قال المرزباني في المعجم (ت:491): القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن (عبدالله) بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب , يكنى أبا محمد , حجازي مدني , يسكن جبال قدس , من أعراض المدينة.
قلت: قدس بالضم , والعامة ينطقونه (أقدس) , و (أدقس) ,وساق المرزباني نسب القاسم الرسي إلى إبراهيم الفأفا , والصحيح نسبته إلى إبراهيم الغمر.
قال المجد في المغانم (3/ 1025): قدس: بالضم , قال عرام بالحجاز جبلان يقال لهما: القدسان , قدس الأبيض , وقدس الأسود , وهما عند وَرِقان , أما الأبيض فيقطع بينه وبين ورقان عقبة يقال لها: ركوبة , وجبل شامخ ينقاد إلى المتعشى بين العرج والسقيا , وأما قدس الأسود فيقطع بينه وبين ورقان عقبة يقال لها: حَمت , والقدسان لمزينة.
قال االسمهودي في الخلاصة (2/ 704): قدس بالضم , وسكون الدال , قال الهجري: غربي ضاف من النقيع ,جبال متصلة عظيمة كثيرة الخير , وبها فواكه ومزارع, فيها بستان ومنازل كثيرة من مزينة.
قال البكري في المعجم (3/ 398): ويتصل بالقدسين جبال كثيرة ليست بشوامخ , تسمى ذِروة.
قال أبي العباس الحسني في المصابيح (2/ 576) في ترجمة الهادي إلى الحق: قال أبو الحسن علي بن بلال من أخبار الهادي إلى الحق المنتخبة من كتاب السيرة التي جمعها علي بن محمد بن عبيدالله العباسي , وكان عليه السلام يسكن الفَرع من أرض الحجاز مع أبيه وأعمامه وبني عمه مقبلاً على العلم والدرس.
قال محمد صادق آل بحر العلوم في حاشيته في العمدة (175): ذكر في الحدائق الوردية في أحوال الأئمة الزيدية , أن القاسم هذا بايعه أصحابه إلى أن توفى مختفياً في جبل الرس عن سبع وسبعين سنة.
قلت: جبل الرس بالفرع , وهو إحدى الجبال المتصلة بالقدسين والله العالم.
قلت: وبالفرع نزل أحمد بن عبدالله بن موسى الحسني الطالبي الجد الأعلى للأشراف الكتبية , ولقب بالمِسْوَر , لسكناه فيه , وقد فصلنا الكلام حول لقبه في بحثنا المسمى (المِنْبَر في أعقاب أحمد المِسْوَر) , وقتل بالفرع ولده محمد , قال: الأصفهاني في المقاتل (ص553): قتله غلمانه بفرع المِسْوَر , وزاد البيهقي في اللباب (1/ 430): وصلى عليه بعض الأعراب, وقال العمري في المجدي (ص52): ومن الأحمديين (بنو العمقي) , وهو علي بن محمد بن أحمد المسور بن عبدالله بن الجون , فمنهم بنو المطرفي الذين منهم مسلم بن السلمية بن إسحاق المطرفي مولده بالفرع.
قلت: هذا ما قلناه في أمر الفرع , فان كان صواباً فمن الله وان يكن خطأ فمني ومن الشيطان , والله ورسوله بريئان منه.
قاله: باسم بن الشريف يعقوب بن محمد إبراهيم الكتبي الحسني الطالبي
المدينة المنورة.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[07 - 12 - 09, 09:28 ص]ـ
إلا أنه قبل عدة سنوات قامت السلطة الدينية , بتسوير المقبرة والمنازل وغلقها, ورفعوا الشواهد , وطمسوا معالم القبور ,وقاموا إلى المسجد ومنعوا الصلاة فيه وسعوا في خرابه , وإلى الله المشتكى.
بارك الله في جنود التوحيد وحماة العقيدة وأسود السنة ونصرهم على أهل البدع أجمعين.
ـ[الشريف باسم الكتبي]ــــــــ[07 - 12 - 09, 01:00 م]ـ
قال الباري عزوجل ((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)) (البقرة: 114)
قال الماوردي في النكت (1/ 114): وَسَعَى في خَرَابِهَا (تأويلان:
أحدهما: بالمنع من ذكر الله فيها.
والثاني: بهدمها.
وقال ابن العربي في الأحكام (1/ 57):
فِيمَنْ نَزَلَتْ؟ فِيهِ أَرْبَعَةُ أَقْوَالٍ: الْأَوَّلُ: أَنَّهُ بُخْتُ نَصَّرَ.
الثَّانِي: أَنَّهُمْ مَانِعُو بَيْتِ الْمَقْدِسِ مِنْ النَّصَارَى اتَّخَذُوهُ كِظَامَةً.
وَالثَّالِثُ: أَنَّهُ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ.
الرَّابِعُ: أَنَّهُ كُلُّ مَسْجِدٍ؛ وَهُوَ الصَّحِيحُ؛ لِأَنَّ اللَّفْظَ عَامٌّ وَرَدَ بِصِيغَةِ الْجَمْعِ؛ فَتَخْصِيصُهُ بِبَعْضِ الْمَسَاجِدِ أَوْ بَعْضِ الْأَزْمِنَةِ مُحَالٌ، فَإِنْ كَانَ فَأَمْثَلُهَا الثَّالِثَ.
وقال أيضاً: فَائِدَةُ الْآيَةِ: فَائِدَةُ هَذِهِ الْآيَةِ تَعْظِيمُ أَمْرِ الصَّلَاةِ فَإِنَّهَا لَمَّا كَانَتْ أَفْضَلَ الْأَعْمَالِ وَأَعْظَمَهَا أَجْرًا كَانَ مَنْعُهَا أَعْظَمَ إثْمًا، وَإِخْرَابُ الْمَسَاجِدِ تَعْطِيلٌ لَهَا وَقَطْعٌ بِالْمُسْلِمِينَ فِي إظْهَارِ شَعَائِرِهِمْ وَتَأْلِيفِ كَلِمَتِهِمْ.
وأما أعلام القبر , فقد أختلف العلماء في حكم التعليم على القبر , فذهب قوم للكراهية وهو قول أكثر الحنفية , وذهب آخرون بالجواز , وهو قول المالكية و وعند بعض الحنفية , وذهب قوم للقول بالإستحباب , وهو قول الشافعية , ورواية عند الحنابلة , وبه قال الحاج من المالكية.
قلت: لم يرد قول بالتحريم , وقد ثبت عنه صلوات ربي وسلامه عليه , أنه أعلم قبر عثمان بن مظعون , كما أخرج ذلك أبي داود في سننه (3206) , وابن ماجه في سنن (1561).
قلت: أما الكتابة على القبر , فقد ذهب إلى جواز الكتابة على القبر بعض الحنفية , وقال ابن حزم: ولو نقش اسمه في حجر لم نكره.
وقال الحاكم في المستدرك (1/ 55): بعد روايته حديث النهي عن الكتابة , حيث قال: هذه الأسانيد صحيحة و ليس العمل عليها فإن أئمة المسلمين من الشرق إلى الغرب مكتوب على قبورهم و هو عمل أخذ به الخلف عن السلف
, وهو قول جمهور العلماء و ودليلهم , مما أخرجه أبو داود (3226) , من نهيه صلى الله عليه وسلم في الكتابة على القبر ,وأن يقصص ويبنى عليه.
قلت: ومسألة الكتابه خلافيه بين أهل العلم ,ودليل منع الكتابة أقوى والله العالم , رزقنا العلم والحلم والإنصاف.
نقلت ما يخص أعلام وبناء القبور من كتاب أحكام المقابر: للدكتور عبدالله السحيباني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/451)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[07 - 12 - 09, 10:14 م]ـ
وقال عاتق بن غيث في المعجم (7/ 45): الفُرع: أرض زراعية يحدها من الشرق جبل الشرثاء , ومن الغرب جبل القملة , ومن الجنوب الغربي الفِقرة , وهي وسط بين الجبال الشواهق كهدأة الطائف إلا انها محسوبة من الفقارة ,
وقال أيضاً: أهلها الردادة من حرب , والحجلة , والقراف من الحوازم , والمهاجرة من الحوازم أيضاً , وتسمى فرع الردادة زراعتها كثيرة وأرضها خصبة سهلة , دائرية الشكل نسبياً يبلغ قطرها قرابة (12) كيلاً , وهي الفاصل بين سلسلتي الفقرة (الأشعر) والفقارة , وجوها معتدل وهواؤها طيب , وفيها بقايا قرية قديمة وقبر يزار, تقع جنوب غربي المدينة على قرابة (80) كيلاً.
قلت: والأصح عندي أنه بالفتح , ويعرف اليوم بفرع الردادي , وهو قرب سويقة الثائرة , بينها وبين مثغر , على نحو (80) كيلاً من المدينة , دائري الشكل , وهو الفاصل بين سلسلتي الأشعر والفقارة.
قلت: وبالفرع بالفتح توارى يحيى بن الله المحض وأخيه إدريس.
قال ابن سهل الرازي في أخباره (158): ثم خرج يحي وإدريس من الحبشة،فقدما فرع المِسْوَر ليلاً،فأقامابه زمناً يتشاوران إلى أين يخرجان وأي بلد يحملهم ويخفيهم وشملهم من الخوف.
قلت: وبالفرع بالفتح أيضاً نزل القاسم بن ابراهيم الرسي , هو وولده وسكنه , وقبر عند جبل الرس بقرية بالفرع وتعرف اليوم بالدور , والدور: جمع دار بها مسجد صغير , وبعض المنازل المندثرة , وبها مقبرة بها قبور كثيرة , عليها شواهد كتبت بالخط الكوفي , هي أسماء المقبورين بالمقبرة , وكلهم من أولاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام , إلا أنه قبل عدة سنوات قامت السلطة الدينية , بتسوير المقبرة والمنازل وغلقها, ورفعوا الشواهد , وطمسوا معالم القبور ,وقاموا إلى المسجد ومنعوا الصلاة فيه وسعوا في خرابه , وإلى الله المشتكى.
بارك الله فيك يا شريف
مثعر: منزل معروف وهو اول منزل نزلت فيه جهينة؛ وهو معروف بهذا الاسم حتى اليوم من ناحية بدر.
الفرع: بالفتح كما قلت هو فرع المسور بن إبراهيم وكان حليفاً لجهينة؛ ويسمى اليوم فرع الردادي نسبة لسكانه الجدد.
جبل الرس: لم اسمع به قبلاً فليتك تعطينا وصف أكثر هل هو بأعلى الفرع أم بأسلفه ناحية حزرة والجفر؛ لأن الفرع كما تعلم كبير.
جبل الاشعر والفقرة: ليس هناك فرق بين الاشعر والفقرة فكلاهما واحد؛ إلا أنه اليوم منقسم قسمين فالمسمى بالفقرة وهو اسم حديث الجزء المأهول بالطرق والذي يسكنه الاحامدة من بني حرب؛ والقسم الاخر وهو غير مأهول بالخدمات تسكنه جهينة ولا يزال ذلك الجزء محتفظاً باسمه القديم عند جهينة جبال الاشعر وسكانه هم بنو كلب وذبيان وعروة من جهينة ولم يغيروا المسميات.
وهل بالامكان أيه الطالبي أن ترفع لنا بعض صور هذه الشواهد التاريخية المكتوبة على الأحجار؟؟
علماً بأنني وجدت صور بعض الشواهد على الصخور في جبل الفقرة وفيها اسم (الحرمي)
ـ[الشريف باسم الكتبي]ــــــــ[07 - 12 - 09, 10:27 م]ـ
حياك الله أخي مصعب , وكما ذكرتم الفقرة (الأشعر) ,كلاهما واحد , أما بالنسبة لصور الشواهد , هي موجودة لدي أخي نسابة المدينة الشريف أنس , ومرفق بها أحصائية كاملة بعدد الشواهد , والقبور , ومخطط كامل للمنطقة قبل الهدم , وبعده
أشكرلك أخي مداخلاتك القيمة , لاتبخل علينا بها.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[08 - 12 - 09, 01:45 ص]ـ
روى بن ابي شيبه في مصنفه و سعيد بن منصور في سننه و ابن وضاح عن المعرور بن سويد رحمه الله قال ((خرجنا مع عمر بن الخطاب فعرض لنا في بعض الطريق مسجد فابتدره الناس يصلون فيه فقال عمر ما شأنهم فقال هذا مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر: أيها الناس إنما اهلك من كان قبلكم باتباعهم مثل هذا حتى احدثوها بيعا فمن عرضت له فيه صلاة فليصل و من لم تعرض له فيه صلاة فليمض)).
قال ابن وضاح ((و كان مالك بن أنس و غيره من علماء المدينة يكرهون أتيان تلك المساجد و تلك الاثار للنبي صلى الله عليه وسلم ماعدا قباء و أحد)).
روى مسلم عَنْ أَبِى الْهَيَّاجِ الأَسَدِىِّ قَالَ قَالَ لِى عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ أَلاَّ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ لاَ تَدَعَ تِمْثَالاً إِلاَّ طَمَسْتَهُ وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ.
فالسلفيون ينهون عن الصلاة في المساجد إذا غلب الظن على حصول البدع فيها واعتقاد المعتقدات السيئة عنها سدا للذريعة.
وكذلك يأمرون بتسوية القبور.
ولكن المتشيعة والمتصوفة والأدعياء يعتبرون ذلك تشددا وينكرونه.
عليهم من الله ما يستحقون.
ـ[الشريف باسم الكتبي]ــــــــ[08 - 12 - 09, 01:56 ص]ـ
والأدعياء يعتبرون ذلك تشددا وينكرونه.
عليهم من الله ما يستحقون.
قلت: أما الأدعياء المرتزقة , فحدث ولاحرج
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/452)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[09 - 12 - 09, 01:31 م]ـ
أخي العباسي وفقك الله /
ليست قبور آل البيت وأصحاب القرون الأولى للهجرة المنتشرة من حول المدينة عليها بنيان كما تتصور؛ ولا كما يفعل الروافض والمتصوفة اليوم من رفعهم للقبور والبناء فوقها؛ وإنما قبورهم عبارة عن مجموعة أحجار صغيرة كالأثافي توضع عند رأس صاحب القبر؛ وغالب تلك القبور وضعت على الصمد أي: الأرض المرتفعة عن مجرى السيل لتكون بعيدة عن مواطي القدم والماء.
ولم أرى على كثرة تجوالي هنالك قبراً عليها شاهداً مكتوب؛ وإنما تلك الشواهد والنقوش المكتوبة بالخط الكوفي الغير منقوط عبارة عن أدعية وطلب مغفرة وبراءة من المشركين.
فهذا يدل على أن الروافض والمتصوفة قد تنكبوا جادة وطريق الصحابة وآل البيت وسلف هذه الأمة وخالفوهم!
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[09 - 12 - 09, 03:10 م]ـ
أخي الكريم مصعب الجهني
قلت:-
ليست قبور آل البيت وأصحاب القرون الأولى للهجرة المنتشرة من حول المدينة عليها بنيان كما تتصور؛ ولا كما يفعل الروافض والمتصوفة اليوم من رفعهم للقبور والبناء فوقها؛ وإنما قبورهم عبارة عن مجموعة أحجار صغيرة كالأثافي توضع عند رأس صاحب القبر؛ وغالب تلك القبور وضعت على الصمد أي: الأرض المرتفعة عن مجرى السيل لتكون بعيدة عن مواطي القدم والماء.
فأقول:-
نحن لا نشك أنه لم يبنى على قبور آل البيت الأوائل عند دفنهم , وإنما حصل البناء عليها واتخاذها مساجد في القرن الرابع في عهد الروافض الأنجاس بني بويه ما ذكر ذلك ابن تيمية.
وحتى ما قبل 1344 هـ كان ذلك البناء موجودا حتى استولى جنود التوحيد على الحجاز عامة فهدموها جزاهم الله خيرا فلذلك نحن لا نراها اليوم.
ومن المخالفات التي كانت موجودة سابقا ما ذكره المهتمون بذلك وما ذكره المبتدعة أيضا.
فيقول أحدهم وقد جمع بحثا عن ذلك اطلعت عليه في الشبكة:-
وفي سنة 893 للهجرة .. في زمن المماليك امر السلطان " اشرف قاتبياي" ببناء قبة فوق قبور الشهداء وجعلوا ضريحاً من الحديد فوق القبور داخل القبة ...
مقبرة محمد بن عبد الله (النفس الزكية) توفي سنة 145 للهجرة ..
ومشهده شرقي جبل " سلْع "وعليه بناء كبير بالحجارة السوداء وهو داخل مسجد كبير مهجور.
قبر علي العريضي بن جعفر (الصادق) يزعم ان قبره في جهة المطار على بعد (6 كم) شرقي جبل أحد وعليه مبنى ..
ويعمل مولد لعلي العريضي كل سنة في شهر صفر لمدة اربعة ايام.
وقد كانت البقيع وبقية المشاهد قبل الحكم السعودي ملئت بالقبب و الاضرحة.
ويقول أحد الروافض الخبثاء:-
هذه أسماء القباب الشريفة التي هدموها في الثامن من شوال سنة (1344) في البقيع خارجه وداخله:
الأول: قبة أهل البيت عليهم السلام المحتوية على ضريح سيدة النساء فاطمة الزهراء - على قول - ومراقد الأئمة الأربعة: الحسن السبط، وزين العابدين، ومحمد الباقر، وابنه جعفر بن محمد الصادق عليهم الصلاة والسلام، وقبر العباس ابن عبد المطلب عم النبي، وبعد هدم هذه القباب درست الضرائح. الثاني: قبة سيدنا إبراهيم ابن النبي (صلى الله عليه وآله).الثالث: قبة أزواج النبي (صلى الله عليه وآله). الرابعة: قبة عمات النبي (صلى الله عليه وآله). الخامسة: قبة حليمة السعدية مرضعة النبي (صلى الله عليه وآله). السادسة: قبة سيدنا إسماعيل ابن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام. السابعة: قبة أبي سعيد الخدري. الثامنة: قبة فاطمة بنت أسد. التاسعة: قبة عبد الله والد النبي (صلى الله عليه وآله). العاشرة: قبة سيدنا حمزة خارج المدينة. الحادية عشرة: قبة علي العريضي ابن الإمام جعفر بن محمد خارج المدينة. الثانية عشرة: قبة زكي الدين خارج المدينة. الثالثة عشرة: قبة مالك أبي سعد من شهداء أحد داخل المدينةالرابعة عشرة: موضع الثنايا خارج المدينة. الخامسة عشرة: مصرع سيدنا عقيل بن أبي طالب عليه السلام السادسة عشرة: بيت الأحزان لفاطمة الزهراء.
وهذه أسماء المساجد:مسجد الكوثر، ومسجد الجن، ومسجد أبي القبيس، ومسجد جبل النور، ومسجد الكبش. . . إلى ما شاء الله. كهدمهم من المآثر والمقامات وسائر الدور والمزارات المحترمة هدموا قباب عبد المطلب جد النبي " ص " وأبي طالب عمه وخديجة أم المؤمنين وخربوا مولد النبي " ص " ومولد فاطمة الزهراء " ع "
في جدة: هدموا قبة حواء وخربوا قبرها كما خربوا قبور من ذكر أيضا وهدموا جميع ما بمكة ونواحيها والطائف ونواحيها وجدة ونواحيها من القباب والمزارات والأمكنة التي يتبرك بها. انتهى.
فهؤلاء يؤكدون وجود قبب وبنايات ومساجد على القبور حول المدينة وقد تم إزالتها بحمد الله.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[10 - 12 - 09, 10:52 م]ـ
أخي العباسي /
أنا قلت بالتحديد: (ليست قبور آل البيت وأصحاب القرون الأولى للهجرة المنتشرة من حول المدينة عليها بنيان) وجميع الاضرحة والبنيان التي كانت بالبقيع محدثة؛ بناها الجهلة المتصوفة وأشياعهم على تلك القبور؛ وأما هذه التي بالصور ففي البادية لم تطالها أيدي العابثين عباد القبور؛ وليس عليها شاهداً غير الله المطلع على السرائر وما تخفي الصدور والقبور!
وهذه صوراً لمقبرة قديمة جدا ناحية سويقة المدينة التي كانت منزلاً للطالبيين الحسنيين في القرن الثاني والثالث للهجرة؛ رحم الله أمواتنا وأموات المسلمين أجمعين:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=72475&stc=1&d=1260474112
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=72476&d=1260474183
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/453)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[11 - 12 - 09, 05:10 م]ـ
يا أخي الفاضل
نقلت لك سابقا أن هنالك قبورا خارج المدينة قد بني عليها ثم تم هدمها سنة 1344 هـ كقبة علي العريضي وقبة زكي الدين ومشهد محمد بن عبدالله كما ذكر ذلك الذين نقلت عنهم.
أما بالنسبة للصور فهل هي لقبور الطالبيين؟
فإن كانت لهم فهل هذه الصورة قبل الهدم أم بعده؟
فقد قال كاتب الموضوع (إلا أنه قبل عدة سنوات قامت السلطة الدينية , بتسوير المقبرة والمنازل وغلقها, ورفعوا الشواهد , وطمسوا معالم القبور ,وقاموا إلى المسجد ومنعوا الصلاة فيه وسعوا في خرابه).
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[11 - 12 - 09, 07:30 م]ـ
يا أخي الفاضل
نقلت لك سابقا أن هنالك قبورا خارج المدينة قد بني عليها ثم تم هدمها سنة 1344 هـ كقبة علي العريضي وقبة زكي الدين ومشهد محمد بن عبدالله كما ذكر ذلك الذين نقلت عنهم.
أما بالنسبة للصور فهل هي لقبور الطالبيين؟
فإن كانت لهم فهل هذه الصورة قبل الهدم أم بعده؟
فقد قال كاتب الموضوع (إلا أنه قبل عدة سنوات قامت السلطة الدينية , بتسوير المقبرة والمنازل وغلقها, ورفعوا الشواهد , وطمسوا معالم القبور ,وقاموا إلى المسجد ومنعوا الصلاة فيه وسعوا في خرابه).
أخي العباسي وفقك الله /
إعلم أن أوائل الطالبيين وأشراف الحجاز في صدر الإسلام كانوا على العقيدة الصحيحة السليمة كتاب الله وسنة رسوله؛ وإن كانت لهم ثورات وخروج على حكام الدولة العباسية فإن عقيدتهم صافية لا تكدرها شائبة سليمة من البدع والشركيات؛ وكانوا بادية ينزلوا بأطراف المدينة وينبع مجاورين ومحالفين لكثير من القبائل العربية؛ وأما القبور التي بالمدينة ومبني عليها الأضرحة فتلك أحدثها عبدة القبور في العصور المتأخرة كعهد البويهيين والدولة العثمانية الصوفية.
أما تلك القبور التي التقطت لها بعض الصور فهي بقرب سويقة وبقربها أطلال بيوت متهدمة قديمة مبنية من الحجر لم يبق منها غير الركام!؛ ولا شك عندي وقبورهم شاهدةٍ على ذلك أنهم لم يكونوا يبنون الأضرحة والقبب ويرفعوها عن الأرض.
وأما قول باسم الكتبي (إلا أنه قبل عدة سنوات قامت السلطة الدينية , بتسوير المقبرة والمنازل وغلقها, ورفعوا الشواهد , وطمسوا معالم القبور ,وقاموا إلى المسجد ومنعوا الصلاة فيه وسعوا في خرابه)
فهو كلام غير دقيق ووصف الموقع خطأ؛ فتلك القبور في حزرة في ديرة تسمى الدور فوق فرعة الردادي ويحكى أنها قبور للصحابة؛ وفيها نقش كبير لأحد الأشراف الحسنيين وهو ليس شاهداً كما يظن اخينا الكتبي؛ وليس لتلك القبور أضرحة ولا بنيان ولا غير ذلك؛ وهي بسفح جبل صغير شمال حزرة وعلى سفوح ذلك الجبل نقوش وكتابات عبارة عن أدعية وطلب مغفره كثيره؛ وإنما وضعتها هيئة السياحة والآثار وأحاطتها بشباك لحمايتها من تخريب العابثين بالبخاخات؛ كحال كثير من الأماكن الاثرية المنتشرة في بلادنا: فلا يهولن علينا أحداً الخبر؛ وحزرة بالمناسبة ديرة خاصة بالحجلة دون غيرهم من قبائل حرب.
والله الموفق
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[11 - 12 - 09, 09:29 م]ـ
جزاك الله خيرا توضيح طيب وتفصيل جميل.
وقد قلت سابقا:-
نحن لا نشك أنه لم يبنى على قبور آل البيت الأوائل عند دفنهم , وإنما حصل البناء عليها واتخاذها مساجد في القرن الرابع في عهد الروافض الأنجاس بني بويه كما ذكر ذلك ابن تيمية.
لكن لي تعقيب على بعض كلامك , فأقول:-
أوائل الطالبيين لا يعلم لهم خروج على حاكم أصلا
فعلي وإخوانه لم يخرجوا ,
ولا أبنائهم ,
ولا أحفادهم ,
ولا أبناء أحفادهم باستثناء اثنين وهما زيد بن علي وعبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
فكانوا أئمة وأهل علم وصلاح وتقى.
إنما بدأ الخروج على الخلفاء والتعاون مع المبتدعة والإنحراف العقدي في بعضهم بعد تلك الطبقات.
بل وحتى محمد وإبراهيم ابنا عبدالله كانا صالحين ولم يكونا من المفسدين في الأرض ولكنهما أخطئا في أخذهم برأي الزيدية في الخروج على الحاكم المسلم.
ولكن من جاء بعدهما من الخارجين كانوا من المفسدين حقا وأكثرهم كانوا شيعة أيضا.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[14 - 12 - 09, 09:01 م]ـ
لعلَّ لثوراتهم أسباب أججتها!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/454)
وبخاصة إذا علمنا أن الدولة العباسية همشت دور عرب الحجاز بعد انتقال مقر الخلافة عنها؛ ولم ينال أبناء القبائل العربية حضوة ونصيب من وزارات الدولة العباسية أنذاك؛ وهم يرون الأمر خرج من أيديهم وصار الأعاجم أبناء فارس وما قاربها يتحكمون بهم وهم أحفاد من فتحوا البلاد وطوعوا العباد!
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[14 - 12 - 09, 11:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[15 - 12 - 09, 07:04 م]ـ
كل شيء في هذه الدنيا له سبب.
فالناس لا يفعلون الأشياء من غير سبب.
ولكن يجب أن ينظر إلى هذا السبب هل هو صحيح أم خطأ؟
وعند أهل السنة والجماعة سبب الخروج على الحاكم هو إظهاره الكفر البواح ,
وما عدا ذلك من الأسباب لا قيمة له ,
وصاحبه يكون موافقا للخوارج والزيدية ومخالفا لأهل السنة.
وينبغي أن يعلم أن إخراج الخلافة من المدينة لا شيء فيه فأول من أخرجها علي بن أبي طالب.
وكذلك استخدام الموالي من العجم لا حرمة فيه ما دام أن الخلافة في قريش , وقد استخلف ابن أبزى وهو من الموالي في عهد عمر بن الخطاب على مكة من قبل متوليها فلم ينكر عمر صحتها.
وكذلك بالنسبة لعرب الحجاز فلا شيء في تقديم غيرهم عليهم فقد كان من أكابر قواد علي الأشتر النخعي وولاه على مصر وكذلك هاشم المرقال وأبي موسى الأشعري لم يكونوا من عرب الحجاز وكانوا من أكابر قواد علي.
وفي أوائل الدولة العباسية كان ولاة البلاد أغلبهم من بني العباس وبني الحارث بن عبدالمدان أخوال السفاح.
ولقد كان كثير من الوزراء والأمراء من العرب.
فالقول أن اعتماد بني العباس على العجم فقط خطأ واضح.
ولعل الله أن ييسر لنا بحثا في ذلك قريبا بإذن الله.
ولم يكن إعراض بني العباس عن العرب في كثير من الأحيان إلا لسبب وهو أن العربي إذا علا شأنه حاول الإستقلال بالأمر في الغالب كما حصل في دولة بني أمية مع قتيبة بن مسلم وابن الأشعث , وما حصل في دولة بني العباس من عبدالله بن علي ومجزأة الكلبي.
فهذا الأمر جعلهم يصرفون النظر في كثير من الأحيان إلى مواليهم لكون ولائهم لهم شرعا.
والله أعلم بالصواب
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[02 - 06 - 10, 04:03 م]ـ
نسأل الله السلامة والعافية في ديننا
الآن قبل يومين اكتشفت السر وراء هذا البحث؛ وكنت شاركت فيه بحسن نية؛ والظاهر أن كلام أخي الشريف عبد الإله العباسي في معتقد باسم الكتبي صحيح لا غبار عليه!(150/455)
حرمة الانتساب إلى آل البيت النبوي بالباطل!!!
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[07 - 12 - 09, 06:41 م]ـ
حرمة الانتساب إلى آل البيت النبوي بالباطل
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه.
أما بعد، يتعين ترك الانتساب إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا بحق، وقد جاء الوعيد الشديد في من انتسب إلى غير أبيه، أو ادعى قوماً ليس له فيهم نسب. فقد جاء في الحديث الصحيح عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن من أعظم الفرى أن يدعى الرجل إلى غير أبيه، أو يرى عينه ما لم تر، أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم مالم يقل ". (صحيح البخاري مع الفتح ك المناقب (6/ 540) حديث – (3509)).
وجاء عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر بالله، ومن ادعى قوماً ليس له فيهم نسب فليتبوّأ مقعده من النار" (البخاري (6/ 539) واللفظ له، وصحيح مسلم ك الإيمان باب بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم (1/ 79) حديث (112)).
وعن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام" (صحيح البخاري مع الفتح ك الفرائض باب من ادعى إلى غير أبيه (12/ 54) حديث (6766) وصحيح مسلم ك الإيمان (1/ 80) حديث (114)).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فهو كفر" (صحيح البخاري مع الفتح ك الفرائض (12/ 54) حديث (6768) وصحيح مسلم ك الإيمان (1/ 80) حديث (113)).
ففي هذه الأحاديث الوعيد الشديد لمن انتسب إلى غير أبيه أو قوماً غير قومه، وتحريم الانتفاء من النسب المعروف والادعاء إلى غيره، وقيّد ذلك بالعلم، ولا بد في الحالتين إثباتاً ونفياً لأن الإثم يترتب على العالم بالشيء المتعمد له.
ومما يدل على عظم جرم صاحب ذلك الفعل أنه عطفه على الكذب على النبي صلى الله عليه وآله وسلم والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم كذب على الله وقد قال تعالى: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بآياته} الأنعام21.
وقد ذكر القاضي عياض أنه روي عن مالك فيمن انتسب إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم أنه يضرب ضرباً وجيعاً، ويشهر، ويحبس طويلاً حتى تظهر توبته لأنه استخفاف بحق الرسول صلى الله عليه وسلم. (الشفاء (2/ 1113)).
=================
كتبه فضيلة الدكتور سليمان بن سالم بن رجاء السحيمي، عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، في كتابه القيم: (العقيدة في أهل البيت بين الإفراط والتفريط)، الطبعة الأولى،1420هـ-2000م، مكتبة الإمام البخاري، ص198.
إضافة:
قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري [1]: "وفي الحديث تحريم الانتفاء من النسب المعروف والادعاء إلى غيره، وقيد في الحديث بالعلم ولا بد منه في الحالتين إثباتًا ونفيًا".
قال الحافظ السخاوي في الأجوبة المرضية [2]: "وروى أبو مصعب عن مالك بن أنس رحمه الله قال: "من انتسب إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم –يعني بالباطل- يضرب ضربًا وجيعًا ويشهر ويحبس طويلاً حتى تظهر توبته "
قلت: ورحم الله مالكًا كيف لو أدرك من يتسارع إلى ثبوت ما يغلب على الظن التوقف في صحته من ذلك بدون تثبت غير ملاحظ ما يترتب عليه من الأحكام غافلاً عن هذا الوعيد الذي كان معينًا على الوقوع فيه إما بثبوته أو بالإعار فيه طمعًا في الشيء التافه الحقير قائلاً: "الناس مؤتمنون على أنسابهم" [3] وهذا لعمري توسع غير مرضي، ومن هنا توقف كثير ممن أدركناه من قضاة العدل عن التعرض لذلك ثبوتًا ونفيًا للرهبة مما قدمته".
انتهى كلام الحافظ السخاوي.
--------------------------
[1] فتح الباري 6/ 321.
[2] الأجوبة المرضية 2/ 796.
[3] أورده السخاوي في المقاصد الحسنة ص/514 بلفظ: "المؤمن مؤتمن على نسبه" وهو من قول مالك وغيره بلفظ: "الناس مؤتمنون على أنسابهم".(150/456)
كشف مخطَّط الأطماع "الفارسية= الزيدية" في شبه الجزيرة العربية ..
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[07 - 12 - 09, 11:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين،و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين.
و بعدُ، فمن غير المنطقي أن نتعامل ـ فكريا ـ مع المسألة الحوثية كحدَثٍ طارئ، سُرعان ما تزول أسبابه و تندثر نتائجه، بغضِّ النظر عن الأوضاع الاقليمية و الدوافع التعبوية، و النوازع المذهبية المختلفة، بينما الأمر عكس ذلك تماما.
فالمسألة لم تكُنْ وليدة سنواتٍ قليلة، بل عقودٍ من التخطيط الشيعي المدروس، و السعي الرافضي المحسوس.
بداية توغُّل الرفض
في المذهب الزيدي باليمن
بعد 250 عاما على تأسيس الدولةالصفويّة و في عام 1747 م ـ أي في عهد الإمام المنصور بالله الزيدي ـ قدم الملاَّ يوسف العجمي الإمامي و الذي جاء خصيصاً من بلاد فارس لنشر مذهب الروافض في اليمن،
، ولما انكشف أمره و تأثيره في عوام الزيدية ما كان من الإمام عهد الإمام المهدي عباس، إلا أن أمر بطرده من البلاد، كما أمر باعتقال ابن الأمير لتهدئة الفتنة، وكتب الله له السلامة مما أراده الأشرار.
بداية الحوثيين:
وكان ممن اتبعه قبيلة الحوث الهمدانية المعورفون بالحوثيين، وهم من همدان من بني كثير، من نسل الحوث بن صعب بن معاوية بن بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن حبران بن نوف بن همدان بن زيد،
(و الحوثيون الآن يدَّعون النسب العلوي لأسباب سياسية لا تخفى).
و نتيجةً لذلك كثر سب الصحابة في الزيديين الذين تأثروا بدعوة يوسف الرافضي، ممَّا حدا بالعلامة الشوكاني أن يؤلِّف رسالته الشهيرة (إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي) و ذلك في عام 1208هـ وذكر فيها أقوال أعيان وعلماء أهل البيت وحدهم في الصحابة وعقيدتهم في الترضي عليهم جميعًا.
ردَّة فعل الحوثيين تجاه جهود الإمام الشوكاني
في محاربة الرفض.
كان في صنعاء أحد الحوثيين المنتسبين لعلوم المساحة والحساب، لا يعرف غيرها، و الذي تسبب في فتنة عظيمة بصنعاء في شهر رمضان سنة 1216هـ، ومحنة هائلة كاد أن يهلك فيها الإمام الشوكاني وغيره من أهل العلم العاملين.
وكانت بداية المحنة عندما قام بعض أهل الدولة ممن يعتنق الرفض ويتظاهر بذلك مع الجهل المفرط، قام ذلك الخبيث بإقناع «الحوثي» بإلقاء بعض الدروس في مسجد صلاح الدين، فجلس الحوثي وشرع في إملاء كتاب «تفريج الكروب» وهو في مناقب عليّ رضي الله عنه، ولم يتوقف الحوثي عند شرح الكتاب، بل جاوز ذلك لسب السلف وشتم الصحابة، ووجد ذلك الأمر صدى عند روافض اليمن، فاجتمعوا بالآلاف في المسجد حتى ضاق بهم المسجد، وهم يتجاوبون مع الحوثي في السب والشتم.
أراد الحوثي أن ينتقل بدرسه من مسجد صلاح الدين إلى جامع صنعاء الذي هو مجمع الناس ومحل التعليم والعلماء، وذلك من أجل نشر اللعن والشتم من الفكر الرافضي، فلما بلغ ذلك الأمر إمام اليمن وقتها أصدر أوامره بمنع الحوثي من الجلوس في جامع صنعاء، فلما علمت العوام ثارت غضبتهم ونفخ في نارها شياطين الإمامية وجهلة المتفقهة ومنعوا الناس من صلاة الجماعة، وخرجوا للشوارع وهم ألوف يصرخون باللعن والسب والشتم للصحابة والتابعين وخير القرون.
توجهت قطعان الروافض الغاضبة الثائرة نحو بيوت علماء أهل السنة وذلك للفتك بهم، وعلى رأس هؤلاء كان بيت الإمام الشوكاني وهو في نفس الوقت قاضي القضاة، وكان وقتها في مجلس علم يشرح فيه نيل الأوطار ومع جماعة من العلماء وطلبة العلم، وحاولوا اقتحام الدار وقتل من فيها، وكذلك فعلوا مع سائر بيوت العلماء ومدارسهم، لولا فضل الله عز وجل وحده، ثم التدخل السريع لإمام اليمن وقتها لهلك الشوكاني ومعه أعيان علماء اليمن في تلك المحنة والفتنة.
وعلى الرغم من المحن المتتالية على الإمام الشوكاني بسبب تصديه للبدع والضلالات التي روجها الرافضة في بلاد اليمن، إلا أن الشوكاني لم يكف يومًا عن الجهر بالحق والاجتهاد في الدين ونشر العلم ومحاربة التقليد وتأليف الكتب النافعة التي ما زال الناس يتدارسونها فيما بينهم، وقد أزكته المحنة وسبكته الفتن المتتالية حتى عادَ ذهباً خالصًا في خدمة الدين وتجديد معالمه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/457)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[07 - 12 - 09, 11:33 م]ـ
لماذا نذهب بعيداً؟.
و بين يدينا وثيقة مهمة و مشهورة!!
تلخِّص لنا الأطماع الفارسية في المنطقة.ز
و البروتوكولات المعمول بها لتحقيق تلكم المطامع ..
و هي وثيقة الخطة الخمسينية لشر المد الرافضي في الجزيرة العربية،
و المشهورة في بعض المنتديات باسم: "بروتوكولات آيات قم "
نص الخطة الخمسينية
((إذا لم نكن قادرين على تصدير ثورتنا إلى البلاد الإسلامية المجاورة فلا شك أن ثقافة تلك البلاد الممزوجة بثقافة الغرب سوف تهاجمنا وتنتصر علينا.
وقد قامت الآن بفضل الله وتضحية أمة الإمام الباسلة دولة الإثني عشرية في إيران بعد قرون عديدة،
ولذلك فنحن – وبناء على إرشادات الزعماء الشيعة المجلين – نحمل واجبا خطيرا وثقيلا وهو تصدير الثورة، وعلينا أن نعترف أن حكومتنا فضلا عن مهمتها في حفظ استقلال البلاد وحقوق الشعب، فهي حكومة مذهبية ويجب أن نجعل تصدير الثورة على رأس الأولويات.
لكن نظرا للوضع العالمي الحالي والقوانين الدولية – كما اصطلح على تسميتها – لا يمكن تصدير الثورة بل ربما اقترن ذلك بأخطار جسيمة مدمرة.
ولهذا فإننا خلال ثلاث جلسات وبآراء شبه إجماعية من المشاركين وأعضاء اللجان وضعنا خطة خمسية تشمل خمس مراحل، ومدّة كل مرحلة عشر سنوات، لنقوم بتصدير الثورة الإسلامية إلى جميع الدول المجاورة نوحد الإسلام أولا
لأن الخطر الذي يواجهنا من الحكام الوهابيين وذوي الأصول السنية أكبر بكثير من الخطر الذي يواجهنا من الشرق والغرب لأن هؤلاء (الوهابيين وأهل السنة) يناهضون حركتنا وهم الأعداء الأصوليون لولاية الفقيه والأئمة المعصومين،
وحتى إنهم يعدّون اعتماد المذهب الشيعي كمذهب رسمي دستورا للبلد أمرا مخالفا للشرع والعرف، وهم بذلك قد شقوا الإسلام إلى فرعين متضادين
بناء على هذا:
يجب علينا أن نزيد نفوذنا في المناطق السنية داخل إيران، وبخاصة المدن الحدودية، ونزيد من عدد مساجدنا و (الحسينيات) ونقيم الاحتفالات المذهبية أكثر من ذي قبل، وبجدية أكثر،
ويجب أن نهيئ الجو في المدن التي يسكنها 90 إلى 100بالمائة من السنة حتى يتم ترحيل أعداد كبيرة من الشيعة من المدن والقرى الداخلية، ويقيمون فيها إلى الأبد للسكنى والعمل والتجارة،
ويجب على الدولة والدوائر الحكومية أن نجعل هؤلاء المستوطنين تحت حمايتها بشكل مباشر ليتم إخراج إدارات المدن والمراكز الثقافية والاجتماعية بمرور الزمن من بدء المواطنين السابقين من السنة
والخطة التي رسمناها لتصدير الثورة- خلافا لرأي حتى رد فعل من القوى العظمى في العالم، وإن الأموال التي تنفق في هذا السبيل لن تكون نفقات دون عائد.
طرق تثبيت أركان الدولة *****
: نحن نعلم أن تثبيت أركان كل دولة والحفاظ على كل أمة أو شعب ينبني على أسس ثلاثة:
الأول: القوة التي تملكها السلطة الحاكمة.
الثاني: العلم والمعرفة عند العلماء والباحثين.
الثالث: الاقتصاد المتمركز في أيدي أصحاب رؤوس الأموال ..
إذا استطعنا أن نزلزل كيان تلك الحكومات بإيجاد الخلاف بين الحكام والعلماء، ونشتت أصحاب رؤوس الأموال في تلك البلاد ونجذبها إلى بلادنا، أو إلى بلاد أخرى في العالم، نكون بلا ريب قد حققنا نجاحا باهرا وملفتا للنظر، لأننا أفقدناهم تلك الأركان الثلاثة.
وأما بقية الشعوب التي تشكل 70 إلى 80 % من سكان كل بلد فهم أتباع القوة والحكم ومنهمكون في أمور معيشتهم وتحصيل رزقهم من الخبز والمأوى، ولذا فهم يدافعون عمن يملك القوة.
ولاعتلاء أي سطح فإنه لابد من صعود الدرجة الأولى إليه.
وجيراننا من أهل السنة والوهابية هم: تركيا والعراق وأفغانستان وباكستان وعدد من الإمارات في الحاشية الجنوبية ومدخل (الخليج الفارسي)! التي تبدو دولا متحدا في الظاهر إلا أنها في الحقيقة مختلفة.
ولهذه المنطقة بالذات أهمية كبرى سواء في الماضي أو الحاضر كما أنها تعتبر حلقوم الكرة الأرضية من حيث النفط، ولا توجد في العالم نقطة أكثر حساسية منها، ويملك حكام هذه المناطق بسبب بيع النفط أفضل إمكانيات الحياة ...
فئات شعوب المنطقة:****
وسكان هذه البلاد هم ثلاث فئات:
الفئة الأولى: هم البدو وأهل الصحراء الذين يعود وجودهم في هذه البلاد إلى مئات السنين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/458)
الفئة الثانية: هم الذين هاجروا من الجزر والموانئ التي تعتبر من أرضنا اليوم، وبدأت هجرتهم منذ عهد الشاه إسماعيل الصفوي، واستمرت في عهد نادر شاه أفتشار وكريم خان زند وملوك القاجار وأسرة البهلوي، وحدثت هجرات متفرقة منذ بداية الثورة الإسلامية
والفئة الثالثة: هم من الدول العربية الأخرى ومن مدن إيران الداخلية.
أما التجارة وشركات الاستيراد والتصدير والبناء فيسيطر عليها في الغالب غير المواطنين، ويعيش السكان الداخليون من هذه البلاد على إيجار البنايات وبيع الأراضي وشرائها، وأما أقرباء ذوي النفوذ فهم يعيشون على الرواتب العائدة من بيع النفط.
أما الفساد الاجتماعي والثقافي والأعمال المخالفة للإسلام فهي واضحة للعيان. ومعلم المواطنين في هذه البلاد يقضون حياتهم في الانغماس في الملذات الدنيوية والفسق والفجور!
وقد قام كثير منهم بشراء الشقق وأسهم المصانع وإيداع رؤوس الأموال في أوروبا وأمريكا وخاصة في اليابان إنجلترا والسويد وسويسرا خوفا من الخراف والمستقبلي لبلادهم.
إن سيطرتنا على هذه الدول تعني السيطرة على نصف العالم.
أسلوب تنفيذ الخطة المعدّة: ...
ولإجراء هذه الخطة الخمسينية يجب علينا بادئ ذي بدء
1 - أن نحسن علاقتنا مع دول الجوار
2 - ويجب أن يكون هناك احترام متبادل وعلاقة وثيقة وصداقة بيننا وبينهم حتى إننا سوف نحسن علاقتنا مع العراق بعد الحرب وسقوط صدام حسين، ذلك اًن إسقاط ألف صديق أهون من إسقاط عدو واحد.
وفي حال وجود علاقات ثقافية وسياسية واقتصادية بيننا وبينهم فسوف يهاجر بلا ريب عدد من الإيرانيين إلى هذه الدول، ويمكننا من خلالهم إرسال عدد من العملاء كمهاجرين ظاهراً ويكونون في الحقيقة من العاملين في النظام، وسوف تحدد وظائفهم حين الخدمة والإرسال.
لا تفكروا أن خمسين سنة تعد عمراً طويلاً، فقد احتاج نجاح ثورتنا خطة دامت عشرين سنة، وإن نفوذ مذهبنا الذي يتمتع به إلى حد ما في الكبير من تلك الدول ودوائرها لم يكن خطةَ يوم واحد أو يومين،
بل لم يكن لنا في أي دولة موظفون فضلا عن وزير أو كيل أو حاكم حتى فرق الوهابية والشافعية الحنفية
والمالكية والحنبلية كانت تعتبرنا من المرتدين وقد قام أتباع هذه المذاهب بالقتل العام للشيعة مرارا وتكرارا، صحيح أننا لم نكن في تلك الأيام، لكن أجدادنا قد كانوا، وحياتنا اليوم ثمرة لأفكارهم وآرائهم ومساعيهم
وربما لن نكون نحن أنفسنا في المستقبل لكن ثورتنا ومذهبنا باقيان.
ولاكن يكفي لأداء هذا الواجب المذهبي التضحية بالحياة والخبز والغالي والنفيس،
بل يتوجب أن يكون هناك برنامج مدروس، ويجب إيجاد مخططات ولو كانت لخمسمئة عام مقبل فضلا عن خمسين سنة،
فنحن ورثة الملايين الشهداء الذين قتلوا بيد الشياطين المتأسلمون (السنة)
وجرت دماؤهم منذ وفاة الرسول في مجرى التاريخ إلى يومنا هذا، ولم تجف هذه الدماء ليعتقد كل من يسمى مسلما بـ (علي وأهل بيت رسول الله) ويعترف بأخطاء أجداده ويعترف التشيع كوارث أصيل للإسلام
مراحل مهمة في طريقنا:****
: ليس لدينا مشكلة في ترويج المذهب في أفغانستان وباكستان وتركيا والعراق والبحرين، وسنجعل الخطة العشرية الثاني هي الأولى في هذه الدول الخمس، وعلى ذلك فمن واجب مهاجرينا – العملاء – المكلفين في بقية الدول ثلاثة أشياء:
1 - شراء الأراضي والبيوت والشقق، وإيجاد العمل ومتطلبات الحياة وإمكانياتها لأبناء مذهبهم ليعيشوا في تلك البيوت ويزيدوا عدد السكان.
2 - العلاقة والصداقة مع أصحاب رؤوس الأموال في السوق والموظفين الإداريين خاصة الرؤوس الكبار والمشاهير والأفراد الذين يتمتعون بنفوذ وافر في الدوائر الحكومية.
3 - هناك في بعض الدول قرى متفرقة في طور البناء، وهناك خطط لبناء عشرات القرى والنواحي والمدن الصغيرة الأخرى، فيجب أن يشتري هؤلاء المهاجرين العملاء الذين أرسلناهم أكبر عدد ممكن من البيوت في تلك القرى ويبيعوا ذلك بسعر مناسب للأفراد والأشخاص الذين باعوا ممتلكاتهم في مراكز المدن، وبهذه الخطة تكون المدن ذات الكثافة السكانية قد أخرجت من أيدهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/459)
ثانيا: يجب حث الناس (الشيعة) على احترام القانون وطاعة منفذي القانون وموظفي الدولة، والحصول على تراخيص رسمية للاحتفالات المذهبية – بكل تواضع – وبناءالمساجد والحسينيات لأن هذه التراخيص الرسمية سوف تطرح مستقبلا على اعتبار أنها وثائق رسمية.
ولإيجاد الأعمال الحرة يجب أن نفكر في الأماكن ذاب الكثافة السكانية العالية لنجعلها موضع المناقشة في المواقع الحساسة،
ويجب على الأفراد في هاتين المرحلتين أن يسعوا للحصول على جنسية البلاد التي يقيمونه فيها باستغلال الأصدقاء وتقديم الهداية الثمينة،
وعليهم أن يرغّبوا الشباب بالعمل في الوظائف الحكومية والانخراط خاصة في سلك الجندية.
وفي النصف الثاني من هذه الخطة العشرية يجب – بطريقة سرية وغير مباشرة – استثارة علماء السنة والوهابية ضد الفساد الاجتماعي والأعمال المخالفة للإسلام الموجودة بكثرة في تلك البلاد،
وذلك غبر توزيع منشورات انتقادية باسم بعض السلطات الدينية والشخصيات المذهبية من البلاد الأخرى،
ولا ريب أن هذا يسكون سببا في إثارة أعداد كبيرة من تلك الشعوب،
وفي النهاية إما أن يلقوا القبض على تلك القيادات الدينية أو الشخصيات المذهبية أو أنهم سيكذبون كل ما نشر بأسمائهم وسوف يدافع المتدينون عن تلك المنشورات بشدة بالغة وستقع أعمال مريبة ستؤدي إلى إيقاف عدد من المسؤولين السابقين أو تبديلهم
وهذه الأعمال ستكون سببا في سوء ظن الحكام بجميع المتدينين في بلادهم
، وهم ذلك سوف لن يعملوا على نشر الدين وبناء المساجد والأماكن الدينية، وسوف يعتبرون كل الخطابات الدينية ولاحتفالات المذهبية أعمالا مناهضة لنظامهم، وفضلا عن هذا سينمو الحقد والنفرة بين العلماء والحكام في تلك البلاد وحتى أهل السنة والوهابية سيفقدون حماية مراكزهم الداخلية ولن يكون لهم حماية خارجة إطلاقا.
ثالثا: وفي هذه المرحلة حيث تكون ترسّخت عملائنا لأصحاب رؤوس الأموال والموظفين الكبار،
ومنهم عدد كبير في السلك العسكري والقوى التنفيذية وهم يعملون بكل هدوء وأدب، ولا يتدخلون في الأنشطة الدينية، فسوف يطمئن لهم الحكام أكثر من ذي قبل،
وفي هذه المرحلة حيث تنشأ خلافات وفرقة وكدر بين أهل الدين والحكام فإنه يتوجب على بعض مشايخنا المشهورين من أهل تلك البلاد أن يعلنوا ولاءهم ودفاعهم عن حكام هذه البلاد وخاصة في المراسم المذهبية
، ويبرزا التشيع كمذهب لا خطر منه
وإذا أمكنهم أن يعلنوا ذلك للناس غبر وسائل الإعلام فعليهم ألا يترددوا ليلفتوا نظر الحكام ويجوزوا على رضاهم فيقلدوهم الوظائف الحكومية دون خوف منهم أو وجل في هذه المرحلة ومع حدوث تحولات في الموانئ والجزر والمدن الأخرىفي بلادنا،
إضافة إلى الأرصدة التي سوف نستحدثها سيكون هناك مخططات لضرب الاقتصاد في دور المجاور. ولا شك في أن أصحاب رؤوس الأموال وفي سيبل الربح الآمن والثبات الاقتصادي سوف يرسلون جميع أرصدتهم إلى بلدنا،
وعندما نجعل الآخرين أحرارا في جميع الأعمال التجارية والأرصدة البنكية في بلادنا فإن بلادهم سوف ترحب بمواطنينا وتمنحهم التسهيلات الاقتصادية للاستثمار.
رابعا: وفي المرحة الرابعة سكون قد تهيأ أمامنا دول بين علماءها وحكامها مشاحنات، والتجار فيها على وشك الإفلاس والفرار،
والناس مضطربون ومستعدون لبيع ممتلكاتهم بنصف فيمتها ليتمكنوا من السفر إلى أماكن آمنة،
وفي وسط هذه المعمعة فإن عملائنا ومهاجرينا سيعتبرون وحدهم حماة السلطة والحكم،
وإذا عمل هؤلاء العملاء بيقظة فسيمكنهم أن يتبوؤوا كبرى الوظائف المدينة والعسكرية ويضيّقوا المسافة بينهم وبين المؤسسات الحاكمة والحكام ومن مواقع كهذه يمكننا بسهولة بالغة المخلصين لدى الحكام على أنهم خونة، وهذا سيؤدي إلى توقيعهم أو طردهم أو استبدالهم بعناصرنا،
ولهذا العمل ذاته ثمرتان إيجابيتان.
أولا: إن عناصرنا سيكسبون ثقة الحكام أكثر من ذي قبل.
ثانيا: إن سخط أهل السنة على الحكم سيزداد بسبب ازدياد قدرة الشيعة في الدوائر الحكومية،
وسيقوم أهل السنة من جرّاء هذا بأعمال مناوئة أكثر ضد الحكومة،
وفي هذه الفترة يتوجب على أفرادنا أن يقفوا إلى جانب الحكام، ويدعوا الناس إلى الصلح والهدوء،
ويشتروا في الوقت نفسه بيوت الذين هم على وشك الفرار وأملاكهم.
خامسا: وفي العشرية الخامسة فإن الجو سيكون قد أصحب مهيأ للثورة لأننا أخذنا منهم العناصر الثلاثة التي اشتملت على: الأمن، والهدوء، والراحة، الهيئة الحاكمة ستبدو كسفينة وسط الطوفان مشرفة على الغرق تقبل كل اقتراح للنجاة بأرواحهم.
وفي هذه الفترة سنقترح عبر شخصيات معتمدة ومشهورة تشكيل مجلس شعبي لتهدئة الأوضاع، وسنساعد الحكام في المراقبة على الدوائر وضبط البلد،
ولا ريب أنهم سيقبلون ذلك، وسيجوز مرشحونا وبأكثر مطلقة على معظم كراسي المجلس،
وهذا الأمر سوف يسبب فرار التجار والعلماء حتى الخدمة المخلصين، وبذلك سوف نستطيع تصدير ثورتنا الإسلامية إلى بلاد كثيرة دون حرب أو إراقة للدماء.
وعلى فرض أن هذه الخطة لم تثير في المرحلة العشرية الأخيرة، فالمخلصين، وبذلك سوف نستطيع تصدير ثورتنا الإسلامية إلى بلاد كثيرة دون حرب أو إراقة للدماء.
وعلى فرض أن الخطة لم تثمر في المرحلة العشرية الأخيرة، فإنه يمكننا أن نقيم ثورة شعبية ونسلب السلطة من الحكام، وإذا كان في الظاهر أن عناصرنا – الشيعة – هم أهل تلك البلاد ومواطنوها وساكنوها، لكنا نكون قد قمنا بأداء الواجب أما الله والدين وأمام مذهبنا،
وليس من أهدافنا إيصال شخص معين إلى سده الحكم-
فإن الهدف هو فقط تصدير الثورة، وعندئذ نستطيع رفع لواء هذا الدين الإلهي، وأن نُظهر قيامنا في جميع الدول، وسنقدم إلى عالم الكفر بقوة أكبر، ونزين العالم بنور الإسلام والتشيع حتى ظهور المهدي الموعود)) أ. هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/460)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[07 - 12 - 09, 11:36 م]ـ
الحركة الحوثية الحديثة:
لا ننسى ان المذهب الزيدي مذهب الغالبية في شمال اليمن واليه ينتمي الرئيس علي عبد الله صالح نفسه
و قد.بدأت حركة الحوثيين على يد الشيخ الزيدي المترفِّض صلاح محمد فليتة في صعدة عام 1982 م تفاعلا مع قيام دولة الثورة الاسلامية في ايران عام 1978 م.
و انضم الى فليتة من يسمَّى بالشيخ بدر الدين الحوثي عام 1988 م، و كذلك الشيخ مجد الدين المؤيَّدي.
الاَّ أن هذا النشاط الزيدي تحوَّل الى مشروع سياسي منذ عام 1990 م.
مع إقرار مبدأ التعددية الذي أعلنته الحكومة اليمنية آنذاك ليظهر على السطح حزبان شيعيان جديدان هما حزب الحق و اتحاد القوى الشعبية.
واختير حسين ابن الشيخ بدر الدين الحوثي نائبا في مجلس الشعب، ليتنازل بعد ذلك عن هذا المنصب لأخيه يحيى بدر الدين، و يتفرغ لتأسيس تنظيم الشباب المؤمن عام 1997 م.
ومنذ ذلك الوقت تم اقصاء المؤيدي و فليتة لسببين مهمَّين:
ـ أنَّ المؤيدي له ميلٌ الى النظام الإمامي الزيدي الذي كان يحكم اليمن.
ـ استغلال التجمع الحوثي القبلي الذي يقوده بدر الدين الحوثي لتفعيل المخططات الايرانية التوسُّعية.
و استأثر بدر الدين بالنادي الزيدي الجديد، تحت مرأى و مسمع الدولة اليمنية،و التي لم تمانع بتاتا من قيام هذا المشروع الحاكمي الجديد .. ، على غير المعهود سياسياً.
و يعتبر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الزيدي مسئولا مسؤولية مباشرة عن انتشار المدِّ الحوثي الخطير في شمال الشمال من البلاد وفي بعض مساجد العاصمة صنعاء.
فهو الذي أعطى الحوثيين ومن على شاكلتهم التوجيهات بالعمل بصورة رسمية، و ذلك لمقاومة التغلغل الوهابي "السنِّي" في المجتمع -الذي اكتسح تلقائيا كل المدن اليمنية بما في ذلك صعدة معقل المذهب الزيدي لاسيما بعد الوحدة اليمنية سنة 1990 ثم نتيجة لعودة المغتربين اليمنيين من الخارج بعد حرب الخليج الثانية في عام 1991.
وكذلك لمخططات توسُّعية كان الرئيس يمهِّد لها كمرحلة قادمة.
كما أنَّ الرئيس اليمني أراد بذلك أن يعمل توازناً سياسياً خاصاًّ، ليمسك خيوط اللعبة بيده , فإذا تحرك الجنوب هددهم بالحوثي , وإذا تحرك الحوثي هدده بالجنوب وبالسنة من اهل الشمال.
و قد ذكر بعض المتنفِّذين اليمنيين من اهل السنة لأحد اخواننا من الدعاة الثقات أن المترفِّضين في اليمن ـ الآن ـ هم الذين يملكون زمام الأمور هنالك، و هم من يُشرف على المراكز الحساسة في الدولة كالاستخبارات و غيرها.
غض طرف الحكومة اليمنية عن المشروع الحوثي الإيراني:
إن الاستدلال على غض الطرف من قبل الحكومة اليمنية الزيدية عن التقارب الحوثي الإيراني وشحنات الأسلحة الأيرانية و كوادرالتدريب الإيرانية و اللبنانية لمقاتلي الحوثيين لا يحتاج الى كبير عناء.
فمن المعلوم أن المنطقة التي يوجد بها الحوثيون و هي شمال الشمال من اليمن معزولة عن أيِّ تغذية خارجية بسب وعورتها من ناحية، وبسبب عزلتها الجغرافية فإن القادم اليها من البحر لابد أن يمر بمضيق باب الندب المراقب دوليا و يمنيا.
أمَّا من ناحية البر فلا بد أن يمر عبر محافظات اليمن الشمالية والجنوبية المختلفة.
ولا أدري أين كان دور الإستخبارات اليمنية من كل تلك الأسلحة والعتاد مع وجود كل هؤلاء المدربين الأيرانيين في اليمن، و مع تدفق الأموال من أيران وليبيا كما صرحت بذلك مصادر يمنيه حكومية.
التنسيق الحوثي مع شيعة الخليج
الشيخ بدر الدين الحوثي قائد الانفصاليين الشيعة الإمامية في مدينة صعدة اليمنية. كان قد درس في الحوزة العلمية في قم ثم في النجف الأشرف وتربطة رابطة صداقةٌ حميمةٌ ومعرفةٌ قديمة بآية الله العظمى علي السيستاني.
لكن قد يستغرب البعض إذا علم أن الشيخ حسن الصفار الانفصالي هو أحد تلامذة بدر الدين الحوثي الانفصالي اليمني، و الموقع الخاص لحسن الصفار يعترف بحصوله على إجازةٍ وشهادةٍ علمية من الشيخ بدر الدين الحوثي ويضعها في المرتبة التاسعة من ضمن أكبر عشر إجازاتٍ علمية حصل عليها.
و لكن لماذا يهاجر الصفار الى صعدة اليمن للتتلمذ على الحوثي، وما الذي ينفرد به الحوثي عن علماء الحوزة في قم و النجف، عدا المخطط الموحَّد الذي قام بدراسته هو و ابنه حسين على يد آيات قم،
مع العلم أنَّ الشيخ بدر الدين الحوثي اليمني قد درَّس العديد من مشايخ رافضة القطيف والأحساء.
و لماذا تزامنت الحركة الحوثية مع اعلان بعض شيعة القطيف و الاحساء احلامهم في قيام جمهورية الشرق العربية – كما نشرت ذلك بعض مواقع الرافضية
نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
إذن
لنقف قليلا أمام المعطيات ... !!
ما وراء الأزمة الحوثية
هل الحرب الحوثية حرب استنزاف
وهل هناك مخطط موحَّد تتجاذبه أوهام و أحلام عناصر انفصالية من الداخل شرقاً و جنوباً
مع اطماع عدة أطراف من الخارج!!!
أما آن لنا أن نفيق(150/461)
مشجرات أعقاب إدريس الثاني من كتاب المنتقى في أعقاب الحسن المجتبى
ـ[الشريف باسم الكتبي]ــــــــ[08 - 12 - 09, 01:18 ص]ـ
هذه مشجرات أعقاب إدريس الثاني بن إدريس بن عبدالله الحسني الطالبي , من كتاب: المنتقى في أعقاب الحسن المجتبى للنسابة الشريف إيهاب بن يعقوب الكتبي الحسني الطالبي.
أعقاب إدريس الثاني بن إدريس
http://www.ansabcom.com/uploads/ff1b4091207081257.jpg
أعقاب القاسم بن إدريس الثاني
http://www.ansabcom.com/uploads/66a22091207081259.jpg
أعقاب محمد بن إدريس الثاني
http://www.ansabcom.com/uploads/66a22091207081239.jpg
أعقاب عبدالله بن إدريس الثاني
http://www.ansabcom.com/uploads/66a22091207081233.jpg
أعقاب عيسى بن إدريس الثاني
http://www.ansabcom.com/uploads/66a22091207081238.jpg
أعقاب أحمد بن إدريس الثاني
http://www.ansabcom.com/uploads/507a5091207081200.jpg
أعقاب يحيى بن إدريس الثاني
http://www.ansabcom.com/uploads/66a22091207081221.jpg
أعقاب عمر بن إدريس الثاني
http://www.ansabcom.com/uploads/66a22091207081206.jpg
أعقاب داود بن إدريس الثاني
http://www.ansabcom.com/uploads/66a22091207081247.jpg
أعقاب حمزة بن إدريس الثاني
http://www.ansabcom.com/uploads/507a5091207081256.jpg
أعقاب عمران بن إدريس الثاني
http://www.ansabcom.com/uploads/66a22091207081202.jpg
أعقاب كثير بن إدريس الثاني
http://www.ansabcom.com/uploads/66a22091207081201.jpg
أعقاب محمد الأصغر بن إدريس الثاني
http://www.ansabcom.com/uploads/66a22091207081234.jpg
ـ[الشريف باسم الكتبي]ــــــــ[08 - 12 - 09, 01:58 ص]ـ
تتمة
أعقاب علي حيدرة بن محمد بن إدريس الثاني
http://www.ansabcom.com/uploads/66a22091207101259.jpg(150/462)
زوجة أخي نصرانية تبحث عن سيرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[08 - 12 - 09, 11:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأفاضل، هذه زوجة أخي نصرانية في فرنسا تبحث عن سيرة وافية وموثقة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مترجمة باللغة الفرنسية وإذا لم يمكن فباللغة الإنجليزية لعل الله أن يشرح صدرها للإسلام، هذا وقد لمسنا فيها الخير وتقبلها للحق وقد سبق أنها شاهدت في التلفاز شيئا من مناسك الحج فأحست بعظمة وبإحساس لم تشهد قبله وطلبت أن تذهب هنالك لكن لما قيل لها أنها لا بد أن تسلم أولا أمسكت ولم تجب لذلك ولعله حجزها الخوف من أن تبدل دينها.
نسأل الله أن يشرح صدرها للإسلام.
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[08 - 12 - 09, 01:21 م]ـ
الأفضل أن توفر لها السيرة النبوية وهي متوفرة بلغات شتى، وفي خلال السيرة النبوية ستلحظ هي أخبار أم المؤمنين وأخواتها، فالسيرة النبوية تمنحها نظرة شامة ..
هذا اقتراحي
هداها الله
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[08 - 12 - 09, 02:53 م]ـ
أُوافق الأخ الكريم ابن الهاشمي , وأشير عليك إن كنت تعلم أنها من هواة القراءة أن تقدم لها كتاب الرحيق المختوم للمباركفوري المترجم للفرنسية.
ـ[أم عبد الرحمن الأثرية]ــــــــ[08 - 12 - 09, 03:00 م]ـ
الموضوع: الرحيق المختوم [بحث في السيرة النبوية]
لغة المادة: عربي
تأريخ الإضافة: Jan 31,2007 (http://www.islamhouse.com/pg/9207/bydate/0)
تأليف: صفي الرحمن المباركفوري ( http://www.islamhouse.com/ip/7388)
http://www.islamhouse.com/data/images/paperclip.gif مرفقات الصفحة: 4
نبذة مختصرة: الرحيق المختوم: إن حاجة الأمة إلى معرفة سيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -والاقتباس من مشكاة النبوة فوق كل حاجة، بل إن ضرورتها إلى ذلك فوق كل ضرورة، وستظل السيرة العطرة الرصيد التاريخي والمنهل الحضاري، والمنهج العلمي والعملي الذي تستمد منه الأجيال المتلاحقة، من ورثة ميراث النبوة وحملة مشاعل الهداية زاد مسيرها، وأصول امتدادها، وعناصر بقائها، فكل من يرجو الله واليوم الآخر يجعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - قدوته، والمصطفى - عليه الصلاة والسلام - أسوته: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}.
ونظراً لأهمية معرفة السيرة النبوية؛ فقد أضفنا هذا الكتاب، والذي يتميز باسلويه السهل والمبسط، والكتاب حاز على الجائزة الأولى في مسابقة السيرة النبوية، التي نظمتها رابطة العالم الإسلامي عام 1396هـ.
http://www.islamhouse.com/data/images/translate.gif : ????? (http://www.islamhouse.com/tp/19919) - اردو ( http://www.islamhouse.com/tp/30251) - ??? (http://www.islamhouse.com/tp/31403) - ??????? (http://www.islamhouse.com/tp/32455) - Bosanski (http://www.islamhouse.com/tp/40006) - ??? (http://www.islamhouse.com/tp/43817) - Español (http://www.islamhouse.com/tp/44883) - English (http://www.islamhouse.com/tp/47260) - Français (http://www.islamhouse.com/tp/47900) - ?? (http://www.islamhouse.com/tp/49742) - ئ?يغ?رچ? ( http://www.islamhouse.com/tp/52146) - ?????? (http://www.islamhouse.com/tp/65483)
مرات الاستعراض: 18667
رابط الوصول: http://www.islamhouse.com/p/2382 (http://www.islamhouse.com/p/2382)
http://www.islamhouse.com/data/images/programs/slink.gif Links to the Subject:
http://www.islamhouse.com/data/images/programs/books.gif The Sealed Nectar (http://www.islamhouse.com/p/51776) ( English )
http://www.islamhouse.com/data/images/programs/books.gif The Sealed Nectar ( Ar-Raheeq Al-Makhtum) (http://www.islamhouse.com/tp/41525) ( Russian )
http://www.islamhouse.com/data/images/programs/books.gif The Sealed Nectar ( Ar-Raheeq Al-Makhtum) (http://www.islamhouse.com/tp/46983) ( Sindhi )
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[08 - 12 - 09, 03:38 م]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم
في الحقيقة أنها قرأت شيئا من سيرتها من مصادر مختلفة -طبعا باللغة الفرنسية- فوجدت فيها شيئا من التضارب وأخبرتها بعض صديقتها المسلمات عندهم في فرنسا أن من أسباب ذلك التضارب ما يلفقه الشيعة الروافض زورا وبهتانا، ثم إنها أيضا قرأت ما جاء تحت يدها من أخبار الفتنة وواقعة الجمل فهي في الجملة مهتمة بأخبار أمنا عائشة رضي الله عنها وتود أن تعرف ما صح من سيرتها وأخبارها.
فحبذا لو وجد من أفرد كتابا في ترجمتها ويكون من أهل العلم والأمانة.
فوددت لو أنه توجد ترجمة لما صح من سيرتها رضي الله عنها من كتاب سير أعلام النبلاء مثلا أو من البداية والنهاية أو غيرهما من الكتب المعتبرة التي خُرّجت أخبارها وعرف منها السقيم من الصحيح.
أرجو الإفادة بارك الله فيكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/463)
ـ[إسماعيل الشرقاوي]ــــــــ[08 - 12 - 09, 04:00 م]ـ
أخي الحبيب - على هذا الرابط - كتاب مبسط حول سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
http://www.nabulsi.com/text/05seera/3mothers/aisha.php
، ويمكنك ترجمته من موقع فراشة
http://alfrasha.maktoob.com/trans
ولكنها ترجمة حرفية لجميع النصوص إلا الآيات أماالآيات فاجتهد في ترجمة معانيها من مواقع ترجمة معاني القرآن ليوسف علي أو تقي الدين خان ... إلخ،
/ www.sultan.org
وإن كنت أنصحك بتقديم نسخة من القرآن المترجم باللغة الفرنسية لهذه الأخت؛ حتى تقرأ كلام الله، وأسمعها كلام الله؛ فهو سبيل الهداية والنجاة، وفقكم الله، والسلامك عليكم ورحمة الله وبركاته، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[08 - 12 - 09, 10:34 م]ـ
هناك المستورات من الأخوات في فرنسا " زوجات أهل الدعوة والتبليغ"
استشرهم في زيارة لها عل الله يشرح صدرها للإسلام ...
بارك الله فيك ياأخي ونفع بك، وماكتابة عنها إلا دليل غيرتك على دينك وحبك لإيصال رسالة الإسلام إلى الجميع دون استثناء.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[09 - 12 - 09, 02:23 م]ـ
استفيد أيضًا من هذا الركن في موقع صيد الفوائد:
Islamic Books " Foreign ********s "
http://saaid.net/book/list.php?cat=92 (http://saaid.net/book/list.php?cat=92)
ـ[همام الجرف]ــــــــ[17 - 12 - 09, 08:36 م]ـ
هدانا الله وإياها
هذه موسوعة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
وللأمانة لم أتصفح سوى بضع صفحات من الموسوعة
وهي أكثر من 1300 صفحة
وهذا الرابط
http://www.4shared.com/account/file/43112320/881d7857/______.html
ـ[همام الجرف]ــــــــ[17 - 12 - 09, 08:39 م]ـ
هدانا الله وإياها
هذه موسوعة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
للدكتور عبد المنعم حفني
وللأمانة لم أتصفح سوى بضع صفحات من الموسوعة
وهي أكثر من 1300 صفحة
وهذا الرابط
http://www.4shared.com/account/file/...57/______.html
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[17 - 12 - 09, 11:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم
وإن كان ثمة المزيد فلا تبخلوا به علينا
هذا وقد رزق أخي من هذه المرأة بنتا منذ ثلاثة أيام سمياها "جود"
أسأل الله لي ولهم الهداية. آمين(150/464)
كيف عاقب السلف مدَّعي الانتساب للبيت النبوي زوراً ..... بالضرب والتشهير وحلق الرؤوس و
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[08 - 12 - 09, 04:17 م]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه.
أما بعد، فلا خفاء أن معرفة الأنساب من الأمورالمطلوبة، والمعارف المندوبة؛ لما يترتب عليها من الأحكام الشرعية، والمعارف الدينية (1)،وحفظ الحقوق المادية. وقد جعل الله تعالى جزءًا منه تعلمه لا يسع أحدًا جهله، وجعل تعالى جزءًا يسيرًا منه فضلاً تعلمه، يكون من جَهِلَه ناقص الدرجة في الفضل. وكل عِلم هذه صفته فهوعِلم فاضل، لا ينكر حقه إلا جاهلأ ومُعاند (2). قال ابن عبد البر (ت 463هـ): «ولعمري ما أنصف القائل إن علم النسب علم لا ينفع، وجهل لا يضر «(3).
وقد وقعت في القرن الثالث حادثة ادعاء لولا معرفة علم النسب لراج هذا الادعاء، وقصة هذا الادعاء أن صاحب الزنج الكافر علي بن محمد بن عبد الرحيم العبقسي من عبدالقيس صليبة (ت 270هـ)، ادعى أنه من ذرية أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه -، وعندما خرج علي بن أحمد بن عيسى الصريح نسبًا على صاحب الزنج ترك الانتساب إليه، ثم ادعى صاحب الزنج أنه علي بن محمد بن يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وعليٌّ بن محمد حينئذ حي قائم بالكوفة، قال ابن حزم (ت 456هـ): «فلولا علم النسب لجاز لهذا الكافر ما ادعى من هذا النسب الشريف «(4).
قال المؤرخ السخاوي (ت 902هـ) عقب سرده لأحاديث الوعيد لمن انتسب إلى غير أبيه: «ومن هنا توقف كثير من قضاة العدل عن الدخول في الأنساب ثبوتًا أو انتفاءً، لا سيما نسب أهل البيت الطاهر المطهر. وعجيب من قوم يبادرون إلى إثباته بأدنى قرينة وحجة موهمة! يسألون عنها يوم لا ينفع مالٌ ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم «(5).
وما أشبه الليلة بالبارحة، وكأن السخاوي - رحمه الله - يتحدث عن زماننا؛ فلقد نبتت نابتة في هذه الأيام ممن لا يخافون الله؛ أثبتوا اللصيق، ودسوا الدخيل على أنه الأصيل، وكم نسمع بـ " الشريف فلان " أو " فلان الحسني " أو " فلان الحسيني "، وهم كذبة في ادِّعائهم النسب النبوي، لكن الله - عز وجل - الذي» أجرى العادة بأن لا يفضح أحدًا من أول مرة» (6) سيفضح هؤلاء.
قال الفقيه الهيتمي (ت 973هـ): «ينبغي لكل أحد أن يكون له غيرة على هذا النسب الشريف وضبطه حتى لا ينتسب إليه أحد إلا بحق «(7).
وتظهر وقفة العلماء والقضاة والنَّسَّابة والسلاطين الجليلة أمام محاولات التصاق الأدعياء بأنساب آل البيت في الآثار التالية:
1 - قال المؤرخ المسبحي (ت 420هـ) في أحداث سنة (414هـ): «وفي مستهل شهر ربيع الآخر بيوم الخميس، ضُرِب رجلٌ يدّعي الشرف، وطيف به على جمل» (8).
ولقد كان النقباء يحلقون رؤوس الأدعياء ويكوون جباههم (9)،
2 - قال البيهقي (ت 565هـ): «أبو الحسن الحجازي، عبد نوبي، ادَّعى نسب علي بن الحسين بن زيد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن جعفر بن محمد الباقر، وشهد العدول عند الوليد بن المغيرة المكي النساب بركاب خوارزم أن هذا الرجل عبد نوبي، وكانت العلامة ظاهرة، فحلق رأسه ووضع المكواة على جبينه» (10).
3 - .
============================
(1) «قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان» (ص7)
(2) «جمهرة أنساب العرب» (ص 2).
(3) «الانباه على قبائل الرواة» (ص55).
(4) «جمهرة أنساب العرب» (ص57).
(5) «استجلاب ارتقاء الغرف» للسخاوي (2/ 632)، «الصواعق المحرقة» (2/ 689) وانظر (2/ 647) واللفظ له.
(6) هذه الموعظة التي نسبها السيوطي في كتابه «تدريب الراوي»
(1/ 296) للصيرفي والسمعاني، هي من كمال لطف الله وحلمه بعباده.
(7) «الصواعق المحرقة» (2/ 537).
(8) «أخبار مصر» (ص 56).
(9) قلت: كيُّ جباههم عمل غير مشروع.
(10) «لباب الأنساب» (2/ 723).
ـ[السني]ــــــــ[08 - 12 - 09, 04:47 م]ـ
وأرى جل الرافضة وخاصة الفرس منهم ينتسبون إلى آل البيت
فدولة الرفض (إيران) أكثرهم من آل البيت!!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[08 - 12 - 09, 05:05 م]ـ
أحسنت َ يا أخي ..
موضوع جميل ورائع
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[08 - 12 - 09, 09:38 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/465)
هذا الإنتساب الباطل هو الذي جعل بني العباس يستحدثون النقابات.
فعينوا نقيبا عباسيا للهاشميين يرعى شؤونهم ويعطي فقيرهم ويؤدب مسيئهم ويسجل أبنائهم ويحفظ أنسابهم من الدخلاء.
ثم بعد ذلك عين بنو العباس نقيبا خاصا بالطالبيين فأصبحت هنالك نقابة للعباسيين ونقابة للطالبيين.
وكان منصب النقيب في الدولة مهما , وكان تعيينه من الخليفة.
ومن الحوادث التي تبين دور النقيب في حفظ الأنساب ما أورده الخطيب في تاريخ بغداد (2/ 84) فقال عن رجل اسمه محمد النيسابوري:-
وحدثني أبو القاسم الأزهري عنه أنه لما قدم بغداد في الابتداء ادعى أنه هاشمي النسب فطلبه النقيب فهرب خوفاً منه ولم يعد إلى البلد إلا بعد سنين كثيرة. انتهى.
واليوم قد كثر المعتنون بأنساب آل البيت , وكثير منهم أصحاب أغراض فاسدة.
لكن مع ذلك لا يمر نسب باطل إلا وتجد من يبين بطلانه.
والعجب كل العجب ممن يدعي الانتساب إلى آل البيت وقد أطبق المعتنون بالنسب من أهل السنة على بطلان نسبه.
والأدهى من ذلك أن باقي أسرته التي ينتمي إليها ينكرون انتسابهم إلى آل البيت.
فالواجب على الذي يدعي نسبا ليس منه أن ينظر إلى آخرته ويعلم أن النسب لا يقدم ولا يؤخر , وادعاؤه هذا النسب سيورده المهالك يوم القيامة.
والبعض قد يجمع بين مهلتكين: سوء معتقد , وادعاء نسب , كما هو حال بعض المتشيعة والمتصوفة.
وينبغي أن يعلم أن كثيرا من أهل البدع أنسابهم ثابتة , وكثير منهم أنسابهم باطلة.
وأما بالنسبة لإيران ففي جنوبها يوجد كثير من العباسيين من ذرية جعفر بن أبي جعفر المنصور دخلوا هنالك بعد سقوط بغداد , وكانت لهم هنالك دولة استمرت حتى عام 1967 م تقريبا , وهم قاطبة سنيون , وقد خرج كثير منهم إلى دول الخليج بعد سقوط دولتهم على يد الشاه.
ومن أراد الاستزادة عنهم وعن أنساب العباسيين فهذا موقع الأمانة العامة لأنساب السادة العباسيين:-
www.bani-alabbas.com
ـ[الشريف باسم الكتبي]ــــــــ[08 - 12 - 09, 11:01 م]ـ
#####
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[09 - 12 - 09, 08:15 ص]ـ
واليوم قد كثر المعتنون بأنساب آل البيت , وكثير منهم أصحاب أغراض فاسدة.
لكن مع ذلك لا يمر نسب باطل إلا وتجد من يبين بطلانه.
جزى الله الإخوة خيراً على مشاركاتهم،
وكما سبق:
ولكن الله عز وجل الذي "أجرى العادة بأن لا يفضح أحداً من أول مرّة "سيفضح هؤلاء.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[09 - 12 - 09, 08:24 ص]ـ
3 - ادعى رجل نسب الحسين بن الحسن بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن جعفر، فشهد العدو لأنه أصفهاني مؤدب، فأخذ الرجل وحلق رأسه ووضعت المكواة على جبينه (1)
.
4 - ادّعى رجل اسمه أو كنيته أبو الفتوح أنه ابن السيد أبي يعلى زيد، وأخ السيد أبي القاسم فخر الدين سيد الحاج والحرمين علي بن زيد المقيم بفريوند؛ فأمر السيد أبو يعلى زيد بن علي العالم بحلق رأسه ونفاه وما أثبت نسبه» (2).
=================
(1) «لباب الأنساب» (2/ 724).
(2) «لباب الأنساب» (2/ 726).
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[15 - 12 - 09, 07:02 م]ـ
5 - وقد أنكر ووبخ الملك العادل محمد الأيوبي الكردي - أخو السلطان صلاح
الدين الأيوبي - ادعاء ابن أخيه صاحب اليمن إسماعيل بن طغتكين النسب القرشي،
قال ابن خلكان (ت 681هـ): «كان الملك المعز إسماعيل أهوج
كثير التخليط بحيث إنه ادعى أنه قرشي من بني أمية وخطب لنفسه
بالخلافة وتلقب بالهادي، فلما سمع عمه الملك العادل ذلك ساءه وأهمه
وكتب إليه يلومه ويوبخه ويأمره بالعودة إلى نسبه الصحيح، وبترك ما ارتكبه مما يضحك الناس منه «(1).
==============================
(1) «وفيات الأعيان» (2/ 524 ـ 525).
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[21 - 12 - 09, 09:40 م]ـ
موضوع مهم ... وفوائد نفيسة ...
وفي المثل (رجع بخفي حنين)
قيل أنه رجل ادعى أنه من قريش ... فسأله عبد المطلب ...
فلم يعرف ... فنفاه ... وقيل رجع بخفيه فصارت مثلا ...
انظر مادة حنين في اللسان أو القاموس ... وعهدي بها بعيد ..(150/466)
أعلام بني عساكر من القرن السادس الهجري وحتى نهاية القرن العاشر ـــ محمد مطيع الحافظ
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[09 - 12 - 09, 10:11 ص]ـ
أعلام بني عساكر من القرن السادس الهجري وحتى نهاية القرن العاشر ـــ محمد مطيع الحافظ
بيت بني عساكر بيت كبير، كثير العلماء والحفاظ والمؤرخين، جمعوا رئاسة الدين والدنيا، وتسلسلت الرواية فيهم كابراً عن كابر، فكان منهم كبار العلماء في دمشق وغيرها نحواً من خمسة قرون أو تزيد.
ومن أشهرهم الحافظ ابن عساكر صاحب تاريخ دمشق، وابنه القاسم الذي كتب تاريخ والده ورواه عنه، والإمام الكبير الفخر بن عساكر، وتاج الأمناء، وزين الأمناء، وغيرهم.
وفي أثناء مطالعتي للكتاب القيم "ذخائر القصر في تراجم نبلاء العصر" لمؤرخ دمشق محمد بن علي بن طولون المتوفى سنة 953هـ، عثرت على فصل يشتمل على تراجم بني عساكر، وذلك من خلال ترجمة تلميذه "محمد بن نافع العفيفي" الذي سأله عن تراجم بني عساكر فأجابه إلى طلبه، وترجم لاثني عشر علماً من أعلامهم.
ورغبت بعد ذلك في نقل هذه التراجم وشرحها وتقديمها للناس، فكان لا بد لي من الرجوع إلى المصادر التي تتحدث عنهم وتترجم لهم.
ثم وجدت أن تاج الدين السبكي صاحب طبقات الشافعية الكبرى والمتوفى سنة 771هـ ذكر عشرين عالماً منهم، فكانت عدة ما عند ابن طولون وما عند السبكي اثنين وثلاثين عالماً، وبحذف المكرر تحصل لدي خمسة وعشرون عالماً من هذه الأسرة العلمية الكبيرة.
ثم تتبعت كتب التاريخ والتراجم فوجدتها تترجم لجملة منهم حيناً، ولأفراد منهم حيناً آخر وذلك في المصادر التالية:
-الروضتين وذيله لأبي شامة عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي المتوفى سنة 665هـ.
-فوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي المتوفى سنة 764هـ.
-طبقات الشافعية لجمال الدين عبد الرحيم الأسنوي المتوفى سنة 772هـ.
-سير أعلام النبلاء لشمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748هـ.
-طبقات الحفاظ للحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي المتوفى سنة 911هـ.
-شذرات الذهب لعبد الحي بن العماد الحنبلي المتوفى سنة 1089هـ.
وبذلك اجتمع لدي تراجم لثلاثين علماً من علماء بني عساكر، موزعة على هذه المصادر، فاخترت أكمل التراجم، وأضفت بالهامش ما عند مؤلف إلى ما عند مؤلف آخر، ثم نسقت الأعلام كلها على ترتيب الوفيات، وذلك ابتداء من القرن السادس الهجري وحتى نهاية القرن العاشر.
وقد ذيلت كل ترجمة بذكر المصدر التي نقلت منه، وقدمت لهذه التراجم بما ذكره السبكي في تعدادهم والثناء عليهم في كتابه (طبقات الشافعية الكبرى) ثم ما ذكره ابن طولون في ذكر فضلهم وأحوالهم في كتابه (ذخائر القصر في نبلاء العصر)، وأضفت جدولاً يوضح أنسابهم.
وأرجو أن أكون بذلك قد وفيت بعضاً من الدَّين الذي في عنق أهل الشام وعلماء التراث لرجال هذا البيت الكبير.
والله من وراء القصد.
"وبيت بني عساكر بيت معمور بالأئمة، فمنهم:
-الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين الشافعي، أبو محمد بن أبي الحسين، والد حافظ الإسلام ابن عساكر، صحب نصراً المقدسي وسمع منه، مات في رمضان سنة تسع عشرة وخمسمائة.
-ومنهم ولداه: الفقيه الحافظ صائن الدين هبة الله بن الحسن.
-وحافظ الإسلام علي بن الحسن أبو القاسم وهو واسطة العِقْد.
-والقاسم بن الحافظ.
-وأخوه أبو الفتح الحسن بن الحافظ علي بن الحسن، سمع على والده الحافظ أبي القاسم، وعمه الفقيه الصائن، وحمزة بن علي بن الحُبوبي، وغيرهم، مات سنة إحدى وستمائة.
وتاج الأمناء أبو الفضل أحمد ابن القاضي أبي عبد الله محمد بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين. مولده في صفر سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، وسمع من عمه الحافظ أبي القاسم، والفقيه أبي الحسين وغيرهما، وحدَّث وكان كثير الديانة يحضر الغزوات، وكان معظماً محترماً، وصنف كتاب "الأنس في فضل القدس" وتوفي في رجب سنة عشر وستمائة.
أشهر رجال بني عساكر حتى القرن العاشر
هبة الله
الحسن بن هبة الله المظفر
(ت 519) عثمان- إسماعيل- محمد 66 - أحمد
عبد الواحد- حسن- محمد (ت952)
الصائن أبو القاسم علي بن الحسن الأمين محمد بن الحسن
هبة الله بن الحسن
(ت 563) (ت 571)
القاسم بن علي الحسن بن علي
(ت 600) (ت 601)
علي بن القاسم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/467)
القاسم الحسين بن علي فاطمة
(ت 618) (ت 658) (ت 683)
عبد الله أحمد بن محمد بن الحسن عبد الرحمن بن محمد الحسن بن محمد عبد الرحيم بن محمد
(ت 591) (ت 610) (ت 620) زين الأمناء (ت 631)
(ت 627)
تاج الأمناء بن هبة الله
هبة الله النجم محمود الفضل محمد بن أحمد نصر الله عبد اللطيف عبد الله بن الحسن عبد الوهاب
ت 619 ت 629 ت 631 العز بن عساكر 660
أحمد مظفر ت 643 إسماعيل عبد المنعم عبد الصمد
ت 699 القاسم ت 711 ت 700 686
ت 723
-وزين الأمناء الحسن بن محمد بن الحسن.
-وأبو المظفر عبد الله محمد بن الحسن.
-وفقيه أهل الشام فخر الدين عبد الرحمن.
-وأبو نصر عبد الرحيم ابن القاضي أبي عبد الله محمد بن الحسن بن هبة الله، مولده سنة تسع وخمسين وخمسمائة، سمع الكثير عن عمه الحافظ، وتوفي سنة إحدى وثلاثين وستمائة.
-وأبو عبد الله محمد بن أبي الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله، حافظ نسابة مؤرخ، شاعر، سمع من عم أبيه الحافظ وغيره.
-وأبو الحسين هبة الله بن أبي الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله. ولد سنة سبعين وخمسمائة، وسمع أبا الفرج يحيى بن محمود الثقفي، وغيره، وتوفي بدمشق في ذي القعدة سنة تسع عشرة وستمائة.
-وأبو بكر محمود بن أبي الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله. ولد سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، وسمع من يحيى بن محمود الثقفي وغيره. وتوفي سنة تسع وعشرين وستمائة بنابلس.
-وأبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن.
-وأبو العباس الفضل بن أبي الفضل أحمد بن محمد بن الحسن. مولده سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة. وسمع من القاسم بن الحافظ وغيره. ومات سنة إحدى وثلاثين وستمائة.
-وعبد اللطيف بن الحسن.
-وأبو محمد القاسم بن علي بن القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله. سمع حضوراً سنة ثلاث وستمائة من أبي حفص البغدادي ومات سنة ثمان عشرة وستمائة.
-وأبو سعد عبد الله بن الحسن.
-ومحمد بن الحسن بن علي بن الحسن بن عساكر. من ذُرِّية الحافظ. روى عن ابن طَبَرْزَد.
-وولده عمر بن محمد بن الحسن. روى عن ابن اللَّتِّي، وغيره".
"وهذا البيت بيت جليل كبير من الدمشقيين، كثير الفضلاء، والحفاظ الأمناء، جمع رئاسة الدين والدنيا، وأجلُّهم في زمانه ديناً وعلماً الفخر، وفي القرن الذي قبله عماه: الصائن هبة الله وأبو القاسم علي، وابن عمه هذا الحافظ أبو محمد القاسم، وأخو الفخر زين الأمناء الحسن، وتاج الأمناء أحمد وسأذكره وأم الفخر، وأختيه أسماء (1) بنت محمد بن الحسن القرشية المعروف والدها بأبي البركات بن الران، وهو الذي جدَّد عمارة مسجد القدم في سنة سبع عشرة وخمسمائة وبه قبره وقبر الواعظ أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن الران، وبهذا السبب كان الشيخ الفخر كثيراً ما يكون زائراً بمسجد القدم لأن به قبر جده لأمه ومن سلف من بيته، ودفن به أيضاً أخوه تاج الأمناء، وأسماء المذكورة هي أخت آمنة (2) أم القاضي محيي الدين بن الزكي فهو ابن خالته".
(1)
الحسن بن هبة الله
الحسن (3) بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين، أبو محمد بن أبي الحسين المزكي، والدي رحمه الله، صحب الفقيه أبا الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي، وسمع منه الصحيح وغيره، واستجيز له من جماعة من شيوخ العراق كأبي الفضل أحمد بن الحسين بن خيرون، والقاضي أبي بكر محمد بن المظفر بن بكران الشامي وغيرهما. سمعت منه شيئاً يسيراً.
كان أبي رحمه الله يذكر أنه كان له عند حريق الجامع عشرة أشهر، فكان مولده في سنة ستين وأربعمائة. ومات ليلة الثلاثاء الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة تسع عشرة وخمسمائة. ودفن يوم الثلاثاء في مقبرة باب الصغير.
(2)
صائن الدين بن عساكر (4)
أبو الحسن صائن الدين، هبة الله بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/468)
كان عالماً متيقظاً، شاعراً، ورعاً، خيراً، كبير القدر، قال أخوه الحافظ أبو القاسم في تاريخه: ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، فقرأ بالسَّبْع، وتفقه على جمال الإسلام (علي) ابن المسلم، وعلى نصر الله (بن محمد) المصيصي، وسمع من خلق كثير، ثم رحل إلى بغداد فقرأ أيضاً الفقه والخلاف على أسعد الميهني، وأصول الفقه على ابن برهان، وأصول الدين على أبي عبد الله بن القيرواني، وسمع جماعة كثيرة هناك، وحج سنة إحدى عشرة، ورجع إلى بغداد، ثم خرج منها سنة أربع عشرة إلى دمشق، فتصدى للحديث والاشتغال، وكان معنياً بعلوم القرآن والنحو واللغة، وأعاد بالأمينية [1] عند شيخه جمال الإسلام، ودرّس بالغزالية (5)، وعرضت عليه الخطابة وغيرها فامتنع، ولم يزل كذلك إلى أن مات في شعبان سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
ذكره أيضاً في العبر، قيل إنه وقع في الحمام ففلج أياماً، ثم مات.
(3)
أبو القاسم بن عساكر
الإمام الكبير، حافظ الشام بل حافظ الدنيا، الثقة الثبت، الحجة، ثقة الدين، أبو القاسم [2] علي بن الحسن بن هبة الله بن الحسين الدمشقي الشافعي.
صاحب "تاريخ دمشق" و"أطراف السنن الأربعة" و"عوالي مالك" و"غرائب مالك" و"فضل أصحاب الحديث" و"مناقب الشبان" و"عوالي الثوري" و"من وافقت كنيته كنية زوجته" و"مسند أهل داريا" و"تاريخ المزة" وغير ذلك.
ولد سنة تسع وتسعين وأربعمائة. سمع في سنة خمس وخمسمائة باعتناء والده، ورحل إلى بغداد والكوفة، ونيسابور ومرو وهراة وغيرها. وعمل الأربعين البلدانية، وعدد شيوخه ألف وثلاثمائة شيخ، ونيف وثمانون امرأة.
سمع منه الكبار، وكان من كبار الحفاظ المتقنين، ومن أهل الدين والخير، غزير العلم، كثير الفضل، جمع بين معرفة المتن والإسناد، وأملى مجالس، متين.
قال التاج المسعودي: سمعت أبا العلاء الهمذاني يقول لرجل استأذنه في الرحلة: إن رأيت أحداً أعرف مني فحينئذ آذن لك أن تسافر إليه، إلا أن تسافر إلى ابن عساكر فإنه حافظ كما يجب.
وقال أبو المواهب بن صصري: قال الحافظ أبو العلاء: أنا أعلم أنه لا يساجل الحافظ أبا القاسم في شأنه أحد، فلو خالق الناس ومازجهم لاجتمع عليه الموافق والمخالف، قال: وكنت أذاكر أبا القاسم الحافظ عن الحفاظ الذين لقيهم فقال: أما بغداد فأبو عامر العبدري، وأما أصبهان فأبو نصر اليوناري، ولكن إسماعيل بن محمد الحافظ كان أشهر، فقلت: فعلى هذا ما رأى سيدنا مثل نفسه، قال: لا تقل هذا، قال الله تعالى:] فلا تزكوا أنفسكم [(6) قلت: فقد قال الله تعالى:] وأما بنعمة ربك فحدث [(7) فقال: لو قال قائل: لم تر عيني مثلي لصدق.
وقال المنذري سألت شيخنا الحافظ أبا الحسن بن المفضل عن أربعة تعاصروا: أيهم أحفظ؟ فقال: من؟ قلت: الحافظ ابن ناصر، وابن عساكر؟ فقال: ابن عساكر، فقلت: أبو الحافظ طاهر وابن عساكر فقال: السلفي شيخنا.
قال الذهبي: يعني أنه ما أحب أن يصرح بتفضيل ابن عساكر تأدباً مع شيخه، ثم أبو موسى أحفظ من السلفي مع أن السلفي من بحور الحديث وعلمائه.
وقال الحافظ عبد القادر الرهاوي: ما رأيت أحفظ من ابن عساكر.
وقال ابن النجار: هو إمام المحدثين في وقته، انتهت إليه الرياسة في الحفظ والإتقان، والثقة، والمعرفة التامة، وبه ختم هذا الشأن.
مات في حادي عشر رجب سنة إحدى وسبعين وخمسمائة (8).
(4)
أبو المظفر بن عساكر
عبد الله بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله، الفقيه، أبو المظفر بن عساكر أخو زين الأمناء ولد سنة تسع وأربعين وخمسمائة، وتفقه على القطب النيسابوري وغيره، وسمع من عميه الحافظ والصائن هبة الله (9)، وحدث بمصر ودمشق وغيرها، ودرّس بدمشق بالتقوية، وكان أحد الفقهاء المناظرين وجمع أربعين حديثاً.
قتل غيلة بظاهر القاهرة في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وخمسمائة.
(5)
ومنهم البهاء (10) بن عساكر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/469)
وهو القاسم بن الحافظ الأكبر أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله (بن) الحسين الدمشقي الشافعي، الحافظ بهاء الدين، أبو محمد بن عساكر، كان قد شارك أباه في أكثر شيوخه سماعاً وإجازة، وصنف عدة مصنفات، وخلف أباه في القيام بهذا الشأن بدمشق، وإظهار كتب أبيه وإسماعها بالجامع ودار الحديث النورية، وبيّض تاريخ والده لدمشق بخطه (11) في ثمانين مجلداً، ورحل إلى مصر وأسمع بها وكانت وفاته يوم الخميس ثامن صفر سنة ستمائة، ودفن بعد العصر على أبيه بمقبرة باب الصغير خارج الحظيرة التي فيها قبر معاوية وغيره من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، من جهة الشرق. قال أبو شامة: ولي منه إجازة وقد اختصرت تاريخ دمشق في أصغر وأكبر، وكلاهما تام، فالأول في خمسة عشر مجلداً، والأصغر في خمس مجلدات.
(6)
أبو الفتح بن علي بن حسن
أخو (القاسم بن الحافظ ابن عساكر) أبو الفتح الحسن بن الحافظ علي بن الحسن، سمع من والده الحافظ علي بن الحسن، سمع من والده الحافظ أبي القاسم، وعمه الصائن، وحمزة بن علي الحُبوبي، وغيرهم. مات سنة إحدى وستمائة.
(7)
ومنهم تاج (12) الأمناء بن عساكر
وهو أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله الدمشقي، تاج الأمناء ابن عساكر المكنى بأبي الفضل، أخو الفخر، وزين الأمناء، وهو أكبر منهما، سمع عميه الصائن أبا الحسين، والحافظ أبا القاسم وغيرهما وكان من أصدقاء الشيخ تاج الدين الكندي الحنفي، وكان يحكي عنه كثيراً أنه حضر يوماً بالكلاسة في سماع مسند أحمد على أبي علي حنبل المكبر بجامع الرصافة حين قدم دمشق ولم يحضر حنبل فقال تاج الدين: وأين حنبل؟ فقال الملك المعظم: هو متخوم، وكان المعظم يطعمه أنواع الطعام وأشياء ما رآها ولا في المنام، وكان معوداً ببغذاذ أكل الهوطمان ونحوه، فقال تاج الدين: أطعمه عدساً فضحك المعظم وجماعة، وكان قد رافقه في القدوم إلى دمشق عمر بن طبرزد وكانا فقيرين فحصّلا مالاً جزيلاً وعادا إلى بغداد وماتا هناك. وتوفي تاج الأمناء يوم الأحد ثاني رجب سنة عشر وستمائة. ودفن من الغد بمقبرة مسجد القدم على جده لأمه ابن الهران قبلي المحراب، وكان ذا سمت حسن.
(8)
ومنهم العماد بن عساكر [3]
وهو علي بن القاسم بن علي بن الحسن الدمشقي العساكري، الشيخ عماد الدين بن البهاء (13) قدم بغداد وسمع بها ثم توجه إلى خراسان، وسمع بها، واستجاز لطائفة كثيرة من الدمشقيين وغيرهم ولعموم من أدرك ذلك الوقت من جميع من اجتمع به من مشايخ تلك البلاد، شكر الله سعيه (14)، ثم عاد إلى بغداد فوقع عليه قطاع الطريق فأخذوا ما كان معه وجرحوه فأقام ببغداد يعالج الجراحات، فمات بها يوم السبت ثالث جمادى الآخرة، ودفن بالشونيزية. وخلف ولدين ماتا بعده: أحدهما المسمى باسم جده بهاء الدين القاسم كان في صحبته فرجع إلى دمشق بعد موت أبيه، والآخر أبو حامد المذكور قبله، ولم يبق من نسله إلا ولد صغير من ابنه الأصغر أبي حامد.
(9)
أبو محمد القسم بن علي بن القاسم
أبو محمد القاسم بن علي بن القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله.
سمع حضوراً سنة ثلاث وستمائة من أبي حفص البغدادي، ومات سنة ثمان عشرة وستمائة.
(10)
أبو الحسين هبة الله بن أحمد بن محمد بن الحسن
أبو الحسن هبة الله بن أبي الفضل احمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله.
مولده سنة سبعين وخمسمائة، وسمع أبا الفرج يحيى بن محمود الثقفي وغيره.
وتوفي بدمشق في ذي القعدة سنة تسع عشرة وتسعمائة.
(11)
ومنهم الفخر بن عساكر (15)
وهو عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين الدمشقي، شيخ الشافعية فخر الدين، أبو منصور بن عساكر، وليس في أجداده من اسمه عساكر، وإنما هي تسمية اشتهرت في بيتهم ولعله من قبل أمهات بعضهم. اهتم منذ صغره بالعلم فاشتغل بالفقه على شيخه القطب مسعود النيسابوري حتى برع في ذلك، وانفرد بعلم الفتوى حتى كانت الفتاوى ترسل إليه من الأقطار، وكان عند شيخه كالولد، وزوّجه ابنته فأولدها ابناً سماه باسم جده القطب مسعود، وعاش خلَف جده ووالده لأنه كان مهتماً بالعلم وبرّز فيه، لكنه توفي قبل والده بزمان /198/ ودرس الفخر مكان القطب بالجاروخية (16)، وبنى فيها قاعتين، ثم ولي تدريس الناصرية بالقدس، فكان يقيم بدمشق أشهراً وبالقدس أشهراً، ويطوف تلك الزيارات بالأرض
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/470)
المقدسة ونحوها.
ثم ولاه العادل تدريس التقوية (17) فكان بها عنده فضلاء الوقت من الفقهاء لجلالته، حتى كانت تسمى نظامية الشام، وكان إذا فرغ من التدريس يظل في جامع دمشق بالبيت الصغير بمقصورة الصحابة يخلو فيه للعبادة ومطالعة الكتب ومتى احتاج إلى الطهارة خرج منها إلى المئذنة الشرقية فقضى حاجته بمكان الطهارة المجدد فيها خارج ما يليها القبلي، وبها الماء الجاري، ثم يرجع إلى مكانه والناس منعكفون عليه للانتفاع، ولا يمل من النظر إليه لحسن سمته واقتصاده في لبسه ونور وجهه، وكان لا يخلو لسانه من ذكر الله تعالى في قيامه وقعوده ومشيه.
وكان يحضر تحت النسر بالجامع بعد العصر في كل يوم اثنين وخميس لسماع الحديث عليه، وهو المكان الذي (كان) يجلس فيه عمه الحافظ أبو القاسم إلى أن توفي، ثم ابنه الحافظ أبو محمد إلى أن توفي، ثم ابنه العماد إلى أن سافر إلى العراق وخراسان، فكان الشيخ الفخر يجلس فيه بعده.
قال أبو شامة: سمعت عليه معظم كتاب دلائل النبوة للبيهقي وغيره، وكان رقيق القلب سريع الدمعة، فكنت أشاهده في أثناء قراءة الحديث عليه يبكي عند سماع ما يبكى منه ويردد مواضع الشعر والمواعظ منها نحو الشعر المنسوب إلى قس بن ساعدة:
في الذاهبين الأوّلين
من القرون لنا بصائرْ
لما رأيت موارداً
للموت ليس لها مصادرْ
ورأيت قومي بعدها
تمضي الأصاغر والأكابرْ
أيقنت أني لا محالة
حيث صار القوم صائرْ
فكان يرددها ويبكي، وكتبت إليه أبياتاً أطلب منه فيها إجازة رواية ما يجوز له وعنه روايته سنة ست عشرة وستمائة فأجابني نظماً بثلاثة أبيات وجدت بركة دعائه فيها، وما أعلمه فعل ذلك مع غيري وكتبها لي بخطه وهي:
أجزت له قولي وفق الله قصده
وأسعده بالعلم يوم معاده
رواية ما أرويه عن كل عالم
بصير بما فيه طريق سداده
فهنا وربي بالعلوم وجمعها
وبلغه فيها سني مراده
وكان يُسمع الحديث أيضاً بدار الحديث النورية (18)، وبمشهد ابن عروة أول ما فتح، وكان السلطان العادل أبو بكر بن أيوب لما عزل القاضي الزكي (19) الطاهر بن محيي الدين عن قضاء دمشق أرسل إليه أن يتولاه فأبى فطلب حضوره عنده ليلاً فجاءه فالتقاه وأقعده إلى جانبه، فجلس محتبياً مستوفزاً، فأحضر الطعام فلم يمد يده إليه ولم يأكل منه شيئاً، فسأله أن يتولى القضاء وكثّر عليه القول، فقال: حتى أستخير الله تعالى، فأخبرني من كان معه ملازماً له أنه لما رجع إلى بيته جدد الوضوء ووقف يصلي ويتضرع ويبكي /99آ/ إلى الفجر، فلما أصبح خرج إلى الجامع فصلى الصبح بالكلاسة، ثم مضى إلى مقصورة الصحابة فصلى بها على عادته، ثم دخل بيته الصغير الذي في الحائط- وهو الباب الذي كان يخرج منه خلفاء بني أمية وأمراؤها للصلاة من لدن معاوية بن أبي سفيان إلى زمن الوليد بن عبد الملك بن مروان، فلما أخذ الوليد من النصارى جهتهم الغربية وبنى القبة والنسر وجعل المحراب في وسط ذلك، فهو الذي بمقصورة الخطابة اليوم، والباب الأصغر فيها الذي بين المحراب وخزانة مصحف عثمان رضي الله عنه هو الباب الذي كان يخرج منه الوليد ومن بعده الخلفاء والأمراء إلى الصلاة بالناس، وأما الباب الكبير الخارج عن المقصورة الذي يخرج منه الخطباء فهو كان لعموم الداخلين إلى دار الخلافة بالخضراء لمن يأذن لهم في ذلك من جهة الجامع- فلما استقر الشيخ بذلك البيت جلس يذكر الله فلما طلعت الشمس إذا رُسُل السلطان قد جاؤوا في كشف ما فارقهم الشيخ عليه وهم: الجمال المصري والنجم خليل وغيرهما، فردّهم الشيخ وأصر على الامتناع وأشار بتولية الشيخ جمال الدين الحرستاني فولي، وكان قد خاف من الامتناع أن يتأذى من جهة السلطنة فجهز أهله للسفر وخرجت المحائر (20) إلى ناحية حلب فردها العادل وعز عليه ما جرى فقيل له: احمد الله تعالى أن في بلادك وفي زمانك من امتنع من ولاية القضاء واختار الخروج من بلده على التولية ديناً وزهداً.
وكان رحمه الله كثيراً إذا قام من الليل يؤذن للفجر بنفسه سواء كان في المدرسة أو خارج البلد من بستان وغيره. وبلغني أنه كان لا يأكل وحده، وإذا قدم له غذاؤه استدعى (من أهل مدرسته) من حضر يأكل معه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/471)
وكان يتورع من المرور في رواق الجامع الذي فيه حلقة الحنابلة خوفاً من أن يأثموا في الوقيعة فيه، وذلك أن الجهال منهم والعوام كانوا يبغضون شيوخ بني عساكر لأنهم كانوا أعيان الشافعية الأشعرية، فكان إذا دخل الجامع من باب البريد يمر في صحن الجامع أو في الرواق الأوسط إلى المقصورة وكذا إذا خرج منها أو قام من إسماع الحديث تحت النسر ينعطف ويخرج من باب البرادة ويقول لمن يسأله عن ذلك: يا ولدي أخاف أن يأثموا بسببي.
وبلغني عنه أنه كان يقول: من طلب من غيره مالاً يعطيه من نفسه فهو داخل في المطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون، وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون. وهذا كلام في غاية الجودة.
وكان العادل لما أمر ببناء مدرسته (21) المشهورة قد عزم على أنها تكون للشيخ الفخر، واتفق أن العادل توفي قبل كمال عمارتها، وكان ابنه المعظم حنفي المذهب وكان في نفسه من الشيخ الفخر لما أنكر عليه إظهار الخمور (22) وتضمينها فتركه، حتى حج في ولايته فأخذ منه المدرسة التقوية، وأخذت منه قبل ذلك الناصرية بالقدس، ولم يبق بيده إلا الجاروخية على نزر ما فيها، ثم لما تكاملت العادلية فوضها إلى قاضيه الجمال المصري (23) وتركه، فسبحان من جعل فيه أفضل أسوة وعمدة لمن ظلم من المشايخ والفضاء بعده.
قال (أبو المظفر) سبط (ابن الجوزي): ولد /99ب/ الفخر سنة خمسين (24) وخمسمائة. وكان زاهداً عابداً ورعاً منقطعاً إلى العلم والعبادة، شيخاً حسن الأخلاق، وقليل الرغبة في الدنيا. وكانت وفاته يوم الأربعاء عاشر رجب سنة عشرين وستمائة، ودفن على الشرف القبلي قرب الصوفية شرقاً، وكانت له جنازة عظيمة. وقبره ظاهر يزار، وصلى عليه الملك العزيز ابن العادل، ولم يتخلف عن جنازته إلا القليل. سمع عميه أبا القاسم الحافظ، والصائن هبة الله، والقطب النيسابوري وغيرهم.
قلت: أخبرني من حضر وفاته قال: صلى الظهر يوم توفي، ثم جعل يسأل عن العصر فقيل له: لم يقرب وقتها، فدعا بماء فتوضأ ثم تشهد وهو جالس وقال: رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً، لقنني الله حجتي وأقال عثرتي ورحم غربتي ووحدتي. ثم قال: وعليكم السلام، فعلمنا أنه حضرته الملائكة حينئذ وسلموا عليه، ثم انقلب على قفاه ميتاً وغسله الفخر بن المالكي ومعه ابن أخيه عبد الوهاب بن زين الأمناء. وكان قد اجتهد في مرضه في تملك المكان الذي دفن فيه من مستحقيه، وحفر له القبر وهو حي. وكان مرضه بالإسهال.
وكانت (وفاته) آخر يوم الأربعاء واحتشد الناس من الغد لجنازته وخرجوا به من المدرسة الجاروخية على باب البريد إلى الجامع، فإذا الناس بالجامع كهيئتهم يوم الجمعة فوضعت الجنازة ملاصقة الحائط القبلي قرب اللازوردة، وتقدم للصلاة عليه (أخوه) لأبويه أبو البركات الحسن (بن محمد بن هبة الله) المعروف بزين الأمناء، ثم خرجوا بالجنازة إلى ناحية الميدان الأخضر بالشرف القبلي، وقد امتلأت الطرق بالناس، ومن ذا الذي قدر على الوصول إلى حمل سريره!؟ ولولا كان الأمير عز الدين ايبك صاحب صرخد أستاذ دار المعظم مع أصحابه وأجناد الملك العزيز بن العادل دائرين حول سريره بالدبابيس والعصي يمنعون الناس من قربه لتعذر وصوله إلى حفرته في يومه. وقبره على يسار المار (مغرباً) في طريق الشرف القبلي مقابل رأس الميدان الأخضر قبل الوصول إلى قبر شيخه قطب الدين النيسابوري بقليل، وجعل على قبره بلاطة فيها اسمه وتاريخ وفاته يقرؤها من كان خارج الشباك رحمه الله.
(12)
الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله، زين الأمناء، أبو البركات، ابن عساكر، الدمشقي أحد أئمة الإسلام، علماًُ وديناً وورعاً وزهداً.
ولد في سلخ ربيع الأول سنة أربع وأربعين وخمسمائة، وسمع من عبد الرحمن بن الحسن الداراني، وأبي العشائر محمد بن خليل، وعمه الصائن هبة الله، والحافظ أبي القاسم، وأبي القاسم الحسن بن الحسين بن البُن، والخضر بن شبل الحارثي، وأبي النجيب السهروردي وخلائق.
روى عنه البرزالي، والحافظ الزكي المنذري، والكمال بن العديم، والزين خالد، والشرف النابلسي، واحمد بن هبة الله بن عساكر وأحمد بن إسحاق الأبَرْقُوهي وغيرهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/472)
وكان فقيهاً صالحاً ورعاً، كثير الصلاة متجرداً للعبادة والتهجد، جزَّأ الليل ثلاثة أجزاء: ثلثاً للتلاوة والتسبيح، وثلثاً للنوم، وثلثاً للعبادة والتهجد، وكذلك معظم نهاره وكان لذلك يقال له السجاد، وبالجملة كان من الأئمة الأوابين، وقد رأى بعضهم عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهو يعتنقه ويسلم عليه، فقيل: يا أمير المؤمنين أهكذا تسلم على زين الأمناء! فقال: نعم، إنه من الأوابين، وقد أهديتُ له تمراً صيحانياً، وكان أخوه أبو الفضل في الحجاز، فلما قدم من الحج، قال له: يا أخي قد جئتك بعُلبة فيها تمر قيل: إنه من غرس عثمان، أو علي، فقال زين الأمناء: بل من غرس عثمان، وقص عليه القصة.
وكان يقول: ما أفطرت في رمضان منذ صمت قط، لا بمرض ولا غيره، بل كنت أمرض قبله أو بعده، وسلم لي نيِّف وسبعون رمضان، فلم أفطر فيها يوماً.
وأخذ زين الأمناء الفقه عن جمال الأئمة أبي القاسم علي بن الحسن بن الماسح وولي نظر الخزانة، ونظر الأوقاف بدمشق، ثم أعرض عنها، وأقبل على شأنه وأجمع الناس على عظم قدره في الدين.
وأقعد زين الأمناء بأخرة، فصار يحمل في مِحَفة إلى الجامع من أجل الصلاة وإلى دار الحديث النورية من أجل إسماع الحديث.
مات في سنة سبع وعشرين وستمائة (25).
(13)
أبو بكر محمود بن أحمد بن محمد بن الحسن
أبو بكر محمود بن أبي الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله.
ولد سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، وسمع من يحيى بن محمود الثقفي وغيره، وتوفي سنة تسع وعشرين وستمائة.
(14)
أبو نصر عبد الرحيم بن محمد بن الحسن
أبو نصر عبد الرحيم ابن القاضي أبي عبد الله محمد بن الحسن بن هبة الله.
مولده سنة تسع وخمسين وخمسمائة، وسمع الكثير على عمه الحافظ. توفي سنة إحدى وثلاثين وستمائة.
(15)
أبو العباس الفضل بن أحمد
أبو العباس الفضل بن أبي الفضل أحمد بن محمد بن الحسن.
مولده سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة. وسمع من القاسم بن الحافظ وغيره، ومات سنة إحدى وثلاثين وستمائة.
(16)
العز بن عساكر
محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عساكر الدمشقي، عز الدين بن تاج الأمناء.
وكان كبير بيته يومئذ، وله عناية بعلم التاريخ (26). توفي ثالث جمادى الأولى سنة ثلاث وأربعين وستمائة.
قال أبو شامة: شهدت الصلاة عليه، وذهب به إلى مقبرة جده بباب الصغير.
(17)
الركن عبد اللطيف بن زين الأمناء
وقبله (أي قبل النظام عبد الله بقليل من العام قبله (توفي) أخوه الركن عبد اللطيف، وكان كثيراً ما يجلسان بالجامع في كوة يزيد التي على باب مشهد علي، ويجتمع إليهما جمع.
(18)
النظام عبد الله بن زين الأمناء
هو النظام عبد الله بن زين الأمناء (الحسن)، وكان محباً للحديث وأهله (27)، توفي سنة خمس وأربعين وستمائة.
(19)
العماد بن عساكر
وهو الحسين بن علي بن القاسم بن علي الحافظ الكبير أبي القاسم الدمشقي، أبو حامد بن العماد بهاء كان خرج (100ب/ من دمشق إلى مصر أيام الجفلة من التتار، ثم لما بلغه استقامة الشام وأمنه خرج مع غيره من مصر على طريق الشوبك والكرك، فمرض وتوصل إلى نحو زرع، وجاء الخبر بوفاته إلى دمشق في سادس شوال سنة ثمان وخمسين وستمائة.
(20)
التاج بن عساكر
عبد الوهاب بن زين الأمناء أبي البركات الحسن بن محمد بن عساكر الدمشقي.
سمع الكثير من الخشوعي وطبقته، وولي مشيخة النورية بعد والده، وحج فزار ولده أمين الدين عبد الصمد، وجاور قليلاً، ثم توفي في جمادى الأولى سنة ستين وستمائة بمكة.
(21)
المجد بن عساكر
محمد بن إسماعيل بن عثمان بن مظفر بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين الدمشقي، المعدل. سمع من الخشوعي، والقاسم، وجماعة وتوفي في ذي القعدة سنة تسع وستين وستمائة.
(22)
فاطمة بنت عماد الدين
فاطمة بنت الحافظ عماد الدين علي بن القاسم ابن مؤرخ الشام أبي القاسم بن عساكر.
ولدت سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، وسمعت من ابن طبرزد وجماعة، وأجاز لها الصيدلاني وتوفيت في شعبان سنة ثلاث وثمانين وستمائة.
(23)
أمين الدين ابن عساكر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/473)
عبد الصمد بن عبد الوهاب بن زين الأمناء أبي البركات الحسن بن محمد ابن عساكر، الإمام المحدث الزاهد أمين الدين أبو اليمن، الدمشقي الشافعي نزيل الحرم، سمع من جده ومن الشيخ الموفق ومن ابن البن وأبي القاسم ابن صَصري وابن الزبيدي وابن غسان والقاضي أبي نصر ابن الشيرازي، وأجاز له المؤيد الطوسي وأبو روح الهروي وطائفة، وحدّث بالحرمين بأشياء، وكان عالماً فاضلاً جيد المشاركة في العلوم (29)، وله نظم، وهو صاحب عبادة، كل من يعرفه يثني عليه. ولد سنة أربع عشرة وستمائة، وتوفي سنة سبع وثمانين وستمائة، وكان شيخ الحجاز في وقته، وله تواليف في الحديث.
قال الشيخ علاء الدين علي بن إبراهيم بن داود العطار قدّس الله روحه: لما ودعت الشيخ الإمام العالم العلامة الزاهد محيي الدين النووي رحمه الله تعالى بنوى حين أردت السفر إلى الحجاز حملني رسالة في السلام عنه للإمام جار الله أبي اليمن عبد الصمد بن عساكر، فلما بلغته سلامه رد عليه السلام وسألني عنه أين تركته، فقلت: ببلدة نوى، فأنشدني بديهاً:
أمخيمين على نوى أشتاقكم
شوقاً يجدد لي الصبابة والجوى
وأروم قربكم لأني مرتجي
يا سادتي قربَ المقيم على نوى
وكتب إليه الشيخ العلامة شهاب الدين محمود وأرسلها إليه إلى مكة:
أترى يرجع عهد العلم
وزمانُ الوصلِ في ذي سلَم
وعهودي بالحمى روَّى الحمى
مَدمَعُ المشتاق قبل الدِّيَمِ
زمن هيَّجَ أشواقي به
وعهودي فيه طولُ القدم
كلما أملت تجديداً به
عقَلَ الحظُّ مطايا هممي
وحقيقٌ أنا بالسعي ولو
ناب طرفي في السُّرى عن قدمي
طالما قد مرَّ لي عيشٌ به
كان أحلى من دوام النعم
في حمى من إضمٍ مَن حلَّه
راجياً أو لاجياً لا يُضَم
نمتُ في البعد ولولا أملي
أن أراه في الكرى لم أنم
وبرغمي بعد طول الوصل أن
صرتُ أرجو زورةً في الحلم
صرت أبكي خيم الوادي وقد
عشت دهراً بين تلك الخيم
فحنيني دام إذ فارقتها
ونعيمي بعدها لم يدم
جيرة الوادي وحبّي لكمُ
فهو عندي من أبرِّ القسم
وليالٍ بمنىً كانت لنا
بسناكم مشرقاتِ الظلم
والتزام العهد فيما بيننا
بين ذاك الركن والملتزم
وأحاديث رضىً كانت إذا
مرض القلب شفاء السّقَم
ما ذكرتُ العهدَ إلا سفحت
نار شوقي عوض الدمع دَمي
إن قلبي سار في الركب الذي
بالسُّرى قد أمَّكم من أمَم
عارض النوق بشوقٍ لم تطق
حملَ شيء منهُ حُمْر النّعم
سار في ذمة إحسانكمُ
مستجيراً بأُهَيْلِ الذمم
ندمي إذ بعت أيام الحمى
أترى يرجع بيعي ندمي
فهنيئاً لكمُ إحرامكم
كلما شئتم بذاك الحرم
وجوار أنتم الآن به
شرفاً أهل الصفا والعلم
ليتكم أن تذكروا مَنْ خصّكم
دونه السعد بأوفى القسم
أو تنادوا قلبه المضنى عسى
أن يلبي بعد طول الصمم
(24)
شرف الدين أبو العباس وأبو الفضل
أحمد بن هبة الله بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عساكر، المسند الأجل الدمشقي الشافعي، ولد سنة أربع عشرة وستمائة، وسمع القزويني، وابن صصري، وزين الأمناء، وطائفة وأجاز له المؤيد الطوسي، وأبو روح الهروي وآخرون، وروى الكثير وتفرد بأشياء، توفي في الخامس والعشرين من إحدى الجمادين سنة تسع وتسعين وستمائة.
(25)
أبو محمد عبد المنعم بن عبد اللطيف
أبو محمد عبد المنعم بن عبد اللطيف بن زين الأمناء أبي البركات بن عساكر الدمشقي. روى عن ابن غسان، وابن اللتي، وطائفة. وتوفي في رجب وله أربع وسبعون سنة، سنة سبعمائة.
(26)
إسماعيل بن نصر الله
إسماعيل بن نصر الله بن تاج الأمناء أحمد بن عساكر.
قال الذهبي: حدثنا عن ابن اللتي ومكرم وابن الشيرازي وطبقتهم، وشيوخه نحو التسعين، وكان مكثراً، وفيه خفة وطيش، ولكنه فيه دين، توفي بدمشق في صفر عن اثنتين وثمانين سنة (سنة 711هـ).
(27)
بهاء الدين بن عساكر
مسند الشام بهاء الدين القاسم بن مظفر بن النجم محمود بن تاج الأمناء ابن عساكر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/474)
حضر في سنة تسع وعشرين وستمائة على مشهور النيرباني، وحضر ابن عساكر وكريمة وعبد الرحيم بن عساكر وابن المقير وسمع من ابن اللتي وجماعة، وأجاز له مشايخ البلاد، وبلغ معجمه سبع مجلدات، وألحق الصغار بالكبار، ووقف أماكن على المحدثين، وكان طبيباً مؤرخاً، وخرج له البرزالي مشيخة، وابن طغرلبك معجماً كبيراً جمع فيه شيوخه، فبلغوا أكثر من خمسمائة وسبعين شيخاً، وتوفي بدمشق في شعبان سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة، عن أربع وتسعين سنة.
(28)
ومنهم محمد بن حسن بن عبد الواحد
محمد بن حسن بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن عثمان بن المظفر بن هبة الله.
وفيه يجتمع مع الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الشيخ شمس الدين أبو الفضل ناظم القصيدة المسماة بضراعة إلى ذي العرش المجيد في مئة وخمسة أبيات لا بأس بها وأسمعها من لفظه للشيخ أمين الأنفي. وتوفي يوم الأحد ثالث عشر ذي الحجة سنة خمس وسبعين وسبعمائة بالشاغور ودفن بباب الصغير.
توفي صاحب هذه الترجمة ليلة الاثنين ثاني عشري جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة وكان أنشدني لبعضهم:
إياك تبدي للصديق تلوّنا
فترى بعين تنقص وتذلل
أوما ترى الأوراق حين تلونت
سقطت وديست في الثرى بالأرجل
وكان هذا الإنشاد في مرض موته. ولم أحضر جنازته لضعف بدني، ودفن بتربة شيخنا الشهاب بن شكم (30) عند الصوابية (31). وأوقف حصته من بستان بالنيرب (32) على مسجد العفيف بالسكة وإمامته، وكذا أوقف كتبه فيه، وكان إمامه من سنين عديدة.
(29)
محمد بن الحسن
محمد بن الحسن بن علي بن الحسن بن عساكر.
من ذرية الحافظ، روى عن ابن طبرزد.
(30)
وولده عمر
عمر بن محمد بن الحسن.
روى عن ابن اللتي وغيره.
(1) ترجم لها ابن عساكر في تاريخه 19/ 196ب: قال سمعت جدها لأمها القاضي أبا المفضل يحيى بن علي القرشي ... وهي زوج أخي أبي عبد الله محمد بن الحسن رحمه الله، حجت مع أختها آمنة سنة خمس وخمسين وخمسمائة وسمع منها أولادها وغيرهم.
(2) ترجم لها أيضاً ابن عساكر في تاريخه 20/ 200: فقال: هي آمنة بنت الحسن بن طاهر القرشية تكنى أم محمد، سمعت جدها لأمها القاضي أبا المفضل ... وأبا محمد عبد الكريم بن حمزة ... وحجت مع أختها وحجت بعد ذلك مرتين ووقفت رباطاً لسكنى الفقراء.
وفي الحدائق الغناء في أخبار النساء للمعافري المالقي ص 182: وهي ابنة خالة أبوي القاسم بن عساكر، استنسخ لها أبوها كتاب السنن لأبي داود، وسمعت بعضه من عبد الكريم بن حمزة، ووقفت رباطاً لسكنى الفقراء من النساء بدمشق، سمع منها ولدها وغيره.
(3) له ترجمة في الطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 70.
(4) ترجمته في خريدة القصر قسم شعراء الشام 1/ 281، وسير أعلام النبلاء (مصور مخطوط) 12/ 263، والعبر 4/ 184، وطبقات الشافعية للسبكي 7/ 324، ووفيات الأعيان في آخر ترجمة أخيه 3/ 311، والنجوم الزاهرة 5/ 380، وشذرات الذهب 4/ 207، الدارس 1/ 416.
(5) الغزالية: هي في الزاوية الشمالية الغربية شمالي مشهد عثمان من الجامع الأموي، والغزالية نسبة إلى الإمام الغزالي وتعرف أيضاً بالشيخ نصر المقدسي. الدارس 1/ 414.
(6) سورة النجم 32.
(7) الآية الأخيرة من سورة الضحى.
(8) ودفن بمقبرة باب الصغير، وقد أظهرت وزارة التعليم العالي بالتعاون مع مديرية الآثار ومحافظة دمشق قبره خلال الاحتفال بمرور تسعمائة سنة على ولادته.
(9) زاد في طبقات الشافعية للأسنوي: وقرأ الأدب على ابن نعمة الشيرازي.
(10) انظر ترجمته في ذيل الروضتين ص 47 طبقات الشافعية 8/ 352 البداية والنهاية 13/ 38، العبر 4/ 314، تذكرة الحفاظ 4/ 155، الدارس في تاريخ المدارس، شذرات الذهب 1/ 828، مجلة معهد المخطوطات 2/ 88، معجم المؤلفين 8/ 106، وانظر عن مؤلفاته المخطوطة: المنتخب من مخطوطات الظاهرية ص 84 تأليف محمد ناصر الدين الألباني.
(11) في طبقات الشافعية: وكتب الكثير حتى إنه كتب في تاريخ والده مرتين ... وله كتاب فضل المدينة وكتاب فضل المسجد الأقصى ...
(12) ترجمته في طبقات الشافعية 7/ 70 وشذرات الذهب 5/ 40، وذيل الروضتين 86.
(13) في شذرات الذهب 5/ 69: سمع من أبيه وعبد الرحمن بن الخرقي، وإسماعيل الخبزوي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/475)
(14) قال في الطبقات الكبرى للسبكي في ترجمته: قال شيخنا الذهبي: وهو آخر من رحل إلى خراسان من المحدثين وقد خرّج للكندي ولابن الحرستاني وجماعة ... تفقه على خاله الإمام الكبير فخر الدين أبي منصور عبد الرحمن.
(15) انظر في ترجمته ذيل الروضتين 136، سير أعلام النبلاء 13/ 164، طبقات الشافعية 8/ 177، البداية والنهاية 13/ 101، شذرات الذهب 5/ 92، النجوم الزاهرة 6/ 256، وفيات الأعيان معجم المؤلفين 5/ 172.
وفي الظاهرية نسخة مخطوطة من كتابه الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين (رقمه حديث 535) ق1 - 53).
(16) المدرسة الجاروخية: داخل باب الفرج والفراديس شمالي الجامع الأموي والظاهرية الجوانية، بناها جاروخ التركماني الملقب بسيف الدين. الدارس 1/ 225، وحدد الدكتور صلاح الدين المنجد مكانها في جادة السبعة طوالع اليوم. وقد درست وحولت لدار سكن.
(17) المدرسة التقوية: هي من أجل مدارس دمشق، داخل باب الفراديس شمالي الجامع، شرقي الظاهرة والإقباليتين، بناها الملك المظفر سنة أربع وسبعين وخمسمائة، وهي في منتصف جادة (بين السبعة طوالع) حولت إلى دار سكن الدارس 1/ 216.
(18) دار الحديث النورية: بناها نور الدين محمود بن زنكي ووقف عليها وقوفاً كثيرة، وهو أول من بنى داراً للحديث في دمشق وكانت تسمى دار السنة، تولى مشيختها الحافظ ابن عساكر، ثم القاسم بن عساكر، ثم أخوه زين الأمناء ابن عساكر، ثم تاج الدين بن عساكر انظر الدارس 1/ 99.
(19) هو قاضي قضاة دمشق عزله الملك المعظم في شهر ربيع الأول سنة 616هـ، وتوفي في الثالث والعشرين من صفر سنة سبع عشرة وستمائة. ذيل الروضتين 117.
(20) المحائر: هي من الخشب على صفة سرير تعمل محامل للمسافرين عند سفرهم، وصانعها يسمى محايري انظر قاموس الصناعات الشامية/ ص 420.
(21) لعله يريد بها النبيذ العراقي فإنه في حكم الخمور عند الشافعية بخلاف الحنفية من أهل العراق. كما أفاد به العلامة محمد زاهر الكوثري في تعليقاته ص 138 على ذيل الروضتين.
(22) في الأصل وذيل الروضتين: خمس. وما أثبتناه من العبر ووفيات الأعيان. وفي الطبقات الكبرى: ولد سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
(23) هي المدرسة العادلية الكبرى شمالي الجامع، تجاه المدرسة الظاهرية، قال ابن شداد: أول من أنشأها نور الدين محمود بن زنكي وتوفي ولم تتم، ثم بنى بعضها الملك العادل سيف الدين ثم توفي ولم تتم فتممها ولده الملك المعظم وأوقف عليها الأوقاف. وهي الآن مقر مجمع اللغة العربية. الدارس 1/ 359.
(24) جمال الدين أبو الوليد يونس بن بدران القرشي الحجازي الأصل، المصري، ولد بمصر تقريباً في سنة خمس وخمسين وخمسمائة، سمع من السلفي وغيره، ولي قضاء القضاة بدمشق سنة 618، تولي تدريس العادلية حين كمل بناؤها، توفي سنة 623هـ. الدارس 1/ 186.
(25) قال أبو شامة في ذيل الروضتين ص 158: ودفن عند قبر أخيه الفخر بالشرف القبلي ظاهر دمشق، واجتمع في جنازته خلق كثير. حضرت دفنه والصلاة عليه.
(26) قال في شذرات الذهب: قال الذهبي: صدر كبير، محتشم، سمع من عم والده الحافظ ومن أبي الفهم بن أبي العجائز وطائفة.
(27) في كشف الظنون: من آثاره فضائل بيت المقدس.
(28) ترجمته في الشذرات/ 5: 395 والعقد الثمين/ 5: 432 (وجعل وفاته سنة 686) وفيه نقل عن ذيل تاريخ بغداد لابن رافع وعن تاريخ شمس الدين الجزري، وقال: ذكره ابن رشيد في رحلته.
(29) في المكتبة الظاهرية: جزء مخطوط في نعل النبي صلى الله عليه وسلم ورقمه 4581 عام (ق16 - 20) انظر ص 78 المنتخب من مخطوطات الحديث في الظاهرية تأليف محمد ناصر الدين الألباني.
مصادر التراجم متسلسلة
من كتاب: طبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين عبد الوهاب السبكي المتوفى 771هـ، الجزء 7/ 70.
من كتاب ذخائر القصر في تراجم نبلاء العصر لمحمد بن طولون المتوفى سنة 953، الورقة 100.
الترجمة- من كتاب تاريخ دمشق للحافظ ابن عساكر 4/ 321 - 322.
من كتاب طبقات الشافعية للأسنوي 2/ 215.
الترجمة من طبقات الحفاظ ص 474 - 475 للحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي المتوفى سنة 911.
الترجمة من طبقات الشافعية 7/ 128.
في تراجم نبلاء العصر لمحمد بن طولون الورقة 98.
من كتاب طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 70.
ذخائر القصر في تراجم نبلاء العصر لمحمد بن طولون المتوفى سنة 953، الورقة 100.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/476)
الترجمة في ذخائر القصر في تراجم نبلاء العصر لمحمد بن طولون المتوفى سنة 953، الورقة 101.
الترجمة من كتاب شذرات الذهب لعبد الحي الحنبلي 7/ 70.
ذخائر القصر في تراجم نبلاء العصر لمحمد بن طولون المتوفى سنة 953هـ، الورقة 98.
من كتاب ذخائر القصر في تراجم نبلاء العصر لمحمد بن طولون المتوفى سنة 953، الورقة 98.
الترجمة من الطبقات الكبرى للشافعية للسبكي 8/ 141.
ترجمته في ذيل الروضتين ص 158، البداية والنهاية 12/ 127، العبر 5/ 108، النجوم الزاهرة 6/ 273.
من الطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 70.
من الطبقات الشافعية الكبرى 7/ 70. وذكره في الشذرات 5/ 145.
من الطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 70.
من كتاب ذخائر القصر في تراجم نبلاء العصر لمحمد بن طولون المتوفى سنة 953، الورقة 10.
عن كتاب ذخائر القصر في تراجم نبلاء العصر الورقة 100، وذكره في طبقات الشافعية الكبرى 7/ 71.
عن كتاب ذخائر القصر، الورقة 100، وله ترجمة في كشف الظنون 2/ 1278، ومعجم المؤلفين 6/ 43.
من كتاب ذخائر القصر لابن طولون، الورقة 100.
من كتاب الشذرات 5/ 302، وذكره في طبقات الشافعية الكبرى 7/ 70.
من كتاب الشذرات 5/ 331.
من كتاب الشذرات 5/ 383.
الترجمة منقولة من فوات الوفيات 2/ 328 - 329.
من كتاب شذرات الذهب 5/ 445.
من كتاب شذرات الذهب 5/ 457.
من كتاب شذرات الذهب 6/ 24.
عن شذرات الذهب 6/ 61.
ذخائر القصر في تراجم نبلاء العصر لمحمد بن طولون المتوفى سنة 953، الورقة 101.
من طبقات الشافعية الكبرى 7/ 71.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] المدرسة الأمينية: بناها أمين الدولة كمشتكين، وهي قبلي باب الزيادة من أبواب الجامع الأموي المسمى قديماً باب الساعات. الدارس 1/ 177.
[2] ترجمته في خريدة القصر (قسم شعراء الشام) 1/ 274، والمنتظم 10/ 261. معجم الأدباء 13/ 73، الروضتين 1/ 10 وفيات الأعيان 3/ 309، سير أعلام النبلاء (نسخة مخطوطة مصورة) 12/ 278، العبر 4/ 212، مرآة الجنان 3/ 393، طبقات الشافعية للسبكي 7/ 215، طبقات الشافعية للأسنوي 2/ 216، كتاب ابن عساكر في ذكرى مرور تسعمائة سنة على ولادته، وانظر في مؤلفاته المخطوطة في المكتبة الظاهرية: فهرس مخطوطات الحديث في الظاهرية للألباني ص 79.
[3] ترجمته في ذيل الروضتين 120، البداية والنهاية 13/ 85، الطبقات الكبرى 8/ 296، شذرات الذهب 5/ 69، النجوم الزاهرة 6/ 246، العبر 5/ 62.
========================
نقل المقال المعتز بالله(150/477)
أحتاج مساعدتكم
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[09 - 12 - 09, 11:03 م]ـ
أحبتي السلام عليكم
عرض لي بعض الأمر فاحتجت التوسع في تاريخ الدولة الصفويه والقرامطة منطلقاتهم وتوجهاتهم وتاريخهم واحوالهم
انتظركم
ـ[أحمد سكر]ــــــــ[09 - 12 - 09, 11:26 م]ـ
يسر الله لك أخي الكريم.
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[09 - 12 - 09, 11:32 م]ـ
حمدك من تحب يا أحمد(150/478)
الشيخه عائشه حفيده الفاروق رضي الله عنه
ـ[محمد الحجازي]ــــــــ[10 - 12 - 09, 02:52 م]ـ
تتمة الأعلام للزركلي
تتمة الأعلام للزركلي
وفيات 1397 - 1415 هـ
محمد خير رمضان يوسف ج1ص 262 - 263
دار ابن حزم ط1/ 1418هـ
عائشة بنت طاهر سنبل
(1340 - 1415هـ=1921 - 1994م)
الشيخة الصالحة الناسكة, أسند نساء وقتها, المربية الجليلة الفاضلة. هي أم طاهر عائشة بنت طاهر بن عمر بن عبد المحسن بن محمد طاهر بن محمد سعيد بن محمد سنبل القرشية المدنية الحنفية. ولدت بالمدينة المنورة و تلقت مبادئ العلوم و أجاز لها والدها و هي صغيرة فتفردت عنه و علا سندها. أخذ عنها الكثير من الفضلاء و أهل العلم و طلبته. وهي تروي عن والدها العلامة الشيخ محمد طاهر (وهو أحد شيوخ عبد الحي الكتاني) عن أبيه الشيخ عمر عن أبي الشيخ المحدث عبد المحسن عن أبيه مفتي الحنفية محمد طاهر عن أبيه المحدث الفقيه محمد سعيد سنبل صاحب الأوائل السنبلية المشهورة و قد تزوجها الشيخ جمال بن عبد الله سنبل الذي كان صديقا للزركلي و كان من مؤسسي وزارة الخارجية مع الملك فيصل.
سكنت مع زوجها في مكة فترة ثم عين زوجها في القنصلية السعودية بالإسكندرية فانتقلت معه و أولادها و بعد مدة وليست بطويلة توفي زوجها و بقيت أرملة وهي حديثة السن و عندها أطفال أيتام لا يعدو أكبرهم سن الخامسة العشرة فقامت بعون الله تعالى على تربيتهم خير قيام و تعليمهم حتى غدا منهم ستة أطباء و معلمة و إداري و كلهم على دين و خلق.
و كانت كثيرة الإحسان و الصدقة حسنة المعاملة جدا فأورثها ذلك محبة في قلوب الناس العظيمة. و كانت صوامة قوامة مجتهدة في الطاعة قدر استطاعتها, إذ قد لحقتها الأمراض مبكرا بسبب معاناتها في أوائل عمرها و ما زالت الأمراض تتكالب عليها و تنتشر حتى توفيت في صبيحة يوم الخميس 8 جمادى الأولى هـ بجدة, و نقلت إلى المدينة المنورة حيث صلي عليها بالمسجد النبوي الشريف و دفنت بالبقيع بوصية منها. و قد حرج لها بعض أسباطها "ثبتا" و ترجم لها ضمن تراجم سلفها من آل سنبل (1).
-------------------------------------
(1) من مذكرات أحمد عبد الملك عاشور (إعداد الشيخ محمد الرشيد).
المصدر
http://www.al-madinah.org/madina/sections.php?sid=21102 (http://www.al-madinah.org/madina/sections.php?sid=21102)
مصدر اخر
http://al3omari.com/forum/showthread.php?t=2259
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[10 - 12 - 09, 04:42 م]ـ
أسأل الله أن يرحمها.
ـ[أم البخاري]ــــــــ[19 - 12 - 09, 12:22 ص]ـ
رحمها الله
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[19 - 12 - 09, 10:04 ص]ـ
رحمها الله وغفرلها
ـ[محمد الحجازي]ــــــــ[15 - 02 - 10, 03:43 ص]ـ
شكرا لكم يااخوان و جزاكم الله كل خير
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[17 - 02 - 10, 01:16 ص]ـ
رحمها الله و جمعنا و اياها تحت لواء سيد الأولين و الآخرين على حوض الكوثر لنشرب من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبداً(150/479)
قصة البطل الباكستاني / فرمان رحمه الله في انقاذ 14 غريق من سيول جدة
ـ[همام النجدي]ــــــــ[11 - 12 - 09, 10:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
كم هي التضحيات رائعة وكم نحن مدينون لمن يضحي من أجلنا، وحين يضرب الناس أمثلة كثيرة في التضحية والبذل، تراهم يبذلون ذلك من أجل أغراض كثيرة، وأهداف شتى، بعضها هابط كأدنى درجات الهبوط، وبعضها سام سمو قمم الجبال، وبطلنا كان من هؤلاء الناس الذي يعطون بدون مقابل، ويرحلون بلا أضواء ولا ضجيج.!!
إنه البطل الباكستاني فرمان خان -32 عاماً- الذي طلبت بنياته الثلاث الصغيرات زبيدة (7 سنوات)، ومديحة (6 سنوات) وجريرة (4 سنوات)، إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه في موطنه، ومن حقه علينا ألا تسقط تضحيته من الذاكرة وأن نجازى إحسانه إلي الذين قدر الله لهم النجاة على يديه، بإحساننا إلى أهله وأن نخلفه فيهم بخير.
فرمان كان لا يجيد العربية إلا بمشقة متلعثماً في كثير من حروفها وكلماتها، إلا إنه كان يجيد لغة الشهامة بفصاحة مطلقة قد يعجز عنها الكثير من أهل الضاد الذين تركوا الغرقى يكابدون مرارة السيل، وانهمكوا إما في سلب الغنائم من السيارات التى هامت مع السيل، أو في تصوير مشاهد الدمار للحصول على صور للذكرى النادرة، بينما اختاره الله دون غيره لحكمة يعلمها سبحانه وأحيا به 14 نفساً دفعة واحدة، وكأنما أحيا الناس جميعاً أربعة عشرة مرة، حين تحدى الطوفان وانتشل هؤلاء من الغرق وخلصهم من قبضة السيل العرم.
لم ينتظر فرمان قرارا من مسئول ولا حضورا إعلاميا ولم يسعى إلى موسوعة جينز ليحطم رقم قياسي في الإنقاذ، بل استخدم دواليب سيارات وحبلاً وألواحاً خشبية لإنقاذ 14 نفساً تستغيث، وحينما هم بإخراج الشخص الـ15 جرفه السيل محتضناً الحبل الذي أنقذ به أرواح غيره.
أربعة عشر مرة يربط الحجارة في طرف الحبال ويرميها للمستغيثين، وتضربه أمواج السيل وتحاول أن تجرفه ولكنه يتشبث فيوفقه الله في انتشالهم واحدا بعد الآخر، فيزمجر السيل وتتلاطم أمواجه في وجه فرمان، أربعة عشرة مرة تهزم إرادة فرمان إرادة السيل، فيبيت الأخير النية ويتحين الفرصة حين يختل توازنه وهو ينقذ الضحية الخامسة عشر وفي طرفة عين ينقض عليه السيل ويجرفه إلى حيث ينال ثوابه في الآخرة إن شاء الله.
لم يعبئ السيل بأن الشهيد بأذن الله حاصل على شهادة جامعية وشهادة في فن الكاراتيه ولديه العديد من الشهادات في الأعمال التطوعية في باكستان، وقد راقبه وهو يخرج من منزله في الكيلو 13 محاولاً إيجاد ألواح خشبية كان يمدها ليتشبث بها الغرقى، و إطارات سيارات و حتى حبلاً غير مبال بغدرة السيل، أو وجود شحنات كهربائية محتملة بين أمواجه.
لقد آتت بذرة التضحية التى أرساها الإسلام في نفوس أتباعه من عرب وعجم أكلها في محنة هذا السيل، وأنبتت أمةَ الإسلام الباسقة -ولا تزال - أمثال البطل الشهيد الباكستاني فرمان خان، الذي ضحى بنفسه التى بين جنبيه في سبيل نجاة أنفس لا يعرفها ولم يجتمع معهم بنسب ولا مصلحة دنيوية ولكنها الشهامة والرجولة، لقد قدم الغالي لينال الأغلى، وباع النفيس ليشتري الأنفس في الجنة.
وإن كان السيل قد أسدل الستار على حياة بطلنا الشهيد، فإنه لم ولن يسدل الستار على ذكراه التى يجب أن تمتد لتشمل الإحسان إلى بنياته الثلاث .....
رحم الله هذا الشهيد البطل
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[11 - 12 - 09, 10:29 ص]ـ
الله يرحمه رحمة واسعة
ونسئل الله ان يحفظ اولاده الأيتام
نسئل الله رب العرش العظيم ان يحفظهم في الدنيا والاخرة
ونسئل من يعرف تلك العائلة ان يعينهم
جزاك الله خيرا
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[11 - 12 - 09, 10:35 ص]ـ
رحمه ُ الله ُ رحمةً واسعة ً ..
وأعان أهله ..
ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[11 - 12 - 09, 03:05 م]ـ
رحم الله الأخ فرمان
ونسأل الله أن يتقبله شهيدا
وأن يجمعنا وإياه في دار كرامته
ولعله يكون من الأتقياء الأخفياء
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[11 - 12 - 09, 04:54 م]ـ
رحم الله أخانا فرمان وغفر له، وتقبله شهيداً، وأخلفه في ذريته وعقبه.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 12 - 09, 06:24 م]ـ
نحن مدينون له رحمه الله .. نسأل الله أن يتقبله في عباده الصالحين , وأن يرفع ذكره في الآخرة كما رفعه في الدنيا بعد موته.
رحمة الله واسعة ولله الحمد وليست حكرًا على أحد.
ـ[محمود المدني]ــــــــ[11 - 12 - 09, 10:12 م]ـ
سَتَعلمُ يا (فرْمَانُ) أنَّكَ لمْ تَمُتْ ... فتىً مُّفرداً , بلْ مُتَّ جيْشاَ عرَمرَما
رحمةُ الله على ذاكَ البطل.
ـ[دار الطرفين]ــــــــ[11 - 12 - 09, 11:52 م]ـ
رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى هو وجميع الغرقى
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[12 - 12 - 09, 12:02 ص]ـ
سبحان الله العظيم, رحمة الله عليه و تقبله شهيدا ...
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[12 - 12 - 09, 01:55 ص]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وأسال الله ان يرزقه شهادة في سبيله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/480)
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[12 - 12 - 09, 02:35 ص]ـ
[ QUOTE= ابوحمزة;1189540] الله يرحمه رحمة واسعة
ونسئل الله ان يحفظ اولاده الأيتام
نسئل الله رب العرش العظيم ان يحفظهم في الدنيا والاخرة
ونسئل من يعرف تلك العائلة ان يعينهم
اللهم آمين.
ـ[ابوهادي]ــــــــ[12 - 12 - 09, 07:41 ص]ـ
رحمه الله رحمة واسعة
أللهم أصلح شباب المسلمين
ـ[موسى بن نصير]ــــــــ[18 - 12 - 09, 05:25 م]ـ
هنا تقرير نشر اليوم في صحيفة الرياض عن فرمان رحمه الله ,,,
(فرمان علي خان) .. يسطر معاني الفداء في اليوم الرهيب وأهالي جدة يطالبون بتخليد ذكراه وتكريم أسرته
http://www.alriyadh.com/2009/12/18/article482341.html
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[18 - 12 - 09, 07:45 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وغفر له واموات المسلمين
والحمد لله انا الامة بخير وتنجب ابطالا لاينقطعون
ـ[عمر عبدالله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 04:45 ص]ـ
اهل الحدثه والروائيون من المفترض يكتبون عن فرمان .. مو يطعنون بالثوابت ويستبيحون المحرمات
ـ[الجعفري]ــــــــ[21 - 12 - 09, 06:27 ص]ـ
رحم الله أخانا فرمان وغفر له، وتقبله شهيداً، وأخلفه في ذريته وعقبه.(150/481)
سؤال الى خبراء هذا القسم بالنسبة لمحمد بن عمر الواقدى
ـ[عاشور العدوى]ــــــــ[11 - 12 - 09, 05:32 م]ـ
بالنسبة لمحمد بن عمر الواقدى
الرجل هو:
محمد بن عمر بن واقد الواقدي الأسلمي ابو عبد الله المدني قاضي بغداد مولى عبد الله بن بريدة الأسلمي
قال البخاري: الواقدي مديني سكن بغداد متروك الحديث تركه أحمد وابن نمير وابن المبارك وإسماعيل بن زكريا (تهذيب الكمال مجلد 26)
هذا في ص 185 - 186 وفي نفس الصفحة قال أحمد هو كذاب وقال يحيى ضعيف وفي موضع آخر ليس بشيء وقال أبو داود: أخبرني من سمع من علي بن المديني يقول روى الواقدي ثلاثين ألف حديث غريب وقال أبو بكر بن خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول لا يكتب حديث الواقدي ليس بشيء وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سألت عنه علي بن المديني فقال: متروك الحديث هنا علة جميلة أيضا في سند الحديث وهي روايته عن عبد الله بن جعفر الزهري قال إسحاق بن منصور قال أحمد بن حنبل كان الواقدي يقلب الأحاديث يلقي حديث ابن أخي الزهري على معمر ذا قال إسحاق بن راهويه كما وصف وأشد لأنه عندي ممن يضع الحديث الجرح والتعديل 8/الترجمة 92 وقال علي بن المديني سمعت أحمد بن حنبل يقول الواقدي يركب الأسانيد تاريخ بغداد 3/ 13 - 16 وقال الإمام مسلم متروك الحديث وقال النسائي ليس بثقة وقال الحاكم ذاهب الحديث قال الذهبي رحمه الله مجمع على تركه وذكر هذا في مغني الضعفاء 2/ الترجمة 5861
قال النسائي: في " الضعفاء والمتروكين " المعروفون بالكذب على رسول الله أربعة الواقدي بالمدينة ومقاتل بخراسان ومحمد بن سعيد بالشا000
-------------------
قال لى احد النصارى
و بالنسبة للواقدي أجمع العلماء كما لم يجمعوا على غيره في قوته في المغازي و السير و التاريخ ولهذا السبب إن عدنا إلى كتاب "عيون الأثر في المغزي و السير" لأبن سيد الناس سنجده قبل أن يبدأ في الكتاب يعرف الواقدي لأنه سيعتمد عليه لاحقاً و يتفنن في ذكر أخباره و كيف أنه عالم دهره وهناك الكثير عما ذكر في الواقدي بالنسبة لكونه عالماً في المغازي و السير و راجع
فهل هذا الكلام صحيح وان كان صحيح ما هو الرد عليه
-----------
ملحوظة الموضوع يخص نسب الرسول صلى الله وعليه وسلم نرجوا الرد سريعا
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[11 - 12 - 09, 10:07 م]ـ
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (9/ 469):-
وقد تقرر أن الواقدي ضعيف، يحتاج إليه في الغزوات، والتاريخ، ونورد آثاره من غير احتجاج، أما في الفرائض، فلا ينبغي أن يذكر، فهذه الكتب الستة، ومسند أحمد، وعامة من جمع في الاحكام، نراهم يترخصون في إخراج أحاديث أناس ضعفاء، بل ومتروكين، ومع هذا لا يخرجون لمحمد بن عمر شيئا، مع أن وزنه عندي أنه مع ضعفه يكتب حديثه، ويروى، لاني لا أتهمه بالوضع، وقول من أهدره فيه مجازفة من بعض الوجوه، كما أنه لا عبرة بتوثيق من وثقه، كيزيد، وأبي عبيد، والصاغاني، والحربي، ومعن، وتمام عشرة محدثين، إذ قد انعقد الاجماع اليوم على أنه ليس بحجة، وأن حديثه في عداد الواهي، رحمه الله.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[12 - 12 - 09, 02:24 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=73911(150/482)
يا اهل الحديث والسيرة والتاريخ: هل حضرموت من اليمن؟
ـ[أم ديالى]ــــــــ[11 - 12 - 09, 11:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت في احد المنتديات موضوع يتحدث عن حضرموت وكان واضح من صاحبة الموضوع فصلها بين اليمن وحضرموت فداخلت بمداخلة فردت علي ان هناك فرق بين الحضرمي واليمني وقالت بأن الحضرمي ليس يمني تاريخيا وجغرافيا وسياسيا قبل الوحدة ..
فأود ان أتأكد ممن استقرأوا التاريخ والسيرة وكتب الحديث .. هل فعلا حضرموت ليست من اليمن؟ وهل الاحاديث التي اثنت على اهل اليمن لا يدخل فيها اهل حضرموت؟ حيث اني اعرف اناس من اليمن هم من قبيلة يوجد منها اسر في حضرموت كمراد مثلا اعرف اناس من حضرموت واناس من اليمن كلهم يرجعون الى مراد!! فاشتبه الامر علي .. فأرجو التوضيح جزاكم الله خيرا ..
ـ[أبو طالب الهاروني]ــــــــ[12 - 12 - 09, 08:08 ص]ـ
من له معرفة فاليدلي الجواب للأهمية .......
ـ[محمد أحمد الغمري]ــــــــ[13 - 12 - 09, 12:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقسم العرب إلى قسمين إلى عدنان و قحطان. وقحطان من أكبر قبائل العرب و يسكنون دول الخليج العربية واليمن، وينقسمون إلى عدة أقسام:
حمير، كهلان، همدان، خولان، الأزد، مذحج
وهم قوم سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام ومن سبأ انتشرت قبائل العرب (العاربة)
وقال الإمام أحمد من حديث [عبدالله بن العبّاس]] يقول أن رجلاً سئل النبيّ صلـ الله عليه وسلم ـى عن سبأ ما هو أرجل أم إمرأة أم أرض قال بل هو رجل وُلد عشرة فسكن اليمن منهم ستّة وبالشام منهم أربعة. فأما اليمانيُّون فـ مذحج و كنده و الأزد و الأشعريون وأنمار و حمير. وأما الشامية فلخم و جذام و عاملة و غسّان ..... آخره. والمقصود ان سبأ يجمع هذه القبال كلّها وقد كان فيهم التبابعة بأرض اليمن واحدهم تبّع وكان لملوكهم تيجان يلبسونها قي الحكم كما كانت الأكاسرة ملوك الفرس يفعلون ذلك وكانت العرب تسمي كلَّ من ملك اليمن مع الشحر و حضرموت تبّعاً كما يسمّون من ملك الشّام مع الجزيره قيصر ومن ملك الفرس كِسرى ومن ملك مصر فرعون ومن ملك الحبشة النجاشيْ ومن ملك الهند بطليموس وقد كان من جملة ملوك حمير بأرض اليمن بلقيس كما وردت قصّتها مع سليمان عليـ السلام ـه. وقد كانوا في غبطةٍ عظيمة وأرزاقٍ وافرة دارة وزروع كثيرة وكانوا مع ذلك على الإستقامة والسداد وطريق الرشاد فلمّا بدّلوا نعمة الله كفراً أحلّوا قومهم دار البوار.
تعتبر اليمن هي منبع واصل كافة القبائل القحطانية المتواجدة في كل قطر عربي فمن كان قحطاني كانت اصوله يمنية. وقد يدرج سؤال هنا اذا كان القحطانيون اصولهم يمنية فلماذا يسكنون في مناطق بعيدة عن اليمن مثل الحجاز ونجد و الإمارات و الشام و مصر و السودان و ليبيا و موريتانيا وغيرها من المناطق. السبب هو ان جميع القحطانيون كانوا يسكنون في اليمن بلدهم الام قبل الالاف السنين تقريبا (خمسة الف عام ق م) ولكن بعد حدوث ظاهره سيل العرم وانهيار سد مأرب في اليمن شعرت اربع قبائل يمنية من اصل عشرة بالشر والضيق فقررو الرحيل إلى خارج اليمن فهاجروا إلى الحجاز و الشام ودول المغرب العربي فكانوا اسياد على كل منطقة يدخلونها وقاموا بنشر قيم العروبة في المناطق التي سكنوا فيها فمن عاش منهم من الناس واختلط بهم ولكنه ليس من سلالتهم سمي بالعدناني.
صورة تظهر أبناء واحفاد والقبائل التي تفرعت من قحطان.
(تم التحويل من حمير)
اذهب إلى: تصفح, بحث
حِمير، أحد أشهر قبائل العرب، وهي من نسل سبأ وهم عرب من نسل قحطان، ومن سلالتهم التبابعة العظامومن اشهرهم ذو القرنين الذي ورد ذكره في القارءان الكريم وبلقيس وشمر يهرعش واسعد الكامل ملوك العرب ومساكنهم باليمن و كانوا قد حكموا ارض الجزيرة العربية والشام وفي روايه عن ابن عباس عندما سُال من حكم الارض قال 4 اثنين من المؤمنين هم سليمان عليه السلام والتبع ذوالقرنين واثنين من المشركين هم النمرود وتبع (ولا نعلم اي التبابعه هو) و وكانت من أكبر القبائل تعدادا وكانت لهم حضارة بعد ممكلة سبأ سميت بحضارة حمير و هي باقية الي يومنا هذا وتفرحت من بطون واافخاذ كثيرة سكنت اليمن و الحجاز ونجد والخليج والعراق وسوريا و الشام بشكل عام ومصر و السودان،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/483)
وانتشروا بالمغرب العربي وما زالت مساكنهم وحضاراتهم الاصلية باقية إلى يومنا هذا في اليمن.
كما ان حمير أول من كست الكعبه (وورد هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث) و من قبائل حمير قضاعة، التي تشعبت قبائل منها: جهينة التي منها اغلب عرب صعيد مصر خاصة بمحافظات أسيوط و سوهاج، و تنتشر جهينة أيضا بالسودان إنتشارا عظيما كما توجد لليوم بالحجاز و إنتشرت أيضا في الشام، و من قضاعة قبيلة بلى و توجد اليوم بالحجاز و مصر ومن قضاعة بني كلب بن وبرة التي كانت لها سطوة كبيرة على مناطق شمال الحجاز و جنوب بادية الشام، و من قضاعة قبيلة عذرة التي إشتهرت بشعرائها و على رأسهم جميل بثينة
والحميريون يتواجدون في جنوب اليمن مرورا ببلاد حراز ويريم ووصاب وما وراء ذلك إلى عدن ثم ويافع (ويافع أكبر القبائل الحميريه إلى يومنا هذا) ولحج وابين وشرعب وشبوة وحضرموت ومهرة وظفار وقد كانت هذه المدينة عاصمتهم في فترة حمكم سيف بن ذي يزنوالذي ينتسب إلى قبيلة سرو حمير (يافع) التي قامت فيها دولة حمير بعد انهيار مملكة سبأ الذي كانوا يحكمونها الحميريون (التبابعه وقداعادوا حكم اليمن في عهد الملك سيف بن ذي يزن بعد ان اخرجوا الاحباش منها .. علماً ان بلاد سرو حمير (يافع) هي القبيله الوحيده باليمن التي لم تدخل تحت حكم الاحباش ولم يحتلوها على الاطلاق (المرجع في كتاب .. اليمن في تاريخ ابن خلدون)، سيف بن ذي يزن أعاد لها ملكها، لكنه بعد أن مات تفرق ملكهم في ثمانية بيوت حميرية، كانت تتصارع على الملك. ثم عادت إلى الملك ولكن ليس على اليمن كاملا بفترات كثيره من التاريخ اليمني وبدويلات وسلطنات متعدده كان اشهرها سلطنة يافع السفلى وسلطنة يافع العليا و سلطنة العبدلي في لحج (والعبدلي من قبائل كلد يافع) وسلطنة ال احمد في عدن (وهم من ال السعدي في يافع) واشهرها سلطنة القعيطي في حضرموت والمهره (وال القعيطي هم من قبيلة القعيطي في الموسطه يافع العليا) والذي استمر حكمها إلى عام 1967م (اي إلى قيام الجمهوريه في جنوب اليمن) واخر سلاطينها السلطان غالب القعيطي ولا زال حيءً يرزق إلى عامناهذا
منقول
http://www.banibkr.com/forum/showthread.php?t=10848
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[13 - 12 - 09, 05:42 م]ـ
قال الجوهري: وحضرموت اسم بلد وقبيلة. انتهى.
فبلد حضرموت مختلفة عن اليمن منذ القديم وكانوا يفرقون بينها وبين اليمن كما يفرقون بين الحجاز واليمن.
كما جاء في الأحاديث الصحيحة ,
قال رجل من حضرموت ,
اختصم رجل من حضرموت ورجل من كندة ,
شر الماء بوادي برهوت في حضرموت.
وكذلك في نسبة الأعلام فمن كان من اليمن يقال له اليماني مثل طاوس اليماني , ومن كان من حضرموت يقال له الحضرمي مثل الصحابي العلاء بن الحضرمي.
وكذلك في كتب التاريخ , فعلى حد علمي أن الكتب التي تتكلم عن تاريخ حضرموت لا تتكلم عن اليمن , والعكس كذلك.
وحتى قبائل البلدين مختلفة وإن كان أصلها في الغالب واحدا.
وأهل حضرموت يتضايقون من نسبتهم إلى اليمن لأنهم يفتخرون ببلدهم وقبائلهم وعاداتهم المختلفة عن اليمنيين.
وأما بالنسبة للموضوع الذي نقله الأخ الغمري ففيه عدة ملاحظات:-
1 - قال عن قحطان:- فكانوا اسياد على كل منطقة يدخلونها.
فأقول:- هذا خطأ على إطلاقه , فالحجاز كانت بيد إسماعيل وبنيه حتى بعد قدوم جرهم القحطانية ثم أخذوها بعد ذلك.
قال ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 232):-
كان الرئيس بعد إسماعيل والقائم بالأمور الحاكم في مكة والناظر في أمر البيت وزمزم نابت بن إسماعيل وهو ابن أخت الجرهميين.
ثم تغلبت جرهم على البيت طمعا في بني أختهم فحكموا بمكة وما والاها عوضا عن بني إسماعيل مدة طويلة.
2 - قال عن قحطان:- وقاموا بنشر قيم العروبة في المناطق التي سكنوا فيها.
فأقول:- صحيح بأنهم كانوا عربا لكنهم لم يكونوا هم العرب المصطفين.
قال صلى الله عليه وسلم: " إن الله اصطفى من ولد إبراهيم , و اصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، و اصطفى من بني كنانة قريشا، و اصطفى من قريش بني هاشم و اصطفاني من بني هاشم ". (صحيح سنن الترمذي)
ولم تكن عربيتهم فصيحة مبينة.
فقد قال عليه الصلاة والسلام (أول من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل و هو ابن أربع عشرة) (رقم: 2581 في صحيح الجامع).
وهم من أدخل الشرك على بني إسماعيل.
قال ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 236):-
وكانوا مشئومين في ولايتهم وذلك لان في زمانهم كان أول عبادة الاوثان بالحجاز وذلك بسبب رئيسهم عمرو بن لحي لعنه الله فإنه أول من دعاهم إلى ذلك.
3 - وهي أكبر الملاحظات فقد قال عن قحطان:- فمن عاش منهم من الناس واختلط بهم ولكنه ليس من سلالتهم سمي بالعدناني.
فأقول:-
لا شك أن العدنانيين أفضل من القحطانيين بشكل عام.
فكيف يكون اللصيق بالقوم هو الفاضل!
وهذا الكلام أصلا خطأ فأول من اختلط هم القحطانيون فقد جاءت جرهم إلى مكة واستقرت مع إسماعيل وأمه.
وأيضا فليس كل من خالط القحطانيون فهو عدناني بل هنالك الأنباط وهم قوم من العجم خالطوا العرب فاختلطت أنسابهم.
فينبغي لمن كتب هذا الكلام أن يتحرى الصحة ,
وإذا أراد أن يمدح قومه فليمدحهم بما هو ثابت ,
ولا يذم غيرهم إلا بما هو صحيح.
وليحذر من إشعال العصبية التي ستشتعل بلا شك فلا يكن هو الذي يبوء بإثمها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/484)
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[13 - 12 - 09, 09:39 م]ـ
الذي أعرفه أن حضرموت هي إحدى مدن اليمن الشقيق ...
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[13 - 12 - 09, 11:52 م]ـ
أول مرة أعرف أن هناك فرق بين اليمن و حضرموت و إنما كنت أعتقد أنهما منطقتان في إقليم واحد.
ـ[محمد أحمد الغمري]ــــــــ[14 - 12 - 09, 12:22 ص]ـ
اذا كانت حضرموت يسكنها شعب أخر له عادات ولغة أخرى لا تتوافق مع عادات اليمنيين وهم أصل العرب فهذا يعني بأن من كانو يسكنون في منطقة حضرموت قد ماتو واقطعت سلالتهم " بائدة " وجاءت امة أخرى من خارج الجزيرة العربية وسكنت بها
وإلا فما قولك في قول امرؤ القيس
وكندة قومي ملوك البلاد ......... فأنمي إليهم إذا مانتميت
ولم يقول حضرموت
هل تستطيع تحديد بلاد حضرموت وتوضح حدود كندة وحدود عدن وحدود سباء وحدود حمير وحدود مذحج
حتى قبل وحدتكم كانت تسمى اليمن الجنوبي
اعطيك مثالا
لو أن انقسمت الهند الى دولتين بأي سبب من الأسباب وعاشو 200 سنة الهند الشرقة والهند الغربية ثم جاءت أسباب أخرى ووحدتهم الى دولة واحدة فهل يقبل من أهل مومباي أن يقولو بأنهم في الأصل ليسو من الهنود
ألا يكفيك ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم وقال الإمام أحمد من حديث [عبدالله بن العبّاس]] يقول أن رجلاً سئل النبيّ صلـ الله عليه وسلم ـى عن سبأ ما هو أرجل أم إمرأة أم أرض قال بل هو رجل وُلد عشرة فسكن اليمن منهم ستّة وبالشام منهم أربعة. فأما اليمانيُّون فـ مذحج و كنده و الأزد و الأشعريون وأنمار و حمير. وأما الشامية فلخم و جذام و عاملة و غسّان ..... آخره
فالتاريخ يذكر اليمن تجارة وتاريخا ودينا وحكمة وهذا على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وكما ذكر في القرآن الكريم وهذا يعني بأن اليمن كانت دولة كبيرة تضم مساحة كبيرة أبعد من حضرموت وكان يحكمها ملوك متتابعون وكل منطقة تشتهر باسمها حضرموت، عدن، صنعاء. سبأ، حمير 0000 الخ
أما اذا كان القصد في ما تقوله هو المديح فالرسول صلى الله عليه وسلم امتدح أهل اليمن ونحن كعرب نعرف بأن أصولنا في الجزيرة العربية والشام تعود الى اليمن فغريب أن يكون الحضارم بجانب اليمن وليس لهم فيهم أي صلة لا بنسب ولا عادات كما يدعي أخونا أبو حاتم المهاجر
نسأل الله أن نرى لاهل اليمن وحدتهم ودك الحوثيين
نرجوا أن يكون بيننا أحد من شمال اليمن ومن جنوبه حتى في جو تاريخي صحيح بلا عنصرية
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[14 - 12 - 09, 06:50 م]ـ
وفي الصحيح قال رجل من حضرموت ..
لماذا لم يقل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رجل من اليمن بينما قال في احاديث صحاح اليمن فهو يفرق.
آمل ان كان الجواب فضعه ولسنا بحاجة الى رمي الاخرين ..
والسكوت سلامة.
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[14 - 12 - 09, 09:03 م]ـ
هناك فرق بين الحضرمي واليمني إقليميًا وتاريخيًا وحتى في العادات والتقاليد واللهجة
فحضرموت ليست من اليمن
ـ[محمد أحمد الغمري]ــــــــ[14 - 12 - 09, 09:31 م]ـ
وفي الصحيح قال رجل من حضرموت ..
لماذا لم يقل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رجل من اليمن بينما قال في احاديث صحاح اليمن فهو يفرق.
آمل ان كان الجواب فضعه ولسنا بحاجة الى رمي الاخرين ..
والسكوت سلامة.
زودنا بالحديث كاملا زودك الله بالنعيم وسوف يأتيك الرد
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[14 - 12 - 09, 09:40 م]ـ
تفريق: عجيب؛؛ غريب!!
الإيمان: يَمان؛ والأصل أن البلاد: اليمن. والمدن: كـ عدن؛ وحضرموت؛ والشحر؛ والمكلا؛ وهلم جرا!
وأما المفرق فكمن يريد أن يفرق بين بطنه وظهره.
ـ[عبد الله الطيب]ــــــــ[14 - 12 - 09, 10:15 م]ـ
وأما المفرق فكمن يريد أن يفرق بين بطنه وظهره.
أضحكني تعبيرك أضحك الله سنك ..
والأخ الذي يستدل بذكر الأحاديث التي فيها ذكر حضرموت على أنها ليست من اليمن، وأنها لو كانت من اليمن لقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رجل من اليمن)، هو استدلال ... (لا أدري بماذا أصفه)، ولكنه نظير من يستدل بالأحاديث التي فيها ذكر صنعاء، أو عدن أبين، على أنها ليست من اليمن.
والأخ الذي ذكر طاؤوسا اليماني والعلاء بن الحضرمي، كذلك، هو يستدل بالنسبة إلى البلاد على عدم دخول أجزاء البلد الواحد في البلد الأم (الإقليم)، وماذا سيقول في عبد الرزاق الصنعاني؟ وابن أبي عمر العدني ... وسلسلة من الذين نسبوا إلى بلدات ومواطن هي من اليمن.
لعل لي عودة أتوسع فيها.
وأسأل الله أن يحمينا من لوثة الفتن، ونفثات أهلها.
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[14 - 12 - 09, 10:59 م]ـ
هذه بعض النقولات الدالة على أن حضرموت من اليمن:
1) جاء في كتاب الهَمْداني (صفة جزيرة العرب) بعد أن ذكر مناطق اليمن مبحث عنون له بـ: حضرموت من اليمن ثم قال:
وهي جزؤها الأصغر نسبت هذه البلدة إلى حضرموت بن حمير الأصغر فغلب عليها اسم ساكنها كما قيل خيوان ونجران والمعنى بلد حضرموت وبلد خيوان ووادي نجران لأن هؤلاء رجال نسبت إليهم المواضع وكذلك سمي أكثر بلاد حمير وهمدان بأسماء متوطِّنيها
2) جاء في كتاب مسالك الأبصار في ممالك الأمصار للعمري:
"ومن ذلك بئر بَرَهُوت. ببلاد حَضْرمَوْت من بلاد اليمن. وهو الذي لم يُعرف عمقه، ولا عُلم أن إنسانا نزله".
3) ومن أقوال المفسرين:
قال مقاتل: كان منازل عاد باليمن في حضرموت بموضع يقال لها مهرة إليها تنسب الجمال المهرية.
وقال قتادة: ذُكر لنا أن عادا كانوا حيا باليمن أهل رمل مشرفين على البحر بأرض يقال لها: الشِّحْر.
4) ومن أقوال الشراح:
قال الكرماني: وصنعاء بفتح الصاد المهملة وسكون النون وبالمد قاعدة اليمن ومدينته العظمى، وحضرموت بفتح الحاء المهملة وسكون المعجمة وفتح الراء والميم بلدة أيضا باليمن.
5) ومن الأشعار:جاء في "الكامل في التاريخ":
ألا لا تلوماني، كفى اللوم ما بيا ... فما لكما في اللوم نفعٌ ولا ليا
ألم تعلما أنّ الملامة نفعها ... قليلٌ وما لومي أخاً من شماليا
فيا راكباً إمّا عرضت فبلّغن ... نداماي من نجران ألاّ تلاقيا
أبا كرب والأيهمين كليهما ... وقيساً بأعلى حضرموت اليمانيا
........
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/485)
ـ[أم ديالى]ــــــــ[15 - 12 - 09, 03:45 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخواني الكرام واخص بالشكر الاخوة الذين يناقشون بموضوعية ويريدون الوصول للحق، ولم يركبوا قارب العصبية!!
حضرموت من اليمن ولهم الفخر بذلك ..
وكم احترم كل اخت من حضرموت حين تقول انا يمنية!
وكم تسقط من عيني من تقول لا، انا لست يمنية انا حضرمية!!
ـ[عبد الله الطيب]ــــــــ[15 - 12 - 09, 05:19 م]ـ
وأنقل هنا ما كتبه أحد الإخوان ..
_________________
كنت أود أن يكون ما ذكره الهمداني في كتابه (صفة جزيرة العرب) ص 165:
(حضرموت من اليمن, وهي جزؤها الأصغر , نسبت هذه البلدة إلى حضرموت بن حمير الأصغر ... ) = هو الدليل القاطع، لكنني خشيت أن يعترض أحد الإخوان بأن الهمداني (شمالي)، و. و.
المهم .. بطلنا في الهمداني!! لأنه مشبوه لدى بعض الناس!!
خلونا في غير الشماليين.
هناك رسالة في الأنساب للسيد أحمد بن حسن العطاس (ما يحتاج تعريف)، جاء فيها:
(اعلم أن حضرموت مخلاف من مخاليف اليمن , وهو شرقي عدن , ممتد من مرسى بالحاف والمجدحة, وعين بامعبد إلى صيحوت, وعرضه من البحر إلى جردان وجبال مأرب .. ).
انتبه معي لقوله: (وجبال مأرب).
يظهر أنه سيأتي من يقول: فلنعكس المسألة، ولنقل: إن اليمن من حضرموت!!، وقد قيل.
وعاد فيه واحد مؤرخ حضرمي، ينقال له: باحنان، له كتاب اسمه: (جواهر تاريخ الإحقاف)، يقول فيه:
((أعلم أن اول قبيلة سكنت الأحقاف بعد عاد الأولى قبيلة حضرموت, لأن قحطان بن الهميسع بن بت بن الذبيح إسماعيل ... وهو أول من نزل (اليمن) وهو أول من لقب ابنه الملك يعرب وكان اولا بمكة بعد جده اسماعيل , وكان اول من لبس التاج و وغلب على اليمن حتى توفي, وكان له من الولد عشرة , وهم يعرب, وجرهم جد جرهم الثانية, وعاد جد عاد الثانية, وعامر وهو الملقب (بحضرموت)
وناعم, وغاشم, وأيمن, وقطامي, والسلف, والهميسع .. )). إلى آخر ما قال.
قال ياقوت الحموي (في معجم البلدان):
((صوران قرية للحضارمة باليمن , وبينها وبين صنعاء اثنا عشر ميلا, خرجت منها نار, قثارت الحجارة وعروق الشجر حتى احرقت الجنة التي ذكرت في القران المجيد في قوله تعالى (إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة)).
ومن المتأخرين أحمد زيني دحلان، من أهل مكة، قال في السيرة النبوية:
(وكندة قبيلة باليمن , ينسبون إلى كنده ... ).
وقال القزويني في (عجائب المخلوقات):
((حضرموت ناحية باليمن مشتملة عل مدينيتن يقال لإحدهما تريم والأخرى شبام .... )).
هذه بعض النقولات أوردها بعض الإخوان جزاهم الله خيرا.
وأكيد هناك غيرها.
ـ[عبد الله الطيب]ــــــــ[15 - 12 - 09, 05:22 م]ـ
ومعذرة كوني نقلتها كما كتبت، مع أنني حذفت بعض ما جاء فيها.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[15 - 12 - 09, 05:41 م]ـ
الأمر يرجع لأهل حضرموت.
والذي أعرفه عنهم أنهم إذا قيل لهم أنتم يمنيون يقولون نحن حضارم.
ومن أراد أن يزداد يقينا فليرجع إلى موقع ملتقى حضرموت على الشبكة وليطلع على كلامهم.
والله أعلم بالصواب.
وأما بالنسبة للأخ الذي قال بأن أصل جميع العرب هو اليمن.
فهذا خطأ بين.
فالعرب الذين اصطفى الله منهم نبينا عليه الصلاة والسلام من ذرية إسماعيل بن إبراهيم وقد جاء
مع أبيه من بلاد الشام ولم يكن من اليمن.
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[15 - 12 - 09, 10:04 م]ـ
وهذه نصوص اضعها للحوار.
ومن كرامات الحضرميين الآخرين أعني أبا عباد وأبا معبد أن الأول منهما أعني أبا عباد رأى بعضهم نهراً يجري من عند رسول الله إلى زاويته في بلاد حضرموت
..
قاله ابن الاثير في كامله وفيها تغلب رجل من التجار يقال له محمود بن محمد الحميري على بعض بلاد حضرموت ظفار وغيرها واستمرت أيامه إلى سنة تسع عشرة وستمائة وما بعدها.
وبعث معاذ بن جبل معلما لأهل البلدين اليمن وحضرموت.
وعقد لكل منهم لواءين فضم إلى المنتصر إفريقية والمغرب كله وقنسرين والعواصم والثغور وديار مضر وديار ربيعة والموصل وهيت وعانة وتكريت وكور دجلة وطساسيج السواد والحرمين واليمن وعك وحضرموت واليمامة والبحرين والسند ومكران وقندابيل وكور الأهواز والمستغلات بسامراء في مواضع كثيرة.
وعلى بلاد حضرموت زياد بن لبيد البياضي.
واستولى على طغان وبلاد حضرموت محمد بن محمد الحميري ..
وقال محمد بن إسحاق كان الحضرمي حليف حرب بن أمية وقيل له الحضرمي لأنه جاء)
من بلاد حضرموت
عنوان سواحل بلاد حضرموت:
ومن المتوفين بعدن الفقيه شمس الدين علي بن محمد الحضرمي أصل بلده حضرموت قدم إلى اليمن وسافر إلى مكة المشرفة فحج ..
وفي كتب التاريخ يقولون اليمن وحضرموت
وبعضهم يقول:وهي من جبال اليمن مما يلي حضرموت وهذا نص واضح انهم يعنون التقريب.
وهذه النقولات من اكثر كتب التاريج من ابن جرير الى مابعد كتاب الشذرات.
ـ[محمد أحمد الغمري]ــــــــ[15 - 12 - 09, 10:43 م]ـ
الأمر يرجع لأهل حضرموت.
والذي أعرفه عنهم أنهم إذا قيل لهم أنتم يمنيون يقولون نحن حضارم.
ومن أراد أن يزداد يقينا فليرجع إلى موقع ملتقى حضرموت على الشبكة وليطلع على كلامهم.
والله أعلم بالصواب.
وأما بالنسبة للأخ الذي قال بأن أصل جميع العرب هو اليمن.
فهذا خطأ بين.
فالعرب الذين اصطفى الله منهم نبينا عليه الصلاة والسلام من ذرية إسماعيل بن إبراهيم وقد جاء
مع أبيه من بلاد الشام ولم يكن من اليمن.
ليس شرطا أن يكون كل العرب من اليمن وما اقصده هم عرب الجزيرة أو ممن رحلوا الى مناطق اخرى وانما ضربت مثلا
فسيدنا ابراهيم عليه السلام كان يتكلم العربية واصطفى الله اسماعيل واسحاق, فضلا عن ان ابن اسحاق, - يعقوب - اصطفاه الله, وابن يعقوب - يوسف, اصطفاه الله, فهو النبي ابن النبي ابن النبي ابن النبي
راجع الرابط
http://www.drdcha.com/vb/showthread.php?t=123962
وهذا ايضا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=138826
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/486)
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[16 - 12 - 09, 11:49 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
أولاً: ذكرت فيما مضى نصوصاً واضحة صريحة للمتقدمين من أهل العلم على أن حضرموت من اليمن.
ثانياً: حضرموت في السابق كانت لها خصوصيتها واستقلالها الذاتي فلها ملوكها وحكامها وليس لحكام صنعاء أو اليمن الشمالي أي سلطة على حضرموت هذا منذ القدم ... فلهذا تأتي بعض العبارات كما ذكرها الأخ أبو حاتم يخصون فيها حضرموت بقولهم "بلاد حضرموت"،فكون حضرموت مستقلة بذاتها وبإدارتها لا يعني هذا خروجها عن حدود اليمن.
ثالثاً:هذه نصوص أخرى فيها التصريح بأن حضرموت من اليمن.
1) جاء في مسند الحميدي:
حدثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا مجالد عن الشعبي عن عدي بن حاتم قال قال رسول الله: كيف بك إذا أقبلت الظعينة من أقصى اليمن إلى قصور الحيرة لا تخاف ألا الله فقلت يا رسول الله فكيف بطيء مقانبها ورجالها قال يكفيها الله طيئا ومن سواها قال مجالد فلقد كانت الظعينة تخرج من حضرموت حتى تأتي الحيرة.
2) الطبقات لابن سعد:
قال رحمه الله تعالى:
ومن الحضارمة وهم من اليمن
العلاء بن الحضرمي
واسم الحضرمي عبد الله بن ضماد بن سلمى بن أكبر من حضرموت من اليمن.
3) جاء في كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر:
" ذكر ابن عبدوس في كتاب الوزراء أن في الفضل بن مروان يقول محمد بن عبيدالله العروضي ويكنى أبا بكر من حضرموت اليمن"
4) جاء في تفسير ابن كثير عند قوله تعالى {وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (39) فَكُلا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40)}.
يخبر تعالى عن هؤلاء الأمم المكذبة للرسل كيف أبادهم وتنوع في عذابهم، فأخذهم بالانتقام منهم، فعاد قوم هود، وكانوا يسكنون الأحقاف وهي قريبة من حضرموت بلاد اليمن
5) جاء في الأنساب لابن السمعاني:
باب الحاء والضاد الحضرمي: بفتح الحاء المهملة وسكون الضاد المنقوطة وفتح الراء، هذه النسبة إلى حضرموت وهي من بلاد اليمن من أقصاها
6) جاء في معجم البلدان للحموي:
أ) وحضرموت ناحية واسعة في شرقي عدن بقرب البحر وحولها رمال كثيرة تعرف بالأحقاف وبها قبر هود عليه السلام وبقربها بئر برهوت المذكورة فيما تقدم ولها مدينتان يقال لإحداهما تريم وللأخرى شبام وعندها قلاع وقرى وقال ابن الفقيه حضرموت مخلاف من اليمن
ب) سكاك موضع باليمن من أرض حضرموت
ج) اليمن بالتحريك قال الشرقي إنما سميت اليمن لتيامنهم إليها قال ابن عباس تفرقت العرب فمن تيامن منهم سميت اليمن ويقال إن الناس كثروا بمكة فلم تحملهم فالتأمت بنو يمن إلى اليمن وهي أيمن الأرض فسميت بذلك قلت قولهم تيامن الناس فسموا اليمن فيه نظر لأن الكعبة مربعة فلا يمين لها ولا يسار فإذا كانت اليمن عن يمين قوم كانت عن يسار آخرين وكذلك الجهات الأربع إلا أن يريد بذلك من يستقبل الركن اليماني فإنه أجلها فإذا يصح والله أعلم وقال الأصمعي اليمن وما اشتمل عليه حدودها بين عمان إلى نجران ثم يلتوي على بحر العرب إلى عدن إلى الشحر حتى يجتاز عمان فينقطع من بينونة وبينونة بين عمان والبحرين وليست بينونة من اليمن وقيل حد اليمن من وراء تثليث وما سامتها إلى صنعاء وما قاربها إلى حضرموت والشحر وعمان إلى عدن أبين وما يلي ذلك من التهائم والنجود واليمن تجمع ذلك كله والنسبة إليهم يمني ويمان مخففة والألف عوض من ياء النسبة فلا تجتمعان
7) قال السيوطي في شرحه على مسلم:
حضرموت بفتح الحاء المهملة والراء والميم وسكون الضاد المعجمة بلد باليمن قيل إن صالحا لما هلك قومه جاء بمن معه من المؤمنين إليه فلما وصل إليه مات فقيل حضرموت و قيل ذكر المبرد أنه لقب عامر جد اليمانية كان لا يحضر حربا إلا كثرت فيه القتلى فقال عنه من رآه حضرموت بتحريك الضاد ثم كثر ذلك فسكنت
7) قال ابن حجر في فتح الباري:
قوله: (حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت)
يحتمل أن يريد صنعاء اليمن، وبينها وبين حضرموت من اليمن أيضا مسافة بعيدة نحو خمسة أيام.
فهذه نصوص صريحة لا تقبل الاحتمال:
الهمداني ـ قتادة ـ مقاتل ـ ابن سعد ـ ابن كثير ـ ابن السمعاني ـ ابن عساكر ـ الحموي ـ الأصمعي ـ ابن حجر ـ السيوطي ـ ومسند الحميدي أهمها.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[16 - 12 - 09, 04:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الفاضل ابو عائشة الحضرمي كنت انتظر من يفصلبين الاخوة والحمد للهقطعت جهيزة كل خطيب .. لا حرمكم الله الاجر.
ويمكن الاجابة ن حديث: اختصم رجل من حضرموت ورجل من كندة ,
بان حضرموت هنا ليس البلد وانما القبيلة، لأنه ذكر في مقابة قبيلة " كندة " ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/487)
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[16 - 12 - 09, 06:13 م]ـ
بارك الله فيكم أبا عائشة على حسن تأدبك وجميل طرحك.
اولا: أنا ايضا ذكرت لك نصوصا صريحة تقول بان حضرموت بلد واليمن بلد.
وأما عن قولك ان لها خصوصية هذا وجهة نظر لك وبامكاني ان اقول لانها دولة مستقلة وبالقرب من اليمن جعلت لها الخصوصية.
ثالثا: ذكرت لك قولا يدل على الذكر المنقول يكون للتقريب لا غير.
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[16 - 12 - 09, 06:17 م]ـ
السؤال لابي عائشة ..
علم استدل من جعل اليمن من حضرموت والمعروف سابقا بانها شبة الجزيرة.
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[16 - 12 - 09, 06:54 م]ـ
الأخ القريب أبو حاتم سلمك الله:
أولاً: لو قرأت تاريخ حضرموت قديماً لتبين لك ماقلتُ ... فالتاريخ مدوَّن إذهب فقرأه إن أردت الصواب.
ثانياً: قبل أن أجيب على سؤالك ... قد أوردت لك نصوصاً لاشك فيها وأولها ماجاء في مسند الحميدي .. فكان الواجب عليك أن ترجع عن قولك ثم تأتي بإشكالك؛لأن الأصل أن القضية المتنازع فيها ـ أي قضية كانت ـ إذا ثبتت بالنصوص المتواردة فيجب إثباتها واعتقادها لدلالة تلك النصوص ... ثم تأتي ثانياً قضية حل الإشكالات.
فأنت الآن مع إيرادي النصوص الواضحة، وردي على ماذكرتَ إلا أنك مصرٌ على قولك ... فإما أن تتراجع عن قولك ... وإما أن تنقض ماذكرتُ لك من نصوص،وأنت إلى الآن لم تأت بنص ينفي دخول حضرموت في اليمن .. بل هي نصوص محتملة قد أجبتُك عنها،وقد أتيك بخلاف ما أردتَ.
الحق ضالة المؤمن.
ودمتم سالمين
ـ[سامح رضا]ــــــــ[16 - 12 - 09, 08:49 م]ـ
وجازان أيضاً من اليمن قديماً وإن ضمت فيما بعد إلى بلاد الحرمين
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[16 - 12 - 09, 10:12 م]ـ
الأخ القريب أبو حاتم سلمك الله:
أولاً: لو قرأت تاريخ حضرموت قديماً لتبين لك ماقلتُ ... فالتاريخ مدوَّن إذهب فقرأه إن أردت الصواب.
ثانياً: قبل أن أجيب على سؤالك ... قد أوردت لك نصوصاً لاشك فيها وأولها ماجاء في مسند الحميدي .. فكان الواجب عليك أن ترجع عن قولك ثم تأتي بإشكالك؛لأن الأصل أن القضية المتنازع فيها ـ أي قضية كانت ـ إذا ثبتت بالنصوص المتواردة فيجب إثباتها واعتقادها لدلالة تلك النصوص ... ثم تأتي ثانياً قضية حل الإشكالات.
فأنت الآن مع إيرادي النصوص الواضحة، وردي على ماذكرتَ إلا أنك مصرٌ على قولك ... فإما أن تتراجع عن قولك ... وإما أن تنقض ماذكرتُ لك من نصوص،وأنت إلى الآن لم تأت بنص ينفي دخول حضرموت في اليمن .. بل هي نصوص محتملة قد أجبتُك عنها،وقد أتيك بخلاف ما أردتَ.
الحق ضالة المؤمن.
ودمتم سالمين
ابا عائشة قريب النسب بعيد الفكر .. ابتسامة.
طالعت عدة كتب عن حضرموت هزيلة الطرح ..
ففي القاموس حضرموت بضم الميم بلد وقبيلة.
وفي اخر:وحضرموت اسم بلد
ولا ادري بم اجبت علي , وانا نقلت لك نقولات وانت لم تجب عليها حتى يزول الاشكال ونعود الى الصواب.
والنصوص تقول بلاد حضرموت وبلاد اليمن نص واضح.
وكان فيمن بعثه النبي e مع عمال اليمن فقال فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم عمال اليمن في سنة عشر بعدما حج حجة التمام وقد مات باذام فلذلك فرق أعمالها بين شهر بن باذام وعامر بن شهر الهمداني وعبد الله بن قيس أبو موسى وخالد بن سعيد بن العاص والطاهر بن أبي هالة ويعلى بن أمية وعمرو بن حزم وعلى بلاد حضرموت زياد بن لبيد البياضي وعكاشة بن ثور على السكاسك والسكون وبعث معاذ بن جبل معلما لأهل البلدين اليمن وحضرموت.
قال وحدثنا أبو بكر الطلحي وسليمان بن احمد قالا حدثنا أبو هند يحيى بن عبد الله بن حجر بن وائل بن حجر الحضرمي حدثني عمي محمد بن حجر حدثني عمي سعيد بن عبد الجبار عن أبيه عبد الجبار بن وائل عن أمه أم يحيى عن وائل بن حجر قال لما بلغنا ظهور رسول الله e خرجت وافدا عن قومي حتى قدمت المدينة فلقيت أصحابه قبل لقائه فقالوا قد بشرنا بك رسول الله e من قبل أن تقدم علينا بثلاثة أيام فقال قد جاءكم وائل بن حجر ثم لقيته e فرحب بي وأدنى مجلسي وبسط لي رداءه فأجلسني عليه ثم دعا لي الناس فاجتمعوا إليه ثم اطلع المنبر وأطلعني معه فأنا من دونه ثم حمد الله وقال يا أيها الناس هذا وائل بن حجر أتاكم من بلاد بعيدة من بلاد حضرموت طائعا.
السيد أبو بكر بن محمد بن على بافقيه الحضرمى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/488)
السيد العالم ابو بكر بن محمد بن على بن أحمد بن عبد الله بن محمد الشهير كسلفه ببافقيه ولد بمدينة تريم من بلاد حضرموت وتفقه على الشيخ محمد بن.
وكان من أمراء الجيش النافذ مع سيف الإسلام احمد بن الحسن بن القاسم لفتح بلاد حضرموت ومات في سنة 1075.
قال ابن إسحاق كان والدهم الحضرمي حلف حرب بن أمية وهو من بلاد حضرموت واسمه عبد الله بن عباد بن الصدف.
فإنه الذي قتلهم حتى تفرقوا ببلاد حضرموت
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[17 - 12 - 09, 08:40 ص]ـ
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه:
حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر المكي - واللفظ لزهير - (قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا) سفيان بن عيينة عن فرات القزاز عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: اطلع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - علينا ونحن نتذاكر فقال ما تذاكرون؟ قالوا نذكر الساعة قال: (إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه و سلم ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم)
فمن آخر علامات الساعة نار تخرج من اليمن .. لكن من أي جهة من اليمن؟ ..
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى في المسند: حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا علي يعني ابن مبارك عن يحيى بن أبي كثير حدثني أبو قلابة حدثني سالم بن عبد الله حدثني عبد الله بن عمر قال قال لنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (ستخرج نار قبل يوم القيامة من بحر حضرموت أو من حضرموت تحشر الناس قالوا فبم تأمرنا يا رسول الله قال عليكم بالشأم). قال شعيب الأرنؤوط رحمه الله تعالى (إسناده صحيح على شرط الشيخين) وصححه أحمد شاكر رحمه الله تعالى.
ودمتم سالمين
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[17 - 12 - 09, 09:05 ص]ـ
أخي أبو عائشة الحضرمي: كتب الله أجرك على هذه النقولات الطيبة فالحمد لله على أن حضرموت من اليمن فقد كنت فيما مضى في نقاشات مع إخوة لي من اليمن وكانوا يقولون لي بأن النبي قال عنّا كذا وكذا .. فكنت أغبطهم ... والله المستعان.
وجزى الله خيرًا صاحبة الموضوع وكل من شارك وناقش بعقلانية وهدوء.
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوباً الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل والسكينة والوقار في أهل الغنم". متفق عليه.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[17 - 12 - 09, 09:15 م]ـ
ذكر الأخ الغمري أن إبراهيم كان يتكلم العربية.
قال القلقشندي في نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب (1/ 5):-
والمستعربة بنو قحطان بن عابر، وبنو اسماعيل عليه السلام لأن لغة عابر واسماعيل عليه السلام كانت عجمية أما سريانية واما عبرانية فتعلم بنو قحطان العربية من العاربة ممن كان في زمانهم، وتعلم بنو اسماعيل العربية من جرهم ومن بني قحطان حين نزلوا عليه وعلى أمه بمكة.
وذهب آخرون منهم صاحب تأريخ حماة إلى أن بني قحطان هم العاربة وأن المستعربة هم بنو اسماعيل فقط، والذي رجحه صاحب العبر: الرأي الأول محتجاً بأنه لم يكن في بني قحطان من زمن نوح عليه السلام وإلى عابر من تكلم بالعربية وإنما تعلموها نقلاً عمن كان قبلهم من عاد وثمود ومعاصريهم.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[17 - 12 - 09, 11:22 م]ـ
أخي الحبيب، ورفيقي اللبيب أبا عائشة الحضرمي - وفقه الله - قلتَ فوفيت، وأوضحت فكفيت، سلمت يمينك، وبارك الله في قلمك، وأعانك الله تعالى على إكمال رسالتك للماجستير.
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[17 - 12 - 09, 11:51 م]ـ
بارك الله فيكم ... حياك الله أخي أباإسحاق الحضرمي،أسأل الله أن ييسر أمرك ... ويشرح قلبك.
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[18 - 12 - 09, 12:58 م]ـ
اليمن (كما كان يعرف قبل عقدين باليمن الشمالي)، وحضرموت (أو كما كان يعرف باليمن الجنوبي)، وعُمان (عُمان جغرافياً أو تأريخياً وليست كل أرض عمان الحالية) كلها بقاع يقطنها شعوب تنتمي نسباً إلى قحطان، وكل آتٍ من هذه البقاع يقال له يماني، وكلهم يعترف بأنه يماني في العموم، ثم ينتسب إلى الأخص ..
قال امريء القيس الشاعر الكندي الحضرمي:
تطاول الليل على دمون .. دمون إنا معشر يمانون ..
قال أبو الطفيل القرشي:
لَقِينَا قَبَائِلَ أنْسَابُهُمْ إلى حَضْرُمَوْتٍ وَأهْلِ الْجَنَدْ
وقال أبو تمام:
مَصادٌ تَلاقَت لُوَّذاً بِرُيودِهِ قبائِلُ حَيَّي حَضرَمَوتَ وَيَعرُبِ
وقال الأعشى:
وَجُلُنداءَ في عُمانَ مُقيماً ثُمَّ قَيساً في حَضرَمَوتَ المُنيفِ
وقال عبد يغوت الحارثي:
فَيا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلَّغَن نَدامايَ مِن نَجرانَ أَن لا تَلاقِيا
أَبا كَرِبٍ وَالأَيهَمَينِ كِلَيهِما وَقَيساً بِأَعلى حَضرَمَوتَ اليَمانِيا
وقال عمرو بن معدي كرب الزبيدي:
حتى إِذا أَسرى وأَوَّبَ دُونَنا من حَضرَمَوتَ إِلى قَضيبِ يَمَانِ
وهذا واضح كله م قصيدة نشوان الحميري التي اولها:
الأمر جد وهو غير مزاح فاعمل لنفسك صالحا يا صاح ..
ومعلوم تاريخياً أن هذه البقاع للقحطانيين، استولوا عليها من العرب البائدة، فنسبت إليهم، مع أن أول وجودهم كان في ما يعرف باليمن الشمالي، ومنه انتشروا، فهم كلهم يمانيون، كذا يقال عنهم، وبهذا يعرفون، حتى نتجت لبعضهم تسميات خاصة لا تضاد العامة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/489)
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[19 - 12 - 09, 10:18 ص]ـ
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه:
حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر المكي - واللفظ لزهير - (قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا) سفيان بن عيينة عن فرات القزاز عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: اطلع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - علينا ونحن نتذاكر فقال ما تذاكرون؟ قالوا نذكر الساعة قال: (إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه و سلم ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم)
فمن آخر علامات الساعة نار تخرج من اليمن .. لكن من أي جهة من اليمن؟ ..
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى في المسند: حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا علي يعني ابن مبارك عن يحيى بن أبي كثير حدثني أبو قلابة حدثني سالم بن عبد الله حدثني عبد الله بن عمر قال قال لنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (ستخرج نار قبل يوم القيامة من بحر حضرموت أو من حضرموت تحشر الناس قالوا فبم تأمرنا يا رسول الله قال عليكم بالشأم). قال شعيب الأرنؤوط رحمه الله تعالى (إسناده صحيح على شرط الشيخين) وصححه أحمد شاكر رحمه الله تعالى.
ودمتم سالمين
بارك الله فيكم
لكن الحقيقة لاوجد في النصوص صراحة حديث مسلم عموم اليمن وعلى مذهبك ان حضرموات داخلة بينما المخالف لايرى.
وحديث الامام احمد لايفسر حديث مسلم , يقول من حضرموت او بحضرموت وحضرموت هي بلد مستقلة ليست من اليمن فمن أين نفهم!!
ـ[محمد أحمد الغمري]ــــــــ[22 - 12 - 09, 10:55 م]ـ
ذكر الأخ الغمري أن إبراهيم كان يتكلم العربية.
قال القلقشندي في نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب (1/ 5):-
والمستعربة بنو قحطان بن عابر، وبنو اسماعيل عليه السلام لأن لغة عابر واسماعيل عليه السلام كانت عجمية أما سريانية واما عبرانية فتعلم بنو قحطان العربية من العاربة ممن كان في زمانهم، وتعلم بنو اسماعيل العربية من جرهم ومن بني قحطان حين نزلوا عليه وعلى أمه بمكة.
وذهب آخرون منهم صاحب تأريخ حماة إلى أن بني قحطان هم العاربة وأن المستعربة هم بنو اسماعيل فقط، والذي رجحه صاحب العبر: الرأي الأول محتجاً بأنه لم يكن في بني قحطان من زمن نوح عليه السلام وإلى عابر من تكلم بالعربية وإنما تعلموها نقلاً عمن كان قبلهم من عاد وثمود ومعاصريهم.
من خلال قرائتي لكتب التاريخ من ضمنها القلشندي تولدت عندي أسئلة وكانت: ـ
1 ــ تنقل إبراهيم عليه السلام وسافر الى بلدان متعددة
2 ــ لم يذكر التاريخ أن أحدا كان يترجم له أية لغة
3 ــ لم يذكر التاريخ بأن إبراهيم عليه السلام كا يتكلم عدة لغات ولا من أين تعلمها؟
4 ــ أ ن الذين التقت بهم هاجر عليها السلام كانو قوما يتكلمون اللغة العربية وقد تحدثو معاها وتفاوضت معهم على أن يسكنو بجوارها ... الخ فبأي لغة تفهمت وتحدثت معهم؟
5ـ ـ أن إبراهيم عليه السلام عندما زار زوجتي إسماعيل عليه السلام تحدث معهن وتحدثن معه وهن عربيات جرهميات
6 ــ إضافة الى هجرة إسماعيل من مكة الى قوم لو سلمنا بأنهم من غيرالعرب فكيف تعلم لغتهم وهو عاش بين عرب وصار من افصحهم؟
7 ــ ألا يمكن أن يكون إبراهيم عليه السلام كان يتكلم العربية ولكن بلهجة مختلفة مثل لهجات البلدان العربية مصر واليمن ولبنان والسعودية وغيرها حاليا وقد يكون إسماعيل عليه السلام هو أول من نطقها بشكلها التي نزل القران عليها؟
وقد اكون مخطئاً وقد أكون مصيباً(150/490)
تحكيم الشرعية في الدولة العباسية للدكتور الصلابي
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[12 - 12 - 09, 02:10 م]ـ
تحكيم الشرعية في الدولة العباسية
د. علي محمد الصلابي
اهتم العباسيون بالشريعة الإسلامية منذ أن كانوا تنظيماً سرياً، ومن أهم مبادئ وشعارات الدعوة العباسية التي رفعتها ونادت بها:
1. الدعوة إلى الإصلاح:
لقد رفع العباسيون شعار الدعوة إلى الإصلاح، والتمسك بالكتاب والسنة، والمساواة بين الشعوب، وإنصاف الشعوب التي أسلمت واندمجت في الحضارة الإسلامية، وهذه الشعارات تُعدّ من صميم أهداف الشريعة الإسلامية، وتدل على معنى خاص في ديننا، وهو عدم التفرقة بين الناس بحسب ألوانهم أو دمائهم أو تاريخهم، وبيان أن أكرم الناس عند الله أتقاهم. وقد تمسك العباسيون بهذا المبدأ، وشنعوا به على بني أمية، وزعموا في حملتهم الدعائية أنهم (بني أمية) انحرفوا عن هذا المبدأ الإسلامي الأصيل وحاولوا أن يبينوا للناس أن قضيتهم هي قضية جهاد الحق ضد الباطل.
2. المرجعية الشرعية للدعوة العباسية:
تعتبر مدرسة عبد الله بن عباس المكية هي المرجعية الحركية والشرعية لهم، فقد اهتم ابنه علي بن عبد الله بن العباس بتراث أبيه وعلومه، وقد ألزم ابنه محمداً وهو من زعماء الدعوة العباسية أصحاب جده ابن عباس، حتى تعلم وفقه وجلس يوماً يفتي في المسجد الحرام بمثل فتيا جده، وقد أبهرت فتواه سعيد بن جبير -رضي الله عنه- حين سمعه فقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني رجلاً من ولد ابن عباس يفتي بفتواه. والمعلوم لدى الباحثين أن عبد الله بن عباس تقدم في التفسير بسبب عوامل متعددة منها: دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- له بالفقه في الدين والعمل بالتأويل، وكذلك قرب منزلته من عمر -رضي الله عنه-، والأخذ عن كبار الصحابة، وقوة الاجتهاد، وقدرته على الاستنباط، قدرات ابن عباس التربوية والتعليمية، ورحلاته وأسفاره ووفاته، وكان ابن عباس من علماء المدرسة المكية، وقد تميزت هذه المدرسة من بين المدارس بكثرة تناولها للآيات وتفسيرها، وساهمت مساهمة قيمة في الإبانة عن كثير من المعاني التي يحتاج إليها، ويرجع ذلك لأسباب عديدة منها: إمامة ابن عباس للمدرسة، الأثر المكاني للمدرسة كونها بمكة، وكثرة رحلاتهم وأسفارهم، وحرصهم على نشر علمهم، والتصنيف والتدوين المبكر لآثار المدرسة.
3. من رسائل محمد علي العباسي إلى أتباعه:
سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلاّ هو، وأشهد أن الله يبدئ الخلق ثم يعيده، وهو أهون عليه، وله المثل الأعلى في السموات والأرض، وهو العزيز الحكيم فتبارك ذو الفضل العظيم أما بعد: فإني أوصيكم بتقوى الله الذي لا يزيد في ملكه من أطاعه، ولا ينقص في ملكه من عصاه، بيده الملك، ويبقى ملكه وهو عزيز ذو انتقام، وتمسكوا بصالح الذي عاهدتم الله عليه، وأدوا الأمانة فيما أمركم به، (واعتصموا بحبل الله جميعاً)، وخذوا بحظكم منه، واشكروا لله الذي أسبغ لكم من سوابغ نعمه، اعتبروا ما بقي بما سلف، وإنما ضرب لكم أمثال ما مضى من الأمم لتعقلوا عن الله أمره بأنكم قد رأيتم من الدنيا وتصرفها بأهلها إلى ما صار من مضى منهم، وخير ما يعيب الناس فيما بقي من الدنيا .. ثم اعلموا علماً يقيناً أن لأهل ولاية الله منازل معروفة كأنما ينظرون فيما أعطاهم الله من اليقين إلى عواقب الأمور ومستقرها، لا تصدقوا كذباً، ولا تجمعوا خبيثاً، ولا تخالفوا تقيا، ولا تحتقروا يتيماً صغيراً، ولا تنتهكوا ذمة، ولا تفسدوا أرضاً، ولا تقطعوا رحماً، ولا تعصوا إماماً، وأحسنوا مؤازرتهم، وصيانة أمرهم، أعينوهم إذا شاهدتم، انصحوا لهم إذا رغبتم، اعلموا أن أصدق الحديث كتاب الله، وأوثق التقوى لزوم حقه، وخير الملل ملة إبراهيم، وأفضل السنن سنة محمد -صلى الله عليه وسلم- وأعظم الضلالة بعد هدى. ونفس تناجيها بتقوى الله خير من نفس أمارة بالسوء، فاتقوا الله، ولا تكونوا أشباهاً للجناة الذين لم يتفقهوا في الدين، ولم يعطوا الله باليقين، وأن الله أنزل عليكم كتاباً واضحاً ناطقاً محفوظاً قد فصل فيه آياته، وأحكم فيه تبيانه، وبين لكم حلاله وحرامه، وأمركم أن تتخذوا ما فيه، فاتخذوه إماماً وليكنْ لكم قائداً دليلاً فعليكم به، ولا تؤثروا عليه غيره، فإن الله بين لكم ما تأتون وما تتقون، فقال لنبي الرحمة (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن). [الأعراف: آية 33]. وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم (قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد) [الأعراف:29]. أسال الله أن يجعلنا وإياكم مهتدين غير مرتابين والسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
وقال في رسالة ثانية بعد أن تبرأ وحذر من خداش أحد المنحرفين عن الكتاب والسنة والدعوة العباسية جاء في الرسالة: أما بعد عهدنا الله وإياكم بطاعته، وهدانا وإياكم بطاعته سبيل الراشدين، فقد كنت أعلمت إخوانكم رأيي في خداش، وأمرتهم أن يبلغوكم قولي فيه، وإني أشهد الله الذي يحفظ ما تلفظ به العباد زكي القول وخبيثه وإني بريء من خداش، وممن كان على رأيه ودان بدينه، وآمركم ألاّ تقبلوا من أحد ممن أتاكم عني قولاً، ولا رسالة خالفت فيها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
4. أخذ البيعة:
عندما أعلن العباسيون الثورة على الأمويين أخذوا البيعة من الناس على مبادئهم، والتي كانت العمل بالكتاب والسنة، وتحقيق العدل، ورفع الظلم، والمساواة بين المسلمين، وإنصاف المستضعفين، والبيعة للرضا من آل محمد. وعندما خطب داود بن علي عم العباس في أهل الكوفة خطبة جاء فيها: فلكم علينا ذمة الله وذمة رسوله وذمة العباس أن نحكم فيكم بما أنزل الله، ونعمل بكتاب الله، ونسير في العامة منكم والخاصة سيرة رسول الله .. وليس معنى هذا أن العباسيين التزموا بأحكام الله تامة وإنما مرجعية الدولة ودستورها هو الإسلام، وحدث ضمور في الفقه السياسي المتعلق باختيار الخليفة؛ إذ جعلوها وراثية في بني العباس، إلاّ أن تحكيم الشريعة في باقي مناحي الحياة كان حاضراً، والدليل على ذلك ظهور المدارس الفقهية الأربعة وكتابة كتب الحديث التي كانت في العهد العباسي.
يتبع ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/491)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[27 - 12 - 09, 05:31 م]ـ
5. الخلفاء العباسيون:
قامت الدولة العباسية على فكرة الإسلام وتطبيق أحكامه، وقد قال أبوجعفر المنصور لابنه المهدي: إن الخليفة لا يصلحه إلاّ التقوى، والسلطان لا يصلحه إلاّ الطاعة، والرعية لا يصلحها إلاّ العدل، وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة، وأنقص الناس عقلاً مَن ظلم من دونه.
وكان المنصور في أول النهار يتصدى للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والولايات والعزل والنظر في المصالح العامة.
وقد اهتم العباسيون بالعدل، وأخذ مجراه بين الناس من خلال مؤسسة القضاء التي تطورت في ذلك العهد، وأحاط العباسيون القاضي باحترام كبير؛ فهو عمود السلطات وقوام الدين، وقد تجلت هيبة القضاء في عهد الخليفة المهدى الذي كان يجل القضاة، ويحترم مجالسهم، ويحرص كل الحرص على أن يكون القاضي نزيهاً بعيداً عن التأثر بذوي الجاه والسلطان، وألاّ يحابي أحداً مهما كانت منزلته وإن كان الخليفة نفسه.
لقد اشتهر أبو جعفر الخليفة المنصور قبل تأسيس الدولة العباسية بتردده عل حلقات المساجد وطلب العلم والفقه والآثار؛ فقد كان مقدماً في علم الكلام، ومكثراً من كتابة الآثار وكان صاحب معرفة بالفقه والفقهاء، مما مكنه لاحقاً من التعامل بطريقة مناسبة مع الفقهاء واستقطابهم للدولة الناشئة.
وبعد تأسيس الدولة العباسية استمر خلفاء بني العباس في التأكيد على المظاهر الإسلامية للخلافة، وأظهروا التزامهم بالدين.
ولقد كان للخليفة العباسي الثاني أبي جعفر عبد الله بن محمد 136هـ/753م/-151هـ/774م الدور الأكبر في ترسيخ هذه السياسة لما كان يتميز به من شخصية فذة، فقد كان عهده متميزاً على كافة الصعد، ويُنظر إليه على أنه المؤسس الحقيقي للدولة العباسية؛ فهو الذي أصّل الدولة، وضبط المملكة، ورتب القواعد.
* اهتمامه بالقضاء:
فقد اهتم أبو جعفر المنصور بالقضاء بشكل ملحوظ، فكان أول خليفة يعين القضاة بعد أن كان هذا الأمر موكولاً إلى ولاة الأمصار، فقد قال الخطيب البغدادي: إن ولاة الأمصار كانوا يستقضون القضاة، ويولونهم دون الخلفاء قبل أبي جعفر المنصور. فلماء جاء أبو جعفر قام بتعيين القضاة بنفسه على اعتبار أن هذه الوظيفة من مهام الخليفة.
وقد قال المنصور لما عين عبيد الله بن الحسن العنبري قاضياً على البصرة: إني قد قلدتك طوقاً مما قلدني الله طوقاً.
ومن الفقهاء الذين قام المنصور بتعيينهم بنفسه .. الحسن بن عمارة، وشريك بن عبد الله النخعي، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعبيد الله بن الحسن العنبري.
ومن الحوادث في تاريخ القضاء في عهد المنصور أن أحد القادة الميدانين للخليفة أبي جعفر المنصور اختصم مع أحد التجار في قطعة أرض في البصرة، فلما مثلا أمام القضاء -وكان القاضي يومها في البصرة سوار بن عبد الله حكم القاضي- حكم بأن الأرض للتاجر، وليست للقائد فدفع القائد شكواه إلى أمير المؤمنين المنصور، فكتب المنصور إلى القاضي سوار يطلب منه أن يرد الأرض إلى القائد، فكتب إليه القاضي: يا أمير المؤمنين:إن البينة قد قامت عندي أن الأرض للتاجر، فلست أخرجها من يديه إلاّ ببينة ودليل، فكتب إليه المنصور لتدفعنها إلى فلان القائد، فرد القاضي برسالة قصيرة كتب فيها: والله الذي لا إله إلا هو لا أخرجها من يدي التاجر الفلاني إلاّ بحق، وقد قامت البينة عندي أنها للتاجر، فلما جاء كتاب القاضي إلى الخليفة المنصور تبسم المنصور، وقال: ملأتها والله عدلاً. الحمد لله الذي صار قضاتي تردني إلى الحق، وأظهر أبو جعفر المنصور أهليته العلمية من خلال اهتمامه بالشؤون القضائية، فقد أراد شريك بن عبد الله النخعي على القضاء، فاعتذر شريك بأنه لا يحسن ذلك، فما كان من المنصور إلاّ أن قال له: اذهب فأنفذ ما أحسنت، وتكتب إلي فيما لا تحسن.
يتبع ....
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 06:31 ص]ـ
* رغبة المنصور في تولية العلماء العاملين أمور البلاد والعباد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/492)
سافر أبو جعفر المنصور إلى أماكن عدة من أرض الخلافة يتفقد أحوال الرعية، وكان يلتقي في كل مدينة بعلمائها وأثناء رحلته في يوم من الأيام. ودعه الإمام الجليل المعروف بالإمام ليث بن سعد الفقيه المحدث – عند بيت المقدس فقال المنصور – عند وداعه: يا إمام، أعجبني ما رأيت من عقلك، ولقد فرحت إذ أبقى الله في الرعية مثلك، ثم قال: ألا تدلني على رجل أجعله والياً على مصر؟ فسكت الليث قليلاً، وقبل أن يذكر له اسم أحد العلماء العاملين المعروفين بحكمتهم وحسن إدارتهم. قال المنصور: فما يمنعك أنت يا أمام أن تكون والياً على مصر؟ فقال الليث: يا أمير المؤمنين، أنا لا أقوى وأنا ضعيف، ولا يجوز لك أن تولي الضعفاء ومن ليسوا أهلاً للولاية، فتبسم المنصور وقال: بل أنت قوي ولكن ضعفت نيتك في العمل في هذا الأمر.
*محاولة توحيد التشريع وإخضاع الناس لأحكام موحدة:
حاول أبو جعفر المنصور مع الإمام مالك توحيد التشريع وإخضاع الناس لأحكام موحدة، فقد توجه إلى الإمام مالك بن أنس قائلاً: قد أردت أن أجعل هذا العلم علماً واحداً فأكتب به إلى الأمراء والأجناد وإلى القضاة فيعملون به، فمن خالف ضربت عنقه. إلاّ أن الإمام مالك رفض هذا الأمر وأكد على شرعية الاختلاف بين الفقهاء.
* الخليفة المهدي (158هـ/ 774م -169هـ/ 785م):
لقد عهد الخليفة المهدي بسياسات تتسم بالتسامح والمرونة والعدل، فرد المظالم وشهد الصلوات في جماعة، وفرق خزائن المنصور في سبيل الخير، ووسّع المسجد الحرام، وأمر بنزع المقاصير عن المساجد وتقصير المنابر إلى الحد الذي كان عليه منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعُني المهدي بأمر القضاء، فكان إذا جلس للمظالم قال: أدخلوا علي القضاة فلو لم يكن ردي للمظالم إلاّ حيائي منهم لكفى.
واقتفاء لأثر أبيه كان المهدي يعين القضاة بنفسه. وقال المهدي لسفيان الثوري: اصحبني حتى أسير فيكم سيرة العمرين. وفي رواية أخرى خلع خاتمة وقال له: هذا خاتمي فأعمل في هذه الأمة بالكتاب والسنة. كما عرض عليه أن يتولى القضاء إلاّ أنه رفض هذه العروض.
وعمد الخلفاء العباسيون إلى استشارة الفقهاء في بعض القضايا، فقد استشار الخليفة المهدي مالك بن أنس في إنقاص منبر رسول الله وإعادته إلى ما كان عليه.
ومن جهة أخرى كانت السلطة العباسية تستخدم القوة مع الفقهاء إذا ما ظهر منهم مواقف معارضة للسلطة، وقد أيدت مجموعة من الفقهاء السلطة العباسية، وتعاملت معها على أساس أنها دولة الخلافة صاحبة الشرعية الإسلامية، ونتيجة لذلك ارتبط عدد من الفقهاء بعلاقات ودية مع خلفاء الدولة العباسية، فقد كان الحجاج بن أرطأة من أصحاب أبي جعفر المنصور، ثم ضمه إلى ابنه المهدي فظل ملازماً له.
ونتيجة لهذه العلاقة الحسنة قدم هؤلاء الفقهاء المشورة والنصح للسلطة العباسية في القضايا التي تحتاج السلطة فيها إلى مساعدتهم، فكتب القاضي عبيد الله بن الحسن العنبري كتاباً إلى الخليفة المهدي اشتمل على عدد من النصائح في موضوعات متفرقة، أكد في بداية الكتاب على أهمية السلطة في حياة المسلمين، وضرورتها لما بها من نفع لهم، فمن خلالها تُطبق الأحكام فتسكن البلاد، وتستقر العباد، وبها تُحمى البيضة، ويُصدّ الأعداء وتُحمى الثغور، ثم ذكّر الخليفة بالحقوق الملقاة على عاتقه وجزيل الثواب الذي ينتظره في الآخرة إن هو أداها على الوجه الذي ينبغي وبعد ذلك عدد له الخصال التي يحملها الخليفة عن الأمة وهي: الثغور والأحكام والفيء والصدقة، فحثه على سد الثغور ومدها بأهل النجدة والشجاعة.
أما على صعيد الأحكام، فقد بين للخليفة مصدرها وهي الكتاب والسنة وإجماع الأئمة الفقهاء وأخيراً اجتهاد الحاكم مع مشاورة أهل العلم، وبالنسبة للفيء والصدقة فقد نصح الخليفة بتحري العدل، والتخفيف عن أهل الخراج، وأن تُصرف الأموال في مصارفها الشرعية، وأن يقتفي الخليفة أثر الخلفاء الراشدين كعمر بن الخطاب في تحديد مصارف هذه الأموال، وأشار على الخليفة بتوسيع قاعدة الشورى. فقال له: فإن رأى أمير المؤمنين أن يكون بحضرته قوم منتخبون من أهل الأمصار، أهل صدق وعلم بالسنة، وأولو حنكة وعقول وورع لما يرد من أمور الناس وأحكامهم وما يُرفع إليه من مظالم فليفعل .. ففي ذلك عون وصدق على ما فيه -إن شاء الله- وقد قال الله -عز وجل- لنبيه صلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/493)
الله عليه وسلم – والوحي ينزل عليه، وهو خير وأبقى وأبر وأعلم ممن سواه من الناس (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ). [آل عمران:159]. وقال للقوم وهو يصف حسن أعمالهم: (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ). [لشورى:38].
يتبع ...
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[20 - 01 - 10, 07:30 م]ـ
*الخليفة هارون الرشيد: (170هـ/786م –193هـ/808 م):
اهتم الخليفة الرشيد بشكل واضح بالقضاء، فكان يعين القضاة بنفسه، ويتابع أمورهم، فيعزل بعضهم، يستبدل بآخرين، ويرى الدكتور عبد الرازق الأنباري أن هذا الاهتمام الكبير من قبل الرشيد بالقضاء جعله يستحدث منصب قاضي القضاة ليلي هذه المهمة قاضياَ كبيراً يتولى جانباً من مسؤوليات الخليفة في القضاء وبتخويل منه.
ومن منطلق العمل بالكتاب والسنة الذي نادت به السلطة العباسية ولتقريب الفقهاء إليها .. وقف الخلفاء العباسيون في وجه الحركات المبتدعة التي سعت إلى ضرب الإسلام والتشكيك فيه.
وكان الرشيد يستشير الفقهاء والعلماء في أمور الدولة الهامة، كما كانوا يشهدونهم على الكتب الهامة فقد أشهد القضاة والفقهاء على ما كتبة لأبنائه من بعده، ويُلاحظ اهتمام بالغ من قبل الخليفة الرشيد بالفقهاء، فكان إذا حج أحج معه مائة من الفقهاء، كما كان يستمع للمواعظ، ويبكي لذلك، وعندما سمع الرشيد بخبر وفاة الفقيه عبد الله بن المبارك استرجع، وأمر وزيره الفضل بن الربيع أن يأذن للناس بتعزيته لوفاه ابن المبارك، فأظهر الوزير تعجباً، فقال الرشيد: ويحك إن عبد الله بن المبارك هو الذي يقول:
اللهُ يدفعُ بالسلطان معضلةً
عن ديننا رحمةً منه ورضوانا
لولا الأئمةُ لم تأمنْ لنا سُبلٌ
وكان أضعفُنا نهباً لأقوانا
وكان الرشيد يطلب من بعض العلماء تدريس أبنائه، فقد كان يبعث أولاده محمد وعبد الله إلى الفقهاء والمحدثين، فيسمعون منهم ورحل الرشيد بولديه محمد وعبد الله لسماع الموطأ على الإمام مالك بن أنس، وكان هارون الرشيد يصحب العلماء والأولياء، ويحافظ على الصلوات والعبادات، ويصلي الصبح في وقته، ويغزو عاماً ويحج عاماً، وكان يتصدق كل يوم من صلب ماله بألف درهم، ويصلي في كل يوم مئة ركعة.
وتتلمذ على علماء كبار، عرفوا بالورع والتعفف، أمثال: علي بن حمزة الكسائي أحد شيوخ القراءات السبع وإمام من أئمة الكوفة في اللغة والنحو والأخبار، وجالس في شبابه فقهاء عصره، كأبي يوسف القاضي، ومحمد بن الحسن الشيباني وغيرهما من القضاة ورجال الاجتهاد في الفقه الإسلامي، وبقي على صلته بهم حتى آخر أيامه. وكان لشدة تمسكه بالدين يكره المراء والجدل فيه ويقول: إن الجدل في الدين شيء لا فائدة منه، وبالأحرى أن لا يكون فيه ثواب.
وقد أجمع الرواة والمؤرخون على أنه كان من أرق الخلفاء وجهاً، وأكثرهم حياء، وأخشعهم قلباً، وأغزرهم دمعاً عند الموعظة الحسنة. وكان من أروع ما قيل له في الوعظ ما قاله له البهلول لهارون الرشيد: هب أن مملكة الدنيا تُساق إليك أليس آخر ذلك كله الموت، فآخر ما ترى القبر واللحد والثرى؟ وإياك والظلم فإن الملك إذا اشتهر بالظلم بغضته الرعية، وإذا بغضته الرعية خالفته، والمخالفة سبب المحاربة، فالفتنة نجوى ثم شكوى ثم بلوى.
يتبع ...
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[17 - 02 - 10, 03:29 م]ـ
* فهم هارون الرشيد للقران الكريم والعيش معه:
تعدى ناسك للرشيد وهو في صيده، فوعظه وأغلظ عليه فقال الرشيد: يا هذا أنصفني في المخاطبة والمسألة!! قال الناسك: ذاك أقل ما يجب لك قال: أخبرني: أأنا شر وأخبث أم فرعون؟ قال: بل فرعون. قال فأخبرني: أأنت خير أم موسى بن عمران؟ قال: موسى صفي الله وكليمه. قال الرشيد: أفما علمت أنه لما بعثه الله وآخاه هارون إلى فرعون في عتوه قال لهما: (فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى). قال: نعم. قال: هذا فرعون في عتوه وجبروته وأنت جئتني وأنا بهذه الحالة التي تعلم أؤدي فرائض الله عليّ، ولا أعبد أحداً سواه، واقفاً عند أكبر حدوده وأمره ونهيه فوعظتني بأغلظ الألفاظ وأشنعها وأخشن الكلام وأفظعه فلا بأدب الله تأدبت ولا بأخلاق الصالحين أخذت فمن كان يؤمنك أن أسطو بك، فإذا أنت وقد عرّضت نفسك لما كنت عنه غنياً؟ قال الناسك: أخطأتُ يا أمير المؤمنين، وأنا أستغفر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/494)
الله. قال: غفر الله لك. اذهب إلى حال سبيلك.
حرص الرشيد على رفع الظلم عن الرعية: يقول أبو يوسف القاضي في مقدمة كتابه الخراج مخاطباًَ الرشيد: إن أمير المؤمنين أيده الله تعالى، سألني أن أضع له كتاباً جامعاً يعمل به في جباية الخراج والعشور والصدقات والجوالي، وغير ذلك مما يجب النظر فيه والعمل به، وإنما أراد ذلك لرفع الظلم عن رعيته والصلاح لأمرهم. وقد كتبت لك ما أمرت به وشرحته لك وبينته، فتفقهه وتدبره، وردد قراءته حتى تحفظه، وكتبت لك أحاديث حسنة، فيها ترغيب وتحضيض على ما سألت عنه، مما تريد العمل إن شاء الله.
وفي هذا شهادة صادقة على اهتمام هارون الرشيد فيما يجب عليه فهمه، وكان يردد في مناسبات كثيرة قوله: إنه يقبح بالسلطان أن لا يكون عالماً. لقد كتب القاضي أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري رسالته المعروفة باسم (الخراج)، وهي لا تقف عند الخراج وحده. بل تتحدث عن رسالة الحاكم وحدوده الملزمة في شريعة الإسلام بما يعمهم بالخزي في الدنيا، والعذاب في الآخرة، وقد علق الشيخ الخضري على هذا الكتاب بقوله: كان خليفة المسلمين فى هذا التاريخ خامس بني العباس هارون الرشيد، وكان قاضي قضاته أبا يوسف، وقد أحب أن يسود العدل بين أمته، وأن تنظم أمور الجباية على النمط المشروع الذي سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده، حتى لا يقع حيف على الرعية فيثقل الجور كاهلهم ويخرب عمرانهم، وحتى يكون بيت المال قائماً بما يجب عليه من معالم الأمة وحفظ ثغورها وتأمين طرقها، ثم قال الخضري: لم يكن أبو يوسف في رسالته ذلك الفقيه الجاف الذي هو في خيال الكثير منا يكتب جوابه مبتوراً منقولاً عن مسطر سبق به أو ذلك المفتي الضعيف، ينظر إلى غرض المستفتي فيجتهد أن تكون فتواه طبق رغبته، بل كان ذلك العالم الناصح الذي سبر الأمة فعرف ما يصلحها وأدرك طرفاً من الشدة ولا استعفاء من غير أن يظلموا أو يحملوا ما لا يجب عليهم، واللين للمسلم والغلظة على الفاجر، والعدل على أهل الذمة وإنصاف المظلوم والشدة على الظالم والعفو عن الناس.
وقال أيضاً: فلا يحل للإمام ولا يسعه أن يقطع أحداً من الناس حق مسلم ولا مجاهد ولا يخرج من يده شيئاً إلاّ بحق يجب له عليه فيأخذه بذلك الذي وجب عليه فيقطعه من أحب من الناس فذلك جائز له.
ووضع أبو يوسف مبدأ هاماً هو أنه: ليس للإمام أن يخرج شيئاً من يد أحد إلاّ بحق ثابت معروف: وفي عبارة بليغة يقول أبو يوسف أن الرعاة مؤدون إلى ربهم ما يؤدي الراعي إلى ربه، فأقم الحق فيما ولاك الله وقلدك ولو ساعة من نهار.
ويحذر أبو يوسف الحاكم من عدم مراعاة الحقوق بقوله: فلا تلقَ الله غداً وأنت سالك سبيل المعتدين فإت ديان الله يوم الدين إنما يدين العباد بأعمالهم ولا يدينهم بمنازلهم: ويبين أبو يوسف أساس ذلك بقوله: وإن الله بمنه ورحمته جعل ولاة الأمر خلفاء في أرضه وجعل لهم نوراً يضيء للرعية ما أظلم عليهم من الأمور فيما بينهم وبين ما أشتبه من الحقوق.
وهكذا جعل قاضي قضاة هارون الرشيد مراعاة حقوق الناس وعدم ظلمهم بمثابة (النور) الذي يضيء للحاكم سبيله ومسالكه، فأين حكام هذا الزمان من هذا البيان، وإن انتهاك حقوق الناس ظلام فى الدنيا وهم وغم وسوء مآل فى الآخرة.(150/495)
ما رأيكم بذكر أسماء الأئمة الأعلام المتشابهة للأستفادة كجمعهما باسم واحد كقولنا السفيانان 0000
ـ[شربتلي محمد]ــــــــ[12 - 12 - 09, 03:15 م]ـ
مرت ببالي هذة المعلومة فقلت لعلي اذكرها لأخواني لتعم الفائدة والتعطر يذكر سلفنا الصالح
وهو ذكر جميع اسمائهم سواء المتشابهة او من اشتهروا بهذا وان لمن تكن متشابهة كقولنا
العمران وهما بو بكر وعمر وغير ذلك فلا تحرمونا مشاركاتكم وشكر ا لكم(150/496)
مدائن صالح ليست ديار قوم صالح عليه السلام
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 - 12 - 09, 07:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرسل إلي الأخ الحبيب عبدالله بن علي بن فائع العسيري رسالة ضمنها بحثاً له عن إشكال أورده بعض المؤرخين والكتاب حول مدائن صالح الموجودة الآن قريباً من مدينة العلا شمال المدينة النبوية، وهذا نص رسالته:
(جرى في سالف الأيام المناقشة في وصف أبواب بنيان ديار ثمود الموجودة في طريق العلا عندنا شمال المدينة، حيث إنها لا تزيد عن أبواب ديارنا، وقد عرف عنهم ما قد عرف من ضخامة الأجسام، وهذا ما استشكله ابن خلدون، وتابعه جمع من أهل العلم على هذا الأشكال، وأجابوا عنه بأجوبة لا تخلو من التعقب والنظر، ومن هؤلاء العلامة المحدث / محمد عبدالرزاق حمزة في تذييله على كتاب < القائد إلى تصحيح العقائد > للعلامة المعلمي <255> حيث يقول:
(جاء في الحديث أن الله خلق آدم طوله ستون ذراعا، فما زال الخلق - أي من بنيه - يتناقض حتى صاروا إلى ما هم عليه الآن. استشكله ابن خلدون، ونقل إشكاله الحافظ ابن حجر في فتح الباري بأن ديار ثمود في الحجر لا تزيد أبوابها عن أبواب ديارنا وهم من القدم على ما يظهر أن يكونوا في نصف الطريق بيننا وبين آدم فكان على هذا يجب أن تطول أبدانهم عنا بنحو ثلاثين ذراعا، ولعل أهل الحفريات عثروا على عظام وجماجم قديمة جدا ولا يزيد طولها عن طول الناس اليوم، وقد سمعت حل الإشكال من الشيخ عبيد الله السندي رحمه الله أن الطول المذكور في عالم المثال لا في عالم الأجسام والمشاهدة. فالله أعلم)
وتعقبه العلامة ناصر الدين الألباني فقال معلقا على هذا الموضع:
(قلت: هذا التأويل أشبه بتأويلات المتكلمين والمتصوفة، وإني متعجب جدا من حكاية فضيلة الشيخ إياه وإقراره له، واستشكال ابن خلدون إنما يصح على ما استظهره أن ثمود في نصف الطريق بيننا وبين آدم، وهذا رجم بالغيب، إذ لم يأت به نص عن المعصوم، ولا ثبت مثله حتى الآن من الآثار المكتشفة، بل لعلها قد دلت على خلاف ما استظهره، فيبقى الحديث من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها دون أي استشكال) انتهى كلام الشيخ رحمه الله.
قلت: [عبدالله بن فايع العسيري] قد ظفرت بنص في هذه المسألة يكتب بماء العين إذ به يتجلى حقيقة الأمر وهو ما نقله الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في توضيح المشتبه {8/ 97} عن البرزالي أنه قال:
(ومدائن صالح التي بالقرب من العلا في طريق الحاج من الشام بلد إسلامي، وصالح المنسوبة إليه من بني العباس بن عبدالمطلب، وفيها قبور عليها نصائب تاريخها بعد الثلاثمائة) انتهى
فهذا النص يفيد بأن الموضع المعروف الآن في بلدة العلا ليس حجر ثمود، وإنما هي أبنية حدثت في زمن الإسلام، وأن صالحاً المنسوبة إليه هذه المدائن ليس نبي الله عليه السلام، بل هو رجل من ذرية العباس بن عبدالمطلب، بدليل أن هناك قبور يرجع تأريخ نصائبها إلى ما بعد عام الثلاثمائة هجرية. فالذي يظهر أن هذه المدائن كانت بقرب حجر ثمود، فلما فنيت وزالت أطلال الحجر ظن الناس أنها هذه المدائن.
ويرجع هذا عندي إلى أسباب منها:
أنها لما طالت المدة على الناس ونُسي العلم في شأنها وكان بنيان هذه المدائن بهذه العظمة والبهاء مع قرب موضعها من الحجر سببا لحصول هذا الغلط والوهم، وعلى أثره انبنى الإشكال الذي أورده ابن خلدون ومن جاء بعده من أهل العلم، ولا يقال إنه لا يعقل أن يتتابع أهل العلم عصورا مديدة على هذا الغلط دون أن يعرفو حقيقة الأمر، إذ من عرف حال الناس الخاصة والعامة منهم في إهمال الأحوال والشؤون التاريخية فيما هو أهم من هذه المسألة لا يستكبر خفاء حقيقة الأمر كل هذه المدة، فإنها قد تخفى عليهم أحداث وأمور قريبة العهد منهم، وما ذلك إلا ما شكاه الموفق أبوالحسن ابن أبي بكر الخزرجي في مقدمة تأريخ اليمن، قال ما نصه: (حداني على جمعه - أي تأريخه هذا - ما رأيت من إهمال الناس لفن التأريخ مع شدة احتياجهم إليه وتعويلهم في كثير من الأمور عليه .. الخ)؛ فإذا كان إهمال الناس لأمور وأحوال هي من شأن عصرهم فمن باب أولى أن يكون التفريط فيما بعد زمانه وتوار عن الأنظار مكانه، والحال في هذا يصدق فيه ما قال بعضهم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/497)
فلو تسأل الأيام ما اسمي ما درت O وأين مكاني ما عرفن مكانيا
ولم يقف الأمر عند حد الإهمال فقط، بل تفاقم الأمر ببعض الخواص ومن أكابر أهل العلم في زمانه بأن يتطرق للتنقيص للتأريخ وأهله، وكان هذا سببا لقيام الحافظ السخاوي بتأليف كتابه / الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التأريخ.
وليس هذا مني تزيدا في الكلام، ولكن بيانا للأسباب التي أدت للغلط في الحقائق التأريخية حتى من قبل أهل العلم الذين لم يعنوا بهذا الفن، فإما يرفضه بعضهم بالكلية، أو يأخذونه على هناته ويقبلون كل ما جاء فيه من غير تحرير لماينقلون، وهذا لا يقل عن سابقه في حيدته عن السبيل السوية، وقد عقد العلامة المؤرخ ابن خلدون فصلا جليلا في مقدمته الشهيرة، اسماه:
< فضل علم التأريخ وتحقيق مذاهبه والإلماع لما يعرض للمؤرخين من المغالط وذكر شيء من أسبابها > قال فيه < 9 >:
{وحتى تتم فائدة الاقتداء في ذلك لمن يرومه - أي فن التأريخ - في أحوال الدين والدنيا فهو محتاج إلى مآخذ متعددة ومعارف متنوعة وحسن نظر وتثبت يفضيان بصاحبهما إلى الحق وينكبان به عن المزلات و المغالط لأن الأخبار إذا اعتمد فيها على مجرد النقل ولم تحكم أصول العادة و قواعد السياسة وطبيعة العمران والأحوال في الاجتماع الإنساني، ولا قيس الغائب منها بالشاهد والحاضر بالذاهب فربما لم يؤمن فيها من العثور ومزلة القدم والحيد عن جادة الصدق، وكثيرا ما وقع للمؤرخين والمفسرين وأئمة النقل من المغالط في الحكايات والوقائع لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثا أوسمينا ... الخ).
وهذا ما حدا بالعلامة / محمد بن سليمان آل بسام أن يكتب ترجمة خاصة في شيخه / عبدالرحمن السعدي في تحقيقه لكتاب الشيخ السعدي التعليق وكشف النقاب على نظم قواعد الإعراب، حيث قال في مقدمة هذه الترجمة:
(فقد اطلعت على تراجم لشيخنا عبدالرحمن بن ناصربن عبدالله آل سعدي، فوجدت فيها بعض الأخطاء في أمور أتيقنها ولا شك فيها، وأمور أخرى يترجح عندي مخالفتها للواقع، فأحببت أن أضع له ترجمة موجزة، متحريا فيها الواقع) فانظروا كيف وقع الإختلاف بين أهل العلم في ترجمة رجل هم تلاميذ له وحصلت المعاينة له فكيف الحال مع من غبر.
وهذه دار الأرقم بن أبي الأرقم وشهرتها حصلت في الإسلام بحيث كان النبي صلى عليه وسلم يختبأ فيها هو وأصحابه، يقول العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ في مجموع فتاواه ورسائله (1/ 158) بعد أن نقل النقول عن أهل العلم في موضعها: {وهذا كله على تسليم كون الدار المعروفة اليوم بدار الأرقم هي دار الأرقم في الواقع، وفي النفس من ذلك شيء، لأمرين: وذكر الأمرين رحمه الله}.
ومثل ذلك ما اشتهر في قبور الأنبياء في بعض البلدان، وقد تسمع أن قبور بعضهم في عدة بلدان كما هو الحال في قبر نبي الله أيوب عليه السلام فتجده في اليمن وتجده في عمان وتجده في الشام، وحقيقة الحال ما قاله العلامة محدث المدينة / حماد الأنصاري رحمه الله كما في المجموع في ترجمته {1/ 320}:
(ومن الجدير بالذكر أن علماء السلف أجمعوا على أنه لا يعرف قبر نبي بعينه إلا قبر نبينا عليه الصلاة والسلام كما ذكر ذلك شيخ الإسلام في قاعدة التوسل والوسيلة وكتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان).
فلا شك أن ما نقله ابن ناصر الدين عن البرزالي في شأن مدائن صالح يعتبر نقلاً عزيزاً يحل إشكالا طالما أشكل على الأكابر.
وفي الحقيقة أن من تأمل الشكل المعماري لهذه المدائن وجد أنها تأخذ من نمط العمران العباسي ونظائرها في العراق كثير، فإنهم قد جلبوا أمهر البنائين ووقع في دولتهم من الحضارة مالم يسبقوا إليه، ولا شك أن كمال الصنائع إنما يحصل بكمال الحضارة وكثرتها بكثرة الطالب لها، والسر في حصول هذه المباني العظيمة، ما قاله ابن خلدون في مقدمته في فصل صناعة البناء < 409 >:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/498)
{وقد يعرف صاحب هذه الصناعة - أي صناعة البناء - أشياء من الهندسة مثل تسوية الحيطان بالوزن وإجراء المياه بأخذ الأرتفاع، وأمثال ذلك فيحتاج إلى البصر بشيء من مسائله وكذلك في جر الأثقال بالهندام؛ فإن الأجرام العظيمة إذا شيدت بالحجارة الكبيرة يعجز قدر الفعلة عن رفعها إلى مكانها من الحائط فيتحيل لذلك بمضاعفة قوة الحبل بإدخاله في المعالق من أثقاب مقدرة على نسب هندسية تصير الثقيل عند معاناة الرفع خفيفا فيتم المراد من ذلك بغير كلفة، وهذا إنما يتم بأصول هندسية معروفة متداولة بين البشر، وبمثلها كان بناء الهياكل الماثلة لهذا العهد التي يحسب أنها من بناء الجاهلية، وأن أبدانهم كانت على نسبتها في العظم الجسماني وليس كذلك وإنما تم لهم ذلك بالحيل الهندسية كما ذكرناه؛ فتفهم ذلك، والله يخلق ما يشاء سبحانه} انتهى كلامه والله الموفق.) انتهت رسالة الأخ عبدالله زاده الله علماً وتوفيقاً.
قال أبومجاهدالعبيدي: ولما قرأت الرسالة السابقة رجعت إلى كتاب "معجم الأمكنة الوارد ذكرها في القرآن الكريم للأستاذ سعد بن جنيدل، فوجدته قد ذكر في تعريفه بـ"الحجر" كلاماً قريباً مما قرره صاحب الرسالة السابقة - مع أن كاتبها لم يطلع على شيئ من ذلك قبل بحثه لهذه المسألة كما أفادني-.
جاء في الكتاب المذكور: (وقد كتب حمد الجاسر بحثاً بعنوان: "ليس الحجر مدائن صالح" قال فيه: يطلق الناس الآن اسم مدائن صالح على الوادي الواقع شمال مدينة العلا، المعروف باسم "الحجر" - بكسر الحاء المهملة واسكان الجيم وبالراء - ذي الآثار التي تناولها الباحثون بالدراسات الوافية.
والواقع أن إطلاق ذلك الاسم على هذا الوادي خطأ وقع فيه الناس منذ عهد قديم، وتوضيح ذلك:
أ- أن الحجر هو الوادي الذي ورد ذكره في القرآن الكريم، وورد النهي عن الشرب ما مائه سوى بئر الناقة التي كانت معروفة إلى عهد قريب، لأن هذا الوادي كانت منازل قوم غضب الله عليهم فأهلكهم قبل ظهور الاسلام بعصور مجهولة.
وهذا الوادي لا يزال معروفاً باسم "الحجر" عند سكان جهاته، وعند غيرهم، لا خلاف في ذلك.
ب- وفي جنوب مدينة العلا بنحو 55 كيلاً آثار عمران قديم، من أسس بناء ومجاري مياه وآثار زراعة، يطلق على موضعها الآن اسم غريب هو "المابيات" جمع مابيه - بالميم المفتوحة بعدها ألف فباء موحدة مكسورة فهاء- وهذا الاسم حادث، فقد كان الموضع في القرن السابع الهجري وما قرب منه يعرف باسم مدينة صالح، ثم مدائن صالح.
وله قبل ذلك اسم آخر، أرجح أن "الرحبة" الوارد في كثير من كتب الرحلات ومعجمات الأمكنة، فنسي اسم الرحبة، واسم مدينة صالح - أو مدائن صالح - وعرف باسم وادي العطاس على ما جاء في رحلة ابن بطوطة، الذي مر بهذا الموضع في عشر الثلاثين من القرن الثامن، مع أن الوادي كان معروفاً باسم وادي الديدان، الذي نجد له في الكتب الأعجمية وما عرب منها صوراً غريبة "ددان" و "دادان" و"ديدان".
ج- وادي الديدان الذي تقع فيه مدينة صالح التي عرفت باسم "مدائن صالح" ليس متصلاً من حيث الجوار بوادي الحجر الذي قرر العلماء أخيراً عدم سكناه، بل يفصل بينهما مسافة من الأرض تقارب خمسين كيلاً، بل تزيد.
د- أما كيف نشأ الخطأ؛ فهو أن الحجر كان من منازل قوم النبي صالح عليه السلام، فكذبوه فأهلكهم الله، ونجا صالح والذين آمنوا معه، وقد ذكر الله خبرهم في سور من القرآن الكريم، ومنها سورة الحجر؛ ففي الآية الحادية والثمانين منها: {وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80) وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (81) وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ (82) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (83)} [الحجر: 80 - 83].
وقد بقيت آثار القوم في البيوت المنحوتة في الجبال، وفي الآبار المحفورة في الوادي، وفي غيرها؛ فكان المسافرون الذين يذهبون من الحجاز إلى الشام أو من يمرون بهذه الجهات يشاهدون تلك الآثار، ويتناقلون أخبارهم من الكتب أو من الرواة، وكثير من رواة الأخبار ومدونيها لا يلتزمون الدقة وتحري الصواب فيما ينقلون أو يكتبون، فوقع الخلط بين الآثار الواقعة شمال مدينة العلا في وادي الحجر، وهي آثار سابقة، وبين الآثار الواقعة جنوب مدينة العلا، وهي مما حدث في صدر الإسلام. وساعد على وقع الخلط أن الموضع الأخير جنوب العلا كان يعرف بمدينة صالح، وهو رجل مسلم من بني العباس، ومدينته هذه كانت قائمة إلى القرن الرابع الهجري، وأن الموضع الأول الذي هو الحجر الواقع شمال العلا عرف سكانه بقوم صالح، وعرفت إحدى آباره ببئر ناقة صالح، وعرف موضع بأحد جباله بمسجد صالح - أي المكان الذي كان يتعبد فيه -. ومن هنا أطلق على الحجر خطأ اسم ("مدائن صالح" ... إلخ). انتهى
قلت: وقد وقع في هذا اللبس متأخروا المفسرين، حيث يعرفون "الحجر" بمدائن صالح" كما فعل ابن عاشور وغيره.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/499)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[14 - 12 - 09, 09:21 م]ـ
هذا التحليل كله خطأ من أوله لأخره!
لم يكن اسم العلا مشهوراً في بداية التاريخ الإسلامي، وحينما مرّ بها الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء ذهابه إلى غزوة تبوك في سنة 9هـ صلى في موضع العلا اليوم، في موضع منها يسمى قُرْح: بالضم ثم بالسكون؛ هو سوق وادي القرى
قال السمهودي في وفاء الوفا المسجد الثالث عشر بالحجر، وذكر ابن زبالة بدله العلا، وكلاهما بوادي القرى، الرابع عشر: بالصعيد صعيد قُرْح، الخامس عشر: بوادي القرى، وقال الحافظ عبد الغني في مسجد الصعيد: وهو اليوم مسجد وادي القرى)
قال ياقوت في معجم البلدان حينما تحدث عن قُرْح: و هو سوق وادي القرى، وفي حديث أبي الشموس البلوي رضي الله عنه: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي في صعيد قُرْح، فعلّمْنا مُصَلاّه بعظم وأحجار، فهو في المسجد الذي يصلي فيه أهل وادي القرى.
وقال المقدسي في ذكر قُرْح: (… والجامع في الأزقة في محرابه عظم …)
قلت: ولا يزال يعرف المسجد الجامع في مدينة العلا القديمة بمسجد العظام؛ وهو الظاهر في الصورة.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=72545&d=1260814731
قال الحافظ ابن حجر في الصحابة:
أَخبرنا أَبو الفرج الثقفي بإسناده عن ابن أَبي عاصم قال: حدثنا بكر بن عبد الوهاب أَبو محمد العثماني، حدثنا زياد بن نصر، عن سليم بن مطير، عن أَبيه، عن أَبي الشموس البلوي قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فوَجَدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نزلنا على بئر ثمود، فَعَجَنا واستقينا، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَن نُهَرق الماءَ، وأَن نطرَح العجين وننفِرَ، وكنت حَسَيتُ حسيةَ لي، فقلت: يا رسول الله، ألقمُها راحلتي? قال: " ألقمها إيهاها ". فهرقنا الماءَ، وطرحنا العجين، وتفَرنا حتى نزلنا على بئر صالح عليه السلام. أخرجه الثلاثة.
قلت: وأما الرحبة: لا تزال معروفة؛ موضع من ناحية خيبر وهي من ديار بني رشيد وعنزة اليوم؛ وبجوارها برمة: موضع معروف قرب الأبرق وهي لعنزة وامرائها بطن الخريقات منهم.
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[14 - 12 - 09, 11:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 - 12 - 09, 06:50 ص]ـ
هذا التحليل كله خطأ من أوله لأخره!
هكذا! من أوله إلى آخره
هلا رددت على بعض فقراته ونقوله رداً تفصيلياً، زادني الله وإياك علماً وتوفيقاً.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 - 12 - 09, 06:56 ص]ـ
وهذا الموضوع وعليه بعض التعليقات في ملتقى أهل التفسير
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=18158
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 - 12 - 09, 04:38 م]ـ
هذا التحليل كله خطأ من أوله لأخره!
لم يكن اسم العلا مشهوراً في بداية التاريخ الإسلامي، وحينما مرّ بها الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء ذهابه إلى غزوة تبوك في سنة 9هـ صلى في موضع العلا اليوم، في موضع منها يسمى قُرْح: بالضم ثم بالسكون؛ هو سوق وادي القرى
قال السمهودي في وفاء الوفا المسجد الثالث عشر بالحجر، وذكر ابن زبالة بدله العلا، وكلاهما بوادي القرى، الرابع عشر: بالصعيد صعيد قُرْح، الخامس عشر: بوادي القرى، وقال الحافظ عبد الغني في مسجد الصعيد: وهو اليوم مسجد وادي القرى)
قال ياقوت في معجم البلدان حينما تحدث عن قُرْح: و هو سوق وادي القرى، وفي حديث أبي الشموس البلوي رضي الله عنه: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي في صعيد قُرْح، فعلّمْنا مُصَلاّه بعظم وأحجار، فهو في المسجد الذي يصلي فيه أهل وادي القرى.
وقال المقدسي في ذكر قُرْح: (… والجامع في الأزقة في محرابه عظم …)
قلت: ولا يزال يعرف المسجد الجامع في مدينة العلا القديمة بمسجد العظام؛ وهو الظاهر في الصورة.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=72545&d=1260814731
قال الحافظ ابن حجر في الصحابة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/500)
أَخبرنا أَبو الفرج الثقفي بإسناده عن ابن أَبي عاصم قال: حدثنا بكر بن عبد الوهاب أَبو محمد العثماني، حدثنا زياد بن نصر، عن سليم بن مطير، عن أَبيه، عن أَبي الشموس البلوي قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فوَجَدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نزلنا على بئر ثمود، فَعَجَنا واستقينا، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَن نُهَرق الماءَ، وأَن نطرَح العجين وننفِرَ، وكنت حَسَيتُ حسيةَ لي، فقلت: يا رسول الله، ألقمُها راحلتي? قال: " ألقمها إيهاها ". فهرقنا الماءَ، وطرحنا العجين، وتفَرنا حتى نزلنا على بئر صالح عليه السلام. أخرجه الثلاثة.
قلت: وأما الرحبة: لا تزال معروفة؛ موضع من ناحية خيبر وهي من ديار بني رشيد وعنزة اليوم؛ وبجوارها برمة: موضع معروف قرب الأبرق وهي لعنزة وامرائها بطن الخريقات منهم.
كنت طلبت من الأخ مصعب الجهني تفصيلاً لما أورده من رد مجمل فلم يفعل.
وقد أرسل إلي الأخ الباحث: عبدالله بن علي بن فايع العسيري هذا الرد على ما أورده الأخ مصعب:
(الأخ مصعب الجهني رأيت تعليقك على دراسة العلامة / حمد الجاسر في شأن وادي الديدان الواقع جنوب بلدة العلا وعلاقته بوادي الحجر، وتخطئتك لكامل دراسته حول هذا الموضوع، مصدرا تعليقك بقولك: هذا التحليل كله خطأ من أوله لأخره. والحقيقة أن تعليقك كذلك لا يخلو من التعقب، وبيان ذلك:
أولا: حديث الشيخ كان عن الوادي الواقع جنوب العلا بنحو 55 كيلا، وأظهرت من تعليقك أن الشيخ لا يقول بدخول العلا ضمن وادي القرى الذي يدخل من ضمنه الحجر، وهذا غلط على الشيخ وتلبيس لميراثه، فهذا الشيخ يقول في هامش تحقيقه لكتاب المغانم المطابة في معالم طابة للفيروز آبادي، ما نصه: {المفهوم من كلام المتقدمين أن وادي القرى هو العلا والحجر وما بقربهما} ولكان لما كان من منهج الشيخ فيما يؤلفه عن صفة الإرض المشاهدة المباشرة، ولا يكون مكتفيا بما يستخرجه من بطون الكتب كما صنعت أنت، وجد أن موضع الحجر والموضع المشار إليه جنوب العلا لا ينظمهما وادي واحد، فكانت النتيجة التي ذكر في تحليله، والحقيقة أن الشيخ رحمه الله أصاب في عدم ألحقه لوادي الديدان الواقع جنوب بلدة العلا بوادي الحجر،وأيده بقوله: أن هذا الوادي ليس متصلا من حيث الجوار بوادي الحجر الذي قرر العلماء أخيرا عدم سكناه. بل أفادنا قوله:
< بل يفصل بينهما مسافة من الأرض تقارب خمسين كيلا، بل تزيد > بأنه قد وقف عليها بنفسه، فهذا هو الواقع وعين اليقين الذي أعطته المشاهدة، وكما قيل: لا يسأل بأين مع رأي العين، ومهما كانت الوثائق التي وقفت عليها فإنها لا تقبل مع الواقع الذي يخالفها خاصة إذا كانت من معالم الطبيعة الثابتة كالجبال والوديان، والشيخ رحمه الله قد وقف على ما هو أقدم مما وقفت عليه من المصادر، ولكن الشأن كما قال الإمام الأستاذ / محمد عبده كما في أعماله الكاملة {2/ 417} في مقال له عن كتب المغازي:
(وعلى أي حال فلا يستغني مطالع التاريخ عن قوة حاكمة يميز بها بين ما ينطبق على الواقع وما ينبو عنه).
فالحال كما قال علامة الجزيرة ومؤرخها، ومن خالف فإنما يصدق في حاله قول من قال:
أيها المنكح الثريا سهيلا O
عمرك الله كيف يلتقيان O
هي شامية إذا ما استهلت O
وسهيل إذا استهل يماني O
ثم لا يكفي الإنسان النقل من الأسفار فإنه يقع فيها أحيان الإجمال والإبهام، ولبس الأمر على المتأخرين خاصة فيما لم يعاينوه، ورحم الله شمس الدين أبا العريف المالكي حين قال:
من لم يشافه عالما بأصوله O
فيقينه في المشكلات ظنون O
الكتب تذكرة لمن هو عارفO
وصوابها بمحالها معجون O
من أنكر الأشياء دون تثبت O
وتيقن فمعاند مفتون O
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/1)
وأنا أعتقد أن وادي الديدان من مناصي وادي القرى ويصب فيه، ولسبب قربه منه واتصاله به في مرحلة من مراحله مع شهرة وادي القرى وكونه الوادي الأم في تلك الناحية وقعت النسبة إليه، هذا ما يخص وادي الديدان. أما وادي الحجر فإنه كذلك لا يقع ضمن وادي القرى كما حقق ذلك الأستاذ / تركي القهيدان في بحث له بعنوان:< الحجر ليست من وادي القرى > نشر في جريدة الرياض بتاريخ 17/ 12/1425 هجرية العدد: <13367> وذكر أنه أعتمد في دراسته هذه على مشاهداته الشخصية على أرض الواقع مع استفادته من المصادر والمراجع. نقل فيه عن جمع من الإئمة ما يفيد بأن الحجر شيء ووادي القرى شيء وأنهما ليسا بشيء واحد، ومنه قول ابن منظور في لسان العرب عن الحجر: ديار ثمود ناحية الشام عند وادي القرى.
وكذا قول ابن خلدون: وأما ثمود .. فكانت ديارهم بالحجر ووادي القرى بين الحجاز والشام. وكذا تفريق أبي عبدالله السكوني بقوله: وادي القرى والحجر والجناب منازل قضاعة. وكذا ياقوت في معجمه عند كلامه عن الأثالث فقال: الأثالث بلفظ الجمع جبال في ديار ثمود بالحجر قرب وادي القرى. وهذا يتناقض مع قوله في (1/ 98) الحجر: اسم ديارثمود بوادي القرى} وكذا فرق الإدريسي ت /558 في نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، حينما وصف الطريق من دمشق إلى مدينة يثرب.
قلت أنا عبدالله بن فايع: وهذا الكتاب هو الذي تحدثت عنه دائرة المعارف الفرنسية بقولها: (إن مصنف الإدريسي هو أوفى كتاب جغرافي تركه لنا العرب، وإن ما يحتويه من تحديد للمسافات والوصف الدقيق يجعله أعظم وثيقه علمية جغرافية) وكذا البلادي في كتابه معجم معالم الحجاز عندما وصف مدائن صالح بأن: {واديها المذكور في القرآن يصب في وادي القرى من الشمال} وغير ذلك من النقول التي دلل بها على ما يقول، والحقيقة أنه بحث قيم يشكر عليه أفاد فيه غاية الإفادة.
ثانيا: ما نقلته عن السمهودي في وفاء الوفا مدللا به على كون العلا في وادي القرى وهذا سبق مناقشته، ولكن لي وقفت مع ما نقلته، وهو قول السمهودي: المسجد الثالث عشر بالحجر، وذكر ابن زبالة بدله العلا وكلاهما بوادي القرى .. الخ فأقول:
المتأخرون كما سبق تكون بضاعتهم مزجاة، وقليل من يسلم منهم، وما ذكره ابن زباله من أمر المسجد الذي بالعلا، ونقل له السمهودي رواية في شأن هذا المسجد {3/ 1031} فقال: ولأن في رواية أخرى لابن زبالة: {صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي بصعيد قرح من الوادي، فعلمنا مصلاه بأحجار وعظم، فهو المسجد الذي يجتمع فيه أهل الوادي} فأن كان عمدة موضع هذا المسجد هي هذه الرواية فليست بشيء فإن الراوي هو محمد بن الحسن بن زبالة الذي كذبه أهل العلم قاطبة كما في ترجمته من تهذيب الكمال للحافظ جمال الدين المزي، ولخص كلامهم الحافظ في التقريب بقوله: < كذبوه >.
ولم ترد هذه الرواية في حديث أبي الشموس البلوي إلا من طريقه. فكيف الإعتماد عليها في إثباتك لهذا المسجد بقولك: ولا يزال يعرف المسجد بمسجد العظام. فلعله لم يحدث إلا قريبا من زمن ابن زبالة الذي عرفت حاله ومكانته من العدالة، وأبوالشموس بريئا من عهدة هذا المسجد، فحري بكل باحث أن يكون كما قال الأستاذ / أكرم ضياء العمري في كتابه < مناهج البحث وتحقيق التراث > 236:
(إن نقد النص من أصعب المراحل التي يمر بها الباحث، وهي التي تحتاج إلى التركيز الكثير للنظر والتأمل في النص وإعمال قواعد النقد المختلفة في توثيقه قبل الإستناد عليه أو الإستنباط منه، وفي الدراسات الإسلامية والتأريخية لا يبنى الكلام إلا على أساس من النصوص، إذ لا تأريخ حيث لا توجد الوثائق) ويقول العلامة حسن المشاط في إنارة الدجى في مغازي خير الورى {1/ 70}: ثم أعلم أن أهل السير لا يتقيدون بالصحيح من الأخبار .. ومن أجل ذلك قال العلامة العراقي في ألفيته في المغازي والسير:
وليعلم الطالب أن السيرا O
تجمع ما صح وما قد أنكرا O
وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى {27/ 479} عن هؤلاء الإخباريين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/2)
(فإن كثيرا مما يسندونه عن كذاب أو مجهول، وأما ما يرسلونه فظلمات بعضها فوق بعض) وحديث أبي الشموس على ضعفه لم ترد هذه الرواية المنكرة فيه، فقد علق البخاري له بصيغة التمريض مقرون بغيره في جامعه في كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: قول الله تعالى: < وإلى ثمود أخاهم صالحا > فقال: ويروى عن سبرة بن معبد وأبي الشموس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإلقاء الطعام. ولما ساق الحافظ ابن حجر في الإصابة ترجمته نقل عن البغوي قوله:
{وليس لأبي الشموس غير هذا الحديث وفي إسناده ضعف} وكذا لما ساق ابن الأثير ترجمته بسنده في أسد الغابة ذكر في حديثه أجمع الروايات عند من خرجها وهم من أشار إليهم بقوله: أخرجه الثلاثة، ويقصد بهم كما قال في مقدمة كتابه: وأن قلت أخرجه الثلاثة فأعني ابن منده وأبا نعيم وأبا عمربن عبدالبر.
فلم يذكر ما جاء في رواية ابن زبالة، ولذلك أشار السمهودي بقوله: المسجد الثالث عشر: بالحجر، وذكر ابن زبالة بدله العلاء، إشعارا بتفرده.
ولا يقال إن المقدسي وأمثاله من المتأخرين قد ذكر ذلك، فلا تغني متابعتهم عن الرواية شيئا، فإنهم متابعون لابن زباله، ونعني بالتفرد أنه لم يتابعه أحد من المتقدمين على ما ذكر.
وانبه هنا إلى خطأ قولك: قال الحافظ ابن حجر في الصحابة. وصوابه: ابن الأثير في أسد الغابة.
ثالثا: قولك: وأما الرحبة لا تزال معروفة موضع من ناحية خيبر .. الخ فهذا كلام صحيح جزاك الله خيرا على التنبيه عليه، وأن ما وقع للشيخ الجاسر فهو معدود من التقدير المغلوط، والمثبت لها مقدم على من يدعي أنه كان اسم موضع تغير، والأصل عدم الزوال والإنتقال، وزيادة في التوثيق فقد ذكر الأستاذ / عمر رضا كحالة في معجم قبائل العرب {1/ 105} مساكن بلي بن عمرو، قال: تقع مساكنها بين المدينة ووادي القرى، من منقطع دار جهينة .. إلى أن قال ومن ديار بلي: ... الجزال، والرحبة، والسقيا .. الخ. وفي الكتاب المئوي (2/ 144) الذي هو بإشراف وزارة النقل قال في الفصل الأول: وقفة مع الماضي - الموصلات والاتصالات عبر العصور:
وخلال العصر العباسي أزدهرت مدن طريق الحج الشامي ومحطاته وبخاصة الواقعة في منطقة وادي القرى، مثل: العلا وقرح والرحبة والسقيا، وقد سجلت المسوحات الأثرية وجود برك مياه وبقايا قنوات في مواقع هذه المدن). فإن قيل لعل هذا الأسم قد تكرر في عدة مواقع، فالجواب: أن أصحاب البلدانيات لم يذكروا في تلك الجهة إلا موضع واحدا، قال صفي الدين البغدادي في مراصد الإطلاع {2/ 608}: الرحبة: ناحية بين المدينة والشام من وادي القرى.
والله الموفق.) انتهى رد الأخ عبدالله العسيري
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[21 - 12 - 09, 07:54 م]ـ
حياكم الله جميعا /
سأرد على بعض الفقرات ولا زلت عند رأيي بأن مساكن قوم ثمود هي العلا المعروفة بمدائن صالح! وبلدة قرح هي مدينة العلا اليوم؛ واذكر انني قرأت سبب تسميتها بالعلا في إحدى كتب الرحلات القديمة وأن معناها الربوة المرتفعة.
1 - أن موضع عقر ناقة صالح عليه السلام معروف حتى يومنا هذا باسم (مبرك الناقة)؛ وهو في الخريبة بالعلا؛ وقد ذكر هذا الموضع محمد الأندلسي المتوفى في القرن السابع الهجري!
2 - قلتم: (ومدائن صالح التي بالقرب من العلا في طريق الحاج من الشام بلد إسلامي، وصالح المنسوبة إليه من بني العباس بن عبدالمطلب) قلت: من هو صالح العباسي هذا؟؟ ثم إن العلا لم يسكنها القرشيين وليست هي من بلادهم!! ولماذا قالوا اضافوا اسم (المدائن)؟؟
4 - قال ابن الكلبي: (سمي وادي القرى؛ لأن الوادي من أوله إلى آخره قرى منظومة؛ وكانت من أعمر البلاد؛ وآثار القرى إلى الآن ظاهرة)
5 - قلتم: (عمدة موضع هذا المسجد هي هذه الرواية فليست بشيء فإن الراوي هو محمد بن الحسن بن زبالة الذي كذبه أهل العلم قاطبة كما في ترجمته من تهذيب الكمال للحافظ جمال الدين المزي، ولخص كلامهم الحافظ في التقريب بقوله: < كذبوه >. ولم ترد هذه الرواية في حديث أبي الشموس البلوي إلا من طريقه. فكيف الإعتماد عليها في إثباتك لهذا المسجد)
قلت:: / ليست الرواية مدارها على ابن زبالة!؛ وأبي الشموس البلوي صحابي معروف؛ وله أشعار؛ وكان يسكن بأرض العلا وهي منازل قضاعة منذ الجاهلية؛ وهذه الرواية ثابتة لا مطعن فيها بحال وقد ذكرها أبو علي الهجري من علماء القرن الثاني للهجرة في التعليقات والنوادر وتابعه عليها سبرة بن معبد الجهني رضي الله عنهما جميعا.
6 - مسجد صعيد قرح بالعلا؛ قال الفيروز آبادي في المغانم: عن سليم بن عثير قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي بصعيد قُرْح من الوادي وعلمنا مصلاه بأحجار وعظم فهو المسجد الذي يجمع فيه أهل الوادي؛ وقال عبد الله بن رواحة:
جلبنا الخيلَ من آجامِ قُرْحٍ ...... يغرُّ من الحشيشِ لها العُكومُ
7 - وقال البشاري المتوفى سنة 380هـ في أحسن التقاسيم:
ناحية قرح: تسمى وادي القرى، وليس بالحجاز اليوم بلد اجل واعمر وآهل وأكثر تجارا وأموالأ وخيرات بعد مكة من هذا، عليها حصن منيع على قرنته قلعة قد أحدق به القرى واكنف به النخيل، ذو تمور رخيصة واخباز حسنة ومياه غزيرة ومنازل أنيقة وأسواق حارة، عليه خندق وثلاثة أبواب محددة والجامع في الأزقة في محرابه عظم، قالوا هو الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم لا تأكلني فأنا مسموم، وهو بلد شامي مصري عراقي حجازي، غير أن ماءهم ثفيل وتمرهم وسط وحمامهم خارج البلد، والغالب عليها اليهود. الحجر: صغيرة حصينة، كثيرة الآبار والمزارع، ومسجد صالح بالقرب على نشزة مثل الصفة قد نقر في صخرة، وثم عجائب ثمود وبيوتهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/3)
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[21 - 12 - 09, 09:53 م]ـ
وعلى النفي أن تكون هي مدائن صالح فأين هي تحديدا
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 - 12 - 09, 11:31 ص]ـ
5 - قلتم: (عمدة موضع هذا المسجد هي هذه الرواية فليست بشيء فإن الراوي هو محمد بن الحسن بن زبالة الذي كذبه أهل العلم قاطبة كما في ترجمته من تهذيب الكمال للحافظ جمال الدين المزي، ولخص كلامهم الحافظ في التقريب بقوله: < كذبوه >. ولم ترد هذه الرواية في حديث أبي الشموس البلوي إلا من طريقه. فكيف الإعتماد عليها في إثباتك لهذا المسجد)
قلت:: / ليست الرواية مدارها على ابن زبالة!؛ وأبي الشموس البلوي صحابي معروف؛ وله أشعار؛ وكان يسكن بأرض العلا وهي منازل قضاعة منذ الجاهلية؛ وهذه الرواية ثابتة لا مطعن فيها بحال وقد ذكرها أبو علي الهجري من علماء القرن الثاني للهجرة في التعليقات والنوادر وتابعه عليها سبرة بن معبد الجهني رضي الله عنهما جميعا.
لو سمحت يا أخي مصعب
هلا نقلت موضع ذكر أبي علي الهجري لرواية أبي الشموس عن المسجد في كتاب التعليقات؛ فإنه ليس بين أيدينا.
وإذا كان له سند فلا تهمله فإن هذا يهمنا كثيراً؛ إذ ما يفيده النص فرع عن ثبوته، مع ذكر رقم الجزء والصفحة.
الأمر الآخر:هلا ذكرت نص متابعة سبرة بن معبد الجهني لأبي الشموس.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[24 - 12 - 09, 09:49 م]ـ
لو سمحت يا أخي مصعب
هلا نقلت موضع ذكر أبي علي الهجري لرواية أبي الشموس عن المسجد في كتاب التعليقات؛ فإنه ليس بين أيدينا.
وإذا كان له سند فلا تهمله فإن هذا يهمنا كثيراً؛ إذ ما يفيده النص فرع عن ثبوته، مع ذكر رقم الجزء والصفحة.
الأمر الآخر:هلا ذكرت نص متابعة سبرة بن معبد الجهني لأبي الشموس.
أبشر بما يسرك؛ وإليك طلبك /
حمل نادرة الزمان: - التعليقات والنوادر (4 أجزاء) لأبي علي الهجري؛ بتحقيق حمد الجاسر pdf (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=186163)
والحديث المطلوب ليس له إسناد في كتاب الهجري وهذه عادته دائما؛ وله طريق أخر عن سليم بن مطير رضي الله عنه.
قال الفيروز آبادي في المغانم المطابة في معالم طابة:
قُرحُ: بالضم ثم السكون؛ اسم لسوق وادي القرى؛ وقصبتها من أعمال المدينة من ناحية الشام؛ وفي حديث أبي الشموس البلوي صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي في صعيد قرح؛ فعلمنا مصلاه بعظم؛ وحجارة؛ فهو المسجد الذي يصلي فيه أهل وادي القرى؛ قال عبد الله بن رواحة:
جلبنا الخيلَ من آجامِ قُرْحٍ ...... يغرُّ من الحشيشِ لها العُكومُ
وقيل بهذه القرية كان هلاك عاد قوم هود عليه السلام؛ قال أمية بن أبي الصلت:
.................. ... أهل قرح بها قد أمسوا ثغورا
أي: متفرِّقين، جاهلين، الواحد: ثَغْرٌ؛ وكانت من أسواق العرب في الجاهلية.
وروى كذلك الفيروز آبادي في المغانم:
وأما المساجد والمواضع التي روي أنه صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرف اليوم أعيانها فكثيرة؛ ومنها مسجد بصعيد قُرْح؛ فعن سليم بن عثير [مطير] قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي بصعيد قُرْح من الوادي؛ وعلمنا مصلاه بأحجار وعظم فهو المسجد الذي يجمع فيه أهل الوادي.
قلت: في الأصل سليم بن عثير؛ وهذا تصحيف والصواب مطير كما سيأتي معنا.
وقد ذكره السخاوي في التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة:
سليم بن عس: العدوي، روى ابن السكن والبارودي من طريق ابن مطير عن أبيه عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي في صعيد الفرع. ما علمنا مصلاه بحجارة، فهو الذي يجمع فيه أهل الوادي، وقال ابن السكن: إسناده مجهول، وذكر الزبير بن بكار - من طريق سليم بن مطير - بهذا السند خبراً. ذكره شيخنا في الإصابة قال: واستدركه ابن الدباغ وابن فتحون.
قلت: قوله صعيد الفرع تصحيف والصواب صعيد قرح.
وقال ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة:
عس العذري: بضم أوله وتشديد المهملة العذري ذكره بن أبي حاتم وقال له صحبة وروى من طريق زياد بن نصر عن سليم بن مطير عن أبيه عن عس العذري أنه استقطع النبي صلى الله عليه وسلم أرضا بوادي القرى فأقطعه إياها فهي إلى اليوم تسمى بويرة عس وقال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم غزا تبوك فصلى في مسجد وادي القرى وأخرجه بن منده من هذا الوجه وقال بن الجارود اختلف في اسمه وعس أصح وذكره البرديجي في الأسماء المفردة لكنه ضبطه بالشين المعجمة وكذا ذكره بن ماكولا يقال هو شاعر جاهلي وهو عش بن لبيد بن عداء بن أمية بن عبد الله بن رزاح من بني عذرة وظاهر صنيعه أنه غير الصحابي فعند المستغفري أنه عثير بمثلثة مصغرًا وعند غيره أنه بالمثناة كذلك تقدم في عريب والراجح أنه غير هذا كما أشرت إليه هناك وعند عبد الغني أنه بفتح أوله وسكون النون بعدها مثناة وعند بن عبد البر أنه بنون وزاي مصغرًا والله أعلم.
قال مصعب الجهني: وبويرة عس هذه معروفة اليوم من وادي القرى المسمى اليوم وادي الحمض في بلاد جهينة؛ وإن أردت المزيد من التباحث والتحقيق معنا فلا بأس إن شاء الله؛ فلنا خبرة جيدة في تلك المواضع وقبائلها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/4)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 - 01 - 10, 11:23 م]ـ
أرسل إلى الأخ عبدالله بن فايع العسيري هذا التعليق: (الله يحييك يا أخ مصعب، ونعتذر على التأخر لكثرة المشاغل الصارفة، وهذه مناقشة لبعض النقاط التي ذكرت:
الأولى: ما نقلته عن ابن الكلبي في سبب تسمية وادي القرى وهو أن الوادي من أوله إلى آخره قرى منظومة .. الخ فما دلالته على كون الحجر والعلا في وادي واحد إنما دلالته أنه منتظم للقرى الموجودة فيه وسبب التسمية فقط. وهذا لا يحتاج إلى تأمل يا أخ مصعب.
الثانية: ما تعقبتنا به فيما ذكرناه عن رواية ابن زبالة لحديث أبي الشموس، قائلا أن هذه الرواية ثابتة لا مطعن فيها بحال، وقد سبقتها بمقدمات بنيت عليها هذه النتيجة، وهي قولك: أبو الشموس صحابي معروف وله أشعار وكان يسكن بأرض العلا وهي منازل قضاعة منذ الجاهلية، وهذه الرواية ثابتة فهذه هي النتيجة و الواو هنا بمعنى الفاء التفريعية.
ثم تقول مؤكدا هذا الثبوت الذي تصفه بأنه لا مطعن فيه، بقولك:< وقد ذكرها أبوعلي الهجري من علماء القرن الثاني للهجرة في التعليقات والبوادر وتابعه عليها سبرة بن معبد الجهني > وعندما سألنك ذكر موضع الرواية من كتاب أبي علي الهجري و كذلك ذكر متابعة سبرة بن معبد، كان ردك بأن الحديث ليس له إسناد في كتاب الهجري وقلت: بأن هذه عادته في كتابه، ولم تجبنا عن ذكر متابعة سبرة بن معبد الجهني، فهل هذه هي معايير الصحة لديك أخي مصعب لكن كما قيل: (من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب} فأقول في تحقيق الكلام في هذه المسألة:
قال الحافظ ابن حجر في الإصابة في ترجمة < سليم بن عش العذري >: روى ابن السكن والباوردي من طريق سليم بن مطير عن أبيه عن سليم بن عش قال: (صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي في صعيد قرح فعلمنا مصلاه بحجارة فهو الذي يجمع فيه أهل البوادي) قال ابن السكن: إسناده مجهول) إنتهى. قلت: وسليم بن مطير هذا قال عنه أبوحاتم الرازي: أعرابي محله الصدق. وذكره ابن حبان في كتابه المجروحين {1/ 354} فقال: (منكر الحديث على قلة روايته، لا يعجبني الإحتجاج بأخباره إذا انفرد بها دون ما وافق الأثبات) وخرج الحافظ ابن حجر في حكمه على الرجل في تقريب التهذيب من خلال القولين السابقين بأنه: {لين الحديث}. وحينما ننظر في مقدمة التقريب نجد الحافظ أنه يقول عن أصحاب المرتبة السادسة: من ليس له من الحديث إلا القليل، ولم يثبت فيه ما يترك حديثه من أجله، وإليه الإشارة بلفظ: مقبول، حيث يتابع، وإلا فلين الحديث) يقول الشيخ صالح اللحيدان في كتابه: {كتب تراجم الرجال بين الجرح والتعديل: 292} نقلا عن العلامة الشيخ محمد عوامة في دراسة له عن التقريب:
فهذه المرتبة تشتمل على لين الحديث وعلى المقبول، ولكل منهما ثلاثة شروط:
1 - أن يكون قليل الحديث.
2 - أن لا يثبت فيه ما يترك حديثه من أجله.
3 - أن ينفرد بالحديث فلا يتابع.
أما المقبول فشروطه:
1 - أن يكون قليل الحديث.
2 - أن لا يثبت فيه ما يترك حديثه من أجله.
3 - أن لا ينفرد بالحديث بل يتابع عليه). وحكم حديث هذه المرتبة الضعف إلا إذا جاء ما يعضده من الشواهد أو المتابعات، يقول العلامة المحدث / أحمد شاكر في (الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث: 118) بعد أن نقل هذه المراتب الاثنتي عشرة التي قدم بها الحافظ كتاب التقريب:
{والدرجات من بعد الصحابة: فما كان من الثانية والثالثة فحديثه صحيح من الدرجة الأولى، وغالبه في الصحيحين. وما كان من الدرجة الرابعة فحديثه صحيح من الدرجة الثانية، وهو الذي يحسنه الترمذي، ويسكت عليه أبو داود. وما بعدها فمن المردود، إلا إذا تعددت طرقه مما كان من الدرجة الخامسة والسادسة، فيتقوى بذلك ويصير حسنا لغيره. وما كان من السابعة إلى آخرها فضعيف على اختلاف درجات الضعف، من المنكر إلى الموضوع) وعندما نقل العلامة المحقق عبدالفتاح أبو غدة في تعليقاته على كتاب: قواعد في علوم الحديث للتهانوي، كلام الشيخ شاكر قال عقبه <246>:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/5)
{وهو تبيين سديد للغاية} فإن قلت لنا إن مفهوم قول الحافظ في المقدمة: ولم يثبت فيه ما يترك حديثه من أجله. أنه يقبل حديث أصحاب هذه المرتبة لأنه لم يترك حديثهم، فالجواب: أن نفي الحافظ إنما هو لضعف العدالة وليس لضعف الضبط، وقد بين شيخه الحافظ زين الدين العراقي في (التقييد على مقدمة ابن الصلاح: 33) أن الضعف من حيث تعلقه بحال الرواي ينقسم إلى قسمين:
1 - ضعف في العدالة. 2 - وضعف في الضبط، فأما الراوي الضعيف في عدالته فلا تتقوى روايته مطلقا. وأما الراوي الضعيف في ضبطه فتتقوى لكن بشروط ثلاثة وهي:
1 - أن لا يكون الضعف شديدا بحيث لا يكون في إسناده متهم ولا مغفل كثير الخطأ. 2 - أن لا يكون الحديث شاذا. 3 - أن يروى من غير وجه ويكون المتابع له أو الشاهد مثله أو فوقه لا دونه. (و تنبه أخي مصعب إلى هذا الشرط جيدا لأنا سوف نحتاجه في رواية ابن زبالة عن أبي الشموس). وزيادة في التيقن في كون أهل العلم بهذا الشأن يضعفون حديث أصحاب هذه المرتبة إذا تفردوا، ذكر الحافظ جمال الدين المزي في تهذيب الكمال في ترجمة: < سليم بن مطير > أنه لم يروي له أصحاب الكتب الستة إلا أبو داود في سننه روى له حديثا واحدا. وحينما بحثنا عن حديثه هذا في سنن أبي داود وجدناه في كتاب: الخراج في باب: كراهية الاقتراض في آخر الزمان. برقم: <2958> وساقه عن شيخه أحمد بن أبي الحواري وشيخه هشام بن عمار قالا حدثنا سليم بن مطير شيخ من أهل وادي القرى قال حدثني أبي مطير فذكر خبرا يذكر أنه سمعه من الرسول في حجة الوداع، قال أبو دواد: ورواه ابن المبارك عن محمد بن يسار عن سليم بن مطير. وقد حكم عليه محدث العصر ناصر الدين الألباني بالضعف. فتبين بهذا أن أهل العلم لا يصححون ما يتفرد به أصحاب هذه المرتبة.
فإن قلت: أليست رواية ابن زبالة عن أبي الشموس شاهد لحديث سليم بن مطير عن أبيه، فالجواب: لا ليست شاهدا له ولا تصلح للإعتبار لإنه متروك، ومعلوم أن الموضوع شر الأحاديث الضعيفة يليه حديث المتروك، قال ابن الصلاح رحمه الله في (علوم الحديث: 76) عند ذكره للشواهد والمتابعات: {وليس كل ضعيف يصلح لذلك، ولهذا يقولون: فلان يعتبر به، و فلان لا يعتبر به} يقول الشيخ عبدالكريم الخضير في كتابه: (الحديث الضعيف: 153): والدليل على ان العلماء يرون أن المتروك لا يصلح للاعتبار، أن الترمذي لم يعتبر رواية الحسن بن دينار عن ابن سيرين، لأن الحسن متروك الحديث، ولذلك قال الترمذي بعد رواية حديث: < أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما ... الحديث قال الترمذي عقبه: هذا حديث غريب لا نعرفه بإسناد إلا من هذا الوجه. وقد أوضح السيوطي في التدريب 154 عبارة الترمذي هذه بقوله: أي من وجه يثبت، وإلا فقد رواه الحسن بن دينار عن ابن سيرين، والحسن متروك لا يصلح للمتابعات) إنتهى مع تصرف يسير. وأما ماذكرته من متابعة سبرة بن معبد الجهني فلم تبينها حينما طلبنا منك إيرادها، والإمام البخاري حينما قرنه بأبي الشموس في صحيحه إنما هو من باب تعضد الخبرين في أصل قصة النزول في ديار الحجر، فقال في كتاب: أحاديث الأنبياء باب: قول الله تعالى: {وإلى ثمود أخاهم صالحا} قال: ويروى عن سبرة بن معبد وأبي الشموس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإلقاء الطعام. وساق الحافظ ابن حجر في الفتح {2/ 1542} تمام رواية سبرة بن معبد عند من وصلها، فقال: أما حديث سبرة بن معبد فوصله أحمد والطبراني من طريق عبدالعزيز بن الربيع بن سبرة بن معبد عن أبيه عن جده سبرة الجهني قال: قال رسول الله لأصحابه حين راح من الحجر: من كان عجن منكم من هذا الماء عجينة أو حاس به حيسا فليلقه) فإن كانت تريد بما أدعيته من متابعة سبرة بن معبد لأبي الشموس في الرواية المنكرة التي ساقها ابن زبالة و ترى أن مجرد إشتراكهم في أصل رواية نزولهم على بئر الحجر يعتبر شاهد لما يرد في رواية منكرة عن أحدهم فهذا غلط لم يقل به أحد، على أن رواية نزولهم على بئر الحجر ضعيفة، فإن الإمام البخاري علقها بصيغة التمريض والموقوف ليس على شرط صحيحه، وإيراده للمعلق الذي لم يجزم به في أثناء صحيحه من باب الاستأنس به والإشعار بصحة الأصل، لذا قال العلامة / محمد المنتقي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/6)
الكشناوي في: (مفتاح القاري شرح سراج البخاري للحافظ عبدالله فودي الفلاني: 126) في فصل في معلقات صحيح البخاري:
{وأما الموقوفات فإنه يجزم منها بما صح عنده ولو لم يكن على شرطه ولا يجزم بما كان في إسناده ضعف أو انقطاع إلا حيث يكون منجبرا إما بمجيئه من وجه آخر وإما بشهرته عمن قاله} وهو جزء نفيس على لطافة حجمه.
وينظر كذلك ألفية الأثر للزين العراقي في حكم الصحيحين والتعليق. وهنا يتبين لك قيمة قولك: وذكرها - أي رواية أبي الشموس - أبوعلي الهجري في التعليقات والنوادر بدون إسناد ولا زمام يخطم هذه الرواية المبتورة، إلا أن يكون في حسبانك أن ما يعلقه أبوعلي الهجري مجزوم به فهذا شيء أخر يخصك، ولعله من جنس المقدمات التي ولدت تلك النتيجة التي تقول فيها: وهذه الرواية ثابتة لا مطعن فيها بحال. وقد تبين لك قيمة هذه العبارة في ميزان النقد.
وأبو علي هارون بن زكريا الهجري لغوي أديب نسابة ليس من عنايته رواية الأحاديث والأخبار، مع أني أكد أجزم أن مصدره في ذلك هو محمد بن الحسن بن زبالة ولو لم يكن أبوعلي الهجري قد أدرك ابن زبالة فإن الحافظ ابن حجر ذكر في التقريب أنه مات قبل المئتين. وأبوعلي الهجري توفي قبل سنة ثلاثمئة هجرية، واستأنس لهذا الوجه بالدراسة التي قام بها د / صلاح الدين شكر، الباحث المتعاون في مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة: أن كل المؤرخين الذين جاؤوا بعد ابن زبالة استقوا من مؤلفاته وأخذوا من كتبه.
أما ما نقلته في ضبط اسم عس العذري فطالع الكتاب الجليل: إكمال الكمال لابن ماكولا، الجزء السادس من صحيفة <101> إلى صحيفة <107> طبعة / دائرة المعارف العثمانية بتحقيق جمع من علماء الأحناف الذين لهم عناية بالحديث وعلومه، ومن ضمنهم ذهبي العصر / عبدالرحمن المعلمي، وانقل هنا خاتمة ما ذكره في باب: < عبثر وعنبر وعنتر وعتير وغنيثر وعنين وعش > حيث يقول الشيخ المعلمي {6/ 107}:
(وتقدم في رسم عنتر أن سليم بن مطير أيضا روى عن أبيه أيضا عن عس العذري قال: رأيت رسول الله غزا تبوك فصلى في مسجد وادي القرى) فخبر المسجد قد روي عن سليم بن مطير عن أبيه، ففي رواية عنه عن عس العذري، وفي أخرى عنه عن سليم بن عش العذري فلا يبعد أن يكون والد سليم هو ذاك الذي قيل فيه < عس > وقيل < عنتر > إلى غير ذلك مما مر .. الخ) فلا تأتينا يا أخ مصعب كل مرة باسم واحد من هؤلا وتدعي أنها رواية مستقلة، وأنا أعلم أنها مبثوثة في كتاب الإصابة للحافظ ابن حجر ولكن الحال ما قد عرفنا إياه المعلمي رحمه الله. و بهذا نأتي على نهاية الكلام بشأن الرواية و نرجوا أن يكون الكلام قد اتضح. وقد يستغرب البعض من هذا الدفع الشديد مع وجود المسجد المشار إليه فإن هذا قد يعتبر قرينة على صدق الإخبار الواردة في هذا الموضع، فالجواب: ليس هناك مزايدة في الكلام، ولا يمكن أن نجعله في حيز الإمكان مالم يقم عليه قائم البرهان، والأمر كما يقول ابن جرير الطبري في مقدمة تاريخه (1/ 5) خبر عن أمر ماض، والأخبار عن الأمور الماضية لا تصل إلى من لم يشاهدها إلا بإخبار مخبر دون الاستخراج بالعقل والإستنباط بالفكر.
بقي التنبيه على مسائل:
منها: ما نقلته عن الفيروز آبادي في كتابه: المغانم المطابة في معالم طابة، حيث ذكر قول عبدالله بن رواحة:
جلبنا الخيل من آجام قرح O
يغر من الحشيش له العكوم O
وهذا البيت قاله ابن رواحة في غزوة مؤتة مشجعا للناس على القتال، وبهذه الرواية ورد هذا البيت عند ياقوت في معجم البلدان، أما ابن هشام في سيرته (3/ 375) فإنه أعتمد في سياق البيت على نص الرواية التالية:
جلبنا الخيل من أجاء وفرع O
تغر من الحشيش له العكوم O
ثم قال ابن هشام بعد سياقة أبيات ابن روحة، ويروى: جلبنا الخيل من آجام قرح O
ولم يتعرض الإمام السهيلي لهذا الموضع في كتابه: الروض الأنف. وأنا أحيل في هذه القضية إلى كتاب: مدخل إلى تحقيق النص الشعري للدكتور / عبدالرحمن الوصيفي، حيث عقد فصلا قيما في هذا الكتاب <102> سماه: (معايير ترجيح الروايات).
وأما نقلته: عن البشاري في كتابه < أحسن التقاسيم > فإني أشير هنا إلى موضع غير دقيق، وهو قوله: والجامع في الأزقة في محرابه عظم، قالوا: هو الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم لا تأكلني فأنا مسموم) وهذا الكلام ليس بصحيح فإن حادثة الشاة المسمومة حصلت في خيبر، قال الإمام البخاري في صحيحه، في كتاب: المغازي، 41 باب: الشاة التي سمت للنبي صلى الله عليه وسلم بخبير: حدثنا عبدالله عبدالله بن يوسف حدثنا الليث حدثني سعيد عن أبي هريرة قال: لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله شاة فيها سم) وقال ابن هشام في سيرته {3/ 338): قال ابن إسحاق وحدثني مروان بن عثمان بن أبي سعيد بن المعلى، قال: كان رسول الله قد قال في مرضه الذي توفي فيه، ودخلت أم بشر بنت البراء بن معرور تعوده: {يا أم بشر، إن هذا الأوان وجدت فيه انقطاع أبهري من الأكلة التي أكلت مع أخيك بخيبر} ومعلوم أن وادي القرى لم يفتح إلا بعد خيبر.
والله الموفق.) انتهى(151/7)
هل كان الحسن بن علي رضي الله عنهما مزواجا
ـ[أبو المهند المقدسي]ــــــــ[13 - 12 - 09, 07:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل حقا كان الحسن رضي الله عنه مزواجا مطلاقا؟؟؟؟؟
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[13 - 12 - 09, 07:30 م]ـ
قال ابن كثير في البداية والنهاية (8/ 42):-
قالوا: وكان كثير التزوج، وكان لا يفارقه أربع حرائر، وكان مطلاقا مصداقا، يقال إنه أحصن سبعين امرأة، وذكروا أنه طلق امرأتين في يوم، واحدة من بني أسد وأخرى من بني فزارة - فزارية - وبعث إلى كل واحدة منهما بعشرة آلاف وبزقاق من عسل، وقال للغلام: اسمع ما تقول كل واحدة منهما، فأما الفزارية فقالت: جزاه الله خيرا، ودعت له، وأما الاسدية
فقالت.
متاع قليل من حبيب مفارق.
فرجع الغلام إليه بذلك، فارتجع الاسدية وترك الفزارية.
وقد كان علي يقول لاهل الكوفة: لا تزوجوه فإنه مطلاق، فيقولون والله يا أمير المؤمنين لو خطب إلينا كل يوم لزوجناه منا من شاء ابتغاء في صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال أيضا (8/ 43):-
وقال الواقدي: حدثني علي بن عمر، عن أبيه، عن علي بن الحسين قال: كان الحسن بن علي مطلاقا للنساء، وكان لا يفارق امرأة إلا وهي تحبه.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 12 - 09, 08:16 م]ـ
كل ما روي في ذلك ضعيف
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[14 - 12 - 09, 12:18 ص]ـ
قال ابن كثير في البداية والنهاية (8/ 42):-
قالوا: وكان كثير التزوج، وكان لا يفارقه أربع حرائر، وكان مطلاقا مصداقا، يقال إنه أحصن سبعين امرأة، وذكروا أنه طلق امرأتين في يوم، واحدة من بني أسد وأخرى من بني فزارة - فزارية - وبعث إلى كل واحدة منهما بعشرة آلاف وبزقاق من عسل، وقال للغلام: اسمع ما تقول كل واحدة منهما، فأما الفزارية فقالت: جزاه الله خيرا، ودعت له، وأما الاسدية
فقالت.
متاع قليل من حبيب مفارق.
فرجع الغلام إليه بذلك، فارتجع الاسدية وترك الفزارية.
وقد كان علي يقول لاهل الكوفة: لا تزوجوه فإنه مطلاق، فيقولون والله يا أمير المؤمنين لو خطب إلينا كل يوم لزوجناه منا من شاء ابتغاء في صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال أيضا (8/ 43):-
وقال الواقدي: حدثني علي بن عمر، عن أبيه، عن علي بن الحسين قال: كان الحسن بن علي مطلاقا للنساء، وكان لا يفارق امرأة إلا وهي تحبه.
جزاك الله خيرا.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[30 - 12 - 09, 02:52 ص]ـ
بارك الله في الأخ محمد الأمين فكما قال الروايات كلها ضعيفة ...
وهذا ذكره الدكتور الصلابي:
زواج الحسن وزوجاته والروايات التي حولهن:
وقد ذكر المؤرخون أن من زوجاته، خولة الفزازية، وجعدة بنت الأشعث، وعائشة الخثعمية، وأم اسحاق بنت طلحة بنت عبيد الله التميمي، أم بشير بنت أبي مسعود الأنصاري، وهند بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، وأم عبد الله وهي بنت الشليل بن عبد الله أخو جرير البجلي وامرأة من بني ثقيف وامرأة من بني عمرو بن أهيم المنقري، وامرأة من بني شيبان من آل همام بن مرة وربما تجاوز هذا العدد بقليل، وهو كما ترى لا يمت إلى الكثرة المزعومة بصلة بعرف ذلك العصر وأما ما رواه رواة الأثر، في كونه تزوج سبعين وفي بعض الروايات تسعين والبعض الآخر مائتين وخمسين والبعض الآخر ثلاثمائة وروي غير هذا إلا أنه من الشذوذ بمكان وهذه الكثرة المزعومة موضوعة:
وأما الروايات فهي كالتالي:
1 ـ الرواية الأولى: فقد ذكرها ابن أبي الحديد وغيره، وقد أخذوها عن علي بن عبد الله البصري الشهير بالمدائن المتوفى 225هـ وهو من الضعفاء الذين لا يعول على أحاديثهم، فقد امتنع مسلم من الرواية عنه في صحيحه، وضعفه ابن عدي في الكامل فقال فيه ليس بالقوي الحديث وهو صاحب الأخبار قل ما له من الروايات المسندة.
2 ـ الرواية الثانية فهي مرسلة: والمرسل من أنواع الضعيف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/8)
3 ـ وأما الرواية الثالثة والرابعة: فقد ذكرها صاحب قوت القلوب لأبي طالب المكي وهو لا يعول على مؤلفة وعلى كل حال فالرقم القياسي لكثرة أزواج أمير المؤمنين الحسن مستندة إليه ومأخوذة عنه وقد اشتهر أبو طالب المكي بالزهد والوعظ وذكر في القوت أشياء منكرة، وذكر في كتابه أحاديث لا أصل لها، فقد جاء في كتابه قوت القلوب: وتزوج الحسن بن علي مائتين وخمسين، وقيل ثلاثمائة، وكان علي يضجر من ذلك ويكره حياءً من أهلهن إذ طلقهن، وكان يقول: إن حسناً مطلق فلا تنكحوه، فقال له رجل من همدان: والله يا أمير المؤمنين لننكحنه ما شاء، فمن أحب أمسك، ومن كره فارق فسرّ علي بذلك وأنشأ يقول:
لو كنت بواباً على باب جنة ... لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
وكان الحسن ربما عقد له أربعة وربما طلق أربعة، فهذه روايات لا تصح ولا تثبت وبالتالي لا يعول عليها.
وقد جاءت قصص في أسانيدها ضعف شديد تتعلق بزواج الحسن منها:
1 ـ عن الهذلي، عن ابن سيرين قال: كانت هند بنت سهيل بن عمرو عند عبد الرحمن بن
عتاب بن أسيد وكان أبا عُذرتها، فطلقها فتزوجها عبد الله بن عامر بن كريز، ثم طلقها، فكتب معاوية إلى أبي هريرة أن يخطبها على يزيد بن معاوية، فلقيه الحسن بن علي فقال: أين تريد؟ قال: أخطب هند بنت سهيل بن عمرو على يزيد بن معاوية، قال أذكرني لها، فأتاها أبو هريرة، فأخبرها الخبر فقالت: خِرْلي، قال: أختار لك الحسن. فتزوجها، فقدم عبد الله بن عامر المدينة، فقال للحسن: إن لي عندها وديعة فدخل إليها والحسن معه وجلست بين يديه فَرَقّ ابن عامر فقال الحسن: ألا أنزل لك عنها، فلا أراك تجد محللاً خيراً لكما مني فقال: وديعتي، فأخرجت سفطين فيهما جواهر ففتحهما، فأخذ من واحد قبضة وترك الباقي فكانت تقول: سيدهم جميعاً الحسن وأسخاهم ابن عامر، وأحبهم إليّ عبد الرحمن بن عتاب، وهذه القصة في إسنادها الهذلي وهو أخباري متروك الحديث وقال الذهبي مجمع على ضعفه.
2 ـ عن سحيم بن حفص الأنصاري، عن عيسى بن أبي هارون المزني، قال تزوج الحسن بن علي حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، وكان المنذر بن الزبير هَوِيَها، فأبلغ الحسن عنها فطلقها الحسن فخطبها المنذر فأبت أن تزوجه وقالت: شهرني، فخطبها عاصم بن عمر بن الخطاب فتزوجها فرقى إليه المنذر أيضاً شيئاً فطلقها، ثم خطبها المنذر فقيل لها: تزوجيه، فيعلم الناس أنه كان يعضهك، فتزوجته فعلم الناس أنه كذب عليها، فقال الحسن لعاصم بن عمر: انطلق بنا حتى نستأذن المنذر فندخل عليها، فدخل فكانت إلى عاصم أكثر نظراً منها إلى الحسن وكانت إليه أبسط في الحديث، فقال الحسن للمنذر خذ بيدها فأخذ بيدها، وقام الحسن وعاصم فخرجا وكان الحسن يهواها وإنما طلقها لما رقا إليه المنذر، فقال الحسن يوماً لابن أبي عتيق وهو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، وحفصة عمته هل لك في العقيق؟ قال نعم، فخرجا فمرا على منزل حفصة، فدخل إليها الحسن فتحدثا طويلاً ثم خرج، ثم قال الحسن مرة أخرى لابن أبي عتيق: هل لك في العقيق؟ فقال: يا ابن أم ألا تقول هل لك في حفصة؟، وفي إسناد هذا الحديث رجال لا توجد لهم ترجمة في كتب الجرح والتعديل ويكفي في ضعفه نكارة متنه.
3 ـ حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: قال علي: ما زال الحسن يتزوج ويطلق حتى خشيت أن يورثنا عداوة القبائل، وهذا الأثر مرسل ضعيف.
إن الروايات التاريخية التي تشير إلى الأعداد الخيالية في زواج الحسن بن علي رضي الله عنه لا تثبت من حيث الإسناد وبالتالي لا تصلح للإعتماد عليها نظراً للشبه والطعون التي حامت حولها، ويؤيد افتعال تلكم الكثرة أمور منها:
1 ـ إنها لو صحت لكان للحسن بن علي رضي الله عنه من الأولاد جمع غفير يتناسب معها والحال الذي ذكر لها اثنان وعشرون ولداً ما بين ذكر وأنثى، وهذا العدد يعتبر طبيعي بالنسبة لذلك العصر ويتناقض كلياً مع تلك الكثرة ولا يلتقي معها بصلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/9)
2 ـ ومما يدل على وضع ذلك وعدم صحته ما روي أن أمير المؤمنين رضي الله عنه كان يصعد المنبر ويقول: لا تزوجوا الحسن فإنه مطلاق، كما ذكر ذلك صاحب قوت القلوب، فنهي أمير المؤمنين الناس عن تزويج ولده على المنبر لا يخلو إما أن يكون قد نهى ولده عن ذلك فلم يستجب له حتى اضطر إلى الجهر به وإلى نهي الناس عن تزويجه، وإما أن يكون ذلك النهي ابتداء من دون أن يعرف ولده الحسن بغض والده وكراهية أبيه لذلك، وكلا الأمرين بعيدان كل البعد أما الأول، فهو بعيد لأن الحسن رضي الله عنه كان باراً بأبيه ولا يخالفه ولا يعصي أمره، وأما الثاني، فبعيد أيضاً لأن الأولى بأمير المؤمنين أن يعرّف ولده ببغضه وكراهته لذلك ولا يعلن ذلك على المنبر أمام الجماهير الحاشدة، مما يسبب اضطراب في العلاقات الأسرية بين الوالد وولده ومضافاً إلى ذلك أن الأمر إما أن يكون سائغاً شرعاً أو ليس بسائغ فإن كان سائغاً فما معنى نهي أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وإن لم يكن سائغاً، فكيف يرتكبه الحسن؟ إنا لا شك في افتعال هذا الحديث ووضعه من خصوم الحسن بن علي رضي الله عنه ليشوهوا بذلك سيرته العاطرةوالتي توجت بمساعيه في وحدة الأمة، وهذه عادة الرواة الكذبة في تشويه سيرة المصلحين وتاريخ الأمة ومن هنا تتضح أهمية علم الجرح والتعديل والحكم على الروايات والدور العظيم الذي قام به علماء الحديث في بيان زيف مثل هذه الأخبار ولذلك ننصح الباحثين في تاريخ صدر الإسلام الاهتمام بنقد مثل هذه الروايات حتى يميزوا صحيحها من سقيمها فيقدموا للأمة خدمة جليلة ولا يتورطوا مثل ما تورط فيه بعض السادة الذين لا نشك في نواياهم بسبب اعتمادهم في بحوثهم على الروايات الضعيفة والموضوعة.
3 ـ ومما يؤيد افتعال تلك الكثرة لأزواجه ما روي أن الحسن بن علي رضي الله عنه لما وافاه الأجل المحتوم خرجت جمهرة من النسوة حافيات حاسرات خلف جنازته وهن يقلن نحن أزواج الإمام الحسن. إن افتعال ذلك صريح واضح، فأنا لا نتصور ما يبرر خروج تلك الكوكبة من النسوة حافيات حاسرات، وهن يهتفن أمام الجماهير بأنهن زوجات الحسن، فإن كان الموجب لخروجهن إظهار الأسى والحزن، فما الموجب لهذا التعريف والسير في الموكب المزدحم بالرجال مع أنهن قد أمرن بالتستر وعدم الخروج من بيوتهن إن هذا الأثر وأمثاله لا يصح ولا يثبت من حيث الإسناد ومن الأخبار الموضوعة التي تشابه تلك الأخبار ما رواه محمد بن سيرين، أن الحسن رضي الله عنه تزوج بامرأة فبعث لها صداقاً مائة جارية مع كل جارية ألف درهم.
ويستبعد أن يعطي الحسن بن علي رضي الله عنه هذه الأموال الضخمة مهراً لإحدى زوجاته، فإن ذلك لون من ألوان الإسراف والتبذير وهو منهي عنه في الإسلام، فقد أمر بالاقتصار على مهر السنة، وسبب ذلك تسهيل أمر الزواج لئلا يكون فيه إرهاق وعسر على الناس، ومن المؤكد أن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه لا يخالف سنة جده صلى الله عليه وسلم ولا يسلك أي مسلك يتنافى مع شريعته، إن هذا الحديث وأمثاله من الموضوعات تؤيد وضع كثرة الأزواج، وتزيد في الافتعال وضوحاً وجلاءً وعلى أي حال، فليس هناك دليل يثبت كثرة أزواج الحسن بن علي رضي الله عنه سوى تلكم الروايات، ونظراً لما ورد عليها من الطعون فلا تصلح دليلاً للإثبات، ولمعرفة كيف يستفيد الأعداء من الروايات الضعيفة والباطلة ننقل ما قاله المستشرق لامنس عن زواج الحسن بن علي رضي الله عنه، وألصق به التهم وطعن برجاله وحماته وقد كتب عن أزواج الحسن بن علي رضي الله عنه ما نصه: ولما تجاوز ـ يعني الحسن ـ الشباب، وقد أنفق خير سني شبابه في الزواج والطلاق فأحصى له حوالي المائة زوجة، وألصقت به هذه الأخلاق السائبة لقب المطلاق، وأوقعت علياً في خصومات عنيفة وأثبت الحسن كذلك أنه مبذر كثير السرف، وقد خصص لكل من زوجاته مسكناً ذا خدم وحشم، وهكذا نرى كيف يبعثر المال أيام خلافة علي التي اشتد عليها الفقر.
لقد اعتمد المستشرق الانجليزي لامنس في قوله: إن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان كثير الزواج والطلاق على روايات موضوعة وآثار واهية وزاد عليها، لامنس، فذكر من البهتان والأكاذيب بما لم يقل به أحد غيره فقد قال:
1 ـ إنه ألقى أباه في خصومات عنيفة بسبب كثرة زواجه وطلاقه ولم يشر أحد ممن ترجم لأمير المؤمنين علي أو الحسن رضي الله عنهما إلى تلك الخصومات العنيفة التي زعمها المستشرق لامنس.
2 ـ وذكر أن أمير المؤمنين الحسن بن علي رضي الله عنه خصص لكل من زوجاته مسكناً ذا خدم وحشم، مع أن جميع المؤرخين الذين اطلعت عليهم لم ينقلوا ذلك، وهذا من الكذب السافر والافتراء المحض.
إن لجان التنصير المسيحي التي حاربت الإسلام وبغت عليه هي التي تدفع هذه الأقلام المأجورة وتزج بها للنيل من الإسلام، وإلى تشويه واقعه والحط من قيم رجاله وأعلامه الذين أناروا الطريق للركب الإنساني، ورفعوا منار الحضارة في العالم. ا. هـ
منقول
من كتاب خامس الخلفاء الراشدين
أمير المؤمنين
الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
للدكتور علي محمَّد الصَّلاَّبيِّ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/10)
ـ[أبو ملادس]ــــــــ[30 - 12 - 09, 03:44 م]ـ
كنت سمعت الشيخ أبا إسحاق يصحح هذه الرواية في دروسه في صيد الخاطر.
ـ[محمد بن يحيى محمد]ــــــــ[11 - 05 - 10, 11:04 ص]ـ
أحدوثة "المزواج المطلاق" ضعيفة سنداً ومنكرة متناً. فالمتن مخالف للتربية النبوية، ومقاصد الشريعة المحمدية، إضافة الى كون الطلاق مكروه شرعاً، ومخالفة الروايات للواقع: فأكثر ماذكر العلماء عن أولاد الإمام الحسن 15 ولداً مابين ذكر وأنثى، ونحى بعض المحققين الى أقل من ذلك، فكيف يتوافق هذا مع 300 امرأة كما ذكر أبو طالب المكي!!، ثم مخالفة ذلك كله لهدي وسيرة الحسن رضي الله عنه. ثم هناك اضطراب في المتن فذكرت بعض الروايات 70 امرأة، ورويات 90، ورويات 250، ورويات 300، وهكذا.
وأما سنداً: فلا يخلو سند من هذه الرويات من كذاب أو وضاع، وهم ثلاثة رواة. أما الأول فمعظم مدار هذه الرويات التالفة عليه، وهو محمد بن عمر الواقدي. وحاله معروف. والثاني هو هشام بن محمد بن السائب الكلبي، ذكر الحافظ في لسان الميزان عن أحمد بن حنبل قوله: (ما ظننت أن أحداً يحدث عنه. وقال الدَّارَقُطْنِيّ وغيره: متروك). والثالث هو ابن جُعدُبة: وهو أحد الوضاعين، كذبه مالك (انظر تقريب التهذيب).
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[11 - 05 - 10, 02:23 م]ـ
جزاكم الله خير علي التنبيه الي ضعف هذه الروايات
ـ[ابن حنتوش]ــــــــ[23 - 05 - 10, 01:58 م]ـ
الله أعلم ...
لكن لو تزوج الحسن- عليه الصلاة والرضوان- 400 امرأة كما يقال وانجب من نصفهن ... لكان لهذا أثرا خصوصا في أيام الخصومات بين العباسيين والطالبيين ....(151/11)
كيف الجمع بين هذا وهذا؟
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[13 - 12 - 09, 02:25 م]ـ
الحمد لله
قد روي البخاري معلقا قال: وَقَالَ يُونُسُ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ عُرْوَةُ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ يَا عَائِشَةُ مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السُّمِّ)
قال الحافظ: - (12/ 249)
هَذَا أَوَان اِنْقِطَاع أَبْهَرِي " عِرْق فِي الظَّهْر وَتُوُفِّيَ شَهِيدًا اِنْتَهَى وَقَوْله: " عِرْق فِي الظَّهْر " مِنْ كَلَام الرَّاوِي)
قال في: عون المعبود - (10/ 33)
: قَالَ فِي النِّهَايَة: الْأَبْهَر عِرْق فِي الظَّهْر وَهُمَا أَبْهَرَانِ، وَقِيلَ هُمَا الْأَكْحَلَانِ اللَّذَانِ فِي الذِّرَاعَيْنِ، وَقِيلَ هُوَ عِرْق مُسْتَبْطِن الْقَلْب فَإِذَا اِنْقَطَعَ لَمْ تَبْقَ مَعَهُ حَيَاة اِنْتَهَى
ـــــــــــ
وقال تعالى: (
وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46)
قال: ابن كثير في تفسيره - (8/ 218)
{ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} قال ابن عباس: وهو نياط القلب، وهو العِرْقُ الذي القلب معلق فيه. وكذا قال عكرمة، وسعيد بن جبير، والحكم، وقتادة، والضحاك، ومسلم البَطِين، وأبو صخر حُميد بن زياد.
ــــــــــــ
المسألة واضحة فالنصارى يقولون أن الله تعالى قد عاقب النبي صلى الله عليه وسلم أنه زاد في الدين ونقص بدليل أنه عاقبه بأن قطع منه الوتين (حاشا لله)
فهل ثم دفع لهذا على افتراض صحة الحديث؟
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[27 - 12 - 09, 08:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول جل وعلا:
{إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48)}
يتحدث سياق الآية عن القرآن الكريم وعن نزوله والإيحاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وأن النبي صلى الله عليه وسلم صادق في النقل بار راشد
ولو أنه عليه الصلاة والسلام تقوّل (بعض) الأقاويل على رب العزة – حاشاه أن يفعل – لعاقبه الله وعاجله بالعقوبة ولكنه لم يفعل وهو دليل صدق النبي صلى الله عليه وسلم
ولو كان النبي عليه الصلاة والسلام ينقص من القرآن أو يزيد يتقول فيه لكتم هذه الآية وهذا من أشد الأدلة على صدقه صلوات ربي عليه
بالتالي فإن رد الافتراء الذي افتراه النصارى من جهات:
الأولى:
أن الآية تتكلم عن القرآن وأنه لو تقوّل فيه لحصل كذا وكذا والقرآن اكتمل نزوله قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وفي تفسير الطبري:
(لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ) يقول: لأخذنا منه بالقوة منا والقدرة، ثم لقطعنا منه نياط القلب، وإنما يعني بذلك أنه كان يعاجله بالعقوبة، ولا يؤخره بها.
ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم قد تقول كما يزعمون لعاجله الله بالعقوبة وما أمهله .. والفترة بين أكل السم والوفاة فترة كبيرة
فلو كان سبب قطع الأبهر ما يزعمون ما كان النبي عليه الصلاة والسلام بقي حتى يومه ذاك
ولكن حاشاه صلى الله عليه وسلم
الثانية:
أنه لو كان قطع الأبهر بسبب الكذب والتقوّل – بزعمهم – لكان حصل ما قبل هذه الوعيد لأن الله جعل قبل قطعه الوتين عقابا بالأخذ بالقوة والقدرة
وفي تفسير ابن كثير:
يقول تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا} أي: محمد صلى الله عليه وسلم لو كان كما يزعمون مفتريا علينا، فزاد في الرسالة أو نقص منها، أو قال شيئا من عنده فنسبه إلينا، وليس كذلك، لعاجلناه بالعقوبة. ولهذا قال {لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ} قيل: معناه لانتقمنا منه باليمين؛ لأنها أشد في البطش، وقيل: لأخذنا منه بيمينه.
{ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} قال ابن عباس: وهو نياط القلب، وهو العِرْقُ الذي القلب معلق فيه. وكذا قال عكرمة، وسعيد بن جبير، والحكم، وقتادة، والضحاك، ومسلم البَطِين، وأبو صخر حُميد بن زياد.
وقال محمد بن كعب: هو القلب ومَرَاقَّه وما يليه.
وقوله: {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} أي: فما يقدر أحد منكم على أن يحجز بيننا وبينه إذا أردنا به شيئا من ذلك. والمعنى في هذا (3) بل هو صادق بار راشد؛ لأن الله، عز وجل، مقرر له ما يبلغه عنه، ومؤيد له بالمعجزات الباهرات (4) والدلالات القاطعات.
وفي تفسير الجلالين:
{لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45)}
{لأَخَذْنَا} لنلنا {مِنْهُ} عقاباً {باليمين} بالقوّة والقدرة.
واللام للمعاجلة بالعقوبة .. ووجود حرف العطف (ثم) يقتضي الترتيب فلا يسبق أحدهما الآخر ولا يأتي الثاني حتى يأتي الأول
وبهذا تكون دعواهم باطلة مبطَلة
الثالثة:
أن الله عز وجل أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بموته في قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}
وقد أخبر النبي الصحابة بموته في خطبة الوداع في قوله:
(إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله)
فلو كان الله يعاقبه أو يعاجله بالعقوبة ما أخبره بموته ولعاقبه بدون إنذار إن فعل ما يتهمه به النصارى ولكنه أخبره بالموت وخيره بين البقاء وبين جوار الله وليس المعاقب مخيرا
والله من وراء القصد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/12)
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[27 - 12 - 09, 08:55 م]ـ
توجيه جيد نافع نفع الله بكِ
وطعن بعضهم في الحديث(151/13)
باب نسبة اليمن إلى إسماعيل
ـ[الدميني]ــــــــ[15 - 12 - 09, 06:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بدايةً ف (قحطان) تسمية غير صحيحة لقبائل سبأ ولم تكن معروفة أيام الجاهلية وإنما كانوا ينسبون إلى اليمن أو إلى سبأ أو إلى قبائلهم
وفي النقوش والآثار الحديثة يتضح جلياً أن من كان يسمى ب قحطان هي قبيلة مذحج حيث ورد في أحد النقوش التي وجدت في جنوب نجد ذكر لقبيلة قحطان وكندة فذُكرت قحطان لوحدها وكندة لوحدها واللطيف أن مذحج هي الوحيدة التي مازال بعض أبنائها يتسمى بقحطان وينتسب لها وهم المقصودين بالحديث يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه والله أعلم
وكذلك (عدنان) إما هو لفظ مبتدع وإنما كان الناس ينتسبون إلى نزار وثم مضر وربيعة
وننبه أن الكثير من الأشعار الجاهلية التي نسبة لحسان بن ثابت رضي الله عنه وغيره هي لا تصح (وهذا ليس بكلامي بل كلام أهل الشأن والمعرفة) ناهيك عن الأشعار التي قيلت على لسان قحطان وسبأ بلغة عربية فصيحة!
رغم أن النقوش تبين أن سبأ بل وثمود أيضاً وغيرهم من القدماء كانت لهم لغة غير هذه العربية الفصيحة
ونتابع إن شاء الله ...
وللإستزادة راجعوا كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام وخصوصاً الفصول المتعلقة في موضوعنا فصاحبها أستاذ معروف في التاريخ مطلع على الآثار والبحوث
ـ[الدميني]ــــــــ[15 - 12 - 09, 06:47 م]ـ
لا نقصد طبعاً أن العرب جميعهم من بني إسماعيل فهناك قبائل معروفة مشهورة قديماً مثل: حضرموت والصدف وهذه كانت قبائل مستقلة بنفسها ولعلها اليوم اختلطت بالقبائل الأخرى ودخلت في حمير وكِندة إلا أن الآثار كانت تذكر حضرموت والصدف كقبائل مستقلة عن غيرها
وهناك من القبائل العربية القديمة من هاجروا خارج الجزيرة العربية إلى الحبشة والشام وغيرها وهناك من ينسب الأنباط , النبط "سكان الشام" إلى نبت"نبط" بن إسماعيل عليه السلام ولهذا الرأي وجه فإن تتبعنا مواقع ولد إسماعيل المذكورة في التوراة وجدناهم يذكرون بعضها في الشام وفي فلسطين ويعدونها 12 قبيلة
وأنا هنا اتكلم عن القبائل القديمة التي هي موازية لجرهم وعاد وثمود
ولكن يبقى الأصل أن من في الجزيرة من قبائل العرب هم في الغالب من ولد إسماعيل عليه السلام للأدلة التي سنذكرها
وفي المشاركة القادمة سأتحدث إن شاء الله عن قبيلة سبأ واعلق على كلام الإخباريين فيها ولكني احتاج لوقت لمراجعة بعض المعلومات
ـ[الدميني]ــــــــ[15 - 12 - 09, 11:52 م]ـ
لعل البعض لا يعرف أن الإخباريين لم يأخذوا سلاسل النسب الطويلة لقحطان وعدنان من أسلافهم أو من القبائل العربية بل أخذوها نقلاً بالحرف من التوراة أو ممن دخل في الإسلام من أهلها فبين كاذب وصادق نتجت السلاسل المختلقة كسلسلة عدنان إلى إسماعيل مثلاً "والتي لا وجود لها البتة لا في التوراة ولا في غيرها" ونتج عن ذلك الإختلاف في ألفاظ وأسماء سلسلة قحطان مثلاً بين الإخباريين غير أن المصدر واحد والسبب في الإختلاف هو نقل بعضهم من أهل التوراة الإسرائيليين وعدم الرجوع إلى المصدر الأصلي وهو "التوراة"
ومع ما ذكرناه سابقاً عن حقيقة "قحطان" "وعدنان" وأنها ألفاظ مبتدعة لم تكن معروفة في العصر الجاهلي على الأقل كما يصورها الإخباريون كأجداد كبيرة ترجع لها أصول القبائل العربية ولهذا فليس هناك دليل على أن المدعو يقطان بن ارفكشاد بن سام المذكور في التوراة هو جد قبيلة سبأ تحديداً والتي ذكرت في التوراة باسم (شبا) فهذه القبيلة قد ذكرت أيضاً ضمن
أبناء يقشان بن إبراهيم
كما ذكرت من ذرية حام بقفزة رهبية أخرجتهم حتى من السامية!
وهذا التناقض في التوراة يدل على الأيادي الآثمة التي حرفت التوراة وعلى أن الكتاب هم مؤرخين وإنما هذا الإختلاف والتقسيم يدل على أن شبا"سبأ" قد تواجدت في مناطق عديدة تواجدت في الجنوب بجانب قبيلة حضرموت التي هي أخت شبا في التوراة
وتواجدت في الشمال مع أبناء إبراهيم عليه السلام فنسبت إليهم
وتواجدت في القرن الافريقي أيضاً فنسبت إلى حام
فلهذا فالتوراة "المحرفة" لم تعطنا شيئاً واضحاً بالنسبة لنسب سبأ غير شيء واحد وهو التقسيم الجغرافي لوجود هذه القبيلة قديماً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/14)
وللفائد فأيضاً ذكرت قبيلة حضرموت ضمن أبناء "قحطان" التوراتي وهو طبعاً مكتوب بلفظ آخر تماماً قد يحور مثلاً إلى يقطان أو أو أو ولكن الإخباريين اختاروا قحطان والله أعلم بصحة اختيارهم وهو على كل حال لا ترجى منه فائدة فسواءاً كان يقطان أو قحطان المهم أن نصل في النهاية إلى نسب قبيلة سبأ تحديداً
ونتابع إن شاء الله
ونحيطكم علماً أن هذه الأمور مستفادة من كتاب "المفصل لتاريخ العرب قبل الإسلام"
ـ[الدميني]ــــــــ[17 - 12 - 09, 12:47 ص]ـ
نجد في الأحاديث النبوية (عتق رقبة من ولد إسماعيل) والمقصود بذلك العرب والذين يختلفون عن الرقيق الذين يرجعون لأصول رومية أو حبشية أو فارسية
وورد أيضاً في قصة هاجر عليها السلام التي رواها أبو هريرة للأنصار وقال في ختامها (فتلكم أمكم يا بني ماء السماء) وماء السماء هذا أحد أجداد قبيلة الأنصار الأزدية
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لقوم من خزاعة: (ارموا بني إسماعيل فإن اباكم كان رامياً)
وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله اصطفى من بني إسماعيل كنانة ... ) والمقصود من العرب كلهم
وهذا الأمر يشرح لنا حقيقة ما كان عليه العرب في العصر الجاهلي وبعد البعثة النبوية
ولن تجد فيما نُقِل وصح عنهم أو حتى روايات ضعيفه لا يردها خلل علمي فاضح أقول لن تجد تقسيمات من نحو قحطان وعدنان وأن هؤلاء من إسماعيل وهؤلاء ليسوا كذلك
وأن هذه الأمور إنما أحدثت فيما بعد وأخذها المسلمون بإجتهادهم من بني إسرائيل ومن التوراة مع ما عرجنا عليه من أخطائهم واختلافهم رغم وحدة المصدر
ولا يسعني إلا أن أبين أنه ربما يكون هناك قبائل شمالية وجنوبية ليست من بني إسماعيل نسباً كحضرموت والصدف وجرهم وغيرهم وأن هناك قبائل إسماعيلية وغيرها قد خرجت عن الجزيرة واندثرت انسابها وأن هناك أقوام هم نسل الأنبياء ونسل بني إسرائيل وقد ورد في الحديث أن القسطنطينية يغزوها (سبعين ألفاً من بني إسحاق) قال العلماء أنهم: الروم وأقول: لعل في ذلك إشارة أن أهل الشام غالبهم من ذرية إسحاق عليه السلام
وهناك الكثير من القبائل والأقوام في حضرموت والمهرة وعُمان تحتاج لبحث فعلاً
ولا يغفل القارئ عن طول المدة بين إسماعيل عليه السلام ونبينا محمد
صلى الله عليه وسلم
وأن الله قد بارك في ذرية إبراهيم عليه السلام
ولينظر كيف اصبحت بعض القبائل التي كانت لا تتجاوز الآلاف وأصبحت الآن بعد 1400 سنة تعد بالملايين
فقد يكون فعلاً أن كل من كان في الجزيرة من العرب هم من بني إسماعيل عليه السلام
وهذه مقدمة فقط وخاطرة متواضعة بنية أن نفتح إدراكنا أكثر وألا تضل عقولنا معلقة بروايات الإخباريين دون تدقيق أو تمحيص
واذكركم بأهمية الإطلاع على كتاب "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام" لمن أراد الإستزادة وهو موجود على الشبكة
والحمد لله , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[17 - 12 - 09, 11:35 ص]ـ
بارك الله فيكم
كلام جميل لكن يحتاج إلى ذكر أدلة وبراهين ونقول لكلام العلماء.
ولعلك تزيد هذا الأمر إيضاحاً:
وهم المقصودين بالحديث يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه والله أعلم [/ SIZE]
[/SIZE]
ـ[الدميني]ــــــــ[17 - 12 - 09, 01:18 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي القحطاني
وستجد ما أردت وأكثر من دلائل وآثار وبحوثات وتحليلات علمية في المصدر المشار إليه "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام" وهو موجود على الشبكة في أول أبوابه
أما ما اقتبسته من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه)) رواه البخاري ومسلم
قال العلماء: أن المقصود بيسوق الناس بعصاه كناية عن إنقياد الناس له أو شدته بحيث لا يخرج أحد عن طاعته فالله أعلم
وما أردته أن المقصود بالألفاظ النبوية هي الموجودة في زمنه لا التي ابتعدت بعده فالسؤال من من القبائل كانت تسمى بقحطان ويعتزي أهلها بقحطان دون غيرهم فهي المقصودة بهذا الحديث
أما هرطقات وتقسيمات الإخباريين فيما بعد من إدخال قبائل اليمن كلها في قحطان فهذا لا يقع عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
والصحيح أنه من القديم حتى قبل زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كانت قبيلة مذحج هي التي تسمى ب "قحطان" حتى في الآثار التي وجدت في مدينة الفاو في نجد ذكرت قبيلة قحطان وكِندة ومكتوب أنه كان عليهم ملك اسمه ربيعة وهذا النقش معروف مشهور عند علماء الآثار
فأي القبائل يا ترى كانت على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمى قحطان أو أحد اسمائها قحطان؟
هذا يحتاج لبحث في الحقيقة ولكني ارجح أن تكون مذحج لأنها قريبة من مساكن كِندة قديماً ومجاورة لها ولعل من لديه مزيد علم أن يتحفنا(151/15)
سؤالين في التاريخ
ـ[معتصمة بالله]ــــــــ[17 - 12 - 09, 06:58 م]ـ
السلام عليكم
لو سمحتوا عندي سؤالين:
السؤال الأول عن الدولة العباسية والأندلس:
كيف ترك العباسيون الدولة الأموية في الأندلس تركوها قائمة ولها كيانها الخاص من غير أن يحاولوا ضم الأندلس إلى خلافتهم في المشرق؟؟ ما تفسير ذلك؟
وأرجوا إفادتي بكتب بهذا الشأن ..
السؤال الثاني عن التاريخ القديم:
من هو الإسكندر المقدوني؟؟
وأرجو إفادتي بكتب أرجع لها في هذا الشأن ...
بارك الله فيكم.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[18 - 12 - 09, 12:22 ص]ـ
عندما سقطت دولة بني أمية كان والي الأندلس يوسف بن عبدالرحمن الفهري فدعا لنفسه , واستمر على ذلك من سنة 132 هـ إلى سنة 136 هـ , فخرج عليه القائم بدعوة بني العباس في الأندلس عامر بن وهب العبدري وكان المنصور قد ولاه الأندلس فاستولى على سرقسطة مدة سنة ثم قتله الفهري بعد ذلك.
ثم في سنة 138 هـ دخل عبدالرحمن الأموي الأندلس وحارب الفهري وقتله , ومكث سنة كاملة وهو يخطب للمنصور , ثم لما لحق به قومه بنو أمية ومنهم عبد الملك بن عمر بن مروان وهو قعدد بني أمية فأشاروا عليه بقطع الخطبة لبني العباس فقطعها.
وفي سنة 146 هـ سار العلاء بن مغيث اليحصبي من إفريقية إلى مدينة بناحية من الأندلس ولبس السواد وقام بالدولة العباسية وخطب للمنصور , ثم تقاتل مع الأموي وقتل.
وفي سنة 161 هـ أرسل المهدي عبد الرحمن بن حبيب الفهري الصقلبي إلى الأندلس لحرب بني أمية فقتل.
وفي أيام المعتصم أراد الاستيلاء على الأندلس وهزيمة بني أمية فاستعد لذلك ولكنه مرض واشتد مرضه ثم مات.
وهذه هي المراجع
قال الذهبي في تاريخ الإسلام (3/ 29):-
يوسف بن عبد الرحمن بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري. أمير الأندلس عند قتل الوليد بن يزيد، فإنه لما قتل الوليد بن يزيد، فإنه لما قتل اضطرب أمر المغرب والأندلس وهاجت القبائل ثم اتفقوا على تقديم هذا بالأندلس عليهم إلى أن تجتمع الأمة على خليفة، فمهد الجزيرة كلها وامتدت أيامه إلى أن دخل عبد الرحمن بن معاوية بن هشام الأموي الأندلس فحارب يوسف وهزمه في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين ومائة.
قال ابن الأثير في الكامل في التاريخ (3/ 43):-
ذكر خروج العلاء بالأندلس
وفيها (سنة 146 هـ) سار العلاء بن مغيث اليحصبي من إفريقية إلى مدينة بناحية من الأندلس ولبس السواد وقام بالدولة العباسية وخطب للمنصور، واجتمع إليه خلقٌ كثير، فخرج إليه الأمير عبد الرحمن الأموي، فالتقيا بنواحي إشبيلية، ثم تحاربا أياماً، فانهزم العلاء وأصحابه، وقتل منهم في المعركة سبعة آلاف، وقتل العلاء، وأمر بعض التجار بحمل رأسه ورؤوس جماعة من مشاهير أصحابه إلى القيروان وإلقائها بالسوق سراً، ففعل ذلك، ثم حمل منها شيء إلى مكة، فوصلت وكان بها المنصور، وكان مع الرؤوس لواء أسود وكتاب كتبه المنصور للعلاء.
وقال أيضا (3/ 70):-
ذكر عبور الصقلبي إلى الأندلس وقتله
وفي هذه السنة، وقيل سنة ستين، عبر عبد الرحمن بن حبيب الفهري، المعروف بالصقلبي، وإنما سمي به لطوله وزرقته وشقرته، من إفريقية إلى الأندلس محارباً لهم، ليدخلوا في الطاعة للدولة العباسية، وكان عبوره في ساحل تدمير، وكاتب سليمان بن يقظان بالدخول في أمره، ومحاربة عبد الرحمن الأموي، والدعاء إلى طاعة المهدي.
وكان سليمان ببرشلونة، فلم يجبه، فاغتاظ عليه، وقصد بلده فيمن معه من البربر، فهزمه سليمان، فعاد الصقلبي إلى تدمير، وسار عبد الرحمن الأموي نحوه في العدد والعدة، وأحرق السفن تضييقاً على الصقلبي في الهرب، فقصد الصقلبي جبلاً منيعاً بناحية بلنسية، فبذل الأموي ألف دينار لمن أتاه برأسه، فاغتاله رجل من البربر، فقتله، وحمل رأسه إلى عبد الرحمن، فأعطاه ألف دينار، وكان قتله سنة اثنتين وستين ومائة.
وقال أيضا (3/ 83):-
عبد الملك بن عمر بن مروان، وهوقعدد بني أمية، وهوالذي كان سبب قطع الدعوة العباسية بالأندلس.
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق عن عبدالرحمن الداخل (35/ 446):-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/16)
وكان دخوله الأندلس سنة تسع وثلاثين ومائة وكان يوسف الفهري أول من قطع الدعوة عنهم وكان من قبل يوسف من الولاة يدعون لولد عبد الملك بالخلافة فلما أتى يوسف قطع الخلافة عنهم ودعا لنفسه فلما دخل عبد الرحمن الأندلس قاتل يوسف وأخذ البلاد.
قال ابن خلدون في تاريخه (3/ 351):-
كان بنو العباس حين ولوا الخلافة قد امتدت إيالتهم على جميع ممالك الإسلام كما كان بنو أمية من قبلهم ثم لحق بالأندلس من فل بني أمية من ولدها هاشم بن عبد الملك حافده عبد الرحمن بن معاوية بن هشام و نجا من تلك الهلكة فأجاز البحر و دخل الأندلس فملكها من يد عبد الرحمن بن يوسف الفهري و خطب للسفاح فيها حولا ثم لحق به أهل بيته من المشرق فعزلوه في ذلك فقطع الدعوة عنهم و بقيت بلاد الأندلس مقتطعة من الدولة الإسلامية عن بني العباس.
وقال أيضا (4/ 121):-
فاستقام أمره واستقر بقرطبة وبنى القصر والمسجد الجامع أنفق ثمانين ألف دينار ومات قبل تمامه وبنى مساجد ووفد عليه جماعة من أهل بيته
من المشرق وكان يدعو للمنصور ثم قطعها لما تم له الملك بالاندلس ومهد أمرها وخلد لبنى مروان السلطان بها وجدد ما طمس لهم بالمشرق من معالم الخلافة وآثارها واستلحم الثوار في نواحيها وقطع دعوة العباسيين من منابرها ومد المذاهب منهم دونها.
وقال أيضا (4/ 122):-
وكان عبد الرحمن عند ما تمهد له الامر بالاندلس ودعا للسفاح ثم خلعه.
وقال أيضا (2/ 327):-
كان عامر بن وهب القائم بسرقسطة من الاندلس بدعوة أبى جعفر المنصور وقتله يوسف بن عبد الرحمن الفهرى أمير الاندلس قبل عبد الرحمن الداخل.
قال ابن الأثير في الكامل في التاريخ (3/ 16):-
واستقر عبد الرحمن بقرطبة ونى القصر والمسجد الجامع وأنفق فيه ثمانين ألف دينار، ومات قبل تمامه، وبني مساجد الجماعات، ووافاه جماعة من أهل بيته، وكان يدعو للمنصور.
قال ابن الأثير في الكامل في التاريخ (3/ 5):-
وفي هذه السنة - 136 هـ - خرج في الأندلس الحباب بن رواحة بن عبد الله الزهري ودعا إلى نفسه واجتمع إليه جمع من اليمانية، فسار إلى الصميل وهو أمير سرقسطة، فحصره بها وضيق عليه، فاستمد الضميل يوسف الفهري أمير الأندلس، فلم يفعل لتالي الغلاء والجوع على الأندلس ولأن يوسف قد كره الصميل واختار هلاكه ليستريح منه.
وثار بها أيضاً عامر العبدري وجمع جمعاً واجتمع مع الحباب على الضميل وقاما بدعوة بني العباس.
فلما اشتد الحصار على الصميل كتب إلى قومه يستمدهم، فسارعوا إلى نصرته واجتمعوا وساروا إليه، فلما سمع الحباب بقربهم سار الضميل عن سرقسطة وفارقها، فعاد الحباب إليها وملكها.
قال السيوطي في تاريخ الخلفاء عن المعتصم (ص 139):-
وكان قد عزم على المسير إلى أقصى الغرب ليملك البلاد التي لم تدخل في ملك بني العباس لاستيلاء الأموي عليها فروى الصولي عن أحمد بن الخصيب قال: قال لي المعتصم إن بني أمية ملكوا وما لأحد منا ملك وملكنا نحن ولهم بالأندلس هذا الأموي فقدر ما يحتاج إليه لمحاربته وشرع في ذلك فاشتدت علته ومات.
قال في الحلة السيراء عن عامر العبدري (ص 168):-
وكان أحد رجالات قريش - بل مضر - بالأندلس شرفا ونجدة وأدبا وكان يلي المغازي والصوائف قبل يوسف بن عبد الرحمن الفهري ومعه فحسده وعمل في إزالته فلما بدا ذلك لعامر راسل أبا جعفر المنصور يخطب إليه ولاية الأندلس ويسأله أن يرسل إليه بسجل منه يقوم به. وأظهر التعصب لليمانية والإكبار لما سفك من دمائهم بشقندة في أول ولاية يوسف ثم فر عن قرطبة وصار بناحية سرقسطة حيث الصميل بن حاتم يبغي الفساد عليه وهنالك رجل من بني زهرة يسمى الحباب فكاتبه عامر ومت إليه بالمضرية ودعاه إلى القيام على الصميل في اليمن بسجل أبي جعفر فاستجاب له. واجتمع لهما جمع من اليمن ورجال من البربر وغيرهم كثير فأقبلوا حتى حصروا الصميل بسرقسطة في سنة ست وثلاثين ومائة ثم ملكها عامر وصاحبه الزهري في قصص طويلة
وغزاهما يوسف الفهري في عقب ذي القعدة سنة سبع وثلاثين فخاف أهل سرقسطة معرة الجيش وعض الحصار فأسلموا عامرا وابنه وهبا والزهري فقيدهم يوسف ثم قتلهم في طريقه بوادي الرمل على خمس ميلا من طليطلة وذلك في صدر سنة ثمان وثلاثين.
ـ[معتصمة بالله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 11:32 ص]ـ
جزاك الله كل الخير
وأنتظر الإجابة على السؤال الثاني ..
ـ[أبو مهاجر]ــــــــ[20 - 12 - 09, 02:42 م]ـ
ذكر أيضا صاحب البيان المغرب أن أبا جعفر المنصور كان أرسل إلى العلاء بن مغيث بولاية الأندلس. فنشر الأعلام السود، وقام بالدعوة العباسية بالأندلس؛ فانحشر إليه الناس. ولما ظفر به عبالرحمن الداخل أخذ رأسه، وفرغ وحشي ملحا وصبرا، وجعل معه لواء أبي جعفر المنصور، وأدخل في سفط؛ وبعثه مع رجال، وأمرهم أن يضعوا السفط بمكة؛ فوافقوا المنصور بها حاجا في تلك السنة؛ فجعل السفط عند باب سرادقه. فلما نظر إلى ما فيه، قال: (إنا لله! عرضنا بهذا المسكين للقتل! الحمد لله الذي جعل البحر بيننا وبين هذا الشيطان!) يعني عبد الرحمن الداخل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/17)
ـ[معتصمة بالله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 03:24 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا
ـ[محمد أبو عمر]ــــــــ[23 - 12 - 09, 07:27 ص]ـ
http://www.islamichistory.net/forum/showthread.php?t=587&highlight=%C7%E1%C7%D3%DF%E4%CF%D1+%C7%E1%E3%DE%CF %E6%E4%ED
من هو الإسكندر المقدوني؟؟
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[25 - 12 - 09, 10:17 م]ـ
في سنة 484 هـ دخلت الأندلس تحت طاعة بني العباس وخطب لهم بها , وذلك لما فتحها يوسف بن تاشفين وغلب الفرنج وملوك الطوائف فطلب من أمير المؤمنين الخليفة المستتظهر أن يعهد له بها فوافق على العهد.
واستمر حتى مات وجاء بعده ولد علي بن يوسف ثم حفيده يوسف بن علي حتى غلبهم الموحدون سنة 540 هـ فانقطعت الخطبة لبني العباس بعدما استمرت لمدة 66 سنة.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[30 - 12 - 09, 08:10 ص]ـ
وفي سنة 626 هـ استولى ابن هود على معظم الأندلس وخطب لأمير المؤمنين الخليفة المستنصر بالله العباسي لمدة تسع سنين حتى مات ابن هود سنة 635 هـ.
ـ[معتصمة بالله]ــــــــ[01 - 01 - 10, 11:35 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا
وجعله الله في ميزان حسناتكم
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[04 - 01 - 10, 05:14 ص]ـ
هل للمقدوني علاقة بكورش المذكور في التوراة
من يخبرنا وينبئنا بعلم ..
ـ[محمد أبو عمر]ــــــــ[05 - 01 - 10, 12:27 ص]ـ
هل للمقدوني علاقة بكورش المذكور في التوراة
من يخبرنا وينبئنا بعلم ..
؛؛؛؛؛؛
ومن هو كورش أصلاً؟
لعلك تقصد الحاكم الفارسي الذي أرجع اليهود لفلسطين بعد فترة الأسر البابلي؟
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[06 - 01 - 10, 09:09 ص]ـ
أحيلك إلى هذا الرابط في الملتقى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=100168
أخي أبا عمر بوركت(151/18)
{{نصيحةٌ لمَن يقْرأ فِي كتبُ السِّيرةِ}}
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[18 - 12 - 09, 12:06 م]ـ
أنصح -اخواني في الله- لمن يقرأ في كتب السيرة , بأمور -جربتها- وأعنيها مفيدة:
مثلاً بينما تقرأ كتاب " السيرة النبوية " دراسة تحليلة لمهدي رزق الله. فإنه كما هو معلوم أن السيرة واسع شأوه , قل من يُدركه , فالسيرة له ارتباط كبير بين:
1_ أسماء البلدان ومكان وقائع الأحداث.
2_ أسماء الرجال وهم على قسمين:
القسم الأول: أسماء الصحابة, أو الزعماء من قريش وبني النضير وقريظة .......
القسم الثاني: رجال السند من حيثُ الضعف والصحة, في الحاشية أو المتن ...
3_ أسماء القبائل. كسكنت في الطائف " حمير " من هم؟ وكيف أتوها؟ وسكن في يثرب الأوس والخزرج؟ من هم؟ وكيف حروبهم؟
فأنصح من يقرأ الان في كتب السيرة - أن يضع بجانبه الكتب التالية -:
(1) كتاب " معجم البلدان " فلو قرأت مثلا كلمة " الطائف " فلو فتحت هذا الكتاب سترى فوائد مليئة وجميلة.
(2) في القسم الأول "الإصابة في تمييز الصحابة" والقسم الثاني "تقريب التهذيب" ليس إلاّ!
(3) كتاب " الأنساب " للسمعاني. فلو بحثت عن "خزاعة" تجد أصولهم ومن يتزعمهم و ... و ... .
أخيراً: حدّثني ونصحني الشيخ مراد شكري -حفظه الله- أن تهتّم بمعرفة نسب الصحابي ,, إبى أيّ قبيلة ينتمي ,, وأخبرني عمل هذا في شتّى العلوم من سيرة وتاريخ وحديث وفقه.
والله الموفّق للصواب.
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[18 - 12 - 09, 12:35 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[18 - 12 - 09, 01:49 م]ـ
وإياكم. أخانا الفلسطينيّ.
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[18 - 12 - 09, 06:04 م]ـ
وإياكم. أخانا الفلسطينيّ.
القسنطيني
ابتسامة محب
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[18 - 12 - 09, 07:06 م]ـ
جزاك الله خيرًا وبارك فيك
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[20 - 12 - 09, 05:33 م]ـ
وإياكم أخانا يحيى صالح.
أعتذر اعتذار شديد أخي الفاضل " أبو عبد الرحمن الجزائري ". والله لا أدري كيف قلت الفلسطيني وأنت من الجزائر.
والمشكلة أنّي ألبس نظارة ..... (ابتسامة).
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[20 - 12 - 09, 06:05 م]ـ
متفهم للوضع
و فيكم بركة
على كل حال انتسابي لفلسطين يزيد من شرفي
وإياكم أخانا يحيى صالح.
أعتذر اعتذار شديد أخي الفاضل " أبو عبد الرحمن الجزائري ". والله لا أدري كيف قلت الفلسطيني وأنت من الجزائر.
والمشكلة أنّي ألبس نظارة ..... (ابتسامة).
ـ[أبو أنس المسلم]ــــــــ[20 - 12 - 09, 06:38 م]ـ
موضوع جميل، لكن ما هو أفضل كتاب في السيرة النبوية
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[21 - 12 - 09, 01:02 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=161451 أفضل كتاب سيرة للمبتدئين؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68014 أفضل كتاب في السيرة النبوية؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/archive/index.php/t-178702.html أفضل كتاب قرأته في السيرة النبوية؟
وغيرها من الكنوز تجدها في الملتقى.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[24 - 12 - 09, 03:20 م]ـ
وهناك ثمَّة كتاب لابن عبد البر " نسيت اسمه " ألفيته من بعض الطلبة الأجداء مفيدا ونافعا كمرحلة مبتدئة.(151/19)
كيف كان يؤرخ نبينا صلوات ربي وسلامه عليه؟
ـ[حفيدة البخاري]ــــــــ[18 - 12 - 09, 02:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الفضلاء - وفقكم الله -
سؤالي حول تأريخ نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كيف كان؟!
وبأي شهر تبدأ السنة وتنتهي في زمن النبوة؟
ومامعنى أن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وضع التاريخ الهجري، هل هو الذي جعل السنة تبدأ بمحرم وتنتهي بذي الحجة، أو مالمقصود؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[28 - 12 - 09, 05:25 م]ـ
إلى أن يتكرم أحد الفضلاء برد كاف وواف على تساؤلك،
بودي أن أضع هذا الرابط من موقع (وذكّر) الدعوي ..
http://www.wathakker.net/matwyat/view.php?id=879
خصوصا وأن الموقع وصاحبه تحت الهجوم والمحاربة من قبل الرافضة
في الكويت بمناسبة محرم عموما، وعاشوراء خصوصا ..(151/20)
مصادر تاريخ المرينيين والوطاسيين بالمغرب
ـ[عبد الفتاح بن محمد الرِفالي]ــــــــ[18 - 12 - 09, 04:53 م]ـ
السلام عليكم
المرجو من الأفاضل أن يضعوا في هذا الموضوع ما توفر من مصادر أو مراجع في تاريخ الدولتين المرينية والوطاسية بالمغرب.
وهذه بعض منها:
الإستقصا للناصري: ج2 - 3 - 4 - 5
http://www.archive.org/search.php?query=istiks
ج1: http://al-mostafa.info/data/arabic/d...le=i002791.pdf (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=i002791.pdf)
ـ[عبد الفتاح بن محمد الرِفالي]ــــــــ[18 - 12 - 09, 05:37 م]ـ
الذخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية لأبي زرع الفاسي
http://www.archive.org/details/addakhira-assaniya
ـ[عبد الفتاح بن محمد الرِفالي]ــــــــ[18 - 12 - 09, 06:36 م]ـ
تاريخ المغرب الإسلامي و الأندلس في العصر المريني
http://www.4shared.com/file/81461280/43581cc1/__________.html?cau2=403tNull(151/21)
محاولات آثمة لنبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم!!
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[18 - 12 - 09, 07:02 م]ـ
محاولات آثمة لنبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
تذكر كتب التاريخ حوادث أربعة في محاولات نبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم، محاولتان تولَّى كِبرَهما بعضُ النصارى، والثالثة والرابعة باء بإثمهما الحاكم العبيدي الزنديق الذي ادعى الربوبية.
المحاولة الآثمة الأولى:
تبوأ إثمها ووزرها الحاكم العبيدي الزنديق: منصور بن نزار بن معد المصري الإسماعيلي المدعي الربوبية، قال فيه الذهبي "سير أعلام النبلاء (15/ 174).
كان شيطانا مريدا جبارا عنيدا، كثير التلون، سفاكا للدماء، خبيث النِّحلة، عظيم المكر، له شأن عجيب، ونبأ غريب، كان فرعون زمانه، أمر بسب الصحابة رضي الله عنهم، وبكتابة ذلك على أبواب المساجد والشوارع " انتهى باختصار.
وقال السمهودي في "وفاء الوفا" (2/ 652)
وقد وقع بعد الأربعمائة من الهجرة ما نقله الزين المراغي عن "تاريخ بغداد" لابن النجار قال:
عن أبي القاسم عبد الحليم بن محمد المغربي: ((أن بعض الزنادقة أشار على الحاكم العبيدي صاحب مصر بنقل النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه من المدينة إلى مصر، وزين له ذلك.
وقال: متى تم لك ذلك شد الناس رحالهم من أقطار الأرض إلى مصر، وكانت منقبة لسكانها.
فاجتهد الحاكم في ذلك، وأعد مكاناً، أنفق عليه مالا جزيلا. قال: وبعث أبا الفتوح لنبش الموضع الشريف، فلما وصل إلى المدينة الشريفة وجلس بها حضر جماعة المدنيين وقد علموا ماجاء فيه، وحضر معهم قارئ يعرف بـ " الزلباني "، فقرأ في المجلس: (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ * أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ) التوبة/12، 13
فماج الناس، وكادوا يقتلون أبا الفتوح ومن معه من الجند، ولما رأى أبو الفتوح ذلك قال لهم:
الله أحق أن يخشى، والله لو كان علي من الحاكم فوات الروح ما تعرضت للموضع، وحصل له من ضيق الصدر ما أزعجه كيف نهض في مثل هذه المخزية
فما انصرف النهار ذلك اليوم حتى أرسل الله ريحاً كادت الأرض تزلزل من قوتها، حتى دحرجت الإبل بأقتابها، والخيل بسروجها كما تدحرج الكرة على وجه الأرض، وهلك أكثرها وخَلْقٌ من الناس، فانشرح صدر أبي الفتوح، وذهب روعه من الحاكم لقيام عذره من امتناع ما جاء فيه "
انتهى بتصرف
المحاولة الآثمة الثانية:
ويبدو أنها محاولة ثانية من الحاكم العبيدي أيضاً، ينقلها أيضا السمهودي في "وفاء الوفا" (2/ 653) فيقول:
ونقل ابن عذرة في كتاب "تأسي أهل الإيمان فيما جرى على مدينة القيروان" لابن سعدون القيرواني ما لفظه:
((ثم أرسل الحاكم بأمر الله إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم من ينبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل الذي أراد نبشه داراً بقرب المسجد، وحفر تحت الأرض ليصل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فرأوا أنوارا، وسُمِعَ صائح: إن نبيكم ينبش، ففتش الناس، فوجدوهم، وقتلوهم " انتهى
المحاولة الآثمة الثالثة:
وقعت سنة (557هـ) في عهد السطان الملك العادل نور الدين زنكي رحمه الله، وكان الذي تولى كبرها النصارى
رأى السلطان نور الدين رحمه الله في نومه النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يشير إلى رجلين أشقرين ويقول: أنجدني، أنقذني من هذين.
فاستيقظ فزعاً، ثم توضأ وصلى ونام، فرأم المنام بعينه،فاستيقظ وصلى ونام، فرآه أيضا مرة ثالثة.
فاستيقظ وقال: لم يبق نوم.
وكان له وزير من الصالحين يقال له جمال الدين الموصلي، فأرسل إليه، وحكى له ما وقع له،فقال له: وما قعودك؟ اخرج الآن إلى المدينة النبوية، واكتم ما رأيت
فتجهزفي بقية ليلته، وخرج إلى المدينة، وفي صحبته الوزير جمال الدين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/22)
فقال الوزير: وقد اجتمع أهل المدينة في المسجد: إن السلطان قصد زيارة النبي صلى الله عليه وسلم، وأحضر معه أموالاً للصدقة، فاكتبوا من عندكم. فكتبوا أهل المدينة كلهم، وأمر السلطان بحضورهم.
وكل من حضر يأخذ يتأمله ليجد فيه الصفة التي أراها النبي صلى الله عليه وسلم له فلا يجد تلك الصفة، فيعطيه ويأمره بالانصراف، إلى أن انفضت الناس.
فقال السلطان: هل بقي أحد لم يأخذ شيئا من الصدقة؟
قالوا: لا.
فقال: تفكروا وتأملوا.
فقالوا: لم يبق أحد إلا رجلين مغربيين لا يتناولان من أحد شيئاً، وهما صالحان غنيان يكثران الصدقة على المحاويج.
فانشرح صدره وقال: عليّ بهما.
فأُتي بهما فرآهما الرجلين اللذين أشار النبي صلى الله عليه وسلم إليهما بقوله:أنجدني أنقذني من هذين
فقال لهما: من أين أنتما؟
فقالا: من بلاد المغرب، جئنا حاجين، فاخترنا المجاورة في هذا المقام عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: اصدقاني، فصمما على ذلك.
فقال: أين منزلهما؟
فأخبر بأنهما في رباط بقرب الحجرة الشريفة.
وأثنى عليهما أهل المدينة بكثرة الصيام والصدقة، وزيارة البقيع وقباء، فأمسكهما وحضر إلى منزلهما، وبقي السلطان يطوف في البيت بنفسه، فرفع حصيراً في البيت، فرأى سرداباً محفوراً ينتهي إلى صوب الحجرة الشريفة، فارتاعت الناس لذلك.
وقال السلطان عند ذلك: اصدقاني حالكما! وضربهما ضربًا شديدًا، فاعترفا بأنهما نصرانيان، بعثهما النصارى في حجاج المغاربة، وأعطوهما أموالاً عظيمة، وأمروهما بالتحيل لسرقة جسد النبي صلى الله عليه وسلم، وكانا يحفران ليلاً، ولكل منهما محفظة جلد على زي المغاربة، والذي يجتمع من التراب يجعله كل منهما في محفظته، ويخرجان لإظهار زيارة البقيع فيلقيانه بين القبور، وأقاما على ذلك مدة، فلما قربا من الحجرة الشريفة أرعدت السماء وأبرقت، وحصل رجيف عظيم بحيث خيل انقلاعتلك الجبال، فقدم السلطان صبيحة تلك الليلة.
فلما اعترفا، وظهر حالهما على يديه، ورأى تأهيل الله له لذلك دون غيره، بكى بكاءً شديداً، وأمر بضرب رقابهما،ثم أمر بإحضار رصاص عظيم، وحفر خندقاً عظيماً حول الحجرة الشريفة كلها، وأذيب ذلك الرصاص، وملأ به الخندق، فصار حول الحجرة الشريفة سورٌ رصاصٌ، ثم عاد إلى ملكه،وأمر بإضعاف النصارى، وأمر أن لا يستعمل كافر في عمل من الأعمال.
ذكر هذه الحادثة جمال الدين عبد الرحيم بن الحسن بن علي الأسنوي (ت 772هـ) في رسالة له اسمها: " نصيحة أولي الألباب في منع استخدام النصارى "
ويسميها بعضهم بـ "الانتصارات الإسلامية "، نقلها عنه علي بن عبد الله السمهودي (ت 911هـ) في كتابه وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى " (2/ 648 - 650)
وذكرها الحافظ جمال الدين عبدالله بن محمد بن أحمد المطري (ت 765هـ)، وكان رئيس المؤذنين في الحرم النبوي، وهومؤرخ، له كتاب " الإعلام فيمن دخل المدينة من الأعلام " قال: " سمعتها من الفقيه علم الدين يعقوب بن أبي بكر عمن حدثه من أكابر من أدرك، أن السلطان محموداً ... وذكر القصة بنحو ما سبق مع اختلاف يسير
نقلا عن "وفاء الوفا" (2/ 650)
المحاولة الآثمة الرابعة:
يحدثنا عن هذه المحاولة العلامة الرحالة ابن جبير أبو الحسين محمد بن أحمد، المتوفى سنة (614هـ)، يذكرها في "رحلته" في أحداث سنة (578هـ) (ص/34 - 35)، وذلك بعد وصوله إلى الإسكندرية، حيث قال:
لما حللنا الإسكندرية في الشهر المؤرخ أولا – يعني ذي القعدة -، عاينَّا مجتمعا من الناس عظيما بروزالمعاينة أسرى من الروم أدخلوا البلد راكبين على الجمال، ووجوههم إلى أذنابها وحولهم الطبول والأبواق، فسألنا عن قصتهم، فأخبرنا بأمر تتفطر له الأكباد إشفاقًا وجزعًا:
وذلك أن جملة من نصارى الشام اجتمعوا وأنشأوا مراكب في أقرب المواضع التي لهم من بحر القلزم – البحر الأحمر -، ثم حملوا أنقاضها على جمال العرب المجاورين لهم بِكِراء – أي بأجرة - اتفقوا معهم عليه، فلما حصلوا بساحل البحر سمروا مراكبهم، وأكملوا إنشاءها وتأليفها، ودفعوها في البحر، وركبوها قاطعين بالحجاج، وانتهوا إلى بحر النعم، فأحرقوا فيه نحو ستة عشر مركبا، وانتهوا " عيذاب " – اسم مكان - فأخذوا فيها مركبا كان يأتي بالحجاج من جدة، وأخذوا أيضا في البر قافلة كبيرة تأتي من قوص " عيذاب "، وقتلوا الجميع ولم يحيوا أحدا، وأخذوا مركبين كانا مقبلين بتجار من اليمن، وأحرقوا أطعمة كثيرة على ذلك الساحل كانت معدة لميرة مكة والمدينة أعزهما الله، وأحدثوا حوادث شنيعة لم يسمع مثلها في الإسلام ولا انتهى رومي ذلك الموضع قط.
ومن أعظمها حادثة تسد المسامع شناعة وبشاعة، وذلك أنهم كانوا عازمين على دخول مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإخراجه من الضريح المقدس
أشاعوا ذلك وأجروا ذكره على ألسنتهم، فأخذهم الله باجترائهم عليه، وتعاطيهم ما تَحُولُ عنايةُ القدرِ بينهم وبينه، ولم يكن بينهم وبين المدينة أكثر من مسيرة يوم، فدفع الله عاديتهم بمراكب مرت من مصر والإسكندرية، دخل فيها الحاجب المعروف بلؤلؤ مع أنجاد المغربة البحريين، فلحقوا العدو وهو قد قارب النجاة بنفسه فأخذوا عن آخرهم، وكانت آية من آيات العنايات الجبارية، وأدركوهم عن مدة طويلة كانت بينهم من الزمان، نيف على شهر ونصف أو حوله، وقتلوا وأسروا، وفرق من الأسارى على البلاد ليقتلوا بها، ووجه منهم مكة والمدينة، وكفى الله بجميل صنعه الإسلام والمسلمين أمرا عظيما، والحمد لله رب العالمين " انتهى
فهذه هي المحاولات التي وقفنا عليها، والله تعالى حافظ جسد نبيه صلى الله عليه وسلم من أن تصل إليه أيدي أعدائه بسوء، وللمزيد حول هذا الموضوع يراجع كتاب "القبة الخضراء ومحاولات سرقة الجسد الشريف" لمحمد علي قطب، الدار الثقافية
================================
كتبه الدمشقي
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=81962
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/23)
ـ[ابوصفوان السالم]ــــــــ[07 - 03 - 10, 09:30 م]ـ
لم تذكروا محاولة ثلاثمائة مقاتل من الصليبيين في عهد صلاح الدين الأيوبي نبش القبر الشريف واحتلال المدينة؛ وقد قبض عليهم الوزير البطل لؤلؤ العادلي بمساعدة عرب جهينة؛ وذلك عندما احتمى النصارى بجبل الفحلتين من أرض جهينة.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[08 - 03 - 10, 06:33 م]ـ
لم تذكروا محاولة ثلاثمائة مقاتل من الصليبيين في عهد صلاح الدين الأيوبي نبش القبر الشريف واحتلال المدينة؛ وقد قبض عليهم الوزير البطل لؤلؤ العادلي بمساعدة عرب جهينة؛ وذلك عندما احتمى النصارى بجبل الفحلتين من أرض جهينة.
جزاك الله خيراً على إضافتك،
لكن ما مصدرها؟
ـ[ماهر]ــــــــ[23 - 05 - 10, 11:18 م]ـ
شكر الله سعيكم وبارك الله فيكم
ـ[أبو عدي القحطاني]ــــــــ[25 - 05 - 10, 10:51 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا معاوية.
ـ[حسين بن طاهر البرزنجي]ــــــــ[03 - 06 - 10, 08:47 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابو مونيا]ــــــــ[04 - 06 - 10, 04:23 ص]ـ
جزيت خيرا اخي ابو معاوية اجدت وافدت(151/24)
الحجاج بن يوسف الثقفي - الوجه الآخر
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 12 - 09, 12:22 ص]ـ
الحجاج بن يوسف .. للحقيقة ألف وجه
إعداد: أحمد تمام
احتل الحجاج بن يوسف الثقفي مكانة متميزة بين أعلام الإسلام، ويندر أن تقرأ كتابًا في التاريخ أو الأدب ليس فيه ذكر للحجاج الذي خرج من سواد الناس إلى الصدارة بين الرجال وصانعي التاريخ بملكاته الفردية ومواهبه الفذة في القيادة والإدارة.
وعلى قدر شهرة الحجاج كانت شهرة ما نُسب إليه من مظالم؛ حتى عده كثير من المؤرخين صورة مجسمة للظلم، ومثالا بالغا للطغيان، وأصبح ذكر اسمه يستدعي في الحال معاني الظلم والاستبداد، وضاعت أعمال الحجاج الجليلة بين ركام الروايات التي تروي مفاسده وتعطشه للدماء، وإسرافه في انتهاكها، وأضافت بعض الأدبيات التاريخية إلى حياته ما لم يحدث حتى صار شخصية أسطورية بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع، وقليل من المؤرخين من أنصف الحجاج، ورد له ما يستحق من تقدير.
وإذا كان الجانب المظلم قد طغى على صورة الحجاج، فإننا سنحاول إبراز الجانب الآخر المشرق في حياته، والمؤثر في تاريخ المسلمين حتى تستبين شخصية الحجاج بحلوها ومرها وخيرها وشرها.
المولد والنشأة
في الطائف كان مولد الحجاج بن يوسف الثقفي في سنة (41 هـ = 661م)، ونشأ بين أسرة كريمة من بيوت ثقيف، وكان أبوه رجلا تقيًّا على جانب من العلم والفضل، وقضى معظم حياته في الطائف، يعلم أبناءها القرآن الكريم دون أن يتخذ ذلك حرفة أو يأخذ عليه أجرا.
حفظ الحجاج القرآن على أبيه ثم تردد على حلقات أئمة العلم من الصحابة والتابعين، مثل: عبد الله بن عباس، وأنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وغيرهم، ثم اشتغل وهو في بداية حياته بتعليم الصبيان، شأنه في ذلك شأن أبيه.
وكان لنشأة الحجاج في الطائف أثر بالغ في فصاحته؛ حيث كان على اتصال بقبيلة هذيل أفصح العرب، فشب خطيبا، حتى قال عنه أبو عمرو بن العلاء: "ما رأيت أفصح من الحسن البصري، ومن الحجاج"، وتشهد خطبه بمقدرة فائقة في البلاغة والبيان.
الحجاج وابن الزبير
لفت الحجاج أنظار الخليفة عبد الملك بن مروان، ورأى فيه شدة وحزما وقدرة وكفاءة، وكان في حاجة إليه؛ حتى ينهي الصراع الدائر بينه وبين عبد الله بن الزبير الذي كان قد أعلن نفسه خليفة سنة (64هـ = 683م) بعد وفاة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، ودانت له بالولاء معظم أنحاء العالم الإسلامي، ولم يبق سوى الأردن التي ظلت على ولائها للأمويين، وبايعت مروان بن الحكم بالخلافة، فنجح في استعادة مصر من قبضة ابن الزبير، ثم توفي تاركا لابنه عبد الملك استكمال المهمة، فانتزع العراق، ولم يبق في يد عبد الله بن الزبير سوى الحجاز؛ فجهز عبد الملك حملة بقيادة الحجاج؛ للقضاء على دولته تماما.
حاصر الحجاج مكة المشرفة، وضيّق الخناق على ابن الزبير المحتمي بالبيت، وكان أصحابه قد تفرقوا عنه وخذلوه، ولم يبق سوى قلة صابرة، لم تغنِ عنه شيئا، ولم تستطع الدفاع عن المدينة المقدسة التي يضربها الحجاج بالمنجنيق دون مراعاة لحرمتها وقداستها؛ حتى تهدمت بعض أجزاء من الكعبة، وانتهى القتال باستشهاد ابن الزبير والقضاء على دولته، وعودة الوحدة للأمة الإسلامية التي أصبحت في ذلك العام (73 هـ = 693م) تدين بالطاعة لخليفة واحد، وهو عبد الملك بن مروان.
وكان من أثر هذا الظفر أن أسند الخليفة إلى الحجاج ولاية الحجاز مكافأة له على نجاحه، وكانت تضم مكة والمدينة والطائف، ثم أضاف إليه اليمن واليمامة فكان عند حسن ظن الخليفة وأظهر حزما وعزما في إدارته؛ حتى تحسنت أحوال الحجاز، فأعاد بناء الكعبة، وبنى مسجد ابن سلمة بالمدينة المنورة، وحفر الآبار، وشيد السدود.
الحجاج في العراق
بعد أن أمضى الحجاج زهاء عامين واليًا على الحجاز نقله الخليفة واليا على العراق بعد وفاة أخيه بشر بن مروان، وكانت الأمور في العراق بالغة الفوضى والاضطراب، تحتاج إلى من يعيد الأمن والاستقرار، ويسوس الناس على الجادة بعد أن تقاعسوا عن الخروج للجهاد وركنوا إلى الدعة والسكون، واشتدت معارضتهم للدولة، وازداد خطر الخوارج، وقويت شكوتهم بعد أن عجز الولاة عن كبح جماحهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/25)
ولبى الحجاج أمر الخليفة وأسرع في سنة (75هـ = 694م) إلى الكوفة، وفي أول لقاء معهم خطب في المسجد خطبة عاصفة أنذر فيها وتوعد المخالفين والخارجين على سلطان الخليفة والمتكاسلين عن الخروج لقتال الخوارج الأزارقة، وخطبة الحجاج هذه مشهورة متداولة في كتب التاريخ، ومما جاء فيها: "… يا أهل الكوفة إني لأرى أرؤسا قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها، وإن أمير المؤمنين –أطال الله بقاءه- نثر كِنانته (جعبة السهام) بين يديه، فعجم عيدانها (اختبرها)، فوجدني أمرّها عودا، وأصلبها مكْسِرًا فرماكم بي؛ لأنكم طالما أوضعتم في الفتنة، واضطجعتم في مراقد الضلالة، وإن أمير المؤمنين أمرني بإعطائكم أعطياتكم، وأن أوجهكم لمحاربة عدوكم مع المهلّب بن أبي صفرة، وإني أقسم بالله لا أجد رجلا تخلّف بعد أخذ عطائه ثلاثة أيام إلا ضربت عنقه".
وأتبع الحجاج القول بالفعل ونفذ وعيده بالقتل في واحد تقاعس عن الخروج للقتال، فلما رأى الناس ذلك تسارعوا نحو قائدهم المهلب لمحاربة الخوارج الأزارقة، ولما اطمأن الحجاج إلى استقرار الأوضاع في الكوفة، ذهب إلى البصرة تسبقه شهرته في الحزم، وأخذ الناس بالشدة والصرامة وخطب فيهم خطبة منذرة زلزلت قلوبهم، وحذرهم من التخلف عن الخروج مع المهلب قائلا لهم: "إني أنذر ثم لا أنظر، وأحذر ثم لا أعذر، وأتوعد ثم لا أعفو…".
ولم يكتف الحجاج بحشد الجيوش مع المهلب بل خرج في أهل البصرة والكوفة إلى "رشتقباذ" ليشد من أزر قائده المهلب ويساعده إن احتاج الأمر إلى مساعدة، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان؛ إذ حدثت حركة تمرد في صفوف الجيش، وتزعم الثورة رجل يدعى "ابن الجارود" بعد أن أعلن الحجاج عزمه على إنقاص المحاربين من أهل العراق 100 درهم، ولكن الحجاج تمكن من إخماد الفتنة والقضاء على ابن الجارود وأصحابه.
وما كاد الحجاج يقضي على فتنة الخوارج حتى شبت ثورة عارمة دامت ثلاث سنوات (81 - 83 هـ – 700 - 702م) زعزعت استقرار الدولة، وكادت تعصف بها، وكان يقودها "عبد الرحمن بن الأشعث" أحد رجالات الحجاج الذي أرسله على رأس حملة جرارة لإخضاع الأجزاء الشرقية من الدولة، وبخاصة سجستان لمحاربة ملكها "زنبيل".
وبعد أن حقق ابن الأشعث عددا من الانتصارات غرّه ذلك، وأعلن العصيان، وخلع طاعة الخليفة، وكان في نفسه عجب وخيلاء واعتداد كريه، وبدلا من أن يكمل المهمة المنوط بها عاد ثائرا على الدولة الأموية مدفوعا بطموحه الشخصي وتطلعه إلى الرئاسة والسلطان.
ووجد في أهل العراق ميلا إلى الثورة والتمرد على الحجاج، فتلاقت الرغبتان في شخصه، وآزره عدد من كبار التابعين انغروا بدعوته، مستحلّين قتال الحجاج بسبب ما نُسب إليه من أعمال وأفعال، وحالف النصر ابن الأشعث في جولاته الأولى مع الحجاج، واضطرب أمر العراق وسقطت البصرة في أيدي الثوار، غير أن الحجاج نجح في أن يسترد أنفاسه، وجاء المدد من دمشق وواصل قتاله ضد ابن الأشعث، ودارت معارك طاحنة حسمها الحجاج لصالحه، وتمكن من سحق عدوه في معركة دير الجماجم سنة (83 هـ = 702م)، والقضاء على فتنته.
الفتوحات الإسلامية
تطلع الحجاج بعد أن قطع دابر الفتنة، وأحل الأمن والسلام إلى استئناف حركة الفتوحات الإسلامية التي توقفت بسبب الفتن والثورات التي غلت يد الدولة، وكان يأمل في أن يقوم الجيش الذي بعثه تحت قيادة ابن الأشعث بهذه المهمة، وكان جيشا عظيما أنفق في إعداده وتجهيزه أموالا طائلة حتى أُطلق عليه جيش الطواويس، لكنه نكص على عقبيه وأعلن الثورة، واحتاج الحجاج إلى سنوات ثلاثة حتى أخمد هذه الفتنة العمياء.
ثم عاود الحجاج سياسة الفتح، وأرسل الجيوش المتتابعة، واختار لها القادة الأكفاء، مثل قتيبة بن مسلم الباهلي، الذي ولاه الحجاج خراسان سنة (85هـ = 704م)، وعهد إليه بمواصلة الفتح وحركة الجهاد؛ فأبلى بلاء حسنا، ونجح في فتح العديد من النواحي والممالك والمدن الحصينة، مثل: بلخ، وبيكند، وبخارى، وشومان، وكش، والطالقان، وخوارزم، وكاشان، وفرغانه، والشاس، وكاشغر الواقعة على حدود الصين المتاخمة لإقليم ما وراء النهر وانتشر الإسلام في هذه المناطق وأصبح كثير من مدنها مراكز هامة للحضارة الإسلامية مثل بخارى وسمرقند.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/26)
وبعث الحجاج بابن عمه محمد بن القاسم الثقفي لفتح بلاد السند، وكان شابا صغير السن لا يتجاوز العشرين من عمره، ولكنه كان قائدا عظيما موفور القدرة، نجح خلال فترة قصيرة لا تزيد عن خمس سنوات (89 - 95هـ = 707 - 713م) في أن يفتح مدن وادي السند، وكتب إلى الحجاج يستأذنه في فتح قنوج أعظم إمارات الهند التي كانت تمتد بين السند والبنغال فأجابه إلى طلبه وشجعه على المضي، وكتب إليه أن "سر فأنت أمير ما افتتحته"، وكتب إلى قتيبة بن مسلم عامله على خراسان يقول له: "أيكما سبق إلى الصين فهو عامل عليها".
وكان الحجاج يتابع سير حملات قادته يوفر لها ما تحتاجه من مؤن وإمدادات، ولم يبخل على قادتها بالنصح والإرشاد؛ حتى حققت هذه النتائج العظيمة ووصلت رايات الإسلام إلى حدود الصين والهند.
إصلاحات الحجاج
وفي الفترة التي قضاها الحجاج في ولايته على العراق قام بجهود إصلاحية عظيمة، ولم تشغله الفترة الأولى من ولايته عن القيام بها، وشملت هذه الإصلاحات النواحي الاجتماعية والصحية والإدارية وغيرها؛ فأمر بعدم النوح على الموتى في البيوت، وبقتل الكلاب الضالة، ومنع التبول أو التغوط في الأماكن العامة، ومنع بيع الخمور، وأمر بإهراق ما يوجد منها، وعندما قدم إلى العراق لم يكن لأنهاره جسور فأمر ببنائها، وأنشأ عدة صهاريج بالقرب من البصرة لتخزين مياه الأمطار وتجميعها لتوفير مياه الشرب لأهل المواسم والقوافل، وكان يأمر بحفر الآبار في المناطق المقطوعة لتوفير مياه الشرب للمسافرين.
ومن أعماله الكبيرة بناء مدينة واسط بين الكوفة والبصرة، واختار لها مكانا مناسبا، وشرع في بنائها سنة (83هـ = 702م)، واستغرق بناؤها ثلاث سنوات، واتخذها مقرا لحكمه.
وكان الحجاج يدقق في اختيار ولاته وعماله، ويختارهم من ذوي القدرة والكفاءة، ويراقب أعمالهم، ويمنع تجاوزاتهم على الناس، وقد أسفرت سياسته الحازمة عن إقرار الأمن الداخلي والضرب على أيدي اللصوص وقطاع الطرق.
ويذكر التاريخ للحجاج أنه ساعد في تعريب الدواوين، وفي الإصلاح النقدي للعملة، وضبط معيارها، وإصلاح حال الزراعة في العراق بحفر الأنهار والقنوات، وإحياء الأرض الزراعية، واهتم بالفلاحين، وأقرضهم، ووفر لهم الحيوانات التي تقوم بمهمة الحرث؛ وذلك ليعينهم على الاستمرار في الزراعة.
نقط المصحف
ومن أجلِّ الأعمال التي تنسب إلى الحجاج اهتمامه بنقط حروف المصحف وإعجامه بوضع علامات الإعراب على كلماته، وذلك بعد أن انتشر التصحيف؛ فقام "نصر بن عاصم" بهذه المهمة العظيمة، ونُسب إليه تجزئه القرآن، ووضع إشارات تدل على نصف القرآن وثلثه وربعه وخمسه، ورغّب في أن يعتمد الناس على قراءة واحدة، وأخذ الناس بقراءة عثمان بن عفان، وترك غيرها من القراءات، وكتب مصاحف عديدة موحدة وبعث بها إلى الأمصار.
الحجاج في التاريخ
اختلف المؤرخون القدماء والمحدثون في شخصية الحجاج بن يوسف بين مدح وذم، وتأييد لسياسته ومعارضة لها، ولكن الحكم عليه دون دراسة عصره المشحون بالفتن والقلاقل ولجوء خصوم الدولة إلى السيف في التعبير عن معارضتهم لسياسته أمر محفوف بالمزالق، ويؤدي إلى نتيجة غير موضوعية بعيدة عن الأمانة والنزاهة.
ولا يختلف أحد في أنه اتبع أسلوبا حازما مبالغا فيه، وأسرف في قتل الخارجين على الدولة، وهو الأمر الذي أدانه عليه أكثر المؤرخين، ولكن هذه السياسة هي التي أدت إلى استقرار الأمن في مناطق الفتن والقلاقل التي عجز الولاة من قبله عن التعامل معها.
ويقف ابن كثير في مقدمة المؤرخين القدماء الذين حاولوا إنصاف الحجاج؛ فيقول: "إن أعظم ما نُقِم على الحجاج وصح من أفعاله سفك الدماء، وكفى به عقوبة عند الله، وقد كان حريصا على الجهاد وفتح البلاد، وكانت فيه سماحة إعطاء المال لأهل القرآن؛ فكان يعطي على القرآن كثيرا، ولما مات لم يترك فيما قيل إلا 300 درهم".
وقد وضعت دراسات تاريخية حديثه عن الحجاج، وبعضها كان أطروحات علمية حاولت إنصاف الحجاج وتقديم صورته الحقيقية التي طمس معالمها وملامحها ركام الروايات التاريخية الكثيرة .. وتوفي الحجاج بمدينة واسط في (21 من رمضان 95هـ = 9 من يونيو 714م).
من مصادر الدراسة:
الطبري محمد بن جرير: تاريخ الرسل والملوك – تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم – دار المعارف- القاهرة- 1971م.
ابن خلكان: وفيات الأعيان- تحقيق إحسان عباس – دار صادر – بيروت – 1979م.
إحسان صدقي العمد: الحجاج بن يوسف الثقفي– دار الثقافة- بيروت- 1973م.
عبد الواحد ذنون طه: العراق في عهد الحجاج بن يوسف الثقفي– منشورات مكتبة باسل – الموصل – العراق- (1405 هـ = 1985م).
علي حسني الخربوطلي: تاريخ العراق في ظل الحكم الأموي – دار المعارف- القاهرة- 1959م.
=======
منقول
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[23 - 12 - 09, 01:21 ص]ـ
هذا وجه.
ولا ينكر أحد نصرته لجانب من الدين.
وهو من أول الناس الذين ينطبق عليه الحديث الصحيح (إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر).
ولا يجوز لنا أن ننسى الوجه الأهم الذي أطبق عليه العلماء والمؤرخون وهو بأنه ناصبي ضال ظالم فاسق فاجر سفاك للدماء.
أذل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل بعضهم.
وقتل وعذب وسجن جمعا من التابعين.
وقد نقل عن جمع من السلف تكفيره.
فما دام أننا في مقام الترجمة فلابد من ذكر كل الوجوه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/27)
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[23 - 12 - 09, 01:45 ص]ـ
قال شيخ الإسلام رحمه الله في منهاج السنة: " فَإِنَّ الْحَجَّاجَ كَانَ مُبِيرًا كَمَا سَمَّاهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْفِكُ الدِّمَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ " ...
والمبير: المهلك ...
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[23 - 12 - 09, 05:29 ص]ـ
ابغضه في الله.
عليه من الله من يستحق.
ـ[نصر الدين عمر]ــــــــ[23 - 12 - 09, 02:24 م]ـ
قد نقل الإمام ابن حجر في تهذيب التهذيب
تكفيره عن عدد كبير من التابعين
ـ[أبو أسماء السني المغربي]ــــــــ[23 - 12 - 09, 02:48 م]ـ
بارك الله فيكم على الإفادة
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[23 - 12 - 09, 07:10 م]ـ
بأنه ناصبي ضال ظالم فاسق فاجر سفاك للدماء
هذا الذي ينبغي أن نؤكده للناس
إنك لتعجب للبعض وهم يبررون أعمال الظلمة الفجرة وقد أنهكوا الأمة وأهلكوا الحرث والنسل
وكأن البعض يتشوق للذل والهوان وأن يساق كما تساق البهائم
في هذا الزمن بالذات ونحن نعاني من الظلم والفساد لا ينبغي أن نشجع الظلمة والطواغيت علي قتل روح الحرية فيهم
رحمة الله عليك يابن الخطاب يوم قلت (متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
وأشد الناس جرما عالم يسترزق من عند ظالم فيزينه في عيون الناس
ـ[محمد أحمد الغمري]ــــــــ[24 - 12 - 09, 09:03 م]ـ
قدم رواة التاريخ الحجاج بن يوسف الثقفي بأنه شخصية لم ترى البشرية مثله في سفك الدماء حتى وصل شهرته في سفك الدماء أعظم من فرعون موسى الذي قتل الطفال من أجل ملكه
ولكن كل من يقراء هذه الروايا بتمعن يرى بأنها وحي من الخيال تم نسجها بواسطة من كذابين الشيعة لنها تتناقض مع الواقع ومع المة الموجودة وع الدين ومع المديح الذي نسبه الرواة
ولماذا لا يتم مناقشة هذه الحداث بما يتطابق مع الواقع ومن نفس الكتب التي أوردت هذه الخيالات وتشيه أعضم قادة وحكام المسلمين في أفضل القرون كما وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[محمد أحمد الغمري]ــــــــ[25 - 12 - 09, 02:52 ص]ـ
* ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين
@ فيها كان مقتل عبد الله بن الزبير رضى الله عنه على يدى الحجاج بن يوسف الثقفى المبير قبحه الله وأخزاه قال الواقدى " 1 "
"" الواقدي من الكذابين ""
حدثنى مصعب بن نائب عن نافع مولى بنى أسد وكان عالما بفتنة ابن الزبير قال حصر ابن الزبير ليلة هلال الحجة سنة ثنتين وسبعين وقتل لسبع عشر ليلة خلت من جمادى الأول سنة ثلاث وسبعين فكان حصر الحجاج له خمسة أشهر وسبع عشرة ليلة" 2 "
"" الفترة الزمنية الطويلة رغم قلة جنود عبدالله ابن الزبير فيما يقابلها كثرة جنود الحجاج ""
وقد ذكرنا فيما تقدم أن الحجاج حج بالناس" 3 "
"" كيف حج بالناس ولا الحجاج وجنوده يستطيعون دخول الحرم؟ ""
فى هذه السنة الخارجة وكان فى الحج ابن عمر " 4 " وقد كتب عبد الملك إلى الحجاج أن يأتم بابن عمر فى المناسك كما؟ ثبت ذلك فى الصحيحين فلما استهلت هذه السنة استهلت وأهل الشام محاصرون أهل مكة
وقد نصب الحجاج المنجنيق على مكة ليحصر أهلها حتى يخرجوا إلى الأمان والطاعة لعبد الملك
"" كم عدد المنجنيق الذي يحتاجه جيش عبدالله ابن الزبير حتى ينصبها على مكة المكرمه ""
" 4 " وكان مع الحجاج الحبشة " 5 "
"" من المقصود بالحبشة هم أهل الحبشة أم أهل الشام "
فجعلوا يرمون بالمنجنيق فقتلوا خلقا كثيرا
"" لا يصدق العقل بأن المسجد الحرام يرمى بالمنجنيق ويدخله الناس لأنه سيكون مليئاً بجيش عبدالله ابن الزبير فالمفترض أن يموت جيش عبدالله ابن الزبير لا الذين يطوفون بالمسجد فلن يكون الناس بهذه السذاجة أن يعرضوا انفسهم للخطر والاستسلام ""
" 6 " وكان معه خمس مجانيق " 7 " فألح عليها بالرمى من كل مكان
"" الجبل الذي يروى بأن الحجاج نصب عليه المنجنيق هو جبل ابو قبيس فقط فكيف يرمي بالمنجنيق من كل مكان وجدار المسجد الحرام كان ارتفاعه لا يتعدى قامة فما حاجة نصب المنجنيق """ 8 "
وحبس عنهم الميرة والماء فكانوا يشربون من ماء زمزم وجعلت الحجارة تقع فى الكعبة " 9 "
"" لو صدقنا هذه الرواية فلن يحتاج الحجاج لهدم الكعبة لأكثر من يوم الى يومين ""
والحجاج يصيح بأصحابه يا أهل الشام " 10 "
"" وكان مع الحجاج الحبشة "" كما سبق في الملاحظة 4
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/28)
الله الله فى الطاعة فكانوا يحملون على ابن زبير حتى يقال إنهم آخذوه فى هذه الشدة فيشد عليهم ابن الزبير وليس معه أحد
"" أين جيش عبدالله ابن الزبير ""
حتى يخرجهم من باب بنى شيبة " 11 "
"" جيش قوامه ألاف المحاربين وضرب بالمنجنيق ويهزمهم رجل واحد ومن باب بني شيبة وكان الحرم ليس به الا باب واحد ""
ثم يكرون عليه فيشد عليهم فعل ذلك مرارا " 12 "
"" مسرحية تتكرر نظمها كذابوا الشيعة ""
وقتل يومئذ جماعة منهم وهو يقول هذا وأنا ابن الحوارى
"" من الذي نقل هذه العبارة وانا ابن الحواري هل هم أصحاب عبدالله ابن الزبير الذين قتلوا معه أم جيش الحجاج ""
وقيل لابن الزبير ألا تكلمهم فى الصلح فقال والله لو وجدوكم فى جوف الكعبة لذبحوكم جميعا والله لا أسألهم صلحا أبدا وذكر غير واحد أنهم لما رموا بالمنجنيق جاءت الصواعق والبروق والرعود حتى جعلت تعلوا أصواتها على صوت المنجنيق" 13 "
"" ول مرة أسمع بأن للمنجنيق صوتاً عالياً لو كانت دبابات لصدقنا ""
ونزلت صاعقة فأصابت من الشامين اثنى عشر رجلا فضعفت عند ذلك قلوبهم عن المحاصرة فلم يزل الحجاج يشجعهم ويقول إنى خبير بهذه البلاد هذه بروق تهامة ورعودها وصواعقها وإن القوم يصيبهم مثل الذى يصيبكم " 14 "
"" كيف نسي الرواة أن يذكروا نزول المطر وكم يوم استمر نزول المطر لأن الصواعق تأتي مع الأمطار ""
وجاءت صاعقة من الغد فقتلت من أصحاب ابن الزبير جماعة كثيرة" 15 "
"" كيف ذكر الرواة عدد الذين قتلوا من جيش الحجاج ولم يستطيعوا معرفة القتلى من جيش عبدالله ابن الزبير ""
أيضا فجعل الحجاج يقول ألم أقل لكم إنهم يصابون مثلكم وأنتم على الطاعة وهم على المخالفة وكان أهل الشام يرتجزون وهم يرمون بالمنجنيق ويقولون
مثل الفنيق المزبد * ترمى بها أعواد هذا المسجد " 16 "
"" عندما جاء ابرهة لهدم الكعبة لم يذكر بأنهم ارتجزوا بيتاً من الشعر وأهلكه الله بطير أبابيل بينما الحجاج ومن معه لم يعاقبهم الله وهذا بيته الحرام تحت حمايته وحفظه سبحانه وتعالى ""
فنزلت صاعقة على المنجنيق فأحرقته " 17 "
"" الأن تم تدمير المنجنيق قبل أن تهدم الكعبة ""
فتوقف أهل الشام عن الرمى والمحاصرة فخطبهم الحجاج فقال ويحكم ألم تعلموا أن النار كانت تنزل على من كان قبلنا فتأكل قربانهم إذا تقبل منهم فلولا أن عملكم مقبول ما نزلت النار فأكلته فعادوا إلى المحاصرة " 18 "
"" المحاصرة بالمنجنيق الذي قد احرقه الله أم المحاصرة بالجيش ""
وما زال أهل مكة يخرجون إلى الحجاج بالأمان ويتركون ابن الزبير حتى خرج إليه من عشرة آلاف فأمنهم " 19 "
"" غريب هذا الحصار مرة على المسجد الحرام ومرة على مكة ""
وقل اصحاب ابن الزبير جدا حتى خرج إلى الحجاج حمزة وخبيب ابنا عبد الله ابن الزبير فأخذ لأنفسهما أمانا من الحجاج فأمنهما " 20 "
"" هل كان أبناء عبدالله ابن الزبير يعلمون بأن أبوهم على خطاء ورفضوا خوض الحرب معه أم كان جبناً أن يتركوا أبوهم يحارب وهو على حق فالشيعة لا يقصدون إلا تضليل الناس بالروايات الكاذبة ""
ودخل عبد الله بن الزبير على أمه فشكا إليها خذلان الناس له وخروجهم إلى الحجاج " 21 "
"" كيف استطاع عبدالله ابن الزبير الخروج من الحرم والذهاب الى أمه وهو محاصر من جنود الحجاج من كل جانب من جوانب الحرم ""
حتى أولاده وأهله وأنه لم يبق معه إلا اليسير ولم يبق لهم صبر ساعة والقوم يعطوننى ما شئت من الدنيا فما رأيك فقالت يا بنى أنت أعلم بنفسك إن كنت تعلم أنك على حق وتدعو إلى حق فاصبر عليه فقد قتل عليه أصحابك ولا تمكن من رقبتك يلعب بها غلمان بنى أمية وإن كنت تعلم أنك إنما أردت الدنيا فلبئس العبد أنت أهلكت نفسك وأهلكت من قتل معك وإن كنت على حق فما وهن الدين وإلى كم خلودكم فى الدنيا القتل أحسن فدنا منها فقبل رأسها وقال هذا والله رأيى ثم قال والله ما ركنت إلى الدنيا ولا أحببت الحياة فيها وما دعانى إلى الخروج إلا الغضب لله أن تستحل حرمته ولكننى أحببت أن أعلم رأيك فزدتينى بصيرة مع بصيرتى فانظرى يا أماه فانى مقتول فى يومى هذا فلا يشتد حزنك وسلمى لأمر الله " 22 "
"" من نقل هذه الرواية وسمعها فلا يعلم علم الغيب وساعة الموت الا الله سبحانه وتعالى ""
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/29)
فإن ابنك لم يتعمد إتيان منكر ولا عمل بفاحشة قط ولم يجر فى حكم الله ولم يغدر فى أمان ولم يتعمد ظلم مسلم ولا معاهد ولم يبلغنى ظلم عن عامل فرضيته بل أنكرته ولم يكن عندى آثر من رضى ربى عز وجل اللهم إنى لا أقول هذا تزكية لنفسى اللهم أنت أعلم بى منى ومن غيرى ولكنى أقول ذلك تعزية لأمى لتسلو عنى فقالت أمه إنى لأرجو من الله أن يكون عزائى فيك حسنا إن تقدمتنى أو نقدمتك ففى نفسى اخرج يا بنى حتى أنظر ما يصير إليه أمرك فقال جزاك الله يا أمه خيرا فلا تدعى الدعاء قبل وبعد فقالت لا أدعه أبدا لمن قتل على باطل فلقد قتلت على حق ثم قالت اللهم ارحم طول ذلك القيام وذلك النحيب والظمأ فى هواجر المدينة ومكة وبره بأبيه وبى اللهم إنى قد سلمته لأمرك فيه ورضيت بما قضيت فقابلنى فى عبد الله بن الزبير بثواب الصابرين الشاكرين ثم أخذته إليها فاحتضنته لتودعه واعتنقها ليودعها وكانت قد أضرت فى آخر عمرها فوجدته لابسا درعا من حديد فقالت يا بنى ما هذا لباس من يزيد من الشهادة فقال يا أماه إنما لبسته لأطيب خاطرك وأسكن قلبك به فقالت لا يا بنى ولكن انزعه فنزعه " 23 " وجعل يلبس بقية ثيابه ويتشدد وهى تقول شمر ثيابك وجعل يتحفظ من أسفل ثيابه لئلا تبدو عورته إذا قتل وجعلت تذكره بأبيه الزبير وجده أبو بكر الصديق وجدته صفية بنت عبد المطلب وخالته عائشة زوج رسول الله ص وترجيه القدوم عليهما إذا هو قتل شهيدا ثم خرج من عندها فكان ذلك آخر عهده بها رضى الله عنهما وعن أبيه وأبيها
"" سبحان الله أسماء رضي الله عنها تعرف لا تعرف اذا كان ابنها رضي الله عنه على حق وهي تعرف بأن الحجاج هو المبير ""
قالوا وكان يخرج من باب المسجد الحرام وهناك خمسمائة فارس وراجل فيحمل عليهم" 24 "
"" قالوا ولا يوجد راوي خمسمائة فارس وراجل؟؟؟؟ ""
فيتفرقون عنه يمينا وشمالا ولا يثبت له أحد وهو يقول
إنى إذا أعرف يومى أصبر * إذ بعضهم يعرف ثم ينكر
وكانت أبواب الحرم" 25 "
"" زادت أبواب الحرم فصارت 25 بابا بدلا من باب بني شبة في الملاحظة 11 ""
قد قل من يحرسها من أصحاب ابن الزبير وكان لأهل حمص حصار الباب الذى يواجه باب الكعبة " 26 "
"" تم تقسيم الجيش وتوزيعه من قبل الراوي ""
ولأهل دمشق باب بنى شيبة " 27 "
"" لم يتم توضيح عددهم رغم معرفة راوي القصة بالتقسيمات وبتفاصيل الحديث الذي يدور بين إثنين ""
ولأهل الأردن باب الصفا " 28 "
"" الراوي لا يعرف أين وقعت المعركة التي سوف يتم ذكرها لاحقاً في نفس الرواية ""
ولأهل فلسطين باب بنى جمح " 29 "
"" من كان يقود كل فرقة ""
ولأهل قنسرين باب بنى سهم " 30 "
"" الحمدلله الذي سلم أهل فارس والعراق من المشاركة في هذه الحرب ""
وعلى كل باب قائد ومعه أهل تلك البلاد وكان الحجاج وطارق بن عمرو فى ناحية الأبطح " 31 "
"" الأبطح يقع في جنوب مكة ويبعد عن الحرم بعدة كيلو مترات لا تقل عن " 7 كيلوا شرق الحرم ""
وكان ابن الزبير لا يخرج على أهل باب إلافرقهم وبدد شملهم وهو غير ملبس حتى يخرجهم إلى الأبطح " 32 "
"" اصل الراوي لا يعرف أين يقع الأبطح ""
ثم يصيح لو كان قرنى واحدا كفيته فيقول ابن صفوان وأهل الشام أيضا إى والله وألف رجل ولقد كان حجر المنجنيق يقع على طرف ثوبه فلا ينزعج بذلك" 33 "
"" أي طرف فلو كانت الحجارة التي يتم قذف المنجنيق بها مثل قبظة اليد لصابته إصابة بليغة فلا يعرف قصد الراوي هل طرف الثوب من الجنب أم الزايد منه من الأسفل فهذا ليس لباس محارب ""
ثم يخرج إليهم فيقاتلهم كانه أسد ضارى حتى جعل الناس يتعجبون من إقدامه وشجاعته فلما كان ليلة الثلاثاء السابع عشر من جمادى الأولى من هذه السنة بات ابن الزبير يصلى طول ليلته ثم جلس ففاحتبى بحميلة سيفه فأغفى ثم انتبه مع الفجر على عادته ثم قال أذن يا سعد فأذن عند المقام وتوضأ ابن الزبير ثم صلى ركعتى الفجر ثم أقيمت الصلاة فصلى الفجر ثم قرأ سورة ن حرفا حرفا " 34 "
""؟؟؟؟؟ ""
ثم سلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال اكشفوا وجوهكم حتى أنظر إليكم فكشفوا وجوههم وعليهم المعافر " 35 "
"" لماذا يطلب منهم كشف وجيههم فهل كانوا ملثمين كأن الراوي جالساً بينهم ""
فحرضهم وحثهم على القتال والصبر ثم نهض ثم حمل وحملوا حتى كشفوهم إلى الحجون " 36 "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/30)
"" في كل مرة عبدالله ابن الزبير رضي الله عنه يطردهم خارج مكة ويصلون الى مخيماتهم في البطح ولوحده أم هذه المرة فهم أخرجوه الى الحجون ""
ولما فجاءته آجرة فأصابته فى وجهه فارتعش لها فلما وجد سخونة الدم يسيل على وجهه تمثل بقول بعضهم
ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا * ولكن على أقدامنا تقطر الدما
ثم سقط إلى الأرض فأسرعوا إليه فقتلوه رضى الله عنه وجاؤا إلى الحجاج فأخبروه فخر ساجدا قبحه الله
"" كيف استطاع الراوي معرفة سجود الحجاج بدون ذكر الذي نقل عنه الرواية ""
ثم قام هو وطارق بن عمرو حتى وقفا عليه وهو صريع فقال طارق ما ولدت النساء أذكر من هذا فقال الحجاج تمدح من يخالف طاعة أمير المؤمنين قال نعم هو أعذر لأنا محاصروه وليس هو فى حصن ولا خندق ولا منعة ينتصف منا بل يفضل علينا فى كل موقف فلما بلغ ذلك عبد الملك ضرب طارقا
"" القصد ليس الحجاج ولكنه كان حجة للشيعة ليصلوا الى حكام المسلمين والصحابة ""
وروى ابن عساكر فى ترجمة الحجاج أنه لما قتل ابن الزبير ارتجت مكة بكاء على عبد الله بن الزبير رحمه الله فخطب الحجاج الناس فقال أيها الناس إن عبد الله بن الزبير كان من خيار هذه الأمة " 37 "
"" غريب بأن الحجاج يمدح عبدالله ابن الزبير ""
حتى رغب فى الخلافة ونازعها أهلها وألحد فى الحرم فأذاق من عذابه الأليم وإن آدم كان أكرم على الله من ابن الزبير وكان فى الجنة وهى أشرف من مكة فلما خالف أمر الله وأكل من الشجرة التى نهى عنها أخرجه الله من الجنة قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله
وقيل إنه قال يا أهل مكة إكباركم واستعظامكم قتل ابن الزبير فان ابن الزبير كان من خيار هذه الأمة حتى رغب فى الدنيا ونازع الخلافة أهلها فخلع طاعة الله وألحد فى حرم الله ولو كانت مكة شيئا يمنع القضاء لمنعت آدم حرمة الجنة وقد خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وعلمه أسماء كل شىء فلما عصاه أخرجه من الجنة وأهبطه إلى الأرض وآدم أكرم على الله من ابن الزبير وان ابن الزبير غير كتاب الله فقال له عبد الله بن عمر لو شئت أن أقول لك كذبت لقلت" والله ان ابن الزبير لم يغير كتاب الله بل كان قواما به صواما عاملا بالحق 38 "
"" أختلفت الرواية وجاؤوا بشاهد من الصحابة حتى يثبتوا الرواية فمن الأصدق الراوي الأول أم هذا "
ثم كتب الحجاج إلى عبد الملك بما وقع وبعث برأس ابن الزبير مع راس عبد الله بن صفوان وعمارة بن حزم إلى عبد الملك " 39 "
"" وما هي حاجة بعث رأس ابن الزبير ""
ثم أمرهم إذا مروا بالمدينة أن ينصبوا الرؤس بها ثم يسيروا بها إلى الشام ففعلوا ما أمرهم به " 40 "
"" أين سكان المدينة من الصحابة والتابعين لم يذكروا لنا شيئاً من ذلك خاصة وان العرض كان لرأس صحابي رضي الله عنه ""
وأرسل بالرؤس مع رجل من الأزد فأعطاه عبد الملك خمسمائة دينار " 41 "
"" هكذا ينالون الشيعة من ملوك المسلمين ""
ثم دعا بمقراض فأخذ من ناصيته ونواصى أولاده فرحا بمقتل ابن الزبير عليهم من الله ما يستحقون" 42 "
"" بهذه القصص الخرافية يدخلون الشيعة الشكك في الصحابة والتابعين حتى يجعلو لهم مدخلاً في بغضهم ونشر دينهم المحرف ""
ثم أمر الححجاج بجثة ابن الزبير فصلبت على ثنية كدا عند الحجون يقال منكسة فما زالت مصلوبة " 43 "
"" نسي الراوي أن يكتب كم يوماً صلبت جثته رضي الله عنه ""
حتى مر به عبد الله بن عمر فقال رحمة الله عليك يا أبا خبيب أما والله لقد كنت صواما قواما ثم قال أما آن لهذا الراكب أن ينزل فبعث الحجاج فأنزل عن الجذع ودفن هناك ودخل الحجاج إلى مكة فأخذ البيعة من أهلها إلى عبد الملك بن مروان "44 "
"" أين كان الحجاج حتى يدخل مكة وهو لم يخرج منها ""
ولم يزل الحجاج مقيما بمكة حتى أقام للناس الحج عامه هذا وهو على مكة واليمامة واليمن
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[27 - 12 - 09, 03:00 م]ـ
اني استغرب اشد الاستغراب اننا اذا ذكر ان للحجاج امور حسنة تذكر له قام علينا غير واحد ينكر علينا
نعم ان للحجاج امور حسنة تذكر
مثل توجيه الجيوش الاسلامية لفتح بلاد ما وراء النهر بقيادة قتيبة بن مسلم الباهلي
وتوجيه الجيوش لفتح بلاد السند بقيادة محم بن القاسم الثقفي
ودوره في القضاء على الخوارج
وتنقيط المصحف وغيرها مما ذكر الاخوان
هل يعقل اننا اصبحنا ناخذ جانب واحد من التاريخ ونسلط الضوء عليه ونترك بقية جوانب التاريخ , هل يعقل اننا اصبحنا فقط نحكم عواطفنا ومشاعرنا عندما نتكلم على الحجاج بن يوسف الثقفي
,,
هل كان سفّاك الدماء الوحيد في الامة هو الحجاج؟؟
نحن لا ننكر بعض ما قيل في الحجاج وسيرته ,, ولكن لا نرضى كذلك ان لا يذكر للرجل الامور الحسنة التي فعلها وكانت بتدبيره وتصريفه.
,,,,,,,
ولا ننسى ان الحجاج جزء من تاريخ بني امية بل شغل جزء جيد منه وحقبه لا يستهان بها ,, وان تاريخ بني امية قد تعرض لكثير من التشويه والتحريف والزيادات الغير مقبولة او تستهجنها العقول السليمة (خاصة ان هذا التاريخ قد كتب في عهد خصومهم من بني العباس وبعد زوال دولة بني امية , ولاننسى كذلك دور الرافضة الكبير في هذا التحريف)
وهنا ادعوا كل مسلم بان لا يسلم عقله لكل ما كتب في التاريخ وياخذه وكأنه امر قطعي الثبوت والصحة , ونحن بدعوتنا هذه نقف موقف المحايد ونؤكد على هذه الدعوة وندعوا اليها.
ونشجع كل عمل تاريخي يوضح الحقائق التاريخية بانصاف ويعلنها للجميع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/31)
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[29 - 12 - 09, 05:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وبياكم
وخاصة أخي الفاضل محمد الأمين
حقيقة لكل إنسان مسلم أو كافر جوانب خير، فلا يوجد إنسان فيه شر محض بدون بعض الخير،فكل له حسنات وسيئات، والحجاج ـ عامله الله بما يستحق ـ أحدهم، قال عنه الحافظ الذهبي:
وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه.
وأقول تعقيباً على ما ذكره الأخ احمد المزني المدني:
اني استغرب اشد الاستغراب اننا اذا ذكر ان للحجاج امور حسنة تذكر له قام علينا غير واحد ينكر علينا
نعم ان للحجاج امور حسنة تذكر
هل يعقل اننا اصبحنا ناخذ جانب واحد من التاريخ ونسلط الضوء عليه ونترك بقية جوانب التاريخ ...
كلامك ينظر إليه بعين الإعتبار أخي الفاضل، إذا كان هذا منهج معتدل لا يميز أصحابه بين أنصار " النواصب من بني أمية " وخصومهم الذين خرجوا عليهم ...
فكثير من الدراسات والأبحاث رأيناها في محاولة تبرئة أنصار بني أمية المنحرفين منهم عن آل البيت، بينما لا توجد مثل هذه الدراسات عن المختار بن أبي عبيد ولا عن غيره ممن خرجوا على الدولة الأموية وناصبوهم العداء كأن هؤلاء ليس لهم جوانب خير.
قال شيخ الإسلام في الفتاوى (25/ 300):
وَأَهْلُ الْكُوفَةِ كَانَ فِيهِمْ طَائِفَتَانِ:
طَائِفَةٌ رَافِضَةٌ يُظْهِرُونَ مُوَالَاةَ أَهْلِ الْبَيْتِ وَهُمْ فِي الْبَاطِنِ إمَّا مَلَاحِدَةٌ زَنَادِقَةٌ وَإِمَّا جُهَّالٌ وَأَصْحَابُ هَوًى.
وَطَائِفَةٌ نَاصِبَةٌ تُبْغِضُ عَلِيًّا وَأَصْحَابَهُ لَمَّا جَرَى مِنْ الْقِتَالِ فِي الْفِتْنَةِ مَا جَرَى .....
فَكَانَ الْكَذَّابُ هُوَ الْمُخْتَارَ بْنَ أَبِي عُبَيْدٍ الثَّقَفِيَّ وَكَانَ يُظْهِرُ مُوَالَاةَ أَهْلِ الْبَيْتِ وَالِانْتِصَارَ لَهُمْ وَقَتَلَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ أَمِيرَ الْعِرَاقِ الَّذِي جَهَّزَ السَّرِيَّةَ الَّتِي قَتَلَتْ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ثُمَّ إنَّهُ أَظْهَرَ الْكَذِبَ وَادَّعَى النُّبُوَّةَ ....
وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَهُوَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ الثَّقَفِيُّ وَكَانَ: مُنْحَرِفًا عَنْ عَلِيٍّ وَأَصْحَابِهِ فَكَانَ هَذَا مِنْ النَّوَاصِبِ وَالْأَوَّلُ مِنْ الرَّوَافِضِ. ا.هـ
فهل نرى من أصحاب هذه المدرسة موضوعات في هذا الشأن؟!!
وفقكم الله.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[29 - 12 - 09, 05:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
قرأتُه على عجلة ..
ولكن عندي فائدة:
1_ الحجاج بن يوسف بن الحكم الثقفي " الوالي الظالم " أبو محمد
2_ الحجاج بن يوسف بن حجاج الثقفي " ابن أبي ربيعة المعروف بابن الشاعر "أبو عبد الله
فائدة من شرح النووي على صحيح مسلم ....
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[31 - 12 - 09, 06:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وبياكم
وخاصة أخي الفاضل محمد الأمين
حقيقة لكل إنسان مسلم أو كافر جوانب خير، فلا يوجد إنسان فيه شر محض بدون بعض الخير،فكل له حسنات وسيئات، والحجاج ـ عامله الله بما يستحق ـ أحدهم، قال عنه الحافظ الذهبي:
وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه.
وأقول تعقيباً على ما ذكره الأخ احمد المزني المدني:
كلامك ينظر إليه بعين الإعتبار أخي الفاضل، إذا كان هذا منهج معتدل لا يميز أصحابه بين أنصار " النواصب من بني أمية " وخصومهم الذين خرجوا عليهم ...
فكثير من الدراسات والأبحاث رأيناها في محاولة تبرئة أنصار بني أمية المنحرفين منهم عن آل البيت، بينما لا توجد مثل هذه الدراسات عن المختار بن أبي عبيد ولا عن غيره ممن خرجوا على الدولة الأموية وناصبوهم العداء كأن هؤلاء ليس لهم جوانب خير.
قال شيخ الإسلام في الفتاوى (25/ 300):
وَأَهْلُ الْكُوفَةِ كَانَ فِيهِمْ طَائِفَتَانِ:
طَائِفَةٌ رَافِضَةٌ يُظْهِرُونَ مُوَالَاةَ أَهْلِ الْبَيْتِ وَهُمْ فِي الْبَاطِنِ إمَّا مَلَاحِدَةٌ زَنَادِقَةٌ وَإِمَّا جُهَّالٌ وَأَصْحَابُ هَوًى.
وَطَائِفَةٌ نَاصِبَةٌ تُبْغِضُ عَلِيًّا وَأَصْحَابَهُ لَمَّا جَرَى مِنْ الْقِتَالِ فِي الْفِتْنَةِ مَا جَرَى .....
فَكَانَ الْكَذَّابُ هُوَ الْمُخْتَارَ بْنَ أَبِي عُبَيْدٍ الثَّقَفِيَّ وَكَانَ يُظْهِرُ مُوَالَاةَ أَهْلِ الْبَيْتِ وَالِانْتِصَارَ لَهُمْ وَقَتَلَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ أَمِيرَ الْعِرَاقِ الَّذِي جَهَّزَ السَّرِيَّةَ الَّتِي قَتَلَتْ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ثُمَّ إنَّهُ أَظْهَرَ الْكَذِبَ وَادَّعَى النُّبُوَّةَ ....
وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَهُوَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ الثَّقَفِيُّ وَكَانَ: مُنْحَرِفًا عَنْ عَلِيٍّ وَأَصْحَابِهِ فَكَانَ هَذَا مِنْ النَّوَاصِبِ وَالْأَوَّلُ مِنْ الرَّوَافِضِ. ا.هـ
فهل نرى من أصحاب هذه المدرسة موضوعات في هذا الشأن؟!!
وفقكم الله.
حياك الله اخي الكريم
كلامي واضح جدا ولا يحتاج منك الى تعقيب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/32)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 12 - 09, 07:04 م]ـ
للأسف فالأخ صلاح ينصب نفسه محامياً عن الشيعة لكني لم أظنه يبلغ به المرء أن يطالب بإظهار "جوانب الخير" عند الدجال المختار الذي ادعى النبوة.
وما هي جوانب الخير عند الدجال؟ هل بنى المدن وشق القنوات أم فتح البلدان ونشر الإسلام؟ يؤسفني أن أخبرك بأن الشيعة لم يفتحوا بلداً ولم يهدوا قوماً، بل هم كالسوس لا يبني بل يخرب.
ـ[محمد أحمد الغمري]ــــــــ[31 - 12 - 09, 09:04 م]ـ
اتمنى بأن يكون الهدف هو معرفة الحقيقة والإقتناع بها
فالمتهمون هم الذين حكموا أفضل القرون وكان فيهم أشجع الصحابة وأفضل التابعين لم نشهد منهم أحداً قال شيئاً يعيب أمراء المسلمين في هذه الفترة
ولكن كل الروايات يقال وقيل
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[01 - 01 - 10, 02:24 م]ـ
عجائب ومفارقات في الامر:
1 / مع كون اننا لم ننكر ما اقترفه الحجاج من مخالفات وفظائع كبيرة لم نسلم من وصمنا بالنصب واننا نواصب ونكره ال البيت (مع كوننا لدينا ما يشغلنا عن هذه الامور الامور وقضية ال البيت وعقيدتنا في ال البيت واضحة ,, وهب ان فلان كان من ال البيت النبوي , ثم كان ماذا؟؟؟ هو اولا واخرا مسلم وعقديتنا فيهم واضحة سطرها ائمة الاسلام كابن تيمية وابن القيم والنووي وغيرهم)
2 / عندما يتم التعرض للحجاج وسيرته في كتب التاريخ (ولاحظ اننا الكلام عن سيرته) تجد صفحات طويلة عن فظائعة وكلام قاسي جدا وجارح ,,,,,,
ويشار باستحياء شديد وبكلمات قليلة وسريعة وبخفية الى جهوده في الفتوحات الاسلامية وحربه للخوارج وجهده في تنقيط المصحف
(عجبي)
3 / ان التاريخ الاسلامي كان فيه من هو أشد من الحجاج فتكا وسفكا للدماء وخبث عقيدة , ومع ذلك لم نجد من ركز عليهم مثل التركيز على الحجاج
(عجبي)
4 / بعض من ذكروا في التاريخ كما لهم سيئات تذكر لهم حسنات تذكر (وهذا منهج العدل ان يذكر للانسان حسناته كما تذكر سيئاته)
الا الحجاج الويل لك والثبور ان ذكرت شيئا من حسناته ولو شيء بسيط جدا ولو باستحياء
انتبه
سيرمونك بالنصب وكره ال البيت وقد يرمونك بخبث الطوية
(عجبي)
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[01 - 01 - 10, 11:03 م]ـ
الموضوع مفيد
واشكر الشيخ محمد عليه
وطالما ان الموضوع عن الحجاج ويبين الوجه الاخر له (غير وجه ظلمه وسفكه للدماء)
انقل بعض النقولات هنا بمراجعها
(مع اني اعرف ان البعض سيرجع ويردد لنا ما سطر في كتب التاريخ من اعماله الغير مقبولة وسفكه للدماء)
اقول ,,,,,
قال شيخ الاسلام ابن تيمية
(والحجاج بن يوسف كان معظما للكعبة لم يرمها بمنجنيق وإنما قصد ابن الزبير خاصة) انتهى
راجع الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح
وقال
(والحجاج بن يوسف لم يكن عدوا لها ولا اراد هدمها ولا اذاها بوجه من الوجوه ولا رماها بمنجنيق اصلا ولكن كان محاصرا لابن الزبير وكان ابن الزبير واصحابه في المسجد وكانوا يرمون بالمنجنيق له ولاصحابه لا لقصد الكعبة وإن يهدموا الكعبة ............ الى ان قال ,,, والمقصود انه ولله الحمد لم يردها احد من المسلمين بسوء لا الحجاج ولا غيره ولكن قرامطة البحرين بعد ذلك بمدة اخذوا الحجر الاسود وبقي عندهم مدة فانتقم الله منهم وجرت فيهم المثلات) انتهى
المرجع السابق
وقال
(وَهَذَا مِمَّا يَقُولُهُ هَؤُلَاءِ الْجُهَّالُ أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ قَتَلَ الْأَشْرَافَ وَأَرَادَ قَطْعَ دَابِرِهِمْ وَهَذَا مِنْ الْجَهْلِ بِأَحْوَالِ النَّاسِ؛ فَإِنَّ الْحَجَّاجَ مَعَ كَوْنِهِ مُبِيرًا سَفَّاكًا لِلدِّمَاءِ قَتَلَ خَلْقًا كَثِيرًا لَمْ يَقْتُلْ مِنْ أَشْرَافِ بَنِي هَاشِمٍ أَحَدًا قَطُّ بَلْ سُلْطَانُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ نَهَاهُ عَنْ التَّعَرُّضِ لِبَنِي هَاشِمٍ وَهُمْ الْأَشْرَافُ) انتهى
المرجع الفتاوى الكبرى
وقال
(والحجاج بن يوسف خير من المختار بن أبي عبيد فإن الحجاج كان مبيرا كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم يسفك الدماء بغير حق والمختار كان كذابا يدعى النبوة وإتيان جبريل إليه وهذا الذنب أعظم من قتل النفوس فإن هذا كفر وإن كان لم يتب منه كان مرتدا والفتنة أعظم من القتل) انتهى
منهاج السنة
ـ[محمد أحمد الغمري]ــــــــ[02 - 01 - 10, 12:51 ص]ـ
كلمة نواصب تدل على أن الراوي جاء بها من وحي اخوارج والشيعة
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[04 - 01 - 10, 05:14 ص]ـ
علمت أن هناك رسالة دكتوراة بعنوان:
الحجاج بن يوسف الثقفي رحمه الله، المفترى عليه
هل من أحد يرفعها لنا لو تكرمتم
ـ[محمد أحمد الغمري]ــــــــ[04 - 01 - 10, 11:36 م]ـ
نزلت رسالة الدكتوراة تأليف الدكتور محمود زيادة
تحت عنوان الحجاج ابن يوسف الثقفي رحمه الله المفترى عليه
لمن أراد أن يعرف الحقيقة بدلاً من السب والحكم على قادة المسلمين بروايات باطلة وكتب عنه مالم يكتب عن شارون ولا موشي ديان ولا غيرهم
ولكن أسألوا الشيعة وأهل العراق من الخوارج لماذا الحجاج واسالوا اهل ايران لماذا عمر ابن الخطاب؟
اسالوا الأقاليم الاسلامية الأخرى لماذا لم ييتعرض الحجاج لهم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/33)
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[04 - 01 - 10, 11:55 م]ـ
الحجاج ظالم فاسق فاجر طاغية ما ينبغي أن نمدحه في هذا الزمن وقد كثر في ديارنا الطواغيت والظلمة والمجرمون
سبحان الله متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا
نريد أن نتنفس الحرية
نحلم بأن نري نهاية الطواغيت والفاسدين والسراقين وقد أنهكونا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 01 - 10, 01:23 م]ـ
وأشد الناس جرما عالم يسترزق من عند ظالم فيزينه في عيون الناس
الله يعلم أنا لسنا كذلك لكن اختلط عليك الأمر
ـ[أبو زرعة الأندلسي]ــــــــ[05 - 01 - 10, 10:00 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي محمد أخمد الغمري إن كنت تعني كتاب ((الحجاج بن يوسف الثقفي المفترى عليه))!! رسالة دكتوراة لمحمد زيادة. ففيه من الطوام ما الله يعلمه ومن بينها تنقيصه للصحابي الجليل عبد الله بن الزبير بل في بعض المواضع جعل الحجاج أعقل وأفضل من عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وأقول من بينها
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[06 - 01 - 10, 09:15 ص]ـ
وجهـ نظر ــــــــــــــــــــة:
كلام الإخوة الناقد بعنف لشخصية الحجاج
يحيلني إلى سؤال كبير وعريض:
ما هي الآليات التي يتم من خلال توثيق الروايات عن الحجاج قبولا وردًّا
وهل هذا مستوعب في كتب الحديث؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حتى لا يكون هناك ارتماء في أحضان الطاغية!!!
ولا افتراء على مسلم مهما كان؟؟؟
وسؤال ينبغي استحضاره:
هل الحجاج متأوّل أم كافر؟؟
مضطر أسأل
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[06 - 01 - 10, 05:01 م]ـ
ومن حسنات الحجاج ما يلي
وأما واسط فبناها الحجاج بن يوسف سنة ست وثمانين من الهجرة في السنة التي مات فيها عبدالملك بن مروان
راجع
أحكام أهل الذمة - ابن قيم الجوزية
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[06 - 01 - 10, 09:12 م]ـ
ما دمت نقلت عن ابن القيم، فخذ هذه الفائدة من كلام ابن القيم عن الحجاج.
قال ابن القيم في إعلام الموقعين عن رب العالمين ج 3 ص 73:
وَمِنْ هذه الِالْتِزَامَاتِ التي لم يُلْزِمْ بها اللَّهُ وَلَا رَسُولُهُ لِمَنْ حَلَفَ بها الايمان التي رَتَّبَهَا الْفَاجِرُ الظَّالِمُ الْحَجَّاجُ بن يُوسُفَ وَهِيَ أَيْمَانُ الْبَيْعَةِ. اهـ.
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[06 - 01 - 10, 11:33 م]ـ
ومن قال لك انها فائدة بالنسبة لي والله اعرفها قبل ان اعرفك
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[06 - 01 - 10, 11:52 م]ـ
ومما يذكر للحجاج بن يوسف
ففي صبح الأعشى أن أول من نقل ديوان العراق من الفارسية إلى العربية الحجاج بن يوسف في خلافة عبد الملك بن مروان
راجع
نظام الحكومة النبوية المسمى التراتيب الإدراية
الشيخ عبد الحي الكتاني
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[07 - 01 - 10, 12:01 ص]ـ
ومما يذكر للحجاج
أول من كسا الكعبة الديباح هو: الحجاج بن يوسف، ذكر ذلك القرطبي في تفسيره واقتصر عليه.
راجع
فتاوى الشبكة الإسلامية معدلة
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[07 - 01 - 10, 12:04 ص]ـ
ومما يذكر للحجاج
السؤال
أرغب في التعرف على المزيد من حياة البطل المسلم محمد بن القاسم الثقفي؟ وإذا أمكن إعطائي أسماء المواقع التي كتبت عنه.
ولكم جزيل الشكر.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن البطل المسلم محمد بن القاسم الثقفي هو أحد القادة الأربعة الأفذاذ الذين اشتهروا في زمن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك والثلاثة الآخرون هم: قتيبة بن مسلم، وموسى بن نصير، ومسلمة بن عبد الملك.
أما محمد بن القاسم فقد بدت عليه أمارات النجابة والشجاعة وحسن التدبير في الحرب منذ نعومة أظفاره، مما جعل الحجاج بن يوسف الثقفي يعينه أميراً على ثغر السند وهو لم يتجاوز سبعة عشر عاماً، ثم أمده بجيش كبير وعتاد كثير ليفتح إقليم السند - بشبه القارة الهندية - وتحرك محمد بن القاسم بجيشه، وبرزت مواهبه الفذة في القيادة وإدارة المعارك، فحفر الخنادق ورفع الرايات والأعلام ونصب المنجنيقات، ومن بينها منجنيق يقال له: العروس كان يقوم بتشغيله خمسمائة، وقد نجح في مهمته نجاحاً باهراً، واستطاع أن يبسط سلطان الدولة على إقليم السند، وفتح مدينة الديبل التي تبعد 45 ميلاً شرقي جنوب كراتشي في باكستان، وامتدت فتوحاته إلى ملتان في جنوب إقليم البنجاب، وهكذا ظل طوال حياة الوليد بن عبد الملك يحرز للمسلمين الانتصارات تلو الانتصارات إلى أن مات الوليد فتوقف أمره، ولكن بقي ذكره خالداً بين عباقرة الإسلام وأبطاله.
ومن بين المواقع التي ذكرت سيرة البطل محمد بن القاسم الثقفي موقع:
Islamonline.net
Islampedia.com
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[07 - 01 - 10, 12:14 ص]ـ
ومما يذكر للحجاج
لسؤال
أريد معرفة متى تم تنقيط القرآن وشكله؟ وهل قرأ الرسول صلى الله عليه وسلم بكل تلك القراءات؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق أن بينا أن تنقيط القرآن وشكله تم على يد رجلين، هما نصر بن عاصم الليثي ويحيى بن يعمر العدواني بأمر من الحجاج بن يوسف الثقفي
راجع
فتاوى الشبكة الإسلامية معدلة
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/34)
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[07 - 01 - 10, 12:22 ص]ـ
وهذه فتوى للامام الالباني حول الحجاج
القول الصائب في الحجاج بن يوسف الثقفي:
السؤال 2: ما هو القول الصائب في الحجاج بن يوسف الثقفي، هل هو كافر؟
الجواب: نحن نشهد أن الحجاج فاجر وظالم، لكننا لا نعلم منه أنه أنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة، فلا يجوز تكفيره بمجرد أنه فجر، وظلم، وقتل الأبرياء من المسلمين.
راجع
فتاوى العلامة محمد ناصر الدين الألباني
الناشر: مجلة الأصالة
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[07 - 01 - 10, 12:30 ص]ـ
قيصر الروم يخاف من الحجاج
اقرأ القصة التالية
لعديل بن الفرخ العجلي
? - 100 هـ / ? - 718 م
العديل بن الفرخ العجلي، من رهط أبي النجم، ويلقب بالعباب.
شاعر فحل. اشتهر في العصر المرواني. وهجا الحجاج بن يوسف، وهرب منه إلى بلاد الروم، فبعث الحجاج إلى قيصر: لترسلن به أو لأجهزن إليك خيلا يكون أولها عندك وآخرها عندي؛ فبعث به إليه، فأنشده شعراً في مدحه يقول فيه:
بنى قبة الإسلام حتى كأنما هدى الناس من بعد الضلال رسول
فعفا عنه وأطلقه.
وهو من شعراء الحماسة.
راجع
فهرس شعراء الموسوعة الشعرية
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[07 - 01 - 10, 12:43 ص]ـ
لماذ نشغل الناس مما لافائدة فيه
أي مزية في الحجاج حتي تضيع اوقاتنا معه
وقد صار لنا ألف حجاج
يا أخي الحجاج بشهادة عشرات كبار الصحابة هو ظالم فاسد كان يؤخر الصلاة ويستهين بكبار الصحابة
ولم يرض به أهل مكة بعد قتل ابن الزبير
ربما هو شخصية كاريكاتورية كاريزماتية كصدام والقذافي والحبيب بورقيبة وغيرهم كثير
ـ[هشام جبر]ــــــــ[07 - 01 - 10, 02:03 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي محمد أخمد الغمري إن كنت تعني كتاب ((الحجاج بن يوسف الثقفي المفترى عليه))!! رسالة دكتوراة لمحمد زيادة. ففيه من الطوام ما الله يعلمه ومن بينها تنقيصه للصحابي الجليل عبد الله بن الزبير بل في بعض المواضع جعل الحجاج أعقل وأفضل من عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وأقول من بينها
برجاء أخي الكريم أن تبين لنا هذه الطوام، وجزاك الله خيرا
وها هو رابط الكتاب لمن أراد تنزيله
< a href='http://www.mediafire.com/?oxwwhdzzwmy'>http://www.mediafire.com/?oxwwhdzzwmy</a>
http://www.mediafire.com/file/oxwwhdzzwmy/%u0627%u0644%u062D%u062C%u062C%u0627%u062C22.pdf
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 01 - 10, 02:12 م]ـ
كما قلت لك يا أخ وذان: "اختلط عليك الأمر"
ولعلي أفصل في موضوع آخر في المستقبل إن أذن الله عز وجل
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 01 - 10, 02:20 م]ـ
مكرر.
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[07 - 01 - 10, 04:25 م]ـ
قال الشيخ ابا اسحاق الحويني
حتى الحجاج بن يوسف الثقفي على فسقه وفجوره نصر الإسلام والمسلمين، وكانت راية الإسلام عالية
راجع
البدعة وأثرها في محنة المسلمين
أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي محمد شريف
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[07 - 01 - 10, 05:35 م]ـ
محمد أحمد الغمري
اتمنى بأن يكون الهدف هو معرفة الحقيقة والإقتناع بها
فالمتهمون هم الذين حكموا أفضل القرون وكان فيهم أشجع الصحابة وأفضل التابعين لم نشهد منهم أحداً قال شيئاً يعيب أمراء المسلمين في هذه الفترة
ولكن كل الروايات يقال وقيل
بل قالوا ما يعيب الحجاج وعبد الملك بن مروان
وإذا كنت تريد معرفة الحقيقة والإقناع، فإليك ما شهد به السلف ضد الفاسق المبير
*قال البيهقي: عن الحاكم عن الحسين بن الحسن بن أيوب، عن أبي حاتم الرازي، عن عبد الله بن يوسف التنيسي، ثنا هشام بن يحيى الغساني قال: قال عمر بن عبد العزيز:
لو جاءت كل أمة بخبيثها، وجئناهم بالحجاج لغلبناهم.
=وقال أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود: ما بقيت لله حرمة إلا وقد ارتكبها الحجاج.
= وقال عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس أن أباه لما تحقق موت الحجاج تلا قوله تعالى: (فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) * [الانعام: 45]. ا
* وعن حماد قال: بشرت إبراهيم بموت الحجاج فسجد ورأيته يبكي من الفرح ".
السير (4/ 524) و ابن سعد (6/ 280)
وقال الحافظ الذهبي يعيب عبد الملك بن مروان لإستعماله الحجاج:
وكان الحجاج من ذنوبه.
(السير للذهبي)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/35)
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[07 - 01 - 10, 05:42 م]ـ
لا تنسوا إخواني أن الحجاج قيل له: والله لا يغفر الله لك!!
فقال كلمة غبطها عليه العلماء , فقال الحجاج:
"اللهم إنهم يقولون إنك لن تغفر لي , فاغفر لي "
لا ندري لعله تاب قبل موته
نعم كان ظالما ... لكن ما يدريك عن خاتمته ... هل تاب وأناب أم لا؟؟؟
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[07 - 01 - 10, 06:00 م]ـ
أبو خالد عوض
وجهـ نظر ــــــــــــــــــــة:
كلام الإخوة الناقد بعنف لشخصية الحجاج
يحيلني إلى سؤال كبير وعريض:
ما هي الآليات التي يتم من خلال توثيق الروايات عن الحجاج قبولا وردًّا
وهل هذا مستوعب في كتب الحديث؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حتى لا يكون هناك ارتماء في أحضان الطاغية!!!
ولا افتراء على مسلم مهما كان؟؟؟
مضطر أسأل
حياكم الله أبا خالد عوض
جرائم الحجاج ـ عليه من الله مايستحق ـ وسبه واستخفافه وقتله للصحابة ثابت في الصحيحين وكتب السنن رواها الأئمة الأعلام من أهل السنة والجماعة وليس كما قال
محمد أحمد الغمري
قدم رواة التاريخ الحجاج بن يوسف الثقفي بأنه شخصية لم ترى البشرية مثله في سفك الدماء حتى وصل شهرته في سفك الدماء أعظم من فرعون موسى .... تم نسجها بواسطة من كذابين الشيعة لنها تتناقض مع الواقع ومع المة الموجودة وع الدين ومع المديح الذي نسبه الرواة
ولماذا لا يتم مناقشة هذه الحداث بما يتطابق مع الواقع ومن نفس الكتب التي أوردت هذه الخيالات وتشيه أعضم قادة وحكام المسلمين في أفضل القرون كما وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم
على سبيل المثال مقتله لعبد الله بن الزبير، واستخفافه بأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم وهذا في صحيح مسلم
**
مما جاء في صحيح مسلم:
4617 - حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْعَمِّيُّ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَقَ الْحَضْرَمِيَّ أَخْبَرَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى عَقَبَةِ الْمَدِينَةِ قَالَ فَجَعَلَتْ قُرَيْشٌ تَمُرُّ عَلَيْهِ وَالنَّاسُ حَتَّى مَرَّ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنْ كُنْتَ مَا عَلِمْتُ صَوَّامًا قَوَّامًا وَصُولًا لِلرَّحِمِ أَمَا وَاللَّهِ لَأُمَّةٌ أَنْتَ أَشَرُّهَا لَأُمَّةٌ خَيْرٌ، ثُمَّ نَفَذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَبَلَغَ الْحَجَّاجَ مَوْقِفُ عَبْدِ اللَّهِ وَقَوْلُهُ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَأُنْزِلَ عَنْ جِذْعِهِ فَأُلْقِيَ فِي قُبُورِ الْيَهُودِ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ فَأَبَتْ أَنْ تَأْتِيَهُ فَأَعَادَ عَلَيْهَا الرَّسُولَ لَتَأْتِيَنِّي أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكِ مَنْ يَسْحَبُكِ بِقُرُونِكِ قَالَ فَأَبَتْ وَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَا آتِيكَ حَتَّى تَبْعَثَ إِلَيَّ مَنْ يَسْحَبُنِي بِقُرُونِي. قَالَ فَقَالَ: أَرُونِي سِبْتَيَّ فَأَخَذَ نَعْلَيْهِ ثُمَّ انْطَلَقَ يَتَوَذَّفُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ: كَيْفَ رَأَيْتِنِي صَنَعْتُ بِعَدُوِّ اللَّهِ قَالَتْ: رَأَيْتُكَ أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ وَأَفْسَدَ عَلَيْكَ آخِرَتَكَ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ لَهُ يَا ابْنَ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ أَنَا وَاللَّهِ ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ،أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكُنْتُ أَرْفَعُ بِهِ طَعَامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَعَامَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ الدَّوَابِّ وَأَمَّا الْآخَرُ فَنِطَاقُ الْمَرْأَةِ الَّتِي لَا تَسْتَغْنِي عَنْهُ أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ" فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا"، فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَرَأَيْنَاهُ، وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَلَا إِخَالُكَ إِلَّا إِيَّاهُ. قَالَ: فَقَامَ عَنْهَا وَلَمْ يُرَاجِعْهَا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/36)
وكذلك مقتله لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما في الصحيح .... إلى غيرذلك من الأوابد و الجرائم التي تعتبرجرائم ضد الإنسانية.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 01 - 10, 06:44 م]ـ
يكفي الحجاج فضيلة أنه شكّل القرآن وحفظه من الضياع. وله إن شاء الله أجر كلما قرأ مسلم القرآن.
==
تعلم أهل الكوفة الفقه والقرآن من عبد الله بن مسعود الهذلي. وكان ابن مسعود من الصحابة الأوائل العارفين بالقرآن، لكنه كان يقرأ بحرف هذيل وليس بحرف قريش. كما أن بعض حروفه قد نسخت بالعرضة الأخيرة، وبقي عليها. ولذلك رفض الرجوع عن مصحفه إلى المصحف الذي جمعه زيد بن ثابت وأمر عثمان بإرساله مع أبي عبد الرحمن السلمي. على أنه رجع إلى المدينة قبل وفاته، واصطلح مع عثمان، ورجع لرأي الجماعة لما تبين له الحق. لكن قراءته بقيت مسيطرة على الكوفة. ذكر ابن مجاهد في كتاب السبعة في القراءات (ص67): قال سليمان الأعمش (ت 148): «أدركت أهل الكوفة وما قراءة زيد فيهم إلا كقراءة عبد الله فيكم، ما يقرأ بها إلا الرجل والرجلان».
وقد بذل أبو عبد الرحمن قصارى جهده لنشر قراءة زيد المطابقة لمصحف عثمان الذي أرسله معه إلى الكوفة. ومما شجع أهل الكوفة على قبول تلك القراءة كونها مطابقة لقراءة علي بن أبي طالب، الذي عامة أهل الكوفة من شيعته. ثم جاء الحجاج في عهد عبد الملك بن مروان وابنه الوليد، فبذل قصارى جهده في تعميم المصحف العثماني على سائر الأمصار. وعمل على استئصال شأفة مصحف ابن مسعود بكل سبيل، حتى أنه نعت في خطاب له الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود بـ"عبد هذيل" وقال (كما في سنن أبي داود 2|514): «يزعم أن قراءته من عند الله، والله ما هي إلا رجز من رجز الأعراب، ما أنزلها الله على نبيه عليه السلام». ولا شك أن الحجاج كان مخطئاً خطأً فادحاً في دعواه أن قراءة ابن مسعود ليست من عند الله. بل هي كذلك، لكن بعض حروفها قد نسخت في العرضة الأخيرة.
وكان والد الحجاج مدرساً للقرآن، وكان الحجاج كذلك في مطمع شبابه مدرّساً للقرآن، ثم عمل بالجند لكنه بقي شديد التعظيم للقرآن ولأهل القرآن. قال ابن كثير: «وكان فيه سماحة بإعطاء المال لأهل القرآن، فكان يعطي على القرآن كثيراً». وروي عن عمر بن عبد العزيز، أنه قال: «ما حسدت الحجاج عدو الله على شيء حسدي إياه على حبه القرآن، وإعطائه أهله عليه، وقوله حين حضرته الوفاة: "اللهم اغفر لي، فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل"». وكان بليغاً من أفصح الناس حتى قال أبو عمرو بن العلاء (النحوي المشهور): «ما رأيت أفصح من الحجاج ومن الحسن وكان الحسن (البصري) أفصح». وكان متقناً للتلاوة حتى قال ابن عوف: «كنت إذا سمعت الحجاج يقرأ عرفت أنه طالما درس القرآن». وقد كانت لأبي جعفر -شيخ نافع- رواية عن كل من مروان والحجاج. وذكر الذهبي في معرفة القراء الكبار (1|91): أن المفسر المدني المشهور عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: «كنا نقرأ على أبي جعفر القارئ، وكان نافع يأتيه فيقول: يا أبا جعفر، ممن أخذت حرف كذا وكذا؟ فيقول: "من رجل قارئ من مروان بن الحكم"، ثم يقول: ممن أخذت حرف كذا وكذا؟ فيقول: "من رجل قارئ من الحجاج بن يوسف"، فلما رأى ذلك نافع تتبع القراءة يطلبها». فهذا مقرئ أهل المدينة في أيام الصحابة، يأخذ بقراءة الحجاج ويعلّمها، وهو مما يدل على إتقان الحجاج للقرآن. والذي تجدر ملاحظته هنا أن الحجاج حجازي، وكان متبعاً للهجة الحجاز التي قرأ بها عامة الصحابة من المهاجرين والأنصار. ولذلك كان شديد التعظيم لقراءة عثمان بن عفان وهي موافقة لقراءة علي بن أبي طالب (رضي الله عنهما). وكانت قراءات الكوفة ترجع في معظمها إلى رجلين: علي بن أبي طالب القرشي، وعبد الله بن مسعود الهذلي. ومع أن هذيل كانت تقطن الحجاز فقد كانت لهجتها غريبة عليه، قريبة جداً من لغة بني تميم النجدية. والحجاج لم يكن يرى صحة قراءة ابن مسعود، لذلك بذلك جهداً بالغاً في نشر قراءة قريش.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/37)
وقد أنشأ الحجاج في البصرة لجنة خاصة من القراء، لمتابعة هذه القضية وتقطيع كل مصحف يجدوه مخالفا لمصحف عثمان، على أن يعطوا صاحبه ستين درهما تعويضاً (انظر تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة 37). على أن العديد من العلماء قد أثنوا على الحجاج فيما فعل. فيقول الإمام أبو بكر الباقلاني في نكت الانتصار (ص382) في تقويم موقفه هذا: «وقد أصاب الحجاج، وتوعد من يقرأ بما ينسب إلى عبد الله مما لم يثبت ولم تقم به حجة، فيعترض به على مصحف عثمان الذي ثبت عليه الإجماع». وبالغ الحجاج فلم يقبل حتى بقراءة ابن مسعود بغير مخالفة مصحف عثمان. لأن القرآن نزل بلغة قريش، وقراءة ابن مسعود بلغة هذيل. وقد غفل الحجاج عن أن القرآن قد نزل على سبعة ألسن، فمن هنا كان نيله من ابن مسعود وقراءته "وكان يعاقب عليها" (التمهيد لابن عبد البر8|298). وكان ذلك مما اضطر بعض أصحاب عبد الله إلى إخفاء مصاحفهم ودفنها زمن الحجاج كما فعل الحارث بن سويد التيمي. ذكره الزمخشري في تفسير سورة الفتح من الكشاف (3|540).
والمعروف أن المصحف العثماني لم يكن منقوطاً ولا مُشكّلاً. فأمر الخليفةُ عبد الملك الحجاجَ أن يُعنى بهذا الأمر الجلل، وندب الحجاجُ رجلينَ لهذا هما: نصر بن عاصم و يحيى بن يعمر و هما تلميذي أبي الأسْود الدؤلي (وكان هذا يقرأ بقراءة علي). بمعنى أن المصحف صار لأول مرة منقطاً ومشكلاً وفقاً لقراءة قريش (قراءة علي وعثمان، وهي موافقة لقراءة زيد بن ثابت الأنصاري كذلك). ولعل الواحد منا يتخيل أن هذا سيجعل قراءة قريش هي الغالبة، لكن الذي حدث أن قراء الكوفة مثل عاصم والأعمش قد نشروا قراءة هذيل نكاية بالحجاج فقط. فيذكر عاصم بن بهدلة أنه سمع الحجاج يقول: «لا أجد أحدًا يقرأ علي قراءة ابن أم عبد -يعني ابن مسعود- إلا ضربت عنقه» ... فذكر ذلك عند الأعمش. فقال: «وأنا سمعته يقول، فقلت في نفسي: "لأقرأنها على رغم أنفك"». قال ابن كثير: «وإنما نقم على قراءة ابن مسعود رضي الله عنه لكونه خالف القراءة على المصحف الإمام الذي جمع الناس عليه عثمان، والظاهر أن ابن مسعود رجع إلى قول عثمان وموافقيه، والله أعلم».
وقبل أن نلوم الحجاج في تفضيله للغة قريش، فله سلف في ذلك. فها هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يقول لابن مسعود: «أقرئ الناس بلغة قريش، ولا تقرئهم بلغة هذيل؛ فإن القرآن لم ينزل بلغة هذيل». وقد ثبت في الصحيح عن عثمان أنه قال: «إن القرآن نزل بلغة قريش، وقال للرهط القرشيين الذين كتبوا المصحف هم وزيد: «إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش؛ فإن القرآن نزل بلغتهم». وكذلك قوله تعالى في القرآن: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ} [إبراهيم:4]، يدل على ذلك، فإن قومه هم قريش، كما قال: {وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ} [الأنعام: 66]. مع أنه لا يخفى على عمر ولا على عثمان قضية اختلاف القراءات. فليس إنكارهما على ابن مسعود لأنهما ينكران قراءته، لكنهما يريان أن الأولى تعليم الناس قراءة قريش. قال أبو شامة: «ويحتمل أن يكون مراد عمر ثم عثمان بقولهما نزل بلسان قريش، إن ذلك كان أول نزوله ثم إن الله تعالى سهله على الناس. فجوز لهم أن يقرؤه على لغاتهم على أن لا يخرج ذلك عن لغات العرب لكونه بلسان عربي مبين. فأما من أراد قراءته من غير العرب، فالاختيار له أن يقرأه بلسان قريش لأنه الأولى. وعلى هذا يُحمل ما كتب عمر إلى ابن مسعود، لأن جميع اللغات بالنسبة لغير العربي مستوية في التعبير. فإذا لا بد من واحدة، فلتكن بلغة النبي r. وأما العربي المجبول على لغته، فلو كلف قراءته قريش، لعسر عليه التحول، مع إباحة الله له أن يقرأه بلغته».
فلذلك عندما جمع عثمان المصاحف أرسل عبد الرحمن السلمي مع مصحف الكوفة ليعلم الناس قراءة قريش فبقي يعلم إلى وفاته في أيام الحجاج، ومعلوم أنه قد قرأ على علي بن أبي طالب، وقد أخذ منه عاصم، لكن كراهية الكوفيين السياسية للحجاج دفعتهم إلى تقديم قراءة ابن مسعود كيداً للحجاج. ومن المؤسف أن تدخل السياسية في مسألة القراءات. كما روي عن الإمام مالك أنه كان يكره القراءة بالنبر (أي بتحقيق الهمز)، لأن رسول الله r لم تكن لغته الهمز، أي لم يكن يظهر الهمز في الكلمات المهموزة مثل: مومن، ياجوج وماجوج، الذيب. وهكذا كانت لغة عامة الحجازيين بما فيهم الأنصار. ففي "المصباح المنير": «و [الرأس]: مهموز في أكثر لغاتهم، إلاَّ بني تميم، فإنَّهم يتركون الهمز لزوماً». جاء في "المدونة": «باب: الصلاة خلف أهل الصلاح وأهل البدع وإمامة الرجل في داره وإمامة من لا يحسن القرآن: ... وسئل مالك عمن صلى خلف رجل يقرأ بقراءة ابن مسعود؟ قال: يخرج ويدعه ولا يأتم به». فهذا الإمام مالك كذلك وافق الحجاج في اختياره.
وأكثر ما يتحسر عليه المرء هو ضياع النسخ الأولى من المصحف المُشكّل، التي يُعتقد أنها موضوعة على قراءة قريش، قراءة علي وعثمان رضي الله عنهم. ولا أعلم في حد علمي أحداً من الباحثين بحث في هذه المخطوطات القديمة، والله أعلم.
المصدر: http://www.ibnamin.com/recitations_current_places.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/38)
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[07 - 01 - 10, 07:11 م]ـ
ومما يذكر للحجاج
ما فعله من اجل المرأة المسلمة الاسيرة لدى السند
(وقد بلغني أن الحجاج بن يوسف غضب على صاحب السند في امرأة أسرت من المسلمين وأدخلت إلى بلاد السند حتى غزا السند وأنفق بيوت الأموال حتى استنفذ المرأة وردها إلى مدينتها)
راحع
تاريخ الأمم والملوك
محمد بن جرير الطبري أبو جعفر
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 08:13 م]ـ
صحيح البخاري - (ج 1 / ص 328)
عن سعيد بن جبير قال: كنت مع ابن عمر حين أصابه سنان الرمح في أخمص قدمه فلزقت قدمه بالركاب فنزلت فنزعتها وذلك بمنى فبلغ ذلك الحجاج فجعل يعوده فقال الحجاج لو نعلم من أصابك؟ فقال ابن عمر أنت أصبتني قال وكيف؟ قال حملت السلاح في يوم لم يكن يحمل فيه وأدخلت السلاح الحرم ولم يكن السلاح يدخل الحرم.
صحيح البخاري - (ج 1 / ص 328)
حدثنا أحمد بن يعقوب قال حدثني إسحق بن سعد بن عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه قال
: دخل الحجاج على ابن عمر وأنا عنده فقال كيف هو؟ فقال صالح، فقال من أصابك؟ قال أصابني من أمر بحمل السلاح في يوم لا يحل فيه حمله يعني الحجاج.
قلت: فيضاف عبدالله بن عمر إلى عبدالله بن الزبير، مع ما ثبت عنه من تمنيه قتل عبدالله بن مسعود.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 08:18 م]ـ
قال الذهبي في السير (4/ 343) عن الفاجر الظالم المبير الحجاج بن يوسف:
أهلكه الله في رمضان سنة خمس وتسعين كهلا وكان ظلوما جبارا ناصبيا خبيثا سفاكا للدماء وكان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء وقد سقت من سوء سيرته بالتاريخ الكبير وحصاره لابن الزبير بالكعبة ورميه إياه بالمنجنيق وإذلاله لأهل الحرمين ثم ولايته على العراق والمشرق كله عشرين سنة وحروب ابن الأشعث له وتأخيره للصلوات إلى أن استأصله الله فنسبه ولا نحبه بل نبغضه في الله فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه وأمره إلى الله وله توحيد في الجملة ونظراء من ظلمة الجبابرة والأمراء. اهـ.
أما المزني الذي ينقل من البلاغات من كتب التاريخ ويترك كتب الصحاح والسنن والمسانيد والمصنفات، فأقول ألم تكن تنعى على من ينقل من كتب التاريخ، مع أنه ينقل ما اتفق عليه المؤرخون!
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 08:40 م]ـ
قال عبدالرحمن الفقيه:
قول المبير الحجاج عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه (لو ادركته لضربت عنقه) ثابتة عن المبير الحجاج
قال أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب الإشراف في منازل الأشراف ص 135 مكتبة الرشد تحقيق نجم خلف رقم (63)
حدثني أبو القاسم واصل بن عبد الأعلى الأسدي، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، قال: سمعته يعني الحجاج بن يوسف، وذكر هذه الآية فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا قال: هذه لعبد الملك لأمين الله وخليفته ليس فيها تنويه والله لو أمرت رجلا يخرج من باب المسجد , فأخذ من غيره لحل لي دمه وماله , والله لو أخذت ربيعة بمضر لكان لي حلالا يا عجباه من عبد هذيل زعم أنه يقرأ قرآنا من عند الله , فوالله ما هو إلا رجز من رجز الأعراب , والله لو أدركت عبد هذيل لضربت عنقه يا عجبا من هذه الحمر يعني الموالي، إن أحدهم يأخذ الحجر فيرمي به ويقول: لا يقع حتى يكون خير، قال أبو بكر: فذكرت هذا الحديث للأعمش , فقال: " سمعته منه " *
وإسناده صحيح
واصل بن عبدالأعلى ثقة تبت
وقال ابن أبي الدنيا ص 254
318 حدثني إسماعيل بن زكريا، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، والأعمش، قالا: سمعنا الحجاج بن يوسف، على المنبر يقول: عبد هذيل - يعني ابن مسعود - يقرأ القرآن رجزا كرجز الأعراب ويقول هذا القرآن، أما لو أدركته لضربت عنقه
وفي تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج 12ص 160:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/39)
اخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو عمر الاصبهاني أنبأنا الحسن بن محمد أنبأنا احمد بن محمد نبأنا عبد الله بن محمد بن اسماعيل نبأنا أبو بكر بن عامر عن عاصم والاعمش قالا سمعنا الحجاج بن يوسف على المنبر يقول عبد هذيل يعني ابن مسعود يقرأ القران رجزا كرجز الاعراب ويقول هذا القران أما لو ادركته لضربت عنقه انتهى قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي الحسين بن الابنوسي انبانا احمد بن عبيد حدثنا محمد بن الحسين نبأنا ابن أبي خيثمة نبأنا محمد بن يزيد نبأنا أبو بكر بن عياش حدثنا عاصم قال سمعت الحجاج على المنبر يقول اتقوا الله ما استطعتم هذا لله وفيها مثوبة واسمعوا واطيعوا خيرا لانفسكم ولامير المؤمنين عبد الملك بن مروان ليس فيها مثوبة والله ولو امرتكم أن تخرجوا من هذا الباب فخرجتم من هذا الباب لحلت لي دماؤكم ولا اجد أحدا يقرأ علي قراءة ابن أم عبد إلا ضربت عنقه ولاخلينها من المصحف ولو بضلع خنزير
قال أبو بكر فذكرت ذلك للأعمش فقال وأنا قد سمعته يقول ذلك فقلت والله لاقرأنها على رغم انفك وذلك في نفسي قال أبو بكر بن عياش واتى بشهادين يعني الاعمش وعاصما انتهى
قال وانبأنا احمد بن يزيد انبأ فضيل نبأنا سالم بن أبي حفصة قال سمعت الحجاج على المنبر يذكر قراءة ابن مسعود فقال رجز كرجز الاعراب والله لا اجد أحدا يقراها إلا ضربت عنقه ولاحكنها من المصحف ولو بضلع خنزير
أخبرنا أبو القاسم الشحامي قال قرئ على سعيد بن محمد بن أحمد أنبأنا أبو طاهر زاهر بن أحمد قال نبأنا الحسين بن سعيد المطبقي نبأنا عيسى نبأنا عباس بن محمد نبأنا مسلم بن إبراهيم عن الصلت بن دينار قال تلا الحجاج بن يوسف هذه الآية على المنبر " رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي انك أنت الوهاب فقال الحجاج والله أن كان سليمان لحسودا اخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن النضر الديباجي نبأنا علي بن عبد الله بن مبشر نبأنا العباس بن محمد الدقاق نبأنا مسلم بن إبراهيم نبأنا الصلت بن دينار قال سمعت الحجاج بن يوسف على منبر واسط تلا هذه الآية " هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي " قال والله إن كان سليمان لحسودا انتهى قال ونبأنا علي نبأنا عباس الدوري نبأنا مسلم نبأنا الصلت قال سمعت الحجاج وهو على منبر واسط يقول عبد الله بن مسعود رأس المنافقين لو ادركته لاسقيت الأرض من دمه انتهى
اخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري حدثنا احمد بن عبد الله بن سابور الدقاق نبأنا واصل بن عبد الاعلى نبأنا أبو بكر بن عياش عن عاصم قال سمعته يعني الحجاج بن يوسف وذكر هذه الآية " اتقوا الله ما استطعتم واسمعوا واطيعوا فقال هذه لعبد الله لامين الله وخليفته ليس فيها مثوبة والله لو امرت رجلا يخرج من باب المسجد فاخذ من غيره لأحل لي دمه وماله والله لو أخذت ربيعة بمضر لكان لي حلالا يا عجبا من عبد هذيل يزعم انه يقرأ قرانا من عند الله والله ما هو إلا رجز من رجز الاعراب والله ولو ادركت عبد هذيل لضربت عنقه ويا عجبا من هذه الحمراء يعني الموالي أن أحدهم ليأخذ الحجر فيرمي به ويقول لا يقع هذا حتى يكون خير
قال أبو بكر فذكرت هذا الحديث للأعمش فقال لقد سمعته منه
وقال (12/ 162)
اخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري حدثنا احمد بن عبد الله بن سابور الدقاق نبأنا واصل بن عبد الاعلى نبأنا أبو بكر بن عياش عن عاصم قال سمعته يعني الحجاج بن يوسف وذكر هذه الآية فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا فقال هذه لعبد الله لامين الله وخليفته ليس فيها مثوبة والله لو امرت رجلا يخرج من باب المسجد فاخذ من غيره لأحل لي دمه وماله والله لو أخذت ربيعة بمضر لكان لي حلالا يا عجبا من عبد هذيل يزعم انه يقرأ قرانا من عند الله والله ما هو إلا رجز من رجز الاعراب والله لو ادركت عبد هذيل لضربت عنقه ويا عجبا من هذه الحمراء يعني الموالي أن أحدهم ليأخذ الحجر فيرمي به ويقول لا يقع هذا حتى يكون خير قال أبو بكر فذكرت هذا الحديث للأعمش فقال لقد سمعته منه) انتهى.
فالحجاج بن يوسف الثقفي الذي قتل ابن الزبير وتسبب في قتل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وتنمى قتل ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه
وهو المبير الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم
فكيف نحب من سماه الرسول صلى الله عليه وسلم مبيرا
وأعجبني قول الإمام المؤرخ الذهبي رحمه الله حين قال (له حسنات مغمورة في بحر سيئاته)
وفي فتح الباري لابن رجب (6/ 187)
وخرج (يعني حربا) أَيْضاً بإسناده، عَن جَعْفَر بن برقان قَالَ: سألت ميمون بن مهران عَن الصلاة خلف من يذكر أَنَّهُ من الخوارج؟
فَقَالَ: إنك لا تصلي لَهُ، إنما تصلي لله، قَدْ كنا نصلي خلف الحجاج وَهُوَ حروري أزرقي.
فنظرت إليه، فَقَالَ: أتدري مَا الحروري الأزرقي، هُوَ الَّذِي إذا خالفت رآيةً سماك كافراً، واستحل دمك، وكان الحجاج كذلك.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=321471&postcount=13
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/40)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 08:51 م]ـ
وهذه فتوى للامام الالباني حول الحجاج
القول الصائب في الحجاج بن يوسف الثقفي:
السؤال 2: ما هو القول الصائب في الحجاج بن يوسف الثقفي، هل هو كافر؟
الجواب: نحن نشهد أن الحجاج فاجر وظالم، لكننا لا نعلم منه أنه أنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة، فلا يجوز تكفيره بمجرد أنه فجر، وظلم، وقتل الأبرياء من المسلمين.
راجع
فتاوى العلامة محمد ناصر الدين الألباني
الناشر: مجلة الأصالة
قال ابن عبدالبر:
وكان الحجاج عند جمهور العلماء أهلاً لأن لا يروى عنه ولا يؤثر حديثه ولا يذكر بخير لسوء سره وإفراطه في الظلم ومن أهل العلم طائفة تكفره. اهـ.
للاستزادة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=59186
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 01 - 10, 08:56 م]ـ
صحيح البخاري - (ج 1 / ص 328)
عن سعيد بن جبير قال: كنت مع ابن عمر حين أصابه سنان الرمح في أخمص قدمه فلزقت قدمه بالركاب فنزلت فنزعتها وذلك بمنى فبلغ ذلك الحجاج فجعل يعوده فقال الحجاج لو نعلم من أصابك؟ فقال ابن عمر أنت أصبتني قال وكيف؟ قال حملت السلاح في يوم لم يكن يحمل فيه وأدخلت السلاح الحرم ولم يكن السلاح يدخل الحرم.
قلت: فيضاف عبدالله بن عمر إلى عبدالله بن الزبير، مع ما ثبت عنه من تمنيه قتل عبدالله بن مسعود.
هذا مجاز، وإلا فالحجاج لم يرد قتل عبد الله بن عمر رضي الله عنه ولا إصابته. كيف وقد أمره أمير المؤمنين أن يقتدي به في مناسك الحج. وكان ابن عمر يميل إلى بني أمية ويتمنى لو أنه قاتل معهم ابن الزبير الذي يعتبره باغياً. أما عن ابن مسعود رضي الله عنه، فقد فصلت في هذا هنا: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1207295&postcount=42
وأما عن تأخير الصلاة فالمقصود هي صلاة الظهر فقط. وقد ذهب بعض الفقهاء إلى تأخيرها للإبراد. وقد روي عن تأخير الحجاج لصلاة الجمعة إلى أول العصر، وهو جائز في مذهب مالك. بل ذهب مالك إلى جواز ذلك إلى قبل غروب الشمس. أما عن باقي الصلوات فلم يذكر المؤرخون عن تأخيرها، ومع ذلك فالحنفية يؤخرون صلاة الفجر، ويروون حديث الترمذي " أسفروا بالفجر، فإنه أعظم للأجر". وأما في العصر فأبي حنيفة يرى تأخيره إلى أن يصبح ظل الشيء مثليه. والعشاء مستحب تأخيرها إلى الثلث الثاني باتفاقهم. والمقصود أن الحجاج لم يخرج عن أقوال الفقهاء في هذه المسألة حتى يُلام.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 09:09 م]ـ
من أجل الحجاج تطعن في ابن الزبير! لا حول ولا قوة إلا بالله.
أما ابن مسعود، فهل تقصد تبرير تمني الحجاج لقتله؟
وأما ابن عمر، فقد قال ابن حجر في فتح الباري - ابن حجر - (ج 2 / ص 456):
قوله أنت أصبتنى فيه نسبة الفعل إلى الآمر بشيء يتسبب منه ذلك الفعل وان لم يعن الآمر ذلك لكن حكى الزبير في الأنساب أن عبد الملك لما كتب إلى الحجاج أن لا يخالف بن عمر شق عليه فأمر رجلا معه حربة يقال إنها كانت مسمومة فلصق ذلك الرجل به فأمر الحربة على قدمه فمرض منها أياما ثم مات وذلك في سنة أربع وسبعين فعلى هذا ففيه نسبة الفعل إلى الآمر به فقط وهو كثير وفي هذه القصة تعقب على المهلب حيث استدل به على سد الذرائع لأن ذلك مبنى على أن الحجاج لم يقصد.اهـ.
فالخلاصة أنه إن لم يكن هو من قتله، فقد تسبب في قتله.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 09:20 م]ـ
وأما تأخير الصلاة عن وقتها:
فتح الباري - ابن حجر - (ج 2 / ص 14):
قال المهلب والمراد بتضييعها تأخيرها عن وقتها المستحب لا إنهم أخرجوها عن الوقت كذا قال وتبعه جماعة وهو مع عدم مطابقته للترجمة مخالف للواقع فقد صح أن الحجاج وأميره الوليد وغيرهما كانوا يؤخرون الصلاة عن وقتها والآثار في ذلك مشهورة منها ما رواه عبد الرزاق عن بن جريج عن عطاء قال أخر الوليد الجمعة حتى أمسى فجئت فصليت الظهر قبل أن أجلس ثم صليت العصر وأنا جالس إيماء وهو يخطب وإنما فعل ذلك عطاء خوفا على نفسه من القتل ومنها ما رواه أبو نعيم شيخ البخاري في كتاب الصلاة من طريق أبي بكر بن عتبة قال صليت إلى جنب أبي جحيفة فمسى الحجاج بالصلاة فقام أبو جحيفة فصلى ومن طريق بن عمر أنه كان يصلي مع الحجاج فلما أخر الصلاة ترك أن يشهدها معه ومن طريق محمد بن أبي إسماعيل قال كنت بمنى وصحف تقرأ للوليد فأخروا الصلاة فنظرت إلى سعيد بن جبير وعطاء يومئان إيماء وهما قاعدان. اهـ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى - (ج 4 / ص 20 - 21)
وَكَانَ خُلَفَاءُ بَنِي الْعَبَّاسِ أَحْسَنَ تَعَاهُدًا لِلصَّلَوَاتِ فِي أَوْقَاتِهَا مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ فَإِنَّ أُولَئِكَ كَانُوا كَثِيرَ الْإِضَاعَةِ لِمَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ كَمَا جَاءَتْ فِيهِمْ الْأَحَادِيثُ: " {سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ وَقْتِهَا فَصَلُّوا الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا وَاجْعَلُوا صَلَاتَكُمْ مَعَهُمْ نَافِلَةً}.اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/41)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 09:30 م]ـ
وهذه قصة في تأخير الصلاة عن وقتها، للحكم بن أيوب ابن عم الحجاج:
فتح الباري لابن رجب - (ج 6 / ص 192)
وقضية يزيد الضبي مع الحكم بن أيوب في إنكاره عليه تأخير الجمعة وهو يخطب معروفة، وكان أنس بن مالكٍ حاضراً.
وقد خرّجها بتمامها ابن أبي الدنيا في ((كتاب الأمر بالمعروف)) من رواية جعفر بن سليمان: حدثني المعلى بن زياد، قال: حدثني يزيد الضبي، قال: أتيت الحسن ثلاث مراتٍ، فقلت: يا أبا سعيدٍ، غلبنا على كل شيء، وعلى صلاتنا نغلب؟! فقال الحسن: إنك لن تصنع شيئاً، إنما تعرض نفسك لهم.
قال: فقمت والحكم بن أيوب ابن عم الحجاج يخطب، فقلت: الصلاة يرحمك الله، قال: فجاءتني الزبانية، فسعوا الي من كل جانب، فأخذوا بلبتي، وأخذوا بلحيتي ويدي وكل شيء، وجعلوا يضربوني بنعالهم وسيوفهم، قال: وسكت الحكم بن
أيوب، وكدت أن أقتل دونه، ففتح باب المقصورة، فادخلت عليه، فقال: أمجنونٌ أنت؟! قلت: ما بي من جنون، قالَ: أوما كنا في صلاة؟ قلت: أصلحك الله، هل من كلام أفضل من كتاب الله؟ قال: لا، قلت: لو أن رجلاً نشر مصحفه فقرأه غدوة حتى يمسي، ولا يصلي فيما بين ذلك، كان ذلك قاضياً عنه صلاته؟ قال الحكم: إني لأحسبك مجنوناً: قال: وأنس بن مالكٍ جالس قريباً من المنبر، على وجههٌ خرقة
خضراء، فقلت: يا أبا حمزة، أذكرك الله، فانك صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخدمته، أحقٌ أقول أم باطلٌ؟ قال: فو الله ما أجابني بكلمةٍ، فقال له الحكم: يا أنس، قال: لبيك، أصلحك الله - قال: وقد كان فات ميقات الصلاة - قال: يقول له أنس: قد كان بقي من الشمس بقيةٌ؟ فقال: احبساه. قال: فحبست، فشهدوا أني مجنونٌ.
قال جعفر: فإنما نجا من القتل بذلك - وذكر بقية القصة.
فقد تبين بهذا السياق أن الصحابة والتابعين كانوا كلهم خائفين من ولاة السوء الظالمين، وإنهم غير قادرين على الإنكار عليهم، وأنه غير نافع بالكلية؛ فإنهم يقتلون من أنكر، ولا يرجعون عن تأخير الصلاة على عوائدهم الفاسدة.
وقد تكلم بعض علماء أهل الشام في زمن الوليد بن عبد الملك في ذلك، وقال: أبعث نبيٌ بعد محمدٍ يعلمكم هذا - أو نحو ذلك؟ فأخذ فأدخل الخضراء، فكان آخر العهد به.اهـ.(151/42)
الكتاب الكبير: العرب البائدة والعاربة والمستعربة (مخطوط أم مطبوع)؟
ـ[ابوصفوان السالم]ــــــــ[23 - 12 - 09, 12:28 م]ـ
قال عاتق البلادي في (رسائل ومسائل في الأنساب والتاريخ والجغرافية) ج5 ما يلي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=72850&stc=1&d=1261560396
الكتاب: (العرب البائدة؛ والعاربة؛ والمسعربة)
تأليف: نائف بن محمد العصيمي
زارني المؤلف الكريم في يوم 18 ربيع الثاني 1425هـ في مصيفي في الطائف برفقة الاستاذ الاديب صاحب المؤلفات العديدة حماد السالمي؛ وعرض المؤلف كتابه علي لمراجعته
وقبلت ذلك لا اعتداداً بعلمي؛ ولكن رغبة في الإطلاع على هذا السفر الضخم؛ تصفحت الكتاب بمجلداته الثلاثة؛ وبصفحاته الـ 1445 ورقة؛ فإذا أنا أمام سفر ما رأيت مثله في وقتنا الحاضر!
فقد بحث مؤلفه ونقب واُضني لاشك في جمع مادته وتنسيقها؛ وتأليف معلوماته وتنظيمها؛ حتى صار معلمة علمية لا يستغنى عنها باحث ولا عالم؛ فقد مر؛ وعام؛ وخاض في بحر هذا العلم بطريقة ذكرتنا بجهود أسلافنا من الجهابذة العلماء.
لم يدع المؤلف وليس في طاقة أحد اليوم الإستقصاء؛ فقد اتسعت الامة وغُم علينا أخبار الكثير منها؛ ولكن ما جاء به في هذا الكتاب لم يسبق إليه من معاصرينا سابق؛ ولا أظن أن يلحقه لاحق!؛ لقد جاء مؤلفنا بالعجب العجاب؛ وقدم من العلم ما يستطاب؛ فإن لم يكن هذا ماء السحاب فإنه أعذب من ماء السحاب؛ فهو الشهد المشتار؛ وأطايب ما يختار.
أما المؤلف: نائف بن محمد سعيد العصيمي؛ فقد لحق بالجحفل الجرار؛ ودخل هذا العلم من البوابة الأمامية؛ وإذا كان الطائف تأخر في الماضي فكرياً عن جاراته وأخواته فقد جاء في هذا الزمن مثل حماد السالمي؛ والشريف محمد بن منصور؛ ونائف العصيمي؛ من جعل هامته شامخة وقامته مديدة؛ ورفع يده بالسلام؛ نداً نديداً بفضل هؤلاء الأعلام بعد العلي العلام.
ـ[السلامي]ــــــــ[23 - 12 - 09, 05:59 م]ـ
كنت أبحث عن كتاب الرسائل لعاتق البلادي ولم أجده فليتك تتحفني به مشكورا بارك الله فيك .....
ـ[ابوصفوان السالم]ــــــــ[28 - 12 - 09, 09:26 م]ـ
اخي الفاضل
كتاب الباحث عاتق البلادي كبير؛ صدر منه حتى الآن 6 مجلدات كبار؛ ولا استطيع تلبية طلبك فإن أردت رسالة معينة من الكتاب صورتها لك.
ومن يعرف شيء عن الكتاب فلا يبخل علينا بخبر
ـ[ابوصفوان السالم]ــــــــ[09 - 02 - 10, 11:41 ص]ـ
هل من أخبار عن الكتاب؟(151/43)
هل مات موسى الكاظم مسموماً؟
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[24 - 12 - 09, 03:40 م]ـ
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , أما بعد:-
فإن لموسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر منزلة رفيعة عند أهل السنة فقد قال عنه الذهبي في السير (6/ 270):-
الإمام القدوة.
وقال أيضا:-
ذكره أبو حاتم فقال: ثقة صدوق، إمام من أئمة المسلمين. انتهى.
وسبب كتابة هذا المقال هو طعن البعض في أمير المؤمنين الخليفة الرشيد بأنه أمر بقتله.
فأقول
أما عن موته فقد مات وهو محبوس بأمر الرشيد في بغداد حتف أنفه (ميتة طبيعية).
وهذا قول كل المؤرخين من أهل السنة كالخطيب البغدادي وابن الجوزي وابن الأثير والذهبي وابن كثير وابن خلكان.
ومع أن ابن خلكان ذكر ذلك لكنه ذكر رواية بصيغة التمريض بأنه مات مسموما.
ومن الشيعة الذين ذكروا موته في الحبس غير مسموم اليعقوبي والأصفهاني.
ولكن الشيعي المسعودي ذكر بأنه أخرج من الحبس ثم مات مسموما.
وأما الرافضة فقد أجمعوا على أنه مات محبوسا مسموما.
فلنا تاريخنا ولهم تاريخهم كما أننا لنا ديننا ولهم دينهم.
وكان قد حبس في عهد المهدي بسبب خوفه من خروجه ثم أطلقه.
قال ابن الجوزي في المنتظم (3/ 147):-
وأقدمه المهدي بغداد ثم رده إلى المدينة لمنام له رآه.
أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر بن ثابت قال: حدَّثني الحسن بن، محمد الخلال قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عمران قال: حدثنا محمد بن يحيى، الصولي قال: حدثنا عون بن محمد قال: سمعت إسحق الموصلي يقول: حدثنيا الفضل بن الربيع، عن أبيه: أنه لما حبس المهدي موسى بن جعفر رأى المهدي في النوم علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يقول: يا محمد " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم " قال الربيع: فأرسل إلي ليلاً، فراعني ذلك فجئته، فإذا هو يقرأ هذه الآية، وكان أحسن الناس صوتاً. وقال علي بموسى بن جعفر: فجئته به فعانقه وأجلسه إلى جانبه، وقال: يا أبا الحسن، رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في النوم فقرأ علي كذا، فتؤمننيِ أن َتخرج علي أو على أحد من ولدي؟ فقال: والله لا فعلت ذلك، ولا هو من شأني قال: صدقت، يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار ورده إلى أهله إلى المدينة قال الربيع: فأحكمت أمره ليلاً، فما أصبح إلا وهو على الطريق خوف العوائق. انتهى.
ثم حبس مرة أخرى في عهد الرشيد واختلف في سبب سجنه.
فقد قال ابن الجوزي في المنتظم (3/ 147):-
ثم لم يزل مقيماً بالمدينة إلى أيام الرشيد، فحجَّ الرشيد فاجتمعا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فسمع منه الرشيد كلاماً غيّره.
وهو ما أخبرنا به منصور القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي قال: حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال: حدَّثنا الحسين بن القاسم قال: حدِّثني أحمد بن وهب قال: أخبرني عبد الرحمن بن صالح الأزدي قال: حج هارون الرشيد فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم زائراً له وحوله قريش وأفياء القبائل ومعه موسى بن جعفر فلما انتهيا إلى القبر قال: السلام عليك يا رسول الله، يا ابن عم. افتخاراً على مَنْ حوله، فدنا موسى بن جعفر فقال: السلام عليك يا أبت فتغير وجه هارون وقال: هذا الفخر يا أبا الحسن حقاً.
ثم اعتمر الرشيد في رمضان سنة تسع وسبعين، فحمل موسى معه إلى بغداد فحبسه بها، فتوفي في حبسه، فلما طال حبسه كتب إلى الرشيد بما أخبرنا به عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا الجوهري قال: حدثنا محمد بن عمران المرزباني قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد الخصيبي قال: حدثني أحمد بن إسماعيل قال: بعث موسى بن جعفر إلى الرشيد من الحبس رسالة كانت: إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء، حتى نقص جميعاً إلى يوم ليس فيه انقضاء، يخسر فيه المبطلون. انتهى.
وأما الأصفهاني الشيعي فقد ذكر بأن الرشيد خاف خروجه فحبسه.
فقد قال في مقاتل الطالبيين (1/ 131):-
ذكر السبب في أخذه وحبسه حدثني بذلك أحمد بن عبيد الله بن عمار، قال: حدثنا علي بن محمد النوفلي عن أبيه وحدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثني يحيى بن الحسن العلوي، وحدثني غيرهما ببعض قصته، فجمعت ذلك بعضه إلى بعض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/44)
قالوا: كان السبب في أخذ موسى بن جعفر أن الرشيد جعل ابنه محمداً في حجر جعفر بن محمد بن الأشعث، فحسده يحيى بن خالد بن برمك على ذلك وقال: إن أفضت الخلافة إليه زالت دولتي ودولة ولدي. فاحتال على جعفر بن محمد، وكان يقول بالإمامة، حتى داخله وأنس به، وأسر إليه، وكان يكثر غشيانه في منزله فيقف على أمره ويرفعه إلى الرشيد ويزيد عليه في ذلك بما يقدح في قلبه. ثم قال يوماً لبعض ثقاته: أتعرفون لي رجلاً من آل أبي طالب ليس بواسع الحال يعرفني ما أحتاج إليه من أخبار موسى بن جعفر؟ فدل على علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد، فحمل إليه يحيى بن خالد البرمكي مالاً. وكان موسى يأنس إليه ويصله وربما أفضى إليه بأسراره، فلما طلب ليشخص به أحس موسى بذلك، فدعاه فقال: إلى أين يا بن أخي؟ قال: إلى بغداد قال: وما تصنع؟ قال: علي دين وأنا مملق. قال: فأنا أقضي دينك وأفعل بك واصنع، فلم يلتفت إلى ذلك، فعمل على الخروج، فاستدعاه أبو الحسن موسى فقال له: أنت خارج؟ فقال له: نعم لا بد لي من ذلك فقال له: انظر يا بن أخي واتق الله لا تؤتم أولادي! وأمر له بثلثمائة دينار، وأربعة آلاف درهم.
قالوا: فخرج علي بن إسماعيل حتى أتى يحيى بن خالد البرمكي، فتعرف منه خبر موسى بن جعفر، فرفعه إلى الرشيد وزاد فيه، ثم أوصله إلى الرشيد فسأله عن عمه فسعى به إليه، فعرف يحيى جميع خبره وزاد عليه وقال له: إن الأموال تحمل إليه من المشرق والمغرب، وإن له بيوت أموال، وإنه اشترى ضيعة بثلاثين ألف دينار فسماها اليسيرة، وقال له صاحبها وقد أحضره المال: لا آخذ هذا النقد ولا آخذ إلا نقداً كذا وكذا، فأمر بذلك المال فرد وأعطاه ثلاثين ألف دينار من النقد الذي سأل بعينه، فسمع ذلك منه الرشيد وأمر له بمائتي ألف درهم نسبت له على بعض النواحي، فاختار كور المشرق، ومضت رسله لقبض المال. ودخل هو في بعض الأيام إلى الخلاء فزحر زحرة فخرجت حشوته كلها فسقطت، وجهدوا في ردها فلم يقدروا، فوقع لما به، وجاءه المال وهو ينزع فقال: وما أصنع به وأنا أموت؟! وحج الرشيد في تلك السنة فبدأ بقبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أعتذر إليك من شيء أريد أن أفعله، أريد أن أحبس موسى بن جعفر؛ فإنه يريد التشتت بين أمتك وسفك دمائها.
ثم أمر به فأخذ من المسجد فأدخل إليه فقيده.
وأما المسعودي الشيعي فقد ذكر بأن الرشيد أطلقه من حبسه ثم مات مسموما.
فقد قال في مروج الذهب (3/ 356):-
إن عبد الله بن مالك الخزاعي كان على دار هارون الرشيد وشرطته، فقال: أتأني رسول الرشيد وقتاً ما جاءني فيه قط،، فانتزعني من موضعي ومنعني من تغيير ثيابي، فراعني ذلك، فلما صرت إلى الدار سبقني الخادم فعرف الرشيد خبري، فأذن لي في الدخول عليه فدخلت فوجدته قاعداً على فراشه فسلمت عليه فسكت ساعة، فطار عقلي وتضاعف الجزع علي، ثم قال: يا عبد الله أتدري لما طلبتك في هذا الوقت قلت: لا والله ياأمير المؤمنين، قال: إني رأيت الساعة في منامي كأن حبشياً قد أتاني ومعه حربة فقال: إن خليت عن موسى بن جعفر الساعة وإلا نحرتك بهذه الحربة، فاذهب فخل عنه، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين، أطلق موسى بن جعفر ثلاثاً، قال: نعم امض الساعة حتى تطلق موسى بن جعفر، وأعطه ثلاثين ألف درهم، وقل له: إن أحببت المقام قبلنا فلك عندي ما تحب، وإن أحببت المضي إلى المدينة فالإذن في ذلك لك، قال: فمضيت إلى الحبس لأخرجه، فلما رآني موسى وثب إلي قائماً وظن أني قد أمرت فيه بمكروه، فقلت: لا تخف، فقد أمرني بإطلاقك وأن أدفع لك ثلاثين ألف درهم، وهو يقول لك إن أحببت المقام قبلنا، فلك كل ما تحب، وإن أحببت الانصراف إلى المدينة فالأمر في ذلك مطلق لك، وأعطيته ثلاثين ألف درهم، وخليت سبيله وقلت له: لقد رأيت من أمرك عجباً، قال: إني أخبرك، بينما أنا نائم إذ أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا موسى، حبست مظلوماً فقل هذه الكلمات فإنك لا تبيت هذه الليلة في الحبس، فقلت: بأبي وأمي ما أقول قال: قل يا سامع كل صوت، ويا سابق الفوت، ويا كاسي العظام لحماً ومنشرها بعد الموت، أسألك بأسمائك الحسنى وباسمك الأعظم الأكبر المخزون المكنون الذي لم يطلع عليه أحد من المخلوقين، يا حليماً ذا أناة لا يقوى على أناته، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبداً ولا يحصى عدداً، فرج عني؛ فكان ما ترى. انتهى.
والله أعلم بالصواب.
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[26 - 12 - 09, 07:07 م]ـ
الله اعلم بالصواب.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[28 - 12 - 09, 02:07 م]ـ
ما هي نظرة اهل السنه و الجماعه لموسى الكاظم
و هل فيه نوع من التشيّع؟
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[28 - 12 - 09, 02:35 م]ـ
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , أما بعد:-
فإن لموسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر منزلة رفيعة عند أهل السنة فقد قال عنه الذهبي في السير (6/ 270):-
الإمام القدوة.
وقال أيضا:-
ذكره أبو حاتم فقال: ثقة صدوق، إمام من أئمة المسلمين. انتهى.
هذا جواب سؤالك، قد ذكرناه سابقا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/45)
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[28 - 12 - 09, 03:28 م]ـ
نسيت أنك اجبتني
جزاك الله خير اخي عبدالاله(151/46)
أخطاء ابن خلدون في دفاعه عن هارون و المأمون و مدحه لهما
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 12 - 09, 09:31 م]ـ
هذا الموضوع مأخوذ من كتاب:
أخطاء المؤرخ ابن خلدون
في كتابه المقدمة
-دراسة نقدية تحليلية هادفة-
الدكتور
خالد كبير علال
- حاصل على دكتوراه دولة في التاريخ الإسلامي من جامعة الجزائر-
==========
سادسا: في دفاعه عن هارون الرشيد و المأمون و مدحه لهما:
دافع ابن خلدون عن الخليفتين هارون الرشيد و ابنه المأمون و مدحهما بحماس، فقال عن الأول: إن ما يُروى من معاقرته للخمر و سكره مع الندماء، هو مُنكر لم يثبت، فقد رُوي أنه كان مصاحبا للعلماء و الأولياء، و يغزو عاما و يحج عاما، و يصلي في اليوم مائة ركعة. و مما يُبعد ذلك عنه أنه كان قريبا من جده أبي جعفر المنصور و ابنه المهدي، فجده كانت له مكانة في العلم و الدين، و والده كان يتورع في كسوة جديدة لعياله، فكيف يليق بالرشيد معاقرة الخمر،و هو قريب من جده و أبيه، و حتى أشراف العرب كانوا يتورعون من شرب الخمر في الجاهلية،و الرشيد و أباؤه كانوا يتجنبون المذمومات في دينهم و دنياهم، و يتصفون بالمحامد و أوصاف الكمال [1].
و ردا عليه أقول: أولا إن مسألة تضارب الروايات في أخلاق هارون الرشيد و سلوكياته معروفة في كتب التراجم و التواريخ، و هي تحتاج للنقد و التحقيق إسنادا و متنا، للوصول إلى أمر صحيح في هذه القضية. لكن الذي يهمنا نحن هنا ليس إثبات ذلك أو نفيه، و إنما الذي يهمنا هو هل أصاب ابن خلدون في طريقة استدلاله في دفاعه عن الرشيد و مدحه له، أم لم يُوفق في ذلك؟، فهو لم يحقق روايات،و لا جمع كل ما ثبت عن سلوكيات الرشيد لكي نحتكم إليها، و لا احتكم إلى النصوص الشرعية، و إنما معظم ما قاله هو دعاوى و تهويلات و مزاعم وجهها كما يريد، و الدعوى –كما نعلم- لا يعجز عنها أحد، أما الدليل الصحيح فلا يقدر على الإتيان به كل أحد.
ثانيا إن أحوال الرشيد المروية عن ترفه و زهده و لهوه، هي أحوال كلها تدخل في إطار الإمكان العقلي،،و لا نستطيع ترجيح حالة على أخرى دون دليل صحيح، لأنه لا يغيب عنا أن كثيرا من الخلفاء و الملوك و الأمراء عُرفوا في تاريخنا الإسلامي بجمعهم بين مظاهر التدين و اللهو و الانحراف، لأسباب و أغراض كثيرة، الله أعلم بها و بنوايا أصحابها. و عليه فإن احتجاج ابن خلدون بما رُوي عن زهد هارون الرشيد ليس دليلا قاطعا لإثبات ما ذهب إليه، لأنه رُويت عنه أيضا أحوال أخرى مخالفة لذلك، و الفيصل هنا هو تحقيق كل ما رُوي عن أخلاقه، قبل اتخاذ موقف نهائي منه؛ مع العلم أن جمع الرشيد بين تلك المظاهر يبقى ممكنا في حقه، و ليس مستحيلا، لأنه قد يُثبت التحقيق العلمي صحة تلك الروايات على اختلافها.
و ثالثا إن قوله بأن مما يدفع عن الرشيد تلك الاتهامات قربه من جده و ابنه المعروف عنهما بعض التدين، هو قول لا يصلح أن يكون دليلا، لأن الإيمان و التقوى و الزهد و الصلاح، هي صفات لا تُورث، و إنما هي تُكتسب بالإخلاص و اليقين و العمل الصالح، و ليس بالضرورة أن الرجل الصالح يكون أهله مثله صالحين، فها هو نوح-عليه السلام- كانت زوجته و ابنه غير صالحين، و لوط-عليه السلام- لم تكن زوجته صالحة، و إبراهيم –عليه السلام- كان والده كافرا، و رسولنا الكريم-عليه الصلاة و السلام- كان عماه أبو طالب و أبو لهب كافرين.
و رابعا إن دفاعه عن هارون الرشيد في مسألة معاقرته للخمر، هو دفاع ضعيف جدا، لأنه لا يُوجد مانع يمنعه من شرب الخمر إلا التقوى، أما الاحتجاج بما كان عليه جده فهذا ليس دليلا أصلا. و أما قوله إن أشراف العرب كانوا يتورعون عن شرب الخمر في الجاهلية، فهذا غير صحيح، فقد كان العرب-في الغالب الأعم- يشربونها هم و أشرافهم و مواليهم و عبيدهم، و حتى الصحابة كانوا يشربونها قبل التحريم، و من المعروف أن قريشا لما خرجت إلى غزوة بدر، خرج معها كل أشرافها، و قال أبو لهب –لما جاء خبر نجاة العير- و هو من كبار أشرافها، قال: ((و الله لا نرجع، حتى نرد بدرا، فنقيم عليه ثلاثا، فننحر الجزور، و نطعم الطعام، و نسقي الخمر، و نعزف القيان)) [2]. و قد شرب أحد الصحابة الخمر حتى بعد تحريمها , و أُقيم عليه الحد [3]. و عليه فإن شرب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/47)
هارون الرشيد للخمر ممكن، و دليل ابن خلدون في دفعه عنه ضعيف.
و خامسا إن قوله بأن الرشيد و أجداده كانوا يتجنبون المذمومات في دينهم و دنياهم،و التخلق بالمحامد و أوصاف الكمال، هو قول ليس صحيحا على إطلاقه، فقد يصدق على بعض سلوكياتهم، أما عامتها فلا يصدق عليها بحال ,و الشواهد على ذلك كثيرة، منها إنهم من أجل الملك قتلوا بحق و بغير حق، و سفكوا الدماء،و هتكوا الأعراض، و نقضوا العهود، و ارتكبوا مجازر رهيبة، قُتل فيها خلق كثير لا يُحصيهم إلا الله تعالى [4]. و معروف عنهم-على ما يُروى- أنهم أعطوا الأمان للأمويين بالعهود و المواثيق، ثم لما جمعوهم نقضوها و قتلوهم شر قتلة [5].
و الشاهد الثاني هو أن العباسيين لما استولوا على الحكم بالقوة، توارثوه فيما بينهم، و هذا ليس سلوك من يتجنب المذمومات في دينه و دنياه، لأنهم أولا أخذوا الحكم بالقوة و لم يعطه لهم المسلمون. و ثانيا إنهم توارثوا الحكم و حرموا المسلمين من حقهم الشرعي في اختيار من يحكمهم، لمدة 524سنة، و هو حق أعطاه إياهم الشرع الحكيم. و ثالثا إنهم أداروا ظهورهم للعلويين الذين تعاونوا معهم،و قتلوا كثيرا منهم بحق و بغير حق.
و أما موقفه من المأمون، فقال مدافعا عنه: ((و أين هذا كله من حال المأمون المعروفة في دينه و علمه، و اقتفاء سنن الخلفاء الراشدين من آبائه،و أخذ بسير الخلفاء الأربعة أركان الملة، و مناظرته للعلماء و حفظه لحدود الله تعالى في صلواته و أحكامه، فكيف تصح عنه أحوال الفساق المستهزئين)) [6]. و قوله هذا غير صحيح في معظم جوانبه، و هو من مجازفاته الغريبة، و الشواهد الآتية تثبت ذلك قطعا.
أولها إن قوله بأن المأمون أخذ بسير الخلفاء الراشدين الأربعة،و تسميته لبعض أجداده بالخلفاء الراشدين، هو قول مبالغ فيه جدا، و لا يصدق عليه-أي المأمون- في أهم ما تميز به الخلفاء الراشدون، فهم وصلوا إلى الحكم بالشورى و البيعة و الاختيار، و أما العباسيون فوصلوا إليه بسفك الدماء، ثم توارثوه بدون اختيار من المسلمين و لا مشورة منهم، و فرضوا أنفسهم عليهم بالقوة؛ فدولتهم دولة ملك لا دولة خلافة، و أنما سميت خلافة مجازا و تجاوزا و تضليلا، بدليل أن رسول الله –عليه الصلاة و السلام- صحّ عنه أنه قال: ((اقتدوا بالذين من بعدي، أبو بكر و عمر))، و قال ((عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين من بعدي))، و ((الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون بعد ذلك ملكا)) [7]. فدولة بني العباس مُستثناة من الخلافة الراشدة الممدوحة المطلوب الاستنان بها، فهي إذن مذمومة. و كيف يكون المأمون على سنة الخلافة الراشدة،و قد أعلن جهارا نهارا أن أفضل الناس بعد النبي –صلى الله عليه وسلم-، هو علي ابن أبي طالب [8]، مخالفا بذلك النصوص الشرعية، و أقوال علي و غيره من الصحابة، و حقائق التاريخ الثابتة، و أقوال السلف، في أن أفضل الناس بعد رسول الله هو أبو بكر ثم عمر [9].
و الشاهد الثاني هو أ ابن خلدون مدح المأمون في علمه و مناظراته، و سكت عن انحرافاته الفكرية،و أعماله الخطيرة التي أثّرت سلبا على الحياة العلمية عند المسلمين، فقد كان معتزليا يقدم الشرع على العقل، و ينفي صفات الله تعالى، و ينكر تكلّمه، مخالفا بذلك صريح القرآن الكريم و السنة النبوية،و ما كان عليه السلف الصالح [10]. و هو الذي أشرف على ترجمة العلوم القديمة إلى اللغة العربية، و صرف عليها أموالا طائلة من أموال الأمة، فترجم كثيرا من ضلالات و كفريات و انحرافات اليونان و الفرس و الهنود [11]، و لم يُفرق بين ما ينفع الأمة و ما يضرها، و ما يصح ترجمته و ما لا يصح، فكان عمله في عمومه كارثة على جوانب كثيرة من الحياة الفكرية عند المسلمين، ضرره أكثر من نفعه، فأحدث نزاعا مريرا بين علماء الإسلام، و الفلاسفة المشائين المسلمين، ما تزال آثاره السلبية قائمة إلي يومنا هذا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/48)
و الشاهد الثالث هو أن ابن خلدون بالغ في مدح المأمون في دينه و سلوكه، و نسي الأخطاء و الجرائم التي ارتكبها في حق الرعية، فقد ذهبت طائفة منهم ضحية سياسته الخرقاء، عندما فرض على الناس القول بخلق القرآن بالقوة، و من عارضه و لم يستجب له عاقبه، فامتحن العلماء، و سجن بعضهم، و بعضهم مات في السجن، و عندما حضرته الوفاة أوصى خليقته المعتصم بمواصلة امتحان الناس بالقول بخلق القرآن [12].
و الشاهد الرابع هو أن ابن خلدون كال المديح للمأمون و وصفه بصفات لا يستحقها، و نسي أو تناسى أنه –أي المأمون- كان من رؤوس المعتزلة القائلين بخلق القرآن، و كبار علماء السلف قد ذموهم، و كفروا القائلين بخلق القرآن، منهم: سفيان الثوري، و سفيان بن عيينة، و يحيى بن معين، و وكيع بن الجراح، و احمد بن حنبل، و يزيد بن هارون، و عبد الله بن المبارك،و علي بن المديني، و غير هؤلاء كثير [13]، فتدبر ذلك. و عليه فلا يصح لابن خلدون المبالغة في مدح المأمون و إلحاقه بالخلفاء الراشدين في الأخذ بسيرهم،و قد ذكرنا طرفا من أخطائه و جرائمه سكت عنها ابن خلدون.
سابعا: دفاعه عن إدريس بن عبد الله العلوي:
دافع ابن خلدون عن نسب إدريس بن إدريس بن عبد الله العلوي، و قال إن الطاعنين فيه قالوا إن إدريس هذا هو ابن مولاهم راشد،و ليس ابن إدريس الأكبر، و هؤلاء الطاعنون في نسبه هم العباسيون و من أيدهم، محاولة منهم لوضع حد لدولة الأدارسة العلوية بالمغرب الأقصى، ثم قال ابن خلدون: ((على أن تنزيه أهل البيت عن مثل هذا من عقائد أهل الإيمان، فالله سبحانه قد أذهب عنهم الرجس، و طهرهم تطهيرا، ففراش إدريس طاهر من الدنس،و منزه عن الرجس بحكم القرآن)) [14].
و ردا عليه أقول: أولا إنني لا أناقش مسألة صحة نسب إدريس من بطلانه، و إنما أناقش ابن خلدون و أرد عليه في طريقة الاستدلال التي اتبعها في إثبات صحة نسب إدريس، لأنني أرى أن دليله كان ضعيفا جدا، و استدلاله بالقرآن كان خطأ.
و ثانيا إن آية التطهير لا تدل على ما ذهب إليه ابن خلدون، و يجب فهمها ضمن سياقها الذي وردت فيه، فالله تعالى يقول: ((يا نساء النبي لستن كأحد من النساء، إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض، و قلن قولا معروفا،و قرن في بيوتكن و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى، و أقمن الصلاة و أتين الزكاة، و أطعن الله و رسوله، إنما يُريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يُطهركم تطهيرا،و اذكرن ما يُتلى في بيوتكن من آيات الله و الحكمة، إن الله كان لطيفا خبيرا)) –سورة الأحزاب/32 - 34 –
فهذه الآيات خاطبت زوجات الرسول-عليه الصلاة و السلام- و أمرتهن بجملة أوامر، فبدأها الله تعالى بالأوامر و ختمها بها، و أثناءها قال الله تعالى: ((و إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت و يُطهركم تطهيرا)) فجاءت الآية بصيغة المذكر لأن رسول الله داخل معهن، و هو أول أهل البيت، كما أن الآية قالت أهل البيت و لم تقل آل البيت، و الأهل أخص،و الآل أعم، فالآية ليس فيها توسيع لتشمل الآل.
و واضح أيضا أن آية التطهير مُعلق تحقيقيها بتطبيق الأوامر و لا تتحقق إلا بها، لذلك قال تعالى: ((إنما يُريد الله ليذهب))، فهذه الإرادة متوقفة على الالتزام بتلك الأوامر، فمن التزم بها طهّره الله تعالى،و من لم يلتزم بها لا يُطهره.
و هذا التطهير الموعود ليس خاصا بأهل البيت فقط، بل هو يعم كل المسلمين، فكل مسلم قام بتلك الأوامر يُطهره الله تعالى، لقوله: ((خُذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها)) -سورة التوبة/ 103 - ،و ((و لكن يُريد الله ليطهركم و يتم نعمته عليكم)) –سورة المائدة /6 - .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/49)
و عن تلك الآية يقول ابن تيمية، إنها كقوله تعالى ((ما يُريد الله ليجعل عليكم من حرج،و لكن يريد ليطهركم،و ليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون))، و الله تعالى لم يُخبرنا أنه طهر جميع آل البيت، و أذهب عنهم الرجس، فإن هذا كذب على الله، فكيف و نحن نعلم أن من بني هاشم من ليس بمطهر من الذنوب، و لا أذهب عنهم الرجس. و معنى تلك الآيات هو أن الله تعالى يحب ذلك لعباده، و يرضاه لهم، و يأمرهم به، فمن فعله حصل له هذا المراد المحبوب، و من لم يفعل لم يحصل له ذلك، كقوله تعالى ((يريد الله ليُبين لكم،و يهديكم سنن الذين من قبلكم،و يتوب عليكم)) [15]-سورة النساء/26 - .
و بناء على ذلك فإن ما ذهب إليه ابن خلدون غير صحيح، عندما زعم أن إدريس بن إدريس مُطهر سلفا، لأنه من آل البيت، و هذا فهم خطأ لآية التطهير، فلا يتطهر إلا من آمن و اتقى، سواء كان من أهل البيت، أو من آل البيت، أو من أبناء الصحابة، أو من باقي المسلمين.
و ثالثا إن مما يُبطل زعم ابن خلدون من طهارة آل البيت لمجرد أنهم من آل البيت، هو أن التاريخ يشهد بأن في آل البيت الصالح و الطالح، و أنهم تقاتلوا فيما بينهم مرارا، و ما حدث بين العلويين و العباسيين من اقتتال و خيانات في صراعهم على الملك معروف في التاريخ لا يحتاج إلى توثيق. و ما ارتكبه العباسيون من قتل وسفك للدماء، للوصول إلى السلطة معروف في كتب التواريخ، فلما استحوذوا عليها توارثوها و حرموا المسلمين من حقهم في اختيار من يحكمهم، و قطعوا الطريق أمامهم لممارسة ذلك الحق المكفول شرعا.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] نفس المصدر، ص: 14.
[2] البوطي: فقه السيرة، ص: 157.
[3] البخاري: الصحيح، باب ما يُكره من لعن شارب الخمر و أنه ليس بخارج عن الملة، ج 6 ص: 2489.
[4] الذهبي: تذكرة الحفاظ، ج 1 ص: 158.
[5] انظر مثلا: عبد العزيز سالم: تاريخ المسلمين و آثارهم في الأندلس،بيروت، دار النهضة العربية، 1981، ص: 174، 175.
[6] نفس المصدر، 16.
[7] الألباني: الصحيحة، حديث رقم: 1142، 2735. سنن أبي داود من تحقيق الألباني، حديث رقم: 4607.
[8] ابن كثير: البداية، ج 10 ص: 177.
[9] للتوسع في هذا الموضوع انظر منهاج السنة النبوية لابن تيمية.
[10] عن أعمال المأمون انظر البداية و النهاية، الحوادث بين سنتي: 212 – 218 هجرية. و عن عقائد السلف انظر مثلا: صديق حسن خان: قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر.
[11] للتوسع في ترجمة العلوم القديمة إلى اللغة العربية،و أشهر الذين ترجموها أنظر: ابن النديم: الفهرست. و ابن أبي أصيبعة: عيون الأنباء في طبقات الأطباء.
[12] انظر مثلا: ابن كثير: البداية، ج 10 ص: 267. و الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد، ج 8 ص: 216، ج 19 ص: 313، ج 24 ص: 299، 300.
[13] انظر مثلا: الذهبي: السير، ج 12 ص: 506.و تذكرة الحفاظ، ج 2 ص: 428. و عبد الله بن احمد بن حنبل: السنة، ج 1ص: 102، 103، 108، 110، 111، 112، 115، 122، 124، 128.
[14] المقدمة، ص: 20.
[15] منهاج السنة النبوية، ج 2 ص: 173.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[26 - 12 - 09, 12:33 ص]ـ
لم ينقل عن أحوال أمير المؤمنين الخليفة الرشيد وسيرته في كتب أهل السنة إلا كل ثناء ومدح وخير.
وأما في كتب الشيعة كالأصفهاني والمسعودي واليعقوبي فقد ذكروا له أحوالا سيئة , وما ذاك إلا لحقدهم على هذا الإمام الناصر للسنة والقامع للبدعة.
وقد استغل هذه الروايات قوم من الحاقدين على بني العباس لما آتاهم الله من تاريخ عظيم ليس لغيرهم عشره.
وقد اغتر بروايات الشيعة قوم من الجهلة فأخذوا رواياتهم معتقدين صحتها وهم في ذلك ضالين.
وقد رجعنا إلى كلام أهل السنة عن الرشيد وسيرته كالخطيب البغدادي , وابن الجوزي , والطبري , وابن الأثير , والصفدي , والذهبي , وابن عساكر.
فما وجدنا إلا ما يجعل الرأس عاليا والوجه أبيضا.
وهذا شيء منها:-
قال مؤرج السدوسي في حذف من نسب قريش (ص 3):-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/50)
الرَّشيد كان أرغب النَّاس في الجهاد والحج، وأطيب النَّاس نفسا بنفقة فيهما. جاهد بنفسه، وأنفق ما لم تطب به نفس أحد قبله. ولم يلِ خليفة منذ كان الإسلام مثل ولايته. ولّي أكثر مما ولي المنصور.
قال ابن كثير في البداية والنهاية (10/ 214):-
كان من أحسن الناس سيرة وأكثرهم غزوا وحجا ولهذا قال فيه أبو المعلى:
فمن يطلب لقاءك أو يرده ... فبالحرمين أو أقصى الثغور
ففي أرض العدو على طمر ... وفي أرض الترفه فوق كور
وما حاز الثغور سواك خلق ... من المخلفين على الأمور
وكان يتصدق من صلب ماله في كل يوم بألف درهم وإذا حج أحج معه مائة من الفقهاء وأبنائهم وإذا لم يحج احج ثلاثمائة بالنفقة السابغة والكسوة التامة وكان يحب التشبه بجده أبي جعفر المنصور إلا في العطاء فإنه كان سريع العطاء جزيله وكان يحب الفقهاء والشعراء ويعطيهم ولا يضيع لديه بر ومعروف وكان نقش خاتمه لا إله إلا الله وكان يصلى في كل يوم مائة ركعة تطوعا إلى أن فارق الدنيا إلا أن تعرض له علة.
قال ابن خلدون في تايخه (1/ 17):-
وأما ما تموه له الحكاية من معاقرة الرشيد الخمر واقتران سكره بسكر الندمان فحاشا الله ما علمنا عليه من سوء , وأين هذا من حال الرشيد وقيامه بما يجب لمنصب الخلافة من الدين والعدالة وما كان عليه من صحابة العلماء والاولياء ومحاورته للفضيل بن عياض وابن السماك والعمري ومكاتبته سفيان الثوري وبكائه من موعظهم ودعائه بمكة في طوافه وما كان عليه من العبادة والمحافظة على أوقات الصلوات وشهود الصبح لأول وقتها.
وأيضا فقد كان من العلم والسذاجة بمكان , لقرب عهده من سلفه المنتحلين لذلك , ولم يكن بينه وبين جده أبي جعفر بعيد زمن إنما خلفه غلاما.
قال الصفدي في الوافي بالوفيات (1/ 3368):-
وكان من أميَز الخلفاء وأجّل ملوك الدنيا.
وكان يحبّ العلم وأهلَه ويعظِّم حُرُمات الله في الإسلام. انتهى.
وأما مسألة شرب الخمر فلم يذكر أحد شيء عنها إلا الذهبي فقد قال في السير (9/ 290):-
ومحاسنه كثيرة، وله أخبار شائعة في اللهو واللذات والغناء، الله يسمح له.
قال ابن حزم: أراه كان يشرب النبيذ المختلف فيه لا الخمر المتفق على حرمتها، قال: ثم جاهر جهارا قبيحا. انتهى.
والذهبي رحمه الله اعتمد في ذلك على الشيعي الفاسق الأصفهاني فإنه ينقل عنه كثيرا ويسميه العلامة مع إقراره بأنه شيعي!!
ولكن ابن الجوزي قد رد رواياته لفسقه وتشيعه وهذا هو الصواب ولا شك.
وأما النقل الذي نقله الذهبي عن ابن حزم فمحرف , وقد رجعنا لرسائل ابن حزم فوجدنا الكلام مختلفا.
فقد قال في رسائله (2/ 73):-
ثم من بني العباس الهادي والرشيد، وإنما كان يشرب الرشيد ما اختلف في جوازه فقط، وأما خمر العنب فلا. ثم جاهر الأمين جهاراً قبيحاً بالخمر. انتهى.
فإن صح شربه فلا شك أنه كان يشرب النبيذ المجاز من أهل الرأي فقد كانت مجالسته لأبي يوسف كثيرة.
فالصواب والله أعلم أن الرشيد لم يكن يشرب شيئا من الخمر فلا توجد هذه الروايات إلا عند المبتدعة وأما أهل السنة فلا وجود لهذه الروايات في كتبهم بل أنكرها بعضهم.
فهذا الانتقاد لابن خلدون لا قيمة له لموافقته المؤرخين من أهل السنة , والروايات المثتبة لشرب الخمر شيعية.
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[27 - 12 - 09, 03:27 م]ـ
متابع للموضوع
وان كنت اعرف قدر الرشيد بين ملوك الاسلام وحسن سمته وهديه
اما المامون فكان سبب ويلات للامة الاسلامية وسيرته سيئة
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[27 - 12 - 09, 05:16 م]ـ
هؤلاء آباء الرشيد وأجداده الذين طعن فيهم علال.
الرشيد بن المهدي بن المنصور بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب
والده: أمير المؤمنين المهدي سيرته حسنة عظيمة ولم يتكلم فيه أحد.
جده الأول: أمير المؤمنين الخليفة المنصور أثنى عليه المؤرخون ثناءاً كبيراً.
جده الثاني: الإمام محمد تابعي لم يتكلم فيه أحد.
جده الثالث: علي السجاد من خيار التابعين.
جده الرابع: صحابي جليل وحبر الأمة وترجمان القرآن.
جده الخامس: صحابي جليل وعم النبي وصنو أبيه.
وأما التهم التي اتهم بها بني العباس وهي:-
1 - القتل وسفك الدماء والمجازر.
2 - هتك الأعراض.
3 - نقض العهود.
أما الأولى والثالثة فسأتكلم عليها قريبا جدا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/51)
وأما هتك الأعراض فقد كذب علال وتجاوز حده وأظهر حقده عليه من الله ما يستحق.
وهذه تهمة لم يقلها حتى أعداء بني العباس من الروافض والجهمية.
فقد كان بنو العباس من أغير الناس على الأعراض حتى من سفك الدماء منهم.
قال ابن الأثير في الكامل في التاريخ (2/ 493):-
ولما قتل مروان قصد عامر الكنيسة التي فيها حرم مروان، وكان قد وكل بهن خادماً وأمره أن يقتلهن بعده، فأخذه عامر وأخذ نساء مروان وبناته فسيرهن إلى صالح بن علي بن عبد الله بن عباس. فلما دخلن عليه تكلمت ابنة مروان الكبرى فقالت: يا عم أمير المؤمنين! حفظ الله لك من أمرك ما تحب حفظه، نحن بناتك وبنات أخيك وابن عمك ليسعنا من عفوكم ما وسعكم من جورنا.
قال: والله لا استبقي منكم واحداً! ألم يقتل أبوك ابن أخي إبراهيم الإمام؟ ألم يقتل هشام بن عبد الملك زيد بن علي بن الحسين وصلبه في الكوفة؟ ألم يقتل الوليد بن يزيد يحيى بن زيد وصلبه بخراسان؟ أل يقتل ابن زياد الدعي مسلم بن عقيل؟ ألم يقتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي وأهل بيته؟ ألم يخرج إليه بحرم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، سبايا فوقفهن موقف السبي؟ ألم يحمل رأس الحسين وقد قرع دماغه؟ فما الذي يحملني على الإبقاء عليكن؟! قالت: فليسعنا عفوكم! فقال: أما هذا فنعم، وإن أحببت زوجتك ابني الفضل! فقالت: وأي عز خير من هذا! بل تلحقنا بحران. فحملهن إليها، فلما دخلنها ورأين منازل مروان رفعن أصواتهن بالبكاء.
ونقل أيضا في الكامل (2/ 495) عن عمرو بن معاوية بن عمرو بن سفيان بن عتبة بن أبي سفيان أنه قال:-
وكنت لا اتي مكاناً إلا عرفت فيه، فضاقت على الأرض، فقدمت على سليمان بن علي، وهو لا يعرفني، فقلت: لفظتني البلاد إليك، ودلني فضلك عليك، فإما قتلتني فاسترحت، وإما رددتني سالماً فامنت. فقال: ومن أنت؟ فعرفته نفسي، فقال: مرحباً بك، ما حاجتك؟ فقتل: إن الحرم اللواتي أنت أولى الناس بهن وأقربهم إليهن قد خفن لخوفنا ومن خاف خيف عليه. قال: فبكى كثيراً ثم قال: يحقن الله دمك ويوفر مالك ويحفظ حرمك. انتهى.
فعلى من يعرف علال هذا أن ينصحه بأن يترك كلامه هذا.
وإلا والله سيكون لنا معه شأن آخر.
يتبع .................
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[27 - 12 - 09, 06:48 م]ـ
و الشاهد الثاني هو أ ابن خلدون مدح المأمون في علمه و مناظراته، و سكت عن انحرافاته الفكرية،و أعماله الخطيرة التي أثّرت سلبا على الحياة العلمية عند المسلمين، فقد كان معتزليا يقدم الشرع على العقل.
جزاك الله خيراً
تصحح العبارة.
أحسنت أخي عبد الإله العباسي.
هذه الفرية أعني اتهام الرشيد بأنه صاحب جوار وقيان وبذخ وطرب وغناء، كما صوره المستشرقون والشعوبيون في الكتب التي ألفت عنه، وفي كتب ألف ليلة وليلة، والأغاني، وحلبة الكميت، وغيرها.
ينظر كتاب (من شوّه سيرة الرشيد؟) الذي ألفه شوقي أبو خليل، فقد أجاد فيه وأفاد.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 12 - 09, 07:01 م]ـ
وإلا والله سيكون لنا معه شأن آخر.
أبشر بطول السلامة يا مربع
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[28 - 12 - 09, 03:00 ص]ـ
اتق الله يا رجل ودعك من الرشيد، فوالله لا تبلغ ولا أنا معك معشار فضل له في غبار تغبر به في غزاة، وإنك لا تبغي بموضوعك هذا الخير فأقصر، تعمد إلى رجل أفضى إلى ربه تقع فيه وتروج أراجيف المرجفين، إنه أمير المؤمنين ورغم أنف كل أفاك أثيم، وما أرى علالا هذا إلا غلالا، وما في رده على ابن خلدون إلا اضغاث أحلام، وما نحن لأحلامه بمتفرغين، فاتنا بغير هذا تؤجر,
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[28 - 12 - 09, 11:30 ص]ـ
وأما تهمة نقض العهود
فأكبر مأخذ يأخذه هؤلاء هو نقض عهد ابن هبيرة وقتله.
ولم يعلموا سبب هذا النقض.
قال البلاذري في أنساب الأشراف (2/ 4):-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/52)
ثم طلب ابن هبيرة الأمان فأمنه المنصور أيضا، وكتب له كتابا، واشترط عليه أنه إن نكث أو غدر فلا أمان له. وكان مقيما بواسط يغدو ويروح إلى المنصور في جماعة كثيرة، ويتغدى عنده ويتعشى إذا حضر في وقت غذائه وعشائه، وهو في ذلك يدس إلى محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب وغيره، ويهم بالدعاء لآل أبي طالب وخلع أبي العباس، فتيقن أبو العباس ذلك من أمره. وكان أبو مسلم يكتب إليه فيشير عليه بقتله، ويقول: إن الطريق إذا كثرت حجارته فسد، وصعب سلوكه، فكتب أبو العباس إلى أبي جعفر يأمره بقتل ابن هبيرة، فأبي ذلك وكرهه للذي أعطاه من الأمان.
فكتب إليه: إن هذا الرجل قد غدر ونكث وهو يريد بنا العظمى، وما لكتاب عبد الرحمن فيه اقتله ولكن لما أبان لي من نكثه وفجوره، فلا تراجعني في أمره فقد أحل لنا دمه. فأمر المنصور الحسن بن قحطبة بأن يقتله فأبى. فقال خازم بن خزيمة: أنا أقتله، وساعده على ذلك الاغلب بن سالم التميمي، والهيثم بن شعبة وغيرهما، فداروا في القصر ثم دخلوا على ابن هبيرة وعليه قميص مصري وملاءة موردة أو صفراء، ومعه ابنه داود وكاتبه عمر بن أيوب في عدة من مواليه، وكان قد دعا بحجام ليحتجم، فلما رآهم مقبلين خر ساجدا فضرب بالسيوف حتى مات، وقتل ابنه ومن كان معه، وأراد عمر بن أيوب الخروج فقتل، ويقال إنهم جروه برجله حتى أنزلوه عن فراشه ثم قتلوه، وجاؤوا برأسه ورؤوس من كان معه إلى المنصور. وأخذ عثمان بن نهيك سيف حوثرة بن سهل فضرب به عنقه، وفعل بمحمد بن نباتة مثل ذلك، وفعل بيحيى بن حضين بن المنذر مثل ذلك. وكان معن بن زائدة الشيباني قد وفد إلى أبي العباس ببيعة ابن هبيرة، وأقام بالكوفة، فقتل ابن هبيرة وهو بالكوفة فسلم. انتهى.
وأما ما فعله عبدالله بن علي مع ثمانين من بني أمية من تأمنيهم ثم قتلهم فلا شك أن هذا منكر عظيم وقد أنكره أمير المؤمنين الخليفة المنصور كما سوف يأتي.
لكن السبب في قتلهم هو خروج بعضهم مع مجزأة الكلبي وأخيه فخشي منهم وقتلهم جميعا.
قال البلاذري في أنساب الأشراف (2/ 13):-
قالوا: ونزل عبد الله بن علي على نهر أبي فطرس، وكانت ببالس ابنة لمسلمة بن عبد الملك، فخطبها عامل عبد الله بن علي، وهو رجل من أهل خراسان فأنعمت له وقالت: أتهيأ لك، وكتبت إلى أبي الورد مجزأة بن الهذيل بن زفر الكلابي تستجير به، فخرج أبو الوازع أخو أبي الورد في جماعة فأتوا بالس والخراساني في الحمام فدخلوا عليه فقتل، ولحق بهم أبو الورد ودعا الناس فأجابه من قيس وغيرها زهاء سبعة ألاف، أكثرهم من قيس، وبلغ أبا محمد زياد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية، وذلك الثبت - وقيل ان اسم هذا السفياني العباس بن محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية، وان زيادا كان خرج طالبا بدم الوليد بن يزيد وليس هو بالخارج أيام عبد الله بن علي، والثبت أنه زياد - فطمع وقال: أنا السفياني الذي يروى أنه يرد دولة بني أمية، ونزل دير حنينا، وبايعه الوليد والناس وكتب إلى هشام بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط يدعوه إلى الخروج معه فاعتل عليه.
وبلغ عبد الله بن علي الخبر فقتل جميع من كان معه من بني أمية ومن يهدي هداهم، ووجه عبد الصمد إلى السفياني وأصحابه وهم بقنسرين في سبعة آلاف فاقتتلوا فانهزم الناس عن عبد الصمد حتى أتوا حمص، وأقبل ابن علي حتى نزل على أربعة أميال من حمص ووجه بسام بن إبراهيم وخفافا المازني بين يديه إلى حمص، وكتب إلى حميد بن قحطبة فقدم عليه. وصار السفياني وأبو الورد إلى مرج الأخرم، وأتاهم عبد الله بن علي ومعه عبد الصمد وحميد بن قحطبة فاقتتلوا في آخر ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وعلى ميمنة أبي محمد أبو الورد وعلى ميسرته الأصبغ بن ذؤالة الكلبي، فانهزم أهل الشام وهرب السفياني وجرح أبو الورد، فحمل إلى أهله فمات، ولجأ قوم من أصحاب أبي الورد إلى أجمة فأحرقت عليهم.
وبلغ ابن علي أن أبا محمد لبس الحمرة ودعا الناس، فأجابه خلق، فسار إليه فهزمه فتوارى، ثم أتى المدينة وعليها زياد بن عبيد الله الحارثي فاستدل عليه حتى عرف الدار التي هو فيها فوجه إليه من يأخذه، فخرج من الدار فقاتل ورماه رجل بسهم فأصاب ساقه فصرعه واعتوروه فقتلوه وكبروا، فسمع التكبير ابن له يقال له مخلد، فخرج فقاتل حتى قتل، وصلب أبو محمد وابنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/53)
قال الحرمازي: خرج السفياني في أيام أبي العباس ثم انهزم وتوارى حينا فقتل في أول خلافة المنصور. انتهى.
ومن باب الأمانة التاريخية فهنالك رواية أخرى تذكر أنه جلس معهم على الطعام وأحسن إليهم ثم جاءه شبل بن عبد الله مولى بني هاشم وأنشده شعرا قال فيه:-
أصبحَ الملك ثابتُ الأساسِ بالبهاليل من بني العباسِ
طلبوا وتر هاشم فشفوها بعد ميل من الزمان وياسِ
لا تقيلن عبد شمس عثاراً واقطعن كل رقلة وغرَاس
ذلها أظهر التودد منها وبها منكم كحد المواسي
ولقد ساءني وساء سوائي قربهم من نمارق وكراسي
أنزلوها بحيث أنزلها الله بدار الهوان والإتعاسِ
واذكروا مصرع الحسين وزيد وشهيد بجانبَ المهراس
فبعد ذلك أمر بقتلهم.
والذي يظهر لي أن الرواية الأولى أقرب للصواب فقد يكون ذلك دافعا قويا لقتلهم.
وأما الرواية الثانية فالدافع لقتلهم ضعيف ولا سيما بعد إكرامهم.
وأما أبو مسلم الخرساني فرجل سفاك للدماء ولم يأت عن الخليفتين السفاح والمنصور أنهما أقراه على سفك كل هذه الدماء فقد كان واليا على خراسان ومعه الجنود يفعل ما يشاء وكان قبل ذلك موكلا بإقامة الدعوة في خراسان.
ثم لما ظهر لأمير المؤمنين المنصور فساد نيته وخبث طويته وكونه خطرا على استقرار الدولة عزم على قتله وأظهر ذلك لأخيه فلم يجبه فلما تولى الخلافة تأكد عنده فساد نية أبي مسلم وخطره على الدولة فقرر التخلص منه بأي طريقة فإنه يصعب التخلص منه بطريقة الحرب لطاعة الناس له فمكر به حتى أراح الناس من شره.
وقد قال رحمه الله وغفر له للناس عن قتله لأبي مسلم لو تعلمون ما أعلم لعذرتموني.
وإن كان في هذه الأفعال شيء من الكذب والخداع فقد قال ابن حجر في الفتح:-
قَوْله: (بَاب الْكَذِب فِي الْحَرْب)
تَرْجَمَ بِذَلِكَ لِقَوْلِ مُحَمَّد بْن مَسْلَمَةَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلًا " اِئْذَنْ لِي أَنْ أَقُول، قَالَ قُلْ " فَإِنَّهُ يَدْخُل فِيهِ الْإِذْن فِي الْكَذِب تَصْرِيحًا وَتَلْوِيحًا
قَالَ النَّوَوِيّ: الظَّاهِر إِبَاحَة حَقِيقَة الْكَذِب فِي الْأُمُور الثَّلَاثَة، لَكِنَّ التَّعْرِيض أَوْلَى.
وَقَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ: الْكَذِب فِي الْحَرْب مِنْ الْمُسْتَثْنَى الْجَائِز بِالنَّصِّ رِفْقًا بِالْمُسْلِمِينَ لِحَاجَتِهِمْ إِلَيْهِ وَلَيْسَ لِلْعَقْلِ فِيهِ مَجَال، وَلَوْ كَانَ تَحْرِيم الْكَذِب بِالْعَقْلِ مَا اِنْقَلَبَ حَلَالًا اِنْتَهَى.
وَيُقَوِّيه مَا أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَابْن حِبَّانَ مِنْ حَدِيث أَنَس فِي قِصَّة الْحَجَّاج اِبْن عِلَاط الَّذِي أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَصَحَّحَهُ الْحَاكِم فِي اِسْتِئْذَانه النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقُول عَنْهُ مَا شَاءَ لِمَصْلَحَتِهِ فِي اِسْتِخْلَاص مَاله مِنْ أَهْل مَكَّة وَأَذِنَ لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِخْبَاره لِأَهْلِ مَكَّة أَنَّ أَهْل خَيْبَر هَزَمُوا الْمُسْلِمِينَ وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا هُوَ مَشْهُور فِيهِ.
والله أعلم.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[28 - 12 - 09, 11:42 ص]ـ
وأما التهمة بسفك الدماء
فأقول
أكثر من سفك الدماء عند قيام الدولة العباسية رجلين أبو مجرم الخرساني وعبدالله بن علي.
أما أبو مجرم الخرساني الذي قتل ستمائة ألف إنسان.
فقد كان موكلا بإقامة الدعوة في خراسان فخاض حروباً كثيرة فكان يفعل ما يشاء.
فليس كل فعل يفعله يقره عليه بنو العباس.
ومن هذه الأفعال القتل.
فقد نقل البلاذري في أنساب الأشراف (2/ 31) أن المنصور قال لأبي مجرم قبل أن يقتله:-
قتلت أهل خراسان وفعلت وفعلت. انتهى.
وقال أيضا (2/ 7):-
وقال الهيثم بن عدي: وجه أبو العباس حين استخلف أبا جعفر في ثلاثين من بني هاشم والفقهاء فيهم الحجاج بن أرطاة، إلى أبي مسلم ليهنؤوه بظهور الإمام وما فتح الله على يديه، ويعلموه ما كان له من الأثر الجميل عند أمير المؤمنين والذي هو عليه من شكره، فلما قدم عليه أبو جعفر وقف على بابه محجوبا ساعات. ثم أذن له ولم يظهر له من التبجيل ما كان يستحقه ولم يؤمره، فحقد عليه، فلما قدم على أبي العباس قال: إنه لا ملك ولا سلطان حتى تقتل أبا مسلم فقد أفرط في الدالة وعدا طوره، فأشار إليه أن أسكت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/54)
وقال أيضا (2/ 13) عن أبي مسلم:-
فقتل سليمان، وكتب إلى أبي العباس بخبره وقتله إياه، فلم يجبه على كتابه، فكان مما عاتبه عليه المنصور أن قال: قتلت سليمان بن كثير نقيب نقبائنا، ورئيس شيعتنا، وشيخ دعوتنا، وابنه، وقتلت لا هزا.
وقال أيضا (2/ 13):-
فكتب أبو العباس إلى أبي مسلم يعظم قتل عيسى ويأمره أن يقتل أبا داود به.
و قال الذهبي في تاريخ الإسلام (2/ 478):-
ولما رأى أبو جعفر عظيمة أبي مسلم بخراسان وسفكه للدماء ورجع من عنده قال لأخيه أبي العباس: لست بخليفة إن تركت أبا مسلم حياً! قال: كيف - قال: والله ما يصنع إلا ما يريد، قال: فاسكت واكتمها. انتهى.
ففي هذه النقولات تصريح واضح بأن أبا مسلم كان يقتل كما يشاء من غير مشورة ولا تأييد من السفاح والمنصور.
بل كان السفاح والمنصور ينكرون ذلك عليه.
فلما طال أمره وشره قتله المنصور وخلص الأمة منه.
وأما عبدالله بن علي بن عبدالله بن عباس فهو السفاح الحقيقي.
فإن أمير المؤمنين أبا العباس سمي بالسفاح لإعطائه المال وهذا اللقب إنما ظهر في كتب المتأخرين.
وقد جاء في لسان العرب لابن منظور ورجل سَفَّاحٌ، مِعْطاء والسَّفَّاح: لقب عبد الله بن محمد أَوّل خليفة من بني العباس.
وأما عبدالله بن علي فلقب بالسفاح لسفكه الدماء الكثيرة.
وهو الذي قتل أكثر من ثمانين رجلا من بني أمية عند نهر أبي فطرس
عندما خرج عليه مجزأة الكلبي ومعه بعض بني أمية كما ذكرنا سابقا.
وقد أنكر المنصور رحمه الله ما فعله عمه رحمه الله.
فقد نقل ابن عساكر في تاريخ دمشق (38/ 117) عن إبراهيم بن عيسى بن أبي جعفر المنصور:-
قال سمعت عمي سليمان بن أبي جعفر يقول كنت واقفا على رأس المنصور ليلة وعنده إسماعيل بن علي وصالح بن علي وسليمان بن علي وعيسى بن علي فتذاكروا زوال ملك بني أمية وما صنع بهم عبد الله وقتل من قتل منهم بنهر أبي فطرس فقال المنصور رحمة الله ورضوانه على عمي ألا من عليهم حتى يروا من دولتنا ما رأينا من دولتهم ويرغبوا إلينا كما رغبنا إليهم فقد لعمري عاشوا سعداء وماتوا فقداء. انتهى.
وكذلك السفاح كان ينكر على عمه عبدالله القتل.
قال ابن قتيبة في كتاب الإمامة والسياسة (ص 338):-
قال أبو العباس – يريد أمير المؤمنين رحم الله عبد الواحد، ولولا أنَّ السفاح عمِّي لاقتدت منه. انتهى.
وعند الرجوع إلى التراجم عند الذهبي وابن كثير نجد بأنهم ذكروا بأن أبا مسلم كان سفاكا للدماء وكذلك عبدالله بن علي.
ولم يذكروا بأن السفاح كان سفاكا للدماء وكذلك المنصور.
وكذلك جميع خلفاء بني العباس وهم 51 خليفة لم يذكر عن أحد منهم أنه كان سفاكا للدماء إلا القاهر.
وسوف يكون هنالك بإذن الله بحث عن الدماء التي سفكت عند قيام دولة بني العباس وكيف كان موقف بني العباس من سفك الدماء.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[28 - 12 - 09, 11:56 ص]ـ
وأما قول المعلول علال
أن بني العباس أداروا ظهورهم للعلويين الذين تعاونوا معهم،و قتلوا كثيرا منهم بحق و بغير حق.
فأقول
هذا من كذبه الكثير.
بل بدأوا دولتهم بتقريبهم والإحسان إليهم حتى لو أساؤا.
قال البلاذري في أنساب الأشراف (2/ 12):-
حدثني العمري عن الهيثم بن عدي عن ابن عياش قال: ابتدأ أبو العباس آل أبي طالب بالبر والتكرمة، فكان ذلك لا يزيدهم إلا التواء عليه، وكان عبد الله بن حسن بن حسن أشدهم له حسدا، وأقلهم له شكرا، فقال يوما: لقد صدق معاوية حين قال: ما أحد من الناس إلا وأنا استطيع رضاه إلا حاسد نعمة لا يرضيه عني إلا زوال نعمتي فلا أرضاه الله عني أبدا، وهؤلاء بنو أبي طالب أرحامهم وأحسنت برهم وهم يأبون بحسدهم وسوء نياتهم إلا القطيعة، وإني لأتخوف أن يعود حلمي عليهم بما يكرهون في عواقب الأمور والله المستعان.
وحدثني عبد الله بن صالح عن علي بن صالح صاحب المصلى قال: أقدم أبو العباس عبد الله بن حسن عليه، فبره وأكرمه وأعطاه ألف ألف درهم، فلما انصرف إلى المدينة أتاه أهلها مسلمين عليه وجعلوا يدعون لأبي العباس لبره به واجزاله صلته، فقال عبد الله: يا قوم ما رأيت أحمق منكم تشكرون رجلا أعطانا بعض حقنا وترك أكثره. فبلغ ذلك أبا العباس فدعا إخوته وأهل بيته وجعل يعجبهم من قول عبد الله، فقالوا: يا أمير المؤمنين إنما يتم احسانك إليه وإنعامك عليه بالصفح عنه، وتكلم أبو جعفر فيه بكلام شديد وقال: إن الحديد بالحديد يفلح. فقال أبو العباس: من تشدد أنفر، ومن لان تألف، والجاهل تكفيكه مساوئه. انتهى.
فمن خرج منهم قتل وهذا حكم الله.
وأما من لم يخرج وظهر منه التأييد للخارجين وستر عليهم فسجن.
والصحيح أنه لم يقتل أحد ممن مات في السجن إنما ماتوا حتف أنوفهم كما ذكر ذلك الواقدي والذهبي.
وأما من لم يخرج ولم يؤيد بل كان ناصحا فقد أكرم كما حصل مع الحسن بن زيد عندما ولاه المنصور المدينة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/55)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 12 - 09, 06:19 م]ـ
كذب علال وتجاوز حده وأظهر حقده عليه من الله ما يستحق.
وأما قول المعلول علال
هذا من كذبه الكثير
أهذه أخلاقكم يا عباسي؟
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[29 - 12 - 09, 09:57 م]ـ
قال الله تعالى {لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم}
وهذا العلال قد ظلم قومنا ظلماً كبيراً.
وبهتنا بهتانا عظيما.
فرمى أسلافنا جميعا آباء الرشيد وأجداده بانتهاك الأعراض ونقض العهود وسفك الدماء ولم يستثني أحداً حتى الصحابة والتابعين.
فماذا تنتظر منا؟
السكوت واللين والاستحياء!!
قد خبنا إذا وخسرنا وضل عملنا.
واعلم أن الانتصار من بعد الظلم وعدم السكوت عليه خلق محمود.
والرضا بالسب والذل خلق مذموم.
ـ[سمير بن لوصيف]ــــــــ[29 - 12 - 09, 10:37 م]ـ
صدقني أخي عبد الإله، الدكتور خالد كبير علال يحب العباسيين خاصة الذين ناصروا السنة منهم و هو يذكر دائما فضائل الرشيد و الخلفاء الآخرين لكن لا يتوارى عن ذكر مثالب القوم إن وجدت
و هو يتبع منهجا يراه الأنسب في تبيان الحقيقة و لعله يخطئ أحيانا و الرجل نيته سليمة و لا داعي لكيل كل هذه الاتهامات ضده
و هو - و الله - يقبل النصيحة و يستقبل بصدر رحب كل من يصرح له بأخطائه و أنا لم أقل هذا إلا لكونه أستاذي و شيخي
كان من المفروض أن تواجه الرجل بالدليل و تبين له مواطن الخلل و لا بأس أن توجه له كلام نقديا من قبيل أخطأت، و جانبت الصواب في كذا، إلى غيرها من الألفاظ العلمية المستعملة في هذه الظروف
فانظر - يا رعاك الله - إلى كتب شيخ الاسلام ابن تيمية التي انتقد فيها خصومه و رغم أن أكثرهم من الملاحدة أو الكفار إلا أنه يستعمل معهم عبارات اللين و الرفق لجلبهم إليه مع الشدة عليهم في النقد بالحجة و الدليل لا بالسب و الشتم
فدونك أخي الرد بالحجة و البرهان و دع عنك الأوصاف التي تجعل من ردك كأنه لاشئ
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[29 - 12 - 09, 10:37 م]ـ
وأما بالنسبة للمأمون
فمخالفة المأمون لبني العباس كانت قبل أن يظهر أي بدعة بثماني عشرة سنة , عندما خلع أخاه الأمين من الخلافة ودعا إلى نفسه , واستمر في حرب أخيه إلى أن تمكن جنوده من دخول بغداد وقتل أخاه الأمين رحمه الله , فأي خير يرجى ممن قتل أخاه من أجل الدنيا؟
ولم يكتف بذلك فقط في مخالفة بني العباس , فبعد خلعه لأخيه من الخلافة بسبع سنين بايع بولاية العهد لعلي الرضا بن موسى الكاظم ونزع السواد الذي اختاره بنو العباس تأسيا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما دخل مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء , فنزع السواد وأمر بالخضرة التي لا نقل فيها ولا أثر.
ولم يسكت على ذلك بنو العباس فخلعوا المأمون وبايعوا عمه إبراهيم بن المهدي فلم يستمر في الخلافة إلا سنة بعد محاربة المأمون لهم فكان ذلك من شؤم الخروج على الإمام.
ولم يقف المأمون في مخالفة بني العباس عند هذا الحد بل تعدى إلى الجناب العظيم والشأن الجليل إلى العقيدة , فخالف عقيدة العباس وابنه عبدالله وعلي بن عبدالله ومحمد بن علي والمنصور والمهدي والرشيد , فنبذ عقيدة آبائه وأجداده من العباس إلى الرشيد وراء ظهره وأخرج بدعا شتى , أولها الكفر العظيم القول بخلق القرآن , وثانيها تفضيل علي على كل الصحابة , ثالثها براءة الذمة ممن ترحم على معاوية أو ذكره بخير , فاعتقد هذه البدع وامتحن الناس عليها.
وكان قد جر على الأمة شرا كبيرا مستطيرا بترجمة كتب الفلاسفة والملاحدة من اليونان والهنود إلى اللغة العربية , فكانت سببا في ضلال كثير من الناس وظهور بدع جديدة لم تكن موجودة.
ولكن مع ذلك كله كان محبا للعلم وأهله وباحثا عن الحق ,وكان سبب ضلاله مجالسة أهل البدع والأهواء فقد قال ابن كثير في البداية والنهاية (14\ 217):- وقد كان فيه تشيع واعتزال وجهل بالسنة الصحيحة , وكان على مذهب الاعتزال لأنه اجتمع بجماعة منهم بشر بن غياث المريسي فخدعوه وأخذ عنهم هذا المذهب الباطل، وكان يحب العلم ولم يكن له بصيرة نافذة فيه، فدخل عليه بسبب ذلك الداخل، وراج عنده الباطل , ودعا إليه وحمل الناس عليه قهرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/56)
وأما بحثه عن الحق ورجوعه إليه إذا تبين له الدليل فقد قال الصفدي في الوافي بالوفيات عن المأمون (1\ 2518):- وقد نادى المنادي بإباحة متعة النساء ولم يزل به يحيى بن أكثم، وروى له حديث الزهري عن ابني ابن الحنفية عن أبيهما محمد عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر، فلما صحح له الحديث رجع إِلى الحق وأبطلها.
وقال البري في الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة (ص 175):-
كان حليماً، إذ أبان له وضوح حجَّة انقاد إليها، وإن كان يخالفها. انتهى.
وهذا السبب هو الذي جعل أهل العلم لا يكفرونه مع أنهم كفروا من زين له هذا القول كبشر المريسي وابن أبي دوؤاد وغيرهم.
وحتى نكون منصفين سنذكر بعضا من محاسنه.
1 - قال ابن كثير في البداية والنهاية (14\ 192):- ولما بلغ المأمون هذه الابيات - وهي قصيدة طويلة للشاعر أبو الحسن بن علي بن جبلة الخراساني يلقب بالعكوك - عارض فيها أبا نواس فتطلبه المأمون فهرب منه ثم أحضر بين يديه فقال له: ويحك فضلت القاسم بن عيسى علينا , فقال: يا أمير المؤمنين أنتم أهل بيت اصطفاكم الله من بين عباده، وآتاكم ملكا عظيما، وإنما فضلته على أشكاله وأقرانه , فقال: والله ما أبقيت أحدا حيث تقول:
كل من في الارض من عرب * بين باديه إلى حضره
ومع هذا فلا أستحل قتلك بهذا، ولكن بشركك وكفرك حيث تقول في عبد ذليل:
أنت الذي تنزل الايام منزلها * وتنقل الدهر من حال إلى حال
وما مددت مدى طرف إلى أحد * إلا قضيت بأرزاق وآجال
ذاك الله يفعله، أخرجوا لسانه من قفاه , فأخرجوا لسانه في هذه السنة فمات.
2 - قال الذهبي في السير (10\ 279):-
أدخل خارجي على المأمون، فقال: ما حملك على الخلاف؟ قال: قوله: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قال: ألك علم بأنها منزلة؟ قال: نعم.
قال: وما دليلك؟ قال: إجماع الامة.
قال: فكما رضيت بإجماعهم في التنزيل، فارض بإجماعهم في التأويل.
قال: صدقت , السلام عليك يا أمير المؤمنين.
3 - قال اللالكائي في اعتقاد أهل السنة (4\ 742):-
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي أخبرنا علي بن أحمد بن الجهم الكاتب قال ثنا أبو سعيد علي بن الحسن القصري قال سمعت أبا الهذيل يقول قال المأمون لحاجبه يوما انظر من بالباب , ءأصحاب الكلام؟ فخرج وعاد إليه فقال بالباب أبو الهذيل العلاف وهو معتزلي وعبد الله ابن أباض الأباضي وهشام بن الكلبي الرافضي فقال المأمون ما بقي من أعلام جهنم أحد إلا وقد حضر.
4 - قال ابن القيم في أحكام أهل الذمة (1\ 467):-
ودخل بعض الشعراء على المأمون وفي مجلسه يهودي جالس فأنشده:-
يا ابن الذي طاعته في الورى ... وحكمه مفترض واجب
إن الذي عظمت من أجله ... يزعم هذا أنه كاذب
فقال له المأمون أصحيح ما يقول؟ قال نعم , فأمر بقتله.
وأما عن ترجمته فقد وافق ابن خلدون في الثناء على سيرته غير واحد من المؤرخين.
قال الذهبي في السير (10/ 273) عن المأمون:-
وكان من رجال بني العباس حزما وعزما ورأيا وعقلا وهيبة وحلما، ومحاسنه كثيرة في الجملة.
وقال أيضا (10/ 274):-
وكان المأمون عالما فصيحا مفوها.
وقال أيضا (10/ 276):-
وكان جوادا ممدحا معطاء.
وقال أيضا (10/ 279):-
قال أبو معشر المنجم: كان أمارا بالعدل، محمود السيرة، ميمون النقيبة، فقيه النفس، يعد من كبار العلماء.
ونقل ابن بسام الشنتريني في الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة (2/ 936) عن الأديب أبي طالب عبدالجبار في منظومته عن الدولة العباسية:-
وكان في سيرته المأمون ... عدلاً رضاً له تقى ودين
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[29 - 12 - 09, 11:29 م]ـ
الأخ سمير بارك الله فيك
شيخك وأستاذك أخطأ في حقنا خطأ عظيما.
فلو أنه اكتفى بقوله سفكوا الدماء لرددنا عليه بالأدلة وتأولنا له لوجود من شذ من بني العباس وسفك الدماء.
ولو اكتفى بقوله نقضوا العهود لرددنا عليه بالأدلة وتأولنا له لعدم الوقوف على سبب النقض في بعض الأحوال.
ولكنه طعننا طعنة كبيرة ورمى أسلافنا بهتك الأعراض وهذا ما لم يصرح به أحد من مؤرخي السنة بل ولا الشيعة.
وبينا بأنه حتى عبدالله بن علي الذي كان سفاكا للدماء لم ينتهك عرض أحد بل كان يحفظ الأعراض.
وأتبع شيخك طعنته هذه بطعنة في آباء الرشيد وأجداده.
فهذا ما لم نحتمله وأغضبنا غضبا شديدا.
ونحن نتحاور في هذا المنتدى وغيره يوميا الكثير من المحاورات ولا نصرح بسب أحد.
ولكن شيخك وأستاذك هو الذي اضطرنا إلى ذلك فظلمنا ظلما كبيرا.
وكما ذكرت سابقا قوله تعالى {لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم}.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[29 - 12 - 09, 11:52 م]ـ
أي شيء أفدتناه ــ يا محمد الامين ـ بنقلك هذا؟ ألا ليتك تأدبت بما أدب الله به عباده المؤمنين إذ قال: (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم و لا تسألون عما كانوا يعملون)
وهلا أطعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ نهى عن سب الاموات ـ ولوكانوا كفارا ـ إذا كان سبهم مؤذ لأحيائهم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/57)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 12 - 09, 11:14 م]ـ
فماذا تنتظر منا؟
السكوت واللين والاستحياء!!
إذا شئت يوماً أن تسود عشيرة ...... فبالحكم سُدْ لا بالتسرع والشتم!!!
كنت أنتظر منك أن تلتزم بآداب الإسلام وتترك تقليد السفاح
وقد أوذي الأنبياء بأشد من هذا فما لجئ أحدهم إلى كيل الشتائم
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[31 - 12 - 09, 01:25 ص]ـ
لم نخرج عن آداب الإسلام ولله الحمد، فقد قال تعالى (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) الآية.
وقال تعالى (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ) الآية.
ومع كل هذا الخطاب الغير مألوف من محمد الأمين، ما زال يمارس عادته من الطعن في بني العباس، فيطعن في عمنا أبي العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس.
قال ابن كثير في البداية والنهاية (13/ 275):-
ذِكْرُ استقلال أبي العباس عبدالله بن محمد بن علي بن عباس الملقب بالسفاح , وما اعتمده في أيامه من السيرة الحسنة والعدالة التامة. اهـ.
وهذا رد لي على أحدهم بخصوص لقب السفاح:
وأما أمير المؤمنين أبو العباس عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب، فقد قال في خطبته الأولى لأهل الكوفة (قد زدت في أعطياتكم 200 درهم فأنا السفاح المبيح) إلى آخر خطبته، وقد وصل رحمه الله بن عمه عبدالله المحض بن الحسن المثنى بألف ألف درهم (مليون) فكان أول من وصل بهذا المبلغ وذلك عندما قال له عبدالله المحض لم يسبق لي أن أرى الألف ألف درهم، فأعطاه إياها وذلك لكرمه وسفحه المال سفحا، ولهذا لقب بهذا إن صح تلقيبه به فلبعض دكاترة التاريخ رأي آخر، وأن هذا اللقب إنما ظهر في كتب المتأخرين.
وقد جاء في لسان العرب لابن منظور ورجل سَفَّاحٌ، مِعْطاء والسَّفَّاح: لقب عبد الله بن محمد أَوّل خليفة من بني العباس.
وقد أخرج أحمد في مسنده بسند ضعيف عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن يقال له السفاح فيكون إعطاؤه المال حثياً).
وإنما الذي كان سفاحا بحق وهو الذي لقب بهذا اللقب في كتب المؤرخين المتقدمين كابن سعد والطبري والمدائني وغيرهم، هو عم المنصور وأبي العباس عبدالله بن علي بن عبدالله بن عباس.
وهذا مقال لأحد الدكاترة:
(أبو العباس السفاح .. هل كان سفَّاحا للدِّماء حقّا؟)
عنوان مقال رصين كتبه الأستاذ عبدالحميد العبَّادي _ أستاذ التاريخ _ في مجلة الثقافة (عدد 47) ..
والحقُّ أنني لم أقف على المقال .. لكن قرأت ملخَّصا له في كتاب الدكتور رجب البيُّومي (بين الأدب والنقد).
ومدار المقال حول شخصية أبي العباس السفاح .. وخلاصته أن الباحث أراد أن يتوصَّل إلى بطلان ما وصم به أبو العباس الخليفةُ العباسي الأول من أنَّه كان سفاكا للدماء وأنه كان متوحشا مستبدا ... الخ.
أما الحجج التي استند إليها الأستاذ العبادي .. فإليك ملخَّصها:
1 - أن بعض المؤرخين، كالطبري والمسعودي وابن الأثير، وصفوا أبا العباس بصفات حسنة؛ منها: أنه كان متصوِّنا عفيفا حسن المعاشرة لأهل بيته مقتصدا في معيشته، لم تخرجه أبهة الملك وعظمة السلطان عن حدِّ البساطة في مأكله ومشربه، كريما معطاء إذا حضر الناس طعامه رأوه أبسط ما يكون وجها ... الخ، ثم يبين الأستاذ العبادي أنَّ هذه الصفات النبيلة لا يمكن أن تجتمع في مَن وُصِف بهذا الوصف المخيف المثير المقزِّز: (السفاح).
2 - أن المؤرخين القدامى كالطبري وأبي حنيفة الدينوري _ صاحب الأخبار الطوال _ (قلت: وكذلك خليفة بن خياط والمدائني وابن سعد وغيرهم) عندما ذكروا أبا العباس لم يصفوه بهذا الوصف، كما أنهما لا ينسبان إليه شيئا من حوادث القتل والمثلة، وإنما ينسبا ذلك إلى أعوانه أمثال عمه عبدالله، وغيره.
3 - بين الأستاذ الباحث أن عبدالله بن علي عمَّ الخليفة _ واسمه كاسم الخليفة، ولعلَّ هذا من أسباب الخلط _ هو السَّفاح الحقيقيُّ، ثشهد بذلك وقائعه الدامية ببني أمية، وقد استند الباحث في إثبات ذلك إلى بعض النصوص الواردة في كتب التاريخ القديمة ومن ذلك:
- جاء في كتاب أخبار مجموعة ص 48 ((فلما اجتمع بنو أمية عند السفاح قعد لهم، وأدخلهم على نفسه في سرادق له، ليرسلهم بزعمه إلى أمير المؤمنين))
ويبدو أن السفاح غير أمير المؤمنين.
- وفي (الإمامة والسياسة) المنسوب لابن قتيبة ص 336 ((وذكروا أن أبا العباس ولَّى عمه عبدالله بن علي الذي يقال له: السفاح الشامَ)).
- وفي ص 338 ((قال أبو العباس – يريد أمير المؤمنين -: رحم الله عبد الواحد، ولولا أنَّ السفاح عمِّي لاقتدت منه)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/58)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 12 - 09, 01:52 ص]ـ
ومن قال أني أتكلم عن أبي العباس وليس عن عمه؟ أليس كلاهما من بني عباس؟ علماً بأني قد قرأت كلامك من قبل وهو ضعيف، فأنت كثيرا ما تعتمد مراجع متأخرة لا سند فيها أو كتباً قديمة لا قيمة لها مثل الإمامة والسياسة.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[31 - 12 - 09, 02:30 ص]ـ
أولا) مقال: أبو العباس السفاح .. هل كان سفَّاحا للدِّماء حقّا؟، كاتبه هو الأستاذ عبدالحميد العبَّادي _ أستاذ التاريخ وقد كتبه في مجلة الثقافة (عدد 47) ..
ثانيا) إذا كان خيلفة بن خياط
وابن سعد
والمدائني
وأبو حنيفة الدينوري صاحب الأخبار الطوال
ومحمد بن حبيب البغدادي صاحب المحبر والمنمق
والطبري
أصحاب مراجع متأخرة، فما هي المراجع المتقدمة؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 12 - 09, 03:00 ص]ـ
لم نخرج عن آداب الإسلام ولله الحمد.
وهل التنابذ بالألقاب من آداب الإسلام؟!! أم أنه من باب الفجور عند الغضب؟
وهل نسيت مفرداتك الهابطة التي يستحي المرؤ من ذكرها، وقد حذفها المشرف جزاه الله خيراً هنا: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=925798&postcount=23 وفي موضوع المقارنة بين الأمويين والعباسيين؟ إن كنت تناسيت فإن الله لا ينسى {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}
أما بخصوص السفاح وجرائمه الفظيعة فدونك هذا المقال المختصر: http://www.ibnamin.com/Tarikh/umayad_abbasi.htm
ولو أردنا التفصيل لكان ذلك في مجلدات سميكة، أحصاه الله ونسوه.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[31 - 12 - 09, 03:56 ص]ـ
أنقل ما في هذا الرابط
http://www.ibnamin.com/Tarikh/umayad_abbasi.htm
هنا حتى يتبين للناس من هو السفيه والحاقد والكذاب والفاجر في الخصومة.
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[31 - 12 - 09, 06:57 م]ـ
لا حول ولا قوة الا بالله
اتمنى من الاخوة الكرام الترفع عن الالفاظ الغير مقبولة شرعا وذوقا وادبا , ومقابلة الاساءة بالحسنى او التغاضي عن الاساءة
ملاحظة مهمة /
ترا اللي تتكلمون عنهم ذهبوا الى الله وزالت دولتهم فلا تغضبوا كثيرا في النقاش وتحتدوا , وبينوا الحق باحسن عبارة
ملاحظة اخرى /
ان زوال دولة وقيام دولة اخرى يصاحبه كثير من الدماء وهذا معلوم لمن يدرس التاريخ ويبحث فيه(151/59)
لماذا سميت " بلاد السند " بهذا الاسم؟
ـ[منصور المهيني]ــــــــ[26 - 12 - 09, 12:36 ص]ـ
السلام عليكم ..
أخوتي الكرام ..
لماذا سميت " بلاد السند " بهذا الاسم؟
ـ[فهد الخالدي]ــــــــ[27 - 12 - 09, 06:14 ص]ـ
أظن أنها سُميت بذلك نسبة لنهر أو وادي السند
والله أعلم وأحكم
ـ[محمود المنصور]ــــــــ[31 - 12 - 09, 06:11 م]ـ
محمد بن القاسم ... فاتح بلاد السند!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=193546
ـ[منصور المهيني]ــــــــ[31 - 12 - 09, 07:53 م]ـ
الأخ الفاضل / فهد الخالدي ..
أشكرك على الفائدة، ولكن أليس هناك تعليل آخر لتسمية هذا البلاد؟
وشكرا لك على مجهودك، لاحرمك الله الأجر ..
-----------
الأخ الفاضل / محمود المنصور ..
مشاركتك ثمينة، بأن وجهتني إلى مشاركة تاريخية لهذا البطل الشاب ..
سعدت بقراءتها، حيث أني لم أعلم من مسيرة هذا المغوار إلا اسمه!!
لاحرمك الله الأجر ..(151/60)
من هذا الصبي؟
ـ[أحمد العقيدي]ــــــــ[26 - 12 - 09, 09:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قراءة قبل بضعة سنين قصة في الطبقات الكبرى لابن سعد أن صبي مشى خلف النبي صلى الله عليه وسلم, وقلد مشيته مستهزئاً فطرد ذلك الصبي ووالده من المدينه.
الرجاء لمن يعرف اسم هذا الصبي أن يذكره لنا
جزاكم الله ألف خير
ـ[أحمد العقيدي]ــــــــ[27 - 12 - 09, 02:48 ص]ـ
عفواً قصد أن أقول " قرأت قبل بضع سنين ........(151/61)
خط سير الرسول صلى الله عليه وسلم عند انتقاله من قباء إلى بني النجار (خارطة توضيحية)
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[27 - 12 - 09, 11:52 م]ـ
العنوان يشرح نفسه
وقيل
قد تغني صورة واحدة عن الف كلمة
http://sirah.al-islam.com/image/maps/7.gif(151/62)
هذه العائلات العصرية ما هو أصلها؟
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[28 - 12 - 09, 08:04 ص]ـ
فلان عائلته صرصور وفلان عائلته الخطيب وفلان عائلته كذا وفلان كذا
من أين جاءت هذه الأسماء لهذه العائلات أمر طالما حيرني
فهل من يقشع عني هذه الغمامة
جزاه الله خيرا
ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[30 - 12 - 09, 05:12 ص]ـ
أحياناً يكون اسم العائلة هو اسم جد من أجدادهم و أحياناً لقب له و أحياناً مهنته
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[30 - 12 - 09, 07:29 ص]ـ
ولمهنة الجد أو حادث حدث له دور مهم في إطلاقه عليه من قبل المجتمع أو من حوله .. مثال غير حقيقي:
فذاك لأنه كان لحاما لقب من بعده بفلان بن فلان اللحام
وذلك لأنه كان شيخًا كبيرًا مهابًا في قومه , لقب من جاء من صلبه بأبناء الشيخ
وذلك لأنه قتل مظلومًا , لقب من جاء بعده بفلان ابن فلان ابن فلان المظلوم .. وهكذا
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[30 - 12 - 09, 07:56 ص]ـ
جزاكما الله خيرا
حبذا لو زدتموني استفادة بذكر بعض المراجع التي توضح ذلك
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[30 - 12 - 09, 07:57 ص]ـ
مراجعي حقيقة كتاب الحياة:)
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[30 - 12 - 09, 08:43 ص]ـ
ولمهنة الجد أو حادث حدث له دور مهم في إطلاقه عليه من قبل المجتمع أو من حوله .. مثال غير حقيقي:
أخي الفاضل: أبو زارع المدني ..
أنا أخالفك فيما ذهبت إليه من أن ذلك غير حقيقي ..
أعرف عائلات أسمائها يعود لحرفة جد من الأجداد أو حادثة وقعت لجد من الأجداد ونحو ذلك ..
لكن لا أقول كل العوائل لكن الأغلب لمواقف وأحداث وحالات ارتبط بها الأسم ..
المصدر: كتاب الحياة .. لمؤلفه: الواقع من حولي .. (ابتسامه)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[30 - 12 - 09, 11:00 م]ـ
يبدو أن كتابكم يحتوي على النفائس العزيزة والدرر الثمينة:)
أنا قصدت بمثال غير حقيقي أي أن الأسماء التي استشهدت بها ليست من الواقع , من مرجعي الكتاب الحياتي.
ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[31 - 12 - 09, 02:26 م]ـ
جزاكم الله خير يبدو أن الشيخ بكر أبو زيد ذكر طرفاً من ذلك في كتابه طبقات النسابين
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[31 - 12 - 09, 06:40 م]ـ
نعم بعضها جاء من اسم للجد او حرفة لاحد اجدادهم او حادث معين حصل او لقب اطلقه بعض الناس عليهم لموقف معين وغلب اللقب عليهم
وهذا واقع ومشاهد بل نعرف اناسا باعيانهم مثال على ما سبق
وطبعا لا نستطيع التعميم (فالتعميم هنا خطأ)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[01 - 01 - 10, 12:19 ص]ـ
هناك كتاب لطيف موضوعه قريب من هذا الموضوع , واسمه:
الطرفة فيمن نسب من العلماء إلى مهنة أوحرفة
وهو من إخراج دار الراوي في 220 صفحة
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[01 - 01 - 10, 07:14 ص]ـ
أخي الفاضل: أبو زراع المدني .. نفع الله بك، وخدمة جيدة منك ..(151/63)
الإمام محمد بن إسحاق بن يسار!!!
ـ[محمد أمجد رازق]ــــــــ[28 - 12 - 09, 01:52 م]ـ
إلى الإخوة أهل السيرة والتاريخ!
هل جمعت مرويات محمد بن إسحاق بن يسار في السيرة في مؤلف جامع مستقل؟
وهل طبع جزء محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق بعد طبعته الأولى؟
وهل فيه إسهام لتنقيح مرويات السيرة إذا جمعت موسوعة من مرويات محمد بن إسحاق بن يسار رحمه الله في المغازي والسير.
ـ[القاسم بن محمد]ــــــــ[26 - 07 - 10, 06:41 ص]ـ
إلى الإخوة أهل السيرة والتاريخ!
هل جمعت مرويات محمد بن إسحاق بن يسار في السيرة في مؤلف جامع مستقل؟
وهل طبع جزء محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق بعد طبعته الأولى؟
وهل فيه إسهام لتنقيح مرويات السيرة إذا جمعت موسوعة من مرويات محمد بن إسحاق بن يسار رحمه الله في المغازي والسير.
للرفع(151/64)
إشكال تاريخي حول صيام عاشوراء
ـ[قاهر الفتن]ــــــــ[29 - 12 - 09, 04:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أسعد الله أوقاتكم, ورزقكم بالأجر والسعادة
اخواني الأفاضل, نُقِلَ لي إشكال حول صوم يوم عاشوراء, ويتعلّق الإشكال بتاريخه, لذلك طرحت الموضوع في هذا المنتدى. إن كان الإخوة المشرفين يرون أن هناك مكان أنسب, فلكم الضوء الأخضر, مع العذر مقدّمًا.
@@@@@@
جاء فى الحديث الذى رواه مسلم أنه
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود صياماً ليوم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا اليوم الذي تصومونه قالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكراً لله فنحن نصومه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن أحق وأولى بموسى منكم فصامه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه.
@@@@@@
(الإشكالية)
(1)
ما أعلمه أن الرسول عليه الصلاة والسلام قدم إلى المدينة في شهر ربيع الأوّل.
السّؤال:
أ) كيف يقول ابن عباس: إنه قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء؟ بينما الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قدم في ربيع الأوّل؟
ب) قال لي أحد الإخوة أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يقدم إلى المدينة في شهر ربيع الأوّل وأن هذه المعلومة خاطئة. فهل هذا صحيح؟ وما الدليل؟
(2)
ثبت في "الصحيحين " من حديث عائشة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنها قالت كانت قريش تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية وكان يصومه فلما هاجر إلى المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض شهر رمضان قال ((من شاء صامه ومن شاء تركه))
وثبت أيضًا في " الصحيحين " أن الأشعث بن قيس دخل على عبد الله بن مسعود وهو يتغدى فقال يا أبا محمد ادن إلى الغداء. فقال أوليس اليوم يوم عاشوراء؟ فقال وهل تدري ما يوم عاشوراء؟ قال وما هو؟ قال إنما هو يوم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه قبل أن ينزل رمضان فلما نزل رمضان تركه
فهذا فيه أن صومه والأمر بصيامه كان عند قبل الهجرة إلى المدينة ثم إن ابن مسعود أخبر أن يوم عاشوراء ترك برمضان وهذا يخالفه حديث ابن عباس التالي الذي يقول أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمر بصيامه قبل وفاته بعام
روى مسلم في " صحيحه " عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم))
السّؤال
أ) كيف نوفق بينهما؟
ب) والأمر الآخر, إن كان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سيخالف اليهود, وإن كان قد صامه طيلةالسنين حتى فُرِضَ صيام رمضان, لماذا لم يخالف الرسول اليهود في تلك السنوات السالفة؟
ج) الواضح من أوّل حديث أن الرسول عندما رآى اليهود في المدينة, استفسر عن سبب الصيام فأمر بصيام عاشوراء (كون المسلمين أولى بموسى من اليهود) ... لكن ماذا عن صيامه قبل فرض رمضان؟ هل أيضًا كان لمخالفة اليهود؟ وإن كان لمخالفة اليهود, لماذا عاد وسألهم في المدينة؟
@@@@@@
أرجو من إخواني التكرّم علي بالإجابة بتفصيل سهل لأن الموضوع أشكل علي. وسؤالي الأخير هو:
الرجاء إرشادي (خطوة بخطوة) زمنيًا ماذا حصل بالضبط. أعني: ابتداءًا متى بدأ صيام عاشوراء؟ في مكة أم المدينة؟ ومتى؟ ثم هل كان فرضا أم سنة؟ ثم هل عاد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأمر بصيامه بعد الهجرة إلى المدينة؟ يعني أمر بصيامه ثم تركه ثم جعله سُنَّة؟ ثم ماذا عن السنة الأخيرة قبل وفاته؟ لماذا لم يأمر بمخالفتهم إلا قبل وفاته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بسنة؟
@@@@@@
أشكركم مقدمًا على جهودكم
وفّقكم الله
ـ[محمود الرضواني]ــــــــ[08 - 07 - 10, 10:09 م]ـ
لدي دراسة مفصلة عن عاشوراء والإشكالية التي ألمت به، وقد فتح الله علي فيها بما لم يقف عليه سلفنا الصالح، ولكني لا أحب أن أنشرها هنا قبل أن تأخذ مكانها من النشر الورقي
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[09 - 07 - 10, 02:18 م]ـ
هذا الاشكال ليس مختصا بعاشوراء بل في كثير من تواريخ السيرة
والسبب في هذا يرجع الى ان النسئ وكبس الشهور والتواريخ عند العرب قد تحولت عن اماكنها وازمانها الحقيقية ولذلك لما حج النبي صلى الله عليه وسلم قال (ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلقه الله) وقد قال اهل العلم ان حجة ابي بكر رضي الله عنه قد وقعت في غير وقتها
والله اعلم
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[09 - 07 - 10, 05:41 م]ـ
لدي دراسة مفصلة عن عاشوراء والإشكالية التي ألمت به، وقد فتح الله علي فيها بما لم يقف عليه سلفنا الصالح، ولكني لا أحب أن أنشرها هنا قبل أن تأخذ مكانها من النشر الورقي
الله أكبر
فتح الله عليك بما لم يقف عليه السلف الصالح!!!
معذرة أأنت الدكتور محمود عبدالرزاق الرضواني صاحب الكتب النافعة؟؟
لو كنت كذلك فمعذرة على قولي لأن الكلمة صعبة علي
بارك الله فيكم ونفع بكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/65)
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[09 - 07 - 10, 05:43 م]ـ
نريد ازاحة هذا الاشكال بارك الله فيكم
والاجابة على اسئلة الاخ
ـ[محمود الرضواني]ــــــــ[09 - 07 - 10, 09:57 م]ـ
إلى الأخ (أبي الفدا) غفر الله لنا وله، انا لست د محمود عبد الرازق، وإنما عبد فقير من عباد الله من طلاب العلم، ليس ببعيد أن يفتح الله عليه في هذا المجال لأن عطاء ربك ليس بمحظور، ولولا أنني وقفت على أشياء كثيرة في هذا الموضوع وغيره، وأريد أن اثبتها أولا في كتاب ورقي، وهي لدي جاهزة وابحث عن ناشر أمين ثقة لنشرها، حيث توجد في السيرة إشكالات كثيرة في حاجة إلى تحقيق دقيق، وقد أصدرت منذ ثلاث سنوات دراسة تفصيلية توضح الخلل الذي أحاط بالمعراج والإسراء نشرت في دار التراث، بعنوان (السيرة النبوية دراسة نقدية، المعراج والإسراء نموذجا)، وللأسف لم أجد حتى الآن، من طلبة العلم ولا من أهل العلم المعروفين توقف عند النتائج التي فتح الله بها علي.
وبالنسبة لعاشوراء لعل أكثر من توقف عنده ابن القيم في زاد المعاد ولكن للأسف لم يحل إشكالية التناقض الوارد بين الأحاديث الصحيحة.(151/66)
سلسلة تحذير من - ثالثا: الكنجي الشافعي و كتابه كفاية الطالب
ـ[نور الدين الجزائري]ــــــــ[29 - 12 - 09, 07:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
كثيرا ما يحتج الإمامية بعلماء و كتب ليسوا حجة على أهل السنة و الجماعة لهذا سنحاول تبيانهم إن شاء الله تعالى هذه المرة ننتقل للكنجي و الذي كان يدعى أنه شافعي
الكنجي الرافضي (ق7 - 685 هـ)
البداية والنهاية: ابن كثير: الجزء13 صفحة255 وقعة عين جالوت
http://www.yasoob.com/books/htm1/m024/28/no2838.html (http://www.yasoob.com/books/htm1/m024/28/no2838.html)
وقعة عين جالوت:
اتفق وقوع هذا كله في العشر الأخير من رمضان من هذه السنة فما مضت سوى ثلاثة أيام حتى جاءت البشارة بنصرة المسلمين على التتار بعين جالوت وذلك أن الملك المظفر قطز صاحب مصر لما بلغه أن التتار قد فعلوا بالشام ما ذكرنا وقد نبهوا البلاد كلها حتى وصلوا إلى غزة وقد عزموا على الدخول إلى مصر وقد عزم الملك الناصر صاحب دمشق على الرحيل إلى مصر وليته فعل وكان في صحبته الملك المنصور صاحب حماه وخلق من الامراء وأبناء الملوك وقد وصل إلى قطية وأكرم الملك المظفر قطز صاحب حماه ووعده ببلده ووفاه له ولم يدخل الملك الناصر مصر بل كر راجعا إلى ناحية تيه بني إسرائيل ودخل عامة من كان معه إلى مصر ولو دخل كان أيسر عليه مما صار إليه ولكنه خاف منهم لأجل العداوة فعدل إلى ناحية الكرك فتحصن بها وليته استمر فيها ولكنه قلق فركب نحو البرية وليته ذهب فيها واستجار ببعض أمراء الاعراب فقصدته التتار وأتلفوا ما هنالك من الأموال وخربوا الديار وقتلوا الكبار والصغار وهجموا على الاعراب التي بتلك النواحي فقتلوا منهم خلقا وسبوا من نسلهم ونسائهم وقد اقتص منهم العرب بعد ذلك فأغاروا على خيل جشارهم في نصف شعبان فساقوها بأسرها فساقت وراءهم التتار فلم يدركوا لهم الغبار ولا استردوا منهم فرسا ولا حمارا وما زال التتار وراء الناصر حتى أخذوه عند بركة زيزي وأرسلوه مع ولده العزيز وهو صغير وأخيه إلى ملكهم هولاكو خان وهو نازل على حلب فما زالوا في أسره حتى قتلهم في السنة الآتية كما سنذكره
والمقصود أن المظفر قطز لما بلغه ما كان من أمر التتار بالشام المحروسة وأنهم عازمون على الدخول إلى ديار مصر بعد تمهيد ملكهم بالشام بادرهم قبل أن يبادروه وبرز إليهم وأقدم عليهم قبل أن يقدموا عليه فخرج في عساكره وقد اجتمعت الكلمة عليه، حتى انتهى إلى الشام واستيقظ له عسكر المغول وعليهم كتبغانوين وكان إذ ذاك في البقاع فاستشار الأشرف صاحب حمص والمجير ابن الزكي فأشاروا عليه بأنه لا قبل له بالمظفر حتى يستمد هولاكو فأبى إلا أن يناجزه سريعا فساروا إليه وسار المظفر إليهم فكان اجتماعهم على عين جالوت يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان فاقتتلوا قتالا عظيما فكانت النصرة ولله الحمد للاسلام وأهله، فهزمهم المسلمون هزيمة هائلة وقتل أمير المغول كتبغانوين وجماعة من بيته وقد قيل إن الذي قتل كتبغانوين الأمير جمال الدين آقوش الشمسي واتبعهم الجيش الاسلامي يقتلونهم في كل موضع وقد قاتل الملك المنصور صاحب حماه مع الملك المظفر قتالا شديدا وكذلك الأمير فارس الدين أقطاي المستعرب وكان أتابك العسكر وقد أسر من جماعة كتبغانوين الملك السعيد بن العزيز بن العادل فأمر المظفر بضرب عنقه واستأمن الأشرف صاحب حمص وكان مع التتار وقد جعله هولاكو خان نائبا على الشام كله فأمنه الملك المظفر ورد إليه حمص وكذلك رد حماه إلى المنصور وزاده المعرة وغيرها وأطلق سلمية للأمير شرف الدين عيسى بن مهنا بن مانع أمير العرب واتبع الأمير بيبرس البندقداري وجماعة من الشجعان التتار يقتلونهم في كل مكان إلى أن وصلوا خلفهم إلى حلب وهرب من بدمشق منهم يوم الأحد السابع والعشرين من رمضان فتبعهم المسلمون من دمشق يقتلون فيهم ويستفكون الأسارى من أيديهم وجاءت بذلك البشارة ولله الحمد على جبره إياهم بلطفه فجاوبتها دق البشائر من القلعة وفرح المؤمنون بنصر الله فرحا شديدا وأيد الله الاسلام وأهله تأييدا وكبت الله النصارى واليهود والمنافقين وظهر دين الله وهم كارهون فتبادر عند ذلك المسلمون إلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/67)
كنيسة النصارى التي خرج منها الصليب فانتهبوا ما فيها وأحرقوها وألقوا النار فيما حولها فاحترق دور كثيرة إلى النصارى وملا الله بيوتهم وقبورهم نارا وأحرق بعض كنيسة اليعاقبة وهمت طائفة بنهب اليهود فقيل لهم إنه لم يكن منهم من الطغيان كما كان من عبدة الصلبان وقتلت العامة وسط الجامع شيخا رافضيا كان مصانعا للتتار على أموال الناس يقال له الفخر محمد بن يوسف بن محمد الكنجي كان خبيث الطوية مشرقيا ممالئا لهم على أموال المسلمين قبحه الله وقتلوا جماعة مثله من المنافقين فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين
له كتابان: (كفاية الطالب في مناقب أل أبي طالب) و (كتاب البيان في أخبان أخر الزمان) مما يدل على تشيعه وترفضه. فلا نعرف شافعيا يؤمن بمهدي (الإثنى عشرية). لكن الرافضة يستغلون لفظ (الشافعي) تلبيسا وخداعا لأبناء السنة
والشافعية يتبرأون من الرافضة.
السنن الكبرى للبيهقي: الجزء10 صفحة208: كتاب الشهاداتباب ما تردبه شهادة أهل الأهواء
http://www.islamweb.net/ver2/archive/showHadiths2.php?BNo=4285&BkNo=21&
قال الشيخ الألباني :
No=66&startno=10 (http://www.islamweb.net/ver2/archive/showHadiths2.php?BNo=4285&BkNo=21&
قال الشيخ الألباني :
No=66&startno=10)
سير أعلام النبلاء للذهبي: الجزء 10 صفحة 89
http://www.yasoob.com/books/htm1/m021/26/no2651.html (http://www.yasoob.com/books/htm1/m021/26/no2651.html)
الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي: صفحة 154
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا تراب يقول سمعت محمد بن المنذر يقول سمعت أبا حاتم الرازي يقول سمعت حرملة يقول سمعت الشافعي يقول لم أر أحد أشهد بالزور من الرافضة كذلك رواه غير حرملة
سير أعلام النبلاء للذهبي الجزء10 صفحة31
http://www.yasoob.com/books/htm1/m021/26/no2651.html (http://www.yasoob.com/books/htm1/m021/26/no2651.html)
الساجي: حدثنا إبراهيم بن زياد الابلي، سمعت البويطي يقول:
سألت الشافعي: أصلي خلف الرافضي؟
قال: لا تصل خلف الرافضي، ولا القدري، ولا المرجئ
قلت: صفهم لنا
قال: من قال: الايمان قول، فهو مرجئ، ومن قال: إن أبا بكر وعمر ليسا بإمامين، فهو رافضي، ومن جعل المشيئة إلى نفسه، فهو قدري
كفاية الطالب في مناقب أل أبي طالب صفحة 406 الباب السابع في مولده عليه السلام
قال أبو طالب: وما هو؟ قال: ولد يولد من ظهرك وهو ولي الله عز وجل، فلما كان الليلة التي ولد فيها علي أشرقت الأرض فخرج أبو طالب وهو يقول: أيها الناس ولد في الكعبة ولي الله فلما أصبح دخل الكعبة وهو يقول:
يا رب الغسق الدجي * والفلق المبتلج المضي
بين لنا عن أمرك المقضي * بما نسمي ذلك الصبي
قال: فسمع صوت هاتف يقول:
يا أهل بيت المصطفى النبي * خصصتم بالولد الزكي
إن اسمه من شامخ العلي * علي اشتق من العلي
أخرجه الحافظ الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ص 260 وقال: تفرد به مسلم بن خالد الزنجي وهو شيخ الشافعي وتفرد به عن الزنجي عبد العزيز بن عبد الصمد وهو معروف عندنا.
تعليق / هذا من الأدلة على رفض الكنجي فهذاين البيتين نقلهما فقط علماء الرافضة و هو نقلها عنهم، نجد أن الرجل من جهله و فرط غلوه في علي رضي الله عنه نقل البيتين المكذوبين و لم ينتبه إلى أن كلام المنسوب لأبي طالب كان عند ولادة على رضى الله عنه الذي ولد قبل البعثة بعشر سنوات، و البيتين ذكرا ذكرا نبوة النبي صلى الله عليه و سلم، فهل أبو طالب كان يعلم بنبوة رسول الله قبل البعثة بعشر سنوات(151/68)
سلسلة تحذير من - رابعا: المسعودي و كتابه مروج الذهب
ـ[نور الدين الجزائري]ــــــــ[29 - 12 - 09, 07:15 م]ـ
علي بن الحسين المسعودي
نسبه:
هو أبو الحسين علي بن الحسين المسعودي. يعود نسبه إلى عبد الله بن مسعود بغدادي المولد توفي بفسطاط القاهرة سنة 346 هـ - 956 م
مؤلفات المسعودي:
1 - أخبار الزمان و ما أبداه الحدثان
2 - الأوسط في التاريخ (مختصر كتاب أخبار الزمان)
3 - مروج الذهب و معادن الجوهر
4 - القضايا و التجارب
5 - ذخائر العلوم و ما كان في سلف الدهور
6 - الرسائل و الاستذكار لما مر في سالف الاعصار
7 - كتاب التاريخ في أخبار الأمم من العرب و العجم
8 - خزائن الملك و سير العالمين
9 - المقالات في أصول الديانات
10 - التنبيه و الإشراف
11 - الاستبصار في الإمامة
12 - السياسة المدنية
13 - أخبار الخوارج
14 - البيان في أسماء الأئمة
15 - الإبانة عن أصول الديانة
16 - المسائل و العلل في المذاهب و الملل
17 - سر الحياة
18 - نظم الأدلة أصول الملة
19 - الصفوة في الإمامة
كتابه مروج الذهب:
و يعتبر " مروج الذهب " امتدادا لمؤلفيه الكبيرين" أخبار الزمان" و" الأوسط في التاريخ المسعودي فتخر بأنه ألف كتاب مروج الذهب في سنة واحدة عام (336 هـ) و عرف بأنه من أكثر كتاب عصره سرعة في التأليف و يدل على هذه السرعة طريقة سرده للحوادث و تكرار الكثير للأخبار التي يرويها بل و أحيانا التناقض بينها مما يدل على السرعة و عدم التأني إذ لم يكن لديه متسع من الوقت للغربلة و التمحيص
من الأدلة يذكر وصية أدم لشيث:
ثم إن ادم حين أدى الوصية إلى شيث احتقبها و احتفظ بمكنونها و أتت وفاة أدم عليه السلام. و قرب انتقاله فتوفي يوم الجمعة. . . و أوعز إليه أن ينبه ولده على حقيقة هذا الشرف و كبر محله و أن تنبهوا أولادهم عليه و يجعل ذلك فيهم وصية منتقلة ما دام النسل
فكانت الوصية جارية تنتقل من قرن إلى قرن إلى أن أدى الله النور إلى عبد المطلب و ولده عبد الله أبي رسول الله صلى الله عليه و سلم
خلاصة الأقوال للعلامة الحلي (726 هـ) صفحة186
www.yasoob.com/books/htm1/m020/23/no2327.html (http://www.yasoob.com/books/htm1/m020/23/no2327.html)
[40] علي بن الحسين بن علي المسعودي أبو الحسن الهذلي له كتب في الإمامة وغيرها منها كتاب في إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب (ع) وهو صاحب كتاب مروج الذهب
رجال ابن داود لابن داوود الحلي (740 هـ) صفحة137
www.yasoob.com/books/htm1/m020/23/no2329.html (http://www.yasoob.com/books/htm1/m020/23/no2329.html)
1038 - علي بن الحسين بن علي: المسعودي أبو الحسن لم له كتاب " إثبات الوصية لعلي ع وهو صاحب " مروج الذهب ".
أمل الآمل للحر العاملي (1104 هـ) الجزء2 صفحة180
www.yasoob.com/books/htm1/m020/23/no2342.html (http://www.yasoob.com/books/htm1/m020/23/no2342.html)
547 - علي بن الحسين بن علي المسعودي أبو الحسن الهذلي له كتب في الإمامة وغيرها منها كتاب في إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب ع وهو صاحب مروج الذهب - قاله العلامة وذكره النجاشي وقال: له كتاب المقالات في أصول الديانات كتاب الزلف كتاب الاستبصار كتاب نشر الحياة كتاب نشر الأسرار كتاب الصفوة في الإمامة كتاب الهداية إلى تحقيق الولاية وكتاب المعالي والدرجات والإبانة في أصول الديانات ورسالة في إثبات الإمامة لعلي ابن أبي طالب ع ورسالة إلى ابن صعوة المصيصي أخبار الزمان من الأمم الماضية والأخبار الخالية مروج الذهب ومعادن الجوهر كتاب الفهرست وبقي هذا الرجل إلى سنة 333 انتهى وقال الشهيد في حواشي الخلاصة: ذكر المسعودي في مروج الذهب أن له كتابا اسمه الانتصار وكتابا اسمه الاستبصار وكتاب آخر أكبر من مروج الذهب اسمه الأوسط وكتاب المقالات في أصول الديانات وكتاب القضاء والتجارب وكتاب النصرة وكتاب مزاهر الأخبار وطرائف الآثار وكتاب حدائق الأزهار في أخبار آل محمد صلوات الله عليه وآله وكتاب الواجب في الأحكام اللوازب انتهى
طرائف المقال لعلي البروجردي (1313 هـ) الجزء1 صفحة177
www.yasoob.com/books/htm1/m020/23/no2350.html (http://www.yasoob.com/books/htm1/m020/23/no2350.html)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/69)
953 - علي بن الحسين بن علي المسعودي أبو الحسن الهذلي له كتب في الإمامة وغيرها منها كتاب في إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب ع وهو صاحب مروج الذهب "صه" بقي إلى سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة "جش "
الذريعة لآقا بزرگ الطهراني (1389 هـ) الجزء1 صفحة110
www.yasoob.com/books/htm1/m022/27/no2720.html (http://www.yasoob.com/books/htm1/m022/27/no2720.html)
(536 : إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب ع) للشيخ أبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي الهذلي من ولد ابن مسعود الصحابي وهو صاحب مروج الذهب وغيره المتوفى سنة 346 فيه إثبات أن الأرض لا تخلو من حجة وذكر كيفية اتصال الحجج من الأنبياء من لدن آدم على نبينا وآله وع إلى خاتمهم نبينا صلى الله عليه وآله وكذلك الأوصياء إلى قائمهم ع وفي أواخره يقول إن للحجة ع إلى هذا الوقت خمسة وسبعين سنة وثمانية أشهر وهو شهر ربيع الأول سنة 332 (أوله الحمد لله رب العالمين الخ) وأول رواياته في تعداد جنود العقل والجهل وعبر عنه النجاشي بإثبات الإمامة لعلي بن أبي طالب ع ويسميه العلامة المجلسي في البحار عند النقل عنه بكتاب الوصية بحذف المضاف طبع سنة 1320 بمباشرة أمير الشعراء ميرزا محمد صادق بن محمد حسين بن محمد صادق بن ميرزا معصوم بن ميرزا عيسى المدعو بميرزا بزرك (الذي كان وزير السلطان فتح علي شاه القاجاري) الحسيني الفراهاني الطهراني واستنسخه وصححه على نسخة شيخ العراقين الشيخ عبد الحسين الطهراني بكربلاء
مستدركات علم رجال الحديث للشاهرودي (1405 هـ) الجزء5 صفحة352
9929 - علي بن الحسين بن علي المسعودي أبو الحسن الهذلي: من أجلاء علمائنا الإمامية صاحب كتاب مروج الذهب ورسالة إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب ع وغيرهما وبالجملة هو ثقة جليل على الأقوى وفاقا لأكثر علمائنا توفي سنة 333 ه ولقيه أبو المفضل الشيباني واستجازه وفي أول كتابه: توفي سنة 346 وذكره العلامة في صه في القسم الأول الموضوع للمعتمدين وجملة من الكلمات في مدحه وجلالته في السفينة لغة " سعد "
نتيجة: فيتبين من خلال عناوين كتبه و من عقائده و من أقول علماء الشيعة الامامية فيه انه كان شيعي إمامي
فلا المسعودي حجة علينا و لا كتابه مروج الذهب
ـ[نور الدين الجزائري]ــــــــ[29 - 12 - 09, 07:16 م]ـ
سلسلة تحذير من - أولا: القندوزي الحنفي و كتابه ينابيع المودة
www.d-alsonah.com/vb/showthread.php?t=1035 (http://www.d-alsonah.com/vb/showthread.php?t=1035)
سلسلة تحذير من - ثانيا: سبط بن الجوزي و كتابه تذكره الخواص
www.d-alsonah.com/vb/showthread.php?t=1400 (http://www.d-alsonah.com/vb/showthread.php?t=1400)
سلسلة تحذير من - ثالثا: الكنجي الشافعي و كتابه كفاية الطالب
www.d-alsonah.com/vb/showthread.php?t=1724 (http://www.d-alsonah.com/vb/showthread.php?t=1724)
سلسلة تحذير من - رابعا: المسعودي و كتابه مروج الذهب
www.d-alsonah.com/vb/showthread.php?t=5176 (http://www.d-alsonah.com/vb/showthread.php?t=5176)
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[07 - 01 - 10, 11:40 م]ـ
أسأل الله لأخينا نور الدين الجزائري توفيقًا كبيرًا في إتمام هذه العمل
وأن يجعله الله في ميزان حسناته
وأن يسكنه الفردوس الأعلى
وجميع أهل الملتقى والمسلمين(151/70)
أقوال و مواقف الإمام مالك ـ رحمه الله ـ:
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[30 - 12 - 09, 08:51 م]ـ
أقوال و مواقف الإمام مالك ـ رحمه الله ـ:
الإمام مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الأصبحي الحميري أبو عبد الله المدني، شيخ الأئمة، وعالم المدينة وإمامها، وأحد المجتهدين الأربعة، وصاحب كتاب الموطأ، في الحديث الشريف. سئل الإمام أحمد بن حنبل، عن كتاب مالك بن أنس، فقال: ما أحسنه لمن تدين به. (أبو نعيم في الحلية (6/ 351).
قال السيوطي في تذكرة الحفاظ (1/ 95): "قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: من أثبت أصحاب الزهري؟ قال: مالك أثبت في كل شيء.
أخرج أبو نعيم في الحلية (9/ 76) عن يونس بن عبد الأعلى، يقول: سمعت الشافعي يقول: إذا جاء مالك فمالك كالنجم.
وفي رواية: " إذا جاء الأثر كان مالك كالنجم ". الحلية (6/ 347).
يدع الجواب فلا يراجع هيبة ... والسائلون نواكس الأذقان
أدب الوقار وعز سلطان التقى ... فهو المطاع وليس ذا سلطان
مات بالمدينة، رحمه الله ـ سنة تسع وسبعين ومائة وهو ابن تسعين سنة. وقبره في بقيع الغرقد، وكان وفاته في أيام الرشيد.
قال المزي في تهذيب الكمال (17/ 387، 388):
"وقال محمد بن سَعْد، عن إسماعيل بن أبي أُوَيْس: اشتكى مالك بن أنس أياماً يَسِيرة، فسألتُ بعضَ أهلنا عما قالَ عند الموت، فقالوا: تَشَهَّدَ ثم قال: (لله الأمْرُ مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ)، وتوفِّي صبيحةَ أربع عشرة من ربيع الأوَّل سنة تسع وسبعين ومئة في خلافة هارون، وصَلَّى عليه عبد الله بنُ محمد بن إبراهيم بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن العَبَّاس وهو يومئذٍ والٍ على المدينة، ودُفِنَ بالبقيع وكان ابن خمس وثَمانين.
قال محمد بن سَعْد: فذكرتُ ذلك لمُصْعَب بن عبد الله، فقال: أنا أحفظ الناس لموت مالك بن أنس مات في صَفَر سنة تسع وسبعين ومئة ".
ذكر القاضي عياض في ترتيب المدارك (1/ 61): " جاء نعي مالك إلى حماد بن زيد، فبكى حتى جعل يمسح عينيه بخرقة.
وقال: يرحم الله مالكاً لقد كان من الدين بمكان ...
وفي رواية ثم قال حماد: اللهم أحسن علينا الخلافة بعده ".أهـ
أحد النبلاء وأكمل العقلاء، ورث حديث الرسول ونشر في أمته علم الأحكام والأصول تحقق بالتقوى فابتلى بالبلوى.
قال مالك بن أنس: " ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك ".
وعن خلف بن عمرو قال: سمعت مالك بن أنس يقول: " ما أجبت في الفتيا حتى سألت من هو أعلم مني: هل يراني موضعاً لذلك؟ سألت ربيعة، وسألت يحيى بن سعيد فأمراني بذلك، فقلت له: يا أبا عبد الله فلو نهوك؟ قال: كنت أنتهي، لا ينبغي لرجل أن يرى نفسه أهلاً لشيء حتى يسأل من هو أعلم منه ". أبو نعيم في الحلية (6/ 345، 346).
إنه لا يفي بتعداد فضائل هذا الطود العظيم الأشم، والبحر الزخار الأطم، بطون الكتب، ومضامين الأسفار، فضلاً عن هذه السطور. وقد شهد له السلف الصالح، وأهل العلم بالإمامة في العلم بالكتاب والسنة والفقه والصدق في الرواية.
هذا الإمام له من الأقوال والمواقف والمسائل ما يكتب بماء الذهب، ويحفظ في وعاء الصدور، له منهج في العلم والتعليم والتربية والأخلاق والورع والدين ما يعجز البارع في الكلام والفصاحة عن وصفه، وما تلك المقولة التي سرت مسير الشمس من المشرق إلى المغرب عندما سأله رجل عن قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) [طه5] إلا دلالة على قوة علمه وصحة عقيدته وتمسكه بالأثر حتى رددها كبار الأئمة من العلماء وطلاب العلم.
(1) أخرج البيهقي في الأسماء والصفات، عن يحيى بن يحيى، قال: كنا عند مالك بن أنس فجاء رجل فقال: يا أبا عبد الله، (الرحمن على العرش استوى) فكيف استوى؟ قال: فأطرق مالك برأسه حتى علاه الرحضاء ثم قال: «الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعا. فأمر به أن يخرج».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/71)
وأخرج أبو نعيم في الحلية (6/ 355) قال: " حدثنا محمد بن علي بن مسلم العقيلي، حدثنا القاضي أبو أمية الغلابي، حدثنا سلمة بن شبيب، حدثنا مهدي بن جعفر، حدثنا جعفر بن عبد الله، قال: كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل، فقال: يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ فما وجد مالك من شيء ما وجد من سألته، فنظر إلى الأرض وجعل ينكت بعود في يده حتى علاه الرحضاء ـ يعني العرق ـ ثم رفع رأسه ورمى بالعود وقال: الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظنك صاحب بدعة، وأمر به فأخرج ".
يتبع ....
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[30 - 12 - 09, 08:57 م]ـ
(2) قال القاضي عياض ـ رحمه الله ـ في ترتيب المدارك وتقريب المسالك (1/ 72): سئل مالك عن مسألة، فقال: لا أدري.
فقال له السائل: إنها مسألة خفيفة سهلة، وإنما أردت أن أُعلم بها الأمير.
وكان السائل ذا قدر، فغضب مالك، وقال: مسألة خفيفة سهلة، ليس في العلم شيء خفيف، أما سمعت قول الله تعالى: (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) [المزمل5] فالعلم كله ثقيل وبخاصة ما يسأل عنه يوم القيامة ".
(3) وعن ابن وهب، قال:" لو شئت أن أملأ ألواحي من قول مالك بن أنس لا أدري فعلت ". أبو نعيم في الحلية (6/ 353).
(4) قال عبد الرحمن بن مهدي: " رأيت رجلاً جاء إلى مالك بن أنس يسأله، عن شيء أياماً ما يجيبه، فقال: يا أبا عبد الله إني أريد الخروج، قال: فأطرق طويلاً ثم رفع رأسه، وقال: ما شاء الله يا هذا، إني إنما أتكلم فيما أحتسب فيه الخير، وليس أحسن مسألتك هذه ". أبو نعيم في الحلية (6/ 353)
(5) وقال عبد الرحمن بن مهدي: " سأل رجل مالكاً عن مسألة، فقال: لا أحسنها، فقال الرجل: إني ضربت إليك من كذا وكذا لأسألك عنها، فقال له مالك: فإذا رجعت إلى مكانك وموضعك فأخبرهم أني قد قلت لك إني لا أحسنها ". أبو نعيم في الحلية (6/ 353).
(6) وعن عمرو بن يزيد ـ شيخ من أهل مصر ـ صديق لمالك بن أنس، قال: قلت لمالك: يا أبا عبد الله يأتيك ناس من بلدان شتى قد أنضوا مطاياهم، وأنفقوا نفقاتهم، يسألونك عما جعل الله عندك من العلم تقول: لا أدري فقال: يا عبد الله يأتيني الشامي من شامه، والعراقي من عراقه، والمصري من مصره، فيسألونني، عن الشيء لعلي أن يبدو لي فيه غير ما أجيب به فأين أجدهم؟ قال عمرو: فأخبرت الليث بن سعد بقول مالك. أبو نعيم في الحلية (6/ 353).
يتبع ...
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[30 - 12 - 09, 09:07 م]ـ
(7) قال مالك بن أنس: كلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما نزل به جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم لجدله ".
أبو نعيم في الحلية (6/ 354)، طبقات الحنابلة (1/ 221).
(8) قال أبو ثور: سمعت الشافعي، يقول: كان مالك بن أنس إذا جاءه بعض أهل الأهواء، قال: أما إني على بينة من ربي وديني، وأما أنت فشاك إلى شاك مثلك فخاصمه، وكان يقول: لست أرى لأحد يسب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الفيء سهماً.
أبو نعيم في الحلية (6/ 354)
(9) قال مالك بن أنس ـ رحمه الله ـ: " من تنقص أحداً من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، أو كان في قلبه عليهم غل، فليس له حق في فيء المسلمين ثم تلا قوله تعالى: (ما أفاء الله على رسوله) [الحشر 7]. حتى أتى قوله: (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً) [الحشر 10] الآية. فمن تنقصهم أو كان في قلبه عليهم غل فليس له في الفيء حق ". أبو نعيم في الحلية (6/ 357)
(10) قال رسته أبو عروة ـ رجل من ولد الزبير ـ: كنا عند مالك فذكروا رجلاً ينتقص أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقرأ مالك هذه الآية: (محمد رسول الله والذين معه أشداء) وحتى بلغ: (يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار) [الفتح 29].
فقال مالك: " من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد أصابته الآية ". أبو نعيم في الحلية (6/ 357).
يتبع ...
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[31 - 12 - 09, 12:14 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/72)
(11) وعن خالد ـ يعني ابن نزار ـ قال: سمعت مالك بن أنس، يقول لفتى من قريش: " يا ابن أخي تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم ". أبو نعيم في الحلية (6/ 360)
(12) وقال خالد بن خداش: ودعت مالك بن أنس، فقلت: أوصني يا أبا عبد الله، قال: " تقوى الله، وطلب الحديث من عند أهله ". أبو نعيم في الحلية (6/ 348).
(13) وعن الحارث بن مسكين، وعبد الله ابن يوسف، قالا: سئل مالك بن أنس عن الداء العضال، فقال:" الخبث في الدين ". أبو نعيم في الحلية (6/ 348)
(14) وابن وهب، قال: قال مالك: " العلم نور يجعله الله حيث يشاء، ليس بكثرة الرواية ". أبو نعيم في الحلية (6/ 348)
(15) قال مالك: " وحق على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية، والعلم حسن لمن رزق خيره، وهو قسم من الله فلا تمكن الناس من نفسك، فإن من سعادة المرء أن يوفق للخير، وإن من شقوة المرء أن لا يزال يخطئ، وذل وإهانة للعلم أن يتكلم الرجل بالعلم عند من لا يطيعه ". أبو نعيم في الحلية (6/ 349)
(16) عن ابن وهب، قال: سمعت مالكاً، يقول: " أن حقاً على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية، وأن يكون متبعاً لأثر من مضى قبله ". أبو نعيم في الحلية (6/ 354)
(17) وعن الفروي، قال: سمعت مالكاً، يقول: " إذا لم يكن للإنسان في نفسه خير لم يكن للناس فيه خير ". أبو نعيم في الحلية (6/ 350)
(18) وعن ابن وهب قال: سئل مالك بن أنس، عن الرجل يدعو يقول: يا سيدي؟ فقال: " يعجبني أن يدعو بدعاء الأنبياء؛ ربنا، ربنا ". أبو نعيم في الحلية (6/ 349)
(19) وعن مطرف، قال: قال لي مالك: ما يقول الناس في؟ قلت: أما الصديق فيثني، وأما العدو فيقع، قال: ما زال الناس كذا لهم صديق وعدو، ولكن نعوذ بالله من تتابع الألسنة كلها. أبو نعيم في الحلية (6/ 350)
(20) كان مالك يقول: " لا يؤخذ العلم إلا عن من يعرف ما يقول ". أبو نعيم في الحلية (6/ 352).
يتبع ...
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[31 - 12 - 09, 12:26 ص]ـ
(21) وعن يحيى بن خلف بن الربيع الطرسوسي - وكان من ثقات المسلمين وعبادهم، قال: كنت عند مالك بن أنس ودخل عليه رجل، فقال: يا أبا عبد الله ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق؟، فقال مالك: زنديق اقتلوه، فقال: يا أبا عبد الله إنما أحكي كلاماً سمعته، فقال: لم أسمعه من أحد، إنما سمعته منك، وعظم هذا القول. أبو نعيم في الحلية (6/ 355).
(22) وقال مالك ـ رحمه الله ـ: " القرآن كلام الله غير مخلوق ". أبو نعيم في الحلية (6/ 355)
(23) وعن ابن أبي أويس، قال: سمعت مالك بن أنس، يقول: " القرآن كلام الله، وكلام الله من الله، وليس من الله شيء مخلوق ". أبو نعيم في الحلية (6/ 355)
(24) وعن الحسن بن عبد العزيز، قال: سمعت أبا حفص، يقول: سمعت مالك بن أنس، يقول:
(وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) [القيامة 22 , 23] قوم يقولون: إلى ثوابه. قال مالك: كذبوا فأين هم، عن قول الله تعالى: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) [المطففين 15]. أبو نعيم في الحلية (6/ 355)
(25) وقال ابن وهب: سمعت مالكاً يقول لرجل: سألتني أمس عن القدر؟ قال: نعم، قال: إن الله تعالى يقول: (ولو شئنا لآتينا كل نفسي هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) [السجدة 13]. فلا بد من أن يكون ما قال الله تعالى. أبو نعيم في الحلية (6/ 356)
(26) وعن سعيد بن عبد الجبار، يقول: سمعت مالك بن أنس، يقول: رأى فيهم أن يستتابوا فإن تابوا وإلا قتلوا، يعني القدرية. أبو نعيم في الحلية (6/ 356)
(27) وعن مروان بن محمد، قال: سئل مالك بن أنس، عن تزويج القدري فقرأ: (ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم) [البقرة 221]. أبو نعيم في الحلية (6/ 356)
(28) وجاء رجل إلى مالك وسأله عن مسألة، قال: فقال له: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كذا، فقال الرجل: أرأيت؟ قال مالك: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) [النور 63]. أبو نعيم في الحلية (6/ 356)
(29) وعن عبد الله بن نافع، قال: كان مالك يقول: " الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ". أبو نعيم في الحلية (6/ 357).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/73)
(30) قال مالك: " ليس شيء أشبه بثمار الجنة من الموز، لا تطلبه في شتاء ولا صيف إلا وجدته، وقرأ: (أكلها دائم) [الرعد 35]. أبو نعيم في الحلية (6/ 361)
يتبع ..
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[31 - 12 - 09, 12:36 ص]ـ
(31) قال أبو مسهر: سأل المأمون مالك بن أنس هل لك دار؟ فقال: لا، فأعطاه ثلاثة آلاف دينار، وقال: اشتر لك بها داراً، قال: ثم أراد المأمون الشخوص، وقال لمالك: تعال معنا فإني عزمت أن أحمل الناس على الموطأ كما حمل عثمان الناس على القرآن، فقال له: مالك إلى ذلك سبيل، وذلك أن أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ افترقوا بعده في الأمصار فحدثوا، فعند كل أهل مصر علم، ولا سبيل إلى الخروج معك فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قال: والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. وقال: المدينة تنفي خبثها كما ينفى الكير خبث الحديد، وهذه دنانيركم فإن شئتم فخذوه، وإن شئتم فدعوه.
أبو نعيم في الحلية (6/ 361)
(32) وعن عبد الله ابن عبد الحكم، قال: سمعت مالك بن أنس، يقول: شاورني هارون الرشيد في ثلاث؛ في أن يعلق الموطأ في الكعبة ويحمل الناس على ما فيه، وفى أن ينقض منبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويجعله من جوهر وذهب وفضة، وفى أن يقدم نافع بن أبي نعيم إماماً يصلي في مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقلت: يا أمير المؤمنين؛ أما تعليق الموطأ في الكعبة فإن أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ اختلفوا في الفروع وتفرقوا في الآفاق، وكل عند نفسه مصيب، وأما نقض منبر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ واتخاذك إياه من جوهر وذهب وفضة فلا أرى أن تحرم الناس أثر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وأما تقدمتك نافعاً إماماً يصلي بالناس في مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإن نافعاً إمام في القراءة، ولا يؤمن أن تندر منه نادرة في المحراب فتحفظ عليه، قال: وفقك الله يا أبا عبد الله. أبو نعيم في الحلية (6/ 362)
(33) كان مالك كثيراً ما يتمثل:
وخير أمور الدين ما كان سنة ... وشر الأمور المحدثات البدائع
ترتيب المدارك وتقريب المسالك للقاضي عياض (1/ 87)
(34) مَرَّ مالك بن أنس على أبي حازم، وهو جالسٌ فجازَهُ، فقيل له، فقال: ما أَجد موضعاً أجلس فيه، وكرهت أن آخُذَ حديث رسول الله وأنا قائم.
تهذيب الكمال (1/ 357).
(35) وعن عليَّ بن عثام قال: سُئل مالك بن أنس عن الشطرنج، فقال مالك للسائل: أمن الحق هو؟ قال: لا. قال: فماذا بعد الحق إلا الضَّلالُ.
تهذيب الكمال (1/ 359).
(36) وقال أبو بكر الأعْيَن عن أبي سَلَمة الخُزاعيِّ: كان مالك بن أَنَس إذا أراد أن يَخْرج يُحدِّث توضأ وضوءَهُ للصَّلاة، ولبسَ أحسنَ ثِيابه، ولَبس قلنسوة ومَشّط لحيَتَه، فقيل له في ذلك، فقال: أُوَقِّر به حديثَ رسول الله.
تهذيب الكمال (17/ 381)
(37) وقال إبراهيم بن المنذر الحِزامي عن مَعْن بن عيسى: كان مالك بن أنس إذا أرادَ أن يجلسَ للحديثِ اغتسل وتَبَخَّرَ وتَطَيَّبَ فإن رَفعَ أحدٌ صوتَهُ في مجلسهِ زَبَرَه، وقال: قال الله تعالى: (يا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ) فمن رفعَ صوتَهُ عند حديث رسول الله فكأنما رفعَ صوتَهُ فوقَ صوتِ رسول الله.
تهذيب الكمال (17/ 385)
(38) وقال مالك ابن أنس: كان رجل له زوجة وكان لها محباً، وكانت قد أعطيت شدة وكانت له قاهرة فضربته يوماً، فجعل يبكي وجعلت تغيظ عليه وتقول له: أتبكي؟ فيقول لها: نعم! والله، أبكي على رغم أنفك.
ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد (16/ 224):
(39) قال أبو المعافى بن أبي رافع المديني:
ألا إنَّ فَقْدَ العِلْم في فَقْد مالك ... فلا زالَ فينا صالحُ الحَالِ مالكُ
يقيمُ طَريقَ الحَقِّ والحَقُّ واضحٌ ... ويَهْدي كما تَهْدِي النُّجومُ الشَّوابِكُ
فلولاهُ ما قامَت حُدودٌ كثيرةٌ ... ولولاهُ لاشتدَّت علينا المَسَالِكُ
عَشَوْنا إليه نَبْتَغِي ضَوْءَ رَأيهِ ... وقد لَزِمَ الغَيّ اللَّحوحُ المُماحِكُ
فجاءَ برأي مِثْلهُ يُقتدى به ... كنظم جُمَان زَيّنتهُ السَّبَائِكُ
تهذيب الكمال (17/ 388)
تم ما أردناه بحمد الله ..
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[04 - 01 - 10, 11:46 م]ـ
جهد رائع وجمع ماتع وعمل مبارك يسر الله به لك كل المسالك
جوزيت الجنة وحقق الله لك ما تتمني.
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[04 - 01 - 10, 11:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[06 - 01 - 10, 09:11 ص]ـ
هذا كلام طيب ولطيف
ويدل على أدبك الجمّ أخي أبا إسحاق
لكن:
أكرر الدعوة بضرورة أن تصنع نحوًا من هذا مع باقي الأئمة
وجزاكم ربي خيرات(151/74)
الدعوة العباسية ودورها في نهاية الدولة الأموية للدكتور المؤرخ علي الصلابي
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[31 - 12 - 09, 04:09 ص]ـ
الدعوة العباسية ودورها في نهاية الدولة الأموية [1/ 2]
د. علي محمد الصلابي
أولاً: الجذور التاريخية للعباسيين:
(1) العباس بن عبد المطلب بن هشام: ينتسب العباسيون إلى العباس بن عبد المطلب بن هشام بن عبد مناف القرشي (1) وهو عّم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أسنّ من الرسول بثلاث سنين (2) وكان من أكبر رجال بني هاشم مكانة، وأكثرهم مالاً في الجاهلية (3)، فقلدوه قيادتهم، فكان رئيسهم المُطاع – بعد وفاة أبي طالب – المتوليَّ لأمورهم (4)، وكانت إليه السَّقاية والرَّفادة وعمارة المسجد الحرام (5)، فإنه كان لا يدع أحداً يُسبُّ في المسجد ولا يقول فيه هُجْراً يحملهم على عمارته في الخير، لا يستطيعون لذلك امتناعاً، لأنَّ ملأ قريش كانوا قد اجتمعوا وتعاقدوا على ذلك، فكانوا له أعواناً عليه، وأسلموا ذلك إليه (6)، وقد حضر بيعة العقبة مع الأنصار قبل أن يسلم وشهد بدراً مع المشركين مكرها فأسر فافتدى نفسه ورجع إلى مكة، ثم أسلم وكتم إسلامه، ثم هاجر إلى المدينة قبل الفتح بقليل وشهد فتح مكة وثبت يوم حنين (7) مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجله ويقدره وقد كانت وفاته بالمدينة في رجب سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة ودُفن بالبقيع (8) رضي الله عنه.
الأحاديث التي وردت في فضله ومناقبه:
(أ) ما رواه الترمذي وغيره عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن العباس مني وأنا منه" (9).
(ب) ما رواه مسلم بإسناده إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر على الصدقة فقيل: منع ابن جميل وخالد بن الوليد والعباس عم الرسول صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيراً، فأغناه الله وأما خالد، فإنكم تظلمون خالداً، فقد احتبس ادراعه واعتاده في سبيل الله، وأما العباس فهي عليّ ومثلها معها" ثم قال: "يا عمر أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه" (10).
(ج) ومن مناقبه رضي الله عنه ثباته وشجاعته يوم حنين فقد روي أن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم نفارقه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة له بيضاء، فلمّا التقى المسلمون والكفار، وَلىَّ المسلمون مدبرين، فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته قِبل الكفار، قال عباس: وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكُفُّها إرادة ألاَّ تسرع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أي عباس؛ ناد أصحاب السَّمُرة". فقال العباس – وكان رجلاً صَيَّتاً – فقلت: بأعلى صوتي: أين أصحاب السَّمُرة؟ قال: فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها، فقالوا: يا لبيك يا لبيك: قال: فاقتلوا والكفّار والدعوةُ في الأنصار، يقولون: يا معشر الأنصار يا معشر الأنصار ... فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا حين حَميَ الوطيس (11).
(د) ومما يدل على فضله رضي الله عنه ومكانته من النبي صلى الله عليه وسلم توسل عمر رضي الله عنه بدعائه:
فقد جاء في صحيح البخاري عن أنس أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال: اللهمّ إنّا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا (12)، وإنا نتوسل إليك بعمِّ نبينا فاسقنا قال: فيُسقون (13). فالعباس بن عبد المطلب جد الخلفاء العباسيين وله ينتسبون.
(2) عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/75)
هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه لبابة بنت الحارث الهلالية أخت ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين، وهو حبر الأمة وترجمان القرآن، وكان يقال له الحبر والبحر لاتساع علمه وكثرة فهمه وكمال عقله وسعة فضله ولد قبل الهجرة بثلاث سنين ولازم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا له صلى الله عليه وسلم بالفقه في الدين وعلم التأويل، وكان عمر رضي الله عنه يجله ويكرمه، وقد شهد رضي الله عنه مع علي الجمل وصفين، وكف بصره في آخر عمره فسكن الطائف وكانت وفاته سنة ثمان وستين من الهجرة فرضي الله عنه (14)، وقد وردت في بيان فضائله أحاديث كثيرة منها: ما رواه البخاري بإسناده إلى ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء فوضعت له وضوءاً قال من صنع هذا؟
فأخبر فقال: اللهم فقهه في الدين (15). وقد استفاد العباسيون من انتسابهم إلى جدهم عبد الله بن عباس –حبر الأمة-، فقد سار محمد بن علي العباسي زعيم الدعوة العباسية على فقه جده الحركي، وتتلمذ على معالم مدرسته كما سيأتي بيانه وتفصيله بإذن الله تعالى. وقد ترجمت له في كتابي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ترجمة مستفيضة.
(3) على بن عبد الله بن عباس بن المطلب الإمام القانت أبو محمد الهاشمي المدني السجاد:
ولد عام قُتل الإمام علي، فتسمى باسمه، حدث عن أبيه ابن عباس، وأبي هريرة وابن عمر، وأبي سعيد وجماعة وأمه ابنة ملك كندة مشرح بن عدي وكان جسيماً وسيماً كأبيه طوالاً، مهيباً مليح اللحية يخصب بالوسمة.
وقال ابن سعد: هو ثقة قليل الحديث. قال عكرمة: قال لي ابن عباس ولابنه علي: انطلقاً إلى أبي سعيد الخُدري، فاسمعا من حديثه، فأتيناه في حائط له (16).
وقال الذهبي: القب بالسّجَّاد لكثرة صلاته (17).
كان علي بن عبد الله بن العباس أجل إخوته قدراً وأعظمهم خطراً وكان مثالاً للرجل الكامل في تمام خلقته وحسنه وورعه ونبله (18)، قال ابن سعد: كان أصغر ولد أبيه سناً وكان أجمل قرشي على وجه الأرض وأوسمه وأكثر صلاة وكان يقال له السجاد لعبادته وفضله وكان زاهداً متقشفاً وأثَّرَ في بنيه وحفدته، فنشأوا على هديه وسمته واقتدوا بمذهبه وسيرته، فكانوا أشهر الناس تلاوة وقياماً وصياماً وصلاحاً (19) حتى قبل فيهم: أفضت الخلافة إليهم وما في الأرض أحد أكثر قارئاً للقرآن ولا أفضل عابداً وناسكاً منهم بالحُميمة (20) وكان عالماً له معرفة ورواية عن أبيه (21) وكان سيداً شريفاً بليغاً (22) وكان كبير المحلَّ عند أهل الحجار (23). روي هشام بن سليمان المخزومي: أن عليَّ بن عبد الله كان إذا قدم مكة حاجاً أو معتمراً عطلت قريش مجالسها في المسجد الحرام وهجرت مواضع حلقها، ولزمت مجلس علي بن عبد الله إجلالاً له وإعظاماً وتبجيلاً، فإن قعد قعدوا وإن مشى مشوا جميعاً، ولم يكن يُرى لِقُرَشيَّ مجلس " ذِكْرٍ " يُجتمعُ إليه فيه حتى يخرج علي بن عبد الله من الحرم (24). فقد جمع علي بن عبد الله العباسي صفات الزعامة من علم وعبادة، وهيبة ومكانة في النفوس ... إلخ.
* رحلته إلى الشام:
أوصى عبد الله بن العباس ابنه علياً بإتيان الشام والتنحي عن سلطان ابن الزبير إلى سلطان عبد الملك، ولما توفي أبوه عمل بوصيته ورحل إلى الشام واستقبله عبد الملك واحتفى به، وكان يجلسه على سريره إذا دخل ويحادثه ويسامره وكان يرعاه ويهدي إليه الجواري، ويقضي حوائجه ويقبل شفاعته (25).
* سعيه للخلافة وضرب الوليد له:
علم الوليد بن عبد الملك في عهده أن علياً يطلب الخلافة ويتنبّأُ بانتقالها إلى بنيه فضيق عليه ونال منه وشهر به، ثم جلده وطرده من بلاد الشام (26) وقد تراجعت منزلة علي في عهد الوليد، وساءت حاله واضطربت وقد التمس الوليد الأسباب للانتقام منه والإضرار به فأذَّله واعتدى عليه، وجاوز القصد في ردعه ومعاقبته، فجلده مراراً ونفاه (27).
* في عهد سليمان وعمر بن عبد العزيز وهشام:
لما استخلف سليمان بن عبد الملك ردّه إلى دمشق، وأخلى سبيله، وأزال عنه ما لحق به من ظلم وهوان وربما اعتذر إليه من تعذيب الوليد له، وتنكيله به، وأنصفه وتألفَّه فصلحت حاله واستقامت، ورجع إلى الحميمة، فأقام بها حّراً عزيزاً، وعاود فيها نشاطه لا رقيب له ولا حسيب عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/76)
ولما جاء عهد عمر بن عبد العزيز أمر بالكف عن اضطهاد بني هاشم، وقسم فيهم سهم ذي القربى، فانتعشوا وكتبوا إليه: يشكرون له ما فعله من صلة أرحامهم (28). وأخذ علي بن عبد الله بن العباس، ومحمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يدفعان عنه ويَزعان الناس في اغتيابه (29).
ولما تولي هشام اعتنى بعلي بن عبد الله بن العباس، وأحسن إليه، فكان يتهلَّل له ويُدينه ويحمل عنه دُيونه إذا وفد عليه، وصبر على نشاطه السياسي وتغافل عنه وتغاضى عن أمله في الخلافة، واستهان بعمله للفوز بها، حتى أخطأ في تقدير خطره وقصّر عن إدراك تهديده لملك بني أمية إذ كان يهزأ بما يبلغه من أخبار نزوعه إلى الخلافة ويستخف بتوقعه لتحولها إلى بنيه، وكان ينسب ذلك إلى فساد عقله وضعف رأيه وأضغاث أحلامه في شيخوخته (30). ويرى بعض المؤرخين أن علي بن عبد الله بن العباس كان أوّل من تمنَّى الخلافة من بني العباس وشرع في تأسيس الدعوة لهم على انتقال الخلافة إليهم، وأظهر ذلك وجهر به (31)، هذا وقد توفي علي بن عبد الله بن العباس عام 118ه (32).
(4) محمد بن علي بن عبد الله بن العباس:
كان محمد بن علي بن عبد الله بن العباس المتوفَّى سنة 125هـ خمس وعشرين ومائة (33)، أنبه إخوته وأفضلهم، وهو الذي رسَّخ قواعد الدعوة لبني العباس، وشيَّد أركانها، ورفع بنيانها، فقد شمَّر لتوطيدها وبثها، فوضع أنظمتها وشعاراتها وأنشأ مجالسها واختار قادتها، ومكّن لها في الكوفة وخراسان، وشحذ عزائم أنصارها وهيَّأهم ليوم إعلان الثورة وتفجيرها، وكان من أجل الناس وأعظمهم قدراً وكان بينه وبين أبيه أربع عشرة سنة، وكان عليُّ يخضب بالسَّواد، ومحمد بالحُمرة، فيظن من لا يعرفهما أن محمداً هو علي (34)، وكان عابداً زاهداً وكان له علم وفقه ورواية وكان ثقة ثبتاً مشهوراً (35) وكان مجاهداً يغزو الصائفة هو وعدة من إخوته ومواليه (36)، وكان سيد ولد أبيه (37)، وخيرهم ديناً، وأسخاهم كفاً وكان سمح النفس شديد الصَّبر (38)، صليب الفؤاد حصين الرأي حسن التدبير، قوي الحُجَّة، سديد المنطق، بليغ القول (39).
(5) علاقته بأبي هاشم ووصيته له:
بعد موت محمد بن علي بن الحنفية بالمدينة عام (81ه) افترقت شيعته إلى فرقتين:
الأولى: دامت متمسكة بآرائها الكيسانية، فقد قالت: إنه غائب عنا لكنه حي يرزق بجبله (جبل رضوى) ولا بد من رجعته، فهم لا يوالون غيره، لأنهم ينتظرونه.
والثانية: تحولت إلى القول بإمامة ابنه عبد الله – المكنَّى بأبي هاشم من بعده، وسميت بالفرقة الهاشمية (40). وتعتقد أن أمر الشيعة صار إلى أبي هاشم بوصية من أبيه، وهذه الفرقة تعتبر أكبر الفرق العلوية وأدقها تنظيماً وأكثرها حماساً وقد عرف أبو هاشم هذا برجاحه عقله وسعة علمه، وحسن تدبيره، ومعرفته بأحوال الفرق، فزادت شيعته بعد وفاة والده، فأخذ يدير الأمور، ويبعث الدعاة مع السرية التامة، موضحاً – في نظره – أحقيته بالخلافة، التي هي لهم دون الأمويين ناشراً فظائع ومظالم بعض خلفاء الدولة الأموية (41)، وكان أبو هاشم قدم على سليمان بن عبد الملك بدمشق، فأكرمه وأجازه، وسار أبو هاشم يريد فلسطين أو الحجار، فمرض في الطريق وأحسَّ بالموت، ولم يكن له ولد، فعدل إلى الحُميَمةِ، ونزل على محمد بن علي، فأوصى إليه بالإمامة وسلم إليه كُتُب الدُّعاة وأوقفه على ما يعمل به، وصرف شيعته إليه وأمرهم بالسمع له، وأعلمه أن الخلافة في ولده عبد الله بن الحارثية (42)، وسواء أكانت وصية أبي هاشم صحيحة أم موضوعة فإن بني العباس وشيعتهم اعتمدوا عليها في تقرير حقهم في الخلافة ولم يزالوا يذكرون أن الخلافة أتتهم من جهتها إلى أيام أبي جعفر المنصور (43). وليس من الثابت أن سليمان بن عبد الملك راعه ذكاء أبي هاشم فخافه وفزع منه، ولا أنه أنفذ له من سَمَّهُ بعد أن رحل عنه وإنما مات حتف أنفه (44). وقد أكد جماعة من المؤرخين تحول دعوة أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية إلى العباسيين والتي عمل من أجلها حوالي سبع عشرة سنة، واستقطب فيها كبار الشيعة العلوية من أهل العراق وخراسان وفرقهم على المدن والأقاليم نظم هذه الدعوة ورعاها، وأعدها لليوم المرتقب وقد كانت وفاته عام 98ه بعد موت محمد بن علي بن الحنفية بالمدينة عام (81ه).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/77)
(6) أسباب تنازل أبي هاشم لمحمد بن علي العباسي:
وعلى ضوء ما جاء من النصوص التاريخية التي ذكرت تنازل أبي هاشم عن الدعوة لمحمد بن علي العباسي عندما أحس بدنو الأجل، نستطيع أن نقول: ليس هناك ما يمنع من تنازل أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية لمحمد بن علي عن دعوته السرية التي يطلب بها الحق العلوي في الخلافة، لما نراه من أسباب نجملها فيما يلي:
(أ) أن دعوته كانت قابلة للنجاح والفشل، وقد تكون للفشل أقرب، لاسيما وأنها توصف بالغلو (45) وهذا مما يقلل من أهمية هذا التنازل.
(ب) عرف أبو هاشم أنه لا أمل له في الوصول إلى الخلافة، بعد أن عرف قرب أجله، ولم يسعفه الوقت في حرية اختيار شخص آخر ووجد أفضل الخيارات في تلك اللحظة هو محمد بن علي.
(ج) كما أن أبا هاشم لم يكن له ولد يخلفه (46)، فيوصي له بالأمر من بعده.
(د) كان بين أبي هاشم ومحمد بن علي العباسي علاقات ودية ولقاءات علمية وصداقة قوية، الأمر الذي ساعد على تنازل أبي هاشم لمحمد هذا.
(هـ) كان أبو هاشم قد عرف كبار شيعته ودعاته من أهل العراق وخراسان بمحمد بن علي العباسي أثناء ترددهم عليه، كما أخبرهم أن الأمر صائر إليه بعد وفاته (47)، كما تزعم بعض الروايات.
(و) لما عرف عن محمد بن علي العباسي من رجاحة العقل والدهاء، وحسن التدبير والتصرف .... ، فقد كان أبو هاشم كثيراً ما يستعين بآرائه حول موضوع الدعوة والدعاة، كان محمد بن علي قد عرف برجاحة العقل وسعة الذكاء، ومعرفته بأحوال الرجال والديار وقد استفاد من الأحداث التي جرت في عصره، وبالأخص ما وقع بين أبناء عمه العلويين والأمويين في صراعهم الدامي من أجل الخلافة، فقد درس أسباب الفشل والنتائج لهذه الأحداث، واستغل ما حصل من القتل والتشريد على إثر ذلك. ولما علم كبار الشيعة العلوية في العراق وخراسان بموت زعيمهم عبد الله بن محمد (أبو هاشم) وانتقال الدعوة إلى محمد العباسي، ساروا إلى الحميمة للتعزية بوفاة إمامهم عبد الله ولتهنئة إمامهم الجديد محمد بتولية قيادة الدعوة " دعوة آل البيت " ومبايعته وتقديم العهد له، ببذل أموالهم وأنفسهم من أجل نجاح هذه الدعوة، وقد رأى محمد بن علي العباسي صدق هؤلاء
الأنصار – وتحمسهم ولمس حبهم لآل البيت، وكرههم لبني أمية وتمنيهم لزوالهم (48).
ثانياً: المشروع العباسي في المرحلة السرية: عندما نتأمل في مفردات المشروع العباسي في المرحلة السرية نلاحظ أنه يتكون، من قيادة حكيمة، وهيكل تنظيمي واضح المعالم، ومرجعية شرعية وتاريخية، ومبادئ قام عليها المشروع، وقدرة فائقة على التخطيط، ولقاءات دورية بين القيادة، والدعاة والنقباء، وكان المشروع العباسي قد استهدف شرائح من المجتمع عانت من ظلم الأمويين مع الأخذ بالجانب الأمني والاهتمام بالبعد الاقتصادي والإعلامي:
(1) القيادة:
تسلم محمد بن علي العباسي التنظيم السري من أبي هاشم وبدأ مسار التنظيم الجديد يتغير عن القديم في بنيته الفكرية والاجتماعية وغيرها ولكن كان ذلك مع التدريج وقد توفرت صفات الزعامة في شخصية محمد بن علي، من قيادة واعية، وقدره على التخطيط الصحيح، وقد برهن على عبقرية فذة في التنظيم والتخطيط للدعوة، مع قناعة الإتباع بزعامته الروحية والعلمية، فقد اشتهر بالعبادة والعلم، واستمر في تشكيل الحركة على أصول العقائد السنية، واستفاد من مدرسة جده عبد الله بن عباس في ذلك كما سيأتي، وعمل على جذب الأنصار والأخذ بأسباب النصر على الأمويين، وقد استفاد من تشكيلات محمد علي التنظيمية كثير ممن جاء بعده ممن سعى لقيام دولة مع التطوير كالموحدين، والفرق الباطنية وغيرها، وقد استطاع محمد علي العباس أن يحكم قبضته على أمور الدعوة من خلال جهاز بالغ الدقة في التنظيم والإدارة وقد استمر في عمله السري حتى وفاته عام 125ه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/78)
وهناك من العلماء من يرى أن تنظيم الدعوة العباسية قام على ثلاثة أفراد من البيت العباسي لم يقدر أن ينالوا ثمرة غرسهم، وأولهم علي بن عبد الله بن عباس الذي رأس الدعوة أكثر من عشرين سنة، وهو الذي نظم الدعاة والنقباء في كل العراق وخراسان، وولي أمر الدعوة بعده ابنه محمد علي ثم ابنه إبراهيم (49). والذي أميل إليه من خلال البحث أن الزعيم القيادي الكبير للدعوة العباسية في المرحلة السرية هو محمد بن علي العباسي (50)، وكان معه فريق عمل من إخوانه وأبنائه وغيرهم.
(2) الهيكل التنظيمي:
انتقل محمد بن علي بعد دراسة وتفكير إلى تنظيم الدعوة تنظيماً محكماً ورسم لكبار الدعوة الطريق الذي سوف يسيرون عليه للوصول بالدعوة إلى غايتها، وكان ذلك في تمام المائة الأولى من الهجرة النبوية الشريفة (51)، وجعل محمد بن علي العباسي الدعوة تتحرك في ثلاثة محاور، فقد جعل قرية الحميمة مكاناً للتخطيط والدراسة، فهي المركز الأول للدعوة والكوفة للإشراف على الدعوة، ولنقل تعاليم الإمام الصادرة من الحميمة إلى الدعاة في خراسان. وأما خراسان، فقد أصبحت مسرحاً للدعوة، كما أصبحت فيما بعد منطلقاً للعمل العسكري، وقد أكد محمد علي العباسي لقادة الدعوة، عدم ذكر اسمه، وأن تكون دعوتهم غاية في السرية، فهو يقول لأبي عكرمة السراج عندما أرسله إلى خراسان: فلتكن دعوتكم إلى الرضا من آل محمد، فإذا وقعت بالرجل في عقله وبصيرته فاشرح له أمركم ... وليكن اسمي مستوراً عن كل أحد، إلا عن رجل عدلك في نفسك ... وتوثقت منه وأخذت بيعته (52). كما حذر محمد بن علي دعاته من أهل الكوفة قائلاً: ولا تستكثروا من أهل الكوفة، ولا تقبلوا منهم إلا أهل النيات الصحيحة (53)، واحتاط لنفسه أن يبعد الشكوك التي تحوم حول الحميمة، فقد جعل دعاة خراسان يتصلون بالكوفة بدل الحميمة، حتى لا يلفت أنظار الأمويين فينكشف أمره. ولضمان السرية التامة لدعوته، فقد أمر كبار دعاته بأن يسلكوا في طريقهم إليه الطرق الرئيسية وأن يحاولوا التستر بزي التجار، كما يقللون التردد على الحميمة ما أمكن، واختار أبو عكرمة السراج بعد ذلك اثنى عشر نقيباً هم (54).
(1) سليمان بن كثير الخزاعي.
(2) مالك بن الهيثم الخزاعي أبو عيينة.
(3) طلحة بن رزيق الخزاعي.
(4) عيسى بن أعين الخزاعي مولى لخزاعة.
(5) عمرو بن أعين أبو الحكم، مولى لخزاعة.
(6) لا هز بن قريظ التميمي.
(7) موسى بن كعب التميمي أبو علي.
(8) عيسى بن كعب التميمي.
(9) القاسم بن مجاشع التميمي أبو نصر.
(10) خالد بن إبراهيم، أبو داود، من بني عمرو بن شيبان بن ذهل.
(11) شبل بن طهمان الربعي أبو علي الهروي الشيباني.
(12) قحطبة بن شبيب الطائي، أبو حمزة (55).
وهؤلاء هم رؤساء النقباء هم الذين يعرفون شخصية الإمام وأسرار الدعوة، ويلي هؤلاء نظراء النقباء وعددهم عدد النقباء، ونظير النقيب يخلف النقيب في حالة سفره، أو وفاته (56)، ثم يأتي بعد ذلك الدعاة وعددهم سبعون داعياً (57)، ثم يليهم دعاة الدعاة وعددهم ما يقارب من 36 داعياً (58)، ونظم محمد بن علي العباسي الدعاة تنظيماً دقيقاً يوحي بأنها دعوة دينية كدعوة الأنبياء والرسل – عليهم السلام – يقول في تنظيم ذلك ما نصه (59). بسم الله الرحمن الرحيم ... إن السنة في الأولين، والمثل في الآخرين، وأن الله يقول " واختار موسى قومه سبعين رجلاً لميقاتنا " ثم قال في آية أخرى: " وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا " (المائدة، آية:) وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وافاه ليلة العقبة سبعون رجلاً من الأوس والخزج فبايعوه، فجعل منهم اثني عشر نقيباً .. فإن سنتكم سنة بني إسرائيل وسنة النبي عليه السلام. وبمقتضى هذا التنظيم الدقيق السري توزع الدعاة في العراق وخراسان، حيث وجه للكوفة ميسرة العبدي (102 - 105 (60)) وخلفه بعد ذلك بكير بن ماهان (105 - 127ه) (61).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/79)
ثم أبو سلمة الخلال (1027 - 132 ه) (62). وأما دعاة خراسان فقد وجه ثلاثة دعاة دفعة واحدة هم: محمد بن خنيس، وحيان العطار، وأبو عكرمة زياد بن درهم – وهو أبو محمد الصادق (63)، وهؤلاءهم رؤساء الدعوة العباسية في الكوفة، وخراسان، ويسمون – أيضاً - رؤساء النقباء وأراد أبو عكرمة السراج أن يعّرف الإمام على مدى تقبل وفرح أهل خراسان بدعوتهم ودعوة آل البيت، فطلب من زعمائهم أن يكتبوا للإمام محمد بن علي بما يؤكد له إيمانهم وإخلاصهم وحبهم لهذه الدعوة التي تهدف إلى خلاصهم من ظلم الأمويين – كما يرون ذلك – فأرسلها إلى الكوفة حيث ميسرة العبدي الذي دفعها بدوره إلى محمد بن علي في الحميمة (64)، ففرح بها واستبشر وسره أن ذلك أول مبادئ الدعوة (65). وأوصى محمد بن علي الدعاة أن يقضوا حوائجهم بالكتمان، وأن يكون ظاهر عملهم التجارة وغايتهم الدعوة إلى آل البيت قائلاً: انطلقوا أيها النفر فادعوا الناس في رفق وستر، فإني أرجو أن يتم الله أمركم، ويظهر دعوتكم ولا قوة إلا بالله (66) ثم قال لهم: فإن سئلتم عن اسمي فقولوا نحن في تقيه وقد أمرنا بكتمان اسم إمامنا (67). وأرسل محمد بن علي دعاته في الآفاق، يدعون الناس سراً، ظاهر أمرهم الاشتغال بالتجارة وباطنه الدعوة للرضا من آل البيت، واصفين إياه بالتقى والصلاح والزهد والورع، وأن غايته تطبيق شرع الله، شعاره العدل والمساواة، ويحق الحق ويبطل الباطل، وسيملأ الدنيا صلاحاً وعدلاً، كما ملأها بنو أمية فسقاً وجوراً – كما يدعون (68) واستخدم الدعاة مهنة التجارة يستخفون وراءها لنشر الدعوة التي أسندت إليهم، وأخذوا يجوبون البلاد طولاً وعرضاً لاستقطاب أكبر عدد من الناس فكانت مهمتهم أسهل، ومراقبتهم أصعب، ثم إن هؤلاء الدعاة لم يكونوا من عامة الناس، بل تسلحوا بسلاح الثقافة والمعرفة والإخلاص للدعوة والتفاني في سبيلها، فبذلوا الأموال ولاقوا السجن والقتل والتمثيل، وكانت لديهم الحنكة لاجتذاب الأنصار (69). ولم يكن من دعاة بني العباس المشهورين أحد ممن اشتهر بالعلم في ذلك العصر بل أغلب الدعاة كانوا رجال إدارة وأهل قيادة وحرب، كأبي مسلم الخراساني وقحطبة بن شبيب، أو من أهل الشرف واليسار كبكير بن ماهان الذي أغدق على الدعوة بماله، فذكر أنه أنفق في نصرة الدعوة أربع لبنات من فضة ولبنة من ذهب (70)، وورد أنه الذي اشترى أبا مسلم الخراساني لما رأى صلاحه لأمر الدعوة (71)، وكأبي سلمة الخلال الذي ذكر أنه رجل شهم، سائس شجاع، متمول، أنفق أموالاً كثيرة في إقامة الدولة (72). كما أن بعض دعاة بني العباس من الموالي الذي يهمهم القضاء على بني أمية ونجاح الدعوة العباسية التي يرفع قادتها شعار المساواة وإنفاق الموالي (73). ونلاحظ أنَّ الأكثرية الساحقة من النقباء كانوا عرباً (74). وقد ذكر الباحثون أسماء وتشكيلات تنظيمية منها:
(أ) كبير للدعاة بالكوفة:
فقد عين محمد علي العباسي كبيراً للدعاة، وجعل الكوفة موقعاً له ومقاماً، إذ هي أقرب إلى خراسان من الحميمة، وبها شيعة أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية الذين انضموا إلى بني العباس وكان كبير الدُّعاة مسئولاً عن نشر الدعوة والإشراف عليها بخراسان، فكان يرسل إليها وفود الدعاة، وكان يكتب إلى محمد علي بأنباء الدعوة ويعلمه بأحوالها، وكان يلقاه في موسم الحج، وكان يزوره بالحميمة إذا طرأ طارئ واحتاج إلى أن يعرف رأيه فيه، حتى يأخذ به وينفذه. وكان الدعاة من أهل خراسان يمرون بالكوفة، ويعّرجون على كبير الدعاة، فيطلعونه على ما بلغوا في بث الدعوة ويشرحون له ظروفها، ثم يمضون إلى الحجاز، فيقابلون محمد بن علي بالمدينة ومكة في موسم الحج، فيؤدون إليه ما اجتمع لهم من أموال، ويُخبُرونه بأخبار الدعوة ويعرضون عليه مسيرتها ومُلابساتها، ويتشاورون في أمرها حتى يستدركوا النقًّص، ويتلافوا الأخطاء، ويُذلَّلوا الصعاب، ويتجنبَّوا الأخطار، تقوية للدعوة ومداً في تيارها وحماية لها من الانهيار فإذا انقضى موسم الحج زوّدهم بتوجيهاته وإرشاداته، ورجعوا إلى خراسان، فواصلوا القيام بأمر الدّعوة وجدَُّوا في نشرِها (75)، قال البلاذري: (كان محمد بن علي يقدم المدينة في كل سنة فيقيم بها الشهر والشهرين، ويُؤتى بالمال فيفرقه) (76)، ومن أشهر من تولى هذا المنصب في التنظيم العباسي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/80)
بكير بن ماهان فقد استعمله محمد بن علي العباسي بعد وفاة أبي رباح ميسرة النبَّال، فقد جاء إلى محمد بالحميمة وأخبره عن شيعته بالكوفة، وأوصاه محمد بن علي أن يدعو إلى الرضا من آل محمد، ويذكر جور بني أمية، وأن آل محمد أولى منهم بالأمر، وأوصاه أن يُحذر شيعة بني العباس التحرك في شيء مما يتحرك فيه بنو عمَّهم من آل أبي طالب، فإنَّ خارجهم مقتول، وقائمهم مخذول وليس لهم في الأمر نصيب، وخوّفه جماعة أهل الكوفة وأمره أن لا يقبل منهم أحداً إلا ذوي البصائر، فإنهم لا يُعزُّ به من نصروه ولا يوهنون بخذلانهم من خذلوه (77). وكان بكير بن ماهان رجلاً مُفوَّها، فقام بالدُّعاء وتولى الدعوة بالعراقين. وكانت كتب الإمام تأتيه فيغسلها بالماء، ويعجن بغسالتها الدقيق، ويأمر فيُختبز منه قرص، فلا يبقى أحد من أهله وولده إلاَّ أطعمه منه (78) وهذا يُشير إلى النفوذ الروحي لمحمد بن علي العباسي على أتباعه ولا شك أن هذا الأمر ساهم بشكل كبير في نجاح الدعوة العباسية، وقد أنفق بكير بن ماهان أموالاً طائلة في نصرة الدعوة (79).
(ب) مجالس الدعوة العباسية:
ذكر مصنف أخبار الدولة العباسية أن بكيراً كوّن مجالس الدعوة العباسية المختلفة سنة عشرين ومائة (80)، وفي حديثه عن بعضها تعميم ووهم، فإن مجالس النُّقباء، ومجلس السبعين أُلفا في سنة مائة، روى ذلك أكثر المؤرخين، واتفقوا عليه، ويبدو أن بكيراً جمع رجال المجلسين (81) (81)، وتبادل معهم الرأي في شؤون الدعوة العباسية، وأقرَّهم وأبقاهم في مناصبهم ولم يعزل أحداً منهم، ولا سيما النقباء، فإن أسماءهم عند مُصَنفَّ أخبار الدولة العباسية (82)، وعند غيره من المؤرخين (83) متطابقة، وأما سائر رجال السبعين فإنه استَقَلَّ بسرد أسمائهم إذ لم يشاركه أحد من المؤرخين في ذلك (84)، ويبدو أن بكيراً أنشأ بقية المجالس التي ذكرها مُصَنَّف أخبار الدولة العباسية لأنها لم تُعرف قبل هذا التاريخ، وهي: مجلس نظراء النقُّباء. وهو يتألف من اثنى عشر رجلاً، وقيل من عشرين أو أحد وعشرين رجلاً وقد سمّاهم جميعاً (85) ومجلس الُّدعاة، وهو يتألف من سبعين رجلاً، وقد سمَّى منهم خمسة وستين رجلاً (86) ومجلس دعاة الُّدعاة ولم يُحدَّد عدد رجاله، وقد سَمَّى منهم سبعة وثلاثين رجلاً (87). وفي كل مجلس من هذه المجالس طائفة من رجال مجلس السبعين. ونصَّ على أن النُّقباء الاثنى عشر ليس بين أحد من أهل العلم فيهم اختلاف، فأما نُظراء النُّقباء والسبعون قد اختلف فيهم (88). ثم أخذ بكير البيعة على من حضره من شيعة – بني العباس – على مناصحة إمامهم في السَّر والعلانية، وألا يُطلعوا على أمرهم أحداً خافوا ناحيته ولم يثقوا به، وجمعوا مالاً كثيراً، وأتوه به، وخلف عليهم سليمان بن كثير الخزاعي، وأمرهم إذا حزبهم أمر أن يجتمعوا إليه فيناظروه فيه عنده، وأمرهم أن يأخذوا برأي أبي صالح كامل ابن مظفر فإنه ثقة في رأيه وشفقته، وشخص إلى جرجان، فلما قدِمها أقام بها شهراً، وجمع له شيعتها مالاً وحُلياً ثم سار منها إلى الكوفة، فلما بلغها مكث بها يسيراً، ثم توجَّه إلى محمد بن علي، فدفع إليه ما قدم به (89)، ولبث في الحُميمة زمناً، ثم رجع إلى الكوفة أول سنة (122هـ) اثنين وعشرين ومائة (90).
(3) البعد التخطيطي وقراءة الواقع عند محمد بن علي العباسي:
إن التخطيط والتنظيم من الأسس المهمة في نجاح الدعوات وقيام الدول، حيث كتب محمد بن علي كتاباً لقادة التنظيم العباسي ليكون لهم مثالاً، وسيرة يسيرون عليها قائلاً: أما الكوفة وسوادها فشيعة علي وولده، وأما البصرة وسوادها فعثمانية تدين بالكف، تقول كن عبد الله المقتول، ولا تكن عبد الله القاتل، وأما الجزيرة، فحرورية ما رقة، وأعراب كأعلاج، ومسلمون في أخلاق النصارى، وأما أهل الشام فلا يعرفون إلا معاوية، وطاعة بني أمية، وعداوة راسخة، وجهلاٍٍ متراكماٍ، وأما مكة والمدينة فقد غلب عليهما أبو بكر وعمر، ولكن عليكم بأهل خراسان، فإن هناك العدد الكثير، والجلد الظاهر، وهناك صدور سليمة، وقلوب فارغة لم تتقسمها الأهواء، ولم تتوزعها النحل، ولم يقدح فيها فساد، وهم جند لهم ابدان، وأجسام، ومناكب، وكواهل، وأصوات هائلة ... وبعد: فإني أتفاءل إلى المشرق، وإلى مطلع سراج الدنيا، ومصباح الخلق (91).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/81)
لقد وصف محمد بن علي للدعاة المكان الذي يمكن أن تنمو فيه الدعوة وتحقق أكبر النجاح للقضاء على الحكم الأموي بعد أن بين الموانع القائمة بكل إقليم على حده، ثم ذكر المؤهلات التي تجعل إقليم خراسان هو المكان المناسب لاحتضان الدعوة العباسية:
هـ. خراسان:
منطقة بعيدة عن عاصمة الدولة وفيها رجال أقوياء حاقدون على الحكم الأموي، والاستقرار في هذه المنطقة شبه مفقود وفيها شيعة متحمسون لنصرة آل البيت وفي خراسان: جمجمة العرب وفرسانها (92)، فقد كانت خراسان موطن المقاتلة العرب الذين مرستهم الحرب الطويلة مع تركستان والذين عبّروا مراراً عن تذمرهم من السياسة الأموية والعسكرية (93)، فقد تضايقوا من سياسة التجمير وهي إبقاء المقاتلة في الثغور وعلى خطوط المواجهة شتاءً في الوقت الذي يرغب المقاتلة في قضاء الشتاء مع عوائلهم.
كان الوالي الأموي يسلبهم حصتهم من الفيء والغنيمة أحياناً أو يأخذ أكثر من حقه منها أحياناً أخرى.
سئمت القبائل من النزاع المستمر بين الشيوخ والرؤساء الطموحين للوصول إلى السلطة حيث خلق هذا بين قبائل خراسان نوعاً من القلق ولذلك وجدت تلك القبائل في الدعوة العباسية أملاً جديداً لحياة أكثر استقراراً ويسراً (94).
ج. الحجاز: فهو إقليم غلب عليه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فأهله يميلون إلى الزهد والعبادة، ويركنون إلى السلم وترك الاشتغال بالسياسة، فهم لا يرون أن الخلافة حقاً من حقوق بني هاشم – وإنما في قريش عموماً – ولهذا فشلت حركة المدينة التي قام بها بعض المعارضين للحكم الأموي، كموقعة الحرة عام 63ه. وفي مكة انتهت خلافة عبد الله بن الزبير عام 73ه دون أن تحقق الهدف المنشود – لأسباب كثيرة مر ذكرها – كما أن أهل الحجاز يعرفون أن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وصلوا إلى الخلافة بالشورى، والاختيار والقبول من الأمة الإسلامية من غير تسلط أو سفك دماء.
د. الشام: وأما إقليم الشام " دمشق " التي اتخذها الأمويون عاصمة لدولتهم الإسلامية المترامية الأطراف، وأهل الشام يرون أن عزهم ومجدهم قد جاء عن طريق الأسرة الأموية فهم لا يرون عنها بدلاً.
ب. البصرة: هي في نظر محمد بن علي العباسي لا تصلح لهذه الدعوة، فسكانها خليط من البشر، وفيها عدد من الأجناس والأديان، والبصرة مدينة اقتصادية لا شأن لها بالسياسة، ويقطنها قليل من الشيعة لا يفي بالغرض المطلوب، والكثير منهم منهجهم: "كن عبد الله المقتول".
أ. وأما الكوفة: ففيها شيعة علي وولده، ولا تقبل غير الدعوة لأولاد علي، فأهلها يرون أن الخلافة هي حق من حقوق العلويين دون غيرهم (95).
إن هذا الرأي الذي أدلى به محمد العباسي ليصور بوضوح نزعات الأقاليم الإسلامية ولم يشر هذا الكلام إلى مصر التي كانت قريبة من بلاد الشام فلم يكن بالإمكان اتخاذها مركزاً لحركة معارضة أو لإعلان ثورة (96) أما إفريقيا فلقد كانت قريبة من مصر وبالتالي في قبضة الجيوش الأموية لقربها من الحاميات المتقدمة.
(4) دور "الحميمة" القيادي وأهمية العنصر العربي في البناء التنظيمي:
وقد أتيح للقيادة العباسية من موقعها في " الحميمة " مراقبة الوضع السياسي عن كثب، والتنبه للثغرات والمشكلات فيه دون أن يكون اختيار خراسان سوى نتيجة لذلك وهي الولاية الأثيرة لدى الأمويين ومركز الخلل في دولتهم المترنحة والصورة الأكثر تعبيراً عنها في صراعاتها وانقساماتها. على أنه ثمة مسألة هامة هي أن اختيار خراسان لا يعني انصراف العباسيين عن الشام، كما لا يعني التوجه نحو الموالي واستغلال أحقادهم على الدولة الأموية، على نحو ما روّج له المستشرقون في هذا المجال ولكنه جاء محصلة للمعطيات السابقة، فضلاً عن المعطى الجغرافي، متمثلاً في بُعد الولاية عن مركز الدولة، ذلك أن الدعوة في – أساسها التنظيمي قائم على العرب – وتوجهها الخراساني إنما كان للقبائل العربية اليمنية (97)، القاطنة بأعداد كبيرة في هذه الولاية، هذا إذا لم نتوقف عند عروبة " النقباء " المتحدرين من كبريات القبائل العربية، إذ أن خمسة منهم إلى خزاعة، وثلاثة إلى تميم، واثنين إلى مزينة، فضلاً عن آخرين من طيء وربيعة .. إلخ (98). ولا يعني هذا أيضاً، أن يكون لبروز شخصيات من أصل غير عربي في الدعوة، من أمثال أبي مسلم الخراساني وأبي سلمة الخلال، دلالات تخالف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/82)
هذا الواقع، إذ أن قيادة الدعوة كانت تحكم قبضتها على كل الأمور، من خلال جهاز بالغ الدقة في التنظيم والإدارة، وسرعان ما لجأت إلى التخلص من هذين الرجلين القويين بعد إنهاء دوريهما المرسومين ومحاولة كل منهما تجاوز خطوطه المحددة (99)، وهكذا في قرية من أطراف الشام تم للعباسيين إخراج مشروعهم إلى حيز التنفيذ، متحالفين مع الوقت، ومتقنين العمل السري، وراصدين ثغرات الحكم الأموي، بما فيها مساوئ الخلفاء وضيق رؤيتهم السياسية، مما حاد بهؤلاء عن الموضوعية واتخاذ المواقف المسئولة، خصوصاً في تلك المرحلة المتأخرة منه (100)، وقد كانت دراستهم العميقة لأسباب النجاح وعوامل إضعاف الأمويين تدرس بحكمة ووعي فائق وذكاء كبير في مركز القيادة بالحميمة.
أهم مبادئ المشروع العباسي والشرائح المستهدفة بالدعوة: لكل دعوة أو مذهب منظومة فكرية وشعارات خاصة تنادي بها وتجعلها رمزاً يؤمن بضرورة تحقيقه ومن أهم مبادئ وشعارات الدعوة العباسية التي رفعتها ونادت بها:
الدعوة إلى الإصلاح: ومن شعارات الدعوة العباسية الإصلاح، أو الدعوة إلى الكتاب والسنة وهو شعار عام وهو أشمل شعارات الدعوة العباسية والواقع أن أحداثاً كثيرة تركت في النفوس آثاراً مريرة، مثل حصار الكعبة وانتهاك حرمة المدينة المنورة يوم الحرة، وسفك دماء أهل البيت وسياسة القهر واضطهاد المعارضة، والابتعاد عن سيرة السلف الصالح، وحب الترف واللهو وكثرة مظاهره وكثرة المذاهب وتصارعها وظهور أقوال كثيرة غير مألوفة من قبل، والاعتماد على العصبية في الحكم.
المساواة: وهو شعار المساواة بين الشعوب، وهو شعار ساهم في إنجاح الثورة العباسية وأنصف الشعوب التي أسلمت واندمجت في الحضارة الإسلامية وصارت تتطلع إلى المساواة وهذا الشعار في ذاته مبدأ إنساني جليل لا تزال الأجيال تتعلق به منذ القدم وتتخذه مثلاً أعلى، وهو شعار له معنى خاص في ديننا وهو عدم التفرقة بين الناس بحسب ألوانهم أو دمائهم أو تاريخهم، وبيان أن أكرم الناس عند الله أتقاهم وقد تستر خلف هذا المبدأ دعاة العباسيين وشنعوا به على بني أمية وزعموا أنهم انحرفوا عن هذا المبدأ الإسلامي الأصيل (101).
الإمامة للرضى من آل محمد: وهذا الشعار رضي عنه مجموعة كبيرة من الناس سواء من الشيعة أو السنة وهو أن المبايعة للرضى من آل محمد صلى الله عليه وسلم بدون تعيين اسم ولا تعيين هل هو من البيت العباسي أم من الطالبيين وانتبه الشيعة متأخرين إلى أن العباسيين كانوا يخططون لأنفسهم ولكن بعد فوات الأوان (102).
فهذه هي أهم المبادئ بالإضافة إلى العدل، ومحاربة الظلم والانتصار لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. واعتمد محمد علي أسلوباً جديداً في بث الدعوة فأوصى أتباعه بكتمان أمرهم وعدم كشف حقيقته لأحد إلا بعد أن يأخذوا عليه العهود والمواثيق المؤكدة (103)، وحتى لا تثير تحركاتهم شكوك السلطة الأموية أوصى أتباعه أن يجوبوا المدن ويعملوا لدعوته بحجة التجارة وأن يستروا اسمه على الجميع، فلم يكن محمد بن علي طيلة المدة التي تولى بها رئاسة الدعوة يعرفه أحد بنسبه واسمه إلا الدعاة (104)، وحتى هؤلاء فإن لقاءه بهم كان قليلاً (105)، وإذا ما استوجب الأمر أن يلتقي بأحدهم فإن ذلك يتم تحت إجراءات أمنية مشددة وغالباً ما يكون في وقت متأخر من الليل بعد أن يكون الجميع قد دخلوا منازلهم (106)، وقد بالغ محمد بن علي في كتمان أمر الدعوة فأوصى أتباعه أن تكون البيعة لشخص مجهول وهي " للرضا من آل محمد " (107)، ويبدو أن هذا الغموض في المبادئ خدم السياسية العباسية في مدة الدعوة السرية وكان له أثر بالغ في نجاحها فشعار " الرضا من آل محمد " يضيق دائرة الخلاف فيحصرها في أهل البيت من قريش، ويخرج الأمويين منها ويبطل حقهم فيها، وفي الوقت نفسه يجعل للعباسيين نصيباً منها على أساس أنهم أحد فرعي أهل البيت، ويتيح لهم كسب أعداد كبيرة من أنصار أهل البيت ومؤيديهم، وهو من الناحية الأخرى يوقف النزاع بينهم وبين العلويين ولو مؤقتاً ويجمعهم تحت راية واحدة (108)، لذلك فقد تجنب العباسيون في هذه المدة كل ما يبين أنهم قاموا لأخذ محل العلويين، فأظهروا أن غايتهم قلب الدولة الأموية، وأخفوا سعيهم لأخذ الخلافة، وحاولوا أن يبينوا للناس أن قضيتهم هي قضية جهاد الحق ضد الباطل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/83)
(109).
إن الثورة العباسية شأنها شأن الثورات الكبرى في التاريخ، تظهر بأشكال متعددة وتندفع في مجراها قوى متنوعة على الصعد الفكرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ولا شك أن الموالى كان لهم حضورهم، إلا أنهم كانوا في صفوف الجنود والأتباع، ولم يكونوا قادة إلا في استثناءات، كانت الثورة العباسية هي ثورة اليمانية الكبرى، كما كانت ثورة الشيعة العباسية والمرجئة والقدرية والخوارج وكان لكل من هذه القوى نصيب فيها، وإن كانت العديد من هذه القوى قد تعرض للتصفية على يد أبي مسلم نفسه فيما بعد (110)، ويقول أبو جعفر المنصور موجهاً كلامه لليمانية معترفاً لهم بدورهم المتميز في نجاح الثورة: فيحق لنا أن نعرف لهم حق نصرهم لنا وقيامهم بدعوتنا ونهوضهم بدولتنا (111) ... وقد تكون هذه الصورة التي تجعل من الثورة العباسية ثورة يمانية مبالغ فيها، إذ أن القيسيين والمتذمرين من سياسة نصر بن سيار ومروان بن محمد انضموا كذلك إلى صفوف الثوار العباسيين وعملوا بدورهم على إسقاط الدولة الأموية (112).
باختصار كانت الثورة العباسية هي ثمرة حسن استغلال تراكم معارضات عدة بدأت مُنذ لحظة هذه الثورة بواجهات متعددة ورفعت شعارات مختلفة، حاولت فيها كسب كل المتذمرين ضد الحكم الأموي، فانضم إليها الغلاة والمعتدلون، المسلمون وغير المسلمين، العرب وغير العرب (113) إن هذا التعقيد في الثورة العباسية هو سر نجاحها، فالشعارات التي رفعتها كانت عامة غامضة، لا تختلف ربما عن سواها إلا باكتسبت مضموناً مختلفاً عندما تبنتها قوى متعددة ورأت فيها مشروعها للخلاص، وإنما على قاعدة تلك البنية التنظيمية التي صنعها أناس أكفاء استطاعوا الصمود رغم ما أحاط بهم من أشكال القمع، حتى تحقق الانتصار الكبير (114).
وقد استهدفت الدعوة العباسية في رحلتها السرية من أعداء الدولة الأموية والذي من أهمهم:
(أ) المهالبة الذين حاربتهم الدولة الأموية وتتبعتهم بعد مقتل يزيد بن المهلب، والمهالبة يمنيون.
(ب) الموالي، فقد كان هؤلاء يدفعون من الضرائب مقدارً كبيراً، ولا يعاملون بالتساوي مع العرب وكان عليهم ضغط من كل جهة، فكانوا أعداء الدولة بطبيعة الأمر.
(ج) وكان بجانب هؤلاء عدو قوي للأمويين وهم الشيعة، فالشيعة العلوية كانت لا تزال تقوم بين حين وآخر بثورات، وكانت ثوراتها تخمد في كل مرة، فتزداد الكراهة وتشتد العداوة (115) فهذه من أهم الفئات التي استهدفتها الدعوة العباسية، فقد كانت تشكل تربة خصبة لحشد الأتباع والمناوئين للدولة الأموية فأي حركة منظمة تريد أن تسقط نظاماً ما لا بد لها من معرفة أعداء ذلك النظام والعمل على حشد القوى ضده مع ضرورة إمساكها بخيوط الثورة بيدها، فهذه بديهة من بديهات العمل السياسي المنظم. كان على رأس الدعوة العباسية رجال من بني العباس، " دهاة أقويا " منظمين عارفين بما يقومون به: أولهم محمد بن علي وأقرباؤه وابنه إبراهيم، ثم تبعهم عدد من إخوة إبراهيم ومن أعمامه وأقاربه، وقد اشتركوا جميعاً في تنظيم الثورة ووضعوا خططها وأشرفوا عليها ووجَهوها كما يجب أن توجه. نعم إنهم تحالفوا مع أعداء بني أمية جميعاً واستفادوا منهم كل الاستفادة، لكنهم هم الموجهون وهم أصحاب الأمر، أما الدعاة والقادة فإنهم يتلقون أوامرهم وينفذونها بحذافيرها، نعم استفادوا من العناصر المعادية لبني أمية، وكانت تلك العناصر يجمعها هدف واحد هو إزالة بني أمية، و تجمعها فكرة واحدة، وهي أن بني أمية أعداء الدين لذا وجب القضاء عليهم (116).
(5) المرجعية الشرعية للدعوة العباسية: تعتبر مدرسة عبد الله بن عباس الحركية والشرعية هي المرجعية للدعوة العباسية، فقد اهتم علي بن عبد الله بن العباس بتراث أبيه وعلومه، يروي ابن سعد بسند أن موسى بن عقبة قال: وضع عندنا كريب حمل بعير أو عدل بعير، من كتب ابن عباس، قال فكان علي بن عبد الله بن عباس إذا أراد الكتاب كتب إليه: إبعث إليّ بصحيفة كذا وكذا، قال فينسخها فيبعث إليه بأحدها (117) وقد علق الدكتور صالح أحمد العلي على هذا الأثر فقال: غير أن موسى بن عقبة لم يحدد فيما إذا كانت كتب ابن عباس هذه مما ألفه أو مما امتلكه كما أنه لا يذكر مواضيعها، أي فيما إذا كانت في التفسير أم في علوم أخرى (118). وذكر صاحب الوصية السياسية في العصر العباسي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/84)
بأن محمد بن علي حين نشأ: ألزمه أبوه أصحاب جده – ابن عباس – فكان كذلك حتى علم وفقه فجلس يوماً يفتي في المسجد الحرام بمثل فتيا جده (119)، وقد أبهرت فتواه سعيد بن جبير رضي الله عنه حين سمعه فقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني رجلاً من ولد ابن عباس يفتي بفتواه (120) والمعلوم لدى الباحثين أن عبد الله بن عباس تقدم في التفسير بسبب عوامل متعددة منها؛ دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بالفقه في الدين والعمل بالتأويل، قرب منزلته من عمر – رضي الله عنه، الأخذ عن كبار الصحابة، قوة الاجتهاد وقدرته على الاستنباط، قدرات ابن عباس التعليمية والتربوية، رحلاته وأسفاره، وتأخر وفاته (121) وكان ابن عباس من علماء المدرسة المكية وقد تميزت هذه المدرسة من بين سائر المدارس بكثرة تناولها للآيات وتفسيرها وأسهمت إسهاماً قيما في الإبانة عن كثير من المعاني التي يحتاج إليها ويرجع ذلك لأسباب عديدة منها؛ إمامة ابن عباس للمدرسة، الأثر المكاني على المدرسة – كونها بمكة – كثرة رحلاتهم وأسفارهم، حرصهم على نشر علمهم، التصنيف والتدوين المبكر لآثار المدرسة (122) .. إلخ.
* الفقه الحركي عند ابن عباس:
استفاد العباسيون من فقه جدهم الحركي والذي ظهر عند نصحه للحسين بن علي لما أراد الذهاب للكوفة، فقد قال له: أخبرني إن كانوا دعوك بعد ما قتلوا أميرهم، ونفوا عدوّهم، وضبطوا بلادهم، فسر إليهم، وإن كان أميرهم حيَّا، وهو مقيم عليهم، قاهر لهم، وعماله تجبي بلادهم، فإنهم إنما دعوك للفتنة، والقتال (123)، وفي رواية أخرى أنّه قال له: إنّي أتخوف عليك في هذا الوجه الهلاك، إنّ أهل العراق قوم غدر، فلا تغترنّ بهم، أقم في هذا البلد حتىّ ينفي أهل العراق عدوّهم، ثم أقدم عليهم، وإلا فسر إلى اليمن، فإن بها حصوناً وشعاباً ولأبيك بها شيعة وكن عن الناس بمعزل، واكتب إليهم وبث دعاتك منهم، فإني أرجو إذا فعلت ذلك أن يكون ما تحب (124). ويظهر من فقه ابن عباس الحركي:
(أ) أهمية سيطرة أهل العراق على إقليمهم وتحريره من سلطان بني أمية: وهذا ما قام به العباسيون مع أهل خراسان حيث ضبطوه وحّرروه من سلطان بني أمية فيما بعد.
(ب) استفاد العباسيون من تقييم ابن عباس لأهل العراق ولذلك لم يعتمدوا عليهم في تشكيل القاعدة الصلبة التي قامت عليها دعوتهم.
(ج) بيَّن ابن عباس بأن اليمن بها حصون وشعاب ولأبيك بها شيعة وهذه عوامل مهمة في نجاح الحركة لأن قبضة الدولة الأموية تكون ضعيفة للأسباب الجغرافية والبشرية ولذلك وقع اختيار العباسيين على خراسان، لضعف قبضة الدولة عليها، كما كان بها أنصار لأهل البيت وخصوصاً من القبائل اليمنية المهاجرة هناك.
(د) وبين ابن عباس بأن يكون صاحب الدعوة في بداية أمرها عن الناس بمعزل وأن يكتب إليهم ويبث دعاته فيهم وهذا الذي فعله محمد بن علي العباسي، فقد كان عن الناس بمعزل وكان يكتب للناس ويبث دعاته من خلال تنظيم محكم انتشرت خلاياه الدعوية في جسم الأمة الإسلامية.
(6) انحراف خطير عن منهج الدعوة وموقف محمد بن علي العباس ضده:
في سنة 118ه بعث بكير بن ماهان عمَّار بن يزداد داعية إلى خراسان وكان نصرانياً من أهل الحيرة ثم أسلم وصار معلماً بالكوفة، فلمّا أتى خراسان تسمَّى بخداش بن يزيد، ودعا الناس إلى بني العباس فأجابوه، ثم انحرف عن الدعوة العباسية، وخرج عن مبادئها وقواعدها وشذَّ عن مراميها ومقاصدها فثار عليه شيعة بني العباس وفتكوا به، ويقال: إنَّ أسد بن عبد الله القسْري هو الذي قبض عليه وقتله (125) وقال البلاذري: وجه بكير عماراً هذا فغيّر سُننَ الإمام، وبدل ما كان في سيرة من قبله، وحكم بأحكام منكرة مكروهة، فوثب عليه أصحاب محمد بن علي فقتلوه، ويقال: بل قتله أسد بن عبد الله وصلبه (126)، وفيما روى ابن جرير الطبري من خبر خداش أنه أعلن دين الخُرّمية وأحّلًّ النساء وأباحهن وذكر لشيعة بني العباس أن محمد بن عليَّ أمره بذلك، فأخذه أسد بن عبد الله القسري، ومثّل به ثم قتله (127)، وروى ابن الأثير أن خّداشاً أجاز لشيعة بني العباس ترك الطاعات والفروض وسوّغ لهم ذلك واحتجَّ له احتجاجاً قبيحاً، يقول: قال لهم: إنه لا صوم ولا صلاة ولا حج، وإن تأويل الصوم أن يُصام عن ذكر الإمام فلا يباح باسمه، والصلاة والدعاء له، والحج القصد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/85)
إليه، وكان يتأوَّل من القرآن (128) قوله تعالى: " ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتّقوا وآمنوا وعملوا الصالحات " (المائدة: 93). وكان مروق خِداش من الدَّين وانسلاخه من الإسلام، ومزجه تعاليم الدَّعوة العباسية بتعاليم الخُرَّمّية أكبر الأخطار التي صادفها محمد بن علي، فقد نكب شيعتها وشق صُفُوفهم شقاً وكان من انحازوا إليه منهم كُثراً وكان فيهم بعض النُّقباء والدُّعاة (129)، وروى البلاذري أن محمد بن علي صرف شيعة بني العباس بخراسان عن مقالة خِداش، إذ أرسل إليهم بكير بن ماهان، فرتق فتقهم، ورأب صدعهم، ولم شعثهم وأعادهم إلى منهاج محمد بن علي ودعوته (130) وقد أرسل مع بكير من ماهان رسالة إلى دعاته في خراسان يحذرهم من الدخول في هذه المبادئ المنافية للإسلام، كما أرسل معه رسالة ثانية إلى رؤساء الدعاة (131).
قال في رسالته الأولى: سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو ... وأشهد أن الله يبدئ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم فتبارك ذو الفضل العظيم. أما بعد: فإني أوصيكم بتقوى الله الذي لا يزيد في ملكه من أطاع ولا ينقص من ملكه من عصاه، بيده الملك ويبقى ملكه وهو عزيز ذو انتقام وتمسكوا بصالح الذي عاهدتم الله عليه وأدوا الأمانة فيما أمركم به، واعتصموا بحبل الله جميعاً، وخذوا بحظكم منه واشكروا بلاه الذي أصبح بكم من سوابغ نعمه واعتبروا ما بقي بما سلف، وإنما ضرب الله لكم أمثال ما مضى من الأمم لتعقلوا عن الله أمره بأنكم قد رأيتم من الدنيا وتصرفها بأهلها إلى ما صار من مضى منهم، وخير ما يصيب الناس فيما بقي من الدنيا ... ثم اعلموا علماً يقيناً أن لأهل ولاية الله منازل معروفة كأنما ينظرون فيما أعطاهم الله من اليقين إلى عواقب الأمور ومستقرها .. لا تصدقوا كذباً، ولا تجمعوا خبيثاً ولا تخالفوا تقياً ولا تحتقروا يتيماً صغيراً، ولا تنتهيكوا ذمة، ولا تفسدوا أرضاً ولا تشتموا مؤمناً، ولا تقطعوا رحماً، ولا تعصوا إماماً، وأحسنوا مؤازرتهم وصيانة أمرهم، أعينوهم إذا شهدتم وانصحوا لهم إذا رغبتم، اعلموا أن أصدق الحديث كتاب الله وأوثق التقوى لزوم حقه، وخير الملل ملة إبراهيم وأفضل السنن سنة محمد صلى الله عليه وسلم، وأعظم الضلالة ضلالة بعد هدى ... ونفس تناجيها بتقوى خير من نفس أمارة بالسوء، فاتقوا الله، ولا تكونوا أشباهاً للجناة الذين لم يتفقهوا في الدين ولم يعطوا بالله اليقين وأن الله أنزل عليكم كتاباً واضحاً ناطقاً محفوظاً قد فصل فيه آياته، وأحكم فيه تبيانه، وبين لكم حلاله وحرامه، وأمركم أن تتبعوا ما فيه، فاتخذوه إماماً، وليكن لكم قائداً دليلاً، فعليكم به، ولا تؤثروا عليه غيره ... فإن الله بين لكم ما تأتون وما تتقون، فقال لنبي الرحمة " قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن ". وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم " قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد " أسأل الله أن يجعلنا وإياكم مهتدين غير مرتابين. والسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين (132).
وقال في رسالته الثانية التي وجهها إلى رؤساء الدعاة: " أما بعد عهدنا الله وإياكم بطاعته وهدانا وإياكم سبيل الراشدين. فقد كنت أعلمت إخوانكم رأيي في خداش، وأمرتهم أن يبلغوكم قولي فيه، وإني أشهد الله الذي يحفظ ما تلفظ به العباد، زكي القول وخبيثه وإني بريء من خداش، وممن كان على رأيه، ودان بدينه، وآمركم ألا تقبلوا من أحد ممن أتاكم عني قولاً ولا رسالة خالفت فيها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والسلام (133). ومن خلال الرسائل السابقة تتضح نزعة محمد علي العباسي السنية وبطلان اتهام الدعوة بالعقائد الفاسدة، والباطنية، وعدم صحة ارتباط الدعوة العباسية بالزنادقة كما زعم بعض المستشرقين من أمثال فلهوزن (134)، فهذا الأمر بعيد كل البعد عن الصحة (135).
|1|2|
--------------------------------------------------------------------------------
(1) نسب قريش ص 18، طبقات ابن سعد (4/ 5)، شذرات الذهب (1/ 38).
(2) طبقات ابن سعد (4/ 5) الدعوة العباسية د. حسين عطوان ص 87.
(3) تاريخ ابن عساكر نقلاً عن الدعوة العباسية ص 87.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/86)
(4) طبقات ابن سعد (4/ 32) الدعوة العباسية ص 87.
(5) تهذيب التهذيب (5/ 123) الدعوة العباسية ص 87.
(6) أسد الغابة (3/ 109) الدعوة العباسية ص 88.
(7) العقيدة في أهل البيت ص 154.
(8) الطبقات (4/ 4/5) الاستيعاب (3/ 49/101) العقيدة في أهل البيت ص 155.
(9) سنن الترمذي رقم 3759، المستدرك (3/ 325) صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
(10) مسلم كتاب الزكاة باب في تقديم الزكاة ومنعها رقم 983.
(11) مسلم رقم 1775، مصنف عبد الرزاق (5/ 379 380) ابن هشام 0 4/ 87).
(12) فتسقينا: أي بدعائه حياً، ولو كان يتوسل به ميتاً لتوسل به عمر ولما احتاج لعمه العباس ليدعو له.
(13) البخاري رقم 1010.
(14) حلية الأولياء (1/ 314) العقيدة في أهل البيت ص 158.
(15) البخاري رقم 143.
(16) سير أعلام النبلاء (5/ 284).
(17) المصدر نفسه (5/ 285).
(18) الدعوة العباسية، حسين عطوان ص 146.
(19) طبقات ابن سعد (5/ 314).
(20) البداية والنهاية نقلاً عن الدعوة العباسية ص 146.
(21) تهذيب التهذيب (7/ 357) الدعوة العباسية ص147.
(22) وفيات الأعيان 0 3/ 276) الدعوة العباسية ص 147.
(23) وفيات الأعيان (3/ 276) الدعوة العباسية ص 147.
(24) أخبار الدولة العباسية ص 140 الدعوة العباسية ص 147.
(25) الدعوة العباسية ص 148 إلى 152.
(26) الدعوة العباسية، حسين عطوان ص 154.
(27) المصدر نفسه ص 157 أنساب الإشراف (3/ 79).
(28) طبقات ابن سعد (5/ 391).
(29) المصدر نفسه (5/ 391).
(30) الدعوة العباسية ص 159.
(31) الدعوة العباسية ص 159.
(32) سير أعلام النبلاء (5/ 285).
(33) الدعوة العباسية، د. حسين عطوان ص 164.
(34) أخبار الدولة العباسية ص 164.
(35) تهذيب التهذيب (9/ 355).
(36) أخبار الدولة العباسية ص 197.
(37) العقد الفريد (5/ 105) الدعوة العباسية ص 165.
(38) أنساب الأشراف (3/ 83).
(39) نفس المصدر (3/ 83) الدعوة العباسية ص 165.
(40) الهاشمية: هي التي قالت بانتقال محمد بن الحنفية إلى رحمة الله وانتقال الدعوة إلى ابنه عبد الله
الملل للشهرستاني (1/ 150).
(41) العلويون والعبّاسيون ودعوة آل البيت ص 51.
(42) نسب قريش ص 75، طبقات ابن سعد (5/ 328) الدعوة العباسية ص 167.
(43) الدعوة العباسية ص 169.
(44) نسب قريش ص 75، طبقات ابن سعد (5/ 328).
(45) طبيعة الدعوة العباسية ص 125.
(46) نسب قريش ص 75 للزبيدي، شذرات الذهب (1/ 166).
(47) العلويون والعباسيون ودعوة آل البيت ص 56.
(48) المصدر نفسه ص 57، 58.
(49) العالم الإسلامي في العصر العباسي، حسن أحمد ص 114.
(50) الثورة العباسية فاروق عمر ص 112.
(51) تاريخ الطبري نقلاً عن العلويين والعباسيين وأهل البيت ص 61.
(52) طبيعة الدعوة العباسية، فاروق عمر ص 155.
(53) العلوييون والعباسيون وأهل البيت ص 61.
(54) المصدر نفسه ص 62.
(55) المصدر نفسه ص 62.
(56) أخبار الدولة العباسية ص 216، تقويم جديد للدعوة العباسية ص 77.
(57) أخبار الدولة العباسية ص 221.
(58) طبيعة الدعوة العباسية فاروق عمر ص 23.
(59) العلويون والعباسيون ودعوة آل البيت ص 63.
(60) الأخبار الطوال ص 332.
(61) المصدر نفسه ص 334.
(62) تاريخ الطبري نقلاً عن العلويين والعباسين ودعوة آل البيت ص 63.
(63) المصدر نفسه ص 63.
(64) الكامل في التاريخ نقلاً عن العلويين والعباسيين ص 64.
(65) العلويون والعباسيون ودعوة آل البيت ص 64.
(66) الأخبار الطوال ص 332.
(67) العلويون والعباسيون ودعوة آل البيت 64.
(68) المصدر نفسه ص 64.
(69) المصدر نفسه ص 64.
(70) تاريخ الطبري نقلاً أثر العلماء في الحياة السياسية ص 600.
(71) البداية والنهاية نقلاً عن أثر العلماء في الحياة السياسية ص 600.
(72) سير أعلام النبلاء (6/ 7).
(73) أثر العلماء في الحياة السياسية في الدولة الأموية ص 600.
(74) الثورة العباسية ص 117.
(75) الدعوة العباسية ص 172.
(76) انساب الأشراف (3/ 86) تاريخ الموصل ص 49.
(77) أخبار الدولة العباسية ص 194 – 200.
(78) الأخبار الطوال ص 333.
(79) الدعوة العباسية ص 189.
(80) أخبار الدولة العباسية ص 213، 215.
(81) أخبار الدولة العباسية ص 213.
(82) المصدر نفسه ص 216.
(83) أنساب الأشراف (3/ 115) الدعوة العباسية ص 211.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/87)
(84) الدعوة العباسية ص 211.
(85) أخبار الدولة العباسية ص 219 – 220.
(86) أخبار الدولة العباسية ص 221 – 222.
(87) أخبار الدولة العباسية ص 222 – 223.
(88) المصدر نفسه ص 220.
(89) أخبار الدولة العباسية ص 223 – 224.
(90) أخبار الدولة العباسية ص 230.
(91) عيون الأخبار (1/ 204) العلويون والعباسيون ص 58.
(92) طبيعة الدعوة العباسية ص 156.
(93) الثورة العباسية ص 114.
(94) الخلافة العباسية، عصر القوة والازدهار ص 15، 16
(95) العلويون والعباسيون ص 58، 59، 60.
(96) الثورة العباسية ص 114.
(97) تاريخ الطبري، نقلاً عن تاريخ بلاد الشام، إبراهيم بيضون ص 228.
(98) تاريخ بلاد الشام، إبراهيم بيضون ص 228.
(99) الأخبار الطوال ص 359.
(100) تاريخ بلاد الشام ص 228.
(101) حركة النفس الزكية ص 46.
(102) حركة النفس الزكية ص 46.
(103) الأخبار الطوال ص 355، الوصية السياسية في العصر العباس ص 89.
(104) الوصية السياسية في العصر العباسي ص 89ز
(105) المصدر نفسه ص 89.
(106) المصدر نفس ص 89.
(107) أنساب الإشراف (3/ 82 – 136).
(108) أنساب الإشراف (3م82 – 136).
(109) العصر العباسي الأول ص 25.
(110) السلطة والمعارضة في الإسلام ص 527.
(111) نقد وتعريف بتاريخ الموصل، مجلة المكتبة بغداد ص 1968م ص 194.
(112) طبيعة الدعوة العباسية ص 178.
(113) السلطة والمعارضة في الإٍسلام ص 528.
(114) المصدر نفسه ص 528.
(115) تاريخ عصر الخلافة العباسية يوسف العش 16.
(116) المصدر نفسه ص 26.
(117) طبقات ابن سعد (5/ 216).
(118) دراسات في تطور الحركة الفكرية في صدر الإسلام ص 91.
(119) الوصية السياسية في العصر العباسي ص 76، أخبار الدولة العباسية ص 173.
(120) المصدر نفسه ص 76.
(121) تفسير التابعين (1/ 374 إلى 395).
(122) المصدر نفسه (1/ 407 إلى 413).
(123) البداية والنهاية (8/ 172) إحداث وأحاديث فتنة الهرج ص 208.
(124) الكامل في التاريخ (2/ 546).
(125) الدعوة العباسية، حسين عطوان ص 203.
(126) أنساب الإشراف (3/ 117).
(127) تاريخ الطبري (7/ 635).
(128) الكامل في التاريخ (3/ 352).
(129) الكامل في التاريخ (3/ 352).
(130) أنساب الأشراف (3/ 118) الدعوة العباسية ص 207.
(131) العلويون والعباسيون ودعوة آل البيت ص 66.
(132) العلويون والعباسيون ودعوة آل البيت ص 66.
(133) المصدر نفسه ص 67.
(134) فتة السلطة ص 187، الدولة العربية ص 487.
(135) فتنة السلطة ص 188.
http://islamtoday.net/nawafeth/artshow-86-6797.htm
يتبع ....
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[11 - 01 - 10, 08:45 ص]ـ
الدعوة العباسية ودورها في نهاية الدولة الأموية [2/ 2]
د. علي محمد الصلابي
ثالثاً: إعلان الثورة العباسية:
تعمقت الدعوة العباسية في نفوس الأتباع، وتطلع الناس لها، وانتشرت فكرتها، وعلقوا الآمال عليها، فهي دعوة آل البيت، وهي التي سوف تخلصهم من الدولة الأموية وهي بجانب هذا ستعيد لهم عزهم وسلطانهم التليد، فتمسكوا بها وناصروها فاتسعت خلايا الدعوة، وتعمقت جذورها في السهول والجبال فعمت المدن والقرى والأقاليم وفي هذه الأثناء مات صاحب الدعوة ومنظمها محمد بن علي بالحميمة في ذي القعدة سنة 125 ه وأوصى بتولي أمر الدعوة لابنه إبراهيم الذي تسمى بها بعد بالإمام (136)، وكان رئيس دعاة الكوفة بكير بن ماهان موجوداً في هذا الأثناء بالحميمة فحمل هذه الوصية إلى خراسان وأبلغها إلى النقباء فصدقوه ودفعوا إليه ما اجتمع لديه من نفقات شيعته، ورجع إلى الحميمة، حيث طمأن الإمام عن سير الدعوة في خراسان وأبلغه إخلاص هؤلاء الدعاة لإمامهم الجديد وسلم إليه ما لديه من الأموال فعاد إلى الكوفة (137)، ومعه بعض الشيعة العباسيين بعد أن تعرفوا على إمامهم الجديد، وقد حثوه على تعجيل الثورة المسلحة قائلين: وحتى تأكل الطير لحوم أهل بيتك وتسفك دماؤكم، وتركنا زيداً مصلوباً بالكنانة وابنه " يحي " مطروداً في البلاد، وقد شملكم الخوف، وطالت عليكم مدة أهل البيت السوء (138).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/88)
كان إبراهيم بن محمد، أرفع إخوته مكاناً وأعلاهم شأناً، وكان عظيم القدر عند أهل المدينة ومكة وكان تقياً ورعاً (139)، جواداً، معطاء (140)، حكيماً، حليماً، وحازماً صارماً، وكان له عناية بالحديث ومعرفة بالبلاغة ورواية للشعر (141)، ولما تولى قيادة الدعوة العباسية سعى في بث الدّعوة ونشرها وجدّ في تقويتها وترسيخها واجتهد في تنظيمها وإحكامها (142).
ولما مرض بكير بن ماهان أرسل إلى إبراهيم الإمام يستأذنه بتولية زوج ابنته " أبو سلمة الخلال " رئاسة الدعوة بدلاً منه، فكتب إبراهيم إلى أبي سلمة يأمره بالقيام بعمل بكير بن ماهان، كما أرسل إلى خراسان يخبرهم بتولي أبي سلمة أمر الدعوة، فأجابوه بالطاعة والتصديق له، فمات بكير بعد ذلك بقليل سنة 127ه (143) والحديث عن إعلان الثورة يسوقنا إلى التعرف على شخصية مهمة كانت بجانب إبراهيم الإمام، والتي قامت بأهم أدوار هذا العمل الحربي بعد ذلك في تكوين الدولة العباسية والقضاء على معارضيها في أول الأمر، تلك هي شخصية أبي مسلم الخراساني (144).
1. أبو مسلم الخراساني:
اسمه عبد الرحمن بن مسلم، ويقال: عبد الرحمن بن عثمان بن يسار الخراساني، الأمير صاحب الدعوة، وهازم جيوش الدولة الأموية، والقائم بإنشاء الدولة العباسية، كان من أكبر الملوك في الإسلام. كان ذا شأن عجيب ونبأ غريب من رجل يذهب على حمار بإكافٍ من الشاف حتى يدخل خراسان، ثم يملك خراسان بعد تسعة أعوام ويعود بكتائب أمثال الجبال، ويقلب دولة، ويُقيم دولة أخرى (145)، كان قصيراً، أسمر جميلاً، نقي البشرة، أحور العين، عريض الجبهة، حسن اللحية، طويل الشعر، طويل الظهر، خافض الصوت، فصيحاً بالعربية والفارسية، حلوَ المنطق، وكان راوية للشعر، عارفاً بالأمور، لم يُر ضاحكاً، ولا مازحاً إلا في وقته وكان لا يكاد يُقطب في شيء من أحواله، تأتيه الفتوحات العظام، فلا يظهر عليه أثر السرور، وتنزل به الفادحة الشديدة، فلا يرى مكتئباً، وكان إذا غضب لم يستفزه الغضب (146) قال عنه الذهبي: كان أبو مسلم سفاكاً للدماء، يزيد على الحجاج في ذلك، وهو أوَّل من سن للدولة لبس السواد (147).
(أ) الوضع العام عند إعلان الثورة:
كانت الظروف مواتيه لإعلان الثورة المسلحة في خراسان:
فقد قامت حركات تمرد في أنحاء خراسان ضد السلطة الأموية حيث قام بها زعماء القبائل مثل جديع بن علي الكرماني وهناك ثورة قد اشتعلت بالكوفة قام بها عبد الله بن معاوية من ولد جعفر بن أبي طالب وانضم معه الكثير من الغاضبين مما فت من عضد الدولة وأربكها، وقد دخل فيها بعض أفراد الأسرة العباسية ومن بينهم أبو جعفر، والسفاح، وعمهم عبد الله بن علي الذي ربما قصدوا من ذلك إفشال هذه الثورة، وقد حدث ذلك حيث كانت نهايته على أيدي رجال الدعوة العباسية في خراسان، ولآن خراسان لا تحتمل أكثر من دعوة وهي الدعوة العباسية (148).
* وفي الشام حروب طاحنة بين الأمراء الأمويين على السلطة.
* اشتداد العصبية القبلية في خراسان والعراق والشام، فقد كانت تتخبط بالانقسامات والفوضى، وحتى الأندلس وصلت العصبية فيها إلى حروب طاحنة بين المضرية واليمنية (149).
* خروج الضحاك بن قيس الشيباني في العراق والجزيرة (150).
* ثورة الخوارج في كل مكان في العراق، أو الحجاز، واليمن (151).
* عصيان كثير من المدن، في سوريا وفلسطين والأردن حيث خرجت عن طاعة الخليفة (152).
على ضوء هذه الأحداث وغيرها جد إبراهيم الإمام بعد ذلك إلى نقل الدعوة العباسية السرية، إلى طور العمل والنضال الحربي فعرض القيادة العامة للجيش على " سليمان بن كثير " رئيس دعاة خراسان فرفض ذلك، ثم عرضها بعد ذلك على إبراهيم بن سلمة فرفض هو الآخر هذا الطلب (153)، وكانا بالحميمة موفدين من قبل الشيعة العباسية لطلب الموافقة من إبراهيم الإمام لإعلان الثورة المسلحة وأن الدعوة السرية لا تستحق أكثر من هذا (154).
(ب) تعيين أبي مسلم الخراساني على القيادة العامة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/89)
استقر رأي إبراهيم الإمام على تولية القيادة العامة لأبي مسلم الخراساني وكان ذلك عام 128ه، ولم يتجاوز عمره – آنذاك – تسع عشرة سنة (155)، وقد كتب معه كتاباً إلى شيعته في الكوفة قائلاً: إن هذا أبو مسلم، فاسمعوا له وأطيعوا، وقد وليته على ما غلب عليه من أرض خراسان (156) أخذ أبو مسلم هذا الكتاب ليعرضه على الدعاة وكان أول ما عرضه على أبي سلمة الخلال بالكوفة، وهو في طريقة إلى خراسان، ولكنه لم يجد منه قبولاً، فقد استصغره وحقره، وتوجه إلى خراسان بعد ذلك حيث عرض هذا الكتاب على كبار الدعاة فيها، فتخوفوا من عواقب ذلك وردوه، لأنه غلام عديم التجربة، فلا يمكن أن يكون لمثل هذه الأمور الخطرة، فأرسل وأرسلوا إلى إبراهيم الإمام بالحميمة حول هذا الموضوع، فأجابهم الإمام إلى وجوب الالتقاء به عند موسم الحج (157)، خرج هؤلاء والتقوا بإبراهيم الإمام في مكة، فأخبر أبو مسلم أن هؤلاء رفضوا الطاعة، والانقياد له. فقال لهم الإمام: لقد عرضت هذا الأمر على غير واحد لكنهم رفضوا ذلك فاستقر رأيي علي أبي مسلم لتولي رئاسة الجيش، فأمرهم بالسمع والطاعة له (158).
(ج) وصية الإمام إبراهيم لأبي مسلم:
وكتب إبراهيم الإمام وصية لأبي مسلم جاء فيها: (يا عبد الرحمن إنك رجل منا أهل البيت فاحفظ وصيتي، وانظر هذا الحي من اليمن فأكرمهم، وحل بين أظهرهم، فإن الله لا يسمي هذا الأمر إلا بهم، وانظر هذا الحي من ربيعة فاتهمهم في أمرهم، وانظر هذا الحي من مصر فإنهم العدو القريب الدار، فأقتل من شككت في أمره ومن كان في أمره شبهة ومن وقع في نفسك منه شيء، وإن استطعت ألا تدع بخراسان لساناً عربياً فأفعل، فأيما غلام بلغ خمسة أشبار تتهمه فاقتله ولا تخالف هذا – الشيخ – يعني سليمان بن كثير الخزاعي – ولا تعصه، وإن أشكل عليك أمر فاكتف به مني) (159).
إن هذه الوصية غير متفق عليها بين المؤرخين لذلك لا يمكن قبولها دون تمحيص، فالنقد الخارجي للنص يظهر بأنه مذكور دون سلسلة ورواة الطبري، ولا ذِكْر للنص في مصادر مهمة أخرى مثل أنساب البلاذري وأخبار الدولة العباسية، وليس هناك أهمية كبرى لذكرها في كتب تاريخية متأخرة لأن هؤلاء المؤرخين المتأخرين أمثال ابن خلدون وابن كثير وابن الأثير نقلوها ممن ذكرها قبلهم والمهم هنا أن نذكر بأن رواية الدينوري (160)، وكتاب العيون والحدائق (161) لا تذكر النص الذي يأمر فيه إبراهيم أبا مسلم بقتل العرب دون تمييز، ولكن الوارد أن الأمر كان بقتل العرب الذين يرفضون الدخول في الدعوة العباسية أو المشكوك في ولائهم لها: (واقتل من شككت في أمره) (162). أو كما يقول العوفي: لقتل كل المدّعين أو المطالبين بالإمامة (163)، ويؤيد ذلك ما يذكره صاحب أخبار العباس على لسان أبي مسلم: أمرني الإمام أن أترك في أهل اليمن وأتألف ربيعة ولا أدع نصيبي من صالحي مضر وأحذر أكثرهم من اتباع بني أمية وأجمع إليّ العجم (164). ويمكن تلخيص النقد الداخلي للوصية بالنقاط التالية:
* الرواية مجزأة في الطبري إلى قسمين تذكر بينهما حوادث ذات علاقة بتطور الدعوة ولا علاقة لها بالوصية.
* تأتي الوصية تحت عنوان سبب قتل مروان بن محمد لإبراهيم الإمام، مما يدل على أنها أو بعضها على الأقل دعاية ضد العباسيين وضعت من جانب أعدائهم.
* يظهر نص الرواية تناقضات كثيرة فكيف يصح أن يأمر إبراهيم الإمام بقتل كل العرب وهو يدرك أهميتهم ويوصيه في بداية الرواية بتعهد اليمانيين وإلى درجة ما الربعيين.
* وأخيراً لا آخراً فإن سياسة أبي مسلم وسليمان الخزاعي في خراسان لم تسر أبداً حسب الوصية المزعومة فإن الدعاة العباسيين تقربوا لليمانية والربيعية حتى أن أبا مسلم قبل الكثير من المضريين في صفوف الدعوة (165).
(د) موقف سليمان الخزاعي من أبي مسلم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/90)
وأما موقف سليمان الخزاعي من أبي مسلم فلم يكن ودياً أول الأمر حيث طرده ولم يقبله بين صفوف الدعاة قائلاً: (صلينا بمكروه هذا الأمر واستشعرنا الخوف واكتحلنا السهر حتى قطعت فيه الأيدي والأرجل وبريت فيه الألسن جزاً بالسعار وسملت الأعين وابتلينا بأنواع العذاب وكان الضرب والحبس في السجون من أيسر ما نالنا فلما تنسمنا روح الحياة وانفسحت وأينعت ثمار غراسنا طرأ علينا هذا المجهول الذي لا ندري أية بيضة تقلعت عن رأسه ولا من أي عش درج. والله لقد عرفت الدعوة من قبل أن يخلق هذا في بطن أمه) (166). ولكن نفور بعض الدعاة أمثال أبي منصور طلحة بن رزيق وأبي داود خالد بن إبراهيم وغيره من كبرياء سليمان هو الذي دعاهم إلى قبول الشخص الغريب أبي مسلم، فاضطر سليمان إلى الاعتراف بأبي مسلم خوفاً من تشقق الثورة وتصدعها (167). ولعل رفض سليمان الخزاعي لأبي مسلم الخراساني يعود أيضاً إلى حداثة سنه وقلة تجربته التي قد تعرض الدعوة للخطر، هذا بالإضافة إلى أن سليمان طلب من إبراهيم الإمام ممثلاً له: من أهل البيت (168). أي من الهاشميين وخاصة العباسيين ولم يكن يتخيل أنه سيرسل مولى له يمثله في خراسان (169)، وكان موقف أبي مسلم مرناً ويدل على ذكاء حيث تقرب من سليمان وأعلمه بأن الإمام أوصاه بألا يعصي له -أي لسليمان- أمراً ويقدمه في جميع ما يدبرون، وترجّاه كذلك ألاّ يشك فيه: أحسن بي الظن فإني أطوع لك من يمينك. (170) ولم يكن شيعة العباسيين في قرى خراسان ومدنها يطيعون إلا سليمان الخزاعي، صاحبهم والمنظور إليه منهم، ولذلك كتب إليهم سليمان يخبرهم بأمر إبراهيم وإرساله أبي مسلم إلى خراسان (171).
(د) مجلس النقباء في خراسان يرتب أمور الحرب:
عقد مجلس النقباء اجتماعاً لينظروا في أمر المكان الملائم لإعلان الثورة فيه فكان هناك رأي بضرورة إعلانها بخوارزم: فإنها بلاد منقطعة عن نصر بن سيار فإلى أن يرسل عسكره يكون قد تسامع بنا إخواننا فيأتونا ويكثر جمعنا فنقوى على من يأتينا إلا أن عدداً من النقباء عارضوا ذلك وأكدوا على مرو الروذ لأنها: متوسطة بين مرو بلخ. ثم اقترح عدد آخر مرو الشاهجان لأن بها خلقاً كثيراً من إخواننا وبها السلطان قد وهن أمره ومتى يقوى بها أمرنا يقوى في غيرها. وأبو ذلك سليمان الخزاعي قائلاً: إن قوتنا بها أعظم وعددنا أكبر. ووافقه أبو منصور كامل بن المظفر حيث قال: إذا اجتث الأصل فلا بقاء للفرع إذا ظهرتم بغير مرو تفرغ لكم سلطانكم وساعده عدده عليكم. وهكذا اتفق أمرهم على أن مرو الشاهجان أصلح مكان لإعلان الثورة، وأرسل الدعاة ليخبروا الشيعة بالالتقاء والتجمع في مرو في الوقت المحدد وكان في يوم عيد الفطر سنة 129ه (172) وكان نصر بن سيار منشغلاً بالاستعداد لجديع الكرماني فلما سمع بنبأ تجمع الشيعة في مرو وضواحيها قرر أن يكمن لهم ويلتقطهم جماعة جماعة ويقضي عليهم ولما علم سليمان الخزاعي وأبو منصور كامل بن المظفر بذلك أشارا على أبي مسلم بضرورة التجمع وإعلان الظهور قبل الموعد المحدد وإلا تشتت الشيعة وفشلت الحركة. فأعلنها أبو مسلم ولمّا يبقي في رمضان إلا خمسة أيام وعسكر في حُصَين تابع لسليمان الخزاعي حيث أصبح نقطة تجمع أنصار الدعوة لآل البيت (173). وحين فشا خبر أبي مسلم أقبلت الشيعة من كل جانب إلى مرو فأتاهم عيسى بن شبل وأبو الوضاح وأبو مرة في نحو من ألف رجل: وقد كثر جمعهم وسودوا ثيابهم ونصبوا أعلامهم ونشروا راياتهم فصلى بهم سليمان بن كثير الخزاعي يوم العيد وهي أول جماعة كانت لأهل الدعوة (174). وقد قام النقباء بترتيب نوع من التنظيم السياسي للحركة حيث كلف أبو صالح كامل بن المظفر بتدبير الأمور وكتابة الكتب وبجمع الأموال والغنائم وقسمها وإعطاء الجند وهو صاحب السر كذلك، وعين مالك بن الهيثم: يقوم بأمر العسكر ... ويحكم بين أهله وينقي أهل الريب منه فقبلوا ذلك منه واتفقوا عليه. ثم عين حرساً خاصاً لأبي مسلم من عدة رجال ينتخبون أبا مسلم ويكونون رسلاً يرسلون لتدبير بعض الأمور وكان يؤم الناس في الصلوات سليمان بن كثير الخزاعي (175). وفي ليلة الخميس لخمس بقين من شهر رمضان عقد أبو مسلم راية النصر التي بعثها إليه إبراهيم الإمام وهي اللواء – يدعى الظل – على رمح طوله أربعة عشر ذراعاً. والراية – تدعى السحاب – على
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/91)
رمح طوله ثلاثة عشر ذراعاً وهما سوداوان وهو يتلوه (176) " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير " (الحج، أية 29) ولبس السواد هو وسليمان بن كثير وإخوة سليمان وحميد بن رزين وإخوه عثمان بن رزين، أوقدوا النيران ليلتهم أجمع للشيعة من سكان حزفان: .. وتأويل أسمى الظل والسحاب، أن السحاب يطبق الأرض، وكذلك دعوة بني العباس، وتأويل الظل أن الأرض لا تخلو من الظل أبداً، وكذلك لا تخلو من خليفة عباسي أبد الدهر (177). كانت دعوة شيعة بني العباس في خراسان قوية، فقد ظهر أمرهم وكثر من يأتيهم وجعلت الدّعاية العباسية وحملتهم الإعلامية تستهدف أفعال بني أمية وما نالوا من أمر رسول الله، حتى لم يبق بلد إلا فشا فيه هذا الخبر وظهر الدعاة ورئيت المنامات وتُدورست كتب الملاحم (178)، وكان اختيار اللون الأسود هو الخطوة الأولى، ثم كانت الخطوة الثانية هي إرسال الرايات إلى خراسان، فكان أن بعث بأبي سلمة إليها: بعد أن دفع له ثلاث رايات سود، وأمره أن يدفع واحدة إلى من بمرو من الشيعة، ويدفع واحدة إلى من بجرجان من الشيعة ويبعث بواحدة إلى ما وراء النهر فشخص أبو سلمة إلى خراسان، فكان أول من قدمها بالريات السود (179). وكان وصول الرايات مترافقاً مع حال الفوضى المستشرية في خراسان، وقد أفاد من ذلك أبو سلمة وسليمان بن كثير، وكانت الفتنة التي نشبت بين نصر وعلي الكرماني ثم ابنه جديع الكرماني تتأجج بفعل تأثير السياسات المركزية (180)، ثم فتحت جبهة جديدة لوالي الأمويين بخراسان بقيادة شيبان الحروري، فكانت الفرصة مواتية لأبي مسلم أكثر، فدخل هذا المعترك بعد أن ضعفت قوة نصر بن سيار وانضمت إلى أبي مسلم كل الفئات الغاضبة في خراسان (181).
(2) جهود نصر بن سيار للقضاء على الدعوة العباسية:
في عام 129ه كانت أول صلاة عيد علانية للعباسيين وقد أمر أبو مسلم سليمان بن كثير أن يصلى بالناس ونصب له منبراً، وأن يخالف في ذلك بني أمية ويعمل بالسنة فنودي للصلاة، الصلاة جامعة، ولم يؤذن ولم يقم، خلافاً لهم وبدأ بالصلاة قبل الخطبة وكبّر سبعة في الأولى قبل القراءة لا أربعاً وخمساً في الثانية لا ثلاثاً خلافاً لهم. وابتدأ الخطبة بالذكر والتكبير وختمها بالقراءة وانصرف الناس من صلاة العيد وقد أعّد لهم أبو مسلم طعاماً، فوضعه بين أيدي الناس وكتب إلى نصر بن سيّار كتاباً بدأ فيه بنفسه، ثم قال: إلى نصر بن سيّار، بسم الله الرحمن الرحيم، أمّا بعد، فإنَّ الله تبارك اسمه عيَّر أقواماً في كتابه فقال: " وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلمّا جاءهم تذير ما زادهم إلا نفوراً استكباراً في الأرض ومكر السَّيء ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنت الأوَّلين فلن تجد لسنت الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً " (فاطر: 42، 43). فعظم عليه أن قدم اسمه على اسمه، وأطال الفكرة وقال: هذا كتاب له جواب (182)، ثم بعث نصر بن سيار خيلاً عظيمة لمحاربة أبي مسلم وذلك بعد ظهوره بثمانية عشر شهراً، فأرسل أبو مسلم إليهم مالك بن الهيثم الخزاعي، فالتقوا هنالك فدعاهم مالك إلى الرّضا من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبوا ذلك فتصافوُّا من أول النهار إلى العصر، ثم جاءه مدد فقوى مالك عليهم، واستظهر وظفر بهم، وكان هذا أول موقف اقتتل فيه دعاة بني العباس وجند بني أمية (183) .. ولما استفحل أمر أبي مسلم بخراسان تعاقدت طوائف من أحياء العرب الذين بها على حربه ومقاتلته، ولم يكره أمره الكرماني وشيبان، لأنهما خرجا على نصر وهذا مخالف له وهو مع ذلك يدعو إلى خلع مروان بن محمد وقد طلب نصر من شيبان أن يكون معه على حرب أبي مسلم أو يكف عنه حتى يتفرغ لحربه، فإذا قتله وتفّرغ منه عاد عدواتهما، فبلغ ذلك أبا مسلم بعث إلى ابن الكرماني يعلمه بذلك، فثني ابن الكرماني شيبان عن ذلك الرأي، وبعث أبو مسلم إلى هَرَاة النضر بن نعُيم، فافتتحها وطرد عنها عاملها عيسى بن عقيل الليثي، واستحوذ على البلد وكتب إلى أبي مسلم بذلك، وجاء عاملها إلى نصر هارباً ثم إن شيبان وادع نصَر بن سيار سنة على ترك الحرب بينه وبينه وذلك عن كره من ابن الكرماني فبعث ابن الكرماني إلى أبي مسلم: إني معك على قتال نصر وركب أبو مسلم إلى خدمة (184) ابن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/92)
الكرماني فنزل عنده واجتمعا، فاتفقا على حربه ومخالفته وتحّول أبو مسلم إلى موضع فسيح وكثر جنده وعظم جيشه واستعمل على الشرط والحرس والرّسائل والّديوان وغير ذلك مما يحتاج الملك إليه، وجعل القاسم بن مُجاشع التَّميميَّ – وكان أحد النقباء – على القضاء، وكان يُصلي بأبي مسلم الصَّلوات، ويقص بعد العصر، فيذكر محاسن بني هاشم ويذُمُّ بني أُمية. ثم تحول أبو مسلم فنزل بقرية يقال لها آلِينُ (185) وكان في مكان منخفض، فخشى أن يقطع عنه نصر ابن سيار الماء وذلك في سادس ذي الحجّة من هذه السنة، وصلَّى بهم يوم النَّحر القاضي بن مجاشع، وسار نصر بن سيار في جحافل قاصداً قتال أبي مسلم، واستخلف على البلاد نّواباً (186).
(أ) طلب نصر بن سيار المدد من مروان بن محمد:
نشبت الحرب بين نصر بن سيار وبين الكرماني وهو جديع بن علي الكرماني، فقتل بينهما من الفرقين خلق كثير، وجعل أبو مسلم يُكاتب كُلاً من الطائفتين ويستميلهم إليه، يكتب إلى نصر وإلى الكرماني: إنّ الإمام قد أوصاني بكم خيراً، ولست أعدوُ رأيه فيكم. وكتب إلى الكور يدعو إلى بني العباس، فاستجاب له خلق كثير وجمُّ غفير، وأقبل أبو مسلم، فنزل بين خندق نصر بن سيار وخندق جديع الكرماني، فهابه الفريقان جميعاً وكتب نصرُ بن سيار إلى الخليفة مروان بن محمد، الملقب بالحمار يعلمه بأمر أبي مسلم، وكثرة من معه، وأنه يدعو إلى إبراهيم بن محمد وكتب في كتابه:
أرى بين الرّماد وميض جمرٍ ... فأحْرِ بأن يكون له ضرام
فإن النار بالعودين تُذْكى ... وإن الحرب مبْدؤها الكلام
فقلت من التعجب ليت شعري ... أأيقاظ أمية أم نيام
فكتب إليه مروان: الشاهد يرى مالا يرى الغائب: فقال نصر: إن صاحبكم قد أعلمكم أن لا نصرة عنده (187) وبعضهم يرويها بلفظ آخر.
أرى خَلَلَ الرماد وَميضَ نار ... فيو شك أن يكون لها ضِرام
فإن النارَ بالزندين يوُرَى (188) ... وإن الحرب أولها الكلام
لئن لم يُطفِها عقلاء قوم ... يكون وَقودَها جثت وهام
أقول من التعجُّب ليت شعري ... أأيقاظ أمية أم ينام
فإن كانوا لحينهم نياماً ... فقل قوموا فقد حان القيام
وكتب إليه:
أبلغ يزيد وخير القول أصدَقُهُ ... وقد تبّينت أن لا خير في الكذب
بأن خراسانَ أرض قد رأيت بها ... بيضاً لو أفرخ قد حَُّدثتَ بالعجب
فِراخ عامين إلا أنها كبرت ... لمّا بُطِرنَ وقد سُرْبِلْنَ بالزَّغَبِ
فإن يطرن ولم يُحْتَلْ لهنّ بهَا ... يُلهبن بِنيرانَ حرب أيَّما لَهَب (189)
فبعث ابن هبيرة بكتاب نصر إلى مروان (190).
(ب) دعاية نصر بن سيار ضد دعوة أبي مسلم الخراساني:
شنّ نصر بن سيار حملة دعاية قوية ضد شيعة بني العباس ووصفهم بأنهم أخلاط من الناس لا أصول لهم، ولا ذمم عندهم، فهم غرباء مجهولون ودُخلاء مغمورون، لا ينتمون إلى العرب المذكورين، ولا إلى الموالي المعروفين، واتهمهم بأنهم ليسوا من المسلمين ولا من الكتابييَّن فهم يعتنقون نحلة مخالفة لكل الأديان، وزعم أنهَّهم يبتغون إبادة العرب واستعبادهم، ويرومون سبي نسائهم وهتك أعراضهم وانتهاك حرماتهم (191) حيث قال:
أبلغ ربيعة في مرو وإخوتهم ... فليغضبوا قبل أن لا ينفع الغضب
ولينصبوا الحرب إن القومَ قد نصبوا ... حربا يُحّرق في حافاتها الحطب
ما بالكم تَلْحِقون الحرب بينكم ... كأن أهل الحِجاَ عن فِعِلكم غُيُبُ (192)
وتتركون عدّواً قد أحاط بكم ... فيمن تأشَّبَ (193) لا دين ولا حسب
لا عرب مِثلُكُم في الناس تعرفهم ... ولا صريح موالٍ إن هم نُسِبُوا
من كان يسألني عن أصل دينهم ... فإن دينهم أن تهلك العرب
قوم يدينون ديناً ما سمعت به ... عن النبي ولا جاءت به الكتب
ويقسم الخُمس من أموالكم أُسَراً ... من العلوج ولا يبقى لكم نَشَبُ (194) وينكحوا فيكم قسْراً بناتكم ... لو كان قومي أحراراً لقد غضبوا
ذروا التفرق والأحقاد واجتمعوا ... لِيُوصل الحبل والأصهار والنَّسَبُ (195)
إن تُبعدوا الأزده مِنّا لا نُقَّربها ... أو تدن نحمدهم يوماً إذا اقتربوا
أتخذِلُون إذا احتجنا وننصُرُهم ... لبئس والله ما ظنُّوا وما حسبوا (196)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/93)
ولكن الرَّبعية لم يعبأوا بنداء نصر في أول الأمر ولم يبالوا بدعوته، ولم يكترثوا لتحذيره بل مضوا يتشبثون بمخالفتهم اليمانية، واستمروا يساندون ابن الكرماني ويعينونه، ويقاتلون المضريَّة معه، فعاد نصر إلى رمي أبي مسلم وشيعة بني العباس بالكفر وألحّ على القدح في عقيدته، ولحَّ في التشهير بغاياتهم، يريد أن يُبغضهم إلى الناس ويُكرههم إليهم ويحملهم على الطعن فيهم، ويدفعهم إلى مكافحتهم، ويحمسهم على محاربتهم فجعل يقذفهم بأنهم وثنيُّون مشركون وأنهم يأمنون بالمانوّيه والمجوسيَّة وغيرهما من الملل الفارسية القديمة وراح يشيع في أصحابه أنهم يقصدون إلى نسف قواعد الإسلام، وهدم دعائمه وتحطيم أركانه وطمس معالمه واستئصال آثاره وأنهم يستهدفون لتقويض سلطان العرب وتمزيق قبائلهم، وقتل رجالهم واسترقاق أبنائهم وأسر بناتهم، ولم يزل يذيع ذلك فيهم ويزينه لهم (197). وقد تأثر الناس بدعاية نصر بن سيار. وبعث نصر إلى القراء، والفقهاء، والأتقياء الذين اعتزلوا الحرب، فجمعهم وقال لهم: (إنكم كرهتم مشاهدتنا في حربنا هذه، وزعمتم أنها فتنة القاتل والمقتول فيها في النار، فلم نرد عليكم رأيكم في ذلك، وهذا حدث قد ظهر بحضرتكم. هذه المُسّوَّدَة، وهي تدعو إلى غير ملتنا وقد أظهروا غير سُنَّتنا وليسوا من أهل قبلتنا، يعبدون الّسنانير، ويعبدون الرؤوس، علوج وأغتام (198)، وعبيد سُقّاط العرب والموالي فهلُمُّوا فلنعاون على إطفاء نائرتهم (199)، وقمع ضلالتهم ولكم أن نعمل بما في كتاب الله وسنة نبيه وسنة العمرين بعده)، فأجابوه إلى مظاهرته على حرب أبي مسلم والجِدَّ معه في ذلك (200).
(ج) الدعاية المضادة للأمويين:
لقد أقلقت هذه الدعاية الأموية الشيعة العباسية، حيث إنهم خشوا تأثر العلماء، والأتقياء، وكذلك العامة من الناس بها، ولذلك قاموا بدعاية مضادة للأمويين حيث عقد اجتماع عام بايع فيه المجتمعون لسليمان الخزاعي واتفقوا على أن يعلنوا مبادئهم وكان من مبادئهم العمل بالكتاب والسنة وتحقيق العدل ورفع الظلم والمساواة بين المسلمين وإنصاف المستضعفين، والبيعة للرَّضا من آل محمد، ثم أعلنوا مبادئهم في معسكرهم وأخذوا البيعة عليها من شيعتهم. فنفوا أراجيف نصر عن دعوتهم ونجوا من تدبيره بالإيقاع بهم، وأزالوا الشبهات عن أنفسهم ... وأخذ الناس يقبلون عليهم وينضمون إليهم (201) كما وأن أبا مسلم اتبع أسلوباً آخر ليقابل به دعاية الأمويين فقد كان يحرر الأسرى من الجيش الأموي بعد أن يريهم مدى تقوى الشيعة العباسية وتمسكهم بالإسلام وبعد أن يعاملهم معاملة حسنة وذلك من أجل أن يذهبوا إلى معسكر نصر فيرووا ما شاهدوا. وهذا ما فعله مع يزيد مولى نصر الذي أسر في معركة مع العباسيين بقيادة مالك الخزاعي ثم أطلق سراحه فعاد وامتدح سيرة أبي مسلم وأتباعه وصدق إسلامهم (202).
(د) أسر إبراهيم الإمام صاحب الدعوة العباسية وقتله:
استطاع الأمويون أن يلقوا القبض على إبراهيم الإمام وتعددت أسباب القبض ومن هذه الأسباب قيل: إن إبراهيم الإمام شهد الموسم عام 131ه واشتهر أمره هنالك، لأنّه وقف في أبهة عظيمة، ونجائب كثيرة وحُرْمة وافرة، فأنِهيَ أمره إلى مروان، وقيل له: إن أبا مسلم يدعو الناس إلى هذا ويُسمُّونه الخليفة. فبعث إليه في المحرم من سنة ثنتين وثلاثين وقتلة في صفر من هذه السنة (203)، وقيل ألقى القبض عليه عام 129ه بعدما أطلع على كتاب من إبراهيم الإمام إلى أبي مسلم الخُراساني يأمره فيه بأن لا يُبقي أحداً بأرض خراسان ممّن يتكلم بالعربية إلا أباده، فلمّا وقف مروان على ذلك سأل عن إبراهيم، فقيل له: هو بالبلقاء. فكتب إلى نائب دمشق أن يحضره وبعث رسولاً في ذلك ومعه صفته ونعته، فذهب الرسول، فوجد أخاه أبا العباس السفَّاَّحَ فاعتقد أنه هو، فأخذه فقيل له: إنه ليس هو وإنما هو أخوه، فُدلَّ على إبراهيم، فأخذه وذهب معه بأم ولد له يُحبُّها وأوصى إلى أهله أن يكون الخليفة من بعده أخوه أبو العباس السَّفَاحُ وأمرهم بالمسير إلى الكوفة فارتحلوا من فورهم إليها كانوا جماعة، منهم أعمامه السَّتةُ، وهم عبد الله، وداود، وعيسى وصالح، وإسماعيل، وعبد الصمد بنو عليٍّ، وأخواه أبو العباس عبد الله، ويحي ابنا محمد بن علي وابناه محمد وعبد الوهاب وخلق سواهم، فلما دخلوا الكوفة أنزلهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/94)
أبو سلمة الخلاَّل دار الوليد بن سعد مولى بني هاشم في بني أوْدٍ وكتم أمرهم نحوا من أربعين ليلة من القواد والأمراء ثم ارتحل بهم بعد ذلك إلى موضع آخر، حتى فتحت البلاد ثم بويع للسَّفاح (204). كانت الدعوة العباسية قد ترسخت جذورها في الأرض، وبات القضاء عليها في منتهى الصعوبة، فلم يغير إلقاء القبض على إبراهيم بن محمد الإمام من الواقع شيئاً أو يُحدث خللاً في مسار الدعوة، إذ جاء الأمر متأخراً (205)، وقد كان إبراهيم هذا كريماً مُمدَّحاً، له فضائل وفواضل، رَوَى الحديث عن أبيه وجدَّه وأبي هاشم عبد الله بن محمد ابن الحنفية وعنه أخواه عبد الله أبو العباس أبو هاشم عبد الله بن محمد ابن الحنفية وعنه أخواه عبد الله أبو العباس السَّفاح، وأبو جعفر المنصور وأبو مسلم عبد الرحمن بن مسلم الخراساني، ومالك ابن الهيثم ومن كلامه الحسن: قوله: الكامل المروءة من أحرز دِينه، ووصل رحمه، واجتنب ما يُلام عليه (206) وقد رثاه أحد الشعراء فقال:
قد كنت أحسبني جلداً فضعضعني ... قبراً بحّرانَ فيه عصمةُ الدين
فيه الإمام وخير الناس كلهم ... بين الصفائح والأحجار والطين
فيه الإمام الذي عمت مصيبته ... وعَيَّلتَ كلّ ذي مال ومسكين
فلا عفا الله عن مروان مظلمة ... لكن عفا الله عمّا قال آمين (207)
(3) سيطرة أبي مسلم على خراسان:
سعى نصر بن سيار للوصول إلى هدنة مع ابن الكرماني وشيبان الصغير للقضاء على أبي مسلم واستطاع الأخير أن يفسد تلك المساعي بدسائسه ومكره وخداعه فقد أسرع أبو مسلم فاعترف بابن الكرماني أميراً على خراسان وبدأ هو وأصحابه يصلي وراءه وهكذا نجح أبو مسلم في إشباع رغبة ابن الكرماني المتعطشة للسلطة والإمارة فلم يكن الوقت وقت منافسة على السلطة بل كان الهدف هو ضمان كسب اتباع ابن الكرماني إلى جانب الثورة العباسية وقد كانت هذه خطورة بارعة لضمان وحدة الجند الخرسانية في كتلة واحدة ولما يأس نصر من العون من العراق كتب إلى مروان رسائل لحثه على إمداده ولكن بدون جدوى، ولانشغال مروان بالحروب الداخلية في بلاد الشام والعراق والحجاز وبعد أن فشل نصر في محاولته الأولى لكسب ابن الكرماني وفي محاولته الثانية لكسب شيبان الصغير حاول هذه المرة أن يتقرب نحو أبي مسلم في نفس الوقت الذي ينتظر فيه الإمدادات من الخليفة لقد أمل نصر أن يفرق بين أبي مسلم وابن الكرماني فدبر أمر اجتماع حضرته وفود نصر المضرية ووفود ابن الكرماني ومندوبون عن أبي مسلم الذين امتدحوا وفد ابن الكرماني، وفضلوه على وفد نصر حيث قرر سليمان الخزاعي وطلحة الخزاعي ومزيد السلمي التحالف مع ابن الكرماني ضد نصر وبذلك كسبت الدعوة العباسية مصدر القوة في خراسان إلى جانبها ألا وهو القبائل العربية من أتباع ابن الكرماني (208).
(أ) خطة أبي مسلم للاستيلاء على العاصمة مرو:
كانت خطة أبي مسلم وابن الكرماني الآتية هي الاستيلاء على العاصمة مرو. وتختلف الروايات التاريخية في كيفية فتح مرو ولكن الظاهر أن أبا مسلم كان حذراً ومرناً في موقفه تجاه كتلة نصر وكتلة ابن الكرماني فرغم اعترافه بأن ابن الكرماني والياً على خراسان، فإنه كان يؤمل أن يكسب نصراً أو أتباعه إليه بطريقة أو بأخرى فضمن الحماية لوفد نصر الذي حضر الاجتماع الآنف الذكر، كما سمح نصر للشيعة العباسية بالتسوق من أسواق مرو دون مهاجمتهم، ولكن حدث وأن قام نزاع بين بكر بن وائل من ربيعة وبين بعض المضريين في سوق مرو، فساعد نصر المضرية بينما أنجد ابن الكرماني الربعية ودعى ابن الكرماني أبا مسلم إلى مساعدته والانضمام إليه، إلا أن أبا مسلم تشاغل حتى تأكد من احتدام الصراع العنيف فتدخل إلى جانب ابن الكرماني حيث دخلت قواتهما مرو في 130ه وعلى المقدمة أسيد الخزاعي وعلى الميمنة مالك الخزاعي وعلى الميسرة القاسم التميمي وهو يتلو: "ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه " (القصص، أية: 15). وأمر بالكف عن القتال (209) وأرسل أبو مسلم وفداً إلى نصر يعده الأمان إذا سلم نفسه ولكن نصر شاغل الوفد وهرب إلى نيسابور. ويروى أن لاهز بن قريضى حذر نصر من الاستسلام بتلاوة الآية: " إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك" (القصص، أية: 20) وقد قتل لاهز جزاء عمله (210) وبدا الآن الوجه الحقيقي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/95)
للدعوة بالظهور بصورة تدريجية ألا وهو الوجه العباسي، فحين جُمع الأنصار لتقديم الولاء أكد أبو مسلم على " الشيعة الهاشمية " مما يشير إلى أن هؤلاء الذين كانوا جند العقيدة العباسية المخلصين هم عماد الثورة وليس الجماعات الأخرى التي استغلت من قبل الثورة وقد أصبحت مرو الشاهجان العاصمة وقراها ثم مرو الروذ وهيرات وابيورد تحت نفوذ الشيعة العباسية (211).
(ب) مقاومة بلخ للقوات العباسية التي وجدت صعوبة في احتلالها وذلك لأسباب ثلاثة.
* أن المقاتلة العرب في بلخ كانوا متحدين لم تتنازعهم العصبية القبلية ولذلك فإن أسد بن عبد الله القسري وطنّهم فيها ككتلة واحدة دون الأخذ بخطة الأخماس التي كانت مستعملة في البصرة ولذلك كان العرب في بلخ موالين للأمير ومخلصين للأمويين.
* أن الجند السوري في بلخ وعدده 2500 كان موالياً لنصر بن سيار.
* أن السكان المحليين في طخارستان وأقاليم أخرى في بلاد ما وراء النهر أظهروا مساعدتهم للوالي الأموي وعلى حدّ قول الطبري، فقد اتفقت مضر واليمن وربيعة والعجم في بلخ على قتال المسودة (212).
إن مقاومة بلخ للدعوة العباسية ظاهرة مهمة وذلك لأنها ربما كانت من أول الأحداث السياسية التي تميط اللثام عن بعض أساليب الدعوة العباسية، فنحن نلاحظ أولاً بأن الدعوة أستغلت العصبية القبلية فنجحت حيث وجدت العصبية وفشلت في بلخ حيث كان العرب متحدين على اختلاف قبائلهم ومخلصين لواليهم الأموي، ثم إن هذه الحادثة تظهر ثانياً بأن الدعوة العباسية لم تكن فارسية موجهة ضد العرب ذلك لأن السكان المحليين الإيرانيين وقادتهم في بلخ وقفوا إلى جانب الأمويين ضد العباسيين. وقد قاتل الموالي مع العرب جنباً إلى جنب لاسترداد بلخ من المسودة، كما وأنها تكشف ثالثاً خطأ ما ذهب إليه بعض المؤرخين من أنه كان هنالك في إيران تذمر عميق ضد الحكم العربي الإسلامي الذي لم يعط الموالي حقهم. فلو كان الأمر كذلك لهبت خراسان وبلاد ما وراء النهر عن بكرة أبيها لتدعم حركة المسودة (213).
رابعاً: تعين قحطبة الطائي قائداً لجيش خراسان المتقدم نحو العراق:
صدرت أوامر إبراهيم الإمام قبل سجنه بتعيين قحطبة بن شبيب الطائي قائداً عاماً للجيش الخراساني المتقدم نحو العراق وبلاد الشام (214)، وكان ذلك بعد استقرار الأمور في خراسان لصالح العباسيين وكانت قيادة الدعوة تهدف من وراء هذا التعيين أمور جد خطيرة منها ألا يتجاوز أبو مسلم خراسان مهما كانت الأحوال، ومنها أن من المناسب أن يكون القائد العام لدخول العراق من أصول عربية، ونلاحظ بعد تولي أبي العباس الخلافة سارع إلى انتزاع القيادة من العسكريين المظفرين إلى أبناء البيت العباسي من الأخوة والأعمام (215).
وبعد خروج نصر بن سيار من مرو أخذ يتنقل بين المدن يتخذها مقراً له من سرخس، إلى قومس، إلى خوار الري، وينتهز الفرصة للانقضاض على أبي مسلم في مرو، ولما لم يتمكن من استرداد مرو كتب إلى ابن هبيرة مستنجداً فلم يجبه، ثم كتب إلى الخليفة مروان بن محمد، الذي كتب بدوره إلى ابن هبيرة، فأمده بثلاثة آلاف فارس، عليهم القائد ابن غطيف اليماني، فأخذ هذا القائد يتباطأ في سيره ويطيل في الطريق (216). وفي هذه الأثناء كان قحطبة بن شبيب الطائي يلحق الهزيمة تلو الآخري بجيش ابن هبيرة، وكانت آخر معركة لنصر بن سيار في خوار الري حيث اقتتل مع جيش الحسن بن قحطبة، وكاد يقتل لولا أن بعض جند العرب في جيش الحسن انضموا إلى صفوف نصر بن سيار، فهُزم جيش الحسن (217)، ولما لم يصل مدد ابن هبيرة ركب نصر بن سيار جواده وسلك المفازة بين الري وهمذان فمات في جبالها، في شهر المحرم سنة 131ه.
(1) تصفيات في خراسان:
وبعد موت نصر بن سيار زعيم المضرية قضى أبو مسلم على علي بن جديع الكرماني زعيم اليمانية، الذي، كان له دور كبير في انتصار الثورة، ودخل مرو فاتحاً ثم قَّدمها لأبي مسلم، وقد قتل أبو مسلم علياً بن جديع وأتباعه (218)، كما قتل النقيب لاهز بن قريض التميمي بتهمة السماح لنصر بن سيار بالخروج من دار الإمارة، ولأنه كان يعارض تأمير أبي مسلم على الثورة، يوم مؤتمر مكة (219)، كما قتل أبو مسلم عبد الله بن معاوية الطالبي، الذي احتمى بجيش أبي مسلم بعد أن هرب أمام الجيش الأموي من أصبهان إلى خراسان، إما لأنه صاحب ثورة يخشى جانبه، أو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/96)
لأنه من أصحاب أبي جعفر خصم أبي مسلم (220)، ثم بدأ أبو مسلم بمحاربة شيبان الحروري الذي رفض المبايعة للإمام العباسي، فاستطاع أن يدحره ويشتت شمله (221).
(2) الاتصالات المستمرة بين المراكز الثلاثة للثورة:
ولما سُجن إبراهيم الإمام في حران استمرت الاتصالات بين المراكز الثلاثة للثورة في الحميمة، والكوفة، وخراسان. ففي الحميمة كان أبو جعفر وأخوه عبد الله بن الحارثية وجماعة من أولاد علي بن عبد الله بن العباس، وكان أنشطهم أبو جعفر الذي كان يتصل إذا اقتضى الأمر بسجن حّران (222). أما في الكوفة فقد كاد النقيب أبو سلمة الخلال، وزير الدعوة، الذي ما إن سمع بمقتل إبراهيم الإمام حتى أخذ يبحث عن زعيم علوي يقلده أمر الدعوة إلا أنه فشل ويأتي الحديث عن ذلك عند دراستنا للدولة العباسية بإذن الله تعالى. وشهدت الحميمة مشاورات سرية حول من يخلف إبراهيم الإمام، إذا طرأ عليه طارئ في سجنه، ولا يُعرف مصير هذه المشاورات، فربما أوصى الإمام لأخيه عبد الله بن الحارثية، وقد تداخل الشك أبا مسلم حول صحة الوصية وربما أن العباسيين في الحميمة أجمعوا على عبد الله فعلاً، وربما لأنه الأكثر قبولاً عند أبي مسلم، أو لأن أخواله من العرب اليمانية، ومنهم عدد كبير من جيش الثورة، بما فيهم القائد الأعلى قحطبة بن شبيب الطائي ومجموعة من نقباء الدعوة خاصة سليمان بن كثير ومالك بن الهيثم وغيرهما (223).
(3) جيوش قحطبة الطائي تدخل العراق:
ما إن جاء عام 132ه حتى كانت جيوش قحطبة الطائي تحتل خراسان بأجمعها مع البلاد التي حولها، بعد حروب شديدة، ثم اتجه قحطبة بجيش الثورة غرباً يريد العراق، فتحرك إليه الخليفة مروان بن محمد بعد أن أمر بقتل إبراهيم الإمام في سجنه واتجه إلى الموصل فنزل على نهر الزاب الكبير، وأمد عامله يزيد بن هبيرة بثلاثين ألف فارس لقتال قحطبة المتقدم إلى الكوفة، حيث التقي جيش ابن هبيرة مع جيش قحطبة قرب الفلوجة، على نهر الفرات وقتل في المعركة القائد قحطبة الطائي، ولكن ابنه الحسن بن قحطبة تولى القيادة، في حين اضطر ابن هبيرة للانسحاب نحو واسط (224)، ودخل الحسن بن قحطبة بجيشه الكوفة التي سيطر عليها محمد بن خالد القسري، ودعا الناس إلى بيعة الرضا من آل محمد (225).
(4) أبو سلمه الخلال يتولى إدارة الأمور:
أخرج محمد بن خالد القسري أبا سلمة الخلال من مخبئه، وأجلسه مجلس الإمارة، وقدم له الطاعة، ووضع الجيش تحت تصرفه، وأقام أبو سلمة معسكره في حمام أعين في ظاهر الكوفة، ووجه الحسن بن قحطبة إلى واسط ومعه ستة عشر قائداً، لحصار ابن هبيرة ولمنعه من الاتصال بالخليفة مروان ووجه الفرق والكتائب لفتح المدن العراقية؛ إذ بعث حميد بن قحطبة للمدائن ومعه اثنان من القادة مع جنودهما والمسيب بن زهير الضبي ومعه خالد بن برمك إلى دير قنىّ، وبسام بن إبراهيم إلى الأهواز، وشراحبيل إلى عين التمر، وسفيان بن معاوية المهلبي إلى البصرة (226)، وأقر أبو سلمة محمد بن خالد القسري على الكوفة (227). ثم وزع أبو سلمة عماله؛ فقد ولّى عمر بن الزيات حجابته، والمغيرة بن الريان ولاّه الخراج، ثم نقله إلى ديوان الرسائل، فيما ولّى يوسف بن ثابت ديوان الخراج، وعبد السلام بن عبد الرحمن الغامدي ولاّه الصوافي، والقطائع، والخزائن، وولىَّ أبا سلمى بيت المال، وأعطى الجند من ديوان بني العباس، وبعث عمال الخراج إلى الكور (228). كان أبو سلمة قد استقبل إخوة إبراهيم الإمام وأولاده وأعمامه خارج الكوفة وأدخلهم سراً – بعد سجن إبراهيم – وأخفى أمر مجيئهم عن الشيعة العباسية وقادة الجيش، وطلب منهم كتم أمرهم إلى أن يستتب الأمر في واسط لوجود جيش ابن المحاصر، وفي البصرة لوجود جيش أموي بقيادة سلم بن قتيبة بن مسلم الباهلي (229). ولكن حقيقة الأمر بالنسبة لإخفاء أمر العباسيين في الكوفة من قبل أبي سلمة الخلال، هو انتظار لنتائج اتصالاته السرية لأحفاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والتي جاءت مخيبة للآمال، فقد رد جعفر الصادق على أبي سلمة: إن صاحبكم بأرض الشراة، أما عبد الله بن الحسن فقد فكّر أن يسند الأمر إلى ابنه محمد بن عبد الله " النفس الزكية " ولكن الإمام جعفر الصادق نهاه عن ذلك لما شاوره (230).
خامساً: إعلان قيام الدولة العباسية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/97)
بقى العباسيون في معزلهم بالكوفة مدة أربعين يوماً إلى أن علم بأمرهم بعض قادة الجيش في معسكر حمام أعين، وعلى رأسهم القائد أبو الجهم بن عطية ومعه من القادة موسى بن كعب التميمي وإبراهيم بن محمد الحميري، وأبو غالب عبد الحميد بن ربعي، وسلمة بن محمد، وعبد الله الطائي واسحاق بن إبراهيم، وشراحبيل، وعبد الله بن بسام وغيرهم، وجاءوا إلى العباسيين وبايعوا أبا العباس عبد الله بن الحارثية، وسلموا عليه بالخلافة في 12 ربيع الأول 132ه ثم أخرجوه إلى منبر المسجد لإعلان خلافته، وتسمى أبو العباس بأمير المؤمنين بينما اتخذ أبو سلمة الخلال لقب وزير آل محمد (231)، وجاء في رواية: أن أبا سلمة الخلال عندما ما أراد إخراج الخليفة العباسي نزل إلى السَّرداب وصاح يا عبد الله، مُدَّ يدك، فتبارى إليه الإخوان. فقال أيُّكما الذي معه العلامة؟ قال المنصور: فعلمت أني أخرت، لأني لم يكن معي علامة، فتلا أخي العلامة وهي: " ونريد أن نمن على اللذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ... " (القصص: 5) فبايعه أبو سلمة وخرجوا جميعاً إلى جامع الكوفة، فبُويع وخطب الناس (232) فكان أول ما نطق به: (الحمد لله الذي اصطفى الإسلام لنفسه فكّرمه وشرّفه وعظمَّه واختاره لنا، وأيَّده بنا، وجعلنا أهله وكهفه والُقوَّام به والذَّابيَّن عنه، والناصرين له وألزمنا كلمة التقوى، وجعلنا أحق بها وأهلها خضَّابرحم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابته واشتقنَّا من نبعته ووضعنا من الإسلام وأهله بالموضع الرفيع، وأنزل بذلك على أهل الإسلام كتاباً يتلى عليهم فقال: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (الأحزاب: 33) وقال: " قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربي " (الشعراء: 214).
وقال: "ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى" (الحشر،: 7). فأعلمهم الله عز وجل فضلنا وأوجب عليهم حقنا ومودَّتنا وأجزل من الفيء – والغنيمة نصيبنا، تكرمة لنا، وفضلة علينا، والله ذو الفضل العظيم وزعمت السَّبئيَّة الضلال أن غيرنا أحقُّ بالرَّياسة والسيَّاسة والخلافة منا، فشاهت وجوههم بم ولم أيها الناس؟ وبنا هدى الله الناس بعد ضلالتهم وبصَّرهم بعد جهالتهم وأنقذهم بعد هلكتهم وأظهر بنا الحق وأدحض بنا الباطل، وأصلح بنا منهم ما كان فاسداً، ورفع بنا الخسيسة، وأتّم النَّقيصة، وجمع الفرقة، حتى عاد الناس بعد العداوة أهل تعاطف وبرَّ ومواساة في ديناهم، وإخواناً على سُرُر متقابلين في أُخراهم، فتح الله ذلك مِنَّةً ومنحة لمحمد صلى الله عليه وسلم، فلما قبضه الله إليه قام بذلك الأمر من بعده أصحابه وأمرهم شورى بينهم، فحَوَوْا مواريث الأمم فعدلوا فيها ووضعوها مواضعها، وأعطوها أهلها وخرجوا خِماصاً منها، ثم وثب بنو حرب ومرون فابتزوُّها وتداولوها، فجاروا فيها، واستأثروا بها وظلموا أهلها، فأملى الله لهم حينا حتى آسفوه (233)، فلمّا آسفوه انتقم منهم بأيدينا، وردّ علينا حقَّنِا، وتدارك بنا أمَّتَنا وولى نصرنا والقيام بأمرنا؛ ليَمُنَّ بنا على الذين استضعفوا في الأرض وختم بنا كما افتتح بنا وإني لأرْجُو أن لا يأتيكم الجَور من حيث جاءكم الخير، ولا الفساد من حيث جاءكم الصَّلاحُ، وما توفيقنا أهل البيت إلا بالله، يا أهل الكوفة، أنتم محلُّ محبَّتنا ومنزل مودَّتنا، وأنتم أسعد الناس بنا وأكرمهم علينا وقد زدتكم في أعطياتكم مائة درهم، فاستعدوا فأنا السَّفَّاح الهائج والثائر المبير) (234)، وكان به وعك فاشتَّد عليه حتى جلس على المنبر ونهض عمُّه داود فقال: (الحمد لله شُكراً شُكراً شكراً الذي أهلك عدوَّنا، وأصار إلينا مِيراثنا من نبينَّا، أيها الناس الآن انقشعت أرْضُها وسماؤها وطلعت الشمس من مطلعها، وبزغ القمر من مبزعه ورجع الحقُّ إلى نصابه في أهل بيت نبيكم، أهل الرَّأفة والرّحمة بكم والعطف عليكم، أيها الناس، إنا والله ما خرجنا في طلب هذا الأمر لنُكثر لجُيناً (235) ولا عقيانا (236)، ولا لنحفر نهراً ولا لنبني قصراً، وإنما أخرجنا الأنفة من ابتزازهم حقَّنا والغضب لبني عمَّنا ولُسوءٍ سيرة بني أمية فيكم، واستذلالهم لكم واستئثارهم بفيئكم وصدقاتكم، فلكم علينا ذمة الله وذمة رسوله وذمّة العباس، أن نحكم فيكم بما أنزل الله،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/98)
ونعمل بكتاب الله، ونسير في العامّة منكم والخاصَّة بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تبَّاً تّبَاً لبني أمية وبني مروان؛ آثروا العاجلة على الآجلة والدارَ الفانية على الدار الباقية، فركبوا الآثام وظلموا الأنام، وارتكبوا المحارم وغشوا الجرائم وجاروا في سيرتهم في العباد وسُنَّتِهم في البلاد التي بها، استلذُّوا تسربل الأوزار، وتجلبُب الآصار، ومَرِحوا في أعنَّة المعاصي وركضوا في ميادين الغيَّ جهلا باستدراج الله، وأمنا لمكر الله، فأتاهم بأس الله بياتاً وهم نائمون، فأصبحوا أحاديث، ومزَّقوا كل مُمَّزق، فبُعدا للقوم الظالمين وأدالنا (237)، الله من مروان، وقد غرَّه بالله الغرور، وأرسل لعدوَّ الله في عنانه حتى عثر في فضل خطامه أظن عدو الله أن لن نقدر عليه؟ فنادى حزبه، وجمع مكايده، ورمى بكتائبه، فوجد أمامه ووراءه وعن يمنيه وشماله من مكر الله وبأسه ونقمته ما أمات باطله ومحق ضلاله، وجعل دائرة السَّوءِ به وأحيا شرفنا وعِزنا وردَّ إلينا حقَّنا وإرثنا، ... فادعوا الله لأمير المؤمنين بالعافية، فقد أبدلكم الله بمروان عدوَّ الرحمن وخليفة الشيطان، المُتَّبع للسَّفلة الذين أفسدوا في الأرض بعد صلاحها، الشابَّ المتكهَّل المقتدى بسلفه الأبرار الأخيار، الذين أصلحوا الأرض بعد فسادها بمعالم الهُدى ومناهج التُّقى).
قال: فعجّ الناس له بالدعاء ثم قال: (وأعلموا يا أهل الكوفة أنه لم يصعد منبركم هذا خليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب وأمير المؤمنين عبد الله بن محمد هذا – وأشار بيده إلى السَّفَّاح – وأعلموا أن هذا الأمر فينا ليس بخارج منا حتى نُسلَّمه إلى عيسى ابن مريم عليه السلام والحمد لله رب العالمين على ما أبلانا وأولانا)، ثم نزل أبو العباس وداود حتى دخلا القصر ثم دخل الناس يُبايعون إلى العصر ثم من بعد العصر إلى الليل (238). وخرج أبو العباس يوم السبت من الكوفة إلى معسكره في " حمام أعين " مع الأمير أبي سلمة وجعل على حجابته عبد الله بن بسام، وجعل على الكوفة وأعمالها عمه داود بن علي (239)، وجهز أبو العباس جيشاً قوامه ثلاثون ألفاً لمواجهة جيش الخليفة مروان بن محمد بقيادة الخليفة نفسه في الموصل، وقد أسند أبو العباس قيادة هذا الجيش لعمه عبد الله بن علي ومعه يزيد بن عيسى بن موسى، فتحرك الجيشان للمواجهة فالتقيا على نهر الزاب الأكبر في معركة حاسمة (240).
سادساً: انتصار العباسيين على الأمويين في معركة الزاب: 132ه.
قال تعالى " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير " (آل عمران، أية: 26). حان وقت زوال ملك بني أمية وساق الله لذلك الأسباب ومنها الانهزام الكبير لجيوشهم في معركة الزاب، فقد تحركت جيوش العباسيين لملاقاة جيوش الدولة الأموية التي كان يقودها الخليفة الأموي مروان بن محمد الذي تخندق بين دجلة والزاب الكبير وكان جيشه مؤلفاً من أهل الشام، والجزيرة الفراتية على شكل كتائب منها الصحصحية، والراشدية، والمحمرة، والدوكانية، كما انضم إليه البدو وبعض قبائل الجزيرة. ولقد كانت القوات الأموية والعباسية بنفس العدد تقريباً بين 20000 – 24000 ألف جندي، على أنهم لم يكونوا بنفس الانسجام والقوة المعنوية التي تميز بها جند الدعوة العباسية، وقد عملت العصبية القبلية عملها في جيش مروان الذي كان يتكون في غالبيته من القبائل القيسية (241) وكانت المعركة يوم السبت لإحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة من سنة 132ه فقال مروان لأهل الشام، قِفوا لا تبدءوهم بقتال، فخالفه الوليد بن معاوية بن مروان – وهو ختن مروان على ابنته – فحمل فغضب مروان وشتمه فقاتل أهل الميمنة، ونودي في الجيش العباسي الأرض فنزل الناس وأشرعوا الرَّماح وجثوا على الرُّكب وقاتلوهم، وجعل أهل الشام يتأخّرون، كأنما يُدفعون، وجعل عبد الله بن علي يمشي قدماً وهو يقول: ياربَّ حتى متى نقتل فيك؟ ونادى يا أهل خُراسان، يالثارات إبراهيم يا محمد، يا منصورن واشتد القتال بين الناس جدَّاً. فأرسل مروان إلى قضاعة يأمرهم بالنزول فقالوا: قل لبني سليم فلينزلوا. وأرسل إلى السكاسِكِ أن أحملوا. فقالوا: قل لبني عامر فليحملوا، فأرسل إلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/99)
السَّكون أن احِمْلوا. فقالوا: قل لغطفان فليحملوا. فقال لصاحب شرطته انزلْ: فقال لا والله لا أجعل نفسي غرضاً. قال: أما والله لأسوءَنك قال: وودت والله أنك قدرت على ذلك (242).
ثم انهزم أهل الشام واتَّبعهم أهل خُراسان في أدبارهم يقتلون ويأسرون، وكان من غرق من أهل الشام أكثر ممن قُتل، وقد أمر عبد الله بن علي بعقد الجسر واستخراج من هلك من الغرقى وجعل يتلو قوله تعالى: " وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون " (البقرة: 50). وأقام عبد الله بن علي في موضع المعركة سبعة أيام وقد قال رجل من ولد سعيد بن العاص في مروان وفراره يومئذ:
لج الفرار بمروان فقلت له ... عاد الظلوم ظَليماَّ هَمُّه الهَرَبُ
أين الفِرار وترك الملك إذ ذهبت ... عنك الهُوين فلا دين ولا حسب
فراشة الحلم فرعون العقاب وإن ... تطلب نداه فكلب دونه كلب
واحتاز عبد الله ما كان في معسكر مروان من الأموال والأمتعة والحواصل ولم يجد فيه امرأة سوى جارية كانت لعبد الله بن مروان، وكتب إلى أمير المؤمنين أبي العباس السَّفاح يخبره بما فتح الله عليه من النّصِر، وما حصل لهم من الأموال؛ فصلَّى السَّفَّاح ركعتين شكراً لله عز وجل، وأطلق لكلَّ من حضر الوقعة خمسمائة خمسمائة، ورفع في أرزاقهم وجعل يتلو (243) قوله تعالى: " فلما فصل طالوت بالجنود " (البقرة: 249).
كانت هذه المعركة من المعارك الحاسمة فقد بدأت دولة جديدة هي دولة بني العباس، وأنهت دولة قديمة هي دولة بني أمية (244) لقد أرتكب مروان خطأ استراتيجياً كبيراً بعبوره إلى الساحل الأيسر من الزاب الكبير فبسبب ذلك فقد سيطرته وموقعه الحصين ولذلك خسر المعركة وانسحب باتجاه الموصل التي أغلقت أبوابها فاضطر إلى الانسحاب إلى الشام يتبعه عبد الله بن علي العباسي وقد حاول مروان أن يستنجد بالقبائل الشامية في قنسرين وحمص ولكنها لم تستجب له بل على العكس هاجمته لغرض سلب مؤنه وأرزاقه، ولم يستطيع مروان البقاء طويلاً في دمشق حيث انقسم الناس إلى قسمين بين مؤيد للأمويين ومعارض لهم، بل أقسمت بعض القبائل اليمانية يمين الولاء لبني هاشم، فتركها متجها نحو فلسطين فمصر (245)، وسيأتي الحديث عن مقتله بإذن الله تعالى. وقد حصد مروان الثاني ثمار سياسته القبلية باعتماده على قيس وأخذه الناس بالشك والشبهة حتى تفرقوا عنه وقال قولته المشهورة وهو يتراجع باتجاه مصر: انفرجت عني قيس انفراج الرأس ما تبقى منهم أحد وذلك أننا وضعنا الأمر في غير موضعه (246).
وأما دمشق فلم تستسلم أول الأمر لعبد الله بن علي وأعتصم أهلها وراء أسوار المدينة ولكن عبد الله دعى اليمانيين في المدينة وأغراهم ووعدهم خيراً قائلاً: إنكم وإخوانكم من ربيعة كنتم بخراسان شيعتنا وأنصارنا ... فانصرفوا وخلوا بيننا وبين مضر (247). فانضموا إليه ودخل الجيش العباسي مدينة دمشق (248).
(1) حصار واسط ومقتل ابن هبيرة:
أرسل أبو العباس أخاه أبا جعفر لقيادة الحصار المضروب على يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري الذي حصن نفسه في واسط ورفض الاقتراح بالهجوم على الكوفة، كما رفض الالتحاق بمروان الثاني وكان الحسن بن قحطبة قائداً للجيش الخراساني ولكن الخليفة رأى من الأفضل إرسال عباسي لقيادة الجيش وكتب رسالة إلى الحسن الطائي قائلاً: إن العسكر عسكرك والقواد قوادك ولكن أحببت أن يكون أخي حاضراً فاسمع له وأطع وأحسن مؤازرته (249) وكتب إلى أبي نصر مالك بن الهيثم بمثل ذلك، فكان الحسن المدبر لذلك العسكر بأمر أبي جعفر (250). وكان جيش ابن هبيرة كبيراً يتكون من الجند السوري الموجود في العراق ومن أهل خراسان الموالين لبني أمية ومن أهل العراق اليمانيين والقيسيين. على أن ضعفه كان بارزاً يتمثل في العصبية القبلية التي شقته فشلت حركته ولذلك لم يصمد مع ابن هبيرة على القتال إلا الصعاليك والفتيان وقد استطاع أبو جعفر أن يكسب اليمانية في واسط بإغرائهم قائلاً: السلطان سلطانكم والدولة دولتكم. فانشق زياد الحارثي مع اليمانية عن ابن هبيرة وجذب معه شيوخاً آخرين، ويظهر أن هؤلاء الشيوخ كانوا قد سئموا الأمويين وأملوا الخير العميم من دولة (أهل البيت) الجديدة (251). لقد دام الحصار حوالي 11 شهراً ولما يفكر ابن هبيرة بالاستسلام حتى سمع بنبأ نهاية مروان فلم يبق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/100)
مبرر للمقاومة فجرت محادثات للصلح وأعطى أبو جعفر أمانا لابن هبيرة شاور فيه ابن هبيرة الفقهاء والعلماء أربعين يوماً حتى يرى نقاط الضعف والقوة فيه، ثم وافق عليه، وأرسله إلى أبي جعفر لأخذ موافقة الخليفة عليه وقد أورد ابن أعثم الكوفي نص الأمان. على أن السلطة العباسية لم تكن لتحتمل ذلك القائد والوالي ذا النفوذ القبلي الكبير والذي كان يعامل أبا جعفر وكأنه مساوياً له من حيث المنزلة وكان يحف به في ذهابه وإيابه 800 مقاتل بين فارس وراجل (252).
والواقع فإن أبا جعفر أراد أن يكسبه للدولة الجديدة فكان يقول: عجباً لمن يأمرني بقتل مثل هذا. كما أنه كان يستشيره فيشير إليه قائلاً: إن دولتكم هذه جديدة فأذيقوا الناس حلاوتها وجنبوهم مرراتها لتسرع محبتكم إلى قلوبهم ويعذب ذكركم على ألسنتهم (253)، على أن الخليفة أمر أبا جعفر بقتله لأسباب سياسية وتعددت الروايات التاريخية في أسباب قتله فمنهم من يذكر أنه كان بتحريض من أبي مسلم الذي كتب إلى الخليفة: أنه قلّ طريق سهل تلقى فيه حجارة إلا ضّر ذلك بأهله ولا والله لا يصلح طريق فيه ابن هبيرة (254) وقد تردد أبو جعفر في قتله وقال: لا أفعل وله في عنقي بيعة وأمان: فأجابه أبو العباس: والله لتقتلنه أو لأبعثن إليك من يخرجه من عندك ويتولى ذلك عنك (255) وواضح أن الخليفة رأي في ابن هبيرة خطرا على الدولة الجديدة ووافقه في ذلك أبو مسلم (256) قال الذهبي في مقتل ابن هبيرة .. فحاصره المنصور مدة ثم خدعه المنصور وآمنه، ونكث فدخلوا عليه داره فقتلوه صبراً وابنه داود ومماليكه وحاجبه، فسجد لله فنزلوا عليه فهبروه (257)، وكان بطلاً، شجاعاً، سائساً، جواداً، فصيحاً خطيباً (258)، وكان رزقه في السنة ست مائة ألف وكان يفرقها في العلماء والوجوه (259). وهكذا قضى العباسيون على جيب من الجيوب الأموية في العراق وسقطت مدينة واسط (260).
(2) استسلام البصرة:
اعتصم مسلم بن قتيبة الباهلي بالبصرة ودافع عنها بصفته الوالي الأموي وظل مسلمٌ فيها حتى علم بمقتل ابن هبيرة وحينئذ ترك البصرة إلى الحجاز وعين بدله أحد الهاشميين واليا على البصرة حيث استبدله أبو العباس سفيان المهلبي وبهذا سيطر العباسيون على البصرة، لقد استطاع العباسيون أن يقضوا على فلول الأمويين ومراكزهم الحصينة في العراق وبلاد الشام، وقضوا على آخر خلفائهم مروان الثاني (261).
سابعاً: مقتل مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين 132ه
استولى عبد الله بن علي العباسي على الجزيرة والشام وهرب مروان بن محمد إلى مصر، فتبعته الجيوش العباسية وعبر مروان النيل فلحقه صالح بن علي عّم السَّفَّاح، فأدركه بقرية من قرى الفَيُّوم من أرض مصر يقال لها بُوصير (262)، فوافاه صائماً وقد قدّم له الفطور، فسمع الصائح فخرج وسيفه مصلت، فجعل يضرب بسيفه ويتمثل بقول الحجَّاج بن حكيم:
متقلَّدين صفائحاً هندية ... يتركن من ضربوا كأن لم يولد
وإذا دعوتهم ليوم كريهة ... وأفوك بين مكبر وموحَّد
فقصدته الخيول من كل جانب (263)، وبقي يقاتل حتى قتل وكان من كلامه قبل أن يقتل: (إن الجزع لا يزيد في الأجل وإن الصبر لا ينقص الأجل) وكان يتمثل بهذين البيتين كما جاء في بعض الروايات:
ذلُّ الحياة وهول الممات ... وكلاَّ آراه وخيماً وبيلا
فإن كان لا بد من ميتة ... فسيري إلى الموت سيراً جميلاً (264)
وكان أهله وبناته في كنيسة هناك فأقبل خادمه بالسيف مصلتا يريد الدخول عليهم، فأخُذ وسئل عن مراده فقال: إن مروان أمرني إذا تيقنت موته أن أضرب رقاب نسائه وبناته فأرادوا قتله، فقال: إن قتلتموني لتفقدن ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم – قالوا: فدلنا على ذلك إن كنت صادقاً، فخرج بهم إلى رمل هناك، فكشفوه فإذا فيه القضيب والبُرد والقَعبُ ... فأخذوه وكان الذي تولى قتله عامر بن إسماعيل الخُراساني، وهو صاحب مقدمة صالح ولما قتله دخل بيته، وركب سريره، ودعا بعشائه، وجعل رأس مروان في حجر ابنته، وأقبل يوبخَها، فقالت له: يا عامر، إن دهراً أنزل مروان عن فراشه وأقعدك عليه حتَّى تعشيت عشاءه لقد أبلغ في موعظتك، وعمل في إيقاظك وتنبيهك إن عقلت وفكرت، ثم قالت: وا أبتاه وا أمير المؤمنيناه، فأخذ عامراً الرُّعب من كلامها، وبلغ ذلك أبا العباس السَّفَّاح، فكتب إلى عامر يوبخَّه ويقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/101)
أما في أدب الله ما يخرجك عن عشاء مروان والجلوس على مهاده (265). وكان مروان بطلاً شجاعاً، ظالماً، أبيض، ضخم الهامة، ربعة، أشهل العين، كث اللحية أسرع إلى الشيب، ذكره المنصور مرّةً فقال: لله درُّه ما كان أحزمه وأسوسه، وأعفَّه عن الفي (266). وكان نقش خاتمه: أذكر الله يا غافل (267). وقد قيل: إن مروان قتل يوم الإثنين لثلاث عشرة خلت من ذي الحجَّة سنة ثنتين وثلاثين ومائة، وقد جاوز الستين (268) وبموته زال ملك بني أمية، وجميع خلفاء بني أمية من لدن معاوية إلى مروان بن محمد أربعة عشر رجلاً، وكانت مدة خلافة بني أمية منُذ أن خلص الأمر لمعاوية، وإلى أن قتل مروان بن محمد إحدى وتسعين سنة وتسعة أشهر وخمسة (269) أيام منها – خلافة – ابن الزبير تسع سنين وعشرون يوماًثم تفرقت بنو أمية في البلاد هرباً بأنفسهم وهرب عبد الرحمن بن معاوية إلى الأندلس وبايعه أهل الأندلس عام 138ه (270) ... لقد انقضت تلك السنون وأهلها، فكأنهم على ميعاد (271) وهكذا انتهت دولة بني أمية في المشرق التي عّمرت في الأرض عقوداً مديدة وأعواماً عديدة، وأقاموا فيها المدن المنيعة، والقصور الرفيعة، ولكن ذهبوا وتركوا كل ذلك، ولقد لحقتهم دول وشعوب وأمم وإليك هذا التصوير عن تلك النهايات التي فيها الدروس والعبر لمن ألقى السمع وهو شهيد قال الشاعر أبو العتاهية:
أين القرون الماضية ... تركوا المنازل خالية
فاستبدلت بهم ديارهم ... الرياح الهاوية
وتشتت عنها الجموع ... وفارقتها الغاشية
فإذا محل للوحوش
درجوا فما أبقت صروف ... الدهر منهم باقية
لم يبق بعدهم ... إلا العظام البالية (272)
قال تعالى: " لقد كان في قصصهم عبرة لأُولى الألباب .. " (يوسف، آية: 111).
|1|2|
--------------------------------------------------------------------------------
(136) العلويون والعباسيون ودعوة آل البيت ص 83.
(137) المصدر نفسه ص 83.
(138) طبيعة الدعوة العباسية ص 83.
(139) أنساب الأشراف (3/ 125) الدعوة العباسية ص 236.
(140) أنساب الأشراف (3/ 260) الدعوة العباسية ص 236.
(141) مروج الذهب (3/ 260) الدعوة العباسية ص 236.
(142) الدعوة العباسية ص 236.
(143) تاريخ الطبري نقلاً عن العلويين والعباسيين ودعوة أهل البيت ص 84.
(144) العلويون والعباسيون ودعوة أهل البيت ص 84.
(145) سير أعلام النبلاء (6/ 48).
(146) المصدر نفسه (6/ 48).
(147) المصدر نفسه (6/ 49).
(148) العلويون والعباسيون ودعوة إلى البيت ص 85.
(149) تاريخ المسلمين وآثارهم في الأندلس ص 160 إلى 170.
(150) تاريخ الطبري (8/ 233 إلى 236).
(151) العلويون والعباسيون ودعوة آل البيت ص 85.
(152) تاريخ الطبري (8/ 198).
(153) تاريخ الطبري نقلاً عن العلويين والعباسيين ص 86.
(154) العلويون والعباسيون ودعوة آل البيت ص 86.
(155) الكامل في التاريخ (3/ 453) العلويون العباسيون ص 86.
(156) الكامل (3/ 453) العلويون والعباسيون ص 86.
(157) تاريخ الطبري (8/ 243 9 العلويون والعباسيون ص 87.
(158) العلويون والعباسيون ودعوة آل البيت ص 87.
(159) تاريخ الطبري نقلاً عن العلويين والعباسيين ص 87.
(160) الأخبار الطوال ص 352.
(161) العيون والحدائق ص 184.
(162) الثورة العباسية ص 124.
(163) المصدر نفسه ص 124.
(164) الثورة العباسية ص 122.
(165) الثورة العباسية ص 124.
(166) الثورة العباسية ص 124.
(167) الثورة العباسية ص 124.
(168) المصدر نفسه ص 124.
(169) المصدر نفسه ص 125.
(170) المصدر نفسه ص 125.
(171) المصدر نفسه ص 125.
(172) تاريخ الطبري (8/ 245)، الثورة العباسية ص 125.
(173) الثورة العباسية ص 125.
(174) تاريخ الطبري (8/ 247).
(175) الثورة العباسية ص 131.
(176) تاريخ الطبري (8/ 246).
(177) تاريخ الطبري (8/ 247).
(178) السلطة والمعارضة في الإسلام ص 523.
(179) أخبار الدولة العباسية ص 245.
(180) السلطة والمعارضة في الإسلام في 523.
(181) العلويون والعباسيون ص 88.
(182) البداية والنهاية (13/ 226).
(183) المصدر نفسه (13/ 227).
(184) الخدمة: حلقة القوم وجماعتهم.
(185) ألين: من قرى مرو على أسفل نهر خارقان معجم البلدان (1/ 66).
(186) البداية والنهاية (13/ 229).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/102)
(187) البداية والنهاية (13/ 230).
(188) الزندان: هما خشبتان يُستقدح بهما فالسفلى زندة والأعلى زند.
(189) البداية والنهاية (13/ 231).
(190) المصدر نفسه (13/ 231).
(191) الدعوة العباسية ص 208.
(192) الحجا: العقل والفطنة.
(193) تأشب: أي اجتمع إليه والتفَّ عليه من أخلاط الناس.
(194) العلوج: أ ي اجتمع إليه والتفَّ عليه من أخلاط الناس.
(195) أخبار الدولة العباسية ص 313 الدعوة العباسية ص 280، 281.
(196) الأخبار الطوال ص 332، الدعوة العباسية ص 281.
(197) الدعوة العباسية ص 281، أخبار الدولة العباسية ص 282.
(198) الاغتام: جمع أغتم، وهو الذي لا يفصح، أي العجمي.
(199) النائرة: الفتنة والشر والشحناء والعداوة.
(200) أخبار الدولة العباسية ص 290 الدعوة العباسية ص 282.
(201) الدعوة العباسية ص 283.
(202) الثورة العباسية ص 133.
(203) البداية والنهاية (13/ 248).
(204) المصدر نفسه (13/ 247).
(205) تاريخ بلاد الشام، بيضون ص 229.
(206) البداية والنهاية (13/ 248).
(207) تاريخ الطبري (8/ 339).
(208) الثورة العباسية ص 134، 135، 136.
(209) تاريخ الطبري (8/ 272).
(210) المصدر نفسه (8/ 279).
(211) الثورة العباسية ص 137.
(212) الثورة العباسية ص 137، نقلاً عن تاريخ الطبري.
(213) الثورة العباسية ص 138.
(214) تاريخ الطبري نقلاً عن الثورة العباسية ص 144.
(215) العالم الإسلامي في العصر العباسي ص 49.
(216) الكامل في التاريخ (3/ 479) الجيش في العصر العباسي الأول ص 50.
(217) الكامل في التاريخ (3/ 479).
(218) تاريخ الطبري (8/ 280).
(219) تاريخ الطبري (8/ 279) الجيش في العصر العباسي ص 51.
(220) داهية العرب أبو جعفر المنصور ص 94.
(221) البداية والنهاية (13/ 235).
(222) الجيش في العصر العباسي الأول ص 51.
(223) المصدر نفسه ص 52.
(224) داهية العرب أبو جعفر المنصور ص 97.
(225) سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية ص 193.
(226) داهية العرب أبو جعفر المنصور ص 98.
(227) سقوط الدولة الأموية للثعالبي ص 194.
(228) تاريخ بلاد الشام ص 259.
(229) العصر العباسي الأول، عبد العزيز الدوري ص 43.
(230) داهية العرب أبو جعفر المنصور ص 98 – 99.
(231) الجيش في العصر العباسي الأول ص 55.
(232) سير أعلام النبلاء (6/ 78).
(233) آسفوه: أغضبوه.
(234) البداية والنهاية (13/ 251).
(235) الجين: الفضة.
(236) والعقيان: ذهب متكاً.
(237) أدالنا: نصرنا.
(238) البداية والنهاية (13/ 253).
(239) سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية ص 55.
(240) الجيش في العصر العباسي الأوّل ص 55، 56.
(241) الثورة العباسية ص 153، تاريخ خليفة ص 297.
(242) البداية والنهاية (13/ 256).
(243) المصدر نفسه (13/ 256).
(244) قادة الفتح الإسلامي في أرمينية ص 468.
(245) الثورة العباسية ص 154 البداية والنهاية (13/ 257).
(246) الثورة العباسية ص 154.
(247) تاريخ الموصل ص 124.
(248) الثورة العباسية ص 154.
(249) الأخبار الطوال ص 340.
(250) الثورة العباسية ص 155 الأخبار الطوال ص 340.
(251) الثورة العباسية ص 155.
(252) الثورة العباسية ص 158 الكامل في التاريخ (3/ 509).
(253) الثورة العباسية ص 158.
(254) الكامل في التاريخ (3/ 509).
(255) الكامل في التاريخ (3/ 510).
(256) الثورة العباسية ص 158، الكامل في التاريخ (3/ 509).
(257) سير أعلام النبلاء (6/ 208).
(258) المصدر نفسه (6/ 207).
(259) المصدر نفسه (6/ 208).
(260) الثورة العباسية ص 158 الكامل (3/ 510).
(261) المصدر نفسه ص 159.
(262) شذرات الذهب (2/ 138).
(263) المصدر نفسه (2/ 139).
(264) مروان بن محمد وأسباب سقوط الدولة الأموية ص 82.
(265) شذرات الذهب (2/ 139).
(266) المصدر نفسه (2/ 139).
(267) تاريخ القضاعي ص 384.
(268) البداية والنهاية (13/ 266).
(269) تاريخ القضاعي ص 387.
(270) البداية والنهاية (138/ 330).
(271) المصدر نفسه (13/ 331).
(272) قصائد الزهد لمحمد أحمد سيد ص 55 صفحات مشرقة من التاريخ الإسلامي (1/ 170) للصَّلاَّبيّ.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[02 - 02 - 10, 02:41 ص]ـ
هذا رابط الموضوع:
http://islamtoday.net/bohooth/artshow-86-6797.htm(151/103)
عندنا في المغرب الشيخ محمد بو خبزة فهل تعرفونه؟
ـ[أم محمد]ــــــــ[31 - 12 - 09, 02:31 م]ـ
السلام عليكم. هدا تعريف للشيخ محمد بو خبزة أحد تلامدة الألباني والطاهر بن عاشور وبالمناسبة فقد أجاز الشيخين حسين يعقوب وأبو إسحاق الحويني حفظهم الله جميعا:
بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/smilies/A5.gif
أنا (وأعوذ بالله من قول "أنا") محمد بن الأمين بن عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الحاج أبي القاسم بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن سعيد بن يحيى بن عبد الله بن يحيى بن سعيد بن يحيى بن محمد بن الولي الصالح أبي الحسن علي بن الحسن الحسني الإدريسي العمراني المكنى (بوخبزة) دفين مجشر (أًغْبالو) -بقبيلة بني عروس- داخل ما يسمى -زُوراً- بالحَرَمِ العَلَمِي التي عين حدودَه ابن زاكور الفاسي في كتابه "الإستشفاء من الألم، بذكرى صاحب العَلَم"، والعلم اسم جبل يوجد به ضريح الصوفي الشهير عبد السلام بن مَشِيش، وينتهي نسبي إلى عبد الله بن إدريس مرورا بعمران (وإليه النسبة "العمراني") بن خالد بن صفوان بن عبد الله بن إدريس بن إدريس بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومن العلماء من ينسبنا (عَلَمِيِّين) حسب اصطلاح نسّابةِ المغرب، وهذا غير صحيح إلا من حيث الأم، وممن ذهب إلى هذا -وهو خطأ- شيخي أبو الفيض أحمد بن محمد بن الصديق فقال في مساجلة منظومة:
أَطَلْتَ فيها أدام الله مجدكمُ * أنت فخر الهداة من بني العَلَمِ
وأصل سلفي من هناك، وكان منهم من يتردد على تطوان لقرب المسافة، وهكذا سكنها والدُ جدي الفقيه السيد أحمد الذي كان معدَّلاً وأستاذا مقرئا، وأخوه الفقيه النحوي السيد علي الذي أخذ عنه العلم كثير من علماء تطوان منهم الفقيه العلامة القاضي السيد محمد بن علي عَزِّيمان وقد ترجم له أبو العباس أحمد الرَّهوني في تاريخه الحافل: "عمدة الرَّاوين في تاريخ تطَّاوين".
ولدت بتطوان بمنزلنا بدرب الجُعَيْدي (نسبة لساكنه الصوفي الشهير أبي الحسن بن علي بن مسعود الجعيدي أحد كبار أصحاب أبي المحاسن يوسف الفاسي الفهري دفين تطوان قبالة الدرب المذكور) بحي العيون، في زوال يوم السبت 26 ربيع الأول 1351هـ (واحد وخمسين وثلاثمائة وألف) موافق 20 يوليوز سنة 1932م من تاريخ النصارى، كما وجدت بخط والدي رحمه الله في كناشته (وما في أوراقي الرسمية من تقديم ذلك بسنة فخطأ غير مقصود)، وأنا رابع إخوة لي أشقاء: عبد الله (توفي صغيرا)، وعائشة، ومصطفى، ومحمد، وعبد الله، وبعد خمس سنوات خُتِنْتُ، خَتَنَنِي المعلِّم محمد الحَسْكي التطواني في الدكانة الذي كانت داخل الباب الغربي لجامع العيون من تطوان، وفي السنة التالية أُدْخِلْتُ الكُتَّاب (الْمسِيدْ) فتلقيتُ مبادئ القراءة والكتابة والحساب والدين وبعضَ قصار المفصّل على الفقه المجوِّد السيد الحاج أحمد بن الفقيه المقرئ المعدَّل الأستاذ السيد عبد السلام الدُّهْرِي (كان هذا السيد يختار للإمامة بالحجاج في البواخر التي كانت ترسلها إسبانيا في أول حكم (فرَانْكُو) للحج دعايةً وسياسة، فإذا ذهب أَنَابَ عنه الفقيه الشريف الأشيب السيد عبدالله شقور (الذي ما زال على قيد الحياة إلى الآن عام 1406، وقد تجاوز المائة، ثم توفي رحمه الله عام 1412هـ)، وبعد وفاة الفقيه الدُّهري واصلت على الفقيه الخَيِّر السيد محمد بن الراضي الحسّاني، وبعده على الفقيه البركة الزاهد السيد محمد بن عمر بن تَاوَيْت الودراسي والد الفقيه القاضي السيد أحمد وشقيقه الكاتب والأديب النابغة المؤلف السيد محمد رحمهما اللهّ، وعليه أتممتُ حفظ القرآن وسَرَدْتُه كلَّه أمامه على العادة الجارية، وبعد وفاته استمررت في القراءة على خَلَفه الأستاذ السيد محمد زيان، ولم أمكث معه إلا قليلا حيث أتممتُ حفظ بعض المتون العلمية كالآجرومية، والمرشد المعين على الضروري من علوم الدين، والخلاصة وهي ألفية ابن مالك، وبعض مختصر خليل في الفقه المالكي، ثم التحقت بالمعهد الديني بالجامع الكبير ومكثتُ فيه نحوَ عامين تلقيتُ خلالها دروساً نظامية مختلفة على ضَعف المستوى العام في التفسير والحديث والفقه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/104)
والأصول والنحو البلاغة، على مدرسيه المشهورين الأساتذة: محمد بن عبد الصمد التُّجكاني، ومحمد بن عبد الكريم أًقَلعي الشهير بالفحصي (القاضي في ما بعد رحمه الله)، ومحمد بن عبد الله القاسمي (خليفة القاضي)، والعربي بن علي اللُّوهْ (الوزير في الحكومة الخليفية)، وقد ألف عدة كتب طُبع بعضها في الأصول والمنطق العقائد وتاريخ المقاومة في شمال المغرب، ومحمد بن حمو البقالي الأحمدي، والشيخ محمد المصمودي، والتهامي المؤذن الغرباوي، ومحمد الزكي الحراق السَّرِيفي، وأحمد القْصِيبي الأَنجري، وعمر الجَيّدي الغُماري وغيرهم (وقد توفي هؤلاء إلى رحمة الله في مُدد متفاوتة)، وكنت قبل التحاقي بالمعهد أخذتُّ عن والدي رحمه الله النحو بالآجومية والألفية إلى باب الترخيم حيث توفي، وكانت طريقتُه في التدريس من أنفع الطرق للمبتدئ، حيث كان يأخذني بحفظ المتن فقط، ثم يشرحه لي، ويلقنني الأمثلةَ والشواهد ويأخذني بحفظها ويبين لي محل الشاهد، ويمتحنني كل أسبوع، كما أخذتُّ دروسا في الفقه المالكي بالمرشد المعين لعبد الواحد بن عاشر، على الفقيه القاضي (بعد الاستقلال) السيد عبد السلام بن أحمد علال البَختي الودْراسي، ودروسا أخرى في النحو على الأستاذ السيد المختار الناصر الذي كان مدرسا للبنات بالمدرسة الخيرية بتطوان، وكنا نقرأ عليه لأول عهدنا بالطلب بالزاوية الفاسية بالطَّرَنْكَات، وكان يطيل الدرس إلى أن ينام أغلب الطلبة رحمه الله، وعلى الأديب الكاتب الشاعر الناثر الفقيه المعدَّل السيد محمد بن أحمد علال البَختي المدعو ابن علال، وقبل هذا وبعده حضرتُ دروسا في الحديث والسيرة على الفقيه المؤرخ وزيد العدلية السيد الحاج أحمد بن محمد الرَّهوني، وكان هذا في الغالب في رمضان قبل أن ينتقل بسكناه إلى جِنانِهِ بِبُوجَرًّاح، وكان يسرُد له السيد محمد بن عزوز الذي تولى القضاء بإحدى قبائل غُمارة وبِها توفي، وكان يسرُد له أحيانا صحيح البخاري السيد عبد السلام أًجْزُول لجمال صوته، وعلى الفقيه المدرس النفّاعة السيد الحاج محمد بن محمد الفَرْطاخ اليَدْرِي، كما نفعني الله تعالى جدا بدروس الدكتور محمد تقي الدين بن عبد القادر الهلالي الحسيني السجلماسي الذي قدم تطوان حوالي 1365 هـ في أعقاب الحرب العالمية الثانية، من أوربا وأقام بين ظهرانينا نحوَ ست سنوات تلقيتُ عليه خلالها دروسا في التفسير والحديث والأدب، وكان يلقي هذه الدروس بالجامع الكبير، وكان يسرد عليه محمد ابن فريحة، ويدرس بالدر المنثور للسيوطي والاعتصام لأبي إسحاق الشاطبي، وأحدث بتطوان نهضة أدبية، وشغل الناس بآرائه وأفكاره، وأثار الفقهاء والصوفية بانتقاداته فلَمَزوه وآذوه فهجاهم أقذع الهجو رحمهم الله، كما انتفعت كثيرا بتوجيهات العلامة الأديب الوزير السيد محمد بن عبد القادر بن موسى المنبهي المراكشي منشأ التطواني دارا ووفاة، فكان يملي علي قصائده وأشعاره، ويذاكرني بلطائف المعاني وطرائف الآداب، وقد جمعت ديوانه في مجلد لطيف (توجد صورة منه بخزانة تطوان).
وفي فاتح رجب 1367 هـ توفي والدي رحمه الله ففُتّ في عضدي، وخمدت جذوة نشاطي، وتأخرت عن كثير من دروسي انشغالا بالعيش وحل المشاكل المخلفة، وسعيا على الوالدة والإخوان، ولم أنقطع قط عن الدراسة والمطالعة واقتناء الكتب و مدارسة إخواني الطلبة الأدبَ والعلمَ، وفي نحو عام 1370 هـ زرتُ مدينة فاس ومكثت بها أياما أخذت فيها دروسا على الفقيه الشهير محمد بن العربي العلَوي بالقرويين في أحكام القرآن لابن العربي، وبعد ذلك عرض علي الفقيه القاضي الحاج أحمد بن تاوَيْت رحمه الله العمل معه كاتبا بعد أن عينته وزارة العدل قاضيا ثانيا عند اتساع العمران، وازدحام السكان، فأنشأت محكمة شرعية أخرى بحي العيون غربي الجامع، فقبلت وعملت معه كاتبا، وفي فاتح جمادى الأولى 1374 هـ في 27/ 12/1954 م أصدرت مجلة "الحديقة" أدبية ثقافية عاشت خمسة أشهر؛ إذ توقفت في رمضان عامه، وكانت مجلة جميلة كنت آمل- لو عاشت- أن تكون مجلة الطلبة الوحيدة في شمال المغرب، حيث كان ينشر فيها نجباء الطلبة وكتابهم وشعراؤهم وقصاصوهم، وكنتُ قبل ذلك أصدرت بالمعهد الديني أول مجلة خطية باسم "أفكار الشباب" كنا نكتب منها نسختين أو ثلاثة يتداول الطلبة قراءتها، وبعد خروجي من المعهد اتصل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/105)
بي جماعة من الطلبة وعرضوا علي المشاركة في نشاطهم الثقافي، وكان يتولى إدارة المعهد يومئذ أستاذ متعاون مع الإدارة الإسبانية، فأوجس خيفة من نشاطنا، وبث حولنا عيونه، وكنت أصدرت جريدة "البرهان" خطية لانتقاد سياسة الاستعمار الإسباني في التعليم واضطهاد الطلبة، والتضييق عليهم، ولم يصدر منها إلا عدد أول، فكتب مدير المعهد رسائل إلى رئيس الاستعلامات الإسباني (بِلْدا) يُخبره فيها باستفحال نشاط الطلبة السياسي وصدور الجريدة وما يكتُب فيها فلان - يعنيني- وهو غير طالب بالمعهد ومتهم بالوطنية! من مقالات تمس سياسية إسبانيا … إلخ، فاستدعِيتُ ونالني من السب والشتم والتهديد والأذية ما قرت به عين سيادة المدير للمعهد الديني الإسلامي! وأذنابه، ولما أيِسَ هذا المدير "الأمين التمسماني" من انتقام الإدارة الإسبانية منا كتب إلى الباشا "اليزيد بن صالح الغُماري" بمثل ما كتب به إلى "بِلدا" فسألني الباشا عن التهمة فأجبته بأن رئيس الاستخبارات الإسباني سبقه إلى التحقيق في هذه القضية ولم يجد شيئا، فغضب الباشا واحتدّ، وأمر بنا إلى السجن لولا تدخلُّ بعض الناس، ومن عجيب صنع الله أن هذا الباشا اضطُرّ إلى الوقوف بباب مكتبي بالمحكمة بعد عزله في أول عهد الاستقلال فلم أعامله بالمثل، ثم تنبهت إلى أن مكتبه الذي هددني وهو خلفه هو المكتب الذي خاطبته من ورائه بعد أن احتاج إليّ، و لله في خلقه شؤون ثم انقطعت عن كل نشاط من هذا القبيل وأكببتُ على التدريس والكتابة، ونشرت مقالات كثيرة في عدة صحف ومجلات كمجلة "لسان الدين" التي كان يصدرها الدكتور"الهلالي" بتطوان، وبعد سفره "عبد الله كنّون" ومجلة "النصر" و "النبراس"، وأخيرا جريدة "النور" وغيرها، ونظمت قصائد وأنظاما كثيرة معظمها في الإخوانيات ضاع أكثرها؛ لأني كنت أضمنها رسائل وأجوبة للإخوان ولا أحتفظ بنسخها، ولدي كنانيشُ فيها تقاييد ومختارات ومقطوعات لا يجمعها نظام ولا يضمها باب. وقد أصهرت إلى الأستاذ المحدث الكبير، بل كبير علماء الحديث بالشمال الإفريقي الشيخ "أحمد بن محمد ابن الصّدّيق التجكاني الغُماري الطنجي" وكنت أعرفه من قبل، فأعجبت بسعة اطلاعه ورسوخ قدمه في علوم الحديث، فكاتبته وجالسته واستفدت منه علما جما، وأعطاني من وقته وكتبه ما كان يضِنّ به على الغير، وأجازني إجازة عامة بما تضمنه فهرسه الكبير والصغير، كما أجازني مشافهة كثير من العلماء من أشهرهم الشيخ "عبد الحي الكتاني" عند زيارته لتطوان واعتذر عن الكتابة ووعد بها فحالت دونها مواقفه السياسية، كما أجازني الشيخ "عبد الحفيظ الفاسي الفهري" مشافهة بمصيف مرتيل، والشيخ "الطاهر بن عاشور" بمنزله بتونس عام 1382هـ، واعتذر عن الكتابة بالمرض والضعف، وهذا الأخير من شيوخ شيخي ابن الصديق، ولم تكن لي عناية بالإجازات، والشيخ "أحمد بن الصديق" هو الذي أجازني ابتداء دون طلب مني، ولم أكن معه على وفاق في الاعتقاد بالتصوف الفلسفي والصوفية والمبالغة في ذلك، كما لم أكن أرضى تخبطه في السياسة وتورطه في أوحالها، مما شوّه سمعته وسود صحيفته، وأصابني برشاش، كما ندمت بالغ الندم وتُبت إلى الله منه لما طوّح بي إليه الشيخ من التشيع المقيت والرفض المُردي، فتورطت في الحملة على كثير من الصحابة ولعن بعضهم كمعاوية وأبيه وعمرو بن العاص وسمرة وابن الزبير وغيرهم، متأثرا بما كنت أسمعه مرارا وأقرؤه من أحاديث مما عملت أيدي الروافض، كان الشيخ يمليها علينا مبتهجا مصرحا أنها أصح من الصحيح، فكنا نثق به ونطمئن إلى أحكامه، ويحكم على كل ما يخالفها من الأحاديث بأنها من وضع النواصب، ومن الطريف في هذا الباب: أنه كان يُبغض الشام وأهله ويصفهم بالشؤم على الإسلام وأهله، ويبطل ما ورد في فضله من أحاديث صحيحة، وظل كذلك إلى أن فر من المغرب إلى مصر، ثم زار الشام فأكرمه اهلها، وأقام له صوفيتها المآدب، فكتب إلى أخيه السيد حسن يقول بأنه رجع عن اعتقاده في الشام وأهله، وأن ما ورد في ذلك صحيح، ومما كان له الأثر الكبير في حياتي، ويعد وصلا لما كان انقطع من انتهاجي منهج السلف الصالح بعيدا عن تيارات التصوف الفلسفي والتشيع المنحرف اتصالي بالشيخ المحدث السلفي الحق "محمد ناصر الدين بن نوح نجاتي الألباني الأرناؤوطي ثم الدمشقي" نزيل عمّان البلقاء الآن مهاجرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/106)
بدينه مضيقا عليه بعد أن أخرج من دمشق ظلما وعدوا، فقد اجتمعتُ به بالمدينة المنورة في حجتي الأولى عام 1382هـ بمنزله وأعطاني بعض رسائله، فاعتبرتها مناولة فاستأذنته في الرواية عنه بها فأنعم، وزارني بتطوان مرتين: قرأت عليه في إحداهما أبوابا من "السنن الكبرى" للنسائي المخطوطة بخزانة الجامع الكبير، واجتمعت به بطنجة، بمنزل الشيخ الزمزمي ابن الصديق، وسمعت من فرائده وفتاواه الكثير، وبعث إلي من رسائله وكتبه المستطابة ما أحيا في قلبي كامن الشوق إلى تتبع هذا المهيع المشرق والعناية بآثاره ومعالمه، والاستمساك بعراه، وما زلت إلى الآن لاهجا بفضله، داعيا إليه.
وقد تزوجتُ باكرا وأنجبت أولادا بكرهم أوّيس، وهو الآن أستاذ بإحدى ثانويات تطوان، ويعد أطروحته لإحراز دكتوراه الدولة في الأدب، وله شعر حسن ومقالات منثورة، نسأل الله تعالى أن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة آمين.
وتوجد نماذج من نظمي ونثري عند الإخوان وضمن مذَكَّراتي المسمات: "جراب السائح" كما أنني صححت جزءا من تمهيد ابن عبد البر طبع وزارة الأوقاف في المغرب، وأكثر من النصف من كتاب الذخيرة في الفقه المقارن للقرافي المالكي، والأربعين حديثا في الجهاد لعلي بركة الأندلسي، وسراج المهتدين لابن العربي المعافري، وتحت يدي الآن الجزء الثامن والتاسع من النوادر والزيادات لابن أبي زيد القيرواني، وسيصدر إن شاء الله عن دار الغرب الإسلامي، وكلفتني منظمة "الإيسيسكو" للتربية والثقافة والعلوم بمراجعة: معجم تفاسير القرآن الكريم الذي صدر عنها مؤخرا والاستدراك عليه، وقد تم المستدرك في حجم أصله، وتم طبعه وسيصدر قريبا بإذن الله، كما طبع لي جزء الأربعين حديثا في النهي عن اتخاذ القبور مساجد، وتم توزيعه بتطوان، كما أخذ بعض الإخوة هنا مجلدا في خطب الجمعة لطبعه، يسر الله ذلك بمنه، وللأخوين الكريمين الدكتور حسن الوراكلي الأستاذ بجامعة أم القرى، وصديقه الأخ الداعية محمد المنتصر الريسوني كلام عني وعن أدبي نشر بمجلة دعوة الحق، كما صدرت لي ترجمة ضمن مادة التعريف بأسرة: "بوخبزة" في "معلمة المغرب" التي تصدر تباعا بالمغرب بإشراف الدكتور محمد حَجي.
هذه ترجمة كتبتها بطلب من الأستاذ عبد الوهاب بن منصور مؤرخ المملكة المغربية، ليدرجها في موسوعته "أعلام المغرب العربي" التي صدر منها للآن 6 مجلدات، وأذكر أنني اعتذرت للأستاذ المذكور عن كتابة ترجمة بأنني تلميذ محب للعلم ولست من الأعلام حتى أترجَم ضمنهم، فأجابني أن كثيرا جدا ممن تضمهم معاجم التراجم وكتب الطبقات والتواريخ عوام أو في حكمهم، لا يستحقون أن يكونوا تلامذة بمعنى الكلمة، ومع ذلك فقد أضفيت عليهم الألقاب والأوصاف، وأسدلت عليهم أردية التعظيم والاحترام، فكيف تكِعُّ أنت -يخاطبني- عن التعريف بنفسك، وقد انتفع الناس بك، وأنا أعتمد على إشاراتك وتنبيهاتك كلما زودتَّني بها في كلام من هذا القبيل أملاه عليه تواضعه المشكور، وهو العالم المؤرخ المشهور، فشجعني كلامُه هذا على كتابة ما تقدم، وأرجو أن أكون قد أصبتُ الحقيقة، وأستغفر الله على كل حال، وقديما قيل:
لعمر أبيك ما نسب المعلى * إلى كرم وفي الدنيا كريم
ولكن البلاد إذا اقشعرت * وصوح نبتها رعي الهشيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
ـ[أم محمد]ــــــــ[31 - 12 - 09, 06:09 م]ـ
للاستفادة
ـ[محمود المنصور]ــــــــ[31 - 12 - 09, 06:13 م]ـ
الشيخ أمين بو خبزة التطوانى
نحسبه من العلماء الربانيين ولا نزكى على الله احد
حفظه الله وبارك فى علمه
ونرجو من إخواننا المغاربة تزودينا بمعلومات عن الشيخ وأخباره
ـ[أم محمد]ــــــــ[31 - 12 - 09, 07:24 م]ـ
أخي اسم الشيخ محمد وليس الأمين فالأخير هو ابن أخيه النائب البرلماني أما الأول فهو من كبار المشايخ وهو الدي دكرت سيرته الداتية أعلاه فإن كنت تقصد الشيخ فإنه والحمد لله بخير فقبل يومين كان أخي في زيارته،سوى أن السن يؤثر على حركته فاللهم ارزقه الصحة وبارك له في عمره
ـ[أم محمد]ــــــــ[02 - 01 - 10, 02:07 م]ـ
هدا الرابط فيه مؤلفات الشيخ أبو أويس محمد بو خبزة كما تفضل به كاتبه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=710301#post710301 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=710301#post710301)
ـ[أبو الطيب أحمد بن طراد]ــــــــ[02 - 01 - 10, 02:29 م]ـ
كفاني قولاً أنه من أجل العلماء الربانيين
ـ[عبد الله الطيب]ــــــــ[07 - 01 - 10, 09:48 م]ـ
جزاه الله خيرا وبارك في عمره وعلمه وعمله
وأشكرك أختي أم محمد على نقل سيرته
فبارك الله فيك ونفع بك
ـ[محمد ابن عمر المصرى]ــــــــ[07 - 01 - 10, 10:06 م]ـ
حفظه الله وسدد خطاه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/107)
ـ[أم محمد]ــــــــ[08 - 01 - 10, 01:40 م]ـ
وبارك فيكم إخوتي وحفظكم
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[04 - 03 - 10, 03:35 ص]ـ
أخي اسم الشيخ محمد وليس الأمين فالأخير هو ابن أخيه النائب البرلماني أما الأول فهو من كبار المشايخ وهو الدي دكرت سيرته الداتية أعلاه فإن كنت تقصد الشيخ فإنه والحمد لله بخير فقبل يومين كان أخي في زيارته،سوى أن السن يؤثر على حركته فاللهم ارزقه الصحة وبارك له في عمره
انتشر بين الناس أن ينادوه بأمين والصواب كما دونتم من قبل أنه اسم أبيه.
أسأل الله أن يحفظ الشيخ ويبارك فيه ويكتب له الأجر النافع
وجزاك الله خيرا على هذا الموضوع.
ـ[أم محمد]ــــــــ[10 - 03 - 10, 02:31 م]ـ
آمين
وخيركم أجزأ شيخنا أبا أنس
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[10 - 03 - 10, 03:44 م]ـ
اللهم آمين وجزاكم الله خيرا.
لكن كما يقول كثير من مشايخ بلدنا لست بشيخ غفر الله لي ولكم فأنا فقط معين ومرشد إذا اقتضى الحال والله المستعان.
ـ[أم محمد]ــــــــ[10 - 03 - 10, 03:52 م]ـ
بارك اللهُ فيكم
ـ[ابو اسحاق فيصل الاحمداني]ــــــــ[10 - 03 - 10, 04:05 م]ـ
اللهم احفظ الامام المحدث ابو اويس
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[10 - 03 - 10, 04:19 م]ـ
بارك اللهُ فيكم
ـ[أسلمة الجندي]ــــــــ[11 - 03 - 10, 04:04 م]ـ
بارك الله فيك أختي جعلك خير خلف
ـ[صخر]ــــــــ[11 - 03 - 10, 04:30 م]ـ
حفظ الله شيخنا العلامة أباأويس
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[14 - 03 - 10, 03:27 ص]ـ
صدق القائل:
أنا الشمس في جو العلوم منيرة .......... ولكن عيبي أن مطلعي الغرب
ولو أنني من جانب الشرق طالع ..... أجد علا ما ضاع من علمي النهب
ـ[فاطمة الزهراء بنت العربي]ــــــــ[16 - 07 - 10, 05:28 ص]ـ
صدق القائل:
أنا الشمس في جو العلوم منيرة .......... ولكن عيبي أن مطلعي الغرب
ولو أنني من جانب الشرق طالع ..... أجد علا ما ضاع من علمي النهب
أحببت هذه الابيات أيّما حبّ لما سمعتها أول مرّة, و خصوصا أني سمعتها من فم الشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله, فقد كان يؤلمني عدم شهرة شيخنا و قلة معرفة الناس به مع مكانته العلمية العالية نحسبه كذلك و لا نزكي على الله أحد.
اللهم احفظ الشيخين و أطل اللهم في عمرهما حتّى ننهل من علمهما اللهم آمين
ـ[أبو حسان السلفي]ــــــــ[16 - 07 - 10, 06:36 م]ـ
توجد ترجمة حافلة للشيخ بوخبزة في كتاب: مظاهر الشرف والعزة المتجلية في فهرسة الشيخ محمد بوخبزة
و في هذا الرابط
http://www.tetouanhadit.com/showthread.php?t=270&page=2
ذكر الأخ طارق الحمودي أن الكتاب موجود على الوورد و أنه ينتظر إذن الشيخ بدر العمراني
و قد اشتريت الكتاب اول ما وقفت عليه بإحدى المكتبات عندنا بفضل الله
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[16 - 07 - 10, 10:15 م]ـ
بارك الله فيك ونتمى أن يوفقنا الله للقائه.
ـ[أم محمد]ــــــــ[20 - 07 - 10, 09:00 م]ـ
و فيكم بارك الرحمان، يسر الله لكم طريقكم(151/108)
متى توفي لقيط بن عامر رضي الله عنه؟
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[31 - 12 - 09, 03:38 م]ـ
كما في العنوان بارك الله فيكم
.(151/109)
2 يناير, ذكرى سقوط غرناطة
ـ[هشام زليم]ــــــــ[01 - 01 - 10, 04:36 م]ـ
يوم 2 يناير 1492اختتمت المأساة الأندلسية, و استولى القشتاليون على غرناطة آخر الحواضر الإسلامية في إسبانيا, و خفق علم النصرانية ظافرا فوق صرح الإسلام المغلوب, و انتهت بذلك دولة الإسلام بالأندلس, و طويت إلى الأبد تلك الصفحة المجيدة المؤثرة من تاريخ الإسلام, و قضي على الحضارة الأندلسية الباهرة, و آدابها و علومها و فنونها, و كل ذلك التراث الشامخ, بالفناء و المحو.
شهد المسلمون احتلال العدو الظافر لحضارتهم و دار ملكهم, و مواطن آبائهم و أجدادهم, و قلوبهم تتفطر حزنا و أسى
هذه سلسلة من المواضيع تقرب القارئ المسلم من هذه المصيبة التي حلت بالمسلمين و كيف يتعامل القشتاليون اليوم مع هذه الذكرى و موقف أبناء الأندلسيين المنصرين منها.
ماذا حدث في 2 يناير 1492م بغرناطة؟ ( http://hicham84andalous.maktoobblog.com/1567375/%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AD%D8%AF%D8%AB-%D9%81%D9%8A-2-%D9%8A%D9%86%D8%A7%D9%8A%D8%B1-1492%D9%85-%D8%A8%D8%BA%D8%B1%D9%86%D8%A7%D8%B7%D8%A9%D8%9F/)
تواريخ مهمة في مسيرة الاحتفال بسقوط غرناطة ( http://hicham84andalous.maktoobblog.com/1567396/%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D9%85%D9%87%D9%85%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%A8%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D8%BA%D8%B1/)
الاحتفال بسقوط غرناطة بين نظرتين ( http://hicham84andalous.maktoobblog.com/1567390/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%A8%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D8%BA%D8%B1%D9%86%D8%A7%D8%B7%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%86%D8%B8%D8%B1%D8%AA%D9%8A%D9%86/)
أكذوبة ”راهنة المجوهرات المتسامحة” و الاحتفالات بسقوط غرناطة ( http://hicham84andalous.maktoobblog.com/1567401/%D8%A3%D9%83%D8%B0%D9%88%D8%A8%D8%A9-%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%88%D9%87%D8%B1%D8%A7%D 8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%AD%D 8%A9-%D9%88-%D8%A7/)
رسالة الأندلسي فرانثيثكو غارسية دويرتي بمناسبة احتفال القشتاليين بسقوط غرناطة ( http://hicham84andalous.maktoobblog.com/1567384/%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%AF%D9%84%D8%B3%D9%8A-%D9%81%D8%B1%D8%A7%D9%86%D8%AB%D9%8A%D8%AB%D9%83%D 9%88-%D8%BA%D8%A7%D8%B1%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%AF%D9%88%D9%8A%D8%B1/)
إحياء ذكرى دخول غرناطة لسنة 2009 حضره 3000 شخص رغم الاضطرابات الجوية ( http://hicham84andalous.maktoobblog.com/1567414/%D8%A5%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%AF%D8%AE%D9%88%D9%84-%D8%BA%D8%B1%D9%86%D8%A7%D8%B7%D8%A9-%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9-2009-%D8%AD%D8%B6%D8%B1%D9%87-3000-%D8%B4%D8%AE%D8%B5/)
المتطرفون شوشوا على إحياء الذكرى515 لدخول الملكين الكاثوليكيين إلى غرناطة ( http://hicham84andalous.maktoobblog.com/1567406/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B7%D8%B1%D9%81%D9%88%D 9%86-%D8%B4%D9%88%D8%B4%D9%88%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A5%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89515-%D9%84%D8%AF%D8%AE%D9%88/)
القلعة و الرمان ( http://hicham84andalous.maktoobblog.com/1567353/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D8%B9%D8%A9-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%85%D8%A7%D9%86/)
لا للاحتفال بسقوط غرناطة ( http://hicham84andalous.maktoobblog.com/1567346/%D9%84%D8%A7-%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%A8%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D8%BA%D8%B1%D9%86%D8%A7%D8%B7%D8%A9/). (http://hicham84andalous.maktoobblog.com/1567346/%d9%84%d8%a7-%d9%84%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%84-%d8%a8%d8%b3%d9%82%d9%88%d8%b7-%d8%ba%d8%b1%d9%86%d8%a7%d8%b7%d8%a9/)
إعداد: أبوتاشفين هشام بن محمد زليم المغربي.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[01 - 01 - 10, 10:40 م]ـ
قيل أن من أسباب اختيار برشلونة لدورة الألعاب الأوليمبية عام1992 احتفالا بذكرى سقوط غرناطة
آخر معاقل المسلمين فى الأندلس
ما مدى صحة العبارة المشهورة "أجل فلتبك كالنساء ملكا لم تستطع ان تدافع عنه كالرجال"
التى تنسب لأم عبدالله الصغير؟
وهل القصة عامة المسماة زفرة العربى الأخيرة صحيحة النسب لأبى عبدالله؟
وجزاك الله خيرا
ـ[هشام زليم]ــــــــ[02 - 01 - 10, 12:05 ص]ـ
قيل أن من أسباب اختيار برشلونة لدورة الألعاب الأوليمبية عام1992 احتفالا بذكرى سقوط غرناطة
آخر معاقل المسلمين فى الأندلس
ما مدى صحة العبارة المشهورة "أجل فلتبك كالنساء ملكا لم تستطع ان تدافع عنه كالرجال"
التى تنسب لأم عبدالله الصغير؟
وهل القصة عامة المسماة زفرة العربى الأخيرة صحيحة النسب لأبى عبدالله؟
وجزاك الله خيرا
بالنسبة لعلاقة الألعاب الأولمبية ببرشلونة سنة 1992 بذكرى مرور 500 سنة على سقوط غرناطة, فلا علم لي بذلك.
و بالنسبة للسؤال الثاني أرجوا أن تقرأ أخي هذا الموضوع:
باحث إسباني: "زفرة العربي الأخيرة" مجرد كذبة و أسطورة لتلميع صورة. ( http://hicham84andalous.maktoobblog.com/1476809/%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D8%AB-%D8%A5%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B2%D9%81%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%85%D8%AC%D8%B1/)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/110)
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[02 - 01 - 10, 01:30 ص]ـ
لا نقول إلا كلمة واحدة ..... لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
و كما كان شعار بني الأحمر
لا غالب إلا الله
ـ[هشام زليم]ــــــــ[03 - 01 - 10, 03:41 م]ـ
صور احتفالات القشتاليين بسقوط غرناطة, 2 يناير 2010. ( http://hicham84andalous.maktoobblog.com/1567423/%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B4%D8%AA%D8%A7%D9%84%D9%8A%D 9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D8%BA%D8%B1%D9%86%D8%A7%D8%B7%D8%A9-2/)(151/111)
إستعراض كتاب الدعوة العباسية و دور العرب فيها
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[02 - 01 - 10, 01:27 م]ـ
إستعراض كتاب
الدعوة العباسية و دور العرب فيها
المؤلف: دكتورة إكرام محمد إبراهيم الحجيلان
أستاذ التاريخ الإسلامي المساعد - رئيسة قسم التاريخ
كلية الآداب للبنات / الرياض
الطبعة الأولى 1420 هـ / 2000 م
الناشر: مكتبة العبيكان، الرياض، العليا
ص. ب. 62807 الرياض11595
هاتف 4654424 - فاكس 4650129
يتكون الكتاب من 202 صفحة (زائدا المقدمة) تتضمن:
المقدمة
المقدمة و أسباب إختيار هذا البحث
أسلوب البحث
المصادر و أهم المراجع
تاريخ الرسل والملوك لأبي جعفر بن جرير الطبري
تاريخ اليعقوبي
الأخبار الطوال لأبي حنيفة أحمد بن داود الدينوري
جمهرة أنساب العرب لإبن حزم
كتاب الطبقات لأبي محمد بن سعد بن منيع البصري
معجم البلدان لياقوت بن عبد الله الحموي
العلاقة بين الأمويين و بين الهاشميين و العباسيين
مراكز الدعوة و جهازها السري
الدعوة في مرحلتيها السرية و الجهرية
مرحلة الفتح و قيام الدولة العباسية
خاتمة
العلائق بين الهاشميين والأمويين
العلاقة بين العباسيين والعلويين
الدعوة لبني العباس
أبو مسلم الخرساني: رجل من أهل البيت؟
ملخص نتائج البحث
دور العرب في الدعوة العباسية
قائمة بالمصادر و المرجع
الفهرس
وسننقل قريبا مقدمة الكتاب وخاتمته.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[02 - 01 - 10, 03:05 م]ـ
سبق إلى بحث الموضوع الدكتور فاروق عمر قبل 40 عاماً
والمهم أن تضيف الدكتورة شيئاً جديداً
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[02 - 01 - 10, 04:25 م]ـ
الأستاذ / خزانة الأدب
هل بحث أو كتاب الدكتور فاروق عمر موجود على الشبكة، وجزاك الله خيرا.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[02 - 01 - 10, 06:15 م]ـ
عنوان كتابه:
طبيعة الدعوة العباسية - فاروق عمر (بيروت 1970)
وله كتاب آخر بعنوان:
الثورة العباسية "دراسة تاريخية لواجهاتها الدينية والسياسية ولدور العرب في نجاحها 98 - 132هـ/716 - 749م"
مطبوع بدار الشروق 2001
ولم أرهما على الشبكة
ويوجد على الشبكة كتاب ثالث بعنوان:
الثورة العباسية - فاروق عمر (بغداد 1988)
http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=006993.pdf
ويظهر أنه مختصر
ولعلك تستفيد من هذا الروابط معرفة بالمزيد من العناوين:
http://www.shjlib.gov.ae:83/ipac20/ipac.jsp?session=12578833VMU35.51401&profile=central&uri=link=3100008~!44263~!3100001~!3100002&aspect=advanced&menu=search&ri=1&source=~!shj_productiion&term=%D9%81%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%82+%D8%B9%D9%85%D 8%B1+%D9%81%D9%88%D8%B2%D9%8A&index=#focus
http://libraries.najah.edu/books/%D9%81%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%82%20%D8%B9%D9%85%D8%B 1%20%D9%81%D9%88%D8%B2%D9%8A
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[03 - 01 - 10, 10:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[13 - 01 - 10, 08:59 ص]ـ
المقدمة
الحمد لله رب العالمين ... والصلاة والسلام على إمام الأنبياء وخاتم المرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين.
وبعد ...
فقد بايع العباسيون بني أمية فور تولي معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه – مقاليد الخلافة، وظلت العلاقة على ما يرام بين هذين البيتين طوال العهد السفياني وشطراً من العهد المرواني، حتى تزوج علي بن عبد الله مطلقة عبد الملك فانفتحت أبواب العداوة بين البيتين. وجاء سليمان بن عبد الملك فاتهم علياً بقتل أخيه سليط، فأغرمه وضربه وأخرجه من دمشق إلى الحميمة.
وكان طبيعياً أن يزيد هذا العمل من سليمان العلاقة بين البيتين وهناً على وهن، وأن يغري العباسيين بالنيل من بني أمية، والسعي الجاد لإزالة سلطانهم وإسقاط دولتهم.
وجاء عمر بن عبد العزيز، فنشر العدل، وطارد الظلم، وبسط رواق الحرية أمام المسلمين.
وانتهز العباسيون هذا المناخ الطيب واعتبروه فرصة لم يدعوها تفلت من أيديهم. فبدؤوا دعوتهم في العام المكمل للمائة من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم-، وكانوا من الذكاء والدهاء السياسي بمكان، فأحسنوا اختيار المكان والزمان، وأحسنوا اختيار المساعدين والأعوان، وخططوا لدعوتهم تخطيطاً عبقرياً بالغ العمق والدقة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/112)
وقد مرت دعوتهم هذه عبر ثلاثة: وكانت أولاها سرَّيَّة، وكانت الثانية جهرية، أما الثالثة والأخيرة فكانت للحرب والضرب وانتزاع ما تحت أيدي الأمويين بالقوة.
وفي خلال اثنتين وثلاثين سنة من العمل الجاد والكفاح المتواصل استطاعوا أن يدركوا الهدف، ويبلغوا الغاية، ويقيموا لأنفسهم خلافة ظلت ألويتها خفاقة على العالم الإسلامي أكثر من خمسمائة سنة.
ولخطورة هذا الموضوع وأهميته، فقد تناولَتْه أقلامٌ كثيرةٌ من الشرق والغرب غير أنها لم توفه حقه من البحث والدرس والاستقصاء.
والسبب في هذا هو أنها لم تتناوله بطريقة أكاديمية تبسط الروايات وتحللها، وتوازن بينها وتصدر أحكامها التاريخية على أسس العلم وقوانين المنطق.
وهذا هو أحد الأسباب التي من أجلها اخترت هذا الموضوع، وثم أسباب أخرى كثيرة منها:
إماطة النقاب عن أسرار دعوة بني العباس، والتخطيط العبقري الذي وضعوه لها.
ومنها الرغبة في أن أثبت للذين يتحاملون على العرب، ويدَّعون أنهم لا يملكون القدرة على إقامة الدول، وإنشاء الممالك عكس ما ذهبوا إليه.
ومنها أنني أريد أن أثبت بالدليل أن العباسيين قد راعوا الدين في كل خطوة من خطوات هذه الدعوة، ولم تكن الغاية عندهم تبرر الوسيلة، وإبطال ما يدعيه المستشرقون من أن الدين لم يكن شيئاً أساسياً في إدارة شؤون دعوتهم.
وثم سبب خامس لا سبيل إلى إغفاله، ولا أغض الطرف عنه وهو إثبات أن ما أسهم به العرب في الدعوة العباسية لم يكن أقل مما أسهم به الفرس فيها. وذلك عكس ما هو معروف من أن هذه الدعوة قد قامت على كواهل الموالي وبسواعدهم وسيوفهم.
ولكي أسير في جمعي لمادة هذا الموضوع وكتابته سيراً سليماً لا عوج فيه ولا انحراف، فقد وضعت لنفسي منهجاً وألزمتها بأتباعه قدر الاستطاعة، فاقتصرت في جمعي للمادة على المصادر الأصلية والوثيقة الأقرب منها إلى الأحداث فالأقرب.
وقدمت المصادر المعتمدة على الطرق والأسانيد على غيرها مما ليست لها هذه الميزة الهامة.
ولم أجمع مادتي من هذه وتلك كيفما اتفق، وإنما أنعم النظر في الروايات المختلفة، والأخبار المتعددة وأختار منها ما كان أدنى إلى الحق، وأقرب إلى الصواب والصدق.
ولا أكتفي بهذا وحسب، ولكنني أنسب الكثير من الروايات إلى رواتها والأخبار إلى قائليها، وذلك حتى يسهل عليَّ الترجيح بين خبرٍ وخبر، وبين رواية ورواية.
وبالنسبة للمراجع والكتب الحديثة، فإنني لا أرجع إليها في التأريخ للحوادث ولكن بإيثار رأي على رأي، وترجيح وجهة نظر على أخرى. فإن بعض هذه الكتب قد لا تتوخى الدقة، بل ولا الأمانة في تسجيلها للحوادث ولا في تحديد أزمنتها وأمكنتها.
وفي مرحلة الكتابة فإني قد اعتمدت على بسط الروايات، ومقارنة بعضها ببعض، وإصدار الحكم التاريخي بناء على هذا العرض وهذه المقارنة والموازنة.
ووقفت طويلاً أمام آراء المستشرقين ومن نسجوا على منوالهم لإظهار ما فيها من التجني والافتراء، ومناقشته في إنصاف وحيدة وإبداء رأيي بعد هذا كله مشفوعاً بالحجة ومدعوماً بالدليل.
وفي ترتيبي لمصادري في هوامش البحث، توخيت أن يكون وفقاً لوفاة المؤلفين، وذلك حتى يعرف القارئ وفي سهولة أي هذه المصادر أقرب إلى ساحة الأحداث، وأيها أبعد.
ولم أدع في الأصل مدينة ولا قرية إلا وأكتب عنها إلماعة موجزة حتى يكون القارئ على علم بالأمكنة التي وقع فيها الحدث الذي أؤرخ له. ونسجت على هذا المنوال نفسه بالنسبة للأشخاص، فترجمت لكل شخصية تمر في المتن معتمدةً على أوثق المعاجم المتخصصة في هذا المجال. وحتى الأشخاص الذين لم أعثر على ترجمة لهم في المصادر التي تحت يديَّ، فإني أكتب لها ترجمة مما كتبته عنها كتب التاريخ.
وهدفي من هذا هو: أن يعرف المطَّلع على هذا البحث قيمة الأشخاص الذين أكتب عنهم من جهة، ومدى تأثيرهم في الأحداث التي أؤرخ لها من جهة ثانية.
وبالنسبة للأسلوب الذي كتبت به هذا البحث، فإني قد آثرت أن يكون سلساً رقيقاً حلو العبارات. وذلك لأن الأساليب العلمية الجافة تصرف القارئ عن المتابعة، وتجعل الملل يتسرب إليه، ولَّما يقطع غير جزء يسير منه.
ويبقى التخطيط لموضوع هذا البحث وهو يشتمل على مقدمة وأربعة فصول، وخاتمة.
فأما المقدمة فقد ضمنتها ثلاث نقاط وهي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/113)
1 – أسباب اختياري لموضوع البحث.
2 – المنهج الذي ألتزمته في جمع مادته وكتابته.
3 – المصادر والمراجع التي اعتمدت عليها في التجهيز له ثم إخراجه.
وأما الفصل الأول: فقد جعلت له العنوان التالي: (العلاقة بين الأمويين وبين الهاشميين، والعباسيين حتى بدء الدعوة).
وقد ضمنته ثلاث فقرات. وهي:
1 – العلاقة بين الأمويين والهاشميين في الجاهلية وعصر الرسول، صلى الله عليه وسلم.
2 – العلاقد بينهما في عصر الراشدين رضي الله عنهم.
3 – وأخيراً العلاقة بينهما حتى بدء الدعوة.
والفصل الثاني وعنوانه: (مراكز الدعوة العباسية وجهازها السِّرِّي) وهو يحتوي على فقرتين أساسيتين:
1 – مراكز الدعوة وهي: الحميمة – والكوفة – وخراسان – والحجاز.
2 – جهازها السري: ويتضمن الحديث عن الإمام ونوابه في كل من العراق وخراسان، والدعاة السبعين ونقبائهم الاثني عشر.
ويبقى الفصلان الثالث والرابع: فأما الثالث فعنوانه: (المرحلتان السرية والعلنية من الدعوة العباسية) ويتضمن نقطتين:
1 – المرحلة السرية من الدعوة.
2 – المرحلة العلنية.
والفصل الرابع وعنوانه (مرحلة الفتح وقيام الدولة العباسية) ويحتوي ثلاث نقاط وهي:
1 – الفتح.
2 – وقيام الدولة.
3 – ومبايعة أبي العباس السفاح.
وتبقى النقطة الثالثة في هذه المقدمة وهي: المصادر والمراجع التي استقيت منها مادة هذا البحث، وقد رجعت فيه إلى مصادر شتى، ومراجع متعددة تربو على السبعين، غير أن الكتب التي قرأتها ليست في منزلة واحدة ولا هي ذات قدر واحد، وإنما هي مختلفة فمنها الأهم والمهم، ومنها المعاصر للأحداث والأكثر معاصرة لها، ومنها ما اعتمدت عليها بصفة أساسية ومنها ما اعتمدت عليه عندما لم يسعفني غيره، وما لم أعتمد عليه إلا في ترجيح رأي على رأي، أو وجهة نظر على أخرى مخالفة لها.
ولهذا فإنني سوف لا أعرِّف بكل ما ورد من هذه المصادر في هوامش هذا البحث، وإنما سأقصر هذا التعريف على الأساسي منها والأصيل دون غيره.
أما الكتب الحديثة فإني سوف لا أعتمد عليها قط في التأريخ للأحداث وإنما سوف أستعين بها في عرض آراء الباحثين المختلفة وإيثار البعض منها على البعض الآخر.
يتبع باقي المقدمة ....
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 07:41 ص]ـ
وقد كان اعتمادي بعد القرآن الكريم على:
تاريخ الرسل والملوك لأبي جعفر بن جرير الطبري.
وقد ولد هذا المؤرخ في العام الرابع أو الخامس والعشرين بعد المائتين، وتوفي في العام العاشر بعد الثلاث مائة.
وبدأ حياته هذه الطويلة بحفظ القرآن الكريم، ثم راح يضرب في كل جانب من جوانب العلوم التي كانت سائدة في عصره حتى برز فيها، وبلغ الإمامة والصدارة في الكثير منها. وقد تحدث عن نفسه فقال: حفظت القرآن لسبع، وصليت بالناس لثمان، ورآني أبي في منامه بين يدي النبي – عليه الصلاة والسلام -، وأنا أرمي بحجارة من كيس لي فأوَّل المؤولون ذلك بأني سوف أذب عن ديني، وأدافع عن شريعتي.
وقد تحققت هذه الرؤيا فكان الطبري إماماً في التاريخ والفقه، وإماماً في الحديث والتفسير.
وكتابه الذي أعرِّف له هو تاريخ (الأمم والملوك) أو تاريخ (الرسل والملوك) وقد انتظم هذا الكتاب التاريخ من لدن آدم – عليه السلام – حتى العام الثاني أو العاشر بعد الثلاث مائة على خلاف في ذلك بين الباحثين.
وقد جمع الطبري في هذا الكتاب أنقى وأصدق ما عرفه العلماء إلى عصره في التاريخ معتمداً في كل مرحلة من مراحله على أوثق رواتها، وأصدق طرقها وأسانيدها، وتميز دون غيره بأمور:
منها: أنه قد استقى معلوماته من رواة شتى، ومدارس مختلفة، وكان يروي الحادثة الواحدة بطرق كثيرة تعين على المقارنة والموازنة، وإصدار الحكم التاريخي الصائب بعد ذلك.
ومنها: أنه لم يكن يروي عن كل من اتفق له، وإنما كان ينتفي ويتميز، ولا ينقل عن الأعم الأغلب إلا عن العدل الثقة المعروف بين العلماء بالحفظ والضبط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/114)
ومنها: أنه لم يكن يعلق على الحوادث بتصويب أو بتفنيد، وإنما كان يترك هذا لمن يأتي من بعده حتى يرجح في طمأنينة وحرية، ولم يجمع الباحثون على شيء ما أجمعوا على أن كتاب الأمم والملوك هذا الذي حفظ لنا تاريخ الدولة الأموية منذ قيامها في العام الحادي والأربعين حتى سقوطها في العام الثاني والثلاثين بعد المائة.
وأنه لولاه لَلَفَّ الظلام الدامس تاريخ هذه الحقبة، وهذا هو أحد الأسباب الذي من أجلها آثرته على غيره، وقدمته على ما سواه من المصادر التاريخية كافة. وقد أفادني هذا الكتاب في بحثي كله من بدايته حتى نهايته.
فقد جمعت ما رواه الطبري حول دعوة بني العباس ودرسته دراسة متأنية مقارنة وموازنة بين الطرق الثلاثة التي نتناول من خلالها الدعوة العباسية وهي: طريق المدائني، وطريق لم يسمِّ رواته.
هذا بالإضافة إلى ما أسنده هو إلى نفسه، ووازنت هذا كله بعضه ببعض في كل قضية احتواها هذا البحث تقريباً.
والمصدر الثاني هو (تاريخ اليعقوبي):
واليعقوبي هو أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح الكاتب العباسي المعروف باليعقوبي.
وهو من أول المؤرخين المسلمين الذين كتبوا في الدول وفي العهود، وكان معاصراً للطبري، وهو مؤرخ ورحالة، وكتابه في التاريخ يتألف من جزأين:
الأول: في التاريخ القديم، عبَّر فيه عن فكرة التاريخ العالمي في العصور السابقة على الإسلام، وفي التاريخ الإسلامي حتى سنة (259هـ) متتبعاً في كتابه التسلسل التاريخي للأحداث.
ويبدأ في هذا الجزء بالخليقة، وتاريخ الأنبياء، وتاريخ الفرس القديم، وتاريخ العرب في الجاهلية، وتاريخ البابليين والآشوريين والهنود واليونان والروم، وتاريخ المصريين والبربر والأحباش، والزنوج والترك والصينيين.
والثاني: أفرده للتاريخ الإسلامي، ورتبه حسب الخلفاء مع مراعاة تسلسل الأحداث على السنين، فبدأ بمولد الرسول r ومغازيه حتى وفاته، ثم تتبع تاريخ الخلفاء حتى المعتمد العباسي.
ومع أن تاريخ الطبري، وتاريخ اليعقوبي قد انفردا عن غيرهما من الكتب المعاصرة لهما بتسليط الأضواء الكثيرة على الدولة الأموية منذ قيامها في العام الحادي والأربعين حتي سقوطها في العام الثاني والثلاثين بعد المائة من هجرة النبي - r - ، فإن تاريخ الطبري قد امتاز عليه بذكر الطرق والأسانيد عند رواية كل حدث، بينما اكتفى اليعقوبي بذكر الذين اعتمد عليهم في بداية تاريخه.
وقد أفادني هذا الكتاب كثيراً، لأنه كان يروى الحوادث ويصورها بلسان الشيعة أنفسهم حيث إن اليعقوبي كان ذا نزعة شيعية واضحة.
وقد كنت أوازن بين ما جاء فيه، وما جاء في تاريخ الطبري، وأصل من وراء هذه الموازنة إلى الحكم التاريخي الذي إن لم يكن هو الصواب فإنه يقاربه.
والمصدر الثالث هو (الأخبار الطوال):
لأبي حنيفة أحمد بن داود الدينوري، وقد ولد هذا المؤرخ في العقد الأول من القرن الثالث الهجري بمدينة دينور، من أعمال العراق العجمي، ونشأ في أسرة من أصل فارسي، وقد عاش معظم حياته في مدينة دينور، وأمضى شبابه في الرحلات، وقادته خطواته إلى قلب الحضارة العربية في بلاد ما وراء النهرين دجلة والفرات، ثم امتدت به أسفاره إلى المدينة المنورة، وإلى الأرض المقدسة فلسطين، وإلى شواطئ الخليج العربي فعاش فيها أزماناً طالت أو قصرت، ولكنها تركت في نفسه ذكراً وفي فكره علماً.
وقد أخذ أبو حنيفة دروسه عن البصريين والكوفيين، وتتلمذ في فقه اللغة على النحوي الكوفي ابن السكيت، وعلى أبيه من قبله، ودرس معارف كثيرة، وكان مفتناً في علوم النحو واللغة والهندسة والهيئة والحساب، ثقة فيما يرويه وما يمليه.
وقد كانت لأبي حنيفة عدة مؤلفات قيمة حظيت بعناية رجال التراجم قديماً وحديثاً، وقد دونوا قائمتها في كتبهم وفي مصنفاتهم، وبلغت جملتها عشرين كتاباً حققها المستشرق فليجل، وقد ذكرها القفطي في كتاب أنباه الرواة على أنباء النحاة، ومن أهم هذه الكتب كتابه (الأخبار الطوال).
وقد راعى أبو حنيفة في كتابه هذا التسلسل الزمني في التاريخ، ولكنه انتقى الأخبار وفقاً لمفهوم خاص في التاريخ العالمي، فتوسع في الحوادث والحركات التي اختارها مما جعل أقرب إلى أن يكون سلسلة أخبار يلتصق بعضها ببعض لتتوازن مع التاريخ الإيراني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/115)
واهتم بتاريخ الرسل كثيراً، وهو يقدم صوراً متوازنة لتاريخ اليمن والجزيرة وبيزنطة، ويتوسع في تاريخ فارس، وبعد الإسلام يمر بفترة الرسالة المرور السريع ليركز اهتمامه على تاريخ العراق وإيران.
ومنهج أبي حنيفة أن يهمل الأسانيد الطويلة، ويؤثر السرد الروائي المتصل مقحماً فيه الكثير من الشعر حتى لقد تتبادل الفرق والأحزاب الرسائل عنده شعراً.
وقد استفدت من هذا الكتاب استفادة كبيرة حيث إنه يميل وجهة النظر الفارسية بالنسبة للدعوة العباسية.
كما أن هذا الكتاب قد أمدني بالكثير من المعلومات الهامة والقيمة فيما يتصل بالدعوة العباسية، والرجال الذين قاموا بها، والتطورات والأحداث التي ارتبطت بالدعوة وبتلك الفترة التي قامت بها.
والمصدر الرابع هو (جمهرة أنساب العرب):
والمصدر الرابع هو (جمهرة أنساب العرب):
لأبي محمد بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف ابن معدان بن سفيان بن يزيد الفارسي، مولى يزيد بن أبي سفيان بن حرب، القرشي الولاء، الأندلسي الدار.
ولد بقرطبة من بلاد الأندلس في شهر رمضان سنة (384هـ) وكانت وفاته لليلتين بقيتا من شهر شعبان سنة ست وخمسين وأربعمائة. وقيل: إنه توفي في منت ليشم، وهي قرية كانت ملكاً له، وكان يتردد إليها كما ذكر ابن خلكان.
وقد عمل ابن حزم وزيراً للخليفة المستظهر بالله عبد الرحمن بن هشام، ثم وزيراً للخليفة هشام المعتمد بالله بن محمد بن عبد الملك الناصر ثم نبذ الوزارة وأقبل على العلم فطلبه أشد ما يكون الطلب.
وكان حافظاً لعلوم الحديث وفقهه، مستنبطاً للأحكام من الكتاب والسنة، ضارباً بسهم وافر في المعرفة بالسير والأخبار.
وسمع ابن حزم سماعاً جماً، وجمع من الكتب شيئاً كثيراً، وألف قدراً كبيراً في مختلف العلوم لم يصل إله أحد قبله فيه، إلا ما كان من أبي جعفر محمد بن جرير الطبري، فإنه كان أكثر أهل الإسلام تصنيفاً.
وقد درس في أول أمره فقه المالكية، كما قرأ الموطأ، ثم درس مذهب الشافعي وتعصب له، ثم انتقل بعده إلى مذهب داود بن علي بن خلف (الظاهرية) الذي كان أكثر الناس تعصباً للشافعي.
وقد عمل ابن حزم على تنقيح مذهب داود، ثم اتخذ لنفسه مذهباً خاصاً وأقوالاً تفرد بها.
وقد قرأ ابن حزم على أبي عمر أحمد بن الحسين، ويحيى بن مسعود، ويونس بن عبد الله القاضي، ومحمد بن سعيد بن ساني وعبد الله بن الربيع التميمي، وعبد الله بن يوسف بن تامي وغيرهم.
وروى عنه أبو عبد الله الحميدي صاحب (جذوة المقتبس) فأكثر الرواية عنه، كما روى عنه بالإجازة سريج بن محمد بن سريج المقبري، فكان خاتمة من روى عنه ونشر علمه بالمشرق.
ويعد كتاب جمهرة أنساب العرب من أوسع كتب النسب وأحفلها وأدقها مع الإيجاز والاستيعاب.
وقد استفدت من هذا الكتاب كثيراً بالنسبة للتثبت من نسب الأشخاص الذين ورد ذكرهم في هذا البحث، وقبائلهم، وخاصة نقباء الدعوة الأثنى عشر والذين لم أجد لهم ترجمة في أي كتاب آخر غير هذا الكتاب.
والمصدر الخامس هو (كتاب الطبقات):
لأبي محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري المكنى بأبي عبد الله، وكل ما جاء في المصادر عنه أنه ولد سنة (168هـ) بالبصرة، فنسب إليها، وارتحل إلى بغداد وأقام فيها ملازماً لأستاذه الواقدي يكتب له حتى عرف باسم كاتب الواقدي.
وقد ارتحل إلى المدينة والكوفة، ومما لاشك فيه أن رحلته إلى المدينة قد كانت سنة (200هـ) فهو يذكر أنه لقي فيها بعض الشيوخ عام (189هـ) وفي أثناء حله وترحاله، كان شغله الشاغل هو لقاء الشيوخ، وكتابة الحديث وجمع الكتب، ولذلك اتصل بأعلام عصره من المحدثين فروى عنهم وقيد مروياتهم، وأفاد منها في تصنيف كتبه حتى وصف بأنه كان كثير العلم، كثير الحديث والرواية، كثير الكتب.
وهذا الحديث يدل على أن نشاطه لم يقف به عند تأليف الطبقات، وإن كانت المصادر لم تذكر له من المؤلفات إلا كتابين آخرين – عدا الطبقات الكبير- وهما كتاب (الطبقات الصغير) وهو مستخرج من المؤلف الأول، وكتاب (أخبار النبي) وهو الكتاب الوحيد الذي ذكره ابن النديم وربما لم يكن هذا الكتاب سوى الجزأين الأوليين من الطبقات الكبرى، أي أن الكتب الثلاثة في حقيقتها كتاب واحد، وتسكت المصادر عما سوى ذلك مؤلفات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/116)
وأستطيع أن أقول إن محمد بن سعد كان على اتصال بأكبر رجال الحديث في عصره، سواء أكانوا شيوخاً أم تلامذة، ومن يطلع على الطبقات يجد له منهم شيوخاً كثيرين منهم: سفيان بن عيينه، وأبو الوليد الطيالسي، ومحمد بن سعد الضرير، ووكيع بن الجراح، وسليمان بن حرب، والفضل ابن دكين، والوليد بن مسلم، ومعن بن عيسى وعشرات غيرهم.
ولو راجع القارئ تراجم هؤلاء الشيوخ في كتب الرجال لوجد معظمهم ممن لديه عدالته.
وهذا راجع القارئ تراجم هؤلاء الشيوخ في كتب الرجال لوجد معظمهم ممن لا يشك في عدالته.
وهذا ما يجعلني أعتقد أن المادة التي نقلها ابن سعد قد وجهت بالنقد الضمني لأنه تحري قبل نقلها أن تكون في الأكثر مأخوذة عن العدول والثقات.
وهذا الموقف هو الذي كسب لابن سعد تقدير معاصريه ومن بعدهم، فكلهم تقريباً وثقوه وأثنوا عليه حتى قال فيه الخطيب البغدادي: "محمد بن سعد عندنا من أهل العدالة وحديثه يدل على صدقه، فإنه يتحرى في كثير من رواياته".
وبعد فكتاب الطبقات الكبرى لابن سعد عمل أضخم مما أراد أن يخدم به علم الرجال وعلم الحديث، فتحدث فيه عن الرسول والصحابة والتابعين إلى عصره، مقتفياً خطى أستاذه الواقدي، الذي ألف أيضاً كتاب (الطبقات)، ويبدو أن عمل ابن سعد شمل رواية الواقدي نفسه في السيرة والتراجم مضافاً إليها روايات أخذها عن غير الواقدي في السيرة والتراجم أيضاً.
وبعد أن انتهى ابن سعد من كتابه هذا في أكثر الجزأين الأوليين من سيرة الرسول r أضاف فصلاً عن الذين كانوا يفتون بالمدينة في عهد النبي - r - ثم أخذ يترجم للصحابة والتابعين، فشغل بذلك جميع الأجزاء الباقية من كتابه ما عدا الجزء الأخير الذي خصصه النساء.
وقد راعى في التراجم عنصرين: عنصر الزمان، وعنصر المكان. أما عنصر الزمان فقد تدخل في بناء الطبقات من أولها إلى آخرها، وكانت السابقة إلى الإسلام هي المحور الأكبر فيه، سواء اتصلت بالهجرة إلى الحبشة وموقعة بدر أولاً إلى غير ذلك من النقط الزمنية التي وجهت التقسيم في ذلك الكتاب.
ومن ثم بدأ بالمهاجرين البدريين ثم الأنصار البدريين، ثم بمن أسلم قديما"ً ولم يشهد بدراً وإنما هاجر إلى الحبشة أو شهد أحداً ثم من أسلم قبل الفتح وهكذا.
وبعد هذا تدخل العنصر المكاني فأخذ يترجم للصحابة ومن بعدهم على حسب الأمصار التي نزلوها.
وقد استفدت من هذا المصدر والذي يعد من أهم كتب الطبقات في الترجمة لأغلب الشخصيات التي وردت في هذا البحث.
واستفدت كذلك من الأحداث التي أوردها في كلامه حولهم.
والمصدر السادس والأخير في هذا التعريف هو (معجم البلدان):
للشيخ الإمام شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي، ولا يعلم شيء عن تاريخ مولده، وكل ما يعرف عنه أنه أخذ وهو حدث أسيراً من بلاد الروم، وحمل إلى بغداد مع غيره من الأسري فبيع فيها، فاشتراه تاجر اسمه عسكر الحموي، فنسب إليه وقيل له: ياقوت الحموي. وكان الذي اشتراه جاهلاً بالحظ، فوضعه في الكتاب ليتعلم فينتفع به في ضبط أعماله التجارية، فقرأ ياقوت شيئاً من النحو واللغة، ثم احتاج إليه مولاه، فأخذ يشغله بالأسفار في المتاجرة. ولم يمض زمن حتى أعتقه وأقصاه عنه. فطفق ياقوت يكسب رزقه بنسخ الكتب فاستفاد بالمطالعة علماً.
ثم سافر إلى حلب، وجعل ينتقل من بلد إلى آخر حتى استقر في خوارزم فمكث فيها إلى أن أغار عليها جنكيز خان سلطان المغول سنة (616هـ).
وقد استفاد برحلاته الكثيرة فوائد جغرافية عديدة سنحت له تأليف هذا الكتاب الذي لا يعد معجماً جغرافياً فقط، وإنما هو أيضاً كتاب تاريخ وأدب، ومصدر من أعظم المصادر التي ينبغي الاعتماد عليها في التعريف بالمدن.
ويتجلى في هذا الكتاب معرفة ياقوت الواسعة بالعالم وتجربته من خلال تجارته وأسفاره في أنحاء العالم الإسلامي، فلقد زار مصر والشام والعراق وفارس، وبلاد ما وراء النهر.
ومع ذلك فياقوت يعتمد في معجمه على النقل من كتب الجغرافيا العربية وكتب التاريخ الموجودة في حوزته، وهو أمين في نقله، إذ ينسب ما ينقله من مادة جغرافية إلى مصادرها التي نقل منها.
ويمتاز معجم البلدان بتربية على حروف الهجاء مما يساعد على سهولة الانتفاع بمادته، كما يمتاز باتساع مادته وغزارتها، وبالجمع بين المادة الجغرافية والمادة التاريخية والأدبية.
وقد قدم ياقوت معجمه بخمسة فصول تناول فيها صورة الأرض ومعنى الإقليم، والكورة، والمخلاف، والأستان، والرساتيق والطسوخ، والأجناد، واصطلاحات جغرافيه: كالبرق، والفرسخ وحكم الأرضين من حيث الفتح والخراج.
وقد استفدت من هذا المصدر القيم في التعريف بمعظم البلدان والمناطق التي وردت في هذا البحث من حيث الموقع والمساحة والأرتفاع.
وبعد ..
فقد أوضحت الأسباب التي من أجلها كان اختياري لموضوع هذا البحث، والمنهج الذي ألتزمته في كتابه، والمصادر التي اعتمدت عليها أو انتفعت بها في استقائي لمادته.
والله يعلم كم بذلت فيه من جهد، وكم كرست له من وقت حتى بلغت الغاية، وحققت الهدف مستعينة بالله، ومتوكلة عليه وقاصدة وجهه.
وقد عاونني في بحثي هذا أشخاص كثيرون لا أحصي أسماءهم، فلهم مني الشكر والتقدير، والابتهال إلى المولى القدير أن يثيبهم ثواب العاملين المحتسبين أجرهم عنده وثوابهم لديه.
وربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا، فأنر لنا الطريق واهدنا سواء السبيل. "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/117)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[23 - 02 - 10, 08:49 ص]ـ
خاتمة
والآن وقد تحقق الهدف، وأدركت الغاية، وانتهى الفصل الرابع والأخير من هذا البحث فقد أصبح لزاماً عليَّ أن أذيله بخاتمة ألخص فيها فصوله الأربعة أولاً، وأكشف النقاب عن النتائج والحقائق التي توصلت إليها من خلالها بعد ذلك.
فبالنسبة إلى النقطة الأولى أقرر أن العلائق بين الهاشميين والأمويين قد مرت عبر أربع مراحل كانت في الأولى منها علاقة تسابق وتنافس على مراتب المجد وآواج الشرف والسؤدد.
وكانت في الثانية علاقة حقد وبغض في البداية ثم إخلاص وحب بعد ذلك.
وكان للنبي (عليه الصلاة والسلام) الفضل الأول في إزالة ما كان بين البيتين الكبيرين من إحن، ومحو ما ران علي قلوبهما من حقد وبغض، وفي المرحلة الثالثة: كان بنو أمية يجدون في تعويض ما فاتهم من الفضل والشرف في القتال بين يدي النبي (عليه الصلاة والسلام) والجهاد تحت ألويته وراياته. فلم تتسم العلاقة في هذه المرحلة بود ولا كره.
وفي المرحلة الرابعة والأخيرة: أخذت العلاقة بين الهاشميين والأمويين تتردى وتتوتر حتى انتهت بالصراع المسلح الذي انتهى باستشهاد علي (رضي الله عنه) وتنازل ولده الحسن عن الخلافة، وقيام الدولة الأموية تحت خلافة أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنهما).
وبعد الحديث عن العلاقة بين الهاشميين عامة، وبين الأمويين تناولت العلاقة بين العباسيين والعلويين من جهة، وبين العباسيين والأمويين من جهة ثانية.
وقد أثبت في هذا الحديث: أن العباسيين والعلويين قد كانت تربطهما وشائج التعاون والتضامن حتى نهاية خلافة علي وابنه الحسن من بعده. ثم تركوهم وحدهم بعد ذلك في ميدان الصراع، وكانوا كلما مسهم ضرٌّ، أو نزل بساحتهم خطب على أيدي الأمويين تظاهروا بالحزن عليهم، والرثاء لهم، من غير أن يقدموا إليهم عوناً، أو يشتركوا وإياهم في ثورة أو انتفاضة، وبالنسبة للعلاقة بين العباسيين وبني أمية.
فقد أثبت أنها كانت على ما يرام طوال حكم البيت السفياني وشطراً من حكم البيت المرواني.
ثم إنها أخذت طريقها إلى التوتر بعد ذلك، وقد ألمحت إلى العلل والأسباب التي من أجلها مرت عبر هاتين المرحلتين المختلفتين.
ووقفت بالفصل الأول عند بدأ الدعوة لبني العباس، وإذا كنت قد خصصت هذا الفصل لإماطة النقاب عن العلاقة بين الهاشميين والأمويين، وبين العباسيين والأمويين، فإنني قد خصصت الفصل الثاني (لمراكز الدعوة وجهازها السري).
وقد بدأته بمقدمة تناولت فيها استشراق العباسيين للخلافة ووسائلهم في اجتذاب الأتباع والأنصار إلى الدعوة، وذكرت أن القوم لم يستشرفوا للخلافة منذ وفاة النبي (عليه الصلاة والسلام) حتى نهاية خلافة الحسن بن علي (رضي الله عنهما) واستدللت على ذلك بأدلة:
أحدها: أن الشروط التي كان يجب توافرها في الخليفة لم تكن موجودة في العباس (رضي الله عنه).
وثانيها: أن العباس نفسه قد قدم عليه علياً في طلب الخلافة وظل كذلك حتى غادر هذه الدنيا في العام المكمل للثلاثين للهجرة.
والثالث: أن أبناءه من بعده قد نسجوا على هذا المنوال نفسه، فلم ينازعوا فيها عليا، ولم ينازعوا ولده الحسن من بعده.
وفي العهد الأموي وعلى الرغم من أن العلاقة قد كانت على ما يرام بين الأمويين والعباسيين، فإنهم قد استشرفوا للخلافة، وراحوا يعملون للوصول إليها ولكن في خفاء وحذر.
واستدللت على هذا بالمحاورات التي دارت بشأنها بين عبد الله بن عباس وبين معاوية، وتحديدهم لهلاك ولده يزيد موعداً للعمل للوصول إليها.
وبعد هذه المقدمة انتقلت إلى الموضوع الأساسي لهذا الفصل وقسمته إلى فقرتين:
إحداهما: مراكز الدعوة.
والثانية: جهازها السري.
وقد ذكرت في بدء حديثي حول الفقرة الأولى أن الخطة التي وضعها العباسيون للدعوة قد كانت بالغة الدقة، تشهد لهم بالعمق السياسي والخبرة التي لا حد لها في إقامة الدولة، وإنشاء الممالك، ثم ذكرت مراكز الدعوة الأربعة وهي:
الحميمة – والكوفة – والحجاز – وخراسان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/118)
وبعد التعريف بكل مركز من هذه المراكز ذكرت الأسباب التي من أجلها فضلها العباسيون على غيرها، وآثروها على سواها، ووقفت كثيراً حيال المركز الرابع وهو خراسان لأن الدعوة العباسية قد نشأت فيها، ونمت واستوت على سوقها فوق ترابها، وانطلقت حتى أقامت الدولة العباسية منها.
وانتقلت إلى الفقرة الثالثة من هذا الفصل وهي (الجهاز السري) وذكرت أن العباسيين لم يكونوا أقل خبرة، ولا أعمق تجربة في تنظيمه واختيار رجاله منه في اختيار مراكز الدعوة.
وذكرت أن هذا الجهاز قد كان قائماً على دعائم أربعة تماماً كما كانت مراكز الدعوة وهذه الدعائم هي:
1 – الإمام.
2 – ونائباه في العراق وخراسان.
3 – النقباء الاثنا عشر.
4 – الدعاة.
وقد أمطت النقاب عن أن الذين تولوا منصب الإمامة كانوا ثلاثة وهم: محمد بن علي، وولداه إبراهيم، وأبو العباس عبد الله السفاح، وبعد أن حددت المهمة الملقاة على كاهل الإمام، أوضحت الظروف التي كانت تحيط الدور الذي اضطلع به.
وقد ناقشت الأسباب التي من أجلها تولى محمد بن علي أعباء الإمامة مع وجود أبيه.
وبالنسبة للنواب في العراق ذكرت أنهم كانوا ثلاثة كذلك وهم:
1 – ميسرة النبال.
2 – بكير بن ماهان.
3 – أبو سلمة الخلال.
وقارنت بين الدور الذين اضطلع به كل منهم، والمدة التي لبسها في وظيفته، والأسباب التي من أجلها لم يعد التاريخ عن كلٍ من ميسرة وبكير غير القليل، ولم أنس أن أميط النقاب عن الأسباب التي من أجلها انحرف أبو سلمة عن العباسيين، وأراد إخراج الإمامة عنهم إلى العلويين. وذكرت أن مرجع هذا إلى سببين.
أحدهما: أنه كان من الكوفة وأهلها هم شيعة لعلي.
والثاني: أنه لم يكن على يقين من أن إبراهيم الإمام قد عهد بالأمر من بعده إلى أخيه السفاح.
وبالنسبة للنواب في خراسان فقد بينت أنهم كانوا ثلاثة أيضاً.
1 – زياد أبو محمد.
2 – وكثير الداعي.
3 – وعمار بن يزيد.
وقد عرفت بكل واحد من هؤلاء الثلاثة، وكشفت الغطاء عن نشاطه وأسباب تعيينه.
وبالنسبة للثالث والأخير فقد وافقت أبا جعفر بن جرير الطبري على العام الذي قتل فيه، وناقشت أقوال المؤرخين في سنة توليته.
ووقفت وقفة متأنية حيال الدور الذي اضطلع به , وناقشت يوليوس فلهوزن فيما يدعيه من أن العباسيين قد كانوا راضين عن انحرافه، وأجد أن العامة هم الذين أطلقوا عليه خداشاً، وليس هو الذي أطلق هذا الاسم على نفسه، وبرأت ساحة العباسيين من الرضا عن كفره وانحرافه.
وبعد الحديث عن الأئمة ونوابهم في كلٍ من العراق وخراسان، تناولت النقباء الاثنى عشر، فذكرت أسماءهم وأنسابهم، وأجبت عن التضارب في روايتي الطبري في ذلك، وبينت أنهم لم يكونوا من الموالي وإنما كان ثلثهم منهم حسب، أما الثلثان الآخران فقد كانوا جميعاً من العرب.
وبالنسبة للدعاة فقد بينت أن المصادر التي بين يدي لم تذكر أسماءهم. وأوضحت السبب في ذلك حسب تصوري، وناقشت القائلين بأن هذا التنظيم قد كان يهودياً، وأقمت الدليل على أنه كان عربياً خالصاً، بل إن بعض جوانبه قد استمدت من القرآن الكريم نفسه.
وختمت الفصل بإلماعة أنهيتها بالإشادة بالخطة التي وضعها العباسيون للدعوة، وأنها كانت غاية في الإتقان والإحكام.
وبعد تناولي للعلاقة بين الهاشميين والأمويين، وإماطة النقاب عن الخطة التي وضعها بنو العباس للدعوة، وحديثي حول مراكزها وجهازها السري.
يتبع ....(151/119)
للمشاركة: - ما هي أسباب ضياع بعض الأنساب؟
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[02 - 01 - 10, 07:44 م]ـ
الإخوة الأفاضل في ملتقى التاريخ والأنساب /
يجول في خاطري بعض الأسئلة عن سبب وجود قبائل مجهولة النسب؟؟
وما الأسباب التي أدت إلى ضياع نسب تلك القبائل؟؟
عقد السويدي في كتابه سبائك الذهب فصلاً خاصاً لهذا الموضوع وعنونه بـ: (ذكر القبائل التي ذكرها النسابون ولم يلحقوها بقبيلة معينة) فذكر في هذا الفصل اكثر من خمسين قبيلة من قبائل العرب لم يعرف أصلها؛ وقد ساعد على ضياع أنساب تلك القبائل الأمور الآتية:
1 - أن هناك بعض القبائل أصولها من غير العرب.
2 - تحضر بعض القبائل العربية وسكناهم للمدن والقرى وتشتت القبيلة بسبب ترك حياة الحل والترحال مع الإختلاط بغير العرب كل ذلك أدى لضياع نسبهم.
3 - إشتغال بعض القبائل بمزاولة المهن كالزراعة والفلاحة والإنتساب للمدن والقرى؛ قال المقريزي: وقد ينسبونهم إلى المكان الذي استوطنوه، فيقولون مثلا: عرب منفلوط، وعرب الراغة، وعرب الشرقية، وعرب البحيرة، وهذا قد يحمل الدليل على أن هذه القبائل، ومعها بقايا الأحلاف التي رغبت في الاستقرار، قد تداخلت جماعاتها، واندمجت عناصرها، وامتزج بعضها بالسكان السابقين.
4 - إن أنساب العرب قديماً كانت تحفظ في الصدور والذاكرة العربية؛ ولم تكن لتستوعب أنساب مئات القبائل وملايين البشر من العرب وحدهم.
5 - إن العرب كانت تغير أنسابها تبعاً للظروف السياسية التي تعيشها.
6 - إن بعض قبائل العرب كانت تدخل في تحالفات مع قبائل أقوى منها وبمرور الزمن تذوب القبائل الضعيفة وتصبح جزءاً من القبائل القوية وجزءاً من نسبها أيضاً.
7 - إن بعضاً من العرب لم يكونوا يأنفون أن ينسب اليهم أولاد غيرهم من الرجال أو أن ينسبوا إلى آباءٍ غير آبائهم.
8 - عندما وصلت الأنساب إلى عصر التدوين بعد الإسلام كانت محملة بالكثير من الأخطاء والأوهام.
9 - إنَّ وجود هذا العدد من القبائل العربية مجهولة النسب في عصر الجاهلية يفند المزاعم القائلة بأن الذاكرة العربية كان لها القدرة ان تستوعب كل انساب العرب من عصري عدنان وسبأ عبر أكثر من 17 قرناً.
فهل عندكم أسباب أخرى اضافية؟
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[04 - 01 - 10, 08:12 م]ـ
الفاروق عمر بن الخطاب يوصي العرب بحفظ الأنساب /
قال محذراً العرب من إضاعة النسب:
(لا تكونوا كنبط السود اذا سئل أحدهم عن نسبه؟ قال: من المدينة الفلانية!؛ أحفظوا أنسابكم وعلموا أولادكم لامية العرب)
وقال أيضا: (تعلموا من النجوم ما تهتدون به؛ ومن الأنساب ما تعرفون به)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[09 - 01 - 10, 09:22 م]ـ
10 - الحلف بين القبائل من أسباب ضياع النسب؛ فبعض القبائل تدخل في حلف مع قبيلة أخرى وقد تكون مجموعة قبائل ضعيفة تدخل مع قبائل أقوى منها؛ ومع تباعد الزمان يضيع نسب القبيلة المتحالفة؛ قال عمر شريف السلمي: وقد يكون التحالف من قبائل شتى لحاجة؛ ويُسمّون باسم المكان الذي تجمعوا عنده؛ أو باسم أحد الفروع؛ أو باسم جدٍ يلتقون فيه ولو كان بعيدًا؛ أو بصفة: كالظفر؛ والمناصرة؛ والمعاونة؛ فيصبح هذا علمًا عليهم.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[10 - 01 - 10, 11:04 ص]ـ
3 - إشتغال بعض القبائل بمزاولة المهن كالزراعة والفلاحة والإنتساب للمدن والقرى؛ قال المقريزي: وقد ينسبونهم إلى المكان الذي استوطنوه، فيقولون مثلا: عرب منفلوط، وعرب الراغة، وعرب الشرقية، وعرب البحيرة، وهذا قد يحمل الدليل على أن هذه القبائل، ومعها بقايا الأحلاف التي رغبت في الاستقرار، قد تداخلت جماعاتها، واندمجت عناصرها، وامتزج بعضها بالسكان السابقين.
هذا الأمر متحقق في جميع أهل الحضر والساكنين والمنتسبين للمدن والقرى ومع ذلك لايزالون محافظين على أنسابهم عبر قرون من الزمان.
والامر كذلك في النقطة السابقة رقم 2
ـ[المشعل]ــــــــ[29 - 01 - 10, 08:24 ص]ـ
من الاسباب:
1 - الثارات والتخفي بسببها
ـ[المشعل]ــــــــ[29 - 01 - 10, 08:24 ص]ـ
2 - الهجرة والدخول في الاحلاف
ـ[المشعل]ــــــــ[29 - 01 - 10, 08:25 ص]ـ
3 - السفر الى بلاد بعيدة والزواج منها ثم ترك الاولاد اما لموت الاب بسرعة أو لحادث طارئ فيضيع نسب الاولاد اذا كانت الام غير ملمة في تفاصيل نسب الاب
ـ[المشعل]ــــــــ[29 - 01 - 10, 08:27 ص]ـ
4 - عدم الاهتمام بحفظ سلسلة الاباء .. يتسبب ضعف معرفة الاولاد بنسب ابيهم، ثم يطول العهد في الذرية فيختلط الامر مع الزمن
ـ[المشعل]ــــــــ[29 - 01 - 10, 08:29 ص]ـ
5 - التحضر والتمدن .. !! وهو في عصرنا كثير يسبب اهمال الانساب
ـ[السلامي]ــــــــ[01 - 02 - 10, 09:54 ص]ـ
أحفظوا أنسابكم وعلموا أولادكم لامية العرب
هل تصح هذه المقولة عن عمر رضي الله عنه
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[02 - 03 - 10, 02:37 م]ـ
11 - انشار الجهل وعدم العناية بتدوين الأنساب وتسجيلها بالكتب والوثائق والمشجرات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/120)
ـ[أبو الاشبال البراوى]ــــــــ[04 - 03 - 10, 12:54 ص]ـ
وما السبيل إلى معرفة النسب وحفظه.
لعل هذا يكون موضعا تكتبه أخى الجهنى
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[08 - 05 - 10, 01:04 م]ـ
12 - قلة وجود الرواة الحفاظ في القبيلة؛ مع عدم الإهتمام بامور النسب والأصل؛ كل ذلك ينشئ عنه نسيان أو ضياع النسب.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[08 - 05 - 10, 01:08 م]ـ
بارك الله في جميع المشاركين على الإفادة والإستفادة
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[19 - 05 - 10, 12:29 ص]ـ
قال الجاسر علامة الجزيرة ونسابتها /
الحديث في إرجاع كل فرع من فروع القبائل العظيمة في هذا العهد عديم الجدوى؛ لعدم المصادر التي يصح الاعتماد عليها؛ وهذا يعمُّ جميع القبائل العربية في الجزيرة؛ باستثناء قبائل صغيرة لم تغادر مواطنها القديمة؛ ولم يخالطها أحدٌ في الحجاز خاصة.
قلت: لاشك أن أول هذه القبائل المستثناة هي جهينة!.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[04 - 06 - 10, 03:19 م]ـ
13 - وجود اللقيط؛ وذلك ناشئ عن الزواج غير الشرعي أو إضاعة الطفل؛ فيجدة رجل من قبيلة أخرى فيضمه إليه ويتبناه؛ وله أمثلة عديدة.
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[04 - 06 - 10, 04:57 م]ـ
قال الجاسر علامة الجزيرة ونسابتها /
الحديث في إرجاع كل فرع من فروع القبائل العظيمة في هذا العهد عديم الجدوى؛ لعدم المصادر التي يصح الاعتماد عليها؛ وهذا يعمُّ جميع القبائل العربية في الجزيرة؛ باستثناء قبائل صغيرة لم تغادر مواطنها القديمة؛ ولم يخالطها أحدٌ في الحجاز خاصة.
قلت: لاشك أن أول هذه القبائل المستثناة هي جهينة!.
هل تقصد أن قبيلة جهينة صغيرة؟
وما هو عدد أفرادها تقريباً؟
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[06 - 06 - 10, 02:01 م]ـ
لا .. ليست صغيرة
فهي من أكبر قبائل العرب القديمة وأشهرها؛ والمقصود أن هذه القاعدة التي ذكرها الجاسر هي من بديهيات علم النسب؛ والأنساب على نوعين:
(أنساب ظنية - وأنساب قطعية) لا يشك فيها.
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[06 - 06 - 10, 02:57 م]ـ
لا .. ليست صغيرة
فهي من أكبر قبائل العرب القديمة وأشهرها؛ والمقصود أن هذه القاعدة التي ذكرها الجاسر هي من بديهيات علم النسب؛ والأنساب على نوعين:
(أنساب ظنية - وأنساب قطعية) لا يشك فيها.
إذاً ما الفائدة من نقلك لكلام الجاسر؟
الجاسر لم يستثن أي قبيلة في الجزيرة العربية سوى القبائل الصغيرة وبشروط
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[06 - 06 - 10, 10:42 م]ـ
يا ابن عمير حفظك الله:
أنت لم تفهم معنى كلام الجاسر؛ فالذي أراد الشيخ قوله أن لهذه القبائل المستثناة التي لا يشك في صحة أعمدة نسبها شروط يجب توافرها فيها. ذكر منها:
1 - أن هذه القبائل المستثناة هي بأرض الحجاز.
2 - أن هذه القبائل لم تغادر مواطنها القديمة أبدا.
3 - أن هذه القبائل كانت منعزلة في جبالها؛ ولم يخالطها أحد في ديارها.
4 - أن هذه القبائل هي قبائل بادية.
وسوف أنقل لك كلام لحمد الجاسر في مجلة العرب يقول فيه:
جهينة من أعرق القبائل أصْلاً؛ ومن أقدمها؛ ومن أكثرها ثبوتاً في مواطنها القديمة؛ وهذا يدلُّ على قوتها ومقدرتها في الدفاع عن نفسها؛ وهي وقبيلة بليٍّ من فروع قبيلة قضاعة التي استوطنت شمال الحجاز قبل ظهور الإسلام.
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[07 - 06 - 10, 12:45 ص]ـ
يا أخي الكريم كيف لا أفهم كلام الجاسر وأنت تنقل عنه قوله بالنص: (باستثناء قبائل صغيرة)
هو لم يستثن إلا القبائل الصغيرة مع الشروط التي ذكرتها فإذا كان كلامه خطأ يمكن لك أن تذكر ذلك وتبين أنه أخطأ في هذه الناحية.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[07 - 06 - 10, 03:37 م]ـ
لعله سبق قلم من الشيخ رحمه الله؛ وقد ذكرنا كلامه في جهينة؛ وكلام العلماء يفسر بعضه بعضا
والشيخ يذكر في مواضيع أخرى أن جهينة قبيلة بدوية عاشت في عزلة تامة ببلادها؛ ولهذا لا نجد لها أخبار ومرويات كثيرة في كتب التواريخ والأنساب والآداب.
وأنا أقول أي قبيلة من قبائل العرب متى توافرت فيها هذه الشروط فأنسابها صريحة قطعية ... وهذه الشروط هي:
1 - أن تكون هذه القبيلة قد حافظت على اسمها القديم.
2 - أن تكون فروع وبطون هذه القبيلة تحمل مسمياتها القديمة ولم يتغير أكثرها إلى اليوم.
3 - أن تكون هذه القبيلة إلى اليوم وهي تسكن في أرضها وبلادها القديمة ولم تهجرها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/121)
4 - أن تكون في شبه عزلة عن مخالطة القبائل الأخرى؛ حتى لا تكون مجموعة أحلاف؛ وهذا لا يتحقق غالباً إلا للقبائل التي تتحصن بشواهق الجبال.
5 - أن تكون تلك القبيلة بدوية لها عصبية؛ لم تستوطن القرى والمدن.
ـ[بن محمد الحنبلي المصري]ــــــــ[07 - 06 - 10, 10:08 م]ـ
جزاك الله خيرا ولكن ما تخريج الأثر الذي في المشاركة الثانية، زادكم الله من فضله؟
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[08 - 06 - 10, 01:18 ص]ـ
وأنا أقول أي قبيلة من قبائل العرب متى توافرت فيها هذه الشروط فأنسابها صريحة قطعية ... وهذه الشروط هي:
1 - أن تكون هذه القبيلة قد حافظت على اسمها القديم.
2 - أن تكون فروع وبطون هذه القبيلة تحمل مسمياتها القديمة ولم يتغير أكثرها إلى اليوم.
3 - أن تكون هذه القبيلة إلى اليوم وهي تسكن في أرضها وبلادها القديمة ولم تهجرها.
4 - أن تكون في شبه عزلة عن مخالطة القبائل الأخرى؛ حتى لا تكون مجموعة أحلاف؛ وهذا لا يتحقق غالباً إلا للقبائل التي تتحصن بشواهق الجبال.
5 - أن تكون تلك القبيلة بدوية لها عصبية؛ لم تستوطن القرى والمدن.
معذرة!
فهذا كلام ليس بجيد، لأن:
1/ هناك قبائل عربية صحيحة صريحة قد تغيرت أسماؤها، والأمثلة أكثر من أن يحتملها المقام.
2/هناك قبائل عربية هاجرت أرضها وهي مع ذلك قطعية النسب صريحته، وأحدٌ لا ينكر هذا، بل بعضها هاجر عن الجزيرة العربية بالمرة، ولم يقل بهذا أحد من علماء النسب لا السابقين ولا اللاحقين.
3/حتى لو تحضرت القبيلة ـ كما هي قريش مثلاً ـ فإن نسبها يظل صريحاً وقطعياً، وهناك أسر تحضرت منذ الزمان الأول، أعني صدر الإسلام، وهي إلى الآن معروفة النسب، قد شهدت لهم به الطبقات، والتاريخ يذكر لنا الكثير من الأسر العلمية التي تناقلت العلم، وهي مع ذلك صريحة النسب ومقطوع لها به.
فكلام الجاسر رحمه الله لا يحتمل هذه المعاني، وتفسيره يحوج إلى بعض الدقة في اختيار العبارات التي تدل على المعنى المناسب.
والله أعلم
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[08 - 06 - 10, 10:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا ولكن ما تخريج الأثر الذي في المشاركة الثانية، زادكم الله من فضله؟
وجزاكم خيرا إن شاء الله
هذا الآثر للفاروق عمر بن الخطاب. ولم أجد لهُ أي إسناد
وقد أورده الحافظ ابن عبد البر في الإنباه على قبائل الرواه؛ والقرطبي في كتابه التعريف بالأنساب؛ وابن خلدون في مقدمته.
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[08 - 06 - 10, 10:34 ص]ـ
هل هذا يعني أن كثير ممن يدعون اليوم أن نسبهم يتصل بالصحابي الفلاني يعتبر ادعائهم زائف؟
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[08 - 06 - 10, 01:21 م]ـ
هل هذا يعني أن كثير ممن يدعون اليوم أن نسبهم يتصل بالصحابي الفلاني يعتبر ادعائهم زائف؟
أخي العزيز
المراد من موضوع الصفحة هو المحافظة على سلاسل الأنساب، والمحافظة على الانتماء إلى الأصل الذي منه الفرد، وأما المحافظة على النسب الذي هو درء الزنا عنه فهذا إن شاء الله غير وارد من أحد هنا ..
الأسر التي تحضرت من أبناء القبائل العربية البدوية حافظت أيضاً على أنسابها، بل إن كثيراً منها حافظ على سلاسل النسب أيضاً، وهذه سمة لا توجد إلا في أهل المدن، بينما حافظ أهل المدر على ثلاثة أشياء: على أنسابهم، وعلى عصبيتهم للأصل ومن هذا المحافظة على التقاليد، وعلى صفاتهم البدنية ـ ولأجل الأمرين الأخيرين كان الأعراب مادة الإسلام كما ورد في بعض الأخبار ـ كما أن بعضهم ممن له اتصال قديم بالمدن حافظ أيضاً على سلسلة النسب كجعافرة عنَزة، وآل هذال من عنَزَة، والبدو يحفظون، والذين تبدوا بعد أن كانوا حاضرة كما هو حال بعض الأشراف الذين اضطروا إلى اختيار هذا النمط من المعيشة لسبب من الأسباب الكثيرة الملجأة ..
وهناك كثير من أبناء الصحابة حافظوا على سلاسل النسب، وحافظوا على أنسابهم،ودعواهم كانت صحيحة وليس بمقدور أحد أن يردها .. ولا بد أن نتذكر دائماً أن الدعي لا يدوم له حال، ولا بد من أن يفضح الله أمره ..
شكراً لك وللجميع
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[08 - 06 - 10, 02:38 م]ـ
معذرة!
فهذا كلام ليس بجيد، لأن:
1/ هناك قبائل عربية صحيحة صريحة قد تغيرت أسماؤها، والأمثلة أكثر من أن يحتملها المقام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/122)
2/هناك قبائل عربية هاجرت أرضها وهي مع ذلك قطعية النسب صريحته، وأحدٌ لا ينكر هذا، بل بعضها هاجر عن الجزيرة العربية بالمرة، ولم يقل بهذا أحد من علماء النسب لا السابقين ولا اللاحقين.
3/حتى لو تحضرت القبيلة ـ كما هي قريش مثلاً ـ فإن نسبها يظل صريحاً وقطعياً، وهناك أسر تحضرت منذ الزمان الأول، أعني صدر الإسلام، وهي إلى الآن معروفة النسب، قد شهدت لهم به الطبقات، والتاريخ يذكر لنا الكثير من الأسر العلمية التي تناقلت العلم، وهي مع ذلك صريحة النسب ومقطوع لها به.
فكلام الجاسر رحمه الله لا يحتمل هذه المعاني، وتفسيره يحوج إلى بعض الدقة في اختيار العبارات التي تدل على المعنى المناسب.
والله أعلم
أخي الكريم ابن حيدرة /
سأجيبك على نقاطك التي طرحتها:
1 - أريدك أن تعطني مثالاً واحداً فقط على النقطة الأولى التي ذكرتها!
2 - هذا الأمر قد يكون بشرط توافر الشروط الأخرى التي ذكرناها.
3 - البداوة أراها شبة واجبة في مسألة صراحة الأنساب ونقاوتها؛ والحضارة هي أساس الداء والبلاء في الأنساب؛ وأما ضربك قبيلة قريش مثالاً على التحضر فهو حجة عليك لا لك! والدليل قول العرب: (الناس مؤتمنون على أنسابهم مالم يدعو شرفا) أي: كلاً أعرف بنسبه مالم ينسب نفسه إلى الأشراف من قريش؛ وأهل البادية عندنا يقولوا في أمثالهم: (من ضيع أصله قال أنا شريف) ويعنون بهذا: أنَّ كثير من الأدعياء إذا اضاعوا أنسابهم ينتسبون كذباً وزوراً إلى النسب الشريف طلباً لرفعة الشرف وما أكثرهم في زماننا هذا! ولكن تبقى أعمدة أنساب كثير من الأشراف صريحة لا شك فيها لإعتمادهم على النقاط الأخرى؛ فمثلاً ليس عمود نسب شريف من أرض الحجاز كشريف في إيران.
يقول علامة الجزيرة حمد الجاسر:
إن من أسباب اضمحلال اسم القبيلة تحضرها؛ الذي يفقدها عناصر التماسك مما يحفظ كيانها لتبقى محافظة على أصلها، فإذا تحضرت فقدت أهم مميزات القبيلة التي كانت البداوة تدفعها للتمسك بها عند التنقل من مكان إلى مكان، لكي تكون قوية فتحمي نفسها، والحضر بخلاف ذلك. وقد يبقى من هذه القبيلة بعد التحضر فروع قليلة تضطر إلى الاندماج في أقوى قبيلة تحل بلادها؛ وكلما كانت القبيلة أقرب إلى البداوة كانت أقوى .. ومعروف أن التحضر يزيل كثير من المميزات القبلية ومنها العناية بحفظ تسلسل الأنساب، ولهذا جهلت أسر كثيرة صلة أنسابهم بجدهم الأعلى ... وتحضر القبيلة يفقدها أهم وسائل القوة التي كانت تتخذ منها القبائل البدوية أبرز ميزات البداوة، وهي الانتماء إلى العنصر – الأصل – الذي به تحافظ على بقائها، وحدة متماسكة.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[12 - 06 - 10, 12:23 ص]ـ
قال جواد علي في المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام في أسباب إضاعة الحضر لأنسابهم ومحافظة البدو على أنسابهم:
للنسب عند العرب شأن كبير، ولا يزال العربي يقيم له وزنًا، ولا سيما عربي البادية, فعلى نسب المرء في البادية تقوم حقوق الإنسان، بل حياته في الغالب. فنسب الإنسان، هو الذي يحميه، وهو الذي يحافظ على حقوقه ويردع الظالم عنه ويأخذ حق المظلوم منه. وقد يبدو ذلك للمدني أمرًا غريبًا شاذًّا غير مألوف, ولكن هذا المدني نفسه يعمل بالنسب ويأخذ به، وإن كان في حدود ضيقة. فجنسيته هي نسبه، تحميه وتحفظ حقوقه, وليس نسب الأعرابي غير هذه الجنسية، يحتمي به؛ لأنه يصونه ويحفظ حقوقه ويدافع عنه. وهو مضطر إلى حفظه، وإلى عد آبائه وأجداده وذكر عشيرته وقبيلته؛ لأنه بذلك يسلم، ويحافظ على حياته، فإن أراد شخص الاعتداء عليه، عرف أن وراءه قومًا، يدافعون عنه ويأخذون بحقه من المعتدي عليه, وهو لذلك مضطر إلى حفظ نسبه والمحافظة عليه.
وأما كون الحضر أقل عناية بأنسابهم من أهل الوبر؛ فلأن الحاجة إلى النسب عندهم أقل من حاجة أهل الوبر إليها, فالأمن مستقر، ولدى الحضر في الغالب حكومات تأخذ بحق المعتدي عليهم من المعتدين. ثم إن مجال الاختلاط والامتزاج عندهم أكثر وأوسع من أهل البوادي وسكان الأرياف، وكلما كانت الحواضر قريبة من السواحل ومن بلاد الأعاجم، كان الاختلاط أوسع وأكثر، ولهذا ضعفت فيها وشائج الدم والنسب، وكثر فيها التزاوج والتصاهر بين العرب والعجم، فصعب على الناس فيها المحافظة على أنسابهم، وقلت الفائدة من النسب عندهم؛ ولهذا لم يعتنوا به عناية الأعراب بالأنساب.
ملاحظة: أقول هذا النص السابق أسميه فلسفة الأنساب؛ ولا أرتضيه أبدا؛ لأن رابط النسب القوي والمتين هو وشائج الأخوة والدم واللحمة الواحدة؛ فإذا ضعفت هذه الأسباب أصبحت القبيلة ضعيفة منهزمة!
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[12 - 06 - 10, 01:04 ص]ـ
قال الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
(أيما حي من العرب كانوا في حي من العرب أسلموا معهم فهم معهم؛ إلا أن يعترضوا؛ فعليهم البيّنة)
أين ذكر هذا الأثر؟؟ وما معناه؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/123)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[16 - 06 - 10, 11:56 م]ـ
هذه أهم أسباب إضاعة الأنساب؛ وسوف أورد مثالاً واحد لكل سبب من هذه الأسباب:
1 - أن هناك بعض القبائل أصولها من غير العرب.
2 - تحضر بعض القبائل العربية وسكناهم للمدن والقرى وتشتت القبيلة بسبب ترك حياة الحل والترحال مع الإختلاط بغير العرب كل ذلك أدى لضياع نسبهم.
3 - إشتغال بعض القبائل بمزاولة المهن كالزراعة والفلاحة والإنتساب للمدن والقرى
4 - إن أنساب العرب قديماً كانت تحفظ في الصدور والذاكرة العربية؛ ولم تكن لتستوعب أنساب مئات القبائل وملايين البشر من العرب وحدهم.
5 - إن العرب كانت تغير أنسابها تبعاً للظروف السياسية التي تعيشها.
6 - إن بعض قبائل العرب كانت تدخل في تحالفات مع قبائل أقوى منها وبمرور الزمن تذوب القبائل الضعيفة وتصبح جزءاً من القبائل القوية وجزءاً من نسبها أيضاً.
7 - إن بعضاً من العرب لم يكونوا يأنفون أن ينسب اليهم أولاد غيرهم من الرجال أو أن ينسبوا إلى آباءٍ غير آبائهم.
8 - عندما وصلت الأنساب إلى عصر التدوين بعد الإسلام كانت محملة بالكثير من الأخطاء والأوهام.
9 - إنَّ وجود هذا العدد من القبائل العربية مجهولة النسب يفند المزاعم القائلة بأن الذاكرة العربية كان لها القدرة ان تستوعب كل انساب العرب
10 - الحلف بين القبائل من أسباب ضياع النسب
11 - الثارات والتخفي بسببها
12 - هجرة القبيلة من ديارها والنزوح عنها من بلد إلى بلد
13 - السفر الى بلاد بعيدة والزواج منها ثم ترك الاولاد اما لموت الاب بسرعة أو لحادث طارئ فيضيع نسب الاولاد اذا كانت الام غير ملمة في تفاصيل نسب الاب
14 - عدم الاهتمام بحفظ سلسلة الاباء .. يتسبب ضعف معرفة الاولاد بنسب ابيهم، ثم يطول العهد في الذرية فيختلط الامر مع الزمن
15 - التحضر والتمدن وهو في عصرنا كثير يسبب اهمال الانساب
16 - انشار الجهل وعدم العناية بتدوين الأنساب وتسجيلها بالكتب والوثائق والمشجرات
17 - قلة وجود الرواة الحفاظ في القبيلة؛ مع عدم الإهتمام بامور النسب والأصل؛ كل ذلك ينشئ عنه نسيان أو ضياع النسب.
18 - وجود اللقيط؛ وذلك ناشئ عن الزواج غير الشرعي أو إضاعة الطفل؛ فيجدة رجل من قبيلة أخرى فيضمه إليه ويتبناه؛ وله أمثلة عديدة.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[17 - 08 - 10, 01:26 م]ـ
هذه أهم أسباب إضاعة الأنساب؛ وسوف أورد مثالاً واحد لكل سبب من هذه الأسباب:
2 - تحضر بعض القبائل العربية وسكناهم للمدن والقرى وتشتت القبيلة بسبب ترك حياة الحل والترحال مع الإختلاط بغير العرب كل ذلك أدى لضياع نسبهم.
3 - إشتغال بعض القبائل بمزاولة المهن كالزراعة والفلاحة والإنتساب للمدن والقرى
15 - التحضر والتمدن وهو في عصرنا كثير يسبب اهمال الانساب
أخي مصعب الجهني
ذكرت النقطتين المتعلقة بتحضر القبائل وان لها علاقة في ضياع الأنساب كما في رقم 2 و رقم 15 هل تشرح لنا كيف يكون ذلك
ايضا في النقطة رقم 3 والمتعلقة بالعمل في مهن كالزراعة والفلاحة فما هي العلاقة التي تؤدي بمن يزاول هذه المهنة سواء قبيلة او افراد إلى ضياع نسبه؟
وشكرا لكم
ـ[أبو البركات]ــــــــ[21 - 08 - 10, 04:30 م]ـ
يرفع بمناسبة قدوم أخونا مصعب الجهني وبإنتظار اجابته حول استفساراتنا
ـ[أبو البركات]ــــــــ[29 - 08 - 10, 01:59 م]ـ
لا زلنا ننتظر الجواب
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[21 - 11 - 10, 11:06 م]ـ
لما اغفلتم الموضوع؟
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[25 - 11 - 10, 11:53 م]ـ
باركـ الله فيكم جميعا
والحقيقة أننا لم نغفل عن الموضوع ولكن لم أرى مَّن حاول معنا في البحث عن (الأسباب في إضاعة الأنساب)
فخمل نشاطنا بعض الشيء!
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[26 - 11 - 10, 12:10 ص]ـ
أخي مصعب الجهني
ذكرت النقطتين المتعلقة بتحضر القبائل وان لها علاقة في ضياع الأنساب كما في رقم 2 و رقم 15 هل تشرح لنا كيف يكون ذلك
ايضا في النقطة رقم 3 والمتعلقة بالعمل في مهن كالزراعة والفلاحة فما هي العلاقة التي تؤدي بمن يزاول هذه المهنة سواء قبيلة او افراد إلى ضياع نسبه؟
وشكرا لكم
أخي أبو البركات /
ذكر العلامة ابن خلدون في مقدمة التأريخ عن الذين كانوا يسكنون في البادية ثم تحولوا إلى المدينة واختلطوا مع العجم؛ وأهل المدن؛ وزاولوا المهن؛ قال عنهم:
(ثم وقع الاختلاط في الحواضر مع العجم وغيرهم؛ وفسدت الأنساب بالجملة؛ وفقدت ثمرتها من العصبية؛ فاُطرِحت؛ ثم تلاشت القبائل ودثرت؛ فدثرت العصبية بدثورها)
وقال ايضا في موضع آخر: (إن الصريح من النسب إنما يوجد للمتوحشين في القفر من العرب ومَّن في معناهم؛ وذلك لما اختصوا به من نكد العيش وشظف الأحوال وسوء المواطن ... لما كانوا أهل شظف ومواطن غير ذات زرع ولا ضرع؛ وبعدوا من أرياف الشام والعراق ومعادن الأدم والحبوب؛ كيف كانت أنسابهم صريحة محفوظة؛ لم يدخلها إختلاط ولا عرف فيهم شؤب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/124)
ـ[أبو البركات]ــــــــ[26 - 11 - 10, 11:48 م]ـ
أخي أبو البركات /
ذكر العلامة ابن خلدون في مقدمة التأريخ عن الذين كانوا يسكنون في البادية ثم تحولوا إلى المدينة واختلطوا مع العجم؛ وأهل المدن؛ وزاولوا المهن؛ قال عنهم:
(ثم وقع الاختلاط في الحواضر مع العجم وغيرهم؛ وفسدت الأنساب بالجملة؛ وفقدت ثمرتها من العصبية؛ فاُطرِحت؛ ثم تلاشت القبائل ودثرت؛ فدثرت العصبية بدثورها)
وقال ايضا في موضع آخر: (إن الصريح من النسب إنما يوجد للمتوحشين في القفر من العرب ومَّن في معناهم؛ وذلك لما اختصوا به من نكد العيش وشظف الأحوال وسوء المواطن ... لما كانوا أهل شظف ومواطن غير ذات زرع ولا ضرع؛ وبعدوا من أرياف الشام والعراق ومعادن الأدم والحبوب؛ كيف كانت أنسابهم صريحة محفوظة؛ لم يدخلها إختلاط ولا عرف فيهم شؤب.
أخي الفاضل مصعب
الإختلاط مع العجم مسألة خارجة عن موضوعنا ومسألتنا التي فيها مشكل هي في نقطة التحضر والتمدن؟ ونقطة مزاولة المهن كالزراعة والفلاحة؟ فما دخل هذه النقطتين بضياع النسب!!
الأمر ليس متعلق بمن قال بذلك ولكن الأمر متعلق بكيفية الإقتناع بهذا الكلام الذي لا أجد دليل عليه.
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[27 - 11 - 10, 12:31 ص]ـ
أهل اليمن كانوا حاضرة منذ قبل الجاهلية، والأوس والخزرج في المدينة حاضرة يزاولون الزراعة ويناكحون يهود المدينة، وكذا الحال مع ثقيف، وقريش كانت حاضرة منذ أن جمعها قصي بن كلاب في بطن مكة وكانوا يزاولون التجارة. وما ضاعت أنسابهم ولا نسيت .. وما كل ما يقولوه ابن خلدون أو أحد من أهل العلم لا نعرضه على النقد البناء والأخذ والرد ..
في الحقيقة أنا كان لي رأي. العجم أنواع، وقد وجدت للعجم بأنواعهم اهتمام بأنسابهم، فالصينيون والأوربيون والفرس لهم اهتمام بالغ بالأنساب، وكذا اليهود، والإسلام جاء ليكون خيراً للبشرية ونوراً وهداية، بخلاف ما يزعمه دعاة العروبة الملحدين، الذين يزعمون أن الإسلام حينما جاء دمَّر العروبة ونخوتها ـ طبعاً ليس قصدي هنا بدعاة العروبة الملحدين ابن خلدون أو غيره من المشاركين حتى لا يساء فهم كلامي ـ فمن هذا المنطلق فإن اختلاط العرب بالعجم لم يك سبباً بذاته في ضياع الأنساب، فكما أن للعربي نسب فللعجمي نسب!، وعليه فإن السبب المقصود بذاته في ضياع الأنساب إنما هو الفتن والعصور المظلمة التي مرت على التاريخ الإسلامي، وتمزق المسلمين على مذاهب وجماعات متعصبة ودويلات، ومن هذا السبب يمكننا أن نستخرج الأسباب الأخرى.
ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[27 - 11 - 10, 01:03 ص]ـ
الأخ: مصعب الجهني
أرسلت لك رسالة عبر الخاص فلم تجبني؟
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[27 - 11 - 10, 01:43 م]ـ
أخي الفاضل مصعب
الإختلاط مع العجم مسألة خارجة عن موضوعنا ومسألتنا التي فيها مشكل هي في نقطة التحضر والتمدن؟ ونقطة مزاولة المهن كالزراعة والفلاحة؟ فما دخل هذه النقطتين بضياع النسب!!
الأمر ليس متعلق بمن قال بذلك ولكن الأمر متعلق بكيفية الإقتناع بهذا الكلام الذي لا أجد دليل عليه.
العلامة المؤرخ الكبير ابن خلدون هو مؤسس قواعد التأريخ؛ وكلامه حجة لمن تأمله وفهمه؛ والحضر أهل المدن ليس لهم عناية بأنسابهم؛ لفقدهم العصبية التي هي جوهر المحافظة على النسب؛ يقول الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في هذا الشأن:
(تعلّموا أنسابكم؛ ولا تكونوا كنبط السواد إذا سئل أحدهم عن أصله؟؛ قال: من قرية كذا!)
ولو نظرت في حال العرب اليوم المنتشرين في جميع الدول العربية لوجدت حقيقة هذا القول؛ لأنهم أضاعوا وصية الفاروق رضي الله عنه لهم!؛ فتجد أكثرهم ينتسبون للقرى والمدن فيقولوا مثلاً: (عرب الراغة – عرب منفلوط – عرب أسيوط – وهكذا .. !!) أو ينتسبون للمهن والصنائع فيقولوا مثلا: (الكتبي – النخلي - الحدادي – النجار – الحلواني – وهكذا .... !!)
وانظر اليوم من أوضح وأصرح في الأنساب أهل المدن أم أهل البادية؟
ـ[أبو البركات]ــــــــ[28 - 11 - 10, 04:12 م]ـ
العلامة المؤرخ الكبير ابن خلدون هو مؤسس قواعد التأريخ؛ وكلامه حجة لمن تأمله وفهمه؛ والحضر أهل المدن ليس لهم عناية بأنسابهم؛ لفقدهم العصبية التي هي جوهر المحافظة على النسب؛ يقول الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في هذا الشأن:
(تعلّموا أنسابكم؛ ولا تكونوا كنبط السواد إذا سئل أحدهم عن أصله؟؛ قال: من قرية كذا!)
ولو نظرت في حال العرب اليوم المنتشرين في جميع الدول العربية لوجدت حقيقة هذا القول؛ لأنهم أضاعوا وصية الفاروق رضي الله عنه لهم!؛ فتجد أكثرهم ينتسبون للقرى والمدن فيقولوا مثلاً: (عرب الراغة – عرب منفلوط – عرب أسيوط – وهكذا .. !!) أو ينتسبون للمهن والصنائع فيقولوا مثلا: (الكتبي – النخلي - الحدادي – النجار – الحلواني – وهكذا .... !!)
وانظر اليوم من أوضح وأصرح في الأنساب أهل المدن أم أهل البادية؟
كلام بن خلدون حجة؟!! كيف حجة؟ يعني كلامه معصوم!!
نفس الكلام لم نجد توضيح عن كيفية فقدان النسب بسبب التحضر وبسبب ممارسة المهن والأعمال كالزراعة
كلام الفاروق هذا كلام عام ولم يقل من سكن القريه فسوف يفقد نسبه بهل هو كلام عن تعلم الانساب.
والأنساب تم تدوينها من قبل الحاضرة ولا يعرف لأهل البادية تدوين للأنساب.
لأن اهل الحاضرة الغالب فيهم العلم والتعليم فهم مظنة حفظ الأنساب وتدوينها بعكس أهل البوادي الذين هم مظنة الجهل الإفتقار للتدوين والكتابة فهم مضنة فقدان النسب.
أما بشان العصبية فهو موجودة حتى عند مجهولي النسب من اهل البادية فلم تزد عصبيتهم لنسبهم شيئاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/125)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[28 - 11 - 10, 10:29 م]ـ
كلام بن خلدون حجة؟!! كيف حجة؟ يعني كلامه معصوم!!
نفس الكلام لم نجد توضيح عن كيفية فقدان النسب بسبب التحضر وبسبب ممارسة المهن والأعمال كالزراعة
من قال لكـ أنه معصوم؟؟ وإنما كلامه حجة لأنه أعلم الناس بعلم الإجتماع والتأريخ؛ يقول المستشرق روبرت فلنت المحاضر بجامعة أدنبرة: لا العالم الكلاسيكي في القرون القديمة؛ ولا العالم المسيحي في العصور الوسطى؛ يستطيع أن يقدم اسماً يضاهي في لمعانه اسم ابن خلدون؛ فإن من يقرأ المقدمة في إخلاصه ونزاهته لا يستطيع إلا أن يعترف أن ابن خلدون يستحق لقب مؤسس علم التاريخ وفلسفته.
كلام الفاروق هذا كلام عام ولم يقل من سكن القريه فسوف يفقد نسبه بهل هو كلام عن تعلم الأنساب.
لكنه أوضح أن الإنتساب للمدن والقرى عادة النبط والعجم؛ وحذر العرب من مشابهتهم حين قال: (لا تكونوا كنبط السواد إذا سئل أحدهم عن أصله؟؛ قال: من قرية كذا!)
والأنساب تم تدوينها من قبل الحاضرة ولا يعرف لأهل البادية تدوين للأنساب.
هذه مغالطة تفضحها كتب التراث التي بأيدينا؛ فأنظر لقواميس اللغة العربية والمعاجم كيف دونها أصحابها؟
ألم يتلقوها من أفواه أعراب البادية؟
وانظر لأشعار العرب ألم تنقل إلينا من أفواه رواة البادية الأعراب؟
وانظر للأنساب العربية ألم ينقلها النسابون من أفواه عرب البادية؟
والأمثلة كثيرة ..
لأن اهل الحاضرة الغالب فيهم العلم والتعليم فهم مظنة حفظ الأنساب وتدوينها بعكس أهل البوادي الذين هم مظنة الجهل الإفتقار للتدوين والكتابة فهم مضنة فقدان النسب.
أما تدوينها فنعم وأما حفظها فلا؛ لأن خزانة الأنساب هي صدور الأعراب؛ وإليك قاعدة من مصعب الجهني في علم الأنساب: (جميع كتب الأنساب لم تدون إلا من أفواه الأعراب) وهذه القاعدة عبر التاريخ.
أما بشان العصبية فهو موجودة حتى عند مجهولي النسب من اهل البادية فلم تزد عصبيتهم لنسبهم شيئاً.
هلا ضربت مثالاً على هؤلاء البدو مجهولي الأنساب؟
ولعلك لم تدرك جيدا قاعدة ابن خلدون في السبب وراء حفظ النسب؛ لأنه صاحب عبارات فلسفية معقدة؛ فهو يرى وقد صدق فيما رأى أن العصبية هي التي حفظت الأنساب؛ والعصبية لا تكون لأهل الحاضرة إنما هي لأهل البادية؛ وأهل البوادي بسبب فخرهم بأنسابهم واعتزازهم بأحسابهم وكونهم لحمة واحدة مع بعضهم البعض في حال حلهم وترحالهم وسلمهم وحربهم؛ كانت أنسابهم محفوظة؛ يرويها الآباء للأبناء جيل بعد جيل.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[29 - 11 - 10, 01:32 ص]ـ
أخي الفاضل
وإنما كلامه حجة لأنه أعلم الناس بعلم الإجتماع والتأريخ؛
بغض النظر عن علمه وبعيدا مسألة اعتبار كلامه حجة أم لا، فهل بالإمكان أن تشرح لنا كلامه في كيفية ضياع نسب ساكني القرى؟ أو العاملين بمهن كالزراعة؟
لكنه أوضح أن الإنتساب للمدن والقرى عادة النبط والعجم؛ وحذر العرب من مشابهتهم حين قال: (لا تكونوا كنبط السواد إذا سئل أحدهم عن أصله؟؛ قال: من قرية كذا!)
لا مشكلة نقول لمن سكن القريه أن ينسب نفسه لأصله ولا ينسب نفسه للقريه أو المكان الذي يقطنه لكن هذا كله خارج موطن سؤالي.
فهل من سكن القريه بمجرد سكنه سوف يضيع نسبه حتى وإن نسب نفسه لأصله؟
وهل سوف يضيع نسبه إذا نسب نفسه للقريه؟ كيف
وماذا عن من نسب نفسه لأصله لكنه يعمل مزارع وفلاح فهل سوف يفقد نسبه طالما أنه في قريه؟
اسئلة كثيرة لا تجد لها جواب مقنع
هذه مغالطة تفضحها كتب التراث التي بأيدينا؛ فأنظر لقواميس اللغة العربية والمعاجم كيف دونها أصحابها؟
ألم يتلقوها من أفواه أعراب البادية؟
وانظر لأشعار العرب ألم تنقل إلينا من أفواه رواة البادية الأعراب؟
وانظر للأنساب العربية ألم ينقلها النسابون من أفواه عرب البادية؟
والأمثلة كثيرة ..
عطنا مثال لكتاب تاريخي عن الأنساب ألفه أعرابي يقطن البادية في العصر العباسي مثلا؟
ولعلمك فاللغة شيء والأنساب شيء آخر،
أما تدوينها فنعم وأما حفظها فلا؛ لأن خزانة الأنساب هي صدور الأعراب؛ وإليك قاعدة من مصعب الجهني في علم الأنساب: (جميع كتب الأنساب لم تدون إلا من أفواه الأعراب) وهذه القاعدة عبر التاريخ.
التدوين هو الحفظ والتوثيق، أما ما كان في الصدور فليس له قيمة علمية مالم يعتمده عالم متعلم عارف بالأنساب ويدونه.
أما أن جميع كتب الأنساب لم تدون إلا من أفواه الأعراب؟ فهي دعوى تحتاج إلى بينة
هلا ضربت مثالاً على هؤلاء البدو مجهولي الأنساب؟
ولعلك لم تدرك جيدا قاعدة ابن خلدون في السبب وراء حفظ النسب؛ لأنه صاحب عبارات فلسفية معقدة؛ فهو يرى وقد صدق فيما رأى أن العصبية هي التي حفظت الأنساب؛ والعصبية لا تكون لأهل الحاضرة إنما هي لأهل البادية؛ وأهل البوادي بسبب فخرهم بأنسابهم واعتزازهم بأحسابهم وكونهم لحمة واحدة مع بعضهم البعض في حال حلهم وترحالهم وسلمهم وحربهم؛ كانت أنسابهم محفوظة؛ يرويها الآباء للأبناء جيل بعد جيل.
لا يحتاج لمثال فبوادي الشام وجزيرة العرب لا تخلو منهم ومع ذلك لم نجد عصبيتهم قد اضافت لهم شيئا
صحيح أن غيرهم اصبح يبرهن على نسبه بختم شيخ القبيلة فهذه طريقة جديدة ربما فاتت على علماء الأنساب المتقدمين ولعلها بديل عصري لما كان يؤخذ من افواههم كما ذكرت في دعواك والله أعلم(151/126)
الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز يقول: ليس عندي خصوصيات:
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[02 - 01 - 10, 08:01 م]ـ
الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز يقول: ليس عندي خصوصيات:
من القصص العظيمة والمشرقة لشيخنا العلامة عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ والتي تدل على تواضعه وحبه للفقراء والمساكين عامة الناس:
جاءه أحدهم فقال له: يا سماحة الشيخ؛ بعض الفضلاء يرون أنك إذا جلست مع الناس وقت الغداء والعشاء، وغيرها أنه يجلس معك العاملون والموظفون والعرب والعجم والفقراء ودهماء الناس، وإن في هذا حرج من بعض كبار الضيوف والزوّار، فنحن لا نقترح عليك ترك إطعام الناس وفتح المنزل لهم، ولكن ليكن لهم مجلس خاص لأكلهم وشربهم، وأنت وخواص ضيوفك يوضع طعامكم في مكان خاص، فتغير وجه الشيخ من هذه المقولة، وقال: مسكين مسكين صاحب هذا الرأي، هذا لم يتلذذ بالجلوس مع المساكين، والأكل مع الفقراء، أنا سأستمر على هذا، وليس عندي خصوصيات، والذي يستطيع أن يجلس معي وأنا وهؤلاء الفقراء والمساكين يجلس، والذي لا يعجبه وتأبى نفسه فليس مجبوراً على ذلك ".
الإنجاز في ترجمة الإمام عبد العزيز بن باز ص (256) ـ عبد الرحمن بن يوسف
ـ[ابو حذيفة الأثري]ــــــــ[03 - 01 - 10, 04:39 م]ـ
رحم الله الشيخ الوالد عبد العزيز بن باز
و جمعنا به في دار المقامة
قصة مؤثرة جدا
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[04 - 01 - 10, 04:44 م]ـ
نعم نعم هذا هو ابن باز , رحمه الله وغفر له.(151/127)
هل صح عن العلامة محب الدين الخطيب [أنه من عملاء المخابرات البريطانية]
ـ[ليث الدين القاسمي]ــــــــ[03 - 01 - 10, 05:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت فى أحد المنتديات تعليقا على ترجمة للعلامة محب الدين الخطيب رحمه الله تعالى
يقول صاحب التعليق معترضا على ثناء المترجم على الشيخ:
"هذا هو ما اشتهر عن محب الدين الخطيب و رفيقه رشيد رضا و لكن الحقيقة اعمق من هذا. الحقيقة ان كلاهما كانا من عملاء المخابرات البريطانية العاملين مع ثورة لورانس العرب ضد الدولة العثمانية لتفكيكها و تسليمها للنصارى.
و قد اشرف محب الدين الخطيب على رئاسة تحربر صحيفة القبلة الناطقة باسم ثورة لورانس العرب و الشريف حسين.
و قبل هذا تعاون مع السفارات الاجنبية بالشام لتاسيس جمعيات عنصرية تدعو للقومية العربية و الخروج على الدولة العثمانية تحت اسم الاستقلال و لذلك حاول الاتراك القبض عليه و ليس لانه رجل مخلص لدينه. (تجلية الراية ص 132) "
فما حقيقة هذا الكلام بارك الله فيكم؟
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[04 - 01 - 10, 04:30 ص]ـ
يحتاج الأمر إلى توثيق وتدقيق أكبر
خاصة وأن شخصية العلامة الخطيب محب الدين قد تعرضت لتشويهات كثيرة
وأعتقد أن ما ذكره الأستاذ فتحي يكن رحمه الله تعالى عنه في كتابه الموسوع الحركية
من أفضل ما يُمكن أن يُعتمد كمرجع في هذا السياق ......
ـ[ليث الدين القاسمي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 10:16 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وماذا عن كتاب محب الدين الخطيب ودوره فى القومية العربية؟
هل ما ورد فيه من الأخبار صحيح أم مكذوب؟
ـ[يوسف المصري السلفي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 05:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل
بالنسبة إلى محمد رشيد رضا هو أبعد ما يكون عن مثل هذه التهم , والدليل مقالاته في (المنار) و غيرها , وقد سمى فيها الحسين طاغوتًا , وأفتى ببطلان بيعته بالخلافة , ونشرت بعض هذه المقالات في كتاب (الوهابيون والحجاز) وطبعه مركز الزهراء للإعلام العربي بمصر , ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على مقالاته في المنار وغيرها في هذه الفترة من التاريخ.
وأرى أننا ينبغي لنا قبل الرد على هذا الكلام أن نطالب المتكلم بالبينة والدليل على كلامه , والتخلي عن الكلام المرسل , لأن البينة على من ادعى , ومن ثم نناقش القضايا المطروحة , والتي ربما يصيب المعترض فيها أو في بعضها.
والله الموفق
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[07 - 01 - 10, 11:14 م]ـ
قرأت كلاما فيه اتهام للشيخ محب بالقومية وأنه كان مطلوبا للدولة العثمانية
وذلك في كتاب الموسوعة الكاملة لأعمال الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي
ولكنه لم يعزه إلى مصدر
وبحثت جهدي فلم أعرف من أين جاء بهذا الكلام
وكان مصدر انزعاج الدكتور أن الشيخ محب له كتاب في الشيعة اسمه الخطوط العريضة (المشهور)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[08 - 01 - 10, 01:12 ص]ـ
الشيخ اشتغل بالعمل السياسي ضد الأتراك الطورانيين، كأمثاله من شباب العرب
وقد التحق بالشريف حسين، كأمثاله
ولكن لا علاقة له بالإنجليز مطلقاً
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[08 - 01 - 10, 01:31 ص]ـ
حتى هذه المعلومة الخاصة بالطورانيين
ما مصدرها؟
المشكلة في التوثيق لا في سرد المعلومات
بوركت حبيبنا
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[08 - 01 - 10, 02:22 ص]ـ
حتى هذه المعلومة الخاصة بالطورانيين
ما مصدرها؟
المشكلة في التوثيق لا في سرد المعلومات
بوركت حبيبنا
غيض من فيض:
http://www.shareah.com/index.php?/records/view/action/view/id/1262/
http://www.almenhaj.net/TextSubject.php?linkid=6977
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[11 - 01 - 10, 08:13 م]ـ
الرافضة يشوهون تاريخ أبطالنا ... عندما غادر الشيخ محب الدين الخطيب و معه الشيخ عبد العزيز العتيقي رحمهما الله و كانا مبعوثين من طرف الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله إلى الملك عبد العزيز و الشريف حسين مسكهم البريطانيون و سجنوهم و ما أفرجوا عنهم إلا بوساطات ولأن البريطانيين لم يجدوا عندهم شيئا يستحق الحذر منهم
ـ[أبو البركات]ــــــــ[14 - 01 - 10, 04:28 ص]ـ
طيب ماهو حال محمد رشيد رضا حيث أنه تلميذ لمحمد عبده وهو مبتدع أشعري مع شوائب اعتزالية والأخير أيضا هو صاحب جمال الدين الأفغاني رافضي دسيس أو ربما لا يدين بدين.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 02:44 ص]ـ
محمد رشيد رضا اختلفت أنظار العلماء فيه فالألباني يثني عليه جدا، والشيخ مقبل بن هادي يتهمه بالماسونية وأوسع الكلام فيه في رسالته: ((ردود أهل العلم على الطاعنيبن في حديث السحر)):
http://old.muqbel.net/books/books03.htm
ـ[ابو معاذ المقدسى]ــــــــ[17 - 01 - 10, 09:08 ص]ـ
طالما انتقده الشقاقى فالرجل بخير
الشقاقى قنطرة الروافض الى فلسطين لقد ادخل الروافض بسذاجته وضحالة علمه الى فلسطين تحت مفهومه الثورة الاسلامية
الشقاقى لايعول عليه لمعرفة حال الاخرين لانه هو موضوع نقد باعتباره مدافع عن الروافض بشكل غبى جدا وبلا اى بينة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/128)
ـ[أبوعبد الله عادل المغربي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 09:41 ص]ـ
محمد رشيد رضا اختلفت أنظار العلماء فيه فالألباني يثني عليه جدا، والشيخ مقبل بن هادي يتهمه بالماسونية وأوسع الكلام فيه في رسالته: ((ردود أهل العلم على الطاعنيبن في حديث السحر)):
http://old.muqbel.net/books/books03.htm
بارك الله فيك أخي الكريم, و الشيخ الألباني رد على الشيخ مقبل في هذه المسألة و أن انضمام الشيخ محمد رشيد رضا للماسونيين كان خطأ و لم يكن لأسباب أو أطماع شخصية.
وهذا ما وجدته في هذا الموقع:
) (وحدث في هذه الأثناء أن طلبت القنصلية البريطانية في الحديدة باليمن إلى القنصلية في دمشق أن تختار لها شاباً يتقن العربية والتركية، وأن يكون له إلمام بالقوانين العثمانية وشؤون القضاء، فالتحق بها ورآها فرصة للتعرف على اليمن، ومر في طريقه بمصر ليلتقي بشيخه طاهر الجزائري، وصديقه محمد كرد علي) (
http://www.asharqalarabi.org.uk/center/rijal-muhib.htm
ـ[مراسل الملتقى]ــــــــ[14 - 02 - 10, 12:11 ص]ـ
زهير الشاويش التاريخ: 7 صفر 1431هـ الموافق: 21/ 1/ 2010
الأخوة الأكارم (ملتقى أهل الحديث) حفظكم الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فقد اطلعت اليوم على مجموعة مما يلقى على منتداكم وكل ظني أنه من غير علم ولا إذن منكم.
وفيه تسائل عن العلامة الأستاذ: (محب الدين الخطيب) وهل هو من عملاء المخابرات البريطانية؟؟
والمتسائل – وغيره ومن بعده – تسموا بأسماء مستعارة اختفوا ورائها لينشر مثل هذا التسائل ليطعن في رجل كان في عصره من أكبر رجالات السلفية والدعوة والسياسة والزعامة والنشر في بلاد الشام ثم في مصر.
وقبل ذلك في الدولة العثمانية حيث درس في استانبول وبعد ذلك في مكة المكرمة وعمل مع الشريف حسين قبل ثورته على الطورانيين المتحكمين في الدولة العثمانية بعد خلع الخليفة عبد الحميد – رحمه الله – ثم انتقل إلى مصر وأسس المكتبة السلفية ونشر العلوم الإسلامية وأصدر مجلتي الفتح والزهراء والعشرات من المؤلفات والكتب الإسلامية الواعية.
وبقي حتى وفاته لولب الحركات الإسلامية في مصر (المركز الثقافي للعالم الإسلامي كله وقتها).
و هو الذي حرض على تشكيل جمعية (الشبان المسلمين) وعنها تفرعت المراكز لها في سورية وفلسطين وعدد من البلدان العربية.
وساعد الإمام الشهيد حسن البنا بعد ذلك في نشر مجلة الإخوان المسلمين وفي عام (1962) رأس تحرير مجلتهم.
وتزامل مع العلامة السيد محمد رشيد رضا صاحب المنار (المكتب والمجلة) ونشر العشرات من كتب العلوم الإسلامية.
والسيد رشيد رضا مثله أو أكبر منه سنا غادر بلدته اللبنانية (القلمون) واجتمع مع العالم الواعي الذي نفيَ من مصر لأنه كان مع ثورة عرابي باشا ضد الإنكليز!! وشيخ أزهر فيما بعد الشيخ محمد عبده وفسر معه القرآن الكريم حتى أواخر سورة كهف.
ثم وجدت عندكم مشاركات أخرى لعدد من المتداخلين حتى أن أحدهم اتهم الشيخ رشيد رضا بالماسونية.
وإن محب الدين الخطيب اجتمع بشيخه العلامة طاهر بن صالح الجزائري وصديقه وزير المعارف محمد كرد علي رئيس المجمع العلمي فكان ماذا إذا اجتمع بهما بمصر أو في الشام حيث كانوا دائما معا؟؟
هذا خلاصة ما وجدت في (الملتقى) الذي نحب ونحترم واعتراضي على الكلام المنشور لأسباب هي:
أولا: لأنه رجم بالغيب.
ثانيا: اعتداء على أعراض المسلمين الكبار ومنهم الشيخ محمد رشيد رضا والسيد محب الدين الخطيب.
ثالثا: محاولة ربطهم بالإنكليز ولورنس العرب – لا العرب – وكلاهما عمل مع الشريف حسين ثم مع ملك العرب عبد العزيز آل سعود ومثلهما المجاهد العالم أستاذي الشيخ محمد كامل القصاب رجل الوعي والسياسة والزعامة – وغيرهم – رحم الله الجميع.
وذلك في أيام اضطربت فيها أحوال العرب والأتراك بل وكل المسلمين وشمر العدو من الحلفاء عن ساعديه واستولى على أراضينا ومنها حتى اليوم لم تتخلص من الاستعمار ومكائده وأمام أعين المعترضين والراضين: فلسطين وما فيها؟؟ وباقي أراضي المسلمين المحتلة.
وأما معرفتي بالرجلين العالمين الكبيرين الشيخ محمد رشيد رضا والأستاذ محب للدين الخطيب فقد كانت على الشكل التالي:
فالأول: أدركت حياته وشاهدته قبيل وفاته عند الشيخ فوزان السابق وفي دار المنار مع والدي السيد مصطفى الشاويش – رحمه الله – الذي يزوره في مصر موفدا من الشيخ بهجة البيطار وكان عمري يفوق العشر سنوات.
ثم عملت مع كتبه (بالتعاون مع أولاده) وطبعت عددا منها حتى أن السفير الكبير رئيس الديوان الملكي الأردني المجاهد أكرم بن الشيخ عمر زعيتر سماني معه ومع محب الدين: ثلاثي دور النشر الإسلامي.
وأما الثاني: فقد تتلمذت عليه في مصر سنة (1962م) مع أخي الداعية الأستاذ عصام العطار موفدين من أستاذنا الشيخ علي الطنطاوي ومحب الدين خاله وكان سبقنا بالتلمذة عليه أستاذي مصطفى السباعي ونشر له مقالات ما جمع بعضه بعد ذلك باسم كتاب: (السنة).
ثم عمات معه ومع الأستاذ الشهيد سيد قطب في جريدة الإخوان المسلمين.
ثم تعاملت معه أوائل افتتاحي المكتب الإسلامي مباشرة وأحيانا والوسائط الممكنة حتى وفاته رحمه الله رحمة واسعة.
خاتمة:
وبعد كتابة ما تقدم اتصل بي أخي العالم الجليل الدكتور الشيخ محمد بن لطفي الصباغ من مدينة الرياض وأخبرني:
أن عندهم أحد الناشرين ومعه شلة من أتباع (الكوثري - العلقمي) منذ سنتين يحرضون بنشرات تكتب وتوزع وفيها الطعون بالشيخ محمد رشيد رضا والأستاذ محب الدين الخطيب بأكاذيب وضلالات لها أول وليس لها آخر.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ونحن مع الذين أمرنا الله أن نكون معهم وهم الذين آمنوا وكانوا مع المحسنين ومنهم – الذين نزكيهم – ملتقى أهل الحديث – سدد الله خطاهم – والحمد لله رب العالمين.
زهير بن مصطفى الشاويش
الحسيني
مؤسس المكتب الإسلامي للطباعة والنشر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/129)
ـ[سليمان أحمد]ــــــــ[14 - 02 - 10, 07:27 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ زهير فأنت الآن مؤرخ أهل السنة قواك الله كم كنا بالأشواق لسماع شهادتك والتي هي فصل لمن أراد الحق
ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[14 - 02 - 10, 02:56 م]ـ
جزى الله الشيخ الفاضل الكبير زهيرا وفسح في مدته
ـ[موسى بن نصير]ــــــــ[14 - 02 - 10, 03:53 م]ـ
سبحان الله ,,, لم يكن يحيك في صدري مثقال ذرة من شك في العلامة السيد محمد رشيد رضا و العلامه السيد محب الدين الخطيب ,, رحمهما الله
وذلك لمعرفتي واطلاعي على كثير مما كتبه الاثنيين من كتب ومقالات ,,, ولمحبتي لهما من صغري فقد قرات من ذلك الوقت لهما وانغرس في نفسي محبتهما هم وعلماء اخرين لهم اثر طيب في نفسي منذ الصغر
وكنت اقراء المداخلات حتى وصلت لمداخلة الشيخ الجليل الفاضل زهير الشاويش امد الله في عمره على طاعته .. والذي بقوله قطع كل قول او تقول عليها ,,, بارك الله فيك ياشيخ ونفع بعلمك الاسلام والمسلمين
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[19 - 02 - 10, 12:01 ص]ـ
سبحان الله ,,, لم يكن يحيك في صدري مثقال ذرة من شك في العلامة السيد محمد رشيد رضا و العلامه السيد محب الدين الخطيب ,, رحمهما الله
وكنت اقراء المداخلات حتى وصلت لمداخلة الشيخ الجليل الفاضل زهير الشاويش امد الله في عمره على طاعته .. والذي بقوله قطع كل قول او تقول عليها ,,, بارك الله فيك ياشيخ ونفع بعلمك الاسلام والمسلمين
صدقت بارك الله بك.
ـ[نزار سليم]ــــــــ[08 - 03 - 10, 09:04 ص]ـ
العلامة الشيخ زهير بن مصطفى الشاويش حفظه الله تعالى
جزاك الله خيرا على هذا التوضيح
بخصوص موضوع آخر يتعلق بمذكرات الشيخ محمد المجذوب رحمه الله نرجو السعي لطباعتها
ـ[نور أبو مدين]ــــــــ[08 - 03 - 10, 03:59 م]ـ
كنت أقرأ المداخلات فيعتمل الغيظ في صدري حتى شفاه الشيخ زهير حفظه الله وأسأل الله تعالى أن يجزيه خيرا
ـ[أبوعابد الأثري]ــــــــ[21 - 05 - 10, 01:33 ص]ـ
لا اعتقد ان رد الاستاذ الشاويش قول فصل في القضية.
اولا ليس كل من جرح او حتى طعن يجوز رميه بانه من "الروافض العلاقمة الكوثريين" و ان كان الاستاذ ينكر على من جرح الخطيب و رشيد و يعتبرهم معتدين على الاعراض فان تسميته من جرحوهم "روافض علاقمة كوثريين" هو ايضا اعتداء على الاعراض و رجم بالغيب.
اما ما هو محقق و مؤكد فالآتي:
1) ان رشيد رضا و محب الدين الخطيب انتقلا في القرن الماضي من ولايات الدولة العثمانية الى مصر الواقعة تحت الاحتلال البريطاني و استقرا هناك في نفس الوقت الذي كانت القوات البريطانية تخرج فيه من مصر لتحتل الشام و شواطئ الجزيرة فيما هما يدبجان المقالات في فساد العثمانيين.
2) ان رشيد رضا عرف و اشتهر لانه اخلص تلاميذ محمد عبده الذي قيل في ماسونيته و عقيدته ما قيل و قد سمح له الانكليز بالعودة لمصر و آزره اللورد كرومر حاكم مصر البريطاني في وجه سلطان مصر الذي حاول عزله عن مشيخة الازهر مرارا و هذه حقائق تاريخية تواترت في الكتب.
3) ان محب الدين الخطيب عمل موظفا في القنصلية البريطانية في الحديدة، و لم نسمع من قبل ان القنصليات النصرانية توظف اصحاب العقائد المجاهدين.
4) كان محب الدين الخطيب يدير صحيفة القبلة الذراع الاعلامي للشريف حسين الذي كان ذنبا للكولونيل لورانس. و لا داعي للكلام في عصرنا عن ثورة عربية و فكرية فالشريف لم يكن له فكر و لا خلافه و انما كان شيخ عشيرة اعرابي استاجره الانكليز للاغاره على خط سكة حديد الحجاز و كان لا يبرم امرا يخالف لورانس و لما اصر بعد سنوات وضعوه في قارب و نفوه الى قبرص فما بال "جورنالجي" الثورة؟ اكان مستقلا مع ان سيده لم يكن يملك من امره شيئا؟
5) لم يؤسس محب الدين الخطيب جمعية الشبان المسلمين بمصر و انما اشترك مع آخرون منهم اول رئيس للجمعية عبد الحميد بك سعيد و هو للعلم قائد خلايا مخابرات التشكيلات المخصوصة العثمانية في سوريا ايام الحرب العالمية الاولى و الصديق المخلص لمن اسماهم الاستاذ "الطورانيين" و قد سعى اثناء عمله في الشام في تحرير مصر و الدفاع عن الشام من و ضد الانكليز فيما كان محب الدين الخطيب يسكن في البلاد الواقعة تحت سيطرتهم و يصدر الصحف التي تدعم ثورة العشائر المتحالفة معهم ضد العثمانيين. اما الرئيس الثاني للجمعية فكان صالح باشا حرب احد اكبر قادة التشكيلات المخصوصة العثمانية "الطورانية" و كلهم رجال قاتلوا بضراوة و دافعوا عن مصر و عن ليبيا و الشام و تركيا ضد الانكليز فيما كان محب الدين يصدر صحيفة ناطقة باسم رجال لورانس. و للعلم فان كبير "الطورانيين"انور باشا اخر وزير حربية للدولة العثمانية قتل على صهوة جواده و هو يحارب الروس البلاشفة في طاجكستان و هو يحاول اعادة تاسيس الدولة العثمانية، فلندع تاريخ الثورة الاعرابية المزيف و شعاراتها البراقة جانبا و لنمحص الحقائق كما يليق بطلبة علم و اهل حديث.
6) اما كون محب الدين الخطيب راس مجلة الاخوان المسلمين في 1962 فهذا اقل ما يقال فيه انه تصحيف فالاخوان المسلمين حلت جماعتهم و القوا في غيابات سجون جمال عبد الناصر قبل هذا التاريخ بسنوات و لم يكن لهم صحيفة.
و للعلم فالكلام يدور عن فترة سبقت تتلمذ الاستاذ الشاويش على محب الدين بخمسين سنة فهو يتكلم عن لقائه في 1962 و الكلام يدور عن 1912 و 1916.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/130)
ـ[ليث الدين القاسمي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 06:28 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يا أخى مراسل الملتقى
بلغ الشيخ زهيرا سلاما منى وأخبره أنى أحبه فى الله
وبلغه كلامي هذا:
يا شيخ من فتح هذا الموضوع - وهو العبد الفقير - لم يكن يقصد أن يثير فتنة أو أن يشنع على عالم جليل من علماء أهل السنة وممن جهر بالسلفية فى عصر عوديت فيه الدعوة أشد العداء
فأنا أعرف فضل العلامة محب الدين الخطيب فأنا سلفي من أهل مصر وفضله معروف علي السلفية فى مصر وغيرها، والشيخ العلامة رحمه الله من أحب الناس إلى قلبي هو والشيخ رشيد رضا رحمهما الله تعالى، غرس فى قلبي حبهما شيخنا المفضال محمد بن إسماعيل المقدم حفظه الله تعالى إذ ما فتئ يذكرهما بكل خير ويدفع عنهما كل سوء.
أما عن موضوع السؤال فكان أنى وجدت واحدا ممن ينتسبون للتيارات الجهادية بأحد المنتديات يقدح فى الشيخ العلامة رحمه الله بما ذُكِر فى سؤالى
وتجدون الموضوع على هذا الرابط:
####
فدخلت مجيبا عليه مدافعا عن عرض الشيخ رحمه الله، فأتاني بكتاب اسمه تجلية الراية
وهذا رابط تحميله:
####
ونقل لى منه كلاما، فكان مما قاله ردا علي ثنائي على العلامة محب الدين الخطيب:
" هذا ما شاع و انتشر و لكن الحقيقة المرة ان محب الدين الخطيب و رفيقه رشيد رضا كانا من عملاء المخابرات البريطانية و قد لعبا دورا هاما في الثورة الاعرابية الكبرى التي قام بها الشريف حسين و لورانس العرب. و كان محب الدين الخطيب رئيسا لتحرير جريدة القبلة التي تنطق بلسان الشريف حسين اثناء حربه على الدولة العثمانية لتفكيكها و تمكين بريطانيا و فرنسا من احتلال ديار الاسلام. و كان محب الدين الشامي الاصل قد حاول انشاء جمعيات تدعو للقومية العرية و الانفصال عن الدولة العثمانية بمساعدة اوروبية الا ان القائمين على الدولة العثمانية كادوا يقتلونه ففر لمصر الخاضعة للاحتلال البريطاني الذي حماه اثناء تادية عمله و لم تكن مطاردة العثمانيين له لانه من اهل الحق. (تجلية الراية 132) " ا. هـ. من رده.
ولم أكن قرأت ذلك الكلام من قبل لمن ترجم للعلامة محب الدين الخطيب ...
فبحثت عما كتب عنه رحمه الله فوجدت الكثير من ذلك فى العديد من الكتب الموثقة لتاريخ القومية العربية ..
وكنت منشغلا باختباراتى فى دراستى النظامية حينها فلم أجد الوقت للبحث وتمحيص ما قيل فى حق العلامة ..
فوضعت السؤال هنا فى الملتقى طلبا لعلم أهل العلم حتى أدفع الصائل على عرض ذلك الإمام ..
وأما عن عنوان الموضوع فما هو من وضعي ولا مما خطه بناني .. بل كنت قد وضعت عنوانا لا أذكر هل كان: هل صح هذا الكلام؟ أم كان: هل صح هذا عن العلامة محب الدين الخطيب؟
فوجدت بعدها أن مشرف الساحة قد غير العنوان الذى كتبته إلى ذلك العنوان الذى رأيتموه فلم يعجبكم، وأظن ذلك لأن قوانين الملتقى تقتضى بوضوح عنوان الموضوع وتعبيره عن المضمون حفاظا على وقت الأعضاء ..
وهذا التساؤل لم يكن منى - حفظم الله ورعاكم - لكي ينتشر الطعن فى عرض عالم، بل كان - والله يعلم جهري وإسراري - غيرة منى على عرضه ورغبة منى فى إيضاح الحق
ولا أرضى من البعض ما اتهم به الشيخ رشيد رضا بالماسونية أو وصفه بالزيغ فهو كما يسميه شيخنا المقدم أبو السلفية فى مصر وله فضل عظيم علينا
ورغم أنى لم أجد حينها من يرد علي تساؤلى ذاك فقد رددت على ذلك المدعي بما يقتضيه حسن الظن بالعلماء وبما يناسب مقامهم الشريف , فكان هذا ردي عليه:
" الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن والاه , أما بعد ...
فالعلامة محب الدين الخطيب رحمه الله تعالى ممن نصر الله بهم الدين وأحيا بهم السنة وأخمد بهم نار البدعة
كان رحمه الله تعالى من أوائل من دعا إلى السلفية والتمسك بدعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى فى وقت كانت تحارب فيه الدعوة الوهابية على كل صعيد
فهو من أول من صدع بالحق فى مصر والشام وناصر الدعوة الوهابية حين كان يعد مناصروها خارجيون
وكذلك كان الشيخ رشيد رضا رحمهما الله تعالى على ما كان منهما من أخطاء فكانا فى المجمل سلفيين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/131)
وكانت له رحمه الله تعالى جهود عظيمة فى محاربة الشيعة وبيان فساد عقيدتهم وكان من أوائل من تصدوا لمسألة التقريب فكان صدا أقامه الله تبارك وتعالى لفضح زيف الشيعة
ولولا جهوده لكان انتشر مذهب الشيعة فى بلاد الإسلام
ولو لم يكن له إلا قيامه بتحقيق ونشر جزء مواقف الصحابة فى الفتنة من العواصم من القواصم لكفاه
وكانت له جهود عظيمة فى نشر التراث السلفي فى مطبعته السلفية , فكان مما نشره:
- عِلَل الحديث للقاضي ابن العربي.
- فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني "بالاشتراك مع الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي.
- العواصم من القواصم للقاضي ابن العربي.
- رسالة "الصحابي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها" لابن فارس.
- رسالة "الميسر والقداح" لابن قتيبة.
- العُدَّة شرح العمدة للمقدسي.
- الأدب المُفْرد مع شرحه فضل الله الصمد. للبخاري.
- الإكليل للحسن بن أحمد الهمداني.
- مقدمة في أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية.
- المنتقى من منهاج الاعتدال للإمام الذهبي.
- مسائل الجاهلية التي يخالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجاهلية من الأمِّيين والكتابيين للشيخ محمد عبد الوهاب، شرح الأستاذ محمود شكري الألوسي.
- إيمان العرب في الجاهلية للنجيرمي.
- مختصر التحفة الاثنا عشرية لشاه عبد العزيز الدهلوي، نقله من الفارسية إلى العربية محمد الأسلمي.
- سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي لعبد الملك العصامي المكي، ويشتهر الكتاب باسم: "تاريخ العصامي"
فهذا الرجل كانت له جهود عظيمة فى نصرة السنة ومن أعلام التجديد فى الفكر الإسلامي فى القرن المنصرم
هذا الرجل وإن كان من الأعلام الذين رفعوا الدين إلا إنه يظل بشرا يصيب ويخطئ والواجب على من علم فى الإسلام فضله أن يحمل ما صدر منه من خطإ على أحسن المحامل وأفضل الوجوه وإن كان عظيما فإننا نرجو أن يغفر الله تعالى له , ونحمد الله تعالى على العافية والسلامة مما وقع فيه, فلربما لو كنا مكانه فى نفس البيئة ونفس المؤثرات الثقافية والسياسية لكنا انتهجنا نهجه
الأمر الأهم أن التاريخ فى روايته لا بد له من وثائق , ولا نلقى الاتهامات جزافا , فمن نقلت عنه عمالة الخطيب هو موتور من دولة آل سعود ومستغرق فى تشويه صورتها وصورة من قامت على أيديهم فرمى بالباطل الخطيب ورشيد رضا بالعمالة للإنجليز - ونحن وإن كنا نعتقد عمالة الشريف حسين فلا نرضى بذلك لهذين العالمين -
كان رحمه الله تعالى وهو رشيد رضا يعملان على التمكين لأمة الإسلام ولم يسعيا لتمزيقها , ولم يدعوا إلى قومية عربية فهما قد علما أنها عصبية جاهلية , ولا أدل على ذلك من اشتراكهما فى تأسيس جمعية الشورى العثمانية التى ضمت ممثلين من أقطار الدولة العثمانية وكان لها صحيفة ينشر فيها باللغة العربية والتركية ولم ينفصلا عنها إلا بعد أن قامت بتنفيذ سياسات جمعية الاتحاد والترقى الماسونية
أما جمعية النهضة العربية التى أسسها فكانت فى بادئ الأمر منتدى أدبيا يجمع فيه الطلاب العرب الدراسين فى الآستانة ليعلمهم لغتهم لما رآه من انحطاط مستواهم وطلاقتهم فى اللسان التركي فلم تكن جمعية تدعو إلى التحزب والفرقة كما يظن البعض
وأما مشاركته فى الثورة العربية فكانت من باب إصلاح الأحوال فى العلم الإسلامي ورغبة فى نهضته لكنه سرعان ما اكتشف زيف الشريف حسين فانفصل عنه وعاد لمصر ولم يكن ينوى الانفصال عن الدولة العثمانية وتقسيم بلاد المسلمين وإهدائها لليهود وللنصارى كما يزعم البعض سامحه الله
يقول عبد الله فخري:
" وقامت الثورة العربية الكبرى التحق بها محب الدين وأشرف على تحرير جريدة القبلة التي كان يصدرها الشريف حسين، ولكن سرعان ما تبيّن حقيقة الشريف حسين أنه لم يكن يريد ثورة إصلاحية مسلمة شاملة وإنما قام بثورته للحفاظ على منصبه وطمعاً في منصب أعلى تخلى عنه، وكان يقول:
"إن الشريف حسين وأولاده يريدون الأوطان مزارع للملوك".
لقد قامت في تلك الفترة في البلاد العربية حركات وجمعيات كثيرة وساهم محب الدين رحمه الله في نشاط الكثير منها، ولكنه كان مخالفاً لكثيرين من رواد تلك الحركات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/132)
لقد وجد يومئذ نوعان من الحركات العربية، نوع عنصري قومي يريد تحطيم الأخوة الإسلامية وضرب الخلافة وتهديم الدولة العثمانية بسلاح النعرات القومية والعصبيات الوطنية, وهذا النوع كان يلقي التأييد الكلي من المستعمرين ومن النصارى والملاحدة بين المسلمين ونوع يؤمن بخصائص الأمة العربية الأصيلة وجدارتها بحمل رسالة الإسلام وقيادة الأمة الإسلامية وزيادتها بهذا الدين مع الإبقاء على الخلافة الإسلامية والرابطة الإيمانية في نوع من الحكم الذاتي الذي يبرر خصائص كل قطر وكل أمة أو الأمة العربية بالذات, ومن دعاة هذه الحركة كان محب الدين رحمه الله.
وقد دعا لفكرته هذه في بلاد الشام إلى أن دخلت القوات الفرنسية دمشق وغادرها فيصل ابن الشريف حسين قبل دخول تلك القوات فاضطر محب الدين أيضاً إلى مغادرتها متخفياً في زي تاجر جمال عربي، إلى أن وصل إلى القاهرة بجواز سفر مزور حصل عليه من يافا في طريقه إلى مصر. "
ويقول الأستاذ عبد الله الطنطاوي:
" وفي الحادي والعشرين من المحرم سنة 1327هـ ترك الحديدة، وتوجه إلى دمشق، من أجل تنشيط العمل في جمعية النهضة العربية في إطار الدستور العثماني، وداخل الدولة العثمانية، ولم يكن يسعى للانفصال عن دولة الخلافة، كل ما كان يريده، أن يستمتع العرب بالنظام الدستوري، وأن يعودوا إلى عروبتهم بما فيها من دين وأخلاق ولغة وفضائل، وإلى أن يعيشوا زمانهم، ويكونوا في منظومة الأمم الحية.
يقول:
"إني أقرّ بكل صدق، بأني أنا وجميع من استعنت بهم، وتعاونت معهم من رجالات العرب وشبابهم، لم يخطر على بالنا الانفصال عن الدولة العثمانية .. "
ويقول:
"من مصلحة العرب في الدولة العثمانية، أن تعترف لهم الدولة بلغتهم في الإدارة والتعليم في البلاد التي يتكلم أهلها العربية، وألا تبلغ فيها الحماقة إلى حدّ أن يكون التعليم في بلادهم بلغة أجنبية عنهم، وإلى حدّ أن تكون لغتهم محرَّماً عليهم أن تكون لغة الإدارة والقضاء في صميم الوطن العربي".
وهذا مطلب متواضع من محب الدين وممن معه من شباب العرب، وكان الأولى بالدولة التي قامت على أساس الإسلام، أن تجعل اللغة العربية لغة رسمية للدولة، لا أن تفرض اللغة التركية على سائر الشعوب المسلمة المنضوية تحت لوائها ..
وفي دمشق رفضت الدولة العثمانية الاعتراف بجمعية النهضة العربية، وأجبروا القائمين عليها أن يجعلوا اسمها: جمعية النهضة السورية ..
كان القائمون على شؤون الدولة من قصر النظر، والضحالة في التفكير بمصلحة الدولة، ما أعماهم عن مصالحها الحقيقية، فقد فضلوا قهر شعوب الدولة، وقتل زعمائها، على التفاهم والحوار البناّء معهم، وكانت النتائج وخيمة على الدولة وعلى حكامها وعلى شعوبها .. كان التفكك والتمزق والعداء، بدلاً من الوحدة، والتضامن والعمل معاً للوقوف في وجه الأعاصير والنذر. " " ا. هـ. ردي عليه.
فيا شيخ - حفظكم الله - لم يكن تساؤلى للطعن فى عرض عالم ولا لمحاولة ربطه بالخيانة
وإن أوحى العنوان بذلك فأنا برئ منه فلست من وضعه
وأعتذر إن كان قد بدا منى خطأ فى حق الشيخ رحمه الله
وجزاكم الله خيرا على اهتمامكم
ولا تنسونا من دعاء بالهداية والتوفيق والبركة فى العلم والعمل ومرافقة للنبي صلى الله عليه وسلم بالجنان
[/ CENTER]
ـ[أبوعابد الأثري]ــــــــ[24 - 06 - 10, 02:44 ص]ـ
يقول عبد الله فخري:
" وقامت الثورة العربية الكبرى التحق بها محب الدين وأشرف على تحرير جريدة القبلة التي كان يصدرها الشريف حسين، ولكن سرعان ما تبيّن حقيقة الشريف حسين أنه لم يكن يريد ثورة إصلاحية مسلمة شاملة وإنما قام بثورته للحفاظ على منصبه وطمعاً في منصب أعلى تخلى عنه، وكان يقول:
& quo ويقول الأستاذ عبد الله الطنطاوي:
" وفي الحادي والعشرين من المحرم سنة 1327هـ ترك الحديدة، وتوجه إلى دمشق، من أجل تنشيط العمل في جمعية النهضة العربية في إطار الدستور العثماني، وداخل الدولة العثمانية، ولم يكن يسعى للانفصال عن دولة الخلافة، كل ما كان يريده، أن يستمتع العرب بالنظام الدستوري، وأن يعودوا إلى عروبتهم بما فيها من دين وأخلاق ولغة وفضائل، وإلى أن يعيشوا زمانهم، ويكونوا في منظومة الأمم الحية.
br /> [/CENTER]
لم ياتي هذا الرد مع ما حواه من اتهامات و انفعال بجديد، فلسنا صوفية نقدس شيخ الطريقة مهما اتى بل نعرض افعال الرجال على القرآن و السنة. بداية يرد في الرد ان محب الدين الخطيب انطلق من الحديدة حيث كان يعمل في القنصلية البريطانية الى دمشق لكي يدعو للنهضة العربية. هل كان السلف الصالح يعملون في قنصليات النصارى المحاربين للاسلام؟؟؟؟ ثانيا يقول الرد ان محب الدين عمل مع الشريف من 1916 حتى سقوط دمشق في يد الفرنسيين سنة 1920 ظانا به الخير فلما اكتشف حقيقة امره تركه. الم يرى محب الدين و هو الناطق الاعلامي باسم الشريف الضباط الانكليز المحيطين بالشريف و على راسهم الكولونيل لورانس و هو يتجول بسيارته المدرعة وسط و على راس جيوش الثورة الاعرابية حتى فكك خط سكة حديد الحجاز و اجلى الحاميات العثمانية من مكة الى دمشق؟ الم يرى محب الدين سفن البحرية البريطانية و هي تقصف القلاع العثمانية في العقبة و ضبا و المويلح و غيرها من سواحل الحجاز على مدار اشهر طوال فيما تتقدم قوات الشريف من البر لتحتل تلك القلاع فيما يشبه عمل قوات تحالف الشمال الافغاني و عمل قوات فيلق بدر العراقي في مساعدة الغزو الاميركي في العصر الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/133)
ـ[أبوعابد الأثري]ــــــــ[24 - 06 - 10, 02:49 ص]ـ
الم يرى محب الدين الخطيب ان اغلب الضباط العثمانيين الذين كانوا يقودون جيش الشريف تحت امرة لورانس وصلوا الحجاز على متن سفن بريطانية محمولين من معسكرات اسر الجيش البريطاني بمصر حيث كان شرط الانكليز لاطلاق سراحهم ان يقاتلوا مع الشريف؟
ـ[الطيب العقبي]ــــــــ[25 - 08 - 10, 05:05 م]ـ
السلام عليكم شكرا لكل الأعضاء على هذه المداخلات التي لا يخلو معظمها من فائدة .. أريد أن اضيف أن الشيخ محب الدين الخطيب لم يكن سلفيا في مظهره وانما كان رحمه الله حليقا يلبس البنطلون والطربوش كما ان وبدون ادنى شك كان له دور هام في دعم الدولة السعودية الفتية والدعاية لها كما لا يخفى على أحد، وهذا من خلال علاقته الوطيدة بحافظ وهبة مستشار الملك عبد العزيز .... اذا اضفنا هذا الى ما سبق وتفضل به كثير من الاخوة حول هذه الشخصية فلا يمكننا الا الارتياب حياله ووضع علامات استفهام لامنتهية حوله؟؟؟
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[13 - 09 - 10, 10:00 م]ـ
بارك الله فيك ياأخي
إذا كان الشيخ رشيد رضا بعيد عن ذلك فإن محب الدين الخطيب أبعد
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[13 - 09 - 10, 10:04 م]ـ
بارك الله فيك ياأخي
إذا كان الشيخ رشيد رضا بعيد عن ذلك فإن محب الدين الخطيب أبعد
هل شيخ الإسلام ابن تيمية من أصول كردية
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[13 - 09 - 10, 10:06 م]ـ
هل شيخ الإسلام ابن تيمية من أصول كردية
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[14 - 09 - 10, 06:29 م]ـ
هل شيخ الإسلام ابن تيمية من أصول كردية
المنطقة التي يسكنها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (حران) هي منطقة بادية عربية منذ مئات السنين فهي قاعدة ديار مضر قبل الإسلام. و بعد الإسلام سكنتها قبائل كثيرة ... و إلى اليوم في عام 2010 يسكن حران قبائل عربية مثل الجميلات و بني عجل وغيرهم
لذا نسبة الشيخ بكر بن عبد الله أبوزيد رحمه الله لشيخ الإسلام ابن تيمية أنه نميري الأصل أي ينتسب إلى قبيلة بني نمير القبيلة العربية هو قول قوي .. خصوصا و قد نقل هو رحمه الله ذلك عن كتاب ابن ناصر الدين الدمشقي رحمه الله (الرد الوافر) إن لم تخني الذاكرة ...
و دمت بخير(151/134)
الصحابي سليمان بن صرد الخزاعي هل كان من الشيعه و خذل الحسين و تاب؟!
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[04 - 01 - 10, 08:47 ص]ـ
السلام عليكم
مما أعرفه أن الحسين بن علي -رضي الله عنهما- قتله الشيعه غدراً حيث كانو يظهرون موالاته و من ثم غدرو به
قال ابن عبدالبر في الاستيعاب عن سليمان بن صر الخزاعي
وكان فيمن كتب إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما، يسأله القدوم إلى الكوفة، فلمَّا قدمها ترك القتال معه، فلمَّا قُتل الحسين ندم هو والمسيب بن نجبة الفزاري وجميع من خذله؛ إذ لم يقاتلوا معه، ثم قالوا: ما لنا من توبة مما فعلنا إلا أن نقتل أنفسنا في الطلب بدمه".
تساؤلاتي /
كيف نقول أن الشيعه هم من قتل الحسين و بينهم صحابي؟!
أم أننا نقول أن الصحابه كان فيهم شيعه؟!
و ما وجه هذا التشيّع؟!
هل هو القول بالإمامه و العصمه ... إلخ؟!
أم هو تشيّع كتحزب فقط و ليس كعقيده؟!
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[04 - 01 - 10, 05:22 م]ـ
أولاً هل الرواية صحيحة؟ ثانياً دعك من كل الروايات عن الصحابة في الفتن و كذلك مقتل الحسين من كتاب ابن عبد البر فلقد شان كتابه بمثل ذلك و لقد قال عن آخر الصحابة موتاً و هو أبو الطفيل عامر بن واثلة أنه يقدم علياً على أبي بكر و عمر مع الاعتراف بفضلهما!!(151/135)
طلب عن الدراسات المتعلقة بسيرة ابن هشام
ـ[أبو عبد الرحمان الزواوي]ــــــــ[04 - 01 - 10, 11:11 ص]ـ
السلام عليكم أرجو من الإخوة إفادتي بالدراسات المتعلقة بسيرة ابن هشام وشكرا(151/136)
طه حسين في الميزان
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[06 - 01 - 10, 09:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
" لا يُحِبُّ اللهُ الجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ القَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ "
أدبيات ومقالات ومكتوبات
الدكتور طه حسين
بسم الله الرحمن الرحيم،، وبه ثقتي
المقدمة
رأينا افتتان كثير من الناس على اختلاف مستوياتهم العلمية بالدكتور طه حسين وأدبياته، وذلك لما يسمعونه من تلامذته الذين ينعقون بالباطل ويهرفون بالمغالطات على غير تحرٍ للحق وتمحيص في وجوه المتلقى، وقد أغراهم في الإطار نفسه ما يسمعونه في الإعلام المضلل من أن الدكتور هو عميد الأدب العربي وتاريخه ولا ينازعه إلا جاهل ولا يحاول بلوغ شأوه وشأنه إلا متطاول، وظل المساكين ردحًا من الزمن بدون دراية يروجون لطه حسين وفكره على أنه المجدد والمفكر والمبدع، وأنه صاحب الأسلوب السهل الممتنع ورسول الحداثة المحببة إلى النفس لا تلك التي تمقت الأسماع اسمها فضلا عن حقيقتها، وصاروا يقولون للسائلين أنه صديق المنطق الذي لا يضارع ورجل الإقناع الذي لا ينازع، وغررت بذلك أمة وأضحت تقبل من أعمى البصر والبصيرة الهذيان والبطلان على أنه من السداد والرجحان، ونسوا أساتذته من المستشرقين الذين بصموا له بأنه تفوق عليهم في نشر ما يريدون في زمن بسيط، مع أنهم يعتبرونه وأمثاله ثمرة طبيعية لمجهوداتهم المضنية والمستمرة من أجل تخريب الأمة أبنائها وجهاداتها وتفكيرها لرقيها.
لأجل هذا كله كان ضروريًا وحريًا بنا كرجال نقف على ثغر إيضاح الحق ونثر شذاه على كل المسلمين طالما أننا قادرون على ذلك أن نظهر أمره ونجليه للعامة والخاصة والقريبين والبعيدين، ومن أجل أن ننبه العقول والقلوب جميعًا التي غرقت في محبه طه إلى عدم جواز حبه، لأنه ضيّع الشباب باهتمامه بشعر الزنادقة وقصص الهابطين وترجمته لسفالات اليونانيين والفرنسيين، وقد ارتأينا أن يكون بحثنا هذا عبارة عن قراءة مستفيضة في كتاب (محاكمة فكر طه حسين، مراجعة عامة لمؤلفات وكتابات طه حسين خلال خمسين عامًا في مواجهة ردود أكثر من أربعين عالمًا) للأستاذ المفكر أنور الجندي، مع تعليقات خفيفة عليها مع نية التتمة في المستقبل بإذن الله بمراجع أكثر وزخم أكبر، فاللهم وفقنا وأعنّا.
وقد كان من المفترض أن أقدم هذه الورقات لمدرسي الفاضل الأستاذ أبي أحمد سامي الجزار حينما كنت في الثانوية العامة (التوجيهي) ولكنني ربطت الأمر إذّاك بضرورة أن أكتبها على جهاز الحاسوب حتى تكون ببهاء أجمل وسناء أكمل، ولكن مشاكل الحياة وأتعابها قد تكاثرت عليّ وأضنتني سهرًا وعملا، فلم أستطع أن أجد من الوقت ما يكفي لكي أبدأ مشروع هذا البحث الراقي، وها أنا اليوم أفعل بعد مضي أربع سنوات ونصف على ذلك وقد أصبحت الآن رئيس مجلس طلاب الجامعة الإسلامية بعد سبع سنوات مرت علي حسومًا بإدارياتها التي لا تعرف الرحمة ومسئولياتها الولادة، ومع كل هذا كان لا بد من إبلاج الحق حتى لا تغرق أجيال المسلمين التي تلتنا وسمعنا عنها تقازم الأفهام والعقليات بشكلها العام مع المنحنى طرديًا لتقاصر الطول لديهم، متمنيًا من مدرسي القدير أن يسامحني وأن يتفضل عليّ بقبول هذا العمل المتواضع، على أمل أن نساهم معًا وبأسلوب علمي موضوعي لا يعرف الهوى ولا يختلط بالشاذ في توضيح ما اشتبه واختلف عند كثير من أحبابنا من أمور هامة.
القراءة المنهجية لأدبيات ومكتوبات ومقالات
الدكتور طه حسين
منهجه في الدراسة الأدبية
أولا: اعتمد المنهج التجريبي على الإنسانيات ودراسة الإنسان كما يدرس النبات وترتيب الشخصيات الإنسانية فيما بينها على نحو ما يصنع علماء النبات في ترتيب الفصائل النباتية المختلفة، وليس هذا غريبًا فقد درسه على نهج الناقد الفرنسي سانت بيف.
ثانيا: إخضاع فنون الأدب لنظريات النشوء والارتقاء والتطور خضوع الكائن الحي كما هي نظرية الناقد برونتير.
ثالثا: اعتبار الفرد أنه أثر من آثار الأمة التي نشأ فيها أو من آثار الجنس الذي نشأ فيه، وأن أخلاقه وعاداته وملكاته هي نتيجة للمؤثرين اللذين تخضع لهما (الزمان والمكان) فالشاعر أو الكاتب أثر من آثار الجنس أو البيئة والزمان، وهذا مفهوم الناقد الفرنسي تين.
ولا مرية في أن هذه الأسس التي اعتمدها فاسدة ومدحوضة بسبب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/137)
1. إخضاع الإنسان والعلوم الإنسانية للعلم الطبيعي.
2. قصر الكيان الإنساني على الجوانب المادية فقط مع إغفال الروحانيات.
3. القول بجبرية الإنسان وإنكار إرادته.
4. إدخال الآداب والعلوم الإنسانية ضمن دائرة فلسفية مادية لا تعترف بالخالق.
5. منح الأدب حرية تامة للاندفاع نحو تصوير الغايات الشاذة والجنسية والإباحية.
6. فتح الطريق إلى الأهواء التي يخضع لها الكاتب والناقد والتي من شأنها أن تصدر أحكامًا جائرة وفاسدة.
وكان طه حسين في كل ما كتب لم يستطع أن يتخلص من الهوى ولم يستطع أن يقدم نقدًا علميًا خالصًا، ومواقفه من المعري والمتنبي في القديم وأحمد أمين ومصطفى الرافعي في الحديث تؤكد ذلك، بل وإن الأخطر من ذلك أن طه لم يكن تخصصه الأدب وإنما هو درس التاريخ الروماني في باريس، وحين كلف بتدريس الأدب العربي في الجامعة تكشف أمره عن عجز كبير لم يستره إلا السطو على مؤلفات المستشرقين. ومنذ سنين حاول طه أن يثبت أن العرب لم يكن لهم نثر فني وأنهم لم يجيدوا الإنشاء إلا حين اتصلوا بالفرس، وأن أول كاتب في اللغة العربية هو ابن المقفع الفارسي وهذا كلام المسيو مرسيه الذي يقول بأن العرب لم يكونوا يعرفون النثر في الجاهلية ولا في صدر الإسلام وأن التفكير المنظم لم يجئهم إلا عن طريق الفرس. وكذا انطلق طه في مصر قبل أن يذهب للغرب من نظرية الجبرية التاريخية في رسالة عن أبي العلاء المعري، فلما ذهب إلى الغرب درس نظريات سانت بيف وأبيوليت سكين وليمتر، وهم قادة النقد في المدرسة الفرنسية، ويبدو الكثير من الغمط والظلم والتعصب والحقد على الرسول والإسلام والقرآن من خلال عرض نلينو لتاريخ الآداب العربية.
مما سبق يتضح حرص طه على الاعتصام بمذهب قوامه الذوق بدعوى أن الذوق أصبح في العصر الحديث علمًا، وذلك ليخفي ضعف مراجعه وعدم صبره على البحث وعجزه عن فهم النصوص ولظروفه الخاصة، الشيء الذي واجه انتقادًا شديدًا وكشف عن قصور بالغ في مجال الدراسة ووصفه النقاد بأنه مذهب لا صلاحية له.
الأدب العربي: تأريخه ونقده
كان سبب كبواته وأخطائه في ميدان الأدب العربي عدم درسته له، وإنما دراسته لتاريخ اليونان والرومان، فلم تكن لديه الأدوات الحقيقية لهذه المادة، وذلك بشهادة تلاميذه وزملائه والدارسين في مجال الأدب العربي في الجامعة ودار العلوم والأزهر، ولعل أهم ما يتضح في كتابه في الأدب العربي:
1. التخبط والانتقال من رأي إلى آخر حسبما تفرض أهواؤه كالقول بأن الأدب العربي أخذ من الأدب الفارسي تارة ومن اليوناني أخرى.
2. روح التبعية والاعتماد على المناهج الغربية في تأريخ الأدب ونقده فضلا عن اعتماد نظرية الجبرية التاريخية ونظرية داروين التي تعتبر الإنسان حيوانا، ونظرية فرويد في الجنس، ونظرية ماركس في التفسير المادي للتاريخ.
3. جميع الآراء المعروضة مقتبسة سواء من المستشرقين أو من القدماء باختلاف إضفاء أسلوب الاندفاع والعنف الذي يريد به إحداث الدويّ.
4. خدمته للصهيونية العالمية بقوله بتأثير الوثنية واليهودية والنصرانية على الشعر العربي.
5. اعتماد كتاب الأغاني في إصداره الحكم على العصر العباسي الذي لم يكن في نظر الباحثين مرجعًا أصيلا لدراسة العصور الإسلامية، لما فيه من الشعوبية والمجون والفسق والتخبط.
6. يرى فصل الأدب عن الإسلام باسم حرية الأدب وإطلاقه من قيود الفضيلة، وهذا مذهب إباحي شعوبي عمد إلى إدخاله إلى الأدب العربي.
7. دعوته إلى فصل اللغة العربية عن الإسلام بهدف تدمير رابطتها بالقرآن الكريم وإحياء العامية وبحجة تطوير النحو وغيره.
8. استعماله أسلوب الشك والسخرية والتهكم القائم على الظن بدون اعتماد سند علمي صحيح.
وكان يقول أن الأدب العربي سطحي يقنع بالظواهر والأدب الفرنسي عميق دائم التغلغل وفيه وضوح وتحديد لا وجود لهما في الأدب العربي، والأديب الفرنسي إذا عالج موضوعًا ألمّ بالتفصيلات وهو مع ذلك لا ينسى الكل والموضوع، أما الأديب العربي فيجتزئ بأخذ وردة من البستان أو لون من الوردة ولا يفكر في البستان، وهدفه من ذلك معروف لإرضاء سادته الفرنسيين بهذا الثناء، وكان هدفه من ادعاء الأثر الهليني في البلاغة وأثر أرسطو فيها خاصة هو إخضاع الأدب العربي للأدب اليوناني، وهو القائل بأن عبد القاهر الجرجاني هو تلميذ أرسطو، وما من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/138)
شك في أن الأدب العربي كان ذا نفس أطول من الأدب اليوناني وذا عمق أكثر وذلك لإدخال النواحي الدينية عليه، الشيء الذي لم يكن عند اليونان من ناحية الصفاء في الجوانب الروحية. وإنما كان هدف طه التجرد من الإسلام ومن اللغة العربية، وهذا ما يسميه بالقديم لأنه لم يستطع أن يواجهه صراحة، فتخفّى وراء هذا المصطلح وأخذ يهاجم قيم الأدب العربي ويشكك فيها لإفساح المجال للوثنيات والأساطير اليونانية التي لم يقل مرة أنه يعرضها على مذهب الشك.
من جهة أخرى نتبين أن أفكار الغرب تغيرت وظهر المذهب الذي يفصل بين العلوم الإنسانية والتجريبية، ومع ذلك فقد نشأت أجيال في كلية الآداب على مفاهيم طه حسين التي بثها في كتبه كما في (في الأدب الجاهلي) و (عن أبي العلاء) وهما محملان بهذه السموم منشورة مذاعة. وكان من أخبث ما ادّعاه نظرية حقيرة تقول بأن الأدب العربي يجب أن يدرس لذاته لا أن يدرس لغيره من فقه أو شرع، وأن اتصال اللغة بالقرآن والدين يجعلها مقدسة مبتذلة في آن واحد، مقدسة لأنها لغة القرآن والدين ومبتذلة لأنها لا تدرس في نفسها ولأن درسها إضافي فهو يقول: (فلتكن قاعدتنا إذًا أن الأدب ليس علمًا من علوم الوسائل يدرس لفهم القرآن والحديث فقط، وإنما هو علم لنفسه ويقصد به قبل كل شيء إلى تذوق الجمال الفني فيما يؤثر من الكلام)، وليس يخالطنا أدنى شك بعد ذلك في أنه ساعية لهدم القيم لهذه الأمة وإبعادها عن قرآنها ومنهاج ربها، واللهَ نسأل أن ينقذنا من براثن أفكاره.
أدب المجّان والحب والإباحة
كان من أكبر أهداف طه إشاعة أدب المجان والجنس والإباحة ويقصد من ذلك:
1. إحياء ما وجده في الأدب القديم من فنون الجنس عند بعض الشعراء المنبوذين من أهليهم وأمتهم ومما جمعه الشعوبي الخاطئ الأصفهاني في كتابه الأغاني.
2. مما عمد إلى ترجمته من القصص الجنسي الفرنسي الداعر.
ومن الطبيعي أنه حين دعا إلى تحرير الأدب العربي من الارتباط بالفكر الإسلامي كان يهدف إلى دفعه في أوحال الشهوات والإباحية، وهو هدف خطير قام عليه كتابه (الشعر الجاهلي) وليس أدل على خطورته ما أشار إليه أحد المستشرقين حين قال: (إن المحاولة الجريئة التي قام بها طه حسين ومن شايعه في الرأي لتخليص دراسة اللغة العربية من شباك العلوم الدينية هي حركة لا يمكن تحديد آثارها على مستقبل الإسلام)، فلقد عمد طه إلى شعر المجون فأذاع به واهتم بشعر الغلمة، وحاول أن يضع لأبي نواس وبشار صورة بطولة ليست لهما في الحقيقة، فقد كان مع المجموعة من شعراء المجان الذين عني بهم طه في كتابه (حديث الأربعاء) مجموعة من الشعوبيين الإباحيين الذين هم موضع احتقار المجتمع ومحل امتهان المثقفين والعلماء، ولكن طه في جرأته على الله والحق والتاريخ لا يلبث أن يقول كلمته المسمومة: (إن القرن الثاني للهجرة كان عصر شك ومجون وزندقة وفجور)، وأنه يتخذ لنموذج هذا العصر أبا نواس والوليد بن يزيد ومطيع بن إياس وحماد عجرد والحسين بن الضحاك ووالبة بن الحباب وإبان ومروان بن أبي حفصة وأمثالهم من شعراء اللهو، ويعتمد على كتاب الأغاني في كثير من الأحكام التي أصدرها من غير تحرج ولا احتياط على هذا العصر، بل وذهب إلى أبعد من هذا حيث دعا شباب كلية الآداب إلى اعتبار كتاب الأغاني مرجعًا في دراسة العصر الثاني ومصدرًا لرسم صورة المجتمع الإسلامي وهذا يثبت زيفًا بالغ الخطر وجرأة على الحق.
وبعد ذلك نرى أن طه ليس باحثًا متمكنًا يستطيع التحكم في عواطفه، أو إدارة أسلوب التغريب باقتدار، ولكنه يكشف منذ اللحظة الأولى بأنه صاحب هوى وهو يدفع شبهاته بغير تحفظ ولا تحرج ولا احتياط، فإذا أوردت إليه واحدة بعد أخرى على أنها باطلة لم يسودّ وجهه، ولكنه ذهب للبحث عن سموم أخرى، هكذا عاش حياته كلها، فهو قد ذهب في الشعر الجاهلي مذهبه في تزييف الحقائق، ثم حين ينتقل منها إلى حديث الأربعاء يعلن في صراحة أن شعراء المجون يمثلون عصرهم أكثر من الشافعي وابن حنبل وأبي حنيفة، ومن يصدقه في ذلك؟!، ويعتمد على الأغاني (وصاحبه متهم في عقيدته وخلقه فهو من الشعوبية المارقين) وقد أجمعت المصادر التي أرّخت له ولكتابه أنه مثل طه حسين صاحب هوى لا يوثق بروايته وأنه يصرح في كتبه بما يوجب عليه الفسق ويهوى شر الخمر، وربما حكى ذلك عن نفسه، ومن تأمل كتاب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/139)
الأغاني رأى كل قبيح ومنكر، وقد أنكر الباحثون على مدى التاريخ استنادهم على الأغاني إذ ليس لروايات الأغاني قيمة تاريخية، ذلك أنه لم ينتقِ أوثق الأخبار من مظانها ولم ينقلها عن أهل الخبرة مهما ذكر ذلك في مقدمته، وقد زيّف صور الحياة العربية والمجتمع الإسلامي، فكانت مصدرًا مسمومًا للمستشرقين ودعاة التغريب يدلون عليها تلاميذهم.
ومع ذلك نرى أن طه ليس ناقدًا له باع في فهم النصوص، وكل ما وجهه إليه الكتّاب على مدار أبحاثه يدل على قصور واضح، فهو ليس بصاحب صناعة في النقد، ولا في الأدب على وجه التحقيق، ولكنه مراسل من مراسلي المعاهد التبشيرية العالمية لإثارة الشبهات ووضع السموم في قلب النصوص، وهو في هذا الإطار داعية الأدب المكشوف الذي يحاول أن يصم القرن الثاني الهجري بأنه عصر شك ومجون اعتمادًا على صورة مسمومة رسمها الأصفهاني لبعض الشعراء الماجنين المنبوذين من المجتمع الإسلامي العريق الحافل في هذه الفترة بطائفة من ألمع رجاله.
أخلاقية الأدب
هذه القضية من أخطر القضايا الأدبية على الإطلاق: قضية مفهوم طه للأدب في ضوء مفهوم الإسلام، فإلى أي حد يمكن للأديب أن يكون حرًا وإلى أي حد يمكن أن يصل (الصدق الفني)، وهل نحن كعرب ومسلمين يمكن أن نقبل بالنظرية الإباحية الغربية التي روج لها طه حسين وتوفيق الحكيم وغيرهما؟! وهي نظرية إطلاق الكلمة دون لأن تكون لها ضوابط الأخلاق الإسلامية، ومن أجل أن يذيعها طه اختار لها ما يسمى (الصدق الفني) وهو تعبير زائف يراد به أن يكتب الشاعر والأديب والفنان الصورة الواقعية بما فيها من إباحيات وسموم وزيف، ويدعو إلى معاني مضللة زائفة كالواقعية وحرية الرأي، وهو يدرس الحرية كحرية أبي نواس فيقول: إن أبا نواس وأضرابه لم يبلغوا ما بلغوه في النفوس إلا باقتحام هذه العقبة وفكرة تلك العقود، وهو يرى أن حياة الدين كانت تجذب العرب إلى الوراء بينما تدفعهم الحضارة الغربية إلى الأمام ولهذا قال قولته المشهورة: (خسرت الأخلاق في هذا التطور وربح الأدب)، ولا ريب أن هذا المفهوم ضال ودخيل على فكر المسلمين، وقد أخذ عليه كثيرون شططه كالسيد رفيق العظم وكذا رماه الأستاذ المازني بالانحراف الخلقي الذي يسوغ له الرضا بالانحلال والمنافحة عنه.
وما من شك في أن مشكلة الفن والأخلاق من أعوص المشاكل الأدبية وخلاصة القول أن دعوى الاختلاف بين الفن والدين والأخلاق نشأت من اتباع نظرية (الفن للفن) ومرد الاختلاف إلى اعتبار الفن نوعًا من التعبير لا أزيد ولا أقل، فلا عبرة بالموضوع ذاته وإنما بمقتضيات التعبير، والفن لا يخضع لقانون التعبير، ومن هنا نشأ التضارب وسار عليه طه حسين فيما أسلفت من القول: (خسرت الأخلاق وربح الأدب). وهو موقف يوحي به ظاهر المذهب وقد شاع هذا الخطأ حتى أصبح تبريرًا لكل تبذّل مقصود وحجة يسوقها أنصاف الفنانين بين يدي الانحلال، يريدون أن يضفوا عليه ثوبًا من المشروعية الزائفة ينفقونه بها في سوق الغباء الفني، فغاية المذهب الحقة تخليص الأمة من القيم الدخيلة عليه ولم تكن قصاراه أن يقف من الأخلاق والأديان موقف التناقض والتدابير الذي وقفه طه حسين.
ويبدو صوت خبيث من طه حين يزعم من طرف خفي أن القرآن من صنع عبقري لا أنه كلام الله وأنه آية فنية إنسانية لا معجزة إلهية، وإذًا فينبغي أن يخضع لما يخضع له أي عمل إنساني من النقد والفحص والبحث العلمي، ولا عجب فلقد رضع كل هذا الحقد الدفين على المسلمين وربهم ورسولهم وقرآنهم من أساتذته المستشرقين، لذا يهب لدرء هذا الإفك العظيم كل كريم من رجال الأدب، ويقاتلونهم على إعجاز القرآن وحرمته وتقديسه ويدعونهم اتباع الإنصاف، لأن القرآن كتاب رباني له حرمته التي يجب أن يتهاوى على صخورها الشم كل زنديق ومكابر.
ومن هذا وذاك نستنبط أن المذهب الطاهوي اللئيم بتحرير الأدب من ربقة الأخلاق إذا تحقق كان الخراب والدمار، وما تركت أمة أخلاقها إلا ذلت وعمها البلاء، فلنأخذ بعين الحذر والاحتياط من كل ما يجوس حوالينا والله المستعان.
الترجمة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/140)
يحاول طه أن يثبت أن الأدب العربي في حاجة إلى مترجمات من الآداب العالمية وفي مقدمتها اللغة الفرنسية والأدب الفرنسي، وهو يذهب إلى أن يقتحم هذه الغاية فيقدم أسوأ ما في الأدب الفرنسي من نتاج حيث اختار في جميع مترجماته الأدب الفرنسي المكشوف، ولكي يرفع ثمن بضاعته يعقد مقارنة بين الأدبين العربي والفرنسي، فيعلن أن الأدب العربي قد أخذ من الأدب اليوناني القديم فلا بأس عليه أن يأخذ من الأدب الغربي الحديث، ويشيد بالأدب الفرنسي.
وهو في هذا يحاول أن يرد ما قاله أكبر أعداء الإسلام والعرب رينان وهو ينطلق من هذه المحاولة المبطلة إلى الدعوة إلى نقل الأدب الفرنسي. وليت طه نقل من الأدب الفرنسي بل نقل قلة الأدب، نقله مكشوفًا داعرًا لا حاجة للأدب العربي به، ولا يكون نتاجه إلا الفساد والتحلل.
وطه بذلك يهدف إلى أن يدخل مناهج الأدب الأجنبي في اللغة العربية لتغلب ثقافتنا العربية الإسلامية وتنازعها نفوس المسلمين من العرب وتؤدي خدماتها للنفوذ الأجنبي في حمل الفكر والثقافة، وهو كما قدم أبا نواس في حياته المضطربة المليئة بالإثم والفاحشة، فهو يقدم لك الشاعر الفرنسي بودلير تحت اسم الحرية والفن ويتحدث عن ديوانه (أزهار الفن) الذي وقف من أجله الشاعر للقضاء، ويقول: لقد أثارت حياة بودلير مسألة من أدق المسائل التي سيظل الخلاف قائمًا فيها أبدًا بين الفرد والجماعة، فهذه المسألة هي مسألة الحرية والفن.
وقد حرص طه من خلال برنامجه التغريبي الواسع أن يقدم في جريدة السياسة يوم الأربعاء شعراء المجون، وأن يقدم يوم الإثنين القصص الفرنسي المكشوف، وما كان هدفه من ذلك إلا لتقديم شحنة من الإباحيات من التراث القديم ومن الأدب الحديث ليغرق في بحرها اللجي جماعات كثيرة من العرب وغيرهم.
وهو بذلك كما قال المازني متسائلا: هل ترى بين تلك القصص الفرنسية وبين روح هذه الأمة صلة، أو بينها وبين روح هذه اللغة صلة، وإذا لم يكن فهل فيها شيء ينحدر من عناصر الفضيلة والعفاف منه قبل بدئها؟!، وهذا أهون ما يمكن أن يقال عنها، ولو كنا ضاربين مثلا لضربنا مثلا (الزنبقة الحمراء) التي ألفها أناتول فرانس، كان فيها من المعاني ما كنا نظن أن أستاذًا يستحي أن ينقله للناس، أو أن مجلة (الهلال) تنشره عليهم، ولكنا نأبى أن نشير بأكثر من هذا.
وصاحب الكتاب – أي طه حسين – قد دلّ على أنه ممن يرى إطلاق الفن من قيود الفضيلة، فلا يكون على الفنان حرج في أن يصور الرذيلة كيف يشاء بريشته أو بمنقاشه أو بكلمه ما دام يصورها، وفيما يتصل بأثر طه حسين في الترجمة ما قام بترجمته من بودلير الفرنسي المعروف أنه شاعر منحرف الذات والذوق الذي يقول في إحدى القطع بترجمة طه (كذلك نفسك التي يحرقها برق اللذة الملتهب تبدو سريعة جريئة نحو السموات الواسعة المشرقة).
هذا ويبدو هذا في إعلان طه رغبته عن ترجمة الفلسفات الأوروبية كما كان حريصًا على ترجمة شكسبير مما يجعل طه دائمًا مستظلا بظل أوروبا يقتطف ثمارها فجة وناضجة، مرة وحلوة، صغيرة وكبيرة.
نقد الشعر
يجمع بنصوص صريحة كل من العقاد وزكي مبارك ومحمود محمد شاكر أن طه حسين قليل الخبرة في فهم الشعر ونقده، وتجمع نصوص أخرى على أنه في كل معاركه التي دخلها عن الشعر كان موقفه ذاتيًا وكان يصدر عن هواه الشخصي، ولم يكن يملك من الأدوات ما يمكنه من حسن النظر ولا يملك من التماسك الشخصي ما يمكنه من سداد الرأي.
وموقفه من ناجي وعلي محمود طه واضح تمامًا في هذا الصدد، وحين أحسّ بأن خصومه السياسيين أثنوا عليهم حمل هو عليهم حملة واسعة عنيفة، وكذلك كان موقفه من محمود أبو الوفا. وكان العقاد والمازني قد أثنيا على ناجي وعلي محمود طه، وكان الرافعي قد أثنى على محمود أبو الوفا، وكان لا بد لطه حسين أن يعارضهما لحزازات قديمة أو خلافات سياسية.
وهذا الطه متناقض في هذا المجال أيما تناقض، فلقد أعلن بعد وفاة شوقي أن إمارة الشعر انتقلت إلى العراق حيث الرصافي والزهاوي، ولم يلبث إلا قليلا حين انتقل من حزب الأحرار الدستورين إلى حزب الوفد، حيث يوجد العقاد كاتبهم الأول فإذا به ينتهز أول مناسبة ليعلن أن إمارة الشعر هي من حق العقاد، ولم يلبث بعد قليل أن أهداها لمطران.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/141)
ولزكي مبارك ردٌّ عليه في ذلك كان مجمله موجِّهًا خطابًا له: (أشعتَ أن إمارة الشعر بعد شوقي قد انتقلت إلى العراق، أخطأت يا سيدي الدكتور، إن الشعر لمصر حتى آخر الزمان، وأنت نفسك حاولت أن تكفر عن ذنبك فخلعت إمارة الشعر على الأستاذ العقاد، وهو أديب فاضل بدليل أنك أهديت أحد كتبك إليه، ولكنه شاعر صغير بالقياس إلى العبقرية المصرية).
وقال الأستاذ مصطفى صادق الرافعي: (إنني حين قرأت كلام الدكتور طه لم أبحث بين ألفاظه عن يقين المتكلم واقتناعه وحججه وأدلته، بل بحثت فيه عن سخرية طه بالعقاد وبالشعراء جميعًا في أسلوب كأسلوب تلك المرأة العربية في قصتها المعروفة حين قالت لرجال قومها في أبيات مشهورة:
وإن أنتموا لم تغضبوا بعد هذه فكونوا نساء لا تغيب عن الكحل
غير أن طه في سخريته كالذي يقول: فإن لم تثبتوا أن فيكم من استطاع أن يخلف شوقي فاصغروا واصغروا حتى يكون العقاد هو أميركم. ويريد طه أن يدرأ عنه هذه الشبهة فيقول (أحب أن أؤكد لكم أني لم أبايع العقاد بإمارة الشعر وما كان لي أن أبايعه لأني لم أكن شاعرًا، وإنما قلت مخلصًا غير محابٍ ولا متأثرًا بالسياسة ولا مستعدًا للرجوع فيما قلت: إن الشعراء يستطيعون أن يرفعوا لواء الشعر إلى العقاد بعد أن مات حافظ وشوقي، فهو يستطيع أن يحمل هذا اللواء مرفوعًا منشورًا وأن تحتفظ لمصر بمكانتها في الشعر الحديث) ولكن قبح السريرة لديه تبدّى بعد موت العقاد فقد أعلن العقاد أنه لا يفهم العبقريات، وقد حمل على شعراء النظم وقسا في محاسبتهم، ولكنه لم يلبث أن شجع كتّاب الشعر الحر ودافع عنهم وقال (إن عمود الشعر ليس وحيًا قد نزل من السماء)، وهو في هذا يجري مع غايته وهواه في إدخال كل العناصر الأجنبية التي من شأنها أن تقضي على الأصالة، وموقفه من الشعر الحر أشبه بموقفه من اللغة والنحو، فهو يدعو إلى فتح الأبواب أمام كل جديد دون احتياط فسقطنا بين براثن لعبة الثقافات الأجنبية على اختلافها لإفساد قيمنا ومقوماتنا.
القصة
كان طه حسين من دعاة كتابة القصة في الأدب العربي الحديث حتى أنه قال (إن الأدب العربي الحديث رهن بظهور القصة، فإن لم تظهر فلا أدب ولا أدباء) ومن عجيب الأمر أن نجد القصاصين عندنا في الطبقة الدنيا من أدباء اللغة العربية وللقارئ أن يعدهم واحدًا واحدًا، هم جميعًا عالة على الآداب الأجنبية، يستوحونها بلا فهم ولا تبصر، وينقلون منها نقلا سخيفًا مشوهًَا يجرح الأذواق والنفوس، وهو في كتابة القصة يصل إلى نفس الهدف الذي قصد إليه من إحياء الشعر القديم أو ترجمة القصص الفرنسية المكشوفة، ففي قصة (أحلام وشهرزاد) أشبع المؤلف – كما يقول زكي مبارك – حاجته العنيفة إلى لذة الشك طليقًا من كل قيد، فليس في القصة صورة واحدة تثبت على حال أو تعبر عن معنى مستقر يسوق إلى غيره، فتراه يفترض وجود عالم وهمي تنحلّ فيه المشاكل بالسحر، ويتدخل السحر في الحرب والسلم، وقد بلغ حظه من هذا الفهم أنه وسع دائرة التنفيس عن كوامن نفسه فجعل عند حديثه عن شهريار وشهرزاد بطانة من قصة عفريتية أخرى تتمشى مع نفسها كما يتمشى الطفل، وابتكر لذلك حكايته الملفقة عن الملك طهمان ملك الجن وابنته فتنة، فلا أدري ألم يجد لتثقيف العرب إلا أن يبيعهم الأحلام والسحر الرخيص في مملكة العفريت طهمان. وفي قصة الحب الضائع التي حاول فيها أن يصور المجتمع الفرنسي، كان يقتبس اقتباسًا بائنًا وعندما ترجمت هذه القصة قال الفرنسيون: هذه بضاعتنا ردت إلينا، ويقول أحد الكتاب عنها أنها تعالج الصراع بين الحب والواجب، وهي فكرة فرنسية عولجت معالجة فرنسية بلغة عربية هي لغة طه حسين، فالحديث عنها بيّن، والقصة بلا أحداث.
وقال عنهالأستاذ فتحي غانم: إن الدكتور طه حسين لا يعرف كيف يكتب القصة القصيرة، وأن هذه حقيقة يجب إعلانها وتوضيحها لأن لطه حسين تاريخًا قويًا عميقًا في كل من عالج الأدب في مختلف صوره وألوانه، ولو ظلّ كتّاب القصة القصيرة متأثرين بأسلوب الدكتور طه حسين وبطريقته في كتابة القصة – كما كتبها في (في المعذبين في الأرض) – مثلا لتأخر ذوقنا ووعينا الأدبي، وطه حسين مسئول بمثل هذه القصة الساقطة التافهة عن نكبة مصر القصصية، وهو مسئول بلغته عن بعد القصص عن الواقع الحيّ، والأسلوب الذي يتخذه طه في كتابته القصة نقص أدبي،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/142)
لأن الكمال الأدبي يستلزم أن تكون اللغة ملائمة للحياة، وهو نقص خلقي لأنه كذب، كذلك للكاتب على نفسه وعلى معاصريه حقوق، وهو بحكم ظروفه لا يستطيع أن يكون قصّاصًا، وكان من المحتمل أن يكون طه حسين شاعرًا ولكنه لم يفلح أيضًا في إبداع الشعر، وكان على مدى عشرين عامًا يحطم (كنافد) كل محاولة لكتابة القصة في مصر، وقد استقر في قرارة نفسه أنه عاجز عن كتابتها وانقلب إلى مدرس سخيف للغة العربية يصحح أخطاء الكتاب ويتباهى بقدرته على لغة قحطان وسيبويه.
وهكذا نرى أن هناك ظاهرتين واضحتين في أدب طه حسين هما الشك والجنس، ونقل صورة الحياة الغربية ومشاكلها إلى الأدب العربي لغيرما سبب واضح غير أنه يريد أن يشوه الأدب العربي بالصورة والمضامين الغربية عنها ليسقط الأدب بين مطرقة الرجعية وسندان الضعف.
اللغة العربية
ظلّ طه طوال حياته يدعي أنه نصير الفصحى، وأنه عدو العاميات وطالما ورد هذا في مقالاته وفي نقده لكتب الكتّاب وقصص القصاصين، ولكن عددًا من الأحداث الواضحة والمؤتمرات الكبرى كشفت عن خبيئة نفسه وأعلنت عن سريرته، إذ ظهر وجهه القبيح على أنه داعية من دعاة الشعوبية وعدو من أعداء الفصحى، وكان حريصًا على أن تجري الفصحى في مجاري العاميات، ويدل على ذلك صمته التام إزاء المؤامرة التي حاكها عبد العزيز فهمي حين دعا إلى كتابة العربية بحروف لاتينية، وذهب إلى آخر الشوط في الدعوة إلى التحرر من قيود النحو، وكان ذلك بسبب ادعاءاته التي لا يفتأ لسانه يذكرها، فهو يقول في آخر سمومه (مستقبل الثقافة): (اللغة العربية وما يضفي عليها رجال الدين من قداسة باعتبارها لغة دين، لغة وطنية ملك لنا نتصرف فيها، ولا حق لرجال الدين أن يفرضوا وصايتهم عليها)، ويقول في كتاب (الأدب الجاهلي): (اللغة العربية مقدسة ومبتذلة، مقدسة لأنها لغة القرآن والدين، وبالتالي لا يمكن إخضاعها للبحث العلمي الصحيح الذي يستدعي الإنكار والتكذيب والنقد والشك، ومبتذلة لأنها تدرس نفسها وبالتالي لا نستطيع إخضاعها للبحث العلمي الصحيح). وهو في محيط عمله في وزارة المعارف كان هدفه هو انتزاع الدراسات العربية من حضانة الدين والقرآن، وكذا القضاء على تميز دار العلوم في مجال اللغة العربية ومكانة الأزهر في الميدان الديني، واتبع في ذلك أساليب ماكرة تنم عن شخصية خبيثة:
1. فصل الدين عن الأدب: وهو هدف تغريبي حمل لواءه باسم حرية الأدب، فكان معناه فتح الطريق أمام الأدب الإباحي، ويظهر ذلك جليًّا في كتابيه (حديث الأربعاء والشعر الجاهلي).
2. فصل الدين عن اللغة: وذلك بادعائه كما أسلفنا أن اللغة العربية ليست ملكًا لرجال الدين، وقوله بأنها مقدسة ومبتذلة.
3. إدخال كثير من الألفاظ العامية والإيحاء بأنها من أصل الفصحى بمسميات براقة كالأدب الشعبي أو الرجز لقطع حبل الصلة بين العرب عامة ولغتهم القرآنية.
4. زعمه بأن الناس مجمعون على أن تعلم اللغة العربية وما يتصل بها من فنون وعلوم يحتاج إلى تطوير وتغيير ليماشي العصر، وهو في اقتراح قدمه لوزير المعارف عام 1935 فألقاه في سلة المهملات، ولكن ما حدث بعد سنتين أن تلميذه إبراهيم مصطفى ألف كتابًا قدم له طه حسين وأطلق عليه اسم (إحياء النحو) في خطوة أولى لهدم العربية.
5. استبعاد الأزهر عن القيام بوظيفة الدين، لأنه كما يزعم لا يحقق للدارسين فيه عمق الثقافة وحرية الفكر.
6. قطع الصلة بالأدب القديم: وذلك عن طريق إهمال الأدب العربي الأصيل والعناية بالتافه من الأدب الحديث بتجنب جزالة وروعة وفخامة أسلوب القديم.
7. تأليف معاجم محلية: لإضاعة اللغة بالكلية وإكمال المسرحية بكتب هزيلة في النحو يتولاها إبراهيم مصطفى ويعتني بها طه حسين.
8. كتب القراءة الحديثة التي لا تثبت النصح الذي أجمع عليه العرب والمسلمون بدعوى غرابته وثقله.
9. محاولاته اللئيمة لتيسير الكتابة بزعمه وكتابتها حسب اللفظ، الشيء الذي قال عنه العقاد أنه يزيد من مشكلات الكتابة ويوقع اللبس والاختلاط لا التيسير.
النحو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/143)
هدف آخر لضرب العربية ونقض أطنابها بادعاء آخر لطه بتطوير النحو وتيسيره بحجة أنه يدرس كما كان يدرس قديمًا بصعوبة بالغة هذه الأيام ويرد عليه الدكتور محمد محمد حسين: (وهل ثبت فشل النحو العربي كما يزعمون، في تنشئة جيل عربي يقيم عربيته ويحسن تذوقها، نحونا وبلاغتنا لا عيب فيهما، ومن الممكن تبسيطها واختصار المطولات المؤلفة منها في حدود القواعد والأقسام التي التزمها القدماء أنفسهم)، ولو كان التيسير حقًا لقنعوا بكتاب قواعد اللغة العربية لتلاميذ الثانوية، فقد نجحت لجنة مصرية قديرة في حق قواعد النحو والصرف والبلاغة في تأليف كتاب صغير لا يتجاوز مائة وأربعين صفحة خال من التعقيد، وأصحاب النحو الجديد أو ما يسمونه (تيسير النحو) شعبة من تلك الفرقة الموكلة بهدم تراثنا وقطع كل صلة تربطنا به، فهم لا يهدمون في حقيقة الأمر لأن الهدم هو وسيلتهم إلى البناء من جديد كما يزعمون، بل لأن الهدم هو هدفهم وغايتهم.
نحن لا نحتاج أصحاب التيسير الزاعمين هؤلاء، إن الأمي الجاهل والساذج الذي لا حظ له من الثقافة النحوية يستعمل كلمات النحو دون أن يدري بمدلولها النحوي، ألا تراه يسأل عن الفاعل ويقول قبض على الفاعل، ويقول: الفاعل معلوم أو الفاعل مجهول، ويسأل ما الخبر وما بداية الحدث؟!
هذه المصطلحات التي استبدلوا بها المسند والمسند إليه فسموا الفاعل ونائب الفاعل والمبتدأ مسندًا إليه وسموا الفعل والخبر مسندًا. إنا ما أطلقوه من أسماء لما توهموه من أقسام لا تصح اصطلاحًا حتى يجمع عليها الناس.
وهذا يبين لنا هدفًا خبيثًا آخر، لأنه بالرجوع شيئًا يسيرًا إلى الوراء نرى أن النحو ما قعِّدت قواعده إلا من كتاب الله العظيم، وبهدم النحو على طريقة طه وشيعته يؤدي إلى هدم لغة القرآن من أساسها. وقد كان طه حريصًا على تغيير النحو، فلقد ختم آخر محاضراته بقوله: (لقد تطورت اللغة الإنجليزية وتطورت قواعدها، وتطورت الفرنسية وتطورت قواعدها، وتطورت اليونانية وتطورت قواعدها، أما اللغة العربية فقد بقيت حيث كانت ولم تتطور ولم تتطور قواعدها)، وقد جابهه الأستاذ عبد الرحيم فودة وكان حاضرًا بعد المحاضرة قائلا: (إن الشعوب الإسلامية التي تدين بالإسلام ولا تعرف النحو والإعراب واللغة قد انقرضت فيها اللغة العربية لأنها جهلت هذا النحو وهذا الإعراب، وأن اللغة العربية لم تبق إلا في مصر لأن فيها الأزهر، وفيها هذا النحو وهذا الإعراب، وأن أستاذ علماء النحو هو سيبويه وهو فارسي، وقد انقرضت اللغة العربية من فارس لأنها هجرت نحو سيبويه)، كذلك أشار الدكتور عمر فروخ إلى أن الدعوة إلى تيسير النحو العربي والدعوة إلى اللهجات والدعوة إلى اللاتينية هي دعوات تبشيرية استعمارية مردها إلى رجل معروف هو ماسينيون المستشرق الفرنسي، هذا الرجل هو أستاذ طه حسين والذي تقول مؤلفة كتاب (معك) أنه كان لا يشرق ولا يغرب إلا ويهبط ويلتقي بطه حسين وبينهما خطط وأحاديث.
الأثر الإغريقي واليوناني في الأدب العربي
منذ نكوص طه حسين إلى مصر من باريس وقد وكّل إلى نفسه بعث الأساطير اليونانية والشعر التمثيلي اليوناني وتدريسه في الجامعة المصرية القديمة، وتأليف الكتب عنه وإذاعة تلك الدعوى العريضة بأن عقلية مصر عقلية يونانية وأن الإسلام لم يغير تلك العقلية، بالرغم من أن طه يعرف أن مصر خلال ثلاثة عشر قرنًا وهي مؤمنة بالعقيدة الإسلامية، ويدل على ما أسلفنا كتابه (قادة الفكر) الذي يقرر أن العالم كله ليس له قيادة فكرية إلا سقراط وأرسطو وأفلاطون، وقد كان قرر هذا الكتاب على التعليم الثانوي، وأخطر من ذلك فرض تدريس اللغتين اليونانية واللاتينية على طلبة كلية الآداب، وكان من مخططه تلك الأحاديث التي أذاعها بالباطل أن الأدب العربي قد تأثر بالأدب اليوناني، وأن الفكر الإسلامي قد تأثر بالفكر الإغريقي، وقد جعل فصلا كاملا في كتابه (قادة الفكر) عنوانه (بين الشرق والغرب) أراد به أن يجعل القيمة العقلية من حظ الغرب وأن يجعل البوارق الخيالية من حظ الشرق، وانتهى إلى النص بأن الغرب وطن الفلاسفة وأن الشرق وطن الأنبياء، ومن دعاواه الباطلة قوله: (إن العقل الشرقي انهزم أمام العقل اليوناني مرات في التاريخ القديم، وأنه ألقى السلاح في التاريخ الحديث).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/144)
وهو مع ذلك لا يستطيع وهو يكتب (على هامش السيرة) أن ينسى اليونان والأوديسا، فيعرض لآلهة اليونان ويرينا أبولو والمريخ وأرتيمس وأثينا، وقد اجتمعوا لينظروا عما عساهم يفعلون، بل ويذهب في مقدمة كتابه (نقد النثر لقدامة) إلى أن قواعد البلاغة العربية إنما أسست على ما وضع أرسطو ونقله العرب من اليونانية، وتابعه على ذلك عبد العزيز البشري.
ولقد قرر بأن الاسكندر غرس الفكر اليوناني في الهند، مع أن الاسكندر لم يلم بالهند إلا لمامة الطيف، فماذا عساه يقول لو تذكر أن الفكر العربي تغلغل في أرجاء الهند وما زال يتغلغل بفضل المذاهب الإسلامية. ولعل حبه الأعمى للتراث اليوناني يبدو في عزمه على إحيائه لأنه يؤمن إيمانًا جازمًا بأن مرجع الفكر في الشرق والغرب إلى القدماء من مفكري اليونان. وأعلن زكي مبارك أنه لا يجوز أن يرجع الفكر كله إلى مفكري اليونان، وهكذا يقول العاقلون.
ومن أقواله التهريجية أيضًا قوله: (إن الغرب وطن الفلاسفة وإن الشرق وطن الأنبياء، ما حظه في أن يقرر أن العقل الشرقي انهزم أمام العقل اليوناني). ولقد سلك في ذلك درب الشطط لوجوه:
1. توهمه أن أخذ اليونانيين من الشرقيين نظام النقد ونظام المقاييس ليس إلا عملية مادية.
2. تقليله من شأن الحساب والهندسة فيجعلها فنونًا عملية لا عقلية.
3. قوله بأن سيادة النظام الملكي في الحكومات الشرقية دليل على أنها لم تنضج من الوجهة السياسية.
وقد أولع طه حسين بترجمة الأساطير اليونانية الصارخة جنسًا وجريمة ليقدم صورة أخرى من ذلك الركام الوثني في صورة براقة ككتابه (صحف مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان) وغيره، وقد بلغ من قدرته على المبالغة في الإعجاب بحضارة اليونان أن يقول في التعريف بكتاب (الأخلاق لأرسطو): أنه لو أن الحضارة الحاضرة أزيلت وأريد حضارة جديدة لكانت فلسفة أرسطو أساسًا لهذه الحضارة الجديدة، وأن أوربا الحديثة تعيش الآن وستعيش غدًا على فلسفة أرسطو.
ومما ورد آنفًا نخلص إلى أن طه قد رضع الثقافة اليونانية والفرنسية حتى الثمالة من ثدي أمه فرنسا التي لا ترحم جاهلا من أمثاله.
نظرية ديكارت ومنهج الشك الفلسفي
(أسلوب الشك هو مصدر الشهرة وإحداث الدويّ) هذه الحكمة الخبيثة هي ما علمه إياه المستشرقون وحمّله إياها الصهاينة والمبشرون الذين تلقفوه في معهد الدراسات الشرقية، ثم تركوه يناطح الفكر الإسلامي. ولقد ادعى طه حسين أنه يستخدم (منهج ديكارت) ليغايظ بذلك الأزهريين، حين قال لهم: (إنهم لا يعرفون هذا المنهج)، بيد أن الأستاذ محمد الغمراوي قال له: (إن ما قدمه ليس هو منهج ديكارت) بل إن الأستاذ الخضيري ترجم كتاب (مقال عن المنهج) ليؤكد أن ما قدمه طه حسين ليس هو منهج ديكارت، مما حدا بطه لاضطهاده وطرده من الجامعة ومنعه أن يدخل هيئة التدريس في كلية الآداب، بينما أطلقها لكل ناعق على حد تعبير الدكتور نجيب البهيتي. وقد تبين أن ديكارت قرأ ترجمة كتاب (المنقذ من الضلال) لحجة الإسلام أبي حامد الغزالي الذي يجعله يتخذ الشك طريقًا إلى اليقين، ولكن طه استعمل هذه النظرية لشيء آخر، لإنكار كل قطعي حقيقي ويقيني، ولقطع الطريق على القيم الجامعة المتكاملة، ولفصل الأدب عن الفكر. إذًا فليس صحيحًا كل ما ذكره طه من أن القاعدة الأساسية لمنهج الشك عند ديكارت أن يتحرى الباحث عن كل شيء ولو كان يعلمه من قبل، وأن يستقبل موضوع بحثه خالي الذهن مما قيل فيه خلوًا تامًا، وديكارت يقول: (إنه يجب علينا ألا نقول عن شيء: إنه حق، إلا إذا قام البرهان على أنه كذلك) وشتان بين هذا المعنى ومعنى الذي زعمه طه من وجوب التجرد من كل ما قيل في موضوع البحث من قبل، إذ من الجائز أن يكون ما قيل قد قام البرهان على صحته، وديكارت يرى أن ما وجد في الدين واضحًا جليًّا فهو حق يجب أن يسلم به تسليمًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/145)
من أجل ذلك كان منهج ديكارت كما فهمه وطبقه (طه حسين) منهجًا غير علمي، يدخل الفوضى في العلم ويؤدي في النهاية إلى زوال جهد العلماء طالما يتناوله الجهلاء بالتحريف، ولكن العلم لا يأخذ بآراء شخص كطه، والعلماء في علومهم وأبحاثهم يأخذون بغيره. ولم تكن عظمة ديكارت راجعة إلى أنه شكّ، ولكن إلى أنه تطلب مخرجًا من الشك واهتدى إلى طريقته في البحث خرج بها إلى بحبوحة اليقين، ثم ترجع إلى أنه حقق تلك الطريقة، فأثمرت في الرياضة ولم تثمر معه في الفلسفة والطبيعة إلا قليلا مما يأخذ به العلم اليوم، أما طه فما أكثر شكه، وما أكثر إيراده لزعم الرواة دون تنقيح وتصحيح، بل يعتمد التقبيح والتجريح كما هي عادته.
إذًا فغرضه من إكثاره لصيغ التمريض نحو (رُوِي) أو (ذُكِر) أو (ليس ببعيد أن يكون) أو (فما الذي يمنع) أو (ونحن نعتقد) أو (وإذًا نستطيع أن نقول) أو (يزعم الرواة)، غرضه هو التشكيك في إقامته على الفروض التي لا يلبث أن يعتبرها حقائق ليبني عليها أكاذيب أخرى. وننتهي من كل هذا إلى أن (منهج الشك) الذي حمله طه حسين ليس هو منهج الغزالي الذي اصطنع منهج الشك البصير، ولا منهج ديكارت الذي قصد به الخروج عن دائرة الأساطير، وإنما هو منهج زائف يراد به إثارة الشبهات في وجه كل حقيقة علمية دينية يقينية، وإثارة كل عوامل القلق والاضطراب في نفوس الشباب المسلم، لينكر قيمه الأساسية، فلا عجب أن يعلن التغريبيون إعجابهم بمذهب الشك الطاهوي، لأنه أفسد العقول والقلوب وقضى على اليقين والإيمان في قلوب المؤمنين.
كتاب (الشعر الجاهلي)
من أخطر الكتب التي أودعها الدكتور طه حسين سمومه كما هو ديدنه هو كتاب (الشعر الجاهلي) الذي كتب على غلافه (تأليف طه حسين أستاذ الآداب بكلية الآداب بالجامعة المصرية)، فما أكثر أسماء الهر وأقل الهر في نفسه، لأن معنى هذه العبارة أن الرجل أستاذ الشعر والكتابة وأساليبها وما يدخل في ذلك من تفسير ونقد، ثم تاريخ الأدب وتحليله وتصحيح رواياته وجمع مسائله والمقابلة بين نصوصه، ثم علوم الأدب المعروفة كفنون البلاغة والرواية، فهذه الآداب العربية مهما ادّعى معرفتها فالحقيقة أنه لا يجيدها. (رافعي 99)
ادعى في هذا الكتاب أن الشعر الجاهلي هو شعر منحول بتعاليل عليلة لا يقبل بها عاقل فهو يقول في صفحة 95: (ليس إذًا شعر أمية بن الصلت بدعًا في شعر المتحنفين من العرب أو المنتصرين والمتهودين منهم، وليس يمكن أن يكون المسلمون قد تعمدوا محوه إلا ما كان منه هجاء للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ونعيًا على الإسلام، فقد سلك المسلمون فيه مسلكهم في غيره من الشعر الذي أهمل حتى ضاع) وهذا يبدو فيه انخداع طه بالمستشرق الفرنسي كليمان هوار فيما زعم من أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن رواية شعر أمية فتابعه طه وظن بأنه بتلك الفعلة الحمقاء قد جاء بالسبب، ولكن ما الدليل على صحة خبر النهي وقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم استنشد من شعر أمية وما زال يقول للمنشد: إيه إيه، حتى استوفى مائة بيت. (رافعي 102)
وما نظرية انتحال الشعر الجاهلي إلا نظرية مسروقة من مستشرق يهودي كتبها قبل ذلك هو مرجليوث الذي قصد إلى إثارة الشك حول المصدر الذي اعتمد عليه المفسرون في شرح معاني كلمات القرآن الكريم باعتبار أن الشعر سجل العرب كما قال ابن عباس رضي الله عنه. (فكر 148)
ويأبى إلا أن يظهر سفاهته التامة فيقول في كتابه: (إنه قد بقيت بقايا قليلة في أقاصي الدين، كان عندهم بقية من لسان حمير وهم عرب ولسانهم عربي أيضًا وزمانهم أقرب عهدًا من زمان عاد وثمود، ذاكرًا قول أبي عمرو بن العلاء (70 - 154 هـ) في ذلك وهو: ما لسان حمير وأقاصي الدين اليوم بلساننا ولا عربيتهم بعربيتنا فكيف بمن على عهد عاد وثمود، هذه الحجة الأخيرة هي التي ضللت من شكّ في الشعر الجاهلي لأنه وضعها في غير موضعها وحروفها إلى الشعر الجاهلي في اليمن قبل الإسلام بمائة وخمسين سنة. (فكر 158)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/146)
ولعل من أبرز شبهات كتاب الشعر الجاهلي أكذوبة تقسيم العرب إلى عاربة ومستعربة، وهذه نظرية روجتها كتب المستشرقين والتبشير وحفلت بها الكتب المدرسية، وهي تشير إلى أن العرب العاربة هم القحطانيون (وهم أصل العرب) ظهروا في اليمن وانتشروا فيها واستقرت هجراتهم على حافة الهلال الخصيب عقب حادث سيل العرم وقبله، ومنهم المناذرة في الحيرة وكذلك نجد والغساسنة في الشام، أما المستعربة وهم الفدائيون أو المصريون وأخصهم نسل إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام الذين سكنوا الحجاز ومنهم ظهرت قبيلة قريش التي تنتمي إلى مضر وعدنان، والهدف هو القول بأن عشيرة محمد صلى الله عليه وسلم الذي نزل عليه القرآن بلسانه تعد كسائر العدنانيين من غير العرب وقد دخلوا على العرب العاربة، ويفند ذلك قول الدينوري: إن فالغ هو جد إبراهيم وإسماعيل وأن عدنان وقحطان أخوان. (فكر160)
كتاب (في الأدب الجاهلي)
وبعد معارك شهيرة أثارت مشاعر المسلمين والعرب في كل مكان ومن جراء العبارات الجريئة المنافية للقيم والعرف والمفاهيم في الإسلام في الإشارة إلى القرآن الكريم وإلى النبي صلى الله عليه وسلم بسبب كتاب الشعر الجاهلي، أرغم طه وحواريوه أن يحذفوا من الكتاب كثيرًا من العبارات مع بعض الإضافات في كتاب أسماه (في الأدب الجاهلي) وهو الكتاب الموجود الآن في أيدي الباحثين وطلبة كليات الاداب في بعض الجامعات في الوطن العربي، وبعضهم يعتبره دعامة أساسية لأنه قدم المنهج العربي في دراسة الأدب ونقده، لكن روح الكتاب الحقيقي العاصف الكاره الحاقد على الإسلام بقي كما هو، وبقيت تلك النظريات المسمومة التي عمد إلى إذاعتها قائمة، بل إن البعض الآن من التغريبيين والشعوبيين والماركسيين يرون أنها دعامة أساسية لإقامة منهج البحث الأدبي، وقد حذف طه حسين من كتابه ما حذف من غير أن يذكر أسباب الحذف، حيث جرت سنة العلماء إذا نشروا بحثًا ألا يغيروا منه من غير أن يشيروا إلى الأسباب التي دعت إلى هذا التغيير، خصوصًا إذا كان التغيير رجوعًا في الظاهر عن رأي كان الباحث قد ارتآه وأذاعه باسم العلم. رفع طه من الكتاب كل ما يجافي الدين وإن خلصه فيما يظهر عليه من كل ما يؤاخذ عليه القانون، أما المثبت في ثنايا الكتاب فقد بقي فيه طابع التهكم والشك، وكان مما رفع قوله: (فلأمر ما اقتنع الناس بأن النبي يجب أن يكون من صفوة بني هاشم، وفي هذا حطٌّ من شأن النبي عليه السلام) وقولة أخرى حمقاء: (ولأمر ما شعروا بالحاجة إلى إثبات أن القرآن عربي مطابق في ألفاظه للغة العرب)، ومع ذلك فقد استبقى عبارة (وفي القرآن سورة تسمى الجن أنبأت أن الجن استمعوا للنبي)، وهو أسلوب مقصود منه استخفاف خفي بكتاب يجعل للجن سورة تحدث فيها عنهم بكذا كذا بما لا عهد للناس به وما لا يمكن إثباته إلا عن طريق القرآن، ومفاد هذا الكتاب يتلخص فيما يلي:
1. محاولة تأكيد نظرية مسمومة كتبها المستشرق اليهودي مرجليوث، ملخصها أن الشعر الجاهلي موضوعٌ جله إن لم يكن كله بعد الإسلام.
2. هدم النظرية الإسلامية الجامعة التي تجعل الأدب العربي قطاعًا من الفكر الإسلامي مرتبطًا به لا ينفصل عنه ويلتزم بقيمة الأخلاقية ومفاهيم العقائدية.
3. إذاعة نظرية مسمومة بتقسيم العرب إلى عاربة ومستعربة.
4. دعوى أن المسلمين قضوا على الفكر السابق للإسلام.
5. محاولة الادعاء بأنه اعتمد على نظرية الشك التي أذاعها ديكارت، مع أن نظرية ديكارت تختلف، ولقد كانت نظرية الشك الفلسفي هي عماد عمل طه حسين.
6. الدعوة إلى تخلي الأديب عن العاطفة الدينية والقومية ودراسة الأدب كما يدرس العلم الطبيعي وعلم الحيوان والنبات.
بعض أقواله الحمقاء
* قوله في الأديان: (إنها خرجت من الأرض كما خرجت الحياة نفسها، والحقيقة أن هذا ليس هو العلم، وإنما هذه هي الفلسفة المادية التي ادّعى أصحابها أنهم أقاموها على أساس العلم، بينما تغيرت المفاهيم بعد ذلك ولم تعد تطلق كلمة العلم إلا على العلم التجريبي وحده) عن كتاب محاكمة فكر طه حسين للمفكر أنور الحندي 26
* قوله في سيكولوجية الدين: (إنه ليس للدين أن يتوقع أو يعتقد أن ستؤخذ قضاياه مسلمة على أساس أنها جاءت من طريق الوحي وأن وراءها سلطة التقاليد القديمة، أما العالم فإنه يرى في روح البحث الحر جوهر الحياة) فكر 117
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/147)
وهنا ملاحظة ذات بال: (إن طه حسين كان يقول (الدين) ونحن نقول (الإسلام) لأننا نفهم الإسلام فهمًا جامعًا (منهج حياة ونظام مجتمع) أما هو فيحاول أن يجعلنا على مفهوم اللاهوت المسيحي الذي انفصل عن الأدباء ليدخلوا في الغرب تجربة الإباحة والجنس، ونحن كما نفهم الإسلام نفهم الأدب وهو متصل شديد الاتصال بأصلِه ومصدرُه الفكر الإسلامي، فلا نستطيع أن ننفصل عنه ليجري بعيدًا عن ضوابط القيم والأخلاق) فكر 61
* قوله في إبراهيم وإسماعيل: (للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضًا، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي فضلا عن إثبات هذه القصة) فكر 146
* قوله في الأدب العربي: (إن مناقب الأدب العربي ترجع إلى أصول فارسية)، ومرة يقول: إنها ترجع إلى أصول يونانية فيقول: (إن الأدب العربي كان قوة خطيرة بين الآداب القديمة وأنه استطاع بقوته أن بطارد أدب الفرس واليونان والرومان)، وقضى مرة بأن الأدب الذي يمثل المركز الأول بين الآداب القديمة هو الأب اليوناني ثم يجيء الأدب العربي فيمثل المنزلة الثانية، وأن الأدب العربي أقوى من الأدب الفارسي واللاتيني) فكر 33
* قوله في القرن الثاني للهجرة: (إن القرن الثاني للهجرة كان عصر شك ومجون وزندقة وفجور) فكر 48
* يقول عن صدق أبي نواس: (فلم يكن أبو نواس يدعو إلى الصدق، لأن الدعوة إليه ترضي الدين أو ترضي الفضيلة، وإنما كان يدعو إليه لأن الدعوة إليه ترضي الذوق وترضي الجمال الفني، والاستطراد هنا إلى الدين والفضيلة من اللغو والإطناب، ولا ينبئ إلا عن الاستخفاف بالدين والاستهتار بأمر الفضيلة) فكر 69
* قوله في الأدب الفرنسي: (تسألني عن الفرق بين الأدب الفرنسي والأدب العربي، فإني في ذلك لا أختلف عن المستشرقين الذين بحثوا في هذا الموضوع، وهو في الواقع فرق بين العقل السامي والعقل الآري، فالأدب العربي سطحي يقنع بالظواهر، والأدب الفرنسي عميق دائم التغلغل، وفي الأدب الفرنسي وضوح وتحديد لا وجود لهما في الأدب العربي ... ) فكر 75
* قوله في الفن: يتساءل (هل للفن أن يستمتع بحريته الكاملة بالقياس إلى الأخلاق والسياسة والدين وما إليها من النظم الاجتماعية؟!)، ويتساءل (هل يستطيع الفن أن يتخذ الشر موضوعًا ونستخلص منه صورًا فنية جميلة؟!) فكر 77
* قوله عن القصة: (لا أضع قصة فأخضعها لما ينبغي أن تخضع له القصة من أصول الفن كما رسمها كبار النقاد، ولو كنت أضع قصة لما التزمت إخضاعها لهذه الأصول، لأني لا أؤمن بها ولا أذعن لها، ولا أعرف ما بدا للنقاد مهما ترتفع منزلته أن يدخل بيني وبين ما أحب أن أسوقه من حديث، وإنما يخطر لي فأمليه ثم أذيعه فمن شاء فليقرأ، ومن ضاق بقراءته فلينصرف عنه) فكر 87
* قوله في اللغة: 1. (اللغة العربية وما يضفي عليها رجال الدين من قداسة باعتبارها لغة دين، لغة وطنية ملك لنا نتصرف منها ولا حق لرجال الدين أن يفرضوا وصايتهم عليها) فكر 93
2. (فالذين يزعمون لنا أننا نتعلم العربية ونعلمها لأنها لغة الدين فحسب، ثم يرتبون على ذلك ما يرتبون من النتائج العلمية والعملية، إنما يخدعون الناس، وليس ينبغي أن تقوم حياة الأمم على الخداع، فإن اللغة العربية ليست ملكًا لرجال الدين يؤمنون بها وحدهم ويقومون وحدهم من دونها، ويتصرفون وحدهم فيها، ولكنها ملك للذين يتكلمونها جميعًا من الأمم والأجيال، وكل فرد من هؤلاء الناس حر في أن يتصرف في هذه اللغة تصرف المالك، متى استوفى الشروط التي تتيح له هذا التصرف، وإذًا فمن السخف أن يظن أن تعليم الأزهر وقف على الأزهر الشريف والأزهريين، وعلى المدارس والمعاهد التي يتصل بينها وبين الأزهر والأزهريين أسباب طوال أو قصار، هذا سخف لأن الأزهر لا يستطيع أن يفرض نفسه على الذين يتكلمون العربية جميعًا وفيهم المسلم وغير المسلم) فكر 96
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/148)
* قوله في النحو: (ولكن إذا كان النحو مستحبًا إلى الإخصائيين وإلى الذين يفرغون لمثل هذه الدراسات، فمن الحمق كل الحمق أن يفرض على الشباب في القرن العشرين، أقول من الحمق ومن الخطأ أن نأخذ عقول الشباب يتعلم هذا النحو والخضوع لمشكلاته وعسره والتوائه، لأن ذلك لا يلائم الحياة الجديدة الحديثة ولا التفكير الحديث، ولا بد من تيسير النحو تيسيرًا يتيح للشباب أن يتعلم العربية في يسر من غير عنف) فكر 113
جزء من أقوال بعض فقهاء النقد والأدب فيه
* قول الدكتور زكي مبارك الذي صحبه لسنوات طويلة:
1. (إني أراه قليل الصلاحية للأستاذية في الأدب العربي، لأن اطلاعه على الأدب ضئيل جدًا، ويُعرف أني أشهد له بالبراعة في تأليف الحكايات، إن من العجيب في مصر بلد الأعاجيب أن يكون طه حسين أستاذ الأدب العربي في الجامعة المصرية وهو لم يقرأ غير فصول من كتاب الأغاني وفصول من سيرة ابن هشام، وطه حسين نفسه يشهد بصدق ما أقول. إن الأستاذية في الأدب العربي عبء ثقيل لا ينهض به إلا الأقلّون، وهي تفرض البصر الثاقب بأصول الأساليب، وهي تفرض الفناء المطلق في التعرف إلى فحول الكتّاب والخطباء، وطه حسين ليس من كل أولئك في قليل أو كثير) اهـ فكر 21
2. (لقد كتبت (للبلاغ) كلمة عن الأغلاط الثلاثة التي وقعت في محاضرته عن شعر البحتري، وأراني مع الأسف الموجع عائدًا إليه اليوم، ولقد لاحظنا أن الدكتور لم يدرس ديوان البحتري حق الدرس. هذا الكسل خطر جدًا على مركز رجل كالدكتور طه حسين، ولو تصفح الدكتور ديوان البحتري كله لكان له رأي في شعره غير رأيه الذي انتهى إليه من الوقوف عند المعاني والألفاظ) اهـ
* قول الدكتور محمد أحمد الغمراوي:
1. (يؤسفني أن صاحب كتاب الأدب الجاهلي ومن لفّ لفه يسوقون الأدب العربي على غير طريقه، ويلبسونه ثوبًا غير نسجه وينسجونه عليه نسجًا مزيفًا، ويسوقونه في نفس الطريق الذي ضلّ فيه الأدب الألماني قرنًا وبعض قرن، وما هي تلك الطريق التي يسوقون فيها الأدب العربي إلى طريق الافتتان بالأدب الفرنسي خاصة والغربي عامة، لقد كان الدكتور طه حسين ومن معه يريدون أن يكونوا للعربية ما كان هؤلاء الألمان فيفنوها في غيرها ويضلوها عن نفسها، فإذا أنت قرأت لهم رأيت تقليدًا بحتًا يعرض عليك باسم التجديد) اهـ فكر 40
2. (والمسألة بين القديم والجديد كما يسمون فليست مسألة اختيار بين أدب وأدب وطريقة وطريقة، ولكنها مسألة اختيار بين دين ودين، فالذين يسمون أنفسهم أنصار الدين الجديد يؤمنون بالغرب كله ويريدون أن يحملوا الناس على دينهم هذا ولو خالف الإسلام في أكثره، والذين يسميهم هؤلاء: أنصار الدين القديم يؤمنون بالإسلام كله، وبالقرآن كله، ويأبون أن يؤمنوا ببعض ويكفروا ببعض، وأن يدينوا للغرب مؤمنين به من دون الله، ثم إن أنصار الدين الجديد يضيقون ذرعًا بالقيود الأخلاقية التي قيد الدين بها الناس فيما يعملون أو يقولون، ويريدون أن يتحللوا منه فزعموا للناس أن هذه الأخلاق وقيودها إن هي إلا عرف وتقاليد، وأن التقيد بالعرف والأدب يعوق الفن ويحول دون ترقي الأدب) اهـ فكر 71
* قول الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله تعالى:
قال إجابة عن سؤال: هل طه حسين مدرس جامعي حقيقي، وهل يملك الأداة الصحيحة للتربية والتعليم؟
قال: (إن المدرس يُنظر إليه من ثلاث جهات، من مواهبه الخاصة في المادة التي يدرسها، ومن مادته التي يقدمها لتلاميذه، وفي طريقته في التفكير وما يبثه في نفوس طلبته من أخلاقه وطبائعه، والدكتور طه حسين متهم في ذلك جميعًا، فهو لا يحسن الشعر، وإن حاول ذلك أتى بالغث المتكلف الذي يمجّه الطبع ويستثقله السمع على نمط لاميته التي يقول فيها:
مالي وما للبدر أطلب رده بل ما لأفلاك السماء ومالي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/149)
إلى آخر ما قال من هذا النظم المهلهل والنسيج المتنافر واللفظ الضئيل الغاية، وهو لا يجيد أسلوب الكتابة إذا حاكمته إلى الذوق العربي والبلاغة اللغوية وقسته بما وضعه الأئمة من أذواق البيان ومقاييسه، أما في حشو القول والاتساع به وإطالته بالتشدق والتفيهق، فالرجل في ذلك لا يشق له غبار، واعتبر في ذلك بما كان في قضية المعلمين وقصتهم التي كتب عنها في السياسة فأعيدت القصة وذكرت بضع مرات فيما لا يزيد عن عشرة أسطر من أسطر الجريدة، وما هو بالناقد الذي يحسن النقد الصحيح في الشعر والنثر، وإن أحسن التهجين والتجريح والزراية على غيره من الأدباء والكتّاب، وأن الذي يقرأ بيت شوقي في ميميته التي يقرظ فيها كتاب الأخلاق:
يا لطف أنت هوى الصدى من ذلك الصوت الرخيم
فنفهم أن الشاعر يقول أن أرسطو كان ذا صوت رخيم، ويورد على ذلك أنه لا هو ولا شوقي سمع هذا الصوت، ثم لا يدرك هذه الإشارة البليغة من عذوبة وجمال لحري به أن يدع الثقة لأهلها وأن يعلم أن دعواه فيه كدعوى الحرب في زياد، وبعد فليس الدكتور طه حسين متخصصًا بدراسة تاريخ العرب، لم يتلقه عن أستاذ ولم يلم به في مدرسة، وإنما علم من ذلك ما يعلق بذهنه من مطالعة كتب الأدب لا لتدرس ولكن ليراها، وما نيل الدكتور طه حسين إجازته في تاريخ اليونان أو تاريخ العرب قبل الإسلام وبعده أقوى الدعائم التي يستند إليها الكاتب إذا أراد أن يكتب في الأدب العربي، فمن فاتته روايته ودرايته فقد فاته أس البحث ونبراسه وسار على غير هدى. ذلك من ناحية مواهب أستاذ الجامعة في الأدب العربي وتاريخه، أما من ناحية ما يقدمه لتلاميذه فمن أفكاره، فقد كانت باكورة ذلك كتابه (في الشعر الجاهلي) وقد حكم عليه عقلاء الأمة وأدباؤها بالخطأ والخطل والغثاثة وكشف المحققون من الأدباء الغطاء عن مغامز ومعايب فيه برئ منها العلم وأيد ذلك الحكم القضاء. أما عن طريقته في التفكير وما يبثه في نفوس طلبته من طبائعه وأخلاقه فما علم الناس من ذلك إلا الشك والحيرة والانسلاخ عن العقيدة والدين وتسمية ذلك منهجًَا علميًا، وقد برهن العالم الضليع مؤلف (النقد التحليلي) أن هذا الأسلوب ليس من المنهج العلمي في شيء، فأي شيء يسوغ بقاء أمثال هذا المدرس في منصب كبير كمنصبه الحالي؟!) اهـ فكر 42، عن مقال نشرته الفتح م5 سنة 1394 هـ
* قول الأستاذ إسماعيل حسين موجهًا الحديث لطه:
(إن كل ما ذكرته في حديث الأربعاء يرغب في معاداة القضية ويغري بارتكاب الرذيلة والإثم وينشر الإباحية، وإنك لم تذكر للعرب سوى الزندقة والمروق والإلحاد والنساء والغزل المذكر، ولقد كنت هدّامًا شنيعًا للعرب الذين لم يخلق الله نفسية أعز من نفوسهم، وعزمة أشد من عزماتهم الصادقة) اهـ فكر 49
* قول أنطون كرم في كتاب (الأدب العربي) في آثار الباحثين:
يتحدث عن حديث الأربعاء أيضًا: (إن أبرز ما عني به طه حسين هو ميله إلى جعل أبي نواس شعر لهوه وعبثه وخمره، ابن عصره وجعله في شعره الجدي بن الأعصر الخوالي، ويقول: إن المؤلف اختط لنفسه أن يجمع بين الأنماط الثلاثة: التاريخي والذاتي والفني، وأن يحاول أن يجمع بين أسلوب سانت بوف وجون لمتير، فيجري فيها جميعًا على غيرما استيفاء للملامح ولا يتسلل إلى الدقائق، فإذا به يحظئ طريق المؤرخ الحق في جلاء الشك وتحري الحق الأخير، ويخطئ متابعة الذاتيين في تفكيك الذات المبدعة حتى تقتصر على بعض جوانب، ويستند إلى الرواية بدل أن يكتشفها في الشعر، ويحيي الرواية في الشعر ولا يجعل الشعر شاهدًا على الرواية، فتراه متحاملا على بشار يتنكر للالتواء في نفسيته ويرد المتناقضات التي تقوم عليها الذات البشرية متجهة في منحى واحد هو منحى الإثم والشر، ثم إنه أخطأ المنحى الفني إذ ألمع على مواطن الجمال لمعًا عاجلة يتسع مداها حتى ينطبق على غير شاعر من الشعراء ويقول هذا جميل، يسير المتناول، شديد التعقيد، ولا يجبر العقول على سبيل التخصيص فيقع الحكم هامشيًا عامًا خلوًا من الدلالة، ويصرف عن التحليل الفني، ويشير من بعيد إلى الألفاظ الحلوة الجرس التي تملأ السمع على استساغة ولا يجاوز تلمس الخصائص ولا يتقصى التحليل) اهـ فكر 50
* قول الأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني في كتابه قبض الريح:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/150)
(ولقد لفتني من الدكتور طه حسين في كتابه (حديث الأربعاء) وهو مما وضع وقصص تمثيلية وهي ملخصة، أن له ولعًا بتعقب الزناة والفسّاق والفجرة والزنادقة، وقد يفكر القارئ أنه أدخل القصص التمثيلية في هذا الحساب، ويقول إنها ليست له وأن كل ما له فيها أنه ساق خلاصة وجيزة لها، وهو اعتراض مدفوع، لأن الاختيار يدل على عقل المرء ويشي بهواه كالإنكار سواء بسواء، وأن يختار المرء ما يوافقه ويرضاه ويحمله عليه اتجاه فكره حتى لا يسعه أن يتخطاه، ولست بمازح حين أنبه إلى ذلك، وها هو حديث الأربعاء: ما الذي فيه؟ كلام طويل عن العصر العباسي، وللعصر العباسي وجوه شتى وفي وسعك أن تكتب عنه من عدة وجهات، ولكن الدكتور طه حسين يدع كل جانب سوى الهزل والمجون ويروح يزعم لك أنه عصر مجون ودعارة وإباحية متغلغلة إلى كل فرع من فروع الحياة، فلماذا؟! لأية علة يقضي على الجوانب الأخرى لذلك العهد، بل قل لماذا لا يرى في غير الماجنين والخليعين صورة منه) اهـ فكر 54
* قول الدكتور حلمي مرزوق في كتابه تطور النقد والتفكير الأدبي الحديث:
1. (وأخطأُ الخطأ أن يوحي إلينا الدكتور طه حسين أن الأخلاق مواصفات الحياة الجامدة كأنها وليدة لإرادة العمياء، فهي فرض مكروه وإلزام أعمى يقتضي الحرب والإنكار، والقاعدة الأخلاقية ليست على هذا الجمود المزعوم وإنما تكمن وراءها آفاق من الشعور لا حصر لها، فهي خلاصة موقف إنساني متشابك الأطراف، أو هي أبعاد تجربة لا يمتنع أن تكون تجربة فنية خالصة، سيظل الناس كذلك يعتزون بالفن الأصيل ويتمثلون شعر الشعراء في مختلف الشئون ومواقف التصرف والسلوك، وذلك أفعل في خلق العرف وتصحيح الأخلاق) اهـ فكر 59
2. (ومن هنا أيضًا نشأ التضارب وما سار عليه طه حسين فيما أسلفنا من قوله (خسرت الأخلاق وربح الأدب) وهو موقف يوحي به ظاهر المذهب وعنه شاع هذا الخطأ حتى أصبح تبريرًا لكل تبذّل مقصود، وحجة يسوقها أنصاف الفنانين بين يدي الانحلال، يريدون أن يضفوا عليه ثوبًا من المشروعية الزائفة ينفقونه في سوق الغباء الفني، فغاية المذاهب الحقة تخليص الأدب من القيم الدخيلة عليه، ولم يكن قصاراه أن يقف من الأخلاق والأديان موقف التناقض والتدابير الذي وقفه طه حسين) اهـ فكر 60
الخاتمة
وبعدُ ففي الختام كلامٌ أنه قد ظهر جليًا واتضح لكي ذي عينين أن الأمر عند طه حسين ما هو إلا فجور أو دعوة إليه، وأن من تابعه على ذلك أو دار في مداره حتى بعد تبينه الحق وتمييزه بين الصواب والغلط فإنما يدخل في قول المثل (الطيور على أشكالها تقع) ولا يعرف الذباب إلا القذارات ولا تتعرف الخنازير إلا على القمامات، وظهر كذا أن الدكتور طه حسين لا يستأهل أن يكون في هذا الموضع الذي وُضع فيه على ظهر دبابة انقلاب فكري لم يحمده أي من فحول الأدب والبلاغة ونحويي عصرنا الحالي، ورأينا أن المنصفين الذين عايشوه وعاصروه وتتلمذ بعضهم على يديه انصرفوا عنه وقد تأكد لديهم أن طه لا يمكن أن يكون من أهل الشعر ولا القصة ولا أ ي نوع من أنواع الأدب، بل هو من دعاة قلة الأدب وتحريره من كل ربقة لدين كما ادّعى وتعقب لأجل ذلك قصص المجان والزناة والفسّاق وأولع به تمامًا، وكما أنه لا يجوز لنا أن نستفتي نجارًا في قضية تتعلق بذبح الأضاحي، كذلك لا ينبغي لنا أن نلتفت إلى أقوال طه فيما يجمع العلماء المعتبرون أنه غير خبير ولا ملم به إلا عن طريق مسموعاته من هنا وهناك أو عن طريق قراءته العبارة، وهذا مما يأباه العقل السليم وتمجه الفطر الرشيدة، ولذا كان من الضروري بمكان أن تنتبه الأمة جمعاء إلى النوايا الخبيثة والدوافع التغريبية اللئيمة لدى هذا الرجل وأن يقوم فيها من يظهر ضلالاته ويحذر الناس من أخطاره الفكرية وسقطاته في شتى المجالات. ونسأل الله أن يكلل عملنا بالتمام المفيد والكمال الحلو المتجانس الأطراف والثنايا. والله يوفق
تم الكلام وربنا محمود وله المكارم والعلا والجود
وعلى النبي محمد صلواته ما ناح قمريٌّ وأورق عود
ثبت الموضوعات
الإهداء --------------------------------------------------------------1
المقدمة --------------------------------------------------------------2
منهجه في الدراسة الأدبية -----------------------------------------------------3
الأدب العربي: تاريخه ونقده ---------------------------------------------------4
أدب المجان والإباحة -------------------------------------------------------5
أخلاقية الأدب ----------------------------------------------------------6
الترجمة -------------------------------------------------------------7
نقد الشعر ------------------------------------------------------------8
القصة -------------------------------------------------------------9
اللغة العربية ---------------------------------------------------------10
النحو ------------------------------------------------------------11
الأثر الإغريقي واليوناني في الأدب العربي -------------------------------------------12
نظرية ديكارت ومنهج الشك الفلسفي --------------------------------------------13
كتاب (الشعر الجاهلي) -----------------------------------------------------14
كتاب (في الأدب الجاهلي) ---------------------------------------------------15
بعض أقواله الحمقاء -------------------------------------------------------16
جزء من أقوال بعض فقهاء النقد والأدب فيه -----------------------------------------17
الخاتمة ------------------------------------------------------------19
ثبت الموضوعات ---------------------------------------------------------20
والسلام من السلام في الختام للصحب الأحبة الكرام
والله من وراء القصد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/151)
ـ[أحمد سكر]ــــــــ[06 - 01 - 10, 09:56 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ولو تكرمت إرسال نسخة وورد من هذا البحث على الإيميل:
azhary86@gmail.com
وفقك الله لما يحب ويرضى
ـ[مكتب زهير الشاويش]ــــــــ[06 - 01 - 10, 10:14 ص]ـ
وسبق للشيخ محمود مهدي الاستنبولي رحمه الله ان ألف كتاباً ضخماً بإسم: طه حسين في ميزان العلماء والادباء.
وهذا قبل ثلاثين عاماَ تقريباً. ونشره المكتب الاسلامي للطباعة والنشر.
ـ[أحمد سكر]ــــــــ[06 - 01 - 10, 10:16 ص]ـ
وسبق للشيخ محمود مهدي الاستنبولي رحمه الله ان ألف كتاباً ضخماً بإسم: طه حسين في ميزان العلماء والادباء.
وهذا قبل ثلاثين عاماَ تقريباً. ونشره المكتب الاسلامي للطباعة والنشر.
لو ممكن رفع نسخة بي دي إف
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[06 - 01 - 10, 10:26 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الحببب أحمد سكر
تم إرسال المادة على إيميلك
كما طلبت
دعواتك
ـ[أحمد سكر]ــــــــ[06 - 01 - 10, 10:31 ص]ـ
غفر الله لحيكم وميتكم ونفع بكم
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[06 - 01 - 10, 10:55 ص]ـ
جعل الله لكم الجنان منزلا
والنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم جارا
وألبسكم من الخيرات والطيبات في الدنيا والأخرى حلل
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[06 - 01 - 10, 10:34 م]ـ
أنور الجندي وطه حسين
1 - فهرس كتاب طه حسين في ميزان الإسلام
الباب الاول حياة طه حسين مرحلة التكوين والاعداد 19
الباب الثانى مرحلة النضوج والتألق 53
الباب الثالث اراء طه حسين وصراعه مع اهل جيله 137
الفصل الاول مطالع حياته 21
الفصل الثانى رحلة اوروبا واثارها 29
الفصل الثالث فى احضان الاستشراق 33
الفصل الرابع التبعية للفكر الغربى 41
الفصل الخامس الولاء للسياسة الغربية 49
الفصل الاول فى الجامعة 57
الفصل الثانى فى وزارة المعارف 83
الفصل الثالث فى الصحافة والسياسة الحزبية 107
الفصل الرابع فى المجتمع والجامعة العربية 121
الفصل الخامس فى المحاضرات والمؤتمرات 125
الفصل الاول اراء طة حسين 139
الفصل الثانى طريقة البحث 149
الفصل الثالث ظاهرة التحول والتناقض 157
الفصل الرابع الاسلوب والاداء الفنى 167
الفصل الخامس صراعه مع اهل جيله 199
الرد على ما كتبته صحف الهلال والجمهورية والجديد واكتوبر والاذاعة والعربى مع الاجابة على التساؤل المطروح هل غير الدكتور طه حسين اراءه فى الفترة الاخيرة من حياته؟ 225
طة حسين والازهر 90
وزير المعارف 99
طة حسين والملك 1182 -
2 - فهرس كتاب محاكمة فكر طه حسين
الباب الاول الأدب العربي واللغة العربية 17
الفصل الاول منهج الدراسة الأدبية عند طه حسين 19
الفصل الثاني الأدب العربي تاريخه ونقده 29
الفصل الثالث أدب أدب المحان والجنس والاباحة حديث الاربعاء 47
الفصل الرابع أخلاقية الأدب 68
الفصل الخامس الترجمة 75
الفصل السادس نقد الشعر 79
الفصل السابع القصة 85
الفصل الثامن اللغة العربية 93
الفصل التاسع النحو 107
الفصل العاشر الاثر الاغريقي واليوناني في الأدب العربي 121
الفصل الحادي عشر كتابا الشعر الجاهلي و الأدب الجاهلي 133
الباب الثاني تاريخ الإسلام والسيرة 163
الفصل الاول القرأن الكريم 165
الفصل الثاني السيرة 181
علي هامش السيرة 182
الشيخان 191
الفصل الثالث تاريخ الإسلام 200
الفتنة الكبري 212
علي وبنوه 222
الفصل الرابع الإسلام 231
الفصل الخامس التراجم 241
الايام 244
مع المتنبي 249
فلسفة ابن خلدون 257
الفصل السادس الدراسات الصهيونية اليهود والأدب العربي 267
الباب الثالث الفكر الإسلامي 279
الفصل الاول التربية والتعليم والثقافة 281
الفصل الثاني الخطوة الثانية والقضاء علي الازهر 320
الفصل الثالث الفرعونية وحضارة البحر المتوسط 331
الفصل الرابع مستقبل الثاقفة 343
الفصل الخامس التراث ورسائل إخوان الصفا 351
الفصل السادس الطعن في الحكومة الإسلامية 357
الفصل السابع خاتمة البحث قضيتان باطلتان الامر اليوناني والجبرية الاجتماعية 363
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[06 - 01 - 10, 10:35 م]ـ
طه حسين
حياته .. وأدبه .. في ميزان الإسلام…
لفضيلة الشيخ إبراهيم محمد سرسيق
كلية القرآن والدراسات الإسلامية
طالما سألت نفسي، منذ اشرأبت عنقي إلى بلابل الدوح وهي تشدو في حدائق الأدب ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/152)
إذا كانت قيمة كل امرئ ما كان يحسنه، فبأي قيمة من قيم الدين أو الأدب أو الخلق، تسنّم الدكتور طه حسين ذروة الأدب والثقافة والتعليم في مصر؟ وبأي قيمة من قيم الدين أو الأدب أو الخلق تبوّأ مقعد القيادة والتوجيه في دولة الفكر قرابة نصف قرن من عمر الزمان؟
وبأي قيمة من قيم الدين أو الأدب أو الخلق، قد تقبل في كبرياء مصطنع، وشموخ كاذب، وعبقرية مدّعاة أن يصفه أهل البَغاء الفكري، والنفاق السياسي، بأنه: عميد الأدب العربي؟؟
بالله خبروني:
من ذا الذي عمّده للأدب في دنيا العرب .. ؟؟
وهذا كتاب أخرجه لنا كاتب إسلامي نشيط، هو الأستاذ/ أنور الجندي، ونشرته (دار الاعتصام) بالقاهرة، عام 1396ه (1976م).
وهذا كتاب يضع طه حسين في ميزان الإسلام، بعد أن وضعه الآخرون في موازين كثيرة. ويشاء الله تعالى أنه بقدر ما ارتفعت به الموازين الأرضية فقد هبط في ميزان الإسلام إلى الحضيض.
جزاء وفاقا، بما فرَّط في جنب الله، وألحد في ذاته، وتهجم على نبيه صلى الله عليه وسلم، وطعن في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد.
والكتاب يحتوي على حوالي (270) صفحة من الحجم المتوسط، ويقع في مقدمة وثلاثة أبواب:
الباب الأول: حياة طه حسين مرحلة التكوين والإعداد ويتضمن خمسة فصول.
وتدور هذه الفصول الخمسة حول مطالع حياته، رحلته إلى أوربة وأثرها، في أحضان الاستشراق، التبعية للفكر الغربي، الولاء للسياسة الغربية.
أما الباب الثاني: (مرحلة النضوج والتألق) فيتضمن خمسة فصول أيضا
في الجامعة، في وزارة المعارف، في الصحافة والسياسة الحزبية، في المجمع والجامعة العربية، وفي المحاضرات والمؤتمرات.
ثم يأتي الباب الثالث والأخير: آراء طه حسين وصراعه مع أهل جيله ويتضمن ستة فصول:
آراء طه حسين، طريقة البحث، ظاهرة التحول والتناقض، الأسلوب والأداء الفني، الاستجواب، صراعه مع أهل جيله.
ثم خاتمة في حوالي سبع صفحات، تلمس لمسا خفيفا أهم ما جاء بالكتاب، وتبرز الدافع إلى تأليفه وتَعِد بتقديم بحث جامع في الموضوع نفسه.
وسنعود إلى إبداء رأينا في المنهج والخاتمة، بعد بحث وتقويم المادة العلمية.
الحجة إلى مثل هذا البحث:
إن الحاجة ماسة جدا إلى مثل هذا النوع من البحوث التي تزن مختلف الشخصيات العلمية والأدبية بميزان الإسلام. ومهما يكن رأينا في المنهج العلمي الذي سار عليه الكاتب في بحثه فإننا نناشد المؤلف وغيره من الباحثين المسلمين أن يتناولوا أولئك الأعلام، الذين ارتفعوا على أسنة الأقلام، أو حملهم العوام فوق الأكتاف والهام لكي يوضعوا في دائرة الضوء الإسلامي فيبدو للملأ ما فيهم من غث أو سمين، ولكي يبرزوا إلى نور الحق بدل أن يضاعفوا أحجامهم ويرفعوا عقائرهم في الظلام. فالقيمة الحقيقية لهؤلاء الأعلام لا توزن بموازين الأرض الزائلة، بل توزن بموازين العدالة الإسلامية: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ. وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ}. والمشكلة دائما هي أن الحق أبلج ولكن الباطل لجلج، وفي هذا العصر نرى أهل الباطل يجعجعون ويصيحون ويصرخون، ويتنادون بالنصرة والأحلاف ويهزون الأعطاف بينما أهل الحق قانعون بالسلامة الذليلة، راضون عن الغنيمة بالإياب.
فهل يلام الباطل إذا أرغى وأزبد، وتهدد وتوعّد؟
وإذا ما خلا الجبان بأرض طلب الطعن وحده والنزالا!!
ومشكلة (طه حسين) أنه رجل ملأ الدنيا وشغل الناس، واستفاض صيته وطارت شهرته في كل الأقطار، وما علم الناس سببا لهذه الشهرة المستفيضة والصيت الذائع! ولكنهم اقتنعوا، فجأة وبزعمهم، بأن هذا الرجل مشهور وما دام مشهورا فلا بد أنه شخصية عظيمة. وهكذا ظلوا مع الآخرين يكذبون ويكذبون حتى صدّق الجميع أنفسهم!!!
لماذا برز ((طه حسين)) وفرض شخصيته على الناس سنين طويلة؟
هل بسبب موقفه المعادي للفكرة الإسلامية؟
هل بسبب نشاطه الحزبي ومغامراته السياسية؟
هل بسبب كتبه الهزيلة، وشخصيته المنافقة؟
هل بسبب ارتمائه الذليل في أحضان المستشرقين، وترديده لأباطيلهم؟
هل بسبب منهجه العلمي الزائف المستعار؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/153)
هل بسبب كراهيته للعرب وتهوينه الدائم من شأن دينهم وحضارتهم؟
هل بسبب اتجاهه إلى الإباحية والأدب المكشوف؟
مرة أخرى:
لماذا استفاضت شهرة طه حسين؟
لماذا ارتفعت منزلته لدى الباحثين عن صنم يعبدونه من دون الله؟ يالله للمسلمين!
متى يكف الناس عن إحاطة بعضهم بعضا بأوصاف القداسة، وهالات العظمة، وهم يعلمون أن العظمة والقداسة لله وحده؟
متى يكف الناس عن كيل عبارات المديح والإطراء لمن يزعمونهم خطأ قد بلغوا قمة العلم أو الحكمة أو البراعة في دنيا المظاهر البراقة والألقاب الخادعة {كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ}. وصدق الله العظيم: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلاً}.
فلنسر في دروب البحث المتأني وراء هذا الشبح الغامض، عسانا أن نهتدي بفضل الله تعالى في الوقوف على سرّ هذه الظاهرة العجيبة ظاهرة البرق الذي يلمع في ظلام دامس فزاده غبرة ترهقها قترة.
أولا: عداؤه للفكرة الإسلامية:
إن كل من يراجع كتابات طه حسين ابتداء من كتابه (في الشعر الجاهلي) إلى آخر ما أملى يروعه جرأة هذا الرجل على شريعة الله وأحكامه السامية، حتى ليخيَّل إليه أن الرجل قد حمل بكلتا يديه مِعْوَلا مسنونا يهدم به كل بنيان إسلامي، وقد لبس في كل مرة قناعا يتخفى من ورائه وهو يقوم بعمله الموبوء في همة دائمة لا تعرف الكلال.
فهو قد تعمد إحياء الدعوة المنهارة بفصل دراسة الأدب العربي عن الفكرة الإسلامية. ووصف هذه العملية الخبيثة بوصف مثير وخطير كعادته في كل عملية هدم يقوم بها فقال: إنها تحرير الأدب العربي من إطاره الإسلامي. ورفع عقيرته قائلا: "أنا أريد أن أدرس تاريخ الأدب في ((حرية وشرف)) كما يدرس صاحب العلم الطبيعي علم الحياة والنبات!! ". وزعم أن ربط الأدب بالإطار الإسلامي فيه إيحاء بالدعوة إلى الإسلام والتبشير به!!
ومن عجب أن ينزلق صاحب ((الوعد الحق)) و ((على هامش السيرة)) إلى هذا المنزلق الخطير!!
ولئن كانت الدعوة الإسلامية وما زالت - والحمد لله - في غنى عن أمثاله من القردة المقلدين، الذين جعلوا ظهورهم قنطرة عبور لأفكار المستشرقين من كل حدب وصوب فإنا نقول لكل من يحاول إحياء هذه الشبهة التي نعتبرها بحق كالجنين الذي ولد ميتا:
_ وهل الإسلام إلا منهج كامل للحياة، والأدب جزء منها؟ فكيف لا يدخل الأدب في الإطار العام للقيم الإسلامية النبيلة التي تسكن من قلوبنا في السويداء؟
إذا كان العلم الطبيعي كعلم الحياة والنبات يملك سلاحا قويا للتمحيص والتجريب هو التجربة العلمية التي يمكن التحكم فيها، والاحتكام إليها فما المرجع الذي يمكن اللجوء إليه لتصحيح القيم، وتهذيب السلوك، وترقية المشاعر إذا لم نرجع إلى شريعة الله .. رب كل شيء ومليكه؟ {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}
_ يقول علماء النفس: لابد لأي سلوك من دوافع.
_ فإذا كان الأمر المتعارف عليه أن يدرس الأدب في ظل القيم والمبادئ السائدة في كل عصر وبيئة باعتبارها (الإطار المرجعي له From Of RefeRence )، وإذا كان الأدب العربي يدرس في بيئة إسلامية فما الدوافع الخفية وراء السلوك الطارئ المستنكر لدارسة الأدب العربي مقرونا بمبادئ الإسلام؟
_ ثم من ذا الذي يزعم أن دارسة الماديات في علم الحياة والنبات يمكن أن تقارن بدراسة المعنويات من القيم والفضائل والإنسانيات؟؟
أخيرا يعلق المستشرق كامبفاير قائلا: "إن المحاولة الجريئة التي قام بها طه حسين ومن يشايعه في الرأي، لتخليص دراسة العربية من شباك العلوم الدينية، هي حركة لا يمكن تحديد آثارها على مستقبل الإسلام".
ثانيا: دعوته إلى الجاهلية الفرعونية:
ويتمثل ذلك في إصراره على وضع شعار فرعوني للجامعة المصرية حين كان مديرا لها.
وفي ادعائه المتكرر أن مصر فرعونية وأنها تابعة لليونان في الفكر، وتابعة لمنطقة البحر المتوسط والغرب في السياسة، وأقرب ما تكون إلى الروح الفرعونية في الثقافة والحضارة!!!
وقد أرسل إليه الأستاذ توفيق الفكيكي برقية من العراق تقول:
"إن شعاركم الفرعوني سيكسبكم الشنار، وستبقى أرض الكنانة وطن الإسلام والعروبة، برغم الفرعونية المندحرة!! ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/154)
ماذا - أيضا - يستهدف طه حسين من هذه الدعوة السخيفة إلى جاهلية الفراعنة؟ كيف يدعو مفكر إسلامي إلى العودة الانتكاسية إلى جاهلية الأوثان وبدائية التصور وفطرية السلوك وخرافة المعتقدات؟
وماذا يبتغي من جذبهم إلى الفرعونية الهالكة إلا سلخهم من الانتماء إلى أمة الإسلام ودين الإسلام ونبي الإسلام؟
في أيام هذا المفكر الفرعوني ردّ عليه الدكتور زكي مبارك قائلا:
"إنك تعرف أن مصر ظلت ثلاثة عشر قرنا، وهي مؤمنة بالعقيدة الإسلامية، والأمة التي تقضي ثلاثة عشر قرنا في ظل دين واحد لا تستطيع أن تفرّ من سيطرة هذا الدين".
ومعلوم ما يثبته المؤرخون من ((الانقطاع الحضاري)) الذي أحدثه الإسلام في نفوس المصريين، حين نفضوا أنفسهم تماما من التراث الفرعوني واليوناني والروماني، وتركوا هذه الحضارات تذوب وتضمحل، وآمنوا بالإسلام وتشربوا في معاملاتهم ولغتهم وسلوكهم ولم تكن لهم ثقافة خاصة منفصلة عن الثقافة الإسلامية الأصلية.
ورغم أن هذه الفكرة الساقطة - فكرة الانسحاب من العقيدة القوية المسيطرة، إلى أوهام القرون البدائية المنقرضة - لم يتقبلها المصريون أنفسهم، ولم يكن لها من بينهم دعاة يعتد بهم، فإنه من الواضح أن كثيرا من المستشرقين يحتضنونها في حدب شديد، ويعتبرونها ركيزة أساسية في محاولاتهم المستمرة والمتكررة لهدم الإسلام.
ونحن هنا نلفت الأنظار بقوة إلى أن كل دعوة قومية لإحياء العنصرية العرقية إنما هي دعوة مشبوهة، لأنها ضد الدين في المبدأ والأساس.
ثالثا: ادعاؤه الكاذب أن الدين ((ظاهرة اجتماعية)):
ارتأى طه حسين - والحقد حشو فمه - أو قل: إنه نقل نقلا حرفيا عن أستاذه اليهودي ((إيميل دوركايم)) ذلك الرأي الخطير الكافر، الذي يطيح بكل تراث طه حسين وشخصيته وتاريخه:
"إن العالم ((الحقيقي)) (!!) ينظر إلى الدين كما ينظر إلى اللغة، وكما ينظر إلى الفقه، وكما ينظر إلى اللباس .. من حيث إن هذه الأشياء كلها ((ظواهر اجتماعية)) يحدثها وجود الجماعة. وإذن نصل إلى أن الدين في نظر العلم لم ينزل من السماء، ولم يهبط به الوحي، وإنما خرج من الأرض كما خرجت الجماعة نفسها .. ".
إذن فطه حسين، هذا المنبع الكدر لتيارات الإلحاد والتشكيك، هو السبب في ذيوع هذه الفكرة السامة التي روّجتها ألسنة الأغرار من الناشئة وأدعياء الثقافة والفلسفة، ونشرتها أقلام الكتاب من كل مسلوبي الشخصية وضعاف العقيدة في هذا العصر، الذين روّجوا أن الدين ظاهرة اجتماعية!! ظاهرة اجتماعية تصدر عن الجماعة، وتتطور معها، وليست بوحي سماوي من الله تعالى. وطه حسين أيضا- وقد ازداد بغيا وعتوا، وإفسادا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله – فقد رتّب على هذه النظرة المتحدية للدين ما يلي:
1 - "أن الدين يجب أن يُعلّم فقط كجزء من التاريخ القومي، لا كدين إلهي منزل لإصلاح أحوال البشر". ويرى: "أن القوانين الدينية لم تعد تصلح في الحضارة الحديثة كأساس للأخلاق والأحكام، ولذلك لا يجوز أن يبقى الإسلام في صميم الحياة السياسية أو كمنطلق لتجديد الأمة". ويرى: "أن الأمة تتجدد بمعزل عن الدين". وما من شك هنا أن هذا الملحد الجريء إنما يعرض للإسلام من منظور المسيحية، ويجهل أو على الأصح يتجاهل بخبث شديد الفرق الهائل بين الإسلام والمسيحية. فبينما المسيحية تعطي ما لقيصر لقيصر، وما لله لله، فالإسلام يتناول الحياة كلها بتشريع كامل لا ينفصل فيه دين عن دنيا (إلا في أذهان العباقرة أمثال عميد الأدب الراحل) … وصدق الله مولانا في كتابه الكريم: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}.
2 - أن النص المثبت في الدستور المصري بأن الإسلام دين الدولة، لا ضرورة له. يقول: "لم أكن في اللجنة التي وضعت الدستور القديم، ولم أكن بين الذين وضعوا الدستور الجديد ولم يستشرني أولئك ولا هؤلاء هذا النص والذي اشتمل عليه الدستور والذي يعلن للدولة المصرية دينا رسميا هو الإسلام .. ولو استشارني أولئك أو هؤلاء لطلبت إليهم أن يتدبروا ويتفكروا قبل أن يضعوا هذا النص في الدستور!!! ".
رابعا: تهوينه من شأن العرب والحضارة العربية الإسلامية ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/155)
لكأنما أصيب صاحبنا بحمى قاتلة .. جعلته ينتفض حنقا على العرب وكل ما يمت إليهم بصلة .. ونتساءل مع الأستاذ أنور الجندي: "هل يمكن أن يكون مثل هذا الكاتب عميدا للأدب العربي الذي يزدريه ويتعقبه؟ أو قائدا لأمة هو منكر لمفاهيمها لا يدين لها بولاء .. ؟ ".
في اعتقاده - عفا الله عنه - أن العرب ليسوا إلا وسطاء بين الأمم والحضارات. وأن الدور الذي قاموا به هو الدور الذي قام به من سبقهم من شعوب البحر المتوسط كالفينيقيين واليونان والرومان. يريد أن يتجه سكان المنطقة إلى الغرب لمواجهة الوحدة الإسلامية! وكان مصر إلى البحر المتوسط لمواجهة فكرة العروبة!! ويدعي أن الفتح العربي الإسلامي لم يكن إلا ضربا من الاستعمار الذي خضع له المصريون كما خضعوا للفرس والرومان وغيرهم.
ومن الواضح أنه في كل ذل يسقط الأثر الديني من حسابه في كل ما يقول.
ادعى أن العرب لم يكن لهم نثر فني. وأنهم لم يجيدوا الإنشاء إلا بعد اتصالهم بالفرس، وأن أول كاتب في اللغة العربية هو ابن المقفع الفارسي الأصل. وكل هذا الشر قد نقله من شرير آخر هو ((المسيوا مرسيه)) الذي كتبه في المجلة الإفريقية التي تصدر بالفرنسية في الجزائر.
هاجم العلامة العبقري (ابن خلدون) في رسالة التي تقدم بها إلى السربون، إرضاء لأستاذه اليهودي (دوركايم) الذي كان رئيسا للجنة الدكتوراه، وانتقد علم الرجل وقدره، ووصف جهاد المغاربة ضد الفرنسيين بأنه (معارضة للتمدن) .. ؟
رأيه في القرآن الكريم
معاذ الله أن يكون لبشر ما، كائنا من كان، رأي في القرآن الكريم المعجز الذي يعلو ولا يُعلى عليه. فالقرآن ليس من كلام البشر، ولا ينبغي أن تحكم فيه أهواء البشر. {قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض}.
ولكن هكذا تقتضينا أمانة العلم أن نكشف على الملأ، مطاعن تلميذ المستشرقين النشيط طه حسين، في الترويج والدعاية لمبادئ أساتذته في (السربون) وفي (الكوليج دي فرانس) أولئك الذين اتخذوا من التظاهر بدراسة الإسلام تكأة للطعن فيه، {حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقّ}.
_ 1_
أول هذه المطاعن يهوي بصاحبه إلى هوة الكفر الصريح والعياذ بالله.
وهذا نص عبارته: "للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل. وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضا. ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي، فضلا عن إثبات هذه القضية التي تحدثنا بهجرة إسماعيل بن إبراهيم إلى مكة، ونشأة العرب المستعربين فيها. ونحن مضطرون إلى أن نرى في هذه القصة نوعا من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة وبين الإسلام واليهود والقرآن والتوراة من جهة أخرى".
هكذا يفجِّر طه حسين قذيفة الكفر الرهيبة المدمرة هذه دون أن يبالي أي قدر من الخسائر تسببه لضمير الأمة المسلمة وإحساسها المرهف نحو دينها وعقيدتها .. ! تكذيب صريح القرآن الكريم، وادعاء فاجر بأنه ليس مصدرا تاريخا موثوقا به {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً}.
والغريب أن هذا الكفر كان يراد له أن يدرس في كلية الآداب بالجامعة المصرية! لولا أن أراد الله أن تموت الفتنة في مهدها ويفصل رأس الكفر من الجامعة.
_ 2 _
في مؤتمر المستشرقين السابع عشر بجامعة أكسفورد (سبتمبر 1928م) ألقى طه حسين بحثا عنوانه (استخدام ضمير الغائب في القرآن).
وقد ارتأى فيه: أن تأويل ضمير الغائب في معظم آيات القرآن باسم الإشارة فيه حلّ لمشكلة عدم المطابقة بين الضمير وما يرجع إليه. وزعم أنه بهذا الرأي يصحح ما يراه بعض المستشرقين من أن في القرآن خطأ نحويا - حاشا لله - إذ يرون الضمير قد رجع إلى متأخر، أو رجع إلى محذوف مفسّر بما يدل عليه من بعض الوجوه. وقد وصف الرافعي رحمه الله طريقة استبدال اسم الإشارة بضمير الغائب بأنها "بيع الذهب بالملح"! إشارة إلى أن رأي طه حسين الذي نقله عن أسياده المستشرقين بلا فهم وبلا علم إنما هو رأي ساقط بليد تافه، لا تقاس قيمته إلا بقيمة الملح إذا قورن بالذهب في نفاسته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/156)
ويعقب الرافعي قائلا: "وكأنه أخذ تلك القاعدة من ذلك الكتاب الذي عثر به في خرائب روما، فرآه مكتوبا قبل الإسلام بمائة سنة، وفيه آراء في الشعر الجاهلي، وفيه قواعد نحوية ضابطة محكمة لا يشذ عنها إلا شاذ، ولا يختلف عليها إلا ما كان خطأ. وفيه أشياء وأراء يقال أن الدكتور طه لا يردّه عن نشرها إلا أنه يطمع أن يجد تحقيقها في كتاب آخر يعثر به في خرائب أثينا!! ". وهو يشير بذلك إلى ولع الدكتور بالثقافة اليونانية وإغراقه في حب الإغريق، وحُبِّه لهم حبا ملك عليه قلبه حتى نهاية حياته!
ويكاد المريب يقول خذوني:
امتنع الدكتور عن نشر بحثه هذا في اللغة العربية، حتى حصلت عليه صحيفة الأهرام فنشرته مترجما، وانكشفت أباطيل الدكتور وفضحه الله على رءوس الأشهاد!
_ 3 _
زعم طه حسين أن القراءات السبع المجمع عليها لدى العلماء لم تنزل من عند الله، وأن العرب كما قرأتها حسبما استطاعت قراءتها لا كما أوحى الله بها إلى نبيه صلى الله عليه وسلم.
وهو بذلك البهتان ينكر أنها مروية عن الله تعالى كما جاءت على لسان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم متجاهلا الآثار المتواترة والصحيحة التي وردت بهذا الصدد في كتب السنة المعتمدة.
كان يرى أن هناك قرآنا مكيا وقرآنا مدنيا، القرآن المكي يتميز بالبعد عن المناقشة والخلو من المنطق (كذا)! والقرآن المدني يناقش الخصوم بالحجة الهادئة ..
والمؤسف ليس هذا الكلام الغث وحده، وإنما المؤسف بالدرجة الأولى هو ما يدل عليه من أن هذا الملحد المجاهر بإلحاده يعتقد أن القرآن الكريم هو من وضع النبي صلى الله عليه وسلم!!! فهل هناك ما هو أصرح من هذا في باب الكفر؟ وليس كلامه هذا صادرا عن استقراء لما يزعمه قرآنا مكيّا ومدنيا.
فالدارسة المتعمقة للقرآن تُبَيِّن أن الآيات المكيّة مليئة بأقوى البراهين وأقمعها للملحدين الجاحدين. وكثيرا ما حاجّ الله سبحانه كفار مكّة وقارعهم الدليل تلو الدليل وتحداهم المرة بعد المرة فأعلنوا عجزهم وتسليمهم ودخلوا في دين الله أفواجا.
أما ما يزعمه قرآنا مدنيا، ويزعم أنه مُلِئَ بالتشريعات والأحكام ومبادئ الأخلاق .. الخ .. فإنه يردّ ذلك كله- قاتله الله - إلى احتكاك المسلمين بيهود المدينة، الخ ما قاله مما يملأ النفس ألما ووجدا على هذا الآدمي الذي ابتلي به المسلمون حينا من الدهر، ولا زالت سمومه تتسرب على أيدي أشياعه ممن وردوا ورده، وشربوا من المستنقع الذي كرَع منه حتى غصّ بريقه .. !
_ 5 _
زعم أن عدم وضع النقط على الحروف القرآنية في بدء تدوينه قد أدّى إلى حدوث اختلاف في نطقه، فهناك كلمات تنطق هكذا: فتبينوا، فتثبتوا .. الخ.
والحق الذي لا مراء من حوله، مهما أرجف المرجفون، أن القرآن مكلوء برعاية الله إلى أبد الآبدين ودهر الداهرين وذلك بنص قول الحق سبحانه وتعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.
وقد أحاط الكثيرون من الدارسين لعلوم القرآن بالكثير مما يتعلق بهذه الأمور، وما قصد طه حسين بهذا الافتراء إلا أن يكسر القداسة التي خص بها القرآن الكريم، سّيما وهو يعلم أن القرآن يتميز عن التوراة والإنجيل بأنه معجز بلفظه، محفوظ في السطور والصدور بنصّه، متعبد بتلاوته وهو كما قال (جاك بيرك): "سقف اللغة العربية تقاس عليه ولا يقاس عليها"، فكيف يضعه هذا المخّرف موضع الشك والاختلاف؟
_ 6 _
ادعى أن لفظة (سورة) مأخوذة من كلمة (شورة) العبرية، بمعنى (سلسلة) وأثار الشك في لفظة (قرآن) هل هي عربية أو عبرية أو مأخوذة من لغات أخرى.
ورأى أن (الكتاب) غير (القرآن)، وأن الكتاب كان موجودا قبل إنزال القرآن، وأن القرآن صورة عربية منه. (نعوذ بالله من ذلك).
هل سمع السامعون في تاريخ الكفر والنفاق بمثل هذا؟
_ 7 _
ومن أخباره أنه كان يشجع تلاميذه في كلية الآداب على أن ينقدوا القرآن في جرأة ينقدونه باعتباره كتابا أدبيا! يمكن أن يقال فيه هذا كذا، وهذا كذا. ويحاول أن يدرسه دراسة فنية!!
فهل تسلح أولئك الطلاب بالأسلحة العلمية الكافية لدارسة القرآن، فضلا عن ((نقده)) بأمر أستاذهم؟
وهل يملك أستاذهم نفسه، مهما بلغ من علوم اللغة نحوها وصرفها وبلاغتها وأدبها وفقهها ومتنها، أن يمسّ القرآن بكلمة نقد واحد؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/157)
وهل استطاع أساطين البلاغة وفرسان البيان من العرب الخلص إلا أن يسلموا مقاليدهم أمام إعجاز القرآن الكريم وبلاغته فماذا يبلغ هذا الدعيّ من الفقه بلغة الكتاب الكريم وأحكامه العظيمة؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.
وقفة أمام تراث طه حسين
سنضرب الذكر صفحا عما أوردناه، رغم فظاعته وهوله.
وسنلج مرة أخرى باب البحث في تراث طه حسين، لعلنا قد ظلمنا الرجل وما أنصفناه أن أثبتنا عداوته للدين، وأغفلنا نتاجه في الأدب.
سنلج باب البحث في أدبه على طريقته هو بأن نجرده من القيم الروحية التي كان معاديا لها. ((ونحرره)) - كما يقول - من إطاره الإسلامي!
تميزت كتابات طه حسين بما يلي:
1_ المجافاة لروح البحث العلمي الصحيح:
من الواضح أنه لم يكن من الميسور له أن يستعين بأدوات البحث العلمي، من هنا اكتفى بالنقد الأدبي الذي يقوم على الذوق، والقصة التي تقوم على الخيال، والاستعراض التاريخي والسياسي الذي يستطيعه كل من يمسك بالقلم كما يقول أنور الجندي! وفي الجامعة المصرية يقول أستاذه الشيخ محمد المهدي: "إن رأس هذا الفتى كالقدر الفارغة تحتها النار تتلظى فلا هو يشفق على القدر فيملؤها بما يقيها جور النار، ولا هو يبقى على النار إلى أن يتسنى لها الانتفاع بها في الوقت المناسب".
وفي الحقيقة إن استعراض النتائج النقدي لطه حسين، يوقفنا على حقيقة خطيرة ومؤسفة، وهي أنه كان في نقده يسير على غير قواعد. كان يكتفي بما يسميه هو نقدا ذوقيا. ومتى كان النقد ذوقا مجردا بلا دراسة؟
ومتى كان الذوق دستورا عاما يستوي فيه كل الناس، حتى تكون الأحكام الصادرة على أساسه أحكاما نهائية وعامة ولها صفة الثبات والصدق؟
هذا ما عابه عليه صديق عمره والمدافع عنه ضد الثائرين عليه عباس العقاد: "نرى الدكتور يقول مرة: إن أصول النقد الأدبي واحدة، قد وضعها اليونان قديما وفرغوا منها، وتلقاها منهم الإنجليز كما تلقاها منهم الفرنسيون فهم لا يختلفون.
ثم أراه يقول بعد أشهر قليلة: إن النقد ليس له أصول مقررة عند الناقد، فضلا عن الأمم الكبيرة والعصور الكثيرة، وأن الناقد يستحسن أو يستهجن، والمرجع إلى ذوقه وحده في استحسانه أو استهجانه! ".
وأخطر من هذا أن ينقلب ذوق الناقد إلى صكوك للغفران، بحيث يعطي البركة لهذا وجواز العبور لذاك، أو ينصب من نفسه حاكما عاما في دولة الأدب، يأمر وينهى، ويكافئ ويضطهد، ويقرِّب ويبعد .. ويميل في معظم أحكامه مع الهوى. وهذا هو أيضا ما فعله طه حسين. يقول إسماعيل الأدهم:
"والدكتور طه في نقده للمؤلفات العصرية، والأدباء والشعراء المعاصرين يميل كثيرا مع هواه، لأنه يعتبر النقد عملا أدبيا محضا. فيعمل على إظهار تذوقه، وتتجلى شخصيته بأغراضها وأهوائها في نقداته، ومن السهل أن تكتشف عواطف الدكتور وميوله بل أهواءه وأغراضه من السهل تستكشف أنه متأثر بالحب في هذا الفصل وبالصداقة في هذا الفصل، والبغض والحسد في ذياك الفصل. ومن هنا يرى الكثيرون أنه ليس بعالم، ولا يستطيع أن يكون عالما".
ولعل هذا الاتجاه القائم على الميل مع الهوى هو الذي دفع طه حسين إلى أن يغير كثيرا من آرائه فجأة وبلا مقدمات، ولذلك سنجده ينقض اليوم ما بناه بالأمس، كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا. وما ينبغي للكاتب الذي يحترم نفسه وفكره وعقل القارئ له أن يبدي أحكاما فجة لم تستقر في عقله ولم تنضج في تفكيره!!
2 - اتجاهه إلى الإباحية والأدب المكشوف:
إن الدعوة القوية المشبوهة، التي اتجه بها طه حسين إلى فصل دراسة الأدب العربي عن الفكر الإسلامي، وظل يلح إلحاحا عجيبا في الدعوة إليها لم يناد بها عبثا، ولم يطالب بتطبيقها مطالبة ذاهبة في الهواء.
وإنما كانت هذه الدعوة ستارا فاجرا يخفى من ورائه عملياته الإباحية الداعرة، التي تنطلق من مبدأ الحرية في التعبير الأدبي!
ويا أيتها الحرية .. ! كم من الفضائح في دنينا ترتكب باسمك!!
انطلق طه حسين باسم الحرية الفكرية يطالب بترك الأبناء على هواهم في طريق حياتهم، وإعطائهم ما يسمى بحق التربية الاستقلالية الحرة…
ودعا إلى مطالبة المرأة بالثورة على الرجل، ومخالفتها له، وخروجها على ولايته .. وتشجيع الفتاة على ممارسة جميع أنواع الحرية وتحطيم التقاليد الشرقية .. (أي الآداب الإسلامية) ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/158)
ولا شك أنه، بما استطاع أن يتشرّبه من عادات الغرب في فرنسا، وبما اقتبسه من تقاليد الغرب منذ اقترن بزوجته الفرنسية في باريس، وأنجب منها ولده الذي أسماه اسما فرنسيا هو ((كلود)) _ لا شك أنه بذلك أقدر على تعليمنا كيف يكون التنكر للدين، والتقاليد، والقيم والفضائل الإسلامية.
ونحن نتساءل:
لمصلحة من، يشيع الدكتور في دراسته للعصر العباسي، أنه كله كان عصر شك وزندقة وفجور ومجون. ويتخذ من شعراء معينين ذوي ميول غزلية وجنسية أعلاما منشرة لهذا العصر كله، مسقطا من حسابه كل الاتجاهات الدينية والحماسية والحكمية وأشعار البطولة وأبيات الزهد .. الخ؟
لا غرو أن الناقد الذي يتخذ من كتاب الأغاني ونحوه مصادر رئيسية لنقده الذوقي وإنتاجه الأدبي - ويقضي جل أوقاته مع النتائج الرخيص لأبي نواس، ومسلم بن الوليد، ووالبة بن الحباب، وأمثالهم من شعراء العبث - لا يتوقع منه إلا أن يطلق هذه الغثاثات التي لا تثبت للنقد، ولا تستحق أن تناقش لأن زيفها واضح حتى للمبتدئين في دراسة الأدب.
وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل
اعتناقه مبدأ الشك الديكارتي
هل يمكن أن يصل الإنسان عن طريق الشك إلى اليقين؟
هذا هو السؤال الخطير الذي أجاب عنه طه حسين بالإيجاب. بل وجعل منه منهجا علميا، إلتزمه في دراساته الأدبية، وتعصب له تعصبا شديدا. والمهم أن نقرر كما قرر هو:
أن هذا المنهج لم يصطنعه من عند نفسه، بل جارى فيه الفيلسوف الفرنسي ((ديكارت)) صاحب ((الكوجيتو)) الفرنسي المشهور ..
(أنا أفكر، فأنا موجود .. ( je pense, donc je suis).
وإذا تأملنا هذا المنهج بعمق، ووقفنا عنده طويلا، لوجدناه يتضمن عمليتين ذهنيتين، إحداهما يقينية، وهي النقض أو الهدم.
وثانيهما محتملة، وهي البناء أو اليقين. فالمفكر الفرنسي يفرغ ذهنه تماما من أي فكرة معارضة أو مؤيدة لموضوع بحثه، ثم يبدأ في محاولة البناء من جديد، وهي عملية أشبه ما تكون بالولادة العسرة. فالهدم أسهل ما يكون بضربة معول، بينما البناء يتطلب أدوات وخبرات عديدة ووقتا طويلا وعملا شاقا حتى يرتفع البناء مرة أخرى.
ثم إن هناك مدى محدودا يمكن أن يتحرك فيه هذا المبدأ الشكاك. أما إذا اقتربنا من المقدسات الدينية، والنصوص الثابتة من الكتاب أو السنة. فأي منطق يجيز لمفكر أو باحث مهما علا كعبه في ميدانه أن يستخدم مبدأ الشك الديكارتي كما يستخدم الجراح المشرط في تشريح النصوص وتمزيقها وتفريق وحدتها وهدم مضموناتها؟ إن دون ذلك خرط القتاد!.
لقد بلغ هَوَس الدكتور بتطبيق مبدأ الشك أن جرّبه في كل شيء ..
- في إنكار الشخصيات التاريخية، حتى وإن أثبتها القرآن والتوراة والإنجيل. كما فعل في إنكار الوجود التاريخي لإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.
- في النسب الصحيح للشاعر المتنبي حين ادعى أنه لقيط!
- في الحقائق الثابتة .. حين أنكر عروبة مصر وساق الأباطيل التي يرددها المستشرقون لتأييد هذا الإنكار.
- في وجوب تعظيم النسب الشريف، حين قال: "فلأمر ما، اقتنع الناس بأن النبي يجب أن يكون صفوة بني هاشم، وأن يكون بنو هاشم صفوة بني عبد مناف، وأن يكون بنو عبد مناف صفوة بني قصي، وأن تكون قصي صفوة قريش، وقريش صفوة مضر، ومضر صفوة عدنان، وعدنان صفوة العرب، والعرب صفو الإنسانية كلها"!
- في إنكار الشعر الجاهلي جملة وتفصيلا وهو ديوان العرب، ومصدر ثقافتهم وموضع فخرهم وسجل انتصاراتهم، وتاريخهم المنبئ بأحوالهم في سلمهم وحربيهم، في حلهم وترحالهم، في غدوهم ورواحهم.
وفي معرض الرد على مذهب الشك الذي انتهجه طه حسين يقول الأستاذ الغمراوي: "إن الغرب نجا من أن يحاول هدم تاريخه أو تاريخ لغاته هادم عن طريق الشك غير العلمي: لسيادة الرأي العلمي فيه .. واستحواذ الروح العلمي على أهله .. أما الشرق، فليس له مثل هذين السياجين يردّان عنه عادية هذا الباطل الذي يهاجمه باسم الحق، ولا هذا الشك الذي يريد أن يداخله باسم العلم، ولا هذا الهدم والتعطيل اللذين يكرّ عليه بهما نفر من أهله باسم التجديد! ومهما يكن من موقف المؤرخين في الشرق أو في الغرب حيال مبدأ الشك المطلق فإن العلماء لا يأخذون به، وإن العلم لا يقرّه ولا يمكن أن يقره .. ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/159)
إن منهج الشك الذي اتخذ منه صاحبنا الشكاك هذا معولا يهدم به التراث العربي والإسلامي، وسلاحا يحاول به تمزيق عقائد الأمة وأخلاقها لا يصلح أن يكون طريقا علميا منهجيا يسلكه الباحثون عامة والباحثون المسلمون خاصة ..
وبحسب المرء منا أن يسأل نفسه:
هل يمكنه أن يشك لحظة واحدة فيما جاء في كتاب الله سبحانه أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟
وهل يمكن أن يوصله الشك في الحقائق الثابتة الوطيدة إلا إلى هوة الضياع الأبدي؟
وهل استطاع أن يتوصل من شكه هذا إلى الإيمان، سيما والكل يعلم أن طه حسين ظل يتاجر بتصريحاته الدينية وكتبه التي يزعمها إسلامية إلى آخر حياته؟
إن الدعوة الإسلامية في غنى عن هذا كله.
إن قضية الإيمان لا يهزها ولا يؤثِّر فيها مُدَّعُو الإيمان، والمتاجرون بعقائد المسلمين، ولكن الأمور يجب أن توضع في نصابها الصحيح، فلينهض أُسُودُ الدعوة لينفوا أمثال هذا المأجور الراحل من صفوفهم كما ينفي الكير خبث الحديد!
يقول الأستاذ العدوي: "كيف يقدس الحق من يجد في الشك لذة؟ أم كيف يطمئن للحقائق من يجد في القلق والاضطراب رضا؟ إذا كان الشك يلذ للدكتور وأمثاله من المجددين، والاضطراب تستريح إليه نفسه، فكيف يستنتج مجهولا من معلوم، وينتقل من مقدمات إلى نتائج، ومن مبادئ إلى غايات؟ وهل إذا وضحت أمام الدكتور المقدمات وتجلت الحقائق، يأمن أن تساوره شهوة الشك، أو تملك عليه أمره لذة القلق والاضطراب؟ ".
ملاحظات حول منهج البحث الذي ارتضاه المؤلف
من المعروف جيِّدا لدى الباحثين أنه لا بحث بدون منهج، ولا منهج بدون هدف. وهناك أساسيات لدى المشتغلين بالبحث العلمي، وهي أشبه ما تكون بالدستور العام، الذي يتضمن عددا من القواعد الكلية، التي بدونها لا يمكن وضع البحث أيّاً كان صاحبه في دائرة البحوث العلمية المحترمة.
ونحن الآن بصدد المناقشة لبعض الجوانب التي أغفلها الباحث المخلص الأستاذ أنور الجندي، رغم علو كعبه ورسوخ قدمه في الدراسات الأدبية والإسلامية بصفة عامة:
_ 1 _
إن أكبر ما يعاب به الباحث ألاّ يحيل القارئ على المراجع المتخصصة التي استقى منها مادته العلمية. ومؤلفنا ينقل عن العقاد ما يقرب عن صفحة كاملة (ص184) من كتابه دون أن يقول لنا من أين استقى كلام العقاد هذا، لعل القارئ يبغي الاستزادة أو الرجوع إلى الأصل المنقول عنه.
وينقل مثل هذا عن السيد محب الدين الخطيب (ص185) دون ذكر المرجع ومثل هذا كثير في كتابه، إذ يقول مثلا ص202: "وقد دمغه صديق عمره الأستاذ أحمد أمين بهذا التحول والتناقض حين قال في إحدى مقالاته .. " والسؤال هنا: أين، ومتى .. قال الأستاذ أحمد أمين ذلك؟؟.
_ 2 _
ومن المعروف أيضا في علم مناهج البحث، وفي علم مصطلح الحديث، أن عدم ذكر الراوي يضعف من صحة الرواية. ومن أجل هذا لا يمكن قبول مثل هذه العبارة التي أوردها المؤلف ص186:
"ويتفق هذا مع ما قاله بعض المقربين إليه: لا أدري الزيات، أم أحمد أمين أم غيرهما .. "
إذا كنت لا تدري مصدر الخبر، فعلى أي أساس أوردته؟ ومثل ذلك قوله ص171:
"ويقول أحد الباحثين الأعلام .. " أحد الباحثين الأعلام، ولا ندري من هو؟ لماذا؟ هل يخجل أن يصرح لنا باسمه؟؟
_ 3 _
ومما يخدش منهج الباحث أن يذكر في صلب بحثه ما يجب أن يذكره في الحاشية. وهي مسألة يجب أن ينتبه إليها الباحثون أجمعهم، لأن ذلك يوقع الباحث في بلبلة وحيرة ويعطل الانتفاع المرجو من البحث بالطريقة العلمية المفيدة. فهو يقول في الصفحة الثانية بعد المائتين:
_ 4 _
"كتب الدكتور زكي مبارك في 11 نوفمبر 1932م في جريدة البلاغ تحت عنوان: الحديث ذو شجون". والمفروض أن يذكر المرجع وصاحبه وتاريخ في هامش الصفحة كما هو المتبع لدى الباحثين.
يقتضي منهج البحث الصحيح أن يقسّم الكتاب من الناحية الموضوعية تقسيما في غاية الدقة، بحيث يكون أشبه بالبناء الهندسي المتماسك، الذي يرتبط بعضه ببعض في قوة وإحكام، وذلك يقتضي ألا يكون فيه تكرار، ولا يحدث في مادته العلمية تداخل، ولكننا نجد المؤلف يكرر الكثير من العبارات في أجزاء مختلفة من الكتاب لأدنى ملابسة، وكان يكفي الإشارة إلى موضعها من الكتاب نفسه. وهذه أمثلة مكررة:
- اتهام طه حسين للمتنبي بأنه لقيط صفحات 213، 215.
- مبالغة طه حسين في حديثه عن ديكارت 216، 189، 208.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/160)
- إنكار الدكتور الوجود التاريخي لإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام صفحات 6، 209، 220، 255.
- تشكيكه في فضل النسب الشريف صفحات 175، 220.
- تقرير لجنة الأزهر المشكَّلة لدراسة كتاب الشعر الجاهلي صفحات 176، 221.
- تقليد العقاد إمارة الشعر ثم نكران ذلك صفحات 189، 252.
- رأي العقاد في طريقة البحث عند طه حسين صفحات 185، 201.
- رأي د. عمر فروخ في أسلوب الدكتور صفحات 201، 207.
- أقوال تكررت نسبتها إلى د. إسماعيل أدهم، وفتحي غانم، وعبد الحميد السحار، ومحمود مراد صفحات 198، 258.
_ 5 _
من المعروف جيدا لدى الباحثين أن كل باحث مسئول عن الآراء و العبارات التي ينقلها عن غيره. كما أن سكوته عنها معناه أنه موافق على ما جاء فيها من ناحية الشكل ومن ناحية المضمون كذلك.
وقد جرت العادة أن يعلق الباحث على ما ينقله من آراء لغيره، وقد يكون هذا التعليق في صورة تصحيح لبعض المعلومات الواردة، في النص المنقول، أو اعتراض مصحوب بالدليل على أجزاء منه، أو استكمال لنقص ورد فيه من الناحية العلمية أو الموضوعية البحتة، أو تصحيح لبعض الأخطاء المطبعية أو الإملائية أو النحوية بالفقرة موضع الاستشهاد.
و قد نقل مؤلف الكتاب عددا من النصوص التي وجدت فيها بعض الأخطاء، وكانت الأمانة العلمية تقتضي تصويب هذه الأخطاء، أو التعليق عليها بما يفيد إدراك المؤلف لموضع الخطأ فيها.
و هذه بعض الأمثلة التي أوردها مع الإشارة إلى موضعها من الكتاب، وصواب ما رأيته صوابا:
- جاء بالكتاب ص 198 (منسوبا إلى فتحي غانم):
هل طه حسين ملحد أم مؤمن.
وصوابها: ملحد أو مؤمن.
- وجاء منسوبا إلى طه حسين نفسه ص 200 أنا كمسلم أعلن أني.
وصوابها: أنا باعتباري مسلم (لأن الإنسان لا يشبه بنفسه).
- ونقل عن الدكتور عبد الحميد سعد ص 227:
ومن يتبع حياته العلمية وجد. .
والصواب: ومن يتتبع حياته العلمية يجد. .
- ونقل عن اللواء شيت خطاب ص 173:
إن الله يقول: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ…}.
وصوابها: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} سورة الحجر: آية رقم (9).
- وكما نقل عن الأستاذ عبد المنعم مراد ص 217.
على هؤلاء النقاد الفضوليون.
وصوابها: على هؤلاء النقاد الفضوليين.
- وجاء منسوبا إلى طه حسين قوله ص 116:
كما يقول الفرنسيين.
والصواب: كما يقول الفرنسيون.
- وجاء منسوبا إلى ((جريدة الشعب)) ص 138:
ليس حرب على الدين فقط. .
والصواب: ليس حربا على الدين فقط.
عبارات مضيئة
من الطرق المهمة للاستفادة بما يقرأ: تركيز الانتباه على عبارات بعينها، وإعادة مطالعتها والتأمل كثيرا في مضمونها. ذلك لأن أمثال هذه العبارات يعد بمثابة ((مفاتيح الإنارة العلمية)) التي تكشف لك العديد من الاتجاهات، وتنير لك الكثير من دروب الفكر، وتكون في يدك بمثابة العلامات الهادية على طريق البحث العلمي.
ولقد أعجبني من هذه العبارات ما يلي: إنه كما قال البعض: "أنكر كثيرا ولم يثبت شيئا".
ونحن نعرف أن إثارة الشكوك، وتركها معلقة دون إجابات صحيحة هو لب المنهج التلمودي الذي يسيطر الآن على الفكر الغربي الحديث ص 201 وجاء بالكتاب، نسبة إلى د. زكي مبارك: "إن الأستاذية في الأدب عبء ثقيل لا ينهض به إلا الأقلون. وهي تفرض الاطلاع الشامل على خير ما أبدع العرب في خمسة عشر قرنا، وهي تفرض البصر الثاقب بأصول الأساليب وهي تفرض العناء المطلق في التعرف على فحول الكتاب والخطباء والشعراء". ص84.
ويقول المؤلف: "إن التجارب العديدة أثبتت أن الفنيين في التعليم لم يكونوا إلا قسسا أمثال دنلوب، أو مستشرقون متصلون بالكنائس أو الاستعمار الغربي، ولم يكن هناك الفنيون المتجردون من الهوى والغاية، الذين يفهمون كيف يكون التعليم في بلد مسلم، وليس عندهم إلا مناهج الإرساليات وهي موجودة والحمد لله!! في مصر، والعالم العربي بوفرة، وقد نقلت مناهجها إلى المدارس الوطنية منذ قدوم دنلوب عام 1886م تقريبا" ص 104.
وجاء بالكتاب أيضا قول المؤلف: "إن طه حسين قد تعلم فيما تعلم شيئا هاما جدا بعد التجارب المريرة:
ألا يهاجم الدين - بل يهاجم - المؤسسات والأفراد.
فهو حينما يهاجم الأزهر إنما يهاجم الإسلام من الداخل وذلك أسلوب كانت له آثار بعيدة في خلق جوّ من استهانة الناس بعلماء الإسلام، والنظر إليهم على أنهم ليسوا أهلا لأن يقدّموا التوجيه للمسلمين. . " ص 107.
ونقول: هذا ما فعله طه حسين حين هاجم الأزهر وطالب المسئولين بإلغائه وإلغاء المعاهد الدينية العلمية، وتوحيد التعليم على أساس مدني بحت، وجعل الأزهر كلية لاهوتية فقط على النظام الأوربي، فهل أغناه ذلك شيئا في قدومه على ربه سبحانه؟.
وبعد. .
فإن هذا كتاب جدير بالقراءة لأن هناك آخرين يحملون راية طه حسين ويرددون نفس أقواله، {وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلا قَلِيلاً مِنْهُمْ} فلتكن أعينكم مفتوحة على الخطر مهما كان مصدره، ولتكن رؤوسكم مرفوعة في وجه المنحرفين والمشككين مهما كان حجمهم ووزنهم.
ولتكن عقولكم مفتوحة على كل الثقافات لمعرفة الصحيح منها والفاسد، {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}.
وطوبى لمن عرف الحق فاتبعه، وعرف الباطل فاقتلعه، فإنما ينتصر الإسلام بجنود يتحدون الضلال فيصرعونه ولا يتركونه حتى يصرعهم.
إبراهيم محمد سرسيق
المدرس في كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/161)
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[07 - 01 - 10, 11:35 م]ـ
بارك الله في أخي الكريم محمد مبروك عبدالله
معلومات قيّمة وإثراء فوق الرائع
دعواتك
ـ[السليماني]ــــــــ[11 - 10 - 10, 02:01 م]ـ
مصيبة الأمة بهؤلاء الوراقين وجنايتهم على الدين عظيمة(151/162)
دعوة لكل اهل الحديث ولكل النسابة
ـ[وائل محمد الريفي]ــــــــ[06 - 01 - 10, 12:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
الاخوه الكرام القائمين على هذا الديوان الشريف
تحيه طيبه
ارجو التكرم بالعلم بان جدي الأكبر علي زين الامرا الريفي كان قد حضر إلي غزه في أواخر القرن الثامن عشر هو وأخ له لا اعرف اسمه ويقال إن عقبه أي أخ علي كانوا في الشمال من فلسطين و كان قد احضر معه مشجرة نسبه الشريف إلا إنها فقدت من العائلة في عام احتلال فلسطين 48م او قبل زلك بقليل.ولكن كل ما ارجوه هو الحصول علي تسلسل عمود النسب الشريف للجد علي 0 و كما ذكرت سابقا فان الجد علي الريفي من عائلة الريفي الشرفاء الادارسه في بني وريا غل وفأس ومكناس ومن اقوال علي الريفي تركت المغرب بسبب الثأروالدم وخرجت قصرآمن المغرب ليس إرادتى وخوفآ علي حياتي انا واخي
وكان الشرفاء الادارسه قد لجئوا إلي قبائل البربر بعد زوال ملكهم
الجد علي.كان يقول لأبنائه انا ابن باشا ابن قائد كبير في المغرب.
وايضآ كان علي الريفي رجل قوي له شخصية قوية يلبس ذي امراء له حصان ضخم أتا به من المغرب وله هيبة الأمراء وتناقلت العائلة عن الجد علي الريفي نحن من الأشراف ومن الأشراف الأدارسة ومن امراء المغرب ومن مجاهدي الشمال وجد عائلتنا الكبير اسمه علي بن عبد الله الريفي وايضآ توارست العائلة نحن من نسل مولانا عبد السلام بن مشيش قدس الله ثراه
الاخوه المكرمين
لقد ورد في كتاب سلالةالاصول في شجرة ابناء الرسول تأليف الشيخ سيدي عبدالله ابن الشارف ابن سيدي علي حشلاف قاضي الجماعة بالجلفة من عمالة الجزائر وذلك كما ورد في صفحةرقم 38 من الكتاب المذكوربأن فرقة بطاون وفرقة بشفشاون ومنهم يتازروتبأربع مرحلات علي القطب مولانا عبدالسلام بن مشيش ومن أ ولاد سيدي حرمه الشرفاء القمريون واولاد الملهى بني خرفط
(واماسيدي مشيش) بن ابي بكرفكان اثمر من ثلاثة غصون مباركة وهم السيد موسى والسيد عبد السلام المتوفي سنة 622فمن فروع سيدي يلمح
أولا د الريفي
وأولادعمرو واولاد أبنسليمان واولاد اللحياني واولاد عيسى اليلميحي واولاد افداح واولاد بن موسى اليلميحي واولاد حمدان واولاد الصغير وشرفاء القنادسة اصحاب الزواية ببلدة بشارة المشتهرين بالطريق الزبانية ومن اولاد يلمح فرقتين ببلدة ازدامه منهم من يعرف ببني اسناسن ومنهم من يعرف بالملالحة ومن هذا الفريق المرحوم حاتم وقته السيدعبد الله بن ملحه المشهور باولاد بن حواء بجوار غليزان ومن حفدتة الان المكرم المحترم السيد الهاشمي بن محمد قائد البرج المستغانمي منشأوهذا ابن عم والدة المؤ لف الست عائشة بنت الحاج بن حواء من حفدة سيدي عبد الله بن ملحة المذكورقدس الله روحه آمين والسيد يلمح اصل العصابة الكريمة شرفاءوزان قال في درة التيجان بعد ذكر السيد موسي بن مشيش اخوة يلمح إليه ينتمي اليلميحون وجوه العلم فمنهم مولاي عبد الله قطب الولاية الجاده نزل وزان الشريف النسب لله ما اعظم من منصب.
وأرجو الاشاره انه في كتاب الاستقصا في تاريخ المغرب الاقصي وكذلك تاريخ الضعيف ألرباطي مخطوط الدولة السعيدة فان مجلدات تحكي عن عائلة الريفي وأمجادها وآثار قادتها و إن لها لمسات مشرفه ومشرقه في تاريخ المغرب العربي وكان قد ذكرا لباشا احمد أبو العباس بن علي بن عبد الله بن حدو البطوئي الريفي ألحمامي ذكر المؤرخين بأنه من أولاد حمامه قبيلة من قبائل أهل الريف وبالضبط قال انه ثار ببلاد الفحص وكان يحكم في مائه قبيلة أو أكثر من باب طنجه إلى باب تازه وزاد لبني يزنا سن وذكر بانه شريف من أولاد مولانا عبد السلام بن مشيش قد ذكرا لباشا احمد أبو العباس بن علي بن عبد الله بن حدو البطوئي الريفي ألحمامي ذكر المؤرخين بأنه من أولاد حمامه قبيلة من قبائل أهل الريف وبالضبط قال انه ثار ببلاد الفحص وكان يحكم في مائه قبيلة أو أكثر من باب طنجه إلى باب تازه وزاد لبني يزنا سن وذكر بانه شريف من أولاد مولانا عبد السلام حيث أن منها القادة والفاتحين والمؤرخين منهم مؤلف زهر ألاكم موسي الريفي مؤرخ الدولة العلوية و الفقيه أبو المحاسن يوسف بن عبد الله الريفي الورياغلي و العديد غيرهم سجل عنهم تاريخ المغرب بأحرف من نور
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/163)
كل ما انا بصدده هو الحصول على عمود نسب الجد علي رحمه الله وبذلك يتم الاتصال فربما يكون هنالك شيء في مشجرات أولاد حمام من أولاد سيدي عبد السلام بن مشيش رضي الله عنه يشير إلي امتداد نسبه أو أي مشجرات أخري في حفظكم أو في حفظ الأعضاء أو في حفظ آل الريفي في المناطق
المذكوره أعلاه وكذلك في حفظ أشراف الناضور0 كما وإنني أثمن غاليا جهودكم الخيرة بهذا الخصوص ان كان لديكم من المشجرات الادريسيه او كان لكم أي نوع من الاتصال والتواصل ان تولوا هذا الموضوع اهتمامكم المشكور0 كما وأشير إلي انه يوجد ايضاعائلة الريفي الورياغلي المساوي التي هي من عقب سيدي عبد السلام بن مشيش أيضا هم في الغالب من تطوان وكذلك يوجد من عائلة الريفي من اولاد سيدي علال من الاشراف الادارسه وأولاد سيدي يلمح بن سيدي مشيش قدس الله ثره كما أوردنا في السابق. وكذلك الريفي الخطابي لقد ورد أيضآ بأن الامير محمد بن عبد الكريم الريفي يعود نسبه الي عمران ابن ادريس وذكر في كتاب بطل الشمال الافريقي وصدر عن المكتبة العلمية بالقاهرة سنة 1958م والفه كل من محمد عبد المنعم ابراهيم المحامي.ومحمد عبد الوارث الصوفي وذكرايضآكتاب حاضر العالم الأسلامي بقلم الامير شكيب ارسيلان. بأن محمد عبد الكريم الريفي من قبيلة ورياغل وورد في الكتاب ان محمد عبد الكريم الريفي يقال انه من الأشراف ومن اشراف ورياغل.
وايضآ يقال عن الخطابي الريفي هو من عقب سيدي عمران بن ادريس وعمود نسب الريفي الخطابي هو لجدهم الاكبر عبد الله بن خطاب بن علي بن يحيي بن راشد بن احمد المرابط بن منداس بن عبد القوي بن عبد الرحمن يوسف بن زيان بن زين العابدين بن يوسف بن حسن بن ادريس بن سعيد بن يعقوب بن داوود بن حمزه بن علي بن عمران بن ادريس بن ادريس الاكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي وفاطمه بنت رسول الله وهو كما ورد في السلسله الخطابيه العمرانيه
سؤالي هل لهذا النص علاقه بما جاء اعلاه وهل يوجد من اولاد سيدي عبد السلا م من يسمون بأولاد حمام وهل الريفي منهم ام يوجد ريفي من سلالة بني زيان الحسينيين وكانوا يقيمون في بني ورياغل
وبناء على ما ورد اعلاه فأني بصدد ربط نسب الجد علي الريفي الملقب زين الامراءالذي كما اسلفنا انه من الاشراف الادارسة في قبيلة
وريا غل بموجب المعطيات العديدة المعطاه في سياق هذه الرسالة ولي أمل أن نصل الي امتدادنسبه وذلك من خلال مشجرات عائلة الريفي الادريسة في ورياغل والساقية الحمراء وفاس ومكناس.
وهناك سيدة من اهل الفضل اسمها ونسبها -ونسبها أشهر من نار على علم. هي الفاضلة الداعية أم الفضل الشريفة حفيدة رسول الله عليه الصلاة والسلام.
حنان بنت محمد بن أحمد بن حمو الريفي الورياغلي المساوي ينتهي نسبها إلى مولانا عبد السلام بن مشيش. من مواليدشمال المغرب تطوان 1981م
وامها.الشريفة أم حنان.ارحيموا بنت محمد بن محمدي بن حمو من بني بو صالح الحسيمة لقد تزوجت.الشيخ الفاضل.عمر الحدوشي.
ولها اعمال وتخريج عدة كتب وبدأت الوعظ والإرشاد من سن المبكر وهذا للعلم.
والأمر متروك لسيادتكم حفظكم الله ورعاكم.
ولكم كل الاحترام والتقدير
أخوكم
الشريف
و ائل بن محمد بن صالح بن حسن بن صالح بن علي وعلي جاء من المغرب الريفي [/ quote](151/164)
وصية الإمام أحمد لابنه عبد الله
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 01:57 ص]ـ
وَصِيَّةُ الإمَامِ أَحْمَدَ لابْنِهِ عَبْدِ اللهِ
قَالَ الإمَامُ ابنُ مُفْلِحٍ في كِتَابِهِ (الآدَابُ الشَّرْعِيَّةُ):
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ لِأَبِيهِ يَوْمًا أَوْصِنِي يَا أَبَتِ، فَقَالَ " يَا بُنَيَّ انْوِ الْخَيْرَ فَإِنَّكَ لَا تَزَالُ بِخَيْرٍ مَا نَوَيْتَ الْخَيْرَ ".
وَهَذِهِ وَصِيَّةٌ عَظِيمَةٌ سَهْلَةٌ عَلَى الْمَسْئُولِ سَهْلَةُ الْفَهْمِ وَالِامْتِثَالِ عَلَى السَّائِلِ، وَفَاعِلُهَا ثَوَابُهُ دَائِمٌ مُسْتَمِرٌّ لِدَوَامِهَا وَاسْتِمْرَارَهَا، وَهِيَ صَادِقَةٌ عَلَى جَمِيعِ أَعْمَالِ الْقُلُوبِ الْمَطْلُوبَةِ شَرْعًا سَوَاءٌ تَعَلَّقَتْ بِالْخَالِقِ أَوْ بِالْمَخْلُوقِ، وَأَنَّهَا يُثَابُ عَلَيْهَا وَلَمْ أَجِدْ فِي الثَّوَابِ عَلَيْهَا خِلَافًا قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ: مَا هَمَّ بِهِ مِنْ الْقَوْلِ الْحَسَنِ وَالْعَمَلِ الْحَسَنِ فَإِنَّمَا يُكْتَبُ لَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَاحِدَةٌ وَإِذَا صَارَ قَوْلًا وَعَمَلًا كُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ إلَى سَبْعِمِائَةٍ، وَذَلِكَ لِلْحَدِيثِ الْمَشْهُورِ فِي الْهَمِّ.
وَيَلْزَمُ مِنْ الْعَمَلِ بِهَذِهِ الْوَصِيَّةِ تَرْكُ أَعْمَالِ الْقُلُوبِ الْمَذْمُومَةِ شَرْعًا، وَأَنَّ مَنْ عَمِلَهَا لَمْ يَبْقَ فِي حِرْزٍ مِنْ اللَّهِ وَعِصْمَتِهِ، وَقَدْ وَقَعَ فِيمَا يُخَافُ عَلَيْهِ فِيهِ مِنْ الشَّرِّ وَالْعَذَابِ، وَدَلَّ هَذَا النَّصُّ عَلَى الْمُعَاقَبَةِ عَلَى أَعْمَالِ الْقُلُوبِ الْمَذْمُومَةِ، وَهَكَذَا قَوْلُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ رَحِمَهُ اللَّهُ الْآتِي قَبْلَ فُصُولِ تَعَلُّمِ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ: إنْ أَحْبَبْتَ أَنْ يَدُومَ اللَّهُ لَكَ عَلَى مَا تُحِبُّ فَدُمْ لَهُ عَلَى مَا يُحِبُّ.
وَأَمَّا إنْ لَمْ يَنْوِ خَيْرًا وَلَا شَرًّا فَهَذَا يَبْعُدُ خُلُوُّ عَاقِلٍ عَنْهُ.
ثُمَّ نِيَّةُ الْخَيْرِ مِنْهَا مَا يَجِبُ بِلَا شَكٍّ فَقَدْ فَعَلَ مُحَرَّمًا، فَيَالَهَا مِنْ وَصِيَّةٍ مَا أَشَدَّ وَقْعَهَا وَمَا أَعْظَمَ نَفْعَهَا، فَنَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الْمُسْلِمِينَ الْعَمَلَ بِهَا.
وَالتَّوْفِيقَ لَهَا، وَلِمَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ آمِينَ.
فَمِثْلُ هَذَا تَكُونُ وَصَايَا أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ.
ـ[عبدالسلام رفعت عبدالسلام]ــــــــ[08 - 01 - 10, 02:25 م]ـ
ما أجمل هذه الوصية .... كلام قليل لا يحتاج إلى كثير شرح ... سهل الفهم ... لو سُئل أحد الأن أن يوصى أخاه لم يكفيه ساعتين من الكلام المتواصل و فى النهاهية ربما لا يستفيد شئ:-)
ـ[أم عبد الكريم]ــــــــ[08 - 01 - 10, 03:36 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 01:41 ص]ـ
وإياكم جميعًا ورحم الله أئمة السنة.(151/165)
سلسلة تحذير من - خامسا: الجويني و كتابه فرائد السمطين
ـ[نور الدين الجزائري]ــــــــ[07 - 01 - 10, 02:56 م]ـ
سلسلة تحذير من - خامسا: الجويني و كتابه فرائد السمطين
إبراهيم بن محمد بن المؤيّد الجُوَيني الخراساني (644 – 722 هـ)
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله وأزواجه و ذريته أما بعد:
من خلال الحوارات بين أهل السنة و الجماعة و الإثنى عشرية يلاحظ كثرة استدلال الاثنى عشرية بالجويني (أو الحمويني) وكتابه فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين، لهذا سنسلط الضوء هذا الرجل و كتابه فرائد السمطين.
1) ترجمة الجويني صاحب فرائد السمطين
الجويني (644 - 722 ه = 1246 - 1322 م) إبراهيم بن محمد بن المؤيد أبي بكر بن حمويه الجويني صدر الدين أبو المجامع: شيخ خراسان في وقته. من أهل (جوين بها رحل في طلب الحديث فسمع بالعراق والشام والحجاز وتبريز وآمل طبرستان والقدس وكربلاء وقزوين وغيرها وتوفي بالعراق عرفه ابن حجر (في الدرر) بالشافعي الصوفي وقال: خرج لنفسه تساعيات وجعله الأمين العاملي من أعيان الشيعة ولقبه بالحموئي (نسبة إلى جده حمويه) وقال: له (فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين - خ) في طهران (الجامعة المركزية 583) في 160 ورقة وقال الذهبي: شيخ خراسان كان حاطب ليل - يعني في رواية الحديث - جمع أحاديث ثنائيات وثلاثيات ورباعيات من الأباطيل المكذوبة وعلى يده أسلم غازان [الأعلام لخير الدين الزركلي الجزء1 صفحة63]
* في بعض مصادر الإثنى عشرية يسمونه الجويني و في مصادر أخرى يسمونه الحمويني، في كل الأحوال نحن نقصد (إبراهيم بن محمد) و نقصد صاحب كتاب فرائد السمطين.
2) من هم المشتركين في لقب الجويني؟
عند البحث وجدت أن هناك عدة رجال يشتركون في اسم الجويني و هم:
- الجويني * الإمام الكبير شيخ الإسلام أبو عمران موسى بن العباس الخراساني الجويني الحافظ مؤلف " المسند الصحيح " الذي خرجه كهيئة " صحيح " مسلم. توفي أبو عمران بجوين سنة ثلاث وعشرين وثلاث مئة [سير أعلام النبلاء للذهبي الجزء15 صفحة235]
- الجويني * شيخ الشافعية أبو محمد عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيويه الطائي السنبسي كذا نسبه الملك المؤيد الجويني والد إمام الحرمين .... توفي في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وأربع مئة [سير أعلام النبلاء للذهبي الجزء17 صفحة617]
- عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيوية الجويني أبو المعالي بن أبي محمد الفقيه الشافعي الملقب بإمام الحرمين: من أهل نيسابور [ذيل تاريخ بغداد لابن النجار البغدادي الجزء1 صفحة43]
- إمام الحرمين * الإمام الكبير شيخ الشافعية إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن الإمام أبي محمد عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيويه الجويني ثم النيسابوري ضياء الدين الشافعي صاحب التصانيف. ولد في أول سنة تسع عشرة وأربع مئة .... توفي في الخامس والعشرين من ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وأربع مئة ودفن في داره ثم نقل بعد سنين إلى مقبرة الحسين فدفن بجنب والده [سير أعلام النبلاء للذهبي الجزء18 صفحة468]
* يلاحظ اشتراك عدة علماء في لقب الجويني و هم:
323 هـ موسى بن العباس الجويني الملقب بشيخ الإسلام
438 هـ عبد الله بن يوسف بن عبد الله
478 هـ عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني الملقب بإمام الحرمين
722 هـ إبراهيم بن محمد الجويني
* الإثنى عشرية يستغلون اشتراك عدة علماء في لقب واحد للكذب على عوام أهل السنة والجماعة، بل حتى وصل بهم الأمر أن يلقبوا إبراهيم بن محمد الجويني صاحب فرائد السمطين بشيخ الإسلام وهذا من الكذب ذلك أن الملقب بشيخ الإسلام هو موسى بن العباس الجويني المتوفى سنة 323 هـ
3) عقيدة إبراهيم بن محمد الجويني
1 - الجويني يعتقد عصمة الإثنى عشر [فرائد السمطين ج2 ص133]
عن عبد الله بن عباس قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول: أنا وعليّ والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهّرون معصومون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/166)
* أهل السنة والجماعة لا يعتقدون بعصمة البشر ما عدى الأنبياء والرسل في التبليغ عن الله عز وجل، والفرقة الوحيدة التي تعتقد بعصمة و إمامة الاثنى عشر هم (الشيعة الإمامية الاثنى عشرية) وتميزت بذلك عن كل طوائف المسلمين.
2 - الجويني والأئمة الإثنى عشر [فرائد السمطين ج2 ص140 الباب الثاني والثلاثون]
قال جابر: فقرأت فإذا: أبو القاسم محمد بن عبد الله المصطفى وأُمّه آمنة
أبو الحسن عليّ بن أبي طالب المرتضى أُمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف.
أبو محمد الحسن بن علي وأبو عبد الله الحسين بن علي التقي أُمّهما فاطمة بنت محمد.
أبو محمد علي بن الحسين العدل أُمّه شاه بانويه بنت يزدجرد بن شاهنشاه.
أبو جعفر محمد بن عليّ الباقر أُمّه أُمّ عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب.
أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق أُمّه أُمّ فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر.
أبو إبراهيم موسى بن جعفر الثقة أُمّه جارية اسمها حميدة.
أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا أُمّه جارية اسمها نجمة.
أبو جعفر محمد بن عليّ الزكيّ أُمّه جارية اسمها خيزران.
أبو الحسن عليّ بن محمد الأمين أُمّه جارية اسمها سوسن.
أبو محمد الحسن بن عليّ الرفيق أُمّه جارية اسمها سمانة.
أبو القاسم محمد بن الحسن هو حجّة الله القائم أُمّه جارية اسمها نرجس (صلوات الله عليهم أجمعين).
قال الشيخ أبو جعفر ابن بابويه: جاء هذا الحديث هكذا بتسمية القائم (ع) والذي أذهب إليه ما رُوي من النهي عن تسميته
* وهذا الحديث يستدل به الإمامية في معرض إثبات إمامة الإثنى عشر، إضافة لاعتقاده بوجود ولد للحسن العسكري من نرجس وهذا ما انفرد به الروافض، وهذا من الأدلة على أنه كان رافضي اثنى عشري.
3 - الجويني يعتقد بالوصية الإثنى عشر [فرائد السمطين ج2 ص136 الباب الثاني والثلاثون]
في حديث اللوح الذي كتب الله فيه أو أمر بعض كرام الكاتبين بأن يكتب فيه أسماء أوصياء رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ثمّ أهداه إلى نبيّه فأهداه النبيُّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى أُمّ الأوصياء فاطمة (صلوات الله عليها)
* أهل السنة والجماعة لا يعتقدون بالوصية المزعومة، بل يقرون بخلافة أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم على، والإثنى عشرية يعتقدون بان النبي أوصى لعلي رضي الله عنه، وهذا ما يعتقده أيضا إبراهيم بن محمد الجويني، وهذا دليل على انه اثنى عشري.
4 - الجويني يعتقد بعصمة الرضا و انه الإمام الثامن [فرائد السمطين ج2 ص187 الباب التاسع والثلاثون]
في ذكر بعض مناقب الإمام الثامن مظهر خفيّات الأسرار ومبرز خبيّات الأُمور الكوامن منبع المكارم والميامن ومتبع الأعالي الحضارم والأيامن منيع الجناب رفيع القباب وسيع الرحاب هموم السحاب عزيز الألطاف غزير الأكناف أمير الأشراف قرّة عين آل ياسين وآل عبد مناف السيد الطاهر المعصوم والعارف بحقائق العلوم والواقف على غوامض السرّ المكتوم والمخبِّر بما هو آتٍ وعما غبَرَ ومضى المرضيّ عند الله سبحانه برضاه عنه في جميع الأحوال ولذا لقِّب بالرضا عليّ بن موسى صلوات الله على محمد وآله خصوصاً عليه ما سحّ سحابٌ وهما وطلع نباتٌ ونما.
4) الجويني ينقل من علماء و كتب الاثنى عشرية.
1 - الجويني شيخه بن المطهر الحلي [فرائد السمطين ج2 ص329]
حديث العباس بن عبد المطّلب حول المهديّ (ع) وأنّه من ولد النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) وكلام للشيخ الإمام أبي علي الفضل بن علي بن الفضل الطبرسي رحمه الله: أخبرني الإمام سديد الدين يوسف بن علي بن المطهّر الحلّي فيما كتب لي بخطّه رحمه الله تعالى
* فإبراهيم بن محمد الجويني كان يروي عن بن المطهر الحلي الذي معلوم العداء لأهل السنة والجماعة، و نقل أيضا عن شيخه بن المطهر الحلي في الجزء2 من كتاب فرائد السمطين صفحات 142 و 151 و 227 و 329 وهذا من الأدلة على أنه كان رافضي اثنى عشري.
2 - الجويني شيخه نصير الدين الطوسي [فرائد السمطين ج2 ص73 الباب السادس عشر]
أنبأني الحكيم العلاّمة نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي تغمّده الله برحمته
* فإبراهيم بن محمد الجويني كان يروي و يثنى على الرافضي الخبيث عدو السنة نصير الدين الطوسي وهو أشهر من أن يعرف، فالرجل معروف بعداوته لأهل السنة والجماعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/167)
3 - الجويني شيخه الرافضي جلال الدين عبد الحميد
(1722: الأنوار المضيئة) في أحوال الحجة الغائب المنتظر (ع) للسيد علم الدين المرتضى علي بن جلال الدين عبد الحميد النسابة بن شمس الدين أبي علي شيخ الشرف فخار بن معد بن فخار بن أحمد الموسوي الحائري توفي جده فخار بن معد سنة 630 ووالده السيد جلال الدين عبد الحميد من مشايخ الحمويني صاحب (فرائد السمطين) [الذريعة لآقا بزرگ الطهراني الجزء2 صفحة442]
3 - الجويني ينقل من كتب الصدوق
- نقل من كتاب كمال الدين [فرائد السمطين ج2 صفحات 140 و 142 و 147 .... إلخ]
- نقل من كتاب عيون أخبار الرضا [فرائد السمطين ج2 صفحات 174 و179 و188 و191 و192 و200 .. إلخ]
4) اعتراف الإثنى عشرية أن إبراهيم بن محمد الجويني كان منهم
- فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والحسنين مرتب على سمطين أولهما في فضائل الأمير (ع) في سبعين بابا وخاتمة وثانيهما في فضائل البتول والحسنين في اثنين وسبعين بابا لصدر الدين إبراهيم بن سعد الدين محمد بن المؤيد بن أبي الحسين بن محمد بن حمويه الحمويني الذي أسلم على يده السلطان محمود غازان في سنة 694 وتشيع أخيرا لكن أظهر التشيع أخوه الشاه خدا بندة نسخة منه عند السيد احمد آل حيدر [ذيل كشف الظنون لآقا بزرگ الطهراني ص70]
- يقول آقا بزرگ الطهراني: الحموي هذا هو مؤلف (فرائد السمطين) الموجود نسخته ويروى فيه عن الخواجة نصير الدين الطوسي في (672) ومن هنا يظهر أن له كتاب آخر اسمه (فضل أهل البيت) [الذريعة لآقا بزرگ الطهراني الجزء8 صفحة126]
- مجمع الفكر الإسلامي يصنف كتاب فرائد السمطين ضمن كتب الاثنى عشرية: إبراهيم بن محمد الحموي الجويني (644 - 722 هـ) عالم بالحديث. من شيوخ خراسان. لقب بصدر الدين رحل متقصيا للحديث إلى: العراق الشام الحجاز تبريز آمل بطبرستان القدس كربلاء قزوين وغيرها. من مشايخه: الشيخ سديد الدين يوسف بن المطهر الحلي المحقق الحلي ابنا طاووس الخواجة نصير الدين الطوسي إضافة إلى مشايخه من العامة. من تلاميذه شمس الدين الذهبي. أسلم على يديه غازان الملك. توفي بالعراق، الآثار: فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين (عربي / سيرة المعصومين ع زيارات) يتكون من سمطين: أحدهما في فضائل أمير المؤمنين (ع) موزعة على (70) بابا وخاتمة والآخر في فضائل المرتضى والبتول والحسنين (ع) بـ (72) بابا كما ذكر فيه الزيارة الجامعة الكبيرة. فرغ منه سنة (716 هـ) [موسوعة مؤلفي الإمامية - مجمع الفكر الإسلامي الجزء1 صفحة379]
5) إبراهيم بن محمد الجويني صاحب فرائد السمطين كان إثنى عشري و لم يكن سني.
للأسف كما عودنا الإثنى عشرية أنهم ينتصرون لدينهم بالكذب، كثير من الرافضة كانوا يعيشون بين أهل السنة والجماعة ويدعون أنهم سنة حتى ينشروا مذهبهم وينتصروا لباطلهم، و ألف بعضهم كتب في هذا فعلى سبيل المثال لا الحصر: بن صباغ الذي يلقب كذبا بالمالكي، و سبط بن الجوزي، والكنجي الذي يلقب كذبا الشافعي، والقندوزي الذي يلقب كذبا حنفي، محمد بن طلحة الذي يلقب كذبا بالشافعي و غيرهم الكثير.
إبراهيم بن محمد الجويني (أو الحمويني كما تذكر كتب الرافضة) أحد هؤلاء الرافضة الذين عاشوا تقية وسط أهل السنة والجماعة لنشر سمومهم، والتزمت في إثبات تشيعه بالاستدلال من كتابه فتبين أن الرجل يعتقد بعقائدهم، و تتلمذ على يد علمائهم، و نقل من كتبهم، وألف كتابه فرائد السمطين في الانتصار لعقائد الاثنى عشرية، إضافة لاعتراف من ترجم له أنه رافضي اثني عشري.
1* يعتقد بإمامة الإثنى عشر (و هي عقيدة إثنى عشرية خالصة)
2* يعتقد بالوصية (عقيدة إماميه)
3* يعتقد بعصمة الأئمة الإثنى عشر (و هي عقيدة إثنى عشرية خالصة)
4* شيوخه إثنى عشرية. (نصير الدين الطوسي، وبن المطهر الحلي و غيرهم)
5* ينقل كثير من كتب العالم الإثنى عشري (الصدوق)
6* مجمع الفكر الإسلامي يعترف انه إثنى عشري
النتيجة: إبراهيم بن محمد الجويني (الحمويني) ليس حجة على أهل السنة والجماعة، لا هو و لا كتابه فرائد السمطين.
كتبه: نور الدين المالكي الجزائري.(151/168)
وقفة مع كتاب (?لباب الأنساب والألقاب والأعقاب)
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[07 - 01 - 10, 05:43 م]ـ
وقفة مع كتاب (?لباب الأنساب والألقاب والأعقاب)
اسم الكتاب:» ?لباب الأنساب والألقاب والأعقاب «.
المؤلف: علي بن أبي القاسم بن زيد البيهقي المشهور بابن فندق (499 - 565هـ).
تحقيق: مهدي رجائي.
الناشر: مكتبة آية الله المرعشي، قم، إيران.
سنة الطبع: 1410هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ ?الحمدَ ?لله نحمدُه ونستعينهُ ?ونستغفرُه ?، ?ونعوذُ ?بالله ?من شُرور أنفسِنا، ?ومن سيِّئاتِ ?أعمالِنا، ?مَنْ ?يهدهِ ?الله ?فلا مُضِلَّ ?له، ?ومنْ ?يضلِلْ ?فلا هاديَ ?له، ?وأَشهد أنْ ?لا إله إلا الله وحده لاشريكَ ?له، ?وأَشهدُ ?أَنَّ ?محمدًا عبدُهُ ?ورسولُه.?
أما بعد: ?فهذا تعليق كتبته على أوهام النَّسَّابة ابن فندق علي بن أبي القاسم البيهقي، الواقعة في كتابه:» ?لباب الأنساب والألقاب والأعقاب «?؛ وهذا التعليق هو من سلسلة تعليقاتي على كتب الأنساب التي وهمت في أنساب أشراف الحجاز الحَسَنيين؛ وقد نشرت بعضها على الشبكة العنكبوتية، والبقية في كتابي» ?نظرات في كتب الأنساب «?.
والذي دفعني لاخراج هذا التعليق صديقنا النَّسَّابة الهمام علي بن سالم الصيخان الخالدي الذي ساءه استشهاد أهل الأهواء بكلام ابن فندق البيهقي في التشكيك بأنساب أشراف الحجاز الحَسَنيين؛ فأقول وبالله التوفيق:
• الوهم الأول: قال ابن فندق في كتابه» ?لباب الأنساب «? عن جد الأشراف القتاديين:» ?عبدالله بن محمد بن موسى الثاني، لا عقب له بالاتفاق «? (1).
قلت: شَذَّ ابن فندق، وخالف بقوله» ?لا عقب له بالاتفاق «? جمهور المحققين من علماء النسب، ومؤرخي مكة، القائلين بأن لعبدالله بن محمد بن موسى الثاني عقب لم ينقرض، قال النَّسَّابة شيخ الشرف العبيدلي (ت435هـ): «والعقب من ولد عبدالله بن محمد الأكبر بن موسى بن عبدالله الثاني بن موسى الجون من ثلاثة نفر: علي بن عبدالله وله أولاد، ومحمد بن عبدالله يلقب ثعلبًا، قتل وله أولاد، وأحمد بن عبدالله وله أولاد» (2).
وقد شهد ببقاء عقب عبدالله بن محمد بن موسى الثاني، النَّسَّابة فخر الدين محمد الرازي (ت606هـ) (3)؛ والنَّسَّابة إسماعيل الأزورقاني (ت بعد614هـ) (4)؛ والنَّسَّابة أحمد بن محمد الحسيني العبيدلي (ت بالقرن7هـ) (5)؛ والنَّسَّابة ابن الطقطقي محمد (ت709هـ) (6)؛ والنَّسَّابة الجَبَل ابن عنبة أحمد (ت828هـ) وقال: «علي بن عبدالله، في ولده الإمرة بالحجاز من عهد المستنجد بالله إلى الآن» (7)؛ والنَّسَّابة أبو علامة المؤيدي (ت1044هـ) (8).
وبه قال المحققون من مؤرخي مكة، من ذلك: الحافظ النَّسَّابة المحقق -البصير بأنساب أشراف الحجاز- تقي الدين الفاسي (ت832هـ) (9)؛ والمؤرخ عبد العزيز بن عمر بن فهد (ت 922?هـ) (10)، والمؤرخ ابن ظهيرة محمد جارالله القرشي (ت 986هـ) (11)، وغيرهم من مؤرخي مكة (12).
ثم إن ابن فندق فسر عبارته» ?لا عقب له «? في كتابه بتفسيرين، ولم يرجح أحدهما؛ الأول: قوله» ?لاعقب له: خلاف بين النسابيين، فقوم يقطعون على واحدٍ أنه لا عقب له «? (13)؛ فإن رجح ابن فندق هذا التفسير – «أي على واحد أنه لا عقب له» - يكون قد ناقض نفسه، فقد ذكر في كتابه» ?لباب الأنساب «? أن لعبدالله ابنًا اسمه محمد (14).
وأما تفسير ابن فندق الثاني لقوله:» ?لا عقب له»: «قوم يشكون فيه وفي عقبه «? (15)؛ فإن رجح ابن فندق هذا التفسير، يكون «بشكه» هذا قد خالف جمهور المحققين من علماء النسب ومؤرخي مكة المتقدم ذكرهم.
• الوهم الثاني: قال ابن فندق في» ?لباب الأنساب «?:» ?أمير مكة قاسم بن هاشم بن فليتة بن قاسم بن محمد بن هاشم بن محمد شكر بن أبي الفتوح حسن بن جعفر بن محمد الأمير بن الحسين الأمير بن محمد الأكبر بن موسى بن عبدالله بن موسى بن عبدالله الديباج بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب «? (16).
قلت: أخطأ وخلط ابن فندق في نسب أمير مكة قاسم؛ وخالف بقوله هذا: الشواهد الحجرية (17) المنقوش عليها نسب أعمام أمير مكة قاسم بن هاشم (ت565هـ)، واتفاق علماء النسب ومؤرخي مكة المحققين؛ وإليك البيان:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/169)
أولاً: شَذَّ ابن فندق بنسبة أمير مكة قاسم بن هاشم بن فُليتة إلى: «محمد شكر بن أبي الفتوح حسن بن جعفر بن محمد الأمير بن الحسين الأمير»، والدليل على شذوذه، أن الشواهد الحجرية المنقوش عليها نسب أعمام أمير مكة قاسم بن هاشم بن فُليتة، ساقت نسبه على الصحيح بخلاف ما شَذَّ به ابن فندق، و إليك نص الشاهد الحجري المكتوب على قبر عمه شملة بن فليتة، المؤرخ سنة (523هـ)، وهذا نصه: «شملة بن الأمير فُليتة بن القاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبدالله بن أبي هاشم بن الحسين بن محمد بن موسى بن عبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه (18) -، توفي في ثمان وعشرين من صفر سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة رحمه الله» (19).
والشاهد الحجري الثاني الموضوع على قبر بركة بنت مكثر بن عيسى بن فُليتة ابنة عم أمير مكة قاسم بن هاشم، والمؤرخ سنة (588هـ)، والذي ساق نسبها إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما في الشاهدين الحجريين السابق والآتي (20).
والشاهد الحجري الثالث الموضوع على قبر علي بن مالك بن فُليتة ابن عم أمير مكة قاسم بن هاشم، المؤرخ سنة (607هـ)، وهذا نصه: «علي بن مالك بن فُليتة بن قاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبدالله بن أبي هاشم محمد بن الحسين بن محمد بن موسى بن عبدالله بن موسى الجون بن عبدالله -ديباجة بني هاشم- بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، توفي يوم الأربعاء السادس والعشرون من جمادى الآخرة سنة سبع وستمائة» (21).
وبما نصت به الشواهد الحجرية في نسب أمير مكة قاسم بن هاشم بن فُليتة، قال به المحققون من علماء النسب، من ذلك: النَّسَّابة فخر الدين محمد الرازي (ت606هـ) (22)؛ والنَّسَّابة إسماعيل الأزورقاني (ت بعد614هـ) (23)؛ والنَّسَّابة أحمد بن محمد الحسيني العبيدلي (ت قرن7هـ) (24)؛ والنَّسَّابة ابن الطقطقي محمد (ت709هـ) (25)؛ والنَّسَّابة الجَبَل ابن عنبة أحمد (ت828هـ) (26).
وبه قال المحققون من مؤرخي مكة وعلى رأسهم الحافظ النَّسَّابة المحقق -البصير بأنساب أشراف الحجاز- تقي الدين الفاسي (ت832هـ) (27)، والمؤرخ عبد العزيز بن عمر بن فهد (ت 922?هـ) (28)، والمؤرخ ابن ظهيرة محمد جارالله القرشي (ت 986هـ) (29)، وكما قيل قديمًا «أهل مكة أدرى بشعابها».
وبهذا يعلم أن ما ساقه ابن فندق من نسب لأمير مكة قاسم بن هاشم، شاذٌّ، بل باطلٌ لمخالفته:
• الشواهد الحجرية المنقوش عليها نسب أعمام أمير مكة قاسم.
• أقوال المحققين من علماء النسب.
• أقوال مؤرخي مكة المحققين.
ثانيًا: أخطأ ابن فندق خطأً فاحشًا بقوله: «هاشم بن محمد شكر بن أبي الفتوح حسن بن جعفر»، وقوله: «الأمير شكر محمد، لما فارق الدنيا قام مقامه ابنه الأمير هاشم، وبعد الأمير هاشم، الأمير محمد، وبعده الأمير قاسم» (30).
قلت: ما قاله ابن فندق في نسبة هاشم إلى أمير مكة محمد شكر، دليل على شذوذه، ومخالفته لاتفاق علماء النسب المحققين، القائلين بانقراض عقب محمد شكر بن أبي الفتوح، قال الحافظ النَّسَّابة ابن حزم (ت456هـ): «مات شُكر ولم يُولَدْ له قط» (31)؛ وقال النَّسَّابة العمري (ت القرن 5هـ): «أبو عبدالله محمد المعروف بشكر، لم يلد إلا بنتًا، يقال لها: تاج الملك» (32).
وبه قال النَّسَّابة ابن الطقطقي (ت709هـ) (33)؛ والنَّسَّابة ابن عنبة (ت828هـ) القائل: «انقرض الأمير تاج المعالي شكر، وانقرض بانقراضه الأمير أبو جعفر محمد بن الحسين بن محمد الثائر؛ فمن ادعى إليه فهو كذاب مفتر» (34).
ثالثًا: أضاف ابن فندق اسم جَدٍّ لأمير مكة قاسم بن هاشم بن فُليتة بن بن القاسم بن محمد في قوله:» ?قاسم بن محمد بن هاشم «?، والصواب أن محمدًا هذا هو» ?أبوهاشم «?، وليس هاشمٌ أباه، إنما هي كنيته وقد تقدم ذكر اتفاق المحققين من علماء النسب، ومؤرخي مكة، والشواهد الحجرية بأن: «محمدًا بن هاشم»، هو أبو هاشم محمد بن جعفر بن محمد بن عبدالله بن أبي هاشم محمد الأمير بن الحسين الأمير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/170)
رابعًا: لعل تشابه أسماء أمراء مكة من الأشراف الهواشم الأمراء، و الأشراف الجعفريين كان سببًا في وقوع ابن فندق في هذا الخلط والتصحيف، لأن الأشراف الهواشم الأمراء في نسبهم:» ?جعفر بن محمد «?، و» ?أبو هاشم محمد الأمير بن الحسين الأمير «? (35)، والأشراف الجعفريون في نسبهم:» ?جعفر بن محمد «?، و» ?أبو جعفر محمد الأمير بن الحسين الأمير «(36).
• الوهم الثالث: قال ابن فندق في «لباب الأنساب» عن جد الأشراف الهواشم الأمراء والقتاديين: «محمد بن موسى بن عبدالله بن موسى الجون، كان له عقب بالتمام، ثم انقرضوا (37)» (38).
قلت: تسرع ابن فندق في النفي –وهذه آفة عظيمة-، بل ناقض نفسه؛ ودليل ذلك أنه ذكر لمحمد بن موسى عقبًا، وهو أمير مكة في زمانه قاسم بن هاشم بن فليتة (ت565هـ) (39).
وناقض ابن فندق نفسه في موطن آخر، فقال:» ?أبو عبدالله محمد الأصغر بن موسى الثاني بن عبدالله السويقي، له عدد وجماعة بالحجاز والبادية من الأمراء والأجلاء «? (40).
وناقض نفسه أيضًا في موطن آخر، فقال: «والعقب من الأمير الحسين بن محمد الأكبر بن موسى بن عبدالله رجلان: أبو جعفر محمد الأمير، وأبو هاشم محمد»، ثم ذكر أعقابهم (41).
بل إن ابن فندق بنفيه عقب محمد الأكبر بن موسى الثاني بن موسى الجون، قد خالف إجماع علماء النسب القائلين بأن له أعقاب؛ من ذلك: النَّسَّابة شيخ الشرف العبيدلي (ت435هـ) (42)؛ والنَّسَّابة ابن حزم علي (ت456هـ) (43)؛ والنَّسَّابة علي بن محمد العُمري (ت قرن5هـ) (44)؛ والنَّسَّابة الجواني (ت588هـ) (45)؛ والنَّسَّابة فخر الدين محمد الرازي (ت606هـ) (46)؛ والنَّسَّابة إسماعيل الأزورقاني (ت بعد614هـ) (47)؛ والنَّسَّابة أحمد بن محمد الحسيني العبيدلي (ت قرن7هـ) (48)؛ والنَّسَّابة ابن الطقطقي محمد (ت709هـ) (49)؛ والنَّسَّابة الجَبَل ابن عنبة أحمد (ت828هـ) (50).
بل خالف ابن فندق بنفي أعقاب محمد بن موسى الثاني بن موسى الجون، إجماع مؤرخي مكة المحققين، وعلى رأسهم الحافظ النَّسَّابة المحقق تقي الدين الفاسي (ت832هـ) (51)، والمؤرخ عبد العزيز بن عمر بن فهد (ت 922?هـ) (52)، والمؤرخ ابن ظهيرة محمد جارالله القرشي (ت 986هـ) (53)، وغيرهم من مؤرخي مكة (54).
مجازفات ابن فندق وتسرعه بنفي أعقاب أعلام معقبين:
تقدم الرد على مجازفات وتسرع ابن فندق بنفي أعقاب محمد الثائر بن موسى الثاني، وابنه عبدالله بن محمد الثائر، وليست هي الأولى، بل كتابه حافل بتسرعه في النفي؛ وإليك بعض الأمثلة:
• قال ابن فندق في «لباب الأنساب»: «داود، وعيسى، وأحمد، وجعفر، وحمزة، بنو إدريس بن إدريس، درجوا (55) ولا أعقاب لهم» (56).
قلت: تسرع وجازف ابن فندق بنفي عقب داود بن إدريس؛ فداود بن إدريس الأصغر بن إدريس له عقب لم ينقرض، قال النَّسَّابة العمري (ت القرن5هـ): «قال صاحب «السفرة» (57): أعقب داود بن إدريس بفاس ووشنانة إلى صدنية جماعة وهم بها مقيمون، وقال الموضح (58): هم بالنهر الأعظم من المغرب» (59).
ومن الأدلة على بطلان كلام ابن فندق، أن النَّسَّابة الجواني (ت588هـ) المعتني بأنساب الأشراف الأدراسة وله فيهم كتاب «النفيس في نسب بني إدريس» شهد ببقاء عقب داود بن إدريس في قوله: «داود بن إدريس عشيرة» (60).
أما عيسى بن إدريس الأصغر بن إدريس الذي نفى ابن فندق بقاء عقبه، فله عقب، قال النَّسَّابة العمري (ت القرن5هـ): «عيسى بن إدريس أعقب ببلد «ولهاضة» و «مكلاية» فمن ولده: القاسم كنون بن عبدالله بن يحيى بن أحمد بن عيسى بن إدريس مؤلف «نسب بني عيسى» في قول شيخنا أبي الحسن (61)» (62).
ومن الأدلة على بطلان كلام ابن فندق، أن النَّسَّابة الجواني (ت588هـ) المعتني بأنساب الأشراف الأدراسة، شهد ببقاء عقب عيسى بن إدريس في قوله: «عيسى بن إدريس بطن» (63).
وقال النَّسَّابة الأزورقاني (ت بعد614هـ): «ولعيسى بن صاحب التاج [أي إدريس الأصغر] خمسة معقبون: أحمد وهو أكثر اخوته عقبًا، وهارون مقل، ومحمد ذيل وطول، وموسى له أولاد، وهم جميعًا بالمغرب» (64).
وقال النَّسَّابة ابن عنبة (ت828هـ): «أعقب عيسى بن إدريس بن إدريس ببلد ملكانه، فمن ولده القاسم كنون بن عبدالله بن يحيى بن أحمد بن عيسى بن إدريس» (65).
• قال ابن فندق في «لباب الأنساب»: «أحمد، وإدريس ابنا محمد بن سليمان، لا عقب لهما» (66).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/171)
قلت: جازف ابن فندق –كعادته- في نفي عقب أحمد، وإدريس ابني محمد بن سليمان بن عبدالله المحض؛ والصحيح أنهما معقبان ولم ينقرضا، قال النَّسَّابة الجواني (ت588هـ): «العقب من محمد –المقتول بفخ- بن سليمان بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي –عليه السلام- من حمزة، وإبراهيم، وأحمد، وعبدالله، وإدريس، وعيسى، وعلي، وحسين، وحسن، وسليمان؛ ومنهم أفخاذ وعشائر» (67).
قلت: النَّسَّابة الجواني من المعتنين بأنساب أشراف المغرب، وقوله «ومنهم أفخاذ وعشائر» تصريح صريح ببقاء عقب أحمد وإدريس ابني محمد بن سليمان بن عبدالله المحض.
وقال النَّسَّابة الأزورقاني (ت بعد614هـ): «محمد، له عبدالله العالم المحدث، له أربعة بنين؛ وأحمد له ستة بنين؛ والحسن له ولد؛ وإدريس له تسعة أولاد؛ وهؤلاء الأربعة هم المتفق على صحة أعقابهم، وعقبهم بقرية تلميسين» (68).
وقال النَّسَّابة ابن عنبة (ت828هـ): «العقب من سليمان: محمد دخل المغرب، وأعقب هناك؛ وكان له عبدالله، وأحمد، وإدريس، وعيسى، وإبراهيم، والحسن، والحسين، وحمزة، وعلي، وهم في نسب القطع –أي انقطعت أخبارهم عنّا واتصالهم عنّا-؛ ولا شك أن بني سليمان بن عبدالله بالمغرب إلى الآن» (69).
هذا ما تسنى جمعه من أوهام ابن فندق البيهقي، والتعليق عليها؛ وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه
أبو هاشم الشريف إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير
ص. ب: 10403 جدة 21433
المملكة العربية السعودية
البريد الإلكتروني: hashemi89@hotmail.com
الأثنين 11 محرم1431هـ
_____________
(1) «لباب الأنساب» (2/ 463).
(2) «تهذيب الأنساب» (ص49).
(3) «الشجرة المباركة» (ص21، 22).
(4) «الفخري في أنساب الطالبيين» (ص87 - 88).
(5) «التذكرة في الأنساب المطهرة» (ص44).
(6) «الأصيلي في أنساب الطالبيين» (ق16 - 24 بترقيمي).
(7) «عمدة الطالب» (ص125 - 126).
(8) «روضة الألباب» (ق68 بترقيمي).
(9) «العقد الثمين» (7/ 39) (4/ 86)، «تعريف ذوي العلا» (ص19)، و «المقنع» (ص30)، «شفاء الغرام» (2/ 315).
(10) «غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام» (1/ 550).
(11) «الجامع اللطيف» (ص270).
(12) انظر «سمط النجوم» (4/ 207)، «منائح الكرم» (2/ 266)، «خلاصة الكلام» (ص22)، «إفادة الأنام» (3/ 106).
(13) «لباب الأنساب» (1/ 326).
(14) «لباب الأنساب» (1/ 240).
(15) «لباب الأنساب» (1/ 326).
(16) «لباب الأنساب» (2/ 527).
(17) الشواهد الحجرية: هي بلاطة أو حجر يكتب عليه اسم ونسب ومكانة المتوفى ثم توضع على قبره، وهذا العمل نهى عنه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج مسلم وأبو داود بإسناديهما الصحيح عن جابر رضي الله عنه قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، نهى أن يقعد على القبر، وأن يجصص، ويبنى عليه، [أو يزاد عليه، أو يكتب عليه]». «صحيح مسلم» (7/ 37)، «سنن أبي داود» (3/ 216) والزيادة له، وصححه العلامة الألباني –رحمه الله- في «صحيح سنن أبي داود» (2/ 621)، «أحكام الجنائز» (ص260 - 263) وقال: «وأما الكتابة، فظاهر الحديث تحريمها».
وبنهيه صلى الله عليه وسلم اقتدى الصحابة والتابعون - رضوان الله عليهم -، فلو نظرت في الكتب المؤلفة في معرفة الصحابة لوجدت اختلاف أقوال المؤرخين الكبير في تعيين أماكن قبور الصحابة، ومن ذلك مثلاً: قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وأمير المؤمنين عثمان بن عفان، وأبي عبيدة، والحسين السبط – رضي الله عنهم أجمعين-، وغيرهم، فدل ذلك على عدم اعتناء الصحابة -رضي الله عنهم- بكتابة أسمائهم على قبورهم أو البناء عليها، قال الحافظ المؤرخ الشريف تقي الدين الحسني الفاسي (ت832هـ): «واختلف في موضع قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقيل في قصر الإمارة بالكوفة، وقيل في رحبة الكوفة، وقيل في نجف الحيرة، موضع بطريق الحيرة، وقبره رضي الله عنه مجهول». «العقد الثمين» (6/ 199).
وقال مؤرخ المدينة السمهودي (ت911هـ): «في «مدارك» عياض، عن مالك أنه مات بالمدينة من الصحابة نحو عشرة آلاف». وكذا سادة أهل البيت والتابعين، غير أن غالبهم لا يُعرف عين قبره ولا جهته، لاجتناب السلف البناء والكتابة على القبور مع طول الزمان». «خلاصة الوفا» (2/ 363).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/172)
(18) مسألة الصلاة أو السلام على فلان بمعنى طلب الدعاء لهم أمر جائز شرعًا، قال الصحابي عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قومٌ بصدقتهم قال: «اللهم صلِّ على آل فلان» «صحيح البخاري» كتاب الزكاة (2/ 544).
وقد صلى التابعي عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه على أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب –رضي الله عنهما- عندما سئل عنهما فقال: «صلى الله عليهما، ولا صلى على من لم يصل عليهما». «فضائل الصحابة ومناقبهم» (ص80)، «شرح أصول اعتقاد أهل السنة» (7/ 1302).
والآثار المنسوبة إلى أئمة السُّنَّة كأحمد بن حنبل ويحيى بن معين والبخاري وغيرهم في السلام على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبنائه كثيرة جداً. انظر «الطبقات الكبير» (1/ 84، 89) (4/ 50) (5/ 196، 299، 321)، «الزهد» لأحمد (ص191 - 195، 244)، «صحيح البخاري» (1/ 369) (3/ 1226) (4/ 1837)، «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (3/ 19) (5/ 34)، «فضائل الصحابة» (ص 32، 34، 35، 37، 38، 39، 40)، «شرح أصول اعتقاد أهل السنة» (1/ 176)، «تاريخ الإسلام» (11/ 158) (29/ 434) (51/ 380) وغيرها.
وأما من قال بأن هذا السلام المنسوب إلى الأئمة من صنيع النساخ فقد جانب الصواب وأبعد النجعة، إذ لا دليل لديه سوى الظن، وهل يعقل أن يكون صنيع النساخ هذا في جُل كتب أهل السُّنة؟ وإذا طرقنا هذا الاحتمال فتحنا باب شر عظيم لكل من هب ودب بأن يطعن أو ينكر النصوص المرفوعة أو الآثار التي فيها مخالفة لعقله أو ما شابه ذلك بحجة أنها أدخلت في هذه الكتب وأنها من صنيع النساخ فتأمل ذلك جيداّ.
وبعض الفرق المنحرفة عن السُّنة غالت في هذا السلام وخصته بالمعصومين من آل البيت زعموا.
وأحسن ما قيل في مسألة السلام على فلان –والله أعلم- الجواز بشرط عدم التخصيص، وهذا ما صنعه الحافظ الدارقطني في كتابه «فضائل الصحابة» بالسلام على أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من الصحابة –رضوان الله عليهم-، قال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت728هـ): «ليس لأحد أن يخص أحدًا بالصلاة عليه دون النبي صلى الله عليه وسلم، لا أبا بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا عليًا، ومن فعل ذلك فهو مبتدع، بل إما أن يصلي عليهم كلهم أو يدع الصلاة عليهم كلهم»، وقال شيخ الإسلام في موطن آخر: «وقد تنازع العلماء في الصلاة على عليٍّ منفردًا، فذهب مالك، والشافعي، وطائفة من الحنابلة: إلى أنه لا يصلى على غير النبي صلى الله عليه وسلم منفردًا، كما روي عن ابن عباس أنه قال: لا أعلم الصلاة تنبغي على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وسلم.
وذهب الإمام أحمد وأكثر أصحابه إلى أنه لا بأس بذلك؛ لأن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لعمر بن الخطاب: صلى الله عليك. وهذا القول أصح وأولى.
ولكن إفراد واحد من الصحابة والقرابة كعلي أو غيره بالصلاة عليه دون غيره مضاهاة للنبي صلى الله عليه وسلم؛ بحيث يجعل ذلك شعارًا معروفًا باسمه: هذا هو البدعة». «مجموع الفتاوى» (4/ 420، 496 - 497).
وإلى تعميم السلام على كافة الصحابة مال الحافظ ابن كثير (ت774هـ) في «تفسيره» (3/ 517)، والعلامة محمد ناصر الدين الألباني (ت1420هـ) في «سلسلة الهدى والنور» (شريط373 وجه ب).
(19) «أحجار المعلاة الشاهدية» (ص439).
(20) «أحجار شاهدية من متحف مكة» (ص85).
(21) «أحجار المعلاة الشاهدية» (ص597).
(22) «الشجرة المباركة» (ص21 - 22).
(23) «الفخري في أنساب الطالبيين» (ص88).
(24) «التذكرة في الأنساب المطهرة» (ص39).
(25) «الأصيلي في أنساب الطالبيين» (ق19 بترقيمي).
(26) «عمدة الطالب» (ص123 - 124).
(27) «العقد الثمين» (7/ 20، 32).
(28) «غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام» (1/ 509، 523).
(29) «الجامع اللطيف» (ص268).
(30) «لباب الأنساب» (2/ 529).
(31) «جمهرة أنساب العرب» (ص47).
(32) «جمهرة أنساب العرب» (ص47).
(33) «الأصيلي في أنساب الطالبيين» (ق18 بترقيمي).
(34) «عمدة الطالب» (ص121،122).
(35) «تهذيب الأنساب» (ص49)، «التذكرة في الأنساب» (ص 39، 44)، «عمدة الطالب» (ص120، 124).
(36) «تهذيب الأنساب» (ص49)، «المجدي في الأنساب» (ص242)، «التذكرة في الأنساب» (ص44)، «عمدة الطالب» (ص120).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/173)
(37) انقرضوا جمع انقرض: أي كان للرجل عقب فانقرض هو وعقبه. «لباب الأنساب» (1/ 326).
(38) «لباب الأنساب» (2/ 464).
(39) «لباب الأنساب» (2/ 527).
(40) «لباب الأنساب» (1/ 226).
(41) «لباب الأنساب» (2/ 528 - 532).
(42) «تهذيب الأنساب» (ص49).
(43) «جمهرة أنساب العرب» (ص47).
(44) «المجدي في أنساب الطالبيين» (ص242).
(45) «الأنساب» للجواني (ق 8 بترقيمي).
(46) «الشجرة المباركة» (ص21، 22).
(47) «الفخري في أنساب الطالبيين» (ص87 - 88).
(48) «التذكرة في الأنساب المطهرة» (ص38 - 45).
(49) «الأصيلي في أنساب الطالبيين» (ق16 - 24 بترقيمي).
(50) «عمدة الطالب» (ص125 - 126).
(51) «العقد الثمين» (7/ 20، 28، 39).
(52) «غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام» (1/ 509، 550).
(53) «الجامع اللطيف» (ص267، 270).
(54) انظر «سمط النجوم» (4/ 207)، «منائح الكرم» (2/ 266)، «خلاصة الكلام» (ص22)، «إفادة الأنام» (3/ 106).
(55) درجوا جمع درج: أي مات الرجل ولم يخلف نسلاً. «لباب الأنساب» (1/ 326).
(56) «لباب الأنساب» (2/ 464).
(57) صاحب «السفرة»: هو أبو طالب الناسك بن أحمد بن عيسى بن أحمد بن محمد بن القاسم بن إدريس الأصغر بن إدريس. «عمدة الطالب» (ص144).
قال النَّسَّابة العمري (ت القرن5هـ) عن «السفرة»: يجب أن يكون ما كتب في «السفرة صحيحًا»، حتى تجيء حجة [تبطله]». «المجدي في الأنساب» (ص252)، «عمدة الطاب» (ص144) وما بين المعقوفتين في «المجدي»: «نقله»، وفي «عمدة الطالب» «تبطله» وهو الصواب ليتفق مع السياق.
(58) الموضح: هو أبو علي عمر بن علي بن الحسين بن عبد الله بن محمد الصوفي، النسابة، المتوفى في القرن الرابع الهجري. «لباب الأنساب» (1/ 38)، «المجدي في الأنساب» (ص249).
(59) «المجدي في الأنساب» (ص251).
(60) «الأنساب» للجواني (ق13بترقيمي).
(61) أبو الحسن: هو النَّسَّابة شيخ الشرف العبيدلي محمد بن محمد صاحب كتاب «تهذيب الأنساب»، المتوفى سنة (435هـ). «المجدي في الأنساب» (ص249).
(62) «المجدي في الأنساب» (ص252).
(63) «الأنساب» للجواني (ق13بترقيمي).
(64) «الفخري في النسب» (ص101).
(65) «عمدة الطالب» (ص144).
(66) «لباب الأنساب» (2/ 465).
(67) «الأنساب» للجواني (ق11بترقيمي).
(68) «الفخري في النسب» (ص101).
(69) «عمدة الطالب» (ص141).(151/174)
البيان فيما تشابه من اسماء العلماء
ـ[ابا عبد الله السهيل]ــــــــ[08 - 01 - 10, 01:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تعرضت اليوم الى موقف جعلني امعن التفكير والبحث فيه --- الا وهو تشابه اسماء بعض العلماء السنه مع علماء الشيعة.
حيث وجدت ان هناك ابو جعفر الطبري السني واخر يحمل نفس الاسم ولكن ينتمي للشيعة والكل ينسب الاقوال للطبري .. وعند التمحيص وجدت العجاب كونهما يتشايهان بمحل الولادة ولم استطع التميز بينهما الا بالرجوع الى الاسم الكامل عندها بين الاختلاف جليا.
وقد عرفت عن طريق الانترنت ان هناك ايضا ابن قتيبه احدهما سني والاخر شيعي وكان الشيعي يلاحق السني في مؤلفاته ويسميها بنفس الاسم للتظليل. وقد تذكرت عندما قرات هذا --- الحلقه الاخيره من فضقضة التي كانت يوم 2010/ 01/05 للشيخ محمود المصري الذي تناول فيها قصة المهدي-- حيث استشهد باسم هذا المؤلف (ابن قتيبه) وذكر ان كل رواياته لم تصح الاواحدة. فقلت قد يكون ابن قتبه هذا هو الرافضي.
ارجو من الاخوة الذين لديهم معلومات اكثر او شخصيات تحمل اسماء مشتركه ان يشاركوا لتعم الفائدة ولنرفع اللبس ولنذود عن سيرة علمائنا.
منتظرين مشاركاتكم
والله من وراء القصد
ـ[العوضي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 01:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أَيِّهَا السُنِّيُّ ... احْذَرْ وَلا تَغْتَرْ بِتَشَابُهِ الأَسْمَاءِ
الحمد لله وبعد.
قال تعالى: " وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ " [الأنعام: 55].
قال ابن كثير: " أَيْ وَلِتَظْهَر طَرِيقُ الْمُجْرِمِينَ الْمُخَالِفِينَ لِلرُّسُلِ وَقُرِئَ " وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلَ الْمُجْرِمِينَ " أَيْ وَلِتَسْتَبِينَ يَا مُحَمَّد أَوْ يَا مُخَاطَب سَبِيلَ الْمُجْرِمِينَ.ا. هـ.
إن من الأمورِ المهمةِ لأهلِ السنةِ أن يحذروا من طرقِ أهلِ البدعِ في التلبيسِ والتدليسِ عليهم.
وفي هذا الموضوع أود أن أبينَ لأهلِ السنةِ طريقةً من طرقِ المبتدعةِ عموماً، والرافضةِ خصوصاً في تلبيسهم وتدليسهم على أهلِ السنةِ.
والمتابعُ للمناظرةِ التي حصلت في " قناة المستقلة " يجدُ أن المتناظرين من الرافضةِ استخدموا هذا الأسلوبَ.
أما المكيدةُ التي يتبعها الرافضةُ في التدليسِ والتلبيسِ على أهلِ السنةِ هي أنهم يدخلون علينا عن طريقِ السنةِ ويقولون: قال العالمُ الفلاني كذا، وقال العالمُ الآخرُ كذا ... " ويضعون أسماءً تشابه أسماءَ علماءٍ معتبرين عند أهلِ السنةِ، وهم في الأصلِ رافضةٌ.
قال الألوسي في " مختصر التحفة الإثنى عشرية " (ص 32): " ومن مكايدهم أنهم ينظرون في أسماءِ المعتبرين عند أهلِ السنةِ فمن وجدوهُ موافقاً لأحدٍ منهم في الاسمِ واللقبِ أسندوا روايةَ حديثِ ذلك الشيعي إليه، فمن لا وقوف له من أهلِ السنةِ يعتقدُ أنهُ إمامٌ من أئمتهم فيعتبرُ بقولهِ ويعتدُ بروايتهِ ... ".ا. هـ. ثم ذكر أمثلةً لذلك نأتي عليها بشيءٍ من التفصيلِ.
1 - السُّدِّي:
هناك رجلان يقالُ لهم السدي.
الأول: السدي الكبير، والثاني: السدي الصغير.
ولنقف على شيءٍ من ترجمةِ كلِ واحدٍ منهما لكي يميز أهلُ السنةِ بينهما، وتتضحُ لهم الحقائقُ، ولا يغتروا بكذبِ الرافضةِ.
قال المزي في " تهذيب الكمال " (3/ 132) عند ترجمة السدي الكبير: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السُّدِّي، أبو محمد القرشي الكوفي الأعور، مولى زينب بنت قيس بن مخرمة، وقيل: مولى بني هاشم، أصله من حجازي، سكن الكوفة، وكان يقعد في سُدةِ باب الجامع بالكوفة فسمي السُّدِّي، وهو السدي الكبير.ا. هـ.
ومما جاء في ترجمته: قال عبدان الأهوازي: كان إذا قعد غطى لحيته صدره. وقال محمد بن أبان الجُعفي، عن السدي: أدركت نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم: أبو سعيد الخدري، وأبو هريرة، وابن عمر. كانوا يرون أنه ليس أحدٌ منهم على الحال الذي فارق عليه محمداً صلى الله عليه وسلم، إلا عبد الله بن عمر.
أما السدي الصغير قال عند المزي أيضا (26/ 392): محمد بن مروان السدي الصغير، وهو محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكوفي، مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب.ا. هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/175)
والسدي الصغير من الوضاعين الكذابين عند أهل السنة، وهو رافضي غال، وله ترجمة في كتب الرافضة مثل " الكنى والألقاب " للقمي (2/ 311 – 312) فقال في ترجمة السدي الكبير والصغير: أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي المفسر المعروفة أقواله في كتاب " التبيان " وغيره، كان نظير مجاهد وقتادة والكلبي والشعبي ومقاتل ممن يفسرون القرآن الكريم بآرائهم عده الشيخ (يعني الطوسي) في أصحاب السجاد والباقر، وعن ابن حجر أنه صدوق متهم رمي بالتشيع من الرابعة، وعن السيوطي أنه قال في الإتقان: أمثل التفاسير تفسير إسماعيل السدي، روى عنه الأئمة مثل الثوري وشعبة انتهى. حكي أنه أدرك أنس بن مالك ورأى الحسين بن علي، وقال الترمذي: وثقه سفيان الثوري وشعبة ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم. توفي في حدود سنة 128، وهو السدي الكبير.
والسدي الصغير حفيده محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي، روى عن محمد بن السائب الكلبي كتاب التفسير ذكره الخطيب البغدادي وقال: قدم بغداد وحدث بها، وقال انه ضعيف متروك الحديث، والسدي بضم السين وتشديد الدال المهملتين منسوب إلى منسوب سدة مسجده الكوفة، وهي ما يبقى من الطاق المسدود.ا. هـ.
2 – الطبري:
ومن ذلك محمد بن جرير الطبري رجلان أحدهما سني والآخر رافضي.
أما السني فهو محمد بن جرير بن يزيد بن كثير الآملي الطبري أبو جعفر المؤرخ المفسر الإمام، ولد في آمل طبرستان، واستوطن ببغداد وتوفي بها في 310 هـ، له عدة مصنفات من أشهرها: " جامع البيان عن تأويل آي القرآن "، وقد أثنى على تفسيره كثير من العلماء منهم الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " (2/ 163) حيث قال: " لم يصنف أحد مثله ". وقال الخطيب أيضا (12/ 163) عن أبي حامد الإسفراييني: " لو سافر رجل إلى الصين في تحصيل تفسير ابن جرير لم يكن كثيرا ". وصنف أيضا " تهذيب الآثار "، و " تاريخ الرسل والملوك "، و " اختلاف الفقهاء "، وقد كان الإمام الطبري صاحب مذهب مستقل كالمذاهب الأربعة المعروفة، وله أنصار وأتباع، ودرس مذهبه في الفقه كثير من العلماء، ومن أشهرهم أبو الفرج المُعافي بن زكريا النهرواني المعروف بالجريري نسبة إلى مذهب أبي جعفر.
فائدةٌ:
الإمام ابن جرير الطبري لم يتزوج ولم يكن له ولد يكنى به فقد حل ضيفا على الربيع بن سليمان في مصر عندما جاءه أصحاب الربيع في مكان سكناه وقالوا له: تحتاج قَصْرِيِّة وزير – وعاء يعمل فيه الماء -، وحمارين، فقال لهم: أما القصرية فأنا لا ولد لي وما حللت سراويلي على حرام ولا حلال قط.
أما الطبري الرافضي فقد ترجم له الإمام الذهبي في " الميزان " (3/ 499) فقال: " رافضي له تواليف، منها كتاب " الرواة عن أهل البيت "، رماه بالرفض عبد العزيز الكناني.ا. هـ.
وترجم له أيضا في " السير " (14/ 282) فقال: " قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الكتَّانِيّ: هُوَ مِنَ الرَّوَافض، صَنّف كتباً كَثِيْرَة فِي ضلاَلتهِم، لَهُ كِتَاب: " الرُّوَاة عَنْ أَهْلِ البَيْت "، وَكِتَاب: " المسترشد فِي الإِمَامَة ".ا. هـ.
وقد خلط بعض علماء التراجم بينه وبين طبري أهل السنة كما ذكر ذلك الحافظ الذهبي في " الميزان " (3/ 499) فقال عند ترجمة طبري أهل السنة: " أقذع أحمدُ بنُ علي السليماني الحافظَ فقال: " كان يضع للروافض، كذا قال السليماني، وهذا رجم بالظن الكاذب، بل ابن جرير من كبار أئمة الإسلام المعتمدين، وما ندعي عصمته عن الخطأ، ولا يحل لنا أن نؤذيه بالباطل والهوى؛ فإن كلام العلماء بعضهم في بعض ينبغي أن يُتَأنى فيه، ولا سيما في مثل إمام كبير، فلعل السليماني أراد الآتي.ا. هـ.
والآتي هو محمد بن جرير بن رستم الرافضي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/176)
وقال الحافظ ابن حجر في " اللسان " (5/ 115) عن أحد شيوخه ممن اغتر بكلام السليماني فقال: ولو حلفت أن السليماني ما أراد إلا الآتي – يقصد محمد بن جرير بن رستم الرافضي – لبررت ... وقد اغتر شيخ شيوخنا أبو حيان بكلام السليماني فقال في الكلام على الصراط في أوائل تفسيره: وقال أبو جعفر الطبري وهو إمام أئمة الإمامية: الصراط بحرف الصاد من لغة قريش ... إلى آخر المسألة، ونبهت عليه لئلا يغتر به، فقد ترجمه – أي الإمام ابن جرير – أئمة النقل في عصره وبعده، فلم يصفوه بذلك، وإنما ضره الاشتراك في اسمه واسم لقبه ونسبته وكنيته ومعاصرته وكثرة تصانيفه، والعلم عند الله تعالى، قاله الخطيب.ا. هـ.
وقد نسبت كتب إلى ابن جرير أهل السنة كتبا صنفها الروافض من ذلك كتاب " بشارة المصطفى "، وهو كتاب في منزلة التشيع، ودرجات الشيعة، وكرامات الأولياء كما ذكر ذلك سزكين في " تاريخ التراث العربي " (1/ 291)، والكتاب لأبي جعفر محمد بن علي الطبري ثالث من فقهاء الشيعة ترجم له أغابزرك الطهراني في " الذريعة إلى تصانيف الشيعة " (3/ 117).
والإمام ابن جرير قد ابتلي بتهمة الرفض لأسباب ذكرها الدكتور محمد أمحزون في كتاب " تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة من روايات الطبري والمحدثين " (1/ 187 – 201) فليرجع إليه فهو مبحث نفيس جدا.
3 – ابنُ قتيبة:
وابن قتيبة اثنان سني وشيعي، أما السني فقد ترجم له الحافظ الذهبي في " السير " (13/ 298) فقال: " العَلاَّمَةُ، الكَبِيْرُ، ذُو الفُنُوْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُسْلِمِ بنِ قُتَيْبَةَ الدِّيْنَوَرِيُّ ... ذِكْرُ تَصَانِيْفِهِ: " غَرِيْبُ القُرْآنِ "، " غَرِيْبُ الحَدِيْثِ "، كِتَابُ " المعَارِفِ "، كِتَابُ " مُشْكِلِ القُرْآنِ "، كِتَابُ " مُشْكِلِ الحَدِيْثِ "، كِتَابُ " أَدَبِ الكَاتِبِ "، كِتَابُ " عُيُوْنِ الأَخْبَارِ "، كِتَابُ " طَبَقَاتِ الشُّعَرَاءِ "، كِتَابُ " إِصْلاَحِ الغَلَطِ "، كِتَابُ " الفَرَسِ "، كِتَابُ " الهَجْو "، كِتَابُ " المَسَائِلِ "، كِتَابُ " أَعْلاَمِ النُّبُوَّةِ "، كِتَابُ " المَيْسِرِ"، كِتَابُ " الإِبلِ "، كِتَابُ " الوَحْشِ "، كِتَابُ " الرُّؤيَا "، كِتَابُ " الفِقْهِ "، كِتَابُ " معَانِي الشِّعْرِ "، كِتَابُ " جَامِعِ النَّحْوِ "، كِتَابُ " الصِّيَامِ "، كِتَابُ " أَدَبِ القَاضِي "، كِتَابُ " الرَّدِ عَلَى مَنْ يَقُوْلُ بِخَلْقِ القُرْآنِ "، كِتَابُ " إِعْرَابِ القُرْآنِ "، كِتَابُ " القِرَاءاتِ "، كِتَابُ " الأَنوَاءِ "، كِتَابُ " التَّسْوِيَةِ بَيْنَ العَرَبِ وَالعَجَمِ "، كِتَابُ " الأَشرِبَةِ ".ا. هـ.
وقال الألوسي في " مختصر التحفة الاثنى عشرية " (ص 32): " وعبد الله بن قتيبة رافضي غالٍ وعبد الله بن مسلم بن قتيبة من ثقات أهل السنة، وقد صنف كتابا سماه بـ " المعارف "، فصنف ذلك الرافضي كتابا، وسماه بالمعارف أيضا قصداً للإضلال.ا. هـ.
4 – ابنُ بَطة وابنُ بُطة:
وابن بَطة وابن بُطة أحدهما سني والآخر رافضي، فابن بَطة – بفتح الباء – هو السني ترجم له الذهبي في " السير " (16/ 529) فقال: " الإِمَامُ، القُدْوَةُ، العَابِدُ، الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، شَيْخُ العِرَاقِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدَانَ العُكْبَرِيُّ الحَنْبَلِيُّ، ابْنُ بَطَّةَ، مُصَنِّفُ كِتَابِ " الإِبَانةِ الكُبْرَى " فِي ثَلاَثِ مُجَلَّدَاتٍ.ا. هـ.
أما ابن بُطة الرافضي فقد ترجم له القمي في " الكنى والألقاب " (1/ 227) فقال: عند العامة – يقصد أهل السنة – أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن حمدان بن بطة العكبري الحنبلي صاحب " الإبانة " الذي مدحه جمع من علمائهم، وقدحه خطيب بغداد، توفي سنة 387 هـ. وعندنا – يعني الشيعة – أبو جعفر محمد بن جعفر بن بُطة القمي المؤدب الذي ذكره " جش " وقال: كان كبير المنزلة بـ " قم "، كثير الأدب والفضل والعلم الخ. وعن ابن شهر أشوب: الحنبلي بالفتح والشيعي بالضم.ا. هـ.
5 – ابنُ حَجر:
رأينا في مناظرات المستقلة كيف دلس ولبس الرافضة في أسماء العلماء، فتجدهم يقولون: " قال ابن حجر "، ولكن مشايخ أهل السنة وخاصة الشيخ عثمان الخميس – حفظه الله – يرد عليهم بسؤال: " من ابن حجر؟ ". فيقول: " صاحب الصواعق المحرقة ". فيرد الشيخ عثمان: " صاحب الصواعق المحرقة هو ابن حجر الهيتمي وليس ابن حجر العسقلاني، وعند إطلاقك لاسم ابن حجر فإنه يتبادر إلى الأذهان ابن حجر العسقلاني، وليس ابن حجر الهيتمي. فلا بد من إيضاح من تقصد بكلامك.
وبعد هذا؛ نجد أن مكائد الرافضة كثيرة جداً في حق أهل السنة، والكذب دين يدينون به، وهذه أحدها، وقد عد صاحب " التحفة الاثنى عشرية " جملة من مكائدهم ضد أهل السنة، واختصرها الألوسي في " مختصر التحفة الاثنى عشرية "، فذكر عشرين مكيدة من مكائدهم، ورُد على كل مكيدة بما يناسبها.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
منقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/177)
ـ[العوضي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 01:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أَيِّهَا السُنِّيُّ ... احْذَرْ وَلا تَغْتَرْ بِتَشَابُهِ الأَسْمَاءِ
الحمد لله وبعد.
قال تعالى: " وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ " [الأنعام: 55].
قال ابن كثير: " أَيْ وَلِتَظْهَر طَرِيقُ الْمُجْرِمِينَ الْمُخَالِفِينَ لِلرُّسُلِ وَقُرِئَ " وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلَ الْمُجْرِمِينَ " أَيْ وَلِتَسْتَبِينَ يَا مُحَمَّد أَوْ يَا مُخَاطَب سَبِيلَ الْمُجْرِمِينَ.ا. هـ.
إن من الأمورِ المهمةِ لأهلِ السنةِ أن يحذروا من طرقِ أهلِ البدعِ في التلبيسِ والتدليسِ عليهم.
وفي هذا الموضوع أود أن أبينَ لأهلِ السنةِ طريقةً من طرقِ المبتدعةِ عموماً، والرافضةِ خصوصاً في تلبيسهم وتدليسهم على أهلِ السنةِ.
والمتابعُ للمناظرةِ التي حصلت في " قناة المستقلة " يجدُ أن المتناظرين من الرافضةِ استخدموا هذا الأسلوبَ.
أما المكيدةُ التي يتبعها الرافضةُ في التدليسِ والتلبيسِ على أهلِ السنةِ هي أنهم يدخلون علينا عن طريقِ السنةِ ويقولون: قال العالمُ الفلاني كذا، وقال العالمُ الآخرُ كذا ... " ويضعون أسماءً تشابه أسماءَ علماءٍ معتبرين عند أهلِ السنةِ، وهم في الأصلِ رافضةٌ.
قال الألوسي في " مختصر التحفة الإثنى عشرية " (ص 32): " ومن مكايدهم أنهم ينظرون في أسماءِ المعتبرين عند أهلِ السنةِ فمن وجدوهُ موافقاً لأحدٍ منهم في الاسمِ واللقبِ أسندوا روايةَ حديثِ ذلك الشيعي إليه، فمن لا وقوف له من أهلِ السنةِ يعتقدُ أنهُ إمامٌ من أئمتهم فيعتبرُ بقولهِ ويعتدُ بروايتهِ ... ".ا. هـ. ثم ذكر أمثلةً لذلك نأتي عليها بشيءٍ من التفصيلِ.
1 - السُّدِّي:
هناك رجلان يقالُ لهم السدي.
الأول: السدي الكبير، والثاني: السدي الصغير.
ولنقف على شيءٍ من ترجمةِ كلِ واحدٍ منهما لكي يميز أهلُ السنةِ بينهما، وتتضحُ لهم الحقائقُ، ولا يغتروا بكذبِ الرافضةِ.
قال المزي في " تهذيب الكمال " (3/ 132) عند ترجمة السدي الكبير: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السُّدِّي، أبو محمد القرشي الكوفي الأعور، مولى زينب بنت قيس بن مخرمة، وقيل: مولى بني هاشم، أصله من حجازي، سكن الكوفة، وكان يقعد في سُدةِ باب الجامع بالكوفة فسمي السُّدِّي، وهو السدي الكبير.ا. هـ.
ومما جاء في ترجمته: قال عبدان الأهوازي: كان إذا قعد غطى لحيته صدره. وقال محمد بن أبان الجُعفي، عن السدي: أدركت نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم: أبو سعيد الخدري، وأبو هريرة، وابن عمر. كانوا يرون أنه ليس أحدٌ منهم على الحال الذي فارق عليه محمداً صلى الله عليه وسلم، إلا عبد الله بن عمر.
أما السدي الصغير قال عند المزي أيضا (26/ 392): محمد بن مروان السدي الصغير، وهو محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكوفي، مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب.ا. هـ.
والسدي الصغير من الوضاعين الكذابين عند أهل السنة، وهو رافضي غال، وله ترجمة في كتب الرافضة مثل " الكنى والألقاب " للقمي (2/ 311 – 312) فقال في ترجمة السدي الكبير والصغير: أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي المفسر المعروفة أقواله في كتاب " التبيان " وغيره، كان نظير مجاهد وقتادة والكلبي والشعبي ومقاتل ممن يفسرون القرآن الكريم بآرائهم عده الشيخ (يعني الطوسي) في أصحاب السجاد والباقر، وعن ابن حجر أنه صدوق متهم رمي بالتشيع من الرابعة، وعن السيوطي أنه قال في الإتقان: أمثل التفاسير تفسير إسماعيل السدي، روى عنه الأئمة مثل الثوري وشعبة انتهى. حكي أنه أدرك أنس بن مالك ورأى الحسين بن علي، وقال الترمذي: وثقه سفيان الثوري وشعبة ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم. توفي في حدود سنة 128، وهو السدي الكبير.
والسدي الصغير حفيده محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي، روى عن محمد بن السائب الكلبي كتاب التفسير ذكره الخطيب البغدادي وقال: قدم بغداد وحدث بها، وقال انه ضعيف متروك الحديث، والسدي بضم السين وتشديد الدال المهملتين منسوب إلى منسوب سدة مسجده الكوفة، وهي ما يبقى من الطاق المسدود.ا. هـ.
2 – الطبري:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/178)
ومن ذلك محمد بن جرير الطبري رجلان أحدهما سني والآخر رافضي.
أما السني فهو محمد بن جرير بن يزيد بن كثير الآملي الطبري أبو جعفر المؤرخ المفسر الإمام، ولد في آمل طبرستان، واستوطن ببغداد وتوفي بها في 310 هـ، له عدة مصنفات من أشهرها: " جامع البيان عن تأويل آي القرآن "، وقد أثنى على تفسيره كثير من العلماء منهم الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " (2/ 163) حيث قال: " لم يصنف أحد مثله ". وقال الخطيب أيضا (12/ 163) عن أبي حامد الإسفراييني: " لو سافر رجل إلى الصين في تحصيل تفسير ابن جرير لم يكن كثيرا ". وصنف أيضا " تهذيب الآثار "، و " تاريخ الرسل والملوك "، و " اختلاف الفقهاء "، وقد كان الإمام الطبري صاحب مذهب مستقل كالمذاهب الأربعة المعروفة، وله أنصار وأتباع، ودرس مذهبه في الفقه كثير من العلماء، ومن أشهرهم أبو الفرج المُعافي بن زكريا النهرواني المعروف بالجريري نسبة إلى مذهب أبي جعفر.
فائدةٌ:
الإمام ابن جرير الطبري لم يتزوج ولم يكن له ولد يكنى به فقد حل ضيفا على الربيع بن سليمان في مصر عندما جاءه أصحاب الربيع في مكان سكناه وقالوا له: تحتاج قَصْرِيِّة وزير – وعاء يعمل فيه الماء -، وحمارين، فقال لهم: أما القصرية فأنا لا ولد لي وما حللت سراويلي على حرام ولا حلال قط.
أما الطبري الرافضي فقد ترجم له الإمام الذهبي في " الميزان " (3/ 499) فقال: " رافضي له تواليف، منها كتاب " الرواة عن أهل البيت "، رماه بالرفض عبد العزيز الكناني.ا. هـ.
وترجم له أيضا في " السير " (14/ 282) فقال: " قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الكتَّانِيّ: هُوَ مِنَ الرَّوَافض، صَنّف كتباً كَثِيْرَة فِي ضلاَلتهِم، لَهُ كِتَاب: " الرُّوَاة عَنْ أَهْلِ البَيْت "، وَكِتَاب: " المسترشد فِي الإِمَامَة ".ا. هـ.
وقد خلط بعض علماء التراجم بينه وبين طبري أهل السنة كما ذكر ذلك الحافظ الذهبي في " الميزان " (3/ 499) فقال عند ترجمة طبري أهل السنة: " أقذع أحمدُ بنُ علي السليماني الحافظَ فقال: " كان يضع للروافض، كذا قال السليماني، وهذا رجم بالظن الكاذب، بل ابن جرير من كبار أئمة الإسلام المعتمدين، وما ندعي عصمته عن الخطأ، ولا يحل لنا أن نؤذيه بالباطل والهوى؛ فإن كلام العلماء بعضهم في بعض ينبغي أن يُتَأنى فيه، ولا سيما في مثل إمام كبير، فلعل السليماني أراد الآتي.ا. هـ.
والآتي هو محمد بن جرير بن رستم الرافضي.
وقال الحافظ ابن حجر في " اللسان " (5/ 115) عن أحد شيوخه ممن اغتر بكلام السليماني فقال: ولو حلفت أن السليماني ما أراد إلا الآتي – يقصد محمد بن جرير بن رستم الرافضي – لبررت ... وقد اغتر شيخ شيوخنا أبو حيان بكلام السليماني فقال في الكلام على الصراط في أوائل تفسيره: وقال أبو جعفر الطبري وهو إمام أئمة الإمامية: الصراط بحرف الصاد من لغة قريش ... إلى آخر المسألة، ونبهت عليه لئلا يغتر به، فقد ترجمه – أي الإمام ابن جرير – أئمة النقل في عصره وبعده، فلم يصفوه بذلك، وإنما ضره الاشتراك في اسمه واسم لقبه ونسبته وكنيته ومعاصرته وكثرة تصانيفه، والعلم عند الله تعالى، قاله الخطيب.ا. هـ.
وقد نسبت كتب إلى ابن جرير أهل السنة كتبا صنفها الروافض من ذلك كتاب " بشارة المصطفى "، وهو كتاب في منزلة التشيع، ودرجات الشيعة، وكرامات الأولياء كما ذكر ذلك سزكين في " تاريخ التراث العربي " (1/ 291)، والكتاب لأبي جعفر محمد بن علي الطبري ثالث من فقهاء الشيعة ترجم له أغابزرك الطهراني في " الذريعة إلى تصانيف الشيعة " (3/ 117).
والإمام ابن جرير قد ابتلي بتهمة الرفض لأسباب ذكرها الدكتور محمد أمحزون في كتاب " تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة من روايات الطبري والمحدثين " (1/ 187 – 201) فليرجع إليه فهو مبحث نفيس جدا.
3 – ابنُ قتيبة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/179)
وابن قتيبة اثنان سني وشيعي، أما السني فقد ترجم له الحافظ الذهبي في " السير " (13/ 298) فقال: " العَلاَّمَةُ، الكَبِيْرُ، ذُو الفُنُوْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُسْلِمِ بنِ قُتَيْبَةَ الدِّيْنَوَرِيُّ ... ذِكْرُ تَصَانِيْفِهِ: " غَرِيْبُ القُرْآنِ "، " غَرِيْبُ الحَدِيْثِ "، كِتَابُ " المعَارِفِ "، كِتَابُ " مُشْكِلِ القُرْآنِ "، كِتَابُ " مُشْكِلِ الحَدِيْثِ "، كِتَابُ " أَدَبِ الكَاتِبِ "، كِتَابُ " عُيُوْنِ الأَخْبَارِ "، كِتَابُ " طَبَقَاتِ الشُّعَرَاءِ "، كِتَابُ " إِصْلاَحِ الغَلَطِ "، كِتَابُ " الفَرَسِ "، كِتَابُ " الهَجْو "، كِتَابُ " المَسَائِلِ "، كِتَابُ " أَعْلاَمِ النُّبُوَّةِ "، كِتَابُ " المَيْسِرِ"، كِتَابُ " الإِبلِ "، كِتَابُ " الوَحْشِ "، كِتَابُ " الرُّؤيَا "، كِتَابُ " الفِقْهِ "، كِتَابُ " معَانِي الشِّعْرِ "، كِتَابُ " جَامِعِ النَّحْوِ "، كِتَابُ " الصِّيَامِ "، كِتَابُ " أَدَبِ القَاضِي "، كِتَابُ " الرَّدِ عَلَى مَنْ يَقُوْلُ بِخَلْقِ القُرْآنِ "، كِتَابُ " إِعْرَابِ القُرْآنِ "، كِتَابُ " القِرَاءاتِ "، كِتَابُ " الأَنوَاءِ "، كِتَابُ " التَّسْوِيَةِ بَيْنَ العَرَبِ وَالعَجَمِ "، كِتَابُ " الأَشرِبَةِ ".ا. هـ.
وقال الألوسي في " مختصر التحفة الاثنى عشرية " (ص 32): " وعبد الله بن قتيبة رافضي غالٍ وعبد الله بن مسلم بن قتيبة من ثقات أهل السنة، وقد صنف كتابا سماه بـ " المعارف "، فصنف ذلك الرافضي كتابا، وسماه بالمعارف أيضا قصداً للإضلال.ا. هـ.
4 – ابنُ بَطة وابنُ بُطة:
وابن بَطة وابن بُطة أحدهما سني والآخر رافضي، فابن بَطة – بفتح الباء – هو السني ترجم له الذهبي في " السير " (16/ 529) فقال: " الإِمَامُ، القُدْوَةُ، العَابِدُ، الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، شَيْخُ العِرَاقِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدَانَ العُكْبَرِيُّ الحَنْبَلِيُّ، ابْنُ بَطَّةَ، مُصَنِّفُ كِتَابِ " الإِبَانةِ الكُبْرَى " فِي ثَلاَثِ مُجَلَّدَاتٍ.ا. هـ.
أما ابن بُطة الرافضي فقد ترجم له القمي في " الكنى والألقاب " (1/ 227) فقال: عند العامة – يقصد أهل السنة – أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن حمدان بن بطة العكبري الحنبلي صاحب " الإبانة " الذي مدحه جمع من علمائهم، وقدحه خطيب بغداد، توفي سنة 387 هـ. وعندنا – يعني الشيعة – أبو جعفر محمد بن جعفر بن بُطة القمي المؤدب الذي ذكره " جش " وقال: كان كبير المنزلة بـ " قم "، كثير الأدب والفضل والعلم الخ. وعن ابن شهر أشوب: الحنبلي بالفتح والشيعي بالضم.ا. هـ.
5 – ابنُ حَجر:
رأينا في مناظرات المستقلة كيف دلس ولبس الرافضة في أسماء العلماء، فتجدهم يقولون: " قال ابن حجر "، ولكن مشايخ أهل السنة وخاصة الشيخ عثمان الخميس – حفظه الله – يرد عليهم بسؤال: " من ابن حجر؟ ". فيقول: " صاحب الصواعق المحرقة ". فيرد الشيخ عثمان: " صاحب الصواعق المحرقة هو ابن حجر الهيتمي وليس ابن حجر العسقلاني، وعند إطلاقك لاسم ابن حجر فإنه يتبادر إلى الأذهان ابن حجر العسقلاني، وليس ابن حجر الهيتمي. فلا بد من إيضاح من تقصد بكلامك.
وبعد هذا؛ نجد أن مكائد الرافضة كثيرة جداً في حق أهل السنة، والكذب دين يدينون به، وهذه أحدها، وقد عد صاحب " التحفة الاثنى عشرية " جملة من مكائدهم ضد أهل السنة، واختصرها الألوسي في " مختصر التحفة الاثنى عشرية "، فذكر عشرين مكيدة من مكائدهم، ورُد على كل مكيدة بما يناسبها.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
منقول
ـ[القاسم بن محمد]ــــــــ[09 - 01 - 10, 02:18 ص]ـ
شكرا لك على النقل أخي الفاضل.
5 – ابنُ حَجر:
رأينا في مناظرات المستقلة كيف دلس ولبس الرافضة في أسماء العلماء، فتجدهم يقولون: " قال ابن حجر "، ولكن مشايخ أهل السنة وخاصة الشيخ عثمان الخميس – حفظه الله – يرد عليهم بسؤال: " من ابن حجر؟ ". فيقول: " صاحب الصواعق المحرقة ". فيرد الشيخ عثمان: " صاحب الصواعق المحرقة هو ابن حجر الهيتمي وليس ابن حجر العسقلاني، وعند إطلاقك لاسم ابن حجر فإنه يتبادر إلى الأذهان ابن حجر العسقلاني، وليس ابن حجر الهيتمي. فلا بد من إيضاح من تقصد بكلامك.
لكن ابنَ حجَر الهيتمي ليس رافضياً بل سني شافعي المذهب من كبارهم أليس كذلك؟!
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 02:26 ص]ـ
شكرا لك على النقل أخي الفاضل.
لكن ابنَ حجَر الهيتمي ليس رافضياً بل سني شافعي المذهب من كبارهم أليس كذلك؟!
سني على الإطلاق العام وإلا فهو أشعري محترق.
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[09 - 01 - 10, 12:21 م]ـ
و يطعن في شيخ الاسلام طعنا شديدا و هو صوفي جلد(151/180)
سؤال هام أرجو الإجابة
ـ[أبو عبد الرحمن بن العباسي]ــــــــ[08 - 01 - 10, 12:31 م]ـ
من يعلم من الأخوة كنية محمد فؤاد عبد الباقي أرجو الرد جزاكم الله خيرا(151/181)
مشجرة عائلة الريفي الإدريسة الريفية فلسطين
ـ[وائل محمد الريفي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 10:17 ص]ـ
مشجرة عائلة الريفي أبناء الشريف الإدريسي.علي الريفي ويعود علي الريفي. بالنسب الي قبيلة ورياغل
المتواجدة في شمال المغرب حيث كانت عائلة الريفي تقود هذه القبيلة عدة قرون إنقل الشريف علي الريفي من شمال المغرب في أواخر القرن 18م بسبب الفتن في ذلك الوقت والتناحر بين السلطان والقبائل الريفية. وستوطن فلسطين وتفرعت هذه الشجرة من سلالة الشريف. علي الريفي (الملقب زين الأمراء)
مشاهدة الصور ( http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2010/1/8/03/2julk4ymy.gif)(151/182)
سن خديجة
ـ[عزالدين السلفي]ــــــــ[10 - 01 - 10, 07:16 م]ـ
كم كان سن خديجة رضي الله عنها عندما تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم مع النظر لسنها عندما ولدت آخرهم وقد كان ذلك بعد البعثة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 01 - 10, 09:34 م]ـ
قال الدكتور / أكرم العمري في السيرة النبوية الصحيحة (ج 1/ 112):
(وقد خطبها لأبيها خويلد بن أسد فزوجه منها، ويذهب ابن إسحاق إلى أن خديجة رضي الله عنها كانت في الثامنة والعشرين من العمر، في حين تذهب رواية الواقدي إلى أنها كانت في الأربعين، وقد أنجبت خديجة رضي الله عنها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرين وأربعة إناث مما يرجح رواية ابن إسحاق، فالغالب أن المرأة تبلغ سن اليأس من الإنجاب قبل سن الخمسين) أ. هـ
وهنا روابط قد تفيد:
سن خديجة رضي الله عنها عندما تزوجها رسول الله .. هل تم بحث هذا الموضوع من قبل ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87186)
سن ام المؤمنين خديجة عند زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10882)
ـ[ابراهيم العنزي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 12:32 م]ـ
الله يجزيك خير الجزاء
ـ[عزالدين السلفي]ــــــــ[06 - 02 - 10, 10:39 م]ـ
ما رأيكم في تمثيل الأنبياء في مسلسلات دينية؟
مع أنني رأيت غالب من يستمع إلى قصص الأنبياء وخاصة النبي يوسف عليه الصلاة والسلام يفهمها بدقة وتترسخ في ذهنه، فلماذا لا نمثل النبي محمد صلى الله عليه وسلم بمسلسل طويل من عدة أقسام كل قسم يكون مائة حلقة، وبذلك يفهم المشاهد سيرة النبي عليه الصلاة والسلام فهما حقيقيا راسخا، وهذا يؤدي توبة كثير من العاصين، وإسلام كثير من الناس، وأدعو المسلمين أن يقوموا بذلك قبل أن يأتي غيرهم ويمثل النبي صلى الله عليه وسلم، وعندها لايستطيع المسلمون فعل شيء كما حصل مع الرسوم المسيئة، ولأن الإعلام اليوم مفتوح ولن نستطيع حجبه أو منعه،
كما أرجو أن تصل هذه الرسالة كل العلماء، وكل المجامع الفقهية للبث فيها، مع أنني قرأت بعض فتاوى العلماء بتحريم تمثيل الأنبياء، ولكن الأمور بمقاصدها ولم يرد دليل قطعي على التحريم، وهي مسألة اجتهادية، ولكل القراء جزيل الشكر، وأرجو منهم الدعاء.(151/183)
2 يناير2010 ,عَلِيّ لقائد في الجيش الإسباني: أنت فاشي و كذاب.
ـ[هشام زليم]ــــــــ[10 - 01 - 10, 08:55 م]ـ
2 يناير2010 ,علي لقائد في الجيش الإسباني: أنت فاشي و كذاب.
http://blogs-static.maktoob.com/wp-*******/blogs.dir//87596/files//2010/01/ali-manzano.jpg (http://blogs-static.maktoob.com/wp-*******/blogs.dir//87596/files//2010/01/ali-manzano.jpg)
علي مونثانو
في اليوم الموالي لاحتفال القشتاليين بسقوط غرناطة, قام الأندلسي علي مونثانو بتصفح الجرائد الغرناطية بحثا عن تفاصيل أحداث هذا الاحتفال, ففاجأه الحيز الكبير المخصص للعمل ”البطولي” الذي قام به رجل بلباس عسكري خرج عن الجو البروتوكولي للموكب و دنى من المكان الذي اجتمع فيه الأندلسيون الرافضون للاحتفال الفاشي, العنصري و القومجي الإسباني. لقد علم علي من خلال الصحف أن ذاك الرجل لم يكن سوى الفريق في الجيش فراثيثكو بوينتس Francisco Puentes قائد وحدة التدريب و التعليم في الجيش MADOC.
http://blogs-static.maktoob.com/wp-*******/blogs.dir//87596/files//2010/01/resizerphp-300x199.jpg (http://blogs-static.maktoob.com/wp-*******/blogs.dir//87596/files//2010/01/resizerphp.jpg)
فرنثيثكو بوينتس (صاحب الثوب الأحمر في وسطه) و سط الصورة أثناء الاحتفال بسقوط غرناطة.
http://blogs-static.maktoob.com/wp-*******/blogs.dir//87596/files//2010/01/resizerqsqsphp-300x199.jpg (http://blogs-static.maktoob.com/wp-*******/blogs.dir//87596/files//2010/01/resizerqsqsphp.jpg)
بوينتس في الكاتدرائية أثناء الاحتفال (صاحب الزي العسكري).
هذا الجندي الإسباني ”الشجاع”, المسلح بمسدس و المحمي برجال مسلحين آخرين ملئوا الساحة, اتجه بكل ”شجاعة” نحو مجموعة من الشباب ”الخطرين” تسلحوا بأصوات تقذف شعارات ”خطيرة للغاية” من قبيل:”لا شيء يُحتفى به في 2 يناير”, ”لم يكونوا مغاربة, و إنما غرناطيين”, و رددوها بصفة جماعية حتى يراهم جميع من حضر بالساحة من الغرناطيين و الأسبان. لم يهن الشباب الأندلسي أمام صاحب الزي العسكري المزين بالنياشين و أعادوا أمام هذا العسكري ”المجيد”, الذي دافع عن حوزة الوطن الإسباني في آلاف المعارك, الكلمات التي دفعته للمجيء نحوهم. بل واجهوه بنعته بالفاشي!
http://blogs-static.maktoob.com/wp-*******/blogs.dir//87596/files//2010/01/toma-jefe-fascista-300x191.jpg (http://blogs-static.maktoob.com/wp-*******/blogs.dir//87596/files//2010/01/toma-jefe-fascista.jpg)
بوينتس عندما اتجه إلى الأندلسيين الرافضين للاحتفال.
كان علي قريبا جدا من هؤلاء الشباب الأندلسيين رغم ذلك زحف بضع خطوات أخرى حتى يرى ما يحدث, فوجد ”منقذ الأمة الإسبانية” غارقا في تعنيف زملائه الأندلسيين. لم يستطع علي أن يتحمل الغضب الذي اجتاحه لرؤية هذا الفاشي يتصرف بطريقة فاشية, فاتجه نحوه و ناداه: ”فاشي”! فرد عليه ”منقذ الأمة” مشيرا إلى إحدى نياشينه مناديا بصوت عال: "أنا دافعت عن مسلمي البوسنة, و لا أسمح لأحد بأن ينعتني بالفاشي”. فرد عليه علي موجها أصبعه اتجاه وجهه: ”كذب”. هنا تدخلت الشرطة ”الوطنية الإسبانية” و أمسكوا عليا من يده و أبعدوه عن المكان, مبررين عملهم بعدم جواز توجيه الأصبع في اتجاه وجه فريق في الجيش.
http://blogs-static.maktoob.com/wp-*******/blogs.dir//87596/files//2010/01/resizergghyjphp-300x199.jpg (http://blogs-static.maktoob.com/wp-*******/blogs.dir//87596/files//2010/01/resizergghyjphp.jpg)
http://blogs-static.maktoob.com/wp-*******/blogs.dir//87596/files//2010/01/resizerfgfhphp-300x199.jpg (http://blogs-static.maktoob.com/wp-*******/blogs.dir//87596/files//2010/01/resizerfgfhphp.jpg)
بوينتس و قد استفزته اتهامات علي مونثانو. ثم تدخل الشرطة و الحرس الخاص لإبعاد علي.
فلماذا يا ترى نعث علي مونثانو ذلك الرجل وجيشه بالفاشية؟ و لماذا اتهمه بالكذب لما ادّعى أنه دافع عن مسلمي البوسنة؟ إليكم أدلته على صدق قوله و التي سردها ليبين الحقيقة المخفية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/184)
قال علي: ”في البداية, على غرار المائة أندلسي الذين حضروا إلى الساحة , نعتته و جيشه بالفاشي! من فضلكم, لا تعتبروا هذا الوصف مسبة, فهذه لم تكن نيتي و لا نية رفقائي. لقد أردنا, بكل موضوعية, لفت انتباه المتجمعين بالساحة و وسائل الإعلام الحاضرة و كل الأندلسيين إلى إحدى أهم خاصيات الجيش الإسباني و مكوناته: إنهم فاشيون! "
"و نعود لنؤكد على هذا النعت, لأن من يحضر لهذا الحفل الفاشي و يكون طرفا فيه هو فاشي! لأن من يُهتف له من طرف مجموعة ارتدت زيا جماليا و رمزيا فاشيا لا يمكن أن يكون إلا فاشيا! لأن من يحتفي بإبادة شعب و استئصال ثقافته و بفرض ثقافة, ديانة, لغة و دولة, هو فاشي! "
"إذا أضفنا لهذا النية في إسكات صيحات المئة أندلسي من خلال التخويف عبر تعنيفهم من طرف فريق في ”الجيش الإسباني المجيد”, فلا مفر من أن نكرر له الوصف الذي وهبناه له للأسباب السابقة: فاشي! ”
"لقد أًطلِق العنان لغضبي عندما صاح هذا ”الكذاب” بأنه دافع عن المسلمين بالبوسنة. قلت له أمام وجهه ”كذاب” و أكررها له في هذه السطور. ”
”هذا الفريق في الجيش الذي يعمل في خدمة وحدة ”تلقين العقيدة”, قد يستطيع أن يخدع دون ورع الجهال المسجلين في جيشه الفاشي, لكن لا يستطع خدع المواطنين الواسعي الإطلاع. ”
”إن تصرف الجيش الإسباني في البوسنة كان تصرفا إجراميا بصورة أو بأخرى, و لو كانت هناك حقا عدالة دولية لربما حوكم قادته بتهمة جرائم الحرب. لقد كانوا متواطئين في المذابح التي ارتكبها الجيش الكرواتي بسبب الإهمال و عدم التدخل لمد يد العون للسكان المدنيين الذين كانوا يُصفّون من طرف جيش مجرم. لم يفعل الجيش الإسباني ”المجيد” شيئا للساكنة البوسنية, اللهم منح الماء و الكهرباء لبعض الناجين.”
” مذابح أخرى في حق الساكنة البوسنية المدنية ارتكبها الجيش الصربي, "صديق" الجيش الإسباني الذي سمح له بارتكاب جميع أنواع التجاوزات و الجرائم في حق الساكنة البوسنية المدنية. بعد المذابح أقاموا لهم مستشفيات و حملوا لهم الطعام, بنوا لهم الجسور و وزعوا عليهم الشوكولاته".
"هذا هو الدعم الذي تلقاه مسلمو البوسنة من الجيش الإسباني. اسألوا بعض الناجين حول رأيهم في الجيش الإسباني. الكثير منهم سيحدثونكم عن جنود جبناء و متعاونين مع القتلة”.
”و إن كل الجبناء كذابون, مثل هذا الفريق في الجيش الذي سأعود بكل سرور السنة المقبلة لأناديه في غرناطة بالفاشي و الكذاب.”
المرجع: مقال للأندلسي المسلم علي مونثانو بعنوان a repetir, Teniente General !! Facista !! Te lo vuelvo ( أعود لأكررها لك أيها الفريق في الجيش, أنت فاشي).
الرابط: http://identidadandaluza.wordpress.com/2010/01/07/te-lo-vuelvo-a-repetir-teniente-general-%C2%A1%C2%A1fascista/ (http://www.maktoobblog.com/redirectLink.php?link=http%3A%2F%2Fidentidadandalu za.wordpress.com%2F2010%2F01%2F07%2Fte-lo-vuelvo-a-repetir-teniente-general-%25C2%25A1%25C2%25A1fascista%2F)
كتبه أبو تاشفين هشام بن محمد زليم المغربي.
-------------
مواضيع ذات صلة:
القضية الأندلسية المعاصرة. ( http://hicham84andalous.maktoobblog.com/category/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B6%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%AF%D9%84%D8%B3%D9%8A%D 8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D8%B1%D8%A9/)(151/185)
سن بركة الحبشية
ـ[عزالدين السلفي]ــــــــ[10 - 01 - 10, 09:56 م]ـ
ماهو سن بركة الحبشية أم أيمن على الصحيح؟
ـ[ابوسفيان المقدشى]ــــــــ[10 - 01 - 10, 10:25 م]ـ
ترجمة بركة الحبشية كما اوردها الحافظ بن حجر العسقلانى فى كتابه الاصابة فى تمييز الصحابة
بركة الحبشية
كانت مع أم حبيبة بنت أبي سفيان تخدمها هناك ثم قدمت معها وهي التي شربت بول النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء في حديث أميمة بنت رقيقة وخلطها أبو عمر بأم أيمن فأخرج في ترجمتها من طريق بن جريج أخبرتني حكيمة بنت أميمة عن أمها أميمة بنت رقيقة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول في قدح من عيدان ويوضع تحت السرير فجاء ليلة فإذا القدح ليس فيه شيء فقال لأمراة يقال لها بركة كانت تخدم أم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة البول الذي كان في هذا القدح ما فعل قالت شربته يا رسول الله وقال عبد الرزاق في مصنفه عن بن جريج أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول في قدح من عيدان يوضع تحت سريره فجاء فاراده فإذا القدح ليس فيه شيء فقال: كان يقال لها بركة كانت خادمه لأم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة أين البول قال أبو عمر أظن بركة هذه هي أم أيمن انتهى وحمله على ذلك ما ذكر هو في صدر بكرة أم أيمن أنها هاجرت الهجرتين إلى أرض الحبشة والمدينة وفي كون أم أيمن هاجرت إلى أرض الحبشة نظر فإنها كانت تخدم النبي صلى الله عليه وسلم وزوجها مولاه زيد بن حارثة وزيد لم يهاجر إلى الحبشة ولا أحد ممن كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم إذ ذاك فظهر أن هذه الحبشية غير أم أيمن وإن وافقتها في الاسم وسيأتي في ترجمة أم أيمن ما ذكره بن السكن أن كلا منهما كانت تكنى أم أيمن وتسمى بكرة ويتأيد ذلك بأن قصة البول وردت من طريق أخرى مروية لأم أيمن كما سأذكره في ترجمتها إن شاء الله تعالى.
ـ[عزالدين السلفي]ــــــــ[10 - 01 - 10, 11:42 م]ـ
جزاك الله خيرا ما كنت أقصده أن بَرَكَةُ أمُّ أيْمن (؟ - 23هـ،؟ - 644م). حاضنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمُّ أسامة بن زيد رضي الله عنه. أسلمت قديمًا في أول الإسلام. هاجرت الهجرتين إلى أرض الحبشة، ثم هاجرت إلى المدينة. كانت لعبدالله بن عبد المطلب فصارت للنبي صلى الله عليه وسلم ميراثاً فأعتقها حين تزوج خديجة. تزوجها عبيد الحبشي فولدت له أيمن بن عبيد، وقُتل أيمن يوم حنين شهيدًا. وتزوجها زيد بن حارثة بعد عبيد، فولدت له أسامة بن زيد. كان يقول لها: يا أُمَّه ويقول: هذه بقية أهل بيتي ويقول: (أم أيمن أمي بعد أمي). حضرت أم أيمن أحُدًا تسقي الماء وتداوي الجرحى. وشهدت خيبر. لما قبُض النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكت أم أيمن فقيل لها: ما يبكيك؟ قالت أبكي على خبر السماء. قال أبو بكر لعمر: انطلق بنا نزرْ أم أيمن كما كان الرسول يزورها. ماتت في أول خلافة عثمان ـ رضي الله عنه ـ بعد عشرين يومًا من موت عمر. انظر: محمد صلى الله عليه وسلم. وابنها أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي، أمه أم أيمن حاضنة النبي (، أبو محمد، مولى رسول الله (من أبويه، حب رسول الله. استعمله النبي وهو ابن 18 سنة، توفي 58هـ أو 59هـ. أسد الغابة: 1/ 79.
وذكر الواقدي بأسانيده أن النبي صلى الله عليه وسلم خرجت به أمه إلى المدينة ومعها أم أيمن وله ست سنين، فزارت أخواله.
وانظر دلائل النبوة للبيهقي - (ج 1 / ص 64)
قال ابن شهاب: وكان من شأن أم أيمن أم أسامة بن زيد أنها كانت وصيفة لعبد الله بن عبد المطلب، وكانت من الحبشة، فلما ولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما توفي أبوه، فكانت أم أيمن تحضنه حتى كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقها، ثم أنكحها زيد بن حارثة
المهم بعد كل هذا كم كان عمرها عندما ولدت أسامة وقد كانت ولدته تقريبا 8 ق هـ؟ وكم كان عمرها عندما ماتت آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم؟(151/186)
هل من دراسات حول كتاب السيرة الحلبية؟
ـ[هشام جبر]ــــــــ[11 - 01 - 10, 07:35 ص]ـ
النصراني الملعون الهالك زكريا بطرس يستشهد على أكاذيبه من كتاب السيرة الحلبية فهل من دراسات حول هذا الكتاب ... خاصة أني لم أستطع تنزيل نسخة مصورة pdf وإنما الموجود على صيغة وورد
ـ[العوضي]ــــــــ[11 - 01 - 10, 08:58 ص]ـ
رابط سيفيدك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=94442
ـ[هشام جبر]ــــــــ[12 - 01 - 10, 10:47 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي العوضي ... ولو يسر الله لك رابط لنسخة من الكتاب مصورة وليست وورد أكون لك شاكرا
ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[12 - 02 - 10, 02:52 ص]ـ
ولكن:
مالقيمة العلمية للكتاب؟ فهو متوسع توسعا يشعرك بالشك؟؟(151/187)
بشرى: عودة منتدى التاريخ إشراف الدكتور محمد بن موسى الشريف
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[11 - 01 - 10, 07:06 م]ـ
أبشركم بعودة منتدى التاريخ للعمل
تحت إشراف الدكتور محمد بن موسى الشريف حفظه الله
http://vb.altareekh.com/
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[11 - 01 - 10, 07:27 م]ـ
بشرك الله بكل خير
والله منذ دقائق كنت أفكر عن سبب هذا الغياب الطويل لهذا المنتدى الرائع
وسألت عنه هنا منذ مدة .... وقيل لى أن قريبا سيعود
وها هوا عاد من جديد
جزاك الله خيرا الجزاء أخى الكريم إسلام
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[11 - 01 - 10, 07:37 م]ـ
وجزاكم مثله أخي الكريم
ـ[محمود المنصور]ــــــــ[14 - 01 - 10, 07:37 م]ـ
منتدى التاريخ بمثابة بيتى الثانى
حفظ الله الشيخ محمد بن موسى الشريف وبارك فى علمه وعمره
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[14 - 01 - 10, 09:25 م]ـ
منتدى التاريخ بمثابة بيتى الثانى
حفظ الله الشيخ محمد بن موسى الشريف وبارك فى علمه وعمره
لكن الأقبال عليه مازال ضعيفا خاصة من الأعضاء
أتمنى أن يعود كما كان قبل الأعطال(151/188)
سؤال لأهل التاريخ والنسب
ـ[أبوبندر]ــــــــ[11 - 01 - 10, 11:36 م]ـ
هل عائلة (بوراوي) في تونس يعود نسبها إلى الأدارسة الأشراف؟(151/189)
كيف فتح المسلمون مدينة جور؟!!
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[12 - 01 - 10, 02:08 ص]ـ
مدينة جور وفتح المسلمين لها
ذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان (2/ 218) مدينة جور وكيفية فتحها فقال:"
جور: مدينة بفارس بينها وبين شيراز عشرون فرسخًا. وهي في الإقليم الثالث طولها من جهة المغرب ثمان وسبعون درجة ونصف وعرضها إحدى وثلاثون درجة.
وجور مدينة نزهة طيبة. والعجم تسميها (كور) وكور اسم القبر بالفارسية. وكان عضد الدولة ابن بويه يكثر الخروج إليها للتنزه فيقولون: (ملك بكور رفت) معناه: الملك ذهب إلى القبر، فكره عضد الدولة ذلك فسماه (فيروزاباذ) ومعناه: أتم دولته.
قال ابن الفقيه بنى أردشير بن بابك ملك ساسان مدينة جور بفارس وكان موضعها صحراء فمر بها أردشير فأمر ببناء مدينة هناك وسماها أردشير خره وسمتها العرب جور وهي مبنية على صورة (دارابجرد) ونصب فيها بيت نار وبنى غير ذلك من المدن تذكر في مواضعها إن شاء الله تعالى.
وقال الإصطخري: وأما جور فمن بناء أردشير. ويقال: إن ماءها كان واقفًا كالبحيرة فنذر أردشير أن يبني مدينة وبيت نار في المكان الذي يظفر فيه بعدو له عينه فظفر به في موضع جور فاحتال في إزالة مياه ذلك المكان بما فتح له من المجاري وبنى في ذلك المكان مدينة سماها (جور) وهي قريبة في السعة من إصطخر ولها سور وأربعة أبواب وفي وسط المدينة بناء مثل الدكة تسميه العرب (الطربال) وتسميه الفرس بإيوان وكياخره وهو من بناء أردشير وكان عاليًا جدًّا بحيث يشرف الإنسان فيه على المدينة جميعها ورساتيقها وينى في أعلاه بيت نار واستنبط بحذائه في جبل ماء حتى أصعد به إلى رأس الطربال.
وأما الآن فقد خرب واستعمل الناس أكثره قال وجور مدينة نزهة جدا يسير الرجل من كل باب نحو فرسخ في بساتين وقصور وبين جور وشيراز عشرون فرسخا وإلها ينسب الورد الجوري وهو أجود أصناف الورد وهو الأحمر الصافي قال السري الرفاء يهجو الخالدي ويدعي عليه أنه سرق شعره قد أنست العالم غاراته في الشعر غارات المغاوير أثكلني غيد قواف غدت أبهى من الغيد المعاطير أطيب ريحا من نسيم الصبا جاءت بريا الورد من جور.
وأما خبر فتحها فذكر أحمد بن يحيى بن جابر قال: حدثني جماعة من أهل العلم أن جور غزيت عدة سنين فلم يقدر على فتحها أحد حتى فتحها عبد الله بن عامر وكان سبب فتحها أن بعض المسلمين قام ليلة يصلي وإلى جانبه جراب فيه خبز ولحم فجاء كلب وجره وعدا به حتى دخل المدينة من مدخل لها خفي فألظَّ المسلمون بذلك المدخل حتى دخلوها منه وفتحوها عنوة"انتهى.
انظر فتوح البلدان (2/ 480)، والكامل لابن الأثير (سنة29هـ).
والله أعلم.(151/190)
حِلفُ المصَالِح المُشتَرَكة
ـ[همام النجدي]ــــــــ[12 - 01 - 10, 08:17 ص]ـ
القراء الكرام
يسعد موقع الراصد لفت انظاركم للمادة العلمية القيمة
والتي نشرت في نافذة " من بطون الكتب" بعنوان
فقرات مهمة من كتاب:
حِلفُ المصَالِح المُشتَرَكة
التعاملات السرّية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة
تأليف د. تريتا بارزي
وهي فقرات من كتاب تريتا بارزي الكاتب الإيراني/ الأمريكي رئيس المجلس الوطني الأمريكي الإيراني والمدرس بجامعة هوبكنز بالولايات الأمريكية المتحدة، ونهدف من نقل هذه الفقرات تقديم لب هذا الكتاب القيم والذي يتناول تاريخ العلاقات بين مثلث أمريكا إسرائيل إيران، والتحولات السياسية ومستقبل العلاقات.
ليكون القارئ المسلم والعربي على اطلاع متجدد بالدراسات الرصينة حول الموضوع من مصادر تحسب على أعضاء المثلث نفسه!
وهي على حلقتين على الرابط التالي:
http://alrased.net/site/topics/view/1537
وفيما يلي عناوين الفقرات الحلقة الأولى:
أولاً: علاقات إيران وإسرائيل
إسرائيل ترفض اغتيال الخميني زمن الشاه!
إسرائيل تتودد إلى ثورة الخميني!
وزير إيراني يزور إسرائيل لشراء الأسلحة بداية حكم الخميني!
جوهر السياسة الإيرانية!
ضرب الشعوب العربية بحكوماتها من سياسات إيران!
العراق هو الخطر على إيران!
حقيقة سياسة إيران ودور حزب الله!
إسرائيل تساند إيران في حربها مع العراق!
إيران تساعد إسرائيل على ضرب المفاعل النووي العراقي سنة 1981م!
إسرائيل هيئت المناخ لتصدير ثورة إيران للبنان!
نفاق السياسة الإيرانية!
تحولات سياسة إسرائيل نحو إيران!
دفاع إسرائيل عن إيران الخميني في الثمانينات!
حقيقة التهديد الإيراني لإسرائيل!
ثانياً: إيران والقضية الفلسطينية
رفض إيران لعملية السلام لأنها عزلتهم!
سياسة إيران تجاه إسرائيل!
غضب إيران لعدم إشراكها في مسيرة السلام!
لعبة بيسبول مختلفة
مصالح إيران لا حق الفلسطينيين!
الدعم الكلامي لفلسطين!
ثالثاً: إيران وأمريكا
التعاون التجاري الأمريكي – الإسرائيلي مع إيران برغم المقاطعة!
التعاون الإيراني الأمريكي في أفغانستان!
صراع حول العلاقة بين أمريكا وإيران!
التعاون في العراق!
الصفقة الكبري بين أمريكا وإيران!
الأمنيات الإقليمية الإيرانية!
المصالح المتناقضة!
أما الحلقة الثانية:
فهي نص الفصل 20 من الكتاب عن مستقبل العلاقات بين مثلث إيران، إسرائيل، أمريكا.
وعناوينه كانت:
مواجهة المستقبل، مواجهة الحقيقة
رجال دين نوويون؟
هل يمكن ردع طهران؟
خيارات واشنطن: بين المطرقة والسندان
فشل الاحتواء ـ حرب لبنان في العام 2006
الحل العسكري غير الموجود
طريق محتمل للخروج؛ التكامل الإقليمي والأمن الجماعي
www.alrased.net (http://www.alrased.net)(151/191)
هل من كتب حول نظام العقار في الاسلام؟؟؟
ـ[عبد الكريم الدخيسي]ــــــــ[13 - 01 - 10, 12:47 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
المرجو ممن له معرفة بمصادر او تراث الاسلام في النظام العقاري ان يزودنا بها،
و جزاكم الله كل الخير
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[13 - 01 - 10, 01:41 ص]ـ
للبحث
ـ[محمد الطلحاوي]ــــــــ[22 - 01 - 10, 01:19 ص]ـ
بسم الله الرخمن الرحيم
الحمد لله وحده عليه توكلت وهورب العرش العظيم.
اخي الكريم للباحث الليبي جمعة محمود الزريقي كتابان في الموضوع اولهما. التوثيق العقاري في الشريعة الإسلامية صادر عن المنشأة العامة للنشر والتوزيع يليبيا1985.
وآخر اسمه نظام الشهر العقاري في الشريعة الإسلامية. من منشورات دار الآفاق الجديدة بيروت1988م
ـ[عبد الكريم الدخيسي]ــــــــ[22 - 01 - 10, 02:24 ص]ـ
شكر الله لك اخي الكريم(151/192)
سليمان بن عبد الملك الخليفة الاموي الصالح
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[13 - 01 - 10, 02:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير الانبياء والمرسلين
سابدأ مجموعة مقالات باذن لله تعالى اتحدث فيها عن بعض خلفاء بني أمية
وسبب اختياري لخلفاء بني أمية لسببن
الاول / كره الروافض لخلفاء بني امية وتشويه صورتهم وسيرهم , وكأن خلفاء بني أمية شر الخلفاء والملوك, بل ان الرافضي ان اراد ان يسبك ويشتمك قال لك يا أموي
الثاني / ما تعرض له تاريخ هؤلاء الخلفاء من تشويه ومبالغة في بعض الاحيان خاصة اذا علمنا ان تاريخهم كتب بعد انقضاء دولتهم
ومنهجي في المقالات عبارة عن الجمع من شتى المصادر والمراجع ,,, واظهار محاسنهم والاعراض عن مساوئهم وقد اعلق على بعض الجمل تعليق بسيط جدا ان اقتضى الامر وحسب ما يفتح الله تعالى
وسأعرض عن اي رأي معارض لكتابتي ومنهجي
مبتغيا بهذا العمل التصدي للحملة الرافضية ضد بني أمية ونشر مثل هذه المقالات في صفحات الانترنت , والله اسأل ان يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وان ينفع به وينفعني به
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الخليفة الاموي
سليمان بن عبد الملك
سليمان بن عبدالملك * ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الخليفة أبو أيوب القرشي الاموي
مبايعته بالخلافة:
بويع بالخلافة بعد أخيه الوليد سنة 96 هـ
نشأته وأخلاقة:
كان دينا فصيحا مفوها عادلا عاقلا طموحا محبا للغزو، يقال: نشأ بالبادية:، وأمه وأم الوليد هي ولادة
بنت العباس بن حزن العبسية.
اولاده:
له من البنين
يزيد، وقاسم، وسعيد، ويحيى، وعبيدالله، وعبد الواحد، والحارث، وغيرهم.
صفاته الخلقية:
وكان أبيض كبير الوجه، مقرون الحاجب جميلا، له شعر يضرب منكبيه.
سيرته:
ولما تولى الخلافة ,قسم أموالا عظيمة، ونظر في أمر الرعية، وكان لا بأس به.
وعزل عمال الحجاج، وكتب: إن الصلاة كانت قد أميتت، فأحيوها بوقتها، وهم بالاقامة ببيت المقدس، ثم نزل قنسرين للرباط، وحج في خلافته.
جهز جيوشه مع أخيه مسلمة برا وبحرا لمنازلة القسطنطينية، فحاصرها مدة حتى صالحوا على بناء مسجدها.
وكان يستعين بأمر الرعية بوزيره عمر بن عبد العزيز ورجاء بن حيوة (فأكرم بهما من وزيرا صدق لخليفة صالح)
وكان ينهى الناس عن الغناء.
وعن ابن سيرين قال: يرحم الله سليمان افتتح خلافته بإحياء الصلاة.
واختتمها باستخلافه عمر.
أقول (واستخلافة من بعده لعرم بن عبد العزيز يعد من أعظم اعماله وحسناته ,ولاحظ اتباعه للسنة في حرصه على احياء الصلاة وتأديتها في وقتها)
قصة استهلافة لعمر بن عبد العزيز:
ولما مرض بدابق قال لرجاء بن حيوة الكندي: من لهذا الامر؟ قال: ابنك غائب، قال: فالآخر؟ قال: صغير، قال: فمن ترى؟ قال عمر بن عبد العزيز، قال: أتخوف إخوتي، قال: ول عمر، ثم من بعده يزيد بن عبد الملك، وتكتب كتابا، وتختمه، وتدعوهم إلى بيعة من فيه، قال: لقد رأيت.
وكتب العهد، وجمع الشرط، وقال: من أبى البيعة، فاقتلوه، وفعل ذلك وتم
وفاته:
مات سليمان بذات الجنب في عاشر صفر سنة تسع وتسعين، وصلى عليه عمر بن عبد العزيز، وقيل: عاش أربعين سنة، وخلافته سنتان وتسعة أشهر وعشرون يوما، وكان نقش خاتمه: أو من بالله مخلصا
عفا الله عنه
راجع / سير اعلام النبلاء للذهبي , الاعلام للزركلي
وعذرا للتقصير فاني اكتب الموضوع في حال انشغال وتزاحم الاعمال
وللحديث بقية
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[13 - 01 - 10, 08:53 ص]ـ
رحمه الله، فقد كان أفضل بني مروان، بعد عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه.
استمر على هذا واحذر من الغلو والمقارنات، وفقك الله للخير.
ـ[محمود المنصور]ــــــــ[14 - 01 - 10, 07:30 م]ـ
ماذا عن هشام بن عبد الملك؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 01 - 10, 10:13 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/193)
ما ذكره الأخ أحمد صحيح، لكن يؤخذ عليه توليته العراق إلى يزيد بن المهلب، وكان حاقداً على الحجاج لأمر كان بينهما فعزل عماله وعذب كثيراً منهم حتى أن بعضهم مات تحت التعذيب منهم فاتح السند محمد بن القاسم رحمه الله، فتسبب بوقف الفتوحات في المشرق، مع أنه لم يخرج بشكل عام عن سياسة الحجاج المالية. ويظهر أنه نهب من المال العام، فلما دخل عهد عمر بن عبد العزيز سجنه وطالبه بإرجاع المال. فهرب ابن المهلب من السجن. ولما صار عهد يزيد بن عبد الملك، ثار ابن المهلب على بني أمية فقُتل. فكل هذا يدل على أن تعيينه كان خطأً فادحاً من سليمان رحمه الله.
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[15 - 01 - 10, 11:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا
الاخ محمد المنصور , يعلم الله ان المشاغل كثيرة والاوقات ضيقة والمنتدى موجود فاكتب عن هذا الخليفة بقلمك اخي الكريم
وجزاك الله خيرا اخي الكريم
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[16 - 01 - 10, 12:31 ص]ـ
الفقرة (2)
في الموضوع:
قصة استخلاف الخليفة سليمان لعمر بن عبد العزيز:
والقصة باختصار ذكرها الطبري بسنده في تاريخه
ومحصل القصة (ان سليمان لما ثقل وشعر بدنو أجله اراد ان يولي على المسلمين كي لا يتركهم بدون خليفة وكان يريد تولية ابنه ولكنه كان صغير السن فراجعه في ذلك وزيره رجاء بن حيوة وبعد يومين وقع اختياره على عمر بن عبد العزيز فكتب له كتابا بذلك وأمر بضرب عنق من يخالف ذلك)
راجع القصة في تاريخ الطبري (ت 310 هـ) بسندها
ومما يذكر في هذا الامر القصة التالية وهي طريفة نوعا ما
(وقع بين ابن لعمر بن عبد العزيز وبين ابن لسليمان بن عبد الملك كلام فجعل ابن عمر يذكر فضل أبيه ويصفه فقال له ابن سليمان: إن شئت فأكثر أو فأقلل
ما كان أبوك إلا حسنة من حسنات أبي، لأن سليمان هو الذي ولى عمر بن عبد العزيز.)
راجع وفيات الاعيان لابن خلكان (ت 681 هـ)
أقول مستعينا بالله تعالى ,,,,,,,
1 / لاشك ان سليمان كان يخاف على الامة الاسلامية من بعده وما يصير امرهم اليه وهذا يوضح شعور هذا الحاكم ومدى غيرته على الامة.
2 / ان سليمان كان موقنا في قرارة نفسه ان خير من يخلفه هو عمر بن عبد العزيز وعندما عرض اسمه على رجاء بن حيوة كان رجاء وزير صدق له فاشار عليه بطريق غير مباشر بان يولية وشد من عزمه وصوب رأيه في ذلك.
3 / ان سليمان بن عبد الملك عندما ولى الخلافة لعمر بن عبد العزيز فعل مثلما فعل الخليفة الاول ابا بكر الصديق رضي الله عنه عندما ولى على المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنهم وكان يرى ان عمر رضي الله عنه اصلح الصحابة للخلافة.
وهذا من فضائل هذا الخليفة وتحسب له
4 / لا شك ان تولي عمر بن عبد العزيز وعدله واعماله للاسلام والمسلمين حال خلافته هو من حسنات الخليفة الصالح سليمان بن عبد الملك (كما ذكر ابن سليمان)
5 / ان تولية الخليفة سليمان لعمر بن عبد العزيز ليس بمستغرب فالدارس للتاريخ يعلم يقينا ان عمر بن عيد العزيز كان وزير صدق والمستشار الامين لسليمان وقليلا ما يقطع سليمان امرا بدون عمر بن عبد العزيز وكان عمر من ولاة سليمان
والله الموفق
ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[13 - 04 - 10, 04:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا و ننتظر باقي السلسلة.
ـ[أسلم اليعربي]ــــــــ[14 - 04 - 10, 07:05 ص]ـ
ما أحوج الناس اليوم إلى رجل كأقل بني أمية فضلا عن سليمان وعمر بن عبد العزيز وحسبهما أنهما يندرجان في قوله صلى الله عليه وسلم (لا يزال الإسلام بخير إلى اثني عشرة خليفة من بعدي)
ـ[أبو سلمه]ــــــــ[25 - 04 - 10, 06:12 ص]ـ
طيب ليتك تذكر سبب قتل فاتح بلاد السند الثقفي
وسبب وفات موسى بن نصير
وسبب قتل الباهلي
فهل هاذي من حسناته عفا الله عنه أم إنها تندرج تحت لا يعلم ولا يدري واجتهد وغيرها ......
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[25 - 04 - 10, 11:47 ص]ـ
جزاك الله خيرا ووفقك لما يحب و يرضى و ننتظر باقي السلسة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 04 - 10, 08:04 م]ـ
طيب ليتك تذكر سبب قتل فاتح بلاد السند الثقفي
وسبب وفات موسى بن نصير
وسبب قتل الباهلي ..
سبق ذكر ذلك في المشاركة رقم 4 أما موسى فقد مات وفاة طبيعية في طريقه مع أمير المؤمنين إلى الحج.
ـ[أبو سلمه]ــــــــ[26 - 04 - 10, 06:31 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/194)
أحسنت ياأخي الأمين لكن أنا أقصد لماذا فعل كل هذا بهم هل من أجل إنهم أرادوا أن يزيحوه عن ولا ية العهد
وهل يستحقوا هذا ا لعقاب
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[30 - 04 - 10, 10:16 م]ـ
كنت يوما أجول في سوريا بسيارتي فوصلت بلدة دابق و التي ورد فيها حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم عن غزو الروم للمسلمين بالأعماق أو بدابق
فلما وصلت هناك رأيتُ تلة فطلعت عليها بسيارتي و دخلت بيتا صغيرا في أعلى التلة فجاءني أحد سكان القرية و كان مثقفا و أراني مسجد عمر بن عبد العزيز الذي بايع الناس له فيه بالخلافة بوصية من الخليفة سليمان بن عبد الملك رحمه الله تعالى
ثم قال لي الرجل: هلم أًريك قبر الخليفة و قبر عبد الله بن مسافع فدخلت هذه الدار التي فيها قبر الرجلين فكانت هذه الصورة مني:
http://lh6.ggpht.com/_4B-11ekjVpU/S7n7xd-bfTI/AAAAAAAADN8/tayujkYAiqw/s512/SANY0118.jpg
http://lh5.ggpht.com/_4B-11ekjVpU/S7n7xlq1tcI/AAAAAAAADOA/A37OEdWn2U0/SANY0119.jpg
وهذه صورة للمرج و الذي ستدور فيه أو في الأعماق (وهي منطقة تبعد عن دابق بحدود 100كم) و قد زرتها كذلك و هي الآن في تركيا و قد كانت أرض عمق يستقر فيها الماء أما الآن فهي مطار لولاية هاتاي (أنطاكيا)
وعلى فكرة هذه المنطقة أي دابق هي التي جرت فيها معركة شرسة بين العثمانيين و المماليك وقد قتل فيها السلطان الغوري و دخل العثمانيون بعدها لبلاد الشام و مصر و الحرمين
http://lh5.ggpht.com/_4B-11ekjVpU/S7n7yLunc-I/AAAAAAAADOI/6uSZlafzHA4/SANY0124.jpg
2029- حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ
عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنْ الْمَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتْ الرُّومُ خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ لَا وَاللَّهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا فَيُقَاتِلُونَهُمْ فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ إِذْ صَاحَ فِيهِمْ الشَّيْطَانُ إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ فَيَخْرُجُونَ وَذَلِكَ بَاطِلٌ فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ إِذْ أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَّهُمْ فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ فَلَوْ تَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بِيَدِهِ فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ)). صحيح مسلم:كتاب الفتن و اشراط الساعة:
فتح القسطنطينية – خروج الدجال – نزول عيسى عليه السلام –
ـ[محمود المنصور]ــــــــ[30 - 04 - 10, 10:50 م]ـ
رحم الله أمير المؤمنين سليمان بن عبد الملك
هل احد يعلم أين دُفن القائد الأمير أبو سعيد مسلمة بن عبد الملك؟(151/195)
كتاب مملكة الفرنجة و الفتوحات الإسلامية في جنوب بلاد الغال
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[13 - 01 - 10, 06:32 ص]ـ
كتاب مملكة الفرنجة و الفتوحات الإسلامية في جنوب بلاد الغال 114 - 365هـ/732 - 975 للباحث نجاة محمد محمد عبدالله الطلبي، وهو عنوان لبحث مقدم لنيل درجة الماجستير من جامعة صنعاء سنة 1998م، هل يستطيع أحد الإخوة إفادتنا حول كيفية الحصول على نسخة منه؟(151/196)
أعظم ما قيل فى رثاء الأندلس ... تذيب الحجر وتدمى القلوب (بصوت طه الفهد)!!!
ـ[محمود المنصور]ــــــــ[14 - 01 - 10, 07:32 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ...
اليكم القصيدة التى أبكت العيون وادمت القلوب فى وصف ورثاء الأندلس المسلوبة ... !!
الأندلس
الأندلس
http://img190.imageshack.us/img190/7454/2195497355fc4301714bo.jpg
القصيدة لأبو البقاء الرُندىّ الأندلسىّ - رحمه الله ..
وجئتكم بمقطع صوتى لإلقاء بعض أبيات القصيدة بصوت شجى ...
اليكم القصيدة كاملة:
لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ ... فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ
هي الأمورُ كما شاهدتها دُولٌ ... مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحد ... ولا يدوم على حالٍ لها شان
يُمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ ... إذا نبت مشْرفيّاتٌ وخُرصانُ
وينتضي كلّ سيف للفناء ولوْ ... كان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان
أين الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ ... وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ؟
وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ ... وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ؟
وأين ما حازه قارون من ذهب ... وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ؟
أتى على الكُل أمر لا مَرد له ... حتى قَضَوا فكأن القوم ما كانوا
وصار ما كان من مُلك ومن مَلِك ... كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ
دارَ الزّمانُ على (دارا) وقاتِلِه ... وأمَّ كسرى فما آواه إيوانُ
كأنما الصَّعب لم يسْهُل له سببُ ... يومًا ولا مَلكَ الدُنيا سُليمانُ
فجائعُ الدهر أنواعٌ مُنوَّعة ... وللزمان مسرّاتٌ وأحزانُ
وللحوادث سُلوان يسهلها ... وما لما حلّ بالإسلام سُلوانُ
دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له ... هوى له أُحدٌ وانهدْ ثهلانُ
أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ ... حتى خَلت منه أقطارٌ وبُلدانُ
فاسأل (بلنسيةً) ما شأنُ (مُرسيةً) ... وأينَ (شاطبةٌ) أمْ أينَ (جَيَّانُ)
وأين (قُرطبة) ٌ دارُ العلوم فكم ... من عالمٍ قد سما فيها له شانُ
وأين (حْمص) ُ وما تحويه من نزهٍ ... ونهرهُا العَذبُ فياضٌ وملآنُ
قواعدٌ كنَّ أركانَ البلاد فما ... عسى البقاءُ إذا لم تبقَ أركانُ
تبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ ... كما بكى لفراق الإلفِ هيمانُ
على ديار من الإسلام خالية ... قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ
حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما ... فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصُلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ ... حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ
يا غافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ ... إن كنت في سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ
وماشيًا مرحًا يلهيه موطنهُ ... أبعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ؟
تلك المصيبةُ أنستْ ما تقدمها ... وما لها مع طولَ الدهرِ نسيانُ
يا راكبين عتاق الخيلِ ضامرةً ... كأنها في مجال السبقِ عقبانُ
وحاملين سيُوفَ الهندِ مرهفةُ ... كأنها في ظلام النقع نيرانُ
وراتعين وراء البحر في دعةٍ ... لهم بأوطانهم عزٌّ وسلطانُ
أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ ... فقد سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ؟
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم ... قتلى وأسرى فما يهتز إنسان؟
ماذا التقاُطع في الإسلام بينكمُ ... وأنتمْ يا عبادَ الله إخوانُ؟
ألا نفوسٌ أبَّيّاتٌ لها هممٌ ... أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهمُ ... أحال حالهمْ جورُ وطُغيانُ
بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم ... واليومَ هم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ
فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ ... عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ
ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ ... لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ
يا ربَّ أمّ وطفلٍ حيلَ بينهما ... كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت ... كأنما ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً ... والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
لمثل هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ ... إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
وااااااااااااااااااااااااهٍ يا أيام العزة!!
لتحميل المقطع الصوتى بصوت القارىء " طه الفهد" حفظه الله
http://img151.imageshack.us/img151/2889/installer.png (http://ia301534.us.archive.org/2/items/Andalus_835/NoneyatAbul-baqa2.mp3)
شكر واجب: جزى الله خيرا القارىء طه الفهد فى استجابته لتسجيل تلك القصيدة بصوت الشجى
فجزاه الله خيرا وبارك الله في ونفع به
http://img155.imageshack.us/img155/9705/2255531393fce7f9109ogl9.jpg
جامع قرطبة
http://img155.imageshack.us/img155/1671/mezquitadecc3b3rdobaconuh5.jpg
جامع قرطبة وسط الثليج
ستعود الأندلس يوما ما , وسيخرج منها النصارى والأسبان على أيدينا بإذن الله ..
ـ[عبد الكريم الدخيسي]ــــــــ[15 - 01 - 10, 02:25 ص]ـ
شكرالله لك اخي
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[15 - 01 - 10, 09:33 ص]ـ
أين رابط التحميل أخي؟
جزاك الله خيرا
ـ[محمود المنصور]ــــــــ[15 - 01 - 10, 10:16 ص]ـ
http://ia301534.us.archive.org/2/items/Andalus_835/NoneyatAbul-baqa2.mp3
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/197)
ـ[أبوعبد الله عادل المغربي]ــــــــ[18 - 01 - 10, 04:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[13 - 02 - 10, 03:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[14 - 02 - 10, 12:27 م]ـ
بارك الله فيكم
إلا أن أعظم ماقيل في رثاء الأندلس وأجمله - في رأيي -: قصيدةُ ابن شهيد الأندلسي في رثاء قرطبة. ومطلعها:
ما في الطلول من الأحبة مخبر ُ ... فمن الذي عن حالها نستخبرُ
ـ[محمود المنصور]ــــــــ[14 - 02 - 10, 04:24 م]ـ
ممكن نص القصيدة كاملة يا أخى
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[18 - 02 - 10, 09:28 م]ـ
بارك الله فيك وفي الأخ الفاضل طه الفهد
هذه قصيدة ابن شهيد نقلتها من أحد المواقع الأدبية
ما في الطلول من الأحبة مخبر ..... فمن الذي عن حالها نستخبر
لا تسألن سوى الفراق فإنه ...... ينبيك عنهم أنجدوا ام أغوروا
جار الزمان عليهم فتفرقوا ........... في كل ناحية وباد الأكثر
جرت الخطوب على محل ديارهم ..... وعليهم فتغيرت وتغيروا
فدع الزمان يصوغ في عرصاتهم ..... نورا تكاد له القلوب تنور
فلمثل قرطبة يقل بكاء من ............ يبكي بعين دمعها متفجر
دار أقال الله عثرة أهلها ................ يبكي بعين دمعها متفجر
في كل ناحية فريق منهم ................... متفطر لفراقها متحير
ورياح زهرتها تلوح عليهم ............. بروائح يفتر منها العنبر
والدار قد ضرب الكمال رواقه ..... فيها وباع النقص فيها يقصر
والقوم قد أمنوا تغير حسنها ........... فتعمموا بجمالها وتأزروا
يا طيبهم بقصورها وخدورها .......... وبدورها بقصورها تتخدر
والقصر قصر بني أمية وافر ........... من كل أمر والخلافة أوفر
والجامع الأعلى يغص بكل من ...... يتلو ويسمع ما يشاء وينظر
ومسالك الاسواق تشهد أنها ........ لا يستقل بسالكيها المحشر
يا جنة عصفت بها وبأهلها ........ ريح النوى فتدمرت وتدمروا
آسي عليك من الممات وحق لي ... إذ لم نزل بك في حياتك نفخر
كانت عراصك للميمم مكة ...... يأوى إليها الخائفون فينصروا
يا منزلا نزلت به وبأهله ........... طير النوى فتغيروا وتنكروا
أيام كانت عين كل كرامة ........... من كل ناحية إليها تنظر
أيام كان الأمر فيها واحدا ............. لأميرها وأمير من يتأمر
أيام كانت كف كل سلامة .......... تسمو إليها بالسلام وتبدر
حزني على سرواتها ورواتها ................ وثقاتها وحماتها يتكرر
نفسي على آلائها وصفائها ............. وبهائها وسنائها تتحسر
كبدي على علمائها حلمائها ............. أدبائها ظرفائها تتفطر
ـ[محمود المنصور]ــــــــ[18 - 02 - 10, 09:32 م]ـ
متى كانت وفاة ابن شهيد صاحب النظم؟
ـ[محمد شكرى]ــــــــ[17 - 10 - 10, 11:24 م]ـ
أمة لا تعرف تاريخها , لا تحسن صياغة مستقبلها
جزاك الله خيرا
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[18 - 10 - 10, 08:54 ص]ـ
بصوت الحمين ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=63671&d=1234412393)
بصوت آخر ( http://www.4shared.com/get/87878991/756b618c/_2_online.html)
ـ[أبو عبد الله احمد]ــــــــ[06 - 11 - 10, 05:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبيد الله الجزائري]ــــــــ[13 - 11 - 10, 11:54 م]ـ
بارك الله فيكم.(151/198)
كيف اعرف نسبي
ـ[ابو طالب السلفى]ــــــــ[16 - 01 - 10, 07:00 م]ـ
قد استفاض في عائلتنا اننا من الاشراف فكيف اتثبت من ذلك
ـ[أبوعبد الله عادل المغربي]ــــــــ[18 - 01 - 10, 04:48 ص]ـ
هناك أخي منتدى خاص بالأشراف, ومنهم و الله أعلم من لديه مخطوطات تثبت الأنساب, ما عليك إلا التسجيل و سؤالهم؟
ـ[المشعل]ــــــــ[29 - 01 - 10, 08:15 ص]ـ
لابد من ثبوت النسب أن تذكر اسم الاب والجد الى آخر جد تستطيع ذكره
فمن خلال الاسماء يبحثون في المشجرات
أما اذا لم يوجد
فلا تيأس فلعل من سألته اطلاعه محدود
ـ[المشعل]ــــــــ[29 - 01 - 10, 08:16 ص]ـ
ملاحظة:
اذا لم يثبت النسب الى الاشراف فلا يصح الجزم بأنك منهم اعتمادا على الأقوال .. لان الاحتياط يقتضي التوقف حتى يثبت النسب(151/199)
رسالة القرن: الحسن الأول
ـ[أبوعبد الله عادل المغربي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 07:52 ص]ـ
هذه وصية مؤسسة على قواعد شرعية. ونصيحة دينية، للولاة والرعية، صدرت من عبد الله. الموفق بفضل الله. المتوكل عليه في سره ونجواه. أمير المؤمنين، ابن أمير المؤمنين، ابن أمير المؤمنين) (ثم الطابع الشريف بداخله الحسن بن محمد بن عبد الرحمان الله وليه 1291):
"أبد الله ملكه، وأجرى في بحار اليمن والسعادة فلكه، وجعل فيما يرضيه أوامره، ونصره وجنده وعساكره على معاشر أهل الإسلام وأمة النبي عليه الصلاة والسلام. وفقكم الله وهداكم وبركوب سفينة الشريعة أنجاكم وسلام عليكم ورحمة الله تعلى وبركاته. أما بعد فلتعلموا أيها المسلمون أن الله جل جلاله بمقتضى حكمته بعث النبيئين مبشرين ومنذرين. وناط بهم أحكام الشرائع إبلاغا وتبليغا وجعلهم نوبا عن سيد المرسلين. سيدنا ومولانا محمد لبنة التمام. عليه وعليهم الصلاة والسلام قال مولانا في محكم كتابه المبين"وإذ أخذ الله ميثاق النبيئين لما آتيناهم" الآية ولما بعثه الله تبارك وتعالى قام بما حمله من أعباء الرسالة، وبلغ ما أمر بتبليغه وأنقذ الأمة من الضلالة إلى أن صار الدين مشيد الذرى محكم العرى وتبوأت خير أمة من قصوره حصنا حصينا. وإثره نزل قوله تعالى "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" ثم أقام الله سبحانه من بعده الخلفاء والأئمة المرضيين الحنفاء فمهدوا تمهيدا وجددوه في كل عصر تجديدا واقتفى أثرهم أمراء الإسلام السالكون نهجهم الأقوم في كل مقصد ومرام. فنصحوا لله ولرسوله والمؤمنين. وبذلوا مجهودهم في مرضات رب العالمين. فأقاموا شريعته حتى لمعت بوارقها. وشبت بإحياء مراسمها بعدما شابت مفارقها إلى أن صار الدين غضا طريا. وقطوفه دانية بكرة وعشيا. رحمهم الله. وهكذا على رأس كل مائة يبعث الله لهذه الأمة الأحمدية من يجدد معالم الدين. ويصقل مرآته من صدى التعمق في بيداء المضلين. وحيث كانت هذه السنة هي آخر المائة. وتوفرت دواعي النصيحة بمفتتح رأس المائة القابلة لهذه الفئة. تعين لذلك تنبيه الغافل وإرشاد الضال. عملا بما كان عليه السلف. لنكون بعدهم لهم خير خلف. وأداء لحق الواجب وأخذا بطرق الامتثال. فقد قال صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأيمة المؤمنين وعامتهم وعليه فاعلموا أيها الناس أن أول ما يجب على المكلف المتمكن من النظر في الأدلة معرفة ما يجب في حق الله وفي حق الرسل بالبراهين النقلية والعقلية ليخرج من ربقة التقليد. ويشرق باطنه بأنوار التوحيد. فتقوى لديه بواعث العبادة. التي بها أمر الله عباده فإن الله سبحانه إنما خلقنا لمعرفته وأمرنا بتوحيده وبعث الرسل عليهم السلام لبيان وعده ووعيده. قال تعالى وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون وقال سبحانه فاعلم انه لا إله إلا الله وقال تعالى "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وقال وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا يوحى إليه أنه لا إلاه إلا أنا فاعبدون" وقال تعالى "هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا إنما هو إلاه واحد وليذكر أولوا الألباب" وقال تعلى "يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا" الآية وقال "إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتومنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا".والإيمان أن تومن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتومن بالبعث كما في صحيح البخاري جوابا منه صلى الله عليه وسلم لجبريل والتوحيد المعبر عنه بالمعرفة المذكورة هو الذي حض عليه الله ورسوله كما مر فتعلموه وعلموه وحرروا القصد والنيات في العبادات قال عليه السلام إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه والعلم بأحكام العبادة. به تحصل الإفادة. ففي الحديث عنه عليه السلام ما عبد الله بأفضل من فقه في دين وأركان الدين ما ورد عن سيد المرسلين. بنى الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإيقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا. فأساس الدين التوحيد وملاكه معرفة الله والرسول كما يجب إذ هي شرط والباقي بدونها لا يفيد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/200)
الركن الثاني إقامة الصلاة بالطهور وأداؤها في وقتها كما أمر الله إذ هي عماد الدين وعصام اليقين وسيدة القربات وغرة الطاعات قال تعالى "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا" وقال عليه السلام أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة فإن قبلت قبل سائر عمله وإن ردت رد سائر عمله وقال عليه السلام الصلاة من الدين بمنزله الرأس من الجسد وقال عليه السلام خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن جاء بهن لم يضيع شيئا استخفافا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة وكتب سيدنا عمر إلى بعض عماله أن أهم أموركم عندي الصلاة فمن حافظ عليها فهو لما سواها أحفظ ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع وقال بين الإيمان والكفر ترك الصلاة وقال عليه السلام الصلاة عماد الدين فمن تركها فقد هدم الدين فينبغي للمؤمن الاهتمام بأمرها والاعتناء بشأنها والمحافظة على شروطها وسننها ومستحباتها وقوعا وأداء قال تعلى وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وقال تعالى "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين" وقال صلى الله عليه وسلم لا يقبل الله صلاة بغير طهور وقال من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره وقال صلى الله عليه وسلم صلاة الجماعة تفضل صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة وقال تعلى "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله" الآية وقال صلى الله عليه وسلم من غدا إلى المسجد أو راح اعد الله له الجنة نزلا وقال صلى الله عليه وسلم إن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليك ممشى فأبعدهم وحكم التارك لها عمدا القتل. والجاحد الكفر في القول الفصل. قال سيدي خليل ومن ترك فرضا أخر لبقاء ركعة بسجدتيها من الضروري وقتل بالسيف حدا ولو قال أنا أفعل وصلى عليه غير فاضل ويكفي في ذم تاركها أو مؤخرها عن وقتها ما ورد من الوعيد في شأنه قال سبحانه "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات" الآية وفي الحديث من ترك الصلاة لقي الله وهو عليه غضبان وعنه عليه السلام من ترك الصلاة فقد أتى الكفر جهارا وعنه من ترك العصر فقد حبط عمله وعنه من جمع بين صلاتين من غير عذر فقد أتى بابا من أبواب الكبائر وعنه من ترك ثلاث جمع متهاونا طبع الله على قلبه وعنه عليه السلام أتاني جبريل من عند الله تبارك وتعلى فقال يا محمد إن الله عز وجل يقول إني فرضت على أمتك خمس صلوات من أوفى بهن على وضوئهن ومواقيتهن وركوعهن وسجودهن كان له عندي بهن عهد أن أدخله الجنة ومن لقيني قد انتقص من ذلك شيئا فليس له عندي عهد إن شئت عذبته وإن شئت رحمته.
الركن الثالث من مباني الإسلام الزكاة. وقد قرنها الله بالصلاة في آيات كثيرة. والرسول في أحاديث شهيرة. فكما أن الصلاة طهرة الأبدان فكذلك الزكاة طهرة الأموال قال سبحانه الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وقال الذين يقيمون الصلاة ويوتون الزكاة وهم راكعون وقال خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلواتك سكن لهم والله سميع عليم وقال صلى الله عليه وسلم الزكاة قنطرة الإسلام وقال حصنوا أموالكم بالزكاة فإنه ما ضاع مال في بر أو بحر إلا بترك الزكاة فيه وقال عليه السلام "ما من صاحب مال لا يؤدي حق الله فيه إلا مثل له يوم القيامة شجاع أقرع له زبيبتان يأخذ بلهزمته يقول أما مالك أنا كنزك" ثم تلى قوله تعالى "ولا تحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله" الآية وعن أبي ذر موقوفا قال بشر الكانزين برضف يحمى عليهم في نار جهنم ثم يوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض كتفيه ويوضع على نغض كتفيه حتى يخرج من حلمة ثديه يتزلزل كما في صحيح البخاري وعنه عليه السلام مانع الزكاة يوم القيامة في النار وهي تجب في خمسة أشياء مختلفات النعم والنقدين والركاز والمعادن والمعشرات ويلحق بهذا الركن في الجملة زكاة الفطر فإنها واجبة الإخراج على كل مسلم فضلت عن قوت يومه. عن نفسه وعن كل مسلم يمونه بقرابة أو رق أو زوجية ووجوبها بالسنة على المشهور ففي الموطأ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر من رمضان وفي الترمذي بعث صلى الله عليه وسلم مناديا ينادي في فجاج مكة ألا إن صدقة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/201)
الفطر واجبة على كل مسلم.
الركن الرابع الصيام. الواجب على الأنام. قال تعلى "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم الآية وقال شهر رمضان" الآية وقال صلى الله عليه وسلم من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وقال صلى الله عليه وسلم شهر رمضان كتب الله عليكم صيامه. وسننت لكم قيامه. فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وقال عليه السلام هذا شهر رمضان جاءكم تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتسلسل فيه الشياطين وجزاء"إلا الصوم فإنه لي وأنا اجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي". ثوابه لا يحصى في خطاب ففي الحديث كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله عز وجل
الركن الخامس حج بيت الله الحرام. قال تعالى فيما نزل على نبيه تنزيلا "ولله الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا". وعن عمر رضي الله عنه لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار فينظروا كل من له جدة ولم يحج فليضربوا عليهم الجزية ما هم بمسلمين قال ابن حجر ومثل هذا الحديث لا يقال من قبل الرأي فيكون في حكم المرفوع ومن ثم أفتيت بأنه حديث صحيح وفي الحديث من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وقال تعالى "فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج" وقال صلى الله عليه وسلم الحج المبرور وليس له ثواب إلا الجنة وقال عليه السلام الحج تضعف فيه النفقة بسبعمائة ضعف وقال صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى يقول إن عبدا أصححت له في جسمه ووسعت عليه في معيشته تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم وقال الحجاج والعمار وفد الله يعطيهم ما سألوا ويستجيب لهم ما دعوا ويخلف لهم ما أنفقوا الدرهم ألف درهم ولا ينبغي الحج لمن يضيع ما سواه من أركان الإسلام. صلاة أو غيرها مما يلحقه عليه في الشرع تبعة الملام. كما تفعل العامة اليوم في عدم تحريها في نفقة الحلال، ولا تقوم بما أوجب الله عليها من الأقوال والأفعال إذا حجت بمال أصله سحت فما حجت ولكن حجت العير. وقد نص العلماء رضوان لله عليهم فيما حرروه وذهبوا إليه أن الحاج إذا تحقق أنه يخرج صلاة عن وقتها لعذر كميد لم يجب عليه وقد كادت أن تترك هذه الدعائم، ولا يوجد سائل عنها ولا حائم، ونبذت الشرائع عيانا، وارتكبت البدع إعلانا، وصار أمرها يتزايد في كل حين، والحق لا ناصر عليه يعين، قال تعالى فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم، وقد ظهر في الناس من المخالفة لأمر الله وإتيان ما حرم الله والتفريط في جنب الله والإعراض عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يخشى معه من حلول عقاب الله ونقمته، لولا حلمه وعفوه وسابق رحمته. قال تعالى "ولو يواخذ الله الناس بظلمهم" الآية نطلب الله أن يلهمنا والمسلمين لما يوجب رضوانه، ويرشدنا لما يجلب أمانه وغفرانه، فإن هذه الدار قنطرة إلى الآخرة، وسبيل لمن وفقه الله إلى الوصول للمنازل الفاخرة، والسعيد كل السعيد من استعمله الله في أعمال صالحة، وألهمه إلى إتباع سنة رسوله التي هي المتاجرة الرابحة، فخاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، وتزود من تقوى الله وخير الزاد التقوى، وقدم ما ينفعه من هذه الدار للأخرى وذكر فنفعته الذكرى فينبغي تكرير الوعظ والتذكير، والتنبيه والتحذير، ليلا تقسى القلوب، بتوالي الذنوب، كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون وفي الحديث عن بعض الصحابة رضوان الله عليهم كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة أحيانا مخافة السآمة علينا، ويجب الرجوع إلى الله بالتوبة والاستغفار، وتجديد نية الإخلاص ونفي الإصرار، فالعمل بالسنة هو السبيل الموصل إلى رضوان الله فالزموها، واجتنبوا البدع والمنهيات واحذروها، ففي الحديث عمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة فيتأكد على كل من ولاه الله تعالى أمرا أن ينظر لرعيته. ويعمل على إخلاص عمله وتصحيح نيته. ويرشدهم إلى ما ينفعهم دنيا وأخرى، ويحملهم على ما يقربهم إلى الله زلفى، قال الله سبحانه "وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين" وقال "إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون"، وذلك بعد أن يعمل العامل بطاعة ربه، ويجعل سعيه فيما يوجب الفوز بقربه. فإنه لا ينفع الوعظ في أبناء جنسه. إلا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/202)
بعد تطهير نفسه، فليبدإ العامل بنفسه فيصرفها عن هواها. ويأمرها بما يأمر به سواها. ولا يكن ممن يدعو إلى طريق البر وهو قد حاد عنه وخرج. وانتصب لمعالجة غيره وهو إلى من يعالجه أحوج. إذ بصلاح الولاة تصلح الرعية. وتستقيم أحوالها في السر والعلانية. ومن صلاحهم أن يكونوا مع من هو إلى نظرهم إخوانا. وعلى ما يقوي على الطاعة أعوانا. فالمسلم اخو المسلم وإن كان واليا عليه. وأولى الناس باستعمال الرفق من ظهر فضل الله لديه. وأن لا يداهنوا أهل المعاصي. بل يتقصوا أحوال الداني منهم والقاصي.
أففي الحديث الكريم يحشر يوم القيامة أناس من أمتي من قبورهم إلى الله تعالى على صورة القردة والخنازير بما داهنوا أهل المعاصي وكفوا عن نهيهم وهم يستطيعون ويستعين على ذلك بتقريب أهل الفضل والدين. ويجتنب أهل الضلالة والمعتدين. فإن لجت عليه بالحجة وفيه من قتل معاهدا في غير كنهه حرم الله عليه الجنة وفيه إذا ظهرت الفاحشة كانت الرجفة وإذا جار الحاكم قل المطر وإذا تركوا الجهاد رهبة البسهم الله سيم الخسف ووسمهم بالصغار ففي الحديث ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا وفي الحديث من جرد ظهر مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان وفيه من روع مؤمنا لم يؤمن الله روعته يوم القيامة ومن سعى بمؤمن أقامه الله مقام خزي وهو أن يوم القيامة وعنه عليه السلام من أعان في قتل امرئ مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله وفي الحديث اللهم من ولى من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به ومن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه وعنه عليه السلام أيما احد استرعى رعيته فلم يحطها بالأمانة والنصيحة ضاقت عليه رحمة الله التي وسعت كل شيء وعنه عليه الصلاة والسلام من أخون الخونة تجارة الوالي في رعيته وفي الحديث لكل شيء آفات تفسده وآفات هذا الدين ولاة السوء وعنه صلى الله عليه وسلم ما عدل وال اتجر في رعيته وعنه عليه السلام من ولي شيئا من أمور المسلمين لم ينظر الله في حاجته حتى ينظر في حوائجهم وعنه عليه الصلاة والسلام ما من إمام أو وال يغلق بابه دون ذوي الحاجات والخلة والمسكنة إلا أغلق الله أبواب لأسماء دون حاجته وخلته ومسكنته وفيه ما من أمير يؤمر على عشرة إلا سئل عنهم يوم القيامة وفيه ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة واعلموا أن ما ينزل بنا من الشدائد والمصائب إنما هو من عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وارتكاب الذنوب والإصرار على العيوب. وقد حذر الشارع عليه الصلاة والسلام وأنذر ووعظ وذكر ورتب على كل ذنب عقوبة فقال جل ثناؤه ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولائك هم المفلحون وقال تعلى والمؤمنون المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة الآية وقال عز وجل كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ومن المنكر السكوت عن المنكر لمن يقدر على تغييره لقوله تعلى كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبيس ما كانوا يفعلون وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتأمرن بالمعروف وتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعو أخياركم فلا يستجاب لهم.
ومن المنكر الذي لا يسع التغافل عنه والتساهل في أمره هذا الخطب النازل الوقتي الذي هو المجاهرة باستعباد الأحرار واسترقاقهم بدون وجه شرعي فإن المستعبد لحر هو أحد الثلاثة الذين لا يقبل الله منهم صلاة فعن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يقبل الله منهم الصلاة من تقدم قوما وهم له كارهون ورجل أتى الصلاة دبارا والدباران يأتيها بعد أن تفوته ورجل استعبد حرا وهو أيضا أحد الثلاثة الذين قال الله تعلى فيهم أنه سبحانه خصمهم فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة انا خصمهم يوم القيامة ومن كنت خصمه خصمته رجل أعطي بي عهدا ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى ولم يوفه وقال عليه السلام ما من قوم يظهر فيهم الربي إلا أخذوا بالسنين وما من قوم يظهر فيهم الرشا إلا أخذوا بالرعب وقال عليه السلام ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أعز وأكثر ممن يعمله ثم لم يغيروه إلا عمهم الله بعقاب وقال صلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/203)
الله عليه وسلم مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر من قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم وقال عليه السلام خمس ليس لها كفارة الشرك بالله وقتل النفس بغير حق وبهت المؤمن والفرار من الزحف ويمين فاجرة يقطع بها مال بغير حق وفي الحديث خمس بخمس ما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوهم ولا حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر ولا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت ولا طففوا المكيال إلا منعوا القطر وأخذوا بالسنين ولا منعوا الزكاة إلا حبس الله عليهم المطر وفي الحديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها هو مؤمن وفيه الزنى بريد الفقر وفيه من شرب مسكر أسقاه الله من طينة الخبال قيل وما طينة الخبال يا رسول الله قال عصارة أهل النار وصديدهم وقال من شرب مسكرا لم يقبل الله منه صلاة أربعين يوما وقال من غصب قيد شبر من أرض طوقه يوم القيامة من سبع أرضين وقال عليه السلام من غشنا ليس منا والمكر والخداع في النار وقال عليه الصلاة السلام إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء. إذا كان المغنم دولا والأمانة مغنما والزكاة مغرما وأطاع الرجل زوجته وعق أمه وبر صديقه وجفا أباه وارتفعت الأصوات في المساجد وكان زعيم القوم أرذلهم وأكرم الرجل مخافة شره وشربت الخمر ولبس الحرير واتخذت القينات والمعازف ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء أو خسفا أو مسخا وعنه عليه السلام اتقوا السبع الموبقات أي المهلكات الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات وقد أحل الله البيع وحرم الربا وأمر بالكسب وجعله لنيل الفضل سببا قال تعلى واحل الله البيع وحرم الربوا وقال جعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون وقال ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم وقال صلى الله عليه وسلم التاجر الصدوق يحشر مع الصديقين والشهداء وقال عليه السلام من الذنوب ذنوب لا يكفرها إلا الهم في طلب المعيشة وقال عليه السلام طلب الحلال فريضة على كل مسلم وقال تعلى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربوا إن كنتم مؤمنين وفي الحديث درهم ربى يأكله الرجل وهو يعلم أشد عند الله من ست وثلاثين زنية في الإسلام ومن نبت لحمه من ربى فالنار أولى به وفيه لعن الله آكل الربى وموكله وشاهده وكاتبه هم فيه ساء وفيه أتيت ليلة أسري بي على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج بطونهم فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء آكلة الربوا وفي الحديث إياكم والغيبة فإن الغيبة أشد من الزنى إن الرجل قد يزني فيتوب فيتوب الله عليه وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه وفيه أتدرون ما الغيبة ذكرك أخاك بما يكره إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته وقال الله سبحانه ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله الآية وفي الحديث إن الله لا يحب الفاحش المتفحش ولا الصياح في الأسواق وفيه خصلتان ليس فوقهما شيء من الخير حسن الظن بالله وحسن الظن بعباد الله وخصلتان ليس فوقهما شيء من الشر سوء الظن بالله وسوء الظن بعباد الله وفيه أن الله تعلى حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنع وهات وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال وفيه أن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال وفيه من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه فاعملوا بما يتلى عليكم من آيات الله تهتدوا. واتبعوا أحسن ما انزل إليكم من ربكم تسعدوا. وسابقوا إلى سلوك نهج الخلاص وتداركوا أعمالكم بالتوبة والإخلاص واركبوا من طاعة الله ورسوله سفن النجاة. ولا تقنعوا من الأعمال الصالحات بالبضاعة المجزاة. وأقيموا شعائر الإسلام بينكم وأظهروها. وزكوا أنفسكم بطاعة الله وطهروها وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون. إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. وبادروا لها مبادرة الغريق لطلب النجاة. وانتهزوا فرصتها قبل هجوم هادم اللذات. وهي إن صادفت محلها تجب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/204)
ما قبلها والتائب من الذنب كمن لا ذنب له وفي الحديث توبوا على الله فإني أتوب إلى الله كل يوم مائة مرة وفيه أن للتوبة بابا عرض ما بين مصراعيه ما بين المشرق والمغرب لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها وفيه من تاب قبل أن يغرغر قبل الله منه.
ونعهد إلى عمالنا وولاة أمرنا أن يلزموا أنفسهم وأهليهم طاعة الله ويدلوا رعيتهم عليها ويعملوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحضوهم عليها قال تعالى يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وأن يلزموا كل قرية ومدشر ودوار مشارطة طالب علم يعلم أولادهم ويفقههم في دينهم ويقيم لهم الصلوات الخمس في أوقاتها ويحضهم على الأذان الدال على إيمان الدار. وهو للمؤمنين شعار وان ينبهوا على رد البال للطريق ليلا ونهارا أو تعاهد أماكن الخوف منها رواحا وابتكارا وينصبوا لأهل العيث الأرصاد ويكمنوا لهم بكل واد. حتى تصير الدماء بذلك محقونة والفتن محسومة والأموال مصونة. فإن قطع الطريق وإخافة المسافرين من أقبح السيئات كما أن إماطة الأذى عن الطريق من أحسن الصالحات. ففي الحديث الكريم عرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق. وأن يتفقدوا أحوال الفقراء الذين قدرت عليهم مواد الأرزاق. وألبسهم التعفف ثوب الغنى وهم في ضيق من الإملاق بصدقة التطوع التي هي للحسنات كالأم الولود فهي التي تتيقظ لحراسة صاحبها والناس رقود. وبها تستنزل الأرزاق وتسبغ الآلاء. وتطفئ الغضب ولا يتخطاها البلاء. اختص الله بها بعض عباده لمزية أفضالها. وجعلها سببا للتعويض بعشر أمثالها. ففي الحديث عنه صلى الله عليه سلم من تصدق بصدقة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب كأنه إنما يضمها في كف الرحمان يربيها له كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى تكون مثل الجبل وفيه ما من رجل يتصدق في يوم أو ليلة إلا حفظ من أن يموت من لدغة أو هدمة أو موت بغتة وفيه أن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وفيه اتقوا النار ولو بشق ثمرة وفيها أعطوا السائل ولو جاء على فرس أي لا تردوه ولو جاء على حالة تدل على غناه وورد استنزلوا الرزق بالصدقة وحصنوا أموالكم بالزكاة وليعاقبوا الفرقة التي تراخت في الدين. وخالفت سنة سيد المرسلين ولم يتعلموا ما يقيمون به قواعد إسلامهم ولا سلكوا سبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا سبيل أيمة الدين وأعلامهم في الحديث إنما العلم بالتعلم وهو واجب إذ لا يحل لامرئ مسلم أن يقدم على أمر حتى يعلم حكم الله فيه. وقد قال سبحانه وتعالى فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وقال تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم ولما أخذ الله العهد على العامة أن يتعلموا أخذ العهد على أهل العلم أن يعلموا فقال سبحانه وإذ اخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه، إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعدما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم وقال صلى الله عليه وسلم من كتم علما ألجمه الله بلجام من نار فتعلموا أو علموا فإن من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم قال الله سبحانه واتقوا الله ويعلمكم الله وفي الحديث اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا. فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا وقال فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وقال صلى الله عليه وسلم في وصية لبعض أصحابه رضي الله عنهم كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وأعدد نفسك في الموتى وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وقال يا بني احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة وقال في وصيته لمعاذ بن جبل يا معاذ اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن قال قلت يا رسول الله زدني قال كف عنك هذا وأشار إلى لسانه قلت أو إنا لمواخذون بما نتكلم به قال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على مناخرهم أو قال على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم وفيه المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هاجر ما نهى الله عنه وفيه أحب الأعمال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/205)
إلى الله حفظ اللسان وفيه رحم الله أمرءا تكلم فغنم أو سكت فسلم وفيه أن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقى لها بالا يرفعه الله بها درجات وأن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوى بها في جهنم وفيه أكثر خطايا الإنسان من لسانه وفيه من حفظ ما بين لحييه وما بين رجليه ضمنت له الجنة فليبلغ الشاهد الغائب ألهمنا الله وإياكم الأعمال الصالحات، وأرشدنا لمناهل الخيرات وجعلنا من الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
وفيها أمر بتأليف لجنة من بعض فقهاء فاس للنظر فيما أراد اليهود إحداثه بملاحهم بفاس ونص الظهير الذي أصدره في ذلك نائب قاضي فاس بعد الحمدلة والصلاة والطايع:
"الفقيه النائب في القضاء بفاس الأرضى السيد محمد بن عبد الرحمن سددك الله وسلام عليك ورحمة الله وبعد فقد بلغنا أن أعيان يهود ملاح فاس العليا اجتمعوا واتفقوا على إحداث أمر بملاحهم مخالف لعادتهم وهو نصب حزان وتاجرين من تجارهم في ملاحهم للحكم فيما يعرض بين إخوانهم من الوقائع كالسرقة وسائر الدعاوي وعلى إبدالهم في رأس كل شهر بآخرين وصار هؤلاء الحكام يقبضون على من أرادوا من خصوم إخوانهم ويوجهونهم للسجن على يد عاملهم ويسرحونهم منه على يده وحيث لم تجر لهم عادة بنصب ما ذكر وكانوا معاهدين والأمور التي بينهم وبين المسلمين كلها مبنية على قواعد الشرع رددنا قضيتهم للشرع وعليه فنأمرك أن تجتمع أنت والفقهاء المسمون يمنته وتتنزلوا لهذه القضية وتعطوها حقها من النظر والتأمل والبحث ومراجعة عقد ذمتهم هل هم معاهدون في ذلك أم لا وما اقتضاه الشرع في النازلة من تسويغ ذلك لهم أو منعهم منه وردهم لعادتهم طالعوا به علمنا الشريف واعلموا به خالنا القائد العربي ولد أب محمد لينفذه فقد أمرنا بتنفيذه والسلام في 6 ربيع 2 عام 1300"
والفقهاء المشار لهم في الظهير هم على الترتيب الفقيه السيد الحاج محمد جنون والفقيه السيد جعفر الكتاني والفقيه السيد احمد بن الحاج والفقيه السيد الحميد بناني والفقيه السيد عبد الله الودغيري.
وقد كان جواب هؤلاء الفقهاء أن يمنع اليهود مما أحدثوه من نصب حزان وتاجرين يبذلون كل شهر بغيرهم وجعل عاملهم المسلم منفذا لأمرهم يسجن ويسرح من غير أن يعرف لذلك وجها واستند الفقهاء في ذلك لعهد عمر مع نصارى الشام وقفت على نص ذلك بخطوطهم ما عدا جنون مؤرخا بعشري جمادى الأولى من السنة.
ولم يزل مقيما بعاصمة جده الأكبر يدبر أمر الرعية وينظر فيما يؤيد سعادة الناحية الغربية إلى أواخر عام واحد وثلاثمائة وألف.
(إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس، تأليف عبد الرحمن بن زيدان، الجزء الثاني، من ص 218 إلى ص 235. المطبعة الوطنية، الطبعة الأولى: 1349هـ/1930م)(151/206)
أريد سيرة السيدة عائشة رضي الله عنها
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 10:32 م]ـ
السلام عليكم
أريد سيرة السيدة عائشة رضي الله عنها , من كتاب سير أعلام النبلاء.
وشكرا
ـ[محمد أبو عمر]ــــــــ[21 - 01 - 10, 12:24 ص]ـ
سير أعلام النبلاء - (2/ 135)
عائشة أم المؤمنين * (ع) بنت الامام الصديق الاكبر، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، بن كعب بن لؤي ; القرشية التيمية، المكية، النبوية، أم المؤمنين، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، أفقه نساء الامة على الاطلاق.
وأمها هي أم رومان بنت عامر بن عويمر، بن عبد شمس، بن عتاب ابن أذينة الكنانية.
هاجر بعائشة أبواها، وتزوجها نبي الله قبل مهاجره بعد وفاة الصديقة خديجة بنت خويلد، وذلك قبل الهجرة ببضعة عشر شهرا، وقيل: بعامين.
ودخل بها في شوال سنة اثنتين، منصرفه عليه الصلاة والسلام من
غزوة بدر، وهي ابنة تسع.
فروت عنه علماء كثيرا طيبا مباركا فيه.
وعن أبيها.
وعن عمر، وفاطمة، وسعد، وحمزة بن عمرو الاسلمي، وجد امة (1) بنت وهب.
__________
* مسند أحمد: 6/ 29، طبقات ابن سعد م: 8/ 58 - 81، التاريخ لابن معين: 73، 738، طبقات خليفة: 333، تاريخ خليفة: 225، المعارف: 134، 176، 208، 550.
تاريخ الفسوي: 3/ 268، المستدرك: 4/ 4 - 14، حلية الاولياء: 2/ 43، الاستيعاب: 4/ 1881، جامع الاصول: 9/ 132، أسد الغابة: 7/ 188، تهذيب الكمال: 1688، تاريخ الاسلام: 2/ 294، البداية والنهاية: 8/ 91، 94، مجمع الزوائد: 9/ 225 - 244، تهذيب التهذيب: 12/ 433 - 436، الاصابة: 13/ 38، خلاصة تذهيب الكمال: 493، كنز العمال: 13/ 693 شذرات الذهب: 1/ 9 و 61 - 63.
(1) بالجيم المعجمة، والدال المهملة، وهي أخت عكاشة بن محصن الاسدي لامه، صحابيه ها سابقة وهجرة، وقد تحرف اسمها إل " حرامة " بالحاء المهملة والراء في الجزء المخصوص بترجمه السيدة عائشة المستل من السير، المطبوع بدمشق سنة 1945.
***********
سير أعلام النبلاء - (2/ 136)
حدث عنها إبراهيم بن يزيد النخعي مرسلا، وإبراهيم بن يزيد التيمي كذلك، وإسحاق بن طلحة، وإسحاق بن عمر، والاسود بن يزيد، وأيمن المكي، وثمامة بن حزن، وجبير بن نفير، وجميع بن عمير.
والحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، والحارث بن نوفل، والحسن، وحمزة بن عبد الله بن عمر، وخالد بن سعد، وخالد بن معدان (1) - وقيل: لم يسمع منها - وخباب [صاحب] المقصورة، وخبيب بن عبد الله بن الزبير، وخلاس الهجري، وخيار بن سلمة، وخيثمة بن عبدالرحمن، وذكوان السمان ; ومولاها ذكوان، وربيعة الجرشي - وله صحبة، وزاذان أبو عمر
الكندي، وزرارة بن أوفى، وزر بن حبيش، وزيد بن أسلم، وسالم بن أبي الجعد - ولم يسمعا منها - وزيد بن خالد الجهني (2)، وسالم بن عبد الله، وسالم سبلان، والسائب بن يزيد، وسعد بن هشام، وسعيد المقبري، وسعيد بن العاص، وسعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، وسليمان بن بريدة (3)، وشريح بن أرطاة، وشريح بن هاني ء، وشريق الهوزني، وشقيق أبو وائل، وشهر بن حوشب، وصالح بن ربيعة بن الهدير، وصعصعة (4) عم الاحنف، وطاووس، وطلحة بن عبد الله التيمي، وعابس بن ربيعة، وعاصم بن بن حميد السكوني، وعامر بن سعد، والشعبي، وعباد بن عبد الله بن الزبير، وعبادة بن الوليد، و عبد الله بن بريدة، وأبو الوليد عبد الله بن الحارث البصري، وابن الزبير ابن أختها، وأخوه عروة، و عبد الله بن شداد الليثي، و عبد الله بن شقيق، و عبد الله بن
__________
(1) تحرفت في المطبوع إلى " سعدان ".
(2) تحرف في المطبوع إلى " الجعفي ".
(3) تحرف في المطبوع إلى " يزيد ".
(4) تحرف في المطبوع إلى " مصعب ".
[*] *************
سير أعلام النبلاء - (2/ 137)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/207)
شهاب الخولاني، و عبد الله بن عامر بن ربيعة، وابن عمر (1)، وابن عباس، و عبد الله بن فروخ، و عبد الله بن أبي (2) مليكة، و عبد الله بن عبيد ابن عمير، وأبوه، و عبد الله بن عكيم، و عبد الله بن أبي قيس، وابنا أخيها: عبد الله والقاسم، ابنا محمد، و عبد الله بن أبي عتيق محمد، ابن أخيها عبدالرحمن، و عبد الله بن واقد العمري، ورضيعها عبد الله بن يزيد، و عبد الله البهي (3)، و عبدالرحمن بن الاسود، و عبدالرحمن بن
الحارث بن هشام، و عبدالرحمن بن سعيد (4) بن وهب الهمداني، وعبد الرحمن بن شماسة، و عبدالرحمن بن عبد الله بن سابط الجمحي، وعبد العزيز، والد ابن جريج، وعبيد (5) الله بن عبد الله، وعبيد الله بن عياض (6)، وعراك - ولم يلقها - وعروة المزني، وعطاء بن أبي رباح، وعطاء ابن يسار، وعكرمة، وعلقمة (7)، وعلقمة بن وقاص، وعلي بن الحسين، وعمرو بن سعيد الاشدق، وعمرو بن شرحبيل، وعمرو بن غالب، وعمرو ابن ميمون، وعمران بن حطان، وعوف بن الحارث، رضيعها، وعياض ابن عروة، وعيسى بن طلحة، وغضيف بن الحارث، وفروة بن نوفل، والقعقاع بن حكيم، وقيس بن أبي حازم، وكثيرر بن عبيد الكوفي.
__________
(1) تحرف في مطبوعة دمشق إلى " عمير ".
(2) لفظة " أبي " سقطت من مطبوعة دمشق ولا بد منها.
(3) في مطبوعة دمشق زيادة لفظ " ابن " بين عبد الله والبهي، وهو خطأ.
(4) تحرفت في المطبوع إلى " سعد ".
(5) تحرفت في المطبوع إلى " عبد ".
(6) تحرف في المطبوع " عبيد " إلى " عبد " و " عياض " إلى عامر.
(7) هو علقمة بن قيس النخعفي، وقد أسقطه الاستاذان الافغاني والابياري ظنا منهما أن الاسم مكرر.
[*]
*************
سير أعلام النبلاء - (2/ 138)
رضيعها، وكريب، ومالك بن أبي عامر، ومجاهد، ومحمد بن إبراهيم التيمي - إن كان لقيها - ومحمد بن الاشعث، ومحمد بن زياد الجمحي، وابن سيرين، ومحمد بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام، وأبو جعفر الباقر - ولم يلقها - ومحمد بن قيس بن مخرمة، ومحمد بن المنتشر، ومحمد
ابن المنكدر - وكأنه مرسل - ومروان العقيلي أبو لبابة (1)، ومسروق، ومصدع أبويحيى (2)، ومطرف بن الشخير، ومقسم (3)، مولى ابن عباس، والمطلب بن عبد الله بن حنطب، ومكحول - ولم يلحقها (4) - وموسى بن طلحة، وميمون بن أبي شبيب، وميمون بن مهران، ونافع بنحبير، ونافع ابن عطاء، ونافع العمري، والنعمان بن بشير، وهمام بن الحارث، وهلال ابن يساف، ويحيى بن الجزار (5)، ويحيى بن عبدالرحمن بن حاطب، ويحيى بن يعمر، ويزيد بن بابنوس (6)، ويزيد بن الشخير، ويعلى بن عقبة، ويوسف بن ماهك (7)، وأبو أمامة (8) بن سهل، وأبو بردة بن أبي موسى، وأبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث، وأبو الجوزاء (9) الربعي،
__________
(1) في مطبوعة دمشق " واو " بين مروان العقيلي، وبين أبي لبابة، وهو خطأ، فإن أبا لبابة كنية مروان.
(2) تحرفت في مطبوعة دمشق إلى " ابن ".
(3) سقط من المطبوع لفظة " مقسم ".
(4) تحرفت في المطبوع إلى " يلقها ".
(5) سقطت لفظة " بن " من مطبوعة دمشق.
(6) تحرف في المطبوع إلى " يانبوس ".
(7) تحرف في المطبوع إلى " ناهك ".
(8) تحرف في المطبوع إلى أبي " أسامة ".
(9) تصحف في المطبوع إلى " الحوراء ".
[*] **************
سير أعلام النبلاء - (2/ 139)
وأبو حذيفة الارحبي، وأبو حفصة، مولاها، وأبو الزبير المكي - وكأنه مرسل - وأبو سلمة بن عبدالرحمن.
وأبو الشعثاء المحاربي، وأبو الصديق
الناجي، وأبو ظبيان الجنبي، وأبو العالية رفيع الرياحي، وأبو عبد الله الجدلي (1)، وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وأبو عثمان النهدي، وأبو عطية الوادعي، وأبو قلابة الجرمي - ولم يلقها - وأبو المليح الهذلي، وأبو موسى، وأبو هريرة، وأبو نوفل بن أبي عقرب، وأبو يونس مولاها، وبهية (2) مولاة الصديق، وجسرة بنت دجاجة، وحفصة بنت أخيها عبد الرحمن، وخيرة والدة الحسن البصري، وذفرة بنت غالب، وزينب بنت أبي سلمة، وزينب بنت نصر، وزينب السهمية، وسمية البصرية، وشميسة (3) العتكية، وصفية بنت شيبة، وصفية بنت أبي عبيد، وعائشة بنت طلحة، وعمرة بنت عبدالرحمن، ومرجانة، والدة علقمة بن أبي علقمة، ومعاذة العدوية، وأم كلثوم التيمية.
أختها، وأم محمد، امرأة والد علي بن زيد بن جدعان.
وطائفة سوى هؤلاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/208)
مسند عائشة يبلغ ألفين ومئتين وعشرة أحاديث.
اتفق لها البخاري ومسلم على مئة وأربعة وسبعين حديثا، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين، وانفرد مسلم بتسعة وستين.
وعائشة ممن ولد في الاسلام، وهي أصغر من فاطمة بثماني سنين.
وكانت تقول: لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين.
وذكرت أنها لحقت بمكة سائس الفيل شيخا أعمى يستعطي.
__________
(1) تحرف في المطبوع إلى الهلالي ".
(2) تحرف في المطبوع إلى " سهية ".
(3) بالتصغير كما في الاصل، وقد تحرفت في مطبوعة دمشق إلى " شمسة ".
[*] *************
سير أعلام النبلاء - (2/ 140)
وكانت امرأة بيضاء جميلة.
ومن ثم (1) يقال لها: الحميراء.
ولم
يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بكرا غيرها، ولا أحب امرأة حبها.
ولا أعلم في أمه محمد صلى الله عليه وسلم، بل ولا في النساء مطلقا، أمرأة أعلم منها.
وذهب بعض العلماء إلى أنها زوجة نبينا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، فهل فوق ذلك مفخر، وإن كان للصديقة خديجة شأولا يلحق، وأنا واقف في أيتهما أفضل.
نعم جزمت (2) بأفضلية خديجة عليها لامور ليس هذا موضعها (3).
هاشم بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أريتك في المنام ثلاث ليال، جاء بك الملك في سرقة [من] حرير (4)، فيقول: هذه امرأتك.
فأكشف عن وجهك فإذا أنت فيه.
فأقول: إن يك هذا من عند الله يمضه " (5).
وأخرج الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو بن علقمة المكي، عن ابن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة: أن جبريل جاء بصورتها
__________
(1) تحرفت في مطبوعة دمشق إلى " ومرة ".
(2) تحرفت في مطبوعة دمشق إلى " خرجت ".
(3) من قوله " نعم جزمت " إلى هنا سقط من المطبوع.
(4) السرقة بفتح السين والراء والقاف: هي القطعة، وفي مطبوعة دمشق " خرقة " وهي عند ابن حبان كما في " الفتح " 9/ 156.
(5) أخرجه أحمد 6/ 41 و 128 و 161، والبخاري 7/ 175، في مناقب الانصار: باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة، و 9/ 156 في النكاح: باب النظر إلى المرأة قبل التزويج، و 12/ 353 في التعبير: باب كشف المرأة في المنام، وباب ثياب الحرير في المنام، ومسلم (2438) في فضائل الصحابة: باب فضل عائشة من طرق عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
[*] *************
سير أعلام النبلاء - (2/ 141)
في خرقة حرير خضراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " هذه زوجتك في الدنيا
والآخرة " (1).
حسنه الترمذي وقال: لا نعرفه إلا من حديث عبد الله.
ورواه عبد الرحمن بن مهدي عنه مرسلا.
بشر بن الوليد القاضي: حدثنا عمر بن عبدالرحمن عن سليمان (2) الشيباني، عن علي بن زيد بن جدعان، عن جدته، عن عائشة أنها قالت: لقد أعطيت تسعا ما أعطيتها امرأة بعد مريم بنت عمران: لقد نزل جبريل بصورتي في راحته حتى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوجني، ولقد تزوجني بكرا، وما تزوج بكرا غيري، ولقد قبض ورأسه في حجري، ولقد قبرته في بيتي، ولقد حفت الملائكة ببيتي، وإن كان الوحي لينزل عليه وإني لمعه في لحافه، وإني لابنة خليفة وصديقه، ولقد نزل عذري من السماء، ولقد خلفت طيبة عند طيب، ولقد وعدت مغفرة ورزقا كريما.
رواه أبو بكر الآخري، عن أحمد بن يحيى الحلواني (3)، عنه.
وإسناده جيد (4)، وله طريق (5) آخر سيأتي.
وكان تزويجه صلى الله عليه وسلم بها إثر وفاة خديجة، فتزوج بها وبسودة في وقت واحد، ثم دخل بسودة، فتفرد بها ثلاثة أعوام حتى بنى بعائشة في شوال بعد
__________
(1) أخرجه الترمذي (3880) في المناقب: باب فضل عائشة رضي الله عنها، ورجاله ثقات، وابن أبي حسين: هو عمر بن سعيد بن حسين النوفلي.
(2) تحرف في مطبوعة دمشق إلى " سلمان ".
(3) تحرف في مطبوعة دمشق إلى " الخولاني ".
(4) كيف وفي سنده علي بن زيد بن جدعان "، وهو ضعيف، وجدته لا تعرف.
(5) أبدلها الاستاذ الافغاني إلى " طرق " معللا صنيعه بما لا يصح، وانظر صفحة 147 و 190.
[*] *******************
سير أعلام النبلاء - (2/ 142)
وقعة بدر.
فما تزوج بكرا سواها، وأحبها حبا شديدا كان يتظاهر به، بحيث إن عمرو بن العاص، وهو ممن أسلم سنة ثمان من الهجرة، سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟ قال: " عائشة " قال: فمن الرجال؟ قال: " أبوها " (1).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/209)
وهذا خبر ثابت على رغم أنوف الروافض، وما كان عليه السلام ليحب إلا طيبا.
وقد قال: " لو كنت متخذا خليلا من هذه الامة، لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن أخوة الاسلام أفضل " فأحب أفضل رجل من أمته وأفضل امرأة من أمته، فمن أبغض حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو حري أن يكون بغيضا إلى الله ورسوله.
وحبه عليه السلام لعائشة كان أمرا مستفيضا، ألا تراهم كيف كانوا يتحرون بهداياهم يومها تقربا إلى مرضاته.
قال حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة.
قالت: فاجتمعن صواحبي إلى أم سلمة، فقلن لها: إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فقولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان.
فذكرت أم سلمة له ذلك.
فسكت، فلم يرد عليها.
فعادت الثانية.
فلم يرد عليها.
فلما كانت الثالثة قال: " يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها ".
__________
(1) أخرجه البخاري 7/ 19 في فضائل أصحاب النبي: باب قول النبي " لو كنت متخذا خليلا " و 8/ 59 في المغازي: باب غزوة ذات السلاسل، ومسلم (2384) في فضائل الصحابة: باب من فضائل أبي بكر.
[*] ************
سير أعلام النبلاء - (2/ 143)
متفق على صحته.
وهذا الجواب منه دال على أن فضل مائته على سائر أمهات المؤمنين بأمر إلهي وراء حبه لها، وأن ذلك الامر من أسباب حبه لها.
إسماعيل بن أبي أويس، حدثنا أخي أبو بكر، عن سليمان بن بلال، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: أن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كن حزبين، فحزب فيه عائشة وحفصة وصفيه وسودة، والحزب الآخر أم سلمة وسائر ازواجه.
وكانوا (2) المسلمون قد علموا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة، فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] أخرها، حتى إذا كان في بيت عائشة بعث بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة.
فتكلم (3) حزب أم سلمة فقلن لها: كلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلم الناس، فيقول: من أراد أن يهدي إلى رسول الله هدية فليهد إليه حيث كان من نسائه.
فكلمته أم سلمة بما قلن.
فلم يقل لها شيئا.
فسألنها.
فقالت: ما قال لي شيئا.
فقلن: كلميه.
قالت: فكلمته حين دار إليها.
فلم يقل [لها] شيئا.
فسألنها.
فقالت: ما قال لي شيئا.
فقلن [له ا]: كلميه.
فدار إليها فكلمته.
فقال لها: " لا تؤذيني في عائشة.
فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب
__________
(1) أخرجه البخاري 7/ 84 في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: باب فضل عائشة، وفي الهبة، باب من اهدى إلى صاحبه وتحرى بعض نسائه دون بعض، من طريق حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، وأخرجه مختصرا مسلم (2441) في فضائل الصحابة، من طريق عبدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، وأخرجه مطولا (2442) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح، عن ابن شهاب، عن محمد بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام، عن عائشة .. وفيه أن التي أرسلتها فاطمة وليست أم سلمة.
(2) كذا الاصل، وله وجه في العربية، وفي البخاري: و " كان " على الجادة.
(3) في البخاري " فكلم ".
[*] **************
سير أعلام النبلاء - (2/ 144)
امرأة إلا عائشة ".
فقالت: أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله.
ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسلت (1) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، تقول (2): إن نساءك ينشدنك العدل في بنت أبي بكر.
فكلمته، فقال: " يا بنية، ألا تحبين ما أحب "؟ قالت: بلى.
فرجعت إليهن وأخبرتهن.
فقلن: ارجعي إليه.
فأبت أن ترجع.
فأرسلن زينب بنت جحش.
فأتته فأغلظت، وقالت: إن نساءك ينشدنك الله العدل في ابنة أبي قحافة.
فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة، وهي قاعدة، فسبتها (3)، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لينظر إلى عائشة هل تتكلم.
قال: فتكلمت عائشة (4) ترد على زينب حتى أسكتتها.
فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى عائشة، وقال: إنها ابنة أبي بكر (5).
فضيلة: إسماعيل بن جعفر: أخبرنا عبد الله بن عبدالرحمن، سمع أنسا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/210)
متفق عليه (6) من طرق عن أبي طوالة (7).
__________
(1) في الاصل " فأرسلوا " والتصويب من " صحيح البخاري ".
وفي " جامع الاصول " 9/ 137: " فأرسلنها " وقد غير الاستاذ الابياري ما في الاصل إلى " فأرسلن " ولم يشر إلى ذلك.
(2) في الاصل: " فقلن " والتصويب من البخاري.
(3) في الاصل: تسبها.
(4) من قوله: هل تتكلم، إلى هنا، سقط من مطبوعة دمشق.
(5) أخرجه البخاري 5/ 151، 152 في الهبة: باب من أهدى إلى صاحبه وتحرى بعض نسائه دون بعض.
(6) البخاري 7/ 73 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: باب فضل عائشة، وفي الاطعمة: باب الثريد، وباب ذكر الطعام، ومسلم (2446) في فضائل الصحابة: باب فضل عائشة رضي الله عنها، والترمذي (3887).
(7) هو عبد الله بن عبدالرحمن الانصاري راويه عن أنس.
[*] **************
سير أعلام النبلاء - (2/ 145)
شعبة، عن عمرو بن مرة، عن مرة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " (1).
فضيلة أخرى: روى الحاكم في " مستدركه " من طريق يوسف بن الماجشون، قال: حدثني أبي، عن عبدالرحمن بن كعب بن مالك، عن عائشة، قالت: قلت - يارسول الله، من من (2) أزواجك في الجنة؟ قال: " أما إنك منهن " قالت: فخيل إلي أن ذاك لانه لم يتزوج بكرا غيري (3).
موسى - وهو الجهني - عن أبي بكر بن حفص، عن عائشة: أنها جاءت هي وأبواها، فقالا: إنا نحب أن تدعو لعائشة بدعوة ونحن نسمع.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اغفر لعائشة بنت أبي بكر الصديق مغفرة واجبة ظاهرة باطنة ".
فعجب أبواها.
فقال: " أتعجبان، هذه دعوتي لمن شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ".
أخرجه الحاكم في " مستدركه " من طريق سفيان بن عيينة عن موسى.
وهو غريب جدا (4).
__________
(1) أخرجه البخاري 7/ 82، ومسلم (2431) في فضائل الصحابة: باب فضائل خديجة، وقد سقط من مطبوعة دمشق من السند " عن مرة ".
(2) سقطت من مطبوعة دمشق لفظة " من " وهي في الاصل والمستدرك.
(3) هو في " المستدرك " 4/ 13، وصححه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
(4) كذا قال هنا، وفي تعليقه على " المستدرك " 4/ 11، 12، قال: منكر على جودة إسناده.
وسقط من مطبوعة دمشق " عن موسى ".
سير 2/ 10 [*]
*************
سير أعلام النبلاء - (2/ 146)
فضيلة أخرى: شعيب، عن الزهري: حدثني أبو سلمة، أن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا عائش، هذا جبريل وهو يقرأ عليك السلام " قالت: وعليه السلام ورحمة الله، ترى ما لا نرى يا رسول الله (1).
زكريا بن أبي زائدة، عن عامر، عن أبي سلمة، أن عائشة حدثته أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: " إن جبريل يقرئك السلام ".
فقالت: وعليه السلام ورحمة الله (1).
وأخرج النسائي من طريق معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة نحو الاول (2).
وأخرج النسائي من طريق معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة نحو الاول (2).
وفي " مسند أحمد " عن سفيان، عن مجالد، عن الشعبي، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: رأيتك يا رسول الله وأنت قائم تكلم دحية الكلبي.
فقال: " وقد رأيته "؟ قالت: نعم.
قال: " فإنه جبريل وهو
يقرئك السلام " قالت: وعليه السلام ورحمة الله، جزاه الله من زائر ودخيل، فنعم الصاحب، ونعم الدخيل (3).
قال: والدخيل: الضيف.
مجالد ليس بقوي.
كثير بن هشام: حدثنا الحكم بن هشام، عن عبدالملك بن عمير،
__________
(1) أخرجه البخاري 7/ 83 في فضل عائشة، وفي بدء الخلق: باب ذكر الملائكة، و 10/ 479 في الادب: باب من دعا صاحبه فنقص من اسمه حرفا، وفي الاستئذان: باب تسليم الرجال على النساء، والنساء على الرجال، وباب إذا قال: فلان يقرئك السلام، ومسلم (2447) (91) في فضائل الصحابة: باب فضائل عائشة رضي الله عنها، وأبو داود (5232) والترمذي (3876).
(2) أخرجه النسائي 7/ 69 في عشرة النساء.
باب حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض.
(3) أخرجه أحمد 6/ 74، 75، و 146، وابن سعد 8/ 67، 68 وسنده ضعيف لضعف مجالد.
[*] *************
سير أعلام النبلاء - (2/ 147)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/211)
قال: قالت عائشة لنساء النبي صلى الله عليه وسلم: فضلت عليكن بعشر ولا فخر: كنت احب نسائه إليه، وكان أبي أحب رجاله إليه، وابتكرني ولم يبتكر غيري، وتروجني لسبع، وبني بي لتسع، ونزل عذري من السماء، واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم نساءه في مرضه، فقال: " إنه ليشق علي الاختلاف بينكن، فائذن لي أن أكون عند بعضكن " فقالت أم سلمة: قد عرفنا من تريد، تريد عائشة.
قد اذنا لك.
وكان آخر زاده من الدنيا ريقي، أتي بسواك، فقال: انكثيه (1) يا عائشة.
فنكثته، وقبض بين حجري ونحري، ودفن في بيتي (2).
هذا حديث صالح الاسناد، ولكن فيه انقطاع.
فضيلة باهرة لها: خالد الحذاء، عن أبي عثمان النهدي، عن عمرو بن العاص: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله على جيش ذات السلاسل (3) قال: فأتيته، فقلت: يا
رسول الله، أي الناس أحب إليك؟ قال: " عائشة " قال: من الرجال؟ قال: " أبوها ".
قال الترمذي: هذا حديث حسن (4).
__________
(1) في " اللسان " ونكث السواك وغيره ينكثه نكثا، فانتكث، شعثه، وقد قرأ الاستاذ الافغاني " الكشيه " فأخطأ، وأغرب في تفسير المعنى.
(2) رجاله ثقات، لكنه منقطع كما قال المصنف رحمه الله.
(3) ذكر ابن سعد في " الطبقات " 2/ 131 أنها وراء وادي القرى، وبينها وبين المدينة عشرة يام.
وكانت في جمادى الاولى سنة ثمان من الهجرة.
(4) في المطبوع من سنن الترمذي (3885): حسن صحيح، وأخرجه البخاري 7/ 19 في فضائل أصحاب النبي: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذا خليلا " و 8/ 59 في المغازي: باب؟؟ ذات السلاسل، ومسلم (2384) في فضائل الصحابة: باب من فضائل أبي بكر، وابن سعد 8/ 67.
[*] ****************
سير أعلام النبلاء - (2/ 148)
قلت: قد أخرجه البخاري ومسلم.
ابن المبارك، ويحيى بن سعيد الاموي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عمرو بن العاص، أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب الناس إليك؟ قال: " عائشة " قال: من الرجال؟ قال: " أبوها ".
هذا حديث صحيح، أخرجه النسائي، والترمذي (1)، وحسنه وغربه.
الترمذي: حدثنا أحمد بن عبدة، حدثنا المعتمر بن سليمان، عن حميد، عن أنس قال: قيل: يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال: " عائشة " قيل: من الرجال؟ قال: " أبوها " (2).
قال: هذا حديث حسن غريب.
تزويجها بالنبي صلى الله عليه وسلم: روى هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم متوفى خديجة، وأنا ابنة ست، وأدخلت عليه وأنا ابنة تسع، جاءني نسوة وأنا ألعب على أرجوحة وأنا مجممة (3)، فهيأنني وصنعنني (4)، ثم أتين بي إليه صلى الله عليه وسلم (5).
قال عروة: فمكثت عنده تسع سنين.
__________
(1) رقم (3886).
(2) الترمذي (3890) ورجاله ثقات.
(3) أي: ذات جمة، ويقال للشعر إذا سقط عن المنكبين جمة، وإذا كان إلى شحمة الاذنين: وفرة.
(4) تصحفت في مطبوعة دمشق إلى " وصبغنني ".
(5) أخرجه أبو داود (9435) في الادب: باب الارجوحة، وإسناده صحيح.
[*] **************
سير أعلام النبلاء - (2/ 149)
وأخرج البخاري من قول عروة: أن خديجة توفيت قبل الهجرة بثلاث سنين، فلبث صلى الله عليه وسلم سنتين أو قريبا من ذلك، ونكح عائشة، وهي بنت ست سنين (1).
ابن إدريس، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبدالرحمن (2) بن حاطب، قال: قالت عائشة: لما ماتت خديجة، جاءت خولة بنت حكيم فقالت: يا رسول الله، ألا تزوج؟ قال: " ومن "؟ قالت: إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا؟ قال: " من البكر ومن الثيب "؟ قالت: أما البكر، فعائشة ابنة أحب خلق الله إليك، وأما الثيب، فسودة بنت زمعة، قد آمنت بك وابتعتك.
قال: اذكريهما علي.
قالت: فاتيت أم رومان فقلت: يا أم
رومان، ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة، قالت: ماذا؟ قالت: رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر عائشة.
قالت: انتظري، فإن أبا بكر آت.
فجاء أبو بكر، فذكرت ذلك له.
فقال: أو تصلح له وهي ابنة أخيه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا أخوه وهو أخي، وابنته تصلح لي ".
فقام أبو بكر.
فقالت لي أم رومان: إن المطعم بن عدي كان قد ذكرها على ابنه، ووالله ما أخلف وعدا قط.
قالت: فأتى أبو بكر المطعم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/212)
فقال: ما تقول في أمر هذه الجارية؟ قال: فأقبل على امرأته، فقال: ما تقولين؟ فأقبلت على أبي بكر، فقالت: لعلنا إن أنكحنا هذا الفتى إليك تدخله في دينك! فأقبل عليه أبو بكر، فقال: ما تقول أنت؟ قال: إنها لتقول ما تسمع.
فقام أبو بكر وليس في نفسه من الموعد شئ، فقال لها: قولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فليأت.
فجاء،
__________
(1) أخرجه البخاري 7/ 175 في مناقب الانصار: باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وقدومها المدينة وبنائه بها، وتمامه: ثم بنى بها وهي بنت تسع سنين.
وفي خبر عروة إشكال أجاب عنه الحافظ في " الفتح " 7/ 175، 176 فراجعه.
(2) في مطبوعة دمشق " عن " بدل " بن " وهو خطأ.
[*] ****************
سير أعلام النبلاء - (2/ 150)
فملكها.
قالت: ثم انطلقت إلى سودة، وأبوها شيخ كبير.
وذكرت الحديث (1).
هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ادخلت على نبي الله وأنا بنت تسع، جاءني نسوة وأنا العب على أرجوحة وأنا مجممة، فهيأنني، وصنعنني، ثم أتين بي إليه (2).
هشام، عن أبيه، عنها، أنها قالت: كنت ألعب بالبنات، تعني (3) اللعب، فيجئ صواحبي، فينقمعن (4) من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيخرج رسول
الله، فيدخلن علي، وكان يسربهن (5) إلي، فيلعبن معي.
وفي لفظ: فكن جوار يأتين يلعبن معي بها، فإذا رأين رسول الله تقمعن فكان يسربهن إلي (6).
وعن عائشة قالت: دخل علي رسول الله وأنا ألعب بالبنات (7).
فقال:
__________
(1) إسناده حسن كما قال الحافظ في " الفتح " 7/ 176، وأورده الهيثمي في " المجمع " 9/ 225، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عمرو بن علقمة، وهو حسن الحديث: وانظر " المسند " 6/ 210، 211، وطبقات ابن سعد 8/ 57.
(2) أخرجه أبو داود (4933) و (4935) وسنده صحيح، وقد مر قريبا.
(3) تحرفت في المطبوع إلى " شتى ".
(4) وفي رواية للبخاري: فيتقمعن، ومعناه: يتغيين منه، ويدخلن وراء الستر.
(5) أي يرسلهن.
(6) أخرجه البخاري: 10/ 437 في الادب: باب الانبساط إلى الناس، ومسلم (2440) في فضائل الصحابة: باب فضل عائشة، وأحمد 6/ 234، وابن سعد 8/ 61، والحميدي في " مسنده " (260).
واستدل بهذا الحديث على جواز اتخاذ صور البنات واللعب من أجل لعب البنات بهن، وخص ذلك من عموم النهي عن اتخاذ الصور، وبه جزم القاضي عياض، ونقله عن الجمهور، وأنهم أجازوا بيع اللعب للبنات ... (7) أي: اللعب.
[*] **************
سير أعلام النبلاء - (2/ 151)
" ما هذا يا عائشة "؟ قلت: خيل سليمان ولها أجنحة.
فضحك (1).
الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي، والحبشة يلعبون بالحراب في المسجد، وإنه ليسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم، ثم يقف من أجلي حتى أكون أنا التي
أنصرف.
فاقدروا قدر الجار ية الحديثة السن الحريصة على اللهو.
وفي لفظ معمر، عن الزهري: فما زلت أنظر حتى كنت أنا أنصرف، فاقدروا [قدر] الجارية الحديثة السن التي تسمع اللهو.
ولفظ الاوزاعي عن الزهري في هذا الحديث قالت: قدم وفد الحبشة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقاموا يلعبون في المسجد، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه، وأنا أنظر إليهم حتى أكون أنا التي أسأم (2).
__________
(1) أخرجه بهذا اللفظ ابن سعد في " الطبقات " 8/ 62 من طريق الواقدي، عن خارجة بن عبد الله، عن يزيد بن رومان، عن عروة عن عائشة ... وأخرجه بأطول من هذا أبو داود في " سننه " (4932) في الادب: باب في اللعب بالبنات، والنسائي في " عشرة النساء " 1/ 75 من طريق يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غزية، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، عن عائشة قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر وفي سهواتها ستر، فهبت ريح، فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب، فقال: ما هذا يا عائشة؟ قالت: بناتي، ورأى بينهن فرسا لها جناحان من رقاع، فقال: ما هذا الذي أرى وسطهن؟ قالت: فرس، قال: وما هذا الذي عليه؟ قالت: جناحان، قال: فرس له جناحان! قالت: أما سمعت أن لسليمان خيلا لها أجنحة، قال: فضحك حتى رأيت نواجذه، وإسناده صحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/213)
(2) أخرجه البخاري 1/ 457 في المساجد: باب أصحاب الحراب في المسجد، و 2/ 366، 370 في العيدين: باب الحراب والدرق يوم العيد، و 9/ 294 في النكاح: باب نظر المرأة إلى الحبش ونحوهم من غير ريبة، ومسلم (892) (17) و (18) و (19) و (20) و (21)، وأحمد 6/ 84 و 85 و 166 و 270، والنسائي 3/ 195 في العيدين: باب اللعب في المسجد يوم العيد ونظر النساء لذ لك، والحميدي في " مسنده " (254)، والطحاوي في " مشكل الآثار " 1/ 116.
وأخرج النسائي في " عشرة النساء " ورقة 75 وجه أول من حديث يونس بن عبدالاعلى، حدثنا ابن وهب، أخبرني بكر بن مضر، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، عن = [*]
***************
سير أعلام النبلاء - (2/ 152)
وفي حديث سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة: أن عمر وجدهم يلعبون، فزجرهم.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " دعهم فإنهم بنو أرفدة " (1).
الواقدي قال: حدثني موسى بن محمد بن عبدالرحمن، عن ريطة، عن عمرة، عن عائشة، قالت: لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة خلفنا وخلف بناته، فلما قدم المدينة، بعث إلينا زيد بن حارثة وأبا رافع، وأعطاهما (2) بعيرين وخمس مئة درهم أخذها من أبي بكر، يشتريان بها ما نحتاج إليه من الظهر.
وبعث أبو بكر معهما عبد الله بن أريقط الليثي ببعيرين أو ثلاثة، وكتب إلى ابنه عبد الله يأمره أن يحمل أهله أم رومان وأنا وأختي أسماء.
فخرجوا، فلما انتهوا إلى قديد، اشترى [زيد] بتلك الدراهم ثلاثة أبعرة.
ثم دخلوا مكة، وصادفوا طلحة يريد الهجرة بآل أبي بكر.
فخرجنا جميعا، وخرج زيد وأبو رافع بفاطمة وأم كلثوم وسودة وأم أيمن وأسامة، فاصطحبنا جميعا، حتى إذا كنا بالبيض (3) نفر (4) بعيري وقدامي محفة فيها
__________
= عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت ; دخل الحبش المسجد يلعبون، قال لي: يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم؟ فقالت: نعم، فقام بالباب وجئته، فوضعت ذقني على عاتقه، فأسندت وجهي إلى خده، قالت: ومن قولهم يومئذ: أبا القاسم طيبا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وحسبك " قلت: يا رسول الله لا تعجل، فقام لي، ثم قال: حسبك، فقلت: لا تعجل يا رسول الله، قالت: وما بي حب النظر إليهم، ولكني أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي، ومكاني منه.
إسناده صحيح.
كما قال الحافظ في " الفتح " 2/ 355.
(1) أخرجه النسائي 3/ 196، وسنده صحيح، وهو في مسلم (893) دون قوله " فإنهم بنو أرفدة " وبنو أرفدة بفتح الهمزة وسكون الراء وكسر الفاء جنس من الحبشة يرقصون، قال ابن الاثير: هو لقب لهم.
(2) في الاصل: وأعطاهم، بزيادة الواو، والتصويب من " طبقات ابن سعد ".
(3) هو من منازل بني كنانة بالحجاز.
(4) تحرفت في مطبوعة دمشق إلى " فقد ".
[*] ************
سير أعلام النبلاء - (2/ 153)
أمي، فجلت أمي تقول: وابنتاه! واعروساه! حتى أدرك بعيرنا.
فقدمنا، والمسجد يبنى وذكر الحديث (1).
شأن الافك كان في غزوة المريسيع (2) سنة خمس من الهجرة، وعمرها رضي الله عنها يومئذ اثنتا عشرة سنة.
فروى حماد بن زيد، عن معمر، والنعمان بن راشد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه.
فأقرع بيننا في غزوة المريسيع.
فخرج سهمي.
فهلك في من هلك (3).
وكذلك ذكر ابن إسحاق والواقدي وغير واحد: أن الافك كان في غزوة المريسيع.
يونس، عن ابن شهاب: أخبرني عروة، وابن المسيب، وعلقمة بن وقاص، وعبيدالله بن عبد الله، عن حديث عائشة حين قال لها أهل الافك ما قالوا، فبرأها الله تعالى.
وكل حدثني بطائفة (4) من حديثها، وبعض حديثهم يصدق بعضا، وإن كان بعضهم أوعى له من بعض، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها
__________
(1) أخرجه ابن سعد في " الطبقات " 8/ 62، والواقدي ضعيف.
(2) هو ماء لبني خزاعة، بينه وبين الفرع (موضع من ناحية المدينة) مسيرة يوم، وتسمى غزوة بني المصطلق، وهو لقب لجذيمة بن سعد بن عمرو بطن من بني خزاعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/214)
(3) في البخاري 7/ 333: وقال النعمان بن راشد، عن الزهري: كان حديث الافك في غزوة المريسيع، وقال الحافظ: وصله الجوزقي والبيهقي في " الدلائل " من طريق حماد بن زيد، عن النعمان بن راشد، ومعمر عن الزهري ... عن عائشة فذكر قصة الافك في غزوة المريسيع.
(4) في البخاري ومسلم " طائفة " وما في الاصل رواية أحمد.
[*] **************
سير أعلام النبلاء - (2/ 154)
معه.
فأقرع بيننا في غزوة غزاها، فخرج سهمي، فخرجت معه بعدما نزل الحجاب، وأنا أجمل في هودج (1) وأنزل فيه، فسرنا، حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك، وقفل ودنونا من المدينة، آذن ليلة بالرحيل.
فقمت حينئذ (2)، فمشيت حتى جاوزت الجيش.
فلما قضيت حاجتي، أقبلت إلى رحلي، فإذا عقد لي من جزع ظفار (3) قد انقطع، فالتمسته، وحبسني التماسه، وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون بي (4)، فاحتملوا هودجي، فرحلوه على بعيري، وهم يحسبون أني فيه، وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلهن اللحم (5)، إنما يأكلن العلقة (6) من الطعام.
فلم يستنكروا خفة المحمل حين رفعوه، وكنت جارية حديثة السن، فبعثوا الجمل وساروا، فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش.
فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب.
فأممت (7) منزلي الذي كنت فيه، وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إلي.
فبينا أنا جالسة غلبتني عيني، فنمت.
وكان صفوان بن المعطل السلمي، ثم الذكواني، من وراء الجيش، فأدلج، فأصبح عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني، فعرفني حين
__________
(1) في البخاري ومسلم والمسند " هودجي ".
(2) في البخاري ومسلم والمسند " حين أذنوا بالرحيل ".
(3) الجزع: خرز يماني، وظفار: قرية باليمن.
(4) هي رواية معمر، وحكى النووي عن أكثر نسخ صحيح مسلم: يرحلون لي، قال: وهو
أجود، وقال غيره: بالباء أجود، لان المراد: وضعها وهي في الهودج، فشبهت الهودج الذي فيه بالرحل الذي يوضع على البعير.
(5) جملة " خفافا لم يثقلهن اللحم " سقطت من مطبوعة دمشق.
(6) العلقة بضم العين: كل ما يتبلغ به من العيش، وهي من الطعام اليسير منه.
(7) أممت: قصدت، وقد تحرفت في مطبوعة دمشق إلى " فأقمت ".
[*] *****************
سير أعلام النبلاء - (2/ 155)
رآني، وكان يراني قبل الحجاب.
فاسترجع، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفت.
فخمرت وجهي بجلبابي، والله ما كلمني كلمة، ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، فأناخ راحلته، فوطئ على يديها فركبتها.
فانطلق يقود بي (1) [الراحلة] حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين (2) في نحر الظهيرة، فهلك من هلك في، وكان الذي تولى كبر الافك عبد الله بن أبي ابن سلول (3).
فقدمنا المدينة، فاشتكيت شهرا، والناس يفيضون في قول أهل الافك ولا أشعر بشئ من ذلك، ويريبني (4) في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل علي، فيسلم، ثم يقول: كيف تيكم؟ ثم ينصرف [فذلك الذي يريبني] ولا أشعر بالشر، حتى خرجت بعدما نقهت.
فخرجت مع أم مسطح قبل المناصع (5)، وهو متبرزنا.
كنا لا نخرج إلا ليلا إلى ليل، وذلك قبل أن تتخذ الكنف قريبا من بيوتنا، وأمرنا أمر العرب الاول من التبرز قبل الغائط، وكنا نتأذى بالكنف أن نتخدها عند بيوتنا.
فانطلقت أنا وأم مسطح بنت أبي رهم بن عبد مناف، وأمها ابنة صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق، وابنها مسطح بن أثاثة بن المطلب.
فأقبلت أنا وهي قبل بيتي، قد فرغنا من شأننا، فعثرت أم مسطح في مرطها،
__________
(1) تصحفت في مطبوعة دمشق إلى " يقودني ".
(2) أي: نازلين في وقت الوغرة: وهي شدة الحر، ونحر الظهيرة: وقت القائلة.
(3) هو رأس المنافقين، كان شديد العداوة لله ورسوله، حسد النبي صلى الله عليه وسلم على ما اتاه الله من فضله، لانه كان يتوقع أن تكون له السيادة على أهل المدينة.
(4) يريبني، بفتح أوله من الريب، ويجوز الضم من الرباعي، يقال: رابه، وأرابه: إذا أوهمه وشككه، وفي البخاري ومسلم و " المسند " وهو يريبني.
(5) المناصع: مواضع خارج المدينة كانوا يتبرزون فيها.
[*] ************
سير أعلام النبلاء - (2/ 156)
فقالت: تعس مسطح! فقلت لها: بئس ما قلت! أتسبين رجلا شهد بدرا؟ قالت: أي هنتاه (1)، أو لم تسمعي ما قال؟ قلت: وما ذاك؟ فأخبرتني الخبر، فازددت مرضا على مرضي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/215)
فلما رجعت إلى بيتي، ودخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم [فسلم] ثم قال: كيف تيكم؟ فقلت: أتأذن لي أن آتي أبوي؟ وأنا [حينئذ] أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما.
فأذن لي.
فجئت أبوي، فقلت: يا أمتاه، ما يتحدث الناس؟ قالت: يا بنية! هوني عليك، فوالله لقلما كانت امرأة وضيئة عند رجل يحبها لها ضرائر إلا كثرن عليها.
فقلت: سبحان الله! وقد تحدث الناس بهذا؟! فبكيت الليلة حتى لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم.
ثم أصبحت أبكي.
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد، حين استلبث الوحي، يستأمرهما في فراق أهله.
فأما أسامة، فأشار على رسول الله بالذي يعلم من براءة أهله، وبالذي يعلم لهم في نفسه من الود، فقال: يا رسول الله هلك، ولا نعلم إلا خيرا.
وأما علي فقال: لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير، واسأل الجارية، تصدقك.
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة، (2)
فقال: أي بريرة، هل رأيت من شئ يريبك؟ قالت: لا والذي بعثك بالحق، إن رأيت عليها أمرا أغمصه (3) عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن، تنام عن عجين أهلها، فيأتي الداجن، فيأكله.
__________
(1) قال ابن الاثير: أي: يا هذه، وتفتح النون وتسكن، وتضم الهاء االاخرة وتسكن، قال جوهري: هذه اللفظة تختص بالنداء وقيل: معنى يا هنتاه: أي: يا بلهاء، كأنها نسبت إلى قلة معرفة بمكايد الناس وشرورهم.
(2) كون الجارية بريرة هنا، وهم من بعض الرواة نبه عليه ابن القيم، في " زاد المعاد " 3/ 268؟؟ مؤسسة الرسالة بتحقيقنا، واخذه عنه الزركشي في " الاجابة " ص 48.
(3) أي: عيبه.
[*] ************
سير أعلام النبلاء - (2/ 157)
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستعذر من عبد الله بن أبي ابن سلول، فقال وهو على المنبر: " يا معشر المسلمين، من يعذرني (1) من رجل قد بلغني (2) أذاه في أهل بيتي، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا، ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي ".
فقام سعد بن معاذ، فقال: يا رسول الله، أنا أعذرك منه، إن كان من الاوس، ضربت عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج، أمرتنا، ففعلنا أمرك.
فقام سعد بن عبادة - وهو سيد الخزرج، وكان قيل ذلك رجلا صالحا، ولكن احتملته (3) الحمية، فقال [السعد]: كذبت لعمر الله! لا تقتله، ولا تقدر على قتله.
فقام أسيد بن حضير - وهو ابن عم سعد بن معاذ - فقال: كذبت! لعمر الله لنقتلنه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين.
فتثاور (4) الحيان: الاوس والخزرج، حتى هموا أن يقتتلوا، ورسول الله صلى الله علي ه وسلم قائم على المنير.
فلم يزل يحفضهم حتى سكتوا وسكت.
قالت: فبكيت يومي ذلك وليلتي، لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم، فأصبح أبواي عندي، وقد بكيت ليلتين ويوما لا أكتحل بنوم، ولا يرقأ لي دمع، حتى ظننت أن البكاء فالق كبدي (5).
فبينما هما جالسان عندي، وأنا أبكي، استأذنت علي امرأة من الانصار، [فأذنت لها]، فجلست تبكي معي، فبينما نحن على ذلك، دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلم، ثم
__________
(1) أي: من يقوم بعذري إن جازيته على قبيح فعاله، وسوء ما صدر منه، وقيل: معناه: من ينصرني، والعذير: الناصر.
(2) تحرفت في المطبوع إلى " يلحق ".
(3) أي: أغضبته، وفي رواية معمر عند مسلم.
" اجتهلته "، أي: حملته على الجهل.
(4) أي: تواثبا، وتناهضا للنزاع والعصبية.
(5) في مسلم وأحمد: وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي.
[*] *************
سير أعلام النبلاء - (2/ 158)
جلس، ولم يجلس عندي منذ قيل لي ما قيل، ولقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني شئ.
قالت: فتشهد، ثم قال: " أما بعد، يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة، فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب، فاستغفري الله، وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب، تاب الله عليه ".
فلما قضى مقالته، قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة، فقلت لابي: أجب رسول الله فيما قال، قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/216)
فقلت لامي: أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت (1) وأنا يومئذ حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن: إني والله لقد علمت، لقد سمعتم (2) هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم، وصدقتم به، فلئن قلت لكم: إني بريئة - والله يعلم أني بريئة - لا تصدقوني
بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر، والله يعلم أني بريئة، لتصدقني.
والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا قول أبي يوسف: * (فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون) * [يوسف: 18].
ثم تحولت، فاضطجعت على فراشي، وأنا أعلم أني بريئة، وأن الله تعالى يبرئني (3) ببرأتي ; ولكن والله ما ظننت أن الله ينزل في شأني وحيا يتلى، ولشأني كان في نفسي أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها.
قالت: فوالله ما قام (4) رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا خرج أحد من أهل البيت،
__________
(1) من قوله: لامي ... إلى هنا سقط من المطبوع.
(2) كذا الاصل، وهي رواية البخاري، وفي مطبوعة دمشق: " أنكم سمعتم " وهي رواية مسلم وأحمد.
(3) في البخاري ومسلم وأحمد: " مبرئي ".
(4) في البخاري ومسلم وأحمد " مارام " أي: فارق، من الريم، وليس من الروم بمعنى الطلب.
[*] **************
سير أعلام النبلاء - (2/ 159)
حتى نزل عليه الوحي ; فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء، حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق، وهو في يوم شات، من ثقل القول الذي ينزل عليه.
فلما سري عنه (1) وهو يضحك، كان أول كلمة تكلم بها: " يا عائشة، أما والله (2) لقد براك الله " فقالت أمي: قومي إليه.
فقلت: والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله.
وأنزل الله تعالى: * (إن الذين جاؤوا بالافك عصبة منكم) * [النور: 11] العشر الآيات كلها.
فلما أنزل الله هذا في براءتي، قال أبو بكر، وكان ينفق على مسطح لقرابته وفقره: والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة.
فأنزلت: * (ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم) * [النور: 22].
قال: بلى والله، إني لاحب أن يغفر الله لي.
فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه، وقال: والله لا أنزعها منه أبدا.
قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل زينب بنت جحش عن أمري.
فقالت: أحمي سمعي وبصري، ما علمت إلا خيرا، وهي التي كانت تساميني (3) من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فعصمها الله بالورع، وطفقت أختها حمنة تحارب لها (4)، فهلكت فيمن هلك من أصحاب الافك (5).
__________
(1) في رواية البخاري: فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سري عنه وهو يضحك.
(2) في البخاري ومسلم والمسند: أما الله عزوجل، فقد برأك.
(3) تساميني: تعاليني، من السمو وهو العلو والارتفاع، أي: تطلب من العلو والرفعة والحظوة عند النبي صلى الله عليه وسلم ما أطلب.
(4) أي: تجادل لها وتتعصب، وتحكي ما قال أهل الافك لتنخفض منزلة عائشة، وتعلو مرتبة أختها زينب.
(5) أخرجه بطوله البخاري 5/ 198، 201 في الشهادات: باب تعديل النساء بعضهن بعضا، = [*]
*****************
سير أعلام النبلاء - (2/ 160)
وهذا الحديث له طرق عن الزهري.
ورواه هشام بن عروة، عن أبيه.
قال أبو معشر السندي (1): حدثني أفلح بن عبد الله بن المغيرة، عن الزهري، قال: كنت عند الوليد بن عبدالملك، فذكر حديث الافك بطوله، وفيه: أن ذاك في غزوة بني المصطلق (2) وأن سهمها وسهم أم سلمة خرج.
وروى معمر، عن الزهري، قال: كنت عند الوليد فقال ك الذي تولى
كبره علي.
فقلت: لا.
حدثني سعيد وعروة وعلقمة وعبيدالله، كلهم سمع عائشة تقول: إن الذي تولى كبره عبد الله بن أبي.
فقال لي: فما كان جرمه؟ قلت: سبحان الله! حدثني من قومك أبو سلمة، وأبو بكر بن عبد الرحمن، أنهما سمعا عائشة تقول: كان مسيئا في أمري (3).
يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن عمرة، عن عائشة قالت: لما تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم القصة التي نزل
__________
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/217)
= و 7/ 333، 335 في المغازي: باب حديث الافك، و 8/ 343، 367 في تفسير سورة النور: باب * (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات) * وقد توسع الحافظ في شرحه هنا، وأخرجه أحمد 6/ 194، 196، ومسلم (2770) في التوبة: باب حديث الافك، والترمذي (3179) و عبد الرزاق في " المصنف " (9748)، وانظر السيرة لابن هشام 2/ 297، 307، البداية لابن كثير 3/ 160، 164، وتفسيره 3/ 268، 272.
(1) أبو معشر السندي اسمه: نجيح بن عبدالرحمن، مشهور بكنيته، وهو ضعيف، وقد تحرف في مطبوعة دمشق إلى السدي.
(2) سقطت من مطبوعة دمشق جملة: " في غزوة بني المصطلق ".
(3) أخرجه عبد الرزاق فيما ذكره الحافظ في " الفتح " 7/ 337، وأخرجه البخاري 7/ 336 في المغازي، من طريق عبد الله بن محمد، عن هشام بن يوسف الصنعاني عن معمر، عن الزهري، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 5/ 32 وزاد نسبته إلى ابن المنذر، والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي في " الدلائل ".
[*] ***************
سير أعلام النبلاء - (2/ 161)
بها عذري على الناس، نزل فأمر برجلين وامرأة، ممن كان تكلم بالفاحشة في عائشة، فجلدوا الحد (1).
قال: وكان رماها ابن أبي، ومسطح، وحسان، وحمنة.
الاعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: دخل حسان بن ثابت على عائشة يشبب (2) بأبيات له فيها، فقال: حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل (3) قالت: لست كذاك.
فقلت: تدعين مثل هذا يدخل عليك، وقد أنزل الله تعالى: * (والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم) * [النور: 11].
قالت: وأي عذاب أشد من العمى.
ثم قالت: كان يرد عن (4) النبي صلى الله عليه وسلم (5).
__________
(1) إسناده صحيح، فقد صرح ابن إسحاق بالتحديث، وأخرجه عبد الرزاق في " المصنف " برقم (9749)، وأبو داود (4474) وابن ماجه (2567) كلاهما في الحدود: باب حد القذف.
والترمذي (3181) في التفسير وحسنه.
(2) التشبيب: التغزل، يقال: شبب الشاعر بفلانة: إذ ا عرض بحبها وذكر حسنها، والمراد ترقيق الشعر بذكر النساء، وقد يطلق على إنشاء الشعر وإنشاده، وإن لم يكن فيه غزل، كما وقع في حديث أم معبد: فلما سمع حسان شعر الهاتف شبب يجاوبه، أي: ابتدأ في جوابه.
(3) تزن: أي: ترمى، وقوله: غرثى، أي خميصة البطن، يريد أنها لا تغتاب أحدا.
وهي استعارة فيها تلميح بقوله تعالى في المغتاب: (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا).
والغوافل: جمع غافلة، وهي العفيفة الغافلة عن الشر.
(4) تحرفت في مطبوعة دمشق إلى " على ".
(5) أخرجه البخاري 7/ 338 في المغازي: باب حديث الافك و 8/ 373، 374، في التفسير، ومسلم (2488) في فضائل الصحابة: باب فضائل حسان بن ثابت.
وكون حسان على ظاهر هذه الرواية هو الذي تولى كبره مشكل، فقد تقدم أنه عبد الله بن أبي ابن أبي سلول، وهو المعتمد، قال الحافظ: وقد وقع في رواية أبي حذيفة، عن سفيان الثوري عند أبي نعيم في " المستخرج ": وهو ممن تولى كبره، فهذه الرواية أخف إشكالا.
[*] *********
ـ[محمد أبو عمر]ــــــــ[21 - 01 - 10, 12:35 ص]ـ
سير أعلام النبلاء - (2/ 162)
ابن إسحاق: حدثني محمد بن إبراهيم التيمي، قال: كان صفوان بن المعطل قد كثر عليه حسان في شأن عائشة، وقال يعرض به: أمسى الجلابيب قد عزوا وقد كثروا وابن الفريعة أمسى بيضة البلد (1) فاعترضه صفوان ليلة وهو آت من عند أخواله بني ساعدة، فضربه بالسيف على رأسه، فاستعدوا (2) عليه ثابت بن قيس، فجمع يديه إلى عنقه بحبل، وقاده إلى دار بني حارثة.
فلقيه ابن رواحة، فقال: ماهذا؟ فقال: ما أعجبك إنه عدا على حسان بالسيف، فوالله ما أراه إلا قد قتله.
فقال: هل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما صنعت به؟ فقال: لا.
فقال: والله لقد اجترأت، خل سبيله، فسنغدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قنعلمه أمره، فخلى سبيله، فلما أصبحوا، غدوا على النبي صلى الله عليه وسلم، فذكروا له ذلك.
فقال: أين ابن المعطل؟ فقام إليه، فقال: ها أناذا يا رسول الله.
فقال: ما دعاك إلى ما صنعت؟ قال: آذاني يا رسول الله، وكثر علي، ولم يرض حتى عرض بي في الهجاء، فاحتملني الغضب، وها أناذا، فما كان علي من حق، فخذني به.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ادعوا لي حسان بن ثابت " فأتي به.
فقال: " يا
__________
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/218)
= تنبيه: وقع في الاصل خطأ في الآية، فقد جاء فيه " أليم " بدل " عظيم " وأبقاه الاستاذ الابياري كما هو ولم يصلحه مع أنه خرج الآية.
(1) أراد بالجلابيب: سفل الناس، وابن الفريعة: كنية حسان، والفريعة أمه، وبيضة البلد: يضرب مثلا في العزة أو الذلة، والثاني هو المراد هنا.
قال الازهري في التهذيب 2/ 85: ومعنى قول حسان: إن سفلة الناس عزوا بعد ذلتهم، وكثروا بعد قلتهم.
وابن الفريعة الذي كان ذا ثروة وثراء، فقد أخر عن كريم شرفه وسؤدده، واستبد بالامر دونه، فهو بمنزلة بيضة البلد التي تبيضها النعامة، ثم تتركها بالفلاة فلا تحضنها،
فتبقى تريكة بالفلاة.
(2) أي: استنصروه واستعانوا به، من العدوى: وهي النصرة والمعونة وفي الاصل: فتعدوا.
[*] ************
سير أعلام النبلاء - (2/ 163)
حسان.
أتشوهت (1) على قومي أن هداهم الله للاسلام - يقول: تنفست عليهم - يا حسان، أحسن فيما أصابك ".
قال: هي لك يا رسول الله.
فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم سيرين القبطية.
فولدت له عبدالرحمن، وأعطاه أرضا كانت لابي طلحة، تصدق بها أبو طلحة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن إسحاق ; وقال حسان في عائشة: رأيتك - وليغفر لك الله - حرة * من المحصنات غير ذات غوائل حصان رزان ما تزن بريبة * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل وإن الذي قد قيل ليس بلائق * بك ال دهر بل قيل امرئ متماحل (2) فإن كنت أهجوكم كما بلغوكم * فلا رفعت سوطي إلي أناملي وكيف وودي ما حييت ونصرتي * لآل رسول الله زين المحافل وإن لهم عزا يرى الناس دونه * قصارا وطال العز كل التطاول عقيلة حي من لؤي بن غالب * كرام المساعي مجدهم غير زائل مهذبة قد طيب الله خيمها * وطهرها من كل سوء وباطل (3) ابن أبي أويس: حدثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله، أرأيت لو أنك
__________
(1) أي: أتنكرت وتقيحت لهم؟ وجعل صلى الله عليه وسلم الانصار قومه لنصرتهم إياه.
وقد تحرفت في المطوبع إلى: " أتشوفت ".
(2) لائق: لازق، وفي الديوان والسيرة: بلائط، وهو اللازق أيضا.
والمتماحل: المتماكر، ورواية الشطر الثاني في السيرة:
ولكنه قول امرئ بي ما حل.
والماحل: الماكر.
(3) الخيم: الطبع، وانظر الخبر بطوله مع الشعر في سيرة ابن هشام 2/ 304، 306.
[*] ****************
سير أعلام النبلاء - (2/ 164)
نزلت واديا فيه شجرة قد أكل منها، ووجدت شجرة لم يؤكل منها، فأيهما كنت ترتع بعيرك؟ قال: " الشجرة التي لم يؤكل منها " قالت: فأنا هي.
تعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا غيرها (1).
سفيان بن عيينة: عن أبي سعد، عن عبدالرحمن بن الاسود، عن أبيه، قال: قالت عائشة رضي الله عنها: ما تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتاه جبريل بصورتي، وقال: هذه زوجتك.
فتزوجني، وإني لجارية علي حوف.
ولما تزوجني، وقع علي الحياء وإني لصغيرة (2).
تفرد به أبو سعد، وهو سعيد بن المرزبان البقال، لين الحديث.
والحوف: شئ يشد في وسط الصبي ن سيور.
يحيى بن يمان، عن الثوري، عن إسماعيل بن أمية، عن عبد الله بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال، وأعرس بي في شوال.
فأي نسائه كان أحظى عنده مني (3).
وكانت العرب تستحب لنسائها أن يدخلن على أزواجهن في شوال.
__________
(1) أخرجه البخاري 9/ 104 في النكاح: باب نكاح الابكار، واسم أخي إسماعيل: عبد الحميد.
(2) هو في " المستدرك " 4/ 9، وصححه، ووافقه الذهبي هناك، أما هنا، فقد ضعفه بأبي سعد البقال، وهو الحق، فقد قال الفلاس: ضعيف الحديث متروك، وقال أبو زرعة: لين الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: لا يحتج بحديثه، وقال النسائي:
ضعيف، وقال مرة: ليس بثقة ولا يكتب حديثه، وقال الحافظ في " التقريب ": ضعيف مدلس: (3) يحيى بن يمان صدوق يخطى كثيرا، لكنه متابع، فقد أخرجه مسلم (1423) في النكاح: باب استحباب التزوج والتزويج في شوال واستحباب الدخول فيه، والدارمي 2/ 145 في النكاح: باب بناء الرجل بأهله في شوال، وأحمد في " المسند " 6/ 54، 206، وابن سعد 8/ 59، وابن ماجة (1990) في النكاح: باب متى يستحب البناء بالنساء، والنسائي 6/ 70 في النكاح باب: التزويج في شوال، من طرق عن سفيان به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/219)
وفيه عندهم: وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساءها في شوال.
[*] ************
سير أعلام النبلاء - (2/ 165)
وقالت عائشة: ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة من كثرة ماكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها (1).
قلت: وهذا من أعجب شئ (2) أن تغار رضي الله عنها من امرأة عجوز توفيت قبل تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة بمديدة، ثم يحميها الله من الغيره من عدة نسوة يشاكنها في النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا من الطاف الله بها وبالنبي صلى الله عليه وسلم، لئلا يتكدر عيشهما.
ولعله إنما خفف أمر الغيرة عليها حب النبي صلى الله عليه وسلم لها وميله إليها.
فرضي الله عنها وأرضاها.
معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: دخلت امرأة سوداء على النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليها.
قالت: فقلت: يا رسول الله، أقبلت على هذه السوداء هذا الاقبال! فقال: " إنها كانت تدخل على خديجة، وإن حسن العهد من الايمان " (3).
__________
(1) أخرجه البخاري 7/ 102 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وفضلها، ومسلم (2435) في فضائل الصحابة، باب فضائل خديجة، والترمذي (3875).
(2) علق الشوكاني رحمه الله على هذا الموطن فقال: سبب الغيره ما كانت تسمعه من ثناء رسول الله صلى الله عليه وسلم على خديجة، وتفخيمه لنشأنها كما سبق في ترجمتها رضي الله عنها، فلا عجب إذن.
(3) رجاله ثقات وهو في المصنف.
وأخرجه أيضا بنحوه الحاكم في " المستدرك " 1/ 15، 16 من طريق صالح بن رستم، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندي، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أنت؟ قالت: أنا جثامة المزنية، فقال: بل أنت حسانة المزنية كيف أنتم كيف حالكم؟ كيف كنتم بعدنا؟ قالت: بخير، بأبي أنت وأم ي يا رسول الله، فلما خرجت، قلت: يا رسول الله تقبل على هذه العجوز هذا الاقبال؟ قال: إنها كانت تأتينا زمن خديجة، وإن حسن العهد من الايمان.
وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، مع أن صالح بن رستم لم يخرج له البخاري إلا تعليقا، وقد ارتضى المصنف في الميزان مقالة الامام أحمد فيه: صالح الحديث، فمثله يكون حديثه؟؟ وانظر " فتح الباري " 10/ 365.
[*] *************
سير أعلام النبلاء - (2/ 166)
أخبرنا أبو الفداء إسماعيل بن عبدالرحمن المعدل (1): أخبرنا الامام أبو محمد عبد الله بن أحمد المقدسي سنة ست عشرة وست مئة، أخبرنا هبة الله ابن الحسن الدقاق، أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن علي بن زكري (2)، حدثنا علي (3) بن محمد المعدل، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز (4): حطنا سعدان (5) بن نصر: حدثنا محمد بن عبد الله الانصاري، عن ابن عون: حدثنا القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: من زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه، فقد أعظم الفرية على الله تعالى، ولكنه رأى جبريل مرتين في صورته، وخلقه سادا ما بين الافق (6).
__________
(1) تحرفت في المطبوع إلى " المعول ".
(2) تحرف في مطبوعة دمشق ودار المعارف إلى " زكريا ".
(3) تحرف في المطبوع إلى " إسماعيل ".
(4) تحرف في مطبوعة دمشق إلى " الرازي ".
(5) تحرف في مطبوعة دمشق إلى " معدان ".
(6) وأخرجه أحمد 6/ 241 من طريق ابن أبي عدي، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن مسروق قال: كنت عند عائشة، قال: قلت: أليس الله يقول: * (ولقد رآه بالافق المبين) * * (ولقد رآه نزلة أخرى) * قالت: أنا أول هذه الامة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما: فقال: إنما ذاك جبريل لم يره في صورته التي خلق عليها إلا مرتين، رآه منهبطا من السماء إلى الارض، سادا عظم خلقه ما بين السماء والارض، وأخرجه مسلم (177) في الايمان، باب معنى قوله عزوجل * (ولقد رآه نزلة أخرى) * من طريق الشعبي به، وأخرجه البخاري 8/ 466، 469 من طريق الشعبي، عن مسروق قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: " يا أمتاه، هل رأى محمد ربه؟ فقالت: لقد قف شعري (أي: قام من الفزع) مما قلت أين أنت من ثلاث؟ من حدثكهن فقد كذب، ثم قرأت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/220)
* (لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير) * * (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب) * ومن حدثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب، ثم قرأت: * (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا) * ومن حدثك أنه كتم فقد كذب، ثم قرأت: * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) * الآية.
ولكن رأى جبريل عليه السلام في صورته مرتين.
وأخرجه الترمذي (3278) في التفسير، من طريق سفيان، عن مجالد، عن الشعبي.
[*] 8***************
سير أعلام النبلاء - (2/ 167)
هذا حديث صحيح الاسناد.
ولم يأتنا نص جلي بأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الله تعالى بعينيه (1).
وهذه المسألة مما يسع المرء المسلم في دينه السكوت عنها، فأما رؤية المنام، فجاءت من وجوه متعددة مستفيضة، وأما رؤية الله عيانا في الآخرة، فأمر متيقن تواترت به النصوص.
جمع أحاديثها الدارقطني والبيهقي وغيرهما.
أبو الحسن المدائني، عن يزيد بن عياض، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: دخل عيينة بن حصن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده عائشة، وذلك
قبل أن يضرب الحجاب، فقال: من هذه الحميراء يا رسول الله؟ قال: " هذه عائشة بنت أبي بكر " قال: أفلا أنزل لك عن أجمل النساء؟ قال: " لا ".
فلما خرج، قالت عائشة: من هذا يا رسول الله؟ قال: " هذا الاحمق المطاع في قومه ".
هذا حديث مرسل، ويزيد متروك (2)، وما أسلم عيينة إلا بعد نزول الحجاب.
وقد قيل: إن كل حديث فيه: يا حميراء، لم يصح (3).
وأوهى ذلك
__________
(1) انظر تفصيل المسألة في زاد المعاد 3/ 36، 37 طبع مؤسسة الرسالة بتحقيقنا، و " فتح الباري " 8/ 466، 469.
(2) قال المؤلف في ميزانه: قال البخاري وغيره: منكر الحديث، وقال يحيى: ليس بثقة، وقال علي بن المديني، ضعيف، ورماه مالك بالكذب، وقال النسائي وغيره: متروك، وقال الدارقطني: ضعيف.
(3) في هذه الكلية نظر، فقد أخرج النسائي في " عشرة النساء " ورقة 75/ 1 من حديث يونس ابن عبدالاعلى، حدثنا ابن وهب، أخبرني بكر بن مضر، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: دخل الحبشة المسجد يلعبون، قال لي: يا حميراء، أتحبين أن تنظري إليهم؟ فقلت: نعم، فقام بالباب، وجئته، فوضعت ذقني على عاتقه، فأسندت وجهي إى خده، قالت: ومن قولهم يومئذ: أبا القاسم طيبا، فقال رسول = [*]
*****************
سير أعلام النبلاء - (2/ 168)
تشميس الماء، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لها: " لا تفعلي يا حميراء فإنه يورث البرص " (1).
فإنه خبر موضوع.
والحمراء، في خطاب أهل الحجاز: هي البيضاء بشقرة، وهذا نادر فيهم، ومنه في الحديث: " رجل أحمر كأنه من الموالي " (2) يريد القائل أنه في لون الموالي الذين سبوا من نصارى الشام
والروم والعجم.
ثم إن العرب إذا قالت: فلان أبيض، فإنهم يريدون الحنطي اللون بحلية سوداء، فإن كان في لون أهل الهند، قالوا: أسمر وآدم، وإن كان في سواد التكرور، قالوا: أسود، وكذا كل من غلب عليه السواد.
قالوا: أسود، أو شديد الادمة.
ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " بعثت إلى الاحمر والاسود " (3).
فمعنى ذلك: أن بني آدم لا ينفكون عن أحد الامرين.
وكل
__________
= الله صلى الله عليه وسلم: حسبك، قلت: يا رسول الله لا تعجل، فقام لي ثم قال: حسبك فقلت: لا تعجل يا رسول الله، قالت: وما بي حب النظر إليهم، ولكني أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه، قال الحافظ في " الفتح " 2/ 355: إسناده صحيح، ولم أر في حديث صحيح ذكر الحميراء إلا في هذا، وقال الزركشي في المعتبر 19/ 2، و 20/ 1: وذكر لي شيخنا ابن كثير، عن شيخه أبي الحجاج المزي أنه كان يقول: كل حديث فيه ذكر الحميراء باطل إلا حديثا في الصوم في سنن النسائي.
قلت: وحديث آخر في النسائي ... دخل الحبشة المسجد ... وذكر الحديث السابق.
(1) أخرجه الدارقطني ص (14) والبيهقي 1/ 6 من طريق خالد بن إسماعيل المخزومي، عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة قالت: أسخنت ماء لرسول الله في الشمس ليغتسل به.
فقال لي: " يا حميراء لا تفعلي فإنه يورث البرص " قال الدارقطني: خالد بن إسماعيل متروك، وقال ابن عدي: يضع الحديث على ثقات المسلمين، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/221)
(2) قطعة من حديث مطول أخرجه البخاري 11/ 463 في الايمان: باب ندب من حلف يمينا فرأى غيرها خيرا منها، فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه، من حديث أيوب، عن أبي قلابة، والقاسم التميمي، عن زهدم، عن أبي موسى الاشعري.
(3) قطعة من حديث أخرجه مسلم في " صحيحه " رقم (521) في أول المساجد من حديث جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي، كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى كل أحمر وأسود، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الارض طيبة = [*]
********************
سير أعلام النبلاء - (2/ 169)
لون بهذا الاعتبار يدور بين السواد والبياض، الذي هو الحمرة.
أحمد في " مسنده " (1): حدثنا عباد بن عباد، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لها: " إني أعرف غضبك إذا غضبت ورضاك إذا رضيت " قالت: " وكيف تعرف؟ قال: " إذا غضبت قلت: يا محمد.
وإذا رضيت قلت: يا رسول الله ".
هذا حديث غريب، والمحفوظ ما أخرجا في " الصحيحين " لابي أسامة، عن هشام بلفظ: " إني لاعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى " قالت: وكيف يا رسول الله؟ قال: " إذا كنت عني راضية، قلت: لا ورب محمد.
وإذا كنت علي غضبى، قلت: لا ورب إبراهيم " قلت: أجل والله، ما أهجر إلا اسمك (2).
تابعه علي بن مسهر.
وأخرج النسائي حديث علي (3).
هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أنها استعارت قلادة في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانسلت منها.
وكان ذلك المكان يقال له: الصلصل.
فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
فطلبوها حتى وجدوها.
وحضرت الصلاة، ولم
__________
= طهورة ومسجدا، فأيما رجل أدركته الصلاة، صلى حيث كان، ونصرت بالرعب بين يدي مسيرة شهر، وأعطيت الشفاعة " وفي الباب عن ابن عباس عند أحمد 1/ 250، 301، وعن أبي موسى الاشعري عنده أيضا 4/ 416، وعن أبي ذر عند الدارمي 2/ 224 وأحمد 5/ 145، 148، 162.
(1) 6/ 30، وعباد بن عباد هو ابن حبيب بن المهلب الازدي العتكي، قال الحافظ في التقريب: ثقة ربما وهم، أخرج حديثه الجماعة ; وباقي رجاله ثقات.
(2) أخرجه البخاري 9/ 285 في النكاح: باب غيرة النساء ووجدهن.
ومسلم (2439) في فضائل الصحابة، باب فضل عائشة.
(3) أي: أن النسائي أخرج حديث علي بن مسهر المتقدم، وقد التبس على الاستاذ الافغاني المعنى فغير لفظة " حديث " إلى " حديثا " ثم وصله بما بعده، فقال: وأخرج النسائي حديثا على هشام بن عروة عن أبيه .. [*] ************
سير أعلام النبلاء - (2/ 170)
يكن معهم ماء، فصلوا بغير وضوء.
فأنزل الله آية التيمم.
فقال لها أسيد ابن الحضير: جزاك الله خيرا، فوالله ما نزل بك أمر قط تكرهينه إلا جعل الله لك فيه خيرا.
رواه ابن نمير، وعلي بن مسهر عنه (1).
مالك، عن عبدالرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش، انقطع عقدي، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه، وأقام الناس معه وليسوا على ماء.
فأتى الناس أبا بكر رضي الله عنه.
فقالوا: ما ترى ما صنعت عائشة، أقامت برسول الله وبالناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء! قالت: فعاتبني أبو بكر، فقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعن بيده في خاصرتي، فلا يمنعني من التحرك إلا مكان النبي صلى الله عليه وسلم على فخذي.
فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح على غير ماء.
فأنزل الله آية التيمم، فتيمموا.
فقال أسيد بن حضير وهو أحد النقباء: ما هذا بأول بركتكم يا آل أبي بكر! قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه، فوجدنا العقد تحته.
متفق عليه (2).
__________
(1) رواية ابن نمير أخرجها البخاري 1/ 373 في الطهارة: باب إذا يجد ماء ولا ترابا، وأحمد 6/ 57، والطبري (9640)، ورواية علي بن مسهر نسبها الحافظ في " الفتح " إلى جعفر الفريابي في كتاب الطهارة له، وأخرجها ابن عبد البر من طريقه.
وأخرجه البخاري أيضا 9/ 196 في النكاح: باب استعارة الثياب للعروس وغيرها، ومسلم (367) (108) وابن ماجه (568) والبيهقي 1 /
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/222)
214 من طريق أبي أسامة عن هشام، و 10/ 278 في اللباس: باب استعارة القلائد، وأبو داود (317) من طريق عبدة عن هشام، وأخرجه الحميدي في مسنده (165) من طريق سفيان الثوري عن هشام والصلصل: قال البكري: هو جبل عند ذي الحليفة.
(2) هو في " الموطأ " 1/ 74 بشرح السيوطي، وأخرجه البخاري 1/ 365 في التيمم و 8/ 205 في التفسير، و 7/ 26 في فضائل الصحابة و 9/ 300 في النكاح، و 12/ 154 في الحدود، ومسلم (367) في الحيض: باب التيمم.
ولفظ " متفق عليه " سقط من مطبوعة دمشق.
[*] **************
سير أعلام النبلاء - (2/ 171)
وفي " مسند أحمد " من طريق محمد بن إسحاق: حدثنا يحيى بن عباد ابن (1) عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة، قالت: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بتربان بلد بينه وبين المدينة بريد وأميال، وهو بلد لاماء به وذلك من السحر، انسلت قلادة من عنقي، فوقعت، فحبس علي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا لتماسها حتى طلع الفجر، وليس مع القوم ماء.
فلقيت من أبي ما الله به عليم من التعنيف والتأفيف.
وقال: في كل سفر للمسلمين منك عنا وبلاء.
فأنزل الله الرخصة في التيمم، فتيمم القوم، وصلوا.
قالت: يقول أبي حين جاء من الله من الرخصة للمسلمين: والله ما علمت يا بنية إنك لمباركة! ماذا جعل الله للمسلمين في حبسك إياهم من البركة واليسر (2).
أبو نعيم: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن العيزار (3) بن حريث، عن النعمان بن بشير، قال: استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا عائشة ترفع صوتها عليه، فقال: يا بنت فلانة، ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم! فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها.
ثم خرج أبو بكر، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يترضاها، وقال: " ألم تريني حلت بين الرجل وبينك ".
ثم استأذن أبو بكر مرة
أخرى، فسمع تضاحكهما، فقال: أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما.
أخرجه أبو داود (4) والنسائي من طريق حجاج بن محمد، عن يونس
__________
(1) سقط من المطبوع " عباد بن ".
(2) هو في " المسند " 6/ 272، وإسناده قوي.
فقد صرح ابن إسحاق بالتحديث.
(3) تحرف في المواطن الاربعة في مطبوعة دمشق إلى العرار.
(4) رقم (4999) في الادب: باب ما جاء في المزاح، وإسناده قوي.
[*] 8**************
سير أعلام النبلاء - (2/ 172)
نحوه.
لكنه قال: عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن العيزار، عن النعمان.
ورواه عمرو العنقزي (1) عن يونس، عن أبيه، فأسقط العيزار.
وروى نحوه أحمد في " مسنده " (2) عن وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، عن النعمان.
موسى بن علي بن رباح، سمعت أبي يقول: أخبرني أبو قيس مولى عمرو، قال: بعثني عبد الله بن عمرو إلى أم سلمة: سلها أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم؟ فإن قالت: [لا].
فقل: إن عائشة تخبر الناس أنه كان يقبل وهو صائم.
فقالت: لعله أنه لم يكن يتمالك عنها حبا، أما إياي، فلا (3).
أحمد في " مسنده ": حدثنا عثمان بن عمر: حدثنا يونس الايلي: حدثنا أبو شداد، عن مجاهد، عن أسماء بنت عميس، قالت: كنت صاحبة عائشة التي هيأتها وأدخلتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعي نسوة، فما وجدنا عنده قرى إلا قدحا من لبن.
فشرب منه، ثم ناوله عائشة.
فاستحيت الجارية،
فقلنا: لا تردي يد رسول الله، خذي منه.
فأخذت منه على حياء، فشربت.
ثم قال: " ناولي صواحبك ".
فقلنا: لا نشتهيه.
فقال: لا تجمعن جوعا وكذبا " فقلت: يا رسول الله، إن قالت إحدانا لشئ تشتهيه:
__________
(1) بفتح العين والقاف ; بينهما نون ساكنة وبالزاي، وهو عمرو بن محمد العنقزي الكوفي ثقة من التاسعة، وقد تحرف في مطبوعة دمشق ومطبوعة دار المعارف إلى " العبقي ".
(2) 4/ 271، 272، وإسناده صحيح.
(3) أخرجه أحمد 6/ 296 و 317، وسنده جيد.
[*] *************
سير أعلام النبلاء - (2/ 173)
لا تشتهيه (1) أيعد ذلك كذبا؟ قال: " إن الكذب يكتب، حتى تكتب الكذيبة كذيبة " (2).
هذا حديث منكر لا نعرفه إلا من طريق أبي شداد، وليس بالمشهور.
قد روى عنه ابن جريج أيضا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/223)
ثم هو خطأ، فإن أسماء، كانت وقت عرس عائشة بالحبشة مع جعفر بن أبي طالب، ولا نعلم لمجاهد سماعا عن أسماء، أو لعلها أسماء بنت يزيد، فإنها روت عجز هذا الحديث (3).
زكريا بن أبي زائدة، عن خالد بن سلمة، عن البهي، عن عروة، قال: قالت عائشة: ما علمت حتى دخلت علي زينب بغير إذن وهي غضبى، ثم قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أحسبك إذا قلبت لك بنية أبي بكر ذريعتيها (4)؟ ثم أقبلت علي، فأعرضت عنها.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " دونك
__________
(1) في المطبوع من " المسند ": لا أشتهيه.
(2) " المسند " 6/ 438.
(3) انظر " المسند " 6/ 452 و 453، وابن ماجه (3298) وفيه شهر بن حوشب، وقد رواه أحمد أيضا 6/ 458 مطولا من طريق أبي اليمان، أخبرنا شعيب، حدثني عبد الله بن أبي حسين،
حدثني شهر بن حوشب أن أسماء بنت يزيد بن السكن إحدى نساء بني عبد الاشهل دخل عليها يوما، فقربت إليه طعاما، فقال: لا أشتهيه، فقالت: إني قينت عائشة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جئته، فدعوته لجلوتها، فجاء فجلس إلى جنبها، فأتي بعس لبن، فشرب، ثم ناولها النبي صلى الله عليه وسلم، فخفضت رأسها، واستحيت، قالت أسماء: فانتهرتها، وقلت لها: خذي من يد النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: فأخذت، فشربت شيئا، ثم قال لها النبي صلى الله عليه وسلم أعطي تربك، قالت أسماء: فقلت: يا رسول الله، بل خذه، فاشرب منه، ثم ناولنيه من يدك، فأخذ، فشرب منه، ثم ناولنيه، قالت: فجلست، ثم وضعته على ركبتي، ثم طفقت أديره، وأتبعه بشفتي لاصيب منه مشرب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال لنسوة عندي: ناوليهن، فقلن: لا نشتهيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " لا تجمعن جوعا وكذبا ".
(4) قال ابن الاثير: الذريعة تصغير الذراع ولحوق الهاء فيها لكونها مؤنثة، ثم ثنتها مصغرة، وأرادت به ساعديها.
[*] ******************
سير أعلام النبلاء - (2/ 174)
فانتصري " فاقبلت عليها حتى رأيت (1) قد يبس ريقها في فمها، فما ترد علي شيئا.
فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتهلل وجهه (2).
أحمد بن عبيد (3) الله النرسي: حدثنا يحيى الخواص: حدثنا محاضر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير يومي يطلب مني ضجعا (4).
فدق، فسمعت الدق، ثم خرجت، ففتحت له.
فقال: " ما كنت تسمعين الدق "؟ قلت: بلى، ولكنني أحببت أن يعلم النساء إنك أتيتني في غير يومي (5).
هشام بن (6) عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: سابقني النبي صلى الله عليه وسلم، فسبقته ما شاء، حتى إذا رهقني اللحم، سابقني، فسبقني.
فقال: " يا عائشة هذه بتلك " (7).
__________
(1) في " المسند " رأيتها، وفي ابن ماجة: رأيتها وقد يبس.
(2) رجاله ثقات أخرجه أحمد 6/ 93، وابن ماجة (1981)، وقال البوصيري في " الزوائد " (128): هذا إسناد صحيح على شرط مسلم، رواه النسائي في عشرة النساء، وفي التفسير عن عبدة ابن عبد الله وعن محمد بن عبد الله المخرمي، عن المعلى بن منصور، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، كلاهما عن زكريا بن أبي زائدة به.
(3) تحرف في مطبوعة دمشق إلى " عبد " والنرسي تحرف في مطبوعة دار المعارف إلى " الرسي " و " محاصر " تصحف في مطبوعة دمشق إلى " محاصر " بالصاد المهملة.
(4) تحرفت في مطبوعة دمشق إلى " منجعا " ثم أغرب الاستاذ المحقق في التعليق.
(5) يحيى الخواص لم أقف له على ترجمة، ومحاضر هو ابن المورع، قال أبو حاتم فيه: ليس بالمتين، وقال الامام أحمد: كان مغفلا جدا.
(6) تحرفت في مطبوعة دمشق إلى " عن ".
(7) إسناده صحيح، وهو في " المسند " 6/ 39، و 364، وأخرجه الحميدي في مسنده رقم (261) وأبو داود (2578) في الجهاد: باب في السبق على الرجل.
وابن ماجة (1979).
والنسائي في عشرة النساء 74/ 2، وأخرجه أحمد أيضا 6/ 129، 182، 261 و 280 من طريق آخر عنها.
[*] *************8
سير أعلام النبلاء - (2/ 175)
ورواه أبو إسحاق الفزاري (1)، عن هشام، فقال: عن أبيه، وعن أبي سلمة عنها.
أخرجه هكذا أبو داود (2).
أبو سعد البقال (3): عن عبدالرحمن بن الاسود، عن أبيه: قالت عائشة: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أتاه جبريل بصورتي، وإني لجارية علي حوف.
فلما تزوجني، ألقى الله على حياء وأنا صغيرة.
الحوف: سيور في الوسط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/224)
مسعر، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العظم فأتعرقه، ثم يأخذه، فيديره حتى يضع فاه على موضع فمي.
رواه شعبة والناس عن المقدام، أخرجه مسلم (4).
أخبرنا علي بن محمد، ومحمد بن علي، وعلي بن بقاء (5) وأهله فاطمة الآمدية، وأحمد بن إبراهيم الدباغ، وعبد الدائم الوزان، وعبد الصمد
__________
(1) تحرفت في المطبوع إلى " الفراوي ".
(2) برقم (2578).
(3) هو سعيد بن مرزبان العبسي مولاهم الكوفي الاعور ضعيف، ومع ذلك فقد صححه الحاكم 4/ 9، ووافقه الذهبي.
وأورده الهيثمي في " المجمع " 9/ 227، ونسبه إلى أبي يعلى والطبراني، وقال: وفيه أبو سعد البقال وهو مدلس.
وقد تحرف في مطبوعة دمشق " أبو سعد " إلى " أبي سعيد ".
(4) رقم (300) في الحيض: باب جواز غسل الحائض، وقد تحرفت " الناس " عند الافغاني إلى " إلياس ".
(5) تحرف في مطبوعة دمشق إلى " معا " وانظر ترجمته في " مشيخة الذهبي " 114/ 1.
[*] ***************
سير أعلام النبلاء - (2/ 176)
الزاهد، ومحمد بن هاشم (1) العباسي، ونصر (2) بن أبي الضوء، وزينب بنت سليمان، وعدة، قالوا: أخبرنا الحسين بن المبارك: أخبرنا عبد الاول ابن عيسى: أخبرنا عبدالرحمن بن محمد: أخبرنا عبد الله بن أحمد: أخبرنا محمد بن يوسف: حدثنا محمد بن إسماعيل: حدثنا أبو نعيم: حدثنا عبد الواحد بن أيمن: حدثني ابن أبي مليكة، عن القاسم، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج، أقرع بين نسائه، فطارت القرعة لعائشة
وحفصة، وكان إذا كان بالليل، سار مع عائشة يتحدث.
فقالت حفصة: ألا تركبين الليلة بعيري، وأركب بعيرك تنظرين وأنظر.
فقالت: بلى.
فركبت.
فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى جمل عائشة، وعليه حفصة، فسلم عليها، ثم سار حتى نزلوا، وافتقدته عائشة.
فلما نزلوا، جعلت رجليها بين الاذخر وتقول: يا رب، سلط علي عقربا أو حية تلدغني، [رسولك] ولا أستطيع أن أقول له شيئا.
أخرجه مسلم (3)، عن إسحاق، عن أبي نعيم، فوقع لنا بدلا (4) عاليا.
زياد بن أيوب: حدثنا مصعب بن سلام: حدثنا محمد بن سوقة، عن
__________
(1) تحرف في مطبوعة دمشق إلى " هشام " وقد ترجمه المؤلف في " مشيخته " 158/ 2.
(2) تصحف في مطبوعة دمشق إلى " نضر " وقد ترجمه المؤلف في " مشيخته " 172/ 2 فقال: نصرالله بن أبي الضوء بن أحمد الحاج أبو الفتح الزبداني ثم الصالحي الفامي البستاني، روى عن ابن الزبيدي " الجامع الصحيح " رأيت مولده بخطه في سنة ثماني عشرة وست مئة.
حدث عنه النجم بن الخباز وغيره، ومات في رجب سنة ثلاث وسبع مئة.
(3) برقم (2445) في فضائل الصحابة ; باب فضل عائشة وأخرجه البخاري 9/ 272، 273 في النكاح: باب القرعة بين النساء، من طرى أبي نعيم الفضل بن دكين، عن عبد الواحد بن أيمن، عن ابن أبي مليكة به.
(4) البدل في مصطلح الحديث: هو أن يروي المحدث حديثا موجودا في أحد الكتب بإسناد لنفسه، فيصل في إسناده إلى شيخ شيخ المصنف.
[*] *****************
سير أعلام النبلاء - (2/ 177)
عاصم بن كليب، عن أبيه قال: انتهينا إلى علي رضي الله عنه، فذكر عائشة، فقال: خليلة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا حديث حسن.
ومصعب فصالح لا بأس به.
وهذا يقوله أمير
المؤمنين في حق عائشة مع ما وقع بينهما، فرضي الله عنهما.
ولا ريب أن عائشة ندمت ندامة كلية على مسيرها إلى البصرة وحضورهما يوم الجمل، وما ظنت أن الامر يبلغ ما بلغ.
فعن عمارة بن عمير، عمن سمع عائشة: إذا قرأت: * (وقرن في بيوتكن) * [الاحزاب: 33] بكت حتى تبل خمارها (1).
قال أحمد في " مسنده ": حدثنا يحيى القطان، عن إسماعيل: حدثنا قيس، قال: لما أقبلت عائشة، فلما بلغت مياه بني عامر ليلا.
نبحت الكلاب.
فقالت: أي ماء هذا؟ قالوا: ماء الحواب.
قالت: ما أظنني إلا أنني راجعة.
قال بعض من كان معها: بل تقدمين فيراك المسلمون، فيصلح الله ذات بينهم.
قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم: " كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحواب " (2).
__________
(1) أخرجه ابن سعد 8/ 81 من طريق الواقدي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/225)
(2) إسناده صحيح كما قال المؤلف، وهو في " المسند ": 6/ 52 و 97، وصححه ابن حبان (1831)، والحاكم 3/ 120، ووافقه الذهبي، وأورده الحافظ في " الفتح " 13/ 45 وقال: أخرج هذا أحمد وأبو يعلى والبزاز، وصححه ابن حبان والحاكم وسنده على شرط الصحيح.
وقال الحافظ ابن كثير في " البداية " 6/ 212 بعد أن ذكره من طريق الامام أحمد: وهذا إسناد على شرط الصحيحين ولم يخرجوه.
والحوأب: من مياه العرب على طريق البصرة، قاله أبو الفتح نصر بن عبدالرحمن الاسكندري فيما نقله عنه ياقوت في " معجم البلدان " وقال أبو عبيد البكري في " معجم ما استعجم ": ماء قريب من البصرة على طريق مكة إليها سمي بالحوأب بنت كلب بن وبرة القضاعية.
سير 2/ 12 [*]
********************
سير أعلام النبلاء - (2/ 178)
هذا حديث صحيح الاسناد، ولم يخرجوه.
عن صالح بن كيسان وغيره: أن عائشة جعلت تقول: إن عثمان قتل مظلوما، وأنا أدعوكم إلى الطلب بدمه، وإعادة الامر شورى.
هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه قال للزبير يوم الجمل: هذه عائشة تملك الملك لقرابتها طلحة، فأنت علام تقاتل قريبك عليا! فرجع الزبير، فلقيه ابن جرموز، فقتله.
قلت: قد سقت وقعة الجمل ملخصة في مناقب علي، وإن عليا وقف على خباء عائشة يلومها على مسيرها.
فقالت: يا ابن أبي طالب، ملكت فاسجع (1).
بجهزها إلى المدينة، وأعطاها اثني عشر ألفا.
فرضي الله عنه وعنها.
وفي " صحيح البخاري " من طريق أبي (2) حصين، عن عبد الله بن زياد، عن عمار بن ياسر، سمعه على المنبر يقول: إنها لزوجة نبينا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة (3).
يعني عائشة.
وفي لفظ ثابت: أشهد بالله إنها لزوجته.
شعبة، عن الحكم، عن أبي وائل: سمع عمارا يقول، حين بعثه علي إلى الكوفة ليستنفر الناس: إنا لنعمل إنها لزوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، ولكن الله ابتلاكم بها، لتتبعوه، أو إياها (4).
__________
(1) أي: قدرت فسهل وأحسن العفو، وهو مثل سائر.
(2) تحرف في مطبوعة دمشق إلى " ابن ".
(3) أخرجه البخاري 13/ 47 في الفتن، والترمذي (3889) في المناقب.
(4) أخرجه البخاري 7/ 83 في الفضائل: باب فضل عائشة رضي الله عنها.
[*] *************
سير أعلام النبلاء - (2/ 179)
أبو إسحاق السبيعي، عن عمرو بن غالب: أن رجلا نال من عائشة عند عمار، فقال: اغرب مقبوحا، أتوذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ (1).
صححه الترمذي في بعض النسخ، وفي بعض النسخ: هذا حديث حسن.
وقال الترمذي: حدثنا حميد بن مسعدة (2): حدثنا زياد بن الربيع: حدثنا خالد بن سلمة المخزومي، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديث قط، فسألنا عائشة، إلا وجدنا عندها منه علما (3).
هذا حديث حسن (4) غريب.
عبدالرحمن بن المبارك: حدثنا زياد بن الربيع: حدثنا خالد بن أبي سلمة المخزومي، عن أبي بردة، عن أبيه، قال: ما أشكل علينا .. فذكره.
فأما زياد، فثقة.
وخالد صوابه: ابن سلمة احتج به مسلم.
بشر بن المفضل: حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن ابن أبي مليكة: أن ذكوان: أبا عمرو، حدثه قال: جاء ابن عباس رضي الله عنهما يستأذن على عائشة، وهي في الموت.
قال: فجئت وعند رأسها عبد الله بن
__________
(1) أخرجه الترمذي (3888) في المناقب، وأخرجه ابن سعد في " الطبقات " 8/ 65، والحلية 2/ 44 من طريق أبي إسحاق، عن حميد بن عريب، قال: وقع رجل .. (2) تحرف في مطبوعة دمشق إلى " مسعود ".
(3) أخرجه الترمذي (3883).
(4) في المطبوع من سنن الترمذي، هذا حديث حسن صحيح.
[*] **************
سير أعلام النبلاء - (2/ 180)
أخيها عبدالرحمن، فقلت: هذا ابن عباس يستأذن.
قالت: دعني من ابن عباس، لا حاجة لي به، ولا بتزكيته.
فقال عبد الله: يا أمه، إن ابن عباس من صالحي بنيك، يودعك ويسلم عليك.
قالت: فائذن له إن شئت.
قال: فجاء ابن عباس، فلما قعد، قال: أبشري، فوالله ما بينك وبين أن تفارقي كل نصب، وتلقي محمدا صلى الله عليه وسلم والاحبة، إلا أن تفارق روحك جسدك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/226)
قالت: أيها، يا ابن عباس! قال: كنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني: إليه ولم يكن يحب إلا طيبا، سقطت قلادتك ليلة الابواء، وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلقطها، فأصبح الناس ليس معهم ماء، فأنزل الله * (فتيمموا صعيدا طيبا) * (1) [النساء 42].
فكان ذلك من سببك، وما أنزل الله بهذه الامة من الرخصة.
ثم أنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سماوات، فأصبح ليس مسجد من مساجد يذكر فيها الله إلا براءتك تتلى فيه آناء الليل والنهار.
قالت: دعني عنك يا ابن عباس، فوالله لوددت أني كنت نسيا منسيا (2).
يحيى القطان، عن عمر بن سعيد، عن ابن أبي مليكة: أن ابن عباس استأذن على عائشة، وهي مغلوبة، فقالت: أخشى أن يثني علي.
فقيل: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن وجوه المسلمين.
قالت: ائذنوا له.
فقال: كيف تجدينك؟ فقالت: بخير إن اتقيت.
قال: فأنت بخر إن شاء الله،
__________
(1) في الاصل وطبقات ابن سعد: أن تيمموا، وما أثبتناه من " المسند " و " الحلية ".
(2) إسناده صحيح، وأخرجه أحمد في " المسند " 1/ 276، 349 وابن سعد 8/ 57 وأبو نعيم في " الحلية " 2/ 45، من طرق عن عبد الله بن خثيم عن ابن مليكة، عن ذكوان .. بنحوه.
وصححه الحاكم 4/ 8، 9 ووافقه الذهبي.
[*] *************
سير أعلام النبلاء - (2/ 181)
زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يتزوج بكرا غيرك، ونزل عذرك من السماء.
فلما جاء ابن الزبير، قالت له: جاء ابن عباس، وأثنى علي، ووددت أني كنت نسيا منسيا (1).
وقال القاسم بن محمد: اشتكت عائشة، فجاء ابن عباس، فقال: يا أم المؤمنين، تقدمين على فرط صدق [على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى] أبي بكر رضي الله عنه (2).
أخبرنا أبو محمد عبد الخالق بن علوان: أخبرنا ابن قدامة سنة إحدى عشرة وست مئة: أخبرنا محمد بن البطي: أخبرنا أحمد بن الحسن: أخبرنا أبو القاسم بن بشران: أخبرنا أبو الفضل بن خزيمة: حدثنا محمد بن أبي العوام: حدثنا موسى بن داود: حدثنا أبو مسعود الجرار، عن علي بن الاقمر، قال: كان مسروق إذا حدث عن عائشة، قال: حدثتني الصديقة بنت الصديق، حبيبة حبيب الله، المبرأة من فوق سبع سماوات، فلم أكذبها (3).
الاعمش: عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: قلنا له: هل كانت
__________
(1) أخرجه اببخاري 8/ 371، 372 في تفسير سورة النور، باب (ولولا إذ سمعتموه قلتم .. ).
(2) أخرجه البخاري 7/ 83 في المناقب: باب فضل عائشة.
والفرط: هو المتقدم على القوم في المسير، وفي طلب الماء، فجعل ابن عباس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر متقدمين عليها في المقصد، وأضافهما إلى " صدق " وصفا لهما ومدحا كما قال الله تعالى (قدم صدق).
(3) هو في " الحلية " 2/ 44، وقد ترحف البطي في مطبوعة دمشق إلى " اليقطي " و " الجرار " إلى " الخزاعي " و " الاقمر " إلى " أرقم " وأبو مسعود الجرار اسمه: عبدالاعلى بن
أبي المساور، قال الحافظ في " التقريب ": متروك، وكذبه ابن معين.
[*] **************
سير أعلام النبلاء - (2/ 182)
عائشة تحسن الفرائض؟ قال: والله، لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الاكابر يسألونها عن الفرائض (1).
أبنأنا ابن قدامة، وابن علان، قالا: أخبرنا حنبل: أخبرنا ابن الحصين: أخبرنا ابن المذهب: أخبرنا أحمد بن جعفر: حدثنا عبد الله بن أحمد: حدثني أبي: حدثنا أبو معاوية عبد الله بن معاوية الزبيري، قدم علينا مكة، قال: حدثنا هشام بن عروة، قال: كان عروة يقول لعائشة: يا أمتاه، لا أعجب من فقهك ; أقول: زوجة نبي الله، وابنة أبي بكر.
ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام الناس ; أقول: ابنة أبي بكر، وكان أعلم الناس.
ولكن أعجب من علمك بالطب [كيف هو ومن] أين هو، أو ما هو! قال: فضربت على منكبه، وقالت: أي عرية، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسقم عند آخر عمره أو في آخر عمره وكانت تقدم عليه وفود العرب من كل وجه، فتنعت له الانعات، وكنت أعالجها له، فمن ثم (2).
قرأت عى محمد بن قايماز: أخبركم محمد بن قوام: أخبرنا أبو سعيد الراراني (3): أخبرنا أبو علي الحداد: أخبرنا أبو نعيم: أخبرنا عبد الله بن
__________
(1) أخرجه الدارمي 2/ 342، 343.
وابن سعد في " الطبقات " 8/ 66، والحاكم 4/ 11.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/227)
(2) أخرجه أحمد 6/ 67 وأبو نعيم في " الحلية " 2/ 50، وذكره الهيثمي في " المجمع " 9/ 242، ونسبه للبزار وأحمد، والطبراني في الاوسط والكبير، وقال: وفيه عبد الله بن معاوية الزبيري، قال أبو حاتم: مستقيم الحديث، وفيه ضعف، وبقية رجال أحمد والطبراني في الكبير ثقات.
(3) نسبه إلى راران قرية بإصبهان، وقد تصحف عند الابياري إلى " الرازاني " وعند الافغاني إلى " الداراني " واسمه: خليل بن أبي الرجاء بدر بن ثابت الاصبهاني الصوفي، ولد سنة 500 ه وتوفي سنة 596 ه.
تفرد بعدة أجزاء، مترجم في العبر 4/ 291، 292.
[*] ***************
سير أعلام النبلاء - (2/ 183)
جعفر: أخبرنا أحمد بن الفرات ; أخبرنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: ما رأيت أحدا أعلم بالطب من عائشة رضي الله عنها.
فقلت: يا خالة، ممن تعلمت الطب؟ قالت: كنت أسمع الناس ينعت بعضهم لبعض، فأحفظه.
لبعض، فأحفظه.
سعيد بن سليمان، عن أبي أسامة، عن هشام، عن أبيه، قال: لقد صحبت عائشة، فما رأيت أحدا قط كان أعلم بآية أنزلت، ولا بفريضة، ولا بسنة، ولا بشعر، ولا أروى له، ولا بيوم من أيام العرب، ولا بنسب، ولا بكذا، ولا بكذا، ولا بقضاء، ولا طب، منها.
فقلت لها: يا خالة، الطب، من أين علمته؟ فقالت: كنت أمرض فينعت لي الشئ، ويمرض المريض فينعت له، وأسمع الناس ينعت بعضهم لبعض، فأحفظه (1).
قال عروة: فلقد ذهب عامة علمها، لم أسأل عنه.
إبراهيم بن المنذر الحزامي (2): حدثنا عمر بن عثمان، عن ابن شهاب: حدثنا القاسم بن محمد: أن معاوية دخل على عائشة، فكلمها.
قال: فلما قام معاوية، اتكأ على يد مولاها ذكوان، فقال: والله، ما سمعت قط أبلع من عائشة، ليس رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عمر بن عثمان التيمي، ليس بالثبت.
الزهري من رواية معمر والاوزاعي عنه، وهذا لفظ الاوزاعي عنه
قال: أخبرني عوف بن الطفيل بن الحارث الازدي وهو ابن أخي عائشة
__________
(1) رجاله ثقات، وأخرجه أبو نعيم في " الحلية " 2/ 49 بنحوه من طريق جعفر الفريابي، عن منجاب بن الحارث، عن علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه ... (2) تصحف في مطبوعة دمشق إلى " الحرامي " [*]
***************
سير أعلام النبلاء - (2/ 184)
لامها: أن عائشة بلغها أن عبد الله بن الزبير كان في دار لها باعتها، فتسخط عبد الله بيع تلك الدار، فقال: أما والله لتتهين عائشة عن بيع رباعها، أو لاحجرن عليها.
قالت عائشة: أو قال ذلك؟ قالوا: قد كان ذلك.
قالت: لله علي ألا أكلمه، حتى يفرق بيني وبينه الموت.
فطالت هجرتها إياه، فنقصه (1) الله بذلك في أمره كله.
فاستشفع بكل أحد يرى أنه يثقل عليها، فأبت أن تكلمه.
فلما طال ذلك، كلم المسور بن مخرمة، و عبدالرحمن بن الاسود بن عبد يغوث، أن يشملاه بأرديتهما ثم يستأذنا، فإذا أذنت لهما، قالا: كلنا؟ حتى يدخلاه على عائشة، ففعلا ذلك.
فقالت: نعم كلكم، فليدخل.
ولا تشعر.
فدخل معهما ابن الزبير، فكشف الستر، فاعتنقها، وبكى، وبكت عائشة بكاء كثيرا، وناشدها ابن الزبير الله والرحم، ونشدها مسور و عبدالرحمن بالله والرحم، وذكرا لها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ".
فلما أكثروا عليها، كلمته، بعدما خشي ألا تكلمه.
ثم بعثت إلى اليمن بمال، فابتيع لها أربعون رقبة، فأعتقتها.
قال عوف: ثم سمعتها بعد تذكر نذرها ذلك، فتبكي، حتى تبل
خمارها (2).
__________
(1) غير الاستاذ الافغاني ما في الاصل إلى " فنغصه " وأشار إلى ذلك في الهامش.
(2) وأخرجه أبو نعيم في " الحلية " 2/ 49 بأخصر مما هنا من طريق محمد بن كثير، عن الاوزاعي، عن الزهري، أخبرني عوف بن الحارث بن الطفيل - وهو ابن أخي عائشة لامها - أن عائشة باعت رباعها ... [*]
*************
سير أعلام النبلاء - (2/ 185)
قال ابن المديني: كذا قال.
والصواب عندي: عوف بن الحارث بن الطفيل (1) بن سخبرة.
وكذلك رواه صالح بن كيسان، عن الزهري، وتابعه معمر.
قال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس، وأحسن الناس رأيا في العامة.
وقال الزهري لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء، لكان علم عائشة أفضل (2).
قال حفص بن غياث: حدثنا إسماعيل، عن أبي إسحاق، قال: قال مسروق: لولا بعض الامر، لاقمت المناحة على أم المؤمنين، يعني عائشة (3).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/228)
وعن عبد الله بن عبيد بن عمير، قال: أما إنه لا يحزن عليها إلا من كانت أمه (4).
القاسم بن عبد الواحد بن أيمن: حدثنا عمر بن عبد الله بن عروة، عن جده عروة، عن عائشة، قالت: فخرت بمال أبي في الجاهلية - وكان ألف
__________
(1) وكذلك هو في " التهذيب " والتاريخ الكبير للبخاري 7/ 57، و " الجرح والتعديل " 7/ 14.
(2) ذكره الهيثمي في " المجمع " 9/ 243، ونسبه للطبراني، وقال: رجاله ثقات، وهو في " المستدرك " 4/ 11.
(3) أخرجه ابن سعد 8/ 78 ويريد بقوله: بعض الامر: خروجها إلى حرب الجمل.
(4) أخرجه ابن سعد 8/ 78 من طريق هارون البربري، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، قال: قدم رجل، فسأله أبي: كيف كان وجد الناس على عائشة؟ فقال: كان فيهم وكان.
قال: اما إنه لا يحزن عليها إلا من كانت أمه.
[*] *************
سير أعلام النبلاء - (2/ 186)
ألف أوقية فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا عائشة، كنت لك كأبي زرع لام زرع " (1).
هكذا في هذه الرواية: ألف ألف أوقية.
وإسنادها فيه لين.
وأعتقد لفظة: " ألف " - الواحدة، باطلة - فإنه يكون: أربعين ألف درهم، وفي ذلك مفخر لرجل تاجر، وقد أنفق ماله في ذات الله.
ولما هاجر كان قد بقي معه ستة آلاف درهم، فأخذها صحبته أما ألف الف أوقية، فلا تجتمع إلا (2) لسلطان كبير.
قال الزهري، عن القاسم بن محمد: إن معاوية لما حج، قدم، فدخل على عائشة، فلم يشهد كلامها إلا ذكوان مولى عائشة.
فقالت لمعاوية: أمنت أن أخبأ لك رجلا يقتلك بأخي محمد؟ قال: صدقت - وفي رواية أخرى: قال لها: ما كنت لتفعلي - ثم إنها وعظته، وحضته على الاتباع.
وقال سعيد بن عبد العزيز التنوخي: قضى معاوية عن عائشة ثمانية عشر ألف دينار، هذه رواية منقطعة.
والصحيح رواية عروة بن الزبير: أن معاوية
__________
(1) القاسم بن عبد الواحد: لم يوثقه غير ابن حبان، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه (أي
للمتابعة) قيل له: أيحتج به؟ قال: يحتج بسفيان وشعبة، وقد أورد المؤلف في " ميزانه " هذا الحديث من طريق الطبراني، وعده من مناكير القاسم، وقد نسب الحافظ في " التهذيب " الحديث إلى النسائي في ترجمة القاسم وشيخه عمر بن عبد الله بن عروة ... وأما قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة: " كنت لك كأبي زرع لام زرع " فهو صحيح، أخرجه البخاري 9/ 220، 240 في النكاح: باب حسن المعاشرة مع الاهل، ومسلم (2448) في فضائل الصحابة: باب ذكر حديث أم زرع مطولا، من طريق هشام بن عروة، عن أخيه عبد الله بن عروة، عن عروة بن عائشة ... وفيه بعد أن ذكرت المرأة الحادية عشرة أوصاف زوجها ... قالت عائشة: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " كنت لك كأبي زرع لام زرع " أي في الالفة والوفاء.
(2) لفظة " إلا " سقطت من مطبوعة دمشق.
[*] ***************
سير أعلام النبلاء - (2/ 187)
بعث مرة إلى عائشة بمئة ألف درهم، فوالله ما أمست حتى فرقتها.
فقالت لها مولاتها: لو اشتريت لنا منها بدرهم لحما؟ فقالت: ألا قلت لي (1).
يحيى بن أبي زائدة، عن حجاج، عن عطاء: أن معاوية بعث إلى عائشة بقلادة بمئة ألف، فقسمتها بين أمهات المؤمنين.
الاعمش، عن تميم بن سلمة، عن عروة، عن عائشة: أنها تصدقت بسبعين ألفا ; وإنها لترقع جانب درعها رضي الله عنها.
أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن ابن المنكدر، عن أم ذرة، قالت: بعث ابن الزبير إلى عائشة بمال في غرارتين، يكون مئة ألف، فدعت بطبق، فجعلت تقسم في الناس، فلما أمست، قالت: هاتي يا جارية فطوري.
فقالت أم ذرة: يا أم المؤمنين، أما استطعت أن تشتري لنا لحما بدرهم؟ قالت: لا تعنفيني، لو أذكرتيني لفعلت (2).
مطرف بن طريف، عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد، قال:
فرض عمر لامهات المؤمنين عشرة آلاف، عشرة آلاف، وزاد عائشة ألفين، وقال: إنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم (3).
شعبة: أخبرنا عبدالرحمن بن القاسم، عن أبيه: أن عائشة كانت تصوم الدهر (4).
__________
(1) أخرجه أبو نعيم في " الحلية " 2/ 47، والحاكم في " المستدرك " 4/ 13.
(2) أخرجه ابن سعد 8/ 67، وأبو نعيم في " الحلية " 2/ 47 ورجاله ثقات.
(3) أخرجه ابن سعد 8/ 67، والحاكم في " المستدرك " 4/ 8، وأبو إسحاق: هو السبيعي عمرو ابن عبد الله، وقد تحرف في مطبوعة دمشق إلى " ابن إسحاق ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/229)
(4) أخرجه ابن سعد 8/ 68، ورجاله ثقات وأخرجه أيضا 8/ 75 من طريق قبيصة، عن سفيان، عن عبدالرحمن بن القاسم عن القاسم بلفظ: أن عائشة كانت تسرد الصوم.
يعني أنها كانت تصوم الايام التي لم يرد في حقها النهي عن صومها كالعيدين وأيام التشريق، وأيام الحيض.
[*] ************
سير أعلام النبلاء - (2/ 188)
ابن جريج، عن عطاء، قال: كنت آتي عائشة أنا وعبيد بن عمير، وهي مجاورة في جوف ثبير قبة لها تركية عليها غشاؤها، وقد رأيت عليها، وأنا صبي، درعا معصفرا.
وروى سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو: سمع القاسم يقول: كانت عائشة تلبس الاحمرين: الذهب والمعصفر، وهي محرمة (1).
وقال ابن أبي مليكة: رأيت عليها درعا مضرجا (2).
وقال معلى بن أسد: حدثنا المعلى بن زياد:، قال: حدثتنا بكرة بنت عقبة: أنها خلت على عائشة وهي جالسة في معصفرة، فسألتها عن الحناء.
فقالت: شجرة طيبة، وماء طهور، وسألتها عن الحفاف، فقالت لها: إن كان لك زوج، فاستطعت أن تنزعي مقلتيك، فتصنعينهما أحسن مما هما، فافعلي (3).
__________
(1) إسناده صحيح، وهو في " طبقات ابن سعد " 8/ 70، 71، وقد تحرف فيه " الذهب " إلى المذهب، فيصحح من هنا، وأخرجه ابن سعد أيضا 8/ 70 من طريق القعنبي، عن عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو قال: سألت القاسم بن محمد، قلت: إن ناسا يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الاحمرين المعصفر والذهب، فقال: كذبوا والله لقد رأيت عائشة تلبس المعصفرات، وتلبس خواتم الذهب، وسنده حسن، وعلقه البخاري في صحيحه: 10/ 277.
(2) أخرجه ابن سعد 8/ 70 وإسناده صحيح.
(3) أخرجه ابن سعد 8/ 70، 71 ورجاله ثقات خلا بكرة بنت عقبة فإنها لا تعرف.
وقد تحرف " معلى " عند الافغاني إلى " يعلى " والحفاف: إزالة الشعر من الوجه.
[*] ***************
سير أعلام النبلاء - (2/ 189)
المعليان، ثقتان (1).
وعن معاذة العدوية، قالت: رأيت على عائشة ملحفة صفراء (2).
الواقدي: حدثنا ابن أبي الزناد، عن هشام، عن أبيه، قال: ربما روت عائشة القصيدة ستين بيتا وأكثر (3).
مسعر، عن حماد، عن إبراهيم النخعي، قال: قالت عائشة: يا ليتني كنت ورقة من هذه الشجرة! (4).
ابن علية، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، قال: قالت عائشة: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، وفي يومي وليلتي، وبين سحري ونحري.
ودخل عبدالرحمن بن أبي بكر، ومعه سواك رطب، فنظر إليه، حتى ظننت أنه
يريده، فأخذته، فمضغته ونفضته وطيبته، ثم دفعته إليه، فاستن به كأحسن ما رأيته مستناقط ; ثم ذهب يرفعه إلي، فسقطت يده، فأخذت أدعو له بدعاء كان يدعو به له جبريل، وكان هو يدعو به إذا مرض، فلم يدع به في مرضه ذاك.
فرفع بصره إلى السماء، وقال: " الرفيق الاعلى " وفاضت نفسه.
فالحمد لله الذي جمع بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا (5).
__________
(1) تحرفت اللفظتان في مطبوعة دمشق إلى: " المقلتان العينان " وهو تحريف طريف.
(2) أخرجه ابن سعد 8/ 71.
(3) أخرجه ابن سعد في " الطبقات " 8/ 72، 73.
(4) أخرجه ابن سعد في " الطبقات " 8/ 74، 75.
ورجاله لكن إبراهيم لم يثبت سماعه من عائشة.
(5) أخرجه أحمد 6/ 48، وصححه الحاكم 4/ 7، ووافقه الذهبي، وأخرجه أحمد 6/ 274 بنحوه من طريق ابن إسحاق، حدثني يعقوب بن عتبة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.
والسحر: الرئة، والنحر: أعلى الصدر، واستن: استاك.
[*] **************
سير أعلام النبلاء - (2/ 190)
هذا حديث صحيح.
عمر بن سعيد بن أبى حسين: حدثنا ابن أبي مليكة: حدثني أبو عمرو ذكوان مولى عائشة، قال: قدم درج من العراق، فيه جوهر إلى عمر، فقال لاصحابه: تدرون ما ثمنه؟ قالوا: لا.
ولم يدروا كيف يقسمونه، فقال: أتأذنون أن أرسل به إلى عائشة.
لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها؟ قالوا: نعم.
فبعث به إليها.
فقالت: ماذا فتح على ابن الخطاب بعد رسول الله؟ اللهم، لا تبقني لعطيته لقابل (1).
هذا مرسل.
وأخرج الحاكم في " مستدركه " من طريق يحيى بن سعيد (2) الاموي: حدثنا أبو العنبس (3) سعيد بن كثير، عن أبيه، قال: حدثتنا عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فاطمة.
قالت: فتكلمت أنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/230)
فقال: " أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة " قلت: بلى والله، قال: " فأنت زوجتي في الدنيا والآخرة " (4).
إسماعيل بن أبي خالد: أخبرنا عبدالرحمن بن الضحاك: أن عبد الله ابن صفوان أتى عائشة، فقالت: لي خلال تسع، لم تكن لاحد، إلا ما آتى الله مريم عليها السلام.
والله ما أقول هذا فخرا على صواحباتي.
__________
(1) هو في " المستدرك " 4/ 8، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إذا صح سماع ذكوان أبي عمرو، ولم يخرجاه، وتعقبه المؤلف بقوله: قلت: فيه إرسال.
والدرج بضم فسكون: السفط وعاء الجوهر.
(2) تحرف في مطبوعة دمشق إلى " شعبة ".
(3) تصحف في المطبوع إلى " العبيس ".
(4) أخرجه الحاكم في " المستدرك " 4/ 10 وصححه، ووافقه الذهبي.
[*] ************سير أعلام النبلاء - (2/ 191)
فقال ابن صفوان: وماهن؟ قالت: جاء الملك بصورتي إلى رسول الله، فتزوجني ; وتزوجني بكرا ; وكان يأتيه الوحي، وأنا وهو في لحاف ; وكنت من أحب الناس إليه ; ونزل في آيات، كادت الامة تهلك فيها ; ورأيت جبريل، ولم يره أحد من نسائه غيرى ; وقبض في بيتي، لم يله أحد - غير الملك - إلا أنا.
صححه الحاكم (1).
العوام بن حوشب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: * (إن الذين
يرمون المحصنات) * ... الآية [النور: 23] قال: نزلت في عائشة خاصة (2).
علي بن عاصم - وفيه لين -: حدثنا خالد الحذاء، عن ابن سيرين، عن الاحنف، قال: سمعت خطبة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والخلفاء بعدهم، فما سمعت الكلام من فم مخلوق أفخم ولا أحسن منه من في عائشة (3).
وقال موسى بن طلحة: ما رأيت أحدا أفصح من عائشة (4).
وفي " المستدرك " بإسناد صالح، عن أم سلمة: أنها لما سمعت الصرخة على عائشة، قالت: والله لقد كانت أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أباها (5).
__________
(1) 4/ 10، ووافقه الذهبي.
وانظر ص 147 تعليق رقم (2).
(2) أخرجه الحاكم 4/ 10، 11، وصححه ووافقه الذهبي، وأورده السيوطي في " الدر المنثور " 5/ 35، وزاد نسبته لابن أبي حاتم، وابن مردويه.
(3) أخرجه الحاكم 4/ 11.
(4) أخرجه الحاكم 4/ 11.
(5) أخرجه الحاكم 4/ 13، 14، وصححه على شرط الشيخين، وعلق عليه الذهبي فقال: فيه زمعة بن صالح، وما روى له إلا مسلم مقرونا بآخر معه.
[*] **********8
سير أعلام النبلاء - (2/ 192)
قال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر: حدثني ابن أبي سبرة، عن عثمان بن أبي عتيق، عن أبيه، قال: رأيت ليلة ماتت عائشة حمل معها جريد بالخرق والزيت وأوقد، ورأيت النساء بالبقيع ; كأنه عيد (1).
قال محمد بن عمر: حدثنا ابن جريج، عن نافع، قال: شهدت أبا
هريرة صلى على عائشة بالبقيع، وكان خليفة مروان على المدينة، وقد اعتمر تلك الايام (2).
قال عروة بن الزبير: دفنت عائشة ليلا (3).
قال هاشم بن عروة، وأحمد بن حنبل، وشباب (4)، وغيرهم: توفيت سنة سبع وخمسين.
وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى، والواقدي، وغيرهما: سنة ثمان وخمسين.
قال الواقدي: حدثنا ابن أبي سبرة، عن موسى بن ميسرة (5)، عن سالم سبلان: أنها ماتت في الليلة السابعة عشرة من شهر رمضان بعد الوتر.
فأمرت أن تدفن من ليلتها، فاجتمع الانصار، وحضروا، فلم ير ليلة أكثر
__________
(1) هو في " الطبقات " 8/ 77 والواقدي وشيخه لا يحتج بهما.
(2) طبقات ابن سعد 8/ 77.
(3) طبقات ابن سعد 8/ 77، وقد سقط من مطبوع الافغاني من قوله " بالبقيع " إلى قوله " عائشة ".
(4) هو لقب خليفة بن خياط، وقد قرأ الاستاذ الافغاني الاصل الذي اعتمده " شعاب " وقال: إنه تحريف ظاهر، ثم أثبت مكانه " شهاب " فأخطأ في التصويب.
(5) انحرف في المطبوع إلى " قيسرة ".
[*] ***************
سير أعلام النبلاء - (2/ 193)
ناسا منها.
نزل أهل العوالي، فدفنت بالبقيع (1).
إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، قال: قالت عائشة - وكانت تحدث نفسها أن تدفن في بيتها، فقالت: إني أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا، ادفنوني مع أزواجه.
فدفنت بالبقيع رضي الله عنها (2).
قلت: تعني بالحدث (3): مسيرها يوم الجمل، فإنها ندمت ندامة كلية، وتابت من ذلك: على أنها ما فعلت ذلك إلا متأولة قاصدة للخير، كما اجتهد طلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وجماعة من الكبار، رضي الله عن الجميع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/231)
روى إسماعيل بن علية، عن أبي سفيان بن العلاء المازني، عن ابن أبي عتيق، قال: قالت عائشة: إذا مر ابن عمر، فأرونيه.
فلما مر بها، قيل لها: هذا ابن عمر.
فقالت: يا أبا عبدالرحمن، ما منعك أن تنهاني عن مسيري؟ قال: رأيت رجلا قد غلب عليك - يعني ابن الزبير (4).
وقد قيل: إنها مدفونة بغربي جامع دمشق.
وهذا غلط فاحش، لم تقدم - رضي الله - عنها إلى دمشق أصلا، وإنما هي مدفونة بالبقيع.
ومدة عمرها: ثلاث وستون سنة وأشهر.
ذكر شئ من عالي حديثها: أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق الابرقوهي غير مرة: أخبرنا محمد
__________
(1) طبقات ابن سعد 8/ 76، 77، و " المستدرك " 4/ 6.
(2) طبقات ابن سعد 8/ 74، وصححه الحاكم 4/ 6، ووافقه الذهبي.
(3) تحرفت في المطبوع إلى " الحديث ".
(4) ذكره الزيلعي في " نصب الراية " 4/ 70، ونسبه لابن عبد البر في " الاستيعاب ".
سير 2/ 13 [*]
**************
سير أعلام النبلاء - (2/ 194)
ابن هبة الله بن أبي حامد الدينوري سنة عشرين وست مئة ببغداد: أخبرنا عمي أبو بكر محمد بن أبي حامد: سنة تسع وثلاثين وخمس مئة، أخبرنا عاصم بن الحسن العاصمي: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد: حدثنا الحسين بن
إسماعيل المحاملي: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى: حدثنا ابن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء إلى مكة، دخلها من أعلاها، وخرج من أسفلها.
أخرجه الائمة الستة (1)، سوى ابن ماجه، عن ابن مثنى.
فوافقناهم بعلو، ولله الحمد.
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله (2)، في شعبان سنة اثنتين وتسعين (3) وست مئة: أنبأنا عبد المعز بن محمد الهروي: أخبرنا تميم بن أبي سعد الجرجاني: أخبرنا أبو سعد الكنجروذي: أخبرنا أبو عمرو بن حمدان: أخبرنا أبو يعلى الموصلي: حدثنا محمد بن بكار: حدثنا أبو معشر، عن سعيد، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا عائشة، لو شئت، لسارت معي جبال الذهب، جاءني ملك إن حجزته (4) لتساوي الكعبة،
__________
(1) البخاري 3/ 347 في الحج: باب من أين يخرج من مكة، ومسلم (1258) في الحج: باب استحباب دخول مكة من الثنية العليا، والخروج منها من الثنية السفلى، والترمذي (853) في الحج: باب ما جاء في دخول النبي صلى الله عليه وسلم مكة من أعلاها وخروجها من أسفلها، وأبو داود (1869) في الحج: باب دخول مكة.
وهو في " المسند " 6/ 40 من طريق سفيان عن هشام، عن أبيه، عن عائشة .. (2) في مطبوعة دمشق: أخبرنا أبو الفضل، أخبرنا أحمد بن هبة الله وهو خطأ، فأبو الفضل كنية أحمد بن هبة الله فهما واحد لا اثنان.
انظر " المشيخة " ورقة: 11.
(3) تحرف في مطبوعة دمشق إلى سبعين، ولو خطر ببال المحقق أن مولد الذهبي سنة 673 ه لما وقع له هذا التحريف، لانه لا يعقل أن يكون سمع من أبي الفضل وهو ابن سنة.
(4) الحجزة: معقد السراويل، وقيل: حيث يثنى طرف الازار.
[*] **************
سير أعلام النبلاء - (2/ 195)
فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول لك: إن شئت نبيا عبدا، وإن شئت نبيا ملكا؟ فنظرت إلى جبريل، فأشار إلي: أن ضع نفسك.
فقلت: نبيا عبدا ".
فكان صلى الله عليه وسلم بعد ذلك لا يأكل متكئا، يقول: " آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد " (1).
هذا حديث حسن غريب، ولا يمكن أن يقع لنا حديث أم المؤمنين أقرب إسنادا من هذا.
قرأت على ابن عساكر، عن أبي روح: أخبرنا تميم: حدثنا أبو سعد: أخبرنا ابن حمدان: أخبرنا أبو يعلى: حدثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم، عن علي بن هاشم، عن هشام بن عروة، عن بكر بن وائل، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة قط، ولا ضرب خادما له قط، ولا ضرب بيده شيئا، إلا أن يجاهد في سبيل الله.
وما نيل منه شئ فانتقمه من صاحبه، إلا أن تنتهك محارم الله، فينتقم (2).
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف أبي معشر، واسمه نجيح بن عبدالرحمن السندي، وأخرجه ابن سعد في " الطبقات " 1/ 381 من طريق هاشم بن القاسم، عن أبي معشر، عن أبي سعيد المقبري، عن عائشة.
والمؤلف رحمه الله، حسنه بشواهده التي أوردها الهيثمي في " المجمع " 9/ 19، 20 وغيره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/232)
(2) إسناده صحيح، وأخرجه مسلم (2328) في الفضائل: باب مباعدته صلى الله عليه وسلم للآثام ... وأحمد 6/ 32، و 281 من طرق عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة ... وأخرج مالك والبخاري 6/ 419 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم (2327) من طريق الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما، كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك
حرمة الله عزوجل.
[*] ************
سير أعلام النبلاء - (2/ 196)
أخرجه النسائي، عن أحمد بن علي القاضي، عن أبي معمر.
فوقع لنا بدلا عاليا.
يحيى بن سعيد القطان: حدينا أبو يونس، حاتم بن أبي صغيرة (1)، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة رضي الله عنها: أنها قتلت جانا، فأتيت في منامها: والله لقد قتلت مسلما.
قالت: لو كان مسلما لم يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
فقيل: أو كان يدخل عليك إلا وعليك ثيابك.
فأصبحت فزعة، فأمرت باثني عشر ألف درهم، فجعلتها في سبيل الله (2).
عفيف بن سالم، عن عبد الله بن المؤمل، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عائشة بنت طلحة، قالت: كان جان يطلع على عائشة، فحرجت (3) عليه مرة، بعد مرة، بعد مرة.
فأبى إلا أن يظهر، فعدت عليه بحديدة، فقتلته.
فأتيت في منامها، فقيل لها: أقتلت فلانا، وقد شهد بدرا، وكان لا يطلع عليك، لا حاسرا (4) ولا متجردة، إلا أنه كان يسمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأخذها ما تقدم وما تأخر ; فذكرت ذلك لابيها.
فقال: تصدقي باثني عشر ألفا ديته.
__________
(1) في الاصل: حدثنا يونس، عن حاتم بن أبي صغيرة وهو خطأ، فإن أبا يونس كنية حاتم، كما في " التهذيب " وفروعه.
(2) رجاله ثقات.
(3) حرجت بالحاء المهملة، أي: قالت له: أنت في حرج وضيق إن عدت إلينا، فلا تلمني إن
عدت إلى أن أضيق عليك بالتتبع والطرد والقتل.
وقد تصحفت في مطبوعة دمشق إلى " فخرجت " بالحاء المعجمة.
(4) يقال: امرأة حاسر، بغير هاء إذا حسرت عنها ثيابها، وقد أضاف الاستاذان الافغاني والابياري إلى الكلمة تاء التأنيث وهي ليست في الاصل، ولا حاجة إليها.
[*] *************
سير أعلام النبلاء - (2/ 197)
رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن عفيف، وهو ثقة.
وابن المؤمل، فيه ضعف، والاسناد الاول أصح.
وما أعلم أحدا اليوم يقول بوجوب دية في مثل هذا.
قال أبو إسحاق، عن مصعب بن سعد، قال: فرض عمر لامهات المؤمنين عشرة آلاف، وزاد عائشة ألفين، وقال: إنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
عن الشعبي: أن عائشة قالت: رويت للبيد نحوا من ألف بيت، وكان الشعبي يذكرها، فيتعجب من فقهها وعلمها، ثم يقول: ما ظنكم بأدب النبوة.
وعن الشعبي قال: قيل لعائشة: يا أم المؤمنين، هذا القرآن تلقيته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك الحلال والحرام ; وهذا الشعر والنسب والاخبار سمعتها من أبيك وغيره ; فما بال الطب؟ قالت: كانت الوفود تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يزال الرجل يشكو علة، فيسأله عن دوائها.
فيخبره بذلك.
فحفظت ما كان يصفه لهم وفهمته.
هشام بن عروة، عن أبيه: أنها أنشدت بيت لبيد: ذهب الذين يعاش في أكنافهم * وبقيت في خلف كجلد الاجرب (2)
__________
(1) تقدم تخريجه في الصفحة 187 ت (3).
(2) وبعده: يتأكلون مغالة وملاذة * ويعاب قائلهم وإن لم يشغب وهما في ديوانه ص 153 من قصيدة يرثي بها أخاه أربد.
والاكناف: الجوانب والنواحي، والخلف، والخلف: ما جاء من بعد، يقال: هو خلف سوء من أبيه بتسكين اللام، وخلف صدق من أبيه بتحريكها: إذا قام مقامه.
والملاذة مصدر: ملذه ملذا وملاذة، والملوذ: الذي لا يصدق في مودته.
[*]
سير أعلام النبلاء - (2/ 198)
فقالت: رحم الله لبيدا، فكيف لو رأى زماننا هذا! قال عروة: رحم الله أم المؤمنين؟ فكيف لو أدركت زماننا هذا.
قال هشام: رحم الله أبي، فكيف لو رأى زماننا هذا! قال كاتبه: سمعناه مسلسلا بهذا القول بإسناد مقارب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/233)
محمد بن وضاح: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا وكيع، عن عصام بن قدامة، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيتكن صاحبة الجمل الادبب، يقتل حولها قتلى كثير، وتنجو بعد ما كادت ".
قال ابن عبد البر: هذا الحديث من أعلام النبوة، وعصام ثقة (1).
وقال أبو حسان الزيادي، عن أبي عاسم العباداني (2)، عن علي بن زيد، قال: باعت عائشة دارا لها بمئة ألف، ثم قسمت الثمن، فبلغ ذلك ابن الزبير؟ فقال: قسمت مئة ألف! والله لتنتهين عن بيع رباعها، أو لاحجرن عليها.
فقالت: أهو يحجر علي؟ لله علي نذر إن كلمته أبدا.
فضاقت به الدنيا حتى كلمته! فأعتقت مئة رقبة (3).
قلت: كانت أم المؤمنين من أكرم أهل زمانها ; ولها في السخاء
أخبار، وكان ابن الزبير بخلاف ذلك.
__________
(1) وتمام كلامه كما في " الاستيعاب " 13/ 94: وسائر الاسناد أشهر من أن يحتاج لذكره.
وهو حديث صحيح تقدم تخريجه ص 177 ت (3)، ولا يعبأ بقول من طعن فيه، ووهاه، ونفى أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قاله مستندا إلى شبهة واهية لا تثبت على النقد، فقد حكم بصحته غير واحد من جهابذة المحدثين ونقاده، وهم القدوة في هذا الباب، والمعول عليهم فيه.
(2) تحرف في مطبوعة دمشق إلى العبادي.
(3) إسناده ضعيف لضعف أبي عاصم وشيخه.
[*] 88************
سير أعلام النبلاء - (2/ 199)
حماد بن سلمة: حدثنا هشام بن عروة، عن عوف بن الحارث، عن رميثة، عن أم سلمة، قالت: كلمني صواحبي أن أكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس فيهدون له حيث كان ; فإن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة ; وإنا نحب الخير.
فقلت: يا رسول الله، إن صواحبي كلمنني - وذكرت له - فسكت، فلم يراجعني.
فكلمته فيما بعد مرتين أو ثلاثا ; كل ذلك يسكت، ثم قال: لا تؤذيني في عائشة، فإني والله ما نزل الوحي علي، وأنا في ثوب امرأة من نسائي، غير عائشة " قلت: أعوذ بالله، أن أسوءك في عائشة.
أخرجه النسائي (1).
يحيى بن سعيد الاموي: حدثني أبو العنبس سعيد بن كثير، عن أبيه، قال: حدثتنا عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فاطمة.
فتكلمت أنا.
فقال: " أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة "؟ قلت: بلى، والله (2).
وقال الزهري: لو جمع علم الناس كلهم، وأمهات المؤمنين، لكانت عائشة أوسعهم علما (3).
ابن عيينة، عن موسى الجهني، عن أبي بكر بن حفص، عن عائشة: أن أبويها قالا للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا نحب أن تدعو لعائشة ونحن نسمع.
فقال: " اللهم اغفر لعائشة مغفرة واجبة، ظاهرة باطنة " فعجب أبواها لحسن دعائه
__________
(1) ورجاله ثقات خلا رميثة، فإنه لم يوثقها غير ابن حبان.
ومع ذلك فقد صححه الحاكم 4/ 9، 10، ووافقه الذهبي.
(2) سنده قوي، وصححه الحاكم 4/ 10، ووافقه الذهبي.
(3) هو في " المستدرك " 4/ 11.
[*]
**************
سير أعلام النبلاء - (2/ 200)
لها.
فقال: " أتعجبان؟ هذه دعوتي لمن شهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله ".
أخرجه الحاكم (1).
الاعمش، عن أبي وائل، عن مسروق: قالت لي عائشة: رأيتني على تل، وحولي بقر تنحر.
قلت: لئن صدقت رؤياك، لتكونن حولك ملحمة قالت: أعوذ بالله من شرك، بئس ما قلت.
فقلت لها: فلعله إن كان أمر.
قالت: لان أخر من السماء أحب إلي من أن أفعل ذلك.
فلما كان بعد، ذكر عندها: أن عليا رضي الله عنه قتل ذا الثدية.
فقالت لي: إذا أنت قدمت الكوفة، فاكتب لي ناسا ممن شهد ذلك.
فقدمت، فوجدت الناس أشياعا، فكتبت لها من كل شيعة عشرة ; فأتيتها بشهادتهم، فقالت: لعن الله عمرا، فإنه زعم أنه قتله بمصر.
قال الحاكم: هذا على شرط البخاري ومسلم (2).
روى مغيرة بن زياد، عن عطاء، قال: كانت عائشة أفقه الناس وأعلمهم، وأحسن الناس رأيا في العامة.
قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن حصين، عن أبي وائل: حدثني مسروق: حدثتني أم رومان: قالت: بينا أنا قاعدة، ولجت علي امرأة من الانصار، فقالت: فعل الله بفلان وفعل!
__________
(1) 4/ 11، 12، وعلق عليه الذهبي بقوله: منكر على جودة إسناده.
وهذا الحديث قد سقط كله من مطبوعة دمشق.
(2) " المستدرك " 4/ 13، ووافقه الذهبي على تصحيحه.
[*]
سير أعلام النبلاء - (2/ 201)
فقالت أم رومان: وما ذاك؟ قالت: ابني (1) فيمن حدث الحديث.
قالت: وما ذاك؟ قالت: كذا وكذا.
قالت عائشة: سمع رسول الله؟ قالت: نعم.
قالت: وأبو بكر؟ قالت: نعم.
فخرت مغشيا عليها، فما أفاقت إلا وعليها حمى بنافض، فطرحت عليها ثيابها.
فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ما شأن هذه "؟ قلت: يا رسول الله، أخذتها الحمى بنافض (2).
قال: فلعل في حديث تحدث به؟ قلت: نعم.
فقعدت، فقالت: والله، لئن حلفت لا تصدقوني، ولئن قلت لا تعذروني ; مثلي ومثلكم كيعقوب وبنيه: والله المستعان على ما تصفون.
قالت: وانصرف، ولم يقل شيئا.
فأنزل الله عذرها.
قالت: بحمد الله، لا بحمد أحد، ولا بحمدك (3).
صحيح غريب.
__________
(1) تصحف في المطبوع إلى " إنني " أما الاستاذ الافغاني، فالتبس عليه الاصل، فقرأه " إنني " وأثبت بدلا منه " إنه "!!
(2) النافض: حمى الرعدة، يقال: أخذته حمى بنافض، وحمى نافض، وحمى نافض.
(3) هو في " صحيح البخاري " 7/ 337 في المغازي: باب حديث الافك.
وفي سند الحديث إشكال أبداه الخطيب البغدادي، ورده الحافظ في " الفتح " فراجعه.
*
[*]
************
الكتاب: سير أعلام النبلاء
المؤلف: شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)
الناشر: مؤسسة الرسالة بيروت - الطبعة التاسعة 1413 ه - 1993 م
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/234)
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[24 - 01 - 10, 06:58 ص]ـ
بارك الله فيك أخي محمد وجزاك الله خيرا(151/235)
بخصوص ثغر البرلس الإسلامي، لا بد أن تحذر هذا الفخ
ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[18 - 01 - 10, 11:50 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الأخوة في ملقتى أهل الحديث أن تنصحوني، بكيفية التصرف نحو عملية " سرقة علمية بشعة" كنتُ ضحيتها، وذلك أني نشرتُ مقالة منذ عدة أشهر بمجلة الوعي الإسلامي تحت عنوان " " البرلس الإسلامية .. بلد المعارك الكبرى "، وذلك في العدد (525) جمادى الأولى 1430 هـ مايو 2009. علمًا أن البرلس هذه هي بلدي!
وإذا بي منذ أيام أطالعُ " مجلة المجاهد " (العدد 357 محرم 1431 هـ) فأجد المقالة هي هي، كلمة كلمة، جملة جملة، فاصلة فاصلة، ومنسوبة لكاتب يُدعى: " الأستاذ الدكتور ربيع خليفة عبد الصادق - أستاذ ورئيس قسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بالزقازيق". [لا تغتر بالألقاب العلمية بعد اليوم!]
لقد سرقها هذا " الأستاذ الدكتور "، ونسبها لنفسه، وقد اتصلت بإحدى المجلات التي ينشر فيها، فأكدوا لي أن شكواك ليست الشكوى الأولى في هذا الشخص!
والآن أترككم مع الصور، وهي تقارن بين المقالتين، المقالة الأصلية بمجلة الوعي، والمقالة المسروقة بمجلة المجاهد.
أضغط هنا لتحميل المقالة الأصلية ( http://alsahfe.com/up/uploading/_______%20_______%20_____%20_____%20_________%20%2 0_____%20%28%20525%29%20_____%20______%201430%20__ _%20____%202009%20________.jpg)
وهنا المقالة المسروقة ( http://alsahfe.com/up/uploading/___2009__.jpg)
وفي انتظار نصائحكم ..
أخوكم المحب:
محمد مسعد ياقوت
المشرف العام على موقع نبي الرحمة
http://www.nabialrahma.com
جوال 0020104420539
http://yakut.blogspot.com/
ـ[عبد الرحمن العدناني]ــــــــ[18 - 01 - 10, 12:44 م]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
هل استاذ في العقيدة والفلسفة ام في؟؟؟؟
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[18 - 01 - 10, 01:23 م]ـ
أرسل شكواك إلى جامعة الزقازيق
وانشره أيضا في ما تستطيع من الصحف الالكترونية
حتى تفضح هذا السارق
لكن أرى أن يكون ذلك بعد أن تكلمه في هذا الأمر لعله لا يعلم شيئا
ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[18 - 01 - 10, 03:06 م]ـ
أرسل شكواك إلى جامعة الزقازيق
وانشره أيضا في ما تستطيع من الصحف الالكترونية
حتى تفضح هذا السارق
لكن أرى أن يكون ذلك بعد أن تكلمه في هذا الأمر لعله لا يعلم شيئا
الحقيقة أخي لقد أكدت مجلة التبيان أنه درج على ذلك
ـ[محمود المنصور]ــــــــ[18 - 01 - 10, 09:20 م]ـ
مثل اولئك الاشخاص يجب التشهير بهم
ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[18 - 01 - 10, 10:52 م]ـ
مثل اولئك الاشخاص يجب التشهير بهم
صدقت أخي محمود
ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[20 - 01 - 10, 11:13 ص]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
هل استاذ في العقيدة والفلسفة ام في؟؟؟؟
صدقت .........
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[20 - 01 - 10, 03:20 م]ـ
لحقيقة أخي لقد أكدت مجلة التبيان أنه درج على ذلك
إن كان الأمر كذلك، فلماذا تسمح له بالكتابة فى المجلة
ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[20 - 01 - 10, 03:34 م]ـ
إن كان الأمر كذلك، فلماذا تسمح له بالكتابة فى المجلة
لأنه من علماء الجمعية حسب ما أكد لي أحد المحررين
ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[20 - 01 - 10, 03:36 م]ـ
أقصد الجمعية الشرعية
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[20 - 01 - 10, 04:14 م]ـ
وقع مثل ذلك من أستاذ بجامعة أردنية
فأرسل الشاكي شكواه إلى مدير الجامعة مع الوثائق (الأصل والمسروق)
وطلب التحقيق مع السارق وإبلاغه بالنتيجة
وفعلا عوقب السارق بعقوبة بليغة
ـ[العوضي]ــــــــ[21 - 01 - 10, 07:15 ص]ـ
وقع مثل ذلك من أستاذ بجامعة أردنية
فأرسل الشاكي شكواه إلى مدير الجامعة مع الوثائق (الأصل والمسروق)
وطلب التحقيق مع السارق وإبلاغه بالنتيجة
وفعلا عوقب السارق بعقوبة بليغة
ومما يؤكد ذلك هذا الخبر
...
«الاتحادية العُليا» تؤكد أن فصله من جامعة الإمارات يتمتّع بالشرعية والحصانة
إدانة أستاذ جامعي بـ «السرقة العلمية»
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/236)
دانت المحكمة الاتحادية العليا، قبل أيام، عضو هيئة تدريس سابقاً في جامعة الإمارات، تم فصله منها، بسرقة بحث علمي يعود إلى أحد طلابه نشره باسمه، ورفضت دعوى لإعادته إلى الجامعة. ورأت المحكمة أن «قرار مجلس تأديب الجامعة يتمتّع بالشرعية والحصانة ولا يجوز عرضه على القضاء، خصوصاً أنه تحصّن باعتماده من مدير الجامعة وأصبح نهائياً، ولا يجوز الطعن فيه»، وألزمت الأستاذ الجامعي بمصاريف التقاضي وأتعاب المحاماة.
وكان الأستاذ السابق في قسم العلوم السياسية في جامعة الإمارات أُحيل إلى مجلس تأديب، على خلفية تقديم أحد طلابه شكوى إلى رئيس الجامعة، يفيد بأنه أعدّ بحثاً حول المياه قدمه إلى أستاذه كأحد متطلبات التخرج، وقد فوجئ بنشر بحثه في عام 1995 باسم أستاذه بعنوان آخر في إحدى المجلات العلمية التي تصدر في الكويت، إضافة إلى نشره عن طريق لجنة التعريب والتأليف والترجمة التابعة للجامعة التي يدرس فيها، واتهم الطالب أستاذه بسرقة بحثه المشار إليه.
وانتهى مجلس تأديب الجامعة إلى «ثبوت إخلال الأستاذ بواجبات وظيفته وخروجه على القيم والتقاليد الجامعية، وما تفرضه المُثل الجامعية الأصيلة على عضو هيئة التدريس، وذلك بنقله أجزاء عدة كاملة، أو بتعديلات طفيفة أحياناً من بحث علمي أجراه غيره ونسبته إليه، وعلى خلفية ذلك أُنهيت خدمات الأستاذ، وأُيد ذلك بقرار من مدير الجامعة».
وتظلّم عضو هيئة التدريس أمام القضاء ورفع دعوى في عام 2000 يطلب فيها إثبات ملكيته للمصنّف الفكري محور النزاع، وإلزام الطالب بالامتناع عن منازعته في ملكيته لمصنّفه الفكري، مع حفظ حقه في المطالبة بالتعويض على سند أنه نُشر في المجلة العلمية الكويتية المذكورة. كما أقام الطالب من جانبه دعوى مقابلة ضد أستاذه يطلب الحكم بإثبات ملكيته المدنية والفكرية للإنتاج الفكري، وحفظ الحق المدني بالمطالبة بالتعويض عن الأضرار المادية والأدبية التي لحقت به من جرّاء نشر إنتاجه الفكري. وبعد أن استمعت محكمة أول درجة لشهود الطرفين قضت في عام 2001 بإثبات ملكية عضو هيئة التدريس للمصنّف الفكري، ورفضت الدعوى التي رفعها الطالب، وأيدت محكمة الاستئناف هذا الحكم، فطعن عليه الطالب أمام المحكمة الاتحادية العليا التي قضت برئاسة الدكتور عبدالوهاب عبدول، بقبول طعن الطالب وإلغاء حُكم الاستئناف المذكور، ورفضت دعوى عضو هيئة التدريس لعدم الاختصاص، مشيرة إلى أن نص المادة (33) من القانون الاتحادي رقم (4) لسنة 1976 بإنشاء وتنظيم الجامعة ينص على أن «اللائحة التنفيذية للقانون تحدّد القواعد الخاصة بتأديب أعضاء هيئة التدريس وإجراءات التحقيق معهم والجزاءات التأديبية التي يجوز توقيعها عليهم، وسائر الأحكام الخاصة بذلك».
وجاء نص المادة (75) من اللائحة التنفيذية للقانون، والصادر بقرار الرئيس الأعلى للجامعة رقم (160) لسنة 1993 على «أن قرارات مجلس تأديب أعضاء هيئة التدريس بتوقيع العقوبات التأديبية في المادة السابقة، نهائية، ويجوز التظلم منها إلى الرئيس الأعلى للجامعة خلال أسبوعين من تاريخ تبليغ العقوبة إلى عضو هيئة التدريس، وقرارات الرئيس الأعلى للجامعة في التظلمات قطعية ولا يجوز الطعن فيها لدى أية جهة أخرى». ورأت هيئة المحكمة أن القرار الإداري الذي أصدرته الجامعة بإدانة عضو هيئة التدريس وفصله على أثر ذلك يتمتع بالشرعية والحصانة، لأنه «إفصاح الإدارة عن إرادتها المُلزمة بما لها من سلطة بمقتضى القوانين واللوائح، وأن قرار مجلس التأديب رتب حقاً مكتسباً من تاريخ صدوره، ولا يجوز المساس بهذا الحق عن طريق عرضه على القضاء».
جريدة الإمارات الصدارة اليوم
ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[21 - 01 - 10, 12:27 م]ـ
وقع مثل ذلك من أستاذ بجامعة أردنية
فأرسل الشاكي شكواه إلى مدير الجامعة مع الوثائق (الأصل والمسروق)
وطلب التحقيق مع السارق وإبلاغه بالنتيجة
وفعلا عوقب السارق بعقوبة بليغة
شكرا أخي على هذه المعلومة
ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[06 - 02 - 10, 05:52 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[08 - 02 - 10, 09:27 م]ـ
شكر ابا مالك
ـ[د. محمد العطار]ــــــــ[11 - 02 - 10, 10:28 ص]ـ
ولا يجهر بالسوء الا من ظلم
ـ[د. محمد العطار]ــــــــ[11 - 02 - 10, 10:55 ص]ـ
حسب ما اذكر،
يجب على المطبوعات طباعة اعتراضك عليهم في هذا الشان ... والا كان بامكانك محاكمتهم ايضاً ..
من يفيدنا من اهل القانون في هذا الامر؟
ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[14 - 02 - 10, 11:27 م]ـ
ولا يجهر بالسوء الا من ظلم
جزاك الله خيرا ........(151/237)
هشام بن عبد الملك، من يفيدني؟
ـ[أبوبلال المصري]ــــــــ[20 - 01 - 10, 05:48 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أبحث عن بحث مفصل أو كتاب عن سيرة هشام بن عبد الملك رحمه الله و عصره، يحلل و ينقد و يفسر و لا أجده!
أرجو مساعدتي جزاكم الله خيرا.
ـ[محمود المنصور]ــــــــ[20 - 01 - 10, 07:47 م]ـ
أظن كتاب الصلابى عن الدولة الأموية أفرد فصلا عن هشام بن عبد الملك رحمه الله ..
وهذا هو الخليفة الذى وصلت الدولة الإسلامية فى عهده اقصى اتساع لها
ومن المتاخرين السلطان سليمان القانوني كذلك , والله أعلم
ـ[أبوبلال المصري]ــــــــ[24 - 01 - 10, 04:59 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي ..
من يزيدني و له دعوة في جوف الليل؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 01 - 10, 07:18 ص]ـ
كتب د. الصلابي على جمال إسلوبها إلا أن التحقيق فيها قليل
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[28 - 01 - 10, 08:50 ص]ـ
ولا تسلم كذلك من الخطأ والتخليط العقدي!
ـ[عبدالله بورغد]ــــــــ[28 - 01 - 10, 10:45 ص]ـ
انصحك اخي الكريم بتاريخ الخلفاء للسيو طي
كتاب لن تندم على قراءته وكان الشيخ الاديب علي الطنطاوي رحمه الله
يوصي احفاده بهذا الكتاب كتاب مميز في التاريخ الاسلامي
ـ[أبوبلال المصري]ــــــــ[22 - 02 - 10, 02:03 م]ـ
السلام عليكم
راجعت كل ما سبق لكنه يحوي معلومات قليلة جدا عن هشام، أرجوكم هل من بحث يليق بأخر أعظم خلفاء بني أمية في الشرق؟؟
ـ[مكتب زهير الشاويش]ــــــــ[22 - 02 - 10, 02:52 م]ـ
أخي الكريم: من ضمن سلسلة الخلفاء للشيخ الفاضل محمود شاكر هناك جزء خاص عن الخليفة هشام بن عبد الملك.
والكتاب من منشورات المكتب الاسلامي.(151/238)
ندوة المدخل إلى علم التاريخ - المنتدى الإسلامي يدعوكم للمشاركة
ـ[سعداوي أبو بكر]ــــــــ[21 - 01 - 10, 12:37 م]ـ
ينظم المنتدى الإسلامي في الشارقة تحت رعاية صاحب السمو الشيخ سلطان القاسمي ندوة بعنوان المدخل إلى التاريخ في مقر المنتدى الإسلامي
للتفاصيل والتسجيل موقع المنتدى / www.muntada.org.ae
http://www6.0zz0.com/2010/01/21/09/364885075.jpg (http://www.0zz0.com)
ـ[سعداوي أبو بكر]ــــــــ[01 - 02 - 10, 09:39 ص]ـ
رفـ ــــــــــــــع
ـ[سعداوي أبو بكر]ــــــــ[08 - 02 - 10, 09:25 ص]ـ
رفـ ـــــــــــــــــــــع
ـ[سعداوي أبو بكر]ــــــــ[09 - 02 - 10, 06:21 م]ـ
ينظم المنتدى الإسلامي في الشارقة تحت رعاية صاحب السمو الشيخ سلطان القاسمي ندوة بعنوان المدخل إلى التاريخ في مقر المنتدى الإسلامي علماً أن هذه الدورة وجميع دورات المنتدى مجانية، ونقل مباشر أو البث المباشر للدورة ولجميع الدورات على النت على موقع المنتدى
للتفاصيل والتسجيل موقع المنتدى / www.muntada.org.ae
موقعه على: http://www.facebook.com/profile.php?id=100000604165260
وكذلك مجموعة أعضاء المنتدى الإسلامي
http://www.facebook.com/group.php?v=wall&ref=nf&gid=276700098189
http://www6.0zz0.com/2010/02/09/15/185591719.jpg (http://www.0zz0.com)(151/239)
الإسلام فى زنجبار!
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[24 - 01 - 10, 02:20 ص]ـ
لماذا يغمض الإعلام عيونه عنهم ويتجاهل المجتمع الدولي مآسيهم؟!
مسلمو «زنجبار» ينتظرون دعماً عربياً وإسلامياً لتثبيت هوّيتهم!
زنجبار: د. أكرم المشهداني
تقع «زنجبار» في شرق أفريقيا، وتتشكّل من عدد من الجزر في المحيط الهندي قُبالة دولة «تنزانيا»، وتبعد عن السواحل الأفريقية قرابة 35 كيلو متراً، وأكبر جزرها جزيرتا «زنجبار»، و «بيمبا»، أما البقية فهي جزر صغيرة تتوزع حول جزيرة «بيمبا».
وقد واجه العرب المسلمون في «زنجبار» مذابح وتصفيات يندى لها جبين الإنسانية، تجاهلها الإعلام العالمي، كما تغافل عنها الإعلام العربي والإسلامي للأسف الشديد، وأصبح المسلمون في مختلف أنحاء العالم يكادون لا يعلمون شيئاً عن حجم المأساة في «زنجبار» التي كانت عربية مسلمة، ولكنها لم تعد اليوم كذلك!
دخل الإسلام أرض «زنجبار» منذ القرن الأول الهجري، وكانت تُدعى «برّ الزنج» ثم صار اسمها «زنجبار»، وقد حكمها العرب العُمانيون قرابة ألف عام، قبل أن يتم ضم الجزيرة قسراً بمعاونة الاستعمار مع منطقة «تنجانيقا» عام 1964م، ليتم تشكيل ما تُسمَّى اليوم بدولة «تنزانيا».
الوجود العربي
وقد استدلّ المؤرخون على أن الوجود العربي فيها يرجع إلى ما قبل الإسلام، وبقي ولاة زنجبار خاضعين لسلطان عمان، وفي عهد السلطان «سعيد بن سلطان البوسعيدي» حصل اتفاق على وجود بريطاني في الجزيرة، تطور إلى أن أعلنت بريطانيا الوصاية عليها.
وعندما أرادت بريطانيا الانسحاب، قامت كعادتها بترتيب خطة تستطيع بها البقاء الفعلي بعد خروجها ظاهرياً، فكانت المؤامرة التي دبّرتها للإطاحة الكاملة بالحكم العربي الإسلامي عام 1964م، من خلال سياسة «فرِّقْ .. تَسُدْ»، فعمدت إلى تكوين حزبيْن سياسييْن يفرِّقان بين المسلمين من أصل عربي والمسلمين من أصل أفريقي؛ تمهيداً لحرب أهلية تطيح بالعرب المسلمين وحكمهم، وبالفعل حصلت المذبحة؛ حيث سادت الفوضى، وقام بعض المأجورين من الأفارقة بهجوم شامل على عرب زنجبار، وانتهى الأمر باستشهاد أكثر من عشرين ألف عربي!
وبعد المذبحة، جاء «عبيد كرومي»، الذي حكم زنجبار باعتبارها تابعة لاتحاد تنزانيا الذي أُعلِن عقب الانقلاب، وتكوَّن من «زنجبار» و «تنجانيقا»، مع توسُّع النشاط التنصيري، حتى أصبح في «زنجبار» مائة كنيسة، بعد أن كانت نسبة النصارى فيها لا تتعدّى 3% من إجمالي عدد السكان، وصار اقتصاد البلاد بأيديهم، وكذلك الوظائف الحكومية المرموقة .. وأصبحت «زنجبار» تحت وطأة الحكم العلماني الذي انتهجته تنزانيا، وهو ما أضعف كثيراً من معرفة الأجيال الجديدة بتاريخها وإسلامها.
سياسة التنصير
ولعل من الصعب تخيُّل ما حدث للعرب المسلمين على يد مسلمين مثلهم، بعد أن عاشوا سوياً قرابة مائة عام، يربط بينهم عامل واحد هو الدين الذي يرفعونه فوق كل اعتبار .. لكن بالنظر إلى الأسباب التي رسمت هذه الواقعة، فإننا نجدها تعود إلى أسباب خارجية متمثلة في سياسة التنصير التي عملت على إثارة النعرة العنصرية بين المسلمين خاصة، بعد أن أشاع الاستعمار بين الأفارقة أن العرب كانوا من تجار الرقيق، في تجاهل للاتفاقية التي وقعها السلطان «سعيد بن سلطان» مع بريطانيا لإلغاء هذه التجارة التي كان يقوم عليها الغزو الغربي، ومطامع دول الجوار، وخاصة كينيا وتنزانيا في ضم «زنجبار» إليها واستقطاعها من حكم الدولة العُمانية، بجانب رغبة الدول الغربية في تقويض الإسلام في «زنجبار» وخاصة نظام الحكم؛ لأنها كانت بوابة أفريقيا الشرقية، ومنها دخل الإسلام إلى معظم الدول الأفريقية الشرقية والوسطى.
أما الأسباب الأخرى فهي أسباب داخلية تمثلت في أخطاء سلطان «زنجبار» في سياسة حكمه للطوائف؛ حيث فتح باب التنصير دون رقابة، فتغلغل وشوَّه تاريخ العرب، إلى جانب توثيق العائلة الحاكمة لعلاقاتها ببريطانيا منذ عهد السلطان «سعيد بن سلطان»، مما أثار سخط المسلمين الأفارقة الذين شعروا بأن العرب هم من جلب الاحتلال الغربي إلى بلادهم.
وعندما تُوفِّي السلطان عام 1856م على متن الباخرة البريطانية «فيكتوريا»، وقع الخلاف بين أولاده على الحكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/240)
وفى عهد السلطان «علي بن سعيد» أعلنت بريطانيا الوصاية (الاحتلال) على الجزيرة عام 1890م، واستمرت هذه الوصاية حوالي سبعين عاماً، ثم استقلت «زنجبار» من بريطانيا كسلطنة ذات سيادة في ديسمبر 1963م، وبعدها دخلت «تنجانيقا» مع «زنجبار» في اتحاد فيدرالي ليشكّلا دولة «تنزانيا» (بأخذ الحرفين الأولين من كل منهما) في 12 يناير 1964م؛ إلا أن «زنجبار» احتفظت بحكم مستقل؛ رغم كونها جزءاً من تنزانيا.
مجازر وانتهاكات
وفي الوقت الذي يتعمّد الإعلام الغربي اتباع سياسة التعتيم على ما حدث وما يحدث في «زنجبار» من انتهاكات واعتداءات ضد المسلمين، نجد للأسف أن الإعلام العربي الإسلامي يتجاهل - بتعمّد أو بدونه - إلقاء الضوء على هذه المجازر والانتهاكات التي تتكرّر بشكل مستمر في «زنجبار» المسلمة.
وما يحدث في «زنجبار» شاهد على هذا التعتيم والتجاهل؛ فهي جزء من ذلك الشريط العربي الممتد على الساحل الشرقي من القارة الأفريقية، ويرتبط معظم سكانها بصلات قربى ونسب مع عرب الساحل الجنوبي من الجزيرة العربية، غير أنها جزء يتعمّد التاريخ إغماض عينيه عنها، ويشيح الضمير الدولي بوجهه عن مآسيها؛ إذ لم يكتفِ المجتمع الدولي بالصمت إزاء المجازر التي قام بها الأفارقة والنصارى ضد العرب المسلمين في الجزيرة عام 1964م، التي صاحبت استيلاء «تنجانيقا» (تنزانيا حالياً) على الجزيرة، بل لا يزال يصر على صمته إزاء المذابح التي يواجهها المسلمون حالياًً، والتي تجدّدت على مدى أكثر من ربع قرن.
فقد شهدت «زنجبار» عمليات عسكرية لقمع مظاهرات سياسية قام بها المسلمون احتجاجاً على تزوير الانتخابات العامة التي أُجريت عام 2000م، وانتهت هذه المظاهرات بحصار الجزيرة، واقتحام المساجد، والاعتداء بالضرب على السكان .. وفي الوقت الذي كان الجيش يحصد فيه أرواح المدنيين، كانت الشرطة تُكْمِل المهمة بتكسير عظام ومفاصل الجرحى، وتكويمهم بعضهم فوق بعض في سيارات مكشوفة!
إن ما حدث في «زنجبار» يكشف نفاق الإعلام العالمي، الذي لا يلتفت إلا للمآسي والمذابح التي تتعارض مع السياسات الغربية، أو تلك التي يتجاوز مداها حدود الصمت والتعتيم كما حدث ويحدث في الشيشان وفلسطين مثلاً!
صحوة إسلامية
وأمام هذا التجاهل الإعلامي الغربي والعربي، أبى مسلمو «زنجبار» إلا أن يكون لهم وجود في الإقليم الذي تبلغ نسبة المسلمين فيه أكثر من 98% من إجمالي عدد سكانه، حيث سعى المسلمون إلى أن يكون لهم دور حيوي في الانتخابات التي أُجريت في أكتوبر 2005م، فيما يُشبه صحوة إسلامية في الإقليم.
ويرى المراقبون للشأن الإسلامي أنه في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردّية التي يعيشها إقليم «زنجبار»؛ فإن هذه الصحوة الإسلامية جعلت الانتخابات العامة أكثر حدة من الانتخابات التي أُجريت عامَيْ 1995م، و2000م.
«محمد سيد علي» سكرتير جمعية «الوعي الإسلامي» وأحد الأئمة بالإقليم، قال: «إننا نرى بوضوح فراغاً كبيراً داخل زنجبار، من الممكن أن يملأه النظام الإسلامي»، مشيراً إلى أن علماء الدين يطرحون الإسلام كحل سياسي في «زنجبار».
وقال «خميس بن علي» أحد أعضاء الجمعية: «نحن موجودون في كل حي بالإقليم، نجمع التبرعات للمحتاجين، ونقوم بالوعظ في المساجد، كما نعلم الأطفال في المدارس الدينية آداب وتعاليم الدين الإسلامي».
وقد ترعرعت جهود الصحوة الإسلامية من إرشاد ووعظ وكفالة للأيتام ومعونات للفقراء والمحتاجين، وبدت مظاهرها في تزايد أعداد المتردّدين على المساجد وعدد مرتديات الحجاب الإسلامي، ويطرح العلماء المسلمون الشريعةَ الإسلاميةَ بديلاً للديمقراطية الغربية الزائفة، وسط تأييد وتأكيد من القيادات الإسلامية بأن إقرار القيم الإسلامية هو الحل الأمثل لكل المآسي التي يعيشها الإقليم، وأن الإسلام هو العامل الوحيد الذي يوحّد الناس في الجزيرة.
مطالب ضرورية
وتواجه الصحوة الإسلامية في «زنجبار» العديد من المصاعب، أهمها: الفقر، وحملات التنصير، وتنازع بعض الفرق الإباضية والشيعية .. وفي خضم هذه الظروف والأوضاع المتشابكة، طرحت الأوساط الإسلامية في «زنجبار» جملة من المطالب ترى أن تلبيتها ضرورية لإحداث أي تطور إيجابي للأوضاع العامة، والعلاقات بين الطوائف الأخرى في البلاد، وأهم تلك المطالب:
- تداول رئاسة الدولة بين المسلمين والنصارى.
- مراعاة المساواة في توزيع الحقائب الوزارية بين المسلمين والنصارى.
- جعل يوم الجمعة عطلة أسبوعية رسمية بدلاً من الأحد.
- منح الأئمة والعلماء المسلمين حقوقاً سياسية متساوية مثل نظرائهم من رجال الدين النصراني، للتمثيل والترشيح في البرلمان والمجالس المحلية.
- إيقاف استغلال المناصب الحكومية؛ لممارسة الضغوط والاضطهاد على الشباب المسلم في المؤسسات التعليمية والأكاديميات العليا.
- فتح المجال أمام الشباب المسلم - كغيره - في الحصول على منح دراسية في العلوم الحديثة.
وفي النهاية، يمكن القول: إن «زنجبار» العربية المسلمة تستردُّ اليوم عافيتها بصبر وصمود أهلها الأصليين، وإن الإسلام لا يزال مغروساً وموجوداً فيها رغم الهجمة الصليبية الشرسة، وإن عرب «زنجبار» لا يزالون يعتزّون بعروبتهم، ويتطلعون إلى عرب الجزيرة والوطن العربي في وقفة مساندة وتأييد لحقوق العرب، أهل البلاد الأصليين في «زنجبار» بلاد القرنفل والعطور.>
http://www.almujtamaa-mag.com/Detail.asp?InNewsItemID=306887
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/241)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[24 - 01 - 10, 02:28 ص]ـ
الموضوع هذا مكرر http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1217145&posted=1#post1217145(151/242)
الإسلام فى زنجبار!
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[24 - 01 - 10, 02:23 ص]ـ
لماذا يغمض الإعلام عيونه عنهم ويتجاهل المجتمع الدولي مآسيهم؟!
مسلمو «زنجبار» ينتظرون دعماً عربياً وإسلامياً لتثبيت هوّيتهم!
زنجبار: د. أكرم المشهداني
تقع «زنجبار» في شرق أفريقيا، وتتشكّل من عدد من الجزر في المحيط الهندي قُبالة دولة «تنزانيا»، وتبعد عن السواحل الأفريقية قرابة 35 كيلو متراً، وأكبر جزرها جزيرتا «زنجبار»، و «بيمبا»، أما البقية فهي جزر صغيرة تتوزع حول جزيرة «بيمبا».
وقد واجه العرب المسلمون في «زنجبار» مذابح وتصفيات يندى لها جبين الإنسانية، تجاهلها الإعلام العالمي، كما تغافل عنها الإعلام العربي والإسلامي للأسف الشديد، وأصبح المسلمون في مختلف أنحاء العالم يكادون لا يعلمون شيئاً عن حجم المأساة في «زنجبار» التي كانت عربية مسلمة، ولكنها لم تعد اليوم كذلك!
دخل الإسلام أرض «زنجبار» منذ القرن الأول الهجري، وكانت تُدعى «برّ الزنج» ثم صار اسمها «زنجبار»، وقد حكمها العرب العُمانيون قرابة ألف عام، قبل أن يتم ضم الجزيرة قسراً بمعاونة الاستعمار مع منطقة «تنجانيقا» عام 1964م، ليتم تشكيل ما تُسمَّى اليوم بدولة «تنزانيا».
الوجود العربي
وقد استدلّ المؤرخون على أن الوجود العربي فيها يرجع إلى ما قبل الإسلام، وبقي ولاة زنجبار خاضعين لسلطان عمان، وفي عهد السلطان «سعيد بن سلطان البوسعيدي» حصل اتفاق على وجود بريطاني في الجزيرة، تطور إلى أن أعلنت بريطانيا الوصاية عليها.
وعندما أرادت بريطانيا الانسحاب، قامت كعادتها بترتيب خطة تستطيع بها البقاء الفعلي بعد خروجها ظاهرياً، فكانت المؤامرة التي دبّرتها للإطاحة الكاملة بالحكم العربي الإسلامي عام 1964م، من خلال سياسة «فرِّقْ .. تَسُدْ»، فعمدت إلى تكوين حزبيْن سياسييْن يفرِّقان بين المسلمين من أصل عربي والمسلمين من أصل أفريقي؛ تمهيداً لحرب أهلية تطيح بالعرب المسلمين وحكمهم، وبالفعل حصلت المذبحة؛ حيث سادت الفوضى، وقام بعض المأجورين من الأفارقة بهجوم شامل على عرب زنجبار، وانتهى الأمر باستشهاد أكثر من عشرين ألف عربي!
وبعد المذبحة، جاء «عبيد كرومي»، الذي حكم زنجبار باعتبارها تابعة لاتحاد تنزانيا الذي أُعلِن عقب الانقلاب، وتكوَّن من «زنجبار» و «تنجانيقا»، مع توسُّع النشاط التنصيري، حتى أصبح في «زنجبار» مائة كنيسة، بعد أن كانت نسبة النصارى فيها لا تتعدّى 3% من إجمالي عدد السكان، وصار اقتصاد البلاد بأيديهم، وكذلك الوظائف الحكومية المرموقة .. وأصبحت «زنجبار» تحت وطأة الحكم العلماني الذي انتهجته تنزانيا، وهو ما أضعف كثيراً من معرفة الأجيال الجديدة بتاريخها وإسلامها.
سياسة التنصير
ولعل من الصعب تخيُّل ما حدث للعرب المسلمين على يد مسلمين مثلهم، بعد أن عاشوا سوياً قرابة مائة عام، يربط بينهم عامل واحد هو الدين الذي يرفعونه فوق كل اعتبار .. لكن بالنظر إلى الأسباب التي رسمت هذه الواقعة، فإننا نجدها تعود إلى أسباب خارجية متمثلة في سياسة التنصير التي عملت على إثارة النعرة العنصرية بين المسلمين خاصة، بعد أن أشاع الاستعمار بين الأفارقة أن العرب كانوا من تجار الرقيق، في تجاهل للاتفاقية التي وقعها السلطان «سعيد بن سلطان» مع بريطانيا لإلغاء هذه التجارة التي كان يقوم عليها الغزو الغربي، ومطامع دول الجوار، وخاصة كينيا وتنزانيا في ضم «زنجبار» إليها واستقطاعها من حكم الدولة العُمانية، بجانب رغبة الدول الغربية في تقويض الإسلام في «زنجبار» وخاصة نظام الحكم؛ لأنها كانت بوابة أفريقيا الشرقية، ومنها دخل الإسلام إلى معظم الدول الأفريقية الشرقية والوسطى.
أما الأسباب الأخرى فهي أسباب داخلية تمثلت في أخطاء سلطان «زنجبار» في سياسة حكمه للطوائف؛ حيث فتح باب التنصير دون رقابة، فتغلغل وشوَّه تاريخ العرب، إلى جانب توثيق العائلة الحاكمة لعلاقاتها ببريطانيا منذ عهد السلطان «سعيد بن سلطان»، مما أثار سخط المسلمين الأفارقة الذين شعروا بأن العرب هم من جلب الاحتلال الغربي إلى بلادهم.
وعندما تُوفِّي السلطان عام 1856م على متن الباخرة البريطانية «فيكتوريا»، وقع الخلاف بين أولاده على الحكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/243)
وفى عهد السلطان «علي بن سعيد» أعلنت بريطانيا الوصاية (الاحتلال) على الجزيرة عام 1890م، واستمرت هذه الوصاية حوالي سبعين عاماً، ثم استقلت «زنجبار» من بريطانيا كسلطنة ذات سيادة في ديسمبر 1963م، وبعدها دخلت «تنجانيقا» مع «زنجبار» في اتحاد فيدرالي ليشكّلا دولة «تنزانيا» (بأخذ الحرفين الأولين من كل منهما) في 12 يناير 1964م؛ إلا أن «زنجبار» احتفظت بحكم مستقل؛ رغم كونها جزءاً من تنزانيا.
مجازر وانتهاكات
وفي الوقت الذي يتعمّد الإعلام الغربي اتباع سياسة التعتيم على ما حدث وما يحدث في «زنجبار» من انتهاكات واعتداءات ضد المسلمين، نجد للأسف أن الإعلام العربي الإسلامي يتجاهل - بتعمّد أو بدونه - إلقاء الضوء على هذه المجازر والانتهاكات التي تتكرّر بشكل مستمر في «زنجبار» المسلمة.
وما يحدث في «زنجبار» شاهد على هذا التعتيم والتجاهل؛ فهي جزء من ذلك الشريط العربي الممتد على الساحل الشرقي من القارة الأفريقية، ويرتبط معظم سكانها بصلات قربى ونسب مع عرب الساحل الجنوبي من الجزيرة العربية، غير أنها جزء يتعمّد التاريخ إغماض عينيه عنها، ويشيح الضمير الدولي بوجهه عن مآسيها؛ إذ لم يكتفِ المجتمع الدولي بالصمت إزاء المجازر التي قام بها الأفارقة والنصارى ضد العرب المسلمين في الجزيرة عام 1964م، التي صاحبت استيلاء «تنجانيقا» (تنزانيا حالياً) على الجزيرة، بل لا يزال يصر على صمته إزاء المذابح التي يواجهها المسلمون حالياًً، والتي تجدّدت على مدى أكثر من ربع قرن.
فقد شهدت «زنجبار» عمليات عسكرية لقمع مظاهرات سياسية قام بها المسلمون احتجاجاً على تزوير الانتخابات العامة التي أُجريت عام 2000م، وانتهت هذه المظاهرات بحصار الجزيرة، واقتحام المساجد، والاعتداء بالضرب على السكان .. وفي الوقت الذي كان الجيش يحصد فيه أرواح المدنيين، كانت الشرطة تُكْمِل المهمة بتكسير عظام ومفاصل الجرحى، وتكويمهم بعضهم فوق بعض في سيارات مكشوفة!
إن ما حدث في «زنجبار» يكشف نفاق الإعلام العالمي، الذي لا يلتفت إلا للمآسي والمذابح التي تتعارض مع السياسات الغربية، أو تلك التي يتجاوز مداها حدود الصمت والتعتيم كما حدث ويحدث في الشيشان وفلسطين مثلاً!
صحوة إسلامية
وأمام هذا التجاهل الإعلامي الغربي والعربي، أبى مسلمو «زنجبار» إلا أن يكون لهم وجود في الإقليم الذي تبلغ نسبة المسلمين فيه أكثر من 98% من إجمالي عدد سكانه، حيث سعى المسلمون إلى أن يكون لهم دور حيوي في الانتخابات التي أُجريت في أكتوبر 2005م، فيما يُشبه صحوة إسلامية في الإقليم.
ويرى المراقبون للشأن الإسلامي أنه في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردّية التي يعيشها إقليم «زنجبار»؛ فإن هذه الصحوة الإسلامية جعلت الانتخابات العامة أكثر حدة من الانتخابات التي أُجريت عامَيْ 1995م، و2000م.
«محمد سيد علي» سكرتير جمعية «الوعي الإسلامي» وأحد الأئمة بالإقليم، قال: «إننا نرى بوضوح فراغاً كبيراً داخل زنجبار، من الممكن أن يملأه النظام الإسلامي»، مشيراً إلى أن علماء الدين يطرحون الإسلام كحل سياسي في «زنجبار».
وقال «خميس بن علي» أحد أعضاء الجمعية: «نحن موجودون في كل حي بالإقليم، نجمع التبرعات للمحتاجين، ونقوم بالوعظ في المساجد، كما نعلم الأطفال في المدارس الدينية آداب وتعاليم الدين الإسلامي».
وقد ترعرعت جهود الصحوة الإسلامية من إرشاد ووعظ وكفالة للأيتام ومعونات للفقراء والمحتاجين، وبدت مظاهرها في تزايد أعداد المتردّدين على المساجد وعدد مرتديات الحجاب الإسلامي، ويطرح العلماء المسلمون الشريعةَ الإسلاميةَ بديلاً للديمقراطية الغربية الزائفة، وسط تأييد وتأكيد من القيادات الإسلامية بأن إقرار القيم الإسلامية هو الحل الأمثل لكل المآسي التي يعيشها الإقليم، وأن الإسلام هو العامل الوحيد الذي يوحّد الناس في الجزيرة.
مطالب ضرورية
وتواجه الصحوة الإسلامية في «زنجبار» العديد من المصاعب، أهمها: الفقر، وحملات التنصير، وتنازع بعض الفرق الإباضية والشيعية .. وفي خضم هذه الظروف والأوضاع المتشابكة، طرحت الأوساط الإسلامية في «زنجبار» جملة من المطالب ترى أن تلبيتها ضرورية لإحداث أي تطور إيجابي للأوضاع العامة، والعلاقات بين الطوائف الأخرى في البلاد، وأهم تلك المطالب:
- تداول رئاسة الدولة بين المسلمين والنصارى.
- مراعاة المساواة في توزيع الحقائب الوزارية بين المسلمين والنصارى.
- جعل يوم الجمعة عطلة أسبوعية رسمية بدلاً من الأحد.
- منح الأئمة والعلماء المسلمين حقوقاً سياسية متساوية مثل نظرائهم من رجال الدين النصراني، للتمثيل والترشيح في البرلمان والمجالس المحلية.
- إيقاف استغلال المناصب الحكومية؛ لممارسة الضغوط والاضطهاد على الشباب المسلم في المؤسسات التعليمية والأكاديميات العليا.
- فتح المجال أمام الشباب المسلم - كغيره - في الحصول على منح دراسية في العلوم الحديثة.
وفي النهاية، يمكن القول: إن «زنجبار» العربية المسلمة تستردُّ اليوم عافيتها بصبر وصمود أهلها الأصليين، وإن الإسلام لا يزال مغروساً وموجوداً فيها رغم الهجمة الصليبية الشرسة، وإن عرب «زنجبار» لا يزالون يعتزّون بعروبتهم، ويتطلعون إلى عرب الجزيرة والوطن العربي في وقفة مساندة وتأييد لحقوق العرب، أهل البلاد الأصليين في «زنجبار» بلاد القرنفل والعطور.>
http://www.almujtamaa-mag.com/Detail.asp?InNewsItemID=306887
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/244)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[24 - 01 - 10, 02:27 ص]ـ
أليست زنجبار مثلها مثل سلطنة عمان؟
بلاد الخوارج؟
فأنا ما تعرفت بزنجبار إلا عن طريق واحد إباضي يفتخر بها أشد الافتخار
وها أنت تقرر أن العرب العمانيون حكموها قرابة ألف عام
فما تعليقكم؟
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[24 - 01 - 10, 03:54 ص]ـ
وها أنت تقرر أن العرب العمانيون حكموها قرابة ألف عام
أنا لم أقرر شيئا،كما تلاحظ الموضوع منقول
والذى جعلنى أنقله،للتعريف بهم وبمآسيهم ومعانتهم كما قرأت
وعلى العموم فهذا البلد فيهم من هم من أهل السنة ويحتاجون لمن يساعدهم
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[28 - 01 - 10, 02:51 م]ـ
نسأل الله أن ييسر لأهل السنة من يساعدهم
آمين
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[29 - 01 - 10, 04:01 ص]ـ
اللهم آمين
بارك الله فيك
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[30 - 01 - 10, 01:34 ص]ـ
وفيك بارك الله أخي(151/245)
ما افضل كتب التاريخ بالذات من بداية الوحي الى العصر العباسي؟
ـ[خالد ضيف الله]ــــــــ[28 - 01 - 10, 05:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ما افضل كتب التاريخ بالذات من بداية الوحي الى العصر العباسي؟
ـ[المشعل]ــــــــ[29 - 01 - 10, 08:11 ص]ـ
في السيرة عليك بابن اسحاق
وفي التاريخ عليك بالامام الطبري
فهما الاصل لمن جاء بعدهما
ـ[المشعل]ــــــــ[29 - 01 - 10, 08:11 ص]ـ
وتاريخ الطبري رحمه الله تجده في موقع الوقفية
ـ[المشعل]ــــــــ[29 - 01 - 10, 08:12 ص]ـ
وتاريخ الطبري تجده في موقع الوقفية
ـ[المشعل]ــــــــ[29 - 01 - 10, 08:12 ص]ـ
عفوا على التكرار
ـ[المشعل]ــــــــ[29 - 01 - 10, 08:13 ص]ـ
الرجاء من الاخ المشرف حذف المكرر
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[31 - 01 - 10, 11:31 ص]ـ
صدر (صحيح وضعيف تاريخ الطبري) للشيخ الدكتور محمد البرزنجي في 13 مجلداً طبعة دار ابن كثير.
وأظن من أفضل الكتب (البداية والنهاية) للحافظ ابن كثير فهو إمام حافظ ناقد يميز لك الروايات الصحيحة من الضعيفة من المنكرة في أكثر الأحيان.
وهناك كتاب (السيرة النبوية الصحيحة) للشيخ الدكتور أكرم ضياء العمري في مجلدين.
والله تعالى أعلم
ـ[خالد ضيف الله]ــــــــ[01 - 02 - 10, 05:06 ص]ـ
جزاكم الله خير ونفع الله بكم(151/246)
[هل تصح نسبة كتاب فتوح الشام للواقدي أم لا]
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[28 - 01 - 10, 08:53 م]ـ
تنبيه:
أصل هذا الموضوع كان مشاركات في موضوع (الواقدي الكذاب شيعي يمارس التقية)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=140933
ونقلت المشاركات إلى هذا الموضوع لعدم حرف الموضوع الأصلي عن مساره
## المشرف ##
قال الشيخ د. خالد كبير علال في كتابه "مدرسة الكذابين في رواية التاريخ الإسلامي و تدوينه":
محمد بن عمر الواقدي البغدادي، هو محسوب على أهل السنة لكنني ذكرته مع الكذابين الشيعة، لأنه تبيّن لي أنه كان شيعيا يمارس التقية، يخفي التشيع و يظهر التسنن، و أدلتي على ذلك ثلاثة، أولها إن كثيرا من علماء الحديث قد كذبوه و اتهموه بوضع الحديث و رواية المناكير عن المجهولين، و من هؤلاء العلماء: الشافعي،و احمد، و البخاري، و مسلم، و النسائي،و أبو داود،و الترمذي – رضي الله عنهم -. و في مقابل هؤلاء وثّقه آخرون كإبراهيم الحربي،و أبي بكر الصاغاني،و مصعب بن عبد الله. و هذا يشير إلى أن الرجل –أي الواقدي – كان يمارس التقية في تعامله مع أهل العلم، فطائفة تبيّن لها كذبه، و أخرى لم يتبين لها ذلك منه.
و الدليل الثاني هو أن الواقدي روى أخبارا شيعية تتفق مع مذهبه، منها أنه روى أن عليا كان من معجزات الرسول –عليه الصلاة و السلام – كما كانت العصا من معجزات موسى –عليه السلام -،و إحياء الموتى من معجزات عيسى –عليه السلام -.
و الدليل الثالث هو أن الشيعي ابن النديم – صاحب الفهرست – كشف لنا أمر الواقدي دون التباس، فقال عنه: كان يتشيع حسن المذهب، يلزم التقية.
قلت: الدليل الثاني هو الأقوى والتشيع ظاهر في مرويات الواقدي التاريخية ويظهر فيها الحقد الدفين على الصحابة.
قال الواقدي رحمه الله في " فتوح الشَّام " (1/ 190) ط دار الجيل:
( ... والله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشَّهادة، ما اعتمدتُ في أخبار هذه الفتوحِ إلا الصِّدق، وما نقلتُ أحاديثها إلا عن ثقاتٍ، وعن قاعدةِ الحقِ، لأثبتَ فضائلَ أصحابِ رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجهادهم، حتَّى أُرغِمَ أهلَ الرَّفضِ، الخارجينَ عن السُّنَّةِ والفرضِ، إِذ لَوْلاهُم بمشيئةِ اللهِ تَعَالى لم تَكُنِ الْبِلادُ للمسلمينَ، وما انتشرَ علم هذا الدِّين، فلله درُّهم، لقد جاهدوا في الله حقَّ جهاده ونصروا دينه، وثبتوا للقاء أعدائه، وبذلوا جهدهم، ونصروا الدين حتَّى زحزحوا الكفر عن سريره، وتقهقر لا جرم، وقد قال فيهم الملك المقتدر {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} ... )
وقال فيه أيضا (1/ 244)
حدثنا أحمد بن الحسين بن العباس المعروف بأبي سفيان النحوي قال حدثنا أبو جعفر بن أحمد بن عبيد الناسخ قال حدثني عبد الله بن أسلم الزهري وعبد الله بن يحيى الزرقي عمن حدثه ممن تقدم ذكرهم واسماؤهم أول الكتاب وحديث القوم قريب بعضه من بعض والله يعيذنا من الزيادة والنقصان لأن الصدق أمانة والكذب خيانة
واللهِ الذي لا إله إلا هو عالمُ الغيبِ والشهادةِ ما اعتمدتُ في خبرِ هذهِ الفتوحِ إِلاَّ على الصدقِ، وما حدثتُ حديثه إلا على قاعدةِ الحقِ، لأُثبتَ فضلَ أصحابِ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجهادهم، حتى أُرغمَ بِذَلِكَ أَهْلَ الرَّفْضِ الخَارِجِيْنَ على أهلِ السُّنَّةِ، إِذ لَوْلاهُم بمشيئةِ اللهِ تَعَالى لم تَكُنِ الْبِلادُ للمسلمينَ، وما انتشرَ علم هذا الدينِ فللَّه دَرُّهُم، لقد جاهدوا في اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ، لا جرم وقد قال فيهم الملك المقتدر: {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} ...
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[30 - 01 - 10, 12:45 م]ـ
قال الواقدي رحمه الله في " فتوح الشَّام " (1/ 190)
المعروف أن الكتاب منحول على الواقدي
ومن يقرأه ويقرا أشعاره العامية الركيكة يعلم أنه كتاب متأخر منحول عليه
ولا أعرف أن القدماء قد نقلوا نصوصاً منه
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[30 - 01 - 10, 12:52 م]ـ
المعروف أن الكتاب منحول على الواقدي
ومن يقرأه ويقرا أشعاره العامية الركيكة يعلم أنه كتاب متأخر منحول عليه
ولا أعرف أن القدماء قد نقلوا نصوصاً منه
بارك الله فيك أخي الفاضل
رأيت بعد أن كتبتُ المشاركات السَّابقة هذا القول، ولم يتيسر لي التحقق منه
والكتاب ذكره ابن النديم ضمن مؤلفات الواقدي، فليتك تدلني على مواطن الكلام عن نسبة الكتاب إلى الواقدي خطأ حتى أستفيد وفقك الله
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[30 - 01 - 10, 01:02 م]ـ
اقرأ بضع صفحات من أوله وتأمل أسماء رجاله وأشعاره
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[30 - 01 - 10, 02:00 م]ـ
اقرأ بضع صفحات من أوله وتأمل أسماء رجاله وأشعاره
بارك الله فيك
ليتك تدلني على دراسة مفصلة عن هذا الأمر، لأن هذه الإجابة غير شافية، فهل الكتاب كلة منحول ونسب خطأ أو عمدا إلى الواقدي، أم أنه أضيف إليه ما ليس منه في بعض المواضع فقط.
أنتظر إفادتك وفقك الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/247)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[30 - 01 - 10, 09:26 م]ـ
بارك الله فيك
ليتك تدلني على دراسة مفصلة عن هذا الأمر، لأن هذه الإجابة غير شافية، فهل الكتاب كلة منحول ونسب خطأ أو عمدا إلى الواقدي، أم أنه أضيف إليه ما ليس منه في بعض المواضع فقط.
أنتظر إفادتك وفقك الله
الأخ الكريم
لا يستطيع أخوكم أن يترك أعماله ويتفرغ لهذا الموضوع لتكون الإجابة شافية
والأصل أن تقرأ الدليل الذي عجَّلته لك، ثم تقول رأيك فيه
فتقول مثلاً: واضح أن تلك الصفحات منحولة وننتقل إلى غيرها
أو تقول: قرأتها ولم أجد فيها شيئاً
أو تقول: القدماء نقلوا نصوصاً من تلك الكتب منسوبة للواقدي
فهكذا تكون المدارسة
وأنا أيضاً أرغب أن أستفيد وأتراجع عما هو مستقر في ذهني، إذا وجدنا دليلاً كافياً على أن كتب الفتوح المطبوعة من تصنيفه.
حفظك الله
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[31 - 01 - 10, 02:33 ص]ـ
الأخ الكريم
لا يستطيع أخوكم أن يترك أعماله ويتفرغ لهذا الموضوع لتكون الإجابة شافية
والأصل أن تقرأ الدليل الذي عجَّلته لك، ثم تقول رأيك فيه
فتقول مثلاً: واضح أن تلك الصفحات منحولة وننتقل إلى غيرها
أو تقول: قرأتها ولم أجد فيها شيئاً
أو تقول: القدماء نقلوا نصوصاً من تلك الكتب منسوبة للواقدي
فهكذا تكون المدارسة
وأنا أيضاً أرغب أن أستفيد وأتراجع عما هو مستقر في ذهني، إذا وجدنا دليلاً كافياً على أن كتب الفتوح المطبوعة من تصنيفه.
حفظك الله
بارك الله فيك وإنما أردت أن أستفيد من علمك وفقك الله، حتى لا أكون ممن يحتج بالمكذوب، وقد وقفت على هذا الموضع في كتاب فتوح الشام عَرَضا قبل أشهر، وأردت أن أشارك به في هذا الموضوع، ثم شغلت عنه، ولما وقفت عليه خلال البحث عن أحد المواضيع أردت أن أفيد إخواني، والطبعة التي بين يدي طبعة سقيمة ليست محققة، فليت من يملك طبعة محققة يفيدنا عن كلام المحقق عن صحة نسبة الكتاب للواقدي، وسلامته من الإضافة إلى متنه ما ليس منه.
وسواء صح هذا النقل عن الواقدي أم لم يصح، فليس عند من اتهمه بالتشيع أي دليل صحيح فيما أرى والعلم عند الله.
بعد بعث سريع وجدت أربعة نسبوا الكتاب - فتوح الشام - إلى الواقدي وبعضهم نقل عنه:
1 - ابن النديم، في الفهرست
2 - ابن عساكر في تاريخ دمشق
3 - الزيلعي في نصب الراية
4 - عبد الوهاب السبكي في الأشباه والنظائر
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[31 - 01 - 10, 10:23 ص]ـ
والطبعة التي بين يدي طبعة سقيمة ليست محققة
المشكلة في الكتاب لا في الطبعة
ولعلك تقرأ شيئاً في الطبعة التي بين يديك، وستجد الإشكال لأول نظرة (إن كنت من أهل النقد التاريخي، من غير الإخلال بقدرك وفضلك)
فليت من يملك طبعة محققة يفيدنا عن كلام المحقق عن صحة نسبة الكتاب للواقدي، وسلامته من الإضافة إلى متنه ما ليس منه.
لم يقل أحد - على حد علمي - أن أصل الكتاب له ثم زيد عليه، بل الشك في الكتاب كله، وفي جميع كتب الفتوحات المطبوعة المنسوبة إلى الواقدي
بعد بحث سريع وجدت أربعة نسبوا الكتاب - فتوح الشام - إلى الواقدي وبعضهم نقل عنه:
1 - ابن النديم، في الفهرست
2 - ابن عساكر في تاريخ دمشق
3 - الزيلعي في نصب الراية
4 - عبد الوهاب السبكي في الأشباه والنظائر
لعل الأدق أن تقول: نسبوا كتاباً اسمه فتوح الشام
ولا أظن أن نقولهم كانت من فتوح الشام هذا، بل ربما من الكتاب الأصلي الضائع
ـ[أبو معاذ الحلواني]ــــــــ[31 - 01 - 10, 03:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
نسبة كتاب بهذا الاسم للواقدي ثابتة من خلال تسمية العلماء له، ونقلهم عنه ..
إلا أن ما ينبغي إثباته هنا هو أن المطبوع بين أيدينا اليوم هو نفس الكتاب الذي نسبه العلماء له ..
وهذا ما وجدته من خلال نقول للعلماء عن الكتاب، هي موجودة في المطبوع منه ..
وهذه هي النقول:
1 / الزيلعي في نصب الراية 2/ 314، وقال:
حَدِيثٌ آخَرُ: رَوَى الْوَاقِدِيُّ رحمه الله فِي "كِتَابِ فَتُوحِ الشَّامِ" حَدَّثَنِي رُوَيْمُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَشَّارٍ عَنْ الْوَاقِصِيِّ عَنْ سَيْفٍ، مَوْلَى رَبِيعَةَ بْنِ قَيْسٍ الْيَشْكُرِيِّ قَالَ: كُنْت فِي الْجَيْشِ الَّذِي وَجَّهَهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ... إلخ نقله.
وهذا النص موجود في الكتاب المطبوع بين أيدينا في خبر طويل 1/ 15 - 20 لكنه محذوف السند ..
(وكأن أصل المطبوع نسخة محذوفة الأسانيد)
وقد نقل هذا النص بعينه ابن الهمام في فتح القدير، في حديثه عن الصلاة على الشهيد، ونسبه كذلك إلى كتاب فتوح الشام للواقدي ..
2 / تاج الدين السبكي في الأشباه والنظائر 1/ 131، وقال:
كما روى الواقدي في فتوح الشام "أن النصارى صوروا صورة هرقل على حائط فوقف بعض المسلمين متعجبًا منها، فانقلبت قناة طويلة من أحدهم فأصابت عين الصورة فقلعتها .. إلخ نقله
وهذا النص موجود في الكتاب المطبوع بين أيدينا 1/ 105
على أن لغة الكتاب لغة بعيدة (في نظري) عن لغة إمام مثل الواقدي، ولذا فأنا أعتقد أن المطبوع منه هو من نسخة مختصرة الأسانيد، تصرف مختصرها في ألفاظها ..
وقد وجدت نقلاً للحافظ ابن عساكر عن فتوح الشام للواقدي في ترجمة أسيد بن الحضير لم أجده في المطبوع، ولعل هذا مما يؤيد فكرة الاختصار، والله أعلم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/248)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[31 - 01 - 10, 03:41 م]ـ
أخي الفاضل " خزانة الأدب " وفقه الله
أولا: ذكرت في أول رد لك أن الكتاب منحول، وأنك لا تعرف أن القدماء نقلوا منه، وطلبتُ منك ان تحيلني إلى دراسة حول هذا الأمر لأستفيد منها، فلم تحلن إلا إلى الكتاب - أي فتوح الشام -، وهذا ليس جيدا، فأنت تنفي صحته، وتكتب مشاركاتك وأنت واثق من ذلك، ولا تريد أن تفيدني بشيء مما تعرفه، ونسبة الكتاب إلى الواقدي مشهورة - فيما أعلم - ولم أر أدلة من ينفي صحته لأتحقق من صحتها، فلا بد لمن أراد أن ينقض القول بصحة نسبته إلي الواقدي أن يظهر أدلته - إن كانت موجودة - سواء كانت بالإحالة إلى كلام من يقلده، أو بالأدلة التي ظهرت له هو، لا أن يطلب من معارضه أن يبحث عنها، وقد بينت لك وفقك الله أن أربعة من أهل العلم ذكروا " كتاب فتوح الشام " ونسبوه للواقدي، وأن بعضهم نقل منه، وزدت عليهم واحدا فصاروا خمسة، ولو أضفت إقرار " ابن عبد الهادي " وعدم نفيه للكتاب فسيصبحون ستة، ومن بحث ودقق فلا بد أن يجد غيرهم.
وقولي إن الطبعة سقيمة وسؤالي عن طبعة محققة فهو من باب الحرص على اختصار الوقت، لأن المحقق سيكفيني مؤونة الكلام عن نسخ الكتاب المخطوطة وكلام العلماء عليه ومقارنة نصوصه بنصوص غيره من الكتب، والكتاب لا يهمني كثيرا، وإنما نقلت منه الفائدة عرضا، وعندما رأيت كلامك ظننتك من المهتمين بالتَّاريخ أو لك صلة بمن اهتم بهذا الكتاب، فطمعت في سرعة الوصول إلى الفائدة، وإن كنت ترى أن وقتك لا يسمح لك بالتفرغ لهذا الأمر، فأنا مثلك وفقك الله، وقد حرصت في هذه المشاركة على بذل ما عندي ليستفيد منه من يراه من المهتمين بالتاريخ، وإن وجدت ما يفيد مستقبلا، أو وجدت وقتا أتفحص فيه مرويات الكتاب وأخباره فسأضيفه إليه إن شاء الله
ثانيا: في المشاركة الأخيرة ذكرت أن الشك يشمل جميع كتب الواقدي المطبوعة، فليتك تفيدني وبقية الإخوة عن صاحب هذا القول وتذكر أدلته، فنحن طلبة علم لا نرضى بالأقوال المرسلة دون بينات، وإن كنت تتذرع بعدم التفرغ لتحقيق المسألة، ولم تذكر من قال هذا القول وتبين أدلته فلا أرى فائدة من تكرار المشاركة بنفي صحة الكتاب أو القول إن المروي عن العلماء من كتاب غير الموجود دون البحث في نصوصهم التي نقلوها ومقارنتها بما في المطبوع، وأنا والله لا أقولها من باب التقليل من شأنك، فالظاهر من مشاركاتك أنك من أهل العلم والفضل والاطلاع، ولعلي في مصاف تلاميذك الذين درستهم في جامعتك، لكني لا أحب هذه الطريقة في مناقشة المسائل العلمية، ولم أعهدها في نقاشات المشايخ والإخوة في الملتقى.
ثالثا: من باب الفائدة لي ولك ولبقية من سيشارك في الموضوع فسأنقل المواضع الَّتِيْ وقفت عليها لمن ذكرتُ من أهل العلم السابقين، حتى يكون الحوار والنقاش بطريقة علمية يستفيد منها من يراها.
1 - ابن النديم (الوراق الشيعي) في الفهرست
ذكر في ترجمة الواقدي ص 158
( ... وله من الكتب:
أ - كتاب التاريخ والمغازي والمبعث
ب - كتاب أخبار مكة
ج - كتاب الطبقات
د - كتاب فتوح الشام ... )
2 - ابن عساكر في تاريخ دمشق:
أ - (9/ 73) ترجمة أسيد بن حضير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
( ... وشهد مع عمر بن الخطاب الجابية " فيما ذكره محمد بن عمر الواقدي في فتوح الشام " وذكر أن عمر جعله على ربع الأنصار وشهد معه فتح بيت المقدس ثم خرج معه خرجته الثانية التي رجع فيها من سرغ أميرا على ربع الأنصار ... )
ب - (27/ 140) ترجمة عبد الله بن بسر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
( ... وقدم دمشق أو ساحلها مجتازا من حمص إلى عكا وركب منها البحر لغزو قبرس مع معاوية " فيما ذكره الواقدي في فتوح الشام الذي صنفه " ... )
ج- (40/ 455) ترجمة عطاء الكلاعي
( ... " قرأت في كتاب فتوح الشام لمحمد بن عمر الواقدي " حدثني سعيد بن راشد وإبراهيم بن محمد عن عبد الملك بن مسلم عن عثمان بن عطاء الكلاعي عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب بالجابية يخطب الناس فقال أيها الناس أوصيكم بتقوى الله الذي يبقى ويفنى ما سواه والذي بطاعته ينفع أولياءه وبمعصيته يضر أعداءه فذكر الخطبة).
3 - الزَّيلعي الحنفي في نصب الرَّاية
(2/ 319) ط الباز
حديث آخر: روى الواقدي رحمه اللّه في " كتاب فتوح الشام "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/249)
حدثني رويم بن عامر عن سعيد بن عاصم عن عبد الرحمن بن بشار عن الواقصي عن سيف، مولى ربيعة بن قيس اليشكري قال: كنت في الجيش الذي وجهه أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه مع عمرو بن العاص إلى أيلة، وأرض فلسطين، فذكر القصة بطولها، إلى أن قال: فلما نصر اللّه المسلمين وانكشف القتال، لم يكن همُّ المسلمين إلا افتقاد بعضهم بعضاً، ففقدوا من المسلمين مائة وثلاثين نفراً منهم: سيف بن عباد الحضرمي، ونوفل بن دارم، وسالم بن دويم، وسعيد بن خالد، وهو ابن أخي عمرو الناس بجمع الغنائم، وأن يخرجوا إخوانهم من بين الروم وبني الأصفر، فالتقطوهم مائة وثلاثين رجلاً، ثم صلى عليهم عمرو بن العاص، ومن معه من المسلمين، ثم أمر بدفنهم، وكان مع عمرو بن العاص من المسلمين تسعة آلاف رجل ... )
4 - السبكي (الأب) علي بن عبد الكافي، في شفاء السِّقام ص 191 تحقيق حسين شكري
( ... وفي " فتوح الشَّام " أنه لما كان أبو عبيدة منازلاً بيت المقدس أرسل كتاباً إلى عمر مع ميسرة بن مسروق يستدعيه الحضور، فلما قدم ميسرة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلها ليلاً، ودخل المسجد وسلم على قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى قبر أبي بكر الصديق
" وفيه أيضاً " أن عمر لما صالح أهل بيت المقدس، وقدم عليه كعب الأحبار وأسلم وفرح عمر بإسلامه، قال عمر (له) هل لك أن تسير معي إلى المدينة،وتزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم وتتمتع بزيارته؟ فقال:نعم يا أمير المؤمنين، أنا أفعل ذلك، ولما قدم عمر المدينة أول ما بدأ بالمسجد وسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى ما ذكره
5 - السبكي (الابن) عبد الوهاب بن علي، في الأشباه والنَّظائر (2/ 131)
( ... ومنها: ثبت في الحديث النهي عن التصوير؛ فلو دعت إلى ذلك ضرورة المسلمين " كما روى الواقدي في فتوح الشام " أن النصارى صوروا صورة هرقل على حائط، فوقف بعض المسلمين متعجبًا منها، فانقلبت قناة طويلة من أحدهم فأصابت عين الصورة فقلعتها، فعلم به الحرس من قبل لوقا عظيم الروم، فجهز رسوله في مائة فارس إلى أبي عبيدة، إنكم غدرتم الأمان بقلع عين هذه الصورة، وهو عندنا عظيم.
فسأل أبو عبيدة: من فعل هذا؟
فقيل فلان خاطئًا.
فقال أبو عبيدة: إن صاحبنا إنما فعل ما فعل غير متعمد.
فقالوا: لا نرضى حتى نفقأ عين صاحبكم -يعنون عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وكان القوم يمتحنون بهذا أمان المسلمين وأنهم هل هم موفون بعهودهم.
فقال أبو عبيدة: أنا أمير هذه الطائفة فافعلوا بي ما فعلوه بتمثالكم
فقالوا: لا نرضى إلا بفقء عين ملككم الأكبر
فقال أبو عبيدة ملكنا أمنع من ذلك، وغضب المسلمون، وكادت تقوم ملحمة عظيمة، فنهاهم أبو عبيدة وقال على رسلكم
فقال منهم قائل: لا عين أميركم ولا عين خليفتكم؛ ولكن نصنع تمثالًا فيه صورة أبي عبيدة، ثم نفقأ إحدى عيني ذلك التمثال.
فقال المسلمون: إن صاحبنا فقأ عين ذلك التمثال غير قاصد، وأنتم تتعمدون
فقال أبو عبيدة: يا معشر المسلمين إن هؤلاء ليس لهم عقول، فإنهم رضوا أن يصوروا صورتي ويفعوا بها ما أرادوا، فدعوهم وقلة عقولهم، فرضوا وسكنت الفتنة) اهـ
وبعض هذه النقولات موجودة بنصها في المطبوع، فالظاهر أن نسبة الكتاب صحيحة، لكن الطبعة المتداولة غير متقنة، أو أنها مختصرة، ولعله أدخل فيها ما ليس منها.
والله علم وأحكم
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[31 - 01 - 10, 04:05 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي أبا معاذ
كنت أرتب المشاركة وألونها ولم أتنبه لمشاركتك إلا عند استعراضي الأخير لما كتبتُ، وقد حاولت أن أضع ما عندي ليستفيد منه المطالع للموضوع، وليفيدنا من لديه فضل علم.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[01 - 02 - 10, 02:03 ص]ـ
في المشاركة الأخيرة ذكرت أن الشك يشمل جميع كتب الواقدي المطبوعة
تأكد من عبارتي بارك الله فيك!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 02 - 10, 08:11 ص]ـ
يقول الباحث أحمد تمام:
وينسب إلى الواقدي كتب فتوح الشام ومصر، وفتوح البهنسا وما فيها من العجائب وما وقع فيها للصحابة، وفتوح إفريقية. وهذه الكتب الثلاثة مطبوعة وتنسب خطأ إلى الواقدي؛ لأنه يلاحظ عليها أنها تحمل الطابع الأسطوري الذي لا يعرفه الواقدي، كما أن فيها إشارات إلى شخصيات من القرن السادس والسابع الهجريين، وهو ما يجزم بأن هذه الكتب في حالتها هذه التي وصلت إلينا ليست للواقدي. لم يبق من كتب الواقدي التي تركها سوى كتابه "المغازي"، وقد نشر "فون كريمر" الثلث الأول منه في المكتبة الهندية، وطبع في كلكتا سنة (1273هـ= 1856م)، ثم نشر الكتاب كاملاً "مارسدن جونس" بدعم من جامعة أكسفورد.
أقول: لعن الله النصارى ما أخبثهم، فقد نشروا كتباً كان يأمر السلف بإتلافها لما فيها من الكذب والزور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/250)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[01 - 02 - 10, 09:28 ص]ـ
يقول الباحث أحمد تمام:
وينسب إلى الواقدي كتب فتوح الشام ومصر، وفتوح البهنسا وما فيها من العجائب وما وقع فيها للصحابة، وفتوح إفريقية. وهذه الكتب الثلاثة مطبوعة وتنسب خطأ إلى الواقدي؛ لأنه يلاحظ عليها أنها تحمل الطابع الأسطوري الذي لا يعرفه الواقدي، كما أن فيها إشارات إلى شخصيات من القرن السادس والسابع الهجريين، وهو ما يجزم بأن هذه الكتب في حالتها هذه التي وصلت إلينا ليست للواقدي.
لم يبق من كتب الواقدي التي تركها سوى كتابه "المغازي"، وقد نشر "فون كريمر" الثلث الأول منه في المكتبة الهندية، وطبع في كلكتا سنة (1273هـ= 1856م)، ثم نشر الكتاب كاملاً "مارسدن جونس" بدعم من جامعة أكسفورد.
أقول: لعن الله النصارى ما أخبثهم، فقد نشروا كتباً كان يأمر السلف بإتلافها لما فيها من الكذب والزور.
أخي الفاضل خزانة الأدب
قصدت ما ذكرت في مشاركتك وفقك الله.
أخي محمدا
النقولات السابقة التي أوردتُها ترد على الإطلاق الذي ذكره أحمد تمام
ويمكن القول إن هذه الكتب أدخل فيها ما ليس منها، أما نفيها بالكلية فلا بد أن يكون بعد دراسة شاملة لمخطوطاتها الموجودة، ودراستها دراسة موسعة، وأتوقع أن الجامعات العربية أو الغربية لا تخلو من دراسة لهذا الأمر، فليت من يعلم عنها يفيدنا.
نريد أن يكون هذا الموضوع كغيره من الموضوعات التي يخرج القارئ لها والمناقش فيها بفوائد محررة، بغض النظر عن فائدة الكتاب أو ضرره.
ولعل من كان متخصصا في التاريخ أو يعرف من له علاقة بكتب الواقدي سواء في أبحاثه أو اهتماماته أن يدعوة للمشاركة والإفادة في هذا الموضوع أو في موضوع جديد.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[01 - 02 - 10, 12:26 م]ـ
الأخ الفاضل (خالد بن عمر) - وفقه الله - لم يستجب لطلبي بأن يقرأ بضع صفحات من أول الكتاب، بدعوى أن الطبعة سقيمة.
ولم يقتنع بما ذكرتُه من أن أهل الشأن يعتبرونه منحولاً، ولا بأن نصوص الكتاب وأشعاره وأسماء رجاله تدل على انتحاله!
وإنما نشط للقول بأن (إجابتي غير شافية وطريقتي غير جيدة)، وأن كلامي مراسيل، وأن (نسبة الكتاب إلى الواقدي مشهورة ولم أر أدلة من ينفي صحته لأتحقق من صحتها، فلا بد لمن أراد أن ينقض القول بصحة نسبته إلي الواقدي أن يظهر أدلته - إن كانت موجودة - سواء كانت بالإحالة إلى كلام من يقلده، أو بالأدلة التي ظهرت له هو، لا أن يطلب من معارضه أن يبحث عنها)، ... إلخ.
وذهب يطلب النقول لتصحيح الكتاب.
مع أن الأخ الكريم يقرِّر أنه جديد على الموضوع، وأنه لم يسمع بالشكّ فيه إلا بعد كتابة مشاركته.
وقد كان المنهج العلمي يقتضي أن يطالبني بإثبات دعوى أن الشك في الكتاب هو المستقر لدى أهل الاختصاص. وهو بالخيار بعد ذلك: إما أن يقبل برأيهم، أو يشمِّر عن السواعد لإثبات صحة الكتاب، وأضعف الإيمان يقرأ بضع صفحات منه قراءة نقدية!
أما أن يكون رأيه - وهو الجديد على الموضوع - هو الأصل، وأكون أنا المطالَب بإثبات العكس، فهذا هو الأسلوب غير العلمي.
وحقُّه أن أوضِّح له رأي أهل الصناعة في الكتاب، وأن الذي يقول بصحَّته هو الذي يسير على عكس التيار.
فإليك طائفة من أقوالهم:
• فناشره المستشرق ناسوليس كتب على غلاف الكتب ( Commonly ascribed to Al-Waqidi)، أي الذي جرت العادة بنسبته إلى الواقدي. وأكد في مقدمة التحقيق (ص xiii) أن الكتاب ليس له، مشيراً إلى أن المستشرق همكر قد وصل إلى نفس النتيجة في شأن الكتاب الآخر (فتوح مصر)، ورجَّح أن يكون فتوح الشام قد نسب إلى الواقدي بواسطة ناسخ جاهل قدبم، خطأً لا عمداً، قبل أن تنتشر نسخ الكتاب. ورأي المستشرق هذا غير صحيح، لأسباب كثيرة، منها أنه لا يفسِّر كثرة كتب الفتوح المنحولة للواقدي، وأنها من جنس واحد!
• ولم أستطع قراءة مقدمة المستشرق همكر لكتاب فتوح مصر، لأنها باللاتينية، وفحواها كما تقدَّم، إلا قوله على الغلاف ( vulgo adscriptus)، وتعني نفس معنى الشك في النسبة.
• وقال المستشرق بتلر في (فتح العرب لمصر)، ص 33 (وأما تلك الكتب التي تحمل اسمه، مثل فتوح مصر، فإنها تنسب إليه خطأً، ولكنها في العادة تنسب إلى اسمه تسهيلاً في القول، بدل أن يقال: المدَّعى بأنه الواقدي).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/251)
• وقال المستشرق جونز في مقدمة كتاب المغازي 16 (أما فتوح الشام وفتوح العراق فقد فقدا ولم يعثر على أثر لهما. وما يتداوله الناس اليوم باسم فتوح الشام وفتوح العراق وغيرها ليست له، إذ إنها متأخرة عنه. وقد نقل البلاذري في فتوح البلدان كثيراً عن الواقدي، ولا عجب في ذلك، فقد كان من تلاميذ ابن سعد كاتب الواقدي. وكذلك نجد كثيراً من هذه النقول عند الطبري وابن كثير).
• وقال الخير الزركلي في الأعلام 6/ 311 (وينسب إليه كتاب فتوح الشام، وأكثره مما لا تصح نسبته إليه). ولا يخفى أن قوله (أكثره) هو للاحتراس لا غير، وليس معناه أن جزءاً من الكتاب ثابت النسبة إليه. وقال في ترجمة جورج سيل 3/ 150 (وفي دائرة المعارف البريطانية: مما يؤسف له كثرة اعتماده في تأليف كتابه، على مخطوطة من كتاب فتوح الشام المنسوب للواقدي، وهو أقرب إلى أن يكون قصة خيالية من أن يكون تاريخا).
• وقال سزكين 1/ 2 / 104 (ولا بد من دراسة عميقة لمعرفة أصالة كل مخطوطات كتب الفتوح التي وصلت إلينا للواقدي)، وقال عن فتوح البهنسا (المرجح أن مؤلفه هو أبو الحسن البكري).
• وقال الدكتور شاكر مصطفى في كتاب التاريخ العربي والمؤرخون 1/ 164 في سياق تعداد مصنفاته (كتب الفتوح: فتوح الشام وفتوح العراق، وفي نسبتها إليه كثير من الشك ... ويلاحظ على هذه الكتب أنها تحمل الطابع الأسطوري الذي لا يعرفه الواقدي، كما أن فيها إشارات إلى شخصيات من القرن السادس والسابع (سيدي أبو مدين - سيدي أبو الحجاج الأقصري)، مما يكاد يجزم [كذا] بأن هذه الكتب - في حالتها التي وصلت إلينا بها على الأقل - ليست للواقدي، وقد دخلتها الأسطورة في الغالب بعد القرن السابع الهجري).
• وورد مثل هذا القول في كتاب (المؤرخون والتأريخ عند العرب) للمدعو محمد ترحيني، ولكنه مسروق من كتاب شاكر مصطفى!
• وكذلك كلام أحمد تمام أعلاه، فهو مسروق من كتاب شاكر مصطفى!
• وقال الأستاذ المحقِّق إبراهيم الأبياري في مقدمة فتوح مصر لابن عبدالحكم (ويرى بعض المؤرخين المحققين أن الكتاب الأصلي [فتوح مصر] للواقدي قد ضاع، وأن المطبوع منسوب إليه خطأ. ولهؤلاء المحققين في دعواهم أدلة كثيرة مقبولة)
• وورد في مقالة عن كتب الفتوح في مجلة التاريخ العربي (له العديد من الكتب المتعلقة بالفتوح، وكثير مما طبع منها كتب أسطورية لا تصح نسبتها للواقدي، وإن كان من المتوقع أن كتبه الأصلية ربما لا يزال بعضها موجوداً ضمن المخطوطات المحفوظة في المكتبات لكنها لم تر العناية الدقيقة من الباحثين. كما أن المخطوط منها لا يتفق بعضها مع بعض في الغالب، وإن اتفقت في التسمية، مما يدل على استخدام القصاص لاسم الواقدي ونسبة أساطيرهم وما اخترعوه من روايات إليه، وبالتالي ضياع كتبه الأصلية أمام هذا الكم الهائل مما نسب إليه ... من هذه الكتب المنسوبة للواقدي: فتوح إفريقية - فتوح الإسلام لبلاد العجم وخراسان - فتوح البهنسا - فتوح الشام - فتوح العراق والعجم - فتوح الجزيرة والخابور وديار بكر - فتوح مصر - فتح منف والإسكندرية). وقال (فما ورد من حكايات وأشعار في ما نسب للواقدي من كتب الفتوح يعد في إجماله من الشعر المنحول). وقال عن فتوح الشام (طبع الكتاب طبعات مختلفة، أقدمها طبعة شركة الهند الشرقية، كلكتا، 1854 م؛ كما طبع في القاهرة 1978 م، و 1891 م، و 1895 م، و 1912 م، و 1929 م، و 1935 م. ومن هذه الطبعات طبعة بيروت عن دار الجيل. ويشك كثير من الباحثين في نسبة الكتاب للمؤلف. راجع، صالحية، المعجم الشامل للتراث العربي المطبوع، ج 5، ص. 324).
• وقال الأستاذ أحمد الإسكندري في نقد كتاب تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان، بمجلة المنار (ومن الأمور التي لم يتحرَّ فيها المؤلف الحقيقة والصواب قوله في في تعداد كتب الواقدي: 2 - كتاب فتوح الشام: هو أشبه بالقصص منه بالتاريخ؛ لما حواه من التفاصيل والمبالغات؛ لكنه مؤسس على الحقيقة. وفيه حقائق لا توجد في سواه من كتب الفتوح ... وأكثر كتبه محشوة بالمبالغات لا يُعول عليها، وفي مجلة المشرق البيروتية مقالة انتقادية في الواقدي ومؤلفاته. أقول: إني لم أطلع على مجلة المشرق ولا على انتقادها، ولكن الأمر لا يجهله من له أدنى إلمام بتمييز كتابات العصور المختلفة أو بالتاريخ أن كتب المغازي التي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/252)
تطبع في مصر من مثل فتوح الشام ومصر والبهنسا وفتح خيبر وفتح مكة، ورأس الغول ونحوها ـ هي من الكتب الموضوعة الخيالية المشتملة على بعض حقائق تاريخية، والأقرب أنها وضعت هي وقصة عنترة و ذات الهمة وغيرها زمن الحروب الصليبية؛ لتغرس في الناس فضيلة الشجاعة والاقتداء بالسلف الصالح، لا أنها هي نفس كتب الواقدي الحقيقية، وإن الذين سموها بهذه الأسماء هم جماعة الوراقين والنساخين؛ لترويج سلعهم عند القراء، كما نسب مؤلف قصة عنترة وروايتها إلى الأصمعي، وزعم أنه عمر وأدرك الجاهلية وقابل شيبوبًا أخا عنترة، وإني لأخجل أن أرى مثل مؤلفنا قد انخدع بهذا الباطل، وطوح به الأمر أن قال في كتب الواقدي أبي التاريخ: إنها محشوة بالمبالغات لا يعول عليها، وليت شعري على من نعول في تاريخ الفتوح إذا لم نعول عليه وهذا ابن سعد كاتب الواقدي وتلميذه نقل عنه أكثر أخبار الفتوح في كتابه الكبير طبقات ابن سعد، البالغ بضعة عشر مجلدًا، وهو أصح كتاب في طبقات الصحابة. على أن المؤلف لو راجع عبارة بعض هذه الكتب المنحولة للواقدي وبعض الكتب الأخرى الصحيحة النسبة إليه كفتح إفريقية وفتح العجم؛ لميز بين الصحيح والموضوع، ولكن قاتل الله العجلة، وخاصة العجلة في التأليف). فالناقد والمنقود متفقان على أن كتب الفتوح منحولة للواقدي، والإسكندري يدافع عن الواقدي لأنه يظن أن زيدان يطعن فيه.
إلى غير ذلك من أقوال المؤرخين.
وهؤلاء المشكِّكون في صحة الكتاب علماء معتبرون، وقد قرأوا الكتاب قراءة نقدية، ونظروا في أسانيده ومتونه ورجاله وأسلوبه، على ضوء المصادر الوثيقة، كالمغازي للواقدي، والطبقات لتلميذه ابن سعد، وفتوح الشام للأزدي، والفتوح لابن أعثم، وفتوح البلدان للبلاذري، وتاريخ الطبري، وتاريخ دمشق لابن عساكر، وتاريخ حلب لابن العديم، ومعجم البلدان لياقوت، والاكتفاء للكلاعي، وتواريخ الصحابة لابن عبدالبر وابن الأثير وابن حجر، وغيرها كثير.
وهم أعرف الناس باختلاف المخطوطات والمطبوعات، لو كان في ذلك مسوِّغ لتصحيح الكتاب.
وأما نقول الزيلعي والسبكي و ابن الهمام فهي نقول متأخرة، بعد أن وُجد الكتاب منسوباً للواقدي. وتواريخ النُّسخ تدل على وجوده في العصر المملوكي بيقين.
وتحسن الإشارة إلى أن نقل الزيلعي موجود في الكتاب (الطبعة الأوربية) بنفس السند، وقد يكون وقع الاختصار في طبعة بيروت نقلاً عن الطبعات المصرية القديمة.
بقي ابن النديم وابن عساكر: فابن النديم لم ينقل من الكتاب الموجود، بل ذكر الكتاب الأصلي باسمه. ونقول ابن عساكر الثلاثة لا توجد في الكتاب الذي يدور عليه الكلام! وظاهر أنه كان ينقل من الكتاب الأصلي الذي ذكره ابن النديم، وما أحرى كتاباً في فتوح الشام لمثل الواقدي لم يعرفه مثل ابن عساكر أن يكون منحولاً.
وأختم القول بنص من خاتمة الكتاب، وقد وقعت عليه عرضاً من غير تفتيش:
قال الواقدي: حدثنا حامد بن المزيد، عن أبي صالح، عن ابن نوفل المرادي، قال: كان بمدينة البهنسا أربعمائة بقّال حين فتحها يبيعون البقل وغيره. وكانت مدينة عظيمة، فلما وقع بين بني أمية وبني هاشم ما وقع أخرجوا منها جماعة واختلّ أكثرها. قال: وتسلسل إليها جماعة من العربان حتى جاء الحسن وإخوته في خلافة بني العباس فعمر جامعًا وأكثر من الزوايا والربط وأقام بها حتى مات.
الواقدي وُلد سنة 130، ولكنه يروي ما وقع في أيامه بسند فيه ثلاثة رجال!
وحقّ ابن نوفل المرادي أن يكون من الصحابة، ولكنه يروي للواقدي بالوسائط الكثيرة ما وقع بعد قيام دولة بني العباس بزمن لعله غير قليل!
ومن الواضح أن الكتاب لم تُختصر أسانيده، بل هو مليء بالأسانيد المظلمة!
إلا أن يقال: كلام ابن نوفل ينتهي بعبارة (يبيعون البقل وغيره)، وبقية الكلام للواقدي. وهذا لا يزيل الإشكال، لأن النص يتضمن أن العربان تسلسلوا إلى مصر، إلى أن جاء (الحسن وإخوته)، وأكثر الزوايا والأربطة، إلى أن مات بها. ولم أحرِّر من هو الحسن، ولكن السياق والألفاظ تدل على أنه كان بعد عصر الواقدي بكثير!
ويكاد الكتاب كله يكون على هذه الشاكلة!
فالشكّ فيه - كما ترى - يقوم على أسس قوية.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[01 - 02 - 10, 01:09 م]ـ
بارك الله فيك على هذه الإفادات الجميلة
وهذا ما كنت أريد أن تفيدنا به منذ بداية الحوار وفقك الله.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[01 - 02 - 10, 08:35 م]ـ
تصحيح واستدراك:
مشيراً إلى أن المستشرق همكر قد وصل إلى نفس النتيجة في شأن الكتاب الآخر (فتوح مصر). ورجَّح ناسوليس أن يكون فتوح الشام قد نسب إلى الواقدي بواسطة ناسخ جاهل قدبم، خطأً لا عمداً، قبل أن تنتشر نسخ الكتاب.
وأبو الحسن البكري: أظنه القصاص صاحب الموالد.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[09 - 02 - 10, 10:48 م]ـ
إفادات جميلة من أريب أديب(151/253)
استفسار: - معجم أسر أهل القصيم للعبودي في 21 مجلد!
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[29 - 01 - 10, 10:25 م]ـ
قبل أيام كنت أتابع برنامج في قناة المجد الفضائية
وكان ضيف الحلقة الشيخ محمد بن ناصر العبودي حفظه الله؛ وكان مما شدني سؤال سأله إياه المذيع عنه كتابه (معجم أسر القصيم) إلى أين وصلت فيه ياشيخ؟؟ فقال: عما قريب سوف يصدر معجم أسر وعوائل القصيم وهو في 21 مجلد بمشاركة الأخ ..... ولم أذكر اسم شريكه الذي ذكره!!
الشيخ العبودي ومعجم أسر أهل القصيم
محمد بن عبدالله المشوح
من صحيفة وراق الجزيرة سنة 1422هـ
الشيخ العلامة محمد بن ناصر العبودي أحد موسوعيي هذا العصر ومن أبرز أدبائه ومثقفيه. يمتاز بتنوع اهتماماته وتعدد مواهبه واسهاماته. يحمل حساً ادبياً مرهفاً يتذوق الشعر ويكتبه ويتقن فن القصة وصياغتها. كاتب اجتماعي مجيد وراوية لا تغيب عنه الاسماء والاماكن والبقاع وهو جغرافي ماهو يتلمس المواقع والاثار فيبدع في وصفها وتحديد مكانها استطاع بكل جدارة ان يكون عميداً للرحالة بلا منافس قياساً الى عدد رحلاته وتنوع اهتماماته وكثرة كتاباته عن رحلاته التي لم تعرف البشرية أحدا كتب مثل ما كتب في ادب فن الرحلة.
والحديث هنا ينصب على كتابه الموسوعي المخطوط «معجم اسر أهل القصيم» الذي أمضى في جمع مادته وتدوينها أكثر من ثلاثة عقود جمع فيها عصارة تجربته وخلاصة فكره وثقافته عن أخبار واحداث ووقائع وروايات أسر أهل القصيم.
وإذا كان الجميع ينتظرون صدور هذا السفر القيم لما يحويه من معلومات مهمة تعتبر الأعلى توثيقاً عن تاريخ المنطقة وأسرها وأعلامها فإن ما يحظى به الشيخ العبودي من مكانة علمية وثقافية وتاريخية لدى الجميع تجعل منه مصدراً مهماً من أهم مصادر تاريخ هذه البلاد المباركة فمنطقة القصيم تعتبر من أهم مناطق المملكة لما تمثله من ثقل ملموس في عدد من الجوانب الاجتماعية والتاريخية والفكرية والاقتصادية. فهي قد احتلت مكانة خاصة في تاريخ المملكة العربية السعودية واحتضنت اهم معارك التوحيد وكانت دائرة صراع مهم زهاء ثلاثمائة سنة. اضافة الى التنوع السكاني والثقافي والاجتماعي الذي تحمله.
لقد شرفت بالاطلاع على بعض مسودات وملازم هذا الكتاب الضخم بتكريم من شيخي معالي الشيخ محمد العبودي واطلعني امد الله في عمره على شيء من خطته ومنهجه في هذا الكتاب والذي ما زلت اشكل فيه ازعاجاً نحو شيخنا في كثرة الحاحي عليه بسرعة اخراجه ونشره الا أنني ولقربي منه حفظه الله سرعان ما أتراجع نظرا لما ألمسه من مشاغل عديدة لدى معاليه وخصوصاً في الرابطة ومتابعة شؤون وأحوال المسلمين في العالم اضافة الى مشاريعه العلمية المتعددة في الرحلات واللغة والأدب والتاريخ والتي تأخذ بلا مبالغة وقت شيخنا كملاً. كما أن فكرة هذا المعجم الضخم والتي تعتبر فريدة في منهجها وخطتها لما تشمل عليه من مسح كامل لكافة اسر أهل القصيم هذه المنطقة المترامية الاطراف باسرها واعلامها وقبائلها ورجالاتها واحداثها السياسية والتاريخية والاجتماعية مما يجعلها مهمة ليست سهلة سوى على موسوعة علمية كبرى وطاقة نادرة يمثل شيخنا انموذجاً فريداً لها امده الله بالصحة والعافية.
لذا فإن الشيخ بكتابه المشار اليه سوف يسد ثغرة مهمة في تاريخ المنطقة والتي تناولها البعض في كتابات متقطعة او مدونات مختصرة أو هوامش صغيرة أحسب أن الشيخ قد استحضرها وافاد منها.
وقد كان لعدد من أدباء ومؤرخي عنيزة اسهام مشكور بارز مسبوق في خدمة تاريخ المنطقة خصوصا والتي كان منها على سبيل المثال.
1 - تحفة المشتاق في اخبار نجد والحجاز والعراق للشيخ عبدالله محمد البسام.
2 - العقود الدرية في تاريخ البلاد النجدية وعنوان السعد والمجد في اخبار الحجاز ونجد للمؤرخ مقبل الذكير.
3 - تاريخ محمد العلي العبيد.
اضافة الى عدد من الكتابات المتفرقة عن احداث المنطقة وتراجم لبعض علمائها ورجالاتها. والتي منها كتاب «تذكرة أولي النهى والعرفان في أيام الله الواحد الديان» لفضيلة الشيخ ابراهيم بن عبيد آل عبد المحسن متعه الله بالصحة والعافية. وكذلك ما كتبه فضيلة الشيخ صالح بن سليمان العمري رحمه الله في كتابه «علماء آل سليم وتلامذتهم وعلماء القصيم».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/254)
كما يضاف الى ذلك ما كتبه الشيخ محمد بن صالح القاضي في كتابه «روضة الناظرين» وكذلك الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن البسام حفظه الله في كتابه النفيس «علماء نجد خلال ثمانية قرون».وأحسب أن معالي الشيخ العبودي قد جمع شتات هذه الكتب جميعاً ليخرج لنا موسوعة غاية في الأهمية العلمية والتاريخية متميزة في حادثها وموضوعها.
لقد أشار علامة الجزيرة الراحل الشيخ حمد الجاسر رحمه الله الى افادته من مسودات معالي الشيخ محمد العبودي التي نقل منها كثيراً في كتابه «جمهرة انساب الاسر المتحضرة في نجد» والذي عول فيه على اسانيد وتوثيقات الشيخ العبودي وخصوصاً في أصول الاسر وانسابها. إلا أن منهج صاحب المعجم وهو الشيخ العبودي يبقى فريداً فهو لا يدع شاردة ولا واردة عن الاسر بدءا بالتسمية وسببها واصلها ومروراً بتاريخ الاسرة وموقعها الاصلي وتراجم لاعلامها من مشاهير وعلماء واعيان وادباء. كما يزين تراجمه ببعض القصص والحكايات التي يختزنها في ذاكرته الحاضرة القوية بحمد الله. من خصائص المعجم المنتظر أنه كتاب وثائقي فقد استطاع الشيخ ان يجمع مئات الوثائق والرسائل والمخطوطات عن الاسر والتي استدل بها على حوادث واسباب ووقائع واحداث ومن خصائصه ومنهجه انه لا يترجم للمشاهير فحسب بل يذكر اسراً انقرضت او كادت فيشير إليها أو الى انضمامها إلى أسر اخرى فيحفظ للتاريخ حقه بعيداً عن المزيدات العصرية القائمة وبالجملة فالكتاب يعتبر عملاً موسوعياً ضخماً يحمل بين دفتيه ادباً وثقافة وتاريخاً وجغرافيا فضلاً عن عنايته المعروفة بانساب الاسر والقبائل واصولها. كما أنه يعتبر مرجعاً توثيقياً مهماً لتاريخ المنطقة واحداثها والتي قد تغيب عن البعض. خصوصاً في توحيد المملكة العربية السعودية ومواقف أهل القصيم الثابتة والمخلصة مع موحدها الملك عبدالعزيز رحمه الله. ويتضمن الكتاب وفاء من شيخنا لبلده ومسقط رأسه بريدة والتي حظيت باسرها وتاريخها واعلامها بحديث دقيق مفصل لم يسبق اليه فاطال النفس فيها وفي اخبارها ورجالاتها مما سوف يكون اضافة تاريخية مهمة عن هذه المدينة بالاخص.
وختاماً فالامل يحدو الجميع ان يظهر هذا السفر قريباً مع ايماننا ان العمل ضخم وكبير وقديماً قيل:
واذا كانت النفوس كباراً ...... تعبت في مرادها الاجسام
كما انني اجدها فرصة ان يحظى هذا المشروع الكبير برعاية من قبل بعض الجهات الثقافية والعلمية كنادي القصيم الادبي لتتم مؤازرة معالي الشيخ العبودي في هذا الجهد الرائد. كما انني آمل ان يكون لجيل الشباب نصيب من معاليه ليستفيدوا من علمه وفكره وثقافته وسوف اتحدث عن هذا الجانب لاحقاً بإذن الله. حفظ الله شيخنا ومتعه بالصحة والعافية ليكمل اعماله المهمة واسهاماته المشهودة لخدمة تاريخ هذه البلاد المباركة.
* المستشار الشرعي بأمانة مدينة الرياض.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[29 - 01 - 10, 10:40 م]ـ
هنا تباع جميع مؤلفات الشيخ العبودي
http://www.alobody.net/news.php?action=show&id=60
ـ[أبو سليمان الأسعدي]ــــــــ[30 - 01 - 10, 12:54 ص]ـ
بشرك الله بالجنة ..
هذا الكتاب طال انتظاره كثيراً .. وكانت مسوداته عمدة الجاسر في أنساب أهل القصيم من كتابه عن أنساب أسر نجد قبل نحو ثلاثين سنة،
وقد ذكر الشيخ العبودي في بعض كتبه أن له كتاباً آخر اسمه "معجم أسر بريدة" وسيصدر قريباً.
فيكون العلامة العبودي بهذين الكتابين مع كتابه "المعجم الجغرافي لبلاد القصيم" قد قدم للقصيم خدمة تاريخية وبلدانية لم يقدمها غيره ..
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[30 - 01 - 10, 03:39 ص]ـ
حياك الله يا الأسعدي /
بالنسبة لمعجم أسر القصيم فقد طبع عام 1430هـ؛ وانظره هنا أخر القائمة:
http://www.alobody.net/articles.php?action=listarticles&id=10
ـ[السلامي]ــــــــ[01 - 02 - 10, 09:46 ص]ـ
التأليف للشيخ العبودي وليس له شريك ..... والكتاب لم يطبع عام 30 ولعله يباع في معرض الرياض القادم ...
والكتاب مقسم لأقسام قسم بريدة وضواحيها وشمال القصيم وجنوبه وغربه وشرقه وهو كتاب أخبار أكثر منه كتاب أنساب ......
وأحب أن أضيف أن العنوان غير دقيق فمعجم أسر بريدة وضواحيها في 21 أو 22 مجلدا وليس معجم القصيم فهو أكبر من ذلك وأعظم أقسامه معجم أسر بريدة والله ولي التوفيق ....(151/255)
اهم كتب تكلم عن تاريخ الجزيزة العربية قديماوحديثا
ـ[الصالحي]ــــــــ[30 - 01 - 10, 08:28 ص]ـ
اهم كتب تكلم عن تاريخ الجزيزة العربية قديماوحديثا(151/256)
ملخص بسيط عن بعض خلفاء الدوله العباسيه
ـ[أبو نواف السلفي]ــــــــ[30 - 01 - 10, 08:34 ص]ـ
هذا ملخص للبعض خلفاء الدوله العباسيه
وهو من إعداد أخي في الله ظافر لا تنسوه من الدعاد في ظهر الغيب
وجزاكم الله كل خير
http://www.sham3h.com/vb/attachment.php?attachmentid=8&d=1264787319
ـ[أبو نواف السلفي]ــــــــ[03 - 02 - 10, 08:00 ص]ـ
للرفع
ـ[عبدالسلام محمد]ــــــــ[28 - 04 - 10, 01:15 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبا المنذرالسلفي]ــــــــ[28 - 04 - 10, 01:58 م]ـ
بارك الله فيك كان الرابط لا يعمل؟(151/257)
هل صح سب علي على المنابر
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[30 - 01 - 10, 11:13 ص]ـ
إخوة الإيمان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل صح بإسناد صحيح أن سيدنا معاوية 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كان يأمر بسب سيدنا علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - على المنابر، وإن صح هذا فهل كان هذا قبل أم بعد مبايعة سيدنا الحسن بن علي له بالخلافة؟
وكيف رضي الحسن 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ومن بعده أخوه الحسين 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بسب أبيهم على المنابر؟
إن كان هناك إسناد صحيح لهذا السب فأرجوا ذكره مع المصدر
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[العوضي]ــــــــ[30 - 01 - 10, 11:55 ص]ـ
تفضل هذا الموضوع وفيه نقاش حول الموضوع الذي ذكرته:
تحدي للروافض وأذنابهم: أثبتوا شتم الامام علي-رضي- في العهد الأول (خير القرون)
http://www.hdrmut.net/vb/t266393.html
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[31 - 01 - 10, 01:22 ص]ـ
اخي الكريم هذا لم يثبت
وباذن الله تعالى لي عودة للموضوع لتسطير بعض الادلة واقوال اهل العلم وفتاويهم في المسالة حسب ما تيسر من الوقت والجهد وبدون ترتيب وانت بعينك البصيرة ومحاولة معرفتك للحق ستعرف الحق باذن الله تعالى
وبارك الله في اخينا العوضي فقد احالك على مناقشة مفيدة جدا
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[31 - 01 - 10, 11:25 ص]ـ
أخي الحبيب
أعلم أن سيدنا معاوية رضي الله عنه أجل من أن يفعل هذا، وأن الحسن والحسين رضي الله عنهما أجل من أن يقبلوا بهذا.
ولكن نريد تتبع الشبهة ومعرفة أصولها وتفصيلها وجذورها بارك الله فيكم.
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[13 - 02 - 10, 09:26 م]ـ
قلتم حفظكم الله تعالى
هل صح بإسناد صحيح أن سيدنا معاوية كان يأمر بسب سيدنا علي على المنابر؟
اولا / صحيح البخاري رحمه الله تعالى
لا يوجد في صحيح البخاري ان معاوية رضي الله عنه كان يأمر بسب علي رضي الله عنه على المنابر
وانتهينا من اول كتب الحديث
ولي عودة باذن الله تعالى للموضوع
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[15 - 02 - 10, 03:31 ص]ـ
قلتم حفظكم الله تعالى
هل صح بإسناد صحيح أن سيدنا معاوية كان يأمر بسب سيدنا علي على المنابر؟
ثانيا / صحيح مسلم رحمه الله
لا يوجد في صحيح مسلم ان معاوية رضي الله عنه كان يأمر بسب علي رضي الله عنه على المنابر
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[15 - 02 - 10, 07:16 ص]ـ
أخي الحبيب بارك الله فيك وحشرك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
لو تتبعت الموضوع بتفصيل أوسع فعسى أن تخرج برسالة أو مقال مفيد
وانظر إلى الرابط الذي وضعه الشيخ العوضي ففيه فائدة
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[16 - 02 - 10, 04:06 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي فلاح
والاربط الذي وضعه الفاضل العوضي اعرفه جيدا ومن قديم وكنت اريد وضعه لك ولكن سبقنس الفاضل العوضي ونال الاجر
وما انا وانت الا نحاول بجهد المفلس بالبحث هنا وهناك عن هذه الرواية وما فيها من وكلام اهل العلم عليها(151/258)
سيرة حياة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ـ[ماجد الحربي]ــــــــ[30 - 01 - 10, 03:46 م]ـ(151/259)
من منكم يتفضل بإعادة رفع هذا النظم؟
ـ[أبو عبد الله وعزوز]ــــــــ[31 - 01 - 10, 12:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا بحاجة لنظم قرة الأبصار (نظم) عبدالعزيز بن عبدالواحد اللمطيالمكناسي على صيغة pdf
وأنا أعلم أنه تم تنزليه على المنتدى , وقد حملته إلا أنه بعد ذلك لايفتح معي , فياليت أحد الإخوة يعيد تنزيله لأني بحاجة له.
ـ[أبو عبد الله وعزوز]ــــــــ[02 - 02 - 10, 11:48 م]ـ
للرفع(151/260)
هل الدكتور تقي الدين الهلالي حسيني النسب حقا؟
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[31 - 01 - 10, 05:29 ص]ـ
من المعلوم أن شيخي الدكتور تقي الدين الهلالي -رحمه الله- كان ينسب نفسه للفرع الحسيني الشريف، وقد ناقشني بعض أهل الفضل في ذلك، ونفى هذه النسبة، فمن له إفادة في هذا الموضوع -بارك الله فيكم-؟
ـ[ابوعبدالله الزرهوني]ــــــــ[02 - 02 - 10, 04:21 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
معروف ان الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله كان ينسب نفسه غيرما مرة في كتبه ورسائله.
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[02 - 02 - 10, 04:58 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
معروف ان الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله كان ينسب نفسه غيرما مرة في كتبه ورسائله.
أعلم ذلك أخي الكريم، لكن استفساري هو عن تحقيق هذا النسب لأن البعض شكك فيه.
ـ[محمد بن يحيى محمد]ــــــــ[11 - 05 - 10, 10:54 ص]ـ
الناس مؤتمنون على أنسابهم
ـ[إسماعيل بن علي المدغري]ــــــــ[11 - 05 - 10, 04:43 م]ـ
الأخ الكريم أبو عائشة:
الطاعنون في نسب العلامة الشيخ تقي الدين الهلالي الحسيني ثلاثة أصناف:
1 - الصنف الأول و هو أقبحهم و أجهلهم و أكذبهم على الإطلاق و هم شيعة الشيطان؛ روافض آخر الزمان , و معتمدهم في ذلك بعض كتب الأنساب يطلقون عليها أمهات الكتب , وبعضها للروافض الأوائل.
2 - الصنف الثاني: هم رجال من أهل السنة؛ و لكنهم أتباع كل ناعق , و أسرى كل سائق , ساقهم الروافض بشبههم فوجهوهم حيث أرادوا , وضربوا بهم أهل السنة.
3 - الصنف الثالث: قوم أكل الحسد قلوبهم , و نهش الحقد أكبادهم , فلم يجدوا غير الأنساب لينهشوا منها , ويشبعوا غرائزهم , فالله حسيبهم.
وهناك صنف آخر لا نلحقه بهذه الأصناف , و لايمكن أن نلحقه بهم , لا لأنه لم يشترك في القدح في بعض الأنساب , و لكن لحسن ظننا به , من حيث أنه أوتي من قبل جهله بكيفية إثبات النسب , وجهله بحرمة الطعن في الأنساب.
فأما إثبات النسب: فيقول العلماء في هذا المجال أنه يتم ذلك بطرق:
1 - أهمها: و هي الأصل في هذا الباب ألا و هي أن تكون لدى العائلة و ثيقة أو شهادة أو جرد قديم مختوم عن نقباء الأشراف أو علمائهم تتوارثه العائلة جيلا بعد جيل.
2 - أن تكون للعائلة شهرة مستفيضة بالنسب الشريف بين القبيلة أو بين الجيران أو في البلد التي تسكنها , ويقصد بالاستفاضة أن يشهد بذلك عدد ممن لايحتمل تواطؤهم على الكذب.
3 - أن يكون نسب العائلة مسجلا في كتب الأنساب أو التاريخ القديمة أو المتوسطة أو المتأخرة.
4 - أن يشهد أبناء العمومة لهذه العائلة بالقرابة؛ و هذه الطريقة هي الأوسع انتشارا في هذا العصر نظرا لوجود فروع لم تكن مسجلة من قبل.
و أما الطعن في الأنساب فقد جاء فيها الوعيد الشديد , و حسبنا في ذلك ما ورد في الصحيحين و هما أصح الكتب المصنفة في الحديث؛ فقد أخرج أمير المؤمنين محمد بن إسماعيل البخاري - رحمه الله - في صحيحيه , قال؛
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: خِلَالٌ مِنْ خِلَالِ الْجَاهِلِيَّةِ الطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ وَالنِّيَاحَةُ وَنَسِيَ الثَّالِثَةَ قَالَ سُفْيَانُ وَيَقُولُونَ إِنَّهَا الِاسْتِسْقَاءُ بِالْأَنْوَاءِ. (صحيح البخاري باب القسامة في الجاهلية رقم 3561)
و مسلم في صحيحيه , قال؛ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ ح و حَدَّثَنِي إِسْحَقُ بْنُ مَنْصُورٍ وَاللَّفْظُ لَهُ أَخْبَرَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ حَدَّثَنَا أَبَانُ حَدَّثَنَا يَحْيَى أَنَّ زَيْدًا حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا سَلَّامٍ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يَتْرُكُونَهُنَّ الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ وَالْاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ وَالنِّيَاحَةُ وَقَالَ النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ (صحيح مسلم).
واعلم أخي الكريم أن اعتماد بعضهم على القاعدة الخلدونية إنما هو على سبيل التقريب , وإلا فقد تكون الزيادة أو النقصان في العمود على حسب تاريخ الولادة و الوفاة و التعقيب , فابن خلدون ذكر أن لكل مائة سنة ثلاثةمن الآباء , و هذه قاعدته و قد اعتمدها كثير من النسابين , و لكنها ليست دائمة؛ فقد نجد في تراجم بعض العلماء أنه ولد مثلا في سنة 100 هـ و لم يعقب إلا في سنة 80 هـ وو لده كذلك لم يعقب إلا في سنة 120 هـ و حفيده كذلك لم يعقب إلا في سنة 180 هـ؛ فهذه 200 سنة فيها ثلاثة آباء؛ بينما في القاعدة الخلدونية ينبغي أن يكون فيها ستة أباء , و هكذا قد يأتي في الأحفاد من يشبه آباءهم في التعقيب؛ فخلاصة القول ما أريد قوله هو أن كلام البشر يشوبه الخطأ و الصواب فلا نجعله كأنه وحي يوحى نبطل به الحق و نحق به الباطل , وإنما هو تبع لكلام الحق سبحانه و تعالى , و كلام رسوله صلى الله عليه و على آله وسلم , و أما كلام العلماء في أي مجال فهو تابع لكلام الله جل و عز و كلام نبيه صلى الله عليه و سلم.
هذا ما أردت الإدلاء به فإن حقا فمنه سبحانه و تعالى , و إن باطلا فمني و من الشيطان و أستغفر الله , و الله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(151/261)