكبر عتياً، وعمري الآن تجاوز السبعين عاماً، وإني أحب الخير إلى جميع الجماعات، وعملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة). " رواه مسلم "
فإني أقدم النصائح الآتية:
1 - أن يتمسكوا بالقرآن، والسنة النبوية، عملاً بقول الله تعالى:
((واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)). " سورة آل عمران 103 "
وقوله صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله، وسنة رسوله).
" رواه مالك وصححة الألباني في صحيح الجامع "
2 - إذا اختلفت الجماعات، فعليهم أن يرجعوا إلى القرآن والحديث وعمل الصحابة عملاً بقول الله تعالى:
((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، ذلك خير وأحسن تأويلاً)). " سورة النساء 59 "
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها). " صحيح رواه أحمد "
3 - أن يهتموا بعقيدة التوحيد التي ركز عليها القرآن، وقد بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم دعوته إليها، وأمر أصحابه أن يبدأوا بها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/44)
4 - لقد عاشرت الجماعات الإسلامية، فرأيت أن الدعوة السلفية تلتزم الكتاب والسنة حسب فهم السلف الصالح: الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته التابعين، وقد أشار إلى هذه الجماعة الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:
(ألا إن من قلبكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين: ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة).
" رواه أحمد وحسنه الحافظ "
وفي رواية: (كلهم في النار إلا واحدة: ما أنا عليه وأصحابي).
" رواه الترمذي وحسنه الألباني "
يخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن اليهود والنصارى تفرقوا كثيراً، وأن المسلمين سيفترقون أكثر منهم، وأن هذه الفرق ستكون عرضة لدخول النار، لانحرافها، وبعدها عن كتاب ربها وسنة نبيها، وأن فرقة واحدة، تنجو من النار، وتدخل الجنة، وهي الجماعة المتمسكة بالكتاب والسنة وعمل الصحابة.
وتمتاز الدعوة السلفية بالدعوة إلى التوحيد، ومحاربة الشرك، ومعرفة الأحاديث الصحيحة، والتحذير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة ومعرفة الأحكام الشرعية بأدلتها وهذا مهم جداً لكل مسلم.
وإني أنصح إخواني المسلمين أن يلتزموا بالدعوة السلفية، لأنها هي الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة التي قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله).
" رواه مسلم "
اللهم أجعلنا من الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة.
الخلاصة
1 - على الجماعات الإسلامية أن يبتعدوا عن التحزب الممقوت الذي يؤدي إلى الفرقة وأن يتعاونوا فيما بينهم فيما ينفع المسلمين ويعود عليهم بالخير والنفع لقول الله تعالى:
((وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)).
" سورة المائدة آية 2 "
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كونوا عباد الله إخواناً: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ههنا، وأشار إلى صدره، بحسب امريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه).
" رواه مسلم "
2 - على الجماعات الإسلامية ألا يتحاسدوا، ولا يتباغضوا لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا).
" رواه مسلم "
3 - على كل جماعة من الجماعات الإسلامية أن يقبلوا النصيحة إذا كانت موافقة للقرآن والحديث الصحيح، لقوله صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة) " رواه مسلم "
وقوله صلى الله عليه وسلم: (كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون). " حسن رواه أحمد وغيره "
4 - وأختم كلمتي بالدعاء الآتي:
اللهم أصلح ذات بيننا، وألف بين قلوبنا، وأهدنا سبل السلام، اللهم اجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، سلماً لأوليائك حرباً على أعدائك، وصلي الله على محمد وآله وسلم.
تنبيهات على ملاحظات
لقد من الله تعالى عليّ، وبدأت أدعو إلى توحيد الله تعالى وأصدرت أكثر من عشرين مؤلفاً طبع كل منها مرات متعددة بكميات كبيرة، وترجم بعضها إلى اللغة الإنجليزية، والفرنسية، والأندونيسية، والأوردية، والبنغالية، والتركية، وغيرها، وأكثر هذه الكتب كانت تطبع بمساعدة المحسنين، وتوزع مجاناً، وبعضها يباع في المكتبات التي يطبعونها على حسابهم، وقد كتبت على كل كتاب العبارة الآتية: لكل مسلم حق الطبع والترجمة، ومن له ملاحظة على الكتب، فليخبر المؤلف مشكوراً.
1 - لقد وصلني كتاب من الإمارات العربية عنوانه:
(عقيدة الإمام الحافظ ابن كثير) لمؤلفه: (محمد عادل عزيزة) فلما قرأته وجدته لم يلتزم الأمانة العلمية حتى في الأحاديث النبوية حيث بتر الحديث الذي ذكره ابن كثير عند تفسير قول الله تعالى: ((يوم يكشف عن ساق)) " سورة القلم "
وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة .. ). إلى آخر الحديث الذي رواه البخاري ومسلم.
وقال في كتابه: لقد تخبط محمد جميل زينو في كتابه (منهاج الفرقة الناجية) تخبطاً كثيراً في صفحة 16 وغيرها، ويعلم الله أنني فرحت، وقلت: لعلي أخطأت، فأصلح خطئي.
ولما نظرت في كتابي المذكور وجدت ما يلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/45)
(قال الإمام أحمد، قال الإمام الشافعي، قال الخطيب البغدادي) فهتفت للمؤلف وقلت له: ما هو التخبط الذي ذكرته في كتابي؟ فقال لي: الكتاب ليس عندي، فقلت له: لماذا حذفت الحديث الذي يفسر الآية من تفسير ابن كثير؟ فقال لي: الحديث من المتشابهات!! فقلت له: ولماذا بترت قول ابن كثير في تفسير: ((وهو الله في السموات)) حيث اختار الوقف المفسر الطبري، ليثبت أن الله في السماء؟ فقال لي: حتى انظر، ولم يعترف بخطئه، وقد رددت على هذا المؤلف في كتاب اسمه: (بيان وتحذير من كتاب عقيدة الإمام الحافظ ابن كثير).
2 - وقد قرأت في كتاب عنوانه (في مدرسة النبوة) للأخ أحمد محمد جمال قال فيه: ولقد عجبت للأخ (محمد جميل زينو) حين كتب في جريدة الندوة يوم 26/ 4/1411هـ يستنكر صيغة للصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم اعتاد بعض المسلمين ترديدها، وهي تقول: (اللهم صل على محمد طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها) وقال: إن الشافي والمعافي للأبدان والقلوب والعيون هو الله وحده، والرسول لا يملك النفع لنفسه ولا لغيره .. إلخ، وأود للأخ محمد زينو أن يعلم أن لهذه الصيغة مفهومين صحيحين:
أ - إن طب القلوب وعافية الأبدان، ونور الأبصار صفة، أو ثمرة للصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد عرفنا من الأحاديث السابقة فضل الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم وبركاتها وأنها صادرة من الله عز وجل ...
وصلاة الله على العباد هي الرحمة والبركة والعافية والشفاء.
ب - إن طب القلوب، وعافية الأبدان، ونور الأبصار صفة للرسول نفسه .. وهذه أيضاً لا نكران عليها، ولا غرابة فيها فالرسول صلى الله عليه وسلم ذاته ـ كما وصفه القرآن الكريم ـ رحمة في قول الله تعالى:
((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)). " سورة الأنبياء آية 107 "
وهو كذلك نور وضياء، ـ كما وصفه القرآن في قوله عز وجل: ((يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً)). " الأحزاب آية 45 - 46 "
وفي روايات متعددة يصف الرسول نفسه بأنه رحمة مهداة إلى الإنسانية ليخرجها من الظلمات إلى النور، ويشفي قلوبها وأبصارها، وأبدانها من الأسقام الحسية والمعنوية معاً.
يقول صلى الله عليه وسلم: (إنما أنا رحمة مهداة).
" أخرجه ابن عساكر "
(إني رحمة بعثني الله). " رواه الطبراني "
(إني لم أبعث طعاناً، وإنما بعثت رحمة). " رواه مسلم "
1 - أقول: إن الصيغة السابقة التي قال عنها المؤلف اعتاد الناس ترديدها. لا تجوز لأن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عبادة، والعبادة مبناها على التوقف حتى يأتي الدليل، ولا دليل على هذه الصيغة، ولا سيما أنها تخالف جميع الروايات التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، والسلف الصالح، بالإضافة إلى أن فيها غلواً وإطراء لا يرضاه الله والرسول صلى الله عليه وسلم. فهل يجوز لمسلم أن يترك الصيغة التي عملها الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويأخذ بصيغة من أقوال الناس، والتي تخالف الصيغ المشروعة؟
2 - لقد بتر المؤلف من كلامي شيئاً مهماً، وهو استشهادي بقول الله تعالى: ((قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله)).
" سورة يونس"
وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله). " رواه البخاري "
3 - وأما قول المؤلف: وصلاة الله على العباد هي الرحمة والبركة والعافية والشفاء، قال ابن كثير:
الصلاة من الله تعالى على عبده ثناؤه عند الملائكة.
وقال غيره: الصلاة من الله عز وجل الرحمة " حكاه البخاري "
" تفسير ابن كثير جـ3/ 495 "
هذا التفسير الصحيح يبطل تفسير المؤلف (أحمد محمد جمال) الذي لا دليل عليه.
4 - وأما استشهاده بقول الله تعالى: ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)) " الأنبياء آية107 "
فإني أنقل للقاريء ما قاله العلامة محمد أمين الشنقيطي في تفسيرها: وما ذكره الله جل وعلا في هذه الآية: من أنه ما أرسله إلا رحمة للعالمين يدل على أنه جاء بالرحمة للخلق فيما تضمنه هذا القرآن العظيم، وهذا المعنى جاء موضحاً في مواضع من كتاب الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/46)
أ- كقوله تعالى: ((أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون)). " العنكبوت آية 51 "
ب- وقوله تعالى: ((وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك)). " سورة القصص آية 86 "
ج- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله، أدع على المشركين، قال: (إني لم أبعث لعاناً، وإنما بعثت رحمة). " رواه مسلم "
" انظر أضواء البيان للشنقيطي 4/ 694 "
وأما الطبري فقال ما خلاصته: أرسل الله محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة لجميع العالم مؤمنهم وكافرهم، فأما مؤمنهم فإن الله هداه به وأدخله ـ بالإيمان به وبما جاء من عند الله ـ الجنة، وأما كافرهم فقد دفع عنه عاجل البلاء الذي كان ينزل بالأمم المكذبة لرسلها من قبله.
5 - وأما قول المؤلف: وهو (أي الرسول) نور وضياء كما وصفه القرآن في قوله عز وجل: ((يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً)).
" الأحزاب آية 45 - 46 "
فإني أنقل للقاريء ما قاله المفسرون:
أ - قال ابن كثير في تفسيره:
يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً على أمتك، ومبشراً بالجنة ونذيراً من النار، وداعياً إلى شهادة أن لا إله إلا الله بإذنه وسراجاً منيراً بالقرآن.
فقوله تعالى: ((شاهداً)) أي لله بالوحدانية، وأن لا إله غيره، وعلى الناس بأعمالهم يوم القيامة.
((وجئنا بك على هؤلاء شهيداً)) " النساء "
وقوله عز وجل: ((ومبشراً ونذيراً)) أي بشيراً للمؤمنين بجزيل الثواب، ونذيراً للكافرين من ويل العقاب.
وقوله جلت عظمته: ((وداعياً إلى الله بإذنه)) أي داعياً للخلق إلى عباده ربهم عن أمره لك بذلك.
وقوله تعال: ((وسراجاً منيراً)) أي وأمرك ظاهر فيما جئت به من الحق كالشمس في إشراقها وإضاءتها لا يجحدها إلا معاند. " انظر تفسير ابن كثير جـ3/ 497 "
ب - وقال ابن الجوزي في تفسير زاد المسير:
((وسراجاً منيراً)) أي أنت لمن اتبعك (سراجاً) أي كالسراج المضيء في الظلمة يهتدى به. " جـ 6/ 400 "
ج- وقال الطبري في تفسيره: ((وسراجاً منيراً)) ضياء لخلقه بالنور الذي أتيتهم به من عند الله وإنما يعني بذلك أنه يهدي به من اتبعه من أمته. " نقلاً عن الطبري باختصار "
6 - وقال المؤلف في كتابه (في مدرسة النبوة):
وفي روايات متعددة يصف الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه بأنه: " رحمة مهداة " إلى الإنسانية ليخرجها من الظلمات إلى النور، ويشفي قلوبها، وأبصارها من الأسقام الحسية والمعنوية معاً.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما أنا رحمة مهداة).
" أخرجه ابن عساكر "
(إني رحمة بعثني الله). " رواه الطبراني "
(إني لم أبعث لعاناً، وإنما بعثت رحمة). " رواه مسلم "
أقول: إن كلام المؤلف (أحمد محمد جمال) عليه ملاحظات:
أ) لم يذكر المؤلف دليلاً على كلامه سوى ما أورده من حديث: (إنما أنا رحمة مهداة) وقد تقدم تفسير الرحمة في الآية للعلامة الشنقيطي، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بالرحمة للخلق فيما تضمنه هذا القرآن العظيم.
ب) وأما قول المؤلف: (ليخرج الإنسانية من الظلمات إلى النور .. ) فليته رجع إلى تفسير ابن كثير حيث قال فيها:
((ليخرج الناس من الظلمات إلى النور)). " سورة إبراهيم آية 1 "
أي إنما بعثناك يا محمد بهذا الكتاب لتخرج الناس مما هم فيه من الضلال والغي إلى الهدى والرشد، قال الله تعالى:
((هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور)). " الحديد آية 9 "
فالآيات صريحة بأنه أخرج الناس من الظلمات إلى النور بالقرآن المنزل عليه.
ج- وأما قول المؤلف: (ويشفي قلوبها وأبصارها من الأسقام الحسية والمعنوية معاً) ويقصد النبي صلى الله عليه وسلم!
فلم يأت بدليل صريح على ذلك، علماً بأن الشافي للأمراض هو الله وحده، قال الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام:
((إذا مرضت فهو يشفين)) " الشعراء "
أكد بالضمير المنفصل، ليؤكد على أن الشافي هو الله وحده، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (اللهم رب الناس أذهب البأس اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً). " أخرجه البخاري "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/47)
وقصة الغلام والأعمى التي وردت في الحديث تدل على أن الشافي هو الله وحده: فورد فيها أن الأعمى أتى الغلام بهدايا كثيرة وقال له سأهبها لك أجمع إن أنت شفيتني، فقال: إني لا أشفي أحداً، إنما يشفي الله فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك.
" فآمن بالله فدعا الله له فشفاه الله ". " القصة رواها مسلم 4/ 3005 "
فالآية السابقة والأحاديث المتقدمة تدل على أن الشافي هو الله وحده، ولم يذكر المؤلف (أحمد محمد جمال) مثالاً واحداً على أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصف نفسه بأنه (يشفي) كما زعم، وهذا أمر خطير جداً، لقوله صلى الله عليه وسلم:
(من قال عليّ ما لم أقل، فليتبوأ مقعده من النار). " حسن رواه أحمد "
وقد سألت سماحة الشيخ ابن باز مفتي السعودية عن كلام (أحمد محمد جمال) فقال: إنه شرك.
الخلاصة
إن كلام المؤلف (أحمد محمد جمال) ليس عليه دليل، وفيه غلو وإطراء نهى عنهما الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً:
1 - (إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم بالغلو في الدين). " صحيح رواه أحمد "
2 - (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله). " رواه البخاري "
ولا سيما حينما ادعى المؤلف أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصف نفسه، بأنه يشفي القلوب والأبصار من الأسقام الحسية والمعنوية معاً! وكلمة (يشفي) فعل مضارع يفيد الحال والمستقبل، وهذا لا يمكن أبداً، ولم يحدث هذا الشفاء في الوقت الحاضر والمستقبل.
3 - وما ذكرته من التنبيهات على كتاب (في مدرسة النبوة) هو من باب النصيحة للمسلمين عامة، ولقراء الكتاب المذكور خاصة.
والله أسأل أن ينفع بها المسلمين ويجعلها خالصة لله تعالى.
تنبيه هام
أقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم له معجزات كثيرة، ولكنها كانت في حياته، وهذه نماذج منها:
أ - عن عبد الله بن مسعود قال: كنا مع رسول الله في سفر فقل الماء، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: اطلبوا لي فضلة من ماء. الصحابة يجيئون بإناء فيه ماء قليل، فيدخل الرسول صلى الله عليه وسلم يده في الإناء. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (حي على الطهور المبارك، والبركة من الله). قال ابن مسعود: لقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع الرسول صلى الله عليه وسلم ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل.
" رواه البخاري "
يلفت الرسول صلى الله عليه وسلم نظر أصحابه إلى أن الماء المبارك الذي ينبع من بين أصابعه إنما بركته من الله وحده الذي خلق هذه المعجزة، وهذا حرص من الرسول على توجيه أمته إلى التوحيد، ولذا قال لهم: (والبركة من الله).
ب- وهذا علي رضي الله عنه يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشتكي عينيه، فبصق الرسول صلى الله عليه وسلم في عينيه، ودعا له، فبرأ، حتى كأن لم يكن به وجع. " رواه البخاري "
أقول: إن هذه المعجزات كانت في حياته، وإن علياً دعا له الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن بصق في عينيه فبرأ، لأن دعاء النبي مستجاب، أما بعد موته صلى الله عليه وسلم فقد توقف طلب الدعاء منه وانقطعت المعجزات لقوله صلى الله عليه وسلم:
(إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له). " رواه مسلم "
وهذا أبو طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يدافع عنه، لما حضرته الوفاة دعاه الرسول إلى الإيمان فأبى، ومات مشركاً، ونزلت فيه ((إنك لا تهدي من أحبت، ولكن الله يهدي من يشاء)). " رواه البخاري "
دعاء الليل مستجاب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تعار من الليل فقال حين يستيقظ)) .. لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا استجيب له، فإن قام فتوضأ ثم صلى قبلت صلاته)). " رواه البخاري وغيره "
[تعارّ: استيقظ]
قرأت هذا الدعاء من أجل شفائي من الأمراض فشفاني الله، وقرأته من أجل تيسير بعض الأعمال المتعبة فأراحني الله، وأنصح كل مسلم أن يقرأ هذا الدعاء لحل جميع المشاكل.
1 من المؤسف أن يكون التاريخ الميلادي هو المنتشر حتى في البلاد الإسلامية إلا البلاد السعودية فإنها تعتمد التاريخ الهجري وهو الواجب لأنه تاريخ إسلامي، يرمز إلى الهجرة التي أعز الله بها الإسلام.
2 لفظ العادة لم يرد في حق الله، والذي ورد (سنة الله) " والآية من الأحزاب "
ـ[أبو شوق]ــــــــ[26 - 03 - 08, 06:39 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[26 - 03 - 08, 02:07 م]ـ
أبا شوق
جزاك الله خيراً
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[30 - 04 - 08, 04:00 م]ـ
لله دره .. ما أنفسها وما أحلاها من ترجمة ..
فقد ضمنها الشيخ حفظه الله خلاصة تجاربه ونفائس فوائده في نشر التوحيد ومحاربة أهل البدع والإعراض ..
ولم يتكلم عن خاصة نفسه إلا بأقل القليل في أوائلها.
فلله دره من شيخ ومعلم، وبارك الله في عمره وعمله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/48)
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[30 - 04 - 08, 06:47 م]ـ
أبو حازم المسالم
جزاك الله خيراً
ـ[راجية المسلمة]ــــــــ[02 - 08 - 09, 09:55 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
الحمد لله على الهداية و نسأل الله لنا و لكم الثبات على دينه حتى الممات
الترجمة رائعة .. و لكن فيها بعض الأخطاء المطبعية
لقد من الله علي بتصحيح ما لاحظته من أخطاء، إلى الفصل الذي وصلت إليه .. و قد توقفت عند فصل [جولة مع جماعة التبليغ]،، و إن يسر الله سبحانه لي أكملت الباقي ..
1 - كيف انتقلت إلى الطريقة الشاذلية
الخطأ [إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائمة] و الصواب [إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة]
2 - الطريقة القادرية
الخطأ [وبما أن الوقت قارب نصف الله] و الصواب [وبما أن الوقت قارب نصف الليل]
3 - الضرب بالشيش (بسيخ الحديد)
الخطأ [مع أنه كان خليق اللحية.] و الصواب [مع أنه كان حليق اللحية.]
4 -
الخطأ [و ((ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنزن الذين كانوا يتقون)). " سورة يونس 62 "] و الصواب [و ((ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (62) الذين آمنوا وكانوا يتقون (63))). " سورة يونس 62 "]
5 - درس عجيب من شيخ صوفي
الخطأ [((يا أيها الذين آمنوا إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلوا أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله)). " سورة التوبة 34 "] و الصواب [((يا أيها الذين آمنوا إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله)). " سورة التوبة 34 "]
6 - لا يعلم الغيب إلا اله
* الخطأ [((قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله، ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني من السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون)). " سورة الأعراف 188 "] و الصواب [((قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله، ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون)). " سورة الأعراف 188 "]
* الخطأ [هل كان ثعلبة معدوماً فأوجده الله من العدم؟] و الصواب [هل كان ثعلبة معدوماً فأوجده الرسول صلى الله عليه وسلم من العدم؟] >> هذا التصويب من فهمي و الله أعلم
ـ[راجية المسلمة]ــــــــ[02 - 08 - 09, 03:15 م]ـ
تكملة التصويب
* الخروج مع التبليغ للدعوة
[3 - ثم ذهبنا إلى دمشق، ودخلنا مسجد " كفر سوسة " فألقى بعد الصلاة شاب بياناً ذكر فيه حديثاً قال فيه: (الدنيا قرار من لا قرار له) وبعد أن انتهى من كلمته قلت له: هل هذا حديث صحيح؟ فقال لي: سمعته من الأحباب، قلت له: هذا لا يكفي، فالتفت إلى رجل عالم بجانبه وسأله عن الحديث؟ فقال له: هذا ليس بحديث، ثم نصحته برفق أ، يتحرى الأحاديث الصحيحة ويبتعد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة.]
الصواب: ثم نصحته برفق أن يتحرى الأحاديث
* مناقشة شروط الجماعة
1 - ........
الخطأ [فكما أن الصلاة عبادة لله، لا تجوز لرسول ولا لولي، فكذلك الدعاء عبادة لا يجوز طلبه م الرسول أو الأولياء.] و الصواب [فكما أن الصلاة عبادة لله، لا تجوز لرسول ولا لولي، فكذلك الدعاء عبادة لا يجوز طلبه من الرسول أو الأولياء.]
* السلفيون و أنصار السنة المحمدية
الخطأ [3 - أن يصبروا على ما يصيبهم من أذى، فإن الله معهم بنصره وتأييده، قل الله تعالى:] الصواب [3 - أن يصبروا على ما يصيبهم من أذى، فإن الله معهم بنصره وتأييده، قال الله تعالى:]
* جماعة الجهاد و غيرهم
الخطأ [8 - ...............
((وما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم، ويعفو عن كثير)).] و الصواب [((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم، ويعفو عن كثير)).]
* نصيحتي إلى جميع الجماعات
الخطأ [ألا إن من قلبكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين: ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة)] و الصواب [ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين: ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة)]
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[02 - 08 - 09, 05:14 م]ـ
حبذا لو أعيدت الترجة مرة أخرى مُصوّبةً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/49)
ـ[راجية المسلمة]ــــــــ[03 - 08 - 09, 11:50 ص]ـ
هذه الترجمة بالتصحيح ليسهل نسخها و نشرها .. و جزيتم خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فهذه ترجمة لشيخنا محمد بن جميل زينو
نفع الله بعلمه ذكرها بنفسه وضمنها طريق هدايته الى التوحيد ,
ووجه فيها نصائحه الى مختلف الجماعات الإسلامية
وذلك في كتاب (كيف اهتديت إلى التوحيد والصراط المستقيم)
والذي كتبه قبل خمسة عشر عاماً ..... وقد تجاوز عمره الآن خمسة وثمانون عاماً
نسأل الله أن يبارك في عمره وعمله وعلمه. اللهم آمين ...
قال حفظه الله تعالى ونفع بعلمه:-
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد فقد تلقيت رسالة من طالب تركي من بلدة (قونية) هذا نصها: إلى محمد بن جميل زينو المدرس في دار الحديث الخيرية بمكة المكرمة. السلام عليكم ورحمة لله وبركاته.
أستاذنا الكريم: أنا طالب في كلية الشريعة (في قونية) , وأخذت كتابكم " العقيدة الإسلامية " " أطروحة " وترجمت كتابكم إلى اللغة التركية ولكن أحتاج إلى ترجمة حياتكم للطبع , وأنا أريد من فضلكم أن ترسل هذه المعلومات إلى العنوان الآتي شكراً لفضيلتكم من الآن والسلام على من اتبع الهدى.
" بلال بارومجي "
وقد طلب مني بعض إخواني من طلبة العلم أن أكتب قصة حياتي والمراحل التي مررت بها منذ الصغر إلى أن بلغت من العمر قريباً من 70 سنة وكيف اهتديت إلى العقيدة الإسلامية الصحيحة عقيدة السلف الصالح التي تستند على الدليل من القرآن الكريم والحديث الصحيح , وهذه نعمة كبيرة لا يعرفها إلا من ذاقها:
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً , وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً) " رواه مسلم "
ولعل القاريء يجد في هذه القصة عبرة ودروساً نافعة لمعرفة الحق من الباطل. والله أسأل أن ينفع بها المسلمين , ويجعلها خالصة لوجهه الكريم.
محمد بن جميل زينو
1/ 1/1415هـ
الولادة والنشأة
ولدت في مدينة حلب في سوريا عام 1925م [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=77#_ftn1) حسب الجواز، الموافق 1344هـ، وعمري الآن ثلاث وسبعون سنة، ولما بلغت من العمر عشر سنين تقريباً دخلت في مدرسة خاصة وتعلمت القراءة والكتابة.
انتسبت إلى مدرسة (دار الحفاظ) وبقيت فيها خمس سنوات حفظت خلالها القرآن غيباً نع التجويد.
دخلت مدرسة في حلب كانت تسمى (الكلية الشرعية التجهيزية) وهي الآن الثانوية الشرعية، وهي تابعة للأوقاف الإسلامية، وكانت المدرسة تدرس العلوم الشرعية والعصرية: فقد درست فيها التفسير، والفقه الحنفي، والنحو، والصرف، والتاريخ والحديث وعلومه، وغيرها من العلوم الشرعية.
ومن العلوم العصرية درست فيها الفيزياء، والكيمياء، والرياضيات، واللغة الفرنسية، وغيرها من العلوم التي برع فيها المسلمون قديماً كعلم الجبر مثلاً.
أ – وأذكر أني درست علم التوحيد في كتاب اسمه (الحصون الحميدية) وهو يركز على توحيد الرب، وإثبات أن لهذا العالم خالقاً ورباً، وقد تبين لي فيما بعد أنه خطأ وقع فيه كثير من المسلمين والمؤلفين، والجامعات، والمدارس التي تدرس العلوم الشرعية، لأن المشركين الذين حاربهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يعترفون بأن الله خالقهم:
قال الله تعالى:
(ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون)
" سورة الزخرف 87 "
بل الشيطان الذي ـ لعنه الله ـ كان يعترف بأن الله ربه:
قال تعالى يخبر عن قوله:
(قال ربي بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض)
" سورة الحجر 39 "
ب- أما توحيد الإله الذي هو الأساس الذي ينجو به المسلم، فلم أدرسه وكنت لا أعلم شيئاً عنه، شأن بقية المدارس والجامعات الذين لا يدرسونه، ولا يعلم عنه الطلاب شيئاً.
والله تعالى أمر الرسل جميعاً أن يدعو إليه، وقد دعا إليه خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم قومه، فامتنعوا واستكبروا كما أخبر الله عنهم:
(إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/50)
" سورة الصافات "
لأن العرب المشركين كانوا يعرفون معناها، وأن من قالها لا يجوز له أن يدعو غير الله، وباقي المسلمين يقولونها بألسنتهم، ويدعون غير الله، فينقضونها.
ج- أما توحيد الصفات فكانت المدرسة تتأول آيات الصفات كبقية المدارس في أكثر بلاد المسلمين مع الأسف الشديد.
وأذكر أن المدرس كان يفسر قول الله تعالى:
(الرحمن على العرش استوى) " سورة طه "
(استوى: بمعنى استولى) ويستشهد بقول الشاعر:
قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق
قال ابن الجوزي: هذا الشعر لا يعلم قائله، وقال آخرون: نصراني، وكلمة (استوى) ورد تفسيرها في البخاري عند قول الله تعالى: (ثم استوى إلى السماء). " سورة البقرة "
قال: مجاهد و أبو العالية: (استوى: علا وارتفع).
" انظر البخاري كتاب التوحيد جـ 8/ 175 "
فهل يجوز لمسلم أن يترك قول التابعين في البخاري، ويأخذ بقول شاعر مجهول؟ وهذا التأويل الفاسد الذي ينكر علو الله على عرشه يخالف عقيدة الإمام أبي حنيفة، ومالك وغيرهما، فقد قال الإمام أبو حنيفة الذي يدرسون مذهبه: (من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر، لأن الله يقول: " الرحمن على العرش استوى ". " سورة طه "
وعرشه فوق سبع سماوات). " انظر شرح العقيدة الطحاوية 322 "
وقد حصلت على شهادة المدرسة عام 1948م، ونلت الشهادة الثانوية العامة، ونجحت في مسابقة بعثة الأزهر، لكنني لم أذهب لأسباب صحية، ودخلت دار المعلمين في حلب، وعملت مدرساً لمدة 29 سنة تقريباً، ثم تركت التدريس.
بعد استقالتي من التدريس جئت بعمرة إلى مكة عام 1399هـ، وتعرفت على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، وعرف أن عقيدتي سلفية، فاعتمدني مدرساً في الحرم المكي وقت الحج، ولما انتهى موسم الحج أرسلني إلى الأردن للدعوة إلى الله، فذهبت، ومكثت في مدينة " الرمثا " في جامع صلاح الدين، فكنت إماماً وخطيباً ومدرساً للقرآن، وكنت أزور المدارس الإعدادية وأوجه الطلاب إلى عقيدة التوحيد، فكانوا يتقبلونها بقبول حسن.
وفي شهر رمضان من عام 1400هـ جئت بعمرة إلى مكة، وبقيت إلى بعد الحج وتعرفت على طالب من طلاب دار الحديث الخيرية بمكة، وطلب مني أن أكون مدرساً عندهم لأنهم في حاجة إلى مدرسين، ولا سيما في مصطلح علم الحديث، فاتصلت بمديرها فأبدى استعداده، وطلب مني تعميداً من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، فكتب إلى المدير يطلب منه أن أكون مدرساً عندهم، فدخلت المدرسة، ودرست الطلاب التفسير، والتوحيد، والقرآن الكريم وغيرها من الدروس.
ومن فضل الله بدأت بإصدار رسائل صغيرة، مختصرة، وبسيطة، فكان لها قبول في جميع بلاد العالم، وقد ترجم بعضها إلى الإنجليزية، والفرنسية، والبنغالية، والأندنوسية، والتركية، والأوردية، وغيرها من اللغات، وسميتها:
(سلسلة التوجيهات الإسلامية) وصلت إلى أكثر من عشرين رسالة طبع منها مئات الآلاف، وأكثرها مجانية، يجدها القاريء على ظهر غلاف الرسالة بأسمائها وأرقامها.
والله أسأل أن ينفع بها المسلمين، ويجعلها خالصة لوجه الله تعالى.
كنت نقشبندياً
كنت منذ الصغر أحضر الدروس في المساجد والحلقات للذكر وقد شاهدني شيخ الطريقة النقشبندية، فأخذني إلى زاوية المسجد وبدأ يعطيني أوراد الطريقة النقشبندية، ولكن لصغر سني لم استطع أن أقوم بما أمرني به من الأوراد إلا أنني أحضر مجالسهم مع أقاربي في الزوايا، وأسمع ما يقولون من القصائد والأناشيد، وحينما يأتي ذكر اسم الشيخ كانوا يصيحون بصوت مرتفع، فيزعجني هذا الصوت المفاجيء في الليل، ويسبب لي الرعب والمرض، وعندما تقدمت في السن بدأ قريب لي يأخذني إلى مسجد الحي لأحضر معه ما يسمونه (الختم) فكنا نجلس على شكل حلقة، وأحد الشيوخ يوزع علينا الحصى ويقول: "الفاتحة الشريفة، الإخلاص الشريف " فنقرأ بعدد الحصى سورة الفاتحة والإخلاص، والاستغفار، والصلاة على النبي بالصورة التي يحفظونها، وأذكر منها (اللهم صلي على محمد عدد الدواب) يقولونها جهراً آخر الذكر وبعدها يقول الشيخ الموكل بالختم: (الرابطة الشريفة) ويقصدون بها أن يتصوروا شيخهم في حال ذكرهم لأن الشيخ يربطهم بالله في زعمهم، فكانوا يهمهمون، ويصيحون، ويعتريهم الخشوع حتى أن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/51)
أحدهم شاهدته يقفز فوق رؤوس الحاضرين من مكان مرتفع من شدة وجده، كأنه البهلوان فاستغرب هذا التصرف والصياح عند ذكر شيخ الطريقة، ودخلت مرة على بيت قريبي هذا، فسمعت نشيداً من جماعة الطريقة النقشبندية يقولون فيه:
دلوني بالله دلوني على شيخ النصر دلوني
اللي يبري العليل ويشفي المجنونا
وقفت على باب البيت، ولم أدخل، وقلت لصاحب البيت: هل الشيخ يبريء العليل، ويشفي المجنون؟ قال: نعم، قلت له: الرسول عيسى بن مريم عليه السلام الذي أعطاه الله معجزة إحياء الموتى وشفاء الأكمه والأبرص يقول: بإذن الله، فقال لي: وشيخنا يفعل بإذن الله! قلت له: ولماذا لا تقولون بإذن الله؟! علماً بأن الشافي هو الله وحده، كما قال إبراهيم عليه السلام:
(وإذا مرضت فهو يشفين) " الشعراء 80 "
ملاحظة على الطريقة النقشبندية
1 - تمتاز هذه الطريقة بأورادها السرية الخفية، فليس فيها رقص ولا تصفيق مما عند غيرهم من الطرق المشهورة.
2 - هذا الاجتماع على الذكر، وتوزيع الحصى على كل واحد، والموكل بالختم يأمرهم أن يقولوا كذا، ووضعهم الحصى في كأس ماء ليشربوا منه، ويستشفوا به، هذا كله من البدع التي أنكرها الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود حينما دخل المسجد، فرأى جماعة يتحلقون، وبأيديهم الحصى، يقول أحدهم: سبحوا كذا، افعلوا كذا عدد الحصى التي بأيديهم، فقال لهم موبخاً: " ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا يا أبا عبد الرحمن حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح قال: فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء، ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم؟ هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة أهدى من ملة محمد، أو مفتحوا باب ضلالة "؟!
" حسن رواهالدرامي والطبراني "
وهذه قضية منطقية سليمة، فهؤلاء إما أن يكونوا أهدى من الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم وفقوا إلى عمل لم يصل إليه علم الرسول صلى الله عليه وسلم، وإما أن يكونوا في ضلالة، والفرض الأول منتف حتماً، لأنه لا أحد أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يبق إلا الفرض الآخر.
الرابطة الشريفة: ويعنون بها أن يتصوروا صورة الشيخ أمامهم في الذكر ينظر إليهم، ويراقبهم لذلك تراهم يخشعون ويصيحون بأصوات منكرة غير واضحة، وهذه مرتبة الإحسان التي وردت في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك).
ففي هذا الحديث يرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نعبد الله كأننا نراه , وإذا كنا لا نراه , فإنه يرانا , هذه مرتبة الإحسان التي هي لله وحده , قد أعطوها لشيخهم وهذا من الشرك الذي نهى الله عنه بقوله: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً). " سورة النساء 36 "
فالذكر عبادة لله لا يجوز أن نشرك به أحداً، ولو كان من الملائكة أو الرسل والمشايخ دون رتبتهم، فلا يجوز إشراكهم من باب أولى! والحقيقة أن تصور الشيخ في الذكر موجود أيضاً في الطريقة الشاذلية، وغيرها من الطرق الصوفية كما سيأتي.
4 - هذا الصياح الشديد الذي يعتريهم عند ذكر الشيخ، أو طلب المدد من غير الله كأهل البيت، ورجال الله، هو من المنكرات بل هو من الشرك المنهي عنه، فإذا كان الصياح عند ذكر الله منكراً، لأنه يتنافى مع قول الله تعالي:
(إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم).
" سورة الأنفال آية 2 "
وفي قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(أيها الناس اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، إنكم تدعون سميعاً قريباً وهو معكم). " متفق عليه "
فإن الصياح والخشوع والبكاء عند ذكر الأولياء أشد إنكاراً لأن هذا يدل على الاستبشار الذي حكاه الله عن المشركين حين قال:
(وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون). " سورة الزمر 45 "
5 - الغلو في شيخ الطريقة، اعتقادهم أنه يشفي المرضى، مع أن الله تعالى ذكر قول إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم.
(وإذا مرضت فهو يشفين) " سورة الشعراء 80 "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/52)
(وقصة الغلام المؤمن الذي كان يدعو للمرض، فيشفيهم الله، حين قال له جليس الملك: لك هذا المال إن أنت شفيتني! فقال له الغلام (أنالا أشفي أحداً إنما يشفي الله إن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك).
" القصة رواها مسلم في صحيحة "
6 - الذكر عندهم باللفظ المفرد وهو (الله) آلاف المرات هي وردهم , مع أن هذا الذكر بلفظ (الله) لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته ولا التابعين , ولا عن الأئمة المجتهدين , بل من بدع الصوفية , لأن لفظ (الله) مبتدأ , ولم يأت بعده خبره, فأصبح الكلام ناقصاً , ولو أن إنساناً نادى اسم (عمر) عدة مرات , فنقول له: ماذا تريد من عمر؟ فلم يرد علينا إلا باسم (عمر , عمر) لقلنا إنه معتوه , لا يدري ماذا يقول؟ ويستشهد الصوفية على الذكر المفرد بقول الله تعالى: (قل الله) ولو أنهم قرأوا الكلام الذي قبله لعرفوا أن المراد قل الله أنزل الكتاب , ونص الآية: ((وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء، قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى ... قل الله)). " سورة الأنعام 91 "
[أي قل الله أنزل الكتاب].
كيف انتقلت إلى الطريقة الشاذلية
تعرفت على شيخ من الطريقة الشاذلية حسن الصورة والأخلاق وزارني في بيتي , وزرته في بيته , فأعجبني لين كلامه , وحديثه, وتواضعه , وكرمه , فطلبت منه أن يعطيني ورد الطريقة الشاذلية , فأعطاني أورادها الخاصة بها وكانت عنده زاوية يأوي إليها بعض الشباب , ويقيمون فيها الذكر بعد صلاة الجمعة.
زرته مرة في بيته، فرأيت صورة شيوخ كثيرين للطريقة الشاذلية معلقة على الجدار فذكرته بالنهي الوارد عن تعليق الصور، فلم يستجب، مع أن الحديث واضح ـ ولا يخفى عليه ـ وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة). " متفق عليه "
(نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصور في البيت ونهى الرجل أن يصنع ذلك). " رواه الترمذي وقال حسن صحيح "
وبعد سنة تقريباً أحببت زيارة الشيخ، وأنا في طريقي إلى أداء العمرة، فدعاني مع ولدي ورفيقي إلى طعام العشاء وبعد الانتهاء قال لي: هل تسمع شيئاً من الأناشيد الدينية من هؤلاء الشباب؟ فقلت نعم، فأمر الشباب الذين حوله ـ وكانت اللحى الجميلة تعلو وجوههم ـ أن ينشدوا فبدأوا ينشدون بصوت واحد نشيداً خلاصته: (من كان يعبد الله طمعاً في جنته، أو خوفاً من ناره، فقد عبد الوثن) فقلت لهم: ذكر الله آية في القرآن يمدح فيها الأنبياء قائلا: ((أنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين)). " سورة الأنبياء 90 "
فقال لي الشيخ: هذه القصيدة التي ينشدونها هي: (لسيدي عبدالغني النابلسي)! فقلت له: وهل كلام الشيخ مقدم على كلام الله، وهو معارض له؟! فقال لي أحد المنشدين: سيدنا علي رضي الله يقول: "الذي يعبد الله طمعاً في جنته، عبادة التجار " فقلت له: في أي كتاب وجدت هذا القول لسيدنا علي، وهل هو صحيح؟ فسكت، فقلت له: هل يعقل أن يخالف علي رضي الله عنه القرآن وهو من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن المبشرين بالجنة؟ ثم التفت رفيقي قائلاً لهم:
ذكر الله تعالى عن وصف المؤمنين يمدحهم قائلاً:
((تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً))
" سورة السجدة 16 "
فلم يقتنعوا، وتركت الجدال معهم، وانصرفت إلى المسجد للصلاة فلحقني منم شاب، وقال لي: نحن معكم، والحق معكم، ولكن لا نستطيع أن نتكلم، وأن نرد على الشيخ! قلت له: لماذا لا تتكلمون الحق؟ قال: سوف يخرجنا من السكن إن تكلمنا: وهذا مبدأ صوفي عام فإن شيوخ التصوف أوصوا تلاميذهم ألا يعترضوا على الشيخ مهما غلط وقالوا لهم عبارتهم المشهورة: " ما أفلح مريد قال لشيخه لم؟ " متجاهلين قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون). " حسن أخرجه أحمد والترمذي "
وقول مالك رضي الله عنه: " كل واحد يؤخذ من قوله ويرد إلا الرسول صلى الله عليه وسلم ".
مجلس الصلاة على النبي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/53)
ذهبت مع بعض المشايخ إلى أحد المساجد لحضور هذا المجلس فدخلنا حلقة الذكر، وهم يرقصون، ويمسكون بأيدي بعضهم، ويتمايلون، ويرتفعون، وينخفضون، ويقولون: الله، الله ... وكل واحد من الحلقة يخرج إلى الوسط، ويشير بيديه إلى الحاضرين لينشطوا في الحركة والتمايل .... حتى وصل الدور إلىّ لأخرج، وأشار إليّ رئيسهم بالخروج، لأزيد من حركتهم ورقصهم، فاعتذر أحد المشايخ الذين معي وقال له: أتركه إنه ضعيف، لأنه يعرف أني لا أحب مثل هذا العمل، ورآني ساكناً لا أتحرك، فتركني رئيسهم وأعفاني من الخروج إلى وسط الحلقة، وكنت أسمع قصائد من أصوات جميلة، لكنها لا تخلو من طلب المدد والعون من غير الله! ولاحظت أن النساء يجلسن على مكان مرتفع ويتفرجن على الرجال وكانت فتاة منهن متبرجة قد ظهر شعرها وساقها، ويداها ورقبتها، فأنكرت ذلك في قلبي، وقلت لرئيس المجلس في آخر الجلسة: إن فتاة فوقنا سافرة، لو أنك ذكرتها مع النساء بالحجاب في المسجد لكان عملاً طيباً فقال لي: نحن لا نذكر النساء، ولا نقول لهن شيئاً! قلت له: لماذا؟ قال لي: إذا نصحناهن فسيمتنعن عن الحضور للذكر! فقلت في نفسي لا حول ولا قوة إلا بالله، ما هذا الذكر الذي تظهر فيه النساء، ولا ينصحهن أحد؟ وهل يرضى الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا وهو القائل:
(من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان). " رواه مسلم "
الطريقة القادرية
دعاني أحد شيوخ الطريقة مع شيخي الذي درست عليه النحو والتفسير، فذهبنا إليه في بيته، وبعد تناول طعام العشاء وقف الحاضرون يذكرون ويقفزون، ويتمايلون، ويقولون الله، الله ... وكنت واقفاً معهم لا أتحرك، ثم جلست على المقعد حتى انتهى الشوط الأول، ورأيت العرق يسيل منهم، فجاءوا بمنشف ليمسحوا العرق عنهم،وبما أن الوقت قارب نصف الليل، فتركتهم وذهبت إلى بيتي، وفي اليوم الثاني قابلت أحد الجالسين معم، وكان مدرساً معي، وقلت له: إلى متى بقيتم على حالكم؟ فقال لي: إلى الساعة الثانية بعد منتصف الليل وذهبنا إلى بيوتنا للنوم! قلت له: وصلاة الصبح مت صليتموها؟ فقال لي: لم نصلها في وقتها، وفاتتنا.
قلت في نفسي ما شاء الله على الذكر الذي يضيع صلاة الفجر، وتذكرت قول عائشة تصف الرسول صلى الله عليه وسلم:
(كان ينام أول الليل، ويحيي آخره). " متفق عليه "
وهؤلاء الصوفيون بالعكس يحيون أول الليل بالبدع والرقص، وينامون آخره ليضيعوا صلاة الفجر، وقد قال الله تعالى:
((فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون)).
[أي يؤخرونها عن وقتها] " سورة الماعون 4 - 5 "
وقال صلى الله عليه وسلم: (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها).
" رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع "
التصفيق في الذكر
كنت في مسجد، قد أقيمت فيه حلقة ذكر بعد صلاة الجمعة فجلست انظر إليهم، ولكي يشتد بهم الوجد والطرب جعل أحدهم يصفق بيديه، فأشرت إليه أن هذا حرام لا يجوز، فلم يترك التصفيق، ولما انتهى نصحته فلم يقبل، وقابلته بعد مدة لأذكره بأن هذا التصفيق من عمل المشركين حين قال الله عنهم:
((وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاءً وتصدية)). "سورة الأنفال35 "
[المكاء: الصفير، التصدية: التصفيق]
فقال لي ولكن الشيخ الفلاني أباحه! فقلت في نفسي: هؤلاء ينطبق عليهم قوله تعالى:
((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم)). " سورة التوبة 31 "
ولما سمع عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه الآية، وكان نصرانياً قبل أن يسلم، فقال يا رسول الله: إنا لسنا نعبدهم! فقال له صلى الله عليه وسلم: (أليس يحلون لكم ما حرم الله فتحلونه، ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه؟ قال بلى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فتلك عبادتهم). " حسن أخرجه الترمذي والبيهقي "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/54)
وحضرت ذكر آخر في مسجد كان المنشد يصفق أثناء الذكر، فقلت له بعد الانتهاء: إن صوتك جميل ولكن هذا التصفيق حرام، فقال لي: (نغم الغناء لا يتم إلا بالتصفيق) وقد رآني شيخ أكبر منك فلم ينكر عليّ! ويلاحظ من حضر ذكرهم أنهم يلحدون في أسماء الله فيقولون: (الله – آه – هي – هو – ياهو) وهذا التبديل والتحريف حرام يحاسبون عليه يوم القيامة.
الضرب بالشيش (بسيخ الحديد)
هناك زاوية للصوفية قريبة من بيتنا، ذهبت إليها لأطلع على ذكرهم،وبعد العشاء حضر المنشدون،وكانوا يحلقون اللحى، وجعلوا قولون بصوت واحد:
هات كاس الراح واسقنا الأقداح
يرددون هذا البيت، ويتمايلون، ويعيد البيت رئيسهم بمفرده ثم يتبعه الآخرون أشبه بجماعة المغنين والمطربين! ولا يخجلون من ذكر الخمر في المسجد الذي جُعل للصلاة والقرآن , لأن الراح معناها هنا الخمر , والخمر حرمها الله في كتابه , والرسول في أحاديثه. ثم بدأت الدفوف تضرب بشدة , وتقدم أحدهم وكان كبير السن فخلع قميصه , وصاح بأعلى صوته: يا جداه! ويقصد به الاستغاثة بأحد أجداده الأموات من أبناء الطريقة الرفاعية , لأنهم مشهورون بهذا العمل! ثم أخذ سيخاً من حديد , وأدخله في جلد خاصرته , وهو يصيح يا جداه , ثم جاء رجل يرتدي اللباس العسكري , حليق اللحية , فأخذ كأساً من زجاج وجعل يقضمه بأسنانه! فقلت في نفسي: إن كان هذا الجندي صادقاً فلماذا لم يذهب إلى اليهود ويحاربهم بدلاً من أن يكسر الكأس بأسنانه , وكان ذلك عام 1967م حينما احتل اليهود جزءاً كبيراً من الأرض العربية واندحرت الجيوش العربية , وخسرت الحرب , وكان هذا الجندي من بينهم لم يفعل شيئاً. مع أنه كان حليق اللحية.
1 - إن بعض الناس يظنون أن هذا العمل كرامة، ولم يعلموا أن هذا العمل من الشياطين المجتمعين حولهم يساعدونهم على ضلالهم، لأنهم أعرضوا عن ذكر الله وأشركوا بالله حيث استغاثوا بأجدادهم، مصداقاً لقوله تعالى:
((ومن يعش عن ذكر الله نقيض له شيطاناً فهو له قرين، وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون)). "سورة الزخرف 36 - 37"
والله تعالى يسخر لهم الشياطين ليزيدهم ضلالاً، لقول الله تعالى:
((قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مداً)). " سورة مريم75 "
2 - ولا غرابة من مساعدة الشياطين لهم وقدرتهم على ذلك، فقد طلب سليمان عليه السلام من جنوده أن يأتوا بعرش الملكة بلقيس:
((قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك)).
" سورة النمل 39 "
والذين ذهبوا إلى الهند كالرحالة ابن بطوطة وغيره شاهدوا من المجوس أكثر من هذا!
3 - فالمسألة ليست مسألة كرامة ولا ولاية، بل ضرب الشيش وغيره من عمل الشياطين المجتمعين حول الغناء والمعازف التي هي من مزامير الشيطان، وأغلب الذين يقومون بهذه الأعمال يرتكبون المعاصي، بل يشركون بالله جهراً فكيف يكونون من الأولياء وأصحاب الكرامات؟ والله تعالى يقول:
آمنوا و ((ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا و كانوا يتقون)). " سورة يونس 62ـ63"
فالولي هو المؤمن التقي الذي يبتعد عن الشرك والمعاصي، ويستعين بالله وحده عند الشدائد والرخاء، وقد تأتيه الكرامة عفواً وبدون طلب وشهرة أمام الناس.
4 - وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية عن أفعال أمثال هؤلاء وغيرهم فقال: ولا تحصل لهم هذه الأفعال عند قراءة القرآن والصلاة، لأن هذه عبادات شرعية إيمانية، محمدية، تطرد الشياطين ... وتلك عبادات بدعية شركية، شيطانية، فلسفية، تستجلب الشياطين.
5 - والغريب أن واحداً ممن تأثروا بالفكر الصوفي هو (سعيد حوي) قد انطلت عليه هذه الأباطيل، فراح يكتب عنها، ويدعو إلى دراسة الطريقة الرفاعية، ويروي حادثة سمع بها يقول عنها: حدثني رجل نصراني أن رجلا ضربه في بطنه، فخرج السيخ من ظهره ... ! ثم يقول: وقد يكون صاحب هذه الكرامة فاسقاً، فتكون لجده!! " انظر كتاب تربيتنا الروحية 74 "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/55)
فالكتاب يأخذ الحادثة عن رجل نصراني، وقد يكون كاذباً، وهل تكون الكرامة لفاسق؟ ومتى كانت بالوراثة؟ الكرامة تكون للأولياء المتقين، ولا تكون بالوراثة، ولا تكون لفاسق، وإذا حصل شيء خارق للعادة لفاسق، فلا يسمى كرامة، كما زعم "سعيد حوي" بل يكون استدراجاً لهم، ليزيدهم في الضلال، وسبق أن ذكرت أن المجوس يقومون بأعمال أشد من ضرب السيخ!
6 - ثم إن رجلا سلفياً كلف أحد هؤلاء المشعوذين الذين يضربون بالشيش أنفسهم، أن يدخل دبوساً في عينه، فامتنع وخاف، مما يدل على أنه يدخل الشيش في جلده بسيخ خاص، والذين كانوا يتعاطون مثل هذه الأعمال ثم تابوا تحدثوا عن الدم الذي كان يسيل منهم، ويغسلونه بعد ذلك.
7 - وحدثني مسلم صادق رأى بعينه جندياً يضرب نفسه بسيخ حديد له شكل خاص، ورأى الدم يسيل من مكان الشيخ، ولما أخذوه إلى قائده العسكري قال له: نحن نضربك على رجليك بالبارودة فإن كنت صادقاُ فاصبر وتحمل، ولما نفذ الضرب به بدأ يبكي ويصيح ويولول، ويستغيث، ولم يتحمل الضربات وبدأ الجنود يضحكون عليه ويهزأون به!!
*********
الخلاصة
إن الضرب بالشيش لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، ولا التابعون، ولا الأئمة المجتهدون ولو كان فيه خيراً لسبقونا إليه،ولكنه من فعل المبتدعين المتأخرين المستعينين بالشياطين، المشركين برب العالمين وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه البدع فقال:
(إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار). " صحيح رواه النسائي "
وعمل هؤلاء المبتدعة مردود عليهم بقوله صلى الله عليه وسلم:
(من عملا عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). " رواه مسلم "
[أي مردود عليه].
وهؤلاء المبتدعة يستعينون بالأموات والشياطين، وهو من الشرك الذي حذر الله منه بقوله: ((إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة، ومأواه النار، وما للظالمين من أنصار)). " سورة المائدة 72 "
قال صلى الله عليه وسلم: (من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار).
[الند: المثل والشريك] " رواه البخاري "
وكل من اعتقد بهم أو ناصرهم، فهو منهم.
الطريقة المولوية
كانت لهم زاوية خاصة في بلدي تسمى (المولوية) وهي مسجد كبير تقام فيه الصلوات، وفيه عدد كبير من الأموات، لها سياج قد بني فوق القبور من الأحجار المزخرفة المرتفعة، والتي كتب عليها آيات من القرآن، واسم صاحب القبر، وأبيات من الشعر، كان هؤلاء الجماعة يقيمون " حضرة " كل جمعة أو في المناسبات ويلبسون على رؤوسهم (الكلاخ) طربوش طويل من صوف رمادي ويستعملون الناي، وبعض الآلات الموسيقية عند الذكر يسمع من بعيد، وشاهدت أحدهم يقف وسط الحلقة، وهو يدور حول نفسه مراراً، ولا يتحرك من مكانه، ويحنون رؤوسهم عند طلب المدد من شيخهم جلال الدين الرومي وغيره.
1 - والغريب أن المساجد في كثير من بلاد المسلمين ـ وهذا المسجد منها ـ يدفنون الأموات فيها متشبهين باليهود والنصارى.
حيث قال صلى الله عليه وسلم: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا). " رواه البخاري "
والصلاة إلى القبور منهي عنها لقوله صلى الله عليه وسلم:
(لا تجلسوا إلى القبور، ولا تصلوا إليها) " رواه مسلم وأحمد "
أما البناء على القبور كالشواهد، والقباب والجدران، والكتابة عليها، وتدهينها فاسمع نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك:
(نهى أن يجصص القبر، وأن يبنى عليه). " أخرجه مسلم "
وفي رواية: (نهى أن يكتب على القبر شيء)
" رواه الترمذي والحاكم ووافقه الذهبي "
[يجصص: يطلى بالجص والدهان].
2 - أما استعمال المعازف في المساجد والذكر فهو من بدع الصوفية المتأخرين، وقد حرم الرسول صلى الله عليه وسلم الموسيقى بقوله:
(ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر، والحرير، والخمر والمعازف). " رواه البخاري تعليقاً وأبوداود وصححه الألباني وغيره "
ويستثنى من المعازف الدف يوم العيد والنكاح للنساء.
3 - وكان هؤلاء يتنقلون في المساجد لإقامة ما يسمى (النوبة) وهي الذكر مع المعازف , وكانوا يسهرون في الليل ويسمع أهل الحي أصوات المعازف المنكرة!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/56)
4 - كنت أعرف واحداً منهم كان يُلبس ولده (البرنيطة) التي يلبسها الكفار , فأخذتها سراً ومزقتها , فانزعج هذا الصوفي من تمزيق البرنيطة وعاتبني غاضباً , فقلت له: أخذتني الغيرة على ولدك الذي يتزيا بزي الكفار واعتذرت له , وكان يعلق لوحة في مكتبه كتب عليها: (يا حضرة مولانا جلال الدين). فقلت له: كيف تنادي هذا الشيخ الذي لا يسمع ولا يستجيب؟ فسكت. (هذه خلاصة عن الطريقة المولوية).
درس عجيب من شيخ صوفي
ذهبت مرة مع أحد الشيوخ إلى درس في أحد المساجد، وقد اجتمع إليه عدد من المدرسين والمشايخ، وكانوا يقرأون في كتاب اسمه: (الحكم لابن عجيبة) وكان الدرس عن تربية النفس عند الصوفية، وقرأ أحدهم في الكتاب المذكور هذه القصة العجيبة:
ـ دخل رجل صوفي الحمام للاغتسال، ولما خرج من الحمام سرق المنشفة التي يعطيها صاحب الحمام للمغتسل، وأبقى طرفها مكشوفاً حتى يراه الناس ويوبخونه ويسبونه، لأجل أن يذل نقسه ويربيها على الطريقة الصوفية،وبالفعل فقد خرج الصوفي من الحمام فلحقه صاحب الحمام، ورأى طرف المنشفة تحت ثوبه، فوبخه، وأساء إليه، والناس يستمعون إليه ويرون هذا الشيخ الصوفي الذي سرق المنشفة من الحمام، وقد انهالوا عليه بالسب والشتم وغير ذلك مما يفعله الناس مع السارق، وقد أخذوا صورة سيئة عن هذا الرجل الصوفي!!
ـ رجل صوفي آخر أراد أن يربي نفسه ويذلها، فحمل كيساً في رقبته وملأه جوزاً، وخرج إلى السوق، وكان كلما مر صبي قال له: أبصق على وجهي حتى أعطيك جوزة: (فاكهة يحبها الأطفال) فيبصق الصبي على وجه الشيخ فيعطيه جوزة، وهكذا كان البصاق من أولاد الشوارع يتوارد على وجه الشيخ طمعاً في أخذ الجوزة، والشيخ الصوفي مسرور، وعند سماعي لهاتين القصتين كدت أتميز غيطاً، وضاق صدري من هذه التربية الفاسدة التي يتبرأ منها الإسلام الذي كرم الإنسان بقوله تعالى:
((ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ... )). " سورة الإسراء 70 "
فقلت للشيخ الذي معي بعد خروجنا: هذه هي الطريقة الصوفية في تربية النفس! وهل تكون تربيتها في السرقة المحرمة التي حكم الشرع بقطع يد السارق؟ أم هل تكون بالمهانة والصغار وارتكاب أخس الأعمال؟ إن الإسلام يأبى هذا العمل، ويأباه العقل السليم الذي كرم الله به الإنسان، وهل هذه من الحكم التي سمى الشيخ كتابه: (الحكم لابن عجيبة)!!
ومن الجدير بالذكر أن هذا الشيخ الذي يترأس الدرس له أتباع وتلاميذ كثيرون، فمرة أعلن الشيخ أنه يريد الحج فذهب التلاميذ للاكتتاب عنده وتسجيل أسمائهم ليرافقوه إلى الحج، حتى النساء بدأن الاكتتاب وربما احتجن إلى بيع الحلي من أجل ذلك، حتى بلغ عدد الراغبين كثيراً، واجتمعت الأموال لديه كثيرة جداً، ثم أعلن عدم استطاعته الحج، ولم يرد الأموال لأصحابها، بل أكلها بالحرام، وصدق عليه قول الله تعالى:
((يا أيها الذين آمنوا إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله)). " سورة التوبة 34 "
وسمعت أحد أتباعه وهو من الأغنياء الذين عاملوا الشيخ يقول عن الشيخ: أكبر دجال وأكبر محتال!!
الذكر في المساجد عند الصوفية
1 - حضرت مرة ذكراً للصوفية في مسجد الحي الذي أسكن فيه وجاء رجل منهم حسن الصوت لينشد لهم الأناشيد والقصائد أثناء الذكر في حلقة اجتمع فيها أهل الحي، وكان مما سمعته من هذا الصوفي قصيدة أذكر منها قوله: يا رجال الغيب ساعدونا وأنقذونا أنصرونا ... إلى آخر هذه الاستغاثات، وطلب الحاجات من الأموات الذين لا يسمعون، ولو سمعوا ما استجابوا لهم، ولا يملكون النفع لأنفسهم فضلاً عن غيرهم، وقد أشار القرآن إلى هؤلاء فقال:
((والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير، إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم، ولو سمعوا ما استجابوا لكم، ويوم القيامة يكفرون بشرككم، ولا ينبئك مثل خبير)). " سورة فاطر 13 - 14 "
وبعد الخروج من الذكر وانتهائه قلت للشيخ إمام المسجد الذي شارك فيه: إن هذا الذكر لا يستحق أن يسمى ذكراً، لأنني لم أسمع فيه ذكر الله، ولا طلباً من الله، ولا دعاء، وإنما سمعت نداء ودعاء لرجال الغيب، ومن هم رجال الغيب الذين يستطيعون نصرنا وإنقاذنا ومساعدتنا. فسكت الشيخ، وأكبر رد على هؤلاء قوله تعالى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/57)
((والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون)).
" سورة الأعراف 197 "
2 - ذهبت مرة أخرى إلى مسجد آخر فيه عدد كبير من المصلين وفي المسجد شيخ صوفي له أتباع، وبعد الصلاة قاموا إلى الذكر فبدأوا ينطون ويرقصون في الذكر وهم يصيحون: الله ـ آه ـ هي، واقترب المنشد من الشيخ، وبدأ يرقص أمامه ويتمايل كأنه مغنية أو راقصة، وهو يتغزل بشيخه، والشيخ ينظر إليه مبتسماً راضياً وكنت أزور هذا الشيخ أحياناً مع شيخي وهو من الصوفية أيضاً، ومرة ذهبنا إليه بعد رجوعه من الحج، وجلسنا نستمع إليه، فبدأ يتحدث عن ركوبه في سيارة مريحة عريضة من نوع (أمريكي) وذلك حين تنقله من مكة إلى المدينة، فقلت في نفسي: ما الفائدة من هذا الكلام، وكان الأولى أن يتحدث عن فوائد الحج الاجتماعية والروحية وغيرها تحقيقاً لقول الله تعالى:
((لشهدوا منافع لهم)). " سورة الحج 28 "
كيف يعامل الصوفية الناس
1 - اشتريت من أحد تلاميذ الشيخ الصوفي المذكور حانوتاً وشرطت عليه أن يكفل المستأجر إذا تأخر عن دفع الإيجار فرضي بذلك، وبعد فترة امتنع المستأجر عن الدفع، فراجعت المالك السابق الذي اشتريت منه، فرفض أن يدفع شيئاً بحجة أنه ليس لديه ما يدفعه، وبعد أيام قليلة يذهب هذا الصوفي مع شيخه إلى الحج، فعجبت له، وعرفت أنه كاذب. ثم شكوت أمري لبعض تلامذة الشيخ المقربين ما فعل هذا الرجل الذي غشني وباعني الحانوت من مستأجر لا يدفع الإيجار فلم يفعل شيئاً وقال لي: ماذا نفعل معه؟ ولو كان منصفاً لاستدعاه وطلب منه أن يؤدي حق الناس.
وكنت أتردد على مكان هذا الكفيل، وعنده معمل للنسيج، فرآني أحد تلامذة الشيخ الذي كان ينشد القصائد ويتمايل أمام الشيخ راقصاً، فعرف أني أريد زميله، وطلبت منه أن يدلني عليه، وذكرت له عمله ـ فبدلاً من أن ينصفني انهال عليّ بالكلام الفاحش والبذيء، فتركته فقلت في نفسي هذه أخلاق الصوفية وقد حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:
(أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر) " متفق عليه "
كيف اهتديت إلى التوحيد؟
كنت أقرأ على الشيخ الذي درست عليه حديث ابن عباس رضي الله عنهما: وهو قوله صلى الله عليه وسلم:
(إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله). "رواه الترمذي وقال حسن صحيح" فأعجبني شرح النووي حين قال: " ثم إن كانت الحاجة التي يسألها، لم تجر العادة [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=77#_ftn2) بجريانها على أيدي خلقه، كطلب الهداية والعلم .. وشفاء المرضى وحصول العافية سأل ربه ذلك، أما سؤال الخلق والاعتماد عليهم فمذموم ".
فقلت للشيخ هذا الحديث وشرحه يفيد عدم جواز الاستعانة بغير الله، فقال لي: بل تجوز!! قلت: وما دليلك؟ فغضب الشيخ وصاح قائلاً: إن عمتي تقول يا شيخ سعد ـ وهو مدفون في مسجد تستعين به ـ فأقول لها يا عمتي وهل ينفعك الشيخ سعد؟ فتقول: أدعوه فيتدخل على الله فيشفيني!!
قلت له: إنك رجل عالم قضيت عمرك في قراءة الكتب، ثم تأخذ عقيدتك من عمتك الجاهلة! فقال لي عندك أفكار وهابية، أنت تذهب للعمرة وتأتي بكتب وهابية!!!
وكنت لا أعرف شيئاً عن الوهابية إلا ما أسمعه من المشايخ: فيقولون عنهم: الوهابيون مخالفون للناس لا يؤمنون بالأولياء وكراماتهم, ولا يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم , وغيرها من الاتهامات الكاذبة! فقلت في نفسي إن كانت الوهابية تؤمن بالاستعانة بالله وحده , وأن الشافي هو الله وحده , فيجب أن أتعرف عليها , سألت عن جماعتها فقالوا لهم مكان يجتمعون فيه مساء الخميس , لإلقاء دروس في التفسير والحديث والفقه , فذهبت إليهم مع أولادي وبعض الشباب المثقف , فدخلنا غرفة كبيرة , وجلسنا ننتظر الدرس , وبعد فترة دخل علينا شيخ كبير السن , فسلم علينا وصافحنا جميعاً مبتدئاً بيمينه، ثم جلس على مقعد، ولم يقم له أحد، فقلت في نفسي هذا الشيخ متواضع لا يحب القيام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/58)
بدأ الشيخ الدرس بقوله: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، إلى آخر الخطبة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفتتح بها خطبه ودروسه، ثم بدأ يتكلم باللغة العربية، ويورد الأحاديث، ويبين صحتها وراويها، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كلما ذكر اسمه، وأخيراً وجهت له الأسئلة المكتوبة على الأوراق، فكان يجيب عليها بالدليل من القرآن والسنة، ويناقشه بعض الحاضرين فلا يرد سائلاً، وقد قال في آخر درسه: الحمد لله على أننا مسلمون وسلفيون: (وهم الذين يتبعون السلف الصالح: الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته)، وبعض الناس يقولون إننا وهابيون، فذا تنابز بالألقاب، وقد نهانا الله عن هذا بقوله: ((ولا تنابزوا بالألقاب)) " سورة الحجرات 11 "
وقديماً اتهموا الإمام الشافعي بالرفض فرد عليهم قائلاً:
إن كان رفضاً حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافضي
ولما انتهى خرجنا مع بعض الشباب معجبين بعلمه وتواضعه وسمعت أحدهم يقول: هذا هو الشيخ الحقيقي!!!
معنى وهابي
أطلق أعداء التوحيد على الموحد كلمة (وهابي) نسبة إلى محمد بن عبد الوهاب، ولو صدقوا لقالوا (محمدي) نسبة إلى اسمه (محمد)، وشاء الله أن تكون " وهابي " نسبة إلى (الوهاب) وهو اسم من أسماء الله الحسنى. فإذا كان الصوفي ينتسب إلى جماعة يلبسون الصوف، فإن الوهابي ينتسب إلى الوهاب، وهو الله الذي وهب له التوحيد، ومكنه من الدعوة إليه بتوفيق الله.
مناقشة مع شيخ صوفي
1 - لما علم الشيخ الذي كنت أدرس عليه أنني ذهبت إلى السلفيين واستمعت إلى الشيخ محمد ناصر الدين الألباني غضب غضباً شديداً لأنه يخشى أن أتركه وأتحول عنه، وبعد فترة من الزمن جاءنا شخص من جيران المسجد ليحضر الدرس معنا في المسجد بعد المغرب، وبدأ يقص علينا أنه سمع من درس أحد المشايخ الصوفي يقول: إن تلميذاً له تعسّر على زوجته المخاض والولادة، فاستغاث بشيخ صغير (ويقصد نفسه) فولدت، وذهب العسر عنها، فقال له الشيخ الذي ندرس عليه: وماذا فيها؟ فقال له: هذا شرك، فقال له الشيخ: أسكت، أنت لا تعرف الشرك، أنت رجل حداد، ونحن المشايخ عندنا علم، ونعرف أكثر منك، ثم نهض الشيخ إلى غرفته، وجاء بكتاب " الأذكار للنووي "وبدأ يقرأ قصة ابن عمر أنه كان إذا خدرت رجله قال: يا محمد!! فهل أشرك؟ فقال له الرجل: هذا ضعيف " أي غير صحيح " فصاح الشيخ به غاضباً: أنت لا تعرف الصحيح من الضعيف، ونحن العلماء نعرف ذلك، ثم التفت إليّ وقال لي: إذا حضر هذا الرجل مرة أخرى سأقتله! وخرجنا من المسجد، وطلب الرجل مني أن أرسل ولدي معه ليأتي بكتاب (الأذكار) بتحقيق الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، فجاء به وأعطاني إياه، وإذا بالقصة يقول عنا المحقق (ضعيف) وفي اليوم الثاني أعطاه ولدي الكتاب فوجد أن القصة غير صحيحة، فلم يعترف بخطئه وقال: هذه من فضائل الأعمال يؤخذ فيه بالحديث الضعيف!! أقول: إن هذه ليست من فضائل الأعمال كما يزعم الشيخ، بل هي من العقيدة التي لا يحوز الأخذ فيها بالحديث الضعيف علماً بأن الإمام مسلم وغيره يرون عدم الأخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال. والقائلون من المتأخرين بجواز الأخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال بشروط عديدة قلّ أن تتوفر، وهذه القصة ليست حديثاً، وليست من فضائل الأعمال بل هي من أساس العقيدة كما أسلفت، وفي اليوم الثاني جئنا إلى الدرس، وبعد تسليم الشيخ من الصلاة، خرج من المسجد، ولم يجلس كعادته إلى الدرس.
2 - حاول الشيخ أن يقنعني بأن الاستعانة بغير الله جائزة كالتوسل، فبدأ يعطيني بعض الكتب، ومنها كتاب " محق التقول في مسألة التوسل" لمؤلفه (زاهد الكوثري)، فقرأت فيه، فإذا به يجيز الاستعانة بغير الله، ويأتي إلى حديث: " إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله " فقال عنه الكوثري: طرقه واهية (أي ضعيف) لذلك لم يأخذ به علماً بأن الحديث ذكره الإمام النووي في كتابه الأربعين النووية، ورقمه التاسع عشر، وقد روى الحديث الإمام الترمذي وقال عنه حسن صحيح واعتمده النووي وغيره من العلماء، فعجبت من الكوثري كيف رد الحديث، لأنه خالف عقيدته، فازددت بغضاً فيه وفي عقيدته، وازددت حباً في محبة السلفيين وعقيدتهم التي تمنع الاستعانة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/59)
بغير الله للحديث المتقدم ولقول الله تعالى:
((ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك، فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين)). " سورة يونس 106 "
وقوله صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة).
" رواه الترمذي وقال حسن صحيح "
3 - وعندما رآني شيخي لم أقتنع بالكتب التي أعطاها لي، هجرني وأشاع عني (وهابي احذروه) فقلت في نفسي لقد قالوا عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: (ساحر أو مجنون) وقالوا عن الإمام الشافعي رافضي فرد عليهم قائلاً
إن كان رفضاً حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافض
واتهموا أحد الموحدين بالتوهب فرد عليهم قائلاً:
إن كان تابع أحمد متوهباً فأنا المقر بأنني وهابي
أنفي الشريك عن الإله فليس لي رب سوى المتفرد الوهاب
لا قبة ترجى، ولا وثن ولا قبر له سبب من الأسباب
وأنني أحمد الله الذي هداني للتوحيد وعقيدة السلف الصالح، وبدأت أدعو إلى التوحيد وأنشره بين الناس أسوة بسيد البشر الذي بدأ دعوته في مكة بالتوحيد ثلاثة عشر عاماً، وتحمل مع أصحابه الأذى فصبر، حتى انشر التوحيد، وتأسست دولة التوحيد بفضل الله.
موقف المشايخ من التوحيد
1 - أصدرت نشرة مكونة من أربع صفحات عنوانها: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله، إياك نعبد وإياك نستعين، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله) وشرحت معناها، واستشهدت بقول النووي في شرح الحديث، وقول غيره من العلماء الداعين إلى التوحيد، ولئلا يقول المشايخ عن النشرة إنها وهابية ذكرت قول الشيخ عبد القادر الجيلاني في كتابه: " الفتح الرباني "
(سلوا الله، ولا تسألوا غيره، استعينوا بالله ولا تستعينوا بغيره، ويحك بأي وجه تلقاه غداً، وأنت تنازعه في الدنيا، معرض عنه، مقبل على خلقه مشرك به، تنزل حوائجك بهم، وتتكل بالمهمات عليهم! ارفعوا الوسائط بينكم وبين الله، فإن وقوفكم معها هوس، لا ملك ولا سلطان، ولا غنى، ولا عز إلا للحق عز وجل، كن مع الحق، بلا خلق).
[أي كن مع الحق بدعائه بلا واسطة من خلقه].
هذه خلاصة النشرة المكونة من أربع صفحات صغيرة، وقد سمحت بطبعها وزارة الإعلام، وطبعت منها ثلاثين ألف نسخة، وقد وزع ولدي منها نسخاً قليلة، وسمع أحد المشايخ يقول: هذه نشرة وهابية، ووصلت إلى شيخ كبير في البلد فأنكرها، وطلب مقابلتي فذهبت إلى بيته وكان هذا الشيخ قد درس معي في مدرسة الخسروية بحلب، وهي الآن الثانوية الشرعية، ولما قرعت الجرس خرجت بنت فقلت لها: " محمد زينو "، فدخلت ثم رجعت، فقالت لي: سيأتي للمدرسة بعد قلبل. فانتظره هناك، فجلست عند دكان الحلاق المجاور لبيته حتى خرج، فلحقته، وقلت له: ماذا تريد مني؟ فقال لي: لا أريد هذه النشرة! قلت له: لماذا؟ فقال: لا نريدها، فقلت له ـ وقد وصلنا إلى باب المدرسة ـ: سأدخل معك إلى المدرسة وأقرأ الرسالة، فقال: لا يوجد عندي وقت! قلت له: طبعت منها ثلاثين ألف نسخة، وكلفتنا مالاً وجهداً، فماذا نفعل بها، هل نحرقها؟ فقال لي: نعم أحرقها!! قلت في نفسي سأذهب إلى الشيخ محمد السلقيني أستاذي في الفقه الحنفي، فذهبت إليه، وقلت له: عندي رسالة صغيرة فقال لي أحد المشايخ: أحرقها، فقال لي: اقرأها عليّ، فقرأتها عليه، فقال لي: هذه الرسالة فيها القرآن الكريم كلام الله، وفيها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نحرقها؟ فقلت له: جزاك الله خيراً، سوف أوزعها، ولن أحرقها، وبعد فترة وزعتها، ووجدت قبولاً عند الشباب المثقف، حتى إنني وجدت من طبعها ووزعها في مكتبه الوتار بالمسكية في مدينة دمشق، فحمدت الله على أن هيأ لهذه الرسالة من يطبعها ويوزعها مجاناً ليعم نفعها، وتذكرت قول الله عز وجل:
((يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره، ولو كره الكافرون. هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، ولو كره المشركون)). " سورة التوبة 31 - 32 "
ثم طبعت هذه الرسالة في كتابي (منهاج الفرقة الناجية) فالذي يريد الإطلاع عليها يقرأ الكتاب المذكور، فسيجدها بنفس العناوين المذكورة آنفاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/60)
2 - أهدى إليّ أحد المشايخ كتاباً فيه قصة ثعلبة المشهورة ولما أراد تجديد طبع الكتاب نصحته أن يرجع إلى أقوال العلماء، ولا سيما في كتاب: (الإصابة في أسماء الصحابة) لابن حجر، فقد نبه هو وغيره على عدم صحتها، فلم يقبل النصيحة، وقال لي: أنت نشيط أترك هذه المسائل! قلت إذا تركتها فسوف أدعو إلى التوحيد الذي علمه الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عمه عبد الله ابن عباس وهو غلام، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم:
(يا غلام إني أعلمك كلمات ... إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله ... ) إلى آخر الحديث الذي ذكره النووي وقال عنه الترمذي: (حسن صحيح) فقال لي: نحن نسأل غير الله!!!
رد الحديث بكل وقاحة وسوء أدب، مخالفاً قوله تعالى:
((ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك، فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين)). [أي المشركين] " سورة يونس 106 "
ثم مضت سنوات قليلة وإذا بهذا الشيخ الذي يسأل غير الله يقتل ولده، ويوضع ولداه في السجن،ويترك داره ويهاجر إلى بلد آخر، فلا يلوي على شيء، وقدر الله أن ألتقي بهذا الشيخ في الحرم المكي الشريف، والأمل على أنه عاد إلى رشده، ورجع إلى الله يسأله الستر والحماية والنصر فسلمت عليه، وقلت له: إن شاء الله سنعود إلى بلادنا، ويفرج الله عنا، فيجب علينا أن نتوجه إلى الله ونسأله العون والتأييد،فهو القادر وحده، فما رأيك؟ فقال لي: المسألة فيها خلاف! قلت له: وأي خلاف؟ أنت إمام مسجد وتقرأ في صلاتك كل ركعة (إياك نعبد وإياك نستعين) ويكررها المسلم في يومه عشرات مرات، ولا سيما في صلاته، فلم يتراجع هذا الشيخ الصوفي النقشبندي عن خطئه، بل أصر، ويدأ يجادل، ويعتبر المسألة خلافية ليبرر موقفه الخاطيء! إن المشركين الذين حاربهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يدعون أولياءهم في وقت الرخاء، ولكن إذا وقعوا في شدة أو كرب سالوا الله وحده، كما قال الله تعالى عنهم:
((هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وطنوا أنهم أحيط بهم، دعوا الله مخلصين له الدين، لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين))."سورة يونس21"
وقال عن المشركين: ((ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون))
" سورة النحل 53 "
3 - دخلت مرة على شيخ كبير له طلاب وأتباع، وهو خطيب وإمام مسجد كبير وبدأت أتكلم معه عن الدعاء وأنه عبادة لا يجوز إلا لله وحده، وأتيت له بدليل من القرآن وهو قول الله تعالى:
((قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلاً، أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذوراً)). " سورة الإسراء 56 - 57 "
فما المراد من قوله: ((أولئك الذين يدعون .. ))؟ فقال لي: الأصنام، قلت له: المراد الأولياء الصالحون .. فقال لي: نرجع إلى تفسير ابن كثير فمد يده إلى مكتبه، وأخرج تفسير ابن كثير فوجد المفسر يقول أقوالاً كثيرة أصحها رواية البخاري التي تقول: " قال ناس من الجن كانوا يُعبدون فأسلموا، وفي رواية كان ناس من الإنس يعبدون ناساً من الجن فأسلم الجن وتمسك هؤلاء بدينهم. فقال لي الشيخ: الحق معك، ففرحت بهذا الاعتراف الذي قاله الشيخ، وبدأت أتردد عليه وأجلس في غرفته، وفوجئت مرة كنت عنده فقال للحاضرين: إن الوهابية نصف كفار لأنهم لا يؤمنون بالأرواح فقلت في نفسي لقد ارتد الشيخ وخاف على منصبه فافترى على الوهابية، والإيمان بالأرواح لا ينكره الوهابية، لأنها ثابتة في القرآن والحديث، ولكنهم ينكرون أن تكون للروح تصرفات كإغاثة الملهوف، وعون الأحياء، ونفعهم وضرهم، لأن هذا من الشرك الأكبر الذي ذكره القرآن عن الأموات بقوله:
((والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير، إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم، ولو سمعوا ما استجابوا لكم، ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير)). " سورة فاطر 14 "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/61)
فهذه الآية صريحة في أن الأموات لا يملكون شيئاً، وأنهم لا يسمعون دعاء غيرهم، وعلى فرض سماعهم لا يستطيعون الإجابة، ويوم القيامة يكفرون بهذا الشرك الذي صرحت به الآية: ((ويوم القيامة يكفرون بشرككم)) " سورة فاطر 13 "
لا يعلم الغيب إلا الله
كنت مع بعض المشايخ في مسجد الحي نتدارس القرآن بعد الفجر، وكلهم من حفظة القرآن الكريم. وقد مر معنا حين تلاوة القرآن قوله تعالى:
((قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله))
" سورة النمل 65 "
فقلت لهم: إن هذه الآية دليل واضح على أنه لا يعلم الغيب أحد إلا الله، فقاموا علي وقالوا: الأولياء يعلمون الغيب!! فقلت لهم , ما هو دليلكم؟ فبدأ كل واحد يقص قصة سمعها من بعض الناس , وأن الولي الفلاني يخبر بأمور غيبية! قلت لهم: هذه القصص قد تكون كاذبة وليست دليلاً , ولا سيما وأنها تعارض القرآن , فكيف تأخذون بها , وتتركون القرآن؟!! ولكنهم لم يقتنعوا وبدأ بعضهم يصيح وأخذه الغضب, ولم أجد واحداً منهم أخذ بالآية , بل اتفقوا جميعاً على الباطل ودليلهم قصص خرافية تناقلوها ليس لها أصل , وخرجت من المسجد ولم أحضر معهم في اليوم الثاني , بل جلست مع أطفال أقرأ معهم القرآن , فهو خير لي من الجلوس مع حفظة للقرآن يخالفون عقيدته ولا يطبقون أحكامه , والواجب على المسلم إذا رأى أمثال هؤلاء أن لا يجالسهم امتثالاً لقوله تعالى:
((وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين))
" سورة الأنعام 68 "
وهؤلاء ظالمون أشركوا مع الله عباداً يعلمون الأمور الغيبية في زعمهم، والله يخاطب رسوله صلى الله عليه وسلم ويأمره أن يقول للناس:
((قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله، ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون)). " سورة الأعراف 188 "
وهؤلاء الحفظة لكتاب الله سيكون القرآن حجة عليهم لا لهم كما قال صلى الله عليه وسلم: (والقرآن حجة لك أو عليك). " رواه مسلم "
وقد ضرب الله مثلاً للذين لا يعلمون بالكتب المنزلة مثل التوراة فقال: ((مثل الذين حملوا التوراة، ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله، والله لا يهدي القوم الظالمين)). " سورة الجمعة آية 4 "
فهذه الآية وإن كانت في حق اليهود الذين علموا التوراة ولم يعملوا بها فهي تنطبق على كل من يعلم القرآن ولا يعمل به. وقد استعاذ الرسول صلى الله عليه وسلم من هذا العلم الذي لا ينفع فقال:
(اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع). " رواه مسلم "
[أي لا أعمل به، ولا أبلغه غيري ولا يبدل من أخلاقي وأقوالي وأفعالي] " ذكره فيض القدير نقلاً عن المظهري "
وفي الحديث: (اقرأوا القرآن واعملوا به ولا تأكلوا به .. ).
" صحيح. أخرجه أحمد وغيره "
4 - كنت أصلي في مسجد قريب من داري، وكان إمامه يعرفني، ووجد مني الدعوة إلى توحيد الله وعدم دعاء غيره، فأعطاني كتاباً اسمه " الكافي في الرد على وهابي "، ومؤلفه رجل صوفي فقرأت الكتاب من أوله إلى آخره بدقة، وإذا به يقولفيه: إن هناك رجالاً يقولون للشيء كن فيكون! فعجبت من هذا القول الكاذب، لأن هذا من صفات الله وحده، والبشر عاجزون عن خلق الذباب، بل عاجزون أن يستردوا ما أخذه الذباب من طعامهم، وقد ضرب الله تعالى مثلاً للناس يبين ضعف المخلوقات فقال:
((يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب)). " سورة الحج الآية 73 "
فحملت الكتاب إلى صاحبه وقد حفظ القرآن معي في دار الحفاظ وقلت له: هذا الشيخ يدعي أن رجالاً يقولون للشيء كن فيكون، فهل هذا صحيح؟ فقال لي: نعم، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كن ثعلبة) فكان ثعلبة! قلت له: هل كان ثعلبة معدوماً فأوجده الرسول صلى الله عليه و سلم من العدم؟ أم كان غائباً، وكان بانتظاره وقد تأخر، ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شبحاً من بعيد تفاءل وقال: (كن ثعلبة) كأنه يقول أدعو الله أن يكون القادم هو ثعلبة، حتى يسير الجيش ولا يتأخر، فاستجاب الله دعاءه، وكان القادم ثعلبة، فسكت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/62)
الرجل، وغرف بطلان كلام الشيخ المؤلف، والكتاب ما زال موجوداً عند صاحبه.
جولة مع جماعة التبليغ
1 - جماعة التبليغ لها نشاط واسع في البلاد العربية والإسلامية، حتى في البلاد الأجنبية كفرنسا وغيرها من البلاد.
وتمتاز هذه الجماعة بالتواضع في رحلاتها، والإخلاص في دعوتها، والنظام في سفرها، ومأكلها، وخروجها، ومقر عملها المساجد التي تنزل فيها، وتذهب إلى المقاهي وغيرها لتأتي بأهلها إلى المساجد لأداء الصلاة، ويلقي أحد أفرادها بياناً على المجتمعين في المسجد، وهذا عمل طيب.
2 - للجماعة أمير عام هو الشيخ إنعام الحسن، ومقره في الهند ولهم اجتماع عام، وغالباً ما يكون في باكستان. وفي كل بلد لهم أمير يأخذون برأيه عند المشورة. ولهم كتاب يسمى (تبليغي نصاب) باللغة الأوردية، وترجم بالعربي وللعلماء عليه مأخذ، من حيث العقيدة، وفيه أفكار صوفية وغيرها، وأكثر ما يعتمدون عليه من الكتب هو:
أ) رياض الصالحين: وهو كتاب جيد، ولا سيما النسخة المحققة التي تبين الحديث الصحيح من الضعيف، وهذا مهم جداً عند أهل العلم.
ب) حياة الصحابة: كتاب جيد، وفيه أحاديث ضعيفة وموضوعة، يحتاج إلى تحقيق وتخريج، كما سيأتي بيان ذلك فيما بعد إن شاء الله.
ج) ولهم صفات ستة يتمسكون بها، ويعلمونها لأفراد جماعتهم،
وسيأتي مناقشتها فيما بعد، وهذه الشروط كما يلي:
1 - تحقيق كلمة " لا إله إلا الله، محمد رسول الله ".
2 - إقامة الصلاة بالخشوع والخضوع.
3 - العلم مع الذكر.
4 - إكرام المسلمين.
5 - إخلاص النية لله تعالى.
6 - الدعوة إلى الله تعالى.
الخروج مع التبليغ للدعوة
لقد تأثرت باديء الأمر في دعوتهم، وخرجت معهم في مختلف البلدان:
1 - خرجت معهم في مدينة حلب التي أسكنها، وتجولنا في المساجد، ولا سيما يوم الجمعة، فخرجنا جماعة إلى حي من أحياء حلب يسمى (قرلق) فيه مسجد كبير، ودخلت المسجد قبل صلاة الجمعة، وخرجت مع ابن عمتي ـ بناء على توجيه الأمير ـ إلى السوق، ودخلنا " مقهى كبير " فيه ناس يلعبون بالنرد والطاولة، والأوراق التي فيها تصاوير للصبي، وللبنت والرجل الكبير وكانت مهمتنا تنحصر في دعوة الناس إلى الصلاة، فدعوناهم واستجابوا إلا القليل منهم وعد بأن يكمل اللعب ثم يأتي للمسجد.
ولما انتهينا من الجولة في الأسواق، ذهبنا إلى المسجد، وكان الأمير ينتظرنا، ولما وصلنا أعطاني كتاب " رياض الصالحين " وطلب مني أن أقرأ " من آداب المسجد " فقرأت فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا، وليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته). " متفق عليه "
فشرحت للحاضرين في المسجد الحديث، وبينت لهم أن رائحة الدخان أشد من رائحة الثوم والبصل، فعلى المسلم أن يتجنبه لأنه يضر جسمه، ويؤذي جاره، ويتلف ماله، ولا فائدة من التدخين ..
وإذا بالأمير ينظر إلى الكتاب الذي أقرأه، وهو "رياض الصالحين " كأنه يقول لي: هذا الكلام عن التدخين غير موجود في الكتاب، فلا تقله! وهذا خطأ، لأن التدخين منتشر بين المسلمين، حتى بين المصلين، فلا بد من التحذير منه، ولا سيما عند التحذير من أكل الثوم والبصل عند دخول المسجد.
ولاحظت عند الأحباب (جماعة التبليغ) بعض الأحاديث الضعيفة، فذكرتهم بذلك فقالوا لي تعال معنا إلى الأمير العام وهو بالأردن، فكلمه بذلك.
2 - ذهبت مع الجماعة إلى مدينة (حماه) فكنا ندق الأبواب، فيخرج صاحب البيت، ويدعوه الأمير إلى الحضور إلى المسجد ليجتمع بهم ويسمع الدرس والبيان، دخلت على أميرهم في مسجدهم، فقال للوفود الحاضرين:
نحن سجدنا لله، فأسجد الله لنا العالم!!
وهذا خطأ كبير، فالسجود عبادة لا يجوز لغير الله.
قال الله تعالى: ((فاسجدوا لله واعبدوا)). " سورة النجم آخرها "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/63)
ورأيت رجلاً يناقش الأمير قائلاً: لماذا تفصلون الدين عن السياسة؟ وتقولون: لا سياسة في الدين، مع أن الدين فيه سياسة، فسكت الأمير ولم يعط الجواب كما هي عادتهم، ورأيت شاباً يدخن على باب المسجد وله لحية جميلة، فنصحته أن يترك التدخين، وأعطيته قلنسوة هدية، فوضعها على رأسه، وألقى السجارة في الأرض، فعلم الأمير بذلك واستدعاني، وأنكر عليّ ذلك وقال لي: أتركه يدخن في الغرفة المجاورة للمسجد حتى يتركه بنفسه! أقول: هذا خطأ فادح، يتركه يدخن حتى في الغرفة التي بجوار المسجد، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
(من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان). " رواه مسلم "
ومررنا في سوق بلدة (حماه) فقال أحد المرافقين: لا أريد أن أمر بهذا السوق، لأن والدي سوف يراني ويغضب، لأنني تركته في الدكان وحده، وتركت زوجتي وحدها في البيت، وهي على أهبة الولادة فقلت له: هذا لا يجوز شرعاً، اذهب إلى والدك واعتذر منه، أو أكتب له رسالة، واذهب إلى زوجتك واسأل عنها، فقد تكون مريضة أو بحاجة إلى من يرعاها هي وأولادها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول). " حسن رواه أحمد وغيره "
3 - ثم ذهبنا إلى دمشق، ودخلنا مسجد " كفر سوسة " فألقى بعد الصلاة شاب بياناً ذكر فيه حديثاً قال فيه: (الدنيا قرار من لا قرار له) وبعد أن انتهى من كلمته قلت له: هل هذا حديث صحيح؟ فقال لي: سمعته من الأحباب، قلت له: هذا لا يكفي، فالتفت إلى رجل عالم بجانبه وسأله عن الحديث؟ فقال له: هذا ليس بحديث، ثم نصحته برفق أن يتحرى الأحاديث الصحيحة ويبتعد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة.
ولما رآني أميرهم جاءني وقال لي: لا تعلمه، الله يعلمه!!
علماً بأنه يخصص لهم دروساً في الفقه وغيره.
ومضت أعوام، وجئت إلى مكة، فرأيت الرجل يذهب إلى الحرم قبل صلاة الجمعة، فلحقت به، وسلمت عليه، وقلت له: أنت أبو شاكر؟ فقال لي: نعم، قلت له: أنت الذي كنت في دمشق وقلت لي: لا تعلم هذا الشاب، الله يعلمه؟ فقال: نعم، قلت: كيف تقول ذلك؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما العلم بالتعلم). " حسن انظر صحيح الجامع"
فقال لي: إنني أخطأت، ونصحته ألا يرفض العلم والنصيحة، علماً بأنه مدرس في الطائف، ولا بد أنه تعلم حتى أصبح معلماً.
4 - وذهبت في جولة معهم وكنا ثلاثة، فدخلنا غرفة فيها شباب يلعبون بالورق، ويسمونه (الشدة) وفيها تصاوير وأرقام وأعداد، فتكلمت مع الشباب برفق، وقلت لهم: هذا حرام يضيع أوقاتكم، ويجر إلى لعب الميسر، ويورث العداوة بين اللاعبين، فاقتنعوا وبدأوا يمزقون الورق الذي كانوا يلعبون به، وأعطوني بعضها حتى أشاركهم في تمزيقها، فمزقت بعض الأوراق مشاركة لهم وكسباً للأجر، ثم ذهبوا معنا إلى الصلاة في المسجد.
ولما علم بذلك أميرهم استدعاني، وأنكر عليّ تمزيق الورق الذي كانوا يلعبون به، قلت له: لقد طلبوا مني مشاركتي لهم في التمزيق ففعلت، وهم الذين بدأوا بتمزيق الورق قبلي، فلم يقبل ذلك!
قلت في نفسي: هؤلاء يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
(من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان). " رواه مسلم "
5 - ثم ذهبت معهم إلى الأردن، ولهم مسجد كبير في (عمان) يجتمعون فيه، فنزلنا في المسجد، وصلينا فيه، ثم ألقى أحد المسؤولين بياناً ذكر فيه أشياء غريبة، قال يخاطب الحاضرين:
أ) يا أحبابنا لا تأكلوا كثيراً، حنى لا تتغوطوا كثيراُ، فالإمام الغزالي ذهب إلى الحج مدة شهر ولم يتغوط (أي لم يذهب للحمام) فقال له أحد الجالسين: من أين أتيت بهذه القصة؟ فأنكرها عليه، لأنه لا يمكن للإنسان البقاء مدة شهر دون قضاء حاجته، ثم قام الرجل من المسجد، وترك الاجتماع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/64)
ب) ثم قال في بيانه وهو يقرأ من كتاب " حياة الصحابة ": لما رجع الرسول صلى الله عليه وسلم من الطائف التقى بخادم اسمه (عداس) فسأله الرسول صلى الله عليه وسلم عن بلده؟ فقال من بلد (نينوى) قال له: من بلدة (يونس عليه السلام) ذاك أخي في النبوة، فسجد عداس للرسول صلى الله عليه وسلم.
لقد استغربت هذا الكلام، كيف يرضى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يسجد له (عداس) والسجود لا يجوز إلا لله.
وهذه القصة غير صحيحة، وقد روي أن (عداس) أكب على قدمي الرسول صلى الله عليه وسلم يقبلهما، وهذا التقبيل يختلف عن السجود تماماً، فالكتاب " حياة الصحابة " يحتاج إلى تحقيق لمعرفة الصحيح من الضعيف والموضوع، وقد نصحت الأخ (محمد علي دولة) وطلبت منه أن يحقق الكتاب لأنه هو الذي تولى طبعه ونشره، فقال لي: الكتاب كله في الفضائل، وليس فيه أحكام، قلت له: هذا غير صحيح، وأتيت له بحديث أورده مؤلف " حياة الصحابة " وهو:
(أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) قال عنه المحدثون: إنه موضوع، فسكت الأخ (محمد علي دولة).
وقد التقيت بالشيخ نايف العباسي رحمه الله تعالى في دمشق وقلت له: لقد قرأت في كتاب " حياة الصحابة " الذي حققته ما يلي:
" لما رجع الرسول صلى الله عليه وسلم من الطائف، وقد دعاهم للإسلام، فردوا عليه دعوته، وآذوه، فجلس يقول:
(اللهم أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، إلى من تكلني؟ إلى عدو يتجهمني، أم إلى قريب ملكته أمري، إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي .. إلى آخر الدعاء) ".
كيف يقول الرسول صلى الله عليه وسلم معاتباً ربه: إلى من تكلني؟! [أي تتركني]، والله تعالى يقول له:
((ما ودعك ربك وما قلى)) " سورة الضحى 3 "
[أي ما تركك ربك وما أبغضك] " انظر تفسر ابن كثير "
فقال لي الشيخ نايف العباسي: والله كلامك صحيح، رسول الله لا يقول هذا الكلام، ولكني حققت الكتاب من الناحية التاريخية واللغوية، وهذا الكتاب يحتاج إلى مثل الشيخ ناصر الدين الألباني ليخرج أحاديثه. قلت له: إن الشيخ ناصر حفظه الله ضعّف الحديث، وقال: في متنه نكارة، ولعله يشير إلى قوله:
(إلى من تكلني؟) التي تخالف القرآن والواقع.
6 - حضرت اجتماعاً لهم خطب فيه أميرهم (سعيد الأحمد) فقال: مر الرسول صلى الله عليه وسلم على بناء فقال لأصحابه: لمن هذا؟ قالوا لفلان، ولما مر صاحب البناء على الرسول صلى الله عليه وسلم، سلمّ عليه فلم يرد عليه السلام، وأخبره الصحابة السبب، فذهب الصحابي وهدم البناء حتى يرد عليه السلام.
أقول هذا الحديث غير صحيح، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
(نعم المال الصالح للرجل الصالح). " صحيح رواه أحمد "
مناقشة شروط الجماعة
1 - تحقيق كلمة (لا إله إلا الله، محمد رسول الله).
إن التحقيق يعني الفهم والتطبيق، فهل فهم معنى هذه الكلمة الطيبة ـ التي هي الركن الأول من أركان الإسلام الوارد في حديث جبريل الذي رواه مسلم ـ هؤلاء الجماعة؟
وهل دعوا إلى تطبيقها والعمل بها؟
الواقع أنهم لا يعلمون معناها الحقيقي، وهو:
(لا معبود بحق إلا الله، ومحمد مبلغ دين الله الذي ارتضاه).
والدليل على ذلك التعريف قول الله تعالى:
((ذلك بأن الله هو الحق، وأنما يدعون من دونه هو الباطل)).
" سورة الحج 62 "
ولو عرفوا معناها لدعوا إليها قبل غيرها، لأنها تدعو إلى توحيد الله ودعائه وحده دون سواه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(الدعاء هو العبادة). " رواه الترمذي وقال حسن صحيح "
فكما أن الصلاة عبادة لله، لا تجوز لرسول ولا لولي، فكذلك الدعاء عبادة لا يجوز طلبه من الرسول أو الأولياء.
ولم أسمع من جماعة التبليغ من دعا إلى فهمها والعمل بها، وأن الذي يدعو غير الله وقع في الشرك الذي يحبط العمل لقول الله تعالى:
((ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك، فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين)) [أي المشركين]. " سورة يونس 106 "
2 - إقامة الصلاة بالخشوع والخضوع:
وإقام الصلاة: يعني معرفة شروطها، وواجباتها، وأركانها، وما يتعلق بها من أحكام: كسجود السهو مثلاً، طبقاً لما جاء في الحديث: (صلوا كما رأيتموني أصلي). " رواه البخاري "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/65)
فهل قام جماعة التبليغ بتعليم هذه الأمور لجماعتهم، وهل بينوا لجماعتهم أن الخشوع في الصلاة يعني حصر الفكر في القراءة والتسبيح وعدم إكثار الحركة في الصلاة وغيرها من الأعمال المهمة؟
3 - العلم مع الذكر:
هذا الشرط كبقية الشروط لم يحققه جماعة التبليغ، وسبق أن ذكرت أنني نصحت أحد الشباب الذي ألقى بياناً ذكر فيه حديثاً موضوعاً، فقال لي أميرهم، أتركه لا تعلمه، الله يعلمه! مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
(إنما العلم بالتعلم). " حسن انظر صحيح الجامع "
وزارني وفد منهم من الأردن، وبينت لهم عقيدة التوحيد، ومنها الاعتقاد أن الله في السماء كما أخبر عن نفسه في قوله تعالى:
((ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض)). " سورة الملك 16 "
قال ابن العباس: هو الله تعالى.
وذكرت لهم حديث الجارية التي سألها الرسول صلى الله عليه وسلم: أين الله؟ قالت في السماء، قال: من أنا؟ قالت أنت رسول الله، فقال لصاحبها: أعتقها فإنها مؤمنة). " رواه مسلم "
فأعجب الحاضرون بهذه المعلومات، وطلبوا مني بعض الرسائل للعلم، علماً بأن كثيراً منهم لا يريدون قراءة كتب العلم، وقد أهديت لاثنين منهم بعض الرسائل ليأخذوها معهم، ويقرأوها مع جماعتهم، فلم يأخذوها، وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقبل الهدية. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
(تهادوا تحابوا) " حديث حسن انظر صحيح الجامع "
4 - إكرام المسلمين:
الواقع أنهم يكرمون ضيوفهم، ولا سيما عند الطعام، ويتحدثون عن إكرام العلماء، وليتهم أخذوا بنصيحتهم، وقبلوا توجيهاتهم، وقد خرجت معهم في عدد من البلدان، فلم يسمحوا لي مرة بالتحدث إليهم، بل يسمحون لواحد من جماعتهم ولو كان جاهلاً أن يتحدث إلى الناس، وهذا يضر أكثر مما ينفع، فيأتي بأحاديث مكذوبة كما مر قبل قليل. ويأتون بحديث لم يثبت عند الطعام ويقولون:
(تحدثوا عند الطعام ولو بثمن أسلحتكم).
5 - إخلاص النية لله تعالى:
وهو شرط مهم، وقد يتحقق عند بعضهم، فيذهب بنية الدعوة، وينفق من ماله، والإخلاص محله القلب، لا يعلمه إلا الله، وكثيراً ما يتحدث أفرادهم، ولا سيما الأمراء منهم عن دعوتهم، وأنهم فعلوا كذا، وكان عددهم كذا، واستجاب لهم كثير من الأفراد، واسأل الله أن يكونوا مخلصين في عملهم، ولكن الإخلاص لا بد له من العلم، حتى ينفع صاحبه، وتنتفع به الأمة، فقد ذكر البخاري رحمه الله تعالى في كتابه (باب العلم قبل القول والعمل). واستدل بقول الله تعالى:
((فاعلم أنه لا إله إلا الله)) " سورة محمد "
وسبق أن ذكرت أن الأحباب ـ هداهم الله ـ لا يهتمون بالعلم.
6 - الدعوة إلى الله:
هذا مبدأ طيب، يجب على كل مسلم أن يهتم به كل حسب مقدرته، ولكن الدعوة إلى الله لها شرط مهم بينه الله تعالى بقوله:
((قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين)). " سورة يوسف آية 108 "
يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم على الثقلين الجن والإنس آمراً له أن يخبر الناس أن هذه سبيله، وطريقته، ومسلكه، وسنته، وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ويدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك ويقين وبرهان هو وكل من اتبعه يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه سلم على بصيرة ويقين وبرهان عقلي وشرعي.
(وسبحان الله) أي وأنزه الله، وأجله، وأعظمه، وأقدسه عن أن يكون له شريك، أو نظير، أو عديل، أو نديد، أو ولد، أو والد، أو صاحبة، أو وزير، أو مشير، تبارك وتقدس وتنزه عن ذلك كله علواً كبيراً). " انظر تفسير ابن كثير ج /495 "
الخلاصة
إن هذه الشروط وإن كانت غير منسجمة، لكن الجماعة ينقصهم تطبيق هذه الشروط عملياً، ولا سيما العلم، وتحقيق كلمة التوحيد والدعوة إليها قبل غيرها أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بقي في مكة ثلاثة عشر عاماً يدعو الناس إليها، وتحمل في سبيلها الأذى، ولكنه صبر حتى نصره الله، والعرب تعرف معنى التوحيد في كلمة (لا إله إلا الله) ولذلك لم يقبلوها، لأنها تدعوهم إلى عبادة الله ودعائه وحده، وترك دعاء غيره ولو كانوا من الأولياء والصالحين. قال الله تعالى عن المشركين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/66)
((إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون، ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون، بل جاء بالحق وصدق المرسلين)).
" سورة الصافات آية 36 "
الدين النصيحة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة، قلنا لمن يا رسول الله؟ قال لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم).
" رواه مسلم "
وعملاً بقول هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فإني أوجه نصيحتي لجميع الجماعات الإسلامية أن يتقيدوا بما جاء في القرآن، والأحاديث الصحيحة، حسب فهم السلف الصالح رضوان الله عليهم، كالصحابة والتابعين، والأئمة المجتهدين، ومن سار على طريقتهم:
الجماعة الصوفية
1 - نصيحتي للصوفية أن يفردوا الله بالدعاء والاستعانة عملاً بقول الله تعالى: ((إياك نعبد وإياك نستعين)) " الفاتحة "
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة).
" رواه الترمذي وقال حسن صحيح "
وعليهم أن يعتقدوا أن الله في السماء لقول الله تعالى:
((ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض)). " سورة الملك 16 "
قال ابن عباس: هو الله. " ذكره ابن الجوزي في تفسيره "
وقال صلى الله عليه وسلم: (ألا تأمنوني، وأنا أمين من في السماء).
" متفق عليه "
[ومعنى في السماء: أي على السماء].
2 - عليهم أن يتقيدوا بذكرهم بما ورد في الكتاب والسنة، وعمل الصحابة.
3 - ألا يقدموا قول مشايخهم على قول الله ورسوله، عملاً بقول الله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله)).
" سورة الحجرات 1 "
[أي لا تقدموا قولاً أو فعلاً على قول الله ورسوله] " ذكره ابن كثير "
4 - عليهم أن يعبدوا الله، ويدعوه خوفاً من ناره، وطمعاً في جنته عملاً بقوله تعالى: ((وادعوه خوفاً وطمعاً)). " سورة الأعراف آية 56 "
وقال صلى الله عليه وسلم: (اسأل الله الجنة، وأعوذ به من النار).
" رواه أبو داود بسند صحيح"
5 - على الصوفية أن يعتقدوا أن أول المخلوقات من البشر آدم عليه السلام وأن محمداً صلى الله عليه وسلم من نسل آدم، وجميع الناس من ذريته خلقهم الله من تراب، قال الله تعالى:
((هو الذي خلقكم من تراب، ثم من نطفة)). " سورة غافر آية 40 "
وليس هناك دليل على أن الله خلق محمداً صلى الله عليه وسلم من نوره، والمعروف أنه ولد من أبوين.
جماعة الدعوة والتبليغ
1 - نصيحتي لهم أن يتقيدوا في دعوتهم بما جاء في الكتاب والسنة الصحيحة، وأن يتعلموا القرآن والتفسير والحديث حتى تكون دعوتهم على علم لقول الله تعالى:
((قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة)). " سورة يوسف108 "
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنما العلم بالتعلم).
"حسن انظر صحيح الجامع"
2 - أن يتقيدوا بالأحاديث الصحيحة، ويجتنبوا الأحاديث الضعيفة والموضوعة لئلا يدخلوا تحت قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع). " رواه مسلم "
3 - على الأحباب أن لا يفصلوا الأمر بالمعروف عن النهي عن المنكر، لأن الله تعالى جمع بينهما في كثير من الآيات مثل قول الله تعالى: ((ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)). " سورة آل عمران 104 "
وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يهتم، ويأمر المسلمين بتغيير المنكر فيقول: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان). " رواه مسلم "
4 - أن يهتموا بالدعوة إلى التوحيد، وتقديمها على غيرها عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: (فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله). " متفق عليه "
وفي رواية (إلى أن يوحدوا الله). " رواه البخاري "
وتوحيد الله يعني إفراده بالعبادات ولا سيما الدعاء لقوله صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة). " رواه الترمذي وقال حسن صحيح "
جماعة الإخوان المسلمين
1 - أن يعلموا أفراد جماعتهم التوحيد بأنواعه: توحيد الرب، وتوحيد الإله، وتوحيد الأسماء والصفات، لأنها مهمة جداً يتوقف عليها سعادة الفرد والجماعات. وبدلاً من الإغراق في السياسة والواقع المزعوم، وليس معناه جهل أحوال البلاد والعباد ولكن لا إفراط ولا تفريط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/67)
2 - أن يبتعدوا عن أفكار الصوفية المخالفة لعقيدة الإسلام، فقد رأينا كثيراً منهم يذكر في كتبه عقائد صوفية باطلة:
أ - فهذا رئيسهم في مصر عمر التلمساني له كتاب (شهيد المحراب) فيه عقائد صوفية خطيرة بالإضافة إلى تعلم الموسيقى.
ب - وهذا " سيد قطب " يذكر في كتاب (الظلال) وحدة الوجود عند الصوفية، ذكرها في أول سورة الحديد، وغيرها من التأويلات الباطلة وقد كلمت أخاه " محمد قطب " أن يعلق على الأخطاء العقدية باعتباره مشرفاً على طبعة (الشروق) فرفض وقال: أخي يتحمل المسؤولية، وقد شجعني على مراجعته الشيخ عبد اللطيف بدر المشرف على مجلة التوعية بمكة.
ج _ وهذا " سعيد حوى " بذكر في كتابه (تربيتنا الروحية) عقائد الصوفية، وقد مر ذكرها في أول الكتاب.
د ـ وهذا " الشيخ محمد الحامد " من سورية أهداني كتاباً اسمه: (ردود على أباطيل) فيه مواضيع جيدة كتحريم التدخين وغيرها، إلا أنه ذكر فيه: أن هناك أبدالاً وأقطاباً وأغواثاً، ولكن لا يسمى الغوث غوثاً إلا حينما يلتجأ إليه!!! والالتجاء إلى الأغواث والأقطاب من الشرك الذي يحبط العمل وهي أفكار صوفية باطلة ينكرها الإسلام.
وقد طلبت من ولده عبد الرحمن أن يعلق على كلام والده فرفض ذلك.
3 - أن لا يحقدوا على إخوانهم السلفيين الذين يدعون إلى التوحيد ومحاربة البدع والتحاكم إلى الكتاب والسنة، فهم إخوانهم. قال الله تعالى: ((إنما المؤمنون إخوة)). " سورة الحجرات 10 "
وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه). " متفق عليه "
السلفيون، وأنصار السنة المحمدية
1 - وصيتي لهم أن يستمروا في دعوتهم إلى التوحيد والحكم بما أنزل الله، وغيرها من الأمور المهمة.
2 - أن يرفقوا في دعوتهم، ويستعملوا اللين من القول مهما كان الخصم عملاً بقول الله تعالى:
((أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن)). " سورة النحل 125 "
وقوله تعالى إلى موسى وهارون عليهما السلام:
((اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى)). " سورة طه 43 – 44 "
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من يحرم الرفق يحرم الخير كله). " رواه مسلم "
3 - أن يصبروا على ما يصيبهم من أذى، فإن الله معهم بنصره وتأييده، قال الله تعالى:
((واصبر وما صبرك إلا بالله، ولا تحزن عليهم، ولا تك في ضيق مما يمكرون، إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)). " سورة النحل آية 177 - 178 "
وقوله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم) " صحيح رواه أحمد وغيره "
4 - ألا ينظر السلفيون إلى قول من خالفهم بأن عددهم قليل، لأن الله تعالى يقول: ((وقليل من عبادي الشكور)). " سورة النمل "
وقوله صلى الله عليه وسلم: (طوبى للغرباء، قيل من هم يا رسول الله؟ قال: أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم). " صحيح رواه أحمد وابن المبارك "
حزب التحرير
1 - وصيتي لهم أن يطبقوا تعاليم الإسلام على أنفسهم قبل أن يطالبوا غيرهم بتطبيقه , فقد زارني في سورية منذ عشرين سنة تقريباً شابان منهم , وقد حلقوا لحاهم , وظهرت رائحة الدخان منهم , وطلبوا مني المناقشة لأنضم إليهم , فقلت لهم: أنتم تحلقون اللحي , وتشربون الدخان , وهما محرمان شرعاً , ثم تبيحون لأنفسكم مصافحة النساء , وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له). " صحيح رواه الطبراني "
فقالا لي: ورد في البخاري أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصافح النساء عند البيعة!! فقلت لهما: غداً ستأتياني بالحديث، فذهبا ولم يعودا، فعرفت كذبهما، وأن البخاري لم يذكر ذلك أبداً، وإنما ذكر البيعة للنساء بدون مصافحة.
والغريب أن يبيح المصافحة للنساء بعض الإخوان المسلمين، أمثال الشيخ محمد الغزالي، ويوسف القرضاوي، بناء على مناقشة جرت بيني وبينه، واستدل بحديث الجارية التي كانت تأخذ بيد الرسول صلى الله عليه وسلم ليقضي حاجتها.
" رواه البخاري "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/68)
أقول: إن استدلاله غير صحيح، علماً بأن الجارية حينما أخذت بيده لم تمسه، بل لمست كم القميص الذي على يده، لأن عائشة رضي الله عنها قالت:
(لا والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة، ما بايعهن إلا بقوله: قد بايعتك على ذلك). " رواه البخاري "
وقال صلى الله عليه وسلم: (إني لا أصافح النساء).
" رواه الترمذي وقال حسن صحيح "
2 - سمعت خطبة من شيخ ينتمي إلى حزب التحرير في الأردن يحمل على الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله، ولما جئت إلى بيته شكا إلىّ والد زوجته، وقال، إن الشيخ ضرب زوجته على عينها فتأثرت! فقلت له: أنت تطالب الحكام بتطبيق الشرع، وأنت لم تطبق الشرع في بيتك، هل أنت صحيح ضربت زوجتك على عينها، فقال: نعم، ولكنها ضربة خفيفة بكأس الشاي! قلت له: طبق الإسلام على نفسك أولاً، ثم طالب غيرك بتطبيقه، فالرسول صلى الله عليه وسلم: (سئل ما حق زوج أحدنا عليه؟ قال أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت). " صحيح أخرجه الأربعة "
وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا ضرب أحدكم خادمه، فليتق الوجه) " حسن رواه أبو داود "
جماعة الجهاد وغيرهم
1 - نصيحتي لهم أن يرفقوا في دعوتهم وجهادهم، ولا سيما للحكام عملاً بقول الله تعالى لموسى حينما أرسله إلى فرعون الكافر:
((اذهب إلى فرعون إنه طغى، فقل هل لك إلى أن تزكى)).
" سورة النازعات آية 17 – 18 "
وقوله تعالى: ((اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى)). " سورة طه آية 43 - 44 "
وقوله صلى الله عليه وسلم: (من يحرم الرفق يحرم الخير كله).
" رواه مسلم "
2 - النصيحة لأئمة المسلمين والحكام: تكون بمعاونتهم على الحق وطاعتهم فيه، وأمرهم به، ونهيهم، وتذكيرهم برفق، وترك الخروج عليهم بالسيف إذا ظهر منهم حيف أو سوء عشرة.
" انظر قول الخطابي في شرح الأربعين حديثاً "
قال صاحب العقيدة الطحاوية (أبو جعفر الطحاوي): ولا نرى الخروج على أئمتنا، وولاة أمورنا وإن جاروا، ولا ندعو عليهم، ولا ننزع يداً من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة ما لم يأمروا بمعصية، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة.
1 - قال الله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله، وأطيعوا الرسول، وأولي الأمر منكم)). " سورة النساء آية 59 "
2 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني). " رواه البخاري ومسلم "
3 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال:
(إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع، وإن كان عبداً حبشياً مجدع الأطراف). " رواه مسلم "
4 - وقال صلى الله عليه وسلم: (على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة). " متفق عليه "
5 - وعن حذيفة بن اليمان قال: (كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن، قال: قلت وما دخنه؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر، فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، فقلت يا رسول الله، صفهم لنا، قال: نعم قوم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا، قلت: يا رسول الله، فما ترى إذا أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، فقلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة، حتى يدركك الموت، وأنت على ذلك). " متفق عليه "
6 - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر , فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات , فميتته جاهلية). " متفق عليه "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/69)
7 - وقال صلى الله عليه وسلم: (خيار أئمتكم الذين تحبونهم , ويحبونكم , وتصلون عليهم , ويصلون عليكم , وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم , ويبغضونكم , وتلعنونهم , ويلعنونكم , فقلنا: يا رسول الله , أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك , قال: لا , ما أقاموا فيكم الصلاة , ألا من ولي عليه وال، فرآه يأتي شيئاً من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يداً من طاعته).
" رواه مسلم "
8 - فقد دل الكتاب والسنة على وجوب طاعة أولي الأمر، ما لم يأمروا بمعصية، فتأمل قول الله تعالى:
((أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)). " سورة النساء 59 "
كيف قال: (وأطيعوا الرسول)، ولم يقل: وأطيعوا أولي الأمر منكم، لأن أولي الأمر، لا يفردون بالطاعة، بل يطاعون فيما هو طاعة لله ورسوله، وأعاد الفعل مع الرسول، لأن من يطع الرسول فقد أطاع الله، فإن الرسول لا يأمر بغير طاعة الله، بل هو معصوم في ذلك، وأما ولي الأمر فقد يأمر بغير طاعة الله، فلا يطاع إلا فيما هو طاعة لله ورسوله.
وأما طاعتهم وإن جاروا، فلأنه يترتب على الخروج من طاعتهم من المفاسد أضعاف ما يحصل من جورهم، بل في الصبر على جورهم تكفير السيئات، ومضاعفة الأجور، فإن الله ما سلطهم علينا إلا لفساد أعمالنا، والجزاء من جنس العمل، فعلينا بالاستغفار والتوبة وإصلاح العمل، قال الله تعالى:
((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم، ويعفو عن كثير)).
" سورة الشورى 30 "
وقال تعالى: ((وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون)). " سورة الأنعام 129 "
فإذا أراد الرعية أن يتخلصوا من ظلم الأمير الظالم فليتركوا الظلم.
" انظر شرح العقيدة الطحاوية 380 - 381 "
9 - جهاد حكام المسلمين: ويكون بتقديم النصيحة لهم ولأعوانهم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة، قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم). " رواه مسلم "
ولقوله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر). " حديث حسن رواه أبو داود والترمذي "
وبيان طريق الخلاص من ظلم الحكام الذين هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا هو أن يتوب المسلمون إلى ربهم، ويصححوا عقيدتهم، ويربوا أنفسهم وأهليهم على الإسلام الصحيح، تحقيقاً لقول الله تعالى:
((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)). " سورة الرعد 11 "
وإلى ذلك أشار أحد الدعاة المعاصرين بقوله:
(أقيموا دولة الإسلام في صدوركم تقم لكم على أرضكم) وكذلك لا بد من إصلاح القاعدة لتأسيس البناء عليها ألا وهو المجتمع).
قال الله تعالى: ((وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنكم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا، يعبدونني لا يشركون بي شيئاً، ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون)).
" سورة النور 55 "
" اختصاراً من كتاب تعليقات على شرح الطحاوية للشيخ الألباني "
نصيحتي إلى جميع الجماعات
لقد بلغت من الكبر عتياً، وعمري الآن تجاوز السبعين عاماً، وإني أحب الخير إلى جميع الجماعات، وعملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة). " رواه مسلم "
فإني أقدم النصائح الآتية:
1 - أن يتمسكوا بالقرآن، والسنة النبوية، عملاً بقول الله تعالى:
((واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)). " سورة آل عمران 103 "
وقوله صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله، وسنة رسوله).
" رواه مالك وصححة الألباني في صحيح الجامع "
2 - إذا اختلفت الجماعات، فعليهم أن يرجعوا إلى القرآن والحديث وعمل الصحابة عملاً بقول الله تعالى:
((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، ذلك خير وأحسن تأويلاً)). " سورة النساء 59 "
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها). " صحيح رواه أحمد "
3 - أن يهتموا بعقيدة التوحيد التي ركز عليها القرآن، وقد بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم دعوته إليها، وأمر أصحابه أن يبدأوا بها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/70)
4 - لقد عاشرت الجماعات الإسلامية، فرأيت أن الدعوة السلفية تلتزم الكتاب والسنة حسب فهم السلف الصالح: الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته التابعين، وقد أشار إلى هذه الجماعة الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:
(ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين: ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة).
" رواه أحمد وحسنه الحافظ "
وفي رواية: (كلهم في النار إلا واحدة: ما أنا عليه وأصحابي).
" رواه الترمذي وحسنه الألباني "
يخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن اليهود والنصارى تفرقوا كثيراً، وأن المسلمين سيفترقون أكثر منهم، وأن هذه الفرق ستكون عرضة لدخول النار، لانحرافها، وبعدها عن كتاب ربها وسنة نبيها، وأن فرقة واحدة، تنجو من النار، وتدخل الجنة، وهي الجماعة المتمسكة بالكتاب والسنة وعمل الصحابة.
وتمتاز الدعوة السلفية بالدعوة إلى التوحيد، ومحاربة الشرك، ومعرفة الأحاديث الصحيحة، والتحذير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة ومعرفة الأحكام الشرعية بأدلتها وهذا مهم جداً لكل مسلم.
وإني أنصح إخواني المسلمين أن يلتزموا بالدعوة السلفية، لأنها هي الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة التي قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله).
" رواه مسلم "
اللهم أجعلنا من الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة.
الخلاصة
1 - على الجماعات الإسلامية أن يبتعدوا عن التحزب الممقوت الذي يؤدي إلى الفرقة وأن يتعاونوا فيما بينهم فيما ينفع المسلمين ويعود عليهم بالخير والنفع لقول الله تعالى:
((وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)).
" سورة المائدة آية 2 "
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كونوا عباد الله إخواناً: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ههنا، وأشار إلى صدره، بحسب امريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه).
" رواه مسلم "
2 - على الجماعات الإسلامية ألا يتحاسدوا، ولا يتباغضوا لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا).
" رواه مسلم "
3 - على كل جماعة من الجماعات الإسلامية أن يقبلوا النصيحة إذا كانت موافقة للقرآن والحديث الصحيح، لقوله صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة) " رواه مسلم "
وقوله صلى الله عليه وسلم: (كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون). " حسن رواه أحمد وغيره "
4 - وأختم كلمتي بالدعاء الآتي:
اللهم أصلح ذات بيننا، وألف بين قلوبنا، وأهدنا سبل السلام، اللهم اجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، سلماً لأوليائك حرباً على أعدائك، وصلي الله على محمد وآله وسلم.
تنبيهات على ملاحظات
لقد من الله تعالى عليّ، وبدأت أدعو إلى توحيد الله تعالى وأصدرت أكثر من عشرين مؤلفاً طبع كل منها مرات متعددة بكميات كبيرة، وترجم بعضها إلى اللغة الإنجليزية، والفرنسية، والأندونيسية، والأوردية، والبنغالية، والتركية، وغيرها، وأكثر هذه الكتب كانت تطبع بمساعدة المحسنين، وتوزع مجاناً، وبعضها يباع في المكتبات التي يطبعونها على حسابهم، وقد كتبت على كل كتاب العبارة الآتية: لكل مسلم حق الطبع والترجمة، ومن له ملاحظة على الكتب، فليخبر المؤلف مشكوراً.
1 - لقد وصلني كتاب من الإمارات العربية عنوانه:
(عقيدة الإمام الحافظ ابن كثير) لمؤلفه: (محمد عادل عزيزة) فلما قرأته وجدته لم يلتزم الأمانة العلمية حتى في الأحاديث النبوية حيث بتر الحديث الذي ذكره ابن كثير عند تفسير قول الله تعالى: ((يوم يكشف عن ساق)) " سورة القلم "
وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة .. ). إلى آخر الحديث الذي رواه البخاري ومسلم.
وقال في كتابه: لقد تخبط محمد جميل زينو في كتابه (منهاج الفرقة الناجية) تخبطاً كثيراً في صفحة 16 وغيرها، ويعلم الله أنني فرحت، وقلت: لعلي أخطأت، فأصلح خطئي.
ولما نظرت في كتابي المذكور وجدت ما يلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/71)
(قال الإمام أحمد، قال الإمام الشافعي، قال الخطيب البغدادي) فهتفت للمؤلف وقلت له: ما هو التخبط الذي ذكرته في كتابي؟ فقال لي: الكتاب ليس عندي، فقلت له: لماذا حذفت الحديث الذي يفسر الآية من تفسير ابن كثير؟ فقال لي: الحديث من المتشابهات!! فقلت له: ولماذا بترت قول ابن كثير في تفسير: ((وهو الله في السموات)) حيث اختار الوقف المفسر الطبري، ليثبت أن الله في السماء؟ فقال لي: حتى انظر، ولم يعترف بخطئه، وقد رددت على هذا المؤلف في كتاب اسمه: (بيان وتحذير من كتاب عقيدة الإمام الحافظ ابن كثير).
2 - وقد قرأت في كتاب عنوانه (في مدرسة النبوة) للأخ أحمد محمد جمال قال فيه: ولقد عجبت للأخ (محمد جميل زينو) حين كتب في جريدة الندوة يوم 26/ 4/1411هـ يستنكر صيغة للصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم اعتاد بعض المسلمين ترديدها، وهي تقول: (اللهم صل على محمد طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها) وقال: إن الشافي والمعافي للأبدان والقلوب والعيون هو الله وحده، والرسول لا يملك النفع لنفسه ولا لغيره .. إلخ، وأود للأخ محمد زينو أن يعلم أن لهذه الصيغة مفهومين صحيحين:
أ - إن طب القلوب وعافية الأبدان، ونور الأبصار صفة، أو ثمرة للصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد عرفنا من الأحاديث السابقة فضل الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم وبركاتها وأنها صادرة من الله عز وجل ...
وصلاة الله على العباد هي الرحمة والبركة والعافية والشفاء.
ب - إن طب القلوب، وعافية الأبدان، ونور الأبصار صفة للرسول نفسه .. وهذه أيضاً لا نكران عليها، ولا غرابة فيها فالرسول صلى الله عليه وسلم ذاته ـ كما وصفه القرآن الكريم ـ رحمة في قول الله تعالى:
((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)). " سورة الأنبياء آية 107 "
وهو كذلك نور وضياء، ـ كما وصفه القرآن في قوله عز وجل: ((يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً)). " الأحزاب آية 45 - 46 "
وفي روايات متعددة يصف الرسول نفسه بأنه رحمة مهداة إلى الإنسانية ليخرجها من الظلمات إلى النور، ويشفي قلوبها وأبصارها، وأبدانها من الأسقام الحسية والمعنوية معاً.
يقول صلى الله عليه وسلم: (إنما أنا رحمة مهداة).
" أخرجه ابن عساكر "
(إني رحمة بعثني الله). " رواه الطبراني "
(إني لم أبعث طعاناً، وإنما بعثت رحمة). " رواه مسلم "
1 - أقول: إن الصيغة السابقة التي قال عنها المؤلف اعتاد الناس ترديدها. لا تجوز لأن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عبادة، والعبادة مبناها على التوقف حتى يأتي الدليل، ولا دليل على هذه الصيغة، ولا سيما أنها تخالف جميع الروايات التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، والسلف الصالح، بالإضافة إلى أن فيها غلواً وإطراء لا يرضاه الله والرسول صلى الله عليه وسلم. فهل يجوز لمسلم أن يترك الصيغة التي عملها الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويأخذ بصيغة من أقوال الناس، والتي تخالف الصيغ المشروعة؟
2 - لقد بتر المؤلف من كلامي شيئاً مهماً، وهو استشهادي بقول الله تعالى: ((قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله)).
" سورة يونس"
وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله). " رواه البخاري "
3 - وأما قول المؤلف: وصلاة الله على العباد هي الرحمة والبركة والعافية والشفاء، قال ابن كثير:
الصلاة من الله تعالى على عبده ثناؤه عند الملائكة.
وقال غيره: الصلاة من الله عز وجل الرحمة " حكاه البخاري "
" تفسير ابن كثير جـ3/ 495 "
هذا التفسير الصحيح يبطل تفسير المؤلف (أحمد محمد جمال) الذي لا دليل عليه.
4 - وأما استشهاده بقول الله تعالى: ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)) " الأنبياء آية107 "
فإني أنقل للقاريء ما قاله العلامة محمد أمين الشنقيطي في تفسيرها: وما ذكره الله جل وعلا في هذه الآية: من أنه ما أرسله إلا رحمة للعالمين يدل على أنه جاء بالرحمة للخلق فيما تضمنه هذا القرآن العظيم، وهذا المعنى جاء موضحاً في مواضع من كتاب الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/72)
أ- كقوله تعالى: ((أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون)). " العنكبوت آية 51 "
ب- وقوله تعالى: ((وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك)). " سورة القصص آية 86 "
ج- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله، أدع على المشركين، قال: (إني لم أبعث لعاناً، وإنما بعثت رحمة). " رواه مسلم "
" انظر أضواء البيان للشنقيطي 4/ 694 "
وأما الطبري فقال ما خلاصته: أرسل الله محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة لجميع العالم مؤمنهم وكافرهم، فأما مؤمنهم فإن الله هداه به وأدخله ـ بالإيمان به وبما جاء من عند الله ـ الجنة، وأما كافرهم فقد دفع عنه عاجل البلاء الذي كان ينزل بالأمم المكذبة لرسلها من قبله.
5 - وأما قول المؤلف: وهو (أي الرسول) نور وضياء كما وصفه القرآن في قوله عز وجل: ((يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً)).
" الأحزاب آية 45 - 46 "
فإني أنقل للقاريء ما قاله المفسرون:
أ - قال ابن كثير في تفسيره:
يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً على أمتك، ومبشراً بالجنة ونذيراً من النار، وداعياً إلى شهادة أن لا إله إلا الله بإذنه وسراجاً منيراً بالقرآن.
فقوله تعالى: ((شاهداً)) أي لله بالوحدانية، وأن لا إله غيره، وعلى الناس بأعمالهم يوم القيامة.
((وجئنا بك على هؤلاء شهيداً)) " النساء "
وقوله عز وجل: ((ومبشراً ونذيراً)) أي بشيراً للمؤمنين بجزيل الثواب، ونذيراً للكافرين من ويل العقاب.
وقوله جلت عظمته: ((وداعياً إلى الله بإذنه)) أي داعياً للخلق إلى عباده ربهم عن أمره لك بذلك.
وقوله تعال: ((وسراجاً منيراً)) أي وأمرك ظاهر فيما جئت به من الحق كالشمس في إشراقها وإضاءتها لا يجحدها إلا معاند. " انظر تفسير ابن كثير جـ3/ 497 "
ب - وقال ابن الجوزي في تفسير زاد المسير:
((وسراجاً منيراً)) أي أنت لمن اتبعك (سراجاً) أي كالسراج المضيء في الظلمة يهتدى به. " جـ 6/ 400 "
ج- وقال الطبري في تفسيره: ((وسراجاً منيراً)) ضياء لخلقه بالنور الذي أتيتهم به من عند الله وإنما يعني بذلك أنه يهدي به من اتبعه من أمته. " نقلاً عن الطبري باختصار "
6 - وقال المؤلف في كتابه (في مدرسة النبوة):
وفي روايات متعددة يصف الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه بأنه: " رحمة مهداة " إلى الإنسانية ليخرجها من الظلمات إلى النور، ويشفي قلوبها، وأبصارها من الأسقام الحسية والمعنوية معاً.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما أنا رحمة مهداة).
" أخرجه ابن عساكر "
(إني رحمة بعثني الله). " رواه الطبراني "
(إني لم أبعث لعاناً، وإنما بعثت رحمة). " رواه مسلم "
أقول: إن كلام المؤلف (أحمد محمد جمال) عليه ملاحظات:
أ) لم يذكر المؤلف دليلاً على كلامه سوى ما أورده من حديث: (إنما أنا رحمة مهداة) وقد تقدم تفسير الرحمة في الآية للعلامة الشنقيطي، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بالرحمة للخلق فيما تضمنه هذا القرآن العظيم.
ب) وأما قول المؤلف: (ليخرج الإنسانية من الظلمات إلى النور .. ) فليته رجع إلى تفسير ابن كثير حيث قال فيها:
((ليخرج الناس من الظلمات إلى النور)). " سورة إبراهيم آية 1 "
أي إنما بعثناك يا محمد بهذا الكتاب لتخرج الناس مما هم فيه من الضلال والغي إلى الهدى والرشد، قال الله تعالى:
((هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور)). " الحديد آية 9 "
فالآيات صريحة بأنه أخرج الناس من الظلمات إلى النور بالقرآن المنزل عليه.
ج- وأما قول المؤلف: (ويشفي قلوبها وأبصارها من الأسقام الحسية والمعنوية معاً) ويقصد النبي صلى الله عليه وسلم!
فلم يأت بدليل صريح على ذلك، علماً بأن الشافي للأمراض هو الله وحده، قال الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام:
((إذا مرضت فهو يشفين)) " الشعراء "
أكد بالضمير المنفصل، ليؤكد على أن الشافي هو الله وحده، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (اللهم رب الناس أذهب البأس اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً). " أخرجه البخاري "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/73)
وقصة الغلام والأعمى التي وردت في الحديث تدل على أن الشافي هو الله وحده: فورد فيها أن الأعمى أتى الغلام بهدايا كثيرة وقال له سأهبها لك أجمع إن أنت شفيتني، فقال: إني لا أشفي أحداً، إنما يشفي الله فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك.
" فآمن بالله فدعا الله له فشفاه الله ". " القصة رواها مسلم 4/ 3005 "
فالآية السابقة والأحاديث المتقدمة تدل على أن الشافي هو الله وحده، ولم يذكر المؤلف (أحمد محمد جمال) مثالاً واحداً على أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصف نفسه بأنه (يشفي) كما زعم، وهذا أمر خطير جداً، لقوله صلى الله عليه وسلم:
(من قال عليّ ما لم أقل، فليتبوأ مقعده من النار). " حسن رواه أحمد "
وقد سألت سماحة الشيخ ابن باز مفتي السعودية عن كلام (أحمد محمد جمال) فقال: إنه شرك.
الخلاصة
إن كلام المؤلف (أحمد محمد جمال) ليس عليه دليل، وفيه غلو وإطراء نهى عنهما الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً:
1 - (إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم بالغلو في الدين). " صحيح رواه أحمد "
2 - (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله). " رواه البخاري "
ولا سيما حينما ادعى المؤلف أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصف نفسه، بأنه يشفي القلوب والأبصار من الأسقام الحسية والمعنوية معاً! وكلمة (يشفي) فعل مضارع يفيد الحال والمستقبل، وهذا لا يمكن أبداً، ولم يحدث هذا الشفاء في الوقت الحاضر والمستقبل.
3 - وما ذكرته من التنبيهات على كتاب (في مدرسة النبوة) هو من باب النصيحة للمسلمين عامة، ولقراء الكتاب المذكور خاصة.
والله أسأل أن ينفع بها المسلمين ويجعلها خالصة لله تعالى.
تنبيه هام
أقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم له معجزات كثيرة، ولكنها كانت في حياته، وهذه نماذج منها:
أ - عن عبد الله بن مسعود قال: كنا مع رسول الله في سفر فقل الماء، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: اطلبوا لي فضلة من ماء. الصحابة يجيئون بإناء فيه ماء قليل، فيدخل الرسول صلى الله عليه وسلم يده في الإناء. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (حي على الطهور المبارك، والبركة من الله). قال ابن مسعود: لقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع الرسول صلى الله عليه وسلم ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل.
" رواه البخاري "
يلفت الرسول صلى الله عليه وسلم نظر أصحابه إلى أن الماء المبارك الذي ينبع من بين أصابعه إنما بركته من الله وحده الذي خلق هذه المعجزة، وهذا حرص من الرسول على توجيه أمته إلى التوحيد، ولذا قال لهم: (والبركة من الله).
ب- وهذا علي رضي الله عنه يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشتكي عينيه، فبصق الرسول صلى الله عليه وسلم في عينيه، ودعا له، فبرأ، حتى كأن لم يكن به وجع. " رواه البخاري "
أقول: إن هذه المعجزات كانت في حياته، وإن علياً دعا له الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن بصق في عينيه فبرأ، لأن دعاء النبي مستجاب، أما بعد موته صلى الله عليه وسلم فقد توقف طلب الدعاء منه وانقطعت المعجزات لقوله صلى الله عليه وسلم:
(إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له). " رواه مسلم "
وهذا أبو طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يدافع عنه، لما حضرته الوفاة دعاه الرسول إلى الإيمان فأبى، ومات مشركاً، ونزلت فيه ((إنك لا تهدي من أحبت، ولكن الله يهدي من يشاء)). " رواه البخاري "
دعاء الليل مستجاب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تعار من الليل فقال حين يستيقظ)) .. لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا استجيب له، فإن قام فتوضأ ثم صلى قبلت صلاته)). " رواه البخاري وغيره "
[تعارّ: استيقظ]
قرأت هذا الدعاء من أجل شفائي من الأمراض فشفاني الله، وقرأته من أجل تيسير بعض الأعمال المتعبة فأراحني الله، وأنصح كل مسلم أن يقرأ هذا الدعاء لحل جميع المشاكل.
1 من المؤسف أن يكون التاريخ الميلادي هو المنتشر حتى في البلاد الإسلامية إلا البلاد السعودية فإنها تعتمد التاريخ الهجري وهو الواجب لأنه تاريخ إسلامي، يرمز إلى الهجرة التي أعز الله بها الإسلام.
2 لفظ العادة لم يرد في حق الله، والذي ورد (سنة الله) " والآية من الأحزاب "
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[04 - 08 - 09, 06:46 م]ـ
راجية المسلمة
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الله بن شلاح]ــــــــ[08 - 09 - 09, 03:42 ص]ـ
ماشاء الله تذكرني كتابات الشيخ العلامة محمد جميل زينو بكتابات تحكي قصصا عاشها الشيخ العلامة تقي الدين الهلالي المغربي رحمه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/74)
ـ[ابو ثابت التويجري]ــــــــ[10 - 09 - 09, 07:09 ص]ـ
جزاكم الله كل خير
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[27 - 09 - 09, 02:06 ص]ـ
عبد الله بن شلاح
ابو ثابت التويجري
جزاكما الله خيرا
ـ[محمد بن أحمد السني]ــــــــ[17 - 10 - 09, 11:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيرة مباركة مليئة بالحكم والمواعظ.
رفع الله درجتكم يا شيخ محمد بن جميل زينوا
ـ[أبو عبد المعز أمين الجزائري]ــــــــ[17 - 10 - 09, 12:20 م]ـ
بارك الله فيكم و نفع بكم
و حفظ الله الشيخ الحبيب محمد بن جميل زينو
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[20 - 10 - 09, 01:58 ص]ـ
محمد بن أحمد السني
أبو عبد المعز أمين الجزائري
جزاكما الله خيرا
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 02:28 ص]ـ
هل الشيخ لازال يدرس في دار الحديث؟
وهل له دروس؟
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[20 - 10 - 09, 02:53 ص]ـ
ابن البجلي
الشيخ أُحيل على التقاعد
ويستقبل أهل العلم في بيته
وأحياناً يجيب عبر الهاتف
نسأل الله له الشفاء والعافية وحسن الختام
محبكم
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 10:53 م]ـ
ما هي آخر أخبار الشيخ؟؟
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 11:06 م]ـ
لقد بأثرت بحياة الشخ حفظه الله ورحلاته العلمية والدعوة إلي الله .... واليقرأ كل منا ايضا حياة الصحابي الجليل سلمان فارسي رضي الله عنه ورحلته لينال الحق والدين الحق
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[21 - 06 - 10, 11:56 م]ـ
أبو سليمان الجسمي
الشيخ أُحيل على التقاعد
ويستقبل أهل العلم في بيته
وأحياناً يجيب عبر الهاتف
نسأل الله له الشفاء والعافية وحسن الختام
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[21 - 06 - 10, 11:57 م]ـ
أبو أنس دريابادي الهندي
جزاك الله خيرا
ووفقك للعلم النافع والعمل الصالح
ـ[أبو عبد الرحمن العامري]ــــــــ[09 - 10 - 10, 02:47 ص]ـ
لقد توفي الشيخ الليلة
1 من ذي القعدة 1431 هجرية
رحمه الله
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[09 - 10 - 10, 03:46 ص]ـ
رحمه الله
وأسكنه فسيح جناته
إنا لله وإنا إليه راجعون
لقد كان من أهل التوحيد والعقيدة السلفية
ولقد كانت جنازته مهيبة وحضر الكثير من أهل العلم والفضلاء
مع أن الوقت بين وفاته و دفنه بضع ساعات
غفر الله له جزاء ماقدم من نشر للعلم
اللهم آمين
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[09 - 10 - 10, 07:28 ص]ـ
ان القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول الا ما يرضي الرب فانا لله وانا اليه راجعون
اللهم اغفر له و إرحمه و عافه و اعف عنه و أكرم نزله، ووسع مدخله و أغسله بالماء و الثلج و البرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه و أدخله الجنه و أعذه من عذاب القبر
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[10 - 10 - 10, 02:21 ص]ـ
أبو عبد الرحمن العامري
أبوالفداء المصري
جزاكما الله خيرا
ورحم شيخنا وأسكنه فسيح جناته
ـ[أبوالعباس الأثري]ــــــــ[11 - 10 - 10, 02:39 ص]ـ
ان القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول الا ما يرضي الرب فانا لله وانا اليه راجعون
اللهم اغفر له و إرحمه و عافه و اعف عنه و أكرم نزله، ووسع مدخله و أغسله بالماء و الثلج و البرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه و أدخله الجنه و أعذه من عذاب القبر
رحم الله شيخنا محمد بن جميل زينو وأسكنه فسيح جناته
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[12 - 10 - 10, 12:44 ص]ـ
أبوالعباس الأثري
اللهم آمين
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الحكيم حمادي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 08:38 م]ـ
جزاك الله خيرا.(159/75)
أحمد عز الدين البيانوني .. الداعية المربي
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[20 - 03 - 08, 06:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
تصدر دار القلم في دمشق سلسلة جديدة ترمي لتعريف الجيل المعاصر بعلماء الأمة ودعاتها، وتخص هذه السلسلة العلماء المعاصرين، وهي بعنوان (علماء ومفكرون معاصرون .. لمحات من حياتهم وتعريف بمؤلفاتهم).
الكتاب موضوع العرض اليوم عنوانه: "أحمد عز الدين البيانوني"، ونقرأ أسفل العنوان: "الداعية المربي"، "1329 - 1395 هـ / 1913 - 1975 م". وهو من تأليف الدكتور عبد المجيد البيانوني. ويقع الكتاب في 180 صفحة من القطع الصغير.
يستعرض الكاتب في الفصل الأول لَمَحاتٍ من حياة الشيخ، فيتناول في المبحث الأول النقاط التالية:
- التعريف بميلاد الشيخ أحمد البيانوني، ونسبه وأسرته وبيئته، ونشأته العلمية، والعلوم التي برز فيها.
- مشايخ المترجَم له وصلاته بالعلماء والصالحين في عصره، فيعرف بوالده الشيخ عيسى وبالداعية الرباني محمد أبو النصر خلف، ويسرد أسماء العلماء والمشايخ وأهل الفضل الذين اتصل بهم الشيخ أحمد في الشام والحجاز.
- رحلات الشيخ وأسفاره، ويسرد أبياتًا من نظمه في رحلة الحج التي كان يراها استجماماً لروحه وغذاء لقلبه، وكان يحرص عليها كل الحرص، ثم يأتي المؤلف على وفاة الشيخ ووصيته وجنازته.
- أولاد الشيخ وأبرز تلاميذه، فيتحدث عن عنايته بتربية أبنائه وبناته، والوجهة التي وجههم إياها ليكونوا طلاب علم شرعي.
- مكانة الشيخ بين علماء عصره، ويرى الكاتبُ أنها تجلت في عدة جوانب أهمها:
1 - مشاركته في لقاءات العلماء على مستوى مدينته وبلده.
2 - نشاطه في رأب الصدع وجمع الكلمة والدعوة إلى عقد اجتماعات العلماء.
3 - ثناء علماء عصره عليه وإشادتهم بتقواه وصلاحه وحكمته في الدعوة وتأثيره.
وفي المبحث الثاني تناول المؤلفُ نشاطاتِ الشيخ وسماها حياته العملية وميادينها التعليمية والدعوية والاجتماعية:
ففي الميدان التعليمي، ذكر المؤلف أن الشيخ بعد تخرجه في دار المعلمين انتقل إلى العمل في حقل التدريس، وشارك في وضع مناهج التربية الإسلامية، ثم عمل الشيخ في إدارة الثانوية الشرعية وفي المعهد العربي الإسلامي مدرساً. وقد تحلى الشيخ بالإخلاص في العمل والتجرد عن حظوظ النفس وعلو الهمة، حتى قال فيه مدير الثانوية الشرعية الشيخ طاهر خير الله: "وأنا أشهد أني ما لحظت عليه يوماً من الأيام ذرة من غرض شخصي، أو حظ نفسي أو تذكير بأمر ليس من مرضاة الله تعالى، لقد كان الشيخ قوياً أميناً في تحمل المسؤولية والنهوض بأعبائها".
ومما امتاز به عمله -رحمه الله- دقة رقابته الأخلاقية على الطلاب، ورعايته لهم، ومعالجة تقصير المقصر منهم بأسلوب حسن، وكذلك عالج بالحكمة والموعظة الحسنة تقصير بعض المدرسين الذين ألِفوا التسيب والإهمال حتى انضبطوا بالنظام واستجابوا له. كما قام الشيخ بإصدار مجلة (صوت الثانوية الشرعي). وعندما أُنهِي انتداب الشيخ كان قد ترك آثارًا واضحة في المؤسسات التي عمل فيها.
وفي الميدان الدعوي كان للشيخ تجاربُ دعوية ثرة في مجالات متعددة، منها ما يتصل بالعمل الدعوي العام؛ وأبرزها: العمل في ميدان الريف، والعمل في ميدان التدريس، والعمل مع إخوان الشيخ محمد أبي النصر خلف، وأيضاً العمل الديني مع أبناء الحي ورجاله من جيران مسجد أبي ذر الذي تولى الشيخ الإمامة والخطابة فيه بعد وفاة والده الشيخ عيسى.
ومنها ما يتصل بالعمل الدعوي الخاص، وقد شملت: دعوة الأقران وزملاء الدراسة، والمشاركة في إنشاء دار الأرقم والعمل مع رجالها ثم الاعتزال عنها، والعمل مع العلماء والدعاة إلى الله والسعي لجمع الكلمة، فقد عُرِف الشيخ سباقاً إلى كل لقاء، إيجابياً بما يتبنى من مواقف وما يقدم من آراء.
ونوّه الكاتب في نهاية هذا المبحث بنشاط الشيخ الاجتماعي، وأشار إلى إيجابية الشيخ في علاقاته الاجتماعية، ومعاملته للناس بالأسلوب الحكيم والخلق الكريم.
تناول الكاتب في المبحث الثالث شخصية الشيخ وأخلاقه وصفاته:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/76)
بعد أن تحدث عن حلية الشيخ وصفاته الشخصية، تحدث بشيء من التفصيل عن ملامح شخصيته وخصائصها، وأتبعها بأثر شخصيته في منهجه ودعوته، فبين أن أهم ملامح شخصية الشيخ تتجلى في كونها:
1 - طبيعية جامعة، عملية واقعية
2 - واعية نزيهة، مربية حكيمة
3 - قائدة موهوبة، إدارية دقيقة
4 - قوية عزيزة، مهيبة محبوبة
ثم صفاته الإيمانية، وأجملها الكاتب في ثماني نقاط: عقيدته، ولاؤه لله ورسوله، تقواه لله تعالى وخشيته، زهده وورعه، أدبه وحياؤه، حبه للسنة والحرص على اتباعها، إخلاصه ونصحه وأمره بالمعروف، قوته في الحق وصلابته.
وأخيراً أخلاقه وشمائله، وقد أجملها الكاتب في ثماني نقاط أيضاً وهي: صبره وحلمه وحسن خلقه، عفوه وصفحه وسلامة صدره، جوده وكرمه، تواضعه وعزة نفسه، حدته وغضبه ورحمته وشفقته, حكمته وبديهته، ذوقه ولطفه ومزاحه وفكاهته.
في المبحث الرابع تناول الكاتب ملامح فكر الشيخ الدعوي والتربوي، استقراها من كتابات الشيخ ورسائله الدعوية، ورآها متمثلة في النقاط التالية:
- تشخيصه لواقع الأمة وسبيل النهوض بها: فقد استطاع الشيخ تشخيص أبرز أمراض المجتمع الذي عاش فيه، فتناولها شرحاً وتوضيحاً، وانتقل من التشخيص إلى العلاج، فبين أن سبيل النجاة هو العودة الصادقة إلى دين الله وشرعه، وبين معالم هذا السبيل، وما يجب أن يقوم به كل فرد من أفراد المجتمع لبلوغ هذه الغاية.
- منهجه في أركان الدعوة إلى الإسلام: وقد بينها الشيخ في كتابه الذي يحمل عين هذا العنوان، محدداً إياها بخمسة أركان؛ هي: الإيمان، والعلم، والعمل، والذكر، والأخوة الصالحة.
- أسلوبه في الدعوة والوسائل العملية للتربية والتكوين: فقد اتخذ الشيخ من الأساليب التربوية والوسائل العملية ما رآه مناسباً لتحقيق فكرته الدعوية ومنهجه التربوي، وتتلخص في النقاط التالية: الوصايا والمحاسبة عليها، البرنامج اليومي للفرد والأسرة، الدروس الشرعية واللقاءات التربوية والدعوية الخاصة والعامة واللقاءات المفتوحة، الزيارات الأخوية الهادفة؛ القائمة على الحب في الله والتناصح وتقوية أواصر الأخوة والتعاون على البر والتقوى، خروج يوم هادف، الاعتكاف والإحياءات، الدورات الصيفية والشرعية والثقافية، المخيمات التربوية والسنوية.
- منهجه التربوي مصادره وملامحه: تجلى منهج الشيخ التربوي في كتابه (منهاج التربية الصالحة)، ومنه يتضح أن مصادره هي: القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة والسيرة العطرة، وفقه السلف الصالح وسيرتهم.
ومن الكتاب المذكور يمكن استخلاصُ ملامح هذا المنهج وسماته العامة التي تتجلى فيما يلي: اعتزازه بمنهج التربية الإسلامية وتحذيره من التأثر بالنظريات الغربية، واقعية المنهج الذي يعرضه، ونقده للواقع الذي يراه وتحذيره من العادات الجاهلية الشائعة بين الناس وتنديده بها، شمول منهجه لأصول الإسلام وحقائقه وآدابه وفضائله، واعتناؤه بتربية العقل والجسم تربية متوازنة، شمول مفهوم التربية الإسلامية لما قبل الزواج واهتمامه بأثر الأم في تربية الطفولة المبكرة والحرص على إاتباع السنة النبوية في مراحل حياة النشء، ودعوته الآباء والأمهات أن يكونوا قدوة صالحة لأولادهم وأن يكون للناشئ مثل أعلى يتطلع إليه ويقتدي به.
- خصائص فكره الدعوي والتربوي: امتازت شخصية الشيخ بأصالة الفكر واستقلال الرأي، وقد امتاز فكرُه بالوضوح والسهولة وتقريب المفاهيم، وإحياء منهج السلف والمفاهيم الإسلامية، والاهتمام بربط الدعوة بالعلم الشرعي، والاتزان والاعتدال والشمولية والحرص على الوسطية.
أفرد الكاتب الفصل الثاني من الكتاب للتعريف بمؤلفات المترجم له، بعد أن مهد لها بالتعريف بأسلوب الشيخ في التأليف وخصائص كتاباته ومزاياها.
ذكر الكاتب في المبحث الأول مؤلفات الشيخ، مع تعريف بأهمها وهي: رسالة سبيل الهدى والعمل، كتاب الاجتهاد والمجتهدون، كتاب قبسات من نور النبوة بالاشتراك مع فضيلة الأستاذ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله، رسالة أخطاء لغوية شائعة وتصويباتها، كتاب مجموع العبادات على مذهب أبي حنيفة، سلسلة العقائد، سلسلة (من هدي الإسلام). بالإضافة إلى كتب ورسائل أخرى غير مطبوعة.
وتحدث في المبحث الثاني عن ما لم ينشر من كتبه وآثاره. وجعل المبحث الثالث للتعريف بشعره ومختارات منه. وختم الكاتب هذا الفصل بمبحث أخير ضمنه نماذج من وصاياه، عرض فيه بعضاً من وصايا الشيخ التي كان يكتبها بين الحين والآخر لأسرته وأولاده وإخوانه وتلاميذه ومربيه.
جزى الله الكاتب خيراً على ما قدم من جهد للتعريف بهذا العالم الرباني، ورحم الله الشيخ أحمد البيانوني رحمة واسعة، وجعل ما خلف من آثار في ميزان أعماله الصالحة، وجمعنا الله به وصالحي هذه الأمة في الفردوس الأعلى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الكاتب / أحمد بن محمود الداهن
على رابط / http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2223
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/77)
ـ[عمر بن عبد المجيد]ــــــــ[18 - 10 - 10, 03:21 م]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك
وقد وضعت الكتاب للتحميل في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1377224#post1377224
ـ[فياض محمد]ــــــــ[19 - 10 - 10, 09:36 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة، ورحم والده المحب الصالح الشيخ عيسى البيانوني الحلبي دفين البقيع، وشكرا لكم.(159/78)
نبذه عن الشيخ عبدالله بن وكيل الشيخ
ـ[ابو سلطان البدري]ــــــــ[21 - 03 - 08, 02:29 م]ـ
اخواني
كرما لو تتحفونا بتعريف بالشيخ عبدالله بن وكيل الشيخ ارجو ان يكون سريعا للأهمية.
ـ[سليمان البدراني]ــــــــ[21 - 03 - 08, 05:26 م]ـ
الشيخ عبدالله بن وكيل الشيخ أستاذ في قسم السنة بجامعة الامام.
والشيخ حفظه الله مؤصل ودقيق , وجمع بين الفقه والحديث وأدرك دقائق هذين العلمين , حتى صار في نظري من فقهاء المحدثين.
وله درس أسبوعي بجامع الراجحي في شرح إحكام الأحكام.
ـ[ابو سلطان البدري]ــــــــ[21 - 03 - 08, 10:28 م]ـ
اخوي احب اشكرك من اعماق قلبي فانا استمع لهذا الدرس واعجبت به كثيرا ولكن طمعا في مزيد فضلكم هل الشيخ من قبائل الحجاز ام الي قبيلة يرجع نسبه ودمتم في خير
ـ[أبو الربيعة]ــــــــ[21 - 03 - 08, 10:58 م]ـ
بارك الله في الشيخ
ـ[سليمان البدراني]ــــــــ[22 - 03 - 08, 02:58 م]ـ
الشيخ من أهل الحجاز من الأشراف وزوجته ابنة فضيلة الشيخ الفرضي المعروف د. عبدالكريم اللاحم
- عميد المعهد العالي للقضاء سابقا - واللاحم من أسر الشماسية في القصيم.
ـ[ابو سلطان البدري]ــــــــ[10 - 04 - 08, 03:56 م]ـ
الشيخ سليمان بحثت عن التعليق علي كتاب احكام الاحكام لشيخ عبدالله في البث الاسلامي الي اليوم لم ينزلوه مدري الشيخ حضر يوم الاثنين الماضي ام لم يحضر بارك الله فيكم
ـ[أبو محمد الشيخ]ــــــــ[03 - 05 - 08, 07:42 م]ـ
الشيخ عبدالله بن وكيل الشيخ
من أسرة علم وفضل وأهله وذووه من قرية البرزة وهي من قرى مكة المكرمة حرسها الله ويسكن هذه القرية قبيلة الشيوخ التي ينتمي إليها الشيخ حفطه الله وهذا للعلم والفائدة(159/79)
من يترجم للشيخ علي بن محمد الهندي
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[22 - 03 - 08, 05:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يا احبة من يفيدنا بترجمة الشيخ علي بن محمد الهندي
لبدرس في المسجد الحرام رحمه الله
وهل هو سلفي في العقيدة
فالذي أعرفه وقد يستغرب البعض أن الشيخ رحمه الله حنبلي المذهب
ـ[هاني الحارثي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 01:06 ص]ـ
لترجمته انظر علماء نجد للبسام، وروضة الناظرين للقاضي، وليس بمستغرب كونه حنبلياً فقد درس على علماء الحنابلة في حائل ومكة وقبل ذلك والده الذي درس على علماء حائل،وقد أكثر الشيخ علي من الأخذ عن= الشيخ محمد بن مانع رحمهم الله جميعاً، علماً أن له رسالة في مصطلحات الحنابلة وهي رسالة نافعة.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[14 - 04 - 08, 02:10 ص]ـ
الشيخ سلفي العقيدة ولا شك
وأخذ عن علماء مكة منذ عام 1350هـ السنة التي استقرَّ فيها بمكة قادمًا من حائل.
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[15 - 04 - 08, 11:01 م]ـ
فضيلة الشيخ علي بن محمد الهندي رحمه الله تعالى
(1330هـ- 1419هـ)
ترجمة الشيخ نقلاً عن جريدة البلاد الصادرة بتاريخ 5 - 2 - 1380هـ بقلم عمر عبد الجبار:
الشيخ علي بن محمد بن عبد العزيز الهندي
ولد بحائل عام 1330هـ
وقرأ القرأن على الشيخ شكر بن حسين والشيخ علي بن محمد الشامي
وبعد ذلك شرع في طلب العلم
فقرأ على الشيخ حمود الحسين الشغدلي والشيخ عيسى الحمود المهوس والشيخ عبد الله الصالح الخليفي قرأ عليهم في النحو والفرائض ومختصرات الشيخ محمد بن عبد الوهاب
ولما قدم الشيخ عبد الله السليمان بن بليهد حائل اتصل به وقرأ عليه بعض مؤلفات أئمة الدعوة وبعض كتب اللغة العربية والأصول
ثم انتقل إلى مكة المكرمة وذلك عام 1350هـ
فقرأ التجويد وحفظ بعض القرأن على كل من الشيخ عبد الظاهر أبي السمح والشيخ سعد وقاص
وقرأ التفسير والحديث على الشيخ محمد حمزة عبد الرازق
ولما قدم الشيخ محمد بن مانع إلى مكة المكرمة لازمه فقرأ عليه الفقه وأصوله وشرح العقيدة الواسطية وكتب التفسير والنحو والصرف
كما قرأ على سماحة الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ كتب التفسير والتوحيد والعقائد وكتب الأمهات البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وكتب المسانيد والمعاجم وأسماء الرجال وقد أجازه بمروياته وسلسلة شيوخه
وسمع قراءة كتاب شرح التوحيد على سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بقراءة ابنه الشيخ عبد العزيز بن محمد
ولما قدم الشيخ عبد الله الصالح الخليفي الطائف عام 61 - 62 اتصل به فقرأ عليه الفقه أيضاً وأصوله
كما قرأ الفرائض والنحو على كل من الشيخين الفاضلين عبد العزيز بن باز وسليمان بن حمدان
وقد قرأ سابقاً مبادئ الخط والحساب والإملاء على الأستاذ محمد ماردينى مدير المدرسة السعودية بالطائف
تولى التدريس بالوكالة عن كل من الشيخ إبراهيم الجهيمان وإبراهيم الهوبش بالمدارس الابتدائية
ثم عينه سماحة الشيخ عبد الله بن حسن والسيد طاهر الدباغ مدير المعارف مدرساً للفقه والتوحيد بالمعهد العلمي السعودي وذلك عام 1363هـ
ثم انتدب إلى تحضير البعثات
ثم انتدب إلى كلية الشريعة بمكة المكرمة
ولما تحولت مديرية المعارف إلى وزارة عام 1373هـ عين مفتشاً ولكنه آثر التدريس بكلية الشريعة لتزداد معلوماته بالمطالعة والمراجعة
وفي عام 1375هـ عين مساعداً للمفتش العام بوزارة المعارف مع قيامه بالتدريس بكلية الشريعة
زاملت فضيلة الشيخ على الهندي زهاء ثلاث سنوات بالمعهد وتحضير البعثات فكان مثال الجد والإخلاص والنشاط في أداء واجبه
فحيا الله العلم وحملته الذين يدافعون عنه بقوة الدين وغزارة المعرفة وطهارة القلب وسلامة النية.
http://www.al-mahmoud.net/mohammad/viewData.php?op=back&beg=0&to=2500&y=1&cat2=Zaher_alkhamael&cat=Alseyar_altarajom&cat3=Alseyr_tarajem_info&level=3
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[19 - 01 - 09, 04:19 ص]ـ
لقد حضرت بعض دروس الشيخ في السنن والتي كان يلقيها عام 1407 هـ في المسجد الحرام في صحن الطواف
وكانت حلقته خلف مجلس شيخنا الشيخ عبد الغفار الدروبي وكنت أنتظر دوري بالقراءة على الشيخ عبد الغفار واثناء هذا الانتظار كنت أنتهز الفرصة لسماع بعض الأحاديث الشريفة والتعليق عليها من الشيخ علي الهندي وكان صوته منخفضاً هادئا ..
ـ[ابو عبد الله محمد بن فاروق الحنبلي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 07:11 ص]ـ
الشيخ / علي الهندي -رحمه الله تعالى.
هو أحد المشايخ الكرام الذين كنت أستمع إليهم منذ عام 1986 - 1992 م (1407 ه) أثناء فترة عملي بالمملكة - حيث كان يشرح البخاري آنذاك ولاأنسى عباءته البنيَّة ونظارته السوداء - حيث كان يجلس - رحمه الله - خلف حجر إسماعيل. وقد استمعت إليه كثيرا، وكنت أبلغ من العمر حوالي 25 عاما.
فاللهم عافه واعف عنه وأسكنه فسيح الجنات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/80)
ـ[محمد زكريا الحنبلي]ــــــــ[03 - 03 - 10, 03:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وهل هو سلفي في العقيدة
وهل هو سلفي في العقيدة
و الله تعجب كل العجب عندما سألت عن سلفية هذه الشخصية العظيمة وياسبحان الله و هل يسأل عن الشمس وقت التهجير؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وجزالله الشيخ خيرا على ما قدم للامة من الخير
اميييييين
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[22 - 03 - 10, 11:54 م]ـ
هو صاحب كتاب (الزهر والخمائل في تراجم علماء حائل) ولعله من أول من خص علماء بلده بمؤلف قبل الشيخ الرديعان صاحب (منبع الكرم والشمائل في تراجم علماء حائل) وجميع من اتى بعده عالة على كتابه في تراجم علماء بلده.
ثم إن الشيخ له تعقيبات حسنة على زاد المستقنع لايستغنى عنها تدل على علو كعبه في الفقه الحنبلي.(159/81)
العلامة المفكر أبو عبد الله بكر أبو زيد، كتبه يحيى الثمالي
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[22 - 03 - 08, 07:14 م]ـ
العلامة المفكر أبو عبد الله بكر بن عبد الله أبو زيد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه ... وبعد،،،
فمعرفتي بشيخنا العلامة المفكر الفقيه المتفنن الورع الزاهد، أبي عبد الله بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله تعالى من صيف عام 1411 هـ، فقد كنت إماماً للمسجد المجاور لبيته، بحي الفيصلية بمدينة الطائف، ومن ذلك الوقت كنت ألتقي بالشيخ في فترة صيف كل عام، كل يوم غالباً، ولا أقطع الاتصال به هاتفياً وقت وجوده خلال العام بمدينة الرياض، حتى أقعده المرض.
وقد استفدت من الشيخ فوائد جمة لا أحصيها في: الطلب والتحصيل، وضرورة التأصيل، وإدمان النظر في المطولات، ومراجعة المحفوظات، وغير ذلك من الفوائد والفرائد الشوارد، التي يصعب حصرها وتفصيلها، وخاصة فيما يتعلق بعلوم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله، وما يتعلق بمقاصد الشريعة، وأسرارها، وحكمة التشريع، فقد كان الشيخ أستاذاً ماهراً في هذا الباب، وله عناية بكتابات الشاطبي في هذا المجال.
وفائدة أخرى مهمة في نظري يستفيدها من يجالس العلماء العاملين، ألا وهي التحلي بالأدب، والسمت الحسن، والحرص على الوقت، ومطالعة سير الشيخ، من حيث الورع والزهد وخلافه: من الفوائد التربوية التي قل من يحصلها في هذا الزمن نظراً لقلة من يتأسى به، ويقتدى بفعاله.
وإنني وأنا أسطر هذه الكلمات عن شيخنا المفضال أجد القلم عاجزاً، عن ذكر عشر معشار ما أعلمه عن الشيخ، لكنني أذكر عن الشيخ أموراً تدل على ما ورائها فأقول:
أولاً: علمه، وحبه لأهل العلم، فالشيخ عالم موسوعي، وقد رأيت ورأى غيري من ذلك عجباً، فالشيخ محبٌّ للعلم والبحث والمطارحات العلمية، فلا يقع في يده كتاب إلا قرأه، ولا يسمع بخبر كتاب له شأن إلا سعى في تحصيله، بل وأخبرني أن بعض المكاتب بمدينة الرياض ترسل له كل إصدار جديد، ومع شدة حرصه على الاطلاع وجرد المطولات، كان يقيد كل فائدة شاردة على أغلفة الكتب، حتى إنه أخبرني أن بعض مؤلفاته تألفت هي بنفسها من خلال جمعها من أغلفة تلك الكتب بعد قراءة دامت ربما لثلاثين عاماً، وأكثر.
وأما عن حبه لأهل العلم فقد كان مجلاً لكل عالم سلفي موسوعي، وكان يلهج دائماً بذكر شيخين فاضلين: أولهم: شيخه الكبير أوحد زمانه، الشيخ محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان، فقد لازمه كما أخبرني عشر سنين بالمدينة النبوية، وكان يذكره كثيراً ويثني عليه وأنه ما رأى مثله في سائر الصفات والأحوال، ودائماً يذكر ورعه وزهده وربما اغرورقت عيناه بالدموع إذا ذكره ويترحم عليه، وكان له ملازمة خاصة له حتى قال لي: لقد قرأت على الشيخ مؤلف ابن عبد البر، في الأنساب، ولم يقرأه على الشيخ بالمدينة أحد غيري، والثاني شيخه الشيخ عبد العزيز بن باز، فقد كان يجله ويثني عليه كثيراً، وقد قال لي مرة، لقد كنت أقرأ على الشيخ صحيح البخاري بالحرم المكي أيام الموسم عام 1385هـ، ولم يكن معي غيري، يذكر هذا في زهد الناس في العلم ومجالسة الأشياخ من زمن بعيد.
وقد تأثر الشيخ بزهد هذين الشيخين فلم يكن يحدث نفسه بالدنيا، بل دائماً كان يقول لي: كيف نقدم على الله عز وجل، وكثيراً ما كان يذكر الموت ونزوله بالإنسان، وأن الأمر أعجل من أن يقبل العبد على الدنيا، وكان يردد كثيراً (وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين) وشاهد ذلك أن الشيخ ولِّي مناصب دينية متعددة وبعضها مصيدة للدنيا، فلو أراد الدنيا لجاءته سعيا، يعلم هذا من زاره في بيته ورأى بعينه، فلم تكن الدنيا تثير فيه أي اهتمام، وكل هذا ببركة مجالسة أهل العلم الزاهدين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/82)
تخصص الشيخ: معلوم للجميع أن الشيخ فقيه، وفقيه نفسه أيضاً، تخصصه الدراسي، والعملي، كله في مجال الفقه وأصوله، فهو مبرز في هذا الباب، وقد ولِّي رئاسة المجمع الدولي الفقهي بحق، ومع هذا فهو كما قدمت عالم موسوعي، مهتم بالنحو واللغة والأدب وأشعار العرب، متأثراً في هذا بشيخه الفقيه الأصولي اللغوي النحوي، محمد الأمين السابق ذكره، وكان يقول لي: شيخي بالقراءة الزبيدي، ويثني على كتابه التاج، وله ولع بالقاموس المحيط، وقد ظهر هذا جلياً في كتاباته وأسلوبه في العرض والمناقشة، فأسلوبه في الكتابة أخاذ، في غاية الجودة والحلاوة، لا يمل القارئ من قراءة كتاباته، يكره المولد والدخيل، وغير الأصيل من الأساليب، وينأى بقلمه عن الركيك من اللفظ. وهو مع هذا مبرز في التفسير، وله تذوق عجيب لأساليب القرآن، وله مشاركات ومطارحات في الحديث مع بعض محدثي العصر، واهتمام بالغ بالسنة.
ومع أنه كان مهتماً بالفقه إلا أن له عناية تامة بالدليل، يدور معه حيث دار، محباً للسنة والاتباع، كارهاً للجمود والتقليد، بعيداً عن الشاذ والضعيف من الأقوال، وهذا هو الفقه حقاً، لا حفظ المسائل بلا خطام ولا زمام، كما يقولون، والشيخ رحمه الله كان مبغضاً لأهل البدع والأهواء يرد عليهم بالدليل والتعليل، لا تأخذه في الله لومة لائم، وخاصة أهل البدع الذين يحرصون على نشر بدعهم في بلاد التوحيد والسنة، بغية تغيير المسار، وخرق سفينة النجاة، وإحداث الفوضى الفكرية، ومشاقة سلف الأمة.
فكر الشيخ: مع تخصص الشيخ الشرعي، إلا أنه كان صاحب فكر ثاقب، ورؤية بعيدة، فيما يتعلق بمصير الأمة، وما يخطط لها، وما يراد بها، وتربص الأعداء من الداخل والخارج، ولهذا كتب (حراسة الفضيلة) و (المدارس الأجنبية) وغيرها، مع حرقة في نفسه على ما آلت إليه أحوال أمة الإسلام، يجدها كل من يجالس الشيخ، ويتجاذب معه أطراف الحديث حول هذه القضايا.
حرصه على جمع الكلمة والبعد عن الاختلاف والشقاق، وهذا منهج للشيخ، يكره الشقاق والخلاف الجافي بين أهل العلم وطلابه، ويبغض التحزبات الضيقة والولاء عليها، ولهذا كان حزيناً على شباب الصحوة، لما يرى من تخطف الحزبية لهم، ونشوب الصراع بينهم، ولهذا ألف كتابه (حكم الانتماء).
وفي ختام هذه الكلمة أذكر من لطائف الشيخ مما حدثني به، وقد حدثني بشيء كثير، ومن ذلك، أنه قال لي بعد أن عرضت عليه فتح درس لطلاب العلم بالطائف، قال: درست في المسجد النبوي عشر سنين، وقد كنت أدرس سنن ابن ماجه، فلم يستفد مني غير طالب واحد أفريقي الجنسية.
وقال لي مرة وهو يتكلم عن طلاب العلم وبعض تعاملهم غير الجيد مع المشايخ والذي من أجله ألف رسالتي (التعالم) و (حلية طالب العلم) قال: كنا في دورة المجمع الفقهي خارج المملكة العربية السعودية، فاجتمعت بعدد من طلاب العلم يزيدون على الثلاثين، فأراد كل واحد منهم أن يسأل، فطلبت منهم أن يسألوا جميعاً، ثم بعد انتهاء الأسئلة أجيب، فبدأ كل واحد يطرح سؤالاً وكانت الأسئلة في مسائل من العلم معضلة، وشائكة، لكنها لا تخرج عن أبواب العبادات، وأكثرها حديثي، وكأنني أمام محاكمة علمية، أو اختبار تحصيلي، ليس الغرض الفائدة، هكذا ظننت، ثم أردت أن أختبر قدراتهم العلمية في غير ما طرحوه من العلوم والمعارف، فطرحت مسائل من أبواب البيوع والحدود، والتعازير، ومقاصد الشريعة، ونحوها، فوجدت ضعفاً علمياً لا يحتمل من أصحاب تلك الأسئلة فتكلمت معهم فيما هو مفيد فيما يتعلق بالتحصيل وطلب العلم. وهناك الكثير الكثير، لكنني أكتفي بهذا، لأن المقام لا يسمح بأكثر من هذا، ولعلي أفيض بشيء آخر في مقام غير هذا والله أعلم.
وفي الختام أقول ما روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول:
ذهب الذين يعاش أكنافهم .................. وبقيت في خلف كجلد الأجرب
كتبه د. يحيى بن عبد الله الثمالي
الأستاذ المشارك بجامعة الطائف ـ كلية المعلمين ـ
ورئيس قسم الدراسات القرآنية والإسلامية
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[23 - 03 - 08, 02:06 ص]ـ
جزى الله الناقل والكاتب خير الجزاء ...
ورحم الله العلامة أبا زيد رحمة واسعه ...
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[23 - 03 - 08, 11:40 م]ـ
وأنت أخي أبا الحارث البقمي
جزاك الله خيراً
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 12:40 ص]ـ
اللهم ارحم الشيخ بكرا اللهم اكتب كتابه في عليين و أسكنه فردوسك الأعلى.
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[24 - 03 - 08, 12:53 ص]ـ
جزاك الله خير
و نفع الله بك
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[26 - 03 - 08, 02:23 م]ـ
محمد مصطفى العنبري الحنبلي
عادل آل موسى
جزاكما الله خير الجزاء
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[26 - 03 - 08, 02:53 م]ـ
جزى الله الناقل والكاتب خير الجزاء ...
ورحم الله العلامة أبا زيد رحمة واسعه ...
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[26 - 03 - 08, 07:08 م]ـ
أبو مشاري
جوزيت خيراً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/83)
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[20 - 09 - 08, 10:41 ص]ـ
جزى الله الناقل خيرا ورحم بكرا آمين
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[20 - 09 - 08, 04:10 م]ـ
أبي أنس مصطفى البيضاوي
جزاك الله خيراً
ـ[فهد السند]ــــــــ[20 - 09 - 08, 05:50 م]ـ
قال: كنا في دورة المجمع الفقهي خارج المملكة العربية السعودية، فاجتمعت بعدد من طلاب العلم يزيدون على الثلاثين، فأراد كل واحد منهم أن يسأل، فطلبت منهم أن يسألوا جميعاً، ثم بعد انتهاء الأسئلة أجيب، فبدأ كل واحد يطرح سؤالاً وكانت الأسئلة في مسائل من العلم معضلة، وشائكة، لكنها لا تخرج عن أبواب العبادات، وأكثرها حديثي، وكأنني أمام محاكمة علمية، أو اختبار تحصيلي، ليس الغرض الفائدة، هكذا ظننت، ثم أردت أن أختبر قدراتهم العلمية في غير ما طرحوه من العلوم والمعارف، فطرحت مسائل من أبواب البيوع والحدود، والتعازير، ومقاصد الشريعة، ونحوها، فوجدت ضعفاً علمياً لا يحتمل من أصحاب تلك الأسئلة
لعل تلك الدورة كانت بالشام
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[30 - 09 - 08, 08:36 م]ـ
فهد السند
لا أدري!! لعلها كذلك
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[01 - 10 - 08, 03:29 ص]ـ
وهناك الكثير الكثير، لكنني أكتفي بهذا، لأن المقام لا يسمح بأكثر من هذا، ولعلي أفيض بشيء آخر في مقام غير هذا والله أعلم.
ليته أطنب أكثر
جزاه الله خيراً
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[11 - 11 - 08, 04:58 م]ـ
ليته. ليته
ـ[منذر ماجد ادريس]ــــــــ[11 - 11 - 08, 05:47 م]ـ
رحم الله العلامة الشيخ الدكتور بكر بن عبدالله ابو زيد وأسكنه فسيح جناته
جزاكم الله خيرا على هذا المقال الذي علينا أن نستخلص منه العبر عن هذا العالم الرباني وابن القيم الثاني في حياته العلمية والعملية
فلله درّه من خير خلف متبعا لخير سلف
ـ[الطائفي ابو عمر]ــــــــ[20 - 11 - 08, 09:46 م]ـ
أخي عبدالله العلاف
جزاك الله خيرا
أما عن الشيخ بكر أبو زيد فهوا غني عن التعريف
ولكن نريد منك ترجمة للشيخ يحيى الثمالي فقد من الله علينا بالقراءة عليه في فتح الباري
بمسجد عبدالله ابن عباس ما يزيد على سنتين وعلى حد علمي مازال مواصلا درسه ولم يكمل الكتاب بعد وقد انقطعت عن الدرس بسبب بعض الظروف والشيخ من واقع قرأتي عليه صاحب علم غزير وخلق عظيم ولكنني لم أجد له ترجمة ولم تسنح لي الفرصة لسؤاله
فإن استطعت أن تترجم له فذالك معروف لن ننساه لك
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[23 - 11 - 08, 11:59 م]ـ
أخي عبدالله العلاف
جزاك الله خيرا
أما عن الشيخ بكر أبو زيد فهوا غني عن التعريف
ولكن نريد منك ترجمة للشيخ يحيى الثمالي فقد من الله علينا بالقراءة عليه في فتح الباري
بمسجد عبدالله ابن عباس ما يزيد على سنتين وعلى حد علمي مازال مواصلا درسه ولم يكمل الكتاب بعد وقد انقطعت عن الدرس بسبب بعض الظروف والشيخ من واقع قرأتي عليه صاحب علم غزير وخلق عظيم ولكنني لم أجد له ترجمة ولم تسنح لي الفرصة لسؤاله
فإن استطعت أن تترجم له فذالك معروف لن ننساه لك
لعلني أقوم بذلك قريباً
إن شاء الله
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[24 - 11 - 08, 01:37 ص]ـ
رحم الله الناقل و المنقول عنه و الشيخ الرباني المنتقل الى ربه.
ـ[عبدالمجيد المبارك]ــــــــ[24 - 11 - 08, 04:40 م]ـ
أخي عبدالله:
سلَّم الله شناترَك على هذا التسطير الرائع, وكتب أجرك, وأسأل الله أن ينور ضريح العلامة المفيد بكر أبوزيد.
وقد قرأتُ كثيراً من كتب الشيخ فلم أرَ مثلَ تميز كتابه: (المدخل المفصل) , وقد استفدتُ منه فوائد جمَّة تقضي نهمة طالب العلم
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[24 - 11 - 08, 05:07 م]ـ
محمد العياشي
عبدالمجيد المبارك
جزاكما الله خيراً
وهذه ترجمة موجزة للشيخ يحي الثمالي وفقه الله كما وعدت بها أباعمر الطائفي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=154486
محبكم
ـ[الطائفي ابو عمر]ــــــــ[24 - 11 - 08, 09:10 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبدالله ونفع بك
وأريد ان اسألك ما بال المكتبة وجدتها مقفله قبل يومين بعد صلاة المغرب
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[25 - 11 - 08, 08:42 ص]ـ
الطائفي ابو عمر
جزاك الله خيرا
ربما كان الأحبة في خدمة الحجيج!!!
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[25 - 11 - 08, 05:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ورحم الله
الشيخ العلامة بكر أبو زيد صاحب الفضيلة والعفاف وأسكنه الفردوس الأعلى
ـ[محمد النضيف]ــــــــ[25 - 11 - 08, 06:23 م]ـ
والله ما من أحد من أهل العلم المعاصرين تمنيت الجلوس إليه مثل ما تمنيت أن أجلس إلى الشيخ رحمه الله ولقد فاتني ذلك للأسف.
وأسأل الله أن يجعلني وإياه من الذين أنعم الله عليهم.
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[25 - 11 - 08, 09:38 م]ـ
طويلبة علم
جزاك الله خيراً
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[25 - 11 - 08, 09:39 م]ـ
محمد النضيف
جزاك الله خيراً
اللهم آمين(159/84)
لو تتحفونا بسيرة معالي الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد
ـ[النقاء]ــــــــ[22 - 03 - 08, 11:58 م]ـ
من يعرف شيئا عن هذا الشيخ الفاضل فليتحفنا به
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[24 - 03 - 08, 01:33 ص]ـ
الاسم: معالي الشيخ الدكتور / صالح بن عبدالله بن محمد بن حميد
تاريخ ومكان الميلاد: 1369هـ بريدة
الحالة الاجتماعية: متزوج وله أولاد
العنوان الدائم: الرياض / المملكة العربية السعودية
--------------------------------------------------------------------------------
المؤهلات العلمية
الدكتوراة: شريعة الفقه وأصوله - جامعة أم القرى في مكة المكرمة 1402 هـ
الماجستير: الفقه وأصوله - جامعة أم القرى في مكة المكرمة - 1396 هـ
الجامعية: شريعة - جامعة أم القرى في مكة المكرمة - 1392 - 1395 هـ
الثانوية العامة: مكة المكرمة 1386 - 1387 هـ
--------------------------------------------------------------------------------
الحياة العملية
معيد: كلية الشريعة - جامعة أم القرى
محاضر: جامعة أم القرى
أستاذ مساعد: جامعة أم القرى
رئيس قسم: الاقتصاد الإسلامي - جامعة أم القرى
مدير مركز الدراسات العليا الإسلامية بجامعة أم القرى
وكيل كلية الشريعة للدراسات العليا بجامعة أم القرى
عميد كلية: كلية الشريعة - جامعة أم القرى
نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي
عضو في مجلس الشورى 1414هـ - 1421هـ
عضو: مجلس الشورى 1414هـ - 1421هـ
الرئيس العام لشئون المسجد الحرام و المسجد النبوي 1421هـ
رئيس مجلس الشورى منذ تاريخ 24/ 11/1422هـ
--------------------------------------------------------------------------------
المؤتمرات والندوات والنشاطات العلمية
له مشاركة واسعة في المؤتمرات العلمية والعالمية وقد حضر مؤتمرات علمية في القاهرة والرباط ولندن وأمريكا، وفي باكستان وماليزيا وجنوب أفريقيا
--------------------------------------------------------------------------------
الوظائف والمهامات غير الرسمية
مدرس ومفتي بالمسجد الحرام، بموافقة سامية
عضو في المجلس الأعلى العالمي للمساجد برابطة العالم الإسلامي
عضو في اللجنة الشرعية بهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية
عضو في المجلس الأعلى العالمي للمساجد برابطة العالم الإسلامي
عضو في اللجنة الشرعية لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية
له محاضرات في المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
--------------------------------------------------------------------------------
المؤلفات و البحوث
رفع الحرج في الشريعة الإسلامية ضوابطه وتحقيقاته
من خطب المسجد الحرام توجيهات وذكري - أربعة أجزاء
أدب الخلاف
تلبيس مردود في قضايا حية
أحداث ومواقف في طريق العزة
البيت السعيد وخلاف الزوجين
القدوة مبادئ ونماذج
مفهوم الحكمة في الدعوة
التوجيه غير المباشر في التربية وتغير السلوك
ضابط المثلى والقيمي عند الفقهاء - تحت الطبع
نظرة تأصيلية في الخلاف بين أهل العلم - تحت الطبع
أصول الحوار وآدابه، العربية والإنجليزية
منهج في إعداد خطبة الجمعة
رسالة في الأذان
التعاون بين الدعاة - مبادؤه، وثمراته
الغيرة على الأعراض
الزموا سفينة النجاة - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
التعلق بالقبور أمر في دين الله محظور
معالم في منهج الدعوة
الإشراف على موسوعة (نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم) 12 مجلداً
الجامع في فقه النوازل - القسم الأول
التأمين التعاوني الإسلامي
الإشراف على تحقيق تفسير ابن كثير ـ تحت الطبع
الإشراف على مختصر تفسير ابن كثير
تاريخ أمة في سير أئمة - تراجم لأئمة الحرمين الشريفين وخطبائهما من عصر النبي إلى الوقت الحاضر
الرعاية الاجتماعية في الإسلام
الشورى والديموقراطية " رؤية عصرية " وتجربة المملكة العربية السعودية
الحق في الفقه الإسلامي
أثر تطبيق الشريعة في استتباب الأمن
محاضرات في القواعد الفقهية
محاضرات في التخريج الفقهي
http://www.shura.gov.sa/ArabicSite/Acv/ResCV.asp?MemNo=1
ـ[النقاء]ــــــــ[25 - 03 - 08, 10:57 م]ـ
أجدت و أفدت
ـ[أبو محمدالنجدي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 03:27 م]ـ
بارك الله فيكم ,, نريد المزيد عن الشيخ الأصولي الفقيه صالح بن حميد حفظه الله.
ـ[بوعبدالله]ــــــــ[20 - 11 - 08, 02:30 ص]ـ
هو الشبل من ذاك الأسد مؤلفاته تترجم له
ـ[أبو أيوب الجهني]ــــــــ[20 - 11 - 08, 10:41 م]ـ
وممن درس الشيخ على أيديهم الشيخ عبد الفتاح راوة درس عنده السيرة النبوية.
وأخو الشيخ الشيخ أحمد بن حميد أصولي متبحر كثيرا ما يشيد الشيخ صالح به.
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[29 - 11 - 08, 10:17 م]ـ
الإشراف على تحقيق تفسير ابن كثير ـ تحت الطبع
من عنده علم بهذا التحقيق؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/85)
ـ[عبدالرحمن عبدالعزيز محمد الوهابي]ــــــــ[01 - 12 - 08, 12:48 ص]ـ
أنعم وأكرم بالشيخ الأصولي الفقيه صالح
فهو علامة فاضل ذا تواضع وأخلاق
ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[05 - 08 - 09, 10:36 م]ـ
أنعم وأكرم بالشيخ الأصولي الفقيه صالح
فهو علامة فاضل ذا تواضع وأخلاق
صدقت اخي الكريم .. والله ما رأت عيني شخصاً مثله في التواضع والخلق مع ما انعم الله عليه من العلم والرفعه زاده الله رفعه في الدنيا والآخره.
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[06 - 08 - 09, 03:47 م]ـ
والآن
رئيس المجلس الأعلى للقضاء(159/86)
مختصر الحياة العلمية للشيخ أبي سعيد الجزائري
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[23 - 03 - 08, 04:50 م]ـ
الاسم: بلعيد بن أحمد بن رمضان
اسم الشهرة: أبو سعيد الجزائري
الدولة: الجزائر
سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته العلمية
الشيخ أبو سعيد الجزائري من مواليد مدينة (المسِيلة) بالجزائر في عام (1379 هـ) الموافق لعام (1959م).
حاصل على شهادة الإجازة العالية - الليسانس- في الشريعة من الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية في عام (1403هـ) الموافق لعام (1983م).
اشتغل مدرساً للشريعةِ الإسلامية للطلابِ في المرحلة الثانويةِ في الجزائر من عام (1403هـ) الموافق لعام (1983م) إلى عام (1413هـ) الموافق لعام (1993م).
وبعدها انتُدب إلى وزارة الشؤون الدينية لإمامةِ النّاس في مسجد حمزة بن عبد المطلب [بني مَراد , مدينة
البُليدة].
وقد انتقل الشيخ إلى دمشق لإكمال الدراسات العليا في الشريعة الإسلامية ثم سافر إلى الإمارات العربية المتحدة عام (1424هـ) الموافق لعام (1997م) حيث اشتغل مدرساً في مدرسة (العوهة) وإماماًواعظاً في مسجد خليفة (بمدينة العين).
ثم عاد إلى وطنِه الجزائر في عام (1424هـ) الموافق لعام (2003م) , وهو الآن يقوم بالإمامةِ والخطابةِ وإلقاء الدروس بمسجد الحَق [بني تَامو , مدينة البُليدة].
نسأل الله تعالى أن يرزقه الإخلاص واتباع السُّنَّة في أقواله وأعماله , وأن يحفظه من كل سوء ومكروه.
هذا وقد التقى الشيخ مع مجموعة كبيرة من العلماء وطلاب العلم في الجزائر وخارجها واستفاد منهم:
1. الشيخ عبد الفتاح العشماوي رحمه الله (وهو من علماء الأزهر الذين كانوا يُدَرِّسُون في الجزائر ويعتبر هذا الشيخ الموجهّ للشيخ أبي سعيد , وهو الذي ساعده على الذهاب إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية).
2. الشيخ أحمد سحنون رحمه الله تعالى (الجزائر).
3. الشيخ عُمر العرباوي رحمه الله تعالى (الجزائر).
4. الشيخ عبد اللطيف السلطاني رحمه الله تعالى (الجزائر).
5. الشيخ أحمد حمّاني رحمه الله تعالى (الجزائر).
6. الشيخ علي شَنْتير رحمه الله تعالى (الجزائر).
7. الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى , (التقى به لأول مرة في المدينة النبوية في عام (1397هـ) الموافق لعام (1976م) وقد استفاد الشيخ أبو سعيد كثيرا من العلامة الشيخ الألباني وله معه مباحث ومسائل في أشرطة مسموعة).
8. الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى , (التقى به لأول مرة في المدينة النّبوية في عام (1397هـ) الموافق لعام (1976م).
9. الشيخ محمد بن صالح العثيمين , رحمه الله تعالى.
10. الشيخ حماد الأنصاري , رحمه الله تعالى.
11. الشيخ مقبل بن هادي الوادعي , رحمه الله تعالى.
12. الشيخ أبو بكر الجزائري , حفظه الله تعالى.
13. الشيخ عبد القادر شيبة الحمد , حفظه الله تعالى.
14. الشيخ عطية سالم , رحمه الله تعالى.
15. الشيخ زين العابدين السوداني , حفظه الله تعالى.
16. الشيخ صالح بن فوزان الفوزان , حفظه الله تعالى.
17. الشيخ عمر فلاّتة , رحمه الله تعالى.
18. الشيخ بكر أبو زيد , حفظه الله تعالى.
19. الشيخ ربيع بن هادي المدخلي , حفظه الله تعالى.
20. الشيخ محمد بن هادي المدخلي , حفظه الله تعالى.
21. الشيخ عبد القادر الأرناؤوط , رحمه الله تعالى.
22. الشيخ صالح اللحيدان , حفظه الله تعالى.
23. الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسّام , رحمه الله تعالى.
24. الشيخ محمد بن جميل زينو , حفظه الله تعالى.
25. الشيخ أبو إسحاق الحويني , حفظه الله تعالى.
26. الشيخ عبد السلام البرجس. رحمه الله تعالى.
27. الشيخ علي بن حسن الحلبي , حفظه الله تعالى.
28. الشيخ عبد الله العبيلان , حفظه الله تعالى.
29. الشيخ سليم بن عيد الهلالي , حفظه الله تعالى.
30. الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان , حفظه الله تعالى.
31. الشيخ محمد المختار الشنقيطي , حفظه الله تعالى , (وهو زميله في الطلب بالجامعة الإسلامية).
32. الشيخ محمد علي فركوس , حفظه الله تعالى , (وهو زميله في الطلب بالجامعة الإسلامية).
33. الشيخ العيد شريفي , حفظه الله تعالى , (وهو زميله في الطلب بالجامعة الإسلامية).
34. الشيخ زين العابدين بن حنفية , حفظه الله تعالى , (وهو من فقهاء الغرب الجزائري حاليا).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/87)
35. الشيخ خالد العنبري , حفظه الله تعالى.
36. الشيخ عبد المالك رمضاني , حفظه الله تعالى.
كما التقى الشيخ أبوسعيد بعلماء وطلبة العلم غير هؤلاء واستفاد منهم , وتشاور معهم في قضايا علمية.
بعض الدروس التي ألقاها الشيخ على طلبة العلم:
1. الأصول الثلاثة للشيخ محمد بن عبد الوهاب , رحمه الله تعالى.
2. شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب , رحمه الله تعالى.
3. شرح مجالس التذكير من كلام البشير النذير , للشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى.
4. شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العزّ الحنفي , رحمه الله تعالى.
5. شرح كتاب الفتوى في الإسلام , للشيخ محمد جمال الدين القاسِمي , رحمه الله تعالى.
6. شرح بعض من كتاب صحيح البخاري , رحمه الله تعالى.
7. شرح أنواع البيوع المحرمة من كتاب الروضة النديّة لصديق حسن خان , رحمه الله تعالى.
8. دروس في أصول الفقه مُنتخبة من مراجع عدّة.
9. شرح مختصر لكتاب جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البرّ المالكي , رحمه الله تعالى , (مسجلة في أشرطة مسموعة).
10. شرح كتاب الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز , لعبد العظيم بدوي , حفظه الله تعالى (مسجلة في أشرطة وأقراص , ومتوفرة على الشبكة المعلوماتية في موقع طريق الإسلام).
11. تفسير القرآن الكريم , أنهى تفسير ثلاثة أحزاب الأخيرة ثم سورتي البقرة و آل عمران , وهو الآن (29/ربيع الأول/1428هـ) في سورة النساء , نسأل الله أن ييسر له إتمام تفسير القرآن الكريم كاملا.
12. شرح أبواب من كتاب الأدب المفرد للإمام البخاري , رحمه الله تعالى.
13. شرح كتاب حصائد الألسُن , للشيخ حسين العوايشة , حفظه الله تعالى.
14. المخرج من الفتنة باعتزالها وكفّ اللسان واليد عن الخوض فيها (درس عام).
15. قواعد وضوابط لإنزال الحكم على المُعَيّن (درس عام).
16. تطهير الجسد من الحسد (درس عام).
كما أن للشيخ أبي سعيد (حفظه الله تعالى) مؤلفات في مسائل منوعة وهي:
1. صفة غسل النبي صلى الله عليه وسلم وأحكام الأغسال المشروعة , بتقريظ الشيخ عبد القادر الأرناؤوط , رحمه الله تعالى.
2. أحكام الأضحية في الكتاب والسنة , بتقريظ الشيخ عبد القادر الأرناؤوط , رحمه الله تعالى.
3. أحكام السفر وآدابُه في الكتاب والسنة.
4. إعلامُ الزّمرة بوجوب الصلاة إلى السترة.
5. أحكام البيع في الكتاب والسنة.
6. تعديل المزاج بإزالة الأخطاء عن الخِطبة والزّواج.
7. الهداية إلى أن طلب العلم فرض عين ومنه فرض كفاية.
8. برنامج تفصيلي لطلب العلم الشرعي.
9. منزلة النبي صلى الله عليه وسلم وفضله وحقوقه على أمته.
10. أحكام سجود السهو في السنّة المطهرة.
11. توجيه النظر إلى أحكام اللباس والزينة والنظر.
12. امتثال السنن مع اجتناب الفتن (مطوية).
13. النصيحة بالرجوع في قنوت الوتر إلى السنة الصحيحة , بمراجعة الشيخ علي بن حسن الحلبي (مطوية).
14. تحذير المسلمين من وصية الشيخ أحمد المكذوبة (مطوية).
15. حكم تحديد النسل (مطوية).
16. تحذير المسلمين من التشبه بالكافرين وخاصّة في أعيادهم (مطوية).
17. التنبيه إلى حفظ الإسلام في الجزائر و في غيرها من التشويه (مطوية).
نسأل الله تعالى أن يحفظه من كل سوء ومكروه وأن يوفقه لما يحب ويرضى إنه سميع مجيب.
[وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين]
منقول
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[23 - 03 - 08, 08:44 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
اللهم احفظ الشيخ بلعيد ومتعه بالصحة والعافية
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[23 - 03 - 08, 11:49 م]ـ
جزاه الله خير الجزاء
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[25 - 03 - 08, 02:05 م]ـ
آميييين
ـ[سمير زمال]ــــــــ[26 - 03 - 08, 01:26 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[يوسف الجزائري]ــــــــ[04 - 04 - 08, 03:09 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي رشيد
و حفظ الله الشيخ أبو سعيد و زاده علما و فهما
ـ[منير الجزائري]ــــــــ[04 - 04 - 08, 03:34 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبا سلمى
لو تكرمت اخي و تأتينا بترجمة للشيخ زين العابدين بن حنفية - حفظه الله تعالى
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[04 - 04 - 08, 04:12 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبا سلمى
لو تكرمت اخي و تأتينا بترجمة للشيخ زين العابدين بن حنفية - حفظه الله تعالى
نعم
تجدها هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=114286)
ـ[زكي التلمساني]ــــــــ[04 - 04 - 08, 08:57 م]ـ
شكر الله لك جهودك و جعلها في ميزان حسناتك، و نفعنا بعلم الشيخ و حفظه من كل سوء
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[05 - 04 - 08, 06:00 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[23 - 05 - 08, 09:43 م]ـ
http://www.abusaid.net/index.php(159/88)
اللهم اغفر لبكر .. وارفع درجته في المهديين / د. عبدالعزيز آل عبداللطيف
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[23 - 03 - 08, 10:14 م]ـ
فارق الشيخ العلاَّمة بكر بن عبدالله أبو زيد -رحمه الله- هذه الدنيا نهار يوم الثلاثاء الموافق 27/ 1/1429هـ، فصُلِّي عليه ودُفن بعد العشاء في مقبرة الدرعية في الرياض، وقد كانت وفاته إثر مرض لازمه بضع سنين، وقد شهد الصلاةَ عليه ودفنَه جموع من أهل العلم والفضل والصلاح.
- عاش العلاّمة بكر سنيَّ حياته مجانباً الشهرة، مُؤْثِراً الخمول، ولسان حاله يقول: الشهرة آفة وكلٌّ يتحرّاها، والخمول راحة وكلٌّ يتوقّاها [1] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2264#_ftn1)، مع أن الشيخ العلامة بكراً قد ولي القضاء في المدينة النبوية (1388 - 1400هـ)، وأمَّ حيناً من الدهر في المسجد النبوي، ثم صار وكيلاً لوزارة العدل، ثم رئيساً للمجمع الفقهي.
كان من أعضاء اللجنة الدائمة للإفتاء، وهيئة كبار العلماء، وكان متعففاً شجاعاً، أبيَّ النفس، كريم الخصال، زاهداً في المناصب والأعطيات، وما أجمل ما سطّره -قدّس الله روحه- قائلاً: ((من أعظم أسباب الفوز والنصر: الزهد في المناصب والولايات، والكف عن زخرفها؛ فمسكين من يتطلع إليها ويقول: أنا لها، ومغبون -والله- من دفع ثمنها مُقدّماً بالتنازل عن شيء من دينه، والملاينة على حساب علمه ويقينه، وكل امرئ حسيب نفسه)) [2] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2264#_ftn2).
وقال أيضاً: ((فهل يعتبر من ابتُلوا بالتسول على مستوى رفيع، ويتنمّر على معارفه وإخوانه، والرفعاء منهم يعلمون أنه في الظاهر مطاع متبوع، وهو في الباطن عبدٌ تابع ذليل مطيع. على أن الأرض لا تخلو من المتأسِّين بالصالحين، الذين تجردوا من هذه الحظوظ)) [3] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2264#_ftn3)، ونحسب أن أبا عبدالله من تلك الصفوة الباقية.
وقال العلامة بكر: ((وقد كان شيخنا محمد الأمين الشنقيطي المتوفَّى في 17/ 12/1393هـ -رحمه الله- متقللاً من الدنيا، وقد شاهدته لا يعرف فئات العملة الورقية، وقد شافهني بقوله: لقد جئت من (شنقيط) ومعي كنز، قلَّ أن يوجد عند أحد، وهو (القناعة) ولو أردت المناصب لعرفت الطريق إليها .. )) [4] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2264#_ftn4).
- فَتَحَ اللهُ -تعالى- على شيخنا بكر في باب التصنيف والتأليف، فعكف على تحرير الرسائل، وتحقيق القضايا، ودوَّن المؤلفات النفيسة في الفقه، والاعتقاد، ومصطلح الحديث، وسائر الفنون، ولقد أضحى تأليفه -طيّب الله ثراه- أنموذجاً يُحتذى ومناراً يُقتدى، فلقد تميّزت مصنفاته بحسن اختيار المسائل، وعمق البحث، وبلاغة الأسلوب، وفصاحة العبارة، وسعة الاطِّلاع، وقوة البحث والمطالعة.
فإن الناظر -مثلاً- في كتابه (معجم المناهي اللفظية) لينبهر من سعة اطِّلاعه، وظهور جَلَده وعمق تحقيقه، وجمال أسلوبه؛ فقد حوى هذا المعجم الفريد خمسَمائة وألفاً من الألفاظ والمصطلحات، وقد استخرجها العلامة بكر من المطولات في التفسير والحديث والفقه والتاريخ وسائر الفنون، وطالع كمّاً هائلاً من كتب هذا العصر وأنواع الدوريات وغيرها، ثم أوْلى هذه الألفاظ حقَّها من الدراسة والتحقيق والتوثيق. ومع هذه الجهود التي ينوء بها أولو القوة من الباحثين والمحققين، إلا أنك لا ترى في هذا المعجم، ولا في سائر مؤلفاته لغة الأَثَرة، أو حديث الذات، مثل: أنا، ولي، وقلت .. ونحوها، بل التواضع وهضم النفس هو السائد على تلك المصنفات.
كما يُلحظ في مؤلفاته حرصُه التام على إظهار السنَّة، وعنايتُه الفائقة بالألفاظ الشرعية، واحتفاؤه بلسان العرب، وحزمه تجاه الألفاظ المحدَثة والمولَّدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/89)
- لقد غلب على كثير من علماء قلب الجزيرة العربية قلة التأليف، وندرة التصنيف؛ تواضعاً، واشتغالاً بالتدريس في حِلَق الجوامع، ونحو ذلك، لكنّ بكراً -مع إخباته وتواضعه- قد أدرك أهمية التصنيف، وعظيم أثره، فحرَّر وعلَّق، وكتب وحقَّق، وها هي ذي مؤلفاته البديعة ملء السمع والبصر، ورحم الله ابن الجوزي إذ يقول: ((رأيتُ من الرأي القويم أنَّ نفْع التصنيف أكثر من نفْع التعليم بالمشافهة؛ لأني أشافه في عمري عدداً من المتعلمين، وأشافه بتصنيفي خلقاً لا يُحْصَوْن ما خُلقوا بعدُ، فينبغي للعالم أن يتوفر على التصانيف إن وُفِّق للتصنيف المفيد؛ فإنه ليس كل من صنَّف صنّف، وليس المقصود جمع شيء كيف كان، وإنما هي أسرار يُطْلِع الله -عز وجل- عليها من شاء من عباده، ويوفقه لكشفها، فيجمع ما فُرِّق، أو يرتِّب ما شُتِّت، أو يشرح ما أُهْمِل، هذا هو التصنيف المفيد)) [5] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2264#_ftn5).
- جاهد العلامة بكر أبو زيد بقلمه ولسانه، وسخَّر قلمه في الذبِّ عن حرمات الإسلام، كما عالج نوازل عصره ومستجدات أهل زمانه كما هو بيِّن في كتابه (فقه النوازل).
يقول ابن تيمية في شأن هذا الجهاد: ((مجاهدة الكفار باللسان مشروعة من أول الأمر إلى آخره؛ فإنه إذا شُرِع جهادهم باليد فباللسان أَوْلى)) [6] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2264#_ftn6).
وقال أيضاً: ((وجوب بيان الإسلام وإعلامه ابتداءً ودفعاً لمن يطعن فيه أَوْلى من جهاد الكفار بالسيف ابتداءً ودفعاً)) [7] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2264#_ftn7).
فسطَّر العلامة بكر (الإبطال) في نقض مقالة دعاة وحدة الأديان، وصنَّف (حراسة الفضيلة) في هتك دعاة الرذيلة، كما ألَّف في التحذير من المدارس الأجنبية، وكشف كيدها وإفسادها، ودوَّن رسالة في التحذير من أعياد الكافرين ونحوها من الأعياد المبتدعة، وسمَّاها (عيد اليوبيل بدعة في الإسلام)، وتصدَّى لأهل الأهواء والبدع كما في كتبه (تحريف النصوص من مآخذ أهل الأهواء في الاستدلال) و (براءة أهل السنة) وغيرها.
- لم يكن العلامة بكر مجاملاً ولا غافلاً عمّا وقع من متسنِّنة هذا العصر من تجاوزات ومآخذ، فإنه لما رأى تحزباً للجماعات والحركات، ألّف رسالته (حكم الانتماء)، ولما استحوذ وباء التصنيف، والولوغ في أعراض العلماء والدعاة، حرر رسالته (التصنيف بين الظن واليقين)، ولما أصابت لوثة الإرجاء بعض المنتسبين لأهل السنة، وظهر من خلال كتب ورسائل؛ تصدّى لهم -مع بقية أعضاء اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية- عبر فتاوى محرَّرة في نقد هذه المؤلفات والتحذير منها، ولما رأى إغراقاً في مسألة دعاء ختم القرآن ألَّف رسالة صغيرة في مرويات ختم القرآن، وبيَّن عدم مشروعية ذلك.
بل إنّه -رحمه الله- تعقَّب هذا الوصف ((اللجنة الدائمة)) مع أنه من أعضائها [8] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2264#_ftn8).
- ومن جوانب خصاله المغمورة في ثنايا كتبه ما كان عليه من قوة الحجة وسرعة البديهة، كما في هذه الواقعة التي دوَّنها -بشأن الرفض والانقباض من الجديد- حيث قال: ((ولما دخلت (عمّان البلقاء) عام 1407هـ، أراد بعض الحضور التنكيت على النجديين بأنهم حرّموا (الهاتف) لأنه سحر، فقلتُ: على رِسْلِكم؛ فإن من أوابد الشاميين تحريم المطابع لشيء فيه آية من القرآن العظيم؛ لأن الحروف كانت بواسطة الرصاص المذاب، ولا يجوز تعريض القرآن للنار، بل صدرت بالتحريم فتوى من (المشيخة التركية) كما في ((تاريخ مطبعة بولاق)). ومن أوابدهم: تحريم القهوة والشاي، وإباحة الدخان، كما ذكر الرحيباني الحنبلي رسالة لبعض الشاميين في ذلك في كتابه ((مطالب أولي النهى بشرح غاية المنتهى)). وفي مصر هُجِرت السيارة، وكان لا يركبها إلا السوقة، وهكذا)) [9] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2264#_ftn9).
والعلامة بكر -فيما نحسبه- إمام سنَّة وعالم رباني، فلم تعصف به المتغيرات، أو تجرفه التحولات، كما كان صاحب دعوات ومناجاة لله رب العالمين، كما يُلْمَح في مؤلفاته الكثيرة، ومن ذلك: ما في مقدمة كتابه (التأصيل): ((اللهم امْنُنْ -وأنت المانُّ وحدك- على امرئ متذلِّل بين يديك، بصالح النية في العلم والعمل، والثبات على الإسلام والسنة إلى بلوغ الأجل [10] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2264#_ftn10).
فاللهم ارحم أبا عبدالله، وأكرم نُزُلَه، وارفع درجته في المهديين.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2264#_ftnref1) قالها الروياني كما في طبقات الشافعية، للسبكي، 7/ 326.
[2] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2264#_ftnref2) الجامع لسيرة ابن تيمية، ص: ق، ل. وانظر: حلية طالب العلم، ص 52 - 53.
[3] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2264#_ftnref3) المرجع السابق.
[4] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2264#_ftnref4) حلية طالب العلم، ص 12.
[5] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2264#_ftnref5) صيد الخاطر، ص 207.
[6] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2264#_ftnref6) الجواب الصحيح: 1/ 74.
[7] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2264#_ftnref7) المصدر السابق: 1/ 75.
[8] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2264#_ftnref8) انظر: معجم المناهي اللفظية، ص 641.
[9] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2264#_ftnref9) تصحيح الدعاء، ص 424 - 425.
[10] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2264#_ftnref10) التأصيل، ص 10.
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2264
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/90)
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[23 - 03 - 08, 11:23 م]ـ
جزى الله الكاتب والناقل خير الجزاء
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 12:51 ص]ـ
اللهم ارحم أبا عبدالله، وأكرم نُزُلَه، وارفع درجته في المهديين.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 04:31 م]ـ
جزى الله الكاتب والناقل خير الجزاء
بارك الله فيك ونفع بك(159/91)
خبر: وفاة الشيخ المقرئ منور ادعيس- رحمه الله
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 03:24 ص]ـ
خبر: وفاة الشيخ المقرئ منور ادعيس- رحمه الله
--------------------------------------------------------------------------------
لقد أخبرني شيخي المقرئ الدكتور حاتم جلال التميمي- بارك الله في عمره وعلمه- اليوم بخبر وفاة أحد علماء القراءات في مدينة خليل الرحمن بفلسطين،
وهو الشيخ المقرئ منور بن أحمد ادعيس الخليلي الملقب بعرنوس، وقد قرأ القراءات العشر الصغرى من الشاطبية والدرّة على شيخ الإقراء والقرّاء في الحرم الإبراهيمي المقرئ الشيخ: حسين بن علي ابن عبد المحسن أبو اسنينة الخليلي (1304 - 1387 هـ) وأجازه بهما في يوم الأربعاء 28شعبان1382هـ الموافق 23كانون الثاني 1963م، وهو على شيخه المقرئ محمد بن حسن الفحام المصري وهو على شيخه المقرئ إبراهيم بن سعد بن علي المصري ثم المكي وهو على شيخه المقرئ حسن الجريسي الكبير وهو على المقرئ أحمد الدري التهامي ... ألخ.
وإليكم نص الخبر:
"انتقل إلى رحمة الله تعالى قبل فجر اليوم الأحد 23/ 3/2008 الشيخ الحافظ المقرئ منور ادعيس، شيخ قراء مدينة خليل الرحمن، وقارئ المسجد الإبراهيمي الشريف بها، عن عمر جاوز الثمانين عاماً.
إنا لله وإنا إليه راجعون".
ـ[أبو محماس]ــــــــ[24 - 03 - 08, 03:26 ص]ـ
رحم الله الشيخ وغفر له
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[24 - 03 - 08, 03:56 م]ـ
اللهم ارحمه واغفر له وتقبله عندك من الصالحين
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[24 - 03 - 08, 07:49 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.
ـ[محمد بن صابر عمران]ــــــــ[24 - 03 - 08, 10:44 م]ـ
اللهم أجمعنا معه في جنته
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 03 - 08, 10:45 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.
ـ[محمد بن سحنون]ــــــــ[25 - 03 - 08, 12:08 ص]ـ
رحمه الله وغفر له وأسكنه الفردوس(159/92)
ما رأيكم في هذه الموسوعات في علم العلل
ـ[أحمد موسى]ــــــــ[24 - 03 - 08, 08:44 م]ـ
السلام عليكم
ما رأيكم في هذه الكتب:
1 - موسوعة أقوال الإمام أحمد في رجال الحديث وعلله
الكتاب: السيد أبو المعاطي النوري - أحمد عبد الرزاق عيد - محمود محمد خليل
طبعة عالم الكتب
2 - موسوعة أقوال أبي الحسن الدارقطني
الكتاب: الدكتور محمد مهدي المسلمي - اشرف منصور عبد الرحمن - عصام عبدالهادي محمود - احمد عبد الرزاق عيد - أيمن ابراهيم الزاملي - محمود محمد خليل
طبعة عالم الكتب
ـ[أحمد موسى]ــــــــ[13 - 05 - 08, 01:15 م]ـ
هل من مجيب
ـ[أحمد موسى]ــــــــ[15 - 05 - 08, 02:23 م]ـ
ياخوان
نرجو المساعده
ـ[معاذ محمد عبدالله]ــــــــ[19 - 05 - 08, 02:47 م]ـ
يا أخي لعل تأخر الرد سببه أنك كتبت مشاركتك في المكان الغير مناسب ....
فهذا منتدى التراجم وليس منتدى التعريف بالكتب فانقله هناك إذا أردت ردا كافيا شافيا ...(159/93)
الشيخ محمد محمد حسين رحمه الله ترجمته وأعماله
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[25 - 03 - 08, 01:11 م]ـ
ترجمته وأعماله
بقلم: عبدالعزيز بن صالح العسكر
ترجمته بقلمه:
يقول: "ولدت في سوهاج، من مدن الصعيد في مصر سنة 1912م،
وتلقيت تعليمي الابتدائي والثانوي فيها، باستثناء السنة الأولى الثانوية التي التحقت فيها بمدرسة أسيوط الثانوية؛ لأنها كانت المدرسة الثانوية الوحيدة في صعيد مصر وقت ذاك، وحصلت على الليسانس سنة 1937م من قسم اللغة العربية في (الجامعة المصرية)، وكذلك كان اسمها؛ لأنها كانت الجامعة الوحيدة في مصر وفي البلاد العربية وقتذاك.
وعُيِّنت معيدًا في الكلية في السنة نفسها، وكُلِّفت بتدريس اثني عشر درسًا أسبوعيًّا في السنة الأولى. وكانت هذه هي السابقة الأولى التي يُعيَّن فيها معيد في سنة تخرجه ويكلف بالتدريس.
ثم حصلت على (الماجستير والدكتوراه)، وانتدبت للتدريس في كلية الآداب بالإسكندرية سنة 1940م، وكانت وقت ذاك فرعًا من الجامعة المصرية في القاهرة، ثم نقلت إليها بعد استقلالها سنة 1942م، وتدرجت في وظائف التدريس بها إلى أن شغلت كرسي الأستاذية سنة 1954م، وأُعرت أثناء عملي إلى الجامعة الليبية وجامعة بيروت العربية، ثم تعاقدت مع جامعة بيروت العربية بعد بلوغي سن التقاعد سنة 1972م، وظللت بها إلى أن تعاقدت مع جامعة محمد بن سعود الإسلامية سنة 1976م، حيث أعمل الآن في 2 رجب 1401هـ - 6/ 5/1981م.
هذا هو "محمد محمد حسين"، المفكر الأديب الناقد في تعريفه لنفسه، ولكن ماذا يقول عنه التاريخ والمؤرخون؟
لقد عاش أديبنا في زمن مبكر من النهضة الأدبية الحديثة - كما تُدعى - وكان في الساحة الأدبية والفكرية اتجاهان اثنان:
اتجاه محافظ أصيل:
واتجاه آخر متأثر بالغرب معجب بالغربيين وبكل ما عندهم، داعٍ إلى أن تكون أمم الشرق - وبخاصة البلاد العربية - مثل أوروبا في كل شيء.
وهذا الاتجاه الأخير كان من أعلامه بعض قادة الأدب وأعلامه في مصر زمن دراسة محمد محمد حسين، وأبرز أولئك (طه حسين) الذي كان أستاذًا لأديبنا.
وفي ظل تلك الظروف انخرط محمد حسين في هذا الاتجاه عَلِمَ أو لم يَعْلَم ويكتب متأثرًا به، وظهر ذلك جليًّا في رسالته (للدكتوراه) التي كانت بعنوان: (الهجاء والهجَّاؤون).
ولكن الله تعالى بمنه وكرمه فتح بصيرة الرجل وأنار فكره وقلبه فتبيَّن له زيف ذلك الاتجاه وانحرافه واعوجاجه، فتركه ونحا منحى آخر، وسلك طريقًا معاكسًا له، سلك مسلك الطبيب الناصح والمجاهد المخلص الذي يدعو للفضيلة بفعله قبل قوله، ويوضح معالم الخير النقي الصحيح، ويفضح خطط الباطل ودعاة الشر، ويرد على مكائدهم وأباطيلهم.
يقول رحمه الله في سياق حديثه في مقدمة كتابه: (حصوننا مهددة من داخلها):
"كتبت هذه الصفحات حين كتبتها لكي أفضح هذا النفر من المفسدين، وأنبِّه إلى ما انكشف لي من أهدافهم وأساليبهم التي خُدِعْتُ بها أنا نفسي حينًا من الزمان مع المخدوعين، أسأل الله أن يغفر لي فيه ما سبق به اللسان والقلم.
وإن مَدَّ الله في عمري رجوت أن أصلح بعض ما أفسدت مما أصبح الآن في أيدي القراء.
وأكثره في بحث حصلت به على درجة (دكتور في الآداب) من جامعة القاهرة، ثم نشرته تحت اسم (الهجاء والهجَّاؤون).
وقد كان مُصابي هذا في نفسي وفي تفكيري مما جعلني أقوى الناس إحساسًا بالكارثة التي يتردَّى فيها ضحايا هؤلاء المفسدين، وأشدهم رغبة في إنقاذهم منها بالكشف عما خفي من أساليب الهدَّامين وشِرَاكهم".
هذه إشارة سريعة إلى منهج الرجل واتجاهه؛ عرفنا منها صدق قوله واستقامة منهجه، وقوة عزيمته، وقد استطاع - بتوفيق الله - أن يصلح أخطاء كتابه بقدر ما وسعته الطاقة في الطبعات التي ظهرت في بيروت منذ 1969م.
من شهادات معاصريه:
يقول الدكتور الشيخ محمد بن سعد بن حسين - وهو رفيقه في كلية اللغة العربية بالرياض لمدة سبعة أعوام تقريبًا -:
"والناظر إلى كتبه بلا استثناء يجد أنها جميعًا من الموضوعات التي تَهَيَّبَ ميدانها كثيرون أو أنها موضوعات ذات حساسية في الميادين الفكرية؛ فهل تستطيع تحسس علة هذا الاتجاه والأسباب الدافعة إليه.
نستطيع تلخيص ذلك في رواية ثلاثة أبيات من الشعر أحدها قول بعضهم:
وما المرء إلاَّ حيث يجعل نفسه فكن طالبًا في الناس أعلى المراتب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/94)
والآخر قول أبي الطَّيِّب:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم
فكأنه تمثل النصيحة في البيت الأول فتحقق في أعماله معنى البيتين الآخرين، لقد كان: مؤمنًا صادقًا، وتقيًّا نقيًّا، ومتعففًا مترفعًا.
إذا تعارض حقه المالي مع الاحتفاظ بالكرامة قدم الاحتفاظ بالكرامة على المال.
ولم أعرف أن الرجل انتصف لنفسه من المسيئين إليه، وما جدَّ في طلب أو جاه، وتلك قواصم ظهور العلماء، يشتد حين تكون الخصومة فكرية، فإذا وصلت الأمور إلى إطار الشخصيات انطوى كأنما حُدِّث في أمر مخجل".
ويبين الدكتور إبراهيم عوضين طريقة طرح محمد محمد حسين ونقده، ودراساته وبحوثه، فيقول:
"والمبدع في نقد الدكتور محمد محمد حسين أنه يأتي بالدليل الحاسم في قوة؛ فليست بحوثه ذبذبات عاطفية تعتمد على الضجيج الخطابي، ولكنها ثمرة فكر عاقل، يؤمن بالحجة، ويعتصم بالدليل، فإذا ملأ كفه من الإقناع جاء بوهج العاطفة ليحدث من التأثير البالغ ما يترك هداه في قلوب من يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأحيل الدارس المتتبع إلى المجلد الثامن والعشرين من مجلة الأزهر الصادر في سنة 1376هـ، ليرى بحوث الدكتور محمد محمد حسين في هذا المضمار ناضجة الثمار شهية القطوف.
والحق أن بحوثه في محاربة الحركات الهدامة في هذا العصر كانت ضرورة حتمية يوجبها الواقع المعاصر؛ حيث كان الاحتلال الإنجليزي لمصر مصدرًا خطرًا لشبهات ظالمة تلحق بالإسلام".
عالِم يدرب طلابه، ثم لا ينسى جهدهم:
لقد قاد محمد محمد حسين - رحمه الله - الصدق والأمانة وكَرَم النفس وأصالة الطبع ولطيف المعشر، لتسجيل عبرات الوفاء لمن ساهم معه في إخراج كتاب وتحقيقه ونشره، سجَّل تلك العبارات لنفر ربما كان هو صاحب الفضل عليهم وله السابقة في خدمتهم ونفعهم، بل ربما كانت جهودهم (المحدودة) معه رد جميل وبر وصلة لمعلم فاضل وأستاذ كريم لم يبخل عليهم بشيء، وقد طوَّق أعناقهم بفضائله ومكارمه.
يقول في مقدمة ديوان "الأعشى الكبير" وهو الديوان الذي حققه:
"وقد كان ساعدني في إخراج هذا الكتاب في طبعته الأولى جماعة من الأصدقاء؛ فتفضل الأستاذ شوقي أمين بمعاونتي في مراجعة مسودات الطبع، وأسدى إليَّ كثيرًا من الآراء النافعة التي اقتنعت بكثير منها وأخذت به. وتفضل الزميل محمد أبو الفرج المعيد بقسم اللغة العربية في جامعة الإسكندرية بوضع الفهارس اللغوية للديوان -
ويعلق في هامش الكتاب: توفي الدكتور محمد أبو الفرج في خلال العام الدراسي الماضي.
أسأل الله الكريم أن يرحمه ويحسن إليه - كما تفضل مصطفى عبد اللطيف الشويمي الطالب بليسانس الآداب بوضع فهارس الأعلام والأماكن والقبائل والأيام، وتفضلت الآنسة عزة كرارة المتخرجة في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الإسكندرية، بترجمة المقدمة الألمانية للمستشرق (جاير) في الطبعة الأوروبية، فإلى هؤلاء جميعًا أقدم شكري الخالص".
إن في هذا لدلالة كبيرة على أن الرجل مربٍّ فاضل وليس عالمًا فقط؛ فهو يدعو بفعله قبل قوله إلى أن يُعْرَف الفضلُ لأهله؛ وهو بذلك يحفز همَّة كل قادر على العمل والبحث أن يقدم ما يستطيع؛ وليس بالضرورة أن يخرج عملاً مستقلاً بنفسه، ولكنه بإمكانه أن يشارك مع إخوانه وزملائه في إنجاز أعمال علمية؛ وله فيها - بإذن الله - أجران:
فحقه أن يُشكر من قبل إخوانه، ثم إنَّ له ما هو أغلى وأسمى من ذلك وهو الأجر من الله تعالى إن خلُصت نيته وصدَق توجهه.
إن سطورًا متواضعة كهذه التي نكتب هنا لن تفي بحق عَلَم كمَن نتحدث عنه؛ ولكنها إشارات، وحَسْبنا أن نثبت فيها أسماء المصادر والمراجع لمن أراد المزيد.
وفاته:
توفي محمد محمد حسين سنة 1402هـ = 1982م، حيث بلغ من العمر سبعين سنة.
وقد رثاه بعض الشعراء والأدباء، ومنهم الدكتور محمد بن سعد بن حسين بقصيدة منها:
صَمَتَ الصريرُ وجَفَّتِ الأقلامُ وطَوَتْ صَحَائِفَ عُمْرِكَ الأَيْامُ
هدأَ الزَّئِيرُ فَلا مَعَاركَ نَقْعُها وَهَجُ العُقُولِ يمدُّه الإِلْهَامُ
وَأُبِيحَ غَابٌ كُنْتَ فيهِ مُسَوَّدًا رَفَضَ ابنُ آوى إِذ هوى الضرغامُ
أَنَا إِنْ بَكَيْتُكَ سَاعَةً فلطالما ذَرِفَتْ علَيْكَ دُمُوعَها الأعْلامُ
مؤلفاته:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/95)
بلغت كتب الدكتور محمد محمد حسين المطبوعة أحَدَ عشر كتابًا، وهي:
1 - الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر (في جزأين).
2 - الإسلام والحضارة الغربية.
3 - أزمة العصر، وأصله ثلاثون حديثًا كتبت لتبث من إذاعة الرياض عام 1397هـ.
4 - حصوننا مهددة من داخلها، وأصله مجوعة مقالات شهرية نشرت في مجلة الأزهر المصرية في عامي 1377هـ، 1378هـ.
5 - الهجاء والهجَّاؤون في صدر الإسلام، وهذا الكتاب جزء من بحثه في (الدكتوراه).
6 - أساليب الصناعة في شعر الخمر والأسفار، وهذا الكتاب (كما يذكر المؤلف في مقدمته) فصلان من بحث مرحلة (الماجستير).
7 - شرح وتعليق على ديوان الأعشى الكبير (ميمون بن قيس).
8 - المتنبي والقرامطة، وهذا الكتاب (كما يذكر المؤلف في مقدمته) في الأصل محاضرة ألقاها في كلية الآداب بالجامعة الليبية ببنغازي عام 1383هـ.
9 - الهجاء والهجَّاؤون في الجاهلية.
10 - مقالات في الأدب واللغة، وهذا الكتاب يحوي ستة بحوث هي:
أ - تطوير قواعد اللغة العربية.
ب - بين سينية البحترية وسينية شوقي.
ج- فقه اللغة بين الأصالة والتغريب.
د- دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بين التأييد والمعارضة.
هـ- أثر الأدب الغربي في الأدب العربي المعاصر.
و- اقتراحات للنهوض بمستوى اللغة العربية.
وقد طبعت تلك البحوث مجتمعة في كتاب واحد بعد وفاة المؤلف - رحمه الله - ونشرتها مؤسسة الرسالة في بيروت عام 1409هـ - 1989م بإشراف ورثة المؤلف.
11 - الروحية الحديثة دعوة هدامة، وهذا الكتاب في الأصل محاضرة ألقيت في جمعية الشبان المسلمين بالإسكندرية عام 1379هـ، وكانت بعنوان: الروحية الحديثة حقيقتها وأهدافها.
كما أن للأستاذ محمد محمد حسين مؤلفات أخرى وكتبًا بعضها لا يزال مخطوطًا، وبعضها طبع مرة واحدة فقط ثم نفد ولم يعد يوجد، ومنها:
أ- رواية الدموع.
ب- الأعشى صناجة العرب، بحثه في (الماجستير)، وهو لا يزال مخطوطًا فيما نعلم.
ج- فتح مكة.
د- اتجاهات هدامة في الفكر العربي المعاصر، وهو في الأصل محاضرة ألقيت في جمعية الشبان المسلمين بالإسكندرية.
وقد لقيت كتب ورسائل هذا الأديب من طلابه وغيرهم عناية واهتمامًا، ومن أفضل من اعتنى بها كتاب نفيس بعنوان (موقف الدكتور محمد محمد حسين من الحركات الهدامة) ألفه الدكتور إبراهيم محمد عوضين، وفيه تناول المؤلف بالدراسة بعضًا من كتب محمد حسين وأبرز من خلال تلك الدراسة شجاعة أديبنا وجرأته وغيرته على الدين والعقيدة والمثل الإسلامية، وقد نشرت الكتاب مؤسسة الرسالة في بيروت، الطبعة الأولى 1406هـ - 1985م، رحم الله محمد محمد حسين وغفر له.
وبعد وفاة هذا الأديب - رحمه الله - أُعِدَّتْ رسالتا (ماجستير) عن حياته وأدبه؛ فقد أعد الباحث:
عليان بن دخيل الله الحازمي رسالة (ماجستير) في كلية اللغة العربية بالرياض في جامعة الإمام عام 1407هـ بعنوان: (محمد محمد حسين حياته وآثاره الفكرية والأدبية)، وبلغت صفحاتها حوالي ثمانمائة صفحة.
وفي عام 1414هـ أعد الباحث محمد عبد الحميد محمد خليفة رسالة (ماجستير) في قسم اللغة العربية بجامعة الإسكندرية بعنوان: (دراسة النص الأدبي عند محمد محمد حسين)، وبلغت صفحاتها حوالي 330 صفحة.
ولكنَّ الرسالتين المذكورتين لم تنشرا - فيما نعلم - أسأل الله أن يوفق الأخوين الباحثين لطباعة كتابيهما ليكونا إضافة نفيسة إلى المكتبة العربية، كما نتمنى أن تجد كتب أستاذنا (محمد محمد حسين) العناية والاهتمام من القراء والباحثين وأصحاب دور النشر في البلاد العربية؛ لأن تلك الكتب تُحَدِّد معالم الأدب الأصيل، وتكشف زيف خصومه. والله الموفق والمعين.
• • • •
دوره –رحمه الله- في التصدي لمدرسة العصرنة والتمييع الفقهي المعاصر – (فصلان من كتابه: الإسلام والحضارة الغربية) -
قال -رحمه الله-:
الفصل الثاني: التغريب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/96)
لم ينتهِ القرن التاسع عشر إلاّ وقد عَظُم شأن الاستعمار الغربي، واستَفْحَلَ، وسقطَتْ أكثر الدول الإسلامية تحت سَيْطَرَته أو نُفُوذه، وبذلك دَخَلت صلات الإسلام والمسلمين بالحضارة الغربية في طَوْر جديد، أصبح فيه تأثيرُ هذه الحضارةِ الغازيةِ أكثر قُوَّة وفعالية؛ لأنها انتَقَلَتْ مع الجالياتِ الأجنبيةِ التي استَقَرَّتْ في بلاد المسلمين، وأصبحت تَحْيا بين ظهرانَيْهِم، وتعيشُ في قلب بلادهم، وتقدِّم نموذجًا حيًّا لأنماطها الفكريَّة والاجتماعية، يسْرِي من طريق المشاهدة والتقليد. وفرضتِ الدولُ الغربية الغازية لُغاتِها وثقافاتِها في البلاد التي احتلتها؛ تيسيرًا على الغربي المستعمر في التعامل من ناحية، وتمهيدًا لمحو طابع المستعمرات الشخصي وامتصاصها من ناحية أُخْرى. ومضت سياسة إرسال المَبْعُوثين من هذه البلاد في طريقها؛ ولكنها لم تعد حرة في توجيهها، فقد أصبح العدد الأكبر منها يُوَجَّه نحو الدول المُتَسَلِّطَة، وأصبح أكثرها يُوَجَّه توجيها أدبيًّا أو فلسفيًّا أو تربويًّا؛ بل إسلاميًّا في بعض الأحيانِ، يَتَلَقَّوْنَ فيه أصول البحث في التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية، والفِكْر الإسلامي عن المستشرقين من الغربيين؛ صحيحهم – إن وجد – وسقيمهم – وما أكثره. وصارتِ المجالات الصناعية والخبرات الفنية وقفًا على المستعمرين الأوروبيين، الذين حَوَّلُوا المستعمرات وأهلها إلى مزارع، ومناجم، وعمال لإنتاج المواد الأولية. وأصبح التعليمُ في داخل هذه البلاد يَجْرِي على تخطيط عربي رسمه الاستعمار، وأشرف على تنفيذه بنفسه أو بأيدي صنائعه من الأصدقاء والعُملاء. وبذلك ظهر في مُعْجَم السياسة والحضارة ما يسميه الغربيون ومفكروهم بالـ ( Westernization)، وما يمكن أن نسميه بـ (التغريب)؛ أي طبع المستعمرات الأسيوية والإفريقية بطابع الحضارة الغربية. وجُهود الاستعمار في هذا تَشْمَل المُسْلِمينَ وغير المسلمين من أهل المستعمرات. ولكن جهدهم الأكبر وعنايتهم الأوفر كانت للمُسْلِمينَ بخاصة؛ لارتباط حياتهم في مختلف مناشِطِها بالدين.
لم يكن هدف الاستعمار من نشر حضارته هو تمدين البلاد التي استعمرها؛ كما كان يَتَشَدَّقُ به ويزعمه، ولكنه كان يقصد بذلك إزالة الحواجز التي تَقُوم بينه وبين هذه الشعوب، وهي حواجز تُهَدِّدُ مصالِحَهُ الاقتصادية، وتجعل مُهمَّة حراستها والمحافظة علها صعبة غير مأمونة العَوَاقب. كانت هذه الحواجز الناشئة عن الاختلاف في الدين، وفي اللغة، وفي التقاليد والعادات سببًا في إحساس الوطنيين بالنُّفُور من الأجنبي المُحْتلّ، وفي إحساس المستعمر بالغربة، بل الشعور بالخطر الذي يُحِيطُ به، ويَتَهَدَّده في بعض الأحيانِ. وكان هذا الإحساس بالغُرْبة وبالخطر أعظم ما يكون حين يتعامل المستعمر الغربي مع المسلمين. ذلك لأن الإسلام لم يكن مجموعة من الطقوس الدينية وحسب، كما هو الشأن في غيره من الأديان، ولكنه كان حضارة كاملةً يحملها لإسلام حيثما ذهب، لها لغتها التي لا يصح التعبد بغيرها، ولها قيمها وقوانينها التي تَمْتَد وتتغَلْغَل لتشمل سائر احتياجات الأفراد والجماعاتِ في سُلُوكهم، وفي مُعاملاتهم، وفي نشاطهم الفِكْري، والفني، والعاطفي على السواء. فلم يَمْضِ على ظهور الإسلام قرنٌ حتى كانتِ النظُم الإسلامية حضارةً كاملةً، يَحْمِلُها الإسلام معه حيثما ذهب، ليس فيها ثغرةٌ أو فجوةٌ. وقد كان هذا هو السبب في وحدة الحضارة الإسلامية، وفي قوة الرابِطَة التي تجمع أفرادها على هذه الحضارة، والتي تُذِيب ما بينهم من فوارق الجنس واللغة والمكان؛ بل تُذِيب الفوارقَ الناشئة عن اختلاف الزمان؛ لتضم هذه الأمة في وحدة كَوْنِيَّة، تردّ آخرها إلى أولها، وتجمع حاضرها وماضِيها، بسبب ثبات القِيَم الإسلامية، وقدرتها على الاستجابة لحاجات الحياة في تَقَلُّباتها وتَطَوُّراتها، وبسبب ثبات لغة هذا الدين ومرونتها، التي مكَّنَتْ للمسلم المعاصر أن يقرأ القرآن، وأن يقرأ ما كتبه فُقهاء المسلمين، وأدباؤهم وشعراؤهم وفلاسفتهم وعلماؤهم، على امتداد تاريخهم الطويل، دون أن يحس الغربة، أو تصده صعوبة في التعبير، أو تغير في الذوق الفني واللُّغوي، فكأنما أنزل القرآن اليوم، وكأنما بُعث شعراء الماضي الغابر وأدباؤه وعلماؤه، فهم يُخَاطبون هذا الجيل، بما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/97)
كتبوه وما أنشَؤُوه. ونشأ عن ذلك كله هذه الرابطة الإسلامية القوية، التي حار الغربيون في تعليلها، وكَلّتْ حِيَلُهم وقَصرت وسائلهم عن تَفْتِيتِها، فهي وحدة لا وجود لها في غير الإسلام من الأديان، تدعو تركيا إلى إنشاء سكة حديد الحجاز قبل الحرب العالمية الأولى. فتنهال التبرعات المالية من شتى بلاد المسلمين من أندونيسيا إلى مراكش. ويفرض الغربيون على تركيا شروطًا ظالمة بعد الحرب العالمية الأولى، فيثور المسلمون في الهند ثورة عنيفة تفزع الإنجليز [1] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn1). ويموت الزعيم الهندي المسلم مولانا محمد علي في لندن، أثناء دفاعه عن الإسلام في أعقاب الحرب العالمية الأولى، فيُدْفَنُ في القدس الشريف حسب وصيته. وتتوالى الأنباءُ بمحاولات فرنسا السافرة، بين الحربين العالميتين الأولى والثانية؛ للقضاء على الإسلام وعلى اللغة العربية، وتشجيع القومية البربرية في مراكش، فتَهْتَزُّ لذلك بلاد العرب والمسلمين. وتزداد جرائم إيطاليا الوحشية في ليبيا، فينهالُ المتطوّعون من شتى بلاد المسلمين للمشاركة في الجهاد بأموالهم وأنفسهم. ويُستشهَد عُمَرُ المختار في هذا الجهاد، فيرثيه كل شعراء العرب، ويبكيه كل المسلمين في أندونيسيا والهند. ويزدادُ خطرُ اليهود في فِلَسْطِين، فيُشغَل الرأي الإسلامي العام بذلك، ويتطوع للدفاع عنها مسلمون من شتى البلاد، ثم تقاطع الحكومات الإسلامية الدولة الدخيلة المغتصبة من بعد.
وزاد في قوة هذه الرابطة نشاطُ الدَّعوة إلى الجامعة الإسلامية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وهي دعوة صادفتِ استِجابَة قوية عند كل المُسلمين، ودعّمها الشعور بالخطر المشترك أمام الزحف السياسي والاقتصادي الذي يُهَدِّدُ المسلمين بالفناء، فتزايد عددُ الصحف التي تدعُو إلى الجامعة الإسلامية تَزَايُدًا ظاهرًا قبل الحرب العالمية الأولى، كان عددها في سنة 1900 لا يزيد عن مائتي صحيفة، فبلغ عددها سنة 1906 خمسمائة صحيفة، ثم زاد في سنة 1914 على الألف صحيفة، حسب إحصاء لوثروب ستودارد في كتاب "حاضر العالم الإسلامي".
لذلك كله كان شعور المستعمر الأوروبي بالغُرْبة، والخطر أقوى ما يكون، حين يواجه هذه الأمة الإسلامية في مختلف بلادها. ولذلك كانت برامج التَّغْرِيب مُوَجَّهَة إلى الإسلام والمسلمين بنوع خاص، وكثرتِ الكتب والمؤتمرات التي تبحث في تاريخ الإسلام والمسلمين، وفي مشاكلهم المعاصرة، وتطورهم الفِكْري والحضَاري.
وكان يزيد في هذا الشعور بالغربة وبالخطر أن تاريخ الإسلام والغرب حافلٌ بالصراع منذ ظهور الإسلام، وأنَّ الصلةَ بينهما كانت صلة جهاد وعداوة دائمًا. توسع الإسلام على حساب الإمبراطورية البيزنطيَّة في الشام، وفي آسيا الصغرى، وفي شمال إفريقية، وظلت الحرب قائمةً بينهما على امتداد التاريخ، حتى بلغتْ قِمَّتَها في الحروب الصليبية. ثم بلغ مدُّ الإسلام غايته حين احتل العُثْمانِيُّون عاصمة الدولة البيزنطية، ومقرَّ كنيستهم سنة 1543 م، وغيَّروا اسمها إلى إسلامبول؛ أي (دار الإسلام)، واتخذوها عاصمةً لدولتهم، التي توغَّلَتْ في أوروبا، وكادتْ تَكْتَسِحُها حين هدَّدتْ فينَّا سنة 1529. وظلَّ هذا التهديد قائمًا حتى 1683.
ودار الصراع بين الإسلام وأوروبا منذ القرن الأول الهجري على الأرض الأوروبية من طرفها الغربي حين سقطت الأندلس في أيدي المسلمين، وأصبحت من بعدُ مقرًّا لخلافة أموية، ولحضارة مُزْدَهِرَة لا تزال آثارها الباقية تشهد بأمجادها. ثم كانت المذابح الوحشية التي تولَّتْ فيها محاكم التفتيش المسيحيةُ إبادةَ المسلمين عقب هزيمتهم في الأندلس.
والأوروبي بعد ذلك لا يعرف عن المسلمين إلا ما قرأه من الأكاذيب التي تُشَوِّهُ صورتهم في أذهان المسيحيين، والتي تَشيعُ في كل ما كتبه الغربيون عنهم منذ الحروب الصليبية، والتي لم تخفَّ حدَّتُها إلا في نصف القرن الأخير، حين لاحظ الغربيون أن المسلمين يقرؤون ما يكتبون. وكان يزيد في حدَّة هذه العداوة صَيْحَاتُ دول البلقان، التي تستغيثُ بالدول الأوروبية، وتطلب منهم باسم المسيحية أن يُنْقِذُوها من حكم المسلمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/98)
كان هذا التاريخُ الغابر، والحاضرُ الراهن، بكل ما يحفل به من صور العداء، يزيد في إحساس المستعمر الأوروبي بالغُربة والخَطَرِ. فكان التغريب – والتبشير فرع منه – هو الحل الذي اهتدى إليه، ونشطت أجهزتُهم في تنفيذه.
وبرامج التغريب تحاول أن تخدمَ هدفًا مزدوجًا، فهي تحرس مصالح الاستعمار، بتقريب الهُوَّة التي تفصل بينه وبين المسلمين؛ نتيجة لاختلاف القيم، ونتيجة للمرارة التي يحسها المسلم إزاء المحتلينَ لبلاده ممن يفرض عليه دينُه جهادَهم. وهي في الوقت نفسه تُضْعِفُ الرابطة الدينية التي تجمع المسلمين، وتفرّق جماعتهم التي كانت تلتقي على وحدة القيم الفكرية والثقافية، أو بتعبير أشمل: وحدة القيم الحضارية، فيستطيع الاستعمار أن ينفردَ بكل بلد على حدة، وأن يتفرغ لمواجهة ما عساه ينشأ من ثورات، وظهره آمن من ثورات المناطق الإسلامية الأُخْرى في مستعمراته، التي قد تهبّ لمساندتها.
وقد لاحظ كرومر وجود هذا الخلاف الشديد بين المسلمين وبين المستعمر الغربي، في العقائد، وفي القيم، وفي التقاليد والعادات، وفي اللغة، وفي الفن، وفي الموسيقى، وذلك في فصل طويل عقده في كتابه الذي ألَّفه عقب مُغادرته لمصر، بعد أن وضع أساس السياسة الإنجليزية وأشرف على تنفيذها، مُدَّة تقرب من ربع قرن. لاحظ كرومر في هذا الفصل أن هذه الخلافات هي السببُ في انعدام ثقة المسلم بالمستعمر الأوروبي وسوء ظنه به، وهي السبب في وجود هُوَّةٍ واسعة تفصل بينهما، وتجعل مهمة المستعمر محفوفة بالمتاعب. ودعا من أجل ذلك إلى العمل بمختلف الوسائل على بناء قنطرة فوق هذه الهُوة. وقد اتخذت هذه الوسائل طريقين: أحدهما هو تربية جيل من المصريين العصريين، الذين ينشؤون تنشئةً خاصة تقربهم من الأوروبيين ومن الإنجليز على وجه الخصوص، في طرائق السلوك والتفكير. ومن أجل ذلك أنشأ كرومر "كلية فكتوريا"، التي قصد بها تربية جيل من أبناء الحكَّام والزعماء والوجهاء في محيط إنجليزي؛ ليكونوا من بعد هم أدوات المستعمر الغربي في إدارة شؤون المسلمين؛ وليكونوا في الوقت نفسه على مضي الوقت أدواتِه في التقريب بين المسلمين وبين المستعمر الأوروبي، وفي نشر الحضارة الغربية. وقد أعرب اللورد لويد – الذي كان ممثلاً لبريطانيا في مصر، أو "مندوبا ساميًا" كما كان يسمى في ذلك الوقت – عن هذا الهدف، حين قال في خطبة ألقاها في كلية "فكتوريا" بالإسكندرية سنة 1936، عن طلبة هذا المعهد وخريجيه: (كل هؤلاء لا يمضي عليهم وقت طويل حتى يتشبعوا بوجهة النظر البريطانية، بفضل العشرة الوثيقة بين المعلمين والتلاميذ، فيصيروا قادرين على أن يفهموا أساليبَنا ويعطفوا عليها ... ومتى تَسَنَّى للجمهور أن يعرف هذه الكلية أكثر مما عرف عنها في الماضي، يتنبه الآباء إلى أن تعليم أولادهم فيها ينمّي فيهم من الشعور الإنكليزي ما يكون كافيًا لجعلهم صلةً للتفاهم بين الشرقي والغربي ... علينا أن نحل المشاكل المعلَّقة بين مصر وإنكلترا. ولا شكَّ أنَّه ستنشأُ مشاكل أخرى في السنوات القادمة من العَلاقات بين الاثنين. وهذه المشاكل تُحَلُّ، إذا تعلم كل من الإنجليز والمصريين أن ينظر إلى رأي الفريق الآخر نظرًا مقرونًا بالفهم والعطف).
كان الاستعمار الغربي ينتظر الوقت الذي يستطيع أن يستغنيَ فيه عن الجيش؛ ليعتمدَ في حراسة مصالحه على الصداقة، التي هي الهدف المقصود بكل مشاريعه في نشر الحضارة الغربية.
أما الوسيلة الأخرى التي اتخذها الاستعمار لإيجاد هذا التفاهم المفقود، وعمل على تنفيذها، فهي أبطأ ثمارًا من الوسيلة الأولى، ولكنها أبقى آثارًا، كما لاحظ اللورد لويد. وهي تتلخص في تطوير الإسلام نفسه وإعادة تفسيره، بحيث يبدو مُتَّفِقًا مع الحضارة الغربية، أو قريبًا منها وغير متعارضٍ معها على الأقل، بدل أن يبدو عدوًّا لها أو معارضًا لقيمها وأساليبها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/99)
بذلك وُجد عاملٌ جديد من صلات الإسلام بالحضارة الغربية، هو تدخُّل الغرب نفسه في توجيه هذه الصلات، والتخطيط لأساليبها ووسائلها، بينما ظلَّتْ هذه الصلات في طريقها القديم، الذي بدأ بإحساس المسلمين بالحاجة إلى إصلاح مجتمعهم؛ لكي يواجه الفساد الداخلي الذي يعاني منه المسلمون في حياتهم من ناحية؛ ولكي يواجه الخطر الخارجي الذي يُهَدِّدُ كِيانَهم من ناحية أخرى. ظلت هذه الصلات تستأنفُ سيرها في طريقها القديم، تتأثر بالعامل الجديد فتقترب منه أو تلتقي به في بعض الأحيان، وتنفر منه وتدرك خطورته فتعارضه وتهاجمه في أحيان أخرى.
إلى جانب هذين المنهجينِ وُجد منهج ثالث في بلاد العرب بخاصة، لم يعمل عملاً مُباشرًا في صلات الإسلام بالحضارة الغربية؛ ولكنه ترك أثرًا غير مباشر في تَوْجيهها. وهذا المنهج الثالث والعنصر الجديد مُمَثَّل في نصارى العرب، ونصارى الشام منهم على وجه الخصوص. كان هؤلاء النصارى من الشاميين كما كانوا يسمون - أو من السوريين واللبنانيين والفلسطينيين والأردنيين كما نسميهم الآن – لا يشاركون المسلمين في الإحساس بالولاء القلبي الخالص للحكم الإسلامي القائم، الذي تمثّله الدولة العثمانية، وهو أمر طبيعيٌّ في أصل وجوده لا يدعُو إلى الغرابة، ولا سيما إذا أضفنا إليه فساد الدولة في آخِر أيامها، وهو فساد كان يشكُو منه المسلمون والمسيحيون، والعرب والترك على السواء. ومن أجل ذلك كانتْ آمال هذا الفريق من نصارى العرب تتعلق بالعِلْمانية الغربية، التي تقوم على الفصل بين الدين والدولة، والتي لا يتحَكَّمُ فيها الإسلام في التنظيم السياسي والاجتماعي، والتي يزُول معها إحساس المسلمين بالاعتزاز وإحساس النصارى بالذلة والانكسار الذي يخالط مشاعر الأقليَّات في أكثر الأحيان.
هذه تياراتٌ ثلاثة كانت تجري في أرض المسلمين والعرب. فلْنُحاوِل أن نَتَتَبَّعَهَا في إيجاز واحدًا تلو الآخر. وقبل أن أبدأَ الحديث عنها أحبُّ أن ألفتَ النظر إلى أمرين يجب أن يضعهما الباحث في هذا المشروع نصب عينيه؛ لكي يأمن الزلل؛ ولكي لا يضل الطريق؛ ولكي لا يُخْدَع عن حقائق الأمور.
أحد هذين الأمرين هو حاجتُنا الشديدة إلى إعادة النظر في تقويم الرجال؛ لأن كثيرًا ممن نعتبرهم دعائم النهضة الحديثة لم يُصبحوا كذلك في أَوْهَام الناس إلا بسبب الدعايات المُغْرِضة، التي أرادتْ أن تضعَهم في هذه المنزلة؛ لتحقِّق بِذَلك أغراضها في نشر مذاهبهم، والتمكين لآرائهم؛ ولأن كثيرًا من الآراء المنحرفة التي لم تكنْ تستطيعُ أن تجد طريقها إلى الفكر الإسلامي، وإلى مجتمعاته، قد أصبح قبولها ممكنًا، بنسبتها إلى هذه الزعامات وإلى هؤلاء الأئمة، الذين لا يتطرق إلى الناس شكٌّ في إخلاصهم وعلمهم. والواقع أنَّ كثيرًا من هؤلاءِ الرجال قد أُحِيطُوا بالأسباب التي تبني لهم مجدًا وذكرًا بين الناس، ولم يكنِ الغرض من ذلك هو خدمتَهم، ولكن الغرض منه كان ولا يزال هو خدمة المذاهب والآراء التي نادَوْا بها والتي وافقتْ أهدافَ الاستعْمار ومصالحه. فقد أصبح يكفي في ترويج أي مذهب فاسد في تأويل الإسلام – كما لاحظ جب في كتابه ( Modern Trends in Islam) أن يقال: إنه يوافق رأي فلان أو فلان من هؤلاءِ الأعلام. ويكفي في التشهير بأي رأي سليم أن ينسب إلى ضيق الأفق، الذي لا يلائمُ ما اتَّصَفَ به هذا أو ذلك من سعة الأفق والسماحة وصحة الفهم لروح الإسلام، على ما تزعمه الدعايات. وليس مهمًّا أن يكون ذلك عن حسن قصد منهم أو عن سوء قصد، وليس مهمًّا أن يكون الاستعمار هو الذي استخدمهم لذلك، ووضع على ألسنَتِهم وأقلامهم هذه المذاهب والآراء، أو أن تكون هذه الآراء قد نشأتْ بعيدةً عن حضانته ورعايته، ثم رآها نافعةً له، فاستغلَّها وعمِل على ترويجها. المُهِمُّ في الأمر هو أنَّ المجد الذي يُنْسَبُ لهؤلاءِ الأفراد ليس من صُنْعِهِم، ولا هو من صنع الشعوب التي عاشوا فيها؛ ولكنه من صنع القوى التي استخْدَمَتْهُمْ أو التي تريد أن تستغلَّهم، سواء كانت هذه القوى هي الاستعمار، أو هي الصِّهْيَوْنِيَّة العالمية بمختلف وسائلها وأجهزتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/100)
وخطة الاستعمار والصِّهْيَوْنِيَّة العالمية في ذلك كانت تقوم – ولا تزال – على السيطرة على أجهزة النشر التي نسمّيها الآن: (الإعلام)، وإلقاء الأضواء من طريقها على كتَّاب ومفكرين من نوع خاص، يُبْنَوْن ويُنَشَّؤُون بالطريقة التي يُبْنَى بها نجومُ التمثيل والرقص والغناء، بالمُداومة على الإعلان عنهم، والإشادة بهم، وإسباغ الألقاب عليهم، ونشر أخبارهم وصورهم. وذلك في الوقت الذي يُهْمَلُ فيه الكتَّاب والمفكرون الذين يصوّرون وجهات النظر المعارضة، أو تُشَوَّهُ آراؤهم وتُسَفَّهُ، ويُشَهَّرُ بهم. ثم هي تقوم على تَكْرار آرائهم آنًا بعد آنٍ لا يملون من التَّكرار؛ لأنهم يعلمون أنهم يخاطبون في كل مرَّة جيلاً جديدًا، أو هم يخاطبون الجيل نفسه، فيتعهدون بالسقي البذورَ التي ألقَوْهَا من قبل.
ونحن حين ندعو إلى إعادة النظر في تقويم الرجال، لا نريدُ أن نَنْقُصَ من قَدْرِ أحد، ولكننا لا نريد أن تَقُومَ في مجتَمَعِنا أصنامٌ جديدةٌ معبودةٌ لأناس يزعم الزاعمون أنهم معصومون من كل خطأ، وأن أعمالهم كلها حسنات لا تقبل القدح والنقد، حتى إنَّ المخدوع بهم، والمتعصّبَ لهم، والمُرَوِّجَ لآرائهم ليهيج ويموج إذا وصف أحد الناس إمامًا من أئمتهم بالخطأ في رأي من آرائه، في الوقت الذي لا يهيجون فيه ولا يموجون حين يوصف أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما لا يَقبلُونَ أن يُوصفَ به زعماؤهم المعصومون. فيَقْبَلُون أن يُوصَم سيف الإسلام خالِدُ بنُ الوليد بأنه قَتَلَ مالك بن نويرة في حرب الردة طمعًا في زوجتِه، ويُردِّدُون ما شاع حول ذلك من أكاذيب. ويقبلون أن يلطخ تاريخ ذي النورينِ عثمان بن عفان بما ألصقه به ابن سبأ اليهودي من تُهَم. ويقبلون ما يروي الأصبهاني في كتاب "الأغاني" في سُكَيْنة بنت سيد شباب أهل الجنة الحسين من أخبار اللهو والمجون. ويُردِّدُون ما يُذاع من أخبار هارون الرشيد الذي كان يحج عامًا ويغزو عامًا ثم أصبح في أوهام أبناء هذا الجيل رمْزًا للخلاعةِ والترف؛ بل كاد يصبح رمزًا للإسراف في طلب الشهوات، وصورةً من أبطال (ألف ليلة وليلة). يَقْبَلُونَ ذلك كله، ثم يرفضون أن يمس أحد أصنامهم بما هو أيسر منه. ويحتمون بحرية الرأي في كل ما يخالفون به إجماع المسلمين، ويَأْبَوْنَ على مخالفيهم في الرأي هذه الحرية. يُخَطِّئُون كبار المجتهدين من أئمة المسلمين، ويُجَرِّحُونَهم بالظنون والأوهام، ويثورون لتَخْطِيء ساداتهم أو تجريحهم بالحقائق الدامغة.
أما الأمر الآخر الذي أحب أن ألفتَ النظر إلى خُطُورته، فهو تطوير الإسلام؛ لكي يوافق الأمر الواقع في حياتنا العصرية. وقد بدأ هذا الاتجاه؛ كما رأينا في أول الأمر بإحساس الحاجة إلى مواجهة الأقضية الجديدة باستنباط أحكام شرعية تُوافِقُها، ورأَيْنا صدى ذلك فيما كتبه الطهطاوي، وخيرالدين التونسي. فكتب الطهطاوي في "مناهج الألباب" عن (اقتضاء الأحكام والمُعامَلات العصرية تنقيحَ الأقضية والأحكام الشرعية بما يوافق مزاج العصر بدون شذوذ)، مقترحًا وضع مدوَّنة قانونية عصرية شاملة. ودعا خيرالدين إلى الاجتهاد في أضيق الحدود، بإعادة النظر في الأحكام المترتبة على العادات إذا تغيَّرت، وردَّ على منِ احتجَّ بأنه لا يحق لنا (إحداث شرع جديد لعدم أهليتنا للاجتهاد) بأن هذا (ليس بتجديد اجتهاد من المقلدين؛ بل هو قاعدة اجتهد فيها العلماء، وأجمعوا عليها).
كانتِ الدعوة إلى الاجتهاد في هذا الطور مقتصدة غاية الاقتصاد، تدعو إليه في أضيق الحدود، ولا تنكر التقليد؛ بل هي تسلم به، وتسلم بأن أهل هذا العصر ليسوا أَكْفَاء للاجتهاد. ومن كان منهم قادرًا على الاجتهاد لا يطمحُ إلى أكثر من الاجتهاد في حدود مذهب من المذاهب الأربعة، لا يتجاوزه إلى الاجتهاد المطلق، الذي يسمو فيه بنفسه إلى مرتبة الأئمة الأربعة، ومن في طبقتهم من المجتهدينَ الأولينَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/101)
ثم إنَّ الدعوةَ أصبحت من بعدُ على يد محمد عبده ومدرسته ولا سيما رشيد رضا، دعوةً عامَّة تهاجم التقليد، وتطالب بإعادة النظر في التشريع الإسلامي كله دون قيد. فانفتح الباب على مصراعَيْهِ للقادرينَ ولغير القادرينَ، ولأصحاب الورع ولأصحاب الأهواء، حتى ظهرت الفتاوى التي تبيح الإفطار لأدني عذر؛ توسعًا في قوله - تعالى -: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184]، واستنادًا إلى إباحته في غزوة الفتح. وظهرت الفتاوى التي تبيحُ المعاملات التي تقوم على الربح، وتقسم الربا إلى: ربًا ظاهر وهو ربا النسيئة، الذين يتضاعف فيه الدَّيْنِ أضعافًا مضاعفة؛ وربًا خفي وهو ربا الفضل، ولا تحرِّم إلا ربا النسيئة، أو تحرِّم الربا في أصناف معينة "الخلافة 98، يسر الإسلام 58". وظهرت الفتاوى التي تحظُر تعدّد الزوجات، وتحظر الطلاق، وتُجِيزُ تدخل القضاء فيهما. وظهرت الآراء التي تجعل الإسلام داخلاً في هذا المذهب، أو ذاك من المذاهب السياسية والاجتماعية التي ابتدعتها الحضارة الغربية الحديثة. وبذلك تحوَّل الاجتهاد في آخِر الأمر إلى تطوير للشريعة الإسلامية يهدفُ إلى مطابقة الحضارة الغربية، أو الاقتراب منها إلى أقصى ما تسمح به النصوص من تأويل على أقل تقدير.
الاجتهاد في الشريعة حق لكل عالم قادر عليه، ومن القدرة عليه أن يُلِمَّ بكل ما قيل في المسألة التي يبحثها؛ لأنه لا يدري إن فاته بعضها أن يكون هذا الذي فاته سببًا في عدوله عن رأيه لو اطلع عليه؛ لأن فيه من الحقائق ما غاب عنه ولم يدخل في تقديره. وشأن الاجتهاد الديني في ذلك هو شأن الاجتهاد في أيّ فرع من فروع المعارف والفنون. فليس يباحُ للطبيب أن يجتهد حتى يبلغ من الإلمام بالطب حدًّا يَعترفُ له عنده أصحاب هذا العلم بالقُدرة على الاجتهاد فيه. وليس يُقْبَل من المهندس أن يطلع على الناس في الهندسة برأي جديد حتى يثبت عند علماء الهندسة أنه قادر على الابتكارِ. بل لا يُقْبَل من رجال القانون الوضعي الذي أخذناه من الغرب في كل فروعه أن يجتهدوا فيه حتى يبلغوا درجة من الحِذْق، يسلم لهم معها بالقُدرة على التشريع. والمهندسون والأطباء والقانونيون بعد ذلك في معظمهم مُقَلِّدُون، يكتفون بتطبيق ما ابتكره المجتهدون في الطب والهندسة والقانون، ولا يزيد اجتهادهم فيها عن الحِذْق والكياسة في تطبيق القواعد النظرية على الوقائع العملية. فالاجتهاد إذن لم يغلق بابه، ولكن المسلمين أحسوا في العصور المتأخرة من أنفسهم عدم القدرة عليه، وأحسوا أن أصول المسائل وفروعها في مختلف احتمالاتها قد فُصِّلَتْ تفصيلاً.
على أنَّ الاجتهادَ في حال افتتاننا بالحضارة الغربية خطرٌ غير مأمون العواقب، يخشى معه أن يتحوَّل من حيث يدري المجتهد – إن وجد – ومن حيث لا يدري، إلى تسويغ للقيم الأجنبية التي هو مُعْجَبٌ بها، فإذا لم يكن معجبًا بها فالمجتمع الذي هو معجبٌ بها لا يقبل اجتهاده، بل لا تزال تتناوله ألسن السفهاء من جُهَّالِه، الذين يتصدَّون لإبداء الرأي فيما يعرفون وفيما يجهلون، حتى يفقدَ ثقته في نفسه ويعتَبِر به غيرُه، فيفتي حين يُستفتَى وعينُه على الذين يفتيهم، يريد أن يرضِيَهم، وأن يظفر بتقديرهم وتقريظهم، فيجور على الحق إرضاءً للخلق، ويذهل عما عند الله تَعَجُّلاً لما عند الناس. ومع ذلك كله، فالاجتهاد الذي يحترم النصوص الشرعية ويبحثها في حَيْدَةٍ ونزاهة شيء، والتطوير الذي يهدف إلى تسويغ قيم الحضارة الغربية شيء آخر. الاجتهاد الذي يتمسك بمبادئ الإسلام يُقَوِّمُ بها عوج الحياة شيء، والتطوير الذي ينزل على الأمر الواقع، ويسوغ عوج الحياة بنصوص الشريعة شيء آخر. نقطة البدء في اجتهاد المجتهد هي هذا السؤال: هل يصح هذا الأمر شرعًا أو لا يصحُّ؟ أو: ما حُكْمُ الإسلام في هذا الأمر؟ ونقطة البدء في تطوير المطوِّر هي: ما النصوص الشرعية التي تُثْبِتُ صحة هذا الأمر؟ أو: ما النصوص الشرعية التي تُثْبِتُ حرمة هذا الأمر؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/102)
وخطر التطوير على الإسلام وعلى المجتمع الإسلامي يأتي من وجهينِ: فهو إفساد للإسلام يشوش قيمَهُ، ومفاهيمَهُ الأصلية بإدخال الزَّيْف على الصحيح، ويُثَبِّتُ الغريب الدخيل، ويُؤَكِّدُه، فبعد أن كان الناس يشاركون في تصاريف الحياة، وهم يعرفون أنَّ هذا الذي غُلِبُوا على أمرهم فيه ليس من الإسلامِ، والأمل قائمٌ في أن تَجِيءَ من بعدُ نهضةٌ صحيحة ترد الأمور إلى نِصَابِها عند الإمكان، يصبح الناس وهم يعتقدونَ أن ما يفعلونه هو الإسلام. فإذا جاءَهم مِنْ بعدُ مَنْ يريدُ أن يرُدَّهم إلى الإسلام الصحيح أنكروا عليه ما يقول، واتَّهموه بالجُمود والتمَسُّك بظاهر النصوص دون روحها.
وتَقْلِيدُ المَغْلُوبِ لِلغالب مرحلةٌ طبيعية طارئة تزول مع زوال الضعف. واختلاط الحق بالباطل والنافع بالضار في هذه المرحلة أمرٌ طبيعي كذلك. وهو مرحلة من مراحل التطور الصحيح، تَجيء بعدها التصفية والتمحيص عندما تزول غواشي الضعف والخمول. فإذا سَوَّغْنَا ذلك الغريب الدخيل – خيره وشره – تَسْويغًا إسلاميًّا في حال الضعف والعجز، فقد أَصَّلْنَاهُ من ناحية، وقد أقْحَمْنَا على الإسلام ما يُفْسِدُ بِنْيَتَه من ناحية أخرى؛ لأنه يُصْبِحُ أخْلاطًا من عناصرَ شَتَّى لا تجمعُها رابطة، ولا يَضُمُّها نظام، ولا يشبِهُ بعضها بعضًا. فهذا هو أحد الوجهَينِ في ضرر التطوير، وهو وجه لا يعني إلا المسلمين.
أمَّا الوجهُ الآخر لضرر التطوير – وهو الذي يعني أعداء الإسلام – فهو أن هذا التطوير ينتهي بالمسلمين إلى الفُرقَة التي لا اجتماع بعدها؛ لأن كل جماعة منهم سوف تذهب في التطوير مذهبًا يخالِفُ غيرها من الجماعات. ومع توالي الأيام، نجد إسلامًا تركيًّا، وإسلامًا هنديًّا، وإسلامًا إيرانيًّا، وإسلامًا عربيًّا؛ بل ربما وجدنا في داخل هذا الإسلام العربي ألوانًا إقليمية تختلف باختلاف البلاد. بل لقد سمعنا مُنْذُ الآنَ أحد المنتسبينَ إلى الإسلام من الهنود يتحدث في (مؤتمر برنستون للثقافة الإسلامية والحياة المعاصرة) سنة 1953 عن الإسلام الهندي الحديث (ص 78، 81). وسمعنا "سمث" يروي عن أحد المسؤولينَ من التُّرْك في كتابه ( Islam In Modern History) كلامًا يتحدث فيه عن إسلام تُركيّ خاص (ص 193).
وبعد فلنعد إلى استئناف الحديث من حيث قطعناه في الفصل السابق. ولنتابع أحداث القصة التي وصلنا معها إلى نهاية الجيل الأول. جيل الطهطاوي، وخيرالدين، والتنظيمات، وإلى أول المرحلة الثانية التي بدأت مع الاستعمار.
برز في مطلع هذه المرحلة الثانية التي نتناوَلُها الآن بالكلام رجلٌ غريب الأطوار، يحيط سيرتَهُ وأهدافَه كثيرٌ من الغموض، الذي لم تكشفِ الأيَّامُ حقيقَتَهُ بعدُ. وقد ترك هذا الرجل الغريب أثرًا عميقًا في توجيه الفكر الإسلامي والأحداثِ السياسيَّة، في هذه الفترة وفيما تلاها. ولا يزال أثره باقيًا ومِيسَمُه واضحًا حتى الآن. ذلك هو جمال الدين الأفغاني، كما هو مشهور عند الناس، أو (المُتَأَفْغِن) كما كان يسميه أبو الهدى الصيادي، أو الإيراني كما هي الحقيقة في واقع الأمر.
وإذا ذكر اسم الأفغاني الذي يمثل تمثيلاً قويًّا ذلك التيار الثاني الذي أشرنا إليه – وهو التغريب – فلا بد أن يذكر معه خليفته في هذا الميدان وأبرز تلاميذه، الذي طبق مذهبه، وعمل على تدعيمه ونشره وهو محمد عبده، الذي لا يكاد يذكره أتباعه المتعصبون له إلا مقرونًا بلقب "الإمام".
والحديث عن الأفغانيّ ومحمد عبده طويل يحتاج إلى فُسْحة من الوقت. لذلك فضلت أن أُفْردهما بحديث خاص، وأن أتخطَّاهُما الآنَ إلى الكلام عن التيار الثالث الذي يتمثَّل في جماعة من نصارى العرب، الذين كانوا يشجِّعون الاتجاهات العِلْمانيَّة التحرُّريَّة، وهو تيار لم يؤثر تأثيرًا مباشرًا في الفكر الإسلامي؛ لأنه كان – بحكم ظروف أصحابه – لا يعرض له بخير أو بشر، لا يؤيده ولا يعارضه. وكل ما في الأمر أنه كان يدعو إلى ما كان يسمى عند أصحابه بالفكر الحر. لا يحدد موقف الدين من الموضوعات العلمية والحضارية التي يتكلم فيها ولا يبالي به. وهذه هي العلمانية التي تقوم عليها حضارة الغرب في صميمِها. ولم يكن هذا الفريق من نصارى العرب، ومن نصارى الشاميين على وجه الخصوص وحدَهُ في هذا الميدان. فقد كان يشاركه في الدعوة إلى الفكر الحر الذي لا يتقيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/103)
بالدِّين طائفةٌ من المسلمين. ولكن أهمية هذا الفريق وإشارتنا إليه على وجه خاص ترجع إلى أمرين:
أولهما، هو أنَّ كرومر قد أشار إليهم في كتابه " Modern Egypt"، حيث ذكرهم في الطوائف التي أعانتِ السِّياسة الاستعمارية في تحقيق أهدافها، كما أعانوا الخديوي إسماعيل من قبلُ، حين استخدمهم في تنفيذ سياسته التي تقوم على إدخال الحضارة الغربية في مصر [2] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn2).
والأمر الثاني: هو أن هذا الفريق، بحكم ظروفه التي ذكرتها من قبل – وهي ظروف طبيعية ليس فيها شذوذ عن المألوف – وبحكم ما كان يَحْظَى به من حمايةٍ أجنبيَّةٍ ولا سيما في مصر، قد كان أسبَقَ النَّاس إلى تأسيس الصحف. بعض هذه الصحف كان يوميًّا يحمل أنباء الأحداث العالمية، والأفكار والمذاهب السياسية، مثل صحيفة الأهرام، والمقطم، ومثل الصحف التي أسَّسها الأفغانيُّ ومَنَحَ امتيازها لرجلينِ من أبناء هذه الطائفة، وهما أديب إسحاق، وسليم نقاش. وبعضها الآخر كان أدبيًّا علميًّا، ينشر أخبار التطورات الحضارية والثقافية الغربية في العلوم والمخترعات، وفي المذاهب الاجتماعية، وفي الأدب والفلسفة والفنّ، وتمثله صحيفة المقتطف، التي انتقلت إلى مصر سنة 1884 – وكانت قد ظهرت قبل ذلك بثمانية أعوام في بيروت - وصحيفة الهلال، التي أنشئت في مصر سنة 1892. وهذا النوع الأخير الذي تمثِّلُه هاتان الصحيفتانِ، هو الذي يعنينا في هذا المكان؛ لأن أصحابه هم الذين تَزَعَّمُوا الدعوةَ إلى العِلْمانية والتَّحرُّرِية في الفِكْر العربي الحديث. وأهميَّة هذه الصحف لا ترجع إلى ما كانتْ تُذِيعه من آراء فحسب، ولكن أهميتها الكبرى ترجع إلى أنها كانتْ مركزًا لتنشئة الجيل التَّالي من الصحفيينَ على هذه المبادئ العِلْمانيَّة، وهو الجيل الذي ربَّى بدوره جيلا آخر، جاءت وتَجِيءُ من بعده أجيالٌ على شاكلته، فلم نبلغ منتصف القرن العشرين، حتى كانتِ الصَّحافةُ كلُّها في أيدي العلمانيين؛ كما لاحظ جِب ( Gibb) في كتابه " Whither Islam".
وقد ذكر ألْبرت حوراني في كتابه الذي ظهر سنة 1962 " Arabic Thought In The Liberal Age" أنَّ المسيحيِّينَ كانوا أسبَقَ أبناءِ العرب اتّصالاً بالثقافة الغربية. وأرجع ذلك إلى نشاط البَعَثَات التَّبْشِيريَّة، وانتشارِ مَدارِسِها وأدْيرتها في الشام، وفي المنطقة الساحلية منها بنوع خاصّ، مُنذُ بداية القرن الثامنَ عَشَرَ. ومع أنَّ الثقافات التي كانتْ تحملها المدارس التبشيرية، من كاثوليكية وبروتستنتية، لم تكن تتجاوز الدائرة الدينية، فإنَّ معرفةَ اللُّغةِ الفِرِنْسية واللغة الإنكليزية قد فتح آفاقًا جديدة للقِراءة أمام المسيحيينَ، فبدؤوا يقرؤون كتبًا تصور الثقافة الفرنسية الجديدة، التي تمثل علمانية الثورة الفرنسية، وأخذنا نسمع قي القرن التاسع عشر عن رجل مثل ميخائيل مشاقة، يحدثنا في كتابه "الجواب على اقتراح الأحباب" أن الشكوك بدأت تساوره في عقائده الدينية، وأنه وجد في مجتمعه كثيرًا من الناس الذين يفكرون على شاكلته [3] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn3).
وفي الوقت نفسه ظهر في النصف الأول من القرن التاسِعَ عَشر، للمرة الأولى في العصر الحديث، عالم لغوي مسيحي هو ناصيف اليازجي، ثم أخذ عدد المهتمين بعلوم اللغة العربية من المسيحيينَ العرب يتزايد، وظهر بينهم عدد من الكتاب والشعراء [4] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn4).
وبهذه الصلات الثقافية بين مسيحيي العرب وبين الثقافة الفرنسية والإنجليزية من ناحية، وبهذا الكَلَف الجديد بالدراسات العربية من ناحية أخرى، فُتِحَتْ عيونهم على عالَمَينِ جديدَينِ خارج الكنيسة وخارج المدارس التبشرية، وهَيَّأَهُمْ ذلك لظهور الفكر العِلْماني المُعادي للكنيسة في كثير من كتاباتهم، في الوقت الذي لم يكن فيه لهذا الفكر أثر بين معاصريهم من كتاب المسلمين ومُفَكِّرِيهِمْ [5] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn5).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/104)
وحين غزا محمد علي سورية في النصف الأول من القرن التاسع عشر تجمع السوريون بمختلف عناصرهم، من سُنِّيِّينَ وشِيعِيِّينَ ودُروز ومسيحيينَ على مُقاومَتِهِ، فكان لهذا التجمع أثر كبير في الإحساس بالرابطة الوطنيَّة التي تقوم على المواطنة ولا تقوم على الدين. ومن الحق أنَّ هذه الوحدة لم تدم طويلاً، وأنها قد انهارتْ في الصراع الطائفي الذي دار في أحداث سنة 1860، ولكنها كانت نقطة البدء في الشعور بالوحدة القومية. بل إنَّ أحداث سنة 1860 التي كانت سببًا في انهيار هذه الوحدة هي التي فتحت الطريق أمام الجيل الأول من دعاة الوطنية، الذين ينادون بأنَّ الولاء الديني لا يصلح أساسًا للحياة السياسية. فأصدر بطرس البستاني خلال هذه الأحداث عددا من النشرات شعارها "حب الوطن من الإيمان". وكان نداؤه فيها موجهًا إلى "أبناء الوطن"، وكان يوقعها باسم "محب للوطن" [6] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn6).
ثم أسس في سنة 1863 مدرسة خاصة على أساس وطني – لا على أساس ديني – تدرس فيها اللغة العربية والعلوم الحديثة. وأخذ يدعو إلى اقتباس فكرة الوطنية القومية من أوروبا، وينادي بأن كل الذين يتكلمون العربية، مسلمينَ كانوا أم مسيحيينَ، عرب أولاً وقبل كل شيء. وبذلك كان أوَّل مسيحي يدعو إلى العروبة، ويتكلَّم باعتزاز عن الدم العربي الذي يجري في عروقه [7] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn7).
وفي الوقت نفسه كان هذا الرجل، الذي بدأ حياته بالعمل مع البعثات التبشيرية البروتستنتية وفي القنصليتينِ الإنكليزية والأمريكيَّة، من أنشط العرب في نقل الحضارة الغربية وتطويع اللغة العربية للتعبير عما تضمَّنته من مفاهيم وآراء. فكان من أهم ما اضطلع به من الأعمال إصدار دائرة معارف، حاول ابنه سليم من بعده أن يتمها، فبلغت أحد عشر مجلدًا كبيرًا، وكانت هذه الموسوعة الضخمة تتضمَّن معلومات مختلفة في العلوم الغربية الحديثة؛ كما كانت تحتوي على كثير من أفكار أوروبا وأمريكا العلمانية المتحرِّرة [8] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn8).
حين كان السؤال الذي يشغل بال المسلمين هو: كيف السبيل إلى النهضة والقوة؟ كان السؤال الذي يشغل بال النصارى هو: كيف يضمنون حقوقهم بوصفهم أقلّيَّة في مجتمع إسلامي؟ وحين كان الحلم الذي يراود خيال المسلمين هو استرداد مجدهم القديم، كان الحُلْمُ الَّذي يراود خيال النصارى هو حُرّيَّة التديّن، والمساواة، والتَّسامح، والاحترام المتبَادل بين أبناء الطوائف المختلفة. وهذه كلها قيم ومُثُل يتضمَّنُها الإسلام؛ كما تتضمَّنها العلمانية، ولكن انتشار الثقافات الغربية العلمانية وتدخُّل الدول الغربية من ناحية، وسوء تطبيق المبادئ الإسلامية في أواخر أيام الدولة العثمانية من ناحية أخرى، كان سببًا في تعلق أحلام هذا النفر من المسيحيينَ بالعلمانية [9] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn9)، وفي سعيهم إلى جعل لبنان على وجه الخصوص دولة علمانية على الطراز الأُوروبي، تكفل حقوقًا متساوية لكل المواطنين على اختلاف أدْيانهم، وتشملهم جميعًا في رابطة وطنية واحدة. ولم يكن المسلمونَ في ذلك الوقت على استعداد لقبول هذه المبادئ، كما هو الشأن مع النصارى الذين لم يكن يربطهم بالدولة العثمانية شعور قلبي بالولاء [10] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn10).
كانت هذه الآراء ممثلة أوضح تمثيل في صحيفة (الجنان) التي أصدرها بطرس البستاني سنة 1870، ثم تابع ابنه سليم إصدارها من بعده، حتى توقفت بعد ستة عشر عامًا، بسبب تضييق السلطات العثمانية عليها. وكان من نتائج هذا التضييق تفكير بعض تلاميذ البستاني في الانتقال إلى القاهرة، حيث يتوافر عدد أكبر من القراء، وحرية أكثر في التعبير، وحماية أقوى للآراء التحررية من جانب الاستعمار الإنكليزي، ومن جانب رجال متحررين ذَوِي نفوذ مثل رياض باشا [11] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn11).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/105)
فانتقل إلى القاهرة يعقوب صرَّوف، وفارس نمر، صاحبا "المقتطف"، كما انتقل إليها جرجي زيدان صاحب "الهلال". وكلاهما قد تخرج في الكلية البروتستنتية السورية، التي سميت من بعد "الجامعة الأمريكية". ثم تبِعَهُم آخرون مِمَّن أسَّسوا صُحُفًا ومجلات، أو شاركوا في تحرير الصحف التي أنشأها صرَّوف ونمر وزيدان.
اهتمت مجلة "المقتطف" بالعلوم الطبيعية، وبالكشوف العلمية والصناعية الحديثة، بينما اتجهت "الهلال" إلى الدراسات الإنسانية، من أخلاق واجتماع وتاريخ ولغة وأدب وآثار. وعملا في تعاون كما يعمل شِقّا المقراض على تطوير الفكر الإسلامي وإشرابه الروح العلمانية التحررية، التي سادت أوروبا في القرن التاسع عشر، التي تعتبر العلم بمعناه الغربي الحديث الذي يقوم على التجرِبة وعلى منطق البحث العقلي، لونًا من العبادة التي تستحق أن يكرس لها الإنسان عمره، والتي يجب أن تقوم مقام الدين في التمييز بين الخير والشر، بناء على نظم إنسانية عالمية يلتقي عندها أفراد البشر جميعا، بإقرار العقل لما تتضمَّنه من الأفكار، ومن المبادئ الخلقية [12] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn12).
وقد تجنَّبت المجلتان كل ما يتصل اتصالاً مباشرًا بالسياسة المحلية أو الدين، ولكنهما كانتا تسيران على تخطيط ثابت مدروس تَخفى آثاره على غير المدقق البصير، وتعملان في بطء دَؤُوب على الوصول إلى أهدافهما. فكان كُلُّ ما يَنْشُرَانِه يُقِرّ في أذهان القرَّاء ويعمّق في وعيهم تصورًا جديدًا للحق: ما هو؟ وكيف ينبغي أن نبحث عنه؟ وماذا يجب على القارئ العربي أن يعرف لكي يصل إليه؟ هذا التصور الجديد يقوم على أنَّ العلوم أساس الحضارة الصحيحة، وأن العلوم والمذاهب التي تتضمَّنها الحضارة الغربية ذات قيمة عالمية، وأن من الممكن إيجاد نظام أخلاقي اجتماعي يستند إلى هذه الكشوف والمذاهب الجديدة، التي هي السر في قوة الغرب الاجتماعية وأن أساس هذا النظام الأخلاقي الجديد هو الوطنية، وأنَّ هذه الرابطة يجب أن تتقَدَّم على سائر الروابِط الأخرى، حتى الدينيَّة [13] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn13). وأنَّ التصوُّرات الأخلاقية والاجتماعية القديمة، التي تقوم على الإيمان وعلى الدين، أو ما يسمُّونه (الميتافيزيقا) أو (العقلية الغيبية)، ليست إلا طوْرًا من أطوار البشرية في طفولتها الأولى، لا تلبث أن تتخطاه، حين تستقلَّ بنفسها وتستغني بعقلها.
وكان يؤكد هذا الاتجاه ويقوّيه عددٌ آخر من صحف ومجلات أقل نفوذًا وانتشارًا، مثل: الجامعة لفرح أنطون، وطائفة من الكتب التي تدور حول النظريات العلمية والمذاهب الاجتماعية والأخلاقية والتربوية الجديدة، التي تقدم صورًا جديدة من البطولة ومن الأبطال من مختلف الأجناس والنِّحَل، تزاحم على مضي الزمن صور البطولة الإسلامية وأبطال المسلمينَ، وتصبح من حيث يشعر قُرَّاؤها، ومن حيث لا يشعرون قدوة تُحْتَذَى، ومثالا ينسج على مِنْوالِه.
كانت هذه التيارات الثلاثة تتفاعل متعاونة في السيطرة على المجتمع، وفي مصارعة الاتجاه الإسلامي المحافظ، الذي كان يتخلَّى يومًا بعد يوم عن مكانه وعن وظيفته. وليس الخطر الذي يُهَدِّدُ المجتمع الإسلامي ناشِئًا عن هذا الصراع، فالصراع بين الأصيل والدخيل سُنَّة من سنن الله العليم الحكيم، يضرب فيها الحقَّ والباطل: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} [الرعد: 17].
ليس هذا الصراع إذن مصدر خطر؛ بل إنه – في تقديري - يدعو إلى التفاؤل والاطمئنان. ولكن مصدر الخطر وعلامته هي أن يزول هذا الصراع، وأن يفقد الناس الإحساس بالفرق بين ما هو إسلامي وما هو غربي. إنّ فُقْدَان هذا الإحساس هو النذير بالخطر؛ لأنه يعني فُقْدان الإحساس بالذات. فالجماعات البشرية إنما تدرك ذاتها من طريقينِ معًا: من طريق وحدتها التي تكونها المفاهيم والتقاليد والمشتركة، ومن طريق مخالفتها للآخرين التي تنشأ عن المُغايَرة والمُفَارقَات. ولذلك كان الخطر الذي يَتَهَدَّد هذه الوحدة يأتيها من طريقينِ: الشعوبية التي تفتنها، والعالمية التي تُمَيِّعُها، فزوال الإحساس بالمغايرة والمفارقة هو هدم لأحد الركنينِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/106)
اللذينِ تقوم عليهما الشخصية، وهذا هو ما لا نُريد أن يكونَ. نريد أن يظل هذا التمييز بين ما هو إسلامي وبين ما هو طارئ مستجلب – شرقيًّا كان أو غربيًّا – حيًّا في نفوس الأجيال الصاعدة والتالية، وهي أمانة تلقَّاها جيلنا عمن قبله، ولا بد أن يحملها إلى من يجيء بعده.
الفصل الثالث: الأفغَاني ومحمّد عَبده:
الاهتمام بالأفغاني ومحمد عبده يَسْتَنِدُ إلى اعتبارينِ: أولهما: هو أنَّ الصورة الشائعة المعروفة عنهما بين الناس تخالف حقيقتَيْهِما، وهذه الصّورة الشائعة تستمِدُّ وجودها وقوتها من الدعاية الدائبة التي لا تَفْتُر، والتي تسهر عليها قوى ومؤسسات قادرة ذات نُفُوذ. ولذلك كان الكشف عن حقيقتيهما محتاجًا إلى مجهود كبير، وإلى مزيدٍ من الدَّأب يُقابل دأب الدعاية المبذولة في تدعيم مكانيهما. وثاني هذينِ الاعتبارين: هو أنَّ جلاءَ حقيقة الرجُلينِ يتبعه جلاء حقيقة كثير من الأوهام التي تأصلتْ في نفوس الناس تبعًا لاستقرار شُهْرتَيْهِما فيها، فكشف الستر عنهما هو في الوقت نفسه كشفٌ للستر عن أباطيلَ كثيرةٍ ترتبطُ بهما، وتستمدُّ قوتها وبريقها الخَدَّاع من شُهْرَتَيْهِمَا، ومن ارتباطِها بهما.
أول ما يَريبُ الباحث في أمر الأفغاني تعميتُه أصلَه ونسبَهُ، فقد زعم أنه أفغانيُّ سُنِّي، ثم أثبت البحث الحديث بأدلَّة لا تَقْبَل الشكَّ أنه كان إيرانيًّا شيعيًّا، وزعم أنه شريف النسب، حسيني الجد، وهو زعْمٌ لم يقم عليه دليل، والذي يكذب على الناس في بلده خليق أن لا يصدق في نسبه.
أما الأدلَّة على أنه إيراني شيعي، فهي صريحة متعدّدة في الكتاب الذي ألَّفه ابن أخته ميرزا لطف الله خان، الذي كان يلازمه في زياراته لإيران. وقد مات ابن أخته هذا سنة 1340 هـ (1921 – 1922م) فعهد ابنه صفات الله الأسد بادي إلى حسين كاظم زاده بنشره، فنشره في برلين لأول مرة سنة 1344 هـ (1926 م)، حيث كان يقيم وقتذاك. ثم ترجم الكتاب إلى العربية سنة 1957م تحت عنوان "جمال الدين الأسد بادي". وقد أثبت المؤلِّفُ والمترجمان بأدلَّة كثيرة أنَّ جمال الدين كان إيرانيًّا من أسد آباد (بالقرب من همذان)، وكان شيعيًّا. ولم يكن أفغانيًّا من أسعد أباد (من أعمال كابل بأفغانستان)، وكما لم يكن سنيًّا حنفي المذهب، على ما كان يزعمه وعلى ما هو مشهور حتى الآن بين الناس. فبقية أسرته لا تزال في أسد أباد. وقد حقَّق نسبه وزار أسرته عنايت الله خان، عم أمان الله خان ملِك الأفغان الأسبق. واسم والده واسم خادمه يدلان على أنَّه شيعِيٌّ إيراني. فاسم والده (صفدر)، يعني (مفرق الأعداء)، وهي عند الشيعة صفة لسيدنا علي - رضي الله عنه - والاسم وقف على الشيعة، لا يتسمى به أحد من الأفغانيين. واسم خادمه الذي كان يلازمه دائمًا، والذي تركه بعد رحيله عن مصر في رعاية تلميذه محمد عبده، هو (أبو تراب)، وهي كنية سيدنا علي - رضي الله عنه - ولا وجود لهذا الاسم في غير إيران. ولهجة جمال الدين الفارسية تَقْطَعُ بأَنَّهُ إيراني، وأصدقاؤه المقربون الذين كانوا يلازمونه في الأستانة كانوا من الإيرانيين. وكان تفكيره دائمًا متجهًا إلى إيران، وإلى اتّخاذها مركزًا للجامعة الإسلامية التي كان يدعو إليها؛ كما يبدو من مقال له في "العروة الوثقى" [14] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn14).
وثقافة جمال الدين الفلسفية وتوسُّعه في دراسة المنطق وعلم الكلام، إلى جانب دراسة الفقه وعلم الأصول، هي الدراسة الشيعية التقليدية، التي تنمي ملكة الجدل وقوة الاستدلال. والدراسة السنية تتبع طريقًا آخر يقوم على دراسة الفقه والأصول والحديث والتفسير واللغة والأدب.
ولكن جمال الدين أخفى أصله الإيراني؛ لأنه كان يريد أن يخفي تَشَيُّعَه عن الناس في البلاد العثمانية التي تنقل فيها، وأهلها سنية حنفية كالأفغان. وقد استفاد جمال الدين من انتسابه للأفغان؛ لأنه أصبح بعيدًا عن سلطة ممثلي إيران وقناصلها في الخارج. وكان من السهل أن تَرُوج أفغانيته بين الناس في البلاد التي نزلها؛ لأن أفغانستان لم يكن لها تمثيل خارجي في ذلك الوقت، وكان للإنجليز نفوذ كبير فيها، فكانوا يرعون أتباعها في الخارج.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/107)
ومما يَريب الباحثَ في أمر جمال الدين وأهدافه أيضًا أن أكثر نشاطه كان سريًّا، فقد كان أول من أدخل نظام الجمعيات السرية في العصر الحديث في مصر، وكان حيثما حل يؤسس الجمعيات السرية وينشرها، فأسس الحزب الوطني الحر في مصر أثناء إقامته بها، وكان حزبًا سريًّا، لم يمضِ على تأسيسه عام واحد حتى أصبح أعضاؤه 20180 عضوًا، وأصبح له رصيد ضخم في المصارف [15] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn15).
وأنشأ جمعية "مصر الفتاة" السرية، وأنشأ صحيفة تنطق باسمها هي صحيفة "مصر الفتاة"، ولم يكن فيها مصري واحد؛ كما روى تلميذه محمد عبده في كتاب "أسباب الحوادث العرابية"، وكان أغلب أعضائها من شبان اليهود [16] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn16).
وأنشأ أثناء إقامته في الهند جمعية "العروة الوثقى" السرية، التي امتد نشاطها إلى الشام وإلى مصر وإلى السودان وتونس. وكان من أعضائها الأمير عبدالقادر الجزائري، ومن اختار من أنجاله ورجاله، ومنهم محمد أحمد المهدي السوداني الذي تتلمذ على الأفغاني في مصر أربع سنوات [17] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn17).
وقد حفظ الجزء الثاني من "تاريخ الأستاذ الإمام" لمحمد رشيد رضا عددًا من الرسائل التي تداوَلَها محمد عبده مع أعضاء هذه الجمعية، وهي مليئة بالإشارات والرموز. وبعض هذه الإشارات يدل على أن محمد عبده قد دخل سرًّا إلى مصر؛ استعدادًا لدخول السودان والاتصال بالمهدي، ومر أثناء هذه الجولة بتونس وبالشام، حيث كان يعمل على (إحكام العروة وتمكين عقودها) حسب تعبيره [18] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn18). وكانت صحيفة "العروة الوثقى" التي أنشأها جمال الدين مع تلميذه محمد عبده في باريس هي الصحيفة الناطقة باسم الجمعية السياسية السرية.
ثم أنشأ محفلاً ماسونيًّا تابعًا للشرق الفرنسي، ضم إليه عددًا كبيرًا من أصحاب النفوذ في مصر بمساعدة رياض باشا رئيس الوزراء. وهو الذي استقدمه إلى مصر، وتولى رعايته فيها، وأجرى عليه راتبًا شهريًّا، وأعدَّ له سكنًا في خان الخليلي، ويقال: إنه كان في حارة اليهود [19] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn19).
ويتصل بهذا النشاط السري الذي لازمه في كل مكان تهييجُه على الثورات، وتشجيعه على تأسيس الصحف التي تخدم أغراضه، وتنشر آراءه، وتشيد بذكره، فهو الذي أنشأ صحيفة "مصر". وعهد بإدارتها إلى أديب إسحاق، وكان قد قدم إلى الإسكندرية للاشتراك في التمثيل المسرحي مع سليم نقاش، ثم أسس صحيفة "التجارة" بالإسكندرية، وعهد بإدارتها إلى أديب إسحاق وسليم نقاش، فكانا لا يزالان يُشيدانِ بذكره، في مثل قولهما: "مهبط أسرار الحكمة وإسطرلاب فلك العلوم، وإسطقس هَيُولى الفلسفة"، إلى غير ذلك مما اعتادا أن يصفاه به [20] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn20).
وقد طلب إلى تلميذيه محمد عبده وإبراهيم اللقاني أن يساهما في تحرير صحيفة "التجارة"، وكان هو نفسه يشترك ببعض مقالات، يوقعها باسم مستعار هو (مُظْهِر بن وَضَّاح).
وليس مُهِمًّا أن تكون المبادئ التي تُنشر على الناس وتذاع سليمة أو منحرفة، فالذي يُنْشَر على الناس دائمًا نظيفٌ وسليمٌ. ولكن المهمَّ هو أن الذين يشتركون في التنظيمات السرية يجهلون دائمًا حقيقة أهدافها، ولا يعْرِفون إلا ما يريد رؤوس التنظيم السِّرّي أن يعرفَ بين الناس. والدارس لتاريخ الدعوات السرية في الإسلام، ولتاريخ الباطنية أو الإسماعيلية على وجه الخصوص يرى الشاهد على ذلك في بدْئِهم بالدعوة إلى إعلاء كلمة الله وإنصاف المحرومين، وانتهائهم آخر الأمر إلى عقيدة فلسفية تنكر الأديان، وتخوض في دماء المسلمين. وغاراتهم على قوافل الحُجَّاج، وتنكيلهم بهم في المسجد الحرام أمر مشهور في كتب التاريخ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/108)
وقد غمس جمال الدين يده فعلاً في الدم الحرام، وكان مستعدًّا دائمًا لأن يغمس يده فيه، فهو مسؤول عن اغتيال ناصر الدين شاه إيران. كان لا يزال يُؤَلِّب عليه في كل مكان منذ طرده من إيران 1891م، وأخرجه من الضريح المقدس عند الشيعة الذي كان قد عاذ به ولجأ إليه، وهو (بقعة حضرة عبدالعظيم المقدسة). فاتصل برجل هارب من إيران يدعى (ميرزا رضا الكرماني) وحرَّضه على قتله، فتسلَّل إلى إيران واغتاله سنة 1896 في المكان نفسه الذي طرد منه الأفغاني [21] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn21)، وقد فكر الأفغاني بموافقة محمد عبده في اغتيال الخديوي إسماعيل أثناء مروره على كوبري قصر النيل، لأن جمال الدين كان متفقًا على برنامج الحكم مع ابنه توفيق، الذي كان قد نجح في ضمه إلى محفله الماسوني. وقد اشترك من بعد مع نوبار باشا في السعي لعزل إسماعيل [22] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn22).
وليس مهمًّا أن يكون الذينَ اشترك في اغتيالهم، أو دبره وفكر فيه، مُفْسدينَ أو مصلحينَ. ولكن المهم هو أنه كان يتخذ الاغتيال وسيلة من وسائله السياسية، ويخوض الدماء في سبيل الوصول إلى أهدافه، وهو ما لا يحله الإسلام، ولا يفعله مسلم يؤمن بالله، ويخشى عذابه، ويقف عند حدوده. وهو يذكِّرُنا مرة أخرى بوسائل الإسماعيلية الباطنية، ولاسيما الحسن بن الصباح صاحب قلعة (ألْمُوت).
إنَّ الدَّارس المدقق لسيرة جمال الدين لا يملك إلا أن يتوقف أمام كثير من الظواهر الغريبة في سيرته. إنه يتساءل: فيمَ تَنَقُّلُه السريع المفاجئ الذي لا يفتر، بين إيران وبلاد الأفغان والهند والحجاز ومصر وتركيا وفرنسا والنمسا وإنجلترا وروسيا؟، وفيمَ هذه الأزياء المختلفة التي كان يلبسها لكل بلد، والتي يحفل بصورها كتاب ابن أخته ميرزا لطف الله خان؟ فهو في زي عربي تارة، وفي زي علماء الشيعة تارة أخرى، ومع جماعة من كبار علمائهم ومجتهديهم تارة ثالثة، وفي طربوش تركي تارة رابعة، وفي زي أفغاني تارة خامسة. فيمَ كل هذا، وباغي الخير لا يحتاج إلى التستر والتخفي، وإنما يتخفَّى المريب؟؟ ومن أين كان ينفق على هذه الرحلات؟ وفيمَ كانت صلته بالمستر بلنت، ذلك الرجل الغريب، الذي كان لا يفتر عن التنقل بين مضارب الأعراب في مصر وفي سورية وفي نجد؟ يدعو المصريين إلى الثورة، ويتكلم بعد وقوعها باسم عرابي، ويقدم له صورًا مضلِّلَة عن صفته الرسمية وقدرته السياسية وقوة الجيوش الإنكليزية، ثم يدافع عنه بعد اعتقاله؟! ويدعو العرب إلى إنشاء دولة عربية؛ لأن الدولة العثمانية على وشك السقوط والانحلال، ولا ينبغي أن يشاركها العرب هذا المصير، فيجب أن يُكَوِّنُوا دولة عربية حليفة لإنجلترا تصبح مقرًّا للخلافة الإسلامية، ويكتب في ذلك كتابه المشهور، الذي سماه "مستقبل الإسلام" ( The Future of Islam)، والذي كان مصطفى كامل زعيم الحزب الوطني في مصر أول مَنْ تَنَبَّهَ إلى خُطُورته؟! فيمَ كانت صلة الأفغاني بهذا الرجل، ينزل ضيفًا عليه عندما زار إنجلترا، ويكتب إلى محمد عبده من بورسعيد وهو في طريقه إليها يطلب إليه أن يكون رده بعنوان المستر بلنت؟ بل فيمَ كانت صلته بإنكلترا، يلجأ إلى سفيرها في الأستانة؛ لكي يساعده على الخروج من تركيا، حين غضب عليه السلطان عبدالحميد [23] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn23)؟
وباسم مَنْ كان يفاوض الإنجليز في الوصول إلى اتفاق مع تركيا ضد روسيا؟ ومع المهدي للاعتراف باستقلال السودان؟ وما هذا الخليط من اليهود والنصارى الذي يجتمع حول الرجل الذي كان صوته أعلى الأصوات في الدعوة إلى الجامعة الإسلامية، وفي التنديد بفساد المجتمع الإسلامي والدعوة إلى إصلاحه؟ سليم نقاش صاحب الكتاب الذي يحمل عنوانًا غريبًا في إبَّان الدعوة إلى الجامعة الإسلامية وهو "مصر للمصريين" شامي نصراني. وأديب إسحاق من نصارى الشام أيضًا. وكان إذا ذكر بعد موته في مجلس الأفغاني جاشت نفسه بالحزن وهو يقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون". وطبيبه الخاص يهوديٌّ يدعى هارون. وقد كان هو ونصراني آخر يدعى جورجي كونجي هما اللذان شهدا احتضاره وحدَهُما [24]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/109)
( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn24). والذي كان يساعده في تحرير صحيفة "العروة الوثقى" مع محمد عبده رجلٌ مريب من إيران يدعى ميرزا باقر، كان قد تنَصَّر وصار داعية للنصرانية هناك مع جمعية للمبشرينَ، ثم عاد إلى الإسلام؛ ليشارك في تحرير الجريدة الداعية إلى الجامعة الإسلامية [25] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn25). ومجالس الأفغاني كانت تضم خليطًا من المسلمين والنصارى واليهود. هذا بالإضافة إلى ما أُشِيع من أنه كان ينزل في حارة اليهود، ومن أنه ألَّف جمعية سرية أعضاؤها من شباب اليهود. ولماذا كانت عداوته الشديدة للاستعمار الإنكليزي وحده دون الاستعمار الفرنسي والاستعمار الهولندي؟ فلم ترد في صحيفة "العروة الوثقى" إشارة للاستعمار الفرنسي في الجزائر، كما لم ترد فيها إشارة للاحتلال الهولندي في أندونيسيا، ولم تُشِر الصحيفة إلا إشارة عابرة لاحتلال الهند الصينية. نحن نعرف أن الأفغاني كان ينتسب حين دخل مصر إلى المحفل الماسوني الأسكتلندي، ثم اختلف معه فتحول إلى المحفل الماسوني الفرنسي [26] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn26). فهل كانت عداوته للإنكليز مبنية على هذا الخلاف مع المحفل الماسوني الأسكتلندي، مع ما هو معروف من استغلال الاستعمار للمحافل الماسونية، إلى جانب ما هو معروف من صلتها بالصِّهْيَوْنِيَّة؟!
وبعد، فما هي الأعماق الحقيقية والأغوار البعيدة لدعوة جمال الدين الأسد بادي، التي كان يبدو على سطحها الظاهر دعوة متحمسة إلى إصلاح المجتمع الإسلامي، وجمع شَمْل المسلمين؟
يصف أبو الهدى الصيادي هذا الرجل في خطاب كتبه إلى رشيد رضا سنة 1898 م فيقول: إنه "مارق من الدين، كما مرق السهم من الرمية" [27] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn27).
ويقول تلميذه أديب إسحاق في ترجمته: "إنه أحس بميل للتصوف في بدء حياته، فانقطع حينا بمنزله يطلب الخلوة لكشْفِ الطريقة وإدراك الحقيقة ... ثم خرج من خلوته مستقر الرأي على حكم العقل وأصول الفلسفة القياسية" [28] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn28).
ووصفه سليم العنحوري حين ترجم له في شرح ديوان "سِحْر هاروت"، فقال: "إنه سافر إلى الهند، وهناك أخذ عن علماء البراهمة والإسلام أجل العلوم الشرقية والتاريخ، وتبحر في لغة السانسكريت أم لغات الشرق، وبرز في علم الأديان حتى أفضى به ذلك إلى الإلحاد والقول بقدمية العالم، زاعمًا أن الجراثيم الحيوية المنتشرة في الفضاء هي المكونة بترقٍّ وتحوير طبيعيَّيْنِِ ما نراه من الأجرام التي تشغل الفضاء ويتجاذبها الجو، وأنَّ القول بوجود محرّك أول حكيم (وَهْمٌ)، نشأ من ترقي الإنسان في تنظيم المعبود على حسب ترقيه في المعقولات" [29] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn29).
وقالت صحيفة "المقطم" في نعيه: "إنه كان منارًا للحرية والعرفان في كل مكان احتله ... فَقَدَ الشرق فيه عالمًا يُهْتَدَى بعلمه، وركنا يُعْتَمَد عليه، وداعيًا إلى الحرية يُقْتَدَى به في الدعوة إليها". وختمت الصحيفة النعي بقولها: "فنعزي جميع أنصار الحرية، ومحبي العلوم، والفضائل عن فَقْدِه" [30] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn30).
والحرية والأحرار أو أحرار الفكر هي ترجمة للكلمات الإنجليزية Free Thinkers, Liberals, Liberalism وهي – كما أسلفنا القول في المحاضرة السابقة – كلمات اصطلاحية، يراد بها إطلاقُ الفكر من كل قيد، ومن العقائد الدينية على وجه الخصوص.
ووصف رشيدُ رضا الأفغانيَّ بأنه كان يميل إلى وحدة الوجود، التي يشتبه فيها كلام الصوفية بكلام الباطنية، وقال: إنَّ كلامه في النشوء والترقي يشتبه بكلام داروين [31] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn31).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/110)
وكتاب رشيد رضا إليه، الذي كتبه في سنة 1310 (1892م)، والذي أورد نصه في كتابه "تاريخ الأستاذ الإمام" يثبت ذلك، حيث يبدأ بقوله: "الحمد لله على إفضاله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله، وعلى سيدي بل السيد المطلق ... سدرة منتهى العرفان، وجنة مأوى المحاسن والإحسان، الذي له في كل جو مُتَنَفَّس، ومن كل نار مُقْتَبَس، الإمام المفرد، والعقل المُجَرَّد ... بَدَل الأبدال، سيد الآل، الإنسان الكامل، الوراث الكامل، المرشد الكامل، مَهْبِط الفَيْض، مَصْعَد الكلم الطيب، مَجْلَى سر الجمال الأكمل" [32] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn32)
وأظهر منه في الدلالة على ذلك كتاب محمد عبده، الذي بعث به إليه من بيروت في 5 جمادى الأولى سنة 1300 هـ (1882 م) – بدأه بقوله:
"ليتنِي كنتُ أعلم ماذا أكْتُبُ إليك، وأنت تعلم ما في نفسي؛ كما تعلم ما في نفسك، صنعتنا بيديك، وأفَضْتَ على موادّنا صورها الكمالية، وأنشأتنا في أحسن تقويم، فبك عرفنا أنفسنا، وبك عرفناك، وبك عرفنا العالم أجمعين. فعِلْمُك بنا كما لا يَخْفَاك عِلْم من طريق الموجب. وهو علمك بذاتك، وثِقَتك بقدرتك وإرادتك، فعنك صَدَرْنا، وإليك إليك المآب".
وفيه يقول مخاطبًا الأفغاني:
"فصورتك الظاهرة تَجَلَّتْ في قوى خيالية، وامتد سلطانها على حسِّي المشترك، وهي رسم الشهامة، وشبح الحكمة، وهيكل الكمال، فإليها رُدن جميع محسوساتي، وفيها فنيت مجامع شهوداتي، وروح حكمتك التي أحييت بها مواتنا، وأنرت بها عقولنا، ولطفت بها نفوسنا، بل التي بَطَنْتَ بها فينا، فَظَهَرْتَ في أشخاصنا، فكنا أعدادك وأنت الواحد، وغَيْبك وأنت الشاهد، ورَسْمك الفوتغرافي الذي أقمته في صلاتي رقيبًا على ما أقدم من أعمالي، ومسيطرًا عليَّ في أحوالي، وما تحركتُ حركة، ولا تكلمتُ كلمة، ولا مضيتُ إلى غاية، ولا انْثَنَيْتُ عن نهاية، حتى تطابق في عملي أحكام أرواحك وهي ثلاثة، فمضيت على حكمها سعيًا في الخير، وإعلاء لكلمة لحق، وتأييدًا لشوكة الحكمة وسلطان الفضيلة، ولست في ذلك إلا آلة لتنفيذ الرأي المثلث وما لي من إرادة حتى ينقلب مربعًا".
وفي هذا الكتاب يقول:
"فإني على بينة من أمر مولاي، وإن كان في قوة بيانه ما يشكِّكُ الملائكة في معبودهم، والأنبياء في وحيهم".
وفيه يطلب نسخة من رسم فوتوغرافي حديث فيقول:
"ونستمنح من كرمه الواسع أن يمنَّ علينا بأمرين، أحدهما إرسال رسمه الفوتغرافي الجديد. فإن هذا الخادم كان عنده نسختان من الفوتغرافية الأولى، إحداهما أخذها أعوان الضبطية من بيتي عندما أودعت السجن، كما أخذوا كتاب الماسون بخط مولاي المعظم، والثانية استجدانيها سعد أفندي زغلول، وهو من خواصّ محسوبيكم. ولشفقتي عليه تركتها له أيامًا؛ ليعيش أعوامًا" [33] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn33).
ويشهد به كذلك كتاب الأفغاني إلى محمد عبده عند مروره ببورسعيد في طريقه إلى لندن، فقد بدأه بكلام غريب خرج فيه عمَّا جرت عليه عادة المسلمين، من البدء باسم الله وبحمده والصلاة على نبيه، فقال: "الابتهاج بجميل الصنع جزاءٌ تفيض به جامعة الكون على النفوس، كلما قامت بوظائف الوجود. والمَحْمَدة شهادة تبعث ملكوتُ وحدانيةِ الهيئةِ على بَثِّها مُتشخِّصاتِ الطبيعة في مشهد العالم، تخليدًا للجزاء، وتعظيمًا للأجر. فلك بجميع صنعك مع "العارف" الجزاء الأوفى" [34] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn34). وفي آخر هذا الخطاب يشير الأفغاني إلى عصابته الذين بايعوه بقوله: "وسلم على كل من عَرَفَنَا وعَرَفْنَاه، واعترف بنا وسلَّمنا له". كما يطلب إبلاغ سلامه: "لصاحب النفس الزكية، والهمة العلية، دولتلو رياض باشا، أيَّده الله تعالى".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/111)
ومن هذا القبيل أيضًا كتاب إبراهيم اللقاني إلى جمال الدين الأفغاني، الذي أرسله إليه من بيروت في 15 فبراير 1883 م الموافق 7 ربيع الثاني 1300 هـ حسب ما جاء في صدره، بتقديم التاريخ الميلادي على التاريخ الهجري [35] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn35). وقد بدأه بقوله: "إن راسل سواي حظيرة قدس مولاي، وأنا لم أفعل فلا عجب ولا عقوق، فإني أَخَصُّ خَشَمِ تلك الحظيرةِ، وأقربهم إلى قُدْسها، فأنا أشدُّهم خوفًا من مولاي، وأبعدُهم تصوُّرًا لعظمته، وما تصوَّرت غير العجز عن التصور. فكلما نَزع بي الوجد إلى المراسلة، غشيني من هذا التصور غاشٍ عمَّنِي هيبة ودهشة، وأفعمني ذُهولاً وغشية، حتى لا أعقلَ إلا العجز، ولا أعيَ إلا القصور، ولا أسمعَ إلا الزجر، ولا أبصرَ إلا الحطَّة، ولا أحسَّ إلا الضعف، ولا أجد إلا الحيرة؛ بل هذه كلها كلمات أكني بها عما يعروني حينئذ من الأحوال؛ كما يكنَّى بِما في الدنيا عما في الجنة".
وفي هذا الخطاب يعتذر إبراهيم اللقاني عما: "اقترفه من سوء الأدب بسبب الجرأة على إرادة مراسلة مولى لا تُطاولُ أعناقُ الحكماء موطئَ نَعْلِه في العَلْياء، مولى لا ندري هل هو يعلم الحكمة أم الحكمة تعلمه؟!، ولا نفقه مَنِ المعنى، ومن المَبْنَى منهما؟!، مولى لا نتحاشى أن نَقُول فيه: إن روح الطبيعة برزت في ثيابه؛ لتهدي عالمها إلى ما تريده من أسرارها".
والآراء السائدة في هذه الرسائل، والتي هي قدر مشترك بين الأستاذ وتلاميذه، من مثل كلام الأفغاني عن "جامعة الكون" و"ملكوت وحدانية الهيئة" و"متشخصات الطبيعة" وكلام المويلحي عن "روح الطبيعة"، وغلو محمد عبده في وصف الأفغاني بما لا يوصف به إلا الخالق جل شأنه، وجرأته على الملائكة والأنبياء، كل ذلك لا يكشف عن عقيدة سليمة أو إسلام صحيح.
وحكى شيخ الإسلام في الدولة العثمانية (حسن أفندي فهمي) عن الأفغاني حين كان في زيارته الأولى للأستانة أنه جعل النبوة صنعة، وسوَّى بينها وبين الفلسفة، وَأَمَرَ الوُعَّاظ في المساجد أن يهاجموه ويفندوا قوله، وانتهى الأمر بإجلائه عن الأستانة في زيارته الأولى لها، وسفره إلى مصر [36] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn36).
ولَمَّا تصدَّر الأفغانِيُّ في القاهرة للتدريس في الأزهر هاجمه علماؤه، وكان الشيخ عُلَيْش – وهو عالم من علماء الأزهر مغربي الأصل مشهور بتدينه وشدة غيرته على الإسلام – أعْنَفَهم في ذلك، فكان يروغ بِعُكَّازِه على جمال الدين وتلاميذه في صحن الأزهر، حتى انقطع عنه، وأصبح يجتمع بتلاميذه في بيته أو في قهوة البوستة.
هذه أقوالٌ لا تدعو إلى الاطمئنان لِظاهِرِ أمر الأفغاني، وتدعو إلى التنقيب عمَّا وراء هذا الظاهر. ومع ما أطلنا في الحديث عنه، فنحن لم نصل بعد إلى نتيجة محقَّقة، وغاية ما وصلنا إليه هو الدعوة إلى إعادة النظر في أمره، والتنبيه إلى أنه كان ذا أهداف سياسية خطيرة، تذكرنا بأهداف الباطنية وأساليبهم، وهي مسألة يدعو إلى التأمل فيها وتدبرها ما ذكره رشيد رضا في تاريخه، من أنَّ الأفغانيَّ ومحمد عبده كانا يهدفان إلى إخراج الإنجليز من مصر والسودان، أو إقناعهم بترك السودان، بتكبير شأن دعوى محمد أحمد للمهدوية، حتى إذا تيسر ذلك، وتم لهما هذا، ذهبا إلى السودان خفية، ونظما فيه قوة محمد أحمد، توسلاً إلى إنقاذ مصر بها، وتأسيس دولة قوية، يعتز بها الإسلام والشرق، وتتحرَّر شعوبهما من الرق (1: 380). وهذا كلام يذكرنا بقصة عبيدالله المهدي أول ملوك العُبَيْدِيِّينَ المشهورينَ باسم الفاطِمِيينَ، الذين كانوا يرسلون رسلهم إلى المغرب، حتى إذا مهَّدوا لهم الطريق، حضروا وأنشأوا دولتهم التي كانت تطمع في الاستيلاء على كل بلاد المسلمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/112)
وبعد، فلا بد لي من أن أقف عند هذا القدر في الكلام عن جمال الدين الأفغاني، وأن أكتفي بتأكيد مسؤوليته عن إنشاء الدعوات السرية في المجتمعات الإسلامية الحديثة، وتشريع الاغتيال وسيلة لتحقيق أهدافها، وتصعيد الدعوةِ إلى الحرية، التي بدأت كما رأينا مع الجيل الأول، جيل الطهطاوي وخيرالدين، وهي دعوى تشمل الحرية والتحرُّر بكل معانيهما السياسية والفكرية والاجتماعية، وبكل ما تشتملان عليه من روح التمرد والانطلاق الذي يأبى كل قيد ويرفض كل موروث، ولو كان قَيْدَ الدين وميراثه وتقاليده. وذلك كله بالإضافة إلى سعيه لإفساد العقيدة الإسلامية، واستعانته بأعداء الإسلام على تحقيق أهدافه.
وإذا ذكر الأفغاني، فلابد – لاستكمال الصورة – من أن نذكر معه تلميذه محمد عبده، والذي نشر مذهبه وقدمه في صيغة مغرية جذبت إليها كثيرًا من المخدوعين بظاهرها.
تنقسم حياة محمد عبده الفكرية والسياسية إلى قسمين: يتميز أحدهما عن الآخر: القسم الأول هو الذي عمل فيه تحت إشراف الأفغاني، وكان فيه خادمًا لأهدافه، يرى بعينيه، ويفكر بعقله، ويكتب بوحيه، وذلك واضح في رسائله التي ما أكثر ما تجد فيها مثل قوله: "فتلقيت من الأمر الجديد أن أكون على مقربة من الضوضاء" [37] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn37)، أو قوله: "تلقيت من الأمر الجديد أن أنحو نحو الشرق، حيث مسيل الحادثات" [38] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn38)، أو قوله: "أُذِنْتُ أن أبعث لك ببعض القواعد التي ينبغي أن يُرْفَع البناء عليها" [39] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn39)، أو نحو ذلك مما يشهد أنه كان آلة في يده. ويتسم هذا الطور بالعنف، وفيه مما يريب، ما رابنا من الأفغاني.
والقسم الثاني من حياته هو الذي عمل فيه بعد عودته إلى مصر في ظل صداقة اللورد كرومر والمستر بلنت، ما تشهد به تقارير كرومر السنوية، وكتابه عن مصر الحديثة ( Modern Egypt)، وعن عباس الثاني، ومذكرات المستر بلنت ( My Diaries)، وكتابه "التاريخ السري للاحتلال البريطاني لمصر" ( The Secret History of the Brithes Occupation of Egypt)، وهي صداقة تركت أثرها في سلوك محمد عبده وفي آرائه.
يقول كرومر في تقريره السنوي عن عام 1905 في الفقرة (7)، التي كتبها بعنوان: "الشيخ محمد عبده". بمناسبة وفاته: "وكان لمعرفته العميقة بالشريعة الإسلامية، ولآرائه المتحرّرة المستنيرة، أثرها في جَعْل مشورته، والتعاون معه عظيمَ الجَدْوى". وضرب لذلك مثلاً فتواه المشهورة في ربح صناديق التوفير. ثم يقول، بعد أن يشبه دور محمد عبده في مصر بدور السيد أحمد خان في الهند: "والأيام وحدها هي التي ستكشف، عما إذا كانت الآراء التي تعتنقها المدرسة التي تزعمها الشيخ محمد عبده، سوف تستطيع التسرب إلى المجتمع الإسلامي. وأنا شديد الرجاء في أن تنجح في اكتساب الأنصار تدريجيًّا، فلا ريب أن مستقبل الإصلاح الإسلامي، في صورته الصحيحة المُبَشِّرَة بالآمال، يكمن في ذلك الطريق الذي رسمه الشيخ محمد عبده. وإن أتباعه ليستحقون أن يعاوَنوا بكل ما هو مستطاع من عطف الأوروبي وتشجيعه".
ويقول كذلك في تقرير سنة 1906، في الفقرة الثالثة، التي تكلم فيها عن الوطنية المصرية، بعد أن عرض لفكرة الجامعة الإسلامية، وللحزب الوطني المتشبع بها: "إلى جانب هؤلاء الذين يَدَّعُون لأنفسهم صفةَ الوطنية، تُوجَدُ جماعةٌ أُخْرَى من المصريين الذين لا يتمتعون بمثل شُهْرة الفريق الأول؛ ولكنهم لا يقلّون عن منافسيهم استحقاق لهذه الصفة، بالرغم من اختلافهم معهم في المنهج الفكري، وفي أسلوب العمل. وهذه الجماعة الصغيرة العدد، والآخذة في الازدياد، هي الحزب الذي يمكن أن أسميه على سبيل الاختصار بأتباع المفتي الأخير الشيخ محمد عبده [40] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn40)... وفكرتهم الأساسية تقوم على إصلاح النظم الإسلامية المختلفة، دون إخلال بالقواعد الأساسية للعقيدة الإسلامية. فهم وطنيون حقًّا، بمعنى أنهم راغبون في ترقية مصالح مواطنيهم وإخوانهم في الدين، ولكنهم غير متأثرين بدعوة الجامعة الإسلامية. ويتضمن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/113)
برنامجهم – إن كنت قد فهمتُه حقَّ الفهم – التعاونَ مع الأوربيين، لا معارضتهم، في إدخال الحضارة الغربية إلى بلادهم".
ثم يُشيرُ إلى أنه – تشجيعا لهذا الحزب، وعلى سبيل التجرِبة – قد اختار أحد رجاله، وهو سعد زغلول، وزيرًا للمعارف. ويؤكد في نهاية الفقرة أنه: "لن يكون هناك محل للتراجع في كل حال. إن العمل على إدخال الحضارة الغربية في مصر يسير سيرًا حثيثًا، في كل فرع من فرع الإدارة في الدولة، على خطوط كانت موضعَ العناية والدرس، تقوم على التطور والتدرج، دون إحداث انقلاب أو تغيير جذري مفاجئ".
ويردد كرومر هذه الآراء نفسها في كتابه " Modern Egypt" الذي ظهر بعد ذلك بعامين (1908)، ويضيف إليه: "إني أشكُّ كثيرًا في أنَّ صديقي مُحمَّد عبده كان لا أدريا ( Agnostic). ولو أني أعرف أنه كان يكره أن يوصف بهذه الصفة. وقد تعوَّد أصدقاؤه – مع تقديرهم له – أن يعتبروه فيلسوفًا" [41] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn41).
أمَّا وِلْفْرِدْ بْلَنْتْ فَصِلَتُه بمحمد عبده قديمة، ترجع إلى صلته بأستاذه جمال الدين وصلته بالثورة العرابية. ثم جدد بلنت هذه الصلة بمحمد عبده بعد عودته من المنفى، إذ كانا يسكنان في دارين خَلَوِيَّتَيْنِ متقاربتينِ بالمطرية. وكانا يلتقيانِ كل يوم ليتبادلا الحديث في موضوعات شتى، كما ذكر المستر بلنت في مقدمة النسخة العربية من مذكراته الخاصَّة بمصر، التي راجعها محمد عبده قبل وفاته، ونشرت من بعد تحت اسم: "التاريخ السري لاحتلال إنجلترا مصر".
يقول بلنت في يومياته بتاريخ 28/ 1/1900 م عن صديقه مُحمَّد عبده، بعد أن سجَّل حديثًا جرى بينهما عن الجنس البشري ومعاملة القوي للضعيف: "وعبده لا يؤمن بنهاية سعيدة للجنس البشري. وأخشى أن أقول: إن محمد عبده – بالرغم من أنه المفتي الأعظم – ليس له من الثقة في الإسلام أكثر مما لي من الثقة في الكنيسة الكاثوليكية" [42] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn42).
وبلنت كان من المتحررين الذين لا يؤمنون بالمسيحيَّة، ولا يحسنون الظَّنَّ بالكنيسة الكاثوليكية، فَقَدَ إيمانه بقراءة داروين، وكان واقعًا تحت تأثير بعض المُفكِّرين الأوروبيينَ، أمثال: رينان، وتولستوي، الذين يفرّقون بين تعاليم المسيح وبين التَّعاليم المستنبطة من القديس بطرس، والكنيسة الكاثوليكية [43] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn43).
وتحدَّث بلنت في الفصل الخامس من كتابه "التاريخ السري" عن (زعماء الإصلاح في الأزهر)، وعمَّا سمَّاه (الإصلاح الديني الحر)، الذي أرجعه إلى جمال الدين الأفغاني، ووصف صنيعه في (إطلاق العقول من الأغلال التي قَيَّدَتْهَا طوال الأجيال الماضية) بأنه (يماثل ما حدث من إحياء المسيحية بأوروبا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر). ثم وصف بلنت لقاءه الأول سنة 1881 لمحمد عبده، الذي خلف جمال الدين الأفغاني في زعامة حزب الإصلاح الحر في الأزهر)، فأبدى إعجابه الشديد بآرائه، (فيما يختص بتعاليم المسلمين الأحرار)، ومخاوفهم وآمالهم في المستقبل، وقال: إن هذه المخاوف والآمال هي التي دوَّنها في كتابه "مستقبل الإسلام" [44] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn44).
ثم عاد للكلام عَنْ هذا الكتاب في الفصل السادس، فقال إنه شرح هذه الآراء كما تعلَّمها من الشيخ محمد عبده، (أستاذ المدرسة الجديدة الحرة) [45] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn45).
وواضح من إصرار بلنت على وصف الإصلاح بأنه (حر)، ووصف المسلمين الذي يمثلهم محمد عبده بالأحرار، أنَّ تفكير هذه المدرسة كان يتَّسم بنزعة عقلية تقربهم من أحرار الغربيين، وتجعلهم صالحين للقيام بدور الوساطة، في التقريب بين الإسلام وبين الحضارة الغربية، وهو العمل الذي يسعى الاستعمار إلى تحقيقه كما قدمنا من قبل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/114)
هذا هو رأي صديقيْنِ من ساسة الأوروبيينَ عَرَفَا محمد عبده وعَاشَرَاه عن قُرب، وهو متفق مع ما كتبه ساسة الغرب وباحِثوه عنه من بعد، لا يخلو كتاب من الكتب العديدة التي تناولت تطوّر الفكر الإسلامي في العصر الحديث مما يؤيده ويؤكده.
كان سبيل محمد عبده للقِيام بهذا الدور الذي يشجّعه الاستعمار هو الدعوةَ إلى فتح باب الاجتهاد، وهي دعوة لا أريد أن أعود للحديث عنها، اكتفاء بما قلته من قبل، ولكنني أريد أن أضيف إلى ما قلته أنَّ هذه الدعوة قد استُغِلَّتْ أوسع استغلال، في تطوير الإسلام والاقتراب به من قيم الحضارة الغربية، وأنَّ هذا التقريب المقصود، بين الإسلام وبين الفكر الغربي والحضارة الغربية، قد بلغ قمة التطرف، حين دخل محمد عبده في مفاوضات مع القسيس الإنجليزي إسحاق تيلور، للتقريب بين الإسلام والنصرانية، وهي المفاوضات التي أشار إليها رشيد رضا، وَنَشَرَ رِسالَتَيْنِ منها في الجزء الثاني من تاريخه، وبيَّن اشتراك اليهود فيها في الجزء الأول [46] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn46).
هذا هو الجديد في عمل محمد عبده في القسم الثاني من حياته: رعاية بعض الأفكار التي شهِدْناها وهي تُبْذَر في التربة الإسلامية بيد الطهطاوي وخيرالدين وجيلهما، والسهر على تطويرها برُوح، لا أقول كما قال: بلنت (حرة) أو (متحرّرة)، ولكن أقول: برُوح هادفةٍ، تسعى إلى الاقتراب بها من القيم الغربية. ولْأَذْكُر رؤوس هذه المسائل على سبيل التذكير: الوطنية الإقليمية، والعناية بالتاريخ القديم السابق على الإسلام – الدعوة إلى الحرية، وإلى الحياة النيابية، وإلى وَضْع دستور، يحدِّدُ حقوق الحاكم والمحكوم، وواجبات كل منهما – الدعوة إلى إعادة النظر في وضْع المرأة من المجتمع: في الحجاب، والحدّ من تَعدُّد الزوجات، الحدّ من حريَّة الطلاق. وكل هذه المسائل قد وَاصَل تلاميذُ محمد عبده مِن بَعْدُ تطويرَها؛ حتَّى بَلَغَتْ نِهايَةَ مَدَاهَا. فالوطنيَّةُ الإقليمية، والعناية بالتاريخ الفِرْعَوْنِي، والدعوة إلى الحرية، قد رعاها مِن بعدُ تلميذُه لطفي السيد، وبلغتْ نِهاية مداها على يد تلميذه سعد زغلول. وأصبح الجانبُ الفِكْرِي من الحرية مَوْضعَ صراع في العِقد الثالث من القرن العشرين؛ حين ظهر كتاب طه حسين "الشعر الجاهلي" وكتاب علي عبدالرازق "الإسلام وأصول الحُكْم"، وأصبح (الدستور) – وهو الجانب السياسيّ من الحرية – هو الموضوع الذي يدور عليه صراعُ الأحزاب في هذه الفترة وما تلاها. أمَّا شؤون المرأة فَقَدْ تَطَوَّرَتْ على يد قاسم أمين تلميذ محمد عبده، ولم يزل أبناء هذه المدرسة يرعون التطور؛ حتى تجاوز ما حدَّدَهُ له محمد عبده وقاسم أمين مِن حدود.
ومِنَ الحَقّ أنَّ الذي يقرأ مُحمَّد عبده في مثل مناظراته مع رينان ومع فرج أنطون، يُحِسُّ أنَّه كان يريد أن يُقيم سدًّا في وجه الاتجاه العلماني، يَحمي المجتمعَ الإسلامي من طوفانه. ولكنَّ الذي حدث – كما يقول حوراني في كتابه ( Arabic Thought in the Liberal Age,) – هو أن هذا السَّدَّ قد أصبح قنطرةً للعلمانية، عَبَرَتْ عليه إلى العالم الإسلامي، لتحتل المواقع واحدًا تلو الآخر، ثم جاء فريق من تلاميذ محمد عبده وأتباعه، فدفعوا نظرياته واتجاهاته إلى أقصى طريق العلمانية [47] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn47).
والذي يبدو لي هو أنَّ دعوة الأفغاني، التي رُبِّيَ محمد عبده في أحضانها كان لها – ككل الدعوات السرية – ظاهر وباطن، فظاهِرُها يخاطب الجماهير، وهو يصور ما يريد صاحب الدعوة أن يَعرِفَه جمهورُ المسلمين عنها، مِمَّا يُعجِبهم ويَقَع من قلوبهم موقعَ الارتياح والقبول. وباطنُها يُمثِّل حقيقتها، التي يخفيها أصحابها عن الناس، ولا يكشفون الستر عنها قبل أن تحقق أهدافها بالوصول إلى مركز السلطة. ومحمد عبده كان تابعًا لسيده الأفغاني أو خادمًا له - كما تَعوَّد هو نفسه أن يكتب إليه في بعض رسائله - والأفغاني كان يريد أن يُعيد الدورَ نفسَه الذي لَعِبَه الإسماعيليةُ من أصحاب الدعوات الباطنية، التي تتستَّر وراء التشيّع، وتتقرَّب إلى جمهور المسلمين بأنَّها تدعو إلى خلافة أهل بيت النّبوَّة. كان يريد أن يُعيد الدورَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/115)
نفسَه، الذي لَعِبَه الإسماعيلية حين أقاموا دَوْلَتَهُم الفاطمية في مصر، بعد أن مهَّدوا لذلك بالاستيلاء على المغرب، وانتظار الفرصة السانحة للزحف منه إلى مصر، ولكنَّ الأفغاني استبدل السودان بالمغرب في تخطيطه السّرّيّ، ومِن هنا كان اهتمامه بثورة المهدي ومفاوضاته باسمها في إنجلترا. ومِن هنا كان إنشاؤه جمعية العروة الوثقى السرية، التي انتشرت فروعها في شمال إفريقية، وفي الشام، وفي السودان، والتي وَضَعَ لها نظامًا يضاهي النظام الماسوني في درجاته [48] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn48). ومن هنا أيضًا كانت صلتُه الوثيقة، وصلةُ تلميذه محمد عبده مِن بَعْده بالمستر بلانت، الذي كان يَطوفُ هُوَ وَزَوْجَتُه بالبلاد العربيَّة مُرْتَدِيًا الزيَّ العربي؛ ليُثِيرَ حميَّةَ العرب القومِيَّة، ويدعوهم إلى إنشاء خلافة عربية، خدمةً لأهدافٍ، يغلب على ظنّي أنَّ لها صلة بالماسونية وبالصِّهْيَوْنِيَّة العالَمِيَّة، وإن كانتْ لا تخلو من فائدة مشتركة للاستعمارَيْنِ الإنجليزي والفرنسي، المتربِّصَيْن بالدولة العثمانية، والطامِعَيْن في اقتسام مُمْتَلكاتِها بَيْنَهُما. من أَجْلِ ذلك كان من وراء الأفغانِيّ ومحمد عبده كِلَيْهِمَا قُوَّتَانِ كبيرتان، تعملان على ترويج آرائهما، وإعلاء ذِكْرهِما، وهما الماسونية – قمة الأجهزة الصِّهْيَوْنِيَّة السّرّيّة – والاستعمار. وقد نَجَحَتْ هاتانِ القُوَّتان في تدعيم زعامتهما الفكرية والدينية في المجتمع الإسلامي كلِّه، وفي إضعاف أثر أعدائِهِما الكثيري العدد من عُلَماءِ الإسلام المعاصرين، وحَجْب ما كتبوه عن جُمهور القُرَّاء، فلم يَمضِ على موت محمد عبده أكثر من ربع قرن حتى أصبح الأزهر – مَوْطِنُ المعارضة الأصيل لمحمد عبده وللأفغاني – عامرًا بأنصارهما، الذين يحملون لواء الدعوة إلى (التجديد) وإلى (العصرية) [49] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn49). ولمن شاء أن يعرف المكان الصحيح، والقيمة الحقيقية لمحمد عبده وللأفغاني، أن يَنظُرَ في الصحف اليومية والمجلات الدَّوْرِيَّة في كُتُب الكُتَّاب اللبراليين، الذين لا يسمحون بأن يُمسَّ أيٌّ منهما، والذين يهاجمون بفظاظة وشراسة كلَّ مَن يَمَسُّهما من قريب أو بعيد، مع أن هذه الصحف والمجلات والكُتَّاب، لا يُعرَف عنهم غَيْرَةٌ على الإسلام في غير هذا الموضع؛ بل إنهم لا يثورون حين يُمسُّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُه، ويرَوْن أن ذلك مما تَسَعُه حريةُ الفكر واختلاف الرأي؛ بل إنهم يلتزمون التزامًا دقيقًا أن لا يُذكَر اسمُ محمد عبده إلا مقرونًا بلقب (الإمام)، ويذكرون اسم الرسول - صلى الله عليه وسلم - مجردًا، ويستكثرون إذا ذُكر الرجلُ من أصحابه أن يقولوا: "سيدنا فلان" أو يُتْبِعُوه - كما تَعَوَّد المسلمون - أن يقولوا في الدعاء له: "رضي الله عنه".
لذلك رأيتُ أن أسوق جملة من النصوص، التي وردت في كُتُب المعاصرين لمحمد عبده، الذين نبهوا إلى فساد فِكْرِه، وانحراف مذهبه، ومذهب أستاذه الأفغاني. وأولُ ما أبدأ به نقلُ نصوصٍ لأَحَد أتراب مُحمَّد عبده، الذي صَحِبَه في طلب العلم، وشَهِد الأفغاني، وحضر بعض مجالسه، وظلَّ على صلةٍ بِمُحَمَّد عبده إلى آخر عمره، وهو الشيخ محمد الجنبيهي [50] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn50). وسوف أستكثر وأطيل في نقل نصوصٍ من كتابه "بلايا بوزا" الذي صدر 1926 عقب ظهور كتاب طه حسين "في الشعر الجاهلي"، لأنه نموذج لذلك الفكر المعارِض للأفغاني ومحمد عبده، الذي اندثر تمامًا، واختفى من الأسواق وأصبح مجهولاً عند الناس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/116)
و (بوزا) عند الشيخ محمد الجنبيهي رمزٌ لطه حسين ولمحمد عبده، ولكل مُعانِد يُصرُّ على الباطل، ويأبى التحول عنه، وهو كما يقول في صدر كتابه: "قطعة من خشبٍ وزنُها خفيف، وجِرْمُها صغير، لا قيمة لها، صَنَعَها صانعُها على هيئة قُبُل الرجال الموصوف بأنه عضو التناسل. ولقد رُكبت تلك القطعة على مُقَعَّر من رصاص ثقيل، لا تستطيع أن تتحول عن ذلك المركز الذي وُضِعَتْ فيه بحال من الأحوال، فتراها كلما أُلقِيَتْ فوق الأرض، كانت قائمة على هيئة الذَّكَر. وتسمى تلك القطعة في اصطلاح الفرنساويين (بوزا). وأما في اصطلاح المصريين (زِب الأرض). وقد ضَرَبَها عقلاءُ الأقدمين مَثَلاً لكل ضالٍّ حائرٍ مغرور ذي لَسَانَةٍ وسَفَه، فَقَدَ مزايا الأدباء، وشذَّ عن مناهج الفضلاء، متلبّسًا بعناد وإصرار شيطاني من حيث لا يشعر بما يقول، ولا بما يعمل، فلا تتوجه به أفعاله إلا إلى مخالفة الفضلاء، ومعارضة الأدباء بما لا يعلم عاقبته، ولا يستطيع أن يقيم على صحته دليلاً". (ص: 28).
وقصةُ طه حسين عند محمد الجنبيهي هي نفسُها قصةُ محمد عبده، في عمل الاستعمار وأعداء الإسلام على إعلاء شأنهما. "فالأسباب التي جعلت ابن عبده الغرابلي [51] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn51) محبوبًا لفحول السياسيين، ولولاة الأمور من الدول المتحالفة على مَحْوِ الإسلام اسمًا ورسمًا، وصيَّرتْهُ محمودًا عند محرري الجرائد الأورباوية؛ تتمدَّح باسمه، وتعتني بعمل تَذكار له، هي بعينها الأسباب التي يتناول بها أستاذ الجامعة المصرية مرتبًا كبيرًا بسبب شهادة الدكتوراه، التي نالها من أوروبا لسبب عداوته للدِّين ورجاله؛ حتى يكون إذا أَعلَوْا شأنه فتنةً لأبناء المسلمين" (ص: 35).
يروي الجنبيهي قصته مع محمد عبده وأستاذه الأفغاني فيقول:
"نشأتُ بعد بلوغ الرشد وطلب العلم في الأزهر الشريف مصاحبًا لتلميذ جمال الدين الأفغاني، ومحاذيًا له قدمًا بقدم بعدما أتى جمال الدين الديار المصرية. وكثيرًا ما جالستُ ذلك الرجل، وتذاكرتُ معه مذاكرات ذكرتُها في بعض الكتب. وما كان يدعوني إلى مجالسته إلا صاحبي، الذي كان يظن أن يجذبني إلى الميل إلى ما مال إليه من فتنة ذلك الفاتن. وكنت أطمع أن أكون سببًا في خلاصه من تلك الفتنة؛ ولكن الله غالب على أمره. ولقد كان الفارق بيني وبينه في الشؤون المُقَدَّرَة في سابقة الأزل أنه عاش في كَنَف أهل الطريق أعوامًا، لينتفعَ بأسرار ما دونوه في كتبهم من مُجرَّبات المتجرِّدين، الذين كانوا يريدون الانقطاع عن الأسباب، والاشتغال بما يُصلِح بينهم وبين ربهم. وكنت أنا في مبدأ أمري ميالاً لسبيل المسرفين [52] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn52). ولكني ما كنت أستطيع أن أَفِرَّ من معصيةٍ إلا بمانع إلهي قهري، ولا أعمل طاعة إلا بجاذب قوي. فكانت نهاية أمر ذلك الصاحب أنه أبغض أهل الطريق، لأن الله - سبحانه وتعالى - حَرَمَه من مزايا أسرارهم؛ لأن نيته في العمل ما كانت مشابهة لِنَوايا المتجرِّدين، فلما جَمَعَتْه المقاديرُ بجمال الدين الأفغاني، وسَمِعَ مِنْهُ الطَّعن على الصوفيَّة، وعلى أئِمَّة الدِّين، وعلى الخِلافة الإسلاميَّة، تَوَهَّم أنَّه العالِم الوحيد، فكان أوَّل تلميذ له، يجتمع عليه من صبيان الطلبة كُلُّ مَن كُتِبَ عليه الشقاءُ، وحَقَّتْ عليه كلمة العذاب" (ص: 38).
"وكان نهاية أمري أن تباعدتُ عن طريق المسرفين لأسباب سماوية. وتوجهتْ أميالي إلى ما عليه أهل الإيمان الصادق. وكان السبب في ذلك أنَّ المقادير جَمَعَتْ بيني وبين كثير من المرشدين بطرق قهرية، لا يسَعُ المقامُ ذكرَها، وقد كانتْ تصل إليَّ مدوَّنات الصالحين، وأدعية المرشدين وأورادهم ومواعِظُهم من غير طلب مني، ثم كانت تواجهني رجال الهداية والتوفيق بلا قصد ولا سابقة التَّفَكُّر، فكنتُ أنا وذلك الصاحب في النهاية على طرَفَيْ نَقيض. وكان كلٌّ منَّا يعلم ما عليه الآخر من حِفْظِ آداب الصحبة التي كنَّا عليها، وذلك - والله - من عجائب الأقدار، وغرائب الاقتدار، وأَظُنُّ أنَّ حكمة الله - سبحانه وتعالى - في استمرار تلك الصحبة وفَقْد التنافر، مع تبايُن الشؤون في الأعمال والعقائد، ما هي إلا أنْ يحيط كلٌّ منا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/117)
عِلمًا بأعمال الآخر؛ ليُحذِّر منها الذين اتَّبعوه، كما أنه ما سلك طريق الأبرار، ولم تَرُقْ في نظره إلا ليمقتهم، ويُنفِّر منهم كلَّ مَن حَكَمَتْ عليه المقاديرُ باتباعه. وما سلكتُ طريق المسرفين، ولم تَرُقْ في نظري ولا مالتْ إليها قابليَّتي إلا لأبغض أهلها، وأتباعد عنهم، وأقبِّح لمَن أحبني أعمالهم" (ص: 39).
ويقول الجنبيهي في سبب نفوره من الأفغاني، بعد أن روى الحديثَ القُدسيَّ: ((كنتُ كنزًا مخفيًّا، فأحببتُ أن أُعرَف فخلقتُ الخَلْقَ. فَبِي عرفوني)).
"ولقد كان لي في هذا الحديث القدسي مع جمال الدين الأفغاني واقعةٌ، كانت سببًا لعدم اتصالي به، مع شديد رغبته ورغبة تلميذه، الذي أشرنا إليه من قبل. وتلك الواقعة هي أنّي سألْتُه عن هذا الحديث، لعِلمي أنه يُنكر الأحاديثَ القدسية؛ لأنه طبيعي لا يعترف بوجودِ إله. وكنَّا في جَمْعٍ من الناس. فقال: ليس هذا وقت الكلام على هذا الحديث؛ فأمهلْني لوقت آخر. فاتَّفق من طريق الصُّدفة أني رأيتُه جالسًا وَحْدَهُ في مجالس اللاهين، في قهوة من القهاوي المجاورة لمنتزه الأزبكية، فجئتُه وهو واضعٌ طربوشَه على ترابيزة القهوة، وجالس وحده. فقلت له: هذا هو وقت الكلام على ذلك الحديث الشريف. فما كان جوابه إلا أن قال: ذهب فيلسوف إلى المنتزه في يوم العيد، فوجد الناس على حال مضحك، منهم مَن هو مخمور، ومنهم مَن هو لاعب، ومنهم مَن هو مرافق لامرأة مِن المومسات، ومنهم مَن هو راقص، ومنهم مَن هو مُتلبِّس بما لا يرتضيه أبناء البشر، فنظر ذلك الفيلسوف إلى السماء قائلاً: الآن وقعت الحسرةُ في قلبك، أهؤلاء كلهم عرفوك؟! فعند ذلك تغيَّر حالي وعَلِمتُ أنَّ الرَّجل ضالٌّ. فقلت له: إنَّ هذا الفيلسوف لأحمقٌ ومجنون. قال: ولمَ ذلك؟ قلتُ: لأنَّ مَن جَهِلَ ربَّه في الدنيا يعرفه فيما بعد الموت، ومَن جَهِله في الرخاء يعرفه في الشدة. فما ذلك الفيلسوفُ إلا ضائع العقل والدِّين، ثم تركتُ الرجل محزونًا؛ لأن فتنته لم تؤثِّر في قلبي أثرًا كان يريده، وكان ذلك الموقف آخر عهدي به" (ص: 119).
ويقول الجنبيهي في صلة محمد عبده باللورد كرومر وبالمستر بلانت، اللذَيْن عَمِلا كلاهما على إعلاء شأنه وذيوع صيته، توسلاً إلى تحقيق مخططاتهما، باتخاذه آلة لهذا الغرض:
"لما شَرَعَتِ القوَّةُ البريطانية في نفي الخونة العُرابِيّين [53] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn53)، ذلك النفي الصوري، كان نفي ابن عبده الغرابلي في البلاد الشاميَّة وحْدَهُ، ليَفتنَ فيها مَن أرادَ اللهُ فِتْنَتَهُ. فلما انقضت مدة النَّفْيِ، ورجع إلى الديار المصرية، كانت ثقة اللورد كرومر به أكْبَرَ ثِقة. فسكن في (منشيَّة الصدر) بعيدًا عن عيون الرقباء، وكانتِ الواسطة بينه وبين اللورد رجلاً إنكليزيًّا يسمى (بلنت) [54] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn54) كان يتزيَّا هو وزوجتُه بزيّ عرب البادية، وكان يُحِيطان عِلمًا بلغات القبائل العربية وأنسابِهم، وعوائدهم، وكانا يسكُنانِ في (عين شمس) قريبًا من (منشية الصدر). فلمَّا قَوِيَتْ رابطة التَّواصل بين ذلك الإنكليزي، وبين ابن عبده الغرابلي أعطاه قِطعةَ أرض من ملكه في (عين شمس)؛ ليكون له جارًا، وفي ذلك الحين اتَّخذه اللورد أستاذًا ومرشدًا يسترشد برأيه في كل عمل يطلبه في تنفيذ الغرض الذي أجمع عليه السياسيون، فكان الإصلاح الأزهريّ الذي ذهب بالدين وعِلْمِه النَّافِع أدراجَ الرياح من إشارات ذلك المفتون، وكذلك كان إصلاح المحاكم الشرعية ... وكان من مساعدة اللورد كرومر لِشَيْخِه ومُرْشِده أنْ ولاه مناصب القضاء الأهلي، حتى وصل به إلى وظيفة "مستشار". وذلك أمر من أعجب الأمور؛ لأنه لا يتولى ذلك المنصب إلا المتخرِّجون في المدارس الأهلية النظامية، وما سَمِعْنا بطالب عِلم يلبَسُ ثوبًا رثًّا ونَعْلاً بالية، بالصورة التي صوَّره بها بعضُ الإنكليز، يتولَّى منصب المستشارين بغير استحقاق، إلا مُرشد اللورد. ثم عيَّنَهُ مُفْتِيًا بالديار المصرية، ليكون له الحق في التدخل في شؤون الأزهر [55] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn55)، الذي أجمع السياسيون على إخرابه. وهناك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/118)
ابتدأَتْ بلايا (زب الأرض) في الظهور. فكان كلُّ مَن أراد أن يلتحق بالمناصب العالية، يتظاهر بازدراء الدين ورجاله، ويكون كزب الأرض في ثَبَاتِه على تمثيل هيئة العناد والإصرار، بعدم الانقياد لأي واعظ كان من النصحاء". (ص: 50 إلى 52).
ويذكر الجنبيهي مهاجمة محمد عبده للتصوُّف ورجاله، ويعلل ذلك بأن محمد عبده قد فعل ذلك خِدْمة للاستعمار الفرنسي، الذي كان رجال التصوف مِن المغاربة هم الذين يحملون راية الجِهاد في محاربته ومقاومته، ويقول: إنَّ ردَّ محمد عبده على هانوتو كان مسرحية بارعة، أُعِدَّت لهذا الغرض. يقول المؤلف:
"وقد كان للصوفية شأن عظيم في الجزائر التي احتلها الفرنساويون، فكانوا - أعني الصوفيَّة – الذين هم جماعة الشيخ ظافر، معارضين لدولة فرنسا، فلما اجتمع هانوتو بابن عبده الغرابلي تَصَنَّع ذلك السؤال المتفقين عليه، ليرد عليه ذلك الصديق بالطعن على الصوفيَّة، ليذهبَ بِشَوْكَتِهم القويَّة في بلاد الجزائر، وقد أُعجب البسطاء بذلك الرَّدّ، متوهّمين أنَّ ابْنَ عبده الغرابلي يدافع عن الدين، وما هو إلا هادم لأركانه، ومُبْغِض للمتمسِّكينَ به، ولا غرابة في ذلك، لأنَّ الله - تبارك وتعالى - جعله من الأئمة الذين يسارعون في الكفر". (ص: 52).
ويروي مُحَمَّد الجنبيهي أنَّ محمَّد عبده مات حسرةً حين تخلَّى عنه اللورد كرومر في الواقعة التي كانت بينه وبين رواق المغاربة فيقول:
"إن اللورد كرومر أجهد نفسه في إعلاء شأن ابن عبده الغرابلي، وجعل له نفوذًا تامًّا في جميع الدوائر السياسية، حتى صيَّره نافذَ الإرادة والأمر في القَصْرِ المصري بحالة تدهش المفكرين. وتستميل قلوب البسطاء من الأمة إليه؛ ليستعمله في تنفيذ الأغراض السياسية التي أجمع عليها ساسة الدولة المتحالفة. وقد ذكرناها من قبل [56] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn56). فلمَّا ولاّه وظيفة الإفتاء ليتداخل في الشؤون الأزهرية، ووقعتِ الواقعة التي كانت بينه وبين رواق المغاربة، وهم حماية فرنسا، ورفعوا أمرهم لسفير تلك الدولة، وخاطب ذلك السفير سُمو الخديوي في ذلك الشأن، فقرر سُمُوُّه (أعني عباس باشا الثاني) انفصال الإفتاء عن الأزهر، وهناك توهَّم ابن عبده الغرابلي أنَّ اللورد كرومر يقف في تلك الواقعة موقف المانعين، فكتب أبياتًا من الشعر معناها أنَّ مِن العَجِب أنَّ ذئب (عابدين) يعوي، وأسد دار الحماية يسمع ويسكت، وهذا نص البيتين:
(قَصْرَ الدُّوبَارَةِ) مَا لِلَيْثِكَ رَابِضًا وَالذِّئْبُ فِي بَيْتِ الإِمَارَةِ يَحْجِلُ
إِنِّي سَمِعْتُ (بِعَابِدِينَ) عِوَاءَهُ فَعَجِبْتُ كَيْفَ يَسُودُ مَنْ لا يَعْقِلُ [57]
ثم توجة بهما إلى دار الحماية، ظانًّا أنَّ اللورد كرومر ينخدع لِهَذَا التملّق، ويُسَرُّ بازدرائه لسموّ الخديوي. فما كان خطابه لذلك المغرور إلا أن قال له: ما كنت أظن أنك جهول بالسياسة إلى هذا الحد. أتريد أن توقع بين بريطانيا وفرنسا؟! اذهب مِن حيثُ أتيْتَ؛ فإني لا أتداخل في هذا الأمر، فكانت هي الضربة القاضية على ابن عبده الغرابلي. وكانت سبب حسرته، حتى مات مصابًا بما يُصاب به أهل الحسرة، فلما قضى نَحْبَه نعاه اللورد كرومر نَعْيًا سياسيًّا [58] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn58) يستنهض به أتباعه الذي افتتنوا به؛ حتى يكونوا مكانه في التضليل، وفي تنفيذ ما أجمع عليه السياسيون، مما سبق بيانه. وهذه عبارة نَعْيِه، التي نشرتها الجرائد في ذلك الحين: "فَقَدْنا رجلاً كان يرشدنا في الدين، وفي السياسة، ونرجو من تلامذته ألا تخور عزائمهم بموته).
فكان ذلك النَّعْيُ سببًا في تظاهر السفلة بالطعن على رجال الدين، وازدراء أوامر الله ونواهيه، تنفيذًا لتلك الأغراض السياسية. فأجهدوا نفوسهم تَفَنُّنًا في إنشاء الفتن، التي تذهبُ بِمجد الأُمة ودِينها، وتجعلها أوروباويَّة لا عربية ولا إسلامية، فكان منهم صاحب "تحرير المرأة"، الذي سَنَّ التَّهتُّكَ للنساء في المدن والقرى. وكان منهم صاحب "المنار"، الذي نادى على ابن عبده الغرابلي بأنه الإمام العليم الحكيم". [59] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn59) ( ص: 54، 55).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/119)
ونستطيع أن نضيف إلى رأي الشيخ محمد الجنبيهي في الأفغاني ومحمد عبده ومدرستهما، رأيَ عالم أزهري آخر معاصر أيضًا، لَقِيَ كلاًّ من محمد عبده وشيخه الأفغاني وعَاشَرَهما، وهو الشيخ يوسف النبهاني [60] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn60). اجتمع بالأفغاني ومحمد عبده في القاهرة حين كان مجاورًا في (الأزهر)، ثم عاد، فالتقى الشيخ محمد عبده في بيروت أثناء إقامته بها منفيًّا، بعد فشل الثورة العرابية ومحاكمة زعمائها، حين كان النبهاني رئيسًا لمحكمة الحقوق بها. ونشأتْ بينهما مودة، فكان محمد عبده يزور يوسف النبهاني في أكثرِ الأيام. والقيمة الكبرى للرأيين - رأي الجنبيهي والنبهاني - تَعُود إلى أن لرأي كُلٍّ منهما قيمةً أخرى إلى جانب قيمته الفقهية والفكرية، وهو أنَّه شهادة من شاهِدَيْ عَدْل معاصرين. فكلاهما كان معروفًا بين أهل عصره بالصلاح والتقوى والعِلْم، وكلاهما كان صديقًا لمحمد عبده، لم يَصْدُر في كلامه عن حقد أو ضغينة، ثم إن الرأيين يصوِّران الجانب الآخر لصدى دعوة الأفغاني ومحمد عبده عند المعاصرين، وهو الجانب الذي اختفى الآن، أو كاد يختفي تحت تأثير الضغوط والحماية التي تُساند هذه المدرسة وتحارب خصومها.
أوضح يوسف النبْهاني رأيَه في أكثر من موضع من مؤلفاته، شعرًا ونثرًا. أثبتَه نثرًا في كتابه "شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق". وأوضحه شعرًا في قصيدته "الرائية الصغرى" التي طبعها مستقلة، ثم أعاد طباعتها ضمن ديوانه "العقود اللؤلؤية في المدائح النبوية". ولخص رأيه في هذه المدرسة في مقدمته فقال [61] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn61): " لما اجتمعتُ بالشيخ رشيد رضا [62] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn62) ذاكَرْتُه بشأن شيخه الشيخ محمد عبده، فقلتُ له في شأنه: إنكم تتخذونه قدوة في دينكم، وتدعون الناس إلى ذلك، وهذا غير صواب، فإنه لم يكن مُحافظًا على الفرائض الدينية، فلا يصح أن يكون قدوة في الدين. فمن المعلوم المسَلَّم أنه كان يترك كثيرًا من الصلوات بلا عذر، وأنا نفسي رافقتُه من وقت الضحى إلى قبيل المغرب عند رجل كان دعانا في جبل لبنان، فلم يُصلِّ الظهر ولا العصر، ولم يكن له عذر؛ بل كان بكمال الصحة، ورآني صَلَّيْتُ الظهر والعصر ولم يُصلِّهما، فسَلَّم الشيخُ رشيد رضا تَرْكَه لبعض الصلوات، وقال في الجواب عنه: لعلَّ مذهبَه يجوّز الجَمْعَ في الحضر. فتعجبت من هذا الجواب؛ لأن الجَمْع إنما يجوز في السفر والمطر والمرض عند بعض الأئمة بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، كما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - ذلك، ولم يَقُل أحدٌ إن الظهر والعصر يُجمَعان مع المغرب والعشاء؛ حتى نحتمل صحة هذا الجواب، ولو جدلاً.
قلتُ له: وأيضًا كانت تاركًا للحج إلى بيت الله الحرام مع الاستطاعة. وبتلك الاستطاعة التي كان مالكًا لها من القوة الجسمية والمالية كان يَحُجّ باريز ولندرة وغيرهما من بلاد أوروبا وغيرها مرارًا كثيرة، ولم يخطر له أن يكون سفره مرة واحدة للحج، مع قرب الديار، فلا شك أنه آثم بذلك أشد الإثم، وتاركٌ لركن من أركان الإسلام.
ثم قلتُ له: ومِمَّا لا يختلف فيه أحدٌ أنَّهُ كان هو وشيخُه الشَّيْخ جمال الدين الأفغانيّ داخلَيْنِ في الجمعية المسونية، وهي لا تجتمع مع الدِّين بوجه من الوجوه؛ بل هي ترفض الأديان كلها، وهي ضد السلطات كلها - الدينيَّة وغيرها - فكيف يمكن أن يكون قدوةً في دين الإسلام مع كونه مسونيًّا، وكذلك شيخه؟! فقال الشَّيْخُ رشيد: نعم، هما داخلان في المسونية، ولكن أنا لم أدخل فيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/120)
قلتُ له: فلو قلتم: إنَّ الشيخ محمد عبده هو فيلسوف الإسلام، بمنزلة ابن سينا والفارابي، لسَلَّمْنا لكم ذلك، وإن كان خلاف الحقيقة، لأنه لا ضرر فيه علينا، ولا على دِيننا، وأمَّا أن يكون من أفسق الفُسَّاق بترْكه أركانَ الإسلام، ومع ذلك تقولون عنه: إنه في دين الإسلام إمامٌ، فهذا شيء مُنْكَر، لا يَقبَله أحدٌ من ذوي الأحلام. فقال الشيخ رشيد: نحن لا نعتبره مثل ابن سينا، ولكن نعتبره مثل الإمام الغزالي. فانظر - رحمك الله - لهذا الضلال وهذه المكابرة! فإنه يُسَلِّم أنَّه كان تاركًا لِلصلاة والحج، وأنه كان مسونيًّا، ويقول: إنه مثل الغزالي. وفي الحقيقة، كل واحد من هذه الفرقة الضالَّة يعتقد نفسه أجلَّ من الغزالي، لأنهم يدَّعون الاجتهاد المطلق - صغيرهم وكبيرهم - والإمام الغزالي لم يَدَّعِ الاجتهاد المطلق؛ بل صرح في "الإحياء" بعدم وجود المجتهد المطلق في عصره بقوله كما هو في حُكْم جميع أهل العصر، وكذل الفخر الرازي صرح بذلك، وغيرهما من الأعلام. وهؤلاء الجُهَّال كلُّ واحد منهم يَعُدُّ نفسَه بمنزلة الأئمة الأربعة، رضي الله عنهم. وقد رسخ هذا الضلال في نفوسهم الخبيثة، فليس لِلموعظة فيهم أدنى تأثير، وهم يجتهدون في أن تكون الناس على شاكلتهم ضالّين مُضِلّينَ، ومع هذا الفساد العظيم يزعمون أنهم هم مصلحون لهذا الدين المبين. ولا شك أنهم من جملة الذين شمِلَهم قوله – تعالى - في سورة البقرة: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ} [البقرة: 11 – 12].
وناقش النبهاني دعوى الاجتهاد في موضع آخر من كتابه فقال [63] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn63):
" واعلم أن هؤلاء المفتونين يدَّعون الاجتهاد المطلق، واستنباط الأحكام من الكتاب والسنة، ويرفضون المذاهب الأربعة مع جهلهم المركَّب، وفِسقِهم المحقَّق، وتهتُّكِهم في أنواع المعاصي من الكبائر والصغائر وسائر الآثام، وتركِهم ما عدا الشهادتين من أركان الإسلام، فلا صلاة ولا زكاة ولا حج ولا صيام. ومع كونهم كالأنعام أو أضلَّ من الأنعام يَدَّعي كل واحد منهم أنه من أئمة الإسلام، ويدعو الناس إلى الاجتهاد حتى العوامّ، وهم مع كُلّ ذلك لا يتقَيَّدُون بالحلال والحرام، وإنَّما دِينُهم كلام في كلام، وصارت أحكام الدين عندهم كلَّ ما خطر ببالهم، ووافق أغراضهم، وجرى على ألسنتهم، من الألفاظ المنمَّقة، والمعاني الملفَّقة، التي تلقَّفوها من مقالات الفلاسفة وكُتَّاب الإفرنج، مما لا يوافق دِين الإسلام، ولا يقوله مَن عنده في هذا الدِّين أدنى إلمام، فينشرونه في كتبهم وجرائدهم بصفة تُرضي إخوانَهم مُرَّاق المدارس، وفُسَّاق العوام، الذين لا يبالون بالإسلام ولا بأحكام الإسلام. وقد يستدلون على غير فَهْم وعِلْم ببعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية؛ لِيُوهِموا العوامَّ أنَّهُمْ إنَّما يأخذون من الكِتابِ والسُّنَّة ما يُلَفِّقُونَهُ مِنَ الأَحْكَامِ".
ثُمَّ قال: "إن هؤلاء المفتونين الضالِّين قد مشَوْا ببدعتهم على أثر البروتستانت من النصارى، الذين يَدَّعون إصلاح دينِ النصرانية، بترْكهم العملَ بأقوال أئمتهم السابقين، والاقتصار على ما في التوراة والإنجيل من أحكام الدين. وقد أخطأ هؤلاء الطَّغام بتقليدهم أولئك الأقوامَ؛ لأنَّ ما زاده أئمتهم على التوراة والإنجيل ليس له أصل فيهما، وإنَّما هو من ترتيب مجامعهم، أمَّا أئمَّة الإسلام، فلم يَزيدوا على الكتاب والسنة شيئًا من عند أنفسهم؛ بل جميع أحكام المذاهب الأربعة مأخوذة من صريح الكتاب والسنة، وهو أكثر الأحكام، أو مستندة إلى القياس الصحيح عليهما أو على أحدهما. فليس هناك حُكْم في المذاهب الأربعة خارج عن الكتاب والسنة من كل الوجوه، ولا يمكن أن يستعملوا القياس إلا إذا لم توجد آية أو حديث يصلح للاستدلال".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/121)
ويذكر المؤلف في موضع ثالث من كتابه (ص 258) محاولة رشيد رضا ورفاقه من مدرسة محمد عبده نشرَ مذهبهم، بتقليد الإرساليات البروتستانتية، حين دَعَوْا إلى المُؤْتَمَر الديني في القاهرة سنة 1327 هـ (1909 م) فلم يتيَّسر لهم الاجتماع، ثُمَّ ألَّفُوا (جمعية الدعوة والإرشاد) للتبشير بمذهبهم الجديد سنة 1329 هـ. ثم يعقّب على ذلك بقوله: "وقد سَهُل على هؤلاء المبتدعين تقليدُ البروتستانت، ولم يَسهُل عليهم تقليدُ أئمَّة المذاهب الأربعة، كما أنهم سهل عليهم تقليد إخوانِ الشياطين مثل محمَّد عبده وجَمال الدين، ولم يسهل عليهم تقليد أئمة الأمة المحمدية بأسرها منذ أكثر من ألف سنة".
من ذلك يتبيَّن أنَّ مآخذ النبهاني على هذه الجماعة تنحصر في أمرين:
أولهما: هو دعوى الاجتهاد المطلق مع عدم الكفاية من الناحية العلمية، ومع فساد الاستعداد من الناحية الرُّوحية، وسوء السيرة من الناحية الخلقية والسلوكية.
وثانيهما: هو أنهم مع تَرَفُّعِهم عن الاقتداء بالأئمة الأعلام من فقهاء المسلمين، يقتدون بالبروتستانت في تنقيح الإسلام، وبالمجامع المقدسة المسيحية في اتخاذ قرارات، تعمل على تطوير الإسلام أو تحسينه حسب زعمهم، بالزيادة والنقص.
وقد تتبع النبهانيُّ زعماءَ هذه المدرسة: الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا، في قصيدته "الرائية الصغرى، في ذم البدعة ومدح السُّنَّة الغَرَّا"، وهي قصيدة طويلة تبلغ 553 بيتًا، فخصَّ كلَّ فرد منهم بفصل منها.
يقول في سوء سيرة كلِّ المنتمين إلى هذه الجماعة:
تَرَاهُمْ إِبَاحِيِّينَ أَوْ هُمْ نَظِيرُهُمْ إِذَا كُنْتَ عَنْ أَسْرَارِهِمْ تَكْشِفُ السِّتْرَا
وَكُلُّ امْرِئٍ لا يَسْتَحِي فِي جِدَالِهِ مِنَ الْكِذْبِ وَالتَّلْفِيقِ مَهْمَا أَتَى نُكْرَا
فَمَنْ قَالَ صَلُّوا قَالَ قَائِلُهُمْ لَهُ يَجُوزُ لَنَا فِي الْبَيْتِ نَجْمَعُهَا قَصْرَا
وَإِنْ قِيلَ لا تَشْرَبْ يَقُولُ شَرِبْتُهَا بِقَصْدِ الشِّفَا أَوْ قَالَ لَيْسَ اسْمُهَا خَمْرَا
فَيَجْهَرُ كُلٌّ بِالْمَعَاصِي مُجَادِلاً بِمَا نَفَثَ الشَّيْطَانُ فِي قَلْبِهِ سِرَّا
فَلا صَامَ، لا صَلَّى، وَلا حَجَّ، لا حَبَا فَقِيرًا وَإِنْ أَوْدَى بِهِ فَقْرُهُ بِرَّا
وَفِي الأَلْفِ مِنْهُمْ وَاحِدٌ رُبَّمَا أَتَى مَسَاجِدَنَا لَكِنْ إِذَا كَانَ مُضْطَرَّا
وَأَخْبَرَنِي مَنْ لا أَشُكُّ بِصِدْقِهِ بِأَنْ قَدْ رَأَى مَنْ بَالَ مِنْهُمْ بِلا اسْتِبْرَا [64]
وَلازَمَهُ حَتَّى أَتَى بَعْدُ مَسْجِدًا فَصَلَّى وَلَمْ يُحْدِثْ مِنَ الْحَدَثِ الطُّهْرَا
وَآخَرُ مِنْهُمْ قََدْ أَقَامَ صَلاتَهُ بِدُونِ اغْتِسَالٍ مَعْ جَنَابَتِهِ الْكُبْرَى
عَلَى وَجْهِ كُلٍّ مِنْ ظَلامٍ عَلامَةٌ بِهِ عَرَّفَتْ مَنْ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ الأَمْرَا
ثم يقول:
أُولَئِكَ أَنْصَارُ الضَّلالِ وَحِزْبُهُ وَإِنْ قَدَّرَ الرَّحْمَنُ مِنْهُمْ لَنَا نَصْرَا
فَإِيَّاكَ أَنْ تَغْتَرَّ مِنْهُمْ بِفَاجِرٍ وَإِنْ أَنْتَ قَدْ شَاهَدْتَ مِنْ فِعْلِهِ الْخَيْرَا
فَذَلِكَ شَيْءٌ جَاءَ ضِدَّ طِبَاعِهِمْ وَقَدْ فَعَلُوا أَضْعَافَ أَضْعَافِهِ شَرَّا
وَكَمْ أَيَّدَ الإِسْلامَ رَبِّي بِفَاجِرٍ فَنُهْدِي لَهُ لا الْفَاجِرِ الْحَمْدَ وَالشُّكْرَا
أَشَدُّ مِنَ الْكُفَّارِ فِينَا نِكَايَةً وَأَعْظُمُ مِنْهُمْ فِي دِيَانَتِنَا ضَرَّا
مِنَ الْكُفْرِ ذُو الإِسْلامِ يَأْخُذُ حِذْرَهُ وَمِنْ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَأْخُذُ الحِذْرَا
ويقول في التقائه بالأفغانيّ سنة 1286 هـ (1876 م) في القاهرة، وما كان من طرد الشيخ عبدالرحمن الشربيني شيخ الجامع الأزهر له من حلقته بعد زجره:
أَتَى مِصْرَ مَطْرُودًا فَعَابَ بِقُطْرِهَا فَيَا قُبْحَهُ شَيْخًا وَيَا حُسْنَهُ قُطْرَا
وَكُنْتُ بِذَاكَ الْحِينِ فِيهَا مُجَاوِرًا بِأَزْهَرِهَا صَاحَبْتُ أَنْجُمَهُ الزُّهْرَا
بِتَارِيخِ سِتٍّ وَالثَّمَانِينَ قَدْ تَلَتْ مَعَ الْمِائَتَيْنِ الأَلْفَ فِي الْهِجْرَةِ الْغَرَّا
حَضَرْتُ بِفِقْهِ الشَّافِعِيِّ خَطِيبَهُ عَلَى شَيْخِ شِرْبِينٍ فَأَلْفَيْتُهُ بَحْرَا
وَجَاءَ جَمَالُ الدِّينِ يَوْمًا لِدَرْسِهِ فَأَلْقَى عَلَى الأُسْتَاذِ أَسْئِلَةً تَتْرَى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/122)
فَفَاضَتْ عَلَيْهِ مِنْ مَعَارِفِ شَيْخِنَا سُيُولٌ أَرَتْهُ عِلْمَهُ عِنْدَهُ قَطْرَا
وَإِذْ شَمَّ مِنْهُ الشَّيْخُ رِيحَ ضَلالِهِ وَإِلْحَادِهِ أَوْلاهُ مَعْ طَرْدِهِ زَجْرَا
وَذَاكَرْتُهُ يَوْمًا فَأَخْبَرَ أَنَّهُ كَأُسْتَاذِنَا لَمْ يُلْفِ فِي مِصْرِهِ حَبْرَا
وَمِنْ بَعْدِ هَذَا حَازَ فِي مِصْرَ شُهْرَةً وَأَلْقَى دُرُوسًا لِلْفَلاسِفِ فِي مِصْرَا
وَحِينَ أَتَاهُ ذَلِكَ الْحِينَ عَبْدُهُ وَأَمْثَالُهُ أَفْشَى لَهُمْ ذَلِكَ السِّرَّا
أَسَرَّ لَهُمْ مَحْوَ الْمَذَاهِبِ كُلِّهَا لِيَرْجِعَ هَذَا الدِّينُ فِي زَعْمِهِ بِكْرَا
ويقول في صداقة محمد عبده لكرومر ممثل الاحتلال الإنجليزي في مصر:
تَوَلَّعَ بِالدُّنْيَا وَصَيَّرَ دِينَهُ إِلَيْهَا عَلَى مَا فِيهِ مِنْ خِفَّةٍ جِسْرَا
يَمِينًا إِذَا كَانَتْ يَمِينًا، وَإِنْ تَكُنْ يَسَارًا سَعَى يَعْدُو إِلَيْهَا مِنَ الْيُسْرَى
فَمِنْ جِهَةٍ يُدْعَى الإِمَامَ، وَيَقْتَدِي بِأَعْمَالِ أَهْلِ الْكُفْرِ مِنْ جَهَةٍ أُخْرَى
يَذُمُّ خِيَارَ الْمُسْلِمِينَ وَعِنْدَمَا يَرَى حُجَّةً لِلْكُفْرِ يَسْتَحْسِنُ الْكُفْرَا
لِكَيْمَا يُقَالَ الشَّيْخُ حُرٌّ ضَمِيرُهُ فَيَبْلُغَ عِنْدَ الْقَوْمِ مَرْتَبَةً كُبْرَى
وَأَيَّدَ أَعْدَاءَ الْبِلادِ بِسَعْيِهِ وَأَوْهَمَ أَهْلَ الْجَهْلِ أَنَّ بِهِمْ خَيْرَا
يُحَسِّنُ بَيْنَ النَّاسِ قُبْحَ فِعَالِهِمْ وَمَهْمَا أَسَاؤُوا رَاحَ يَلْتَمِسُ الْعُذْرَا
بِمِقْدَارِ مَا خَانَ الْبِلادَ وَمَا أَتَى لأَعْدَائِهَا نُصْحًا عَلا عِنْدَهُمْ قَدْرَا
وَنَالَ بِجَاهِ الْقَوْمِ فِي النَّاسِ رُتْبَةً بِهَا حَازَ فِيمَنْ شَاءَهُ النَّفْعَ وَالضَّرَّا
فَمِنْ رَهْبَةٍ أَوْ رَغْبَةٍ كَمْ سَعَى لَهُ طَغَامٌ مِنَ الْجُهَّالِ أَكْسَبَهُمْ خُسْرَا
وَأَلْقَى لَهُمْ دَرْسًا يُخَالِفُ حُكْمُهُ بِأَزْهَرِهَا الْمَعْمُورِ دِينَ أَبِي الزَّهْرَا
وَقَدْ ضَلَّ فِي الْقُرْآنِ مَعْ عُظْمِ نُورِه كَمَا خَبَطَتْ عَشْوَاءُ فِي اللَّيْلَةِ الْقَمْرَا
أُحَذِّرُ كُلَّ النَّاسِ فِي كُتْبِ دِينِهِ وَبِالرَّدِ وَالإِعْرَاضِ تَفْسِيرُهُ أَحْرَى
ويقول في فساد سيرته أثناء إقامته في بيروت، وفي فتواه المشهورة بالفتوى الترنسفالية [65] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn65):
يُعَاشِرُ نِسْوَانَ النَّصَارَى وَلا يَرَى بِذَلِكَ مِنْ بَأْسٍ وَإِنْ كَشَفَ السِّتْرَا [66]
وَيَأْكُلُ مَعْهُمْ كُلَّ مَا يَأْكُلُونَهُ وَيَشْرَبُهَا حَمْرَاءَ إِنْ شَاءَ أَوْ صَفْرَا
وَيُفْتِي بِحِلِّ الْمُسْكِراتِ جَمِيعِهَا إِذَا هِيَ بِالأَسْمَاءِ خَالَفَتِ الْخَمْرَا
وَيَأْكُلُ مَخْنُوقًا وَيُفْتِي بِحِلِّهِ لِئَلاّ يَقُولُوا إِنَّهُ ارْتَكَبَ الْوِزْرَا
وَتَحْلِيلُهُ لُبْسَ الْبَرَانِيطِ وَالرِّبَا بِهِ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ قَدْ أَلْحَقَ الْكُفْرَا
وَقَدْ كُنْتُ فِي لُبْنَانَ يَوْمًا صَحِبْتُهُ لِقُرْبِ غُرُوبِ الشَّمْسِ مِنْ ضَحْوَةٍ كُبْرَى
وَصَلَّيْتُ فَرْضَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بَعْدَهُ لَدَيْهِ وَمَا صَلَّى هُوَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَا
وَقَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ صَاحَبْتُ شَيْخَهُ لِقُرْبِ الْعِشَا أَيَّامَ جَاوَرْتُ فِي مِصْرَا
وَلَمْ أَرَهُ أَدَّى فَرِيضَةَ مَغْرِبٍ فَقَاطَعْتُ شَيْخَ السُّوءِ مِنْ أَجْلِهَا الدَّهْرَا
ويقول النبهاني في قصيدته هذه: إنه لقي رشيد رضا أول مرة في بيروت، حين جاءه في أول شبابه حليقَ اللِّحية، أحمر الوجنتين - على غير عادة طُلاب العلوم الشرعية من المسلمين وقتذاك – وكان نصوحي بك والى بيروت في مجلسه فوبَّخه، ثم عاد إليه بَعْدَ خمس عشرة سنة (لم يزدد شُعورًا ولا شَعْرًا). ويختم ذلك بقوله (ص 374):
وَذَلِكَ مَعْ مَا فِيهِ أَهْوَنُ أَمْرِهِ إِذَا مَا بِهِ قِيسَتْ فَظَائِعُةُ الأُخْرَى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/123)
ويَذكُر بعد ذلك ادِّعاءَه شرفَ الانتسابِ إلى آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبراءة ابْنِ عمِّه من هذا الادّعاء حين سأله فيه (ص 375). ثم يشير إلى تقرُّبه من الأمريكان بما نشَره في عدد شعبان سنة 1327 هـ من مجلة "المنار"، حين أَذِنَ لشباب المسلمين من طلاب الكلية الأمريكية ببيروت أن يُشاركوا أولاد النصارى في الصلاة بكنيسة هذه الكلية. ويعقب على ذلك بقوله:
فَتَاوِيهِ فِي الأَحْكَامِ طَوْعَ اخْتِيَارِهِ تَصَرَّفَ كَالْمُلاّكِ فِي دِينِهِ حُرَّا
فَيَحْظُرُ شَيْئًا كَانَ بِالأَمْسِ وَاجِبًا وَيُوجِبُ شَيْئًا كَانَ فِي أَمْسِهِ حَظْرَا
فَتَحْرِيمُهُ تَحْلِيلُهُ بِاشْتِهَائِهِ بِأَهْوَائِهِ أَحْكَامُهُ دَائِمًا تَطْرَا
وَمَذْهَبُهُ لا مَذْهَبٌ غَيْرَ أَنَّهُ يُجَادِلُ عَنْ أَهْوَائِهِ الشَّهْرَ وَالدَّهْرَا
يُجَادِلُ أَهْلَ الْعِلْمِ بِالْجَهْلِ مُمْلِيًا عَلَى فِكْرِهِ إِبْلِيسُهُ كُلَّ مَا أَجْرَى
وَيَبْقَى عَلَى مَا قَدْ جَرَى مِنْ كَلامِهِ مُصِرًّا وَلَوْ أَجْرَى بِأَلْفَاظِهِ كُفْرَا
وذكر الشاعر بعد ذلك في قصيدته هذه ما لقي رشيد رضا من الطرد والضرب والإهانة، حينَ حاوَلَ أن يَنْشُرَ ضلالاتِه في مساجِدِ طرابلس الشام، فَعَلاهُ أحدُ آل بيت المقدَّم بعصاه – وهم من نسل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – فشجَّ رأسه، وفي دمشق، فأفحمه الشيخ صالح أفندي التونسي أحد أشراف المغاربة، والشيخ عبدالقادر الخطيب، وهو قادري النسب من السلالة الشريفة، وفي حِمْص وحماة، فأنذره أهلُهُما بترك بلدَيْهم، واضطروه للهرب إلى بلده (قَلَمون):
فَعَادَ إِلَى مَثْوَاهُ فِي (قَلَمُونِهِ) وَمِنْ خَوْفِهِ كَالضَّبِّ قَدْ لَزِمَ الْجُحْرَا
فَكَانَتْ لَهُ فِي عُمْرِهِ شَرَّ رِحْلَةٍ بِهَا بَيْنَ تُجَّارِ الْهُدَى رَبِحَ الْخُسْرَا
وَعَادَ إِلَى مِصْرٍ مِنَ الشَّامِ هَارِبًا يُنَفِّضُ عَنْ أَعْطَافِهِ الْمَوْتَ وَالذُّعْرَا
أمَّا الَّذي تدعو إليه هذه الجماعة من إطلاق الاجتهاد دون تقيُّد بأحد المذاهب الأربعة، فقد ردَّ عليْهِ النَّبَهَانِي بكلام كثير في ثنايا قصيدته هذه، فمن ذلك قوله:
قَدِ اخْتَصَرُوا بِالْجَهْلِ دِينَ مُحَمَّدٍ وَمَا تَرَكُوا مِنْ عُشْرِ أَحْكَامِهِ الْعُشْرَا
لَقَدْ زَعَمُوا إِصْلاحَهُ بِفَسَادِهِمْ وَكَمْ حَمَّلُوهُ مِنْ ضَلالَتِهِمْ إِصْرَا
يَقُولُونَ لا نَرْمِي كِتَابًا وَسُنَّةً وَنَتْبَعُ زَيْدًا فِي الدِّيَانَةِ أَوْ عَمْرَا
وَذَلِكَ حَقٌّ قَصْدُهُمْ فِيهِ بَاطِلٌ وَخَيْرُ كَلامٍ قَدْ أَرَادُوا بِهِ شَرَّا
أَرَادُوا بِهِ مِنْ جَهْلِهِمْ بِنُفُوسِهِمْ لِتَرْفَعَ دَعْوَى الاجْتِهَادِ لَهُمْ قَدْرَا
وَمَا الْعِلْمُ شَرْطُ الاجْتِهَادِ وَلا التُّقَى لَدَيْهِمْ وَلَكِنْ كُلُّ عَبْدٍ غَدَا حُرَّا
وَأَقْوَى شُرُوطِ الاجْتِهَادِ لَدَيْهِمُ وَقَاحَةُ وَجْهٍ حَدُّهُ يَفْلِقُ الصَّخْرَا
يَقُولُونَ إِنَّا كَالأَئِمَّةِ كُلُّنَا رِجَالٌ وَمَا زَادُوا عَلَى أَحَدٍ ظُفْرَا
لَقَدْ أَخْطَؤُوا أَيْنَ الثُّرَيَّا مِنَ الثَّرَى وَمَا لِبُغَاثِ الطَّيْرِ أَنْ يُشْبِهَ النَّسْرَا
يَقُولُونَ أَغْنَانَا كِتَابٌ وَسُنَّةٌ وَلَمْ يُبْقِيَا فِينَا لِغَيْرِهِمَا فَقْرَا
وَفِي الأَلْفِ مِنْهُمْ لَيْسَ يُوجَدُ حَافِظٌ لِجُزْءِ حَدِيثٍ قَلَّ أَوْ سُورَةٌ تُقْرَا
وَمَا قَرَؤُوهُ مِنْهُمَا عَنْ جَهَالَةٍ فَلا سَامِعٌ نَهْيًا وَلا عَالِمٌ سِرَّا
وهو يشبِّه كبار الأئمة بالبدور، استمدَّتْ إشراقها من شمس الشريعة باستعدادها لقبول النور والإشراق. ويقول: إنَّ النَّاس لا تستوي في هذا الاستعداد، وأنَّ الذي يتجاوز قَدْره، ويدَّعي ما ليس له من أدعياء الاجتهاد؛ لا يجني إلا الشر:
شَرِيعَةُ خَيْرِ الْخَلْقِ شَمْسٌ مُنِيرَةٌ وَأَنْوَارُهَا قَدْ عَمَّتِ الْبَرَّ وَالْبَحْرَا
أَضَاءَتْ بِهَا الأَكْوَانُ بَعْدَ ظَلامِهَا وَكَمْ ذَا أَمَدَّتْ مِنْ أَئِمَّتِنَا بَدْرَا
لَقَدْ أَشْرَقَتْ فِيهِمْ وَفِي كُلِّ مُؤْمِنٍ وَأَعْطَتْ لِكُلٍّ مِنْ أَشِعَّتِهَا قَدْرَا
وَلَكَنْ بِقَدْرِ الْقَابِلِيَّةِ نُورُهَا يَكُونُ قَلِيلاً بِالْمُقَابِلِ أَوْ نَزْرَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/124)
وَهَلْ يَسْتَوِي أَنْ قَابَلَتْ بِشُعَاعِهَا جَوَاهِرَهُمْ أَوْ أَنَّهَا قَابَلَتْ صَخْرَا
وَأَجْهَلُ خَلْقِ اللهِ مَنْ قَالَ إِنَّهَا بِإِشْرَاقِهَا سَاوَتْ مَعَ الْحَجَرِ الدُّرَّا
وَكَمْ مِنْ إِمَامٍ جَاءَ فِي كُلِّ مَذْهَبٍ كَبِيرٍ بِهِ قَدْ أَحْرَزَ الْمَذْهَبُ الْفَخْرَا
وَمَا مِنْهُمُ فَرْدٌ بِدَعْوَى اجْتِهَادِهِ سَمِعْنَا لَهُ فِي غَيْرِ مَذْهَبِهِ مَسْرَى
بَلَى مِنْ طَرِيقٍ لِلْوِلايَةِ وَاضِحٍ يَجُوزُ بَقَاءُ الاجْتِهَادِ وَلا حَجْرَا
وَأَمَّا طَرِيقُ الدَّرْسِ بِالنَّفْسِ وَالْهَوَى فَكَمْ أَوْصَلَتْ لِلسَّالِكِينَ بِهَا شَرَّا
قَدِ اجْتَهَدُوا فِيهَا بِحُكْمِ نُفُوسِهِمْ فَنَالُوا بِهَا مِنْهَا الْكَبَائِرَ وَالْكِبْرَا
ويقول النبهاني في تقليد هذه الجماعة للبُروتستانت والمجامع المسيحيَّة، مُشِيرًا إلى حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث يقولُ: ((لتَتَّبِعُنَّ مَنْ قبلكم شِبْرًا بشبرٍ، وذِرَاعًا بذِراعٍ، حتى لو دَخَلُوا جحر ضَبٍّ لدَخَلْتُمُوه)). وحين سأله أصحابه مُستوضِحينَ: "اليهود والنصارى؟ " قال - صلى الله عليه وسلم -: ((فمَنْ؟!))، يقول النبهاني مُبينًا فساد تقليدهم لاختلاف الحالَيْنِ:
بِفِعْلِ الْبُرُوسْتَنْتِ اقْتَدَوْا بِاجْتِهَادِهِمْ لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ لَوْ دَخَلُوا جُحْرَا
أُولَئِكَ قَدْ أَلْغَوْا زَوَائِدَ دِينِهِمْ وَقَدْ ضَلَّلُوا فِي ذَلِكَ الْقِسَّ وَالْحَبْرَا
قَدِ اجْتَهَدُوا فِي دِينِهِمْ حِينَمَا رَأَوْا مَجَامِعَهُمْ زَادَتْهُ مِنْ نُكْرِهِ نُكْرَا
وَمَهْمَا يَكُنْ عُذْرٌ لَهُمْ بِاجْتِهَادِهِمْ فَمُجْتَهِدُونَا الْيَوْمَ قَدْ فَقَدُوا الْعُذْرَا
وَمَعْ كَوْنِهِمْ مِثْلَ الْبُرُوسْتَنْتِ فَارَقُوا أَئِمَّتَهُمْ كُلٌّ غَدَا عَالِمًا حَبْرَا
فَقَدْ قَلَّدُوا أَهْلَ الْمَجَامِعِ مِنْهُمُ بِمُؤْتَمَرٍ لِلْبَحْثِ فِي الدِّينِ فِي مِصْرَا
بِهِ سَنَنَ الْقَوْمِ النَّصَارَى تَتَبَّعُوا عَلَى الإثْرِ لَمْ يَعْدُوا ذِرَاعًا وَلا شِبْرَا
فَلِلَّهِ دَرُّ الْمُصْطَفَى سَيِّدِ الْوَرَى فَقَدْ طَابَقَتْ أَحْكَامُهُ كُلُّهَا الْخُبْرَا
أَمِنْ بَعْدِ قَوْلِ اللهِ: أَكْمَلْتُ دِينَكُمْ يُرِيدُونَ فِي الإسْلامِ أَنْ يُحْدِثُوا أَمْرَا؟
ومن العُلماء المعاصرين الذين تَنَبَّهُوا لخطر محمد عبده، وفساد فكره مصطفى أفندي صبري شيخ الإسلام في الدولة العُثمانيَّة. وهُو يمتازُ إلى جانب ثقافته الفِقْهِيَّة الإسلامية بمعرفةٍ دقيقةٍ بِخَفَايا السياسة، وذلك بحكم عُضْويَّته في المجلس النِّيَابِي (المبعوثان) منذ سنة 1908، وعضويته في مجلس الشيوخ بعد ذلك، مع نِيَابَتِه عن (الصدر الأعظم) في رياسة الوزراء أثناء غِيابِه في أوروبا للمُفاوَضَة، بعد هزيمة تُركيا في الحرب العالمية الأولى.
يقول شيخ الإسلام مصطفى أفندي صبري في كتابه الكبير "موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين" [67] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn67).
" أمَّا النهضة الإصلاحيَّة المنسوبة إلى الشَّيْخِ محمد عبده، فخلاصتها أنه زَعْزَعَ الأزهر عن جُمُوده على الدين، فقَرَّب كثيرًا من الأزهريين إلى اللاّدِينِيِّينَ خُطُوات، ولم يُقَرِّب اللاّدِينيِّينَ إلى الدين خطوة، وهو الذي أَدْخَل الماسونيَّة في الأزهر بواسطة شيخه جمال الدين الأفغاني؛ كما أنه هو الذي شَجَّعَ قاسم أمين على تَرْويج السُّفُور في مصر".
"فالشيخ بدلاً من أن يَتَغَلَّبَ على مُناظِرِه [68] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn68)، ويَهْزِمَ جُيوش المُتَفَرْنِجِينَ الكامنينَ وراءَهُ، هزم جيش عُلماءِ الدين الذي هو جيشه هو نفسُه، بطول ما رماهم به من وصْمَة الجمود، وبفضل ذلك حاز مكانةً عظيمة عند المُتفرنِجِينَ طبعًا، وعند المنهزِمِينَ تبعًا".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/125)
"وكان من مضارِّ الشيخ بالإسلام وعلمائه الناشئين بعده أن حملة الأقلام بمصر، المُنْحرِفينَ عن الثقافة الإسلاميَّة، لما أكبروا الشيخ وآراءه الشاذَّة – التي انْتَقَدْتُها في هذا الكتاب – أَوْجَدُوا له من السُّمْعَة العلميَّة السامية ما لا يزال طَنِينُه في أُذُن الشرق الإسلامي – ولا شكَّ في تأييد القُوَّة الماسونيَّة له – كان ذلك حثًّا للذين يُحِبُّون الشهرة والظهور من شباب العلماء وكُهُولهم، على نَيْل ما أرادوه بواسطة الشذوذ على الرأي، والتَّزَلُّف إلى الكُتَّاب المُتَفرنجينَ، بلِ الانتماء إلى الماسونيَّة". (ج 1 ص: 133 – 134).
ويقول مصطفى صبري في موضع آخر من كتابه [69] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn69):
" فلعل الشيخ محمد عبده وصديقه أو شيخه جمال الدين أرادا أن يَلْعبَا في الإسلام دور لُوثَر وكِلْفن زَعِيمَي البروتستانت في المسيحية، فلمْ يَتَسَنَّ لهما الأمر لتأسيس دين حديث للمُسلمين، وإنما اقتصر سَعْيُهُما على مُساعدة الإلحاد المُقَنَّعِ بالنُّهُوض والتجديد".
ويقول في هامش هذه الصفحة:
"يدلُّ على رُجْحَان إستانبول بعلماء دينها الراسِخِينَ في مبادئهم العلميَّة أمران:
الأول: أنَّ الشيخ جمال الدين الأفغانيَّ لم يستطِع أن يَسْحَرَهُم برسالته التي أَنْجَحَها في مصر، فخرج من بين علمائها من يَشُدُّ أَزْرَه، ويشترك في أمره، ثم يلعبُ دَوْرًا في هَدْمِ الأزْهَر بزحزحته عن نَهْجه القديم القويم، والأمر الثاني: وَبَاء الماسونيَّة لم يجدْ بيئةً صالحة للانتشار بين رجال الدين في الأستانة؛ كما وجدها بين أقطاب الأزهر، وهذا على الرغم من أنَّ مصر كانت في الماضي البعيد مركزًا كبيرًا للعُلوم الإسلامية قبل دُخول الإسلام في إستانْبُول".
وهذا الحديث عن الدور الذي قام به محمد عبده ومدرسته في التقريب بين الإسلام وبين الحضارة الغربية وقيمها، يعود بنا إلى الحديث عن التيَّار الثاني الذي أَشَرْتُ إليه من قبل، والذي كان ساسة الغرب يَرْسُمُون خُطَطَهُ، ويَسْهَرُون على تنفيذها، وهي الخُطَط التي مَرَّ بنا الإشارة إليها في كلام كرومر وبلَنْت، والتي اعتمدتْ جهود الاستعمار فيها على دِراسات علميَّة دقيقة قام بها المُسْتشرقونَ)).
انتهى كلام الدكتور محمد حسين –رحمه الله- ورفع درجته -.
(الإسلام والحضارة الغربية، ص41 – 100).
ــــــــــــــــــــــــــ
[1] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref1) راجع تصوير السير ثيودور موريسون لهذه الثورة في كتاب "حاضر العالم الإسلامي" 1: 162.
[2] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref2) " الاتجاهات الوطنية": 221:1 – 222 طبعة بيروت.
[3] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref3) Arabic Thought . p. 59
[4] (http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref4) المرجع السابق ص 95
[5] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref5) المرجع نفسه 96.
[6] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref6) ص 60، 61 من المرجع نفسه.
[7] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref7) المرجع السابق ص 100.
[8] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref8) ص 102 من المرجع نفسه.
[9] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref9) المرجع السابق ص 95.
[10] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref10) ص 97 من المرجع السابق.
[11] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref11) ص 245 من المرجع نفسه.
[12] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref12) ص 248، 249، 255، من المرجع السابق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/126)
[13] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref13) ص 246، 247 من المرجع السابق.
[14] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref14) 2 : 104 ط. بيروت – ص 30 من كتاب "جمال الدين الأسد بادي"، والمقال بتاريخ 22 شوال 1301 (14/ 8/1884 م).
[15] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref15) " جمال الدين الأسد بادي" ص 63، "خاطرات جمال الدين" للمخزومي باشا 44.
[16] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref16) " تاريخ الأستاذ الإمام" 1: 75.
[17] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref17) " جمال الدين الأسد بادي" ص 61.
[18] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref18) " تاريخ الأستاذ الإمام" 1: 283، 380، 2: 553 – 558.
[19] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref19) " جمال الدين الأفغاني" لمحمود قاسم ص 23.
[20] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref20) " تاريخ الأستاذ الإمام" 1: 45.
[21] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref21) " جمال الدين الأسد بادي" ص 7، 113، 116 – "تاريخ الأستاذ الإمام" 1: 45.
[22] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref22) " تاريخ الأستاذ الإمام" 1: 74.
[23] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref23) " تاريخ الأستاذ الإمام" 1: 72.
[24] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref24) " تاريخ الأستاذ الإمام" 1: 93.
[25] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref25) المرجع السابق 1: 817.
[26] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref26) " خاطرات جمال الدين" للمخزومي باشا ص 41 – 50، وتراجع في ذلك اللوحتان المصورتان رقم 40، 41 من كتاب "مجموع أسناد ومدارك جاب نشده درباره جمال الدين مشهور به أفغاني". واللوحة الأولى صورة خطية للطلب المقدم بخط جمال الدين الأفغاني إلى المحفل الماسوني طالبًا الالتحاق به. وقد قدم نفسه في أوله بقوله: "مدرس العلوم الفلسفية بمصر المحروسة جمال الدين الكابلي الذي مضى من عمره سبع وثلاثون سنة"، وتاريخه في أسفله 1292 ربيع الثاني يوم الخميس 22. أما اللوحة الثانية فهي صورة خطية للخطاب المرسل إليه من محفل كوكب الشرق في القاهرة بمصر في 7 جنايو 1878/ 5878 (والتاريخ الثاني هو التاريخ اليهودي الذي يستعمله الماسون. ولست أدري إن كان المقصود بجنايو هو يناير أو يونيو) والخطاب الذي يحدد (يوم الجمعة 11 الجاري الساعة 2 عربي بعد الغروب لاستلام القادوم وتكريس الأفغاني رئيسا للمحفل).
[27] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref27) " تاريخ الأستاذ الإمام" 1: 90.
[28] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref28) المرجع السابق 1: 39.
[29] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref29) المرجع السابق 1: 43.
[30] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref30) المرجع السابق 1: 92 – 93، مع ملاحظة أن فارس نمر باشا صاحب "المقطم" كان من كبار الماسون، وكذلك كان صهره شاهين مكاريوس صاحب "اللطائف المصورة".
[31] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref31) المرجع السابق 1: 79 – 80.
[32] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref32) " تاريخ الأستاذ الإمام" 1: 85.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/127)
[33] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref33) نقلاً عن وثيقة مصورة بخط محمد عبده (تصوير 134 – 137) في كتاب "مجموعة أسناد ومدارك جاب نشده درباره جمال الدين مشهور به أفغاني"، الذي نشرته جامعة طهران تحت رقم 841، والمحتوي على الوثائق التي عثر عليها عند جمال الدين الأفغاني. وفي أسفلها توقيع باسم (خادمكم محمد عبده). وقد نشر رشيد رضا هذه الرسالة في كتابه "تاريخ الأستاذ الإمام" "ج 2 ص 299" وقدم لها بقوله:
"ومن كتاب له إلى السيد جمال الدين عقب النفي من مصر إلى بيروت، وهو أغرب كتبه؛ بل هو الشاذ، فيما وصف به أستاذه السيد، مما يشبه كلام صوفية الحقائق والقائلين بوحدة الوجود التي كان ينكرها عليهم بالمعنى المشهور عنهم. وفيه من الإغراق والغلو في السيد ما يستغرب صدوره عنه، وإن كان من قبيل الشعريات. وكذا ما وصف به نفسه بالتبع لأستاذه من الدعوى التي لم تعهد منه ألبتة".
[34] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref34) " تاريخ الأستاذ الإمام" 1: 282. وهو يقصد بالعارف خادمه أبا تراب.
[35] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref35) اللوحات المصورة رقم 106 – 117 من كتاب "مجموعة أسناد ومدارك جاب نشده درباره جمال الدين مشهور به أفغاني" السابق ذكره.
[36] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref36) " تاريخ الأستاذ الإمام" 1: 30 – 31.
[37] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref37) " تاريخ الأستاذ الإمام" 2: 553.
[38] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref38) المرجع السابق 2: 556.
[39] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref39) المرجع السابق 2: 565.
[40] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref40) كرومر يعني بهذه الجماعة: الحزب الذي ظهر بعد كتابة هذا التقرير بعام واحد، وسمي: "حزب الأمة".
[41] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref41) (Modern Egypt 2:599 London 1911 )، وكرومر يقصد بالجملة الأخيرة تسميتهم له بالحكيم. وكذلك كان رشيد رضا يشير إليه، وإلى أستاذه الأفغاني، إذا ذكرهما أو أشار إليهما.
[42] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref42) My (Diaries) 1:346 – 28 Jan, 1900
[43] (http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref43) (Arabic Thought in The Liberal Age 141 – 143)
[44] (http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref44) " التاريخ السري" 1: 131 – 143 ط اخترنا لك.
[45] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref45) المرجع السابق 2: 164.
[46] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref46) " تاريخ الأستاذ الإمام" 2: 568، 582 – 585، 1: 817 – 830.
[47] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref47) المرجع المذكور ص 144 – 145.
[48] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref48) " تاريخ الأستاذ الإمام" 1: 283، 380، 2: 553 – 558.
[49] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref49) سَجَّل اللورد كرومر في تقريره السنوي لسنة 1905، الذي كتبه بمناسبة وفاة محمد عبده، قلةَ أتباعه في ذلك الوقت. وتقارير كرومر معروفة بدقتها في تحري الصدق؛ لأنها تُرفع إلى الحكومة الإنجليزية لتبني عليها سياستها. يقول اللورد في الفِقْرة رقم 7 من تقرير ذلك العام ما ترجمته:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/128)
"وأتباع الشيخ محمد عبده في مصر، إن كانوا ممتازين بذكائهم، فهم نفر قليل. ويمكن أن نسميهم جيرونديي الحركة الوطنية المصرية Girondists Of The Egyption National Movement وهم بما يستحدثونه مِن بِدَعٍ يجعلون أنفسهم موضع الريبة، بحيث لا يستطيعون أن يجتذبوا إلى صفوفهم جماعة المحافظين من المسلمين، الذي يتمسكون بالأساليب القديمة في كل شأن من الشؤون، ويصرون على ذلك، كما أنهم – من ناحية أخرى – تفصلهم هُوَّةٌ واسعة عن ذلك النفر من المتفرنجين، الذين لم يبقَ لهم من إسلامهم إلا الأسماءُ. ومِن ذلك نرى أنهم يقفون في منتصف الطريق بين الطرفين المتناقضين، وهم بذلك يتعرضون للنقد والتجريح من الطرفين كليهما، كما هو الشأن في السياسيين الذين يسلكون مسلكًا وسطًا. ولكني أحب أن أضيف إلى ذلك أن المعارضةَ التي تَصدُر عن المحافظين أكثرُ أهميةً إلى مدى بعيد من تلك التي تَصدُر عن المتفرنجين في المجتمع المصري، وهي معارضة لم تَعُدْ تُسمع في الأيام الأخيرة إلا قليلاً".
"والأيام وحدها هي التي ستكشف عما إذا كانت الآراء التي تعتنقها المدرسة التي تزعَّمها الشيخ محمد عبده، سوف تستطيع التسرب إلى المجتمع الإسلامي. وأنا شديد الرجاء في أن تنجح في اكتساب الأنصار تدريجيًّا، فلا ريب أن مستقبل الإصلاح الإسلامي في صورته الصحيحة المبشرة بالآمال، يكمن في هذا الطريق، الذي رسمه الشيخ محمد عبده، وإن أتباعه لَيستحقون أن يُعاوَنوا بكل ما هو مستطاع من عطف الأوربي وتشجيعه".
ويدل كذلك على ضعف نفوذ محمد عبده في الأزهر، وكثرةِ المعارضين له من رجاله، ضيقُه الشديد به، حتى لقد كان إذا ذَكَره لا يَذْكُره – كما يروي رشيد رضا – إلا بقوله: (الإصطبل) و (المارستان) و (المخروب) "تاريخ الأستاذ الإمام" 1: 495.
[50] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref50) نسبة إلى (جَنْبيه) وهي قرية في إقليم (البحيرة)، الذي ينتمي محمد عبده إلى قرية أخرى فيه. وهو من علماء الأزهر المعروفين بالصلاح والتقوى، وهو والد عبدالعزيز باشا محمد رئيس محكمة النقض ووزير الأوقاف. وكان الشيخ الشِّنْقِيطي متزوجًا أختَه. امتد به العمر إلى أكثر من عشرين عامًا بعد وفاة محمد عبده سنة 1904. وله عدة مؤلفات من بينها "الرزايا العصرية" و"بَلايا بُوزا" وهو الكتاب الذي أنقل عنه ما أسوق من نصوص. وقد كتبه سنة 1926 م بعد أن ألف طه حسين كتابه "في الشعر الجاهلي". وثارت حوله ضجة وصُودِرتْ نُسخُه.
[51] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref51) لَقَّبَه الجنبيهي بالغرابلي؛ لأن أهله من (الغَجَر) الذين يُسمَّوْن في بعض البلاد العربية (النَّوَر) أو (الصَّلَب)، وهم يسكنون خيامًا رثة من (الخيش)، ويمتهنون صناعات صغيرة، منها صناعة الغرابيل، التي تُتخذ سُيورها من جلود الحيوانات الميتة كالحمير.
[52] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref52) يقول ذلك على عادة أهل الصلاح والتقوى في سوء ظنهم بأنفسهم وبأعمالهم.
[53] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref53) يرى المؤلف أن عرابي كان خائنًا، وأنه كان يُمثِّل الجناح الحربي في مدرسة الأفغاني، بينما كان محمد عبده يمثل الجناح الفكري، ويستدل على ذلك بصلتهما المشتركة، وصلة أستاذهما الأفغاني مِن قَبلُ بالمستر بلانت، الذي كان يعمل على تمزيق الدولة الإسلامية. فالمستر بلانت – كما هو معروف – هو الذي تولى الدفاع عن عرابي في محاكمته، وهو الذي أصدر بيانًا باسم الثورة العرابية، نشره في جريدة "التيمز"، يصف فيه الحزب الوطني الذي أعد للثورة بأنه (حزب سياسي لا ديني) ("الاتجاهات الوطنية" 1: 154). أما صلة بلانت بمحمد عبده فهي مشهورة معروفة. وقد صدر كتاب بلانت المشهور "التاريخ السري للاحتلال البريطاني لمصر" بالاشتراك مع محمد عبده. فقد راجع نسختَه العربية التي تم طبعها وظهورها قبل النسخة الإنجليزية ( The Secret History of the British Occupation of Egypt ). أما صلة بلانت بالأفغاني، فهي ثابتة من مجموع الوثائق التي أصدرتها جامعة طهران. وفيها صور لرسائل خطية تبادلها الأفغاني والمستر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/129)
بلانت وزوجته (عانا بلانت) راجع اللوحات المصورة رقم 130، 131، 132 من كتاب "سيد جمال الدين مشهور به أفغاني" رقم 841 من مطبوعات جامعة طهران. ويرى الجنبيهي كذلك أن عزل الخديوي إسماعيل كان مخطَّطًا، بالإيقاع بينه وبين الدولة العثمانية، لأنه كان يقف عقبة في طريق الأفغاني، ولأن ابنه (الخديوي توفيق) الذي حل محله كان على ولاء للأفغاني، الذي نجح في ضمه للمحافل الماسونية. وذلك بالرغم من أنه هو الذي أمر بنفيه فيما بعد وإبعاده عن مصر، حين تبيَّن له خطرُه. (ص 48 – 50).
[54] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref54) راجع "الاتجاهات الوطنية" 1: 25 في سعي بلانت لإنشاء خلافة إسلامية عربية حليفة لإنجلترا، ورد مصطفى كامل عليه.
[55] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref55) لمزيد من التفصيل حول هذا الموضوع يراجع "الاتجاهات الوطنية" 1: 337 وما بعدها، 2: 305 وما بعدها.
[56] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref56) وهي تتلخص في محاربة الدين الإسلامي، وإضعاف نفوذه وسلطته في المجتمع.
[57] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref57) " قصر الدوبارة" مقر كرومر، و"قصر عابدين" مقر الخديوي.
[58] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref58) يشير إلى الفِقْرة (7) من تقرير سنة 1905، التي ترجمت شطرًا منها في الهامش رقم 1 ص 80.
[59] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref59) مؤلف "تحرير المرأة" هو قاسم أمين أحد تلاميذ محمد عبده. وصاحب مجلة "المنار" الشهرية هو رشيد رضا أبرز تلاميذ محمد عبده، وأكثرهم تعصبًا له.
[60] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref60) يوسف بن إسماعيل بن يوسف النبهاني (1265 – 1350 هـ 1849 – 1932 م) جاء في معجم "الأعلام" للزركلي: "شاعر أديب من رجال القضاء" نسبته إلى (بني نبهان) من عرب البادية بفِلَسطين، استوطنوا إِجْزِمْ – بصيغة الأمر – التابعة لحيفا في شمالي فِلَسطين. وبها ولد ونشأ. وتعلم بالأزهر بمصر (1283 – 1289 هـ). وذهب إلى الأستانة فعمل في تحرير جريدة "الجوائب"، وتصحيح ما يطبع في مطبعتها، ورجع إلى بلاد الشام (1296) فتنقل في أعمال القضاء إلى أن صار رئيسًا لمحكمة الحقوق ببيروت (1305)، وأقام بها زيادة على عشرين سنة، وسافر إلى (المدينة) مجاورًا، ونشبت الحرب العالمية الأولى، فعاد إلى قريته وتوفي بها".
[61] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref61) ص 34 وما بعدها من كتاب "العقود اللؤلؤية في المدائح النبوية".
[62] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref62) اجتمع به في سنة 1326 هـ (وهي توافق 1908) كما جاء في قصيدته (الرائية الصغرى) حيث قال:
وَمِنْ نَحْوِ عَامٍ جَاءَنِي فَنَصَحْتُهُ كَمَا تَنْصَحُ الثُّعْبَانَ أَوْ تَنْصَحُ الْفَأْرَا
وَذَاكَرْتُهُ فِي شَيْخِهِ وَهْوَ عَبْدُهُ تَمَلَّكَهُ الشَّيْطَانُ عَنْ قَوْمِهِ قَسْرَا
وقد جاء في ص 400 من كتابه "العقود اللؤلؤية" أنه أنشأ هذه القصيدة سنة 1327 هـ.
[63] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref63) " العقود اللؤلؤية" ص 400.
[64] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref64) الاستبراء: أن يتربص الإنسان إذا بال بعد البول؛ حتى يتحقق انقطاعه، ويعتقد براءته منه.
[65] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref65) راجع الفتوى والظروف التي أحاطت بها في "تاريخ الأستاذ الإمام" 1: 668 – 716.
[66] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref66) قال الشاعر في هامش هذه الأبيات "العقود اللؤلؤية ص 370":
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/130)
"الذي أَعْلَمُه من حال الشيخ محمد عبده - وكل مَن عَرَفه يعلمه كذلك - أنَّه حينما كان في بيروت منفيًّا كان كثير المخالطة للنصارى، والزيارة لهم في بيوتهم، والاختلاط مع نسائهم بدون تستُّر. هذا مما يعلمه كل مَن عرف حاله في هذه البلاد، فضلاً عن أسفاره المشهورة إلى بلاد أوروبا، واختلاطه بنساء الإفرنج، وارتكابه المنكرات؛ من شرب الخمر وترك الصلوات. ولم يَدَّعِ هو نفسه الصلاح، ولا أحد توهَّمه فيه. فكيف يكون قدوة وإمامًا في دين الإسلام؟!! نعم، هو إمام للفساق والمراق مثله. ولذلك تراهم على شاكلته، لا حج ولا صلاة ولا صيام ولا غيرها من شرائع الإسلام" وقال بعد ذلك:
"دعاني رجل من أهل جبل لبنان سنة 1305 هـ (أقول وهي توافق 1888 م) إلى بيته، فتوجهتُ معه، فوجدتُ هناك الشيخ محمد عبده. فتصاحبنا من الصباح إلى المساء لم أفارقه نهارًا كاملاً. فصلَّيْتُ الظهر والعصر، ولم يصلِّ ظهرًا ولا عصرًا. ولم يكن به علة، ولا عذر له إلا خوفه من أنه إذا صلى بحضوري، يقول أولئك الحاضرون الذين كان لا يصلي أمامهم: إنه يرائي في هذه الصلاة لأجلي، فغلب عليه شيطانُه، وأصرَّ على عدم الصلاة، وإلا فقدْ بلغني عنه أنه كان يصلي تارة، ويترك تارة، والترك أكثر".
وذكر أيضًا مثل ذلك في الأفغاني، فقال: "إنه اجتمع به سنة 1287 هـ في مصر حين كان مجاورًا بالأزهر، ولاَزَمَهُ من قبل الغروب إلى قبل العشاء فلم يصلِّ المغرب".
[67] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref67) راجع تعريفًا لمصطفى صبري ومؤلفاته في "الاتجاهات الوطنية"، ج 2 ص 75 – 85، 343 – 348.
[68] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref68) المقصود هو فرح أنطون صاحب مجلة "الجامعة العثمانية" في المناظرة التي جرت بينه وبين الشيخ محمد عبده في أول هذا القرن، في سِتّ مقالات، تبادلها الطرفان، وجمعها فرح أنطون بعد ذلك في باب الردود من كتابه "فلسفة ابن رشد". وقد ثارت المناقشة بمناسبة مقالٍ نشره فرح أنطون في مجلته عن "فلسفة ابن رشد"، وأشار فيه إلى أنَّ المسيحيَّة أكثر تَسامُحًا مع الفلسفة من الإسلام.
[69] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftnref69) " موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين" (4 أجزاء) ج 1 ص 144، وقد بَسَط النبهاني هذه الفكرة في "العقود اللُّؤْلؤيَّة" ص 400.
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[02 - 04 - 08, 03:27 م]ـ
جزاك الله خيراً ورحمك ورحم العلامة الدكتور محمد محمد حسين وجعل الله تعالى لكما لسان صدق في الآخرين
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[06 - 04 - 08, 10:48 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[العارض]ــــــــ[07 - 04 - 08, 12:33 م]ـ
......
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[05 - 09 - 08, 12:35 ص]ـ
هذا هو نص الحوار الأخير للدكتور محمد محمد حسين أجرى الحوار صديقه وقرينه في مواجهة التغريب الأستاذ أنور الجندي
نشر الحوار في مجلة الأمة الرائعة -التي حجبت منذسنين.
موضوعات المجلة موجودة على موقع الفسطاط للدراسات التاريخية
ـ[السليماني]ــــــــ[14 - 09 - 08, 03:35 م]ـ
جزاك الله خيراً(159/131)
سؤال عن الخميس والبلوشي
ـ[عبد الرحمن الربيعي]ــــــــ[25 - 03 - 08, 02:25 م]ـ
لقد سالتكم عن ترجمة للخميس وللبلوشي الذين ناظرا الشيعة في المستقلة فلم ار ردا
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[25 - 03 - 08, 04:48 م]ـ
هذا ماكتب عن الشيخ على طريق الإسلام:
"الشيخ خريج جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم وكان من طلبة العلم عند الشيخ ابن عثيمين رحمه
الله تعالى."
و هذه صفحة الشيخ و هى نافعة ماتعة عظيمة الفائدة.
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=140
بارك الله فى الشيخ عثمان.
أما الشيخ البلوشى فلا أعلم عنه شيئا إلا أنه فارسىّ.
ـ[العوضي]ــــــــ[25 - 03 - 08, 08:02 م]ـ
لقد سالتكم عن ترجمة للخميس وللبلوشي الذين ناظرا الشيعة في المستقلة فلم ار ردا
بالنسبة للشيخ الخميس فهذا موقعه الشخصي
http://www.almanhaj.com/
وبالنسبة للشيخ أبوالمنتصر البلوشي فهناك لقاء معه في شبكة الدفاع عن السنة لو تراجعه ربما تستفيد منه(159/132)
ترجمة الشيخ العلامة / طاهر الجزائري رحمه الله.
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[27 - 03 - 08, 02:34 ص]ـ
الشيخ طاهر الجزائري
من رواد الدعوة السلفية في بلاد الشَّام في العصر الحديث
الشيخ طاهر الجزائري إحدى الشَّخصيات البارزة التي شاركت مشاركة فعَّالة في المرحلة التَّاريخية التي اصطُلح على تسميتها (عصر النَّهضة أو اليقظة) في البلاد العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين، ولم تنلْ حظَّها الكافي من الدِّراسة العلمية، مع أنَّ الشيخ يعد نموذجاً يعبِّر تعبيرًا واضحًا عن التيَّار الذي تبنَّى التَّواصلَ الفكري والرُّوحي مع التُّراث العربي الإسلامي، مع الانفتاح على الغرب وثقافته، والانتفاع بثمرات علومه الحديثة، ذلك التَّيار الذي مثَّله في بلاد الشَّام عددٌ من العلماء المجددِّين أمثال الشَّيخ حسين الجسر، والشيخ جمال الدين القاسمي.
فمَنِ الشيخُ طاهر الجزائري؟ وماذا كان أثره في النَّهضة؟ وماذا عن آثاره ومؤلفاته؟
لعلِّي في هذه العجالة أجيب عن هذه التَّساؤلات، وأجدها فرصةً ثمينةً بحقٍّ أن نطَّلع على حياة إمامٍ كبيرٍ، تميَّز بين علماء عصره، وأثَّر في جيله تأثيراً كبيراً، بحيث صار مدرسةً فكريَّةً جامعة.
لمحاتٌ من حياته:
ولادته ونسبه:
ولد الشيخ طاهر في دمشق في ليلة الأربعاء الموافقة للعشرين من شهر ربيع الآخر سنة 1268هـ-1825م.
أما نسبه، فهو طاهر بن صالح بن أحمد بن حسين بن موسى بن أبي القاسم الجزائري الدِّمشقي الحسَني.
وقد نُسب إلى دمشق موطن ولادته ونشأته ووفاته، ونُسب إلى الجزائر لأنه البلد الذي جاءت منه أسرتُه مهاجرةً إلى دمشق بعد الاحتلال الفرنسي.
أما نسبه (الحسَني)؛ فقد جاء -كما يقول بعض مؤرِّخيه- من اتصال نسب أسرته بالإمام الحسن بن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
نشأته العلمية وشيوخه:
نشأ الشيخ طاهر في حجر والده الشيخ صالح الجزائري، والشيخ صالح كان ممن هاجر إلى دمشق في الهجرة الجزائرية الأولى سنة 1263هـ-1846م، وبعد أن استقرَّ به المقام فيها بدأ يتردَّد على مجالس علمائها، حتى ذاع علمه، وعُرف فضله، فأُسند إليه منصب إفتاء المالكية في دمشق، وأصبح يعيد درس صحيح البخاري للشيخ أحمد مسلم الكزبري تحت قبَّة النَّسر في الجامع الأموي، وفي ذلك ما لا يخفى من احتفاء علماء دمشق به واعترافهم بقيمته العلمية.
أخذ الشيخ طاهر على يدي والده مبادئَ علوم الشَّريعة واللُّغة العربية، ثم أدخله والدُه مدرسةَ رشدية الابتدائية، بعد ذلك التحق بالمدرسة الجقمقية الإعدادية، فتابع دراستَه هناك، وتخرَّج على الأستاذ الشيخ عبد الرحمن البوسنوي، وقد تلقَّى على يديه اللغة العربية، والفارسية، والتُّركية، وتوسَّع في دراسة العلوم الشَّرعية.
ثم اتصل بعد تخرجه بعالم عصره الشيخ عبد الغني الغنيمي الميداني، وكان هذا العلَم على جانبٍ عظيمٍ من التَّقوى والورع، حتى وُصف بأنه يمثل صورة السلف الصالح، وكان له أكبرُ الأثر وأعمقه في تكوين الشيخ طاهر العلمي وفي توجيهه نحو الإصلاح والقيام بأعبائه، فقد طبعه بطابعه، وأنشأه على أصحَّ الأصول العلمية الدِّينية.
تكوينه العلمي:
استوعب الشيخ الجزائري جملة معارف عصره القديمة والحديثة، فإلى جانب تعمُّقه في دراسة علوم الشَّريعة واللُّغة من فقهٍ وأصولٍ وتفسيرٍ وحديثٍ وعقيدةٍ ونحوٍ وصرفٍ وبلاغة .. نال حظاً وافراً من علوم الطِّبيعة والتَّاريخ والجغرافية والآثار، وتعلَّم شيئاً من الرِّياضيات والفيزياء، وعكف على دراسة اللُّغات الشَّرقية فأتقن منها التُّركية والفارسية –وكان ينظم بهما كنظمه بالعربية- وتعلَّم السُّريانية، والعبرية، والحبشية، والبربرية، والفرنسية وتكلَّم بها، فكانت هي التي أعانته على الاتِّصال بالثَّقافة الغربية.
وتعلَّم كثيراً من الخطوط القديمة ليتمكَّن من دراسة الآثار وقراءة المخطوطات.
وكان يعرف السِّياسة، وما ينبغي لها، وحالة الغرب واجتماعه، والشَّرق وأممه وأمراضه معرفة إخصائي خبير.
لقد أعاد الشيخ إلى الأذهان بالفعل نماذجَ كبار علماء الإسلام ممن استوعبوا ثقافات عصرهم، أمثال ابن خلدون وغيره.
صفاته وأخلاقه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/133)
كان الشيخ طاهر الجزائري حسن الطلعة، معتدل القامة والجسم، حنطي اللَّون، واسع الجبهة، أسود الشَّعر والعينين، ذا لحيةٍ كثيفة، عصبي المزاج، سريع الحركة، واسع الخطوة.
وكان معتصماً بدينه، متمسِّكاً بأحكامه، لم يُعهد عليه منكر، ولم تُؤثر عنه فاحشة، ولم يُعرف عنه تساهل في تنفيذ أحكام الإسلام وشرائعه.
وكان مع فقره وضيق ذات يده، يؤثر الفقراء والمساكين على نفسه.
أما حبُّه للعلم، فقد أُثر عنه أخبارٌ كثيرةٌ سارت بها الركبان، وكان لا يترك مزاولته في أي وقت من أوقاته، ما بين قراءةٍ وتنقيحٍ، وتنقيبٍ وتأليفٍ، وكانت فرشه محاطةً بسور من الكتب والأوراق والمحابر والأقلام.
وكان من عادته في الأربعين سنة الأخيرة من حياته ألا ينام حتى يصلِّي الصُّبح، يسهر مع أصحابه في أوَّل الليل، ثم يعود إلى حجرته في مدرسة عبد الله باشا العظم ليقرأ ويؤلِّف حتى يطلع الفجر.
أما زهده؛ فقد كان الشيخ لا يعرف الرَّفاهية والنَّعيم، ولا يبالي بطيب المطعم، ولين المضجع، وفاخر الأثاث، وكان يرتدي ثياباً باليةً من غير تأنُّق ولا زينة.
وكان على درجةٍ رفيعةٍ من الإحساس بالآخرين، يأرق لجاره وصاحبه إن علم أنَّ مصيبةً نزلت بأهله أو ماله، ويهرع لمواساته بكل ما تملكه يداه، ولما أراد له أحد أصحابه في القاهرة خلال الحرب العالمية الأولى أن يغيِّر جبَّته وقد بليت أطرافها، أجابه: يا فلان! تريد مني اقتناء جبة جديدة، وأهل الشَّام يموتون من الجوع؟!.
حياته العامة وأثره العلمي والاجتماعي:
1 - نشاطه العلمي والاجتماعي:
أ – في التدريس:
بدأ الشيخ طاهر حياته العلمية معلِّماً في المدرسة الظَّاهرية الابتدائية، سنة 1294هـ-1878م، وانطلاقاً من هذه المدرسة بدأ الشيخ يبثُّ أفكارَه الإصلاحية.
وفي العام نفسه اتَّفق الشيخ طاهر مع كلٍّ من الشيخ علاء الدِّين عابدين وبهاء بك أمين سر الوالي على تأسيس جمعيةٍ علميةٍ اجتماعية، تكون في موقع الاستجابة لتحدِّي النَّشاط التَّعليمي للإرساليات التَّبشيرية الأجنبية. وأُسست الجمعية بالفعل وأُطلق عليها اسم (الجمعية الخيرية الإسلامية)، وانتظم في عداد أعضائها نخبةٌ من علماء وأعيان دمشق، وتولَّى رئاستها الشيخ علاء الدين عابدين.
وقد حظيت الجمعية بتشجيع ودعم الوالي مدحت باشا، وتمكَّنت من افتتاح ثماني مدارس للذكور ومدرستين للإناث.
في نهاية عام 1295هـ-1879م تحولت الجمعية إلى ديوان المعارف، وعُيِّن الشيخ طاهر مفتِّشاً عاماً على المدارس الابتدائية، وظهرت حيويَّة الشيخ البنَّاءة، إذ بدأ في تأليف عددٍ من كتب مناهج الصفوف الابتدائية في العلوم الدِّينية والرِّياضية والطَّبيعية.
أما نشاطه الأهمُّ في هذا الوقت فكان إقناعه الآباء بوجوب إرسال أولادهم إلى المدارس ليتعلَّموا، وكان لهذا الأمر أثرٌ كبيرٌ في تنشيط الحركة التَّعليمية في سورية.
وقد سعى الشيخ في هذا الوقت أيضاً إلى إنشاء مطبعةٍ حكوميةٍ قامت بطبع المؤلفات العامة والكتب المدرسية.
ب – أثره في تأسيس المكتبات العامة:
في سنة 1296هـ-1880م تمكَّن الشيخ بمعاونة بعض أصدقائه وبدعمٍ من والي دمشق، من جمع الكتب المخطوطة والنَّادرة في مكانٍ واحد، اختاره الشيخ ليكون أول مكتبةٍ عامةٍ في تاريخ دمشق الحديث، وهو المدرسة الظاهرية، التي تحولت فيما بعد إلى المكتبة الظاهرية.
وقد أولى الشيخ طاهر هذه المكتبة بعد إنشائها كلَّ عنايته، فكان يبتاع لها كلَّ ما تقع يده عليه من نفائس الكتب والمخطوطات، ويدفع أهل الخير إلى شراء الكتب وإهدائها إلى المكتبة.
وامتد نشاط الشيخ في هذا المجال إلى المدن السُّورية الأخرى، فكان يحضُّ أهل كلِّ بلدٍ يغشاها في جولاته الدَّعوية على تأسيس المكتبات والمدارس.
وفي هذا العام نفسه عهدت إليه الحكومة العثمانية بوظيفة التَّفتيش على خزائن الكتب في ولاية سورية ومتصرِّفية القدس، فأعان الشيخ راغب الخالدي في إنشاء المكتبة الخالدية في القدس، وأعد لهذه المكتبة فهرساً خاصاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/134)
وفي عام 1886م أقالت الحكومة العثمانية الشيخ طاهرًا من وظيفة التَّفتيش بالمدارس الابتدائية تخوُّفاً من شدَّته في بث أفكاره بين التَّلاميذ والأساتذة، فزاد نشاط الشيخ، وغدا يعمل علناً، وترك التَّدريس في المدرسة الإعدادية في دمشق، وأبى بعدها أن يقبل أيَّ وظيفةٍ حكومية، وظلَّ حتى سفره إلى مصر يدرِّس، ويصنِّف، ويجوب المدن السُّورية داعياً إلى نشر العلم.
2 - حلقة الشيخ طاهر وأصدقاؤه وتلاميذه:
اعتمد الشيخ طاهر أسلوباً جديداً في نشر العلم والدَّعوة إلى الإصلاح، وهو ما يمكن أن يسمى الحلقة أو النَّدوة الفكرية، فكان يجتمع بكبار علماء عصره وأبرز مثقفيه، من الشَّباب الطَّامحين إلى الإصلاح والمتطلِّعين إلى العلم، يتدارسون التَّاريخ والتُّراث الفكري الإسلامي، واللُّغة العربية وآدابها، والقيم والأخلاق الإسلامية، وما يمكن أن يساعد على نهضة الأمة من نتاج الغرب الثقافي والفكري.
وكان لهذه الحلقة اجتماعٌ دائمٌ بعد صلاة الجمعة من كلِّ أسبوع، واستمرَّت في الانعقاد بعد سفر الشيخ إلى مصر سنة 1907م.
وقد عقد الشيخ علاقاتٍ عريضةً مع عددٍ من سياسيِّي وعلماء عصره، فقد كانت تربطه علاقاتٌ طيبةٌ مع ولاة سورية العثمانيين، كما ربطته علاقات صداقةٍ مع عددٍ من علماء دمشق، من أمثال: الشيخ عبد الرزاق البيطار، والشيخ جمال القاسمي، والشيخ سليم البخاري، والشيخ أبو الخير عابدين،والشيخ عبد القادر بدران.
أما طلَّابه فقد ربطته بهم علاقة أبوَّة علمية روحية، وكان على رأسهم: محمد سعيد الباني، ومحمد كرد علي، ومحب الدين الخطيب، وقد أخذ بأيديهم وأحسن توجيههم، وكان له الأثر الأكبر في توجيههم إلى الدَّعوة والإصلاح الاجتماعي، والإقدام على التَّأليف والنَّشر، وتغذيتهم محبَّة الأجداد والكلف بآثارهم والحرص على تراثهم.
ولا يفوتني هنا أن أذكر أن دائرة علاقات الشيخ طاهر قد توسَّعت حتى ضمَّت بعض المستشرقين في زمانه، وكان بينه وبينهم مراسلات، يسألونه عن مسائل وقضايا تتعلَّق بأبحاثهم ودراساتهم عن العالم الإسلامي، لما عرفوا فيه من تبحُّر في دراسة التَّاريخ والحضارة الإسلامية، ومن هؤلاء: المجري غولدزيهر، والألماني هرتن، والإنكليزيان مرجليوث وبراون، والفرنسي كاير موناكو، والإيطالي أغناطيوس جويدي.
3 - أسفار الشيخ طاهر وإقامته في مصر:
كان الشيخ طاهر الجزائري مولعاً بالأسفار، فجاب القرى والمدن السُّورية، وزار لبنان وفلسطين، ومصر، والحجاز، وتركية، وفرنسة، باحثاً عن الفائدة، مفتِّشاً عن الكتب، حريصاً على لقاء العلماء والمتعلِّمين، باذلاً في الوقت نفسه كلَّ ما تحصَّل لديه من علمٍ وخبرة، داعياً إلى كلِّ ما يؤمن به من قيمٍ وأفكار.
وقد سجَّل الشيخ طاهر معظم أخبار رحلاته وأسفاره في كناشاته التي ما زالت مخطوطةً حتَّى الآن، ومحفوظةً في مكتبة الأسد الوطنية في دمشق.
وفي سنة 1325هـ-1907م قرَّر الشيخ الهجرة إلى مصر، بعد أن أحسَّ بتعذُّر إقامته آمناً في دمشق، لما جرى من تفتيش السُّلطات العثمانية بيته، إذ كانت ترى في دعوته إلى إدخال الإصلاحات السِّياسية والإدارية على أجهزة الدَّولة، أمراً يتنافى مع أمنها واستقرارها.
وبعد أن استقرَّ المقام بالشيخ في مصر، استأنف سيرته الأولى في نشر العلم والدعوة إليه، وعكف على التأليف، فكتب عدداً من المؤلفات، كما شارك في كتابة المقالات في بعض الصُّحف، كجريدة (المؤيَّد) لصاحبها الشيخ علي يوسف.
وقد ارتبط بعلاقات وثيقة مع طلبة العلم من الشوام المهاجرين، أمثال محب الدين الخطيب، ومحمد كرد علي، ورفيق العظم، ومحمود الجزائري، وحقي العظم، ورشيد رضا، وغيرهم.
وقد عرف فضله ومكانته العلمية أركانُ النَّهضة الفكرية في مصر آنذاك من أمثال: الشيخ علي يوسف، وأحمد زكي باشا، وأحمد تيمور باشا.
4 - وفاة الشيخ طاهر الجزائري:
إثر سماعه نبأ دخول الجيوش العربية بقيادة فيصل بن الحسين دمشق سنة 1918م، قررَّ الشيخ العودة إلى مسقط رأسه، ولكن المرض حال بينه وبين ذلك، ولم يستطع السفر إلى دمشق إلا في النصف الثاني من عام 1919م.
وقد عيَّنته الحكومة العربية، بعد عودته، مديراً عاماً لدار الكتب الظَّاهرية، كما قرَّر المجمع العلمي العربي الأول ضمَّ الشيخ إليه عضواً عاملاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/135)
أمضى الشيخ أيَّامه الأخيرة في دمشق عاكفاً على المطالعة، والبحث، والدَّعوة إلى العلم، في حين كانت وطأة المرض تشتدُّ عليه، حتى وافته المنية يوم الاثنين الرَّابع عشر من ربيع الآخر سنة 1338هـ- الخامس من كانون الأول عام 1920م. ودفن في سفح جبل قاسيون حسب وصيَّته. رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه عن المسلمين خير الجزاء.
تعريف بمؤلَّفاته:
يمكن تقسيم مؤلَّفات الشيخ إلى قسمين رئيسين:
الأول يعود إلى عهد فتوَّته وشبابه، وقد اعتنى في تلك المدة بتأليف كتبٍ مدرسيةٍ للمبتدئين، حاول فيها تقديم المعارف العلمية المتنوِّعة من دينيَّة وطبيعيَّة بأسلوبٍ سهلٍ ومبتكر، خالٍ من الحشو والتَّعقيد، ثمَّ أراد لها أن تكون كالأسس التي تُبنى عليها قواعدُ العلم وترتفع قوائمه، دون تلك التَّفرقة المصطنعة بين علوم الدِّين والدنيا.
أما القسم الثَّاني فهو مؤلَّفاته ومختصراته ونشراته العلمية وكنَّاشاته التي يعود معظمها إلى عهد كهولته وشيخوخته. وقد دوَّن في هذه التَّصانيف ما رأى أنه أحسن وأنفع ما في كتب الشَّريعة واللُّغة والأدب والتَّاريخ من المسائل والمباحث الهامَّة.
وأهمُّ آثار الشيخ طاهر الجزائري هي:
أ- من كتبه المطبوعة:
1 - التِّبيان لبعض المباحث المتعلِّقة بالقرآن على طريق الإتقان.
2 - توجيه النَّظر إلى أصول الأثر.
3 - الجواهر الكلامية في إيضاح العقيدة الإسلامية.
4 - العقود اللآلي من الأسانيد العوالي.
5 - مبتدأ الخبر من مبادئ علم الأثر.
6 - مُنيَة الأذكياء في قصص الأنبياء.
7 - إتمام الأُنس في حدود الفرس.
8 - إرشاد الألبَّاء إلى طريق الألف باء.
9 - أشهر الأمثال.
10 - بديع التَّلخيص وتلخيص البديع.
11 - التَّسهيل المجاز إلى فنِّ المعمَّى والألغاز.
12 - التَّقريب لأصول التَّعريب.
13 - تمهيد العُروض في فنِّ العَروض.
14 - حدائق الأفكار في رقائق الأشعار.
15 - الحكم المنثورة.
16 - رسائل في علم الخط.
17 - دائرة في معرفة الأوقات والأيام.
18 - الفوائد الجسام في الكلام على الأجسام.
19 - مدُّ الرَّاحة لأخذ المساحة.
20 - مدخل الطلاب إلى فنِّ الحساب.
ب- من تآليفه المخطوطة:
1 - أسنى المقاصد في علم العقائد.
2 - الإلمام بسيرة النبي عليه الصلاة والسلام.
3 - التفسير الكبير.
4 - جلاء الطَّبع في معرفة مقاصد الشرع.
5 - الكافي في اللُّغة.
جـ- كنَّاشاته المعروفة بالتَّذكرة الطاهرية:
1 - فهرست كتب في تفسير القرآن الكريم.
2 - رسالة في الإفتاء وشروط المفتي.
3 - إثبات تحريف التَّوراة والإنجيل.
4 - الرِّحلة إلى طبرية.
5 - تواريخ سياحية في بعض البلاد.
المرجع:
كتاب (الشيخ طاهر الجزائري، رائد التَّجديد الدِّيني في بلاد الشَّام في العصر الحديث)، تأليف: حازم زكريا محيي الدِّين، وهو الكتاب رقم (3) في سلسلة: (علماء ومفكرون معاصرون، لمحات من حياتهم وتعريف بمؤلفاتهم) التي تصدرها دار القلم بدمشق، الطبعة الأولى، 1421هـ - 2001م.
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2298(159/136)
الشيخ عبد الرحمن الدوسري >>> سيرة بمداد من ذهب
ـ[العوضي]ــــــــ[27 - 03 - 08, 08:23 م]ـ
الشيخ عبد الرحمن الدوسري، علمٌ من أعلام الصحوة الإسلامية الحديثة بالمملكة، جرّب أن تسأل عنه اليوم في مجامع المتدينين - فضلاً عن العامة -.
تتبدى أثناء قراءة سيرته الذاتية وفصول حياته، أن السبب الأكبر في هذا التعتيم - مع أسبابٍ أخرى -، هو باختصار أن الرجل سبق زمانه!، وتفصيل ذلك، أن مفكرًا أو عالمًا أو حتى مخترعًا، يتزامن وجوده في زمان لا تتوافق طبيعة ما يطرحه هذا العبقري مع حاجات المجتمع، فينكره الناس (كالإمام البخاري)، أو يؤذونه (كابن تيمية)، أو على أقل القليل يتجاهلونه كما حصل مع شيخنا الدوسري.
هو الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن خلف بن عبدالله الدوسري، ولد في البحرين سنة 1332هـ، حيث كان أبواه يقيمان فيها بعد قدومهما من الكويت، التي نزح إليها والده من بلاد القصيم بنجد، وبعد ولادته بأشهر عاد به والده إلى الكويت، حيث نشأ وترعرع في حيِّ "المرقاب" الذي كان معظم ساكنيه من أهالي نجد.
وقد تلقى العلم في " المدرسة المباركية "، حيث درس الفقه والحديث والتوحيد والفرائض والنحو، ومن العجيب أنه حفظ القرآن الكريم كله في أسابيع معدودة، كما قال عن نفسه رحمه الله: (حفظت القرآن الكريم في شهرين، انقطعت عن الناس وأغلقت علي مكتبتي ولم أخرج منها إلا للصلاة).، وتلك ولاشك ملكة في الحفظ نادرة، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، وقد مرن على الحفظ، حتى أنه كان يستظهر كل ما يعجبه من الكتب شعراً ونثراً، عن ظهر غيب وبكل يسر.
حياته الدعوية:
وكان شغوفاً بالعلوم، حريصاً على نشرها وتوزيع الكتب على طلبة العلم والراغبين في القراءة بالمجان، حيث يشتريها من خالص ماله الحلال، الذي يكسبه من عمله التجاري، الذي يدرُّ عليه الربح الوفير، والخير الكثير، الذي يُغنيه عن الناس، ويحفظ عزّته وكرامته.
كان رحمه الله ذا فراسة قوية وكان بعيد النظر، ومن أمثلة فراسته رحمه الله لما تولى جمال عبد الناصر رئاسة مصر عام 1954م, وعلا صراخه بتحرير الأمة العربية من الاستعمار وتحرير فلسطين من إسرائيل وتهريجه بالباطل من الوعود، حذر الشيخ رحمه الله فوق المنابر وفي المجالس من خداع الرجل، فعاداه كثير من الناس ونوى أحد أقربائه إلحاق الضرر به فأراد أن يقتله. وبعد تبين حقيقة عبد الناصر وانكشافه للناس، وذلك بعد نكسة حزيران، أخذ الناس يعتذرون له وبالذات ذلك الذي نوى إلحاق الضرر به.
كان رحمه الله قد صرح في محاضرة ألقاها في معهد الرياض العلمي عام 1399هـ: (إنه إذا كانت حرب فسوف تكون نكسة للأمة الإسلامية وتذهب الضفة الغربية والجولان وسيناء وتحصل بعد ذلك مفاوضات للحصول على الاعتراف وتبدأ به مصر). ولقد حصل ما توقعه هذا الشيخ الجليل ونكس طواغيت القومية العربية رؤوسهم أمام هذا الخزي والعار وهذه نتيجة الانحرافات عن طريق النور والذكر الحكيم.
والشيخ الدوسري صريح في قول كلمة الحق، جريء في المواقف، لا يعرف التردد أو المداهنة، ولا يخضع لتهديد أو وعيد، بل يصدع بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويُغلظ القول ويشدِّد النكير على الأدعياء المتاجرين بالدين، الساكتين عن الحق، الذين يُؤثرون السلامة، ويتهيَّبون من مواقف الرجولة وصلابة الدعاة.
تغيير المناهج التعليمية في السعودية
قبل أن يأتي الشيخ إلى السعودية كانت الماسونية تلعب بوسائل المناهج التربوية فبدأت المناهج تتخبط من الناحية العقائدية و الأدبية فلما جاء الشيخ رحمه الله ونظر إلى المنهج نظرة فهم وتدقيق على ضوء العقيدة الصحيحة انبهر الشيخ من بعض المواد المدسوسة على الإسلام وفي يوم الجمعة ذهب هذا الشيخ الى الجامع الكبير بالرياض و الذي كان الملك فيصل رحمه الله يؤدي صلاة الجمعة فيه، فبعد الصلاة خرج الشيخ رحمه الله بدون ان يخاف من كلمة الحق فلقد اخذ على عاتقه تغيير هذه المناهج الفاسدة بكل ما اوتي من قوة فتكلم عن خطورة الماسونية ووسائل تلاعبها وخطورتها على العالم الإسلامي ثم شرح بدقة متناهيه عن وضع المناهج وتلاعبهم بها فأستمع الملك إلى هذا الشيخ وهو يتكلم والكلمات تخرج من صميم قلبه لا يخاف في الله لائمة لائم فعجب الملك من جرأة هذا الشيخ وبعد الانتهاء قام الملك وسلم عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/137)
ودعا له بالتوفيق و كلفه شخصيا بالأشراف على تغيير المناهج، وعند وصول الملك فيصل رحمه الله إلى قصره أمر وزير المعارف بتكوين لجنة لبحث المناهج وتغيريها على النمط الإسلامي وتحت أشراف الشيخ عبد الرحمن الدوسري فتغيرت المناهج التربوية في أنحاء السعودية بفضل الله ثم بفضل هذا الشيخ والملك فيصل رحمهما الله.
وكانت له دروس وخطب ومواعظ في معظم مساجد الكويت وطيلة أيام الأسبوع، يشرح للناس فيها، حقيقة الإسلام، وواجب المسلم نحو دينه وأمته، ويحذِّرهم من البدع والخرافات والمعاصي والمنكرات، ويدعوهم للتمسك بالكتاب والسنة، وما أجمع عليه سلف الأمة، كما يفتح أعينهم على مخططات أعداء الإسلام، ومكائدهم، ويحذِّرهم من حركات الهدم، كالشيوعية والماسونية والعلمانية والوجودية.
وكان جريئاً في تصديه لطواغيت العصر وفي مقدمتهم جمال عبدالناصر، الذي سلح عليه بقصيدة طويلة كشف فيها حقيقته، وهتك من وراءه، من قوى الشرق والغرب، الذين اتخذوه أداة لحرب الإسلام ودعاته، والتمكين لليهود والمستعمرين في بلاد المسلمين.
وقد انتصب لنصرة الدعاة المجاهدين الذين يعملون لمرضاة الله، ويجاهدون في سبيله لإقامة شرع الله في أرضه، وكان يضرب بهم المثل، ويناشد الأمة وشبابها وشيوخها أن يكونوا رجالاً كهؤلاء الرجال الذين ضحوا بأموالهم وأنفسهم لنصرة دين الله وإعلاء كلمته، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً.
وقد نظم آلاف الأبيات من الشعر في مختلف الأغراض والمقاصد ومنها العلوم الشرعية، ليسهل حفظها على طلبة العلم، فضلاً عن المواعظ والحوار والجدل والدعوة إلى الحق، وإن كان في بعضها تهاون بقواعد اللغة والعروض، كذلك قصائد عدة عن فلسطين وقضيتها، وعلى الرد على بعض القوميين العرب في ذلك الوقت.
والشيخ الدوسري رجل دعوة، هَمُّه مخاطبة العقول، وإيقاظ الضمائر، وتذكير الغافلين بالعبارة الميسّرة دونما تكلف أو تقعر. وقد كان له مع إخوانه: الشيخ أحمد خميس الخلف، والحاج عبدالرزاق الصالح المطوع، والشيخ عبدالله النوري، دور كبير وجهد موفق في التصدي للقوانين الوضعية التي ينادي بها دعاة العلمانية والمستغربون من أبناء المسلمين.
وكثيراً ما كان ينبري للتعليق على المحاضر والخطيب الذي يخرج عن المنهج الإسلامي ويُفنِّد أقواله، ويبطل مقولته بالأدلة القاطعة والبراهين الساطعة التي تجعله يتراجع عن قوله، ويعتذر عما وقع فيه من الخطأ، ويشكر للشيخ الدوسري توجيهه وإرشاده، ويعده بألا يعود لما قال بعد أن عرف الحق وأدركه.
وكان من المنادين بضرورة الاهتمام بإنشاء المدارس الإسلامية، ونشر التعليم الإسلامي، والاهتمام بالإعلام الإسلامي مقروءًا ومسموعاً ومشاهداً، ونشر الوعي الصحيح والعمل الجاد المتواصل، واطراح الجبن والشح اللذين هما أصل البلاء ومجمع الشرور، وسدِّ كل الثغرات التي يمكن أن يتسلل إليها العدو في كياننا الإسلامي ومجابهة خطط الأعداء بما يقابلها من الخطط ويبطل أثرها، والعمل على اختيار العناصر الصالحة، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، لأن كل ذلك من الوسائل التي تعين على تحقيق الأهداف والنصر على الأعداء.
وفي مسابقة من ترتيب وزارة الإعلام السعودية بعنوان تفسير القرآن الكريم بهدف إذاعة التفسير في إذاعة الرياض وإذاعة القرآن الكريم جاء ترتيب الشيخ الأول بين المتقدمين. على إثر ذلك أخذت إذاعة الرياض تنشر له حلقات كل يوم بعنوان "مع التفسير"، وقد وصل الشيخ في تفسيره إلى أواخر سورة المائدة، ويبلغ تفسيره هذا من أول الفاتحة إلى أواخر المائدة عشرين مجلدا أو نحوها إذا طبع.
كان رحمه الله يحاضر في الكليات والثانويات والمعاهد والمتوسطات ويكشف للمدرسين والطلبة نشاط المحافل الماسونية وآرائهم ومخططاتهم ويشرح بروتوكولاتهم الصهيونية. وكان رحمه الله متضلعا في كشف المخططات الماسونية العالمية، وكانت الأسئلة من قبل المدرسين والطلاب تنهال عليه فيجيب على بعضها شفاها وعلى البعض الآخر في الصحف اليومية مثل جريدة عكاظ والمدينة والبلاد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/138)
وكان رحمه الله يتجول في أنحاء الجزيرة العربية يلقى المحاضرات في المدن المهمة مثل: الطائف، مكة، المدينة، بريدة، الرياض. وسافر الشيخ رحمه الله إلى الأردن والعراق والبحرين للوعظ والإرشاد وتنبيه المسلمين من الخطر الماسوني اليهودي العالمي.
وكانت له اليد الطولى في نشر المجلات الإسلامية في السعودية مثل مجلة البعث الإسلامي، الهندية ومجلة المجتمع الكويتية والدعوة المصرية وكان يحث الوزارات والمؤسسات والكليات والقوات المسلحة في الجيش السعودي من أفراد وضباط وجنود بالاشتراك فيها.
وكان إذا خرج للحج، يطوف مخيمات الحجاج على اختلاف دولهم، فيلقي عليهم المحاضرات والتوجيهات، وفتاوى الحج، ويحثهم على التمسك بعقيدتهم ويحذرهم من آثار الإستعمار في بلدانهم.
من أشهر أقواله:
" جعلوا من فلسطين قميص عثمان لو استرجعوا فلسطين فبماذا يحكمونها؟ مع أن استرجاع فلسطين بدون الرسالة لا يمكن، فلسطين انتزعها اليهود بعقيدة ولا تنتزع منهم إلا بعقيدة أصح منها، يقولون عروبة القدس عروبة القدس، ولا يقولون إسلامية القدس لأنهم لا ينوون أن يحكموها بالإسلام ".
ولم يترك الناصرية ولا البعثية العربية ولا الوطنية وغيرها من النعرات التي فرقت الأمة ومزقتها بل صاح في وجه النعرات الدخيلة منذ الستينات إذ يقول: (وما أكذب القوميين وأفرجهم إذ يقولون: الدين لله والوطن للجميع، الدين لله: صلوا واركعوا وتدروشوا في المسجد، أما الوطن فللجميع: لليهودي والنصراني والدرزي والمجوسي ومن يحكم حكما علمانيا بقوانين وضعية. رغما عن أنوف القوميين إذناب إسرائيل والذين اتضحت خيانتهم في الصلح مع إسرائيل ودقوا آخر مسمار في نعش فلسطين ولعبوا على المسلمين ثلاثين سنة بأخذ التبرعات وإظهار الصيحات الفارغة: الدين لله والوطن لله، لا لأحد غير الله، يجب أن يحكم فيه بحكم الله وأن تقام فيه شريعة الله ... وما سواه فهو وثنية صبغة اليهود بصبغة وطنية).
ولم يترك الشيخ رحمه الله تعالى حكام عصره ليهادنهم أو يداهنهم أو يتلقد المناصب والمراتب وإنما صدع بالحق فيقول في خطبة الدين النصيحة: " الناصح لله المحب الصادق في محبته لله لا يحب أحدا من الطواغيت المتنفذين الحاكمين بلادهم حكما علمانيا كافرا يبيحون فيه الخمور والفواحش والزنا حالة الرضا والمراقص والربا والبلاجات العارية والقمار ويحلون كل ما حرم الله ويحكمون بغير شريعة الله هؤلاء لا يجوز للمسلم محبة أي رئيس من رؤسائهم ولا التبرع في سبيلهم حتى لو ادعوا حرب إسرائيل وهم لو حاربوها فهم كاذبون ".
يقول الشيخ الدوسري في كلمة سجلها بخط يده وأرسلها للأستاذ محمد المجذوب لتنشر في كتابه "علماء ومفكرون عرفتهم (من المؤسف أن كثيراً من الناس يرى أن القوة هي الحصول على العُدَّة الضخمة من العتاد الحربي والصناعات والمنتوجات والمعادن فحسب، ولكن الحقيقة بخلاف ذلك، لأن السؤدد والقوة التي لا تُغْلب تكون بالخُلق الصالح المتين المتماسك، والدين الصحيح الخالص، الذي تتجلى فيه العبودية لله بمعانيها ومبانيها، فيعشقون الشهادة في سبيل الله، ويكون حرصهم على الموت أشدَّ من حرص أعدائهم على الحياة).
ولم يترك الشيخ الشباب في عصره صريع الهزيمة النفسية الناتجة عن التخلف التقني والهزائم العسكرية وإنما ابتدأ بحربها لرفع الروح المعنوية عند شباب الأمة فيقول: (وجعلت أدمغة الشباب متبلورة بدعاوى الطواغيت – ما فيش – سلاح العدو أوقى العدو وراءه أمريكا، هذه الكلمات الملعونة تأثر بها العرب خاصة حيث تكونت فيهم هزيمة نفسية واعتذارات للطواغيت المصطلحين مع إسرائيل بحجة عدم وفرة السلاح ... أنتم مددكم ممن لا تعجزه قوة في السماوات ولا في الأرض أحسنوا علاقتكم بالله وتنالوا من الله كل نصر وتأييد).
كان رحمه الله قد صرح في محاضرة ألقاها في معهد الرياض العلمي عام 1399هـ: (إنه إذا كانت حرب فسوف تكون نكسة للأمة الإسلامية وتذهب الضفة الغربية والجولان وسيناء وتحصل بعد ذلك مفاوضات للحصول على الاعتراف وتبدأ به مصر). ولقد حصل ما توقعه هذا الشيخ الجليل ونكس طواغيت القومية العربية رؤوسهم أمام هذا الخزي والعار وهذه نتيجة الانحرافات عن طريق النور والذكر الحكيم.
مؤلفاته وإنتاجه العلمي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/139)
وفي التأليف له باع طويل، حيث بلغت مؤلفاته أكثر من ثلاثين مؤلفاً، نذكر منها: الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة، والجواهر البهية في نظم المسائل الفقهية (وهي اثنا عشر ألف بيت)، وإيضاع الغوامض من علم الفرائض، والجواب المفيد في الفرق بين الغناء والتجويد، وإرشاد المسلمين إلى فهم حقيقة الدين، ومعارج الوصول إلى علم الأصول، ومشكاة التنوير على شرح الكوكب المنير، وصفوة الآثار والمفاهيم في تفسير القرآن العظيم، والإنسان العامل الشريف والحيوان الناطق المخيف، والحق أحق أن يتبع، ومسلمَّ الثبوت في الرد على شلتوت، والسيف المنكي في الرد على حسين مكي .... إلخ.
وشأنه في التأليف الإسهاب والإطناب غالباً، كما نلحظ ذلك في تفسيره لسورة الفاتحة، حيث استغرق تفسيرها ثلاثمائة صفحة، وكانت له دروس وأحاديث إذاعية في الرياض، والكويت، استفاد منها الكثير من المستمعين، كما كانت له جولات في الكثير من المدن العربية والجامعات والمعاهد، ألقى فيها المحاضرات، وشارك في الندوات، وقد استمر هذا شأنه وديدنه حتى بعد أن كبر سنه، وتكاثرت عليه الأمراض، حيث كان صابراً قليل الشكوى، لا يتردد في الاستجابة لإلقاء درس أو محاضرة، بل كثيراً ما يسعى بنفسه دونما حرج ليقوم بمهمة الدعوة والتبليغ لعامة الناس وخاصتهم.
كذلك للشيخ العديد من الأشرطة الصوتية المسجلة له، والمنتشرة في أمكان كثيرة، يوجد منها مجموعة طيبة على شبكة الإنترنت.
إن الحديث عن الشيخ الدوسري ونشاطه في الدعوة إلى الله، ومقارعته لخصوم الإسلام في الداخل والخارج لا تحيط به هذه الكلمات القليلة المختصرة، ولا تفي بحقه هذه الصفحات، ولكنه جهد المقل، وبعض الوفاء لمن تعلمت منه الكثير.
آثاره:
لقد ترك الشيخ عبدالرحمن الدوسري آثاراً طيبة في الكويت والمملكة العربية السعودية، وتتلمذ على دروسه ومحاضراته خلق كثير من الناس وطلبة العلم، كما خلّف هذه الثروة الضخمة من المؤلفات القيِّمة التي تنتظر طلاب الدراسات العليا للتأمل فيها واستخراج كنوزها وتقريبها إلى متناول الناس.ولعل من الإنصاف لهذا المربي الداعية أن يكتب عنه د. محمد الثويني رسالة علمية للدكتوراه هي أجمع وأفضل ما كُتب عن
الشيخ.
وفاته:أصيب رحمة الله بمرض داخلي يشتكي منه منذ سنين مع إصابته بمرض السكري وكان يراجع رحمة الله الأطباء ولكن الدعوة أخذت منه أكثر وقته وكان رحمة الله ينس مواعيد الأطباء و لا يراجع إلا بعد شهور وفي العشر الأواخر من رمضان 1399هجري شوهد في مكة وكان متعب جدا وفي هذه السنة سافر إلى لندن للدعوة و في هذه الرحلة تعب تعبا شديد فأوصاه الطبيب الإنجليزي بالراحة لكنة أثر الخطابة فخطب في المركز الإسلامي في لندن خطبة بهرت بها جمهرة المصلين و أخيرا أشتد عليه المرض فوافاه الأجل المحتوم يوم عشرة من ذي القعدة 1399هجري 1979ميلادي فحملت جنازته إلى الرياض وقد كان حب الناس له عظيما و تأثر الشباب به برز ذلك أثناء التشييع جنازته حيث حضر جمع غفير قدرعددهم باثتني عشر ألفا وامتلأ الجامع الكبير بالرياض وكان البعض يقول من يحارب الماسونية بعده هذا اليوم وقد عنى البكاء على ما فقدوه من الوعظ والإرشاد.
رحم الله الشيخ الفاضل والداعية الجليل الشيخ عبدالرحمن الدوسري، وغفر الله لنا وله وأدخلنا الله وإياه في عباده الصالحين، وبارك الله في جهود تلامذته ...
** تم إعداده من مجموعة مصادر.
منقول من أنا المسلم
ـ[أبو طلحة العتيبي]ــــــــ[20 - 06 - 08, 04:44 ص]ـ
كثر الله من أمثالك يا شيخ عبد الرحمن
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[21 - 06 - 08, 03:59 م]ـ
هل للشيخ كتب فقهية؟
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[21 - 06 - 08, 06:24 م]ـ
بارك الله فيك على هذا النقل
ورحم الله الشيخ رحمة واسعة
هل للشيخ كتب فقهية؟
نعم له كتب فقيهة منها: منظومة طويلة في الفقه الحنبلي.
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[21 - 06 - 08, 09:04 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عادل آل رشيد السعدي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 09:44 م]ـ
طبع تفسير الشيخ من اول الفاتحة الى اخر المائدة وبلغ 9 مجلدات خلا فا لما ذكر في الترجمه من انه يبلغ العشرين
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[26 - 06 - 08, 02:23 ص]ـ
تلامذته ..
من هم أبز تلامذته؟؟
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[02 - 08 - 08, 10:22 م]ـ
من هم أبز تلامذته؟؟
................(159/140)
الشيخ طاهر الجزائري
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[29 - 03 - 08, 07:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
الشيخ طاهر الجزائري
من رواد الدعوة السلفية في بلاد الشَّام في العصر الحديث
الشيخ طاهر الجزائري إحدى الشَّخصيات البارزة التي شاركت مشاركة فعَّالة في المرحلة التَّاريخية التي اصطُلح على تسميتها (عصر النَّهضة أو اليقظة) في البلاد العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين، ولم تنلْ حظَّها الكافي من الدِّراسة العلمية، مع أنَّ الشيخ يعد نموذجاً يعبِّر تعبيرًا واضحًا عن التيَّار الذي تبنَّى التَّواصلَ الفكري والرُّوحي مع التُّراث العربي الإسلامي، مع الانفتاح على الغرب وثقافته، والانتفاع بثمرات علومه الحديثة، ذلك التَّيار الذي مثَّله في بلاد الشَّام عددٌ من العلماء المجددِّين أمثال الشَّيخ حسين الجسر، والشيخ جمال الدين القاسمي.
فمَنِ الشيخُ طاهر الجزائري؟ وماذا كان أثره في النَّهضة؟ وماذا عن آثاره ومؤلفاته؟
لعلِّي في هذه العجالة أجيب عن هذه التَّساؤلات، وأجدها فرصةً ثمينةً بحقٍّ أن نطَّلع على حياة إمامٍ كبيرٍ، تميَّز بين علماء عصره، وأثَّر في جيله تأثيراً كبيراً، بحيث صار مدرسةً فكريَّةً جامعة.
لمحاتٌ من حياته:
ولادته ونسبه:
ولد الشيخ طاهر في دمشق في ليلة الأربعاء الموافقة للعشرين من شهر ربيع الآخر سنة 1268هـ-1825م.
أما نسبه، فهو طاهر بن صالح بن أحمد بن حسين بن موسى بن أبي القاسم الجزائري الدِّمشقي الحسَني.
وقد نُسب إلى دمشق موطن ولادته ونشأته ووفاته، ونُسب إلى الجزائر لأنه البلد الذي جاءت منه أسرتُه مهاجرةً إلى دمشق بعد الاحتلال الفرنسي.
أما نسبه (الحسَني)؛ فقد جاء -كما يقول بعض مؤرِّخيه- من اتصال نسب أسرته بالإمام الحسن بن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
نشأته العلمية وشيوخه:
نشأ الشيخ طاهر في حجر والده الشيخ صالح الجزائري، والشيخ صالح كان ممن هاجر إلى دمشق في الهجرة الجزائرية الأولى سنة 1263هـ-1846م، وبعد أن استقرَّ به المقام فيها بدأ يتردَّد على مجالس علمائها، حتى ذاع علمه، وعُرف فضله، فأُسند إليه منصب إفتاء المالكية في دمشق، وأصبح يعيد درس صحيح البخاري للشيخ أحمد مسلم الكزبري تحت قبَّة النَّسر في الجامع الأموي، وفي ذلك ما لا يخفى من احتفاء علماء دمشق به واعترافهم بقيمته العلمية.
أخذ الشيخ طاهر على يدي والده مبادئَ علوم الشَّريعة واللُّغة العربية، ثم أدخله والدُه مدرسةَ رشدية الابتدائية، بعد ذلك التحق بالمدرسة الجقمقية الإعدادية، فتابع دراستَه هناك، وتخرَّج على الأستاذ الشيخ عبد الرحمن البوسنوي، وقد تلقَّى على يديه اللغة العربية، والفارسية، والتُّركية، وتوسَّع في دراسة العلوم الشَّرعية.
ثم اتصل بعد تخرجه بعالم عصره الشيخ عبد الغني الغنيمي الميداني، وكان هذا العلَم على جانبٍ عظيمٍ من التَّقوى والورع، حتى وُصف بأنه يمثل صورة السلف الصالح، وكان له أكبرُ الأثر وأعمقه في تكوين الشيخ طاهر العلمي وفي توجيهه نحو الإصلاح والقيام بأعبائه، فقد طبعه بطابعه، وأنشأه على أصحَّ الأصول العلمية الدِّينية.
تكوينه العلمي:
استوعب الشيخ الجزائري جملة معارف عصره القديمة والحديثة، فإلى جانب تعمُّقه في دراسة علوم الشَّريعة واللُّغة من فقهٍ وأصولٍ وتفسيرٍ وحديثٍ وعقيدةٍ ونحوٍ وصرفٍ وبلاغة .. نال حظاً وافراً من علوم الطِّبيعة والتَّاريخ والجغرافية والآثار، وتعلَّم شيئاً من الرِّياضيات والفيزياء، وعكف على دراسة اللُّغات الشَّرقية فأتقن منها التُّركية والفارسية –وكان ينظم بهما كنظمه بالعربية- وتعلَّم السُّريانية، والعبرية، والحبشية، والبربرية، والفرنسية وتكلَّم بها، فكانت هي التي أعانته على الاتِّصال بالثَّقافة الغربية.
وتعلَّم كثيراً من الخطوط القديمة ليتمكَّن من دراسة الآثار وقراءة المخطوطات.
وكان يعرف السِّياسة، وما ينبغي لها، وحالة الغرب واجتماعه، والشَّرق وأممه وأمراضه معرفة إخصائي خبير.
لقد أعاد الشيخ إلى الأذهان بالفعل نماذجَ كبار علماء الإسلام ممن استوعبوا ثقافات عصرهم، أمثال ابن خلدون وغيره.
صفاته وأخلاقه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/141)
كان الشيخ طاهر الجزائري حسن الطلعة، معتدل القامة والجسم، حنطي اللَّون، واسع الجبهة، أسود الشَّعر والعينين، ذا لحيةٍ كثيفة، عصبي المزاج، سريع الحركة، واسع الخطوة.
وكان معتصماً بدينه، متمسِّكاً بأحكامه، لم يُعهد عليه منكر، ولم تُؤثر عنه فاحشة، ولم يُعرف عنه تساهل في تنفيذ أحكام الإسلام وشرائعه.
وكان مع فقره وضيق ذات يده، يؤثر الفقراء والمساكين على نفسه.
أما حبُّه للعلم، فقد أُثر عنه أخبارٌ كثيرةٌ سارت بها الركبان، وكان لا يترك مزاولته في أي وقت من أوقاته، ما بين قراءةٍ وتنقيحٍ، وتنقيبٍ وتأليفٍ، وكانت فرشه محاطةً بسور من الكتب والأوراق والمحابر والأقلام.
وكان من عادته في الأربعين سنة الأخيرة من حياته ألا ينام حتى يصلِّي الصُّبح، يسهر مع أصحابه في أوَّل الليل، ثم يعود إلى حجرته في مدرسة عبد الله باشا العظم ليقرأ ويؤلِّف حتى يطلع الفجر.
أما زهده؛ فقد كان الشيخ لا يعرف الرَّفاهية والنَّعيم، ولا يبالي بطيب المطعم، ولين المضجع، وفاخر الأثاث، وكان يرتدي ثياباً باليةً من غير تأنُّق ولا زينة.
وكان على درجةٍ رفيعةٍ من الإحساس بالآخرين، يأرق لجاره وصاحبه إن علم أنَّ مصيبةً نزلت بأهله أو ماله، ويهرع لمواساته بكل ما تملكه يداه، ولما أراد له أحد أصحابه في القاهرة خلال الحرب العالمية الأولى أن يغيِّر جبَّته وقد بليت أطرافها، أجابه: يا فلان! تريد مني اقتناء جبة جديدة، وأهل الشَّام يموتون من الجوع؟!.
حياته العامة وأثره العلمي والاجتماعي:
1 - نشاطه العلمي والاجتماعي:
أ – في التدريس:
بدأ الشيخ طاهر حياته العلمية معلِّماً في المدرسة الظَّاهرية الابتدائية، سنة 1294هـ-1878م، وانطلاقاً من هذه المدرسة بدأ الشيخ يبثُّ أفكارَه الإصلاحية.
وفي العام نفسه اتَّفق الشيخ طاهر مع كلٍّ من الشيخ علاء الدِّين عابدين وبهاء بك أمين سر الوالي على تأسيس جمعيةٍ علميةٍ اجتماعية، تكون في موقع الاستجابة لتحدِّي النَّشاط التَّعليمي للإرساليات التَّبشيرية الأجنبية. وأُسست الجمعية بالفعل وأُطلق عليها اسم (الجمعية الخيرية الإسلامية)، وانتظم في عداد أعضائها نخبةٌ من علماء وأعيان دمشق، وتولَّى رئاستها الشيخ علاء الدين عابدين.
وقد حظيت الجمعية بتشجيع ودعم الوالي مدحت باشا، وتمكَّنت من افتتاح ثماني مدارس للذكور ومدرستين للإناث.
في نهاية عام 1295هـ-1879م تحولت الجمعية إلى ديوان المعارف، وعُيِّن الشيخ طاهر مفتِّشاً عاماً على المدارس الابتدائية، وظهرت حيويَّة الشيخ البنَّاءة، إذ بدأ في تأليف عددٍ من كتب مناهج الصفوف الابتدائية في العلوم الدِّينية والرِّياضية والطَّبيعية.
أما نشاطه الأهمُّ في هذا الوقت فكان إقناعه الآباء بوجوب إرسال أولادهم إلى المدارس ليتعلَّموا، وكان لهذا الأمر أثرٌ كبيرٌ في تنشيط الحركة التَّعليمية في سورية.
وقد سعى الشيخ في هذا الوقت أيضاً إلى إنشاء مطبعةٍ حكوميةٍ قامت بطبع المؤلفات العامة والكتب المدرسية.
ب – أثره في تأسيس المكتبات العامة:
في سنة 1296هـ-1880م تمكَّن الشيخ بمعاونة بعض أصدقائه وبدعمٍ من والي دمشق، من جمع الكتب المخطوطة والنَّادرة في مكانٍ واحد، اختاره الشيخ ليكون أول مكتبةٍ عامةٍ في تاريخ دمشق الحديث، وهو المدرسة الظاهرية، التي تحولت فيما بعد إلى المكتبة الظاهرية.
وقد أولى الشيخ طاهر هذه المكتبة بعد إنشائها كلَّ عنايته، فكان يبتاع لها كلَّ ما تقع يده عليه من نفائس الكتب والمخطوطات، ويدفع أهل الخير إلى شراء الكتب وإهدائها إلى المكتبة.
وامتد نشاط الشيخ في هذا المجال إلى المدن السُّورية الأخرى، فكان يحضُّ أهل كلِّ بلدٍ يغشاها في جولاته الدَّعوية على تأسيس المكتبات والمدارس.
وفي هذا العام نفسه عهدت إليه الحكومة العثمانية بوظيفة التَّفتيش على خزائن الكتب في ولاية سورية ومتصرِّفية القدس، فأعان الشيخ راغب الخالدي في إنشاء المكتبة الخالدية في القدس، وأعد لهذه المكتبة فهرساً خاصاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/142)
وفي عام 1886م أقالت الحكومة العثمانية الشيخ طاهرًا من وظيفة التَّفتيش بالمدارس الابتدائية تخوُّفاً من شدَّته في بث أفكاره بين التَّلاميذ والأساتذة، فزاد نشاط الشيخ، وغدا يعمل علناً، وترك التَّدريس في المدرسة الإعدادية في دمشق، وأبى بعدها أن يقبل أيَّ وظيفةٍ حكومية، وظلَّ حتى سفره إلى مصر يدرِّس، ويصنِّف، ويجوب المدن السُّورية داعياً إلى نشر العلم.
2 - حلقة الشيخ طاهر وأصدقاؤه وتلاميذه:
اعتمد الشيخ طاهر أسلوباً جديداً في نشر العلم والدَّعوة إلى الإصلاح، وهو ما يمكن أن يسمى الحلقة أو النَّدوة الفكرية، فكان يجتمع بكبار علماء عصره وأبرز مثقفيه، من الشَّباب الطَّامحين إلى الإصلاح والمتطلِّعين إلى العلم، يتدارسون التَّاريخ والتُّراث الفكري الإسلامي، واللُّغة العربية وآدابها، والقيم والأخلاق الإسلامية، وما يمكن أن يساعد على نهضة الأمة من نتاج الغرب الثقافي والفكري.
وكان لهذه الحلقة اجتماعٌ دائمٌ بعد صلاة الجمعة من كلِّ أسبوع، واستمرَّت في الانعقاد بعد سفر الشيخ إلى مصر سنة 1907م.
وقد عقد الشيخ علاقاتٍ عريضةً مع عددٍ من سياسيِّي وعلماء عصره، فقد كانت تربطه علاقاتٌ طيبةٌ مع ولاة سورية العثمانيين، كما ربطته علاقات صداقةٍ مع عددٍ من علماء دمشق، من أمثال: الشيخ عبد الرزاق البيطار، والشيخ جمال القاسمي، والشيخ سليم البخاري، والشيخ أبو الخير عابدين،والشيخ عبد القادر بدران.
أما طلَّابه فقد ربطته بهم علاقة أبوَّة علمية روحية، وكان على رأسهم: محمد سعيد الباني، ومحمد كرد علي، ومحب الدين الخطيب، وقد أخذ بأيديهم وأحسن توجيههم، وكان له الأثر الأكبر في توجيههم إلى الدَّعوة والإصلاح الاجتماعي، والإقدام على التَّأليف والنَّشر، وتغذيتهم محبَّة الأجداد والكلف بآثارهم والحرص على تراثهم.
ولا يفوتني هنا أن أذكر أن دائرة علاقات الشيخ طاهر قد توسَّعت حتى ضمَّت بعض المستشرقين في زمانه، وكان بينه وبينهم مراسلات، يسألونه عن مسائل وقضايا تتعلَّق بأبحاثهم ودراساتهم عن العالم الإسلامي، لما عرفوا فيه من تبحُّر في دراسة التَّاريخ والحضارة الإسلامية، ومن هؤلاء: المجري غولدزيهر، والألماني هرتن، والإنكليزيان مرجليوث وبراون، والفرنسي كاير موناكو، والإيطالي أغناطيوس جويدي.
3 - أسفار الشيخ طاهر وإقامته في مصر:
كان الشيخ طاهر الجزائري مولعاً بالأسفار، فجاب القرى والمدن السُّورية، وزار لبنان وفلسطين، ومصر، والحجاز، وتركية، وفرنسة، باحثاً عن الفائدة، مفتِّشاً عن الكتب، حريصاً على لقاء العلماء والمتعلِّمين، باذلاً في الوقت نفسه كلَّ ما تحصَّل لديه من علمٍ وخبرة، داعياً إلى كلِّ ما يؤمن به من قيمٍ وأفكار.
وقد سجَّل الشيخ طاهر معظم أخبار رحلاته وأسفاره في كناشاته التي ما زالت مخطوطةً حتَّى الآن، ومحفوظةً في مكتبة الأسد الوطنية في دمشق.
وفي سنة 1325هـ-1907م قرَّر الشيخ الهجرة إلى مصر، بعد أن أحسَّ بتعذُّر إقامته آمناً في دمشق، لما جرى من تفتيش السُّلطات العثمانية بيته، إذ كانت ترى في دعوته إلى إدخال الإصلاحات السِّياسية والإدارية على أجهزة الدَّولة، أمراً يتنافى مع أمنها واستقرارها.
وبعد أن استقرَّ المقام بالشيخ في مصر، استأنف سيرته الأولى في نشر العلم والدعوة إليه، وعكف على التأليف، فكتب عدداً من المؤلفات، كما شارك في كتابة المقالات في بعض الصُّحف، كجريدة (المؤيَّد) لصاحبها الشيخ علي يوسف.
وقد ارتبط بعلاقات وثيقة مع طلبة العلم من الشوام المهاجرين، أمثال محب الدين الخطيب، ومحمد كرد علي، ورفيق العظم، ومحمود الجزائري، وحقي العظم، ورشيد رضا، وغيرهم.
وقد عرف فضله ومكانته العلمية أركانُ النَّهضة الفكرية في مصر آنذاك من أمثال: الشيخ علي يوسف، وأحمد زكي باشا، وأحمد تيمور باشا.
4 - وفاة الشيخ طاهر الجزائري:
إثر سماعه نبأ دخول الجيوش العربية بقيادة فيصل بن الحسين دمشق سنة 1918م، قررَّ الشيخ العودة إلى مسقط رأسه، ولكن المرض حال بينه وبين ذلك، ولم يستطع السفر إلى دمشق إلا في النصف الثاني من عام 1919م.
وقد عيَّنته الحكومة العربية، بعد عودته، مديراً عاماً لدار الكتب الظَّاهرية، كما قرَّر المجمع العلمي العربي الأول ضمَّ الشيخ إليه عضواً عاملاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/143)
أمضى الشيخ أيَّامه الأخيرة في دمشق عاكفاً على المطالعة، والبحث، والدَّعوة إلى العلم، في حين كانت وطأة المرض تشتدُّ عليه، حتى وافته المنية يوم الاثنين الرَّابع عشر من ربيع الآخر سنة 1338هـ- الخامس من كانون الأول عام 1920م. ودفن في سفح جبل قاسيون حسب وصيَّته. رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه عن المسلمين خير الجزاء.
تعريف بمؤلَّفاته:
يمكن تقسيم مؤلَّفات الشيخ إلى قسمين رئيسين:
الأول يعود إلى عهد فتوَّته وشبابه، وقد اعتنى في تلك المدة بتأليف كتبٍ مدرسيةٍ للمبتدئين، حاول فيها تقديم المعارف العلمية المتنوِّعة من دينيَّة وطبيعيَّة بأسلوبٍ سهلٍ ومبتكر، خالٍ من الحشو والتَّعقيد، ثمَّ أراد لها أن تكون كالأسس التي تُبنى عليها قواعدُ العلم وترتفع قوائمه، دون تلك التَّفرقة المصطنعة بين علوم الدِّين والدنيا.
أما القسم الثَّاني فهو مؤلَّفاته ومختصراته ونشراته العلمية وكنَّاشاته التي يعود معظمها إلى عهد كهولته وشيخوخته. وقد دوَّن في هذه التَّصانيف ما رأى أنه أحسن وأنفع ما في كتب الشَّريعة واللُّغة والأدب والتَّاريخ من المسائل والمباحث الهامَّة.
وأهمُّ آثار الشيخ طاهر الجزائري هي:
أ- من كتبه المطبوعة:
1 - التِّبيان لبعض المباحث المتعلِّقة بالقرآن على طريق الإتقان.
2 - توجيه النَّظر إلى أصول الأثر.
3 - الجواهر الكلامية في إيضاح العقيدة الإسلامية.
4 - العقود اللآلي من الأسانيد العوالي.
5 - مبتدأ الخبر من مبادئ علم الأثر.
6 - مُنيَة الأذكياء في قصص الأنبياء.
7 - إتمام الأُنس في حدود الفرس.
8 - إرشاد الألبَّاء إلى طريق الألف باء.
9 - أشهر الأمثال.
10 - بديع التَّلخيص وتلخيص البديع.
11 - التَّسهيل المجاز إلى فنِّ المعمَّى والألغاز.
12 - التَّقريب لأصول التَّعريب.
13 - تمهيد العُروض في فنِّ العَروض.
14 - حدائق الأفكار في رقائق الأشعار.
15 - الحكم المنثورة.
16 - رسائل في علم الخط.
17 - دائرة في معرفة الأوقات والأيام.
18 - الفوائد الجسام في الكلام على الأجسام.
19 - مدُّ الرَّاحة لأخذ المساحة.
20 - مدخل الطلاب إلى فنِّ الحساب.
ب- من تآليفه المخطوطة:
1 - أسنى المقاصد في علم العقائد.
2 - الإلمام بسيرة النبي عليه الصلاة والسلام.
3 - التفسير الكبير.
4 - جلاء الطَّبع في معرفة مقاصد الشرع.
5 - الكافي في اللُّغة.
جـ- كنَّاشاته المعروفة بالتَّذكرة الطاهرية:
1 - فهرست كتب في تفسير القرآن الكريم.
2 - رسالة في الإفتاء وشروط المفتي.
3 - إثبات تحريف التَّوراة والإنجيل.
4 - الرِّحلة إلى طبرية.
5 - تواريخ سياحية في بعض البلاد.
المرجع:
كتاب (الشيخ طاهر الجزائري، رائد التَّجديد الدِّيني في بلاد الشَّام في العصر الحديث)، تأليف: حازم زكريا محيي الدِّين، وهو الكتاب رقم (3) في سلسلة: (علماء ومفكرون معاصرون، لمحات من حياتهم وتعريف بمؤلفاتهم) التي تصدرها دار القلم بدمشق، الطبعة الأولى، 1421هـ - 2001م.
إعداد: أحمد بن محمود الداهن
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2298
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[30 - 09 - 10, 01:36 م]ـ
شكرا لاخونا الفاضل ابوزارع الغريب ان احدا لم يرد على الموضوع شخصية عظيمة نشكرك على تعريفك به
قرات له من توجيه النظر ماشاء الله عالم محقق
وهذا توجيه النظر له
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=408960#post408960
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[30 - 09 - 10, 01:40 م]ـ
5 - الكافي في اللُّغة.
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=4148
موجود على الوقفية
الجواهر الكلامية موجود على الوقفية
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=4149
له كتاب فى التعريب موجود على الوقفية
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[01 - 10 - 10, 02:37 ص]ـ
قرات انه مما ابتلى ببدعة القومية اليس كذلك(159/144)
الشيخ محمد بن عايش بن شبير (ت 1425هـ)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[29 - 03 - 08, 07:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
هو الفقيه الأصولي الشيخ محمد بن عايش بن عبدالعال بن حسن بن شبير الخانيونسي، ولد رحمه الله في مدينة خان يونس بفلسطين عام 1354هـ ودرس بمدارسها، وحصل على الثانوية الأزهرية، ثم انتقل إلى السعودية فعمل بها مدرسًا، وفي أثناء ذلك درس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وتخرج فيها، والتحق بالمعهد العالي للقضاء، وحصل على الماجستير والدكتوراه في أصول الفقه، ودرس على يد كبار العلماء في السعودية؛ من أبرزهم الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، توفي رحمه الله بمسقط رأسه في فلسطين عام 1425هـ وله الكثير من المؤلفات منها: الأسرة وبناء المجتمع، النظام الاقتصادي في الإسلام، فقه العبادات، تحقيق للجزء الأول من كتاب (تنوير المقالة في حل ألفاظ الرسالة) لابن أبي زيد القيرواني، الإسلام يعلنها حربًا على قطاع الطرق.
المصدر:
انظر كتاب (أعلام الهدى في بلاد المسجد الأقصى)، جمع وإعداد ياسين طاهر الأغا والدكتورة نبيلة فخري الأغا، ج 2، ص 217.
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2242(159/145)
وفاة عالم جليل عبد الله المحفدي اليمني الصنعاني
ـ[أبو طالب الهاروني]ــــــــ[29 - 03 - 08, 07:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نحمد الله تعالى على كل المصائب وإن كانت هناك من مصيبة اعظم ومفقود أرحم بهذه الأمة فهو الحبيب المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
في يوم الأربعا الثلاثاء الماضي توفى العلامة المقرئ المعمر عبد الله المحفدي اليمني الصنعاني بعد صلاة العصر.
ودفن صباخ يوم الأربعاء وحضر الدفن جمع كبير من طلبة العلم ومحبي الشيخ.
وقد بلغ الشيخ من العمر أزيد من تسعين عاماً
وسوف نوافيكم لاحقاً بترجمة كاملة إن شاء الله.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[محمد بن سحنون]ــــــــ[29 - 03 - 08, 09:00 م]ـ
رحمه الله وغفر له وأدخله الجنة
ـ[أبو هاشم]ــــــــ[29 - 03 - 08, 09:37 م]ـ
رحمه الله وغفر له وأدخله الجنة
ـ[أبو طالب الهاروني]ــــــــ[03 - 04 - 08, 12:44 م]ـ
ومن العجب أن لا ترى من يترحم عليه أحد وكانه نكرة وليس بمسلم فضلاً عن كونه عالم من بلاد الفقه والحكمة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[03 - 04 - 08, 12:57 م]ـ
نسأل الله أن يتغمده برجمته الواسعة عنده، اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله من ذنوبه وخطاياه بالماء والثلج والبرد، اللهم نقه من ذنوبه وخطاياه كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم أدخله جنتك، وأكرم مثواه، وارزقه رفقة نبيك ـ صلى الله عليه وسلم ـ والصحابة والصالحين ممن سلف، وألحقنا بهم ياربنا على خير.
ـ[أبو عبد الله الخضيري]ــــــــ[03 - 04 - 08, 04:51 م]ـ
رحمة الله رحمة واسعة و أبدله داراً خيراً من داره و أهلاً خيراً من أهلة و رزقة الفردوس الأعلي.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[04 - 04 - 08, 01:44 ص]ـ
رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.
وسوف نوافيكم لاحقاً بترجمة كاملة إن شاء الله.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
ننتظر ترجمته رحمه الله.(159/146)
استمع إلى الإمام العلم ناصر الدين الألباني رحمه الله وهو يأم الناس في صلاة العشاء
ـ[الأجهوري]ــــــــ[30 - 03 - 08, 01:58 ص]ـ
هذا الملف تم قصه من الشريط 163 من سلسلة "الهدى والنور" المنشورة على موقع طريق الإسلام.
تستمع فيها إلى الإمام وهو يصلي بمن حضر مجلس العلم من المسلمين صلاة العشاء والتلاوة لما تيسر من سورة غافر.
رحم الله علمائنا وأئمة المسلمين.
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[30 - 03 - 08, 10:43 م]ـ
رحم الله علمائنا وأئمة المسلمين.
ـ[أم البخاري]ــــــــ[17 - 10 - 09, 06:39 م]ـ
رحم الله شيوخ السنة الذين اناروا الطريق للأمة(159/147)
ترجمة مختصرة لفضيلة الشيخ صفوت الشوادفي
ـ[الاستاذ]ــــــــ[30 - 03 - 08, 08:57 م]ـ
أرسل بها لي ابنه عاصم نفع الله به:
فضيلة الشيخ <? xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
صفوت الشوادفى < o:p></o:p>
- رحمه الله -< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
هو فضيلة الشيخ العلامة السلفى النجيب الذكى الأصولى الفقيه المحقق محمد صفوت أحمد محمد يوسف الشوادفى.< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
مولده: < o:p></o:p>
ولد فى قرية الشغانبة إحدى قرى مدينة بلبيس و ذلك فى عام 1374 هـ الموافق 1955 م فى بيت ريفى و فى أحضان أسرة متأصلة على مبادئ الشربعة الغراء، < o:p></o:p>
نشأ الشيخ هناك و ترعرع فى مرحلة الشباب بين أهله و أصحابه و تدرج فى مراحل التعليم المختلفة، و كان متميزا فى حبه للأدب من سن مبكرة، و لقد كان أسلوبه فى التعبير يثير نظر الأساتذة فيعجبون من كتابته، التى تفوق سنه بكثير ذلك مما أعانه فيما بعد على قراءة كتب التراث و التعرف على المعانى المقصودة من وراء عباراتهم و مصطلحاتهم.< o:p></o:p>
حصل على الثانوية العامة بمجموع كبير، لكنه رغب فى الإلتحاق يكلية الإقتصاد و العلوم السياسية بجامعة القاهرة، و فى ذلك الوقت تكونت شخصيته الدعوية بل لقد فاق أقرانه فكان هو المنظم و المرشد و المخطط لكل برامج الدعوة إلى الله تعالى على بصيرة و ألف فى ذلك الوقت أسرة كانت تدعو العلماء إلى الكلية لإلقاء المحاضرات الدينية.< o:p></o:p>
بعد تخرجه من الجامعة إلتحق بالجيش و كان ضابطا فيه و لعل هذه الفترة (الجيش) مهدرة عند كثير من الشباب – إلا من رحم ربى – فلا يستفيدون بها، وقد تضيع أوقاتهم فيها سدى، إلا أن الشيخ – رحمه الله – حرص حرصا شديدا على الإستفادة من كل دقيقة فى حياته، ففى هذه الأثناء انكب على حفظ القران الكريم و قراءته و تدبره و دراسة تفسيره و عندما عقدت مسابقة القران الكريم على المستوى العام للجنود فى مصر تقدم الشيخ – رحمه الله – إلى المسابقة، فحصل على الجائزة الأولى فى المسابقة و هى الحج إلى بيت الله الحرام، و نال هذا الشرف العظيم و هو لا يزال بعد فى الجيش. < o:p></o:p><o:p></o:p>
مرحلة التأهيل العلمى:< o:p></o:p>
بدأ الشيخ – رحمه الله – طلبه للعلم منذ أن كان في الثامنة عشر من عمره حيث ابتدأ بالقراءة في الفقه الشافعي حيث كان أبوه شافعي المذهب، وأثناء فترة تواجده بالجامعة كان يحضر دروس شيخه العلامة محمد جميل غازي في تفسير القرآن الكريم فاستفاد منه الشئ الكثير كما قال – رحمه الله – عن نفسه، ثم لم يلبث الشيخ بعد إنهائه الجامعة في مصر إلا قليلاً حتى سافر إلى الحجاز؛ و كانت هذه الفترة هى أزهى فترات حياته العلمية حيث قدر الله تعالى له ملاقاة جهابذة العلماء هناك من أمثال الشيخ ابن باز- رحمه الله -، و الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – والعلامة عبد الرزاق عفيفي و غيرهم من فحول العلماء، فسمع منهم و استفاد منهم الكثير، وممن تلقى الشيخ – رحمه الله – على يديهم العلم فضيلة الشيخ العلامة القاضي على بن رومي حيث كان سكن الشيخ قريباً منه بالرياض وكانت بينهما مجالسات ومدارسات عديدة، و مع ما رزقه الله تعالى من البصيرة و ذكاء و شغف دءوب لطلب العلم حصل كماً هائلا من العلوم فأتقن المذهب الحنبلى مع تأصيله لقواعده عنده وبرع فى الأدب و اللغة و حسن البيان، و هذا امر ملحوظ لمن لازمه و قرأ مقالاته، وسمع محاضراته عليه رحمة الله، يقول الأستاذ: فتحى امين عثمان فى ترجمته للشيخ – رحمه الله – " وقد كان لهذا السمع أثره الطيب فى تكوين عناصر فكره الدينى، فقد أفاده كثيرا فى تأصيل المسائل الفقهية، فجمع – رحمه الله – بين ترتيب الفكر و تنظيمه، وبين تأصيل المنهج و تقويمه ".< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
عودته إلى مصر: < o:p></o:p>
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/148)
بعد هذه الفترة العلمية التى قضاها الشيخ – رحمه الله – (ست سنوات تقريبا) عاد إلى مصر ليفتح صفحة جديدة من الجهاد فى سبيل الدعوة إلى الله تعالى بقمع البدعة و الجهر بالسنة و إقامتها و نشرها بين الناس و هذا أمر لا يرضاه الكثيرون ممن طمس الله تعالى على قلوبهم، فكثر أعداء الشيخ – رحمه الله – من أهل البدعة و الضلال و نابذوه بكل ما يملكون، بالكلمة و المال وهم بذلك " يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم " [التوبة:32] و هو مع ذلك كله يبين الحق و ينافح عنه و يناظر به و يامر بالمعروف و ينهى عن المنكر ممتثلا بذلك قول الله تعالى " وأمر بالمعروف و أنهى عن المنكر و اصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور " [لقمان:17] و كان – رحمه الله – على يقين أن الطريق محفوف بالأشواك و الأذى وأن سالكه هذا مبتلى لا محال من ذلك، فكان شانه بذلك شأن سلفه من دعاة الحق فى هذه الجماعة المباركة (جماعة أنصار السنة المحمدية).< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
مرحلة إلتحاقه بجامعة الأزهر:< o:p></o:p>
لما فتحت جامعة الأزهر أبوابها لأصحاب المؤهلات العليا سارع الشيخ – رحمه الله – بالإلتحاق رغبة فى الحصول على الإجازة العالمية، فلم يكتفى بما قرأ أو سمع فى السعودية، بل إنه حفز إخوانه و أقرانه و تلامذته للتقديم فى جامعة الأزهر لما فى ذلك من المصالح الدعوية التى لا تخفى على أحد، لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، لما رأى أهل البدع الشيخ – رحمه الله – يجول فى الجامعة و هو يحمل معه رسائل التوحيد و يخاطب الشباب فى منتدياتهم و تجماعتهم، ثارت حفيظتهم و انقلبوا عليه جميعا ضاربين له بقوس واحد، بل وحاولوا أن يثبتوا أن الشيخ ضعيف علميا و غير مؤهلا للنجاح فى الإختبارات، فقد قام أحدهم ممن يدعى العلم و كان مكلفا بتصحح أوراق الشيخ فى مادة التفسير فلما رأى ورقة الشيخ كتب عليها (راسب) و هو بهذا قد خان الأمانة وصدق النبى صلى الله عليه وسلم حينما قال " إذا وسد الأمر لغير اهله فانتظر الساعة ". < o:p></o:p>
<o:p></o:p>
وقبل إعلان النتيجة علم عميد الجماعة و كان وقتها الدكتور / سعد الدين صالح و هو رجل غيور على الدين وله مقالات و رسائل تشهد له بذلك كلف رئيس القسم أن يعيد النظر فى ورقة الشيخ – رحمه الله – فلما صححها و علم تفوق الشيخ فى مادته قال عن الدكتور الذى صحح ورقة الشيخ – رحمه الله -: (واحد مفروض انه عالم لكنه مش محترم)،< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ولما رأى الشيخ – رحمه الله – أن اوقاته تضيع بين هذه الجهالات قال: هذه مهاترات و ماعندنا وقت للمهاترات، فقد كان – رحمه الله – حريصا على وقته أيما حرص، و كان حريصا على أن يجعل وقته كله من أجل الدعوة إلى الله عزوجل، وهذا ما دعى فضيلة الشيخ العلامة محمد صفوت نور الدين – رحمه الله – أن يقول عنه بعد وفاته – رحمه الله – " رجل من الدعاة الذين شكلت الدعوة حياتهم فكانت هى همهم الاول في البيت و العمل فى الحل و الترحال بل فى كل أطوار حياته ".< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
جهوده العلمية و أثاره الدعوية:< o:p></o:p>
كان للشيخ – رحمه الله – جهد مشكور فى كل ميادين الدعوة و العلم فكان – رحمه الله – من الدعاة المبرزين و ذلك لما كان له من حظ وافر فى تحصيل العلوم الشرعية و قد حدثت بموته ثلمة عظيمة فى أمر الدعوة إلى الله تعالى.< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ولقد تميز الشيخ – رحمه الله – بصوت حسن فكان إذا قرأ القرأن تلمس الخشوع فى قراءته، وكان يصلى بالناس إماما فى ليالى رمضان فيبكى و يبكى من ورائه من المصلين، كما كان – رحمه الله – متقنا لأحكام التلاوة.< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
و اما عن خطبه؛< o:p></o:p>
فكان – رحمه الله – يجوب البلدان يدعوا إلى الله تعالى و ينشر العقيدة الصحيحة بين الناس و يذب عن السنة و يدافع عنها، و يقمع البدعة و يحارب أهلها، و كان كثيرا ما يركز فى كلماته على دور الأسرة فى المجتمع، وضرورة الإهتمام بتربية الأبناء و تنشئتهم نشاة دينية صحيحة.< o:p></o:p>
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/149)
كما كان – رحمه الله – يلقى المحاضرات فى كثير من المساجد، كما كانت له دروس منهجية فكان – رحمه الله – يشرح مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية و شرحه بطريقة بارعة و أسهب و أجاد فى شرحة، و قطع فيه شوطا كبير (إحدى عشر مجلدا) حتى وفاته، كما كان يشرح كتاب توضيح الأحكام بشرح سبل السلام، و غيرهما من الكتب الكثير.< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
كما كان للشيخ – رحمه الله – العديد من الطلبة الذين يلازمونه دائما، ويجلسون لتلقى العلم بين يديه، و كان – رحمه الله – يحرص على تأصيلهم تأصيلا علميا صحيحا، و كان دائما ما يشدد على ان الداعية بحاجة إلى القراءة و طلب العلم.< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
إلتحاقة بجماعة انصار السنة المحمدية و إسهاماته فى تطوير مجلة التوحيد:< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
اختير الشيخ – رحمه الله – عضوا فى المركز العام لجماعة انصار السنة المحمدية عام 1991 م و عهد إليه بتنظيم إدارة الدعوة و الإعلام، فأظهر كثيرا من البراعة و سعة الأفق، ثم بدأ يخطط للخروج بالدعوة من الحيز التى تسير فيه إلى أفاق واسعة، و كانت طموحاته و أماله لا حدود لها. < o:p></o:p>
<o:p></o:p>
كان – رحمه الله – على علاقة طيبة بشيخ الأزهر السابق فضيلة الشيخ / جاد الحق – رحمه الله – كما كان حريصا على إتصال الجماعة بمشيخة الأزهر فأعاد بذلك مسيرة الشيخ حامد الفقى و الشيخ خليل هراس و غيرهم، حيث كانت لهم علاقات طيبة مع شيوخ الأزهر و علمائه.< o:p></o:p>
كذلك كانت له علاقات طيبة بعلماء السعودية امثال الشيخ ابن باز و الشيخ عبد الرزاق عفيفى و الشيخ ابن عثيمين – رحمهم الله تعالى – كما كانت له علاقة طيبة بالشيخ محمد عبد الوهاب البنا – ختم الله تعالى له بالحسنى -.< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
اختير – رحمه الله – نائبا للرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية قرابة ثمانى سنوات.< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
شارك فى العديد من المؤتمرات داخل مصر و خارجها و زار العديد من دول العالم الإسلامى منها قطر و الكويت و ألقى بها العديد من المحاضرات.< o:p></o:p>
- كان – رحمه الله – يكتب مقالا ثابتا فى مجلة التوحيد باعتباره رئيسا لتحريرها، كما كان يكتب فى العديد من المجلات الإسلامية الأخرى منها المسلمون، الحكمة، البلاغ، الفرقان الكويتية.< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
لما تولى – رحمه الله – رئاسة تحرير مجلة التوحيد و أراد ان يطورها قام بوضع استبيان من عدة أسئلة ليتبين من خلاله و جهات نظر القراء، و قد ترتب على ذلك الأمر ظهور أبواب جديدة فى المجلة.< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
حواراته و مناظراته: < o:p></o:p>
- كان الشيخ – رحمه الله – بارعا فى الحوار، وله قدرة عجيبة على الاستنباط و التأصيل، و كان يطرح الأسئلة المحيرة على محاوره، فإن عجز عن الإجابة أجابه الإجابة الصحيحة، ولا ننسى مادار بينه هو و الشيخ محمد صفوت نور الدين من جهة، و الدكتور / محمد سيد طنطاوى (أيام كان مفتيا) و الدكتور / احمد عمر هاشم من جهة أخرى و دارت هذه المناظرات حول الحجاب و النقاب و نشرت على جريدة "اللواء الإسلامى" التى قالت عنهم بأنهم علماء بحق، و كان ذلك منذ اكثر من عشرين عاما.< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
كما كان – رحمه الله – قوى اللهجة، رصين العبارة، شديدا على أهل البدع و كثيرا ما فضح خرافات الصوفية، لذا كانت بينه وبينهم حربا ضارية و مناظرات ساخنة، فناظر شيوخ الصوفية و شيخ الجامع الاحمدى و بعض أساتذة الأزهر، ورد عليهم جميعا، و دحض حججهم، و فند شبههم، و انتصر لله و لدينه، وقد نشرت هذه المناظرات على صفحات جريدة "عقيدتى".< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
مؤلفاته و مصنفاته العلمية:< o:p></o:p>
يلاحظ ان الشيخ – رحمه الله – لم يكن من الكثرين من التصنيف مع أنه ملكته العلمية تؤهله لهذا الأمر، لكنه – رحمه الله – كان يحس بجسامة المسئولية، و هذا على خلاف ناشئة اليوم لا يلبث الواحد منهم أن يقرأ كتابا او اثنين ثم يخرج علينا بمصنفات!! < o:p></o:p>
<o:p></o:p>
إلا ان الشيخ – رحمه الله – ترك بعضا من المصنفات التى كان يكتبها و يؤلفها بحكمة وحسبما تقتضى الحاجة – رحمه الله و طيب ثراه – و منها:< o:p></o:p>
1- كتاب مصابيح أضاءت لنا الطريق. < o:p></o:p>
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/150)
2 - مختصر الفتاوى المصرية لشيخ الإسلام بن تيمبة (دراسة و تعليق).< o:p></o:p>
3- الإجهاض بين الطب و الدين.< o:p></o:p>
4- اليهود نِشأة و تاريخا. < o:p></o:p>
5- الأسهم المالية فى ميزان الشريعة الإسلامية.< o:p></o:p>
6- حكم بيع الذهب القديم بالذهب الجديد.< o:p></o:p>
وغير هذا من الأبحاث و الرسائل التي تركها الشيخ و التي لم تطبع بعد وسيُعمل على طباعتها قريباً إن شاء الله تعالى.< o:p></o:p>
وفاته: < o:p></o:p>
توفى – رحمه الله تعالي– مساء ليلة الجمعة 17 جمادى الأولى 1421 هـ الموافق 17 أغسطس 2000 م إثر حادث أليم، حيث صدمت سيارة أخرى سيارته، و نقل إلى المستشفى فمكث بها قرابة الساعة إلى أن مات – رحمه الله تعالى رحمه واسعة -.< o:p></o:p>
و قد كان – رحمه الله – عائدا ذلك الوقت من بلدته إلى منزله و كان يصل رحمه، و من حسن الخواتيم انه كان حديث عهد باليت الحرام.< o:p></o:p>
- و صلى عليه بعد صلاة الجمعة فى جنازة مهيبة حضرها الآلاف و على رأسهم عدد كبير من المشايخ و العلماء و المسئولين و ممثلى المؤسسات الدينية من داخل مصر و خارجها.< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
أقوال العلماء عنه:< o:p></o:p>
o فضيلة الشيخ العلامة محمد صفوت نور الدين – رحمه الله -:< o:p></o:p>
كان لى تلميذا ثم صار أخا و رفيقا، ثم كنت أنظر إليه عند محادثته شيخا مؤدبا، و معلما جليلا.< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
o فضيلة الشيخ العلامة المحدث أبو إسحاق الحوينى – حفظه الله -: < o:p></o:p>
شعرت بغصة فى حلقى شديدة لرحيل هذا الإنسان كان كما اعلمه – و الله حسيبه – رجلا يحب الإسلام و المسلمين من كل قلبه، و كان رجلا فاهما و حازما فى الوقت ذاته وقلما يجتمع هذا المعنى فى إنسان.< o:p></o:p>
كان رجلا معطاء و كان رجلا ودودا.< o:p></o:p>
كان مؤهلا علميا أن يكون من كبار العلماء.< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
o فضيلة الشيخ محمد حسان – حفظه الله -:< o:p></o:p>
فقدت مصر بل الأمة الإسلامية – و ما اكثر مافقدت فى هذه الأيام – عالما نحريرا و حبرا نجيدا و فقيها أريبا .. لقد فقدت الدعوة إلى الله تعالى فارسا نبيلا من فرسانها، لقد فقدت داعية واسع العلم و الفكر و الفهم و الأفق، وفقدت الصحافة الإسلامية قلما طالما شهره صاحبه فى وجه أهل الضلال و البدع، و طالما شهره فى الذب عن شريعة الله تبارك و تعالى و سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم.< o:p></o:p>
ولقد تلقيت نبأ وفاة شيخنا المبارك أبى أنس صفوت الشوادفى، رحمه الله تعالى، فما ملكت نفسى من البكاء على هذه الأمة المكلومة التى لا تجف دماؤها، ولا تلتئم جراحها، و ما ملكت نفسى من البكاء لمعرفتى به، و بعلمه و مكانته فى ساحة الدعوة التى أعطى لها جل وقته و فكره.< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
o فضيلة الشيخ الدكتور/ محمد إسماعيل المقدم – حفظه الله -: < o:p></o:p>
ماشاء الله كان، ومالم يشأ لم يكن، لا معقب لحكمه، ولا راد لقضائه، اللهم إنا نؤمن بقضائك، و نحتسب عندك أجر الصبر على بلائك.< o:p></o:p>
لقد هز قلوبنا خبر وفاة الداعية السلفى الجليل فضيلة الشيخ: صفوت الشوادفى رحمه الله تعالى، كيف لا وقد حدثت بموته ثلمة، وفتحت ثغرة، و حرمت ساحة الدعوة إلى التوحيد و السنة من فارس طالما صال و جال داعيا إلى الله عز وجل على بصيرة، و طويت صفحة من صفحات الجهاد الدءوب الذى لا يعرف الملل فى سبيل تصفية العقيدة، و خدمة الشريعة و إحياء السنة، و قمع البدعة.< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
o فضيلة الشيخ مصطفى العدوى – حفظه الله -:< o:p></o:p>
إنا لله و إنا إليه راجعون.< o:p></o:p>
أحسن الله عزاؤنا فيك يا أبا أنس،< o:p></o:p>
أحسن الله عزاؤنا فى ناصر للسنة، و قامع للبدعة، عبقرى ذكى، أعمل ذكاءوه و أبلغ جهده فى خدمة الإسلام، و المنافحة عن التوحيد.< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
o فضيلة الشيخ مجدى عرفات – حفظه الله -:< o:p></o:p>
عرفته عالما، حازما، حليما، أعظم شئ بهرنى فيه عقله الذى كان يحلل الأحداث تحليلا عجيبا. < o:p></o:p>
من الناس من تستفيد منه علما، ومنهم من تستفيد منه حلما، ومنهم من تستفيد منه علما و حلما و شيخنا – رحمه الله – منهم.< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/151)
o فضيلة الشيخ الدكتور / عبد العظيم بدوى – حفظه الله –:< o:p></o:p>
على طريقة الأنبياء و الحكماء سار فضيلة الشيخ الشوادفى – رحمه الله – حتى لقى الله، فقد عاش يأمر بالتوحيد و يدعو إليه، وينهى عن الشرك و يحذر منه، و رأس مجلة التوحيد فطورها تطويرا و حسنها تحسينا.< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
o فضيلة الشيخ عادل العزازى – حفظه الله -: < o:p></o:p>
فضيلة الشيخ صفوت الشوادفى من الرجال القلائل، و قد قالوا: رجل بألف رجل، وقد صحبته برهة من الزمان فوجدته قد تخلق بأخلاق و اتصف بصفات قلما تجتمع فى رجل، و هو قد جمع بين عمق الفهم فى العلم و حسن الأداء فى إيصاله للناس، وفطانة المناظرة للغير مع الصبر فى الدعوة ثم هو بعد ذلك كله ساع للخير بكل وجوهه، و قد أفجعنى كما أفجع كثيرا من المسلمين موته.< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
فضيلة الشيخ الدكتور / جمال المراكبى – حفظه الله (الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بمصر):< o:p></o:p> عرفناه داعيا إلى الله تعالى لا يمل ولا يهدأ فأحببناه، عرفناه داعيا إلى السنة و الجماعة وقامعا للبدعة و الضلالة فأحببناه.< o:p></o:p>
كان – رحمه الله – بعيد النظر له أمال و طموحات تتعلق بمستقبل العلم و دعوة المسلمين إلى منهاج السنة و الجماعة.< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
فضيلة الشيخ الدكتور / فؤاد مخيمر – رحمه الله – (الرئيس العام للجمعيات الشرعية بمصر سابقا):< o:p></o:p> ودعنا داعية مخلصا مجاهدا فى سبيل الحق، نحسبه كذلك و الله حسيبه، نراه يجول و ينطلق يؤدى دعوة الله فى ربوع الأرض، بقلم طاهر يكتب، و بلسان صادق يترجم، و بعقل نير رشيد يوجه، و بقلب مخلص يؤدى < o:p></o:p>
<o:p></o:p>
فضيلة الشيخ محمود غريب الشربينى – رحمه الله -:< o:p></o:p> كان – رحمه الله – متسما بصفات قلما تجتمع فى رجل، يلمس ذلك كل من خالطه أو اقترب منه، و من أبرز هذه الصفات الإنصاف، الإحتساب، قوة الإرادة، علو الهمة، الفطنة، حسن السمت، الورع.< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
فضيلة الشيخ الدكتور مازن السرساوى – حفظه الله -:< o:p></o:p>
صاحب الفضيلة العلامة الشيخ صفوت الشوادفي - برد الله مضجعه - كان من أفراد الدهر، وممن ألقى الله عليه هيبة العلم ورونقه، ورزقه الحنكة وعلو الرأي، وحسن الفهم، وقد تهدم بموته ركن كبير، ولكن الله غالب على أمره.< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
في الختام:< o:p></o:p>
فقد حدثت بموت الشيخ – رحمه الله – ثلمة كبيرة و فراغ هائل فى ساحة الدعوة إلى الله تعالى، فى زمن قبض أهل العلم، فتزداد المحنة، و تعظم الكربة، و تثقل الأعباء على العلماء الباقيين و واجبهم أن ينهضوا بطلبة العلم فإن الناس على الخير ما بقى الأول حتى يتعلم الأخر.< o:p></o:p><o:p></o:p>
و الله نسأل أن يرحم شيخنا و أن يتجاوز عن سيئاته، و أن يجمعنا به في الفردوس الأعلى.< o:p></o:p><o:p></o:p>
إنه ولى ذلك و القادر عليه.< o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>(159/152)
الغاز بحاجة إلى حل
ـ[أبو طالب الهاروني]ــــــــ[31 - 03 - 08, 09:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أقرا في كتب تراجم أعلام القارة الهندية فأجد مصطلحات لا أدري ما مرادهم بها من هذه الألفاظ:
قولهم مثلاً محمد على المتخلص بحسيني
أو قولهم محمد على إله بخش
أو قو لهم غلام نبي، أو مير علي، أو عبد السبحان ................ الخ
وغيرها من الألفاظ التي هي غريبة شيئاً ما!!!!
وجدت هذ الألفاظ في عدة كتب منها
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام.
الذريعة لا اغا برزك الطهراني.
أعيان الشيعة.
أبجد العلوم، وغيرهامن الكتب. فما هو مرادهم من هذه الألفاظ؟؟؟؟
ـ[أبو طالب الهاروني]ــــــــ[05 - 04 - 08, 11:18 ص]ـ
الآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ من مجيب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[عبد الله اليوسف]ــــــــ[06 - 04 - 08, 04:23 م]ـ
المتخلص بحسيني: الملقب بحسيني
إله بخش: عطية الإله (الإضافة مقلوبة في الاسم الأعجمي)
غلام نبي: عبد النبي
مير علي: الأمير علي
عبد السبحان: عبد اللفظة القرآنية "سبحان"
ـ[أبو طالب الهاروني]ــــــــ[07 - 04 - 08, 09:05 ص]ـ
جزيت خيراً(159/153)
تواضع الشيخ الألباني
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[31 - 03 - 08, 10:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله هذه فائدة قرأتها في موقع الألوكة ونقلتها لكم لتعم النفع وللاقتداء
"نقل العلامة محمد جمال الدين القاسمي (ت1332هـ /1914م) في كتاب ((إصلاح المساجد من البدع والعوائد)) (ص 63) عن بعض المؤرخين في حوادث عام (161هـ) أن الخليفة محمد المهدي - الذي زاد في المسجد الحرام والمسجد النبوي - قَصَّرَ المنابر وصيَّرها مقدار منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال القاسمي – رحمه الله - معقبًا على ذلك: «ولعمر الحق لقد أصاب؛ إذ كم من منبرٍ كبيرٍ هائلٍ أخذ فراغًا عظيمًا من الجوامع فإنا لله».
فعقب العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله – على ذلك بقوله:
«قلت: وصار سببًا لقطع الصفوف، وربما أدى إلى إبطال صلاة البعض كما وقع ذلك لي، ولا بأس من أن أقص ذلك باختصار للعبرة. فقد صليت مرة بالناس إمامًا في صبح الجمعة، في إحدى قرى الزبداني، فقرأت بعد الفاتحة ما تيسر من أول (الكهف)، لأني لا أتقن حفظ (السجدة)، فلما كبَّرت للركوع هوى المصلون كلهم إلى السجود! توهمًا منهم أنني كبَّرت لسجدة التلاوة! لكن الذين كانوا من خلفي مباشرة انتبهوا إلى أنني في الركوع، فنهضوا وشاركوني فيه. وأما الذين كانوا خلف المنبر لا يرونني فقد استمروا ساجدين حتى سمعوا قولي: سمع الله لمن حمده! فقطعوا الصلاة وأحدثوا ضجة! وبعد أن سلمت من صلاتي وعظتهم وذكرتهم بما يجب عليهم من الخشوع في الصلاة والانتباه لما يتلى عليهم من آيات الله، وأن لا يذهب فكرهم فيها إلى الزرع والضرع!.
فانظر رحمك الله إلى قول الشيخ ناصر وتصريحه بأنه لم يكن يتقن حفظ سورة (السجدة)، ولم يستنكف أن يسطِّر ذلك في كتاب."
أخوكم مجاهد بن رزين السريلنكي
mujahidsrilanki@yahoo.com
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 10:45 م]ـ
جزاك الله خيرا، و الشيخ الألباني حتى أظنني سمعت له مقطع يقول إنما أنا طالب علم.
رحمه الله رحمة واسعة
ـ[أبو الريان]ــــــــ[02 - 04 - 08, 03:55 م]ـ
على مثل هذا فلتبكي البواكي ..
رحمك الله يا أمير أهل الحديث ..
ـ[المحب الأثري]ــــــــ[02 - 04 - 08, 04:04 م]ـ
رحمه الله
وغفر له
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[04 - 04 - 08, 04:00 م]ـ
رحمك الله يا إمام أهل الحديث
ـ[الأجهوري]ــــــــ[04 - 04 - 08, 05:18 م]ـ
رحم الله هذا العالم الكبير
الذي له في عنق كل واحد منا في هذا العصر منة كبيرة
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[04 - 04 - 08, 05:50 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة
ـ[ابو عدنان]ــــــــ[06 - 04 - 08, 06:08 م]ـ
اين نحن من امثال هؤلاء الاعلام الشوامخ.
ـ[خالد السيناوي]ــــــــ[16 - 01 - 10, 07:07 م]ـ
جزاك الله خيرا، و الشيخ الألباني حتى أظنني سمعت له مقطع يقول إنما أنا طالب علم.
رحمه الله رحمة واسعة
هذا كثير من الشيخ رحمه الله أخي الفاضل
ليس كمن ينظر إليك نظرة احتقار لو لم تناديه بيا شيخ
ـ[محمد بن سعد المالكى]ــــــــ[18 - 01 - 10, 06:32 م]ـ
هل فعلا الشيخ الالبانى لم يتم حفظ القران؟؟؟
أنا أعلم هذا عن العلامة الوادعى
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[21 - 01 - 10, 01:52 م]ـ
رحم الله هذا العالم الكبير
الذي له في عنق كل واحد منا في هذا العصر منة كبيرة
اللهم آمين بل له منة حتى على علماء هذا الزمن فدعا إلى التمسك بمنهج السلف في كل شيء بدء من العقيدة وانتهاء بالأخلاق (التصفية والتربية)
ـ[محمد سالم صالح]ــــــــ[21 - 01 - 10, 03:13 م]ـ
اللهم اغفر له وارحمه واجمعنا به مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .. في جنات النعيم
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[21 - 01 - 10, 06:30 م]ـ
و هذا الإمام رحمة الله عليه بفضل الله تعالى كان من أثَّر في الشيخ أبي إسحاق الحويني تأثرا بالغا حتى سبحان الله حينما أقرأ تحرير الشيخ أبي إسحاق في مسألة حديثية ترى فيه تحرير الألباني، و إذا لم أنتبه إلى كلام من، لا يمكنني تفريق كلامهما ...
طيب الله ثرى شيخنا العلامة أبي عبد الرحمن الألباني، و أطال الله بقاء شيخنا العلامة أبي إسحاق الحويني ...
و جعلنا الله تعالى جميعا طلاب للحق متبعين للسلف الصالح -رحمهم الله-.
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[24 - 01 - 10, 01:30 ص]ـ
هل فعلا الشيخ الالبانى لم يتم حفظ القران؟؟؟
=======
أخي الكريم
الشيخ الألباني أتم حفظ القرآن منذ صغره وتجد هذا في ترجمته
أما هذا الموقف مع سورة السجدة، فهناك فرق بين الاتقان والحفظ، خصوصاً إن كنت وضعت في موضع الامامة والمامومين يريدون منك أن تقرأ لهم سورة بعينها، وأنت تحفظها بالطبع، لكن لم تراجعها مثلا في ذلك الوقت ....
هذا هو المراد ......(159/154)
وفاة الشيخ عبدالسلام حبوس بالكويت
ـ[أبو أسماء]ــــــــ[02 - 04 - 08, 06:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
توفى اليوم فضيلة الشيخ عبدالسلام حبوس بالكويت وقد تم دفنه منذ قليل بمقابر الصليبخات
نسأل الله عز وجل أن يرحم شيخنا ويغفر له
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله ونقه من خطاياه كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس واغسله من خطاياه بالثلج والماء والبرد
ـ[أبو هاشم]ــــــــ[02 - 04 - 08, 07:05 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحم الله شيخنا الشيخ عبد السلام حبوس وجعله في اعلى عليين مع الأنبياء والشهداء والصالحين وغفر له وأكرم مثواه.
ـ[ابو عبدالله الكويتي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 07:52 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة ........
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[03 - 04 - 08, 03:53 ص]ـ
رحم الله شيخنا رحمة واسعة
لقد كان له أثر في تحفيظ القرآن وتعليم المسلمين
وأعرف المئات ممن حفظ القرآن الكريم من طلابه وطلاب طلابه فجزاه الله خيرا
وعظم اله اجرنا وأجركم في وفاة هذا العالم القارئ الكبير المتواضع
ولي عودة لذكر شيء من ترجمة هذا الشيخ رحمه الله
ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[03 - 04 - 08, 04:25 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحم الله شيخنا الشيخ عبد السلام حبوس وجعله في اعلى عليين مع الأنبياء والشهداء والصالحين وغفر له وأكرم مثواه.
اللهم آمين
ـ[احمد السعد]ــــــــ[03 - 04 - 08, 05:20 م]ـ
رحمه الله وجعل الجنة مثواه
ـ[أبو أسماء]ــــــــ[04 - 04 - 08, 11:24 ص]ـ
مآثره جليلة في خدمة القرآن الكريم
رحيل عبدالسلام حبوس خسارة للأمة الإسلامية
فقدت وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية ممثلة بقطاع المساجد وادارة الدراسات الاسلامية يوم امس الاول عالم القراءات الشيخ عبدالسلام حبوس الامام والخطيب بمسجد ارض المعارض الدولية بمشرف واستاذ القراءات والتجويد والسند بادارة الدراسات الاسلامية.
واكد وكيل وزارة الاوقاف المساعد لشؤون المساجد وليد شعيب لـ «الوطن» ان رحيل الشيخ حبوس خسارة للامة الاسلامية لانه كان احد الحفظة المتميزين في حفظ القرآن وتخرج على يده الكثير من المواطنين والمقيمين والذين أصبحوا فيما بعد اساتذة في التحفيظ.
داعيا الله العلي القدير ان يعوض الامة الاسلامية بشخص من امثاله.
.
تاريخ النشر: الجمعة 4/ 4/2008
ـ[أبو سفيان العامري]ــــــــ[04 - 04 - 08, 02:24 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة
قرأ رحمه الله السبع من طريق الشاطبية على الشيخ سيد لاشين حفظه الله
وقرأ العشر الصغرى على الشيخ عبد الفتاح المرصفي رحمه الله
ومن طلابه الذين حفظوا على يديه القرآن شيخنا الدكتور حازم حيدر الكرمي حفظه الله
وأكثر من انتفع به أهل الكويت ومن طلابه فيها الشيخ علي العازمي والشيخ ياسر المزروعي وفقهما الله
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[06 - 04 - 08, 10:55 ص]ـ
رحم الله شيخنا وأسكنه فسيح جنته وإنا لله وإنا إليه راجعون
وأقول لشيخنا الكريم الدكتور المسند يحي الغوثاني حفظه الله عجلوا شيخنا غير مأمورين بترجمته ولا سيما مروياته حفظكم الولى وحعلكم ذخرا للإسلام والمسلمين وأحسن الله عزاءكم في الفقيد
ـ[أبو الاشبال المكى]ــــــــ[06 - 04 - 08, 12:28 م]ـ
رحم الله شيخنا وأسكنه فسيح جنته وإنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[07 - 04 - 08, 08:14 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحم الله شيخنا الشيخ عبد السلام حبوس وجعله في اعلى عليين مع الأنبياء والشهداء والصالحين وغفر له وأكرم مثواه.
ـ[محمد بن مبروك ال شعلان]ــــــــ[07 - 04 - 08, 01:32 م]ـ
لله ما اخذ ولله ما اعطى وكل شيء عنده بمقدار
ـ[ابو الفضل التمسماني]ــــــــ[07 - 04 - 08, 05:42 م]ـ
رحم الله شيخنا ومجيزنا الشيخ عبد السلام حبوس وأسكنه فسيح جنانه
إنا لله وإنا اليه راجعون
ـ[أبو أسماء]ــــــــ[20 - 04 - 08, 05:43 م]ـ
كلمات وعبرات في رثاء شيخ جليل
(وانا على فراقك يا شيخنا لمحزونون) ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا على فراق شيخنا عبدالسلام حبوس لمحزونون، ولا نقول الا ما يرضي ربنا *إنا لله وإنا إليه راجعون*.
اللهم اجرنا في مصابنا بوفاة شيخنا عبدالسلام، واللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، ومنزله في عليين في الفردوس الاعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/155)
اللهم اجعل القرآن العظيم شفيعه واخلفنا وامة الاسلام فيه خيرا .. بعيون دامعة وانفس حزينة تلقينا خبر وفاة شيخنا الجليل العلامة .. الذي انتقل الى رحمة الله تعالى فجر الاربعاء 2008/ 4/2 الموافق 25 ربيع الاول 1429هـ.
وقد انتظم الشيخ رحمه الله معلما للقرآن الكريم وشيخا للسند بمركز الشيخ عبدالله المبارك عام 2001 عن طريق حلقات السند والقراءات بوزارة الاوقاف، وكان الشيخ رحمه الله اول من فتح حلقات السند في المركز وتخرجت على يديه اعداد مباركة من اخواننا الكويتيات والوافدات، وكان رحمه الله يعتني عناية خاصة بالاسناد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان اهميته في حفظ القرآن الكريم من التحريف والتبديل ولا يترك مناسبة الا ويؤكد على اهمية الاسناد في حياة الامة الاسلامية ..
لم يكن معلما للقرآن وشيخا للسند في المركز فحسب، بل كان رحمه الله أبا حانيا ووالداً عطوفا لكل من عرفه وعاشره وكان فعلا (أبو المركز العود) دائم الابتسامة في وقار، يسأل عن الجميع ويدعو للجميع ولا ازال اذكر ترحيبه الحار وكلمته المحببة (مرحب .. مرحب يا أم عبدالله) كلما كنت ادخل للسلام عليه ويظل يدعو لي ..
وكم كان يسعدني دعاؤه لي: (الله يبارك لك يا أم عبدالله فيك وفي زوجك واولادك واهلك اجمعين).
كان رحمه الله متواضعا هينا لينا حبب الناس في القرآن الكريم وسخر نفسه لهم فكان لا يرد احدا ابدا حتى في مرضه الاخير كنت اشفق عليه من الاجهاد كان يقول (هذا خير بالله عليك لا تردي احدا) وكان يتيح الفرصة للجميع للقراءة ولو بقدر يسير. كان رفيقا حتى في توجيهاته ومن عباراته المشهورة لاشباع المد يقول (مدي أمد الله في عمرك) وعلى الرغم من كبر سنه الا ان القرآن العظيم امده بنشاط عجيب فكان يقود سيارته بنفسه ويأتي للمركز منذ الصباح الباكر وقبل ان يفتح المركز ابوابه ويظل يُقرئ حتى اذان الظهر ثم يذهب للامامة في مسجده بمشرف. اما الاحتفال بيوم الختمة في المركز، فكان عرسا قرآنيا ويوما مميزا من ايام المركز نستعد له استعدادا خاصا بتهيئة المكان لهذا الحفل البهيج ويأتي الشيخ بعمامته الحمراء وبشته الابيض المطرز متجملا للختمة يتهلل وجهه نورا وسعادة ويقول للخاتمة مهنئا: (مبارك مبارك هذا يوم مبارك) ووفاء واجلالا لشيخنا الغالي فقد اطلق المركز اسمه على القاعة المخصصة للاحتفال بختمة السند التي شهدت تخريج 34 حافظة لكتاب الله بالسند من 2001 الى 2007. وقد شرفني الله عز وجل ان اكون احدى طالباته واذكره بمزيد من الفضل والدعاء فقد كان صبورا عليَّ مشجعا دافعا ينادي عليَّ في اول دخوله للمركز لكي اقرأ عليه قبل ان انشغل بأعمال المركز الادارية.
لأبينا الراحل وقفات رائعة عند القراءة تميز بها رحمه الله كان يتحفنا بها بين الحين والاخر فمن امثلة الوقف الجميل الذي تميز به رحمه الله في الآية» 219 «من سورة البقرة *يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس*.
كان يوصي بالوقف عند *اثم كبير* لبيان وتعظيم الاثم في الخمر.
وفي الآية» 26 «من سورة المائدة *فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الكافرين*.
كان يقول بالوقف على *محرمة عليهم* ويقول رحمه الله هؤلاء حفدة القردة والخنازير والأرض المقدسة محرمة عليهم ابد الدهر وليس أربعين سنة فقط.
وكان غفر الله له يحث على الرحمة والرفق بالنساء تأسيا بنبي الرحمة والرفق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فيقول عند قراءة الآية» 34 «من سورة النساء: *الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا*.
فكان ينهي رحمه الله عن الوقف على *واضربوهن* ويقول بالوقف على *فإن اطعنكم*.
كان يحب الكويت وأهل الكويت وكانت أمنيته أن يدفن في أرض الكويت، تحدثني زوجته أم محمد فتقول نتجهز مرتين للذهاب إلى مصر وتصل حقائبنا للمطار ولكنه يرفض الذهاب ليكتب الله عز وجل ان تكون منيته في الأرض التي أحبها وبذل من أجلها.
وتقديرا ووفاء للاب الراحل شيخنا الجليل فإن المركز بصدد اصدار كتاب خاص باسم الشيخ عبدالسلام محمد حبوس خادم القرآن الكريم يروي سيرته ومآثره ورحلته في طلب العلم.
اللهم ارحم شيخنا عبدالسلام رحمة واسعة واجعل اللهم له بكل حرف أقرأه نوراً وفسحة في قبره. اللهم احينا على القرآن وأمتنا على القرآن واحسن خواتيمنا واجمعنا به في جناتك في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
مي عبدالله المبارك
مشرفة مركز الشيخ عبدالله المبارك
لتحفيظ القرآن الكريم للسيدات صباحي
إدارة الدراسات الإسلامية
وزارة الأوقاف
أخذت عنه الاجازة برواية حفص
مارس 2004
تاريخ النشر: الجمعة 18/ 4/2008
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/156)
ـ[عبدالله بن جاسم]ــــــــ[07 - 05 - 08, 07:31 م]ـ
رحمه الله تعالى وغفرله.
ـ[رعد السلفي]ــــــــ[26 - 05 - 08, 05:14 م]ـ
رحمه الله وادخله الفردوس الاعلى(159/157)
ورحل ابن جبرين
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 09:04 م]ـ
الاسم و النسب
هو عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن إبراهيم بن فهد بن حمد بن جبرين من آل رشيد وهم فخذ من عطية بن زيد وبنو زيد قبيلة مشهورة بنجد كان أصل وطنهم مدينة شقراء ثم نزح بعضهم إلى بلدة القويعية في قلب نجد وتملكوا هناك.
نشأته
ولد الشيخ عبد الله بن جبرين سنة 1352هـ في إحدى قرى القويعية ونشأ في بلدة الرين وابتدأ بالتعلم في عام 1359هـ وحيث لم يكن هناك مدارس مستمرة تأخر في إكمال الدراسة ولكنه أتقن القرآن وسنه اثنا عشر عاما وتعلم الكتابة وقواعد الإملاء البدائية ثم ابتدأ في الحفظ وأكمله في عام 1367هـ وكان قد قرأ قبل ذلك في مبادئ العلوم ففي النحو على أبيه قرأ أول الآجرومية وكذا متن الرحبية في الفرائض وفي الحديث الأربعين النووية حفظا وعمدة الأحكام بحفظ بعضها.
وبعد أن أكمل حفظ القرآن ابتدأ في القراءة على شيخه الثاني بعد أبيه وهو الشيخ عبد العزيز بن محمد الشثري المعروف بأبي حبيب وكان جل القراءة عليه في كتب الحديث ابتداء بصحيح مسلم ثم بصحيح البخاري ثم مختصر سنن أبى داود وبعض سنن الترمذي مع شرحه تحفة الأحوذي.
وقرأ سبل السلام شرح بلوغ المرام كله وقرأ شرح ابن رجب على الأربعين المسمى جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم وقرأ بعض نيل الأوطار على منتقى الأخبار وقرأ تفسير ابن جرير وهو مليء بالأحاديث المسندة والآثار الموصولة وكذا تفسير ابن كثير وقرأ كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد وأتقن حفظ أحاديثه وآثاره وأدلته وقرأ بعض شروحه وقرأ في الفقه الحنبلي متن الزاد حفظا وقرا معظم شرحه.
وكذا قرأ في كتب أخرى في الأدب والتأريخ والتراجم واستمر إلى أول عام أربع وسبعين حيث انتقل مع شيخه أبي حبيب إلى الرياض وانتظم طالبا في معهد إمام الدعوة العلمي فدرس فيه القسم الثانوي في أربع سنوات وحصل على الشهادة الثانوية عام 1377هـ وكان ترتيبه الثاني بين الطلاب الناجحين البالغ عددهم أربعة عشر طالبا ثم انتظم في القسم العالي في المعهد المذكور ومدته أربع سنوات ومنح الشهادة الجامعية عام 1381هـ وكان ترتيبه الأول بين الطلاب الناجحين البالغ عددهم أحد عشر طالبا وعدلت هذه الشهادة بكلية الشريعة.
وفي عام 1388هـ انتظم في معهد القضاء العالي ودرس فيه ثلاث سنوات ومنح شهادة الماجستير عام 1390هـ بتقدير جيد جدا وبعد عشر سنين سجل في كلية الشريعة بالرياض للدكتوراه وحصل على الشهادة في عام 1407هـ بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف وأثناء هذه المدة وقبلها كان يقرأ على أكابر العلماء ويحضر حلقاتهم ويناقشهم ويسأل ويستفيد من زملائه ومن مشائخهم في المذاكرة والمجالس العادية والبحوث العلمية والرحلات والاجتماعات المعتادة التي لا تخلو من فائدة أو بحث في دليل وتصحيح قول ونحوه.
عقيدته
أما العقيدة والمذهب فقد نشأ على معتقد سليم تلقاه عن الآباء والأجداد والمشايخ العلماء المخلصين فتعلم عقيدة أهل السنة والجماعة والسلف الصالح، فقرأ وحفظ ما تيسر من كتب العقائد كالواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وتلقى شرحها من مشائخه الذين تعلم منهم العلوم الشرعية فكانوا يفسرون غريبها ويوضحون المعاني ويبينون الدلالات من النصوص.
وقد نهج والحمد لله منهج مشايخنا في تدريس كتب العقيدة السلفية فقرأ عليه التلاميذ الكثير من كتب العقائد المختصرة والمبسوطة كشروح الواسطية للهراس ولابن سلمان ولابن رشيد وشرح الطحاوية ولمعة الاعتقاد وشروح كتاب التوحيد وكذا الكتب المبسوطة لشيخ الإسلام وابن القيم وحافظ الحكمي وغيرهم ممن كتب في العقيدة وناقش الأدلة وتوسع في سردها.
وكان في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة يدرس كتب العقيدة ويشرف على البحوث والرسائل التي تقدم للجامعة في هذا القسم ويشترك في مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه ويرشد الطلاب إلى المراجع المفيدة في الموضوع ولا زال إلى الآن يشرف على كثير من الرسائل وعلى اتصال بالجامعة زيادة على الطلاب الراغبين في هذه الدراسة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/158)
أما المذهب في الفروع فإن مشايخه الذين درس عليهم الفقه كانوا متخصصين في مذهب أحمد بن حنبل، لا يخرجون عنه غالبا وقد اقتصر عليه وأكثر من قراءة كتب الحنابلة والتعليق عليها ومعلوم أن مذهب أحمد هو أوسع المذاهب لكثرة الروايات فيه التي توافق المذاهب الأخرى غالبا فمن قرأ هذا المذهب وتوغل فيه أحاط بأكثر المذاهب ما عدى الافتراضات ونوادر المسائل التي يفترض الفقهاء وجودها فلا أهمية لدراستها فمتى وقعت أمكن معرفة حكمها بإلحاقها بأقرب ما يشابهها.
شيوخه
أما الشيوخ والعلماء الذين تتلمذ عليهم فأولهم والده رحمه الله تعالى فقد بدأ بتعليمه القراءة والكتابة في عام 59 هـ وكان رحمه الله من طلبة العلم وأهل النصح والإخلاص والمحبة وقد أفاد كثيرا بحسن تربيته وتلقينه وحرصه على التلاميذ ليجمعوا بين العلم والعمل.
وقد توفي سنة 1397هـ ومن أكبر المشايخ الذين تأثر بهم شيخه الكبير عبد العزيز بن محمد أبو حبيب الشثري الذي قرأ عليه أكثر الأمهات في الحديث وفي التفسير والتوحيد والعقيدة والفقه والأدب والنحو والفرائض وحفظ عليه الكثير من المتون وتلقى عنه شرحها والتعليق على الشروح.
وكان بدء الدراسة عليه عام 1367هـ حتى توفي عام 1397هـ بالرياض رحمه الله تعالى ولكن قلت القراءة عليه بعد التخرج للانشغال والتدريس ونحوه.
ومن العلماء الذين قرأ عليهم واستفاد من مجالستهم فضيلة الشيخ صالح بن مطلق الذي كان إماما وخطيبا في إحدى القرى بالرين ثم قاضيا في حفر الباطن ثم تقاعد وسكن الرياض ومات سنة 1381هـ وكان ضرير البصر ولكن وهبه الله الحفظ والفهم القوي فقل أن يجالسه كبير أو صغير إلا استفاد منه وقد قرأ عليه بعض الكتب في العقيدة والحديث وحضر مجالسه التي يتعدى فيها الأكابر والعلماء ويأتي بالعجائب والغرائب.
وبالجملة فهو أعجوبة زمانه رحمه الله وأكرم مثواه، ومن أشهر المشايخ الذين قرأ عليهم وتابع دروسهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وهو غني عن التعريف به وقد تلقى عليه مع التلاميذ دروسا نظامية عندما افتتح معهد إمام الدعوة في شهر صفر عام 1374هـ وتولى تدريس القسم الذي كان المترجم معهم في أغلب المواد الشرعية كالتوحيد والفقه والحديث والعقيدة فدرس في الحديث بلوغ المرام مرتين في القسم الثانوي والقسم العالي وفي الفقه متن زاد المستقنع وشرحه الروض المربع مرتين أيضا بتوسع غالبا في شرح كل جملة وهم يتابعون ويكتبون الفوائد المهمة.
وفي التوحيد والعقيدة قرأ كتاب التوحيد وشرحه فتح المجيد وكتاب الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية ومتن العقيدة الحموية والعقيدة الواسطية له أيضا وشرح الطحاوية لابن أبي العز وغيرها وقد استمر سماحته في التدريس لهم حتى أنهوا القسم العالي في آخر سنة 1381هـ حيث توقف عن التدريس الرسمي وانشغل بالإفتاء ورئاسة القضاء حتى توفي عام 1389هـ في رمضان رحمة الله تعالى عليه.
وقرأ في الدراسة النظامية على جملة من العلماء كالشيخ إسماعيل الأنصاري في التفسير والحديث والنحو والصرف وأصول الفقه وذلك من عام 1375هـ حتى التخرج والشيخ عبد العزيز بن ناصر بن رشيد في الفرائض لمدة ثلاث سنوات ودرس عليه أيضا في مرحلة الماجستير مادة الفقه عام 1388هـ وكان رحمه الله من فقهاء البلد وله مؤلفات مشهورة منها عدة الباحث بأحكام التوارث ومنها التنبيهات السنية شرح العقيدة الواسطية وهو أول الشروح الوافية لهذه العقيدة.
وقرأ أيضا على الشيخ حماد بن محمد الأنصاري والشيخ محمد البيحاني والشيخ عبد الحميد عمار الجزائري في علوم وفنون متعددة وفي مرحلة الماجستير قرأ على الكثير من كبار العلماء كسماحة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد المتوفى سنة 1402هـ في الفقه طرق القضاء وحضر مجالسه منذ أن قدم الرياض واستفاد منه كثيرا في الأحكام والقصص والعبر والتأريخ والنصائح كما هو مشهور بذلك وقرأ على الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - وهو مشهور ومن كبار العلماء.
وقد تتلمذ عليه واستفاد منه جمع غفير في هذه البلاد من القضاة والمدرسين والدعاة وغيرهم وهو ممن فتح الله عليه وألهمه من العلوم ما فاق به الكثير من علماء هذا الزمان وقد توغل في التفسير والاستنباط من الآيات وكذا في الحديث ومعرفة الغريب منه وكذا في العلوم الجديدة وأهلها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/159)
وكذا الشيخ مناع خليل القطان - رحمه الله - الذي درسهم في تلك المرحلة في مادة التفسير بتوسع وإيضاح وقد استفادوا كثيرا من مجالسته ومحاضراته حيث يأتي بفوائد كثيرة مستنبطة من الآيات أو الأدلة وله مؤلفات عديدة في فنون متنوعة وكذا الشيخ عمر بن مترك رحمه الله تعالى وكان من أوائل حملة الدكتوراه من السعوديين وقد قرأ عليه في مادة الفقه والحديث والتفسير.
وكان شديد العناية بالأدلة والتعليلات وله معرفة تامة بالمعاملات المتجددة ويتوسع في الكلام حولها وقد استفاد منه كثيرا، ومنهم الشيخ محمد عبد الوهاب البحيري - رحمه الله - مصري الجنسية تولى التدريس في الحديث وكان يتوسع في الشرح وذكر المسائل الخلافية ويحرص على الجمع والترجيح فأفاده في كثير من المواضع المهمة ومنهم محمد الجندي - رحمه الله - مصري أيضا ولم يقم إلا بعض سنة حتى مرض فرجع إلى مصر وتوفي هناك رحمه الله ومنهم محمد حجازي - رحمه الله - صاحب التفسير الواضح ومنهم طه الدسوقي العربي - رحمه الله - مصري أيضا وكان ذا معرفة واسعة واطلاع وحفظ مع فصاحة وبيان وآخرون سواهم.
وقد استفاد أيضا من مشايخ آخرين دراسة غير نظامية وأشهرهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- الذي لازمه في أغلب الحلقات التي يقيمها في الجامع الكبير بالرياض بعد العصر وبعد الفجر والمغرب بحيث يحضره العدد الكثير ويدرس في فنون منوعة من المتون والشروح المؤلفات ويعلق على الجمل ويوضح المسائل وينبه على الأخطاء ومنهم الشيخ محمد بن إبراهيم المهيزع - رحمه الله - وهو من المدرسين والقضاة وكان يقيم دروسا في مسجده وفي منزله ويستفيد منه الكثير ومنهم الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن هويمل أحد قضاة الرياض قرأ عليه في المسجد وغيره وإن كان قليل التعليق لكنه يفيد على الأخطاء ويوضح بعض المسائل الخفية وفي آخر حياته ثقل سمعه واشتد مرضه ثم توفي رحمه الله تعالى في عام 1415هـ وقد استفاد أيضا من الزملاء والجلساء الذين سعد بالاقتران بهم وقت الدراسة ووفق بالقراءة معهم والمذاكرة في أغلب الليالي وفي أيام الاختبارات ومنهم الشيخ فهد بن حمين الفهد والشيخ عبد الرحمن محمد المقرن رحمه الله والشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن فريان والشيخ محمد بن جابر - رحمه الله - وغيرهم ممن سبقوه بالقراءة على المشايخ وتعلموا كثيرا مما فاته فأدركه بواسطتهم فكان يقرأ عليهم الشرح ويتلقى إصلاح بعض الأخطاء اللغوية والبحث في المسائل الخلافية ومعرفة الكتب المفيدة في الموضوع وكيفية العثور على المسألة في الكتب المتقاربة في الفقه الحنبلي وكذا معرفة طرق الاستفادة من كتب اللغة واختصاص كل كتاب بنوع من المواضيع ونحو ذلك مما يفوت من يقرأ بمفرده فلذلك ينصح المبتدئ أن يقترن في المذاكرة والاستفادة بمن هم أقدم منه في الطلب ليضم ما عندهم إلى ما عنده.
وقد ذكرنا أن أقدم هؤلاء المشايخ هو الشيخ عبد العزيز الشثري رحمه الله وقد بالغ في الثناء عليه ولما انتقل إلى الرياض عام 1374هـ استصحبه معه وذكر لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى بعض ما قرأ عليه وما وصل إليه مما جعل الشيخ يجعله مع أعلى التلاميذ عند تقسيمهم إلى سنوات في معهد إمام الدعوة العلمي وكان من آثار إعجابه أن طلبه ذلك العام لتولي القضاء ولكنه اعتذر بالدراسة والشوق إليها فعذره.
مؤلفاته
أولها البحث المقدم لنيل درجة الماجستير في عام 1390هـ (أخبار الآحاد في الحديث النبوي) وقد حصل على درجة الامتياز رغم إنه كتبه في مدة قصيرة ولم تتوفر لديه المراجع المطلوبة وقد طبع عام 1408هـ في مطابع دار طيبة ثم أعيد طبعه مرة أخرى وهو موجود مشهور ولم يتيسر له التوسع فيه قبل طبعه لاحتياجه إلى مراجعة وتكملة.
وقد حمله على الكتابة فيه محبة الحديث وفضله وما رآه في كتب المتكلمين والأصوليين من عدم الثقة بخبر الواحد سيما إذا كان متعلقا بعلم العقيدة وقد رجح قبوله في الأصول كالفروع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/160)
وفي عام 1398هـ كلف بكتابة تتعلق بالمسكرات والمخدرات لتقديمها للمؤتمر الذي عقدته الجامعة الإسلامية في ذلك العام فكتب بحثا بعنوان (التدخين مادته وحكمه في الإسلام) وهو بحث متوسط وفيه فوائد وأحكام زائدة على ما كتبه الآخرون وقد أعجب به المشايخ المشاركون في موضوع الدخان وقد طبعته مطابع دار طيبة عدة طبعات وهو مشهور متداول وإن كان مختصرا لكن حصل به فائدة لمن أراد الله به خيرا.
وفي عام 1402هـ رفع إليه كلام لبعض علماء مصر ينكر فيه إثبات الصفات ويرد الأدلة ويتوهم إنها توقع في التشبيه وكذا يميل إلى الشرك بالقبور ويمدح الصوفية وقد لخص كلامه بعض الأخوان في أربع صفحات وأرسلها لمناقشتها فكتب عليه جوابا واضحا وتتبع شبهاته وبين ما وقع فيه من الأخطاء بعبارة واضحة ومناقشة هادئة وطبع ذلك البحث في مجلة البحوث الإسلامية العدد التاسع ثم أفرده بعض الشباب بالطبع في رسالة مستقلة بعنوان (الجواب الفائق في الرد على مبدل الحقائق) وهو موجود متداول طبعته مؤسسة آسام للنشر وكتب أيضا مقالا يتعلق بمعنى الشهادتين وما تستلزمه كل منهما وطبع في مجلة البحوث العدد السابع عشر ثم أفرده بعض التلاميذ بالطبع بعنوان (الشهادتان معناهما وما تستلزمه كل منهما) وطبع في عام 1410هـ في مطابع دار طيبة في 90صفحة من القطع الصغير وقد التزم فيه وفي غيره العناية بالأحاديث للاستدلال بها وتخريجها مع ذكر درجتها باختصار.
وفي عام 1391هـ قام بتدريس متن لمعة الاعتقاد لابن قدامة لطلاب معهد إمام الدعوة العلمي وكتب عليها أسئلة وأجوبة مختصرة تتلاءم مع مقدرة أولئك الطلاب في المرحلة المتوسطة ومع ذلك فإنها مفيدة لذلك رغب بعض الشباب القيام بطبعها فطبعت بعنوان (التعليقات على متن اللمعة) عام 1412هـ في مطبعة سفير والناشر دار الصميعي للنشر والتوزيع وقد وقع فيها أخطاء تبع فيها ظاهر المتن والأدلة وقد أعيد طبعها مع إصلاح بعض الأخطاء.
وقد قام فيها بتخريج الأحاديث التي استشهد بها ابن قدامة تخريجا متوسطا حسب مدارك التلاميذ وفي عام 1399هـ سجل في كلية الشريعة لدرجة الدكتوراه واختار (تحقيق شرح الزركشي على مختصر الخرقي) وهو أشهر شروحه التي تبلغ الثلاثمائة بعد المغني لابن قدامة واقتصر في الرسالة على أول الشرح إلى النكاح دراسة وتحقيقا ونوقشت الرسالة كما تقدم ثم كمل تحقيق الكتاب وطبع في مطابع شركة العبيكان للنشر والتوزيع في سبعة مجلدات كبار وتم توزيعه وبيعه في أغلب المكتبات الداخلية وهو موجود متداول والحمد لله.
وقد اعتنى في هذا الشرح بتخريج الأحاديث والآثار الكثيرة التي يوردها الشارح وقام بترقيمها فبلغ عددها كما في آخر المجلد السابع 3936 وإن كان فيه بعض التكرار القليل وقد بذل جهدا في هذا التخريج بمراجعة الأمهات وكتب الأسانيد التي تيسرت له للرجوع إليها وهي أغلب المطبوعات وذكر رقم الحديث إن كان الكتاب مرقما أو الجزء والصفحة وذكر اختلاف لفظ الحديث إن كان مغايرا لما ذكر الشارح وذكر من صحح الحديث من المتقدمين أو ضعفه كالترمذي والحاكم والذهبي وابن حجر والهيثمي وإن كان في أحد الصحيحين لم يذكر ما قيل فيه للثقة بهما.
وحيث إنه بدأ دراسته في الصغر بكتب الحديث كما تقدم فقد أورث ذلك له شوقا إلى كتابة الحديث فحرص على اقتناء الكتب القديمة التي يهتم مؤلفوها بالأحاديث النبوية ويوردونها بأسانيدها المتصلة كما أحب كل ما يتعلق بالحديث من كتب المصطلح وعلل الحديث وكتب الجرح والتعديل ونحوها وذلك أن هذا النوع هو الدليل الثاني للشريعة أي بعد كتاب الله تعالى ولأن علماء الأمة أولوه عناية تامة حتى قال بعضهم إن علم الحديث من العلوم التي طبخت حتى نضجت ولأن هناك من أدخل فيه ما ليس منه برواية أحاديث لا أصل لها من الصحة فقد قيض الله لها نقادها من العلماء الذين وهبهم الله من المعرفة بالصحيح والضعيف ما تميزوا به على غيرهم وقد عرفنا بذلك جهدهم وجلدهم وصبرهم على المشقة والسفر الطويل والتعب والنفقات الكثيرة مما حملهم عليه الحرص على حفظ سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وتنقيتها مما ليس منها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/161)
وقد يسر الله في زماننا هذا طبع هذه الكتب وفهرستها وتقريبها بحيث تخف المؤنة ويسهل تناول الكتاب ومعرفة مواضع البحوث بدون تكلفة والحمد لله، هذا وقد كان ألقى عدة محاضرات في مواضيع متعددة وتم تسجيلها في أشرطة ثم إن بعض التلاميذ اهتم بنسخها وإعدادها للطبع وقد تم طبع رسالتين الأولى بعنوان (الإسلام بين الإفراط والتفريط) في 59 صفحة والثانية بعنوان (طلب العلم وفضل العلماء) في 51 صفحة وكلاهما طبع عام 1313هـ في مطبعة سفير والناشر دار الصميعي للنشر والتوزيع وأما التسجيل فإن التلاميذ قد أولوه عناية شديدة وذلك بتتبع الدروس والمحاضرات وتسجيلها في أشرطة ثم الاحتفاظ بها ومن ثم نسخ ما تيسر منها للتداول وللطبع وقد سجل شرح زاد المستقنع وشرح بلوغ المرام وشرح الورقات في الأصول وشرح البيقونية في المصطلح وشرح منار السبيل في الفقه وشرح الترمذي وثلاثة الأصول ومتن التدمرية وغيرها كثير، ويباع كثير من الأشرطة في التسجيلات الإسلامية في الرياض وغيرها. وقد فرغ كثير منها وطبع بعناوين متعددة تتعلق بالصيام والحج والصلاة والزكاة وغيرها.
أما الكتابات السريعة فكثيرة فإن هناك العديد من الطلاب يحرصون على تحصيل جواب مسألة أو فتوى في مشكلة ويرفعونها إليه وبعد كتابة الجواب وتوقيعه ينشرونه في المساجد والمكاتب والمدارس فيتداول ويحصل له تقبل وفائدة محسوسة لثقتهم بالكاتب كما أن الكثيرين من الشباب الذين أعطوا موهبة في العلم إذا كتب أحدهم رسالة أو كتيبا رغب إليه أن يكتب له مقدمة أو تقريظا فيصرح باسمه في عنوان الرسالة ويكون ذلك أدعى لروجانه والإقبال عليه والاستفادة وهناك من العلماء من يساهم في بث تلك النشرات التي لها مسيس ببعض الأوقات كالمخالفات في الصلاة وأحوال الاقتداء بالإمام والمخالفات في الصيام وفي الحج وأعمال عشر ذي الحجة والمقال في التيمم ومتى يرخص فيه ونحوها فتطبع في مواسمها ويوزع منها ألوف كثيرة رجاء الانتفاع بها.
وهناك من العلماء من أخذ تلك النشرات وأودعها بعض مؤلفاته كالشيخ عبد الله بن جار الله -رحمه الله- وغيره ممن كتبوا في تلك المواضيع وضمنوها بعض ما كتبه المترجم له للاستفادة، وأما العلماء الأكابر فإن المناقشين لرسالة أخبار الآحاد بعد إقرارها كتبوا عنها تقريرا مفيدا يمكن الحصول عليه من المعهد المذكور حيث كتبوه عام 1390هـ وهكذا الذين ناقشوا كتاب شرح الزركشي وهم الشيخ صالح بن محمد اللحيدان والشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مع المشرف الدكتور عبد الله بن علي الركبان فقد قرروا الكتاب الذي ناقشوه من أول الشرح إلى النكاح وكتبوا عنه صلاحيته للنشر وحرص الأكثر على الحصول عليه قبل طبعه وتقبله أكابر العلماء وأقروا العمل الذي قام به تجاهه ومنهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز وسائر هيئة كبار العلماء ويمكن مراجعتهم لتقييمها وما لوحظ عليها وما تميزت به ولم يعرف أحد أبدى انتقادا لما نهجه في هذه الكتب المتعلقة بالحديث والمصطلح.
أما المنهج فقد سلك في تحقيق الزركشي الخطة التي رسمت في المخطط والموجود في المقدمة وقد حرص على البحث عن الأحاديث وأنها التي يستدل بها وقابلها على أصولها كما حرص على التعليق على ما يحتاج إلى تعليق من نقل أو مخالفة أو خلاف في مسألة وأما الشروح الأخرى كشرح اللمعة القديم والبيقونية والورقات والتوحيد والبلوغ والمنتقى ... إلخ فإنه يرتجلها ارتجالا ويوضح العبارة التي في المتن بالأمثلة ويذكر الخلاف المشهور ويبين المختار عنده حتى لا يقع الطالب في حيرة ويتوسع أحيانا في الشرح بذكر ماله صلة بذلك الحديث أو تلك المسألة.
وقد تميزت هذه الكتب والشروح بوضوح العبارة وبذكر الأدلة ومناقشتها وبالتعليل إن وجد والحكمة من شرعية هذا الحكم والتوسع في ذكر الأمثلة فلا جرم صار عليها إقبال شديد حيث نسخ كثير من الطلاب بعض تلك الأشرطة بشرح منار السبيل وقد بلغ ما نسخوه عدة مجلدات وحرص الكثير على تصويره واقتنائه حيث وجدوا فيه مسائل واقعية ومعالجة لبعض المشاكل المتمكنة في المجتمع وتحذير من بعض الحيل والمكائد التي يستغلها بعض الناس ونحو ذلك من المميزات الكثيرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/162)
أما استقصاء المعلومات عند الكتابة فهذا يكون في الشرح الارتجالي كشرح أحاديث مسلم والترمذي ومنتقى الأخبار وأما الكتابة فالغالب الاقتصار على القدر المطلوب في السؤال دون استقصاء وتوسع في الجواب وكذا الإملاء إذا كان الجواب ارتجاليا كما وقع في الأسئلة التي طبعت بعنوان (حوار رمضاني) الذي طبعته مؤسسة آسام للنشر عام 1312هـ في 28 صفحة بقطع صغير وكذا في أسئلة متعلقة برمضان وقيامه والقراءة في القيام ودعاء الختم ونحوه حيث ألقى بعض الشباب 36 سؤالا وقد كتب عليها جوابا متوسطا ثم قام السائل وهو سعد بن عبد الله السعدان بتحقيقها وتخريج أحاديثها وطبعت بعنوان (الإجابات البهية في المسائل الرمضانية) نشر دار العاصمة مطابع الجمعة الإلكترونية عام 1413هـ 103 صفحة.
وبكل حال فإنها تختلف الدوافع إلى الكتابة وحال المستفيد فأما الصعوبات فإن الرسالة الأولى وهي (أخبار الآحاد) كتبها في زمن قصير وكانت المراجع قليلة أو مفقودة عنده فلا جرم لقي مشقة في البحث عن مواضع المسائل واضطر إلى الاختصار رغم سؤال المشرف وغيره فأما شرح الزركشي فقد لقي أيضا فيه صعوبة لسعة الكتاب وكثرة نقوله وندرة الكتب التي نقل عنها وعدم بعض المراجع للأحاديث التي يستشهد بها معتمدا على كتب الفقهاء التي لا تعزو الأحاديث إلى مخرجها فيحتاج إلى صعوبة في البحث في كتب الفهارس والتخريج التي تذكر المشاهير من الأدلة دون النادر منها ولكن الله أعان على الكثير وحصل التوقف في البعض الذي لم يعثر على أصوله كأول سنن سعيد بن منصور وكسنن الأثرم ومسند إسحاق ونحو ذلك ولو وجد من ينقلها لكن مع قصور واختصار وأما علم المصطلح فإن مراجعه كثيرة وكتبه متوفرة والغالب إنها متوافقة فيه وإن وجد في بعضها زيادة خاصة فلذلك يمكن الاختصار فيها ويمكن التوسع بذكر الأمثلة ولم يكتب فيها سوى شرح البيقونية وهو الآن يحقق ويعد للطبع وهو مجرد إيضاح للتعاريف المذكورة في النظم وقد تم طبعه ونشره.
وأما المشكلات التي تواجه من كتب في علم المصطلح فهي كثرة الكتب في الموضوع التي يلزم منها كثرة التعريف ووجود الفرق بينها حتى يحتار الكاتب في اختيار ما يناسب المقام ولكن الأجلاء من المحدثين قد ناقشوا التعريفات الاصطلاحية وذكروا ما يرد عليها والجواب عنه لكن قراءة ذلك كله تستدعي وقتا طويلا فالطالب إذا اقتصر على المختصرات التي كتبها أئمة هذا الفن كالنخبة والبيقونية وألفية العراقي والسيوطي رأى في ذلك كفاية ومقنعا.
وحيث إن هذا النص قد أكثر فيه العلماء من الكتب فإن أشهر كتبه التي تحتوي على ما يوضحه ويجلى معانيه هي الكتب الواسعة مثل تدريب الراوي شرح تقريب النواوي للسيوطي ومثل توجيه النظر لبعض علماء الجزائر ومثل توضيح الأفكار للأمير الصنعاني وإن كان بعضها ينقل من بعض ومن المعاصرين الشيخ صبحي الصالح فقد كتب مؤلفا في علوم الحديث ومصطلحه وذكر أشياء زائدة على ما كتبه الأولون لوجود كثير من المراجع التي توفرت له والأدلة التي أمكنه أن يستدل بها وبكل حال فالباحث في الموضوع يحسن أن يلم بكتب المتقدمين الذين وضعوا هذا الاصطلاح ثم من بعدهم.
منقول
لللمزيد
الموقع الرسمي للشيخ
www.ibn-jebreen.com (http://www.ibn-jebreen.com/)
ـ[أبو طلحة العتيبي]ــــــــ[20 - 06 - 08, 04:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا أبا القاسم على النبذة الطيبة للشيخ العلامة البحر الفهامة
عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[21 - 06 - 08, 09:10 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[18 - 09 - 08, 09:46 م]ـ
جزى الله أبا القاسم الحائلي على هذه الترجمة للعلامة الشيخ عبد الله بن الجبرين الذي لن أغالي إن قلت بقية السلف حفظه الله آمين
ـ[سليمان البدراني]ــــــــ[20 - 09 - 08, 12:39 ص]ـ
المتواتر المستفيض المشهور أن هذا الامام جبل العلم من مواليد 1349هـ
ـ[عبدالله بن فهد]ــــــــ[12 - 10 - 08, 11:07 م]ـ
حفظه الله ورعاه
ـ[أبو بكر بن عايد]ــــــــ[13 - 07 - 09, 06:15 م]ـ
القصيدةُ الجِبْرِيْنِيَّةُ
في رثاء الشيخ العالم العلامة الفقيه
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
رحمه الله
توفي رحمه الله في الإثنين العشرين من رجب 1430
من شعر:
أبي الكُنى أحمد بن عايد السويسيِّ
(أبو بكر بن عايد)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/163)
عفا الله عنه و عن والديه و عن جميع المسلمين
بسم الله الرحمن الرحيم
يا نائحًا طلحًا لدى البستانِ = هيّجْتَ في صدري رحى الأحزانِ
منذ الصباح و لحنُ حزنك لم يزلْ = متوقّدًا في مطلعِ الآذانِ
و كأنّ دمعك في الفؤادِ مصبّبًا = و كأنّه كالعارضِ الهتّانِ
أرسلتَها من فرْط حزنك ثلّةً = تُعْيِي القلوبَ فتُثْكُلُ العينانِ
دمعٌ تصبّب في الخدود ملاحمًا = و الآهة العلياء ملءُ لساني
أبكي و ما سرُّ البكاءِ بداعجٍ = متطلّعٌ للحبِّ و الإيمانِ
مهْ و انْظُرِ الأخبار حين هجومها = و استجدِ دمعًا من لظى الإمعانِ
حين السماع ترى الفؤاد ممزّقًا = وترى العيون بحمْرة الأشجانِ
أوّاهُ من فرط المواجد أثْقلتْ = قلبي فهدّتْ قوّتي و كياني
أفضى (ابنُ جبرينَ) الفقيه لربّه = متعجّلاً لعطيّةِ المنّانِ
مات الذي يسعى الأنامُ لعلمه = فردُ الزمانِ و أوْحدُ الأقرانِ
شيخُ الشيوخِ و فخْرُهم و بهاءُهم = و مَرَدُّهم في مشكل الأزمانِ
(عبد الإله) فصيحُ قولٍ واعظٌ = نارٌ على علمِ الزمان تداني
سلفيُّ في أمر العقيدة بيِّنٌ = لم يأتزرْ بمناهج البطلانِ
و حديث أحمد قد تولّى أمره = لم يتخِّذْ سندًا من النكرانِ
فخرٌ على هام الأنام و درّةٌ = مكنونةٌ ما ثمّ شبْهٌ ثانِ
عَلَمٌ كأنّ علومه في جمعها = مِنَحٌ أهلّتْ من عظيمِ الشانِ
هو فاضلٌ، أخلاقه محمودةٌ = بشهادة الأعجام و العُرْبانِ
هو سامقٌ في علمه متمكّنٌ = متضلِّعٌ، هو عالمٌ ربّاني
سارتْ له الركبان تطلبُ علمَه = و اليوم تحمله على الأكفانِ
تبكي على فقد الفقيه و إنّها = قد أُثقلتْ منها خدود العاني
قد أجْهشتْ منهاا قلوبٌ أدمعتْ = و تفطّرتْ من شدّة الثورانِ
نبكي و قد حُقَّ البكاء لنا هنا = إذ أنت قد فارقْتَ دنيا الفاني
يا ربُّ فارْحمْ مقبلاً قد جاءكمْ = متوشّحٌ بشقائق الإيمانِ
أفنى الحياة بدعوةٍ سلفيّةٍ = نشر العلوم _ كذا _ بدونِ تواني
يا ربُّ فاجْبُرْ كسرنا في فقده = و أظلّنا بالصبرِ و السلوانِ
(جبرينُ) هذي صنعتي ممزوجةٌ = بتأوّهي و مدامع الأجفانِ
فإليكَ منّي مرسلٌ بتحيّتي = و دعاءُ ربي رحمة الرحمنِ
عذرًا فإنّي قد رُزئْتُ بفقدكم = و رحيلكم، و فراقكم أعيان
وافق الإنتهاء آذان العصر في الإثنين عشرين من شهر رجب الفرد 1430 هجريا بالسويس بمصر الكنانة
رحم الله الشيخ رحمة واسعة و أجزل له الثواب
محبكم في الله:
أبو بكر بن عايد
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[13 - 07 - 09, 06:27 م]ـ
لا فض فوك، جزاك الله خيرا
ـ[عبد الله السلفي الجزائري]ــــــــ[13 - 07 - 09, 07:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سيصلى على سماحة الشيخ الجبرين رحمه الله بعد صلاة ظهر يوم غد الثلاثاء بجامع الإمام تركي بن عبدالله بمدينة الرياض.
اللهم ابدله دارا خيرا من داره و أهلا خيرا من أهله
ان لله و انا اليه راجعون
ـ[ابو البراء الثبيتي]ــــــــ[13 - 07 - 09, 09:22 م]ـ
يا ربُّ فاجْبُرْ كسرنا في فقده = و أظلّنا بالصبرِ و السلوانِ
إي والله
جزيت خيرا ياأبابكر
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[13 - 07 - 09, 09:42 م]ـ
اسال الله ان يرحم الشيخ رحمة واسعة ويحشرنا معه
وفقك الله بارك الله فيك
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[13 - 07 - 09, 10:08 م]ـ
أين مكان المسجد تحديدا يا إخوان؟
ـ[أبو الاشبال المكى]ــــــــ[14 - 07 - 09, 03:55 م]ـ
اللهم اغفر لعبدك / عبدالله الجبرين
وارفع درجته في المهديين , واخلفه في عقبه في الغابرين
, واغفر لنا وله يا رب العالمين , وافسح له في قبره , ونور له فيه، واجعله من ورثة جنة النعيم.
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[14 - 07 - 09, 05:26 م]ـ
لا فض فوك يا أبابكر , وجبر الله مصابنا
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[14 - 07 - 09, 05:32 م]ـ
لا فض فوك، سلمت يمناك
أمتعتنا بقصيدتك الماتعة بحق والدنا العلامة عبدالله بن جبرين
ـ[عبدالرحمن الراشد]ــــــــ[14 - 07 - 09, 09:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم /
قلتُ: وقد خففت كلمة الشيخ عبدالعزيز الطريفي علينا وطأة المصيبة
وهول الحادثة وشؤم الخبر!
بكلام ٍ عذب رقراق , ممزوج بين الآيات والأحاديث والآثار التي تتكلم عن قبض العلماء , وأن الأمة ولود خيرٍ
وأنها ثابتة , ولعلي أنقلُ كَلامَ الشَيخَ بِتصَرفٍ لاَيخُِلُ بِالمعَنىَ.
وقد حمد الله وأثنى عليه ونعى وعز الجميع بوفاة العالم الجليل. .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/164)
ومن ثم قال:
إن قبض العلماء يكون على نوعين /
1/ إما بالموت. _وهذا أمر قدريٌ محض _ وليس لنا إلا الرضى بقضاء الله وقدره. قال تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا)
وقد فسَرَ ذلك ابن عباس بأن المقصود بالآية هو موت العلماء
2/ تهميشهم. والحط من قدرهم واتهامهم في أنفسهم.
وإن كان هذين النوعين نذير شؤم إلا أن الحق يظل منصوراً ولايخفت نوره , فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث ثوبان، رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ".
# موت العلماء دليل على نقصِ الدينِ , وإذا نِقِصِ الدِينُ حَلتِ البِدعُ فالعلماء أمنة هذه الأمة!
ومقياس ذلك أن في وقت النبي صلى الله عليه وسلم لايوجد أي خلاف بين المسلمين , وبعد أن توفي رسولنا دب خلاف بسيط في كيفية غسل النبي صلى الله عليه وسلم , ودفنه وهذا في خلافة أبي بكر , ثم زاد الخلاف قليلاً في عهد عمر!
ومن ثم لم تقوى شوكة الخلاف إلا بعد وفاة الخلفاء الراشدين والصحابة فوجود الصحابة وعلمهم كان حافظاً من كل خلاف وشتات وبعد وفاتهم ظهرت البدع والخلافات وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي بردة رضي الله عنه قال: ((النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماءَ ما توعد، وأنا أمَنَةٌ لأصحابي، فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنةٌ لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون)) وأصحابي أمنة أي هم صمام أمان للأمة
ومايوعدون؟
أي من ظهور الفتن والبدع وانتشارالخلاف وفي انتشار الخلاف بين الأمة أمور كثيرة منها:
1/ نقص الأمان
2/ تسلط أعداء الأمة علينا
ومهما كان في الأمة من قوة عَتادس وقَتَادٍ ومَتَانَةٍ عَسَكَرِيةٍ و اقتصادية إلا أنها تكون ضعيفة بقلة العلماء فكثرة الخلافات تزعزع أمنها ولاتجعلها تحت كلمة واحدة.
فقلةُ العلماء تزيد من انتشار المنكرات فعن قتادة قال: قال ابن مسعود: «كيف بكم إذ ألبستكم فتنة يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير وتتخذ سنة فإن غيرت يوما قلت: هذا المنكر. قالوا: ومتى ذلك يا أبا عبد الرحمن قال: ذاك إذا قلت أمناؤكم وكثر أمراؤكم وقلت فقهاؤكم وكثر قراؤكم وتفقه لغير الدين والتمست الدنيا بعمل الآخرة»
فقلة الأمناء في هذه الأمة دلالة على الشر!
ونراه الأن يزداد.
وفي هذا الزمان قد عزّ فيه الأمناء
وكثرة الأمراء فمن أثار الغزو تقسيم المسلمين إلى دويلات فهذا ينشأ الخلاف
وكثرالقراء , أي المقصود كثرة قراء الحروف والمفتين بغير علم فهم يقرأون ولكن دون فهم وعمل
وقلة الفقهاء وهذا منشأ للجهل , وحين يعمل بعمل الأخرة للدنيا فتلك هي المصيبة والكارثة.
# و إن الأرضَ إذا قل فيها العلماء فهي صغيرة وإن كانت مساحتها كبيرة , وكلما كثر فيها العلماء فهي كبيرة وإن كانت صغيرة. فهي كبيرة في عين أصحابها.
وموت العالم هي ثلمة في الدين ورزية أي رزية وعلامة عدم رضى على هذه الأمة ,فعلى الأمة أن تواجه تيارات الباطل , وتصمد أمام أرباب الهواء , وكان الشيخ عبدالله بن جبرين _رحمه الله_ على مدى ستة عقود محارباً للمنكر آمراً بالمعروف وداعي إلى الله ,وصامد أمام كل مبتدع , ومواجهاً للروافض , وتصدى لهم وبين أحوالهم , ومتصدياً لفرقة الأحباش والصوفية , فكان يناله من أهل الباطل مايناله. .
فحتى وهو على فراش الموت لم يسلم من نيلهم!
# وكان فقيها ً لا أعلم أحداً يدانيه في الفقه في زماننا هذا.فكم من متفقهٍ كان الشيخ له كالضياء , وكم من طالب علم سار على نهجه , ولكن قضى الله أمراً كان مفعولا وعلى المرء أن يقتدي بمثل هؤلاء قال تعالى [أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده]
وقد كان الإسلام في السابق محارباً من قبل أهل الشرك والزندقة ,
لكنه الأن يحارب من قبل أهل الزندقة باسم الإسلام. وتُنشَر البدع باسم السنة وهناك من الدول الخليجية من جعل الزنا فيها شرعة حين يرضى الطرفين فلو زنا رجل بإمرأة برضاها لم يقم عليهم الحد ولو أُتِى بشواهد أربعة وهذا من الحرب على الإسلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/165)
# وإن سيادة البدع وانتشار المحرمات في الأمة ليس بهين وآثر ذلك بأن الأجيال القادمة تسود فيهم تلكم المحرمات وعند نصحهم يقولون (إناوجدنا أباءنا على ذلك) فلابد أن يخرج علماء يذودون عن حمى الدين ويحيون ماندرس منه ..
ومن صفات العالم الحق /
1/ بعده عن الشهرة (لا كما نرى الأن من تصدر بعض من ينتسب إلى العلم فيرفعه ماله أو من حوله حتى يفتي بغير علم)
2/فالعالم الحق يرفعه علم لاشهرته ولا ألقابه
3/ والعالم الحق لايلتف إلى الأوسمة والألقاب ,.
4/ تميزه في جانب العبادة وقد علمت عن بعض من ينتسب إلى العلم أنه لايشهد الجماعة في المسجد.
وقد جالست أحد المغاربة ويقول لي (ماحصلت عليه من جانب العلم لم يزدني في العبادة على ماعلمني أبي)
وبتصدر علماء السوء منقصةٌ في الدين وانتشار فتاويهم في المشرق والمغرب يتطلب علماء ربانين لايخافون في الله لومة لائم.
وقد روى الخطيب البغدادي أن من المنقبة أن يحشر العلماء مع الأنبياء , وهذا لايحصل إلا بالصدع بالحق لذا
# فأعظم مايواجه صاحب الحق ومن معه الدليل هو ردة فعل الناس , فترى كثيراً من العلماء يتهيب الصدع بالحق خوفاً من قول الناس وسبهم فادعى بعضهم جمع الكلمة وتأليف القلوب كل ذلك مواكبتاً لهواهم
والله أعلم بالصغائر.
ومالذي صد عمِّ الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإسلام إلا خشية مقول الناس وسبهم , فقد حمى النبي صلى الله عليه وسلم وبذل نفسه تجاه ذلك. . لذا فهو يقول.
والله لن يصلوا إليك بجمعهم
. . . . .. . . . . حتى أوسد في التراب دفينا
فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة
. . . . . . . . . وابشر بذلك وقر منك عيونا
ودعوتني وزعمت إنك ناصحي
. . . . . . . . . . ولقد صدقت وكنت ثم سببا
وفرضت دينا لا محالة إنه
. . . . . . . . . . .من خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذاري سبة
. . . . . . . . . . . .لوجدتني سمحا بذاك مبينا
يعني خوفاً من العار والمسبة.
# وينبغي أن يعطى العلم قدره؛ ويعظم في القلوب ولو بذلت من أجله الأعراض ,
ومن أمارات أخر الزمان أن الإسلام يدرس وكما في حديث حذيفة بن اليمان عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
قال:يُدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى
لا يُدرى ما صيام ولا صلاة ولا صدقة، ويسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية، وتبقى طائفة من الناس الشيخ والكبير والعجوز يقولون: أدركنا
آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقوله) ا "
ومعنى ذلك هو _ ذهاب العلم _, وأن دروس العلم إشارة إلى أنه لايُدرس بكليته بل يبقى بذلك الأصل وهو الإيمان والتوحيد
وقد يدرس الإسلام في بلد دون بلد والأمن لايزال موجود في الأمة مادام الإيمان موجود فيها.
# ينبغي على طلاب العم أن يشدو من أزرهم في التفقه في دين الله وإدامة النظر في كتاب الله زوجل وفي سنته روايةً ودراية وكلام المصطفى صلى الله عليه وسلم فهو الذي لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي.ولعل بموت الشيخ ابن جبرين أن يحي قلوباً وبلادا.
ماهو واجبنا تجاه الشيخ عبدالله بن جبرين _رحمه الله _.
1/ قراءة كتبه ونشرها والتفقه منها فالكتاب كما يقال هو الولد الخالد للإنسان والقم اللسان الثاني للمرء.
2/ أن تبين مناقبه ومآثره. وسرائر أعماله للناس حتى يعلموا أن السلف مازال موجود وأن الأمة ولود ومرحومة والأصل في العلماء أن مصلحون.
3/ رد المثالب التي ثُلبَ فيها هذا العالم الجليل ,من أهل الباطل وبيان زيغ هؤلاء فإن المؤمن ساترٌ ونابذٌ لما يُرمى به أخوه كيف وذلك من أعلامها.
4/ أن يعلم أن الأمة الإسلامية تحمل علماء وفقهاء لكنهم يحتاجون إلى إعانة ودعاء وأن يعملوا بمايعلموا فإذا علم المرء ولم يعمل كان فيه شبهٌ من بني إسرائيل , والأمة مرحومة وفي حفظ الله ِ لاتحرف نصوصها لفظاً كبني اسرائيل. .
إنما التحريف يكون فهماً وهو قليل ولله الحمد ويسخر الله علماء يبينون تلك التحاريف ويردونها إلى الصواب.ولايلتفتون إلى أهواء الناس ورغباتهم.وإن المقام لايتسع والحديث عن هذا الأمر قد يطول. فحسبنا بماذكرنا.
صَلى الله وسَلَمَ عَلَى نَِبينَا محُمَدٍ وعَلَى آلِهِ وصَحبِهِ أجمعينَ
ـ[عبدالرحمن الراشد]ــــــــ[14 - 07 - 09, 09:07 م]ـ
وسُئل الشيخ عن حكم السفر للصلاة عليه؟
الجواب / لا أرى في ذلك بأس ولو لم يذهب الإنسان لكان أولى وأمثل
ولا أعلم دليلاً للمنع لا من كتاب ولاسنة ولا آثر عن الصحابة.
وسئل الشيخ عن حكم صلاة الغائب لمن لم يتمكن من الحضور؟
الجواب / لا أرى أنها تشرع لإنه يصلي عليه المسلمون ولكن هذا فرع عن مسألة حكم صلاة الغائب.
وهي على أربعة أقوال /
1/ إطلاق المشروعية
2/ لاتشرع مطلقاً وأن ذلك منسوخ
3/ منهم من قيد ذلك بالاستطاعة فعندما يمنع الإنسان من الصلاة تشرع له.
4/ إذا صلى عليه فئام ٌ من الناس كفى ذلك.
وإذا تمكن المرء من الصلاة عليه , وإلا فيكتفى له بالدعاء. .
وقال الشيخ أن الأمة ولود ولايموت عالم إلا ويولد عالم آخر
وهذا مبسوط في سير أهل العلم ووفياتهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/166)
ـ[فهد الخالدي]ــــــــ[14 - 07 - 09, 09:26 م]ـ
أحسن الله عزائنا وعزاء كل مصاب
اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها يا رب العالمين
...
لا فض فوكـ أستاذي أبا بكر
ـ[أسماء العوني]ــــــــ[14 - 07 - 09, 09:26 م]ـ
"ورحل إبن جبرين"
هذا عنوان
الحلقه الخاصه عن شيخنا أبن جبرين
حيث سيدور الحديث حول حياة
ورحيل الشيخ عبدالله بن جبرين رحمه الله تعالى
واسكنه فسيح جناته والهم اهله الصبر والسلوان.
وسكون ضيوف الحلقة
الشيخ الدكتور عبدالوهاب الطريري
والشيخ ناصر بن علي القطامي
تبث الليلة على قناة الرسالة
تاريخ 21/رجب/1430 هـ
الموافق 14/ 07/2009.
الساعة 8:30 بتوقيت مكة المكرمة
فحرصوا على مشاهدتها لعلنا نستفيد من هذا العالم الجليل ونمشي على خطاه لنعيد أمه تفتخر بسابقاتِ مجدها!!
أختكم: أسماء العوني
ـ[العابري]ــــــــ[14 - 07 - 09, 10:25 م]ـ
قال لي أحد الصحاب: نصيحة لا تذهب إلى جنازة الشيخ بسيارتك؛ لأنك لن تجد لها موقفا، ولو وجدت ستقع في دوامة الزحام عند الخروج، فخذ سيارة أجرة أسهل لك؟ فلم أتردد في قبول نصحه فهو صاحب تجارب في الحياة، ويا إخوتي ما أجمل النصيحة أو الإشارة إذا صدرت من أهلها تختصر لك الوقت والجهد، ألا ترون معي أن الأخذ عن العلماء والجلوس بين يديهم كيف يختصر لطالب العلم الزمان ويصل به إلى بر الأمان، وما ذاك إلا أنهم أهل تجارب ورسوخ،رحلوا في أودية العلم وضعنوا من مكان لآخر فعادوا لك بخارطة إن سرت عليها وصلت قبل غيرك، وإن لم ترفع بها رأسا فقد تهلك في وادٍ من هذه الأودية، أو تعود بقطاف مُرة بالمَرة وأحيانا فيها سم زعاف وأنت لها جالب وحاطب،،،،
المهم خرجت من داري في وقت الضحى قرابة الساعة (11) مشيت على أقدامي لكي أصل إلى الطريق العام حتى آخذ سيارة الأجرة، توقف أمامي أحد شباب الحي وعرض علي الركوب؟ الحقيقة المشي في الهواء أفضل أحياناً من ركوب بعض السيارات!! لظروف الزمان التي مرت عليها وما تعرضت له من حوادث الدهر!!، وقد ظهر ذلك جليا على محيا سيارة صاحبي فشكرت صنيعة وحمدت فعاله، ثم أكملت المسير حتى وصلت إلى الشارع العام، وما أن وقفت على ناصيته إلا وسيارة الأجرة بين يدي فركبت معه، وأخبرته بوجهتي واتفقت معه على المبلغ وكان رجلاً سمحا – فنظرت إليه فإذا الشيب قد اشتعل في لحيته ولم يكن بالكبير لكن يبدوا أنه شيبته همومه، وكفاحه من أجل لقمت عيشه، ولو صدق في نيته وطلبه لرزق عياله واحتسب الأجر عند الله لكان ذلك عملا جليلا في ميزان الشرع؛ يؤجر عليه إن شاء الله، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- أن هذا أعظم من صدقة التطوع لكن الكثير من الناس يغفل عن هذا وأنا منهم!!،،،،،،
سألني هل أسلك الطريق الدائري؟ فقلت نعم، ثم انطلقنا، ثم أخبرني أنه قد بلغته وفاة الشيخ على رسالة جواله وبدا من كلامه التأثر، (سبحان من ينزل محبة بعض خلقه في قلوب عباده) وقال بالعامية: العلماء اللي عليهم الكلام تناقصوا!!، فانظر كيف ميز هذا العامي العالم من المتعالم!!، ثم سألني هل أصلي على الشيخ؟ قلت وما يمنعك؟ قال: لباسي!! وكان عليه قميص نوم وقد حسر عن رأسه من أجل عمله في سيارة الأجرة، قلت: لا حرج عليك، ألم أقل لكم أنه رجل طيب وفاضل يعرف أن الذهاب إلى المسجد ليس كالذهاب لغيره، وبحكم إمامتي لأحد المساجد فقد رأيت عجبا فيما يلبسه البعض عندما يأتون إلى المسجد، بصراحة لبس يستحي الواحد منا أن يلبسه في ظلمة الليل وهو خالٍ فكيف أمام الناس!! فالله أحق أن يستحي منه،،،
وصلنا إلى الطريق المؤدية للمسجد، فإذا رجال المرور ينظمون السير والطريق سالكه، مر من أمام السيارة بعض الشباب الذي ظاهره الصلاح يمشي على الأقدام، فقال صاحب الأجرة: أهل الخير الله يكثرهم، قالها بكل عفويه مما يدلك على مكانة أهل الصلاح في نفوس الناس،وأنهم في المنزلة الرفيعة،،،،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/167)
توقفت السيارة أمام ساحة المسجد، نزلت من السيارة وقد دفعت له أكثر مما اتفقنا عليه لكريم أخلاقة وطيب معشره، توجهت نحو المسجد وكانت الساعة قد اقتربت من (11.30)، والناس كالسيل المنحدر من الشعاب والأودية، هذا من الطريق العامة وآخر من وسط السوق وآخر من تحت الأرض (كراج السيارات الأرضي) لا يلوي أحد على أحد، تنظر في وجوههم هول المصيبة وآثار الحزن – وحق لهم – تنوعت بلدانهم واختلفت لهجاتهم لكن جمعتهم أخوة الدين ومحبة العلامة ابن جبرين،،،،
وبينما أنا أسير الهوينا رفعت رأسي فظهر لي جامع الأمام تركي بن عبد الله – عليه رحمة الله – فعادت بي الذاكرة وأنا أسير بنفس الخطى وفي مثل تلك الطرقات إلى إيام خلت ومجالس قضيتها بين جنبات هذا الجامع العامر، كانت هي والله أحلى وأغلى وأنفس ساعات عمري،،،،
وكأن تلك البقاع تقول لي: قف قف هذه هي النافورة في وسط الساحة لم تتغير وهذا هو السوق وهذه هي الحيطان ولسان حالها يقول: ذهب الذين يعاش في أكنافهم .... وبقيت في خلف .....
وكأنها تقول لي: ما هذا الهجر أنسيتنا أم تناسيتنا، مررت بنا شاباً يافعاً لم تتصل لحيتك، وعدت اليوم وقد وخطك الشيب!!، أنسيت دروس الفجر أما لنا عندك قدر!! هنا خفق قلبي وزاد حزني وكم هو صعب جداً أن تقف على رباع الأحبة وقد بقيت هي ورحل أصحابها عنها،،،
نعم نعم متى نسيت تلك الأيام أصلاً حتى أحتاج إلي من يذكرني بها وهل ينسى المرء نفسه!!، إخواني كنت أقطع نفس تلك الطرقات للوصل إلى حلقة الإمام الهمام حسنة الأيام الشيخ العلامة بقية السلف ابن باز – عليه من ربه الرحمة والرضوان – حيث شرفني الله بالحضور بين يديه بضع سنين أثر والله فيَّ خلقه وسمته كما تأثرت بعلمه على حد سواء، كم حييت في تلك الدروس من نفوس، وكم نثر فيها من علم وحكمة، وكم حل فيها من معضلة وأزيل فيها من شبهة، وكم وكم وكم ... من لي بمثل تلك الدروس!! - وفي كل خير إن شاء الله – لكن هذا ما أشعر به وبوحت لكم به،،
تقدمت قليلاً فجعلت الجامع عن يساري فإذا الأبواب الجنوبية مغلقة، وإذا مصلى النساء مفتوح ويدخل فيه مجموعة من النساء حضرن للصلاة على الجنازة، والحقيقة لا أدري هل من الحكمة إحضارهنَّ في هذا الموج المتلاطم من الرجال حتى تكاد تصطدم في كل خطوة برجل!! وليس قصدي ذكر المسألة كحكم شرعي لكن هو ما قدمت لكم،،،
دلفت إلى المسجد من الجهة الجنوبية ووضعت حذائي في مكان يسهل عليَّ الوصول إليه بعد الصلاة، ثم تقدمت إلى داخل المسجد ولم يكن قد امتلأ بعد، وكنت تقريبا في الربع قبل الأخير من المسجد، صليت الضحى ركعتين، ثم جلست، ومما شاهدته في المسجد توزيع الماء بالكراتين على المصلين، وقد سمعت الشيخ الفوزان – حفظه الله- ينهى عن مثل ذلك في المقبرة خشية أن يكون من الإحداث في العبادة، فهل هذه المسألة مثلها!! المهم تركت شرب الماء مع رغبتي فيه، وأخذت أقرأ من حفظي ما تيسر، وكنت أرفع رأسي بين فينة وأخرى، فرأيت الشيخ العلامة عبد العزيز الراجحي يدخل من الباب القبلي ويبدوا أنه خصص لكبار الشخصيات، وهذا الشيخ له في قلبي منزلة ومحبة وإن لم أدرس عليه طويلاً؛ فأذكر مرة في درس الفجر بعد أن انتهى الشيخ ابن باز –رحمه الله – من درسه وهمَّ بالخروج من جهة الباب الجنوبي حيث تنتظره سيارته، وتحلق حوله الطلاب وهو يمشي ويسألونه وهو يجيب وكنت قريبا منه والشيخ الراحجي خلفي وقد وضع يده على كتفي وكان حريصا على سماع إجوبة الشيخ؛فكأنه لم يتبين بعض الأجوبة، فلما ركب الشيخ ابن باز سيارته وذهب كانت المفاجئة الكبرى لي!! الشيخ الراجحي يسألني ماذا كان جواب الشيخ في كذا!! وأنا في تلك السن (الله اكبر هل أعجب من تواضع الشيخ أو من حرصه الشديد على سماع العلم حيث لم يفتر طوال هذه السنوات!! أين هذا من عمل بعض الكسالى يحضر عند أحد الشيوخ مرة أو مرتين ثم ينكص على عقبيه، أو من بعض من نفخ الشيطان فيهم، فارتفعت أنوفهم، وطالت أعناقهم، ووضعوا العمائم على الرؤوس ولسان حالهم يقول أنا أبن طلاع الثنايا .... وظنوا أنهم أهل للتدريس والإفتاء؛ حتى إن الواحد منهم يعرض نفسه على الناس ويطلب منهم أن يسألوه، نعوذ بالله من الفتن) وشاهدت كذلك حضورا إعلامياً مكثفاً وكان بودي لو نزه المسجد من هذا التصوير الذي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/168)
لا حاجة له لكن الله المستعان،،،
فلما حان وقت الظهر أذن المؤذن وكان بصوت ابن الشيخ ابن ماجد – رحمه الله – سمعته كثيراً في الإذاعة لكنه في داخل المسجد له وقع في النفوس لذلك بادرت بتسجيله في جوالي، ثم صلينا بعد ذلك السنة الراتبة، ثم أقيمت الصلاة، ولم يؤمنا الشيخ عبد العزيز آل الشيخ – حفظه الله – لسفره خارج الرياض حيث يقيم الآن في الطائف على العادة السنوية، لكن علمت بعد ذلك أن الذي صلى بنا هو ابنه ولا أعرف اسمه، وبعد انقضاء صلاة الظهر مكثنا قليلاً وأتيت بالأذكار، ثم تكلم أحدهم في مكبر الصوت بأنه سوف يصلى على الشيخ العلامة عبد الله بن جبرين – أدخله الله جناته – وقد قالها بوضوح، ثم قال بصوت متقطع قد خنقته العبرة وعلى فلانة ... آل الشيخ،فلم اضبط اسمها لأن الرجل كان متأثراً جداً وهو يتكلم، ثم بعد ذلك سمعنا في المكبر صوت ضجيج، وشخص يأمر الذين يحملون الجنازة بالسكينة والهدوء، وأن يفسحوا للشيخ حتى يصلي على الجنازتين، لكن الأصوات تعلوا وتعلوا ولم تنقطع حتى كبر الشيخ التكبيرة الأولى والثانية والثالثة فلما وصل إلى الدعاء ارتج المسجد بالبكاء في مهابة عجيبة ................ ولم يطل الشيخ في الدعاء ثم كبر الرابعة وسلم، ثم حملت الجنازة، فصليت السنة البعدية، ثم نظرت فإذا أبواب المسجد مكتظة بالناس فجلست قليلا، فنظرت مرة أخرى فإذا الباب الجنوبي لا يمكن الخروج منه إلا بعد وقت طويل فخرجت من الجهة الشرقية، ولم أتمكن من شهود الدفن لكثرة الزحام، فوجدت الناس في ساحات المسجد يموجون كموج البحر، فاخترقت تلك الجموع وقطعت الشارع الفرعي إلى الشارع الرئيسي، وركبت سيارة أجرة مرة أخرى لكن هذه المرة مع أحد الإخوة الهنود، وعدت إلي منزلي قرابة الساعة (1.30)، اللهم ارحم الشيخ ابن جبرين، وانزله منازل الأبرار، وأحل عليه رضوانك يا رب العالمين.
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[14 - 07 - 09, 10:34 م]ـ
اللهم ارحم الشيخ ابن الجبرين
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - 07 - 09, 10:51 م]ـ
فرأيت الشيخ العلامة عبد العزيز الراجحي يدخل من الباب القبلي ويبدوا أنه خصص لكبار الشخصيات، وهذا الشيخ له في قلبي منزلة ومحبة وإن لم أدرس عليه طويلاً؛ فأذكر مرة في درس الفجر بعد أن انتهى الشيخ ابن باز –رحمه الله – من درسه وهمَّ بالخروج من جهة الباب الجنوبي حيث تنتظره سيارته، وتحلق حوله الطلاب وهو يمشي ويسألونه وهو يجيب وكنت قريبا منه والشيخ الراحجي خلفي وقد وضع يده على كتفي وكان حريصا على سماع إجوبة الشيخ؛فكأنه لم يتبين بعض الأجوبة، فلما ركب الشيخ ابن باز سيارته وذهب كانت المفاجئة الكبرى لي!! الشيخ الراجحي يسألني ماذا كان جواب الشيخ في كذا!!
أما هذه ففائدة برحلة ..
جزاك الله خيراً ..
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[14 - 07 - 09, 10:51 م]ـ
جزاك الله خير ..
رحم الله الشيخ وجعل الجنة مثواي ومثواه ومثواك ..
فسبحان من جعل القلوب تحب هذا الشيخ المتواضع ..
فلا منصب ولا مال ولا جاه ... ولا ولا (من أمور الدنيا) وإنما الصدق مع الله (نحسبه كذلك) ومحبة الخير للناس ..
فسبحان الله فمن يقدم الخير للناس .. ينفعونه عند موته وإن طال الزمن ..
فأذكر رجل كان قد عمل في دفن الموتى قرابة 40 عاما وقد عرفه الناس ..
لا أكثر من أن يوصف برجل عامي فلما مات قبل فترة فإذا جموع غفيرة قد امتلاء المسجد وحضور مهيب لجنازته حتى خطب أحد الخطباء فيه خطبة ..
تسأل لماذا؟
لأنه أعان الناس ونفعهم حتى في دفن جنائزهم ... فوجد ذلك عند موته مالم يجده بعض المشهورين!
فلا تبخل أخي في نفع إخوانك .. فلن يضيع عملك وإن كان مثقال ذرة. . .
فشمر عن ساعدك في نصح هذا وإعانة ذاك وبذل وإن كان شيئا يسيرا لا يذكر ..
اتقوا النار ولو بشق تمرة ..
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[14 - 07 - 09, 11:01 م]ـ
جزاك الله خيراً
الذي أَمّ المصلين الشيخ عبدالله ابن سماحة المفتي
وممن رأيته من المشايخ:
فضيلة العلامة عبدالله بن عقيل
فضيلة الشيخ المحدث عبدالكريم الخضير
فضيلة الشيخ صالح المغامسي
...
فائدة:
صلى الشيخ ابن جبرين -رحمه الله- مرة بجامع عتيقة صلاة جنازة ومن المتوفين أطفال:
فقال قبل أن يكبر بأنه سيكبر خمساً.
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[14 - 07 - 09, 11:08 م]ـ
رحم الله العلامة ابن جبرين، إني أجد في صدري شعورا بالمحبة الشديدة له لا أستطيع أن أدفعه!!
بارك الله فيك أخي لقد أحسنت النقل والتصوير، كتب الله أجرك.
ـ[محمود صلاح محمد]ــــــــ[15 - 07 - 09, 12:13 ص]ـ
هل سجل أحد الحلقة
ياريت لو حد سجلها يرفعها وجزاه الله خيرا
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[15 - 07 - 09, 12:14 ص]ـ
للرفع ..
ـ[أبو سعود إبراهيم]ــــــــ[15 - 07 - 09, 12:24 ص]ـ
رحم الله الشيخ وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، وجزاكم الله خيراً ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/169)
ـ[السوادي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 12:38 ص]ـ
رحم الله الشيخ وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، وجزاكم الله خيراً ...
ـ[أم ديالى]ــــــــ[15 - 07 - 09, 01:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ورحم الله فقيد الامة
والله اننا لمحزونون ولكن لا نقول الا ما يرضي ربنا .. انا لله وانا اليه راجعون
ـ[محمد العوني]ــــــــ[15 - 07 - 09, 01:38 ص]ـ
السلام عليكم
شاهدت الحلقة و كانت رائعةٌ و ممتعةٌ جداً، و كان التأثرُ بوفاةِ الشيخ واضح على الضيفين و خصوصاً الشيخ القطامي.
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو سلمان الفريجي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 01:47 ص]ـ
جزاك الله خيرًا الشيخ الطريفي على هذا العزاء
وجزاك الله خيرًا أخي عبد الرحمن ونفع بما نقلت
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[15 - 07 - 09, 01:48 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ورحم الله فقيد الامة
والله اننا لمحزونون ولكن لا نقول الا ما يرضي ربنا .. انا لله وانا اليه راجعون
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[15 - 07 - 09, 02:07 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون .....
رحم الله شيخنا الجبرين ...
ـ[عبد الله السلفي الجزائري]ــــــــ[15 - 07 - 09, 02:45 ص]ـ
هنيئا لكم حضور جنازة عالم فقد بلغنا انه لا يصلي على العلماء الا الأتقياء
كذلك نحسبكم
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[15 - 07 - 09, 08:09 ص]ـ
الأمير مشعل: الأمة الإسلامية فقدت عالماً كبيراً من علمائها
الأمير سطام يتقدم جموع المصلين على الشيخ ابن جبرين
الأمير سطام يؤدي الصلاة على الفقيدالرياض أحمد الحوتان، واس:
أجرى صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز رئيس هيئة البيعة اتصالا هاتفيا من مقر إقامته في أوروبا بأسرة الفقيد الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين عضو هيئة كبار العلماء سابقا أعرب سموه خلاله عن أحر تعازيه وصادق مواساته في الفقيد داعيا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
وأشار سموه إلى أنه بوفاة الشيخ عبدالله بن جبرين فقدت الأمة الإسلامية عالماً كبيراً من علمائها.
وشيع أكثر من 17 ألف مصل ظهر أمس صلاة الميت بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالديرة على سماحة الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن طلال وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن سلمان بن عبدالعزيز ومعالي الشيخ عبدالعزيز الحمين رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
كما أدى الصلاة أصحاب السمو الأمراء والمعالي وأصحاب الفضيلة وأشقاء وابناء الفقيد وجموع غفيرة من المواطنين.
وقد شهد مسجد الإمام تركي بن عبدالله والمنطقة المحيطة به ازدحاما كبيرا من المصلين الذي تواجدوا منذ وقت مبكر للصلاة على الفقيد رحمه الله حيث لم يتمكن الكثير منهم من دخول المسجد الذي أغلقت أبوابه قبيل الصلاة بربع ساعة واضطروا للصلاة في ساحات الجامع التي كانت مجهزة والمنطقة المحيطة، كما تواجدت الدوريات الأمنية التي ساهمت بشكل كبير في تنظيم حركة السير منذ وقت باكر، وقد ووري جثمانه الثرى بمقبرة العود.
من جانبه قال الشيخ عبدالعزيز الحمين رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تصريح ل"الرياض" بأن الفقيد الشيخ عبدالله بن جبرين قد ترك للامة ارثا عظيما من العلم والفتاوى والدروس والمحاضرات التي استفاد منها الكثير والكثير، ولا ننسى فتواه فيما يتعلق بتوسعة المسعى وشهادته رحمه الله التي حسمت الموضوع وكانت محل ارتياح المسلمين جميعاً.
ودعا الحمين الله بأن يجزي الشيخ ابن جبرين خير الجزاء على ماقدم من علم يُنتفع به الى يوم القيامة.
وقد عبر الحمين في ختام تصريحه عن حزنه على وفاة الشيخ وقال لاشك بأن الانسان ليحزن بفقد عالم من علماء الامة ولكن مانقول الا مايرضي الرب إنا لله وإنا إليه راجعون سائلا المولى له المغفرة وان يجعله في روضة من رياض الجنة.
وبنبرات يملؤها الحزن قال الشيخ عادل الكلباني امام الحرم المكي الشريف ل "الرياض" ماذا عساي ان اقول، فالفقيد شيخي وقرأت عليه وله عليّ فضل كبير ولن اقدر على مجازاته وانما جزاؤه من رب العالمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/170)
واضاف الكلباني تعلمت من الشيخ ابن جبرين الكثير، التواضع والرحمة والعلم وكان رحمه الله يقيم الحجة علينا جميعا.
واوضح الشيخ عادل بأن الشيخ ابن جبرين رحمه الله كان ذا عمل دؤوب في الليل والنهار فلم يكن يجلس فهو كثير السفر واسأل الله ان يرحمه ويغفر له.
وعن بداياته مع الفقيد قال بأنها كانت منذ اكثر من عشرين عاما بجامع الملك خالد بالرياض، وعن اخر لقاء جمعه بالشيخ قال: كانت لي مع الشيخ جلسة في شهر رمضان الماضي أما بعدها فكانت مجرد زيارات للسلام.
واشار الشيخ الكلباني بأنه تلقى خبر وفاة الشيخ ابن جبرين كالصاعقة.
من جانبه قال الدكتور خالد الشايع الداعية الاسلامي وهو احد طلاب الشيخ ابن جبرين ومن تعلم على يديه بأن وفاة الشيخ مما يؤسف عليه ويحزن بالنظر الى ماكتبه الله له من نشر للعلم والخير وافادة الناس والسعي في مصالحهم.
واشار بأن بداية علاقته بالشيخ كانت في عام 1404ه حينا كان يدرس عنده في المسجد والمنزل.
جثمان الفقيد محمولاً على الأكتاف
واشار الدكتور الشايع الى ان ما يميز الفقيد انه قد بذل وقته في العلم والتعليم سواء في مدينة الرياض او مدن المملكة الأخرى حتى انه في بعض الأوقات تكون له دروس تزيد عن الثلاثة عشر درسا في اليوم، كما عرف عنه رحمه الله صبره وجلده في تعليم العلم حتى ان بعض دروسه قد تستغرق معظم أوقات يومه.
واضاف الدكتور خالد بأن الشيخ ابن جبرين كان يتميز ايضا بالزهد الواضح فلم يكن عنده توسع في امور الدنيا مع تمكنه منها فهو زاهد في ملبسه ومركبه ومسكنه وعموم حياته كما يتميز بلطفه وتواضعه رحمه الله وقربه من المحتاجين.
وعن المواقف التي يتذكرها للشيخ ابن جبرين قال: المواقف كثيرة منها انه كان يستضيف الطلاب في مقدمة منزله والتي يصل خلالها عددهم الى ستين طالبا وكان يحرص على تقريب الكبير منهم وانزاله منزلته اللائقة به وكان يأمر اهل بيته بإعداد الشاي والمشروبات ترغيباً للطلاب في الحضور.
ومن المواقف ايضا ان الفقيد كان مع احد طلابه في سفر وكان يرافقه خلالها احد الاخوة من الجنسية الباكستانية والذي تعرض للاعياء حينها ولحظه الشيخ وقام برعايته وتكميده ومتابعة كل شأنه.
وبين الدكتور خالد بأن من مايميز الشيخ عبدالله بأنه كان قريبا من المحتاجين وينظر في حاجاتهم ويقدم الشفاعات لهم عند المسؤولين ورجال الاعمال فهو لايرد احدا تقدم اليه طالبا شفاعة، كما ان الفقيد كان يفرغ جزءا من اوقاته لرقية من يتقدم اليه.
ونوه الشايع في ختام تصريحه بما حظي به الشيخ ابن جبرين من عناية واهتمام من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وولاة الامر وهو ديدنهم الدائم مع العلماء وماتوجيهه بعلاج الشيخ داخل المملكة وتكفله بعلاجه في المانيا على نفقته الا دليل على ذلك.
http://www.alriyadh.com/2009/07/15/article444783.html
ـ[الرايه]ــــــــ[15 - 07 - 09, 03:14 م]ـ
جزاك الله خير
وكأن تلك البقاع تقول لي: قف قف هذه هي النافورة في وسط الساحة لم تتغير وهذا هو السوق وهذه هي الحيطان ولسان حالها يقول: ذهب الذين يعاش في أكنافهم .... وبقيت في خلف .....
وكأنها تقول لي: ما هذا الهجر أنسيتنا أم تناسيتنا، مررت بنا شاباً يافعاً لم تتصل لحيتك، وعدت اليوم وقد وخطك الشيب!!، أنسيت دروس الفجر أما لنا عندك قدر!! هنا خفق قلبي وزاد حزني وكم هو صعب جداً أن تقف على رباع الأحبة وقد بقيت هي ورحل أصحابها عنها،،،
خالطني شعور كثير حين ذهبت للصلاة على فضيلته رحمه الله
ذكرتَ بعضه بوصفك.
والله المستعان
ـ[أبو أنس الحريري]ــــــــ[15 - 07 - 09, 04:07 م]ـ
رحم الله الشيخ بن جبرين واسكنه فسيح جناته
جزاك الله خيراً
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 05:51 م]ـ
فعلت أخي مثل ما فعلت تماما (ومرت بي مشاعر شبيهة بمشاعرك نحو هذا المكان)، ثم واصلت إلى المقبرة، ومع شدة الزحام لم نصل إليها إلا بعد الدفن،، ولما وصلت حاولت أن اقترب من قبر الشيخ رحمه الله، فلم أتمكن لكثرة الناس حول قبره ..
منظر عجيب ... رحم الله الشيخ
وقد عدت بسيارة أجره كالتي أتيت عليها.
ـ[أسماء العوني]ــــــــ[15 - 07 - 09, 05:52 م]ـ
إعادات حلقة (ورحل الجبرين)
على قناة الرسالة للشيخين
د/ الطريري والقطامي ..
الإربعاء 22/ 7
4:30 مساء
الخميس 23/ 7
9:00 مساء
السبت 25/ 7
12:30 ظهرا
الاثنين27/ 7
1:00 بعدمنتصف الليل
ـ[أبو بكر بن عايد]ــــــــ[15 - 07 - 09, 08:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام المشايخ /
محمد بن زياد تكلة
أبو البراء الثبيتي
إبراهيم الفوكي السلفي
أبو الأشبال المكي
أبو بكر الغنامي
محمود غنام المرادي
فهد الخالدي
جزاكم الله خيرا على مروركم الكريم الذي أبهجني
و أحسن اللهُ عزائنا في فقيد المسلمين جمعا
محبكم في الله:
أبو بكر بن عايد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/171)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[16 - 07 - 09, 01:39 ص]ـ
في كلمة مؤجزة له الشيخ صالح المغامسي ينعي "للأمة" سماحة الشيخ/ عبدالله الجبرين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=69105&stc=1&d=1247693557
http://www.alrasekhoon.com/vb/showthread.php?t=4689
ـ[أبو عبد الله الإسحاقي]ــــــــ[16 - 07 - 09, 02:00 ص]ـ
تكفيك عن وصفِ الفجيعةِ أدمعُ= فلقد تلعثمَ بالبيانِ المصقعُ
جلَّ المصابُ فلستُ أحسنُ وصفه=أنى أبوحُ بما حوته الأضلعُ
ماذا أقولُ فقد تشتتَ خاطري=والقلبُ في بيدِ الهمومِ مضيّعُ
فقدُ الأحبةِ لا أبا لك فاجعٌ=فنياطُ قلبي بالفراقِ تقطّعُ
خبرٌ دهى كلّ البقاعِ كأنه=في مهجةِ الصبَّ المعنّى مبْضَعُ
خبرٌ هوى في خافقي آهٍ له = فكأنما قلبي المصاب مُودّع
والطرفُ من هولِ المصابِ مُسهدٌ= ما عادَ يهنأُ بعدكم لي مضجعُ
رحلَ ابنُ جبرين الهمامِ فمهجتي=روضٌ به ترعى الهمومِ وترتعُ
رحلَ ابنُ جبرين الأغرُّ ففقده= بنيانُ قومٍ شامخٌ يتصدعُ
رحلَ ابنُ جبرين الإمامُ مودعاً= فلكم بكت فقد الأئمة أربعُ
رحلَ ابنُ جبرين الذي لفراقه = اخلولقتْ شمُّ الجبالِ تضعضعُ
رحلَ ابنُ جبرين الأشمُّ فلا ترى = إلا أسى يربو وعيناً تدمع
رحلَ ابنُ جبرين الذي نالَ العلا = فمحلُه في المكرماتِ الأرفعُ
رحلَ ابنُ جبرين الفقيهُ فمقلتي=مزنٌ تجودُ بماءِها لا تقلعُ
الشيخُ ماتَ أمخبريّ ترفقّوا = فالقلبُ بالبينِ المقيت مُفجّعُ
الشيخُ ماتَ أما لديك عبارةٌ = أخرى بها شعثَ الفؤادِ ترقّعُ
الشيخُ ماتَ ألا سكتَّ عن الذي = هدَّ الفؤادَ فليتني لا أسمعُ
الشيخُ ماتَ أأنتَ تخبرني بذا =أم أنتَ قلبيَ بالأسنةِ تبجعُ
الشيخُ ماتَ لقد تفطر خافقي = فالقلب بالخطب الجليل مروّع
الشيخُ ماتَ ألستَ تدري ما جرى = قد أجدبتْ أرضٌ وجفَّ المنبعُ
كفوا فقد أضنى الفؤادَ حديثُكم = فكأنه وقع السياط الموجع
يبكيك يا شيخَ الفضائلِ مسجدٌ= والعلمُ يبكي في أسى ويوّدع
يبكيك مسندُ أحمدٍ والمنتقى = والزادُ يبكي لوعةً والمقنعُ
تبكي رياضُ الصالحين فراقَه= هي بعده طللٌ ثوى أو بلقعُ
ما متّ يا شيخَ المكارمِ هذه = آثارُكم مثلَ العبيرِ تضوّعُ
ما مت يا شيخَ العلوم فأنتمو = في كل قلب متيّمُ مُستودَعَ
فإلى رحابِ اللهِ أسرعتَ الخطا =أتعبت من في المجد بعدك يطمع
فحباك ربي من جزيلٍ نواله = فعطاؤه نعمَ العطاءُ الأوسعُ
يا ربِّ إني قد دعوتُك راغباً = وإليك كفّاً للضراعةِ أرفعُ
(يا ربِّ فارفعه لأعلى منزلٍ) =في جنة لا لغو فيها يُسمع
أسكنه في الفردوس واسق ضريحه =واجعله في تلك المنازلِ يرتعُ
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[16 - 07 - 09, 03:43 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا عبد الله
أسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويبارك بالأحياء
ـ[سعد الحضيري]ــــــــ[16 - 07 - 09, 06:02 ص]ـ
رحم الله شيخنا الجبرين
الحمد لله المحمود على كل حال، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، والصلاة والسلام على من في موته عزاء من كل مصيبة.
أما بعد فقد هزنا نبأ وفاة شيخنا العلامة الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رحمه الله، وأسفنا لفقده وفقدان ما يحمله صدره من علم جم وفقه غزير، مع حال هذه الأمة في هذا الزمان من قلة العلماء ونشوب الفتن، وشدة الحاجة إلى العالم الفقيه المتبحر، وما كان يحتله الشيخ رحمه الله من مكانة علمية ونفع عام من خلال الدروس والمحاضرات والفتاوى التي كان نشيطاً في مجالها حتى يضرب به المثل على الجلد في التعليم وكثرة الدروس على تنوع فنونها، وكم تخرج على يديه من عالم وطالب علم نفع الله بهم كثيراً، ومالنا إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل، وأجرنا اللهم في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها، وفي الله خلف من كل مفقود، ولن يضيع الله هذه الأمة بل إنه عز وجل يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم في طاعته، وقد رفع الله شأن العلماء شرعاً وقدراً، قال تعالى: (يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) وعن أبي أمامة عن النبي صلى اللهُ عليهِ وسلمَ قال «فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم، إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير» رواه الترمذي وقال: صحيح غريب، وعن أبي الدرداء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/172)
مرفوعا «إن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر» رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه بنحوه. وقال أبو الدرداء: ما لي أرى علماءكم يذهبون ولا أرى جهالكم يتعلمون، ما لي أراكم تحرصون على ما قد تكفل لكم، وتدعون ما أمرتم به، تعلموا قبل أن يرفع العلم، ورفع العلم ذهاب العلماء. وقال ابن مسعود: إن أحدكم لم يولد عالما وإنما العلم بالتعلم وقال أيضاً: اغد عالما، أو متعلما ولا تغد إمعة بين ذلك وقال أيضا: اغد عالما أو متعلما، أو مستمعا ولا تكن الرابع فتهلك. وعن الحسن قال أبو الدرداء كن عالما أو متعلما أو محبا، أو متبعا ولا تكن الخامس فتهلك قال الحسن هو المبتدع قال البيهقي وروي مثله عن ابن مسعود، وقال أبو الدرداء: العالم والمتعلم في الأجر سواء وسائر الناس همج لا خير فيهم. وعن ابن مسعود تعلموا فإن أحدكم لا يدري متى يحتاج إليه. وقال ابن مسعود أيضاً: عليكم بالعلم قبل أن يقبض وقبضه ذهاب أهله، وعليكم بالعلم وإياكم والتنطع والتعمق، وعليكم بالعتق فإنه سيجيء أقوام يتلون كتاب الله وينبذونه وراء ظهورهم.
فعلى طلاب العلم أن يجدوا ويجتهدوا ليسدوا الفراغ الحاصل بفقد العلماء فقد اصطلم الموت ثلة مباركة من علماء الإسلام مما يعظم الواجب على طلاب العلم أن يشدوا من قوتهم ويجتهدوا كثيراً ليقوموا بواجب الإمامة الدينية والتعليمية، ويتركوا الانشغال بالدنيا وزخارفها ويجتنبوا وساوس الشيطان الداعية للتفرق والاختلاف وسوء المقاصد فقد صح عن النبي صلى اللهُ عليهِ وسلمَ أنه قال: «لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء أو تماروا به السفهاء و لا لتجترئوا به المجالس فمن فعل ذلك فالنار النار» رواه ابن ماجة وصححه الحاكم وابن حبان والألباني من حديث جابر وله شاهد عن حذيفة عند ابن ماجة بلفظ: «لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء أو لتماروا به السفهاء أو لتصرفوا به وجوه الناس إليكم فمن فعل ذلك فهو في النار»
فاللهم ربنا ارحم شيخنا الجبرين وعموم مشايخنا ووالدينا ومن له حق علينا وإخواننا المسلمين رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ.
والحمد لله رب العالمين
كتبه
سعد بن شايم الحضيري
عرعر-22/ 7/1430هـ
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[16 - 07 - 09, 12:16 م]ـ
لا فض فوك وجزيت خيرا ورحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته
ـ[ابو البراء الثبيتي]ــــــــ[16 - 07 - 09, 03:44 م]ـ
الله يرفع قدرك ياأبااسحاق ورحم الله شيخنا وجمعنا به في جنته
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[16 - 07 - 09, 04:27 م]ـ
أبو زيد وهو في مدينة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يذرف دمعة.
وأبو فلان في طنطا يغالب حسرة.
وأم فلان من الجزائر تدافع لوعة.
وفلان من البرازيل يداري حزنه.
تُرى:
بكم اشترى العلامة ابنُ جبرين قلوب هؤلاء ومدامعهم ونفوسهم ومحبتهم.؟
سؤالٌ أطرحه على كل مطرب ولاعب وتاجر ومتعالم يحسب المحبَّة تُنال بكثرة البرامج الفضائية والفتاوى الخنفشارية, والصور على الجرائد والمجلات.!!
والله ليس ثمنُ حصول العلامة ابن جبرين على هذه القلوب والمدامع إلا أمر وقر في قلبه وكان بينه وبين ربه , فمتى نتذكر ونعقل!
ـ[أبوالزبير الأثري]ــــــــ[16 - 07 - 09, 05:44 م]ـ
أخونا ابو عبدالله الاسحاقى لافض فوك ويرحم أبوك
ورحم الله الشيخ رحمة واسعة
ـ[أبو مالك الشيباني]ــــــــ[16 - 07 - 09, 06:26 م]ـ
جزاه الله خيرا
ونفعنا الله بعلمه
ولا حرمك الله الأجر
ـ[عبدالله العزاز]ــــــــ[16 - 07 - 09, 07:21 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة ..
و جزا الإله شيخنا الطريفي الذي تحدث من مشكاة النبوة ..
و بارك الله فيكَ يا أبا ريّان على هذا النقل ..
ـ[عبدالرحمن الراشد]ــــــــ[16 - 07 - 09, 10:39 م]ـ
أباسليمان الفريحي , أبامالك الشيباني.
أباعبدالعزيز العزاز.
حياكم المولى وبياكم. .وجعل الجنة مثوانا ومثواكم.
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[17 - 07 - 09, 12:16 ص]ـ
أبو زيد وهو في مدينة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يذرف دمعة.
وأبو فلان في طنطا يغالب حسرة.
وأم فلان من الجزائر تدافع لوعة.
وفلان من البرازيل يداري حزنه.
تُرى:
بكم اشترى العلامة ابنُ جبرين قلوب هؤلاء ومدامعهم ونفوسهم ومحبتهم.؟
سؤالٌ أطرحه على كل مطرب ولاعب وتاجر ومتعالم يحسب المحبَّة تُنال بكثرة البرامج الفضائية والفتاوى الخنفشارية, والصور على الجرائد والمجلات.!!
والله ليس ثمنُ حصول العلامة ابن جبرين على هذه القلوب والمدامع إلا أمر وقر في قلبه وكان بينه وبين ربه , فمتى نتذكر ونعقل!
لقد ابكيتني يا ابا زيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/173)
ـ[سلطان التميمي]ــــــــ[17 - 07 - 09, 04:34 ص]ـ
الله اكبر
أرجو من الله ان يكون من المقبولين
رحمك الله ياشيخنا
ـ[عبدالله القرني السلفي]ــــــــ[17 - 07 - 09, 05:02 ص]ـ
رحمه الله وغفر له ..
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[17 - 07 - 09, 05:50 ص]ـ
شيخ من اليمن ينعي العلامة بن جبرين
14/ 7/2009
أكد فضيلة الشيخ عبدالمجيد الريمي (رئيس مجلس الأمناء بمركز الدعوة باليمن) وهو أحد طلاب الشيخ عبدالله ابن جبرين رحمه الله أن وفاة سماحة الشيخ عبدالله بن جبرين مصاب جلل حل بهذه الأمة، وذكر الشيخ أن بداية معرفته بالشيخ كانت من بدايات عمره حيث تعرف عليه وحضر عنده مجالس العلم مابين 14 إلى 20 سنة ومابعد ذلك مؤكدا أن الشيخ رحمه الله كان له فضل كبير بعد الله عز وجل في تعرفه على العقيدة الإسلامية وموضع الخلل في عقائد الناس.
وقد أوضح الشيخ عبد المجيد حفظه الله أن شيخه كان يتمتع بالعديد من الخصائص الذي ميزته عن غيره بداية من أنه رجل العقيدة وكذلك رجل العلم فقد كان لايمل ولايسأم من تدريس الناس وتعليمهم إضافة إلى أنه رجل الأخوة الإيمانية فقد كان حريصا على تحقيق التآخي بين الناس على العقيدة وتذويب الفوارق التي نشأت بينهم مع ماكان يتمتع به من الولاء والبراء ومحبة أهل العقيدة والإيمان والخير. وذكر الشيخ الريمي في كلمته التي كانت بعنوان (ابن جبرين كما عرفته) أن الشيخ كان رجل الجدية فقد خدم دينه بصدق وتضحية وبذل مع ماعرف عنه من التواضع الجم والنصح لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، بالإضافة إلى ماكان يتمتع به الشيخ من حرص على نشر الفقه الشرعي القائم على اتباع الدليل والسنة والحجة وإن كان يدرس الفقه الحنبلي لكنه لم يكن يتعصب لرأي وكان يرجح الراجح من الأبواب التي يقع فيها نزاع بناء على الكتاب والسنة، وختم الشيخ كلمته بأن الشيخ تميز بتنوع طلبته و كان وكأنه (جامعة متكاملة) رحمه الله فتجد طلبته في كثير من البلدان من الدعاة وطلاب العلم الذين نفع الله بهم، وعبر الشيخ الريمي بالعزاء لذوي الشيخ وللمسلمين أجمع وسأل الله للشيخ الرحمة والغفران وأن يجعله من الأئمة الذين لهم أسوة حسنة والذين اقتدوا بهدي الله عز وجل.
رابط صوتي للكلمة التي ألقاها الشيخ:
http://file14.9q9q.net/Download/37298693/------.wav.html
منقول
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[17 - 07 - 09, 05:38 م]ـ
رحمه الله وغفر له ..
________________________
لا يفرح بموت العلامة عبد الله ابن جبرين الا مبتدع ضال!! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=180208)
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[17 - 07 - 09, 05:39 م]ـ
السلام عليكم
كلمة سمعتها من بعض المشائخ فأحببت ان تسمعوها ....
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[17 - 07 - 09, 06:13 م]ـ
جزاك الله خيراً أبايعقوب ...
ذكّرتني بمقولة أحد العلماء أيضاً عن الإمام أحمد:
لايحبه إلاسني ولايبغضه إلامبتدع أو إذا رأيتم الرجل يحب أحمد بن حنبل فهو من أهل السنة .. أو نحو هذا الكلام ..
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 07 - 09, 10:33 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة ... وجمعنا وإياه ووالدينا ومشايخنا في الفردوس الأعلى.
ـ[أبو طلحة العتيبي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 01:41 ص]ـ
أخزى وأذل الله كل من فرح بوفاة الحَبر الأعظم الشيخ العلامة بن جبرين
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 01:49 ص]ـ
أخزى وأذل الله كل من فرح بوفاة الحَبر الأعظم الشيخ العلامة بن جبرين
عدل هذه العبارة- رعاك الله وتغمد فقيد الأمة ابن جبرين بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته-.
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[18 - 07 - 09, 07:16 ص]ـ
السلام عليكم
كلمة سمعتها من بعض المشائخ فأحببت ان تسمعوها ....
الله المستعان ...
بعض المواقع عندما وضع رابط وفاة الشيخ حذف الموضوع!
وبعضها لا تكاد تجد إلا مشاركة وفيها - رحمه الله -
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[18 - 07 - 09, 07:25 ص]ـ
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولانقول إلا ما يرضي الله عزوجل ...
رحمه الله وغفر له ...
ـ[أبو طلحة العتيبي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 11:55 ص]ـ
أخزى وأذل الله كل من فرح بوفاة (إمام السلف والخلف) الشيخ العلامة بن جبرين
(جزاك الله خير أيها الجنوبي كتبتها وأنا متردد قد سمعت أن فيها بعض الإشكال قديما) لكن من حبنا للشيخ بن جبرين أخطأنا أسالله أن يتجاوز عنا
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 02:10 م]ـ
سبحان الله. وهل يفرح لموت الشيخ مسلم؟
لعمرك ما الرزية فقد مال ,,,,,, ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد شخص،،،،،، يموت بموته ناس كثير
,,,,,,,,,,,,,,,,
وقل للذي يشمت بموت "فقيهنا ",,,, تهيأ لأخرى غيرها فكأن قد
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 03:12 م]ـ
من يبغض الشيخ إما مبتدع منافق و إما جاهل غبي قاسي القلب
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 03:17 م]ـ
رحم الله العلامة ابن جبرين، إني أجد في صدري شعورا بالمحبة الشديدة له لا أستطيع أن أدفعه!!
.
سبحان الله! وهل هذا"الشعور" مما يطلب دفعه؟!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/174)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 04:25 م]ـ
وهناك صنفٌ ثالثٌ يحق له بغض الشيخ وهو من يستبطنُ الكفر ومعاداة الإسلام لأن مثل هذا يسوؤه ضربُ الشيخ في الأرض داعياً إلى الله والإسلام.
ـ[أبو عيسى الأندلسي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 04:40 م]ـ
بن باز وبن عثيمين والألباني وبن جبرين ووو .............
أكبر مصيبة , موت العلماء ..
رحمة الله عليهم جميعًا ,,,
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 12:33 ص]ـ
لقد مات والدنا الامام العلامة عبدالله بن جبرين، و عندما توفي و حتى الآن و الحزن في أحشائي، و الألم قد استقر عندي، و يعلم الله أني لم أتأثر في فراق قريب أو صديق كتأثري بوالدنا العلامة بن جبرين رحمه الله، لذا قد عزمت النية و أخذت على نفسي العهد لأن رزقني الله بالزواج ورزقني طفلا لأسمنيه (عبدالله بن جبرين)، لذا فان رجاني اليكم أحبتي في الله أن تدعوا الله لي بالتوفيق.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[19 - 07 - 09, 01:07 ص]ـ
أسأل الله بمنه, وكرمه, ورحمته, وامتنانه أن يعطيك ماتؤمل من خير الدنيا والآخرة.
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[19 - 07 - 09, 03:17 ص]ـ
بن باز وبن عثيمين والألباني وبن جبرين ووو .............
أكبر مصيبة , موت العلماء ..
رحمة الله عليهم جميعًا ,,,
بكر أبو زيد ..
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[12 - 11 - 09, 06:42 م]ـ
هناك من يطعن بالشيخ العلامة ابن جبرين رحمه الله بعد وفاته:
المطلوب نريد أن تسألوا العلماء المدرجة اسماءهم بشرط التسجيل الصوتي لهم حتى نرسل هذه الصوتيات لمن غفل عن قول العلماء في العلامة ابن جبرين:
1 - الشيخ صالح الفوزان.
2 - الشيخ عبد العزيز ال الشيخ.
3 - الشيخ عبد المحسن العباد، وابنه حفظهما اللهتعالى.
4 - الشيخ صالح ال الشيخ.
5 - الشيخ الغديان.
6 - - الشيخ الغنيمان.
7 - - الشيخ عبد المطلق.
8 - الشيخ عبد العزيز الراجحي.
9 - - الشيخ الشثري.
10 - الشيخ عبد الكريم الخضير.
وغيرهم.
ويكون جهودكم سد لابواب الفتنة العارمة ووفاءا للشيخ العلامة بعد رحيله رحمه الله.
ـ[أبو المنذر سراج الدين]ــــــــ[26 - 11 - 09, 02:23 م]ـ
رحم الله الشيخ ابن جبرين فقد رأى أحد الأخوة في منامه يوم وفاة الشيخ أنه يغسله والشيخ مبتسما وتخرج منه رائحة المسك فنحسبها من المبشرات(159/175)
السيرة الذاتية شيخنا حمد الحمد حفظه الله
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 09:43 م]ـ
السيرة الذاتية للشيخ:
الاسم: حمد بن عبدالله بن عبدالعزيز الحمد.
مولده: ولد في منطقة حائل في اليوم العشرين من شهر رمضان المبارك عام (1387 هـ).
الحالة الاجتماعية: متزوج وله أربعة من الولد.
المؤهلات التي حصل عليها:
- تدرج في التعليم النظامي حتى حصل على الشهادة الثانوية من ثانوية حائل عام (1405هـ) بعدها أكمل دراسته الجامعية في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض ثم انتقل إلى فرعها في القصيم ثم انقطع عن الدراسة فترة من الزمن تفرغاً للعلم والدعوة ثم أكمل دراسته انتساباً حتى حصل على البكالوريوس في أصول الدين من كلية الشريعة وأصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – فرع القصيم – لعام (1416 - 1417هـ).
العلماء الذين أخذ عنهم:
تلقى الشيخ حمد حفظه الله العلم على أيدي ثلة من أهل العلم من أشهرهم:
- الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله.
- الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله.
- الشيخ سليمان السكيت رحمه الله.
- الشيخ صالح الفوزان حفظه الله.
- الشيخ عبدالله الجبرين حفظه الله.
- الشيخ عبدالله بن عقيل حفظه الله.
- الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله.
الوظائف والخبرات والمناصب:
- عُين داعيةً في مركز الدعوة والإرشاد بحائل في (15/ 9 / 1415هـ).
- عُين رئيساً للجنة إصلاح ذات البين في جمعية الملك عبدالعزيز للخدمات الاجتماعية عام (1421 هـ). - عُين رئيساً للجنة العلمية المشرفة على النشاطات في جامع خادم الحرمين الشريفين بمنطقة حائل.
- عَمِل في مجال الدعوة في خارج المملكة العربية السعودية تابعاً لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة , وذلك
على النحو التالي:
1 - أوفد للعمل في مركز الدعوة والإرشاد في دولة الإمارات العربية المتحدة في رأس الخيمة وبقي هناك لمدة سنتين بدءاً من (1419هـ).
2 - أوفد للعمل في مركز الدعوة والإرشاد السعودي في دولة قطر في الدوحة وبقي هناك قرابة السنة تقريباً بدءاً من شهر جمادى الأولى عام (1426هـ).
- بدأ بتدريس العلوم الشرعية في عام (1409هـ) في جامع برزان بحائل , ثم انتقل إلى مسجد الشيخ حمود الحسين الشغدلي رحمه الله بحي لبدة عام (1410هـ) , ولا تزال دروسه بحمد الله تعالى مستمرة هناك , وعندما افتتح جامع خادم الحرمين الشريفين بحائل (1425هـ) , أُوكلت له الدروس العلمية في الجامع إضافة إلى دروسه في مسجد الشيخ حمود الحسين.
المؤلفات والدروس والأنشطة:
من المؤلفات المطبوعة لفضيلة الشيخ حمد شرح كشف الشبهات لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله , وله كتاب باسم " ما لا يسع المسلم جهله في أصول الاعتقاد " ولم يطبع بعد , وهناك شروح كثيرة سيأتي ذكرها لكنها لم تطبع إلى الآن وبعضها الأن في مرحلة الإعداد للطبع. وقد درّس حفظه الله كافة متون العلم وغالب هذه الشروح مفرغة ومكتوبة. فشرح متون العقيدة المهمة: كثلاثة الأصول والقواعد الأربع ونواقض الإسلام وكشف الشبهات وكتاب التوحيد ولمعة الاعتقاد والعقيدة الواسطية ومسائل الجاهلية والعقيدة الطحاوية والسفارينية وغيرها. شرح أصول التفسير لابن قاسم رحمه الله.
كما فسَّر الشيخ القرآن الكريم من البقرة إلى أوائل سورة الأنعام وهو مكتوب.
وفي الحديث: شرح بلوغ المرام أكثر من مرة.
وفي الفقه: شرح زاد المستقنع أكثر من مرة وشرح جزءاً من أخصر المختصرات وجزءاً من متن دليل الطالب وشرح منهج السالكين , كما شرح متن الرحبية في الفرائض.
وفي اللغة: شرح الآجرومية وألفية ابن مالك كاملةً وجزءاً من لامية الأفعال لابن مالك رحمه الله. وله شرح مختصر في البلاغة بأنواعها الثلاث وفي العروض والقافية وفي الإملاء.
وفي مصطلح الحديث: شرح البيقونية وشرح نزهة النظر أكثر من مرة وشرح الموقظة للذهبي رحمه الله.
وفي أصول الفقه: له دروس إلقائية في شرح أصول الفقه ألقاها على طلابه من غير ارتباط بمتن معين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/176)
وله مختصر في أصول الفقه ألقاه على الطلاب المبتدئين , وله شرح لمختصر روضة الناظر المسمى " البلبل " للطوفي رحمه الله , وله متن في أصول الفقه حرره بعناية وله شرح عليه , وله تعليقات على الأصول من علم الأصول للشيخ ابن عثيمين رحمه الله , وله شرح قواعد الأصول ومعاقد الفصول للبغدادي الحنبلي رحمه الله.
وفي القواعد الفقهية: شرح منظومة القواعد الفقهية للشيخ السعدي رحمه الله , وشرح أيضاً جزءاً من قواعد الفقه الإسلامي لابن رجب الحنبلي رحمه الله , وله شرح على اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية لبرهان الدين إبراهيم بن محمد بن قيم الجوزية رحمهما الله. وكثير من هذه المتون قد كرر الشيخ شرحها أكثر من مرة. وقد أقام ـ حفظه الله ـ وشارك ببعض الدورات العلمية داخل السعودية كالرياض والمدينة النبوية ورفحا وعرعر وغيرها , ومنها ما هو خارج المملكة العربية السعودية كرأس الخيمة والشارقة في الإمارات العربية المتحدة وكالدوحة في دولة قطر والكويت لبحرين. كما قرئ على الشيخ في أمهات كتب الحديث كالكتب الستة وغيرها وكذلك شروحها , وكذلك المتون الحديثية الفقهية وشروحها كنيل الأوطار وغيره. وكذلك قرئ على الشيخ الكثير من مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن القيم رحمه الله ومؤلفات ورسائل أئمة الدعوة النجدية ومؤلفات العلامة ابن سعدي رحمه الله. وهناك عدة نشرات توعوية قام الشيخ حفظه الله بمراجعتها والإذن بنشرها , مثل: الأحكام المتعلقة بالرحلات البرية , وسنن العيدين , وفضل العشر , وأحكام الأضحية , وأحكام الكفارات , وصدقة الفطر , وأحكام المولود في الفقه الإسلامي , وغيرها. كما أن له مقالات كثيرة كتبها في بعض المناسبات وهي موجودة في بعض المجلات الخاصة ببعض الأجهزة الحكومية.
- وللشيخ حمد حفظه الله مشاركات في مجال الفتوى عبر الهاتف وعبر الشبكة " الانترنت " وعن طريق اللقاء المفتوح الذي يعقده الشيخ بعد صلاة الجمعة في جامع خادم الحرمين الشريفين ويستقبل فيه أسئلة الحضور.
-وله أيضاًمشاركات في مجال المحاضرات، فقد ألقى الشيخ محاضرات كثيرة في مواضع متعددة منها ما هو أحكام فقهية ومنها ما هو وعظي وغيرها في داخل مدينة حائل وفي قرى المنطقة وفي خارج مدينة حائل وفي داخل السعودية وخارجها.
نسأل الله تعالى ـ بمنه وكرمه ـ أن ينفع بشيخنا وأن يبارك فيه وفي علمه
وأن يمتعه بالصحة والعافية إنه سميع مجيب
www.al-zad.net
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[14 - 04 - 08, 02:06 ص]ـ
اللهم بارك في الشيخ حمد وزده توفيقًا من عندك يا حيي يا قيوم ..
اللهم إني أشهدك على حبه فيك ..
بارك الله فيك أبا القاسم، ونفعنا الله بعلوم الشيخ حمد ..
وأوصي الإخوة الكرام بقراءة نتاج الشيخ، خصوصًا شرحه لزاد المستقنع:
http://www.al-zad.net/publish/article_20.shtml(159/177)
ترجمة صاحب المنهل العذب المورود شح سنن أبي داود
ـ[هشام جبر]ــــــــ[04 - 04 - 08, 12:23 ص]ـ
الإخوة الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أقترح عليكم ذكر ترجمة لصاحب المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود، الشيخ الكبير محمود خطاب السبكي. وذلك بلا تعصب وبلا غلو في أحد ..... فما رأيكم بارك الله فيكم؟؟؟؟
ـ[هشام جبر]ــــــــ[06 - 04 - 08, 07:20 م]ـ
الشيخ المحدث المفسر الثقة الثبت ناصر السنة وقامع البدعة المرشد الإمام الكبير أبو محمد: محمود بن محمد بن أحمد بن خطاب السبكي.
مولده: ولد الشيخ الإمام رحمه الله ببلدة سبك الأحد من قرى مركز أشمون بمحافظة المنوفية بمصر، في يوم الخميس التاسع من شهر ذي الْقَعْدة عام 1274 هـ ـ أول يوليو 1858 م.
نشأته: نشأ الشيخ الإمام بين أبوين كريمين تعهداه بحسن التربية، وغرس فيه والده منذ نعومة أظفاره روح السخاء والشجاعة والسؤدد، وقد كان سيدا في قومه ذا بسطة في الرزق والجسم، محببا بين عشيرته، وعارفي فضله ونبله.
مهارات الإمام الشيخ: أنجب والد الشيخ ستة ذكور؛ كل اثنين من سيدة فضلى، فكان يبعث واحدا للتعليم الأولي، ثم تلقي العلم بالأزهر المعمور، ويبقى الآخر يعمل في الفلاحة وأعمال المزرعة، وكان من حظ الشيخ أن يكون بجانب والده في بُحبُوحةِ العز وعظيم الجاه، ولكن غير خامل ولا كَسِل، فعهد إليه أبوه على الخيل والحديقة، بل كان له رحمه الله نصيب غير هذا من الحذق؛ النجارة والحياكة وفن البناء وهو زرَّاعٌ ماهر، صائد لا يخطيء الرماية؛ يصيب الطائر السريع سابحا في جو السماء وفي الليل البهيم يصيد طيورا معتمدا على سماع صوتها.
عبادة الشيخ: كان الشيخ أميَّاً على الرغم من كل هذه المهارات، لكنه اتصل بأحد شيوخ الصوفيه بحكم انتشارها في ذلك الزمان، وهذه المرحلة ألقت بظلالها في بداية حياة الشيخ العملية والعلمية إلى أن هداه الله وشرح صدره إلى السنة، أقول: كان يشتغل بذكر الله كثيرا ويجد في الطاعة فيصوم بالنهار ويقوم بالليل؛ بل ربما قام مائة ركعة مع كثرة ما لديه من أعمال النهار.
الشيخ يكتب ويقرأ بعد أن كان أميا: كما ذكرنا، لم يكن حظ الشيخ أن يتعلم، ولكن شاءت إرادة الله أن يدخل عليه وهو جالسٌ في بستان أبيه ابنُ عمٍ له بيده لوح صغير به بعض حروف الهجاء، فاشتاقت نفسه أن يتعلمها فاتصل بمعلم القرية فكتبها له، فقلد الإمامُ كتابتها، وما أعظم دهشة المعلم حينما رأى خط تلميذه اليافع أحسن من خطه، وما هي إلا أيام معدودة على الأصابع حتى صار الشيخ يجيد القراءة والكتابة. الشيخ إلى الجامعة الأزهرية كيف ذلك؟؟ يتبع بإذن الله تعالى
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - 04 - 08, 07:44 م]ـ
والشيخ -رحمه الله-أشعري متعصب ... وفيه تصوف ...
ـ[هشام جبر]ــــــــ[06 - 04 - 08, 07:50 م]ـ
لا تتسرع أخي الكريم واقرأ جيدا، فأنا لا أحب الجدال: لكنه اتصل بأحد شيوخ الصوفيه بحكم انتشارها في ذلك الزمان، وهذه المرحلة ألقت بظلالها في بداية حياة الشيخ العملية والعلمية إلى أن هداه الله وشرح صدره إلى السنة،
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - 04 - 08, 11:57 م]ـ
بارك الله فيك ... الشيخ -رحمه الله-له تاريخ طويل في معاداة الدعوة السلفية ولو أفضتُ في ذكره لنسخ الكثير من فضل الشيخ ...(159/178)
هذه هي ترجمة العلامةعبد الله المحفدي كما وعدتكم
ـ[أبو طالب الهاروني]ــــــــ[05 - 04 - 08, 09:31 ص]ـ
ترجمة العلامة المقرئ (عبد الله بن محمد بن حسين المحفدي رحمه الله تعالى)
(1334هـ - 1429هـ)
هو العلامة المقرئ الجليل عبد الله بن محمد بن حسين المحفدي اليمني الصنعاني.
مولده بصنعاء في المحرم سنة (1334 هـ /1915 م)، نشأ بحجر والده محمد بن حسين المحفدي الذي توفي في سنة (1347هـ)، وترك ولده صغيراً وعمره نحو ثلاث عشر سنة، فسخر الله له الوالد محمد بن علي المحفدي كبير الأسرة وجليلها وعالمها وعارفها فكفله أفضل كفالة وأرسله إلى التعليم فدرس بمدرسة بئر العزب في حي المنطقة فحفظ القرآن، وملحة الإعراب، والخلاصة على الأستاذ الفاضل (غالب ابن محمد الحرازي) وأخذ عليه أيضاً علم الحساب، وعلم الخط، وكان يحضر مجالس الوالد العلامة محمد المحفدي المحفوف بالعلماء والأدباء والفضلاء ولا يخلو من حضور علماء كبار، فلازم الكثير منهم ونهل من معارفهم وعلومهم، فلازال ينمو في ربى العلم والتعلم مستفيداً من مشايخه وهم:
العلامة المقرئ الضرير حسين بن مبارك الغيثي رحمه الله تعالى (1317هـ- ... ) شيخ القراءات السبع، قرأ عليه بالسبع، وقرأ عليه شطراً في النشر للجزري، وشرح الفاصح وغيث النفع وغيره.
الشيخ حسين بن خطاب شيخ القراء بدمشق، قرأ عليه القران برواية حفص عن عاصم، وقالون عن نافع، وقرأ عليه في أوائل صحيح مسلم، وسنن أبي داود وأجازه.
الشيخ الحافظ عبد الرحمن بن محمد بن سعيد الخدفي، شيخ القراءات العشر في تركيا، وهو الإمام والخطيب الأول بجامع، السلطان بايزيد، قرأ القرآن عليه في محرم سنة (1405هـ)، وأعطاه السند مناولة وأهداه بعض الكتب.
الشيخ محمد ديب الشامي من علماء حلب قرأ عليه بعض القرآن جمعاً وأجازه وأعطاه السند للقراءات العشر.
الشيخ الفاضل محمد بن شرف الدين رحمه الله تعالى (1309هـ - 1393هـ) قرأ عليه القرآن غيباً، كما أخذ عنه: كتاب الأزهار.
السيد العلامة المقرئ يحيى بن محمد الكبسي رحمه الله تعالى (1312هـ - 1410هـ)، الذي تعتبر أسانيده في القراءات من أعلى الأسانيد في اليمن، وكان رحمه الله إمام جامع الروضة، أخذ عنه: القرآن، وأوليات كتب الحديث السنبلية، وأوائل كتب الحديث لأهل البيت تصنيف السيد عبد الله بن محمد المنصور، وأسمع في أول صحيح البخاري، وأجازه إجازة عامة.
العلامة المقرئ أحمد بن ناصر الخولاني رحمه الله تعالى (1313هـ -1379هـ)، أسمع عليه القرآن كاملاً برواية قالون عن نافع، ورواية حفص عن عاصم، أخذ عنه: بلوغ المرام، وصحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسبل السلام، وشرح العمدة ولازمه كثيراً.
العلامة عبد الله بن عبد الرحمن حُميد رحمه الله تعالى قرأ عليه القرآن برواية حفص.
السيد العلامة عبد الوهاب الوشلي رحمه الله تعالى أخذ عنه: قطر الندى، والجوهر المكنون، وشرح الكافل لابن لقمان.
القاضي علي بن عبد الله الآنسي رحمه الله تعالى أخذ عنه: شرح كتاب الأزهار في الفقه كاملاً.
القاضي العلامة حسن بن علي المغربي أخذ عنه: شطراً من شرح كتاب الأزهار.
العلامة المؤرخ عبد الله بن عبد الكريم الجرافي رحمه الله تعالى (1319هـ -1397هـ) أخذ عنه: شرح العمدة لابن دقيق العيد، وسبل السلام، ونزهة النظر شرح نخبة الفكر لابن حجر وأجازه إجازة عامة.
السيد العلامة أحمد بن علي الكحلاني رحمه الله تعالى (1308هـ -1386هـ)، أخذ عنه: الكشاف للزمخشري كاملاً، وبعضه في المرة الثانية، وسنن أبي داود، وشرح العمدة، وأكثر البخاري، ونهج البلاغة، والأساس، وأمالي أبي طالب، وشرح الأزهار، والغاية في أصول الفقه.
العلامة أحمد بن الحسين العمري رحمه الله تعالى (1313هـ - 1387هـ) أخذ عنه: شرح العمدة، وسبل السلام، وأكثر صحيح البخاري وأجازه.
العلامة سيبويه زمانه عبد الله بن محمد السرحي رحمه الله تعالى (1318هـ - 1409هـ)، أخذ عنه: كتاب الغاية، والمناهل الصافية، والكشاف كاملاً وقام بتسجيل بعض دروس الكشاف على أشرطة قبل أكثر من ثلاثين عاماً وله منه إجازة.
العلامة إسماعيل بن صلاح الدين رحمه الله تعالى أخذ عنه: قطر الندى، وشرح الكافل في أصول الفقه، والجواهر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/179)
العلامة المسند محمد بن علي الشرفي رحمه الله تعالى (1317هـ – 1406هـ) أخذ عنه: في (دار العلوم)، وقابل معه الأبحاث المسددة، والمنار، وبعض نجاح الطالب شرح كافية ابن الحاجب وغير ذلك من كتب العلامة المقبلي، وأجازه إجازة عامة.
القاضي العلامة عبد الله بن علي اليدومي (1301هـ -1391هـ)، لازمه عشر سنين، وأخذ عنه: صحيح البخاري كاملاً، وشرح العمدة لابن دقيق العيد، ومن نيل الأوطار نحو الثلث، ومن فتح القدير إلى سورة هود، ونحو النصف من صحيح مسلم وأجازه.
العلامة أحمد بن أحمد الجرافي (1307هـ -1405هـ)، لازمه في مجالسه الرفيعة نحو عشرين عاما، فأخذ عنه: صحيح البخاري مع حضور فتح الباري وشرح القسطلاني، وشطراً من صحيح مسلم مع حضور شرحه للنووي، وجرت مذاكرات في مجالسه الكثيرة، وله منه إجازه.
العلامة قاسم بن الوجيه رحمه الله تعالى أخذ عنه: في الكشاف، وأخذ عن ولده محمد: الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، وسنن أبي داود.
السيد علي بن محمد بن إبراهيم (1302هـ -1396هـ) أخذ عنه: في الكشاف، والثمرات، وشفاء الأوام.
العلامة الفقيه إسماعيل الريمي (1283هـ - 1365هـ) أخذ عنه: شرح كتاب الأزهار، وكتاب التجريد للمؤيد بالله، وكتاب شفاء الأوام، وكتاب الروض النظير للسياغي.
العلامة المحدث ثابت بن بهران رحمه الله تعالى (1314هـ – 1400هـ) أخذ عنه: في مصنف عبد الرزاق، وفي طبقات ابن سعد قدر الثلث، وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ الهيثمي قدر الثلث أيضاً وأجازه ولم يكملهن لوفاة شيخه رحمه الله.
القاضي العلامة محمد بن أحمد الجرافي (1339هـ -) مفتي الديار اليمانية حالياً، أخذ عنه: جميع كتب المقبلي قراءةً محققةً منها المنار، والإتحاف لطلبة الكشاف، والأبحاث المسددة، والتلخيص للقزويني، والهدي النبوي (زاد المعاد)، وتيسير الوصول لابن الديبع وأجازه.
السيد العلامة المعمر أحمد بن محمد زبارة رحمه الله تعالى (1325هـ - 1421هـ) مفتي الديار اليمانية سابقاً، أخذ عنه: شطراً من الكشاف، والإتقان في علوم القرآن وأجازه.
العلامة المحدث محمد ياسين الفاداني رحمه الله تعالى (1337هـ - 1410هـ) أخذ عنه المسلسلات، وبعض البخاري (بمكة المكرمة)، وأجازه إجازة عامة.
العلامة الفقيه عبد الله بن محمد عباد اللحجي الحضرمي رحمه الله تعالى ( ... – 1410هـ)، أخذ عنه: الإلمام لابن دقيق العيد وأجازه بثبته.
السيد المعمرمحمد بن حسين الجلال (1330هـ - 1425هـ) أجازه بما حواه ثبته (الأنوار السنيّة).
السيد العلامة المعمر عبد القادر بن عبد الله شرف الدين (1326 – 1425)، وأجازه بأسانيده، وقد جمعها تلميذه الشيخ العبيد في ثبت سماه (المَجَاز فِي ذِكْر المُجَاز).
العلامة المجاهد محمد بن سالم البيحاني (1326 – 1391)،أخذ عنه: صحيح البخاري، وصحيح مسلم.
السيد العلامة محمد الديلمي رحمه الله تعالى المدرس بقرية القابل، أخذ عنه: شرح الأزهار.
الشيخ جمال الدين علي الدبب رحمه الله تعالى أخذ عنه: بعض الكشاف وله غيرهم من العلماء. كتبه تلميذه/ محمد بن عمر الراشد غفر الله له.
ـ[أبو طالب الهاروني]ــــــــ[07 - 04 - 08, 09:07 ص]ـ
كتبنا نبأ الوفاة فما من مشارك!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كتبنا الترجمة فخيم الصمت ولعلنا في حداد حتى عن المشاركة
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[21 - 06 - 08, 03:55 ص]ـ
إن صمتت الأيدي عن الكتابة لعذر ما فلايلزم منه أن تصمت الألسنة والقلوب ...
اللهم اغفر لهذا الشيخ وارحمه وسائر علماء المسلمين وخدام دينك يا رب العالمين
آمين
ـ[أبو طالب الهاروني]ــــــــ[22 - 06 - 08, 11:25 ص]ـ
كتب الله لنا ولكم الأجر
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[22 - 06 - 08, 12:16 م]ـ
جزاك الله كل خير وبارك فيك
ورحم الله الشيخ عبدالله المحفدي رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.
ـ[أبو طالب الهاروني]ــــــــ[23 - 06 - 08, 12:10 م]ـ
كتب الله لنا ولكم الأجر(159/180)
من كتاب الرسائل المتبادلة بن الشيخ ابن باز والعلماء
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[05 - 04 - 08, 06:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو , وأسأله أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه.
كان جرت المذاكرة في حديث مسلم وغيره عن حجاج عن ابن جريج:
أخبرني إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة ... الحديث.
مع قول ابن كثير ((وقد رواه النسائي في التفسير عن إبراهيم بن يعقوب الجورجاني عن محمد بن الصباح عن أبي عبيدة الحداد عن الأخضر بن عجلان عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة ... الحديث.
وقلت أنا: إن ابن جريج – وإن كان مدلسا – لكنه لا يدلس في ما يرويه عن عطاء.
ويعلم ذلك من ترجمته في التهذيب 6/ 406 , وزعمت أن الحمل في هذا على الأخضر بن عجلان , فإن حجاجا أثبت منه بكثير , بل هو أثبت الناس في ابن جريج , فكأن الأخضر وهم وسلك الجادة:بأن جريج عن عطاء عن أبي هريرة.
وأظنك لم تقنع بذلك, وأنا – أيضا – في نفسي من ذلك شيء.
ثم وجدت في آخر ترجمة عطاء من التهذيب 7/ 203 ((روى الأثرم عن أحمد ما يدل على أنه كان يدلس , فقال في قصة طويلة: ورواية عطاء عن عائشة لا يحتج بها إلا إن يقول سمعت ...
وأمس الجمعة جاء إلى المكتب فضيلة الأستاذ إسماعيل الأنصاري يبحث في القضية.
والبارحة تذكرت وأنا في صلاة الوتر ما قيل أن ابن جريج لم يسمع من عطاء في التفسير , وإنما يروي في التفسير عن عطاء الخراساني , ولم يسمع من عطاء الخراساني وإنما أخذ الكتاب من ابنه عثمان بن عطاء.
والقصة في فتح الباري في تفسير نوح 8/ 511 , وفي مقدمة الفتح من 372.
وترجمة عطاء الخراساني في التهذيب 7/ 214.
وحاصلها أن ابن جريج قال: ((سألت عطاءاً – يعني ابن أبي رباح – عن التفسير من البقرة وآل عمران فقال: أعفني من هذا)).
ثم كان ابن جريج يروي التفسير من طريق عطاء الخراساني , وكان يقول في روايته ((عطاء الخراساني .... )) ولكن أصحابه ملّوا من كثرة الكتابة فصاروا يقتصرون على ((عطاء)) اعتماداً على أنهم قد عرفوا أن ابن جريج إنما يروي التفسير عن عطاء الخراساني.
هذا وعطاء الخراساني لم يسمع من أحد من الصحابة , وابن جريج لم يسمع منه, وإنما أخذ الكتاب من ابنه عثمان بن عطاء.
ولا يُدرى ما حال ذلك الكتاب.
وعثمان بن عطاء ضعيف جداً, لكن الذي وقع في البداية والنهاية
(( ... الأخضر ابن عجلان عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح)).
ويبعد أن يكون الأخضر وهم في هذا , لأنه أخذ الخبر من ابن جريج وابن جريج كان يقول ((عطاء الخراساني)) وأصحابه هم الذين اقتصروا في كتابتهم فلم يكتبوا ((الخراساني)) أرجو أن تفيدوني برأيكم في هذا. وما تجدد لديكم في هذه القضية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 21/ 2/1378هـ
محبكم
عبد الرحمن بن يحيى المعلمي
============================== ============
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الرحمن بن يحيى المعلمي إلى حضرة صاحب الفضيلة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , أما بعد فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو , وأسأله أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه.
وصلني كتابكم الكريم المؤرخ10/ 7/1378هـ وعرفت ما شرحتم في شأن فتح الباري, وقد فكرتُ في القضية فوجدْتُني بين أمرين:
إما أن أقبل ثم لا أستطيع الوفاء, وإما أن أعتذر من الآن.
فرأيت الثانية أولى , وذلك أن العلم ضخم , ولي مع شغلي بالمكتبة أشغال في كتب أخرى لا ينبغي تأخيرها , وصحتي مع ذلك ليست على ما يرام , فأرجو قبول عذري , والعفو والمسامحة ,
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
22/ 7/1378
محبكم
عبد الرحمن بن يحيى المعلمي
============================== ===========
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الرحمن بن يحيى المعلمي إلى حضرة العلامة الجليل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو وأسأله أن يوفقنا جميعاً لم يحبه ويرضاه , تناولت كتابكم الكريم المؤرخ 13/ 8/1378هـ , وإنه يشق علي جداً أن لا أمتثل رغبة فضيلتكم , ولا سيما في مثل ذلك العمل الصالح العظيم غير إني كما ذكرت في جوابي السابق لا أتمكن من القيام به.
ولم أقل ذلك حتى فكرت ونظرت بحسب ما أعرفه من حالي وحال العمل وحال من يمكن أن أستعين به , فأسأل الله - تعالى- أن ييسر لكم الأمر , ويهيء لكم سبيل القيام به , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
============================== =======
من كتاب الرسائل المتبادلة بن الشيخ ابن باز والعلماء
إعداد
محمد بن موسى الموسى و محمد بن إبراهيم الحمد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/181)
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[12 - 10 - 08, 02:05 ص]ـ
غفر الله لهما(159/182)
مقال جميل عن الشيخ بكر بن عبدالله ابوزيد - رحمه الله-
ـ[فهد السيسي]ــــــــ[06 - 04 - 08, 06:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و بعد:
فهذا مقال ماتع كُتٍب في جريد المدينة عن الشيخ بكر بن عبدالله ابوزيد - رحمه الله - احببتُ إطلاعكم عليه ..
((ومات حارس الفضيلة))
نعم؛ مات صاحب الفضيلة وحارسها الامين، وعلامة الجزيرة وأديبها المكين، شيخنا العالم العامل، والورع الزاهد بكر بن عبدالله أبوزيد- يرحمه الله-.
مات العلامة الضليع والثقة البليغ مات العالم بسمت العامل بصمت المجاهد بحكمه الناصح للأمة.
مات صاحب المؤلفات المحررة والتحقيقات البديعة والأبحاث العلمية الحرة على نهج أبحاث المجددين الصادقين.
مات طبيب النوازل وحكيمها حتى إنه ليقال الآن: نازلة ولا بكرٌ لها، وصاحب المشاريع العلمية العملاقة حتى اذا تعينت عليه قال: أنا لها.
مات من تهيأت به هيئة كبار العلماء و تجمّلت , و تشرّفت به لجنة الإفتاء و تكمّلت , و تزينت به وزارة العدل - قاضياً و وكيلاً - و تألقت , و اختال به المجمع الفقهي الدولي على سائر المجامع فأقرّت.
مات من كرّ بـ: "التعالم" على المتاعلمين , وبـ:"التحريف" على المحرفين , وبـ:"التصنيف" على المصنفين , وبـ:" التقنين" على المقننين , وبـ:" الرقابة" على العابثين , وبـ:" الانتماء" على المنتمين لغير سنة سيد المرسلين.
مات ببدنه وشخصه لكن علمه لم يمت , كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا مات ابن آدم انقطع عمله الامن ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له" وأحسب أن هذه الثلاث قد اجتمعت للشيخ , كما قال بعض أهل العلم: هذ الثلاث لا تجتمع إلا للعالم الباذل لعلمه , فبذله صدقة , ينتفع بها , والمتلقي لها ابنٌ للعالم في تعلمه عليه.
مات حارس الفضيلة , لكن كتابه [حراسة الفضيلة] لم يمت وستبقى الفضيلة حية شامخة بحجابها معتزة بمن بقي من حماتها , وسيظل هذا الكتاب شجىً في حلق كل محب لإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا , وساعٍ في فتنة فصل الدين عن الحياة.
مات حارس الفضيلة لكن كتابه في [الرد على وحدة الأديان] لم يمت وسيظل صيحة نذير ومصدر تنوير لكل من انخدع بهذه الفكرة وتقبل هذه النظرية وانطلقت عليه هذه الحيلة , وبالجانب المقابل سيظل مبعث قلق ومثار فزع لكل من تُسوّل له نفسه بث هذه الدعوى ونشرها والدعوة اليها في مجتمعات المسلمين.
مات حارس الفضيلة , لكن كتابه [المداس الاجنبية وخطرها] لم يمت وسيبقى عقبة في طريق كل داعية للتغريب , و فضيحة لكل مروج لبضاعة الغرب الكاسدة الفاسدة.
مات حارس الفضيلة، لكن كتابه [تصنيف الناس بين الظن واليقين] لم يمت، وسيبقى حجراً يلقمه كل من ولغ في أعراض المؤمنين، وكان دأبه السعي بالفتنه، وتفريق كلمة المسلمين، باتخاذ"التصنيف بالتجريح"دينا يدين به لرب العالمين!
مات حارس الفضيلة، لكن كتابه [درء الفتنة عن أهل السنه] في التحذير من بدعتي الإرجاء والخروج لم يمت، وسيظل سيفا مصلتا على رقاب أولئك المتعلمين المتطاولين"مرجئة العصر"ممن جعلو بعض مسائل العقيده مجالا للنقاش، والأحذ والرد، وعلى رقاب أولئك المارقين الخارجين "خوارج العصر" ممن غلوا وأفرطوا في التكفير؛ لإخراج المسلمين من الإسلام والخروج عليهم.
مات حارس الفضيلة، لكن كتابه [حلية طالب العلم] لم يمت، وسيقى صمام أمان، ونبرسا لطلبة العلم، يضئ لهم الطريق، ويهديهم السبيل، بما أودع فيه الشيخ من التأصيل، وما اكّد فيه من نبذ الدخيل، لاسيما وقد تناوله شيخه الشيخ محمد بن عثيمين-رحمه الله تعالى- بالشرح والتعديل والتعليل.
وهكذا في سلسلة طويلة من المؤلفات، والأبحاث التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتعالج قضايا الساعة الحاضرة، وتضع لها الحلول الناجعة، جادت بها قريحة ذلك الإمام الحبر الهمام، ودبجتها يراعة ذلك الحارس اليقظ لشريعة الإسلام.
اكتفي بهذا القدر من حديث التأبين، وأستأذن القارئ في أن أكشف له شئ من حديث الواقع حول تاريخ بداية علاقتي بالشيخ، وإن كان هذا النوع من الحديث ليس محببا إليّ،لكن لعلّ في ذلك عبرة و فائدة في التعرف على بعض سمات الشيخ، خاصة تواضعه للعلم، ومحبته للفائدة ولو كانت ممن هو دونه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/183)
ترجع أول صلتي بالشيخ-رحمه الله- إلى عام1410هـ،حيث ظهر لأول مرة كتابه الماتع
[معجم المناهي اللفظيه] فقمت بشرائه، وقرأته من أوله إلى آخره، فقيّدت عليه بعض الملاحظات اليسيرة، واستدركت عليه بعض المناهي -وهي قليلة- والناقد بصير، فدونتها في وريقات ثم أرسلتُ بها إليه بالبريد، مذيلة بإسمي فقط بلاعنوان و لا تعريف، لكنّه استطاع -رحمه الله- الإهتداء الى رقم هاتفي. فما لبثت مده إلا والهاتف يهتف، فرفعت السماعة فإذا بصوت مهيب يقول: السلام عليكم، الشيخ سليمان؟ معكم بكر أبو زيد. هكذا (بكر أبو زيد) دون مقدمات و لا ممهدات أو إضافات من ألقاب و تفخيمات، وكان آنذاك وكيلا لوزارة العدل، ورئيسا لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، فلم يمنعه ماهو فيه من شغل المنصب والتأليف والتصنيف من التواصل مع شخص مجهول لديه، في حين أنّك تجد من صغار الدعاة من يتّخذ منظما لأعماله، و منسقا لإتصالاته حتى في علاقاته مع أقاربه، ولاشيء يشغله، فالنصوص تحضر، والأعمال تُوزّع، ولله في خلقه شؤون.
أخذ الشيخ يشيد بتلك الملاحظات والاستدراكات، و يتبع ذلك بعبارات الشكر والثناء، وأنه لابد من اللقاء، وهكذا يكون تواضع العلماء، وأخلاق أهل الوفاء، إذ كان يمكن طي تلك الملاحظات في الخفاء، وإسدال الستار عليها دون عناء.
وفعلاً حصل اللقاء، ومن بعده توثقت صلتي بالشيخ -رحمه الله- وتكررت اللقاءات والإتصالات، وكانت لقاءت خير وبركه، واتصالات موفقه ومفيده، ولاعجب؛ وهم القوم لايشقى بهم جليسهم، ولا أذيع سراً إذا قلت إنني استفدت من تلك اللقاءت والإتصالات ومايجري فيه من مطارحات ومناقشات، مالم أستفده في ردهات الجامعات، وتفتحت لي آفاق في العلم والمعرفه المؤصله، ماكنت أظن إدراكها لولا تلك الصلة المباركه بالشيخ، واقتبست من هديه وسمته أشياء لايدركها من ترك مجالسة العلماء، وجعل وسائل الإعلام سماعا وقراءة، سميره وهٍجَّيْراه، ومجالس القيل والقال ديدنه وقصاراه.
وأصبح بعدها لكتاب [معجم المناهي اللفظية] مكانة خاصة عندي؛ إذ بسببه حصل لي الاتصال المباشر بالشيخ والتعرف عليه من قرب.
بقيت اشارة سريعة إلى بعض مالم يُنشر من مؤلفات الشيخ في بعض الموضوعات، لعل في ذلك تذكيراً بسرعة إخراجها؛ للحاجة الى علم الشيخ ورأيه فيها، وهذه هي:
1) من طريق السلف.
2) ليس من طريق السلف.
3) المدخل الى فقه النوازل.
4) فائت الفقيه.
5) العطل الأسبوعية والحولية.
6) رسالة في حكم الأناشيد الإسلامية.
7) مدينة النبي صلى الله عليه وسلم رأي العين.
8) كشف الجلّة (الأجلّة) عن الغلط على الأئمة.
9) فتوى جامعة فيما يتعلق بكتابة الأدعية والأذكار على الجدر واللافتات ونحوها.
10) تفسير القران، مختصر.
11) سيرة الشيخ ابن باز- رحمه الله -.
12) أصول الإسلام لدرء البدع عن الأحكام.
13) ماقيل فيه: لا أصل له وقد وقع له أصل.
14) الألفاظ الضعيفة في الأحاديث الصحيحة.
15) فقه الكتاب.
16) كتاب الصيام.
17) قواعد الجرح والتعديل.
18) معظم ألفاظ الجرح والتعديل.
19) جزء في المفاضلة بين العمرة في رمضان وأشهر الحج.
20) عزة العلماء.
21) ثمرات النظر في مصنفات أهل الأثر.
22) معظم المؤلفات المنحولة وما وقع في اسمه أو نسبته ضرب من الوهم أو الغلط.
وللحديث صلة في تتبع بقية مؤلفات الشيخ المخطوطة والمطبوعة، والكلام عليها بشيئ من التفصيل، محل ذلك [الثبت] يسر الله اتمامه.
وبالجملة فقد اضطلع الشيخ – بجانب ما ورثه من علم – بأعمال لا يقوى عليها إلا هو، ولا أقول مثله، وخرج معه من دقيق الفقه، وجميل الإختيارات مالا يتأتى إللا منه، و كان له من الجهد والقيام بخدمة هذا الدين والدفع في نحر العدو وصد عادياته عن هذه الأمة مالا يقوم غيره مقامه، ولعله بذلك إنما يحفظ على الأمة الإيمان الموروث، والأصول النبوية ممن أراد تحريفها وتبديلها، وصنيعه هذا يعد من العمل المبرور والسعي المشكور - إن شاء الله- الذي سيجد جزائه عند ربه – عز وجل- والله لا يخلف الميعاد.
هذا والحديث عن الشيخ ذو شجون، ولو أطلق العنان للقلم، لما استطاع أن يلم، وليس كل مايعلم يقال، ولو قيل فلا يحتمله هذا المقال، ويكفي من القلادة ماأحاط بالعنق.
ختاما أضع بين يدي من يهمه الأمر إقتراحا بإنشاء موقع على الشبكة العالمية، يحمل اسم الشيخ للتعريف به على المستوى العالمي، ولتتم الإستفادة من آثاره وعلومه، ولتحقيق تواصل أكبر بين محبيه ورواد مدرسته، وللدفاع عنه وعن مؤلفاته ضد تشغيبات ربائب المبتدعه، وأفراخ العلمنة، ودسائسهم الخفية والمعلنة. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل. رحم الله شيخنا بكراً رحمةً واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وقدس روحه في عليين، وسلام عليه في العلماء العاملين، وسلام عليه في عباده الصالحين، وسلام عليه في الذابين عن تراثهم الى يوم الدين.
اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
و كتب سليمان بن عبدالله العمير
كلية الشريعة – الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية المنورة
ALOMEER423@HOTMAIL.COM
رحم الله الشيخ بكر و جزى الله الشيخ سليمان خير الجزاء و أعانه على إتمام الثبت إنه ولي ذلك و القادر عليه ..
و قبل الختام احب ان انوّه إلى انّ هناك مقالاً آخر ماتع ايضاً نُشٍر في جريدة الجزيرة يوم الثلاثاء الموافق 5/ 2/1429هـ بعنوان ((عزاؤنا في ابي زيد ما ورَّث من علم .... !)) لكاتبه الدكتور / حسن بن فهد الهويمل. و كذلك في نفس الروعة مقال آخر منشور في جريدة الشرق الاوسط بعنوان ((العلاّمة الشيخ بكر بن عبدالله ابوزيد - رحمه الله -: حراسة حق .. و فقه نوازل ... و جهاد قلم)) لكاتبه فضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن عبدالله بن حميد - حفظه الله -.
هذا ما احببتُ إطلاعكم عليه و جزاكم الله خيراً و اعتذر إذا كنت قد اطلتُ عليكم و شكراً للجميع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/184)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[07 - 04 - 08, 01:54 ص]ـ
بارك الله فيك .. ورحم الله الشيخ، ورفع قدره.(159/185)
ترجمة عالم الجزائر -محمد علي فركوس-
ـ[سمير زمال]ــــــــ[07 - 04 - 08, 09:11 م]ـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعدُ: فإنَّ العلم أعظم ما يتنافس فيه المتنافسون، إذ هو ميراث النبوة، ونورٌ يُستَضَاء به، وحاجة الناس إليه أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب وأمور معاشهم، قال العلامة ابن القيم -رحمه الله تعالى- عن فقهاء الإسلام: <فهم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء، بهم يهتدي الحيرانُ في الظلماء، وحاجة النّاس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب، وطاعتهم أفرض عليهم من طاعة الأمهات والآباء بنصِّ الكتاب> (1 - أعلام الموقعين 1/ 36 (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_1'))).
وقد قرن الله جلَّ وعلا شهادة العلماء بشهادته و شهادة الملائكة فقال سبحانه ?شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إلاَّ هُوَ وَالمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُوْ العِلْمِ قَائِماً بِالقِسْطِ? [آل عمران 18]، وقال الله تعالى ?يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِيْنَ أُوْتُوْا العِلْمَ دَرَجَاتٍ? [المجادلة 11]، وقال سبحانه ?إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ? [فاطر 28].
والفرق بين العالم وبين ضعيف العلم قليل البصيرة: أنّ الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه ولا قدحت فيه شَكّاً لأنّه قد رسخ في العلم، فلا تستفزه الشبهات ولا تزعزعه الإيرادات، أما الجاهل فإنّ الشكَّ ينقدح في قلبه لأول عارض من شبهة فيكثر التنقل من مذهب لآخر لضعف علمه وقلَّة بصيرته فليس العالم الرشيد كأخي الجهالة، ومن تمادى في الغيِّ والضلالة (2 - أنظر: مفتاح دار السعادة لابن القيم 1/ 140 (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_1'))).
نسأل الله أن يكون شيخنا أبو عبد المعز ممن نال درجة العلماء و أن يبلِّغه المنازل العلى منها، إنَّه بكلِّ جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وهذه ترجمة موجزة فيها إبراز لبعض معالم شخصيته مع يقيني أنه أكبر مما وصفت وأجلُّ مما ذكرت، نسأل الله الإخلاص والصواب والتوفيق والسداد.
1. اسمه ومولده:
هو شيخنا القدوة حسنة الأيام أبو عبد المعز محمد علي بن بوزيد بن علي فركوس، وُلد بالقبَّة القديمة بالجزائر العاصمة في يوم الخميس التاسع والعشرين من ربيع الأول سنة 1374ه الموافق للخامس والعشرين من شهر نوفمبر سنة 1954م.
2. نشأته العلمية:
لقد نشأ شيخنا -أيَّده الله- في محيط علمي وبيت فضل وجلالة و حُبٍّ للعلم وأهله، فكان لذلك أثره الواضح في نشأته العلمية، حيث أخذ نصيبه من القرآن الكريم، وطرفاً من العلوم الأساسية في مدرسة قرآنية على يد الشيخ محمد الصغير معلم.
ثم التحق بالمدارس النظامية وحصل على شهادة الثانوية العامة (البكالوريا)، ثمّ أتمَّ دراسته في كلية الحقوق- والعلوم الإدارية لاشتمالها على جملة من المواد الشرعية كالفرائض والأحوال الشخصية [زواج، طلاق، هبة و وصية .. ]، وذلك لعدم وجود كليات متخصصة في العلوم الشرعية في ذلك الوقت.
وقد ملك على الشيخ منذ صغره حُبُّه للعلم و النبوغ فيه، ولم يزل ذلك شغله الشاغل حتى منَّ الله تعالى عليه بالالتحاق بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ذاك الصرح العالي الذي يأوي إليه الباحثون ويجتمع عليه طلبة العلم من أصقاع الدنيا لمجالسة العلماء وملازمة الفقهاء ليفيدوا من علومهم ويستضيئوا بفهومهم ولاسيَّما حلقاتُ العلم الكثيرة المنتشرة في المسجد النبوي الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم:"صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام"وقد تخرَّج شيخنا من كلية الشريعة عام 1402هـ/1982م بتقدير ممتاز.
3. أبرز مشايخه:
1 - الشيخ عطية بن محمد سالم رحمه الله القاضي بالمحكمة الكبرى بالمدينة النبوية والمدرَّس بالمسجد النبوي: درس عليه موطأ الإمام مالك رحمه الله.
2 - الشيخ عبد القادر شيبة الحمد: أستاذ الفقه و الأصول في كلية الشريعة.
3 - الشيخ أبو بكر الجزائري: المدرِّس بالمسجد النبوي وأستاذ التفسير بكلية الشريعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/186)
4 - محمد المختار الشنقيطي رحمه الله (والد الشيخ محمد): أستاذ التفسير بكلية الشريعة، ومدرِّس كتب السنة بالمسجد النبوي.
5 - الشيخ عبد الرؤوف اللّبدي: أستاذ اللغة بكلية الشريعة
وقد استفاد من المحاضرات التي كان يلقيها كبار العلماء والمشايخ أمثال الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ حماد بن محمّد الأنصاري رحمهما الله تعالى.
وكان حريصا على حضور المناقشات العلمية للرسائل الجامعية التي كانت تناقش بقاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة الإسلامية من قِبَل الأساتذة والمشايخ الذين لهم قدم راسخة في مجال التحقيق ورحلة طويلة في البحث العلمي، وقد أكسبه ذلك منهجية فذَّة في دراسة المسائل العلمية ومناقشتها.
وفي عام 1402هـ/1982م حطَّ عصى التَّرحال واستقَرَّ به النوى في الوطن الحبيب، فكان من أوائل الأساتذة بمعهد العلوم الإسلامية بالجزائر العاصمة الذي اعتُمد رسميا في تلك السنة، وقد عُيِّن فيه بعد ذلك مديرا للدراسات والبرمجة.
وفي سنة 1410هـ/1990م انتقل إلى جامعة محمد الخامس بالرباط لتسجيل أطروحة العالمية العالية (الدكتوراه)، ثمَّ حوَّلها - بعد مُدَّةٍ من الزمان - إلى الجزائر فكانت أول رسالة دكتوراه دولة نوقشت بالجزائر العاصمة في كلية العلوم الإسلامية وذلك سنة 1417هـ/ 1997م.
ولا يزال إلى يوم الناس هذا مُدَرِّسا بهذه الكلية، مُسَخِّراً وقتَه وجُهدَه لنشر العلم ونفع الناس و الإجابة عن أسئلتهم، ولم تكن الكلية منبره العلمي والتربوي الوحيد في الدعوة إلى الله تعالى، بل كانت المساجد محطة علمية توافد عليها جموع طلبة العلم من كل الجهات، فأتم شرح روضة الناضر لابن قدامة المقدسي في علم الأصول بمسجد الهداية بالقبة (العاصمة) كما أتم شرحه على مبادئ الأصول لابن باديس بمسجد الفتح بباب الوادي (العاصمة)، ودرّس القواعد الفقهية بمسجد أحمد حفيظ ببلكور (العاصمة)، كما شرح رسائل لمشايخ الدعوة السلفية، وأجاب عن عدة أسئلة في مختلف العلوم والفنون وقد جمعت له في أشرطة وأقراص علمية. نسأله تعالى أن يُقَوِّيه على طاعته وأن يجعل ذلك في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال و لا بنون إلاّ من أتى اللهَ بقلب سليم.
4. صفاته الخَلقية والخُلقية:
من نِعَمِ الله تعالى على الشيخ أن وَهَبَه بسطة في العلم والجسم، فقد رُزِق قوةً جسمية وكمال هيئة وحُسنَ سَمْتٍ وجَمال وجهٍ ومظهر، وأتاه الله تعالى هيبة ووقارا، يحترمه الموالف والمخالف، وهو قريب الشَّبَهِ في شكله و صورتِه وصَوتِه بالشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، كما شهد بذلك من رآهما.
وكُلُّ من خالطه واقترب منه عَلِمَ أنه عَلَمٌ في الفضيلة وكرمِ الخِلال ودماثة الأخلاق، سَهْلُ الجانب، كريمُ النفس، واسع الإيثار، حَسَنُ الألفة والمعاشرة، متين الحرمة، عالي الهِمَّة، كثير التحمُّل واسع الصدر للمخالف على جانب كبير من التواضع، نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً.
ومن أبرز المعالم في شخصية الشيخ حفظه الله تعالى:
أ- حُسن قصده وسلامة طويَّته ومحبته لنفع الناس عامة وطلبة العلم خاصة، فلا تخلو صلاة من الصلوات الخمس إلاّ ومعه طائفة من السائلين والمستفيدين يقف معهم الساعة والساعتين يجيبُ هذا ويوَجِّه ذاك وينصح الثالث، وهكذا مع هدوء الطبع وسداد الرأي وعدم التبرُّم.
وقد حدَّثنا يوماً عن طلبه للعلم بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية فكان مما قاله:"كنت إذا استفدتُ فائدة فرحت بها فرحاً عظيما وتمنيتُ لو استطعت أن أطير بها إلى الجزائر لأبلِّغها للناس ثم أرجع إلى المدينة".
فإذا كان المرء يحمل في نفسه هَمَّ الدعوة إلى الله وتبليغ الإسلام الصحيح إلى الناس، فإن علمه يثبت في صدره ولا يتفلت منه غالبا لنُبل مقصده وحسن نيَّته، خلافا لمن يحفظ للامتحانات أو لأغراض أخرى دنيوية، فإنَّ حفظه في الغالب يزول بزوال الغرض الذي حفظه من أجله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/187)
ب- دفاعه عن العقيدة السلفية و ذبُّه عن حياض السنة بأسلوب حكيم وطريقة مثلى، عملا بقوله تعالى ? ادْعُ إِلَى سَبِيْلِ رَبِِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ إنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالُمهْتَدِينَ? [النحل 125]، فهو لا يداهن في مسائل التوحيد ولا يتنازل عن قضايا العقيدة، ويعرض قولَه بأسلوب علمي حكيم واضح مجتنبا مذهب الفظاظة في القول مما لم يأذن به الشارع، لأنَّ طريقة السِّباب والشتم في المجادلة يُحسنها كل أحد ولا يسلكها إلا العاجز عن إقامة الحجة ومن ضاق عطنُه عن بيان المحجَّة، فالذي ينبغي على الداعية الحرص على هداية الناس وإيصال الحق إليهم بطريقة شرعية تقبلها القلوب ولا تنفر منها الطباع، وأما من حاد عن السبيل وطعن في نحر الدليل، ففي قوارع التنزيل والألفاظ الشرعية ما يزجره ويردعه، ولله درُّ العلامة المعلمي حيث قال:"وفي النكاية العلمية كفاية إن كانت النكاية مقصودة لذاتها".
ج- كثرة تحمُّله وشدة صبره وسعة صدره للمخالِف، يَزين ذلك سكينةٌ ووقار، ذلك في سكينة ووقار، فإنّ صاحب العلم والفُتيا أحوج ما يكون إلى الحلم والسكينة والوقار إذ هي كسوة علمه وجمالُه، وإذا فقدها كان علمُه كالبدن العاري من اللباس، كما قال بعض السلف:"ما قُرن شيء إلى شيء أحسن من علم إلى حلم"
فكم من سائل جهل عليه في سؤاله فيحتمل ذلك منه ويعامله على قدر عقله ولا يخرج بسبب ذلك عن طوره وحُسن سمته، وكم من شخص آذاه فألان له الجانب وغمره بحلمه وقابل إساءته بإحسان فأزال بذلك ما في نفسه من الإِحَن، وما في صدره من الضغينة.
وإن تعامله مع الناس ليُذَكِّرني بقول العلامة ابن القيم فيما يحتاجه المفتي:"فالحلم زينة العلم وبهاؤه وجماله، وضد الطيش والعَجَلة والحدَّة والتسرع وعدم الثبات، فالحليم لا يستفزه البَدَوات، ولا يَسْتَخِفُّه الذين لا يعلمون، ولا يٌقْلِقُه أهل الطيش والخفة والجهل، بل هو وقور ثابت ذو أناةٍ يملك نفسه عند ورود أوائل الأمور عليه، ولا تملكه أوائلها، وملاحظته للعواقب تمنعه من أن تستخفه دواعي الغضب والشهوة" (أعلام الموقعين 4/ 251).
د- تحقيقه العلمي وتوظيفه لعلم الأصول في المسائل الفقهية فإن المقصود من علم الأصول بناءُ الفقيه الحقّ الذي يحسن التعامل مع الأدلة بنفسه إذ لا يكون الفقه إلا بفهم الأدلة الشرعية بأدلتها السمعية الثبوتية من الكتاب و السنة والإجماع نَصّاً واستنباطاً (الاستقامة لابن تيمية 1/ 61)
فالاجتهاد هو العلة الغائية لعلم الأصول، لكن الملاحظ عند كثير من المتأخرين انبتات الصلة بين الأصول والفقه كما قال بعضهم "أصبح الفقهاء يزرعون أرضا غير التي يحرثها لهم الأصوليون، فلا هؤلاء وجدوا لحرثهم من يزرعه، ولا أولئك زرعوا ما حرثه لهم الحارثون".
وقد حرَص شيخنا على تطبيق علم الأصول وتوظيفه في المسائل الفقهية التي يدرسها معتنيا بالقواعد الفقهية التي يمكن إرجاع تلك الفروع إليها، ومبيِّناً في آخر كل مسألة سبب الخلاف فيها ليكون الطالب على دراية بمأخذ الأدلة، وأن اختلاف العلماء ليس بالتشهي ولا اتباع الهوى ولكن بسبب تجاذب الأدلة واختلاف المأخذ، فتكون المعلومات مرتبة في ذهن الطالب بحيث يربط الفرع بأصله محسنا للظن بالعلماء فيما اختلفوا فيه، مسطِّراً النهج السديد والسبيل الأمثل لدراسة مسائل الخلاف.
هـ- عدم استنكافه عن الرجوع إلى الحق والانصياع إليه:
من محاسن شيخنا - وفقه الله - قبولُه للنّقد وتواضعه للحق وعدم استكباره عن الرجوع إلى الصواب إذا ظهر له، فكم من مسألة يستشكلها بعض الطلاب ويراجعونه فيها ولو شاء أن يجد مخرجاً لفعل ولكن إنصافه يمنعه من ذلك فيَعِد بمراجعة المسألة والنظر فيها، فإذا ظهر له الصواب مع المعتَرض صرَّح بذلك وأذعن إلى الحق، مطمئِنَّ النفس مرتاح البال لأنه يطلب الحق وينشد الصواب، وهذا هو أعظم أنواع التواضع وهو التواضع للنصوص الشرعية والرجوع إلى الحق، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً.
5. مؤلفاته العلمية:
تمتاز مؤلفات شيخنا -حفظه الله- بالأسلوب العلمي الرصين وتدقيق النظر في المسائل وتأصيلها والحرص على ذكر سبب الخلاف ومأخذه وقد لقيت قبولا عند المشايخ وطلبة العلم، ومن هذه المؤلفات:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/188)
1) تقريب الوصول إلى علم الأصول لأبي القاسم محمد بن أحمد بن جُزَيّ الكلبي الغرناطي (ت 741هـ) دراسة وتحقيق. طبع بدار الأقصى - القاهرة 1410هـ.
2) ذوو الأرحام في فقه المواريث -تأليف- وهي رسالة في العالمية (الماجستير) طبع بدار تحصيل العلوم - الجزائر 1413هـ.
3) الإشارة في معرفة الأصول والوجازة في معنى الدليل للإمام أبي الوليد الباجي (ت 474هـ) دراسة وتحقيق، طبع بالمكتبة المكية - السعودية.
4) مفتاح الأصول إلى بناء الفروع على الأصول - ويليه: كتاب مثارات الغلط في الأدلة للإمام أبي عبد الله محمد بن أحمد الحسني التلمساني (771هـ / 1370م) دراسة وتحقيق، وهي رسالة في العالمية (الدكتوراه) بعنوان " أبو عبد الله الشريف التلمساني وآثاره الفقهية والأصولية"، طبع بمؤسسة الريان الطبعة الأولى 1419هـ / 1998م. وطبع بدار تحصيل العلوم - الجزائر 1420هـ / 1999م.
5) مختارات من نصوص حديثية في فقه المعاملات المالية - القسم الأول - دار الرغائب و النفائس - الجزائر 1419هـ / 1998م.
6) الفتح المأمول في شرح مبادئ الأصول للشيخ عبد الحميد بن باديس (ت 1359هـ / 1940م) دار الرغائب والنفائس- الجزائر. الطبعة الأولى 1421هـ / 2000م.
سلسلة " فقه أحاديث الصيام ":
7) 1 - حديث تبييت النية. درا الرغائب والنفائس- الجزائر. الطبعة الأولى 1419هـ/ 1998م.
8) 2 - حديث النهي عن صوم يوم الشك. دار الرغائب والنفائس- الجزائر الطبعة الأولى 1419هـ / 1999م.
9) 3 - حديث الأمر بالصوم والإفطار لرؤية الهلال. دار الرغائب والنفائس - الجزائر الطبعة الأولى - 1422هـ / 2001م.
10) 4 - حديث حكم صيام المسافر ومدى أفضليته في السفر. دار الرغائب والنفائس - الجزائر الطبعة الأولى 1422هـ / 2002م.
سلسلة " ليتفقهوا في الدين ":
11) 1 - طريق الاهتداء إلى حكم الائتمام والاقتداء. دار الرغائب والنفائس- الجزائر الطبعة 2. 1419هـ / 1998م.
12) 2 - المنية في توضيح ما أشكل من الرقية. دار الرغائب والنفائس - الجزائر الطبعة 2. 1419هـ / 1999م.
13) 3 - فرائد القواعد لحلِّ معاقد المساجد. دار الرغائب والنفائس- الجزائر الطبعة 2. 1423هـ / 2002م.
14) 4 - محاسن العبارة في تجلية مقفلات الطهارة. دار الرغائب والنفائس- الجزائر الطبعة الأولى 1423هـ / 2002م ..
15) 5 - الإرشاد إلى مسائل الأصول والاجتهاد. مكتبة دار الريان – الجزائر. الطبعة الأولى 1420هـ / 2000م.
16) 6 - مجالس تذكيرية على مسائل منهجية. دار الرغائب والنفائس- الجزائر 1424هـ / 2003م.
17) 7 - 40 سؤالاً في أحكام المولود ومعه التذكرة الجلية في التحلي بالصبر عند البلية - دار الرغائب و النفائس 1425هـ / 2004م.
18) 8 - العادات الجارية في الأعراس الجزائرية. دار الرغائب والنفائس - الجزائر 1426هـ / 2005م.
19) مقالة في مجلة "الرسالة" الصادرة من وزارة الشؤون الدينية تحت عنوان "حكم التسعير: هل التسعير واجب أم ضرورة في الشريعة الإسلامية؟ ".
20) مقالة في مجلة "الموافقات" الصادرة من كلية العلوم الإسلامية بالجزائر تحت عنوان:"حكم بيع العينة".
21) مقالة في مجلة "منابر الهدى" تحت عنوان:"اعتبار اختلاف المطالع في ثبوت الأهلة وآراء الفقهاء فيه".
مؤلفات قيد الإصدار:
1) من سلسلة " ليتفقهوا في الدين " العدد التاسع (حول مسائل الحج).
2) الإنارة في التعليق على كتاب الإشارة لأبي الوليد الباجي.
3) شرح و تعليق على العقائد الإسلامية للشيخ عبد الحميد بن باديس (ت 1359).
و قد ناقش الشيخ العديد من رسائل الدكتوراه والماجستير منها:
1) الرخصة الشرعية وأثرها في القضايا الفقهية (دكتوراه) للباحث كمال بوزيدي.
2) دلالة الأفعال النبوية و أثرها في الفقه الإسلامي (دكتوراه) للباحث عبد المجيد بيرم.
3) الإمام العلامة ابن خويز البصري البغدادي وآراؤه الأصولية دراسة استقرائية تحليلية مقارنة (دكتوراه) للباحث ناصر قارة.
4) الجدل عند الأصوليين بين النظرية والتطبيق (دكتوراه) للباحث مسعود فلوسي.
5) أبو إسحاق الاسفراييني وآراؤه الأصولية جمع ودراسة (دكتوراه) للباحث علي عزوز.
6) فتاوى النوازل (الأحوال الشخصية بين ابن تيمية و الونشريسي أنموذجا) دراسة نظرية تطبيقية (دكتوراه) للباحث ميلود سرير.
7) أحكام المساقاة في الشريعة الإسلامية (ماجستير).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/189)
8) التوقف عند الأصوليين دراسة تحليلية نقدية (ماجستير).
9) حروف الإضافة عند الأصوليين وأثرها في اختلاف الفقهاء (ماجستير).
10) أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم المجردة وموقف العلماء من دلالتها على الأحكام الشرعية (ماجستير).
11) أنواع السنة وكيفية بيانها للأحكام – دراسة أصولية - (ماجستير).
12) طرق الوقاية من الجريمة في الشريعة وقانون العقوبات الجزائري (ماجستير).
13) كتاب فتح الجليل الصمد في شرح التكميل والمعتمد -دراسة و تحقيق- (ماجستير).
14) القواعد الأصولية المستخرجة من كتاب إحكام الأحكام لابن دقيق العيد وبيان مذهبه فيها (ماجستير).
كما أشرف على الكثير من رسائل الدكتوراه والماجستير منها:
1) آراء ابن القيم الأصولية (دكتوراه) للباحث عبد المجيد جمعة.
2) آراء ابن عبد البر الفقهية (ماجستير).
3) الاختيارات الفقهية لابن رشد (ماجستير).
4) التداوي بالمحرمات أحكامه و أحواله (ماجستير).
5) الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح (ماجستير).
6) صوارف الأمر والنهي للاستحباب والكراهة وتطبيقاتها الفقهية (ماجستير).
7) مفهوم الحصر وآثاره الأصولية والفقهية (ماجستير).
8) الأحكام الكبرى -كتاب الأذان للإمام ابن كثير- دراسة وتحقيق (ماجستير).
9) الغرر وأثره في عقود المعاوضات المالية (ماجستير).
10) إجماعات النووي -جمع ودراسة- (ماجستير).
11) التصحيح والتوضيح للمنقول عن الشافعي في علم الأصول -تنصيصا وتخريجا- (ماجستير).
12) الآراء الأصولية لأبي بكر الصيرفي -جمع و دراسة وتحقيق- (ماجستير).
13) مراحل الحمل بين الشريعة والطب المعاصر وآثارها الفقهية (ماجستير).
14) تخريج الفروع والأصول على الأصول -دراسة نظرية تطبيقية- (ماجستير).
15) القاضي عبد الوهاب أصوليا (ماجستير).
16) إعمال أولوية التأسيس على التأكيد في مجالي الفقه والأصول (ماجستير).
17) إبراز الحكم من حديث "رفع القلم" للإمام تقي الدين السبكي (ماجستير).
18) دلالة مفهوم المخالفة عند الأصوليين وأثرها في اختلاف الفقهاء -باب النكاح أنموذجا- (ماجستير).
19) المنهج الأصولي و تفريعاته الفقهية عند الحافظ ابن خزيمة في كتابه "الصحيح" (ماجستير).
20) المماثلة في القصاص فيما دون النفس -دراسة فقهية مقارنة- (ماجستير).
21) الآثار الفقهية المترتبة على الاختلاف في الحكم على الحديث من خلال كتاب "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" لابن رشد -دراسة حديثية فقهية- (ماجستير).
22) طرق دفع التعارض بين الأدلة الشرعية عند أبي جعفر الطحاوي في كتابه "مشكل الآثار" و"شرح معاني الآثار" (الماجستير).
وللشيخ مقالات نشرت في مجلة منابر الهدى، وإجابات عن أسئلة وردت عليه من مختلف مناطق الجزائر ومن خارج الجزائر منها المكتوب بخطه ومنها المسجل في أشرطة في العقيدة والمنهج والفقه والأصول و نصائح دعوية، لا يزال سائرا على هذا الدرب بخطى ثابتة وهمة عالية، نسأل الله تعالى أن يبارك في جهوده ويجعلها في ميزان حسناته وأن يسلك به سبيل العلماء العاملين إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله ربّ العالمين.
موقع الشيخ حفظه الله
www.ferkous.com (http://www.ferkous.com)
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[25 - 04 - 10, 09:44 م]ـ
جزاك الله خيراً, وحفظ الله الشيخ من كل سوء, وأطال في عمره على خير وطاعة ..
ـ[أبو زيد محمد بن علي]ــــــــ[26 - 04 - 10, 04:59 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذ الترجمة فبمثلم ينشرح الصدر ويقوى القلب(159/190)
هل توفى الشيخ أبو بكر الجزائرى؟
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[08 - 04 - 08, 12:43 م]ـ
هل توفى الشيخ أبو بكر الجزائرى؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[توبة]ــــــــ[08 - 04 - 08, 01:41 م]ـ
هي على ما يبدو إشاعة تداولتها بعض المنتديات على الشابكة منذ أيام بعد وفاة الشيخ أبو بكر زيد رحمه الله.
الشيخ أبو بكر جابر الجزائري يرد الإشاعات
.. لازلت حيّا آكل الطعام وأمشي في الأسواق
(ولله الحمد)
2008.03.19 تناقلت عديد الصحف ومواقع الأنترنت، نبأ وفاة الشيخ أبو بكر جابر الجزائري بالمدينة المنورة عن عمر يناهز الـ87 عاما.
وقد تلقت الشروق آلاف الإتصالات تسأل عن صحة الخبر. وقد اتصلت الشروق بالشيخ أبي بكر؛ فرد السلام بحرارة وقد كان خارجا لتوّه لأداء صلاة الظهر بالمسجد النبوي الشريف وقال "ها آنذا أكلمكم وأطمئن جميع المسلمين أنني بصحة جيدة والحمد لله وأنا أسأل الله لي ولكم العافية، فمازلت حيّا آكل الطعام وأمشي في الأسواق وأواصل إلقاء دروسي بالمسجد النبوي، حيث سيكون الدرس اليوم تفسير سورة التوبة من الآية 25 إلى الآية 28".كما أكد القائم بأعماله السيد عبد الرحمان صادق أن الشيخ يتمتع بصحة جيدة ويواصل تقديم دروسه التي دأب عليها منذ 50 سنة دون انقطاع. وأكد أن المعتمرين الجزائريين يفدون إليه بأعداد كثيرة طلبا للفتوى ويعتزون أن يكون أحد أعلام مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم جزائري الدم والروح كالشيخ أبي بكر جابر. ولم يفت الشيخ "أبي بكر جابر" أن يدعو الجزائريين من خلال الشروق إلى الالتفاف حول كتاب الله وسنة رسوله وأن يطلب من كافة محبيه الدعاء له بالثبات وحسن الخاتمة.
(أبو نوفل)
http://www.echoroukonline.com/ara/din_wa_donia/1408.html
حفظ الله الشيخ و بارك في عمره و عمله و ختم له بالخاتمة الحسنة،و حشره مع الأنبياء و الشهداء و العلماء.
ورحم الله كل علمائنا الأحياء منهم و الأموات.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[08 - 04 - 08, 02:12 م]ـ
نسأل الله تعالى أن يحفظ الشيخ و أن يطيل بقاءه في طاعته و يعافيه و يعفو عنه.
ـ[ابو عبدالله الكويتي]ــــــــ[08 - 04 - 08, 06:41 م]ـ
نسال الله تعالى ان يحفظ الشيخ ابوبكر الجزائري .......
وان يطيل عمره لما فيه خير .......
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[08 - 04 - 08, 07:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيوخنا الافاضل
وحفظ الله الشيخ العلامة أبو بكر الجزائرى
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[08 - 04 - 08, 09:19 م]ـ
حفظ الله الشيخ ونفع به
ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[08 - 04 - 08, 09:28 م]ـ
نسأل الله أن يبارك في عمره وفي علمه وأن ينفعنا به، وأن يحفظ جميع علماء أهل السنة
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[08 - 04 - 08, 09:35 م]ـ
حفظ الله الشيخ و أطال في عمره على الخير و السنَّة
و شفانا الله و إخواننا من هذا الدَّاء و هو حبُّ إشاعة الوفايات و لو تدبَّر النَّاس لعلموا أنَّهُ بوفاة العلماء وفاتهم.
فهلاَّ بكوا و نعوا أنفسهم لأنفسهم
و الشيخ أبو بكر الجزائري له النَّصيب الوافر من هذه الإشاعات بل لعلَّ الرَّقم القياسيّ بحوزتهِ. فلو صدق النَّاس لكانت وفاته حدثت منذ عقدٍ من الزَّمانِ بل لعلَّهم توفَّوهُ في العامِ مرَّةً أو مرتين!!!
و اللهُ المستعانُ
فهلاَّ سألوا قبل أن يشيعوا الأخبار!!
أطال اللهُ عمرَ الشَّيخِ على الإسلام و على السنَّة.
و الشَّيخ من سكَّانِ المدينةِ النبويَّةِ لا المدينَةِ (المنوَّرة) فتنبَّهوا يا أهل السنَّة و لا تدخلنَّ عليكم الدَّواخل!!.
حفظكم اللهُ
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[09 - 04 - 08, 12:52 ص]ـ
اللهم اختر لنا وله ما فيه الخير(159/191)
هل من مخبر عن شيخنا محمد السبيل إمام الحرم المكي؟؟؟
ـ[النقاء]ــــــــ[08 - 04 - 08, 11:48 م]ـ
هل من مخبر عن شيخنا محمد السبيل إمام الحرم المكي؟؟؟
ـ[أبو أيوب الجهني]ــــــــ[30 - 05 - 08, 12:22 ص]ـ
ولد الشيخ بمدينة البكيرية عام 1345هـ بمنطقة القصيم، وبدأ تعليمه في الكتاتيب، وحفظ القرآن على يد والده وعلى يد الشيخ عبدالرحمن الكريديس - رحمهما الله - وأخذ إجازة في القرآن وتجويده من الشيخ سعدي ياسين، وكان عمره أربع عشرة سنة.
بدأ في طلب العلم منذ الصغر، فأخذ عن:
الشيخ محمد المقبل.
كما أخذ عن أخيه الشيخ عبدالعزيز السبيل.
وكذلك أخذ عن الشيخ عبدالله بن حميد - رحمه الله -.
ثم تأهل للتدريس، فدرّس في المساجد والمدارس جميع الفنون، وقد درّس في المعهد العلمي في بريدة عام 1373هـ.
و في عام 1385هـ صدر الأمر بتعيينه إماماً وخطيباً في المسجد الحرام، ورئيساً للإشراف الديني والمدرسين في الحرم المكي، وفي عام 1411هـ صدر الأمر السامي بتعيينه رئساً للرئاسة العامة لشؤون الحرمين.
وهو عضو في هيئة كبار العلماء بالمملكة.
وعضوٌ في المَجمع الفقهي.
وأحد العلماء المفتين في برنامج نورٌ على الدرب في الإذاعة السعودية. درس على يديه الكثير من طلاب العلم والعلماء، لكن من أبرزهم فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان.
من مؤلفاته:
- ديوان خطب "من منبر المسجد الحرام".
- ورسالة في "بيان حق الراعي والرعية".
- ورسالة في "حكم "الاستعانة بغير المسلمين في الجهاد".
- ورسالة في "حكم التجنس بجنسية دولة غير اسلامية".
- ورسالة في "الرد على القاديانية".
يجدر بالعلم أن ابنه الشيخ عمر بن محمد السبيل كان إماماً وخطيباً في المسجد الحرام. وقد توفي رحمه الله عام 1423هـ في حادث مروري.
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[30 - 05 - 08, 12:39 ص]ـ
والله أننا نفتقد الشيخ ... ولا ندري ماسبب انقطاعه عن الصلاة في الحرم .... نسأل الله أن يمد في عمره ويمتعه بالصحة والعافيه ونشهد الله أننا نحبه فيه ...
كلمات للشيخ محمد السبيل بعنوان ((فقد أهل السنة))
http://audio.islamweb.net/audio/listenbox.php?audioid=92390
.
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[30 - 05 - 08, 12:50 ص]ـ
تلاوة مميزة لفضيلة الشيخ عمر بن محمد السبيل (رحمة الله عليه)
http://sohari.com/nawader_t/mekkah/listen/subyyl_al3emran.ram
.
ـ[أبو عبدالله القضاعي]ــــــــ[19 - 10 - 08, 09:32 م]ـ
اخوتي جئت سائلا عنه فهل من جديد فقد سمعت عنه خبرا لا اعلم مدى صحته؟
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[21 - 10 - 08, 10:44 م]ـ
سمعنا أن الشيخ يرقد في المستشفى, نسأل الله العظيم أن يشفيه ...
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[22 - 10 - 08, 01:22 ص]ـ
ماهي اخر اخبار الشيخ
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[24 - 11 - 08, 10:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ في منزله شفاه الله نقلا عن أهل بيته ولم يعد يكثر الخروج
ـ[بوعبدالله]ــــــــ[25 - 11 - 08, 03:28 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شفاه الله وعافاه وأطال في عمره فهو من بقية السلف الصالح(159/192)
رحم الله بكراً: صاحب القرطاس والقلم
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[10 - 04 - 08, 07:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
رحم الله بكراً: صاحب القرطاس والقلم
تلقى خبرَ وفاة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد، فخنقته العبرةُ وسقطت من عينه دمعةٌ.
سأله أحدُهم: هل كانت لك بالشيخ صلة؟
قال: لم أره قط، غير أنّ كتابته أرَتْنِيه عالماً محققاً، وبحّاثة مدققاً، من طالع بعضَها يقفُ على علم جم صيغ بأسلوب فخم، لغة رفيعة عالية، وعبارة دقيقة محررة، مع تضمنها تقرير الحكم الشرعي لنوازل معضلة، وقضايا معاصرة تمس الحاجةُ لبحثها، ولا سيما مِن قِبَل مثله ممن استوت عندهم آلةُ البحث والنظر، وأنعم الله عليهم بمنة الفهم وملكة الاستنباط، وسلامة المنهج.
فلله أي علاّمة فقدت المجامعُ واللجان والمحافل العلمية! لقد غيب تحت أطباق الثرى ليلة الأربعاء علَمٌ، ودفن معه عِلْم جم، فأخلف اللهم الأمة خيراً، وأعذ الأمة من معضلات ولا مثل بكر لها.
لقد كان الشيخُ بكر رحمه الله صاحب القرطاس المحرر والقلم السيال، ضرب في التأليف والبحث بسهم لم يتأتَّ لكثير من الكبار الذين شغلوا بنحو ما شغل به من الأعباء.
فقد ولي الشيخ رحمه الله القضاءَ في المدينة النبوية، والتدريسَ في مسجدها الشريف، والإمامةَ والخطابة فيه، ثم كان وكيلاً لوزارة العدل، وعضواً في اللجنة الدائمة للإفتاء، وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، ثم ممثلاً للمملكة في مجمع الفقه الإسلامي العالمي، الذي تعقده منظمة المؤتمر الإسلامي، فاختير رئيساً للمجمع العلمي الدولي.
كما كان الشيخ عضواً في كثير من المجامع واللجان والمؤتمرات المتخصصة في داخل المملكة وخارجها، وكل هذا لم يشغله عن التأليف، في قضايا معضلة معاصرة، وأخرى تمس حاجة الساحة إليها، بل لم يشغله عن التحقيق وإخراج التراث في علوم ومعارف مختلفة.
أما النوازل الفقهية التي بحثها فما أكثرَها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
1 - التقنين والإلزام: عرض ومناقشة.
2 - المثامنة في العقار ونزع الملكية للمصلحة العامة.
3 - أدب الهاتف.
4 - حكم الانتماء إلى الفرق والأحزاب والجماعات الإسلامية.
5 - بطاقة التخفيض: حقيقتها التجارية وأحكامها الشرعية.
6 - بطاقة الائتمان: حقيقتها البنكية التجارية وأحكامها الشرعية.
7 - العلامة الشرعية لبداية الطواف.
8 - فتوى جامعة في زكاة العقار.
9 - المرابحة للآمر بالشراء.
10 - طرق الإنجاب في الطب الحديث وحكمها الشرعي.
11 - أجهزة الإنعاش وحقيقة الوفاة بين الفقهاء والأطباء.
12 - حكم إثبات أول الشهر القمري وتوحيد الرؤية.
13 - خطاب الضمان.
وغيرها، وله في تأصيل بحث النوازل كتاب: (فقه النوازل).
وقد عُنِي الشيخ رحمه الله بتأصيل العلوم، فمن ذلك كتابه المذكور في فقه النوازل، ومنه ذلك:
1 - المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل.
2 - وكتابه طبقات النسابين.
3 - وحلية طالب العلم فقد تضمن تأصيلاً في منهجية الطلب.
4 - وكتابه في التأصيل لأصول التخريج وقواعد الجرح والتعديل.
وهذا الكتاب له عليه تطبيقات عملية هي جملة من الأجزاء الحديثية تدل على تمكن من طرق التخريج، وعناية بعلم الحديث، وقد كانت هذه إحدى سمات بحثه؛ المعرفة بالدليل من الكتاب والسنة، والتعويل عليهما.
وللشيخ بحوث فقهية تدل على رسوخ قدمه في مضمار الفقهاء، أشير إلى بعضها عند ذكر ما ألفه في النوازل.
أما مؤلفاته في منهاج أهل السنة والخلاف بينهم، فنفيسة تدل على اعتدال ووسطية، مع أصالة ومعرفة بالواقع، ومن تلك المؤلفات:
1 - تحريف النصوص من مأخذ أهل الأهواء في الاستدلال.
2 - درء الفتنة عن أهل السنة.
3 - حكم الانتماء.
4 - تصنيف الناس بين الظن واليقين.
5 - هجر المبتدع.
6 - براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة.
وكل هذه الجهود لم تلهه رحمه الله عن أعداء الدين الطاعنين في ثوابت الأمة، بل فوَّق سِهامَه فأصابت مؤلفاتُه نحورَ المستغربين والعلمانيين، فأخرج لهم:
1 - الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان.
2 - عيد اليوبيل.
3 - حراسة الفضيلة.
4 - المدارس العالمية الأجنبية الاستعمارية: تاريخها ومخاطرها.
وغير ذلك.
فمن توفيق الله للشيخ أن قلمه لم يقصر على القضايا الفقهية المجردة، بل أبى إلا أن يكون حارساً للفضيلة، دارئاً للفتنة عن أهل السنة، مبطلاً لنظريات المبطلين، وله به جهود أخرى، فرحم الله صاحب القرطاس والقلم، وأخلف الأمة عوضاً عنه فُهوماً وعُلوماً، اللهم اغفر لعبدك بكر، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عَقِبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، اللهم افسح له في قبره، ونور له فيه، واجزه عن خدمة العلم أجزل ما جزيت به أهله العاملين.
للكاتب / إبراهيم الأزرق
على رابط / http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2402
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/193)
ـ[العوضي]ــــــــ[11 - 04 - 08, 05:23 م]ـ
بارك الله فيك وفي صاحب المقال أخي الكريم ,
وهناك مقالة للشيخ صلاح الدين عبدالموجود بمجلة أمتي عدد هذا الشهر عن الشيخ بكر وكنت اتمنى لو اعرف كيفية وضعه أو من يضعه بالمنتدى
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[12 - 04 - 08, 12:45 ص]ـ
ابشر اخي العوضي
- ابتسامه -
حمل ملف رحيل الشيخ بكر ابو زيد - للشيخ صلاح الدين عبدالموجود ((مقالة رائعه)) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=133291)
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[20 - 09 - 08, 10:35 ص]ـ
رحم الله بكرا كلما رأيت كلاما عنه إلا ونبشته بحثا عن معناه فهو بحق إمام جليل(159/194)
تعرف على الشيخ عبد العزيز بن ناصر الجليل
ـ[أبو محماس]ــــــــ[10 - 04 - 08, 09:53 م]ـ
النسب:
عبد العزيز بن ناصر بن سعد الجليل
* النشأة والدراسة:
الرياض – بكالوريوس صيدلة وعلوم صيدلة
* الأعمال الوظيفية:
ـ مدير دار طيبة للنشر والتوزيع (20سنة).
ـ ثم مشرف على المكتب العلمي في الدار.
* العلماء الذين درس عليهم:
ـ الشيخ / عبد الله الجبرين.
ـ الشيخ عبد الرحمن البراك، حفظه الله تعالى
* وكتب ورسائل:
ـ وقفات تربوية في ضوء القران الكريم (7 سبة مجلدات).
ـ ـ منارات في الطريق ج 1.
ـ أين نحن من أخلاق السلف؛ بالإشتراك مع الأخ بها الدين بن عقيل
رابط موقع الشيخ
http://islamlight.net/aljiliyl/index.php?option=com_frontpage&Itemid=1
ـ[الاحسائي]ــــــــ[12 - 04 - 08, 07:30 ص]ـ
بارك الله في الشيخ ونفع به الاسلام , وجزاك الله خيرا أخي على ما بذلت ..
أظن أن ما ذكرتهم من المشايخ الذين درس عليهم ليس على سبيل الحصر؟ بوركت ووفقت.(159/195)
حينما يمدح العلامة الزيات تلميذه عبدالرحيم بن عبدالسلام نبولسي (درة المغرب وأعجوبتها)
ـ[ابن عبدالرزاق الحجازي]ــــــــ[11 - 04 - 08, 06:05 ص]ـ
يقول العلامة الحبر أحمد عبدالعزيز الزيات شيخ الإقراء في زمانه ومحرر الفن وصاحب أعلى سند في آوانه عن تلميذه العلامة المقرئ عبدالرحيم بن عبدالسلام بن خليفة نبولسي، في إجازته له بالقراءات العشر الكبرى من طريق الطيبة والتي أتمها الشيخ نبولسي على شيخه الزيات في 17 يوماً وهذا مما لم يتيسر لأحد إلا أن يشاء الله
يقول العلامة الزيات
(ولقد جاد وساد، وأكمد الحساد، وبلغ رتبة الكمال، على رغم الحساد وأهل الضلال والعناد، وصار على غاية من الإتقان، وخاض بحر القرآن)
http://www.nbulsi.net/images/Pics/17.jpg
عبدالرحيم بن عبدالسلام نبولسي
ولد حفظه الله بمراكش (الحمراء) مدينة الفضائل والفواضل والعلماء الفطاحل، وبعد عام من عمره بعث به والده إلى جده ليشب في أصول القرى العربية (قرية أولاد حشاد بزمران الشرقية) من أعمال مراكش فتعلم الهجا والمفصل بالطرق العتيقة على اللوح شأن سائر الراغبين، وذلك على يد الشيخ كبّور.
ثم عاد إلى مراكش في سن السادسة من أجل المدرسة، وأتمَّ حفظ القرآن على يد والده الشيخ عبد السلام، والشيخ المصطفى البحياوي بروايتي ورش وحفص، صحب ذلك قراءة أصول الشاطبية، وألفية ابن مالك وأجزاء الصحيحين، ونخبة الفكر، والطحاوية، والواسطية، وعقيلة أتراب القصائد، وناظمة الزهر، ونونية السخاوي، ورائية الخاقاني، وغيث النفع للصفاقسي، كما صحَّح التجويد أيضاً على يد الشيخ أبي عبيدة برواية حفص من طريق الطيبة، وعليه حضر التفسير وصحيح البخاري في الحِلَق، كما قرأ النحو بالألفية على الشيخ بن علاّّل، والبلاغة على الشيخ ناجح، والشيخ عبد الرزاق المؤقت الفلكي، والتوقيت على الشيخ راغب، والفقه بالعاصمية على الشيخ شراع والشيخ الصالحي، والفرائض أيضاً عليه، وحضرها أيضاً على أبي الخير، والأصول والفقه أيضاً على الشيخ أحمد ملاح، والحديث على الشيخ بازي، والشيخ الإدريسي، والبلاغة أيضاً على الشيخ عبد السلام المسيوي، والنحو والتصريف على الشيخ الدكتور أحمد البزار، والشيخ الدكتور أحمد بغدادي، وأصول الفقه أيضاً وفقه السيرة والفقه المقارن على الشيخ الوافي المهدي، وفقه اللغة على الشيخ البايك، وتوجيه القراءات على الشيخ الدكتور الحسن وجّاج، والمعجمات على الدكتور عبد العلي الودغيري , وبعض كتاب سيبويه على الشيخ الدكتور احمد العلوي , والمزهر للسيوطي على الدكتور العطار، وفي النحو والصرف على الشيخ الدكتور محمد إبراهيم البنا، والشيخ الدكتور سليمان بن إبراهيم العايد، كما سمع من الدكتور أمجد الطرابلسي , والشيخ ناصر الدين الألباني , والشيخ أحمد الشرقاوي إقبال، والشيخ علال العشراوي شيخ القراءات في وقته بسيدي الزوين قرب مراكش , كما أخذ بعض السبع على الشيخ ألبنا ببلدتنا السابقة , والتقى بالشيخ الهلالي شيخ القراءة بمكناسة , كما التقى بالشيخ مكي بن كيران شيخ القراءة بفاس عند أخذهما سوياً عن الشيخ عبد الغفار الدروبي الجد بمكة المكرمة , ثم رحل إلى المشرق، وقرأ القران على الشيخ عبد الفتاح عجمي المرصفي.
وقرأ على الإمام الكبير محرر الفن ومسند الدهر فضيلة الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات ختمات عدة بالمدينة المنورة وبالقاهرة , آخر هذه الختمات ختمة العشر الكبرى بالطيبة مع التحرير من تنقيح فتح الكريم وشرحه، وأجازه بذلك كله، كما أجاز له الشواذ من المنتهى، وقرأ أيضاً ختمات عدة بالعشر من طريق الشاطبية والدرة على العلامة النحرير والحافظ الكبير التقي الولي عبد الغفار الدروبي الجد، وأجاز له بذلك كله , كما قرأ بالعشر من طريق الشاطبية والدرة على المسند الكبير الفاضل النحرير بكري الطرابيشي وأجاز له ذلك، كما أجاز له بكل ما تصح روايته عنه، كما أجاز له الشيخ مالك السنوسي , وعنه أيضاً في السنن والمسانيد والمسلسلات والتفاسير والسير إلى غير ذلك، كما قرأ بالإفراد على شيوخ كثيرين , كما حصل على شهادة الدكتوراه في اللغة والنحو والصرف.
... (الأعمال العلمية):
1. تحقيق: كتاب فرائد المعاني في شرح حرز الأماني لابن آجروم الصنهاجي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/196)
2. تحقيق: كتاب القول الفصل في اختلاف السبعة في الوقف والوصل لأبي زيد عبد الرحمن القاضي المكناسي.
3. تحقيق: كتاب النكت النحوية للسيوطي.
4. تحقيق: نظم البارع في قراءة نافع لابن آجروم.
5. تحقيق: نظم ألفات الوصل له.
6. تحقيق: نظم الاستدراك على هداية المرتاب لابن آجروم.
7. تحقيق: كتاب نثر المرجان للاركاتي.
8. تحقيق: كتاب غيث النفع للصفاقسي.
9. تحقيق: كتاب التيسير لأبي عمرو.
10. تحقيق: كتاب الكامل في القراءات الخمسين للهذلي.
... (المؤلفات العلمية):
1. أوجه التعليل لمرسوم التنزيل.
2. سلسلة نظرية الاحتمال في مرسوم الإمام.
3. العلل البينة في وجه حذف الألف اللينة.
4. نظرات في محذوف الألفات / بيان ما انحذف حشواً من الألفات.
5. التصور القرائي في كتاب سيبويه / سياق شاذ القراءة وما إليه من مآخذ كتاب سيبويه.
6. الضرائر الشعرية وصلتها بالواقع اللغوي.
7. مصطلح الوقف في بنية الكلمة.
8. دراسة مقارنة بين التصور اللهجي القديم وآثاره على ألسنة المُحدثين في الجزيرة العربية.
9. حرف أبي عمرو من رواية سيبويه.
... (نظم المنظومات):
1. الفريدة في آداب جمع القراءات المجيدة.
2. الأفنونة في القراءات العشر بطريق الإفراد.
3. الفنن الأورق في تحرير خلف ورش من طريق الأزرق.
4. الأوجه المقدمة في الأداء حين الجمع للعشرة القراء.
5. النظم الأمجد في ما هية أبجد.
6. نظم في حذف ألف بسم الله وطول بائه.
7. نظم في مثلث قطرب.
8. النظيم الماتع في الأوجه المقدمة للسبعة عند المفرد والجامع.
9. سلسلة نظم النكت النحوية والصرفية ... وما إلى ذلك.
... (العمل الحالي):
** أستاذ النحو والصرف بكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.
** أستاذ القراءات بمعهد الإمام الشاطبي التابع للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة.
** أستاذ توجيه القراءات بكلية اللغة العربية بمراكش سابقاً.
** شيخ الإقراء بالمغرب الأقصى.
** مؤسس ورئيس جمعية الإمام نافع لتعليم القرآن والتعريف بالقراءات.
** عضو المجلس العلمي بجمعية تحفيظ القرآن الكريم بجدة.
** عضو الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه.
** عضو الجمعية العلمية السعودية للأدب العربي.
ـ[العوضي]ــــــــ[11 - 04 - 08, 05:21 م]ـ
بارك الله فيك على هذا الموضوع أخي الكريم
ـ[ابن عبدالرزاق الحجازي]ــــــــ[18 - 04 - 08, 04:28 م]ـ
بارك الله فيك أخي العوضي
وهذا نظم للشيخ
النظيم الماتع في الأوجه المقدمة للسبعة عند المفرد والجامع
د. عبد الرحيم بن عبد السلام نبولسي
http://www.nbulsi.net/images/pdf.png (http://nbulsi.net/pdf/Alnazeem_Almate3.pdf)
ـ[أشرف بن صالح العشري]ــــــــ[19 - 04 - 08, 04:03 م]ـ
بارك اللَّه فيكم أخي الفاضل، وزادكم من فضله.
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[01 - 05 - 08, 01:22 ص]ـ
بارك اللَّه فيكم أخي الفاضل
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[01 - 05 - 08, 01:26 ص]ـ
صدقوني في المغرب هناك العديد من أمثال شيخنا النابلسي: مثل الشيخ عبد الكبير و الشيخ السحابي، ولكن عيبهم أن مطلعهم الغرب!
ـ[توفيق الصائغ]ــــــــ[01 - 05 - 08, 11:48 ص]ـ
بالمناسبة والشيئ بالشئ يذكر .. أستاذنا وشيخنا النبولس في كرب عظيم، إذ هجم الخبيث على فلذة كبده، وهو الآن في بلاد الفرنسيس لعلاج ابنه، فالدعاء له مبذول، (اللهم فرج عن الشيخ همه، ونفس كربه، واشف ابنه، يارب بقدرتك عاجلا غير آجل)
ـ[أبوقتادة السعدي الأثري]ــــــــ[01 - 05 - 08, 05:11 م]ـ
(اللهم فرج عن الشيخ همه، ونفس كربه، واشف ابنه، يارب بقدرتك عاجلا غير آجل)
اللهم آمين
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[04 - 05 - 08, 02:54 ص]ـ
لا حول و لا قوة إلا بالله
اللهم فرج عن الشيخ همه .. اللهم آمين
ـ[ابن عبدالرزاق الحجازي]ــــــــ[05 - 05 - 08, 11:30 م]ـ
صدقوني في المغرب هناك العديد من أمثال شيخنا النابلسي: مثل الشيخ عبد الكبير و الشيخ السحابي، ولكن عيبهم أن مطلعهم الغرب!
أخي أبو اسحاق
من نظر لعلم هذا الرجل وتمكنه علم أنه لا مثيل له في المغرب
وقد يوجد كما ذكرت قراء ومختصصين في القراءات في المغرب، لكن في الحقيقة يبقى النبولسي شيخ قراء المغرب الأقصى بلا نزاع، فإذا نظرت في أسانيد الرجل وجدتها أعلى الأسانيد في هذا الزمان وقد جمعها من صفوة قراء الزمان
فبعضهم كما تعلم كان يقول بأن سند الطرابيشي هو أعلى الأسانيد في الشاطبية وسند الزيات أعلى في الطيبة
لكن النبولسي جمع ما عند الزيات والدروبي والطرابشي وهذه ميزة لا أظن أنها توجد عند أحد في المغرب على الأقل
وإذا نظرت إلى مشاركة الشيخ في الفنون الأخرى وجدته حاضراً فيها بقوة
وإذا نظرت إلى أدائه وترتيله وجدته مدرسة في التغني بالقرآن الكريم وتجويده
وإذا نظرت إلى أدبه وجدته عَلَماً في هذا الباب ومن عاشره وتشرف بالكلام أو الجلوس معه علم أنه لا يجالس إلا صاحب علم وأدب بحق!
فأحسب الشيخ (والله حسيبه ولا أزكيه على الله) من أهل العلم الربانيين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/197)
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[06 - 05 - 08, 03:44 ص]ـ
جزاك الله بالحسنى
ـ[ابن عبدالرزاق الحجازي]ــــــــ[20 - 05 - 08, 12:43 ص]ـ
بارك اللَّه فيكم أخي الفاضل، وزادكم من فضله.
وإياكم أخي الكريم
بارك اللَّه فيكم أخي الفاضل
وإياكم أخي الفاضل
بالمناسبة والشيئ بالشئ يذكر .. أستاذنا وشيخنا النبولس في كرب عظيم، إذ هجم الخبيث على فلذة كبده، وهو الآن في بلاد الفرنسيس لعلاج ابنه، فالدعاء له مبذول، (اللهم فرج عن الشيخ همه، ونفس كربه، واشف ابنه، يارب بقدرتك عاجلا غير آجل)
جزاكم الله خيراً يا شيخ توفيق وتقبل الله دعائكم
ـ[ابن عبدالرزاق الحجازي]ــــــــ[05 - 06 - 08, 03:13 ص]ـ
لا حول و لا قوة إلا بالله
اللهم فرج عن الشيخ همه .. اللهم آمين
آمين
جزاك الله بالحسنى
وجزاك بالحسنى وزيادة
ـ[ابن عبدالرزاق الحجازي]ــــــــ[03 - 07 - 08, 06:16 م]ـ
الدكتور عبد الرحيم النابلسي عالم القراءات القرآنية في حوار مع التجديد
--------------------------------------------------------------------------------
يعرف شهر رمضان الكريم إقبال الناس على المساجد خاصة لصلاة العشاء والتراويح، ويبحثون عن الصوت الحسن الذي تهتز له الأفئدة وتقشعر له الجلود ويساعد على خشوع الأعضاء في الصلاة، الشيخ عبد الرحيم النابلسي واحد من أنجب أبناء مدينة مراكش في مجال قراءة القرآن، شهد له شيخه أحمد عبد العزيز الزيات المرجع الأول في القراءات القرآنية في هذا العصر وقال عنه بالحرف: "سيقرأ علي وعن طريقه ينتقل إسنادي إلى المغرب". ومن النوادر أن قرأ على هذا الشيخ القراءات العشر الكبرى في سبعة عشر يوما، وهذا مما لم يتيسر لأحد في هذا العصر، وهو حاصل على دبلوم الدراسات العليا في القراءات وعلى دكتوراه في النحو والتصريف، رجع إلى المغرب ويريد أن ينشئ معهدا للقرآن بمراكش، التجديد التقت به، فخصها بهذا الحوار:
الشيخ عبد الرحيم النابلسي غني عن التعريف بمراكش، لكن نحب أن يعرف قراء التجديد المشوار الذي قطعتموه للوصول إلى هذه المرتبة العلمية الرفيعة في قراءة القرآن.
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين. بادئ بدء الله تعالى هو الغني عن التعريف ونحن كالضمائر لا تعرف إلا بالسياق، وما النابلسي إلا نقطة في بحر القرآن، فعسى الله أن ينفعه وأن ينفع به، أخذت البكالوريا بمدرسة ابن يوسف للتعليم الأصيل بمراكش، ثم التحقت بكلية اللغة العربية، حينها درست إلى السنة الثالثة، فراسلتني كلية القرآن بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة فانتقلت إليها، ومكثت هناك شهورا، ثم رجعت إلى كلية اللغة، وفي كلية القرآن التقيت بمشايخ وبأعلام وبمصابيح الدجى الذين نستنير بهم في هذا العصر، وأعلاهم وأزكاهم وأفضلهم وأوفرهم علما، سيدنا العلامة فضيلة الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات، هذا الرجل هو نبراس يحتدى وشهاب تقتبس منه الأقباس وهو مرجع الدنيا الآن في القرآن، تعلم على يديه جلة علماء القراءة في هذا العصر أمثال الشيخ محمود خليل الحٌصري، والشيخ أحمد سيبويه البدوي والشيخ عبد الفتاح المصرفي والشيخ عبد الرازق والشيخ عبد الرافع رضوان والشيخ الدكتور عبد العزيز إسماعيل والشيخ تميم الزعبي، والشيخ أيمن سويد، والشيخ عبد القهار من سوريا والشيخ عبد الحكيم، ومجموعة من الأعلام لا يحصون عددا وجلهم انتقلوا إلى عفو الله، وتلامذة الشيخ الزيات الذين أخذوا عنه مباشرة، يعتبرون من الطبقة الأولى في هذا العصر. وكان من فضل الله أن دخلت إلى كلية القرآن التي لا يدخلها إلا الحافظ المرتل، وكنت على رأس الذين تقدموا للمباراة، وكان من نصيبي أن يختبرني الشيخ عبد الرافع رضوان وهو من أعلام القراءات بلا منازع، فأعجب بالقراءة وبالحفظ، وبالإتقان. فأوقفني وسألني أين قرأت وكيف قرأت وقال كأنني استمع الآن إلى الشيخ الحٌصري، فأخبرته بما تيسر. وقام بإخبار أساتذة مراجعة المصحف بالمجمع الملك فهد، وكان الشيخ الزيات في قاعة الأساتذة الذي قال احملوني إليه، قالون بل نحمله إليك قال لابد أن أذهب إليه فدخل، فقمت لأقبل يده، فقالوا من هذا، قلت الشيخ الزيات، قالوا كيف عرفته، قلت لقد جئته قاصدا، فكيف لا أعرفه، فاختبرني الشيخ المرصفي رحمه الله، وقال لي أن أقرأ آية فقرأتها فأقسم بالله ألا أختبر بعدها،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/198)
وقال يا ولدي أنت لست مغربي، والمغاربة ما قرؤوا القرآن بهذا الشكل فأنت مصري واذهب ابحث عن جذورك في مصر، فقال له الشيخ الزيات ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، العلم لا وطن له. فاقترح على المشايخ، وشهد فيّ الشيخ الزيات مع كبر سنه بقوله ًسيقرأ علي وعن طريقه ينتقل إسنادي إلى المغربً، ومعلوم أن تلامذته هم المنتصبون للإقراء. وقرأت عليه ختمة بقراءة ابن كثير ثم برواية ورش، ثم قرأت عليه شيئا بالقراءات السبع ولكن والحمد لله قرأت ختمة بالعشر الكبرى وهي ما تسمى بختمة الطيبة مع الشواذ، لي منه إجازة وإسناد بالقراءات العشر الكبرى وكذلك بالقراءات الشاذة وهذا أعلى ما يوجد الآن في الدنيا، بعدها كنت قرأت في جامعة أم القرى حيث أخذت الماجستير دبلوم الدراسات العليا في القراءات بتحقيق كتاب اسمه القول الفصل في اختلاف السبعة في الوقف والوصل لأبي زيد عبد الرحمن بن القاضي المكناسي تحت إشراف الدكتور الشيخ العلامة أحمد مولاي أحمد العلوي، حينها درّست في كلية اللغة وانتقلت مرة أخرى إلى جامعة أم القرى وسجلت بها دكتوراه الدولة تحت عنوان فرائض المعاني في شرح وإعراب حرز الأماني للإمام العلامة الصنهاجي صاحب المقدمة، وله شرح من أغنى الشروح للشاطبية، وهو عندي، أنا، أزكى من اللآلئ الفريدة للفاسي ومن كنز المعاني للجابري، لأن كتب الرجل كانت تطبيقا لكتاب سيبويه في الشاطبية، وكان هذا الرجل مغمورا لا يعرف إلا بمقدمته، وقد عرفنا به وكان تعريف سابق من الدكتور العلامة عبد الهادي احميتو من أسفي يعنى بالعلم، واجتمعنا على التعريف بهذا الرجل، وتعتبر هذه الترجمة التي ترجمت له من أوسع التراجم لأني نحتها من صخور التراجم، ونوقشت هذه الرسالة وحصلت على الدرجة الأولى في جامعة أم القرى.
هذا الخير الذي عمكم، هل تنوون إشاعته على طلاب العلم وعشاق القرآن بالمغرب؟
درست القرآن بجامعة أم القرى وعرض علي التدريس في جامعات المملكة العربية السعودية، وكنت اختيرت لتسجيل المصحف المرئي للقراءات العشر في رابطة العالم الإسلامي، لكن السفر حال بيني وبين ذلك، واختيرت في الجامعة الخيرية الكبرى للقرآن للتعاقد مع وزارة المعارف بالسعودية، وعرضت علي مناصب كبيرة في الإمارات وأمريكا، وكندا وفي بريطانيا لكن اخترت المغرب لأنه المحتث ولأنه المنمى ولأنه الأصل، وحتى لا يضيع أبناء المغرب، فقد كنت كالأولى من الأعلام المغاربة الذين رحلوا لكي ينهلوا من المعين الصافي المشرقي ويؤسسوا مدارس. ونحن بصدد تأسيس مدرسة كبرى للقراءات ووضعنا خطتها، وسنشرع في عمل تأسيس معهد كبير يعنى بالقراءات على غرار المعهد الأزهري القديم الذي كان في الأربعينيات على أيام الضباع والحسيني وغيرهما، وسيكون مرجعا للقرآن بالقراءات المتواترة والشاذة، و كل ما يعنى برسم القرآن ضبطا ورسما ووقفا وابتداء وانتهاء وقراءة، وقد طلبتني وزارة الأوقاف للتنسيق معها، وسيكون نبراسا في المغرب الأقصى ونريد أن نحيي ما مات في الأزهر الشريف، وسيكون فيه لجنة الإشراف على تسجيل المصاحف، ولجنة الإشراف على طباعة المصحف الشريف بدل أن نرسله إلى القاهرة ليراجع، وسنخرج تلاميذ بل أمما في القراءات التي نريد أن نحييها فقط، لأنه كانت في المغرب مدرسة لا يعلى عليها، وإذا تفحصتم الأسانيد لن تجدوا إسنادا متواترا إلا وهو موصول بحلقة مغربية، فلابد أن تمر الأسانيد بأبي القاسم الشاطبي، وبسليمان بن نجاح، وبن غلبون، وبأبي عمر الداني، وبمكي بن أبي طالب القيسي، وغيرهم كثير، وحصلنا على أسانيد تمر بأبي زيد القاضي، وبجمعة الهبطي والفاسي وبابن غازي، ونريد إن شاء الله أن نحيى ما أميت، ففي عصر المرينيين، في أواخر القرن السادس والقرن السابع المدرسة المغربية كانت هي المعين الوحيد للقراءات في العالم كله، ولكن للأسف انقطعت أسانيدهم، والآن كل الأسانيد التي لا تأتي من المشرق تعتبر مدخولة وناقصة ومبتورة ولا تقوم بها حجة ولا ينهض بها دليل، ونحن ما خرجنا إلا لوصل هذه الحلقة العلمية.
ما هو برنامجكم في هذا المعهد؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/199)
سيدخل المعهد الحافظون للقرآن بعد المباراة، فخلال الأربع سنوات، ستقرأ فيه القراءات السبع عن طريق الشاطبية في السنوات الثلاث الأولى والسنة الأخيرة ستقرأ فيها القراءات الثلاث المتممة للعشر من طريق الدرة، وسنتان للتخصص لمن يريد القراءات العشر الكبرى عن طريق الطيبة وسنة أخرى للقراءات الشاذة ويتخرج من هذا المعهد أعلام في القراءات العشر الصغرى والكبرى، وسنبدأ بعد شهر رمضان وسنبدأ بمحاضرة عن دور القرآن في التربية وإحياء القراءات، وسنعلن عن المباراة في الجرائد والإذاعة، ويتقدم الطلبة، وعلى الله قصد السبيل.
معلوم أن صناعتكم هي النحو، فما علاقة النحو بالقراءات؟
تخصصي وصناعتي هي النحو والتصريف لكن وظفت اللسانيات، لخدمة القراءات ولخدمة القرآن في دلالة الوقف والابتداء، فصناعتي هي النحو وهوايتي هي القراءة، و هما متلازمان، فلابد لأحدهما من الآخر، لأن القراءة من دون النحو تصير كارثة، قال الشيخ عبد الغني الحٌصٌري القيرواني وهو مغربي أندلسي في قصيدة له في القرن الخامس الهجري في قراءة نافع:
ولقد يدعي علم القراءة معشر وباعهم في النحو أقصر من شبر
فإذا قلت ما وجه هذا وإعرابه رأيت طويل الباع يقصر عن فكر
ويقول كذلك:
وأحسن كلام العرب إن كنت قارئا وإلا فتخطي حين تقرأ أو تقري
هل يعني أن النحو سيكون حاضرا في معهدكم؟
لا بد للمتقدم للمباراة أن يحمل معه شيئا من النحو بما يعينه على التعليل والتوجيه، وهو من شروط حفظ القرآن، وعلى الأقل أن يحفظ المقدمة للصنهاجي، ثم نقرأ معهم قطر الندى وألفية مالك، لأن عندنا مادة تسمى توجيه القراءات وهي بمعزل عن القراءات. والذي قرأ الحجة للفارسي وغيرها عرف مدى ارتباط النحو والتصريف بالقراءات، وكانوا في جامعة أم القرى يقولون ما الربط بين النحو والقراءة، وقد رفضوا في الأول أن يحقق كتاب القراءات في قسم تخصص النحو والصرف، لكن اقتنعوا بأن النحو هو موضوع القرآن، وقد ينسى الحافظ حتى إذا ما غاب عنه الوجه القرائي تذك. وإن كنا لا نعتمد على النحو والتصريف في القراءات ولكن يشدان من أزرنا إلى أن نسلك في القراءة طريقة سلكها الأول، وما نحن فيما مضى كما قيل إلا كبقل في أصول نخل طوال.
ما هم مشاهير القراء الذين تأثرتم بهم؟
كان الشيخ المنشاوي مثلا عندي وكان عبارة عن قمر من أقمار الناس فقد كنت أقلده وكنت أظن نفسي المنشاوي، وقلدت عبد الفتاح شعشاعي وقلدت الشيخ كامل يوسف البهتيمي، ولكن كنت مغرما ومجنونا بالشيخ المنشاوي وكذلك بالشيخ الحٌصري، ولكن تنبهت إلى شيخ آخر هو الشيخ مصطفى إسماعيل فوجدته أميرا في هذا الباب فعولت عليه، وانتقلت إليه بالجملة وصحبته ما يزيد عن عشر سنوات، ثم اكتشفت الشيخ محمد رفعت، فكونت مدرسة لي من خلاله، فبدأت أتعلم من نبرات صوته وكان يحزنني ويطربني ويبكيني وكنت أسوق السيارة وأستمع إليه وقد أقف في الطريق بدون شعور، لكني بالأخير وضعت برنامجا خاصا أونوعا من الاستقلال في القراءة وإن كنت أحن إلى بعضهم، وتسمعون بعض الترانيم في التراويح.
بعض القراء يتعمدون تتبع النغمات، كيف ترون هذه المسألة؟
ليس الغرض عندي تتبع النغمات الموسيقية، وقد سئلت هل درست الموسيقى، فأنا لم أدرس موسيقى، بل أفتتح القراءة بالتساؤل القرآني أفلا يتدبرون القرآن؟ فاعيش معه،فيجب على القارئ أن يكون هكذا ولا يتتبع النغمات فأنا لا أوافق على ذلك وكنت سمعت لأنموذج في إحدى الإذاعات وما أعجبت بذلك، لأني سمعت الرجل يتتبع نغمة أو مقاما موسيقيا فقد ينقطع نفسه قبل أن يتم الآية، وقد يتكلف ونهينا عن التكلف. فالقرآن يجب أن يقرأ غضا طريا وله حلاوة، و قد تحصل القارئ منه على المقام أو النغمة تساعد الناس على الخشوع، فيعني ذلك أنه إذا جاءت عفوية فلا بأس أما أن تتبع الألحان لتستعملها في القرآن، فهذا خطأ محض. و أنا أنهى الطلبة على تتبع النغمات، فالأصل في القرآن هو إخراج الحرف من مكانه والوصل في محل الوصل والوقف في محل الوقف. فإذا جاء شيء على سليقة قبلناه أما تتبع النغمات فلا يجوز بحال من الأحوال. و الأصل عندنا هو موسيقى القرآن، فللوعد والوعيد موسيقى خاصة، وللتبشير بالجنة موسيقى خاصة وللأحكام موسيقى خاصة، للترهيب والترغيب موسيقى خاصة، و قد تستفيد الموسيقى العربية من القرآن وقد استفادوا من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/200)
الشيخ محمد رفعت وسمعنا أن بعض المغنيين يقلدون هذا الشيخ وذكر لي المشرف على رسالتي في الدكتوراه محمد إبراهيم البنا أن الشيخ محمد رفعت كان يقرأ القرآن في القصر الملكي وكانت أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب يجلسان أمامه، وكان إذا أتم مقطعا أو أية كانا يجريان ليقبلا يده، ثم يرجعان إلى مكانهما.
هل يوجد شيوخ بالمغرب تذكرون لهم الفضل عليكم؟
إن كان لأحد فضل علي بعد الله عز وجل ثم والدي فهو ل ًأبا عبيدة ً المحرزي بمدينة مراكش، هذا الرجل أنبت الشعر في رأسي، وكان يحفزني وهو الذي عندما كنت سأهاجر في سنة1987 كان لي عونا حتى أخرجني من المغرب وحينها قال ً يا ولدي إذا أدخلت لنا القراءات إلى المغرب، فلا نسألك شيئا بعدها، وكنت أرى فيه ما أرى في غيره، فهو الذي بعث مواهبي، وهنا ك شيخ آخر قرأت عنه القرآن وهو الشيخ مولاي المصطفي البويحياوي من طنجة، هذا كنت أركب كتفه، وكان يربيني كما يربى الطفل وكان يعلمني كما يعلم الصبي.
وماذا عن تلامذتكم؟
تخرج علي يدي تلامذة كثيرون من نيجيريا ومن السودان ومن اليمن ومن السعودية ومن سوريا ومن بنغلادش ومن ماليزيا ومن المغرب منهم من أخذ القراءات السبع ومنهم من أخذ القراءات العشر. وأذكر من المغاربة أحد المشايخ وهو الذي بدأت فيه هنا بالمغرب، اسمه الشيخ السعيد الكمالي، ومن الغرائب أنه في الطيران ولا علاقة له بهذه الأشياء وكان يأتيني في كل أسبوع إلى مدينة مراكش لمدة ثلاث سنوات حتى ختم القراءات السبع وأجيز بها وهو الآن يقرئ بمدينة الرباط، وقرأ علي الشيخ خالد طاهر صدقي وهو من الأعلام، وعندي مشايخ كثيرون.
متى حفظتم القرآن؟
حفظت القرآن هنا بالمغرب برواية ورش عن عاصم على حسب المتعارف والمتيسر، في سن التاسعة، يعني في سن مبكر حتى أنني قرأت المفصل في سن لم أعه، ولحد الآن لازلت اسأل والدي متى حفظت المفصل، ووالدي اهتم بي اهتماما بالغا ويكاد يكون مبالغا فيه واهتم بتربيتي تربية حسنة، وسهر على ذلك، وكان أمنيته أن يراني حافظا للقرآن معلما له مرتلا له وأتم الله له ما أراد، و أسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الختام.
هل سيكون للأطفال نصيب في معهدكم هذا؟
سيكون قسم للتحفيظ استدركناه، لأن الناس طلبوا منا ذلك، وسيكون قسم للطالبات وقسم للطلبة، واخترنا لهم محفظين على أعلى مستوى. أما المعهد فهو شيء آخر.
أجرى الحوار عبد الغني بلوط
ونشكر كل من ساعد على إنجاز هذا الحوار
1/ 10/2002
ـ[الخريبكي]ــــــــ[12 - 08 - 08, 07:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. قد سمعت من أحد المقربين من الشيخ عبد الرحيم النابلسي أن ابنه عاصم الذي كان يعالج في فرنسا قد توفي رحمه الله وألهم أباه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[ابن عبدالرزاق الحجازي]ــــــــ[01 - 01 - 09, 05:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. قد سمعت من أحد المقربين من الشيخ عبد الرحيم النابلسي أن ابنه عاصم الذي كان يعالج في فرنسا قد توفي رحمه الله وألهم أباه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
نعم بالفعل هذا الخبر صحيح وقد توفي عاصم ابن الشيخ عبدالرحيم يوم الجمعة 7/ 8/1429هـ في مدينة مراكش وصُلي عليه ودفن فيها
رحمه الله رحمة واسعة وعوض الشيخ عبدالرحيم واهله خيرا(159/201)
هل ممن معرف للشيخ أ. د نزار الريان؟!
ـ[الاحسائي]ــــــــ[11 - 04 - 08, 10:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد نبذة عن هذا الشيخ _علما وجهادا وعبادة ودعوة وعدالة_ وما علمته أن الشيخ من أهل غزة وهو أستاذ في الحديث ..
بوركتم ووفقتم ..
ـ[الاحسائي]ــــــــ[13 - 04 - 08, 03:52 م]ـ
لازلت انتظر!!
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 04 - 08, 04:49 م]ـ
http://mohasisi.maktoobblog.com/367769/ البطل_المغوار_الأستاذ_الدكتور_نزار_ريان_العسق لاني
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 04 - 08, 04:50 م]ـ
http://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=230283
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 04 - 08, 04:56 م]ـ
قريباً: إمداد المنعم شرح صحيح الإمام مسلم
قريباً: إمداد المنعم شرح صحيح الإمام مسلم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=647201#post647201
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 04 - 08, 04:57 م]ـ
http://www.muslm.net/vb/showthread-t_285958.html
ـ[ايمن العدلي]ــــــــ[13 - 04 - 08, 05:06 م]ـ
الشيخ نزار ريان هو من القادة السياسيين لحركة حماس، وهو خطيب في مساجد جباليا .. في غزة
وهو من المجاهدين باللسان والسنان ..
له مكتبة كبيرة نعتبر الثالثة من نوعها في غزة، ويعمل بها عدد من الباحثين ..
وهواستاذ الحديث الشريف بالجامعة الاسلامية بغزة ..
ومن المهددين بالاغتيال من اسرائيل .. !
له ابن شهيد هو ابراهيم ريان ...
متفرغ الان لاخراج شرحه على مقدمة مسلم والدخول في الكتاب ..
اخذ عن عدد من العلماء:
الشيخ ناصر العمر
- الشيخ سفر الحوالي
- الشيخ عبدالله الأمين الشنقيطي
- الشيخ أحمدحمدان الغامدي
- الشيخ موسى القرني
وافضل تلرجمة له في ملتقى الحوار
http://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=230283
والله اعلم
ـ[محمد العمودي]ــــــــ[17 - 04 - 08, 03:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ وفقه الله كان له درس في بيته كل ثلاثاء وقد حضرت له عدة مرات
وهو ناشط سياسي إ سلامي من الدرجة الأولى وكان رحمه الله دائماً همه أوضاع المسلمين عامة وفلسطين خاصة نحسبه والله حسيبه
ـ[أبو طلحة العتيبي]ــــــــ[20 - 06 - 08, 04:37 ص]ـ
الشيخ أحمد سعد حمدان الغامدي
وليس أحمد حمدان
وجزاكم الله خيرا
ـ[الاحسائي]ــــــــ[25 - 06 - 08, 10:24 ص]ـ
بوركتم جميعا ووفقتم , ونفع بعلم الشيخ وجهاده وأخلاقه , قهذا والله القدوة المبارك يوم قلت القدوات من مثل هذا النوع , علما وعملا وجهادا.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[01 - 01 - 09, 06:08 م]ـ
تقبل الله الشيخ في الشهداء.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[01 - 01 - 09, 07:24 م]ـ
شرحه الصوتي لكتاب الورع:
http://muntada.islamtoday.net/t29810.html
رحمه الله ورزقه منازل الشهداء.
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[01 - 01 - 09, 08:38 م]ـ
إنا لله و إنا إليه راجعون
فقد استشهد د. نزار ريان منذ بضع ساعات بعد أن قصف منزله بطائرات الصهاينة في مسلسل عدوانهم على غزة
أسال الله تعالى أن يرحم الرجل و أن يتقبله عنده في الشهداء
و أن يرفع البلاء عن إخواننا في غزة
و أن يعذرنا و يعذرونا على تقصيرنا و قلة حيلتنا و حيال المفسدين في الارض دون نصرة اخواننا هناك
اللهم معذرة اليك
اللهم ارحم قتلاهم و تقبلهم عندك في الشهداء
الله ارفع عنهم البلاء
اللهم أهلك أعدائهم و كل من شارك في هذه الجريمة
و أعنا يا رب على إعانتهم بكل ما نستطيع و بصرنا بأمورنا و ما نستطيع عمله
ـ[عصام فرج محمد مدين]ــــــــ[01 - 01 - 09, 09:09 م]ـ
أسال الله تعالى أن يرحم الرجل و أن يتقبله عنده في الشهداء
و أن يرفع البلاء عن إخواننا في غزة
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[01 - 01 - 09, 11:28 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة، وتقبله في عداد الشهداء هو وأسرته من نساء وأطفال الذين قتل اليهود أكثرهم معه.
آلمنا خبره والله، ولكن نرجو له كل الخير، وأخلف الله على أهل غزة أمثاله.
وسبحان الله: رسالته العالية (الماجستير) كانت في جمع أحاديث الشهادة والشهيد، جعلنا الله وإياه منهم.
ـ[أبو أنس الحريري]ــــــــ[02 - 01 - 09, 12:22 ص]ـ
تقبل الله الشيخ في الشهداء.
اللهم آمين
رحمه الله ورزقه منازل الشهداء
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[02 - 01 - 09, 12:45 ص]ـ
وسبحان الله: رسالته العالية (الماجستير) كانت في جمع أحاديث الشهادة والشهيد، جعلنا الله وإياه منهم.
سبحان الله!
رحمه الله رحمةً واسعةً ..
في جامعة؟ ومن المشرف؟
ـ[أبو طلحة العتيبي]ــــــــ[02 - 01 - 09, 01:00 ص]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه
اللهم تقبله اللهم تقبله اللهم تقبله
إبحثوا عنه في قوقل ستجدون شيئا عجبا
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[02 - 01 - 09, 01:26 ص]ـ
[ quote= أبو طلحة العتيبي;956066] رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه
اللهم تقبله اللهم تقبله اللهم تقبله
آمين
ـ[أبو وسام الأزهرى]ــــــــ[02 - 01 - 09, 02:02 ص]ـ
لاحول ولاقوة إلا بالله ..
أسأل الله أن يتقبل الشيخ المجاهد نزار ريان من الشهداء.
اللهم انصر اخواننا المسلمين المجاهدين المستضعفين في كل مكان. وانصرهم في فلسطين وفي غزة.
اللهم عليك بدولة إسرائيل. اللهم ارنا فيهم عجائب قدرتك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/202)
ـ[حارث همام]ــــــــ[04 - 01 - 09, 09:45 ص]ـ
الدكتور نزار أبو بلال رحمه الله ممن تتلمذ على الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك حفظه الله، وقد علمت بأنه كان يحادثه قبل 24 ساعة من وفاته، ومعي الآن شيء من مكالمته الأخيرة مسجلة وهي تدل على علم وحسن اعتقاد وصدق وثبات أحسبه كذلك والله حسيبه .. فرحمه الله وغفر له ورفع درجته في المهديين وخلفه في عقبه في الغابرين.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[04 - 01 - 09, 11:24 ص]ـ
الدكتور نزار أبو بلال رحمه الله ممن تتلمذ على الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك حفظه الله، وقد علمت بأنه كان يحادثه قبل 24 ساعة من وفاته، ومعي الآن شيء من مكالمته الأخيرة مسجلة وهي تدل على علم وحسن اعتقاد وصدق وثبات أحسبه كذلك والله حسيبه ..
رحمه الله وغفر له.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 01 - 09, 01:20 م]ـ
الدكتور نزار أبو بلال رحمه الله ممن تتلمذ على الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك حفظه الله، وقد علمت بأنه كان يحادثه قبل 24 ساعة من وفاته، ومعي الآن شيء من مكالمته الأخيرة مسجلة وهي تدل على علم وحسن اعتقاد وصدق وثبات أحسبه كذلك والله حسيبه .. فرحمه الله وغفر له ورفع درجته في المهديين وخلفه في عقبه في الغابرين.
وهنا الجزء الذي عرض من مكالمة الشيخ البراك مع الشيخ نزار - رحمه الله - في قناة دليل
منقول عن
http://www.rofof.com/16ob1ic/%FEmqt3_Swt_%FD11%FD.html
ـ[حارث همام]ــــــــ[05 - 01 - 09, 10:26 م]ـ
وهذا جزء آخر من الكلمة ولعله يتيسر لي تعزيزه بثالث عزيز.
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[05 - 01 - 09, 10:57 م]ـ
الدكتور نزار ريان عرفته طالباً وعرفته مجاهداً
الشيخ عبد الرّحمن البراك ـ حفظه الله ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وبعد،
فأسأل الله أن يغفر لأبي بلال ويسكنه فسيح جناته ويحسن عزاء والدته وأبنائه وكل من بقي من أهله إخوانه وزملائه في الجهاد ..
لقد عرفت الدكتور نزار عندما كان طالباً في كلية أصول الدين في الرياض فكان من خيرة الطلاب تحصيلاً وإقبالاً على العلم مع الأدب وحسن السيرة، ثم واصل مسيرة العلم حتى نال درجة الدكتوراة في علوم الشريعة وإلى جانب مسيرته العلمية رغب أن يكون جندياً في جهاد أعداء الله اليهود الظالمين المحتلين للقدس وفلسطين بلاد الإسلام، فكان هو وأسرته ممن جعلوا الجهاد لليهود أهم همومهم من منطلق الجهاد لإعلاء كلمة الله، فقد قدم ابنه إبراهيم الذي قتل على أيدي اليهود مجاهداً، ولم يزل أبو بلال سائراً على هذا الخط حتى صار أحد قادة المجاهدين الصابرين على البلاء.
وما نتج عن حصار اليهود لغزة في السنتين الأخيرتين، ومع عظم ما ابتلوا به من حصار وتدمير فقد كانوا يتسمون بالبسالة والصمود والثبات، فسبحان من ثبت قلوبهم أمام هذا الغزو، وهذا المصاب الفادح، ومن المصادفات العجيبة الجارية بقدر الله أنه اتصل بي أبو بلال في آخر يوم قبل مصيبته بأربع وعشرين ساعة، وقد استغرق الحديث معه أكثر من ربع ساعة، ووصف لي ما يعاني منه أهل غزة من التجويع والترويع حتى إنه قال لي وهو يحدثني: إن البيت والأرض الآن تتزلزل الآن! وقد عجبت من حديثه وهم بهذه الحال لما يتسم به من الثبات، فلا يظهر على حديثه أي تأثر، فدعوت الله له ولإخوانه من أهل غزة بمزيد الصبر والثبات، وأن يكشف الله عنهم الشدة، ثم بلغنا نبأ ضرب اليهود لمنزله وما نتج عن ذلك من قتله ومعظم أسرته، نسأل الله أن يبلغهم منازل الشهداء وأن يرحم الجميع وأن يغفر لهم، ويجبر والدته ومن بقي من أولاده، وأن يجعلهم خلفاً صالحاً، ولقد وجدت لمصابه وقعاً عظيماً في نفسي، لاسيما مع قرب العهد بالحديث معه، فما أقرب الآخرة من الدنيا، نسأل الله أن يحيينا حياة طيبة، وأن يثبتنا على دينه، وأن يكشف البلاء عن أهل غزة، وعن سائر المظلومين والمستضعفين،
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[فهد السند]ــــــــ[19 - 01 - 09, 05:10 م]ـ
رحمه الله وتقبله شهيداً
من النوادر الذي جمعوا بين العلم والجهاد
هكذا فليكن علماء الأمة يقودون مسيرة الجهاد بالقلم والسنان!
ـ[أبو طلحة العتيبي]ــــــــ[20 - 01 - 09, 01:55 م]ـ
رحمك الله شيخي نزار ريان
أ. أحمد عبد العزيز القايدي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/203)
كان كثيرا ما يتحدث شيخنا عن الشهادة والشهداء، وخصص إحدى رسائله العلمية عنهم، ومسجده خرج منه أكثر من 70 شهيدا، في العدوان الأخير على غزة، عرضوا عليه تأمينه كما يحصل مع كل القادة، ولكنه رفض وأصر على مواجهة العدوان مع الناس، وكان أمر الله قدراً مفعولاً.
أول لقاء بشيخنا في منزل الدكتور سعود مختار بمدينة جدة، فالشيخ نزل في ضيافة الدكتور، وكانت هناك ندوة عن واقع الأمة، حضرها جمع غفير، وتكلم كثيرون، ولم يشكل الأمر لنا فرقا، لكن عندما تكلم الشيخ كان هناك فرق، تسمع كلمات العز والإباء والصمود تصدر من رجل يعرف معانيها، وليس مجرد شخص يحفظها أو قرأها في كتاب، ثم عاد وألقاها من جديد على طلابه .... الشيخ رجل مختلف لبس بذلة الحرب وحمل السلاح ورابط على تخوم غزة، وهو صاحب فكرة الدروع البشرية لحماية منازل القساميين، التي يستهدفها الاحتلال بالقصف، واستشهد ابنه إبراهيم في عملية نوعية، وابنه بلال، شلت قدمه في قصف استهدفه في سيارة.
شيخنا من أوائل الذين نشؤوا مع الشيخ ياسين في المجمع الإسلامي، قال لي ذات مرة، كان الشيخ يأخذنا ويطوف بنا في مساجد غزة لنلقي الكلمات على الناس، كنا نضع الرسائل والكتب التي حددها لنا الشيخ ياسين في شراب الكندرة لتعميتها عن اليهود، اعتقلنا معه مرات ومرات.
ذهبت به ذات يوم من الطائف إلى الرياض من أجل لقاء العلماء والدعاة، كان بصحبته والدته رأيت من معاني البر وخدمة والدته معه في الطريق الكثير، كانت معه ابنته الصغيرة عائشة، كان يلاعبها ويلاطفها ويقول هذه أمي، يمازح رفيقه معنا في السيارة، الدكتور عطا الله السبع، كل هذا أزال عني كثيرا من التخيلات، بأني سألقى رجلا صلبا حازما، وفُتحت لي معه الكثير من الأبواب.
حدثني الشيخ عن المرحلة الجامعية التي قضاها في الرياض بجامعة الإمام، وطلب أن يلتقي بشيخه (كما قال) العلامة عبد الرحمن البراك، وطلب لقاء أستاذه الشيخ الدكتور خالد العجيمي، طلب أيضا اللقاء بالشيخ عبد العزيز آل عبد اللطيف زميله في مرحلة الدراسة، طلب أن يلتقي برجل استضافهم في داره في بداية قدومهم للدراسة، كان شيخنا رجلا وفيا يصل أشياخه وإخوانه ويحفظ المعروف لأهله.
كان هدف الرحلة لقاء العلماء والنخب فقط، طلب مني احد الإخوة مرارا وتكرارا أن يلتقوا بالشيخ وكنت أحاول أن اعتذر له في أحد اتصالات الأخ، سمع الشيخ ما دار في المكالمة، وقال إن كان في وقتنا متسع ذهبنا إليهم، كان اليوم مليئا من الصباح إلى المساء، ولا يوجد وقت إلا بعد العشاء بمدة، وبعد جدول مكثف، توقعت من الشيخ أن يعتذر، خصوصا أن اللقاء مع مجموعة شباب، ولكن كانت المفاجأة لي، عندما قال لي الشيخ: يا بني نحن لدينا قضية نخدم بها الإسلام، لا نخدم فيها أنفسنا، نذهب إليهم وكان ما أراد الشيخ. همة وعزم لا تجدهما عند كثير من الدعاة والفضلاء من رجل جاوز 50 سنة.
شاهدت الكثير من تواضع الشيخ وتفانيه في خدمة الناس، كنا في الدائري الجنوبي بمدينة الرياض، سقط من سيارة تسير أمامنا براد كبير، وتعطلت مسيرة الطريق المزدحم أصلا، والناس تمر من جانبه ولا يتوقف أحد لرفعه، هنا أمرني الشيخ بالتوقف، ونزل بنفسه ولحقته، وقمنا بإزاحة البراد عن الطريق، البلد ليست بلده، والطريق أصبح سالك بتجاوزنا له، ولديه موعد مهم، وهناك أشخاص في وسعهم حمله عن الطريق، كل هذه القرائن تحمل على ترك البراد في الطريق، ولكن الشيخ مجاهد أشرب قلبه التذلل للمؤمنين والسعي في خدمتهم.
كان كثيرا ما يتصل ويسأل عن أشخاص لحقهم الأذى، ويسأل عن أهلهم وعن حالهم، كنت أقف وأتساءل بعد كل اتصال له، أليس هو الذي يعيش في حصار وضائقة، أليس هو أولى بالسؤال عن حاله ثم لديه ما يشغله في غزة عن غيره الكثير الكثير، ولكنه الوفاء والأخوة في الله.
شيخنا أنهى شرح مقدمة صحيح مسلم، وكان بعض إخوانه يسعون له في طباعة الكتاب، وأثناء سعينا معهم في خدمته، أكد شيخنا أنه لا يريد مالا مقابلا لطباعة الكتاب، لأن الهدف خدمة العلم وأهله لا التكسب ... كما هو حال كثير من المؤلفين في هذه الأيام.
كان كثيرا ما يتحدث شيخنا عن الشهادة والشهداء، وخصص إحدى رسائله العلمية عنهم، ومسجده خرج منه أكثر من 70 شهيدا، في العدوان الأخير على غزة، عرضوا عليه تأمينه كما يحصل مع كل القادة، ولكنه رفض وأصر على مواجهة العدوان مع الناس، وكان أمر الله قدراً مفعولاً.
رحمك الله يا شيخي كنت عالما ومجاهدا ومصلحا ومربيا ..
رحمك الله يا شيخي سبقت أفعالك أقوالك ..
رحمك الله يا شيخي، سأبقى محبا لك داعيا لك ولن أنساك ما حييت، سأخبر أبنائي عنك وأربيهم على كلماتك، علمتنا الكثير حيا، وبموتك تعلمنا منك أكثر، سأظل أذكر مواقفك وكلماتك الدافئة ودروسك، كثيرا هم الذين ماتوا ومات معهم ذكرهم وأثرهم لكنك يا شيخنا ستبقى في النفوس وأثارك ستبقى على تلاميذك وفي كتاباتك، ارحل فأنت الحي ونحن الأموات نحن المأسوف علينا وأنت الهناء والسعد بإذن الله لك.
رحمك الله يا شيخي … رحمك الله يا شيخي … رحمك الله يا شيخي ..
1/ 1/2009م
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/204)
ـ[أبو طلحة العتيبي]ــــــــ[20 - 01 - 09, 01:57 م]ـ
بيني وبين الدكتور نزار الريان
عبد الله بن سُليمان العُتَيِّق
الدكتور الراحل العلامة نزار الريان، شخصٌ نال عندي منزلةً رفيعة، وآثرْتُه بحبٍّ كبيرٍ، لا لشيءٍ سِوى أنني رأيتُ رجلاً جمع الله فيه من خصال الكمال ما تفرَّقَ في الكثيرين، لم أعرفه عن قربٍ، ولكن أحاديثه تنبئ عنه وتُخبرُ عن كُنه حقائقه، رجلاً عالماً، أضاف إلى علمه حِلماً و عقلاً، و قليلٌ من العلماءِ من هو كذلك.
كانت البداية أن أضافني عنده في برنامج المحادثة " الماسنجر "، إضافةٌ من رجلٍ لا يعرف عني شيئاً، سوى ذكر بلغه، ولا أعرف عنه شيئاً سوى ذكر بلغني، ولكن ما إن كان التواصلُ حتى بدا بيننا حديث الودِّ والإلْفِ، ولا زلتُ أعجبُ من ذاك التواضع الكبير الذي جعله يُضيف شخصاً ليس شيئاً، حتى الساعةَ أتعجبُ منه كلما مرَّ شريط ذكريات الحديثِ معه.
متمتعٌ بهمةٍ عاليةٍ، رأيتها في حديثي معه في برنامج المحادثة فقد كان يذكرُ لكلامه ما يُوثقه من نقلٍ عن سابقٍ، ولا يطمئن حتى يُتبعَ ذلك بالعزوِ للمصدرِ الذي نقلَ منه، ومجالس المذاكرات يُتساهَلُ فيها، ولكنه جادٌّ والجادُّ لا يرنو نحْوَ التساهُلِ في حالٍ.
" استفدتُ في السجنِ الفِقْهَيْن؛ فقه اللغةِ، وفقهِ الأحناف، فقد أفاداني كثيراً في العلم " نزار الريان ..
كنتُ معه في كلام عن اللغةِ، ومدى أهمية توظيفها واستعمالها في أحاديثنا، لم نكن جميعاً نقصد الإعرابَ للكلامِ ولا صرفَه، بل كنا نقصدُ استعمال ألفاظ العربيةِ والتعمُّقِ في أسرارها، ليعرف الناسُ، وطلاب العلوم آكد، مدى استيعاب اللغةِ كثيراً مما يريدون، حكى لي قصته في السجنِ وأنه استفاد منها أن قرأ في كتب فقه اللغة كثيراً مما أطلعته قراءته على كنزٍ كان عنه غافلاً، وأنها عرَّفته كثيراً من أسرارها والتي تعينه على فهم الشريعة، قال: قد استفدتُ ذلك جليَّا في شرحي لـ " مسلم "، ثم سردَ لي ما كتبَه عن كلمة " السنة " و تطورها الدلالي والاصطلاحي، ثم قال: أين سأحكي ذلك لولا تلك القراءة.
من فقه اللغةِ اللساني إلى الفقه الشرعي المتمكن في إعمالِ الرأي و توظيفِ العقلِ في فهم النصوص كان انتقاله في القراءة في كتب الأحناف، فأكسبته تلك القراءة فهماً للنصوص أبعدَ مما كان يعتقد، و أن الأحناف لهم فضل كبيرٌ على فقهاء الشريعة، فقد نظروا إلى أبعادٍ كثيرة، وإن كان لا يوافقهم.
هذا الحالُ من رجلٍ يقبَع في السجن محصوراً مأسوراً، مُثاباً مأجوراً، يغتنم تلك الحالة بهذه التعمقات الفقهية، لهي حالة ليست إلا صورة نادرة، كان بإمكانه أن يُريح عقلَه قليلاً بقراءة مُلَح العلم ويستغنيَ عن عُقَدِه، ولكن الهمة معقودة في قائمة عرْش الكمالِ فأنَّى أن تُفَكَّ.
" وأظلمت المدينة " ..
في محادثةٍ من تلك المحادثات الطاهرة معه، قبِلَه الله، تطرقنا لشيءٍ من الحديثِ عن السيرة النبوية، وأن السيرة لم تُصَغْ اليومَ كما هي متناسبة مع الزمان، والذي ينبغي لمن ملك قلماً أن يُسيلَ حبرَه لكشف أسرار السيرة النبوية البانيةِ لحضارة الإنسانِ اليوم، فإنَّ السيرة معطاءة ولودٌ، وتتجددُ ولا تَخلق، ثم جاءَ ذكرُ كتابه " وأظلمت المدينة "، فأرسلَه إليَّ قبل أن يُطبَع طبعته الأخيرة في " دار المنهاج "، وقال: هي لك خاصةٌ من بين الناس، فلا تُخرجه لأحد حتى يُطبَع، وبعد زمنٍ أرسلَ غلافَ الكتابِ. أخبرتُه بأنَّ الكتابَ موطنُ دمعِ مُحبٍّ ليس إلا، وإنك لممنوحٌ مقاماً به.
قال: كتبته معتمداً على ما صحَّ من خبرٍ، جامعاً وعظاً وعلماً، سارداً قصةً عظيمة، أتمنى أن أكون مجوِّداً عملي.
طريقته في الجمع هذي مفيدة في التنويع الطرْحي للعلومِ، ولعله أدرك ذلك ففعل، فالكتاب سيُقرأ من عدة أطيافٍ و عدةِ أصنافٍ، فبالتنويعِ توفيرٌ لكلٍّ ما يريدُ، وإيجادٌ للبُغية، وهذه من فطائن اللبيب.
ذكرتُ له قِصةَ ما كتبت من مقامةٍ في السيرة، ولا أدري أأرسلتها له أم لا، فكلانا كان ذاهباً على أن للسيرة حضورٌ مهمٌّ اليومَ في صورٍ لا تحصيها الأعداد، ولكن لا يعرفُ صورها إلا من عرفَ أبعادها.
" رضي الله عنكم "
هذه الكلمة قد تكون شعاراً له في حديثه، فما بين الكلماتِ يسوقها، وشبيهاتٌ لها، تنبئك عن رأفته ورقته، لم أكد أسمعها من أحد، لذلك كان متميزاً، ولعلَّها طبعه العام مع الناس كلهم، فكمال أدبه لا يرضى بالتخصيص إلا بموجبٍ.
كتب إليَّ بقصةٍ ظريفة جميلة بينه وبين الشهيد عبد الله عزام، قبلهما الله، قال: في ساقي جرح قديم جدا، كنت جالسا مع أستاذي عبد الله عزام - رحمه الله -، فرأيت في نفس الساق منه جرحا كأنه هو، قلت له: ما هذا؟
ونظر إلى جرحي، فقال: الأرواح جنود مجنده.
" كتبت في الأيام الماضية مقدمة كتاب الأنساب ضمنتها " الأنساب أصولها وقواعدها وفوائدها " نزار الريان.
كتب ذلك لي في 10/ 11/1429 ولا أعلم شيئاً، رجلٌ معطاءٌ، لا ينتهي عطاؤه، و عطاؤه شهيدُ مقاصدِ و غاياتٍ نبيلة، و الشهيد حيٌّ.
في ذاك التاريخ ذكر أمنية الحجِّ، و أخبرَ بشوقِ اللقاءِ، و لعلَّه قيَّدَه، بعد قيدِ التيسير، كما قال، نصاً: هذا إن خرجت غزة.
"نويت في رباطي القادم بعد ليال، أن يكون أجره لك إن شاء الله - تعالى -، فتكون نيتي من أول تلك الليلة: رباط هذه الليلة هبة لأخي في الله ثم أذكرك إن شاء الله - تعالى -" نزار الريان ..
الاثنين، 12/ 11/1429هـ
هذا تاريخ آخرِ محادثةٍ كانت بيننا، كانت محادثة ممتعة ملأها بتميُّزٍ في الفوائد العلمية، كعادتها و أمْيَز، افتتحها بكل أدبٍ وخُلُقٍ فذٍّ بتلك النية أعلاه.
هذا شيءٌ مما كان بيني و بين هذا الراحل الكبير، و أعرف تقصيري، و لكن الذاكرة لم تُسْعف تعبيراً أكثر من ذا، و إنه لفي الذكر باقٍ، و إنَّ ما أذكره مما جرى معه من حديثٍ ممتعٍ، و رؤية لوجهه المنير، ليجعلني في شكٍّ من كونه رحلَ، و إنني لأحتسب بقاءَه، و أرجو في الآخرة لقاءَه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/205)
ـ[خالد العمري]ــــــــ[22 - 01 - 09, 12:36 ص]ـ
مما ذكره أسامه حمدان عن الشيخ رحمه الله:
00وأنا أذكر فيما أذكر أخانا الشيخ نزار ريان أحسبه شهيداً عند الله سبحانه وتعالى، هذا الرجل الذي أفتى بعدم جواز الهروب من البيوت تحت وطأة التهديد، وهو الذي دفع الناس لمواجهة المشروع "الإسرائيلي" قبل أربع سنوات، كان "الإسرائيليون" يتصلون ببيت من البيوت لتحذير أصحابه بأن البيت سيقصف بعد ربع ساعة أو نصف ساعة ويطلب منهم الفرار من البيت؛ فيفر أهل البيت، ثم يقصف البيت؛ فتصدى لذلك داعياً أبناء شعبه ليشكلوا رداً على هذا ويحتشدوا في البيوت؛ فيحرقها كيد العدو هذا الرجل عندما طُلب إليه أن يغادر بيته رفض ذلك قائلاً إن من يفتي للناس عليه أن يلتزم هو أولاً بفتواه، وكان دفع لذلك ثمناً ربما يعتبره البعض باهظاً، لكننا نرجو أن يكون ذلك شاهداً من شواهد صدقه مع الله سبحانه وتعالى.
http://www.almoslim.net/node/105241
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[08 - 02 - 09, 03:31 ص]ـ
نزار ريان ... فارس السيف والقلم
عبد المنعم الشحات ( http://islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=articles&scholar_id=571)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فنحنأمة ذات تاريخ، والشواهد على ذلك لا تُحصى من بدر إلى أحد إلى الأحزاب إلى فتحمكة، إلى فتح الدنيا بأسرها في زمن قياسي.
وتاريخنا مليء بالنماذج المبهرةفي كل الميادين، في العلم والعمل والعبادة والجهاد في سبيل الله.
"وهؤلاءالآباء هم مبعث فخرنا"
"أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جريرالمجامع"
وهم قدوتنا في حياتنا {أُولَئِكَ الَّذِينَهَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90]، «فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَالْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ» [رواه أبوداد والترمذيوابن ماجه، وصححه الألباني]، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح بهأولها.
كما أن المستقبل لنا: {وَعْدَ اللَّهِ لايُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ} [الروم: 6]، {وَعَدَاللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِلَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْوَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْمِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْكَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55].
وهو وعد نراه قريبا وإن رآه الآخرون بعيدا.
وهذا الوعد يمثل لنا قوة دافعة، وحاديا يحدونا فيسيرنا.
ولكن هل يغني هذا عن الحاجة إلى وجود نماذج مشرقة فيواقعنا؟
إنَّ القدوة العملية التي يراها الناس بأعينهم، ويعلمون أنها عاشتنفس ظروفهم، سيكون لها أثر في تهوين الصعاب، وتحفيز النفوس.
والأمة بحمدالله لا ينقطع الخير منها؛ مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لاَ يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌأَمْ آخِرُهُ» [رواه الترمذي وصححه الألباني]
والنماذج الفذة فيتاريخ أي أمة هم أفراد أعطاهم الله مواهب معينة، فانتبهوا إليها، واستثمروها، فمنواضع لها في الخير، ومن واضع لها في الشر، وكلٌ له طرق متنوعة ودروبمختلفة.
فأما أمة الإسلام فإنما ترفع من شأن من عمل لدين الله من عالم ربانيعلم الكتابَ والحكمةَ وعلَّمَها، ومن عابدٍ زاهد، ومن مجاهد مغوار، وإذا كانالمسلم لا يسعه أن يترك شيئا مما افترضه ربه عليه إلا أنه في باب فروض الكفايات وفيباب النوافل يمكن للإنسان أن يكثر في باب على حساب آخر حسب قدراته من جهة، وحاجةالأمة من جهة أخرى، ومن هنا يوجد من الأمة من يقال له: إنه من أهل الصلاة، ومنهم منيقال له: (إنه من أهل الصيام وهكذا)، وقد أعد الله لكل فريق بابا فيالجنة.
ومن استطاع أن يضرب مع كل فريق بسهم فهذه أتم الحالات من حيث التنوعفي أنواع العبودية، وفي الواقع أن الأمة في نهضتها الحالية في حاجة أكثر إلىالنماذج التي تحاول سد أكثر من ثغرة في آن واحد، لكثرة الثغرات والجهات، ولأنالشخصيات التي تكون أقرب إلى الشمولية في ذاتها تستطيع أن تصبغ مجتمعاتها بالصبغةالشمولية التي لا غنى للمجتمع عنها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/206)
ومن النماذج المشرفة في هذا الجانبالدكتور "نزار ريان"، والذي اغتالته طائرات الغدرالصهيونية في الحرب التي تدور رحاها الآن في غزة، نسأل الله أن يتقبله فيالشهداء.
إن الشيء الرئيس الذي يجذبك في هذه الشخصية هو الجمع بين العلموتعلمه إلى تعليمه إلى بحث وتأليف، وبين العمل الدعوي العام والمساهمة في الخطابةوالوعظ والإرشاد، والعمل على فض المنازعات، وإصلاح ذات البين، بالإضافة إلى الجهادومساهمته الفعالة في ميدان القتال الميداني بالإضافة إلى المساهمة في التخطيط لهذاالقتال، رحم الله الشيخ نزار ريان ورفع درجته في العليين.
ولقد نعاه شيخهوأستاذه العلامة "عبد الرحمن البراك" مادحا فيه هذا الجمع بين العلم والجهاد، وذاكرا لآخر اتصال بينهما قبيل قتله بقليل، فقال حفظهالله:"الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وبعد، فأسأل الله أن يغفر لأبي بلال ويسكنه فسيح جناته، ويحسن عزاء والدته وأبنائه وكل منبقي من أهله، وإخوانه وزملائه في الجهاد، لقد عرفت الدكتور نزار عندما كان طالباًفي كلية أصول الدين في الرياض، فكان من خيرة الطلاب تحصيلاً وإقبالاً على العلم، معالأدب وحسن السيرة، ثم واصل مسيرة العلم حتى نال درجة الدكتوراه في علوم الشريعة، وإلى جانب مسيرته العلمية رغب أن يكون جندياً في جهاد أعداء الله اليهود الظالمينالمحتلين للقدس وفلسطين بلاد الإسلام، فكان هو وأسرته ممن جعلوا الجهاد لليهود أهمهمومهم من منطلق الجهاد لإعلاء كلمة الله، فقد قدم ابنه إبراهيم الذي قتل على أيدياليهود مجاهداً، ولم يزل أبو بلال سائراً على هذا الخط حتى صار أحد قادة المجاهدينالصابرين على البلاء.
وما نتج عن حصار اليهود لغزة في السنتين الأخيرتين، ومع عظم ما ابتلوا به من حصار وتدمير فقد كانوا يتسمون بالبسالة والصمود والثبات، فسبحان من ثبت قلوبهم أمام هذا الغزو، وهذا المصاب الفادح.
ومن المصادفاتالعجيبة الجارية بقدر الله أنه اتصل بي أبو بلال في آخر يوم قبل مصيبته بأربعوعشرين ساعة، وقد استغرق الحديث معه أكثر من ربع ساعة، ووصف لي ما يعاني منه أهلغزة من التجويع والترويع حتى إنه قال لي وهو يحدثني: إن البيت والأرض الآن تتزلزلالآن.
وقد عجبت من حديثه وهم بهذه الحال لما يتسم به من الثبات، فلا يظهرعلى حديثه أي تأثر، فدعوت الله له ولإخوانه من أهل غزة بمزيد الصبر والثبات، وأنيكشف الله عنهم الشدة.
ثم بلغنا نبأ ضرب اليهود لمنزله وما نتج عن ذلك منقتله ومعظم أسرته، نسأل الله أن يبلغهم منازل الشهداء وأن يرحم الجميع وأن يغفرلهم، ويجبر والدته ومن بقي من أولاده، وأن يجعلهم خلفاً صالحاً، ولقد وجدت لمصابهوقعاً عظيماً في نفسي، لا سيما مع قرب العهد بالحديث معه، فما أقرب الآخرة منالدنيا، نسأل الله أن يحيينا حياة طيبة، وأن يثبتنا على دينه، وأن يكشف البلاء عنأهل غزة، وعن سائر المظلومين والمستضعفين، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آلهوصحبه وسلم" ا. هـ (نقلا عن موقع المسلم).
وإذاكانت إسرائيل تظن أن باصطياده قد اصطادت صيدا ثمينا، فإننا ندعو إخواننا في فلسطينوندعو المسلمين، في كل أنحاء العالم، أن يضعوا نصب أعينهم تعويض غياب القياداتوالكفاءات، بتحفيز الناشئة إلى أن يوطنوا أنفسهم على سد الثغرات، والله نسأل أن يمدأبناء الأمة بمدد من عنده حتى يطيقوا حمل الرسالة.
وإليك ترجمة مختصرة للشيخ نزار ريان -رحمه الله- بتصرف (1).
السيرة الذاتية للدكتور نزارريان:
- نزار بن عبد القادر بن محمد بن عبد اللطيف بن حسن بن إبراهيمبن ريَّان.
- البلدة الأصلية: نِعِلْيَا من قرىعسقلان بفلسطين، اغتصبها اليهود منذ أكثر من 50 سنة، وأسكن معسكرجباليا.
- الميلاد: فجر الجمعة 26 شعبان 1378للهجرة، الموافق 6/ 3/1959م في معسكر جباليا المذكور.
- الوظيفة: أستاذ الحديث النبوي الشريف بقسم الحديث الشريف كلية أصول الدين، الجامعة الإسلامية بغزة، فلسطين.
- الحالة الاجتماعية: متزوج من أربع سيدات، وله ست أولاد ذكور، وست بنات، وحفيدان.
العنوان: فلسطين، غزة، معسكر جباليا، جوار مسجد الخلفاءالراشدين.
- الحياة العامةوالاجتماعية:
1 - عمل إماماً وخطيباً متطوعاًلمسجد الخلفاء بمعسكر جباليا منذ 1985 - 1996م.
2 - نشأ في أحضان الدعوة الإسلامية المجاهدة في فلسطين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/207)
3 - اعتقل مراتٍ عديدة من اليهود المغتصبين نحو أربعسنوات.
4 - شارك بكتابة المقالات والفتاوى في عدةصحف وفي بعض المواقع الإسلامية أيضاً.
5 - قامبجهد كبير في تحصيل قبولات لدراسة الماجستير في الجامعة الأردنية للطلبة الغزيين، تجاوزت عشرين قبولاً، وحصل أكثر من مائة قبول دكتوراه في الجامعات السودانية لأبناءفلسطين والأردن في تخصصات متعددة. (حسبة لله رب العالمين).
6 - قام بمشاركة اجتماعية في الوسط الذي يعيش فيه، فكان عضواًمؤسساً ثم رئيسا للجنة إصلاح ذات البين ولمِّ الشمل.
الدراسة العلمية:
1 - حصلعلى شهادة البكالوريوس في أصول الدين من الرياض، جامعة الإمام محمد بن سعودالإسلامية سنة 1402هـ، وتتلمذ على جمع من أبرز مشايخها، كشيخه الشيخ عبد الرحمنالبراك، وكانت له دراسة على يد الشيخ ابن جبرين، وعمل بعدها في الجامعة الإسلاميةمعيداً، مدة ست سنوات.
2 - حصل على الماجستير منكلية الشريعة الغراء بالجامعة الأردنية بعمان، الأردن، تخصص الحديث الشريف، وكتب في (الشهادة والشهيد)، فجمع أحاديثهم من مطلق كتب السنة النبوية، وصنفها موضوعياً، وخرَّجها، وحكم عليها بدرجتها، وذلك سنة: 1990م بتقدير (ممتاز).
3 - وامتن الله عليه فنال درجة الدكتوراه من السودان، بجامعةالقرآن الكريم، كتب الرسالة عن (مستقبل الإسلام - دراسة تحليلية موضوعية) سنة: 1994م بتقدير (ممتاز).
4 - حصل على رتبة الأستاذالمشارك سنة 2001م حصل على رتبة الأستاذية سنة: 2004م.
التدرج الوظيفي:
1 - عمل معيداً بكلية أصول الدين اعتباراً من 27/ 2/ 1984م حتى 31/ 8/ 1990م.
2 - عمل مدرساً بقسم الحديث الشريف بكليةأصول الدين اعتباراً من 1/ 9/ 1990م حتى 21/ 8/ 1994م.
3 - عمل أستاذا مساعداً بقسم الحديث الشريف بكلية أصول الديناعتباراً من 22/ 8/ 1994م حتى12/ 10/ 1999م.
4 - عمل أستاذا مشاركاً بقسم الحديث الشريف بكلية أصول الدين اعتباراً من 13/ 10/ 1999محتى 5/ 7/ 2004م.
5 - عمل أستاذا بقسم الحديثالشريف بكلية أصول الدين اعتباراً من 6/ 7/ 2004م حتى وفاته هذاالعام.
6 - عمل مساعداً لنائب رئيس الجامعةللشؤون الأكاديمية من تاريخ 1/ 9/2001م حتى 15/ 8/2003م.
7 - عمل رئيساً لقسم الحديث الشريف، بكلية أصولالدين.
8 - وكان -رحمه الله- رئيس الهيئة الشرعيةلحركة حماس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) مصدر الترجمة: جريدة الجزيرة السعودية النسخةالإلكترونية عدد السبت 6محرم.
http://www.al-jazirah.com/828014/du26d.htm
[COLOR=#990000]www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوتالسلف
ـ[جمال بن عمار الأحمر]ــــــــ[11 - 10 - 09, 03:38 ص]ـ
http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=38901
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[11 - 10 - 09, 06:17 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو مالك اليونسي]ــــــــ[13 - 10 - 09, 11:25 م]ـ
العالم المجاهد نزار ريان وحبه للسنة
حبه لصحيح البخاري نموذجا
بقلم أحد نلاميذه
عُرف الشيخ بنهمه العجيب للقراءة والمطالعة، يواصل الليل بالنهار، يقرأ ويطالع، يبحث ويفتش، حتى أصبح منهلاً معينًا، ونبعًا فياضًا، ينهل منه كل راغب، ويفزع إليه كل طالب.
دأب الشيخ على هذا الطريق، لم يفارق الكتاب سواده، حتى في أصعب المواقف، وأظلم الأماكن، فهذا الشيخ يُسجن مراتٍ عديدة، في سجون الاحتلال الصهيوني تارة، وفي سجون السلطة الفلسطينية تارة أخرى، فلا يُرى في سجنه إلا مطالعًا للكتب ما توفرت هناك، فكان سجنه خلوة له يتعبد الله بها، ويطالع فيها كتب أئمة الإسلام، وكانت كتب السنة لها الحظّ الأوفر من مطالعته المتتالية ().
ومن الكتب التي كان الشيخ يحب قراءتها، ويُدمن المطالعة فيها "صحيح الإمام البخاري"، الذي عُرفت محبة الشيخ الكثيرة له، وإجلاله لمصنفه رحمه الله، فلا يكاد يُذكر صحيح البخاري في غزة؛ حتى تلهج ألسنة طلبة العلم بذكر الشيخ رحمه الله ومحبته للصحيح، واعتنائه به، وإكثاره القراءة فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/208)
وبلغت محبة شيخنا رحمه الله للصحيح، أنه أحيا قراءته في أماكن، لا يوجد على وجه الأرض من يفعلها اليوم إلا هو، وذلك في أماكن الرباط، ومواضع ثغور المجاهدين، إذ كان الشيخ يصحب الكتب النافعة معه ليقرأها على المجاهدين، شأنه شأن السلف الصالح الذين كانوا يحيون ليلهم في الثغور مرابطين، يقرأون الحديث ويُقرئون.
كان الشيخ كثيرًا ما يتحدث عن مجالس التحديث في الثغور والرباط، يحث الناس على إحيائها بعد أن أميتت عشرات، بل مئات السنين، وأخبرني رحمه الله شخصيًا أنه جمع مادة ثرة في ذِكْر من عقد مجالس الإملاء والتحديث في الثغور من المحدثين، وكان الشيخ كلما تحدث عن مجالس القراءة والحديث التي قام بها على ثغور غزة العزة، شعرت أنه يتحدث عن لذة لم ينلها أحد على وجه الأرض غيره.
سئل مرة رحمه الله عن أفضل رباط رابطه، وأجمل ليلة قضاها في الثغور؟ فأجابهم: هي تلك الليلة التي رابط معه فيها الشهيد القائد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، والشهيد القائد الدكتور إبراهيم المقادمة، رحمهم الله جميعًا، نحسبهم شهداء ولا نزكي على الله أحدًا، قال:" وصحبت معي صحيح البخاري تلك الليلة، وقرأت عليهم منه كتاب الجهاد".
فاعجب من حال هذا الشيخ، حيث لم تشغله مقارعة الأعداء، وحماية ثغور بلاده الطهور فلسطين، من أن يستغل وقته في القراءة والإقراء، بل كان يهتبل فرصًا كثيرة وهو مع المجاهدين على الثغور، والعدو لا يبعد عنهم سوى أربعمائة متر فقط، فيقوم بالاتصال مع علماء هذا العصر خارج فلسطين، يطمئنهم على المجاهدين، وأنهم لم يزالوا يمتشقون سلاحهم كأنها الأحلاس، يحمون الأمة من خلفكم، ويصدون العدو عنكم، وكم بكى العلماء حين سمعوا هذا الكلام من الشيخ رحمه الله، وكان الشيخ يطلب منهم توجيه دروس ونصائح وفوائد للمجاهدين في تلك الليالي.
ولا أنسى تلك الليلة التي هاتفني بها الشيخ رحمه الله وأنا في السنة الثانية في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 2004م، كان ذلك في منتصف الليل، وكانت الحرب مستعرة في غزة، ومعسكر جباليا قد انتفض على بكرة أبيه يصدون اجتياحًا صهيونيًا غاشمًا أراد أن يكسر شوكة المقاومة في غزة، ويستأصل شأفتها.
كانت الحرب قائمة، أطلق المجاهدون عليها وقتئذٍ "أيام الغضب"، وإذ بالشيخ رحمه الله يكلمني بالجوال يطلب مني شيئين، الأول أن استنفر زملائي في الجامعة لقيام الليل في المدينة من أجل الدعاء للمجاهدين، وأما الثاني فقد طلب مني نسخة كاملة من فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ذات (26 مجلدًا) ليقرأها على المجاهدين في المعركة، فذهلت، وقلت للشيخ: حتى في هذا الموقف تقرؤون؟ قال: نعم، حتى في هذا الموقف، كي يعلم يهود وأشياعهم أننا أمة لن نترك الجهاد والعلم إلا على رقابنا، لتنقضي المعركة بعدها بنصر الله المؤزر لهذه الثلة المجاهدة.
وبلغت محبة الشيخ العظيمة لصحيح الإمام البخاري أنه كان كثيرًا ما يردد عبارته الجميلة:" إني لأتعبد الله بقراءة صحيح البخاري كما أتعبده بقراءة القرآن"، وقال مرة في مجلس:" لقد قرأت صحيح البخاري ومسلم أيام الماجستير في ستة أيام"، وقام رحمه الله بتدريس كتاب صحيح الإمام البخاري، شرحًا تحليليًا لطلبة الجامعة الإسلامية بمسجد الجامعة، في درس إملاءٍ لمدة ساعتيْن إلى ثلاث، على مدار أربع سنوات.
وقد لمس آل الشيخ في بيته حبه لصحيح البخاري، وإدمانه القراءة فيه حتى كاد يستظهره، فكانت زوجات الشيخ الأربع () رحمهن الله يشاركنه في قراءة الصحيح لوحدهن، ثم يقمن بسؤال الشيخ عن استشكالات قد ترد، أو علاقات التراجم مع الأحاديث إلى آخر تلك المناقشات، وكان الشيخ يذكر هذا عنهن في المجالس، ويشيد بحرصهن على العلم والمذاكرة.
رحم الله إمامنا الشهيد نحسبه كذلك والله حسيبه(159/209)
حمل ملف رحيل الشيخ بكر ابو زيد - للشيخ صلاح الدين عبدالموجود ((مقالة رائعه))
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[12 - 04 - 08, 12:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
رحيل الشيخ بكر ابو زيد - للشيخ صلاح الدين عبدالموجود
((مقالة رائعه))
والشكر موصول للأخ العوضي حفظه الله
المصدر / موقع مجلة أمتي على الشبكة
http://www.ommaty.com (http://www.ommaty.com/)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[12 - 04 - 08, 12:44 ص]ـ
وياحبذا ان ينسخها احدا الأخوان ويلصقها بالملتقى لإظهارها
ـ[العوضي]ــــــــ[13 - 04 - 08, 08:09 م]ـ
حفظك الله أخي الكريم على سرعة استجابتك للموضوع
ـ[عبد الرحمن الحربي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 02:25 ص]ـ
لقد إطلعت عليها ووجدتها مقالة قيّمة فبارك الله كاتبها وناقلها.
أحسن الله عزاء أمة محمد وأعانهم على فقدان هذا الإمام الرباني.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[21 - 04 - 08, 07:39 م]ـ
وبارك فيك اخي الكريم
ـ[السوالمي]ــــــــ[25 - 04 - 08, 05:32 م]ـ
السلام عليكم رحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على هذه الترجمة المباركة وجعلها في ميزان حسناتك ونسأل الله العظيم أن يتغمد شيخنا برحمته وان يعظم لنا الأجر في فقدانه
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[26 - 04 - 08, 09:23 ص]ـ
وفيك بارك اخي الكريم
ـ[محمد بن مبروك ال شعلان]ــــــــ[26 - 04 - 08, 10:53 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(159/210)
موقف إيثار لشيخ المؤرخين الجزائريين: الدكتور أبو القاسم الجزائري.
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[12 - 04 - 08, 08:46 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت لأحد الشيوخ الدعاة موضوعا عن " فضيلة الإيثار " تساءل فيه عن انعدام هذه الفضيلة في حياة المسلمين اليوم و مما قاله:
" أين الإيثار؟!! أصار نادرا حتى لا وجود له، لماذا ضاعت منا تلك الأخلاقيات السامية؟.
كان الإيثار في سلفنا سجية، ونحن ـ الآن ـ نعدم وجوده ولو في الصورة.
كان الإمام أحمد يقول: إنِّي لألقم اللقمة أخا من إخواني فأجد طعمها في حلقي.
وكان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - قد قالها قبل حين نزل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيمة أم معبد فحلبت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشرب.
يقول أبو بكر: فشرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ارتويتُ."
و أنا أذكر له هذه القصة الحقيقية حتى يعرف أن فضيلة الإيثار لا زالت في أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله و سلم، و ستبقى فيها إلى أن يرث الله الأرض و من عليها:
- في سنة 1991م، و في شهر ماي – إن لم أخطئ - كان مدرج الإمام عبد الحميد بن باديس غاصا بالعلماء و الشيوخ و الأساتذة والطلاب و الطالبات من جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة (الجزائر)، و غيرهم من الضيوف الذين قدموا لحضور حفل توزيع جائزة الإمام عبد الحميد بن باديس التي يمنحها مركز دراسات المستقبل الإسلامي و التي كان شرف نيلها للمؤرخ الدكتور أبو القاسم سعد الله (من مواليد 1930م) – حفظه الله -، و بعد أن نودي على اسمه و طلب منه الإدلاء بكلمة بهذه المناسبة، بدا كلمته بالبسملة و بعد أن حمد الله و أثنى عليه، و صلى على نبيه الكريم صلى الله عليه و سلم، انتقل بعدها إلى ذكر فضل العلم و العلماء، و مما قاله أن الله سبحانه و تعالى مدح في القرآن الكريم القلم و الكتاب، و رفع من شأن العلم و العلماء درجات، و تمثل بقول الشاعر:
أعزُّ مكانٍ في الدُّنى سرجُ سابحٍ ... وخيرُ جليسٍ في الزَّمَانِ كِتابُ
ثم واصل ما معناه: إن مما علمنا ديننا الحنيف و سلفنا الصالح رضي الله عنهم أن خير ما يوقف على طلبة العلم و المؤسسات العلمية هو الكتاب، و ما دامت الجائزة قد منحت إلى المساهمين في حركة التأليف في الثقافة العربية الإسلامية، و ما دام والدي رحمه الله قد فرغني للعلم في وقت كان أشد ما يكون حاجة إلى خدماتي في أمور المعيشة و تكاليف الحياة، و قد تحمل في سبيل تعليمي فوق طاقته (و هنا أجهش الدكتور سعد الله بالبكاء و بكى معه أكثر الحاضرين، حتى أن بعض الأخوات الحاضرات كان بكاؤها مستمرا مما دعا إلى إخراجها من المدرج، و لم يستطيع إكمال الفقرة الأخيرة إلا بصعوبة بالغة ... ) ثم أردف قائلا: و لهذا فانه يسرني أن أعلن بأنني قد تبرعت بالجائزة الممنوحة (وهو مبلغ نقدي محترم جدا يعتبر ثروة لا يستهان بها) إلى مكتبة الجامعة الإسلامية الأمير عبد القادر لتشتري بها الكتب الضرورية لتنميتها و جعلها موردا علميا يتناسب مع عظمة مشروع الجامعة و رسالتها (كانت الجامعة في بدايتها)، و أرجو أن يطلق اسم الانتفاضة الفلسطينية على الجناح المخصص للكتب المشتراة من نقود الجائزة.
هذا هو سعد الله شيخ المؤرخين العرب الذي جاهد بقلمه و نفسه في الثورة التحريرية المباركة ضد الاستعمار الفرنسي، و كتب و حقق الكثير من تراث و تاريخ الجزائر الإسلامية يقدم درسا في الإيثار و التضحية فيتنازل عن الجائزة المالية و هو في أمس الحاجة إليها لشراء بيتا أو توسعة منزله، إذ كان يسكن بيتا متواضعا لا يسع حتى كتبه و دفاتره - و قد كتب عن هذه الحادثة الدكتور محمد الهاشمي الحامدي مدير قناة المستقلة حاليا - مقالا في جريدة المساء عدد 1742 الموافق 10/ 11 ماي 1991 م.
. (عذرا يا دكتورنا المحترم على أن تدخلنا في خصوصياتك و ذكرت هذه القصة و الله يعلم أنني لا أريد من ورائها إلا التحفيز و شحذ الهمم).
جعل الله هذه اللفته في ميزان حسناتك و أجرك عند الله عز وجل القائل في محكم تنزيله: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9].
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[12 - 04 - 08, 09:42 م]ـ
حفظ الله الأستاذَ .. وجزاه عنا كل خير ..
ـ[ابوسعيد السلفي]ــــــــ[15 - 04 - 08, 01:51 م]ـ
جزى الله كاتب هذا الموضوع كل خير
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[19 - 04 - 08, 05:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام
أردت أن أعرض عليكم اقتراحا طالما جال بخاطري، وهو أن يتطوع أحد الإخوة ممن هو على اتصال بالأستاذ أبي القاسم سعد الله-أطال الله عمره-، ويجري معه مقابلة ناقلا إليه أسئلة واستشكالات أعضاء ملتقى أهل الحديث حول تاريخ الجزائر، وينشرها على صفحات هذا الملتقى المبارك، فما رأيكم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/211)
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[19 - 04 - 08, 08:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام
أردت أن أعرض عليكم اقتراحا طالما جال بخاطري، وهو أن يتطوع أحد الإخوة ممن هو على اتصال بالأستاذ أبي القاسم سعد الله-أطال الله عمره-، ويجري معه مقابلة ناقلا إليه أسئلة واستشكالات أعضاء ملتقى أهل الحديث حول تاريخ الجزائر، وينشرها على صفحات هذا الملتقى المبارك، فما رأيكم؟
اقتراح جيد أتمنى أن يتحقق
ـ[ابو نور الايمان]ــــــــ[19 - 04 - 08, 09:36 م]ـ
سيتم تكريم شيخ المؤرخين الجزائريين في المهرجان الشعري محمد العيد ال خليفة في مدينة بسكرة ايام 22.23.24افريل 2008 والذي تنظمه مؤسسة محمد العيد حيث أطلق اسسمه على هذه الدورة و سيشارك في دراسة مؤلفات الاستاذ والتعريف بمسيرته العلمبة مجموعة نت الباحثين تقديرا لجهوده في مجال التاريخ و الادب.
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[23 - 04 - 08, 02:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام
أردت أن أعرض عليكم اقتراحا طالما جال بخاطري، وهو أن يتطوع أحد الإخوة ممن هو على اتصال بالأستاذ أبي القاسم سعد الله-أطال الله عمره-، ويجري معه مقابلة ناقلا إليه أسئلة واستشكالات أعضاء ملتقى أهل الحديث حول تاريخ الجزائر، وينشرها على صفحات هذا الملتقى المبارك، فما رأيكم؟
السلام عليكم ورحمة الله
أرشح لهذه المهمة أخانا أبا البراء صاحب موقع ميراث السنة، إذ له خبرة وهمة في إجراء مثل هذه المقابلات.
ـ[ابو البراء]ــــــــ[04 - 05 - 08, 10:00 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أبشركم بأن اسم الشيخ المؤرّخ أبو القاسم حفظه الله ضمن قائمة أسماء المشائخ الذين سيزورهم أعضاء إدارة ميراث السنة قريبا بإذن الله.
و سنقوم بنشر المقابلة في موقع ميراث السنة ان شاء الله.
و من لديه أسئلة للشيخ فليراسلنا و سنعرضها عليه بإذن الله.
أخوكم
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[07 - 05 - 08, 06:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله خيرا(159/212)
ترجمة (الشنقيطي , الأهدل , الحمدان , باجابر)
ـ[العوضي]ــــــــ[13 - 04 - 08, 08:23 م]ـ
http://www.dawahwin.com/Info-Article-596.html(159/213)
نماذج من الثبات أهل العلم على كلمة الحق،
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[14 - 04 - 08, 04:57 ص]ـ
نماذج من ثبات أهل العلم والإيمان على كلمة الحق
فائدة: العلماء الربانيون ونُدرتهم
في مجلة الفكر التونسي عدد 2 سنة 27 نوفنمر 1981م ترجمة للشيخ اسماعيل التميمي صاحب "المنح الإلهية في الرد على الوهابية" المطبوع بتونس وهو رد على رسالة الأمير سعود المشهورة، وقد قرأت الرد وفيه من التحامل والجهالات الشيء الكثير، والترجمة للدكتور جلول عزونة وذكر من شيوخه أي التميمي الشيخ صالح بن حسين الكواش المكنى أبا الفلاح،وله ترجمة في "شجرة النور الزكية " لمخلوف ص:365 وذكر من صراحته وشجاعته في الحق أنه اعترض على طريقة الآذان بجامع الزيتونة حيث كان المؤذن يُسرع بالآذان ويُطيل الترديد،فنهى الكواش عن ذلك، فقيل له إن هذه الطريقة هي طريقة العائلة المالكة، فسَبَّ أبناء العائلة فوُشي به لديها،فحُمل إلى جمودة باي وعرف الكواش الأمر بفطتنه فما إن أُدخل إلى الباي حتى بدأ يترنم باسمه على طريقة أداء الآذان التي عارضها:
يا سيدي .. حمودة .. وتعجب الباي من هذا حتى بدأ من جُرأة الشيخ عليه وتحقيره له بالعبث باسم فخامته، فأنكر عليه الباي ذلك،فكان جواب الكواش:"أرأيت كيف تغضب من العبث باسمك وأنت مخلوق،فكيف لا أغضب أنا على العبث باسم الخالق عز وجل؟ اهـ.
وهي في الصميم لا جواب عليها،وهذا الصنف من العلماء رحمهم الله طُوي بساطُه،ومُسخ الآن من يُسمون العلماء في قردة وخنازير في مُسًوك بني آدام ولا يُمكن ذا بلاغة وقدرة على البيان وصف ماآلت إليه الحال الآن في العالم الإسلامي وخصوصا العربي،فنسأل الله السلامة والعافية وأن يتداركنا بلطفه آمين.
بيت مفرد في معناه
أليس من الحرمان أن ليالياً ** تمر بلا نفع وتُحسبً من عُمري
الجراب1/ 47(159/214)
الشيخ / عطاء عبد اللطيف
ـ[أبو عبد الله المصري الأثري]ــــــــ[14 - 04 - 08, 12:45 م]ـ
أحبابي في الله ..
أريد ترجمة كاملة عن الشيخ / عطاء عبد اللطيف
أنا أعلم أنه من حلوان وأنه شيخ الشيخ مصطفي محمد -حفظه الله- والشيخ سمير مصطفى
ولكن أريد أن أعلم عنه أكثر من ذلك
ـ[ابو هبة]ــــــــ[14 - 04 - 08, 12:48 م]ـ
سبق وضع ترجمة للشيخ في الملتقى فابحث عنها.
وفقك الله.
ـ[أبو عبد الله المصري الأثري]ــــــــ[14 - 04 - 08, 12:54 م]ـ
سبق وضع ترجمة للشيخ في الملتقى فابحث عنها.
وفقك الله.
جزاك الله خيرا اخي
أحسنت إلي أحسن الله إليك
ـ[ابو هبة]ــــــــ[14 - 04 - 08, 01:45 م]ـ
جزاك الله خيراً على الدعاء الطيب.
ـ[ابن النقاش]ــــــــ[14 - 04 - 08, 02:51 م]ـ
تفضل هذا موقع الشيخ
http://www.2taa.com/index.php
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[18 - 05 - 08, 03:41 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=137531(159/215)
ترجمة موجزة للعلامة الألباني رحمه الله
ـ[أبو موسى المغربي]ــــــــ[16 - 04 - 08, 06:13 ص]ـ
من ذكرياتي مع الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه اللهبقلم الشيخ العلامة الفقيه أبي أويس محمد بن الأمين بو خبزة الحسنيقرأها وقدم لها د/ جمال عزون ( http://www.rayatalislah.com/kouttab/sheykh-azzoune.htm)
الحمدُ لله ربّ العالمين، والصّلاةُ والسّلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فإنَّ تراجم العلماء مجال خصب يستفيد منه الدَّارسون شتّى الفوائد، وقد حفِظت لنا كتبُ السّير والتّراجم والتّاريخ وغيرها أخبارَ عدد هائل لا يكاد يُحصى من تراجم أهل العلم على اختلاف تخصُّصاتهم، واعتمد المترجِمون على مصادرَ عدَّة في صياغة التّرجمة، يأتي في مقدمتها التراجم الذّاتيّة التي يتحدّث فيها العَلَمُ عن حياته الشّخصيّة والعلميّة، يلي ذلك - فيما أحسب - كتابةُ أقرب النّاس للعَلَم كالولد والأخ والقريب ونحوهم مِمَّن أتيحت لهم المخالطةُ والمعرفة الدّقيقة بحكم النّسب والقرابة.
ويقارِبُ ذلك ما يكتبُه المعاصرون للمترجَم مثل أصحابه وتلاميذه ونحوهم مِمّن تكثر مجالستُهم للعَلَم، وتتيسّر لهم الكتابةُ الدّقيقةُ عن أحواله وأخباره. وثمّة نوعٌ من مصادر التّرجمة تتمثّل في الذّكريات والمشاهدات التي يحتفظ بها من يُتاح له لقاء عابر أو سماع عاجل، ولا تخلو هذه من أخبار علميّة وشواردَ أدبيّة لها قيمتُها في صياغة التّرجمة، وأحسب أنّ ما كتبه الشّيخ الفقيه أبو أويس محمّد بو خبزة الحسني التطواني المغربي يُعَدُّ وثيقةً هامّةً تمثّل رأي أحد المغاربة المعجبين بالمحدّث العلاّمة الشّيخ محمّد ناصر الدّين الألبانيّ رحمه الله، الذي طار صيتُه في الآفاق، وبلغت مصنّفاته الحافلة مشارقَ الأرض ومغاربها.
وشيخُنا أبو خبزة الحسني عالمٌ فقيهٌ أديبٌ خطيبٌ معتنٍ بالحديث النّبوي وبارع في قراءة المخطوطات، ولد عام 1351هـ - 1932م بتطوان [1]، وقد بلغ من العمر حال كتابته هذه الذّكريات عن الشّيخ الألبانيّ سبعين عاماً، ممّا يضفي عليها قيمة علميّة؛ إذ دبّجها عالمٌ عُمِّر هذه السّنين الطّويلة.
وكنتُ قد طلبتُ منه - حفظه الله وأطال في عمره - في خطاب سابق كتابةَ ما يحضُره من ذكريات مع العلاّمة الألباني فتكرّم - رعاه الله - وأجابني إلى ذلك بما تراه أخي القارئ في هذه الذّكريات التي مرّ على كتابتها سبعُ سنوات [2].
من ذكرياتي
مع الشّيخ ناصر الألباني رحمه الله
الحمد لله!
عرفتُه - طيّب الله ثراه - قبل أن ألقاه فيما بعد السّبعين وثلاث مئة وألف بقراءتي لكتابه "حجاب المرأة المسلمة" الطّبعة المصريّة الأولى بتقديم محبّ الدّين الخطيب، الذي وجدتُّ فيه نَفَساً جديداً غير مألوفٍ عندنا، ومنهجاً توثيقيّاً لم أعرفه إلاّ في صورةٍ قاصرةٍ عند الشّيخ أحمد شاكر المصري، وبعد سفر شيخي أبي الفيض أحمد بن الصّدّيق الغُماري إلى مصر وسُورية كتب إليَّ يخبرني بلقائه للشّيخ ناصر بالمكتبة الظّاهريّة - وقد أشار إلى هذا اللّقاء في كتابه "تحذير السّاجد" أعني الشّيخ ناصراً - ويثني عليه وعلى اطّلاعه النّادر، وتمكّنه من علوم الحديث، كما كرّر هذا الثّناء بأوفرَ منه في كتاب آخر، وأشار الشّيخ ناصر إلى هذا الثّناء والتّقريظ في أوّل الجزء الثّالث أو الرّابع [3] من سلسلته في الأحاديث الضّعيفة.
كما عرفتُ الشّيخ قبل لقائه بواسطة مقالاته التي كان ينشرها بمجلّة التّمدّن الإسلاميّ [4] التي كانت تصدر بدمشق، وكانت تصل إلى تِطوان بحكم المبادلة الصّحافية مع صاحب مجلّة "الأنيس" التي كانت تصدر بتطوان، وكنتُ على صلةٍ به وبأحد أصدقائه الذي كان يأتيني بها كلّما وصلتْ، فأجد فيها ابتداءَ الشّيخ في نشر "سلسلة الأحاديث الصّحيحة" مع أجوبته لأسئلة حديثيّة، وتحقيقه لبعض البحوث بنَفَسِه ومنهجه المتميّز المشار إليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/216)
وفي سنة 1382 حججتُ برّاً مع جماعةٍ من أهل تطوان منهم الفقيه القاضي الشّيخ أحمد بن تاوَيْت رحمه الله، وفي إحدى اللّيالي ونحن بالمدينة النّبويّة تأخّر الفقيهُ عن الرّجوع إلى البيت إلى ما بعد منتصف اللّيل، فسألتُه عن السّبب، فحكى لي عن احتفال بختم الدّراسة بالجامعة الإسلاميّة وكانت في أوّل عهدها، وجاء في حديثه ذِكْرُ الشّيخ ناصر وإقبال الطّلبة عليه، فلَفَتَ نظري اسمُه، وذكرتُه، وأخبرتُ الفقيه بمعرفتي بعلم الرّجل وإعجابي بتحقيقه ورغبتي الملحّة في لقياه، فأخبرني بأنّه يصلّي باستمرار بالحرم، فذهبتُ معه من الغد لصلاة العشاء بالحرم، وبعد الفراغ لقيناه بباب عبد المجيد، فسلّمتُ عليه وتعرّفتُ إليه، فأخَذَنا بسيّارته إلى بيته بناحية البقيع حيث سهِرتُ معه ساعاتٍ مشهودةً كان لها أحسنُ الأثر في حياتي، وناولني خلالَها من مؤلّفاته وكانت في طبعاتها الأولى: صفة الصّلاة، وصلاة التّراويح، وصلاة العيد في المصلّى، وتسديد الإصابة، وفهرسة كتب الحديث بالظّاهريّة الذي طبع منتخبُه، واستأذنتُه في الرّواية فأذن، وأخبرني بأنّه لا يعُدُّها ذات فائدةٍ أعني الإجازة بأنواعها، وأنّ العبرة عنده بالدّراية والبحث والتّحقيق، وأخبرني أنّه لا إجازة له إلاّ من الشّيخ راغب الطّبّاخ الحلبي الذي أجازه دون طلب منه، وتناولتُ مع الشّيخ أحاديثَ شتّى؛ منها:
أنّه سألني عن الغُماريّين فأخبرتُه - وأنا من أعرَف النّاس بهم لمصاهرتي لهم - بتأييد الشّيخ أحمد لابن تيمية وابن القيّم في معتقدهما السّلفي، فسُرّ بذلك إلاّ أنّه سألني عن عمل الشّيخ في كتابه "مطابقة الاختراعات العصريّة" حيث يحتجُّ بالموضوعات والواهيات وهو يعرفُها، فأخبرتُه بانتهاجه مسلَك من يُحيل على السّند وهو يذكر الأحاديث بأسانيدها، وردّ الشّيخ ناصر هذه الفكرة بقوّة، كما أشار إلى حَلِفِ الشّيخ أحمد على أنّ مراد الله من الآيات النّازلة في المنافقين في أوائل سورة البقرة هم الوطنيّون العصريّون، فلم أدرِ ما أقول إلاّ أنّني قلتُ له بأنّه مسبوقٌ ببعض هذا من يوسف النّبهاني.
وسأل الشّيخ ناصر عن زعم الشّيخ أحمد بأنّ جمال عبد النّاصر وأصحابه هم المبشّر بهم في حديث "لا تزال طائفةٌ من أمّتي"، وأنّ الزّعيم المغربي فلاناً هو المعنيُّ بحديث "وكان زعيمُ القوم أرذلَهم" [5]، فكان جوابي أنّ ذلك كان من الشّيخ ردَّ جميلٍ؛ لأنّ الثّورة المصريّة آوته وحمته بعد لجوئه إليها من المغرب.
فقال الشّيخ ناصر: كيف يكون ردُّ الجميل بالكذب والتّحريف في الحديث النّبويّ؟ ولطول العهد نسيتُ مسائل أخرى تتعلّق ببعض أقوال الشّيخ الغُماريّ.
وبعد سنواتٍ كثيرة زارنا الشّيخ ناصر في تطوان وطنجة مرّتين أملى في إحداهما ترجمته موسّعةً نُشر ملخّصها في جريدة "النّور" التي تصدر بتطوان، وأطلعتُه على بعض النّوادر بخزانة تطوان، وكنتُ يومئذ مسؤولاً عنها، وصوّرتُ له بعض الرّسائل.
وفي الزّيارة الثّانية - وكان معه إخوةٌ من مرّاكُش، وهي المرّةُ التي زار فيها طنجة، وناظر الشّيخ الزّمزميّ ابن الصّدّيق الغُماريّ في توحيد الأسماء والصّفات - سألني عمّا يُقال من وجود "صحيح ابن حبّان" بتطوان فأجبتُه بالنّفي، وأخبرتُه بوجود النّصف الأوّل من نسخة دمشقيّة عتيقة من "السّنن الكبرى" للنّسائيّ، فرغب في الاطّلاع عليها، فذهبنا معاً لخزانة الجامع الكبير، ووقف على النّسخة وهي بخطّ شرقيّ جميل نُسخت في القرن السّادس، وأمرني أن أقرأ عليه أبواباً منها في العبادات، ففعلتُ مسروراً وعلّق بخطّه في دفترٍ أسانيدَ.
وبعد سنواتٍ من هذه الزّيارة اعتمرتُ سنة 1404، وفي رجوعي عرّجتُ على دمشق واتّصلتُ بولده الأخ عبد اللّطيف، وسألتُه عنه فأخبرني بأنّه خرج من دمشق فارّاً بدينه وأنّه استقرّ الآن بعَمّان، ودلّني على عنوانه، فذهبتُ إليه، واهتديتُ لمنزله الجديد الذي شارك في بنائه بنفسه، فرحّب بي وأخبرني أنّه قدم يومَه من الإمارات، وأنّه أُجريت له عمليّة جراحيّة، وأنّه متعبٌ، ولولا معرفتُه ورغبتُه في الاجتماع ما سمح به، ولأنّه مُراقَبٌ، فجالستُه رحمه الله ساعةً أعُدُّها من أبرك ساعات العمر، وأهدى إليَّ الجزء الرّابع من "السّلسلة الصّحيحة"، وكان حديثَ الصّدور وفي تجليد فاخر، وكتب الإهداء بخطّه [6]، فاستأذنتُه في الرّواية مناولةً فقال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/217)
وما معنى الإهداء لأهل العلم إلاّ ذلك؟ ونزل بي من منزله بأعلى جبل الهملان إلى المسجد الحسيني بسيّارته التي انطلق بها في سرعة بالغة.
وممّا أفدتُّه منه قولُه: إنّ المسلمين كانوا وما زالوا يعانون أزمة عقيدة وقد أضيفت إليها أزمةُ أخلاقٍ، وهما أزمتان حادّتان خطيرتان لا تطيب الحياةُ معهما [7].
وكان الشّيخ رحمه الله قبل هذا وبعده منذ أن توطّدت الصّلةُ بيننا لا يفتأ يهاديني، فأرسل إليّ مع الحجّاج والمعتمرين عدداً من رسائله.
وأذكر من شواهد ورع الشّيخ وتوقّفه أنّه في الزّيارة الأولى لتطوان مررنا على حيّ تِجاري وفيه دكّان لبيع الطُّيوب والعطور، فوقف على بعض أنواعها التي تُقَصَّرُ بالمغرب وأُعجب به وسأل عن ثمنها وخرجنا، ثمّ جلسنا مع بعض الإخوان في دكّانه، فلحقنا بعضُ من كان معنا مِمّن حضر وقوفَ الشّيخ على العطور، وناول الشّيخَ قارورةً من ذلك العطر الذي أعجبه فأبى أن يأخذه، فرغب الرّجلُ إليه أن يعده هديّةً فأبى.
وكان بلغني أنّ بعض دَجاجلة طنجة زار دمشق مع مريديه وفي نيّته أن يرزأ الشّيخَ بعضَ مالِه، فذهب إلى منزل الشّيخ وأمر مريديه أن يخلعوا المسابح من أعناقهم لأنّ الشّيخ وهّابيٌّ لا يقبل هذا، ففعلوا ودخلوا على الشّيخ وتذاكروا ونافقوه بالتّقيّة، ثمّ طلب منه شيخُهم الدّجّال القرمطيّ أن يُسْلِفَه نحو أربع مئة ليرة دَيْناً مردوداً لأنّهم نفدت نفقتهُم، فأسلفهم الشّيخُ وزار المغرب مرّتين ولم يأته الدّجّالُ حتّى للسّلام عليه والاعتذار، بل أضرب عن الزّيارة والسّؤال، فلذلك سألتُ الشّيخ بتطوان: هل زارك فلانٌ بطنجة وردَّ عليكَ مالَك الذي أسلفتَه؟ فأجاب بالنّفي وأنّه لم يسأل عنه وهو بطنجة حتّى لا يحرجه. فانظر إلى أخلاق هذا الوهّابيّ كما يلمزونه، وأخلاق هذا القطب الصّوفيّ كما يدّعي؟!
وممّا سمعتُه منه رحمه الله وأثابه أنّه لمّا لقي الشّيخَ أحمد بن الصّدّيق بظاهريّة دمشق وتذاكرا، وكان الشّيخُ ناصر يأتيه بنوادر المخطوطات الحديثيّة التي لم يرها الشّيخُ الغماريُّ وربّما لم يسمع بكثير منها، وفيها أعلاقٌ بخطوط مؤلّفيها أو سُمعت على كبار الحفّاظ، وفي أثناء المذاكرة والمناقشة احتدَّ الغُماريُّ وصاح، وكان في خُلُقه حدّةٌ، خصوصاً إذا نُوقش في معتقده وحدة الوجود والقائلين بها، وهو من الغُلاة في هذا الباب، فردّ عليه الشّيخ ناصر بهدوءٍ: كيف تفعل هذا يا شيخ أحمد وأنتَ عربيٌّ وشريفٌ هاشميٌّ كما تقول، وأنا عجميٌّ ومع هذا أحتفظ بهدوئي وأدبي؟!
وبالجملة فذكرياتي مع الشّيخ ناصر الدّين بحقٍّ طويلةٌ ولا أذكر السّاعة منها إلاّ هذا.
وقد أُثيرت في زيارتي الأخيرة للمدينة المنوّرة الموسم الماضي مسألةُ روايتي عن الشّيخ مناولةً، وكأنّ بعض الإخوان من تلامذته تشكّكوا وتوقّفوا قائلين: إنّنا طلبنا من الشّيخ مراراً أن يجيزنا فأبى قائلاً: أنا لا أفتح على نفسي هذا الباب. فكان جوابي أنّ هذا رزقٌ معنويٌّ يسّره الله لي، على أنّ هذا كان منذ ما يقربُ من أربعين سنةً، وربّما كان معظمُ هؤلاء لم يُولَدوا بعدُ والشّيخُ يومئذ فتى مكتهلٌ صحيحُ البنية يتوقّدُ نشاطاً، وصادف أن زاره طالبٌ مغربيٌّ لمس من مذاكرته صدقَه وحرصَه على العلم وتعلّقَه بالحديث وعلومه وأهله، فقدّم إليه الشّيخُ مع القِرى - وكان قطعاً من الحَبْحَب؛ البطّيخ الأحمر كما أذكر - رسائلَ ممّا طُبع له يومئذ هديّةً، فاستأذنه الطّالبُ في الرّواية بالمناولة فأذن جبراً لخاطره وإتماماً معنويّاً لقِراه.
وأذكر أنّ الشّيخ أبا إسحاق الحويني المصري - وهو من أنجب وألمع تلاميذ الشّيخ - لم يسألني هذا السّؤال وقد زرتُه بكفر الشّيخ منذ نحو سنة ونصف وأضافني وأكرمني وأهداني كتابه "تنبيه الهاجد" [8] فأخبرتهُ - وأنا معه بمكتبته العامرة - أنَّ لي روايةً عن كبار مشايخ المغرب المعاصرين، وعن شيخنا معاً الشّيخ ناصر، فرغب حفظه الله في الإجازة فكتبتُها له مجلساً في دفتر له كبير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/218)
وعلى كلّ حال فمن المعلوم أنّ زمن الرّواية انقضى على رأس الثّلاث مئة، وأنّ السّنّة جُمعت ولم يبق منها شيءٌ مجهولاً، وأنّ مقصود الرّواية بالإجازة إنّما هو التّبرّكُ بربط الاتّصال بأولئك العلماء وأصولهم الحديثيّة، تقليدٌ علميٌّ جرى به العملُ منذ قرونٍ، فمن تبنّاه وحرَص عليه بحسن نيّةٍ فقد أحسن، وأولى وأحقُّ بالعناية منه: حفظُ المتون والتّفقّه فيها والاستنباط بشروطه بعد نقد الأسانيد والبحث عن العلل وما يتعلّق بذلك، وهذا مجالٌ فسيحٌ جدّا تنقطع الأعمارُ دون استقصائه؛ ولذلك أشهدُ بمنتهى الصّدق والنّزاهة - والله على ما أقول وكيلٌ - أنّني ما رأيتُ فيمن لقيتُ من العلماء - وهم كثير - وأخذتُ عنهم مثل الشّيخ محمّد ناصر الدّين محمّد بن نوح نجاتي الألباني الأرناؤوطيّ في علمه وإخلاصه واطّلاعه على علوم الحديث ودقائقه، وإنصافه في البحث والمناظرة، علاوةً على سلوكٍ أشبه بسلوك السّلف الصّالح، أقول هذا ولا أزكّي على الله أحداً.
وسائرُ من عرفتُ من المشايخ لا يخرجون عن صنفين: فقهاء مقلّدين متصوّفين غارقين إلى أذقانهم في البدع، لا يَطمَعُ في الاستفادة منهم مَنْ يناقشهم في مصائبهم، ويحاول تنبيههم على ما هم عليه من انحراف وضلال، وعلماء مُحدّثين مقلّدين يترسّمون خُطا من سبقهم دون بحث ولا تجديد، على اتِّضاعٍ في السّلوك، وانحراف في العقيدة، وتورّط في السّياسة واكتواء بنارها، وهؤلاء مشايخي وهم كبار علماء الحديث بالمغرب في العصر الحديث أَجَلُّهم وأعلمُهم وأتقنُهم الشّيخُ أحمد بن الصّدّيق، ولكنّه صوفيٌّ أسيرُ بدع؛ وحدة الوجود، والقول باكتساب النّبوّة، والدّفاع عن إيمان فرعون ... إلخ القائمة السّوداء التي يَبْصُقُ عليها العلم والإيمان والتّاريخ.
يليه الشّيخ عبد الحيّ الكتّاني، وهو صوفيٌّ غريقٌ صاحب طريقةٍ، وموقفُه من الملك محمّد الخامس شهيرٌ. وابنُ خالته الشّيخ عبد الحفيظ الفهري وهو أعدلُهم سلوكاً أنفقَ من عمره ربعَه في التّاريخ لفروع الشّاذليّة، وهي طريقةٌ صوفيّةٌ بالمغرب. وهذا أخونا الكبير الشّيخ محمّد المنوني [9] وفضائلُه جمّةٌ، وقد تدبّجتُ معه، وهو كتَّانيُّ الطّريقة؛ يتهيّبُ الكلامَ فيها وانتقادَ أصحابها لفرط اعتقاده. وهكذا يَفْتِكُ سلطانُ البيئة بالمغرب بسلامة العقول والأديان، ولله في خلقه شؤونٌ.
كتب هذه الذّكريات يومَ الأربعاء 6 من صفر 1421هـ عُبَيدُ ربّه أبو أويس محمّد بو خبزة الحسني عفا عنه.
بداية النّسخة
بخطّ الشّيخ أبي أويس محمّد بن الأمين بو خبزة الحسني
http://www.rayatalislah.com/Akhbarelkoutoub-wa-ettourath/img/min-dhikrayati/img.jpg
<HR align=right width="50%" color=#006600 SIZE=1>[1] للشّيخ أبي خبزة سيرة ذاتية كتبها بقلمه وقد نشرها الأخُ الباحثُ والزّميل الفاضل د. عبد اللّطيف بن محمّد الجيلاني في ملحق التّراث بجريدة البلاد بالمدينة النّبويّة، العدد رقم: (15901 – 15902).
[2] كتب الشّيخ أبو خبزة ذكرياته هذه يوم الأربعاء 6 من صفر عام 1421هـ.
[3] هو في الرّابع جزماً (ص 5 - 6)، ط المعارف.
[4] جمع هذه المقالات ونشرها في كتاب مفرد الباحث نور الدّين طالب.
[5] أخرجه التّرمذي (2/ 33) وفي إسناده الفرج بن فضالة الشّامي ضعّفه غير واحد. انظر سلسلة الأحاديث الضّعيفة (3/ 312).
[6] هذا من نوادر الإهداءات التي كتبها الشّيخ الألباني إلى غيره من الأعلام، أمّا إهداءات الأعلام إليه فهي من الكثرة بمكان وقد يسّر الله لكاتبه جمعها في كتاب اسمه: حصول التّهاني بالكتب المهداة إلى محدّث الشّام محمّد ناصر الدّين الألباني، طبع في ثلاث مجلّدات عن مكتبة المعارف بالرّياض.
[7] حرص الشّيخ الألباني - رحمه الله - في دعوته على التّصفية والتّربية وهما كلمتان تلخّصان مساره الدّعوي القائم على تصفية الإسلام ممّا علق به من بدع وخرافات وعقائد باطلة وأخلاق منحرفة وأحاديث موضوعة، وكلّ هذه الرّزايا قد شوّهت جمال الإسلام النّقيّ الذي بُعث به النّبيّ الكريم محمّد -صلّى الله عليه وسلّم - ويرافق هذه التّصفية تربية جادّة للنّشء على الدّين الصّحيح تربية تعيد للأمّة مجد سلفها الرّبّاني الصّالح وما ذلك على الله بعزيز.
[8] تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النّظر في كتب الأماجد، وهو طليعة الجزء الرّابع من كتاب الثّمر الدّاني في الذّبّ عن الألباني، نشر في مكتبة البلاغ - دبي، ط الأولى، 1418هـ - 1998م.
[9] الشّيخ المنوني رحمه الله ممّن أثنى على شيخنا أبي خبزة وممّا قال فيه ضمن إجازة تدبّج فيها معه: "خادم الحديث النّبوي الشّريف العالم السّلفي الخطيب، المعتني بالتّراث المخطوط قراءةً وتعليقاً ونسخاً وتصحيحاً". وقال عنه في كتابه تاريخ الوراقة المغربية: "حيٌّ في عمر مديد، عامرٌ بالحسنات، موفورُ المنتسخات بخطّه المجوهر المرونق، مع تصحيح وتثبّت، فضلاً عن متابعته لأعماله بالتّعليقات والتّنبيهات على مواقع الإفادات المهمّة ... ".
منقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/219)
ـ[أبو عمرو النجدي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 02:07 م]ـ
السلام عليكم
أخي ...
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع ..
ونفع بك الامة ...
محبك: أبو عمرو النجدي
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[07 - 05 - 08, 06:41 م]ـ
أبو موسى المغربي
جزاك الله خيراً
ورحم الله الشيخ الآلباني ونفع بعلومه
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[07 - 05 - 08, 07:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وقفات في حياة
الإمام العلامة محمد ناصر الألباني رحمه الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
ما أن كادت دموعنا تجف، وقلوبنا عن اضطرابها تخف بوفاة الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز؛ حتى فُجعنا بعد عصر 22 / جمادى الأولى / 1420 هـ، الموافق 2/ 10 / 1999 م بوفاة إمام السنَّة، وعلم الحديث، الإمام المحدث شيخنا الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله.
وكان لزاماً علينا أن نعرِّف الأمة بشيءٍ من حياته، وترجمة مختصرة عن أعماله، لعله أن يكتسب بسببها دعوة مِن محبٍٍّ، أو عدل من منصف.
اسمه ومولده
هو ناصر الدين بن نوح بن نجاتي الألباني، وقد أضاف إلى اسمه اسم محمد لما في اسمه الذي سمي به من تزكية، فكان أحق الناس أن يكون ناصر الدين – عنده، وهو الواقع - هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد ولد في مدينة ((أشقودرة)) في ألبانيا، سنة 1332 هـ، الموافق 1914 م، وقد توفي بعد عمر في هذه الفانية بلغ حوالي 85 سنة.
هجرته واستقراره
هاجر هو وأهله من ألبانيا، وكان عمره آنذاك تسع سنوات، حفاظاً من والده على دين أهله، واستقر به المقام في دمشق عاصمة سوريا، ثم تنقل بين بيروت والإمارات حتى استقر به المقام في عمَّان الأردن، حيث توفي فيها.
طلبه للعلم
كانت بدايته في طلبه للعلم – رحمه الله – مع كتاب الحافظ العراقي ((المغني عن حمل الأسفار))، وهو كتاب خرَّج فيه الحافظ العراقي كتاب "إحياء علوم الدين" لأبي حامد الغزالي، فقام الشيخ الألباني بنقل كتاب العراقي، وأتم أحاديثه، وشرح غريبه، وقد انتفع بهذا الكتاب كثيراً كما قال هو رحمه الله.
وقد كان لمجلة المنار، وبالأخص مقالات صاحبها محمد رشيد رضا أعظم الأثر في حياة الشيخ رحمه الله للعلم.
جلده في طلب العلم
ونذكر في ذلك حادثتين:
الأولى: أنه أصيب في عينه أيامه الأولى في الشام، وطلب منه الطبيب أن يمكث شهراً لا يعمل بمهنة الساعات، و لا يقرأ شيئاً! فمكث أياماً، ثم أصابه الملل، فطلب من بعض إخوانه أن ينسخ له من المكتبة الظاهرية في دمشق كتاب "ذم الملاهي " لابن أبي الدنيا.
فنسخ الناسخ حتى وصل إلى مكان فيه ورقة ضائعة، قطعت اتصال الكلام، فلما أخبر الشيخ بذلك طلب إليه الشيخ أن يستمر بالنسخ.
فلما فرغ الناسخ وانتهت مدة العلاج؛ ذهب الشيخ يبحث عن تلك الورقة الضائعة في المكتبة الظاهرية، فظل الشيخ ينقب عن تلك الورقة، فلم يجدها، وفي تلك الأثناء كان يدون الأحاديث التي يقف عليها في المخطوطات، حتى دوَّن أكثر من أربعين مجلداً من الأحاديث بخط يده!! وكان عدد المخطوطات آنذلك حوالي عشرة آلاف مخطوطة!!
الثانية: وقد بلغت الهمة والجلَد في الشيخ رحمه الله أنه كان ينسى معهما الطعام والشراب، فكان يأتي إلى مكتبة الظاهرية قبل موظفيها، ويخرج بعدهم!!
ويأتيه أهله بطعام الإفطار، فيظل على ما هو عليه إلى موعد الغداء، فيؤخذ طعام الإفطار ويوضع طعام الغداء! وهكذا مع العَشاء.
وقد ظل الشيخ الإمام رحمه الله على هذه الهمة إلى أن توفاه الله، فإذا كان يعجز عن البحث قرأ، فإذا عجز عن القراءة قُرِأ عليه.
ومن رأى همة الشيخ ونشاطه قبل مرضه الأخير لم يفرق بين أول حياته وبين هذه الأيام.
وإذا قيل للشيخ في رحلاته أن يرتاح، قال: إن راحتي في الكلام والبيان!! لا في السكوت.
رجوعه إلى الحق
والشيخ رحمه الله عرف عنه رجوعه إلى الحق، حتى أصبح متميزاً به، فكم من حديث صححه وانتشر في الآفاق بسببه، ولما تبين له ضعفه من بعد الطلبة تراجع عنه بقوة وإنصاف، ومثال ذلك حديث دخول المنزل ((اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج)) فهو حديث صححه الشيخ ثم تراجع عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/220)
وقل الأمر نفسه في المسائل الفقهية العملية، كما هو الحال في مسألة جماع الزوجة بعد طهرها من الحيض، حيث كان الشيخ يرى أنه يكتفى بانقطاع الدم دون الغسل، ثم تراجع عنه إلى قول الجمهور، وهو عدم جواز الجماع إلا بعد الغسل.
وهذا الأمر – أعني تراجعه إذا تبين له الحق – استغله بعض الجهلة والحساد لبيان أن ذلك من تناقضه ولم يدر هؤلاء أن هذا من أعظم أخلاق الدين، وقد قل أهله في هذا الزمان، فكم من إنسان جادل بالباطل من بعد ما تبين له الحق فأصر مستكبراً كأن لم يسمع الحق؟!!
والشيخ برأه الله من ذلك وكتبه طافحة برجوعه عن أقواله التي تبين فيها خطؤه ملياً، ولم ينقصه ذلك بل رفعه الله به، ولكن عند المنصفين العقلاء، وهذا هو المهم، والأهم أنه كان يراقب ربه ولا يهمه ما يقال بعد لك.
تعظيمه لاعتقاد السلف ومنهجهم
وقد كان الشيخ رحمه الله من أعظم المدافعين والمنافحين عن دين الله عز وجل في هذا القرن، حتى عدَّه بعض الأفاضل – وهو الشيخ مقبل الوادعي - من المجدِّدين لهذا الدين، وقد سلك سبلاً كثيرة في توضيح اعتقاد السلف الصالح والدفاع والذب عنه، فكان أن أخرج للناس مختصر العلو للذهبي وضمنه تلك المقدمة الماتعة في بيان اعتقاد سلف هذه الأمة، وبيان زيغ أعدائها وضلالهم.
وكذلك أخرج للناس كتابه ((تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد)) وقد حذر فيه كثيراً من عمل المشركين الذي سرى إلى المسلمين في بناء الأضرحة والمقامات ودعاء الأولياء الأموات، والذبح والنذر عندها.
وأما منهج السلف وفهمهم للكتاب والسنة، فقد كان رحمه الله من أعظم المتمسكين به في نفسه، الداعين له من خلال كتبه وأشرطته، وقد كان قوله تعالى: ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً)) شعاراً له رحمه الله.
كتبه ومؤلفاته
وهي بحمد الله كثيرة نافعة، ولا يُعلم له رسالة مكررة أو أنه يمكن للباحث أن يستغني عن العلم الذي فيها، وقد بلغ المطبوع منها أكثر من 40 ما بين تحقيق وتأليف، وله من المؤلفات المخطوطة في خزانته ما لعله أن يبلغ ضعف هذا العدد.
وقد نفع الله بكتبه كثيراً من الناس، فنهلوا من علمها واستفادوا من التحقيق الذي فيها، وإن كان بعضهم سطا عليها سرقة منها دون أن يشير ولو بأدنى إشارة أنها لغيره، ويصدق على هذا قوله تعالى: ((ولا تحسبن الدين يفرحون بما أوتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا .. )) وينطبق عليهم قوله صلى الله عليه وسلم: ((المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور)).
ثناء العلماء عليه
وقد أثنى عليه أهل العلماء ثناء عطراً، وهو يستحق أكثر منه، فقد قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: ((ما علمت تحت أديم السماء أعلم بالحديث من الشيخ الألباني))، وللشيخ محمد بن صالح العثيمين ثناء عليه وقد وصفه بالعلامة المحدث، وقد أثنى عليه غيرهما، وقيلت فيه أشعار لطيفة يمكن للقارئ أن ينظرها في كتاب ((حياة الألباني)) لأخينا محمد بن إبراهيم الشيباني.
عداءُ أهل البدعة له
لا يحب الألباني إلا صاحب سنَّة، أو فطرة سليمة، ولا يبغضه إلا صاحب بدعة، أو جاهل بقدره، وقديماً قال السلف: ((من علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر)).
وقد تكالب على الشيخ رحمه الله أهل البدع والضلال من جميع الطوائف والفرق، فكان رحمه الله كالطود الشامخ يرد على هذا، ويفند شبهة هذا، حتى أتى على بنيانهم من قواعده فخر عليهم السقف من فوقهم.
فتوى الهجرة من فلسطين
وقد شنع على شيخنا بعض المشاغبين من أهل الجهل؛ فراح يُلبس الشيخ رداءً ليس له، ويحمِّل كلامه ما لم يحتمله، أو يزوِّر الحقائق التي أتى بها الناس.
وملخص هذه المسألة أن الشيخ رحمه الله سئل عن أناس يعيشون في بلادٍ لا يستطيعون إظهار شعائر دينهم فيها، فقال لهم الشيخ بوجوب الهجرة إلى بلاد يستطيعون فيها ذلك استدلالاً بقول الله تعالى: ((قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها)) وهذا تبكيت من الملائكة لمن ظلَّ بين الكفار أو العصاة فأثر ذلك في دينه فاحتج على فعله بغيره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/221)
ولما سئل الشيخ: هل هذا ينطبق على فلسطين؟ قال: على كل بلاد الدنيا، ما الفرق بين فلسطين وغيرها؟! كما أن مكة أعظم عند الله من فلسطين، ومع هذا هاجر منها المسلمون وعلى رأسهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن الصحابة من هاجر إلى الحبشة وهي بلاد كفر، لما لم يكن يستطيع إظهار دينه.
فقام وطبل وزمر لهذه الفتوى أهل التطبيل والتزمير من أهل الجهل والضلال وكان ذلك قرب موعد الانتخابات النيابية، ظنَّاً منه أنه يستطيع استعطاف الناس للحصول على الأصوات!! أما أن تكون القضية قضية دين فلا، فهو غارقٌ في تصوف بالٍ، وسادر في جهل فاضح.
والعجب من أولئك المشايخ - وأغلبهم دكاترة في الشريعة - اجتماعهم على تخطئة الشيخ رحمه الله، ولم نرَ اجتماعهم هذا على تضليل الحبشي مثلاً، أو على التحذير من فسقٍ أو فجور أو ضلال، وبعض من وقَّع على ذلك يعتبر من غلاة الأشاعرة، وبعضهم لا يدرى منهجه أو اعتقاده!! وبعضهم على خير لكن استجر على التوقيع.
والقضية علمية شرعية تكلم فيها الشيخ بعلم وأدلة، ومن خالف لم يحسن من ذلك شيئاً، وبعضهم – لغباء أو جهل أو شرود ذهن – ظن أن أهل فلسطين يقفون على الحدود رافعين جوازاتهم ينتظرون فتوى الألباني ليغادروا فلسطين!! والأكثر لا يهمهم دين من بقي بين اليهود، فتخلق بأخلاقهم وتعودوا على عاداتهم، فمنهم من زوج ابنته ليهودي!! ومنهم من شكك في كفرهم!!.
والمهم عند هؤلاء ألا يخرج من فلسطين ولو ضيع دينه أي أن المهم ألا تضيع الأرض!!
نشاطه في الدعوات والزيارات العلمية
والشيخ رحمه الله من النشيطين في الدعوة إلى الله، فلم يكن ليكتفي بالتأليف حتى أضاف إليه الخروج إلى الناس وزياراتهم في بلدانهم وقراهم.
فمنذ أن كان بالشام وهو يسافر إلى حلب وحماة وإدلب و غيرها، وحدثني بعض من كان هناك أن الشيخ كان يأتيهم كل أسبوع على دراجة هوائية، وكانت المسافة من دمشق إليهم حوالي 45 كيلو متراً!!
وقد سافر الشيخ رحمه الله إلى أسبانيا والكويت والإمارات وقطر وطاف في مناطق المملكة العربية السعودية جميعها تقريباً!!
وكذا أمره عندنا في الأردن، فما من أحدٍ يدعو الشيخ إلا ويلبي دعوته ويزوره ويلقي عندهم ما يسر الله من العلم النافع، وكان الشيخ قد شرفني بزيارة إلى بيتي في إربد، وسجل اللقاء تحت عنوان " مسائل فقهية "، ولم تكن هذه الزيارة هي الأولى له إلى الشمال، فقد سبقها أخوات لها.
نماذج من أخلاق الشيخ رحمه الله
كراهيته للمدح
لم يكن الشيخ رحمه الله يحب أن يمدحه أحد، وخاصة في وجهه، وكتبه كلها ليس فيها لفظ ((الشيخ)) قبل اسمه!! وقد مدحه مرة الشيخ محمد إبراهيم شقرة في وجهه فبكى، ومدحه آخر فبكى وأنكر على من مدحه.
خوفه من الرياء
وجاءه مرة بعض إخواننا من بنغلادش – من أهل الحديث – وقالوا للشيخ: إن عددهم حوالي أربعة ملايين وإنهم يودون بزيارة الشيخ لهم هناك، وقد جهزوا ملعباً يتسع لأعداد كبيرة للقائه والاستماع إليه، فرفض الشيخ الدعوة. فقال الداعي: إنها أسبوع يا شيخ!! فرفض الشيخ: فأنزل المدة إلى ثلاثة أيام!! فرفض الشيخ فأنزلها إلى يوم واحد!! فرفض الشيخ وبشدة، فقال الداعي في النهاية: نريد محاضرة وتغادر على نفس الطائرة!! فرفض الشيخ وبشدة أيضاً فتعجب الرجل من رفض الشيخ وكذلك الذين معه، وانصرف الرجل حزيناً، فسأل الأخُ أبو ليلى - وهو الذي حدثني بهذه القصة – الشيخَ: لم رفضت يا شيخ؟ فرد عليه رحمه الله: ألم تسمع ماذا قال؟ فقال أبو ليلى: وماذا قال يا شيخ؟ فقال: ألم تسمع قوله إنهم أربعة ملايين!! فتصور أني أحاضر بمثل هذا العدد، فهل آمن على نفسي من الرياء؟!! وكان درساً عظيماً من الشيخ لتلاميذه وللناس جميعاً بالبعد عن المواضع المهلكة للداعية.
تفقده لإخوانه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/222)
= كنا مرة في رحلة معه، فانتهينا منها في الواحدة ليلاً وكنا في خمس سيارات، وأنا أقود واحدة منها، فسبقنا الشيخ، ففوجئت بأن إطار سيارتي قد ذهب هواؤه، فأصلحته وقد ذهبتْ السيارات جميعاً، فما هي إلا لحظات حتى رجع إلينا الشيخ مع السيارات، وسأل عن سبب التأخر، فلما رأى السبب علم بالحال، وكان رحمه الله قد افتقدنا في الطريق ورأى أن سيارة قد نقصت، فسأل عنها، فلما لم يُعطَ جواباً رجع من طريقه فرآنا على تلك الحال، فطلبنا من الشيخ أن يذهب إلى أهله وبيته ونحن نصلح الإطار، ونلحق بهم،فأبى رحمه الله إلا أن ينتظرنا لننتهي مما نحن فيه، وكان ذلك وغادرنا سوياً.
= وحدثني بعض تلامذته أنه كان يتصل بالشيخ كل يوم، وفي يومٍ من الأيام لم يفعل ذلك، فما هو إلا أن يدق جرس الهاتف، ويتبين للأخ أنه الشيخ الإمام الألباني!! وأنه افتقد هذا الأخ لعدم اتصاله، فسارع للسؤال عنه.
= ودخل هذا الأخ نفسه المستشفى لحادث وقع له، وإذ بالشيخ الإمام يأتي لزيارته في المستشفى!! قال: فأثرت هذه الزيارة فيَّ وفي أهلي الشيء الكثير.
مقابلته الإحسان بالإحسان
وكان بعض تجار عمان على علاقة بالشيخ رحمه الله، قال: ففاجأني الشيخ يوماً بزيارة إلى محلي!! وجاء معه بمجموعة قيمة من الكتب وقدَّمها هدية لي!!
بكاؤه
والشيخ رحمه الله – على خلاف ما يظن الكثيرون – رقيق القلب، غزير الدمع، فهو لا يُحدَّث بشيء فيه ما يبكي إلا وأجهش في البكاء، ومن ذلك:
أ. حدثته امرأة جزائرية أنها رأته يسأل عن الطريق الذي سلكه النبي صلى الله عليه وسلم، فدُلَّ عليه فسار على خطواته لا يخطئها، فلم يحتمل كلامها، وأجهش بالبكاء.
ب. وفي آخر لقاء لي به رحمه الله، حدثته عن رؤيا رآها بعض إخواننا، وهي أنه رأى هذا الأخ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فسأله: إذا أشكل عليَّ شيء في الحديث مَن أسأل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سل محمد ناصر الدين الألباني.
فما أن انتهيت من حديثي حتى بكى بكاءً عظيماً، وهو يردد " اللهم اجعلني خيراً مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون ".
ج. وحدثه بعض إخواننا عن سب والده للرب والدين – والعياذ بالله – فبكى الشيخ لما سمع من جرأة من ينتسب للدين على بعض هذه القبائح و العظائم في حق الله، وحكم على والده بأنه مرتد كافر.
د. وأخبره بعض إخواننا عن مشكلة حصلت معه، وأنه في ورطة، فقال الأخ: فما هو إلا أن رأيت الشيخ وقد دمعت عيناه ودعا لي بأن يفرج الله كربي، فكان ذلك.
هـ. وهذا غير ما سبق من بكائه عند مدحه في وجهه.
زوجاته وأولاده
تزوج الشيخ الإمام رحمه الله من أربع نسوة:
أ. فأنجب من الأولى: عبد الرحمن، و عبد اللطيف، و عبد الرزاق.
ب. ومن الثانية: عبد المصور، و عبد المهيمن، ومحمد، وعبد الأعلى، و أنيسة، و آسية، و سلامة، وحسَّانة، و سكينة.
ت. ومن الثالثة: هبة الله.
ث. ولم ينجب من الرابعة، وهي " أم الفضل "، وهي التي ظلت معه إلى آخر أيامه.
مرضه ووفاته
وقد أصابت الشيخ أواخر حياته أمراض مؤلمة، نزل وزنه بسببها إلى أن وصل يوم وفاته إلى أقل من 30 كيلو.
وقد أكرمه الله بصفاء ذهنه وعدم تخليط عقله، وكان يعرف زواره؛ بعضهم بأسمائهم، وبعضهم بصورهم وأشكالهم.
وقد كان يبذل جهداً كبيراً في الكلام وكان أغلب وقته في الفراش.
وكان رحمه الله لا يهدأ في أوقات القدرة عن البحث والمطالعة وإذا لم يستطع ذلك أمر بعض أبنائه أو من عنده بأن يحضر له كتاباً معيناً ويقرأ منه.
وهكذا قضى رحمه الله أكثر من ستين سنة بين كتب أهل العلم دراسة وتدريساً، علماً وتعليماً، إلى آخر أيام حياته.
فما أحلاها من حياة وما أكرمها من أيام، وما أجملها من سنوات، وما أغلاها من لحظات تلك التي قضاها إمامنا وشيخنا غفر الله له، وألحقنا به على خير.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
أبو طارق
إحسان بن محمد بن عايش العتيبي
23 / جمادى الآخر / 1420 هـ
3/ 10 / 1999 م
منقول من صيد الفوائد
ـ[ابن عبد السلام الجزائري]ــــــــ[08 - 05 - 08, 01:02 ص]ـ
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد
في أواخر سنة 1998 كنت قد كتبت رسالة رفعت فيها أسانيد الشيخ الألباني إلى الكتب الستة وغيرها من الدواويين ,وانتقيت أصحها سندا بعدما ترجمت لرجال السند من شيخ الألباني بالإجازة الشيخ راغب الطباخ إلى آخر السند وسميتها (غاية الأماني في بعض ما على من أسانيد الشيخ الألباني) وأخذتها معي للشام والتقيت بابن عمه الشيخ أبي يعقوب نجاتي الذي يعمل في محل الساعاتي الذي كان فيه الشيخ الألباني
وكتب لي توصية منه ليستقبلني الشيخ, ومن توافق الأقدار أن التقيت بالشيخ حمدي عبد المجيد السلفي في مكتب الرسالة وتعرفت عليه واصطحبني معه إلى مكتب دارالمأمون والتقينا بصاحبها عليه رحمة الله فدعانا للغداء في بيته وكان معنا الأستاذ سليم أسد محقق مسند أبي يعلى الموصلي وكانت مأدبة غداء لا تنسى مع ما تخللها من مناقشات لتصحيحات بعض الأحاديث, ولما علم الشيخ حمدي بنيتي للذهاب للقاء الشيخ الألباني كتب لي هو الآخر رسلة توصية.
وسافرت للأردن واهتديت لبيت الشيخ ,وأدركتني صلاة الضهر بمسجد حيه ,وبعدها التقيت بولده أبي عبيدة
ورتب لي لقاء بعد العصر إن تحسنت صحة الشيخ ,وبعد العصر اعتذر وقال والله إن الشيخ يكلمنا بالإشارة
من مرضه ويعتذر لك ,ولكن إذا كنت ستقيم هنا أياما فمر بعدُ فلعل صحته تتحسن ويكلمك, فقلت له أنا مسافر ومرتبط بأشغال ,فقال لي اترك لي الرسالة ,وسأقرأها على الشيخ بعد أن يتعافى ,وسأخبرك إن اتصلت بنا
وتركت له نسخة من الرسالة, وسافرت ولم أدر ما حدث بعدها إلى أن فجعت كما فجع غيري بوفات إما م السنة في هذا العصر رحمه الله, وكنت قد أهديت منها نسخة بالمدينة المنورة لأخي نورالدين طالب الدمشقي
لما كان طالبا بكلية الحديث, وقلت له خذ ,فهذه أصح أسانيد أهل الشام, ولازالت عنده يحتفظ بها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/223)
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[10 - 05 - 08, 10:16 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39446(159/224)
الشيخ الحافظ، المحدث الفقيه عبد القادر الأرناؤوط
ـ[الأفغاني السلفي]ــــــــ[17 - 04 - 08, 08:59 ص]ـ
خادم علم الحديث
د/ عمرو الشيخ
من بلاد ما وراء النهرين
من كوسوفا جاء
نذر نفسه للعلم
وتفانى فى خدمة الحديث النبوى الشريف
فارتفع قدره وعلا شأنه ودام ذكره
قال له صاحب محل الساعات الذى كان يعمل عنده:-
((يابنى إنك لا تصلح إلا للعلم))
فمن هو هذا الشيخ الذى كان دوما يحب أن يلقب بأنه العبد الفقير طالب علم؟؟
هيا بنا فى جولة سريعة نتعرف على هذه الشخصية وصفاتها الأخلاقية
وهمتها العالية
...
** بداية الرحلة:-
إنه الشيخ الحافظ، المحدث الفقيه عبد القادر الأرناؤوط
ولد بقرية «فريلا VRELA» في «إقليم كوسوفا
قال الشيخ الألباني :
osovo» من بلاد الأرناؤوط في ما كان يعرف بيوغوسلافيا، سنة (1347هـ – 1928م).
و قد هاجر سنة (1353هـ _ 1932م) إلى دمشق بصحبة والده –رحمه الله– و بقية عائلته –وكان عمره آنذاك ثلاث سنوات– من جراء اضطهاد المحتلين الصرب –أذلهم الله– للمسلمين الألبان. وكان المسلمون آنذاك أقلِّية مضطهدين من قبل الصِّرب يمارسون عليهم الضغوط بشتى أنواعها، مما دعا السكان المسلمين للفرار بدينهم –من وطأة هذا الحكم الشيوعي الظالم– إلى بلاد المسلمين. وعندما كان الشيخ صغيراً حرص والده على تعليمه اللغة الألبانية، فأتقنها مما ساعده هذا في رحلاته إلى البلدان التي زارها ولا سيما بلده الأصلي إقليم كوسوفا في يوغسلافيا متخطياً بذلك حاجز اللغة.
فترعرع الشيخ في دمشق الشام، وتلقى تعليمه أول الأمر في مدرسة «الإسعاف الخيري» بدمشق بعد دراسة سنتين في مدرسة «الأدب الإسلامي» بدمشق. وبقي في مدرسة «الإسعاف الخيري» يطلب العلم حتى أنهى مرحلة الخامس الابتدائي سنة (1363هـ _ 1942م) وكان الصف الخامس آنذاك هو نهاية المرحلة الابتدائية.
وبعد ذلك ترك العلم لغرض العمل لحاجته للمال فعمل «ساعاتياً» في تصليح الساعات بدمشق، وكان يعمل في النهار ويدرس القرآن والفقه مساءاً. وكان عمله عند رجل أزهري يدعى الشيخ «سعيد الأحمر التلي» –رحمه الله تعالى– وكان عالماً يعلمِّه علوم الدين واللغة. وعندما لاحظ نبوغه وحفظه للقرآن والحديث النبوي الشريف، وجَّهه وأرشده لطلب العلم حيث أخذ بيده للمسجد الأموي بدمشق، وساعده بالمال وقال له: «يا بني، أنت لا تصلح إلا للعلم». وقام بتسليمه للشيخ عبد الرزاق الحلبي –حفظه الله– وانضم إلى حلقة من حلقاته العلمية، وطلب منه تعليمه علوم الشرع واللغة والأدب واستمرت الرحلة فى طلب العلم حتى وافته المنية ...
*****
** فى رحاب الشيخ وصفاته:-
ومن سمع كلامه عرف فيه الإخلاص والصدق. وهو مع ذلك قوي وجريء في بيان الحق والصدع به، كان لا يخاف في الله لومة لائم،
إن سبب شهرة الشيخ هو اهتمامه بجانب هام ميّز شخصيته وهو اختصاصه بعلم الحديث النبوي الشريف
فلولا العلم لما كانت له هذه المكانة التي ارتقاها على صعيد العالم الإسلامي.
فالعلم أساس حياة الإنسان، وعليه تبنى شخصيته،
فهو بجيد اللغة الألبانية، بشكل ممتاز، ويلم بشيء من اللغة الفرنسية، وهذا مما ساعده كثيراً في هدفه السامي في نشر كلمة التوحيد والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
* رحل الشيخ إلى بلاد عديدة، ولم يكن يمنعه بُعد المسافة ومشاق السفر عن هدفه السامي في سبيل الدعوة إلى الله تعالى القائل في كتابه: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (33) سورة فصلت
...
** التربية بالحنان:-
*والشيخ –رحمه الله– عالم مربٍّ يُربّي الناس بصغار العلم قبل كباره. و لذلك أقبلت العامة –بدمشق و غيرها من المدن– عليه، حيث وَجَدَتْ عنده أُنْسَ المستوحش، و حنان المُربّي. فالشيخ معروفٌ بعُلوّ أخلاقه و نزاهة باطنه. لا تَسمَعهُ يذكر أحداً بسوءٍ أو يطعن فيه، إلا مبتدعاً مجاهراً مغالياً في بدعته. لا ترى و لا تسمع منه كلمةً نابيةً. فهو مجمعٌ للفضائل.
** كرم وجود:-
*شيخنا –رحمه الله– جوادٌ كريمٌ لا يردّ أحداً من المحتاجين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/225)
وهو كريمٌ يكرم جلساءه بما عنده من طيب الكلام قبل طيب الطعام، يظن الجالس عنده أنه سيد الجلسة، و أنه الأقرب إلى قلب الشيخ و نظره، هكذا يحس الجالس عنده، لا يترك أحداً إلا و يسأله عن اسمه و أين يسكن و يسترسل معه و يفخم من أمره إن كان من طلبة العلم تشجيعاً له
وشيخنا كريم اليد، واجتماعي، كان يحضر دعوات الناس ومناسباتهم، إلا أن ميزته على كثير من المشايخ غيره أنه لا يكاد يضيع دقيقة من الوقت دون إرشاد ونصح،
*و الشيخ عفيفُ اليد، لا يأخذ شيئاً من أحد.
بل لقد غَضِبَ ذات مرّة غضباً شديداً من أحدهم، لمّا أخرج له مالاً مُقابل الفتوا و أصرّ في هذا، ظَنّاً من المسكين أن الشيخ كأشباه العلماء الذين يأخذوا الأموال الكثيرة لأجل إفتائهم
**تواضع العلماء:-
من أهم صفاته أنه لا يعرف التكبر ولا يرى لنفسه حظا، فقد كان شديد التواضع بالفطرة وزاده العلم تواضعا، ويكتب دائما في توقيعاته وعند اسمه: "العبد الفقير إلى الله العلي القدير، عبدالقادر الأرناؤوط، خادم علم الحديث في دمشق"،
وهو آية في ترك التكلف،
*ومن تواضع الشيخ: أنه إذا تكلم عن أحد طلابه يقول: أخونا فلان، أو: الشيخ فلان. وإذا تكلم عن نفسه أو كتب قال: طالب علم. وإذا أثنى عليه في وجهه مد يديه كهيئة المستغرب وقال: أستغفر الله .. أستغفر الله. و من أخلاق الشيخ تواضعه للحق و سماعه ممن دونه
****
*متسلحاً بالتقوى والإخلاص لله تعالى. استطاع الشيخ بفضل من الله أن يدخل إلى قلوب الناس بتواضعه ومحبته لهم وحسن أخلاقه. ولقد عرفه أهل دمشق وغيرها في خطبه على المنابر، وفي دروسه في المساجد، بجرأته على قول الحق وبمنهجه في الدعوة، ودفاعه عن السنة النبوية الشريفة
وهذه هى الأسلحة التى يجب أن ٌ يتسلح به كل داع إلى الله إذا أراد لدعوته أن تقوم لها قائمة أو أن تنشط من سبات.
...
**خدمته للحديث وكتبه:-
كان باكورة أعماله تحقيقه لكتاب "غاية المنتهى" في الفقه الحنبلي، وكان الشيخ جميل الشطي رحمه الله قد بدأ به ولم يتمه، فطلب من الشيخ إتمامه.
وفي بداية الستينيات انتظم الشيخ للعمل مدرسا لقسم التحقيق والتصحيح في المكتب الإسلامي بدمشق، وذلك بصحبة الشيخ شعيب الأرناؤوط -حفظه الله- واستمر في عمله هذا حتى عام (1968 - 1389هـ) تقريبا.
ومنذ تلك الفترة قام الشيخ بالاشتراك مع الشيخ المحقق شعيب الأرناؤوط بتحقيق وتصحيح العديد من الكتب الإسلامية التي صدرت عن المكتب الإسلامي، وأهمها:
- زاد المسير في علم التفسير- لابن الجوزي (9 مجلدات).
- المبدع في شرح المقنع - لابن مفلح (8 مجلدات).
- روضة الطالبين وعمدة المفتين - للنووي (12 مجلدا).
- زاد المعاد في هدي خير العباد - لابن القيم (5 مجلدات).
- جلاء الأفهام في الصلاة على خير الأنام - لابن القيم (مجلد).
يقول الشيخ عن نفسه: "إني بعونه تعالى قد حققت أكثر من خمسين كتابا كبيرا وصغيرا في الفقه والحديث والتفسير والأدب وغيرها، وهي موجودة في العالم الإسلامي…".
ومن أهم الكتب التي حققها الشيخ بمفرده: كتاب "جامع الأصول" لابن الأثير الذي أشرنا إليه سابقا، وقد استغرق عمله في هذا التحقيق مدة خمس سنوات كاملة، كما أنه كان سببا لشهرته، ومن بين الكتب الأخرى نجد:
- مختصر شعب الإيمان - للبيهقي.
- الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان - لابن تيمية.
- كتاب التوابين - لابن قدامة المقدسي.
- كتاب الأذكار - للنووي.
- كتاب الشفا في تعريف حقوق المصطفى - للقاضي عياض.
- كفاية الأخيار - للحصني.
- شمائل الرسول - لابن كثير.
- الإذاعة لما كان ويكون بين يدي الساعة - لمحمد صديق حسن خان .. وغيرها.
رحم الله الشيخ وأجزل له المثوبة.
*يعرض الشيخ عموما عن التأليف لأنه يجد نفسه أمام مهمة يؤمن أنها أهم منه، وهكذا يبرر ذلك بقوله: "… المؤلفات كثيرة، والتحقيق أولى، وذلك حتى أقدم الكتاب إلى طالب العلم محققا ومصححا حتى يستفيد منه ... ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/226)
لأجل ذلك نجد ندرة في مؤلفاته التي لم تتجاوز أصلا بعض الرسائل الصغيرة، منها رسالة بعنوان "الوجيز في منهج السلف الصالح" وما دعاه إلى كتابتها هو عدم فهم كثير من الناس العقيدة السليمة فهما صحيحا، وكثرة من يتكلم في هذا الموضوع وهو لا يحسنه، وله أيضا رسالة بعنوان "وصايا نبوية" شرح فيها خمسة أحاديث نبوية، مطبقا بذلك قول بشر بن الحارث الحافي رحمه الله حيث قال: "يا أصحاب الحديث، أدوا زكاة الحديث من كل مائتي حديث خمسة أحاديث"، وقد اختارها في العقيدة والأخلاق.
**شهادات من عاصروه وآراؤهم:-
*يقول الشيخ الدكتور وهبة الزحيلي عنه:
«إني أعرف الأخ الشيخ عبد القادر منذ زمن بعيد، وقد صاحبته في سفرٍ إلى روسيا. وهو يتميز بسلامة لُغتِه، وقوة حافِظَته، وتقواه، و وَرَعِهِ، ومحبة الناس له، ومعرفته بأحكام الحلال والحرام، وتميزه بحفظ الأحاديث النبوية: بالرجوع إلى مصادرها وضبطها ومعرفة الأحكام المترتبة عليها. ويتميز أيضاً بأنه ذو خُلُقٍ كريم، وأدب رفيع، ويحترم أهل العلم، ويجد فيهم ويجدون فيه أُنْساً وفضلاً وحُباً للسُّنة النبوية والعناية بها. وقد شهد له عالم التأليف والتصنيف، تحقيقاتٍ كثيرةٍ دقيقةٍ وجيدةٍ وممتازةٍ مثل تحقيق كتاب "جامع الأصول" لابن الأثير الجزري، وغيرها من كتب الحديث. وكل ذلك إنما يُنبئ عن عِلمٍ غزيرٍ، وفَهمٍ دقيق، ومتابعة للروايات، وتعرف على رجال الحديث والسنة ... ».
*ويقول الشيخ الدكتور مصطفى ديب البغا (أستاذ الحديث وعلومه في كلية الشريعة بجامعة دمشق) عنه: «الشيخ عبد القادر رجلٌ عالمٌ، طيبٌ، وورع، ومُحَقّقٌ، ومعتدلٌ في مواقفه. هذا ما أعرفه عنه. وفي مسألة فتواه عن الطلاق، فهو يقصد منها التيسير على الناس، وليس التساهل في الدين».
*ويقول فضيلة الأستاذ محمد رياض المالح –رحمه الله– عنه: «نشهد بأن الشيخ عبد القادر –حفظه الله، ونفع الأمة بعلمه– رجلٌ فاضلٌ عفيف اللسان. وهذا شأن العلماء. و الجميع يشهد بنزاهته، وتواضعه، ومعاملته الحُسنة للآخرين. وإننا جميعاً نُقدِّرُ عمله العظيم في تحقيقه لكتاب "جامع الأصول" الذي لاقى قبولاً كبيراً بين الناس، وحَقَّقَ للجميع النفع والفائدة المرجُوّة».
*ويقول الشيخ عبد الرحمن الشاغوري عنه:
«إن الشيخ عبد القادر رجلٌ مستقيمٌ، يحبنا ونحبه. وقد صحبته مُدَّةً طويلةً من الزمن خلال تدريسي في معهد العلوم الإسلامية عند الشيخ "عبد الله دك الباب" حيث كُنا على أشد المساعدة والتعاون والائتمان. ولم نر له أخطاءً طوال هذا المدة، فهو حافظٌ لسانه، وحافظٌ كيانه. وهذا ما أعرفه عنه. كما أنه يتَحَرّى دائماً في فتواه، فلا يعتمد على عقله، إنما يعتمد على الأحاديث الصحيحة. نسأل الله لنا وله التوفيق».
****
توفي فجر الجمعة 14 شوال 1425 هـ في دمشق عن نحو ست وسبعين عاما قضاها في التعلم والتعليم والتحقيق والدعوة
لقد كان الشيخ عبد القادر الأرناؤوط أحد العلماء الذين اختاروا طريق مرافقة الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك بخدمة الحديث النبوي الشريف. وقد منّ الله عليه ففتح له في هذا العلم، وجعل له فيه قدما راسخة، ونفع الله به نفعا عمّ أرجاء العالم الإسلامي، وكانت له مع السنة رحلة ممتعة مع مشقتها.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
وفى النهاية تبقى كلمة:-
((كان الشيخ رحمه الله دائما ما يردد قول بشر بن الحارث الحافي رحمه الله حيث قال: "يا أصحاب الحديث، أدوا زكاة الحديث من كل مائتي حديث خمسة أحاديث تعملوا بهن "،
فهل تراه أدى زكاته؟؟
أعتقد أنه أدى زكاه ووفى
فهل آن الأوان أن نؤدى زكاتنا؟؟
وأن نطبق سنة نبينا؟؟
وأن ننهض بأمتنا؟؟))
م. ن
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[02 - 05 - 08, 05:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده00
أمَّا بعد:
فما قرأته في هذ العجالة ما هو إلاَّ غيض من فيض، من علم هذا الرجل رحمه الله ومن تواضعه، وأنا أعرفه عن قرب وقد ألتقيت به مرات عديدة، وفي كل مرة أجد الشيخ رحمه الله يزداد تواضعاً ورقة وحنان، فهو كالاب لطلابه وتلاميذه0يجمع بين الظرف والدعابة والحشمة والوقار، وهو من أعظم علماء سورية في الفقه والحديث، وهو صاحب عقيدة على منهج أهل الحق فرحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته00اللهم آمين
ـ[مكتب زهير الشاويش]ــــــــ[02 - 05 - 08, 10:02 م]ـ
ومن آخر اعماله رحمه الله رحمة واسعة تحقيقه لكتاب شرح ثلاثيات مسند الامام احمد. وقد نشره المكتب الاسلامي في مجلدين كبيرين.
ـ[ابو ريمه]ــــــــ[07 - 05 - 08, 12:36 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 05 - 08, 05:32 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة
هل تم نشر كتبه الأخيرة؟ أعني الطبعة الثانية من جامع الأصول وتحقيق الجزء الأخير من البداية والنهاية لابن كثير؟
ـ[أبو محمد الرقي]ــــــــ[08 - 05 - 08, 08:33 م]ـ
رحم الله شيخي فقد جالسته وأخذت عنه وشاهدت من أخلاقه ما يجعلني ادعو له بخير ما حييت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/227)
ـ[أم البخاري]ــــــــ[17 - 10 - 09, 06:55 م]ـ
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم أبدله دارًا خيرًا من داره وأهله خيرًا من أهله وزوجًا خيرًا من زوجه، وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار
ـ[أبو محمد الرقي]ــــــــ[18 - 10 - 09, 07:43 ص]ـ
رحمه الله ورزقنا حسن الاتباع
ـ[السليماني]ــــــــ[20 - 10 - 09, 07:03 م]ـ
رحمه الله وغفرله فهو طيب المعشر متواضع كريم
اللهم اغفر له وارحمه وأسكنه الجنة ...
ـ[أحمد ياسين ـ المغرب]ــــــــ[24 - 10 - 09, 01:21 م]ـ
رحمه الله
ـ[أبو معاذ الأسواني]ــــــــ[02 - 11 - 09, 05:55 م]ـ
و هل كان للشيخ علاقة بالعلامة الألباني؟
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[04 - 11 - 09, 09:00 ص]ـ
و هل كان للشيخ علاقة بالعلامة الألباني؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا رسول بعده، وعلى آله وصحبه.
أما بعد، فإن الشيخ عبد القدر الأرناؤوط يثني على علم الشيخ الألباني بالحديث. لكن الشيخ لا يوافقه على آرائه الاجتهادية في المسائل المعروفة التي أفتى فيها الشيخ الألباني بما أداه إليه اجتهاده كمسألة الذهب المحلق وغيرها. لكن هذا في العلم، أما القلبُ، فأشهد أن الشيخ يحبه و يجله، و الشيخ ناصر يحبه و يجله. و إن كنت ترى الألباني يرد عليه، فهذه يا أخي طريقته المعروفة في عدم محاباة أحد في الحق كائناً من كان. و الشيخ إذا زار الأردن زار الشيخ ناصر الألباني. و الألباني رحمه الله كذلك يكرمه و يجلّه. بل إن أحد الثقات نقل لنا أن الشيخ الألباني سئل عمن تنصح بأخذ أحكامه على الأحاديث من بعدك فقال: الشيخ عبد القادر الأرنؤوط.
و أشهد لقد كان بعض المغرضين في مجلس الشيخ من سوء أدبهم: كلما تكلم الشيخ ذكروا الألباني و خلافه. كأنما يريدون غضبةً من الشيخ عبد القادر في حق الشيخ الألباني –كما هي طريقة من لم يتأدب بأدب العلم و ما أكثرهم في مجالس العلماء و للأسف–، فقال الشيخ عبد القادر قولة شديدة فيها إلجام لهؤلاء –بعد أن عرف قصدهم–: «الشيخ ناصرٌ صاحبُنَا و صديقُنا ليس بيني و بينه شيء، ذاك شعيب الأرنؤوط».
لأن كثيرا من عوام السلفيين يخلطون بين الشيخ شعيب الأرنؤوط و شيخنا عبد القادر، و يظنون أن بينهما نسباً. و ليس الأمر كذلك، فالشيخ عبد القادر ليس بينه و بين شعيب نسب، و الألباني أقرب إلى شيخنا بلدةً من شعيب، و كلهم أصولهم ألبانية كما قال شيخنا. و الشيخ عبد القادر سلفيٌّ معتقَداً و عِلماً و طريقةً و سُلوكاً، بخلاف شعيب الأرنؤوط فلا يزال حنفياً، و في تعليقاته العقدية ما فيها، و قد انتقده غير واحد فيما كتبه على السير و غيره، كما فعل الدكتور محمد بن خليفة التميمي. و لو سلمنا أنه بينهما شيء، فماذا كان؟ نجرح من خالف الشيخ الألباني هكذا! إن الأمر المتنازع فيه يُنظر فيه و يُستَمع فيه إلى أقوال المتنازعين كما قرِّر في موضعه من كتب الفقه.
و مع هذا فقد سأل أحد إخواننا الشيخ عن علاقته بالألباني هل هي قوية؟ فأجاب بأنها جيدة و هو يزوره إذا نزل الأردن، و أن الألباني يرسل له مؤلفاته الجديدة، و أراه منها صحيح الأدب المفرد و ضعيفه. وهل تعلمون: أن الشيخ عبد القادر يُدرِّس صحيح الأدب المفرد للألباني؟ بل قد ينظر في كتب الألباني كالصحيحة و الإرواء و الضعيفة بحضرة طلبته دون أي حرج، إذا ما أراد أن يستخرج الحديث. هكذا الشيخ عرفناه لا يستحي من تدريس كتاب الألباني، لأن العلم رَحِمٌ بين أهله.
http://saaid.net/Warathah/1/alarnaut.htm#_Toc70769582(159/228)
الحزن والخطر في حياة الألباني رحمه الله تعالى
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[17 - 04 - 08, 02:24 م]ـ
وها نحن اليوم أمام علم شامخ آخر من أعلام أهل السنة،أقف بكم اليوم أمام شامة الشام ,ومحدث الزمان ,وحيد عصره ,وفريد دهره ناصر الدين - والسنة - الألباني رحمه الله رحمة واسعة،لنلحظ جانباً من حياة هذا العلم الزاخرة بالتعلم والتعليم،ونشر صحيح السنة،والدعوة إلى الرجوع والتحاكم إليها ....
في المقال أعرض عليكم الأخطار التي مرّ بها الألباني في حياته كما حكاه بلسانه ومن خلال بعض كتبه التي سطّر في مقدماتها هذه الأحداث الرهيبة التي مرّ بها إمام من أئمة هذا الزمان في الوقت الذي كان ينام فيه أهل الباطل والجور سالمين آمنين ....
وأعرض فيه أيضاً بعض أحزانه التي فطرت فؤاده الطاهر الزكي أسىً وحزناً على ما وصلت إليه الأمة من البعد عن الدين وأحكامه وشرائعه، وذلك من مقدمات كتبه المفيدة الماتعة والمتميزة بالعلم المؤصل من الكتاب والسنة على فهم سلف هذه الأمة ....
الإمام الألباني في خطر.
عن عبد الله بن عمر يقول: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يصبح وحين يمسي اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي قال يعني الخسف. رواه أحمد بن حنبل في المسند [جزء 2 - صفحة 25] 4785، قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح رجاله ثقات
(والروعات) الفزعات. ومعنى آمن روعاتي أي ادفع عني خوفا يقلقني ويزعجني. وكأن التقدير. وآمني من روعاتي.
1. الألباني يتعرض لرصاصات القناصة.
يقول رحمه الله: ولعل من أسباب ذلك الحرب الأخير في لبنان،والتي لا تكاد أن تهدأ قليلاً، وتستقر فيها الأحوال، حتى تعود إلى نحو ما كانت عليه من قبل أو أشد، الأمر الذي يجعل أعمال الناس ومصالحهم تتعطل أو تتأخر، ولو ظهر أنها ركدت بعض الشيء فالخوف من عودتها سيطر على الجميع،والفتنة والقتل بدون أي سبب لا يزال مستمراً، حتى لقد كدت أن أكون أنا وبعض أهلي من ضحاياها، برصاصات غادرة أطلقها علينا بعض القناصة من بعض البنايات المتهدمة في بيروت بتاريخ 2 صفر الخير سنة 1399هـ أصابت سيارتي في ثلاثة مواضع منها، كادت أن تكون قاتلة ن ولكن الله سلم فلم نصب بأذى في أبداننا مطلقاً ن والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
انظر: غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام (المقدمة) ص 7، الطبعة الثالثة 1405هـ1985م،المكتب الإسلامي.
2. الألباني حبيس السجن.
لقد وصل الأمر بالحاقدين على الشيخ إلى حد الوشاية به وقول الزور إلى الحكام مما أدى إلى سجنه نحو ستة أشهر، وكان قد سجن مرة قبل ذلك عام 1967م لمدة شهر فقط، وقد يسر الله له من التوفيقات الربانية ما أتاح له الاتصال بمن لولا ضرورات السجن لما فكروا يوماً بلقائه، فضلاً عن الدخول معه في حوار عدل كثيراً من أفكارهم عن الشيخ وعن السلفية.
انظر: حياة الألباني، للشيباني (1/ 53 - 56) بتصرف،و صفحات بيضاء من حياة الإمام الألباني ص32، مكتبة البلد الأمين الطبعة الأولى 1420هـ لعطية عوده.
3. الألباني يفر بدينه ويهاجر.
يقول رحمه الله: فإن الله تبارك وتعالى قد جعل بحكمته لكل شيء سبباً، ولكل أمر سمَّى أجلاً، وقدر كل شيء تقديراً حسناً، وكان من ذلك أنني هاجرت بنفسي وأهلي من دمشق الشام إلى عمان، في أول رمضان سنة 1400 هـ فبادرت إلى بناء دار لي فيها آوي إليها ما دمت حياً، فيسر الله لي ذلك بمنه وفضله وسكنتها بعد كثير من التعب والمرض أصابني من جراء ما بذلت من جهد في البناء والتأسيس، ولا زلت أشكو منه شيئاً قليلاً، والحمد لله على كل حال، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
انظر: رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار للإمام الصنعاني تحقيق الألباني (المقدمة) ص 5،الطبعة الأولى 1405هـ -1984م، المكتب الإسلامي.
4. الألباني يسير على طريق الخوف والحذر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/229)
يقول رحمه الله:وبينما أنا استعد لإلقاء الدرس الثالث إذا بي أفاجأ بما يضطرني اضطراراً لا خيار لي فيه مطلقاً إلى الرجوع إلى دمشق حيث لم يبق لي فيها سكن، وذلك أصيل نهار الأربعاء 19 شوال 1401 هـ فوصلتها ليلاً، وفي حالة كئيبة جداً،وأنا أضرع إلى الله تعالى في أن يصرف عني شر القضاء، وكيد الأعداء، فلبثت فيها ليلتين، وفي الثالثة سافرت بعد الاستشارة والاستخارة إلى بيروت، مع كثير من الحذر والخوف، لما هو معروف من كثرة الفتن والهرج والمرج القائم فيها، والوصول إلى بيروت محفوف بالخطر، ولكن الله تبارك وتعالى سلّم ويسّر، فوصلت بيروت في الثلث الأول من الليل،قاصداً دار أخٍ لي قديم، وصديق وفيّ حميم، فاستقبلني بلطفه وأدبه وكرمه المعروف، وأنزلني عنده ضيفاً معززاً مكرماً، جزاه الله خيراً.
انظر: رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار للإمام الصنعاني تحقيق الألباني (المقدمة) ص 6،الطبعة الأولى 1405هـ -1984م، المكتب الإسلامي.
الإمام الألباني حزين.
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به الآية وكل شيء عملناه جزينا به فقال غفر الله لك يا أبا بكر ألست تمرض ألست تحزن ألست يصيبك اللأواء قال فقلت بلى،قال هو ما تجزون به.
رواه ابن حبان في صحيحه، انظر:صحيح الترغيب والترهيب جزء 3 - صفحة 186] 3430 - (صحيح)
قال ابن أبي الدنيا في " الهم والحزن " [جزء 1 - صفحة 38]
22 - حدثنا عاصم بن عمر بن علي عن حفص بن قرير قال: كان رجل منا يجالس الحسن قال: سمعت الحسن يقول:إن أكثر ما يرى للعبد في صحيفته يوم القيامة مما يسر به الهم و الحزن.
1. الألباني يحزن على السفور المزي، والتبرج المخزي عند نساء هذا العصر.
يقول رحمه الله: " وحقيقة الأمر عندي،أنه وإن قلبي ليكاد يتفطر أسى وحزناً من هذا السفور المزري والتبرج المخزي، الذي تهافتت عليه النساء في هذا العصر، تهافت الفراش على النار ...
انظر: حجاب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة (المقدمة) ص 7،الطبعة الثامنة 1407هـ -1987م، المكتب الإسلامي.
2. الألباني يحزن على عدم إتباع النهج العلمي الصحيح في البحث.
يقول رحمه الله: " واعلم يا أخي المسلم! أن كل من لم ينهج العلمي الصحيح في بحثه، فلن يصل إلى الصواب الذي ينشده إلا رمية من غير رام، بل هو على الغالب ينتهي الأمر به إلى انحرافات خطيرة، لا ينجيه من الوقوع فيها أنهم كانوا غير قاصدين لها ..... وأنا حين أذكر بهذا الواجب أعلم - والأسف يملأ قلبي - أنه لا يستطيع القيام به إلا القليل جداً من العلماء المستقلين،لانصراف الجماهير منهم عن دراسة أصول الحديث، وتراجم رواته وتاريخهم .........
انظر: رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار للإمام الصنعاني تحقيق الألباني (المقدمة) ص 50،الطبعة الأولى 1405هـ -1984م، المكتب الإسلامي.
وبهذا ينتهي ما جمعت في الموضوع، وإني أرجو من الله جل وعلى أنني وفقت في جمع مادة مفيدة من أحوال هذا العلم النبيل رحمه الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلا آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[20 - 04 - 08, 10:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا في الدارين
ـ[سليمان أحمد]ــــــــ[20 - 04 - 08, 10:36 م]ـ
أخي جزاك الله خيرا على هذه الفوائد وإذا أردت المزيد فانظر كتاب حياة العلامة الألباني بقلمه
لشيخنا عصام موسى هادي فقد أجاد وأفاد والكتاب طبع المكتبة الإسلامية.
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 02:45 ص]ـ
لا يجوز البداءة بلفظ الجلالة من أول السطر والله أعلم
ـ[أم البخاري]ــــــــ[17 - 10 - 09, 06:58 م]ـ
رحم الله الشيخ كم أضاء الطريق وبدد ظلمات الجهل
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[17 - 10 - 09, 07:12 م]ـ
بارك الله فيك اخى رأفت موضوع موفق .. رحمه الله رحمة واسعه
اخى ابو مسلم اين البداءه بلفظ الجلاله .. فى الموضوع؟
وان وجد ... اين الدليل على قولك؟
ـ[الزبير محمد صالح]ــــــــ[17 - 10 - 09, 08:02 م]ـ
رحمه الله ورحم علماء المسلمين الذين خدموا الكتاب والسنة
ـ[مفتاح محمد السلطني]ــــــــ[17 - 10 - 09, 09:01 م]ـ
بارك الله في جميع الإخوة المشاركين
ـ[جراح نادر العوضي]ــــــــ[19 - 10 - 09, 11:18 ص]ـ
رحم الله الشيخ محمد ..
ومن سار على هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ..
شكرا أخي على هذا الترتيب المميز
ـ[محمد بن سليمان الناصري]ــــــــ[19 - 10 - 09, 09:44 م]ـ
بارك الله بك ونفع بك
ورحم الله شيخنا الالباني رحمة واسعة والحقنا واياه بالرفيق الاعلى ....
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 03:47 م]ـ
رحم الله الإمام الألباني،
وجزاك الله خيراً على مقالك،
ومن حزن الإمام الألباني عندما أفتى بالهجرة من فلسطين لاشتداد البلاء على المسلمين هناك؛
أسوةً بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وصحابته عندما هاجروا من مكة وهي أحب البلاد إلى الله،
فقام بعض الحاقدين بالطعن بالإمام واتهامه بأنه " عميل يهودي " و أنه " ماسوني "، وغيرها من الاتهامات والبهتان،
مما حدا بالإمام من شدة حزنه على الافتراء والبهتان أن يدعو الله أن يهدي الرجل ويتوب من افترائه أو يري الشيخ فيه يوماً أسوداً!!
والقصة ذكرها الإمام في " السلسلة الصحيحة " (المجلد السابع).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/230)
ـ[مجدي ابو مالك]ــــــــ[19 - 11 - 09, 01:18 م]ـ
قال الشيخ أبو إسحاق الحويني:
" الشيخ الألباني رجل من القرون الأولى وقع في هذا الزمان"
و قال أيضا:" الشيخ الألباني قام لوحده بما لم تقم به كتيبة من أهل العلم"
رحم الله محدث العصر و علم الأعلام الشيخ الالباني
ـ[أبو معاذ الأسواني]ــــــــ[19 - 11 - 09, 06:27 م]ـ
مشاعر إنسانية جميلة
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[19 - 11 - 09, 08:05 م]ـ
جزاك الله خيرا اخينا
رحم الله الالباني رحمة واسعه
بسببه بعد الله تعالى تعلقت في المصطلح وتراجم الرواة وعلم الحدبث
ـ[مجدي ابو مالك]ــــــــ[20 - 11 - 09, 09:33 ص]ـ
و أهدى الشيخ أبو إسحاق الحويني كتابه "غوث المكدود بتخريج منتقى اين الجارود" للشيخ الألباني فقال:
" إلى شيخنا , و أستاذنا , و قدوتنا , حافظ الوقت , و نادرة العصر , ناصر الدين الألباني , الذي لو حلفت بين الركن و المقام , أنني ما رأيت مثله , و لا رأى هو مثل نفسه - أرجو أن لا أكون حنثت - إلى شيخنا المفضال أهدي هذا الكتاب "
ـ[إبراهيم بن سعيد بن سليمان]ــــــــ[25 - 03 - 10, 12:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ونسأل الله أن يرحم الشيخ العلامة الألباني.
ـ[أم عبد الله الليبية]ــــــــ[10 - 04 - 10, 12:30 م]ـ
رحم الله الشيخ الألباني وجزيتم خيرا.
ـ[أمين بن أبي القاسم البوجليلي]ــــــــ[13 - 04 - 10, 09:33 ص]ـ
رحمة الله على الشيخ الألباني
ـ[ابا إسماعيل الالماني]ــــــــ[16 - 04 - 10, 03:09 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[16 - 04 - 10, 10:31 م]ـ
اللهم ارحمه وتقبله بأحسن ما تقبلت به عبادك الصالحين، وانفعنا ببركة علمه وألحقنا به مسلمين متبعين لا ضالين ولا مضلين.
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[24 - 07 - 10, 12:53 ص]ـ
و أهدى الشيخ أبو إسحاق الحويني كتابه "غوث المكدود بتخريج منتقى اين الجارود" للشيخ الألباني فقال:
" إلى شيخنا , و أستاذنا , و قدوتنا , حافظ الوقت , و نادرة العصر , ناصر الدين الألباني , الذي لو حلفت بين الركن و المقام , أنني ما رأيت مثله , و لا رأى هو مثل نفسه - أرجو أن لا أكون حنثت - إلى شيخنا المفضال أهدي هذا الكتاب "
يعني أليس في هذا شيء من المبالغة والتهويل قد يصل حد التقديس؟
أستفسر فقط، لا أريد سوءا(159/231)
هل من ترجمة للشيخ محمد منير بن عبده آغا الدمشقي الأزهري؟
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[17 - 04 - 08, 09:47 م]ـ
السلام عليكم
ابحث عن ترجمة الشيخ محمد منير بن عبده آغا الدمشقي الأزهري
احسن الله اليكم جميعا
ـ[العوضي]ــــــــ[17 - 04 - 08, 10:48 م]ـ
مؤلفاته:
1 - الكتاب: الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية
المؤلف: محمد منير بن عبده أغا النقلي الدمشقي الأزهرى (المتوفى: 1367هـ)
الناشر: دار ابن كثير دمشق- بيروت
2 - ارشاد الراغبين في الكشف عن آي القرآن المبين/ عمل ووضع محمد منير الدمشقي. مع مقدمة في علم التفسير للعلامة الدهلوى *
عالم الكتب، 1403 هـ 1983
3 - الترغيب و الترهيب / زكي الدين عبدالعظيم بن عبدالقوى المنذري. و معه كتاب الترغيب و الترهيب من القرآن الحكيم / محمد منير الدشقي.
تأليف المنذري، زكي الدين ابومحمد عبدالعظيم بن عبدالقوي، , 581 - 656 هـ.
[القاهرة]: دار الحديث، [19 - -] [19 - -]
4 - معجم ايات القرآن الكريم /
من محمد منير الدمشقي
مكتب التراث الاسلامي، 1984
5 - مجموعة الرسائل المنيرية (1/ 2 مجلد كعب جلد) , محمد منير الدمشقي , دار السلام للطباعة والنشر
وغيرها
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[18 - 04 - 08, 02:25 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي العوضي وبارك فيك وهل شئ من كتبه يوجد بي دي أف على الشبكة العنكبوتية كـ (الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية).
وهل من مزيد حول عقيدة الشيخ جزاكم الله خيرا مع ذكر المرجع.
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[18 - 04 - 08, 08:43 ص]ـ
مؤلفاته:
1 - الكتاب: الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية
المؤلف: محمد منير بن عبده أغا النقلي الدمشقي الأزهرى (المتوفى: 1367هـ)
الناشر: دار ابن كثير دمشق- بيروت
هذا الكتاب ليس من تأليف الشيخ محمد منير الدمشقي رحمه الله وإنما هو من تأليف زين الدين عبد الرءوف المناوي المتوفى سنة إحدى وثلاثين وألف أما الدمشقي فقد قام بتصحيحه والتعليق عليه ونشره سنة 1354 هـ ثم نشره بعد ذلك ابنه. والله أعلم.
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[22 - 04 - 08, 01:44 ص]ـ
هذا الكتاب ليس من تأليف الشيخ محمد منير الدمشقي رحمه الله وإنما هو من تأليف زين الدين عبد الرءوف المناوي المتوفى سنة إحدى وثلاثين وألف أما الدمشقي فقد قام بتصحيحه والتعليق عليه ونشره سنة 1354 هـ ثم نشره بعد ذلك ابنه. والله أعلم.
جزاك الله خيرا يا أبا سمية على هذا التوضيح.
هل من مزيد؟
ـ[أبو عبد الله فريد السكندري]ــــــــ[26 - 10 - 09, 12:31 م]ـ
بسم لله والحمد الله والصلاة والسلام علي رسول الله
بالنسبة لترجمة الشيخ محمد منير اغا الدمشقي فهي موجودة بكتاب الاعلام للزركلي ج 7 ص 310 وكذلك كتاب نموذج من الاعمال الخيرية في ادارة الطباعة المنيرية سنه 1349 لصاحب الترجمة والكتاب من منشورات مكتبة الامام الشافعي - الرياض 0(159/232)
ترجمة العلامة إحسان إلهي ظهير ـ رحمه اللَّه ـ
ـ[أشرف بن صالح العشري]ــــــــ[18 - 04 - 08, 06:22 م]ـ
هذه ترجمة للعلامة المحدِّث المحقِّق أسد السُّنَّة في مدينة لاهور بباكستان:
إحسان إلهي ظهير ـ رحمه اللَّه ـ[1360 ـ 1407 هـ]
في هذا الرابط:
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=2623
ـ[سامي التوني]ــــــــ[20 - 04 - 08, 06:57 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أشرف بن صالح العشري]ــــــــ[20 - 04 - 08, 07:28 م]ـ
وجزاكم أخي الحبيب.
ألستم أصحاب الموسوعة في تراجم المعاصرين؟
ـ[سامي التوني]ــــــــ[23 - 04 - 08, 03:58 م]ـ
نعم أخي الحبيب، في تراجم المعاصرين وغير المعاصرين
ـ[أشرف بن صالح العشري]ــــــــ[27 - 04 - 08, 10:07 ص]ـ
بارك اللَّه فيكم أخي الحبيب .. فموسوعتكم موسوعة ناضرة ونادرة وفي غاية النفع ... وقد استفدتُ منها كثيراً ...
فهل من زياداتٍ عليها؟
وما الجديد لديكم من إتحافاتكم السَّنيَّة؟
ـ[أم جمال الدين]ــــــــ[28 - 04 - 08, 08:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Forbidden
You don't have permission to access /vb/showthread.php on this server.
Additionally, a 404 Not Found error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.
--------------------------------------------------------------------------------
عُذراً منكم ...
هل من الممكن جلب ما يحتويه الرابط للتّمكّن من قراءته؟
ـ[طالب علم الحديث]ــــــــ[15 - 05 - 08, 03:56 م]ـ
نرجو التحقق من الرابط بورك فيك,,
ـ[أشرف بن صالح العشري]ــــــــ[17 - 05 - 08, 07:09 م]ـ
وإليكم الترجمة على لوحة المنتدى تخلُّصاً من مشكلات الروابط:
بسم الله الرحمن الرحيم
أسد السنة في لاهور
- بداية:
مولده: في مدينة ((سيالكوت)) شمال منطقة البنجاب بباكستان ولد الشيخ العلامة المجاهد
إحسان إلهي ظهير، في حدود سنة (1360هـ) في أسرة تميزت بالتدين الشديد والعلم والثراء لكونهم يعملون في التجارة من قديم، ولهذا طلب إليه أبوه أن يكرس وقته كله للعلم ولا يفكر في كسب قوته ومعاشه، بل حثه أن يقف نفسه على طلب العلم والدعوة إلي اللَّه.
وكان والده بل الأسرة كلها منتمية إلي أهل الحديث، وهي الجماعة المعروفة في شبه القارة الهندية.
- نشأته وحياته العلميَّة:
حفظ الشيخ إحسان القرآن في سن مبكرة حيث أكمل حفظه وهو في سن التاسعة من عمره.
واشتهر من صغره بالذكاء والفطنة وحب العلم والدعوة إلي الله ومقارعة الخصوم.
وهذا موقف يحكيه لنا حينما سئل: ألم يحدث أن دخلت مع الفرق في جدل؟ فقال: بلى، ناقشتهم ونازلتهم كثيرا منذ صغرى، وتسببت في إغلاق محفل بهائي كبير، كنت في طريقي إلي مدرسة دار الحديث في المرحلة المتوسطة فمررت من أمام محفل فوجدت القوم يتكلمون عن موضوع عقدي، ولم تكن لدي فكرة عن البهائية.
وأخذت أتردد على هذا المحفل ثمانية أيام، والحمد لله خلا ل هذه المدة أدركت عقائد القوم وأدركت مخازيها ومعائبها فأخذت هذه الأشياء. واحتفظت بها ورددت بها عليهم، فانتبه الناس إلي خطر هذا المحفل وأغلق مباشرة.
- صفاته والثناء:
ومن أبرز الصفات التي تميز بها الشيخ إحسان إلهي ظهير وعرف واشتهر بها: الشجاعة والصدع بالحق، لا يبالى في هذا السبيل بأحد كائنا من كان.
حتى قال أحد أشقائه عن شجاعته: إنها شجاعة أكثر من اللازم.
ويقول عنه أحد أساتذته الذين درسوه بالجامعة الإسلامية: لا أعرف أحدا من الشباب كان أكثر اندفاعا منه في إظهار الحق وإعلان الدعوة إلي الله، ولا يعبأ بمن يعارض سواء كان من المسؤلين أو غيرهم، شجاعته ليست في محل شك.
ومن مواقفه رحمه الله التي تدل على شجاعته وثباته أن أميرا شيوعيا ظالما من أمراء البنجاب جمع العلماء في مجلسه فجعل يوبخهم ويسبهم وينال منهم، والشيوعيون لا يكرهون أحدا كما يكرهون علماء المسلمين، فقام إليه الشيخ إحسان إلهي ظهير وكان حاضرا وأنكر عليه بل وبخه أمام الناس ولم يبال به فشكر الحضور له هذا الموقف الشجاع.
ومع شجاعته رحمه الله كان جوادا كريما منفقا، وهاتان صفتا المؤمن الشجاعة والكرم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/233)
في يوم من الأيام دعي الناس إلي التبرع لمركز أهل الحديث فقام الشيخ إحسان إلهي ظهير أول الناس ودفع " خمسمائة ألف روبية " تبرعا للمركز، فلما رآه الناس، تأسوا به وتبرعوا بأموال كثيرة بلغت في ذلك اليوم سبعة ملايين روبية لبناء المركز.
فكان رحمه الله يقول ويفعل ويتعلم ويعمل.
أما ثباته على دينه وعقيدته ومنهجه فالحديث عنه عجيب، فالشيخ إحسان إلهي ظهير عرف بأنه قاصم ظهور الفرق المخالفة للإسلام والسنة كثير التنديد والردود عليها والتحذير منها وكشف أستارها وإظهار ما عندها من الضلالات والمخازي ولا سيما الروافض فقد كتب فيهم مجموعة من الكتب التي لازالت إلى اليوم من أفضل ما كتب في الرد عليهم.
وكانت الروافض تطلب إليه أن يكف عنهم وأن يصادر الكتب التي ألفها فيهم فكان يقول لهم: أفعل ذلك إذا أحرقتم كتبكم! ومن المواقف الظريفة التي وقعت له مع الرافضة أن أحد ملالى إيران ممن يلقب بآية كان أرسله الخميني إلي الشيخ إحسان إلهي ظهير لينقل له إعجاب الخميني بكتابي الشيخ إحسان " البابية " و " البهائية " ثم دعاه إلي زيارة إيران فقال له الشيخ إحسان: ومن يضمن حياتي؟ فقال له: أنا أضمن حياتك وسأبقي هنا عند أتباعك إلي أن تعود إلي باكستان، فرد عليه الشيخ إحسان: وما يدريك لعلك من المغضوب عليهم عند الخميني!!
- محاولات اغتياله:
أما الإسماعيلية فقد حاولوا معه فلم تفلح محاولتهم حيث قام زعيمهم " كريم الأغا خان" بدعوة الشيخ إحسان إلي بريطانيا للتفاهم معه وإقناعه بعدم الكتابة في الإسماعيلية، ولو بإغرائه بالمال! وأرسل الأغا طائرة خاصة إلي كراتشي لتحمل علي متنها الشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله، فما كان من الشيخ إلا أن رفض هذا العرض فأرسل إليه الأغا رسالة يقول له: يجب أن تكتب لتوحيد صفوف المسلمين (!) لا لتفرق كلمتهم0 فرد عليه الشيخ إحسان إلهي ظهير: نعم لتوحيد صفوف المسلمين المؤمنين بالله وحده وبرسوله وتعاليمهما، لا لتوحيد صفوف المسلمين مع الكفار المنكرين لختم نبوة محمد صلي الله عليه وسلم، والمعتقدين برسالة محمد بن إسماعيل!!
- استمراره في ثباته على الحقِّ:
ولم يزل الشيخ إحسان إلهي ظهير ماضيا في جهاده لهذه الفرق ما جعل حياته مهددة بالخطر ولم تزل هذه الفرق ترسل له بالتهديدات كتابيا وهاتفيا، وهو لا يلوي على شيء رحمه الله ولقد كاد أن يقتل في أمريكا وأهدر دمه الخميني وقال: من يأتي برأس إحسان فله مئتا ألف دولار. وحاولوا قتله مرات وأطلقوا عليه الرصاص! يقول احد أساتذته من مشايخ الجامعة الإسلامية: زرته في باكستان مرة وهو مصاب وقد هدد مرات ومرات من قبل أهل الأهواء، فهم ما رأوا أحدا من المعاصرين بعد محب الدين الخطيب أشد منه.أهـ.
- استمرار التهديدات له، والخاتمة الحسنة:
ولم تزل تهديدات القوم تترى عليه، وحياته في خطر دائم يزداد يوما بعد يوم حتى وقع الحادث الأليم والخطب الجلل الذي اهتزت له باكستان بل اهتزت له الدنيا.
ففي يوم الثالث والعشرين من شهر رجب سنة 1407هـ كان الشيخ إحسان إلهي ظهير جالسا في ندوة العلماء التي تعقدها جمعية أهل الحديث وكان الحاضرون قريبا من ألفين وفي أثناء الليل وقد قرب الوقت من الساعة الحادية عشرة ليلا كان الشيخ إحسان يتكلم وقد أرسلت مزهرية إلي المنصة قدمها أحد الأشخاص مكتوب عليها " إحسان إلهي ظهير الذي لا يخاف في الله لومة لائم " وتناقلتها الأيدي إلي أن وصلت إلي المنصة، وبعد نحو من عشرين دقيقة انفجرت المزهرية انفجارا هائلا مدويا فحصدت في الحال تسعة أشخاص وأصيب العشرات ورمت بالشيخ إحسان إلي مسافة عشرين أو ثلاثين مترا وقد ذهب ثلث جسده عينه اليسرى وجنبه ورجله وأذنه غير أنه لم يفقد وعيه، وهرع الناس إلي الشيخ وكانوا في حالة لا يعلم بها إلا الله!
فكان يقول لهم وهو في جراحه: اتركوني واذهبوا إلي الناس الآخرين، ورأى أحد الحاضرين يبكي عليه، فزجره وقال له: إذا كنت تبكى فكيف تعزى غيرك،
لله تلك النفوس الأبية، وتلك القلوب الشجاعة القوية!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/234)
ونقل الشيخ إلي المستشفي المركزي في مدينة لاهور، وبلغ الخبر إلي سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز الذي كلم خادم الحرمين الملك فهد بن عبد العزيز بضرورة نقل الشيخ إلي المملكة لتلقى العلاج فتحركت الحكومة ممثلة في قنصلها بباكستان الذي بادر بزيارة الشيخ إحسان ومن ثم نقله إلي المملكة، وفي الرياض استقبل الشيخ إحسان استقبالا كبيرا من قبل المسؤلين والعلماء والوجهاء
وتم تحويله إلي المستشفي العسكري بالرياض، وكان أمر الله قدرا مقدورا، ففي صباح يوم الاثنين الموافق الأول من شعبان سنة 1407هـ في تمام الساعة الرابعة فاضت روح الشيخ إحسان إلهي ظهير إلي باريها.
بعد حياة حافلة بالعلم والدعوة والجهاد والدفاع عن الإسلام والسنة، ومقارعة أعداء الدين والملة وحينما انتشر خبر وفاته رحمه الله في الرياض حزن عليه الناس حزنا شديدا، وأغلقت المعاهد العلمية في الرياض وأغلقت المحلات التجارية القريبة من الجامع الكبير واحتشد الناس للصلاة عليه يتقدمهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في جمع غفير من العلماء والدعاة وطلبة العلم وعامة الناس وسمع البكاء والنشيج ورؤى التأسف على وجوه الناس ثم نقل جثمانه إلي المدينة النبوية في طائرتين عسكريتين بصحبة أقاربه وأحبابه، طائرة لنعش الشيخ ومعه ستة أشخاص فقط وطائرة لأسرته ومن كان في رفقته.
وفي المدينة استقبل استقبالا رسميا من قبل المسؤلين والعلماء وصلي عليه في المسجد النبوي وقد تقدمت للصلاة عليه جموع غفيرة حتى تسآل بعض أهل المدينة: من هذا الذي صلي عليه اليوم؟ من كثرة من رأوا من المصلين، وبعد الصلاة عليه شيع إلي بقيع الغرقد فدفن هناك.
وكان الانفجار قد أودى بحياة ثمان عشرة نفسا منهم عشرة من العلماء ّ فإنا لله وإنا إليه راجعون! نعم! قتلوا الشيخ إحسان إلهي ظهير وباؤوا بإثمه لكنهم لم يقتلوا الدعوة التي قام بها وعاش لها إحسان إلهي ظهير، ولله دره حينما يقول وهو مثخن بالجراح في مطار لاهور قبل سفره إلي السعودية سأستمر في خدمة الإسلام بعد العلاج في السعودية.
إنها رسالة يوجهها إلى أولئك الحاقدين المتربصين أن لا تفرحوا ولا تظنوا أنكم أسكتم إحسان إلهي ظهير بل سيعود ريثما يتماثل للشفاء، ولكن الله قدر أن لا يعود واختاره إلى جواره غير أن دعوته ورسائله وجهاده باق إلي أن يشاء الله، شاهدة على أعداء الإسلام وأعداء السنة بالخزي والضلال،
ألا ما أجملك وأعظمك يا أسد السنة في لاهور في جهادك ودعوتك وفي رسائلك وخطبك0 لقد كنت درسا لهم في حياتك وبعد مماتك. وهم قد أعيتهم الحيلة فيك فما رأوا طريقا للتخلص من قذائفك المزلزلة وشهبك الحارقة إلا بهذه الوسيلة القذرة التي لا يفكر فيها ولا يقدم عليها إلا من عدم إنسانيته، ولم تبق عنده ذرة من رحمة أو رأفة أو إيمان.
رحم الله الشيخ إحسان إلهي ظهير وألحقه بالشهداء الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون!
إحسان سافرت عن دنيا مدنسة
إلى عوالم خير كلها نعم
سافرت والأرض حبلى بالخطوب وكم
قد أنجبت سقما في ذيله سقم
سافرت عن كل خداع ومحترف
للغدر، ليس له دين ولا ذمم
كم بدعة نشرتها بيننا فرق
تضاءلت في مدى أوهامها القيم
رفعت في وجهها صدق العقيدة في
قوم بآذنهم من جهلهم صمم
ناديتهم ـيا أخا الإسلام ـترشدهم
إلى كتاب هو النبراس والحكم
لكنهم جهلوا ما كنت تعلمه
وبعضهم علموا لكنهم كتموا
وهربوا غدرهم في باقة حملت
وردا وفي وردها الجرم الذي اجترموا
يا باقة الورد يا رمز المحبة قد
أصبحت رمزا الأسى في كف من ظلموا
ما أنت للغدر لكن الذين ظلموا
غطوا بأوهامهم عينيك وانتقموا
يا باقة الورد لو أن الضمير صحا
لما تخبأ فيك الموت والألم
إحسان إن أحكم الطغيان قبضته
وسل خنجره فالله منتقم
قوافل الشر تمضى في تآمرها
والخير منتصر والشر منهزم
معظم المعلومات الواردة في المقال مستفادة من رسالة علمية ((دكتوراه)) عن حياة الشيخ إحسان إلهي ظهير تأليف الدكتور على بن موسى الزهرانى.
جامعة أم القرى ـ مكة المكرمة.
- آثاره:
قد ترك العلامة ـ رحمه اللَّه ـ العديد من الكتب والمؤلفات التي سعى إلى جمع مصادرها من أماكن متفرقة كأسبانيا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيران، ومصر .. وإليك قائمة بأسماء تلك الكتب:
1 ـ الشيعة والسنة (1393ه).
2 ـ الشيعة وأهل البيت (1403ه) وهي الطبعة الثالثة.
3 ـ الشيعة والتشيع فرق وتاريخ.
4 ـ الإسماعيلية تاريخ وعقائد (1405ه).
5 ـ البابية عرض ونقد.
6 ـ القاديانية (1376ه).
7 ـ البريلوية عقائد وتاريخ (1403ه)
8 ـ البهائية نقد وتحليل (1975م).
9 ـ الرد الكافي على مغالطات الدكتور علي عبدالواحد وافي (1404ه).
10 ـ التصوف، المنشأ والمصادر الجزء الأول (1406ه).
11 ـ دراسات في التصوف وهو الجزء الثاني.
12 ـ الشيعة والقرآن (1403ه).
13 ـ الباطنية بفرقها المشهورة.
14 ـ فرق شبه القارة الهندية ومعتقداتها.
15 ـ النصرانية.
16 ـ القاديانية باللغة الإنجليزية.
17 ـ الشيعة والسنة بالفارسية.
18 ـ كتاب الوسيلة بالإنجليزية والأوردية.
19 ـ كتاب التوحيد.
20 ـ الكفر والإسلام بالأوردية.
21 ـ الشيعة والسنة بالفارسية والإنجليزية والتايلندية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/235)
ـ[أشرف بن صالح العشري]ــــــــ[17 - 05 - 08, 07:33 م]ـ
وإليكم الترجمة على لوحة المنتدى تخلُّصاً من مشكلات الروابط:
بسم الله الرحمن الرحيم
أسد السنة في لاهور
- بداية:
مولده: في مدينة ((سيالكوت)) شمال منطقة البنجاب بباكستان ولد الشيخ العلامة المجاهد
إحسان إلهي ظهير، في حدود سنة (1360هـ) في أسرة تميزت بالتدين الشديد والعلم والثراء لكونهم يعملون في التجارة من قديم، ولهذا طلب إليه أبوه أن يكرس وقته كله للعلم ولا يفكر في كسب قوته ومعاشه، بل حثه أن يقف نفسه على طلب العلم والدعوة إلي اللَّه.
وكان والده بل الأسرة كلها منتمية إلي أهل الحديث، وهي الجماعة المعروفة في شبه القارة الهندية.
- نشأته وحياته العلميَّة:
حفظ الشيخ إحسان القرآن في سن مبكرة حيث أكمل حفظه وهو في سن التاسعة من عمره.
واشتهر من صغره بالذكاء والفطنة وحب العلم والدعوة إلي الله ومقارعة الخصوم.
وهذا موقف يحكيه لنا حينما سئل: ألم يحدث أن دخلت مع الفرق في جدل؟ فقال: بلى، ناقشتهم ونازلتهم كثيرا منذ صغرى، وتسببت في إغلاق محفل بهائي كبير، كنت في طريقي إلي مدرسة دار الحديث في المرحلة المتوسطة فمررت من أمام محفل فوجدت القوم يتكلمون عن موضوع عقدي، ولم تكن لدي فكرة عن البهائية.
وأخذت أتردد على هذا المحفل ثمانية أيام، والحمد لله خلا ل هذه المدة أدركت عقائد القوم وأدركت مخازيها ومعائبها فأخذت هذه الأشياء. واحتفظت بها ورددت بها عليهم، فانتبه الناس إلي خطر هذا المحفل وأغلق مباشرة.
- صفاته والثناء:
ومن أبرز الصفات التي تميز بها الشيخ إحسان إلهي ظهير وعرف واشتهر بها: الشجاعة والصدع بالحق، لا يبالى في هذا السبيل بأحد كائنا من كان.
حتى قال أحد أشقائه عن شجاعته: إنها شجاعة أكثر من اللازم.
ويقول عنه أحد أساتذته الذين درسوه بالجامعة الإسلامية: لا أعرف أحدا من الشباب كان أكثر اندفاعا منه في إظهار الحق وإعلان الدعوة إلي الله، ولا يعبأ بمن يعارض سواء كان من المسؤلين أو غيرهم، شجاعته ليست في محل شك.
ومن مواقفه رحمه الله التي تدل على شجاعته وثباته أن أميرا شيوعيا ظالما من أمراء البنجاب جمع العلماء في مجلسه فجعل يوبخهم ويسبهم وينال منهم، والشيوعيون لا يكرهون أحدا كما يكرهون علماء المسلمين، فقام إليه الشيخ إحسان إلهي ظهير وكان حاضرا وأنكر عليه بل وبخه أمام الناس ولم يبال به فشكر الحضور له هذا الموقف الشجاع.
ومع شجاعته رحمه الله كان جوادا كريما منفقا، وهاتان صفتا المؤمن الشجاعة والكرم.
في يوم من الأيام دعي الناس إلي التبرع لمركز أهل الحديث فقام الشيخ إحسان إلهي ظهير أول الناس ودفع " خمسمائة ألف روبية " تبرعا للمركز، فلما رآه الناس، تأسوا به وتبرعوا بأموال كثيرة بلغت في ذلك اليوم سبعة ملايين روبية لبناء المركز.
فكان رحمه الله يقول ويفعل ويتعلم ويعمل.
أما ثباته على دينه وعقيدته ومنهجه فالحديث عنه عجيب، فالشيخ إحسان إلهي ظهير عرف بأنه قاصم ظهور الفرق المخالفة للإسلام والسنة كثير التنديد والردود عليها والتحذير منها وكشف أستارها وإظهار ما عندها من الضلالات والمخازي ولا سيما الروافض فقد كتب فيهم مجموعة من الكتب التي لازالت إلى اليوم من أفضل ما كتب في الرد عليهم.
وكانت الروافض تطلب إليه أن يكف عنهم وأن يصادر الكتب التي ألفها فيهم فكان يقول لهم: أفعل ذلك إذا أحرقتم كتبكم! ومن المواقف الظريفة التي وقعت له مع الرافضة أن أحد ملالى إيران ممن يلقب بآية كان أرسله الخميني إلي الشيخ إحسان إلهي ظهير لينقل له إعجاب الخميني بكتابي الشيخ إحسان " البابية " و " البهائية " ثم دعاه إلي زيارة إيران فقال له الشيخ إحسان: ومن يضمن حياتي؟ فقال له: أنا أضمن حياتك وسأبقي هنا عند أتباعك إلي أن تعود إلي باكستان، فرد عليه الشيخ إحسان: وما يدريك لعلك من المغضوب عليهم عند الخميني!!
- محاولات اغتياله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/236)
أما الإسماعيلية فقد حاولوا معه فلم تفلح محاولتهم حيث قام زعيمهم " كريم الأغا خان" بدعوة الشيخ إحسان إلي بريطانيا للتفاهم معه وإقناعه بعدم الكتابة في الإسماعيلية، ولو بإغرائه بالمال! وأرسل الأغا طائرة خاصة إلي كراتشي لتحمل علي متنها الشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله، فما كان من الشيخ إلا أن رفض هذا العرض فأرسل إليه الأغا رسالة يقول له: يجب أن تكتب لتوحيد صفوف المسلمين (!) لا لتفرق كلمتهم. فرد عليه الشيخ إحسان إلهي ظهير: نعم لتوحيد صفوف المسلمين المؤمنين بالله وحده وبرسوله وتعاليمهما، لا لتوحيد صفوف المسلمين مع الكفار المنكرين لختم نبوة محمد صلي الله عليه وسلم، والمعتقدين برسالة محمد بن إسماعيل!!
- استمراره في ثباته على الحقِّ:
ولم يزل الشيخ إحسان إلهي ظهير ماضيا في جهاده لهذه الفرق ما جعل حياته مهددة بالخطر ولم تزل هذه الفرق ترسل له بالتهديدات كتابيا وهاتفيا، وهو لا يلوي على شيء رحمه الله ولقد كاد أن يقتل في أمريكا وأهدر دمه الخميني وقال: من يأتي برأس إحسان فله مئتا ألف دولار. وحاولوا قتله مرات وأطلقوا عليه الرصاص! يقول احد أساتذته من مشايخ الجامعة الإسلامية: زرته في باكستان مرة وهو مصاب وقد هدد مرات ومرات من قبل أهل الأهواء، فهم ما رأوا أحدا من المعاصرين بعد محب الدين الخطيب أشد منه.أهـ.
- استمرار التهديدات له، والخاتمة الحسنة:
ولم تزل تهديدات القوم تترى عليه، وحياته في خطر دائم يزداد يوما بعد يوم حتى وقع الحادث الأليم والخطب الجلل الذي اهتزت له باكستان بل اهتزت له الدنيا.
ففي يوم الثالث والعشرين من شهر رجب سنة 1407هـ كان الشيخ إحسان إلهي ظهير جالسا في ندوة العلماء التي تعقدها جمعية أهل الحديث وكان الحاضرون قريبا من ألفين وفي أثناء الليل وقد قرب الوقت من الساعة الحادية عشرة ليلا كان الشيخ إحسان يتكلم وقد أرسلت مزهرية إلي المنصة قدمها أحد الأشخاص مكتوب عليها " إحسان إلهي ظهير الذي لا يخاف في الله لومة لائم " وتناقلتها الأيدي إلي أن وصلت إلي المنصة، وبعد نحو من عشرين دقيقة انفجرت المزهرية انفجارا هائلا مدويا فحصدت في الحال تسعة أشخاص وأصيب العشرات ورمت بالشيخ إحسان إلي مسافة عشرين أو ثلاثين مترا وقد ذهب ثلث جسده عينه اليسرى وجنبه ورجله وأذنه غير أنه لم يفقد وعيه، وهرع الناس إلي الشيخ وكانوا في حالة لا يعلم بها إلا الله!
فكان يقول لهم وهو في جراحه: اتركوني واذهبوا إلي الناس الآخرين، ورأى أحد الحاضرين يبكي عليه، فزجره وقال له: إذا كنت تبكى فكيف تعزى غيرك،
لله تلك النفوس الأبية، وتلك القلوب الشجاعة القوية!
ونقل الشيخ إلي المستشفي المركزي في مدينة لاهور، وبلغ الخبر إلي سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز الذي كلم خادم الحرمين الملك فهد بن عبد العزيز بضرورة نقل الشيخ إلي المملكة لتلقى العلاج فتحركت الحكومة ممثلة في قنصلها بباكستان الذي بادر بزيارة الشيخ إحسان ومن ثم نقله إلي المملكة، وفي الرياض استقبل الشيخ إحسان استقبالا كبيرا من قبل المسؤلين والعلماء والوجهاء
وتم تحويله إلي المستشفي العسكري بالرياض، وكان أمر الله قدرا مقدورا، ففي صباح يوم الاثنين الموافق الأول من شعبان سنة 1407هـ في تمام الساعة الرابعة فاضت روح الشيخ إحسان إلهي ظهير إلي باريها.
بعد حياة حافلة بالعلم والدعوة والجهاد والدفاع عن الإسلام والسنة، ومقارعة أعداء الدين والملة وحينما انتشر خبر وفاته رحمه الله في الرياض حزن عليه الناس حزنا شديدا، وأغلقت المعاهد العلمية في الرياض وأغلقت المحلات التجارية القريبة من الجامع الكبير واحتشد الناس للصلاة عليه يتقدمهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في جمع غفير من العلماء والدعاة وطلبة العلم وعامة الناس وسمع البكاء والنشيج ورؤى التأسف على وجوه الناس ثم نقل جثمانه إلي المدينة النبوية في طائرتين عسكريتين بصحبة أقاربه وأحبابه، طائرة لنعش الشيخ ومعه ستة أشخاص فقط وطائرة لأسرته ومن كان في رفقته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/237)
وفي المدينة استقبل استقبالا رسميا من قبل المسؤلين والعلماء وصلي عليه في المسجد النبوي وقد تقدمت للصلاة عليه جموع غفيرة حتى تسآل بعض أهل المدينة: من هذا الذي صلي عليه اليوم؟ من كثرة من رأوا من المصلين، وبعد الصلاة عليه شيع إلي بقيع الغرقد فدفن هناك.
وكان الانفجار قد أودى بحياة ثمان عشرة نفسا منهم عشرة من العلماء ّ فإنا لله وإنا إليه راجعون! نعم! قتلوا الشيخ إحسان إلهي ظهير وباؤوا بإثمه لكنهم لم يقتلوا الدعوة التي قام بها وعاش لها إحسان إلهي ظهير، ولله دره حينما يقول وهو مثخن بالجراح في مطار لاهور قبل سفره إلي السعودية سأستمر في خدمة الإسلام بعد العلاج في السعودية.
إنها رسالة يوجهها إلى أولئك الحاقدين المتربصين أن لا تفرحوا ولا تظنوا أنكم أسكتم إحسان إلهي ظهير بل سيعود ريثما يتماثل للشفاء، ولكن الله قدر أن لا يعود واختاره إلى جواره غير أن دعوته ورسائله وجهاده باق إلي أن يشاء الله، شاهدة على أعداء الإسلام وأعداء السنة بالخزي والضلال،
ألا ما أجملك وأعظمك يا أسد السنة في لاهور في جهادك ودعوتك وفي رسائلك وخطبك0 لقد كنت درسا لهم في حياتك وبعد مماتك. وهم قد أعيتهم الحيلة فيك فما رأوا طريقا للتخلص من قذائفك المزلزلة وشهبك الحارقة إلا بهذه الوسيلة القذرة التي لا يفكر فيها ولا يقدم عليها إلا من عدم إنسانيته، ولم تبق عنده ذرة من رحمة أو رأفة أو إيمان.
رحم الله الشيخ إحسان إلهي ظهير وألحقه بالشهداء الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون!
إحسان سافرت عن دنيا مدنسة
إلى عوالم خير كلها نعم
سافرت والأرض حبلى بالخطوب وكم
قد أنجبت سقما في ذيله سقم
سافرت عن كل خداع ومحترف
للغدر، ليس له دين ولا ذمم
كم بدعة نشرتها بيننا فرق
تضاءلت في مدى أوهامها القيم
رفعت في وجهها صدق العقيدة في
قوم بآذنهم من جهلهم صمم
ناديتهم ـيا أخا الإسلام ـترشدهم
إلى كتاب هو النبراس والحكم
لكنهم جهلوا ما كنت تعلمه
وبعضهم علموا لكنهم كتموا
وهربوا غدرهم في باقة حملت
وردا وفي وردها الجرم الذي اجترموا
يا باقة الورد يا رمز المحبة قد
أصبحت رمزا الأسى في كف من ظلموا
ما أنت للغدر لكن الذين ظلموا
غطوا بأوهامهم عينيك وانتقموا
يا باقة الورد لو أن الضمير صحا
لما تخبأ فيك الموت والألم
إحسان إن أحكم الطغيان قبضته
وسل خنجره فالله منتقم
قوافل الشر تمضى في تآمرها
والخير منتصر والشر منهزم
معظم المعلومات الواردة في المقال مستفادة من رسالة علمية ((دكتوراه)) عن حياة الشيخ إحسان إلهي ظهير تأليف الدكتور على بن موسى الزهرانى.
جامعة أم القرى ـ مكة المكرمة.
- آثاره:
قد ترك العلامة ـ رحمه اللَّه ـ العديد من الكتب والمؤلفات التي سعى إلى جمع مصادرها من أماكن متفرقة كأسبانيا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيران، ومصر .. وإليك قائمة بأسماء تلك الكتب غير الكتب والرسائل التي حقَّقها وعلَّق أو أشرف على تحقيقها والتعليق عليها:
1 ـ الشيعة والسنة (1393ه).
2 ـ الشيعة وأهل البيت (1403هـ) وهي الطبعة الثالثة.
3 ـ الشيعة والتشيع فرق وتاريخ.
4 ـ الإسماعيلية تاريخ وعقائد (1405هـ).
5 ـ البابية عرض ونقد.
6 ـ القاديانية (1376هـ).
7 ـ البريلوية عقائد وتاريخ (1403هـ)
8 ـ البهائية نقد وتحليل (1975م).
9 ـ الرد الكافي على مغالطات الدكتور علي عبدالواحد وافي (1404هـ).
10 ـ التصوف، المنشأ والمصادر الجزء الأول (1406هـ).
11 ـ دراسات في التصوف وهو الجزء الثاني.
12 ـ الشيعة والقرآن (1403هـ).
13 ـ الباطنية بفرقها المشهورة.
14 ـ فرق شبه القارة الهندية ومعتقداتها.
15 ـ النصرانية.
16 ـ القاديانية باللغة الإنجليزية.
17 ـ الشيعة والسنة بالفارسية.
18 ـ كتاب الوسيلة بالإنجليزية والأوردية.
19 ـ كتاب التوحيد.
20 ـ الكفر والإسلام بالأوردية.
21 ـ الشيعة والسنة بالفارسية والإنجليزية والتايلندية.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[17 - 05 - 08, 11:13 م]ـ
نعم أخي الحبيب، في تراجم المعاصرين وغير المعاصرين
أين أجد هذه الموسوعة
أحسن الله إليكم(159/238)
وفاة الفقيه الشاب القاضي راشد بن فهد آل حفيظ -رحمه ربي-
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[19 - 04 - 08, 04:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
انتقل إلى رحمة الله فضيلة قاضي محكمة الهدار بالأفلاج، الشيخ راشد بن فهد آل حفيظ، أمس الجمعة عن عمر يناهز الخامسة والثلاثين، إثر حادث مروري، وسيصلى عليه عصر اليوم السبت بمحافظة الأفلاج. والشيخ راشد بالإضافة إلى عمله قاضيًا في وزارة العدل بالمملكة العربية السعودية، قد أسهم بإلقاء بعض الدروس والمشاركة في بعض الدورات العلمية وبعض المحاضرات، خصوصًا العلمية، وإقامة بعض الدورات الخاصة، منها دورة في أحكام البيوع، ودورة في أحكام الطلاق والأيْمان، كما ألقى العديد من المحاضرات في الجامعات والكليات والمدارس. وللشيخ راشد العديد من المؤلفات الفقهية، كالأيْمان التي لا كفارة فيها، وهو رسالة علمية تقدم بها لنيل درجة الماجستير في الفقه المقارن، وتنبيهات عن اختيارات شيخ الإسلام التي في حاشيتيْ الروض المربع والإحكام، وبيع الدين بالدين، وضمان العارية، وأحكام الإحداد، والرجوع عن الإقرار بحد، وتأثير الاستثناء في باب الأيمان، ويمين الإكرام. بالإضافة إلى العديد من الأبحاث الأصولية والدراسات في السيرة، كقاعدة المشقة تجلب التيسير، وقاعدة الحاجة تنزَّل منزلة الضرورة، وفوائد من غزوة تبوك، وضوابط التجديد، والثوابت والمتغيرات، وسيرة عمر بن عبد العزيز. كما أن للشيخ راشد - رحمه الله ـ عناية خاصة بفقه الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ، وكان يعد لنشر سؤالاته للشيخ التي تقارب الثلاثة آلاف سؤال، وقد وعد بعض المقربين بإخراجها إكرامًا للفقيدين. وقد أتحف الشيخ راشد ـ رحمه الله ـ موقع "الإسلام اليوم" وزواره بالعديد من الأبحاث والمقالات والفتاوى، وكان من أول المتواصلين مع الموقع وجمهوره عبر الإفتاء المحرَّر والخط الهاتفي الساخن للفتاوى. وسيصلى على الفقيد بعد صلاة عصر غدٍ السبت في محافظة الأفلاج. رحم الله الفقيد رحمة واسعة، وألهمنا وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
فتاوى الشيخ -رحمه الله- في موقع الإسلام اليوم:
http://www.islamtoday.net/questions/expert_questions_fatwa.cfm?id=378
ترجمة الشيخ -رحمه الله- في موقع الإسلام اليوم:
http://www.islamtoday.net/questions/muftee.cfm?Sch_ID=55
ـ[أشرف بن صالح العشري]ــــــــ[19 - 04 - 08, 06:32 م]ـ
رحمه اللَّه رحمة واسعة، ونفعه بما تعلّم وعلّم. وحشره في زمرة الأنبياء والمرسلين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
اللهم ارزق أهله الصبر والسلوان.
وإنا للَّه وإنا إليه راجعون.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[19 - 04 - 08, 06:32 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله رحم الله الفقيد رحمة واسعة، وألهمنا وذويه الصبر والسلوان.
ومن شواهد فقه وانضباط هذا الرجل غفر الله له ورحمه إجابةٌ أعجبني فيها فقهُه , على هذا الرابط:
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=67633
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[19 - 04 - 08, 06:42 م]ـ
إنّا لله وإنّا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا، وأخلف لنا خيرًا منها.
الله اغفر لعبدك راشد وارحمه، وعافه واعفُ عنه، وأكرم نزله، ووسّع مُدخله، واغسله بالماء والثّلج والبرد، وباعد بينه وبين خطاياه كما باعدتَ بين المشرق والمغرب، ونقّه من خطاياه كما يُنقى الثّوب الأبيض من الدّنس، اللهم أبدّله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وولدًا خيرًا من ولده، وزوجًا خيرًا من زوجه، اللهم أدخله الجنّة، وآجره من عذاب القبر ومن عذاب النار. اللهم ألهم أهله الصّبر والسلوان.
رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 04 - 08, 06:54 م]ـ
إنّا لله وإنّا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا، وأخلف لنا خيرًا منها.
اللهم اغفر لعبدك راشد وارحمه، وعافه واعفُ عنه، وأكرم نزله، ووسّع مُدخله، واغسله بالماء والثّلج والبرد، وباعد بينه وبين خطاياه كما باعدتَ بين المشرق والمغرب، ونقّه من خطاياه كما يُنقى الثّوب الأبيض من الدّنس.
اللهم أبدّله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وولدًا خيرًا من ولده، وزوجًا خيرًا من زوجه.
اللهم أدخله الجنّة، وآجره من عذاب القبر ومن عذاب النار. اللهم ألهم أهله الصّبر والسلوان.
رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
ـ[سليمان الفاضل]ــــــــ[19 - 04 - 08, 08:44 م]ـ
اللهم اغفر له وارحمه وجميع موتى المسلمين
ـ[أم خباب]ــــــــ[19 - 04 - 08, 09:11 م]ـ
رَحِمَهُ اللهُ رَحْمَةً وَاسِعَةً، وَأَسْكَنَهُ بُحْبُوْحَةَ جِنَانِهِ.
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[19 - 04 - 08, 11:53 م]ـ
اللهم احمه برحمتك يا أرحم الراحمين
آمين
ـ[الكاتب عبدالله]ــــــــ[20 - 04 - 08, 12:05 ص]ـ
اللهم احمه برحمتك يا أرحم الراحمين
آمين
اللهم آمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/239)
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[26 - 04 - 08, 12:01 ص]ـ
إنّا لله وإنّا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا، وأخلف لنا خيرًا منها.
اللهم اغفر لعبدك راشد وارحمه، وعافه واعفُ عنه، وأكرم نزله، ووسّع مُدخله، واغسله بالماء والثّلج والبرد، وباعد بينه وبين خطاياه كما باعدتَ بين المشرق والمغرب، ونقّه من خطاياه كما يُنقى الثّوب الأبيض من الدّنس.
اللهم أبدّله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وولدًا خيرًا من ولده، وزوجًا خيرًا من زوجه.
اللهم أدخله الجنّة، وآجره من عذاب القبر ومن عذاب النار. اللهم ألهم أهله الصّبر والسلوان.
رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
آمين .....(159/240)
نبذة عن فضيلة الشيخ: محمد بن أحمد باجابر
ـ[سعد بن مزيد الحسيني]ــــــــ[19 - 04 - 08, 06:06 م]ـ
الاسم: محمد بن أحمد بن علي باجابر
الوظيفة الحالية: أستاذ مشارك بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، قسم الدراسات الإسلامية.
المؤهلات العلمية
- حاصل على درجة البكالوريوس من جامعة أم القرى بمكة المكرمة كلية الدعوة وأصول الدين، قسم الكتاب والسنة، وذلك في عام 1408هـ.
- حاصل على الماجستير من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، كلية الحديث الشريف، قسم فقه السنة ومصادرها، وذلك في عام 1414هـ.
- حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة أم القرى بمكة المكرمة،كلية الدعوة وأصول الدين، قسم الكتاب والسنة، بتقدير ممتاز، وذلك في عام 1420هـ.
الوظائف الأكاديمية
- معيد بقسم فقه السنة ومصادرها، بكلية الحديث الشريف بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من عام 1410هـ إلى عام 1414هـ.
- معيد بقسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والدراسات الإنسانية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، من عام 1414هـ إلى عام 1420هـ.
- أستاذ مساعد بقسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والدراسات الإنسانية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، من 30/ 12/1420هـ وحتى تاريخه.
البحوث والدراسات
هناك العديد من البحوث والدراسات العلمية منها:
- الإمام الزيلعي محدّثاً.
- كتاب تخريج الآثار والأحاديث الواردة في كتاب الكشاف للزمخشري لأبي محمد الزيلعي تحقيق ودراسة من أول سورة سبأ إلى آخر سورة الناس.
- من نسب إلى غير أبيه دراسة موضوعية (مطبوع)
- معالم منهج القاضي عبدالوهاب البغدادي في الاستدلال بالسنة النبوية (مطبوع)
- فقه المناسك أحكام الحج والعمرة (مطبوع)
- الدرر المكية في تهذيب متن الآجرومية (مطبوع)
- مرويات خطبة الحاجة جمع ودراسة (تحت الطبع)
- الكتب الموضوعية في المصنفات الحديثية معالم منهجية (تحت الطبع)
- فاكهة المجالس (الغيبة والبهتان) (تحت الطبع)
- الكتب الموضوعية في المصنفات الحديثية عددها وحجمها
المحاضرات والندوات
المشاركة في عدد من الندوات والمحاضرات بالتنسيق مع وزارة الشئون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية، والتلفزيون السعودي، وقناة إقرأ الفضائية، ومنها:
- الأزمة الأخلاقية
- أثر الوالدين في سلوك الأبناء
- العلاقة بين الآباء والأبناء
- المرأة وتحديات العصر
- أحكام صلاة المرأة
- تطلعات المرأة في صدر الإسلام
- آفات اللسان
- المنهج في نقل الأخبار
- المنهج في طلب العلم
- الأدب في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
- الأدب في حياة السلف رضي الله عنهم
الدورات العلمية
إقامة عدة دورات علمية بالتعاون مع وزارة الشئون الإسلامية، ومكاتب الدعوة بالمملكة العربية السعودية، في المجالات التالية:
- الفقه الإسلامي
- منهج المحدثين في النقد
- العقيدة الإسلامية
- الإرث في الإسلام
- المنهجية في طلب العلم
- دورة الأئمة والخطباء
بريد إلكتروني
mbajaber@kau.edu.sa (mbajaber@kau.edu.sa)
ـ[أحمد السويد]ــــــــ[20 - 04 - 08, 05:08 ص]ـ
حفظه الله تعالى ونفع به(159/241)
توفي فضيلة الشيخ راشد بن فهد آل حفيظ رحمه الله
ـ[ابن ملحم]ــــــــ[20 - 04 - 08, 03:59 م]ـ
الأفلاج - خبر نت:
توفي فضيلة الشيخ راشد بن فهد آل حفيظ قاضي محكمة الهدار في محافظة الأفلاج بعد تعرضه لحادث مروري مروع على طريق الرياض - الأفلاج مساء أمس الأول ونجم عن الحادث وفاة ابنته 9سنوات وخادمته بينما نجت زوجته ومن كان معها وتمت الصلاة على المتوفين في جامع بلال بن رباح في محافظة الأفلاج بعد صلاة عصر أمس السبت وتم دفنهم في المقبرة الشمالية في مدينة ليلى وشهدت الصلاة عليهم جموعاً غفيرة من المسلمين تقدمهم رئيس محاكم الأفلاج فضيلة الشيخ إبراهيم العسكر وعدد كبير من العلماء والمشائخ والقضاة الذين توافدوا للصلاة على فضيلته ومن كان معه من داخل وخارج المحافظة رحمهم الله جميعاً بواسع رحمته وأسكنهم فسيح جناته وألهم أهل المتوفين الصبر والسلوان و (إنا لله وإنا إليه راجعون).
ومن الغرابة أن أحد أقارب فضيلة الشيخ راشد بن فهد آل حفيظ عندما تلقى نبأ وفاته قال: أصيب بسكتة قلبية وتمت الصلاة عليه مع المتوفين.
ومما يجب الإشارة إليه هو توقف جامع بلال بن رباح عن استيعاب المصلين مما حدا بهم لافتراش الأرض والإسفلت خارج الجامع تحت أشعة الشمس اللاهبة.
رابط
http://khbr.net/news.php?action=show&id=1145
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[20 - 04 - 08, 04:13 م]ـ
غفر الله له ولاهله وتقبل صالح اعمالهم وتجاوز عن سيئاتهم، وابدلهم دارا خيرا من دارهم واهلا خيرا من اهليهم، وباعد بينهم وبين خطاياهم كما باعد بين المشرق والمغرب، واكرم الله نزلهم ووسع مدخلهم، وارحمنا اللهم اذا صرنا الى ما صاروا اليه
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[20 - 04 - 08, 05:07 م]ـ
رحمهم الله تعالى و غفر لهم و رزق أهليهم الصبر و أثابهم عليه!
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[20 - 04 - 08, 06:05 م]ـ
رحمه الله وغفر له
ـ[ابو عبدالله الكويتي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 12:38 ص]ـ
رحم الله الشيخ وغفر له .......
ـ[احمد السعد]ــــــــ[21 - 04 - 08, 12:44 ص]ـ
رحمه الله تعالى وجعل الحنة مثواه
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[21 - 04 - 08, 01:11 ص]ـ
غفر الله له ولاهله وتقبل صالح اعمالهم وتجاوز عن سيئاتهم، وابدلهم دارا خيرا من دارهم واهلا خيرا من اهليهم، وباعد بينهم وبين خطاياهم كما باعد بين المشرق والمغرب، واكرم الله نزلهم ووسع مدخلهم، وارحمنا اللهم اذا صرنا الى ما صاروا اليه
ـ[يوسف الجزائري]ــــــــ[21 - 04 - 08, 02:21 ص]ـ
رحمه المولى تعالى و جعل داره الفردوس الأعلى
ـ[مصلح]ــــــــ[23 - 04 - 08, 06:16 ص]ـ
رحمه الله
كان من خيرة قضاة المملكة فقهاً وديانة وخلقاً
رابط به فتاواه رحمه الله وغفر له
http://www.islamtoday.net/questions/expert_questions_fatwa.cfm?id=378
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[23 - 04 - 08, 07:14 ص]ـ
رحمهم الله تعالى رحمة واسعة
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[23 - 04 - 08, 01:52 م]ـ
غفر الله لهم ... أسأل الله أن يجعلهم في عليين ...
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 04 - 08, 02:26 م]ـ
رحمه الله وغفر له وجعله من أهل الفردوس الأعلى من الجنة.
ـ[محمد بن مبروك ال شعلان]ــــــــ[26 - 04 - 08, 10:54 ص]ـ
رحمهم الله رحمة واسعة(159/242)
هلي بترجمة للشيخ: حافظ الحكمي ...
ـ[أبو عمرو النجدي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 02:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أخواني ..
ان الشرف لي بأن أكون عضوا في هذا الملتقى المبارك الذي اسأل الله ان يبارك في مؤسها ومشرفيها وأعضائها ...
أخواني هلي بترجمة لفضيلة الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى.
أخوكم أبو عمرو النجدي
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[21 - 04 - 08, 02:23 م]ـ
حياك الله أخي العزيز
لعل هذا الرابط يفيدك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=72144&highlight=%CA%D1%CC%E3%C9+%CD%C7%DD%D9+%C7%E1%CD%D F%E3%ED
ـ[أبو عمرو النجدي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 02:36 م]ـ
جزاك الله خيرا
ونفع بك الاسلام والمسلمين(159/243)
ترجمة لفضيلة الشيخ محمد تميم الزعبي
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[22 - 04 - 08, 12:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
فضيلة الشيخ محمد تميم الزعبي
ولد الشيخ محمد تميم الزعبي في مدينة (حمص) ونشأ بها, ودرس في مدارسها النظامية, وطلب فيها العلم عن مشايخها الأجلاء, ثم انتقل الى المدينة المنورة عام 1395هـ, حفظ القرآن الكريم وبعضا من متون القراءات وخاصة:
الفوائد المحررة, وطيبة النشر وعمره آنذاك 13 عاما تقريبا. درس علم الرسم العثماني والضبط وعد الآي. انتسب لجامعة الازهر بالقاهرة كلية الشريعة والقانون ثم التحق بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية في الرياض عام 1395 هـ, وتخرج فيها عام 1398هـ, له المام واسع بكل ما يتعلق بكتاب الله تعالى والقراءات. ويعتبر سنده في القرآن الكريم والقراءات أعلى وأقوى الأسانيد في المدينة المنورة على الاطلاق.
مشائخه في القرآن الكريم والقراءات:
أخذ الشيخ عن نخبة من شيوخ وقراء العصر فقرأ عليهم القرآن الكريم بالقراءات المختلفة فمنهم: الشيخ عبدالعزيز بن محمد عيون السود: قرأ عليه القرآن الكريم بالقراءات العشر الصغرى والكبرى وقرأ عليه منظومة الفوائد المحررة في القراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة للشيخ محمد هلالي الابياري, ومنظومة طيبة النشر وقد أجازه بذلك كله, والشيخ ابو الحسن محيي الدين الكردي: قرأ عليه ختمة كاملة برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية ثم قرأ عليه ختمة أخرى بالقراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة في دمشق, الشيخ احمد عبدالعزيز الزيات: قرأ عليه القرآن ختمة كاملة بالقراءات العشر من طرق الشاطبية والدرة والطيبة سنة 1400 هـ ثم قرأ عليه في السنة التي تليها القراءات الاربعة التي فوق العشرة في القاهرة بمصر, ثم قرأ عليه القراءات السبع من طريق الشاطبية ختمة كاملة في المدينة المنورة, وقد أجازه بما قرأه عليه كتابة وصوتا مسجلا, الشيخ عبدالفتاح عجمي المرصفي: قرأ عليه القرآن ختمة كاملة في القراءات العشر من طريق الطيبة ثم قرأ عليه كتاب بدائع البرهان في تحريرات الطيبة للأزميري كاملا مع مقارنته بعدة نسخ ثم قرأ عليه كتاب الروض النضير كاملا وقرأ عليه شرح ناظمة الزهر للشيخ عبدالفتاح القاضي وشرح عقيلة أتراب القصائد لابن القاصح, وقرأ عليه ايضا شرح ضبط الخراز للمرغني وعزو الطرق للمتولي وقراءة حمزة من طريق الطيبة, الشيخ عامر السيد عثمان شيخ عموم المقارئ المصرية: قرأ عليه بعض القرآن الكريم الى أول سورة آل عمران من القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة والطيبة واجازه بذلك وبباقي القرآن الكريم كتابة وصوتا مسجلا, الشيخ ابراهيم علي شحاتة السمنودي: قرأ عليه بعض القرآن بالقراءات الاربع عشرة من طرق الشاطبية والدرة والطيبة والفوائد المعتبرة وقد اجازه بما قرأه عليه وبباقي القرآن الكريم كتابة وصوتا مسجلا, وقرأ عليه متن الفوائد المعتبرة في القراءات الاربعة التي فوق العشرة للمتولي كاملة مع التنبيه على بعض الاشكالات واجازه بها وبجميع كتبه التسعة والعشرين التي أعطاه اياها كتابة وصوتا, الشيخ فتح محمد شيخ القراءات في باكستان (نزيل المدينة المنورة): قرأ عليه متن الشاطبية والدرة والطيبة والفوائد المعتبرة في القراءات الاربع عشرة وشرحها في الحرم النبوي الشريف وقد أجازوه جميعا بكل ما تلقاه عنهم.
المصدر / http://www.tadjweed.com/mashaayekh.htm(159/244)
نبذة عن حياة الشيخ الراحل اعجوبة عصره الشيخ الزيات
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[22 - 04 - 08, 12:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
نبذة عن حياة شيخنا الراحل اعجوبة عصره الشيخ الزيات
توفي الأحد السادس عشر من شهر شعبان عام 1424هـ في القاهرة، فضيلة العلاّمة الشيخ المقرئ أحمد بن عبد العزيز الزيات عن عمر يناهز التاسعة والتسعين عاماً، فقد ولد ـ رحمه الله ـ عام 1325هـ 1907م.
كان الشيخ إمامًا في القراءات بلا نظير، وآية في العلم والحياء والفضل والنبل، زكيَّ القلب يقظ الضمير. من أجلة علماء العلوم الشرعية والعربية وقد نفع الله به طويلاً الأمة.
التحق بالأزهر الشريف بعد أن حفظ القرآن الكريم وحصل على كثير من العلوم العربية والشرعية، ثم أخذ القراءات العشر الصغرى من طريقي الشاطبية والدرة، والعشر الكبرى من طريق طيبة النشر عن كل من الشيخين الكبيرين: الشيخ خليل الجنايني وفضيلة العلامة الشيخ عبد الفتاح هنيدي، وهما قد أخذا عن العلامة الكبير شيخ الديار المصرية في القراءة والإقراء في وقته الشيخ محمد بن أحمد الشهير بالمتولي.
ثم جلس الشيخ للإقراء بمنزله بجوار الأزهر الشريف بالقاهرة وانقطع له مدة ثم اختير مدرساً للقراءات بقسم تخصص القراءات التابع لكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف وظل هكذا إلى أن أحيل للتقاعد.
ومن أقرانه المبرزين في العلم وإخوانه المشهورين في أسانيد إجازات القراءات في مصر صاحب الفضيلة الشيخ محمد علي خلف الحسيني الحداد شيخ عموم المقارىء المصرية -في وقته- والعلامة الشيخ علي محمد الضباع الذي ولي الشيخ محمد على خلف الحسيني في رئاسة مشيخة المقارىء بالديار المصرية والمحقق الكبير الشيخ على سبيع ومن في طبقهم. وذلك لأن أولهم قرأ على عمه العلامة الشيخ حسن خلف الحسيني. والثاني أخذ عن الأستاذين الشيخ حسن الكتبي والشيخ الخطيب الشعار والشيخ محمد بن أحمد المعروف بالمتولي.
فالتقت أسانيدهم مع إسناد المترجَم له من هذا الوجه فصاروا أقرانه بذلك وإن تقدمه بعضهم في السن.
من مؤلفاته
صنف الشيخ رحمه الله عددا من الكتب منها:
1 - تنقيح فتح الكريم في تحرير أوجه القرآن العظيم من طريق طيبة النشر، نظم سلس وهو من أنفس كتب تحرير طيبة النشر.
2 - شرح تنقيح فتح الكريم، وهو مخطوط ينقله كل من أخذ عنه القراءات العشر من طريق طيبة النشر.
3 - تحقيق عمدة العرفان للإمام الأزميري مع تلميذه العلامة المحقق فضيلة الشيخ جابر المصري.
من تلامذته
ومن تلامذته الذين قرؤوا عليه القراءات العشر الكبرى بمضمن طيبة النشر للحافظ ابن الجزري:
1 - عبد الفتاح السيد عجمي المرصفي.
2 - الشيخ عبد المحسن شطا من علماء الأزهر وشيخ قسم القراءات التابع لكلية اللغة العربية بالأزهر.
3 - الشيخ حسن المرى من المتقنين والمدرسين بقسم تخصص القراءات المذكور.
4 - الشيخ محمد إسماعيل الهمداني المدرس بتخصص القراءات.
5 - الشيخ حسنين إبراهيم محمد عفيفي جبريل من علماء الأزهر ومدرسيه.
6 - الشيخ علي المرازقي من أجلة علماء الأزهر.
7 - الشيخ أحمد مصطفى من خيرة علماء الأزهر ومدرسيه.
8 - الشيخ أحمد الأشموني من علماء الأزهر ومدرسيه.
9 - الشيخ أحمد إسماعيل عيطة.
10 - الشيخ أمين الخطيب من علماء تخصص القراءات.
11 - الشيخ عبد الحكيم عبد السلام المدرس بمعهد القراءات بالأزهر.
12 - الشيخ محمد محمد جابر المصري من أفاضل علماء الأزهر ومدرسيه.
13 - الشيخ قاسم الدجوي من علماء الأزهر ومدرسيه بقسم تخصص القراءات
14 - الشيخ عثمان خليفة من بلدة كرداسة بالجيزة بالقاهرة.
15 - الشيخ مصطفى خضر من علماء الأزهر ومدرسيه بالمعهد الأزهري بأسوان.
16 - الشيخ فرج ضبة من خيرة علماء الأزهر ومدرسيه في المعهد الأزهري بطنطا شافعي المذهب.
17 - الشيخ محمد سالم من ناحية قويسنا بمحافظة المنوفية من القراء.
18 - الشيخ محمد عبد القهار الحموي الحلبي طبيب من مدينة حلب بسوريا.
19 - الشيخ أيمن سويد من دمشق الشام.
20 - الشيخة الصالحة نفيسة -من القاهرة.
21 - الشيخ محمد تميم الزعبي من مدينة حمص بسوريا وشيخ القراء بها، وهو من العلماء والمهندسين والمقرئين المجيدين.
22 - الشيخ حامد فرغل مقرىء بالقاهرة.
23 - فضيلة الدكتور عبد العزيز أحمد محمد إسماعيل الأستاذ المساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود بالمملكة العربية السعودية
رابط / http://www.tadjweed.com/mashaayekh.htm
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[03 - 05 - 08, 03:48 ص]ـ
رحم الله شيخنا رحمة واسعة
فلقد عرفته عن قرب في المدينة المنورة أول ما استضيف فيها
وكنا في استقباله مع تلامذيه الكبار كا الشيه عبد الفتاح المرصفي رحمه الله والشيخ عبد الرازق إبراهيم والشيخ عبد الحيكم عبد السلام
وكان الشيخ يتمتع بتواضع عجيب
وخشوع قلب وحب لكتاب الله
ذاكرا لله طول الوقت
وكان يحب الحضور لصلاة الجماعة في الحرم النبوي الشريف
رحمه الله
وكونه عمّر إلى ما يقارب المائة فقد رفع النازل وأنزل العالي كما يقولون في الأسانيد
فكبار تلاميذه ماتوا قبل وفاته
والتلاميذ الحقيقيون هم الذين قرؤوا عليه وأجيزوا منه أيام قوة ذهنه وهمته وأيام صحوه ... أي قبل عام 1410 هـ فلقد كان مدققا محرراً نادراً
وأما بعد ذلك فقد تعب الشيخ كثيرا .... كما أخبرني بذلك الشيخ تميم حفظه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/245)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[03 - 05 - 08, 09:13 م]ـ
شيخنا الحبيب
هل تم الإنتهاء من موقع الشيخ محمد تميم الزعبي .. ؟
كنت سمعت من احد الفضلاء ان هناك موقع سينشأ للشيخ حفظه الله
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[05 - 05 - 08, 03:41 م]ـ
في بلدنا ـ بريدة ـ واحد يذكر عنه الناس أنه من تلاميذ الشيخ أحمد الزيات وهو الشيخ: محمد صبحي وقد اشتهر عندنا ويتوافد إليه الطلبة للقراءة عليه ووقته مزحوم جدا وأنا الآن أقرء عليه في حفص عن عاصم
ويتميز بالورع والسمت الحسن والحياء واستغلال الوقت بين الإقراء او القراءة وهو مع ذلك يعمل طبيبا بيطريا، ويقرئ في وسط الصيدلية البيطرية!!
ولذا بعض الاخوة لم يستمر معه بسبب كثرة مقاطعة الزبائن،
وحفظت في مدة بعض الأدوية وكيف تصرف؟ ومتى؟ بدون ما أشعر.
وفي الحقيقة أنا من المحبين له جدا وأدعو له بظهر الغيب.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 02 - 09, 03:58 ص]ـ
رحمه الله
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[12 - 10 - 10, 01:48 ص]ـ
رحمه الله.
هل أجاز أحداً، أو أقرأ بعد 1410 هـ؟
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[12 - 10 - 10, 02:03 ص]ـ
http://montada.gawthany.com/vb/showthread.php?t=2768
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[12 - 10 - 10, 02:08 ص]ـ
http://montada.gawthany.com/vb/showthread.php?t=2768(159/246)
سيرة شيخ القراء بالمدينة: إبراهيم الأخضر
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[22 - 04 - 08, 12:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
الشيخ إبراهيم الأخضر
هو إبراهيم بن الأخضر القيم، ولد في المدينة المنورة عام 1364هـ، نشأ بها وتلقى تعليمه في مدارسها، حيث درس في مدرسة دار الحديث، ثم مدرسة النجاح، فالمعهد العلمي، ثم المدرسة الصناعية الثانوية.
حفظ شيئاً من القرآن الكريم على الأستاذ عمر الحيدري، وأكمله وقرأه على شيخ القراء في المسجد النبوي الشريف/ الشيخ حسن بن إبراهيم الشاعر برواية حفص، ثم قرأ عليه القراءات السبع.
وقرأ وتتلمذ على عدد من المشايخ، منهم: الشيخ عامر بن السيد عثمان، والشيخ أحمد بن عبد العزيز الزيات، وتتلمذ كذلك على الشيخ عبد الفتاح القاضي وقرأ عليه القراءات العشر، وتتلمذ في العقيدة والفقه واللغة على الشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان.
مارس العديد من الوظائف والمهام، حيث ابتدأ حياته العملية مدرساً في التعليم الصناعي، فمدرساً بمدرسة أبي بن كعب لتحفيظ القرآن الكريم في المدينة المنورة، ثم إماماً في المسجد الحرام.
بعد ذلك عين برتبة أستاذ مساعد في كلية القرآن الكريم وكلية الدعوة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ودرس في المعهد العلمي للدعوة الإسلامية التابع لجامعة الإمام.
ومنذ عام 1406هـ ولمدة تسع سنوات، شارك بالإمامة في المسجد النبوي الشريف، وقد تتلمذ عليه في القراءات الكثير من الطلبة داخل المملكة وخارجها.
له نشاط كبير في مجال تحفيظ القرآن الكريم والخدمات الاجتماعية، وهو عضو في عدد من اللجان والجمعيات، ومنها:
جماعة تحفيظ القرآن.
الجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية.
لجنة التحكيم المحلية والدولية لمسابقة القرآن الكريم التي تقيمها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.
كما إن له نشاطاً إعلامياً وأدبياً إذ شارك في عدد من الحلقات الإذاعية والتلفزيونية، وألقى العديد من المحاضرات في منتديات علمية مختلفة، وكذلك له تسجيلات قرآنية وأشرطة كاسيت في معظم مكتبات العالم الإسلامي.
على رابط / http://www.qurrataiba.com/vb/showthread.php?t=70
ـ[أبوقتادة السعدي الأثري]ــــــــ[01 - 05 - 08, 05:29 م]ـ
حفظ الله الشيخ ونفع به
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[25 - 10 - 09, 03:30 ص]ـ
وحفظك ونفع بك وبارك فيك.
ـ[د. عادل القاري]ــــــــ[26 - 10 - 09, 03:41 م]ـ
ما شاء الله وتبارك
ـ[الفضلي النجدي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 05:24 ص]ـ
نريد رقم هاتف الشيخ من يعرفه فليتكرم علينا مشكوراًً
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[21 - 10 - 10, 04:58 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا زارع وبارك فيك
وحفظ الله الشيخ الاخضر وبارك فيك وأطال الله بقاءه على طاعته(159/247)
الشيخ أحمد أحمد مصطفى أبو الحسن الـ 31 في شجرة الرواية القرآنية
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[22 - 04 - 08, 12:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
http://www.islamonline.net/arabic/famous/2003/11/article03.SHTML(159/248)
حيث انا الشيخ بن باز يثق به هل من ترجمة لشيخ حسن الغانم من اهل الرياض
ـ[همام النجدي]ــــــــ[22 - 04 - 08, 06:58 م]ـ
هل من ترجمة لشيخ حسن الغانم من اهل الرياض حيث يذكر ان الشيخ خالد الهويسين قد قرا عليه صحيح مسلم .. وله برنامج قديم في اذاعة القران الكريم كما ذكر ذالك الشيخ عبدالله السعد .. وكذالك هو احد كتاب الشيخ عبدالعزيز بن باز حيث انا الشيخ يثق به
ـ[همام النجدي]ــــــــ[24 - 04 - 08, 12:55 م]ـ
هل من تعليق
ـ[همام النجدي]ــــــــ[24 - 04 - 08, 11:40 م]ـ
افيدونا
ـ[محب آل مندة]ــــــــ[25 - 04 - 08, 01:53 ص]ـ
تعليقي:
دعه عنك عفى الله عنا وعنه.
وفي تراجم اهل العلم من سلفنا الصالح ما يغني ويشفي ويكفي.
ـ[مصلح]ــــــــ[30 - 04 - 08, 06:27 م]ـ
رجل عالم حافظ إخباري متوسع، وهو من سكان الرياض وأصله من الزلفي
له كتاب ماتع في مجلد واحد، وهو كتاب كبير الحجم مل بالفوائد، اسمه:
التقاط الدرر واقتطاف الثمر من كتب أهل العلم والأثر
الرجل مولع بالرحلات والشعر ومجالسة العوام، وقد أثر عليه ذلك في سمته وطريقته وذُكر أن عليه بعض الملاحظات!!
فالله أعلم بحقيقة الأمر
أما عقيدته فعقيدة مشايخه الأجلاء كابن باز وغيره رحمهم الله، ولا أعلم أنه غُمص عليه في شئ من ذلك
والله تعالى أعلم
ـ[همام النجدي]ــــــــ[01 - 05 - 08, 01:05 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا(159/249)
ترجمة الشيخ العلامة السلفي محمد رشيد رضا - رحمه الله -
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[23 - 04 - 08, 12:32 ص]ـ
هذه ترجمة للشيخ العلامة السلفي (محمد رشيد رضا) رحمه الله، أرجو من الله أن تكون وافية لهذا الجهبذ - رحمه الله تعالى -، قد جمعتها من مصادر شتى من النت و رتبتها. و نسألكم الدعاء
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[23 - 04 - 08, 12:46 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو هاجر القصيمي]ــــــــ[23 - 04 - 08, 04:37 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[23 - 04 - 08, 11:20 م]ـ
وفيك أخي
ـ[السوالمي]ــــــــ[25 - 04 - 08, 05:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي الكريم على هذه الترجمة المباركة ونفع بك وجعلها في ميزان حسناتك!
ـ[أبو الطيب أحمد بن طراد]ــــــــ[03 - 06 - 10, 07:17 م]ـ
بارك الله فيكم، وإليك هذه الفائدة، شجرة آل رضا:
http://up77.com/uploads/up7712755774071.jpg
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[04 - 06 - 10, 11:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[05 - 06 - 10, 01:21 ص]ـ
لو قلت العلامة المعتزلي لكان اولى
اما السلفي فبعيدة عنه بعد المشرق من المغرب
ولي جمع في بيان حال هذا السفيه (فما هو والله برشيد) وكلام اهل السنة فيه يسر الله ذلك عاجلا
ـ[أبو حذيفة الدرعمي]ــــــــ[05 - 06 - 10, 12:24 م]ـ
السلام عليكم
يا عبد المصور (من صمت نجا) وقل خيرا وإلا فاسكت
قال الإمام الذهبي في السير (20/ 88):
((قلَّ إمامٌ إلا وله زلة، فإذا ترك لأجل زلته، ترِك كثيرٌ من الأئمة، وهذا لا ينبغي أن يفعل)).اهـ
أيرضيك ثناء العلامة أحمد شاكر والألباني وغيرهم في رشيد رضا
ونحن - والله - نحترم رأي الشيخ العلامة مقبل الوادعي رحمه الله.
لكن: ما هكذا تورد يا سعد الإبل.
فما رأيك بمنهجك هذا، أن نقول:
الحامض ابن حجر بدلا من الحافظ
وإخلال الدين السيوطي بدلا من جلال الدين
والغاوي بدلا من المناوي
وابن الخزي بدلا من ابن الجوزي
فيا سبحان الله
ونعوذ بالله من نبذ الأئمة
فكل يؤخذ منه ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم
فهل نقول ذلك لأنهم ليسوا على جادة السلف
وإن أردت فاذكر من شئت من الأئمة
ونأتيك بإذن الله بزلة وقع فيها
ثم ختامًا
هل يرضيك أن يقال ذلك في الشيخ الألباني وقد ذكره بخير
كما ذكر سيد قطب بخير
اقرأ مقدمة مختصر العلو
أم أنه منهج أطباء الجراحة العامة.
هداك الله(159/250)
معهد القراءات
ـ[بلال سعيد]ــــــــ[26 - 04 - 08, 11:49 م]ـ
يوجد فى الاسكندرية معهدا للقراءات اريد ان اعرف ماهى كيفية الالتحاق به والسؤال الثانى عن اهل العلم الذين يدرسون فيه ماابرز الشخصيات فى القراءات وغيرها وجزاكم الله خيرا
ـ[هشام جبر]ــــــــ[28 - 04 - 08, 11:24 ص]ـ
معهد قراءات الإسكندرية هو معهد متميز عريق يقع في منطقة سموحة بالإسكندرية، والدراسة فيه مقسمة ثلاثة مراحل: الأولى: إجازة حفص ومدتها سنتان، وفيها مواد ثقافية كالحساب الجغرافيا والتاريخ لغير ذوي المؤهلات أما أصحاب المؤهلات فلا يدرسونها.
الثانية: مرحلة عالية القراءات ومدتها ثلاث سنوات.
الثالثة: التخصص، وهي تعادل الشهادة الثانوية الأزهرية وتؤهل الناجح لإلى كلية القرآن الكريم بطنطا جامعة الأزهر. ومدتها كذلك ثلاث سنوات، فيكون المعهد بذلك ثماني سنوات.
ويدرس فيه محموعة طيبة من أهل القرآن، ولكن عليك اجتياز اختبار القبول أولا. وفقنا الله لما يحب ويرضى.
ـ[ابو المظفر]ــــــــ[01 - 05 - 08, 01:18 م]ـ
ماهي صفات الله
ـ[محمد بن أبي عامر]ــــــــ[01 - 05 - 08, 03:18 م]ـ
ماهي صفات الله
ماذا تقصد .... ؟
ـ[أبوقتادة السعدي الأثري]ــــــــ[01 - 05 - 08, 05:08 م]ـ
هذا ليس موضع طرح هذا الموضوع(159/251)
يا من يكتب التراجم: لا تؤمن الفتنة على الأحياء
ـ[عالم الكتب]ــــــــ[27 - 04 - 08, 08:57 ص]ـ
من الكلمات المأثورة لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (( .. فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة)).
مما يلفت النظر وجود ترجمات لأشخاص أحياء، فيها كثير من المبالغة أو الاطناب في المدح، وقد رأيت بعضها هنا في منتدانا الحبيب.
وبعض هذا المدح يستحقه أولئك الأشخاص وجزء آخر لا يستحقونه.
وحتى لو كان المدح صادقاً، فإنه ربما كان مدعاة لفتنة الممدوح، فالأولى الابتعاد عن المبالغة والاقتصار على أقل القليل من الأوصاف التي تفي بالمقصود.
ـ[أبو عبدالإله]ــــــــ[28 - 04 - 08, 02:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا، هذا أمر واضح وينبغني التنبه له، فلا نقول نقطع الترجمة من أساسها ولاكن نعطي كل ذي حق حقه بدون مبالغة.
ـ[هشام جبر]ــــــــ[28 - 04 - 08, 07:58 ص]ـ
هذا عين الصواب، وعندما ذكرت الجزء الأول من ترجمة المحث الكبير محمود خطاب السبكي، أردت تجريد حياته وبيان ما له وما عليه بحق وإنصاف، وهو المتوفى 1933 م، والهدف الإفادة من خير الرجل والبعد عن .... والله من وراء القصد
ـ[البوني الشنقيطي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 11:41 ص]ـ
أحسنتم إخواني الكرام وليت القائمين على هذا الصرح العظيم تصرفوا ولو بتنبيه كاتبي تلك التراجم ليعيدوا فيها النظر ثم يعتمد ما كان أبعد عن الإثم والإطراء
ـ[أبوقتادة السعدي الأثري]ــــــــ[28 - 04 - 08, 02:54 م]ـ
سددكم يالله إخواني جميعا وبارك الله فيكم رزقنا الله العلم النافع والعمل الصالح وأن يجعل كل ما نقوله إبتغاء مرضاته(159/252)
إكمال ترجمة العلامة المحدث محمود خطاب السبكي
ـ[هشام جبر]ــــــــ[28 - 04 - 08, 08:02 ص]ـ
إكمال ترجمة العلامة الشيخ محمود خطاب السبكي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فعملا بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (المائدة:8)
الحلقة الثانية: الشيخ السبكي رحمه الله يخطو إلى الجامعة الأزهرية
من منةِ الله العظيمة على الشيخ أن يصدر قرار حكومي بتجنيد أبناء العُمَدِ، وكانت الحكومة لا تجندهم من قبل، وكان الشيخ كما ذكرنا هو القائم على أعمال الزراعة والفلاحة بهمةٍ ونشاط، فأشار الشيخ خطاب أكبر إخوة الشيخ محمود على أبيه أن يأخذه معه إلى الأزهر الشريف ليتمكن من الحصول على شهادة المعافاة من الخدمة العسكرية بانتسابه إلى الأزهر.
وفعلا سافر الشيخ محمود إلى الأزهر المعمور؛ وما كادت عيناه تبصر السادة العلماء وبين أيديهم تلامذتهم حتى تملك هذا المنظر سويداءَ قلبه، واستولى على مشاعره كلها، وأخذت الآمال تملأ جوانحه؛ حتى فاضت على لسانه: لابد من الانضمام إلى هذه الأسرة الدينية لأكون فردا منها، ولا بد من الجلوس بين هذه الحلْقات العلمية رَدَحا من الزمن.
وكان أخوه قد أشار عليه بالذهاب إلى الشيخ حسن العِدْوي ليسهل له الحصول على شهادة المعافاة من الجيش، فاندهش الأخ الأكبر لما رأى من رغبة أخيه الأصغر في طلب العلم وهو قد جاوز العقد الثاني من عمره، والطلب عليه غير هين، ولكن الشيخ محموداً أدرك ذلك من أخيه فقال: قد تسبق العرجاء، والله يختص برحمته من يشاء.
إقبال الشيخ محمود على طلب العلم:
كنت تراه في اليوم الواحد يحفظ قسطا من كتاب الله، ومقدارا من المتون الأزهرية، ويتردد على حلقات العلم يتزود منها ما شاء الله، ومضى عليه نصف عام كامل فهل يدور بخَلَدك أن هذا التلميذ الناشيء في مَكِنته أن يكون أستاذا لمبتدئين يتلقون عنه دروس العلم في المساء، بل ويشرف على تلك الحلقات بعض المُعلمين المعجبين بذكاء ابن الريف المتقدم في سنه {الشيخ محمود}.
لبث الشيخ محمود يتلقى عن أساتذته الأجلاء بالجامع الأزهر الشريف، ويلقي في أوقات فراغه دروسا شتى على بعض الطلاب، وما رضي أن يتناول جراية من أوقاف الأزهر، ولا أن يدون اسمه بين دفاتره، وما كان شغله الشاغل إلا التفاني في العلم، والتحلي بالعمل.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[28 - 04 - 08, 08:28 م]ـ
أرجو التكرم بقراءة هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=101860(159/253)
من يعرف هذا الشيخ: د/ محمد صالح البراك
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 08:32 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد:
فهذا الرجل كان مدرسا للفقه أو التفسير بالجامعة الإسلامية قبل سنين ثم تركها إلى القصيم , فمن لنا بأخباره الآنَ وترجمته وفتاواه وبحوثه ومقالاته إن وُجِد منها شيء.
فأنا أجهل عنه كل شيء إلا أني أحبه في الله لما كنت أرى عليه من جلال العلم وإن لم يكن درَّسني , ولأنه لم يكن يتكلمُ إلا الفصحى ولا يلحنُ في حديثه , فمن لنا به.؟
ـ[أبو عبدالرحمن مصطفي]ــــــــ[29 - 04 - 08, 01:15 م]ـ
الشيخ د. محمد بن صالح البراك من أساتذة التفسير بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ولديه كتاب في التفسير (لا يحضرني الآن) وقد تشرفنا بحضور الدورة التي أقامها في شرح هذا التفسير (في زياته الأخيره لبلاد السودان) وصدقت في وصفه بالفصاحه فهو كذلك
ـ[العوضي]ــــــــ[29 - 04 - 08, 01:42 م]ـ
هو محقق كتاب: صفوة الراسخ في المنسوخ و الناسخ لمحمد احمد الموصلي الحنبلي - دار ابن الجوزي
ومحقق: يتيمة الدررفي النزول وآيات السور لشمس الدين الموصلي
و محقق: رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز لعبدالرزاق رزق الله الحنبلي - دار ابن الجوزي
ومؤلف كتاب: التيسير في مصادر التفسير
وجميع تحقيقاته ومؤلفاته مطبوعة في دار ابن الجوزي
والله الموفق
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[29 - 04 - 08, 03:51 م]ـ
له درس في جامع ابن خلدون بحي الربوة في الحرة الشرقية يوم الثلاثاء بعد المغرب
ـ[طالب علم الحديث]ــــــــ[15 - 05 - 08, 03:52 م]ـ
الشيخ -حفظه الله- يسكن المدينة النبوية حالياً وله درس اسبوعي كما ذكر الأخ أبو أميرة بارك الله فيه, والشيخ كما هو معلوم من أقدم طلاب الشيخ محمد بن عثيمن-رحمه الله-,وقد عرف بالتبحر وخاصة في علم التفسير, ونأمل أن يعود قريباً للتدريس بالجامعة الإسلامية ..
ـ[أبو أيمن المكي]ــــــــ[22 - 07 - 08, 12:01 م]ـ
نعم الشيخ البراك من كبار طلبة الشيخ ابن عثيمين .. وقد درست على يديه التفسير في الجامعة الإسلامية بالمدينة .. وعلى خطى شيخه في الشرح ..
رأيت الشيخ ابن عثيمين يحادثه ببشاشة وحب ..
عند خروجه من مسجد الجامعة .. وهذا كان زمان ..
ـ[أبو طلحة العتيبي]ــــــــ[22 - 07 - 08, 04:54 م]ـ
الشيخ محمد بن صالح البراك الصقير العريني السبيعي من كبار تلاميذ إبن عثيمين الذين لازموه مدة طويلة
وهو مدرس في الجمعة الإسلامية بالمدينة النبوية
وهذه دروسه من خلال البث الإسلامي
http://www.liveislam.net/result.php
ـ[طالب علم الحديث]ــــــــ[03 - 08 - 08, 06:39 ص]ـ
الشيخ محمد بن صالح البراك الصقير العريني السبيعي من كبار تلاميذ إبن عثيمين الذين لازموه مدة طويلة
وهو مدرس في الجمعة الإسلامية بالمدينة النبوية
وهذه دروسه من خلال البث الإسلامي
http://www.liveislam.net/result.php
لعل الأسم اشتبه عليك أخي الفاضل ليس ما ذكرت كذلك ..
ـ[خالد بن عبدالعزيز آل سليمان]ــــــــ[25 - 11 - 10, 01:06 م]ـ
هل من طريقة للتواصل مع الشيخ محمد حفظه الله؟
ـ[ابو ابراهيم امام العربي]ــــــــ[25 - 11 - 10, 09:24 م]ـ
أعطونا رابط لبعض دروسه ومحاضراته إن وجدت
جزيتم خيرا
ـ[أبوعمار العتيبي]ــــــــ[27 - 11 - 10, 10:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الأفاضل بارك الله فيكم، وجعلكم موفقين أينما كنتم
الشيخ محمد حفظه الله، سبق وأن حضرت له مجموعة دروس في البكيرية في القصيم
عندما عاد من المدينة قبل مايقارب الثلاث سنوات للبكيرية للبقاء بجانب والده حتى توفاه الله عزوجل
وبعدها عاد إلى المدينة
الشيخ كما ذكر الأخوان عنه أنه من أكابر طلاب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله (وقد أخبرني بذلك، أنه كان من
أوائل من حضر عند الشيخ ابن عثيمين
الشيخ متخصص في التفسير: لكن في أثناء تفسيره لكتاب الله: يتكلم في اللغة: وفي الفقه: وفي الحديث
وفي التاريخ / فتضن أنه متخصص في جميع هذه العلوم / مما أنعم الله عليه من العلم
وقد حضرنا له شرحا على زاد المستقنع (فلاتكاد تجد أفضل من شرحه له واختصاره وتقريب المسائل وأدعو الله أن يوفق لإكمال الشرح قريباً)
وكذلك في شرحه لكتاب التوحيد
فادعوا الأخوان الذين رزقهم الله القرب من الشيخ في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن يستفيدوا من
الشيخ ويلازموه، فإنه من نعم الله عليهم أن قربه منهم،(159/254)
سيرة عالم: عبدالكريم بن عبدالله بن عبدالرحمن بن حمد الخضير
ـ[أبو مهند الشمري]ــــــــ[29 - 04 - 08, 10:50 م]ـ
دراسته النظامية:-
دخل المدرسة الابتدائية سنة 1381 هـ ثم تخرج منها سن1386 هـ على اثرها دخل المعهد العلمي في بريده سنة1387 هـ وتخرج فيه سنة 1393 هـ ثم التحق بعدها بكلية الشريعة بالرياض في السنه نفسها وتخرج فيها سنة 1397 هـ على إثرها عين معيدا بكلية اصول الدين في قسم السنة وعلومها ثم واصل وتابع الدراسه العليا فحصل على درجة الماجستير سنة 1402هـ وكانت رسالته بعنوان (الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به). ثم بعد ذلك في سنة 1407هـ حصل على شهادة الدكتوراه وكانت رسالته بعنوان (تحقيق النصف الأول من فتح المغيث بشرح الفية الحديث للحافظ محمد بن عبدالرحمن السخاوي) عين على اثرها أستاذا مساعدا في قسم السنه وعلومها بكلية اصول الدين وعمل بها استاذا مساعدا الى أن تقاعد تقاعدا مبكرا في 27/ 8/1424 هـ وهو ابن خمسين سنة.
طلبه للعلم:-
في سنينه الأولى قرأ على الشيخ محمد بن صالح المطوع رحمه الله مبادئ العلوم (ثلاثة الاصول - واداب المشي إلى الصلاة - وزاد المستقنع وكتاب التوحيد) وغيرها
من المتون في أصول العلم .. ثم قرأ ولازم صاحب الفضيله الشيخ صالح بن احمد الخريصي رئيس محاكم القصيم في وقته رحمه الله ثم انتقل إلى الرياض فقرأ على الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الغديان في أصول الفقه والقواعد الفقهيه وعلى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله في (الفرائض وفي تفسير ابن كثير وفي سنن الترمذي) وغيرها من الكتب وقد لازمه وقرأ عليه في المسجد وفي بيته رحمه الله .. ثم بعد تخرجه من كلية الشريعة وفي السنة التمهيدية تفرغ لجرد المطولات وقراءتها والتعليق عليها واستخراج مكنوناتها فقد قرأ حفظه الله في كتب التفسير والحديث وكتب العقائد وقد قرأ أيضا في كتب الفقه والتاريخ والأدب ,,,
ثم قرأ على الشيخ صالح بن عبد الرحمن الأطرم أوائل شرح البخاري للحافظ بن حجر وأما بالنسبة لشيوخه في المعهد العلمي في بريده فمنهم الشيخ صالح السكيتي والشيخ على الضالع والشيخ محمد الروق رحمهم الله والشيخ فهد بن محمد المشيقح حفظه الله وغيرهم!
,,,
وأما بالنسبة لشيوخه الذين تتلمذ على يديهم في كلية الشريعة فنذكر منهم الشيخ فهد الحمين والشيخ عبد العزيز الداود والشيخ عبد العزيز الفالح والشيخ عبدالرحمن السد حان حفظهم الله وغيرهم من العلماء والمشائخ ,,,
* كما يتجلى حرص الشيخ حفظه الله على طلب العلم من خلال مكتبته العلمية العامرة بأصناف الكتب والمخطوطات تعد مرجعا لكثير من الباحثين.
مشاركا ته العلمية:-
للشيخ مشاركات علميه كثيرة من خلال إشرافه على الرسائل المقدمة لنيل درجة الماجستير والدكتوراه في قسم السنة وعلومها , ومن خلال دوراته العلمية المتنوعة والتي تم تسجيل كثير منها ومن ذلك (شرح كتاب الصيام من زاد المستقنع- وكتاب الحج من الكتاب نفسه- وشرح حديث جابر في الحج- وشرح نخبة الفكر ونظمها- وشرح الورقات ونظمها) وشروح كثيرة وأكثرها مسجل ولله الحمد.
ولقد شارك الشيخ في دورات علمية في كثير من أنحاء المملكة.
* كما أن للشيخ أيضا مشاركات إذاعية في إذاعة القرآن الكريم وهي:
* أول هذه البرامج لقاء في موكب الدعوة تحدث فيها عن حياته العلمية والعملية اجرى هذا اللقاء الاستاذ محمد المشوح أذيع سنة 1420هـ.
* كما أن له ثلاثون حلقة في فقه الصيام نشر في رمضان سنة 1421هـ.
* كما أن له أيضا درس أسبوعي في الإذاعة نفسها في شرح مختصر صحيح البخاري للزبيدي.
* كما أن له ثلاثون حلقة في الهدي النبوي في رمضان أذيع سنة 1423هـ.
*كما أن له ثلاثون حلقة في الشمائل النبوية أذيع في رمضان سنة 1424هـ.
*كما أن له ثلاث عشرة حلقة في فقه الامام البخاري في الحج أذيع في موسم الحج سنة 1424هـ.
* كما أن له لقاءات في الاذاعة نفسها حول مكتبة طالب العلم.
*كما أنه يجيب عن اسئلة المستمعين في اذاعة القرآن ويبث كل يوم جمعة في الرابعة عصرا.
دروسه:
للشيخ دروس علميه متفرقة على فترات في أكثر أيام الأسبوع وقد قرأ عليه حفظه الله في دروس سابقة كثير من المتون والشروح العلمية منهاما أتم كاملا ومنها ما قرأ بعضها نذكرها بإيجاز:
(شرح الورقات للمحلي , القلائد العنبرية في شرح المنظومة البيقونية , خلاصة الكلام , التعليقات السنية على العقيدة الواسطية لابن سعدي , التوحيد لابن خزيمة , مختصر قواعد ابن رجب لابن سعدي , شرح علل الترمذي , فتح الباري , ألفية الحديث , البلبل في أصول الفقه , الباعث الحثيث , قصب السكر , الموطأ , مسند الإمام أحمد , المنتقى للمجد ابن تيمية , فتح المجيد , كتاب التوحيد , تيسير العزيز الحميد , قرة عيون الموحدين , الآجرومية , أخصر المختصرات , المفهم شرح
مختصر صحيح مسلم للقرطبي , الموقظة للذهبي , فتح المغيث , الكافي لابن قدامة , ثلاثة الأصول , الأربعين النووية، الدرر السنية، تفسير الجلالين , تفسير ابن كثير) ...
وأخيرا حفظ الله الشيخ وأمد في عمره و نفع الإسلام والمسلمين بعلمه ووفقه لكل خير وحفظه من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
هو عبد الكريم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حمد الخضير يكنى بأبي محمد من مواليد بريده سنة 1374 هـ ويبلغ من العمر الآن قرابة الخمسين أمد الله في عمره على الطاعة .. قرأ القران على مقرئ في الصبا اسمه مبارك بن حسن الراجح ثم قرأ على الشيخ إبراهيم بن محمد المشيقح ثم في سنة 1385 هـ قرأ على فضيلة الشيخ محمد ذاكر قسما كبيرا من القران وحفظ عليه البقرة وال عمران ,,,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/255)
ـ[أبو هياء]ــــــــ[30 - 04 - 08, 09:06 م]ـ
* كما أن للشيخ أيضا مشاركات إذاعية في إذاعة القرآن الكريم وهي:
* أول هذه البرامج لقاء في موكب الدعوة تحدث فيها عن حياته العلمية والعملية اجرى هذا اللقاء الاستاذ محمد المشوح أذيع سنة 1420هـ.
الله يبارك فيمن يأتينا به، وييسر أمره.
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[03 - 05 - 08, 06:07 م]ـ
بارك الله فيك.
ـ[أبو عمرو المكي]ــــــــ[03 - 05 - 08, 11:24 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو ريمه]ــــــــ[07 - 05 - 08, 12:35 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[أبو هياء]ــــــــ[16 - 11 - 08, 02:24 م]ـ
[ quote=* كما أن للشيخ أيضا مشاركات إذاعية في إذاعة القرآن الكريم وهي:
* أول هذه البرامج لقاء في موكب الدعوة تحدث فيها عن حياته العلمية والعملية اجرى هذا اللقاء الاستاذ محمد المشوح أذيع سنة 1420هـ. [/ quote]
الله يبارك فيمن يأتينا به، وييسر أمره.
ـ[أبو طلحة العتيبي]ــــــــ[16 - 11 - 08, 11:07 م]ـ
حفظ الله الشيخ وأبقاه وجعله ذخرا لأهل السنة
وقد كرمني الله بالوقوف مع الشيخ في حي السلام ونسيت إسم مسجده وكنت مع الشيخ إحسان العتيبي
والشيخ أبو سلمان موسى الحويطي
ـ[أبو عبدالجبار]ــــــــ[08 - 08 - 10, 11:09 م]ـ
الشيخ الخضير،، تفنن في علوم عدة، وهذه ميزة تسجل للشيخ.
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[20 - 08 - 10, 02:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا ومتعنا بعلم الشيخ وعمره
ـ[عبدالله العبدالكريم]ــــــــ[21 - 08 - 10, 06:03 م]ـ
اللهم بارك فيه
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 08:18 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[26 - 08 - 10, 08:49 م]ـ
اللهم أطل عمره في طاعتك، وأكرمني بالجلوس عند قدمه حتى أتعلم منه اللهم آمين يارب العالمين(159/256)
صفحة تحتوي على العديد من تراجم العلماء المعاصرين
ـ[أبو محمد الأزهري الشافعي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 08:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
إن في تاريخ العظماء لخبرا، وإن في سير العلماء لعبرا، وإن في أحوال النبلاء لمدّكرا، وأمتنا الإسلامية أمة أمجادٍ وحضارة، وتاريخ وأصالة، وقد ازدان سجلها الحافل عبر التاريخ بكوكبة من الأئمة العظام، والعلماء الأفذاذ الكرام، مثلوا عقد جيدها وتاج رأسها، ودري كواكبها، كانوا في الفضل شموساً ساطعة، وفي العلم نجوماً لامعة، فعدوا بحقٍ أنوار هدى، ومصابيح دجى، وشموعاً تضيء بمنهجها المتلألئ، وعلمها المشرق الوضاء غياهب الظُلَم، وتبددها أنوار العلوم والحكم.
وإن ارتباط الأجيال اللاحقة والناشئة المعاصرة بسلفهم من العلماء الأفذاذ، ينتفعون بسيرتهم ويسيرون على منهجهم، ويقتبسون من نور علمهم وفضلهم، لهو من أهم الأمور التي ينبغي أن نعني بها، لا سيما العلماء وطلاب العلم والدعاة إلى الله، ورجال الحسبة والإصلاح، كيف ونحن نعيش في أعقاب الزمن حيث كثرت الفتن، وطمت المحن، واستحكمت الأزمات، وعمت الخلافات، وتباينت المشكلات والمعضلات، ولا مخلص منها إلا الاعتصام بالكتاب والسنة، والسير على منهج علماء سلف هذه الأمة رحمهم الله الذين يعدون أمثلة حية ونماذج فريدة، تمثل التطبيق الحي السليم، والمنهج العملي الصحيح للإسلام، عقيدة وسلوكاً.
ولهذا قال بعض أهل العلم: سير الرجال أحب إلينا من كثيرٍ من الفقه، وفي هذه الصفحة العديد من المواد التي تحتوي على سير بعض علمائنا، وبعضها ترجمة بعض العلماء لأنفسهم ترجمة صوتية.
http://www.islamhouse.com/p/132381
ـ[العوضي]ــــــــ[01 - 05 - 08, 01:13 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك صفحة طيبة
ـ[محمد بن مبروك ال شعلان]ــــــــ[06 - 05 - 08, 09:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمد الأزهري الشافعي]ــــــــ[28 - 05 - 08, 08:32 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك صفحة طيبة
وفيكم بارك الله.(159/257)
ترجمة للشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية
ـ[الطائفي ابو عمر]ــــــــ[30 - 04 - 08, 11:25 م]ـ
الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي صدر أمر خادم الحرمين الشريفين بتعيينه مفتيا عاما للمملكة العربية السعودية ورئيسا لهيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء برتبة وزير - هو من مواليد مكة المكرمة بتاريخ 3/ 12/1362 هـ.
توفي والده وهو صغير لم يتجاوز الثامنة من عمره في عام 1370 هـ، وحفظ القرآن صغيرا في عام 1373 هـ على يد الشيخ محمد بن سنان، وقرأ على سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم أل الشيخ مفتي الديار السعودية كتاب التوحيد والأصول الثلاثة والأربعين النووية وذلك من عام 1374 هـ حتى عام 1380 هـ، كما قرأ على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الفرائض في عام 1377 هـ وعام 1380 هـ، وقرأ على الشيخ عبد العزيز بن صالح المرشد رحمه الله الفرائض والنحو والتوحيد وذلك في عام 1379 هـ، وفي عام 1375 هـ و 1376 هـ قرأ على الشيخ عبد العزيز الشثري عمدة الأحكام وزاد المستقنع، وفي عام 1374 هـ التحق بمعهد إمام الدعوة العلمي بالرياض، ثم تخرج منه والتحق بكلية الشريعة بالرياض عام 1380 هـ وحصل على شهادة الليسانس في العلوم الشرعية واللغة العربية منها وذلك في العام الجامعي 1383/ 1384 هـ، ثم عين مدرسا في معهد إمام الدعوة العلمي بالرياض من عام 1384 هـ حتى عام 1392 هـ، وانتقل إلى كلية الشريعة بالرياض التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حيث كان يعمل أستاذا مشاركا فيها، وبالإضافة إلى التدريس بها يقوم بالإشراف والمناقشة لرسائل الماجستير والدكتوراه في كل من كلية الشريعة، وأصول الدين، والمعهد العالي للقضاء التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكلية الشريعة التابعة لجامعة أم القرى بمكة المكرمة، بالإضافة إلى التدريس بالمعهد العالي للقضاء بالرياض، والعضوية والمشاركة بالمجالس العلمية بالجامعة، وفي شهر شوال عام 1407 هـ عين عضوا في هيئة كبار العلماء، وقد تولى سماحته الإمامة والخطابة في جامع الشيخ محمد بن إبراهيم بدخنة بالرياض بعد وفاة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم وذلك في عام 1389 هـ، وفي شهر رمضان عين خطيبا في الجامع الكبير بالرياض، وفي عام 1402 هـ عين إماما وخطيبا بمسجد نمرة بعرفة، وفي شهر رمضان عام 1412 هـ عين إماما وخطيبا بجامع الإمام تركي بن عبد الله بالرياض.
ولسماحته حضور مميز في المحافل العلمية، إضافة إلى المشاركة في الندوات وإلقاء المحاضرات والدروس، وكذلك المشاركة في البرامج الدينية في الإذاعة والتلفاز.
ولسماحة الشيخ أربعة أبناء هم:
- عبد الله ويحضر رسالة الدكتوراه في المعهد العالي للقضاء.
- محمد ويدرس في الستوى السابع في كلية أصول الدين.
- عمر ويدرس في السنة الثانية الثانوية.
- عبد الرحمن ويدرس في السنة الثانية المتوسطة.
ومن الصفات التي اتصف بها سماحة الشيخ عبد العزيز النشأة الصالحة منذ الصغر، والورع والتقوى، والإخلاص، والنصح لولاة الأمر، ولعموم المسلمين، ومحبة الناس، والعطف عليهم، وبخاصة طلاب العلم.
أما التدرج الوظيفي فقد كان على النحو التالي:
1 - مدرس بمعهد إمام الدعوة العلمي في 1/ 7/1384 هـ.
2 - أستاذ مساعد بكلية الشريعة في 7/ 5/1399 هـ.
3 - أستاذ مشارك بكلية الشريعة في 13/ 11/1400 هـ.
4 - انتقل من الجامعة بتاريخ 15/ 7/1412 هـ لتعيينه عضوا للإفتاء في رئاسة البحوث العلمية والإفتاء بقرار رقم 1/ 76 وتاريخ 15/ 7/1412 هـ.
5 - صدر الأمر الملكي رقم 838 وتاريخ 25/ 8/1416 هـ بتعيينه نائباً للمفتي العام.
وبعد وفاة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله صدر أمر ملكي برقم أ/20 وتاريخ 29/ 1/1420 هـ بتعيينه مفتيا عاما للمملكة العربية السعودية ورئيسا لهيئة كبار العلماء والبحوث العلمية والإفتاء.
وعن تعاونه المستمر مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فقد استمرت علاقته العلمية مع الجامعة بعد أن انتقل منها، وذلك من خلال التدريس في المعهد العالي للقضاء، ولإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه، وكانت آخر رسالة دكتوراه ناقشها في كلية أصول الدين يوم الأربعاء 26/ 1/1420 هـ.
ـ[ابو ريمه]ــــــــ[07 - 05 - 08, 12:38 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[محمود الشويحى]ــــــــ[07 - 05 - 08, 11:00 م]ـ
شكرا لك .. وقد عرفنا سماحة الشيخ منذ نعومة أظفارنا. منذ أدركنا ونحن نسمعه كل عام يوم عرفة خطيبا لعموم المسلمين. وقد ردت ترجمتك له يا أبا عمر على بعض ما كان يتردد فى نفسى من أسئلة عن الشيخ أبقاه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/258)
ـ[محمد بن مبروك ال شعلان]ــــــــ[10 - 05 - 08, 10:01 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مصعب العنزي]ــــــــ[19 - 11 - 08, 06:39 م]ـ
جزاك الله خير لكن هناك تساؤل بسيط ...
متى أصيب الشيخ بالعمى؟(159/259)
وفاة الشيخ محمد بشير كرمان (أبو الأمين) الحلبي
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[01 - 05 - 08, 02:18 ص]ـ
وفاة الشيخ محمد بشير كرمان (أبو الأمين) الحلبي
كل يوم تصاب الأمة الإسلامية بمصاب ولا أشد من مصابها في فقدان علمائها وصلحائها
واليوم بعد صلاة المغرب كنت في بيت الشيخ محمد بشير كرمان (أبو الأمين) الحلبي لتعزية أولاده به فسمعت عن هذا الرجل الكثير من المناقب الحسنة فرحمة الله عليه
ولقد عرفته منذ 25 سنة مجاورا في المدينة المنورة وكان شغله الشاغل مساعدة الأسر الفقيرة والبحث عنها سواء في المدينة المنورة أو في بلاد الشام ...
تعرفت عليه أثناء تردده على حلقة شيخنا الشيخ أحمد قلاش الحلبي
وقد علمت أنه كان يرعى قرابة ثلاثة آلاف أسرة بالدعم المادي والمعنوي
ومن مزاياه أنه كان يبحث عن الفقير ولا ينتظر أن يطرق بابه الفقير
ولقد كان حاضر الدمعة بكاء لحال المسلمين ولأوضاعهم ..... يعيش هم الأمة ... يفكر في ضعفائها ..
انتقل إلى رحمة الله تعالى وعفوه يوم الأحد 21/ربيع الآخر/1429 الموافق 27/ 4/2008 الشيخ (أبو الأمين) في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام عن عمر يناهز الثمانين عاماً. وصلي عليه في المسجد النبوي الشريف، ووري الثرى بعد صلاة الفجر الاثنين 22/ربيع الآخر/1429 في البقيع.
والشيخ محمد بشير كرمان الحلبي من تلاميذ الشيخ عبد القادر عيسى ـ رحمهما الله تعالى ـ وكان له نشاط ملموس في الدعوة.
ومن شيوخه: الشيخ هشام البرهاني، والشيخ الطاهر عبد الهادي التونسي، والشيخ محمد زكريا البخاري.
وباسمي شخصياً وباسم منتدى البحوث والدراسات القرآنية نتقدم بالعزاء لآل الفقيد ولأولاده: محمد الأمين، وعبد القادر، ومصطفى. الذين وجدناهم نعم الصابرين ونعم المتأسين بوالدهم
نسالأ الله تعالى لهم أن يحملوا الراية بعد أبيهم راية الدعوة وراية مساعدة الناس
رحم الله الشيخ أبا الأمين رحمة اسعة وجعل مثواه في عليين.
http://montada.gawthany.com/VB/showthread.php?p=108538#post108538
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[01 - 05 - 08, 02:26 ص]ـ
سبحان الله وفي نفس اليوم يتوفى عالم أخر من علماء حلب وهو
الشيخ عبد الباسط حسون
(العالم الفقيه)
(1934 ـ 2008م)
رحمه الله تعالى
بفلم: فياض العبسو
اسمه وكنيته:
العالم ابن العالم، والفقيه بن الفقيه، فضيلة الشيخ الفقيه الشافعي، أبو عصام:
عبد الباسط حسون، ابن فضيلة العلامة المربي الشيخ المعمَّر محمد أديب حسون، مدَّ الله في عمره، والأخ الأكبر للشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية العربية السورية، حفظه الله ورعاه.
مولده ونشأته:
ولد في قرية ياقد العدس، قضاء جبل سمعان، في عام 1934م.
ونشأ في أسرة علم ودين ... فوالده الشيخ محمد أديب حسون من مشاهير علماء حلب، ومن خواص تلاميذ السيد محمد النبهان، رحمه الله تعالى.
دراسته:
درس في معهد العلوم الشرعية / (الشعبانية)، لمدة سبع سنوات، < br> وذلك في عام 1949م، وتخرج فيها عام 1956م.
وبقي في مدرسة الحفاظ (الكائنة في سوق الحجارين) سنتان، حفظ خلالهما عشرين جزءاً من القرآن الكريم، على الشيخين الفاضلين: محمد نجيب خياطة، وأحمد المصري، رحمهما الله تعالى.
ثم ذهب إلى الأزهر بمصر في عام 1959م، ثم ذهب مرة أخرى في عام 1960 م، وقدم امتحاناً ونجح.
ثم إنهم اشترطوا الدوام في كلية الشريعة في الامتحان الشفهي والتحريري، فنجح سبعة من أصل عشرة.
طريقته ومشربه:
سلك على يد الشيخ عبد الباسط بن الشيخ الجليل محمد أبي النصر الحمصي النقشبندي، وعلى يد والده الشيخ محمد أديب حسون، وأجازاه في ذلك.
كما أجازه د محمد علوي المالكي في مكة المكرمة، إجازة في الحديث الشريف.
شيوخه:
والده الشيخ محمد أديب حسون، والشيخ عبد الله سراج الدين، والشيخ أحمد القلاش، والشيخ بكري رجب، والشيخ محمد أسعد العبه جي، والشيخ محمد أبو الخير زين العابدين، وأخوه العلامة الشيخ عبد الرحمن زين العابدين، والشيخ العلامة المحدث عبد الفتاح أبو غدة، والشيخ العلامة الفقيه الحنفي عبد الله خير الله مفتي جرابلس، ثم قضاء جبل سمعان، والشيخ عبد الله الحماد التادفي الحلبي، والعلامة الفقيه الشيخ محمد الملاح ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/260)
رحم الله من توفَّاه منهم، وحفظ الباقين.
أقرانه وأصدقاؤه:
الشيخ محمد جميل كسر، الأستاذ محمد ربيع عطار، وأخوه الشيخ عمر عطار، والدكتور محمود أحمد ميرة،
وكان في جميع السنوات الدراسية يزاحم الشيخ محمود علي الأولى ويأتي بعد وفي الدرجة الثانية على جميع الطلبة وكان بينهما صداقة وود وزيارات.
و الشيخ عبد الرحمن حمادي، أبو ياسر، من حربل، والشيخ عثمان الديري، من دير جمال، والشيخ محمد زكريا بن الشيخ محمد علي المسعود البابي الحلبي.
تلاميذه:
تخرج على يديه مئات العلماء وطلاب العلم، ومنهم أخوه الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون، الذي قرأ القرآن عليه وهو دون العاشرة من عمره.
ومنهم الشيخ الدكتور عثمان العمر، والشيخ الدكتور عبد الله الحسن، والشيخ الدكتور عبد العزيز الجاسم، وغيرهم كثير.
أعماله ووظائفه:
عين في المدرسة الكلتاوية لمدَّة سنتين مدرساً للفقه الشافعي وذلك في عامي: (1967ـ 1968م).
ثم عُيَّن في الثانوية الشرعية بحلب، أميناً للمكتبة ومدرساً للفقه والحديث والتفسير. لمدة (15) سنة.
كما عمل إماماً في جامع الثانوية الشرعية بحلب، بعد الشيخ محمد نجيب خياطة رحمه الله.
ثم استقر في جامع الأنصار بالعرقوب بحلب، إماماً وخطيباً، منذ عام 1980م وحتى وفاته.
ودرس في معهد الفرقان الذي أسسه والده الكريم حفظه الله، وهو أول مدير له، وكان مقره في جامع الأنصار، ثم نقل المعهد إلى جامع أسامة بن زيد بحلب، فترك الإدارة، وبقي مدرساً فيه.
مؤلفاته:
لم يهتم كثيراً بتأليف الكتب، وحقق كتاباً من كتب والده الكريم.
صفاته وأخلاقه:
كان رحمه الله تعالى، عالماً فقيهاً، عابداً زاهداً، ورعاً تقياً، كريم النفس متواضعاً مخلصاً، لا يحب الشهرة والظهور، وحج خمس حجج، واعتمر كثيراً.
وفاته ودفنه:
انتقل إلى رحمة الله وعفوه، صباح يوم الاثنين 22 ربيع الثاني سنة 1429هـ / الموافق 24/ 4 / 2008م.
وشيعه أهالي مدينة حلب الأوفياء في جنازة كبيرة، شهدها الآلاف، وذلك بعد أن صلوا عليه صلاة الجنازة، خلف والده الجليل حفظه الله، في جامع أسامة بن زيد رضي الله عنهما، بعد صلاة العصر من يوم الاثنين، ودفن بمقبرة جبل العظام (بأغير) بحلب، مأسوفاً ومحزوناً عليه من الجميع.
بعد رحلة من العمر دامت (74) عاماً، قضاها في طلب العلم وتعليمه للناس وخدمة العلم والعلماء، حيث قضى عمره بقراءة القرآن الكريم وقراءة كتب العلم.
ورثاه بعض العلماء الأفاضل، وخطب أخوه الشيخ الدكتورأحمد بدر الدين حسون خطبة بليغة، تكلم فيها عن الموت وعظاته، ورثى الفقيد الغالي رحمه الله تعالى، وقد أقيم له مجلس عزاء في جامع أسامة بن زيد بحلب.
رحم الله الفقيد الغالي، وبارك في عمر والده الكريم فضيلة الشيخ محمد أديب حسون، وبارك فيمن بقي من علماء المسلمين أجمعين.
هذه المعلومات مستفادة من الشيخ عبد الباسط نفسه، رحمه الله، < br> بتاريخ 2/ 10 / 1998م.
ملاحظة:
كتبت هذه الترجمة المختصرة، بتاريخ 22 ربيع الثاني سنة 1429 هـ /
الموافق 28 نيسان 2008م.
وفاء بحق الشيخ الفاضل رحمه الله تعالى، وعزاء لآل الفقيد الكرام حفظهم الله تعالى.
أخوكم: فياض العبسو
منقول من موقع منتدى أحباب الكلتاوية
ـ[العوضي]ــــــــ[01 - 05 - 08, 02:31 ص]ـ
رحمهما الله وغفر لهما
ـ[أبو سندس الأثرى]ــــــــ[01 - 05 - 08, 03:55 ص]ـ
رحمهما الله وغفر لهما
اللهمَّ ءامين
ـــــــــــــــــــــ
عن عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنها قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد و لكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبقى عالماً أتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) صحيح البخارى
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[01 - 05 - 08, 03:58 ص]ـ
رحمهما الله وغفر لهما
ـ[عمر الدراوى]ــــــــ[01 - 05 - 08, 06:59 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[بن نعمان]ــــــــ[02 - 05 - 08, 10:59 م]ـ
غفر الله لهما
ـ[أبو موفق الحلبي]ــــــــ[03 - 05 - 08, 03:04 م]ـ
رحمه الله الشيخين وأسكنهم فسيح جنته
ـ[الجعفري]ــــــــ[03 - 05 - 08, 07:28 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحمهما الله رحمة واسعة وأحسن العزاء فيهما وعظم أجر ذويهما.(159/261)
كلمات في رثاء الشيخ راشد آل حفيظ،، رحمه الله .. بقلم (محمد المهنا)
ـ[مصلح]ــــــــ[01 - 05 - 08, 09:07 م]ـ
(لله عمرك من قصيرٍ طاهرٍ)
كلمات في رثاء الشيخ راشد آل حفيظ -رحمه الله-
محمد بن سليمان بن عبدالله المهنا
21/ 4/1429
27/ 04/2008
رابط المقال في موقع الإسلام اليوم
*********
كان وقع خبر وفاة الشيخ القاضي راشد بن فهد آل حفيظ شديداً جداً، لا أقول على محبيه فحسب، بل على كل من بلغه نبأ وفاته
فالحمد لله على كل حال، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون ..
توفي الشيخ راشد أشد ما كان قوة، وأكمله شباباً، وأغزره علماً، وأوفره عطاءً.
توفي الشيخ راشد والأمة ترجوه فقيهاً مقبلاً جعل الله على لسانه وبيانه من الحلاوة البريئة ما يجذب إليه القلوب قبل الآذان ..
توفي الشيخ راشد فأثنى الناس عليه خيراً كثيراً، فأسأل الله الكريم الرحيم أن يوجب له بثنائهم ودعائهم الجنة، فالناس شهود الله في الأرض ..
كان رحمه الله من أحسن الناس خُلُقاً، فتلك البسمة التي كان يفترُّ بها محياه الجميل كانت علامة فارقة تلازمه وتميزه.
آه .. ما أحلى تلك الابتسامة على ذلك المحيا.
كان على قوته وجرأته حيياً كريماً، فإذا ورده أمرٌ محرجٌ غض طرفه وأغضى حياءً ..
كان رحمه الله محباً محبوباً، سليم القلب، عفَّ اللسان، ظاهر التواضع مؤثراً البساطة، متجافياً عن التكلف.
كان قاضياً عادلاً، ذا تصوُّن وتورُّع، حتى لقد قال لي مرة منتقداً نفسه:
إن أحد الخصمين إذا كان معرفةً لي، أو كنت قد دخلت منزله، أو أكلت ذبيحته
فإن نفسي تحدثني –بادئ الأمر- أن أحكم عليه؛ لئلا أحابيه على خصمه، ولولا أن الحق أحق أن يُتبع لمِلت مع من لا أعرف!!
وهذا مؤشر صدق وورع وتقوى، وعقل وتأن وبصر بالعواقب، ولا غرو فقد كان (راشداً) اسماً ومعنى ..
وقلما أبصرت عيناك ذا لقب **** إلا ومعناه إن فتشت في لقبه
كان الشيخ راشد بمنأى من جعل منصبه سبيلاً إلى التصدر والمفاخرة والتطلع إلى نيل حطام الدنيا، ولقد سمعته يَعجب ممن يتخذ
وظيفته سلماً إلى ما عند الناس، ويسأل الله التثبيت والعصمة من فتن المحيا والممات.
كان – رحمه الله – باذلاً علمه بعيداً عن الأضواء والضوضاء، فهاتفه لا يكاد يفتر -لا سيما في سنواته الأخيرة- من اتصال المستفتين من
داخل المملكة وخارجها، كما أن له مشاركاتٍ كثيرة جُلُّها في إلقاء الدروس العلمية والمحاضرات العامة النافعة.
كان شديد الحزن لمصائب المسلمين، مولعاً بتتبع أخبارهم، كثير اللهج بذلك في مجالسه وإلى أصحابه، لا سيما ما تتابع من المصائب على أهل السنة في العراق.
أما فقهه -رحمه الله- فتنطق به تصانيفه وفتاواه ودروسه، فقد ناهزت مصنفاته وأبحاثه - على حداثة سنه - العشرين، نُشر بعضها، ولم يزل الباقي مخطوطاً.
نال -رحمه الله- العلم بموهبة من الله تعالى الذي حبَّب إليه العلم، ورزقه الفهم، فكان – أيام الطلب - من الزملاء القلائل
الذين يحيطون بالمسائل الفقهية فهماً، ويحسنون الإيراد على المشايخ، فكانت أسئلته ومداخلاته تُحرك الدروس وتثريها إثراءَ.
أما المطارحات العلمية فكان أبا عذرتها وابن بجدتها، وكان من لا يعرفه يعجب من سعة علمه، وقوة حجته، وحسن عرضه، وجودة بيانه.
وقد أخبرني -رحمه الله- أنه قيّد عن الشيخين الجليلين ابن باز وابن عثيمين مسائل كثيرة، فقيّد عن الشيخ ابن عثيمين ثلاثة آلاف مسألة، وقيّد عن الشيخ ابن باز مسائل كثيرة لكنها دون ذلك.
إن هذا الكمّ الكبير من المسائل لم يكن إلا نتاج همّة عالية وعزيمة ماضية ونفسٍ تواقةٍ للعلم، وقلبٍ مفعم بحب الشريعة.
ومن توفيق الله له – رحمه الله – أن حبّب إليه التفقه على طريقة الأئمة المحققين، لذا كانت فتاواه وتقريراته لا تكاد تخلو من ذكر اختيارات شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله.
أما فقه ابن عثيمين فهو فيه المقدَّم، نال ذلك بالرحلة إليه، وبالاتصال الهاتفي المطول عليه، فإن الشيخ قد أنس منه علماً وفقها، فاهتم بسؤالاته
ومنحه من وقته، ورفع من قدره، حتى كان يناديه بالقاضي على أنه كان حينها في العشرين من عمره رحمه الله ..
كما أنه استفاد من علم الشيخ بملازمته ملازمة الغريم كلما زار الشيخ الرياض، فقلَّما جلس الشيخ مجلساً أو زار أحداً أو حضر اجتماعاً إلا كان معه وقلمه بين إصبعيه
يكتب كل شاذَّة وفاذَّة، حتى اجتمع عنده ذلك المقدار الذي ندر أن يجتمع لواحد، حتى لقد روى عنه من المسائل ما تفرد وحده به، يسَّر الله إخراجه ..
ومن رأى كتابه (الأيمان التي لا كفارة فيها)، وما حشد فيه من آراء ابن عثيمين ودقائق اختياراته، أدرك إحاطته بفقه ذلك الإمام رحمه الله تعالى ..
يقول في مقدمته:
(ولا يفوتني هنا إلى أن أُنبه إلى استفادتي العظيمة من دروس العلامة الفقيه الموفق محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله، فهو بحق فقيه عصره وعالم زمانه، رحمه الله رحمة واسعة، وبارك في عمله وعلمه وولده، وجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة، يارب العالمين) ..
أسأل الله أن يجيب دعاءه ويحقق رجاءه ..
لقد كان أبو فهد مدرسة فقهية ماتعة، وأظن أنه لو طالت به الحياة لكان من الفقهاء المعدودين، ولكن الله في مراده، لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم.
مات -رحمه الله- في طريقه من الرياض إلى بلدته التي وُلِد فيها، ونشأ فيها، وغادرها طالباً ثم رجع إليها قاضياً عالماً، ثم حُمل على أعناق أهلها، ودفن في ثراها.
مات مسافراً سفراً لا إياب بعده في آخر ساعة من يوم الجمعة، ولا إخاله إلا قد قدَّم من الدعاء الذي لا يغفل عنه كثير من الصالحين في
تلك اللحظات ما عسى أن يكون خاتمة حسنة كريمة مؤذنة بالقبول من الله والرضا والسلام ..
"الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" [النحل:32].
اللهم يا حي يا قيوم، يا أرحم الراحمين، ويا خير الغافرين، اغفر لأبي فهد، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبة في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين .. اللهم آمين ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/262)
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[10 - 05 - 08, 02:12 م]ـ
صبَّ الله على قبره شآبيب الرحمة والرضوان، كان يرجى أن يكون أحد فقهاء الإسلام، لكن المنيةَ أنشبتْ أظفارها به.(159/263)
شيخ المحققين في الدائرة، أبو بكر الهاشمي في ذمة الله
ـ[المعارف]ــــــــ[02 - 05 - 08, 06:21 م]ـ
الشيخ أبو بكر الهاشمي في ذمة الله
فقدت دائرة المعارف العثمانية يوم الخميس 25 من ربيع الثاني أحد أهم علمائها بعد الشيخ العلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني رحمه الله،وهو الشيخ أبو بكر الهاشمي شيخ المحققين في الدائرة، عن سبعين عاما والعديد من أمهات الكتب التي حققها ونشرها ومنها كتاب الحاوي في الطب وآخرها جمع المثاني للإمام أبي حنيفة والذي لم يكتمل تحقيقه.
اللهم إغفر له وإرحمه وإسكنه فسيح جناتك وإنزله منازل الصالحين ووسع له في قبره ونور له فيه وإجعله روضة من رياض الجنة آمين يارب العالمين.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[02 - 05 - 08, 08:25 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
ـ[بن نعمان]ــــــــ[02 - 05 - 08, 10:56 م]ـ
رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته
ـ[العوضي]ــــــــ[03 - 05 - 08, 03:02 م]ـ
رحم الله واسكنه الفردوس الأعلى
أخي الكريم ليتك تتحفنا بترجمة الشيخ
ـ[المعارف]ــــــــ[07 - 05 - 08, 10:41 م]ـ
سيكون بأذن الله بارك الله فيكم وحفظكم
ـ[أبي الحسن]ــــــــ[07 - 05 - 08, 11:05 م]ـ
سيكون بأذن الله بارك الله فيكم وحفظكم
شكرا لكم(159/264)
هل من ترجمة للشيخ عباس علي الجاجموي
ـ[أبو ظفير]ــــــــ[02 - 05 - 08, 09:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل أجد ترجمة للشيخ المذكور وهو هندي له كتاب في الرد على النصارى "صولة الضيغم على أعداء ابن مريم"؟
وجزاكم الله خيراً.(159/265)
صالح بن عبدالسميع الازهرى
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[03 - 05 - 08, 04:51 م]ـ
هل من تعريف بهذا الشيخ وهو صاحب جواهر الاكليل على مختصر خليل وله الثمر الدانى فى شرح رسالة ابن ابى زيد القيروانى(159/266)
اماذا تراجع الصنعاني عن قصيدته المشهورة
ـ[سارة الجزائرية]ــــــــ[04 - 05 - 08, 01:26 ص]ـ
السلام ورحمة الله وبركاته
سؤالي: لقد وجدت أن الأمير الصنعاني قد تراجع عن قصيدته المشهورة في مدح محمد بن عبد الوهاب.
وهذا الكلام منقول من أبجد العلوم ولم يتوفر لدي هذا الكتاب لمزيد من الإطلاع.
فهل يتفضل أحد الأخوة بالمساعدة.
ـ[المقدادي]ــــــــ[04 - 05 - 08, 01:59 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله
راجعي هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4897&highlight=%C7%E1%D5%E4%DA%C7%E4%ED(159/267)
سؤال لاهل الاختصاص ايهما متقدم: العلامة المباركفوري، أم السيد أحمد بن صديق الغماري
ـ[صالح قاسم عبد الله]ــــــــ[04 - 05 - 08, 07:42 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاشيوخ الكرام: ايهما متقدم: العلامة المباركفوري، أم السيد أحمد بن صديق الغماري؟
ـ[صالح قاسم عبد الله]ــــــــ[05 - 05 - 08, 11:04 ص]ـ
اين الاخوة العلماء وطلبة العلم؟
ـ[ابن السائح]ــــــــ[05 - 05 - 08, 03:42 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفقك الله ووطّأ لك سبيل العلم
هذا السؤال ليس بحاجة إلى العلماء
وأنت ترى مثلي في الضحضاح قد انتدب للإجابة عن سؤالك
أبو العُلى المبارك فوري متقدم على الغماري
ـ[صالح قاسم عبد الله]ــــــــ[07 - 05 - 08, 11:55 ص]ـ
أبو العُلى المبارك فوري متقدم على الغماري
اكرمك الله يا شيخ ابن السائح
واستاذنك لكي الجم افواه جماعة يدعون بان العلامة المباركفوري رحمه الله انما استفاد من السيد احمد الغماري غفر الله له!.
ومشكورين على الاجابة يا شيخنا الكريم(159/268)
ترجمة الشيخ عبد الرحمن بن عوف كوني
ـ[عبد الله الطيب]ــــــــ[04 - 05 - 08, 11:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه ترجمة موجزة لعبد الرحمن بن عوف كوني أحد طلبة العلم بالمدينة المنورة كتبها عن نفسه صاحب الترجمة وقد طلب منه ذلك:
أنا (ابن عوف عمر كوني)، اسم والدي عمر، ولقب القبيلة كوني، ولذا تجد الاسم كاملاً في الأوراق الرسمية كذلك. واشتهرت من بعد بعبد الرحمن بن عوف كوني، وبيانه أن الوالد رحمه الله تعالى سمَّاني بابن عوف ليكون نصاً في قصد الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف الزهري العربي، أحد العشرة المبشرين بالجنة، فهو علم مركبٌ تركيبَ إضافة، على حد قول ابن مالك في الخلاصة:
وشاع في الأعلام ذو الإضافة ## كعبد شمس وأبي قحافة
والمركب الإضافي - كابن عباس وابن عمر - إنما يكون علماً بالغلبة عند النحاة، لا بالنقل والارتجال كما ذكره الدماميني، وذهب بعضهم إلى أنه غير علم، وإنما أجري مجراه، وهو اختيار ابن عصفور.
بوركينايِِيُّ الأب، ماليُّ الأم.
بدأت طلب العلم في بوركينا - فاسو (فُلتا العليا سابقاً) في مدرسة أهلية بـ (بوبو) وأنا في السادس من عمري، فجودت القرآن قراءةً وتعلمت مبادئ العلوم فيها، ثم انتقلت إلى مالي بلد أخوالي فقرأت على أحد العلماء واسمه (أبوبكر دَنْبَ واقِي)، وكان بصيراً بالفقه المالكي، ذا مشاركة جيدة في غيره من العلوم المعروفة هناك، أخذ العلم عن شيخه الذي كان مفتي مالي وشرق موريتانيا في وقته، وقد توفيا جميعاً؛ أما شيخي فتوفي في مالي (1)، وأما شيخه ففي الجزائر عند عودته من الحج عام 1366هـ (2)، وقد نزل بالجزائر لملاقاة الشيخ عبد الحميد بن باديس، وكانت بينهما مراسلات قبل حجه، فوافته المنية هنالك وقد رثاه تلميذه شيخنا (دَنْبَ) مشيرا إلى ذلك منها:
فإن تذكرتُ نأيَ الشيخ أحزنني ## وفوزُه بالمنى في الله أفرحني
وموتُ غربته إن كان أقلقني ## ففي الشهادة إيمان يسكنني
من بعد ما فاز بالبيت العتيق له ## عتقاً مبيناً وتطهيراً من الدرن
فقرأت على هذا الشيخ عدة كتب منها:
1 - منظومة أحمد بن أبي قفّة. في أدلة مذهب مالك مع شرحه لمحمد يحيى الولاتي الشنقيطي.
2 - والمجاز الواضح إلى قواعد المذهب الراجح. وشرحه الدليل الماهر الناصح على المجاز الواضح.
3 - وتحفة الحكام في نكت العقود والأحكام (3)، لأبي بكر الغرناطي الأندلسي المالكي.
4 - دليل القائد لكشف أسرار صفات الواحد.
وبقيت عنده حتى جاءتنا فتوى من المدينة المنورة للشيخ العلامة محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي صاحب أضواء البيان - رحمه الله تعالى - في جواز الصلاة في الطائرة على مذهب مالك (4)، وكثير من متأخري فقهاء المالكية لا يرون صحتها فيها لعدم اتصالها بالأرض كما قال خليل: "والصلاة على الأرض أو متصل بها". ولما وقف شيخنا على الفتوى قال لنا: "هذه الفتوى غاية في موضوعها، والذي أفتى بها أهلٌ لأن يؤخذ عنه العلم". قال هذا ولم ير الأمين.
فتعلق حب الالتحاق - بقلبي – بالشيخ الأمين لأقرأ عليه؛ فيسر الله ذلك عن طريق الجامعة الإسلامية، ولم تكن رغبتي فيها ابتداءً، إلا أنها حققت لي أمنية كان من الصعب أن أظفر بها في إبَّانها لولا الله ثم هي، لأني أتيت بمنحتها الدراسية النظامية (5). فبعد وصولي ذهبت فوراً إلى الأمين في باب الكومة، وتعرفت عليه وكانت معي نسخة من هذه الفتوى اصطحبتها من البلاد، استوضحت منه أشياء فيها؛ كمسألة السبر والتقسيم في أصول الفقه التي بنى عليها الفتوى فسر بذلك، وكان مما قال لي – رحمه الله – اجتهد يا بني فإن في بلادكم الفقر، فقر العلم والكتب.
وكنت قبل المجيء إلى المدينة أرسل يدي في الصلاة قائماً، فلما رأيت الأمين يقبض يده قبضت، فسألته عن الصحيح في المذهب في هذه المسألة؛ فقال لي: "يا إبني إقبض، الصحيح هو وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة في مذهب مالك، إلا أن المتأخرين عملوا برواية ابن القاسم فيها" وذكر لي أشياء في المسألة اطمأننت بها قابضاً. وكنت قد أتيت برسالتين في الموضوع لشيخي في مالي، إحداهما: معيار العدل بأدلة القبض في الصلاة والسدل، وثانيتهما: تكملة معيار العدل بعلل أحاديث القبض لدى أهل النقل؛ فعرضت على الأمين أن يقرأهما ويبدي لي رأيه فيهما، فرفض قائلاً لا وقت عندي لذلك وما قلته لك يكفي وأنا أعرِف ما ذا سيقول في رسالتيه!، فذهبت إلى الشيخ حماد الأنصاري في حي البساطيّة – رحمه الله – فعرفته بنفسي وبلدي فاستأنس بذلك وانشرح، ثم عرضت عليه ما كنت عرضته على الأمين من قراءة الرسالتين وإبداء الرأي فقبل مني ذلك، وبعد قراءتها قال لي: "إحرقهما"! وما زاد على ذلك، فكان وقع هذه الكلمة علي منه في إبَّانها كاللذعة بالميسم!. ثم انصرفت عنه على مضض. وبعد عشر سنوات من قول الشيخ حماد هذا اطلعت بنفسي على سر ومنشأ هذا القول وذلك بحصولي على رسالة في الموضوع لأحمد بن محمد بن الصديق الحسني المغربي الغماري أسماها: "المثنوني والبتار في نحر العنيد المعثار الطاعن فيما صح من الأحاديث والأثار"، يرد بها على رسالة لمحمد الخضر بن مايأبى الجكني الشنقيطي بعنوان: "إبرام النقض في أرجحية السدل على القبض" تأكدت من أن شيخنا في مالي قد اعتمد على رسالة الخضر هذه بعد قراءتها، إذ الغماري يورد عبارات الشنقيطي فقرة فقرة ثم يرد عليها إلى آخرها.
يتبع إن شاء الله.
ـــــــــــــــــــــــ
(1) بعد مجيئي إلى المدينة المنورة عام 1399هـ.
(2) وذلك قبل ولادتي بخمس سنوات.
(3) وليس جميعه.
(4) وأشار إلى أن ذلك يؤخذ من كلام مختصر خليل عند قوله: "ورفع موم ما يسجد عليه".، ولا تعارض بينه وبين قوله الآتي.
(5) فتمكنت من الالتحاق بالشيخ الأمين وقد كبرت سنه وأنا في ريعان عمري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/269)
ـ[هاني الحارثي]ــــــــ[05 - 05 - 08, 11:53 م]ـ
ـــــــــــــــــــــــ
(1) بعد مجيئي إلى المدينة المنورة عام 1399هـ.
.
أحسنت أخي في إيراد ترجمة شيخنا بقلمه، ولعل التأريخ أعلاه خطأ بل هو جزماً خطأ وذلك لأن وفاة الأمين كانت في سنة 1393هـ، ودخول الشيخ ابن عوف المدينة قبل هذا التأريخ أو فيه كما نقلته من خطه وفقك الله
ـ[عبد الله الطيب]ــــــــ[07 - 05 - 08, 05:54 م]ـ
أحسن الله إليك أخي هاني.
وملاحظتك صحيحة، لم أتنبه لها.
وإنما نقلت ماهو مرقوم عندي بخط شيخنا حفظه الله وسلمه.
ولعله يتهيأ الأمر لي لرفع ترجمة شيخنا بخطه هنا مصورة.
ـ[عبد الله الطيب]ــــــــ[07 - 05 - 08, 06:04 م]ـ
فلما كان جل قصدي في الإتيان إلى المدينة هو طلب العلم على الأمين فقد جعلت داره طيّتي بعد وصولي وتعرفي عليه، أرتادها كلما سنحت لي فرصة مع الانتظام في دراسة الجامعة – جزى الله القائمين عليها خيراً – فحضرت دروسه في التفسير في المسجد النبوي (6)، ودروساً خاصة في مراقي السعود في البيت، وسألته عن مسائل كثيرة في الفقه، والنحو، والصرف، والمنطق، والبلاغة، والعقيدة، كما استفدت من أجوبته الكثيرة لطلبةٍ في فنون غير هذه قد دونت بعضها على أوراق. حتى توفي عام 1393هـ.
ثم لازمت بعده محمد المختار بن أحمد مزيد الجكني الشنقيطي عشر سنين، حضرت دروسه الجفلى في المسجد النبوي في كتب السنة، وقرأت عليه بعضاً من مختصر خليل، وقرأت عليه كتاب "طلعة الأنوار" في مصطلح الحديث، والسيرة النبوية في "البداية والنهاية" لابن كثير، وبعضاً من شرح الأشموني على الخلاصة. وحضرت دروسه في "سنن أبي داود" التي كان يلقيها في مسجد قباء مساء الخميس، وقد سكنت في رباط – أي: وقف – للشيخ المحسن عبد الحميد عباس بجنب مسجد قباء آنذاك (7)، طلبه لي المختار. وبقيت على ملازمته حتى توفي عام 1405هـ رحمه الله تعالى. وكان شهماً ظريفاً عزيز النفس شديد الفراسة إذا داخلته لا تجد أحسن منه خلقاً تهابه دون مداخلةٍ وقد سمعته يقول: ما صافحت أميراً قط.
وبعده في عام 1407هـ بدأت ملازمة الشيخ الحافظ الكبير المتبحر في علوم العربية بل وفي جل علوم الشرع مع زهدٍ وتقشفٍ وفراغٍ من الدنيا إلا العلم فهو ابن بجدته والقادح بزناد ناره إذا كبت الأزند = شيخنا أحمد محمد حامد الحسني الشنقيطي – حفظه الله -.
وصادف بدء ملازمتي له وقت مزايلتي لدراسة الجامعة النظامية عام 1407هـ، وكان مرابطاً متفرغاً لنشر العلم على الطريقة التي جاء بها من بلاد شنقيط لم يتقيد بوظيفة حكومية بل كان أبعد الناس عنها، بخلاف الشيخين قبله: المختار والأمين – رحمهما الله وحفظه -.
فلازمته من ذلك التاريخ المومى إليه أعلاه إلى الآن، قرأت عليه "طرة لامية الأفعال" للحسن بن زين القونانيّ الشنقيطي، و"الجامع بين التسهيل والخلاصة المانع من الحشو والخصاصة" وهو المشهور بـ"طرة الاحمرار" للمختار ابن بونه الجكني الشنقيطي، وهو في ألفي بيت في النحو والصرف. و"الإعلام بمثلث الكلام" لابن مالك، و"المقصور والممدود" له.
واستمعت إلى إقرائه لكتاب"ضياء التأويل لمعاني التنزيل" لابن فودي في التفسير إلاّ قليلاً فاتني، و"مختصر خليل" في الفقه المالكي ولا زلت أقرأ فيه ولكونه آية وأعجوبة في الفقه فقد قيدت عنه عند قراءة الكتابين - "الاحمرار" و"مختصر خليل" - أنظاماً كثيرة جداً في مسائل الفنين والفنون الأخرى التي لها صلة بهما.
فهؤلاء هم شيوخ الملازمة، أما غيرهم من أهل العلم الذين حضرت بعض دروسهم:
فالشيخ الألباني، أدركته في العام الذي فارق فيه الجامعة، وحضرت بعض مجالسه العامة.
والشيخ عبد العزيز بن باز، حضرت بعض دروسه في "كتاب التوحيد".
والشيخ حماد الأنصاري في بعض دروس "سنن الترمذي".
والشيخ عبد القادر شيبة الحمد في دروس التفسير.
والشيخ عطية محمد سالم في دروس "الموطأ".
والشيخ الدكتور محمد أمين المصري (8) في تفسير سورة الأنفال.
أما الكتب التي يقرؤها عليّ إخواني طلبة العلم فقسمان:
قسم تتكرر قراءته، وقسم ليس كذلك؛ فهذا الأخير لا نتعرض لذكره لعدم انحصاره بما يتناسب والمقام.
أما القسم الأول فهي هذه الكتب:
متن الآجرومية، ونظماه للعمريطي والشنقيطي، ومتممة الآجرومية للحطاب، وملحة الإعراب للحريري، وقطر الندى وبل الصدى، وشذور الذهب لابن هشام، وشرحا الألفية لابني عقيل وهشام، ولامية الأفعال مع طرة الحسن، ومذكرة أصول الفقه شرح شيخنا على روضة الناظر، وميزان الذهب في صناعة شعر العرب، والتحفة السنية شرح الآجرومية.
والإخوان الذين يقرؤون على قسمين: قسم يقرأ الكتاب من أوله إلى آخره يريد العلم، وقسم نظاميٌّ يقرأ المقرر فقط من بعض الكتب المذكورة للنجاح في الاختبارات، وتوجد من النظاميين قلة تقرأ كتاباً مختصراً في مبادئ العربية من أوله إلى آخره للتقوي في الفن. كما يوجد من مدرسي المدارس النظامية من يقرأ متناً كالقطر أو الألفية حباً للعلم والتقوي.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
كتبه فقير عفو ربه ولطفه:
عبد الرحمن بن عوف كوني
صبيحة يوم السبت ثلاثين محرم سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة وألف، بباب العوالي – المدينة المنورة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(6) تلك الدروس التي كان يجلس في حلقتها كبار طلبة العلم وصغارهم، ويستفيد كلٌّ بقدر استعداده.
(7) وقد ذهب في توسعة مسجد قباء الجديدة.
(8) وكان يشدني إلى مجلسه ألَقُ بيانه، وفصاحة لسانه، وحسن إلقائه، فهو يجذب بحسن الإلقاء الفني إلى المعنى الشرعي؛ فيخاطب العقل والوجدان معاً، وهو أثر من آثار النبوغ في هذا الجانب الأدبي رحمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/270)
ـ[عبد الله الطيب]ــــــــ[07 - 05 - 08, 06:18 م]ـ
أرجو أن أكون قد وفقت في إبراز ترجمة شيخنا ابن عوف حفظه الله تعالى.
ـ[الفضلي النجدي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 06:01 ص]ـ
متى ولد الشيخ و ما رقم هاتفه من يعرف فليتكرم مشكوراً(159/271)
هل خطب الشيخ علي القرني من الورقة أم أنه يرتجلها؟
ـ[أبو حزم الشاوي]ــــــــ[05 - 05 - 08, 11:58 م]ـ
لمن حضر خطب الشيخ/
هل خطب الشيخ علي القرني من الورقة أم أنه يرتجلها؟
ـ[عبدالعزيز فؤاد]ــــــــ[06 - 05 - 08, 01:55 ص]ـ
أخبرني من حضر للشيخ أنه يرتجل
ـ[أبوعبدالملك التميمي]ــــــــ[06 - 05 - 08, 02:35 ص]ـ
الشخ وفقه الله يرتجل في خطبه
هكذا شاهدته لا تجد معه إلا قصاصة صغيرة يكتب فيها رؤوس أقلام
وفقه الله لطاعته
وجعله خيرا مما نظن وغفر له مالم نعلم
ـ[فوزي الحربي]ــــــــ[10 - 05 - 08, 08:53 م]ـ
والذي أعرفه من خواصه أنه يحفظها حفظا وقد يجعل من يستمع إليه ..
وليس هذا بعيب ..
ـ[محمد السلفي المكي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 01:11 ص]ـ
محاضرات الشيخ الأخيرة
كإيماض البرق والرضاب المعسول كانت من ورقة مكتوبة
لكن الشيخ كما قال الإخوة يحث على حفظ الخطبة
ـ[أحمد عبد الغفار]ــــــــ[20 - 05 - 08, 04:35 م]ـ
حفظ الله الشيخ علي وبارك فيه ونفع به
رأيت والله يا إخواني عجبا من أحد الإخوة الدعاة الباكستانيين واسمه الشيخ طارق جميل
إذا تكلم كأنما هو سيل العرم وانهار أمامه سد مأرب، يهدر هدرا ولا يتلعثم ولا يعيد لفظة وبالكاد يبتلع ريقه
ولما سئل حفظه الله كيف له ذلك أجاب بكلمتين
بغض البصر
بارك الله في الجميع
ـ[أبو يوسف النجدي]ــــــــ[20 - 05 - 08, 05:16 م]ـ
للفائدة:
هذه صفحة الشيخ في موقع طريق الإسلام:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=8
وهذه صفحة الشيخ في موقع الشبكة الإسلامية
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=37&read=0
ـ[أبوالحسين الدوسري]ــــــــ[21 - 05 - 08, 03:57 م]ـ
السلام عليكم للشيخ حفظه الله محاضرة بعنوان (الرضاب المعسول) فلا تحرموا أنفسكم سماعها.جزاكم الله خيرا
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[22 - 05 - 08, 10:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ..
الاخوة الكرام. أن حسن القاء الشيخ حفظة الله تعالى.وحب جميع الناس له انما يعود والله اعلم لشيء بينة وبين ربه ... واشهد الله على حبي الشديد له حفظة الله وبارك لنا فيه ..
__________________________________________________ ______
ان الله اذا احب عبدا" ,أحبة أهل السماء جميعا".ثم كتب له القبول فى الأرض
ـ[أبو الحارث السنى]ــــــــ[22 - 05 - 08, 11:08 م]ـ
نريد أن نعرف آخر أخبار الشيخ الدعوية وهل له دروس منتظمة أم لا؟
ـ[أبو هاجر القصيمي]ــــــــ[24 - 05 - 08, 03:06 م]ـ
السلام عليكم للشيخ حفظه الله محاضرة بعنوان (الرضاب المعسول) فلا تحرموا أنفسكم سماعها.جزاكم الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم صدقت والله أخي الحبيب فهذه المحاضرة في قمة الروعة والجمال.
ـ[أبو يوسف الجزائري]ــــــــ[27 - 05 - 08, 12:25 ص]ـ
اظن الامر لايهم سواء كان مرتجلا ام لا .. بل العبرة بالاخلاص والاتقان في التحضير .. لان الاذان اوعية لالسنة صادقة وقلوب مخلصة
ـ[أبو إلياس السلفي]ــــــــ[27 - 05 - 08, 02:17 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم صدقت والله أخي الحبيب فهذه المحاضرة في قمة الروعة والجمال.
ـ[حمد القحيصان]ــــــــ[28 - 05 - 08, 09:08 م]ـ
وَكَذلِكَ لَهُ مُحاضَرَةٌ بِعُنوانِ [أرعِدْ وأبْرِق ياسَخيفْ!] تَسْتَحِقُّ الإِسْتِماعَ وَالتَّأَمُّلَ لِما فيها مِنْ بَلاغَةٍ وَحِكَمٍ رائِعَة!
حَفِظَ اللهُ الشَّيْخَ مِنْ كُلِّ مَكروهٍ وَأمَدَّ اللهُ في عُمُرِهِ عَلى طاعَتِهِ.
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[29 - 05 - 08, 03:39 م]ـ
حفظ الله الشيخ ووفقه لكل خير.
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[30 - 05 - 08, 01:02 م]ـ
كتب الشيخ أو ارتجل فكلامه من ذهب
من أعظم وأجلّ محاضراته نفعا *أقصد البحر وخل القنوات *
والله أن سامعها وقارئها ليحس ويراي الإخلاص بين طيلتها وجنباتها
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=37&read=0
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[02 - 06 - 08, 10:47 م]ـ
حفظ الله الشيخ علي وبارك فيه ونفع به
رأيت والله يا إخواني عجبا من أحد الإخوة الدعاة الباكستانيين واسمه الشيخ طارق جميل
إذا تكلم كأنما هو سيل العرم وانهار أمامه سد مأرب، يهدر هدرا ولا يتلعثم ولا يعيد لفظة وبالكاد يبتلع ريقه
ولما سئل حفظه الله كيف له ذلك أجاب بكلمتين
بغض البصر
بارك الله في الجميع
الشيخ طارق جميل وفقه الله من كبار مشايخ التبليغ -للأسف- , ولكنه في الوقت ذاته من كبار علماء الباكستان كما بلغني عن بعض من رافقوه في أسفاره للدعوة , ومع ذلك فلن يعدم مجالسه فائدة منه فأنا استمعت له حفظه الله تعالى حديثاً عن نسب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أجاد فيه وأفاد وأتى بلطائف العجائب والنّكت.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[02 - 06 - 08, 10:56 م]ـ
ركب معي ذات مرة أحد كبار السنّ من فقهائنا وأجزمُ أنه لم يسمع شريطاً في حياته , فوضعت شريط سحبان دهرنا وقسه فضيلة البليغ المفوه علي القرني الموسوم بـ (همساتٌ للسراة) , وما هي إلا لحظاتٌ بلغت فيها بلاغة الشيخ القرني مكمنَ الذائقة عند هذا الرّجُل الكبير - الذي تجري اللغة والأدب والبلاغة وأشعار العرب منه مجاري الدم -حتى اقشعرّ بدنه إعجاباً به وسألني من يكون ثمّ أجمل كلاما مفاده استبعاده وجود من يتكلم بمثل هذا الكلام في زمننا هذا.!!
ووالدي يوم سمعه أوّل مرة تعجّب منه وقال: أيّ كلام هذا الذي أسمعه لله هو ما أفصحه وما أبلغه.
ومن عجيب تكفل الله بتعظيم أجور المخلصين - الذين نحسب الشيخ ونرجو من الله أن يكون منهم - أنّ كنت في أرضِ نائيةٍ من موريتانيا فلم أشعر إلا ورجلٌ يسردُ كلاماً أحفظه عن ظهر قلب , فقلت من هذا الذي يلقي محاضرات الشيخ بنفس الأسلوب وفي هذه البقعة من أرض الله , فدنوتُ حيثُ الصوت فإذا هو سوادُ عيني وشيخي الذي أفدت منه ونهلت من عذب مورده وهو لا يعلمُ - ولكنّ رداءة جهاز التسجيل هي التي غيّرت علي صوته.
فقلت سبحان من تكفل بإيصال محاضرة ألقاها القرني في مكة إلى هذه البقعة من موريتانيا.!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/272)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[02 - 06 - 08, 10:59 م]ـ
وَكَذلِكَ لَهُ مُحاضَرَةٌ بِعُنوانِ [أرعِدْ وأبْرِق ياسَخيفْ!] تَسْتَحِقُّ الإِسْتِماعَ وَالتَّأَمُّلَ لِما فيها مِنْ بَلاغَةٍ وَحِكَمٍ رائِعَة!
حَفِظَ اللهُ الشَّيْخَ مِنْ كُلِّ مَكروهٍ وَأمَدَّ اللهُ في عُمُرِهِ عَلى طاعَتِهِ.
من باب الفائدة أيّها الحبيبُ الغالي:
هذه المحاضرة أخرجها الشيخ على عجلٍ فمنها ما هو جديدٌ كمقدمتها , ومنها -وهو أكثر مضمونها- ما هو قبسٌ من محاضرات سابقة له كـ (نفح الطيب) و (السماء والسماوة) وغيرهما.
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[03 - 06 - 08, 01:58 ص]ـ
همسات للسراة ......... من روائع الشيخ ... في كل مرة أستمع للمحاضرة وكأنها أول مرة ....
وقد زار مدينتنا منذ شهرين تلبية لدعوة من حاكم دبي بخصوص مناهج دول الخليج باعتبار الشيخ علي بن عبدالخالق القرني مدير عام مكتب التربية العربي لدول الخليج، وصراحة عندما شاهدته في الأخبار والجريدة وكانت أول مرة أشاهده فيها شاهدت هيبة ووقار ...
نسأل الله أن يزيده من فضله وأن يتفضل الله علينا بما تفضل به على عباده
.
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[03 - 06 - 08, 02:30 ص]ـ
كانت أول محاضرة ألقيتها في عام 1416، وكنت إذ ذاك صغيرا أتدرب على الإلقاء، وكانت تلخيصا لشريط الشيخ المعنون ب: عوامل بناء النفس، ورغم مرور 13 سنة على ذلك إلا أنني لا زلت أشم عبيرها وأستلذ طعمها.
جزاه الله خيرا
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[03 - 06 - 08, 11:05 ص]ـ
همسات للسراة ......... من روائع الشيخ ... في كل مرة أستمع للمحاضرة وكأنها أول مرة ....
وقد زار مدينتنا منذ شهرين تلبية لدعوة من حاكم دبي بخصوص مناهج دول الخليج باعتبار الشيخ علي بن عبدالخالق القرني مدير عام مكتب التربية العربي لدول الخليج، وصراحة عندما شاهدته في الأخبار والجريدة وكانت أول مرة أشاهده فيها شاهدت هيبة ووقار ...
نسأل الله أن يزيده من فضله وأن يتفضل الله علينا بما تفضل به على عباده
.
لعلك أخطأتِ فهذا مجرد تشابه أسماء فقط , فما علمنا أن للشيخ منصباً غير حصص يلقيها بالمعهد العلمي فقط.!!
إضافة إلى أنه لا يرضى أن يُصَوَّر , فكيف ظهر في الأخبار والجريدة.؟
ـ[سلطان التميمي]ــــــــ[03 - 06 - 08, 02:51 م]ـ
نعم مديرمدير عام مكتب التربية العربي لدول الخليج، إسمه علي القرني ولكنه غير الشيخ علي عبدالخالق القرني
ـ[أحمد بن موسى]ــــــــ[03 - 06 - 08, 03:59 م]ـ
بل اسم مدير عام مكتب التربية: علي بن عبدالخالق القرني!!
فالتشابه في الاسم الثلاثي، مما أوقع بعض الأخوة في الوهم
حفظ الله الشيخ الخطيب المفوه علي القرني _ آمين_
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[04 - 06 - 08, 12:10 ص]ـ
نعم صحيح ... هناك تشابه أسماء فالشيخ أسمه علي بن عبدالخالق القرني وكذلك أسم المدير علي بن عبدالخالق القرني ..... صراحة عندما رأيته في التلفاز والجريده قلت لأخي: الشيخ لا يرضى بتصويره فكيف وافق هذه المرة ... وسبحان الله تشابه أسماء أوقعنا في الوهم ولعلنا في المرة القادمه نتأكد من الأسم الرباعي تفادياً لمثل هذه المواقف
الأخ " أبوزيد الشنقيطي" جزاكم الله خيراً على التنبيه
وفق الله الشيخ والمدير وجميعنا لما يحبه ويرضاه من القول والعمل
يذكرني هذا الموقف باسم الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي عندما أريد شريط أو أي شيء يتعلق به يجب علي أن أقول الاسم بالكامل مع إضافة من عندي هو علامة في المدينة النبويه وإن قلت محمد المختار الشنقيطي أو محمد الشنقيطي بدون القصة السابقه اعلم بأن الشخص غير الذي أريد
.
ـ[ابوعبدالرحمن الصولي]ــــــــ[05 - 06 - 08, 11:32 م]ـ
الإخوة الفضلاء
شريط الشيخ علي الرضاب العسول ذكر فيه في المقدمة في حال أعداء الحق كلاما كثيرا إلي قال (ولايظهرون الافي الغلس ولا يبحثون الافي البول والسلس)
فمامعنى هذا الكلام.
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[06 - 06 - 08, 01:27 ص]ـ
الغلس: شدة الظلام، والسلس في البول أن يتواصل ولا يتحكم في خروجه.
والله أعلم
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[06 - 06 - 08, 11:56 م]ـ
تصحيح:
قال في لسان العرب: الغلس: ظلام آخر الليل، قال الأخطل:
كذبتك عينك أم رأيت بواسط ... غلس الظلام من الرباب خيالا
إلى أن قال: الغلس: ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح.
ـ[بن نصار]ــــــــ[18 - 06 - 08, 02:14 ص]ـ
كيف الوصول للشيخ و أين يسكن؟؟
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[18 - 06 - 08, 06:16 ص]ـ
وهذه هي
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=67987
ـ[محمد محيسن الهلالات]ــــــــ[24 - 07 - 08, 01:00 ص]ـ
أشعر أنني قد عجزتُ ـ على طول البحث! ـ عن أن أحصل على ترجمة للشيخ علي ـ حفظه الله ـ!!!
و أقصى ما حصلت عليه ما ذكره الأخ هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=526133&postcount=29
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/273)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[05 - 08 - 08, 03:39 م]ـ
بمشيئة المولى سيلقي فضيلة الشيخ الخطيب - الذي أحسب أنه استرقَّ أساليب البلاغة وبديع الكلم وحسنَ المنطق حتى بات الجميع طوع إشارته وبيده أعنتُه يصرفه كيفما شاء ويجري الكل بأمره رخاءا حيث أصاب- علي بن عبد الخالق القرني محاضرةً بجامع التنعيم بمكة بعنوان (الزِّرْيَابُ) بتاريخ 10/ 8/1429هـ , وهي عن خلقِ من أخلاق البشير النذير عليه صلاة وسلام رب العالمين ..
ـ[محمد يحيى الأثري]ــــــــ[05 - 08 - 08, 09:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لله درك أبا زيد
ونحن ننتظر منك تسجيلها ورفعها في نفس اليوم الذي ستلقى فيه -إن شاء الله-
والله المستعان
والسلام
ـ[الدبش المكي]ــــــــ[09 - 08 - 08, 12:49 ص]ـ
وبعدها يوم الجمعة الموافق 14/ 8 / 1429 هـ في منطقة الطائف طريق الملك فهد ستكون له محاضرة بعنوان (العسجد)
ـ[أبو خباب المكى]ــــــــ[09 - 08 - 08, 12:58 ص]ـ
من الورقه.
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[09 - 08 - 08, 02:18 ص]ـ
ركب معي ذات مرة أحد كبار السنّ من فقهائنا وأجزمُ أنه لم يسمع شريطاً في حياته , فوضعت شريط سحبان دهرنا وقسه فضيلة البليغ المفوه علي القرني الموسوم بـ (همساتٌ للسراة) , وما هي إلا لحظاتٌ بلغت فيها بلاغة الشيخ القرني مكمنَ الذائقة عند هذا الرّجُل الكبير - الذي تجري اللغة والأدب والبلاغة وأشعار العرب منه مجاري الدم -حتى اقشعرّ بدنه إعجاباً به وسألني من يكون ثمّ أجمل كلاما مفاده استبعاده وجود من يتكلم بمثل هذا الكلام في زمننا هذا.!!
ووالدي يوم سمعه أوّل مرة تعجّب منه وقال: أيّ كلام هذا الذي أسمعه لله هو ما أفصحه وما أبلغه.
والله يا إخوة، هذا من المبالغة
ولم أسمع للشيخ أشرطته في الأعوام الأخيرة، فلعله اكتسب خبرة.
لكني سمعت له بعضا من أشرطته الأولى، وكان واضحا منها أنه يحفظ الخطبة والأبيات الشعرية، حتى إنه كان يحفظها بأخطائها النحوية، فإذا أراد أن يترجل أحسست بتغير النبرة وتلعثم اللسان.
فعليكم بالإنصاف يا إخوة وعدم المبالغة
فالرجل واعظ حقا نسأل الله أن يخلص عمله ويجزيه خيرا
لكن لا يستلزم ذلك أن يكون إماما في البلاغة واللغة فذلك علم يصعب إدراكه.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[09 - 08 - 08, 11:26 ص]ـ
حفظ الله الشيخ
ونفع الله به
فلله دره
وهنا يوجد محاضرات الشيخ مكتوبة
http://www.saaid.net/book/search.php?do=all&u=%DA%E1%ED+%C8%E4+%DA%C8%CF%C7%E1%CE%C7%E1%DE+%C7 %E1%DE%D1%E4%ED
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[09 - 08 - 08, 05:54 م]ـ
والله يا إخوة، هذا من المبالغة
ولم أسمع للشيخ أشرطته في الأعوام الأخيرة، فلعله اكتسب خبرة.
لكني سمعت له بعضا من أشرطته الأولى، وكان واضحا منها أنه يحفظ الخطبة والأبيات الشعرية، حتى إنه كان يحفظها بأخطائها النحوية، فإذا أراد أن يترجل أحسست بتغير النبرة وتلعثم اللسان.
فعليكم بالإنصاف يا إخوة وعدم المبالغة
فالرجل واعظ حقا نسأل الله أن يخلص عمله ويجزيه خيرا
لكن لا يستلزم ذلك أن يكون إماما في البلاغة واللغة فذلك علم يصعب إدراكه.
ووالله إنّ هذا من عُسْر الفهم وسوء الظن بالنّاس , وحريٌ بمن عَسُر عليه معنى هذه الجملة البدائية البسيطة أن يعسُر عليه كلام سحبان الأمة ويحمله على الغض من مكانته ووصفه بالواعظ فحسب.!!
أتريد أن تحجر على النّاس ظنونهم وتوقعاتهم , أم أنك لم تعِ ما نقلته عن الرجل , وسأعيده لك مرة أخرى.
قال: (إنه يستبعد وجود من يتكلم بمثل هذه الطلاقة في زمننا)
والمعنى: أنه لا يجزمُ بذلك وأنى له , فكم في العالم من أخفياء , ولكن الظاهر له حسب حدود معرفته وظنه استبعاد وجود من يتكلم بمثل هذه الطلاقة في زمننا.
وعليك أنتَ بالإنصاف الذي تنادي به إذ تُقر بأنك لم تسمع له مؤخراً وكأننا تحدثنا عن غير أخيره , ثم تكابر وتقول لعله اكتسب , فأعد لعل هذه عندك - إن كنت تدرك معانيها- وخذ اليقين فقد اكتسب وأبدعَ في كلامه وابتدعَ في خطابه ما لا يخطر لك ببالٍ إن كنت بعيد العهد به و فشتان بين كلامه أمسِ واليومَ.
وإن علمت على الأرض اليومَ من يضاهيه بلاغةً وبياناً فأتحفنا به , لنرى أيّ الفريقين أحق بوصف المبالغة وعدم الإنصاف.!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/274)
وبشرك الله بخيرٍ فهذا عندي دليل رفعةٍ للشيخ , فلا يكادُ الرجل ينبلُ في زمننا حتى يُسخَّر له مثلُكَ أصلحك الله وعافاك وأنار بالحق بصيرتك.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[09 - 08 - 08, 06:01 م]ـ
والله يا إخوة، هذا من المبالغة
ولم أسمع للشيخ أشرطته في الأعوام الأخيرة، فلعله اكتسب خبرة.
لكني سمعت له بعضا من أشرطته الأولى، وكان واضحا منها أنه يحفظ الخطبة والأبيات الشعرية، حتى إنه كان يحفظها بأخطائها النحوية، فإذا أراد أن يترجل أحسست بتغير النبرة وتلعثم اللسان.
فعليكم بالإنصاف يا إخوة وعدم المبالغة
فالرجل واعظ حقا نسأل الله أن يخلص عمله ويجزيه خيرا
لكن لا يستلزم ذلك أن يكون إماما في البلاغة واللغة فذلك علم يصعب إدراكه (عندي).
ووالله إنّ هذا من عُسْر الفهم وسوء الظن بالنّاس , وحريٌ بمن عَسُر عليه معنى هذه الجملة البدائية البسيطة أن يعسُر عليه كلام سحبان الأمة ويحمله على الغض من مكانته ووصفه بالواعظ فحسب.!!
أتريد أن تحجر على النّاس ظنونهم وتوقعاتهم , أم أنك لم تعِ ما نقلته عن الرجل , وسأعيده لك مرة أخرى.
قال: (إنه يستبعد وجود من يتكلم بمثل هذه الطلاقة في زمننا)
والمعنى: أنه لا يجزمُ بذلك وأنى له , فكم في العالم من أخفياء , ولكن الظاهر له حسب حدود معرفته وظنه استبعاد وجود من يتكلم بمثل هذه الطلاقة في زمننا.
وعليك أنتَ بالإنصاف الذي تنادي به إذ تُقر بأنك لم تسمع له مؤخراً وكأننا تحدثنا عن غير أخيره , ثم تكابر وتقول لعله اكتسب , فأعد لعل هذه عندك - إن كنت تدرك معانيها- وخذ اليقين فقد اكتسب وأبدعَ في كلامه وابتدعَ في خطابه ما لا يخطر لك ببالٍ إن كنت بعيد العهد به و فشتان بين كلامه أمسِ واليومَ.
وإن علمت على الأرض اليومَ من يضاهيه بلاغةً وبياناً فأتحفنا به , لنرى أيّ الفريقين أحق بوصف المبالغة وعدم الإنصاف.!!
وما أنكرته من وصفنا له أعلاه من أنّه سحبان الأمة وقُسّها هو ما أعتقده يقيناً , لكوني لم أقف حتى هذه الساعة على نظيرٍ له في صف الكلام وترتيبه وصوره وأخيلته.
ولو كنتَ أضفت بعد آخر كلمة من كلامك لفظ (عندي) لكنت أنصفتَ نفسك , فصعوبة اللغة والبلاغة عليك لا يلزم منها كون الشيخ مثلك , وكيف لا وهو من يستخرج من قواعد النحو وسائل التربية والتعليم والتعامل بين الناس وهذا لم يُسبق له من قبلُ في تاريخ الخطباء والواعظين - إن لم تكن تعلمُ- فاسمع جديد الشيخ فقد اكتسب بعدك كثيراً كثيراً.
وبشرك الله بخيرٍ فهذا عندي دليل رفعةٍ للشيخ , فلا يكادُ الرجل ينبلُ في زمننا حتى يُسخَّر له مثلُكَ أصلحك الله وعافاك وأنار بالحق بصيرتك.
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[09 - 08 - 08, 08:59 م]ـ
جزاك الله خيرا
واعلم أني لم أقصد إلا خيرا
ووصفت الشيخ بأنه واعظ لا انتقاصا له
وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على حسن الخلق
فأنا على حد قولك: عسير الفهم سيء الظن مكابر لا أدرك معاني الألفاظ ...
فتذكر هذه الكلمات يوم تجتمع الخصوم
وحسبنا الله ونعم الوكيل
والله يعلم أني لم ولن أسب أحدا على الشبكة.
فأنصحك بأن تعي وتتدبر الإمضاء الذي حليت به كلامك، أقصد كلام ابن عباس.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[09 - 08 - 08, 09:13 م]ـ
أخي الكريم: حفظك الله ورعاك وسامحك وعفا عنك:
لم يحملني على الرد بما قرأتَه إلا أسلوبك في اعتراضك أعلاه.
وكم آلمني إيرادك لكل كلامي غير دعائي لك في آخره الذي أردته برهاناً على أني لا أقصد من كلامي شيئاً مما ظننته.
فهل تُراني أشرت إلى قصدك غير الخير.؟
وهل في ذبي عن الشيخ ودفع انتقاصه الذي احتمله كلامُك ولو لم تقصده سوءُ خلقٍ.؟
وأمّا ما وصفت به نفسك على حد قولي, فهو متوجه إلى كلامك لا إلى شخصك حفظك الله , ووالله إنّ على ظهري من الذنوب والخطايا ما لا يطيق حمله أحدٌ , فلا تكوننَّ خصم أخيك المفلس عند ربه يوم تجتمع الخصومُ , ووالله لم أرد بما كتبتُ إلا دفع نقيصةٍ توهمتُها فحوى كلامك , فاعفُ وسامحْ عفا الله عنك وسامحكَ فلا طاقة لي بما توعدتني به بين يدي الله , وأرجو أن يكون حسنُ قصدي في الذب عن عرض الشيخ شفيعاً عندك في الدنيا وعند الله في الآخرة.
ـ[سلطان القرني]ــــــــ[09 - 08 - 08, 09:39 م]ـ
(إنما المؤمنون إخوة، فأصلحوا بين أخويكم)
أخي "أبو عبد المحسن" لا نزال نرد على بعض ونغلظ في القول أحيانا، وهذا دأب الردود قديما وحديثا، وأخونا "أبو زيد" لعل العيار عنده زايد في حب الشيخ، مما جعله يرد عليك بما تظنه قد جاوز حد الرفق، ولا أظن الأمر كذلك، فكلاكما إخوة وأنتما عندنا من المحبوبين، فليسامح كل منا الآخر ولنصف قلوبنا، فإن سلامة الصدر من أعظم النعم، وأنت "أبو عبد المحسن" أولى بهذا الفضل، ولست بحاجة أن أذكركم بفضل التسامح والعفو عن الناس وكظم الغيض، فمنكم نتعلم، وأبو زيد لم ينتصر لنفسه حتى يلاقى بهذا الوعيد، الذي ترتعد منه الفرائص رعبا، إذا كان قد أخافني أنا فما بالك بمن وجه إليه!.
تنبيه أخي "أبو زيد" أرجو ألا تدير الدفة إلي، فإن الشيخ حفظه الله من ربعي، وقريتي وقريته في نطاق واحد، فحذار بارك الله فيك:)
وفقني الله وإياكم وجمعنا دائما وأبدا على المحبة والصفاء،،،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/275)
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[09 - 08 - 08, 09:46 م]ـ
جزاك الله خيرا
عذرك مقبول يا أخي وهذا ظننا بإخواننا
ولعل ما حدث بيننا يجعلك تتأنى مستقبلا
حفظك الله وغفر لك
أخوك أبو عبد المحسن
ـ[محمد محيسن الهلالات]ــــــــ[09 - 08 - 08, 11:19 م]ـ
بارك الله فيكم ...
هذا ظننا بكم ... " إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ".
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[10 - 08 - 08, 02:41 م]ـ
وفقكم الله جميعا للخير
ـ[أبو محمد الأسمري]ــــــــ[13 - 08 - 08, 06:31 ص]ـ
كيف نجد المحاضرة؟؟؟؟؟؟
ـ[شهاب]ــــــــ[14 - 08 - 08, 10:07 ص]ـ
عفا الله عنا وعنكم جميعا
تكاد تتفتت كبدي وتنشق مرارتي حين لايسعفني الوقت للقاء الشيخ في المحاضرة القادمة 14 - 8
فياوالها بلغ سلامي وقلهم محبكم يدعو لكم ويسلم
ـ[شهاب]ــــــــ[14 - 08 - 08, 10:43 ص]ـ
"تم التأكيد
المحاضرة يوم السبت 15/ 8 / 1429هـ
بمخيم مخطط الوسام - الخط الدائري -
منار السنة"
منقول من موقع وفيه طرائف وفوائد وبعض سيرة الشخ على القرني حفظه الله وسدده
http://forum.ma3ali.net/t467481.html
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[18 - 08 - 08, 02:26 ص]ـ
الشيخ البليغ، والخطيب المفوه آسر القلوب بإلقائه، وجاذب النفوس بغيرته علي بن عبد الخالق القرني.حفظه الله ورعاه وكثر في الأمة أمثاله.
ومع هذا الحب العميق، والإجلال الكبير له يبقى الكمال لله وحده.
ويعلم الله أننا ندعو له بظهر الغيب وهو لايعلم إلا أن لي بعض الملاحظات أرجو من الاخوة إن وافقوني عليها أن توصل للشيخ لعدم معرفتي بعنوانه وبيته وبعد مدينتي عنه وإن خالفوني فحسبي أن أرجع عن هذا لرأيهم إن رأيت فيه مقنعا علما أنه لم يزل أهل العلم يقوم بعضهم بعضا قاصدين الإصلاح، لاالتشغيب:
1ـ الشيخ حفظه الله ورعاه يسلك في بعض محاضراته عدم الوحدة الموضوعية لما هو على عنوان الشريط فتجد أحيانا ثلث الشريط في موضوع وباقيه في موضوع آخر ولا أدري لعل الشيخ يتعمد ذلك كمناسبة لبعض مايقع في الواقع أم لا؟ فمثلا من يستمع لبعض المشايخ كناصر الاحمد أو المنجد يجد وحدة موضوعية من اول الشريط حتى آخره وأنا أشيد بهما جدا في هذه النقطة.
2ـ الشيخ مكثر من الشعر القديم وغيره حتى ليخيل إلي أني أستمع إلى أمسية وليست لمحاضرة فربما تخ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ه اللغوي أثر عليه حتى إنك لتسمع نظما له يناسب الموضوع ولاتراه إلا له وربما أملّ البعض ولم يفهمه.
3ـ ومما يلفت النظر لدى الشيخ كثرة الكلمات الغريبة والتي قد لايفهمها بعض طلبة العلم فضلا عن العوام.
وربما أن الشيخ يريد ان يشق طريقا جديدا في الأشرطة وهو الرقي بها حتى تناسب طبقة الخواص.
أسأل الله أن يجزي الشيخ خير الجزاء، وأن يعلي ذكره، ويجعله من المقبولين.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[18 - 08 - 08, 12:15 م]ـ
الشيخ البليغ، والخطيب المفوه آسر القلوب بإلقائه، وجاذب النفوس بغيرته علي بن عبد الخالق القرني.حفظه الله ورعاه وكثر في الأمة أمثاله.
ومع هذا الحب العميق، والإجلال الكبير له يبقى الكمال لله وحده.
ويعلم الله أننا ندعو له بظهر الغيب وهو لايعلم إلا أن لي بعض الملاحظات أرجو من الاخوة إن وافقوني عليها أن توصل للشيخ لعدم معرفتي بعنوانه وبيته وبعد مدينتي عنه وإن خالفوني فحسبي أن أرجع عن هذا لرأيهم إن رأيت فيه مقنعا علما أنه لم يزل أهل العلم يقوم بعضهم بعضا قاصدين الإصلاح، لاالتشغيب:
1ـ الشيخ حفظه الله ورعاه يسلك في بعض محاضراته عدم الوحدة الموضوعية لما هو على عنوان الشريط فتجد أحيانا ثلث الشريط في موضوع وباقيه في موضوع آخر ولا أدري لعل الشيخ يتعمد ذلك كمناسبة لبعض مايقع في الواقع أم لا؟ فمثلا من يستمع لبعض المشايخ كناصر الاحمد أو المنجد يجد وحدة موضوعية من اول الشريط حتى آخره وأنا أشيد بهما جدا في هذه النقطة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/276)
الأخ الفاضل بارك الله فيك , من منهج الشيخ في محاضراته أن يجعل لها عنواناً رئيساً ومقدمةً يستهل بها المحاضرة متحدثا عن الأمة وواقعها وآخر ما مرَّ بها من أحداث ونوازل ثم يعمد إلى ربط هذه المقدمة بالموضوع الرئيس كقوله (لهذا كله كانت هذه الكلمات بعنوان: ( ..... ) وهو في ذلك مختلف عن من يدخل إلى الموضوع مباشرة بعد حمد الله والصلاة على نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
2ـ الشيخ مكثر من الشعر القديم وغيره حتى ليخيل إلي أني أستمع إلى أمسية وليست لمحاضرة فربما تخصصه اللغوي أثر عليه حتى إنك لتسمع نظما له يناسب الموضوع ولاتراه إلا له وربما أملّ البعض ولم يفهمه.
.
لعل للشيخ نظرةً في ذلك وهو ما أعتقده -وهو مجرد طنٍّ- من خلال استماعي له يريد أن تصل كلمته للساسة والعقلاء والعلماء والمصلحين بطريقٍ غير ما اعتيد عليه يمرر من خلالها لكبراء الأمة ورؤوسها ما لا يمكن البوح به امام العامة بخطاب يفهمونه, وكأنه بذلك يجبر سامعه على أن يرتقي بنفسه ليكون بنفسه وجده في التبصر باللغة ذائقةً يستوعب معها حديث الشيخ ويستمتع به , بينما هنالك من توسط في خطابه كالفاضلين اللذين ذكرتهما ومعهما المغامسي والسبت وثلة أخرى مباركة, وما أكثر من تنزل للعوام يا أبا عمر غير هذين , وما أكثر من امتهن التهريج والضحك والهزل في محاضراته حتى يخيل إليك أنك في حراج أو على رصيف , وإن كان الله كتب على أيديهم خيرا كثيراً إلا أننا بحاجة للجد والعمق والدقة في المحاضرات كما يفعل الشيخ حفظه الله.
ولذلك لا يمل منه إلا من يصعب عليه إدراك مرامي كلامه فأنا أعرف أفراداً يسمعون للشيخ الشريط عشرات المرة ويحفظ بعضهم كلامه ويستحضر آخرون جل محاضراته بلا ملل ولا كلل, كما أنّ من النّاس من يمل ويكل ويشمئز من سماع بعض محاضرات المتبسطين المتحدثين للعامة بالعامية المفرطة , ولكل وجهته وطلاّبه ومريدوه , والشيخ في جانب أولئك لا يمثل نسبةً تذكر , فلنقل إن الشيخ مثلاً يخاطب النخبة أو الصفوة الذين هم في عدد مجموع الأمة كنسبة جدية الشيخ ودقته بين المحاضرين من الدعاة والواعظين.
ومن الطريف في ذلك أني أعجز أحياناً عن فهم بيت أو مثل أورده الشيخ في كلامه وأعجز عن إيجاد المناسبة بينه وبين الموضوع الذي يتحدث فيه و ثم أهتدي لذلك بعد أشهر أو سنة أو سنتين
3ـ ومما يلفت النظر لدى الشيخ كثرة الكلمات الغريبة والتي قد لايفهمها بعض طلبة العلم فضلا عن العوام.
وربما أن الشيخ يريد ان يشق طريقا جديدا في الأشرطة وهو الرقي بها حتى تناسب طبقة الخواص.
أسأل الله أن يجزي الشيخ خير الجزاء، وأن يعلي ذكره، ويجعله من المقبولين.
سبحان الله فقد توافقتُ وإياك أيها المباركُ و وهذا ظني بالشيخ أنه يريد ربط طلبة العلم بالعربية التي لا تنفك عن علوم الشريعة ولا يبرز في الشريعة إلا من ألمّ بها بعض إلمام
ـ[محمد بن أبي عامر]ــــــــ[18 - 08 - 08, 12:58 م]ـ
هل الشيخ متخصص فى اللغة العربية
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[18 - 08 - 08, 02:01 م]ـ
انظروا ما يقول الشيخ علي القرني -حفظه الله- ..................
فلرُبَّ أمر محزن لك في عواقبه الرضا
ولربما اتسع المضيق وربما ضاق الفضا
لا تكره المكروه عند حلوله إن العواقب لم تزل متباينه
كم نعمة لا يُسهان بشكرها لله في طي المكاره كامنه
طُبعت على كدر وأنت تريدها صفواً من الأقذار والأكدار
سرور وهمٌّ واجتماع وفرقة ويُسْر وعسر ثم سقم وعافية
ورب كئيب ليس تندى جفونه ورب كثير الدمع غير كئيب
إِذا اشتبهت دموع في خدود تبين من بكى ممن تباكى
فأما من بكى فيذوب شوقا وينطق بالهوى من قد تباكى
الطريق شاق وتكاليفه عوائق، فمن لم يجمع همته، ويعلي إرادته، ويقوي عزيمته، ويتخفف من دنياه؛ فلن يستطيع بلوغ أهدافه وغايته:
ومنْ تكن العلياءُ همَّة نفسهِ فكل الذي يلقاهُ فيها محبَّبُ
ولم يتأخرْ من أراد تقدُّمًا ولم يتقدم من أراد تأخُّرا
إن الطريق إلى الله واضحة مستقيمة، ما يتردد ولا يتلكأ فيها إلا الذي لا يعرفها، أو يعرفها ويتقي متاعبها، والطرق شتى، طريق الحق واحدة:
والسالكون طريق الحق أفذاذ.
فبادر وسر إلى الله بهمِّة الحازم، فإنما هو شبر بذارع، وذراع بباع، ومشي بهرولة.
إذا كنتَ في الدُنيا عن الخيرِ عاجزاً فما أنت في يوم القيامةِ صانعُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/277)
أين المبادرون؟ أين أصحاب الهمم؟ إنما هي خمس أو عشر سنين فحسب.
يا نفس ما هو إلا صبرُ أيامِ كأن مدَّتها أضْغاثُ أحلامِ
يا نفسُ قومِي فقد نام الوَرى إن تصنعي الخيرَ فَذو العَرْش يَرى
وأَنتِ يا عينُ دَعِي عنك الكَرى عند الصباح يَحْمد القومُ السرى
إن لم تكن للحق أنت فمن يكون
والناس في محراب لذات الدنايا عاكفون
فكن رجل رجله في الثرى وهامة همته في الثريا
ـ[محمد بن أبي عامر]ــــــــ[18 - 08 - 08, 02:39 م]ـ
انظروا ما يقول الشيخ علي القرني -حفظه الله- ..................
فلرُبَّ أمر محزن لك في عواقبه الرضا
ولربما اتسع المضيق وربما ضاق الفضا
لا تكره المكروه عند حلوله إن العواقب لم تزل متباينه
كم نعمة لا يُسهان بشكرها لله في طي المكاره كامنه
طُبعت على كدر وأنت تريدها صفواً من الأقذار والأكدار
سرور وهمٌّ واجتماع وفرقة ويُسْر وعسر ثم سقم وعافية
ورب كئيب ليس تندى جفونه ورب كثير الدمع غير كئيب
إِذا اشتبهت دموع في خدود تبين من بكى ممن تباكى
فأما من بكى فيذوب شوقا وينطق بالهوى من قد تباكى
الطريق شاق وتكاليفه عوائق، فمن لم يجمع همته، ويعلي إرادته، ويقوي عزيمته، ويتخفف من دنياه؛ فلن يستطيع بلوغ أهدافه وغايته:
ومنْ تكن العلياءُ همَّة نفسهِ فكل الذي يلقاهُ فيها محبَّبُ
ولم يتأخرْ من أراد تقدُّمًا ولم يتقدم من أراد تأخُّرا
إن الطريق إلى الله واضحة مستقيمة، ما يتردد ولا يتلكأ فيها إلا الذي لا يعرفها، أو يعرفها ويتقي متاعبها، والطرق شتى، طريق الحق واحدة:
والسالكون طريق الحق أفذاذ.
فبادر وسر إلى الله بهمِّة الحازم، فإنما هو شبر بذارع، وذراع بباع، ومشي بهرولة.
إذا كنتَ في الدُنيا عن الخيرِ عاجزاً فما أنت في يوم القيامةِ صانعُ
أين المبادرون؟ أين أصحاب الهمم؟ إنما هي خمس أو عشر سنين فحسب.
يا نفس ما هو إلا صبرُ أيامِ كأن مدَّتها أضْغاثُ أحلامِ
يا نفسُ قومِي فقد نام الوَرى إن تصنعي الخيرَ فَذو العَرْش يَرى
وأَنتِ يا عينُ دَعِي عنك الكَرى عند الصباح يَحْمد القومُ السرى
إن لم تكن للحق أنت فمن يكون
والناس في محراب لذات الدنايا عاكفون
فكن رجل رجله في الثرى وهامة همته في الثريا
حاسس انك سمعتي محاضرة اقصد البحر ..... ما يقرب من 30 مرة
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[18 - 08 - 08, 02:41 م]ـ
هل الشيخ متخصص فى اللغة العربية
نعم , ويدرِّسُها في المعهد العلمي بمكة المكرمة , ويستخرج من قواعدها وسائل التربية والتعليم.
ـ[صخر]ــــــــ[18 - 08 - 08, 07:37 م]ـ
كنت لخصت جل محاضراته ... وانتقيت منها فوائد ودررا وأوابد .. جمعتها في ورقات .. فقدر الله أن عبث بها بعض الطلاب .. وفقدتها مع بعض الكتب والله المستعان:' (:' (: (
ـ[ندى الشمرية]ــــــــ[19 - 08 - 08, 12:53 ص]ـ
(وأوابد) ما معناها
ـ[صخر]ــــــــ[19 - 08 - 08, 01:17 ص]ـ
أوابد .. جمع آبدة .. وهي الأمر العجيب يستغرب له و الداهية يبقى ذكرها أبدا
ـ[ندى الشمرية]ــــــــ[19 - 08 - 08, 01:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[صخر]ــــــــ[19 - 08 - 08, 04:51 ص]ـ
وجزاك ..
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[20 - 08 - 08, 01:52 م]ـ
حاسس انك سمعتي محاضرة اقصد البحر ..... ما يقرب من 30 مرة
حياكم الله وبياكم أخي محمد
أنا لي لأكثر من أربع سنوات لا يكاد يمرّ يوم إلا وأسمع فيه هذة المحاضرة علي الأخص (أقصد البحر وخل القنوات)
وكل مرة يتبن ليَ معني جديد عن المرة السابقة ما أظن هذا إلا من إخلاص الشيخ علي القرني حفظه الله
هو يقول:
إنْ كُنتَ تَطلبُ لُجَّة الأعمَاقِ أَخلصْ أصِب حلِّق بغيرِ تَوانٍ
كيف يليق بقاصد البحر أن ينظم مركبه وبيته والحياة من حوله، ثم يترك الفوضى في قلبه ويقصد لُجج البحر؟!
تَرجُو النَّجاةَ ولمْ تسلُكْ مَسالِكَها إنَّ السفينةَ لا تجرِي على اليَبَسِ
فكَيف يَصنعُ مَنْ أقصاه خَالقه لا لَيسَ ينفعُه طِبُّ الأطبَّاء
مَنْ غصَّ دَاوَى بشُربِ المَاء غُصَّتَه فَكيفَ يَصنَعُ مَنْ قَد غَصَّ بالمَاءِ
ـ[محمد بن أبي عامر]ــــــــ[20 - 08 - 08, 02:05 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله
نريد ان نفرد لك صفحة هنا لتسميع محاضرة اقصد البحر وخل القنوات " ابتسامه "
وفقكم الله تعالى
ـ[البيضاني اليمني]ــــــــ[20 - 08 - 08, 02:21 م]ـ
كنت لخصت جل محاضراته ... وانتقيت منها فوائد ودررا وأوابد .. جمعتها في ورقات .. فقدر الله أن عبث بها بعض الطلاب .. وفقدتها مع بعض الكتب والله المستعان:' (:' (: (
اخي صخر عظم الله اجركم في مصيبتكم هذه،
ان شاء الله نجد بغيتنا مره اخرى في هذه الماده عندك او عند غيرك من الافاضل ن
ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين،
ـ[علي بن زاهية]ــــــــ[09 - 06 - 10, 01:44 م]ـ
أسأل الله القدير رب العرش العظيم أن يحفظ شيخنا و أن يجزيه عن الإسلام والمسلمين كل خير ,وأن ينفعنا بعلمه ,و أن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه , أولئك الذبن هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/278)
ـ[نايف الشمري]ــــــــ[09 - 06 - 10, 02:19 م]ـ
الشيخ نحسبه والله حسيبه من الصادقين ولانزكي على الله احدا
لكن ايها الاخوان هل الشيخ يرتضي مثل هذا المدح والمبالغة فيه
وماذا تركتم لكبار العلماء المشهود لهم بالفضل والصلاح في بلادنا وفي سائر بلاد المسلمين
الشيخ له جهوده في المحاضرات والدعوة عسى الله ان يوفقه ويسدد خطاه.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[09 - 06 - 10, 02:41 م]ـ
الشيخ نحسبه والله حسيبه من الصادقين ولانزكي على الله احدا
لكن ايها الاخوان هل الشيخ يرتضي مثل هذا المدح والمبالغة فيه
وماذا تركتم لكبار العلماء المشهود لهم بالفضل والصلاح في بلادنا وفي سائر بلاد المسلمين
الشيخ له جهوده في المحاضرات والدعوة عسى الله ان يوفقه ويسدد خطاه.
تركنا لهم الثناء عليهم بدقة الفهم وسلامة الاستنباط والتوفيق بين المشتبهات والترجيح بين المختلفين والتوفيق إلى صحة الاستدلال , وهذا كله لا تلزم منهُ بلاغة الشيخ الخطيب علي القرني كما أنَّ بلاغة الشيخ لا يلزم منها ما حُمِد عليه أولئك.
ـ[فياض محمد]ــــــــ[11 - 06 - 10, 02:15 ص]ـ
هل عند أحدكم رقم فضيلة الشيخ الأديب الخطيب البليغ علي بن عبد الخالق القرني حفظه الله ورعاه، فيزودني به مشكورا؟
ـ[ليث بجيلة]ــــــــ[14 - 06 - 10, 10:55 م]ـ
الشيخ حفظه الله يرتب الكلام والجمل ترتيباً بديعاً يأخذ بجوامع القلوب، وتلك والله مزية لا توجد عند كثير من الدعاة، والشيخ صاحب سبق - فيما أعلم - في توظيف العبارات والشواهد والجمل التي ينقلها مع حسن الربط والترتيب، ومن سمع الخطبة لا ستطيع أن يفرق بين هذه الجمل المركبة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[15 - 06 - 10, 02:49 ص]ـ
لا زلنا ننتظر جديد الشيخ
أنا به معجب وبأسلوبه أسير
ننتظر تفريغ آخر محاضراته
أغلب محاضراته المفرغة قمت بنسخها وجعلت من بعضها خطب جمعة بعد إدخال بعض التعديلات عليها حتي يظهر المجهود الشخصي في إعداد خطب الجمعة.
ـ[ليث بجيلة]ــــــــ[15 - 06 - 10, 10:07 ص]ـ
الشيخ حفظه الله يرتب الكلام والجمل ترتيباً بديعاً يأخذ بجوامع القلوب، وتلك والله مزية لا توجد عند كثير من الدعاة، والشيخ صاحب سبق - فيما أعلم - في توظيف العبارات والشواهد والجمل التي ينقلها مع حسن الربط والترتيب، ومن سمع الخطبة لا ستطيع أن يفرق بين هذه الجمل المركبة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وأضيف إلى ذلك أن الشيخ حفظه الله متمكن في الإلقاء وبارع فيه فما أن تسمع بداية المحاضرة لا تدري إلا والشريط ينهي وجهه الأول.
حفظه الله وبارك فيه وفيكم
وسؤالي أين المسجد الذي يصلي فيه الشيخ؟ هل هو مسجد الشيخ ابن سعدي في العوالي بمكة؟
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 05:17 م]ـ
و من أواخر أشرطة الشيخ الجادي المدوف في صبر النبي الرؤوف.
ـ[الشويكي]ــــــــ[19 - 06 - 10, 07:27 م]ـ
رأيت الشيخ علي القرني بأم عيني يحضر درس الشيخ الشنقطي الزاد في مكة
وقد حضرت له محاضرة كنت قريب جدا ألقاها بلا ورقة بل كان ارتجالاً
ـ[محمد براء]ــــــــ[30 - 06 - 10, 03:27 م]ـ
هل فُرِّغَت جميعُ محاضرات الشيخ في مدح النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟(159/279)
سطور من حياة الشيخ/ د. صالح بن عبد العزيز المنصور -رحمه الله-
ـ[العوضي]ــــــــ[06 - 05 - 08, 11:08 ص]ـ
تقديم (*)
لقد كان للشيخ د. صالح بن عبد العزيز المنصور -رحمه الله- حضوره العلمي والدعوي تأليفاً وتعليماً ودعوة مع ما كان يزين ذلك من خلق حسن وتعامل كريم وتواضع جم، وقد عرض موقع الإسلام اليوم على الشيخ المشاركة في الفتاوى فأجاب لذلك مشكوراً وتعاون مع الموقع في بداياته حتى أقعده المرض وقد فجعنا بوفاته -رحمه الله- يوم الاثنين 5/ 1/1429هـ، في مدينة بريدة بمنطقة القصيم، وها نحن اليوم نعرض قبساً من سيرته بقلم ابنيه عبد الله وعبد المجيد سائلين الله عز وجل أن يرفع نزله في المهديين مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا.
الاسم:
صالح بن عبد العزيز بن إبراهيم المنصور.
المولد والنشأة:
ولد الشيخ صالح بن عبد العزيز المنصور في مدينة بريدة سنة (1355) من الهجرة النبوية، ثم رحل مع والده إلى الرياض فعاش بها، وتربى فيها أول سنين عمره، وبها تعلم حيث كانت همته في طلب العلم الشرعي والتفقه في أمور الدين، فأخذ عن كبار المشايخ في وقته، ونهل من علمهم وتتلمذ على أيديهم.
الدراسة الرسمية:
التحق الشيخ صالح بالدراسة الرسمية، فبدأ الدراسة بمدرسة الفيصلية الابتدائية بالرياض ثم تخرج منها عام 1371هـ والتحق بالمعهد العلمي في الرياض وتخرج منه عام 1375هـ. ثم التحق بكلية الشريعة بالرياض وتخرج منها في عام (1379) هـ، وعين في عام (1380هـ) مدرساً في المعهد العلمي بالأحساء، ثم انتقل إلى معهد الرياض العلمي، ولما أفتتح المعهد العالي للقضاء كان الشيخ من أوائل الملتحقين بـ (قسم الفقه المقارن)، فأخذ درجة الماجستير من المعهد مع أول دفعة من عام 1389هـ، وبعدها عين أستاذاً في كلية الشريعة بالرياض، وفي تاريخ 1393هـ، تم ابتعاثه إلى جمهورية مصر العربية لتحضير درجة الدكتوراه في جامعة الأزهر– كلية الشريعة والقانون- فحصل على درجة الدكتوراه في أصول الفقه عام 1396هـ في شهر رجب بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، وتبادل طباعة الرسالة مع الجامعات. فكان من أوائل الحاصلين على هذه الدرجة.
وبعد عودته من مصر عيّن عميداً لكلية الشريعة والعلوم العربية والاجتماعية في القصيم منذ تأسست عام 1396هـ حتى نهاية عام 1402هـ. وبعد تركه العمادة سنة 1402هـ تفرغ للتدريس وكلف برئاسة قسم أصول الفقه عدة سنوات حتى تخلى عن الرئاسة بناءً على طلبه نظراً لحصول بعض الظروف العارضة له، وكان الشيخ قد درّس بالجامعة مواداً عدة في الفقه، والسُنّة، والفرائض، والعقيدة والتفسير وغير ذلك، كما كانت له دروس أخرى في غير الجامعة.
بعض الأعمال التي كلف بها:
1) عُيِّن الشيخ عضواً في التوعية الإسلامية بالحج بمكة المكرمة،وكان من أوائل العاملين في هذا المجال (بترشيح من مفتي الديار السعودية آنذاك الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله). واستمر على ذلك حتى أقعده المرض.
2) عين إماما وخطيبا لجامع الأميرة سارة بحي البديعة بالرياض من عام 1390 واستمر خطيبا بهذا الجامع حتى ابتعث لتحضير درجة الدكتوراة، ثم بعد ذلك خطيباً للجمعة في بريدة من عام (1402هـ) واستمر على ذلك حتى أقعده المرض في البيت، والجدير بالذكر أن الشيخ كانت خطبه ارتجالا.
3) كانت له مشاركات في إلقاء المحاضرات والندوات في الجامع الكبير بالرياض والتي تقام بعد صلاة المغرب من كل خميس.
4) عُين عضواً لأصدقاء المرضى من قبل وزارة الصحة، وعضواً في جمعية البر الخيرية ببريدة.
5) عُين بأمر من خادم الحرمين رحمه الله عضواً في اللجنة المشرفة في التوعية في الحج حتى تشكلت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف من عام 1404هـ إلى عام 1408هـ، تقريباً.
6) اشترك في عدة مؤتمرات وندوات علمية داخل المملكة وخارجها ومن أهمها:
أـ إلقاء عدة دروسٍ علمية بباكستان وموسكو، بتكليف من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكان بصحبته عدد من المشايخ والعلماء.
ب ـ شارك في عدة مؤتمرات منها مؤتمر رابطة الشباب المسلم العربي في أمريكا في ولاية أكلاهوما بتاريخ3/ 5/1408هـ.
7) كلف بعضوية المجلس العلمي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أيام قيامه بالتدريس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/280)
8) عُيِّن رئيساً للجنة الاستشارية للدعوة والمساجد في فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في القصيم.
9) كان الشيخ أول من اقترح إقامة الدروس والمحاضرات والندوات في عدد من جوامع مدينة بريدة وذلك من حين انتقاله إليها من الرياض بعد تعيينه عميدا لكلية الشريعة، وكان له عدد من الدروس الأسبوعية في عدد من المساجد ببريدة، وكانت له دروس يومية في شهر رمضان بين الأذان والإقامة في عدد من المساجد.
مشايخه:
من مشايخه: سماحة الشيخ /عبد الله بن حميد، و سماحة الشيخ / عبدالعزيز بن باز، والشيخ/ محمد الأمين الشنقيطي وفضيلة /الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمهم الله تعالى وغيرهم ....
زملاؤه:
من زملائه: الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي (رحمه الله) ومعالي الشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى، ومعالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، ومعالي الشيخ عبد الله الغديان، ومعالي الشيخ عبد المحسن التركي، والشيخ صالح بن عبد الرحمن الأطرم، والشيخ علي الجمعة (رحمهما الله)، والشيخ عبد العزيز الربيعة والشيخ عبد الله الزايد وغيرهم كثير ....
تلاميذه:
ومن تلاميذه معالي الشيخ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والشيخ سلمان بن فهد العودة، والدكتور سليمان بن حمد العودة، والشيخ الدكتور صالح بن محمد الونيان، والشيخ الدكتور عبد الله بن محمد المطلق، والشيخ عبد الله بن صالح الفوزان، والشيح الدكتور خالد بن علي المشيقح، والشيخ المحدث عبد الله السعد والشيخ الدكتور ناصر بن عبد الكريم العقل، والشيخ الدكتور علي بن محمد العجلان مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في القصيم وغيرهم كثير ...
أهم مؤلفات الشيخ:
1) التدخين في نظر الإسلام عام 1383هـ تقريباً ,مطبعة النور في السعودية- الرياض.
2) موقف الإسلام من الخمر والمخدرات.
3) أصول الفقه وابن تيمية.
4) تحقيق مختصر الفوائد في أحكام المقاصد المعروف بالقواعد الصغرى للعز بن عبد السلام.
5) بحوث في السنة.
6) الزواج بنية الطلاق من خلال أدلة الكتاب والسنة ومقاصد الشريعة الإسلامية.
7) الجواب الواضح على شبهات من أجاز الزواج بنية الطلاق.
وفاته:
ابتلي الشيخ بالأمراض التي مرت عليه على مراحل فلم يزل يواصل الدعوة والتعليم إلى أن أقعده المرض في آخر حياته. حتى وافاه الأجل المحتوم الساعة الواحدة ظهر يوم الاثنين الموافق 5/ 1/1429هـ " 14/ 1/2008 م " وذلك في مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة، رحمه الله رحمة واسعة وجعل قبره روضة من رياض الجنة، وجمعه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين. آمين.
...
من فتاوي الشيخ المنشورة في الموقع
أيهما أفضل التلاوة أم الحفظ؟
قول الصحابي إذا خالف صحابة آخرين
شراء الطيب غالي الثمن
------------------------
(*) الشيخ/ عبد الوهاب بن ناصر الطريري (نائب المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم)
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[06 - 05 - 08, 10:34 م]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[09 - 05 - 08, 01:47 ص]ـ
رحمه الله، و عامله بلطفه، و أسكنه الفردوس الأعلى
آمين
آمين
ـ[العوضي]ــــــــ[05 - 10 - 08, 07:11 م]ـ
آمين آمين(159/281)
(الإسماعيلية)
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[09 - 05 - 08, 06:08 م]ـ
" الإسماعيلية "
في يوم الأربعاء 15/ 4/1417 زُرْتُه في بيته لأسأله عن كتابِ في الإجازة للشيخِ حمود بن عبد الله التويجري، ظني أن الكتابَ في مسائل الإجازة عند المحدثين، و كان ذلك بعد صلاة المغرب، أعطاني الكتابَ و هو عبارة عن نُسخة بخطِّ اليد مصوَّرة، و طلب مني تصويرَه و إرجاعَه في الغد، كان بشوشاً في استقباله، لا تُغادرُ البسمةُ مُحيَّاه الطاهر.
جئتُه في الغد يوم الخميس 16/ 4/1417 و دخلتُ بيتَه و لقيتُ عنده فئةً من الناسِ يقرأون عليه، و ختمَ بالإجازة، لم تكن نيتي نيتهم بقدر ما هي أخذ للكتابِ ليس إلا، أنهوا مجلسَهم، و رُفع أذان المغربِ، فسألني عن مرادي فأعطيته الكتابَ بعد تصويري إياه، عتبَ إذْ لم أدخل مع القومِ _ لظنه أنني جاءٍ كما هم _، فخرجنا للصلاة و رجعنا، فأجلسني في مجلسه، فبدأ بعرْضِ " المسلسل بالأولية "، و أملى الإجازةَ و كتبتها بيدي، و ختم بتوقيعِ اسمه، و أهداني كتابَه " القول الفصل ".
تبادلنا الحديثَ بقيةَ الوقتِ، مما يقرُبُ من الساعةِ، كان فيها جمَّ الفائدة، جزيل العائدة، جرى حديثٌ عن ثَبَتِ أسانيدِه و مروياته فذكرَ ما عمِلَه الناسُ الآخذين عنه، و لمْ يُخْلِ شيئاً من مدحٍ و لا من نقدٍ.
تكررت الزياراتُ له في بيته، و هو هو في هيئته و بشاشته، أذكرُ فيه بيتَ الأولِ العربي:
مَن يكُ ذا بَتٍّ فهذا بَتِّي
مُقَيِّظٌ مُصَيِّفٌ مُشَتِّي
فثوبه واحد لم يتغير صيفاً و لا شتاءً، ذاك الثوبُ الأزرقِ، و ترحيبه بالزائرين على اختلافِ طبقاتهم.
أذكرُ كلامَه عن بعضِ الأعيان الحديثيةِ التي تزوره، فنعتَ كلاً بما لديه، فلانٌ يسعى خلف الإجازات، و فلان لحوح، و أما فلان فدعك عنه، و الرابعُ فيه كيتَ و كيتَ.
و عن الكتبِ فهي حديثٌ مجلسه، أطلعني على نسخته من " فيض القدير " الجزء السادس، و فيها ذكر المناويُ _ رحمه الله _ كلاماً فيه لمزٌ بابن تيميةَ و ابن القيِّم _ رحمهما الله _ و قد علَّقَ على كلامه في هامشِ الصفحة، استنسختُ ما علَّقَه، فرقمته في نسختي لما رجعتُ، كشيءٍ من اقتناصِ الفوائد الطائرة، و عن كتابِ " زاد المسلم " للشنقيطي كلامٌ في مدحه سوى مأخذٍ في الاعتقاد و منه عرفتُ الكتابَ فكان بحرَ علمٍ زاخرٍ.
" جزء الألف دينار " لأبي بكر القطيعي _ رحمه الله _ أوصاني به عند عتبة بابِ بيته، و قال: " هذا الجزء مفيد و نافع يستحقُّ من يقرأه أن يُوْهَبَ ألفَ دينار "، و من عتبةِ دارِه إلى عتبة المكتباتِ أقتنيَ الكتابَ و أنهيه في يومي ذاك لأخبرَه بما جرى، فكان حامداً مثنياً.
تكلم عن كتبِ أحد من كانت بينَهما مشاحناتٌ و اختلافاتٌ، فلمزَ لمزاً قوياً، و كلام القرين مطويٌّ غير مرويٍّ، و التغافلُ محمدة مَسْعَدَةٌ.
كان كثيرَ الشكوى من حال طُلاب العلوم، و ما هم فيه من كسلٍ و عجزٍ، و ما آلَ إليه حالُ الكثيرين من اهتمام بِصُوَرِ العلوم دون حقائقها، و ملاحقة المظاهرِ دون مراعاة الجواهر، أنشدني عند خروجي من بيته يوماً، و تلك العتَبَةُ تحكي تاريخاً بيننا، فكم بقينا واقِفَيْنِ عليها شيئاً من الوقت عند التوديع، أنشدني:
هذا الزَّمانُ الذي كُنَّا نُحَذَّره
من قولِ كعبٍ و ابن مسعودِ
إن دام هذا و لم يحدث له غِيَرٌ
لَمْ يُبْك ميْتٌ و لم يُفْرَح بمولودِ
خفت صوته قليلاً و هو يسرُد البَيْتَيْن، فاستعدته إياهما، فابتَسَم، و قال: طالب العلم ينبغي له ألا يستعيد كلاماً، ليكنْ مُدركاً إياه من أول مرةٍ.
سألته عن كتابِ " النبذة النحوية " و هو عبارة عن ترتيبٍ لمتنِ " الآجرومية " على طريقة السؤال و الجواب، فأخبرني بأنه قديم جداً، و استبعد وجودَه عنده، و في السوق، فاستمهلني قليلاً مستأذناً فخرجَ من المجلسِ و عاد بالكتابِ مصوراً، مكتوبٌ على طرَّتِه تملُّك ابنه إياه، فقال لي: خذه و أنا عند ابني، فابتسم، أخذتُ الكتابَ و قد كان تصويراً، و كان لكتابِه عن إسنادِ " بانت سعاد " أثراً قوياً في نفسي، فقد كانت نُسخته الوحيدة و عليها حظر الإعارة فأهدانيها بطيبِ نفسٍ.
قال أحدهم: من شربَ من خمر الدنيا لم يشربْ من خمر الآخرة، و لو تاب، فاستنكرتُ قولَه، فسألته: فقال: كلامُ جاهلٍ، فلا يُسْقِ شاربَ خمرِ الدنيا إن استسقاه.
ساعاتُ لقائي معه كثيراً، و جلساتنا ممتعة مفيدة، و لا عجبَ فهو بحرٌ علمٍ لم يطرُقْ ساحلَه غائصٌ يوماً، و كنزٌ لم تُعرَف خريطةٌ تُوصِل إليه، و صندوقُ معارفَ لم تُدرَك مفاتح أقفاله، رحمه الله تعالى، كان ذلك هو العلامة الكبير: إسماعيل بن محمد الأنصاري.
كتبتُ عنه اليومَ لإيحاءِ خاطرِ منامٍ وَرَدَ، و قد مضى زمنٌ على أُفولِ نجمه.
الجمعة الغراء
4/ 5/1429
ـ[العدناني]ــــــــ[28 - 06 - 08, 06:55 م]ـ
جميلة ...
جميلة هذه الإسماعيلية الأنصارية ...
بارك الله فيك ...
وعندي اعتقاد أن لديك المزيد فلا تضنن علينا به ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/282)
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[28 - 06 - 08, 09:29 م]ـ
جميلة ...
جميلة هذه الإسماعيلية الأنصارية ...
بارك الله فيك ...
وعندي اعتقاد أن لديك المزيد فلا تضنن علينا به ...
الكريم: العدناني.
أشكر لك مرورك، و أخبارُ مَنْ صُحِبَ تسْحبُ كالحالِ، و لديَّ ما أودُّ كتابتَه كخواطرَ عمن لقيتُ، و ليت الحالُ يُسْعِف.(159/283)
هل يوجد كتب موثوقة عن حياة العلامتين: ابو شعيب الدكالي و شيخ الاسلام محمد بن العربي
ـ[حميد بن احمد المغربي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 10:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ايها الاخوة هل يوجد كتب موثوقة عن حياة العلامتين: ابو شعيب الدكالي و شيخ الاسلام محمد بن العربي العلوي رحمهما الله؟
وفقكم الله
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[13 - 05 - 08, 03:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
تقي الدين الهلالي من حسنات محمد بن العربي، ومحمد بن العربي من حسنات أبي شعيب الدكالي رحمهم الله، فلله در الدكالي فقد ذكرني بأبي بكر رضي الله عنه، أدخل في الإسلام أساطينه.
ـ[محمد بشري]ــــــــ[13 - 05 - 08, 04:01 ص]ـ
أوسع كتاب بحسب علمي:وفيه فوائد حسان كتاب أستاذنا الفاضل د محمد رياض: شيخ الإسلام أبو شعيب الدكالي الصديقي وجهوده في العلم ..... وهو في أكثر من ثمانمئة صفحة.
ـ[الخريبكي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 09:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.وممن كتب في سيرة الحافظ أبي شعيب الدكالي.
1 - المحدث الحافظ أبو شعيب الدكالي. للأستاذ عبد الله الجراري
2 - الشيخ أبو شعيب الدكالي أكاديمية علمية.للأستاذ عبد الحكيم بركاش
3 - شيخ الإسلام أبو شعيب الدكالي في رحاب مدينة مراكش الفيحاء للدكتور محمد رياض.وهو غير كتابه الأول.
4 - الحركة السلفية الإسلامية بالمغرب ونزول الشيخ أبي شعيب الدكالي بالرباط
بقلم تلميذه محمد بن عبد السلام السائح. وهو مقال نشر بمجلة دعوة الحق السنة 12.العدد 2.ص:39
5 - ترجمة شيخنا الحافظ أبي شعيب الدكالي. لتلميذه جعفر بن خالد الناصري
صدر حديثا عن دار بن حزم بتحقيق الدكتور بن عزوز.
أما بالنسبة لشيخ الإسلام محمد بن العربي العلوي:
1. شيخ الإسلام محمد بن العربي العلوي.لعبد القادر الصحراوي.
ـ[حميد بن احمد المغربي]ــــــــ[16 - 06 - 08, 12:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا
واين اجد هذه الكتب في المغرب وهل توجد في مدينة فاس؟
وفقكم الله
ـ[صخر]ــــــــ[16 - 06 - 08, 03:02 م]ـ
هل صحيح ان أباشعيب الدكالي كان عميلا للاستعمار الفرنسي وأنه استقبل بعض القادة الفرنسيين الذين أرسلتهم فرنسا لمحاربة المجاهدين في الجنوب المغربي .. كجدنا الشيخ سيدي احمد الهيبة رحمه الذي قاتل الفرنسيين في معركة سيدي بوعثمان ...
وهل فعلا محمد بن العربي العلوي .. كان منضويا مع الحزب الاشتراكي بل يقال عنه مفتي الحزب الاشتراكيين .. وكانت كثير التدخين والسيجارة لاتزول من فمه ..
هل كانت سلفية هؤلاء على ماكان عليه السلف الصالح فعلا.؟
أم كانوا على سلفية الافغاني ومحمد عبده ... ؟؟
ماهو دورهم أثناء الاستعمار الفرنسي ...
هل هو التحالف مع المستعمر ضد المجاهدين بدعوى انهم صوفية وخرافيون ...
أوليس مايعانيه المغرب الان من تسلط العلمانيين والملاحدة والزنادقة من ثمرات هؤلاء الذين أسسوا أحزابا علمانية كافرة ملحدة وإذا تكلم هؤلاء عن أقطابهم ومؤسسيهم قالوا العلامة الفلاني خريج القرويين والشيخ الفلاني ...
أود التوضيح بارك الله فيكم ...
ـ[الخريبكي]ــــــــ[19 - 06 - 08, 04:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. أما بالنسبة لما ذكرت أخي الكريم فبالنسبة للشيخ أبي شعيب الدكالي فان معتقده سلفي فهو أول من حارب الخرافة والدجل في المغرب. وما محمد بن العربي العلوي الا من حسناته وقد تأثر به كثير من تلاميذه فتخلصوا من الخرافة والتصوف كعبد الحفيظ الفاسي والمدني بن الحسني ومحمد السائح وغيرهم. ولديه تلامذه كثيرون في الشرق بسبب تدريسه في الحرم المكي وافتائه على المذاهب الأربعة ومن أبرزهم زعيم الدعوة السلفية في مدينة الزبير العراقية محمد بن أمين الشنقيطي رحمة الله صاحب مدرسة الزبير الأهلية.وصهر العلامة محمد تقي الدين الهلالي.
وكما ذكرت المصادر أن الشيخ محمد الشنيقطي من تلاميذ الدكالي المقربين وقد جاء من منطقة البصرة رجل من أعيان البلد صديق للشيخ الدكالي فأخبر الدكالي بأنه أنشأ مدرسة في منطقة الزبير من أعمال البصرة وانه يريد شيخا يدرس فيها.فحض الشيخ الدكالي تلميذه الشنقيطي
على الذهاب لنشر الدعوة السلفية في جنوب العراق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/284)
والدكالي رحمه على سعة علمه وتبحره في العلوم كانت لديه بعض الأخطاء. أما بالنسبة لعمالته للعدو الفرنسي فهو مبالغ فيه لأن ما يعاب على الشيخ الدكالي أنه كان وزيرا للعدل تحت حكم الفرنسيين. وهذا له مخرج فانه ليس من الحكمة أن يترك هذا المنصب لأنه كان يحكم بين المسلمين المغاربة.
أما التهمة التي تقول أنه كان يحارب المجاهدين فقد فندها هو بنفسه كما نقلها عنه تلميذه جعفر الناصري فقد قال "ان قوما يزعمون أنني أحارب المجاهدين وهذا كذب لأنني أحارب بعض الثوار الذين يكونون سببا في تسليم البلد والتعاون مع العدو كبو حمارة وبوعمامة"
وهذه التهم كان مصدرها الصوفية الذين كانوا ينعتونه بالوهابي.
وفي الحقيقة أن الطرق الصوفية في المغرب هي من ساندت المستعمر الفرنسي كالزاوية الكتانية التي تجند شيخها عبد الحي الكتاني لخدمة المستعمر والزاوية التيجانية والدرقاوية والبودشيشية والريسونية وغيرها.
في حين أن الحركة الوطنية كانت تتألف من زعماء السلفية كابن العربي العلوي وعلال الفاسي وابراهيم الكتاني
وأحمد القري وغيرهم من الذين أمنوا بالفكرة السلفية.
وقد أعد الباحث المغربي عكاشة برحاب كتابا سماه "الطريقة البودشيشية" كشف فيه عن مساندة الزوايا الصوفية للمستعمر الفرنسي ابان الاستعمار وذلك من خلال اطلاعه على كثير من الوثائق بجامعة باريس والمراسلات التي كانت بين جيش العدو والطرق الصوفية في المغرب. فارجع اليه فانه مهم.
وقد تحدث عن هذه الخيانة علال الفاسي في محاضرته التي ألقاها بمصر "حديث المغرب في المشرق ".
و" الحركة السلفية بالمغرب العربي".
وقد كان زعماء الحركة الوطنية بالمغرب على علاقة بجمعية العلماء المسلمين بالجزائر بقيادة عبد الحميد بن باديس زعيم الدعوة السلفية في الجزائر المجاهدة. وقد تحدث محمد البشير الابراهيمي عن خيانة الطرق الصوفية في الجزائر والمغرب من خلال كتابه "نشر الطي من أعمال عبد الحي".فان الطريقة العلوية الجزائرية كانت مع المستعمر الفرنسي ضد مجاهدي الجمعية حتى أنهم حاولوا اغتيال عبد الحميد بن باديس فنجاه الله وقد اغتالوا جملة من أصحابه راجع لذلك مجلة الشهاب الجزائرية الناطقة باسم الجمعية وهي مجموعة ومطبوعة في 20 مجلدا.
أما بالنسبة لمحمد بن العربي العلوي فالحكايات التي تقول أنه كان يدخن كلها كذب. وأما انتمائه للاتحاد الاشتراكي فغير صحيح فهو كانت له علاقة طيبة ببعض الشباب الذين انظموا تحت لواء بعض الأحزاب فجره ذلك الى القاء خطب في مركز الاتحاد الاشتراكي لارشادهم علما بأن هؤلاء لم يكونوا من يعتقدون الفكر الشيوعي فان المهدي بن بركة قال "لولا محمد بن العربي العلوي لأصبح جل سياسي الاتحاد الاشتراكي ملاحدة"
ومن خلال خطبه التي كان يلقيها والتي نشر بعضها محمد الوديع الأسفي في كتابه "السلفي المناضل محمد بن العربي العلوي"تتمحور حول ضرورة الحكم بالشريعة الإسلامية فارجع الى الكتاب المذكور.
والدليل على ذلك أنه كان يشغل مرتبة وزير لكنه لما رأى الحكم انحرف عن الاسلام تنحى من منصبه واعتزل الناس واعتزل السياسة وعاش وحيدا بحيث أنه كان لا يجد ما يتقوت به الا أنه اشتغل في اخر عمره ببيع الحليب والبيض كما ذكر عنه صاحب الكتاب المذكور.الى مات وحيدا وأوصى بأن لا يبنى على قبره رحمة الله.
فلو كان يريد الدنيا كما يزعم بعض الحاقدين لما ترك منصبه.
وفي زمنه فانه قد قام بمعارضة أحد الدساتير التي تنص على أن الحاكم يجوز له التشريع فأفتى أن الحاكم هو الشريعة الاسلامية وقد نالته بسبب هذه الفتوى جملة من المحن وهي التي كانت سببا في استقالته فقد حاربه الوزير رضا اكديرة العلماني ونعته بالضلال.
وبينما محمد بن العربي العلوي في منفاه في سجون الاحتلال فان كثيرا من الصوفية كانوا يتنعمون في ظل الاحتلال الفرنسي.
والشيخ محمد بن العربي العلوي ليس معصوما فقد وقع في كثير من الأخطاء. رحمة الله عليه.
أما بالنسبة لعقيدته فانه كان سلفي العقيدة أما محمد عبده والأفغاني فكانت عقيدتهم اعتزالية وشتان بين الفريقين كما ذكر لي الشيخ محمد بوخبزة حفظه الله وهو تلميذه.
ولا ننكر فان بعض الطرق الصوفية ساهمت في جهاد المستعمر كحركة ماء العينين وأحمد الهيبة الا أن هؤلاء كانوا من غلاة الصوفية من عباد القبور وكانوا أصحاب مذاهب هدامة تتمثل في الحلول ووحدة الوجود كما يظهر واضحا من خلال مؤلفاتهم. فلا ينفعهم جهادهم وهم مشركون بالله.
هذا غيض من فيض والا فان الموضوع جد طويل.
ـ[عبدالرحمن المقري]ــــــــ[21 - 06 - 08, 04:36 م]ـ
من باب الإنصاف، وبحكم اهتمامي بالحركة الإصلاحية في الجزائر، فإنني أصحح بعض ما ورد في كلام الأخ الفاضل الخريبكي فأقول:
1 ـ أن الإمام ابن باديس صحيح أنه قد تعرَّض لمحاولة اغتيال، أما قولكم: وقد اغتالوا جملة من أصحابه راجع لذلك مجلة الشهاب الجزائرية الناطقة باسم الجمعية، فهذا ما لم يحدث بالجزائر، فيما أعلم.
2 ـ أما فيما يخص كتاب: نشر الطي، للشيخ الإبراهيمي رحمه الله تعالى، فهذا الكتاب غير موجود، بل هو مجرد تهديد صدر من الإمام للكتاني في مقالة فضح فيها بعض ما كان يقوم به هذا الأخير لنصرة الطرق خدمة للاستدمار الفرنسي.
وقد عدَّه الشيخ ابن سودة من جملة المؤلفات التي كتبها الشيخ الإبراهيمي في كتابه الماتع: دليل المؤرخ المغربي، وهو ما أوقع الكثير ممن كتبوا عن الشيخ الإبرلهيمي فنسبوه إليه، والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/285)
ـ[الخريبكي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 06:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. أخي الكريم المقري أشكرك على ملاحظاتك ولكن:
1.قولك أن ما ذكرت غير صحيح فان من ترجم لعبد الحميد بن باديس قالوا بأنه مات مسموما ومن الذين ذكروا ذلك العلامة محمد تقي الدين الهلالي في اذاعة برلين التي كان صحفيا فيها.
2.وقد ذكرت مجلة الشهاب أن الشيخ الميلي وهو غير مبارك الميلي قد مات مقتولا كذلك وسأتأكد من النقل عندما أرجع الى المجلة.
3.أما كتاب نشر الطي فهي مجموعة مقالات نشرت في مجلة البصائر وقد أفردت في كتاب كما سمعت.
ـ[أبو العباس السوسي]ــــــــ[30 - 06 - 08, 08:52 م]ـ
السلام عليكم
قال الأخ الخريبكي:"أما بالنسبة لعمالته للعدو الفرنسي فهو مبالغ فيه .. " الى اخر الكلام. وأقول بأن ما ذكر عن الشيخ الدكالي صحيح بدليل:
- أنه كان ضد حركة الشيخ أحمد الهيبة عندما حلت بمراكش في مارس سنة 1912، حيث أنه كان من الداعين الى عدم مناضلة الجيش المخزني (المحلة الفرنسية+فرق القوم+اخرين) والرضوخ لسلطات الحماية، ألم يكن وزيرا للعدلية كما كان محمد بن الحسن الحجوي مؤلف الفكر السامي وزيرا للمعارف؟ وتعاون الدكالي مع سلطات الحماية ثابت تاريخيا ولن أستشهد هنا بأقوال مناوئيه من الحركة الوطنية بل بأصحابه في الانتماء الى المخزن وموافقة الحماية، ذلكم هو المؤرخ عباس ابن ابراهيم المراكشي صاحب كتاب "الإعلام، بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام" في مخطوط له عن ثورة الشيخ أحمد الهيبة موجود بالمكتبة الوطنية بالرباط ورقمه 320 ك نقتطف منه ما يلي من مناظرة جرت بين الهيبة والدكالي ومنها:
* وصف الدكالي المعارضين بالخروج من الملة:"وحدثني [المراكشي يروي عن الدكالي] المحدث الحافظ العلامة، قاضي الجماعة بمراكش، وخطيب الحرم المكي، زاده الله عزا وتشريفا، الفقيه السيد شعيب بن عبد الرحمن الدكالي أصلا، المكي هجرة، أنهم وجهوا عليه بتاريخ 18 رمضان ليلا، فتلاقى بخليفته مربيه ربه، وكان في المجلس القاضي ابن عبد العزيز. فقال له الخليفة: هل عرفته -يعني الشيخ شعيبا- فأجابه بأنه شيخ الإسلام مشرقا ومغربا إلا أنه ارتدّ. فأجابه الشيخ المذكور بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما.} فلا شك أن واحدا منا مرتد، وأنني أتيقن أن لست هو. وأنك أقررت بأني شيخ الإسلام، وعلومه هي الحديث والتصوف والفقه. ولا استدلال بالحديث لئلا يعتقد فِيَّ أني من أهل الاستدلال ولا أدّعي هذا القدر. وأما التصوّف، فإني وإن كنت عرفته أوراقا، فلم أكد أجيد فيه أذواقا، فلم يبق إلا الفقه؛ فهل تحفظ باب الردّة من المختصر [مختصر خليل]؟ فأملاه عليه، وقال له: في أي قسم منها تجعلني؟ فقال: أخي لا أدري؟ فقال له: هل هذه الأخوّة، أخوّة الإسلام من باب قوله تعالى:?إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَة.? [الحُجُرات: 10] أو أخوّة البشرية من باب قوله تعالى:? وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً.? [الأعراف: 65]؟
* الدعاية ضد المجاهدين:"فقال له: إنك تلعن المجاهدين على رؤوس المنابر. فقال: لم أفعل، وهذا لا يوجب الردّة لأنه ليس فيه تعيين. وعلى أنه لو عيّن لم يكن فيه كفر، ولعله من باب قوله تعالى:?وَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ.? [الماعون: 5] فذكروا لك بأني أقف على ?وَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ? ولا أقيّد أو: ?لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى.? [النساء: 43] فنقلوا لك أني أقرأ:?لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ? وأقف. وإلا فأنا أذم المجاهدين الذين يكونون سببا في أخذ بلاد الإسلام، فحذفوا لك القيد كأبي عمامة أو أبي حمارة وزعماء الشاوية وبني مطير وأضرابهم، ممن لا أحصيهم كثرة في شرق الأرض وغربها. فكشف الهيبة الستارة، وقال: إنه فكراش، أي رجل شجاع."
* استعظامُ أوربّا واستضعافُ المسلمين:" .. ثم قال له: إنك تضعف المسلمين، وتقول إن أوربا تسع عشرة دولة، وأما المسلمون فما ضعفتهم؟ فقال: إنه يحاربها جميعا. فقال قائد المشور: إن والد سيدنا [الشيخ ماء العينين] واعدنا بذلك، وإنه ليس بكذّاب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/286)
ومما أحيلك عليه مذكرات القائد الناجم الاخصاصي وهو أحد القواد السوسيين الذين كانوا ضمن الجيش المخزني قبل أن ينتمي الى صفوف المقاومة بعد سنة 1912 المنشورة في المعسول لمحمد المختار السوسي الجزء 20.
ويظهر أن موقف الدكالي مستعيد لموقف الناصري من الجهاد ومعتنق له في قول الناصري صاحب الاستقصا:"لا يخفى أن النصارى اليوم على غاية من القوة والاستعداد، والمسلمون لم الله شعتهم، وجبر كسرهم، على غاية من الشظف والاختلال. وإذا كان كذلك، فكيف يسوغ في الرأي والسياسة بل وفي الشرع أيضا أن ينابذ الضعيف القوي، أو يحارب الأعزل الشاكي السلاح؟ وكيف يستجاز في الطبع أن يصارع المقعد القائم على رجليه، أو تناطح الشاة الجماء الشاة القرناء .. ؟ " الاستقصا في اخبار دول المغرب ااقصى: 9/ 187.
وهذه القضية شائكة جدا لأن المجتمع المغربي خاصته وعامته انقسم الى اكثر من جبهة في التعامل مع الظاهرة الاستعمارية الحادثة، فصنف من الناس فضلوا الهجرة والهروب من دنس رؤية النصراني الكافر، وآخرون عبروا عن مواقفهم بما يمكن تسميته بالمقاومة السلبية بمظاهرها المتعددة كلزوم البيت وعدم مبارحته كما فعل بعض علماء فاس .. ومنهم من العلماء وذوي السلطة من قواد العهد القديم خصوصا من تعامل مع فرنسا وسلطات الحماية بوصفها إدارة جديدة لمقاليد الحكم في البلاد، ألم يتعامل أعلى سلطة في البلاد انذاك معهم؟ وفي هذا يقول العروي:"في هذه الظروف ماذا يفعل القوّاد والشيوخ إذا أصبحوا يواجهون جيشا يدّعي أنه يحاربهم باسم السلطان الشرعي؟ " (الجذور الاجتماعية للوطنية المغربية: 24.) في هذا السياق يمكن وضع موقف الدكالي، ما اود قوله أن ما وقع وقع وتحقق تاريخيا ولا مناص من ذكره عندما يتعلق الأمر بسيرة فلان من الناس، فالدكالي والمراكشي والحجوي والرهوني والكلاوي والكتاني كانوا موظفين في الجهاز المخزني على عهد الحماية والسلام.
ولنرجع الى قضية تعاون الزوايا مع المستعمر خلال القرن العشرين.
وأما قولك: و"في الحقيقة أن الطرق الصوفية في المغرب هي من ساندت المستعمر الفرنسي كالزاوية الكتانية التي تجند شيخها عبد الحي الكتاني لخدمة المستعمر والزاوية التيجانية والدرقاوية والبودشيشية والريسونية وغيرها." فإني أوافق في بعضéه مثل حالة الكتاني، ولكن إذا كان شخص مثل عبد الحي الذي أشك أنه كان شيخا للطريقة زمنئذ، فهل كانت الطريقة الكتانية كلها محمية؟ وما دليلك على تعاون باقي الزوايا .. ؟
أقول: أنه لا يجب التعميم بصدد هذا الأمر الإمر، نعم الزوايا ليست كلها جسدا واحدا، وكذلك غيرهم، فالزاوية الدرقاوية مثلا كان احد أبنائها وهو محمد المختا ر السوسي الذي انتمى فيما بعد الى الحركة السلفية ولم ينكر زاوية والده من أشد مناوئي فرنسا ونفي مرتين في معتقل اغبالو نكردوس ومسقط راسه "إلغ". وابن عجيبة ايضا من اشد أعداء اسبانيا عندما دخلت الى تطوات سنة 1860 وكان درقاويا .. في الوقت نفسه الذي تستقبل فيه بعض الزوايا الاسبان بالدفوف والتحيات .. الموقف من الحماية غير مرتبط بفريق أو انتماء أو فكر معين بقدر ما هو منطق شخصي خاضع لحسابات خاصة، فيمكن ان نجد المقاوم الوطني في وسط مخزني ويمكن العكس. يجب ان يذكر الشخص بما فيه وبمواقفه كما هي لا أن نزين شخصه لمجرد أنه فلان، الحقيقة كما هي ولا شيء غيرها، يا سيدي.
وفي الأخير فإن هدفي هو قراءة تاريخ المغرب المعاصر الذي هو من الصعوبة بمكان قراءة موضوعية، ومن صعوبات هذا التاريخ انه مرتبط أشد الارتباط بحضارتنا في المغرب، لذلك يصعب قول أشياء كثيرة تمس الحاضر كثيرا.
ـ[صخر]ــــــــ[05 - 07 - 08, 05:28 م]ـ
بارك الله فيك أخي السوسي ...
ـ[الخريبكي]ــــــــ[08 - 07 - 08, 08:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. أخي الكريم أنا لم أنكر أن أبا شعيب الدكالي كان مخطئا لكن قلت أنه لم يبلغ درجة العمالة للمستعمر فكل ما في الأمر أنه كان من المتساهلين.ولقد صرح عبد الكريم الفيلالي بأن الشيخ الدكالي ندم في أخر حياته على جملة من الأمور منها عودته من المملكة العربية السعودية وتعامله مع البنوك ومصاهرته للسويديين الخونة.
أما انكارك لعمالة بعض الطرق الصوفية للمستعمر فسيأتيك الدليل على صحتها فلا تعجل.لأن الصوفية عندهم مبادئ من أهمها أنهم يهملون الواقع وينزوون في الخلوات والزوايا وعندهم أصل هو التسليم للأمر الواقع وعدم الاعتراض على قضاء الله. هذه المبادئ الباطلة جعلت من طبيعتهم العمالة للعدو وعدم محبة الدخول في المواجهات مع أي أحد. أما الإستثناءات فقليلة.
والدليل على ذلك أن جل الطرق الصوفية عندنا في المغرب تلقى الدعم من الحكام الظلمة وتقام لها المؤتمرات بينما يحارب الدعاة الصادقون.
ولقد أصدرت مؤسسة راند للدراسات الاستراتيجية الأمريكية تقريرا لعام 2007 لمحاربة الإرهاب جاء فيه
"يجب تشجيع الطرق الصوفية في العالم لأنها تمثل الإسلام الهادئ على حساب التيارات الأصولية المتطرفة"
أما بالنسبة لمحمد المختار السوسي فاننا لا نعلم ردة فعله تجاه المستعمر لو بقي من غلاة الطرقية الدرقاوية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/287)
ـ[الخريبكي]ــــــــ[08 - 07 - 08, 09:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. أما الحوار الذي نقلت تفاصيله فلا أدري ما وجه الإستدلال به في المسألة التي ذكرت
أما بالنسبة لقولك انني أسعى أن أقرأ التاريخ قراءة موضوعية فالقراءة الموضوعية مستحيلة لأن الإنسان أولا وأخرا هو مجموعة من المبادئ.
وهذا منهج غربي دخيل لم يعرفه المسلمون أما نحن معاشر المسلمين فعندنا مرجعية ننطلق منها ألا وهي المرجعية الإسلامية التي تقتضي الإنصاف والصدق والتجرد والتثبت من الأخبار وحسن الظن والبراءة الأصلية والولاء للإسلام وأهله وتعاليمه.
والمفكرون الذين ينادون ليل نهار بالموضوعية لم يستطيعوا التخلص من ميولاتهم وأهوائهم الشخصية ومن هؤلاء الدكتور عبد الله العروي الذي رضع منذ نعومة أظفاره سموم المستشرقين وشبهات الصليبيين الحاقدين فتجده في كتاباته لا يألوا جهدا في الإستهزاء بالإسلام وببعض تعاليمه ومظاهره.
في حين تجد أثار الإنبهار بالحضارة الغربية بادية في جل كتاباته.
ـ[أبو العباس السوسي]ــــــــ[09 - 07 - 08, 12:16 ص]ـ
الاخ الفاضل الخريبكي، أحييك وأشكرك كثيرا أننا نناقش بعض ماجريات تاريخنا المغربي المعاصر، وأرجو ان يستمر نقاشنا كما هو النقاش بين المشتغلين بالتاريخ خاصة والعلم عامة.
أما بالنسبة للدكالي وغيره فنطلب لهم الرحمة والمغفرة، ولنقفل المباحثة في هذا الباب.
أما ما لحظته حين حديثك هو استشهادك بكتاب "التاريخ السياسي للمغرب العربي الكبير" لعبد الكريم الفلالي، وأقول بأنه في عرفي ليس بثقة بتاتا، حيث أن تاريخه المزعوم هذا متهافت من أوجه كثيرة نقتصر على ذكر اثنين:
- أولا: أنه وليد بطانة سياسية هي التي شكلته وأوعزت إليه بكتابة ما كتب، ومن ثم فهو ليس مؤرخا وإنما كاتبا مخزنيا فاقدا للاستقلال الذاتي في مشروعه. وأكثر من ذلك، وهذا من باب الإعلام، أن كتابه ذاك، ردٌّ ثقافي مدون على عدد من الأشخاص والأسر المشهورة في المغرب من لدن من تجب طاعته، وتتعين مسافعته، كما يقول المراكشي. وغالبا ما تكون الكتابات بالإيعاز والاستملاءات موجهة ومقننة، كما هو معروف في عدد من الكتابات الاستعمارية المكتوبة بأقلام مغربية وعربية مسلمة مثل كتاب "سمط اللئالي، في سياسة المشير ليوطي تجاه الأهالي" للطرابلسي مدير جريدة السعادة.
- ثانيا: أن هذا التاريخ المدون بقلم كاتب وموظف مخزني قائم على أسطورة شخصية ابتكرها كاتبه مفادها أن كتابه قائم على الاستمداد من عدد كبير من الوثائق التي كانت تحرق في حمام شعبي بفاس، وقد أخذ منها ما أخذ. بالله عليكم على هذا كلام يصدق. والناظر في هذا الكتاب يكتشف حيل مؤلفه في الاتيان بوثائق تؤكد مذاهبه الذواهب، لكنها في الغالب وثائق لا تظهر للعيان وإنما هي للتزويق فقط.
من وحهة نظري الخاصة، فهذا المؤلف الفيلالي مطعون فيه غير ثقة في تاريخ المغرب، إذ إنه يطعن في رجالات المغرب ويتنقهم واحدا تلو الاخر، فهل تنقص السلطان محمدا الخامس في كتابه؟ وأسأل سؤالا واحدا يؤكد كلامي: لم لم يطبع الكتاب المومة إليه في المغرب وطبع في مصر؟
أما قولك بأني أبرئ الصوفية من العمالة، فما قلت ذلك، ويبدو أنك لم تقف على مقصودي، غفر الله لي ولك، وإنما أردت أن الهمالة ليست حُبُساً على طائفة أو تيار فكري بقدر ما هي وليدة موقف شخصي بالذات.
أما قولك بأن الصوفية يهملون الواقع وينزوون في الخلوات والزوايا وعندهم أصل هو التسليم للأمر الواقع للأمر الواقع وعدم الاعتراض على قضاء الله. فإن كنت تقصد هذا على عهد الحماية، فالدعوة الى التسليم بالحماية أو دخول النصراني الكافر كانت خطابا فقهيا ايضا سائدا خلال تلك الفترة من تاريخ المغرب: 1912 - 1956، فقد دعا بعض الفقهاء المغاربة الى عدم مدافعة فرنسا والرضوخ للقدر يمكن وسمهم بـ "القدرية" كانت إدارة الحماية تمتلك ترسانة عتيدة وضخمة من كل شيء: المال والعلم والبشر .. (وازن بين الوضع المغربي على عهد الحماية ودخول نابليون الى مصر) ما أريد قوله أيضا في هذا الباب أن هذا الخطاب القدري لم يكن مرتبطا بتيار أو مدرسة أو طائفة .. وهذا ما أريدك أن تفهمه ايها الاخ الفاضل.
أما حديثك عن الحاضر فأنا متفق معك في بعضه وهو الخطاب الجديد المغلب للتصوف بما هو تركة فكرية تراثية قادرة على التصدي للارهاب، وهي استراتيجية أمريكية مستقاة من دراسات الانتبرولوجيين الأمريكيين أمثال ديل إيكلمان وواتربوري وادموند بورك ..
أما شهادتك في العروي فيجب ان تترفق في خطابك وتزن كلامك بميزان العقل، والله أشهد أني لست ممن يدافع عنه لأجل شخصه فما بيني وبينه علاقة حتى أقول بذاك، ولكن الرجل باحث بحث وألف واجتهد .. فانظر في ما كتب وتأمله وتأن في ما تقوله، وإن كانت لك دلائل على مذهبك فقلها ولكن في بحث علمي تصف فيه ما قلته وتأتي عليه بالدليل والبرهان. وتطلع ايضا على كتابه الاخير "الاصلاح والسنة" ففيه قضايا كثيرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/288)
ـ[الخريبكي]ــــــــ[09 - 07 - 08, 08:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. أخي السوسي سلمك الله.أرحب بمناقشتك في كل وقت وحين وما جعلت هذه المنتديات الا لهذا الأمر.
بالنسبة لما تفضلت به حول المؤرخ عبد الكريم الفيلالي فأتفق معك في بعضه فهو ليس من الثقات بشهادة كثير من الباحثين منهم الشيخ محمد بو خبزة التطواني حفظه الله حيث قال عنه جوابا عن سؤال وجه اليه
" سبق أن أشرت إلى تاريخ المغرب وقلة ما كتب عن تاريخ الاستعمار، وإلى الآن لم يطبع ما يشفي الغليل إلا" التاريخ السياسي لدول المغرب العربي" لعبد الكريم الفيلالي إلا أنه لا ثقة به لجهله،"
الا أن هذا لايعني أن كل ما جاء في هذا الكتاب هو كذب و تضليل فلا يسلم مؤرخ من مثل هذه الميولات كما ذكرنا سابقا علما بأنه لم يكتب هذه الأحداث من فراغ فانه اعتمد- في بعضها -على مصادر تاريخية معروفة ومشهورة.
أما قولك:
"فإن كنت تقصد هذا على عهد الحماية، فالدعوة الى التسليم بالحماية أو دخول النصراني الكافر كانت خطابا فقهيا ايضا سائدا خلال تلك الفترة من تاريخ المغرب: 1912 - 1956، فقد دعا بعض الفقهاء المغاربة الى عدم مدافعة فرنسا والرضوخ للقدر يمكن وسمهم بـ "القدرية" ".
أقول لك أخي الكريم و هؤلاء الفقهاء الذين تتكلم عنهم ماذا كان مذهبهم ألم يكونوا صوفية؟؟؟ فان جل فقهاء المغرب ان لم نقل كلهم هم صوفية خرافيون من عباد القبور لأن المذهب الذي ساد المغرب بعد انقراض دولة المرابطين هو المذهب الصوفي هذه واحدة.
أما الثانية فانك تحتاج الى دراسة معمقة للفكر الصوفي و أصوله وقواعده وتاريخه من هنا تدرك أن الخيانة ومحبة العدو هي عقيدة ينبني عليها المذهب الصوفي. فهذا زعيم الصوفية وكاهنهم الأكبر ابن عربي الحاتمي يقول في فصوص الحكم ما معناه أن كل من في الأرض من يهود ومجوس ونصارى وسائر الملل الكافرة كلها مؤمنة فانها لاتعبد في الحقيقة الا الاها واحدا.كان ذلك بسبب العقيدة التي يؤمن بها ألا وهي وحدة الوجود والتي يؤمن بها جل صوفية المغرب.
اضافة الى ذلك فان مجموعة من الصوفية مذهبهم في القضاء والقدر انما هو مذهب الجبرية فلا نستغرب اذا صدرت منهم معاونة ومهادنة للعدو والمحتل. فانهم يقولون في أمهات كتبهم ان من قاوم المحتل انما اعترض على الله لأن الله هو الذي أراد لهؤلاء أن يحتلوا تلك الأرض.
وهناك بالطبع استثناءات لما تأصل في نفوس البشر من بغض المحتل ومحاربته والدود عن الدين والوطن.
فهذا أحد زعماء بعض الطرق الصوفية في بريطانيا والذي يلقى دعما من الحكومة البريطانية بحيث أعطوه كنيسة قديمة ليحولها الى زاوية سأله صحافي قناة الجزيرة ما رأيك فيما يفعله طوني بلير من تقتيل للمسلمين في العراق فقال: ان طوني بلير رجل أراده الله أن يقوم بهذا الأمر فليس في وسعنا الاعتراض على قضاء الله وقدره"
فالخطاب القدري مرتبط بطائفة من الناس عرفت بذلك ثم على بعض الأفراد الذين تأثروا بهذه العقيدة.
يتبع
ـ[الخريبكي]ــــــــ[10 - 07 - 08, 11:52 م]ـ
أما قولك
"فقد دعا بعض الفقهاء المغاربة الى عدم مدافعة فرنسا والرضوخ للقدر يمكن وسمهم بـ "القدرية" ".
الصحيح أن يقال جبرية لأن القدرية فرقة أخرى تنكر وجود القدر وتقول ان العبد هو الذي يخلق فعله وليس لله دخل في عمله وهي على طرفي نقيض مع الجبرية.
أما حديثك عن عبد الله العروي فنحن لا نتكلم عن شخصه ولا يهمنا ذلك بقصد ما يهمنا منهجه وعقيدته وما سطرت يداه فما الفرق ان تدافع عن شخصه أو تدافع عن أفكاره ومذهبه! فعبد الله العروي هو أفكاره وأفكاره هي شخصه وشخصيته!!!
واني لأتعجب كل العجب من موقفك هذا فما هو الدافع الذي يدفعك للدفاع عن رجل يساري ماركسي لطالما نادى في المجامع والمنتديات أن الدين هو مصدر تخلف الأمة العربية وأن الحل هو المنهج الماركسي الإلحادي!!!
حيث قال في كتابه "مفهوم الإديولوجيا"ص84 ما نصه:
"ثم ان الماركسية التي علم العلوم أو مجموع شروط العلمية شرط أساسي للخروج من التخلف".
ويقول في كتابه"العرب والفكر التاريخي".ص 49
"وكان علينا أن نستفيد من أصول الماركسية ذاتها ومن تجارب الأمم والثورات منذ القرن التاسع لكي لا نضيع الوقت".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/289)
ولعلك تعلم ولا يخفى عليك حكم الشرع فيمن يتبنى الماركسية الإلحادية على حساب الإسلام ويقرر بأن الدين هو سبب تخلف الشعوب مقلدا في ذلك سادته النصارى من منظري الثورة الفرنسية.بحيث أسقط هذا الحكم على الدين الإسلامي متجاهلا الفرق بين الدين الصحيح والدين المبدل المحرف.
قولك " ولكن الرجل باحث بحث وألف واجتهد".أسألك بالله ماذا بحث؟ وماذا ألف؟ وماذا اجتهد؟ أهي طعونه في الإسلام أم انتصاراته للماركسية الإلحادية أم ماذا؟
فاذا كان العروي قد قدم خدمة للأمة الإسلامية فان طه حسين وجرجي زيدان وسلامة موسى وفهمي مرقص قدموا كذلك ولكن ماذا قدموا قدموا التطاول على شرع الله ومحاربة الله ورسوله.
أما من حيث كتاباته التاريخية فما جاء بجديد وانما هو ترديد لمناهج الغربيين الملحديين أصحاب المنهج التاريخي الإلحادي.
يقول العروي في كتابه "مفهوم التاريخ" ج2ص 349
"نستطيع أن نقرر أن التاريخية هي فلسفة كل مؤرخ يعتقد أن التاريخ وحده العامل المؤثر في أحوال البشر بمعنى أنه وحده سبب وغاية الحوادث".
وهذا هو مذهب الدهرية الملحدين الذين حكى الله قولهم في كتابه {وقالوا ما هي إلاَّ حياتُنا الدنيا نموت ونحيا وما يُهلكنا إلا الدهر}.
وبسبب هذا المذهب الفاسد بلغت بالعروي الجرأة أن يقول في"مجمل تاريخ المغرب" ص97
" هكذا تعاقب على حكم المغرب الوندال ثم البيزنطيون ثم العرب ... يخدع بسهولة المتغلب اللاحق المتغلب السابق ثم يواجه الصعوبة الحقيقية ويعجز عن اخضاع السكان الأصليين "
الى أن قال بعد عدة صفحات
"تصرف العرب كالوندال والبيزنطيين أي كورثة.ومن يدعي أنهم خرموا عقد سيرورة المغرب فانما يتذرع بشيء غير موجود لإبداء أحكام واهية "
قاتله الله فانه لم يعبر بلفظ المسلمين وانما عبر بلفظ العرب ليوصل للقارئ أن الدين الإسلامي ليس من عند الله وانما كل الأديان من صنع البشر كما يقول سيده كارل ماركس.
وهذا الكلام هو نفس ما قاله ليفي بروفنصال وادموند دوتى و جول ايريكمان وزويمر وغيرهم من المستشرقين الصليبيين.
والعروي كاذب في ادعائه فانه يعلم أن المسلمين الفاتحين لم يكونوا في أفعالهم من جنس هؤلاء الكفرة المستعمرين من الوندال والبيزنطيين والرومان والدليل أن البربر لم تقم لهم دولة ذات سيادة وصولة الا في ظل الإسلام فانهم كانوا عبيدا في ظل هذه الدول الكافرة التي تعاقبت عليهم.
ثم يقول
"الفتح العربي أمر عادي من الوجهة التاريخية.لايعجب منه ولايستنكره الا من له مقصد معين دعا العرب الناس الى عبادة الإله الواحد.هذا ما فعلوه.وهل أحس المغاربة أن الدعوة جديدة عليهم؟ ".
ومعنى هذا الكلام أن العروي لا يرى في رسالة الإسلام شيئا يميزها عن الأديان الباطلة التي سادت في المغرب. ولا تعدوا أن تكون تلك الرسالة مجرد دعوة دينية بسيطة لم يلمس منها المغاربة
أنذاك أي شيء جديد.أي أنهم اعتبروها كالدعوة النصرانية.
وكذب عدو الله فان الإسلام أحدث ثورة كبيرة في شمال افريقيا ودخل فيه الناس أفواجا وجهزوا الجيوش لنشره في سائر ربوع افريقيا حتى غزا شبه الجزيرة الأيبيرية حتى وصل الى حدود فرنسا وغزا جنوب افريقيا ووسطها.
وخلاصة الكلام هذا غيض من فيض والعروي وأضرابه" يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون"
ومثل هؤلاء لا يجب الالتفات لهم لولا ما أحدثوه من ضجة على الساحة فيعلم الله أنهم لا يساوون عندنا بصلة وقديما قيل القافلة تسير والكلاب تنبح.
ولكن العجب أن ترى بعض اخواننا يدافعون عن مثل هؤلاء كما قال الأخ السوسي "ولكنه ألف وبحث واجتهد "
ومن هنا يظهر مشكل كبير يعاني منه مثقفونا الذين لم يتحصنوا بالعقيدة الصحيحة ولم يجلسوا للتعلم على يد الشيوخ أصحاب العقيدة الصحيحة المبنية على الكتاب والسنة وانما تربوا منذ نعومة أظفارهم على الفلسفة الغربية والأراء الكلامية وقرأوا كتب المستشرقين ودرسوا المناهج الغربية فتاهوا بين هذه الأفكار تتجارى بهم التيارات والمذاهب كما يتجارى الكلب بصاحبه.
ووصموا كل من جلس للتعلم على يد الشيوخ وحفظ المتون بالمتخلف والرجعي.
وهذا أسلوب ناجح من أساليب الغرب في الحرب على الإسلام حيث نجحوا في غرس هذه الأفكار في شبابنا المثقف -ان سمي مثقفا-فأصبح الطعن في الإسلام يأتي من أبناء جلدتنا قبل غيرهم.
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم في شطر الحديث الذي رواه البخاري قوله عليه السلام " ... قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا ".
وفي الأخير أنوه بكتاب "الإسغراب في الفكر الغربي المعاصر "للدكتور المغربي عبد الله الشارف.
فانه جزاه الله خيرا قد كشف الغطاء عن هؤلاء العلمانيين الحداثيين.وفند شبهاتهم.
وهو حاصل على الإجازة في علم الإجتماع ثم على دبلوم الدراسات العليا في علم الإجتماع بجامعة السوربون بفرنسا ثم على الدكتوراة في الدراسات الإسلامية.
ونريد لمثقفينا أن يكونوا مثل هذا الدكتور جزاه الله خيرا. لا أن ينصهروا في الفكر الغربي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/290)
ـ[صخر]ــــــــ[30 - 07 - 08, 07:51 م]ـ
الدكالي وابن العربي من أكابر مجرمي المغرب، والله بهما وكيل ...
راجع في الدكالي المجلد الرابع من المعسول لتلميذه المختار السوسي، فقد نقل فتواه في حرب المجاهدين والانتصار للاستعمار أثناء ترجمة الهيبة، واستقباله للجيش الفرنسي، ثم مكافأة الفرنسيين له بالوزارة، ثم تقليده منصب وزير دائم، وهو منصب لم يكد يعهد لغيره ...
وراجع ترجمته عند الجراري عبد الله، فيظهر لك جليا أنه كان مالكيا أشعريا، لا علاقة له بالسلفية، إلا من حيث الطعن في الطرق الصوفية التي كانت تقود المقاومة ضد الاستعمار حينه .. (كجدنا المجاهد الهيبة رحمه الله)
أما ابن العربي العلوي، فقد وصلني الخبر المتصل الصحيح ممن رأه أنه مسخ كلبا أو خنزيرا عند وفاته ... وراجع ترالعدد الأخير فصلة مستقلة من مجحلة الأيام، وبها صورة له مع حقيداته المتبرجات، والفصلة حول الفاسيين .. تبرجة بين يديه، وصوره وهو يدخن مشهورة بالتلفزيون المغربي، والأميرات متبرجات بين يي يديه، ومشهور طعنه في صحيح البخاري، ورد عليه الحجوي وابن أحمد العلوي، ورداهما مطبوعان بدار ابن حزم بتحقيق الدكتور ابن عزوز ...
وابن العربي من مؤسسي حزب الاتحاد الاشتراكي، وقد نشر تلامذته بجريدة العلم حينه مقالات طويلة سنة 1962 تثبت عمالته للاستعمار وخدمته له حين ولوه قاضيا بفاس، وحين ولوه الوزارة، وراجع بجريدة العلم سنة 1962 مقالا مطولا بعنوان: بين الشيخوخة والمشيخة ...
ابن العربي السيء الذكر، لم يكن قط لا سلفيا ولا وهابيا، إنما كان من أصحاب الأهواء المجرمين، عامله الله بعدله، لا عقيدة له سوى الهوى، ولا فقه سوى الدجل ...
ـ[الخريبكي]ــــــــ[31 - 07 - 08, 10:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله لقد تبين أمرك يا صخر فأنت لا تصلح لشيء. فأخلاقك أشبه بأخلاق الفسقة ممن لا يراعون حرمة لأحد.
وكنت أود أن لا أنحط الى درجتك ولكن سامح الله من كان السبب في هذا.
وأنت لم تستفد مما قيل سابقا وأظن أن هذه المؤلفات التي أرشدتني اليها أنت من أبعد الناس عنها. وربما أنك لم ترها ولو في المنام!!! وانما تردد شيئا لا تعلم حقيقته.
فاتق الله واعرف قدرك والزم شيئا من حسن الأدب واذا أردت التنبيه على أمر فليكن بلين و برفق.
ونرجوا من المشرفيين أن لا يسمحوا لهذا النوع من الجهلة المتعالمين بتلويث هذا المنتدى.
وان عادت العقرب عدنا لها+++++++وكانت النعل لها حاضرة.
ـ[صخر]ــــــــ[01 - 08 - 08, 08:15 م]ـ
شكرا أخي الخريبكي ..
ـ[عبدالرحمن المقري]ــــــــ[14 - 10 - 08, 06:09 م]ـ
قال الأخ الفاضل الخريبكي:
بسم الله الرحمن الرحيم. أخي الكريم المقري أشكرك على ملاحظاتك ولكن:
1.قولك أن ما ذكرت غير صحيح فان من ترجم لعبد الحميد بن باديس قالوا بأنه مات مسموما ومن الذين ذكروا ذلك العلامة محمد تقي الدين الهلالي في اذاعة برلين التي كان صحفيا فيها.
2.وقد ذكرت مجلة الشهاب أن الشيخ الميلي وهو غير مبارك الميلي قد مات مقتولا كذلك وسأتأكد من النقل عندما أرجع الى المجلة.
3.أما كتاب نشر الطي فهي مجموعة مقالات نشرت في مجلة البصائر وقد أفردت في كتاب كما سمعت.
أقول:
شكرًا لك أخي على هذه الملاحظات التي لا تخدم الحقائق التاريخية
1 ـ كنتَ تتحدَّث عن الطرقية، وأنهم حاولوا اغتيال الشييخ ابن باديس وقد اغتالوا جماعة من العلماء بالجزائر، فصحَّحتُ لك الخبر بأنهم حقيقة حاولوا اغتيال الشيخ، ولكنهم لم يقتلوا العلماء.
2 ـ أما قولك بأن الشيخ ابن باديس مات مقتولا بالسم كما نقلت عن الشيخ الهلالي.
فهذا رأيٌ كنتُ قد نشرتُ فيه مقالا بجريدة المثقَّف بالجزائر، وذكرتُ فيه ملابسات القضية، وانتصرت فيه لهذا الرأي، لكن الذين قتلوه هم الفرنسيون، وليس أوغاد الطرقية.
وسأنشر هذا المقال في منتدانا قريبًا إن شاء الله.
3 ـ أما كتاب نشر الطي، فالرجاء أن تذكر لنا متى طبع، وأين، وإذا كنتَ تقصد المقالة التي نُشِرت بالبصائر، فهذا لا يخدم قولك.(159/291)
ترجمة موجزة للشيخ محمد بن حماد الصقلي
ـ[أبو السعادات]ــــــــ[12 - 05 - 08, 12:52 ص]ـ
ترجمة الشيخ محمد بن حماد الصقلي
فضيلة العلامة سيدي محمد بن حماد الصقلي حفظه الله أحد علماء القرويين ومن أبناء مدينة فاس المحرومة الذين بذلوا وسعهم لتوعية العامة والخاصة.
وقد أبصر حفظه الله النور بدرب القبول الكائن بأعلى حومة القطانين وذلك سنة 1349هـ. 1930م في أحضان أسرة من البيت النبوي الشريف. وفي السنة الرابعة من عمره، التحق ب"المسيد" الكائن بسيدي موسى من حومة كرنيز، وبدأ حفظ القرآن الكريم برواية الإمام ورش على يد الفقيه المقتدر المرحوم سيدي محمد التدلاوي، وكان العمل جاريا بالكتاتيب القرآنية آنداك على حفظ المتون بموازاة حفظ القرىن الكريمن فحفظ المترجم الجزرية، والأجروبية وألفية ابن مالك و لامية الأفعال، والبيقونية في مصطلح الحديث وبعضا من متن الشيخ خليل، ولما بلغ الحادية عشر من عمره أتم حفظ القرآن الكريم، فالتحق بمدرسة ابن غازي الإبتدائية الحرة فأغنته دراسته بها لمدة ثلاث سنوات عن الإلتحاق بالطور الإبتدائي لجامع القرويين، والتحق مباشرة بالطور الأول من الثانوي بها وفيها وجد ضالته المنشودة، حيث أقبل على تعاطي العلوم، الشرعية وكانت مدة الدراسة بجامع القرويين بالنسبة على المترجم هي أزهر فترات عمره وأغناها، فأقبل على العلم، ولم يكن فقد بصره ليثني من عزمه أو ليعوقه عن الجد والغجتهادن برفقة النجباء من رفقائه في الدراسة الذين كان يلازمهم، ليسمع معهم قراءاتهم، ويشاركهم في مذاكراتهم ومناقشاتهم العلمية.
ونظرا لما أفرزته معاناته مع طلب العلم بسبب كف البصر، أخذ يفكر في وسيلة لتخفيف العبء عن أمثاله من فاقدي البصر الذين يرجون تعاطي العلم فعمل مع ثلة من الغيورين على إنشاء مؤسسة محمد الخامس لإنقاذ الضرر فكانت هذه المؤسسة فضاء يلجأ إليه الكثير ممن نور الله بصيرتهم، وإن ذهب بنور بصرهم، منهم من يتعلم العلم ومنهم من يتعاطى الحرف والصنائع، وحرصا منه على جلب وسائل لتيسير القراءة على هؤلاء سافر المترجم إلى باريس فتعلم طريقة برايلن إلى المغرب لتمكين المكفوفين من وسيلة تعلم الكتابة واغتنم فرصة وجوده في باريس فسجل نفسه بكلية الحقوق بجامعة السربون وزهد في متابعة الدراسة، رغبة منه في العودة إلى بلده للإشراف على مؤسسة محمد الخامس لإنقاد الضرير التي انشأها بفاس.
وللمترجم كتابات في مختلف فنون العلم، منها في السيرة النبوية النسب الشريف والغحتفال بالمولد، وجل ما يتعلق بحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم من المولد على الهجرةن وفي المقيدة له تأليف بعنوان " الدين والنبوية وحاجة البشر إليهما" وله محاضرات في أصول الفقه وله أيضا مجالات التبيين عند خاتم المرسلينن جعله مقدمة لتفسير سورة المجادلة وله تفسير بعض سورة آل عمران وله في الحديث شرح ألفية السيوطي في المصطلح لم يتم.
كما أن له مساهمات في الدروس الحسنية منذ أعطى انطلاقتها الملك المرحوم الحسن الثاني طيب الله تراه، وله أيضا مشاركة في التثقيف والتنوير والتوعية الدينية من خلال خطبة الجمعة، وقد عين خطيبا بمسجد الديوان بظهير السلطان محمد الخامس، وله برامج أستمر بعضها مدة ليست بالقصيرة على أمواج إذاعة فاس منها برنامج "نصوص وهوامش" وعلى شاشة التلفزة برنامج "ركن المفتي" كما شارك في عدة ندوات إذاعية ومتلفزة.
ورعيا لجهوده في خدمة العلم وعطاءاته العلمية ن انهم عليه المغفور له السلطان سيدي محمد الخامس قدس الله روحه بوسام الكفاءة الفكريةن وأنهم عليه الملك المشمول بعفو الله مولاي الحسن الثاني بوسام العرش من درجة فارس، كما أنهم عليه وارث سرهما الملك سيدي محمد السادس نصره الله بوسام العرش من درجة ضابط.
ـ[العوضي]ــــــــ[15 - 05 - 08, 08:06 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أم البخاري]ــــــــ[17 - 10 - 09, 06:54 م]ـ
هل هذا الشيخ لا زال من الأحياء ومن شيوخه من القرويين(159/292)
الشيخ المقرئ الداعية المنسي محمد كتو - رحمه الله-
ـ[سمير زمال]ــــــــ[15 - 05 - 08, 12:19 ص]ـ
الشيخ المقرئ الداعية محمد كتو (1333 – 1417 هـ، 1915 – 1999 م).
الكثير من الجزائريين البالغين سن الثلاثين فما فوق يتذكرون الشيخ محمد كتو الذي كان يسمعنا بصوته الجهوري العذب " الحديث الديني " صباح كل يوم على الساعة السابعة في الإذاعة الجزائرية، كما كان يطل علينا بطلعته البهية كل يوم اثنين و جمعة في التلفزة الجزائرية يقدم حصة تدوم نصف ساعة بنفس العنوان فكان يشرح للجزائريين أمور دينهم بأسلوب جذاب، و بلغة سهلة بسيطة يفهما العامي و المثقف، فكانت الأسر الجزائرية تتعلم منه و تتفقه عليه فجزاه الله خيرا و رحمه الله رحمة واسعة.
نسبه و مولده و أصله:
هو محمد بن الشيخ احمد بن محمد بن الحاج السعيد كتو من قرية تيفريت نايت الحاج من قرى أزفون في منطقة القبائل الكبرى، هاجر والده الى تونس سنة 1890 م فرار بدينه و لغته من مضايقات و ظلم الاستعمار الفرنسي الغاشم، حيث استقر بقرية (بجاوة) التابعة لمدينة ماطر التي تبعد عن العاصمة تونس بحوالي 60 كلم، أين ولد مترجمنا يوم 15 ديسمبر 1915 م ففتح عينيه على المصحف الشريف و أذنه على صوت أبيه و هو يرتل القرآن الكريم أناء الليل و أطراف النهار لان والده الشيخ كان من مقرئ القرآن الكريم و من المداومين على قراءته و ترتيله، فحفظ القرآن الكريم و هو في ما يوال طفلا، و لما اتسعت مداركه قليلا اخذ والده يعلمه مبادئ اللغة العربية و تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، و بعد ان تعلم المبادئ الأساسية للفقه المالكي، و حفظ بعض المتون، ألحقه والده بجامع الزيتونة المعمور ليتابع مختلف العلوم و الفنون و تخصص في القراءات و التجويد الذي ولع بهما ولعا شديدا و تعلق بهما حتى كان لا يرى إلا وهو يطالع الكتب المتعلقة بهما و يهتم اهتماما كبيرا بكل ما يتعلق بهذين الفرعين الشريفين، و نظرا لسيرته الحسنة و لجده و اجتهاده فقد كان محبوبا من طرفا أساتذته في الزيتونة، محترما من طرف زملائه،
شيوخه:
تلقى العلم على يد شيوخ أجلاء بجامع الزيتونة الاعظم، لكننا نلاحظ انه من المشائخ الذين بقي يذكر فضلهم و يشيد بجهودهم العلمية و بمساعدتهم له في دروسه و تحصيله العلمي و يذكرهم بكل إعجاب و تقدير:
- الشيخ عبد الواحد المرغني
- الشيخ البيجاني زفزون.
- الشيخ علي التريكي.
- الشيخ صالح الكسراوي
و كل هؤلاء من شيوخ القراءات.
و من المعلوم ان عنايته بعلوم القرآن الكريم و القراءات و التجويد جعلته لا يذكر مشايخه في علوم العربية و الشريعة إلا قليلا.
عودته الى ارض الوطن:
بالرغم من استقرار الأسرة في تونس و تكيفها مع الحياة و تطلعها الى غد مشرق، لكنه آثر ان يعود الى بلاده و بالضبط إلى مسقط راسه، و قد أصبح حديث أهل قريته بعد أن القى درسا بزاوية القرية (تيفريت نايت الحاج) باللغة العربية الفصحى، حيث ان الناس في تلك الأيام رغم أنهم امازيغ لا يتكلمون إلا اللهجة الامازيغية إلا أنهم كانوا يقدسون و يعشقون اللغة العربية لأنها لغة القرآن الكريم و يبالغون في تقدير و احترام كل من يحسنها و يجيدها و ينظرون اليه نظرة اكبار و احترام و لو كانوا لا يفهمون منها إلا القليل، فقد استمع إليه المصلين الذين حضروا درسه و راحو يحدثون عائلاتهم و أسرهم بكل دهشة و انبهار عن هذا الشاب الذي جاء من تونس و خطب فيهم دون أن يتلعثم أو يتلكأ و الذي لم يحضر معه ورقة أو كتاب ينظر إليه.
اجازاته:
اجازه علماء اجلاء من تونس و الجزائر لما علموه منه من انه علَمَ على ثروة فخمة من علوم القرآن الكريم و الحديث الشريف، تجمعت له بالحفظ و الدرس و التحصيل و التمحيص، و مجالسة اعلام هذا الفن، اضافة الى ذلك كله انه كان ثقة فيما ينقل و ما يقول، جيد النفكير سليم المنطق، بعيدا عن التكلف و التطبع، شديد الرغبة في نفع الناس و افادتهم،
فمن اجازه أستاذه العلامة الشيخ عبد الواحد المرغني المدرس بجامع الزيتونة الذي اجازه في علم القراءات
العلامة الشيخ الشاذلي النيفر الأستاذ بجامع الزيتونة الذي أجازه بكل مروباته.
العلامة الشيخ علي بن خوجة المفتي بالديار التونسية الذي أجازه برواية صحيح البخاري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/293)
العلامة الشيخ بابا عمر الذي أجازه بالصحيحين و موطأ الإمام مالك و هذا نص اجازته:
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و على آله وسلم و بعد:
فيقول العبد المعترف بالعجز و التقصير، أسير ذنبه، الملتجئ إلى ربه، محمد بن مصطفى بن محمد بن المدني بن الشيخ بابا عمر، إن أخانا في الله، المتمسك بسنة رسول الله [صلى الله عليه و على آله وسلم] الطالب الأجل التالي لكتاب الله عز وجل، الفقيه النبيه، الأديب النزيه، السيد محمد بن أحمد بن محمد الحاج السعيد كتو قد لازمني حرارا عديدة، وجاورني أزمنة مديدة مباركة سعيدة، سمعت منه قراءة صحيح البخاري، و أطلعت على ترتيل قراءته و حسن تأديته و نباهته و نجابته، تولى الله حفظه و سعادته، و أجمل سيرته و سيادته، فطلب من العبد الفقير اتصال سنده بطريق الإجازة ظنا منه بحسن طويتي الكمال، معتقدا ان العبد الحقير ممن يتعلق به في هذا المجال، حقق الله لنا و له ما نرجوه من الكريم المتعال .... ) ز كتب بتاريخ 28 جمادى الاولى عام 1392 هـ.
و كل الإجازات احتوت تنويها بمواهب الشيخ و خصائصه و حسن أخلاقه و أدبه، و إشادة بغزارة علمه و طول باعه فيما أجيز فيه، و أملا أن ينفع العباد و البلاد، و أن يحقق آمال مشايخه فيه.
نشاطاته:
تعددت مجالات نشاطاته و تنوعت، فكان شعلة من النشاط يسير على منهج واضح لا يحيد عنه، من ثبات في العقيدة و نزاهة في النفس و علو همة و خشية لله في كل صغيرة و كبيرة و توزعت نشاطاته على:
- دروس الوعظ و الإرشاد في المساجد و المصليات في كل مساجد القطر الجزائري.
- الدروس التي كان يلقيها تحت عنوان " الحديث الديني " في التلفزة و الإذاعة الجزائريتين و التي نفع الله بهما العباد و البلاد.
- تدريس علم القراءات و التجويد بمعهد تكوين الأئمة التابع لوزارة الشؤون الدينية الجزائرية.
- المشاركة بصفة شخصية او ممثلا للجزائر في المؤتمرات و الندوات و المسابقات الدينية التي بنظم في الدول الإسلامية.
و نظرا لتمكنه من علم القراءات و التجويد فقد اختارته الرابطة العالمية الإسلامية للقراء و المجودين ليكون عضوا فعالا فيها.
وفاته:
مرض الشيخ في أواخر حياته، فلزم بيته بمسكنه بالمرادية (الجزائر العاصمة) فترة يزوره أصدقاؤه و تلامذته إلى أن توفاه الله يوم 30 أكتوبر 1999م، و شيعت جنازته إلى مقبرة سيدي يحي بالعاصمة الجزائر، و قد حضر جنازته خلق كثير من العلماء و الطلبة و طبقات مختلفة من الناس، و أبنه الشيخ عبد الرحمن شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين - حفظه الله – بكلمة مؤثرة، فرحمه الله و اسكنه فسيح جنانه.
معظم مادة هذه الترجمة من كتاب " أعلام من منطقة القبائل " الجزء الأول للمفسر و اللغوي الأديب محمد الصالح الصديق – حفظه الله – طبع: ديوان المطبوعات الجامعية 2007 م
ـ[العوضي]ــــــــ[15 - 05 - 08, 08:03 م]ـ
رحمه اله واسكنه الفردوس الأعلى
وبارك الله فيك على تعريفنا بهذا العلم الجزائري
ـ[أبو سليمان المغربي]ــــــــ[19 - 09 - 09, 12:04 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على ه>ه الترجمة و ه>ا ما نحتاجه في ه>ه الايام التي قلت فيها الهمم نحتاج الى قدوات من عصرنا نقتفي أثرهم و ننتظر من الإخوة المزيد ان شاء الله من التراجم.
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[03 - 10 - 09, 09:50 م]ـ
التقينا به رحمه الله سنة 1990 بأحد مساجد الحراش صاحب صوت جهوري وذو دعابة وصاحب بديهة سريعة.
لانعرف عنه إلا القليل رحمه الله رحمة واسعة.
ـ[سمير زمال]ــــــــ[01 - 11 - 09, 11:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا على مروركما(159/294)
اخوانى بالله عليكم اريد ترجمة الشيخ محمد فؤاد عبد الباقى
ـ[أبو تراب السلفى الاثري]ــــــــ[15 - 05 - 08, 08:29 ص]ـ
اخوانى بالله عليكم اريد ترجمة الشيخ محمد فؤاد عبد الباقى صاحب كتاب اللؤلؤ والمرجان فيما اتفقا عليه الشيخان
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مازن العوضي]ــــــــ[15 - 05 - 08, 12:46 م]ـ
ارجع إلى كتاب الأعلام للزركلي تجد الترجمة والصورة الغريبة
ـ[العوضي]ــــــــ[15 - 05 - 08, 08:02 م]ـ
محمد فؤاد عبد الباقي .. وفهرسة القرآن والسنة
أحمد تمام
لم تقتصر النهضة التي شهدتها مصر في النصف الأخير من القرن التاسع عشر ومستهل القرن العشرين على مجالات الأدب والشعر والصحافة، وإنما تجاوزتها إلى آفاق الفكر الرحيب، وميدان العلم الفسيح، إلى الفقه والقانون والتاريخ والسياسة، وعلوم السنة، وكان لها في كل فن أعلامها البارزون ونجومها المتألقون، وأغلب الظن أنه لم يجتمع لمصر مثل هذه الكوكبة اللامعة في تاريخها الطويل، إذا أخذنا في الاعتبار قصر الفترة الزمنية التي سطعوا فيها، وتستطيع أن تذكر عشرات الأعلام في كل فن وتخصص ممن تفخر ببعضهم أي أمة من الأمم إذا انتسبوا إليها، فكيف إذا انتسبوا جميعًا لدولة واحدة.!!
وكان من شأن السنة أن انتهت علومها إلى نفر من المحدثين البررة، برز منهم اثنان خدما السنة نشرًا وتحقيقًا وفهرسة: أما أحدهما فهو العالم الجليل والمحدث الثبت الشيخ أحمد محمد شاكر، الذي انشغل بالسنة وقضى عمره في خدمتها، ونشر دواوينها، وأما الآخر فهو محمد فؤاد عبد الباقي الذي ولج مجال الحديث النبوي من باب فهرسة كتبها، وترك آثارًا عظيمة فيها، تدل على صبره وجلده، وتبين دقته في العمل وإتقانه.
نشأته وحياته
ولد "محمد فؤاد عبد الباقي" في إحدى قرى القليوبية في (جمادى الأولى 1299 هـ = مارس 1882م) لأبوين كريمين، ونشأ في القاهرة، وسافر وهو في الخامسة من عمره مع أسرته إلى السودان حيث كان والده يعمل وكيلاً للإدارة المالية بوزارة الحربية، وظل هناك نحو عام ونصف التحق في أثنائها بمدرسة أسوان الابتدائية، ثم عادت الأسرة إلى القاهرة، واستقرت تمامًا في القاهرة.
التحق محمد فؤاد عبد الباقي بمدرسة عباس الابتدائية، وظل بها حتى بلغ امتحان الشهادة الابتدائية في سنة (1312هـ = 1894م) لكنه لم يوفق في الحصول عليها بعد أن رسب القسم الفرنسي كله بالمدرسة، فتركها إلى مدرسة الأمريكان، ودرس بها عامين، ثم تركها أيضًا، وفي سنة (1317 هـ = 1899م) عمل بمركز تلا التابع لمحافظة المنوفية مدرسًا للغة العربية في مدرسة جمعية المساعي المشكورة، وبعد فترة عمل ناظرًا لإحدى المدارس في قرى الوجه البحري، وظل في هذه الوظيفة سنتين ونصفًا.
ولما أعلن البنك الزراعي عن وظيفة مترجم تقدم لها، وعين بالبنك في (3 من ذي القعدة 1323هـ = 30 من ديسمبر 1905م)، ويبدو أنه وجد ميلاً وارتياحًا إلى وظيفته الجديدة، فعمل بها طويلاً حتى (13 من جمادى الأخرى 1352هـ = 3 من أكتوبر 1933م).
وقد هيأ له استقراره في هذه الوظيفة أن ينصرف إلى القراءة، ومطالعة أمهات كتب الأدب في العربية والفرنسية، وأن يرتبط بصداقات مع أعلام عصره.
علاقته بالشيخ رشيد رضا
وكان ممن ارتبط بهم محمد فؤاد عبد الباقي بصداقة وتلمذة العالم المحدث "محمد رشيد رضا"، تلميذ الإمام محمد عبده، وراعي حركة الإصلاح من بعده، وصاحب مجلة المنار التي أسدت إلى الفكر الإسلامي خدمات جليلة، وكانت مشعل نور للمسلمين الباحثين عن الهداية والطريق القويم.
ولازم "محمد فؤاد عبد الباقي" صاحب المنار منذ أن التقى به سنة (1341هـ = 1922م) ولم يفارقه حتى وفاته، ونهل من عمله، وفتح له آفاقًا واسعة في علوم السنة، ووجه كثيرًا حتى وثق به الشيخ فكان يستعين به فيما يُعرض عليه من مسائل وقضايا.
المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/295)
شاء الله تعالى أن يقع في يدي الشيخ رشيد رضا النسخة الإنجليزية من كتاب "مفتاح كنوز السنة" لفنسك أستاذ اللغات الشرقية بجامعة لندن، وهو فهرست معين الباحث في الوصول إلى مكان الحديث في مصادره المشهورة، فأعجب به، ورغب في ترجمته، وعهد بهذه المهمة إلى صديقه محمد فؤاد عبد الباقي واستغرق ترجمة هذا العمل خمس سنوات من العمل الجاد حتى أتمه سنة (1352هـ = 1933م) على خير وجه، وكم كانت سعادة العلامتين الشيخ رشيد رضا وأحمد شاكر بإنجاز هذا العمل، وإدراك أهميته، وكان المشتغلون بالحديث يعانون معاناة شديدة في تخريج الحديث، وربما قلب أحدهم صفحات كتاب من كتب السنة حتى يعثر على الحديث.
وقبل أن يشرع الرجل في الترجمة كان قد أرسل إلى "فنسك" يطلب منه تصريحًا بالترجمة باعتباره مؤلف الكتاب، فاستجاب على الفور، وبعث له بالجزء الأول من المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي الذي يقوم على إصداره مع لفيف مع المستشرقين، فلما اطلع عليه، وجد به أخطاء كثيرة ضمنها كشفًا، وأرسله إلى فنسك الذي سر لذلك، وكتب إليه يرجوه مراجعة التجارب الأخيرة للكتاب قبل الطبع، فاستجاب لرجائه، وإذا علمنا أن المعجم يقوم به أكثر من أربعين مستشرقًا في أنحاء العالم، ثم يصحح عملهم ويستدرك عليهم مجتمعين أدركنا قيمة العمل الذي كان يقوم به الرجل، وقد نوه فنسك بمشاركة "عبد الباقي" القيمة في تقدمته للمجلد الأولى من المعجم.
والمعجم المفهرس لألفاظ الحديث يقوم على إيراد الألفاظ الواردة في الحديث النبوي، وترتيبها على حروف المعجم، مع ذكر عبارة من الحديث التي وردت فيه الكلمة، فإذا أردت معرفة مصدر الحديث، كشفت عنه عن طريق أحد ألفاظه، فتردك إلى مصدره، والمصادر التي اعتمدها فنسك هي: الصحيحان صحيح البخاري وصحيح مسلم، والسنن الأربعة المعروفة، وهي سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، بالإضافة إلى مسند أحمد بن حنبل وهو أكبر كتب السنة، وسنن الدارمي وموطأ مالك.
والكتاب من الأعمال العظيمة التي خدمت السنة ويسرت الوصول إلى الحديث، في وقت لم تكن فيه الأقراص المدمجة التي تحوي عشرات الآلاف من الأحاديث، ونستخدمها الآن في الوصول إلى معرفة مصدر الحديث.
جهوده في خدمة السنة
انطلق "محمد فؤاد عبد الباقي" يخدم السنة النبوية في وقت لم تكن تلقى فيه الاهتمام الذي تستحقه، وأبلى بلاء حسنًا، سواء فيما يتصل بتحقيق أمهاتها أو التأليف فيها، أو تخريج أحاديثها، فقام بشرح وفهرسة صحيح مسلم، وموطأ مالك، وسنن ابن ماجه، وأخرجها على أحسن صورة، دقة وتنظيمًا وتنسيقًا وترقيمًا، بما يتفق مع جلال السنة، وما تستحقه من عناية، وقد رزق الله تحقيقاته القبول والذيوع بين أهل العلم وصناعة الحديثة.
وأما مؤلفاته التي خدمت السنة، فيأتي في مقدمتها: "اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان"، والمعروف أن أعلى درجات صحة الحديث هو ما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم، والكتاب ذائع معروف، يجمع ألفين وستة أحاديث مرتبة على أبواب الفقه.
جامع المسانيد
وله "جامع مسانيد صحيح البخاري"، وهو كتاب يجمع أحاديث كل صحابي أخرج له البخاري على حدة، ورتب أسماءهم حسب الحروف الهجائية، وهو بذلك صورة أخرى لصحيح البخاري المرتب على كتب الفقه وأبوابه.
وتقدم بهذا العمل إلى مجمع اللغة العربية لنشره، فشكل المجمع (سنة 1362 هـ = 1943م) لجنة من أعضائه ضمت أحمد بك إبراهيم والشيخين "إبراهيم حمروش" و "محمد الخضر حسين" لدراسة الكتاب، فأشادت بالعمل والجهد المبذول فيه، وانتهى الأمر باعتذار المجمع عن نشر الكتاب، محتجًا بأن العمل أدخل في باب السنة منه في باب اللغة، ويشاء الله أن لا يُطبع الكتاب في حياة مؤلفه وظل حبيس الأدراج، حتى نشر بعد وفاته بفترة طويلة سنة (1412هـ = 1991م).
المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/296)
وكما دخل "محمد فؤاد عبد الباقي" ميدان فهرسة السنة النبوية من باب الترجمة دخل أيضًا ميدان فهرسة ألفاظ القرآن الكريم من الباب نفسه، فقد ترجم كتاب "تفصيل آيات القرآن الكريم" لجول لا بوم عن الفرنسية، ونشره سنة (1353هـ = 1934م)، لكنه لم يكن كافيًا لسد الغرض، فرغب في وضع معجم دقيق لألفاظ القرآن يعين الباحثين في الوصول إلى أي آية كريمة في القرآن إذا استعان بكلمة منها، وتطلب منه ذلك أن يُفرغ كل الكلمات الواردة في القرآن الكريم، ويرتبها حسب حروف المعجم، مع الأخذ في الاعتبار ردها إلى أصولها اللغوية.
وقد بذل المؤلف جهدًا مشكورًا في وضع كتابه، مستعينًا بكتابه "نجوم القرآن في أطراف القرآن" للمستشرق الألماني فلوجل، الذي طبع لأول مرة سنة (1258هـ= 1842م)، مراجعًا ما يجمعه على معاجم اللغة وتفاسير الأئمة اللغويين، عارضًا ما يجمعه على الثقات من أصدقائه من علماء اللغة، حتى إذا اطمأن إلى عمله دفعة إلى دار الكتب المصرية، فأجازت نشره بعد أن شكلت لجنة لذلك، فخرج في أحسن صورة وأبهى حلة.
وجاء عمله مكتملاً، لم يستدرك عليه أحد من العلماء سقطًا في معجمه، من فرط مبالغته في المراجعة وحرصه الدائب على الدقة، وشاء الله أن يكون هذا المعجم خاليًا من الخطأ؛ لأنه يقوم على كتابه، ويعين الباحثين في الوصول إلى آية، وقد تلقت الأمة هذا العمل بالقبول، ورزقه الله الذيوع، فلم تخل منه مكتبة لعظم فائدته.
حياة صائم الدهر
ولم يكن لمثل هذه الأعمال العظيمة أن ترى النور لو لم يكن وراءها صبر شديد، وعزيمة قوية، ودقة متناهية، وحياة منضبطة، وتوحيد للهدف، وتجرد وإخلاص، وهكذا كانت حياة الرجل، وأترك لابنة أخيه الكاتبة الأديبة اللامعة نعمات أحمد تصور حياة عمها بقولها:
"وحياة الرجل الخاصة تدخل في باب الغرائب، فنحن نسميه صائم الدهر، فكان يصوم الدهر كله لا يفطر فيه إلا يومين اثنين هما أول أيام عيد الفطر، وأول أيام عيد الأضحى، وطعامه نباتي، وكان يصوم بغير سحور .. أي أنه يتناول وجبه واحدة كل 24 ساعة، وكان محافظًا في كل شيء، فزيه يتكون من البدلة الكاملة صيفًا وشتاءً .. وكان زاهدًا في الاجتماعات والتعارف، يفسر هذا وكأنه يعتذر: إن التعرف إلى الناس، تقوم تبعًا له حقوق لهم والتزامات واجبة الرعاية والوفاء، وليس عندي وقت لهذا، ولا أنا أطيق التقصير فيه لو لزمتني".
أطال الله في عمر محمد فؤاد عبد الباقي حتى بلغ العقد التاسع، لكنه ظل متمتعًا بصحة موفورة، ونشاط لا يعرف الكلل، وحياة منتظمه أعانته في إنتاج الأعمال التي يحتاج إنجازها إلى فريق من الباحثين، وبارك الله فيما كتب، فانتشرت كتبه شرقًا وغربًا، وعم الانتفاع بها، وظل يؤدي رسالته حتى لقي ربه في سنة (1388 هـ = 1967م).
مصادر الترجمة:
نعمات أحمد فؤاد – محمد فؤاد عبد الباقي صاحب فهارس القرآن والحديث – مجلة العربي – العدد (118) – السنة 1968م.
خير الدين الزركلي – الإعلام – دار العلم للملايين – بيروت – 1986م.
مجمع اللغة العربية – محاضر الجلسات في الدورة العاشرة (1943 – 1944م) – القاهرة 1970.
فنسنك – مقدمته للمعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي – ليدن – 1936م.
ـ[عاصم بن صفوت الشوادفى]ــــــــ[23 - 06 - 08, 04:57 م]ـ
تجد الترجمة والصورة الغريبة
نعم والله، لقد دُهشت حين رأيتها!!
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[10 - 11 - 10, 03:06 ص]ـ
معظم العلماء والمفكرين في ذاك العصر كانوا على تلك الصورة خصوصًا بمصر والشام.(159/297)
تراجم المؤذنين في الحرمين
ـ[مصطفى المدني]ــــــــ[15 - 05 - 08, 01:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام اتمنى لو وضعت هنا تراجم للمؤذنين في الحرمين الشريفين لأنني سمعت أن فيهم دكاترة شرعيين وطلبة علم فما رأيكم.
ـ[أبو أيوب الجهني]ــــــــ[29 - 05 - 08, 03:09 ص]ـ
يحتل الأذان الحجازي بشكل عام مكانة في قلوب المسلمين لأنه يبعث فيهم مشاعر الشوق والحنين إلى تلك الديار الطاهرة، وهناك أسر في مكة المكرمة والمدينة المنورة اشتهرت بالأذان حيث حرصت على تقديم أجيال من أفرادها لأداء هذه الشعيرة الجليلة.
ومن طلبة العلم المؤذنين في المسجد النبوي:
1 - الشيخ الدكتور سامي محمد ديولي: ولد بالمدينة المنورة عام 1374 هـ ودرس بها حتى المرحلة الجامعية والعليا فحصل على (الدكتوراة) في الفقه المقارن. عين مؤذناً عام 1402 هـ.
2 - الشيخ الدكتور عمر يوسف محمد كمال: ولد بالمدينة المنورة عام 1373 هـ وحصل على (الدكتوراة) في التفسير وهو مدرس بالجامعة الإسلامية. عين مؤذناً عام 1401 هـ.
والله الموفق ..
ـ[مصطفى المدني]ــــــــ[07 - 06 - 08, 10:15 م]ـ
للرفع
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[07 - 06 - 08, 11:03 م]ـ
أظنني قد قرأت كتاباً أُفردَ في هذا الباب
ـ[أبو طلحة العتيبي]ــــــــ[04 - 11 - 09, 12:09 م]ـ
مؤذنين المسجد الحرام في مكة
المؤذنون هم سبعة عشر مؤذن:
عبدالملك عبدالرحمن ملاَّ
علي أحمد ملاَّ
محمد خليل رمل _ نسأل الله له الشفاء و العافية
عبدالله أسعد ريس
عبدالعزيز أسعد ريس
فاروق عبدالرحمن محمد عبده حضراوي
حسان رشاد علي محمد زبيدي
نايف صالح و اعظ الدين نضرة علي فيدة
محمد سراج عبدالرحمن معروف
توفيق عبدالحفيظ محمد سعيد خوج
ماجد إبراهيم محمد حسن عباس
محمد علي شاكر
احمد عبدالله بصنوي
محمد يوسف مؤذن
عبداللع عبدالقادر سباك
علي عمر معمر
حسين حسن احمد محمود فرج شحات - مازال تحت التدريب و ذلك نقلا عن المؤذن علي ملا
و من أجمل الأصوات و أكثرها تميزا صوت المؤذن علي احمد ملا َّ، و هو المكلف بالتكبير في صلاة العيدين، و قد كان يقوم بهذا التكبير الشيخ عبدالله بصنوي رحمه الله.
و يتواجد في كل فرض مابين مؤذنين إلى ثلاثة مؤذنين و يتواجدون في المُكَبرِيَّة، و هي مكان ذا واجه زجاجية، يبعد عن الكعبة حوالي 25 م. و في صلاة التراويح يتواجد ثلاث مؤذنين، وهم مؤذن المغرب و مؤذن العشاء و مؤذن احتايطي يقومون بالتكبير خلف الإمام و ذلك بالتناوب بينهم
و في ليلة الختم يأتي عادة ثمانية مؤذنين، يقوم مؤذن المغرب لتلك الليلة بالتكبير لأربع ركعات كذلك مؤذن العشاء لتلك الليلة و يقوم بقية المؤذنين لتكبير لأثنى عشر ركعة لكل مؤذن ركعتين
و عادة ما ياتي لتكبير لتلك الليلة من غير مؤذني فرض المغرب و العشاء:
علي ملا ـ نايف فيده ـ فاروق حضراوي ـ محمد معروف ـ عبدالملك ملا ـ توفيق خوج.
و بنسة لتكبير العيد يأتي مجموعة من المؤذنين على رأسهم شيخ المؤذنين:
عبدالملك ملا ـ علي ملا ـ محمد معروف ـ توفيق خوج ـ عبدالله بصنوي ـ ماجد عباس ـ فاروق حضراوي و هؤلاء المؤذنين يندر أن يتغيب أحدهم عن صلاة العيد عكس المؤذنين نايف فيده و حسان رشاد
ـ[أبو طلحة العتيبي]ــــــــ[04 - 11 - 09, 12:10 م]ـ
من المؤذنين القدماء للمسجد النبوي:
من مؤذني المسجد النبوي الشريف 5
-------------------------------
*طلحة بن سعد بن عبد الله
هو طلحة بن سعد بن عبد الله بن أحمد سيف الدين أبو الوفاء
المدني ويعرف بالنفطي ولد في المدينة المنورة عام 864 هـ
فحفظ القرآن الكريم وبعض المصنفات مثل الأربعين النووية
و المنهاج والألفيتين و لشاطبية كان أحد المؤذنين في المسجد
النبوي الشريف.
سافر إلى القاهرة عدة مرات كان أولها سنة 882 هـ، فقرأ
البخاري على الديمي وأخذ عن البكري وزكريا وسافر إلى
الشام وأخذ عن الناجي ثم سافر إلى القاهرة وكانت وفاته
فيها سنة 889 هـ.
=========
*عبد الله بن أحمد بن محمد الجمال
هو عبد الله بن أحمد بن محمد بن محمد الجمال المدني
الشافعي المصري الأصل ويعرف كأبيه بابن الريس وبابن
الخطيب.
ولد في المدينة المنورة سنة 851 هـ وتلقى فيها علومه
ودراساته، وحفظ المنهاج و ألفية ابن مالك في النحو
وغيرهما.
سافر إلى القاهرة والشام وغيرهما من البلدان وباشر مع
أخويه رئاسة الأذان في المسجد النبوي الشريف واستمر
على ذلك حتى وفاته سنة 891 هـ وله أربعون عاماً.
=========
*عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد (1)
هو عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد المؤذن بالحرم النبوي
الماضي أخوه إبراهيم شهد في مكتوب سنة إحدى وثمانين
وسبعمائة. تقدم فيمن جده محمد بن أحمد.
=========
*عبد الرحمن بن حسين ابن القطان
هو عبد الرحمن بن حسين بن حسن الزين المعروف بابن
القطان كان أبوه أحد المؤذنين في المسجد النبوي الشريف.
ولد في المدينة المنورة عام 760 هـ وتلقى تعليمه الأولي
في حلقات المسجد النبوي الشريف فحفظ القرآن الكريم
ودرس عدداً من الكتب العلمية والأدبية حتى برع فيها
وتصدر للتدريس والفتيا في المسجد النبوي الشريف حتى
أصبح يطلق عليه الإمام المتقن وكان أحد المؤذنين في
المسجد النبوي الشريف مثل أبيه وتوفي رحمه الله في
المدينة المنورة سنة 829 هـ رحمه الله.
---------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/298)
ـ[أبو طلحة العتيبي]ــــــــ[04 - 11 - 09, 12:12 م]ـ
مؤذني المسجد النبوي:
إبراهيم بن أحمد بن محمد
إبراهيم بن أحمد المدني
(849 ـ 900هـ)
هو إبراهيم بن أحمد بن محمد المصري الأصل المدني الشافعي، يعرف بابن الخطيب، وبالريس ابن الريس؛ لأنه كان رئيس المؤذنين في المسجد النبوي الشريف والمدينة المنورة، وكان والده أبو الفتح رئيساً للمؤذنين من قبله.
ولد صاحب الترجمة في المدينة المنورة عام 849هـ، ونشأ فيها فحفظ القرآن الكريم ودرس عدداً من الكتب العلمية والأدبية واللغوية، وسمع على بعض العلماء، منهم: المحب الطبري، والسخاوي، وغيرهما، سافر إلى القاهرة عدة مرات، وتوفي سنة 900هـ بالمدينة المنورة.
-----------------------------
للتوسع:
التحفة اللطيفة ـ للسخاوي ج1 ص 107.
إبراهيم بن أحمد بن غنام
إبراهيم بن أحمد بن غنام
( ...... ـ بعد 829هـ)
هو إبراهيم بن أحمد بن غنام البلعي المدني، ويعرف بابن علبك.
ولد في المدينة المنورة، ونشأ بها، وتلقى فيها علومه، وسمع على عدد من العلماء منهم: البرهان ابن فرحون، والبرهان ابن الصديق، وسليمان السقا، والزين أبو بكر المراغي، وآخرون.
كان مؤذناً في المسجد النبوي الشريف، وكان يؤدب الأبناء، وأحد المقرئين في المدينة، وكان حياً سنة 829هـ.
-------------------------
للتوسع:
الضوء اللامع ـ السخاوي ج1 ص22.
إبراهيم بن محمد الراضي
التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة
شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي ج 1/ 146
الناشر: أسعد طرابزوني الحسيني 1399هـ- 1979م
إبراهيم بن محمد بن الراضي
إبراهيم بن محمد الراضي الكتاني المدني. رئيس المؤذنين بها. ووالد محمد الآتي، وهو منسوب لجده. فهو ابن محمد راضي. وبعضهم لم يسم جده، كما سبق قريباً.
أبو بكر فخر الدين السنجاري
فخر الدين السنجاري
(666 ـ 739هـ)
ولد أبو بكر فخر الدين السنجاري في القاهرة سنة 666هـ، وينتمي إلى عائلة السبكيين، وله في بلده وجاهة كبيرة.
انتقل إلى المدينة المنورة ليعمل مؤذناً في المسجد النبوي الشريف، محتسباً لوجه الله وطالباً للأجر والبركة.
وكان جهوري الصوت، يمتاز بالحضور وخشوع القلب، معظماً عند الناس، يقضي حوائجهم، ويلبي دعواتهم، وكان يقال له: سمسار الخير، لكثرة سعيه في مصالح شتى للناس، وتأسيسه لوظائف كثيرة، تأسست بمعرفته وتدبيره، ومنها:
درس المالكية ودرس الشافعية في المسجد النبوي، ودرس الحنفية بالمدرسة الأركوجية، وسقايات الماء.
ومن أولاده: شمس الدين محمد، وقد تولى الأذان كأبيه.
توفي صاحب الترجمة سنة 739هـ.
---------------------
للتوسع:
تاريخ المدينة المنورة ـ لابن فرحون ص 156.
نصيحة المشاور وتعزية المجاور
أحمد بن خلف بن عيسى
التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة
محمد بن عبد الرحمن السخاوي ج1 ص 178
أحمد بن خلف بن عيسى بن عشاش بن يوسف بن بدر بن علي الأنصاري، الخزرجي، العبادي، الساعدي المطري - نسبة للمطرية لكون مولده بها-، ثم المدني، والد الحافظ الجمال أبي عبد الله محمد الآتي. تحول من المطرية إلى المدينة ثالث ثلاثة، لخلوها حينئذ من عارف بالميقات فقطنها، وصار رئيس المؤذنين بها. كما سيأتي في ولده.
أحمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم الشهاب
التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة
شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي ج1 / ص193
الناشر: أسعد طرابزوني الحسيني 1399هـ- 1979م
أحمد بن عبد الله بن محمد الشهاب
أحمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم الشهاب أبو العباس بن الجمال المصري الأصل، المدني الحنفي. جد عبد الغني الموجود الآن، المؤذن كأسلافه، والمؤذن بالمدينة النبوية. كان أفضل بني أمية. ممن تفقه على مذهب أبي حنيفة. وجد في الطلب، واجتهد، وشارك في فنون. قاله ابن فرحون.
قال: وهو اليوم من أعيان جماعة المؤذنين.
قلت: وقد روى الموطأ عن الوادياشي، سمعه عليه الجمال الكازروني. وسمع أيضاً: سنة ثلاثة وستين على العفيف المطري الجزء الذي خرجه له الذهبي من حديثه. وكان فقيهاً. وله ذكر في أبيه. وهو والد عبد العزيز أبي عمر الآتيين1.
________________________
1 كذا بالأصل.
أحمد بن علي بن معبد
التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة
شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي ج1/ 209
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/299)
الناشر: أسعد طرابزوني الحسيني 1399هـ- 1979م
أحمد بن علي بن معبد
أحمد بن علي بن معبد. الشهاب القدسي. المؤذن بالحرم النبوي. سمع في سنة تسع وثمانين على الزين العراقي، في مصنفه في قص الشارب.
أحمد بن محمد بن عمر
التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة
محمد بن عبد الرحمن السخاوي ج1 ص 244
أحمد بن محمد بن عمر.
المؤذن بالحرم المدني، شهد في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة
أحمد بن محمد بن محمد بن الشهاب
أحمد بن محمد ابن الخطيب
(804 ـ 854هـ)
أحمد بن محمد بن محمد بن الشهاب بن الشمس المدني، أبو العباس وأبو الرضى، المعروف بابن الخطيب، وابن الريس.
رئيس المؤذنين في المسجد النبوي الشريف، وكذلك كان أبوه من قبل.
سمع على عدد من العلماء في حلقات المسجد النبوي الشريف، منهم: الجمال الكازروني سنة 834هـ، وأبو السعادات بن ظهيرة سنة 849هـ.
كان محباً للأسفار في طلب العلم، سافر مراراً إلى القاهرة ودمشق وحلب، وسمع على جملة من علمائها.
وكان ينظم الشعر، وله فيه نظم حسن.
توفي في المدينة المنورة سنة 854هـ عن خمسين عاماً، ودفن في البقيع.
----------------------------
للتوسع:
الضوء اللامع ـ للسخاوي ج2 ص 210.
أحمد بن إبراهيم المدني
أحمد بن إبراهيم المدني
هو أحمد بن إبراهيم المدني.
أحد المؤذنين في المسجد النبوي الشريف خلال القرن التاسع الهجري.
قرأ "الموطأ" على الجمال الكازروني سنة 720هـ، ولم تسعفنا المصادر بمعلومات أوفى.
-------------------------------
للتوسع:
الضوء اللامع ـ السخاوي ج1 ص209.
أحمد بن مسعود الشكيلي
نصيحة المشاور وتعزية المجاور
عبد الله بن محمد بن فرحون ص 186
دار المدينة المنورة ط1 - 1417هـ
أحمد بن مسعود الشكيلي
وكان من أولاد المدينة ومشاهير بيوتهم الشكيليون، أصلهم أيضاً من مكة جدهم مسعود النجار أسنَّ حتى اختلط، وكان قد تأثل مالاً من نخيل ودور، وكان زراعاً مبختاً في التجارة، وله ذرية صالحة من الأولاد وأولاد الأولاد كلهم قراء ...... وبقي اليوم ولده أحمد هو من جملة المؤذنين أيضاً.
أحمد القطان
التحفة اللطيفة ج 1 / ص 282
أحمد القطان
أحمد القطان، المؤذن. أخو حسن الآتي. ووالد محمد الآتي.
وينظر: أحمد بن قاسم الماضي. فالظاهر: أنه هو. ولكن يحرر ذلك، مع أحمد بن مسعود الشكيلي
الأصفح
الأصفح
الأصفح من طبقة التابعين، كان مؤذن أهل المدينة.
روى عن أبي هريرة رضي الله عنه.
روى عنه: ابنه إبراهيم.
ذكره ابن حبان في "الثقات"
---------------------------
للتوسع:
التحفة اللطيفة ـ للسخاوي ج1 ص 332.
أقرع مؤذن عمر بن الخطاب
الأقرع
الأقرع من ثقات التابعين، كان مؤذن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
روى عن عمر بن الخطاب. وروى عنه: عبد الله بن شقيق العقيلي.
روى له أبو داود قوله: بعثني عمر إلى الأُسْقُفّ ـ رئيس النصارى الديني ـ فدعوته، فقال له عمر: هل تجدني في الكتاب؟ قال: نعم. قال: كيف تجدني؟
قال أجدك قرناً. فرفع عليه الدِرَّة فقال: قَرْنُ مَهْ. فقال: قَرْنٌ حديدٌ، أمين شديد…الأثر.
-----------------------
للتوسع:
سنن أبي داود: كتاب السنة ـ باب في الخلفاء، حديث (4656).
الإصابة في تمييز الصحابة ـ لابن حجر العسقلاني ج1 ص 110.
التحفة اللطيفة ـ للسخاوي ج1 ص 338.
تهذيب التهذيب ـ لابن حجر ج1 ص 234.
بلال بن رباح الحبشي
بلال بن رباح الحبشي
هو: بلال بن رباح الحبشي، مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخازنه على بيت المال. واسم أمه: حمامة، مولاة لبني جمح القرشيين.
وكنيته: أبو عبد الله، وأبو عبد الكريم، وأبو عمرو.
وهو حبشي الأصل، مكي الولادة، وقيل من مولدي السراة.
كان أسود اللون نحيفاً، طويل القامة.
ولد قبل الهجرة بنحو خمسين سنة، وكان مولى لبعض بني جمح قوم أمية بن خلف، فأسلم وهو رقيق، وكان من السابقين الأوائل للإسلام، فأخذ مواليه _ وعلى رأسهم أمية بن خلف _ يعذبونه ويطوفون به أحياء مكة مربوطاً بالحبال، ويخرجون به إلى الصحراء في الحر الشديد ويضعون على بطنه الحجارة ويقولون له: إلهك اللات والعزى، وهو صامد صابر يقول: أَحَد …أَحَد. ثم اشتراه منهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأعتقه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/300)
هاجر بلال إلى المدينة المنورة مع من هاجر إليها من إخوانه المسلمين، وعندما شرع الأذان، اختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون أول مؤذن في الإسلام، وكان جميل الصوت قويه.
وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب الذي استشهد في معركة بدر، ومن ثم آخى بينه وبين أبي رويحة الخثعمي.
شهد معركة بدر وقاتل قتال الأبطال، وأبصر فيها أمية بن خلف الجمحي أسيراً مع عبد الرحمن بن عوف فهجم عليه قائلاً: رأس الكفر أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا. وصاح بجموع المسلمين فهجموا على أمية وساعدوا بلالاً على قتله.
وشهد بعد بدر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة أحد وسائر الغزوات ومنها فتح مكة، حيث أمره الرسول صلى الله عليه وسلم بالأذان على ظهر الكعبة، فكان يوماً مشهوداً فرح فيه المسلمون فرحاً عظيماً.
روى له البخاري ومسلم (44) حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وروى عنه: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وأسامة بن زيد، وعبد الله بن عمر، وغيرهم.
عاش بلال في المدينة المنورة بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته في أمن وسلام، وأصابته الحمى يوماً فكان دائم الحنين إلى مكة، يردد هذين البيتين:
يا ليت شعري هل أبيتن ليلة بواد وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوماً مياه مجنة وهل يبدون لي شامة وطفيل
وقد استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم خازناً على بيت مال المسلمين، وكان عندما ترد الأموال إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر بلالاً بتوزيعها على المسلمين ويقول له: ((أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالاً)).
وكان مستقيماً في عبادته، حريصاً على إقامة شرائع الله، روى أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((السُّبَّاق أربعة: أنا سابق العرب، وسلمان سابق الفرس، وبلال سابق الحبشة، وصهيب سابق الروم)).
وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال يوماً عند صلاة الصبح: حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام؟ فإني قد سمعت الليلة خشفة نعليك في الجنة، قال: ما عملت عملاً أرجى من أني لم أتطهر طهوراً تاماً في ساعة من ليل ولا نهار إلا صليت لربي ما كتب لي أن أصلي.
وعن زيد بن أقم رضي الله عنه رفعه: ((نعم المرء بلال سيد المؤذنين يوم القيامة، والمؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة)).
وكان عمر بن الخطاب إذا ذكر أبا بكر الصديق يقول: أبو بكر سيدنا، أعتق بلالاً سيدنا.
وإن رجلاً يلقبه عمر بن الخطاب بسيدنا لهو رجل عظيم!.
وكان بلال لا يرى نفسه أكبر مما هي عليه، وكان كريماً متواضعاً، ذهب يوماً يخطب لنفسه وأخيه زوجتين، فقال لأبيهما: أنا بلال وهذا أخي، عبدان من الحبشة، كنا ضالين فهدانا الله، وكنا عبدين فأعتقنا الله، إن تزوجونا فالحمد لله، وإن تمنعونا فالله أكبر.
وبقي بلال مؤذناً للرسول صلى الله عليه وسلم حتى وفاته صلى الله عليه وسلم، فامتنع عن الأذان بعده حزناً على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما استلم الخلافة أبو بكر الصديق رضي الله عنه استأذنه بلال للخروج مع البعوث الإسلامية المتجهة إلى بلاد الشام والمرابطة فيها، لأنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله)).
ويروى أن أبا بكر رضي الله عنه طلب إليه أن يبقى معه بقية عمره، فاستجاب له، فلما توفي أبو بكر وولي الخلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه استأذنه وخرج إلى الشام مجاهداً ومرابطاً، ولما زار عمر الشام طلب إليه المسلمون أن يسأل بلالاً أن يؤذن لهم، فأذن بلال لهم صلاة واحدة، فبكى المؤمنون لأذانه؛ لأنه ذكرهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عمر أشدهم بكاءً.
وأقام بلال بقية عمره في قرية داريا من ضواحي دمشق، وتوفي فيها سنة (20هـ) وله سبعون عاماً ـ على أغلب الروايات ـ، ونقل جثمانه إلى مدينة دمشق، ودفن في الباب الصغير. وفي رواية إن قبره موجود في داريا في مقبرة خولان .. رحمه الله ورضي عنه.
-------------------------------
للتوسع:
الاستيعاب لابن عبد البر ج1/ 178.
سير أعلام النبلاء ـ للذهبي ج1/ 347.
تقي صالح نزيل الكرام خاشقجي
تقي صالح نزيل الكرام خاشقجي
ولد تقي بن صالح نزيل الكرام خاشقجي في المدينة المنورة عام 1328هـ، وتلقى فيها تعليمه الأولي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/301)
عمل مؤذناً في المسجد النبوي الشريف منذ عام 1350هـ، وما زال في عمله حتى إعداد هذه المعلومة 1419هـ.
-----------------------
المرجع:
- تقرير من إدارة المسجد النبوي الشريف.
جميل بن عبد الله المدني
التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة
شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي ج 1/ 430
الناشر: أسعد طرابزوني الحسيني 1399هـ- 1979م
جميل بن عبد الله المدني
جميل بن عبد الله المدني، المؤذن. عن أنس، وسعيد بن المسيب، وعمر بن عبد العزيز. وعنه: يحيى بن سعيد الأنصاري، وابن إسحاق، ومالك بن أنس وغيرهم. قال الذهبي: ما علمت به بأساً. قلت: هو ابن عبد الرحمن الماضي.
الحارث بن عبد الرحمن
التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة
شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي ج 1/ 455
الناشر: أسعد طرابزوني الحسيني 1399هـ- 1979م
الحارث بن عبد الرحمن
الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعيد ويقال المغيرة أبي ذباب الدوسي المؤذن من أهل المدينة.
يروي عن سعيد بن المسيب وبسر بن سعيد والأعرج، وعطاء بن مينا وجماعة.
وعنه: أنس بن عياض، وصفوان بن عيسى، ومحمد بن إسحاق، ومحمد بن فليح. وأهل المدينة. كان ينزل الأعوص منها.
قال أبو زرعة: ليس به بأس. وضعفه ابن حزم. وذكره ابن حبان في ثالثة الثقات. وقال: مات سنة ست وأربعين ومائة.
وقال ابن معين: مشهور. وقال أبو حاتم: يروى عنه الدراوردي أحاديث منكرة. ليس بالقوي.
وقال الساجي: حديثه عند أهل المدينة. ولم يحدث عنه مالك يعني: بصريح اسمه وإلا فقد قال ابن المديني في حديث لمالك _ قال فيه: أخبرت عن سليمان بن يسار _ أرى مالكاً سمعه من الحارث. ولم يسمه. انتهى. قال شيخنا: وهذه عادته فيمن لا يعتمد عليه لا يسميه. وقال ابن سعد: كان قليل الحديث. وهو في التهذيب لرواية مسلم، وللأربعة إلا أبا داود له.
حسن عبد الستار بخاري
حسن عبد الستار بخاري
ولد حسن عبد الستار بخاري في المدينة المنورة، عام 1359هـ، وحصل على الشهادة الابتدائية في مدارسها.
عمل مؤذناً في المسجد النبوي الشريف منذ عام 1400هـ، وما زال في عمله حتى تاريخ إعداد هذه المعلومة 1419هـ.
-----------------------------
المرجع:
- تقرير من إدارة المسجد النبوي الشريف.
حسين حمزة أمين عفيفي
حسين حمزة أمين عفيفي
ولد حسين بن حمزة أمين عفيفي في المدينة المنورة عام 1378هـ، وحصل على الابتدائية من مدارس المدينة المنورة.
التحق بالمسجد النبوي الشريف بوظيفة مؤذن منذ عام 1400هـ، ولا يزال في عمله حتى تاريخ إعداد هذه المعلومة 1419هـ.
--------------------
المرجع:
- تقرير من إدارة المسجد النبوي الشريف
حسين عبد الله حسين رجب
حسين عبد الله حسين رجب
ولد حسين بن عبد الله بن حسين رجب في المدينة المنورة عام 1348هـ، وتلقى في مدارسها تعليمه الأولي والثانوي، وحصل على الشهادة الثانوية.
التحق بالمسجد النبوي الشريف بوظيفة ملازم أذان سنة 1365هـ، وعين مؤذناً رسمياً سنة 1385هـ، وما زال في عمله حتى تاريخ إعداد هذه المعلومة 1419هـ.
--------------------------
المرجع:
- تقرير من إدارة المسجد النبوي الشريف.
حفص بن عمر بن سعد القرظ
التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة
شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاي ج1/ 520
الناشر: أسعد طرابزوني الحسيني 1399هـ- 1979م
حفص بن عمر بن سعد القرظ
حفص بن عمر بن سعد القرظ بن عائذ، المدني، المؤذن. تابعي ثقة. يروي عن زيد بن ثابت. وعنه: الزهري. وروى أيضاً عن أبيه، وعمومته. قاله ابن حبان في ثانية ثقاته. وهو في التهذيب.
الحكم بن الصلت المدني
التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة
شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي ج1/ 522
الناشر: أسعد طرابزوني الحسيني 1399هـ- 1979م
الحكم بن الصلت المدني
الحكم بن الصلت المدني. المؤذن. ويقال: إنه ابن أبي الصلت الأعور. يروي عن أبيه، وأبي هريرة، وعراك بن مالك، ومحمد بن عبد الله بن مطيع. وعنه معن بن عيسى، وخالد بن مخلد، والقعنبي، وسعدويه الواسطي، وعبد الملك بن المغيره.
وثقه أحمد، وأبو حاتم، وزاد: لا بأس به ثقة. وابن حبان.
وقال أبو داود: معروف، مع أنهم لم يخرجوا له. ولكنه في التهذيب.
ـ[بن نعمان]ــــــــ[05 - 11 - 09, 11:19 ص]ـ
بالنسبة لمؤذني المسجد الحرام فإن بعض المذكورين هنا قد توفوا وهم
عبد الملك ملا - محمد رمل - حسان رشاد زبيدي - عبد الله سباك - علي معمر رحمهم الله جميعا
كما أن المؤذنين عبد الله ريس ومحمد سراج معروف انقطعا عن الأذان لظروفهما الصحية
والله أعلم
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[05 - 11 - 09, 04:14 م]ـ
بارك الله فيك
إضافة مهمة وطيبة
ـ[أبو الوليد العمراني]ــــــــ[05 - 11 - 09, 04:45 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[03 - 07 - 10, 05:14 م]ـ
موضوع جيد، وهذا سرد مختصر عن أئمة مسجد المدينة لأحد الباحثين المدنيين(159/302)
صفحات من حياة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[16 - 05 - 08, 02:57 م]ـ
للتنزيل
أخوكم السريلنكي
ـ[أبو إسحاق الأسيف]ــــــــ[16 - 05 - 08, 07:25 م]ـ
العلوان و ما أدراك العلوان
جبل شامخ فى زمن الفتن
نسأل الله تعالى يرفع قدره فى الدارين
و أن يستخدمه فى نصرة الدين و الجهاد فى سبيل الله تعالى
اللهم فك أسر عبدك العلوان عاجلا غير آجل
ـ[أبو عبدالجبار]ــــــــ[08 - 08 - 10, 11:07 م]ـ
العلوان صاحب حافظة قوية، وذهن وقاد،، من الطرائف حدثني أحد الثقات أن الشيخ العلوان حينما أنهى المستدرك على الصحيحين للحاكم حفظاً وضع وليمة بسيطة حضر فيها بعض الأخوة ..(159/303)
لكل من أحببنا في الله أريد ترجمة لكل من العلماء الأجلاء
ـ[عبدالله عبدالعزيز]ــــــــ[17 - 05 - 08, 12:01 م]ـ
1 ـ الشيخ حمود التويجري رحمه الله
2 ـ الشيخ عبدالمحسن العباد حفظه الله
3 ـ الشيخ بكر أبو زيد
وأرجو من الأخوة أن تكون من مصادر موثوقة وغير إلكترونية لأني أرغب في إضافتها كمرجع لبحث أحد الأخوان ولكم جزيل الشكر
ـ[أبو طلحة العتيبي]ــــــــ[20 - 06 - 08, 04:25 ص]ـ
أولا: الشيخ حمود بن عبد الله التويجري العنزي رحمه الله
هو الشيخ العالم العلامة أبو عبد الله حمود بن عبد الله بن حمود بن عبد الرخمن التويجري من قبيلة بكر بن وائل بطن من ربيعة.
* مولده:
ولد الشيخ بمدينة المجمعة في يوم الجمعة الخامس عشر من شهر ذي الحجة سنة أربع و ثلاثين وثلاثمائة و ألف (1334) هـ.
- توفي والده عام 1342هـ.
* طلبه للعلم:
- ابتدأ الشيخ القراءة على يد الشيخ أحمد الصانع عام 1342 وذلك قبل وفاة والده رحمه الله بأيام قلائل. تعلم على يديه مبادئ القلراءة و الكتابة،
ثم حفظ القرآن على يديه و لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره، كما قرأ عليه " الثلاثة الأصول" الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
* شيوخه:
-ابتدأ القراءة على الفقيه الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري قاضي المجمعة و توابعها و فقيهها وعمره إذ ذاك 13 سنة،
ولازمه ما يزيد على ربع قرن من الزمن، قرلأ عليه في شتى العلوم النافعة.
- أجازه في الرواية " الصحاح" و السنن و المسانيد، وفي رواية كتب شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم.
- قرأ على الشيخ الفقيه العلامة محمد بن عبد المحسن الخيال قاضي المدينة سابقا في النحو والفرائض.
- كما قرأ على سماحة العلامة الفقيه عبد الله بن محمد بن حميد، اللغة و الفرائض.
- روى عن الشيخ العلامة المجاهد سليمان بن حمدان قاضي مكة و المدينة سابقا حديث الرحمة المسلسل
بالأوّليّة، وأجازه أيضا بجميع مروياته.
* أعماله:
- أُلزِم الشيخ بالقضاء عام 1368 ثم عام 1369 إلى عام 1372، ثم اعتذر من القضاء.
- طُلب للعمل في مؤسسات علمية كثيرة، مثل:
كلية الشريعة، الجامعة الإسلامية، دار الإفتاء،
لكنه اعتذر عن ذلك كله آثر التفرغ للعلم و البحث و التأليف.
- استمر في العلم و التحصيل وبث ذلك في المؤلفات.
من مؤلفاته النافعة:
1) الرد القويم على المجرم الأثيم.
2) رسالة في المعية بتقديم ابن باز وابن عثيمين رحم الله الجميع.
وقد بلغت مؤلفاته أكثر من خمسين مؤلفا.
- كما له تنبيهات وتعليقات عل كتب كثيرة.
* تلاميذه:
- لأسباب كثيرة لم يجلس الشيخ للطلبة، ولهذا قل تلاميذه، ومنهم: - عبد الله الرومي
- عبد الله محمد الحمود
- ناصر الطريري
- زيد الغانم
- كما قرأ عليه أبناؤه
- كما أجاز رحمه الله عددا من أفاضل العلماء، والدعاة.،
* أخلاقه:
- كان رحمه الله يتسم بخلق جم، و أدب رفيع، كان وقافا عند حدود الله.
- وقال مرة بمناسبة صدور جائزة الملك فيصل العالمية: " إن الشيخ ناصر من أحق من يُعطاها لخدمته للسنة ".
- ولقد دعاه الشيخ إلى منزله حين زار الألباني الرياض في عام 1410 هـ.
- كان يقرأ في صلاة الليل كل يوم أربعة أجزاء و نصف تقريباً.
* مرضه ووفاته:
ابتدأ المرض بالشيخ منذ ثلاث سنوات تقريبا، لكنه كان يكتم ذلك و يخفيه، حتى اشتد عليه في السنة
الأخيرة، فأدخل على اثر ذلك المستشفى ثلاث مرات كان آخرها قبل وفاته بيومين.
وقد وافاه أجله في آخر ساعة من يوم الثلاثاء الموافق 5/ 7/1413، عن عمريناهز 78 عاماً وستة أشهر وعشرين يوماً. ودفن بمقبرة النسيم.وقد أم المصلين سماحة الشيخ بن باز رحمه الله تعالى.
رحم الله الشيخ رحمة واسعة .....
ثانيا: الشيخ عبد المحسن العباد العنزي حفظه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/304)
الاسم: عبد المحسن بن حمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمد بن عثمان ال بدر، والجد الثاني عبد الله لقبه عبَّاد، وقد اشتهر بالنسبة إليه بعض أولاده – ولدت في عام 1353 هـ في مدينة الزلفي الواقعة شمال مدينة الرياض، تعلمت القراءة والكتابة في الكتِّاب، ودرست المرحلة الابتدائية في الزلفي، ثم التحقت بمعهد الرياض العلمي ثم بكلية الشريعة بالرياض، وتخرجت منها عام 1379 هـ ومن أبرز مشايخي الذين درست عليهم في معهد الرياض العلمي وكلية الشريعة: الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز، و الشيخ / محمد الأمين الشنقيطي و الشيخ / عبد الرزاق عفيفي، والشيخ / عبد الرحمن الإفريقي و الشيخ / عبد الله صالح الخليفي رحمهم الله.
فضيلة الشيخ لكم باع طويل في التدريس وبخاصة تدريس الحديث الشريف، مالطريقة المثلى التي ترون ينتهجها المتخصص في السنة النبوية؟
الطريقة المفضلة لطلب الحديث أن يتدرج فيه، ففي الحفظ يحفظ مثلاً: الأربعين النووية ثم عمدة الأحكام للمقدسي، ثم اللؤلؤ و المرجان فيما اتفق عليه الشيخان الذي جمعه محمد فؤاد عبد الباقي، ولتكن دراسته للصحيحين وكتب السنن الأربعة وغيرها على شيخ له معرفة بالحديث ليستفيد من توجيهه وتعليمه، وفي أثناء الدراسة يعنى بالمتون والأسانيد ومعرفة الرجال و الحكم على الأحاديث ومعرفة الصحيح والضعيف، ويعنى بالرواية و الدراية وفي معرفة ما يستنبط من الأحاديث من الأحكام والفوائد، وكذا دراسة علم المصطلح على شيخ و التدرج في ذلك.
التدريس في الحرم النبوي له خصوصيته، فمتى كانت بداية تدريسكم في الحرم، وهل يمكن أن نتعرف منكم عن الكتب الحديثيه التي درستموها في المسجد النبوي؟
بدأت التدريس في المسجد النبوي في أول عام 1406 هـ،ودرست فيه الصحيحين وسنن أبي داود والنسائي وجامع الترمذي، ودرست أيضاً ألفية السيوطي في المصطلح، ودرست أيضاً في العقيدة مقدمة ابن أبي زيد القيرواني وتطهير الاعتقاد للصنعاني وشرح الصدور للشوكاني، وفي الفقه شرح شروط الصلاة وكتاب آداب المشي إلى الصلاة، وهما للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمة الله.
هل هناك تعارض بين حفظ المتون العلمية و بين الاهتمام بحفظ السنة؟ فإن لم يكن فكيف يجمع بينهما؟
ليس هناك تعارض بين حفظ المتون في السنة وفي غيرها، وإنما يتدرج في المتون المحفوظة في السنة وغيرها، ويجمع إلى حفظ المتون دراسة الكتب الحديثية إسناداً ومتناً، رواية ودراية، ومن المناسب الاكتفاء بمتن واحد في الفقه وأصوله والنحو ليتسع المجال للاشتغال بالسنة.
هناك مقولة تقال بين حين و آخر: إن الاهتمام بالسند انتهى ولا ينبغي الالتفات إليه، بينما في مقولة أخرى توغل في الاهتمام بالسند حتى أسانيد البخاري و مسلم في دراستها للحكم عليها دون الاهتمام بفقه المتن. ما تعليقكم على ذلك؟
المطلوب الاهتمام بالأسانيد والمتون رواية ودراية ومعرفة الرجال في الأسانيد،والاتصال فيها والانقطاع لمعرفة حكمها صحة وضعفا، ولا تشتغل بأسانيد الصحيحين للحكم على الأحاديث فيها،وإنما يشتغل فيها لمعرفة ما اشتملت عليه من المباحث التطبيقية لعلم مصطلح الحديث.
يختلف المختصون بالحديث في مسألة: العمل بقواعد المحدثين في القرون الأولى أو بما استقر عليه الاصطلاح كما قعدّه ابن صلاح أو ابن حجر رحمهما الله تعالى، هل ترون تنافياً بين الأمرين؟
لا تنافي أمام طالب الحديث بين الأمرين، بل عليه أن يستفيد مما جاء عن المحدثين المتقدمين و المتأخرين، ولا يستغني طالب العلم عن الرجوع إلى ما جاء عن هؤلاء وهؤلاء.
اشتهر عند بعض طلاب العلم الحرص على الحكم على الحديث صحة وضعفاً. ما رأيكم في ذلك؟ وهل هناك منهج ينبغي أن يسير عليه طلاب علم الحديث في ذلك.
الحكم على الأحاديث صحة وضعفا هو الغاية و المقصود من دراسة الأسانيد ومعرفة الرجال ليُعمل بالثابت منها دون غيره، ويكون ذلك بالرجوع إلى أحكام المحدثين من المتقدمين أو المتأخرين على الأحاديث صحة وضعفاً، ويُعنى طالب العلم بالاهتمام بالطرق التي يتوصل إلى معرفة الحكم على الأحاديث وتطبيقاتها.
ماذا عن أبرز مؤلفاتكم في الحديث وغيره؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/305)
مما كتبته في الحديث: شرح حديث جبريل، وشرح حديث " نضر الله أمراءً سمع مقالتي "، وشرح الأربعين النووية، وشرح عشرين حديثاً من صحيح البخاري، وعشرين حديثاً من صحيح مسلم، وبيان ما في أسانيدها من المباحث التطبيقية لعلم مصطلح الحديث.
ومما كتبته في العقيدة: قطف الجنى الداني في شرح مقدمة رسالة أبن أبي زيد القيرواني.
وفي الفقه: شرح آداب المشي إلى الصلاة للشيخ محمد بن عبد الوهاب، وتفسير آيات من كتاب الله بعنوان: من كنوز القرآن الكريم، مع كتب ورسائل أخرى طبعت في ثمانية مجلدات.
يجرى على ألسنة بعض المتعالمين القدح في صحيحي البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى محتجين أن فيهما بعض الأحاديث الشاذة ونحوها، مما يجعلها عرضة للبحث و النظر ما لقول الصحيح في ذلك.
كتابا البخاري ومسلم وُضِعَا لجمع الأحاديث الصحيحة، وما انتقده بعض الحفاظ المتقدمين عليهما شيء يسير، وأكثر ما انتقده الحق فيه مع صاحبي الصحيح، والقليل النادر منها ليس عليه جواب مقنع، وكون أحاديثهما بالآلاف وما انتقده الحفاظ عليهما قليل جداً غالبيته العظمى لم تسلم لهم، يدل ذلك على صحة ما في الكتابين وبيان علو منزلتهما كما حقق ذلك الحافظ ابن حجر في مقدمة فتح الباري.
نريد أن تتحفوا قراء موقع السنة النبوية ببعض المواقف المفيدة التي استفدتموها من مشايخكم و بالذات في صحبتكم مع سماحة الإمام عبد العزيز بن باز رحمة الله.
مشايخنا رحمهم الله استفدت منهم علماً وأدباً، وقد سميت خمسة من أبرزهم، رحم الله الجميع وغفر لهم وجزاهم أحسن الجزاء، ولا يحضرني الآن مواقف معينة لأذكرها.
تكاثرت الفتن على المسلمين في هذا الوقت بم تنصحون طلاب العلم المبتدئين وغيرهم؟ وعلام يركزون اهتماماتهم؟
على طلاب العلم الاشتغال بما يُغْنى عما لا يُغِْني، وأن يشغلوا أوقاتهم بالاشتغال بالعلم الشرعي تلقياً من مشايخهم ومذاكرة في العلم فيما بينهم، وقراءة ما أمكن من الكتب العلمية المفيدة السليمة من الخلل، وألا يشغلوا أنفسهم بالفتن وتعريضهم أنفسهم لها، فيبتعدوا عن كل ما يعود عليهم وعلى المسلمين بالضرر، ولاسيما الابتعاد من مصاحبة جلساء السوء.
يكثر بعض الطلاب – حرصاً منهم – على التنقل بين المشايخ لطلب العلم دون التركيز، أو إكمال مرحلة التعلم، ما نصيحتكم لهؤلاء؟
شغل الأوقات في تحصيل العلم الشرعي مطلوب، ولا بأس من دراسة الطالب على أكثر من شيخ في فن أو فنون مختلفة، فيحضر عند شيخ في الحديث مثلاً، وعند شيخ آخر في التفسير، وعند ثالث في الفقه، لأن الوقت إذا لم يُشغل فيما ينفع ضاع على صاحبة، وأقل أحواله أن يكون لا له و لا عليه.
في نهاية هذا اللقاء المبارك نود أن تتحفوا قراء الموقع بما ترونه من نصائح مفيدة أثابكم الله وسدد خطاكم وجعل ما تقدمونه من علم وعمل في ميزان حسناتكم ونفع بكم الإسلام و المسلمين.
أوصي طلاب العلم الشرعي بما يلي:
1. الإخلاص لله في طلب العلم، وأن يكون الباعث على تحصيله معرفة الحق و الهدى و العمل به و الدعوة إليه.
2. الجد والاجتهاد في تحصيل العلم وشغل الأوقات في ذلك، والبعد عن الكسل و الخمول وكل ما يثبط عن تحصيل العلم.
3. الحرص على اقتناء الكتب المفيدة وقراءتها والاستفادة منها.
4. الحرص على مصاحبة الأخيار، لاسيما من كان منهم مشتغلاً بالعلم للاستفادة منهم، والابتعاد عن مصاحبة الأشرار ليسلم من ضررهم.
5. أن يكون فيما يتقرب به إلى الله عز وجل من عمل جامعاً بين الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليظفر بالثواب الجزيل من الله تعالى.
ثالثا: الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله
الشيخ الدكتور / بكر بن عبد الله أبو زيد من قبيلة بني زيد. القبيلة القضاعية المشهورة في وسط نجد، وهو من مدينة شقراء، ثم الدوادمي حيث ولد فيها في أول شهر ذي الحجة عام أربعة وستين وثلاث مئة وألف من الهجرة.
نشأ نشأة كريمة في بيت صلاح وثراء وعراقة نسب.
درس في الكتّاب ثم التحق بالمدرسة الابتدائية، وأكملها في مدينة الرياض حيث واصل جميع مراحل التعليم الابتدائي ثم المعهد العلمي ثم كلية الشريعة ثم المعهد العالي للقضاء، وكان بجانب دراسته النظامية يتلقى العلم عن عدد من المشايخ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/306)
فأخذ اللغة عن الشيخ صالح بن عبد الله بن مطلق القاضي المتقاعد في الرياض، وكان يحفظ من مقامات الحريري خمسا وعشرين مقاما بشرحها لأبي العباس الشربشي، وقد ضبطها عليه وأخذ علم الميقات، وحفظ منظومة منظومته المتداولة على ألسنة المشايخ.
وقد انتفع انتفاعا بليغا من رحلته إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ عام ثلاثة وثمانين وثلاث مئة وألف حيث أخذ علم الميقات أيضا عن بعض المشايخ.
ولازم شيخه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله -، وقرأ عليه عددا من الرسائل، ودرس عليه كتاب الحج من المنتقى في المسجد الحرام، ولازم شيخه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي– رحمه الله – المتوفى سنة ثلاث وتسعين وثلاث مئة وألف من الهجرة عشر سنين دأب في المسجد النبوي، وفي دروسه في عصر رمضان، وفي منزله، وقرأ عليه بعض تفسيره " أضواء البيان "، والجزء الأول من " آداب البحث والمناظرة "، ومواضع من المذكرة في أصول الفقه، وعلم النسب من كتاب ابن عبد البر " القصد والأمم في أنساب العرب والعجم " ونبذا سواها.
وقد أثر فيه الشيخ – رحمه الله – تأثيرا بالغا حبب إليه النظر في لسان العرب، وأصول اللغة العربية حتى صار لها التأثير الظاهر عليه في اسلوبه وبيانه، وبالجملة فقد كان مختصا به، وتخرج على يديه، وكان مغرما بتحصيل الإجازات العلمية في كتب السنة، وله ثبت في هذا.
وقد تخرج من كلية الشريعة عام ثمانية وثمانين وثلاث مئة وألف من الهجرة منتسبا، وكان ترتيبه الأول من بين الخريجين.
واختير للقضاء فعمل قاضيا في محكمة المدينة الكبرى منذ عام ثمانية وثمانين وثلاث مئة وألف حتى نهاية عام أربع مئة وألف من الهجرة، وفي عام تسعين وثلاث مئة وألف عُين مدرسا بالمسجد النبوي الشريف فدرس فيه الفرائض والحديث، واستمر حتى عام أربع مئة وألف، ثم عُين بعدها بسنة وكيلا لوزارة العدل، واستمر في الوكالة حتى عام ثلاثة عشر وأربع مئة وألف من الهجرة، وعُين عضوا لمجلس القضاء الأعلى بهيئته العامة، ثم ممثلا للمملكة في مجمع الفقه الإسلامي الدولي، وعين رئيسا له منذ عام خمسة وأربع مئة وألف حتى تاريخه، وعين أيضا عام خمسة وأربع مئة وألف عضوا في المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي.
وفي عام ثلاثة عشر وأربع مئة وألف عين عضوا في هيئة كبار العلماء، وعضوا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
وفي أثناء عمله في القضاء واصل الدراسة منتسبا في المعهد العالي للقضاء فتحصل منه على العالمية (الماجستير)، والعالمية العالية (الدكتوراة).
والشيخ بكر – حفظه الله – له مؤلفات عدة تمتاز بالدقة في البحث والجزالة في الأسلوب.
طبع منها نحو خمسين مؤلفا منها:
1 – ابن القيم. حياته، وآثاره، وموارده.
2 – التقريب لعلوم ابن القيم.
3 – فقه النوازل. مجلدان.
4 – معجم المناهي اللفظية.
5 – طبقات النسابين.
6 – معرفة النسخ الحديثية.
7 – التحديث فيما لا يصح فيه حديث.
8 – حلية طالب العلم.
9 – التعالم.
10 – الرقابة على التراث.
11 – تعريب الألقاب العلمية.
12 – آداب طالب الحديث من الجامع للخطيب.
13 – التراجم الذاتية من العزاب والعلماء وغيرهم.
14 – تسمية المولود.
15 – عقيدة ابن أبي زيد القيراوني والرد على من خالفها.
16 – تصنيف الناس بين الظن واليقين.
17 – حكم الانتماء.
18 – هجر المبتدع.
19 – التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير.
20 – براءة أهل السنة من الواقع في علماء الأمة.
21 – خصائص جزيرة العرب.
22 – جزء في مسح الوجه باليدين بعد الدعاء.
23 – جزء في زيارة النساء للقبور.
24 – بدع القراء.
25 – لا جديد في أحكام الصلاة.
26 – تحقيق كتاب " الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث " للعامري.
27 – تحقيق اختيارات ابن تيمية للبرهان ابن القيم.
28 – أذكار طرفي النهار.
29 – تحريف النصوص.
30 – المثامنة في العقار.
31 – آداب الهاتف.
32 – أدب الثوب والأزرة.
إلى غير ذلك.
نسأل الله للشيخ بكر الأجر، وأن يزيده من فضله، وأن ينفع به المسلمين، وأن يحفظه ويجعله مباركا أين ما كان.(159/307)
تراجم الهيئة الاستشارية بمجلة البحوث الفقهية
ـ[العوضي]ــــــــ[17 - 05 - 08, 05:54 م]ـ
الأستاذ الدكتور / أحمد محمد نور سيف
الأستاذ الدكتور / العربي بن احمد بلحاج
الأستاذ الدكتور / سعود بن عبد الله بن محمد الفنيسان
الأستاذ الدكتور / عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بية
الأستاذ الدكتور / عبدالملك بن عبد الله بن دهيش
الأستاذ الدكتور / عبدالوهاب بن إبراهيم بن محمد أبو سليمان
الأستاذ الدكتور / علاء الدين خروفه
الأستاذ الدكتور / محمد إبراهيم بن احمد علي
الأستاذ الدكتور / نور الدين بن مختار الخادمي
الأستاذ الدكتور / يعقوب بن عبدا لوهاب ألبا حسين
تجدها على هذا الرابط
http://www.fiqhia.com.sa/Detail.asp?InSectionID=2181&InTemplate
قال الشيخ الألباني :
ey=Homepage
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[04 - 06 - 08, 11:11 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[العوضي]ــــــــ[17 - 07 - 08, 06:40 م]ـ
وفيك بارك
ـ[أبو طلحة العتيبي]ــــــــ[20 - 07 - 08, 03:13 ص]ـ
بارك الله فيك وجزيت خيرا شخصيات فريدة(159/308)
سيرة الشيخ عبد الوهاب بن لطف بن زيد الديلمي
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 - 05 - 08, 02:00 م]ـ
P<SPAN lang=AR-YE style="FONT-SIZE: 72pt; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'">
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 - 05 - 08, 02:32 م]ـ
المعذرة حصل خطأ وانا احاول لصق النص
ثم تأخرت في التعديل فلم اتمكن من تعديله
هذه هذ سيرته
P<SPAN lang=AR-YE style="FONT-SIZE: 72pt; FONT-FAMILY: 'Simplified Arabic'">
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 - 05 - 08, 03:26 م]ـ
الله المستعان
إن شاء الله تعمل هذه المرة
ها هي مرة اخرى
الاسم رباعياً: عبدالوهاب بن لطف بن زيد الديلمي.
تاريخ ومكان الميلاد: محافظة ذمار – عام 1358 للهجرة على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
الحالة الاجتماعية وعدد الأولاد: متزوج، عدد الأولاد 12 من الذكور والإناث.
نبذة تعريفية عن حياتكم العلمية كيف ومتى بدأت؟
وقد نشأت منذ نعومة أظفاري في حجر والدي رحمه الله بمدينة ذمار الذي لم يأل جهداً في تربيتي وتعليمي، وأمّا والدتي رحمها الله تعالى، فقد انتقلت إلى جوار ربها، وأنا في سنّ الحولين فلم أعرفها.
وكانت دراستي في الكتاتيب ثم على يد عدد من العلماء في عدد من الفنون، وكان والدي رحمه الله يحرص على أن يحملني على حفظ بعض المتون، في علوم متعددة، كأصول الفقه، والنحو, والبلاغة.
وقد نشأت منذ الصغر – بحمد الله – على حب سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متأثراً في ذلك بوالدي الذي كان معدوداً في علماء اليمن من علماء السنة، والذين كانوا يشكلون آنذاك عدداً ضئيلاً، خاصة في المناطق الذي يكثر فيها علماء الزيدية.
ولم أتذوق حلاوة العلم، إلا عندما وهبني الله سبحانه فهماً للعلوم التي كنت أدرسها، وذلك بعد أن هجرت أهلي ومسقط رأسي واتجهت إلى صنعاء – بتوجيه من والدي رحمه الله، وتشجيع من أحد الذين كانوا يتلقون العلم خارج ديارهم، حيث التحقت بـ (دار العلوم) التي كان مقرها صنعاء، والتي كانت تهتم – في الدرجة الأولى – بتعليم اللغة العربية، وأصول الفقه، والفقه – على المذهب الزيدي – إلى جانب علوم أخرى، وكنت حينئذ قد بلغت الحُلمُ، ومكثت فيها أدرس العلم إلى أن قامت الثورة عام 1382هـ، 1962م، ثم اتجهت إلى القاهرة للدراسة ضمن بعثة دراسية على حساب الأزهر للدراسة في الأزهر، وذلك بعد مرور عام على قيام الثورة ومكثت في الأزهر أطلب العلم نحو ثلاث سنوات حتى تجاوزت المرحلة الثانوية التي قُبِلتُ في آخر سنة منها وذلك في معهد البعوث الإسلامية، الذي كان نظامه حينئذ خمس سنوات، ثم التحقت بكلية أصول الدين.
ولمّا لم تطب لي الحياة في القاهرة، حيث كانت تلك البيئة تختلف اختلافاً كبيراً عن البيئة التي ترعرعت فيها وألِفْتُها، فقد فضَّلت أن أتحول إلى أرض الحرمين.
وهناك عملت مدرّساً في بعض المدارس الأهلية، لنحو ثلاث سنوات، درست خلالها في كلية الشريعة بالرياض منتسباً، وتجاوزت السنة الأولى والثانية حيث طُلب مني إعادة الدراسة من السنة الأولى، ثم تفرّغت لطلب العلم، فأنهيت دراسة "الليسانس" في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية عام 1393هـ، 1973م.
ثم حصلت على درجة الماجستير من "جامعة أم القرى" بمكة المكرمة، التي كان يطلق عليها حينئذ، بفرع جامعة الملك عبدالعزيز، وذلك من فرع الكتاب والسنة، بكلية الشريعة عام 1398هـ، 1978م، ثم تحولت إلى جامعة محمد بن سعود الإسلامية بالرياض كلية أصول الدين، وحصلت منها على درجة الدكتوراه من قسم التفسير، وذلك في عام 1404هـ 1984م.
أمّا مشايخي: فهم – بفضل الله عز وجل كثير، فمنهم من درست على أيديهم في محافظة ذمار، ومنهم من درست على أيديهم في صنعاء ومنهم من درست على أيديهم في الأزهر، ومنهم من درست على أيديهم في الحجاز.
وسأذكر بعض هؤلاء إن شاء الله تعالى:
فممن درست على أيديهم في محافظة ذمار:
1. والدي لطف بن زيد الديلمي رحمه الله.
2. والشيخ أحمد بن أحمد بن عبدالله سلام.
3. الشيخ عبدالوهاب الوشلي رحمه الله، في مدينة الذاري: حضرت له دروساً في الفقه على يديه.
وفي العاصمة صنعاء؛ كان من مشايخي:
1. الشيخ محمد بن إسماعيل العمراني.
2. الشيخ عبدالله الرقيحي.
3. الشيخ يحيى العنسي.
4. الشيخ حسين الظفري.
5. الشيخ إبراهيم الزبيدي.
6. الشيخ إسماعيل الزبيدي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/309)
7. الشيخ أحمد بن أحمد الوشلي.
8. الشيخ محمد بن عبدالله الوشلي.
9. الشيخ عبدالله حميد.
10. الشيخ علي بن محمد الشامي.
11. الشيخ محمد حمزة.
12. الشيخ أحمد بن أحمد البهلولي.
13. الشيخ عبدالله بن إبراهيم .. وغيرهم.
وبعض هؤلاء كُنّا نقصدهم للتعلّم على أيديهم خارج دار العلوم، وذلك في المساجد القريبة من منازلهم أو في منازلهم.
وممن درست على أيديهم في الأزهر:
1. الشيخ صالح شرف.
2. الشيخ عبدالحليم محمود.
3. الشيخ طه الدسوقي.
4. الشيخ علي عبدالتواب.
5. الشيخ محمد الغزالي.
6. الشيخ محمد الفحّام ... وغيرهم.
وممن درست على أيديهم في الجامعة الإسلامية:
1. الشيخ عبدالمحسن العباد.
2. والشيخ عبداللطيف آل الشيخ.
3. الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – صاحب أضواء البيان.
4. الشيخ عبدالرؤوف اللبدي.
5. الشيخ عبدالعظيم الشنّاوي.
6. الشيخ عبدالعظيم فياض.
7. الشيخ أبو بكر الجزائري.
8. الشيخ حمّاد الأنصاري.
9. الشيخ سيد عبدالحكيم وغيرهم ..
وممن درست على أيديهم في (أم القرى) (عبدالعزيز سابقاً):
1. الشيخ محمد بن أمين المصري.
2. الشيخ محمد السماحي.
3. الشيخ محمد الصادق عرجون.
4. الشيخ محمد محمد أبو شهبة.
5. الشيخ الحسيني هاشم.
وغير هؤلاء كثير لا تحضرني أسماؤهم، وكثير منهم قد انتقلوا إلى جوار ربهم، وهناك عدد كبير من العلماء الذين كنّا نحضر محاضراتهم العامة ومجالستهم العلمية سواء في مصر أو الحجاز، ومن بين هؤلاء الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
وأمّا رسالة الدكتوراه، فقد كان عنوانها: "معالم الدعوة في قصص القرآن الكريم"
حيث تتبعت فيها أساليب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في الدعوة كما عرضها القرآن الكريم. وقد طبعت في أكثر من ألف صفحة في مجلدين، وجُدّدت طباعتها أكثر من مرة.
وقد اشتغلت بالتدريس، والخطابة، والكتابة، والمشاركة في كثير من المؤتمرات والندوات العلمية، ولي عدد من الكتب والبحوث والمقالات والخُطب وكان قيامي بالتدريس في كل من جامعة صنعاء، وجامعة الإيمان، وكثير من المساجد في العاصمة، كما زاولت الأعمال الأخرى: مثل المشاركة في الأعمال النيابية، وشغل منصب وزارة العدل، وإدارة جامعة الإيمان، وغيرها.
مروياتكم على المشائخ في مختلف الفنون؟ وأسماء العلماء الذين قرأتم عليهم؟
م
اسم الكتاب
اسم الشيخ
1
الأزهار (فقه)
أحمد بن أحمد الوشلي
2
الفرائض (فقه)
محمد عبدالله الوشلي
3
شرح ابن عقيل (نحو)
حسين الظفري
4
العقد الثمين (عقيدة)
أحمد حمزة
5
قطر ابن هشام (نحو)
محمد حمزة
6
القواعد لابن هشام (نحو)
إبراهيم الزبيدي
7
البلاغة (بلاغة)
إسماعيل النعمي الزبيدي
8
الأزهار (فقه)
علي محمد الشامي
9
الأحكام للآمدي (أصول فقه)
أحمد بن أحد البهلولي
10
في صحيح مسلم (حديث)
أحمد بن أحمد سلامة
11
سبل السلام (فقه حديثي)
والدي/ لطف بن زيد الديلمي
12
قطر ابن هشام (نحو)
عبدالله حميد
13
سبل السلام (فقه حديثي)
محمد بن إسماعيل العمراني
14
كافل لقمان (أصول فقه)
يحيى محمد العنسي
15
شرح الأزهار (فقه)
عبدالوهاب الوشلي
16
تيسير القواعد المنطقية (منطق)
صالح شرف
17
علوم الحديث لابن الصلاح (علوم الحديث)
عبدالمحسن العباد
18
بداية المجتهد (فقه مقارن)
عبدالمحسن العباد
19
بداية المجتهد (فقه مقارن)
عبداللطيف آل الشيخ
20
علم الجرح والتعديل (علوم الحديث)
عبدالغفار حسن
21
تفسير الشوكاني (تفسير)
أبو بكر الجزائري
22
شرح ابن عقيل (نحو)
عبدالرؤوف اللبدي
23
شرح ابن عقيل (نحو)
عبدالعظيم الشناوي
24
مغني اللبيب / في المسجد النبوي (نحو)
عبدالعظيم الشناوي
25
المنهاج الواضح (علم البلاغة)
يوسف الضبع
26
روضة الناظر (أصول فقه)
عبدالعظيم فياض
27
مذكرة أصول الفقه (أصول فقه)
محمد الأمين المختار الشنقيطي
28
القليوبي وعميرة على المنهاج (فقه شافعي)
طه الدسوقي
29
هذا ديننا (ثقافة)
محمد الغزالي
30
الأدب المفرد للمبرد (أدب)
محمد محمد القحام
31
السيرة النبوية (سيرة)
علي عبدالتواب
32
العقيدة الطحاوية (عقيدة)
حماد الأنصاري
33
سبل السلام (فقه حديثي)
سيد عبدالحكيم
34
المنقذ من الضلال للغزالي (تصوف)
عبد الحليم محمود
35
منهج التربية في ضوء سورة الأنفال (تربية)
محمد أمين المصري
26
شرح سنن أبي داود (حديث)
محمد الصادق عرجون
37
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(159/310)