3 - العلامة محمد بن عبدالله بن بليهد توفي سنة 1377ه فقد ذكر في عدة مواضع من كتابه صحيح الاخبار عما ورد في بلاد العرب من الاثار أن سبيع بطن من بني عقيل ابن عامر بن صعصعة.
4 - قال ابن ضويان في تاريخيه توفي سنة 1353ه ما نصه سكن زهير السبيعي العامري موضع عنيزة وزهير هو زهري بن جراح الثوري السبيعي وابن ضويان نسبه الى بني عامر بن صعصعة من العدنانية.
5 - وكذالك الشيخ محمد بن عبدالله الحميد توفي سنة 1295ه صاحب كتاب السحب الوابلة على ضرائب الحنابلة سبيعي من بني ثور عندما ترجم له الكتاني في فهرس الفهارس وأيضا صالح بن بسام في مختصر نشر النور وازهور قالوا ما نصه (محمد بن عبدالله بن عثمان بن حميد العامري نسبة الى بني عامر بن صعصعة من العدنانية)
6 - عد المؤرخ والشاعر الكبير الاستاذ خالد الفرج في كتاب خبر العيان قبيلة سبيع من القبائل النزارية العدنانية وقال ما نصه: عتيبة ومطير وعنزة وسبيع من القبائل النزارية.
7 - وذكر الشيخ حمد الحقيل في كتاب كنز الانساب عن نسب سبيع ما نصه: وهم من أهل النجدة والنخوة وتتألف هذه القبيلة من أرومة (عدنانية) وهم بنو سبيع بن عامر بضم السين المهملة من بني عامر بن صعصعة الى أخر النسب.
8 - وقد ذكر الشيخ عبدالله الجدالين في تاريخ الافلاج أن سبيع من بني عامر بن صعصعة من العدنانية.
9 - وقد ذكر الشيخ حمد الجاسر رحمه الله في كتاب جمهرة أنساب الاسر المتحضرة في نجد وكذالك في كتاب أصوال الخيل العربية الاصيلة ما نصه: سبيع تضم فروع أكثرها ترجع لبني عامر بن صعصعة من العدنانية.
10 - وقال الاستاذ عاتق البلادي في كتاب معجم قبائل الحجاز ما نصه: سبيع بضم السين المهملة وفتح الموحدة قبيلة تنسب الى بني عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ومنازل سبيع الاصيلة الخرمة ورنية وما ولاهما.
11 - وذكر عبدالرحمن بن عبداللطيف ال شيخ في في كتاب مشاهير قبائل علماء نجد أن قبيلة سبيع قبيلة عدنانية 12 - الاستاذ عبدالرحمن بن عثمان ال ملا في كتاب تاريخ هجر ذكر قبيلة سبيع من بني عامر بن صعصعة من العدنانية.
13 - وكذالك الاستاذ محمد بن سليمان الطيب في موسعة القبائل العربية ذكر سبيع من بني عامر بن صعصعة من العدنانية.
14 - وذكر الاستاذ عبدالحكيم الوائلي في كتاب موسعة قبائل العرب أن قبيلة سبيع من بني عامر بن صعصعة من العدنانية.
15 - الشيخ عبدالله البسام رحمه الله في كتاب علماء نجد خلال ثمانية قرون ذكر أن سبيع من بني عامر بن صعصعة من العدنانية.
16 - الشيخ عبدالله بن خميس في تاريخ اليمامة ذكر أن سبيع قبيلة عامرية.
17 - وقال الشيخ عثمان بن سند الوائلي توفي سنة 1242ه في كتابه مطالع السعود ما نصه: سبيع بضم السين المهملة وفتح الموحدة قبيلة معروفة والناضر أنهم في مضر.
18 - ذكر الاستاذ محمود شاكر أن قبيلة سبيع من بني عامر بن صعصعة من العدنانية
19 - وكذالك الاستاذ عبدالرحمن بن سعد الحقان رحمه الله ذكر أن سبيع من بني عامر بن صعصعة من العدنانية.
20 - وكذالك الاستاذ عبدالله الطويان في كتاب رجال في الذاكرة ذكر سبيع من بني عامر بن صعصعة من العدنانية.
21 - وكذالك الاستاذ هزاع الشمري في كتاب قبيلة هوازن ذكر سبيع من بني عامر بن صعصعة من العدنانية.
22 - وكذالك الاستاذ تركي القداح في كتاب بنو سعد ذكر سبيع من بني عامر بن صعصعة من العدنانية.
وذكر الاستاذ راشد بن عساكر في كتاب نبذة في أنساب أهل نجد ورقة مخطوطة في نسب الشثور وكاتبها الشيخ ناصر بن غانم الشثري قاضي الافلاج المتوفي في القرن الحادي عشر الهجري حيث ذكر في الورقه ما نصه: ومن ذرية هوازن بن منصور سبيع بضم السين وبني هلال وعايذ وغيرهم.
وذكر الشيخ محمد بن سلوم المتوفي سنة 1246ه ما نصه وعايذ من بني كلاب ابن عامر ابن صعصعة هم وأسبيع وعقيل أبن عامر.
أخوكم أبو عبدالرحمن التميمي
ملاحظة: لقد أستفدت كثير من كتاب سليمان الحديثي وهو كتاب مخطوط عن سبيع والله الموفق.
منقول
ـ[همام النجدي]ــــــــ[18 - 08 - 09, 03:08 ص]ـ
احسنتم على هذا الجمع
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[18 - 08 - 09, 07:01 ص]ـ
لعله تبيّنَ لكَ من إجاباتِ الفضلاءِ:
أن قبيلةَ سُبيعٍ، قبيلةٌ مُستقلّة، ليستْ حلفاً لتميمٍ، ولا فخذا منها،
وأظنّ أنه إنما دخَلَ عليكَ الإشكالُ من (العُريناتِ) - وهم فخذٌ لسُبيعٍ على الأشهر - فقد اختُلِفَ في كونِهِم من سُبيعٍ أم مِن الربابِ ابن عمّ تميمٍ وحليفه، ولا أظنّ قائلاً أنهما من تميم على الحقيقةِ،
وإنما من الربابِ، والرباب دخلَ في حلفِ تميمٍ، ونسِب إليهِ منذُ القِدَمِ، ألا ترى إلى قولِ ذي الرّمّةِ:
يعدّ الناسبون إلى تميمٍ ** بيوت المجدِ أربعةً كبارا
يعدّون (الربابَ) وآل سعدٍ ** وعَمْراً ثمّ حنظلةَ الخيارا
وكلّ هذا لدخولهم في حلفِ تميم، فيقولون: إنهم منهم، وإلا فالرباب قبيلةٌ وتميم قبيلة.
وفقكم الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/314)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[19 - 08 - 09, 02:00 ص]ـ
الأخ عبدالرحمن وفقه الله
لا يوجد شيء اسمه حلف الرباب وتميم، بل كانت قبائل الرباب تعتبر نفسها من جملة القبائل التميمية، وكانت القبائل التميمية تعتبر قبائل الرباب منها وفيها.
وسرذ ذلك أن جد الرباب عمّ تميم، وقبائل تميم أضعاف قبائل الرباب، فلذلك لا يجد حرجاً في الانضواء تحت الراية التميمية، ولا يحتاج مثلهم إلى حلف.
علماً بأن الربابيين - كسفيان الثوري وذي الرمة العدوي والنمر بن تولب العكلي والمفضل الضبي - لا يقولون عن أنفسهم (فلان التميمي)، فهم تميميون من حيث العصبية القبلية فقط.
ـ[ابو صالح حمود]ــــــــ[19 - 08 - 09, 04:07 ص]ـ
جزاكم الله خير على المعلومات القيمه
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[19 - 08 - 09, 07:33 ص]ـ
الأخ عبدالرحمن وفقه الله
لا يوجد شيء اسمه حلف الرباب وتميم، بل كانت قبائل الرباب تعتبر نفسها من جملة القبائل التميمية، وكانت القبائل التميمية تعتبر قبائل الرباب منها وفيها.
وسرذ ذلك أن جد الرباب عمّ تميم، وقبائل تميم أضعاف قبائل الرباب، فلذلك لا يجد حرجاً في الانضواء تحت الراية التميمية، ولا يحتاج مثلهم إلى حلف.
علماً بأن الربابيين - كسفيان الثوري وذي الرمة العدوي والنمر بن تولب العكلي والمفضل الضبي - لا يقولون عن أنفسهم (فلان التميمي)، فهم تميميون من حيث العصبية القبلية فقط.
الأديبَ اللبيبَ خزانةَ الأدبِ،
أحسنتَ، لقد خلطتُ بينَ تحالف الربابِ، لتحالفهِم، وغمسِهِم أيديَهم في الرب، معَ علاقتِهم بتميمٍ فظننتُ هذا إنما هو تحالفٌ معَ تميم، وإذا المسألة غير المسألة، وتبيّن خلطي وغلطي.
ولكنّنا معَ ذلِكَ نتفقُ معكَ وتتفقُ معنا في أنّ الربابَ ليسوا من صلبِ تميمٍ، وإنما أبناءُ عمّ لهُ، فالنتيجةُ إذنْ واحدة بإذنِ الله.
والله يحفظُكَ.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[05 - 09 - 09, 01:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشهور أن سٌبيع هي من بني عامر بن صعصعه من مضر وهذا اللذي عليه قبيلة سُبيع وأكثر النسابة
والمشهور الخلاف أن فخذي عرينه وبني ثور من سبيع هو من تيم الرباب
وقبيلة سَبيع قبيلة همدانية يمانية لا دخل لها بسبيع عامر
والسلام
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سبيع لا تُنطق بالضم أبداً، ولكنها تُنطق نطقا عامِّيا أي باللهجة العامية.
فيقول العوام: السّْبيعي، بإسكان السين المشددة.
و الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله والشخ العثيمين نسبوا ابن حميد مؤلف السحب الوابلة إلى سبيع ثم إلى تيم الرباب ثم إلى تميم .. !!
ولا شك أن هذا يُناقض من نسبهم إلى عامر بن صعصعة.
والله أعلم
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[05 - 09 - 09, 05:06 ص]ـ
الأخ الفاضل صقر بن حسن:
تسكين السين معناه أن ضبط الكلمة (السُّبيعي)، مثل (المُطيري والعُتيبي والغُريني) وعشرات الكلمات الأخرى. ولو كانت السين مفتوحة لكسرتها العامة مثل (التَّميمي) التي ينطقونها بكسر التاء. وهذا الأمر من بديهيات العامية النجدية
ولا يوجد تناقض فيما أشرت إليه، فالذي يرى أن عرينة ربابية يعلم أنها الآن صارت سُبيعية، فهو ينسبها أحياناً باعتبار الواقع وأحياناً باعتبار الأصل
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[05 - 09 - 09, 01:52 م]ـ
سبيع لا تُنطق بالضم أبداً، ولكنها تُنطق نطقا عامِّيا أي باللهجة العامية.
فيقول العوام: السّْبيعي، بإسكان السين المشددة.
وكذلك من الألفاظ المشابهة لهذا النطق - أي إسكان المشدد - عند العوام:
قول العوام: العْنِزي
وقولهم: القْحَطاني
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[05 - 09 - 09, 02:59 م]ـ
أخي الفاضل
الشرط أن تكون الكلمة على وزن فَعيل أو فُعيل
لأن اختلافنا هو على ضبط سَبيع أو سُبيع
عندنا مثلا رَشيد ورُشيد
فالعامة تفرِّق بينهما بكسر الأولى (ابن رِشِيد)، وتسكين الثانية (إرْشَيْد- بالإمالة)
وأما التشديد فلا تشديد، بل هي ال الشمسية
حفظك الله
ـ[سعود العريني الأثري]ــــــــ[05 - 09 - 09, 04:14 م]ـ
ياإخوان سبيع بالضم من بني عامر بن صعصعة، وهناك رجل دعي يسمى هنيدس الروقي يتلاعب في الأنساب، ويسجل في المنتديات بأكثر من ااسم يتجنى على قبيلة سبيع بل وصل الأمر به الى التسجيل بأسماء سبيعية مرة للسب في القبائل لإحداث فتنة بين المسلمين نسال الله ان يرد كيده في نحره ومرة للكلام على نسب سبيع والقوم لهم في نسبهم ستتة اقوال فمرة هوازن ومرة كنانة ومرة بني عامر ومرة في سعد بن بكر ومرة ومرة في جشم ومرة في هلال!!! ولم نتعرض لهم، لكن القوم لما رأو ما ظنوه مجدا لبني عامر وهو من أمر الجاهلية ورأو النسابة والعلماء قديما وحديثا وقول أبناء القبيلة نفسها والمونازل، كلها تؤكد عامرية سبيع، بل وشيوخ وشعراء القبائل ومنهم شيوخ وشعراء وعوراف عتيبة فكدره الأمر وذهب في غيه يتهجم ويشكك ويكذب ويؤلف أنسابا وهميه بل وصل الأمر أن يحرف النقول! وقد رد عليه بعض عقلائهم فكان نصيب من رد عليه الايقاف والطرد ..
والناس مؤتمنون على انسابهم، ولو كنا نبجث عن الأذية لأخبرناه بما يشغله العمر كله وهو ما نص عليه الهمداني في نسب روق ومانص عليه دعبل في نسب برقاء ولكنا نقول إنهم مامونون على نسبهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.(149/315)
من هو "علاء الدين" على الحقيقة؟
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[08 - 08 - 09, 05:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشتهرت قصة علاء الدين والمصباح العجيب كما يُطلق عليها
فتحولت لأفلام وقصص كرتونية وألعاب كمبيوترية , وهي قصة قديمة جداً وليست بالجديدة على عالم الإعلام
علاء الدين هذا فتى عربي صعلوك ومعه جني يساعده في أعمال كثيرة
ويعتبر لص هارب من الشرطة في مدينة أغربا
إلا أنه طيب القلب , كما أن عدو للوزير الذي يعمل في السحر ويحاول السيطرة على عقل الحاكم ليتزوج بنته الشابة ,, إلخ القصة
واكن ما شد انتباهي هي دقة الألعاب الكمبيوترية الخاصة بعلاء الدين وتقدم مستوياتها الفكرية وكذلك دقة الأفلام الكرتونية لهذه القصة وطول مدتها , رغم أنها قصة فتى عربي مسلم وصانعوا هذه الألعاب والأفلام غربيين , ولكن أشم رائحة اليهود في الأمر , فهم أصحاب التميز الفني في مجال الألعاب والكرتون الموجه , لذا أسأل:
من هو علاء الدين على الحقيقة؟
وما هي الكتب الذي ذكرت قصته الطويلة التي تحولت لهذا الكم من الأفلام والألعاب؟
وهل في الأمر أمر أم أنها مجرد قصة للأطفال؟
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[08 - 08 - 09, 03:48 م]ـ
وجدتُ هذا في الموسوعة الحرة:
علاء الدين شخصية خيالية ورد ذكرها في كتاب ألف ليلة وليلة، وأنتج عنه الكثير من الأفلام من أشهرها فيلم من إنتاج شركة والت ديزني في عام 1992، هو شاب لديه مصباح عندما يفركه يخرج جني يحقق له الأمنيات و هناك أكثر من قصة تروي حياته.
انتهى(149/316)
مخطوطة كتبت بماء الذهب: - أسماء الصحابة البدريين
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[08 - 08 - 09, 02:49 م]ـ
كتاب: أسماء الصحابة البدريين
تأليف: عبد اللطيف بن محمد الدمشقي الشامي (كانَ حياً سنة 1162هـ)
النسخة: مذهبة ومشكولة؛ كتبت بخط حسن وجميل جدا؛ ولعلها بخط المؤلف رحمه الله.
عدد الأوراق: 10 صفحات فقط.
انظر عنها: هُنا ( http://makhtota.ksu.edu.sa/Images/Makhtotah%206795/DSC00007.JPG) ؛؛ وهُنا ( http://makhtota.ksu.edu.sa/Images/Makhtotah%206795/DSC00004.JPG) ؛؛ وها هُنا ( http://makhtota.ksu.edu.sa/Images/Makhtotah%206795/DSC00009.JPG) !
فمن يرفع لنا أسماء هؤلاء الصحابة البدريين حشره الله معهم آمين.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[08 - 08 - 09, 02:59 م]ـ
الكتاب كلاملاً:
الغلاف ( http://makhtota.ksu.edu.sa/Images/Makhtotah%206795/DSC00002.JPG)؛ الورقة الأولى ( http://makhtota.ksu.edu.sa/Images/Makhtotah%206795/DSC00004.JPG) ؛ 2 (http://makhtota.ksu.edu.sa/Images/Makhtotah%206795/DSC00005.JPG) ؛ 3 (http://makhtota.ksu.edu.sa/Images/Makhtotah%206795/DSC00006.JPG) ؛ 4 (http://makhtota.ksu.edu.sa/Images/Makhtotah%206795/DSC00007.JPG) ؛ 5 (http://makhtota.ksu.edu.sa/Images/Makhtotah%206795/DSC00008.JPG) ؛ 6 (http://makhtota.ksu.edu.sa/Images/Makhtotah%206795/DSC00009.JPG) .
تمَّ الكتاب ولله الحمد؛ ورضي الله عنهم أجمعين.
ـ[عبد الله غريب]ــــــــ[08 - 08 - 09, 04:43 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[09 - 08 - 09, 01:48 م]ـ
جزيت الجنة أخي مصعب وحشرني الله و إياك معهم بين يدي سيد المرسلين صلى الله عليه و سلم
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[10 - 08 - 09, 08:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[08 - 10 - 09, 05:12 م]ـ
جزيت الجنة أخي مصعب وحشرني الله و إياك معهم بين يدي سيد المرسلين صلى الله عليه و سلم
اللهم آمين؛ آمين؛ آمين
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 03:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[06 - 07 - 10, 04:00 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا
جعلنا الله وإياكم من هؤلاء: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء}
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[21 - 11 - 10, 02:28 م]ـ
كتاب أسماء الصحابة البدريين pdf(149/317)
إيران: تسلسل تاريخي
ـ[همام النجدي]ــــــــ[11 - 08 - 09, 03:49 ص]ـ
تسلسل تاريخي للأحداث في إيران:
224 - 651 للميلاد - الأسرة الساسانية تحكم فارس؛ الزرادشتية هي الديانة السائدة.
663 - نهاية حكم الساسانيين على يد الجيوش العربية بداية الحقبة الإسلامية.
القرن التاسع للميلاد - تطور اللغة الفارسية الحديثة، المكتوبة بحروف عربية.
ما بين القرنين التاسع والثالث عشر - أفول الخلافة الإسلامية؛ قيام الإمارات السلجوقية.
1220 - اجتياح القوات المغولية بقيادة جنكيز خان.
1501 - الشاه إسماعيل الأول يصبح أول حكام الأسرة الصفوية؛ المذهب الشيعي يعلن دين الدولة.
1639 - معاهدة قصر شيرين تنهي ما يقرب من 150 سنة من الحروب ضد الإمبراطورية العثمانية.
1736 - نادر شاه يتولى الحكم: نهاية الدولة الصفوية.
1828 - إيران تتنازل عن السيطرة على القوقاز لروسيا بعد الحرب الروسية الفارسية الثانية.
1890 - "أحداث شغب التبغ": الملك ناصر الدين شاه يُضطر إلى سحب امتياز بيع التبغ من البريطانيين بعد قيام موجة احتجاج عارمة.
1907 - عرض دستور يحد من سلطات الحكام المطلقة.
1918 - 1914 - إيران تعلن حيادها أثناء الحرب العالمية الأولى لكن هذا لم يحل دون أن تصير ميدانا لبعض المعارك.
فبراير/ شباط 1921 - رضا خان أحد القواد العسكريين يستولي على الحكم.
1923 - رضا خان يصبح رئيسا للوزراء.
ديسمبر/ كانون الثاني 1925 - البرلمان يصدر قرارا يرقي رضا شاه إلى مرتبة حاكم.
أبريل/نيسان 1926 - رضا خان يتوج شاها ويحمل لقب رضا شاه بهلوي. محمد رضا -وهو ابنه البكر- يعلن وليا للعهد.
1935 - إيران يصبح الإسم الرسمي لما كان يعرف بفارس.
الشاه محمد رضا يتولى الحكم
1941 - سياسة الشاه رضا الموالية لدول المحور خلال الحرب العالمية الثانية ستؤدي إلى تعرض البلاد إلى الاحتلال من قبل الروس والبريطانيين ثم إلى خلع الشاه وتنصيب ابنه محمد رضا بهلوي.
1950 - علي رذمرة يتولى رئاسة الحكومة قبل أن يغتال بعد تسعة أشهر. وسيخلفه محمد مصدق.
أبريل/ نيسان 1951 - البرلمان يصدق على قانون لتأميم الصناعة النفطية التي كانت بيد الشركة الأنجلو إيرانية للنفط. بريطانيا تفرض حظرا وحصارا على البلاد مما سيؤثر سلبا على اقتصاد البلاد بعد أن توقفت الصادرات النفطية. صراع على السلطة يندلع بين مصدق والشاه الذي سيهرب خارج البلاد في أغسطس/ آب عام 1953.
أغسطس/ آب 1953 - انقلاب عسكري من تدبير جهازي الاستخبارات البريطاني والأمريكي يطيح بمصدق. إعلان الجنرال فضل الله زاهدي رئيسا للوزراء. عودة الشاه.
حملة "التحديث" يناير/كانون الثاني 1963 - يشرع الشاه في حملة لعصرنة البلاد. بداية "الثورة البيضاء" وهي برنامج لإصلاح نظام توزيع الأراضي، ولتحديث الاقتصاد وتطوير المجتمع. في أواخر سنوات الستينيات سيعتمد الشاه أكثر فأكثر على الشرطة السرية السافاك لمراقبة الحركات المعارضة لسياساته.
سبتمبر/أيلول 1978 - سياسات الشاه تثير استياء رجال الدين كما تؤدي إلى اندلاع أعمال شغب وحركات إضراب واحتجاج. فرض الأحكام العرفية.
الشاه يختار المنفى وخميني العودة
يناير 1979 - الشاه وأسرته يُضطرون إلى مغادرة البلاد نحو المنفى بسبب تفاقم الأوضاع.
فبراير/ شباط 1979 - آية الله روح الله خميني يعود إلى إيران بعد أن قضى 14 سنة منفيا في العراق ثم فرنسا بسبب معارضته للنظام.
فاتح أبريل/ نيسان 1979 - الإعلان عن الجمهورية الإسلامية لإيران بعد تنظيم استفتاء.
نوفمبر/ تشرين الثاني 1979 - عدد من أنصار الثورة الإسلامية يحتجزون 52 أمريكيا داخل سفارة الولايات المتحدة بطهران، ويطالبون بتسليم الشاه -الذي كان يعالج في الولايات المتحدة- لمحاكمته في إيران.
يناير/ كانون الثاني 1980 - أبو الحسن بني صدر ينتخب أول رئيس للجمهورية الإسلامية. الحكومة الجديدة تعمل على برنامج تأميم ضخم.
يوليو/ تموز 1980 - الشاه المنفي يتوفى في مصر بسبب السرطان.
الحرب الإيرانية العراقية 22 سبتمبر/ أيلول 1980 - اندلاع الحرب الإيرانية العراقية التي ستستمر 8 سنوات.
يناير/ كانون الثاني 1981 - إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين بعد احتجاز دام 444 يوما.
يونيو/ حزيران 1981 - إقالة بني صدر الذي سيفر إلى فرنسا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/318)
1985 - بعد أن توقفت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي إمداداتها العسكرية واشنطن المتحدة تحاول تأمين الإفراج عن رهائن في لبنان بعرض بيع أسلحة سري، وهي الصفقات التي ستصبح فيما بعد قضية إيران-كونترا.
يوليو تموز 1988 - مصرع 290 من ركاب طائرة إيرباص تابعة للخطوط الجوية الإيرانية بعد أن أصابها صاروخ أمريكي أٌطلق من السفينة الحربية يو اس اس فينسين.
وقف إطلاق النار يوليو/ تموز 1988 - إيران تقبل اتفاقا لوقف إطلاق النار مع العراق تم التوصل إليه بإشراف من الأمم المتحدة.
فبراير/ شباط 1989 - آية الله خميني يصدر فتوى شرعية تهدر دم سلمان رشدي المؤلف البريطاني صاحب رواية آيات شيطانية التي اعتبرت مسيئة للإسلام.
الثالث من يونيو/ حزيران 1989
- وفاة آية الله خميني. وفي الرابع منه خامنئي يعين مرشدا للجمهورية.
أغسطس/ آب 1989 - علي أكبر هاشمي رفسنجاني يؤدي القسم رئيسا جديدا للجمهورية.
نوفمبر/ تشرين الثاني 1989 - الولايات المتحدة ترفع الحظر على 567 مليون دولار من الأرصدة الإيرانية المجمدة.
الزلزال
يونيو/ حزيران 1990 - زلزال قوي يضرب إيران ويتسبب في مقتل 40 ألفا.
1990 - إيران تختار الحياد بعد اجتياح القوات العراقية للكويت.
سبتمبر/ أيلول 1990 - إيران تستأنف علاقاتها الدبلوماسية مع العراق.
عقوبات أمريكية
1995 - الولايات المتحدة تفرض حظرا نفطيا وتجاريا على إيران بتهم دعم "الإرهاب"، ومحاولة الحصول على سلاح نووي وعدائها لمسلسل السلام في الشرق الأوسط، وهي التهم التي تنفيها طهران.
مايو/ أيار 1997
- محمد خاتمي يفوز بالانتخابات الرئاسية بنسبة 70 في المئة من الأصوات، ويهزم الجناح المحافظ.
سبتمبر/ أيلول 1998 - إيران تنشر الآلاف من جنودها على الحدود مع أفغانستان بعد إقرار طالبان بمقتل صحافي وثمانية من الدبلوماسيين الإيرانيين بمزار الشريف.
الطلاب يحتجون
يوليو/ تموز 1999 - دعاة الديمقراطية من الطلاب في جامعة طهران يتظاهرون بعد إغلاق صحيفة تحسب على التيار الإصلاحي تدعى "سلام". الاشتباكات مع قوات الأمن التي ستتخلل تلك المظاهرات ستؤدي إلى اندلاع أعمال شغب خلال ستة أيام وإلى اعتقال أكثر من 1000 طالب.
فبراير/ شباط 2000 - الليبراليون وأنصار خاتمي يسحبون السيطرة على البرلمان من المحافظين لأول مرة.
أبريل/ نيسان 2000 - القضاء يقرر إغلاق 16 من الصحف المحسوبة على التيار الإصلاحي استنادا إلى قانون صحافة جديد.
مايو/أيار 2000 - تدشين سادس برلمان.
ولاية خاتمي الثانية
يونيو/ حزيران 2001
- إعادة انتخاب الرئيس خاتمي.
يناير/ كانون الثاني 2002 - الرئيس جورج بوش يصف العراق وإيران وكوريا الشمالية بـ"محور الشر"، محذرا من انتشار الصواريخ بعيدة المدى التي تطورها هذه البلدان. التصريح يثير استياء عارما في إيران حيث أدانه الإصلاحيون والمحافظون على السواء.
سبتمبر/ أيلول 2002 - إيران تبدأ إنشاء أول مفاعل نووي لها في بوشهر على الرغم من معارضة الولايات المتحدة.
يونيو/ حزيران 2003 - الآلاف يشاركون في مظاهرات يقودها طلاب في طهران ضد سيطرة المؤسسة الدينية على دواليب الدولة.
سبتمبر/ أيلول 2003 - وكالة الطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة تمهل إيران بضعة أسابيع للبرهنة على أنها لا تسعى إلى الحصول على أسلحة نووية.
أكتوبر/ تشرين الأول 2003 - شيرين عبادي تصبح أول إيرانية تفوز بجائزة نوبل للسلام. هذه الحقوقية كانت أول سيدة تتولى القضاء في إيران عام 1975 لكنها ستُضطر إلى الاستقالة بعد الثورة.
نوفمبر/ تشرين ثاني 2003 - إيران تعلن أنها علقت عمليات تخصيب اليورانيوم وأنها ستوافق على دخول مفتشين دوليين لمنشآتها النووية. الوكالة الدولية تخلص إلى أنها لا تملك أي دليل على أن برنامج إيران النووي ذو أغراض عسكرية.
ديسمبر/ كانون الأول 2003 - مقتل 40 ألف شخص في زلزال ضرب جنوب شرقي إيران وتسبب في دمار مدينة بام.
عودة المحافظين فبراير/ شباط 2004 - المحافظون يستعيدون السيطرة على البرلمان. قبل الانتخابات آلاف من المرشحين الإصلاحيين يفشلون في الحصول على تزكية مجلس الحرس.
يونيو/ حزيران 2004
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية توجه انتقادا حادا لإيران متهمة إياها بعدم التعاون بصفة تامة مع المحققين في برنامجها النووي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/319)
نوفمبر/ تشرين الثاني 2004 - إيران توافق على تعليق كافة عمليات تخصيب اليورانيوم نظير صفقة مع الاتحاد الأوروبي.
يونيو/ حزيران 2005 - محمود أحمدي نجاد عمدة طهران المحافظ يفوز على علي أكبر هاشمي رفسنجاني في الانتخابات الرئاسية.
الأزمة النووية
أغسطس/آب- سبتمبر/ أيلول 2005 - طهران تعلن استئناف عمليات تخصيب اليورانيوم بمنشأة أصفهان وتؤكد أن البرنامج مدني الأهداف. الوكالة الدولية ترى أن إيران تنتهك معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي.
يناير/ كانون الثاني 2006 - إيران تفك أختام الوكالة الدولية بمنشأة للأبحاث النووية.
- هجمات بالقنابل في الأهواز جنوبي إيران، وهي المنطقة التي كانت ميدانا لبعض الاضطرابات خلال الأشهر الأخيرة مما تسبب في مقتل ثمانية أشخاص وفي إصابة 40 على الأقل.
فبراير/ شباط 2006 - الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتبنى تقريرا عن النشاط النووي لإيران سيرفع لمجلس الأمن الدولي. إيران تستأنف تخصيب اليورانيوم بناتانز.
إبريل/ نيسان 2006 - إيران تعلن نجاحها في تخصيب اليورانيوم.
الواحد والثلاثون من أغسطس/آب 2006 - انتهاء مهلة مجلس الأمن الدولي لتتوقف إيران عن تطوير برنامجها النووي. الوكالة الدولية تتهم إيران بعدم تعليق برنامجها.
نفي المحرقة ديسمبر/ كانون الأول 2006 - إيران تستضيف ندوة مثيرة للجدل موضوعها محرقة اليهود إبان النظام النازي (هولوكوست) وكان من بين الحاضرين مؤرخون ينكرون حدوثها.
- مجلس الأمن الدولي يصوت على مشروع قرار يفرض عقوبات تجارية على إيران تتعلق باستيراد أليات وتقنيات نووية. إيران تستنكر القرار وتتعهد بتسريع وتيرة تخصيب اليورانيوم.
فبراير/ شباط 2007 - الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقول إن إيران لم تحترم مهلة التوقف عن تخصيب اليورانيوم، مما قد يعرض إيران لعقوبات جدبدة.
مارس/ آذار 2007 - إندلاع أزمة دبلوماسية مع بريطانيا بعد احتجاز 15 من البحارة وجنود البحرية البريطانيين أثناء دورية بالخليج بمحاذاة شط العرب بين العراق وإيران.
إبريل/ نيسان 2007 - الرئيس أحمدي نجاد يقول إن إيران قادرة على توليد الطاقة النووية على نطاق صناعي.
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقول إن إيران بدأت تنتج الوقود النووي في سرداب منشأة من منشآتها النووية، وإنها بدأت في تشغيل 1300 آلة حاضنة نووية.
مايو/ أيار 2007 - الوكالة الدولية تقول إن إيران باتت قادرة على تطوير سلاح نووي خلال مدة تتراوح ما بين 3 سنوات و ثماني إذا هي قررت ذلك.
يونيو/ حزيران 2007 - اندلاع موجة احتجاجات بعد أن قررت السلطات تقنين التزود بالنفط في غمرة التخوف من فرض عقوبات دولية.
يوليو/ تموز - إيران تعلن عن خطط للتوقف عن صناعة سيارات أحادية الوقود.
- إيران توافق على السماح للمفتشين الدوليين بزيارة منشأة آراك النووية بعد مفاوضات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
عقوبات جديدة
أكتوبر/ تشرين الأول 2007 - الولايات المتحدة تعلن مجموعة جديدة من العقوبات على إيران وهي الأقسى منذ ثلاثين سنة.
ديسمبر/كانون الثاني 2007 - تقرير للاستخبارات الأمريكية يخلص إلى أن البرنامج النووي الإيراني ليس بالخطورة التي يصور بها.
فبراير/ شباط 2008 - إيران تطلق صاروخا لبحث إمكانية بناء مركز فضائي. واشنطن تنتقد عملية الإطلاق.
مارس/ آذار 2008 - الرئيس أحمدي نجاد يقوم بزيارة غير مسبوقة للعراق حيث سيوجه نداء إلى القوات الأجنبية للانسحاب. سيؤكد كذلك أن حكومته ترغب في المساعدة على إعمار العراق. سيوقع على عدة اتفاقيات تعاون.
- المحافظون يفوزون بثلثي مقاعد البرلمان بعد انتخابات أبعد عنها عدد من المرشحين الإصلاحيين.
- مجلس الأمن الدولي يشدد العقوبات التجارية والاقتصادية ضد إيران.
مايو/ أيار 2008 - الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقول إن إيران ما زالت تمتنع عن تقديم معلومات عن برنامجها النووي.
- البرلمان الجديد ينتخب رئيس الوفد الإيراني المفاوض المكلف بالملف النووي علي لاريجاني رئيسا له.
يونيو/ حزيران 2008 - منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا يقدم عرضا بميزات تجارية ستقول إيران إنها ستبحثه لكنها سترفضه إذا كان المقابل تعليق عمليات تخصيب اليورانيوم.
يوليو/ تموز 2008 - إيران تجري تجربة على نسخة جديدة من صاروخها شهاب ثلاثة طويل المدى الذي تقول إنه قادر على ضرب إسرائيل.
أغسطس/ آب 2008 - انتهاء المهلة غير الرسمية التي أمهلها الغرب إيران للرد على عرض المحفزات نظير إيقاف البرنامج النووي الإيراني.
- إيران تعلن نجاح تجربة إطلاق صاروخ تقول إنه قادر على حمل أقمار صناعية إلى الفضاء.
سبتمبر/ أيلول 2008 - مجلس الأمن الدولي يصدر قرارا يطالب إيران بالتوقف عن تخصيب اليورانيوم، لكنه لا يفرض عقوبات جديدة. تمت الموافقة بعد أن قالت روسيا إنها لن تقبل بفرض عقوبات جديدة روسيا.
نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 - البرلمان الإيراني يصوت على قرار بإقالة وزير الداخلية علي كردان الذي اعترف بأن الشهادة التي قال إنه حصل عليها من جامعة أكسفورد البريطانية كانت مزورة. القرار عد ضربة سياسية للرئيس أحمدي نجاد سنة قبل الانتخابات الرئاسية.
- في بادرة غير مسبوقة الرئيس أحمدي نجاد يبعث ببرقية تهنئة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما الذي اقترح فتح مُفاوضات غير مشروطة مع إيران بشأن برنامجها النووي.
ديسمبر/ كانون الأول 2008 - الشرطة تقتحم ثم تغلق مقر جمعية معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان ترأسها شيرين عبادي الفائزة بجائزة نوبل للسلام. مسؤولون إيرانيون يتهمون الجمعية بالقيام بأنشطة سياسية محظورة.(149/320)
هل كان كعب الأحبار يهوديا منافقا؟!!
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[12 - 08 - 09, 02:10 م]ـ
هل كان كعب الأحبار يهوديا، يتظاهر بالإسلام؟
هل كُتِبَ في هذا الموضوع شيء؟ وحبذا لو توضع الدراسات هنا، فقد مرَّ بي أن هذا من مقولات المستشرقين، ثم وقفتُ على كلام أحد أهل العلم يذكر هذا.
كيف الرد على هذا الرأي؟
للأهمية القصوى.
ـ[ابو عبدالرحمن محمد العمري]ــــــــ[12 - 08 - 09, 03:23 م]ـ
هذا من كلام الدكتور عبد العزيز بن محمد اللميلم؛ أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض
صدر له كتاب بعنوان (وضع الموالي في الدولة الأموية)، الطبعة الأولى، سنة 1410هـ، وقد طُبع بالأردن بجمعية عمال المطابع التعاونية.
السؤال
من هو كعب الأحبار؟ هل هو صحابى أم تابعى؟ هل هو من رواة الحديث الثقات؟ وهل صحيح أنه رويت عنه بعض الاحاديث الضعيفة أو التي لا أصل لها؟ وفي أي زمن كان يعيش؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
هو كعب بن ماتع الحميري أبو إسحاق المعروف بكعب الأحبار كان من أهل اليمن فسكن الشام أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وسلم وأسلم في خلافة أبي بكر وهو من كبار التابعين توفي في آخر خلافة عثمان سنة:32.
روى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه في التفسير، رتبته عند ابن حجر ثقة وقد كان يحدث بما يعلمه من أخبار بني إسرائيل ولا حرج في ذلك، ولم ينسب شيئا من ذلك إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. ا. هـ
راجع الإصابة لابن حجر تجد ما يسرك ....
المصدر ( http://www.islamweb.net.qa/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=111788&Option=FatwaId): مركز الفتوى
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[12 - 08 - 09, 09:21 م]ـ
راجع كتاب الأنوار الكاشفة للشيخ المعلمي اليماني رحمه الله ففيه فوائد هامة وردود حول هذا الموضوع.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[13 - 08 - 09, 05:28 م]ـ
راجعت الإصابة وراجعت كتب التراجم، لكن لما علمت بأن هذه المسألة مما أثيرت حديثا أحببت أن أطلع على من كتب في هذا من المعاصرين.
سأطلع إن شاء الله في كتاب المعلمي.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 08 - 09, 05:56 م]ـ
جاء في كتاب التفسير والمفسرون - تأليف د. محمد حسين الذهبى -
2 - كعب الأحبار
* ترجمته:
هو أبو إسحاق، كعب بن ماتع الحميرى، المعروف بكعب الأحبار، من آلأ ذى رعين، وقيل: من ذى الكلاع، وأصله من يهود اليمن، ويقال: إنه أدرك الجاهلية وأسلم فى خلافة أبى بكر، وقيل: فى خلافة عمر، وقيل: إنه أسلم فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم وتأخرت هجرته، وقال ابن حجر فى الفتح: إن إسلامه فى خلافة عمر أشهر، وبعد إسلامه انتقل إلى المدينة، وغزا الروم فى خلافة عمر، ثم تحوَّل فى خلافة عثمان إلى الشام فسكنها إلى أن مات بحمص سنة 32 هـ (اثنتين وثلاثين من الهجرة) على أرجح الأقوال فى ذلك. وذكره ابن سعد فى الطبقة الأولى من تابعى أهل الشام وقال: كان على دين يهود فأسلم وقدم المدينة، ثم خرج إلى الشام فسكن حمص حتى تُوفى بها سنة اثنتين وثلاثين فى خلافة عثمان، وقد بلغ مائة وأربعين سنة. وقال أبو مسهر: والذى حدَّثنى به غير واحد: أنه كان مسكنه اليمن، فقدم على أبى بكر، ثم أتى الشام فمات به. روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وعن عمر، وصهيب، وعائشة، وروى عنه معاوية، وأبو هريرة، وابن عباس، وعطاء بن أبى رباح وغيرهم.
* *
* مبلغة من العلم:
كان كعب بن ماتع على مبلغ عظيم من العلم، ولهذا كان يقال له: "كعب الحَبْر" و "وكعب الأحبار"، ولقد نُقل عنه فى التفسير وغيره ما يدل على علمه الواسع بالثقافة اليهودية والثقافة الإسلامية، ولم يؤثر عنه أنه ألَّفَ كما ألَّف وهب بن منبِّه، بل كانت تعاليمه كلها - على ما يظهر لنا وما وصل إلينا - شفوية تناقلها عنه أصحابه ومَن أخذوا عنه. وقد جاء فى الطبقات الكبرى حكاية عن رجل دخل المسجد فإذا عامر بقن عبد الله بن قيس جالس إلى كتب وبينها سِفْر من أسفار التوراة وكعب يقرأ، وهذا يدلنا على أن كعباً كان لا يزال بعد إسلامه يرجع إلى التوراة والتعاليم الإسرائيلية. وقال ابن سعد: قالوا: ذكر أبو الدرداء كعباً فقال: إن عند ابن الحميرى لعلماً كثيراً. وروى معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/321)
جبير أنه قال: قال معاوية: ألا إنَّ أبا الدرداء أحد الحكماء، ألا إنَّ عمرو بن العاص أحد الحكماء، ألا إنَّ كعب الأحبار أحد العلماء، إن كان عنده علم كالثمار وإن كنا المفرطين. وفى تاريخ محمد بن عثمان بن أبى شيبة، من طريق ابن أبى ذئب، أن عبد الله ابن الزبير قال: ما أصبت فى سلطانى شيئاً إلا قد أخبرنى به كعب قبل أن يقع.
* *
* ثقته وعدالته:
أما ثقته وعدالته فهذا أمر نقول به، ولا نستطيع أن نطعن عليه كما طعن بعض الناس، فابن عباس على جلاله قدره، وأبو هريرة على مبلغ علمه، وغيرهما من الصحابة كانوا يأخذون عنه ويروون له، ونرى الإمام مسلماً يُخرِّج له فى صحيحه، فقد وقعت الرواية عنه فى مواضع من صحيحه فى أواخر كتاب الإيمان، كما نرى أبا داود والترمذى والنسائى يُخرِّجون له، وهذا دليل على أن كعباً كان ثقة عند هؤلاء جميعاً، وتلك شهادة كافية لرد كل تهمة بهذا الحَبْر الجليل.
* اتهام الأستاذ أحمد أمين لكعب:
ولكننا نجد الأستاذ أحمد أمين - رحمه الله - يحاول أن يغض من ثقة كعب وعدالته، بل ودينه، فنراه يوجه إليه من التهم ما نعيذ كعباً من أن يلحقه شئ منها، وذلك حيث يقول: "وقد لاحظ بعض الباحثين، أن بعض الثقات كابن قتيبة والنووى لا يروى عنه أبداً، وابن جرير الطبرى يروى عنه قليلاً، ولكن غيرهم كالثعلبى، والكسائى ينقل عنه كثيراً فى قصص الأنبياء، كقصة يوسف، والوليد بن الريَّان وأشباه ذلك، ويروى ابن جرير أنه جاء إلى عمر بن الخطاب قبل مقتله بثلاثة أيام وقاله له: اعهد فإنك ميت فى ثلاثة أيام، قال: وما يدريك؟ قال: أجده فى كتاب الله عَزَّ وجَلَّ .. فى التوراة قال عمر: إنك لتجد عمر بن الخطاب فى التوراة!: قال: اللَّهم لا، ولكن أجد صفتك وحليتك وأنه قد فنى أجلك".
ثم قال الأستاذ أحمد أمين: "وهذه القصة إن صحَّت دلَّت على وقوف كعب على مكيدة قتل عمر، ثم وضعها هو فى هذه الصيغة الإسرائيلية، كما تدلنا على مقدار اختلافه فيما ينقل".
ثم قال: "وعلى الجملة فقد دخل على المسلمين من هؤلاء وأمثالهم - يريد كعباً ووهباً وغيرهما من أهل الكتاب - فى عقيدتهم وعلمهم كثير كان له فيهم أثر غير صالح".
ونحن مع الأستاذ فى قوله: "وهذه القصة، إن صحَّت دلَّت على وقوف كعب على مكيدة قتل عمر، ثم وضعها هو فى هذه الصيغة الإسرائيلية" ولكن لسنا نعتقد صحة هذه القصة، ورواية ابن جرير لها لا تدل على صحتها، لأن ابن جرير - كما هو معروف عنه - لم يلتزم الصحة فى كل ما يرويه، والذى ينظرفى تفسيره يجد فيه مما لا يصح شيئاً كثيراً، كما أن ما يرويه فى تاريخه لا يعدو أن يكون من قبيل الأخبار التى تحتمل الصدق والكذب، ولم يقل أحد بأن كل ما يُذكر فى كتب التاريخ ثابت صحيح.
ثم إنَّ ما يُعرف عن كعب الأحبار من دينه، وخُلُقه، وأمانته، وتوثيق أكثر أصحاب الصحاح له، يجعلنا نحكم بأنَّ هذه القصة موضوعة عليه، ونحن ننزه كعباً عن أن يكون على علم بمكيدة قتل عمر وما دُبِّرَ من أمرها، ثم لا يذكر لعمر مَن يُدبِّر له القتل ويكيد له، كما ننزهه عن أن يكون كذَّاباً وضَّاعاً، يحتال على تأكيد ما يُخبَر به بنسبته إلى التوراة وصوغه فى قالب إسرائيلى.
وأما قوله: "وعلى الجملة فقد دخل المسلمين من هؤلاء وأمثالهم فى عقيدتهم وعلمهم كثير كان له فيهم أثر غير صالح" فإن أراد أن يُرجع ذنب هذا الأثر السئ إلى كعب وأضزابه فنحن لا نوافقه عليه، لأن ما يرويه كعب وغيره من أهل الكتاب لم يسندوهه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكذبوا فيه على أحد من المسلمين، وإنما كانوا يروونه على أنه من الإسرائيليات الموجودة فى كتبهم، ولسنا مُكلَّفين بتصديق شئ من ذلك، ولا مُطالَبين بالإيمان به، بعد ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُصَدِّقوا أهل الكتاب ولا تُكذِّبوهم".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/322)
وإذا كانت هذه الإسرائيليات المروية عن كعب وغيره، قد أثَّرَت فى عقيدة المسلمين وعلمهم أثراً غير صالح، فليس ذنب هذا راجعاً إلى كعب وأضرابه، لأنهم رووه على أنه مما فى كتبهم، ولم يشرحوا به القرآن - اللَّهم إلا ما يتفق من هذا مع القرآن ويشهد له - ثم جاء مَنْ بعدهم فحاولوا أن يشرحوا القرآن بهذه الإسرائيليات فربطوا بينها وبينه على ما بينهما من بُعد شاسع، بل وزادوا على ذلك ما نسجوه من قصص خرافية، نسبوا لهؤلاء الأعلام، ترويجاً لها وتمويهاً على العامة.
فالذنب إذن ذنب المتأخرين الذين ربطوا هذه الإسرائيليات بالقرآن وشرحوه على ضوئها، واخترعوا من الأساطير ما نسبوه زرواً وبهتاناً إلى هؤلاء الأعلام وهم منه براء.
* *
* اتهام الشيخ رشدي رضا لكعب:
كذلك نجد السيد محمد رشيد رضا - رحمه الله - فى مقدمة تفسيره بعد أن ذكر كلاماً لابن تيمية فى شأن ما يُروَى من الإسرائيليات عن كعب ووهب يقول ما نصه: "فأنت ترى أن هذا الإمام المحقق - يريد ابن تيمية - جزم بالوقف عن تصديق جميع ما عُرِف أنه من رواة الإسرائيليات. وهذا فى غير ما يقوم الدليل على بطلانه فى نفسه، وصرَّح فى هذا المقام بروايات كعب الأحبار ووهب بن منبِّه، مع أن قدماء رجال الجرح والتعديل اغتروا بهما وعدَّلوهما، فكيف لو تبين له ما تبين لنا من كذب كعب ووهب وعزوهما إلى التوراة وغيرها من كتب الرسل ما ليس فيها شئ منه ولا حوَّمت حوله".
*
* تفنيد هذا الاتهام:
ونحن لا ننكر ما ذهب إليه ابن تيمية فى مقدمة أصول التفسير التى اعتمد عليها الشيخ فيما نقل عنه، ولكن ننكر على الشيخ فهمه لعبارة ابن تيمية، وذلك أنه ادَّعى أن ابن تيمية جزم بالوقف عن تصديق جميع ما عُرِف أنه من رواة الإسرائيليات، وهذا فى غير ما يقوم الدليل على بطلانه فى نفسه - يعنى أنه لا يُتوقف فيه بل يُرفض رفضاً باتاً.
وعبارة ابن تيمية التى ذكرها الشيخ لا تفيد ذلك الذى قاله وإنما تفيد أنَّ ما جاء عن رواة الإسرائيليات يُتوقف فيه إذا كان مما هو مسكوت عنه فى شرعنا ولم يقم دليل على بطلانه، أما ما روى عنه موافقاً لما جاء فى شرعنا فهذا صحيح مقبول بدون توقف، كما نص عليه ابن تيمية (فى ص 26، 27) من مقدمة فى أصول التفسير، وهو عين ما عناه بعبارته الموجودة (فى ص 13، 14) وهى التى اعتمد عليها السيد محمد رشيد فى طعنه على كعب وغيره.
كما أننا لا نقر الشيخ على هذا الاتهام البليغ لكعب ووهب، ولا على رميهما بالكذب، ولا على ادعاء عزوهما إلى التوراة وغيرها ما ليس فيها، كما أنَّا لا نقره على اتهامه لعلماء الجرح والتعديل الذين طهَّروا لنا السُّنَّة، وأزاحوا عنها ما لصق بها من الموضوعات، وبيَّنوا لنا الصحيح والعليل منها والعدل والمجروح من رواتها، حيث رماهم بالغفلة والاغترار، وهم أهل هذا الفن الذى لا يصلح له إلا قليل من الناس، ولا ندرى ما هذا الكذب الذى تبيَّن له من كعب ووهب وخفى على ابن تيمية وهو مَن نعلم علماً ومعرفة. وليت الشيخ - رحمه الله - بيَّن لنا ما يستند إليه فى دعواه، ولا أظن إلا أنه استند إلى ما جاء عن معاوية رضى الله عنه عندالبخارى فى شأن كعب، وهذا نصه كما فى صحيح البخارى:
قال أبو اليمان: أخبرنا شعيب عن الزهرى: أخبرنى حميد بن عبد الرحمن: أنه سمع معاوية يُحدِّث رهطاً من قريش بالمدينة وذكر كعب الأحبار، فقال: "إن كان من أصدق هؤلاء المحدِّثين الذين يحدِّثون عن أهل الكتاب، وإن كنا مع ذلك لنبلوا عليه الكذب".
نعم أظنه أن الشيخ - رحمه الله - اتهم كعباً وأضرابه بالكذب استناداً لهذا الأثر المروى عن معاوية، والذى رجَّح لدىَّ هذا الظن ما قاله الشيخ بعد كلامه السابق بقليل: "وقد عُلِم أن بعض الصحابة رووا عن أهل الكتاب حتى عن كعب الأحبار الذى روى البخارى عن معاوية أنه قال: إن كنا لنبلوا عليه الكذب .. ومنهم أبو هريرة وابن عباس".
وأرى أن الشيخ قد فَنَّد قول نفسه بنفسه حيث أثبت - كما هو الواقع - أن أبا هريرة وابن عباس وغيرهما من الصحابة أخذوا عن كعب، وهل يُعقل أن صحابياً يأخذ علمه عن كذَّاب وضَّاع، بعد ما عُرِف عن الصحابة من العدالة والتثبت فى تحمل الأخبار، خصوصاً ابن عباس الذى كان يتشدد فى الرواية ويتأكد من صحة ما يُروَى له؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/323)
نعم .. إن حديث البخارى الذى رواه عن معاوية، يُشعر لأول وهلة بنسبة الكذب إلى كعب، ولكن لو رجعنا إلى شرَّاح الحديث لوجدناهم جميعاً يشرحونه بما يُبعد هذه الوصمة الشنيعة عن كعب الأحبار، وإليك بعض ما قيل فى ذلك:
قال ابن حجر فى الفتح عند قوله: "وإن كنا لنبلوا عليه الكذب" - أى يقع بعض ما يخبرنا عنه بخلاف ما يخبرنا به، فال ابن التين: وهذا نحو قول ابن عباس فى حق كعب المذكور: بَدَّل من قبله فوقع فى الكذب، قال: والمراد بالمحدِّثين - فى قوله: إن كان من أصدق هؤلاء المحدِّثين الذين يُحدِّثون عن أهل الكتاب - أنداد كعب ممن كان من أهل الكتاب وأسلم فكان يُحدِّث عنهم، وكذا مَن نظر فى كتبهم فحدَّث عما فيها، قال: ولعلهم كانوا مثل كعب، إلا أن كعباً كان أشد منهم بصيرة، وأعرف بما يتوقاه.
وقال ابن حبان فى كتاب الثقات: أراد معاوية أنه يخطئ أحياناً فيما يُخبر به، ولم يرد أنه كان كذَّاباً. وقال غيره: الضمير فى قوله: "لنبلوا عليه" للكتاب لا لكعب، وإنما يقع فى كتابهم الكذب لكونهم بَدَّلوه وحَرَّفوه. وقال عياض: يصح عوده على الكتاب، ويصح عوده على كعب وعلى حديثه وإن لم يقصد الكذب ويتعمده، إذ لا يُشترط فى مسمى الكذب التعمد، بل هو الإخبار عن الشئ بخلاف ما هو عليه، وليس فيه تجريح لكعب بالكذب. وقال ابن الجوزى: المعنى أن بعض الذى يُخبر به كعب عن أهل الكتاب يكون كذباً، لا أنه يتعمد الكذب، وإلا فقد كان كعب من أخيار الأحبار".
هذه هى الأقوال التى سردها لنا الحافظ ابن حجر، ونحن نميل إلى القول بأن كعباً كان يروى ما يرويه على أنه صحيح لم يُبدَّل ولم يُحرَّف، فهو لم يتعمد كذباً ولا يُنسب إلى كذب، وإن كان ما يرويه كذباً فى حد ذاته، خفى عليه كما خفى على غيره. ولهذا التحريف والتبديل نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تصديق أهل الكتاب وعن تكذيبهم فيما يروونه من ذلك، لأنه ربما كان صدقاً فيُكذِّبونه أو كذباً فيُصدِّقونه فى الحَرَج.
ثم إن معاوية الذى قال هذا القول، روينا عنه فيما سبق أنه قال: "ألا إن كعب الأحبار أحد العلماء إن كان عنده علم كالثمار وإن كنا المفرطين"، فمعاوية قد شهد لكعب بالعلم وغزارته، وحكم على نفسه بأنه فرَّط فى علم كعب، فهل يُعقل أن معاوية يشهد هذه الشهادة لرجل كذَّاب؟ وهل يُعقل أنه يتحسر ويتندم على ما فاته من علم رجل يُدلِّس فى كتب الله ويُحرِّف فى وحى السماء؟ .. اللَّهم إنى لا أعقل ذلك، ولا أقول إلا أنَّ كعباً عالِم له مكانته، وثقة له قيمته، وعدل له منزلته وشهرته ..
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[14 - 08 - 09, 09:51 م]ـ
نقل طيب مبارك، جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 09:01 م]ـ
قال أبو اليمان: أخبرنا شعيب عن الزهرى: أخبرنى حميد بن عبد الرحمن: أنه سمع معاوية يُحدِّث رهطاً من قريش بالمدينة وذكر كعب الأحبار، فقال: "إن كان من أصدق هؤلاء المحدِّثين الذين يحدِّثون عن أهل الكتاب، وإن كنا مع ذلك لنبلوا عليه الكذب "
فائدة: جاء في ترجمة برد مولى سعيد بن المسيب في الثقات لابن حبان (114/ 6): [ ... كان يخطئ و أهل الحجاز يسمون الخطأ كذبا ... ] , و الله أعلم.
.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[04 - 10 - 10, 09:24 م]ـ
لا اميل الى الاخذ عن كعب رضي الله عنه بالرغم من الامام مالك روى من طريقه وحادثة عمر رضي الله عنه تحتاج المزيد من التحقيق فمثل هذه الحيل لا ينبغي ان تمر مرور الكرام
ـ[عبد الله الشريف]ــــــــ[15 - 10 - 10, 03:45 ص]ـ
بغض النظر عن كونه يهوديا أو لا، لكن المهم أن البعض كان يخطأ، فما يقوله كعب الأحبار ينسبه إلى الرسول وما
يقوله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ينسبه لكعب الأحبار، والرجل كان يحدث الناس بما في التوراة، وليس في
هذا كفر.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[17 - 10 - 10, 12:59 ص]ـ
لقد قرأتُ ما كتبه العلامة المعلمي في الأنوار الكاشفة، فوجدته نفيسا قيما جدا، أرجو من الإخوة أن يطَّلعوا عليه.(149/324)
فوائد وضوابط في أنساب قبائل الجزيرة وربط القديمة منها بالحديثة
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[13 - 08 - 09, 03:25 م]ـ
فوائد وضوابط في أنساب قبائل المملكة العربية السعودية ج1
(بحث دقيق وتأصيل علمي)
د / عمر بن شريف السُلمي
فوائد وضوابط في أنساب القبائل الحديثة بالمملكة السعودية وذلك في إلحاقها بالقبائل القديمة؛ والبحث في ربط القبائل الحديثة بالقديمة مشكل حقًا؛ وقبل بيان ضوابط حول ذلك أنبه على أن قبائل المملكة تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: قبائل احتفظت بأسمائها القديمة وديارها؛ وهي باقية من فروعها التي خرجت من الجزيرة العربية؛ وقد قلت الأحلاف في هذه القبائل؛ وأعدادها متوسطة؛ وهذا القسم خارج حدود البحث.
القسم الثاني: قبائل لها اسم قديم؛ وقد يكون مختلفًا فيه؛ وكثرت معها الأحلاف من قبائل شتى.
القسم الثالث: قبائل ذات أسماء حادثة لا ذكر لها في كتب الأنساب التي وصلت إلينا؛ ولا في كتب التاريخ؛ أو أي مصادر؛ بل لا يوجد عند أفخاذها رواية متداولة عن ربطها بإحدى القبائل العربية القديمة؛ وقد ظهر ذكرها من القرن السابع الهجري فما بعده؛ فالقسمان الثاني والثالث هما اللذان يتناولهما البحث.
وقد كنت أرغب ألا يخاض في مثل هذا لأنه مشكل؛ وقد يكون لا جدوى فيه؛ لأنه يثير خلافات! ونقشات عند عامة الناس؛ له أثره السلبي على القبيلة ذاتها؛ ويكتفى في أنساب مثل هذه القبائل بالرواية الشفوية؛ لأنها مصدر مهم في ذلك؛ ولولا ما رأيت من كثرت الخوض في ذلك دون علم ما حاولت وضع ضوابط في ذلك.
فالحديث عن أنساب القسمين الثاني والثالث مشكل حقًا بسبب قلة المصادر في ذلك؛ بل انعدامها؛ وما حصل من تغيرات في الجزيرة العربية بعد القرن الرابع الهجري له أثر كبير في ذلك؛ فقد خربت قرى كانت عامرة؛ وضعفت قبائل كانت قوية؛ وكثرت قبائل كانت قليلة؛ وأصبحت الفروع قبائل؛ والقبائل شعوبًا؛ وكثرت الهجرات خارج جزيرة العرب؛ واختلطت القبائل؛ وصار الحلف هو الأصل في هذه القبائل؛ وحصل أحداث في نجد والحجاز قد نعلمها وقد لا نعلمها بسبب قلة التدوين؛ مما يجعل البحث في ذلك كالبحث في علم الكلام الذي يوصل صاحبه إلى التوقف والحيرة!
قالت الخنساء:
وعلا هتاف الناس أيهما ..... قال المجيب هناك لا أدري
قال الأستاذ فؤاد حمزة: «إن الصعوبات التي اعترضتنا في إرجاع فروع القبائل الحالية إلى أصولها القديمة تعترض كل باحث في الأنساب» [قلب جزيرة العرب، ص (132)]؛ وكنت أجنح إلى عدم إلحاق القبائل الحديثة بالقديمة؛ لأن تركيبة القبائل الحديثة تختلف تماما عن تركيبة القبائل القديمة؛ ويحسن فيها قول الكسائي في - «أيّ» - هكذا خلقت؛ غير أن المكتبات التجارية زجت إلينا بكتب أنساب حديثة امتلأت بالمغالطات أحيانًا؛ وبالكذب الصريح أحيانًا أخرى؛ وقلة الأمانة العلمية؛ وظهر فيها صبغة التعصب المذموم؛ والتكسب من وراء تأليفها!؛ مما يحمل الباحث المنصف على نقد هذه الكتب؛ وإظهار الحق دون تعصب لأحد؛ وفي القواعد الشرعية «لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة» وفي المثل: (ولو ترك القطا ليلا لناما).
والحاصل أن الأصل في القبائل الحديثة الحلف؛ فهي فروع تجمعت من جذميّ العرب عدنان وقحطان؛ ثم اندمجت هذه الفروع مع بعضها حتى يكاد الباحث لا يميز ذلك؛ عدا بعض الفروع الذين ينتسبون إلى علم له شهرة؛ وحفظوا نسبهم كابرًا عن كابر ... وسوف أواصل الحديث عن الضوابط والفوائد فيما يلي.
الفائدة الأربعون: حول خندف وشبابة:
ظهر في العصور الحديثة تقسيم لبعض قبائل الحجاز وما حولها إلى قسمين: (خندف؛ وشبابة) وكلٌ يضم قبائل جمّة؛ وقد سألني كثير من الفضلاء عن ذلك؟؛ فأجبته بهذه الفائدة:
أما خندف فهي: ليلى بنت حلوان بن الحاف بن قضاعة؛ زوج إلياس بن مضر بن نزار؛ وأولادها: مدركة؛ وطابخة؛ وقمعة؛ أبوخزاعة؛ ومن هؤلاء انتشرت قبائل خندف العظيمة العدد؛ وهي: «كنانة؛ ومنها قريش؛ وتميم وفيها الكثرة؛ وهذيل؛ ومزينة؛ وأسد؛ وخزاعة».
وسميت ليلى بخندف؛ لأن: إلياس رأها تمشي مشية فقال: ما لها تخندف؛ والخندفةُ نوع من المشي فيه سرعة؛ وقد جاء في أشعار خندف وغيرها هذا الانتماء؛ قال خديج بن العوجاء النصري - في يوم حنين - يلوم قومه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/325)
ولو أن قومي طاوعتني سراتهم ..... إذًا ما لقينا العارض المتكشفا
إذًا ما لقينا جند آل محمد ...... ثلاثين ألفًا واستمدوا بخندفا
وقال سلامة بن جندل السعدي التميمي - في يوم جدود وهو لهم على بني شيبان -:
ألا هل أتى أفناء خندف كلها ..... وعيلان إذ ضمّ الخميسين يَتْرَبُ
وقال جرير في قصيدته المشهورة في هجاء الراعي النميري العامري:
علوت عليك ذروة خندفي ..... ترى من دونها رتبًا صعابا
له حوض النبي وساقياه ..... ومن ورث النبوة والكتابا
أمّا القبائل الموجودة في هذا العصر وتنتمي إلى خندف فليست من خندف؛عدا: هذيلاً؛ وغالبها من قيس عيلان؛ ومن الأزد؛ وغيرهم؛ فلا صلة لها بنسب خندف.
أما شبابة: فهناك أكثر من فرع ينسب لشبابة:
1 - شبابة بن نهد من قضاعة وديارها ديار نهد.
2 - شبابة بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان؛ ولهم سراة شبابة جنوب الطائف.
وهي فرع جاهلي كبير من فهم؛ ولا ذكر لها في هذا العصر؛ ومنهم الشنفرى الصعلوك المشهور؛ وقد نسب إلى الأزد في قصة.
3 - شبابة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس من زهران من الأزد؛ وديارهم مع قومهم دوس إحدى فروع زهران بالسراة؛ ولا ذكر لهم في هذا العصر في فروع دوس.
4 - شبابة بن مالك من كنانة؛ وقد أشار إليها أبو اليقظان وقال: إنهم من بني مالك من كنانة؛ أبواليقظان له كتاب: (أنساب خندف وأخبارها)؛ ولعل البلاذري نقل عنه في أنساب الأشراف؛ ولاجود لها في عمود نسب بني مالك في كتب النسب الأخرى؛ ويحتمل أن يكون حصل خلط من النساخ؛ وأن المراد بهم شبابة بن مالك من دوس؛ ولفظ كنانة مقحم فيها.
أما القبائل الموجودة في هذا العصر؛ وتنتمي إلى شبابة فلا صلة لها بالأسماء القديمة؛ عدا:زهران؛ الذين منهم شبابة دوس؛ وليس لديّ تفسير لهذه الأحلاف «خندف؛ وشبابة» في العصور المتأخرة؛ ولا سبب لهذا التكتل القبلي؛ علمًا أن رابطته ليست قوية؛ وغالبًا يثار هذا الانتساب في شعر المبادعة في الحجاز قديماً.
الفائدة الحادية والأربعون: أسباب الأحلاف:
الأصل في تكوين القبائل الحديثة ذات الفروع والبطون الكثيرة هو الحلف؛ وغالب هذه البطون تحتفظ بأنسابها بالرواية الشفوية؛ وهناك أسباب كثيرة أدت إلى تكوين الأحلاف وكثرتها في القبائل المعاصرة الكبيرة من أهمها:
1 - سهولة الحلف عند العرب؛ وقد كان موجودًا في الجاهلية غير أنه كان قليلاً بخلاف العصور الحديثة؛ وكان الغالب في الأحلاف الحديثة أن يذبح الحليف شاة يسمونها شاة الحلف ثم يدخل في القبيلة ويُعدّ منها.
2 - ما قامت به دولة القرامطة الباطنية الفارسية الحاقدة على العرب من مذابح جماعيّة مروعة خاصة سكان نجد والحجاز؛ وأطراف الشام؛ فقد قاموا بتخريب القرى؛ وإبادة العشائر الذين طالتهم أيديهم من عام 280هـ؛ واستمرت «تسعين سنة قريبًا» وقد أتوا على الأخضر واليابس؛ ونشروا الرعب والذعر بين الناس؛ مما سبب نزوحًا لمعظم سكان نجد والحجاز؛ الذين نجوا من مذابحهم؛ ولا أستبعد أن هناك قبائل أبيدت بأكملها؛ فقد أفادنا التاريخ أنهم في سنة 319هـ دمروا بلدة الربذة؛ وأبادوا سكانها؛ ولم تعمّر حتى اليوم؛ بعد أن كانت بلدة عامرة.
3 - القحط الشديد الذي يحصل في الجزيرة خاصة نجد والحجاز؛ مما يجعل غالب القبيلة البدوية تنزح؛ ويبقى لها باقية تضطر إلى محالفة غيرها لصعوبة الحياة؛ ومع طول الزمن وانتشار الجهل قد تنسى القبيلة أصولها التي تنتسب لها.
4 - كثرة الطواعين والأوبئة والأمراض الفتاكة؛ لانعدام العناية الصحيّة مما يسبب ضعف القبيلة؛ وقلتها فيجعلها تتحالف مع غيرها لتثبت وجودها؛ ومَن يقرأ التاريخ يجد كثرة الطواعين والأوبئة التي أودت بحياة كثير من الناس.
5 - كثرة الحروب الأهلية بين القبائل؛ أو بين القبيلة نفسها؛ فالبدو يتحاربون لأتفه الأسباب «وصغير الأمور يجني الكبيرا»؛ قال القطامي التغلبي:
وأحيانًا على بكر أخينا ..... إذا ما لم نجد إلا أخانا
وهذا السبب من أهم الأسباب لتكوين الأحلاف وكثرتها؛ وحيث إن المسألة مسألة حياة فتضطر القبيلة القليلة إلى محالفة قبيلة قليلة أخرى؛ أو محالفة قبيلة كبيرة قويّة؛ ومع مرور الزمن قد تضعف القبيلة القويّة وتكثر القبيلة القليلة؛ وكل ينسى قبيلته التي تفرع منها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/326)
6 - انعدام الأمن بين البوادي؛ وضعف سيطرة الدول على القبائل في الصحراء؛ فكل قبيلة تسعى لمن يساعدها وينضم إليها؛ ويكثر سوادها وعددها؛ فالقبائل في حاجة إلى قوة تحميها؛ وتقوي شوكتها؛ وقد يبرز الحليف حتى تكون له الرياسة في القبيلة وتكثر ذريته؛ ويُضعِّفون الانتماء للقبيلة الأم؛ لأنهم ليسوا منهم.
7 - قد يكون التكوين من عدة أفخاذ من قبائل شتى لحاجة كل فخذ إلى الأخرى ويُسمّون باسم المكان الذي تجمعوا عنده؛ أو باسم أحد الفروع؛ أو باسم جدٍ يلتقون فيه ولو كان بعيدًا؛ أو بصفة كالظفر والمناصرة؛ والمعاونة؛ فيصبح هذا علمًا عليهم.
8 - قد يكون سبب الحلف الخير والتعاون على فعل الخير؛ كما حصل في حلف الفضول بين بعض فروع قريش في الجاهلية وهذا قليل جدًا.
9 - كثرت هجرات القبائل العربية؛ من: نجد؛ والحجاز خاصة؛ إلى: العراق؛ والشام؛ ومصر؛ وأفريقيا؛ وهناك قبائل هاجرت بأكملها في القرن الأول ثم الثاني؛ فاختفت أخبارهم بعد القرن الثالث؛ مثل: بني أسد؛ وغطفان؛ عدا بعض أشجع الذين بقوا حول خيبر؛ واندمجوا مع قبيلة عنزة لما حلت عليهم في القرن الثالث.
ومن أشهر الهجرات هجرة بني هلال بن عامر بن منصور؛ وسليم بن منصور؛ إلى: مصر؛ ثم شمال إفريقيا؛ وقد اهتم المؤرخون بأخبارهم لشهرتها؛ وأثرها في التاريخ العربي؛ ولا شك أن هناك هجرات عربية كثيرة لم تدون في التاريخ مثل: قبائل مذحج؛ والأزد؛ وكنانة.
الفائدة الثانية والأربعون:
في الصعوبات التي تواجه الباحث في ربط أي قبيلة حديثة ذات اسم حديث أو غير معروف لدينا؛ أو لها اسم قديم؛ وتداخلت معه قبائل أخرى بقبيلة قديمة.
هناك صعوبات كثيرة تواجه الباحث المنصف منها:
1 - قلة المصادر بل أحيانًا انعدامها إلا في بعض التخريجات؛ أو الإشارات؛ وقد يُصيب الباحث في الاعتماد عليها وقد يخطئ.
2 - تباعد الأنساب؛ حتى أصبحت بعض القبائل شعوبًا؛ والعمائر قبائل؛ والبطون عمائر؛ والأفخاذ بطونًا؛ وهكذا كما أفاده فؤاد حمزة.
3 - قد تشتهر القبيلة باسم حلف؛ أو مورد مشهور في زمنه؛ أو مساعدة قبائل أخرى؛ ثم تندمج القبائل بسبب ظروف معينة تحت هذا الاسم؛ وتغلب عليها هذه الشهرة؛ فيكون البحث عن جد تنسب إليه من إضاعة الوقت؛ وقد نسبت قبائل غسان في الجاهلية إلى ماء تجمّعوا عنده؛ ولهم نظائر في بعض القبائل الحديثة.
4 - صعوبة الوقوف على التسلل الصحيح للأنساب لقدم العهد؛ ووجود متغيرات جذرية؛ وعدم وجود مدونات لذلك؛ وقد ينضم تحت الفخذ غير المشهورة من القبيلة أفخاذًا أخرى؛ فتصبح القبيلة باسم الفخذ غير المعروفة التي لا وجود لها في مدونات الأنساب.
5 - كثرة الأحلاف بين القبائل؛ حتى أن الفخذ الواحدة يدخل معها أحلاف كثيرة؛ ومع تباعد الزمن قد تكثر الأحلاف؛ وتقل القبيلة التي لها الاسم.
6 - عدم استقصاء كتب النسب لفروع كل قبيلة وبطونها؛ لاسيما إذا كانت القبيلة كبيرة وذات بطون وفروع كثيرة جدًا؛ مثل: تميم؛ وهمدان؛ وسليم؛ وبني عامر؛ ومذحج؛ والأزد؛ وغيرهم؛ لذلك أجزم أنه يوجد بطون لم يذكرها المؤلفون في الأنساب.
7 - قد يكون اسم القبيلة اشتهر لسبب من الأسباب؛ مما يجعل لا جدوى من البحث فيه وإضاعة الوقت في ذلك.
8 - تشابه الأسماء؛ ولذلك قالت العرب: في كل واد بنو سعدٍ؛ فتشابه الاسم وحده لا يكفي في ربط القبيلة الحديثة بالقديمة؛ ما لم يوجد قرائن أخرى تعضده؛ وإنما يُعدّ قرينة واحدة ويحتاج إلى قرائن أخرى تعضده.
9 - كثرة تنقلات العرب الرّحل؛ وعدم استقرارهم في مكان واحد؛ والمكان من القرائن المهمة؛ مما يجعل المؤرخون أو الرحالة يذكرون ديارهم في زمن معين؛ ثم يأتي مؤرخ آخر؛ أو باحث ويجدهم في بلاد أخرى فيعدها من بلادهم؛ ويحصل بذلك إشكالات.
الفائدة الثالثة والأربعون: مصادر أنساب القبائل العربية الحديثة:
هناك مصدران لأنساب القبائل الحديثة:
المصدر الأول: النصوص الموجودة في كتب النسب؛ أو التاريخ؛ أو الوثائق الصحيحة؛ وهذا المصدر له أهميته؛ وعليه الاعتماد؛ ويؤخذ به كما أن الوهم والخطأ وارد عليها؛ وإذا كان هناك تعارض بين النصوص الواردة فيها يوفق؛ أو يرجح بينها حسب قواعد الترجيح عند أهل العلم
المصدر الثاني: الرواية الشفوية عند رواة القبيلة في أنسابها؛ فالعرب تختلف عن غيرها من الأمم؛ فالقبيلة تعدّ نسبها جزءاً من مجدها وتاريخها؛ لذلك نجد رواتهم يحفظون أنسابهم وتفصيلاتها بدقة ... وسوف أفصل عن الرواية الشفوية في إحدى الفوائد التالية.
الفائدة الرابعة والأربعون: الحلف بين القبائل:
كما ذكرت سابقًا غالب تكوين قبائل المملكة مبني على الأحلاف؛ ومن خلال تتبع أخبار القبائل؛ وما يوجد في المصادر المدونة من أخبار عنها ظهر لي أن الأحلاف الحاصلة تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: أحلاف متقدمة حصلت بعد القرن الثالث؛ ثم استمرت حتى القرن السابع تقريبًا؛ وغالب هذه الأحلاف اندثرت من الرواية الشفوية؛ وقد يوجد في المصادر التاريخية المدونة ما يدل عليها مع الحاجة إلى وجود قرائن تدعم ما في المصادر المدونة؛ ومن أسباب اندثار أخبار هذه الأحلاف من الرواية الشفوية بُعدْ الزمن؛ وانتشار الجهل؛ وكثرة الأحلاف الحديثة؛ مما جعل رواة القبيلة يجهلون أخبار الأحلاف القديمة.
القسم الثاني: أحلاف متأخرة؛ ويتفاوت قربها؛ وأظنها من بعد القرن السابع؛ وهذه محفوظة عند رواة القبيلة؛ فينبغي للباحث أن يأخذ بها ويعتمدها؛ ما لم يكن فيها أساطير خرافية تخرجها عن المنهج العلمي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/327)
ـ[تركي العبدلي]ــــــــ[07 - 09 - 09, 11:36 م]ـ
لاهنت مقال مبارك و نقل موفق.
ـ[أبو معاذ الهلالي]ــــــــ[10 - 09 - 09, 01:43 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل مصعب
موضوع حساس ومهم جدا
وليتك نقلتَ لنا كلامَه ـ إن كان تكلّم ـ عن أسماء القبائل المعاصرة وربطها بالقديمة.(149/328)
مقال للدكتور علي الصلابي: ((التحذير من بعض الكتب التي شوهت تاريخ الصحابة))
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[14 - 08 - 09, 09:07 ص]ـ
التحذير من بعض الكتب التي شوهت تاريخ الصحابة
د. علي الصلابي
1 - الإمامة والسياسة المنسوب لابن قتيبة: من الكتب التي شوهت تاريخ صدر الإسلام كتاب الإمامة والسياسة المنسوب لابن قتيبة, ولقد ساق الدكتور عبد الله عسيلان في كتابه «الإمامة والسياسة في ميزان التحقيق العلمي» مجموعة من الأدلة تبرهن على أن الكتاب المذكور منسوب إلى الإمام ابن قتيبة كذبًا وزورًا ومن هذه الأدلة:
- إن الذين ترجموا لابن قتيبة لم يذكر واحد منهم أنه ألف كتابًا في التاريخ يدعى «الإمامة والسياسة» ولا نعرف من مؤلفاته التاريخية إلا كتاب «المعارف».
- إن المتصفح للكتاب يشعر بأن ابن قتيبة أقام في دمشق والمغرب في حين أنه لم يخرج من بغداد إلا إلى الدينور.
- إن المنهج والأسلوب الذي سار عليه المؤلف في «الإمامة والسياسة» يختلف تمامًا عن منهج وأسلوب ابن قتيبة في كتبه التي بين أيدينا, فابن قتيبة يقدم لمؤلفاته بمقدمات طويلة يبين فيها منهجه والغرض من مؤلفه, وعلى خلاف ذلك يسير صاحب «الإمامة والسياسة» فمقدمته قصيرة جدًا لا تزيد على ثلاثة أسطر, هذا إلى جانب الاختلاف في الأسلوب, ومثل هذا النهج لم نعهده في مؤلفات ابن قتيبة.
- يروي مؤلف الكتاب عن ابن أبي ليلى بشكل يشعر بالتلقي عنه, وابن أبي ليلى هذا هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه: قاضي الكوفة, توفي سنة 148هـ, والمعروف أن ابن قتيبة لم يولد إلا سنة 213هـ, أي بعد وفاة ابن أبي ليلى بخمسة وستين عامًا.
- إن الرواة والشيوخ الذين يروى عنهم ابن قتيبة عادة في كتبه لم يرد لهم ذكر في أي موضع من مواضع الكتاب.
- إن قسمًا كبيرًا من رواياته جاءت بصيغة التمريض, فكثيرًا ما يجئ فيه: ذكروا عن بعض المصريين, وذكروا عن محمد بن سليمان عن مشايخ أهل مصر, وحدثنا بعض مشايخ المغرب, وذكروا عن بعض المشيخة, وحدثنا بعض المشيخة, ومثل هذه التراكيب بعيدة كل البعد عن أسلوب وعبارات ابن قتيبة ولم ترد في كتاب من كتبه.
- إن مؤلف «الإمامة والسياسة» يروى عن اثنين من كبار علماء مصر, وابن قتيبة لم يدخل مصر ولا أخذ عن هذين العالمين (1).
- ابن قتيبة يحتل منزلة عالية لدى العلماء فهو عندهم من أهل السنة, وثقة في علمه ودينه, يقول السلفي: كان ابن قتيبة من الثقات وأهل السنة, ويقول عنه ابن حزم: كان ثقة في دينه وعلمه, وتبعه في ذلك الخطيب البغدادي, ويقول عنه ابن تيمية: وإن ابن قتيبة من المنتسبين إلى أحمد وإسحاق والمنتصرين لمذاهب السنة المشهورة (2) , ورجل هذه منزلته لدى رجال العلم المحققين, هل من المعقول أن يكون مؤلف كتاب «الإمامة والسياسة» الذي شوه التاريخ وألصق بالصحابة الكرام ما ليس فيهم؟! (3)
يقول الدكتور علي نفيع العلياني في كتابه, عقيدة الإمام بن قتيبة عن كتاب الإمامة والسياسة: وبعد قراءتي لكتاب الإمامة والسياسة قراءة فاحصة ترجح عندي أن مؤلف الإمامة والسياسة رافضي خبيث, أراد إدماج هذا الكتاب في كتب ابن قتيبة نظرًا لكثرتها ونظرًا لكونه معروفًا عند الناس بانتصاره لأهل الحديث, وقد يكون من رافضة المغرب, فإن ابن قتيبة له سمعة حسنة في المغرب (4) , ومما يرجح أن مؤلف الإمامة والسياسة من الروافض ما يلي:
* إن مؤلف الإمامة والسياسة ذكر على لسان علي رضي الله عنه أنه قال للمهاجرين: الله الله يا معشر المهاجرين لا تخرجوا سلطان محمد في العرب عن داره وقعر بيته إلى دوركم وقعر بيوتكم, ولا تدفعوا أهله مقامه في الناس وحقه, فوالله يا معشر المهاجرين لنحن أحق الناس به لأنا أهل البيت, ونحن أحق بهذا الأمر منكم .. والله إنه لفينا فلا تتبعوا الهوى فتضلوا عن سبيل الله (5). ولا أحد يرى أن الخلافة وراثية لأهل البيت إلا الشيعة.
* إن مؤلف الإمامة والسياسة قدح في صحابة رسول الله قدحًا عظيمًا فصور ابن عمر رضي الله عنه جبانًا, وسعد بن أبي وقاص حسودًا, وذكر محمد بن مسلمة غضب على علي ابن أبي طالب لأنه قتل مرحبًا اليهودي بخيبر, وأن عائشة رضي الله عنها أمرت بقتل عثمان (6) , والقدح في الصحابة من أظهر خصائص الرافضة, وإن شاركهم الخوارج, إلا أن الخوارج لا يقدحون في عموم الصحابة (7).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/329)
* إن مؤلف الإمامة والسياسة يذكر أن المختار بن أبي عبيد قتل من قبل مصعب بن الزبير لكونه دعا إلا آل رسول الله × ولم يذكر خرافاته وادعاءه الوحي (8) , والرافضة هم الذين يحبون المختار بن أبي عبيد لكونه انتقم من قتلة الحسين, مع العلم أن ابن قتيبة رحمه الله ذكر المختار من الخارجين على السلطان وبين أنه كان يدعي أن جبريل يأتيه (9).
* إن مؤلف الإمامة والسياسة كتب عن خلافة الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان خمسًا وعشرين صفحة فقط, وكتب عن الفتنة التي وقعت بين الصحابة مائتي صفحة, فقام المؤلف باختصار التاريخ الناصع المشرق وسود الصحائف بتاريخ زائف لم يثبت منه إلا القليل, وهذه من أخلاق الروافض المعهودة, نعوذ بالله من الضلال والخذلان.
* يقول السيد محمود شكري الألوسي في مختصره للتحفة الاثنا عشرية: ومن مكايدهم –يعني الرافضة- أنهم ينظرون في أسماء الرجال المعتبرين عند أهل السنة, فمن وجدوه موافقًا لأحد منهم في الاسم واللقب أسندوا رواية حديث ذلك الشيعي إليه, فمن لا وقوف له من أهل السنة يعتقد أنه إمام من أئمتهم فيعتبر بقوله ويعتد بروايته, كالسدي فإنهما رجلان أحدهما السدي الكبير والسدي الصغير, فالكبير من ثقات أهل السنة, والصغير من الوضاعين الكذابين وهو رافضي غال, وعبد الله بن قتيبة رافضي غال وعبد الله بن مسلم ابن قتيبة من ثقات أهل السنة, وقد صنف كتابًا سماه بالمعارف, فصنف ذلك الرافضي كتابًا سماه بالمعارف أيضًا قصدًا للإضلال (10). وهذا مما يرجح أن كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة الرافضي وليس لابن قتيبة السني الثقة, وإنما خلط الناس بينهما لتشابه الأسماء (11) والله أعلم.
2 - نهج البلاغة: ومن الكتب التي ساهمت في تشويه تاريخ الصحابة بالباطل كتاب نهج البلاغة؛ فهذا الكتاب مطعون في سنده ومتنه, فقد جمع بعد أمير المؤمنين بثلاثة قرون ونصف قرن بلا سند, وقد نسبت الشيعة تأليف نهج البلاغة إلى الشريف الرضي وهو غير مقبول عند المحدثين لو أسند خصوصًا فيما يوافق بدعته, فكيف إذا لم يسند كما فعل في النهج؟ وأما المتهم –عند المحدثين- فهو أخوه علي (12) , فقد تحدث العلماء فيه فقالوا:
- قال ابن خلكان في ترجمة الشريف المرتضي: وقد اختلف الناس في كتاب نهج البلاغة المجموع من كلام الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه هل جمعه؟ أم جمع أخيه الرضي؟ وقد قيل: إنه ليس من كلام علي, وإنما الذي جمعه ونسبه إليه هو الذي وضعه, والله أعلم (13).
- وقال الذهبي: من طالع نهج البلاغة جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه, ففيه السب الصراح, والحط على السيدين أبي بكر وعمر, رضي الله عنهما, وفيه من التناقض والأشياء الركيكة والعبارات التي من له معرفة بنفس القرشيين الصحابة وبنفس غيرهم ممن بعدهم من المتأخرين جزم بأن أكثره باطل ().
- وقال ابن تيمية: وأهل العلم يعلمون أن أكثر خطب هذا الكتاب مفتراة على علي ولهذا لا يوجد غالبها في كتاب متقدم ولا لها إسناد معروف (14).
- وأما ابن حجر, فيتهم الشريف المرتضي بوضعه, ويقول: ومن طالعه جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين علي .. وأكثره باطل (15).
- واستنادًا إلى هذه الأخبار وغيرها تناول عدد من الباحثين هذا الموضوع, فقالوا بعدم صحة نسبة هذا الكتاب إلى الإمام علي رضي الله عنه (16).
ويمكن تلخيص أهم ما لاحظه القدامى والمحدثون على «نهج البلاغة» للتشكيك بصحة نسبته للإمام علي بما يلي:
* خلوه من الأسانيد التوثيقية التي تعزز نسبة الكلام إلى صاحبه؛ متنًا ورواية وسندًا.
* كثرة الخطب وطولها, لأن هذه الكثرة وهذا التطويل مما يتعذر حفظه وضبطه قبل عصر التدوين, مع أن خطب الرسول × لم تصل إلينا سالمة وكاملة مع ما أتيح لها من العناية الشديدة والاهتمام.
* رصد العديد من الأقوال والخطب في مصادر وثيقة منسوبة لغير علي رضي الله عنه, وصاحب النهج يثبتها له.
* اشتمال هذا الكتاب على أقوال تتناول الخلفاء الراشدين قبله بما لا يليق به ولا يهم, وتنافي ما عرف عنه من توقيره لهم, ومن أمثلة ذلك ما جاء بخطبته المعروفة بـ «الشقشقية» التي يظهر فيها حرصه الشديد على الخلافة, رغم ما شُهر عنه عن التقشف والزهد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/330)
* شيوع السجع فيه, إذ رأى عدد من الأدباء أن هذه الكثرة لا تتفق مع البعد عن التكلف الذي عرف به عصر الإمام علي رضي الله عنه, مع أن السجع العفوي الجميل لم يكن بعيدًا عن روحه ومبناه.
* الكلام المنمق الذي تظهر فيه الصناعة الأدبية التي هي من وشى العصر العباسي وزخرفه, ما نجده في وصف الطاووس والخفاش, والنحل والنمل, والزرع والسحاب وأمثالها.
* الصيغ الفلسفية الكلامية التي وردت في ثناياه, والتي لم تُعرف عند المسلمين إلا في القرن الثالث الهجري, حين ترجمت الكتب اليونانية والفارسية والهندية, وهي أشبه ما تكون بكلام المناطقة والمتكلمين منه بكلام الصحابة والراشدين (17).
إن هذا الكتاب يجب الحذر منه في الحديث عن الصحابة وما وقع بينهم وبين أمير المؤمنين علي, وتعرض نصوصه على الكتاب والسنة, فما وافق الكتاب والسنة, فلا مانع من الاستئناس به وما خالف فلا يلتفت إليه.
3 - كتاب الأغاني للأصفهاني: يعتبر كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني كتاب أدب وسمر وغناء, وليس كتاب علم وتاريخ وفقه, وله طنين ورنين في آذان أهل الأدب والتاريخ, فليس معنى ذلك أن يسكت عما ورد فيه من الشعوبية والدس, والكذب الفاضح والطعن والمعايب, وقد قام الشاعر العراقي والأستاذ الكريم وليد الأعظمي بتأليف كتابه القيم الذي سماه السيف اليماني في نحر الأصفهاني صاحب الأغاني, فقد شمر –جزاه الله خيرًا- عن ساعد الجد, ليميز الهزل من الجد, والسم من الشهد, ويكشف ما احتواه الكتاب من الأكاذيب ونيران الشعوبية والحقد, وهي تغلي في الصدور, كغلي القدور, وأخذ يرد على ترهات الأصفهاني فيما جمعه من أخبار وحكايات مكذوبة وغير موثقة تسئ إلى آل البيت النبوي الشريف, وتجرح سيرتهم, وتشوه سلوكهم, كما تناول مزاعم الأصفهاني تجاه معاوية بن أبي سفيان والخلفاء الراشدين الأمويين بما هو مكذوب ومدسوس عليهم من الروايات؛ وتناول الأستاذ الكريم والشاعر الإسلامي القدير وليد الأعظمي في كتابه القيم الحكايات المتفرقة التي تضمنها الكتاب والتي تطعن في العقيدة الإسلامية والدين الإسلامي, وتفضل الجاهلية على الإسلام وغيرها من الأباطيل (18).
ولقد تحدث العلماء فيه قديمًا:
- قال الخطيب البغدادي: كان أبو الفرج الأصفهاني أكذب الناس, كان يشتري شيئًا كثيرًا من الصحف, ثم تكون كل روايته منها (19).
- قال ابن الجوزي: ومثله لا يوثق بروايته, يصح في كتبه بما يوجب عليه الفسق, ويهون شرب الخمر, وربما حكى ذلك عن نفسه, ومن تأمل كتاب الأغاني, رأى كل قبيح ومنكر (20). قال الذهبي: رأيت شيخنا تقي الدين ابن تيمية يضعفه, ويتهمه في نقله ويستهول ما يأتي به (21).
4 - تاريخ اليعقوبي, ت 290هـ: هو أحمد بن أبي يعقوب إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح العباسي من أهل بغداد, مؤرخ شيعي إمامي كان يعمل في كتابة الدواوين في الدولة العباسية حتى لقب بالكاتب العباسي, وقد عرض اليعقوبي تاريخ الدولة الإسلامية من وجهة نظر الشيعة, الإمامية, فهو لا يعترف بالخلافة إلى لعلي بن أبي طالب وأبنائه حسب تسلسل الأئمة عند الشيعة, ويسمي عليًا بالوصي, وعندما أرَّخ لخلافة أبي بكر وعمر وعثمان لم يضف عليهم لقب الخلافة وإنما قال تولى الأمر فلان, ثم لم يترك واحدًا منهم دون أن يطعن فيه, وكذلك كبار الصحابة, فقد ذكر عن عائشة, رضي الله عنها, أخبارًا (22) سيئة, وكذلك عن خالد بن الوليد (23) , وعمرو بن العاص (24) , ومعاوية بن أبي سفيان (25) , وعرض خبر السقيفة عرضًا مشينًا (26) ادعى فيه أنه قد حصلت مؤامرة على سلب الخلافة من علي ابن أبي طالب الذي هو الوصي في نظره, وطريقته في سياق الاتهامات –الباطلة- هي طريقة قومه من أهل التشيع والرفض, وهي إما اختلاق الخبر بالكلية (27) , أو التزيد في الخبر (28) , والإضافة عليه, أو عرضه في غير سياقه ومحله حتى ينحرف معناه, ومن الملاحظ أنه عندما ذكر الخلفاء الأمويين وصفهم بالملوك, وعندما ذكر خلفاء بني العباس وصفهم بالخلفاء, كما وصف دولتهم في كتابه البلدان باسم الدولة المباركة (29) , مما يعكس نفاقه وتستره وراء شعار التقية, وهذا الكتاب يمثل الانحراف والتشويه الحاصل في كتابة التاريخ الإسلامي, وهو مرجع لكثير من المستشرقين والمستغربين الذين طعنوا في التاريخ الإسلامي وسيرة رجاله, مع أنه لا قيمة له من الناحية العلمية إذ يغلب على
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/331)
القسم الأول القصص والأساطير والخرافات, والقسم الثاني كتب من زاوية نظر حزبية كما أنه يفتقد من الناحية المنهجية لأبسط قواعد التوثيق العلمي (30).
5 - المسعودي (ت: 345هـ) كتابه مروج الذهب ومعادن الجوهر: هو أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي, من ولد عبد الله بن مسعود, رضي الله عنه (31) , وقيل إنه كان رجلاً من أهل المغرب (32) , ولكن يرد عليه بأن المسعودي صرح بنفسه أنه من أهل العراق, وأنه انتقل إلى ديار مصر للسكن فيها (33) , وإن قصد ببلاد المغرب عكس المشرق فمصر من بلاد المغرب الإسلامي فلا إشكال (34) , والمسعودي رجل شيعي, فقد قال فيه ابن حجر: كتبه طافحة بأنه كان شيعيًا معتزليًا (35) , وقد ذكر أن الوصية جارية من عهد آدم تنقل من قرن إلى قرن حتى رسولنا ×, ثم أشار إلى اختلاف الناس بعد ذلك في النص والاختيار, فقد رأى الشيعة الإمامية الذين يقولون بالنص (36) , وقد أولى الأحداث المتعلقة بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه في كتابه مروج الذهب اهتمامًا كبيرًا أكثر من اهتمامه بحياة رسول الله × في الكتاب المذكور (37) , وركز اهتمامه بالبيت العلوي وتتبع أخبارهم بشكل واضح في كتابه مروج الذهب (38) , وعمل بدون حياء ولا خجل على تشويه تاريخ صدر الإسلام.
هذه بعض الكتب القديمة التي نحذر منها, والتي كان لها أثر في كتابات بعض المعاصرين, كطه حسين (الفتنة الكبرى .. علي وبنوه) , والعقاد في العبقريات فقد تورطا في الروايات الموضوعة والضعيفة وقامت تحليلاتهما عليها, وبالتالي لم يحالفهما الصواب, ووقعا في أخطاء شنيعة في حق الصحابة, رضي الله عنهم, وكذلك عبد الوهاب النجار في كتابه «الخلفاء الراشدون» حيث نقل نصوصًا من روايات الرافضة من كتاب «الإمامة والسياسة» , وحسن إبراهيم حسن في كتابه «عمرو بن العاص» حيث قرر من خلال الروايات الرافضية الموضوعة بأن عمرو بن العاص رجل مصالح ومطامع ولا يدخل في شيء من الأمور إلا إذا رأى فيه مصلحة ومنفعة له في الدنيا (39) , وغير ذلك من الباحثين الذين ساروا على نفس المنوال, فدخلوا في الأنفاق المظلمة بسبب بعدهم عن منهج أهل السنة والجماعة في التعامل مع الركام الهائل من الروايات التاريخية.
ـــــــــــــــــــ
(1) البخاري, الفتن, رقم (7109).
(2) الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به, ص (67 - 69).
(3) الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به, ص (67 - 69).
(4) الباعث الحثيث, ص (182).
(5) فتح الباري (13/ 34).
(6) عقيدة أهل السنة (2/ 740).
(7) عقيدة الإمام ابن قتيبة, علي العلياني, ص (90).
(8) لسان الميزان (3/ 357) , تحقيق مواقف الصحابة (2/ 144).
(9) تحقيق مواقف الصحابة (2/ 144).
(10) الفتاوى لابن تيمية (17/ 391).
(11) الإمامة والسياسة (1/ 12).
(12) الإمامة والسياسة (1/ 55،54).
(13) عقيدة الإمام ابن قتيبة, ص (91) للعلياني.
(14) الإمامة والسياسة (2/ 20).
(15) المعارف, ص (401).
(16) مختصر التحفة الاثنا عشرية للألوسي ص (32).
(17) عقيدة الإمام ابن قتيبة, ص (93).
(18) الأدب الإسلامي, نايف معروف, ص (53).
(19) الوفيات (3/ 124).
(20) ميزان الاعتدال (3/ 124).
(21) منهاج السنة (4/ 24).
(22) لسان الميزان (4/ 223).
(23) الأدب الإسلامي, نايف معروف, ص (53).
(24) الأدب الإسلامي, ص (55،54).
(25) السيف اليماني في نحر الأصفهاني للأعظمي, ص (9 - 14).
(26) تاريخ بغداد (11/ 398).
(27) المنتظم (7/ 41،40).
(28) ميزان الاعتدال (3/ 123).
(29) تاريخ اليعقوبي (2/ 180 - 183).
(30) المصدر نفسه (2/ 131).
(31) المصدر نفسه (2/ 222).
(32) المصدر نفسه (2/ 232 - 238).
(33) المصدر نفسه (2/ 123 - 126).
(34) , (2) منهج كتابة التاريخ الإسلامي ص431.
(35) كتاب البلدان لليعقوبي ص 432.
(36) منهج كتابة التاريخ الإسلامي ص 432.
(37) الفهرست لابن النديم, ص (171) سير أعلام النبلاء.
(38) الفهرست, ص (117).
(39) معجم الأدباء (13/ 91 - 93).
http://www.alsallaby.com/articles/warning/1.html
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[14 - 08 - 09, 10:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عزان]ــــــــ[14 - 08 - 09, 07:13 م]ـ
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[19 - 08 - 09, 12:25 م]ـ
وجزاكما الله خيراً وبارك فيكما.
ـ[سلطان التميمي]ــــــــ[20 - 08 - 09, 09:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[23 - 08 - 09, 06:24 م]ـ
وإياك أخي سلطان.
ـ[عبدالله عبدالوهاب]ــــــــ[26 - 08 - 09, 01:43 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عبد الحفيظ المقري]ــــــــ[28 - 08 - 09, 02:38 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أمين نواري]ــــــــ[28 - 08 - 09, 02:55 م]ـ
نعم لا بد من التحذير من هذه الكتب إماتة لذكرهم وإخمادا لتحريفهم المائد
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 12:51 ص]ـ
بارك الله فيكم وغفر لنا ولكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/332)
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[02 - 09 - 09, 08:28 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 08:01 ص]ـ
وإياك أخي أبا الليث.
ـ[سفيان العباسي]ــــــــ[28 - 09 - 09, 03:38 م]ـ
و ماذا عن مغازي الواقدي؟
ـ[محمود عبد الله]ــــــــ[28 - 09 - 09, 07:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا وجعلكم حصنا للدعوة
ـ[محمد عبد المنعم السلفي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 02:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
نحن بأمس الحاجة الى مثل هذا
ـ[بنت فايد السلفي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 07:51 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 03:59 م]ـ
جزاكم الله خيراً
وجزى الله الشيخ علي الصلابي خير الجزاء
ـ[عبد العزيز غريب]ــــــــ[02 - 10 - 09, 05:20 م]ـ
بارك الله اله في الشيخ الصلابي ولكني رأيت المسعودي يترضى ويدعو للشيخين أبي بكر وعمر بالرحمة فهل يكون ذلك في باب التقية، أم أنّ بين هذه الكتب تباين في التشيع، ففي مروج الذهب مادة جيدة ويستطيع المتبصر أن يستفيد منها.
ـ[أبو عكرمة]ــــــــ[08 - 10 - 09, 11:26 م]ـ
لكن هناك من وجد من القدماء من نسب كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة .... مثال ابن العربي
ثم أن الكتاب لغته ورواياته تعود إلى القرن الثالث الهجري .. وهي نفس الفترة التي عاش فيها ابن قتيبة .. والله أعلم
ـ[احمد بن خليل]ــــــــ[09 - 10 - 09, 06:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا و نفع بكم المسلمين
ـ[ابو معاذ البحريني]ــــــــ[15 - 10 - 09, 04:29 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[حمزة الانصاري]ــــــــ[17 - 10 - 09, 10:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا و نفع بكم المسلمين
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[18 - 10 - 09, 05:27 م]ـ
بارك الله فيكم،
ـ[عماد بن محمد الجنابي البغدادي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 12:13 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابومالك السودانى]ــــــــ[24 - 10 - 09, 06:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا العرض الرائع والأخوة على المداخللات المفيدة
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 05:10 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيراً.
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[04 - 11 - 09, 10:10 ص]ـ
كذلك كتاب " العقد الفريد " لابن عبد ربه المتوفي في القرن الثالث هجري , وهو شيعيّ , تتلمذ عند بقيّ بن مخلد تلميذ الامام أحمد بن حنبل.
والكتاب برمته مفيد جداً , فالأدب والبلاغة والنصيحة الطيبة مع السلاطين والحكام والأمراء , وما يؤاخذ عليه روايته عن أبي مخنف الشيعي الزنديق. وفيه إساءة لبعض الصحابةممّا يُذكر في أحداث (الجمل وصفين وفتنة قتل عثمان رضي الله عنه).
ـ[أبو سليمان الثبيتي]ــــــــ[04 - 11 - 09, 10:36 ص]ـ
كتب طه حسين في الأدب .. فهو ينقل قصصا مكذوبة
وكذلك كتاب رجال حول الرسول فقد أساء مؤلفه لبعض الصحابة دون تحقيق في المسألة
وللأسف كتب التاريخ تعتمد على القصص ... ومن يقرأ تاريخ الأدب يجد العجب
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[26 - 11 - 09, 09:33 م]ـ
بارك الله فيكم على هذا المقال المفيد
فما أفضل وأنفع الكتب لمطالعة التاريخ الإسلاميوخاصة في ما يخص أحداث القرن الأول
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[05 - 12 - 09, 03:22 م]ـ
بارك الله فيكم على هذا المقال المفيد
فما أفضل وأنفع الكتب لمطالعة التاريخ الإسلاميوخاصة في ما يخص أحداث القرن الأول
أخي فلاح حسن البغدادي
إليك هذا البحث الجميل من موقع الاسلام سؤال و جواب الذي يشرف عليه الشيخ الفاضل محمد المنجد - حفظه الله -
كتب التاريخ الموثوقة
ما أكثر ما في الكتب من دس للروايات عن هارون الرشيد، والدولة الأموية، والعباسية، وسيرة أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم. أتمنى منكم أن ترشدوني إلى أفضل وأصح الكتب التي تتحدث عما ذكرت.
الحمد لله
تاريخُ الإسلامِ صفحاتٌ عظيمةٌ من الأحداث والوقائع المتنوعة، اختلطت فيها جوانب السياسة والاجتماع والاقتصاد، وامتزجت بالكثير من العوارض المختلفة أو المتناقضة، فاحتملت لذلك في طبيعتها مادة خصبة استغلها الكثير من أهل الأغراض والأهواء، فلم يتورعوا عن التشويه والتحريف والزيادة والنقصان.
وإذا غضضنا الطرف عن العوامل الخارجية التي أدت إلى وجود الخلل في أحداث التاريخ المروية، وقَصَرْنَا النظرَ على طبيعة المادة المنقولة والمدونة، لوجدنا أن ذلك الخلل يرجع إلى سببين اثنين رئيسين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/333)
السبب الأول: غياب التدوين المباشر للتاريخ مِن قِبَل شهود العيان، ومَن عاصر الأحداث، أو على الأقل غياب الإسناد المقبول لتلك الأحداث، فقد غلب الإرسال والانقطاع بين المدون والراوي وبين الوقائع المروية، ففقدت المنهجية العلمية الركن الرئيس فيها، وغدت أحداث التاريخ نهبة لمن شاء أن يحكي فيها ما يريد، فالكل يكتب ويشارك، سواء أسند أم أرسل. كما قال الإمام أحمد رحمه الله: " ثلاثة كتب ليس لها أصول: المغازي والملاحم والتفسير " انتهى.
رواه الخطيب في "الجامع" (2/ 162) وفسره بقوله: المراد به كتب مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة، غير معتمد عليها، ولا موثوق بصحتها، لسوء أحوال مصنفيها، وعدم عدالة ناقليها، وزيادات القصاص فيها "، وفسرها شيخ الإسلام ابن تيمية بكثرة المراسيل في هذه الأبواب.
والسبب الثاني: غياب الحس النقدي لدى كثير من كُتَّاب التاريخ الأول، فلا تكاد تجد في المؤرخين القدامى من يزيد على الحكاية والرواية، فقد كان هذا سعيهم الأول، ولعلهم أوكلوا النقد بالتصديق أو التكذيب إلى القارئ الذي غالبا ما يتيه بين آلاف الصفحات المسطرة.
ولعل القراءة المجردة في "تاريخ الأمم والملوك" لابن جرير الطبري، وفي "الإمامة والسياسة" المنسوب خطأ لابن قتيبة، وفي "مروج الذهب" لعلي بن الحسين المسعودي، وفي "تاريخ اليعقوبي"، و"الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني، وفي "العقد الفريد" لابن عبد ربه، وفي "تاريخ التمدن الإسلامي" لجرجي زيدان – لعل القراءة المجردة فيها توقف القارئ على الصورة الحقيقية لقدر التشويه الذي لحق بمصنفات التاريخ ومدوناته.
وانظر للتوسع عن كتب التاريخ المشوهة كتاب "كتب حذر منها العلماء" للشيخ مشهور حسن سلمان، الجزء الثاني.
يقول ابن خلدون في "المقدمة" (ص/9 - 10):
" وكثيرا ما وقع للمؤرخين والمفسرين وأئمة النقل من المغالط في الحكايات والوقائع لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثًّا أو سمينًا، ولم يعرضوها على أصولها، ولا قاسوها بأشباهها، ولا سبروها بمعيار الحكمة والوقوف على طبائع الكائنات، وتحكيم النظر والبصيرة في الأخبار، فضلوا عن الحق، وتاهوا في بيداء الوهم والغلط، ولا سيما في إحصاء الأعداد من الأموال والعساكر إذا عرضت في الحكايات، إذ هي مَظِنَّةُ الكذب، ومَطِيَّةُ الهَذَر، ولا بد من ردها إلى الأصول، وعرضها على القواعد " انتهى.
والأدوات التي يحتاجها المؤرخ الناقد متنوعة ما بين علم بأحوال الرواة وطبائع الأمم وقواطع العادات والسنن ودقة في الملاحظة والقياس، وذلك ما لا يتوفر إلا في القليل من المؤرخين المتقدمين والمتأخرين.
يقول ابن خلدون في "المقدمة" (ص/28):
" فإذا يحتاج صاحب هذا الفن إلى العلم بقواعد السياسة وطبائع الموجودات واختلاف الأمم والبقاع والأعصار في السير والأخلاق والعوائد والنحل والمذاهب وسائر الأحوال، والإحاطة بالحاضر من ذلك، ومماثلة ما بينه وبين الغائب من الوفاق أو بون ما بينهما من الخلاف، وتعليل المتفق منها والمختلف، والقيام على أصول الدول والملل ومبادئ ظهورها وأسباب حدوثها ودواعي كونها وأحوال القائمين بها وأخبارهم، حتى يكون مستوعبا لأسباب كل خبره، وحينئذ يعرض خبر المنقول على ما عنده من القواعد والأصول، فإن وافقها وجرى على مقتضاها كان صحيحا، وإلا زيفه واستغنى عنه.
وما استكبر القدماء علم التاريخ إلا لذلك، حتى انتحله الطبري والبخاري وابن إسحاق من قبلهما، وأمثالهم من علماء الأمة، وقد ذهل الكثير عن هذا السر فيه حتى صار انتحاله مجهلة، واستخف العوام ومن لا رسوخ له في المعارف مطالعته وحمله والخوض فيه والتطفل عليه، فاختلط المرعي بالهمل، واللباب بالقشر، والصادق بالكاذب، وإلى الله عاقبة الأمور " انتهى.
ونحن وإن كنا نستشعر النقص في التحقيق التاريخي، والنقد المنهجي، إلا أننا لا ننفي وجوده، فقد سطر نقاد العلماء كتبا محققة محكمة، محَّصوا فيها الصادق من الكاذب، والحقيقي من الزائف، فيمكن الاستفادة منها والرجوع إليها، والأهم من ذلك: البناء عليها، ومنها:
"العواصم من القواصم" لأبي بكر ابن العربي المالكي، "البداية والنهاية" لابن كثير، و "الكامل في التاريخ" لابن الأثير، وكتب الحافظ الذهبي عموما: "تاريخ الإسلام" و "سير أعلام النبلاء"، و"العبر" وغيرها.
وهناك أيضا كثير من الدراسات المعاصرة النافعة والمفيدة في هذا المجال، مثل كتاب "التاريخ الإسلامي" للأستاذ محمود شاكر الحرستاني، و "مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري" للدكتور يحيى بن إبراهيم اليحيى، وكتب الدكتور محمد علي الصلابي التاريخية ـ بصفة عامة ـ كـ " السيرة النبوية"، وكتبه عن الخلفاء الراشدين، "الدولة الأموية"، "الدولة الفاطمية"، "دولة السلاجقة"، "الدولة العثمانية" وغيرها كثير، وأيضا كتاب "تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة" تأليف الدكتور محمد آمحزون.
ففي هذا الكتب، إن شاء الله، غنية لمن أراد القراءة في التاريخ، خاصة لغير المتخصص في دارسة التاريخ أو العلوم الشرعية.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/334)
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[05 - 12 - 09, 03:24 م]ـ
بارك الله فيكم على هذا المقال المفيد
فما أفضل وأنفع الكتب لمطالعة التاريخ الإسلاميوخاصة في ما يخص أحداث القرن الأول
بارك الله فيكم على هذا المقال المفيد
فما أفضل وأنفع الكتب لمطالعة التاريخ الإسلاميوخاصة في ما يخص أحداث القرن الأول
أخي فلاح حسن البغدادي
إليك هذا البحث الجميل من موقع الاسلام سؤال و جواب الذي يشرف عليه الشيخ الفاضل محمد المنجد - حفظه الله -
كتب التاريخ الموثوقة
ما أكثر ما في الكتب من دس للروايات عن هارون الرشيد، والدولة الأموية، والعباسية، وسيرة أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم. أتمنى منكم أن ترشدوني إلى أفضل وأصح الكتب التي تتحدث عما ذكرت.
الحمد لله
تاريخُ الإسلامِ صفحاتٌ عظيمةٌ من الأحداث والوقائع المتنوعة، اختلطت فيها جوانب السياسة والاجتماع والاقتصاد، وامتزجت بالكثير من العوارض المختلفة أو المتناقضة، فاحتملت لذلك في طبيعتها مادة خصبة استغلها الكثير من أهل الأغراض والأهواء، فلم يتورعوا عن التشويه والتحريف والزيادة والنقصان.
وإذا غضضنا الطرف عن العوامل الخارجية التي أدت إلى وجود الخلل في أحداث التاريخ المروية، وقَصَرْنَا النظرَ على طبيعة المادة المنقولة والمدونة، لوجدنا أن ذلك الخلل يرجع إلى سببين اثنين رئيسين:
السبب الأول: غياب التدوين المباشر للتاريخ مِن قِبَل شهود العيان، ومَن عاصر الأحداث، أو على الأقل غياب الإسناد المقبول لتلك الأحداث، فقد غلب الإرسال والانقطاع بين المدون والراوي وبين الوقائع المروية، ففقدت المنهجية العلمية الركن الرئيس فيها، وغدت أحداث التاريخ نهبة لمن شاء أن يحكي فيها ما يريد، فالكل يكتب ويشارك، سواء أسند أم أرسل. كما قال الإمام أحمد رحمه الله: " ثلاثة كتب ليس لها أصول: المغازي والملاحم والتفسير " انتهى.
رواه الخطيب في "الجامع" (2/ 162) وفسره بقوله: المراد به كتب مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة، غير معتمد عليها، ولا موثوق بصحتها، لسوء أحوال مصنفيها، وعدم عدالة ناقليها، وزيادات القصاص فيها "، وفسرها شيخ الإسلام ابن تيمية بكثرة المراسيل في هذه الأبواب.
والسبب الثاني: غياب الحس النقدي لدى كثير من كُتَّاب التاريخ الأول، فلا تكاد تجد في المؤرخين القدامى من يزيد على الحكاية والرواية، فقد كان هذا سعيهم الأول، ولعلهم أوكلوا النقد بالتصديق أو التكذيب إلى القارئ الذي غالبا ما يتيه بين آلاف الصفحات المسطرة.
ولعل القراءة المجردة في "تاريخ الأمم والملوك" لابن جرير الطبري، وفي "الإمامة والسياسة" المنسوب خطأ لابن قتيبة، وفي "مروج الذهب" لعلي بن الحسين المسعودي، وفي "تاريخ اليعقوبي"، و"الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني، وفي "العقد الفريد" لابن عبد ربه، وفي "تاريخ التمدن الإسلامي" لجرجي زيدان – لعل القراءة المجردة فيها توقف القارئ على الصورة الحقيقية لقدر التشويه الذي لحق بمصنفات التاريخ ومدوناته.
وانظر للتوسع عن كتب التاريخ المشوهة كتاب "كتب حذر منها العلماء" للشيخ مشهور حسن سلمان، الجزء الثاني.
يقول ابن خلدون في "المقدمة" (ص/9 - 10):
" وكثيرا ما وقع للمؤرخين والمفسرين وأئمة النقل من المغالط في الحكايات والوقائع لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثًّا أو سمينًا، ولم يعرضوها على أصولها، ولا قاسوها بأشباهها، ولا سبروها بمعيار الحكمة والوقوف على طبائع الكائنات، وتحكيم النظر والبصيرة في الأخبار، فضلوا عن الحق، وتاهوا في بيداء الوهم والغلط، ولا سيما في إحصاء الأعداد من الأموال والعساكر إذا عرضت في الحكايات، إذ هي مَظِنَّةُ الكذب، ومَطِيَّةُ الهَذَر، ولا بد من ردها إلى الأصول، وعرضها على القواعد " انتهى.
والأدوات التي يحتاجها المؤرخ الناقد متنوعة ما بين علم بأحوال الرواة وطبائع الأمم وقواطع العادات والسنن ودقة في الملاحظة والقياس، وذلك ما لا يتوفر إلا في القليل من المؤرخين المتقدمين والمتأخرين.
يقول ابن خلدون في "المقدمة" (ص/28):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/335)
" فإذا يحتاج صاحب هذا الفن إلى العلم بقواعد السياسة وطبائع الموجودات واختلاف الأمم والبقاع والأعصار في السير والأخلاق والعوائد والنحل والمذاهب وسائر الأحوال، والإحاطة بالحاضر من ذلك، ومماثلة ما بينه وبين الغائب من الوفاق أو بون ما بينهما من الخلاف، وتعليل المتفق منها والمختلف، والقيام على أصول الدول والملل ومبادئ ظهورها وأسباب حدوثها ودواعي كونها وأحوال القائمين بها وأخبارهم، حتى يكون مستوعبا لأسباب كل خبره، وحينئذ يعرض خبر المنقول على ما عنده من القواعد والأصول، فإن وافقها وجرى على مقتضاها كان صحيحا، وإلا زيفه واستغنى عنه.
وما استكبر القدماء علم التاريخ إلا لذلك، حتى انتحله الطبري والبخاري وابن إسحاق من قبلهما، وأمثالهم من علماء الأمة، وقد ذهل الكثير عن هذا السر فيه حتى صار انتحاله مجهلة، واستخف العوام ومن لا رسوخ له في المعارف مطالعته وحمله والخوض فيه والتطفل عليه، فاختلط المرعي بالهمل، واللباب بالقشر، والصادق بالكاذب، وإلى الله عاقبة الأمور " انتهى.
ونحن وإن كنا نستشعر النقص في التحقيق التاريخي، والنقد المنهجي، إلا أننا لا ننفي وجوده، فقد سطر نقاد العلماء كتبا محققة محكمة، محَّصوا فيها الصادق من الكاذب، والحقيقي من الزائف، فيمكن الاستفادة منها والرجوع إليها، والأهم من ذلك: البناء عليها، ومنها:
"العواصم من القواصم" لأبي بكر ابن العربي المالكي، "البداية والنهاية" لابن كثير، و "الكامل في التاريخ" لابن الأثير، وكتب الحافظ الذهبي عموما: "تاريخ الإسلام" و "سير أعلام النبلاء"، و"العبر" وغيرها.
وهناك أيضا كثير من الدراسات المعاصرة النافعة والمفيدة في هذا المجال، مثل كتاب "التاريخ الإسلامي" للأستاذ محمود شاكر الحرستاني، و "مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري" للدكتور يحيى بن إبراهيم اليحيى، وكتب الدكتور محمد علي الصلابي التاريخية ـ بصفة عامة ـ كـ " السيرة النبوية"، وكتبه عن الخلفاء الراشدين، "الدولة الأموية"، "الدولة الفاطمية"، "دولة السلاجقة"، "الدولة العثمانية" وغيرها كثير، وأيضا كتاب "تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة" تأليف الدكتور محمد آمحزون.
ففي هذا الكتب، إن شاء الله، غنية لمن أراد القراءة في التاريخ، خاصة لغير المتخصص في دارسة التاريخ أو العلوم الشرعية.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
ـ[مكتب زهير الشاويش]ــــــــ[05 - 12 - 09, 03:41 م]ـ
للرفع والاستفادة.
ـ[أبو خالد الحنبلي]ــــــــ[10 - 12 - 09, 09:08 م]ـ
بارك الله في الشيخ علي الصلابي و نفع الله به
ـ[جمال بن عمار الأحمر]ــــــــ[31 - 12 - 09, 02:29 م]ـ
السلام عليكم
وجازاكم الله خيرا
1 - كان الشيخ أبو عبيدة مشهور حسن آل سلمان فد نشر كتابا في جزأين اطلعت عليهما تفصيلا، وفيهما جواب على كل ما دار على ألسنة الإخوة هنا؛ عنوانه:
"كتب حذر منها العلماء"
فيه براهين على عدم صحة نسبة الإمامة والسياسة لابن قتيبة خطيب السنة في زمانه.
وفيه كشف دسائس بقية الكتب المذكورة؛ أعني كتب الذين أصابتهم الذلة أمام الفرنجة (عقدة الخواجة)؛ من أمثال طه حسين وحسنين هيكل، فضلا عن النصراني الحاقد جورجي زيدان.
2 - ومن جهة أخرى: نجد كتاب "السيف اليماني في نحر الأصفهاني صاحب الأغاني" للأديب والشاعر العراقي وليد الأعظمي.
3 - أما الكتب المزكاة فلأن كتابها هم شيوخ استقامة، وإلا فإن المحتوى يحتاج دائما إلى الغربلة؛
3 - 1 - فقد تسربت روايات واهية كثيرة إلى كتاب البداية والنهاية، لابن كثير، معللة وغير معللة.
3 - 2 - وتسربت قبوريات كثيرة إلى كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي.
3 - 3 - وتسربت أساطير كثيرة إلى كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير.
3 - 4 - وقد دافع أبو بكر ابن العربي عن الصحابة دفاعا مستميتا، لكن في قلمه شيء من اللوثة الأشعرية القديمة.
وكل منا راد ومردود عليه حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأسأل الله تعالى لي ولكم العمل الخالص الصواب، وأن يمنحنا السداد والتوفيق.
ـ[هشام جبر]ــــــــ[07 - 01 - 10, 01:01 م]ـ
النصراني الملعون الهالك زكريا بطرس يستشهد على أكاذيبه من كتاب السيرة الحلبية فهل من دراسات حول هذا الكتاب ... خاصة أني لم أستطع تنزيل نسخة مصورة pdf وإنما الموجود على صيغة وورد
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[07 - 01 - 10, 11:32 م]ـ
مقال فوق الرائع
وأرجو أن يكون حلقة ضمن منهج متكامل للتعرف على الكتب التي شوّهت تاريخنا للتحذير والتنفير منها
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[07 - 01 - 10, 11:43 م]ـ
مقال فوق الرائع
وأرجو أن يكون حلقة ضمن منهج متكامل للتعرف على الكتب التي شوّهت تاريخنا للتحذير والتنفير منها
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[10 - 01 - 10, 10:29 م]ـ
هل من أخ كريم يدلنا على مواضع أخرى
كان فيه الدكتور المفضال الصلابي له مثل هذه الجهد
بانتظار ردودكم وجزاكم ربي خيرات وجنات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/336)
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[10 - 01 - 10, 10:37 م]ـ
هل من أخ كريم يدلنا على مواضع أخرى
كان فيه الدكتور المفضال الصلابي له مثل هذه الجهد
بانتظار ردودكم وجزاكم ربي خيرات وجنات
ـ[أبو نور النوبى]ــــــــ[10 - 01 - 10, 11:47 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم ونفع بك
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[11 - 01 - 10, 09:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قام الشيخ الدكتور محمد البرزنجي بتحقيق تاريخ الطبري فقسمه إلى قسمين صحيح وضعيف تاريخ الطبري
لا يتعلم العلم مستحيي ولا مستكبر
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[11 - 01 - 10, 10:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قام الشيخ الدكتور محمد البرزنجي بتحقيق تاريخ الطبري فقسمه إلى قسمين صحيح وضعيف تاريخ الطبري
لا يتعلم العلم مستحيي ولا مستكبر
هل من إمكان أن تدلني على مكان هذا الجهد
جزيت الجنة
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[12 - 01 - 10, 10:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صحيح وضعيف تاريخ الطبري / طبعة دار ابن كثير في ثلاثة عشر مجلد
لا يتعلم العلم مستحيي ولا مستكبر
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[12 - 01 - 10, 11:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صحيح وضعيف تاريخ الطبري / طبعة دار ابن كثير في ثلاثة عشر مجلد
لا يتعلم العلم مستحيي ولا مستكبر
أخي الحبيب:
أنا قصدت أن تدلني على روابط التحميل
بصيغة بي دي اف
لو تكرمت
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[13 - 01 - 10, 05:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب معذرة فإني لا أعلم رابطه، عسى أن يفيدك أحد الأخوة
لا يتعلم العلم مستحيي ولا مستكبر
ـ[في رحاب الله]ــــــــ[22 - 02 - 10, 07:06 م]ـ
وفقكم االله وجزااكم الجنّة وأسعدكم وغفر لكم
آللهم آمين
سبحآن الله والحمد لله ولاإله إلاآلله والله أكبرولاحول ولاقوة إلابالله
سبحآن الله والحمد لله ولاإله إلاآلله والله أكبرولاحول ولاقوة إلابالله
سبحآن الله والحمد لله ولاإله إلاآلله والله أكبرولاحول ولاقوة إلابالله
سبحآن الله والحمد لله ولاإله إلاآلله والله أكبرولاحول ولاقوة إلابالله
لاإله إلاأنت سبحانك إني كنت من الظالمين
لاإله إلا الله
أستغفرالله واتوب إليه
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[14 - 03 - 10, 04:49 ص]ـ
هذا الجيل الفريد الذي حمل دعوة الله ونقلها للعالم كله لا بد من تنقية تاريخه من كل ما شابه من نقائص
وبارك الله في الدكتور الصلابي، وجزاكم الله خيرًا
ـ[أبو شهد العراقي]ــــــــ[22 - 03 - 10, 05:54 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم (أبو عمر الجداوي) وفي الباحث الكريم الدكتور علي محمد الصلاّبي على هذه المقالة الرائعة والمفيدة ,, وكذلك في الدكتور محمد البرزنجي وفي كل من يرشد الأمة إلى طريق الصواب ,,, آمين
ـ[ابا إسماعيل الالماني]ــــــــ[16 - 04 - 10, 08:45 ص]ـ
بارك الله فيك
جزاك الله خيرا
ـ[جلال الدين خليفة]ــــــــ[03 - 05 - 10, 08:31 م]ـ
لقد استفدت من مقالكم كثيرا فشكرا يا اخي و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 03:11 م]ـ
وفيكم بارك
وجزى الله الشيخ علي الصلابي خير الجزاء.
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[11 - 05 - 10, 01:40 م]ـ
الأخ العزيز يوسف القرون بارك الله فيكم
قرأت كتاب العواصم من القواصم لابن العربي فوجدت الكاتب أشعري متعصب بل أقرب إلى الإعتزال من الأشاعرة وينال من علماء أهل السنة والحنابلة بأقذع الألفاظ كأبي يعلى الفراء وابن حزم حتى أنه جعل الظاهرية أخواناً لليهود الرافضة
ـ[ابو محمد الكثيري]ــــــــ[18 - 05 - 10, 01:16 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ليث بجيلة]ــــــــ[15 - 06 - 10, 10:49 ص]ـ
كذلك كتاب " العقد الفريد " لابن عبد ربه المتوفي في القرن الثالث هجري , وهو شيعيّ , تتلمذ عند بقيّ بن مخلد تلميذ الامام أحمد بن حنبل.
والكتاب برمته مفيد جداً , فالأدب والبلاغة والنصيحة الطيبة مع السلاطين والحكام والأمراء , وما يؤاخذ عليه روايته عن أبي مخنف الشيعي الزنديق. وفيه إساءة لبعض الصحابةممّا يُذكر في أحداث (الجمل وصفين وفتنة قتل عثمان رضي الله عنه).
الرجل فيه تشيع وليس من غلاتهم - رحمه الله وغفر له -
ـ[ليث بجيلة]ــــــــ[15 - 06 - 10, 10:51 ص]ـ
الأخ العزيز يوسف القرون بارك الله فيكم
قرأت كتاب العواصم من القواصم لابن العربي فوجدت الكاتب أشعري متعصب بل أقرب إلى الإعتزال من الأشاعرة وينال من علماء أهل السنة والحنابلة بأقذع الألفاظ كأبي يعلى الفراء وابن حزم حتى أنه جعل الظاهرية أخواناً لليهود الرافضة
جزاك الله خير لو تنقل لنا بعض كلامه الذي يؤاخذ عليه
ـ[ليث بجيلة]ــــــــ[15 - 06 - 10, 10:57 ص]ـ
التحذير من بعض الكتب التي شوهت تاريخ الصحابة
د. علي الصلابي
... الخ
الله يجزاك خير على هذا النقل الموفق، والدكتور الصلابي - بارك الله فيه ونفع به - ممن نشهد الله على محبته في الله ولله، له مشاركات جميلة وموفقة في إعادة كتابة التاريخ الإسلامي، أسأل الله أن يثبته ويعينه ويوفقه للخير؛ فحملة تشويه التاريخ الإسلامي وتاريخ الخلفاء كانت على قدم وساق، حتى شحنت كتب التاريخ بالروايات الساقطة والطعن في أئمة عدول.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/337)
ـ[محمد البغدادي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 07:57 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالسلام النجدي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 05:02 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
وجزى الله الشيخ علي الصلابي خير الجزاء
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[16 - 07 - 10, 10:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب معذرة فإني لا أعلم رابطه، عسى أن يفيدك أحد الأخوة
لا يتعلم العلم مستحيي ولا مستكبر
عنوان الكتاب: صحيح وضعيف تاريخ الطبري
المؤلف: محمد بن جرير الطبري أبو جعفر - محمد بن طاهر البرزنجي - محمد صبحي حسن حلاق
حالة الفهرسة: غير مفهرس
الناشر: دار ابن كثير
عدد المجلدات: 13
رقم الطبعة: 1
الحجم (بالميجا): 117
تاريخ إضافته: 13/ 11 / 2009
شوهد: 7226 مرة
التحميل المباشر: مجلد 1 ( http://www.archive.org/download/waq98971/01_98971.pdf) مجلد 2 ( http://www.archive.org/download/waq98971/02_98972.pdf) مجلد 3 ( http://www.archive.org/download/waq98971/03_98973.pdf) مجلد 4 ( http://www.archive.org/download/waq98971/04_98974.pdf) مجلد 5 ( http://www.archive.org/download/waq98971/05_98975.pdf) مجلد 6 ( http://www.archive.org/download/waq98971/06_98976.pdf) مجلد 7 ( http://www.archive.org/download/waq98971/07_98977.pdf) مجلد 8 ( http://www.archive.org/download/waq98971/08_98978.pdf) مجلد 9 ( http://www.archive.org/download/waq98971/09_98979.pdf) مجلد 10 ( http://www.archive.org/download/waq98971/10_98980.pdf) مجلد 11 ( http://www.archive.org/download/waq98971/11_98981.pdf) مجلد 12 ( http://www.archive.org/download/waq98971/12_98982.pdf) مجلد 13 ( http://www.archive.org/download/waq98971/13_98983.pdf) الواجهة ( http://www.archive.org/download/waq98971/00_98971.pdf)(149/338)
قضية دييغو لوبيز رحمه الله ... دروس و عبر.
ـ[هشام زليم]ــــــــ[15 - 08 - 09, 01:06 م]ـ
قضية دييغو لوبيز رحمه الله ... دروس و عبر.
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
تقع بلدة بيلاروبيا دي لوس أخوس Villarubia de los Ajos شمال إقليم سيوداد ريال Ciudad Real الواقع وسط إسبانيا و تحديدا شمال إقليم الأندلس و جنوب إقليم طليطلة. بعد سقوط هذه المنطقة بيد نصارى قشتالة حافظ المسلمون بها على دينهم تحت الحكم النصراني و عُرفوا بالمدجنين. و بعد سقوط كامل الدولة الإسلامية سنة 1492م و إصدار قرارات التنصير الإجباري بحق كل المسلمين ابتداءا من 1499م, اضطر سكان بلدة بيلاروبيا لإضمار الإسلام و إظهار النصرانية لعلّهم يفلتون من الجحيم الذي تتوعدهم به الكنيسة إذا لم يعتنقوا عقيدة التثليث. و استمروا على هذا الحال إلى سنة 1611م حيث صدر قرار طردهم من إسبانيا أسوة بباقي المسلمين, فقاوموا هذا القرار مقاومة نادرة– كما بين ذلك الباحث الانجليزي دادسون- حيث حُملوا بالقوة إلى فرنسا فعادوا إلى بيلاروبيا, فحملوا مرة أخرى إلى مرافئ قرطاجنة لترحيلهم إلى المغرب لكنهم فروا قبل أن يصلوا إلى السفن قاصدين بلدتهم , فحاولت السلطات طردهم للمرة الثالثة سنة 1614م لكنها فشلت, فتركتهم بعد أن أعياها إصرارهم.
http://www.labriegorural.com/img/mapa.jpg
من بين مسلمي بيلاروبيا, رجل يدعى دييغو لوبيز Diego Lopez كان من بين الآلاف الذين تشبثوا بالأرض الأندلسية رغم أنف قرارات الطرد التي اجتهدت السلطات الإسبانية المحتلة في إصدارها. سنة 1613م و بينما كان معتقلا في السجن الملكي, كشف دييغو أمام الجميع عن عقيدته الإسلامية فشكل هذا الإعلان صفعة قوية على خذ السلطات المدنية التي أحالت ملفه إلى محكمة التفتيش بطليطلة, فقد تحول من ''مجرم عادي'' إلى ''خطر على أمن الدولة و وحدة المجتمع الكاثوليكي''.
جانب من بيلاروبيا
http://media-cdn.tripadvisor.com/media/photo-s/01/2d/c3/a3/las-cabanitas-entre-olivos.jpg
خلال محضر التحقيق معه قدّم عشرة أشخاص شهادات تتهمه بأداء عبادات إسلامية.
قد تبدو للوهلة الأولى هذه الشهادات طبيعية و لا شيء يستدعي الوقوف عندها. لكن الأمر ليس كذلك, فمعلوم عند أهل القانون أن الاعتراف سيد الأدلة و غالبا ما يكون الاعتراف بعد أن تحاصر الشهادات المُدينة المتهم فلا يجد مناصا من الاعتراف بعد أن تغلق منافذ التملص أمامه, أو –و هذه طريقة غير نظيفة البتة- يُنتزع الاعتراف عبر التعذيب و الضغط النفسي و الجسدي. لكن في حالة دييغو نرى شيئا آخر له أبعاد اجتماعية خلّفتها محاكم التفتيش في الحياة اليومية الإسبانية إلى يومنا هذا.
فدييغو سُجن في البداية لدى محاكم مدنية تعالج القضايا الجنائية أي أن جرمه لا علاقة له بالعقيدة, فلم يكن هناك أدنى شك من قبل النصارى في عقيدته النصرانية و لم يكن هناك أي شيء يستدعي إشهار إسلامه, لكن فجأة أعلن أنه مسلم, و هذا اعتراف يكفي أن يجعله حطبا لنار ''مراسيم الإيمان'' أو الأتودافي Autodafe, لهذا قامت السلطات المدنية بتسليمه مباشرة للمحاكم المختصة ب''جرائم العقيدة'' ألا و هي محاكم التفتيش السيئة الذكر.
كان يكفي محكمة التفتيش بطليطلة أمام هذا الاعتراف ''الطوعي'' أن تقدمه مباشرة للموت حرقا و لم تكن في حاجة لاستدعاء الشهود خاصة و أنها أحرقت غيره بناءا على اعترافات انتزعت تحت التعذيب و بناءا على شهادات غير موثوقة, و هي أدلة لا يمكن القبول بها في أي حال من الأحوال, فكيف بمن جاء بقدميه يعترف أنه مسلم, لقد وفّر عليهم جهدا كبيرا كانوا سيبذلونه في التحقيق و التعذيب و استدعاء الشهود.
في حالة دييغو عززت محاكم التفتيش ''الاعتراف'' بعشرة شهادات –أو كما سنرى بعد قليل ''وشايات''-!!! فهل كان هذا الاعتراف في حاجة لشهادات حتى يدينوا دييغو بتهمة الردة؟ و هل كانوا سيطلقون سراحه لو جاءت الشهادات عكس ما اعترف به؟ أم أنها مجرد إجراءات شكلية لا تأثر في مجرى الحكم؟ ثم, هل هؤلاء الشهود تمّ استدعاءهم و أرغموا على الشهادة ضده أم أنهم جاءوا بمحض إرادتهم ليدينوا شخصا رأوه يتعبد بالطريقة الإسلامية؟
لا ندعي حيازة الإجابة على هذه الأسئلة, لكن قد نحوز بعض عناصر الإجابة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/339)
في مقاله القيم حول محكمة التفتيش الإسبانية أبرز عالم الاجتماع و المؤرخ الإسباني خوليو كارو بارخا Julio Caro Baroja أن محاكم التفتيش رسّخت في أوربا –و خاصة إسبانيا- تصرفات و عقليات سيئة استمرّت إلى اليوم:"لو عشت زمن محاكم التفتيش, لكنت ربما عدوا لها بشكل أو بآخر. أما الآن و قد ولّى العصر الذي اشتغلت فيه, عليّ أن أكون عدوا للعادات التي بقيت في دماء العديد من الأسبان حتى اليوم منتقلة من الميدان الديني إلى المجال السياسي و البيروقراطي. عادات كالوشاية, الإبلاغ السري, الانتهازية الرسمية و عيوب أخرى نعرفها بحكم تجربة طويلة''
''إن العيش في السنوات التي عرفت استشراء طبقة الوشاة العامين '' los denunciantes p?blicos'' – أو الذين أطلق عليهم بالقشتالية القديمة ''النمامون'' malsines و باليونانية Sicofantes- يسمح لنا بإعادة خلق أو العيش تاريخيا في فترات أخرى و أجواء أخرى. كما يسمح لنا بمعاينة الآثار الرهيبة للكراهية بين جماعات عرقية'' (1)
لم يكن في الحقيقة باستطاعة المفتشين الإحاطة بجميع جوانب الحياة الشخصية للقاطنين بالأراضي الخاضعة لسلطتهم, فلجئوا لتشجيع الناس على الوشاية ببعضهم البعض, فانتشرت هذه الظاهرة في المجتمع انتشار النار في الهشيم فأصبح الابن يشي بوالده, و الأم بابنها و المرأة بزوجها ... ناهيك عمن يشي بعدوه و غريمه, و بما أن الكنيسة كانت قد أعلنت الحرب على المورسكيين و اليهود و البروتستانت –و على معتقداتهم و طقوسهم- فقد شكل هؤلاء وجبة دسمة لهواة الوشاية و الإبلاغ عن الجرائم ''العقدية''. هؤلاء الهواة تمّت تسميتهم بالنمامين malsines, و عرّف Covarrubias كوفاروبياث النمّام ب''من يُبلّغ العدالة سرّا عن بعض المخالفات بنية سيئة و لمصلحته الخاصة'' (2). باروخا بيّن أن أهل النميمة يلعبون دورا كبيرا في أوقات الفتن و المحن و الاستبداد حيث تختلط مفاهيم ''الجريمة'' و ''العدالة'' و تسير وفق إرادة الكنيسة, و تصير النميمة وسيلة للانتقام و القضاء على الخصوم (3) , بل و تصير أيضا سلّما يرتقي عبره البعض للتقرب من السلطة سواء الكنسية أو المدنية.
فهؤلاء العشرة الذين شهدوا ضد دييغو لوبيز –على الأقل بعضهم- هم مثال حي للنميمة التي استشرت في المجتمع, هذا لو كانوا بالفعل رأوا دييغو يؤدي عبادات إسلامية. لكن ماذا لو لم يكونوا رأوا شيئا و استغلوا الوضع لتلميع صورتهم ''كنمامين'' أمام المفتشين و تحقيق مكاسب شخصية؟
ثم هناك نقطة أخرى مثيرة للاهتمام, لماذا لم يبلغ الشهود في الحين عن دييغو لمّا رأوه يتعبّد و انتظروا حتى اعترف؟ فإمّا استدعتهم الكنيسة (كأقاربه و أصدقائه و جيرانه) مثلا للتأكد من الماضي الإسلامي و كذلك لاختبارهم, و إما ذهبوا بمحض إرادتهم لإجلاء الشكوك عنهم.
هنا تظهر نظرية أخرى, لقد بيّن الباحث الانجليزي دادسون أن النصارى القدامى لبيلاروبيا كانت تربطهم علاقات طيبة بالمورسكيين (4) , و من الممكن أنهم كانوا على علم بإسلام دييغو و أخفوا ذلك عن محاكم التفتيش, و لما انكشف الأمر لم يعد هناك فائدة من الإنكار فأخبروا المحكمة بما رأوا. لكن في هذه الحالة, هل اتخذت محكمة التفتيش إجراءات ضد هؤلاء الذين تستروا على جريمة ضد العقيدة الكاثوليكية؟ على العموم, لم يذكر المحضر أي شيء عن ذلك.
وسط مدينة بيلاروبيا
http://www.ciudad-real.es/provincia/villarrubia/grandes/villarrubia02.jpg
و نعود لأخينا دييغو لوبيز رحمه الله الذي لم ينفي ما كيل له من اتهامات في تلك الشهادات العشر بل أقرّها و استمر على عقيدته الإسلامية لسنة و نصف أخرى. و حسب محضر الاتهام فقد كان دييغو ''دائم العناد, و استمرّ في أداء ما شهد به الشهود ضده'' و أكّد للمفتشين أنه ''مسلم, و يجب عليه أن يكون كذلك و أن يعيش و يموت على هذه الملّة''. (5)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/340)
هذا الاعتصام الرائع بحبل الله من قبل دييغو جرح كبرياء المفتشين الذين أبوا إلا يردوه عن الإسلام, فاستدعوا مطارنتهم و قساوستهم فزاروا زنزانته و ألقوا عليه الخطب و المواعظ , يرغبونه تارة و يرهبونه تارة أخرى, لكنهم أخفقوا و عادوا بخفي حنين. لم يفقد النصارى الأمل في ثني ابن الإسلام البار عن عقيدته الموحدة فجاء الكاردينال المفتش العام لمحاكم إسبانيا –بشحمه و لحمه- لزنزانة دييغو لعله يحقق ما عجز عنه الآخرون و يحوله إلى الكاثوليكية لكنه أخفق و انقلب خاسئا و هو حسير, فكرر الزيارة مرّة أخرى و تحدث إليه, ليعود الكاردينال هذه المرة بخفي حنين و متأبطا شر المهانة و الخذلان, فدييغو لم يبغ عن الإسلام حولا (6). أمام هذا الصمود العجيب تخلى المحامي الذي عينته المحكمة للدفاع عن دييغو عن موكله و تمّ تسليم ''المتهم'' لتنفيذ حكم الحرق فيه. (7)
و في يوم العاشر من ماي 1615م نظمت محكمة التفتيش بطليطلة ''مرسوم إيمان'' أوتودافي'' أحرقت خلاله الشهيد –بإذن الله- البطل دييغو لوبيز, فرحمه الله و أسكنه فسيح جنانه. (8)
أولئك أجدادي فجئني بمثلهم ---إذا جمعتنا يا ''فرنادنو'' المجامع.
الهوامش
(1) مقال لخوليو كارو باروخا Julio Caro Baroja بعنوان soliloquio sobre la inquisici?ny los moriscos
(2) نفس المصدر.
(3) نقس المصدر.
(4) انظر موضوعي ''باحث انجليزي يؤكد بالوثائق أن طرد المورسكيين فشل جزئيا'' ( http://hicham84andalous.maktoobblog.com/1481498/%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D8%AB-%D8%A7%D9%86%D8%AC%D9%84%D9%8A%D8%B2%D9%8A-%D9%8A%D8%A4%D9%83%D9%91%D8%AF-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AB%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D8%A3%D9%86-%D8%B7%D8%B1%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3/)
(5) من الأرشيف الوطني الإسباني AHN, Inq,, leg 2106/15
(6) ذكرني إصرار النصارى على رد دييغو عن الإسلام بقصة أنسيلم تررميدا Anselm Turmeda, الذي أسلم و أصبح اسمه عبد الله الترجمان. عاش عبد الله على صهوة فرسه (لكثرة ترحاله) حيث ولد سنة 1355 م بميورقة, و درس بليردة Lérida و بولنيا Bolonia , و عيّن سنة 1379م قسيسا, و في الربع الأخير من القرن 14م اعتنق الإسلام بتونس. نبذٌ عبد الله للنصرانية شكل ضربة قاصمة للنصارى, فقد حاولت السلطات بميورقة , و رجال الكنيسة بصقلية و سادة أراغون, بل وحتى البابا بشحمه و لحمه ثنيه عن الإسلام و رده إلى النصرانية, و هو الشيء الذي لم يقر عبد الله أعينهم به. و توفي رحمه الله سنة 1424م.
(7) نفس المصدر
(8) قضية دييغو لوبيز ذكرتها الباحثة الفرنسية جان فيدال Jeanne Vidal في بحثها ''’’ Quand on brulait les morisques. الصفحة 86 - 87.
كتبه هشام بن محمد زليم المغربي.(149/341)
رمضان الغرباء: محن و فتن.
ـ[هشام زليم]ــــــــ[17 - 08 - 09, 04:32 ص]ـ
رمضان الغرباء: محن و فتن.
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
رفض المسلمون المنصَّرون قسرا سياسة الدمج التي انتهجها فيليب الثاني فحافظوا على التعاليم الإسلامية الرئيسية التي ظلت تتوارثها سرّيا العوائل أبا عن جد: صوم رمضان, الزكاة, ذبح الحيوانات على الطريقة الإسلامية, الختان و بعض المظاهر الثقافية الإسلامية كطريقة اللباس و الجلوس؛ لقد أصبحت هذه العبادات سلاحا يواجه به المورسكيون سياسة طمس هويتهم الدينية و الثقافية التي أضحوا هدفا لها منذ بداية القرن 16 م.
اجتهد الأندلسيون في مراقبة هلال رمضان إمّا بشكل فردي أو على مستوى جماعات, اجتهاد دل على حرص هؤلاء الغرباء على صيام هذا الشهر المبارك لعلّ الله عز وجل يرحمهم و يغفر لهم و يعتق رقابهم من النار.
كان على الأندلسي الذي يعمل تحمل مشقتين: أولا التعب الجسدي, و ثانيا العذاب النفسي الناجم عن الخوف طيلة شهر كامل من وشاية أحد رفقائه به لدى محاكم التفتيش (1). هذه الأخيرة شكل لها صيام الأندلسيين لرمضان إخفاقا آخر في اقتلاع الإسلام من جذوره و انتصارا لأهل التوحيد فوق الأرض النصرانية.
لهذا اجتهدت أغلب محاكم التفتيش ما بين 1572 و 1610م في القضاء على هذه الفريضة الإسلامية, و لم تكتف بمتابعة من يصوم الشهر الفضيل فقط بل شنت حملة شعواء على المسئولين عن نشر هذه ''الجريمة العقدية'': كل من ثبت حثه لإخوانه المسلمين على صيام رمضان سيتم تسليمه لمحكمة التفتيش ثم للسلطات المختصة لتنفيذ حكم الحرق فيه (2 (
خلال هذه الفترة سجّلت محاضر محاكم التفتيش الإسبانية 54 قضية لأشخاص حثوا على صيام رمضان, 24 امرأة و 30 رجلا, حُكِم عليهم جميعا بالموت حرقا, 40 منهم تمّ حرقهم فعليا.
لقد أظهرت محكمة تفتيش لوغرونيو Logrono – المُراقبة من قبل محكمة بلنسية – قسوة شديدة اتجاه أولئك الذين حاولوا إبقاء فريضة الصيام حية بين المورسكيين. فما بين 1577 و 1599 قضت هذه المحكمة بالموت على 84 مورسكيا! (3) , شكل رمضان بالنسبة ل 23 منهم سبب إدانتهم. و لم تبد السلطات الكنسية أية رحمة اتجاههم حيث نظر إليهم القانون على أنهم مرتدون. ثلاثة أرباع هذا العدد كن نساءا (17 امرأة بالتحديد) و قد عرف المفتشون جيدا حجم الدور الذي لعبنه في تمرير العادات الإسلامية بين الأجيال, فواجهوهن, في نهاية القرن 16م, بيد من حديد.
هذه الوحشية في التعامل مع المرأة المسلمة دلّت على حجم الدور الذي تكفلت بأدائه كصلة وصل بين الأجيال الجديدة و ماضيهم المسلم, فمجال عملها داخل المنزل مكنها من الحفاظ على الإسلام سرا, خاصة تلك العبادات المتعلقة بالطعام كالصيام و تجنب أكل لحم الخنزير ...
في بلدتي أكيلار Aguilar و أكريدا Agreda المتجاورتين, شكلت النساء طيلة 20 عاما محور الحياة الروحية و التقليدية الإسلامية. أغلبهن كنّ يفكرن مثل أرملة فرانثيثكو دي أركش Francisco De Arcos التي اعترفت أنه رغم المخاطر التي تتجشمها, يبقى رمضان الوسيلة الأكثر ضمانا للفوز بالحياة الآخرة و ''إنقاذ روحها'' (4). أخريات فعلن مثل مارية دي في Maria de Fee التي شجعت عائلتها على القيام بما تقوم به هي من واجبات دينية, و علّمتهم أدعية و أذكارا (5). لم تكن الوحيدة التي عملت على نشر عقيدتها. لقد نفذ المفتشون إلى داخل العوائل و وجهوا ضربات سريعة و دقيقة لمن كانوا نواة المحافظة على العبادات الإسلامية (6). و أوضح مثال على ذلك قضية مارية كليمنتي Maria Clemente ( أوروسكا) التي أحرقتها محكمة تفتيش لوغرونيو بسبب إقناعها لأفراد أسرتها بالصيام في رمضان (7).
كما لا يجب إغفال الدور الذي لعبته النساء الكبيرات في السن في الحفاظ على التقاليد الإسلامية (8). لقد حرص أغلب الأندلسيين على صيام رمضان و أبوا إلا أن يقضوا هذا الشهر الفضيل في نفس المكان مقوّين بذلك المناعة العائلية و الدينية لحي بأكمله (9). في محضر إيزابيلا نافارا Isabella Navarra أخبر أحدهم بما يلي: ''كل مورسكيي الحي الجديد بأكريدا Agreda مسلمون, حيث تزامن شهر غشت مع رمضان فلم نرهم يأكلون طيلة اليوم'' (10).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/342)
داوم أغلب سكان أراغون و بلنسية الأندلسيون على صيام الشهر الفضيل. في هذه المنطقة كان عددهم كبيرا جدا إلى حد جعلهم مسئولين عن ارتفاع سعر السمك (11).
الأب داميان فونسيكا Damien Fonseca لم يخف تحسره على ارتفاع عدد المورسكيين الذين يصومون رمضان, و قال: '' لا يحافظون على صيام الكنيسة, لكنهم يؤدون الذي يأمرهم به القرآن, يصومون شهرا كاملا كل عام بدل صيام الكارسما caresma, يمتنعون فيه عن الأكل طيلة اليوم إلا مرة في الليل, يعتقدون خطءا أنه في هذه الأيام تلقوا من يد الرب قرآن محمد ... '' (12).
و نختم بقضية الفلاح دومنغو دومليك Domingo Domalique الذي حظي في البداية بعفو من طرف محكمة التفتيش بسرقسطة في نونبر 1579, و كان قد اعتقل لأنه عاش كمسلم. سنة 1595 تمّ اتهامه بأنه محور الحياة الدينية ببلدة سابنيان Sabinan. لقد اعتادت طائفة من المورسكيين الاجتماع تحت إدارته يتدارسون كتبا باللغة العربية و يتلون دعوات و أذكار. تحت ضغط المفتشين , اتهمه ابنه ب ''الاجتماع في إحدى الدور مع عدة أشخاص, و بصفته معلما لهم تلى عليهم (أي المتهم) في كتب عربية طقوسهم الإسلامية الخاصة بهم ... ''. كما دعا دومنغو أبناء دينه لصيام شهر رمضان, و سهر بكل تفان على السير الجيد لهذا الشهر, حيث أكد غير واحد من الشهود أن: ''المتّهم كان أحد النظّارة ببلدة سابنيان الذين يخبرون بدخول شهر رمضان .. '' (13). لقد تراكمت هذه المرة لدى محكمة التفتيش الأدلة على ''ردة'' دومنغو.
و في ربيع سنة 1595م تمّ تسليمه للسلطات المختصة التي لم تتردد في حرقه. (14)
ـــــــ
الهوامش:
(1) المكتبة الوطنية الإسبانية. BNM ; VE 211/11.
(2) محاكم التفتيش التي اعتمدت هذا الإجراء هي: لوغرونيو, بلنسية, سرقسطة, طليطلة, كوينكا, يرينا و إشبيلية.
(3) انظر بحث للأستاذة الفرنسية جان فيدال بعنوان: Recherches sur les morisques ‘’relajados’’ par les différents tribunaux de l’inquisition espagnole. P 11-24
(4) الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني. AHN , Inq lib 834. F° 262.
(5) الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني. AHN , Inq lib 834. F° 421.
(6) مقتطف من بحث للأستاذ الفرنسي بيرنارد فانسان'' La famille morisque’’''.. ص 67 - 83.
(7) انظر موضوعي ''مارية كليمنتي دي أورسكا''
(8) معدل الأعمار بالنسبة لهؤلاء النساء هو 48 سنة.
(9) الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني. AHN , Inq lib 834. F°622
(10) الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني. AHN , Inq lib 834. F°421
(11) انظر موضوعي ''المورسكيون, رمضان و السمك ... ''
(12) '' Justa Expulsion de los moriscos de Espana'' للراهب الإسباني داميان فونسيكا. ص 94.
(13) الأرشيف الوطني التاريخي الإسباني. AHN , Inq lib 989. F°653
(14) المعلومات الواردة في الموضوع اقتطفتها من بحث للأستاذة الفرنسية جان فيدال بعنوان: ‘’ Quand on brülait les morisques’’ ص 30 - 34.
كتبه هشام بن محمد زليم المغربي.(149/343)
آل الحافظ ابن حجر؟
ـ[أبي الأنوار]ــــــــ[17 - 08 - 09, 11:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
هل صحيح أن آل الحافظ ابن حجر أصلهم من مدينة قابس؟
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[17 - 08 - 09, 02:20 م]ـ
أي الحافظين تعني بسؤالك؟
ابن حجر المتقدم؟ .. أم ابن حجر المتأخر؟
ـ[أبي الأنوار]ــــــــ[17 - 08 - 09, 03:51 م]ـ
المتقدم
ـ[أبي الأنوار]ــــــــ[17 - 08 - 09, 08:33 م]ـ
للرفع(149/344)
من لديه سؤال عن الحضارة الفرنسية فليتفضل
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[18 - 08 - 09, 02:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استضاف الأساتذة والأخوة في منتديات حراس العقيدة الإسلامية
الأستاذة الدكتورة زينب عبدالعزيز
صاحبة أول ترجمة صحيحة للقرآن للفرنسية
وأستاذ الحضارة الفرنسية وتاريخ الفن بجامعة الأزهر
ولها أيادي بيضاء في فضح الكنيسة والنصارى في العالم
من كان لديه سؤال يوجهه للدكتورة فليتفضل بوضعه على صفحة الحوار معها
في منتديات حراس العقيدة فللدكتور قسم خاص
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[نواف البيضاني العمري]ــــــــ[18 - 08 - 09, 02:43 م]ـ
و عليكم السلام ..
ونشكر لك أخي هذه البادرة وللدكتورة و الإخوان المستضيفين لها اهتمامهم وحرصهم على نشر العلم ..
لدي سؤال لعل إجابته عند الدكتورة:
أريد مصادر حول تاريخ العرب والمسلمين في فرنسا (غير ما كتبه الامير شكيب أرسلان رحمه الله) وخاصة في الجنوب الفرنسي كقرقشونة وبروفنسال بشكل عام، أريد مصادر تحدثت عن تأثير العرب في مسميات المدن وكذلك على اللغات المحلية و تشكيلة السكان ولا مانع أن تكون المصادر بإحدى هذه اللغات: العربية، الفرنسية،الأنجليزية أو الإسبانية.
وجزيت خيرا .. ورمضان كريم مقدما.
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[18 - 08 - 09, 03:01 م]ـ
من مؤلفات للدكتورة زينب عبد العزيز:
كتاب مائتا عام على حملة المنافقين الفرنسيس
( http://www.al-maktabeh.com/ar/books/A411.zip)
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[18 - 08 - 09, 03:24 م]ـ
من مقالاتها
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=264220&postcount=5
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[18 - 08 - 09, 04:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أستاذي نواف / يسعدني أن أطرح سؤالك على الدكتورة بالنيابة عنك وأوصل لك الجواب إن شاء الله
أستاذي محمد عبدالله / أشكركم جزيل الشكر ولي سؤال: هل الدكتورة تسمح بنشر كتابها على الشبكة؟
ـ[مختصر]ــــــــ[18 - 08 - 09, 04:34 م]ـ
صاحبة أول ترجمة صحيحة للقرآن للفرنسية!!!
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[18 - 08 - 09, 04:58 م]ـ
أعتقد هي صاحبة أحدث ترجمة صحيحة
ولا أعلم هل هي أول ترجمة صحيحة أم لا بدقة
لكن الذي يظهر لي من كلامها في مقال قديم أنها فعلاً صاحبة أول ترجمة صحيحة بالفرنسية
ـ[مختصر]ــــــــ[18 - 08 - 09, 05:06 م]ـ
ربما تقصد ترجمة معاني القرآن
لان القرآن لا يجوز كتابته بغير العربية
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[18 - 08 - 09, 05:53 م]ـ
جميع الترجمات التي صدرت وتصدر إنما هي ترجمات لمعاني القرآن وليست ترجمات حرفية ليسهل فهم وتفسير آيات الذكر الحكيم على المسلمين غير الناطقين بالعربية
ولوزارة الأوقاف المصرية جهد مشكور في هذا المجال ففي كل عام تقريبا يصدر كتاب جديد.
موقع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذي تصدر عنه هذه الترجمات
http://www.islamic-council.org/
هذا ويمكنك تحميل أي الترجمات الأتية من على الموقع ذاته
ترجمة معانى القرآن الكريم باللغة الفرنسية
ترجمة معانى القرآن الكريم باللغة الإنجليزية
ترجمة معانى القرآن الكريم باللغة الألبانية
ترجمة معانى القرآن الكريم باللغة الكورية
ترجمة معانى القرآن الكريم باللغة الصينية
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[19 - 08 - 09, 12:27 م]ـ
بالنسبة لكتاب الدكتورة ونشره
قالت
السلام عليكم
طبعا ارحب بنشر الكتاب فكل ما اقوم به دفاعا عن الدين لله وللجميع
مع شكرى وتحياتى
زينب عبد العزيز
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[21 - 08 - 09, 03:44 م]ـ
شيخي نواف تفضل الإجابة كما كتبتها الدكتورة
"يحضرنى الآن كتاب المؤرخ دوزى Dozy : Histoire des musulmans d'Espagne
والكاتب المؤرخ الإسبانى بلاسكو إيبانز Blasco Ibanez : Dans l'ombre de la cathédrale"(149/345)
عتيبة هوازن
ـ[أبو البركات]ــــــــ[18 - 08 - 09, 06:51 ص]ـ
قبيلة عتيبة والمنسوب لها يقال عتيبي
المشهور انها من هوازن.
فمن هو اول من قال بانها من هوازن وهل يوجد من اعيانها من عاش قي القرن الهجري السابع أو السادس مثلا
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[18 - 08 - 09, 02:10 م]ـ
بعض المواضيع فيما تسألت عنه في ملتقانا المبارك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=135172
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14488
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[19 - 08 - 09, 01:50 ص]ـ
عتيبة اسم متأخر، ويظهر أن قبائل العرب صارت تعرف بغير أسمائها القديمة بسبب الأحلاف، ولا يخفى أن الحلف بين قبائل متععدة يحتاج إلى اسم جديد (كحال الدول المعاصرة إذا توحَّدت)
وأما أن جمهورهم يرجع إلى هوازن فذلك قولهم، وهم أعلم بأنفسهم، ولا بد أنه صحيح، ولا سيما أن القبائل الأخرى لم تنكر ذلك عليهم
وقد عثر باحث يقال له الأحيوي على اسم عتيبة في إسناد قديم، فزعم أنه أبو القبيلة! وكلامه ساقط!
ـ[أبو البركات]ــــــــ[19 - 08 - 09, 02:21 ص]ـ
بعض المواضيع فيما تسألت عنه في ملتقانا المبارك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=135172
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14488
أحسنت أخي العزيز الرابط الثاني فيه نفس التساؤل ولكن بدون اجابة؟
اما الرابط الثاني فهو كلام عن نسبة عتيبة إلى كنانة وهذا أمر آخر.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[19 - 08 - 09, 02:37 ص]ـ
عتيبة اسم متأخر، ويظهر أن قبائل العرب صارت تعرف بغير أسمائها القديمة بسبب الأحلاف، ولا يخفى أن الحلف بين قبائل متععدة يحتاج إلى اسم جديد (كحال الدول المعاصرة إذا توحَّدت)
وأما أن جمهورهم يرجع إلى هوازن فذلك قولهم، وهم أعلم بأنفسهم، ولا بد أنه صحيح، ولا سيما أن القبائل الأخرى لم تنكر ذلك عليهم
وقد عثر باحث يقال له الأحيوي على اسم عتيبة في إسناد قديم، فزعم أنه أبو القبيلة! وكلامه ساقط!
عزيزي الفاضل خزانة الأدب
القبيلة كبيرة ولو كانت نتيجة تحالفات فلابد على الأقل يكون معروفة أحدى القبائل المتحالفة وتذكر في مصادر متقدمة.
ثم متى حصلت هذه التحالفات؟ هل في أواخر القرن الحادي عشر أو القرن الثاني عشر هجري؟
اعتقد أن مثل هذه التحالفات لقبيلة كبيرة لابد أن ياتي ذكرها ولو في القرون 700 هـ أو 600 هـ وهكذا
ـ[أبو البركات]ــــــــ[22 - 08 - 09, 02:42 ص]ـ
أخي خزانة الأدب ماذا قال الأحيوي؟(149/346)
الحريم في الدولة العثمانية
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[18 - 08 - 09, 05:47 م]ـ
الحريم في الدولة العثمانية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إننا مرتبطون ومفتونون بالتقاليد المحافظة الإسلامية الجميلة إلى درجة أننا لا نرتضي عَرضَ نسائنا أمام أنظار الآخرين. أما أدعياء التقدم المعارضون لهذا فلا يزالون يتخذون المرأة موضوعاً للشائعات المتعلقة بالحريم. ولكن ما الحريم؟ لوسألتهم هذا السؤال لأجابوا بأن القصص التي يحكيها الغرب نتيجة للحقد المرير الذي يحمله ضدنا قصص صحيحة، فقد كان الحريم – حسب زعمهم – وكأنه محل للإستيلاد أي مثل مزرعة لاستيلاد الحيوانات ... وهذا بهتان وافتراء.
لقد بدأنا منذ عهد "التنظيمات" نتلقى معلوماتنا حول الحريم لا من مصادرنا بل من المصادر الغربية. وكان هذا خطأ كبيراً. قبل أيام قلت لأحد الألمان: "اخرج إلى الأسواق وإلى المكاتب فستجد كثيرا من الأفلام والمسرحيات والكتب التي تحتوي على الروايات التي تورد قصص الحريم في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وحتى في الدول الآسيوية وتشرح أجواءها القذرة. ولكنك لن تجد قصة حريم واحدة قذرة أو خبراً عن حادثة فحش حدثت في حريم قصور السلاطين منذ فتح اسطنبول، أي طوال خمسمائة سنة، فضلاً عن حدوثها في التاريخ الأقدم. لم يسمع أحد بمثل هذه الحوادث لا بسبب صرامة التدابير المتخذة، بل لأن حوادث الفحش لم تحدث في الحريم عندنا".
لم تحدث هذه الفواحش ليس في حريم السلاطين فقط، بل حتى في حريم الأغنياء، لأن الحريم عندنا كان مثال العفة والطهارة، ويعكس الموقع المتميز للمرأة عندنا. المنكرون لفضائل تاريخنا حالوا بيننا وبين رؤية الجمال الذي يحفل به تاريخنا. والحقيقة أن التفريق بين أماكن اجتماع النساء واجتماع الرجال وعدم تجويز الاختلاط غير المشروع بينهما هو محاولة لوضع التوازن نتيجة الضعف الموجود في الرجل وفي المرأة. ولم يكن الحريم مكاناً مقدساً وذا حرمة فقط، بل كان حائلاً دون فساد العائلة ودون اختلاط الأنساب ومظهراً لروعة التقاليد الإسلامية–التركية. (المؤرخ إلهان مراد).
إن الحريم كان ركناً تفوح فيه رائحة الأزهار والورود وعطر الفضيلة والأخلاق. إن غرفة النوم عندنا مكان متميز، لأنها المكان الذي تتعين فيه الأنساب وتصان. والعائلة تتشكل هناك بكل سرها وخصوصيتها. لذا لا تفتح هذه الغرف للضيوف ولا يدعى إليها أحد. ليس الأجنبي فقط، بل حتى أفراد البيت الآخرون لا يدخلونها متى ما شاؤوا. وهي تحمل خصوصية إلى درجة أننا حسب التربية التي تلقيناها نرفض طلب من يريد تكريمنا ويعرض علينا النوم في غرفة النوم. وما الداعي إلى هذا مع أن الغرفة هي غرفة اعتيادية كسائر الغرف؟ إن معظم عاداتنا تختلف عن عادات الغرب. والأدب شامل عندنا حتى في هذا التفصيل الجزئي. والحريم بهذا المعنى لم يكن شيئاً خاصاً بالعثمانيين. فلكل واحد منا حريم في بيته. فالذي يريد نقد أجداده في هذا الخصوص ويرميهم بحجر إنما يرمي نفسه في الحقيقة.
الحريم لدى العثمانيين كان يحمل معنى أكثر خصوصية، وهو عدم السماح للجميع بالدخول إليه، وكذلك إحاطته بأسوار عالية كما هو ملاحظ في بعض القصور. فقصر "طوب قابي" مثلاً بناية كبيرة اتخذت فيه احتياطات لعزل قسم الحريم عن أنظار الأجانب حيث كانت ساكنات هذا القصر والجواري يستطعن التنزه والاستراحة والترفيه عن النفس ضمن الدائرة المشروعة في باحاته وحدائقه. وكانت الغاية من هذا التنظيم هي حفظ النساء والجواري من أن تقع عيونهن على شيء غير لائق. كانت هذه النساء والجواري يعشن حياتهن الاعتيادية وحياة اللهو ضمن الدائرة المشروعة .. لا ينظرن إلى الخارج ولا يرين سوى أزواجهن وحلائلهن ومحارمهن.
والحقيقة أن الرجال المنتسبين إلى القصر كانوا يعيشون الحياة نفسها، وكانت هذه الشروط منطبقة عليهم أيضاً. فهم أيضاً كانوا يعيشون حياتهم خلف أسوار القصر ويتمتعون بالمتع الحلال. فإن كان هذا العيش يعد أسراً في القصر فقد كان الرجال أيضاً أسرى. فإن كان هؤلاء المنتقدين ينتقدون هذا الأمر فأرى أنهم لا يعرفون ماذا ينتقدون. وإن كان النقد منصباً على كثرة النساء الموجودات في القصر فأمر يحتاج إلى بعض التفصيل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/347)
أجل كان هناك من سلاطين آل عثمان من كانت له زوجتان أو ثلاث، هذا صحيح، ولا نستطيع أن نقول شيئاً خلافه، ولا نحس حاجة لهذا، فليس الغرب ولا نظرته أو رأيه قاعدة أو كل شيء. فقد مر دور كان الغرب يفكر على نحو مختلف. أما الآن فهو ينتقد تعدد الزوجات، وغداً قد ينتقد طراز تفكيره الحالي.
ثم إن من يحق له القول في هذا الخصوص قد قاله، فالله تعالى قد أعطى الرجال –بعد توفر شروط معينة– رخصة التزوج بأربع نساء. ولم يكن سلاطين آل عثمان فقط هم الذين استعملوا هذه الرخصة حتى يكونوا هدفا للنقد. فالرسول صلى الله عليه و سلم وصحابته الكرام والعديد من العظماء عندنا كلهم استعملوا هذه الرخصة. لذا فلا يحق لأحد أن يجعل من هذه الرخصة التي أعطاها الدين موضوع نقد. وقد كان فيهم من يملك زوجتين أو ثلاثاً ويقضي ليله بالعبادة ونهاره بالصوم. ولكوننا تناولنا موضوع تعدد الزوجات عند الحديث عن تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه و سلم فإننا نكتفي هنا بهذا القدر. ولكن إن اقتضى الأمر قمنا بتناول هذا الحكم الديني بشكل مستقل ومفصل.
أحد المواضيع التي تثار وتنتقد عند ذكر مسألة الحريم هو موضوع الجواري. وقد سبق وأن فصلت الكلام في موضوع الرق الذي تركه الإسلام مفتوحاً، وحكمة ذلك، لذا سأتناول هذا الموضوع بإيجاز شديد للتذكير فقط.
الجواري هن النساء الأسيرات في أثناء الحرب. وكان المسلمون يأخذونهن إلى بيوتهم ويربينهن ويعلمهن الطريق الموصل إلى سعادة الإنسان وكماله، ويتكفلون بجميع حاجاتهن المادية والمعنوية. وإذا اختارت إحداهن دين الإسلام تم إطلاق سراحها في الغالب. وإذا ولدت ولداً لصاحبها أطلق عليها اسم "أم الولد" وأصبحت حرة. أما مسألة استفراشها فلها شروط معينة، منها ألا يكون لها زوج، وأن تكون جاريته وحده فلا يكون لأحد حصة فيها.
فإذا كان لا بد من تناول هذه المسألة المرهفة، نقول إن هناك ناحية المشاعية في موضوع أسرى النساء (الجواري)، وإن صاحب الجارية في الإسلام يزيل هذه المشاعية ويصونها منها فيحفظ كرامتها، ثم يفتح أمامها الطرق المؤدية إلى الحرية. فإذا عرفنا أن هؤلاء الجواري يؤخذن إلى البيوت وإلى القصور ويقابلن هناك حياة لم يكن يجدنها في بيوتهن في السابق علمنا عبث القيام بنقد هذا التصرف.
نحن نشاهد كيفية معاملة الأسرى في أيامنا الحالية هذه. إذ يؤخذون إلى أماكن تشبه الاصطبلات وكأنهم حيوانات، ويلاقون هناك أسوأ أنواع الظلم والعذاب، ويحس القائمون بهذا الظلم فرحاً سادياً. وقبل مدة شاهد العالم بأسره كيف عامل جندي إسرائيلي شاباً فلسطينياً. أما القتل الجماعي الذي قام به الغرب فمعلوم لدى الجميع. وبعد مشاهدة هذا السلوك الوحشي للغرب نلتفت إلى المسائل التي ينتقدونها فلا نملك إلا أن نقول إن هؤلاء لا يعرفون معنى الإنسانية، ولا كيف تتم معاملة الإنسان، لذا لا يفهمون معنى الأمر الإسلامي حول المعاملة الإنسانية. ولأنهم لا يفهمون المعاملة الإنسانية فانهم ينتقدون التصرف الإنساني. والحقيقة أن هذا الجهل مع كونه غير غريب على الغرب بل يتلائم معه من قمة رأسه إلى أخمص قدميه، إلا أنني أستغرب هذا من مقلدي الغرب من أبناء بلدنا.
ماذا يريدون منا أن نفعل بالأسرى الذين نأخذهم في الحرب؟ هل نطلق سراحهم لكي يتسلحوا مرة أخرى ويهجموا علينا؟ هل نفعل هذا في الوقت الذي يحتفظون بالأسرى الذين يأخذونهم منا في الحرب؟ هل يريدون أن يأخذوا منا الأسرى كيفما شاءوا واستطاعوا ثم ينتظروا منا إطلاق سراح أسراهم استناداً إلى شهامتنا ومروءتنا؟ ألا يكون هذا غفلة وحمقاً؟ ثم إن كنا لا نريد توقيع أي جزاء أو عقاب لترهيب العدو فلماذا نحاربهم إذن؟ ولماذا يتم هلاك آلاف من الأفراد؟ ولماذا تترمل آلاف النساء ويتيتم آلاف الأطفال؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/348)
إن الذين يدخلون الحرب إنما يأخذون كل هذه النتائج بنظر الاعتبار، أي يتقبلونها سلفاً، فدخولهم الحرب والوقوع في الأسر هو أحد نتائج الحرب. لذا أليس من الأفضل والأكثر إنسانية أن تتم معاملة الأسير حسب الإسلام وقواعده؟ إذن فعندما يقوم الأعداء بأخذ الأسرى منا، فإننا نأخذ الأسرى منهم بالمقابل. والآن ماذا سنعمل مع هؤلاء الأسرى؟ هل سنطلق سراحهم أو نقوم بقتلهم؟ كلا، بل نقسمهم ونوزعهم بين المسلمين، وعندما يرون الجو المعنوي للإسلام في هذه البيوت تلين قلوبهم نحو الإسلام وتنشأ الصداقات الفردية. وأمام هذه المعاملة الإنسانية ودون استعمال أي إكراه سيقبلون على الإسلام طوعاً. وعندئذ تظهر المروءة الإسلامية حيث تنفتح أمامه طرق الحرية، لأن صاحبه لن يرتضي أن يستعبد أخاه المسلم، لأنه يعرف مدى ثواب تحرير الرقبة في الإسلام. ثم هناك ذنوب يكون تحرير الرقبة أول شرط من شروط التوبة. وهكذا فهناك طرق عديدة تنتهي بالأرقاء ألى باب الحرية.
إننا نعامل الأسرى معاملة إنسانية، ونحاول تربيتهم تربية إنسانية، ونساعدهم لتأسيس التوازن بين الدنيا والآخرة، ونبذل كل ما في وسعنا لهدايتهم إلى الإسلام، وأوله معاملتهم بشكل إنساني. وكان هذا هو ما يحصل في القصور ولا سيما بالنسبة للنساء. فهل حاولت إحدى النساء الهرب من أحد هذه القصور بسبب سوء معاملتها؟ هل هناك مثال يمكن تقديمه في هذا الخصوص؟ كلا لا يوجد حتى مثال واحد.
ثم لنحاول بحث النتائج التي تمخضت عنها هذه المعاملة الإنسانية وهذا الطراز من السلوك في التاريخ. هناك مصطلح "الموالي" في التاريخ. وهم الناس الذين حصلوا على حريتهم فيما بعد. وقد ظهر من بينهم رجال عظماء سنذكرهم بكل احترام حتى يوم القيامة، منهم أسامة بن زيد رضي الله عنه الذي كان الرسول صلى الله عليه و سلم يحبه كحبه لأحفاده. وقد اختاره الرسول صلى الله عليه و سلم وعينه قائداً على الحملة التي جردها ضد البيزنطيين. وكان من بين الجنود صحابة كبار وأجلاء أمثال أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، بينما كان أسامة آنذاك في الثامنة عشر من عمره وكان من الموالي. وكان والده زيد بن حارثة رضي الله عنه قائداً في معركة مؤتة واستشهد فيها.
كان نافع رضي الله عنه الذي ربّى شخصاً مثل الإمام مالك من الموالي أيضاً. فعبد الله بن عمر رضي الله عنه كان يملك جارية يحبها جداً اسمها مرجانة، ولكنه عندما نزلت آية (لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) (آل عمران: 92) ولم يكن يملك شيئاً يحبه مثلها فقد قام بتحريرها قربة إلى الله تعالى، ولكي يكون من الذين ينفقون مما يحبون. [1] ثم تزوجت مرجانة من أحدهم وولدت نافعاً. وكان عبد الله بن عمر يحبه ويضمه إلى صدره. ثم أخذ بيده ورباه وجعله – وهو علاّمة الأمة – يرقى في العلم حتى وصل إلى ذروته. ونافع هذا الذي يعد من النجوم المضيئة في العالم الإسلامي كان من الموالي.
نستطيع ذكر العديد من العظماء الذين كانوا من الموالي منهم الإمام أبو حنيفة ومسروق وطاووس بن كيسان وغيرهم، حتى أن عالمين في العهد الأموي كانا يتذاكران أسماء العلماء، فعدّا واحداً وخمسين عالماً كان خمسون منهم من الموالي. فاذا كانت هذه القصور تربي وتنشئ مثل هؤلاء الأشخاص –وكانت فعلاً تقوم بهذه التربية– إذن دعونا نتخلى مؤقتاً عن حريتنا ونتربى هناك ثم نعود إلى حريتنا. لذا لا نرى أي موجب لأي انتقاد في هذا الخصوص، يكفي أن نتخلص من الأفكار المسمومة التي حُشيتْ بأدمغتنا من دون فحصٍ أو تدقيق.
الدكتور: محمد فتح الله كولن
ـ[نور الحياة]ــــــــ[28 - 08 - 09, 03:14 م]ـ
شكرا لك وبارك الله فيك
ـ[هيثم العبيدي]ــــــــ[29 - 08 - 09, 06:43 ص]ـ
هل من مواضيع اخرى في نفس الاطار
ـ[هيثم العبيدي]ــــــــ[29 - 08 - 09, 06:47 ص]ـ
نحن ننتظر المواضيع
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[29 - 08 - 09, 01:39 م]ـ
إن غرفة النوم عندنا مكان متميز، لأنها المكان الذي تتعين فيه الأنساب وتصان. والعائلة تتشكل هناك بكل سرها وخصوصيتها
تعبيبر رائع
ـ[محمد الكناني]ــــــــ[31 - 08 - 09, 08:42 م]ـ
من استطاع أن يرجع إلى البوم صوتي للدكتور العرفج وهو يتكلم عن الدولة العثمانية وتكلم في هذه النواحي كثيرا
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 03:25 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على المرور
أما أخي بخصوص موضوع الحريم في الدولة العثمانية فليس لدي الا هذا أما عن الدولة العثمانية من النواحي الأخرى فالدي الكثير بحمد الله.
للدكتور يوسف الدعيج مجموعة رائعة عند الدولة العثمانية موجودة على موقع الإسلام واي - طريق الإسلام -
ـ[الفضيل]ــــــــ[05 - 09 - 09, 09:06 م]ـ
وقد سمعت الدكتور يوسف الدعيج في مجموعة التاريخ السياسي للدولة العثمانية يقول:
نظر أحدهم إلى الحريم السلطاني عن طريق المنظار
فقطع رأسه ...
والله الموفق(149/349)
العثور على القسم الناقص من كتاب "التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة"
ـ[ابراهيم الفيومي]ــــــــ[19 - 08 - 09, 11:27 ص]ـ
العثور على القسم الناقص من كتاب "التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة"
المدينة المنورة: واس
يعد كتاب «التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة» للإمام السخاوي (ت 902هـ) واحداً من أهم المصادر في تاريخ المدينة المنورة وأعلامها، وهو في الأصل كتاب تراجم على منهج أهل الحديث ـ والسخاوي واحد من أئمة الحديث النبوي في عصره ـ رتبه المؤلف وفق التسلسل الهجائي لأسماء الأعلام، وتوسع في مفهوم العَلَمِيَّة، فشمل جغرافياً كل من وُلِدَ في المدينة وعاش فيها أو انتقل منها أو وُلِدَ ونشأ خارج المدينة ولكنَّهُ رحل إليها وأقام فيها ولو سنة واحدة، وشَمِلَ عِلْمياً ومهنياً فئات واسعة من أولئك الأعلام، بدءاً بالأمراء والمؤلفين وشيوخ الحرم ومدرسيه وصولاً إلى المتعبدين وطلاب العلم وأصحاب الحرف والصناعات، وشمل زمنياً الأعلام الذين عاشوا من القرن الأول إلى قبيل وفاة المؤلف في أوائل القرن العاشر الهجري.
وتضمنت ترجماته معلومات غزيرة تتفاوت بتفاوت طبيعة العَلَمِ وآثاره، وتتضمن في حالات كثيرة أخباراً وأحداثاً وتفصيلات واسعة لا نجدها في مصدر آخر لذلك يعد الكتاب موسوعة تاريخية ثقافية علمية شاملة.
وقد قسّم المؤلف الكتاب في ثلاثة أقسام , تضمن القسم الأول مقدمة في التاريخ والسيرة النبوية وترجمات لأعلام المدينة من حرف الألف إلى حرف العين (عبدالله) , في حين تضمن القسم الثاني ترجمات للأعلام الذين تبدأ أسماؤهم بحرف العين (عبدالأعلى) وينتهي بحرف الميم (محمد بن مبارك) , فيما تضمن القسم الثالث ترجمات للأعلام الذين تبدأ أسماؤهم بحرف الميم من محمد بن محمد بن إبراهيم، وينتهي بأعلام النساء اللواتي عُرِفْن بالكنى.
وقد نَشَر الكتاب لأول مرة دون تحقيق أسعد طرابزوني الذي اشتهر بحبه لتراث المدينة وخدمته المخلصة له، فكان له فضل التعريف بالكتاب، واعتمد الطرابزوني على نسخة مخطوطة تتضمن القسمين الأول والثاني فقط، حيث كان القسم الثالث مفقوداً ولا توجد أية إشارة إليه في فهارس مكتبات المخطوطات ومراكزها آنئذ , كما أعيد نشر الكتاب بهذا الحجم مرات عدة، وكانت جميع الطبعات تعتمد على طبعة طرابزوني، وتنقلها نقلاً حرفياً أو بالتصوير حيث وجدت في بعض الطبعات بعض الأخطاء والتحريفات فضلاً عن نقص الكتاب في القسم الثالث المفقود.
ونظراً لأهمية الكتاب والحاجة الماسة له تم البحث عن الجزء المفقود وبفضل من الله وتوفيقه عثر مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة على القسم الثالث وأخذ في تحقيقه لإخراجه بشكل منهجي , كما قام المركز بتحقيق الكتاب كاملا وبدأ بإخراج الأجزاء التي انتهي تحقيقها، فنشر المجلدين الأول والثاني ويتضمنان معظم القسم الأول ثم نشر المجلدات الأربعة الثالث والرابع والخامس والسادس وتتضمن بقية القسم الأول وجميع القسم الثاني ويتألف هذا القسم من 197 لوحة في كل لوحة صفحتان نسخ نقلاً عن نسخة المؤلف عام 904هـ، وقام بنسخه عبدالعزيز بن عمر بن فهد الهاشمي المكي.
وسوف يُصْدر المركز هذا القسم قريباً إن شاء الله في مجلدين، كما يُصدر فهارس الكتاب كله في مجلدين أيضاً لتبلغ هذه الطبعة عشرة مجلدات، وتتضمن ولأول مرة نص الكتاب كاملاً محققاً تحقيقاً منهجياً على يد فريق من العاملين في قسم المخطوطات بالمركز والمتعاونين معه.
الجدير ذكره أن المركز سيقدم في العدد الثلاثين من مجلة المركز صوراً لعدد من صفحات القسم الثالث من الكتاب والذي كان مفقوداً لسنوات طويلة كما يقدم نسخاً طباعياً لمضمونها لتكون جزءاً من البشرى لكل محبي المدينة وتراثها ووعداً بإصدار قريب إن شاء للقسم كاملا.
الرابط
http://www.aleqt.com/2009/08/19/article_264505.html (http://www.aleqt.com/2009/08/19/article_264505.html)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[19 - 08 - 09, 01:20 م]ـ
جزاك الله خير وبارك فيك
والإمام السخاوي رحمه الله فاته بعض من أعلام المدينة وبخاصة أهل القرون الأولى للهجرة؛ الذين لم يشتهروا إلا بحديث أو حديثين؛ فلعلَّ المركز يأخذ في الحسبان هذا النقص فيكلف من يعمل على تذييل التحفة اللطيفه.
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[20 - 08 - 09, 11:48 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
والمطلع على جهود مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة يعلم فضلهم وحرصهم على خدمة تاريخ المدينة النبوية
ـ[عبدالرحمن محمد العوضي]ــــــــ[20 - 08 - 09, 01:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك لكم
ـ[شهاب الدين السعدي]ــــــــ[20 - 08 - 09, 01:53 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً
ـ[يحيى الأول]ــــــــ[24 - 08 - 09, 07:11 ص]ـ
جزاكم الله خيرا, حسب معلوماتي أن الزيادة هي من اجتهادات المركز في تقصي الاخبار من خلال المصادر ذاتها التي ينقل عنها السخاوي, ولم يجدوا المخطوط كاملا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/350)
ـ[محمد عمر الكاف]ــــــــ[28 - 09 - 09, 09:29 ص]ـ
بل عثر المركز على المخطوط المفقود من التحفة اللطيفة ..
وارجع إلى مقال (القسم الناقص من التحفة اللطيفة) في مجلة المركز العدد 30
فقد تم نشر جزء من المخطوط وصور لبعض اللوحات منه ..
والله ولي التوفيق ..
ـ[عبدالله علي القحطاني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 12:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا, حسب معلوماتي أن الزيادة هي من اجتهادات المركز في تقصي الاخبار من خلال المصادر ذاتها التي ينقل عنها السخاوي, ولم يجدوا المخطوط كاملا.
معلوماتكم يا شيخ يحيى تحتاج الى تحديث!! (ابتسامة)
ولو رجعت الى المقال المنشور أعلاه، وتمعنت فيه، لعلمت أن الحديث يدور عن العثور على نسخة كانت مفقودة ...
وللعلم، فقد كان المركز كلف الباحثين لديه أن يشرعوا في عمل ذيل من المصادر ذاتها التي رجع إليها السخاوي رحمه الله، ثم عدلوا عن ذلك المشروع بعد العثور على هذه النسخة ..
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 12:34 ص]ـ
(العثور على نسخة كانت مفقودة)
أين عثر على هذه النسخة وفقكم الله تعالى؟(149/351)
ترجمة لسان العرب الحسن بن أحمد الهمداني صاحب كتاب الإكليل من أنساب اليمن وأخبار حمير
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[19 - 08 - 09, 05:19 م]ـ
ترجمة كاملة للسان اليمن ابنُ الحائك الهمداني رحمه الله تعالى؛ بِقلم:: د / إحسان النص.
####
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[20 - 08 - 09, 01:48 م]ـ
ترجمة كاملة للسان اليمن ابنُ الحائك الهمداني رحمه الله تعالى؛ بِقلم:: د / إحسان النص.
حرر مـ #### ـن المشرف
ما أحسن أدبكم وسعة علمكم يا أهل الحديث::
الرجل الذي وصفته بـ!! في مشاركتي المحررة (المقيدة) قد طعن في الهمداني بأبشع الأوصاف كقوله: (الكذاب؛ المزور؛ أساطير الأولين؛ الخرافة؛ الإنتحال) وغيرها؛ ثم إنه أخيراً قد انكشفت سريرته حين ضم مع الهمداني كل الإخباريين من القحطانية ورماهم بالسهم الذي رمى به الهمداني؛؛ وهذا الطاعن لو تتبعنا كتاباته لعرفنا سبب قول العرب: ((رمتني بدائها وانسلت)) وكيف انطبق عليه كوقع الحافر على الحافر!
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[12 - 03 - 10, 02:34 م]ـ
رأيت ابن عقيل الظاهري - للأسف - منذ أشهر وحتى يومنا يأتي بأوابد وطامات في سلستله المستمرة (التاريخ والمسؤولية الفكرية)
في مجلته المسماة بالدرعية.
فقام يتفلسف ويشن غارات فاشلة حول تاريخ العرب الأولين والرواة الأخباريين كجرهم؛ وحمير؛ وطسم؛ وابن إسحاق؛ والواقدي؛ وابن سعد ... ونسي فيلسوفنا المسكين أنَّ أكثر هؤلاء أخبارهم وقصصهم حكاها لنا كتاب الله العزيز!
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[23 - 09 - 10, 01:17 م]ـ
سيرة علم الهمداني لسان اليمن
الحسن بن أحمد بن يعقوب بن يوسف بن داود بن سليمان بن عمرو بن الحارث الهمداني.
مؤلف , مؤرخ , مناظر. (تاريخ الميلاد بعد 280 هـ / 893م - تاريخ الوفاة بعد 356 هـ / 967م)
يُعرف بـ (ابن يعقوب)، وبـ (النسابة)، وبـ (ابن الحائك)، وبـ (ابن الدمينة) -غير الشاعر المشهور بهذا اللقب - و (لسان اليمن)، ويكنى (أبا محمد الهمداني)، نسبة إلى قبيلة (همْدان)؛ بسكون الميم. مولده في صنعاء، ووفاته في قرية (ريدة)، من بلاد عمران.
مؤرخ، نَسّابة، أديب، شاعر، فيلسوف، رَحّالة.
رحل في أول عمره إلى (مكة المكرمة)، فطاب له المقام فيها، ولازم العلامة (الخضر بن داود) أحد علماء مكة المكرمة، وتفتحت له آفاق المعرفة، وأخذ عنه في السيرة، واجتمع بالأديب (أبي علي الهجري)، ونقل عنه نصوصًا في الشعر. ومن أشهر مشايخه (محمد بن عبد الله الأوساني الحِمْيَري).
اقتنى وهو في مكة المكرمة الكثير من الكتب، في الشعر والأنساب، وتلقى الكثير من المعارف عن رواة وعلماء من أهل قطره، وممن يتوسم فيهم المعرفة، وأكثر من النقل عن (بطليموس اليوناني). ولخص كتابه في مقدمة (صفة جزيرة العرب). وتأثر كثيرًا بالكتب المترجمة عن اليونانية، والفارسية، والهندية؛ تأثرًا دفعه إلى الأخذ ببعض الآراء الواردة فيها، وإلى احترامه لأصحابها، فهو بعد أن يورد قول (أرسطاطاليس) الحكيم، عن مبتدأ الحرارة في جوف الأرض، يعقب عليه بقوله: “قد أحسن الحكيم، فيما فرَّع، وإن كان قد بنى قوله في مبتدأ الحرارة على غير أصلٍ”، ثم يسترسل في إيضاح ذلك. راسَلَ العديدَ من علماء العراق وعاشرهم، ومنهم: العلامة (محمد بن القاسم بن بشار الأنباري) الذي كان يتردد على مدينة صنعاء، وأحد عيون العلماء في اللغة، وأشعار العرب، وأيامها، وكذلك (أبو عمر النحوي)، والعلامة (الحسين بن جالويه)، وقيل: إنه سافر إلى العراق، واجتمع بعدد من علمائها، وقد شكك المؤرخ (محمد بن علي الأكوع) في مقدمة تحقيقه لكتاب (صفة جزيرة العرب) لـ (الهمداني) في ذلك.
ولما عاد إلى اليمن سنة 307هـ/919م، استقر في مدينة صعدة، التي كانت آنذاك قاعدة الإمام (يحيى بن الحسين)، والشيعة، وكانت تتنازع اليمن في ذلك العهد تيارات سياسية بين الأئمة، والدولة (اليعفرية)، والحركة (الإسماعيلية) الباطنية، والقرامطة، والزياديين، والقبائل، وانتشرت الخلافات بين هذه التيارات، واشتعلت نار العصبية بين (القحطانية) و (العدنانية). وقد نال صاحب الترجمة شيئًا من تلك الخلافات، حين نمى إليه أن هناك من الأئمة من يتعصبون على القبائل، ويتناولون أعراضهم بالأذى، فَرَدّ عليهم شعرًا، حتى أفحمهم بالحُجّة، فبلّغوا عنه الإمام (أحمد بن يحيى بن الحسين)، ونقلوا إليه أنه هجا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/352)
النبي (، فتوعده، فخرج صاحب الترجمة من مدينة صعدة إلى مدينة صنعاء، مستجيرًا بأميرها (أبي الفتوح بن عبد الرحيم بن يعفر الحوالي)، فكتب الإمام إلى (الحوالي) أن صاحب الترجمة هجا النبي (، فأمر (أسعد الحوالي) ابن أخيه - أمير مدينة صنعاء - بسجنه، فسجنه.
وصاحب الترجمة يعتبر ميدان صراع وشقاق، دام ألف عام، بين (عدنانيين) وشيعة، يغلظون عليه بالردود والتشنيع، (وقحطانيين) يغالون فيه ويطرونه؛ إذ كان رافع راية (القحطانية) والقبلية في اليمن. وفي سنة 316هـ/928م، أثناء إقامته بصعدة، ألّف قصيدته (الدامغة) والتي استقاها من خلافه مع المتعصبين ضده، وكانت هذه القصيدة وشرحها هما ما فتحا عليه أبواب الطعن، والاتهامات، حتى وصفه الشيعة بأنه كان سبَّابًا لـ (أهل البيت)، وطعنوا في خُلُقه، ورموه بالكذب، كما في كتاب: (طبقات الزيدية). وكان متعصبًا للقحطانية أيما تعصب، معاديًا للتشيع. أغضب عليه الكثير من ملوك عصره، وسجن سنة 319هـ/931م لمدة سنتين، ثم أطلق سراحه، ثم أعيد إلى السجن مرة أخرى، ثم أطلق حتى وصل الأمر بهم إلى تغريبه عن بلدته، ونفيه منها. وظل على حاله هذا حتى تدخل الأمير (ابن زياد)، الحاكم (العباسي) من عاصمة الحكم مدينة زبيد، لدى الإمام (أحمد بن يحيى بن الحسين)، فأطلقه. ولأنه وقف ضد المتعصبين على القبائل فقد ردت له القبائل الجميل، ووقفت معه أثناء محنته في السجن، حتى أطلق، وشاركها في حربها ضد الإمام (أحمد بن يحيى بن الحسين)، الذي مات غيظًا، وقتل أخاه (الحسن) في (معركة الباطن) سنة 322هـ/934م.
ويعتبر صاحب الترجمة من أشهر الشخصيات في التاريخ اليمني؛ إذ كان رجلاً استطاع أن يغترف من كل بحور العلم، في زمن كانت فيه اليمن منعزلة عن العالم، واتسعت عنده آفاق المعرفة اتساعًا يدعو إلى الاستغراب والدهشة، حيث طرق آفاقًا تميز بها عن غيره من الباحثين، وقد يكون الوحيد في البلاد العربية.
لقد قالوا عنه: (لم يولد في اليمن مثله: علمًا، وفهمًا، ولسانًا، وشعرًا، وروايةً، وذِكرًا، وإحاطة بعلوم العرب: من النحو، واللغة، والغريب، والشعر، والأيام، والأنساب، والسِّيَر، والأخبار، والمناقب، والمثالب، مع علوم العجم: من النجوم، والمساحة، والهندسة، والاستنباطات الفلسفية، والأحكام الفلكية، وكان نادرةَ زمانهِ، رفيع الذكر، صاحب كتب جليلة، ومؤلفات جميلة؛ وهو وحيد اليمن الذي جمع معارف كل فنّ).
ففي الجغرافيا، كان كتابه: (صفة جزيرة العرب) من أهم الكتب، التي جعلت منه أحد فحول الجغرافيين، الذين تضلَّعوا في هذا العلم. وفي علم الأنساب كتاباه: (الإكليل)، و (صفة جزيرة العرب) في أنساب القبائل اليمنية، بلغ شأوًا لم يبلغه غيره من النّسّابين. وفي الآثار سبق الكثير من علماء اللغات، والمنقبين عن الآثار القديمة بذكره الكتابات القديمة، بالخط المسند الحميري، ونقوش الأحجار في كتبه. وفي الفلسفة كان محيطًا بمباحث الفلسفة عن أصل العالم، وقواعد المنطق والكلام، كما في كتابه: (سرائر الحكمة). وفي اللغة قال عنه المؤرخ (علي بن الحسن القفطي) في كتابه: (إنباه الرواة): “كان من أهل اللغة، يدل على ذلك قصيدته الدامغة وشرحها”.
وبعد أحداث سنة 322هـ/933م ترك بلاد صعدة، وانتقل إلى مدينة (ريدة)، من بلاد عمران، واستقر بها حتى تُوُفِّيَ، وقيل: قُتِلَ. وفي تاريخ وفاته اضطراب بين المؤرخين؛ فقيل تُوُفِّيَ سنة 334هـ/945م، وقيل سنة 44هـ/955م.
من مؤلفاته:
1 - كتاب الإبل، عن الحيوان-ط.
2 - أخبار الأوفياء، ذكره في (الإكليل).
3 - أسماء الشهور والأيام.
4 - الإكليل، وقد طبع في عدة أجزاء، بتحقيق المؤرخ (محمد بن علي الأكوع).
5 - الأيام. 6
-الأنساب (لعله أحد أجزاء الإكليل).
7 - جزيرة العرب، وهو (صفة جزيرة العرب) ط.
8 - الجوهرتان، وتتعلق بالذهب والفضة-ط.
9 - الحرث والحيلة، ذكره في مقدمة الجوهرتين.
10 - الحيوان، غير كتاب الإبل.
11 - ديوان الهمداني.
12 - زيج الهمداني (جداول جغرافية) -خ، في مكتبة الأمبروزيانا في إيطاليا.
13 - سرائر الحكمة.
14 - السير والأخبار، جزء من الإكليل.
15 - المطالع والمطارح، في علوم النحو.
16 - عجائب اليمن (جزء في الصفة).
17 - القوى في الطب.
18 - المسالك والممالك.
19 - اليعسوب (في فقه الصيد).
20 - الدامغة: قصيدة في الانتصار للقحطانية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/353)
21 - شرح الدامغة-ط. 22 - مفاخر اليمن (جزء من شرح الدامغة).
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[27 - 09 - 10, 10:50 ص]ـ
الحسن بن أحمد الهمداني
نقلاً عن (الموسوعة اليمنية) ليوسف محمد عبد الله
هو: أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب بن يوسف بن داود بن سليمان الأرحبي البكيلي الهمداني، ويستدل من (المقالة العاشرة) من كتابه (سرائر الحكمة) أنه ولد بصنعاء يوم الأربعاء 19 صفر سنة 280هـ الموافق 10 مايو 893م.
ولا نعرف شيئاً عن نشأته سوى أنه بدأ يُحادث النفس بالأسفار منذ بلغ السابعة من عمره وكان أبوه رحالة دخل الكوفة والبصرة وبغداد وعمان ومصر. ويبدو أن الهمداني شارك أهله في عملهم وهو نقل الحجيج والتجار إلى مكة من صعدة، ثم انتقل إلى صعدة واستقر بها، وهو آنذاك في الخامسة عشرة من عمره، وبعد زمن ارتحل إلى مكة طالباً للعلم، وهو في الخامسة والعشرين من عمره وجاورها أكثر من ست سنوات.
وكانت فترة إقامته في مكة من أخصب سني التحصيل لديه، حيث تفتحت له آفاق المعرفة، واتسعت بسطته في العلم، فتصدر للتدريس وعلم شيئاً من علم الأخبار، وكتب صدراً من الحديث والفقه ورواه. وكانت مكة في ذلك العهد من مراكز العلم يفد إليها كثير من علماء البلدان الإسلامية لأداء فريضة الحج أو للمجاورة، فتسنى للهمداني أن يتلقى العلم عن بعضهم، ويظهر أنه اقتنى خلال هذه الفترة بعض الكتب كدواوين الشعر ومؤلفات ابن الكلبي في الأنساب وغيرها.
وفي نحو (311 هـ/ 923 م) رجع إلى اليمن ونزل صعدة مرة أخرى، وهي إذ ذاك كورة بلاد خولان، وقاعدة أئمة الزيدية، ومحطة مهمة على طريق التجارة الممتد من أقصى جنوب اليمن عبر مكة إلى بلاد الشام، ونقطة تجمع الحج من مختلف الجهات اليمنية، وكان قد توافر لصعدة استقرار نسي خلال فترات الهادي وابنيه المرتضى والناصر. وقد أدى ذلك إلى استقطاب كثير من العلماء والأدباء والشعراء وطلاب العلم، وكذلك التجار من داخل اليمن وخارجه، فقامت فيها حركة أدبية وفكرية وانتعشت فيها التجارة فكان أن أفاد الهمداني من فنون العلم التي كانت تزخر بها، كما أسهم فيها بنصيب وافر، لاسيما علوم الأخبار والأنساب والشعر. واشتهر الهمداني بالعلم بين أهلها، فعرض جاهه، ورفع قدره، واكتسب رضا رجال القبائل من خولان وما جاورها من همدان وحمير.
وكانت صعدة من المراكز التي ورثت الخلاف السياسي والفكري. واتخذ ذلك الصراع في صعدة صوراً متعددة منها: عودة ذلك الخلاف القديم والخطير بين قبائل عرب الشمال وقبائل عرب الجنوب. وكان خلافاً معلوماً يدور حول مسألة الخلافة وأحقيتها، وقد تنازع فيه الناس بالسنان، وتجادلوا بالحجة واللسان، فأدى ذلك إلى بروز موروث تاريخي ملحمي عن حياة العرب قبل الإسلام، خاصة عن حياة عرب اليمن، فكان أن انعكس ذلك الصراع، وما نتج عنه على الحركة الأدبية والفكرية في صعدة.
ولم يكن بوسع الهمداني أن يتجنب مثل ذلك الصراع إذ كان صميم الأمر، فهو شخصية أدبية مرموقة، وعالم شغوف باستقصاء أخبار وطنه، له صلات عديدة برجال خولان في صعدة وهمدان في أرضها، وقد جمع كثيراً من أخبارها ووقائعها ومفاخرها فخاض ذلك الصراع المحتدم الذي كان قائماً في صعدة منذ أن وطد الإمام الهادي مركزه فيها وانتقل الصراع من السياسة والفكر إلى الأدب فتبارى الشعراء في نظم الأشعار التي تذكي الحمية وتوقظ العصبية بنوع من المفاخرة الشعرية، كان الكميت بن زيد الأسدي قد بدأها قبل نحو قرنين في قصيدته الموسومة بالمُذهبة، حيث يحرص كل جانب على تبيان مناقبه ومثالب معارضه. ويبدو أن الأمر قد تفاقم بين الهمداني وغيره من الشعراء، فنظم قصيدته التي ينحو فيها منحى الكميت، وسماها (الدامغة) فاستغلها خصمه، فكان أن فتحت عليه أبواب الطعن، وسبل الاتهام وأثار عليه السلطان والناس كما قال الهمداني نفسه في المقالة العاشرة. وسجن الهمداني على إثر ذلك، وكانت نكبة عظيمة ومشهورة رغم أنها لم تَعْدُ عشرة أيام، سنة (315 هـ/927 م).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/354)
وقد عمل على فك الهمداني من سجن الإمام الناصر بصعدة بعض كبار رجال القبائل من خولان إلا أن الإمام الناصر توعد الهمداني إن عاد إلى مثلها، فخرج على إثر ذلك من صعدة إلى صنعاء مسقط رأسه طامعاً في أن ينعم بحمى أميرها بالجاه العريض، والقدر الرفيع. ومن الجائز أن اتصاله الوثيق بأبي نصر محمد بن عبد الله اليهري قد تم بصنعاء في هذه الفترة، وهو عالم ونسابة كما وصفه الهمداني بقوله: "شيخ حمير وناسبها وعلامتها وحامل سفرها ووارث ما ادخرته ملوك حمير في خزائنها من مكنون علمها وقارئ مسندها والمحيط بلغاتها".
ويستدل من بعض الإشارات على أن الهمداني لم يأبه إلى توعد الناصر فانطلق يكتب الأشعار ويجمع مفاخر قحطان، وألف (شرح الدامغة) في صنعاء، وظن أنه في حمى آل يعفر الحميريين، وأنهم لا ريب مانعوه. ولما بلغ الناصر أن الهمداني لم يكف وقيل: إنه تنقصه أيضاً في بعض أشعاره، كتب إلى أسعد بن أبي يعفر يعرفه بما بلغه من ثلب الهمداني له، وكان بين الناصر وأسعد مودة شديدة ووفاق عريض فورد كتاب أسعد إلى أبي الفتوح الخطاب ابن أخيه أمير صنعاء يأمره فيه أن يأمر بحبس الهمداني وتقييده فقيد وضُمِّن الحبس.
وقد اختلط الأمر على الرواة في أمر سجن الهمداني حيث مزجوا بين سجنه لمدة قصيرة في صعدة علي يد الناصر، وبين سجنه الطويل في صنعاء على يد آل يعفر، أي بين سجنه عام (315هـ/927م) وسجنه عام (319 هـ/931م). وقد بادر إلى نجدته بعض رجال القبائل، فطالبوا به متوعدين فأذن بإطلاق سراحه في نحو 17 ذي القعدة من عام 321 هـ/8 نوفمبر 933 م)، فانتقل بعد ذلك إلى ريدة من بلاد قاع البون حيث قضى الهمداني بقية عمره.
وقد يكون أهم سبب دعاه للاستقرار فيها هو وجود سند عائلي وقبلي، فقد كان سكان ريدة من العلويين الذي نعتهم الهمداني برهطة. إلى جانب وقوعها على مقربة من كثير من مواقع الآثار اليمنية القديمة التي عُنِى الهمداني بزيارتها واستقراء مساندها. وهناك انصرف كلية إلى التأليف الغزير، فكتب (الإكليل) بأجزائه العشرة ليكون موسوعة الحضارة اليمنية القديمة، وقد أشار غير مرة إلى فترة اشتغاله بتأليفه نحو عام (330هـ/941م). ويستفاد من كتاب (صفة جزيرة العرب) أنه كتبه بعد كتاب (الإكليل)، أما مصنفاته الأخرى مثل (اليعسوب، والأيام، والقوى، والزيج) فتدل الإحالات إليها في كتبه أنها ألفت قبل عام (330 هـ/ 941 م). ورغم أن بعض كتب الهمداني قد رويت عنه مختصرة أو منقحة، وبعضها ما زال مفقوداً إلا أنه من الثابت أنه كان غزير التأليف، وأن إقامته في ريدة كانت أغنى فترات الإنتاج عنده، بعد أن شغل قبل ذلك في مكة وصنعاء بالجمع والتحصيل.
توفي الهمداني في ريدة، وبها قبره وبقية أهله، وقبره اليوم مجهول، وتاريخ وفاته غير ثابت وفيه خلاف، ويرجح أنه عاش إلى ما بعد (336هـ/947م).
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[27 - 09 - 10, 11:06 ص]ـ
مخطوط الفاصل بين الحق والباطل في أنباء قحطان واليمن
مؤلف مجهول
دار الكتب القومية بمصر رقم 5572 قسم التاريخ
تحقيق:
محمد عبد الرحيم جازم (المعهد الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية)
ومنير عربش (المركز الوطاني للبحوث العلمية)
تمهيد:
في عام 2005 تمكن المعهد الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية بصنعاء من تصوير مخطوط ناقص من مكتبة خاصة بصنعاء يحتوي بداخله على العنوان التالي: الجزء الثاني من كتاب الفاصل بين الحق والباطل من كتاب الإكليل مفاخر قحطان واليمن، ويبدأ المخطوط بالباب الثامن وينتهي بالباب الرابع عشر، وهذا المخطوط تم الانتهاء من نسخه بتاريخ 17 ذي القعدة سنة 1316 هجرية/16 مارس 1899 ميلادية. وادعى صاحبه أنه الجزء الثالث من الاكليل في مفاخر قحطان واليمن ومن هنا كان اهتمامنا بهذا المخطوط. وتم الاتفاق مع صاحب المخطوط بصنعاء على أن يقوم المعهد الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية بصنعاء بنشر المخطوط بإشراف الباحثين محمد عبد الرحيم جازم ومنير وعربش. وقد تبين بعد الفحص والتدقيق ومن خلال مراجعة كتاب مصادر تاريخ اليمن في العصر الاسلامي بأنه يوجد مخطوط آخر في القاهرة يتكون من أربعة عشر بابا ويحمل العنوان التالي: الفاصل بين الحق والباطل من أنباء قحطان واليمن لمؤلف مجهول، نسخة مؤرخة بتاريخ 826 هجرية/1423 ميلادية، دار الكتب القومية بمصر. فطلب المعهد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/355)
الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية بصنعاء دار الكتب المصرية تصوير نسخة ميكروفيلم هذا المخطوط، وتم ذلك بمساعدة المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة. وعند الاطلاع على هذا المخطوط تبين لنا وبشكل واضح بأن مخطوط صنعاء الذي بين أيدينا هو نسخة حديثة العهد وناقصة تحتوي في بدايتها وبدون عنوان على مختصر الباب الثاني. وأما الأبواب الستة الأخرى من الجزء الأول من كتاب الفاصل فهي مبتورة، وقد تم نسخ الأبواب 8 - 14 فقط. وهذا المخطوط في الواقع الجزء الثاني من كتاب الفاصل بين الحق والباطل من أنباء قحطان واليمن لمؤلف مجهول، وهو جزء من مخطوط كامل موجود حاليا في القاهرة في دار الكتب المصرية التي كان قام بتصويرها في عام 1951 الدكتور خليل يحي نامي عند قدومه إلى اليمن برفقة البعثة المصرية للآثار. وقد أضاف ناسخ مخطوط صنعاء في نهاية الباب الرابع عشر حديث عدي ابن جابر حول فاطمة الزهراء المكون من سبع صفحات. ويلي ذلك الجزء العاشر من كتاب الاكليل للهمداني. وتبين أيضا أن ناسخ مخطوط صنعاء قد أضاف إلى العنوان الأصلي عبارة "من كتاب الإكليل في مفاخر قحطان واليمن" وهذا بالتأكيد بسبب اعتقاده وخلطه بين عنوان الكتاب والجزء الثالث من كتاب الاكليل للهمداني المعروف تحت عنوان مفاخر قحطان واليمن.
مؤلف وتاريخ مخطوط كتاب الفاصل بين الحق والباطل من أنباء قحطان واليمن:
لسوء الحظ صفحة العنوان مفقودة والصفحة الأولى من المخطوط معظمها بياض عدا ثلاثة سطور في نهايتها. ويظهر أن مؤلف المخطوط مجهول الهوية وقد ألف مصنفه لأحد ملوك اليمن من بني رسول ربما في بداية دولتهم وقد أشار المؤلف إلى ذلك من خلال تاريخ انتهاء نسخ المخطوط المذكور الذي تمّ نسخه من مخطوط آخر: "في آخر نسخة الأصل فرغ من نساخته في يوم الخميس ثامن عشر من شهر شوال من شهور سنة ثلث وعشرين وسبع مائة/1323 ميلادية، فرغ من نساخته في يوم الأربعاء الخامس والعشرين من شهر جمادى الأولى أحد شهور سنة ست وعشرين وثماني مائة/1423 ميلادية". وبهذا يكون تأريخ تأليف ونسخ هذا المخطوط في العصر الرسولي، ومما يؤكد ذلك هو ربط المؤلف نسب ملك اليمن بآل جفنة أي من قبيلة لخم الغسانية ونعرف أنه لم يحكم اليمن ممن ينسب إلى قبيلة لخم سوى بني رسول الذين ينتسبون إلى الغساسنة وإلى يعرب بن قحطان، ومن هنا يمكننا الاستنتاج بأن مؤلف الكتاب عمله لأحد ملوك بني رسول في بداية دولتهم بهدف حشد اليمنيين وراء هذا الملك الذي لا يذكر اسمه المؤلف، في مواجهته للأشراف من الأئمة الذين ينتسبون لآل البيت، وذلك في صراع الطرفين على السلطة. ويوافق تاريخ نسخ المخطوط الأصلي عهد الملك المجاهد علي بن المؤيد داود الرسولي الذي حكم مابين 726 وحتى 764 هجرية (1322 – 1363 م).
موضوع المخطوط:
كما يشير عنوان المخطوط الموجود في الصفحة الثانية من المخطوط ومن مقدمة المؤلف بوضوح، أن موضوع المخطوط يدور حول مفاخر قحطان واليمن على نزار بن عدنان وكل المعلومات والأخبار والأشعار تنصب بشكل واضح حول الصراع بين القحطانيين والعدنانيين النزاريين حول السلطة، وهي مأخوذة بمجملها من كتب التراث العربي المعروفة. فالأشراف من آل البيت كانوا يدعون بأن الحكم منحصر بقريش وأما بني رسول مثلاً فكانوا يتعصبون لقحطان واليمن ويفتخرون بتاريخهم العريق ونعرف أن بني رسول قد حاربوا أشراف اليمن الزيدية المذهب. ويظهر من هذا المخطوط أن الصراع في اليمن بين المتعصبين لقحطان والموالين لآل البيت كان في أوجه في العصر الرسولي، ونلتمس هذا الصراع في عصور سابقة خاصة في مؤلفات الهمداني والكلاعي ونشوان الحميري وابنه محمد. وبالعثور على المخطوط الكامل نفهم لماذا أضاف المؤلف إلى لائحة المثامنة عائلات من جنوب اليمن – كذي معاهر وذي يزن وذي قرار – لدعم وتثبيت حكم بني رسول، ومما يعزز هذا الرأي هو أن لائحة المثامنة المذكورة في هذا المخطوط قريبة جداً من لائحة المثامنة عند الأشرف عمر بن يوسف الرسولي الذي اضاف بني معافر وذي يزن. ونقل المؤلف عن الهمداني من كتابه الاكليل الجزء الثالث، المفقود حتى يومنا هذا، بشكل خاص في موضوع نكران دخول الأحباش لليمن، يعزّز فكرة المؤلف بتعصبه لقحطان واليمن ومفاخرته بهم على النزاريين أو القيسيين.
الرواة والاخباريون والكتب المذكورة في المخطوط:
يدّعم المؤلف كتابه بالإسناد إلى رواة مشهورين كابن اسحق فينقل من كتبه المبتدأ والسيرة وتقنين المذاهب وتفسير المناقب وعن هشام ابن الكلبي من كتابه المشهور أنساب ولد كهلان وقصيدته في ملوك اليمن وعن الحسن بن يعقوب الهمداني من كتابه الاكليل الجزء الثالث والجزء الخامس وعن محمد بن حسن الكلاعي الذي توفي عام 404 هجرية ينقل المؤلف روايات كثيرة عنه في مواضع عديدة من الجزء الثاني من كتاب الفاصل وفي موضع يتيم في الجزء الأول من المخطوط. والكلاعي كما نعرف قد ألّف مصنفات عديدة في مفاخر قحطان واليمن. ويذكر أيضا كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني وكتاب الكامل للمبرّد، وينقل المؤلف عن الحسن بن مالك الهيثمي وعن القاضي عمران بن الفضل اليامي أحد أقطاب مؤسسي الدولة الصليحية المتوفي عام 479 هجرية. والغريب هو غياب محمد بن نشوان الحميري (المتوفي سنة 606 هجرية) الذي اختصر كتب الاكليل المشهورة التي صنفها الهمداني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/356)
ـ[أبو عزان]ــــــــ[27 - 09 - 10, 10:55 م]ـ
شكرا جزيلا لك
كيف يمكن الحصول على نسخة من كتاب الأكليل؟(149/357)
مسلمون في الأندلس قبل طريف و طارق
ـ[هشام زليم]ــــــــ[20 - 08 - 09, 03:11 م]ـ
مسلمون في الأندلس قبل طريف و طارق
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
يعتبر تاريخ الدولة الإسبانية أحد أكثر تواريخ الدول تحريفا و تزويرا, تاريخ تحوّل فيه الجلاد إلى ضحية , الغازي إلى صاحب الدار و الجاهل إلى عالم. تاريخ مليء بالأساطير و الروايات الخيالية: أكذوبة الغزو العربي لإسبانيا, خيانة الحاكم يوليان و أبناء غيطشة للوطن الإسباني, معركة بواتيي, أسطورة كوفادونغا و ظهور الصليب و العذراء في السماء , قصة القديس يعقوب Santiago الخيالية, حرب الاسترداد reconquista, اكتشاف كولمبس الإسباني لأمريكا, طرد جميع المسلمين من إسبانيا ...
لقد التقت مصالح السلطة السياسية بمصالح السلطة الدينية لتزوير التاريخ, فأشاعوا أن إسبانيا نصرانية كاثوليكية منذ العصور الأولى للنصرانية و أن الناس عاشوا فيها متحابين متآلفين تحت حكم التثليث حتى جاء الإسلام شاهرا سيفه فقطف الرؤوس و هدّ وحدة البلاد الدينية فتصدى له بيلايو الذي دشّن حرب استرداد الأرض و الدين الكاثوليكي في حرب دامت 8 قرون انتهت بطرد المسلم الغازي إلى ما وراء البحر.
هل فعلا سارت الأمور على هذا النحو, أم أنها سارت في منحى آخر؟ هل بالفعل إسبانيا كانت دولة موحّدة العقيدة قبل وصول الإسلام إلى أراضيها؟ هل فعلا عاش فيها الناس بسلام؟ هل كانت سنة 711م (أو قبلها بقليل) أول ظهور لرجل مسلم فوق أرض إسبانيا؟ هل طريف بن مالك أول مسلم وطأت رجله أرض الأندلس؟ أم أن هناك حقيقة أخرى؟
لنرى.
مقال''مسلمون في شبه الجزيرة الأيبيرية قبل سنة 711م''
للأندلسي علي مونثانو المشرف العام على موقع ''الهوية الأندلسية''
http://identidadandaluza.files.wordpress.com/2008/01/lapida2.jpg
أحيانا, لمّا نعتقد أننا نعلم كل شيء, لمّا نظن أن التاريخ الذي كتبناه قد أًُسِّس على دراسات و قواعد علمية لا تقبل النقاش, لمّا نحتقر أطروحات و نظريات أولئك الذين ينتقدون التاريخ الذي شكلناه لتبرير أحكام مسبقة و الدفاع عن مصالحنا ... حينها تقع أحداث مثيرة تُنير رمادية وجودنا لتتيح لنا التعرف على معالم حقيقة أخرى ستدفعنا لمراجعة تاريخنا, حقائقنا المطلقة, عقائدنا و أحكامنا المسبقة, لتأخذ بيدنا قصد التعرف على حقيقة غير مبنية على المصالح السياسية لأي طرف و غير مضطرة للاستنجاد بعقائد و أساطير لتبرير أدلتها.
وقع أحد هذه ''الأحداث المثيرة'' خلال الأعمال الحفرية بناحية شاطبة البلنسية. يتعلق الأمر بالاكتشاف الأركيولوجي في شاطبة في يونيو 2004. فقد ظهرت خلال الأعمال الحفرية نقود تعود للعهد الروماني و تحديدا القرن الأول الميلادي, إضافة ل 170 قبرا تعود للفترة الإسلامية و شاهد قبوري من الرخام محفوظ بعناية تامة, طوله 70 سم و ارتفاعه 40 سم و سمكه 15 سم, بوزن يقارب 60 كيلوغراما, و عليه كتابات بالعربية تشير لاسم المتوفى, سنة وفاته, آيات قرآنية بخط كوفي. و هذا نص ما نُقش على الشاهد:
''بسم الله الرحمان الرحيم. يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا و لا يغرنكم بالله الغرور. هذا قبر أحمد بن فهر (نهر؟) رحمه الله. كان يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله أرسله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون. يوم و عشرون من الجمادى الأولى من السنة سبعة و عشرون."
نستطيع من خلال الشاهد و النص استنتاج الأحداث التالية:
1 - النص نُقِش بعربية فصحى.
2 - الخط نُقِش بطراز كوفي.
3 - الآيات القرآنية صحيحة.
4 - تاريخ الوفاة حُدِّد في سنة 648م, الموافق لسنة 27 هجرية, أي 16 سنة على وفاة النبي محمد (صلى الله عليه و سلّم).
5 - سواء الحجر أو طريقة نقش الشاهد تعود للفترة الرومانية المتأخرة.
6 - تمّ العثور عليه شرق شبه الجزيرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/358)
من خلال ما سبق, نستطيع استنتاج أن من قام بالنقش هو حرفي محلي, متمكن من اللغة العربية و من القرآن. لكن تاريخ الوفاة مؤرخة بسنة 648م, أي بعد مرور 16سنة فقط على وفاة النبي محمد صلى الله عليه و سلّم, مما يدفعنا للتفكير بأن سنوات عديدة قبل هذا التاريخ وصل لشرق الجزيرة الأيبيرية بعض المسلمين المعاصرين للنبي صلى الله عليه و سلّم داعين للدين الجديد, مؤسسين جماعات إسلامية صغرى علّموا فيها اللغة العربية و القرآن لسكان تلك المنطقة. فيما يخص خصائص الشاهد, يبدو أن المتوفى كان ذو مكانة رفيعة, ربّما هو معلم هذه الجماعة الإسلامية الصغيرة و جاء قبل سنوات من الجزيرة العربية.
ما جاء هذا الاكتشاف ليؤكده و ينفض عنه غبار الشك, هو وجود جماعات إسلامية شرق شبه الجزيرة قبل سنة 711م, وقد استشعر ذلك المؤرخ إيغناثيو أولاكي Ignacio olague في مؤلفه ‘’ La revolucion Islamica en occidente’’ ( الثورة الإسلامية في الغرب) مبرزا قدرة كبيرة على التحليل:
''نعلم من خلال تطور الأفكار التي نحوز معلومة أكيدة عنها, أن التوجه الأريوسي تطور نحو التوجه المسلم. أمام مشكلة خطيرة كغياب توثيق للقرن الثامن, يبقى الاستنتاج صحيحا: لأننا نتوفر على نقطتين لهما نفس منحى التطور و نعلم يقينا أن الإسلام ينحدر, جينيا, من النصرانية الآريوسية. بالتالي وجب افتراض أن دخول أول القرآنيين تمّ منذ زمن, لكن ليس في جميع مناطق شبه الجزيرة, لأن الجغرافيا أعطت الامتياز لجهة دون أخرى. ليس من العبث افتراض أن أوائل الاتصالات حصلت على ضفاف البحر المتوسط حتى قبل القرن 8. فانتشار الإسلام لم يُفرض عبر الجيوش الأجنبية, لكنه ساد عبر فكر قوي. لقد انسل ثمّ ازدهر بفعل نفس الحيوية التي حكمت و تحكم اليوم انتشار حركات مشابهة. لقد دافعت الفكرة عن نفسها, في وسط ملائم, عبر وسائل مجهولة و في كثير من الأحيان غامضة.
لا نعلم شيئا عن انتشار النصرانية بالجزيرة الأيبيرية خلال القرون الأولى, فقد برزت فجأة في القرن الرابع و كأنها نجمت عن انفجار؛ نفس الشيء حدث مع انتشار الإسلام. أمام غياب النصوص اللاتينية و العربية خلال قرن و نصف, أقل ما نستطيع استنتاجه أنه تمّت الدعوة إليه في وسط ملائم عبر دعاة غامضين لم يتركوا لهذه الحركة الدعوية ملامح تُذكر.
من جهة أخرى نحن متأكدون, من خلال ملاحظة ظواهر مشابهة حدثت في مجرى التاريخ, أن هذه الدعوة المجهولة استخفت عن أعين المعاصرين تحت ستار خلط عارم. فاليوم, حيث التعليم و سهولة الاتصالات – و بالتالي سهولة تبادل الأفكار- أصبحت أذهان الناس أكثر استعدادا للمرونة, رغم ذلك تطلب التمييز بين أصحاب المذاهب المختلفة وقتا حتى يستوعب الشارع الفوارق بينهم. لقد عرفنا في فترة شبابنا أشخاصا انتُخبوا لتعلّمهم و حمولتهم العلمية و لكنهم كانوا يخلطون بين اللاسلطويين و مناصري الحركة العمالية الدولية (الثانية العالمية) و مناصري الحركة الشيوعية العالمية (الثالثة العالمية) , فما بالك بالقرن التاسع حيث الناس, بمن فيهم الأكثر ثقافة, توفروا على وسائل معلوماتية شحيحة!! كان يلزمهم مصباح شديد الإضاءة و عين ثاقبة للتمييز خلال تلك الفترة بين الآريوسي, الشبه مسلم و المؤمن الحقيقي. خاصة إذا علمنا أنه طيلة أعوام شكل هؤلاء أقلية صغيرة.''
بالرغم من الأدلة الدامغة, يأبى ''علماء الوطن الإسباني'' إلا أن يتعثروا بنفس الحجرة بحفاظهم على عقائدهم و أحكامهم المسبقة المخالفة للعقل, المنطق و ما هو بديهي. إن طريقة التحليل التاريخي المستعملة من طرف بعض الأركيولوجيين و المستعربين لامست الجنون, باتهام ذكاء كل شخص مُهتم بتسليط الأضواء على الأحداث التاريخية الواقعة بشبه الجزيرة الأيبيرية –اعتمدت كتابة التاريخ الإسباني على القاعدة التالية-:
1 - بداية نخترع العقيدة التاريخية (غزو العرب, الاسترداد, طرد المورسكيين, إعادة توطين القشتاليين و الجليقيين) الضرورية لتبربر أحداث وقعت بعد ذلك: الوحدة السياسية و الدينية بإسبانيا, الإبادة الجسدية و الثقافية للشعب الأندلسي (المورسكي) تحت شعار ''الاسترجاع'' ,و ظهائر الطرد الكثيرة.
2 - لمّا تستقر العقائد, نحاول التوفيق بين الأحداث حتى لا تُناقض العقائد التي سبق وضعها.
لكن بعض الأحداث لاقت صعوبة في حياكتها وفق التاريخ العقدي الرسمي, كالشاهد مثلا الذي أخبرنا عنه في الويب, و الذي يعود لسنة 648م. كيف يعود لسنة 648م و العرب لم يغزوا ''إسبانيا'' إلا سنة 711؟ عوض أن يعاد طرح التاريخ أمام بزوغ أدلة جديدة, قدّم لنا ''العلماء الرسميون'' –المدفوع لهم بسخاء من طرف الدولة-عرضا في فن الشعوذة: بما أن العرب لم يغزوا ''إسبانيا'' إلا سنة 711 فإن الشاهد لا يمكن أن يعود لسنة 648م, إن الصانع الذي نقش الشاهد أخطأ في كتابة التاريخ واضعا 648 بدل1038 - و هو التاريخ الذي أعطاه الأركيولوجيون بطريقة عشوائية و دون مبررات تُذكر-. فإذا كان تاريخ الوفاة في الشاهد كُتِب بعربية فصحى هو سنة 648, فعلى ماذا اعتمد الأركيولوجيون في قولهم لنا إنه يعود لسنة 1038م؟ أهو الخيال, التضليل, عدم الكفاءة, الخوف من الحقيقة؟ ماذا تسمونه أنتم؟ من يجد لي الوصف المناسب له جائزة عبارة عن رحلة إلى بعض الجامعات ''الإسبانية'' للتعرف على هذه الفصيلة من ''العلماء في طور الانقراض'' الذين يبحثون حسب ما تمليه عليهم الإدارة التي تدفع لهم بهدف الحفاظ على العقائد الرسمية.
إننا لن نتمكن من كتابة التاريخ الحقيقي و حرية البحث و التفكير لم تصل بعد لجامعات الدولة الإسبانية.
رابط للمقال: http://identidadandaluza.wordpress.com/2009/08/04/musulmanes-en-la-peninsula-antes-del-711/
كتبه هشام بن محمد زليم المغربي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/359)
ـ[نور الحياة]ــــــــ[28 - 08 - 09, 03:15 م]ـ
شكرا على هذه المعلومات القيمة بارك الله فيك(149/360)
"القادمون" و المزوِّرون!!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[21 - 08 - 09, 01:46 م]ـ
لا يفتأ الروافض أن يفاجئونا بين فينة و أخرى بادِّعاءات طويلة عريضة لا تلبث أن تنفرج عن مكيدة أو فضيحة.
و من تلك الدعاوى الرافضية العريضة ما انتشر عبر اليوتيوب من سلسلة فيديو باسم "القادمون" " arrivals" .
, وهي سلسلة فيديو تتحدَّث حول:
ـ نُذُر قدوم المسيح الدجّال.
ـ و علامات خروج المهدي.
ـ و نزول عيسى عليه السلام
و من يدَّعي انتاجه لتلك السلسلة هو شخص ايراني اسمه نورييجا.
عبر مؤسسته الوهمية: noreagaaa productions
و بالتعاون مع مؤسسة انتاج برامجي وهمية ايضاً هي:افلام "آتشيرنهير": achernaher films
كما أن طاقم العمل يحمل في مجمله أسماءً ايرانية.
بل لا تلبث السلسلة أن تكشف في آخرها عن وجهها الرافضي الايراني المحض، من خلال التبشير بقرب ظهور الامام الغائب الحُجَّة، الذي لا يملك ـ في الحقيقة ـ حُجَّة غياب مقنعة.
==================== ======
و سببب اشتهار هذه السلسلة أنها السلسلة الوحيدة المترجمة الى اللغة العربية
و لكن في الحقيقة أن من يطَّلع على سلسلة ""القادمون" " arrivals" يجد أن مضمونها مجتزأٌ من عِدَّة سلاسل شهيرة على "اليوتيوب" هي:
1ـ مشاريع النورانيين " ILLUMINUTI PROJECTS " في 263 جزءاً
2ـ مؤامرة النورانيين " ILLUMINUTI CONSPIRACY " في 263 جزءاً أيضاً
3ـ أسرار النورانيين: ILLUMINUTI SECRET في 263 جزءاً أيضاً
4ـ الأجندة النورانية: The ILLUMINATI Agenda في 263 جزءاً أيضاً.
و سبب توحد عدد الاجزاء بين جميع تلك السلاسل ـ فيما يظهر لي ـ يرجع الى أن المضمون في الحقيقة يكاد يكون متقاربا جدا، و لكن مع اختلافٍ في الترتيب و التنسيق، و الله أعلم.
ـ[أبو معطي]ــــــــ[14 - 10 - 09, 07:09 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل ونفع بك
عند متابعة هذا العمل نجد ما يلي:
1 - المهدي المنتظر الذي تحدثوا عنه في الحلقة 39 ليس الا مهدي الرافضة المزعوم (صاحب السرداب) بدليل أنه ابتدأ بالشجرة الحسينية (ذرية الحسين بن علي رضي الله عنهما) وذكروا الائمة الذين من نسله رضي الله عنهم (وهم أئمة الشيعة) ثم ختمهم بالمهدي مما يدل على أنهم يرون بأنه محمد بن الحسن العسكري مهدي الرافضة
2 - الأئمة من قريش الذين ذكرهم الرسول صلى الله عليه وسلم جعلوهم هم الائمة المذكورين في النقطة السابقة، وتجاهلوا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر بانهم خلفاء وذلك في قوله: «لا يزال الدين قائماً حتّى يكون اثنا عشر خليفة من قريش، ثمّ يخرج كذّابون بين يدي الساعة، وأنا الفرط على الحوض» رواه مسلم، وهؤلاء الائمة المذكورين ليسو بخلفاء
3 - تجاهلوا ذكر المكان الذي ينطلق منه الدجال، وهو أصفهان بايران ومعه سبعون ألف يهودي من يهود أصفهان، قال صلى الله عليه و سلم: [يتبع الدجال سبعون ألفاً من يهود أصفهان عليهم الطيالسة] صحيح مسلم رواه عن انس بن مالك رضي الله، لم يذكروا شيئاً عن ذلك ولا عن الوجود اليهودي حالياً في أصفهان، كل ذلك مجاملة لايران
4 - عند حديثهم عن محاولة التحريف في دين الاسلام وتشويهه في الحلقة 39، اكتفوا بأن السبب الرئيسي هو قتل آل البيت والأئمة رضي الله عنهم!!! ولم يشيروا حتى باشارة بسيطة الى الوثنية الموجودة في ديار المسلمين والى الطواف على القبور والمزارات المنتشرة في ديار الاسلام بل وداخل جوامع المسلمين، والتي لا شك أنها تعطي صورة مشوهة لهذا الدين العظيم بل وتقحم فيه الوثنية والقبورية، لا شك أن الاخلال بالتوحيد هو أكبر سبب لتأخر المسلمين وتخلفهم، ولن ينتظر نصر ممن يدعون المخلوق بدلاً عن الخالق، تجاهل هذا الفلم أعظم شيء وهو تحقيق التوحيد كل ذلك محاباة ومجاملة للرافضة
5 - كل الأنظمة التي هوجمت في هذا الفلم هي أنظمة معادية لايران، بل في الفلم دعاية واضحة للسياسة الايرانية
6 - وآخر نكتة من الفلم في الحلقة الخمسين هي توقعهم أن حسن نصر الله هو القحطاني الذي بشر به النبي في آخر الزمان!!!!
والعتب كل العتب على بعض الأخوة الذين قاموا بنشر هذه السلسلة في المنتديات والدعاية لها بل والمساهمة في ترجمتها بدون ادراك لخطورة مافيها من تلبيس وخداع، والله المستعان
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - 10 - 09, 02:00 ص]ـ
صدقت شيخنا الكريم
دمتَ موفَّقاً
ـ[أبو مالك السعيدي]ــــــــ[11 - 09 - 10, 11:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته:
أنا شخصياً شاهدت هذه السلسلة، وما تم ذكره في المشاركات السابقة صحيح 100%، ولكن السؤال:
بغض النظر عن ما ذكرتموه ما رأيكم في باقي نقاط السلسلة حيث أنها تتكلم عن الماسونية وعن طرق تحكمهم بعقول الناس من خلال السيطرة على الإعلام ومصادر العيش الأساسية؟
هل هذه المعلومات صحيحة ومسألة الأهرامات، والعين المطلعة على كل شيء وطريقة تحليل أحداث الحادي عشر من سبتمبر .............
بالإضافة إلى أن هناك سلسلة جديدة تسمى (المرحلة الثالثة) Phase 3 .
أرجو الإفادة ولكم جزيل الشكر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/361)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[12 - 09 - 10, 09:28 م]ـ
أنا شخصياً شاهدت هذه السلسلة، وما تم ذكره في المشاركات السابقة صحيح 100%، ولكن السؤال:
بغض النظر عن ما ذكرتموه ما رأيكم في باقي نقاط السلسلة حيث أنها تتكلم عن الماسونية وعن طرق تحكمهم بعقول الناس من خلال السيطرة على الإعلام ومصادر العيش الأساسية؟
هل هذه المعلومات صحيحة ومسألة الأهرامات، والعين المطلعة على كل شيء وطريقة تحليل أحداث الحادي عشر من سبتمبر .............
بالإضافة إلى أن هناك سلسلة جديدة تسمى (المرحلة الثالثة) Phase 3 .
أرجو الإفادة ولكم جزيل الشكر
وعليكم السلام و رحمة الله وبركاته
بالجملة ما فيها يقنرب من الصحة كثيرا.
و إن كانت هناك بعض المبالغات أحيانا ...
مثل السلالة الفرعونية المتحكمة في العالم
و في ظنِّي أن تلك الدعوى لا يمكن اثباتها
كما أنها لا تستند على رواية تاريخية موثَّقة.
نعم هناك سلالة حكمت و لا تزال
في كثير ٍ من الممالك الاوربية
وهي أسرة "ساكس-كوبرغ-غوتا"
لكن ليس هناك ما يُثبت انتسابها
للسلالة الفرعونية
انظر الرابط:
www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?t=192256 -
و بقيت نقاط لم تأخذ حقَّها من الطرح الشافي
وقد تعرضت في مقالات سابقة لشيءٍ من ذلك
بارك الله فيك
ـ[اليزن آل حمد]ــــــــ[13 - 09 - 10, 05:01 ص]ـ
جزاك الله كل خير أخي الكريم
و الله هذا كلام طيب ..
لقد شاهدت الأجزاء الأربعين الأولى .. و فيها من الطرائف ما فيها!! بل أنني لم أنفك أعيد النظر في استدلالاتهم الباطلة بالأغاني و الأفلام و الحفلات الموسيقية ولا حول ولا قوة إلا بالله
كما أنهم في أحد الأجزاء استعرضوا حفلة لبعض المغنيات الأمريكيات ليثبتو (حسب زعمهم) انتماءهن للنورانيين
و رغم ما فيها من بعض الصحة .. إلا أن السلسلة أشبه بجرة ثلثها عسل لذيذ و ثلثها الثاني شمع لا فائدة فيه و الثلث الثالث سم زعاف و الله المستعان(149/362)
طلب كتاب التاريخ الإسلامي / محمود شاكر
ـ[أبو خطاب المهاجر]ــــــــ[22 - 08 - 09, 05:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مبارك عليكم الشهر الكريم , وكل عام أنتم بخير.
أخواني الأحبة كنت فى حاجة لكتاب التاريخ الإسلامي لـ محمود شاكر.
رجاء من يضع روابط للكتاب أن يتأكد أنها تعمل.
وبارك الله فيكم.
ـ[ابراهيم الفيومي]ــــــــ[23 - 08 - 09, 02:04 م]ـ
ما هو متوفر راجع مكتبة المصطفى على الرابط
http://www.al-mostafa.com/search1.php
تقبل تحياتي
ـ[ابا عبد الله السهيل]ــــــــ[23 - 08 - 09, 02:48 م]ـ
اضم صوتي الى الاخ - فلا زلنا بانتظار هذا السفر
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[14 - 11 - 09, 05:58 م]ـ
هل من سبيل للحصول على الكتاب كاملا بى دى اف(149/363)
افضل كتاب عن تاريخ المدينة وآثارها
ـ[فهد السند]ــــــــ[23 - 08 - 09, 02:59 م]ـ
من فترة وانا ابحث عن كتاب يشفي الغليل عن تاريخ هذه المدينة المنورة الطيبة
يحكي فيه تاريخ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - واصحابه رضي الله عنهم
وعن بيوتاتهم وبساتينهم وآبارهم و مواقعهم
ويربطها بالتخطيط الحديث للمدينة.
موضع الخندق أين هو الان؟
و بئر عثمان هل لازالت معروفه، وأين موقعها؟
الى غير ذلك من الجوانب التاريخية.
شكر الله لمن أرشدنا إلى كتاب يفيد في ذلك.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[23 - 08 - 09, 07:46 م]ـ
عليك بموسوعة المدينة الكبرى:
معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ؛ بـ 6 مجلدات من الحجم الكبير بالصور ( http://isc.qsm.ac.il/studies/l13.htm)
المجلد الأول عن: الآطام
المجلد الثاني عن: الجبال
المجلد الثالث عن: الأودية
المجلد الرابع عن: المساجد والآثار
وسعره غالي الثمن يبلغ: 1200 ريالاً للمجموعة كامله.
ـ[فهد السند]ــــــــ[23 - 08 - 09, 08:46 م]ـ
عليك بموسوعة المدينة الكبرى:
معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ؛ بـ 6 مجلدات من الحجم الكبير بالصور ( http://isc.qsm.ac.il/studies/l13.htm)
المجلد الأول عن: الآطام
المجلد الثاني عن: الجبال
المجلد الثالث عن: الأودية
المجلد الرابع عن: المساجد والآثار
وسعره غالي الثمن يبلغ: 1200 ريالاً للمجموعة كامله.
بورك فيك
يبدو لي أن المؤلف بذل جهدا كبير في إعداد كتابه.
سأحرص على اقتنائه بحول الله
فالغالي يرخص في حب هذه المدينة
ـ[فهد السند]ــــــــ[24 - 08 - 09, 12:24 ص]ـ
هذا ما في الرابط
كتاب معالم المدينة بين العمارة والتاريخ
لمؤلفه: عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن إبراهيم كعكي.
طبع الكتاب بمطابع دار إحياء التراث العربي، بيروت.
الطبعة الأولى: 1419هـ –1998م.
طبع منه الجزء الأول، جاء في مجلدين، عدد صفحاته 748 صفحة.
مقاس الصفحة 29×22.5سم.
الكتاب بجزئه الأول الذي يتكون من مجلدين هو جزء من تسعة أجزاء ستظهر تباعاً إن شاء الله، وتبحث في معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ.
يفتتح المؤلف كتابه بمجموعة من العناوين تتضمن:
1 - الإهداء.
2 - الشكر والتقدير.
3 - تقديم الكتاب، وهو بقلم أمين المدينة المنورة المهندس: عبدالعزيز بن عبدالرحمن الحصين الذي ينوّه بأولية مثل هذا العمل الذي يجمع مختلف الجوانب عن المدينة المنورة في مؤلف واحد مدعمّ بالصور والخرائط والرسوم.
4 - ثم يليه عنوان آخر: "المدينة المنورة تعريف وخواطر" بقلم والد المؤلف الشيخ عبدالرحمن كعكي.
5 - ثم عنوان "بين يدي الكتاب" بقلم الشيخ: عبيد الله محمد أمين كردي، الذي يقول عن الكتاب بأنه «موسوعي البنية، تطويري التأليف، مرجع للأجيال».
بعد ذلك تأتي "مقدمة المؤلف" التي يذكر فيها أسباب تأليف الكتاب، ومنها: محبته للمدينة المنورة، ورغبته في ترجمة هذه المحبة إلى واقع ملموس، فكان هذا الكتاب الذي يبحث في معالم المدينة وتاريخها وجغرافيتها موثقاً توثيقاً شاملاً.
وذكر أنه استغرق في تأليفه سنين طويلة… إلى آخر ماقال.
ثم يأتي موضوع الكتاب وقد خصص المؤلف هذا الجزء بمجلديه للمعالم الطبيعية للمدينة: الجبال، الحرات، الأودية.
تكلم أولاً عن الجبال:
بدأ بمقدمة عن جبال المدينة وماحولها، وذكر أن المطّلع على المصورات الجوية للمدينة المنورة يجد عشرات بل مئات الجبال التي تحيط بالمدينة من كل جهاتها، وتنتمي أغلب هذه التكوينات الجبلية إلى مجموعة الدرع العربي، والذي يتكون كثير من جباله من الصخور الكتيمة الصلبة.
وقد بوّب المؤلف وفهرس لأشهر جبال المدينة الداخلية منها والخارجية عنها التابعة لها، في ثماني مجموعات تندرج فيها الجبال حسب موقعها من الجهات الأصلية والفرعية، ورتّب أسماء هذه الجبال ضمن المجموعة على حسب قربها من المدينة، وقام بتعريفها ورسم حدودها، وهي كالتالي:
أ - الجبال الواقعة في شمال المدينة المنورة، وذكر منها 24 جبلاً، ومنها:
جبل ثنية الوداع، جبل الراية (ذباب)، جبل الرماة (عَيْنين)، جبل أحد، جبل ثور، جبل وعيرة، جبال مريخ، جبال القلوع، جبل أبيض .. إلى آخره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/364)
ب - الجبال الواقعة شمال شرق المدينة، وذكر منها 7 جبال ومنها: جبل تيأب (الخزان)، جبال الثعلبي، جبال أبو زريبة، جبال السيبة، جبال السدير.
ج - الجبال الواقعة في شمال غرب المدينة، وذكر منها 22 جبلاً ومنها: جبل سُليع، جبل سَلعْ، جبل بني عبيد، جبل حبشي، جبال أم سلمة، جبال الأزيرات، جبل أم كلثوم، جبل البيضاء، جبال اللحيان، جبل شوفان.
د - الجبال الواقعة في جنوب المدينة، وذكر منها 9 جبال، ومنها: جبل عير، جبل الحزيم، جبل الأسمر، جبل الفريدة، جبل الهضيبة جبل أسقف.
هـ - الجبال الواقعة في جنوب شرق المدينة، وذكر منها 20 جبلاً ومنها:- جبل قريظة جبل الملساء، جبال أم جبت، جبل الشعتاء، جبل أم قير، جبال قديرة، جبل السماك، جبل الزور.
و - الجبال الواقعة في جنوب غرب المدينة وذكر منها 11 جبلاً ومنها: جبل جماء تضارع، جبل مكيمن، جبل الأسفع، جبل ورقان.
ى - الجبال الواقعة في شرق المدينة، وذكر منها 7 جبال، ومنها جبل تيم، جبل الفرائد، جبال روضة عطية، جبال الشهب.
ن - الجبال الواقعة في غرب المدينة المنورة، وذكر منها 24 جبلاً، منها: جماء أم خالد، جماء عاقر، جبل الحرم (الجبل الأحمر)، جبل الصهلوج، جبل أم جريد، جبل الروضة، جبل الجبيل، جبال ملح، جبل العاقر الأعلى، جبل مجبورة، جبل عويشر.
وكتب المؤلف وصفاً سريعاً لكل جبل يشمل: موقعه وحدوده وبعده عن المسجد النبوي الشريف، بيد أنه ألقى الضوء بمزيد من الشرح على عدد من الجبال المشهورة في المدينة، والتي لها ارتباط بأحداث تاريخية، فوصفها وصفاً طبيعياً شاملاً، ذاكراً ما فيها من المعالم والآثار، وماورد فيها من الأشعار والأمثال والحكايات، وهذه الجبال هي: جبل أحد، جبل ثور، جبل تيأب (الخزان)، جبل الرماة (عَيْنين)،جبل الراية، جبل الجماوات الثلاث، جبل الحرم (الجبل الأحمر)، وذلك مع إيراد صور توضيحية، ومصورات جوية، وخرائط تفصيلية.
أما المجلد الثاني من الجزء الأول فهو يشتمل على قسمين:
القسم الأول: الحرات.
القسم الثاني: الأودية.
أولاً: الحرّات (اللاّبات):
في بداية المجلد كتب المؤلف مقدمة عرّف بها بالحرات والتي تعرف أيضاً باللابات، وهي: عبارة عن مكونات بركانية ذات طبيعة وعرة سوداء، تغطي مساحات كبيرة من الأرض، تظهر بوضوح تام في سلسلة الحجاز بين دائرتي 20.30ْ-28ْ شمالاً، وتقع المدينة المنورة عند النهاية الشمالية لأكبر هذه الحرات امتداداً ومساحة، وتحتل موقعاً استراتيجياً بين الحرات الثلاث المشهورة، والتي تتمثل بمايلي:
حرة واقم (المعروفة اليوم بالحرة الشرقية) وهي تحتل كامل الجزء الشرقي من المدينة، ويتفرع عنها: حرة الناعمة، حرة القفيف، حرة هرمة، حرة مدسيس، حرة الحزم.
حرة الوبرة (المعروفة اليوم بالحرة الغربية) وهي توجد في الجهة الغربية من المدينة المنورة.
الحرة الجنوبية (والتي تعرف بحرة شوران) وتغطي هذه الحرة كامل الجزء الجنوبي من نهاية الحرة الغربية وحتى بداية الحرة الشرقية، أي: أنها تشكل همزة الوصل بين الحرتين الشرقية والغربية من الجهة الجنوبية، وقد وصف المؤلف هذه الحرات بشكل عام وصفاً تفصيلياً من حيث الاسم اللغوي، والتضاريس الطبيعية، وماتضمه من الآثار والعمران، وماورد فيها من الأحاديث والأشعار، مدعماً ذلك بالصور الفوتوغرافية، والمصورات الجوية، والخرائط، والمخططات التوضيحية.
ثانياً: الأودية:
وفي هذا القسم يتناول المؤلف أودية المدينة المنورة، ومجاري السيول فيها، ففي مقدمة هذا القسم يقول المؤلف: "إن المدينة تميّزت بعدد من الأودية المهمة، منها ماهو بداخلها، ومنها مايأتي من خارجها ويمّر بها، وقد كان لوجود هذه الأودية ومجاري السيول داخل المدينة الدور الكبير في انتعاش حرفة الزراعة التي عرفت بها المدينة المنورة منذ القدم" ويذكر أن الأودية هي الوعاء الطبيعي لحمل واستيعاب مياه الأمطار (السيول) المنحدرة من المرتفعات (جبال، حرار، تلال) لتنقلها إلى أقرب منخفض (القاع أو البحر)، ويتفاوت حجم الأودية باختلاف مصادر سيولها، ويورد في ثنايا المقدمة ملخصاً لأهم إنجازات أمانة المدينة المنورة في دراسة وتصحيح مجاري الأودية في المدينة المنورة وماحولها، والتي تتكون من عشر نقاط منها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/365)
-وضع الضوابط والقواعد التي يسار عليها في معالجة ظاهرة التعديات والزحف على أحرام الأودية ومجاري السيول.
تصميم مايقارب عشرين واد وشعب إضافي في منطقة المدينة المنورة.
ومن أشهر الأودية التي شملها الكتاب بالتركيز والتفصيل الأودية الستة التالية:
أ - الأودية الرئيسة، وتشمل:
1 - وادي العقيق (الوادي المبارك).
2 - وادي بطحان (سيل أبو جيدة).
3 - وادي قناة (سيل سيدنا حمزة).
ب – الأودية الفرعية، وتشمل:
1 - وادي الرنوناء.
2 - وادي مذينيب.
3 - وادي مهزور.
وقد شملت الدراسة لهذه الأودية الأسماء اللغوية لها، ووضعها التاريخي والجغرافي، وتضاريسها الطبيعية، ومافيها من الآثار والقصور والعمران، ومايصب فيها من الأودية والشعاب الفرعية وماورد فيها من الأحاديث والأشعار، وخاصة فيما يتعلق بوادي العقيق إذ شمله بدراسة مستفيضة مدعمة بالصور التوضيحية والخرائط.
وقد ختم المؤلف هذا الجزء بوضع فهارس فنية للمجلدين شملت:
1 - الفهرس العام للموضوعات.
2 - فهرس الصور والمخططات والجداول، وقد بلغ عددها:
707 صورة ومخطط وجدول، منها 139 وحدة، ماتخص جبل أحد لوحده.
3 - فهرس المراجع: وقد بلغ عددها 98 مرجعاً من الكتب القديمة والحديثة والتقارير.
وبعد:
فالكتاب جهد طيب مشكور، ومرجع هام في هذا الموضوع الذي تناوله المؤلف، وهو معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ، ويختص هذا الجزء كما أسلفنا بالمعالم الطبيعية التي تشمل: الجبال والحرات والأودية.
وهذا العمل موسوعي شامل، يمتاز بالدقة والتوثيق، عالج المؤلف مواضيعه بالعمق والتحليل والإحاطة، حيث نلمس شخصيته من خلال الإضافات والتعليقات المفيدة التي بينها في الكتاب، ويصلح الكتاب بشكل عام للمثقفين في دراسة تاريخ المدينة وجغرافيتها ومعالمها، كما يستفيد منه المثقفون والقراء العاديون، وكل من له رغبة التوسع في معلومات المدينة المنورة.
- ومن مكتبة النيل والفرات -مع ان الكتاب غير متوفر عندهم حالياً-
النيل والفرات:
تمثل مادة هذا الكتاب موسوعة جغرافية شملت تسعة أجزاء هي: المعالم الطبيعية، مراحل التطور العمراني والتقدم الحضاري، تاريخ وعمارة الأحلام، الحصون، الأسوار، القلاع والأبراج، تاريخ وعمارة المساجد، تاريخ وعمارة الآبار، العيون، الدور والقصور، تاريخ وعمارة المكتبات، المدارس، الأربطة، الأسبلة، الحمامات والسكة الحديد، تاريخ وعمارة البيوت التقليدية وتقنية البناء، النسيج العمراني، المواضع والبقاع.
هذا وقد قسم المؤلف كتابه إلى أجزاء تسعة
لقد جعل الجزء الأول
خاصاً بالمعالم الطبيعية "جبال -حرات- أودية"
والجزء الثاني
أفرده لدراسة مراحل التطور العمراني والتقدم الحضاري للمدينة المنورة،
أما الجزء الثالث
فقد تحدث فيه عن الأطام والحصون والقلاع والأبراج والأسوار المدينة وبواباتها،
فيما اقتصر في الجزء الرابع
على الحديث عن المساجد، وحق للمساجد أن تنفرد بجزء كامل،
والخامس
من الأجزاء يعالج موضوع الآبار والعيون والدور والقصور، أما المرافق والخدمات عناوين المكتبات والمدارس والأربطة والأسبلة والحمامات والسكة الحديد،
ومن حيث الجزء السابع فهو جزء طريف خصصه للبيوت التقليدية القديمة وتقنية البناء،
أما الجزء الثامن فقد تحدث عن ملامح النسيج العمراني حيث سلط الضوء من خلاله على أحواش المدينة وحاراتها وأزقتها كما تطرق هذا الجزء من الحديث إلى خصائص النسيج العمراني ومكوناته.
وفي الجزء التاسع تركز حديثه على المواضع والبقاغ. وكل هذه الأجزاء يمكن أن تصور في وصفها العام النسيج العمراني للمدينة المنورة من حيث تكوينه ومراحل تطوره وتقدمه الحضاري إلى جانب الهيكل العام للمظهر الطبيعي جغرافياً وطبوغرافياً.
أما من حيث أسلوبه وطريقته في الكتابة فهو يبدأ أولاً عند ذكر كل معلم بتعريف عام به ثم بالتعريف اللغوي الذي يثبته من خلال نص مكتوب أو يستنبطه من كلمة في نص، وقد يأتي بتعريف من المتأخرين من المؤرخين مشابه لتعريف متقدم فيظهر الأمر وكأنه تكرار مع أنه ليس كذلك، ولكنه من باب زيادة التوثيق، وهذا يؤدي أحياناً إلى التطويل ولكنه عير المخل، ثم بعد التقديم اللغوي نجده يعمد إلى استقصاء كل ما أمكن استقصاؤه عن المعلم استقصاءاً تاريخياً موغلاً، يتدرج فيه عبر التاريخ وحتى الوقت الحاضر، ويضفي عليه بعض تعليقات، فأنت تجد شخصية الكاتب ولمساته ظاهرة عند كلامه عن كل معلم.
لقد احتل اهتمام الكاتب بالنصوص الشرعية الواردة حول كثير من المعالم محلاً كبيراً لدرجة أدى به إلى التكرار فنجد أنه يذكر الحديث الواحد في أكثر من معلم، ولكن تكون بينها رابطة،
فمثلاً إذا تحدث عن حرة شوران ذكر الحديث الوارد فيها بالبركة، وإذا تحدث عن وادي مهزور وهو أحد أودية حرة شوران يكرر ذكر الحديث، وكذا في وادي مذينب إلى غير ذلك. وربما تعرض لبعض الأحكام الفقهية المستنبطة من بعض النصوص الواردة عن معلم من المعالم.
والكاتب لم يغفل الحوادث التاريخية المتعلقة بكل معلم إن وجدت، والذي يظهر لي أن الكاتب قام بعمل ميداني كبير، ولكن إلى جانب ذلك ركز على عمله المكتبي في كثير من الوصف الجغرافي للمعالم الطبيعية التي تحدث عنها، إذ أن الوصف الذي كان يذكره لجبل أو واد أو شعب من الشعاب كان مبنياً على قراءة الخرائط مكتبياً، وهذا عمل جيد مكمل للعمل الميداني.
هذا العمل هو الأول من نوعه يجمع مختلف الجوانب عن المدينة المنورة في مؤلف واحد ومدعم بالصور والخرائط والرسوم.
إن أهم فوائد هذا السفر هو توثيق المعالم المختلفة في المدينة المنورة وتوثيق صورة الحيلة الاجتماعية ونواحي العمارة والتخطيط وتسهيل المهمة الباحث في الرجوع إليها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/366)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[24 - 08 - 09, 01:26 ص]ـ
معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ
تأليف المهندس المعماري: عبد العزيز بن عبد الرحمن كعكي
بقلم الشيخ: حمد الجاسر
أي مسلم لا يهفو قلبه، ويخطر بباله أطيب الذكريات حين يذكر اسم طيبة الطيبة تلك المدينة الطاهرة التي شرفها الله جل وعلا وأعلى ذكرها، ورفع قدرها، وأحلها في قلوب عباده المؤمنين منزلة سامية، ومكانة من الإجلال والتقدير في نفوسهم، لاختيارها دار هجرة أشرف الرسل وخاتمهم، ومُتَبَوَّأً له عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم يعيش بين ربوعها الطاهرة، يحف به من آله وأصحابه صفوة خلق الله ممن بذل النفس والنفيس في تقديره، ومناصرته في إبلاغ رسالة ربه، ونشر دعوته إلى جميع الناس، تلك الدعوة التي قامت على أقوى الأسس وأعدلها، وأوضحها منهجاً، وتحقيقاً لسعادة الإنسان في دنياه وأخراه، وتوضيحاً وإرشاداً بخير الوسائل وأحكمها، لفهم مقاصد تلك الرسالة، القائمة على مابلغه الله من وحيه وأنزله مفصَّلاً ومبيناً في كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وبما صح وثبت من سنته، قولاً أو فعلاً، حتى أبلغ صلى الله عليه وسلم تلك الرسالة على أكمل وجه، وأوضح نهج، وترك من وفقهم الله لطاعتهعلى المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فاختاره الله لجواره، وكما اختيار هذه البلدة الطيبة، دار هجرته، ومقر الصفوة من صحابته رضوان الله عليهم شرفها بأن تكون مقراً لجدثه الطاهر.
لابدع إذن أن تنال من اهتمام من أكرمهم الله بمزيد من فضله، واختصهم بما أوجد في قلوبهم من محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم وإدراك مقاصد شرعته، وما لهذه البلدة من منزلة في نشر تلك المقاصد في الخافقين، أن يولوها من العناية ما هي جديرة به، فتبادروا في إيضاح جوانبها، من عمران مسجدها الكريم، وإبراز الثابت المأثور مما هو بحاجة إلى إبراز، مما يتعلق بماضيها وحاضرها.
فكان أن اتجه من اختارهم الله لصحبة نبيه الكريم، ممن عرفه حق المعرفة، وشاركه في جميع حركاته، وناصره في غزواته لإيضاح جميع ما يعرفون من أحواله لمن بعدهم ممن صرف همته لإجلاء تلك الأحوال الكريمة بأوضح صورة، وكان أن بدأ تدوين السيرة المطهرة في القرن الأول من القرون المفضلة بنص الحديث الشريف عنه عليه أفضل الصلاة والتسليم: خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، وكان أول من عني بذلك أبان (1) ابن الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه فقد روى الزبير بن بكار في كتابه أخبار الموفقيات (2) هذا النصحدثني عمي مصعب بن عبدالله عن الواقدي قال: حدثني ابن أبي سبرة عن عبدالرحمن بن يزيد قال: قدم علينا سليمان بن عبد الملك حاجاًّ سنة اثنتين وثمانين، وهو ولي عهد، فمرَّ بالمدينة، فدخل عليه الناس، فسلموا عليه، وركب إلى مشاهد النبي صلى الله عليه وسلم التي صلى فيها، وحيث أصيب اصحابه بأحد، ومعه أبان بن عثمان، وعمرو بن عثمان وأبو بكر بن عبدالله بن أبي أحمد، فأتوا به قباء، ومسجد الفضيخ، ومَشرَبة أم إبراهيم، وأحد، وكل ذلك يسألهم، ويخبرونه عما كان، ثم أمر أبان بن عثمان أن يكتب له سير النبي صلى الله عليه وسلم ومغازيه، فقال أبان: هي عندي، قد أخذتها مصححة ممن أثق به, فأمر بنسخها وألقى فيها إلى عشرة من الكتاب، فكتبوها في رقٍّ، فلما صارت إليه نظر فإذا فيها ذكر الأنصار في العقبتين، وذكر الأنصار في بدر، فقال: ماكنت أرى لهؤلاء القوم هذا الفضل، فإما أن يكون أهل بيتي غمصوا عليهم، وإما أن يكونوا ليس هكذا, فقال أبان بن عثمان: أيها الأمير لا يمنعنا ما صنعوا بالشهيد المظلوم من خذلانه، إن القول بالحق: هم على ما وصفنا لك في كتابنا هذا, قال: ما حاجتي إلى أن انسخ ذاك حتى أذكره لأمير المؤمنين، لعله يخالفه، فأمر بذلك الكتاب فحرق، وقال: أسأل أمير المؤمنين إذا رجعت، فإن يوافقه فما أيسر نسخه, فرجع سليمان بن عبدالملك فأخبر أباه بالذي كان من قول أبان، فقال عبدالملك: وما حاجتك أن تقدم بكتاب ليس لنا فيه فضل، تعرِّف أهل الشام أموراً لا نريد أن يعرفوها, قال سليمان: فلذلك يا أمير المؤمنين أمرت بتخريق ما كنت نسخته حتى استطلع رأي أمير المؤمنين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/367)
فصوَّب رأيه، وكان عبدالملك يثقل عليه ذلك، ثم إن سليمان جلس مع قبيصة بن ذؤيب، فأخبره خبر أبان بن عثمان، وما نسخ من تلك الكتب، وما خالف أمير المؤمنين فيها، فقال قبيصة: لولا ما كرهه أمير المؤمنين لكان من الحظ أن تعلَّمها وتعلِّمها ولدك وأعقابهم، إن حظ أميرالمؤمنين فيها لوافر، إن أهل بيت أمير المؤمنين لأكثر من شهد بدراً، فشهدها من بني عبدشمس ستة عشر رجلا من أنفسهم وحلفائهم ومواليهم، وحليف القوم منهم، ومولى القوم منهم، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعماله من بني أمية أربعة: عتاب بن أسيد على مكة، وأبان بن سعيد على البحرين، وخالد بن سعيد علي اليمن، وأبو سفيان بن حرب على نجران، عاملا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني رأيت أمير المؤمنين كره من ذلك شيئا فما كره فلا تخالفه, ثم قال قبيصة: لقد رأيتُني وأنا وهو يعني عبدالملك وعدة من أبناء المهاجرين، مالنا علم غير ذلك حتى أحكمناه، ثم نظرنا بعد في الحلال والحرام.
فقال سليمان: يا ابا اسحاق ألا تخبرني عن هذا البغض من أمير المؤمنين وأهل بيته لهذا الحي من الأنصار وحرمانهم إياهم لم كان؟ فقال: ياابن أخي أول من أحدث ذلك معاوية بن أبي سفيان، ثم أحدثه أبو عبدالملك، ثم أحدثه أبوك, فقال: علام ذلك؟ قال: فوالله ما أريد به إلا لأعلمه وأعرفه؛ فقال: لأنهم قتلوا قوما من قومهم، وما كان من خذلانهم عثمان رضي الله عنه فحقدوه عليهم، وحنقوه وتوارثوه، وكنت أحب لأمير المؤمنين أن يكون على غير ذلك لهم، وأن أخرج من مالي، فكلمه, فقال سليمان: أفعل والله , فكلمه وقبيصة حاضر، فأخبره قبيصة بما كان من محاورتهم, فقال عبدالملك: والله ما أقدر على غير ذلك، فدعونا من ذكرهم، فأُسكت القوم , انتهى.
أحببت إيراد هذا الخبر على طوله، لإيضاح جانب من جوانب تدخل الولاة في تدوين التاريخ؛ كان الاتجاه في أول أمره لتدوين السيرة النبوية، وهي شاملة لجميع أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم وليست خاصة ببيان غزواته وسراياه، بل تتضمن تأسيس مسجده الشريف، وبناء دُوره، وذكر منازل أصحابه، وهي منتشرة في المدينة، وما فيها من المساجد التي اختطها المصطفى عليه الصلاة والسلام في كل محلة من محلات أولئك الأصحاب، مما هو موضح فيها عرف من كتب السيرة ك المغازي للواقدي 130/ 207 ه والسيرة النبوية لمحمد بن اسحاق المتوفى سنة 152 ه التي لخصها عبدالملك بن هشام المتوفى سنة 218 ه والطبقات الكبرى لمحمد بن سعد المتوفي سنة 230ه وغيرها من المؤلفات لعلماء القرن الثاني الهجري ثم من بعدهم من المؤرخين.
أما الكتب المخصصة لتاريخ المدينة، فهي وإن تصدى لتدوينها علماء متقدمون من أهل القرن الثاني ممن لم تصل إلينا شيء من مؤلفاتهم ومن أقدمهم: عبدالعزيز بن عمران الزهري المدني، ومحمد بن الحسن بن زبالة المخزومي المدني صاحبأخبار المدينة الذي نقل عنه السمهودي في 350 موضعا، وكان موجودا عنده، ولعله احترق مع كتبه في الحريق الذي وقع في المسجد النبوي في رمضان 886، فقد قال السمهودي: وكنت تركت كتبي بالخلوة التي كنت أقيم بها في مؤخرة المسجد، فكتب إلي باحتراقها (3).
ومن أشهر مؤرخيها: عمر بن شبة النميري البصري 173/ 262ه وقد وصل إلى القراء قطعة من تاريخه هذا، نشرها وجيه أهل المدينة السيد حبيب محمود أحمد نشرة يعوزها التحقيق 4، ثم توالت المؤلفات بعد ذلك مما رجع السمهودي إليها، وقد نُشِر كثير منها واشمل من ألف في تاريخ المدينة بحق هو نور الدين علي بن عبدالله السمهودي 844/ 911ه فتصدى لجمع تاريخ هذه البلدة الطيبة وأفرغ جهده واتجه لذلك اتجاها برز أثره فيما بقي من مؤلفاته واحفلها وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى واختصره من كتاب مطول له في الموضوع، وله خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى اختصر فيه وفاء الوفا وله مؤلفات غيرها؛ أما قول السخاوي عنه: إن تاريخه في المدينة مفتقر إلى تحرير ونظر, فمثل كثير من أقواله عن مشاهير العلماء, واستمر التأليف بعد السمهودي عن طيبة الطيبة.
وفي عصرنا ألف عدد من أدباء المدينة في هذا الموضوع ومنهم على سبيل المثال: الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري (5).
والأستاذ علي حافظ (6) له كتاب فصول من تاريخ المدينة المنورة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/368)
والأستاذ ابراهيم بن علي العياشي (7) له مؤلف في تاريخها بعنوان المدينة بين الحاضر والماضي.
وللأستاذ عبيد مدني موسوعة في تاريخ المدينة لا تزال مخطوطة (8).
وبين يدي الآن كتاب قيم ذو منهج خاص، يتعلق بهذه المدينة الطاهرة هو كتاب معالم المدينة بين العمارة والتاريخ والمؤلف الكريم من أبناء طيبة، إلا أن تمكنه من الهندسة المعمارية أقوى من توسعه في علم التاريخ، هو المهندس المعماري عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن إبراهيم كعكي، رأى أن يبذل ما يستطيع بذله في سبيل جوانب مهمة مما يتعلق بهذه المدينة الكريمة من خلال ما تخصص فيه، مضيفا إلى ذلك ما يتصل به من الناحية التاريخية، فألف هذا الكتاب الحافل بالطريف المفيد من ذلك، وهو على ما جاء في مقدمة مراجعه صاحب الفضيلة الشيخ عبيد الله محمد أمين كردي (9) الذي قال (10): قرأت صفحات الكتاب بأجزائه التسعة كلها كلمة كلمة,, وهذه الأجزاء يمكن أن تصوِّر في وصفها العام النسيج العمراني للمدينة المنورة، من حيث تكوينه، ومراحل تطوره، وتقدمه الحضاري، إلى جانب الهيكل العام للمظهور الطبيعي جغرافيا وطبوغرافيا.
وما اطلعت عليه منها هو الجزء الاول في مجلدين، والجزء الثاني في مجلد، من القطع الكبير، وسأتحدث عنهما بإيجاز، أما الأستاذ المؤلف فهو مهندس ذو تفنن في مهنته، مما أضفى على الكتاب حلة جميلة في مظهره بالطباعة الأنيقة، وبالصور المتقنة، وبالرسم الدقيق لكل ما يتعرض لذكره، بحيث ذكرني بعمله ما فعله الأستاذ محمد طاهر الكردي المتوفي 1400ه رحمه الله في كتابه التاريخ القويم، لبيت الله الكريم فالكتابان تبرز فيهما آثار المؤلفين الكريمين، من حيث الإجادة، وهما من ذوي العناية بفنهما. وكتاب المهندس عبدالعزيز الذي بين يدي القارئ وصفه مراجعه الأستاذ عبيد الله فقال: قسم المؤلف كتابه إلى اجزاء تسعة:
الأول: خاص بالمعالم الطبيعية جبال وحرَّات واودية.
والثاني: دراسة مراحل التطور العمراني والتقدم الحضاري للمدينة.
والثالث: عن الآطام والحصون والقلاع والأبراج وأسوار المدينة وباباتها.
فيما اقتصر الرابع على الحديث على المساجد في جزء كامل.
والخامس عن الآبار والعيون.
والسادس عن المرافق والخدمات العامة والتعليم، فقد جعلها في الجزء السادس تحت عناوين: المكتبات والمدارس والأربطة والأسبلة والحمَّامات والسكة الحديد.
والجزء السابع: وصفه الشيخ عبيد الله بأنه طريف، خصصه للبيوت التقليدية القديمة وتقنية البناء.
والجزء الثامن: ملامح النسيج العمراني مسلِّطا الضوء فيه على احواش المدينة وحاراتها وأزقتها.
والجزء التاسع: في المواضع والبقاع.
وتحدث فضيلة الشيخ عبيد الله عن أسلوب المؤلف؛ وطريقته في الكتابة وأنه لم يغفل الحوادث التاريخية المتعلقة بكل معلم وقال: يظهر لي أن الكاتب قام بعمل ميداني كبير، ولكنه إلى جانب ذالك ركز على عمله المكتبي في كثير من الوصف الجغرافي للمعالم الطبيعية التي تحدث عنها. وختم مقدمته بأنه يرى أن الكتاب موسوعي البنية، تطويري التأليف، مرجع للأجيال، وهذا لا يعني أنه الكمال فالكمال لله وحده ولكنه سير في طريق الكمال. والله الموفق.
للحديث تتمة
الحواشي:
1 انظر ترجمته مفصلة له في الموضوع في مجلةالعرب س 6 ص 140 وما بعدها.
2 ص 277 تحقيق الدكتور سامي مكي العاني.
3 وفاء الوفا ص 635
4 انظر عن هذه الطبعة مجلة العرب س19 ص 589 وس 20 ص 683,457,372 وس 21 ص 49 و 209
5 المتوفى يوم 22 جمادى الآخرة سنة 1403
6 توفي سنة 1408 1988م.
7 المتوفى سنة 1400 وانظر عنه مجلة العرب 8/ 320
8 توفي عام 1396 وانظر عن هذه الموسوعة معجم المطبوعات العربية في المملكة العربية السعودية ص 955
9 توفي رحمه الله في 16/ 8/1420ه جريدة البلاد العدد 15838 تاريخ 22/ 8/1420ه.
10 ج 1 ص 20
ـ[يحيى الأول]ــــــــ[24 - 08 - 09, 06:53 ص]ـ
كتاب عبد القدوس الأنصاري, وكتاب إبراهيم العياشي من أحسن الكتب في معالم المدينة
ـ[فهد السند]ــــــــ[24 - 08 - 09, 07:17 م]ـ
كتاب عبد القدوس الأنصاري, وكتاب إبراهيم العياشي من أحسن الكتب في معالم المدينة
بورك فيك وشكرا لإثرائك
ـ[نور الحياة]ــــــــ[28 - 08 - 09, 03:12 م]ـ
شكرا لكم
كتاب يستحق الاقتناء
اين يمكن ان اجده فى مصر
جزاكم الله خيرا
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[28 - 08 - 09, 06:29 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/369)
معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ (ج2)
تأليف المهندس المعماري عبدالعزيز بن عبدالرحمن كعكي
بقلم: حمد الجاسر
ويحسن قبل البدء في وصف الكتاب إيراد لمحة موجزة عن مؤلفه المهندس المعماري عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن إبراهيم كعكي، فقد ولد في المدينة المنورة عام 1376 ودرس في مراحلها التعليمية المختلفة، وواصل تعليمه في جامعة الملك سعود حتى نال شهادة البكالوريوس في هندسة العمارة والتخطيط عام 1403، وعيّن معيدا في الجامعة لمدة سنتين، ثم انتقل بعدها للعمل في أمانة المدينة المنورة وتقلب في مناصب مختلفة، آخرها رئيسا لبرنامج تطوير المناطق المطلة على الطرق الرئيسة، ومشرفاً على تخطيط المناطق العشوائية.
وقد نال درجة الماجستير في هندسة العمارة والتخطيط من كلية الهندسة في جامعة الأزهر عام 1417هـ عن جدارة واستحقاق، وهو من المهتمين بتاريخ المدينة وتراثها المعماري وله عدة كتب وأبحاث عنها.
الجزء الأول من هذا الكتاب
في: المعالم الطبيعية الجبال: وقد طبع مصدراً بصورة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وبكلمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله التي ورد منها: إن من نعم الله على هذه البلاد وشعبها وحكومتها، أن شرفنا جميعاً بوجود أقدس البقاع وأطهرها في هذا المكان الطاهر من العالم، لنكون أمناء عليه، مخلصين للعمل من اجله، ويكفينا شرفاً وفخراً واعتزازاً ان تكون الكعبة المشرفة ومسجد الرسول الأعظم أمانة في أعناقنا، ونحن سعداء بما نبذله من الجهود والاهتمام بهاتين المدينتين المقدستين، ولمشاريعهما الضخمة، من أجل أن يجد المسلمون الوافدون إليهما الأمن والطمأنينة والراحة فيهما، ويؤدون شعائرهم فيها بسهولة ويسر؛ ثم كلمة لسمو أمير المدينة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود (1) في الموضوع؛ فقصيدة من نظم السيد على حافظ في التشوق لمعالم المدينة.
ثم إهداء الكتاب من المؤلف لمن سماهم في هذا الإهداء ومنهم والداه ومدينته المحبوبةطيبة وإخوانه واولاده وام أولاده وأهل طيبة وسكانها ومحبوها؛ ثم محتويات الكتاب: المجلد الأول: الجبال ثم الحرات ثم مجاري الأودية والسيول في المدينة، واستغرق الحديث عن ذاك من ص 26 إلى ص 747.
والمؤلف وفقه الله في كلامه على كل موضع يحدد موقعه ويصوره تصويراً ملوناً واضحاً، ويورد ما يتعلق به من الاخبار، ويصف المسافة بينه وبين مركز المدينة، ويرجع في كل ذلك إلى المؤلفات التاريخية كتاريخ المدينة لابن شبة، والطبقات الكبرى لابن سعد ومعجم البلدان لياقوت ووفاء الوفا للسمهودي، كما رجع عند إيراده الأحاديث والآثار إلى الصحيحان ومسند الإمام أحمد وغيرها من كتب الحديث.
ومن الكتب الحديثة: آثار المدينة المنورة للأستاذ عبدالقدوس الأنصاري ومعجم المعالم الجغرافية لعاتق البلادي والمدينة بين الماضي والحاضر للعياشي والمدينة المنورة: اقتصاديات المكان للدكتور عمر الفاروق وغيرها من المؤلفات عن المدينة قديماً وحديثاً، التي يظهر من كثرتها سعة اطلاع المؤلف, ويبدو أنه زار كل موضع من المواضع التي تحدث عنها، فتمكن من رسمه ودراسة نماذج من مظاهره الطبيعية.
ووقع هذا المجلد بصوره وخرائطه في اثنتين وثلاثين واربعمائة 432 صفحة وهو خاص بالجبال.
أما المجلد الثاني من الجزء الأول فتحدث فيه عن الحرات والأودية، سار فيه على نحو الطريقة التي سار عليها في المجلد الأول، ويحوي الحديث عن الحرات ومن أشهرهاحرة واقم الحرة الشرقية، وحرة الوبرة الحرة الغربية، وحرة شوران الحرة الجنوبية، وألحق بها حرات صغيرة أخرى كحرة الناعمة وحرة القفيف وحرة الحزم وأخرى غيرها مما هي في الواقع أجزاء من تلك الحرات الثلاث، أوضحها بالرسم الملون البالغ الدقة، وقال: (2) تتميز معظم الحرار في المدينة بوجود الشقوق، والانكسارات التي تجري خلالها الأودية ومجاري السيول، والتي منها انحدار وادي مهزور الذي عرف في الماضي بوادي الغازي حيث يتشعب في الحرة إلى شعب تتصل عند صفصف شمال الماجشونية ويتصل به وادي مذينب ويصبان عند زغابة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/370)
وأورد ماجاء في كتب التاريخ عن حرات المدينة من الأحاديث والآثار، واصفا حادثة نار الحرة الواردة في الحديث المروي في الصحيحين: لاتقوم الساعة حتى تظهر نار بالحجاز , فذكر تاريخ ظهور هذه النار في جمادى الآخرة سنة 654 ه وتوسع في أخبارها.
وأطال الكلام في الحرات، وخلص من ذلك للحديث عن تفصيل الأودية مبتدئاً ب وادي العقيق الذي وصفه بأنه أحد مظاهر الجمال وروعة الطبيعية في المدينة، وأبرز صوراً له متحدثاً عن عمارة صدره قديما بالقصور والبساتين، كما فصل فروعه وشعابه، وروافد تلك الفروع والشعاب، واصفاً أشهر معالمه ك النقيع وغيره، ذاكراً العقيق الأدنى وهو جزء من وادي العقيق من ذي الحليفة حتى ينتهي بزغابة والعرصات، وما تفضي إليه أودية المدينة الثلاثة العقيق وبطحان وقناة، حيث تفضي إلى إضم المعروف الآن بوادي الحمض، ولم تفته الإشارة إلى ماجاء في العقيق من الشعر، فأورد منه مقطوعات، ثم انتقل بعد ذلك إلى الكلام على وادي بطحان سيل أبي جيدة وهو من أكثر أودية المدينة ارتباطا بذكر أهلها، إذ هو الوادي الوحيد الذي يمر بمنازلهم، ويفرح به أهل المزارع والبساتين، وأوفاه تفصيلاً وإيضاحاً، كما فعل في الكلام على وادي العقيق.
ويشير إلى ماورد فيه من الاحاديث والآثار والأشعار مفصلاً الكلام على فروعه وشعابه حتى التقائه مع الأودية الأخرى، وذكر أن الدولة السعودية أيدها الله أقامت فيه أكبر السدود الذي يتكون في الحقيقة من ثلاثة سدود، يتصل بعضها ببعض في موضع السد القديم، لتخزين كمية من المياه.
ثم انتقل للحديث عن وادي قناة المعروف باسم سيل سيدنا حمزة، ويعدّ هذا الوادي من اقدم الاودية، وقد ظل محافظاً على مساره ومجراه منذ القدم، وحظي بالاهتمام والرعاية، فأقيمت عليه السدود والجسور قديماً وحديثاً، وماورد فيه من الأحاديث والآثار، موضحاً فروعه ومصادر سيله من شعاب وأودية، بتتبع دقيق وهو في كل مناسبة يشير إلى ما نالت تلك الأودية في زماننا الحاضر من عناية واهتمام بإنشاء السدود فوقها؛ كما تحدث في هذا المجلد عن وادي رانونا كحديثه عن الأودية السابقة، وكذا وادي مذينب ووادي مهزور.
والواقع أن المؤلف وفقه الله فصل حديثه عن هذه الأودية تفصيلاً يعد فريداً من نوعه بإثبات صورها التي شاهدها، وذكر المسافات بينها وبين المدينة، وما للعمران الحديث من أثر فيها، بحيث يعد هذا القسم من الكتاب وهو المجلد الثاني متمماً ومكملاً ماورد في كتب المتقدمين من الأمكنة والمواقع؛ ثم أتبع ذلك بفهارس مفصلة للموضوعات وللصور، ذاكراً المراجع التي بلغت ثمانية وتسعين مرجعاً من مؤلفات قديمة وحديثة، ومجلات، وغيرها بحيث بلغت صفحات هذا المجلد ثلاثمائة وعشر صفحات.
الجزء الثاني من الكتاب: معالم التطور العمراني والتقدم الحضري للمدينة المنورة
بعد مقدمات الإهداء والشكر، وما قدم به الجزء الأول، كلمة تقديم الجزء للدكتور صالح بن علي بن هذلول وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية لتخطيط المدن، جاء فيها: لقد كانت المدينة المنورة بحاجة لمن يعنى بتاريخها، ويوثق أحداثها ونموها، خاصة للفترة اللاحقة لوفاة مؤرخها السمهودي، مع بداية القرن العاشر الهجري (3) ونحن اليوم بأمس الحاجة لهذا العمل الموسوعي التوثيقي، خاصة أن عجلة التغيير أسرع منها في أي وقت مضى، كما أن التقدم العلمي والتقنية قد وفرا لنا قدرات هائلة، مكنتنا من تغيير المعالم الطبيعية والتشكيلات العمرانية، وهنا يتضح حجم الإسهام الذي قام ويقوم به الأخ المهندس عبدالعزيز بن عبدالرحمن كعكي في مجال توثيق معالم المدنية النبوية.
ثم كلمة المدخل إلى الجزء الثاني للأستاذ الدكتور أحمد فريد مصطفى منها: وأمامنا الكثير من الدروس المادية والروحية التي نفيدها من العمل الضخم الذي قام به الأخ المهندس عبدالعزيز كعكي فلعل الجيل القادم يفيد من هذا الجهد القيم في مجالات شتى، مقدماً جهداً أكبر من الذي قدمناه، سعيا إلى الرقي الدائم، وإلى الكمال، متمثلين قوله تعالى: فاستبقوا الخيرات ثم هنأ الأخ المهندس الصادق المثابر الأمين، داعيا للمسلمين بمزيد من النماء والتقدم والحضارة الربانية والإنسانية التي ارادها الله لنا كنتم خير أمة أخرجت للناس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/371)
ثم كلمة صاحب الفضيلة الشيخ عبيد الله محمد أمين كردي رحمه الله بين يدي الكتاب تحدث فيها عن ظهور الجزء الأول في مجلدين، فوجه المؤلف ليخرج كل جزء في مجلد، مما اضطره أن يخرج الجزء الثاني زائد الحجم في الصفحات، ثم أجمل محتويات هذا الجزء، مشيرا إلى الخلاصة التي ختمه بها، توجز ما في سائر الكتاب لتكون عونا للقارئ المتعجل، وتثبيتاً لمعلومات القارئ المتروي لما قرأ سائلا الله سبحانه وتعالى أن يجعل فيما كتب قبولا، وأن يمده بمدد الهمة في إظهار ما به بدأ.
ثم مقدمة المؤلف التي أجمل فيها موضوع هذا الجزء من خلال ما وصف به المدينة المنورة من خصائص، وملامح عمرانية، أثرت على نسيجها العمراني بشكل مباشر، ثم توسع في ذكر هذه الخصائص والملامح المؤثرة، في تطورها العمراني التي خصص بعد التعرف عليها من خلال مجمل الدراسات الجغرافية والطبيعية سبعة فصول يتناول كل فصل مرحلة من مراحل التطور العمراني السبع، هي مرحلة ما قبل الإسلام، ثم عصر النبوة، فالخلفاء الراشدين فالعصر الأموي، فالعباسي والمملوكي، والعثماني والهاشمي ثم ختم بالعهد السعودي الذي يعد من أكثر العهود التي أثرت في التركيبة العمرانية والحضارية للمدينة المنورة ثم ختم الموضوع بالخلاصة العامة التي تجمل ما سبق، وتجمع ما افترق، وتشبع حاجة المتعجل، الذي يهمه موجز الأنباء ويتجاوز التفصيل.
للحديث صلة
الحواشي:
1 نقل سموه اميراً لمكة المكرمة في شهر شعبان 1420
2 ص 445
3 ولد السمهودي في شهر صفر سنة 844 هـ في مصر، وتوفي في اليوم الثامن عشر من ذي القعدة عام 911هـ بالمدينة المنورة.
4 من الوفاء لهذا العالم الجليل الذي قدم لهذا الكتاب وتوفي بعد صدوره في جزءيه، إيراد نبذة عن حياته، ملخصة مما كتبه الدكتور عايض الردادي وغيره عنه: فقد ولد في المدينة المنورة يتيما وألحق بدار الأيتام والصنايع الوطنية، وبعد تخرجه التحق بالمدرسة الثانوية الرسمية، وبعد نجاحه أخذ يواظب على طلب العلم في المسجد النبوي الشريف، ويسعى لكسب قوته بعمل يديه، وكان أستاذا في كلية المعلمين المتوسطة متخصصا في الجغرافيا، وداعيا إسلاميا لوحدة كاملة للمسلمين، وله تعليقات على كتاب تاريخ معالم المدينة المنورة للسيد أحمد الخياريت 1380 وعني بالتعليق على كتبه بعد وفاته، تعليقات استفاد منها المعنيون بتاريخ المدينة المنورة كالدكتور عايض اردادي في كتاب الجواهر الثمينة ووصفه بأنه ثقة في تحديد مواضع هذه البلدة الكريمة، وله اهتمام بالحديث الشريف، وقد أسندت له مؤسسة ابن لادن تأليف كتاب الكعبة المعظمة والحرمان الشريفان عمارة وتاريخا وكان ذا محبة شديدة للبلدة الطاهرة، وذا قوة في الصراحة بالحق، مما جلب له عداوة من لا يطيق هذا, وتوفي رحمه الله إثر حادث مروري في الطريق بين جدة والمدينة يوم الأربعاء 16/ 8/1420هـ.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[28 - 08 - 09, 06:31 م]ـ
معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ (ج3)
تأليف المهندس المعماري عبدالعزيز بن عبدالرحمن كعكي
بقلم: حمد الجاسر
ثم تحدث المؤلف الكريم عن منهجية البحث والدراسة فالدراسة تركزت على كل عهد بشكل منفصل، باستقصاء ما امكن استقصاؤه عن كل مرحلة في كتب التاريخ، او ما استنبط من حوادث تاريخية، او ما وجد من تسجيل ووصف ومشاهدات لبعض الرحالة الذين قدموا المدينة في فترات زمنية مختلفة.
ثم أنهى كل مرحلة بملخص لأهم عناصر التطور العمراني، والتقدم الحضاري في تلك المرحلة مضيفا: وقد شغل العهد الحالي عهد الدولة السعودية ايدها الله ما يقارب نصف هذا الجزء لما تميز به من تطور عمراني شامل، لمختلف القطاعات، فكان له التأثير الكبير في البنية العمرانية والحضرية.
ثم ذكر انه حرص قدر الامكان على التوثيق العلمي والتاريخي لكل ما ورد في هذا الجزء ووقع ما تقدم في أربع وعشرين صفحة؛ واتبع تلك المقدمة بتمهيد في الدراسات الجغرافية والطبيعية لخصائص المدينة المنورة، موضحاً ان التعرف على تلك الخصائص من خلالها يمكن تحديد الخصائص العمرانية والطبيعية والجغرافية، وما تعكسه على سلوكيات المجتمعات والافراد، القاطنين بتلك المدينة، ممن تنوعت عاداتهم وتقاليدهم تبعاً لذالك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/372)
ثم استمر في ايضاح وبيان ما للمدينة من خصائص لانها في موقع يتميز بارتفاع درجات الحرارة صيفاً وشتاء، مشيرا الى تأثير ذلك على نسيجها العمراني، حيث درسها من الناحية الجغرافية والطبيعية، كما تحدث عن موقع المملكة من الجزيرة العربية والعالم، وحدودها الطبيعية والسياسية واقاليمها، وتضاريس اقليم الحجاز، وتكونه من جبال وسهول ساحلية يطلق عليها اسم تهامة.
وتحدث عن موقع المدينة من حيث خطوط العرض والطول وعن ارتفاعها عن سطح البحر، واحاطتها بالحرات البركانية من الجنوب والشرق والغرب، واكتنافها بجبل احد شمالاً وجبل عير جنوبا، وذكر اوديتها وتميز تربتها بالخصوبة لما جرفته اليها السيول، مما سبق ان اوضحه في الكلام على المعالم الطبيعية، وخلص من ذلك للكلام عن مناخ المدينة المنورة، والمظاهر الرئيسة لطبوغرافيتها، واصفاً ما يحيط بها من جبال وحرات واودية، وغير ذلك من خصائصها الجغرافية، مع لمحة تاريخية عن عدد سكان المدينة قديما، منتهيا بذلك الى قوله: وقد رجح بعض الكتاب والمؤرخين بأن عدد سكان المدينة عندما قبض النبي صلى الله عليه وسلم بنحو ستين الف نسمة، ومصدره في ذلك كتاب سكان المدينة المنورة لمحمد شوقي، وانه يميل الى هذا الرأي واستمر في ذكر عدد السكان في كل مرحلة من المراحل التي اشار اليها معولاً على كتاب الاستاذ محمد شوقي، مورداً جدولاً عاماً لاحصاءات السكان حسب تلك المراحل ذاكرا مصادره.
وبذلك انتهى تمهيد المؤلف في الدراسات الجغرافية والطبيعية، بحيث انتهى في الصفحة الخامسة والاربعين من هذا الجزء، ثم شرع في تفصيل محتويات الكتاب، وفق ما ذكر من مراحل، واكتفي باجمالها، وكنت اود ان اورد لمحات مما ورد فيما اطلعت عليه من هذا المؤلف، تبرز حرص مؤلفه الكريم على ان يقدم لقارئه اصح الدراسات وأوفاها في موضوعه، الا انني رأيت له ان يطالعه كاملاً، لتتضح تلك العناية الفائقة: ومن ورد البحر استقل السواقي وهاهو اجمال تلك الفصول كما وردت في مقدمة الكتاب:
الفصل الاول: التطور العمراني والتقدم الحضري للمدينة قبل الاسلام من ص 50 الى 63.
الفصل الثاني: التطور العمراني في عصر النبوة من ص 64 الى ص 97.
الفصل الثالث: في عصر الخلفاء الراشدين من ص 98 الى ص 118.
الفصل الرابع: في العصر الاموي من ص 119 الى ص 135.
الفصل الخامس: في العصر العباسي من ص 136 الى ص 141.
الفصل السادس: في العصر المملوكي من ص 152 الى ص 163.
الفصل السابع: في العصر العثماني والهاشمي من ص 164 الى ص 211.
الفصل الثامن: العصر السعودي من ص 212 الى ص 487.
الفصل التاسع: ملخص لاهم مراحل التطور العمراني والتقدم الحضري للمدينة المنورة، في المراحل المتقدم ذكرها من ص 488 الى ص 513.
وتحدث في هذا الفصل عن الاسس والركائز التخطيطية في اعمال التخطيط والتطوير، وعن تخطيط المناطق الحضرية التاريخية في المدينة، وسلامة البنية العمرانية والطبيعية، وأتبع ما تقدم بموجز لأهم توصيات الندوة العالمية للعمارة والتخطيط في العالم الاسلامي وعن السياسات العامة لتخطيط المدن الاسلامية، ووسائل تنفيذها والتوصيات الخاصة بتعلم العمارة والتخطيط في الجامعات الاسلامية، ومراكز الدراسات، وممارسة المهنة, ثم الفهارس من ص 514 الى ص 541 للموضوعات العامة وللصور والمخططات والجداول والمراجع؛ والواقع ان هذا الجزء وان لم تزد صفحاته على 544 الا ان من المناسب ان يكون في مجلدين، اذ طباعته على هذا الورق الثقيل الناعم كوشيه وزن 120 جم مما يرهق القارىء ولاسيما الشيوخ ممن يعجزهم حمله.
اما الحديث عن اتقان الاخراج والطباعة صوراً ورسوماً ووضوح حروف، فقل ان يماثله في ذلك غيره من المطبوعات العربية، مما يدل على ان المؤلف وفقه الله تكلف في هذا الكتاب جهدين احدهما: بجودة الاخراج مما يسبب كثرة نفقات الطبع والتجليد والصور وغيرها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/373)
والثاني: وهو الاهم ان المؤلف قل ان يدع موضعا تحدث عنه دون ان يصوره او يرسمه رسماً متقناً، وان يحدد بعده عن مركز المدينة بالاكيال 1 وان يوضح ذلك الموقع في مصور جغرافي؛ والمؤلف في كل ذلك تتبع ما تحت يد القارىء من المؤلفات عن طيبة الطيبة فرجع اليه واستفاد منه، ولهذا فليس من المبالغة القول بأن من طالع كتاب وفاء الوفا للسمهودي وهو أوفى كتاب الف في موضوعه واشمله من حيث تتبعه لمصادر التاريخ القديم, أما ما بعده من مؤلفات، فهي على كثرتها وجلالة قدرها، تعده المرجع فيما تضيفه من استنتاجات او دراسات.
لهذا يصح القول بأن ما ورد في كتاب السمهودي الآنف الذكر عن المظهر الطبيعي للمدينة المنورة من حيث الحرار والجبال والاودية المسماة في ذلك الكتاب قد درسها الاستاذ المهندس عبدالعزيز دراسة علم ومشاهدة، ووصفها وصفاً دقيقاً، وابرزها ممثلة في الصور والرسوم فيما صور في مؤلفه الضخم، الذي يعد اتمامه من اوفى المراجع عن تاريخ طيبة الطيبة وجغرافيتها.
ومن المعروف ان كل عمل يقوم به الانسان لا يبرز كاملا فالكمال لله سبحانه وتعالى، الذي قال في وصف كتابه الكريم: ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا؛ فقل ان يوجد مؤلف لا يخلو من المآخذ، غير ان القارىء يهتم بالجوهر، ولا يعنيه ما قد يعترضه من هفوات هينات، قد يكون في الاشارة الى بعضها ما يدفع المؤلف الى تداركها فمن ذلك:
1 الاعتماد على مصادر غير موثقة، كما ورد في قوله 2: وتقع بين هذه المرتفعات بعض الهضاب والحرات البركانية مثل حرة الحجاز، ومن الحرات حرة خيبر وتعرف ب حرة النار وتقع شمال شرق المدينة و حرة الكرماء التي تقع شرقي المدينة وتصل بين حرة خيبر و حرة بني سليم التي تمتد من المدينة المنورة الى قرب مدينة الطائف انتهى.
هذا الكلام رجع فيه المؤلف الى كتاب شبه جزيرة العرب لمحمود شاكر وهو غير الاستاذ الثبت المحقق محمود محمد شاكر رحمه الله فالاول اسمه الكامل محمود شاكر سعيد، من الاخوة المنتدبين للتدريس في المدارس من اهل الشام.
والقول بان حرة الكرماء التي تقع شرقي المدينة، تصل بين حرة خيبر و حرة بني سليم , فلا يعرف في كتب المتقدمين حرة بهذا الاسم، انما يوجد حزم مسطيل عريض، يعرف قديما ب حزم بني عوال تغلب على مظهره صفات الحرة، وقد اطلق عليه حديثا اسم حرة الكرماء خطأ، والكرماء هنا اسم محرف عن اسم عربي قديم، لايزال مستعملا وهو هرمة اسم منهل واقع في هذا الحزم، رسم في احدى المصورات الجغرافية من قبل اناس اعاجم، لا يحسنون اللغة العربية كرماء وهي في الاصل هرمة، قال عنها عرام بن الاصبغ السلمي في رسالته 3 في كلامه على الطرف المعروف الان باسم الصويدرة: يكتنفه ثلاثة جبال: احدهم ظلم وهو جبل اسود شامخ، لا ينبت شيئاً، و حزم بني عوال وهما جميعا لغطفان، وفي عوال آبار منها بئر ألية، اسم إلية الشاة و بئر هرمة وبئر عمير و بئر السدر وليس بهؤلاء ماء ينتفع به انتهى، و بئر هرمة معروفة في هذا الحزم الذي اطلق عليه فيما بعد هرمة من ذلك العهد الى عهدنا الحاضر، ويقع بين خطي الطول: 00/ 40 و 31/ 40 وخطي العرض: 20َ/24 و 40َ/24.
2 والحزم الذي تنطبق عليه صفات الحرار لا يصل بين حرة خيبر و حرة بني سليم بل بينهما اودية وارض واسعة.
3 القول بأن حرة بني سليم تمتد من المدينة المنورة الى قرب الطائف, غير صحيح ف حرة بن سليم، وتعرف الآن باسم حرة رهاط، ورهاط احد الاودية الممتدة منها نحو البحر قال ابو علي الهجري في تحديدها 4: حرة بني سليم تبتدىء من ذات عرق، ورهاط، ثم تنقطع بحبس عوال، الى قرب الطرف المنزل الذي قبل المدينة انتهى والهجري من اهل القرن الرابع الهجري ومن العلماء المشهورين، وحبس عوال هو حزم بني عوال الذي تقع فيه بئر الهرمة، وذات عرق تعرف الآن باسم وادي الضريبة يقع بقرب خط العرض: 50َ/21 بينما بلدة الطائف تقع بقرب خط العرض:15َ/21َ فالمسافة بين منتهى حرة بني سليم وبين مدينة الطائف طويلة عريضة.
4 منها عدم التثبت من صحة النص كما في ص 40 حيث ورد: تشير الروايات التاريخية الى ان سكان المدينة قبل البعثة كانوا من عقيل وفالج ومنهم العماليق.
لعل المؤلف الكريم رجع في هذا الى كتاب وفاء الوفاء 5:فنزلت عبيل يثرب، ويثرب اسم ابن عبيل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/374)
اما عُقَيل فمن القبائل الحديثة من بني عامر من هوازن ومساكنها جنوب الجزيرة.
5 ومن ذلك ما ورد في الصفحة نفسها من تقدير عدد سكان المدينة، فقد نقل المؤلف عن كتاب سكان المدينة للاستاذ محمد شوقي بن ابراهيم مكي، الا مما يؤخذ على ورود النص عدم ذكر المصادر التي تشير الى تحديد العدد، والقول بانه توجد بعض المصادر مع عدم ذكرها لا يحمل القارىء على الثقة بما بين يديه.
6 ومن ذلك ايضا وقوع كثير من اللحن مثل كلمة: ص 40 نحو مئتا الف نسمة و حوالي مئتان وتسعة الاف نسمة , اذ ينبغي ان يكون ما بعد كلمتي نحو و حوالي مجروراً: نحو مئتي الف و حوالي مئتين وتسعة آلاف.
اما وقوع التطبيع الاخطاء المطبعية فقل ان يسلم اي كتاب مطبوع منها، ومع تحري الدقة التامة في اصدار الكتاب خالياً منها، فقد وقع فيه كثير من ذلك، ومنها اثبات همزة الوصل، ومن الامثلة ص 40 ويسكنون فيه أنتظارا و فيما أقتصرت وص 41: ثم إرتفع، اي إرتباط وامثال هذا مما لا تخلو منه صفحة من صفحات الكتاب
ان تقديري للاستاذ المهندس عبدالعزيز وحرصي على ان يبرز هذا المؤلف على خير صورة ممكنة، هو الذي حملني على ان اشير الى تلك الملاحظات العابرة دون التوسع فيها.
ولا شك انه وفقه الله من اليسير السهل عليه ان يخلو مؤلفه من تلك الهفوات، وقد بذل ما استطاع من الجهد، في الرجوع الى المصادر واستخلاص أوثق ما صح له منها، فلا يلام بعد ذلك لان الله سبحانه وتعالى لا يكلف نفساً الا وسعها.
وقد برز الكتاب في مظهره وكثير من مخبره، بصورة ممتازة من الطباعة، وصدرت طبعته الاولى عام 1419هـ عن مطابع دار احياء التراث العربي في بيروت.
* الحواشي:
1 الاكيال جمع كيل فكما عرب المتقدمون من العرب كلمة مايل الانجليزية الى كلمة ميل فقد حاول بعض المعاصرين من علمائنا كالدكتور عبدالوهاب عزام في كتابه رحلات عبدالوهاب عزام والدكتور احمد رضا مؤلف كتاب متن اللغة ج1 ص 95 معالجة بعض هذه الكلمات وامثالها، في الوقت الذي كثر فيه استعمال اللهجات العامية لكل قطر من الاقطار الاسلامية والاستغناء بها عن لغة القرآن الكريم التي بدت كما وصفها حافظ ابراهيم:
فجاءت كثوب ضم تسعين رقعة
مشكلة الالوان مختلفات
فمن واجب كل مسلم الحفاظ على هذه اللغة الكريمة فكلمة كيل بكسر الكاف بدل كلمة كيلو متر اي الف متر في قياس المسافات، واستعمال كلمة كيل بفتح الكاف بدلا من كيلو غرام اي الف غرام في الموزونات والمكيلات، مما ينبغي ان يقره مجمع اللغة العربية لصيانة هذه اللغة الكريمة.
2 ص 30
3 اسماء جبال تهامة وسكانها ص 424 من نوادر المخطوطات.
4 التعليقات والنوادر ص 1385
5 ص 156
ـ[عبدالرحمن بن طه الحبشي]ــــــــ[03 - 09 - 09, 10:32 م]ـ
عفوا انا اطلعت عن هذا الموضوع متأخر وهذه مشاركتي فيه
نقلا من كتاب الموضوعات المطروقة للباحث عبدالله الحبشي
إليك الكتب التي تكلمت عن المدينة
لآثار في بلد المختار للجزائرلي (خ) (أعلام 2: 283).
آثار المدينة المنورة لعبد القدوس الأنصاري (ط) مصر سنة 1935 م.
الأحاديث الواردة في فضل المدينة لصالح بن حامد الرفاعي (ط) المدينة المنورة سنة 1412هـ/750 ص.
أخبار دار الهجرة لرزين بن معاوية العبدري (الهيلة: 35).
أخبار ظرفاء المدينة لسليمان المدني (هـ1: 396).
الأخبار العجيبة فيما وقع بطيبة الحبيبة لجعفر بن حسين (أعلام 2: 124).
أخبار قضاة المدينة لابن المديني (فهرست: 116).
أخبار المدنيين للجلودي (هـ1: 576).
أخبار المدينة للزبير ابن بكار (هـ1: 423) والعبيدي (هـ2: 514) وابن شاذان (سزكين 1: 345) وابن زبالة (موارد: 211) والعلوي (موارد: 208)، وابن شبه «منجد: 93» (ط) والفريابي «إعلان: 941».
الأخبار المستطابة في فضل سكان طابة لجلال الدين بن خير الدين الحنفي (خ) جامعة أم القرى.
الأصول في فضل مدينة الرسول لصلاح ابن محمد كرنيه (ط) جدة سنة 1409هـ.
الأعلام فيمن دخل المدينة من الأعلام للمطري (درر العقود الفريدة) (أعلام 4: 126).
اقتفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى لصالح السمهودي (خ) بالاستانة (مجلة المنهل شوال سنة 1366هـ).
أمراء المدينة للمدائني (فهرست: 116).
اتحاف المؤمنين بتاريخ مسجد خاتم المرسلين لمصطفى محمد الرافعي (ط) المدينة سنة 1404هـ/96 ص.
إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق للخوارزمي (خ) أزهرية (ط) بيروت سنة 1321هـ.
بهجة الدماثة لما ورد في فضل المساجد الثلاثة لابن فهد (ذ).
بهجة الزمان بعمارة الحرمين لملوك آل عثمان لابن فهد (ذ).
تاريخ المسجد النبوي لمحمد الياس عبد الغني (ط) المدينة المنورة سنة 1416هـ/207 ص.
التحفة اللطيفة في عمارة المسجد النبوي وسور المدينة الشريفة للرومي (منجد: 173) (ط) مدريد سنة 1955م.
تحفة المحب المحبوب في تنزيه مسجد الرسول من كل خصي ومجبوب لزين الدين (ك).
تحفة المحبين لزيارة مسجد سيد المرسلين لجعفر بن حسين المدني (ط) دمشق/14 ص. «سركيس: 777».
تشويق الساجد إلى أشرف المساجد (؟) للصالحي (ذ).
تنزيل السكينة على قناديل المدينة للتقي السبكي ط (ضمن فتاويه).
الجمع المنيف في أحكام المسجد الشريف لعبد الكريم بن عبد الله القاضي الخليفتي (خ) رضا رامبور.
رفع الاشتباه عن حديث من صلَّى في مسجدي أربعين صلاة ليوسف الغزي المدني (ط) المدينة سنة 1303هـ (سركيس: 1417).
عروة التوثيق في النار والحريق للقسطلاني (ك).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/375)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[04 - 09 - 09, 02:19 ص]ـ
عفوا انا اطلعت عن هذا الموضوع متأخر وهذه مشاركتي فيه
نقلا من كتاب الموضوعات المطروقة للباحث عبدالله الحبشي
إليك الكتب التي تكلمت عن المدينة
أخبار دار الهجرة لرزين بن معاوية العبدري (الهيلة: 35).
أخبار المدنيين للجلودي (هـ1: 576).
أخبار المدينة والعبيدي (هـ2: 514) وابن شاذان (سزكين 1: 345) والفريابي «إعلان: 941».
لست متأخراً فالموضوع طرح قريباً
وهل تزودنا بمعلومات أكثر عن هذه المؤلفات التي حصرتها بالأعلى؟؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1068459&postcount=23(149/376)
التعريف بمخطوط (مخزن الفَوائِد في غرائب القَصائِد).
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[24 - 08 - 09, 02:54 ص]ـ
لا يخفى على الباحثين في مجال تاريخ الجزيرة العربية أن للشعر الشعبي دوراً كبيراً في تدوين تاريخ المنطقة، و لذلك عُنٍِي كثيرٌ من المؤرخين بتتبُعِ الدواوين و المجاميع الشعريَّة.
ومن تلك المجاميع: مجموع: (لباب الأفكار من غرائب الأشعار) للأديب الراحل محمد بن عبدالرحمن اليحيى رحمه الله في مجلَّدين ضخمين، من أهل حوطة سدير، و الذي حرَّره بتاريخ 1389هـ.
وهذا المجموع مشهور و متداول لدى المختصِّين، و إن كان لم يطبع بعد ـ ولو مهذَّباً ـ مع الحاجَّة الماسَّة لطبع مثل ذلك المجموع.
=========================
و للأديب الراحل محمد بن عبدالرحمن اليحيى رحمه الله مجموع آخر ضخم باسم: (مخزن الفَوائِد من غرائب القَصائِد)، و يحوي هذا المخطوط معظم الأشعار والقصائد الشعبية التي قيلت منذ بدايات تكوين المملكة العربية السعودية وإلى عام 1400هـ تقريباً)،، و يُذكر أن هذا المجموع بحوزة بعض الوجهاء الآن، فالله أعلم.
و هذا المجموع قد نقل عنه بعض المعاصرين، وهوصاحب ديوان (شعراء المعجل)، وقد اعتنى فيه مؤلفه الشيخ محمداليحيى رحمه الله ـ فيما يبدوـ بأشعار المتأخرين، و استفاد فيه و في "صنوه" من مرويات كثير من مشاهير الرواة، و بخاصة مرويات "أصمعي عصره" الشيخ عبدالعزيز الفايز رحمه الله.
و للمجموعِ مختصر في مجلد كان المؤلف قد باعَهُ في قطر منذ مدَّة ـ بخمسين الف ريال، و ربما كان مختصراً لمجموع " لُباب الأفكار "، و الله أعلم.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - 08 - 09, 10:34 م]ـ
وقفات مع مشواره .. الراوية والأديب ابن يحيى
الحاتم اخفى جهوده الكبيرة وأظهر نفسه بالجهد البسيط
صلاح الزامل
التقيت به لأول مرة وهي الاخيرة في منزله في الشميسي القديم في شتاء عام 1402ه وكنت في ذلك الوقت لازلت أمشي في بنيات الدرب وابجديات مبادئ المعرفة وعالم القراءة والكتب الذي ليس له نهاية. رحب بي رحمه الله وسألني اين ادرس وما هي اهتماماتي وميولي فأخبرته ان اهتمامي بالتاريخ النجدي والحركة الأدبية القديمة والجديدة في الجزيرة العربية فشجعني رحمه الله تعالى على مواصلة البحث والتعمق والاستقصاء في مجالات الأدب المتنوعة وتطرقنا الى العلماء في نجد وذكرت كتاب الشيخ عبدالله البسام ت/ 1423ه رحمه الله علماء نجد خلال قرن فأثنى على كتاب البسام وقال لي انني ارسلت الى الشيخ عبدالله رسالة مطولة اشكره على كتابه هذا وأعقبت في ثنايا كلامي ملاحظات وتنبيهات على كتاب البسام واستدركت عليه علماء من سدير وبعض مناطق نجد لم يوردهم في كتابه مع أنهم من شرط الكتاب. ودار الحديث كذلك عن المؤرخ حمد بن لعبون رحمه الله ت 1262ه وذكرت ان لديه نسخة كاملة من تاريخ بن لعبون وأنها فقدت منه. وتطرقنا إلى موضوعات اخرى وكنت انا اسأله فيجيب على اسئلتي وان كانت في ذلك الوقت سطحية ومع ذلك فأجد منه رحابة الصدر وطلق المحيا رحمه الله يتواضع مع الصغير ويحترم الكبير
وبيته ومنزله الذي في الشميسي كان منتدى يضم الكثير من الرواة والأدباء والشعراء وغيرهم من محبي الراوية ابن يحيى وهكذا انفض بنا المجلس ولم ألقه بعدها حتى سمعت بوفاته رحمه الله.
اما ميلاده ونشأته فهو محمد بن عبدالرحمن بن محمد بن يحيى بن حمد بن يحيى ولد في حوطة سدير سنة 1330ه وكان جده صالح الثامن قد اتجه من القويعية وسكن حوطة سدير وسكن "صبحا" فأحياها وسكنها وهذا في القرن الحادي عشر الهجري ترعرع شيخنا ابن يحيى رحمه الله في بلدته حوطة سدير والوقت والعصر الذي عاش فيه ابن يحيى موارد العيش ضيقة وشحيحة جداً ولذلك كان أهالي نجد يشرقون ويغربون يتتبعون أماكن الرزق والعيش والراوية ابن يحيى اتجه الى الكويت اولاً لعله يجد لقمة العيش التي تسد رمقه وتكفي حاجته وكان عمه حمد اليحيى مستقراً في الكويت وعمه حمد لديه المام بعلوم اللغة العربية والشريعة ولازم عمه هذا ونهل مما لديه من المعرفة وكان في الكويت قد أفتتحت المدرسة الأولى المباركية فدخل هذه المدرسة ثم أصبح بعد ذلك يتنقل في نواحي البلاد طلباً للرزق واستزاده في طلب ا لمعرفة فقد رحل الى العراق واستقر في مدينة الزبير والبصرة والتقى بعلمائها وأهل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/377)
الأدب فيها وأخذ عنهم وخصوصاً في الشعر الشعبي وانساب قبائل الجزيرة العربية وفي علم التاريخ وكان رحمه الله يدون ما يسمع من افواه الرواة ومشايخ الأدب والعلم ويحرص تمام الحرص على حلقات الدرس ومجالس السمر النزيهة من اللغو ومما لا فائدة فيه مع ان ابن يحيى رحمه الله لديه ذاكرة حديدية تحفظ كل تسمع الا انه يدّون ويكتب ويتمثل دائماً بقول الناظم:
العلم صيدٌ والكتابة قيدُه
قيد صيودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقه ان تصيد غزالة
وتتركها بين الخلائق شاردة
وقد سافر الى البحرين والتقى بسمو الشيخ الأديب محمد بن عيسى آل خليفة ت 1384ه رحمه الله والشيخ محمد بن عيسى آل خليفة اثنى عليه المؤرخ النسابة المحدث جليس الأسرة الحاكمة في البحرين محمد بن خليفة النبهاني ت 1370ه رحمه الله في كتابه التحفة النبهانية وقال ما معناه انه صاحب أدب بليغ ونظم.
لازم الراوية والأديب ابن يحيى سمو الشيخ محمد بن خليفة ملازمة تامة يسأله في كل ما يتعلق بالأدب والتاريخ والأنساب والشعر العربي الفصيح والشعر الشعبي فيجد لديه الأجوبة السريرة وقد كتب اثناء اقامته بالبحرين تاريخ ال خليفة وضمت موسوعته لباب الأفكار في غرائب الأشعار اشعاراً قالها سمو الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة واشعاراً أخرى لشعراء آل خليفة ورحل كذلك ابن يحيى الى دولة قطر وأخذ عن شعرائها واستمرت رحلته الى ابوظبي ودبي والشارقة ومسقط طلبا للرزق وبحثا عن المعرفة وبعد هذه الرحلات الطويلة الشاقة المحفوفة بالأخطار استقر ابن يحيى بالكويت مدة من الوقت ثم رجع الى مسقط رأسه حوطة سدير حيث كان ابوه قد تقدمت به السن وجلس عند ابيه حتى انتقل ابوه الى الدار الآخرة رحمه الله ولما لم يكن له حاجة ماسة في مكوثه في بلدته رأى ان يذهب الى العاصمة الرياض لعله يجد عملاً يدر عليه رزقاً طيباً واتجه الى الرياض ومنذ ذلك الوقت وهو مستقر في الرياض.
تولى عدة وظائف في الرياض منها تولي التدريس في حي ثليم وكذلك رئيس العمال في قصر ثليم بالاضافة الى تولي الإمامة والوعظ والارشاد بقصر المصمك ثم تعيينه بالمحكمة الكبرى بالرياض كاتب ضبط ثم انتقل الى محكمة التمييز الى ان احيل على التقاعد سنة 1400ه وبعد هذا تفرغ تفرغا كاملا للبحث والتأليف واكمال بعض مؤلفاته التي شرع فيها ولم يكملها لاسيما في الشعر الشعبي وكما هو معروف أن شيخنا ابن يحيى رحمه الله مرجع كبير في الرواية الشعبية والتاريخية يتوافد عليه الكثير من الأدباء والرواة للأخذ عنه ويكتب لهم بعض الدواوين التي يحتاجونها في بحوثهم.
اخبرني الراوية ابراهيم اليوسف قائلاً: ان الراوية الأديب ابن يحيى رحمه الله طلبت منه ان يكتب كشكولاً منوعاً من الأشعار فكتب لي بخطه مجلداً ضخماً يضم اشعاراً وقصائد كثيرة في مختلف العصور وقال: لي ايضاً ان ابن يحيى لديه امانة التنقل في الأشعار والقصائد لا يمكن ان يغير أو يبدل في الأبيات تنبئ من عنده ... انتهى كلام اليوسف وكانت له صداقة عميقة مع الشيخ عبدالله بن خميس حيث ان ابن خميس قد اخذ عنه الكثير من الراوية وكانت لهم رحلة اسبوعية خارج مدينة الرياض يقضون الاجازة الأسبوعية يتبادلون فيها اطراف الحديث من شعر وقصص وتاريخ مع مجموعة من الرواة وعلى رأسهم ابن يحيى والشاعر الراوية عبدالعزيز بن فايز ت 1392ه والملقب برضا واخوه الشاعر ناصر بن فايز ت 1403ه رحمهم الله والراوية الشاعر محمد بن صقر السياري ت 1400ه رحمه الله والراوية الكبير علي بن فهيد بن سكران ت 1412ه رحمه الله وغيرهم من الرواة فتصبح هذه الرحلة الأسبوعية خلية ضخمة وكل يدلي بدلوه مما لديه من الرواية وقد يختلفون في نسبة قصيدة الى شاعر ومع ذلك يبقى الجو يتسم بالهدوء والمرح والفكاهة.
مؤلفات ابن يحيى:
وقد كتب ابن يحيى عدة مؤلفات اكثرها لا يزال مخطوطا نشر منها مؤلفاً واحداً وهو كتاب:
1ـ من الشعر النجدي، صدر سنة 1372ه عن مكتبة النهضة بالرياض بالتعاون مع الأستاذ عبدالله الحاتم ت 1415ه رحمه الله والمادة هي من رواية ابن يحيى وقام الحاتم بتفسير بعض الألفاظ ويتضمن شعر الشاعرين محمد العوني ت 1343ه رحمه الله والشاعر ابراهيم بن جعيثن وللأسف الشديد فإن الحاتم لم يف بالشروط التي بينه وبين ابن يحيى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/378)
2ـ وله كتاب شعري ايضاً وهو مخزن الفوائد في غرائب القصائد وهي مجلدات ضخمة يحتوي خمسة اجزاء كبار ولا يزال مخطوطا.
3ـ وكتاب آخر الفوائد من خيار القصائد ولعله منتقى من الذي قبله.
4ـ وموسوعته الشهيرة لباب الأفكار في غرائب الأشعار يحتوي على 300شاعر وقد انتهى من تأليفه سنة 1378ه ولا يزال يضيف اليه ما استجد لديه من قصائد واشعار وقد قام الشيخ عبدالله بن خميس و الأستاذ الصديق الباحث سليمان الحديثي بتحقيق هذا الكتاب وهو الآن مهيئ للطبع.
5ـ وله كتاب في قصص الأنبياء ومعجزاتهم انتهى من تأليفه سنة 1411ه.
والجدير بالذكر ان الشاعر المشهور الساخر سليمان بن علي الناصري ت 1389ه راعي الداخلة رحمه الله رفيق درب راويتنا ابن يحيى وقد كان سليمان بن علي وفياً تمام الوفاء والاخلاص لابن يحيى فعندما انكسرت رجل ابن يحيى رحمه الله في الحج ورجع الى الرياض ومكث في بيته لا يخرج سافر سليمان بن علي رحمه الله الى الرياض ومكث عند صديقه ليلة مع نهاره لا يفارقه الا لأداء الصلاة ثم يرجع لأجل أن يؤانس صديقه ويحادثه ولا يحس بالملل ولازمه من تعافي ابن يحيى رحمه الله ورجع سليمان بن علي رحمه الله إلى بلدته الداخلة اخبر عنه بذلك الأستاذ الفاضل عبدالله بن محمد بن يحيى ابن روايتنا وفقه الله وهكذا يكون الأصدقاء الخلص وقليل ما هم .. وقد روى ابن يحيى شعر سليمان بن علي رحمه الله بل يعد الوحيد الذي لديه شعر سليمان بن علي ويعرف أخباره وقصصه وطرائفه لأن صديقه وكل منهما يدين للآخر ..
6ـ واخبر كذلك الأستاذ عبدالله اليحيى ان اباه هو الذي كتب ديوان الشاعر عبدالله بن لويحان ت 1402ه رحمه الله فعندما يخرج الراوية محمد بن يحيى من المحكمة الكبرى بعد نهاية الدوام يذهب متوجهاً إلى بيت لويحان وكان ساكنا بجوار المحكمة فيملي عليه لويحان من حافظته حتى استتم الديوان وطبعه سنة 1381ه والطبعة الأولى وسماه روائع من الشعر النبطي أي عبدالله بن لويحان.
وهكذا تنتهي رحلة من رحلات رواتنا الثقات الذين بذلوا مافي وسعهم نحو الرواية الشعبية توفي ابن يحيى يوم الأربعاء 1414/ 5/24ه عن عمر يناهز 85سنة.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته والشكر كل الشكر لأخي الأستاذ عبدالله اليحيى الذي أمدني بهذه المعلومات عن ابيه ومعظم هذه المعلومات منه وفقه الله وسدد خطاه.
المراجع والمصادر:
1 - نبذة مختصرة بعنوان راوية سدير بقلم الأستاذ عبدالله اليحيى وبعض أبناء عمه.
2 - التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية لمحمد بن خليفة النبهاني.
3 - معجم المطبوعات العربية في المملكة العربية السعودية علي جواد الطاهر الجزء الثالث.(149/379)
الخلافة جدل لا ينتهي!!! ما رأيكم أحبتي
ـ[نواف البيضاني العمري]ــــــــ[25 - 08 - 09, 03:16 م]ـ
السلام عليكم وكل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وجعلنا من عتقاء هذا الشهر الكريم بفضله ومنه وجود جل وعلى.
أحبتي أهل الحديث وجد المقالة التالية و حقيقة لم أرتح لما أورده الكاتب فأحببت أن استأنس بمداخلاتكم و علمكم و آرائكم و لعل في نقاشنا فائدة أو أخرى ولكم شكري مقدما.
أترككم مع المقالة:
و هي للكاتب:بسّام البطوش وهو أستاذ التاريخ الحديث بجامعة الزرقاء الأهلية
ليس من مسألة نالت من الاهتمام بها أو الاختلاف حولها، في التاريخ الإسلامي؛ كمسألة الخلافة. فمنذ فجر الخلافة الأول وحتى اللحظة هذه، بقيت تثير الخلاف والجدل المعرفي والأيديولوجي من حولها، وقد أنتج هذا الجدل انقسامات حادة في صفوف الأمة، لم تنته هناك في الصدر الأول من التاريخ الإسلامي، ولم تقف عند الانقسام الحاد الأول في صف الجماعة الإسلامية، وما أسفر عنه من تشرذم مبكر للأمة، إلى سنة وشيعة وخوارج، وبما احتوته كل واحدة من هذه الفرق من مدارس وفصائل واتجاهات، وبما تركه هذا التشرذم من آثار مدمرة فيما يتصل بوحدة الأمة وحضورها ومكانتها ودورها بين الأمم.
تواصَلَ الجدل وامتد عبر زمان الأمة ومكانها، وما فتئت المسألة تثير الخلافات، وتفتح أبواب النقاش المعرفي والأيديولوجي في أوساط المؤرخين والمفكرين العرب، وفي دوائر التيارات الفكرية المتنوعة، منذ أن أقدم أتاتورك على إلغاء موقع "الخلافة العثمانية" 1924، فاشتعلت آنذاك المنافسات لإحياء"الخلافة"،
وانقسم الناس حول جدوى المحاولة من جهة، وحول من هو الأولى بتولي الخلافة؛ فيما لو قدر لعملية الإحياء أن تنجح. وفي هذه الظروف جاءت فكرة مؤتمر الخلافة في القاهرة، وجاء صدور الكتاب المثير للجدل "الإسلام وأصول الحكم" لعلي عبدالرازق1925، وما أثاره من ردود فعل واسعة النطاق في مصر والعالم العربي آنذاك وحتى اللحظة
هذه.
الخلافة من يتنازل لمن؟
بعد سقوط بغداد على يد هولاكو 656هـ/1258م قيل أن المماليك قد عثروا على شاب عباسي، وصل إلى مصر بعد كارثة السقوط، فعمدوا إلى إحياء مسمى الخلافة في القاهرة بحثاً عن شرعية مبتغاة. ولما سقطت
دولة المماليك في القاهرة على يد السلطان العثماني سليم الأول
1517م، قيل أيضاً أن سليم قرّب إليه الخليفة العباسي المتوكل على
الله، ومنحه بعض الإمتيازات التي أساء المتوكل استخدامها، فقرر السلطان إرساله إلى استانبول، ونظراً لمجونه واستهتاره، بحسب
الروايات، قرر سليم حبسه.
وبعد وفاة سليم عفا عنه السلطان سليمان القانوني، وأعاده إلى
مصر فتوفي في القاهرة 950هـ/1543م، دون أن يحسّ أحد بانتهاء
الخلافة العباسية. لكن أحداً من المؤرخين أو الفقهاء المصريين
أو العرب أو الأتراك المعاصرين لم يتحدث عن ما يسمى تنازل
المتوكل عن الخلافة لسليم الأول أو لسليمان من بعده، مع أنهم
تحدثوا بإسهاب عن قضايا تقل أهمية عن هذه القضية المفصلية
المهمة.
وإن ترددت في كتب التاريخ المتأخرة روايات عن التنازل، يقول
بعضها أنها كانت لسليم الأول، في حين أورد البعض ما يفيد أن
التنازل كان لسليمان. وتشير الروايات إلى نقل ما يسمى شعائر
الخلافة المتمثلة في بردة الرسول عليه السلام، وبعض شعرات من
لحيته الشريفة، إضافة إلى سيف عمر، بوصفه دليلاً على انتقال
الخلافة إلى أيدي العثمانيين، هناك من يجادل بأن حادثة التنازل
المزعومة لم تثبت، كما أن نقل ما سمي شعائر الخلافة إلى استانبول
لا يعني تنازلاً عن الخلافة. وان سليم كان ميالاً إلى استخدام
لقب "خادم الحرمين الشريفين" الذي ورثه عن المماليك، وأنه لم يبد
تشبثاً بهذا اللقب.
ويدافع آخرون بأن سليم الأول بكل ما أنجزه في ميادين التصدي
للصفويين، والجهاد ضد الأسبان والبرتغاليين والبلقانيين، وجهوده
لحماية العالم الإسلامي، وحرصه على ضم دمشق والقاهرة وبلاد
الحرمين لدولته، ليس من المستغرب أن يكون قد فكر في مسألة
الخلافة.
ويمضي هؤلاء في دفاعهم، إذ يشيرون إلى أن سليم الأول وفي
رسالة إلى حاكم شيروان يخبره فيها بنصره في بلاد الشام ومصر
وخضوع الحجاز لسلطته، يطلب منه أن يتقبل "خلافته العليا"، وأن
يذكر اسمه في خطبة الجمعة. ويشيرون إلى استشهاد ات أخرى، منها أن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/380)
سليمان القانوني في رسالة إلى شريف مكة يخبره فيها بتسلمه عرش
السلطنة و"الخلافة"، وفي رد الشريف جاءت التهنئة بشغله "سرير
السلطنة العظمى ومسند الخلافة الكبرى". وأنه ورد في مقدمة "قانون
نامة" التي كتبها الشيخ أبوالسعود جرى وصف السلطان سليمان بأنه
"وريث الخلافة الكبرى، وحائز الإمامة العظمى وحامي الحرمين
المحترمين ".
ويشير هؤلاء إلى استخدام بعض السلاطين السابقين لسليم ولما
يقال عن حادثة تنازل المتوكل عن الخلافة له، للقب الخلافة مثل
مراد الأول (1359 - 1389) الذي كان يلقب خليفة الله المختار.
لكن المشككين في ما يسمى "الخلافة العثمانية"، ينبهون إلى أن
ما يقال عن خلافة بني عثمان لا يستند إلى جذر تاريخي، وأن
الاهتمام العثماني بلقب الخلافة ومسماها، لم يبرز سوى في لحظات
ضعف الدولة، في إطار سعيها لكسب تأييد المسلمين في العالم،
واستدرار تعاطفهم معها، في ظل اشتداد الهجمة الغربية عليها
وتفاقم المسألة الشرقية. فأصبحت الدولة حريصة على إظهار تمسكها
بمسمى الخلافة، فلأول مرة يصر العثمانيون على تضمين إحدى الوثائق
الرسمية ما يشير إلى لقب الخليفة، ما ورد في معاهدة كجك قينارجة
مع روسيا 1774م، في عهد السلطان سليم الثالث (1774 - 1789)، التي
نصت على جعل مسلمي بلاد القرم تحت السيادة الروحية العثمانية.
لكن ينبغي الإشارة في هذا السياق أيضا إلى أن السلطان أحمد
الثالث (1703 - 1730) كان قد اتخذ لقب "خليفة جميع المسلمين" في
معاهدة وقّعها مع نادر شاه الأفشاري حاكم بلاد فارس في تشرين
الأول 1727م.
وعليه فلا يجوز- عند طائفة من المؤرخين والباحثين- إطلاق صفة
"الخليفة" على أي سلطان عثماني باستثناء السلطان عبدالحميد
الثاني 1876 - 1909 الذي تبنى مشروع الجامعة الإسلامية، وأطلق على
نفسه لقب "الخليفة العثماني". وحرص على تضمين الدستور العثماني
الصادر 1776م، أن "عظمة السلطان بصفته خليفة، هو حامي الدين
الإسلامي".
الخلافة من يحيي من؟
الملفت للنظر أن طائفة من الإسلاميين العرب ما زالت تبدي
حنيناً صادقاً "للخلافة العثمانية"! ويخيّل للمراقب أن هؤلاء
مازالوا على العهد مع الخليفة، وينتظرون طلته البهية على ظهر
جواده الأبيض، عسى أن يعيد ترتيب أوراق العالم التي تبعثرت مذ
أقدم أتاتورك على فعلته الشنعاء! ويكاد بعضهم يتصور رجب طيب
أردوغان عاملاً من أجل، أو قادراً على "إحياء الخلافة "!.
وتلمس لدى هؤلاء عتباً على الرجل أنه لم يكشف أوراقه ويسارع
إلى إعلان"الخلافة"! ويأسون لوقوفه كل هذه السنوات على أبواب
عضوية الإتحاد الأوروبي، في حين كان من الأجدر به - في عرفهم -
وهو سليل من حاصروا فينا مرتين أن يقتحم أوروبا فاتحاً!، كل هذه
الأوهام تنطلق من الجهل المعرفي، وتتغذى على التعصب الأيديولوجي.
bassam_btoush@yahoo.com (bassam_btoush@yahoo.com)
وهذا رابط المقالة:
http://www.alghad.jo/?news=58717 (http://www.alghad.jo/?news=58717)
ـ[ابوسعيد النجدي]ــــــــ[28 - 08 - 09, 04:00 ص]ـ
لعل الخلافة قد ذهبت مع اخر خليفة عباسي في بغداد المستعصم اما الخلفاء في مصر فقد كانوا موظفين لدى المماليك يسجنونهم يخلعونهم بكل سهولة لذلك كان سليم الاول يرى ان تنازل هذا الخليفة عن خلافته عبثا لانه لم يكن له اي سلطة حتى ولو اسمية والخلفاء العثمانيين كانوا خلفاء بافعالهم وجهادهم وفتوحاتهم التي اشرقت دول الكفر
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 09:46 م]ـ
ذكر بعض المؤرخين استمرار خلافة بني العباس حتى بعد استيلاء بني عثمان على مصر سنة 922 هـ , ومن هؤلاء ابن طولون الذي كان معاصرا للأحداث , ومنهم العصامي الذي جاء بعد الأحداث بقرن تقريبا , ومنهم أيضا الزركلي.
قال ابن طولون في مفاكهة الخلان في حوادث الزمان (ص 199):-
سنة أربع وعشرين وتسعمائة
استهلّت والخليفة أمير المؤمنين المتوكل على الله أبو عبد الله محمد بن المستمسك بالله أبي الصبر يعقوب العباسي، وهو قد وجّه مرّسماً عليه من مصر إلى إصطنبول في البحر؛ وسلطان مصر والشام وما مع ذلك ملك الروم المظفر سليم خان بن يزيد محمد خان بن محمد خان بن مراد خان بن محمد خان بن أبي يزيد.
وقال أيضا (ص 204):-
سنة ست وعشرين وتسعمائة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/381)
استهلت والخليفة أمير المؤمنين المتوكل على الله أبو عبد الله محمد بن المستمسك بالله أبي الصبر يعقوب العباسي، وهو مقيم بإصطنبول، وسلطان مصر والشام وما مع ذلك ملك الروم أبو النصر سليم خان بن عثمان.
قال العصامي في سمط النجوم العوالي (2/ 257):-
واستمر المستمسك باللّه خليفة إلى أن كبرت سنه، وكف نظره، ودخلت أيام الدولة العثمانية، وافتتحت الديار المصرية، فأخذه السلطان سليم معه إلى أسطنبول واستمر بها إلى أن مات السلطان سليم، ثم عاد إلى مصر فخلع، وولى ولده المتوكل علي بن المستمسك في شعبان سنة أربع عشرة وتسعمائة، واستمر خليفة إلى أن توفي ثاني عشر شعبان سنة خمس وتسعين وتسعمائة، في أيام المرحوم داود باشا صاحب مصر، وباني رباط الداودية ومدرستها المعروفة به، وبموته انقطعت الخلافة الصورية أيضاً بمصر.
قال الزركلي في الأعلام (7/ 147):-
المتوكل الثالث (870 - 950 هـ = 1466 - 1543 م) محمد (المتوكل على الله) ابن يعقوب (المستمسك بالله) ابن عبد العزيز (المتوكل الثاني) ابن يعقوب العباسي: آخر خلفاء الدولة العباسية الثانية بمصر.
نزل له أبوه عن أعمال الخلافة سنة 914 ه، قبل دخول السلطان سليم مصر، فلما دخلها سليم (سنة 922 ه - 1517 م) قبض عليه وأخذه معه إلى الاستانة، ولم يقبض على أبيه لكبر سنه، فمكث مدة في بلاد الترك، ثم أطلقه السلطان سليم قبيل وفاته، فعاد إلى مصر.
وأجرى له كل يوم 60 درهما فأقام إلى أن توفى فيها.
وبوفاته انقرضت الخلافة العباسية بمصر وغيرها.
وكان أديبا فاضلا، له شعر. انتهى.
ولكن الأنصاري خالفهم وذكر أن الخلافة العباسية في مصر بطلت مع دخول العثمانيين إليها , وتسلطنوا بغير خلافة.
قال الأنصاري في تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ما للمدنيين من الأنساب (ص 48):-
أخبرني بعض الثقات أن السلطان سليم خان لما افتتح مصر المحروسة سنة 922 وجد بها خليفة المستمسك بالله العباسي فطلبوا السلطان سليم خان على جاري عادتهم " من إبقائهم في منصب الخلافة " ويكون الأمر كذلك. فأبى السلطان سليم خان وتسلطن من غير خليفة فبطلت الخلافة العباسية الصورية من يومئذ. انتهى.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 09:50 م]ـ
ولما سقطت
دولة المماليك في القاهرة على يد السلطان العثماني سليم الأول
1517م، قيل أيضاً أن سليم قرّب إليه الخليفة العباسي المتوكل على
الله، ومنحه بعض الإمتيازات التي أساء المتوكل استخدامها، فقرر السلطان إرساله إلى استانبول، ونظراً لمجونه واستهتاره، بحسب
الروايات، قرر سليم حبسه.
هذا الكلام عن الخليفة المتوكل الثالث المصري كذب عليه، فقد قال العصامي في سمط النجوم العوالي (2/ 257):-
وكان المتوكل فاضلاَ أديباً له شعر حسن.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 09:54 م]ـ
قال السيوطي في في كتابه حسن المحاضرة في أخبار مصر و القاهرة - (ج 1 / ص 244):
واعلم أن مصر من حين صارت دار الخلافة عظم أمرها، وكثرت شعائر الإسلام فيها، وعلت فيها السنة، وعفت منها البدعة، وصارت محل سكن العلماء، ومحط رحال الفضلاء، وهذا سر من أسرار الله أودعه في الخلافة النبوية حيث ما كانت يكون معها الإيمان والكتاب، كما أخرج. . . . . . دل هذا الحديث على ان الإيمان والعلم يكونان مع الخلافة أينما كانت، فكانا أولاً بالمدينة زمن الخلفاء الراشدين، ثم انتقلا إلى الشام زمن خلفاء بني أمية، ثم انتقلا إلى بغداد زمن خلفاء بني العباس، ثم انتقلا (أي الإيمان والعلم) إلى مصر حين سكنها خلفاء بني العباس؛ ولا يظن أن ذلك بسبب الملوك، فقد كانت ملوك بني أيوب أجل قدرا، وأعظم خطرا من ملوك جاءت بعدهم بكثير، ولم تكن مصر في زمنهم كبغداد، وفي أقطار الأرض الآن من الملوك من هو أشد بأسا، وأكثر جندا من ملوك مصر، كالعجم والعراق والروم والهند والمغرب، وليس الدين قائما ببلادهم كقيامه بمصر، ولا شعائر للإسلام في أقطارهم ظاهرة كظهورها في مصر، ولا نشرت السنة والحديث والعلم فيها كما في مصر، بل البدع عندهم فاشية، والفلسفة بينهم مشهورة، والسنة والأحاديث دائرة، والمعاصي والخمور واللواط متكاثرة. اهـ.(149/382)
قبيلتي خثعم وبجيله هل هي قحطانيه ام عدنانيه
ـ[ابو عبد الرحمن الغطفاني]ــــــــ[27 - 08 - 09, 02:49 م]ـ
السلام عليكم
اريد ان اسال عن قبيلتي خثعم وبجيله هل هي قحطانيه ام عدنانيه, وعلى ماأظن قد ورد بعض الاحاديث تبين نسب هاتين القبيلتين.من يفيدني من اهل علم النسب.
ـ[أبو أسامة الأزدي]ــــــــ[28 - 08 - 09, 01:18 ص]ـ
خثعم وبجيلة قحطانية وهما من أنمار وأنمار من ولد سبأ
الحديث: حدثنا أبو كريب وعبد بن حميد وغير واحد قالوا أخبرنا أبو أسامة عن الحسن بن الحكم النخعي حدثنا أبو سبرة النخعي عن فروة بن مسيك المرادي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم فأذن لي في قتالهم وأمرني فلما خرجت من عنده سأل عني ما فعل الغطيفي فأخبر أني قد سرت قال فأرسل في أثري فردني فأتيته وهو في نفر من أصحابه فقال أدع القوم فمن أسلم منهم فاقبل منه ومن لم يسلم فلا تعجل حتى أحدث إليك قال وأنزل في سبأ ما أنزل فقال رجل يا رسول الله وما سبأ أرض أو امرأة قال ليس بأرض ولا امرأة ولكنه رجل ولد عشرة من العرب فتيامن منهم ستة وتشاءم منهم أربعة فأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وغسان وعاملة وأما الذين تيامنوا فالأزد والأشعريون وحمير ومذحج وأنمار وكندة فقال رجل يا رسول الله وما أنمار قال الذين منهم خثعم وبجيلة وروي هذا عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب قال الترمذي: حسن غريب قال الشيخ الألباني: حسن صحيح (سنن الترمذي) رقم الحديث: 3222
ـ[ابو عبد الرحمن الغطفاني]ــــــــ[28 - 08 - 09, 02:24 م]ـ
حياك الله يا أبا اسامه
ولكن الحديث فيه غرابه
ومعلوم معنى قول الترمذي غريب
ـ[عبدالعزيز العقيلي]ــــــــ[29 - 08 - 09, 06:54 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته,
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=123560
ـ[بن موسى]ــــــــ[30 - 08 - 09, 04:08 ص]ـ
اما قبيلة خثعم فقد اختلف اهل النسب فيها
فمنهم من ينسبونها الى عدنان والاكثر الى قحطان
ـ[أبو اسيد العماني]ــــــــ[30 - 08 - 09, 01:28 م]ـ
لا يشك في قحطانيتها وبدون تعصب فليس لعدنان دخل فيها. هي أزديه قحطانيه والله أعلم
ـ[بن موسى]ــــــــ[31 - 08 - 09, 01:09 ص]ـ
لا اعتقد ان خثعم تنتسب في الازد
فليس كل القبائل اليمنية ازدية
وأما خثعم فقد اختلف في نسبها الى عدنان
وهناك من يؤكد انها من قحطان
وعلى العموم كثير من القبائل التي تنسب الى خثعم ليسوا متفقين على النسب
فهناك مثلا قبيلة شمران وعليان فمنهم من جعل شمران الاصل وخثعم الفرع!!! وهناك من جعل خثعم هي أصل القبائل التي ترجع اليها شمران وعليان وغيرها
والكلام في هذا يطول ولا يوجد حتى الان كتاب واضح يوضح نسب خثعم بالدقة
والله اعلم بالنسب كيف هو(149/383)
موقع سير التابعين
ـ[الزمزمي]ــــــــ[29 - 08 - 09, 12:29 ص]ـ
موقع سير التابعين
موقع متميز وخاص بسيرة التابعين
http://www.eltab3een.com/(149/384)
صور من طلب العلم عند علماء الاندلس
ـ[هيثم العبيدي]ــــــــ[29 - 08 - 09, 05:51 ص]ـ
هذا موضوع كنت قراءته فأحببت ان افيد منه الاخوه لما له اهميه في طلب العلم وهو من العجائب كم يقول الشيخ ابو غده رحمه الله.
وهو عن علماء الاندلس.
وقد نقلته من كتاب (صفحات من صبر العلماء عبد الفتاح ابو غدة)
وهو كتاب رائع ارجو من الاخوة اقتنائه.
والله الموفق هيثم العبيدي صور من طلب العلم عند علماء الاندلس:
الفقيه والعالم والمؤرخ (محمد بن فتوح المعروف ب الحُميدي الاندلسي ثم البغدادي تلميذ الامام ابن حزم الظاهري وتلميذ الحافظ الخطيب البغدادي المولود في الاندلس سنة 420 هجرية والمتوفي في بغداد سنة 488 هجرية. قال عنه الامير ابن ماكولا: لم ار مثل صديقنا الحُميدي في نزاهته وعفته وورعه , وتشاغله بالعلم , صنف (تاريخ الاندلس) وقال ابراهيم السلمسي: لم تر عيناي مثل الحُميدي في فضله ونبله , وغزارة علمه , وحرصه على نشر العلم. وقال يحيى ابن البناء: كان الحُميدي من اجتهاده: ينسخ بالليل في الحر , فكان يجلس في اجانة ماء – وهي اناء يغتسل فيه الثياب – يتبرد به. انتهى ورحم الله تعالىالقائل: ولا خير فيمن عاقهُ الحرُ والبردُ.
فهذا نموذج رائع واليك النموذج الثاني الذي هو كما قال كما قال ابو غدة: هو من اعجب الاخبار واغربها ولنستمع الة احداثها , فقد وقعت لعالم اندلسي ممن رحلوا من الاندلس الى المشرق , وقد رحل العالم من الاندلس الى المشرق على قدميه , ليلقى اماما من ائمته فأخذ عنه العلم , ولكنه حين وصل وجده محبوسا ممنوعا عن الناس فتلطف وتحيل حتى لقيه فأخذ العلم عنه , بصورة لاتخطر على البال لولا وقوعها والتاريخ ابو العجائب والغرائب. ذلكم العالم هو – الامام ابو عبد الرحمن بقي ُ بن مخلد الاندلسي الحافظ – ولد سنة 201 هجرية وتوفي سنة 276 هجرية رحمه الله تعالى , ورحل الى بغداد – على قدميه وسنه نحو عشرين سنة – وكان جل ّّّّبغيته ملاقاة الامام احمد بن حنبل والاخذ عنه.حُكي عنه انه قال: لما قربت من بغداد اتصل بي خبر المحنة التي دارت على احمد بن حنبل , وأنه ممنوع من الاجتماع اليه والاسماع منه , فاغتممت بذلك غماً شديدا , فاحتللت الموضع , فلم اعرج علي شيء بعد انزال متاعي في بيت اكتريته في بعض الفنادق , أن اتيت المسجد الجامع الكبير , وانا اريد ان اجلس الى الحلق وأسمع ما يتذاكرونه. فدُفِعتُ الى حلقة نبيلة , فاذا برجل يكشف عن الرجال , فيُضعّّفُ ويقويُ , فقلت من هذا؟ لمن كان قربي , فقال هذا يحيى بن معين , فرأيت فرجة قد انفرجت قربه فقمت اليه فقلت له: يا أبا زكريا رحمك الله , رجل غريب نائي الدار , أردت السؤال فلا تستخفني , فقال: قل , فسألته عن بعض من لقيت من اهل الحديث فبعضا زكى وبعضا جرح. فسألته في اخر السؤال عن هشام بن عمار , وكنت قد اكثرت من الاخذ منه , فقال: ابو الوليد هشام بن عمار: صاحب صلاة دمشقي ثقة وفوق الثقة , لو كان تحت ردائه كبر او تقلد كبرا ما ضره لخيره وفضله , فصاح اهل الحلقة: يكفيك رحمة الله عليك , غيرك له سؤال. فقلت وانا واقف على قدمي: أكشفك (بمعنى اسألك) عن رجل واحد: احمد بن حنيل؟ فنظر الي يحيى بن معين كالمتعجب وقال لي: ومثلنا نحن يكشف عن احمد بن حنبل؟ ان ذاك امام المسلمين وخيرهم وفاضلهم. ثم خرجت استدل على منزل احمد بن حنبل , فددلت عليه فقرعتُ بابه فخرج الي وفتح الباب , فنظر الى رجل لم يعرفه , فقلت: يا ابا عبدالله , رجل غريب الدار هذا اول دخولي هذا البلد , وانا طالب حديث ومقيد سنة – اي جامع سنة – ولم تكن رحلتي الا اليك , فقال لي: ادخل الاسطوان – يعني به الممر الى داخل الدار – ولا تقع عليك عين. فقال لي: واين موضعك؟ قلت: المغرب الاقصى , فقال لي: افريقية؟ فقلت ابعد من ذلك – اجوز من بلدي البحر الى افريقية – الاندلس , فقال: ان موضعك لبعيد , وما كان شيء احب الي من ام احسن عون مثلك على مطلبه , غير اني في حيني هذا ممتحن بما لعله قد بلغك , فقلت له: بلى قد بلغني وانا قريب من بلدك مقبل نحوك. فقلت: ابا عبدالله هذا اول دخولي , وانا مجهول العين عندكم فاذا اذنت لي ان اتي في كل يوم في زي السؤال , فاقول عند باب الدار ما يقولونه , فتخرج الى هذا الموضع , فلو لم تحدثني في كل يوم الا بحديث واحد لكان فيه كفاية , فقال: نعم , على شرط ان لاتظهر في الحلق ولا عند اصحاب الحديث , فقلت لك شرطك. فكنت اخذ منه عوداً بيدي , والف راسي بخرقة واجعل كاغدي – اي ورقي – ودواتي في كمي , ثم اتي بابه فأصيح: الاجر رحمكم الله. والسؤال هنالك كذلك فيخرج الي ويغلق باب الدار ويحدثني بالحديثين والثلاثة والاكثر , حتى اجتمع لي نحو من ثلاث مئة حديث. فالتزمت ذلك حتى مات الممتحن له , وولى بعده من كان على مذهب السنة فظهر احمد بن حنبل وسما ذكره , وعظم في عيون الناس وعلت امامته وكانت تضرب اليه اباط الابل , فكان يعرف لي حق صبري. فكنت اذا اتيت حلقته فسح لي وادناني من نفسه ويقول لاصحاب الحديث: هذا يقع عليه اسم طالب العلم , ثم يقص عليهم قصتي معه فكان يناولني الحديث مناولة , ويقرؤه علي واقرؤه عليه. وتوفي بقي بن مخلد سنة 276 هجرية بالاندلس رحمه الله تعالى.(149/385)
أهل الصفة من قبيلة جهينة
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[30 - 08 - 09, 05:58 ص]ـ
الصحابة الجهنيين من أهل الصُّفَّة:
(منقول من مركز بحوث ودراسات المدينة مع زيادات)
كم عدد من نزل الصفة؟:
يختلف عدد من نزل الصفة باختلاف الأوقات والأحوال، وتفيد الروايات أنهم كانوا في أغلب الأحيان بين السبعين والمائة، وقد يزيدون على ذلك أو يقلون بحسب تبدُّل أحوالهم من زواج، أو عودة لأهل، أو يسر بعد عسر، أو شهادة في سبيل الله، ومجمل من نزل الصفة نحو من ستمائة أَو سبعمائة صحابي.
وقد ورد في بعض الأحاديث أنهم كانوا عشرين رجلاً، وسبعين رجلاً، وثمانين رجلاً، وأكثر من مائة رجل؛ وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (رأيت سبعين من أصحاب الصُّفَّة ... الحديث). وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: (كنت في الصُّفَّة - وهم عشرون رجلاً - فأصابنا جُوعٌ)
وعن ابن سيرين قال: (كان رسول الله r إذا أمسى، قسم ناساً من أهل الصفة بين أناس من أصحابه، فكان الرجل يذهب بالرجل، والرجل بالرجلين، والرجل بالثلاثة حتى ذكر عشرة، قال: فكان سعد بن عبادة يرجع إلى أهله بثمانين يعشيهم)
قال الحافظ ابن حجر: (وقد ورد في بعض الأحاديث ذكر عددهم، وليس المراد حصرهم في هذا العدد، وإنما هي عدة من كان موجوداً حين القصة المذكورة، وإلا فمجموعهم أضعاف ذلك)
وقال ابن تيمية: (أما عدد أهل الصفَّة فهم نحو من ستمائة، أو سبعمائة، ونحو ذلك، ولم يكونوا مجتمعين في وقت واحد، بل كان في شمال المسجد صفَّة يأوي إليها فقراء المهاجرين، فمن تأهل منهم، أو سافر، أو خرج غازياً خرج منها، وقد كان يكون في الوقت الواحد فيها السبعون، أو أقل، أو أكثر) ويقول السخاوي: (أما عدد أهلها فلم ينحصر؛ وعد بعضهم إجمالاً نحو أربع مئة).
وهذه أسماء بعض أهل الصفة من صحابة جهينة:
1 - عبد الله بن أنيس الجهني؛ أبو يحى؛ يكنى بذو المخصرة؛ من القادة الشجعان، كان حليفاً لبني سلمة من الأنصار، سكن البادية، وكان ينزل في رمضان إلى المدينة ليلة فيسكن المسجد والصفة ليلته، صلى إلى القبلتين وشهد العقبة، وبدراً، وأحداً، والمشاهد كلها، أرسله النبي r لقتل خالد بن سفيان الهذلي، فقتله، فأعطاه النبي r مخصرته؛ ليلقاه بها يوم القيامة، وهو أحد الذين كسروا آلهة بني سلمة، رحل إلى مصر، وإفريقية، وسكن الشام، وتوفي بها سنة أربع وخمسين للهجرة.
2 - عبد الله بن بدر الجهني؛ كان اسمه عبد العزى، فسماه رسول الله r عبد الله، وكان ينزل البادية بالقبلية من جبال جهينة، وهو أحد الأربعة الذين كانوا يحملون ألوية جهينة يوم الفتح، توفي في ولاية معاوية بن أبي سفيان.
3 - عقبة بن عامر الجهني؛ كان قارئاً عالماً بالفرائض والفقه، فصيح اللسان شاعراً كاتباً، وهو أحد من جمع القرآن، شهد الفتوح، وكان هو البريد إلى عمر بفتح دمشق، وشهد صفين مع معاوية، وأمَّره بعد ذلك على مصر، وتوفي بها سنة ثمان وخمسين في ولاية معاوية؛ نسب نفسه إلى أهل الصفة كما في صحيح مسلم.
4 - الأغر بن يسار الجهني، من المهاجرين، عد في الكوفيين، روى عنه أبو بردة وغيره.
5 - خبيب بن يساف الأنصاري الجهني؛ (أو إساف) بن عتبة، أبو عبد الرحمن، تأخر إسلامه حتى خرج النبي r إلى بدر، فلحقه في الطريق، فأسلم، وشهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله r، ومات في خلافة عثمان.
6 - وابصة بن معبد الجهني؛ وذكر رضي الله عنه في أهل الصفة، قال أيوب بن مكرر: كان وابصة يجالس الفقراء ويقول: هم إخواني على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل وابصة الرقة بدمشق وعقبة بها.
وللحديث تتمة ..
[/ INDENT]
ـ[محمد الكناني]ــــــــ[31 - 08 - 09, 08:40 م]ـ
معلومات مفيدة جدا بارك الله فيكم
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[08 - 10 - 09, 05:06 م]ـ
وفيكم إن شاء الله
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[05 - 03 - 10, 12:45 ص]ـ
7 - أبو نصر الجهني؛ من أهل الصفة ذكره ابن حبيب في كتابه (عقلاء المجانين).
ـ[ابو اسحاق فيصل الاحمداني]ــــــــ[05 - 03 - 10, 02:13 ص]ـ
بارك الله فيكم ايها الفاضل
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[19 - 03 - 10, 11:19 ص]ـ
8 - عبد الله بن زيد الجهني؛ صحابي من أهل الصفة؛ كان ينزل المدينة؛ ذكره أبي عبد الله الحافظ النيسابوري.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[19 - 03 - 10, 11:23 ص]ـ
بارك الله فيكم ايها الفاضل
حياك الله وبارك فيك.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[10 - 07 - 10, 03:03 ص]ـ
سبحان الله
تأملت صفة أهل الصفة وحالهم ومآلهم؛ فوجدتهم فقراء أصبحوا عظماء!
فهل من معتبر ومزدجر؟(149/386)
فوائد من مجالس العلَّامةِ بَكر أَبُوْ زَيْدٍ، لعبد اللَّه الهدلق
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[30 - 08 - 09, 06:13 م]ـ
فَوَائِد مِن مَجَالِس شَيخِنا العلَّامةِ
بَكرِ بْنِ عبدِ اللَّه أَبُوْ زَيْدٍ
ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ
(صاحب طبقات النسابين)
للشَّيخِ عبد اللَّهِ بنِ عبد العزيز الهدلق ـ وفَّقهُ اللَّهُ تَعالى ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تاللَّهِ تفتأُ تذكرُ الشَّيْخَ بَكرًا ..
نعم، ومالي لا أذكره، و ? إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ? [سورة يوسف، الآية: 86]
من فقده. أمّة يموت فيها العالم ثم لا يخلفه فيها غيره؛ ليست تسير على سواءٍ من أمرها ..
وإن كان عزاء، فإنما هو في أن هذا الموت يحيا به أقوام، وليس أحد أحق بأن يكون له
من معنى موته حياةٌ دونها الحياة؛ كعالمٍ ربّاني ..
لَن أترجم للشيْخِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبُوْ زَيْدٍ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ فِي هَذا المَدخلِ فما كتبت لهذا، لكني سأتحسس بقلمي «شيئًا يسيرًا» من مكامن شخصيته، على أني أحاذر من أمرين لا يكاد يسلم منهما من يكتب عمن يعرف من العُلماءِ:
1ـ أحاذر ـ ما استطعت ـ أن أجعل كتابتي عَن الشَّيْخِ ذريعة للحديث عن نفسي.
2ـ ثُمَّ أحاذر ـ ثانيةً ـ أن أصف الشَّيْخِ بسبعة عشر وصفًا تصلح كلّها لكلّ عَالمٍ، ثُمَّ لا ترى فيها واحدًا منهم. إن سيرة بعض العلماء مخجلة!
ألقِ دينارًا في غَيابة تاريخٍ من تواريخنا؛ ثم ابتعد وانظر كم عمامة تسقط عليه؟
حين تتبين هذا تعرف قدر الشَّيْخِ يوم قَالَ لي مرةً:
حضر عندي قبل أيام أحد كبار النّاشرين ... ثم ذكر الشَّيْخ كلامًا قال في آخره: يريدون أن يجعلوا مني مطيةً لدنياهم، هيهات ...
كان الشَّيْخُ في عينيه قَدْحٌ من ذكاء الفطرة، يخيل إلي معه أن لو نشأ نشأة مدنيّة لعُدَّ في دهاة أهل السّياسة. الغَيرة حليةٌ جبل الشَّيْخ عليها، ومن لا غيرة عنده لا فضيلة فيه، هو غيور على دين الله أن يجترأ عليه، غيور على عقيدة السلف أن تمس، غيور على محارم المسلمين أن ينال منها، غيور على هذا العلم أن يتسوره من ليس من أهله. كان مهيباً لا يجسر محدثه على أن يحدق إليه، فإذا أنس بمحدثه تبسط له، فربما رأيته تهزه النادرة فيضحك لها حتى يكاد يخرج عن وقاره. تملَّكه معنى عزة العالم وصيانة العلم، وإنك لتستطيع ـ غير غالط ـ أن ترد أكثر ما كان فيه الشَّيْخ من نأي عن مخالطة النَّاس، وبعد عن غشيان محافل العامة إلى شيء من هذا .. بل ربما أسرف فيه ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ فخرج به إلى بعض ما تنكره نفس من لقيهُ أول مرة .. وما به إلا هذا المعنى: «رأى بعض أهل العلم أذال علمه فمقت نفسه أن يراها في صورته».
لا أذكر أن أحداً ممن عرفت من أهل العلم؛ تشدّه الفاردة اللطيفة، وتستهويه الشاردة الفاذّة؛ ما رأيت منه، نعم ومن شيخنا العلَّامة صَالِح بن عبد العزيز آل الشَّيخ أمدّ اللَّهُ في عمره على الخَيْر.
ذكرتُ للشَّيخِ بَكْرٍ مرة أن كرد علي قال في مذكراته: «ابن تيمية للإسلام كمارتن لوثر للنصرانية»؛ فدهش .. واستعاد الكلمة مني، ثم أخذ وجهه يتهلل في جَلالٍ من أَلَقٍ آخَذٍ لم أره في وجهِ فاترِ الذهن قط.
قال ابن حزم: «لذة العالم بعلمه».
جمعتني بالشَّيْخِ عدة مجالس في بيته، ودارت بيننا أحاديث كثيرة عن العلم وأهله .. لم أكن من خاصة تلاميذه، ولا من خلّص أصفيائه، وإنما كنت ـ ولا أزال ـ طويلب علم صغيراً أنِس به الشيخ لشيء راه فيه، ثم إن هذا الطّويلب عاد فأخلف ظن الأستاذ!
فيالله ماذا الأيام وما الذي تصنعه مآلات الأمور بنا؟
كنت ألقاه في الشَّهرين والثَّلاثة مرة أو نحوها مدة أربع سنوات، فلما مرض ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ انقطعت أسبابي عن أسبابه فما رأيته قبل وفاته بثماني سنين.
وهذا الّذي أذكره هُنا «شيءٌ» من فوائد تلك المجالس، ما كنت علّقت منه حرفًا في حياة الشَّيْخِ، لكن نبهني عليه وحثني على تقييده أخونا الشَّيْخُ البحاثة جديع الجديع ذخر اللَّهُ له كلّ خير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/387)
فكتبته في هذه الأيام ضنًا به على الأيام أن تطويه، ولأن العقاد كان يقول: «الذاكرة مَلَكة مستبدة، تحفظ وتنسى على غير قانون ثابت»، فما في هذه الفوائد مما يلوح أنه على غير وجهه فالشَّيْخ بريء منه، وإنما تبعته على هذه الملكة المستبدة، وإن شئت فقل: أو على صاحبها.
ثَم إني سقت هذه الفوائد هكذا عفو الخاطر كيف اتفق، فلم أرتبها على بابات العلم بابة بابة ... ليكون أروح لنفس قارئها، ولم أعلق على ما ورد فيها إلا يسيرًا، حتى تكون أدخل في فطرة العلم منها في صنعته، إذ كانت تلك المجالس مع الشَّيْخِ على هذا المثال:
1ـ قال لي الشَّيخ رحمه اللَّهُ: ما ندمت على شيء في شبابي ندمي على كتابين فرطت فيهما:
أ ـ كتاب «الزهد» للإمام أحمدَ رحمه الله .. كنت في مكة فمررت في طريقي على كتبي فإذا به قد عرض نسخاً من كتاب «الزُّهد» هذا طبع الهند، وكان إذ ذاك نادراً .. فسألته عن ثمنه فكأن الثمن كان مرتفعاً فتركته، فقال لي الكتبي: خذ نسخة منه ولا تتركه فهو نادر وستندم على تركه فإنما وجدناه في أحد المستودعات، قال الشيخ: فلم آخذ نسخة منه، وذهبت بعد كلامه هذا مباشرة لزيارة سَماحَة الشَّيْخِ عَبدِ العَزِيزِ ابْنِ بَازٍ ـ وقد كان يعرف محبتي للكُتُبِ ويسألني عما رأيته منها في المكتبات ـ فأخبرته عن كتاب «الزُّهد» فقال: وما اشتريت منه شيئًا؟ فقلتُ: لا، فقال: سبحان اللَّهِ، كتاب «الزُّهد» للإِمامِ أَحْمدَ تركته وما اشتريت منه شيئًا، هذا عجيب، قال الشَّيْخُ فأحسست عندها بتفريطي، فقال لي سَماحَةُ الشَّيْخِ: اذهب الآن إلى الكتبي واشتر منه الكمية كلها، قال: فنزلت مسرعاً، فلما وافيت الكتبي لم أر عنده نسخة واحدة، فسألته: أين كتاب «الزهد»؟ فقال: بعته كله ولم يبق منه شيء، وعاتبني قال: ألم أقل لك خذ نسخة منه فهو نادر. قال الشَّيْخُ: لم يكن بين تركي له في المرة الأولى وعودتي إليه إلا زمن يسير باع فيه الكتاب كله، وندمت على فوات هذا الكتاب ندماً شديداً، ثم إن الكتاب طبع بعد ذلك وكثرت نسخه بأيدي طلبة العلم.
ب ـ قالَ الشَّيْخُ: وأما الكتاب الثاني: فكتاب «غرائب الاغتراب» رحلة الألوسي المفسر .. رأيته في شبابي عند بعض الكتبيين أخرجه من خزانة خاصة في المتجر، وقلّبته فسألته عن ثمنه فإذا مبالغ فيه جداً، قال الكتبي: خذه فهو نادر ولعلك لا تجده بعد هذه المرة، فطلبت منه خفض ثمنه بعض الشيء فلم يوافق فتركته .. ثم أني لم أجده بعدها ولم أره في يوم من أيام حياتي على كثرة ما رأيت من الكتب ..
قال الشَّيْخُ: حتى إني حين قلّبت الكتاب عند الكتبي علقت في ذهني مسألة من مسائله، فذكرتها في أحد كتبي وأحلت إلى الكتاب دون ذكر الصفحة هكذا من الذاكرة.
قلت: رأيت في مرض الشَّيْخِ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ نسخة من هذا الكتاب، هي نسخة جمال الدِّين القَاسميّ، وعليها تعليق بخطه في نصف صفحة فيه: أن الشَّيْخَ زكريا الأنصاريّ كان إذا مرض استشفى بمطالعة كُتُب أهلِ العِلمِ!
2 ـ قال الشَّيْخُ: لا أحب الإطالة في النزهة، وليس من عادتي الخروج إلى الصحراء وقت الربيع إلا في القليل .. وإذا خرجت فلتناول الغداء ونحوه، ثم أعود.
3 ـ قلت للشَّيخِ: سمعت من عالم الجزيرة الشَّيْخ حمد الجاسر أن بعض علماء شقراء رأى تلميذًا له قد أقبل وعليه خاتم، فقال يمازحه: ألا قل لبعض الناس مثل محمد متى كان دين اللَّهِ لبس الخواتم ثم إن الشَّيْخَ ابن سحمان بلغه هذا البيت فرد عليه بقصيدة يسفّه فيها قائله ويذكر أن لبس الخاتم سنة ..
قلت للشَّيْخِ: قرأت أن سماحةَ الشَّيْخِ ابْنِ بَازٍ يرى أن لبس الخاتم ليس بسنة، فقال: نعم، ليس لبسه سنة.
4 ـ قالَ الشَّيخُُ: أكثرت في الآونة الأخيرة من كتابة المقدمات لطلبة العلم، أكثرت، وليس للعالم أن يبتذل قلمه هكذا، لا بد للعالم من أن يصون قلمه، لابد للعالم من أن يصون قلمه ..
فقلت له: إن العقاد قلما قدم كتاباً، لكنه إن قدم لكتاب فإنه لا يذكر صاحب الكتاب بكلمة في الغالب، وإنما يتكلم على موضوع الكتاب ويطيل ويستدرك، لذا ربما كانت مقدمته أعلى قيمة من الكتاب فأضرت بمؤلفه، فابتسم الشَّيْخ وقال: والله جيد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/388)
5 ـ قالَ الشَّيْخُ: يؤلمني ويعصر قلبي حين أرى بعض كتابنا ـ وأشد ما يؤذيني حين أسمع خطيبًا على المنبر ـ يكثر من الاستشهاد بأقوال الغربيين في مدح الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم أو الثناء على الإسلام، بلغنا من الهوان أن احتاج دين اللَّه إلى أقوال هؤلاء ثني بها عليه. نعم، تذكر مثل هذه الأقوال لكن في أضيق الحدود.
6 ـ قال الشَّيْخُ: زرت مع بعض الرفاق ـ أظنه قال وقت الشباب ـ أحد علماء الشّناقطة في المدينة، فلما دخلنا عليه وجدناه مضطجعاً وقد جعل وجهه تجاه الجدار، وكنا نسأله ويجيبنا وهو على هذه الحالة! قال: فلما طال بنا المجلس التفت إلينا وقال لي: أسئلتك هذه أسئلة رجل من أهل العلم.
7 ـ قالَ الشَّيْخُ: هل ضاق دين اللَّه حتى لا يبدأ المسلم الطّواف إلا بوجود هذا الخط ..
8ـ قال الشَّيْخُ: كَان يكتب في الأعداد الأولى من مجلة مجمع اللغة العربية بمصر فحول الكتاب، انتفعت بكتاباتهم كثيراً، لا يوجد مثلهم في مجلات المجامع الأخرى، ولا في هذه المجلة نفسها بعد ذلك.
9ـ قالَ الشَّيْخُ: فتاوى شَيْخِ الإِسْلامِ ابْنِ تيميَّةَ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ هي أعظم عمل علمي تفاخر به بلادنا.
10ـ قالَ الشَّيْخُ: قرأتُ في كتاب «بلوغ الأرب» لمحمود شكري الألوسيّ كلامًا يقع في صفحة كاملة استكثرته على متأخر .. فتبين لي بعد ذلك أنه نقل بتمامه من مقدمة ابن خلدون دون أن يشير إلى ذلك.
قلت: أفاد الألوسي في أحد كتبه من كتاب لأحمد فارس الشدياق كثيراً، لكنه لم يشر له في موضع واحد.
11 ـ قالَ الشَّيْخُ: لما زرت الأردن سألني طلبة العلم هناك عن الشَّيْخِ الأَلبَانِيِّ، فقلتُ لَهُم: هو صاحب فن، فسرّهم جوابي، فقالوا: والشَّيْخ مُحمَّد الأمين الشَّنْقِيطيّ؟
قال: فَقُلتُ لَهُم: هو صاحب فنون!
12ـ قالَ لي الشَّيْخُ في ليلة من الليالي: لو رأيتني البارحة في هذا المجلس وأشار ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ إلى مجلس مجاور .. قال: لو رأيتني وأنا أقرأ سيرة شَيْخِ الإسْلامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ، وقد غلبني البكاء لشدة ما أثّرت فيّ حياة هذا الشَّيْخ .. ثم قال: هذه هي الحياة، أين نحن منهم.
13ـ قلتُ للشَّيْخِ: قرأتُ في أحد الكتب التي أُلفت عن الشَّاعر أحمد شوقي؛ أنه كان يستغرب من قلة ذكر شعراء العرب للنخلة في شعرهم ..
فقالَ الشَّيْخُ: العرب كانت ترى أن من العيب غرس النخل وتربية البقر، ولازال هذا في الأعراب إلى يومنا هذا، قالَ: وقد سمعتُ من شَيخِنا مُحمَّد الأمين الشَّنقِيطِيِّ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ بيتًا من الشِّعر ينشده لأحد الشعراء يمدح فيه قوماً يقول فيه: لا يغرسون فسيل النخل حولهم ولا تخاور في مشتاهم البقر
قلت: هذا البيت في جملة أبيات للعباس بن مرداس السلمي يمدح بها قومه، سمعت الشَّيْخ الشَّنْقِيطِيِّ ينشدها في أحد الأشرطة المسجلة من مجالسه في التَّفْسِير.
14 ـ قالَ الشَّيْخُ: لما ألفت كتابي «طبقات النّسابين» انتشر في العراق انتشارًا عجيبًا لم ينتشر مثله في بلد آخر.
15ـ قلتُ للشَّيْخِ: إن الحافِظَ السُّيُوطيَّ ثار به صوفية الخانقاه التي كان يتولى نظارتها لأنه قال: إنكم لستم على شرط الواقف، فثاروا به وحملوه وألقوه في فسقية الماء هكذا بجبته وعمامته .. ذكر ذلك تلميذه ابن إياس في «بدائع الزّهور»، وأنه خرج من الماء وأصلح ثيابه ثم توجه إلى روضة المقياس فسكن هناك، وأغلق النافذة التي تجاه النيل، وألف كتابه «تأخير الظلامة إلى يوم القيامة»، وانقطع بعدها هناك إلى التأليف حتى وفاته.
.
فقال الشَّيْخُ ما معناه: ليتني أستطيع أن أنقطع إلى العِلمِ لا يشغلني عنه شيء.
16ـ قالَ الشَّيْخُ: المغاربة لهم أنظارٌ ومدارك في العِلمِ ليست عندنا نحن المشارقة.
17ـ قالَ الشَّيْخُ: لو كتبتَ اسم شَيْخِ الإسْلامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ على ورقة بيضاء لاشتراها الناس .. وسألته: هل ذكر شَيْخ الإسْلامِ في شيء من كتبه أنه عربي النّسب؟ فقال: لا أعرف هذا، ما أبعد شيخ الإسلام عن ذكر مثل هذه الأمور! قال: لكنه عربي من بني نمير، قلت: وابن القيم: قال: لا، لم يكن ذا أصل عربي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/389)
18ـ قلتُ للشَّيخِ: حين زرتُ الدُّكتور محمود الطناحي في مصر، أخبرته أنكم ذكرتكم في بعض كتبكم أن الزركليّ لم يترجم في أعلامه لأحد من سلاطين آل عثمانَ لعصبيته العربية، وأنكم لم تروا من نبه على هذا قبلكم، وأن الطناحيّ قال لي: سلم على الشَّيْخِ بَكْرٍ وقُل لَهُ: بلى، نبه عليه أحد الكتاب، ثم قام وأحضر كتابه وأراني الموضع، وهو كان طبع قبل الكتاب الذي ذكرتم فيه ما ذكرتم، فقالَ الشَّيْخُ وكأنه ضاق صدره بعض الشيء: واللَّه ما قرأت هذه المعلومة لأحد، وإنما هو شيء توصلت إليه ابتداءً.
قلت: سلاطين آل عثمانَ ليسوا على شرط الزّركليّ؛ إلا أن يكون مُحمَّد الفاتح.
19ـ قالَ الشَّيْخُ: كان أحمد حسن الزّيات صاحب الرِّسالة يكتب بالفرجار والمسطرة .. وكان الشَّيْخُ معجبًا بأسلوبه،
قال: له مقدمات للرّسالة من أرقى الكتابات، إذا أردت أن تعرف قيمتها فاقرأ المقدمات التي يكتبها غيره للرّسالة في بعض الأحيان.
قال الشَّيْخُ: ألقيت كلمة في أحد المحافل أفدت فيها من بعض مقدمات الزيات هذه.
20ـ قالَ الشَّيْخُ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ: قالَ لي سَماحةُ الشَّيْخِ عبد اللَّهِ ابن حُمَيْد لما رأى توافري على دراسة تراث ابن القَيِّم: ما أظن إلا أن اللَّه سبحانه قد ادّخر لك هذا الخير حين صرف كثيرًا من أهل العلم عن خدمة علمه وهيأ ذلك لك. للوراق المشهور في وقته زكي مجاهد ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ مؤلف عرف به عنوانه «الأعلام الشرقية» هو متداول بين القراء .. لكن له مؤلف آخر قَلتْ نسخه بين أهل العلم فهو يعد في نوادر المكتبة العربية عنوانه «الأخبار التاريخية في السيرة الزكية»، ذكر فيه طرفًا من ترجمته، وتاريخ عائلته، وأسفاره، ومن لقيه من الأعلام، جاء في الصفحة الثّانية والخمسين منه هذا النّص:
«الرّحلة الحجازية: وهي رحلة العمرة في مكَّةَ المكرَّمة وزيارة المدينة المنورة .. سافرت على بركة اللَّهِ من منزلي بشارع نجيب شنودة شبرا مصر القاهرة في شهر رمضانَ المُبارك سنة 1392هـ 1972 م .. وصلنا بالسَّلامة المدينة المنورة على صاحبها أفضل الصَّلاة والسَّلام .. وفي ثاني يوم ذهبت إلى المحكمة الشّرعية بجوار المسجد النبويّ لزيارة قاضي المدينة الأستاذ بكر أبو زيد، وهو شاب عالم جليل واسع الاطلاع، ومِن المُشتغلينَ بالعِلْمِ وجمع كتب الحديث النبويّ والدينية، وكان زارني في مكتبتي بالقاهرة، وسلمت عليه وأهديته الجزء الرابع من كتابي «الأعلام الشرقية» ... ».
ّأشعرتَ كيف غدا الأستاذ الشَّاب ـ بعد ذلك ـ الشَّيْخ العَلَّامة ...
ـ[فهد السند]ــــــــ[31 - 08 - 09, 06:57 م]ـ
بورك فيك
ورحم الله الشيخ بكر ورفع درجته وأعلى منزلته
ونفع بتراثه العلمي المسلمين
.تملَّكه معنى عزة العالم وصيانة العلم، وإنك لتستطيع ـ غير غالط ـ أن ترد أكثر ما كان فيه الشَّيْخ من نأي عن مخالطة النَّاس، وبعد عن غشيان محافل العامة إلى شيء من هذا .. بل ربما أسرف فيه ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ فخرج به إلى بعض ما تنكره نفس من لقيهُ أول مرة ..
الحق أحق أن يتبع بدلا من منطق التبرير.
والقدوة المعصوم نبينا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وكيف كانت الجارية تأخذ بيده في سكك المدينة.
وسيرته، وسيرة أصحابه تفيض بذلك الخلق الكريم
1ـ قال لي الشَّيخ رحمه اللَّهُ: ما ندمت على شيء في شبابي ندمي على كتابين فرطت فيهما:
أ ـ كتاب «الزهد» للإمام أحمدَ رحمه الله .. كنت في مكة فمررت في طريقي على كتبي فإذا به قد عرض نسخاً من كتاب «الزُّهد» ... فقال لي الكتبي: خذ نسخة منه ولا تتركه فهو نادر وستندم على تركه فإنما وجدناه في أحد المستودعات
يجب الحذر من اسلوب تجار الكتب النادرة، فهذا من أساليبهم، ولعل هذا البائع استثناء
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[02 - 09 - 09, 08:26 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 09:05 ص]ـ
الله أكبر ..
ما أجمل الكلام عن أهل العلم ..
ـ[عبدالعزيز العقيلي]ــــــــ[03 - 09 - 09, 07:01 م]ـ
شكر الله لك اخي مصعب,
ورحم الله الشيخ بكر وغفر له, وبارك في الاستاذ عبدالله الهدلق.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[21 - 09 - 09, 08:37 م]ـ
ولكم بمثل دعواتكم وأكثر إن شاء الله.
ـ[نورالدين الساعي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 11:23 م]ـ
جزاك الله خيرا-ورحم الله الشيخ والمسلمين-
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[03 - 01 - 10, 08:29 م]ـ
آمين .. للفائدة
ـ[عبدالإله بن أبي عبدالإله]ــــــــ[05 - 08 - 10, 04:07 م]ـ
الله الله ... رحم الله الشيخ بكر أبو زيد
وبارك فيكم يا أحبة(149/390)
حمل كتاب: - الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعاً ودراسة وتخريجاً Pdf
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[31 - 08 - 09, 06:11 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=70394&stc=1&d=1251727524
حمله من هنا ( http://wadod.org/uber/uploads/fadael.rar)
كتاب: الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعاً ودراسة Pdf
تأليف الدكتور: صالح بن حامد بن سعيد الرفاعي
طبعة: دار الخضيري
الطبعة: الثالثة
سنة الطبع: 1418هـ
عدد الأحزاء: 1جزء
عدد الصفحات بالفهارس الشاملة: 750 ورقة.
ـ[فهد السند]ــــــــ[31 - 08 - 09, 06:27 م]ـ
بورك فيك
كتاب قيم في بابه
وهناك مختصر له مفيد
للمؤلف اقتصر على الصحيح او الحسن
ـ[محمد الكناني]ــــــــ[31 - 08 - 09, 08:37 م]ـ
كتاب قيم ومفيد بارك الله فيكم
ـ[عبدالعزيز العقيلي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 01:00 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[فهد السند]ــــــــ[07 - 09 - 09, 05:32 م]ـ
وهناك مختصر له مفيد
للمؤلف اقتصر على الصحيح او الحسن
غلاف المختصر
http://up.damasgate.com/files/3xw6b6nf81pacz2995lf.jpg(149/391)
الأخبار الغريبة في ذكر ما وقع بطيبة الحبيبة Pdf
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[31 - 08 - 09, 07:00 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=70396&stc=1&d=1251730746
كتاب: الأخبار الغريبة في ذكر ما وقع بطيبة الحبيبة Pdf
تأليف: السيد جعفر بن السيد حسين هاشم المدني (ت: 1342هـ)
طبعة: مكتبة الخانجي بالقاهرة
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: 1413هـ
عدد الأحزاء: 1جزء
عدد الصفحات: 111 ورقة.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[05 - 11 - 10, 03:41 م]ـ
هذا الكتاب فيه ذكر حوادث وأخبار المدينة في القرن الثاني عشر الهجري وما قبلها.
وعندي نسخة أفضل منها بتحقيق مؤرخ المدينة الأستاذ الفاضل عاصم حمدان؛ وهي عبارة عن رسالة علمية تقدم بها لنيل درجة الدكتوراه من جامعة مانشستر بالولايات المتحدة الأمريكية.
ـ[اْحمدالحسيني]ــــــــ[05 - 11 - 10, 04:32 م]ـ
بارك الله فيك(149/392)
أول كتاب ألف في تاريخ المدينة النبوية
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[31 - 08 - 09, 10:32 م]ـ
أول كتاب في تاريخ المدينة المنورة
د / صلاح عبد العزيز سلامة
الحمد لله رب العالمين؛ والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين المبعوث رحمة للعالمين؛ وبعد:
خص الله تعالى المدينة النبوية بفضل عظيم حيث جعلها ثانية الحرمين ودار هجرة نبيه صلى الله عليه وسلم وحصن نصرته ومنطلق نور الإيمان إلى مختلف نواحي الأرض؛ وكان مسجدها ثاني المساجد التي تشد إليها الرحال؛ فيه الروضة المطهرة التي هي من رياض الجنة.
وقد بدأ اشتغال مؤرخي المسلمين بكتابة سيرة الرسول صلوات الله عليه وسلامه، وحولها تفجرت ينابيع أفكارهم فقدمت مادة تاريخية غزيرة عن المدينة المنورة؛ تجلت في وصف الأماكن والأحداث التي كانت لها علاقة بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في المدينة؛ وكذلك الحال بالنسبة لكتب المغازي فقد وردت فيها أخبار عن بعض الأماكن التي مر عليها بجيش الإسلام في طريقه إلى غزواته.
وعندما ازدهرت الحركة العلمية عند المسلمين في القرن الثاني الهجري ظهر نوع جديد من الكتابة التاريخية، وهو التأريخ للمدن الإسلامية، ومكة والمدينة أقدسها؛ فكانت عنايتهم بمكة المكرمة والمدينة المنورة فائقة؛ وكان من أشهر من كتب عن المدينة المنورة محمد بن الحسن بن زبالة؛ وأبو عبيدة معمر بن المثنى؛ وعلي المدائني، والزبير بن بكار؛ وعمر بن شبة؛ ويحيى العلوي؛ وغيرهم ممن تفرقت أخبارهم في المصادر.
وكان للمؤرخين المذكورين شرف السبق في تناول تاريخ طيبة في كتب مفردة لهذا الغرض مما جعل لهذه المؤلفات أهمية كبيرة لدى المؤرخين الذين جاؤوا بعدهم فكانت كتبهم تلك هي المصادر التي اعتمدوا عليها ونقلوا منها؛ ومن المحزن أنه لم يصلنا من مخطوطاتها سوى كتاب واحد هو كتاب تاريخ المدينة لابن شبة الذي عثر الباحثون على نسخة منه وطبع محققاً؛ أما بقية تلك الكتب المؤلفة في المرحلة الأولى فلم تعرف منها نسخ مخطوطة؛ وإنما وصلنا نصوص منقولة منها في كتب كثيرة متفرقة.
وقبل أن نتعرف على تلك المؤلفات التي وُضعت في تاريخ المدينة إبَّان القرنين الثاني والثالث الهجريين، نلقي الضوء على بداية الكتابة التاريخية عند المسلمين؛ ودوافع التأليف التاريخي وارتباط التاريخ بالحديث؛ ثم كيف وصل المؤرخون لهذا النوع الجديد من الكتابة التاريخية وهو التأريخ المحلي للمدن وعلى الأخص التأليف عن تاريخ المدينة المنورة.
دوافع التأليف التأريخي عند المسلمين:
إن فطرة الناس تلح عليهم أن يتركوا وراءهم تاريخاً؛ وإن الأحداث الضخمة التي تؤثر في حياة الشعوب والأفراد لجديرة بأن تسجل ويضمها تاريخ مدون؛ ولكن لم يكن هذا وحده ما دفع إلى كتابة التاريخ الإسلامي؛ وما أعان على كتابة هذا التاريخ؛ فقد كان بجوار هذين الدافعين القويين دوافع أخرى، فخصائص الأمة العربية في فكرها وثقافتها كانت تعين على ظهور التاريخ؛ فهي أمة تميزت بالحفظ والرواية؛ وبالبلاغة والشعر؛ وبالحرص على الأنساب والفخر بها؛ والعلوم الإسلامية كان لها أثرها في دفع المسلمين قدماً نحو كتابة التاريخ؛ والقرآن الكريم هو المصدر الأول لدراسة علم التاريخ عند العرب؛ ويليه الحديث والسنة؛ وكانت بداية التأليف العلمي في التاريخ وثيقة الصلة بهذين المصدرين.
إرتباط التاريخ بالحديث والرواية الشفهية:
كان علم التاريخ العربي الإسلامي عند نشأته يقوم على دراسةسيرة النبي صلىالله عليه وسلم والاهتمام بها وأخبار الغزوات ومن أسهم فيها من الصحابة رضوان الله عليهم؛ وكان مركز النشاط في هذه الحركة التاريخية يتمثل في مكة والمدينة؛ وكان المؤرخون الأوائل من المسلمين يعتمدون فيه على الروايات الشفهية شأنهم في ذلك شأن رواة الحديث؛ فكان كل جيل منهم يستمد أخباره من الجيل السابق؛ وكان الخبر التاريخي يستمد من السماع عن الحفاظ الموثوق بهم وهو ما يعرف بالأسانيد؛ وهي وسيلة للإجماع على صحة الخبر، وهي نفس الوسيلة التي اتبعها المحدثون في روايتهم للحديث، مما يدل على أن التاريخ العربي عند نشأته سلك نفس الطريقة التي سلكها الحديث؛ وأقدم الكتب التاريخية التي تجمع بين الحديث والتاريخ هي كتب المغازي والسير؛ فقد دفع اهتمام المسلمين بأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم؛ وأفعاله للاهتداء بها والاعتماد عليها في التشريع الإسلامي؛ وفي النظم الإدارية إلى كتابة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ مغازيه ومغازي الصحابة.
ولاشك أن عمل هؤلاء الكتاب ـ المحدّثين ـ الأفاضل؛ وما جمعوه من أحاديث متضمنة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم، وجهاده ومغازيه مؤيدة بالسند كان خطوة ممهدة لمولد علم التاريخ؛ والمحور الذي تدور حوله حركة؛ التدوين التاريخي، بل إنها البوابة العريضة الهامة التي دخل منها المسلمون إلى دراسة التاريخ وتدوينه عموماً؛ وكان من الطبيعي أن تتألق هذه الحركة في المدينة باعتبارها دار هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ودار السنة التي عاش فيها الصحابة وسمعوا أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ورووها بدورهم إلى التابعين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/393)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[31 - 08 - 09, 10:54 م]ـ
بداية تدوين تأريخ المدينة:
اهتم المؤرخون المسلمون برصد تاريخ المدينة المنورة فظهرت في البداية روايات شفهية قبل ظهور المؤلفات المكتوبة؛ وكان من أهم وأشهر هذه الروايات الشفهية ما وصل إلينا من روايات عبد العزيز بن عمران الزهري (ت: 197هـ) حول تاريخ المدينة؛ نقلها عنه تلاميذه وهم:
ابنه سليمان (ت:؟ هـ)
وعلى بن محمد المدائني (ت 225هـ)
وأبو غسان محمد بن يحي الكتاني (ت:؟ هـ)
وأبو حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي (ت 259هـ)
وإبراهيم بن المنذر الحزامي (ت 236هـ)
وأبو مصعب الزهري (ت 242هـ) وقد أشار إليهم ابن حجر.
وروى عنهم بعض من صنف في تاريخ المدينة؛ مثل: ابن شبة الذي روى عن شيخه أبي غسان محمد بن يحيى الكتاني المدني؛ في مواطن عديدة من كتابه تاريخ المدينة؛ وأبو غسان هذا من الثقات ولا نعرف له مصنفاً في التاريخ؛ ويبدو من هذه النقولات أن أبا غسان كان يلتزم الدقة في تحديد المواقع ويذكر مساحتها.
وإلى جانب أبي غسان نجد إبراهيم بن المنذر الحزامي الأسدي القرشي المدني؛ وأبي مصعب الزهري أحمد بن أبي بكر بن الحارث؛ وكلاهما من العلماء البارزين والرواة الثقات عند علماء الجرح والتعديل؛ ولهما روايات شفهية حول تاريخ المدينة نقلها عنهما تلميذهما الزبير بن بكار (ت256هـ) الذي صنف في تاريخ المدينة؛ ولا بد من الإشارة إلى أن شيخهما عبد العزيز بن عمران قد انتقده علماء الجرح والتعديل وخاصة تلميذه أبو حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي المدني (ت 259هـ) غير أنه كان ذا عناية واهتمام كبير بتاريخ المدينة.
أما المؤلفات المكتوبة عن المدينة إبان القرنين الثاني والثالث الهجريين فكان من أشهرها:
1 - أخبار المدينة لمحمد بن الحسن بن زبالة (ت بعد 199هـ)
2 - حرب الأوس والخزرج لأبي عبد الله محمد بن عمر الواقدي، (ت 207هـ)
3 - وقعة الحرة لمحمد بن عمر الواقدي، (ت 207 هـ)
4 - الأوس والخزرج لأبي عبيدة معمر بن المثنى (ت210 هـ)
5 - الحرات لأبي عبيدة معمر بن المثنى التيمي (ت210 هـ)
6 - حرة واقم (وهي من حرار المدينة الشرقية) لأبي الحسن علي بن محمد بن عبد الله المدائني (ت 225هـ)
7 - قضاة أهل المدينة لأبي الحسن علي بن محمد بن عبد الله المدائني، (ت 225هـ)
8 - حمى المدينة وجبالها وأوديتها لأبي الحسن علي بن محمد المدائني
9 - كتاب المدينة لأبي الحسن المدائني أيضاً
10 - نسب الأنصار لعبد الله بن محمد بن عمارة؛ المعروف بابن القداح المدني الأنصاري كان موجوداً قبل سنة: (236هـ)
11 - نسب الأوس لعبد الله بن عمارة أيضاً
12 - أخبار المدينة النبوية لأبي زيد عمر بن شبة النميري البصري (ت:262هـ)
13 - أمراء المدينة لأبي زيد عمر بن شبة أيضاً (ت: 262هـ)
14 - أخبار الأوس والخزرج للزبير بن بكار، أبو عبد الله (ت: 265هـ)
15 - نوادر المدنيين للزبير بن بكار أيضاً
16 - أخبار المدينة للزبير بن بكار
17 - أخبار المدينة لأبي طاهر يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله الأعرج الحسين العلوي (ت: 277 ه وقيل 287هـ)
18 - بين المسجدين لعلي بن أحمد بن علي بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب العقيقي كان حياً عام 298ه
19 - المدينة لعلي بن أحمد العقيقي أيضاً
وكما أسلفت؛ لم يصلنا من الكتب التسعة عشر تلك سوى كتاب واحد هو كتاب تاريخ المدينة لابن شبه الذي عثر على نسخة منه وطبع محققاً؛ أما بقية تلك الكتب المؤلفة في المرحلة الأولى فلم تعرف منها نسخٌ مخطوطة؛ ولم تجمع متفرقات أخبارها في كتب أو رسائل؛ وذلك حسب ما توصلت إليه؛ وحيث إن ابن زبالة أول من صنف كتاباً شاملاً في أخبار المدينة ويعد رائداً في التاريخ المحلي للمدينة المنورة؛ وبما أن كتابه مفقود؛ فقد كان ذلك دافعاً لي في جمع نصوص هذا الكتاب ودراسته دراسة علمية.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[31 - 08 - 09, 10:57 م]ـ
الكتاب في المرفقات(149/394)
كتاب أبان بن عثمان بن عفان في المغازي والسيرة بين الوهم والحقيقة
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[31 - 08 - 09, 11:22 م]ـ
مصنف أبان بن عثمان بن عفان رضي الله عنه في المغازي بين الوهم والحقيقة!
تأليف الدكتور: / ياسر أحمد نور (أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة طيبة)
منشور في: مجلة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[01 - 09 - 09, 04:29 ص]ـ
تشكيك المؤلف في الكتاب لا يقوم على أسس علمية، وهو يتصور أن هذا التابعي قد روى السيرة عن شيخ مجهول، أي صحابياً مجهولاً ألف كتاباً في السيرة فرواه أبان! وهذا الاحتمال لا وجود له إلا في ذهن الكاتب! فقد فرَّ من احتمال معقول إلى احتمال غير معقول!
ـ[مفتاح محمد السلطني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 07:28 م]ـ
جزاك الله خيراً، وبارك الله فيك، ونفع بك(149/395)
موقع " أشراف الحجاز "، موقع متخصص في البحث والدراسة في أنساب القبائل والأسر الهاشمية " الحسنية والحسينية" في الحجاز
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[01 - 09 - 09, 11:00 ص]ـ
موقع " أشراف الحجاز "
www.al-amir.info
المقصود بالحجاز: الإقليم الجغرافي الغربي في وطننا المملكة العربية السعودية -حفظها الله من كل سوء- الذي يسكنه عدد كبير من القبائل العربية، لذا فإن الموقع سيتخصص في البحث والدراسة في أنساب القبائل والأسر الهاشمية " الحسنية والحسينية" ومنازلها وبعض أخبارها في هذا الإقليم الجغرافي من وطننا العزيز بالكيفية التالية:
1. نشر المقالات التي تهتم بأنساب أشراف الحجاز ومنطقة جازان وما جاورها من الحسنيين والحسينين.
2. الكتابة عن مواقع وقرى ومنازل أشراف الحجاز وجيزان والساحل.
3. ذكر قصص الأشراف.
4. إيجاد موقع نقي صاف من الأدعياء والدخلاء.
منهجنا:
1. لا يتكلم عن قبائل الأشراف في هذا الموقع إلا من كان لديه مؤلف أو مشجرة أو أبحاث ومقالات حول نسب قبيلته، ويتصف بالامانة والتحري والدقة.
2. الزام اصحاب الأبحاث بتوثيق ابحاثهم بالمصادر والمراجع.
3. عدم الحديث عن القبائل أو الأسر في موقعنا لايعني أنها ليست من السادة أو الأشراف، فتنبه.
4. عدم نشر الابحاث المخالفة لمنهج ومعتقد أهل السنة والجماعة.
5. عدم نشر الابحاث التي تمس أمن الدول أو تؤلب الشعوب عليهم.
تنبيه:
هذه الأبحاث المنشورة في هذا الموقع قَصدنا منها العناية بأنساب آل البيت ممن أوجب الله على الناس حبهم، ولا نقصد من وراءه – والله يعلم – إحياء العنصريات، ولا التفاخر بالأحساب والأنساب، فليس النسيب أو الحسيب خير من التقي كما صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم في وصيته لإبي ذر، ونصها: "انظر فإنك لست بخير من أحمر ولا أسود، إلا أن تفضله بتقوى الله".
والمشرف على الموقع هو الشريف إبراهيم بن منصور بن درويش بن عبدالرحمن بن مبارك الهاشمي الأمير حفظه الله، وتجد ترجمته تحت هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=184823
ـ[عبدالعزيز العقيلي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 01:15 م]ـ
شكر الله لك, وبارك فيك.
لفت نظري هذا العنوان من مؤلفات المشرف على الموقع:
"الأنساب المستخرجة من كتاب وفيات الأعيان"
هل هناك عناوين مماثلة له؟
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[02 - 09 - 09, 07:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم::
حقيقة أقولها ولا محاباة عندي؛ هذا المواقع جيد ورصين وهو من أفضل المواقع القبلية المنتشره التي رأيتها بكل أسف يديرها العوام والعاطلين!
ولكن عندي ملاحظة: كنت أظن للوهلة الأولى أنه مختص بأشراف مكة والطائف وجيزان فقط؛ وأن أشراف المدينة وينبع ليس لهم سهماً فيه. فأين المقالات عن مواضع دار الهجرة وتاريخها وأعلامها؟
وأين مقالات النسابة عصام الهجاري؟ أم أنه ليس على شرطكم لأن ليس له كتاباً مطبوعا!
ـ[فياض محمد]ــــــــ[29 - 05 - 10, 03:15 م]ـ
في الحديث الشريف: " تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ".
وفي حديث آخر: " كل نسب وسبب منقطع إلا نسبي وسببي ".
وفي حديث آخر أيضا: " ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه ".
ـ[إسماعيل بن علي المدغري]ــــــــ[29 - 05 - 10, 04:36 م]ـ
بارك الله فيكم.(149/396)
سلسلة تحذير من - أولا: القندوزي الحنفي و كتابه ينابيع المودة
ـ[نور الدين الجزائري]ــــــــ[01 - 09 - 09, 03:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
كثيرا ما يحتج الإمامية بعلماء و كتب ليسوا حجة على أهل السنة و الجماعة لهذا سنحاول تبيانهم إن شاء الله تعالى.
القندوزي الحنفي (1220 - 1270 هـ / 1805 - 1853م)
هو سليمان بن خوجه إبراهيم قبلان الحسيني الحنفي النقشبندي القندوزي ( Brocklman. SII) ( وانظر الأعلام3/ 125 للزركلي).
وهو نقشبندي صوفي. والتصوف فرع التشيع. بل كان من غلاة المتصوفة وفلاسفتهم على مذهب ابن عربي الذي أجمع خمسمئة عالم من كبار علماء المسلمين على كفر.
وهو رافضي والرافضة عند الأحناف كفار. فقد ذكر السبكي أن مذهب أبي حنيفة وأحد الوجهين عند الشافعي والظاهر من الطحاوي في عقيدته كفر ساب أبي بكر. (فتاوى السبكي 2/ 590)
ولا يستقيم أن يكون القندوزي حنفيا ورافضيا فإن الرافضة عند الأحناف كفار. فقد ذكر السبكي أن مذهب أبي حنيفة وأحد الوجهين عند الشافعي والظاهر من الطحاوي في عقيدته كفر ساب أبي بكر. (فتاوى السبكي 2/ 590)
وذكر في كتاب الفتاوى أن «سب الشيخين كفر وكذا إنكار إمامتهما». وكان أبو يوسف صاحب أبي حنيفة يقول: «لا أصلي خلف جهمي ولا رافضي ولا قدري» (شرح أصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي 4/ 733)
وقال السبكي» ورأيت في المحيط من كتب الحنفية عن محمد أنه لا تجوز الصلاة خلف الرافضة «(فتاوى السبكي 2/ 576 وانظر أصول الدين 342)
القندوزي مولع بابن عربي الإتحادي
اتهم السخاوي ابن عربي بأنه يقول بوحدة الوجود وأنه من القائلين بوحدة الوجود بين الله وخلقه (الضوء اللامع 6/ 186 و9/ 220 – 221)
وصف أبو حيان النحوي ابن عربي بأنه ملحد والقول بوحدة الوجود (تفسير البحر المحيط 3/ 449).
وكان مولعا بمحيي الدين ابن عربي وكتابه فصوص الحكم والفتوحات المكية وهما أكفر كتابين عرفهما الوجود
ويصفه دائما بالشيخ الأكبر (ينابيع المودة1/ 36)
ولا أثر لكتابه هذا سوى أن الرافضة طبعوه وليس مطبوعا في أوساط السنة. وحقق كتابه سيد على أشرف جال الحسيني وطبع في دار الأسوة في إيران.
ولكونه نكرة لا قيمة له بين أهل العلم اضطر محقق كتابه الرافضي إلى الاكتفاء بترجمة رافضية له كتبها محمد مهدي الخراساني الذي اعترف بأنه كان من معظمي محي الدين ابن عربي وكان ينسخ كتابيه الفصوص والفتوحات بخط يده (مقدمة الينابيع1/ 18)
وصرح محقق كتابه - الرافضي - أن القندوزي زعم أنه من السلالة الحسينية ولم يثبت دعواه هذه (ينابيع المودة1/ 21)
ومن أول فقرة من كتاب القندوزي وجدته ينطق كفر. فقد زعم أن الله خلق نبيه محمد صلى الله عليه و سلم من نور ذاته. وأنه مبدأ العوالم في إيجاد المخلوقات (ينابيع المودة1/ 23)
ومن جهله بأهل السنة ما ادعاه أن كتب الحديث المعتمدة هي الصحاح الستة، وهذه أغلوطة نجدها عند الرافضة دائما. وهذا ما يؤكد أنه رافضي لا يعرف أنه من أهل السنة سوى أنه حنفي (أنظر ينابيع المودة1/ 26)
وزعم أن أحمد بن حنبل وأبا نعيم الأصبهاني لهما كتاب في مناقب أهل البيت (ينابيع المودة1/ 27)
وهذا لا أعرفه.
ومما يؤكد رفضه وجهله بالسنة احتجاجه بالروايات المكذوبة أن النبي لما نزلت] قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى [نادى فاطمة فأعطاها فدك هدية لها استجابة منه لأمر الله له بذلك (ينابيع المودة1/ 138)
قال السبكي «ورأيت في المحيط من كتب الحنفية عن محمد أنه لا تجوز الصلاة خلف الرافضة» (فتاوى السبكي 2/ 576 وانظر أصول الدين 342).
ومما يؤكد رفضه وجهله بالسنة قوله بولادة مهدي الرافضة «فالخبر المعلوم المحقق عند الثقات أن ولادة القائم (ع) كانت ليلة الخامس عشر من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين في بلدة سامراء» (ينابيع المودة 3/ 306)
الذريعة: آقا بزرگ الطهراني: الجزء25 صفحة290
(165: ينابيع المودة لذوي القربى) للشيخ سليمان بن إبراهيم الحنفي القندوزي البلخي. ط النقشبند (1220 - 1294) ط. استانبول 1301 في 527 ص ثم في بمبى على الحجر ثم طهران 1308 وبعدها مكررا والمؤلف وإن لم يعلم تشيعه لكنه غنوصي والكتاب يعد من كتب الشيعة. أوله: [الحمد لله رب العالمين الذي أبدع الوجود. . .] ويظهر منه أن له في مسألة مودة ذوي القربى كتاب آخر سماه " مشرق الأكوان ". والينابيع مرتب على مقدمة ومائة باب
و هناك الكثير من الكتب و الرجال ممن يحتج بهم الإثنى عشرية على أهل السنة و الجماعة و هم ليسوا حجة علينا سنوضحهم أحاولهمواحداً واحد< o:p></o:p>
<!-- / message -->
ـ[نور الدين الجزائري]ــــــــ[01 - 09 - 09, 03:22 م]ـ
اخي المشرف ان رايت ان الموضوع ليس في مكانه المناسب ما عليك الا ان تنقله للقسم المناسب و ساضع المواضيع الاحقة في نفس القسم
جزاكم الله خيرا
تنبيه من المشرف
سبق الكلام على هذا الموضوع في هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21280(149/397)
سلسلة تحذير من - ثانيا: سبط بن الجوزي و كتابه تذكره الخواص
ـ[نور الدين الجزائري]ــــــــ[03 - 09 - 09, 01:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله والصلاة والسلامعلى رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
كثيرا ما يحتج الإمامية بعلماءو كتب ليسوا حجة على أهل السنة و الجماعة لهذا سنحاول تبيانهم إن شاء الله تعالى.
سبط بن الجوزي (581هـ - 654 هـ)
هو سبط ابو الفرج بن الجوزي كان حنفى ثم ترفض، خصص سبط بن الجوزي الباب الثاني عشر من كتابه تذكرة الخواص للأئمة الإثنى عشر التى يعتقد بها الرافضة الإثنى عشرية، و خصص فصل لذكر مهدي الشيعة الإمامية (فصل في ذكر الحجة المهدي عليه السلام). و هذا ما يخالف اجماع المسلمين حتى الشيعة منهم و لا يوجد فرقة واحدة تقول بولد للحسن العسكري ما عدى الإمامية الإثنى عشرية، من الأدلة على رفضه قال: "محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وكنيته أبو عبد الله وأبو القاسم وهو الخلف الحجة صاحب الزمان القائم والمنتظر والتالي وهو آخر الأئمة وقال: ويقال له ذو الإسمين محمد وأبو القاسم قالوا: أمه أم ولد يقال لها صقيل". (تذكرة الخواص صفحة204 ط. طهران)
من الأدلة على رفضه بعضه الصريح لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم و الطعن في عمر رضى الله عنه حيث كتب " كان لها من الولد: الحسن و الحسين و زينب و ام كلثوم، ولدت حسنا أولا ثم حسينا ثم زينب ثم أم كلثوم، فتزوج زينب عبد الله بن جعفر فولدت له عوناُ و عبد الله و ماتت عنده، و أما أم كلثوم فخطبها عمر بن الخطاب في خلافته فامتنع علي عليه السلام من تزويجها منه، و قال هي صغيرة و أني أرصدها لإبن أخي جعفر فشق ذلك على عمر، فقال للعباس زوجه إياها فقال عمر (رض) ما أردت إلا الجمع بين السبب و النسب عن رسول الله
و ذكر جدي في كتاب (المنتظم) أن عليا بعثها إلى عمر لينظرها و أن عمر كشف ساقها و لمسها بيده.
قلت: و هذا قبيح و الله لو كانت أمه لما فعل بها هذا، ثم بإجماع المسلمين لا يجوز لمس الأجنبية فكيف ينسب عمر إلى هذا، و الذي روى لنا أن عليا لما قال لعمر أنها صغيرة قال ابعث بها إلى فبعثها و بعث معها بثوب و قال لها قولي له أبي يقول لك أيصلح لك هذا الثوب فلما جاءت إلى عمر صوب النظر إليها و قال قولي نعم فلما عادت إلى علي قالت له لقد ارسلتني الى شيخ سوء لقد صوب النظر في حتى كادت أضرب بالثوب أنفه. (تذكرة الخواص صفحة 322 ذكر أولادها عليها السلام ط. مكتبة نينوي طهران)
تاريخ الإسلام: الذهبي: الجزء48 صفحة183
176 - يوسف بن قزغلي بن عبد الله. الإمام، الواعظ، المؤرخ شمس الدين، أبو المظفر التركي ثم البغدادي العوني الحنفي. سبط الإمام جمال الدين أبي الفرج ابن الجوزي نزيل دمشق ولد سنة إحدى وثمانين وخمسمائة وسمع من: جده، وعبد المنعم بن كليب، وعبد الله بن أبي المجد الحربي
وبالموصل من: أبي طاهر أحمد، وعبد المحسن ابني الخطيب عبد الله بن أحمد الطوسي
وبدمشق من: عمر بن طبرزد، وأبي اليمن الكندي، وأبي عمر بن قدامة، وغيرهم
روى عنه: المعز عبد الحافظ الشروطي، والزين عبد الرحمن بن عبيد، والنجم موسى الشقراوي، والعز أبو بكر بن عباس بن الشائب، والشمس محمد بن الزراد، والعماد محمد بن البالسي، وجماعة. وكان إماما، فقيها، واعظا، وحيدا في الوعظ، علامة في التاريخ والسير، وافر الحرمة، محببا إلى الناس، حلو الوعظ، لطيف الشمائل، صاحب قبول تام.
ميزان الاعتدال: الذهبي: الجزء4 صفحة471
http://www.yasoob.com/books/htm1/m021/26/no2641.html (http://www.yasoob.com/books/htm1/m021/26/no2641.html)
9880 - يوسف بن قزغلى الواعظ المؤرخ شمس الدين، أبو المظفر، سبط ابن الجوزي. روى عن جده وطائفة، وألف كتاب مرآة الزمان، فتراه يأتي فيه بمناكير الحكايات، وما أظنه بثقة فيما ينقله، بل يجنف ويجازف، ثم إنه ترفض. وله مؤلف في ذلك. نسأل الله العافية
مات سنة أربع وخمسين وستمائة بدمشق.
قال الشيخ محيي الدين السوسي: لما بلغ جدي موت سبط ابن الجوزي قال: لا رحمه الله، كان رافضيا
قلت: كان بارعا في الوعظ ومدرسا للحنفية
منهاج السنة النبوية الجزء الرابع صفحة 86
وقوله إن ابن الجوزي رواه بإسناده أن أراد العالم المشهور صاحب المصنفات الكثيرة أبا الفرج فهو كذب عليه
وإن أراد سبطه يوسف بن قز أو إلى صاحب التاريخ المسمى بمرآة الزمان وصاحب الكتاب المصنف في الاثنى عشر الذي سماه إعلام الخواص فهذا الرجل
يذكر في مصنفاته أنواعا من الغث والسمين ويحتج في أغراضه بأحاديث كثيرة ضعيفة وموضوعة وكان يصنف بحسب مقاصد الناس يصنف للشيعة ما يناسبهم ليعوضوه بذلك ويصنف على مذهب أبي حنيفة لبعض الملوك لينال أغراضه فكانت طريقته الواعظ الذي قيل له ما مذهبك قال في أي مدينة
ولهذا يوجد في بعض كتبه ثلب الخلفاء الراشدين وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم لأجل مداهنة من قصد بذلك من الشيعة ويوجد في بعضها تعظيم الخلفاء الراشدين وغيرهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/398)
ـ[نور الدين الجزائري]ــــــــ[03 - 09 - 09, 01:38 م]ـ
فلا سبط بن الجوزي و لا كتابه تذكرة الخواص حجة على اهل السنة و الجماعة
لأنه كان رافضي اثنى عشري
ـ[يوسف المقصر]ــــــــ[08 - 03 - 10, 05:41 م]ـ
بارك الله فيك أخي ... فوالله كنت أبحث عن ترجمة هذا الرافضي ... والحمد لله ظهر الحق وزهق الباطل ... لأن أحد الشيعة احتج بكتابه وقال أنه لابن الجوزي وليس لسبطه
ـ[نور الدين الجزائري]ــــــــ[10 - 03 - 10, 03:31 ص]ـ
الله يبارك فيكم أخي الفاضل
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[15 - 03 - 10, 06:20 ص]ـ
بارك الله فيكم وزادكم علماً ونفع بكم(149/399)
هل حقا دعا أبو جهل بهذا الدعاء؟
ـ[محمود المحلي]ــــــــ[03 - 09 - 09, 09:48 م]ـ
السلام عليكم.
سمعت أن أبا جهل قد دعا الله قبل لقاء جيش المسلمين في بدر بأن ينصر أيهما واصل للرحم (أو شيء من هذا القبيل).
وسؤالي: هل هذا صحيح؟
وإن كان صحيحا، فما تفسير ذلك؟ هل زين له الشيطان عمله حتى ظن أنه على حق، وأن الله سيستجيب دعاءه؟! أم أنه كان يفعل ذلك لخداع الجماهير؟!
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[04 - 09 - 09, 03:18 ص]ـ
نعم الحديث صحيح في المسند وغيره
عن ابن شهاب حدثني عبد الله بن ثعلبة بن أبي صعير العذري قال: كان المستفتح أبو جهل فإنه قال حين التقى القوم اللهم أينا كان اقطع للرحم و أتانا بما لا نعرف فاحنه الغداة فكان ذلك استفتاحه فأنزل الله {إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} إلى قوله {و أن الله مع المؤمنين}
وقد زين له الشيطان أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو قاطع الرحم بما جاء به من دين فرق به بين الأب وابنه
والله أعلم
ـ[محمود المحلي]ــــــــ[04 - 09 - 09, 03:33 م]ـ
شكرا جزيلا، وجزاكم الله خيرا.(149/400)
أبوجهل .. الشخصية والنموذج
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[03 - 09 - 09, 11:18 م]ـ
أبوجهل .. الشخصية والنموذج
بقلم الكاتب: د. نبيل فولي
مثَّلت شخصية عمرو بن هشام، أبي جهل، وما انتهت إليه حياته، انكسارَ أعنف النماذج الجاهلية أمام الإسلام، فقد عاش الرجل مع الإسلام نوعا غريبا من التكذيب، فكان يعرف صدق ما جاء به النبي (صلى الله عليه وسلم) ولكنه استكثر على نفسه أن يتبعه، ساقه إلى ذلك كِبر الجاهلية المتجذر في نفسه، ووضْعُه نفسَه في مقام مَن لا يجوز أن يكون تابعا لأحد، ويبقى متبوعًا سيدًا على الدوام. وقد سمى القرآن هذا الكبر «جحودًا»، وهو أن يعرف الإنسان الحق، ويأبى الاعتراف به واتباعه، فقد روى الحاكم بإسناد صححه، أن أبا جهل قال للنبي (صلى الله عليه وسلم): إنا لا نكذبك، ولكن نكذب ما جئتَ به، فأنزل الله تعالى {فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} (الأنعام: 33). وفي رواية لابن أبي حاتم، قال أبو جهل: والله إني لأعلم أنه لَنبيٌّ، ولكن متى كنا لبني عبد مناف تبعا؟! وتلا أبو زيد (الراوي) الآية السابقة.
وشبيه بهذا ما رواه البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال أبو جهل: اللهم إن كان هذا هو الحقَّ من عندك، فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم!
لقد كان أبو جهل معجبا بالقرآن، ويراه من طبقة أرفع -بصورة مدهشة- من أفصح كلامهم، على الرغم من أنه بلُغَتهم ولسانهم، ويستعمل ألفاظهم نفسها، لكنَّ أبا جهل أبى أن يصرح برأيه في القرآن لأحد جهرًا، فكشفته أعماله وكلماته الخافتة، إذ خرج ليلة مستخفيا من قريش ليستمع إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) في داره وهو يقرأ القرآن، فجلس يستمع من الليل حتى أدركه الصبح، وتسلل عائدا إلى داره، فجمعته الطريق برجلين من قريش (أبو سفيان، والأخنس بن شريق) فعلا مثلما فعل من الاستماع للقرآن سرًا، فتعاهد الثلاثة على ألا يعودوا إلى الاستماع إلى القرآن، لكنهم رجعوا في الليلة الثانية، وجمعتهم الطريق، فتعاهدوا ثانية، وفعلوا مثل ذلك في الثالثة، وتلاوموا من جديد، وعزموا على عدم العودة، وراح الأخنس يسأل أبا جهل عن رأيه فيما سمع، فقال أبو جهل: تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف، أطعَموا فأطعمنا، وحمَلوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تجاثينا على الركب، وكنا كفرسي رِهان، قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء، فمتى ندرك هذه؟ والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه!
لقد كان سؤال الأخنس بن شريق عن القرآن، فغيّر أبو جهل الحديث إلى التنافس المحتدم منذ الجاهلية بين بني مخزوم وبني عبد مناف، فالقضية التي كانت تشغله هي قضية الشرف والمكانة، وأما القرآن فلا يستطيع أن يقول فيه شيئا يتنقصه به.
والذي لقَّب عمرو بن هشام بـ «أبي جهل» هو رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كما يروي ابن حجر، ويرجع ذلك أساسا -فيما يبدو- إلى مواقفه الغريبة في مواجهة الإسلام، واتباعه أعنفَ سبل الجاهلية في تلك المواجهة، وليس إلى ضربه أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- بعنف شديد يوم الهجرة كما هو شائع؛ فهذا الحادث متأخر جدًا.
ومن صفات أبي جهل الجسدية القليلة التي عثرنا عليها، أنه كان خفيف الجسم، سريع الحركة، حاد الصوت، واضح الكلمات، قوي النظر، قويَّ ملامح الوجه، شديدَها.
يقول عنه العباس بن عبدالمطلب (رضي الله عنه): «كان رجلا خفيفا، حديد الوجه، حديد اللسان، حديد النظر».
وقد كان أبو جهل مقاربا لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) في السن والميلاد، فيروي ابن هشام في السيرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمر أصحابه بالتماس أبي جهل في القتلى يوم بدر، وعرّفه لهم بأثر جرح في ركبته، أصابه عندما دفعه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهما غلامان، فوقع على ركبتيه، وأصيب بجرح ترك أثرا.
إن المحرك الأساسي لعداوة أبي جهل لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ودعوتِه هو ميراث التنافس الجاهلي المقيت، والكِبر المستكنُّ في نفس هذه الشخصية الغريبة، وقد كان يرى حوله كثيرًا من رجال قريش يطيلون قاماتهم بأعمال مجيدة يقومون بها، فكان ينافسهم ويجري معهم في هذا المضمار، حتى ذُكر كأحد رجال قريش المعروفين بإطعام الطعام وإكرام الحجيج، وبرز كواحد من شجعان قومه، حتى بلغت به شجاعته درجة التهور الذي أهلكه يوم بدر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/401)
وحين بُعث النبي (صلى الله عليه وسلم) كانت المفاجأة، فهذا الرجل (الصادق الأمين) لم يكن ينافس قومه في هذا النوع من الشرف الذي يتصارعون عليه، فإذا به يخرج عليهم اليوم بما يجعل الكل-إن أطاعوه- أتباعًا له، ويبرز في مجالٍ لا سبيل لأحد منهم إليه، و هذه النبوة نفسها قلبت حب أبي لهب لابن أخيه محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى عداوة شديدة.
إن مشكلة أبي جهل، هي أنه كان باحثًا باستمرار عن مجد شخصي، وكان يرى نفسه مؤهَّلا لنيل هذا المجد بمواهبه وشرف آبائه، ويسيل لعابه دائما عند الحديث عن هذا الهدف، فحين اجتمع وفد من سادة قريش، وقدّمهم أبو طالب لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) قائلا: يا ابن أخي، هؤلاء أشراف قومك قد اجتمعوا ليعطوك وليأخذوا منك، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) «يا عمُّ، كلمة واحدة يعطونيها، تملكون بها العرب، وتدين لكم بها العجم»، فقال أبو جهل: نعم، وأبيك، وعشر كلمات، قال: تقولون: لا إله إلا الله، وتخلعون ما تعبدون من دونه». فصفقوا بأيديهم اندهاشا وإنكارًا.
العداوة الأقسى
أبو جهل من بين زعماء المشركين في مكة، لم يلن في مواجهة الإسلام إطلاقًا، واختار دائما أقسى الآراء والمواقف لمواجهة الدين الجديد، وهذه بعض الشواهد:
- أبو جهل هو الوحيد الذي قام بمحاولة فردية وبدون تحريض من أحد لقتل النبي (صلى الله عليه وسلم) في فترة الدعوة المكية، فاحتمل بيديه حجرًا ثقيلاً، وواعد الملأ من قريش أن يخلصهم من الرسول، وأقبل على النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو ساجد بين الركن اليماني والحجر الأسود، والكعبةُ بينه وبين الشام، ليحطم رأسه، وملأُ قريش يراقبون الموقف، وينتظرون النتيجة، ففوجئوا بأبي جهل يرجع إليهم متغير اللون، يملأ الرعبُ قلبَه، قد يبست يداه على حجره، حتى قذف الحجرَ من يده، وقامت إليه رجال قريش، فقالوا له: ما لك يا أبا الحكم؟! قال: قمت إليه لأفعل به ما قلت لكم البارحة، فلما دنوت منه، عرض لي دونه فحل من الإبل، لا، والله ما رأيت مثل هامته، ولا مثل قَصَرته (أصل العنق)، ولا أنيابه لفحل قط، فهمَّ بي أن يأكلني.
- تزعّم حصار المسلمين القاسي في شِعب أبي طالب، وحين رق قلب أناس من قريش وسعَوا لرفع الحصار، وقف هو في وجوههم، ولم تأخذه بالمسلمين -وفيهم النساء والأطفال- رحمةٌ ولا شفقة، لولا أن الرأي الآخر انتصر، ورُفع الحصار.
- أبو جهل صاحب أسوأ رأي للقضاء على دعوة النبي (صلى الله عليه وسلم) عند الهجرة، حيث قال «أرى أن نأخذ من كل قبيلة شابا فتى جليدًا نسيبا وسيطا فينا، ثم نعطي كل فتى منهم سيفا صارمًا، ثم يعمِدوا إليه فيضربوه ضربة رجل واحد ... » وهو الرأي الذي حاول المشركون تنفيذه، لكن الله حال بينهم وبين ذلك.
- ضحّى بمروءة الرجل التي كان الجاهليون يحرصون عليها، غيظا من الإسلام ورسوله، فضرب أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- بعنف وقسوة، حين أتى دار أبي بكر يوم الهجرة، فوجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصاحبه قد خرجا مهاجرين، بل إنه نال خزيًا أكبر حين تعدى على سمية بنت خياط -رضي الله عنها- في أول الإسلام، فجعل «يطعن بحربته في قبلها حتى قتلها».
- لم تتوقف حربه للإسلام على إيذاء من أسلم، بل تعدته إلى صد من يريد الإيمان عن دين الله تعالى، ففي صحيح البخاري أنه لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فوجد عنده أبا جهل بن هشام وعبدالله بن أبي أمية بن المغيرة، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأبي طالب: «يا عم، قل لا إله إلا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله»، فقال أبو جهل وعبدالله بن أبي أمية: يا أبا طالب، أترغب عن ملة عبدالمطلب؟ فلم يزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعرضها عليه، ويعودان بتلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: على ملة عبدالمطلب، وأبى أن يقول لا إله إلا الله.
- وأما إيذاء أبي جهل لمن آمن فحدِّث ولا حرج، ويكفي أنه خدع أخاه لأمه عياش بن أبي ربيعة حين هاجر إلى المدينة مسلما، حتى رده إلى مكة زاعما أن أمه قد هجرت الدنيا لأجل هجرته، ولما رجع عياش معه فتنه عن دينه، حتى أدركته رحمة الله وهاجر.
لم يكن سقوط أبي جهل سقوطًا لشخص بقدر ما كان سقوطا لنموذج، فكثيرون استعملوا ويستعملون مثل منطقه في معاداة الإسلام، والسعي نحو تدميره، فالحق الذي يبدو في نظرهم أنه سيضعهم في رتبة متأخرة لابد من إنكاره، بل محاربته، لأن تركه حرًا يحمل خطرًا شديدا عليهم .. هكذا تصوروا.
إننا نجد في كل زمن «آباء جهل» كثيرين، منبثين في مشرق ومغرب، يتوارثون المهمة بعضهم من بعض، وخطرهم يأتي من أنهم لا يعادون الإسلام بأشخاصهم وحدهم، بل يتجاوزون ذلك إلى نشر ثقافة العداوة للإسلام، بتزوير حقائق الإسلام، وإثارة النعرات الجاهلية، وحشد القوى المادية والمعنوية في مواجهة الإسلام، وتشجيع من فتر عن عداوته للإسلام كي يستمر في عداوته .. وهكذا.
وهكذا يبدو المعادون للإسلام من نوعية أبي جهل حوائط صد للخير عن قومهم وأهلهم، ولكن الإسلام، إن أحسن أهله فهمه وتمثُّله في حياتهم، لم تضره عداوة أبي جهل ولا آباء جهل الكثيرين، مهما بلغ مكرهم.
المراجع
- البداية والنهاية لابن كثير.
- تاريخ الطبري.
- تفسير a القرطبي.
- سير أعلام النبلاء للذهبي.
- سيرة ابن هشام.
- معجم البلدان لياقوت الحموي.
http://alwaei.com/topics/current/article_new.php?sdd=2791&issue=526
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/402)
ـ[عبدالله ابوحسان]ــــــــ[04 - 09 - 09, 06:15 م]ـ
مشكور(149/403)
دراسة تاريخية
ـ[عبدالله ابوحسان]ــــــــ[04 - 09 - 09, 06:13 م]ـ
احتاج دراسة تاريخية (اجتماعية وسياسية) للفترة من 900هـ الى الفترة 1110هـ
تقريبا 1500م الى 1600م
ـ[عبدالعزيز العقيلي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 12:30 ص]ـ
هل من مجيب.
وهل تفيد تراجم العلماء الذين عاشوا في هذه الفترة؟
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[06 - 09 - 09, 12:47 ص]ـ
عليك بموسوعة الدكتور أحمد شلبي
في التاريخ الإسلامي والحضارة
الجزء 1: مقدمة الموسوعة عن تاريخ الإسلام - تاريخ العرب قبل الإسلام - السيرة النبوية العطرة - الدعوة الإسلامية وفلسفتها - عصر الخلفاء الراشدين
http://www.liilas.com/mlooli/mwswah-altarekh-1.pdf
الجزء 2: الدولة الأموية والحركات الفكرية والثورية خلالها
http://www.liilas.com/mlooli/mwswah-altarekh-2.pdf
الجزء 3: الخلافة العباسية مع اهتمامات خاصة بالعصر العباسي الأول
http://www.liilas.com/mlooli/mwswah-altarekh-3.pdf
الجزء 4: الأندلس الإسلامية وانتقال الحضارة الإسلامية إلى أوربا عن طريقها-المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا: من مطلع الإسلام حتى الوقت الحاضر-السنوسية: مبادئها وتاريخها
http://www.liilas.com/mlooli/mwswah-altarekh-4.pdf
الجزء 5: تاريخ مصر وسوريا من مطلع الإسلام حتى الآن-الحروب الصليبية: دوافعها، أدوارها، نتائجها-الإمبراطورية العثمانية منذ نشأتها حتى الآن
http://www.liilas.com/mlooli/mwswah-altarekh-5.pdf
الجزء 6: المجتمع الإسلامي: أسس تكوينه-أسباب ضعفه-وسائل نهضته
http://www.liilas.com/mlooli/mwswah-altarekh-6.pdf
الجزء 7: الإسلام والدول الإسلامية بالجزيرة العربية والعراق من مطلع الإسلام حتى الآن
http://www.liilas.com/mlooli/mwswah-altarekh-7.pdf
الجزء 8
غير متوفر
ـ[عبدالله ابوحسان]ــــــــ[06 - 09 - 09, 06:42 م]ـ
جزاك الله خيرا ولكن الموقع يطلب مني رقم سري هل هو متوفر عندك(149/404)
فائدة عن علماء القرن الرابع
ـ[أبو تميم الدمشقي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 02:51 ص]ـ
قال السيوطي في تاريخ الخلفاء متحدثاً عن القرن الرابع:
قال الذهبي: كان في هذا العصر رأس الأشعرية أبو إسحاق الإسفرايني
و رأس المعتزلة القاضي عبد الجبار
و رأس الرافضة الشيخ المقتدر
و رأس الكرامية محمد بن الهيصم
و رأس القراء أبو الحسن الحمامي
و رأس المحدثين الحافظ عبد الغني بن سعيد
و رأس الصوفية أبو عبد الرحمن السلمي
و رأس الشعراء أبو عمر بن دراج
و رأس المجودين ابن البواب
و رأس الملوك السلطان محمود بن سبكتكين
قلت - أي السيوطي -: و يضم إلى هذا رأس الزنادقة الحاكم بأمر الله
و رأس اللغويين الجوهري
و رأس النحاة ابن جني
و رأس البلغاء البديع
و رأس الخطباء ابن نباتة
و رأس المفسرين أبو القاسم بن حبيب النيسابوري
و رأس الخلفاء القادر بالله ـ فإنه من أعلامهم.
ـ[الشريف عبد المنعم]ــــــــ[06 - 11 - 09, 12:06 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم كل خير(149/405)
أرشفة مجموعة كتب التاريخ و التراجم على موقع أرشيف
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 03:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي في الله
لقد قمت بجمع المجموعات الأساسية لكتب التاريخ و التراجم في موقع أرشيف
على ملفين وورد .... عسى الله أن ينفع بها
لكن الثمن اخوتي أن تدعو لي أن يفرج الله كربي و ييسر أمري الى ما يحبه و يرضاه لي.
ـ[عبدالعزيز العقيلي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 12:26 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته,
وأسأل الله أن يفرج كربك وييسر أمرك الى ما يحبة ويرضاة.
وجزاك الله خيرا.
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[06 - 09 - 09, 12:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا العمل النافع
اللهم فرج كربك و يسر أمرك
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا ياكريم
ـ[يونس1]ــــــــ[06 - 09 - 09, 02:49 ص]ـ
اللهم فرج كربه، وجميع المسلمين.
ـ[يونس1]ــــــــ[06 - 09 - 09, 02:58 ص]ـ
ولكن أخي الكريم، كتب التراجم تفتقر إلى كتب علم الرجال في الحديث، وموقع أرشيف غني بها.
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 03:31 ص]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خير على المرور و أثابكم خيراً على الدعاء
بالنسبة لكتب التراج أجل أخي و لكن الموجود هو في التراجم العامة و ليس علم الرجال
و سأحاول الجمع أخي بعون الله لهذا النوع من التراجم
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[07 - 09 - 09, 11:38 ص]ـ
جزاكم الله خيراً اخوتي في الله على مروركم الكريم
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[29 - 04 - 10, 09:54 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[محمود المنصور]ــــــــ[30 - 04 - 10, 07:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا اخى وحبيبي واستاذى أبو سليمان العسلي
أحبك فى الله(149/406)
وديعة التراث العربي في تركية المخطوطات والخطوط
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 03:51 ص]ـ
نتكلم اليوم عن الوديعة العربية الهامة التي أودعتها الأحداث التاريخية في تركية وأعني بذلك المخطوطات العربية التي احتوتها المكتبات التركية، وأكتفي من هذا الجم الغفير من المخطوطات العربية مما احتوته المكتبات التركية العامة والخاصة بالحديث عن (المكتبة السليمانية) ووديعتها من المخطوطات العربية علماً بأنه يوجد مخطوطات كثيرة خارج مكتبة السليمانية كمكتبة طوب قابو (الباب العالي) ومكتبة سراي يلدز، ومكتبة سراي ضولمة باغجه، ومكتبة السلطان أحمد والسلطان محمد الفاتح من جامعيهما، ومكتبة عاطف أفندي، وحاجي سليم آغا، وكوبرولو، ونور عثمانيه وراغب باشا. لذا تعد خزائن المخطوطات التركية أثرى خزائن التراث المخطوط العربي.
ولكن تظل المكتبة السليمانية أهم مركز للمخطوطات والكتب القديمة المطبوعة بالعربية والتركية والعثمانية، حتى يقدر ما تحتويه بـ 125 ألف مخطوطة و50 ألف كتاب مطبوع ويرجع تاريخ مكتبة السليمانية لعهد السلطان سليمان القانوني (1557)، وقد تحولت لمكتبة عامة سنة 1957م، وكانت من قَبل عبارة عن مدرسة للصبيان، وتمثّل الكتب العربية القسم الأعظم من محتويات المكتبة السليمانية، وتأتي الكتب العثمانية في المرتبة الثانية بعد العربية، وتأتي الكتب المكتوبة بالفارسية في المرتبة الثالثة بعدهما، ففيها ما يزيد عن 120 ألف كتاب ومخطوطة تمثل اللغة العربية منها حوالي 70 إلى 80 ألف كتاب، والعثمانية 30 ـ 40 ألف كتاب، وتبقى الفارسية بحدود 10 ـ 12 ألف كتاب.
أما عن موضوعات الكتب الموجودة بالمكتبة فهي تتعلق بعلوم إسلامية، مثل علوم القرآن الكريم، والتفسير، والحديث، والفقه، وعلم الكلام، والتاريخ والجغرافيا، والأدب، والكيمياء والفيزياء، والطب، والرياضيات، وكتب أخرى تتعلق بالفنون الإسلامية مثل الخط العربي وتذهيب المخطوطات، وفق الأوبرو (الرسم والتلوين على الماء)، ويرجع أقدم كتاب فيها لحوالي عام 1055م وهو مكتوب على الجلد، وتوجد بعض الكتب التي كُتبتْ على ورق قديم بالخط الكوفي.
وأكثر هذه الكتب التي تضمنتها المكتبة آلت إليها بجمع الكتب ونقلها من دور الوقف الخيرية، التي أنشأها سعيد باشا باستانبول.
وقد جمعت المخطوطات والكتب من الجوامع والمدارس والخانات والتكايا والزوايا والمساجد ودور الوقف العثمانية، ومن ثّمَّ تكونت مكتبة السليمانية التي تشمل على 117 مكتبة، مثل مكتبات السلاطين والوزراء العظام، ووالدات السلاطين، وشيوخ الإسلام.
هذا ولقد تم تصنيف الكتب الموجودة ـ إلا أقلها ـ وفهرسة معظمها وتحتوي المكتبة على فهارس: (كاتالوج) لمجموعة عهد السلطان عبد الحميد، ولكنه غير كافٍ، وهناك فهرس مطبوع في عام 1979 يتعلق بالمخطوطات الموجودة في كل تركية، وعدد أجزائه 30 جزءاً، وقد قامت المكتبة بتطبيق وسائل التقنية الحديثة كالحاسوب (الكومبيوتر)، ولعل وضع كل هذا على شبكة المعلومات خلال السنوات القليلة القادمة سيجعل القارئ من أي بلد يدخل على موقع المكتبة ليعرف ما هو موجود فيها، وسيكون الفهرس في بداية الأمر باللغة التركية، وسيكون بعد ذلك بالعربية والإنكليزية.
وليس من باب العتاب أن نقول إنه جاء وقت أصبح فيه الحصول على مخطوطٍ من المكتبات التركية دونه خرط القتاد، حيث يستلزم ذلك إذناً من السفارات أو القنصليات التركية في بلد القارئ، ولكن ألغي هذا القرار مؤخراً، فأصبح الباحث بإمكانه الحصول على مخطوطه بمخاطبة إدارة المكتبة برسالةٍ خطية أو بالناسوخ (الفاكس) يوضح فيه طلبه من المخطوطات، فتقوم المكتبة بالرد عليه، وبإعلامه بتحديد قيمة نسخة (الميكروفيلم) أو اسطوانة الـ (سي دي. C.D) ثُم ترسل له بعد قيامه بتحويل التكلفة لحساب المكتبة عبر البنوك.
وهناك مشروع جديد لتصوير محتويات المكتبات التي تقبع في أماكن خارج السليمانية وضمَّها إلى فهرس مكتبة السلمانية، بحيث يمكن جمع كل المخطوطات الموجودة في تركية في الحاسوب وفي مكتبة السليمانية في إطار مشروع وزارة الثقافة التركية.
ويقول المسؤولون الأتراك: إن الأمريكان ألحقوا ضرراً كبيراً في قطاع المخطوطات، فبقدوم قواتهم للمنطقة انخفض عدد الزوار الأجانب للسليمانية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/407)
وفي السليمانية ـ فضلاً عن المخطوطات ـ هناك دورات تعليمية للخط العربي وفن التذهيب والمنمنمات، يقوم بالتدريس فيها المتخصصون في الفنون وتاريخها الإسلامي، ونضرب مثالاً على هذا أنْ استمر الدكتور الفنان علي ألب أصلان في تدريس دورات متتالية للخط العربي لمدة ست أو سبع سنوات، علاوة على قيام الفنان فؤاد باشا بتدريس فن الأوبرو.
وعلى ذكر الخط العربي نقول إن الخط العربي يُعد واحدً من أهم إنجازات الحضارة الإسلامية في مجال الفنون الجميلة التي قدمتها البشرية. إذ تجلت فيها عبقرية الفنان المسلم، فاستطاع توظيفه في أبدع صورة على جدران المساجد والمدارس وعلى المشكاوات والأواني النحاسية والسجاد، وتشهد الآثار التي وصلت إلينا حاملة هذا الفن البديع، على ما وصل إليه من رقي وإبداع.
وقد عني الأتراك العثمانيون ـ خاصة ـ بفن الخط العربي عناية عظيمة، بعد أن انتقلت إليهم الخلافة الإسلامية، فتقدّم على أيديهم، وبلغ درجات عالية من الجمال، وكان الخلفاء العثمانيون يحتفون بالخطاطين. ويجزلون لهم العطاء، ويوفرون لهم كل أسباب الإبداع، وحسبك أن نعلم أن خطاط السلطان كان يتقاضى 400 ليرة عثمانية ذهباً في كل شهر. بل إن بعض الخلفاء العثمانيين كانوا من هواة الخط العربي والبارعين فيه، أمثال السلطان سليمان القانوني والسلطان محمد خان الثالث والسلطان مصطفى خان الثاني (1664 ـ 1704) والسلطان أحمد خان الثالث الذي كان بارعاً في فن الخط، وبخاصة النسخ والثلث والجليل، وقد كتب عدة مصاحف بخطه الجميل، أهدى منها مصحفين شريفين للروضة المطهرة، وتحتفظ دار الكتب المصرية بمجموعتين من خطه. ومنهم السلطان محمود الثاني (1785 ـ 1839) والسلطان عبد المجيد الأول (1723 ـ 1861) والسلطان عبد العزيز خان (1830 ـ 1876) والسلطان عبد الحميد الثاني (1842 ـ 1918) ويستطيع المرء أن يتأمل نماذج من خطوطهم التي كانوا يفتخرون بها افتخارهم بما كانوا يحفظون من كتاب الله.
وقدَّم الأتراك العثمانيون عدداً من أعظم الخطاطين، من أمثال:
حمد الله مصطفى الأماسي (833 ـ 926) هـ، وهو أول من نقل الخط العربي من العرب إلى الأتراك، وبهذا يُعَد المعلم الأول للخطاطين الأتراك عامة، ومنهم الخطاط التركي أحمد قره حصاري، المولود سنة 873 اشتهر بالجمع بين قواعد شيوخه الذين أخذ منهم، فاستنبط طريقة خطية خاصةً به، تجمع ما اختلف منه من الخصائص والطرق التي بدأ بها أولاً، وتميّز هذا الخطاط بخطه (الجلي)، وتشهد له آثاره الخطية بطول باعه، وعلو منزلته، تمثلها كتاباته في جامع السليمانية، وقد قال عنه الأتراك إنه يتبوأ المنزلة الخامسة بين الخطاطين الأقطاب في تركية.
ومنهم الخطاط عبد العزيز الرفاعي الذي استقدمه الملك فؤاد من تركية إلى مصر سنة (1340هـ ـ 1921م) فكتب له مصحفاً في ستة أشهر، وذهبه وزخرفه في ثمانية أشهر، فجاء آية من الآيات في مجال الخط، ودقة الزخرفة، وبديع النقش، وأصبح الشيخ عبد العزيز من بين المدرسين للمدرسة الخاصة التي افتتحها الملك فؤاد لتعليم الخط العربي (1341هـ ـ 1922م).
غير أن شيخ الخطاطين الأتراك المبدعين هو حامد آيتاش الآمدي (1891 ـ 1982) م آخر عباقرة الخط العربي في تركية، وقف حياته لكتابة المصحف الشريف. اسمه الحقيقي (موسى عزمي) ونُسب إلى آمد (قرية من قرى ديار بكر).كان جده خطاطاً، تعلم الخط الثلث على يد أحمد حلمي بك، كما تعلم الرقعة على يد وحيد أفندي، وهؤلاء الأساتذة من كبار الأساتذة الأتراك المتميزين بأنواع من الخطوط، وعمل خطاطاً في دار الطبعة، ثم تقدم للعمل في مطبعة المدرسة العسكرية، ونال إجازة امتحان الخطاطين، ولما عاد من ألمانيا تعلم (الجلي ثلث) من الحاج نظيف بك، وكتابة الطُّغَرَاء من إسماعيل حقي، وغيرهم من مشاهير الخطاطين في عصره.
ومن آثاره التي يمكن مشاهدتها في تركيا والعراق ومصر ما تركه من كتابات قرآنية في مسجد شيشلي، ومسجد أيوب، ومسجد باشباهشي، ومسجد حاجي كوشك في استانبول، ودانزلي، وشانا قلعة. كما كتب أربعين حديثاً نبوياً وكثيراً من كتب تعليم الخط، والآلاف من مختلف الكتابات الإسلامية والمدائح النبوية أو الأشعار العربية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/408)
وكان قمة إنتاجه نسخ المصحف الشريف مرتين بخطٍ يُعَدُّ من أجمل الخطوط، وله تلاميذ كثيرون في تركيا والشام والعراق أجازهم ومنحهم شهادات تقليدية تؤهلهم لحمل لقب خطاط، ومن الغريب أن تعلَّمتْ على يده طالبة يابانية أجازها في الخط العربي لتنقله إلى بلادها: اليابان.
أورث هذا العالم الفنان الأمة الإسلامية مصاحف خطّها قلمه، وطبعت في استانبول وبرلين، وتعد من روائع المصاحف التي طبعت في العالم، كان يتهاداها الملوك والسلاطين. ومن تلاميذه الكبار حسن شلبي.
ولو رحنا نعدد أسماء الخطاطين العثمانيين لأعيانا العد، من أمثال: يساري أفندي ومصطفى راقم، وممتاز بك، والحافظ عثمان، وعبد الله زهدي، وجلال الدين، ومحمد عزت، ومحمد مؤنس زاده، ومحمد جعفر، ومحمد محفوظ، وغيرهم كثيرون، وكتب هؤلاء الخطاطون الأتراك عشرات المصاحف المبثوثة في مكتبات العالم وآلاف الأدعية والسور القرآنية التي تشهد على ما قدموه من خدمات جليلة لهذا الفن الجميل.
ومن الجدير بالذكر أن نقول إن الإسلام عندما أغلق بابي التصوير والنحت أطلق النزعة الجمالية عند الإنسان المسلم فأبدعت الخط، فتفنَّن فيه تفنّن غير المسلم بالتصاوير والمنحوتات كالفراعنة واليونان مثلاً ومن الجدير بالذكر أيضاً أن نقول: إن الفنان المسلم شعر قبل انتشار حروف الطباعة بأهمية الخط الجميل، وطواعية الحرف العربي الشريف لهذا الإبداع، فاهتم به العثمانيون ـ خاصة ـ اهتماماً شديداً، وخدموه وطوَّروه، وسنوا له من القواعد والقوانين ما ارتقى به إلى أن أصبح الخط العربي على درجة كبيرة من الجمال والكمال والرقي، تتماشى مع المرحلة الحضارية التي مروا بها. واعترف العالم كله لهم بذلك.
وكان نسخ مخطوطات القرآن الكريم من أسباب اهتمام المسلمين بالخط العربي، وأصبح تعلم الخط العربي لا يقل أهمية عن باقي علوم اللغة وأصبح تعلم الخط يقترن بتحفيظ القرآن الكريم ككتابته كتابة صحيحة جميلة. بدليل أن هذا الاهتمام لم يكن محصوراً في عامة الناس فقط، بل وفي خاصتهم أيضاً، فكان الخط مادة أساسية في تعليم أبناء السلاطين والكبراء، كما رأينا قبل قليل.
ومن نافلة القول أن نقول إن الخط ملكة تنضبط بها حركة الأنامل بالقلم على قواعد معينة، وهذه الملكة تتزين بالتعليم، وتقوى بالتمرين والاجتهاد، وليس كل خطاطٍ يمكنه أن يكون خطاطاً مبدعاً محترفاً متميّزاً، وحُسن الخط كامن في الأفراد كمون النار في الحجر، لمن وهبه الله تعالى من الاستعداد الفطري، فإذا اشتغل به الموهوب نبغ نبوغاً عظيماً من غير كبير عناء.
ومن الجدير بالذكر أيضاً أن نقول إن الخط العربي خضع لمحنتين كبيرتين: الأولى: عندما أمر مصطفى كمال أتاتورك سنة 1926 استبدال الحرف اللاتيني بالحرف العربي، وذلك بعد سقوط الخلافة العثمانية التي حرص سلاطينها على خدمة الحرف العربي الشريف، فانقطعت بذلك الصلة بين الأتراك والثقافة الإسلامية، فأهمل بذلك الخط العربي، وضعفت مكانة الخطاطين، بل إن بعضهم هاجر من تركية ومارس فنه في بلادٍ إسلاميةٍ أخرى، والمحنة الثانية هذا الجهاز العجيب المسمى بالحاسوب، الذي قدّم للفكر والثقافة خدمات جليلة، ولكنه نافس الخطاطين في ألوانٍ من الخطوط ابتدعها لتتمشى مع تقنياته، ولكنها وقفتْ دون الخطوط التي كانت تبدعها ريشة الفنان ومداده. صحيح أن الحاسوب يقدم أنماطاً من الخطوط ولكنها لا ترقى إلى جمالية الخط الذي يهاجر من الورق ليرتسم على جدران المساجد والقصور ونفائس الأواني المزخرفة، و هذه لا يمكن أن تصل إليها عبقرية الحاسوب.
المصدر: - بتصرف -
http://www.awu-dam.org/trath/101/turath101-001.htm
ـ[عبدالعزيز العقيلي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 12:07 ص]ـ
شكرا ًلك, وجزاك الله خيرا.(149/409)
عمارة الرباطات في بلاد المغرب: رباط المنستير نموذجاً (1)
ـ[إكرام شقرون]ــــــــ[05 - 09 - 09, 05:06 ص]ـ
عمارة الرباطات في بلاد المغرب: رباط المنستير نموذجاً (1)
- تمهيد:
لقد شكلت الرباطات مظهراً أساسياً من مظاهر التطور الحضاري والعمراني لدار الإسلام في العصور الوسطى، واقترنت نشأتها في بلاد المغرب بعصر الفتوحات، ثم تطورت باعتبار أن هذه البلاد كانت أرض جهاد ومرابطة ومثاغرة.
والرباط هو عبارة عن ثكنة عسكرية محصنة، يقيم فيها أولئك الذين حبسوا حياتهم على الجهاد في سبيل الله، وهو أيضا مدرسة يؤمها العلماء، يدرسون العلم احتساباً لله تعالى وللجهاد في سبيله.
ولقد كانت السواحل التونسية أكثر تعرّضاً للغارات البيزنطية المفاجئة نظراً لقربها من أرض العدوّ، ممّا ألحق أضراراً جسيمة بسكان المناطق الساحلية، واستلزم بالتالي وجود سلسلة من المحارس والأربطة على الحدود لمراقبة تحركات العدوّ وحراسة مناطق الثغور ودفع الشرور عنها، ولعلّ أشهرها رباط المنستير الذي يعدّ من أقدم وأهم البناءات الدفاعية التي خطّطت أيام الخليفة العباسي هارون الرشيد، فكان إنشاؤه نقطة تحول جذري في مجال العمارة الإسلامية.
1 - مصطلح "منستير":
المنستير: لفظة شائعة الاستعمال في اللغة الإغريقية Monasterion ثم اللاتينية Monasterium، كانت تطلق على المؤسسة النصرانية التي يؤمها الرهبان، والتي تسمى بالعربية: الدير [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn1)، قال الشهاب الخفاجي: المنستير «لفظ رومي معناه عندهم خانقاه للرهبان على الطريق ينزل فيه أبناء السبيل» [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn2)، وهو ما يؤيده مخلوف الذي يذهب إلى أن «بالقرب من القصر – (قصر المنستير) - شرقيه جزيرة منحوت بها بيوت كانت قبل الفتح الإسلامي مقر الرهبان والمنقطعين للعبادة فيه، وبالقرب منه بالقراعية داموس منحوت في جبل على شاطئ البحر يعرف الآن بالكحيلة كان أيضا مقرا للرهبان، وقيل كان مقرا في المصيف لبعض أمراء الرومان» [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn3). لذلك فنحن لا نستبعد وجود دير مسيحي قديم بالمنستير، لكنه لم يوجد بالضرورة في موضع قصر الرباط، وما من شك أن المسلمين لم يجدوا من هذا الدير شيئاً ذا بال غير الاسم الذي أعطي للموقع، خصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار تدهور الحياة العمرانية في أواخر العهد البيزنطي [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn4). وقد أثبتت الأسبار التي قام بها المهندس الفرنسي ليزين في أسس الرباط، أن المعلم أقيم على أرض بكر عكس نظيره رباط سوسة [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn5). ويذهب حسن حسني عبدالوهاب إلى أن العرب أطلقوا لفظة «منستير» على الوحدة المعمارية المشتركة بين الحصن والدّير التي ظهرت في القرن الثاني للهجرة (8م) وقبل استعمال كلمة «رباط» في مدلولها العربي الخاص، وأنهم أخذوها عن البيزنطيين الذين كانت لهم منشآت كبيرة على النحو المشترك بين الأديرة والحصون الحربية، وهو لذلك لا يستبعد أن تكون لفظة «منستير» شائعة الاستعمال في المشرق العربي خاصة بسواحل سوريا وفلسطين [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn6). إلا أننا نجد أن هذا اللفظ لا يطلق إلا على بعض المواضع في الغرب الإسلامي وخاصة بإفريقية. حيث يذكر ياقوت الحموي في هذا السياق أن اسم المنستير كان يطلق على ثلاثة مواضع:
-المنستير: وهو موضع بين المهدية وسوسة من أرض إفريقية، بينه وبين كلّ واحدة منهما مرحلة، وهو مَعْبدٌ يجتمع فيه الزُهّاد والمنقطعون للعبادة، وفيه عدة قصور مبنية كالدايرة في وسطه رحْبة وعلى الجميع سور واحد، وأهل إفريقية يحسنون مراعاة سكّانه بالبرّ ويُمدّونهم بالقوت والكفاية، وبه قبور بعض بني المتلقب بالمهدي جدّ ملوك مصر [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn1).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/410)
-منستير عثمان: موضع آخر بإفريقية، بيْنه وبيْن القيروان ستة مراحل، وبينه وبيْن باجة ثلاثة مراحل، وهو بلد فيه جامع وفنادق كثيرة وأسواق وحمّامات، وبئر لا تنزف، وقصر للأول مبني بالصخر كبير. وأهله قوم من قريش، ويقال إنّ أوّل من بناه الربيع بن سليمان عند دخوله إفريقية [8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1).
- منستير الأندلس: يقع في شرقيها بين لقنت (أليكانت الحالية) وقرطاجنة [9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1). ويرجع تاريخ تأسيسه إلى سنة 333هـ/944م حسب نقيشة تذكارية محفوظة بالمتحف الأثري بمرسية، ثم العثور عليها سنة 1897م، وقد أشرف على بنائه بعض النازحين من إفريقية ممن كانوا في خدمة الدولة الأغلبية [10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2). واستمرت الأبحاث وعمليات التنقيب حول هذا المعلم، حيث تمكن باحث الآثار الأليكانتي Rafael Azuar-Ruiz من اكتشاف ما يصل إلى اثنين وعشرين مسجداً صغيراً مجمّعة في أعلى الكثبات على الساحل بجوار مدينة كواردمار Guardamar الساحلية، على الضفة اليمنى الجنوبية، عند مصب نهر شقورة Ségura، أطلق عليها اسم رباط الخلافة [11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn3).
ولا يفوتنا في هذا الصدد الإشارة إلى ما ذهب إليه الباحث الإسباني Mikelde Epalza في إحدى دراساته حول «منستير إفريقية ومنستير شرق الأندلس» من أن لفظ «المنستير» ليس اسم مكان من أصل يُوناني-لاتيني، بقدر ما هو اسم المؤسسة الإسلامية ذاتها التي انتشرت في الغرب الإسلامي انطلاقا من منستير إفريقية. وما عبارة «رباط المنستير» سوى تجميع إعلامي لمصطلحين عربيين يعنيان حقيقة واحدة في عصور مختلفة: «المنستير» إلى حدود القرن 11م، و «الرباط» انطلاقاًَ من القرن 11م، واستند في ذلك إلى وجود «منستير شرق الأندلس» [12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1).
وبالإضافة إلى هذه المواضع الثلاث التي ذكرها ياقوت الحموي، نجد صاحب الاستبصار يذهب إلى أن «النصف الثاني من غابة قفصة يسقى من عين عظيمة خارج المدينة تسمى «عين المنستير»، وهي عين كبيرة معينة عذبة يخرج منها نهر كبير. وهذه العين من أحسن ما يرى من العيون، وهي في جانب النهر المسمى بوادي بايش» [13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1). كما أنه بالقرب من مدينة غار الملح التونسية توجد «عين المنستير» و «رأس المنستير» ما بين بلدتي سُونين ورفراف، وحسب الزركشي فإن هذه الأخيرة كان لها «محرس» [14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn3).
[1] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref1)Asin (Jaime Oliver) : « Les Tunisiens en Espagne, à travers la toponymie », in : les Cahiers de Tunisie, Tome XVIII, N°69-70, 1er et 2ème trimestres 1970, p. 17
وزبيس (سليمان مصطفى)، المنستير: ماضيها ومعالمها التاريخية، الدار التونسية للنشر، تونس، د. ت، ص. 3.
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref2) مخلوف (محمد بن محمد)، شجرة النور الزكية في طبقات المالكية، دار الكتاب العربي، بيروت، د. ت، القسم الثاني، ص. 189.
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref3) نفسه، ج2، ص: 190.
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref4) المرابط (رياض)، "إشكالية نشأة مدينة المنستير العربية"، مجلة الحياة الثقافية، السنة22، العدد83، مارس 1997م، ص:26.
وزبيس (سليمان مصطفى)، المنستير: ومعالمها التاريخية، م. س، ص: 3.
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref5)Lézine (Alexandre), Le Ribat de Sousse suivi de notes sur le Ribat de Monastir, Direction des Antiquités et Arts en Tunisie, Notes et documents XIV, Imprimerie la Rapide, Tunis, 1956, p. 35
[6] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref6) عبدالوهاب (حسن حسني)، ورقات عن الحضارة العربية بإفريقية التونسية، جمع وإشراف: محمد العروسي المطوي، مكتبة المنار، تونس، 1972، القسم الثالث، ص: 403 - 404.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/411)
[7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref1) الحموي (شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله)، كتاب المشترك وضعاً والمفترق صقعا، ط.2، عالم الكتب، بيروت، 1986، ص. 404
[8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref3) نفسه، ص: 404 - 405.
والبكري (أبو عبيد)، كتاب المسالك والممالك، تحقيق وتقديم: أدريان فان ليُوفن وأندري فيري، الدار العربية للكتاب والمؤسسة الوطنية للترجمة والتحقيق والدراسات: بيت الحكمة، تونس، ودار الغرب الإسلامي، بيروت، 1992، ص: 718.
[9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref1) نفسه، ص: 405.
[10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref2)Codera (Francisco) : « Inscription arabe de Guardamar », in : Boletin de la Real Academia de la Historia, Madrid, Tomo XXXI, 1897, p. 31-33
وحسب هذه النقيشة فإن الذي أمر ببنائه هو: أحمد بن بهلول بن بنت الواثق بالله، وهو أمير عباسي من أصل مشرقي، استقرت أسرته بالقيروان في خدمة الدولة الأغلبية.
[11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref1)Azuar Ruiz (Rafael) : « Una Rábitacalifal en las dunas de Guardamar (Alicante) », Actas del I Congreso de Arquelogia Medieval Espanola, Tomo III : Andalusi, (coleccion actas9), Diputacion general de Aragon-Departamento de cultura y Educacion, Diputacion provincial de Zaragoza, Zaragoza, 1986, p :505-515
-Azuar Ruiz (Rafael) (éd), La Rábitacalifal de las dunas de Guardamar (Alicante). Cerámica, Epigrafia. Fauna. Malacofauna, Diputacion Provincial de Alicante, Alicante, 1989, p : 9, p : 13-17, p : 208-215
-Azuar Ruiz (Rafael) : « Una Rábita hispanomusulmana del siglo X (Guardamar del Segura, Alicante, Espana » in : Archéologie Islamique, N°1, 1990, p : 109-122
[12] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref1) De Epalza (Mikel) : « Al-Munastir d’Ifriqiya et Al-Munastir de xarq-Al-Andalus », in : Actes du VII colloque universitaire tuniso-espagnol sur : Le Patrimoine Andalous dans la culture arabe et espagnole, cahiers du C.E.R.E.S, Tunis, 1991, p :100-101
[13] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref1) مجهول، الاستبصار في عجائب الأمصار، نشر وتعليق: د. سعد زغلول عبدالحميد، دار النشر المغربية، الدار البيضاء، 1985، ص. 152.
[14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref2) الزركشي (أبو عبدالله محمد بن إبراهيم)، تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية، تحقيق وتعليق: محمد ماضور، المكتبة العتيقة، تونس، 1966، ص. 116.
Gafsi Slama (Abdelhakim) : « Des autres al-Monastir en Tunisie ? », in : la Rabita en el Islam : Estudios Interdisciplinare, Actas de los congressos internacionals de Sant Carles de la Ràpita (1989-1997), Ajuntament de Sant Carles de la Ràpita, Universidad d’Alicante, Alicante, 2004, p : 296(149/412)
رسالة الدكتوراه لكارل بروكلمان
ـ[أبو أنس الخليلي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 01:56 م]ـ
السلام عليكم:
كارل بروكلمان صاحب كتاب تاريخ الأدب العربي , سمعت أن له رسالة دكتوراه , فما هي؟ و هل هي مطبوعة؟
أرجو الافادة؟
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[05 - 09 - 09, 09:06 م]ـ
* (تقدم كارل بروكلمان وهو في الثانية والعشرين من العمر بأطروحة لنيل الدكتوراه، عالج فيها صلة كتاب (الكامل) لابن الأثير ب (اخبار الرسل والملوك) للطبري وبعد أن قضى فترة في التعليم الثانوي في ستراسبورغ عاد إلى مدينة "برسلاو" حيث قدم أطروحة الأستاذية في جامعتها وعالج في هذه الأطروحة كتاب ابن الجوزي (تلقيح فهوم الآثار في مختصر السير والأخبار) وانتظر ثماني سنوات ختى سمي أستاذا في الجامعة في عام 1900.) *
*كارل بروكلمان شخصيت ومنجزاته
بقلم المستشرق:
غونتركرال
الأستاذ بجامعة لايبزغ
مجلة المعرفة السورية ص26
السنة الرابعة العدد48 شباط سنة1966
وأيضا:
http://www.dahsha.com/viewarticle.php?id=26577
http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=14773
ـ[أبو أنس الخليلي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 09:30 م]ـ
جزاك الله خيرا ...(149/413)
17 رمضان ... ذكرى غزوة بدر الكبرى
ـ[أمل العلمي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 08:46 م]ـ
17 رمضان ... ذكرى غزوة بدر الكبرى
أيها الإخوة الأعزاء بمناسبة ذكرى غزوة بدر الكبرى، التي حدثت في 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة، يسعدني أن أضع بين أيديكم بعض المراجع والدراسات المهمة والصور والعروض ضمن ملفات مجموعة ومضغوطة ليسهل تحميلها تخص يوم الفرقان يوم التقى الجمعان ... فعلى كل أب مرب أو معلم أو أستاذ يشرف على الناشئة أن يفيد بها رعيته ... فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ... وفقكم الله لما يحبه ويرضاه. وهي على الرابط التالي سائغة للمتعطشين للقراءة:
http://www.4shared.com/file/130426661/acfb16b8/__online.html
ـ[أمل العلمي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 04:56 م]ـ
بعد نشر ملف غزوة بدر تلقيت ضمن بريدي رسالة خاصة من الأخ الفاضل الدكتور أبو عبد الرحمن معوض أرشدني لمقال له مميز تحت عنوان غزوة بدر بالصور مع (أبو عبد الرحمن معوض)
والرابط هو التالي: فيه متعة الاستفادة بالصور أنصح بزيارته
http://www.kanadeelfkr.com/vb/private.php?do=showpm&pmid=119193(149/414)
موقف القبائل البدوية من قافلة الحج الشامي والخط الحديدي الحجازي
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 11:59 م]ـ
موقف القبائل البدوية من قافلة الحج الشامي والخط الحديدي الحجازي في القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين
د. ابراهيم فاعور الشرعة
شهدت الفترة الواقعة ما بين القرن السادس عشر وأواسط القرن الثامن عشر صراعاً مريراً بين القبائل البدوية (الشامية والحجازية) والدولة العثمانية، تمثل ذلك الصراع في حالات كثيرة حول حماية قافلة الحج الشامي من اعتداءات هذه القبائل، حيث تكررت تلك الاعتداءات على القافلة مرات عدة؛ بسبب الخلاف ما بين أمراء القافلة وزعماء القبائل فيما يتعلق بالأموال "الصّرة" (1) التي كانت تدفع للبدو من السلطات العثمانية، وحرمان البدو من نقل المؤن وتقديم الحماية وبعض الخدمات للحجاج في المنطقة الواقعة ما بين دمشق والأماكن المقدسة (2). ولكن الأمور تغيرت ما بين الدولة العثمانية والقبائل البدوية في الحقب اللاحقة، فابتداءً من القرن التاسع عشر خفّت اعتداءات القبائل على القافلة؛ إذ زاد اهتمام الدولة العثمانية بالقافلة؛ فقلت هجمات البدو على الحجاج، نتيجة لسياسة الدولة التي قامت على كسب ودّ القبائل والاستفادة منهم في نقل الحجاج، وبناءً على ذلك توطدت العلاقة بين الطرفين، بعد أن كانت علاقة عدائية في أغلب الأوقات؛ فمن خلال ما أورده الرحالة الأجنبي لورنس أوليفانت ( Laurence Olyphant) عن قبيلة بني صخر (3)، وتبنيها مسألة تقديم الجمال إلى والي دمشق لنقل الحجاج مقابل أجرة معينة (4)، يتضح لنا أن الدولة بدأت تهادن القبائل البدوية التي لها تماس مع طريق الحج كبني صخر مثلاً.
إن سياسة الدولة العثمانية في التعامل مع القبائل البدوية أملتها نتائج حادثة عام 1757 - 1758م (1171هـ) الشهيرة (5)؛ لذلك كلفت الدولة بعض القبائل مهمة نقل الحجاج والمؤن، ففي عام 1804م (1219هـ) بعث والي دمشق وقائد (سر عسكر) الجيش فيها أمير الحج إبراهيم باشا إلى قائمقام القدس حوالة مالية بقيمة (32,000) قرش، وأن يتم الإسراع لتسليمها إلى شيخ بني صخر عواد الفايز "مفخر المشايخ الموقرين"، مقابل أن يتعهد بنقل (1,000) حمل شعير إلى قلعة معان (6)، في موعد خروج القافلة من دمشق (7).
ومما يؤكد تطور العلاقة بين الدولة العثمانية والقبائل البدوية في المنطقة، خاصة قبيلة بني صخر، ما حدث من تعاون بين الطرفين للتصدي لقوات الإمام سعود بن عبدالعزيز - رحمه الله - التي توجهت في عام 1809م (1225هـ) نحو الشام، فقدّم كل من: الشيخ سعد القعدان الفايز والشيخ فهيد - وكلاهما من زعماء بني صخر - المساعدة لقوات والي دمشق، وأرسلا مجموعة من المحاربين إلى طبريا، انضمت إلى القوات المرسلة من قبل والي عكا سليمان باشا العادل؛ إذ كان لهذا التعاون أثر في تراجع قوات الإمام سعود (8). وتحسنت علاقة الدولة مع قبيلة عنزة أيضاً (9)، التي كانت تعتمد عليها في تقديم آلاف الجمال للحجاج، مقابل أجور معينة وهبات لبعض شيوخها، بالإضافة إلى ما كان يقدّمه والي دمشق من أموال لهذه القبيلة في بعض مواسم الحج التي يكون مردودها ضعيفاً، كتعويض نتيجة لخسائرها الاقتصادية (10).
ولحظ بعض الرحالة الأجانب الذين زاروا المنطقة، مثل: بيركهاردت ( Burckhardt)، أن بعض العشائر البدوية، وبالذات التي كانت تستقر في جنوب منطقة شرقي الأردن، كانت تسهم بنقل الحجاج وتقديم المؤن، كاللياثنة في وادي موسى، الذين كانوا يحملون المؤن التابعة للقافلة عند وصول الحجاج إلى معان باتجاه الأماكن المقدسة، وبعض هذه العشائر؛ كالعلاوين، والعمران، والحيوات القاطنة بالقرب من العقبة، كانت تفرض "الأتاوات" على الحجاج بصورة دائمة؛ بسبب مرور القافلة عبر مناطقهم، ولكن في بعض الأحيان كان يتم سلب الحجاج من قبل هذه العشائر (11)، وبخاصة عندما تتدهور علاقتها مع الدولة العثمانية، ولا تحصل على الصرة السلطانية. وهناك عشائر كالعمران (آل عمران)، الذين يرتبطون مع الحويطات بحلف، كانت تشكل مصدر إزعاج للحجاج عند مرورهم بأراضيها؛ ففي عام 1815م (1230هـ)، هاجم العمران القافلة، ونهبوا سراياها المتقدمة أثناء مرورها في منطقتهم عندما كانت القافلة في طريقها من المدينة المنورة إلى دمشق (12).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/415)
ورغم سياسة المسؤولين العثمانيين في التعامل مع القبائل البدوية، واستمالتها، وكسب ودها إلا أن بعض القبائل بقيت مصدر قلق للدولة العثمانية، ولهذا كان أمير الحج يضطر إلى دفع بعض المبالغ، خاصة عند مرور القافلة بقرية الجديدة القريبة من منطقة الصفراء، حيث المقر الرئيس لقبيلة حرب؛ إذ كان الحجاج يدفعون لهذه القبيلة أتاوات مقابل دفع شرهم والسماح لهم بالمرور دون حدوث أي اعتداء على أرواحهم وأموالهم (13).
ويبدو أن عادة أخذ الأموال من الحجاج غدت شبه دائمة، ففي تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1813م (ذو القعدة عام 1228هـ)، طالبت قبيلة حرب أمير القافلة سليمان باشا بدفع مستحقاتها من الصرة السلطانية عن الفترة ما بين 1803 - 1813م (1218 - 1228هـ)، حيث توقفت خلالها قافلة الحج الشامي، بسبب سيطرة قوات آل سعود على الطريق المؤدي إلى الأماكن المقدسة هناك وضبط الأمن فيه ومنع الاعتداءات، وكان المرور آنذاك عن طريق السويس إلى جدة فمكة، ولبى سليمان باشا طلب القبيلة، فسار بالقافلة دون حدوث أية عقبات (14). وكانت قبيلة عنزة هي الأخرى تحصل على الأموال من العثمانيين لقاء نقل الحجاج وتقديم الجمال لهم، فمثلاً كانت الحسنة إحدى عشائر عنزة تتلقى صرة سنوية، تقدر بـ (15,000) درهم؛ أي: حوالي ألف جنيه، حيث كان يتم تقسيم هذه الأموال بين بعض أفرادها. كما أن عشيرة ولد علي، التي كانت تقضي فصل الشتاء بالقرب من طريق الحج من حوران حتى قلعة الزرقاء، تتقاضى المبلغ نفسه تقريباً من العثمانيين. وقد قدّر بيركهارت مقدار الصّرة، الذي يدفع لعنزة بمبلغ تراوح ما بين (50 - 60) ألف جنيه (15). وعندما خضعت بلاد الشام لحكم محمد علي باشا (الحكم المصري) 1831 - 1840م (1246 - 1256هـ)، اهتم ابنه إبراهيم باشا بشؤون قافلة الحج؛ فأصلح القلاع، وأحواض المياه، والآبار الموجودة في طريق الحج، التي كانت خربة، ومن أبرز القلاع التي أصلحها إبراهيم باشا في منطقة شرقي الأردن؛ الرمثة "الرمثا"، وعين الزرقاء، والبلقاء، والقطرانة، والحسا، وظهر عنيزة (16)، ومعان (17)، والعقبة، والمدورة؛ لذلك فقد سيطرت السلطات المصرية في بلاد الشام على أهم مراكز القافلة الموجودة في شرقي الأردن سيطرة كاملة (18). ولكن رغم ذلك فقد كان المسؤولون المصريون في دمشق حريصين على سلامة القافلة، لتعزيز وجودهم في بلاد الشام؛ لذلك أصدر محمد علي باشا فرماناً في أوائل جمادى الأولى عام 1249هـ/ 1833م تضمن تجهيز العساكر اللازمة للمحافظة على حجاج بر الشام، "ودفع تعديات العربان، واعتداءاتهم عليهم وعلى أمتعتهم" (19). وسعى إبراهيم باشا إلى تحقيق ما تضمنه فرمان والده السابق، من توفير الأمن للقافلة وحمايتها، تجنباً للمخاطر التي كانت تعترض الحجاج قبل سيطرة المصريين على بلاد الشام؛ لذلك فقد حرم إبراهيم باشا بعض القبائل والعشائر البدوية من الصرّة، مثل: بني صخر، وعنزة، وأولاد علي، والحسنة، محاولة منه تهديد هذه القبائل وتحذيرها من مسألة الاعتداء على الحجاج، وبالتالي اكتفاء شرها. ولكنه عاد وقدّم إعانات مالية إلى هذه القبائل، بعد قطع الصرّة عنها، لتقديم بعض الخدمات للحجاج؛ لذلك خصص مبالغ معينة لكل شيخ قبيلة، بلغ مجموعها كاملةً (94.000) قرش.
إضافة إلى ذلك فقد أبقت الحكومة المصرية على المرتبات الخاصة بالقلاع، ومتطلبات السفر من: الشعير، وقرب الماء، والشموع؛ بالإضافة إلى تسيير قوة عسكرية مسلحة لمرافقة القافلة، خوفاً من اعتداء البدو على الحجاج (20).
ـ[عبدالعزيز العقيلي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 12:24 ص]ـ
شكرا ً لك وجزاك الله خيرا.
وأرجو ذكر مصدر المقال فضلا لا امرا.
ومما يروى أن البدوي اذا قتل الحاج وسلبة متاعه, لا يتركة حتى يخترج الرصاصة لأهميتها وندرتها, وكان يتعمد أن يرميه من احدى جنبيه كي لا تخترقة الرصاصة فتضيع في التراب.
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 12:24 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/416)
وعاد خطر البدو يظهر من جديد، بعد خروج المصريين من المنطقة، حيث تمرد الشيخ ابن رومي أحد شيوخ قبيلة حرب على الشريف محمد بن عون أمير مكة المكرمة في عام 1844م (1260هـ)؛ بسبب رفض السلطات العثمانية دفع الإعانة المالية له، التي كان يأخذها مقابل عدم اعتدائهم على القافلة أثناء مرورها من منطقتهم، واستطاعت القوات العثمانية هناك القضاء على تمرد ابن رومي؛ وذلك بتدبير خدعة له ولرجاله من قبل الشريف محمد بن عون، تمثلت بأن يقوم ابن رومي بحماية مبنى قلعة رابغ ومستودع الذخيرة الملحق بها، مقابل تقديم الإعانات المالية التي كان يطالب بها، وبعد أن قبل هؤلاء بالعرض، قبضت عليهم قوات العثمانيين هناك، وكان عددهم (25) رجلا (21). كانت قبائل الشام كبني صخر على علاقة حسنة مع الحكومة العثمانية، خاصة بعد انتهاء الحكم المصري في بلاد الشام؛ فالرحالة الفلندي جورج أوغست فالين ( G. Au.Vallin) الذي مرّ بمنطقة شرقي الأردن في عام 1845م (1261هـ) لحظ هذا الأمر من خلال استفادة هذه القبائل من موسم الحج، خاصة عندما كانت القافلة تمكث في معان أربعة أيام؛ فتتجمع هذه القبائل عند ذلك للشراء والبيع، والمقايضة مع الحجاج، كما لحظ فالين أن بعض البدو كانوا يقدمون الماء العذب المتوافر في عين "بخاصة" للحجاج، مقابل مبالغ معينة (22).
وعادت الحكومة العثمانية إلى استخدام سياسة القوة في التعامل مع القبائل البدوية، ففي عام 1867م (1284هـ) قام والي دمشق رشيد باشا بحملة ضد قبائل شرقي الأردن في (الشمال والوسط) كبني صخر للقضاء على قوتهم، والحد من خطرهم تجاه القافلة، حيث أصبحوا يشكلون تهديدا لسلامة الحجاج. ورغم إجراءات الدولة السابقة إلا أن بني صخر ظلوا يفرضون مطالبهم على الدولة، التي كانت تضطر لتنفيذها، تفادياً لأية مواجهات معهم، قد تؤدي إلى تهديد سلامة الحجاج أثناء مرورهم بالمنطقة (23).
كما عادت الحكومة العثمانية إلى استخدام أسلوب الحرمان من جديد للضغط على بني صخر، حيث قررت حرمان شيخها فندي الفايز من امتياز حماية طريق الحج بعد عام 1868 - 1869م (1285هـ)؛ إذ استغلت موضوع نهب قبيلتي بني صخر والعدوان لمنطقة الرمثا؛ لأن أهلها رفضوا دفع الخوة "الخاوة" لهاتين القبيلتين (24). كما سيَّر والي دمشق محمد رشيد باشا قوة مؤلفة من كتيبة مشاة، و (600) جندي غير نظامي، و (800) فارس تحت قيادة شيخ عشيرة ولد علي، كما شارك إسماعيل الأطرش ومعه (160) درزياً في الحملة، لإخضاع بني صخر والعدوان، ونتيجة لتطور الأوضاع فقد طلب شيخ العدوان علي الذياب الأمان مقابل دفع (25) ألف قرش، كما وقف إلى جانب العثمانيين ضد بني صخر.
وبالمقابل تحالف بنو صخر مع بني حميدة للدفاع عن أنفسهم، لكن القوة العثمانية سيطرت على مصادر "منابع" الماء الرئيسة لبني صخر؛ فقام الشيخ فندي الفايز بطلب الأمان من المسؤولين مقابل أن يدفع مبلغ (200.000) قرش؛ بالإضافة إلى وضع أحد أبنائه رهينة لدى السلطات العثمانية، والتخلي عن امتياز تأمين قافلة الحج، وكان هذا الإجراء مؤقتاً؛ إذ بعد هذه الحادثة تحول امتياز نقل الحجاج من بني صخر إلى عشيرة ولد علي، الذين هزموا بني صخر، وأخذوا منهم ألفي رأس غنم، وثلاثمئة جمل (25). وعلى الأرجح أن عشيرة ولد علي هزموا بني صخر في عام 1869م (1286هـ)، في منطقة شرقي الأردن. لقد طرأت أمور عدة فيما يتعلق بقافلة الحج في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، أبرزها؛ تحول طريق سير عدد من الحجاج إلى الطريق البحري بدلاً من الطريق البري، بعد فتح قناة السويس عام 1869م (1286هـ)؛ أما الأمر الآخر فهو التبدّل الذي حدث في إمارة القافلة؛ إذ تمَّ الفصل ما بين منصب ولاية دمشق ومنصب إمارة القافلة، فلم يعد والي دمشق يقود القافلة بعد عام 1871م (1288هـ)، حيث أسندت مهمة قيادة القافلة لأشخاص آخرين؛ ليتفرغوا إلى مهام القافلة وشؤون الحجاج.
فقد كان والي دمشق يقوم بمهام ولاية دمشق مضافا إليها حماية القافلة، وتسييرها إلى الأماكن المقدسة لحين عودتها إلى دمشق؛ لذلك فضلت الدولة العثمانية فصل المنصبين عن بعضهما. ولكن رغم هذه التحولات، إلا أن بعض القبائل البدوية كبني صخر، استمرت تقدّم الجمال للقافلة، بل إن علاقة شيخها فندي الفايز مع الدولة العثمانية قد تقوّت بعد عام 1871م (1288هـ) بهدف الحصول على الأموال من العثمانيين؛ إذ لحظ الرحالة ترسترام ( Tristram)، أثناء مروره بمنطقة شرقي الأردن في شباط (فبراير) عام 1872م (ذي القعدة 1288هـ)، أن فندي الفايز سار مع القافلة من حوران حتى الكرك، لمدة ستة أيام، حيث كان فندي الفايز ملتزما بتوفير (700) هجان لنقل الحجاج وحراستهم (26). وكانت الدولة العثمانية حريصة على سلامة القافلة؛ لذلك اهتمت بمسألة الضغط على القبائل البدوية، والحد من قوتها؛ إذ كانت تتحين الفرص لتطبيق ذلك؛ ففي عام 1873م (1290هـ) قام متصرف نابلس بحملة ضد القبائل البدوية في البلقاء والكرك ومعان لتحقيق هذا الهدف (27)، ولإخضاع قبيلة بني صخر بالذات، التي تعهد زعماؤها بحماية الحجاج من الأخطار، ونقلهم على الجمال، التي كانت تستأجرها الحكومة العثمانية من بني صخر (28).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/417)
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 12:28 ص]ـ
يتبع .......
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 12:42 ص]ـ
وبقيت قبيلة الحويطات تقوم بمهمة نقل الحجاج من معان حتى شمال الحجاز، حيث أشار لذلك الرحالة الأمريكي هنري ردجواي ( Henry B.Ridgaway)، الذي مرّ عبر منطقة شرقي الأردن عام 1874م (1291هـ)، ولحظ بأن الشيخ عرار بن جازي - والد حمد بن جازي - جاء إلى معان في العام نفسه؛ لكي يستقبل قافلة الحج القادمة من دمشق آنذاك، بعد أن رافق الرحالة هنري ومن معه إلى معان (29). ونلحظ من خلال ما تقدم أن علاقة الدولة العثمانية بالقبائل البدوية، كانت بين مدّ وجزر، فأحياناً حسنة وأحياناً أخرى سيئة، انعكس كل ذلك على أمن القافلة وسلامتها، فهجوم بني صخر على القافلة عام 1876م (1293هـ) مثال واضح على ظاهرة التقلب في هذه العلاقة؛ إذ قام بنو صخر في هذا العام بمهاجمة القافلة أثناء مرورها من أراضيهم، حيث دار قتال بين بني صخر والجنود العثمانيين المرافقين للقافلة، استمر لمدة أربع ساعات كما يذكر داوتي ( Doughty)(30). ورغم محاولات بعض القبائل البدوية الاعتداء على القافلة إلا أن وضع الحجاح قد تحسن في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، بالمقارنة مع الفترات السابقة، كما يشير لذلك سيلاه مرل ( Selah Merrill) في رحلته المسماة "إلى الشرق من الأردن"، الذي لحظ أن نفقات القافلة قد انخفضت عن الفترات السابقة، حيث ذكر أن تمويل القافلة في عام 1873م (1290هـ) بلغ (350.000) جنيه، بينما انخفض إلى (42.575) جنيها في عام 1876م (1293هـ)، وأصبح (39.019) جنيها في عام 1877م (1294هـ)؛ بالإضافة إلى توصل الحكومة العثمانية إلى عقد اتفاقات مع القبائل البدوية، التي كانت تعترض الحجاج في الفترات السابقة، على أن تقدم هذه القبائل الجمال لنقل الحجاج مقابل مبالغ مالية، كانت تدفع لها (31).
وهذا مؤشر على أن العثمانيين بدؤوا بضبط الأوضاع أثناء مرور القافلة، خاصة بعد فصل منصب إمارة القافلة عن منصب ولاية دمشق. وأشار بعض الرحالة الذين زاروا المنطقة في أواخر القرن التاسع عشر إلى مسألة نفقات القافلة، وأبرز هؤلاء لورنس أوليفانت ( Laurence Oliphant)، الذي زار منطقة شرقي الأردن في عام 1879م (1296هـ)، حيث ذكر أن مقدار ما كانت تدفعه الدولة للبدو في شرقي الأردن سنوياً وصل إلى ما يقارب (100.000) آقجة، قسم كبير منه كان يعطى لبني صخر الذين وصفهم أوليفانت بأنهم مشهورون بشن الغارات على القافلة، كونهم يسكنون إلى الشرق من طريق الحج (32). واستمرت الدولة العثمانية في استخدام القوة ضد القبائل الكبيرة، التي كانت تعترض القافلة، ففي عام 1879م (1296هـ) ردّت عشيرة الأحامدة من قبيلة حرب القافلة، بعد مسيرة يومين من المدينة المنورة باتجاه مكة، حيث مكان وجود قبيلة حرب؛ لذلك عادت القافلة إلى المدينة، ولم تتخلص من خطر الأحامدة إلا باستخدام القوة العسكرية الموجودة في المدينة، بالإضافة للقوة المرافقة للقافلة المؤلفة من (800) فارس، ومدافع وذخائر كثيرة (33).
وشهدت فترة ثمانينيات القرن التاسع عشر علاقة مميزة بين الدولة العثمانية وقبيلة بني صخر، خاصة بعد تولي سطام فندي الفايز زعامة بني صخر متوليا مهام والده الذي توفي في عام 1881م (1298هـ)، حيث كانت له علاقة بوالي دمشق محمد سعيد باشا، وابتداءً من هذا التاريخ أصبح بنو صخر مسؤولين عن أمن طريق الحج ومنازله وحماية الحجاج، كما التزموا بتقديم جمالهم للقافلة، علاوة على تكفلهم بنقل المؤن والذخائر من المزيريب (34) حتى القطرانة، مقابل مبالغ نقدية كانوا يتلقونها إضافة للصرة السنوية (35).
كما تقربت الدولة العثمانية من عشيرة ولد علي (36)، وأبعدت في الوقت نفسه الرولة، بهدف إيجاد نوع من التوازن بين قوة هذه العشائر، حيث أسندت مهام نقل الحجاج إلى عشيرة ولد علي؛ إذ تعهد الشيخ محمد بن دوخي بنقل الحجاج بعد خروجهم من دمشق، وتزويدهم بالجمال، كما تعهد الشيخ محسن وهو أيضا من عشيرة ولد علي، باستقبال الحجاج سنوياً عند المدينة المنورة، والالتقاء بأمير القافلة ومعه الصرّة (37). وهكذا يتبيّن لنا أن الدولة العثمانية اتبعت سياسة التودد لبعض القبائل والعشائر، خاصة القوية منها كقبيلة بني صخر وعشيرة ولد علي، حتى إنها أنعمت على بعض شيوخ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/418)
هذه القبائل والعشائر بالأوسمة، والخلع، وأحياناً الرتب، كما حدث مع سطام فندي الفايز أبرز شيوخ بني صخر (38)، الذي عينته الدولة مديراً لناحية الجيزة "زيزياء" (39)، بهدف كسب رضا بني صخر، ومحافظتهم على سلامة الحجاج. وهذا الإجراء ينسجم مع توجه العثمانيين آنذاك، بإسناد مناصب إدارية لشيوخ بعض القبائل. وكان لقبيلة شمر - الموجود قسم منها في منطقة شرقي الأردن - دور في نقل الحجاج وتأمين القافلة، حين مرورها من مناطقهم، في نهاية القرن التاسع عشر، حيث ذكر الرحالة العثماني "سويلة مز أوغلي"، الذي زار بلاد الشام، أنه التقى أحد شيوخ شمر دريبي بن زبن، زعيم عشيرة زبن - الذي كان يسكن هو وعشيرته بالقرب من عين الزرقاء، وتتألف من 300 خيمة - التقاه بالقرب من الرمثا في 29 أيار (مايو) 1890م (10 شوال 1307هـ)، حيث استقبل ابن زبن القافلة هناك، بعد خروجها من المزيريب؛ إذ لحظ الرحالة "سويلة مز أوغلي" أن ابن زبن يحمل خاتماً فضياً، كان قد أهداه إياه إبراهيم باشا، يحمل تاريخ 1263هـ/1840م، كان يستخدمه ابن زبن عند تسلمه الأعطية السنوية المخصصة له من قبل الدولة العثمانية (40). يلحظ أن الشيخ ابن زبن كان على علاقة حسنة مع السلطات العثمانية في دمشق؛ إذ لحظ "سويلة مز أوغلي" أن جماعة ابن زبن، قدَّمت الدعوات لأمين الصرة وأمير القافلة وبعض مرافقيها، لتناول الطعام عند الشيخ ابن زبن، كما لحظ "سويلة مز أوغلي" أن أبناء ابن زبن وإخوانه وأبناء عمومته، اهتموا بالقافلة وحموها طوال فترة استضافتهم لأمير القافلة ومن معه (41).
ويمكن القول: إن قبيلة شمّر وخاصة عشيرة ابن زبن - في هذه الفترة - بحكم سيطرتها على المنطقة ما بين الرمثا شمالاً وعين الزرقاء جنوباً، قد حمت القافلة، وكانت تقوم على خدمة الحجاج. وعادت بعض القبائل إلى عادة الاعتداء على القافلة، في بداية تسعينيات القرن التاسع عشر، حيث هاجم بعض البدو من قبائل شرقي الأردن القافلة في عام 1892م (1309هـ) دون معرفة القبائل التي ينتمون إليها؛ لأن الدولة رفضت دفع المخصصات المستحقة لهم جراء حماية الحجاج في الفترة ما بين 1880 - 1891م (1297 - 1308هـ)، وعاقبت الدولة هؤلاء البدو، حيث أرسلت لهم حملة تأديبية، وصل عدد أفرادها إلى مئات الجنود، لإخضاعهم وتأديبهم (42).
إن خطورة الاعتداءات المتكررة ضد القافلة في منطقة شرقي الأردن دفعت المسؤولين العثمانيين إلى التفكير جدياً في إنشاء لواء في معان والكرك بين عامي 1891 - 1894م (1308 - 1311هـ)؛ فبالإضافة إلى تحقيق أمر سلامة قافلة الحج الشامي والحد من اعتداءات البدو، فإن هناك أهدافاً أخرى سعى العثمانيون لتحقيقها، أبرزها؛ توفير مبالغ مالية كانت تدفعها الدولة للقبائل البدوية مقابل حماية قافلة الحج على طول الطريق ما بين دمشق ومعان؛ وذلك ببسط السيطرة على هذه المنطقة، والبعض كانت تخسره نتيجة الاعتداءات على القافلة، قدرت بـ "900.000" قرش (43).
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 01:17 ص]ـ
وتغيّر تعامل الدولة العثمانية مع القبائل البدوية بشكل فعلي، بعد إنشاء لواء الكرك عام 1893م (1310هـ)، حيث سعت الدولة إلى توطيد العلاقة مع البدو بعد هذا الإنجاز الإداري؛ فخصصت رواتب سنوية لبعض شيوخ القبائل، لكسب ودهم ورضاهم، والمحافظة على سلامة القافلة، أثناء مرورها في مناطقهم (44).
وكان بعض شيوخ منطقة شرقي الأردن يتلقى رواتب من الحكومة العثمانية، كشيخ مشايخ قبيلة بني صخر فندي الفايز، حيث بلغ مقدار راتبه عام 1891م (1308هـ) أربع مجيديات (45). ويمكن أن تعزى مبادرة الدولة السابقة، المتضمنة تخصيص رواتب سنوية لبعض شيوخ قبائل الشام - رغم أنها رواتب بخسة - إلى السعي لكسب ودّ هؤلاء إلى جانبها، وبالتالي التعاون ما بين الطرفين، وخاصة مع والي دمشق، الذي كان همّه المحافظة على القافلة، وتأمين الجمال للحجاج.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/419)
ومما يلفت النظر قلة ما كان يصرفه العثمانيون لشيوخ القبائل البدوية. وبقيت مشكلة تأمين القافلة قائمة لدى الحكومة العثمانية، خاصة عند اقترابها من الديار المقدسة؛ فقد ذكر الرحالة الروسي عبدالعزيز دولتشين، أثناء رحلته إلى مكة في عام 1898م (1315هـ)، أن بعض البدو هاجموا الحجاج؛ لأنهم رفضوا إعطاء هؤلاء البدو بعض الأموال، في الوقت الذي كانت لديهم بضائع مغرية للبدو، خاصة أن الحجاج كانت لديهم "زنانير ضخمة جداً" يحفظون بها أموالهم الخاصة، لينفقوها أثناء موسم الحج، كانت تجذب أنظار البدو إليهم. وكان مكمن الخطر في المنطقة الواقعة ما بين المدينة المنورة وينبع، حيث أشار دولتشين أن قبيلة حرب أغلقت طريق "ينبع - المدينة" لمدة ثمانية أشهر في عام 1897م (1314هـ)، مما أدى إلى ارتفاع أسعار بعض السلع الضرورية، مثل: الشاي، والسكر، والطحين، وغيرها في الديار المقدسة (46). وكانت الدولة العثمانية تدرك خطورة قبيلة حرب؛ لذلك خصصت قوة في عام 1898م (1315هـ)، رافقت القافلة مكونة من (550) شخصا من الخيالة، من بينهم (150) شخصا على الهجن، و (200) من الضبطية الخيالة؛ بالإضافة إلى مدفعين جبليين (47).
وكان هدف هذه القوة التصدي لأي اعتداء تقوم به قبيلة حرب ضد القافلة، خاصة بعد إغلاقها لطريق "ينبع - المدينة" في العام السابق. ولم يقتصر الخطر على القبائل الحجازية، بل إن بعض القبائل الشامية ظلت تشكل ضغطاً في حالات كثيرة على العثمانيين؛ ففي عام 1898م (1315هـ) عمدت قبيلة الحويطات في جنوب منطقة شرقي الأردن إلى العصيان ضد العثمانيين، حيث أعلنت نيتها الانضمام إلى مصر بدلاً من الدولة العثمانية؛ بسبب امتناع الأخيرة عن دفع المرتبات التي كانت تدفعها إلى شيوخ الحويطات، في الوقت الذي قلّ مردود قافلة الحج الشامي على القبائل البدوية في المنطقة، بعد فتح قناة السويس عام 1869م (1286هـ)، حيث تحول كثير من الحجاج إلى مصر، وأصبحوا يحجون بحراً. لقد أجبر موقف الحويطات السابق الحكومة العثمانية على إعادة دفع مرتبات شيوخ الحويطات من جديد، يضاف إليهم شيوخ قبائل بئر السبع (48).
ورغم ما تقدم، يتبيّن لنا من الجدول الآتي أن عدد مرات اعتداءات العشائر البدوية ضد القافلة قد تراجع في القرن التاسع عشر قياساً بالقرون السابقة (49)، حيث لم يتجاوز عددهن خمسة اعتداءات، اثنان منها وقعا في منطقة شرقي الأردن، وآخران في منطقة الحجاز، بينما هناك اعتداء مكانه مجهول. ولم تكن هذه الاعتداءات مؤثرة على الحجاج، كما حدث في اعتداءات سابقة، بل كانت اعتداءات بسيطة، انتهت دون حدوث أية نتائج سلبية. وهذا يعود إلى أن العثمانيين استطاعوا إحكام سيطرتهم - إلى حد ما - على طريق القافلة، كما توثقت علاقتهم بالقبائل البدوية، وبالذات القوية منها. موقف القبائل البدوية من مشروع الخط الحديدي الحجازي: لقد تراخت قبضة الدولة العثمانية على منطقة شرقي الأردن في بداية القرن العشرين، رغم استحداثها للواء الكرك عام 1893م (1310هـ)، حتى بلغ الأمر أن اضطرت إلى دفع الهبات النقدية للقبائل البدوية؛ كي تتكفل بحماية القافلة، عند مرورها بالمنطقة، التي كانت تقطن بها بعض القبائل (50).
استمرت الدولة العثمانية في دفع مرتبات سنوية للقبائل البدوية وبالذات لقبيلة الحويطات مقابل حماية القافلة، حيث كان الشيخ كليب بن قبلان يتقاضى سنوياً مبلغاً وقدره "108" قروش ونصف أردب شعير (51). وهذا الأمر ينطبق على بني عطية؛ إذ كان بعض شيوخهم يتقاضى أيضاً مرتبات سنوية من الدولة للغاية نفسها، فالشيخ سالم بن علي بن رشيد كان يتقاضى "أردب الشعير في جردة (52) الحج السنية من الإحسانات السامية في كل سنة" (53)، حتى تنازل عن هذا الامتياز إلى الشيخ خليل أفندي الشراري مقابل "20" مجيدياً في نهاية عام 1904م (1322هـ) (54). ولكن الدولة العثمانية عادت إلى استخدام القوة من جديد ضد القبائل البدوية التي كانت تسبب لها إزعاجات؛ ففي عام 1904م (1322هـ) طلب والي المدينة المنورة أحمد راتب باشا (3000) رجل من دمشق، حتى يخضع القبائل البدوية الموجودة بين ينبع والمدينة المنورة، وخاصة قبيلة حرب (55).
وظهر تطور جديد لدى العثمانين في بداية القرن العشرين، وهو مد خط حديدي يربط دمشق بالمدينة المنورة، أصبح يسمى بالخط الحديدي الحجازي (56)، كان وراء إنشائه دوافع عدة، أبرزها (57):
أولاً: أن رحلة قافلة الحج كانت تستغرق ما يقارب من الثلاثة شهور ذهاباً وإياباً، وما يرافقها من متاعب ومشاق عبر الصحراء.
ثانياً: خطر القبائل البدوية شبه الدائم على القافلة، وضعف العثمانيين، وعدم امتلاكهم وسائل حديثة، كالقطارات والسيارات وأجهزة اللاسلكي لنقل الحجاج والتحكم بطريق الحج.
ثالثاً: توفير أسباب الراحة للحجاج، وتسهيل سفرهم إلى الأماكن المقدسة وعودتهم سالمين إلى بلادهم.
رابعاً: إلى جانب الغرض الديني، كان هناك هدف عسكري تمثل في إزالة الانطباع عن الدولة العثمانية وظهورها بمظهر العاجز أمام الدول الأجنبية، وخاصة تلك الدول التي تحكم شعوباً إسلامية، وأمام الثورات التي تقوم بها الشعوب المحكومة، وخاصة اليمن.
خامساً: إيجاد طريق بديل لقناة السويس التي سيطرت عليها بريطانيا عام 1882م (1300هـ)، فكانت فكرة إنشاء الخط الحديدي الحجازي هي البديل عن القناة (58).
لقد عارضت القبائل البدوية مد الخط الحديدي الحجازي وقاومته، وشنت غارات عنيفة ضده؛ لأن مد الخط كان يلحق خسائر مادية كبيرة بالبدو، حيث كانوا يؤجرون في كل سنة آلاف الجمال للدولة، لنقل الحجاج، ويقبضون مقابل ذلك مبالغ كبيرة من الأموال (59)؛ وكان أوسع تجمع قبلي عارض مد الخط الحديدي في الحجاز وذلك في بداية عام 1907م (1325هـ)، مؤلف من أبرز قبيلتين هناك هما: حرب وعطية (60).
وفي عام 1908م (1326هـ) هاجم البدو الخط في المدينة، حيث كان هذا الهجوم نابعاً من خوفهم لفقدان ذلك المردود الاقتصادي المهم؛ بالإضافة إلى إدراك البدو بأن الخط سيمنح الدولة العثمانية وسيلة آلية ضخمة وسريعة، لحشد الجنود ضدهم في مناطق كانت الدولة في السابق، تتحاشى دفع جنودها إليها (61).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/420)
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 03:22 ص]ـ
وهاجم البدو في شرقي الأردن العمال الذين كانوا يعملون في مد الخط، بالإضافة إلى خطوط السلك البرقي (62)، وكان الهدف من مثل هذه الاعتداءات وقف العمل بالمشروع، لإدراك هؤلاء البدو حجم الخسارة الناتجة عن مد الخط، وبالتالي توقفهم عن نقل الحجاج، وما يتبع ذلك من توقف الدولة عن دفع الهبات السنوية لشيوخ القبائل البدوية (63)؛ لذلك أرسلت الحكومة العثمانية الإمدادات العسكرية إلى الحامية العسكرية العثمانية قرب معان في بداية عام 1907م (1325هـ)، لحمايتها من الهجمات التي كان يقوم بها بنو صخر (64).
واستمرت اعتداءات البدو ضد الخط الحديدي ومنشآته بغية إحباط المشروع، إلى ما بعد إنجازه وتشغيل الخط، حيث بلغت تلك الاعتداءات في عام 1908م (1326هـ) وحده (128) اعتداءً، كان يرافق هذه الاعتداءات قطع أسلاك البرق، ونزع القضبان، وإتلاف مباني المحطات، ونهب المسافرين؛ لأن الخط من وجهة نظرهم ذلك الشيء "الفرنجي النجس"، الذي يهدد مصالحهم التقليدية في نقل الحجاج (65). كما أطلق البدو على القطار اسم جحشة السلطان (66). لم تقتصر اعتداءات القبائل البدوية على الخط الحديدي ومعداته، بل تعدت ذلك إلى مهاجمة القوات التي كانت تقوم بحراسة مرافق الخط؛ ففي عام 1908م (1326هـ)، شنّ بعض البدو من عوف إحدى فروع قبيلة حرب، هجوماً ضد قوة كانت ترافق المشرف العام على الخط الحديدي الحجازي والي المدينة المنورة المشير كاظم باشا، قتل خلال هذا الهجوم (100) فرد، كما ردّ هؤلاء البدو كاظم باشا والقوة التي كانت ترافقه، البالغة (1500) فرد، من مكة إلى المدينة (67).
وفي شباط (فبراير) عام 1909م (المحرم 1327هـ)، هاجم البدو الخط الحديدي في المنطقة الواقعة ما بين المدورة وحالة عمار، حيث عطلوا الخط الحديدي وقطعوا الأسلاك البرقية، وبسبب هذا الهجوم رفضت الحكومة العثمانية دفع الأموال "الجعل" المعتادة لهم؛ فأرسلت الحكومة العثمانية فرقة عسكرية بقيادة رائد (قول أغاسي) ومعه عدد من الجنود، من معان إلى هؤلاء البدو لتأديبهم (68).
واستمر البدو في اعتداءاتهم ضد الخط الحديدي، حيث جاء في تلغراف من محطة العلا، أن البدو عادوا في شهر شباط (فبراير) عام 1909م (المحرم عام 1327هـ)، واعتدوا على الخط ثانية بين الجفيرة أو "الحفيرة" والمحيط؛ فقتلوا أحد الجنود العثمانيين هناك. وفي 20 شباط من العام نفسه (30 المحرم عام 1327هـ) هاجموا الخط، وأحرقوا أعمدة الأسلاك البرقية، وسلبوا مبعوث الدولة العثمانية يوسف شحادة، الذي أرسلته للتفاهم مع البدو وتقديم النصيحة لهم (69).
ولكن المأمور المكلف بمفاوضة البدو المدعو يوسف شحادة، استطاع التوصل إلى اتفاق مع هؤلاء البدو، للحفاظ على الخط الحديدي ومنشآته؛ فضمن له البدو المحافظة عليه، فأصبح في مأمن من هجماتهم (70). وأرضت الدولة زعماء القبائل البدوية، بإعطائهم بعض الأموال للتخلص من إزعاجاتهم المتكررة، فقد ذكر أمير قافلة الحج عبدالرحمن باشا اليوسف أنه عقد صلحاً مع عشيرتي عوف وولد علي، بعد نهبهما القافلة.
حيث قبل البدو بالصلح مع المسؤولين العثمانيين للحصول على مرتباتهم، "ومن أجل مصالحهم في الموسم الحالي (1327هـ/ 1909م) "، خاصة أعطياتهم من والي مكة بحري باشا، مقابل مساعدة الحجاج أثناء عودتهم من الحجاز إلى الشام (71).
وأوردت جريدة "المؤيد" القاهرية في شباط (فبراير) عام 1909م (المحرم 1327هـ) بأن بعض القبائل البدوية الشامية قد خربت الخط الحديدي بين تبوك ومعان، وقطعت الأسلاك البرقية؛ لذلك فقد صرف النظر عن إعادة الحجاج بالطريق الحديدي (72).
وزادت اعتداءات القبائل ضد الخط الحديدي في نهاية عام 1909م (1327هـ) بهدف تدميره حتى مدائن صالح، حيث نجحت بعض القبائل في تخريب ما يقارب من كيلومتر واحد من الخط الحديدي، بالإضافة إلى قلع القضبان والعوارض الخشبية (73)، حيث عطّل قسم من الخط، كما هجم بعض البدو على بعض الجنود الذين كانوا يحرسون الخط، ولكن تم طردهم عن طريق الخيالة المخصصة لمطاردة البدو (74). ولا يعرف انتماء البدو المعتدين، ولا منطقة الهجوم. واتخذت وزارة الحربية العثمانية بعض الإجراءات الفعالة "للضرب على أيدي أشقياء العربان" (75).
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 03:24 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/421)
ونتيجة لظهور خطر القبائل البدوية على الخط الحديدي الحجازي، وتهديد القافلة، فقد اتخذت الدولة العثمانية إجراءات عدة لحماية الخط الحديدي، أبرزها:
أولاً: إنشاء فرق الهجانة لمراقبة الخط وحراسته.
ثانياً: تأليف لجنة في مجلس المبعوثان "النواب" العثماني مكونة من: عبدالحميد الزهراوي، وشفيق المؤيد، وسليمان البستاني، لتولي أمور حسابات الخط، ومعرفة مقدار ما ينفق على الخط وتصليحه عند تخريب بعض أجزائه.
ثالثاً: الاكتفاء بوصول الخط الحديدي إلى المدينة المنورة، والعدول عن الخط المراد إنشاؤه بين جدة ومكة، بالإضافة إلى تحسين حالة البلاد الاقتصادية (76).
رابعاً: تخصيص قوة عسكرية تجاوز عددها خمسة آلاف جندي نظامي لحراسة منشآت الخط الحديدي، حتى تم الانتهاء من تنفيذ المشروع بشكل كامل.
خامساً: بناء قلاع جديدة ملحقة بالمحطات وتزويدها بالجنود لحراسة الخط الحديدي وحماية منشآته من غارات البدو المتصلة.
سادساً: تخصيص مجموعة من الجنود المشاة لحراسة خطوط البرق، ابتداءً من معان إلى المدينة، ومن معان إلى العقبة، وإصلاح ما عطّل منها (77).
ونستطيع القول بأن القبائل البدوية كانت تعتمد بشكل أساسي على ما تجنيه من نقل الحجاج؛ فهذه القبائل تنتظر موسم الحج من العام إلى العام، ولكن مع تنفيذ الخط الحديدي الحجازي، فقد خسرت هذه القبائل مصدراً مالياً كبيراً، حيث قطعت أرزاقها، فلم تفكر الدولة العثمانية بأوضاع هذه القبائل بشكل جدي، بل تهاونت في حل مشاكلها، ولم تعمل على استقرارها، وتحضرها، والانتفاع من الزراعة مثلاً لتسهيل حياتها، إلا في أوقات متأخرة من عمر الدولة العثمانية؛ لذلك قاومت معظم القبائل البدوية الشامية والحجازية مشروع الخط الحديدي، بل حاولت الاعتداء على منشآت الخط مرات عدة، وهاجمت محطاته، وقطعت أسلاك البرق. ورغم ما تقدم، إلا أن بعض هذه القبائل البدوية، خاصة تلك التي كانت تقطن في منطقة شرقي الأردن، لم تقاوم تنفيذ المشروع، كالحويطات وبني صخر مثلاً؛ لأن شيوخها ظلوا يتلقون مستحقاتهم المالية من والي دمشق، حيث ذكر ألويس موسيل ( Alois Musil) بأن شيخ الحويطات عودة أبو تايه ومعه أربعون فارساً من وجهاء الحويطات، كانوا عائدين من معان في نهاية شهر أيار (مايو) عام 1910م (جمادى الأولى عام 1328هـ)، بعد أن طالبوا المسؤولين العثمانيين في معان، بدفع الأموال المخصصة لهم، مكافأة على حماية الحج (78).
أما الشيخ طلال فندي الفايز، فقد أدرك هو وزعماء القبائل الآخرون أن العثمانيين يريدون وقف معوناتهم المالية؛ إذ كان بنو صخر يتلقون (4.000) ليرة عثمانية لحماية الخط الحديدي وحراسته، لكنهم أقنعوا المسؤولين العثمانيين بالاستمرار في الدفع، وبالمقابل فإنهم سيسهلون إنشاء الخط، ويقومون بحمايته؛ لذلك فقد تم إعطاء بني صخر مسؤولية حماية الجزء الممتد من الجيزة إلى القطرانة شرقي الكرك. ورغم هذه الوعود إلا أن الحكومة العثمانية لم تدفع رواتب الشيخ طلال الفايز مثلاً، كما لم تدفع المعونات المالية بصورة منتظمة، مما أدى إلى مهاجمة الخط الحديدي الحجازي (79).
ولم تكن كل القبائل البدوية في منطقة شرقي الأردن تتلقى هذه الأموال؛ لذلك كان بعضها يهاجم الخط؛ ففي 6 كانون الأول (ديسمبر) عام 1910م (4 ذي الحجة عام 1328هـ)، هاجم (150) فارسا (لا يعرف لأية قبيلة ينتمون) محطة القطرانة، ونهبوها، وقتلوا مأمورها، وجرحوا بعض العاملين فيها، وعددهم أربعة، كما هاجموا المحطات الواقعة بين القطرانة وضبعة، وخربوا الخط الحديدي، وقطعوا الأسلاك البرقية فيها.
كما قطعوا أسلاك البرق في الكرك. هذا بالإضافة إلى اعتراض البعض للقطارات وإطلاق الرصاص عليها، الأمر الذي أدى إلى قطع المواصلات بين عمان ومعان في نهاية عام 1910م (1328هـ) (80). كما جاء في برقية مرسلة من قائمقام السلط إلى دمشق في 6 كانون الأول (ديسمبر) في العام نفسه (4 ذي الحجة عام 8231هـ)، أن قبيلتي بني حميدة والسليط، اشتركتا في الهجوم ضد مأموري تحرير النفوس والعسكر الموجودَيْن في ناحية مادبا. كما تمّ قتل بعض المأمورين والعسكر الموجودين في مركز لواء الكرك وملحقاته (81).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/422)
ويبدو أن سبب ذلك هو وقف المعونات المالية، ونزع سلاح القبائل، وفرض التجنيد الإجباري على البدو. وحاولت إدارة الخط الحديدي الحجازي إتمام نواقص المحطات التي اعتدى عليها البدو حتى محطة جرف الدراويش (82)، وبعد الاطلاع على ما جرى للعاملين في هذه المحطات، وجد أن بعضهم مقتول في محطته، ومن بين هؤلاء طبيب شعبة معان علي بك، حيث بلغ مجموع القتلى من مأموري الخط الحديدي، في هذه الفترة، ستة أشخاص (83).
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 03:25 ص]ـ
وقدرت الحكومة العثمانية حجم الأضرار بالخط الحديدي بحوالي (80.000) ليرة عثمانية (84). ولم تغض الدولة العثمانية النظر عن ممارسات البدو السابقة واعتداءاتهم على السكة ومحطاتها، التي كانوا ينفذونها تضامناً مع ثورة الكرك عام 1910م (1328هـ)؛ لذلك كلفت الدولة القائد العام سامي الفاروقي قيادة حملة سميت بالحملة الحورانية، ضد هذه القبائل، لتأمين حركة القطارات؛ فقام رئيس الهيئة الحربية في الحملة صلاح الدين بك بقيادة قوة نحو الكرك، وقوة أخرى بقيادة نورس بك باتجاه أم الرصاص؛ لتأديب القبائل التي هاجمت القوات العثمانية في المحطات الآتية: أم الرصاص، وعمان، والقطرانة، وضبعة (85).
وكانت الحملة الحورانية مؤثرة، حيث استطاع قائد مفرزة التعقيب في أيار (مايو) عام 1911م (جمادى الأولى عام 1329هـ)، جمع بعض الأسلحة التي بحوزة البدو؛ إذ كان عددها (88) قطعة سلاح تمّ جمعها من قبيلة بني صخر، وقطعتين من عشيرة العقيل. وتعقب قائد المفرزة عشيرة الخريشة بالقرب من الزرقاء، كما أدبت قواته عشيرتي: زيد والهقيش في أراضي الغليطة ووادي حزيم، حيث استردت القوات العثمانية المنهوبات (أسلحة وأدوات تتعلق بالخط الحديدي) من هؤلاء البدو، وألقت القبض على شيوخهم (86).
وانتهت مهمة القوات العثمانية، بعد تأديب قبيلة بني صخر وخاصة عشيرة الخريشة، واستردادها لجميع ما نهبه البدو؛ كما قبضت على بعض شيوخهم، مثل محمد دخيلان، وهزيمة بن حامد من بني صخر، وشيخي قبيلة بني خالد: طالب متعب، وفارس القاضي، وشيخ قبيلة السرحان محمد بن بالي، وسائل بن عبده من عشيرة "النخود"، وجميعهم من القبائل البدوية في منطقة شرقي الأردن، اشتركوا في الهجوم على معان ضد القوات العثمانية؛ لذلك أُدخلوا سجن دمشق، وعادت القوات العثمانية إلى درعا، بعد إنجاز مهمتها السابقة (87).
واستطاعت الدولة العثمانية بعد سلسلة الإجراءات السابقة، إخضاع القبائل البدوية في منطقة شرقي الأردن لنفوذها، خاصة بعد تمكنها من القضاء على ثورة الكرك عام 1910م (1328هـ)؛ لذلك جددت بعض هذه القبائل علاقتها مع الدولة؛ فبنو صخر استمروا يتلقون الصّرة مقابل حماية الحجاج، رغم موقف بعض شيوخهم ومحاربتهم القوات العثمانية في المنطقة، حيث ذكر صاحب الرحلة التنوخية، الذي زار المنطقة في الفترة ما بين 1914 - 1916م (1332 - 1334هـ)، أنه حلّ ضيفاً على أحد شيوخ بني صخر شاهر الخريشة ابن عم حديثة الخريشة في عام 1914م (1332هـ)، حيث كان يسكن هو وعشيرته بالقرب من الزرقاء، وأشار إلى أن شاهر الخريشة كان مسافراً إلى دمشق آنذاك؛ بهدف تسلّم الصّرة المخصصة لعشيرته سنوياً من السلطات العثمانية (88).
وحرصت القبائل البدوية في الحجاز على منع مد الخط الحديدي الحجازي إلى مكة وجدة، وتخريب الخط إن أمكن ذلك. وكان الخط هو العدو الأول لأصحاب الجمال من القبائل؛ فحطموا أجزاء منه تمر بديرتهم ما بين 1912 - 1914م (1330 - 1332هـ) (89)؛ وذلك لعدم رضاهم عن هذا الخط الذي قطع مورد رزقهم من الحجاج إلى حد ما، وقد قام شريف مكة بإصلاحه. وازداد التخريب بعد إعلان الثورة العربية عام 1916م (1334هـ)، حيث قامت بتدمير الخط الحديدي، ونسفت أماكن عدة منه، وقد تعطل الخط الذي يبلغ طوله حوالي (1303) كيلومترات في عام 1917م (1335هـ)، وأصبح مجرد قضبان حديدية محطمة (90).
الخلاصة: يتبيّن لنا مما سبق أن القبائل البدوية، التي كانت تسكن بالقرب من طريق الحج الشامي، خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، سواء كانت قبائل شامية أو حجازية، اهتمت بموسم الحج، وأولت القافلة حرصاً كبيراً للاستفادة من مردودها المالي، الذي كان ينعكس على البدو بشكل عام، سواء كان الذي يتقاضونه من مال الصرّة، أو من خلال تأجير الجمال للحجاج وخدمتهم، وبالتالي الحصول على المال مقابل هذه الخدمة، أو عن طريق نهب القافلة في حالات كثيرة كما مرّ معنا، لذلك أصبح البدو وتعاملهم مع القافلة يشكل هاجساً للعثمانيين، الذين تراوحت علاقتهم مع البدو في حالات كثيرة بين مدّ وجزر، والغالب على هذه العلاقة هو البرود، بل أحياناً النزاع ما بين الطرفين، لظروف القبائل البدوية الاقتصادية السيئة. لقد أثبتت الدراسة أن الدولة العثمانية كانت حريصة في أغلب الأحيان، على استرضاء القبائل البدوية، والاستفادة من خدماتها أثناء موسم الحج، ولكن عندما كان بعض المسؤولين العثمانيين يمنعون الأموال التي كانت تخصص للقبائل، كان زعماء هذه القبائل يتعرضون لقافلة الحج، وتحدث مواجهات مع العثمانيين، وإن كانت قليلة مقارنة بالفترات السابقة (القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين).
كما أثبتت الدراسة أن مد الخط الحديدي الحجازي بين دمشق والمدينة المنورة قد أثر على وضع القبائل البدوية المادي، لذلك رفضت القبائل مد الخط الحديدي الحجازي، بل قاومته، وشنت هجمات عدة على المحطات والعمال، وحاولت إعاقة العمل ما بين (1318 - 1326هـ/1900 - 1908م)، الفترة الزمنية التي استغرقها إنجاز الخط. وهذا ينفي ما ذكره بعض الباحثين (91)، من أن القبائل البدوية في جنوب سوريا وشرقي الأردن، التي يمر الخط في أراضيها، لم تسهم في المقاومة، بل اقتصرت المقاومة المسلحة على القبائل المقيمة حول المدينة المنورة التي مدّ في مناطقها الخط. ورغم محاولات المسؤولين العثمانيين التي بذلت من أجل استرضاء زعماء القبائل، إلا أن الاعتداءات استمرت ضد الخط الحديدي ومرافقه؛ لذلك استخدمت الدولة العثمانية القوة مع هذه القبائل، فأدبتها، وعاقبت من تسبب في تخريب الخط الحديدي الحجازي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/423)
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 03:27 ص]ـ
المصدر:
مجلة دارة الملك عبد العزيز رحمه الله
رقم العدد: 4 السنة: 1426هـ
ـ[الشريف عبد المنعم]ــــــــ[05 - 11 - 09, 10:13 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم كل خير
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[11 - 11 - 09, 10:54 م]ـ
قبل قرن كامل مضى، وبالتحديد عام 1908م، كانت القطارات البخارية تنطلق من محطة قطار "حيدر باشا" بإسطنبول إلى المدينة المنورة، معلنة أن حلماً صعب المنال قد أضحى حقيقة تدركها الأبصار والأسماع.
فقد كان الأول من سبتمبر عام 1908م، هو يوم اكتمال خط حديد الحجاز وانطلاق رحلته الأولى بعد ثمانية أعوام من عمل شاق متواصل أسفر عن خط سكة حديدية تجاوز طوله 1400 كم. فاستحال به خريف عام 1908م -مع ما فيه من الأزمات والمشكلات- مسرحا تزاحمت فيه آمال المسلمين وطموحاتهم في شتى ربوع الأرض مستبشرين ببعث جديد. وأضحى حلم مشاهدة سحب الدخان الكثيفة وهي تنبعث من القطار البخاري المنطلق من إسطنبول إلى الأراضي الحجازية، حقيقة قد تجسدت على أرض الواقع بعد أن كان ضربا من الخيال.
فكرة المشروع
عُرف خط حديد الحجاز في السجلات العثمانية باسم "خط شمندفر الحجاز"، أو "خط حديد الحجاز الحميدي"، وامتد بين الشام (دمشق) والمدينة المنورة. حيث ينطلق الخط من الشام ماراً بعمَّان ومعان ثم بتبوك ومدائن صالح وصولا إلى المدينة المنورة. وكان في خطة المشروع الحجازي أن يمتد بعد ذلك إلى مكة المكرمة ومن هناك إلى جدة، بيد أن أياً من ذلك لم يتحقق.
وإن تكن فكرة إنشاء الخط الحجازي قد طُرحت أول ما طُرحت في عهد السلطان عبد العزيز، إلا أنها تحققت في عهد السلطان عبد الحميد الثاني. ولما كانت جهود السلطان عبد الحميد الثاني منصبة على العمل من أجل إيقاف تمزق الدولة العثمانية وانهيارها أو تعطيله على الأقل، فقد أخذ على عاتقه إنجاز مشروع الخط الحجازي.
أوكل السلطان عبد الحميد الثاني مهمة تنفيذ هذا المشروع العملاق لـ"أحمد عزت باشا العابد" والمعروف في التاريخ باسم "عزت باشا العربي". ويتضمن المشروع، إنشاء خط سكة حديد الحجاز ليربط بين خط سكة حديد الأناضول وخط سكة حديد بغداد، وكذلك تأسيس شبكة اتصال تلغرافية بمحاذاة ذلك الخط الحديدي؛ حيث كان السلطان عبد الحميد الثاني يؤمن بأن هذا سيحقق له سهولة وسرعة في عمليات الاتصال والمتابعة بين مركز الدولة العثمانية وولاياتها في الشام والحجاز.
البواعث والأهداف
ثمة مجموعة من البواعث والأهداف دفعت السلطان عبد الحميد الثاني لإنشاء الخط الحجازي والشبكة التلغرافية. وتنوعت هذه الأهداف بين دينية وعسكرية واقتصادية وحضارية وسياسية. ويأتي الهدف الديني في مقدمة هذه الأهداف، حيث استهدف مشروع الخط الحجازي خدمة حجاج بيت الله الحرام من خلال توفير وسيلة سفر يتوفر فيها الأمن والسرعة والراحة، وحماية الحجاج من غارات البدو ومخاطر الصحراء التي كانوا يتعرضون لها في الطريق البري ومن هجمات القراصنة في الطريق البحري، إضافة إلى توفير إمكانات وفرص أكبر للراغبين في أداء فريضة الحج نتيجة انخفاض تكلفة الحج الذي سيحققها ذلك المشروع، مما سيزيد من عدد حجاج بيت الله الحرام.
ويحتل الهدف العسكري مكانة متميزة بين أهداف الخط الحجازي، إذ كان يستهدف تسهيل التحركات العسكرية وحشد الجيوش بُغية التصدي لأية هجمات خارجية قد تتعرض لها مناطق الحجاز والبحر الأحمر واليمن، وإحكام السيطرة على البقاع الجغرافية ذات التوتر السياسي الدائم. وبهذه الكيفية تشعر المنطقة بقوة الإدارة المركزية للدولة العثمانية.
أما الهدف التجاري فتمثل في إنعاش الاقتصاد الراكد بالمنطقة من خلال تحقيق نهضة تجارية واقتصادية لمدن الحجاز وكافة المدن الواقعة على امتداد الخط، وإحداث عملية رواج للمنتجات التجارية والزراعية من خلال نقلها نقلاً سريعا بالقطار إلى المناطق الأخرى، بل وكان من المخطط له مد الخط الحديدي تجاه أحد موانئ البحر الأحمر؛ ما يؤدي إلى زيادة الأهمية الاقتصادية والتجارية للخط زيادة واضحة. وبهذه الكيفية كانت طرق التجارة ستنتقل من قناة السويس إلى خط حديد الحجاز.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/424)
ومع إنجاز هذا المشروع العملاق بتمويل وكوادر عثمانية، كان سيثبت للدول التي تطمع إلى تفريق الدولة العثمانية وتريد التهامها وعلى رأسها الدول الأوربية، أن ثمة منجزات حضارية عظيمة يمكن للعثمانيين تحقيقها دون الحاجة إلى اللجوء إليها.
وكان للسلطان عبد الحميد الثاني أهدافٌ سياسية مهمة وراء إنشاء الخط الحجازي. إذ اعتقد بأن إنجاز هذا المشروع يعني تحقيق قدر من الاستقلالية للدولة العثمانية عن أوربا، عسكريا وسياسيا واقتصاديا وتقنيا. فالسلطان عبد الحميد الثاني والذي عُرف بتميزه عن سابقيه بحرصه على بقاء الخلافة العثمانية وحمايته لها، كان يبذل ما بوسعه بُغية توحيد صفوف المسلمين وتشكيل "اتحاد إسلامي" لمواجهة الأطماع الأوربية الاستعمارية وهجماتها الغاشمة على الدولة العثمانية، إضافة إلى دعمه لحركة "الجامعة الإسلامية" التي دعت إلى تكتيل جميع المسلمين داخل الدولة العثمانية والمناطق المختلفة من العالم خلف راية الخلافة العثمانية. ولعل خط حديد الحجاز يعتبر من أروع إنجازات السلطان عبد الحميد الثاني الرامية إلى الحفاظ على وحدة أراضي الدولة العثمانية.
الإنشاء والتنفيذ
يتحدث السلطان عبد الحميد الثاني عن الخط الحجازي في مذكراته بقوله: "أخيراً تحقق الخط الحجازي؛ ذلك الحلم الذي طالما راود مخيلتي. فذلك الخط الحديدي لم يكن فقط مصدرا اقتصاديا للدولة العثمانية، بل كان في الآن ذاته يمثل مصدراً بالغ الأهمية من الناحية العسكرية من شأنه تعزيز قدرتنا العسكرية على امتداده".
وقد أصدرت الإدارة السلطانية الخاصة قراراً بالبدء في إنشاء خط حديد الحجاز في الثاني من مايو عام 1900م، وفي الأول من سبتمبر عام 1900م، والذي يوافق العام الخامس والعشرين لجلوس السلطان عبد الحميد الثاني على عرش الدولة العثمانية، تم تدشين العمل في خط الحديد بين الشام ودرعا في احتفال رسمي مهيب.
ووصل خط الحجاز إلى عمّان عام 1903م، وإلى معان عام 1904م. وفي الأول من سبتمبر عام 1905م اكتملت المرحلة الأولى من خط الحجاز، وانطلقت أولى رحلات القطار بين الشام ومعان لنقل الركاب والبضائع.
وفي الأول من سبتمبر 1906م وصل الخط إلى مدائن صالح، ثم في 31 أغسطس 1908م وصل إلى المدينة المنورة. وخلال الثمانية أعوام التي جرى فيها تنفيذ خط الحجاز وصل طول الخط إلى 1464 كم. ومع إضافة الخطوط الفرعية الأخرى في المراحل اللاحقة بلغ طول الخط 1900 كم عام 1918م.
وكان الجيش العثماني هو المصدر الرئيسي للقوة العاملة في إنشاء خط حديد الحجاز. وساهم أيضاً في إنشاء هذا الخط عمال توافدوا من مناطق جغرافية مختلفة من العالم الإسلامي في مقدمتها سوريا والعراق. ولما كانت أعداد أولئك العمال الوافدين محدودة، فقد تحمل الجنود العثمانيين معظم أعباء ذلك المشروع. وكان الجنود يتقاضون أجوراً ضئيلة خلال فترة عملهم في المشروع، في مقابل السماح لهم بالانتهاء من الخدمة العسكرية قبل عام من موعدها المحدد.
تولى منصب كبير مهندسي الأعمال الفنية، مهندس ألماني يُدعى "مايسنر باشا"، وعمل تحت قيادته أربعة وثلاثون مهندسا، سبعة عشر منهم عثمانيون والآخرون كان معظمهم من الألمان، بالإضافة إلى مهندسين من إيطاليا وفرنسا والنمسا وبلجيكا واليونان.
وبعد وصول الخط الحديدي إلى محطة مدائن صالح أصبح الجزء المتبقي من الخط داخل حيز المنطقة الحرام. ولما كان من المحظور شرعاً دخول غير المسلمين إلى هذه المنطقة، فقد جرى إنشاء الخط الواقع بين مدائن صالح والمدينة المنورة كله بأيدي مهندسين وعمال مسلمين.
ومع تقدم العمل في المشروع ازدادت خبرة العثمانيين، وعليه قلت أعداد المهندسين الأجانب في المراحل المتقدمة منه أمام أعداد المهندسين المسلمين التي كانت تزداد يوما بعد يوم. ومن ثم تميز خط حديد الحجاز بوصفه مشروعا عمل فيه الكثير من المهندسين المسلمين، قياسا بخط حديد الأناضول وخط حديد بغداد.
تضحيات بطولية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/425)
استغرق إنشاء الخط الرئيسي لطريق الحجاز ثمانية أعوام، وعمل فيه نحو خمسة آلاف عامل معظمهم من الأتراك وبعضهم من العرب وبعضهم من أجناس مسلمة أخرى. ولا شك أن قيام الجنود العثمانيين بالعمل في هذا المشروع قد خفض كثيراً من النفقات. وهو ما يأتي في مقدمة العوامل المهمة في إنجاز هذا الخط الحديدي. كما كان لتدين الجنود العثمانيين وحبهم للنبي صلى الله عليه وسلم دوره البالغ في إنجاز هذا العمل في فترة تُعد قصيرة، حيث قاموا بشق الطرق عبر الفيافي والقفار والجداول والوديان. ولعل الفضل في إنشاء هذا الخط الحديدي يرجع إلى أولئك الشجعان البواسل الذين قدموا من الأناضول لإنشاء وتركيب تلك الخطوط الحديدية في صحاري شبه الجزيرة العربية.
وإذ يقوم أولئك البواسل بنصب قضبان السكك الحديدية وأعمدتها وتشييد محطاته، كانوا ينصبون أيضاً الشواهد لقبور شهدائهم؛ حيث استشهد خلال إنشاء خط السكة الحديدية الكثير من الجنود العثمانيين، إما عطشاً تحت نيران الشمس الحارقة بسبب نقص المياه، وإما من سوء التغذية، فضلاً عمن استشهدوا بسبب حوادث العمل أو غارات البدو. ولقد انتشرت شواهد قبور هؤلاء الشهداء العثمانيين البواسل على امتداد خط السكة الحديدية حتى المدينة المنورة جنباً إلى جنب مع محطات القطار. وإن تكن آثار وبقايا هذا الخط الحديدي لا تزال موجودة إلى اليوم، فإن قبور معظم أولئك البواسل وأسماءهم قد طوتها صفحة النسيان ولم يعد لها وجود. فيكفي أن نعلم أن عام 1908م وحده قد شهد أكثر من 126 غارة من غارات البدو على خط حديد الحجاز، فضلاً عن مشكلات نقص المياه وظهور بعض الأمراض وتدخلات الدول الأجنبية .. وهو ما يعطي لنا مؤشراً مهماً لفهم أسباب البطء في تنفيذ المشروع.
الموقف الأوربي
تلقت أوربا الإعلان عن الخط الحجازي بدهشة بالغة، واعتبرت إقدام الدولة العثمانية على مشروع مثل هذا ضرباً من الخيال، حيث كانت الدولة العثمانية آنذاك في وضع اقتصادي متدهور أوشكت فيه على الإفلاس بسبب ديونها الخارجية والداخلية؛ حتى أن بعض الصحف الأوربية آنذاك قد تطاولت عبر صفحاتها على المشروع والسلطان عبد الحميد الثاني بالاستهزاء والسخرية، وخصصت لذلك أخباراً مطولة ورسوما كاريكاتيرية بذيئة.
ومع التقدم في إنشاء الخط وإظهار القائمين عليه لتضحيات كبيرة، أخذت الدول الأوربية تضع العراقيل للحيلولة دون إكمال العثمانيين لهذا المشروع. وكانت بريطانيا وفرنسا في مقدمة هذه الدول. فأسرعت تلك الدول ولا سيما بريطانيا للحيلولة دون مساندة الشعوب التي تخضع للاستعمار البريطاني لهذا المشروع، حيث قامت بنشر الشائعات بين المسلمين الهنود الذين يقومون بالتبرع لإقامة الخط الحجازي، وأطلقت شائعات مثل أن "التبرعات لا تُستخدم في إنشاء الخط الحجازي". بيد أن هذه المحاولات قد باءت بالفشل التام، واستمر المسلمون الهنود في جمع التبرعات وإرسالها إلى الدولة العثمانية. كما حظر الاستعمار البريطاني على مسلمي الهند تعليق "وسام خط حديد الحجاز" الذي يُمنح لكبار المتبرعين.
وقد سعت بريطانيا إلى استعمال شتى الطرق من أجل انسحاب العثمانيين من الأراضي المقدسة بعد الحرب العالمية الأولى. ومما يلفت النظر هنا أن تعطيل خط حديد الحجاز كان أول ما قامت به بريطانيا بعد انسحاب العثمانيين من مكة والمدينة المنورة؛ إذ كانت تنظر إلى الخلافة العثمانية باعتبارها التهديد الأكبر ضد طموحاتها الإمبريالية في الشرق الأوسط والشرق الأقصى، ومن ثم فقد شعرت بارتياح شديد بعد أن قامت بقطع الروابط بين الأناضول وشبه الجزيرة العربية من خلال تعطيل الخط الحجازي. أما فرنسا فقد سعت لفرض القيود والعقبات أمام إنشاء خط حديد الحجاز من خلال الموانئ التابعة لإدارتها؛ حيث فرضت ضرائب جمركية باهظة على مستلزمات خط الحديد، وعطلتها داخل الموانئ فترات طويلة.
وإن تكن كل هذه العقبات قد أبطأت من معدل إنجاز الخط، إلا أنها لم تستطع أبداً إيقاف عجلة التقدم نحو الانتهاء من تنفيذ المشروع. واكتمل خط حديد الحجاز رافعاً راية العصيان والتحدي في وجه الاستعمار الأوربي، ومعلناً أن قلب "الرجل المريض" لا يزال ينبض بالحياة.
المصادر المالية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/426)
كان فترة سلطنة السلطان عبد الحميد الثاني من أصعب فترات الدولة العثمانية من الناحية الاقتصادية. ولم يأل السلطان عبد الحميد جهداً من أجل سداد الديون الخارجية الضخمة التي ورثها عن أسلافه. ورغم أنه قد اضطر للحصول على قروض خارجية ضئيلة في بعض الأوقات، إلا أن ما قام بسداده كان يفوق بكثير ما اقترضه. وكان يدرك أن الديون الخارجية تزعزع هيمنة الدولة، والديون الداخلية تزعزع سلطتها. ومن ثم لم يفكر في الحصول على أي قروض خارجية لتمويل إنشاء خط حديد الحجاز.
وكانت التبرعات -وللمرة الأولى في تاريخ الدولة العثمانية- هي المصدر الأول لتمويل هذا المشروع الضخم. فكان تمويل خط حديد الحجاز من تبرعات المسلمين في شتى أنحاء العالم دون أن تشوبه أي مساهمة من الدول الأجنبية على النقيض من خطي سكة حديد الأناضول وبغداد اللذين أقيما بتمويل أجنبي.
وكانت الدولة العثمانية قد خصصت 18% من ميزانيتها لإنشاء هذا الخط، بيد أن تلك النسبة اعتُبرت ضئيلة للغاية عندما تم الإعلان عن أن إنشاء الخط سيتكلف نحو ثمانية مليون ليرة عثمانية. ومن ثم برز الاحتياج الشديد للأموال اللازمة لتنفيذ المشروع. ذلك المشروع الذي اعتبره المسلمون بمثابة "مسألة عزة وكرامة" أمام أوروبا. وأراد السلطان عبد الحميد أن يجنب دولته المزيد من الاستدانة، وأن يكون تمويل المشروع الحجازي بأموال إسلامية تماماً. فوجه نداءً إلى العالم الإسلامي من أجل التبرع للمشروع، ليدشن بذلك حملة تبرعات قلّ أن نجد لها نظيراً في تاريخ العالم.
وبدأت حملة التبرعات الأولى في مايو عام 1900م، بأن تبرع السلطان عبد الحميد الثاني من جيبه الخاص بخمسين ألف ليرة عثمانية، ودعا المسلمين كافة للمشاركة في هذه الحملة، سواءً كانوا ممن يعيشون في الأراضي العثمانية أو في غيرها. ومن بعد السلطان تبرع الباشاوات العثمانيون، ثم أقبل موظفو الدولة والتجار والبائعون والجنود والشعب على المشاركة في هذا التنافس الخيري. ولقي نداء السلطان عبد الحميد استجابة تلقائية وفورية بين كافة المسلمين في شتى بقاع العالم، حيث اقتطع المسلمون من أقواتهم ومدخراتهم للمساهمة في تمويل الخط الحجازي.
بل إن دولة ذات صراع تاريخي مع الدولة العثمانية مثل إيران قد جمعت أيضاً مقداراً من التبرعات -وإن كان ضئيلاً- وأرسلته إلى إسطنبول. وانهالت التبرعات التي جاءت من مناطق مترامية الأطراف مثل الهند وأفغانستان، ومن دول أخرى مثل الجزائر والسودان وتونس وليبيا وإندونيسيا وماليزيا. وتدفقت التبرعات من كافة أرجاء العالم؛ فجاءت التبرعات من الشعوب التركية في آسيا الوسطى، ومن مسلمي أوربا وأفريقيا وأمريكا. وذلك رغم كل المحاولات التي قامت بها الدول الأوربية لصرف هذه الشعوب المسلمة عن هذا المشروع وإقناعهم بعدم جديته. وأصبحت التبرعات التي تم جمعها من الضخامة ما تكفي لإنشاء ثلث الخط الحجازي.
وحرصت الدولة العثمانية على تكريم المتبرعين من خلال منحهم نياشين وأوسمة مصنوعة من الذهب والفضة تخليداً لذكرى الخط الحجازي. وإضافة إلى ما تم جمعه من تبرعات، فقد اضطرت الدولة العثمانية إلى الاقتطاع الإجباري من مرتبات موظفي الدولة من أجل الإسهام في إنشاء الخط. وجدير بالذكر هنا أننا لا نكاد نجد شكوى واحدة من أولئك الموظفين بسبب هذا الاقتطاع الإجباري من رواتبهم. وهو ما يُعد إشارة واضحة على أن الأمة التي تلتف حول هدف واحد، قادرة على التضحية بكل غالٍ ونفيس في سبيل تحقيق ذلك الهدف. وتاريخ الأتراك في الفترات اللاحقة يشهد على أحداث مشابهة لتلك التضحيات، تجلت فيها هذه الروح والفكرة والعقدية دون أن يعتريها خلل أو عطب.
كما حرصت الدولة أيضاً على اقتطاع جزء من دخلها العام لتمويل المشروع الحجازي، فأصدرت طوابع تمغات متعددة الفئات المالية في كافة دوائرها الحكومية والبيروقراطية، وجمعت جلود الأضاحي وباعتها وحملت عائداتها إلى ميزانية المشروع. إضافة إلى أن نظام البدء الفوري في تشغيل رحلات الركاب والبضائع في الأجزاء التي اكتملت من الخط الحديدي، كانت مصدراً آخر من مصادر التمويل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/427)
ورغم الانتهاء من إنشاء المشروع الحجازي، وانسحاب العثمانيين من المنطقة مع حلول عام 1918م، وتخريب الخط ونسف جسوره وانتزاع قضبانه مع نشوب الثورة، إلا أن التبرعات لم تتوقف وظلت تتدفق من مختلف أنحاء العالم. ولا ريب أن هذه الهمة العالية والتنافس في فعل الخيرات قد أظهر للعالم كله مدى عمق الأخوة الإسلامية وقوتها ورحابتها.
حركة القطار
في الأول من سبتمبر عام 1908م والموافق للعام الثاني والثلاثين من جلوس السلطان عبد الحميد الثاني على عرش الدولة العثمانية، قام بافتتاح خط حديد الحجاز وسط مراسم رسمية مهيبة. وكانت قبل ذلك "لجنة خط حديد الحجاز" قد قامت نيابة عن السلطان بافتتاح المحطات الممتدة على خط سكة الحديد في احتفالات رسمية أيضاً.
وكان لغير المسلمين أيضاً الحق في استخدام المحطات البينية الموجودة على خط حديد الحجاز، غير أنه لم يكن من المسموح لهم الوصول بالقطار إلى المدينة المنورة، وكان للخط دور في نقل الأموال. وأسدى قطار الحجاز خدمات جليلة لحجاج بيت الله الحرام، واستُخدم أيضاً في بعض الأغراض العسكرية مثل نقل الجنود من منطقة إلى أخرى. كما قام القطار بنقل البضائع بين المناطق المختلفة، وهو ما أحدث انتعاشة في الحياة الاقتصادية والتجارية.
وتحددت أوقات تحرك القطارات وفقاً لمواقيت الصلاة. فكانت القطارات تتحرك على نحو لا يخل بأوقات الصلاة. فإذا ما دخل وقت الصلاة توقف القطار وتوجه الركاب لأداء الصلاة في العربة المخصصة لذلك.
الدلالة الدينية
قد تكون نظرتنا قاصرة إذا نظرنا إلى البعد الديني للخط الحجازي في نقله للحجاج فحسب. فالقطار الحجازي كان يؤدي في الوقت ذاته مهمة عريقة، ويحافظ على تقليد يضرب بجذوره في التاريخ وهو إرسال "الصرة السلطانية" إلى الحجاز. وكان السلاطين العثمانيون كلهم تقريباً يقومون بتجهيز قدر كبير من الأموال عُرف بـ"الصرة السلطانية" وإرسالها إلى الحجاز. وهو تقليد يرجع بجذوره إلى العباسيين ثم إلى العثمانيين اعتباراً من السلطان العثماني "يلديرم بايزيد".
وكانت "الصرة السلطانية" قديما تبدأ رحلتها في بداية كل ثلاثة أشهر عبر الطريق البري. وعرفت الطريق البحري مع استخدام السفن البخارية منذ عام 1864م، ثم أصبح لها مكانها الخاص في القطار الحجازي بعد عام 1908م. وكانت أموال "الصرة السلطانية" مخصصة للإنفاق على كافة الخدمات في مكة المكرمة والمدينة المنورة، مثل شؤون الإعمار والإصلاح وغيرهما، ودفع رواتب العاملين هناك. كما كانت أيضاً مصدراً من مصادر توفير الراحة وتيسير مناسك الحج لزوار بيت الله الحرام. إضافة إلى أن القطار الحجازي قد وفر لوفد "الصرة السلطانية" رحلة سريعة ومريحة وآمنة.
وأخيرًا وبهذه المناسبة نتوجه بخالص العرفان بالفضل والدعاء بالرحمة لأولئك الذين عملوا على إنشاء خط سكة حديدية الحجاز، وأولئك الذين سقطوا شهداء خلال أداء واجبهم فيه، وأولئك الذين اقتطعوا من أقواتهم ومدخراتهم للمساهمة فيه، وأولئك الذين بذلوا النفس والنفيس بكل تجرد وإخلاص لذلك المشروع.
ــــــــــــــــ
(*) الترجمة عن التركية: د. طارق عبد الجليل.
--------------------------------
(*) كاتب وباحث تركي.
منقول
http://www.hiramagazine.com/archives_show.php?ID=323&ISSUE=16(149/428)
الهجرات العربية إلى بلاد النوبة والسودان الشرقي وآثارها الثقافية والحضارية
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[06 - 09 - 09, 02:39 ص]ـ
الهجرات العربية إلى بلاد النوبة والسودان الشرقي وآثارها الثقافية والحضارية
للكاتب الدكتور: ربيع محمد الحاج
ليس من اليسير على الباحث أن يحدّد تاريخاً مُعيّناً لبداية العلاقة بين الجزيرة العربية وبلاد السودان بوجه عام، وبلدان وادي النيل بشكل خاص، بيد أن هناك شبه إجماع بين المؤرخين والباحثين على أن هذه العلاقة مُوغلة في القِدَم، تعود إلى آماد بعيدة قبل بعثة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم.
وهذه حتمية تؤيدها الحقائق الجغرافية والروايات التاريخية؛ ذلك أن البحر الأحمر لم يكن في وقت من الأوقات حاجزاً يمنع الاتصال بين شواطئه الآسيوية العربية وشواطئه الأفريقية؛ إذ لا يزيد اتساع البحر على المائة والعشرين ميلاً عند السودان، ويبدو بهذا أنه ليس من الصعب اجتيازه بالسفن الصغيرة (1)؛ وفي الجنوب يضيق البحر الأحمر لدرجة كبيرة عند (بوغاز) باب المندب، حتى لا يزيد على عشرة أميال، وهو الطريق الذي سلكته السلالات والأجناس إلى القارة الأفريقية منذ آماد بعيدة (2).
وتذهب بعض الروايات التاريخية إلى أن المصريين القدماء الذين عبدوا الإله حورس كانوا عرباً هاجروا من الجزيرة العربية عبر البحر الأحمر عن طريق مصوع (3)، وتابعوا سيرهم عن طريق وادي الحمامات شمالاً إلى مصر، وأن معبد الشمس الذي بُني قرب ممفيس إنما بنته جاليات عربية، وصلت إلى هناك في وقت غير معروف، ووجدت آثار لجاليات عربية كبيرة تسكن المنطقة المحاذية للنيل من أسوان شمالاً إلى مروى جنوباً (4)، وقد دلت الأبحاث الأثرية والتاريخية على أن هجرات عربية قدمت من جنوب الجزيرة واليمن عبر البحر الأحمر، يعود بعضها إلى القرن الخامس قبل الميلا د، وثبّتت بعض هذه الجاليات العربية أقدامها في بعض جزر البحر الأحمر (مثل: دهلك) منذ عدة قرون قبل الإسلام (5)، ولم يقتصر وجود الجاليات العربية على الساحل الأفريقي، بل إن أفراد هذه الجاليات قد توغلوا في الداخل، ووصل بعضهم إلى ضفاف النيل، وأقاموا شبكة من طرق القوافل التجارية بين ساحل البحر الأحمر والمناطق الداخلية، وقد وصلت العرب أقطار وادي النيل عن الطريق الشمالي البري المار عبر سيناء إلى مصر، ثم انحدرت جنوباً إلى بلاد البجة والنوبة (6).
هذا وقد كانت التجارة تمثل أحد أهم وسيلة لهذه الاتصالات؛ إذ نشطت حركة تجارة العاج، والصمغ، واللبان، والذهب بين الجزيرة العربية من ناحية وبين موانئ مصر والسودان والحبشة من ناحية ثانية؛ مما يؤكد أهميتها في حركة الاتصال، والتواصل النشط بين سواحل البحر الأحمر الشرقية والغربية (7).
وقد بلغت هذه الهجرات أقصاها ما بين 1500 ق. م ـ 300 ق. م في عهد دولتي: (معين، وسبأ) وحمل المعينيون والسبئيون لواء التجارة في البحر الأحمر، ووصلوا في توغلهم غرباً إلى وادي النيل؛ ونشطت حركة التجار العرب بخاصة زمن البطالمة والرومان، ولا شك أن عدداً غير قليل من هؤلاء استقروا في أجزاء مختلفة من حوض النيل؛ ولحق بهم عدد من أقاربهم وأهليهم (8)، وفي القرنين السابقين للميلاد عبّر عدد كبير من الحميريين مضيق باب المندب، فاستقر بعضهم في الحبشة، وتحرك بعضهم الآخر متتبعاً النيل الأزرق، ونهر عطبرة ليصلوا عن هذا الطريق إلى بلاد النوبة، كما يرجح أنهم لم يتوقفوا عند هذا الحد، بل قد انداحوا في هجرتهم حتى المناطق الغربية لسودان وادي النيل (9).
وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن هناك حملات عسكرية قام بها الحميريون في وادي النيل الأوسط وشمال أفريقيا، وتركت هذه الحملات وراءها جماعات استقرت في بلاد النوبة، وأرض البجة، وشمال أفريقيا (10)، كما تشير بعض الروايات إلى حملة قادها (أبرهة ذي المنار بن ذي القرنين الحميري) على السودان وبلاد النوبة والمغرب في أوائل القرن الأول قبل الميلاد، ثم إلى حملة أخرى قادها ابنه (إفريقيش) إلى شمال أفريقيا، وقد داخلت تلك الجماعات المهاجرة الوطنيين من أصحاب تلك البلاد التي هاجروا إليها، وأصبح لهم وجود معتبر فيها، ولعل وجود العمامة ذات القرنين التي كانت شارة من شارات السلطة الكوشية دليل على ذلك الوجود الحميري المبكر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/429)
(11)، إضافة إلى عدد من القرائن الأخرى الدالة على هذا الوجود.
كذلك وردت إشارات إلى وجود جماعات من الحضارمة عبروا البحر الأحمر إلى ساحله الأفريقي في القرن السادس الميلادي، ثم اختلطوا بالبجة، وكونوا طبقة حاكمة خضع لها البجة، وقد عرفوا عند العرب ـ الحداربة ـ الذين استقروا في إقليم العتباي في الشمال، ثم اضطروا إلى الانتقال جنوباً في القرن الخامس عشر الميلادي؛ حيث أسسوا مملكة البلو (مملكة بني عامر) في إقليم طوكر (12)؛ على أنه من المهم الإشارة إلى نزوح بعض الجماعات النوبية والسودانية عن مواطنها إلى الجزيرة العربية؛ حيث تأثرت بعادات وتقاليد سكانها قبل الإسلام، بل مشاركتها في الحياة الاجتماعية والثقافية هناك؛ فقد أشار ابن هشام إلى استعانة المكيين بنجار قبطي أثناء إعادتهم بناء الكعبة قبل البعثة المحمدية (13) بيد أن بعض المصادر تشير إلى وجود قديم لجاليات حبشية، ونوبية، وسودانية في بعض مناطق الحجاز في تلك الفترة أيضاً (14)، وتذكر أن عدد الأحباش والنوبيين كان كبيراً في عدد من مُدنه، وأدى وجودهم إلى أن يتعلم بعض العرب لغتهم؛ إذ ثبت أن عدداً من صحابة الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد تعلموا بعض من تلك اللغات، وأن زيد بن ثابت، وحنظلة بن الربيع بن صيفي التميمي الأسدي كانا يترجمان للنبي - صلى الله عليه وسلم - بالقبطية والحبشية، وقد تعلماها من أهلها بالمدينة (15)، وتمضي هذه المصادر فتذكر أنه كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - مولى نوبي اسمه يسار، أصابه في غزوة بني عبد بن ثعلبة فأعتقه، وهو الذي قتله العرنيون الذين أغاروا على لقاح النبي - صلى الله عليه وسلم -، قطعوا رجله ويده، وغرزوا الشوك في لسانه وعينه حتى مات (16).
وعلى الرغم من ثبوت الوجود العربي المبكر، والاتصال ببلاد النوبة والسودان في فترة ما قبل الإسلام، إلا أنه لم يكن ذا تأثير واضح في سكان البلاد، ويرجع ذلك إلى أن العرب وقتها لم يحملوا عقيدة واحدة واضحة، ولم يكن لهم هدف محدد، سوى العمل في التجارة، والبحث عن مناخات وفرص أفضل؛ لكسب العيش في تلك المناطق، كما هو الحال عندما جاء العرب المسلمون الذين يحملون عقيدة واحدة، ويتكلمون لغة واحدة، ويمثلون دولة واحدة، وينشدون أهدافاً موحدة، ويكادون يتفقون في السلوك العام المنضبط بتعاليم الإسلام؛ على أن أهم نقطة تحوّل في تاريخ العلاقة بين العرب المسلمين وبين منطقة وادي النيل وبلاد النوبة والسودان حدثت بعد الفتح الإسلامي لمصر سنة 21هـ في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، بقيادة الصحابي عمرو بن العاص (17)، كانت هي توقيع المسلمين لمعاهدة البقط (18) مع ملوك النوبة والسودان من النصارى الذين كانوا يقيمون في شمالي السودان وحاضرتهم مدينة (دنقلة)؛ ذلك أن هذه المعاهدة تضمنت بنوداً مهمة سهّلت وسمحت في مجملها للقبائل العربية بالهجرة، والتدفق نحو بلاد النوبة والسودان بشكل كبير لم يحدث له مثيل (19)؛ مما مكّنها مستقبلاً من الإحاطة بالكيانات النوبية المسيطرة، وتحول النوبيين وأهل السودان من النصرانية إلى الإسلام.
منافذ الهجرات العربية:
على أن تلك الهجرات قد اتخذت عدداً من المنافذ ظلت ترد عن طريقها القبائل العربية باتجاه بلاد النوبة والسودان، منها ثلاثة منافذ رئيسة هي:
1 - المنفذ الشرقي عن طريق البحر الأحمر من الجزيرة العربية.
2 - المنفذ الشمالي عن طريق نهر النيل من مصر.
3 - المنفذ الشمالي الغربي، أو الطريق الليبي عبر الصحراء الكبرى.
أولاً: المنفذ الشرقي من الجزيرة العربية عبر البحر الأحمر:
يعتبر هذا المنفذ من أقدم وأقصر الطرق التي سلكتها الهجرات العربية إلى بلاد النوبة خاصة وإلى القارة الأفريقية عامة، وقد عرفه العرب قبل الإسلام، وامتدوا على ساحله الشرقي، ومنه أنشؤوا طرق قوافل تسير عليها الإبل إلى المناطق الداخلية في القارة الأفريقية، كما سلكته كثير من القبائل العربية في هجرتها، وتجارتها مع القبائل التي تسكن في ساحله الغربي مثلما فعل (الحضارمة)، وقبائل (بلى) التي ساكنت البجة في الشرق، واختلطوا بهم؛ وحين جاءت الفتوحات الإسلامية توسعت حركة الهجرة من الجزيرة العربية إلى بلاد العالم كافة وإلى بلدان أفريقية على وجه الخصوص،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/430)
وانفتحت منافذ أخرى للهجرة للسودان غير هذا المنفذ (20)، إلا أن ذلك لم يقلل من قيمته كمنفذ من المنافذ التي ساهمت بقسط كبير في الهجرة إلى بلاد أفريقية بعامة وإلى بلاد النوبة بوجه خاص.
ثانياً: المنفذ الشمالي عبر النيل، وبمحاذاته من مصر:
عرفت المنطقة هذا المنفذ منذ قديم الزمان؛ إذ إنه كان يمثل الطريق التجاري الذي يربط مصر بوسط أفريقيا وبلاد النوبة والبجة، وازدادت أهميته بعد توقيع المعاهدة؛ حيث كفلت بعض بنودها للتجار والمهاجرين والقوافل حق التحرك الحُرّ فيه، وأعطتهم أماناً للتوغل في أعماق البلاد، وأصبح مدخلاً للقبائل العربية إلى بلاد النوبة (21)؛ ويعتبر أحد الباحثين أن هذا المنفذ كان سبباً مباشراً في تعريب بلاد النوبة (3)، وأنه أعظم خطراً وأهم دوراً من المنفذ الشرقي في أمر هجرة القبائل إلى بلاد النوبة، سواء أكان ذلك قبل الإسلام أم في زمن التوسع الإسلامي (22)، وإن كثرة الحديث عن الهجرة العربية عبر البحر الأحمر كانت بسبب أن بعض القبائل العربية في السودان تدّعي أن أسلافها وصلوا من جزيرة العرب مباشرة إلى السودان عبر البحر الأحمر لتأييد دعواهم في الانتساب إلى أصل شريف أموي أو عباسي، أو أنهم سلالة بعض صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (23).
إلا أن على الباحث أن لا يغفل عن أهمية المنفذ الشرقي في دفع وتوسع حركة الهجرة إلى بلاد النوبة (24)، خصوصاً في العهد المملوكي الذي نشطت فيه حركة الملاحة البحرية بين الموانئ الغربية للبحر الأحمر وبين موانئه الشرقية؛ بسبب الاعتداءات الصليبية المتكررة على طريق (برزخ السويس)، وهو الأمر الذي أدى لإنعاش مينائي: (عيذاب، وسواكن)، اللذين وضع المماليك أيديهم عليهما تماماً، بعد تكرار الاعتداء على ممتلكات التجار المصريين المتوفين هناك (25)، هذا ولم يقتصر تأثير المنفذ الشرقي على الجهات التي تقابل الجزيرة العربية فقط، بل تجاوزتها إلى السودان الأوسط وبلاد السودان الغربي أيضا (26)؛
ومهما يكن من أمر فإن هذين المنفذين الشرقي والشمالي يعتبران أهم المنافذ التي سلكتها القبائل العربية المهاجرة إلى بلاد النوبة في تلك الفترة.
ثالثاً: المنفذ الشمالي الغربي، أو الطريق الليبي:
سلكته القبائل العربية في هجرتها نحو بلاد النوبة والسودان، بعد أن تمكن الإسلام في معظم المناطق الشمالية من القارة الأفريقية، ويسير باتجاه السهول والبراري الواقعة بين النوبة وكردفان ودارفور، وقد ازدادت شهرته بعد أن قامت في مصر وشمال أفريقية دول إسلامية مستقلة عن الخلافة العباسية (27)، ولم يكن له دور فاعل ومؤثر في حركة الهجرة نحو بلاد النوبة لجفافه وصعوبته؛ بسبب الصحراء، وقلة الماء؛ على أنه كان هناك عدد من الطرق والمنافذ سلكتها القبائل العربية من هذا الاتجاه، ومنها الطريق الذي يبدأ من شنقيط وينتهي إلى تمبكتو، فجاو، وزند ر، وكوكوا، وبيدا، ومسنيا، وأبشي، والفاشر، ثم يخترق سهول الجزيرة، حتى ينتهي إلى سواكن، وقد اشتهر هذا الطريق لكونه قد رفد بلاد السودان والنوبة بأعداد كبيرة من العلماء والدعاة الذين ساهموا مساهمات كبيرة في نشر الدعوة الإسلامية، وتوطينها في تلك المناطق.
دوافع الهجرات العربية:
ولا شك أن هذه الهجرات إلى بلاد النوبة لم تتم في فترة واحدة محددة، ولم تحركها ظروف واحدة، كذلك بل تمت على فترات متقطعة تنشط حيناً، وتخمد حيناً آخر، وتتحكم فيها عدد من الدوافع أو العوامل الدينية، والسياسية، والتجارية، والاقتصادية يمكن تناولها على النحو التالي:
أولاً: الدوافع الدينية:
كان معظم جنود الحملات العسكرية التي سيرها ولاة المسلمين في مصر نحو بلاد النوبة من رجال القبائل العربية، وممن شاركوا في الفتح الإسلامي لمصر أو من المدد الذي ظل يصل تباعاً إلى مصر من الجزيرة العربية لتقوية السلطة، وحماية الدولة والتوسع في الفتوح (28)، ومن الواضح أن الولاة في مصر لم يكونوا يترددون في تسيير الحملات العسكرية تجاه النوبة، كلما أغاروا على الحدود والمدن الجنوبية للدولة، أو كلما تمردوا عن دفع ما عليهم من: (بقط والتزام)؛ فكان من الأهداف الرئيسة التي حركت أولئك المقاتلين هو الجهاد في سبيل الله ـ تعالى ـ لرد كيد الأعداء والدفاع عن الدولة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/431)
المسلمة، وحمل لواء الدعوة الإسلامية، وتبليغها للعباد تدفعهم لذلك نصوص صريحة من القرآن الكريم، وترغبهم في ذلك، كقوله ـ تعالى ـ:
{الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ} [التوبة: 20]، وقوله: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69]، وقوله تعالى: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ} [النساء: 95].
ومن أقواله -صلى الله عليه وسلم -: «من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق» (29). وقوله -صلى الله عليه وسلم -: «المجاهد في سبيل الله مضمون على الله إما إلى مغفرته ورحمته، وإما أن يرجعه بأجر وغنيمة، ومثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم الذي لا يفتر حتى يرجع» (30)؛ فهذه النصوص الواضحة الصريحة من الكتاب والسنة كانت هي الدافع الحقيقي لمشاركة هؤلاء الرجال في هذه الحملات الجهادية، إضافة إلى حماسهم لأجل تبليغ الدعوة الإسلامية، إلا أن كثيراً من المؤرخين المحدثين، الذين كتبوا عن تاريخ الهجرات العربية إلى بلاد النوبة، قد أغفلوا هذا الدافع ضمن ما ذكروا من دوافع للهجرة، على الرغم من أنه هو الدافع الرئيس لها.
ثانياً: الدوافع السياسية:
وهذه تختلف وتتباين بحسب الأوضاع في البلدين مصر والنوبة؛ فمنها دوافع خاصة بتأمين النظام السياسي في مصر وتقوية شوكته؛ حيث عمد عدد من الولاة في مصر إلى جلب قبائل عربية بأسرها إلى مصر لتكون قوة لهم وسنداً يحميهم، ويغطي ظهرهم عند الخطر؛ وقد أشار عدد من المؤرخين إلى أن عبيد الله بن الحبحاب حين تولى مصر من قِبَل هشام بن عبد الملك سنة 109 هـ أرسل يستأذنه في قدوم قبيلة قيس فأذن له، فقدم عليه نحو مائة من أهل بيت هوازن، ومائة من أهل بيت بني عامر، ومائة من أهل بيت بني سليم، فتوالدوا، وعندما تولى مصر الحوارثة بن سهيل الباهلي في خلافة مروان بن محمد أقبلت إليه قيس، وهي يومئذ ثلاثة آلاف بيت (31)، وقد شاركت أعداد كبيرة من هذه القبائل في الحملات التي أرسلت لبلاد النوبة؛ فاستقرت أعداد كبيرة منهم هناك.
ومن الدوافع السياسية كذلك أن النوبة ظلت ملجأً لكثير من الهاربين من مصر، أو من الجزيرة العربية بسبب الثورات، وتغير نظام الحكم، ويقدم هؤلاء القادة الهاربين عادة في أعداد ضخمة وكبيرة من أتباعهم وأهلهم وعبيدهم، وحوادث التاريخ تبين أنه حين اجتاحت قوات العباسيين الولايات الإسلامية هرب آخر الخلفاء الأمويين إلى مصر؛ حيث قُتل هناك، ثم هرب أبناء عبيد الله جنوباً إلى النوبة مصحوبين بعدد من الأقارب، والأتباع البالغ عددهم نحو 400 شخص، واستجار الأمويون بملك النوبة آملين أن يبقيهم في بلاده؛ لكن الملك النوبي رفض ذلك، وطلب منهم الرحيل، فتوجهوا شرقاً مارّين بأرض البجة إلى ميناء باضع.
وتعرضوا للجوع والعطش والتعب؛ فهلك عدد منهم من بينهم عبيد الله بن مروان، ومضى أخوه إلى ميناء باضع على ساحل البحر الأحمر؛ حيث عبر إلى جدة ومنها سار إلى مكة المكرمة فقبض عليه، وأرسل إلى بغداد؛ حيث بقى سجيناً حتى أيام الخليفة هارون الرشيد الذي أمر بإخراجه بعد أن أصبح كهلاً ضريراً (32)؛ هذا ولا يستبعد أن يكون رجال البجة باتفاق مع النوبيين قد غدروا بهؤلاء الأمويين تقرباً للعباسيين؛ حيث كشفت الحفريات الأثرية الحديثة عن قبور هؤلاء الأمويين الفارّين على طول الطريق الذي سلكوه من النوبة إلى ميناء باضع البجاوي (33)؛ ويبدو أن بعض من نجا من هؤلاء الأمويين قد استقر على الساحل السوداني للبحر الأحمر قرب باضع؛ حيث اختلطوا بالسكان المحليين، وتزوجوا منهم، وأصبح لهم شأن كبير تبعاً لأصلهم القرشي، وقد كان لبقاء هؤلاء الأمويين في تلك المنطقة أثر في ادعاء بعض الأسر السودانية بأنها تنحدر من أصل أموي، ومن الأمثلة على ذلك أسرة الفونج (34) المشهورة، إضافة لدور من استقر من تلك القبائل في نشر دعوة الإسلام بين سكان البلاد، وظلت بلاد النوبة تمثّل دائماً ملجأً للسياسيين والأمراء الفارّين من مصر، يلجؤون إليها لترتيب أمورهم وصفوفهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/432)
من جديد، ريثما يبدؤون محاولة الثورة والمقاومة مرة أخرى، مثل: هروب عبد الله، وعبيد الله ابني مروان بن الحكم إلى بلاد النوبة، ومثلما فعل الثائر الأموي أبو ركوة في عهد الفاطميين (35).
ومن الدوافع السياسية التي ساهمت في دعم وتوسيع الهجرة العربية إلى النوبة تلك الحملات الحربية التي سيرها ولاة المسلمين من مصر ـ بعد إعدادها ودعمها ـ إما بسبب انقطاع النوبة عن دفع (البقط) المقرر عليهم، أو بسبب هجومهم على منطقة الحدود جنوبي مصر، وقد كانت هذه الحملات تصل إلى أعماق بلاد النوبة، ثم تستقر أعداد من المشاركين فيها في البلاد، فيساهمون في نشر الدعوة، والثقافة الإسلامية في المنطقة، ونقل الدماء العربية للنوبيين بالتزوج منهم، ومصاهرتهم.
ومن الدوافع السياسية أيضاً تحول سياسة العباسيين تجاه العرب؛ إذ المعروف أنه مع الفتح الإسلامي لمصر ظلت القبائل العربية تفد إليها بأعداد كبيرة جداً، سواء دعاهم الولاة كما سبق، أو بتحرك تلقائي من قبلهم نحو مصر، فأصبحت أعدادهم كبيرة جداً، وصار لهم نفوذ هام في الدولة، وتسيير أمورها، واستقرت جماعات منهم في الريف، ومارست الزراعة (36)، إلا أنه بسقوط الدولة الأموية، وقيام الدولة العباسية بدأ العباسيون في استرضاء الموالي، والاعتماد على الجنود الأتراك، وعلى وجه الخصوص في عهد الخليفة المعتصم (218 - 227هـ) فأثبتهم في الديوان، وأمر واليه في مصر (كيدر بن نصر الصفدي) بإسقاط من في ديوان مصر من العرب، وقطع العطاء عنهم (37)، وأدى هذا القرار الخطير إلى ثورة عربية ضد الوالي، انتهت بأسر زعمائها من القبائل العربية (38)، وبهذا «انقرضت دولة العرب في مصر، وصار جندها العجم المَوالي من عهد المعتصم إلى أن ولي الأمير أبو العباس أحمد بن طولون فاستكثر من العبيد» (39)؛ ففقد العرب بهذا نفوذهم القديم، وأبدوا استياءهم الشديد لهذا التحول في سياسة الدولة، وكثرت ثوراتهم في أول قرن للدولة العباسية، وقامت ثورات يقودها أمراء أمويون في صعيد مصر، أيدتها كثير من القبائل العربية، ولم تفلح الحكومة المركزية في إخمادها إلا بعد جهود كبيرة (40)، وأعلنت كذلك قبائل قيس العصيان، ورفضت دفع الخراج المقرر عليها (41).
فكان طبعياً أن يتبع هذه الاضطرابات نزاعات كثيرة بين هؤلاء الذين امتنعوا عن دفع الخراج المقرر عليهم ـ مع التمتع بملكية وخيرات الأراضي التي يفلحونها ـ وبين ولاة الأمر في مصر، وأدى ذلك في النهاية إلى توسيع الشقة بين العرب والولاة من حكام مصر، فكان لهذا التوتر في العلاقة، ولهذا الضغط السياسي والاقتصادي أسوأ الأثر في نفوس العرب، الذين فقدوا مصدر رزق هام بالنسبة لهم، ولم يبقَ أمامهم إلا أحد أمرين: إما أن يذعنوا للأمر ويسلموا بهذا الواقع، وإما أن ينزحوا نحو صعيد مصر بعيداً عن سلطة الوالي؛ فآثروا الأمر الثاني، وأخذوا منذ أوائل القرن الثالث الهجري ينزحون للصعيد المصري، ومنه لبلاد النوبة في مجموعات صغيرة، دون أن تسترعي انتباه أحد، أو يسجل التاريخ تفاصيلها، والأغرب من ذلك أنهم قد اجتازوا الحدود بين مصر والنوبة في هدوء شديد، لم يلفت إليهم صاحب الجبل والي الإقليم الشمالي من قبل النوبة الموكل بحفظ الحدود الشمالية لبلاده، والذي يحول دون دخول أي شخص للبلاد دون تصريح رسمي يسمح له بذلك (42).
ثالثاً: الدوافع التجارية والاقتصادية:
ظلت العلاقات التجارية بين مصر والنوبة مزدهرة منذ قديم الزمان، وذلك لحاجة البلدين؛ إذ كانت مصر تحتاج لكثير من المنتجات التي لا تتوفر فيها، مثل: الأخشاب، والعاج، والأبنوس، وبعض التوابل .. وغيرها، فخرجت قوافل تجارتها منذ قديم الزمان إلى الجنوب منها، حتى وصلت إلى أجزاء نائية من القارة الأفريقية (43)، وارتبطت مع بلاد النوبة بصلات تجارية قوية؛ فكانت مدينة أسوان مجمعاً للتجار من أهل السودان ومن النوبة، وكان التجار النوبيون يقدمون إلى أسوان عن طريق النيل حتى الجنادل، ثم يتحولون إلى ظهور الإبل حتى يصلوا إلى أسوان (44)، وقد سكنها كثير من العرب لمناخها الذي يقارب مناخ الجزيرة العربية ولمركزها التجاري (45)، إضافة إلى أن النوبة كانت تصدر عن طريق أسواقها أهم منتجاتها من: (الذهب والزمرد) الذي ينتج في وادي العلاقي (46)، إضافة إلى الرقيق، والعاج، والأخشاب الصلبة،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/433)
والأبنوس، وسن الفيل لصناعة العاج، الذي يستخدم في الزينة، وريش النعام، والحديد الذي يستخرج ويصهر بالقرب من نباتا ومروى (47)، وكانت ترد إلى النوبة المنسوجات، والقمح، والنحاس من مصر (48).
وحين وقّع عبد الله بن سعد عهد الصلح مع ولاة النوبة نص صراحة على حق الترحال لرعايا البلدين في البلد الآخر دون الإقامة الدائمة؛ فساق هذا الحق التجار المسلمون إلى أعماق النوبة مع بضاعتهم، وتجارتهم، وعقيدتهم الإسلامية، واستطاعوا بما اكتسبوا من معرفة بأحوال البلاد تمهيد الطريق لهجرة القبائل العربية في أعداد كبيرة، بل نجد أن أعداداً منهم قد استقرت في فترة مبكرة في (سوبا) عاصمة مملكة علوة النصرانية جنوب المقرة، حتى أصبح لهم حي كامل يُعرف بهم (49)؛ ومن الدوافع الاقتصادية كذلك التي ساهمت في دفع القبائل العربية للهجرة نحو جنوب مصر في النصف الأول من القرن الثالث الهجري سماع القبائل بمعدني: (الذهب، والزمرد) عبر الصحراء الشرقية لبلاد النوبة، واشتهار أمرهما لا سيما في وادي العلاقي من أرض البجة؛ فأدى ذلك إلى اجتذاب كثير من القبائل العربية المختلفة إلى هذه الأوطان للعمل فيها، واستغلال مناجمها (50)، وأدى استقرارهم هناك إلى اختلاطهم بقبائل البجة عن طريق المصاهرة، فنقلوا إليهم العقيدة الإسلامية، وتغيرت كثير من عاداتهم وتقاليدهم بهذا النسب الجديد (51).
إضافة لذلك فإن المعلوم عن مراعي النوبة وأراضيها أنها أكثر خصوبة من أراضي ومراعي شبه الجزيرة العربية، وعلى وجه الخصوص النوبة الجنوبية (علوة) التي كانت أكثر اتساعاً وأخصب أرضاً وأوفر ثروة من المقرة (52)، إضافة إلى أن مناخ النوبة الشمالية (المقرة) يشابه مناخ وبيئة شبه الجزيرة العربية (53)، وهو ما يوائم حياتهم التي جبلوا عليها في حب الترحال والتنقل، وقد كان لهذا التشابه في المناخ وطبيعة البلاد والأرض المسطحة أثره في دفع هذه القبائل للتقدم نحو الجنوب، وهي قبائل بدوية رعوية، أو شبه رعوية لا تستطيع التقدم إلا في السهول المكشوفة؛ فكان تدفقهم في كل أرض وصلوها يقف عند اصطدامهم بعقبات طبيعية: كالبحار، والجبال، والغابات، وهذا ما حدث بالضبط؛ إذ إن تلك القبائل لم تتوقف في زحفها إلا عند المناطق التي تسوء فيها الطرق، وتتفشى فيها الأمراض الفتاكة، بيد أن هذه الجماعات العربية المهاجرة اختلطت بالعناصر النوبية والبجاوية في تلك المناطق، وأدى هذا الاختلاط إلى تأثر هؤلاء بالدماء العربية التي كانت تتجدد باستمرار مع توالي وصول عناصر عربية جديدة إلى هذه الجهات (54)، إضافة إلى اعتناق عدد منهم للإسلام في هذه الفترة بالرغم من جهلهم باللغة العربية (55)، والراجح أن العرب تعلموا لغة النوبيين بعد أن اختلطوا بهم، واستطاعوا بذلك نشر ثقافتهم الإسلامية في بلاد النوبة (56).
هذا وقد تعاظمت أعداد القبائل العربية المهاجرة، وانتشرت أحياء العرب من جهينة في بلادهم ـ أي النوبة ـ واستوطنوها وملكوها (57)؛ وذلك في المراحل الأخيرة للمملكة النوبية النصرانية التي أصابها الضعف والوهن؛ بسبب خلافاتها الداخلية، وبسبب الضغط القوي للقبائل العربية التي سارت في زحفها، حتى بلغت أرض البطانة (58) والجزيرة (59)، ثم عبر بعضها نهر النيل إلى كردفان، ودارفور، وهناك التقت هذه الموجة المهاجرة بموجة أخرى، كانت قد تابعت شاطئ النيل الغربي حتى دنقلة، فوادي المقدم (60)، ووادي الملك، حتى بلغت في مسارها مملكة: كانم، برنو؛ حيث كان الإسلام قد بلغ تلك الجهات من بلاد المغرب وشمال أفريقيا (61)؛ واستقر بعض هؤلاء المهاجرين في سهول أواسط البلاد، وانفتحوا على السكان الوطنيين من النوبة وغيرهم من البجة والزنج، فصاهروهم، وعندما بلغوا كردفان ودارفور اضطر جزء منهم أن يتخلوا عن إبلهم، ويعتمدوا على الأبقار في ترحالهم، ومِنْ ثَمّ عرفوا بعرب البقارة (62).
اشهر القبائل العربية المهاجرة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/434)
ورغم الخلاف الواسع بين الباحثين في إعداد القبائل العربية التي هاجرت إلى بلاد النوبة، وفي أنسابهم، إلا أنه يمكن القول بما اتفق عليه معظم الباحثين: إن الجماعات العربية التي هاجرت إلى بلاد النوبة قد اشتملت على المجموعتين العربيتين، وهما: مجموعتا (العدنانيين؛ والقحطانيين (63))؛ حيث يمثل العدنانيون الكواهلة والمجموعة الجعلية، وبعض القبائل الأخرى، في حين يمثل القحطانيون المجموعة الجهنية (64).
ويُقال: إن الكواهلة ينتسبون إلى كاهل بن أسد بن خزيمة، وإنهم قدموا إلى بلاد النوبة من جزيرة العرب مباشرة عبر البحر الأحمر، واستقروا في الإقليم الساحلي بين سواكن وعيذاب (65)، وينسب إليهم كذلك البشاريون والأمرار وبنو عام (66)، ومن المؤكد أن أولاد كاهل قد عاشوا زمناً في الأقاليم الساحلية الشرقية، والمناطق التي تليها، ثم انتشروا انتشاراً تدريجياً نحو الغرب (67).
أما المجموعة الجعلية، فيقال: إنهم ينتسبون إلى إبراهيم الملقب «بجعل» من نسل العباس عم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وترجع أسباب هذه التسمية إلى أن إبراهيم هذا كان جواداً مضيافاً، وإنه كان يقول للوطنيين وغيرهم من العرب: (إنا جعلناكم منّا، أي أصبحتم منا) (68)، وتدل هذه العبارة، وكثرة ترديدها على أن التوغل العربي الإسلامي في المنطقة كان توغلاً سلمياً مبنياً على التودد، والصلات الحسنة مع السكان الوطنيين من النوبيين وغيرهم، إلا أن هناك مصدراً آخر يشير إلى أن سبب هذه التسمية، أو هذا اللقب سمة إبراهيم الشديدة، ومنظره (69)، والواقع أنه لم يرد لفظ جعل ومشتقاته في أسماء قبائل العرب القديمة إلا في قبيلتين: إحداهما جعال بن ربيعة، أقطعهم الرسول -صلى الله عليه وسلم - أرض أرم من ديار جذام، والأخرى بنو حرام بن جعل بطن من بلى من قضاعة، وهم بنو حرام بن عمرو بن حبشم (70)؛ فاللفظ إذن معروف في الجزء الشمالي الغربي من شبه جزيرة العرب؛ أي في الموطن الأول الذي أمد مصر بموجاته العربية المتلاحقة.
وتؤكد رواية أخرى أن من بين الصحابة الذين نزلوا مصر حزام بن عوف البلوي، وكان من بني جعل من بلى، وهو ممن بايع رسول الله -صلى الله عليه وسلم - تحت الشجرة في رهط من قومه بني جعل؛ فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «لا صخر ولا جعل أنتم بنو عبد الله» (71)، على أنه من الصعب القول بإيجاد صلة بين الجعليين الذين هاجروا إلى بلاد النوبة وبين القبيلة المذكورة هنا؛ والراجح أن الجعليين لم يكونوا قبيلة واحدة، بل هم مجموعة من القبائل ذات نسب متقارب، هاجرت على دفعات وعلى مدى عدة قرون، وأهم هذه القبائل: الميرفاب، والرباطاب، والمناصير، والشايقية، والجوايرة؛ والركابية، والجموعية، والجمع، والجوامعة، والبديرية والغديان، والبطاحين (72)؛ ومن القبائل العدنانية كذلك: قيس عيلان، وكنانة، وبنو حنيفة، وربيعة، وبنو فزارة، وبنو سليم، وبنو يونس (73).
أما أشهر القبائل القحطانية التي هاجرت إلى بلاد النوبة: فهي قبائل بلى، وجهينة، وقد ذكر المؤرخون أن الصعيد الأعلى في هذه المرحلة ـ خلافة المعتصم ـ سكنته جموع هائلة من عرب سبأ، ونزل منهم أرض المعدن خلق كثير، كانت بلى، وجهينة من جملتهم (74).
وينتسب هؤلاء الجهنيون إلى عبد الله الجهني الصحابي، وهو وإن لم يكن من جهينة مباشرة فإنه من قضاعة التي تنتسب إليها جهينة (75)، وتضم قبائلها: قبائل رفاعة، واللحويين، والعوامرة، والشكرية، وقد سكن هؤلاء في النصف الشرقي من سودان وادي النيل، وعلى شاطئ النيل الأزرق والبطانة، وفي كردفان، مثل قبائل دار حامد، وبني جرار، والزيادية، والبزعة، والشنابلة، والمعاليا، وفي غرب كردفان ودافور تشمل قبائل الدويحية، والمسلمية، والحمر، والكبابيش، والمحاميد، والماهرية، والمغاربة، والبقارة (76).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/435)
ومن القبائل القحطانية كذلك: قبيلة بهراء، وهي بطن من قضاعة التي انتشرت بين صعيد مصر وبلاد الحبشة، وكان لهم فضل كبير في تقويض دعائم المملكة النوبية (77)؛ وما يخرج به الباحث من خلال تتبّع هجرة القبائل العربية في بلاد النوبة، هي سرعة اختلاطهم بالسكان النوبيين وغيرهم من الوطنيين في فترة وجيزة، كذلك لا تكاد تجد أسماء من القبائل العربية في مصر إلا وتجد له نظيراً في بلاد النوبة؛ مما يؤكد أهمية المنفذ الشمالي القادم من مصر عن طريق النيل في أمر الهجرة وتوسعها، إضافة إلى ذلك فإن هذه الهجرات لم تتم في وقت معلوم محدد بفترة زمنية معينة، يمكن إحصاؤها وتقديرها.
يتبع ...
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[06 - 09 - 09, 02:47 ص]ـ
الهوامش:
1. ابن سيد الناس: السيرة النبوية، ج 1، بيروت، مؤسسة عزالدين للطباعة والنشر،، 1406هـ / 1986م، ص 152ـ مصطفى مسعد: الإسلام والنوبة، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية 1966م ص 106، 107.
2. محمد عوض: السودان الشمالي سكانه وقبائله، القاهرة، 1951م ص 28.
3. مصوع: ميناء تجاري هام يقع على الساحل الشرقي للبحر الأحمر، وشهد صراعات عديدة في التاريخ، ضمه العثمانيون لهم، وأقاموا فيه قواعد حربية تأميناً للتجارة ومنافذها في سنة1520م، مصطفى مسعد، الإسلام والنوبة، ص 126، 209.
4. أحمد فخري: دراسات في تاريخ الشرق القديم، ط 2، القاهرة، مكتبة الأنجلو المصرية، 1963م. ص 134، 136.
5. دهلك: اسم أعجمي معرب لجزيرة في بحر اليمن، ومرسى بين بلاد اليمن والحبشة، كان بنو أمية إذا سخطوا على أحد نفوه إليها، قال الشاعر:
وأقبح بدهلك من بلدة فكل امرئ حلها هالك
انظر ياقوت الحموي: ج 2، معجم البلدان، ج2. (طهران: مكتبة الأسدي 1965م، ص 634.
6. خليفات عوض محمد: مملكة ربيعة العربية، عمان، 1983م، ص 47.
7. مصطفى مسعد: الإسلام والنوبة، ص 107ـ 108.
8. الشاطر بصيلى: معالم تاريخ سودان وادي النيل، الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة 1969م، ص 8.
9. المرجع السابق: ص 8 ـ 9.
10. المرجع السابق: ص 8.
11. عوض محمد خليفات: مملكة ربيعة العربية، ص 51.
12. المقريزي: المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، ج 1 القاهرة المطبعة الأميرية 1970م، ص 195. قال مصعب الجهني: البلو وبني عامر من قبيلة بلي المعروفة؛ واسمهم في السودان (بلو) ولهم رابطة تعتني في الموروث والنسب؛ وحدثني بهذا أحد أبناء هذه القبيلة وهو استاذ جامعي وأراني بطاقة عضوية القبيلة وهي من السودان!.
13. ابن هشام: السيرة النبوية، ج 1 ص 205، تحقيق مصطفى عبد الستار، (وآخرين)، مطبعة الحلبي، مصر 1355هـ ـ 1936م.
14. عوض محمد خليفات: مملكة ربيعة العربية، ص 25.
15. على بن الحسين المسعودي: التنبيه والإشراف، ليدن 1976م.
16. عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري: المعارف، ص 147 تحقيق د. ثروت عكاشة، دار المعارف، القاهرة 1388هـ. دار العلم للطباعة والنشر جدة 1403هـ، ص 83.
17. الصادق المهدي: مستقبل الإسلام في السودان، ص 17، مصطفى مسعد مكتبة الأنجلو القاهرة 1960م: الإسلام والنوبة ص 106 - 109، يوسف فضل حسن: الهجرات البشرية وأثرها في نشر الإسلام، بحث منشور ضمن إصدار بعنوان: الإسلام في السودان عن جماعة الفكر والثقافة الإسلامية، دار الأصالة، الخرطوم، ص 3.
18. مصطفى مسعد: الإسلام والنوبة، ص 108.
19. ربيع محمد القمر: قراءة جديدة في نصوص معاهدة البقط، الدارة العدد (الثاني) الرياض، السنة الحادية والعشرون ـ محرم/ صفر/ ربيع الآخر 1416هـ، ص 162.
20. عبد المجيد عابدين: القبائل العربية في وادي النيل، بحث في ذيل كتاب البيان والإعراب للمقريزي القاهرة 1961م، ص 142.
21. جعفر أحمد صديق: انتشار الإسلام في القرون الثلاثة الأولى من الهجرة، ص 108، قسم الدراسات العليا الحضارية، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة أم القرى 1408هـ، ص 108.
22. عباس عمار: وحدة وادي النيل، أسسها الجغرافية ومظاهرها في التاريخ، ص 80.
23. المرجع السابق: ص 80.
(5) Macmicheal , H.A." The Coming Of Arabs in Sudan ". AESW , London 1935 pp. 46 - 47
24. مصطفى مسعد: الإسلام والنوبة ص 189.
25. المقريزي: السلوك ج 1، تحقيق محمد مصطفى، مطبعة لجنة التأليف والنشر - القاهرة 1941م ص 506.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/436)
26. محمد عوض محمد: السودان الشمالي، ص 59 - 160.
27. محمد بن عمر التونسي: تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان، تحقيق خليل عساكر ومصطفى مسعد، القاهرة، الدار المصرية للتأليف والترجمة 1965م، ص 6.
28. مصطفى مسعد: الإسلام والنوبة، ص 190 وما بعدها.
29. أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي: سنن النسائي ج 6، مكتبة مصطفى الحلبي، 1984، ص 8.
30. ابن ماجة: سنن ابن ماجة، تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي، مطبعة مصطفى الحلبي، مصر (بدون تاريخ)، ج 2، ص921.
31. الكندي: الولاة والقضاة، دار صادر، بيروت 1379هـ / 1959م ص 76 - 77.
32. المسعودي 1976م: التنبيه والإشراف، ص 329 ـ ابن إياس: بدائع الزهور، ص 29 - 31 (محمد بن أحمد) ت 1930هـ القاهرة 1896م.
33. عوض خليفات: العرب والنوبة في صدر الإسلام، بحث بمجلة دراسات تاريخية، جامعة دمشق، رجب 1402هـ / 1982م، ص 63.
34. اختلف المؤرخون في أصلهم، فقيل: إنهم من القبائل النيلية السودانية (الشلك)، وقيل: إنهم من البرنو من غرب إفريقيا، إضافة للرأي القوي الذي يقول: إن أصولهم ذات صلة مباشرة بالأمويين، انظر (مصطفى مسعد: الإسلام والنوبة ص 206).
35. القمر، ربيع، (معاهدة البقط) رسالة ماجستير غير منشورة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ـ كلية العلوم الاجتماعية قسم التاريخ ـ الرياض، 1412هـ.
36. المقريزي: البيان والأعراب عمن بأرض مصر من الأعراب، تحقيق عبدالمجيد عابدين، القاهرة، 1961م ص 66 - 86، 98 - 99.
37. المقريزي: المواعظ والاعتبار، ج 2، ص 94.
38. ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة في تاريخ ملوك مصر والقاهرة، د 2، القاهرة، دار الكتب المصرية 1963م، ص 223.
39. المقريزي: المواعظ والاعتبار، ج 1، ص 94.
40. ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة في تاريخ ملوك مصر والقاهرة، ج 2، ص 49، 55،60، 61.
41. الكندي: الولاة والقضاة. مطبعة الآباء اليوسوعيين بيروت 1908م ص 145 - 146.
42. أبو صالح الأرمني: تاريخ الشيخ أبو صالح الأرمني، أكسفورد 1894م ص 12.
43. رولاند أوليفر: (موجز تاريخ أفريقيا)، ترجمة دولت أحمد صادق، القاهرة، الدار المصرية للتأليف والترجمة، ص 39.
44. الإدريسي: نزهة المشتاق في افتراق الآفاق، ج 1، (أبو عبد الله محمد بن محمد بن إدريس) ت 560هـ روما 1970م، ص 39.
45. عبد الله خورشيد: القبائل العربية في مصر، القاهرة، دار الكتاب العربي 1967م، ص52.
46. اليعقوبي: كتاب البلدان، المطبعة الحيدرية، النجف، 1377هـ - 1957م، ص 120.
47. محمد إبراهيم الصحبي: التجارة والاقتصاد عند العرب، القاهرة، مكتبة الوعي العربي، 1969م، ص 1 ـ 4.
48. أحمد نجم الدين فليحة: إفريقية. بغداد، جامعة بغداد، 1978م، ص 16.
49. ابن سليم الأسواني: أخبار النوبة، (المواعظ والاعتبار للمقريزي)، ج 1المطبعة الأميرية القاهرة 1270هـ، ص 193.
50. اليعقوبي: كتاب البلدان، ص 123 - 124.
51. مصطفى مسعد: البجة والعرب في العصور الوسطى، مجلة كلية الآداب جامعة القاهرة، مجلد 21، عدد 2 القاهرة، ص 29.
52. اليعقوبي: تاريخ اليعقوبي، ج 1، دار صادر، بيروت، 1960م، ص 191.
53. شوقي الجمل: تاريخ وحضارات السودان ج1 القاهرة مكتبة الأنجلو المصرية، 1969م، ص 254 - الصادق المهدي: مستقبل الإسلام في السودان، ص 17.
54. مصطفى مسعد: الإسلام والنوبة، ص 138.
55. المقريزي: المواعظ والاعتبار، ج 1 ص 190.
56. مصطفى مسعد: الإسلام والنوبة، ص 133.
57. ابن خلدون، العبر وديوان المبتدأ والخبر، دار الكتاب اللبناني، بيروت 1968م، ج 5، ص 923.
58. بين نهري عطبرة والنيل الأزرق.
59. بين النيل الأزرق والنيل الأبيض.
60. حسن محمد جوهر وحسين مخلوف: السودان (أرضه، تاريخه، حياة شعبه)، دار الكتب، مصر، 1970م، ص 53.
61. يوسف فضل حسن: الهجرات البشرية، ص 22.
62. المرجع السابق، ص 23.
63. مصطفى مسعد: امتداد الإسلام والعروبة إلى وادي النيل الأوسط، المجلة التاريخية المصرية 1959م (العدد الخامس)، القاهرة، ص 82.
64. المرجع السابق، ص 82.
65. محمد عوض محمد: السودان الشمالي، ص 143.
66. المرجع السابق، ص 144.
67. مصطفى مسعد: امتداد الإسلام والعروبة، ص 83.
68. (2) Michael , H.A : A History of the arabs in the Sudan ,Cambridge 1922 1,p. 197.
69. أحمد بن الحاج: مخطوطة كاتب الشونة، تحقيق الشاطر بصيلى، دار أحياء الكتب العربية مصر، القاهرة، ص 45 (بدون تاريخ).
70. محمد المرتضى الزبيدي: تاج العروس من جواهر القاموس، ج 8، بيروت، مكتبة دار الحياة ص 243.
71. ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة، ج1، مطبعة السعادة، مصر 1328هـ، ص 323.
72. نعوم شقير: جغرافية وتاريخ السودان، دار الثقافة، بيروت 1967م، ص62 - 65.
73. اليعقوبي: تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 89، ابن حوقل صورة الأرض، رسالة ماجستير جامعة أم القرى 1410هـ ص 54، جعفر أحمد صديق: انتشار الإسلام في السودان، ص 112.
74. اليعقوبي: تاريخ اليعقوبي: ج 2، ص 89، المقريزي: البيان والأعراب، ص 105، 106.
75. محمد عوض محمد: السودان الشمالي، ص 210.
76. جعفر أحمد صديق: انتشار الإسلام في السودان، ص 122.
77. ابن خلدون: العبر، ج 2، 1968م، ص 516.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/437)
ـ[الشريف عبد المنعم]ــــــــ[05 - 11 - 09, 10:15 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم كل خير(149/438)
20 رمضان ... ذكرى فتح مكة
ـ[أمل العلمي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 07:17 م]ـ
20 رمضان ... ذكرى فتح مكة (20 رمضان سنة 8 هـ)
أيها الإخوة الأعزاء بمناسبة ذكرى فتح مكة، الذي كان أحادثه في 20 رمضان من السنة الثامنة للهجرة، يسعدني أن أضع بين أيديكم بعض المراجع والدراسات المهمة والصور والعروض ضمن ملفات مجموعة ومضغوطة ليسهل تحميلها تخص الفتح المبارك المبين ودخول رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش من المسلمين أم القرى مكة المكرمة، بعد 8 سنوات من هجرته عليه السلام وإخراج قريش له عليه أزكى الصلوات والسلام فكان الانتصار على قريش وشركهم وكفرهم ... ودخول الناس في دين الله أفواجا ... فكم من عبر ودروس في هذا الفتح مقدمة في رسالة ماجستير وكتب ومراجع أخرى. فعلى كل أب مرب أو معلم أو أستاذ يشرف على الناشئة أن يفيد بها رعيته ... فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ... وفقكم الله لما يحبه ويرضاه. وهي على الرابط التالي سائغة للمتعطشين للقراءة:
http://www.4shared.com/file/130620691/43c0f4a0/__online.html
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[06 - 09 - 09, 10:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أمل العلمي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 10:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أكرمك الله يا أخي على تشجيعك وجعله الله في ميزان القبول لنا جميعا
ولنحيى بالإسلام
ولنجعل من كل ذكرى دروسا وعبر
ولنربي فلذات أكبادنا على ذلك
كي نؤدي شيئا من الواجب نحوهم
والمجال فسيح للدعوة لله بشتى الوسائل
أخوكم أمل العلمي(149/439)
عمارة الرباطات في بلاد المغرب: رباط المنستير نموذجاً (2)
ـ[إكرام شقرون]ــــــــ[06 - 09 - 09, 09:56 م]ـ
عمارة الرباطات في بلاد المغرب: رباط المنستير نموذجاً (2)
بقلم: إكرام شقرون
2 - مدينة المنستير عبر التاريخ:
تعد مدينة المنستير واحدة من أهم المدن التونسية، تقع في الوسط الشرقي للبلاد على مشارف البحر الأبيض المتوسط، على بعد 160 كلم عن العاصمة تونس و24كلم عن مدينة سوسة.
ومدينة المنستير الألفية تاريخها ثري بالأحداث، فقد كانت قبل الإسلام معقلاً من معاقل النصرانية الكبرى، شُيّدت على أنقاض المدينة القديمة رُوسْبينا Ruspina: المدينة الحالية أو هنشير تنّير، تلك المدينة التي نالت شهرة خارقة أيام الحملة التي شنّها الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر ( Jules César) على منافسه Pompée، فاحتلت مكانة مرموقة، وأصبحت قاعدة عسكرية للإمبراطور الروماني [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn1).
أما في العصر الإسلامي، فيذهب محمد صالح الصيادي إلى أنه عند قدوم عقبة بن نافع وإنشاء القيروان الحالية أصبحت المنستير محرساً خارجياً لها [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn2)، وفي سنة 180هـ قام القائد هرثمة بن أعين والي الخليفة العباسي هارون الرشيد على إفريقية ببناء القصر الكبر بالمنستير [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn3)، الذي أصبح بحكم شهرته مركز نشاط وجذب لكثير من العباد الصالحين والمجاهدين، وبذلك عرف نشاط المرابطة ازدهاراً منقطع النظير ابتداءً من القرن الثالث الهجري، ودُعم هذا الرباط برباطات أخرى، فأصبحت المنستير مركزاً روحياً مُشعاً يضم «محارس خمسة متقنة البناء معمورة بالصالحين» [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn4) هي:
-القصر الكبير: الذي سبق ذكره.
-رباط سيدي ذويب: الذي يرجع تاريخ تأسيسه إلى سنة 240هـ على يد أحد أفراد العائلة الأغلبية دؤيد بن إبراهيم، مثلما تؤكده نقيشة تذكارية مكتوبة بخطّ كوفي مازالت موجودة بسقف مسجده [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn1). وهو يتكون من بناية حجرية طولية (40×34م)، تتخلّل سورها الخارجي أبراج نصف دائرية تدعم الأركان ووسط الجدار، ويفضي الباب البارز الوحيد إلى باحة سماوية تحفّ بها الغرف من كل الجهات، في حين تتوسط بيت الصلاة التي وقع اختصار مساحتها في فترة لاحقة الجناح الجنوبي [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn2).
- رباط ومسجد السيدة: نسبة إلى السيدة أم ملال عمّة المعز بن باديس
(ت.414هـ) التي يوجد ضريحها إلى جانب المسجد، يعود إحداث قصر السيدة (الرباط) إلى العهد الصنهاجي، لكن بعد أعمال التنقيب التي أُجريت في عين المكان، اتضح أنّه أُقيم على أنقاض منشآت تعود إلى الحقبة الأغلبية، وكان يتكون من طابق واحد ولا يتوفر على برج للمراقبة، ويضم عدة غرف لإيواء النساك المحاربين، يتقدمها رواق يرتكز على سارية مربعة المقطع. كما أن القسم المكتشف من هذا الرباط يظهر أبراجاًَ مضلعة عند الزوايا على عكس الأبراج الدائرية التي اشتهرت بها معظم الرباطات التونسية [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn3). ويذهب مخلوف إلى أن قصر السيدة «لم يبق له أثر ومحله الآن دور بعض بيوتها عتيق جدا باقية على حالها إلى الآن، ومن مشمولاته مسجد يشبه في البناء والقدم مسجد السيدة به مغارة تحت الأرض ومقصورة بها قبر، والأقرب أنه قبر بعض ملوك صنهاجة، ويعرف هذا القبر بسيدي عامر يزار حتى الآن ... ومن مشمولاته أيضا مسجد يشبه في البناء والقدم مسجد السيدة، يعرف هذا المسجد بمسجد الدز، والأقرب أنه حرف وأصله المعز. ومن مشمولاته أيضا قبة فيها قبر أبي الحسن علي السراج» [8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1). وتتفق معظم النصوص على وجود تربة الزيريين بالمنستير ويفترضون أنها تقع في رباط السيدة، لكن الملاحظ أن الجزء الباقي من هذا القصر، والذي وقع الكشف عنه في حفريات الستينات لا يحمل أي أثر لقبور، وإنما يتعلق الأمر بغرف منتظمة معدة للإقامة، لذلك يرجح أن الزيريين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/440)
كانوا يدفنون موتاهمخارج رباط السيدة وليس داخله، ويبدو أن تربتهم كانت محاذية لهذا القصر
من الجهة الشرقية [9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2).
ويشكل المسجد التابع للرباط الجزء الذي تمت المحافظة عليه نسبيا، وهو يتألف من قاعة للصلاة مستطيلة (9.92×6.75م) مقسمة إلى ثلاث بلاطات وأسكوبين. ويتميز بمحرابه المضلع الذي نسج على منواله في الجامع الكبير بالمنستير وفي كثير من المساجد الأخرى، وقد بُني هذا المحراب في عمق قاعة الصلاة، وهو يتكون من نصف قبة منحوتة بإحدى عشر أخدوداً تعلو إفريزاً نقش عليه بالخط الكوفي المورق نص يضم آيات من القرآن الكريم [10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn3).
- قصر ابن الجعد: يوجد قبالة قصبة المنستير، من الجهة الشرقية، حيث توجد جزيرة سيدي الغدامسي نسبة إلى دفينها أبي الفضل العباس بن محمد الصوّاف الغدامسي [11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1) ( ت.349هـ) المرابط بقصر ابن الجعد الذي مازالت أطلاله قائمة بهذا الموقع. وينسب هذا القصر إلى أحد كبار التجار بالقيروان يعرف بابن الجعد، قدم المنستير وأراد أن يبني بها قصرا، فاستأذن مكرم المتعبد بالقصر الكبير، الذي أذن له بذلك وحدّد له مكان مبناه، «فبُني القصر في ذلك المكان الذي ذكره مكرم فسُمي «قصر ابن الجعد» [12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2)، وذلك في أواسط القرن الثالث للهجرة. وكان المشرف على بنائه ومتولي الإنفاق فيه الفقيه أبو عبدالله محمد بن عبادة السوسي [13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn3).
ويتكون مخطط قصر ابن الجعد من قصبة تشكل مثل أغلب الحصون الأغلبية بناية طولية تدعمها أبراج نصف دائرية، في حين أن السّتارة الحالية يمكن لنا تأريخها من العصر الحفصي. ويتكون داخل المعلم من مجموعة من الغرف المتمحورة حول باحة سماوية، لكن لا يوجد أي أثر للمدارج التي تؤدي إلى الطابق الأول مثلما هو الشأن في باقي الحصون [14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn4).
- قصر شقانص: الذي يذكر ابن حوقل أنه يوجد بين رباط المنستير والمهدية وهو «حصن منيع، وبه أيضا أمة مقيمة على صيد البحر، وهما –رباط المنستير ورباط شقانص- قصران عظيمان على حافة البحر للرباط والعبادة، عليهما أوقاف كثيرة بإفريقية والصدقات تأتيهما من كل أرض» [15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn5). ويذهب مخلوف إلى أن قصر شقانص لا أثر له الآن، ولم يبق بهذا الموضع سوى أثر بلدة رومانية بعضها غمره البحر والباقي هو بساتين تابعة للمنستير تعرف بالقديمة [16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn6).
وبذلك غدت مدينة المنستير منذ العهد الأغلبي تشكل تجمُّعاً عمرانيا مهما، باعتبارها مجمع أربطة على غاية من القداسة، ناهيك أنها انفردت من دون حصون إفريقية برعاية الفاطميين، فأصبحت ملجأ لجموع من أهل السنة الفارين من الاضطهاد الفاطمي، وأخذ الناس يبتنون المنازل والأسواق بقرب القلاع، مما أدى إلى اتساع رقعة الأحياء الجديدة التي أشعرت بضرورة حمايتها وراء سور، فبُني السور في ذلك العهد أو بعده بقليل وسميت المجموعة الجديدة «البلد» [17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1).
وقد سلمت مدينة المنستير من الزحف الهلالي، وحظيت باهتمام الزيريين الذين رأوا في رعايتها خير ما يثبت لأهل إفريقية تمسكهم بالمذهب المالكي، فتعددت بها المساجد كالجامع الكبير قبلي الرباط ومسجد الإمام المازري غربه، بالإضافة إلى مسجد السيدة أم ملال ومسجد التوبة الذي يعود إلى القرن 5هـ[18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2)، وبذلك أصبحت المنستير مزاراً دينياً يؤمه الناس من كلّ ناحية، ونالت من القداسة ما جعل الناس يرغبون أن تكون معبرهم إلى الآخرة، حيث يذكر الإدريسي أنه «بهذا المكان أعنى المنستير، يدفن أهل المهدية موتاهم، يحملونهم في الزوارق إليها فيدفنوهم بها، ثم يعودون إلى بلدهم» [19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn3)، لذا تعتبر المقبرة البحرية بالمنستير متحفا كبيراً لتاريخ مجتمع إفريقية، بما خلفته من نقائش يعود قسمها الأكبر إلى العهد الزيري، ولعلّ من أجل دفناء هذه المقبرة الإمام المازري (ت536هـ) حبر من أحبار العرب في صقلية، والذي صار رمزاً للمنستير وأهلها [20]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/441)
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn4).
وبعد الغزو النورماندي والفتح الموحدي، خسرت مدينة المنستير مكانتها المميزة بسقوط العاصمتين المجاورتين لها القيروان والمهدية، وبانتقال مركز الثقل السياسي إلى العاصمة الجديدة تونس [21] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn1)، فتحولت إلى مدينة كلاسيكية استعادت إشعاعها تحت الحكم الحفصي، حيث نجد أثاراً لتحصينات واسعة النطاق تعود إلى القرن 7هـ/13م، وذلك من خلال بابين أُعدّا في السور الداخلي هما: باب السور وباب الدرب، هذا الأخير يرجع تاريخه إلى سنة 658هـ، حيث بُني لا محالة في نفس الوقت الذي بُني الجامع المجاور له [22] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn2). وبعد فترة من الاستقرار خلال العهد الحفصي امتدت إلى حدود القرن 10هـ/16م تمكن الجيش الإسباني سنة 1550م من احتلال مدينة المنستير التي استعادت دورها الجهادي ضد الإسبان الذين حاولوا تنصير البلاد، وبعد خروجهم منها، استقر بها العثمانيون الذين أحكموا تحصينها واهتموا بتوسيع أرباضها وسورها، مما أدى إلى تواصل نموها العمراني [23] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn3).
وفي مطلع القرن 19م شهدت مدينة المنستير حيوية اقتصادية بفضل مينائها، ولعبت دوراً بارزاً في التجارة الدولية، إلا أنه بعد ثورة الساحل سنة 1854م التي اقترنت باسم زرّوق ومجاعة 1867م دخلت المدينة وأهلها في دوامة الفقر والاضطهاد [24] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn4)، ثم كان أمر الحماية الفرنسية سنة 1881م، فأهملت المنستير التي قُسّمت إلى عدة قيادات، وتمّ عزلها اقتصاديا وهدم سورها سنة 1903م على يد سلطات الحماية، وبذلك دخلت المدينة في طور من الركود إلى أن تمّ استقلال تونس سنة 1956م على يد واحد من أبناء المنستير، هو الحبيب بورقيبة الذي حرر البلاد من قيود الاستعمار الفرنسي، فاستعادت المنستير بعد الاستقلال دورها الريادي وتواصلت بها مظاهر الازدهار الاقتصادي والنمو العمراني [25] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn4).
* الهوامش:
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref1) زبيس (سليمان مصطفى)، المنستير، م. س، ص: 3.
Zbiss (Slimane-Mostafa), Inscriptions de Monastir, Préface de : H.H.Abdul-Wahab, Imprimerie « La Presse », Tunis, 1960, p : 7-8.
[2] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref2) الصيادي (محمد صالح): "أضواء حول مدينة المنستير"، المجلة التونسية للعلوم الاجتماعية، السنة الثامنة عشرة، العدد 66، 1981، ص: 50.
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref3) الرقيق القيرواني (أبو إسحاق إبراهيم بن القاسم)، تاريخ إفريقية والمغرب، تحقيق: عبدالله العلي الزيدان وعز الدين عمر موسى، ط.1، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1990، ص: 168.
والبكري، المسالك والممالك، م. س، ج2، ص: 692.
وابن عذاري المراكشي (أحمد بن محمد)، البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، تحقيق ومراجعة: ج. س، كولان وإ. ليفي بروفنسال، ط.2، دار الثقافة، بيروت، 1980، الجزء الأول، ص. 89.
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref4) البكري، المسالك والممالك، م. س، ج2، ص: 692
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref4) عبدالجواد (لطفي): "قراءة جديدة في نص الكتابة التخليدية برباط "سيدي ذويب" بالمنستير (240هـ/2جوان 854 - 21ماي 855م) "، مجلة افريقية Africa، العدد 16، 1998، ص: 1 - 11
ونص النقيشة: (بسم الله بركة) من الله مما (أمر) به دؤيد بن إبراهيم سنة أربعين وماتين على يدي مسرور مو (لاه).
[6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref2) جلول (ناجي)، الرباطات البحرية بإفريقية في العصر الوسيط، (السلسلة التاريخية: عدد9)، المطبعة الرسمية للجمهورية التونسية، تونس، 1999، ص: 107. ومخلوف، شجرة النور الزكية، م. س، ج2، ص: 192.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/442)
[7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref3) زبيس (سليمان مصطفى)، الفنون الإسلامية في البلاد التونسية: من قيام الدولة الأغلبية إلى قيام الدولة الموحدية (184 - 555هـ/800 - 1160م)، مع لمحة عن فنون النرمان بصقلية، المعهد القومي للآثار والفنون، تونس، 1978، السلسلة الثالثة، المجلد الثاني، ص. 152.
والمرابط (رياض)، إشكالية نشأة مدينة المنستير العربية، م. س، ص: 26.
وزبيس (سليمان مصطفى)، المنستير، م. س، ص: 9.
- حيث يذهب إلى أن رباط السيدة أصله من القرن الثالث، ولكنه بُني فوق مسجد أقدم منه (يرجع إلى القرن الثاني الهجري).
[8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref1) شجرة النور الزكية، م. س، ج2، ص: 192.
[9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref2) الهلالي (عفاف): "نقيشة زوجة المنصور بن بلكين: مؤشر جديد لوجود مقبرة الزيريين بالمنستير"، ضمن أعمال ندوة: حركية الإنسان والأفكار عبر المتوسط (9 - 11 مارس 1999)، تجميع النصوص وإشراف على النشر: عبداللطيف المرابط، ط.1، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، سوسة، ودار محمد علي، صفاقس، 2003، ص.: 19.
[10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref3)Marçais (Georges), Manuel d’Art musulman, l’Architecture : Tunisie, Algérie, Maroc, Espagne, Sicile (du IXe au XIIe Siècle), Editions Auguste Picard, Paris, 1926, Vol I, p : 110-112.
زبيس (سليمان مصطفى)، المنستير، م. س، ص: 8. وزبيس (سليمان مصطفى)، الفنون الإسلامية في البلاد التونسية، م. س، ص: 139.
[11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref3) المالكي (أبو بكر عبدالله بن محمد)، كتاب رياض النّفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية وزهادهم ونساكهم وسير من أخبارهم وفضائلهم وأوصافهم، تحقيق: بشير البكّوش، مراجعة: محمد العروسي المطوي، ط:2، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1994، الجزء الثاني، ص: 440 - 454.
[12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref2) نفسه، ج1، ص: 420.
[13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref3) نفسه، ج2، ص: 116 - 117.
وعبد الوهاب (حسن حسني)، ورقات، م. س، ط.2، 1981، القسم الثاني، ص: 139 - 141.
[14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref4) جلول (ناجي)، الرباطات البحرية، م. س، ص: 112 - 113.
[15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref5) ابن حوقل النصيبي (أبو القاسم)، صورة الأرض، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، 1992، ص: 75.
[16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref6) شجرة النور الزكية، م. س، ج2، ص: 191.
[17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref3) زبيس (سليمان مصطفى)، المنستير، م. س، ص: 5. والمرابط (رياض)، إشكالية نشأة مدينة المنستير العربية، م. س، ص: 28.
[18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref2) نفسه، ص: 5 - 10. وزبيس (سليمان مصطفى)، الفنون الإسلامية، م. س، ص: 139.
[19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref3) الشريف الإدريسي (أبو عبدالله محمد الحمودي الحسني)، كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، 1994، المجلد الأول، ص: 282.
[20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref3) زبيس (سليمان مصطفى)، بين الأثار الإسلامية في تونس، منشورات دار الثقافة، تونس، 1963، ص: 57. وزبيس (سليمان مصطفى)، المنستير، م. س، ص: 5 و ص: 9. والهلالي (عفاف)، نقيشة زوجة المنصور، م. س، ص: 18 - 19.
[21] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref3) المرابط (رياض)، إشكالية، م. س، ص: 30.
[22] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref3) برنشفيك (روبار)، تاريخ إفريقية في العهد الحفصي (من القرن 13 إلى نهاية القرن 15م)، نقله إلى العربية: حمادي الساحلي، ط.1، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1988، الجزء الأول، ص: 339.
وزبيس (سليمان مصطفى)، المنستير، م. س، ص: 6.
[23] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref3) الصيادي (محمد صالح)، أضواء حول مدينة المنستير، م. س، ص: 50 - 51. وزبيس (سليمان مصطفى)، المنستير، م. س، ص: 6.
[24] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref4) نفسه، ص: 51.
[25] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftnref4) نفسه، ص: 51 - 53. وزبيس (سليمان مصطفى)، بين الأثار الإسلامية في تونس، م. س، ص: 57. · ومن بين المعالم التي اشتهرت بها مدينة المنستير بعد الاستقلال، نذكر:
- تربة آل بورقيبة: التي بناها رئيس الجمهورية التونسية الحبيب بورقيبة سنة 1957م على أضرحة الأموات من أسرته، فجاء المبنى آية للفن المعماري التونسي المجدد والمكيف بمعطيات العصر الحاضر الفنية.
- جامع بورقيبة: الذي أقيم سنة 1963م، ويعتبر تحفة من تحف الفن المعماري الإسلامي الأصيل.
انظر: زبيس (سليمان مصطفى)، المنستير، م. س، ص: 8 - 9.(149/443)
تاريخ الطبري عمدة كتب التاريخ , ونظرة في منهجه في التاريخ (للشيخ عثمان الخميس)
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[07 - 09 - 09, 09:41 ص]ـ
تاريخ الطبري عمدة كتب التاريخ , ونظرة في منهجه في التاريخ (للشيخ عثمان الخميس)
إن أهم كتب التاريخ على الإطلاق هو تاريخ الطبري , وهو العمدة في التاريخ
وكثيرا ما ينقل الناس عنه.
أهل السنة ينقلون عنه ويحتجون به ,وأهل البدعة ينقلون عنه ويحتجون به
فما الأسباب التي أكسبته هذه الأهمية وجعلت هذا التاريخ يقدم على غيره من كتب التاريخ
هذه الأسباب هي
1 / قرب عهد الإمام الطبري من الأحداث (خاصة من عهد ولاية ابي بكر الصديق رضي الله عنه إلى خلافة يزيد رحمه الله)
2 / ان الإمام الطبري يروي بالأسانيد.
3 / جلالة الإمام الطبري ومنزلته العلمية.
4 / ان أكثر كتب التاريخ تنقل من تاريخ الإمام الطبري.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نظرة في منهج الإمام الطبري في تاريخه:
ذكرنا أن أهل السنة يحتجون بتاريخ الطبري , وأن أهل البدعة يحتجون بتاريخ الطبري كذلك. وليزول هذا الإشكال لدي البعض لابد أن نعرف منهج الإمام الطبري في تاريخه
ان الإمام الطبري لا يحدث بشيء في تاريخه إلا بالأسانيد
وقد بين الإمام الطبري في مقدمة كتابه منهجه فقال (وليعلم الناظر في كتابنا هذا , أن اعتمادي في كل ما أحضرت ذكره فيه ,مما شرطت اني راسمه فيه , أنما هو على ما رويّت من الاخبار التي أنا ذاكره فيه والآثار التي أنا مسندها إلى رواتها)
يقول الشيخ عثمان الخميس معلقا
ان الإمام الطبري القي العهدة على القارئ , لأنه قال أنا أحدث بالإسناد وأحدث من رواة أنا أخذ منهم , فأنت انظر في حالهم إن كانوا ثقات أقبل قولهم ,وأن كانوا ضعاف رد قولهم ,فالعهدة ليست علي
ولذلك يقول الإمام الطبري (فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين , مما يستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه من أجل أنه لم يعرف له وجها من الصحة , ولا معنى في الحقيقة , فليعلم أنه لم يؤتى من قبلنا , وانما أوتي من بعض ناقليه الينا , وأنما أديّنا ذلك على نحو ما أودّي الينا)
يقول الشيخ عثمان الخميس حفظه الله
وهذا المنهج سار عليه غير واحد من الائمة في الحديث في مصنفاته مثل الإمام أحمد في مسنده والإمام الدرامي في سننه وغيرهم , فهم ذكروا لك الإسناد ولم يتعهدوا لك بإخراج الصحيح فقط. وانما تعهد الإمامان البخاري ومسلم بإخراج الصحيح في صححيهما ,والإمام الطبري لم يتعهد أن ينقل الصحيح , ولكنه تعهد أن يحدثك عمن نقل عنه ,فأنت انظر إلى الإسناد.
ثم يكمل قائلا
ونجد الإمام الطبري قد أكثر عن رجل اسمه يحي بن لوط ويكنى بابي مخنف , إذ أخرج الطبري له في تاريخه 587 رواية , وهذه الروايات تبدأ من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى خلافة يزيد بن معاوية
أي الفترة الحرجة من التاريخ
وفي كل فترة من هذه الفترات نجد لأبي مخنف رواية فيها , وهذه الروايات يعتمدها أهل البدع والزيغ ويحرصون عليها.
وابا محنف هذا رافضي خبيث جمع بين البدعة والكذب وكثرة الرواية
قال عنه ابن حبان (يروي الموضوعات عن الثقات)
وقال عنه الإمام الذهبي (إخباري تا لا يوثق به)
وكذلك نجد في تاريخه روايات عن الواقدي ,ان كان الواقدي مؤرخ كبير ولكنه غير ثقة.
ونجد روايات اخرى عن سيف بن عمر التميمي وهذا مؤرخ معروف ولكنه مشهور بالكذب
أذن العهدة على القارئ في تاريخ الطبري , لابد ان ينظر إلى الإسناد فان كان ضعيفا ترك الرواية جملة وتفصيلا
(((مفرغ من كاسيت حقبة من التاريخ للشيخ عثمان الخميس
مع تصرف يسر بما لا يغير المعنى)))(149/444)
بهجة المهج في بعض فضائل الطائف ووج؛ للميورقي (ت:678هـ) pdf
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[07 - 09 - 09, 11:58 م]ـ
كتاب: بهجة المُهج في بعض فضائل الطائف ووج pdf
تأليف: الشيخ العلامة أحمد بن علي بن أبي بكر بن عيسى بن محمد بن زياد العبدري نسباً الميروقي مولداً الطائفي مسكناً المالكي مذهباً رحمه الله المتوفى سنة 678هـ
تحقيق: إبراهيم بن محمد الزيد
طبعة: نادي الطائف الأدبي
الطبعة: الأولى
سنة: 1404هـ
عدد الصفحات: 100 ورقة(149/445)
إهداء اللطائف من أخبار الطائف؛ للعجيمي (ت: 1113هـ) pdf
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[08 - 09 - 09, 12:08 ص]ـ
كتاب: إهداء اللطائف من أخبار الطائف pdf
تأليف: علي بن حسن بن يحيى أبو البقاء العجيمي المتوفى بالطائف سنة 1113هـ
تحقيق: الدكتور علي محمد عمر
طبعة: مكتبة الثقافة الدينية
الطبعة: ــ
سنة: ــ
عدد الصفحات: 104 ورقة
ـ[عادل آل رشيد السعدي]ــــــــ[08 - 09 - 09, 05:24 ص]ـ
جزيت خيرا وزوجت بكرا(149/446)
المدينة المنورة في التاريخ دراسة شاملة pdf
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[08 - 09 - 09, 12:46 ص]ـ
كتاب: المدينة المنورة في التاريخ دراسة شاملة pdf
تأليف: عبد السلام هاشم حافظ
طبعة: النادي الأدبي بالمدينة
الطبعة: الأولى
سنة: 1402هـ
عدد الصفحات: 216 ورقة.
قال صلى الله عليه وسلم: (لا يكيد أهل المدينة أحداً إلا انماع كما ينماع الملح في الماء) رواه البخاري.
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[28 - 04 - 10, 02:30 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[محمد بن سعد العامري]ــــــــ[01 - 05 - 10, 11:34 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذا الكتاب الطيب.
واعجباه من تاريخ الموضوع و ردود الإخوة.
و أقول كما قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون}(149/447)
كتاب الصحابة من الأنصار pdf
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[08 - 09 - 09, 01:08 ص]ـ
كتاب: الصحابة من الأنصار pdf
تأليف الدكتور: حسين مؤنس
طبعة: دار الصحوة
الطبعة: الأولى
سنة: 1409هـ
عدد الصفحات: 116 ورقة.(149/448)
ما قلّ ودل بين أبو علي الهجري وحمد الجاسر
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[08 - 09 - 09, 02:24 ص]ـ
مقال: عبد الغفور عبد الكريم عبيد
وقع في يدي كتاب نافع مفيد يتحدث عن أبي علي الهجري ويعتني بأبحاثه في تحديد المواضع؛ وهو بقلم الشيخ الجليل حمد الجاسر رحمه الله الذي كان له عشق مديد مع الآثار والأنساب والتنقيب والبحث؛ ومعلوم أن أبا علي هو هارون بن زكريا الهجري النحوي صاحب كتاب (النوادر والتعليقات المفيدة).
يقول المؤلِّف الشيخ حمد الجاسر: إن الهجري فضلاً عن كونه عالماً لغوياً وأديباً ذا عناية بالشعر وتذوق وفهم وإدراك؛ وتمييز لجيده من رديئه وباحث جغرافي حاول أن يجدد كثيراً من المواضع التي يتوقف على تحديدها فهم الشعر العربي ونسَّابة عني بكتابة قسم من أنساب قبائل الجزيرة في عصره بطريقة وإن كانت موجزة وغير مرتبة؛ إلا أنها حفظت لنا شيئاً كثيراً ذا قيمة في موضوعه؛ أن هذا العالم تصدى لناحية لا نجد عالماً من العلماء الذين عرفناهم تصدى لها في ذلك العصر؛ لقد حاول أبو علي الهجري في كتابه الذي وصلت إلينا قطعتان منه أن يسجل كل ما يستطيع تسجيله من أدب الجزيرة شعراً؛ ونثراً؛ ولغةً؛ وتحديد مواضع؛ وذكر أنساب؛ ووصف حياةٍ؛ كل ذلك اعتماداً على علماء من سكان الجزيرة أنفسهم؛ ومما سمعه من أفواه أولئك السكان الذين عاش بينهم وخالطهم وامتزج بهم لأنه واحد منهم.
ثم أشار الشيخ حمد إلى مكانة مكة المكرمة ثقافياً ودينياً؛ لأنها أصبحت مركزاً للثقافة الإسلامية العربية؛ يجتمع فيها مع العلماء في كل عام ما لا يجتمع في أي مدينة أخرى من مدن الإسلام؛ ثم امتدح المؤلّف الأندلس وقال: لقد كان علماء الأندلس يفدون إلى مكة المكرمة لا للحج وحده ولكن لينشروا علماً؛ وليستزيدوا منه وليكونوا صلة شرق البلاد وغربها بالعلم والثقافة.
وبيَّن أيضاً عن موطن الهجري وسُكانه؛ وكان الهجري كثير التنقل ويتردد على مكة المكرمة والمدينة المنورة؛ وإقامته في المدينة كانت أكثر.
والكتاب يهتم أو يهم من له صلة بمعرفة الآثار والأنساب؛ لأن هذا العلم من أمتع العلوم؛ وقد ألّف فيه خلق كثير وكتب عنه علماء أفذاذ قديماً وحديثاً؛ يقع الكتاب في 443 صفحة من الحجم المتوسط؛ وهو من منشورات دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر وذلك في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية؛ سنة 1388هـ وبالله التوفيق.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[08 - 09 - 09, 02:48 ص]ـ
مقال: مصعب الجهني
هارون بن زكريا الهجري:
كنيته أبو علي الهجري؛ عالم لغويٌ؛ وأديبٌ؛ ذا عناية بالشعر؛ وباحث جغرافي حدد كثير من المسميات والمواضع في شبه جزيرة العرب؛ وهو أيضاً نسابة كبير عني بقسم كبيرة من الأنساب لعدد كبير من القبائل؛ ورجح الأستاذ حمد الجاسر نسبته إلى هجر في شرق الجزيرة العربية وهي ما تعرف اليوم بالأحساء؛ وأورد الجاسر كثيراً من الأسباب التي دعته إلى ترجيح نسبة الهجري إلى الأحساء؛ وهذا خطأٌ من الشيخ رحمه الله فالهجري نسبة إلى هجر مكان بقرب المدينة؛ كان أبو على الهجري مؤدباً لأبناء طاهر بن يحيى بن الحسن الحسيني الطالبي أمير المدينة حيث كان يسكن؛ فاستقر به المقام عنده في المدينة وكان منزله بوادي العقيق؛ وكان الأمير طاهر مولعاً بالأنساب وقد ألف كتاباً في النسب؛ ويبدوا أن الهجري ألف كتابه العقيق لأمير المدينة؛ وقد التقى الهجري في مكة سنة 288هـ بلسان اليمن الحسن الهمداني المتوفى سنة 334 هـ صاحب كتابي: (الأكليل من أخبار اليمن وأنساب حمير) (وصفة جزيرة العرب)؛ وكذلك التقى بعدد كبير من علماء الأندلس الذين جاءوا إلى حج بيت الله الحرام وزيارة الرسول؛ كابن ثابت السرقسطي صاحب كتاب الدلائل المتوفى سنة 302هـ؛ وهو الذي أدخل كتب الهجري للأندلس؛ وقد مكنته تلك اللقاءات من الاطلاع على كثير من علوم عصره؛ وللهجري صاحب الترجمة من المؤلفات: كتاب التعليقات والنوادر – وهما مخطوطتان إحداهما في مكتبة جامعة كلكتا بالهند؛ والأخرى في دار الكتب المصرية؛ وكتاب العقيق؛ وتوفى الهجري قبل سنة 300هـ تقريباً.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[09 - 09 - 09, 12:07 ص]ـ
عالم الجزيرة المغمور أبو علي الهجري:
ونجد أبا علي الهجري يورد في التعليقات والنوادر أشعاراً رواها له أو قالها أبناء البادية الذين احتك بهم في حياته أثناء إقامته بالمدينة؛ يقول الشيخ علامة الجزيرة الجاسر: (إن أبا علي الهجري استطاع أن يجمع ذخيرة طيبة من علم أهل البادية؛ وهو يعيش بينهم لم يغادر بلادهم؛ ولم يتلق شيئاً من ذلك العلم المتعلق بهم عن غيرهم) ويكرر الجاسر هذه الحقيقة ويؤكدها فيقول: (إن الهجري قد عني عناية خاصة بتدوين أدب الجزيرة ومعارفها عن معاصريه من أهلها؛ ولهذا قل ما ينقل عن غيرهم؛ ووجه عنايته لتدوين أشعار معاصريه ومن قاربهم في الزمن؛ ويبدو أن الهجري عاش أثناء تأليف كتابه في العقيق بقرب المدينة؛ حيث مجالس السمر وندوات الأُنس وكان رؤساء القبائل وشعراؤهم يفدون على أمراء تلك البلدة؛ فكان يتلقفهم؛ ويتلقى عنهم؛ ويسجل ما يملون عليه؛ ولهذا نجد كتابه يحوي شعر كثير من القبائل التي كانت ذات صلة بالمدينة)
ويبلغ عدد أبيات القصائد والأراجيز التي تلقاها الهجري مشافهة من أبناء البادية أكثر من سبعة آلاف بيت من الشعر الفصيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/449)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[09 - 09 - 09, 02:18 ص]ـ
قال الشيخ حمد الجاسر:
وأبو طاهر هذا يعني (أمير المدينة) هو يحيى بن الحسن المعروف بالعقيقي نسبة إلى عقيق المدينة؛ المتوفى سنة 287هـ وهو أول من صنف من الطالبيين في أنسابهم؛ وألف كتاب: (أخبار المدينة) رواه عنه ابنهُ طاهرٌ هذا.
وكتابه عن المدينة من أهم مصادر السمهودي؛ وقد وصلت إلى السمهودي نسخ متعددة؛ إحداهما رواية طاهر هذا؛ كما صرح بذلك في عدة مواضع من كتابه (وفاء الوفا)؛ والهجري نفسه صرح بالأخذ عن طاهر؛ فقد روى عنه قصيدة طويلة من شعر حاتم الطائي؛ وكان طاهر هذا ينزل خارج المدينة في العقيق؛ وقد ذكر الهجري له منزلاً فيه قال السمهودي في وفاء الوفا: (أول الجماوات جماء تضارع التي تسيل على قصر عاصم؛ وهو منزل أبي القاسم طاهر بن يحيى وولده في قصره) وقال الهجري في التعليقات والنوادر: (وكانت أم قريد الزهيرية؛ من زهير بن جشم؛ وكانت جارةٌ لنا بالعقيق من المدينة).
قال مصعب الجهني:
وكان والد طاهر هذا نسابة كما مر معنا؛ وله كتاب كبير في النسب مفقود؛ وكنت قد رفعت له كتاب:
(المعقبين من ولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146325)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[09 - 09 - 09, 02:29 ص]ـ
حذف تكرار المشاركة
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:40 م]ـ
حمل نادرة الزمان: - التعليقات والنوادر (4 أجزاء) لأبي علي الهجري؛ بتحقيق حمد الجاسر pdf (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1126607)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[17 - 06 - 10, 04:02 م]ـ
......
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[24 - 06 - 10, 10:55 م]ـ
نسب أبو علي الهجري:
هو: زكريا بن هارون بن زكريا؛ كذا نسبه الرشاطي في الأنساب؛ واسمه يدل على أن أصله غير عربي؛ ومهنة تأديب أولاد طاهر بن يحيى الحسني بعض العرب تستنكف من مزاولتها!؛ والهجري وجدت أنه منسوب إلى هجر وهي عدة مواضع؛ منها:
هجر: الموضع المعروف بالأحساء؛ مقر عاصمة القرامطة؛ وفيها المثل المعروف كحامل التمر إلى هجر. وذكر الهجري في التعليقات والنوادر فقال: أبا محمد الرنوي من أهل رنية؛ وهو أفصح من لقينا بهجر.
وهجر: موضع باليمن معروف ينسب إليه العبض.
ودار الهجرة: المدينة النبوية حماها الله؛ ينتسب البعض لها فيسمى بالهجري؛ وإليها تسمية التاريخ الهجري.
وهجر: موضع يقال أنه كان بقرب المدينة؛ وقد ورد فيه الحديث (وإذا نبقها مثل قلال هجر) قال ابن القيسراني في الأنساب المتفقة: الهجري: منسوب إلى هجر بالساحل الذي ينسب إليه قلال هجر؛ قيل: هو قرب المدينة؛ وقال أبو نصر أبن الصباغ في الشامل هو غير هجر البحرين، وإبراهيم بن مسلم الهجري كوفي لا أدري من أيهما هو. وقال ابن الملقن: وهجر: بفتح الهاء والجيم قرية بقرب المدينة؛ ليست هجر البحرين؛ كذا قاله ابن الصلاح وتبعه النووي.
قال الجهني: وهذا وهم فليس بالمدينة ولا بالحجاز كله موضع يسمى (هجر) لا قديما ولا حديثا؛ ولا أظن الهجري إلا من هجر البحرين؛ أو نسبة لسكناه دار الهجرة فسمي بالهجري كما يقال المديني.(149/450)
ترجمة العلامة مبارك الميلي
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[08 - 09 - 09, 07:59 م]ـ
مولده ونشأته
وُلد الشيخ مبارك بن محمد الإبراهيمي الميلي في قرية "أورمامن" في جبال الميلية بشرق الجزائر حوالي سنة 1896. و مات والده وهو في الرابعة من عمره.
عكف منذ صغره -كغيره من الكثيرين من أبناء الجزائر آنذاك- على حفظ القرآن الكريم، فأتمّ حفظه على يد الشيخ أحمد بن الطاهر مزهود في جامع الشيخ عزوز بأولاد مبارك.
بعد إتمام حفظ القرآن، رَغبَ الشيخ مبارك الميلي في مواصلة مسيرة طلب العلم، فاتجه إلى مدرسة الشيخ محمد بن معنصر الشهير بالميلي ببلدة ميلة حيث مكث هناك أربع سنوات، ثم اتجه إلى مدينة قسنطينة وانضم إلى دروس الشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس، وأصبح من بين أكبر تلاميذه وأكثرهم انتفاعاً بعلمه، ثم غادر الشيخ الميلي قسنطينة بعد ذلك إلى تونس لمواصلة دراسته بجامع "الزيتونة" فدرس مثل شيخه ابن باديس على أبرز شيوخها من أمثال الشيخ عثمان خوجة ومحمد النخلي والصادق النيفر ومحمد بن القاضي والطاهر بن عاشور وغيرهم، ثم ليعود بعد تخرجه منها إلى بلده الجزائر سنة 1925.
نشاطه الإصلاحي بالجزائر:
استقر الشيخ مبارك الميلي فور عودته إلى الجزائر بمدينة قسنطينة حيث عمل مُعلماً في مدرسة قرآنية عصرية تأسست في مسجد "الشيخ بومعزة " الذي كان يقع في نفس شارع مطبعة وإدارة جريدة الشيخ ابن باديس "الشهاب".
و بقي في تلك المدرسة إلى بداية سنة 1927؛ ثم غادر قسنطينة إلى مدينة الأغواط في الجنوب الجزائري، والتي استقبله أهلها استقبالاً عظيماً. فقام فور وصوله إليها بتأسيس مدرسة تولى فيها الإشراف على تعليم أبناء الجزائريين بنفسه.
ذاع صيت الشيخ الميلي بين سكان المدينة، وعرفت مدرسته نشاطاً متنامياً وقبولاً متزايداً لدى الشباب خاصة، كما صار نشاطه يمثل وجوداً بارزاً للإصلاح وباتت أفكاره وآراؤه محل حديث الخاص والعام في المجتمع.
أثار تنامي نشاط الميلي تخوف السلطات الفرنسية من الانعكاسات التي قد تنتج عن تأثيره في فئة الشباب خاصة والمجتمع عامة، فأمرته بمغادرة الأغواط بعد سنوات من العمل والنشاط.
غادر الشيخ مبارك الأغواط متجها إلى بلدة بوسعادة فقام بالأعمال والنشاطات نفسها، إلا أن حظه مع الإدارة الفرنسية في تلك البلدة لم يكن أفضل من الأولى، حيث أمرته بدورها بمغادرة بوسعادة أيضاً.
بعد سنوات من العمل والنشاط في قسنطينة والأغواط وبوسعادة، عاد الشيخ الميلي إلى ميلة ليستأنف ما بدأه من أعمال منذ عودته من تونس، فاستقر بها، وسعى بمعية بعض أعيانها إلى تأسيس مسجد جامع تُقام فيه الصلوات، فكان هو خطيبَه والواعظَ فيه، وقد أُقيم المسجد على جزء من بيت فسيح أهداه أحد أعيان المدينة المناصرين للإصلاح إلى أهل البلدة. ثم أنشأ الإصلاحيون في ميلة بقيادة الشيخ الميلي، جمعيةً باسم "النادي الإسلامي" فانضمت جهودُها إلى ما كان يقوم به ذلك المسجد من أعمال في مجال الإصلاح. وتوسيعاً لدائرة الأعمال والنشاطات فقد كوّن المسجد والنادي المذكورين جمعيةً أخرى تحت اسم "جمعية حياة الشباب".
كما ساهم الشيخ مبارك الميلي بقلمه السيال في الحياة الصحفية في الجزائر في عهده، فأظهر نشاطاً بارزاً فيها، وكان أحدَ أبرز الطاقات التي قامت عليها الصحافة الإصلاحية بصفة خاصة؛ إذ كان من أول المحررين في "المنتقد" و"الشهاب" منذ أيامهما الأولى ثم في "السُنة" و"البصائر" التي تولى إدارة تحريرها بعد تخلي الشيخ الطيب العقبي عنها سنة 1935. فقد تولى إدارتها فأحسن الإدارة، وأجال قلمه البليغ في ميادينها، فما قصّر عن شأو، ولا كبا دون غاية ...
حينما تأسست جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1931 بنادي الترقي بعاصمة الجزائر، كان من الطبيعي لشخص بمثل صفات الشيخ مبارك الميلي أن يكون واحداً من أهم أركان ودعائم إدارتها، خاصة وأنه كان قد لازَم الشيخ عبد الحميد ابن باديس-قبل تأسيسها- طالباً جاداً ثم عاملاً ناجحاً مقتدراً في حقل الإصلاح بجانبيه التعليمي والصحفي. وكنتيجة لتلك المكانة، فقد تم انتخابه عند تأسيس الجمعية عضواً في مجلس إدارتها وأميناً للمال فيها. ولقد شَهِد له بعض من عرفه عن قرب بالأمانة وحسن التسيير والتدبير في أعماله التي اضطلع بها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/451)
وقد كان الشيخ الميلي يقوم بتلك الأعمال جنباً إلى جنب مع الشيخ ابن باديس إلى أن توفي الأخير في 16/ 04/ 1940م،.
ورغم شدة المرض، وتزايد تأثيراته على بدنه ونشاطه في أيامه الأخيرة، فقد كان الشيخ مبارك الميلي يحاول تحدي ذلك الوضع ولو بالقيام بالحد الأدنى من الأعمال، فلم تمنعه تلك الظروف الصحية من الحضور والتواجد في "مدرسة التربية والتعليم" بقسنطينة بيوم واحد قبل وفاته، حيث نُقِل-بطلب منه- إلى ميلة ليموت بين أهله، دخل في غيبوبة فارق بعدها الحياة في يوم 9 فبراير 1945.
وشيع جنازتَه الآلاف من المحبين و الطلبة الذين قدِموا من أنحاء مختلفة من البلاد، وأبَّنَه باسم العلماء رئيسُهم الشيخ محمد البشير الإبراهمي، وباسم الهيئات الوطنية فرحات عباس زعيم حزب البيان يومها. و دُفن بجانب قبر شيخه محمد بن معنصر الميلي فرحم الله الشيخ مبارك الميلي رحمة واسعة.
و من أشهر مؤلفاته كتابه الماتع: " الشرك و مظاهره " و هو مطبوع متداول
لقد تلقى الشيخ مبارك بن محمد الميلي العلم منذ صغره على جلة
من المشاييخ و من أشهرهم:
- المصلح الزاهد محمد بن معنصر الشهير بالشيخ الميلي ت 1347 هـ: مؤدبه الأول، الذي لقّنه مبادئ القراءة و الكتابة و القرآن الكريم و الضروريّ من الفقه و علّمه بسمته الحسن و هديه الصالح الزهد في الدنيا و الإقبال على الآخرة.
- العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله " ت 1359 هـ / 1940 م": و قد كان له الأثر البالغ في حياة الشيخ مبارك، علما و عملا و صلاحا و استقامة و توجّها و سلوكا.
- العلامة الشيخ محمد النخلي القيرواني "ت 1925م " رحمه الله: أحد شيوخ شيخه ابن باديس و أشهر علماء الزيتونة الذين برعوا في العلوم النقلية و العقلية، تتلمذ عليه الشيخ مبارك لمّا رحل إلى "الجامع الأعظم" بتونس لطلب العلم.
- العلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور "ت 1973م "رحمه الله شيخ الجامع الأعظم، و صاحب الكتب النافعة و التآليف القيّمة
و من أبرز تلامذته ـ و إلا فمن أخذ عنه كثر ـ:
1 - الشيخ أحمد الشطّة بن التهامي " ت 1958م " رحمه الله: تتلمذ على الشيخ مبارك ثم التحق بجامع الزيتونة و تخرّج منها بشهادة التحصيل سنة 1936 م و هو مؤسس مدرسة التربية و التعليم التابعة لجمعية العلماء المسلمين يومئذ بالأغواط و التي تسمّى باسمه الآن و توفّي تحت التعذيب من طرف فرقة المظلّيّين الهمجية التابعة للعسكرية الفرنسية و التي تسمّى بالدوب Dop .
2- الشيخ أبو بكر الحاج عيسى الأغواطي " ت 1407هـ"رحمه الله: و هو من أنبغ طلبة الشيخ مبارك و ممن تتلمذوا على شيخه ابن باديس و شاركه في التدريس، خرّيج الزيتونة و أحد الأعضاء البارزين في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و انتخب سنة 1936 م عضوا في الهيئة العليا لها.
3 - الأستاذ أحمد بن أبي زيد قصيبة " توفى 1994م "رحمه الله: درس على الشيخ مبارك ثم التحق سنة 1933م بجامع الزيتونة لغتمام تحصيله العلميّ لكنّه انقطع سنة 1939م بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية، و قد شغل عدّة مناصب مهمّة في الجمعية.
أقوال أهل العلم فيه:
--------------------------------------------------------------------------------
قال الامام الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله تعالى: "حياة كلها جدّ و عمل، و حيّ كلّه فكر و علم، و عمر كلّه دروس و تحصيل، و شباب كلّه تلقّ و استفادة،و كهولة كلّها إنتاج و إفادة، و كهولة كلّها إنتاج و إفادة، و نفس كلّها ضمير وواجب، و روح كلّها ذكاء و عقل، و عقل كلّه رأي و بصيرة، و بصيرة كلّها نور و إشراق، و مجموعة خلال سديدة و أعمال مفيدة قلّ أن اجتمعت في رجل من رجال النهضات، فإذا اجتمعت هيّأت لصاحبها مكانة من قيادة الجيل، و مهّدت له مقعده من زعامة النهضة.
ذلكم مبارك الميليّ الذي فقدته الجزائر من ثلاث سنين، فقدت مؤرخها الحريص على تجلية تاريخها المغمور، و إنارة جوانبه المظلمة، ووصل عراه المنفصمة.
و فقدته المحافل الإصلاحية ففقدت منه عالما بالسلفية الحقة عاملا بها، صحيح الإدراك لفقه الكتاب و السنة، واسع الإطّلاع على النصوص و الفهوم، دقيق الفهم لها، و التمييز بينها و التطبيق لكلّيتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/452)
و فقدته دواوين الكتاب ففقدت كاتبا فحل الأسلوب، جزل العبارة، لبقا بتوزيع الألفاظ على المعاني، طبقة ممتازة في دقّة التصوير و الإحاطة بالأطراف و ضبط الموضوع و الملك لعنانه.
و فقدته مجالس النظر و الرأي ففقدت مِدْرَهًا لا يباري في سوق الحجة و حضور البديهة و سداد الرمية و الصلابة في الحقّ و الوقوف عند حدوده.
و فقدته جمعية العلماء ففقدت ركنا باذخا من أركانها، لا كلاّ و كلاّ، بل ناهضا بالعبء، مضطلعا بما حمّل من واجب، لا تؤتى الجمعية من الثغر الذي تكل إليه سدّه، و لا تخشى الخصم الذي تسند إليه مراسه و فقدت بفقده علما كانت تستضيء برأيه في المشكلات، فلا يري الرأي في معضلة إلاّ جاء مثل فلق الصبح".
و قال: " يشهد كلّ من عرف مباركا و ذاكروه أو ناظره |أو سأله في شيء مما يتذاكر فيه الناس أو يتناظرون أو يسأل فيه جاهله عالمه أو جاذبه الحديث في أحوال الأمم ووقائع التاريخ و عوارض الإجتماع، أنّه يخاطب منه عالما أيّ عالم، و |أنّه يناظر منه فحل عراك و جدل حكاك، و أنّه يساجل منه بحرا لا تخاض لجّته و حبرا لا تدحض حجّته، و أنّه يرجع منه إلى عقل متين و رأي رصين و دليل لا يضلّ و منطق لا يختلّ، و قريحة خصبة، و ذهن لا نختلف في هذا" "البصائر العدد 26".
و أثنى عليه غيره أيضا:
قال الأستاذ أحمد توفيق المدني رحمه الله تعالى: " كنت أكنّ لمبارك الميلي العلامة الجليل احتراما عظيما و تقديرا كبيرا، وحبا جمّا، إنّه الرجل المثالي الحرّ الأبيّ الذي وضع حياته كلّها - منذ رجع من الزيتونة عالما جليلا – في خدمة دينه و شعبه مدرّسا و محاضرا و مفكّرا عميقا و مرشدا نصوحا.
كان نحلة منتجة لا تراها إلا ساعية وراء رحيق زهرة، أو واضعة مع جماعتها عسلا شهيا.
هكذا كان منذ عرفته سنه 1925م إلى أن فرّق الحِمام بين جسمينا، و لم يفرّق بين روحينا، و إنّي لأشعر بوجود مبارك الميلي يملأ الفراغ الذهني و يثبت كيانه في علم الفكر.
رحمك الله يا مبارك، و طيّب ثراك، و خلّد ذكراك". "حياة كفاح 2/ 209"
و قال العلامة الفقيه أحمد حماني رحمه الله تعالى: " العلامة الجليل مبارك بن محمد الميلي رحمه الله، أكبر تلاميذ الأستاذ ابن باديس و مدرسته علما و فضلا و كفاءة، و احمد علماء الجزائر و بناة نهضتها العربية الإصلاحية الأفذاذ، و أوّل من ألّف للجزائر باللغة العربية و العاطفة الوطنية تاريخا قوميّا وطنيّا نفيسا"."انظر صراع بين السنة و البدعة".
منقول ..(149/453)
نبذة مختصرة عن الشيخ حمد الجاسر، وأسباب جلده!
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[09 - 09 - 09, 03:05 ص]ـ
هذه نبذة مختصرة عن الشيخ الجاسر منقولة من الموسوعة الحرة
[ QUOTE] الشيخ حمد الجاسر (1910 ـ 2000). من أبرز العلماء الباحثين في السعودية والعالم العربي، وعضو سابق في أكاديميات بغداد ودمشق والقاهرة، كما كان قوة دافعة وراء النهضة التعليمية الحديثة في المملكة العربية السعودية. عمل في قطاع التعليم، والقضاء، والصحافة والنشر، وأنشأ (اليمامة)، أول صحيفة في الرياض، في عام 1952، وتبعتها جريدة (الرياض) في عام 1976 وأخيرا (العرب)، وهي فصلية متخصصة في تاريخ وآداب شبه الجزيرة العربية. أنشأ حمد الجاسر أول دار للطباعة في نجد في عام 1955، وفي عام 1966 أنشأ دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر.
لقد أسهم حمد الجاسر إسهامه الأكبر في ثقافة وطنه كعلاّمة ومؤرخ وجغرافي، وخلف العديد من الكتب التي تحمل اسمه والتي تغطي حقولا متنوعة من المعرفة: من المصورات الجغرافية والتاريخية إلى أدب الرحلات وكتب السيرة وطبعات نقدية للنصوص التراثية الهامة. وقد أسهم حمد الجاسر بعمق في تحديد استراتيجيات مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي لصاحبها أحمد زكي يماني، والتي كان عضوا مؤسسا للمجلس الاستشاري الدولي للمؤسسة.
[عدل] مولده ونشأته
هو حمد بن محمد بن جاسر، من أسرة آل جاسر المنتمية إلى الكتمة من بني علي من قبيلة حرب.
ولد سنة 1328 هـ في قرية البرود من إقليم السر في منطقة نجد من أب فقير فلاح.
نشأ ضعيف البنية عليلاً لم يستطع مساعدة أبيه فأدخله في المدرسة (كتّاب القرية) حيث تعلم القراءة وحفظ القرآن.
ذهب به أبوه إلى مدينة الرياض عام 1340 هـ فبقي عند قريب له من طلبة العلم يدعى عبد العزيز بن فايز، وتعلم قليلا من مبادئ العلوم الدينية (الفقه والتوحيد).
عاد من الرياض بعد موت الرجل الذي كان يعيش في كنفه سنة 1342هـ، ولم يلبث أبوه أن توفي فكفله جده لأمه علي بن عبد الله بن سالم، وكان إمام مسجد قرية البرود، وصار يساعد جده في الإمامة ثم اشتغل معلما لصبيان القرية حتى سنة 1346هـ.
نُدِب سنة 1346 هـ مرشداً لفخذ من قبيلة عتيبة تدعى الحَوَاما من النُّفَعَة من بَرْقا يصلي بهم رمضان، ويعلمهم أمور دينهم، وكانوا يعيشون في البادية وكان ينتقل معهم فيها.
في آخر سنة 1346 هـ ذهب إلى الرياض واستقر لطلب العلم على مشايخها، فقرأ شيئاً من المتون كـ (الآجرومية) لابن آجروم، و (الأصول الثلاثة)، و (آداب المشي إلى الصلاة) للشيخ محمد بن عبد الوهاب و (ملحة الإعراب) للحريري، ثم جاءت مرحلة زمنية مهمة في حياته، حيث ترك الرياض قاصداً مكة المكرم.
في سنة 1348 هـ، التحق بالمعهد الإسلامي السعودي، أول مدرسة نظامية تنشأ في العهد السعودي.
[عدل] حياته العلمية
بعد أن أنهى مرحلة الدراسة في ذلك المعهد (متخصصا في القضاء الشرعي) تحوَل إلى الخدمة، فعمل مدرساً في ينبع من عام 1353 حتى عام 1357هـ بعد أن أصبح مديرا للمدرسة ثم انتقل إلى سلك القضاء فعمل قاضيا في ظبا في شمال الحجاز وذلك عام 1357 هـ. لم ينقطع حنينه وشوقه إلى المعرفة بعد أن أنهى الدراسة في المعهد، بل كان يرغب في المزيد حتى جاءته الفرصة المواتية فسافر إلى القاهرة.
وفاته
في يوم الخميس 16/ 6/ 1421 هـ (14/ 9/2000م) انتقل الشيخ حمد الجاسر إلى رحمة الله، بعد حياة حافلة بالعطاء، وقد عمت مشاعر الحزن كل محبيه على جميع المستويات داخل المملكة وخارجها، فرحمه الله رحمة واسعة.
انتهى ما نقلته من الموسوعة الحرة
أسباب جلد الشيخ حمد الجاسر رحمه الله
قال الشيخ حمد الجاسر: في عام 1349 أصدر مجلس الشورى قرارا باعتماد الزي الرسمي
لموظفي الدولة العباءة والمشلح والعقال 0000
قال الشيخ: قال لي أحد الإخوة وقد استغرب أن يرى بين مدرسيه من يلبس العقال!
قال الرجل: لو أمرونا بلبسه أتلبسه؟
فقلت (الجاسر) نعم لو أمرناولاة الأمور بذلك لأطعناهم ولو أمرنا ولي الأمر بلباس الشرطة للبسناه
فقال أعوذ بالله تلبس لباس الكفار؟!
ثم قام الشخص المذكور بنقل الكلام للشيخ ابن حسن وقام بتعنيف حمد الجاسر لأن الشيخ الجاسر أراد انتقاص ولي أمر المسلمين
ثم بطحوا الشيخ الجاسر على بطنه وبيد الشيخ عبدالله بن حسن عصا من الخيزران صار يضرب الشيخ بعنف وقوة
قال الجاسر: لقد كانت هفوة من هفوات الشيخ وهو إنسان ليس معصوما من الخطأ 0000
0000ويقول الشيخ الجاسر كيف أحتمل نظرات رفاقي إلي من بعد ما لحقني من إهانة؟
حاولت الاختصار بقدر المستطاع
رحم الله الشيخ الجاسر وغفر له
ـ[تركي العبدلي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 03:27 ص]ـ
الله يرحم الجميع / الحمد لله أننا لم نكن هناك يا أبا حاتم ..
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[09 - 09 - 09, 03:38 ص]ـ
الله يرحم الجميع / الحمد لله أننا لم نكن هناك يا أبا حاتم ..
أشكرك أخي على مداخلتك وكما قلت نحمد الله أننا لم نحضر الوقعة!
ولا بأس أن أسرد نبذة عن الشيخ عبدالله بن حسن هو ابن إبراهيم بن عبد الملك بن حسين بن الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحم الله الجميع
تولى القضاء وكان رئيسا لهيئة القضاة في مكة بعد ابن بليهد من سنة 1349 حتى توفي1378
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/454)
ـ[تركي العبدلي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 02:27 م]ـ
هل هو نفسه من كان له شهرة في الإنكار على الولاة؟
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[09 - 09 - 09, 02:52 م]ـ
شكر الله لك يا حاتم ..
ورحم الله الشيخ الجاسر.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[09 - 09 - 09, 05:12 م]ـ
شكر الله لك يا حاتم ..
ورحم الله الشيخ الجاسر.
حياك الله أخي الكريم وبورك فيك
تركي العبدلي رد: نبذة مختصرة عن الشيخ حمد الجاسر، وأسباب جلده!
--------------------------------------------------------------------------------
هل هو نفسه من كان له شهرة في الإنكار على الولاة؟
أخي الكريم هذه نبذة مختصرة عن الشيخ عبدالله بن حسن ولعله هو من تقصد
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%
87_%D8%A8%D9%86_%D8%AD%D8%B3%D9%86_%D8%A8%D9%86_%D 8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86_%D8%A2%D9%84_%D8%A7%D9%84%D 8%B4%D9%8A%D8%AE
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[09 - 09 - 09, 11:21 م]ـ
سبحان الله يا أبو حاتم::
قرأت عنوان موضوعك فدخلت فإذا هو على غير ما توخيته؛ كنت أظنك ستكتب عن جَلَده وتعبه ومشقته في أسباب تحصيل علم الأنساب وكيف غدا رأس النسابين.
يا أخي:: العلم لا يستطاع براحة الجسد!
أحمد بن حنبل جُلد فكان رأس أهل السنة والجماعة.
ومالك بن أنس جُلد فكان إمام دار الهجرة.
وابن تيمية جلد فكان شيخ الإسلام ورأس الحنابلة.
وحمد الجاسر جلد فكان رأس علماء النسب.
وعلامة الجزيرة حمد الجاسر رحمة الله كان يتحدث بهذا الأمر في مجالسه؛ وقد كتب بقلمه هذه القصة في الصحف والمجلات وسوانح الذكريات!
ـ[السلامي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 11:29 م]ـ
الأمر ضخم ومن غير اللائق أن يصف حمد الجاسر في مصاف أحمد بن حنبل وابن تيمية .. والرجل لا يبلغ قدرة أن يكون جغرافيا نسابة بمعنى أنه ليس من حملة الشريعة ولايعد منهم بل الرجل ليس هل ميل إلى العلماء عموما ..
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[10 - 09 - 09, 12:12 ص]ـ
كفى علامة الجزيرة جمَّ الأخلاق وعظيم التواضع!
الشيخ حمد الجاسر درس علوم الدين على كبار العلماء؛ كأمثال الشيخ حمد العتيق وكان يراسله وهو في بلاد ينبع وطلب أن يتولى قضاء ينبع فرفض الشيخ الجاسر؛ ودرس على العلامة رئيس القضاء الأعلى في زمنه محمد بن إبراهيم آل الشيخ فرافقه وعينه قاضياً في ضبا لبعض الوقت؛ وهو متخصص في القضاء الشرعي!
ـ[السلامي]ــــــــ[10 - 09 - 09, 12:38 ص]ـ
نعم هذا كان سابقا لكن هو هجر تلك العلوم كما هو معلوم من حالة ونص على ذلك الشيخ إسماعيل بن عتيق وغيرة ومن زاره عرفة ......
ـ[تركي العبدلي]ــــــــ[10 - 09 - 09, 02:06 ص]ـ
لكنه خدم الأمة في باب و سد حاجة من حاجياتها أتكلم عن دولتي
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[10 - 09 - 09, 02:35 ص]ـ
وبماذ تنقم على الشيخ رحمه الله؟؟
لأجل أنه تصدى للكتابة عن الأنساب والمواضع؛ يا أُخي: إن لهذا الرجل فضائل كثيرة جدا فقد اعتنى بكتب الأحاديث الشريفة وذكر أنساب العرب وربط أصولها بفروعها؛ فكان يعرف كل جذر من أين صدر؛ وكل فرع من أين انحدر؛ وحقيقة أقولها لو كان في القرون الأولى للإسلام لكان في مصاف ابن معين؛ والرازي؛ والدارقطني؛ وأبي زرعة؛ وغيرهم من علماء الجرح والتعديل ومعرفة الرجال والأحوال.
أم تنقم لأنه كتب وحقق مواضع وأماكن وجبال أرض العرب وسد ثغراً واسعاً في التراث الإسلامي؟ فجزاه الله خيراً وتغمده بواسع رحمته.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[10 - 09 - 09, 06:03 م]ـ
ويقال أن له موقف مشابه بشأن مقالة "رسول السلام"
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[19 - 09 - 09, 11:22 م]ـ
رحم الله الشيح عبدالله بن حسن
ورحم الله العلامة حمد الجاسر.
ومثل هذه القصص
الأَولى أن تُطوى و لا تُروى
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[21 - 09 - 09, 10:48 ص]ـ
ومثل هذه القصص
الأَولى أن تُطوى و لا تُروى
هذه وجهة نظرك ولن نكون ملكيين أكثر من الملك!
وعلامة الجزيرة حمد الجاسر رحمة الله كان يتحدث بهذا الأمر في مجالسه؛ وقد كتب بقلمه هذه القصة في الصحف والمجلات وسوانح الذكريات!
ولا مانع أن نذكرها!
هو حمد بن محمد بن جاسر، من أسرة آل جاسر المنتمية إلى الكتمة من بني علي من قبيلة حرب.
الشبول: من الكتمة من الجبور، من بني علي من مسروح من حرب واحدهم شبلي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/455)
قال الشريف:هذا هو المشهور والمتداول وهناك رواية أخرى تفيد أن الشبول من بني سليم دخلت في حرب وأيدها حمد الجاسر رحمه الله في مجلة العرب كما نقل ذلك الباحث القدير عاتق البلادي في كتابه
ويقول الشريف:هذا غير مستبعد!
ـ[السلامي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 10:46 ص]ـ
وبماذ تنقم على الشيخ رحمه الله؟؟
لأجل أنه تصدى للكتابة عن الأنساب والمواضع؛ يا أُخي: إن لهذا الرجل فضائل كثيرة جدا فقد اعتنى بكتب الأحاديث الشريفة وذكر أنساب العرب وربط أصولها بفروعها؛ فكان يعرف كل جذر من أين صدر؛ وكل فرع من أين انحدر؛ وحقيقة أقولها لو كان في القرون الأولى للإسلام لكان في مصاف ابن معين؛ والرازي؛ والدارقطني؛ وأبي زرعة؛ وغيرهم من علماء الجرح والتعديل ومعرفة الرجال والأحوال.
أم تنقم لأنه كتب وحقق مواضع وأماكن وجبال أرض العرب وسد ثغراً واسعاً في التراث الإسلامي؟ فجزاه الله خيراً وتغمده بواسع رحمته.
أخي الكريم أن أرجوا أن تبتعد عن العاطفة فقد رأيتها طاغية عندك لهذه الشخصية .... أنا لم أنقم عليه ماذكرت وإنما أنظر إليه من هذه الناحية وهي الجغرافيا التاريخية والانساب - مع أنه بدأ فيها متأخرا -نظرة تقدير وإكبار ...
أما كتب الاحاديث فليت صنعته أصلا والعلوم التي برز فيها هي من أبخس العلوم كما قال أحد رصفائة هي من تبن العلم الدنيوي ...
قياسك له بأئمة المسلمين كا بن معين والدارقطني مع أنه رجم في الغيبيات إلا أنه باطل ولا أدري كيف صدرت عنك مثل هذه الترهات الجاسر في سلوكه الشخصي كان متحررا وكان في لبنان يدرس بناته في مدارس مختلطه وكان ليس على وفاق مع علماء الشريعة بل ليس له ميل لهم
بل حتى مقال ابن هدلق المنشور في المنتدى إنما ذكر الجانب المشرق وهو الجانب العلمي وأعرض عما يتدوال في مجلسة من غيبة ونقد لشخصيات علمية .. وغير ذلك كثير ثم تأتي تقول ابن معين والدارقطني ولا تظن أن الناس سذج أو بسطاء حتى تنطلي عليهم مثل هذه العبارات وإلا ماذا تفسر صدود حملة الشريعة عنه ,,, أصلحك الله تعالى .....(149/456)
أمراء [وعلماء] من الكويت على عقيدة السلف
ـ[أبو الوليد الأمازيغي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 03:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب أمراء وعلماء من الكويت على عقيدة السلف للشيخ دغش بن شبيب العجمي يمكن اعتباره كتاب عن تاريخ الكويت العقدي لحكام وعلماء هذا البلد.
فالكتاب يثبت ان العقيدة السلفية هي عقيدة هذا البلد منذ القدم, مستشهدا بكلام بعض المشايخ والحكام الكويتيين.
تطرق الى المراسلة التي حدثت بين احد حكام الكويت مع الشيخ محمد بن عبدالوهاب, يسأله عن حقيقة ودعوته, ثم استجابة حاكم الكويت لهذه الدعوة حيث لم يكن فيها قبر يعبد ولا مشهد له يصلى ويسجد ولا فيها مسجد بني على قبر أو قبر ادخل في مسجد أو وجد ما يسمى بالتماثيل لأحد الحكام, خلاف الوضع العام في بقية البلاد الاسلامية التي تكثر في القبور.
ونقل كلام ديكسون في كتابه عرب الصحراء قوله:
"وليس هناك من يدخن من بين مشايخ الكويت -يعني الحكام- وربما ذلك من تأثير حركة الوهابيين على الكويت في الماضي".
وذكر ديكسون مقام الخضر في فيلكا فقال:
"وكثيرا ما تشاهد مجموعات من النساء والأطفال متجهة من الكويت إلى فيلكا للنزهة, وزيارة مقام الخضر تحقيقا لهذا الغرض. والحكام لا يخفون استياءهم لانتشار أمثال هذه الخرافات ويبذلون كل ما في وسعهم لمنع هذه الزيارات".
وقد أزيل هذا المزار الوثني بالكلية في عهد الشيخ جابر الاحمد رحمه الله.
وجاء في احدى الوثائق البريطانية عن الشيخ سالم بن مبارك الصباح:
"على الرغم من أن سالما صارم في إسلامة, متزمت بشدة تجعله وهابيا كأي وهابي من عامة نجد".
ويقول الشيخ عبدالعزيز الرشيد عن الشيخ احمد الجابر:
"لا نعلم أن احدا من حكام ال صباح اتخذ له واعظا خاصا في مجلسه العام, كل صباح يفسر بين يديه الكريمتين الايات القرانية, ويشرح الأحاديث النبوية, ويبين شيئا من الأحكام والأخلاق غير أميرنا المحبوب, فقد شرفني للقيام بتلك الوظيفة العالية ودعاني فلبيت نداءه وامتثلت امره, وقد كان يصغي لما يسمع من الايات والمواعظ إصغاء المتدبر, وبقيت مدة طويلة بهذه الوظيفة الشريفة قبل ولايته".
وذكر ان الحكم كان وفق الشريعة, ونقل قول أحمد مدحت باشا بعد زيارته للكويت عام 1872 قال:
" وقد كثر عدد سكانها على تمادي الأيام وشيخها اليوم اسمه عبدالله الصباح وأهلها يديرون أمورهم بحسب الشرع الشريف".
وفي اول مدرسة نظامية في الكويت وهي مدرسة المباركية التي تأسست عام 1911 كان مقررا فيها بعض كتب الامام محمد بن عبدالوهاب ككتاب الاصول الثلاثة في العقيدة.
و ينقل عن الشيخ عبدالجليل بن ياسين الطبطبائي المتوفى سنة 1853 قصيدته التي اثنى فيها على دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في نجد وهذه بعض الابيات:
هو الورع الأواه شيخي محمد هو القانت السجاد في جنح فاحم
لقد قام يدعو للمهيمن وحده فريدا طريدا ماله من مسالم
وجاهد للرحمن حق جهاده وفي الله لم تأخذه لومة لائم
ونقل عن الشيخ الطبطبائي ما قاله عن البدع والضلالات قوله:
"ومنه: ما عم به الابتلاء من تزيين الشيطان للعامة تخليق (وضع الطيب) حائط أو عمود وتعظيم عين أو حجر أو شجر, لرجاء شفاء أو قضاء حاجة, وقبائحهم في هذه ظاهرة غنية عن الإيضاح والبيان"
ما بين القوسين () من إضافتي.
وهذا الشيخ محمد بن عبدالله الفارس المتوفى سنة 1908 كتب على الورقة الاخيرة من ديوان المتنبي والذي نسخه بنفسه:
"محمد بن عبدالله بن محمد الفارس التميمي أصلا, والنجدي منشأ, والكويتي مسكنا, والسلفي اعتقادا, والحنبلي مذهبا".
والشيخ عبدلله بن خلف الدحيان المتوفى سنة 1390 وتلقى العلم على يديه كثير من مشايخ الكويت كالشيخ عبدالعزيز الرشيد ويوسف بن عيسى القناعي واحمد الخميس ومحمد الجراح, فقد كان الشيخ الدحيان كثيرا ما يصف نفسه بـ"السلفي" في المخطوطات التي نسخها.
وقال عن الشيخ عبدالقادر البدران الدمشقي في إحدى رسائله إلى الدحيان:
"إلى العالم مجمع الفضائل ... ناصر سنة رسول الله, والقائم بنصرة مذهب السلف".
واما الشيخ عبدالعزيز بن أحمد الرشيد البداح المتوفى سنة 1938 فقد بعثه الشيخ سالم المبارك للإخوان وسأله أحدهم من أنت؟ فأجابه بقوله:
"أنا عبدالعزيز ال الرشيد حنبلي المذهب سلفي العقيدة".
وأيضا قال: "والحقيقة أن كل من تجنب التفرق والاختلاف, وأراد ان يتبع رسول الله وخلفاءه والسلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين, فالقذيفة الشيطانية في أيدي الجاهلين معدة له .. ألا وهي:وهابي ... ".
وكان من اهتمامه بالعقيدة ان سمى مجلته بأسم مجلة التوحيد.
والشيخ يوسف بن عيسى القناعي قال وهو يتكلم عن نفسه:
"وكان لمؤلفات الإمامين ابن تيمية وابن القيم ومجلة المنار الغراء أكبر أثر في إنارة السبيل أمامي, وإماطة الستار الذي أبصرت من خلفه الحق واضحا فنفت بعده من كل ما ألفته مما لا يتفق والدين في شيء".
والشيخ القناعي معروف عنه الاعتدال والوسطية وكان له دور كبير مع الشيخ الرشيد في تطوير التعليم في الكويت ونشر العلم, ولتأثره بكتب ابن تيمية وابن القيم دور مشهود في نبذ الخرافات والاهتمام بالعلم الصحيح.
وفي الكتاب نقولات عن مشايخ وعلماء اخرين كالشيخ عبدالرحمن الدوسري والشيخ محمد الجراح والشيخ عبدالعزيز العتيقي والشيخ محمد بن عبدالمحسن الدعيج والشيخ عبدالوهاب بن عبدالرحمن الفارس.
وكانت العقيدة السلفية هي عقيدة اهل البلد الا من شذ من القليل النادر.
**منقول**
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/457)
ـ[أبو معاذ الهلالي]ــــــــ[10 - 09 - 09, 01:37 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
ونفع بك وبما نقلتَه
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[11 - 10 - 09, 06:24 ص]ـ
بارك الله فيك ..
وغير هؤلاء الكثير والكثير على عقيدة السلف الصالح من علماء الكويت وأعيانها.
وممن بقي في قيد الحياة من هؤلاء المصلحين .. الشيخ يوسف حمادة (آل نهابة) حفظه الله، فقد كانت له أحكام مشددة في التعاطي مع القبور بالبناء والتجصيص وزيارة النساء لها .. حيث بادر ذلك بالمنع والتحريم!
عند تأسيس الدوائر الحكومية الحديثة بالدولة .. نظرا لطبيعة عمله بالبلدية.(149/458)
بيوت العلوية في إيران.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[09 - 09 - 09, 03:28 م]ـ
الشكر الجزيل للاخ الشريف الحنبلي.
بيوت العلوية في إيران.
الكاتب: إدارة موقع آل البيت يخاطب آل البيت حول العالم.
بيوت العلوية في إيران قديمة الوجود، يعود ذلك إلى زمن متقدم في تاريخ الاسلام. و تحمل أخبار التاريخ و كتب النسب كثيراً من الإشارات التي تدل على استقرار العلوية و بقائهم في تلك الديار. و ذلك الوجود لا يعني التسليم بصحة جميع البيوتات، إذ إن دعوى الانتساب إلى بيوت العلوية منتشرة منذ زمن طويل، و قد كثرت في القرون المتأخرة دعاوى الانتساب بغير وجه حق إلى تلك البيوت الشريفة في بلاد و أقاليم إيران، ومن أشهر من انتسب في الأزمنة المتأخرة ملوك الصفوية الرافضة، و هم كذبة أدعياء.
و قد أحصى شهاب الدين المرعشي القمي – من متأخرة نسابي الرافضة - عدد البيوت العلوية في رسالة له ((فهرس تصانيفه))، بعث بها إلى آغا بزرك الطهراني صاحب كتاب " الذريعة "، و أوصل في تلك الرسالة عدد البيوت العلوية في زمنه إلى ما يقرب من 400 بيت. ((انظر: الذريعة: ج 20/ 43)).
و نحن لا نملك معلومات كاملة عن مدى صحة انتساب هذه البيوت إلى بيوت العلوية، و لكننا نستطيع أن نقول في الجملة: إن من المؤكد أن بعضها يتوارث النسبة منذ زمن قديم، و لا يمنع كون بعضهم رافضة إمامية أن يصح نسبهم، فلا تلازم بين صحة النسب و صحة دين المرء، كما هو معلوم.
و من الشواهد التي تدل على ذلك:
1 - ما هو مستفيض في كتب نسب الطالبية من وجود بقايا لهم في تلك الديار. و هؤلاء لا يمكن القول بفنائهم و اندثارهم أجمعين. و من أشهر الكتب المتقدمة التي ذكرت نسب هؤلاء كتاب:" سر السلسلة العلوية " لأبي نصر البخاري، و كتاب ابن أبي جعفر العبيدلي صاحب " تهذيب الأنساب " الذي ذيل عليه ابن طباطبا، و كتاب " منتقلة الطالبية ". و من أجود الكتب التي فصلت في نسب هؤلاء كتاب " لباب الأنساب" لابن فندق البيهقي، و هو صاحب كتاب " صوان الحكمة " و غيره من المؤلفات. و قد ذكر فيه من بيوتهم و رجالهم عدداً لا بأس به، و غالبهم من أهل السنة و الزيدية. ثم كتاب الفخر الرازي المطبوع باسم " الشجرة المباركة "، و كتاب الأزورقاني المروزي الحسيني تلميذ الفخر الرازي. و مثل هؤلاء لا يتواطؤون على الكذب و التخرص، فلا ريب في وجود بيوت لهم في تلك الديار.
2 - ما ورد في " رحلة ابن بطوطة " من أن عدد الأشراف بشيراز في عهده كان 1400 ونيف.
و من أهم الأسباب التي أخفت ذكر هذه البيوت العلوية هو انتشار الرفض، فإن الرفض في أصله نبتة عجمية صريحة، و لا يجتمع الشرف والعجمة كما لا تجتمع النار مع الماء إلا أن يغلب أحدهما الآخر. و البلاد عندما كانت بأيدي أهل السنة و أمرائها و عامتها كانت البيوت العلوية معروفة، و لكن عندما تسلطن الأدعياء كالصفوية و من بعدهم ضاعت الأنساب تبعاً لضياع الأديان.
و المظنون أن بعض هذه الأسر و البيوت العلوية قد دخلت في عداد عامة الناس و تناست فيما تناست أنسابها كما تناست أديانها من قبل ..
و هنا يروج الأدعياء و يظهر الكذابون، فتفتعل الأنساب و تركب الأعمدة، وتوضع الشجرات والجرائد الباطلة، و الله المستعان
--------------------------------------------------------------------------------
في إيران من السادة أُسر كثيرة كبيرة تستعصي على الحصر، تدعي النسبة إلى النسب العلوي. و قد تقدم في المقال السابق بيان أن أعدادهم تصل إلى 400 بيت، كما قاله المرعشي النسابة. و في هذا المقال سنتعرض لذكر بعض البيوتات المشهورة النسبة للبيوت العلوية مع ذكر طرف من أخبار الدعاوى القديمة والجديدة في أقاليم إيران، و من خلال ذلك يمكن تكوين صورة تقريبية عن أنساب العلوية في إيران.
يكاد أن يلتقي المرء في كل مدينة بل في كل قرية أسرة أو أُسر تنتسب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه. بل إنّ بعض القرى – كما يذكر - كلّ أهلها من السادة، كما هو شأن (قَدَمگاه في نيشابور)، و إحدى قرى كردستان إيران!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/459)
و هناك أُسر مشتهرة بإضافة لفظة (مِير) إلى ألقابها، فتتحصل على لقب السيادة وتنتسب إلى العلوية، مثل: مير سپاسي، ومير مغربي، ومير فِندِرسكي، وميرداماد .. ، وغيرها كثير. و جدّهم الأعلى هو السيّد أمير جائي. و قد تكلمنا في بحث " الألفاظ الدالة على الشرف والسيادة " على مدى دلالة لفظ " مير " للسيادة والشرف، فراجعه.
و لا خفاء أنّ المنتسبين للسيادة في إيران لهم تقدير واحترام خاص، غالبه ناتجٌ من سدانة الأضرحة و المزارات عند المنتمين للسيادة، و هذا الطريق من أهم أسباب حيازة الأنساب هناك. و من هؤلاء من يرتزق و يكتسب من السدانة و المشاهد، و لا يعدم هؤلاء من وضع أنسابهم بأشكال مناسبة تليق بمهام السدانة. و هذه المشاهد و الأشرحة من أهم أسباب انتشار البيوت المنتسبة للعلوية، فتجدها منتشرة حيثما وجدت المزارات و الأضرحة، بل يتعدى ذلك إلى خارج إيران، فتجد وجود أسر أخرى في مشاهد العراق.
و الناس يطلقون على الرجل منهم لقب (آقا) وعلى المرأة (بِي بِي)، حتّى لو كانوا من الطبقات الاجتماعية المتدنّية التي لا تكاد أن تعرف، و قد تطرق الموقع في بحث " الألفاظ الدالة على الشرف و السيادة " للكلام على هذا اللفظ، فراجعه.
و في مدينة مشهد أُسر من السادة يصل عدد أفراد بعضها إلى بضعة آلاف، منها: السادة الرضوية الذين يجمعهم أصل واحد بالسادة الرضوية في قم وشيراز. ومنها: أسرة (شهيدي) من أبناء الميرزا مهدي شهيدي أحد تلاميذ الوحيد البهبهاني، ويتّصل نسبه بـ (شاه نعمة الله ولي) الذي تُعزى إليه الطريقة الصوفيّة الغالية المعروفة باسم (الطريقة النعمة اللهيّة).
و في مشهد أيضاً من هذه الأسرة مَن تحمل ألقاب (الحسني) و (السجّادي) وسواها كثير.
و في قم أُسر السادة الرضوية والسادة البرقعيّة (من أبناء موسى المبرقع ابن الإمام محمد الجواد عليه السّلام). و من هذه الأسرة الشيخ البرقعي، و هو صاحب كتاب " كسر الصنم " – و هو ردٌ على كتاب أصول " الكافي " للكليني من جهة القران والعقل - أحسن فيه وأجاد، رحمه الله وعفا عنه.
و في قم أيضاً أسرة المرعشي. منهم مرعشي نجفي أحد مراجع التقليد السبعة في وقته بإيران. قال الفيلسوف عبدالرحمن بدوي:" و آل المرعشي يدَّعون الانتساب إلى الإمام الحسين بن علي. و قد كانوا يعيشون ويحكمون أولاً في شمالي العراق، ثم انتقلوا إلى مدينة الري (طهران) و إقليم مازندران، حيث كان منهم النقباء (أي رؤساء الأشراف و هم الذين يدعون أنهم من نسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم). وعن طريق المصاهرة و خوض الحروب و القيام بالدعوة الدينية صاروا أمراء إقليم طبرستان من سنة 760 م إلى 1007 م، وبلغ عدد الأمراء منهم خمسة عشر أميراً، أولهم يدعى قوام الدين، ويلقب بلقب " مير بزرج " (= الأمير الكبير)، وقد بدأ حياته درويشاً، أي صوفياً، و استطاع أن يجر إليه الأتباع العديدين من عامة الشعب. و صار آل " المرعشي " متولين على ضريح الإمام رضا في مشهد. وفي عهد الصفويين عمل بعض آل المرعشي وزراء للملوك الصفويين، و تزوجوا منهم: بنات شاه عباس الثاني و شاه طهماسب الثاني و شاه سليمان و شاه سلطان حسين. و استمروا في وظيفة " متولين" على ضريح الامام الرضا في مشهد " أهـ1.
و قد انتقل بعض هذه الأسرة الآملية الأصل إلى الهند قديماً، كما أخبر عنه المرعشي النسابة في بعض تآليفه. و قد كانوا في وقت مضى يتسمون باسم " سادات بني الخليفة " بمحلة كلبار، دار السلطنة بأصفهان. قال الخوانساري في " الروضات " عنهم:" و سادات بني الخليفة إلى الآن معروفون بأصفهان، يأكلون من قليل ما بقي من بركات أوقافه الكثيرة على الخاص والعام (يعني خليفة سلطان حسين بن الميرزا رفيع الدين المترجم له) إلا إنهم غير متملكين حظاً من الفضيلة والكمال بل نصيباً من المنزلة والمال، وفي بعض المواضع الطعن على نسبهم أيضاً، كما عن بعض المناقشة في تورع أبيهم المعظم إليه عن بعض عمل الشيطان، وعن ثالث التنظر في درجة الاجتهاد، والله العالم ". أهـ 2
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/460)
و في إصفهان هناك أُسرة: العاملي التي منها آية الله خادمي، وأسرة الرَّوضاتي أعقاب السيّد محمّد باقر مؤلف كتاب (روضات الجنّات)، و هذه الأسرة تعرف بالروضاتي نسبة لكتاب جدهم " روضات الجنات ". و من أهل أصفهان المنتسبة للعلوية: أسرة الميردامادي من أخلاف الفيلسوف الشهير محمد باقر الاسترآبادي المشتهر بـ (الميرداماد)، و الأبطحي، والبهشتي، والتنوابي أسرة سلطان العلماء، و الميرفندرسكي ذريّة الميرفندرسكي، والميرلوحي .. وغيرها من الأسرالكثيرة.
و ينتشر السادة أيضاً في شيراز وكرمان ويزد وشوشتر وخوزستان، منهم أسرة نعمة الله الجزائري (توفي سنة 1112 هـ) الذي أعقب أعداداً ضخمة يسكنون في إيران والعراق. و هو ينتسب من جهة موسى الكاظم، و لم ينص ابن عنبة رحمه الله تعالى على ذكر أصوله التي ينتسب إليها في " عمدة الطالب "! و قد ألفت شجرات عديدة لهذه الأسرة الجزائرية وصلت فيها أنسابها إلى موسى الكاظم!
و في عبادان و عربستان، و ما حولها كـ" خلف آباد " و ما قاربها توجد فروع للمشعشعيين تنتسب للبيوت العلوية، ونسب المشعشع محمد بن فلاح مما اختلف فيه متأخرة الرافضة الامامية، كعبدالعزيز الجواهري في " آثار الشيعة الامامية "، و الأميني في كتاب " الغدير " و " شهداء الفضيلة "، حيث ذكر أنه من ولد أحمد بن موسى الكاظم مع أن أحمد ميناث كما في " عمدة الطالب " لا بن عنبة الحسني، و منهم من وصله بأبي جعفر عبدالله بن موسى الكاظم، و منهم من وصله بمحمد العابد بن موسى الكاظم، و الكلام في أنساب " المشعشعين " يحتاج إلى تفصيل وتذييل لا يليق بهذا المقال المختصر. و يوجد من المشعشعين طائفة بالعراق، ألف فيهم جاسم حسن شبر كتاب " مؤسس الدولة المشعشعية ".
و يقطن في طهران أُسر السادة " أخَوان "، و هم أدعياء كذابون فضحهم و أبطل نسبتهم الأعرجي الحسيني الامامي في كتابه " مناهل الضرب "، و قد كان مسكوتاً عنهم حتى أظهروا عمود النسب الذي طبعوه على كتاب " الكافي " للكليني. قال الأعرجي في " مناهل الضرب ": " .. ، ومن الأنساب الباطلة الفاسدة نسب هؤلاء القوم المعروفين بـ" الأخويّين " بـ" الري " – الري: هي طهران اليوم -، وهم: بنو الحسن المعروف بـ" الأخوي "، فإنهم رفعوا في نسبهم إلى عمران بن موسى المبرقع، ولم يكن لموسى المبرقع ابنٌ اسمه عمران، لا معقب ولا غير معقب إتفاقاً، وصورة نسبهم، وقد طبعوه على ظهر فروع " الكافي "3، و أكثروا فيه من الألقاب، وأطنبوا فيه بمحاسن الأوصاف، وهذا عموده:
" الحسن أخوي بن الحسين بن جعفر بن صالح بن جعفر بن صالح الدين بن طاهر بن مير بن يحيى بن غياث بن عبدالله بن عبدالعظيم بن مير يحيى بن مير طاهر بن عماد الدين بن كسرى بن عمر بن عماد بن أبي طاهر بن موسى بن حمزة بن منوجهر بن مير يحيى بن جمال الدين بن أبي طاهر بن عماد الدين بن عمران بن موسى المبرقع ".
و كانوا قبل إظهار هذا النسب وطبعه مسكوت (كذا) عنهم، ويقال: ظاهرهم الانتساب، ولما أظهروا هذا النسب افتضحوا بين أهل العلم، وجزم كل من وقف عليهم بهذا النسب بنفيهم وفساد نسبهم، لما قرر من انحصار عقب موسى المبرقع بـ:" أحمد "، وانحصار عقب أحمد بـ:" محمد الأعرج "، والله المستعان " أهـ 4.
و في طهران أيضاً ممن ينتسب للعلوية أسر: الجزائري، والطباطبائي، والإمامي، والبهبهاني، والشيرازي، وغيرهم.
وفي تبريز أُسر من السادة الطباطبائية (أسرة محمد حسين الطباطبائي مؤلّف: الميزان في تفسير القرآن) .. و هؤلاء ينقسمون إلى قسمين: القضاة وشيوخ الإسلام في عهود إيران المتأخرة. و قد كان رجال القسم الأول قضاةً خلَفاً عن سلف، ورجال القسم الثاني يتوارثون منصب المفتي الأعلى (شيخ الإسلام) في تبريز.
و من الأسر المنتسبة للعلَوية في تبريز أيضاً: أسرة الأنگجي، والشهيدي، والحسيني وسواها.
و توجد في بروجرد الأسرة الطباطبائية، التي منها المرجع حسين البروجردي. وجدّهم الأعلى هو محمّد الطباطبائي.
يتبع ...
_______________________________
1 سيرة حياتي، لعبدالرحمن بدوي (2/ 308 - 309)
2 (2/ 339) طبعة: الدار الاسلامية، بيروت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/461)
3 تأليف محمد بن يعقوب الكليني، " نسبة إلى كُلين: قرية من قرى الري "، شيخ الرافضة في وقته، والمصنف لهم في عقائدهم الباطلة، توفي ببغداد سنة 329 هـ.
4 422 - 423.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[09 - 09 - 09, 03:30 م]ـ
تقدم في الحلقة السابقة الحديث عن بيوت العلوية في إيران، و في هذه الحلقة الأخيرة من المقال، سنتحدث عن تتمة هذا الموضوع الكبير، و هو لا يزال يحتاج إلى رصد و جمع، يسر الله ذلك في المستقبل القريب ...
إنَّ الدعوى في بلاد إيران قديمة للنسب العلوي، لا يكاد يخلو جيل من الأجيال أو قرن من القرون منها، و لهذا نبه على أصول افتعال الأنساب ثقات النسابين منذ القدم، وسنلحظ في هذا المقال فائدة تنبيه أولئك النسابين والإخبارية على مواطن الدخول على انساب العلوية، وتجدد ذلك في العصور المتأخرة.
قال أبو نصر البخاري في " سر السلسلة ":" ولد محمد الباقر أربعة بنين وبنتين درجوا كلهم إلا أبا عبدالله جعفر بن محمد، إليه انتهى نسبه وعقبه، فكل من انتسب إلى الباقر من غير ولده الصادق، فهو كذاب دعي " أهـ[1]
و لقد ادعى أناس كثيرون إلى محمد الباقر في إيران، و افتعلوا له أولاداً وأعقاباً، هم فيها كاذبون دجالون، كما سيأتي معنا بيانه في طيات هذا المقال ...
إنَّ انتشار الدعوى لأنساب العلوية في إيران منذ القدم، جعل ثقات النسابين يبينون طرائق النقباء التي كانوا يتصدون بها للأدعياء في تلك الديار. فمن ذلك قيامهم بتعزير المدعين للأنساب، و كان هذا التعزير يتخذ صوراً من النكال، من أشهرها طريقتان:
1 - الجلد والضرب.
2 - حلق الشعر وكوي المدعي بالنار على جبهته!!
و قد بوَّبَ ابن فندق البيهقي في " لباب الأنساب " باباً عنون له بقوله:" باب في ذكر من حلق النقباء رؤوسهم من نواحي غزنة، و خوارزم، و نيسابور، والغرض من هذا الفصل معرفة هؤلاء حتى لا ينسب إليهم أحد، و لا ينتمي إليهم مدعي ".
و مما ذكره:" خبر رجل يقال له: أبو الحسن الحجازي، و هو عبد نوبي، ادَّعى نسب (علي بن الحسين بن زيد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد الباقر)، و شهد العدول عند الوليد بن المغيرة المكي النساب بركاب خوارزم أن هذا الرجل عبد نوبي، و كانت العلامة ظاهرة، فحلق رأسه، و وضع المكواة على جبينه " [2].
و رجلٌ آخر أصفهاني ادعى نسب (الحسين بن الحسن بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن جعفر)، فشهد العدول أنه أصفهاني مؤدب، فأخذ الرجل و حلق رأسه، و وضعت المكواة على جبينه [3].
فهذه دعاوى قديمة للنسب العلوي، في عهد ابن فندق البيهقي الذي مات في أوائل المائة السادسة، فكيف بما جاء بعده من أزمان ..
ثم ترقى الحال قليلاً، فأصبح ينسب إلى جعفر الصادق. قال ابن عنبة:" وأعقب جعفر الصادق من خمسة رجال: موسى الكاظم، وإسماعيل، وعلي العريضي، ومحمد المأمون، واسحاق، وليس له ولد اسمه " ناصر " معقب، ولا غير معقب باجماع علماء النسب. و بـ" اسفزاز"-من ولاية " هراة خراسان"-:قومٌ يدعون الشرف، وينتسبون إلى ناصر بن جعفر الصادق رحمه الله. وهم أدعياء كذابون لامحالة، وهم هناك يخاطبون بالشرف على غير أصل، والله المستعان، ويعرف هؤلاء القوم بـ"بارسا"، وكذبهم أظهر من أن ينبه عليه ". أهـ[4].
و قد علَّقَ العبيدلي الأعرجي الحسيني على كلام ابن عنبة بكلام نفيس، فقال:" أقول: انظر إلى هذه الدعوة الكاذبة كيف حصلت من هؤلاء القوم؟ مع قيام النقابة في جميع الآفاق، وضبط الأنساب في الأقطار على الإطلاق، فكيف الحال في هذه الأزمان التي بطلت بها النقابة، وفسدت الأنساب، وترى الرجل من الأشراف لا يعرف سوى أبيه وجده إلاَّ الفرد النادر الذي هو كالكبريت الأحمر، يذكر و لايبصر، قد تحصل بيده جريدة يعتمد عليها في نسبه، وهو لا يميز بين صحتها وسقمها.
و قد وقفت على كثير من تلك الجرائد الفاسدة والمشجرات الكاسدة التي لم نجد في كتب النسب صدورها، موضوعة لا يعرفها النسَّاب، ولم تذكر في مشجرة و كتاب، فذيلها أولى بالبطلان، والله المستعان، وربما أنبه على ما عثرت عليه من ذلك "
ثم ذكر بعض البيوت المشتهرة بالنسبة للعلوية في إيران، وهي غير ثابتة، فقال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/462)
" فمنها: أن قوماً في " جبال بيات ودست ميسيان"، بينها وبين " الصيمرة " قومٌ يخاطبون بالشرف، وهم ينتسبون إلى إبراهيم بن محمد الباقر، وعندهم مشهد يزعمون أنه قبر إبراهيم المذكور، وأنهم من نسله.
وأنت خبير أن نسل مولانا الباقر منحصر بالصادق، لا عقب له من غيره بإجماع العلماء، وهذه الدعوة قد حدثت بعد التسعمائة، وأنها لم تكن في أيام صاحب " العمدة "، و إلا لنبَّه عليهم، كما نبَّه على غيرهم من الأدعياء الكذابين، وقد ذكرت صورة نسبهم الذي يدَّعونه في مشجرنا " الرياض "، ثم أبطلناه.
ومن ذلك: في دار الخلافة قومٌ يخاطبون بالشرف، ويقال لهم " الأخويون"، وهم ينتسبون إلى عمران بن موسى المبرقع بن الإمام محمد الجواد بن علي الرضا، وسيتلى عليك أن موسى المبرقع إنما أعقب من أحمد وحده، وليس له ولد اسمه عمران معقب ولا غير معقب، ولم تكن هذه الدعوة في أيام النقابة، لأنها لو كانت لقيدت بالنفي، كما قيدوا نسب " بني الخشَّاب " بالنفي، حيث انتسبوا إلى محمد بن موسى المبرقع، ومحمد هذا دارج عند جميع النسابين، ولو كان في تلك الأعصار من ينتسب إلى موسى المبرقع من ابن له اسمه عمران لقيدوه بالثبوت مع الوجدان، أو بالنفي مع العدم.
ولكن لما انقطعت النقابة، وظنَّ بعض الأوباش أن الأنساب قد انهدم أساسها، صاروا يؤلفون أسماء " زيد بن عمرو بن خالد بن بكر بن علي بن حسين "، وهم غافلون عن تدوين الصدور وضبطها، وأنها محفوظة عند اهلها، وإذا ظهر مثل هذا النسب علم كل احد بفساده، لأن علي بن الحسين لم يعقب من ابن له اسمه بكر.
و هناك طريق آخر في فساد هذه الأنساب الموضوعة، وهي أن العلويين صاروا قبائل و عشائر، و كل عشيرة تعرف من كان منها، وتنكر من لم يكن منها، على حسب ما هو مفصل مضبوط في " منتقل الطالبية " كلاًّ في بلده، والضابط للأصل عارف بالجميع نفياً وإثباتاً، ولو إجمالاً في البعض وتفصيلاً في البعض، ينشأ من قرب البلاد وبعدها " أهـ[5].
و قال في مكان آخر من كتابه المذكور آنفاً:" قلت: وقد اجتاز بنا رجلٌ من أهل خوزستان، ونحن وقتئذ مقيمين في جبال ماسبذان، وعليه علامة الأشراف، فسألته عن نسبه وبلده، فانتسب إلى الحسين بن موسى الكاظم، وأنهم من أهل قرية تسمى " دهلور "، وهي من أعمال دزفول، وعندهم مشهد يزعمون أنه مشهد الحسين بن موسى بن جعفر، وهم عشيرة كبيرة، وأوقفني على جريدة فيها نسبه، وقد شهد فيها جماعة من الفقهاء غير أنهم غير عارفين بالأنساب، ولم يكن فيها من أهل الخبرة أحد، وصورة النسب هكذا:" محمد بن أحمد بن شفيع بن رفيع بن محسن بن حسن بن حسين بن أحمد بن غفور بن ضامن بن رضا بن علي بن بن علي نقي بن عبدالرضا بن صمد بن آقا بن قوما بن حسين بن كريم بن محمد بن أحمد بن ابراهيم بن مهدي بن رفيع بن رضا بن أحمد بن يحيى بن الحسين بن موسى الكاظم "، وقد عرفت آنفاً اختلافهم في الحسين هل أعقب أم لا؟ وعلى القول بأنه أعقب أيضاً: اختلفوا هل انقرض نسله أم لم ينقرض؟ وعلى القول بعدم انقراضه، فإنهم لم يذكروا أنه أولد ابناً اسمه " يحيى "، فهم أدعياء كذابون لا محالة " أهـ[6].
وكلام الأعرجي هذا و ما قبله من الأهمية بمكان في معرفة صحة بعض الأنساب المدعاة في تلك الديار، لعدة أمور:
1 - أنه نسابة إخباري.
2 - أنه رافضي إمامي، فلا يمكن أن يتهم في نقله و أنه من باب التجني للمخالفة في المذهب بل هذا من محبته و نصيحته للنسب العلوي.
3 - تأخر زمانه وقرب عصره.
و من أشهر من انتسب في العصور المتأخرة للبيت العلوي:" أسرة الملوك الصفويين "، فإنهم لا نسب لهم في بيت الطالبية، و لكن الدولة دولتهم، فأمروا من يضع لهم عمود النسب، حتى كتبه لهم بعض النسابين بماء الذهب موصولاً إلى موسى الكاظم!! فإنا لله وإنا إليه راجعون.
و الكلام في نسب الصفوية مما لا يحتاج إلى تفصيل أو تدليل فمن يعرف بيوت العلوية ينكر نسبتهم و لا ريب، و لهذا اتفقت كلمة جمع من الباحثين من الفارسيين فضلاً عن غيرهم على إبطال نسبتهم في البيت العلوي!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/463)
و ممن أنكر نسبتهم الفيلسوف عبدالرحمن بدوي في " سيرة حياته "، و د. علي شريعتي، و أشار إلى وجه نكارة نسبهم عباس العزاوي في " تاريخ العراق بين احتلالين "، و بحث ما يتعلق بهم يحتاج إلى مقال مفرد، و المادة فيه غزيرة، يسر الله أمرها.
و مع كل ذلك الانكار إلا أننا نجد الانتساب للبيوت العلوية في ازدياد و انتشار في إيران، و يوجد لهم في كل عصر وجيل في تلك الديار طرق من النصب والاحتيال والخداع، و نصب لهم أهل المكر وعاجل حظ الحياة الدنيا - ممن يحب المال حباً جما، و يأكل التراث أكلاً لما - شراك شجرات النسب و أعمدة السوء، فلا زالوا يصححون تلك الأنساب الباطلة و يدبجون شجرات الزقوم لا بارك الله فيها و لا في أهلها.
و العجيب في الأمر، استمرار انتسابهم من جهة محمد الباقر بأوجه باطلة لا تصح، فمن ذلك:
الانتساب من جهة إبراهيم بن محمد الباقر:
و من الأسر المنتسبة إليه: " آل ابراهيم، و آل ساداتي الشيرازي وآل ساجدي وآل السجادي اللورستاني في ايران، و آل تابعي في ايران، و آل شرافت في شيراز، و آل الفقيه في تبريز، و آل القرشي السروستاني، و آل معزى و آل ويس، و الغيبية، و آل داودي، و آل رجب، "، و غيرها كثير.
و قد نبه النسابون على كذب ذلك و بطلانه، لكن لله أمر بالغه في هؤلاء الأدعياء ..
الانتساب من جهة عبدالله بن محمد الباقر:
من ذلك انتساب أسرة: آل نعمة اللهي، و الهاشم شاهية في ايران والهند، و آل الاشكوري في ايران، و آل الاطرقجي في ايران وكربلاء. ينتسب جميع هؤلاء من جهة عبدالله بن الامام محمد الباقر.
الانتساب من جهة علي بن محمد الباقر:
منهم: آل الطالقاني في طهران.
و آل الفاني اليزدي في ايران: و هم ينتسبون مرة إلى علي بن الامام الباقر وهذا غير صحيح وينتسبون مرة اخرى الى علي بن الامام الصادق!
و منهم: آل احمد في طهران: وينتسبون الى علي بن الامام الباقر وهذا لا يصح
و كثير من كلام الأعرجي النسابة المتقدم لا يلتفت إليه هؤلاء المتأخرون في إيران، بل يسارعون إلى الانتساب إلى البيت العلوي دون توقف، و لا زال المر في ازدياد، ..
انتساب أئمة الرافضة المتأخرين للنسب العلوي:
آل الخميني في إيران:
لقد أثار كثيرٌ من أهل السنة و ممن قدر الله صحوته و يقظته من المتشيعة الشك في نسب الخميني، و قد سبب ذلك لكثير من الشيعة الإمامية الاضطراب و الحيرة، و ذلك لأنهم يعظمون من يظنون سيادته إذا كان موافقاً لأصول المذهب ويكفرون ويفسقون من لم يكن كذلك، فكيف إذا كان رجلاً كالخميني أقام لهم دولة و أقام لهم مذهب ولاية الفقيه سلطاناً على رقاب المتشيعة؟
و لهذا لما أثير الكلام في نسب الخميني، سبب ذلك ضجة عندهم، حتى كتب بعضهم إلى مكتب الوكيل الشرعي العام للخامنئي في لبنان بقوله:" طلبي من الأعزاء القائمين على هذا المركز الثقافي ... أن يساعدوني في هذه المشكلة التي أزعجتني من .......... حيث طرحوا سؤالاً في المنتدى يردون به نسب آية الله السيد روح الله الموسوي قدس سره الشريف .. أحبابي أريد حلاً لهذا الأمر، لأنهم ينفون عنه انتسابه لأهل البيت عليهم السلام ...
أريد رداً شافياً لهؤلاء ....... "؟!
و كان الجواب من مكتب الوكيل الشرعي العام للخامنئي في لبنان أن قال:" إن نسب الإمام الخميني "قده" وبأنه من السادة الأشراف المنتهي نسبهم إلى رسول الله "ص" مما لا يرقى إليه الشك، والرد على من يدَّعي خلاف ذلك فليكن قول الله تعالى: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر). ونسبه مشهور في إيران شهرة عظيمة، ولو كان هناك شك في ذلك لظهر بكل وضوح وجلاء ". انتهت الفتوى.
يقول الدكتور موسى الموسوي وهو أحد المقربين إلى الخميني إن الذي يعرفه الجميع هو أن جد الخميني (أحمد) قدم من الهند إلى إيران وذلك قبل مائة عام ـ أي في عام 1885م تقريباً ـ وسكن قرية خمين وولد أباه مصطفى الذي قتل في إبان الشباب في تلك القرية وهذا كل مايعرفه الشعب الإيراني من نسب الرجل وسوابقه , أما من هم أسرته وأين كان موطنها في الهند قبل الهجرة إلى إيران فهذا شيء لا يعرف أحد شيئاً عنها ولا هو أشار إليها من القريب ولا البعيد ولا اجهزة الاعلام أشارت شيئاً إلى هذا الموضوع الحيوي من حياة أسرة الخميني وكما أشرنا قبل قليل بما أن هجرة جد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/464)
الخميني إلى إيران كانت قبل مائة عام , والمائة من السنين في حياة الأسرة يعتبر تاريخاً لثلاثة أجيال فقط , فإذن لا يمكن أن نصدق أن صلة الخميني مقطوعة بأسرته في الهند أو قد نساهم , فإذن ما هو السر الدفين في تناسي أسرته وأقربائه وقطع الصلة بهم؟ أليس هناك ما يعتبر غريباً وخطيراً في هذا الكتمان الشديد وهذا التعتيم غير الطبيعي على نسب الخميني ومؤسس الجمهورية الإسلامية ومرشد الثورة الإسلامية في إيران؟! أترك الجواب للمعجبين بالرجال ومريديه وصحافته وزمرته في أرجاء إيران) أ. هـ كلامه [7].
وكان الخميني يحرص كثيراً على إثبات هذا الانتساب ــ أي إلى موسى بن جعفر ــ في كتاباته وتوقيعاته ويكثر من تكراره ليصبح مألوفاً لدى الناس [8].
و قد اعترف الخميني بخط يده أن أصله من الهند، و أنه هندي الأصل. و هذا نقلٌ بخط يده، كتبه سنة 1391 هـ فيه إثبات ذلك:
فهذا دليل مادي على اعتراف الخميني بأصله " الهندي "!
مما سبق يتضح أن نسب الخميني طاريء في إيران، و أن من أراد معرفة نسبه فيها، فلن يجد شيئاً يذكر، و هذا هو الواقع، فالواجب إذاً أن يتتبع مسار أسرته في الهند؟! و هذا ما يعجز عنه كل الناسبين، بمن فيهم نسابو الشيعة و الخميني نفسه!
ما الحل إذن؟ أيكتفى بمجرد دعوى السيادة في إيران؟ لقد كفانا مؤنة الاجابة عن ذلك الخميني نفسه، فقال في " تحرير الوسيلة ":" لا يصدق مدعي السيادة بمجرد دعواه، نعم يكفي في ثبوتها كونه معروفاً ومشتهراً بها في بلده من دون نكير من أحد ". أهـ.
والخميني كما تقدم لم تعرف أسرته بالسيادة، و ذلك لطروئها على إيران، و ليس للأسرة تاريخ يعرفه المعمرون الأصليون أو أهل التاريخ في بلاد إيران؟! و لهذا نجده و نجد أتباعه إذا أرادوا نسبته للعلوية اكتفوا بذكر ((أربعة أو خمسة أجداد))، ثم يقولون " الموسوي "؟!
و مع كل ما تقدم، فإن أسرة (الخميني) تتناقض في إدعائها للنسب العلوي، وهذا ما يؤكد عدم صدق الدعوى، فهم تارة (يدعون الانتساب إلى الامام الكاظم)، و تارة أخرى (يدعون إلى إسماعيل بن الامام جعفر الصادق).
و في جميع الأحوال، فإنه لم يمكن العثور لهم على أي مشجرة مصدقة أو عمود نسب موثق في جميع المصادر المتوفرة، سواء كانت مطبوعة في ايران، أو في العراق أو في لبنان أو غيرها ..
فالأصل بقاء ما كان على ما كان، و هو عدم دخول هذا الرجل في أنساب العلوية في إيران، و لا تقبل دعواه و أتباعه حتى يدل دليلٌ صحيح على تلك الدعوى، وكون الرجل رئيساً لدولة و قائداً لثورة شيعية معاصرة، و متبوعاً عند أهل ملته و أتباعه، هذا شيء و إلصاق ذلك زوراً إلى الإمام موسى الكاظم أو غيره شيء آخر، فإن أنساب العلوية كما ألف من ألف من النسابين " محفوظة عن الغبار "، فكيف بمن سماهم الشعبي " الرخم و ... "؟!
آل خامنئي في ايران:
وهم كالخمينية ينسبون أنفسهم، و بدون أي شجرات نسب أو أعمدة موثقة مصدقة، و قد اقترن ذلك عندهم بالتناقض في أعمدة النسب، فتارة يدعون إلى (الامام موسى الكاظم). وفي مصدر مطبوع في إيران ينسبون أنفسهم إلى (علي بن الامام الصادق).
و هم كالخمينية لا ينتسبون لـ (أكثر من أربعة أو خمسة آباء فقط).
آل السيستاني في ايران:
ينتسبون إلى الامام زيد الشهيد. و في بعض المصادر المطبوعة في ايران نسبوا ايضا الى الامام موسى الكاظم.
و من مشاهير هذا البيت اليوم آيتهم الشيعية المعاصرة السيستاني، و هو زوج بنت الخوئي. و أمره محير، فقد اجتهدت كثيراً في البحث عن نسب هذا الرجل المعاصر من ملاليهم فلم أعثر على شيء يذكر، حتى في مواطن ترجمته و التنويه به لا يذكرون إلا " الحسيني "، نحو ذلك، وقد وجدت إجازة من آغا بزرك الطهراني يحليه بلقب الحسيني فيها.
آل الخوانساري في ايران:
ومعهم آل السدهي وآل حجازي في ايران وينتسبون جميعا الى حسن بن يحيى بن ابراهيم بن حسن بن عبدالله بن الامام الكاظم، و هذا لا يصح حيث ان حسن بن عبدالله بن الكاظم غير معقب عند متقدمة النسابين ...
آل الخراساني في ايران:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/465)
ينتسبون الى صالح بن محمد بن جعفر بن حسن بن محمد بن جعفر بن محمد بن اسماعيل بن الامام الصادق، و لا وجود لصالح هذا ضمن ابناء محمد بن جعفر بن حسن المذكور سواء المعقبين منهم او غير المعقبين ...
آل شريعتمداري في ايران:
ينتسبون مرة الى محمد (بن الحنفية) بن الامام علي بن ابي طالب، و مرة الى اخيه
عمر الاطرف بن الامام علي عليه السلام، و الله أعلم بحالهم ..
اعترافات متأخرة:
في السنوات الأخيرة تاب ثلة من علماء الشيعة من أباطيلهم، واعترفوا بفساد العقيدة الشيعية، ومن هؤلاء الشيخ حسين الموسوي مؤلف كتاب: " لله ثم للتاريخ " حيث ذكر أحوالاً سافلة في تزوير النسب الهاشمي في النجف بأبخس الأثمان وأحط الأحوال، هذا في العراق فكيف الحال في إيران؟! يقول:
((ويحسن بنا أن ننبه إلى أن الفقهاء والمراجع الدينية يزعمون أنهم من أهل البيت؛ فترى أحدهم يروي لك سلسلة نسبه إلى الكاظم عليه السلام. اعلم أنه يستحيل أن يكون هذا الكم الهائل من فقهاء العراق وإيران وسوريا ولبنان ودول الخليج والهند وباكستان وغيرها من أهل البيت، ومن أحصى فقهاء العراق وجد أن من المحال أن يكون عددهم الذي لا يحصى من أهل البيت؛ فكيف إذا ما أحصينا فقهاء البلاد الأخرى ومجتهديها؟ لا شك أن عددهم يبلغ أضعافاً مضاعفة؛ فهل يمكن أن يكون هؤلاء جميعاً من أهل البيت؟
وفوق ذلك فإن شجرة الأنساب تباع وتشترى في الحوزة؛ فمن أراد الحصول على شرف النسبة لأهل البيت فما عليه إلا أن يأتي بأخته أو امرأته إذا كانت جميلة إلى أحد السادة ليتمتع بها، أو أن يأتيه بمبلغ من المال وسيحصل بإحدى الطريقتين على شرف النسبة وهذا أمر معروف في الحوزة.
لذلك أقول لكم: لا يغرنكم ما يضعه بعض السادة والمؤلفين عندما يضع أحدهم شجرة نسبه في الصفحة الأولى من كتابه ليخدع البسطاء والمساكين كي يبعثوا له أخماس مكاسبهم».
الخاتمة
يدعونا داعية الانصاف و الحب لآل البيت إلى أن نقول: يجب تحكيم الشرع في اعتماد صحة تلك الأنساب المدعاة للعلوية، و لا يكفي في ذلك مجرد الاشتهار و الاستفاضة، فقد يشتهر ما هو باطل، ويبنى على غير أساس، وتلك البلاد خلفت فيها خلوف و انتابتها نكبات و أحداث جسام، تغيرت فيها الدول و العروش و الأديان و المذاهب .. فحب آل البيت وتعظيمهم يوجب علينا العناية بتصحيح أنساب العلوية لا السكوت عن الأدعياء بسبب المصلحة أو المذهب أو عدم إثارة الفتنة، فهذا من أهم معالم حب آل البيت.
أما السكوت و تصحيح الأنساب الباطلة و تمشيتها، فلأهله موعدٌ لن يخلفوه.
[1] حاشية العمدة: 290. ط: الكمالية.
[2] لباب الأنساب (2/ 723).
[3] لباب الأنساب (2/ 724).
[4] العمدة (290 - 291).
[5] مناهل الضرب (390 - 391). وكلامه ههنا جيد.
[6] 394 - 395.
[7] (الخميني في الميزان) ص (148)
[8] (الخميني في الميزان) ص (48)، وكتاب الدكتور زيد العيص (الخميني والوجه الأخر في ضوء الكتاب والسنة) ص (38).
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 01:39 ص]ـ
جزاك الله خيراً , و أرجو منك أن لا تدعه حبيس الرفوف!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - 10 - 09, 02:03 ص]ـ
ما انا إلاَّ ناقل
بارك الله فيكم(149/466)
من هو عرام بن الأصبغ الأعرابي السلمي؟؟
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[10 - 09 - 09, 01:55 ص]ـ
كنت قد عرفت عرام بن الأصبغ من خلال كتابه::
(أسماء جبال تهامة وجبال مكة والمدينة وسكانها وما فيها من القرى وما ينبت عليها من الأشجار وما فيها من المياه)
وللعثور على مخطوطة الكتاب قصة طريفة؛ حصل بسببها خلاف بين الشيخين: عبد السلام هارون شيخ المحققين؛ وحمد الجاسر شيخ النسابين؛ نِعرضُ صفحاً عن ذكرها؛ فكان كلاهما قد حققه! وقد ترجموا له بأنه أعرابي نسبه في بني سُليم من أهل الحجاز؛ وأنه من أهل القرن الثالث الهجري؛ وكان خبيراً في مواضع بلاد العرب.
قال الجهني //
وهذا وهمٌ منهم؛ فعرام بن الأصبغ السلمي الحجازي عاش في القرن الأول الهجري؛ وليس من أهل القرن الثالث كما قالوا؛ وقد وقعت على نص فريد يزيح اللثام عن جهالته؛ فقد روى عنه الفراهيدي في مواضع كثيرة من العين؛ وبخاصة الغريب من كلام العرب الوحشي؛ وأحيانا ينعته بالأعرابي.
قال الفراهيدي (المتوفى سنة 175هـ) في كتاب العين:
قال امرؤ القيس:
وقد اغتدي قبل العُطاس ..... أقب كيعفور الفلاةِ محنَّب
قال عرّام السُّلَميّ: لأن الإنسانَ يعطُسِ قرب الصباح، والعطاس للإنسان مثل الكُداس للبهائم
قال الجهني: قال المحقق: عرام السلمي هذا لم أجد له ترجمه!
وذكر في كتاب العين أيضا:
وقال أبو ليلى وعرّام: المسبع ولد الزنا؛ قال أبو ذؤيب:
صخب الشوارب لا يزال كأنه ..... عبد لآل أبي ربيعة مُسْبَعُ
إلا أنّ عراماً ذكر أنه سمعه من أبي ذؤيب: مُسْبع؛ ويقال: هو الذي ينسب إلى سبعة آباء في العُبُودة أو في اللؤم.
قال الجهني: ذكر عرام أنه سمع هذا البيت من أبي ذؤيب الهذلي؛ وأبو ذؤيب أدرك الجاهلية وأسلم ولم يرى النبي؛ وتوفي في خلافة عثمان رضي الله عنه سنة 27هـ.
وقال في العين:
قال عرّام: والعِلْهِزُ يَنبتُ ببلادِ بني سُلَيَم وهو نبتٌ شِبْهُ الجِراءِ؛ إلاّ أنَّها مُعَنْقَرةٌ أي لها عُنْقُرةٌ؛ قال: وأقول شاةٌ مُعَلْهَزَة؛ أي: ليست بسمينة.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[19 - 09 - 09, 06:24 م]ـ
قال علامة الجزيرة في تحديد الشعراء العرب للمواقع الجغرافية:
لقد كان علماء العربية في القرن الثاني الهجري حريصين جداً على معرفة الأماكن التي وردت في الشعر العربي القديم؛ الذي دفعهم إلى زيارة جزيرة العرب والإقامة فيها مدة طويلة يبحثون عن الأشعار وينقبون عن القصص؛ لكي يقدموا إلى تلاميذهم والمستمعين إليهم عملاً أدبياً متكاملاً؛ وكانت الدوائر الأدبية تقيم وزناً كبيراً للعلماء الذين يذهبون إلى جزيرة العرب لغرض البحث الأدبي واللغوي والتاريخي؛ ولذلك اعتبر أبو عمرو بن العلاء حجة في حفظ الشعر العربي القديم؛ ومعرفة أغراض الشعراء منه؛ لأنه من أكثر العلماء العرب تنقلاً في جزيرة العرب يومَذاك؛ وبموت أبي عمرو بن العلاء حمل اللواء بعده الأصمعي الذي ألف أول كتاب جغرافي عن جزيرة العرب؛ نجد بعض اقتباسات منه في كتاب: جزيرة العرب للغدة الأصفهاني؛ وقد نال هذا الكتاب شهرة واسعة بين العرب في وقت الأصمعي وبعده؛ وهو في الغالب شرح للأشعار التي تهتم بالأماكن الجغرافية.
ولما قلل العلماء العرب من تنقلاتهم في جزيرة العرب صار الأعراب العالمون باللغة والشعر يذهبون ببضاعتهم إلى الكوفة والبصرة وبغداد؛ بل لقد وصلوا إلى نيسابور؛ حيث صاروا يعقدون مجالس أدبية يلقون فيها نوادرهم ويشرحون للمستمعين معاني الشعر ويحددون الأماكن الجغرافية الواردة فيه.
ونذكر من هؤلاء الأعراب واحداً من ألمعهم هو: عرام بن الأصبغ؛ غادر موطنه بلاد بني سليم في الحجاز؛ لظروف قد تكون سياسية في أول القرن الثالث الإسلامي؛ ولكنه لم يتخل عن حبه لوطنه وحماسه لكل ما فيه من أشعار وبطولات؛ فأملى في العراق رسالته عن جبال الحجاز وتهامة وأوديتهما وموارد المياه فيهما؛ ولسوء الحظ فإن هذه الرسالة الفريدة في نوعها وصلت إلينا مشوهة يكثر فيها الخلط بسبب تداخل صفحاتها وضياع بعضها؛ وقد تطرق إليها الخلل منذ عهدٍ بعيد؛ وبالتأكد قبل منتصف القرن الخامس الإسلامي؛ ولم يتنبه إلي ذلك علماء مختصون وعظماء مثل: البكري؛ وياقوت؛ الذين اعتمدوا على هذه الرسالة اعتماداً كلياً ولكن في صورتها المشوهة؛ ومع هذا فإننا بدون شك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/467)
مدينون لهما ولغيرهما ممن حافظ على هذه الرسالة؛ لأن عراماً كان شديد الحماس لبلاده وقد اعتمد عليه علماء العراق والمشرق في تفسير أشعار بني سليم؛ ولا سيما الخنساء؛ حيث نجد اسم عرام يتردد في أماكن كثيرة من شرح ديوانها؛ وأكثر ما يكون ذلك عند الحديث عن المواقع الجغرافية التي ترد في أشعارها؛ في البداية كان الشاعر العربي شديد المحافظة على الهدف الذي من أجله توضع الأسماء الجغرافية في مقدمة قصائده؛ وكان يتقيد في كل حين بأن تكون قصيدته سجلاً طبوغرافياً للمواقع التي يذكرها؛ لقد كان من النادر أن تجد قصيدة تحوى اسم موقع جغرافي لا يمت بصلة إلى الموقع الذي يسبقه في القصيدة نفسها؛ وإذا رأينا شيئاً من ذلك فلا ينبغي أن نتهم الشاعر؛ إذ ربما تكون الرواية خاطئة أو يكون أحد المكانين قد عفي عليه النسيان؛ نعم قد نرى شاعراً مجيداً يتحدث عن مكان في الشرق وآخر في الغرب ولكنه يفعل ذلك عن عمد ليوضح لنا بعد المسافة بينه وبين المكان الذي يحن إليه؛ أو يبين المشابهة بين مكانين أو التناقض بينهما.
وكان هذا الإلتزام بارزاً في أشعار الجزيرة العربية في القرون الثلاثة الأولى حيث كان الجمهور يفهم الصلة بين هذه الأماكن فيزيد الشاعر حماساً وقبولاً؛ بل إن بعض المستمعين في الأمصار الإسلامية كانوا يسخرون من الشاعر الحضري إذا سمعوه يجمع بين أسمين لا صلة جغرافية بينهما؛ والمثال التالي يوضح لنا حرصهم على أن تكون القصيدة سجلاً طبوغرافياً صادقاً للجزيرة العربية؛ يقول ياقوت: (حدث عمر بن كركرة قال: أنشدني ابن مناذر قصيدته الداليّة فلما بلغ إلى قوله:
يقدح الدهر في شماريخ رضوى ..... ويحط الصخور من هبود
قلت له: أي شيء هبود؟؟ فقال: جبل؛ فقلت: سخنت عينك؛ هبود عين باليمامة ماؤها ملح لا يشرب منه شيء، ولقد خَرِئتُ فيه مرات!؛ فلما كان بعد مدة وقفت عليه في مسجد البصرة وهو ينشد؛ فلما بلغ هذا البيت أنشد:
يقدح الدهر في شماريخ رضوى ...... ويحط الصخور من عبود
فقلت له: عبود أي شيء هو؟؟ قال: جبل بالشام؛ فلعلك يا ابن الزانية خرئت فيه أيضاً؛ فضحكت!! وقلت: ما خرئت فيه ولا رأيته؛ فانصرفت وأنا أضحك من قوله.
فهذا ابن مناذر شاعر لم يلق بالاً إلى الصلة بين رضوى وهبود؛ إذ كان همه منصرفاً إلى رثاء عبد المجيد؛ ويبحث عن القافية لا غير؛ فلم يقبل منه ابن كركرة هذا الاستهتار؛ ونبهه إلى الخطأ فيه؛ لأنه جمع بين جبل رضوى شمال الحجاز وبين هبود؛ وهو اسم ذكره الشاعر دون عناية ولا تفكير؛ وإنما لمجرد أن الوزن والقافية احتاجاً إليه؛ فوبخه ابن كركرة على هذا الخلط؛ لأنه كان ينبغي عليه أن يذكر جبلاً عظيماً مثل رضوى بدلاً من هبود التي ظن ابن مناذر أنها جبل؛ ولكن ابن كركرة يعرف أنها عين في اليمامة؛ وأدرك ابن مناذر خطأه هذا؛ فعدل قصيدته وبحث عن اسم جبل لم يعرفه ابن كركرة؛ ولكنه خشي لسان الشاعر فسكت.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[21 - 09 - 09, 08:41 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=184083
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[21 - 09 - 09, 08:59 م]ـ
حمل مخطوط: كتاب أسماء جبال تهامة
تأليف: عرام بن الأصبغ السلمي
اسم الناسخ: سليمان بن عبد الرحمن الصنيع
تاريخ النسخة: 1367هـ
نوع الخط: الرقعة بخط جيد
ملاحظات: (نسخة حديثة وبهامشها تصحيحات واستدراكات بقلم أحمر)
عدد الصفحات: 10 أوراق
المصدر: مخطوطات جامعة الملك سعود
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[05 - 01 - 10, 10:04 م]ـ
وجدت في كتاب (الأعراب الرواة)
قوله: ومن الأعراب الفصحاء عرام بن الأصبغ السلمي؛ أعرابي من الحجاز؛ وهو غير عرام النحوي؛ وقد ذكر ياقوت والقفطي أنه من الأعراب الذين استقدمهم الأمير عبد الله بن طاهر (ت:230هـ) إلى نيسابور وخرسان؛ وقد ذكرهم صاحب كتاب نوادر الأعاريب؛ وروى عنه أبو سعيد الضرير كما ذكر صاحب نكث الهميان.
ـ[أبو سعيد القرتشائي]ــــــــ[03 - 04 - 10, 10:52 م]ـ
وهذا وهمٌ منهم؛ فعرام بن الأصبغ السلمي الحجازي عاش في القرن الأول الهجري؛ وليس من أهل القرن الثالث كما قالوا؛ وقد وقعت على نص فريد يزيح اللثام عن جهالته؛ فقد روى عنه الفراهيدي في مواضع كثيرة من العين؛ وبخاصة الغريب من كلام العرب الوحشي؛ وأحيانا ينعته بالأعرابي. [/ COLOR]
قال الفراهيدي (المتوفى سنة 175هـ) في كتاب العين:
قال امرؤ القيس:
وقد اغتدي قبل العُطاس ..... أقب كيعفور الفلاةِ محنَّب
قال عرّام السُّلَميّ: لأن الإنسانَ يعطُسِ قرب الصباح، والعطاس للإنسان مثل الكُداس للبهائم
قال الجهني: قال المحقق: عرام السلمي هذا لم أجد له ترجمه!
جزاك الله خيرا يا مصعب، فائدة عزيزة
كنت أقرأ بحوثا في ديار بني سعد بن بكر لعدة باحثين وتردد اسم عرام بن الأصبغ هذا أكثر من مرة
ولا أعرفه، فبحثت في قوقل لأقرأ عنه متى عاش ومتى توفي حتى أبني على فترة حياته في بحثي
فوقعت على رابط موضوعك
(فرق 200 عام!!!) وبعض الإخوة يبني على فترة حياته
وأنه عاش في القرن الثالث الهجري كما يُظن!
وقد قُدح في نسب قبائل بسبب هذا الخلط
جزاك الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/468)
ـ[أمين حماد]ــــــــ[04 - 04 - 10, 11:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي مصعب فوائد عزيزة حقيقة
وكنت قرأت تحقيق عبد السلام هارون لكتابه
ـ[ابا إسماعيل الالماني]ــــــــ[16 - 04 - 10, 08:55 ص]ـ
بارك الله فيك
جزاك الله خيرا
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[14 - 05 - 10, 03:36 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[14 - 05 - 10, 03:40 م]ـ
جزاك الله خيرا يا مصعب، فائدة عزيزة
كنت أقرأ بحوثا في ديار بني سعد بن بكر لعدة باحثين وتردد اسم عرام بن الأصبغ هذا أكثر من مرة
ولا أعرفه، فبحثت في قوقل لأقرأ عنه متى عاش ومتى توفي حتى أبني على فترة حياته في بحثي
فوقعت على رابط موضوعك
(فرق 200 عام!!!) وبعض الإخوة يبني على فترة حياته
وأنه عاش في القرن الثالث الهجري كما يُظن!
وقد قُدح في نسب قبائل بسبب هذا الخلط
جزاك الله خيرا
من فضل الله علينا أن هذا الأمر لم يتنبه له السابقين ولا اللاحقين؛ فلا عبد السلام هارون ولا الجاسر ولا من جاء بعدهم!
ـ[الدكتور أبو عمر]ــــــــ[16 - 05 - 10, 03:29 م]ـ
وللعثور على مخطوطة الكتاب قصة طريفة؛ حصل بسببها خلاف بين الشيخين: عبد السلام هارون شيخ المحققين؛ وحمد الجاسر شيخ النسابين؛ نِعرضُ صفحاً عن ذكرها؛ فكان كلاهما قد حققه! وقد ترجموا له بأنه أعرابي نسبه في بني سُليم من أهل الحجاز؛ وأنه من أهل القرن الثالث الهجري؛ وكان خبيراً في مواضع بلاد العرب.
قال الجهني //
وهذا وهمٌ منهم؛ فعرام بن الأصبغ السلمي الحجازي عاش في القرن الأول الهجري؛ وليس من أهل القرن الثالث كما قالوا؛ وقد وقعت على نص فريد يزيح اللثام عن جهالته؛ فقد روى عنه الفراهيدي في مواضع كثيرة من العين؛ وبخاصة الغريب من كلام العرب الوحشي؛ وأحيانا ينعته بالأعرابي.
ما ذكرته أخي الجهني ليس دليلاً على أنه من أهل القرن الأول أو صدر القرن الثاني، إذ فاتك أن في كتاب العين خلافا كبيرا حول نسبته إلى الخليل بن أحمد، وهناك مطاعن متكاثرة على الكتاب ومضمونه وصاحبه، ويجزم عدد ليس قليلا من أهل العلم بعدم صحة نسبته إلى الخليل، ويستدلون على ذلك بأدلة مستوفاة في مواضعها؛ فلعل هذا الموضع الذي ذكرتَه عن عرام مما يعزز استبعاد نسبة الكتاب إلى الخليل.
والله أعلم
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[17 - 05 - 10, 11:05 م]ـ
بارك الله فيك يا أبو عمر:
لا يهم الكتاب ينسب لمن! ولا من صاحبه!
ولكن الذي يهمنا أن مؤلف (كتاب العين) يروي عن أعلام من القرن الأول الهجري!
ـ[الدكتور أبو عمر]ــــــــ[18 - 05 - 10, 09:56 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبو عمر:
لا يهم الكتاب ينسب لمن! ولا من صاحبه!
ولكن الذي يهمنا أن مؤلف (كتاب العين) يروي عن أعلام من القرن الأول الهجري!
زادك الله فضلاً أخي مصعباً الجهني
بل إن ما ذكرناه هو لب الموضوع فقد اعتمدتَ في تحقيق أن عراماً من أهل الصدر الأول على أن الخليل بن أحمد المتوفى عام 175 نقل عنه، وأنا في اعتراضي المنقول أدخلتُ عليك احتمالا قوياً أن الخليل قد لا يكون مؤلف الكتاب بل هو منسوب له، وهذا الأمر يبطل استدلالك فنعود إلى مقالة هارون والجاسر رحمهما الله، وانظر إلى المزهر في علوم اللغة للسيوطي لترى بعض نقول أهل العلم في نفي نسبة العين عن الخليل.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[19 - 05 - 10, 12:08 ص]ـ
لا يا أبو عمر:
أنت لم تفهم كلامي؛ أنا قلت أنه من أهل القرن الأول الهجري لأجل هذا النص:
جاء في كتاب العين:
وقال أبو ليلى وعرّام: المسبع ولد الزنا؛ قال أبو ذؤيب:
صخب الشوارب لا يزال كأنه ..... عبد لآل أبي ربيعة مُسْبَعُ
إلا أنّ عراماً ذكر أنه سمعه من أبي ذؤيب: مُسْبع؛ ويقال: هو الذي ينسب إلى سبعة آباء في العُبُودة أو في اللؤم.
قال الجهني: ذكر (صاحب كتاب العين) أن عرام سمع هذا البيت من أبي ذؤيب الهذلي؛ وأبو ذؤيب أدرك الجاهلية وأسلم ولم يرى النبي؛ وتوفي في خلافة عثمان رضي الله عنه سنة 27هـ؛ وبهذا يتضح أنه عاش في القرن الأول الهجري ولعله أدرك القرن الثاني.
ـ[الدكتور أبو عمر]ــــــــ[19 - 05 - 10, 11:24 ص]ـ
جاء في كتاب العين:
وقال أبو ليلى وعرّام: المسبع ولد الزنا؛ قال أبو ذؤيب:
صخب الشوارب لا يزال كأنه ..... عبد لآل أبي ربيعة مُسْبَعُ
إلا أنّ عراماً ذكر أنه سمعه من أبي ذؤيب: مُسْبع؛ ويقال: هو الذي ينسب إلى سبعة آباء في العُبُودة أو في اللؤم.
قال الجهني: ذكر (صاحب كتاب العين) أن عرام سمع هذا البيت من أبي ذؤيب الهذلي؛ وأبو ذؤيب أدرك الجاهلية وأسلم ولم يرى النبي؛ وتوفي في خلافة عثمان رضي الله عنه سنة 27هـ؛ وبهذا يتضح أنه عاش في القرن الأول الهجري ولعله أدرك القرن الثاني.
نعم، فاتتني هذه، فلك اعتذاري، وأحسب أنك وقفتَ على كشف ثمين، وإذا تأكد لدي أنه ليس ثمة تحريف في النسخ بأن تحولت (عن) إلى (من) في قوله إلا أنّ عراماً ذكر أنه سمعه من أبي ذؤيب" فإنني أدين لك بفائدة علم ندعو لك فيها بخير. ولك الدعاء على كل حال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/469)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[19 - 05 - 10, 08:03 م]ـ
يا سلام يا أبو عمر:
هذه شجاعة أدبية إيمانية؛ نقف معها موقف إكبار وتبجيل لشخصكم الكريم؛ لآنها لا تصدر إلا من طالب علم وفائدة؛ وهذا الصنف عزيزٌ قليلٌ في هذا الزمن؛ ونحسبك أحدهم والله حسيبنا وحسيبك.
والمؤمن يا أخي هين لينٌ سهل ذلول منقاد للحق أينما وجده اتبعه.
ـ[أبو سعيد القرتشائي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 12:38 م]ـ
الله يجزاكم خير آمين
ـ[أبو سعيد القرتشائي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 12:39 م]ـ
أبا مصعب الجهني، الدكتور أبو عمر، جزاكما الله خيرا آمين(149/470)
اريد اناابحث عن دراسة تاريخية للاوضاع الاجتماعية في مصر العصر الايوبي
ـ[تاجر فاطمة]ــــــــ[10 - 09 - 09, 03:35 م]ـ
السلام عليكم
اريد اناابحث عن دراسة تاريخية للاوضاع الاجتماعية في مصر العصر الايوبي
الرجاء مساعدتي
http://www.islamichistory.net/forum/images/W-ENTER_v2.5/Brown/misc/progress.gif http://www.islamichistory.net/forum/images/W-ENTER_v2.5/Brown/buttons/edit.gif (http://www.islamichistory.net/forum/editpost.php?do=editpost&p=38521)(149/471)
فائدة في أعلام القرن الرابع
ـ[أبو تميم الدمشقي]ــــــــ[19 - 09 - 09, 04:00 ص]ـ
قال السيوطي في تاريخ الخلفاء:
قال الذهبي: كان في هذا العصر:
رأس الأشعرية أبو إسحاق الإسفرايني
و رأس المعتزلة القاضي عبد الجبار
و رأس الرافضة الشيخ المقتدر
و رأس الكرامية محمد بن الهيصم
و رأس القراء أبو الحسن الحمامي
و رأس المحدثين الحافظ عبد الغني بن سعيد
و رأس الصوفية أبو عبد الرحمن السلمي
و رأس الشعراء أبو عمر بن دراج
و رأس المجودين ابن البواب
و رأس الملوك السلطان محمود بن سبكتكين
قلت - أي السيوطي -: و يضم إلى هذا:
رأس الزنادقة الحاكم بأمر الله
و رأس اللغويين الجوهري
و رأس النحاة ابن جني
و رأس البلغاء البديع
و رأس الخطباء ابن نباتة
و رأس المفسرين أبو القاسم بن حبيب النيسابوري
و رأس الخلفاء القادر بالله ـ فإنه من أعلامهم.(149/472)
من نوادر المخطوطات: - الروضة الفردوسية والحضيرة القدسية؛ بقلم: حمد الجاسر
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[19 - 09 - 09, 08:53 م]ـ
من نوادر المخطوطات:
(الروضة الفردوسية والحضيرة القدسية فيما تعيين من دُفِنَ بأشرف البقاع وسفح البقيع من المدينة المشرفة وما حولها من السابقين الأولين والشهداء الصالحين).
مجلة العرب (ج 11/ 12 س25) الجماديان سنة: 1411هـ 1991م - كانون - 1 و2 (ديسمبر- يناير):
حمد الجاسر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=70611&stc=1&d=1253379035
أتحفني أخي الأستاذ الدكتور عبد اللَّه عُسيلان بالإطلاع على مخطوطة من كتاب «الروضة الفردوسية والحضيرة القدسية فيها تعيين من دُفِنَ بأشرف البقاع؛ وسفح البقيع من المدينة المشرفة وما حولها؛ من السابقين الأولين؛ والشهداء الصالحين».
ويُعد هذا الكتاب من نوادر المخطوطات لأمور:
1 ـ محاولة مؤلفه ذكر من عُرِف من الصحابة ومن بعدهم من السلف الصالح الذين دفنوا في المدينة الظاهرة.
2 ـ الكتاب بخط مؤلفه كما سيأتي في وصف المخطوطة.
3 ـ من مصادر تاريخ المدينة المشرفة التي رجع إليها مؤرخها نور الدين علي ابن أحمد السمهودي (ت:911هـ) في كتابه «وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى».
المؤلف:
ومؤلف هذا الكتاب هو: الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن أمين الآقشهري؛ نسبة إلى بلدة (آق شِهْر) التي لا تزال معروفة يمر بها المتجه بطريق البر من الشام إلى اسطنبول؛ قبل الوصول إلى أنقرة؛ قال تقي الدين محمد بن أحمد الحسني الفاسي المكي (ت:832هـ) في العقد الثمين (1/ 286): محمد بن أحمد بن أمين بن معاذ بن سعاد الآقشهري؛ يلقب بالجلال؛ ويكنى أبا عبد اللَّه؛ وأبا طيبة؛ روى عن الأستاذين أبي جعفر بن الزبير الغرناطي (1)؛ وناصر الدين أبي علي المسدالي (2)؛ وجماعة من أهل المغرب سماعا؛ وإجازة عن جماعة من أهل المشرق؛ منهم: العز الفاروقي.
وسمع الكثير بالحرمين على الصفي والرضي؛ ومن جماعة كثيرين عاش منهم بعده غير واحد؛ وخَرَّج لبعضهم؛ وله عناية كبيرة بهذا الشأن؛ إلا أنه لم يكن فيه نجيباً؛ لأن له تعاليق مشتملة على أوهام فاحشة؛ وله مجاميع كثيرة؛ وإلمام بالأدب؛ وحظٌّ وافرٌ من الخير؛ وقد حدثنا عنه غير واحد من شيوخنا؛ وجاور سنين كثيرة بمكة والمدينة؛ وبها مات في سنة تسع وثلاثين وسبع مئة؛ وهو في أثناء عشر الثمانين؛ لأنه ولد سنة أربع وستين وست مئة؛ كذا وجدت مولده بخط الذهبي؛ وترجمه: بنزيل مكة.
وترجمة الحافظ ابن حَجَرٍ في «الدرر الكامنة» (3/ 309) فقال: منسوب إلى (أقشهر) بقونية؛ ولد بها سنة 665هـ؛ ورحل إلى مصر؛ ثم إلى المغرب؛ فسمع من أبي جعفر بن الزبير؛ بالأندلس؛ ومحمد بن محمد بن عيسى بن منتصر (3)؛ بفاس؛ وغيرهما وجمع رحلته إلى المشرق والمغرب في عدة أسفار؛ وجمع كتاباً فيه أسماء من دفن بالبقيع سماه «الروضة» قال القطب الحلبي: تناولته منه؛ وحدث عنه أبو الفضل النويري قاضي مكة؛ وجاور بالمدينة؛ ثم اتخذها موطناً إلى أن مات سنة 731هـ انتهى.
وعلى هذا التاريخ عول الأستاذ الزركلي في «الأعلام» مع إشارته إلى الاختلاف في تاريخ وفاته بين (31 أو 37 أو39) ولكن القول الأول يرده ما جاء في آخر مخطوطة كتابه؛ وهي بخط المؤلف نفسه من سماع الكتاب في مجالس آخرها (يوم الخميس الموفي 20 شعبان المعظم من عام ثلاثة وثلاثين وسبع مئة) وفي بعض مخطوطات «الدرر الكامنة» أن وفاته سنة 739هـ وهذا يتفق مع ما ذكره الفاسي؛ مؤرخ مكة؛ وصاحب «كشف الظنون» (1/ 928)؛ وأشار هذا في «الكشف» إلى أنه أطال المكث في بلاد الأندلس؛ ويظهر هذا من كثرة روايته عن علماء أندلسيين في كتابه «الروضة» كما أن صورة كتابته تأثرت بالخط المغربي.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[19 - 09 - 09, 09:21 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=70614&stc=1&d=1253380766
موضوع الكتاب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/473)
وقد أوضح المؤلف غايته من تأليف هذا الكتاب فقال في مقدمته ما ملخصه: (أما بعد: فلما استقر بي القرار بالمدينة المشرفة؛ واختلط دمي بحب ساكني أهل طيبة من السلف الأخيار؛ عيبة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم المسمينَ بالأنصار؛ وأهل بيته من الأولاد والبنات وذوي الأرحام الطيبين الطاهرين؛ فرأيت أن أجمع أسماءهم في ديوان ... وأذكر من نسبهم ومناقبهم وطرفاً من طرف رسومهم ليعتبر .... ؛ واسميته: «الروضة الفرودسية والْحَضِيرة القدسية فيما تعيين من دفن بأشرف البقاع؛ وسفح البقيع من المدينة المشرفة وما حولها من السابقين الأولين؛ والشهداء والصالحين» وأجعله على حروف المعجم المغربية مرتباً على الطبقات في خمسة أبواب.
الباب الأول: في حكم الزيارة وكيفيتها؛ وفيه فصول: الفصل الأول: في كيفية زيارة قبر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه؛ وقبر سيدة نساء أهل الجنة البتول؛ وذكر قبر ابن عم أبيها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ كرم اللَّه وجهه؛ والفصل الثاني: في كيفية الصلاة والسلام عليه وعليهم؛ الفصل الثالث: في زيارة أهل بيته وأولاده وأقربائه بالبقيع؛ وبجبل أحد مع الشهداء.
الباب الثاني: في ذكر خلاصة الوجود وأشرف الموجود ـ يعني الرسول عليه الصلاة والسلام ـ وذكر آبائه وجداته؛ وأبنائه وبنائه؛ وأزواجه ومواليه؛ وأقربائه مع الخلفاء الراشدين.
الباب الثالث: في ذكر الوقائع التي كانت سبباً لوفاة الفضلاء بالمدينة المشرفة: كقصة أُحُدٍ؛ وقصة الأَحزاب؛ وأخبار وقعة الحَرةِ.
الباب الرابع: في ذلك الصحابة المشهورين المذكورين.
الباب الخامس: في ذكر من عُرِفَتْ وفاتُه بالمدينة المشرفة غير الصحابة من أهل العلم والدين.
ثم شرع في سرد محتويات الباب الأول؛ وهو يروي الأخبار التي يسوقها على طريقة المحدثين؛ فيورد سنده ابتداء من شيخه حتى يصل إلى نص الحديث النبوي؛ ومع أنه أوضح في مقدمة الكتاب محتوياته بما ساقه من تعريف أبوابه؛ إلا أنه ألحق في آخره تفصيلاً وافياً لما تضمنه الكتاب قائلاً بعد الحمد للة والصلاة على سيدنا محمد: (أما بعد: فإني لما تصفحت صفحات هذه الصحيفة؛ الموسومة بـ «الروضة» علمت أنه يطول على متأملها حصر محصولها علماً في البرهة؛ فَجَردتُ أسماء المرسومين بها في جريدة تغني الناظر فيها بالسرعة؛ لأن تكون جالية لاستيفاء النظر في إظهار تلك الحضيرة والروضة؛ فابتدأ على ما فيها من الترتيب في التراجم والتبويب؛ وقربت البعيد وبينت بالتقريب)؛ ثم سرد الأبواب وما فيها من فصول؛ وساق جمع الأسماء الواردة فيها مرتبة على حروف المعجم حسب الترتيب المغربي.
ويُعدُ هذا الكتاب من أحفل ما رأيت في موضوعه؛ على أَن مما يُلْحظ على مؤلفه ما أوضحه مؤرخ مكة الفاسي حين أشار إلى منزلته في الحديث من حيث الرواية عن محدثي عصره فقال: (إلا أنه لم يكن فيه نجيباً) ويتجلَّى هذا فيما ورد في هذا الكتاب من عبارات لا يرتضيها محققو العلماء من المحدثين أثناء السلام على المصطفى عليه الصلاة والسلام مما وقع في عبارة كثيرة من أهل ذلك العصر؛ واللَّه يتغمده برحمته الواسعة.
وَمَنْ ذَا لَّذِي تُرْضَى سَجَايَاهُ كُلُّهَا ..... كَفَى الْمَرْءَ نُبْلاً أَنْ تُعَدَّ مَعَايِبُهْ
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[20 - 09 - 09, 11:51 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=70650&stc=1&d=1253476241
وصف النسخة:
أصل المخطوطة في إحدى المكتبات الألمانية كما فهمت من الدكتور عبد اللَّه عسيلان؛ وهي كما ذكرت مخطوطة المؤلف؛ ويظهر أنه هي النسخة التي اقتناها السمهودي مؤرخ المدينة ونقل عنها؛ فقد جاء في هامش الورقة الـ (6ب) ما نصه: (بلغ قراءة في الأولى على بقية .... الجمال عبد اللَّه ابن عبد الرحمن بن محمد بن صالح؛ كتبه علي بن الحسن المسهودي) ويؤيد هذا ما جاء في كتاب «وفاء الوفاء» ص451؛ تحقيق الشيخ محيي الدين عبد الحميد ونصه: (ورأيت بخط الأقشهري؛ لعله مما يلي دوره؛ وفي ص 577 لكن قال الأقشهري ومن خطه نقلت: أخبرنا الإمام العالم رضي الدين أبو أحمد إبراهيم بن محمد؛ وساق خبراً قال في آخر: هذا ما نقلته من خط الأقشهري بحروفه. انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/474)
ولم أُعنَ بتتبع النصوص التي نقلها السمهودي عن كتاب الأقشهري للمطابقة بينها وبين ما ورد في هذا الكتاب؛ ويحسن هذا لمن يحاول دراسة الكتابين دراسة وافية؛ لا سيما وكتاب السمهودي وفاء الوفاء على جلالة قدرة مشحون بالأخطاء؛ وجدير بإعادة تحقيقه؛ بتتبع مصادره التي لا يزال أكثرها معروفاً كـ «أخبار المدينة» لابن شبة ـ على نقصه ـ وغيره من المؤلفات التي نشر بعضها؛ ومما يوضح صحة نسبة المخطوطة هذه إلى مؤلفها ما جاء في آخرها: (الحمد للَّه قرأت جميع هذه الروضة الفردوسية والحضيرة القدسية من تأليف بمكة المشرفة [تجاه] الكعبة المشرفة؛ من أولها إلى آخرها؛ بمحضر جماعة يسمعون؛ منهم: الشيخ الصالح الحبيب ظهير الدين ... بن أحمد بن عطية المخزومي القدسي؛ ومحمد بن عمر الزيلعي؛ بفوات؛ وأحمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم المرشي؛ بِفَواتٍ؛ ومحمد بن صبيح المكي؛ ويحيى بن علي بن يحيى الشيبي العبد الدَّاري بن رئيس السدنة بالبيت الحرام؛ زاده اللَّه شرفاً؛ وعز الدين يوسف بن عبد الرحمن السهمي القدسي من ذرية عمرو بن العاص رضي اللَّه عنه المكي؛ وعلاء الدين محمد بن أبي بكر بن إسماعيل الكناني العسقلاني؛ وعمر بن محمد .... الهمداني اليمني؛، والفقيه رزق برن حسن اليمني ثم المكي؛ بعضاً منه؛ وأحمد بن محمد ... المكي؛ وغيرهم جماعة لم يواظبوا؛ وذلك في جالس شتاً؛ آخرها يوم الخميس الموفي عشرين من شعبان المعظم من عام ثلاثة وثلاثين وسبع مئة؛ وأجزت لهم جميع ما تجوز لي روايته عني على شرطها؛ رَاسِمُهُ: محمد ابن أحمد بن أمين الآقشهري لطف اللَّه به وعفا عنه).
أما تاريخ الجمع والتأليف: فقد أوضحه المؤلف ص252 بقوله: (انتهى والحمد اللَّه جمعاً وتأليفاً ضحوة يوم الثلاثاء الحادي عشر من شهر ذي قعدة من عام تسعة عشر وسبع مئة وذلك بالمدنية المشرفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام)؛ ويتضح تاريخ النسخ في نهاية الفهرس الذي وضعه المؤلف في آخر الكتاب وتقدمت الإشارة إليه فهناك: (انتهى الملخص يوم الأحد السابع والعشرين من شهر اللَّه الحرام رجب الأصيب من سنة إحدى وعشرين وسبع مئة بالمدينة المشرفة).
وتقع المخطوطة في (258 ورقة = 528 من الصفحات) في الصفحة الأولى اسم الكتاب وفوقه: (اللَّه حسبي من كتب أبي بكر بن رستم بن أحمد بن محمود الشرواني بخط مؤلفه رحمه اللَّه) وتحت اسم الكتاب: (تشرف باستصحابه العبد الفقير عفتي عفا اللَّه عنه) وفي أسفل الصفحة: (استصحبه العبد الفقير ..... 1159) ولم يتضح الاسم؛ والصفحة الثانية بيضاء؛ ويبتدئ الكتاب من الصفحة الثالثة؛ وفي الصفحة ثلاثة وعشرون سطراً؛ وفي بعضها إضافات في الهامش قد تكون من أصل الكتاب؛ أو من إضافات السمهودي؛ وبعض الصفحات لم تظهر في التصوير؛ والخط مقروءٌ وإن لم يكن متقناً.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[21 - 09 - 09, 12:01 ص]ـ
بشراكم الكتاب في المطبعة وفي طريقة للأسواق قريباً
جاء في صحيفة الجزيرة بتاريخ: الاثنين 27 رجب 1430هـ - 20 يوليو2009م - العدد 15001::
ناقشت وكيلة قسم العلوم الاجتماعية المحاضرة:/ نورة بنت سعد بن ناصر الداود؛ تخصص تاريخ إسلامي؛ أطروحتها التي كانت بعنوان: (الروضة الفردوسية والحظيرة القدسية) تحقيق ودراسة؛ من جامعة طيبة بالمدينة المنورة؛ وقد تكونت لجنة المناقشة من: أ. د.ضيف الله الزهراني مشرفاً ومقرراً؛ أ. د: فواز الدهاس عضواً مناقشاً؛ أ. د: محمد الشيباني عضواً مناقشاً؛ وقد منحت درجة الدكتوراه بتقدير (ممتاز) مع مرتبة الشرف الأولى وتوصيته بالطباعة.(149/475)
الوجوه الحقيقية لبعض الشخصيات التاريخية .. !!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[19 - 09 - 09, 11:55 م]ـ
العميل المتوَّج المهاتما غاندي
للأستاذ أنور الجندي رحمهُ الله
يقول المفكر الإسلامي الأستاذ أنور الجندي رحمهُ الله عن المهاتما "غاندي" ــ في كتابه "رجال اختلف فيهم الرأي"ــ:
(غاندي سرق الحركة الوطنية من المسلمين. والهندوسي الهندي المتعصب الذي أخفى هندوسيته البغيضة وراء المغزل وللشاة.
وكان أول سياسي طالب بتأجيل الاستقلال منادياً بمهادنة السلطة وعدم مناوأة حكومة الاستعمار.
وكانت فلسفة غاندي التي استقاها من تولستوى ولقنوها لنا في الشرق هي التعامى عن تصرفات المستعمر والاستسلام له.
والحقيقة أن الزعماء المسلمين هم الذين أعلنوا استقلال الهند الحقيقي وعينوا قضاة المحاكم وحكام المقاطعات وتجاهلوا جميع كل السلطات وقد ظهرت آثار المسلمين واضحة في الحركة الوطنية وضعفت وطنية الهندوك فحاربوا المسلمين بكل سلاح حتى سلاح الفتنة الوطنية والدس الرخيص.
كان السؤال: حول غاندي وتكريمه، والأحاديث التى تنشر عنه في الصحف، وتصويره بصورة البطل: ومحاولة القول بأنه كان رمزاً للمصريين أبان الحركة الوطنية المصرية بعد ثورة 1919 وكانت الإجابة كالآتي:
بدأت الحركة الوطنية لتحرير الهند في أحضان الحركة الإسلامية وقد أزعجت الاستعمار البريطاني هذه الخطوة فعمد إلى القضاء عليها بأسلوب غاية في المكر والبراعة نحى بها المسلمين عن قيادة الحركة الوطنية وأسلمها إلى الهندوس، وأجراها على الأسلوب الذي سيطر على الهند بعد ثورة 1957 التى قادها المسلمون كان حريصاً ألا يتحقق للمسلمين السيطرة على الهند بعد أن ظلت تحكم الهند أكثر من خمسمائة عام مرة أخرى بعد أن أسقط دولتهم ..
والمعروف أن المسلمين قاطعوا مدارس الاحتلال وعزفوا عنها حتى أتيح لهم إقامة نهضة تعليمية داخل إطار دينهم وثقافتهم وذلك بإنشاء عدد من المعاهد الإسلامية، انتشرت في "لاهور" و " لكنؤ" ولم تلبث أن حققت تقدما واضحا في هذا المجال. ثم اتجه العمل لتحرير الهند فألفت الجمعية الإسلامية العامة في لكنؤ (بمباوي) وكان يشرف عليها كبار المسلمين في الهند مطالبين بحقوق المسلمين في الهند كوطنيين وكان الهندوك قد أعلنوا إنشاء المؤتمر الوطنى العام وسموه المجلس الملى الوطنى الهندى العام. وكان غايته أن ينالوا حقوقا سياسية تخولهم السيادة على الأقليات "وهم لا يريدون من كلمة الأقليات غير المسلمين" وفي عام 1916 تنبهت حكومة الاحتلال إلى حركة الجمعية الإسلامية فأوعزت إلى محمود الحسيني أن يغادر الهند وقبض على أعوانه: أبو الكلام أزاد، حسرت مهاني، ظفر الله خان، محمد على، شوكت على.ولما عقدت الهدنة في 11 نوفمبر 1918، أعلنت الحكومة البريطانية استعدادها لإجراء إصلاحات في قانون الهند. فاتفق الفريقان "المسلمون والهندوس" على عقد مؤتمر في لكنؤ يجتمع فيه زعمالء الفريقين.
وفي عام 1919 أطلقت الحكومة سراح المسجونين السياسية المسلمين، فاجتمع زعماءهم في لكنؤ بدعوة مولاى عبد البارى رئيس علماء أفرنجى محل فتداولوا في تأسيس جمعية إسلامية لتنظيم مطالب الاستقلال وكان قد ظهر في هذا الوقت تآمر الدول الكبرى على تمزيق شمل الدولة العثمانية. فأطلق هذه الجماعة "جمعية إنقاذ الخلافة من مخالب الأعداء الطامعين" وتأسست جميعة الخلافة في بومباي "18 فبراير 1920" برئاسة غلام محمد فتو، ميان حاجى خان. ودخل في عضويتها الزعماء المسلمون المعرفون في الهند. ودعت اللجنة المسلمين إلى جمع الإعانات للدفاع عن حوزة الخلافة، فأقبل المسلمون بسخاء وجمع ما لا يقل عن سبعة عشر مليون روبية إلى أضعاف ذلك كما يقول السيد عبد العزيز الثعالبي الزعيم التونسى الأشهر في تقريره الذى قدمه للأزهر الشريف في يونيو 1937 بعد زيارته للهند ودراسته لأحوال المسلمين هناك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/476)
كان "غاندى" إلى تلك الآونة غير معروف في الهيئات السياسية في الهند، وكان متطوعاً في فرقة تمريض الجنود، ولما انتهت الحرب وانفصل عنها كانت جمعية الخلافة في بدء تأليفها فأقبل عليها وكان اسمه غير معروف إلا بين الأفراد القلائل الذين عرفوه في الناتال وجنوب أفريقيا. فتيامن به زعماء المسلمين رغم تحذير المولدى "خوجندى" وكان على صلة به من قبل، ويعلم من أمره ما لا يعلمون وبالأخص من ناحية تعصبة للهنادكة مع المسلمين. وشاءت الغفلة أن تنطوى هذه الحركة العظيمة على يديه. فقعد في جمعية الخلافة مقعد الناصح الأمين وجعل يشير عليها باستئلاف الهنادكة فقبل الأعضاء نصحه عن حسن نية، وندبوه السعى إلى ذلك فقام وطاف الهند على حساب الجمعية يدعو إلى الوفاق ويقول المطلعون على خفايا الأمور أنه كان يتصل بالهنادكة، ويتآمر معهم على شل الحركة الإسلامية ولما عاد من الرحلة سعى إلى إقناع جمعية الخلافة بالانضمام إلى الكونجرس "المؤتمر الوطني" الذى تأسس لملاحقة المسلمون، وانتزع حقوقهم في الهند. فانضمت إليه جمعية الخلافة وتبعتها بقية الأحزاب الإسلامية المعروفة ارتكازاً على الثقة في "غاندي" وعقد الكونجرس اجتماعا فوق العادة بعد انضمام المسلمين إليه في مارس ولما تلى عليهم القانون الأساسى اقترحوا تعديل المادة التى تقول باصلاح حالة الهند إلى عبارة "استقلال الهند" فوافق على ذلك المؤتمر، وشرعت الأحزاب الهندوكية منذ ذلك الوقت تطالب بالاستقلال التام طبق رغبة المسلمين وكانوا قبل ذلك لا يطالبون إلا باجراء إصلاحات. فارتاعت الحكومة "البريطانية" لهذا التغيير وعدته فاجعة في سياسة البلاد وعلى أثره ألقت القبض على الزعماء، وزجتهم في السجون. واجتمع قادة الحركة وعرض أبو الكلام آزاد اقتراحا باسم الأعضاء المسلمين يتضمن إعلان "الأمة الهندية" وبأن الحكومة الحاضرة غير شرعية مع دعوة البلاد إلى مقاطعتها فوافقت الجمعية، وانعقد على أثره "مؤتمر جمعية الخلافة" فأعلن موافقته أيضا بالاجماع. وبعد أن جرى تصديق المؤتمر على قرار المقاطعة قام غاندى خطيبا وقال، إن اتحاد الهنادكة مع المسلمين يبقى متينا ما لم يشرع المسلمون في مناوأة الحكومة، ويشهروا السلاح في وجهها. ورد عليه أبو الكلام آزاد فقال:
"إن كان غاندي يتصور أن أعمال المسلمين في الهند لا تقوم إلا على مساعدة الهنادكة فقد آن له أن يخرج هذه الفكرة من دمائه وليعلم غاندى أن المسلمين لم يعتمدوا قط على أحد إلا على الله عز وجل وعلى أنفسهم".
وشرعت الأمة الهندية عقب ذلك في مقاطعة الحكومة وإظهار العصيان المدني فامتنعت عن دفع الضرائب والرسوم، وتخلى المحامون عن الدفاع أمام المحاكم. وأعاد الناس الرتب النياشين، والبراءات للحكومة، وأحرق التجار المسلمون جميع ما في مخازنهم من البضائع الانجليزية، وترك المسلمون الموظفون مناصبهم في الحكومة فحل الهنادك محلهم وهاجر كثير من المسلمين إلى الأفغان بعد أن تركوا أملاكهم وأرضهم في الهند واشتدت المقاطعة في البنغال اشتداداً عظيما ليس له مثيل. فقد امتلأت سجونها بالمقاطعين من المسلمين حتى إذا أعيى الحكومة أمرهم صارت تقبض كل يوم على ألف شخص في الصباح وتطلقهم في المساء لأن السجون لم تعد تسع المعتقلين. وخطب اللوردريدنج "الحاكم العام" في كلكتا فقال:
إننى شديد الحيرة من جراء هذه الحركة ولست أدرى ماذا أصنع فيها.
ومن هذا السياق تستطيع أن تصور قوة المسلمين في الحركة الوطنية، وضعفها في الهندوكية ولا شك أن الهندوكي بالغاً ما بلغ من النشاط السياسى لا يستطيع أن يجابه الحكومة، كما لا يستطيع أن يحارب المسلمين إلا بسلاح الدس. وقد اجتمع زعماء المسلمون في عام 1921 وأعلنوا استقلال الهند استقلالا فعليا وعينوا ولاة الولايات، وحكام المقاطعات، وقضاة المحاكم في جميع المدن. فكان الوطنيون يرفعون قضياهم أمامهم، ويتجاهلون محاكم الحكومة وبسبب ذلك تعطلت أعمال الحكومة والبوليس، وحدث إرتباك شديد في الدوائر العالية بالهند غير أنها بدلا من أن تستعمل سلاح القوة القاهرة لكفاح الشعب الأعزل لجأت إلى المناورات السياسية وهي أشد خطرًا، وكان بطل هذه المناورات المهاتما غاندى، فقد اتفق اللورد ريدنج مع غاندى على حل الوفاق القومي بين المسلمين والهندوك وقد أذيع الحديث بواسطة المصادر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/477)
البريطانية بعد ستة أشهر. فقد نقل إلى اللورد قال لغاندى:
"إن مصدر الحركة الاستقلالية في الهند هم المسلمون، وأهدافها بأيدي زعماءها فلو أسرعنا وأجبناكم إلى طلباتكم، وسلمنا لكم مقاليد الأحكام ألا ترى أن مصائر البلاد آيلة للمسلمين. فماذا يكون حال الهنادكة بعد ذلك؟ هل تريدون الرجوع إلى ما كانوا عليه قبل الاحتلال البريطاني وهل تفيدكم يومئذ كثرتكم وأنتم محاطون بالأمم الإسلامية من كل جانب، وهم يستعدون قوتهم منها عليكم. إذا كنتم تريدون أن تحتفظوا لأنفسكم باستقلال الهند فعليكم أن تسعوا أولا لكسر شوكة المسلمين وهذا لا يمكنكم بغير التعاون مع الحكومة وينبغي لكم أيضا تنشيط الحركات الهندوكية للتفوق على المسلمين في جميع الأعمال الحيوية وفي بلوغهم الدرجة المطلوبة فإنى أؤكد لكم أن حكومة بريطانيا لا تتصل في الاعتراف لكم بالاستقلال".
وقبل انصراف غاندي أوعز اللورد إليه أن يشير على "مولانا محمد على" كتابة تعليق على خطاب كان ألقاه في مؤتمر الخلافة، وحمل فيه على الحكومة حملة عنيفة .. يقول في هذا التعليق:
"أن ما فهمته الحكومة كان مخالفاً لمرادى" فصدع غاندي بالأمر ودعا محمد على لكتابة هذا البيان بعد أن أفهمه أن الكتاب سيكون سرياً لايطلع عليه أحد غير اللورد فكتب البيان تحت التأثير السحرى الذى كان لغاندي عليه. وما كاد الخطاب يصل إلى اللورد حتى أذيع في جميع أقطار الهند بعد أن صورته الحكومة بمقدمة قالت فيها:
"إن محمد على تقدم إلى الحكومة يطلب منها العفو عن الهفوة التى ارتكبها".
وأنهم محمد على من المسلمين بالتراجع، ورمى بالخور والضعف غير أنه لم يحاول أن يصحح موقفه إلا حين مؤتمر الخلافة في كراتشى "أغسطس 1920" حين أعلن سياسة المناوأة للحكومة لا موالاتها. فتلقى منه الهنادكة والمسلمون هذا التصريح بالارتياح التام ولكن عقب انقباض المؤتمر أمرت الحكومة باعتقاله مع ستة آخرين من الزعماء: شوكت على، حسين أحمد، كثار أحمد، بير غلام محمد، الدكتور سيف الدين كتشلو. وساقتهم جميعاً إلى المحكمة المخصوص للمحاكمة. فرفضوا الاعتراف بالحكومة وهيبة المحكمة عملا بقرار المؤتمر السابقة وامتنوعا عن الدفاع عن المتهم. ولكن المحكمة أدانتهم بمجرد الاتهام، وحكمت عليهم بالحبس عامين مع الأشغال الموجهة إليهم. وبعد الحكم أصدر محمد على، سيف الدين كنشلو منشوراً بتوقيعهما يخاطبان فيه الشعب وينصحانه بعدم الاهتمام بما حصل ويعدانه بأن الزعماء المعتقلين سيحضرون اجتماع الكونجرس القادم في ديسمبر بمدينة "أحمد أباد" سواء رضيت الحكومة أم كرهت لاعتقادهما أن الكونجرس سيعلن بصفة رسمية استقلال الهند، وتأليف حكومة وطنية التى ستقرر الإفراج عنهم، ولكن الحكومة لم تأبه لهذا المنشور لأنها كانت واثقة من أن الكونجرس لن يفعل. ولما عقد اجتماع الكونجرس "ديسمبر سنة 1920" حضر غاندي وقال:
"بما أن الزعماء يعتقلون، ولا سبيل للمداولة معهم في منهاج أعمال المؤتمر فاقترح عليكم تعيينى رئيسا للمؤتمر، وتخويلى السلطة المطلقة لتنفيذ ما أراه صالحاً من الاجراءات".
فوافقته اللجنة على ذلك دون أن تتنبه إلى ما كان يغمره هو من المقاصد التى قد لا تنفق مع خطة المؤتمر، وتقرر فيها أيضا إسناد رئاسة مؤتمر الخلافة إلى أجمل خان، ومؤتمر مسلم ليك إلى حسرت مهاتى. وقبل اجتماع مؤتمر الخلافة قال غاندى للحكيم أجمل خان:
"إن إعلان الاستقلال في الظروف الواهنة غير مناسب".
وما زال به حتى أقنعه بالعدول عن إعلان ذلك مع أن الزعماء المسيحيون كانوا ينتظرون بفارغ الصبر، وكانت الحكومة تتوقع صدوره من أحزاب المسلمين بقلق شديد وما عساها تصنع لو تخلف غاندي عن الوفاء لها بوعده. وفي أغسطس 1921 اجتمع الكونجرس تحت رئاسة غاندى في أحمد أباد فأعلن أن الوقت الذى يصر فيه المؤتمر باستقلال الهند لم يحن بعد، فهاج الأعضاء وماجوا. وعقب انتهاء جلسات المؤتمر انعقد مؤتمر الخلافة، وتهيب الحكيم أجمل خان أن يثير عاصفة من قبل المسلمين فأمسك عن إعلان الاستقلال. أما حسرت مهاتى فقد أعلن في مؤتمر مسلم ليك أن الهند تريد أن تعرب بواسطتهم عن إراداتهم في الاستقلال. فعلى الهنود أن يشعروا اليوم بأنهم مستقلون وألا يعترفوا بقوانين الحكومة الملغاة. فأمرت الحكومة بالقبض عليه وحكم عليه بالسجن عشر سنين مع الأشغال،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/478)
وأجمعت الصحف الهندية على نقده ووصفه بالشدة وخفضت العقوبة إلى سنتين. وعقب ظهور هذا الفشل الكبير في سياسة البلاد اعترت المسلمين شكوك في تصرفات غاندى، واستيقنوا أن زعماء الهنادكة متفقون على ذلك فدب الانشقاق بين الطرفين:
هذا هو النص الذى أورده العلامة الزعيم عبد العزيز الثعالبى عن دور المسلمين في الحركة الوطنية الهندية وكيف قضى عليه غاندى بالتآمر مع النفوذ البريطاني فانهار مخطط الاستقلال. وفي خلال سجن زعماء الحركة المسلمين تسلم غاندى الحركة وحولها إلى وجهة أخرى مخالفة مما دعا المسلمين من بعد إلى المطالبة بكيان خاص لهم.
هذا هو غاندي في حقيقته التى لم تعرف في بلادنا وفي المشرق. والتى أخفيت عنا تماماً خلال تلك الفترة التى كان المصريون بتوجيه من السياسة البريطانية يعجبون بغاندي ويدعون بدعوته إلى الاستسلام النفوذ الأجنبي وقبول ما يعرض وعدم العنف. وهذه هي الفلسفة التى استقاها غاندي من تولستوي وذاعت كثيراً في بلاد المسلمين معارضة لمفهوم الإسلام الصحيح من الجهاد المقدس في سبيل استخلاص الحقوق المغتصبة أبان الحركة الوطنية المصرية حيث كانوا يجدون في غاندي وأخباره ما يؤيد النفوذ الأجنبي ويدفع الوطنيين المصريين ناحية التفاهم مع الاستعمار البريطاني ولذلك فإن هذه الصفحات التى ينشرها بعض الكتاب لرسم صورة مزخرفة لغاندى يجب أن لا تخدعنا كثيراً فإنه رجل هندوسي متعصب لهندوسيته كاره للمسلمين. وقد كان هو وتلميذه نهرو أشد عنفاً وقسوة في معاملة مسلمى الهند، وقد كانت أنديرا غاندى ابنة نهرو أبان حكمها قد حكمت على المسلمين في بعض المناطق بتعقيمهم عن طريق العمليات الجراحية عملا على الحد من تعداد المسلمين في الهند. فيجب علينا أن نعرف الحقائق ولا تخدعنا الأوهام الكاذبة والصور البراقة التى يراد بها تغطية حقيقة وجريمة كبرى هي أن غاندي في الحقيقة سرق الحركة الوطنية من الزعماء المسلمين وتآمر عليهم مع الحركة البريطانية وأدخل أمثال محمد على وشوكت على وأبو الكلام آزاد وهم من أقطاب المسلمين، أدخلهم السجون، وسحب الحركة الوطنية بالتآمر من أيديهم، وحال دون قيام حكومة هندية حرة يكون المسلمون فيها سادة. وذلك للعمل لخدمة الاستعمار البريطاني وتسليم الهند إليه لتحويل المسلمين إلى أقلية فيها مما دعا المسلمين إلى العمل على قيام باكستان والتحرير من نفوذ غاندي والهندوكية والاستعمار البريطاني .. ) ا. هـ[/
"منقول"
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[20 - 09 - 09, 12:05 ص]ـ
الأم تيريزا المبشرة المشهورة كانت في الحقيقة ملحدة، و هذا مقال بقلم احد المبشرين يكشف عن اعترافاتها بذلك.
وان كان في البحث ما لا يستقيم مع العقيدة الاسلامية
ولكن لا ننسى ان الكاتب مبشر نصراني.
ومحل الاستشهاد بهذا البحث هو ما يُوثِّق تحيُّر و الحاد ذلك الرمز التبشيري الكبير في اواخر القرن العشرين، فقط لا غير، و الله الموفق.
إلحاد الأم تيريزا
مقال للأب: رانيرو كانتالاميزا
لقد أصبحت فقيرة لكى تخدم الفقراء مادّيّاً، فهل شاركت - وبنفس الطريقة - الفقراء روحيّاً معاناتهم؟
ماذا حدث للأم تيريزا بعد ان إستجابت للوحى الإلهى الذى دعاها لتضع نفسها فى خدمة أفقر الفقراء؟
لقد عرف العالم جيّداً بما كان يحدث حولها - التطّور الصاخب لأنشطتها الخيريّة - ولكن وحتى ساعة وفاتها، لم يكن أحد يعلم بما كان يعتمل فى دواخلها.
لقد تم الكشف عن ذلك الآن فى مذكّراتها الشخصيّة وخطاباتها إلى مديرها الروحانى، والتى قام بنشرها "دوبلداى" فى مناسبة الذكرى العاشرة لوفاتها.
تحت عنوان: "الأم تيريزا، تعالي، كونى ضوءاً لى".
لقد أساء البعض وبشكل تام فهم طبيعة تلك الكتابات، معتقدين بأنّها سوف تُرغمنا على إعادة النظر فى شخصيّة الأم تيريزا ومدى إيمانها وقدسيّتها. وبعيدأً كل البعد عن تقويض الوضعيّة القدسيّة للأم تيريزا، فإنّ تلك الوثائق سوف تُدعّم تلك الوضعيّة بشكل كبير بحيث تضعها إلى جانب أعظم المتصوّفة المسيحيين.
الأب اليسوعى "جوزيف نيونر" والذى كان يعرفها كتب قائلاً: "عند بدء حياتها الجديدة فى خدمة الفقراء، أطبق الظلام عليها بقوة غاشمة."
فقرات قليلة كانت تكفى لإعطاء فكرة عن مدى كثافة الظلام الذى وجدت نفسها فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/479)
"هنالك تناقض كبير داخل روحى، هنالك شوق عميق للرب، عميق بدرجة مؤلمة، معاناة متّصلة -ومع ذلك لستُ مرغوبة عند الرب، مطرودة، وفارغة، بلا إيمان، بلا حب، بلا حماس ... السماء لا تعنى شيئاً بالنسبة لى، إنّها تبدو كمكان فارغ."
لم يكن من الصعوبة التعرّف من خلال تلك التجربة التى مرّت بها الأم تيريزا على تلك الحالة الكلاسيكية التى التى أطلق عليها أحبارالتصوّف - فيما بعد القدّيس يوحنّا- إسم "ليل الروح الحالك".
ويقدّم "تولير" وصفاً رائعاً لتلك المرحلة من الحياة الروحانيّة قائلاً:
" الآن، نحن مُهمَلون إلى الدرجة التى لم تعد لدينا أى معرفة بالرب، ونسقُط فى الألم بحيث لا ندرى ما إذا كنّا بعد على الطريق الصحيح، أو ما إذا كان الرب موجوداً أم غير موجود، أو ما إذا كنّا أحياء أم أموات. ويخيّم علينا شعور غريب بالندم يدفعنا للتفكير بأنّ العالم بكلّ رحابته يضيّق علينا الخناق. لا تبقى لدينا أى تجربة أو معرفة بالرب، وحتى كل ماعدا ذلك يبدو كريهاً لدينا، فنبدو كأنّنا مسجونين بين حائطين."
كل ذلك يدعو الواحد منّا لأن يعتقد بأنّ تلك الظُلمة لازمت الأم تيريزا حتى مماتها، مع فسحة قصيرة فى 1958 حين كانت قادرة على أن تكتب بحبور تلك الكلمات: "روحى ممتلئة اليوم بالحب، وبالبهجة التى تفوق الوصف، وبوحدة للحب لا تنكسر."
فإن كانت هنالك فترة معيّنة لم تتطرق فيها لتلك الظُلمة، فذلك لا يعنى بأنّ الليل كان قد انقشع، ولكنّها بالأحرى تعوّدت على التعايش معه. وهى لم تتقبّل ذلك فقط، ولكنّها أدركت النّعمة غير العاديّة التى كان يحملها لها. قالت:
"لقد بدأت أعشق ظُلمتى لأنّنى الآن أصدّق بأنّها جزء، جزء صغير جدّاً من ظُلمة المسيح وآلامه فى الأرض."
صمت الأم تيريزا
إنّ الزهرة الأكثر عطراً فى "ليل" الأم تيريزا كانت تتمثّل فى صمتها عنه.
لقد خافت من جذب الإنتباه إليها لو أنّها تحدّثت عنه. وحتى أولئك الناس الأقرب إليها لم يساورهم أىّ شكّ حتى النهاية حول تلك العذابات الداخليّة للأم.
وبأوامر منها، كان يتوجّب على مديرها الروحانى أن يدمّر كل خطاباتها. وإن تمّ الإحتفاظ ببعضها فإنّ ذلك كان بسبب أنّها أذنت له بعمل نسخ منها لإعطائها لرئيس الأساقفة والكاردينال القادم "تى بيكاشيه"، والتى تمّ العثور عليها بعد وفاته. ولحسن حظّنا، فقد رفض رئيس الأساقفة الإنصياع لطلبها بتدمير تلك الخطابات.
إنّ الخطر الذى يتربّص بالروح فى "ليل الروح الحالك"، هو التحقُّق من أنّه بالضبط ذلك الليل المظلم الذى عاش فيه من قبلها متصوّفة عظماء، وتُصبح بالتالى جزءاً من دائرة "الأرواح المُصطفاة." وبنعمة ربّانيّة، تمكنت الأم تيريزا من تفادى ذلك الخطر، مُخفية عذابها عن أعين الجميع تحت إبتسامة دائمة.
وكتبت قائلة: "إنّها تبتسم كل الوقت -هذا ما كانت تقوله الأخوات والناس- لقد اعتقدوا بأنّ إيمانى، وثقتى وحبّى تملأ وجودى ... فهل كانوا يعلمون كيف أنّ إبتها جى لم يكن سوى العباءة التى أحجب خلفها الفراغ والبؤس."
أحد الرهبان قال: "مهما كان حجم معاناتك، فقد انتصرتِ عليها بالصمت".
لقد قامت الأم تيريزا بتطبيق ذلك بشكل بطولى.
ليس مجرّد "تطهير" فقط
ولكن، لماذا ظاهرة "ليل الروح" الغريبة تلك والتى تستغرق فعليّاً فترة حياة بأكملها؟
(نفس الشئ حدث لِ"بادرى بيو" من "بيتريكلينا - إيطاليا": لقد كان مُقتنعاً طوال حياته بأن الوصمات ليست علامات ميول أو قبول من جهة الرب، ولكن، على العكس من ذك، فهى علامات رفضه هو، ومجرّد عقوبة ربّانيّة له على خطاياه!)
وهنا يجئ شئ جديد بالنظر لما عاشه المعلّمون القُدامى وقاموا بتفسيره، بمن فيهم القدّيس يوحنّا. ذلك "الليل الحالك" لا يمكن تفسيره فقط من خلال فكرة "التطهير السلبى" التقليدية، والمعروفة بِ"الطريق التطهيرى"، والتى تُعتبر مرحلة إعداد لطريق الإستنارة والوحدانيّة.
الأم تيرزا كانت مقتنعة بأنّ ذلك كان بالضبط ما انطبق عليها: لقد اعتقَدَت بأنّ "الأنا" خاصّتها يصعب قهرُها، إن كان الرب محدود القُدرة إلى درجة أن يتركها فى ذلك الوضع طيلة كل تلك الفترة.
ولكنّ ذلك لم يكن صحيحاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/480)
فالّليل الطويل لدى بعض القدّيسين الحديثين هو وسيلة للحماية أوجدها الرب لقدّيسى هذه الأيام الذين يعيشون ويعملون بشكل دائم تحت الأضواء الإعلاميّة. إنه بمثابة بدلة الأسبستوس لمن يتوجّب عليه المشى وسط النيران. إنّه المادّة العازلة التى تمنع تسرب التيّار الكهربائى حتى لا يتسبّب بحدوث تماسّات.
القدّيس بول قال: "وحتى أمتنع عن الشعور بالإبتهاج نتيجة لفيض الكشوفات، فقد غُرسَتْ لى شوكة فى لحمى" (2 الكورينثياس، 12:7)
"الشوكة فى اللحم"، أى "الصمت الإلهى"، حفظت الأم تيريزا من أىّ "تسمّم" قد يحدث لها فى أوساط حديث العالم عنها، وحتى عند لحظة تسلّمها لجائزة نوبل للسلام.
قالت: "الألم الداخلى الذى أحسّ به، عظيم جدّاً إلى درجة أنّنى لا أشعر بأىّ شئ من كل ذلك الزخم الإعلامى وحديث الناس."
كم كان الكاتب والملحد "كريستوفر هيتشنز" مخطئاً عندما كتب: "الله ليس عظيماً. الدين يسمّم كل شئ،" ثمّ يقدّم الأم تيريزا على أنّها صنيعة العصر الإعلامى.
ولكن هنالك سبب أكثر عمقاً من وراء كون تلك الليالى تمتد لتشمل حياةً بأكملها، ذلك السبب هو: محاكاة المسيح.
إنّ تلك التجربة الصوفيّة هى مشاركة فى "ليل الروح الحالك" التى مرّ بها المسيح فى "جيسمان" والتى مات عندها فى "كالفارى" وهو يصرخ: "إلهى، إلهى، لماذا تخلّيت عنّى؟ "
كانت الأم تيريزا قادرة على رؤية حالتها بشكل أوضح، وكأنّها إجابة على رغبتها فى مشاركة المسيح ظمأه وهو على الصليب.
قالت: "إذا كان ألمى ومعاناتى، وظلامى وإنعزالى، ستمنحك قطرة من العزاء، يا مسيحى خاصّتى، فافعل بى ما تشاء ... إطبع معاناة قلبك على روحى وحياتى ... أريد أن أروى ظمأك بكل قطرة دم يمكنك أن تجدها عندى ... أرجوك، لا تتكبّد مشقّة العودة فى القريب. أنا مستعدّة لإنتظارك إلى الأبد."
إن من الخطأ الفادح الإعتقاد بأن كلّ حياة هؤلاء الأشخاص تمحورت حول الغمّ والمعاناة.
فهنالك عميقاً فى أرواحهم، تمتّع هؤلاء الأشخاص بطمأنينة وسرور لم يعرفها الآخرون، مستفاة من اليقين الأقوى من كلّ شك، بكونهم تحت الإرادة الإلهيّة.
القدّيس "كاثرين" من "جنوة"، يعتبرمعاناة الأرواح فى حالة -الليل الحالك- مشابهة لحالة "التطهير"، ويقول بأنّ الأخيرة "عظيمة جدّاً لدرجة يمكن مقارنتها فقط بالجحيم." ولكن فيهما كما يقول "إرتياح عظيم جدّاً" لا يمكن مقارنته إلاّ بما يعيشه القدّيسون فى الجنّة.
السرور والصفاء الذّى إنبثق من وجه الأم تيريزا لم يكن"قناعاً"، وإنّما كان انعكاساً للوحدة العميقة مع الرب، حيث كانت روحها تسكن.
لقد كانت "هى" ذاتها من "خدعت" نفسها بشأن وضعها الروحانى، وليس الناس.
جنباً إلى جنب مع الملحدين
العالم اليوم يعرف فصيلة جديدة من البشر: "الملحدون بإخلاص"، وهم أولئك الذين يعيشون الوضع المؤلم للصمت الإلهى. هم الذين لا يؤمنون بالإله، ولكنّهم لا يتفاخرون بذلك. إنّهم بالأحرى يحسّون بالألم الوجودى، وبانعدام المعنى لكلّ شئ. إنّهم أيضاً، وبطريقتهم الخاصّة، يعيشون فى "ليل الروح الحالك".
البرت كاموس أطلق عليهم إسم "القدّيسين الذبن لا إله لهم". إنّ المتصوّفين قد وُجدوا فوق كل شئ لأجل هؤلاء، فهم رفقاؤهم فى ترحالهم وفى موائدهم. وكما المسيح، فإنّ المتصوّفين أولئك "جلسوا إلى موائد المُخطئين وأكلوا معهم" (أنظر لوك 15:2).
وهذا يفسّر السبب وراء إنكباب بعض الملحدين -بعد تحوّلهم- بشغف على كتابات متصوّفين. فأشخاص مثل: كلوديل، بيرنانوس، الماريتينز، ل. بلوى، ج. ك. هيسمانس، وآخرون عديدون، إنكبّوا على كتابات "أنجيلا" من فولينجو-إيطاليا، و"تى إس إليوت"، و"جوليان النرويجيّة".
لقد وجدوا هناك مرّة أخرى، نفس المشهد الذى تركوه من قبل، لكنّه فى هذه المرّة كان مشهداً مُضاءً بالشمس. القليلون يعلمون بأنّ "صمويل بيكيت"، مؤلف "فى إنتظار جودوت" وهى الدراما الأكثر تعبيراً عن "مسرح السُخف"، كان يقرأ "القدّيس يوحنّا" فى أوقات فراغه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/481)
عبارة "ملحد" يمكن أن يكون لها معنى موجِب، وآخر سالب. فهى يمكن أن تعنى أنّ شخصاً ما يرفض "الإله"، كما يمكن أن تعنى أنّ شخصاً ما -حسب تصوّر ذلك الشخص على الأقل- يعتبر نفسه مرفوضاً من قِبَل الإله. فى الحالة الأولى إلحاد يستحق اللوم (عندما لا يكون إلحاداً مُخلصاً). أمّا الحالة الثانية، فهى إلحاد الندم، أو إلحاد الكفّارة. فى الحالة الأخيرة، يمكننا القول أنّ المتصوّفة فى "ليل الروح" هم "مُلحدون"، وأنّ المسيح نفسه على الصليب، كان "ملحداً"، بلا إله.
هنالك كلمات للأم تيريزا ماكان أحد يظنّ أنّها لها:
"يقولون أنّ الناس فى الجحيم يعانون ألماً أبديّاً بسبب فقدانهم للإله ... فى داخل روحى أشعر بألم الفقدان هذا، وبأنّ الإله لا يريدنى، وبكون الإله ليس إلهاً، وبكون الإله ليس موجوداً فى الحقيقة. عيسى، أرجو المغفرة على الإساءة."
ولكنّ الشخص يدرك الطبيعة المختلفة، للتضامن وللتكفير، ولإلحادها هذا:
"أتمنّى العيش فى هذا العالم البعيد جدّاً عن الله، والذى يتّجه مبتعداً بشدّة عن نور المسيح، كى أساعدهم، ولكى أحمل على عاتقى عنهم شيئاً من معاناتهم."
الدلالة الواضحة على أنّنا أمام إلحاد ذو طبيعة مختلفة جدّاً، هو تلك المعاناة التى لا تُحتمل، والتى يتسبّب بها للمتصوّفة. الملحدون العاديّون لا يُعذّبون أنفسهم بسبب عدم وجود الإله.
لقد وصل المتصوّفة إلى مسافة خُطوة واحدة من عالَم أولئك الذين يعيشون بلا إله; لقد مرّوا بتجربة التشويش الناجم عن إلقائهم بأنفسهم نحو الأسفل.
ومرّة أخرى، فالأم تيريزا التى كتبت لأبيها الروحانى: "لقد كنت عند حافّة النُطق بِ-لا- ... أشعر وكأنّ شيئاً سينكسر فى داخلى يوماً ما ... صلّى لأجلى لكيلا أرفض الإله فى هذه الساعة. أنا لا أريد أن أفعل ذلك، ولكنّنى خائفة من أنّنى قد أفعل ذلك."
ولهذا السبب، فإنّ المتصوّفة هم المنصِّرون المثاليّون فى عالم ما بعد الحداثة، حيث يعيش الفرد وكأنّ الإله غير موجود.
إنّهم يذكّرون الملحدين الأمناء بأنّهم ليسوا "بعيدين عن مملكة الإله"، وأنّه سيكفيهم فقط أن يقفزوا حتى يجدوا أنفسهم فى جانب المتصوّفة، عابرين من "اللاشيئيّة" إلى "الكلّيّة".
لقد كان "كارل رانر" مُحقّاً عندما قال: "مسيحيّة المستقبل ستكون إمّا صوفيّة، أو لا تكون على الإطلاق."
بادر بايو، والأم تيريزا، كانوا بمثابة التأكيد على تلك السمة من سمات العصر.
يجب ألاّ "نُضيع" القدّيسين باختصارهم فى “موزّعى بركات”، أو كأمثلة فقط ليُحتذى بها.
----------------------------------------------------
رابط الموضوع الأصلى باللغة الإنجليزية: http://www.ncregister.com/site/article/3762
ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[20 - 09 - 09, 12:58 ص]ـ
بارك الله فيكم و اثابكم خيرا كثيرا و عيدك مبارك و كل عام و انت بخير ...
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[20 - 09 - 09, 06:40 ص]ـ
بارك الله فيكم يا شيخنا الكريم
و كل عام و انتم بخير.
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 09 - 09, 08:15 ص]ـ
بارك الله فيك على نقل هذه المقالات
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ـ[مؤيد السعدي]ــــــــ[20 - 09 - 09, 10:09 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله معلومات قيمة جدا اول مرة أسمع بها
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[20 - 09 - 09, 06:41 م]ـ
بارك الله فيكم
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
و كل عام و انتم بخير.
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[23 - 09 - 09, 09:28 م]ـ
جزاك الله خير أخي و بارك بك
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[25 - 09 - 09, 09:34 م]ـ
بارك الله فيكم
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[25 - 09 - 09, 11:51 م]ـ
جزاك الله خيرا و بارك فيك،
بانتظار المزيد
بدأت الحركة الوطنية لتحرير الهند في أحضان الحركة الإسلامية وقد أزعجت الاستعمار البريطاني هذه الخطوة فعمد إلى القضاء عليها بأسلوب غاية في المكر والبراعة نحى بها المسلمين عن قيادة الحركة الوطنية وأسلمها إلى الهندوس، ...
معلومة عرفتها وفوجئت بها للمرة الأولى بعدما سمعتها من الشيخ عبدالعزيز الهده رحمه الله
ومرّة أخرى، فالأم تيريزا التى كتبت لأبيها الروحانى: "لقد كنت عند حافّة النُطق بِ-لا- ... أشعر وكأنّ شيئاً سينكسر فى داخلى يوماً ما ... صلّى لأجلى لكيلا أرفض الإله فى هذه الساعة. أنا لا أريد أن أفعل ذلك، ولكنّنى خائفة من أنّنى قد أفعل ذلك."
ولهذا السبب، فإنّ المتصوّفة هم المنصِّرون المثاليّون فى عالم ما بعد الحداثة، حيث يعيش الفرد وكأنّ الإله غير موجود.
سبحان الله!!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - 10 - 09, 02:05 ص]ـ
تسلموون
بارك الله فيكم
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[18 - 10 - 09, 12:57 ص]ـ
نعم سبحان الله.
ـ[هشام جبر]ــــــــ[22 - 10 - 09, 08:09 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذه المعلومات القيمة
ولي سؤال عن شخصية تاريخية: خمارويه بن أحمد بن طولون
حيث يدرس كدرس من دروس القراءة مادة اللغة العربية بالصف الثاني الإعدادي بوزارة التربية والتعليم بمصر
والدرس يمجده، وجاءني طالب ببحث عنه يقول بأنه كان شاذا وفاسدا وخرب الدولة، برجاء توثيق المعلومة للأهمية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/482)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[22 - 10 - 09, 08:19 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذه المعلومات القيمة
ولي سؤال عن شخصية تاريخية: خمارويه بن أحمد بن طولون
حيث يدرس كدرس من دروس القراءة مادة اللغة العربية بالصف الثاني الإعدادي بوزارة التربية والتعليم بمصر
والدرس يمجده، وجاءني طالب ببحث عنه يقول بأنه كان شاذا وفاسدا وخرب الدولة، برجاء توثيق المعلومة للأهمية
خمارويه بن احمد بن طولون من وجهاء السلاطين و كبارهم لولا ما خالط ملكه من نهمه في التبذير و اظهار الأبَّهة السلطانية، ممَّا أفقر الدولة الطولونية من بعده و عجَّل بسقوطها:
و هذه ترجمته من ويكيبيديا، و فيها انصاف:
ولد خمارويه بن أحمد بن طولون عام مائتين وخمسين هجرية وتوفي عام مائتين واثنين وثمانين هجرية بدمشق، وحمل تابوته لمصر حيث دفن بالمقطم.
تولى خمارويه جيوش مصر وهو دون العشرين من عمره، وقد كان لديه كثير من الأعوان، فقد أولى اهتمامًا بالجيش لمواجهة ما ينتظره من تحديات في أعقاب الأحوال السياسية المضطربة التي خلفتها وفاة أبيه. وعني عناية خاصة بفرقة "المختارة" التي كانت تشكل جنده وحرسه الخاص، كما اهتم بمظهر الجنود وزيهم، ولذلك لقب بأبي الجيوش. لحمد سلمى العدوى وبعد عدة معارك حربية مع العباسيين والبيزنطيين، كون دولة عريضة قاعدتها مصر حيث امتدت من برقه (في ليبيا) غربًا إلى الفرات (في العراق) شرقًا، ومن آسيا الصغرى (تركيا) شمالاً حتى بلاد النوبة (مصر) جنوبًا. ولذلك جنح الخليفة العباسي إلى السلم معه، كما جنح هو للسلم لإكساب دولته الصفة الشرعية. واعترفت الخلافة العباسية بحكم خمارويه وأبنائه من بعده لمدة ثلاثين عامًا.
وتوجت هذه العلاقات بين الدولة الطولونية والخلافة العباسية بزواج إبنة خمارويه -قطر الندى- بالخليفة المعتضد العباسي في زفاف أسطوري لا تزال تتردد أصداؤه في التراث الشعبي المصري حتى الآن، حيث إنه استمر عدة أشهر، ويعد من أطول احتفالات الزفاف في تاريخ البشرية. وهو حفل الزفاف الذي استنزف موارد الدولة الطولونية وعجل بنهايتها الدرامية.
(قلت: لا تزال بعض اهازيج الزفاف تلك تعيش في الريف المصري بينما هي تعود الى فترة الزفاف الشهيرة تلك، مثل:
بنت السلطان **** لا بسة القفطان
و بنت السلطان هذه هي: "قطر الندى بنت خمارويه ")
فكان عصره من عصور الفساد في مصر بسبب تيذيره الشديد في أموال الدولة, و يحكى أنه كان عندما تسافر إبنته إلي مكان ما , كان يبني لها قصرا عند كل مكان ترتاح فيه.
وهذه ترجمته من وفيات الأعيان لابن خلكان
خمارويه بن طولون
أبو الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون-وقد تقدم ذكر أبيه وجده في حرف الهمزة-ولما توفي أبوه اجتمع الجند على توليته مكانه فولي وهو ابن عشرين سنة، وكانت ولايته في أيام المعتمد على الله، وفي سنة ست وسبعين ومائتين تحرك الافشين: محمد بن أبي الساج ديوداذ بن دوست من أرمينية والجبال في جيش عظيم، وقصد مصر، فلقيه خمارويه في بعض أعمال دمشق، وانهزم اللافشين، واستأمن أكثر عسكره، وسار خمارويه حتى بلغ الفرات ودخل أصحابه الرقة، ثم عاد وقد ملك من الفرات إلى بلاد النوبة.
ولما مات المعتمد وتولى المعتضد الخلافة، باد إليه خمارويه بالهدايا والتحف، فأقره المعتضد على عمله، وسأل خمارويه أن يزوج ابنته قطر الندى-واسمها أسماء-للمكتفي بالله بن المعتضد بالله، وكان يوم ذاك ولي العهد، فقال المعتضد بالله: بل أتزوجها أنا، فتزوجها في سنة إحدى وثمانين ومائتين، ودخل بها في آخر هذه السنة، وقيل في سنة اثنتين وثمانين، والله أعلم. وكان صداقها ألف ألف درهم، وكانت موصوفة بفرط الجمال والعقل. حكي أن المعتضد خلا بها يوماً للأنس في مجلس أفرده لها ما حضره سواها، فأخذت منه الكأس، فنام على فخذها، فلما استثقل وضعت رأسه على وسادة وخرجت وجلست في ساحة القصر، فاستيقظت فلم يجدها، فاستشاط غضباً ونادى بها، فأجابته عن قرب، فقال: ألم أخلك إكراماً لك؟ ألم أدفع إليك مهجتي دون سائر حظاياي؟ فتضعين رأسي على وسادة وتذهبين؟! فقالت: يا أمير المؤمنين، ما جهلت قدر ما أنعمت به علي، ولكن فيما أدبني به أبي أن قال: لا تنامي مع الجلوس، ولا تجلسي مع النيام.
ويقال: إن المعتضد أراد بنكاحها افتقار الطولونية، وكذا كان، فإن أباها جهزها بجهاز لم يعمل مثله، حتى قيل: كان لها ألف هاون ذهباً. وشرط عليه المعتضد أن يحمل كل سنة بعد القيام بجميع وظائف مصر وأرزاق أجنادها مائتي ألف دينار، فاقام على ذلك إلى أن قتله غلمانه بدمشق على فراشه ليلة الأحد لثلاث بقين من ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وعمره اثنتان وثلاثون سنة، وقتل قتلته أجمعون، وحمل تابوته إلى مصر، ودفن عند أبيه بسفح المقطم، رحمهما الله تعالى.
وكان خمارويه من أحسن الناس خطاً، وكان وزيره أبا بكر محمد بن علي بن أحمد المعروف بالماذرائي-الآتي ذكره إن شاء الله تعالى -.
ولما حملت قطر الندى ابنة خمارويه إلى المعتضد، خرجت معها عمتها العباسة بنت أحمد بن طولون مشيعة لها إلى آخر عمارة الديار المصرية من جهة الشام، ونزلت هناك وضربت فساطيطها، وبنت هناك قرية فسميت باسمها، وقيل لها العباسة، وهي عامرة إلى الآن، وبها جامع حسن وسوق قائم؛ ذكر ذلك جماع من أهل العلم.
وماتت قطر الندى لتسع خلون من رجب سنة سبع وثمانين ومائتين، ودفنت داخل قصر الرصافة ببغداد.
وتوفي الافشين محمد بن أبي الساج في شهر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين ومائتين، ببرذعة، وهي كرسي أعمال أذربيجان، وقيل إنها من أران.
وتوفي أبوه أبو الساج-وهو الذي تنسب إليه الأجناد الساجية ببغداد-في شهر ربيع الآخر سنة ست وستين ومائتين بجند يسابور، من أعمال خوزستان.
وخمارويه: بضم الخاء الموحدة وفتح الميم وبعدها ألف ثم راء مفتوحة وواو، ثم ياء ساكنة مثناة من تحتها، وبعدها هاء ساكنة.
بارك الله فيكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/483)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[31 - 10 - 09, 12:30 م]ـ
مشكورة
وفقك الله(149/484)
الأعراب أصل العرب ومادة الإسلام
ـ[أبو البركات]ــــــــ[20 - 09 - 09, 12:53 ص]ـ
ماهو التوجيه الصحيح لمقولة الفاروق عمر رضي الله عنه في وصيته بالأعراب وقوله أنهم (أصل العرب ومادة الإسلام .... )
من ناحية السند ومن ناحية المتن؟
فهل الأعراب يعتبرون أصل العرب!!
ـ[العابري]ــــــــ[20 - 09 - 09, 01:34 ص]ـ
أما من حيث السند فالأثر في البخاري!!
أما من حيث المتن فقد كتب الامام الهمام الجهبذ تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبدالحليم ابن تيمية _ رفع الله درجاته وجزاه عنا كل خير وجمعنا به في دار كرامته- بحثا ماتعا حول الأعراب وما جاء فيهم من نصوص - فانظره غير مأمور - في كتابه العجاب اقتضاء الصراط المستقيم
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو البركات]ــــــــ[20 - 09 - 09, 04:20 ص]ـ
هذا هو الحديث:
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَبْلَ أَنْ يُصَابَ بِأَيَّامٍ بِالْمَدِينَةِ وَقَفَ عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ كَيْفَ فَعَلْتُمَا أَتَخَافَانِ أَنْ تَكُونَا قَدْ حَمَّلْتُمَا الْأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ قَالَا حَمَّلْنَاهَا أَمْرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ مَا فِيهَا كَبِيرُ فَضْلٍ قَالَ انْظُرَا أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الْأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ قَالَ قَالَا لَا فَقَالَ عُمَرُ لَئِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ لَأَدَعَنَّ أَرَامِلَ أَهْلِ الْعِرَاقِ لَا يَحْتَجْنَ إِلَى رَجُلٍ بَعْدِي أَبَدًا قَالَ فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا رَابِعَةٌ حَتَّى أُصِيبَ قَالَ إِنِّي لَقَائِمٌ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ غَدَاةَ أُصِيبَ وَكَانَ إِذَا مَرَّ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ قَالَ اسْتَوُوا حَتَّى إِذَا لَمْ يَرَ فِيهِنَّ خَلَلًا تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ وَرُبَّمَا قَرَأَ سُورَةَ يُوسُفَ أَوْ النَّحْلَ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ كَبَّرَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ قَتَلَنِي أَوْ أَكَلَنِي الْكَلْبُ حِينَ طَعَنَهُ فَطَارَ الْعِلْجُ بِسِكِّينٍ ذَاتِ طَرَفَيْنِ لَا يَمُرُّ عَلَى أَحَدٍ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا إِلَّا طَعَنَهُ حَتَّى طَعَنَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مَاتَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ طَرَحَ عَلَيْهِ بُرْنُسًا فَلَمَّا ظَنَّ الْعِلْجُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ وَتَنَاوَلَ عُمَرُ يَدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ فَمَنْ يَلِي عُمَرَ فَقَدْ رَأَى الَّذِي أَرَى وَأَمَّا نَوَاحِي الْمَسْجِدِ فَإِنَّهُمْ لَا يَدْرُونَ غَيْرَ أَنَّهُمْ قَدْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ وَهُمْ يَقُولُونَ سُبْحَانَ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ فَصَلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ صَلَاةً خَفِيفَةً فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَالَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ انْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي فَجَالَ سَاعَةً ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ قَالَ الصَّنَعُ قَالَ نَعَمْ قَالَ قَاتَلَهُ اللَّهُ لَقَدْ أَمَرْتُ بِهِ مَعْرُوفًا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مِيتَتِي بِيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي الْإِسْلَامَ قَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُحِبَّانِ أَنْ تَكْثُرَ الْعُلُوجُ بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ الْعَبَّاسُ أَكْثَرَهُمْ رَقِيقًا فَقَالَ إِنْ شِئْتَ فَعَلْتُ أَيْ إِنْ شِئْتَ قَتَلْنَا قَالَ كَذَبْتَ بَعْدَ مَا تَكَلَّمُوا بِلِسَانِكُمْ وَصَلَّوْا قِبْلَتَكُمْ وَحَجُّوا حَجَّكُمْ فَاحْتُمِلَ إِلَى بَيْتِهِ فَانْطَلَقْنَا مَعَهُ وَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ تُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ فَقَائِلٌ يَقُولُ لَا بَأْسَ وَقَائِلٌ يَقُولُ أَخَافُ عَلَيْهِ فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ ثُمَّ أُتِيَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ فَعَلِمُوا أَنَّهُ مَيِّتٌ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ وَجَاءَ النَّاسُ فَجَعَلُوا يُثْنُونَ عَلَيْهِ وَجَاءَ رَجُلٌ شَابٌّ فَقَالَ أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِبُشْرَى اللَّهِ لَكَ مِنْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/485)
صُحْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدَمٍ فِي الْإِسْلَامِ مَا قَدْ عَلِمْتَ ثُمَّ وَلِيتَ فَعَدَلْتَ ثُمَّ شَهَادَةٌ قَالَ وَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ كَفَافٌ لَا عَلَيَّ وَلَا لِي فَلَمَّا أَدْبَرَ إِذَا إِزَارُهُ يَمَسُّ الْأَرْضَ قَالَ رُدُّوا عَلَيَّ الْغُلَامَ قَالَ يَا ابْنَ أَخِي ارْفَعْ ثَوْبَكَ فَإِنَّهُ أَبْقَى لِثَوْبِكَ وَأَتْقَى لِرَبِّكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ انْظُرْ مَا عَلَيَّ مِنْ الدَّيْنِ فَحَسَبُوهُ فَوَجَدُوهُ سِتَّةً وَثَمَانِينَ أَلْفًا أَوْ نَحْوَهُ قَالَ إِنْ وَفَى لَهُ مَالُ آلِ عُمَرَ فَأَدِّهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَإِلَّا فَسَلْ فِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ فَإِنْ لَمْ تَفِ أَمْوَالُهُمْ فَسَلْ فِي قُرَيْشٍ وَلَا تَعْدُهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ فَأَدِّ عَنِّي هَذَا الْمَالَ انْطَلِقْ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَقُلْ يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ السَّلَامَ وَلَا تَقُلْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنِّي لَسْتُ الْيَوْمَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَمِيرًا وَقُلْ يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ فَسَلَّمَ وَاسْتَأْذَنَ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهَا فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبْكِي فَقَالَ يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ السَّلَامَ وَيَسْتَأْذِنُ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ
فَقَالَتْ كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي وَلَأُوثِرَنَّ بِهِ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي فَلَمَّا أَقْبَلَ قِيلَ هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَدْ جَاءَ قَالَ ارْفَعُونِي فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَيْهِ فَقَالَ مَا لَدَيْكَ قَالَ الَّذِي تُحِبُّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَذِنَتْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ مَا كَانَ مِنْ شَيْءٍ أَهَمُّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ فَإِذَا أَنَا قَضَيْتُ فَاحْمِلُونِي ثُمَّ سَلِّمْ فَقُلْ يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَإِنْ أَذِنَتْ لِي فَأَدْخِلُونِي وَإِنْ رَدَّتْنِي رُدُّونِي إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ وَجَاءَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ حَفْصَةُ وَالنِّسَاءُ تَسِيرُ مَعَهَا فَلَمَّا رَأَيْنَاهَا قُمْنَا فَوَلَجَتْ عَلَيْهِ فَبَكَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً وَاسْتَأْذَنَ الرِّجَالُ فَوَلَجَتْ دَاخِلًا لَهُمْ فَسَمِعْنَا بُكَاءَهَا مِنْ الدَّاخِلِ فَقَالُوا أَوْصِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اسْتَخْلِفْ قَالَ مَا أَجِدُ أَحَدًا أَحَقَّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ أَوْ الرَّهْطِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ فَسَمَّى عَلِيًّا وَعُثْمَانَ وَالزُّبَيْرَ وَطَلْحَةَ وَسَعْدًا وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَقَالَ يَشْهَدُكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ كَهَيْئَةِ التَّعْزِيَةِ لَهُ فَإِنْ أَصَابَتْ الْإِمْرَةُ سَعْدًا فَهُوَ ذَاكَ وَإِلَّا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ أَيُّكُمْ مَا أُمِّرَ فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلْهُ عَنْ عَجْزٍ وَلَا خِيَانَةٍ وَقَالَ أُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِالْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حَقَّهُمْ وَيَحْفَظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ وَأُوصِيهِ بِالْأَنْصَارِ خَيْرًا الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَنْ يُقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَأَنْ يُعْفَى عَنْ مُسِيئِهِمْ وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الْأَمْصَارِ خَيْرًا فَإِنَّهُمْ رِدْءُ الْإِسْلَامِ وَجُبَاةُ الْمَالِ وَغَيْظُ الْعَدُوِّ وَأَنْ لَا يُؤْخَذَ مِنْهُمْ إِلَّا فَضْلُهُمْ عَنْ رِضَاهُمْ وَأُوصِيهِ بِالْأَعْرَابِ خَيْرًا فَإِنَّهُمْ أَصْلُ الْعَرَبِ وَمَادَّةُ الْإِسْلَامِ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ وَيُرَدَّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُوفَى لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ وَأَنْ يُقَاتَلَ مِنْ وَرَائِهِمْ وَلَا يُكَلَّفُوا إِلَّا طَاقَتَهُمْ فَلَمَّا قُبِضَ خَرَجْنَا بِهِ فَانْطَلَقْنَا نَمْشِي فَسَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَتْ أَدْخِلُوهُ فَأُدْخِلَ فَوُضِعَ هُنَالِكَ مَعَ صَاحِبَيْهِ فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ دَفْنِهِ اجْتَمَعَ هَؤُلَاءِ الرَّهْطُ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ إِلَى ثَلَاثَةٍ مِنْكُمْ فَقَالَ الزُّبَيْرُ قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ طَلْحَةُ قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عُثْمَانَ وَقَالَ سَعْدٌ قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَيُّكُمَا تَبَرَّأَ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ فَنَجْعَلُهُ إِلَيْهِ وَاللَّهُ عَلَيْهِ وَالْإِسْلَامُ لَيَنْظُرَنَّ أَفْضَلَهُمْ فِي نَفْسِهِ فَأُسْكِتَ الشَّيْخَانِ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَفَتَجْعَلُونَهُ إِلَيَّ وَاللَّهُ عَلَيَّ أَنْ لَا آلُ عَنْ أَفْضَلِكُمْ قَالَا نَعَمْ فَأَخَذَ بِيَدِ أَحَدِهِمَا فَقَالَ لَكَ قَرَابَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْقَدَمُ فِي الْإِسْلَامِ مَا قَدْ عَلِمْتَ فَاللَّهُ عَلَيْكَ لَئِنْ أَمَّرْتُكَ لَتَعْدِلَنَّ وَلَئِنْ أَمَّرْتُ عُثْمَانَ لَتَسْمَعَنَّ وَلَتُطِيعَنَّ ثُمَّ خَلَا بِالْآخَرِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَلَمَّا أَخَذَ الْمِيثَاقَ قَالَ ارْفَعْ يَدَكَ يَا عُثْمَانُ فَبَايَعَهُ فَبَايَعَ لَهُ عَلِيٌّ وَوَلَجَ أَهْلُ الدَّارِ فَبَايَعُوهُ
هل في السند نظر؟
ثم في معاجم اللغة يفرقون بين العربي (من العرب) والأعرابي!
فكيف يكون الأعرابي هو أصل للعرب!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/486)
ـ[أبو البركات]ــــــــ[20 - 09 - 09, 04:25 ص]ـ
أما من حيث السند فالأثر في البخاري!!
أما من حيث المتن فقد كتب الامام الهمام الجهبذ تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبدالحليم ابن تيمية _ رفع الله درجاته وجزاه عنا كل خير وجمعنا به في دار كرامته- بحثا ماتعا حول الأعراب وما جاء فيهم من نصوص - فانظره غير مأمور - في كتابه العجاب اقتضاء الصراط المستقيم
وجزاك الله خيرا
رجعت لكلام شيخ الإسلام وتفصيله لكنه لم يشرح هذا الكلام وهو هل الأعراب هم نواة العرب أو أصل العرب. مع أن الأحاديث تفرق بين بين الأعرابي والعرب من أهل القبائل أو أهل المدينة وهكذا.
فمثلا قوله (لا تغلبنكم الأعراب) وفي الأحاديث يقال قدم أعرابي .. وجاء أعرابي.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[20 - 09 - 09, 07:02 م]ـ
تاج العروس:
(فقال: الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً ونِفَاقاً الآية. قال الأَزْهَرِيّ: والذِي لا يُفَرِّق بين العَرَب والأَعْرَاب والعَرَبِيِّ والأَعْرَابِيّ رُبَّما تَحَامَلَ عَلَى العَرَب بما يَتَأَوَّلُه في هَذِه الآيَة وهو لا يُمَيِّز بَيْنَ العَرَب والأَعْرَابِ ... )
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[20 - 09 - 09, 10:25 م]ـ
هذا هو الحديث:
هل في السند نظر؟
ثم في معاجم اللغة يفرقون بين العربي (من العرب) والأعرابي!
فكيف يكون الأعرابي هو أصل للعرب!
هما من شعب العرب /
فالعربي: الذي يسكن المدن والقرى الحاضرة؛ والأعرابي: صاحب العامود الذي يسكن البادية.
ولا فرق بين العربي والأعرابي إلا أن الأخير على فطرته لم يختلط بالأعاجم فلسانة فصيح ليس فيه لكنه ولا تشوبه عجمه؛ ولهذا كانت قريش تبعث الغلمان إلى بادية بني سعد وهذيل ليتعلموا العربية الفصيحة؛ فمكة بلد حاضرة كانت مظنة للاختلاط بغير العرب ويفد إليها التجار من كل الأصقاع.
ولهذا نجد أن المعاجم والقواميس العربية جُمعت من أفواه الأعراب؛ جمعها العلماء كأمثال: سيبوية؛ وقطرب؛ والأصمعي؛ وأبي زيد الأنصاري؛ وغيرهم ممن كانوا يرتحلوا للبوادي فيجمعوا كلام الأعراب وأشعارهم.
انظر هنا موضوع (نوادر الأعراب):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=158205
ـ[أبو البركات]ــــــــ[20 - 09 - 09, 11:30 م]ـ
هما من شعب العرب /
فالعربي: الذي يسكن المدن والقرى الحاضرة؛ والأعرابي: صاحب العامود الذي يسكن البادية.
ولا فرق بين العربي والأعرابي إلا أن الأخير على فطرته لم يختلط بالأعاجم فلسانة فصيح ليس فيه لكنه ولا تشوبه عجمه؛ ولهذا كانت قريش تبعث الغلمان إلى بادية بني سعد وهذيل ليتعلموا العربية الفصيحة؛ فمكة بلد حاضرة كانت مظنة للاختلاط بغير العرب ويفد إليها التجار من كل الأصقاع.
ولهذا نجد أن المعاجم والقواميس العربية جُمعت من أفواه الأعراب؛ جمعها العلماء كأمثال: سيبوية؛ وقطرب؛ والأصمعي؛ وأبي زيد الأنصاري؛ وغيرهم ممن كانوا يرتحلوا للبوادي فيجمعوا كلام الأعراب وأشعارهم.
انظر هنا موضوع (نوادر الأعراب):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=158205
كيف يكون شعبا من العرب، وماهو توجيه قوله: اصل العرب؟!!!!
أما الفرق بين العرب والأعراب من الناحية الدينية أجد ان هناك فرق وملاحظ من الآيات والأحاديث،
فمثلا قوله تعالى في سورة التوبة (الأعراب أشد كفرا ونفاقا ... ) الآية هنا الكلام أطلق على الأعراب وخص بهم وأيضا فيه مقارنة فهم أشد كفر ونفاق من من؟ من هو المقارن مع الأعراب
نذهب إلى حديث آخر وهو قوله صلى الله عليه وسلم (لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم المغرب) هنا الرسول يحذر العرب من كلام الأعراب.
حديث آخر وهو قوله (قد كنت نهيت عن طعام الأعراب؟ قال: " يا عائشة! إنهم ليسوا بأعراب، هم أهل باديتنا، و نحن أهل حاضرتهم، و إذا دعوا أجابوا، فليسوا بأعراب ... )
هنا نفهم أن كل أعرابي بدوي وليس كل بدوي أعرابي حيث نهى النبي عن طعام الأعراب وقبلها من أهل باديته كما في الحديث.
أما من ناحية الفصاحة فالقرآن نزل بلسان عربي ولم يقل أعرابي ففي البخاري:
باب نزل القرآن بلسان قريش والعرب وقول الله تعالى قرآنا عربيا بلسان عربي مبين
4699 حدثنا أبو اليمان حدثنا شعيب عن الزهري وأخبرني أنس بن مالك قال فأمر عثمان زيد بن ثابت وسعيد بن العاص وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن ينسخوها في المصاحف وقال لهم إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في عربية من عربية القرآن فاكتبوها بلسان قريش فإن القرآن أنزل بلسانهم ففعلوا
ولم يتم إعتبار الأعراب في هذا الأمر اطلاقا ولايمكن. وأما علماء اللغة المتأخرين فلا حجة في فعلهم وربما كانوا يبحثون عن أناس لم يخالطوا الأعاجم.
فنحن نريد توضيح الأصل وهو أن الأعراب ليسوا اصلا للعرب وهو ما أردي مناقشته هنا.
وجزاك الله خير على مداخلتك عزيزي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/487)
ـ[أبو البركات]ــــــــ[22 - 09 - 09, 07:27 ص]ـ
هل من متصدقين علينا لنرى رأيهم بهذا الخصوص!!
ـ[فهد أبو سارة]ــــــــ[27 - 09 - 09, 05:27 ص]ـ
هذه صدقة أبا البركات (ابتسامة)
الأعراب هم البداة سكان البادية من العرب، والعربي حينما يتبدى يدخل في عداد الأعراب، وعليه الحديث: من بدا جفا ومن اتبع الصيد غفل.
ومفهوم الحديث يوحي بأن الأعراب فرع خرج من العرب، والأصل هنا العرب لا الأعراب.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو البركات]ــــــــ[30 - 09 - 09, 02:16 ص]ـ
هذه صدقة أبا البركات (ابتسامة)
الأعراب هم البداة سكان البادية من العرب، والعربي حينما يتبدى يدخل في عداد الأعراب، وعليه الحديث: من بدا جفا ومن اتبع الصيد غفل.
ومفهوم الحديث يوحي بأن الأعراب فرع خرج من العرب، والأصل هنا العرب لا الأعراب.
والله تعالى أعلم
أخر كلامك قلت أن الأصل العرب وليس الأعراب ... أذن يخطئ من يحمل كلام سيدنا عمر رضي الله عنه على نسبة العرب إلى الأعراب.
شكرا لك عزيزي وتقبل الله منا ومنك:)
ـ[ابو عبد الله سيد احمد]ــــــــ[21 - 10 - 09, 08:25 م]ـ
هل من يدل على كتاب غاية الارب فى معرفة اديان العرب للشيخ محمود شكرى الالوسى الحاجة ماسة ابحث عن الكتاب منذ سنوات عديدة جزاكم الله خيرا
ـ[الشاوي ابو علوش]ــــــــ[22 - 10 - 09, 05:00 م]ـ
الاعراب هم البدو
وهم المقصودون بهذا الاسم في القران
ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[26 - 10 - 09, 06:28 ص]ـ
ذكر هذه الوصية الإمام المبرد في كتابه ((التعازي والمراثي)) صـ 115 تقريبا
ـ[أبو البركات]ــــــــ[27 - 10 - 09, 12:51 م]ـ
النهاية في غريب الحديث والأثر
مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد (ابن الأثير)
ومنه حديث عمر " هم أصل العرب ومادة الإسلام " أي الذين يعينونهم ويكثرون جيوشهم ويتقوى بزكاة أموالهم. وكل ما أعنت به قوما في حرب أو غيره فهو مادة لهم.
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=121&ID=493&idfrom=3466&idto=3696&bookid=121&startno=47(149/488)
حمل: - عدد من مجلة العرب النادرة؛ الجزء: 7 السنة الثالثة - (محرم 1389هـ / أبريل 1969م) pdf
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[21 - 09 - 09, 12:58 ص]ـ
العنوان: مجلة العرب؛ لعلامة الجزيرة حمد الجاسر.
العدد: السابع؛ السنة الثالثة.
سنة الطبع: 1389هـ.
مواضيع العدد:
1 - الحِمى في القرن الأول الهجري؛ محمد صالح العلي
2 - نظرة في جغرافية شبه جزيرة العرب؛ سامي الأحمد
3 - فدائيون في تاريخنا (البراء بن مالك)؛ محمد علي العيد
4 - قصيدة شراع على الضباب؛ الجشي
5 - الأمثال العامية في نجد؛ محمد العبودي
6 - المعجم الجغرافي الحديث؛ محمد بن أحمد العقيلي
7 - الحجاز في القرن السابع الهجري؛ ابن رشيد الفهري الأندلسي
ملحق مع القراء في رسائلهم وتعليقاتهم:
1 - قبيلة بني هزان
2 - حول الشعر في وصف منازل الحج؛ عبد الله الجبوري
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=70652&stc=1&d=1253479400
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=70653&stc=1&d=1253479400
منقول من الفلك المشحون
ـ[عبدالعزيز العقيلي]ــــــــ[21 - 09 - 09, 05:22 ص]ـ
شكر الله لك أخي مصعب, وبارك فيك,
وهذا رابط ذو صلة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111126
ـ[عبدالعزيز العقيلي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 05:04 م]ـ
http://wadod.net/bookshelf/category/39
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[04 - 03 - 10, 01:11 م]ـ
بارك الله فيك /
وبورك في جهود الإخوة القائمين على موقع ودود للمخطوطات (جزاهم الله خيرا)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[04 - 03 - 10, 01:23 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=74366&stc=1&d=1267697767
حمل عدد المجلة من هنا ( http://wadod.net/library/21/2155.rar)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[04 - 03 - 10, 01:37 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=74367&stc=1&d=1267698904
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=74368&stc=1&d=1267699336
حمل هذا العدد من هنا ( http://wadod.net/library/21/2123.rar)(149/489)
قضية خايمي ماتوت رحمه الله
ـ[هشام زليم]ــــــــ[21 - 09 - 09, 03:03 ص]ـ
قضية خايمي ماتوت رحمه الله ...
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
عجيب ما ابتكرته محكمة التفتيش الإسبانية ''المقدسة'' للإيقاع ب''أعداء العقيدة الكاثوليكية'' من أصحاب ''المذاهب الهدّامة '' التي أرادت ضرب ''وحدة إسبانيا الدينية'' و ''تهديد أمنها القومي''. ف''المسلم'' صديق الترك و المغاربة, و ''اليهودي'' الوباء المستشري في المجتمع و ''البروتستانتي-اللوثري'' المدعوم من قبل فرنسا, هي سرطانات فتاكة في الجسد الإسباني وجب القضاء عليها قبل أن تودي بهذا الجسد الذي تعب من أجل سلامته إيزابيلا و فرناندو الكاثوليكيين –جعل الله مرقدهما حفرة من حفر النار-: ألم يطرد هذان الملكان اليهود سنة 1492؟ ألم يُسقطا آخر معقل إسلامي بالجزيرة الأيبيرية؟ ألم يستدعيا الكاردينال –الطاغية- ثينيروس Cisneros ليُنصّر المسلمين الغرناطيين؟
لكن كيف السبيل للتعرف على هذه ''الأورام'' في مهدها حيث يكون القضاء عليها سهلا نسبيا؟ جواب أجابت عنه ببشاعة محكمة التفتيش, جواب سهل و تنفيذه أسهل منه, بل هو حل ''اقتصادي'' لا يُكلّف الكثير و مُريح للمفتشين: كي نُحيط علماَ بأعداء ''الأمة الإسبانية'', على أبناء هذا البلد من النصارى المخلصين أن يتحولوا إلى جيش من الوشاة النمامين, جيش مخابراتي لا تقهره ''تقية المسلمين'' و لا الغدر الذي قد تخفيه صدور اليهود.
فعلى الجندي النمام ألا يأكل الطعام حتى يسأل عن جاره المورسكي (المسلم سابقا) أو المُتحوّل ( converso) ( اليهودي سابقا) بأي كيفية أكل طعامه: هل حرص على الأكل باليمين؟ هل حرص على تجنب أكل لحم الخنزير؟ هل أكل جالسا على الأرض كما يفعل ''المورو''؟ هل رتّل كلاما قبل الأكل؟ كيف حاله مع الخمر؟ هل يصوم الكارسما ,رمضان أم يوم الغفران اليهودي؟
كما عليه و هو يهرش جسده, لاعنا القذارة و من سنّها, أن يتساءل: تُرى هل يغسل جاري المورسكي جسده؟ تُرى هل يغسل يده قبل الأكل؟ تُرى هل يتنظف بعد "قضاء حاجته في الخلاء''؟ تُرى هل يملك الصابون؟ ...
لقد كان على الجندي أن يطرح ألف سؤال و سؤال ثم يجيب عنها متجسسا على جاره ليحمل ملفا كاملا عنه إلى المفتشين الذين يستدعون المُتهم أو يأتون به إلى حضرتهم كي ''يشقوا'' عن فؤاده ليتحققوا أ نصراني هو حقا أم كذاب, منافق, مرتد. لقد كان للمفتشين هذه السلطة ''التقديرية'' التي وهبها لهم البابا عطاءا من عند يسوعهم –زعموا و العياذ بالله-.
لقد تحوّلت حياة المورسكي إلى جحيم لا تكف فيه أعين الوشاة عن مراقبته أينما حل و ارتحل, فأي كلمة طائشة قد تقوده إلى المحرقة, و أدنى حركة , حتى من غير قصد اتجاه مقدسات النصارى, قد تُحوّله إلى مجرد رقم في لائحة ضحايا ''النصرانية''.
هكذا صار لسان حال المورسكيين: أين المفر؟
لقد عملوا رحمهم الله كل ما في وسعهم لتجنب المكوث في المنازل و الأحياء حتى يبتعدوا و لو قليلا عن العين النمامة, فاشتغلت طائفة غير قليلة منهم بمهن تعتمد على كثرة التنقل كمهنة نقل البضائع و الأشخاص بواسطة البغال (البغالون). لكن حتى هؤلاء لم يسلموا حيث التقطتهم ''عدسات كاميرا التجسس'' و هم يقومون بأفعال مخالفة للعقيدة ''الكاثوليكية'', كحال أخينا خايمي ماتوت رحمه الله و جعل الجنة مثواه.
كانت عادة البغالين في إسبانيا أن يتناولوا طعام الإفطار الصباحي بعد الانتهاء من حزم الأمتعة و ترتيبها فوق ظهور الأنعام. البغال خايمي ماتوت ابن بلدة سيغوربي لم يخرج عن هذه القاعدة إلا مرة واحدة كانت كافية لإرساله إلى محرقة محكمة التفتيش.
كان الشهر رمضان, و خايمي حرص على صيامه رغم أن طبيعة مهنته جعلته وسط غابة من الأعين النمامة, سواء أعين الركاب النصارى أو رفاقه في المهنة. ذات ليلة غفا خايمي فلم يستيقظ إلا وقد اقترب الفجر و دنا وقت خروج القافلة, فسارع إلى حزم الأمتعة لكن, لضيق الوقت, تولى و عاد مسرعا ليتناول طعام السحور فبل أن يتبين الخيط الأبيض من الأسود من الفجر. هذا التصرف أثار حفيظة النصارى الذين لم يتوانوا في إبلاغ السلطات عن هذه المخالفة المريبة. (1). فاعتُقِل خايمي و حُقِّق معه, و في سنة 1579م أحرقت محكمة التفتيش بكوينكا الشهيد –بإذن الله- خايمي ماتوت. (2)
http://www.uv.es/iudescoop/images/segorbe.jpg
صورة لبلدة سيغوربي
http://mural.uv.es/gilcal/mapa%20segorbe.jpg
الهوامش:
1 - أرشيف أسقفية كوينكا leg 274 n° 3787.
2- من كتاب '' Quand on brulait les morisques’’'' للباحثة الفرنسية جان فيدال Jeanne Vidal. الصفحة 152.
كتبه هشام بن محمد زليم المغربي.(149/490)
كتاب نادر: - الحجاز في صدر الإسلام pdf
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[21 - 09 - 09, 03:18 م]ـ
كتاب: الحجاز في صدر الإسلام؛ دراسات في أحواله العمرانية والإدارية pdf
تأليف: الدكتور العراقي أحمد صالح العلي
طبعة: مؤسسة الرسالة
الطبعة: الأولى
سنة: 1410هـ
عدد الصفحات: 700 ورقة بدون فهرست
حمل الكتاب: من هنا ( http://www.mediafire.com/download.php?tz1d0mno5mn)
ملاحظة: هذا الكتاب من أفضل ما قرأت عن الحجاز وجغرافيته وسكانه وأحواله وعمرانه؛ وهو عبارة عن أبحاث معمقةٍ عن الحجاز نشرها الدكتور صالح العلي في عدد من المجلات العلمية المحكمة؛ وساضع فهارس هذه الأبحاث بعون الله.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[21 - 09 - 09, 03:38 م]ـ
قال علامة الجزيرة حمد الجاسر وهو يصف الكتاب وأبوابه:
الحجاز في صدر الإسلام:
الأستاذ الدكتور صالح أحمد العلي (رئيس المجمع العلمي العراقي) والحائز على جائزة الملك فيصل العالية في الدراسات الإسلامية، من أوسع الباحثين معرفة، وأغزرهم ثقافة في الدراسات الإسلامية من تاريخية واقتصادية وعمرانية وغير ذلك، مما يدخل في نطاق الدراسة والبحث، ومؤلَّفه القيم: (الحجاز في صدر الإسلام، دراسات في أحواله العمرانية والإدارية) هو مجموعة أبحاث نشر بعضها في مجلات معتمدة؛ وهي موضوعات يجمعها نطاق عام هو توضيح أحوال الحجاز في العهود الإسلامية الأولى، وما فيها من معلومات يساعد على فهم تطور الأحوال السياسية والاجتماعية والفكرية لإقليم تميز أهله في تاريخ الأمة والإسلام.
ويقع الكتاب في ستة عشر فصلا.
وقد تحدث المؤلف الكريم في الفصل الأول عن دور أهل الحجاز في تثبيت الإسلام ودولته وتوسيعه، وعن مكانتهم زمن الخلافة الأموية، وأثرهم في تنظيم الإدارة الإسلامية، وفي النشاط التجاري وتنظيمه، وعن دورهم في توجيه الثقافة في بغداد، وعن مكانة علمائهم، ويبدو المؤلف في هذا الفصل أن نظرته عامة، فهم لم يأت بتحديد دقيق لمن تعنيه كلمة (أهل الحجاز)، ومعروف اختلاف الجغرافيين المتقدمين في تحديد أقاليم الجزيرة، وواضح أيضاً تداخل القبائل التي تسكن في هذه الأقاليم من حيث الجوار والاختلاط.
وإذن فتخصيص سكان ذلك القطر بتلك الأوصاف بحاجة إلى تعمق في الدراسة.
حقاً لقد كانوا السابقين إلى الإسلام، وإلى نصرة الرسول عليه الصلاة والسلام، والجهاد معه حتى انقاد سكان الجزيرة للدين الإسلامي، وشاركوا إخوانهم السابقين الأولين بما لهم من فضل في تثبيت دعائم الدين ونشره في مختلف الأقطار، وتنظيم الإدارة الإسلامية فيها بعد أن انضم إليهم كثير من أهل الأقطار الأخرى، بحيث أصبح من المتعذر تمييز أهل ناحية من نواحي الجزيرة على أهل الناحية الأخرى.
وتحدث الكتاب عن المؤلفات العربية عن المدينة والحجاز في المصادر العامة الأولى: كمؤرخ المدينة ابن زبالة؛ ويحيى بن الحسن؛ والمدائني؛ وابن شبة؛ والزبير بن بكار؛ والأسدي؛ وعرام؛ والسكوني.
وأَتَى في الفصل الثالث بتحديد إقليم الحجاز عند المتقدمين، وفي الفصل الرابع توسع في الحديث عن أرض الحجاز من الناحية الجغرافية في مناطقها الشمالية والغربية والجنوبية؛ معولاً في ذلك على أقوال الجغرافيين، وفي الفصل الخامس عن المياه والري، كالعيون والمصانع والسدود والآبار والبرك والوديان، وخصص الفصل السادس عن المنتجات الزراعية من النخيل والكروم والفاكهة والبقول والحنطة والشعير، أما عن العشائر فقد خصص للحديث عنها الفصل السابع.
ويلاحظ أن ذكر أسد وعبس وغطفان من سكان الحجاز فيه توسع، فكثير من بطون غطفان ومنهم عبس تنتشر بلادهم في نجد في أعلى القصيم إلى منطقة الحرار، فكل المواضع التي سماها المؤلف من منازل عبس واقعة في القصيم وفي أعلاه، كما يلاحظ أن كثيراً من النقول التي عَوَّل عليها الأستاذ المحقق هي مما ذكر البكري وياقوت وقد دخلها كثير من التحريف والتصحيف، وما سلم من ذلك فهو بحاجة إلى تثبت، إذ ليس كل ما ورد في المؤلفات الجغرافية القديمة ينبغي التسليم به.
وخصص الفصل الثامن لطرق المواصلات في الحجاز.
والفصل التاسع للمنازل بين المدينة ومكة، ويقال في تحديد المواضع فيه، مثل ما سبق القول عن منازل الحجاز، ومن أمتع الفصول الفصل العاشر المخصص للأحوال الإدارية في الحجاز؛ وتحدث الكتاب في فصول متتابعة عن تنظيم جباية الصدقات والأحماء (جمع حِمَى) والعطاء، وتطور تنظيمه، وملكيات الأراضي في الحجاز.
وختم الكتاب بفصل عن خطط المدينة اعتماداً على ما ورد في كتاب (وفاء الوفاء في أخبار دار المصطفى) للسمهودي، وفصلين عن المعالم الجغرافية في مكة، بالرجوع إلى كتاب (أخبار مكة) للأزرقي؛ ولعل أبرز ميزة لهذا الكتاب أن مؤلفه بحاثة جليل ذو اطلاع واسع في التاريخ الإسلامي بصفة عامة، وفي جغرافية بلاد العرب، وهو في جل المباحث قد رجع إلى أمهات المؤلفات في الموضوع الذي يطرقه.
ومن هنا فقد هيأ للدارسين معرفة ما في تلك المصادر، وما على من يريد التوسع في البحث ليصل إلى حقائق أهم وأشمل إلاَّ محاولة تطبيق تلك النصوص على ما تحدثَتْ عنه بطريق المشاهدة بعد التثبت من صحتها؛ ومباحث الكتاب موسعة متشعبة، ولهذا وقع في (696) من الصفحات، وصدر عن مؤسسة الرسالة في بيروت سنة 1410هـ (1990م) بطباعة حسنة.(149/491)
ترجمه لفضيلة الشيخ العلامه مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[21 - 09 - 09, 06:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذه ترجمة مطولة للشيخ المحدِّث العلامة إمام أهل السنة مجدد القرن في بلاد اليمن السعيد (مقبل بن هادي الوادعي) قدس الله روحه وأعلى درجاته، بقلم تلميذه "أبي همام محمد بن علي بن أحمد فرج الصومعي البيضاني" حفظه الله، سماها "نبذة يسيرة من حياة أحد أعلام الجزيرة" وقدم له فيها الشيخ المحدث "يحيى الحجوري" حفظه الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة فضيلة الشيخ / يحيى بن علي الحجوري
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد
فقد رفع الله سبحانه وتعالى شأن العلماء الناصحين العاملين بعلمهم فقال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} وقال تعالى: {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ} وجعلهم مئاباً للناس عند حلول المشكلات وحوالك المعضلات فقال تعالى: (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ).
وقال عز وجل: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} فبالعلماء العاملين ينقذ الله الأمم من ظلمات الجهالة ويبصرهم عن الوقوع في عماية الضلالة ويالله كم في فقدانهم من أضرار ومن تلاطم فتن وأخطار قد أبانها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله " إن الله لا ينزع العلم انتزاعاً من الصدور ولكن ينتزعه بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ". هذا وإن الناظر إلى أي بلد حرم العلم والتعليم والدعوة إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليرى بعد ضلالهم وانحطاط أخلاقهم وأفكارهم.
ولقد ذاقت البلاد اليمنية حرسها الله من كل سوء صنوفاً من البلايا وأنواعاً من الرزايا بسبب سيطرة الجهل والدعوات المنحرفة عن جادة الطريق المستقيم.
فجاس التشيع والتصوف خلال البلاد وعاث فيها بالشركيات والبدع وشتى أنواع الفساد فقيض الله عزوجل عدداً من رجال الحديث بين الحين والآخر إلى كتاب الله وسنة رسوله يدعون وعن ضده ينهون وينأون ومن أبرز أولئك الأفذاذ شيخنا العلامة الغيور على دين الله الصادع بالحق الصادق اللهجة القوي الحجة فجند نفسه ووهب عمره لوجه الله عزوجل في نصره دينه والذب عن كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ولقد خرج شيخنا العلامة مقبل بن هادي الوادعي تغمده الله برحمته وكثير من الناس يخبطون خبط عشواء وتجري عقولهم في اقتناص مصالحهم على غير السواء فجدد الله به في البلاد أمر دينها وحمى به جناب السنة وعرينها فشمر عن ساعد الجد بتشييد علوم كتاب الله وسنة رسوله وتبينها وتزييف تلك الضلالات وتوهينها فعلّم وصنف ودعا إلى الله عزوجل بكل ثبات ويقين وفضح الله به الزنادقة والملحدين والمبتدعة الضلال والمتهورين حتى كان محل ثقة المسلمين الرحال وقطعوا السهول والجبال فأحباه الله حياة طيبة مزدهرة بالعلم والتعلم والنصح والتوجيه والفتوى والبيان والزهد في الدنيا والأعراض عنها والجد في أمور الآخرة والسعي لها وختم له بخاتمة حسنة غبطة عليها الصلحاء الأخيار حيث وافته المنية بعد جهاد في الله ونصرة دينه وتحقيق توحيده عشرات السنين.
وصلى عليه في المسجد الحرام ألاف الأبرار الموحدين وقد اخرج مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال " ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/492)
هذا ولقد قام عدد من أفاضل طلاب شيخنا أبي عبد الرحمن الوادعي رحمه الله بتراجم له حافلة بين موسعه ومختصره (1) ذكروا فيها مناقبه وعلومه وكرمه وزهده وبذله وصبره ومحبة للسنة وبغض للمبدعه مما لا يتسع المجال لذكر بعضه هنا ومن بين من ترجم له أخونا الفاضل السني السلفي الداعي إلى الله الناصح الشهم العفيف الكاتب البصير ابو همام محمد بن علي البيضاني الصومعي حفظه الله برعايته وجعله في بالغ لطفه وعنايته ومن مميزات هذه الترجمة على بعض التراجم المذكورة وإن لم تكن بأوسع ولا أبلغ من بعضهن إلا أن أخانا أبا همام طرزها بردود متينة على بعض من طاشت أقلامهم وزلت أقدامهم وضلت أفهامهم بالطعن على شيخنا العلامة النحرير والمحدث الفقيه الكبير مقبل بن هادي رحمه الله فجرى الله أخانا أبا همام كل خير ودفع عنه كل سوء وضير.
وكتب يحيى بن علي الحجوري في تسعة عشر شهر رجب عام اثنين وعشرين وأربعمائة وألف للهجرة النبوية على صاحبها صلوات الله وسلامه 19/ 7/1422هـ
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
فقد روى البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا "
وإن موت العلماء يعتبر نكبة على الأمة الإسلامية لأن في بقائهم الخير لهذه الأمة أما: عند ذهابهم فإن الشرور تكثر وأهل الباطل بجميع أصنافهم يجدون سبيلاً لترويج باطلهم لأنهم عند وجود العلماء يكونون خامدين مدحورين وعند وفاة أولي العلم يكثر الخلاف والفرقة لأن الجهال يتصدرون ويريدون أن يكونوا هم العلماء هم أهل الفتوى هم المرجعية والله المستعان.
وان الأمة الإسلامية قد فقدت عالماً من هؤلاء العلماء فقدت عالماً مجاهداً مجدداً إنه العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله الذي وافانا خبر وفاته في ليلة الأحد الأول من شهر جمادى الأولى سنة اثنين وعشرين وأربعمائة وألف للهجرة (1) فرحم الله أبا عبد الرحمن واسكنه الفردوس الأعلى.
مكث في اليمن أكثر من عشرين عاماً في التدريس والدعوة والتأليف دحض الله به البدع وأقام به السنة قمع به التشيع والتصوف والتحزب لقد كان شجاً في حلوق أهل الباطل جميعاً.
وفد هذا العلامة اليمن سيما بلده صعدة والناس تحت وطأة الرفض و التشيع فبين لهم السنة من البدعة وبين لهم المنهج السلفي ودعاهم إليه وحذرهم من مناهج أهل البدع فصاروا له مناصرين إلا من استحب العمى على الهدى وقليل ما هم.
وجدهم يطوفون بالقبور ويستغيثون بأهلها ويذبحون لهم فبين لهم أن هذا العمل شرك لا يغفره الله وأن من مات مصراً على ذلك مات كافراً إلا أن يتوب.
أسس دار الحديث السلفية وعلم وصبر على تعليم الناس فتخرج على يديه الجم الغفير من العلماء والدعاة وحفظة القرآن والسنة يدعون إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم ومع هذا النفع العظيم الذي كان أبو عبد الرحمن سبباً في وجوده مع هذا كله كان أبو عبد الرحمن يقول: كل هذا لا بحول منا ولا قوة ولا بسبب كثرة علمنا ولا شجاعتنا ولا فصاحتنا في الخطابة ولكن أمر أراده الله أن يكون فكان ولله الحمد والمنة الذي وفقنا لذلك.
فرحم الله أبا عبد الرحمن لقد افتقده أهل اليمن خاصة والعالم الإسلامي عامة وقد تذكرت أبياتاً كان رحمه الله يتمثل بها فإنه كان يحب مناقشة طلابه في دروسه فسأل مرة عن بعض طلابه فلم يكونوا موجودين فطفق يقول:
سيذكرني قومي إذا جد جد هموا
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
فرحمك الله وجزاك خيراً ما جزا عالماً عن طلابه ومع هذا فقد كان أبو عبد الرحمن يعلم طلبته على أن يعلقوا الدعوة بالله وأن لا يعلقوها بشخص فقد سمعته يقول في 18/ 3/1420هـ في أحد دروسه {لا تعلقوا الدعوة بشخص وأنه لو مات ماتت الدعوة علقوها بالله}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/493)
وعلى كل فإن الله سبحانه وتعالى: قد حكم على جميع خلقه بالفناء حتى أنبياءه صلوات الله وسلامه عليهم قال تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} وقال تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.
هذا وإني قد كنت شرعت في كتابة هذه الترجمة بمكة المكرمة قبل وفاته عندما كان نزيلاً بها فترة علاجه ثم رجعت إلى دماج فلما جاءنا خبر وفاته اجتهدت في إكمالها (2) وهذا من حقه علينا فإن (3) [للعلماء علينا من الحقوق ما تركه يتم العقوق ومن رعايتهم ضبط أحوالهم الشريفة وتدوين مناقبهم المنيفة وتقليد محاسنهم في بطون الأوراق والمحافظة على حفظ نتائج أفكارهم التي هي من أنفس الأعلاق ومن ذلك تعظيمهم باللسان والجنان والأركان وعدم التعرض لما يئذيهم بالدخول في أعراضهم والاستهانة بمناقبهم الجزيلة الجليلة والتقعد لهم بمراصد الاستخفاف والتنصب لهم بمنصة الخلاف] (4).
وقد ورد في الآيات الفرقانية والأحاديث النبوية والآثار المصطفوية ما يقتضي النهي عن ذلك وتغطي بمن عمل به أيمن المسالك ".
وقد اشتملت هذه الترجمة على أمور وهي: (اسم الشيخ) (نسبه) (بداية طلبه للعلم) (رحلته) (عودته إلى اليمن) (رجوعه إلى أرض الحرمين ونجد) (دراسته بالجامعة) (سجنه) (ترحيله) (وصوله إلى اليمن) (بداية الدعوة) (آثاره العلمية) (شيوخه). (طلبته) (شجاعته) (حرصه على طلاب العلم) (عزة نفسه وعفته) (صبره وزهده) و (كرمه) (تواضعه) و (ورعه) (حرصه على الدعوة حرصه على العلم) ومراجعته (أعداؤه) (زوجاته) (حياته العائلية) (فوائد من مجالسه).
وما لا يدرك جله لا يترك كله وأسأل الله العلي القدير أن يرحم شيخنا وأن يتجاوز عنه وأن يسكنه فسيح جناته إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه أبو همام
محمد بن علي بن أحمد فرج
الصومعي البيضاني
مكة المكرمة
نسبه
هو الشيخ العلامة المحدث / مقبل بن هادي بن قايدة (1) الهمداني الوادعي الخلالي من قبيلة آل راشد
بداية طلبه العلم
بدأ شيخنا رحمه الله تعالى طلب العلم في المكتب فتعلم فترة ثم انقطع عن مواصلة العلم والسبب في ذلك أنه لم يجد معيناً يعينه على مواصلة طلب العلم.
قال (2) رحمه الله درست في المكتب (3) ثم ضاع من العمر ما شاء الله في غير طلب لأنه ما كان هنالك من يرغب أو يساعد على الطلب.
سفره إلى أرض الحرمين ونجد
ثم سافر شيخنا إلى أرض الحرمين ونجد وسكن بنجد قدر شهر ونصف فتغير عليه الجو بالرياض فعزم على السفر إلى مكة فاستنصح بعض الواعظين عن الكتب المفيدة حتى يقوم بشرائها فأرشده إلى (صحيح البخاري) – و (بلوغ المرام) – و (رياض الصالحين) و (فتح المجيد) – وكان يعمل آنذاك حارساً على عمارة في الحجون (4) فعكف على هذه الكتب يقرءها وكانت تعلق في ذهنه لأن العمل في بلده كان على خلاف ما فيها سيما كتاب فتح المجيد كما ذكر ذلك هو نفسه.
عودته إلى بلده
ثم عاد شيخنا إلى بلده وبدأ بإنكار المنكر الذي وجد قومه عليه من الذبح لغير الله وبناء القباب على القبور ونداء الأموات والاستغاثة بهم فبلغ ذلك الشيعة فأغاضهم ذلك فقائل منهم يقول " من بدل دينه فاقتلوه" (5) ومنهم من يرسل إلى أقربائه ويقول: إن لم تمنعوه فسنسجنه وبعد المضايقات وبعد التهديد والوعيد الشديد من قبل الشيعة الذين يرون أن أبا عبد الرحمن قد بدل دينه وأنه إن لم يرجع عن عقيدة التوحيد فسوف يقتل لأن من دعا إلى التوحيد عند الشيعة وأضرابهم فقد بدل دينه يستتاب فإن تاب وإلا قتل وبعد هذا وذاك قرروا قراراً لم يستطع أبو عبد الرحمن الفرار منه قرروا أن يدخلوه جامع الهادي (6) ليتعلم هنالك حتى يزيحوا الشبه التي قد علقت في ذهنه بزعمهم وهذا ابتلاء لأبي عبد الرحمن رحمه الله بعد ما عرف العقيدة الصحيحة والمنهج الصحيح يزج به في وكرٍ من أوكار التشيع ولكنَّ أبا عبد الرحمن بفضل الله عز وجل ثم بسبب عقيدته السليمة عندما رأى أن الكتب التي تدرس عندهم شيعية معتزلية أقبل على النحو يتعلمه وإن كان أهل البدع بجميع أصنافهم يدسون العقيدة الفاسدة في اللغة العربية إلا أن الله سبحانه وتعالى حفظ أبا عبد الرحمن من هذه المكيدة فدرس " قطر الندى " لابن هشام مراراً حتى استوعبه استيعاباً عجيباً لكثرة ما درسه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/494)
وراجعه
عودته إلى أرض الحرمين
ثم عاد أبو عبد الرحمن رحمه الله إلى أرض الحرمين إلا أنه قبل ذلك نزل نجران وسكن فيها قدر سنتين ولازم فيها مجد الدين المؤيد (7) ثم انطلق إلى مكة فكان يعمل نهاراً ويدرس ليلاً.
دخوله معهد الحرم
ثم فتح معهد الحرم فتقدم شيخنا رحمه الله مع مجموعة من طلبة العلم للاختبار فنجح بفضل الله تعالى.
انتقاله إلى المدينة النبوية
وعندما انتهى شيخنا رحمه الله من المتوسط والثانوية انتقل إلى المدينة النبوية ودخل الجامعة الإسلامية وأختار كلية الدعوة وأصول الدين وعندما جاءت العطلة خشي من ضياع الوقت فانتسب في كلية الشريعة وانتهى من الكليتين وأخذ شهادتين والمعتبر عنده هو العلم لا الشهادة كما كان يردد ذلك في كثير من دروسه.
حصوله على الماجستير
ثم فتحت آنذاك في الجامعة الإسلامية دراسة الماجستير فتقدم لاختبار المقابلة فنجح بفضل الله وكانت الدراسة التي أعدها لنيل شهادة الماجستير هي تحقيق كتاب الالزامات والتتبع للإمام الدارقطني رحمه الله وهذه المناقشة سجلت على أشرطة ثم فرغت وطبعت ضمن كتابه غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة.
وصوله إلى اليمن
وعندمنا وصل هذا العالم الجليل والمجاهد النبيل إلى بلده أخذ يدرس في قريته الأولاد القرآن الكريم وتكالبت عليه الدنيا كأنه خرج لخراب البلاد كيف لا وأهل الرفض يحيطون به من كل جانب ويرون أنه ممن بدل دينه وأنه إما أن يرجع عن عقيدته وإما أن يقتل وكان في ذلك الوقت وحيداً بمفرده لا يعرف أحداً لا يعرف شيخ قبيلة ولا يعرف مسؤولاً وإنما كانت كلمته التي يرددها حسبي الله ونعم الوكيل.
وبعد أيام أخرج بعض فاعلي الخير مكتبته من المدينة ولم يستلمها إلا بعد غرامة مالية وتعب تعباً شديداً فعندما وصلت ذهب الشيعة إلى المسؤولين وقالوا إنها كتب وهابية حتى إن الخبر وصل إلى الرئيس وأحال الرئيس القضية إلى أحد المسؤولين ثم سلمت له.
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[21 - 09 - 09, 06:47 م]ـ
إشراقة أمل
ثم بدأت الدعوة السلفية دعوة التوحيد دعوة الحق تشع بنورها رغم أنوف الحاسدين والحاقدين من شيعية وصوفية وعلمانية بجميع أصنافها بدأت تنطلق من قرية صغيرة تحيطها الجبال ولكن شعاع هذه الدعوة المباركة بدء ينتشر ويكتسح الباطل بدء هذا الحق يرتفع ويحطمُ البدعَ والخرافات ويضيء للناس الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه أنه لا ذبح إلا لله لا عبادة إلا لله – لا نذر إلا لله – لا حكم إلا لله لا ولاء إلا لله – ولا براء – إلا من أجل الله – لا دعوة إلا إلى الله – وإلى كتابه – وإلى سنة رسوله جاء أبو عبد الرحمن والناس في اليمن تحت وطئة الرفض والتشيع لا يستطيعون أن يحرروا أنفسهم من هذه الوطئة وهذا الاستعباد ولقد سمعت رجلاً من أهل دماج وأنا راكب في سيارة أثناء ذهابي إلى صعدة يقول لأحد الشيعة (لقد حررنا الشيخ مقبلٌ).
جاء أبو عبد الرحمن وأهل دماج كانوا يذبحون لغير الله في مكان يقال له الملاطة فنهاهم وحذرهم وتركوا وكانوا يذهبون إلى قبر الهادي بصعدة ويدعونه من دون الله فبين لهم الحق وأن هذا لا يجوز وأنه شرك لا يغفره الله فانتهوا ثم بدء الناسُ يسمعون عن دعوة تدعو إلى التوحيد وأنه لا إله إلا الله لا معبود بحقٍ إلا الله.
سمعوا بهذا العلامة الإمام فشمروا عن ساعد الجد ورحلوا إليه ليأخذوا عنه العلم جاءوا من مصر – والكويت وأرض الحرمين ونجد وليبيا والجزائر والمغرب وتركيا وبريطانيا وأمريكا والصومال وبلجيكا ومن جميع البلاد اليمنية وكان المسجد صغيراً بناه أقرباء الشيخ له لكي يصلوا فيه درءاً للفتنة ثم بنيت عدة مساجد بعده كلما ضاق مسجد بنوا أخر ثم جعلت المساجد القديمة لصالح الدعوة منها ما هو سكن وآخر يدرس فيه النساء وآخر مكتبه وآخر مطبخ وآخر لإقامة الدروس وآخر لاستقبال الضيوف وآخر لحاجيات الطلاب وهكذا.
حتى صار عدد الطلاب أكثر من ألفي طالب ومع هذا فأبو عبد الرحمن دائماً يكرر ويقول: كل هذا لا بحول منا ولا قوة ولا بسبب كثرة علمنا ولا شجاعتنا ولا فصاحتنا في الخطابة ولكن هذا أمر أراد الله أن يكون فكان ولله الحمد والمنه الذي وفقنا لذلك.
آثاره العلمية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/495)
ولهذا العالم المجاهد آثار علمية هائلة جنى اليمنيون بل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها ثمارها من المؤلفات القيمة النافعة التي يستفيد منها المبتدئ ولا يستغنى عنها المنتهي كذلك طلابه في كثير من البلاد الإسلامية وغيرها وهذه مؤلفاته المطبوعة فدونكها:
1 الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين (1)
2 تراجم رجال الحاكم في المستدرك
3 تتبع أوهام الحاكم التي سكت عليها الذهبي طبعت ضمن المستدرك وصار عدده
4 تراجم رجال الدار قطني في سننه
5 الصحيح المسند من دلائل النبوة
6 غارة الفصل على المعتدين على كتب العلل
7 الجامع الصحيح في القدر
8 صعقة الزلزال لنسف أباطيل الرفض والاعتزال (8)
9 إجابة السائل عن أهم المسائل
10 الشفاعة
11 رياض الجنة في الرد على أعداء السنة ومعه الطليعة في الرد على غلاة الشيعة وحكم القبة المبنية على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم
12 تحفة الأريب على أسئلة الحاضر والغريب
13 المخرج من الفتنة
14 الصحيح المسند من أسباب النزول (3)
15 ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر
16 المصارعة
17 الإلحاد الخميني في أرض الحرمين
18 الباعث على شرح الحوادث
19 إرشاد ذوي الفطن لإبعاد غلاة الروافض من اليمن
20 الجامع الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين (4)
21 غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة
22 الفواكه الجنية في الخطب والمحاضرات السنية
23 قمع المعاند وزجر الحاقد الحاسد
24 مجموعة الرسائل العلمية تحتوي على ما يلي:
1 - شرعية الصلاة في النعال (5) 2 - تحريم الخضاب بالسواد 3– الجمع بين الصلاتين في السفر 4– إيضاح المقال في أسباب الزلزال والرد على الملاحدة الضلال 5– ذم المسألة.
25 تحفة الشاب الرباني في الرد على الإمام محمد بن علي الشوكاني
26 فتوى في وحدة المسلمين مع الكفار (6)
27 إقامة البرهان على ضلال عبد الرحيم الطحان
28 الديباج في مراثي شيخ الإسلام الشيخ عبد العزيز ابن باز
29 حكم تصوير ذوات الأرواح
30 المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح
31 فضائح ونصائح
32 مقتل الشيخ جميل الرحمن الأفغاني ومعه بحث حول كلمة وهابي.
33 إسكات الكلب العاوي
34 تحقيق تفسير ابن كثير حقق مجلداً وما بقي قام بتحقيقه بعض طلبته
35 الصحيح المسند من التفسير بالمأثور ولم ينته منه وتقوم إحدى زوجاته بإكماله
36 كتاب الإلزامات والتتبع للإمام الدار قطني دراسة وتحقيق (7)
فهذه ثروة علمية هائلة خلفها أبو عبد الرحمن الوادعي رحمه الله تعالى للأمة الإسلامية عامة ولطلبته العلم خاصة فقد أفنى عمره في التدريس والدعوة والتأليف فرحم الله أبا عبد الرحمن.
مشايخه
أخذ أبو عبد الرحمن العلم على مشايخ أجلاء من أعلام هذا العصر وقد ذكرهم في ترجمته التي لا تتجاوز ست ورقات في مواضع متفرقة وسأذكرهم في هذه السطور على النحو التالي:
1 - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله مفتى عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس البحوث العلمية والإفتاء. درس عليه في الحرم المدني في صحيح مسلم.
2 - الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله كان يحضر له في مجالسه الخاصة وله نقاشات متعددة معه (8).
3 - الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله.
4 - الشيخ محمد السبيل حفظه الله.
5 - الشيخ عبدالعزيز الراشد رحمه الله.
6 - الشيخ يحيى الباكستاني حفظه الله درس عليه في تفسير ابن كثير وصحيح البخاري وصحيح مسلم في الحرم المكي.
7 - الشيخ محمد بن عبدالله الصومالي درس عليه في علم الحديث ومنه استفاد كثيراً في هذا العلم، مكث عنده نحو سبعة أشهر وكان ذلك في الحرم المكي.
8 - الشيخ السيد محمد الحكيم المصري، وهو أبرز من درسه في الجامعة الإسلامية.
9 - الشيخ محمد بن عبدالوهاب فائد المصري، درسه في الجامعة الإسلامية.
ودرس على بعض الشيعة في مسجد الهادي بصعدة.
قال رحمه الله في ترجمته عن دراسته في جامع الهادي ومدير الدراسة القاضي مطهر حنش فدرست في العقد الثمين وفي الثلاثين المسألة وشرحها لحابس ومن الذين درسونا محمد بن حسن المتميز وكنا في مسألة الرؤية فصار يسخر من ابن خزيمة وغيره من أئمة أهل السنة وأنا أكتم عقيدتي إلا أني ضعفت عن وضعت اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة وأرسلت يدي ودرسنا في متن الأزهار الى النكاح مفهوماً ومنطوقاً ... ثم طلبت من القاضي قاسم بن يحي شويل ان يدرسني في بلوغ المرام ... ودرست قطر الندى مراراً على اسماعيل حطبة.
قلت: وكذلك درس على مجد الدين المؤيد وقد مر ذكره.
طلبته
أما طلبة أبي عبد الرحمن فكثير جداً لا استطيع جمعهم في هذه الرسالة لصغر حجمها فقد ذكر في ترجمته ثلاث مائة وأربعة وثلاثين طالباً وترك الكثير ولكن أذكر بعضهم.
- الشيخ العلامة المحدث محمد بن عبد الوهاب الوصابي العبدلي القائم على دار الحديث بالحديدة.
- الشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري وهو خليفة الشيخ في دار الحديث السلفية بدماج وقد أوصى شيخنا قبيلته أن لا يرضوا بنزوله من على الكرسي فقال رحمه الله في وصيته لأقرباءه وأوصيهم بالشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري خيراً وألا يرضوا بنزوله عن الكرسي فهو ناصح أمين.
- الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله الريمي الملقب بالإمام القائم على دار الحديث بمعبر.
- الشيخ الفاضل عبد العزيز البرعي القائم على دار الحديث بمفرق حبيش.
وغيرهم كثير وإنما ذكرت هؤلاء لأنهم عُرفوا في أوساط المجتمع فلا ينقم علينا أحدٌ ومن أراد المزيد فليرجع إلى ترجمة أبي عبد الرحمن رحمه الله (9).
أما النساء فكثير وكثير جداً ومن أبرزهن.
1 - أمُ عبد الله الوادعية بنت الشيخ رحمه الله تعالى ولها من المؤلفات نصيحتي للنساء والصحيح المسند من الشمائل المحمدية (10).
2 - أمُ شعيب الوادعية زوجة الشيخ رحمه الله الثانية ولها من المؤلفات الصحيح المسند من فضائل آل بيت النبوة.
3 - أم سلمة زوجة الشيخ رحمه الله الثالثة ولها من المؤلفات تحذير الفتاة العفيفة من تلبيسات الزنداني الخبيثة وكتاب الانتصار لحقوق المؤمنات تحت الطبع.
وكل هؤلاء يقمن الدروس ويعلمن بدار الحديث السلفية بدماج.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/496)
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[21 - 09 - 09, 06:48 م]ـ
شجاعته في إنكار المنكر
كان رحمه الله تعالى شجاعاً يقول كلمة الحق وينكر المنكر لا يخاف في الله لومة لائم ومن قرء كتبه عرف ذلك أو سمع أشرطته فهو يتكلم في البدع بجميع أصنافها والشرك والظلم والفساد بجميع أنواعه وإذا رأى منكراً أو سمع به لا يهدئ له بال ولا يقر له قرار حتى ينكره وله ردود رد فيها على أهل الباطل بجميع أصنافهم.
فقد رد في كتابه (المخرج من الفتنة) على أصحاب الحداثة – وعلى من يحكم بغير ما أنزل الله – وعلى الأباضية – وعلى أحمد مفتي عمان أحمد الخليلي – وعلى الزيدية – ورد على أنصار السنة بالسودان وبين أن في صفوفهم من يعتقد بعقيدة المعتزلة – وعلى جماعة التكفير – وعلى جماعة التبليغ وبين لهم أخطاءهم – وعلى الأخوان المسلمين.
ورد على الطاعنين في حديث السحر في رسالة عنوانها (ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر) وكان مما قاله: فإني لما كنت بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغني أن بعض الناس ينكرون حديث السحر فقلت لمن أخبرني إنه في البخاري ومسلم فقال وهم ينكرونه فقلت بمن ضعفوه وكنت أظن أنهم يسلكون مسالك العلماء في النقد والتجريح لعلهم وجدوا في سنده من هو سيء الحفظ أو جاء موصولا ً والراجح أنه منقطع أوجاء مرفوعاً والراجح فيه الوقف كما هو شأن الحافظ الدار قطني رحمه الله في انتقاداته على الصحيحين فإذا هؤلاء الجاهلون أحقر من أن يسلكوا هذا المسلك ... والميزان عند هؤلاء أهواؤهم فما وافق الهوى فهو الصحيح وإن كان من القصص الإسرائيلية أو مما لا أصل له وما خالف أهواءهم فهو الباطل ولو كان في الصحيحين.
ورد في رسالته (إيضاح المقال في أسباب الزلزال والرد على الملاحدة الضلال)، رد فيها على الملاحدة الذين يقولون إن الزلزال أحدثته الطبيعة.
ورد في رسالته (فتوى في وحدة المسلمين مع الكفار) على أصحاب الانتخابات وأصحاب الديموقراطية وبين للمسؤولين وللمواطنين وللتجار ومشايخ القبائل ماهو واجبهم ثم بين حكم ما يسمونه بمجلس الأمة ورد – على عبد الرحيم الطحان في كتاب (إقامة البرهان على ضلال عبد الرحيم الطحان).
عندما قال إن نظرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تعدل عبادة آلاف السنين – وقوله إن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة في اليقظة ورد على أقوال أخرى من أراد المزيد فليرجع إليها.
ورد في كتابه (البركان) بين فيه الأخطاء الموجودة – في جامعة الإيمان بصنعاء ويليه كذلك (إسكات الكلب العاوي) رد فيه على القرضاوي عندما تهجم وأساء الأدب مع الرب سبحانه وتعالى (1)
ورد في كتابه (المصارعة) على المكارمة وفضح – الأباضية – والصوفية – ونصح فيه – الصحفيين و- العلماء – والدعاة – وأهل بيت النبوة – والمزارعين – والأمهات.
ورد في كتاب (صعقة الزلزال لنسف أباطيل الرفض والاعتزال) فضح فيها الرافضة ومنهجهم المعتزلي.
ورد في كتاب – رياض الجنة في الرد على أعداء السنة) على من يعادي السنة وأهل السنة أما أشرطته فكثيرة جداً.
فكان: رحمه الله لا يفتر عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال مرة كنت في الحرم في الدور الثاني في الحرم فوجدت الصوفية في حلقة يرقصون ويتمتمون بأذكارهم فدخلت وسط الحلقة وصحت وقلت بيوت الله تهان فسكتوا وجاء العسكري وفرقهم أقول ومع هذا فأبو عبد الرحمن رحمه الله لا يخشى أحدا إلا الله ولا يبالي فيمن تكلم فيه فقد قال رحمه الله في أحد دروسه بتاريخ 18/ 3/1420هـ من يريد أن ينصر الحق لا بد أن يتكلموا فيه.
حرصه على طلبة العلم
وكان رحمه الله حريصا على طلبة العلم وكان يحزن ويتوجع إذا علم أن طلبته يحتاجون شيئا ولم يستطيعوا الحصول عليه فقد قال رحمه الله في بعض دروسه: أعظم مشقة تواجهني أعظم من مواجهة المبتدعة وأعظم من التأليف هي حاجات الطلاب
وكان أبو عبد الرحمن لا يبخل على طلابه بشيء فقد رأيته مرة بعد درس الظهر خرج من بيته ومعه صحن فيها أرز وإناء فيه لبن فاعطاه بعض الطلبة.
وكنت في يوم من الأيام في بيته دعاني كي أتناول عنده طعام الغداء وبعد ما تغدينا سمعنا
طرق الباب فقام الشيخ ليفتح الباب وقمت معه كي أخرج فإذا ببعض طلبته يخبر الشيخ أن طلبة العلم تغدوا وهناك بعضهم لم يتغد فذهب إلى حجرته وأتى بمال واعطاه الطلبة لياخذوا لهم غداء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/497)
ومررت يوما بجانب بيته فرأيت بعض طلبة العلم قائما فسألته ماذا تنتظر فقال اريد الشيخ أخبرته أنني قادم على زواج فاردت أن يساعدني بينما أنا اكلمه ناداه الشيخ إلى فناء بيته فلما خرج سألته قال اعطاني مبلغا من المال وقال لايملك غيره ووعدني أن يعطيني كذلك مرة أخرى ثم جاء الطالب نفسه مرة أخرى واعطاه ما وعده فرحم الله أبا عبد الرحمن.
وكان إذا خرج من الدرس بعد الظهر وجاء أحد يسئله عن سؤال قال له أدخل نتغدى ثم نتكلم
ومرة قدم له بعض طلبة العلم ورقة في أحد الدروس مكتوب فيها: أنا طالب علم وأحب العلم وعليّ دين واخشى أن يصرفني عن طلب العلم وبعد ما قرءها الشيخ أخذ يدرس وقبل الإنتهاء من الدرس قال: في مكبر الصوت الأخ الذي قدم الورقة يذهب إلى الأخ فلان ويقول له كم دينه وننظر هل نستطيع مساعدته.
ومرة دخلت أنا وبعض طلبة العلم عليه بعد صلاة الفجر إلى منزله وكان معنا طالب وكنا حريصين على تزويج هذا الطالب فقلنا للشيخ كلمه يا شيخ فقال الشيخ: يا بني تزوج وإذا كان المال هو العائق لك عن الزواج فمني لك كذا وكذا من المال. فجزا الله أبا عبد الرحمن خيراً.
وكان عزيز النفس عفيفاً
وكان أبو عبد الرحمن عفيفاً عنده عزة نفس حتى إن من عزة نفسه أنه كان يتحرج من أن يكتب لأهل الخير بما يخص طلبته فعلم بذلك الشيخ عبد العزيز بن باز فكتب إليه يا أبا عبدالرحمن اكتب وأنت مأجور وإذا أتته الأموال لطلبته العلم مباشرة يحيلها إلى المسؤول عن شؤون الطلاب وكان أبو عبدالرحمن رحمه الله على هذه الخصلة الطيبة من بداية أمره.
فقد حدثنا مرة أنه عندما كان يتعلم في جامع الهادي كان يبقى معه شيء من الخبز فيضعه في فتحة في الجدار يقال لها الخزانة فيأتي يوم من الأيام لا يجد أكلاً فيأتي لها قال فأدخل يدي ورأسي أبحث عنها ثم أخرجها وقد نسج عليها العنكبوت فأميط عنها التراب فأجدها قد يبست فابلها بالماء ثم إن وجدت حبة من الطماطم فأمر طيب وإلا أكلتها.
وقد عود أبو عبد الرحمن طلبته على هذه الخصلة الطيبة (2) ودرسهم في كتابه ذم المسألة وكان يذم من يذهب يتسول باسم الدعوة ويحذر منه قال في مقدمة كتابه السالف ذكره: أما بعد فإني لما رأيت أقوماً ممن يزعمون أنهم دعاة إلى الله تخصصوا للتسول وتركوا الاحتراف (3) فرب زراع يأكل أكلاً حلالاً من كسب يده بل عمله من أفضل القربات فقد روى البخاري ومسلم عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة.
ورب شخص يعمل في التجارة وهي أيضاً من أفضل القربات وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل أي الكسب أطيب قال: عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور.
بل ربما يكون الرجل بدوياً يأكل مما تنتجه غنمه وإبله فيرى المتسولين يفتحون المعارض ويبنون العمائر فيعفوا لحيته ويتشبه بالدعاة إلى الله ويحترف التسول أف لها من وضيفة مشينة مزرية .. وأخيراً فإني أنصح لأهل السنة أن يصبروا على الفقر فهي الحال التي اختارها الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:
قلت هكذا كان رحمه الله تعالى معلماً وموجهاً ومحذراً لطلبته من أن ينزلقوا هذا المزلق المشين. وبعد هذا فأبوا عبد الرحمن لا يريد بهذا الكلام أن طلبة العلم يتركون العلم ويذهبون للتجارة (4) كلا وإنما يريد أبو عبد الرحمن أن يوجه أهل السنة إلى أن أكل اليد خير من أن يذهب الإنسان يمد يده وأن عليهم أن يصبروا على الفقر فقد رضيه الله لنبيه فرحم الله أبا عبد الرحمن وأسكنه فسيح جناته.
صبره
أما صبر أبي عبد الرحمن رحمه الله فلا أعرف أحداً يماثله في زماننا فقد صبر على أمراض عدة منها مرض الاستسقا الذي مكث سنوات وهو يعاني منه لكنه يصبر ويحتسب الأجر على الله ومرض الكبد فقد تفتت كبده بسبب مرض السرطان ومع هذا كان صابراً محتسباً والعجيب أنه مع هذه الأمراض كان لا يترك الدروس فقد قال أخونا أحمد الوصابي حفظه الله تعالى أنه دخل مرة على الشيخ وكان مريضاً مرضاً شديداً فأراد أن يخرج يلقي دروسه فقال له أخونا أحمد يا شيخ أنت متعب يقوم بالدروس غيرك فأجابه قائلاً: لا والله لا أترك هذه الوجوه الطيبة.
ورأيته مرة خرج من بيته يلقي الدروس ويده مربوطة إلى عنقه وعليها جبيرة فسألت إخواني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/498)
ما الذي حصل للشيخ قالوا سقط في بيته على الأرض وما رأيته ترك الدروس حتى شفي
ومنعه الأطباء مرة من القاء الدروس حفاظا على صحته فمكث فترة ثم عاد وفي مرضه الأخير زرته في مدينة صنعاء فكان يستقبل الضيوف ولا يتأفف من أحد ولا يقول دوعوني ارتاح وإنما يستقبل الناس ويبتسم وزرته في مكة في فندق لؤلؤة نجد فسألت عنه قالوا سيأتي من الحرم فانتظرت فلما أتى نظرت إليه وأنا مندهش لقد نحل جسمه وبانت عظام وجهه فسلمت عليه أنا وصديقي أبو عبد الله الصومعي حفظه الله فقال وهو يبتسم تفضلوا فقلت له ترتاح فقال تفضلوا فنظرت إلى
ابي حاتم العودي فقال جزاكم الله خيرا فقد اكرمتمونا بفعلكم هذا فالشيخ متعب ولما كان في فندق دار الأزهر فكان الأخوة من طلبة العلم يزورونه فيجلس معهم ولا يتضجر من أحد وإنما يصبر ويتصبر فرحم الله ابا عبد الرحمن واسكنه الفردوس الأعلى.
زهده وكرمه وتواضعه وورعه
وكان أبو عبد الرحمن رحمه الله زاهدا حتى إنه عود الكثير من طلبته على هذه الخصلة الحميدة التي كانت سببا: لنيلهم العلم فقد كان ابو عبد الرحمن زاهدا في مسكنه وملبسه بل ومأكله واذكر أنني عام 1413هـ قدمت من مكة المكرمة لطلب العلم فلما وصلت إلى دماج سألتهم عن مسجد الشيخ فدلوني عليه فدخلته وكنت أرقب باب المسجد متى يدخل الشيخ وظننت أن الشيخ سيدخل علينا وهو لابس البشت أي أنه مميز عن طلبته فلما دخل أبو عبد الرحمن المسجد ظننته القائم على المسجد لأننا اعتدنا بمكة أن نرى أنا سا يقومون بعناية المساجد فلما أخبروني أنه الشيخ. فتعجبت فقد كان ملبسه لا يتميز عن ملبس طلابه بل يفوقه بعض طلابه في ملبسه
ومن زهده رحمه الله إنه لم يبال بحطام الدنيا من مساكن وغيرها فبيته الذي يسكنه أكثره من الطين: هو بيت صغير ودخلت معه مرة إلى غرفته الخاصة فرأيت فرشها فإذا هو من الفرش المخططة المخصصة للمساجد فكان لا يبالي بأمور الدنيا أهم شيء عنده العلم والتقيت بإخينا أبي حاتم العودي بمكة المكرمة فقال لي إنه جاء بعض الناس من فاعلي الخير إلى أبي عبد الرحمن رحمه الله فأرادوا أن يبنوا له بيتا فقال لهم هاتوا المال فأخذ أبو عبد الرحمن منهم المال وبني به مسجداً وبني غرفة صغيرة فوق المسجد، فلما جاءوا قالوا لأبي عبد الرحمن أين البيت قال لهم هذا هو بيتي واراهم المسجد وأشار لهم إلى الغرفة الصغيرة التي فوق المسجد
ومن زهده في الدنيا أنه أوقف أرضا كبيرة كان يملكها لطلبته كي يبنوا فيها مساكن لهم وفيها الآن قرابة مائتين وخمسين بيتا أو أكثر.
بل إن بعض الشيعة اعترفوا بأبي عبد الرحمن وبعلمه وبدعوته بسبب هذه الخصلة الحميدة فقد كنت يوماً بمدينة صعدة وسمعت شيعياً يسب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما فقال له رجل ومقبل أي يريد منه أن يسب الشيخ مقبلاً رحمه الله فقال له أما الشيخ مقبل أشهد لله أنه عالم ولو أراد الدنيا لعمَّر عما يرا إلى براش (5).
أما تواضعه رحمه الله فهو تواضع لا يكاد يوجد إلا عند القليل فمن تواضعه لو ناداه طفل وهو يمشي لوقف له يكلمه وينظر ماذا يريد ويأتيه الصغير وهو على كرسيه يلقي درسه فيتوقف عن إلقاء درسه فيقول له الصغير أريد أن أقرأ حديثاً في مكبر الصوت فيرفعه الشيخ أو يأمر بعض طلبة العلم برفعه فيجلسه أمامه فيقرأ الصغير حديثه والشيخ يبتسم ولا يتضجر وكان مع طلبته هين لين.
ومن تواضعه أنه كان إذا جاءه العوام يجلس معهم الوقت الطويل بالرغم من حرصه على الوقت حتى إنه قال لنا في بعض دروسه يأتيني العوام فأجلس معهم وأحتسب على الله لأنهم لا يعرفون قيمة الوقت وسيقولون إنني متكبر أما طلاب العلم أعاملهم خلاف العوام لأنهم يعرفون قيمة الوقت وابن الجوزي رحمه الله كان يجمع ما عنده من الأقلام فإذا جاءه الزائرون يجلس معهم يبرئ الأقلام.
أقول أما قول أبي عبدالرحمن إنه يعامل طلبة العلم على خلاف العوام فلا يفهم من ذلك إنه لا يجلس معهم وإنما إذا جلس معهم ناقشهم وغربل معلوماتهم وإذا أراد أن يقوم قال ارتاحوا أنا سأذهب كما كان يقول ذلك لنا عندما كنا ندعى من قبله.
ومن تواضعه: أنه كان: في أيام الأعياد يخرج مع طلبته إلى الوادي فيشاركهم أفراحهم فيجتمعون حلقة كبيرة ويدخل فيها بعض الطلبة الأندونيسيين يلعبون لعبة الكاراتيه وهو يبتسم ثم يدخل بعض الأمريكيين يلعبون ملاكمة وهكذا فيمكث معهم إلى قرب المغرب ثم يرجع إلى بيته.
أما كرمه فكما قال الشاعر:
تراه إذا ما جئته متهللاً كأنك تعطيه الذي أنت سائله
ولو لم يكن في كفه غير روحه لجاد بها فليتق الله سائله
هو البحر من أي النواحي أتيته فلجته المعروف والجود ساحله
فقد كان رحمه الله كريماً يستقبل وفوداً وإذا جاءه زائرون دعاهم إلى بيته للغداء وإذا جاء في وقت متأخر استقبله الطلاب إلى غرفة الضيوف ثم يلتقي بالشيخ ويقدم الغداء بنفسه في كثير من الأوقات وكذلك كان يجلس معه بعض الزوار بعد صلاة الفجر فيقدم لهم زبيباً ويكرمهم غاية الإكرام وكان يجود بما يملكه.
وكان إذا جاءه أحد وقت وجبة من الوجبات لا سيما وجبة الغداء دعاه لتناول الغداء وكان كريماً كذلك مع طلبته وسبق الكلام على ذلك في حرصه على طلبة العلم.
وكان ورعاً رحمه الله تعالى فلا يبقى مال الدعوة عنده بل يحيله إلى مسؤول المال.
بل كان ربما يهدى له شيء من شخص لا يعرفه فيترك الانتفاع به ويعطيه من تستحقه من زوجاته كما سيأتي عن زوجته أم شعيب فرحم الله أبا عبد الرحمن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/499)
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[21 - 09 - 09, 06:51 م]ـ
حرصه على الدعوة
كان أبو عبد الرحمن حريصاً على الدعوة إلى الله أيما حرص بالرغم من كثرة مشاغله في التأليف والتدريس وكان يوجه طلبته ويقول لهم لا تقبلوا على العلم وتتركوا الدعوة عليكم بالدعوة إلى الله بما تعلمتم وكان يخرج للدعوة ففي بعض السنوات يخرج ويتنقل في كثير من المدن والقرى اليمنية صعد الجبال ونزل الأودية والسهول وكان يؤذى من قبل أعداءه من الجماعات كالإخوان المسلمين وأصحاب جمعيتي الحكمة والإحسان والعلمانيين والصوفية وغيرهم ولا ينقطع عن دعوته إلى الكتاب والسنة وكان يحضر له الجموع الغفيرة حتى إنه في بعض المحاضرات لا تتسع المساجد للجموع التي تحضر فيجعلونها في مصلى العيد فتجده في دعوته يحذر الناس من الشرك والبدع والديموقراطية والانتخابات وأن لا يوالون أعداء الإسلام وأن يتركوا الحزبية التي فرقت شمل الأمة ويناصح المزارعين والمدرسين والمسؤولين والآباء والأمهات والأبناء والأطباء والتجار والصحفيين والعمال بل كان حريصاً على هداية الناس أفراداً وجماعات واذكر أنه جاءه مراسل إذاعة لندن فطلب منه أن يتكلم معه فقال له الشيخ ما رأيك تسلم وأتكلم معك فنصحه الشيخ وطلب منه أن يسلم فأبى فرفض أن يتكلم معه ومكث أياماً يحضر الدروس يريد الكلام مع الشيخ والشيخ يطلب منه أن يسلم كان حريصاً على هدايته ومكث أياماً ثم رحل
وكان أبو عبد الرحمن إذا انتهى من محاضرته ينتقل إلى بيت أحد الأخوة فيجتمع الناس به يسألونه فيجيب على أسئلتهم فإذا انصرفوا عنه قرأ إن كان لديه نشاط وإلا ينام.
فرحم الله أبا عبد الرحمن وأسكنه الفردوس الأعلى آمين آمين.
حرصه على العلم ومراجعته
وكان أبوعبد الرحمن حريصاً على العلم فقد كان مهتماً بالتدريس أيما اهتمام كانت له دروس عدة فكان يدرس قبل آذان الظهر بساعة كتابه (الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين) ولما انتهى منه أخذ يدرس في الجامع الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين وبعد صلاة الظهر يدرس يوماً في تفسير بن كثير ويوماً يدرس في كتابه (الصحيح المسند من أسباب النزول) فلما انتهى منه جعل مكانه درس (الجامع الصحيح) فصار يوماً يدرس (التفسير) ويوماً يدرس (الجامع الصحيح) وقبل الظهر يكون في بيته يحضر وتحضيره ما يقارب ربع ساعة كما ذكر ذلك في بعض دروسه.
وبعد العصر يدرسنا في (صحيح البخاري) وبعد المغرب يدرس في (صحيح مسلم): وفي كتابه (أحاديث معلة ظاهرها الصحة) ولما انتهى منه درس كتابه (غارة الفصل على المعتدين على كتب العلل) ولما انتهى منه درس كتابه (ذم المسأله) إلا انه غاب في تدريسه كثيرا لما بدء مرضه يشتد عليه وكتبه هذه كلها درسها مع (صحيح مسلم) ولما انتهى من كتاب (ذم المأله) درس في كتابه (الصحيح المسند من دلائل النبوه) وكان يجعل يوما له ويوما (لصحيح مسلم) ومع هذين الكتابين يدرس كتاب (المستدرك) (وكتابه) (الصحيح المسند في القدر) وتوفي رحمه الله على هذا الترتيب (6) وواصل الشيخ يحيى بن علي الحجوري بدار الحديث على هذا الترتيب فهذه دروسه الخاصه في دار الحديث واذا انتقل الى بيته يدرس ابنته أم عبدالله كتاب (قطر الندى) ثم يقرأ نساؤه عليه حديثا"من كتابه دلائل النبوة وكذلك (يدرسهن) الإملاء وكان يدرس زوجته أم شعيب (المتممة) قبل النوم وسيأتي ذلك عنها فيما بعد إن شاء الله.
وكان رحمه الله إذا تكلم في علم الرجال قلت هو فارس ميدان هذا العلم كان يأتي بفوائد عجيبة وربما جاء في بعض الأسانيد فلان بن فلان فيقول أخشى أن يكون تصحيفاً فيبحث فيوجد أنه مصحف كما قال وأما النحو إذا ناقش طلبته كأنه لا يوجد غيره في معرفة هذا الفن لكثرت الفوائد والفرائد التي يطرحها في دروسه وإذا تكلم في العلل أدهش من حوله وإذا جاءته أسئلة يجيب عليها وكان سريع الاستحضار للأدلة لقد كنا نندهش من قوة ذاكرته يأتي بالأدلة من كتاب الله ومن سنة رسوله فيرصها رصاً ويناسق بينها ويستبنط منها استنباطات عجيبة مع أنه لا يحفظ القرآن كاملاً ومن قرأ في كتابه (الجامع الصحيح) عرف فقه الرجل من خلال تلك التراجم وكما قيل فقه البخاري في تراجمه.
أما مراجعته فما حضرت له مجلساً إلا وذاكر من حوله من طلبته ولقد كان رحمه الله في دروسه بين مغرب وعشاء ربما نزل من على كرسيه يسألهم عن فوائدهم التي قد أخذوها وإذا وجد شخصاً نائماً يأمره أن يبقى قائماً فإذا ذهب منه النوم قال له اجلس وإذا رأى طالباً غير مهتم بدروسه سأله بسؤال يختبره فيقول له مثلاً: معاذ بن معاذ ما اسمه وما اسم أبيه فبعضهم يجيب بلا أدري فيقول له لعلك كنت مسافراً اهتم يا بني ويتنقل في حلقته التي لا يقل عددها عن ألفي طالب وفي العطلة يبلغ عددهم ثلاثة آلاف طالب وكان لا يمنعه المرض من مذاكرة العلم ولقد زرته في مرضه الأخير في مستشفى النور بمكة المكرمة فدخلت عليه في غرفته ووجدته على السرير على يمين الداخل وفي يده اليمنى حقن مغروزة في يده وكان يغمى عليه فإذا فاق نظر إلى من حوله وسألهم وكان يكثر السؤال عن حديث: "إن الله إذا أراد قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة " (7).
فرحم الله أبا عبد الرحمن وأسكنه الفردوس الأعلى آمين آمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(149/500)
ـ[محمد ناصر الحسينى]ــــــــ[06 - 10 - 09, 11:33 م]ـ
رحم الله الامام الوادعى وحفظ العلامة يحى بن على الحجورى(150/1)
الأخيضريون والعرب
ـ[أبو البركات]ــــــــ[22 - 09 - 09, 09:57 ص]ـ
وجدت على الرابط هذا هنا ( http://www.banitamim.net/forum/showthread.php?t=8208)
فقد ذكر ابن حوقل عن اليمامة: (وكانت قرارا لربيعة ومضر، فلما نزل عليها بنوا الأخيضر جلت العرب منها إلى جزيرة مصر، فسكنوا بين النيل وبحر القُلزُم وقرّت ربيعة ومضر هناك، وصارت لهم ولتميم كالدار التي لم يزالوا بها) ص 38.
السؤال هل يعقل مثل هذا الكلام؟
وهل يوجد من ذكر أن قبائل مضر وربيعة خرجوا من اليمامة ولم يبقى منها أحد؟؟
وهل يمكن أن يقال أن تميم سكنت مصر ولم يتبقى منهم أحد في الجزيرة العربية (أبتسامة)!!
ثم متى رجعت هذه القبائل إلى نجد؟؟
ـ[أبو البركات]ــــــــ[22 - 09 - 09, 05:46 م]ـ
هل بالإمكان إعطاء ترجمة للمصنف ابن حوقل؟
ـ[أبو البركات]ــــــــ[24 - 09 - 09, 06:35 ص]ـ
أين أعضاء الملتقى يتكرمون علينا بالإفادة؟
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[24 - 09 - 09, 08:29 م]ـ
كلام ابن حوقل صحيح:
فالأخيضريين بطن من الأشراف الحسنيين؛ وهم من أهل السنة وليسوا برافضة كما زعم التميمي!
فقد ذكر أبو علي الهجري في نوادره: أنهم كانوا بالمدينة فنزحوا إلى نجدٍ بسبب خصومة فاستوطنوها؛ وابن حوقل والهجري عصرهما واحد
ـ[أبو البركات]ــــــــ[25 - 09 - 09, 03:06 ص]ـ
كلام ابن حوقل صحيح:
فالأخيضريين بطن من الأشراف الحسنيين؛ وهم من أهل السنة وليسوا برافضة كما زعم التميمي!
فقد ذكر أبو علي الهجري في نوادره: أنهم كانوا بالمدينة فنزحوا إلى نجدٍ بسبب خصومة فاستوطنوها؛ وابن حوقل والهجري عصرهما واحد
عزيزي مصعب
لكي يكون صحيح لابد من التحقق من عدة أمور منها:
- الأماكن التي تقطن فيها قبائل ربيعة ومضر كبيرة وواسعة في نجد حتى العراق مثلا!!
- هل دولة الأخيضريون سيطروا على كل هذه المناطق إلى حدود الدولة العباسبة!! لكي يهجروا قبائل ربيعة ومضر إلا ماوراء البحر الأحمر!!
- ثم عندما تقرأ لمن جاء بعد بن حوقل عن البلدان تجد كثير منهم يذكر مناطق في نجد ويقول أنها ديار لتميم مثلا وهكذا!! .. طيب ماكانوا على ذمة بن حوقل على ضفاف البحر الأحمر في الصعيد بمصر كيف رجعوا!!
- ثم التهجير هل هو للقبائل البدوية من ربيعة ومضر أم لكل من ينتمي لهم من أهل الحاضرة ام فقط للقبائل التي كانت في أراضي الخضرمة (عاصمة الدولة الأخيضرية) وهي الخرج حاليا؟
سؤال: من هي قبائل ربيعة ومضر المقصودة؟؟
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[06 - 10 - 09, 11:30 ص]ـ
فضلاً تعيين الكتاب والصفحة لأني طلبت النص في مظانّه ولم أجده
علماً بأن الناس يتناقلونه في الشبكة، ولكن لا بد من تعيين المصدر قبل كل شيء
وأرى الأخ مصعب وفقه الله قد تعجَّل في التصحيح، لأن السؤال لم يكن عن قيام الدولة الأخضرية، بل عن حكاية التهجير إلى مصر
ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 12:16 م]ـ
قرأت و لا أذكر المصدر أن الأخيضريين زيدية و ليسوا أهل سنة و أنهم كانوا على خلاف مع الدولة العباسية فلجؤوا إلى نجد لأنها بلاد أعراب لم يكن للدولة العباسية ولاية عليها أي مثل ما يسمى الآن الحكم الذاتي و مناطق القبائل
ثم الأخيضريون عرب من الأشراف الذين يقول النسابة أنهم انقطع نسل آخرهم من الذين حكموا في نجد و هنا أيضاً لا أذكر المصدر
فكيف يقال الأخيضريون و العرب؟
ـ[أبو البركات]ــــــــ[06 - 10 - 09, 12:26 م]ـ
هنا رابط الكتاب مصور:
http://www.archive.org/download/surt-alardh/surt-alardh.pdf
من منشورات دار مكتبة الحياة.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[06 - 10 - 09, 12:32 م]ـ
فضلاً تعيين الكتاب والصفحة لأني طلبت النص في مظانّه ولم أجده
علماً بأن الناس يتناقلونه في الشبكة، ولكن لا بد من تعيين المصدر قبل كل شيء
وأرى الأخ مصعب وفقه الله قد تعجَّل في التصحيح، لأن السؤال لم يكن عن قيام الدولة الأخضرية، بل عن حكاية التهجير إلى مصر
العجيب هو قوله رحيلهم إلى مارواء البحر الأحمر (القلزم) مع العلم أن الأخيضريون لم يكلن لهم تواجد إلا في اليمامة مع محدودية دولتهم التي مركزها الخضرمة فكيف صارت لهم حدود على ساحل بحر القلزم لكي يتم إجلاء هذه القبائل من اليمامة مرورا بالحجاز ثم إجلاءهم إلى ماوراء بحر القلزم إلى نهر النيل؟؟؟
ـ[أبو البركات]ــــــــ[06 - 10 - 09, 12:49 م]ـ
قرأت و لا أذكر المصدر أن الأخيضريين زيدية و ليسوا أهل سنة و أنهم كانوا على خلاف مع الدولة العباسية فلجؤوا إلى نجد لأنها بلاد أعراب لم يكن للدولة العباسية ولاية عليها أي مثل ما يسمى الآن الحكم الذاتي و مناطق القبائل
ثم الأخيضريون عرب من الأشراف الذين يقول النسابة أنهم انقطع نسل آخرهم من الذين حكموا في نجد و هنا أيضاً لا أذكر المصدر
فكيف يقال الأخيضريون و العرب؟
ويقال انهم شيعة او رافضة؟؟
لكن طالما أنهم عرب من الأشراف فماهي المشكلة بينهم وبين عرب القبائل الأخرى؟ من ربيعة ومضر؟
وبن حوقل يقول انهم اجلوا العرب من اليمامة إلى مصر، فمن بقي اذن في اليمامة (نجد)؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/2)
ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 02:04 م]ـ
ويقال انهم شيعة او رافضة؟؟
لكن طالما أنهم عرب من الأشراف فماهي المشكلة بينهم وبين عرب القبائل الأخرى؟ من ربيعة ومضر؟
وبن حوقل يقول انهم اجلوا العرب من اليمامة إلى مصر، فمن بقي اذن في اليمامة (نجد)؟
الله أعلم ممكن خلاف مذهبي بين السنة و الزيدية و ممكن خلاف سياسي بين الأشراف الأخيضريين و مناصري الأشراف العباسيين
و بالنسبة للذين أجلوا إن صح فلعل المراد بهم الذين تحت حكم الأخيضر و ليس كل ربيعة و مضر فحسبما قرأت و أيضاً لا أذكر المصدر أن الدولة الأخيضرية كانت صغيرة المكان و قليلة الزمان
ـ[أبو البركات]ــــــــ[07 - 10 - 09, 03:47 م]ـ
الله أعلم ممكن خلاف مذهبي بين السنة و الزيدية و ممكن خلاف سياسي بين الأشراف الأخيضريين و مناصري الأشراف العباسيين
و بالنسبة للذين أجلوا إن صح فلعل المراد بهم الذين تحت حكم الأخيضر و ليس كل ربيعة و مضر فحسبما قرأت و أيضاً لا أذكر المصدر أن الدولة الأخيضرية كانت صغيرة المكان و قليلة الزمان
نقطة مهمة نحتاج إلى مصدر يعطينا حجم توسع دولة الأخيضرية ..
وكذلك نحتاج لمعرفة مخطوطات هذا الكتاب وعلى ماذا اعتمدت مكتبة النشر؟؟
شكرا لك
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[07 - 10 - 09, 04:48 م]ـ
هنا رابط الكتاب مصور:
http://www.archive.org/download/surt-alardh/surt-alardh.pdf
من منشورات دار مكتبة الحياة.
أعرف الكتاب بارك الله فيك!
وقد أخبرتك أنني بحثت عن النصّ في مظانه، وهذا أول مظانه!
أريد النص ورقم الصفحة!
ـ[أبو البركات]ــــــــ[08 - 10 - 09, 09:10 ص]ـ
أعرف الكتاب بارك الله فيك!
وقد أخبرتك أنني بحثت عن النصّ في مظانه، وهذا أول مظانه!
أريد النص ورقم الصفحة!
عزيزي خزانة الأدب تجد النص في صفحة 38
الفقرة 16 (منتصف الصفحة) المختصة بالكلام عن منطقة اليمامة
تحت موضوع ديار العرب
(ابتسامة)
وكذلك انظر إلى مافي صفحة 41 ضمن فقرة 23 حيث ذكر مايلي:
(وفيما بين المدينة ومكة بكر بن وائل في قبائل مما يلي المشرق بنو هلال وبنوسعد في قبائل من هذيل، وعن غربيها مدلج وغيرها من قبائل مضر، وأما بادية البصرة فهي اكثر هذه النواحي أحياء وقبائل، واكثرها من تميم حتى يتصلوا بالبحرين واليمامة ثم وراءهم عبدالقيس وأما بادية الجزيرة فإن بها أحياء من ربيعة واليمن واكثرهم كلب اليمن .... إلخ) اهـ
؟؟؟
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[08 - 10 - 09, 12:56 م]ـ
أخي الكريم
ما سألتك إلا وقد طالعت تلك الصفحة بعينها ولم أجد نص التهجير
وقد بحثت عنه في الشاملة فلم أجده
وفي الشبكة فوجدته في الموقع الذي ذكرته وفي مواقع أخرى ولكن من غير توثيق
ومن البعيد أن تقع واقعة عظيمة كهذه فلا نستطيع توثيقها من مصدر معروف!
وفي الحكاية علل أخرى لا حاجة للإفاضة فيها اكتفاء بما سبق
فالظاهر أن النص لا أصل له
ـ[أبو البركات]ــــــــ[09 - 10 - 09, 10:11 ص]ـ
أخي الكريم
ما سألتك إلا وقد طالعت تلك الصفحة بعينها ولم أجد نص التهجير
وقد بحثت عنه في الشاملة فلم أجده
وفي الشبكة فوجدته في الموقع الذي ذكرته وفي مواقع أخرى ولكن من غير توثيق
ومن البعيد أن تقع واقعة عظيمة كهذه فلا نستطيع توثيقها من مصدر معروف!
وفي الحكاية علل أخرى لا حاجة للإفاضة فيها اكتفاء بما سبق
فالظاهر أن النص لا أصل له
استاذي الفاضل خزانة الأدب
الذي يتكلم عليه الناس في المنتديات هو ان الأخيضريون اجلو العرب من اليمامة كما هو نص كلام بن حوقل!
ويقول ان مضر وربيعة قرّت مصر واصبحوا مع تميم ولم يازلوا بها!!
من هذا الكلام خرج من خرج وقال كيف يوجد اناس من تميم في نجد؟
وبمعنى آخر ان تميم لا يوجد لها ديار في نجد بعد الأخيضريون؟
عندي سؤال في كلام ابن حوقل: (فسكنوا بين النيل وبحر القُلزُم وقرّت ربيعة ومضر هناك،)
المقصود بـ "هناك" يعود على اليمامة أم على مصر؟؟
وارجو توضيحكم حول مقصدكم بالمصدر المعروف؟ فهل هذا يعني أنه تفرد من قبل بن حوقل بهذه القصة؟
ام ان الكتاب لم يحقق على الوجه الصحيح!
وكذلك أرجو إيراد ماترونه من علل للفائدة ولم جزيل الشكر
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[09 - 10 - 09, 12:38 م]ـ
أخي الفاضل
أضعنا أياماً من غير فائدة!
كما يقولون: حوار طرشان!
أنت تقصد كتاب صورة الأرض لابن حوقل
وأنا كنت أبحث في كتاب المسالك والممالك لابن حوقل
وقد بحثت في ص 38 منه فلم أجد شيئاً
وقد سألتك مراراً عن تعين الكتاب والصفحة فكنت تجيب بكل جواب صحيح ما عدا تسمية الكتاب (صورة الأرض)!!
وأنت تدرك طبعاً أن الإحالة تكون بعبارة (صورة الأرض، ص 38)
على كل حال!
فرغنا من الخطوة الأولى بعد معاناة طويلة، وهي توثيق النص
وأنا الآن أتراجع عن ذلك التشكيك فيه، لأن ذلك التشكيك إنما حصل بناء على عجزي عن الوصول إليه في الكتاب الخطأ!
والنص مشكل في الحقيقة، لأن الناس لا تهجر بلادها بالجملة إذا تغيَّرت الدولة الحاكمة، حتى لو كانت الدولة الجديدة شيعية رافضية
فإما أن يكون الخبر غير صحيح
وإما أن يكون المراد: [بعض] العرب
أو يكون له توجيه لم يتضح لي
والنص خاص باليمامة أو بالجزء الذي قامت فيه تلك الدولة، وليس فيه أن بني تميم تركوا سديراً والوشم والقصيم والجبلين
ويلفت النظر أن معظم الأسر التميمية في حوطة بني تميم جاءت من سدير في القرون المتأخر، وأن كثيراً منهم في سدير جاؤوا من الجبلين
فالنص يحتاج في الواقع يحتاج إلى دراسة تاريخية متعمقة، وقد يكون أهل الاختصاص قد درسوه ولكنني لم أقف على شيئ من ذلك
مع تحياتي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/3)
ـ[أبو البركات]ــــــــ[09 - 10 - 09, 05:15 م]ـ
أخي الفاضل
أضعنا أياماً من غير فائدة!
كما يقولون: حوار طرشان!
أنت تقصد كتاب صورة الأرض لابن حوقل
وأنا كنت أبحث في كتاب المسالك والممالك لابن حوقل
وقد بحثت في ص 38 منه فلم أجد شيئاً
وقد سألتك مراراً عن تعين الكتاب والصفحة فكنت تجيب بكل جواب صحيح ما عدا تسمية الكتاب (صورة الأرض)!!
وأنت تدرك طبعاً أن الإحالة تكون بعبارة (صورة الأرض، ص 38)
على كل حال!
فرغنا من الخطوة الأولى بعد معاناة طويلة، وهي توثيق النص
وأنا الآن أتراجع عن ذلك التشكيك فيه، لأن ذلك التشكيك إنما حصل بناء على عجزي عن الوصول إليه في الكتاب الخطأ!
والنص مشكل في الحقيقة، لأن الناس لا تهجر بلادها بالجملة إذا تغيَّرت الدولة الحاكمة، حتى لو كانت الدولة الجديدة شيعية رافضية
فإما أن يكون الخبر غير صحيح
وإما أن يكون المراد: [بعض] العرب
أو يكون له توجيه لم يتضح لي
والنص خاص باليمامة أو بالجزء الذي قامت فيه تلك الدولة، وليس فيه أن بني تميم تركوا سديراً والوشم والقصيم والجبلين
ويلفت النظر أن معظم الأسر التميمية في حوطة بني تميم جاءت من سدير في القرون المتأخر، وأن كثيراً منهم في سدير جاؤوا من الجبلين
فالنص يحتاج في الواقع يحتاج إلى دراسة تاريخية متعمقة، وقد يكون أهل الاختصاص قد درسوه ولكنني لم أقف على شيئ من ذلك
مع تحياتي
(ابتسامة)
والله ظننت أن الأمر معروف وأن الكتاب هو صورة الأرض لكني نسيت أن أشير له. على أية حال جهودكم أن شاء الله لم تذهب سدى
فالكتاب صورة الأض بصراحة لا أدري من حققة وعلى أي شيء تم الإعتماد فيه على تحقيقه؟
في مقدمة الكتاب يقول الناشر أنه هو نفسه كتاب المسالك والممالك" كما ظهر الطبعات الأولى وفي هذه الطبعة تم وضع اسم "صورة الأرض"!!
وقبل هذا الكلام في أول المقدمة يقول أن "المسالك والممالك" للأصطخري نسخه بن حوقل ونسبه لنفسه!!
وطالما أنك لم تجده في كتاب المسالك فهذا أمر مهم ويعطينا مؤشر على أن الكتاب الجديد اعتمد على نسخ أو ربما على اضافات لا ندري من أين؟؟
كذلك نود معرفة المقصود باليمامة ونجد وماهو الفرق؟
وهل تم الاجلاء من نجد أو من اليمامة؟
كذلك من من أهل العلم ذكر هذه الحادثة؟ فمثلا البلدانيين ممن جاؤوا بعد بن حوقل مثل ياقوت الحموي وغيره لم يشيروا لمثل هذه الأمور عند الكلام عن قرى اليمامة؟ ولم يتم ذكر هذا الإجلاء المزعوم فيما أعلم
بل آشاروا إلى اهل القرى بالوشم واليمامة أن من اهلها قبائل من تميم؟!!
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[10 - 10 - 09, 07:50 م]ـ
صورة النص في الكتابين
ويحتمل أن تكون الزيادة حاشية لقارئ وأدخلت في المتن
ـ[أبو البركات]ــــــــ[11 - 10 - 09, 04:48 ص]ـ
صورة النص في الكتابين
ويحتمل أن تكون الزيادة حاشية لقارئ وأدخلت في المتن
ماشاء الله عليك ياخزانة الأدب، لازم نستفيد منك مهما كانت مشاركتك (ابتسامة)
فعلا فيه فرق بين الطبعتين!! مع العلم أن الطبعة الأصل هي طبعة ليدن بإسم المسالك والممالك ونشرت الطبعة الثانية بإسم صورة الأرض بالإعتماد على طبعة ليدن - طبعا حسب ماذكر في مقدمة طبعة صورة الأرض.
والنتيجة: أن النص الذي عليه المدار والخلاف بشأن التهجير أو الإجلاء هو نص لا يوجد في الطبعة الأصل وأقحم في الطبعة الجديدة! ...
وأقرب الأمر هو ما أشار له الأستاذ خزانة الأدب بأنه ربما كانت حاشية في الأصل ولاحقا أقحمت في المتن ..
حزاك الله خير استاذي خزانة الأدب.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[11 - 10 - 09, 11:44 ص]ـ
انظر عن نسخ الكتاب الثلاث
تاريخ الأدب الجغرافي - كراتشكوفسكي، 1/ 200 - 205 (موجود على الشبكة)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[11 - 10 - 09, 03:48 م]ـ
هذا بحث عن الدولة الأخيضرية
ولم يشر إلى التهجير مع أنه رجع إلى صورة الأرض
ـ[أبو البركات]ــــــــ[12 - 10 - 09, 01:41 م]ـ
انظر عن نسخ الكتاب الثلاث
تاريخ الأدب الجغرافي - كراتشكوفسكي، 1/ 200 - 205 (موجود على الشبكة)
احسنت استاذنا خزانة الأدب
فقد قرأت الكلام حول بن حوقل ومصنفه
حيث ذكر ان كتاب بن حوقل أو مسودات الكتاب هي ثلاث مسودات، فقال: (يحيط بمسوداته الكثير من اللبس)!!
ويبدو أن الثلاث مسودات فيها أختلافات!
وهنا مشكلة وهي:
- بعض المسودات عليها اسم المسالك والممالك أي هو نفس اسم مصنف الأصطخري! فهل هو يكتب على مصنف الأصطخري ويعلق عليه مثلا أو يضيف اضافات على مصنف الأصطخري أو أن المسالة هي تشابه أسماء؟!
- طالما أن فيه إختلاف في المسودات فهذا دليل على أن النص غير منضبط واحتمالية الزيادة والحذف والإضافة من قبل بعض النساخ واردة بلاشك وكذلك كيف تتم معرفة النسخة الأحدث فربما تبين له غلط معلومة فتداركها في المسودات الآخرى وألغاها والعكس كذلك في حال نقص معلومة.
بالإضافة إلى أنه لم يتم التطرق إلى حالة هذه المخطوطات فمتى نسخت ومن الذي نسخها وكيف عرفت أنها لابن حوقل؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/4)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[12 - 10 - 09, 03:44 م]ـ
بل الظاهر أن الاختلاف يعود إلى المصنف نفسه، ومقدمته تدل على ذلك
وتعدّد نسخ الكتاب الواحد أمر مشهور، كما هي حالنا اليوم حين نصدر الطبعات للكتاب بزيادة وتغيير وتصحيح
واتهام النساخ بإفساد الكتب - مع كثرة ترديد الناس له - هو أشبه بالكلام الإنشائي، لأن الناسخ يعمل لكسب رزقه، وليس لديه الوقت ولا العلم اللازم لإفساد الكتب التي ينسخها، ولا المصلحة!
وقد يقفز سطراً أو يصحّف كلمة، أو يدخل حاشية في متن، ولكن بحسن نيَّة
أما التحريف المتعمَّد وإفساد الكتب فلا يقوم به ولا له إلا أناس من أهل العلم لهم أغراض وأهواء
وأما النص أعلاه:
فإما أن يكون صحيحاً أضافه المصنف في نسخة لاحقة أو حذفه من نسخة سابقة، ولم يتناقله الناس لعدم وجوده في النسخ التي بأيديهم
كما رأيت في بحث الدامغ أعلاه، فقد خفي عليه هذا النص المهم، مع أنه يشكو من قلة المعلومات عن تلك الدولة
أو أن يكون حاشية أدخلت إلى المتن بحسن نية
وأما سوء النية فلا أرى مسوّغاً له
هذا من جهة السند
وأما من جهة المتن فيلاحظ أن سكان الأفلاج والخرج والوشم وسدير لم يتغيروا كثيراً عما كانوا عليه، حتى على افتراض أن بعضهم هاجر إلى مصر في زمن تلك الدولة
ولا يزال الأفلاج - وهو معقل الدولة الأخيضرية - عامراً بالقبائل القيسية دون التميمية، كما كان في الجاهلية والإسلام
وافتراض صحة النص ليس معناه تفسيره بالهجرة الجماعية، ولا الربط بين الهجرة وعقيدة الدولة (وهي زيدية)، بل تكون الهجرة لأسباب اقتصادية في الغالب، وكلام ناصر خسرو يدل على فقر ذلك الأقليم في عصره
وليس في النص (إجلاء) بل (جلاء)
وأشكركم على الإفادة بهذا النص النادر
ـ[أبو البركات]ــــــــ[18 - 10 - 09, 10:52 ص]ـ
استاذي خزانة الأدب
هل بن حوقل يكتب على ما يطلع عليه من سفراته أم أنه يجمع من الآخرين المعلومات بدون تنظيم أو ضبط وتحقيق.
فقد ذكر أنه أخذ من الأصطخري وخرداذبه!! وقدامة بن جعفر الكاتب!
يبدو أن نسخ بن حوقل فعلا فيها لبس واختلافات كثيرة ولعل السبب هو كثرة نقله من الآخرين بدون تحقيق او ضبط
فمثلا سوف تجد غير هذا النص أيضا موجود في طبعة "صورة الأرض" وغير موجود في طبعة "المسالك والممالك"
فمارأيك بهذا الكلام الذي هو موجود في طبعة "صورة الأرض" و "الممالك والمسالك" بشان أرض سبأ: (وبها دابة تدعى العدار بلغني انها تطلب الإنسان فتقع عليه!!!، وإن اصابت منه تلك الدابة جرحا تدوّد جوف الإنسان فانشق!!!)
وكذلك ذكر ابن خرداذبه في كتابه المسالك والممالك وهو ممن يرجع ابن حوقل اليه كلام مضحك جدا لمن قرأه مثل:
- أن في سرنديب ناس عراه طولهم أربعة أشبار ... يتسلقون الأشجار بأيديهم وبدون استخدام أرجلهم؟!!
-وفيها ناس بيض يلحقون المراكب سباحة والمركب في سرعة الريح
-وفيها حيات تبلع الفيل؟!
-ومراة الاسكندرية تعكس لك القسطنطينية؟!
وغيرها كثير.
ماهذا الكلام الذي يشبه الأفلام الخيالية والوحوش التي تهاجم البشر وتعديهم بالأمراض والدود!
نرجع إلى بن حوقل:
في صوروة الأرض تكلم عن الأخيضر وأنه دخل اليمامة سنة 232 هـ مع ان التاريخ مخالف لمن تكلموا عن تاريخ ظهور الأخيضر، فقال في ص 58 من "صورة الأرض":
(وصادف ذلك دخول محمد بن يوسف الحسنيّ الأخيضر اليمامة، وانقشاع أهلها من جوره إلى أرض مصر والمعدن في آلاف كثيره، فغلبوا على من كان بها من أهل الحجاز لسنتهم وفورهم، وتكامل بالعلاقي قبائل ربيعة ومضر وهم جميع أهل اليمامة في سنة ثمان وثلاثين ومائتين) اهـ
طبعا هذا الكلام ماقبله وما بعده لا يوجد في طبعة ليدن طبعة بريل بعنوان "المسالك والممالك"
(ابتسامتين)
طالما هذه النسخة او هذه الطبعة أو الحاشية المقحمة أو ايا كانت .... مصّرة على مسألة ان أهل اليمامة انتقلوا إلى مصر!
فهل تم ذكر هذه الحادثة من قبل البلدانيين من بعد بن حوقل؟
بواسطة خزانة الأدب
واتهام النساخ بإفساد الكتب - مع كثرة ترديد الناس له - هو أشبه بالكلام الإنشائي، لأن الناسخ يعمل لكسب رزقه، وليس لديه الوقت ولا العلم اللازم لإفساد الكتب التي ينسخها، ولا المصلحة!
وقد يقفز سطراً أو يصحّف كلمة، أو يدخل حاشية في متن، ولكن بحسن نيَّة
أما التحريف المتعمَّد وإفساد الكتب فلا يقوم به ولا له إلا أناس من أهل العلم لهم أغراض وأهواء
لا يعني الناسخ هو من من ينسخ فقط ... فربما يكون الناسخ عالم وجغرافي مثلا فيدون معلومات ويضيف تعليقات حسب مايجده ثم يفرغها من جديد مع تحقيقها وضبطها أو يتركها بدون مراجعة فيأتي من بعده ويعتمدها بتعليقاته وحواشيها وهكذا
وبصراحة جميع طبعات المسالك لابن حوقل لا أدري كيف حققت؟! فلا نجد مقدمة تصف هذه المخطوطات او النسخ في مطبوعات المسالك والممالك لابن حوقل وكيف وجدت وكيف عرفت أنها لابن حوقل وكيف عملت طباعتها وماهي الإختلافات ... حتى في الطباعة المتأخرة بإسم "صورة الأرض" اقصى شيء قالوه أنهم سيعيدون طبع الكتاب من طبعة ليدن! (واحمدوا ربكم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/5)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[24 - 10 - 09, 09:59 ص]ـ
يوجد شاهد لكلام ابن حوقل في معجم البلدان 4/ 319 (قرّان):
وقال ابن سيرين في تاريخه:
وفيها - يعني سنة 319 - انتقل أهل قرّان من اليمامة إلى البصرة لحيف لحقهم من ابن الأخضر ... إلخ
وهناك بحث عن تلك الدولة للدكتور عبدالله الشبل في مجلة كلية اللغة العربية بالرياض (1396)
ـ[أبو البركات]ــــــــ[27 - 10 - 09, 01:04 م]ـ
يوجد شاهد لكلام ابن حوقل في معجم البلدان 4/ 319 (قرّان):
وقال ابن سيرين في تاريخه:
وفيها - يعني سنة 319 - انتقل أهل قرّان من اليمامة إلى البصرة لحيف لحقهم من ابن الأخضر ... إلخ
وهناك بحث عن تلك الدولة للدكتور عبدالله الشبل في مجلة كلية اللغة العربية بالرياض (1396)
شكرا لك استاذي على الافادة
صحيح ان الأخيضريون أهل حيف لسكان المنطقة اليمامة لكن ما ذكره ابن سيرين يخالف مسألة الذهاب الى مصر فهنا اشاره الى الذهاب للبصرة مع أن البصرة اقرب من مصر
فقبائل ربيعه ومضر لماذا لم يذهبوا للعراق مثل البصرة أو للبحرين علما انه يوجد قبائل لمضر في العراق فهو من باب أولى واقرب للعقول من مسألة مصر، فهل يعقل انهم لم يجدوا إلا مصر موطنا
لهم ومستقر
أما كتاب د. الشبل فهل يوجد منه نسخه ضويئة pdf على الشبكة
تحيتي
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[27 - 10 - 09, 03:26 م]ـ
موضع الشاهد هو الجور الذي ألجأ الناس إلى الهجرة(150/6)
موازين التفاضل بين الناس
ـ[عبدالعزيز السريهيد]ــــــــ[22 - 09 - 09, 12:40 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين وبعد:
فإن التفاضل بين الناس لا يحكمه نسب ولا جسامة ولا مال ولا غيرها من الأمور الدنيوية، وإنما يحكمه أمور دينية لا غير.
وإن من الأمور التي هي أسس التفاضل بين الناس عند الله ما يلي:
أولا: التفاضل يكون بالتقوى:
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى? وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ? إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ? إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات: (13)
قال ابن حجر – رحمه الله -: تضمنت هذه الآية أن المناقب عند الله إنما هي التقوى بأن يعمل بطاعته ويكف عن معصيته. أ. هـ
فالمعتبر في التفاضل بين الناس عند الله سبحانه هو التقوى فهي المعيار والأساس الذي يتميز به الناس فيما بينهم.
ثانيا: التفاضل بين الناس في الفقه في الدين:
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا) أخرجه البخاري: 3493.
قال ابن حجر – رحمه الله -: وأما قوله إذا فقهوا ففيه إشارة إلى أن الشرف الإسلامي لا يتم إلا بالتفقه في الدين.
ثالثا: التفاضل في الأخلاق الحسنة:
وهذه الصفة أشار إليها الحديث أعلاه قال ابن حجر – رحمه الله -:
والمراد بالخيار والشرف وغير ذلك من كان متصفا بمحاسن الأخلاق، كالكرم والعفة والحلم وغيرها، متوقيا لمساوئها كالبخل والفجور والظلم وغيرها. أ. هـ
فهذا الحديث بين أن التفاضل يكون:
1 – بمحاسن الأخلاق.
2 – وبالتفقه في الدين.
رابعا: التفاضل يكون في الدين والتدين والسبق إليه:
عن عبدالرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرأيتم إن كان جهينة ومزينة وأسلم وغفار خيرا من بني تميم وبني أسد ومن بني عبدالله بن غطفان ومن بني عامر بن صعصعة؟ فقال رجل: خابوا وخسروا
. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هم خير من بني تميم ومن أسد ومن بني عبدالله بن غطفان ومن بني عامر بن صعصعة). البخاري: 3515
وجاء من حديث عبدالرحمن بن أبي بكرة عن أبيه: أن الأقرع بن حابس قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنما بايعك سراق الحجيج من أسلم وغفار ومزينة – وأحسبه وجهينة – قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أرأيت إن كان أسلم وغفار ومزينة – وأحسبه وجهينة – خيرا من بني تميم وبني عامر وأسد وغطفان خابوا وخسروا؟ قال نعم. قال صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إنهم لأخير منهم) البخاري: 3516.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أسلم وغفار وشئ من مزينة وجهينة خير عند الله أو قال يوم القيامة من أسد وتميم وهوازن وغطفان). البخاري: 3523
تنبيه ((هذه الأحاديث ليس فيها ذم لتميم وغطفان وأسد وهوازن وبني عامر وإنما فيها بيان الأفضلية والخيرية فقط فلا يستدل أحد بهذه الأحاديث على ذم هذه القبائل)) وقد جاء حديث في مدح بني تميم وأنهم أشد الناس على الدجال.
قال ابن حجر – رحمه الله -: (هذه خمس قبائل كانت في الجاهلية – يقصد أسلم وغفار ومزينة وجهينة وأشجع – في القوة والمكانة دون بني عامر بن صعصعة وبني تميم بن مر وغيرهما من القبائل فلما جاء الإسلام كانوا أسرع دخولا فيه من أولئك فانقلب الشرف إليهم بسبب ذلك). أ0هـ
قال ابن حجر: (وظهر مصداق قول الله الرسول صلى الله عليه وسلم – أي تفضيل جهينة وغيرها على تميم وأسد وغيرهما – عقب وفاة النبي فارتد بنو أسد مع طلحة بن خويلد. وارتد بنو تميم مع سجاح) أ هـ
فالتفاضل بين الناس عند الله وفي الدين الإسلامي لا يكون بمكتسبات لا يد للإنسان فيها وإنما يكون التفاضل بما يحصله الإنسان بعمله: التقوى، الدين والسبق إليه، الأخلاق الحسنة، والفقه في الدين.
هذا والله أعلم وأحكم.(150/7)
حمل نادرة الزمان: - التعليقات والنوادر (4 أجزاء) لأبي علي الهجري؛ بتحقيق حمد الجاسر pdf
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[22 - 09 - 09, 05:23 م]ـ
كتاب: التعليقات والنوادر pdf
تأليف: أبي علي هارون بن زكريا الهجري
تحقيق ودراسة: علامة الجزيرة حمد الجاسر
طبعة: دار اليمامة - الرياض -
الطبعة: الأولى
سنة: 1413هـ
عدد الأجزاء: 4
عدد الأوراق بالفهارس: 1644 ورقة
تصوير ورفع: الأخ الفاضل أسد الدين محمد على مكتبة الألوكة المجلس العلمي
ملاحظة للكتاب: لم أقراء في حياتي على كثرة ما قرأت مثيلاً له؛ مما حواهُ من النوادر والفرائد والغرائب؛ ولقد قرأته أكثر من عشرين مرةٍ فما مملتُ هذا الكتاب يوماً!
[المجلد الأول]: حياة الهجري وعصره وثقافته
[المجلد الثاني]: الشعر والرجز واللغة
[المجلد الثالث]: تحديد المواضع وتفرق القبائل في البلدان
[المجلد الرابع]: الأنساب
حمل الكتاب من هُنا:
(الأول - والثاني) ( http://www.archive.org/details/alta3likat-wa-alnwader)
( الثالث - والرابع) ( http://www.archive.org/details/alta3likat-wa-alnwader1)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[22 - 09 - 09, 05:34 م]ـ
ادعوا للأخ الذي رفع الكتاب
فكم أنا مسرور بتصويره على الشبكة؛ مع أن الكتاب من أغلى ما تحتويه مكتبتي منذ سنين؛ ولكنني أحب لأخواني ما أحب لنفسي وكم يسرني أن ينتفعوا به كما انتفعت من قبل.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[22 - 09 - 09, 05:39 م]ـ
بارك الله فيك هذا النوع من الكتب يعجبني كثيرا
جزاك الله خيرا ومن صور ومن قام وعمل على رفع الكتاب على الشبكة
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[22 - 09 - 09, 06:06 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أحمد أبو يوسف]ــــــــ[24 - 09 - 09, 01:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[24 - 09 - 09, 10:12 م]ـ
وفيكم جميعا إن شاء الله
انظروا هنا::
ما قلّ ودل بين أبو علي الهجري وحمد الجاسر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=185471)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[25 - 09 - 09, 12:27 ص]ـ
قال الوزير أبو القاسم المغربي ت: 418هـ في كتابه (أدب الخواص في المختار من بلاغات قبائل العرب وأخبارها وأنسابها وأيامها) ص 119:
وكان الهجري أعلم المتأخرين بالنسب.
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[25 - 09 - 09, 10:51 م]ـ
جزاك الله عنا خير الجزاء وأجزل مثوبتك
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:14 م]ـ
للإخوة جيمعا من حمل الكتاب من الروابط السابقة فليحذفها
وليعيد تحميل الكتاب من هذا الرابط المدموج فيه الكتاب كاملاً بأجزائه الأربعة مفهرساً ومنسقاً بالغلاف
http://www.archive.org/details/atta3li9at-wa-annawadir
ولعل المشرف الفاضل يضع هذا الرابط الجديد في المشاركة الأولى أعلاه.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:18 م]ـ
غلاف الكتاب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=70904&stc=1&d=1254388632
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:22 م]ـ
الجزء الأول: حياة الهجرة وعصره وثقافته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=70905&stc=1&d=1254388862
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=70906&stc=1&d=1254388937
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:27 م]ـ
الجزء الثاني: الشعر والرجز
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=70909&stc=1&d=1254389207
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:29 م]ـ
الجزء الثالث: اللغة والمواضع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=70910&stc=1&d=1254389333
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:31 م]ـ
الجزء الرابع: الأنساب والقبائل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=70911&stc=1&d=1254389459
ـ[أبو العلاء الأزدي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:36 م]ـ
حملت الروابط الأربعة، ثم عدت وحملت الرابط الأخير ..
سأطالعه إن شاء الله بتأني، وفقك الله وبارك فيك ..
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:49 م]ـ
ملاحظه وتنبيه /
كتاب حمد الجاسر: «أبو علي الهجري وأبحاثه في تحديد المواضع»
هو عبارة عن الجزء الثالث: اللغة المواضع
ـ[تركي العبدلي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:59 م]ـ
يالله ...
كنت أحلم بوجوده عندي:)
أخي مصعب أشكرك
أشكرك أنا ممتن لك كثيراً.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 02:32 م]ـ
قال علامة الجزيرة عن نقلة علم الهجري::
ومن أولئك العلماء ابن مكي الصقلي (المتوفى سنة: 501هـ) فقد نقل في كتابه «تثقيف اللسان وتلقيح الجنان» فصلاً من نوادر الهجري بدأه بقوله: (من نوادر الهجري: الغفر ـ بالضم ـ ولد الأروية).
قال الجهني: نقل ابن مكي من نوادر الهجري حوالي خمس صفحات
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=70912&stc=1&d=1254392925
وهذه أول صفحة من كتاب تثقيف اللسان:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=70913&stc=1&d=1254393020
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/8)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 02:43 م]ـ
وبورك فيكم جميعا إن شاء الله
والفضل لله أثم لهؤلاء الفضلاء بـ (المجلس العلمي)
1 - أسد الدين محمد (انظر هنا) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=40347)
2- وعبد الله بن أسعد ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=41412)
ـ[أبو عبدالله الدعمي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 08:00 م]ـ
بارك الله بك.
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 11:34 م]ـ
(أدب الخواص في المختار من بلاغات قبائل العرب و أخبارها و أنسابها و أيامها)
هل هذا الكتاب مصور على الشبكة؟
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[04 - 10 - 09, 05:59 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[ابو شادي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 02:06 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[وليد الأزهري]ــــــــ[05 - 10 - 09, 05:01 م]ـ
جزى الله خيراً على الرافع والناقل ..
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[08 - 10 - 09, 01:46 م]ـ
(أدب الخواص في المختار من بلاغات قبائل العرب و أخبارها و أنسابها و أيامها)
هل هذا الكتاب مصور على الشبكة؟
لم أجده مصوراً أخي الحسني
وقد حقق علامة الجزيرة حمد الجاسر قطعة مخطوطة منه وبقية اجزائه ضائعة؛ وهو ملخص لكتاب مختلف القبائل ومؤتلفها لابن حبيب
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[08 - 10 - 09, 04:46 م]ـ
هذه معلومة فريدة عن رحلة علامة الجزيرة مع أبو علي الهجري وكتابه التعليقات والنوادر::
استغرق الشيخ حمد الجاسر (35 عاماً) في تحقيق وجمع نصوص هذا الكتاب!
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[24 - 12 - 09, 09:01 م]ـ
للرفع والفائدة!
ـ[أبو أنس الأنصاري]ــــــــ[25 - 12 - 09, 08:06 م]ـ
جزاكَ اللهُ خيرًا.
ـ[أبو الوليد المقتدي]ــــــــ[26 - 12 - 09, 04:42 م]ـ
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
وجزاكم الله خيرا
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[18 - 02 - 10, 10:45 م]ـ
وجزاكم خيرا جميعا إن شاء الله
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[18 - 02 - 10, 11:43 م]ـ
جزاكَ الله ُ خيراً وبِرّاً، فقد أفدتنا.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[02 - 03 - 10, 02:27 م]ـ
بارك الله فيك.(150/9)
عناية أشراف الحجاز الحسنيين بأنسابهم والمؤلفات التي اعتنت بتدوينها
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[22 - 09 - 09, 11:03 م]ـ
عناية أشراف الحجاز الحسنيين بأنسابهم والمؤلفات التي أعتنت بتدوينها
كتبه الشريف إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير
إِنَّ ?الحمدَ ?للّهِ ?نحمدُه ونستعينهُ ?ونستغفرُه ?، ?ونعوذُ ?باللَّهِ ?من شُرور أنفسِنا، ?ومن سيِّئاتِ ?أعمالِنا، ?مَنْ ?يهدهِ ?اللَّهِ ?فلا مُضِلَّ ?له، ?ومنْ ?يضلِلْ ?فلا هاديَ ?له، ?وأَشهد أنْ ?لا إله إلا اللَّه وحده لاشريكَ ?له، ?وأَشهدُ ?أَنَّ ?محمدًا عبدُهُ ?ورسولُه.?
أما بعد: ?فهذا بحث كتبته عن عناية أشراف الحجاز الحَسنيين بأنسابهم، و المؤلفات التي اعتنت بتدوينها، مع بيان المطبوع والمخطوط منها، وقد استللته من كتابي: «?الإشراف على المعتنين بتدوين أنساب الأشراف» ? الطبعة الثانية ليستفيد منه قراء موقعنا: «?أشراف الحجاز www.al-amir.info (http://www.al-amir.info/) » ، وسميته: «??عناية أشراف الحجاز الحسنيين بأنسابهم، والمؤلفات التي أعتنت بتدوينها «?، راجيًا من الباري الكريم أن ينفع به.
فأقول وبالله التوفيق: إن الأشراف في ?الحجاز في ?المملكة العربية السعودية ?أصحاب عناية قوية بحفظ وضبط وتدوين أنسابهم منذ القرون الأولى من الإسلام، ?وأسوتهم في ?ذلك عناية جدهم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ? بنسبه، ?قال البخاري (ت 256?هـ) ?في ?باب من أحب أن لا ?يُسب نسبه، ?بإسناده عن عائشة -?رضي ?الله عنها - ?قالت: «?استأذن حسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ?في ?هجاء المشركين قال: «?كَيْفَ ?بِنَسَبِي»، ?فقال: ? حسَّان لأسُلنك منهم كسل الشعرة من العجين» (1).?
وقد لمسنا أثر ذلك في ?الآباء والأجداد الذين كانت بحوزتهم المشجرات ?والوثائق، ?فضلاً ?عن كتب الأنساب والتاريخ التي ?عُنيت بحفظ وتدوين أنسابهم وتاريخهم من القرن الأول إلى ?يومنا هذا، ?ولقد لاحظ المستشرق شارك (ت1281هـ) عناية أشراف الحجاز بأنسابها، فقال: «أشراف الحجاز عمومًا، ومكة على الخصوص ينظرون إلى أنفسهم، ويُنظر إليهم، على أنهم الأحفاد الحقيقيون للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأن نسبهم هو الأكثر أصالة، والأكثر توثيقًا. ولما لم يكن في الشرق أحوال مدنية فإن أشجار النسب تقوم مقامها، وتحفظ الأنساب بعناية كبيرة؛ لذلك يوطد الأشراف نسبهم بمستندات مؤكدة، إنهم مقسمون اليوم إلى فروع متعددة، لا يسمح دخول الغرباء فيها» (2)، وهذا ما لمسه أيضًا المستشرق أرندنك في ?عناية أشراف الحجاز الفائقة في ?ضبط أنسابهم، ?فقال: «?وقد حُفظ النسب على أنقى صورة في ?غربي ?جزيرة العرب «(3).
قال الفقيه المؤرخ السمهودي المدني (ت 911هـ): «?لم تزل أنساب أهل البيت النبوي ?التي ?إليها ?يعزون على تطاول الأيام مضبوطة، ?وأحسابهم التي ?بها ?يتميزون على تداول الأقوام عن الخلل [?محفوظة] ? (4) وقد قيظ الله لهم من ?يقوم بتصحيح اتصالاتهم في ?كل زمان من علماء الأمة، ?ومن ?يعتني ?بعلم تفاصيل شعبهم من الأئمة خصوصًا من كان من الطالبيين والمطلبين، ?ومن ظهرت بركات الدعوة النبوية فيهم من نسل البتول والمرتضى من بني ?السبطين وفروع الحسين، ?فقبائلهم العارية عن عار الدخيل متكاثرة، ?وبيوتهم السالمة من تطرق الغمز إليها متوافرة، ?يأثرها الخلف عن السلف، ?ولا ?يمترون فيمن حاز منهم نسبه الشريف من أن وسامته على وجوههم لائحة، ?ونفحات أرجه من عرفهم فائحة، ?ومن ?يقل للمسك أين الشذا؟ أكذبه في ?الحال من شمه «? (5)، ?وبنحوه قال الفقيه الهيتمي (973هـ) (6).
وقال العلامة المؤرخ حمد الجاسر (?ت 1421?هـ): «?لعل أبرز جانب استمرت العناية به تزداد وتقوى من علم الأنساب مايتصل بآل النبي ?فقد عني ?كثير من العلماء والمتشيعين لهم -رضوان الله عليهم - ?عناية تمثلت في ?كثرة المؤلفات والمشجرات التي ?لا تدخل تحت الحصر لكثرتها منذ أن ألَّف ?يحيى بن [?الحسن] (7) بن جعفر العقيقي) 214 - 277هـ (?كتابه: «?أنساب آل أبي ?طالب» ? (8) إلى عصرنا «اهـ (9).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/10)
وقال العلامة المؤرخ عاتق ?البلادي (?معاصر) عن أنساب أشراف الحجاز: «?أنساب الأشراف من أول تأريخ الإسلام عُيّن لها أمناء ?يحفظونها خوفًا من الوالفين والدخلاء» (10). ?وقال: «?إن الأشراف ?يحتفظون بشجرات دقيقة وصحيحة عن أنسابهم تربط أصغر مولود منهم بالإمام علي ?بن أبي ?طالب رضي ?الله عنه «?? (11).
فلا ?غرو أن ترى الصغير فضلاً ?عن الكبير من قبائل الأشراف ?يسوق نسبه حفظًا، ?ولهم سلف في ?ذلك، ?فقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ?يسوق نسبه حفظًا، ?أخرج ابن سعد بإسناده عن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ?قال: «?أنا محمد بن عبدالله «? فانتسب حتى بلغ ?النضر بن كنانة» (12).
وقال العلامة النعمي (ت1351هـ): «الشريف الزهوي الساكن بين الشرفا النجوع، قد درج لي نسبه غيبًا، وقيدته في مجموعة الأنساب الحافلة بالبطون والأعقاب» (13).
وقال المؤرخ عاتق البلادي ?الحربي (معاصر) ?عن أشراف الحجاز: «?إن بعضهم ?يحفظ هذا النسب فلان بن فلان إلى علي ?وفاطمة عليهما رضوان الله» (14).
المصنفات التي ?حفظت لأشراف الحجاز أنسابهم:
لقد ذكرنا فيما سبق كلام العلماء في ?مواصلة وعناية المتقدمين والمتأخرين بتدوين أنساب وتاريخ ?آل البيت، ?وفي ?هذا الفصل سأتحدث عن المصنفات التي ?اعتنت بأنساب أشراف الحجاز، ?لكي ?يقف القارئ على كيفية تدوين أشراف الحجاز المذكورين في ?هذا الكتاب لمشجراتهم أو لمصنفاتهم المتصل نسبها ?إلى الحسن السبط ابن أمير المؤمنين علي ?بن أبي ?طالب -?رضي ?الله عنهما -?، ?وهذا الاتصال والربط في ?النسب ?يعلمه كثير ممن له ذوق ومعرفة بعلم الأنساب، ?قال المؤرخ عاتق البلادي) معاصر (: «?إن أشراف الحجاز -?خاصة - ?أنسابهم صحيحة ?غير مدخولة، ?ولديهم مشجرات ?يتوارثونها، ?يرثها الأحفاد عن الأجداد حتى إن بعضهم ?يحفظ هذا النسب، ?فلان بن فلان، ?إلى علي ?وفاطمة عليهما رضوان الله «اهـ (15)
إن المصنفات التي ?تحدثت عن أشراف الحجاز وضبطت أنسابهم كثيرة من أهمها:كتب الأنساب، ?والمشجرات، ?والتاريخ، ?والتراجم، ?والرحلات (16)، والجغرافيا (17)، ?وصكوك الأوقاف والأملاك، ? والوثائق.?
بيد أني ?اقتصرت في ?هذا البحث على ذكر أهمها وأغزرها مادة ألاوهي ?كتب الأنساب والمشجرات، ?مما وقفنا عليه فقط. ?
وسوف أرتب هذه المصنفات على وفيات أصحابها لكي ?ترى عناية المؤلفين بنسب أشراف الحجاز المتصلة قرنًا بعد قرن ?، ?ثم أبين لك المخطوط و المطبوع منها، ?ولست مدعيًا الحصر إنما بينت ما وقفت عليه، ودونك البيان:
القرن الأول الهجري:
لم ?يحظَ ?القرن الأول بتدوين أنساب بني ?هاشم الأشراف في ?مصنف مستقل أو ضمن أنساب العرب، ?لكون ذاك الزمان زمان رواية، ?والبارعون في ?حفظ ورواية أنساب ?بني ?هاشم عدد كبير من الصحابة وكبار التابعين، ?من ذلك: ?أبو بكر الصديق القرشي (?ت 13?هـ) ?، ?وعمر بن الخطاب القرشي (ت 23?هـ) ?، ?وعلي ?بن أبي ?طالب القرشي (ت 40?هـ)، ?ومخرمة بن نوفل القرشي (?ت 55?هـ)، ?و جبير بن مطعم القرشي (ت 59?هـ)، ?وعقيل بن أبي ?طالب القرشي (?ت 60?هـ) ?، ?و الحبر عبدالله بن العباس القرشي (?ت 68?هـ)،وأبو الجهم بن حذيفة القرشي (?ت 70هـ) -?رضي ?الله عنهم -، (18) ?وغيرهم، ?قال الجاحظ (ت 255?هـ): «?كان أبو بكر -?رحمه الله - ?أنسب هذه الأمة، ?ثم عمر، ?ثم جبير بن مطعم، ?ثم سعيد بن المسيب. ?وكان عقيل بن أبي ?طالب ناسبًا عالمًا بالأمهات «(19).
القرن الثاني الهجري:
أما القرن الثاني ?فما زال هو زمن الرواية أيضًا، ?ولكنني ?اقتصرت على ذكر من صنف في ?أنساب الأشراف وهي ?في ?عداد المفقود ماعدا واحد، ?وبهذا الصنيع أكون قد خالفت منهجي ?الذي ?ذكرت فيه أنني ?لا أورد إلا ما وقفت عليه من المصنفات؛ والدافع لهذه المخالفة بيان أن مراحل تدوين أنساب الأشراف ممتدة من القرن الثاني، ?ودونك البيان:?
1) «?نسب قريش «?، للحافظ محمد بن مسلم الزهري ?القرشي (?ت 124?هـ) ?مفقود.? «سير إعلام النبلاء» (5/ 333).
2) ? «نسب قريش «?، ?لأبي ?مِخْنَف لوط بن ?يحيى الأزدي (?ت 158?هـ) ?مفقود.? «لباب الانساب» (1/ 19).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/11)
3) «حذف نسب قريش»، ?لمؤرج بن عمرو بن الحارث السدوسي (ت 195هـ). مطبوع، بتحقيق: صلاح الدين المنجد، الناشر: دار العروبة، القاهرة، 1960م.
4) «نسب ولد إسماعيل «?، ?لأبي ?البختري ?وهب بن وهب القرشي ?الأسدي (?ت 200?هـ). «سير إعلام النبلاء» (9/ 374 ـ 375)، «هدية العارفين» (2/ 502).
القرن الثالث الهجري:
5) «?جمهرة النسب»، لهشام بن محمد بن السائب الكلبي) ?ت 204?هـ (. طبع عدة طبعات أجودها الطبعة التي حققها محمود العظم، الناشر: دار اليقظة العربية، سوريا، 1990م.
قلت: ابن الكلبي تكلم فيه علماء الجرح والتعديل من أجل روايته لبعض الأحاديث الموضوعة، إلا إنه ممن يعول عليه في النسب، وكتب تراجم المتقدمين ومعاجم الصحابة حافلة بأقواله في أنساب العلماء وقريش، قال الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت852هـ): «ابن الكلبي يرجع إليه في النسب». «الإصابة» (1/ 325).
6) «كتاب نسب قريش «، لمصعب الزبيري (?ت 233هـ).? مطبوع، بتحقيق: ليفي بروفنيسال، الناشر: دار المعارف، القاهرة.
7) «جمهرة نسب قريش وأ ?خبارها»، ?للزبير بن بكار (ت 256?هـ). مطبوع، بتحقيق: محمود شاكر، الناشر: دار اليمامة، الرياض، 1421هـ.
8) «المعقبين من ولد الإمام أمير المؤمنين «، ليحيى بن الحسن بن جعفر الحسيني ?العقيقي (?ت 277?هـ).? مطبوع، بتحقيق: محمد الكاظم، الناشر: مكتبة المرعشي، قم، 1422هـ/2001م.
9) «أنساب الأشراف «، ليحيى بن جابر البلاذري (?ت 279?هـ). مطبوع، بتحقيق: د. سهيل زكار، ود. رياض زركلي، الناشر: دار الفكر، بيروت، 1417هـ/ 1996م وطبع ثانية بتحقيق: محمود الفردوس العظم، الناشر: دار اليقضة العربية، سوريا، 2000م، وهي من أجود الطبعات المحققة.
القرن الرابع الهجري:
10) «سر السلسلة العلوية «، ?لأبي ?نصر سهل البخاري (?ت 357?هـ). مطبوع، بتقديم وتعليق: محمد صادق، الناشر: المكتبة الحيدرية، النجف، 1382هـ/ 1963م.
وللشريف أحمد ضياء العنقاوي تعليق على هذا الكتاب وهذا نصه: «يعد كتاب» «سر السلسلة العلوية» من أقدم الكتب المعتنية بأنساب أبناء السبطين الحسن والحسين ـ رضي الله عنهما ـ والذي يعول عليه كثير من المعتنين بأنساب السبطين، إلا انه يعاب على أبي نصر البخاري النسابة التعجل في الطعن في بعض الأنساب الصحيحة، ففي ذرية موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط ـ رضي الله عنه ـ نفي أن هناك ذرية لابنيه هارون وزيد، وقد ثبت لدى جمهرة النسابين كالعمري في «المجدي»، وشيخ الشرف العبيدلي، ويحيى بن طباطبا وابن عنبة والنجفي وغيرهم أن لهم عقبا صحيحا.
القرن الخامس الهجري:
11) «تهذيب الأنساب ونهاية الأعقاب «، ?لمحمد بن أبي ?جعفر العبيدلي (?ت 435?هـ).? مطبوع، بتحقيق: محمد المحمودي، الناشر: مكتبة المرعشي، قم، 1413هـ.
12) «جمهرة أنساب العرب»، لعلي ?بن أحمد بن حزم (?ت 456?هـ). طبع عدة طبعات أجودها الطبعة التي حققها: عبد السلام هارون، الناشر: دار المعارف القاهرة.
13) «أبناء الإمام في ?مصر والشام»، ?ليحيى بن طباطبا الحُسيني (ت 478?هـ). مطبوع، بتحقيق: عارف عبد الغني وعبد الله السادة، الناشر: دار كنان، دمشق 1421هـ / 2000م. قلت: وفي النفس شيء من مادة هذا الكتاب لوجود نصوص بعض المتأخرين عن زمن المؤلف في متن الكتاب، فتعامل معه بحذر.
14) «المجدي ?في ?أنساب الطالبيين»، ?لعلي ?بن محمد العلوي ?العمري (?ت القرن 5?هـ). مطبوع، بتحقيق: د. أحمد الدامغاني، الناشر: مكتبة المرعشي، قم.
15) «منتقلة الطالبية»، ?لإبراهيم بن ناصر ابن طباطبا (?ت القرن 5?هـ). مطبوع، بتحقيق: محمد الخرسان، الناشر: المطبعة الحيدرية، النجف، 1388هـ/ 1968.
القرن السادس الهجري:
16) «لباب الأنساب والألقاب والأعقاب»، ?لابن فندق علي ?بن أبي ?القاسم ?زيد البيهقي (565?هـ). مطبوع، بتحقيق: مهدي رجائي ومحمود المرعشي، الناشر: مكتبة المرعشي، إيران 1410هـ.
17) «الأنساب» ?لمحمد بن أسعد الجواني (?ت 588?هـ). مخطوط، لدي قطعة منه. ولأخينا الشريف أحمد ضياء العنقاوي دراسة حول هذه القطعة، أفاد فيها أن الجواني قد انفرد بذكر بيوتات علوية، وينبغي لأهل العلم أن يتعاملوا معه بحذر.
القرن السابع الهجري:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/12)
18) «الشجرة المباركة في ?أنساب الطالبية»، ?لفخر الدين محمد بن عمر الرازي (ت 606 ?هـ). مطبوع، بتحقيق: مهدي رجائي، الناشر: مكتبة المرعشي، قم، 1409هـ.
19) «الفخري ?في ?أنساب الطالبيين»، ?لإسماعيل بن الحسين المروزي (?ت بعد 614هـ). مطبوع، بتحقيق: مهدي رجائي، الناشر: مكتبة المرعشي، قم.
20) «التبيين في ?أنساب القرشيين»، ?لابن قدامة عبدالله بن أحمد المقدسي (ت 620?هـ). مطبوع، بتحقيق: محمد الدليلي، الناشر: عالم الكتب، بيروت، 1408هـ/ 1988م.
21) «الجوهرة في ?نسب الإمام علي ?وآله «?، ?لمحمد بن أبي ?بكر الأنصاري) ?كان حيًا 645?هـ). مطبوع، بتحقيق: د. محمد التنوجي، الناشر: دار الجيل، بيروت، 1414هـ/1993م.
22) «طرفة الأصحاب «?، ?لابن رسول، ?عمر بن ?يوسف الغساني (?ت 696?هـ). مطبوع، بتحقيق: ك و. سترستين، الناشر: دار صادر، بيروت. قلت: له أوهام في أنساب اشراف الحجاز وقد علقت عليها في كتابي «نظرات في كتب الأنساب».
23)» ?التذكرة في ?الأنساب المطهرة «?، ?لأحمد بن محمد الحسيني ?العبيدلي (?ت القرن 7?هـ). مطبوع، بتحقيق: مهدي رجائي، الناشر: مكتبة المرعشي، قم 1421هـ.
القرن الثامن الهجري:
24)» ?الأصيلي ?في ?أنساب الطالبيين»، ?لابن الطقطقي ?محمد بن تاج الدين علي ?طباطبا الحسني (ت 709?هـ). مطبوع، بتحقيق: مهدي رجائي، الناشر: مكتبة المرعشي، قم. قلت: الأولى أن ينظر طالب العلم في المخطوط لأنه مشجر، أما المطبوع فهو مبسوط قلبه المحقق ولم يحسن في ضبط نصوصه وحواشيه. والمخطوط منه عدة نسخ خطية، واحدة في مكتبة الحرم المكي الشريف تحت رقم (2654/ 2) باسم «بحر الأنساب» لمجهول، ونسختين في مكتبة المرعشي في إيران ثم وقفت على نسخة مخطوطة من هذا الكتاب ولا أدري في أي مكتبة محفوظة وساءني ـ والله ـ ما رأيت فيها من دس، أدرجت فيه أنساب جماعة لم ترد أنسابهم في جميع نسخ ابن الطقطقي وحذف منه كلام لابن الطقطقي على بعض البيوتات، وما هذا العبث في كتب التراث إلا من أناس قد قلت أمانتهم وفقدوا الوازع الديني.
القرن التاسع الهجري:
25)» ?قلائد الجمان في ?التعريف بقبائل عرب الزمان»، ?لأحمد بن علي ?القلقشندي (?ت 821?هـ). مطبوع، بتحقيق: إبراهيم الأبياري، الناشر: دار الكتب الحديثة، مصر 1383هـ.
26)» ?نهاية الأرب في ?معرفة أنساب العرب»، ? لأحمد بن علي ?القلقشندي (?ت 821?هـ). مطبوع، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، 1405هـ / 1984م.
27) «عمدة الطالب في ?أنساب آل أبي ?طالب «?، لابن عِنَبَة أحمد بن علي ?الحسني (ت 828?هـ)، وهذا الكتاب كاسمه «عمدة».? طبع كتاب «عمدة الطالب» عدة طبعات الأولى منها كما قال محمد صادق آل بحر العلوم: «الطبعة الهندية التي أتت على بهجة الكتاب وذهبت بنضارته وأخمدت ضوءه وكادت أن تؤدي به بأغلاطها الشائبة وسقطها المخل». «عمدة الطالب» طبعة أنصاريان (ص11). ثم طبع الكتاب بتحقيق محققين لم تذكر أسماؤهم، وبإشراف وتعليق محمد صادق آل بحر العلوم. الناشر: المكتبة الحيدرية، النجف، معتمدين فيها على ثلاث نسخ خطية فريدة، وهي طبعة جيدة إلا مقدمتهم السيئة التي طعنوا فيها في الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ووصفوهم بأبناء الخنا، وهذا مذهب الرافضة السبابة يطعنون في خيار الناس الصحابة وأمهات المؤمنين. ثم طبع الكتاب في دار مكتبة الحياة ببيروت طبعتين، طبعة بتحقيق: الدكتور نزار رضا، والأخرى بإشراف ومراجعة ومقابلة: لجنة إحياء التراث في نفس الدار، وكلا الطبعتين فيها ما فيها من التصحيف والسقط المخل، من ذلك على سبيل المثال: ما ورد في بني الأخيضر من الطبعة المحققة للدكتور نزار (ص94): «إن بني يوسف الأخيضر مع عامر وعامر نحو الف فارس»، أما الطبعة الأخرى التي بإشراف لجنة إحياء التراث في نفس الدار (ص137) أسقطت النص بأكمله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/13)
وبالرجوع لمخطوطة «عمدة الطالب» المؤرخة سنة (938هـ) (ص62) والمحفوظة في مركز الملك فيصل بالرياض وهي من أجمل النسخ المخطوطة التي رأيتها لهذا الكتاب ـ وقد أهداني نسخة منها أخونا الفاضل المؤرخ النسابة على بن سالم الصيخان الخالدي، والأخرى التي بخط الحاج يوسف المارديني المؤرخة سنة (1088هـ) (ص192) المحفوط أصلها لدى السيد يوسف جمل الليل، و «عمدة الطالب» المطبوعة بتحقيق: محمد صادق آل بحر العلوم (ص105) أن النص قد تصحف على المحقق تصحيفًا أخل بالمعنى، وهذا نص المخطوطتين والمطبوعة: «أن بني يوسف الأخيضر مع عامر وعايذ، نحو من ألف فارس». وانظر ما يشهد لهذا النص من المخطوط والمطبوع في «تحفة الازهار» (1/ 380).
وسيصدر قريبًا لأخينا المؤرخ النسابة الهمام الشريف محمد بن حسين الصمداني الحسني تحقيق نفيس لكتاب «العمدة» مقابل على ثلاثة عشر نسخة مخطوطة لهذا الكتاب.
28)» ?شجرة السادات الأشراف»، ?للحسن بن عبد بن أحمد الحسيني (?كان حيًا 887?هـ). مخطوط، منه نسخة خطية في مكتبة الحرم المكي تحت رقم (3504) وأخرى في دار الكتب المصرية مجهولة المؤلف.
29)» ?روضة الطلاب في ?أسرار الأنساب «?، ?لمؤلف مجهول من أهل القرن التاسع.? مخطوط، أحتفظ بصورة منه.
30)» ?النفحة ?العنبرية في ?أنساب خير البرية «، ?لمحمد كاظم اليماني ?الموسوي (كان حيًا 891?هـ). مطبوع، بتحقيق: مهدي رجائي، الناشر: مكتبة المرعشي، قم 1419هـ.
كتاب (النفحة العنبرية) للموسوي كتاب لا يفرح به لكثرة أخطاء صاحبه في أنساب الطالبيين ونسبة الحكايات لهم، من ذلك:
أخطاؤه في أنساب الطالبيين وغيرهم:
قوله: " أما إبراهيم بن عبد الله المحض، فقاتله المنصور بعيسى بن موسى بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس " (20).
قلت: زاد وصحف المؤلف في نسب عيسى بن موسى. والصواب هو: عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس (21).
قوله: " ولموسى الثاني من الولد: داود الأمير، وهو جد الأمراء الهواشم ولاة مكة قبل قتادة " (22).
قلت: خالف المؤلف إجماع المؤرخين والنسابة القائلين بأن الهواشم الأمراء من عقب محمد الأكبر (الثائر) ابن موسى الثاني. قال العبيدلي (ت 435 هـ): " أبو هاشم محمد، من ولده محمد بن عبد الله بن أبي هاشم محمد بن الحسين بن محمد الأكبر بن موسى الثاني" (23). وقال ابن عنبة (ت 828): " أبو هاشم محمد بن الحسين الأمير بن محمد الثائر، وولده يقال لهم الهواشم، ويقال لهم الأمراء أيضاً " (24).
وقوله: " أما الحسن بن محمد بن داود الأمير أخو يحيى، فإليه انتهت ولاية الحرم بعد أبيه، ومن ولده جعفر بن محمد بن الحسن " (25).
قلت: الصواب أن الحسن أمير مكة ابن جعفر أمير مكة بن أبي جعفر محمد بن الحسين الأمير بن محمد الأكبر بن موسى الثاني، أخو داود الأمير بن موسى الثاني. (26).
وقوله: " أولاد الأمير شكر: الأمير محمد، وأحمد وجسار " (27).
قلت: شكرٌ هذا هو: محمد، ولم يعقب إلا بنتاً، قال ابن حزم (ت456 هـ): " مات شكر ولم يولد له قط ". (28)، وقال ابن الطقطقي (ت709 هـ): " لم يلد للأمير شكر غير بنت يقال لها تاج الملوك " (29)، وقال ابن عنبة (ت828 هـ): " ولد أبو الفتوح الحسن بن جعفر شكراً واسمه محمد، ويكنى أبا عبد الله ويلقب تاج المعالي. ولم يلد الأمير تاج المعالي شكر إلا بنتاً يقال لها تاج الملوك " (30).
وقوله: " أما سليمان، فهو أخو عبد الله بن موسى الجون، وهو جد الأشراف بني سيلمان أهل المخلاف السليماني وهم بطون شتى يجمعهم ولد ولده، وهو موسى بن عبدالله بن سليمان بن موسى الجون " (31).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/14)
قلت: هذا المؤلف جاهل لمخالفته اتفاق النسابيين والمؤرخين القائلين بأن نسب الأشراف السليمانيين من سليمان بن عبد الله بن موسى الجون، قال العبيدلي (ت435 هـ): " وهؤلاء ولد سليمان بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله بن حسن بن حسن، وفيهم عدد وأفخاذ وقبائل، وشدة وبأس ونجدة، وهم من فرسان العرب وفتاكها. والعقب من ولد سليمان بن عبد الله بن موسى الجون من رجل واحد وهو داود بن سليمان " (32). وقال الرازي (606 هـ): "أما سليمان بن عبد الله بن موسى الجون، فله عقب كثير يعرفون بـ (السليمانيين) وله ابن واحد اسمه داود" (33).
وازداد يقيني بجهل هذا المؤلف لجهله بأنساب الأشراف السليمانين المشهورة عند أهل اليمن، ويقطنون في المخلاف السليماني اللصيق بأرض اليمن، بل كانت بطون منهم تسكن أرض اليمن وما زالت إلى يومنا هذا.
قلت: وزاد صاحب "النفحة العنبرية" ظلمة المحقق بتعليقه هذا: "قد وقع المؤلف هنا في وهم وخبط عظيم، حيث زعم أن سليمان هذا هو ابن موسى الجون، بل هو سليمان بن علي بن عبد الله بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى الجون، والظاهر أن المؤلف ما كان يراجع كتب الأنساب، بل كان يكتب عمّا في خاطره وذهنه من المعلومات، وما كان يراجع المصادر المعتبرة" (34).
قلت: العجب منك أنت أيها المحقق كيف تسوق هذا النسب للأشراف السليمانيين المخالف لما في الأصول والكتب التي حققتها، ومن هذه الأصول التي حققتها كتاب "الشجرة المباركة" (35) للرازي الذي استشهدنا به آنفًا.
وقوله -أي الموسوي-: "داود المحمود بن موسى، وهو أخو سليمان بن موسى، وهو جد الأمراء بني داود"، ثم ساق نسبه فقال: "داود المحمود بن موسى بن سليمان بن موسى الجون" (36).
قلت: هذا الجاهل حُق أن يضرب على رأسه لأن داود المحمود ليس ابن موسى إنما هو ابن لسليمان بن عبدالله الرضا بن موسى الجون باجماع المحققين، قال العبيدلي (ت435هـ): "داود بن سليمان بن عبدالله بن موسى الجون" (37)، وبهذا قال العمري (ت ق5هـ)، والرازي (ت606هـ)، والمروزي (ت بعد614هـ)، وابن الطقطقي (ت709هـ)، وابن عنبة (ت828هـ) (38)، وغيرهم.
أما قول الموسوي: "داود المحمود أخو سليمان بن موسى" فما أبعده من ظن، والصواب أن داود المحمود هو وحيد أبيه سليمان بن عبدالله الرضا، قال الرازي (606 هـ): "أما سليمان بن عبد الله بن موسى الجون، فله عقب كثير يعرفون بـ "السليمانيين" وله ابن واحد اسمه داود" (39).
وقوله -أي الموسوي-: " أولاد موسى بن عبد الله بن سليمان بن موسى الجون: سليمان، وأحمد، وداود المحمود. أما سليمان جد السادات فبدأنا بهم لكونهم ولاة الحرام الشريف. فلسيلمان من الولد: عبد الله ومن ولد عبد الله السيد قتادة بن إدريس بن مطاعن بن سليمان بن عبد الكريم بن عيسى بن سليمان بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن علي بن موسى بن عبد الله " (40).
قلت: الأمر لا يحتمل! هذا الرجل ليس بجاهل إنه من الوضاعين الكذبة الذين يريدون التنكيل بهذا النسب الشريف، لا بارك الله فيه .. فقتادة بن إدريس (ت 617 هـ) جد ولاة الحرم الشريف، لو أردت جمع من ذكر نسبه باتفاق لسودت في ذلك صفحات، أسوق لك منها هذه، وأحيلك على بعضها، قال المنذري (ت656 هـ): "قتادة بن الشريف الأجل أبي مالك إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن حسين بن سليمان بن علي بن عبد الله بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن (الحسن) بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام. تولى إمرة مكة مدة. رأيته بها وهو يطوف ". (41) وقال ابن الطقطقي (ت709 هـ): " أمير مكة وينبع قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن الحسين بن سليمان علي بن عبد الله الأكبر بن محمد الثائر بن موسى الثاني بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط " (42).
أما أخطاؤه في نسبة الحكايات:
قوله: " إن الحسن المثلث شهد مع عمه كربلاء " (43). الصواب أن الذي شهد كربلاء مع عمه الحسين السبط ـ رضي الله عنه ـ هو أبوه الحسن المثنى بن الحسن السبط ـ رضي الله عنهما ـ (44).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/15)
وقوله: " أما جعفر وداود، ماتا في حبس المنصور " (45). الصواب أن الخليفة أبو جعفر المنصور أطلق سراحهما. قال ابن شبة (ت262 هـ): " قال عيسى: نظرت مولاةٌ لآل حسن إلى جعفر بن حسن، فقالت: بنفسي أبو جعفر! ما أبصره بالرجال حيث يطلقك، وقتل عبد الله بن الحسن " (46)، وقال الأصفهاني (ت365هـ): " جعفر بن الحسن بن الحسن بن الحسن، وداود، خلى أبو جعفر لهم السبيل بعد مقتل محمد وإبراهيم، (47).
ثم استدرك المؤلف على نفسه وقال: " وقيل جعفر بن الحسن المثنى لم يدركه المنصور ". (48).
قلت: نعم ورد أن جعفر بن الحسن مات قبل محنة عبد الله بن الحسن مع الخليفة أبي جعفر المنصور، ولم تذكره المصادر أيضاً فيمن حمل من ولد الحسن بن الحسن بن علي إلى سجن أبي جعفر المنصور، ولا ممن خلي عنه (49).
وبكل حال فهذا المؤلف يصدق فيه قول الحافظ ابن حجر (ت852 هـ): " إذا تكلم المرء في غير فنه أتى بالعجائب " (50).
31) «بحر الأنساب»، لمحمد بن أحمد بن عميدالدين النجفي (ت القرن9هـ). مخطوط، منه نسخة خطية في دار الكتب المصرية، وأخرى في مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينة النبوية.
القرن العاشر الهجري:
32)» ?الدرة المضيئة شجرة أنساب الحَسنية والحُسينية والعلوية والجعفرية «، ?لعلوان بن علي (?ت 945?هـ). مطبوع طبعة حجرية وقفت عليها في مكتبة الاسد في سوريا.
33)» ?تحفة الطالب فيمن نسب إلى عبدالله وأبي ?طالب»، ?لمحمد بن الحسين بن عبدالله السمرقندي (?ت 996?هـ). مطبوع باسم «أنساب الطالبيين»، تحقيق: د. عبدالكريم الجنابي، الناشر: مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، 1426هـ/2006م. وقد اعتمد المحقق في تحقيقه لهذا الكتاب على نسخة واحدة كانت محفوظة في مركز دار صدام للمخطوطات، وقد سقط منها الصفحات الأولى من الكتاب ولذلك اختلط عليه أسم المؤلف؛ وهي مليئة بالأخطاء الإملائية واللغوية كما قال.
قلت: والمخطوطة منها عدة نسخ خطية كاملة، من ذلك نسخة في مكتبة مكة تحت رقم (10) (1) تاريخ، ونسخة في مكتبة الحرم المكي برقم (33/ 1) تاريخ دهلوي، وأخرى في جامعة ليبسك بألمانيا برقم (649) ( D.C239). انظر «التاريخ والمؤرخون بمكة» (ص256).
34)» ?شجرة الحسن بن أبي ?نمي ?الثاني ?بن بركات والخلفاء من آدم «، ?لمحمد بن الحسين السمرقندي) ?ت 996?هـ).? مخطوطة، منها نسخة خطية في مكتبة مكة المكرمة تحت رقم (10) (2) تاريخ. قلت: في هذه المشجرة خلط فتنبه.
35)» ?بغية الطالب في ?معرفة أولاد علي ?بن أبي ?طالب»، ?لمحمد الطاهر بن حسين الأهدل (ت 998?هـ). مخطوط، منه نسخة خطية في الأزهر تحت رقم (5342) 61854 تاريخ وأخرى في جامع المكتبة الغربية في صنعاء، رقم (677) و (83) وأخرى في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض تحت رقم (5263).
36)» ?سراج الأنساب» ?، ?لأحمد بن محمد كياء الكيلاني (?ت القرن 10?هـ). مطبوع باللغة الفارسية، تحقيق: محمود مرعشي ومهدي رجائي، الناشر: مكتبة المرعشي، قم.
القرن الحادي ?عشر الهجري:
37)» ?روضة الألباب وتحفة الأحباب ونخبة الأحساب لمعرفة الأنساب»، ?المعروف بمشجر أبي ?علامة، ?لمحمد بن عبدالله بن علي ?المؤيدي (ت 1044 ?هـ).? مخطوط، منه نسخة خطية في جامعة أم القرى بمكة المكرمة تحت رقم (1900/ 4).
38)» ?الجامع في ?الأنساب «، ?لأحمد بن محمد بن صلاح الشرفي (?ت 1055?هـ) والشهاري.? مخطوط في مؤسسة الإمام زيد بصنعاء.
39)» ?تحفة الأزهار وزلال الأنهار في ?نسب الأئمة الأطهار «?، ?لضامن بن شدقم (كان حيًا 1090?هـ).? مطبوع، بتحقيق: كامل الجبوري، الناشر: مرآة التراث، طهران، 1420هـ/1999م.
قلت: لقد تكلمت في طبعتي السابقة على هذا الكتاب حينما كان مخطوطاً، وقلت: «إن لضامن بن شدقم أوهامٌ في بني الحسن بن علي بن أبي الطالب». واليوم وبعد طباعة كتاب «تحفة الأزهار» وسهولة تناوله رأيت أن أبين مواطن أوهامه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/16)
فأقول وبالله التوفيق عندما وقفت على هذه المخطوطة سنة 1417هـ فرحت فرحاً شديداً لكون هذه المخطوطة تفردت بتذييل لبني الحسن الجميل، فقمت بتشجير هذه التذييل ومقارنته بالأصول الأخرى كـ «تهذيب الأنساب» للعبيدلي و «الأصيلي» لابن الطقطقي و «عمدة الطالب» لابن عنبة وغيرهم فوجدته يخالفهم كثيراً، ومن مخالفاته لهم: عدم دقته في ترتيب الأسماء، تكرار التذييل، فضلا عن أوهامه في نسبة الحكايات إلى غير أصحابها.
وبالرجوع لمقدمة ضامن وجدته صرح بقصوره في ترتيب الأسماء والقصص وهذا نص كلامه: «وفي سنة 1069رأيت بأصفهان عند السيد الجليل النبيل منصور بن علي بن عقيل الموسوي الحسيني الكربلائي شجرة قديمة جامعة شاملة لنسل السبطين الحسن والحسين - عليهما السلام ـ قد ذيلهما بما حدث معه مصنفها فدونتها، وربما حصل مني سهو في ترتيب الأسماء والقصص لكثرة تشعبها» أهـ. «تحفة الأزهار» (1/ 79).
ولما طبع الكتاب وسهل تداوله صنع المحقق الأستاذ الجبوري تشجيرًا قيمًا لهذا الكتاب وأبان تكرار الأسماء الفاحش فيه. انظر «الروض المعطار في تشجير تحفة الأزهار» (4، 34، 41، 42، 51، 57، 58، 64، 65، 66، 75، 78، 79، 80، 85، 87، 90، 95،101، 105، 106).
ثم وجدت الأستاذ كامل الجبوري محقق كتاب «تحفة الأزهار» وافقني في ما ذهبت إليه فقال: «كانت الفكرة في البداية أن أحقق سلاسل النسب الواردة في الكتاب وأقارنها مع أصول النسب المتوفرة، وبعد خوض الموضوع وجدت انه يختلف في بعض السلاسل والأنساب اختلافا كبيرا عما ورد في تلك الأصول». «تحفة الأزهار» (1/ 61) وانظر ملاحظات المحقق على ضامن بن شدقم في (1/ 59). وقد توسعت في نقد هذا الكتاب في كتابي «نظرات في كتب الأنساب» وضربت الأمثلة على عدم دقته.
القرن الثاني ?عشر الهجري:
40)» ?مشجرة الشريف أبي ?قناع محمد الثقبي (?ت 1179?هـ) ?المشهورة بمشجرة أمير مكة الشريف سرور (??ت 1202?هـ)».? أصلها محفوظ لدى الشريف مشهور بن مساعد بن منصور آل زيد، واحتفظ بصورة منها.
القرن الثالث عشر الهجري:
41)» ?رفع نقاب الخفا عمن انتمى الى وفا وابي الوفا «?للعلامة محمد مرتضى الزبيدي (ت1209هـ)، ?مخطوطة في جامعة الملك سعود بالرياض.
41)» ?مشجرة الشريف علي ?بن منصور الكريمي (?ت 1406?هـ) «?، ?المدونة سنة 1224?هـ.? أحتفظ بصورة منها.
42)» ?مشجرة أبوعريف» وتعرف بمشجرة الشريف علي ?بن عبيد ?الجعفري، ?الجامعة لأنساب جُل الأشراف الحَسنيين في ?الحجاز والمخلاف السليماني ?واليمن «. ?قلت: ?اعتقد أن هذه المشجرة دونت في ?أوائل القرن الثالث عشر ?الهجري ?تقريبًا للنسب الذي ?حرر فيها سنة 1231?هـ.?
ولصاحب المشجرة أوهام نبهت عليها في كتابي: «?بلوغ المرام في معرفة نعمة جد الأشراف الجعافرة الكرام «، وكتابي «?البديع في نسب الأشراف النعميين آل عيشان أحفاد الشفيع «.
قلت: ?وهي ?اليوم بحوزة حفيد الشريف علي بن عبيد الجعفري الشريف الأجل حسين بن منصور الجعفري في مدينة القنفذة، وأحتفظ بصورة منها.?
43) ?» ?مشجرة هاشم بن إسماعيل بن الحسن الملقب بعقرب وتقاديم» (51)، ? وتعرف أيضًا بمشجرة تقاديم كما قال المؤرخ الفقيه؛ اعتنت هذه المشجرة بأنساب الأشراف القتاديين والسليمانيين والرسيين، ?وتاريخ تدوينها كان في ?أوائل القرن الثالث عشر الهجري، ?قال المؤرخ حسن بن إبراهيم الفقيه القائم على دراسة هذه المشجرة: «?يعود تاريخ تأليفها إلى أول القرن الثالث عشر الهجري «?? (52).
قلت: ?وقد نسب المؤرخ الفقيه هذه المشجرة إلى عريف حسن بن أحمد المعروف بتقاديم (53)، وهذا تصحيف، والصواب أنه «أبو عريف الحسن بن أحمد» كما في مشجرة «أبو عريف تقاديم» والمعروفة بمشجرة الشريف علي بن عبيد الجعفري، و مشجرة هاشم بن إسماعيل بن تقاديم والتي التي أحتفظ بنسخة منها.
44)» ?أصل المشجرة التي ?بنى عليها صاحب مشجرة» ?الري»، ?والمدونة في ?منتصف القرن 13هـ.? أحتفظ بصورة منها.
45)» ?مشجرة قاضي الملك الإدريسي الفقيه الشريف حسين ?بن عبدالله بن عيسى الحازمي (ت 1390?هـ)»، ?المدونة في ?منتصف القرن 13?هـ.? قلت: أحتفظ بصورة منها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/17)
46)» ?مشجرة الشريف حسين بن علي ?بن حيدر آل خيرات أمير المخلاف السليماني (?ت 1273?هـ)». أصل هذه المشجرة محفوظ لدى أستاذنا الشريف محمد بن منصور بن هاشم آل زيد صاحب كتاب «قبائل الطائف وأشراف الحجاز».
47)» ?مشجرة الشريف عيسى بن حازم الحازمي «?، المدونة في ?اوائل القرن الثالث عشر، ?ثم نقلت سنة 1285?هـ. ذكر ناقل هذه المشجرة سلطان بن حسين بن همام انه نقلها سنة (1285هـ) من المشجرة التي كتبها الفقيه جابر مثبي كاتب العلامة الشريف الحسين بن علي بن محمد الحازمي المتوفي سنة (1227هـ). قلت: أحتفظ بصورة منها.
48)» ?الإتحاف في أنساب أشراف المخلاف «، ?للحسن بن أحمد الضمدي (?ت 1290?هـ).? مخطوط، منه صورة في مؤسسة الإمام زيد في صنعاء، واحتفظ بصورة منه.
القرن الرابع عشر الهجري:
49)» ?مشجرة نقيب الأشراف علي ?الشبيكي»، ?المؤرخة سنة 1302?هـ. أحتفظ بصورة منها.
50)» ?مناهل الضرب في ?أنساب العرب» ?، ?لجعفر الأعرجي ?الحُسيني (?ت 1332?هـ).? مطبوع، بتحقيق: مهدي رجائي، الناشر: مكتبة المرعشي، قم، 1419هـ.
51)» ?مشجرة أمير مكة الشريف علي ?باشا «(ت 1360?هـ) ?، ?والمدونة سنة 1327?هـ تقريبًا.? أصلها محفوظ لدى حفيده الشريف الحسين بن علي في لندن، وأحتفظ بصورة منها.
52) «?شجرة الشريف محمد بن ثلاب»، ?للشريف محمد بن ثلاب الحُسيني ?البركاتي (?ت 1335?هـ)» ?، ?المؤرخة سنة 1327هـ، ?والخاصة ببني ?إبراهيم من الأشراف آل بركات.? أصلها محفوظ لدى حفيده الشريف سراج بن شرف بن محمد الحسيني، وأحتفظ بصورة منها.
53) «شجرة الشريف محمد بن ثلاب»، ?للشريف محمد بن ثلاب الحُسيني ?البركاتي (?ت 1335?هـ) ?، ?المؤرخة سنة 1332?هـ، ?والخاصة بالأشراف آل جازان.? أصلها محفوظ لدى حفيده الشريف سراج بن شرف بن محمد الحسيني، وأحتفظ بصورة منها.
54)» ?أنساب القبائل العراقية»، ?لمهدي ?القزويني ?الحسيني (?ت 1330?هـ).? مطبوع، بتحقيق ك عبد المولي الويحي، الناشر: المطبعة الحيدرية، العراق، 1383هـ.
55)» ?الجواهر اللطاف المتوج بها هامات الأشراف سكان صبيا والمخلاف «، ?للشريف محمد بن حيدر النعمي (?ت 1351?هـ).? مخطوط، منه نسخة خطية مصورة في جامعة الملك عبد العزيز، ولدي نسختين أخرى مصورة بخط تلميذه الحسن بن أحمد –وليس عاكش-، وبخط محمد بن إبراهيم النعمان، وهي من محفوظات مكتبة الشريف موسى بن أحمد المعافا –رحمه الله- مدير أوقاف منطقة جازان.
56)» ?تحفة الأحباب في ?بيان اتصال الأنساب «، ?لعبدالستار الدهلوي (ت 1355هـ (. مخطوط، منه نسخة خطية في مكتبة الحرم الملكي الشريف تحت رقم (2777).
57)» ?نيل الحسنيين بأنساب من باليمن من بيوت عترة الحسنين»، ?لزبارة محمد بن ?يحيى الحسني (?ت 1381?هـ (. مطبوع ضمن كتاب «الرسائل الكمالية في الأنساب»، الناشر: مكتبة المعارف، الطائف.
58)» ?معجم الأنساب والأسرات الحاكمة في ?التاريخ الإسلامي «، ?للمستشرق زامباور (?ت القرن 14?هـ). مطبوع، بتحقيق: زكي محمد حسن ورفقائه، الناشر: دار الرائد العربي، بيروت، 1400هـ.
القرن الخامس عشر الهجري:
59)» ?شجرة الري «?، ?للشريف محمد هاشم بن سعد الدين آل ?غالب (ت 1401?هـ). أحتفظ بصورة منها.
60)» ?أوضح الإشارات في ?معرفة نسب الأشراف آل خيرات «?، ?للشريف أحمد بن حمود أبوطالب (?ت 1414?هـ). مطبوع، الناشر: المؤلف، جازان.
61)» ?من القبائل العدنانية «، ?للشريف مساعد بن منصور بن مساعد آل عبدالله بن سرور (ت1430هـ). مخطوط أحتفظ بصورة منه.
62)» ?قبائل الطائف وأشراف الحجاز»، ?للشريف محمد بن منصور بن هاشم آل عبدالله بن سرور (?معاصر). مطبوع، الناشر: المؤلف، توزيع: مكتبة المعارف، الطائف.
63)» ?معجم أشراف الحجاز «، ?للشريف أحمد ضياء بن محمد قللي ?العنقاوي) معاصر (?. مطبوع، الناشر: المؤلف، توزيع: مؤسسة الريان، بيروت، 1426هـ/2005م.
64)» ?جمهرة أنساب أشراف مكة المكرمة الحَسنيين (?مع ذكر نبذ من سيرهم وبلدانهم قديمًا وحديثًا)»، ?للشريف أحمد ضياء بن محمد قللي ?العنقاوي (معاصر). مصفوف لدى المؤلف.
65) «?دراسة في ?تاريخ وأنساب ووثائق الأشراف العنقاوية «?، ?للشريف أحمد ضياء بن محمد العنقاوي (?معاصر). مصفوف لدى المؤلف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/18)
66)» ?معجم قبائل الحجاز»، ?لعاتق بن ?غيث البلادي (?معاصر). مطبوع، الناشر: دار مكة للنشر والتوزيع، مكة، 1403هـ.
67)» ?معجم القبائل العربية «، ?لعاتق بن ?غيث البلادي (?معاصر). مطبوع، الناشر: دار النفائس، بيروت، 1423هـ /2002م.
68) «تحقيق منية الطالب في معرفة الأشراف الهواشم الأمراء بني الحسن بن علي بن أبي طالب»، للشريف إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير (معاصر). مطبوع، الناشر: مؤسسة الريان، بيروت، 1419هـ/1998م.
69) «الإشراف في معرفة المعتنين بتدوين أنساب الأشراف»، للشريف إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير (معاصر). مطبوع، الناشر: مؤسسة الريان، بيروت، 1421هـ/2000م.
70) «الإستشراف على تاريخ أبناء محمد الحارث الأشراف»، للشريف محمد بن حسين الحارثي (معاصر). مطبوع، الناشر: مؤسسة الريان، بيروت، 1428هـ/2007م.
قلت: من خلال عرض هذه المصنفات التي حفظت أنساب أشراف الحجاز، يتضح لك جليًا أن ما ألفه المعاصرون المعتنون بتدوين أنساب أشراف الحجاز من مؤلفات أو مشجرات ليست وليدة اليوم، إنما هو تذييل على من تقدَّم ذكرهم من النسابين في تدوين أنسابهم.
وكن على علم، أن بعض هذه المصنفات لا تستقصي ذرية كل فرع من الأشراف، فلذلك يعتمد أشراف الحجاز على ما لديهم من وثائق وصكوك لأوقاف أو ممتلكات، أو رواية المعمر الضابط عن معاصريه، أو عن أبيه عن جده، لحصر الذرية، وربط بعضها ببعض، ثم تدوينها في كتاب أو مشجرة جامعة.
وفي الختام: لعلي أتحفتك أيها القارئ في هذا البحث على مدى عناية أشراف الحجاز بأنسابهم والمؤلفات التي اعتنت بتدوينها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم.
كتبها
الشريف إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير
ص. ب: 10403 جدة 21433
المملكة العربية السعودية
البريد الالكتروني: hashemi89@hotmail.com
17/6/ 1430 هـ
___________________
(1) «صحيح البخاري» (4/ 225).
(2) «رحلة إلى رحاب الشريف الأكبر» (ص179).
(3) «دائرة المعارف الإسلامية» (20/ 6245).
(4) في الأصل «محوطة» ولعل الصواب ما أثبتناه كما في «الصواعق المحرقة» (2/ 537).
(5) «جواهر العقدين» (ص 470).
(6) «الصواعق المحرقة» (2/ 537).
(7) في الأصل [الحسين] والصواب ما أثبتناه كما في «سر السلسلة العلوية» (ص8،20) و «مقاتل الطالبين» (ص 7، 679).
(8) قلت: وقد طبع له كتاب «المعقبين من ولد الإمام أمير المؤمنين».
(9) صحيفة «المدنية» السعودية، ملحق الاربعاء (ص11)، بتاريخ 17شوال 1419هـ.
(10) «رسائل ومسائل» (1/ 107).
(11) «معجم قبائل الحجاز» (ص 20).
(12) «الطبقات الكبير» (1/ 7). قلت: -بأبي وأمي- هو: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد منافtوتمام نسبه قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. قال السهيلي (ت 581هـ): انه انتسب إلى r« وما بعد عدنان من الأسماء مضطرب فيه، فالذي صح عن رسول الله عدنان لم يتجاوزه». «الطبقات الكبير» (1/ 37)، «تهذيب الكمال» (1/ 174)، «تاريخ الإسلام» السيرة النبوية (ص17)، «الروض الأنف» (1/ 66).
(13) «الجواهر اللطاف» (ص108 - 109).
(14) «رسائل ومسائل» (2/ 68).
(15) «رسائل ومسائل» (2/ 68).
(16) ومن كتب الرحلات المطبوعة مثلا: «رحلة ابن جبير»، «رحلة ابن بطوطة»، «تاريخ المستبصر»، «مستفاد الرحلة والاغتراب» للتجيني، «رحلة الشتاء والصيف» للموسوي، «رحلة ابن معصوم»، «الرحلة الحجازية» للبتنوني، «الرحلة اليمانية» لشرف البركاتي.
(17) ومن كتب الجغرافيا المطبوعة مثلا: «معجم البلدان» لياقوت، «معجم معالم الحجاز» للبلادي، «أودية مكة المكرمة» للبلادي.
(18) «الطبقات الكبير» (1/ 100) (2/ 316) (3/ 275)، «تاريخ الإسلام» (2/ 555) «الإصابة في معرفة الصحابة» (4/ 171)، (6/ 50)، (4/ 532).
(19) «البيان والتبيين» (1/ 318، 322).
(20) ((النفحة العنبرية)) (ص 119).
(21) ((الطبقات الكبير)) (7/ 537، 539)، ((سير أعلام النبلاء)) (7/ 434).
(22) ((النفحة العنبرية)) (ص 122).
(23) ((تهذيب الأنساب)) (ص 49) بتصرف يسير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/19)
(24) ((عمدة الطالب)) (ص123). وانظر ((لباب الأنساب)) لابن فندق (ت565 هـ) (2/ 527ـ 523) وقد وهم في نسب أمير مكة قاسم بن هاشم بن فليتة، فنبهنا على ذلك في طبعتنا الجديدة لكتابي ((تحقيق منية الطالب))، ((الأنساب)) للجواني (ت558 هـ) (ص8)، ((الشجرة المباركة)) للرازي (ت606) (ص8)، ((الفخري في أنساب الطالبيين)) للمووزي (ت بعد 614هـ) (ص88)، ((التذكرة)) للعبيدلي (ت القرن 7 هـ) (ص 39ـ45)، ((الأصيلي)) لابن الطقطقي (ت709هـ) (ص97ـ999، ((قلائد الجمان)) للقلقشندي (ت821 هـ) (ص161)، ((بحر الأنساب)) لابن عنبة (ت828هـ) (ص78)، ((العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين)) (1/ 439) و (1/ 171) (3/ 427)، ((إتحاف الورى بأخبار أم القرى)) (2/ 469)، ((غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام)) (1/ 509)، ((روضة الألباب)) لأبي علامة (ت1044هـ) (ص68 بترقيمي)، ((الجامع في الأنساب)) للشرفي (ت1055 هـ) (ص28)، وانظر أسماء الهواشم الأمراء التي كتبت على شواهد قبور موتاهم في القرن السادس في كتاب ((تحقيق منية الطالب)) (ص133ـ135)، ((كتابات إسلامية من مكة)) (ص348ـ349،587).
(25) ((النفحة العنبرية)) (ص123).
(26) ((الأصيلي في أنساب الطالبيين)) (ص18، 20 بترقيمي)، ((عمدة الطالب)) (ص 120، 121).
(27) ((النفحة العنبرية)) (ص123).
(28) ((جمهرة أنساب العرب)) (ص47).
(29) ((الأصيلي في أنساب الطالبيين)) (18 بترقيمي).
(30) ((عمدة الطالب)) (ص121،122).
(31) ((النفحة العنبرية)) (ص124).
(32) ((تهذيب الأنساب)) (ص52ـ53).
(33) ((الشجرة المباركة)) (ص29). وانظر ((الأنساب)) للجواني (ت558 هـ) (ص9ـ10)، ((الفخري في أنساب الطالبيين)) للمروزي (ت بعد 614هـ) (ص209)، ((طرفة الأصحاب)) لابن رسول (ت 696 هـ) (ص 108ـ112)، ((العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين)) (8/ 57)، ((عمدة الطالب)) لابن عنبة (ت 828هـ) (ص144ـ148)، ((الدرة المضيئة)) لعلوان (ت945هـ) (14ـ17)، ((روضة الألباب)) لأبي علامة (ت1044)، (ص69،148 بترقيمي)، ((الجامع في الأنساب)) للشرفي (ت1055هـ) (ص25،28،29،30،42،43،84)، ((خلاصة السلاف)) لأحمد النمازي (جُل الكتاب)، ((الديباج الخسرواني)) لعاكش (ت1290 هـ)، (ص11،15)، ((نفح العود)) للبهكلي (ت1248 هـ) (ص 120ـ121،148،152)، ((الجواهر اللطاف)) للنعمي (ت1351 هـ) نسخة تلميذه الحسن بن أحمد (جُل الكتاب)، ((مجموع بلدان اليمن وقبائلها)) للحجري (ت1380 هـ) (1/ 160،3/ 340،4/ 743)، ((نيل الحسنيين)) لزبارة (ت 1381 هـ)، (ص 298، 290ـ 291، 313، 317، 333، 383، 386، 409، 418، 422، 430).
(34) ((النفحة العنبرية)) (ص124). حاشية (1).
(35) ((الشجرة المباركة)) (ص15) في الطبعة الأولى،سنة 1409هـ، وفي (ص29) من الطبعة الثانية سنة 1419 هـ والموافقة لسنة طبع كتاب ((النفحة العنبرية))!؟
(36) "النفحة العنبرية" (ص127).
(37) "تهذيب الأنساب" (ص52).
(38) انظر: "المجدي في أنساب الطالبيين" (ص51)، "الشجرة المباركة" (ص29)، "الفخري أنساب الطالبيين" (ص94)، "الأصيلي في أنساب الطالبيين" (ص22)، "عمدة الطالب" (ص144 - 148).
(39) "الشجرة المباركة" (ص29).
(40) ((النفحة العنبرية)) (ص124).
(41) ((التكملة لوفيات النقلة)) (3/ 17) وما بين القوسين () تصحف من ((الحسن إلي ((الحسين)) والصواب ما أثبتناه كما في ((العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين)) (7/ 39) وغيره في الحاشية التالية.
(42) ((الأصيلي في أنساب الطالبيين)) (ص16ـ 24 بترقيمي). وانظر ((قلائد الجمان)) للقلقشندي (ت821 هـ) (ص 161)، ((بحر الأنساب)) لابن عنبة (ت828 هـ) (ص75ـ77)، ((العقدالثمين)) للفارسي (ت832هـ) (8/ 39 وذرية قتادة في كل كتاب، ((إتحاف الورى)) للنجم عمر بن فهد (ت885هـ) (2/ 566) (3/ 3 ـ649) (4/ 15ـ655)، ((غاية المرام)) لعبد العزيز بن فهد (922 هـ) (1/ 550ـ642) (2/ 9ـ633) (3/ 5ـ339)، ((نيل المنى)) للنجم ابن فهد (ت954هـ) (1/ 32ـ551) (2/ 552ـ807)، ((الدرة المضيئة)) لعلوان (ت945 هـ) (ص8 بترقيمي)، ((روضة الألباب)) لأبي علامة (1044هـ) (ص68 بترقيمي)، ((سمط النجوم)) للعصامي (ت1111 هـ) (4/ 207ـ584)، ((منائح الكرم))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/20)
للسنجاري (ت1125 هـ) (2/ 266ـ438) (3/ 7ـ645) (4/ 7ـ561) (5/ 5ـ536)، ((الدر الفاخر)) للطاهر (ت1138هـ) (17،28 إلي آخر الكتاب)، ((إتحاف فضلاء الزمن)) للطبري (ت1173 هـ) (1/ 108ـ568) (2/ 13ـ375)، ((تاريخ الأشراف وأمراء مكة)) لعبد الشكور (ت1257هـ)، ((خلاصة الكلام)) لدحلان (ت1304 هـ) (ص22ـ331)
(43) ((النفحة العنبرية)) (ص103).
(44) ((سر السلسلة)) (ص5)، ((لباب الأنساب)) (1/ 385)، ((إكمال تهذيب الكمال)) (4/ 77)، ((الأغاني)) (16/ 142)، ((تاريخ دمشق)) (70/ 17).
(45) ((النفحة العنبرية)) (ص102).
(46) ((تاريخ الطبري)) (7/ 549).
(47) ((مقاتل الطالبيين)) (ص188ـ189) بتصرف.
(48) ((النفحة العنبرية)) (ص103).
(49) انظر ((أنساب الأشراف)) (3/ 429)، ((المعقبين من ولد أمير المؤمنين)) (123ـ 125ـ،131)، ((تاريخ الطبري)) (7/ 163).
(50) ((فتح الباري)) (3/ 738).
(51) المشجرة معروفة أيضًا بمشجرة «تقاديم» كما ذكر المؤرخ حسن الفقيه في «مخلاف عشم» (ص403، 532)، وتقاديم هذا هو أبو عريف حسن بن أحمد بن سعيد كما في المشجرة، واعتقد أنها لابنه الفقيه الصوفي إسماعيل بن حسن الذي كان له شأن في المخلاف السليماني وعدن الذي حاول تحريرها من يد الانجليز، قال المؤرخ العبدلي (ت1362هـ): «في شهر شعبان سنة (1262هـ) وصل إلى لحج الشريف إسماعيل بغاغة من الأعراب لجهاد الانكليز وطردهم عن عدن» ثم ساق نسبه فقال: «الإمام العارف بالله فرع الشجرة الزكية وسلالة السلسلة المصطفوية الغوث الجامع والغيث الهامع معصب الشريعة جده مولانا الشريف إسماعيل بن مولانا الشريف الحسن بن مولانا الشريف احمد سلطان مكة ابن مولانا الشريف سعيد سلطان مكة ابن مولانا الشريف سعد سلطان مكة ابن مولانا الشريف زيد سلطان مكة» أهـ.
لم يوفق إسماعيل في جهاد الانجليز لأن من معه من الجند خذلوه فانحاز إلى مدينة صنعاء ثم إلى قعطبة وفيها أو حولها قتله جماعة سنة (1264هـ)، قال عاكش (ت1290هـ): «وفي هذه رابع شهر رمضان كان وفاة الشريف إسماعيل بن حسن القادم لجهاتنا عام اثنتين وستين بعد المائتين والألف، ورأيت بخطه أنه شريف النسب يتصل نسبه بذوي زيد ملوك مكة، وأن سبب خروج جده إلى المغرب لواقعة حصلت عليه من الشريف سرور بن مساعد، هذا ما وقفت عليه بخطه، وحقيقة العلم عند الله تعالى» ثم قال: «وقد وصل إلى الجهات منفردًا يطلب النصرة على جهاد الإفرنج الذي بعدن. فلما وصل بهم [يعني الجند] إلى عدن فأوشوا الإفرنج بالحرب وبعد ذلك خذلوه، وكروا راجعين إلى أوطانهم وتركوه، وحين رأى ذلك انحاز إلى بعض الجهات، ووصل صنعاء وأقام مدة يدعوا إلى الجهاد، ولم يجبه احد، ثم توجه إلى جهة قعطبة ولبث مدة في القيام بهذا المقصد، وكان عاقبة أمره في هذا المسير، أن تملا عليه جماعة من أهل الحجرية فقتلوه والأمر لله العلي الكبير». «هدية الزمن في أخبار ملوك لحج» (ص 178)، «الديباج الخسرواني» (ص 466ـ 468)».
وهذه المشجرة اعتنت بأنساب ثلاث طبقات من الأشراف الحسينيين، وهم الأشراف القتاديون ـ وخاصة آل زيد حكام مكة سابقا التي صاحبها بذكر مكانتهم الاجتماعية كالأمراء منهم والأعلام، والأشراف السليمانيون والأشراف الرسيون.
وقد سألت الشريف محمد بن منصور صاحب كتاب «قبائل الطائف وأشراف الحجاز» والشريف أحمد ضياء العنقاوي صاحب كتاب «معجم أشراف الحجاز» عن صاحب المشجرة تقاديم فقالا: «لم نقف على نسب صاحبها في مشجرة أبي قناع الثقبي المشهورة بمشجرة الشريف سرور أمير مكة ولا في مشجرة علي باشا أمير مكة، ولا ما في أيدينا من الوثائق والمشجرات، بل إن أمير مكة على شهرته الشريف أحمد بن سعيد وأبنائه لم تذكرهم هذه المشجرتين». وزاد الشريف أحمد ضياء العنقاوي: «إلا أن بعض المصادر أشارت إلى تواجد أبنائه في جنوب الحجاز».
(52) «مخلاف عشم» (ص 403، 532).
(53) «مخلاف عشم» (ص 403، 532).
ـ[هاني الهاشمي]ــــــــ[24 - 09 - 09, 10:06 م]ـ
الشريف ابراهيم الهاشمي الامير
رجل متميز في ابحاثه يُخرجها بعد جهدٍ جهيد , وهو بالفعل علمٌ في علم النسب
تقبل تحياتي على نقلك للمقال
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[27 - 03 - 10, 08:48 ص]ـ
الشريف ابراهيم الهاشمي الامير
رجل متميز في ابحاثه يُخرجها بعد جهدٍ جهيد , وهو بالفعل علمٌ في علم النسب
تقبل تحياتي على نقلك للمقال
صدقت يا هاني،
وأبشِّرك أن هذه المقالة المختصرة سيخرجها الشيخ بتوسّع في كتابٍ له بعنوان (عناية أشراف الحجاز الحسنيين بأنسابهم) ومعه (عناية الحافظ الفاسي بأنساب الحسنيين من أشراف الحجاز) قريباً بإذن الله.(150/21)
الشريف حسين بن علي
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[23 - 09 - 09, 09:51 م]ـ
الشريف حسين بن علي
هو الحسين بن علي بن محمد بن عبد المعين بن عون، من أحفاد أبي نمي ابن بركات الحسنيُّ الهاشمي: أول من قام في الحجاز باستقلال العرب عن الترك، و آخر من حكم مكة من الأشراف الهاشميين.
ولد في الآستانة سنة 1270هـ ـ 1854م، وكان أبوه منفياً بها. وانتقل معه إلى مكة , وعمره ثلاث سنوات.
فتأدب و تفقه و نظم الشعر الملحون، و مارس ركوب الخيل و صيد الضواري.
و أحبه عمه الشريف عبد الله باشا، أمير مكة، فوجهه في المهمات، فدخل نجداً، و أحكم صلته بالقبائل. ومات أبوه وعمه، و آلت إمارة مكة إلى عمه الثاني عون الرفيق، فلم يتحمل عمه هذا تدخله في شئون الإمارة، و كانت تابعة للدولة العثمانية، فطلب إبعاده من الحجاز، فنفي إلى الآستانة سنة 1309هـ، و جعل من أعضاء مجلس شورى الدولة، و أقام إلى أن توفي عون الرفيق، ثم عمه الثالث عبد الإله،فعين أميراً لمكة سنة 1326 هـ، فعاد إليها و قاد حملة إلى بلاد عسير، نجدة للعثمانيين، فقاتل صاحبها يومئذ الإدريسي.
ونشبت الحرب العالمية الأولى سنة 1332هـ ـ 1914 م، و نمت روح النقمة على العثمانيين في بلاد الشام و العراق و الحجاز، و انتهز البريطانيون الفرصة، وهم في حرب مع دولة آل عثمان و الألمان، فاتصلوا بالشريف حسين من مصر، ووعدوه و مَنَّوه بملك عريض إن هو عاونهم و ثار على العثمانيين (الترك)، فأعلن الثورة، وأطلق رصاصته الأولى بمكة في 9 شعبان 1334هـ ـ 1916م،وحاصر من كان في بلاد الحجاز من العثمانيين، و أمده حلفاءه الإنجليز بالمال و السلاح، و نُعِت َ بالملك المنقذ، ووجه ابنه فيصلاً إلى سورية فدخلها مع الجيش البريطاني فاتحاً.
و بانتهاء الحرب سنة 1918م تم استيلاء الحسين على الحجاز كله. و أرسل ابنه الثاني عبد الله بجيش كبير لإخضاع واحتي تَرَبَة و الخُرمة في شرقي الطائف، وكانتا مواليتين لابن سعود، الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، زعيم نجد في ذلك الحين، فعسكر بينهما. وباغته بعض رجال الواحتين يقودهم بعض الموالين لابن سعود سنة 1337هـ ـ 1919م، فانهزم عبد الله بن الشريف حسين وفر بفلول قليلة من عساكره.
و أضاع الحسين في هذه الحملة أكبر قوة جمعها. و أخرج الفرنسيين ابنه فيصلاً من سورية بعد معركة ميسلون سنة 1920م واحتلوها، فاستنجد بعض زعمائها بالحسين، فوجه عبد الله ليثأر لأخيه، أو ليجمع على حدود سورية قوة تكون نواة لجيش يقلق المحتل.و اقترب منها عبد الله و نزل ببلدة عمَّان و دعاه الإنجليز إلى القدس فاتفقوا معه على أن تكون له إمارة شرقي الأردن، فأقام بعمَّان، وتناسى ما جاء من أجله.
واستفحلت ثورة العراق على الإنجليز، فساعدوا فيصلاً على تولي العرش ببغداد، فتولاه. و أصبح للحسين وهو بالحجاز جناحان قويان:فيصل في شمال الجزيرة العربية و عبد الله في شمالها الغربي. وبادره ابن سعود راغباً في مصافاته، فاستهان به الحسين. وزار عمَّان سنة 1924م فبايعه أناس بالخلافة وعاد إلى مكة ملقباً بأمير المؤمنين.
و أراد أهل نجد الحج فلم يأذن بدخولهم الحجاز. واشتد التوتر بينه وبين ابن سعود، فأقبلت جموع من نجد وتَرَبَة و الخُرمة إلى مدينة الطائف، و مزقوا جيش الحسين المرابط فيها، و احتلتها.
و سرى الذعر إلى مكة، فاتصل بالقنصل البريطاني في جدة فأجابه هذا بأن حكومته قررت الحياد.
واجتمع بجدة بعض ذوي الرأي من أهلها ونصحوا الحسين بالتخلي عن العرش لأكبر أبنائه
(علي) ففعل. وانتقل من مكة إلى جدة سنة 1343هـ ـ 1924م، فركب البحر إلى العقبة، آخر حدود الحجاز في الشمال، وكانت ولاية ابنه عبد الله. وأقام عدة أشهر. ثم أخبره ابنه بأن البريطانيين يرون أن بقاءه فيها (العقبة) قد يحمل ابن سعود على مهاجمتها. و تلقى إنذاراً بريطانياً بوجوب رحيله عنها. ووصلت إلى مينائها مدرَّعة بريطانية، ركبها (وهو ساخط) إلى جزيرة قبرص سنة 1925م، وأقام فيها ست سنين، ثم إنه مرض فأذن له الإنجليز بالعودة إلى عمَّان.
وجاءه ولداه فيصل و عبد الله، فصحباه إليها. فمكث معتلاً ستة أشهر و أياماً، ووافته المنية سنة 1350هـ ـ 1931م، فحمل إلى القدس و دفن فيها
.................................................. ..
ـ[عبدالرحمن بن طه الحبشي]ــــــــ[23 - 09 - 09, 10:26 م]ـ
بارك الله فيك
لابد من ذكر المراجع التي نقلت منها هذه المعلومات
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[23 - 09 - 09, 10:51 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيج جنانه
ـ[أمجد التركماني]ــــــــ[30 - 09 - 09, 03:54 م]ـ
لِم لم يذكر الكاتب الكريم شيئاً عن مراسلات حسين مكماهون؟
و ماذا عن تحالفه مع الكفار الانجليز ضدّ الخلافة , و المدافع الإنجليزية التي كانت ترافق سراياه المظفرة! و سراياه تطعن من الخَلف الجيشين السابع و الثامن العثمانيين اللذان كانا يدافعان عن فلسطين؟
و ماذا عن لورنس العرب؟ صديقهم الحميم و باني ملكهم؟
يا أخي أبوسليمان لم تكن موفقاً في طرح الموضوع فإنك تحاول أن تظهر الصفحة السوداء باللون الوردي و هذا أمر دونه خرط القتاد
ثم إنك أخي أبوسليمان تقول:
ووجه ابنه فيصلاً إلى سورية فدخلها مع الجيش البريطاني فاتحاً.
فهل كان مولاهم اللنبي و غيره من قادة جيوش الكفر فاتحين؟ و كان العثمانيون المسلمون محتلين! ((ما لكم كيف تحكمون))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/22)
ـ[علاء ابراهيم خصيم]ــــــــ[01 - 10 - 09, 02:59 ص]ـ
لك الاجر ولكن كما قال اخي الحبشي: ليتك ذكرت المراجع، لكي نعود اليه لمعرفة المزيد عنه.
ـ[أبو السعد]ــــــــ[01 - 10 - 09, 03:04 م]ـ
ما أضاع هذه الأمة إلا الخيانات التي حدثت .......... وللأسف أن كثيرا منها حدثت من أناس كان من المفروض أنهم يرفعوا من شأنها ............. وبعضهم ينسب نفسه إلى رسول الله .............. لاحول ولاقوة إلا بالله ..............
ـ[حسين بن علي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 06:14 م]ـ
المراجع بارك الله فيك
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[08 - 10 - 09, 02:55 ص]ـ
السلام عليكم
اخوتي آسف لطول غيبتي مضطراً ...
أما بالنسبة للمرجع فهو cd اسمه القدس و من انتاج الشركة الهندسية لنظم الحاسبات وأظن أنها اردنية و لذلك لم يذكر في سيرته ما يشين ...
مثلا ً:
http://www.anajordan.com/forum/viewtopic.php?f=85&t=2039
ولو لاحظت فسترى ان كل المواقع الأردنية تتكلم عنه بالتقديس و الطهارة و ...... الخ
أما بالنسبة لي شخصيا فهو (الحسين بن علي) خارج على الخلافة موالي للكافرين طامع في ملك ....
و كنت وضعت المقال للنقاش و نقلته نقلا متحريا الدقة في النقل و عدم الإضافة و لا النقصان ... و ليس فقط لنرى الشكر أو طلب المصادر .... دعونا نتناقش و نبحث عن سيرته كما تعودنا في هذا الملتقى ....
أخوكم:
أبو سليمان
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[08 - 10 - 09, 08:54 ص]ـ
السلام عليكم
أما بالنسبة لي شخصيا فهو (الحسين بن علي) خارج على الخلافة موالي للكافرين طامع في ملك ....
أولاً: كيف تبحث وتطلب النقاش وأنت قد قررت واستنتجت بدايةً!
ثانياً: الموالاة أمر قلبي لا يعلمه إلا الله، فكيف علمت ما لم يظهره الله لك ولا لغيرك، خصوصاً وأنك لم تعش تلك الحقبةـ وما عندك إلا نقولات متضاربة أصلاً!
ثالثاً: طلب الملك لا يعيبه شئ إن كان من طلبه لخير أو لكفاءة فيه ليست بغيره والحكم في طلب الملك يعود إلى النية التي محلها القلب، فتنبه. كما أنك تتكلم عنه وكأنه كما نقول في عاميتنا "ما لو أصل ولا فصل" حتى ينزل إلى هذا المستوى، وهل كان عند العرب حينها وحتى اليوم أعلى شأناً من تكون أمير مكة حتى تطلب ملك غيرها!! لإاي ملك هذا. الكل يعلم أنّ الثورة كانت لجور الأتراك حينها ولا أقول العثمانيين فشتان بينهما، فالأول قومي والثاني إسلامي وحينها كانت الصبغة التركية هي الطاغية.
رابعاً: أي خلافة تعني؟ خلافة الخوازيق أم السجون أم القتل في الشوارع وهذا مما ذكر لي وشاهده من عاش تلك الحقبة من أجدادي وليس لهم ناقة أو بعير في التحيز لأحد، فما نقلوا إلا ما عاصروه وشاهدوه. كما لا يخفى عليكم تغلغل اليهود في تلك الفترة في الدولة العثمانية وتأثيرهم. فأي خلافة تعني!!
وهذه المواضيع تحتاج إلى بحث علمي متعقل وموضوعي، ولا مجال للعواطف فيها وإن كان يؤلمنا ما آل إليه الأمر حينها. وليس بأحد معصوم عن الخطأ، ولا يخفى أنّ العرب حينها خدعوا وتصرفوا بما ظهر لهم، والتكلم بلسان حالهم لا يعقل لأنّ أحداث تلك الفترة لم تدون بتفاصيلها الكاملة، إلا إن بحثتها من أفواه من عاصروا تلك الحقبة.
والله تعالى أعلم وأحكم
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[08 - 10 - 09, 08:57 ص]ـ
ما أضاع هذه الأمة إلا الخيانات التي حدثت .......... وللأسف أن كثيرا منها حدثت من أناس كان من المفروض أنهم يرفعوا من شأنها ............. وبعضهم ينسب نفسه إلى رسول الله .............. لاحول ولاقوة إلا بالله ..............
أخي الحبيب أبو السعد وفقه الله،
تعميم الأحكام وإطلاق الإتهامات بلا أدلة قطعية فيه ما فيه، فأمسك عليك لسانك لكي لا تنطق بما يجعلك تعض أصابعك ندماً يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون، وهذا أقوله إن كنت تعني في كلامك الشريف حسن بن علي غفر الله له.
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[08 - 10 - 09, 09:03 ص]ـ
لِم لم يذكر الكاتب الكريم شيئاً عن مراسلات حسين مكماهون؟ [
هلا أوضحت؟ وما هو مصدر معلوماتك لو سمحت؟
و ماذا عن تحالفه مع الكفار الانجليز ضدّ الخلافة
اي خلافة تعني؟
, و المدافع الإنجليزية التي كانت ترافق سراياه المظفرة! و سراياه تطعن من الخَلف الجيشين السابع و الثامن العثمانيين اللذان كانا يدافعان عن فلسطين؟
عجبي لكلامك، كأنك عشت تلك الحقبة، بل كأنك كنت معهم؟!
و ماذا عن لورنس العرب؟ صديقهم الحميم و باني ملكهم؟
لا تهرف بما لا تعرف!
يا أخي أبوسليمان لم تكن موفقاً في طرح الموضوع فإنك تحاول أن تظهر الصفحة السوداء باللون الوردي و هذا أمر دونه خرط القتاد
الأخ سليمان نقل ولم يذكر ما يراه.
ثم إنك أخي أبوسليمان تقول:
ووجه ابنه فيصلاً إلى سورية فدخلها مع الجيش البريطاني فاتحاً.
فهل كان مولاهم اللنبي و غيره من قادة جيوش الكفر فاتحين؟ و كان العثمانيون المسلمون محتلين! ((ما لكم كيف تحكمون))
[/ QUOTE]
قلنا إنه نقل ولم يتكلم بما يراه.
بارك الله بك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/23)
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[08 - 10 - 09, 01:06 م]ـ
حسين بن علي في رأي الشخصي خائن للأمة الإسلامية و بسببه سقطت الخلافة الإسلامي و تعاون مع الكفار فأرجو عند ذكر سيرة هذا الشخص ذكر مساويه من دون تحييز للشخص و أنا مع الذين كتبوا ضد هذا الإنسان و بسبب خيانته و خيانة العلماني مصطفى كمال.
والله أعلم.
ـ[أبو السعد]ــــــــ[08 - 10 - 09, 06:05 م]ـ
ا لأخ أيمن بن خالد أنا عممت في الكلام ولم أحدد ...... أشققت صدري فعلمت مافيه .......... ولعلمك كثيرا ماسمعنا وماذكر عن خيانات حسين بن علي وعن حفيده الحسين.ومع هذا لم أشغل نفسي بمحاكمة أحد لأن لهم ربا يحاسبهم وسأدع ذلك لأهل الاختصاص ..... مع العلم أني أطلقت التعميم ... وهناك كثيرا من الذين بنتسبون لأهل البيت خانوا هذه الأمة.سواء صدقوا في نسبهم أم كذبوا ........... سنة كانوا أم شيعة أم صوفية ....... وهل انتسابهم لآل البيت يجعلهم معصومين أو لايخطئون وهل ليس فيهم من هو فاسق أو خائن ................
وأقول لك أخي كذلك لاتأخذك العزة بالإثم إن ثبت لك الخيانة من أحدهم ................ والتاريخ لايرحم ........ وليست القضية منتهية عند الحسين بن علي ..............
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[08 - 10 - 09, 06:28 م]ـ
أخ أيمن أنا قلت في رأيي الشخصي وأعتقد أني حر في اختياري ......... لي عودة للنقاش
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 01:31 ص]ـ
.
رابعاً: أي خلافة تعني؟ خلافة الخوازيق أم السجون أم القتل في الشوارع وهذا مما ذكر لي وشاهده من عاش تلك الحقبة من أجدادي وليس لهم ناقة أو بعير في التحيز لأحد، فما نقلوا إلا ما عاصروه وشاهدوه. كما لا يخفى عليكم تغلغل اليهود في تلك الفترة في الدولة العثمانية وتأثيرهم. فأي خلافة تعني!!
أخي أيمن عندما تتحدث عن الخلافة تتحدث عن آخر أيامها و عندما تحدث أجدادك تحدثوا عن جمال باشا و أمثاله و أعلم بأن الخيانات هي التي أضعفت الخلافة العثمانية العظيمة و هي كثيرة منها خيانة محمد علي باشا و خيانة حسين بن علي (المسمى بالشريف) و خيانة حكمت باشا و مصطفى كمال.
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 01:44 ص]ـ
ثانياً: الموالاة أمر قلبي لا يعلمه إلا الله، فكيف علمت ما لم يظهره الله لك ولا لغيرك، خصوصاً وأنك لم تعش تلك الحقبةـ وما عندك إلا نقولات متضاربة أصلاً!
إن ما في القلب تدل عليه الجوارح كما قال أئمة السلف فإذا كان لم يتولهم فكيف ساعدهم
و طبق تعليماتهم و أوامرهم.
ثالثاً: طلب الملك لا يعيبه شئ إن كان من طلبه لخير أو لكفاءة فيه ليست بغيره والحكم في طلب الملك يعود إلى النية التي محلها القلب، فتنبه. كما أنك تتكلم عنه وكأنه كما نقول في عاميتنا "ما لو أصل ولا فصل" حتى ينزل إلى هذا المستوى، وهل كان عند العرب حينها وحتى اليوم أعلى شأناً من تكون أمير مكة حتى تطلب ملك غيرها!! لإاي ملك هذا. الكل يعلم أنّ الثورة كانت لجور الأتراك حينها ولا أقول العثمانيين فشتان بينهما، فالأول قومي والثاني إسلامي وحينها كانت الصبغة التركية هي الطاغية.
كيف تقول طلب الملك لا يعيبه شيء أليس هو شق عصا الطاعة؟؟؟ و قد نهى عنها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ثم تقول ليس أعلى شأنا عند العرب من أن تكون أمير مكة فأين قول الله تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) و أين أنت من قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (لو كان الإيمان في الثريا لناله رجال من فارس) أخرجه مسلم في صحيحه؟؟؟؟؟!!
ولا يخفى أنّ العرب حينها خدعوا وتصرفوا بما ظهر
فلماذا لم يتراجعوا عندما نشر الأتراك اجتماع سايكس و بيكو؟؟؟ بل كذبوهم واستمروا في محاربتهم و محاولة إسقاطهم خدمة للكفار.
وكل هذا موجود في كتب التاريخ.
فاقرأ التاريخ يا من تجاهل إقرأ ماضي تلك العصور.
والله أعلم و أحكم.
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 02:19 ص]ـ
أخي الفاضل أمجد التركماني وفقك الله قرأت ردك و رد الأخ أيمن بن خالد عليك و قد طرح تساؤلات عدة فأخذت كلامك وعلقت عليه مجيبا عن تساؤلاته (تساؤلاته عن المراجع و عن الدقة)
لِم لم يذكر الكاتب الكريم شيئاً عن مراسلات حسين مكماهون؟
كأن الأخ لم يقرأ كتاب علي الصلابي الدولة العثمانية و لم يسمع بالوعود التي قطعها مكماهون للحسين بخلافة بلاد العرب و هي و ثائق نشرت فاقرأها.
و ماذا عن لورنس العرب؟ صديقهم الحميم و باني ملكهم؟
تستطيع أن تقرأ بعض كتب التاريخ الحديثة لتعلم منه هو لورنس واقرأ إن شئت مذكراته و هي على حسب علمي مترجمة مطبوعة.
يا أخي أبوسليمان لم تكن موفقاً في طرح الموضوع فإنك تحاول أن تظهر الصفحة السوداء باللون الوردي و هذا أمر دونه خرط القتاد
نعم إن كان الأخ أبو سليمان قاصدا ما كتب فقد ظلم التاريخ و إلّا فهو قد تبرأ من حسين بن علي و نعته بالخائن.
فهل كان مولاهم اللنبي و غيره من قادة جيوش الكفر فاتحين؟ و كان العثمانيون المسلمون محتلين! ((ما لكم كيف تحكمون))
و من كان لا يعرف اللنبي فهو قائد الجيوش العربية لتحرير فلسطين سنة 1945 م و جزاه الله خيرا عندما قاد الأمة العربية!!! لتحرير فلسطين عندما لم يوجد القادة العرب المسلمون!!!
فانظر إلى هوان الحسين و أتباعه حتى قادهم النصراني الكافر لتحرير أرض لا يؤمن بها.
فيا للعجب أين الشريف حسين و أبناؤه و أحفاده ليقودوا الأمة!!!!!
ثم يتحدث الأخ أيمن عن الخلافة العثمانية على أنها سلطنة أو مملكة و لا يعلم أن الخليفة العباسي الأخير المتوكل على الله الثالث أوصى بالخلافة من بعده للخليفة العثماني سليم الأول خان رحمه الله و أسكنه فسيح جناته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/24)
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 02:30 ص]ـ
وانتقل من مكة إلى جدة سنة 1343هـ ـ 1924م، فركب البحر إلى العقبة، آخر حدود الحجاز في الشمال، وكانت ولاية ابنه عبد الله. وأقام عدة أشهر. ثم أخبره ابنه بأن البريطانيين يرون أن بقاءه فيها (العقبة) قد يحمل ابن سعود على مهاجمتها. و تلقى إنذاراً بريطانياً بوجوب رحيله عنها. ووصلت إلى مينائها مدرَّعة بريطانية، ركبها (وهو ساخط) إلى جزيرة قبرص سنة 1925م، وأقام فيها ست سنين، ثم إنه مرض فأذن له الإنجليز بالعودة إلى عمَّان.
أقول للأخ أيمن بن خالد و هذا خير دليل على أنه لم يوال الكفار لا رجع على دباباتعهم و مدافعهم و مدرعاتهم.
أي أخيّ وفقك الله احكم بالحق و العدل و لا يحملنّك سخطك و آباءك على العثمانيين و الأتراك لمدح أعدائهم و إن كانوا ليسوا أهل للمدح و الثناء لطخوا أيديهم بدماء المسلمين و سودوا صفحاتهم بخيانة الإسلام و الخلافة الميمونة.
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[09 - 10 - 09, 09:15 ص]ـ
ا لأخ أيمن بن خالد أنا عممت في الكلام ولم أحدد ...... أشققت صدري فعلمت مافيه .......... ولعلمك كثيرا ماسمعنا وماذكر عن خيانات حسين بن علي وعن حفيده الحسين.ومع هذا لم أشغل نفسي بمحاكمة أحد لأن لهم ربا يحاسبهم وسأدع ذلك لأهل الاختصاص ..... مع العلم أني أطلقت التعميم ... وهناك كثيرا من الذين بنتسبون لأهل البيت خانوا هذه الأمة.سواء صدقوا في نسبهم أم كذبوا ........... سنة كانوا أم شيعة أم صوفية ....... وهل انتسابهم لآل البيت يجعلهم معصومين أو لايخطئون وهل ليس فيهم من هو فاسق أو خائن ................
أخي أبا السعد، وفقه الله
لم أشق عن صدرك ولم أجزم بما عنيت لذا أنهيت كلامي بعبارة "وهذا أقوله إن كنت تعني في كلامك الشريف حسن بن علي غفر الله له."
ما نسمعه لا يعني بالضرورة صحة ما قيل، فأنا سمعت خلاف ذلك فالأمر مضطرب أصلاً، وما لا ننسب العصمة إلا للمصطفى صلى الله عليه وسلم، وذكرت سابقاً أني لا أنفي الخطأ عن أحد ولا أنافح عن خطأ، ولكني طلبت في ردي الأول تحري الأمر بموضوعية حتى لا ننزلق في إتهامات بلا أدلة أو ننجرف وراء مشاعر توجه أقلامنا من حيث لا ندري!
وأقول لك أخي كذلك لاتأخذك العزة بالإثم إن ثبت لك الخيانة من أحدهم ................ والتاريخ لايرحم ........ وليست القضية منتهية عند الحسين بن علي ..............
الحمد لله، لم تأخذني العزة بالإثم ولن تأخذني بإذن الله، وما قلته سابقاً يجيب على هذا.
بارك الله فيكم
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[09 - 10 - 09, 09:20 ص]ـ
حسين بن علي في رأي الشخصي خائن للأمة الإسلامية و بسببه سقطت الخلافة الإسلامي و تعاون مع الكفار فأرجو عند ذكر سيرة هذا الشخص ذكر مساويه من دون تحييز للشخص و أنا مع الذين كتبوا ضد هذا الإنسان و بسبب خيانته و خيانة العلماني مصطفى كمال.
والله أعلم.
أخي في الله أبو سليمان الجسمي،
رأيك الشخصي إن لم يكن مستنداً على أدلة صريحة وواضحة معتبرة في الشرع، لا العرف، فهي بلا وزن، وهذا ينطبق علي وعلى غيري.
لذا طالبت صاحب الموضوع أن يبحث الموضوع بروية وبموضوعية بعيداً عن المشاعر والإنفعالات والأراء المسبقة المقررة وإلا لكان ما يكتب هنا مجرد نسخ ولصق لما يكتب من أجل البيع.
ثم إنّ الرجل رحل إلى مثواه الأخير عند من هو أرحم مني ومنك وأعدل مني ومنك، فلا تحمل في صدرك غلاً على رجل لم يثبت في حقه معظم ما قيل عنه.
واعلم أني لا أدافع عن أحد، ولكني أشفق على أمتنا التي وقعت تحت براثن أمة الكفر فشككت المسلمين ببعضهم، وما خفي أعظم!
بارك الله بك
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[09 - 10 - 09, 09:30 ص]ـ
أخ أيمن أنا قلت في رأيي الشخصي وأعتقد أني حر في اختياري ......... لي عودة للنقاش
من المعلوم أنّ أول قاعدة ينتهجها من أراد أن يصل إلى الحقيقة أن يتبع ما ذكره ابن القيم - في معناه: إبحث ثم اعتقد، ولا تعتقد ثم تبحث، فتأمل!
أما إن كنت تريد مجرد أراء وأحكام شخصية، فلا أظن الملتقى هو المكان المناسب لهذا الموضوع، وإنما المنتديات الأخرى، فكل يهرف بما لا يعرف كل يقول ما يشاء!
ولم أشارك في هذا الموضوع إلا أنني ظننته سيكون لبحث موضوعي مبني على الأدلة والبراهين لا مجرد أراء وأهواء، فأردت المساعدة والتقصي لمعرفة الحقيقة.
واعلم، رحمك الله، أن في كل كلمة تقال ضد الشريف حسين بن علي، هناك كلمة تقابلها تثبت خلافها، ولن يحسم المسألة إلا البحث الموضوعي والعلمي للتاريخ، ومن يقول بشئ عليه أن يثبت صدقه بالأدلة الواضحة وإلا أتهم غيره عدواناً وظلماً، وما أكثر الإتهامات في عصرنا وما أسهلها.
هذا أخر مشاركة لي في هذا الموضوع، لما تبين لي فيه، وأهتم قائلاً:
إن كان الرجل كما تقول، حسب رأيك الشخصي، فهو عند ربه وهو العدل وهو الرحيم. وإن كان خلاف ما حكمت عليه، فقد تعديت عليه بعد موته ولن يغير ذلك شيئاً عند العادل الرحيم.
رحمكم الله وغفر لكم ولموتى المسلمين أجمعين
والسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/25)
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 02:04 م]ـ
"وهذا أقوله إن كنت تعني في كلامك الشريف حسن بن علي غفر الله له."
أخي أيمن نحن نتكلم عن حسين بن علي وليس حسن بن علي و عمه عبد الإله و عبدالله باشا و غيرهم من أشراف مكة وهم من أقاربه واقرأ ردي عليك بعد المشاركة الأولى لي في هذا الموضوع و توضيح ما ذكره الأخ أمجد التركماني و اقرأ إن شئت كتاب الدولة العثمانية دولة مفترى عليها لعبدالعزيز البشناوي الجزئين الأخيرين.
و اقرأ الوثائق المنشورة عن مراسلات حسين _ مكماهون و هي منشورة و هناك ترجمة لها و قد تجدها على الإنترنت.
و الله أعلم.
ـ[أبو السعد]ــــــــ[09 - 10 - 09, 02:44 م]ـ
أخي أيمن نحن نتكلم عن حسين بن علي وليس حسن بن علي و عمه عبد الإله و عبدالله باشا و غيرهم من أشراف مكة وهم من أقاربه واقرأ ردي عليك بعد المشاركة الأولى لي في هذا الموضوع و توضيح ما ذكره الأخ أمجد التركماني و اقرأ إن شئت كتاب الدولة العثمانية دولة مفترى عليها لعبدالعزيز البشناوي الجزئين الأخيرين.
و اقرأ الوثائق المنشورة عن مراسلات حسين _ مكماهون و هي منشورة و هناك ترجمة لها و قد تجدها على الإنترنت.
و الله أعلم.
فعلا أخي أيمن يبدو أن لديك التباسا في الموضوع فكاتب الموضوع وباقي الأخوة يتكلمون عن الحسين وليس الحسن
ـ[أبو السعد]ــــــــ[09 - 10 - 09, 02:55 م]ـ
أخي أبا السعد، وفقه الله
لم أشق عن صدرك ولم أجزم بما عنيت لذا أنهيت كلامي بعبارة "وهذا أقوله إن كنت تعني في كلامك الشريف حسن بن علي غفر الله له."
ما نسمعه لا يعني بالضرورة صحة ما قيل، فأنا سمعت خلاف ذلك فالأمر مضطرب أصلاً، وما لا ننسب العصمة إلا للمصطفى صلى الله عليه وسلم، وذكرت سابقاً أني لا أنفي الخطأ عن أحد ولا أنافح عن خطأ، ولكني طلبت في ردي الأول تحري الأمر بموضوعية حتى لا ننزلق في إتهامات بلا أدلة أو ننجرف وراء مشاعر توجه أقلامنا من حيث لا ندري!
الحمد لله، لم تأخذني العزة بالإثم ولن تأخذني بإذن الله، وما قلته سابقاً يجيب على هذا.
بارك الله فيكم
أكرر أن الموضوع عن الحسين وليس الحسن ............
أختلف معك في بعض ما قلت فلا بد من إظهار الحقائق ولابد من إظهار الخونة كائنا من كان إن ثبتت فعلا خيانته .................... فأنت ترى هذه الأيام ما يحدث من طمس للحقائق ومحاولة إخفائها أو تلميع سيرة بعض الخونة والحكام وتحويلهم إلى مجاهدين وأبطال .............
أضاعوا الأمة وجعلوا الشعوب الإسلامية تعاني بسبب مطامعهم ........ أسافل القوم أصبحوا أعالي القوم ..........
وأرجو ألا تعتبر الموضوع شخصيا بيني وبينك .......... وأوافقك الرأي بوجوب إثبات الأدلة وعرضها ...............
وأكرر الموضوع لايتوقف عند الحسين بن علي إن ثبت ماقيل عنه ..... مع ما أكده الأخوة من أدلة ................
فلا بد من إظهار كل خائن خان هذه الأمة وأساء إليها ..............
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[10 - 10 - 09, 03:28 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي أيمن
آولاً: أسف لتأخري في الرد بسبب ظروف العمل ...
ثانياً: أحب أن أنصحك بقرآءة التاريخ جيداً و بدون تحيز لأي طرف كان ....
أنصحك بمطالعة هذه الكتب:
المسألة الشرقية: دراسة وثائقية عن الخلافة العثمانية 1299م - 1923م
المؤلف: محمود ثابت الشاذلي
الناشر: مكتبة وهبة
الطبعة: الأولى، 1409 هـ / 1989 م
عدد الأجزاء: 1
رابط التحميل:
http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=003126.pdf
المراسلات المتبادله بين الشريف حسين و العثمانيين 1908 - 1918 -
:دراسه تحليليه
المؤلف: كليب سعود الفواز
http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=008749.pdf
وهذا الكتاب مهم جداً
النزعات الكيانيه الاسلاميه في الدوله العثمانيه 1877 - 1884:بلاد الشام - الحجاز - كردستان - البانيا
عبد الرؤوف سنو
http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=007235.pdf
اعمدة الحكمة السبعة لورانس العرب
http://www.4shared.com/file/22828665/f5da4278/___online.html
أو:
http://www.4shared.com/file/16190492/974bc/___online.html
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/26)
كما أتمنى منك زيارة هذا الرابط و لتقرأ عن العثمانيين و ليس الطورانيين القوميين:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=134170&highlight=%C7%E1%E3%DF%CA%C8%C9+%C7%E1%DA%CB%E3%C7 %E4%ED%C9
التاريخ لا يظلم أحد ..... فقط هناك من يقرأ فيعلم و من يقرأ فلا يعلم .....
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[10 - 10 - 09, 04:04 ص]ـ
مراسلات الشريف حسين مكماهون:
.................................................. ..................
المراسلة الأولى
رسالة الشريف حسين من 14 يوليو 1915
بسم الله الرحمن الرحيم
مكة في 28/ رمضان سنة 1333 هـ (14/ يوليو سنة 1915م)
لصاحب السعادة والرفعة نائب جلالة الملك بمصر، سلمه الله.
أقدم لجنابكم العزيز أحسن تحياتي الودية واحتراماتي، وأرجو أن تعملوا كل ما في وسعكم لتنفيذ المذكرة المرسلة إليكم طيه، المتضمنة الشروط المقترحة المتعلقة بالقضية العربية.
وأود بهذه المناسبة أن أصرح لحضرتكم ولحكومتكم انه ليس هناك حاجة لأن تشغلوا أفكاركم بآراء الشعب هنا، لأنه بأجمعه ميال إلى حكومتكم بحكم المصالح المشتركة.
ثم يجب ألا تتعبوا أنفسكم بإرسال الطيارات أو رجال الحرب، لإلقاء المناشير وإذاعة الشائعات، كما كنتم تفعلون من قبل، لأن القضية قد قررت الآن.
وأني لأرجوكم هنا أن تفسحوا المجال أمام الحكومة المصرية، لترسل الهدايا المعروفة من الحنطة للأراضي المقدسة "مكة والمدينة" التي أوقف إرسالها منذ العام الماضي.
وأود أن ألفت نظركم إلى أن إرسال هدايا هذا العام، والعام الفائت، سيكون له أثر فعال في توطيد مصالحنا المشتركة وأعتقد أن هذا يكفي لإقناع رجل ذكي مثلك أطال الله بقاءكم.
حاشية: أرجو ألا تزعجوا أنفسكم بإرسال أي رسالة قبل أن تروا نتائج أعمالنا هنا، خلا الجواب على مذكرتنا وما تتضمنه.
ونرجو أن يكون هذا الجواب بواسطة رسولنا كما نرجو أن تعطوه بطاقة منكم ليسهل عليه الوصول إليكم عندما نجد حاجة لذلك. والرسول موثوق به.
المذكرة:
لما كان العرب بأجمعهم دون استثناء – قد قرروا في الأعوام الأخيرة أن يعيشوا وأن يفوزوا بحريتهم المطلقة، وأن يتسلموا مقاليد الحكم نظريا وعمليا بأيديهم. ولما كان هؤلاء قد شعروا وتأكدوا أنه من مصلحة حكومة بريطانيا العظمى أن تساعدهم وتعاونهم للوصول إلى أمانيهم المشروعة، وهي الأماني المؤسسة على بقاء شرفهم، وكرامتهم وحياتهم ...
ولما كان من مصلحة العرب أن يفضلوا مساعدة حكومة بريطانيا عن أية حكومة أخرى بالنظر لمركزها الجغرافي، ومصالحهم الاقتصادية وموقفهم من حكومة بريطانيا.
أنه بالنظر لهذه الأسباب كلها يرى الشعب العربي أنه من المناسب أن يسأل الحكومة البريطانية إذا كانت ترى من المناسب أن تصادق بواسطة مندوبيها أو ممثليها على الاقتراحات الأساسية الآتية:
أولاً: أن تعترف إنجلترا باستقلال البلاد العربية من مرسين ـ اذنه، حتى الخليج الفارسي شمالاً ومن بلاد فارس حتى خليج البصرة شرقا، ومن المحيط الهندي للجزيرة جنوباً يستثنى من ذلك عدن التي تبقى كما هي ـ ومن البحر الأحمر والبحر المتوسط حتى سينا غربا.
على أن توافق إنجلترا أيضاً على إعلان خليفة عربي على المسلمين.
ثانياً: تعترف حكومة الشريف العربية بأفضلية إنجلترا في كل مشروع اقتصادي في البلاد العربية، إذا كانت شروط تلك المشاريع متساوية.
ثالثا: تتعاون الحكومتان الإنجليزية والعربية في مجابهة كل قوة تهاجم أحد الفريقين وذلك حفظا لاستقلال البلاد العربية. وتأمينا لأفضلية إنجلترا الاقتصادية فيها .. على أن يكون هذا التعاون في كل شيء في القوة العسكرية، والبحرية، والجوية …
رابعا: إذا تعدى أحد الفريقين على بلد ما ونشب بينه وبينها عراك وقتال، فعلى الفريق الآخر أن يلزم الحياد. على أن هذا الفريق المعتدى إذا رغب في اشتراك الفريق الآخر معه ففي وسع الفريقين أن يجتمعا معا وأن يتفقا على الشروط.
خامسا: مدة الاتفاق في المادتين الثالثة والرابعة من هذه المعاهدة خمس عشرة سنة. وإذا شاء أحد الفريقين تجديدها عليه أن يطلع الفريق الآخر على رغبته قبل انتهاء مدة الاتفاقية بعام (*).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/27)
هذا ولما كان الشعب العربي بأجمعه قد اتفق "والحمد لله" على بلوغ الغاية وتحقيق الفكرة مهما كلفه الأمر فهو يرجو الحكومة البريطانية أن تجيبه سلبا أو إيجابا في خلال ثلاثين يوما من وصول هذا الاقتراح. وإذا انقضت هذه المدة ولم يتلق من الحكومة جواباً فإنه يحفظ لنفسه حرية العمل كما يشاء.
وفوق هذا فإننا نحن عائلة الشريف نعتبر أنفسنا ـ إذ لم يصل الجواب ـ أحرارا في القول والعمل من كل التصريحات، والوعود السابقة التي قدمناها بواسطة علي أفندي.
جواب السير مكماهون من 30 أغسطس 1915
من السير هنري مكماهون إلى الشريف حسين 30 أغسطس 1915 إلى السيد الحسيب النسيب سلالة الأشراف وتاج الفخار وفرع الشجرة المحمدية والدوحة القرشية الأحمدية صاحب المقام الرفيع والمكانة السامية السيد ابن السيد والشريف بن الشريف السيد الجليل المبجل دولتلو الشريف حسين سيد الجميع أمير مكة المكرمة قبلة العالمين ومحط رجال المؤمنين الطائعين عمت بركته الناس أجمعين.
بعد رفع رسوم وافر التحيات العاطرة والتسليمات القلبية الخالصة من كل شائبة نعرض أن لنا الشرف بتقديم واجب الشكر لإظهاركم عاطفة الإخلاص وشرف الشعور والاحساسات نحو الإنجليز. وقد يسرنا علاوة على ذلك أن نعلم أن سيادتكم ورجالكم على رأي واحد وأن مصالح العرب هي نفس مصالح الإنجليز والعكس بالعكس. ولهذه النسبة فنحن نؤكد لكم أقوال فخامة اللورد كتشنر التي وصلت إلى سيادتكم عن يد علي أفندي وهي التي كان موضحا بها رغبتنا في استقلال بلاد العرب وسكانها مع استصوابنا للخلافة العربية عند إعلانها.
وإنا نصرح هنا مرة أخرى أن جلالة ملك بريطانيا العظمى يرحب باسترداد الخلافة إلى يد عربي صميم من فروع تلك الدوحة النبوية المباركة.
وأما من خصوص مسألة الحدود والتخوم فالمفاوضة فيها تظهر أنها سابقة لأوانها، وتصرف الأوقات سدى في مثل هذه التفاصيل في حالة أن الحرب دائرة رحاها ولأن الأتراك أيضا لا يزالون محتلين لأغلب تلك الجهات احتلالا فعليا وعلى الأخص ما علمناه وهو مما يدهش ويحزن أن فريقا من العرب القاطنين في تلك الجهات نفسها قد غفل وأهمل هذه الفرصة الثمينة التي ليس أعظم منها، وبدل أقدام ذلك الفريق على مساعدتنا نزاه قد مد يد المساعدة إلى الألمان، نعم مد يد المساعدة لذلك السلاب النهاب الجديد وهو الألمان والظالم العسوف وهو الأتراك.
مع ذلك فأنا على كمال الاستعداد لأن نرسل إلى ساحة دولة السيد الجليل وللبلاد العربية المقدسة والعرب الكرام من الحبوب والصدقات المقررة من البلاد المصرية وستصل بمجرد إشارة من سيادتكم وفي المكان الذي تعينونه. وقد عملنا الترتيبات اللازمة لمساعدة رسولكم في جميع سفراته إلينا ونحن على الدوام معكم قلبا وقالبا مستنشقين رائحة مودتكم الزكية ومستوثقين بعرى محبتكم الخاصة سائلين الله سبحانه وتعالى دوام حسن العلائق بيننا.
وفي الختام أرفع إلى تلك السدة العليا كامل تحياتي وسلامي وفائق احترامي.
تحريرا في 19 شوال 1333
الموافق 30 أغسطس 1915
المخلص
السير أرثر مكماهون
نائب جلالة الملك
*********************
المراسلة الثانية
رسالة الشريف حسين من 9 سبتمبر 1915
من الشريف حسين إلى السير مكماهون
بسم الله الرحمن الرحيم
مكة في 29 شوال سنة 1333 (9 سبتمبر سنة 1915)
لصاحب السعادة والرفعة نائب جلالة الملك بمصر، سلمه الله
بمزيد من السرور والغبطة تلقيت كتابكم المؤرخ في 19 شوال وطالعته بكل احترام واعتبار رغم شعوري بغموضه وبرودته وتردده فيما يتعلق بنقطتنا الأساسية أعني نقطة الحدود.
وأرى من الضروري أن أؤكد لسعادتكم إخلاصنا نحو بريطانيا العظمى واعتقادنا بضرورة تفضيلها على الجميع في كل الشؤون وفي أي شكل، وفي أية ظروف ويجب أن أؤكد لكم أيضا أن مصالح اتباع ديانتنا كلها تتطلب الحدود التي ذكرتها لكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/28)
ويعذرني فخامة المندوب إذا قلت بصراحة أن "البرودة" و"التردد" الذين ضمنهما كتابه فيما يتعلق بالحدود وقوله أن البحث في هذه الشؤون إنما هو إضاعة للوقت، وإن تلك الأراضي لا تزال بيد الحكومة التي تحكمها .. ويعذرني فخامته إذا قلت أن هذا كله يدل على عدم الرضا، أو على النفور أو على شئ من هذا القبيل. فإن هذه الحدود المطلوبة ليست لرجل واحد نتمكن من إرضائه ومفاوضته بعد الحرب بل هي مطالب شعب يعتقد أن حياته في هذه الحدود وهو متفق بأجمعه على هذا الاعتقاد.
وهذا ما جعل الشعب يعتقد أنه من الضروري البحث في هذه النقطة قبل كل شئ مع الدولة التي يثقون بها كل الثقة ويعلقون عليها كل الآمال وهي بريطانيا العظمى.
وإذا أجمع هؤلاء على ذلك فإنما يجمعون عليه في سبيل الصالح المشترك، وهم يرون أنه من الضروري جداً أن يتم تنظيم الأراضي المجزأة ليعرفوا على أي أساس يؤسسون حياتهم كي لا تعارضهم إنجلترا أو إحدى حليفاتها في هذا الموضوع مما يؤدي إلى نتيجة معاكسة، الأمر الذي حرمه الله.
وفوق هذا فإن العرب لم يطلبوا ـ في تلك الحدود ـ مناطق يقطنها شعب أجنبي بل هي عبارة عن كلمات وألقاب يطلقونها عليها.
أما الخلافة فإن الله يرضى عنها، ويسر الناس بها.
وأنا على ثقة يا صاحب الفخامة أنكم لا تشكون قط بأني لست أنا شخصيا الذي يطلب تلك الحدود التي يقطنها عرب مثلنا، بل هي مقترحات شعب بأسره، يعتقد بأنها ضرورية لتأمين حياته الاقتصادية.
أو ليس هذا صحيحاً يا فخامة الوزير؟
وبالاختصار فإننا ثابتون في إخلاصنا نصرح بكل تأكيد بتفضيلنا لكم على الجميع أكنتم راضين عنا ـ كما قيل ـ أو غاضبين.
أما ما يتعلق في قولكم بأن قسماً من شعبنا لا يزال يبذل جهده في سبيل تأمين مصالح الأتراك، فلا أظن أن هذا يبرر البرودة والتردد الذين شعرت بهما في كتابكم فيما يتعلق بموضوع الحدود، الموضوع الذي لا أعتقد أن رجلاً مثلكم ثاقب الرأي ينكر أنه ضروري لحياتنا الأدبية والمادية.
وأنا حتى الساعة لا أزال أنفذ ما تأمر به الديانة الإسلامية في كل عمل أقوم به وأراه مفيدا وصالحا لبقية المملكة وأني سأستمر في هذا إلى أن يأمر الله في غير ذلك.
وأود هنا يا صاحب الفخامة أن أؤكد لكم بصراحة أن كل الشعب ـ ومن جملته هؤلاء الذين تقولون أنهم يعملون لصالح تركيا وألمانيا ـ ينتظر بفارغ الصبر نتائج هذه المفاوضات المتوقفة على موافقتكم أو رفضكم قضية الحدود وقضية المحافظة على ديانتهم وحمايتهم من كل أذى أو خطر.
وكل ما تجده الحكومة البريطانية موافقا لسياستها في هذا الموضوع فما عليها إلا أن تعلمنا به وأن تدلنا على الطريق التي يجب أن نسلكها.
ولذلك نرى أن من واجبنا أن نؤكد لكم أننا سنطلب إليكم في أول فرصة بعد انتهاء الحرب ما ندعه الآن لفرنسا في بيروت وسواحلها.
ولست أرى حاجة هنا لأن ألفت نظركم إلى أن خطتنا هي آمن على مصالح إنجلترا من خطة إنجلترا على مصالحنا، ونعتقد أن وجود هؤلاء الجيران في المستقبل سيقلقل أفكارنا كما يقلق أفكارها ..
وفوق هذا فإن الشعب البيروتي لا يرضى قط بهذا الابتعاد والانزواء وقد يضطرونا لاتخاذ تدابير جديدة قد يكون من شأنها خلق متاعب جديدة، تفوق في صعوبتها المتاعب الحاضرة.
وعلى هذا لا يمكن السماح لفرنسا بالاستيلاء على قطعة صغيرة من تلك المنطقة. وأنا أصرح بهذا رغم أني أعتقد وأؤمن بالتعهدات التي قطعتموها في كتابكم. ويستطيع معالي الوزير وحكومته أن يثقا كل الثقة بأننا لا نزال عند قولنا وعزيمتنا وتعهداتنا التي عرفها مستر ستورس منذ عامين.
ونحن ننتظر اليوم الفرصة السانحة التي تناسب موقفنا، وخاصة فيما يتعلق بالحركة التي أوضحت قريبة والتي يدفعها إلينا القدر بسرعة ووضوح لنكون حجة ـ نحن والذين يرون رأينا ـ في العمل ضد تركيا ودون أن نتعرض للوم والنقد.
واعتقد أن قولكم بأن بريطانيا لا تحثكم ولا تدفعكم للإسراع في حركتكم مخافة أن يؤدي هذا التسرع إلى تصديع نجاحكم. لا يحتاج إلى إيضاح إلاّ فيما يتعلق بمطالبكم بالأسلحة والذخائر عند الحاجة.
اعتقد الآن أن هذا الكفاية.
جواب السير مكماهون من 24 أكتوبر 1915
من السير هنري مكماهون إلى الشريف حسين
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/29)
إلى فرع الدوحة المحمدية وسلالة النسل النبوي الحسيب النسيب دولة صاحب المقام الرفيع الأمير المعظم السيد الشريف بن الشريف أمير مكة المكرمة صاحب السدة العلياء جعله الله حرزاً منيعاً للإسلام بعونه تعالى وهو دولة الأمير الجليل الشريف حسين بن علي أعلى الله مقامه.
قد تلقيت بيد الاحتفاء والسرور رقيمكم الكريم المؤرخ بتاريخ 29 شوال سنة 1333 وبه من عباراتكم الودية المحضة وإخلاصكم ما أورثني رضاء وسروراً.
أني متأسف أنكم استنتجتم من عبارة كتابي السابق أني قابلت مسألة الحدود والتخوم بالتردد والفتور، فإن ذلك لم يكن القصد من كتابي قط ولكني رأيت حينئذ أن الفرصة لم تكن قد حانت بعد للبحث في ذلك الموضوع بصورة نهائية.
ومع ذلك فقد أدركت من كتابكم الأخير أنكم تعتبرون هذه المسألة من المسائل الهامة الحيوية المستعجلة. فلهذا فإني قد أسرعت في إبلاغ حكومة بريطانيا العظمى مضمون كتابكم وإني بكمال السرور أبلغكم بالنيابة عنها التصريحات الآتية التي لا أشك في أنكم تنزلونها منزلة الرضى والقبول.
إن ولايتي مرسين واسكندرونة وأجزاء من بلاد الشام الواقعة في الجهة الغربية لولايات دمشق الشام وحمص وحماة وحلب لا يمكن أن يقال أنها عربية محضة. وعليه يجب أن تستثنى من الحدود المطلوبة.
مع هذا التعديل وبدون تعرض للمعاهدات المعقودة بيننا وبين بعض رؤساء العرب نحن نقبل تلك الحدود.
وأما من خصوص الأقاليم التي تضمنها تلك الحدود حيث بريطانيا العظمى مطلقة التصرف بدون أن تمس مصالح حليفتها فرنسا فإني مفوض من قبل حكومة بريطانيا العظمى أن أقدم المواثيق الآتية وأجيب على كتابكم بما يأتي:
1.أنه مع مراعاة التعديلات المذكورة أعلاه فبريطانيا العظمى مستعدة بأن تعترف باستقلال العرب وتؤيد ذلك الاستقلال في جميع الأقاليم الداخلة في الحدود التي يطلبها دولة شريف مكة.
2.أن بريطانيا العظمى تضمن الأماكن المقدسة من كل اعتداء خارجي وتعترف بوجوب منع التعدي عليها.
3.وعندما تسمح الظروف تمد بريطانيا العظمى العرب بنصائحها وتساعدهم على إيجاد هيئات حاكمة ملائمة لتلك الأقاليم المختلفة.
4.هذا وأن المفهوم أن العرب قد قرروا طلب نصائح وإرشادات بريطانيا العظمى وحدها وأن المستشارين والموظفين الأوروبيين اللازمين لتشكيل هيئة إدارية قويمة يكونون من الإنجليز.
5.أما من خصوص ولايتي بغداد والبصرة فإن العرب تعترف أن مركز ومصالح بريطانيا العظمى الموطدة هناك تستلزم اتخاذ تدابير إدارية مخصوصة لوقاية هذه الأقاليم من الاعتداء الأجنبي وزيادة خير سكانها وحماية مصالحنا الاقتصادية المتبادلة.
وأني متيقن أن هذا التصريح يؤكد لدولتكم بدون أقل ارتياب ميل بريطانيا العظمى نحو رغائب أصحابها العرب وتنتهي بعقد محالفة دائمة ثابتة معهم ويكون من نتائجها المستعجلة طرد الأتراك من بلاد العرب وتحرير الشعوب العربية من نير الأتراك الذي أثقل كاهلهم السنين الطوال.
ولقد اقتصرت في كتابي هذا على المسائل الحيوية ذات الأهمية الكبرى وإن كان هناك مسائل في خطابكم لم تذكر هنا فسنعود إلى البحث فيها في وقت مناسب في المستقبل.
ولقد تلقيت بمزيد السرور والرضى خبر وصول الكسوة الشريفة وما معها من الصدقات بالسلامة وأنها بفضل إرشاداتكم السامية وتدابيركم المحكمة قد أنزلت إلى البر بلا تعب ولا ضرر رغما عن الأخطار والمصاعب التي سببتها هذه الحرب المحزنة ونرجو الحق سبحانه وتعالى أن يعجل بالصلح الدائم والحرية لأهل العالم.
إني مرسل خطابي هذا مع رسولكم النبيل الأمين الشيخ محمد بن عارف بن عريفان وسيعرض على مسامعكم بعض المسائل المفيدة التي هي من الدرجة الثانية من الأهمية ولم أذكرها في كتابي هذا.
وفي الختام أبث دولة الشريف ذا الحسب المنيف والأمير الجليل كامل تحيتي وخالص مودتي وأعرب عن محبتي له ولجميع أفراد أسرته الكريمة راجيا من ذي الجلال أن يوفقنا جميعا لما فيه خير العالم وصالح الشعوب، أن بيده مفاتيح الأمر والغيب يحركها كيف يشاء ونسأله تعالى حسن الختام والسلام.
تحريرا في يوم الاثنين 15 ذي الحجة 1333.
نائب جلالة الملك
(السير أرثر هنري مكماهون)
*************************
المراسلة الثالثة
رسالة الشريف حسين من 5 نوفمبر 1915
من الشريف حسين إلى السير هنري مكماهون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/30)
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى معالم الشهم الهمام ذو الأصالة والرياسة الوزير الخطير وفقه الله لمرضاته بملء الإيناس تلقينا مرسومكم الموقر الصادر وأحلناه محل التبجيل وعلى مؤداه نجيب الشهامة.
أولاً ـ تسهيلا للوفاق وخدمة للإسلامية فرارا مما يكلفها المشاق والأحن ولما لحكومة بريطانيا العظمى من الصفات والمزايا الممتازة لدينا نترك الإلحاح في إدخال ولايات مرسين واطنة في أقسام المملكة العربية وأما ولايتي حلب وبيروت وسواحلها فهي ولايات عربية محضة ولا فرق بين العربي المسيحي والمسلم فإنهما ابنا جد واحد، ولتقوم فيهم منا معاشر المسلمين ما سلكه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من أحكام الدين الإسلامي ومن تبعه من الخلفاء أن يعاملوا المسيحيين كمعاملاتهم لأنفسهم بقوله "لهم مالنا وعليهم ما علينا" علاوة على امتيازاتهم المذهبية وبما تراه المصلحة العامة وتحكم به.
ثانيا ـ حيث أن الولايات العراقية هي من أجزاء المملكة العربية المحضة، بل هي مقر حكومتها على عهد علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ثم على عهد عموم الخلفاء من بعده، وبها قامت مدنية العرب وأول ما اختطوه من المدن والأمصار واستفلحت دولهم فلها لدى العرب أقصاهم وأدناهم القيمة الثمينة والآثار التي لا تنسى، فلا يمكنا إرضاء الأمة العربية وارضاخها لترك ذلك الشرف ولكن تسهيلا للوفاق سيما والمحاذير التي أشرتم إليها في المادة الخامسة من رقيمكم آنف الذكر محفوظيها وصيانتها من طبقة وضرورة ما نحن فيه وحيازة ما نريد التوصل إليه، فإن أهم ما في هذا هي صيانة تلك الحقوق الممزوجة بحقوقنا بصورة كأنها الجوهر الفرد يمكنا الرضا بترك الجهات التي هي الآن تحت الأشغال البريطاني إلى مدة يسيرة، البحث فيما يقبل عن قدرها دون أن يلحق حقوق الجانبين مضرة أو خلل. سيما العربية بالنسبة لأمر مرافقها ومنابعها الاقتصادية الحياتية، وأن يدفع للمملكة العربية في مدة الأشغال المقدار المناسب من المال لضرورة ترتكبه كل مملكة حديثة الوجود. مع احترامنا لوفاقاتكم المشار عليها مع مشايخ تلك الجهات وبالأخص ما كان منها جوهريا.
ثالثا ـ رغبتكم في الإسراع بالحركة نرى فيه من الفوائد بقدر ما نرى فيه من المحاذير، أوله خشية لوم الإسلامية كما سبق الجاهل عن حقائق الحالة بأنا شققنا عصاها وأبدنا قواها، الثاني المقام تركيا معاضدتها جميع معاني قوى جرمانيا لجهلنا عما إذا حصل وهن إحدى دول الإتلاف وأوجبها على صلح دول الاتفاق، فكيف تكون خطة بريطانيا العظمى وحلفائها لئلا تكن الأمة العربية أمام تركيا وحلفائها معا إذ لا يهمنا ما إذا كنا والعثمانية رأسا لرأس.
وعلى هذا فضروري ملاحظة هذه الوجه ولا سيما عقد صلح اشتركنا في حربه بصورة غير رسمية يخول للمتصالحين البحث فيه عن شؤوننا.
رابعا ـ إن الأمة العربية تعتقد يقينا أن العثمانية عند وضع أوزار الحرب سيوجهون كل أعمالهم فيما يغضب العرب ويغتصب حقوقهم المادية والمعنوية وذهاب شعارهم وأحسابهم وإخضاعهم بكل معاني الإخضاع مع بقائها تحت النفوذ الألماني فهم عازمون على حربهم حتى لا يبقى لنا باقية وما يرى فينا الآن من التأني فقد سبق بيان علته.
خامسا ـ متى علمت العرب أن حكومة بريطانيا حلفائهم لا يتركونهم عند الصلح على حالهم أمام تركيا وجرمانيا وأنهم يدافعون عنهم ويعاضدونهم ويدافعون عنهم الدفاع الفعلي فالدخول في الحرب من الساعة لا شك أنه مما يوافق المصالح العربية.
سادسا ـ إفادتنا السابقة الصادرة بتاريخ 29 شوال 1333 تغني عن إعادة القول في المادة الثالثة والرابعة من مرسومكم هذا الموقر في خصوصات الهيئات الحاكمة والمشاورين والموظفين سيما وقد صرحتم يا حضرة الشهم بأنكم لا تتدخلون في أمور الداخلية.
سابعا ـ وصول الجواب الصريح القطعي في أقرب زمن على ذكر أعلاه من الطلبات إذ أنا أستعملنا كلما يقربنا إليكم من التساهل الجدي الذي لا يراد به حقيقة جوهرية فإنا نعلم أن نصيبنا من هذه الحروب إما سعادة تضمن للعرب الحياة التي تناسب تاريخهم أو الاضمحلال في سبيلها. ولولا ما رأيتم ورأيت ما في عزمهم لاخترت العزلة في شواهق السراة، ولكن أبو علي يا عزيزي ـ أعزك الباري بمرضاته ألا أن يقودني إلى هذه المواقف.
ودم غانما سالما بما تحبه وتريده.
حرر في 27 من ذي الحجة 1333.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/31)
جواب السير مكماهون من 4 ديسمبر 1915
من السير هنري مكماهون إلى الشريف حسين
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى صاحب الأصالة والرفعة وشرف المحتد سلالة بيت النبوة والحسب الطاهر والمنسب الفاخر دولة الشريف المعظم السيد حسين بن علي أمير مكة المكرمة قبلة الإسلام والمسلمين. أدامه الله في رفعة وعلاء.
وبعد، فقد وصلني كتابكم الكريم بتاريخ 14 ذي الحجة 1333 وسرني ما رأيت فيه من قبولكم إخراج ولايتي مرسين وأضنه من حدود البلاد العربية.
وقد تلقيت أيضاً بمزيد السرور والرضا تأكيداتكم أن العرب عازمون على السير بموجب تعاليم الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغيره من السادة الخلفاء الأولين ـ التعاليم التي تضمن حقوق كل الأديان وامتيازاتها على السواء.
هذا، وفي قولكم أن العرب مستعدون أن يحترموا ويعترفوا بجميع معاهداتنا مع رؤساء العرب الآخرين يعلم منه طبعاً أن هذا يشمل جميع البلاد الداخلة في حدود المملكة العربية لأن حكومة بريطانيا لا تستطيع أن تنقض اتفاقات قد أبرمت بينها وبين أولئك الرؤساء.
أما بشأن ولايتي حلب وبيروت فحكومة بريطانيا العظمى قد فهمت كل ما ذكرتم بشأنهما ودونت ذلك عندها بعناية تامة ـ ولكن لما كانت مصالح حليفتها فرنسا داخلة فيهما فالمسألة تحتاج إلى نظر دقيق ـ وسنخابركم بهذا الشأن مرة أخرى في الوقت المناسب.
إن حكومة بريطانيا العظمى كما سبقت فأخبرتكم مستعدة لأن تعطي كل الضمانات والمساعدات التي في وسعها إلى المملكة العربية ولكن مصالحها في ولاية بغداد تتطلب إدارة ودية ثابتة كما رسمتم، على أن صيانة هذه المصالح كما يجب تستلزم نظرا أدق وأتم مما تسمح به الحالة الحاضرة والسرعة التي تجري بها هذه المفاوضات.
وأننا نستوصب تماما رغبتكم في اتخاذ الحذر ولسنا نريد أن ندفعكم إلى عمل سريع ربما يعرقل نجاح أغراضكم ولكنا في الوقت نفسه نرى من الضروري جدا أن تبذلوا مجهوداتكم في جمع كلمة الشعوب العربية إلى غايتنا المشتركة وأن تحثوهم على ألا يمدوا يد المساعدة إلى أعدائنا بأي وجه كان. فإنهم على نجاح هذه المجهودات وعلى التدابير الفعلية التي يمكن للعرب أن يتخذوها لإسعاف غرضنا عندما يجئ وقت العمل تتوقف قوة الاتفاق بيننا وثباته.
وفي هذه الأحوال فإن حكومة بريطانيا العظمى قد فوضت لي أن أبلغ دولتكم أن تكونوا على ثقة من أن بريطانيا العظمى لا تنوي إبرام أي صلح كان إلاّ إذا كان من ضمن شروطه الأساسية حرية الشعوب العربية وخلاصها من سلطة الألمان والأتراك.
هذا وعربون على صدق نيتنا ولأجل مساعدتكم في مجهوداتكم في غايتنا المشتركة فإني مرسل مع رسولكم مبلغ عشرين ألف جنيه.
وأقدم في الختام عاطر التحيات القلبية وخالص التسليمات الودية مع مراسم الإجلال والتعظيم المشمولين بروابط الألفة والمحبة الصرفة لمقام دولتكم السامي ولأفراد أسرتكم المكرمة.
مع فائق الاحترام.
تحريرا في 8 صفر 1333
14/ 12/1915
المخلص
نائب جلالة الملك بمصر
(السير أرثر هنري مكماهون)
***************************
المراسلة الثالثة
رسالة الشريف حسين من 1 يناير 1916
من الشريف حسين إلى السير هنري مكماهون
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي الوزير الخطير الشهم الهمام
بأنامل الإبجال والتوقير تلقينا رقيميكم 9 صفر الجاري برفق حاملهم وعلمت مضمونيهما وأدخلا علينا من الانشراح والارتياح مالا مزيد لإزالتهما ما يختلج بصدري ألا وهو وقوف حضرتك بعد وصول أحمد شريف وحظوته بالجناب بأن كلما أتينا به في الحال والشأن ليس بنا شئ عن عواطف شخصية أو ما هو في معناها مما لا يعقل، وأنها قرارات ورغائب أقوام وأنا لسنا إلاّ مبلغين أو منفذين لها بصفتنا التي ألزمونا بها إذ هذا عندي من أهم ما يجب وقوف شهامة الجناب عليه وعلمه به. أما ما جاء بالمحررات الموقرة فيما يتعلق بالعراق من أمر التعويض مدة الأشغال فلزيادة إيضاح وقول بريطانيا العظمى بصفاتنا في القول والعمل في المادة والمعنى وإعلامها بأكيد اطمئنانا باعتماد حكومتها المفخمة نترك أمر تقدير مبلغه لمدارك حكمتها ونصفتها، أما الجهات الشمالية وسواحلها فما كان في الإمكان من تعديل أتينا به في رقيمنا السابق. هذا وما ذاك إلا للحرص على الأمنيات المرغوب حصولها بمشيئة الله تبارك وتعالى وعن هذا الحس والرغبة هما التي ألزمتنا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/32)
بملاحظة اجتناب ما ربما أنه يمس حلف بريطانيا العظمى لفرنسا واتفاقهما أبان هذه الحروب والنوازل ألا أننا مع هذا نرى من الفرائض التي ينبغي لشهامة الوزير صاحب الرياسة أن يتيقنها بأن عند أول فرصة تضع فيها أوزار هذه الحروب سنطالبكم بما نغض الطرف عنه اليوم لفرنسا في بيروت وسواحلها ولا أرى لزوما بأن نحيطكم بما في هذا أيضاً من تامين المنافع البريطانية وصيانة حقوقها هو أهم وأكبر مما يعود إلينا، وأن لابد من هذا على أي حالة كانت ليتم للعظمة البريطانية أن ترى أخصاءها في البهجة والرونق التي تهتم أن تراهم فيه سيما وأن جوارهم لنا سيكون جرثومة للمشاكل والمناقشات التي لا يمكن معها استقرار الحالة عدى أن البيروتيين بصورة قطعية لا يقبلون هذا الانفصال ويلجئونا على حالات جديدة تهم وتشغل بريطانيا بصورة لا تكون بأقل من اشتغالنا الحالي بالنظر لما نعتقده ونتقينه من اشتراك المنفعة ووحدتها وحدها وهي الداعية الوحيدة لعدم الفاتنا لسواكم في المخابرات وعليه يستحيل إمكان أي تساهل يكسب فرنسا أو سواها شبرا من أراضي تلك الجهات أصبح بهذا مع اعتماد لكل جوارحي اعتمادا يرثه الحي منا بعد الميت بتصريحاتكم التي ختمتم بها رقيمكم الموقر. وعليه فليعتقد جناب الوزير الخطير ولتعتقد بريطانيا الكبرى أنا على العزم الذي أشير إليه ويعلمه منا جناب الأريب الكامل استورس التي اقترب وقتها مما تسوقه الأقدار إلينا بكل سرعة ووضوح لتكن حجة لنا وعن رأينا على الاعتراضات والمسؤوليات المقدرة وفي تصريحاتكم بقولكم "وأنا لسنا نريد أن ندفعكم إلى عمل سريع ربما يعرقل نجاح أغراضكم" يغني عن زيادة الإيضاح، ما عدا طلب ما نرى لزومه عند الحاجة من الأسلحة وذخائرها الحربية وما هو في معناها.
واكتفى بهذا القدر عن أشغال شهامتكم بتقديم وافر احتشاماتي وجزيل توقيراتي لمقام المقر الموقر.
وحرر في اليوم الخامس والعشرين من صفر الخير 1334.
جواب السير مكماهون من 25 يناير 1916
من السير مكماهون إلى الشريف حسين
القاهرة في 24 ربيع الأول سنة 1334، 30 يناير سنة 1916
تلقينا بسرور كتابكم المؤرخ في 25 صفر بواسطة رسولكم الموثوق به وأطلعنا منه على رسالتكم الشفوية.
وأننا لنقدر حق التقدير الدوافع التي تقودكم في هذه القضية الهامة ونعرف جيداً أنكم تعملون في صالح العرب وأنكم لا ترمون إلى شئ ـ في عملكم ـ غير صالحهم وحريتهم.
وقد عنيت عناية خاصة بملاحظاتكم بشأن ولاية بغداد، وسنبحث هذا الموضوع باهتمام وعناية زائدين عندما تتم هزيمة العداء ونصل إلى التسويات السلمية.
أما ما يتعلق بالجهات الشمالية فقد كتبت ملاحظة من رغبتكم في تجنب كل ما من شانه الإساءة إلى تحالف إنجلترا وفرنسا وسررت جدا بإبداء مثل هذه الرغبة.
وأظنكم تعرفون جيدا أننا مقررون قرارا نهائيا بالا نسمح بأي تدخل ـ مهما قل شأنه ـ في اتفاقنا المشترك في إيصال هذه الحرب إلى الفوز ثم متى انتهت الحرب فإن صداقة فرنسا وإنجلترا ستقوى وتشتد، وهما اللتان بذلتا الدماء الإنجليزية والفرنسية جنبا في سبيل الدفاع عن الحقوق والحريات.
والآن وقد قررت البلاد العربية أن تشترك معنا في الدفاع عن الحقوق وتعمل معنا في سبيل القضية الهامة فإننا لنرجو الله أن تكون نتيجة هذه الجهود المشتركة وهذا التعاون الوطيد، صداقة دائمة، تعود على الجميع بالسرور والغبطة.
وقد سررنا جدا للحركة التي تقومون بها لإقناع الشعب بضرورة الانضمام إلى حركتنا والكف عن مساعدة أعدائنا. ونترك لفطنتكم وتقديراتكم تقرير الوقت المناسب، لاتخاذ تدابير أوسع من هذه.
********************
المراسلة الرابعة
رسالة الشريف حسين من 14 فبراير 1916
من الشريف حسين إلى السير هنري مكماهون
14 فبراير سنة 1916
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة ذو الأصالة فخامة نائب جلالة الملك دام مرعيا
بعد فبأيدي التوقير والاحتشام تلقينا رقيم الفخامة المؤرخ 25 ربيع أول، وأن مضامينه أدخلت علينا مزيد الارتياح والسرور لحصول التفاهم المطلوب والتقارب المرغوب لأسأل الله أن يسهل المقاصد وينجح المساعي. ومن الإيضاحات الآتية نفهم الفخامة الأعمال الجارية والأسباب المقتضية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/33)
أولاً ـ قد أعلمنا فخامكتم بأنا بعثنا بأحد أنجالنا إلى الشام ليرأس ما يقتضي عمله هناك، ولقد ظفرنا منه بتقرير مفصل يفيد به أن اعتسافات الحكومة هناك لم تبق من الأشخاص الذين نعتمد عليهم في الأمر سواء كانوا من الجند على اختلاف مراتبهم أم ممن لم يكونوا من ذلك الصنف إلا القليل مما كان في الدرجة التالية، وأنه ينتظر وصول القوات المعلن بقدومها من مواقع مختلفة أخصها من أهالي البلاد وما جاورها من القطار العربية كحلب وجنوب الموصل المشاع بان عددها ما ينوف عن المائة ألف على ما يزعمون. وأنه لابد يؤمل إن كانت الأكثرية من القوة المذكورة من العرب فهو عازم على إجراء الحركة والقيام بهم، وإن كان العكس يعني الأكثرية من الأتراك وسواهم فسيناظر تقدمهم نحو الترعة وعند اشتباك الحرب حركته بهم عندما يريدون.
ثانيا ـ عزمنا على إرسال نجلنا الكبير إلى المدينة المنورة بقوة كافية ليكون رداءاً لأخيه الذي بالشام ولكل احتمال واستيلائه على الخط الحديد وما هو في معنى ذلك مما تظهره الشؤون. وهذا هو المبدأ للحركة الأساسية المكتفين في مبادئها بما جندناه برسم المحافظة على راحة داخلية البلاد وبأهل الحجاز أهل المركز فقط لأسباب يطول شرحها:
(أولا) تعسر إحضار لوازمهم بصورة تجعل المشروع في حيز الكتمان، مع عدم الضرورة على ذلك وسهولة جلب الإمدادات عند الحاجة، هذا خلاصة ما رغبتم في الجواب عليه والاستفهام عنه. وفي ظني أن فيه الكفاية واتخاذه أساسا وقياسا في أعمالنا أمام كل التبدلات والطوارئ التي سير الحالة.
بقى علينا بيان ما نحتاجه والحالة هذه هو:
أولا ـ مبلغ خمسين ألف جنيه ذهبا لمشاهرة القوات المجندة ونحوها مما ضرورته تغني عن بيانه. فالرجا إحضارها بوجه السرعة الممكنة.
الثاني ـ إحضار عشرين ألف كيس أرز وخمسة عشر ألف دقيق وثلاثة آلاف شعير ومائة وخمسين كيس بن قهوة ومثلها سكر ومقدار خمسة آلاف بندقية من الطراز الجديد وما تحتاجه النسبة لها من المرميات وأيضا مقدار مائة صندوق من النوع المرسل منه مرميتين طيه. ومن مرميات بواريد مارتن هنري وبارودات غرا أعني بواريد معمل سانت أتين الفرنسية لاستعمال هذين الصنفين في بواريد أي بندقيات قبائلنا ولا بأس من جعل لكل نوعهما خمسمائة صندوق.
الثالث ـ أنا استنسبنا مركز سوقيات هذه المواد المرغوبة يكن بور سودان.
الرابع ـ بالنظر لكون المواد الغذائية واللوازمات الحربية الموضحة أعلاه لا حاجة لنا بها إلاّ عند ابتداء الحركة، وسنبلغكم إياها بصورة رسمية تبقى في الموضع المذكور وعند الحاجة إليها يبلغ أمير الجهة المذكورة وقائدها بالمواقع التي يقتضي سوقها إليها والوسائط التي سيكونون حاملين الوثائق بتسليمها إياهم.
الخامس ـ النقود المطلوبة يقتضي إرسالها في الحال إلى أمير بور سودان، وسيرده من طرفنا معتمد يتسلمها أما دفعة أو دفعتين على حسب استطاعته. وهذه علامة اعتماد الرجل.
السادس ـ مندوبنا في قبض المبالغ المذكورة سيتوجه إلى بور سودان بعد ثلاثة أسابيع، يعني يكون وصوله إليها في 5 من جماد الأول حامل كتاب منا باسم الخواجة إلياس أفندي وأنه يصرف له بموجبه ما لديه من إيجارات أملاكنا والإمضاء صراحة باسمنا، غير أننا معدينه يسأل عن عائد الموقع وأميره، فأنتم تخبروهم عن ذلك الشخص وبمراجعته يجري له ما يقتضي من صرف ما لديهم بشرط ألا يبحثوا معه في أي موضوع كان مؤكدين غاية التأكيد في عدم المظاهرة له وكتمان أمره ومعاملته في الظاهر بأنه لا شئ، لا يظن أن ثقتنا للشخص الأخير من اعتماد الأول حامله هذا لا بل لعدم ضياع الوقت لتعييننا له خدمة في جهة ثانية، مع تكرر رجائنا بعدم إركابه وابعاثه في بابور أو في شئ من هذه الرسميات فإن وسائطه كافية.
السابع ـ مندوبنا حامل هذا أكدنا عليه بالاكتفاء بإيصال هذا وأظن أن مأموريته في هذا الدور تمت، حيث أن الحالة علمت أساساتها وفروعها فلا حاجة في بعث شخص آخر، إذ أن اللزوم للمخابرة يكن منا، ولا سيما أن مندوبنا الأخير سيردكم بعد ثلاثة أسابيع يمكن في ظرفها إفادتنا بما يلزم له الحال وألا يعامل في الصورة الظاهرة إلا معاملة بسيطة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/34)
الثامن ـ تعهد الحكومة البريطانية العظمى قبول هذه المصاريف الحربية بموجب الدفاتر التي تقدم إليها ببيان الوجهة التي صرفت فيها. وبالختام أهديكم أشواقي التي لا تعد واحتشامي الذي ليس له حد.
14 ربيع الآخر 1334.
جواب السير مكماهون من 10 مارس 1916
من السير هنري مكماهون إلى الشريف حسين
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى ساحة ذلك المقام الرفيع ذي الحسب الطاهر والنسب الفاخر قبلة الإسلام والمسلمين معدن الشرف وطيب المحتد سلالة مهبط الوحي المحمدي الشريف ابن الشريف صاحب الدولة السيد الشريف حسين بن علي أمير مكة المعظم زاده الله رفعة وعلاء آمين.
بعد ما يليق بمقام الأمير الخطير من التجلة والاحتشام وتقديم خالص التحية والسلام وشرح عوامل الألفة وحسن التفاهم والمودة الممزوجة بالمحبة القلبية أرفع إلى دولة الأمير المعظم أننا تلقينا رقيمكم المؤرخ 14 ربيع الآخر 1334 من يد رسولكم الأمين، وقد سررنا لوقوفنا على التدابير الفعلية التي تنوونها وأنها لموافقة في الأحوال الحاضرة.
وان حكومة جلالة ملك بريطانيا العظمى تصادق عليها.
وقد يسرني أن أخبركم بأن حكومة جلالة الملك صادقت على جميع مطالبكم وأن كل شئ رغبتم الإسراع فيه وفي إرساله فهو مرسل مع رسولكم حامل هذا والأشياء الباقية ستحضر بكل سرعة ممكنة وتبقى في بور سودان تحت أمركم لحين ابتداء الحركة وابلاغنا إياها بصورة رسمية (كما ذكرتم) وبالمواقع التي يقتضي سوقها إليها والوسائط التي يكونون حاملين الوثائق بتسليمها إياهم.
إن كل التعليمات التي وردت في محرركم قد أعلمنا بها محافظ بور سودان وهو سيجريها حسب رغبتكم ـ وقد عملت جميع التسهيلات اللازمة لإرسال رسولكم حامل خطابكم الأخير إلى جزان حتى يؤدي مأموريته التي نسأل الله أن يكللها بالنجاح وحسن النتائج وسيعود إلى بور سودان وبعدها يصلكم بحراسة الله ليقص على مسامع دولتكم نتيجة عمله.
وننتهز الفرصة لنوضح لدولتكم في خطابنا هذا ما ربما لم يكن واضحا لديكم أو ما عساه ينتج سوء تفاهم، ألا وهو أنه يوجد بعض المراكز أو النقط المعسكرة فيها بعض العساكر التركية على سواحل بلاد العرب يقال أنهم يجاهرون بالعداء لنا والذين هم يعملون على ضرر مصالحنا الحربية البحرية في البحر الأحمر. وعليه نرى أنه من الضروري أن نأخذ التدابير الفعالة ضدهم ولكننا قد أصدرنا الأوامر القطعية انه يجب على جميع بوارجنا أن تفرق بين عساكر الأتراك الذين يبدءون بالعداء وبين العرب الأبرياء الذين يسكنون تلك الجهات، لأننا لا نقدم للعرب أجمع إلا كل عاطفة ودية.
وقد أبلغنا دولتكم ذلك حتى تكونوا على بينة من الأمر إذا بلغكم خبرا مكذوبا عن الأسباب التي تضطرنا إلى أي عمل من هذا القبيل. وقد بلغنا إشاعات مؤداها أن أعداءنا الألداء باذلون جهدهم في أعمال السفن ليبثوا بها الألغام في البحر الأحمر ولإلحاق الأضرار بمصالحنا في ذلك البحر، وأنا نرجوكم سرعة أخبارنا إذا تحقق ذلك لديكم.
وقد بلغنا أن ابن الرشيد قد باع للأتراك عددا عظيما من الجمال، وقد أرسلت إلى دمشق الشام، ونأمل أن تستعملوا كل ما لكم من التأثير عليه حتى يكف عن ذلك، وإذا صمم على ما هو عليه أمكنكم عمل الترتيب مع العربان الساكنين بينه وبين سوريا أن يقبضوا على الجمال حال سيرها، ولا شك أن في ذلك صالح لمصلحتنا المتبادلة.
وقد يسرني أن أبلغ دولتكم أن العربان الذين ضلوا السبيل تحت قيادة السيد أحمد السنوسي وهم الذين أصبحوا ضحية دسائس الألمان والأتراك قد ابتدؤا يعرفون خطأهم وهم يأتون إلينا وحدانا وجماعات يطلبون العفو عنهم والتودد إليهم. وقد والحمد لله هزمنا القوات التي جمعها هؤلاء الدساسون ضدنا. وقد أخذت العرب تبصر الغش والخديعة التي حاقت بهم.
وأن لسقوط أرضروم من يد الأتراك وكثرة انهزاماتهم في بلاد القوقاز تأثير عظيم، وهو في مصلحتنا المتبادلة وخطوة عظيمة في سبيل الأمر الذي نعمل له وإياكم.
ونسأل الله عز وجل أن يكلل مساعيكم بتاج النجاح والفلاح وان يمهد لكم في كامل أعمالكم أحسن السبل والمناهج.
وفي الختام، أقدم لدولتكم ولكامل أفراد أسرتكم الشريفة عظيم الاحترامات وكامل ضروب المودة والإخلاص مع المحبة التي لا يزعزعها كر العصور ومرور الأيام.
تحريرا في 6 جماد الأولى 1334
الموافق 10 مارس 1916
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/35)
كتبه المخلص
السير أرثر هنري مكماهون
نائب جلالة الملك بمصر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* نص المنشور الذي ألقته الطائرات البريطانية وموجه من الشريف حسين إلى الجنود والضباط العرب في الجيش التركي في فلسطين سنة 1915
أصدر شريف مكة وملك الحجاز الحالي منشوراً إلى الضباط والجنود العرب في الجيش العثماني وطلب منا أن نبلغهم إياه. فأقرءوه بتمعن واغتنموا الفرصة لتهربوا وتأتوا إلينا وسنستقبلكم كأصدقاء مرحبين بكم وستلاقون منا معاملة حسنة وستجدون معنا مندوبين من قبل شريف مكة وملك الحجاز الحالي فيستقبلونكم وتساعدونهم أنتم في تحرير العرب (الجيش الإنجليزي في فلسطين).
إلى جميع العرب وسواهم من الضباط والرجال الموجودين في الجيش العثماني: سمعنا بمزيد الأسف أنكم تحاربوننا نحن الذين نجاهد في سبيل المحافظة على أحكام الدين الإسلامي الشريف من التغيير والتحريف ولتحرير العرب قاطبة من حكم الأتراك.
ونحن نعتقد أن الحقيقة الخالصة لم تصل إليكم لذلك أرسلنا إليكم هذا الإشعار ممهوراً بمهرنا لنؤكد لكم أننا نحارب لأجل غايتين شريفتين وهما حفظ الدين وحرية العرب عامة. ولقد أرسلنا الأوامر المشددة إلى عموم رؤساء ورجال قبائلنا بأنه إذا أسرت جيوشنا أي واحد منكم يجب أن يعاملوكم بالحسنى ويرسلوكم إلى أولادي حيث يرحبون بكم ويحسنون وفادتكم. لقد كانت المملكة العربية مستعبدة تحت سلطة الأتراك مدة طويلة فقتلوا إخوانكم وصلبوا من رجالكم الكثير ونفوا نساءكم وعيالكم بعد تحريف دينكم، فكيف تطيقون بعد ذلك وتتحملون عناء الاستمرار معهم وترضون بمعاونتهم. هلموا للانضمام إلينا نحن الذين نجاهد لأجل الدين وحرية العرب حتى تصبح المملكة العربية كما كانت في عهد أسلافكم إن شاء الله تعالى، والله الهادي إلى سواء السبيل.
شريف مكة المكرمة وأمريها
وملك البلاد العربية
(ختم) الحسين بن علي
************************
تعقيب صغير من أبو سليمان العسيلي:
و هذا المنشور كان الإسفين الأخير الذي ضرب في خاصرة القدس فكان أن هرب الضباط العرب الى أولاد الشريف حسين و دخل اللنبي القدس مظفراً ........ و استمر الإنكليز يستغلون سذاجة الشريف حسين السياسية أو لنقل حسن ظنه بهم حتى قسمو بلاد الشام و العراق ثم تركوه لوحده أمام السعوديين فرهب مخذولا مدحورا ...... ليموت خارج مملكته الموهومة و خارج أرض العرب كلها في قبرص ......
الشريف حسين كان من العوامل المهمة في الغاء الخلافة الإسلامية فكافأه الله على صنيعه هذا. راجع: النزعات الكيانيه الاسلاميه في الدوله العثمانيه.
ان الله يمهل و لا يهمل ......
المصدر:
http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%AA_%D8%AD% D8%B3%D9%8A%D9%86_%D9%85%D9%83%D9%85%D8%A7%D9%87%D 9%88%D9%86
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[10 - 10 - 09, 04:38 ص]ـ
راجع أيضاً:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/CDD0D32B-CB44-4B75-83CB-DEB6EE4C3DF4.htm#L3
من هذه الفقرة و ما بعدها.
وكذلك راجع:
http://nakba.sis.gov.ps/nakba48/nakba1948-11.html
وشكراً
ـ[أمجد التركماني]ــــــــ[10 - 10 - 09, 09:43 ص]ـ
الأخ الكريم أبوسليمان العسيلي
عذراً فقد ظننت بداية أنك تنقل الموضوع مقرراً له , فأعتذر إن كنت ظننت أنك تدافع عن المذكور , أعتذر منك جداً
الأخ الكريم أيمن بن خالد:
غفر الله لك فلست أهرف بما لا أعرف و المعلومات التي كتبتها لك مستفادة من خلال مطالعتي للموضوع في الكتب , و أنا لم أعش تلك الحقبة معهم لكن التأريخ ينقل كل شاردة و واردة و للعلم فالبريطانيون هم من أمدوا الثوار بالمال و السلاح و هذا لا يخفى على أي أحد
و الإخوة جزاهم الله الجنّة قد أوضحوا لك النقاط التي تساءلت عنها من المراسلات و غيرها , و الخلافة التي أقصدها هي الخلافة العثمانية و أنا عالم بعيوبها و الخلل الذي اعتراها في أواخر أيامها لكن هذا لم يكن مبررا بأية حال من الأحوال للخروج عليها و هي في حالة حرب مع الكفار , غفر الله لك مرة أخرى و هدانا و إياك و شرح صدورنا للحق ....
الأخ الفاضل أبوسليمان الجسمي
بارك الله فيك أيها الفاضل فقد وفرت على أخيك الجهد و الوقت بإجابتك على التساؤلات المطروحة
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[10 - 10 - 09, 02:59 م]ـ
يكفيه سوءا ان ثورته كانت ذات توجه قومي وانه كان سببا مباشرا في تدمير الدولة العثمانية وان اولاده تمكنوا من الحكم في سوريا ثم العراق والاردن بسبب خيانة ابيهم اما انه قد نفي الى قبرص فهذا لان دوره انتهى وخوفا من خراب العلاقة مع ال سعود حينها وحاله حال شاه ايران الذي نفي الى مصر بعد ان كان عميلا للغرب وللعلم ان ابنائه كانوا يتخوفون من ارسال المال اليه الى قبرص خوفا من بريطانيا هذا هو الشريف حسين يذمه التاريخ حاله كحال ابي رغال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/36)
ـ[أبو البركات]ــــــــ[10 - 10 - 09, 05:20 م]ـ
لم يكن الحسين بن علي على وئام مع الملك عبدالعزيز ولعل أطماعه جعلته يتحرش بسلطان نجد الملك عبدالعزيز أكثر من مرة مما أدت إلى وقوع حروب وانهاء الملك عبدالعزيز حكمه والحكم الهاشمي بالحجاز
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[11 - 10 - 09, 10:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو سليمان العسلي على إفاداتك و كنت قرأت مراسلات الحسين مكماهون على الإنترنت و قرأت ملخصا عن مضمونها في كتاب الدولة العثمانية للصلابي وأكرر شكري لك و للأخوة الذين ساهموا في بيان حقيقة هذا الإنسان فإن الأمة مخدوعة به وببكثيرين من أمثاله أسأل الله لهم الهداية و أما الحسين بن علي و والده كانوا ضد الخلافة العثمانية حال قيامه و ليس في عهد الطورانيين فقبض عليهم الشريف عبد الله باشا عم الحسين بن علي و أرسلهم إلى الخليفة العثماني فسجنوا في اسطنبول و ثم أخرج الحسين بن علي فخدعه الإنجليز وخرج على الدولة العثمانية قبل سقوطها و حارب المسلمين حتى أسقط الخلافة ولا حول و لا قوة إلا بالله العظيم.
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[12 - 10 - 09, 03:30 ص]ـ
وجزاكم خيراً مثله أخي الحبيب ........ ولكن للأسف فأهل الأردن الحبيب يتعلمون من ولادتهم أن الشريف حسين ملك العرب و قائد الثورة المظفرة و وووووو لذلك هم أغلب و اكثر من يدافع عنه و كذلك يوجد من الأشراف من يدافع عنه لمكانته منهم و من النسب الشريف و ليس علما و تحقيقا ...... فالله الحمد على نعمة العلم و كما قلت التاريخ لا يظلم و لا يخفي صنيعة أحد مهما حاول الناس تلميعه.
أبو سليمان العسيلي(150/37)
ما موقف العلماء المعاصرين لدعوة بني العباس من الدعوة العباسية؟؟
ـ[أبو العباس]ــــــــ[24 - 09 - 09, 12:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أولاً: نهنيء الأخوة الفضلاء بعيد الفطر المبارك فأقول:
عيدكم مبارك .. وتقبل الله طاعتكم ..
ثانياً: ما نحن بصدده وهو الموضوع الذي أود السؤال عنه ..
ألا وهو:
ما موقف العلماء المعاصرين لدعوة بني العباس من الدعوة العباسية؟؟؟
هل التزموا الحياد؟؟
أم النكير؟؟
أم التأييد؟؟
أرجو من الجميع أن يدلي بدلوه ..
ـ[أبو العباس]ــــــــ[24 - 09 - 09, 09:55 م]ـ
أين الأخوة الفضلاء؟؟
ألا من مشارك أو مجيب؟؟
ـ[أبو أسامة الأزدي]ــــــــ[26 - 09 - 09, 03:31 م]ـ
اقرأ في سيرة الإمام الأوزاعي في سير أعلام النبلاء ..
وقد سأله السفاح عن شرعية دولتهم ...
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 09 - 09, 08:56 م]ـ
وكذلك موقف أبي حنيفة والثوري من أبي جعفر
ـ[أبو العباس]ــــــــ[05 - 10 - 09, 09:07 م]ـ
الأخ أبو أسامة الأزدي. .
والأخ محمد الأمين ..
أشكركما جزيل الشكر ..
والمعذرة على التأخر في الرد ..
ـ[أبو العباس]ــــــــ[05 - 10 - 09, 09:10 م]ـ
لكن أود أن أتساءل عن أمر مهم وهو:
هل هناك حركات أو توجهات قامت لصد الدعوة العباسية والوقوف ضدها؟؟
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[08 - 10 - 09, 01:11 م]ـ
لكن أود أن أتساءل عن أمر مهم وهو:
هل هناك حركات أو توجهات قامت لصد الدعوة العباسية والوقوف ضدها؟؟
نعم هناك حركات قامت ضد الدولة العباسية كثورة النور الذي قام به النفس الزكية و أخوه و شارك فيها كما أذكر الإمام أبو حنيفة النعمان و الأوزاعي و غيرهما من علماء الأمة
و المراجع كتاب البداية و النهاية المجلد التاسع أو العاشر فيما أذكر، و كتاب الإمام الأعظم لأبو زهرة و قد كتبته من حفظي فاعذرني لعدم إيراد المصادر بالدقة.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[08 - 10 - 09, 02:05 م]ـ
لكن أود أن أتساءل عن أمر مهم وهو:
هل هناك حركات أو توجهات قامت لصد الدعوة العباسية والوقوف ضدها؟؟
نعم أخي العباسي
فالقرامطة كان بينهم وبين العباسيين عداوة شرسة؛ والهذا لم يخضعوا يوماً لحكم العباسيين فكانوا خارجين عن الدولة العباسية؛ وقد حاربهم الخليفة العباسي المقتدر بالله وبعث إليهم الجيوش فبعث إليهم حوالي ثمانين ألفاً فلم يقدر عليهم.
ـ[أبو العباس]ــــــــ[08 - 10 - 09, 02:32 م]ـ
الأخ أبو سليمان الجسمي ..
شكراً لك .. وجزاك الله خيراً ..
الأخ مصعب الجهني ..
شكراً لك .. وجزاك الله خيراً ..
وأود التنبيه إلى قولك:
[ QUOTE= مصعب الجهني;1134350] نعم أخي العباسي
فأنا لست عباسياً ..
وإنما أنا من بني تميم ..
و أما ما يخص المشاركة فإن ما أشرتم إليه كان بعد قيام الدولة العباسية ..
فحركة ذو النفس الزكية كانت في خلافة أبي جعفر المنصور .. ولم تكن قامت حتى في عهد أبي العباس السفاح ..
وأما القرامطة فإنهم كانوا بعد قيام الدولة بلا شك ..
وإنما أردت السؤال عنه هو هل هناك حركات وقفت ضد الدعوة العباسية وقبل قيام الدولة العباسية؟؟
وجزاكم الله خيراً ..
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 10 - 09, 08:12 م]ـ
نعم، العرب في خراسان اصطدموا بالدعوة العباسية بعد إعلانها الثورة، إذ أنها كانت موجهة ضدهم وقد قامت فعلا بتصفيتهم بشكل دموي ... أما قبل إعلانها الثورة فقد كانت سرية فكيف تريد حركات معارضة لها؟
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 12:43 ص]ـ
أما عن الثورات في عصر السفاح فإليك تبيانها من كتاب البداية والنهاية لابن كثير المجلد العاشر ص 57و 58
((وقد خرج على السفاح في هذه السنة طوائف، فمنهم: أهل قنسرين بعد ما بايعوه على يدي عمه عبد الله بن علي وأقر عليهم أميرهم مجزأة بن الكوثر بن زفر بن الحارث الكلابي، وكان من أصحاب مروان وأمرائه، فخلع السفاح ولبس البياض، وحمل أهل البلد على ذلك فوافقوه.
وكان السفاح يومئذ بالحيرة، وعبد الله بن علي مشغول بالبلقاء يقاتل بها حبيب بن مرة المزي ومن وافقه من أهل البلقاء والبثنية وحوران على خلع السفاح، فلما بلغه عن أهل قنسرين ما فعلوا صالح حبيب بن مرة وسار نحو قنسرين، فلما اجتاز بدمشق - وكان بها أهله وثقله - استخلف عليها أبا غانم، عبد الحميد بن ربعي الكناني في أربعة آلاف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/38)
فلما جاوز البلد وانتهى إلى حمص نهض أهل دمشق مع رجل يقال له: عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة فخلعوا السفاح وبيضوا وقتلوا الأمير أبا غانم وقتلوا جماعة من أصحابه وانتهبوا ثقل عبد الله بن علي بن وحواصله، ولم يتعرضوا لأهله.
وتفاقم الأمر على عبد الله وذلك أن أهل قنسرين تراسلوا مع أهل حمص وتزمروا واجتمعوا على أبي محمد السفياني، وهو: أبو محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، فبايعوه بالخلافة وقام معه نحو من أربعين ألفاً، فقصدهم عبد الله بن علي فالتقوا بمرج الأخرم فاقتتلوا مع مقدمة السفياني وعليها أبو الورد فاقتتلوا قتالاً شديداً، وهزموا عبد الله عبد الصمد، وقتل من الفريقين ألوف، فتقدم إليهم عبد الله بن علي ومعه حميد بن قحطبة فاقتتلوا قتالاً شديداً جداً، وجعل أصحاب عبد الله يفرون وهو ثابت هو وحميد.
وما زال حتى هزم أصحاب أبي الورد، وثبت أبو الورد في خمسمائة فارس من أهل بيته وقومه، فقتلوا جميعاً وهرب أبو محمد السفياني ومن معه حتى لحقوا بتدمر، وأمن عبد الله أهل قنسرين وسودوا وبايعوه ورجعوا إلى الطاعة، ثم كر عبد الله راجعاً إلى دمشق وقد بلغه ما صنعوا، فلما دنا منها تفرقوا عنها ولم يكن منهم قتال، فأمنهم ودخلوا في الطاعة.
وأما أبو محمد السفياني فإنه مازال مضيعاً ومشتتاً حتى لحق بأرض الحجاز فقاتله نائب أبي جعفر المنصور في أيام المنصور، فقتله وبعث برأسه وبابنين له أخذهما أسيرين فأطلقما المنصور في أيامه.
وقد قيل: إن وقعة السفياني يوم الثلاثاء آخر يوم من ذي الحجة سنة ثنتين وثلاثين ومائة، فالله أعلم.
وممن خلع السفاح أيضاً: أهل الجزيرة حين بلغهم أن أهل قنسرين خلعوا، فوافقهم وبيضوا وركبوا إلى نائب حران من جهة السفاح - وهو: موسى بن كعب - وكان في ثلاثة آلاف قد اعتصم بالبلد، فحاصروه قريباً من شهرين.
ثم بعث السفاح أخاه أبا جعفر المنصور فيمن كان بواسطة محاصري ابن هبيرة، فمر في مسيره إلى حران بقرقيسيا وقد بيضوا فغلقوا أبوابها دونه، ثم مر بالرقة وعليها بكار بن مسلم وهم كذلك، ثم بحاجر وعليها إسحاق بن مسلم فيمن معه من أهل الجزيرة يحاصرونها فرحل إسحاق عنها إلى الرها.
وخرج موسى بن كعب فيمن معه من جند حران فتلقاه المنصور ودخلوا في جيشه، وقدم بكار بن مسلم على أخيه إسحاق بن مسلم بالرها فوجهه إلى جماعة ربيعه بدارا وماردين، ورئيسهم حروري يقال له: بريكة، فصارا حزباً واحداً، فقصد إليهم أبو جعفر فقاتلهم قتالاً شديداً، فقتل بريكة في المعركة، وهرب بكار إلى أخيه بالرها، فاستخلفه بها ومضى بمعظم العسكر حتى نزل سميساط وخندق على عسكره، وأقبل أبو جعفر فحاصر بكاراً بالرها، وجرت له معه وقعات.
وكتب السفاح إلى عمه عبد الله بن علي أن يسير إلى سميساط، وقد اجتمع على إسحاق بن مسلم ستون ألفاً من أهل الجزيرة، فسار إليهم عبد الله واجتمع إليه أبو جعفر المنصور، فكاتبهم إسحاق وطلب منهم الأمان فأجابوه إلى ذلك، على إذن أمير المؤمنين.))
ص62
((وفيها (أي سنة 133 هـ): خرج شريك بن شيخ المهري ببخارى على أبي مسلم وقال: ما على هذا بايعنا آل محمد، على سفك الدماء وقتل الأنفس؟
واتبعه على ذلك نحو من ثلاثين ألفاً، فبعث إليه أبو مسلم زياد بن صالح الخزاعي فقاتله فقتله.))
هذا ما كان في عصر السفاح و أما بعده فكثير منها ثورة النفس الزكية و خروج الخوارج و غيرهم و أما في الدعوة فإن أحد أكبر دعاة الدعوة أبا سلمة الخلال حاول أن ينتقض على السفاح فدس إليه من قتله و قد كان يسمى وزير آل محمد و قد ذكر هذا ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية.
والله أعلم.
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 12:51 ص]ـ
و قد خرج عليه بعض عمال مروان فسلم بعضهم و قتل بعضهم
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 12:59 ص]ـ
نعم، العرب في خراسان اصطدموا بالدعوة العباسية بعد إعلانها الثورة، إذ أنها كانت موجهة ضدهم وقد قامت فعلا بتصفيتهم بشكل دموي ... أما قبل إعلانها الثورة فقد كانت سرية فكيف تريد حركات معارضة لها؟
هل غاب عنك أن العرب في خراسان كانوا مضرية ويمانية، وقامت بينهم حروب كثيرة، ولما ظهرت الدعوة ساند عرب خراسان اليمانية والربعية الدعوة والتي كان أكثر نقباءها الاثني عشر عربا وهم كما في البداية والنهاية - (ج 9 / ص 214):
سليمان بن كثير الخزاعي، ولا هز بن قريظ التميمي، وقحطبة بن شبيب الطائي، وموسى بن كعب التميمي، وخالد بن إبراهيم أبو داود من بني عمرو بن شيبان بن ذهل، والقاسم بن مجاشع التميمي، ومالك بن الهيثم الخزاعي، وطلحة بن زريق الخزاعي.
فثمانية من نقباء بني العباس الاثني عشر في خراسان كانوا عربا أقحاحا، والأربعة الباقون من الموالي.
وهذه نصوص من أوسع المراجع في الكلام عن دعوة بني العباس:
أخبار الدولة العباسية - (ج 1 / ص 248)
فطالت الفتنة بين نصربن سيار وعلي بن الكرماني ومن كان بها من العرب حتى أضجر ذلك كثيرا من أصحابهما، وجعلت نفوسهم تطلع إلى غير ما هم فيه وإلى أمر يجمعهم، فتحركت الدعوة: يدعو اليماني من الشيعة اليماني، والربعي الربعي، والمضري المضري حتى كثر من استجاب لهم، وكفوا بذلك عن القتال في العصبية. اهـ.
أخبار الدولة العباسية - (ج 1 / ص 250)
وبلغ من بخراسان أمر مروان واختلاف بني أمية فقوى ذلك ما كان من خلاف اليمانية الربعية على نصر بن سيار.
وولى مروان ابن هبيرة على العراق، فكتب إلى نصر بن سيار بولايته على خراسان، ذكروا أن مروان أمره بذلك، فلما أتاه ذلك تزيد حنق اليمانية والربعية عليه. اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/39)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 01:15 ص]ـ
أما بالنسبة لسؤال أخي أبي العباس وفقه الله:
فلم ينقل لنا موقف معارض عن أحد من الأئمة والعلماء للدعوة العباسية، لا في مرحلتها السرية، ولا بعد إعلانها، وإنما أنكر العلماء ما حصل من سفك للدماء من قبل السفاحين أبي مسلم الخراساني وعبدالله بن علي عم أميري المؤمنين أبي العباس والمنصور، بل هناك كلام للذهبي يوحي بما يشبه الإجماع على تأييد الدعوة، فقد قال في سير أعلام النبلاء - (ج 6 / ص 58)
قال محمد بن جرير في " تاريخه ": كان بدو أمر بنى العباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قيل، أعلم العباس أن الخلافة تؤول إلى ولده، فلم يزل ولده يتوقعون ذلك.
قلت: لم يصح هذا الخبر، ولكن آل العباس، كان الناس يحبونهم، ويحبون آل علي، ويودون أن الامر يؤول إليهم، حبا لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبغضا في آل مروان بن الحكم فبقوا يعملون على ذلك زمانا حتى تهيأت لهم
الاسباب، وأقبلت دولتهم وظهرت من خراسان. اهـ.
ولا تنسى أيضا ما ظهر من البدع من تعطيل ونفي للصفات وصابئة كفرة في آخر عهد بني أمية، وفي هذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ج 13 ص 177:
"وهذا الجعد إليه ينسب مروان بن محمد الجعدي آخر خلفاء بنى أمية وكان شؤمه عاد عليه حتى زالت الدولة فإنه إذا ظهرت البدع التى تخالف دين الرسل انتقم الله ممن خالف الرسل وانتصر لهم. اهـ.
وقال أيضا في مجموع الفتاوى ج 13 ص 182:
"والمقصود هنا أن دولة بني أمية كان انقراضها بسبب هذا الجعد المعطل وغيره من الأسباب التي أوجبت ادبارها"اهـ.
وقال أيضا في الفتاوى الكبرى ج 5 ص 43:
"وهذا الجعد قد ذكروا أنه كان من أهل حران، وهو معلم مروان بن محمد، ولهذا يقال له: الجعدي، وكانت حران إذ ذاك دار الصائبة الفلاسفة الباقين على ملة سلفهم أعداء إبراهيم الخليل. اهـ.
وقال تلميذه الإمام ابن قيم الجوزية في الصواعق المرسلة ج 3 ص 1071:
"الجعد بن درهم وإنما نفق عند الناس بعض الشيء لأنه كان معلم مروان بن محمد وشيخه ولهذا كان يسمى مروان الجعدي وعلى رأسه سلب الله بني أمية الملك والخلافة وشتتهم في البلاد ومزقهم كل ممزق ببركة شيخ المعطلة النفاة".اهـ.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 01:35 ص]ـ
أما بالنسبة لأبي سليمان الجسمي، يا أخي كلامك كله عن من خرج على الدولة بعد قيامها وليس سؤال الأخ عن هذا، فمعرفة أسماء من خرج على الدولة العباسية بعد قيامها وكيف خذلهم الله، سهل وميسور لأنه مذكور في كل كتب التاريخ.
وأما أبو سلمة الخلال، فقد قال ابن كثير في البداية والنهاية - (ج 10 / ص 40)
خلافة ابي العباس السفاح
لما بلغ أهل الكوفة مقتل ابراهيم بن محمد أراد أبو سلمة الخلال أن يحول الخلافة إلى آل علي إبن ابي طالب فغلبه بقية النقباء والأمراء وأحضروا أبا العباس السفاح وسلموا عليه بالخلافة وذلك بالكوفة وكان عمره إذ ذاك ستا وعشرين سنة وكان أول من سلم عليه بالخلافة أبو سلمة الخلال. اهـ.
وقال أيضا في سياق كلامه عن أمير المؤمنين أبي العباس العباسي الهاشمي، كما في البداية والنهاية - (ج 10 / ص 42)
ثم ارتحل فنزل المدينة الهاشمية في قصر الإمارة وقد تنكر لأبي سلمة الخلال وذلك لما كان بلغه عنه من العدول بالخلافة عن بني العباس إلى آل علي بن ابي طالب. اهـ.
وأما قتله، فكان بعد قيام الدولة بأربعة أشهر، وليس في أثناء الدعوة كما قلت، وقد قتله الطاغية أبو مسلم الخراساني.
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء - (ج 6 / ص 7) في ترجمة أبي سلمة الخلال:
"الخلال * الوزير القائم بأعباء الدولة السفاحية، أبو سلمة حفص بن سليمان، الهمداني، مولاهم الكوفي.
رجل شهم، سائس، شجاع، متمول، ذو مفاكهة وأدب، وخبرة بالامور، وكان صيرفيا أنفق أموالا كثيرة في إقامة الدولة، وذهب إلى خراسان.
وكان أبو مسلم تابعا له في الدعوة، ثم توهم منه ميل إلى آل علي عند ما قتل مروان إبراهيم الامام.
فلما قام السفاح، وزر له، وفي النفس شئ.
ثم كتب أبو مسلم إلى السفاح يحسن له قتله فأبى وقال: رجل قد بذل نفسه وماله لنا.
فدس عليه أبو مسلم من سافر إليه، وقتله غيلة ليلا بالانبار، فإنه خرج من السمر من عند الخليفة، فشد عليه جماعة فقتلوه، وذلك بعد قيام السفاح بأربعة أشهر سنة اثنتين وثلاثين ومئة، في رجبها. وتحدث العوام أن الخوارج قتلوه. اهـ.
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 01:55 م]ـ
وأما قتله، فكان بعد قيام الدولة بأربعة أشهر، وليس في أثناء الدعوة كما قلت، وقد قتله الطاغية أبو مسلم الخراساني.
قد كنت أقصد أنه قتل بعد قيام الخلافة و لكن نسيت أن أذكر التاريخ و أما السفاح فلم يقم في الدعوة إلا فترة قصيرة حيث أعلن الخروج على الدولة الأموية و قد قتل السفاح و أمر بقتل جميع بني أمية من من كان في الشام أو الحجاز و حتى مكة و المدينة و كان ساعده في الحجاز داود الهاشمي على ما أذكر و أما عن قتل أبا سلمة الخلال فقد أرسل السفاح أخوه المنصور إلى أبي مسلم حتى يشاوره في أمره و كما في البداية و النهاية الجزء 10 ص 61
وأبو سلمة حفص بن سليمان
هو أول من وزر لآل العباس، قتله أبو مسلم بالأنبار عن أمر السفاح بعد ولايته بأربعة أشهر، في شهر رجب.
وكان ذا هيئة فاضلاً حسن المفاكهة، وكان السفاح يأنس به ويحب مسامرته لطيب محاضرته، ولكن توهم ميله لآل علي فدس أبو مسلم عليه من قتله غيلة كما تقدم، فأنشد السفاح عند قتله:
إلى النار فليذهب ومن كان مثله * على أي شيء فاتنا منه نأسف. و الله أعلم وجزاك الله خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/40)
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[10 - 10 - 09, 12:38 م]ـ
ولا تنسى أيضا ما ظهر من البدع من تعطيل ونفي للصفات وصابئة كفرة في آخر عهد بني أمية، وفي هذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ج 13 ص 177:
"وهذا الجعد إليه ينسب مروان بن محمد الجعدي آخر خلفاء بنى أمية وكان شؤمه عاد عليه حتى زالت الدولة فإنه إذا ظهرت البدع التى تخالف دين الرسل انتقم الله ممن خالف الرسل وانتصر لهم. اهـ.
وقال أيضا في مجموع الفتاوى ج 13 ص 182:
"والمقصود هنا أن دولة بني أمية كان انقراضها بسبب هذا الجعد المعطل وغيره من الأسباب التي أوجبت ادبارها"اهـ.
وقال أيضا في الفتاوى الكبرى ج 5 ص 43:
"وهذا الجعد قد ذكروا أنه كان من أهل حران، وهو معلم مروان بن محمد، ولهذا يقال له: الجعدي، وكانت حران إذ ذاك دار الصائبة الفلاسفة الباقين على ملة سلفهم أعداء إبراهيم الخليل. اهـ.
وقال تلميذه الإمام ابن قيم الجوزية في الصواعق المرسلة ج 3 ص 1071:
"الجعد بن درهم وإنما نفق عند الناس بعض الشيء لأنه كان معلم مروان بن محمد وشيخه ولهذا كان يسمى مروان الجعدي وعلى رأسه سلب الله بني أمية الملك والخلافة وشتتهم في البلاد ومزقهم كل ممزق ببركة شيخ المعطلة النفاة".اهـ.
أخي العباسي
بارك الله فيك ونفع بما تكتب،
وللفائدة أقول،
إن توزير المستعصم بالله للرافضي العلقمي عاد شؤمه عليه وعلى عائلته وعلى العباسيين بزوال خلافتهم من بغداد سنة 656 هـ عند اجتياح التتار للعالم الإسلامي،
قال ابن كثير - رحمه الله تعالى - في " البداية والنهاية " أحداث سنة (642 هـ): "وفيها استوزر الخليفة المستعصم بالله مؤيد الدين أبا طالب محمد بن علي بن محمد العلقمي المشئوم على نفسه وعلى أهل بغداد الذي لم يعصم المستعصم في وزارته، فإنه لم يكن وزير صدق ولا مرضي الطريقة؛ فإنه هو الذي أعان على المسلمين في قضية هولاكو قبحه الله وإياهم". اهـ.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[10 - 10 - 09, 02:18 م]ـ
يا أبا معاوية البيروتي، بارك الله فيك.
قد قلنا في مقدمة كتابنا "عقيدة بني العباس وجمايتهم للدين والعقيدة والسنة" كما في هذا الرابط:
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=176133
" وهنا كلمة نوجهها لبني العباس فنقول لما كان بنو العباس أهل ديانة متمسكين بالسنة مبعدين ومحاربين للمبتدعة كانت دولتهم قوية عزيزة , فلما أظهر المأمون البدع لم تمكث إلا 14 سنة فسرعان ما أزالوها وأعادوا السنة وتمسكوا بها واستمروا على ذلك , ودخل الضعف فيهم لما ظهرت فيهم المعصية لكن مع التمسك بالعقيدة والسنة وقد فسدت عقائد كثير من الناس فكانت الدول تنشأ وتسقط دولة بعد دولة وهم باقون , فلما قويت ديانتهم قويت دولتهم ولم يكن لأحد معهم كلمة إلى أن جعل الخليفة المستعصم وزيره رافضيا بإختياره فحصلت القاصمة , مع أن المستعصم كما سيأتي كان على عقيدة السلف وكان الرافضة مهانين في وقته , فكان السقوط عقابا من الله لبني العباس لتقريبهم أهل البدع والله أعلم , فعلى بني العباس أن يتعظوا مما حصل مع أسلافهم فيكونوا أهل ديانة وعقيدة معادين لأهل البدع والضلال وقدوة للناس".اهـ.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[10 - 10 - 09, 03:38 م]ـ
أخي العباسي،
كان في ظني أن كلامك هذا ستذكره في ترجمة " المستعصم بالله "،
وخانتني الذاكرة أنك قد ذكرته في المقدّمة،
فلهذا لم أنقل كلامك هنا واكتفيت بكلام ابن كثير رحمه الله،
والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات.(150/41)
شهادة دولية في التاريخ
ـ[أبوبلال المصري]ــــــــ[24 - 09 - 09, 05:09 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
معي بكالوريوس تجارة إنجليزي، و ليسانس دار العلوم، و أحضر تمهيدي ماجستير في التاريخ بدار العلوم، و أريد معرفة كيفية الحصول على شهادة دولية في التاريخ من جامعة اجنبية، سواء عن طريق السفر أو الدراسة عن بعد، و أرجو المساعدة لأنني أبتغي وجه الله تعالى بهذا، كما أعد من يساعدني بدعوة وقت السحر.
أخوكم
ـ[أبوبلال المصري]ــــــــ[26 - 09 - 09, 09:11 م]ـ
من كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته(150/42)
ما أفضل الكتب التي صنفت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه؟
ـ[أبوبلال المصري]ــــــــ[24 - 09 - 09, 06:31 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و أين أجدها؟ و دعوة في جوف الليل تنتظر من يتكرم علي بمساعدته.
أخوكم
ـ[بندر التركي]ــــــــ[25 - 09 - 09, 04:40 م]ـ
أشهرها كتاب [عبقرية الصديق] للعقاد وكتاب [أبو بكر الصديق] لمحمد حسين هيكل وهناك كتاب للأديب الكبير على الطنطاوي [أبو بكر الصديق] وقد قال علي الطنطاوي أن العقاد وهيكل أخذوا الكثير من كتابه مع عدم الإشارة منهم إلى كتابه لا بالقريب ولا بالبعيد [وللأسف أن نص كلامه لم أحصل عليه لكن متأكد أنه في أحد أجزاء ذكرياته] , وهناك كتاب [عمدة التحقيق في بشائر آل الصديق] لإبراهيم العبيدي.
ـ[جابر بن محمد العرجاني]ــــــــ[28 - 09 - 09, 03:05 م]ـ
كتاب ابو بكر الصديق للدكتور عبى محمد الصلابي
ـ[أبوبلال المصري]ــــــــ[29 - 09 - 09, 11:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا، و أنا على وعدي.
و لكن أهذه أفضل الكتب عن أبي بكر في منتدى أهل الحديث؟؟؟ ألا يوجد من ينصر الصدّيق بمشاركة؟؟؟؟
ـ[ابو شاهر القاضي]ــــــــ[30 - 09 - 09, 01:48 ص]ـ
كتاب الشيخ علي الصلابي رائع جدآ
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[30 - 09 - 09, 02:36 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله , و على آله و صدِّيقه و صحبه وسلم , أما بعد.
سؤالك رعاك الله قد طرح أكثر من مرة في المنتدى , و هذه بعض المصادر الخاصة في ترجمة الصديق رضي الله عنه.
1 - فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه: تأليف شيخ الإسلام , تحقيق د. عبد العزيز بن محمد الفريح. (للشاملة). ( http://www.shamela.ws/books/228/22808.rar)
2- تحفة الصديق في فضائل أبي بكر الصديق: تأليف ابن بلبان (للشاملة). ( http://www.shamela.ws/old_site/books/001/0196.rar)
3- الروض الأنيق في فضل الصديق: شمس الدين الأسيوطي (للشاملة). ( http://www.shamela.ws/old_site/books/001/0194.rar)
4- فضائل أبي بكر الصديق: العشاري (للشاملة). ( http://www.shamela.ws/old_site/books/011/1103.rar)
5- الصديق ابو بكر: محمد حسنين هيكل ( pdf ) . (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=006989.pdf)
6- أبو بكر الصديق: محمد رضا ( Pdf ) . (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=006721.pdf)
7- تحفه اهل التصديق ببعض فضائل الامام ابو بكر الصديق: عبد القادر بن جلال الدين المحلي الانصاري ( pdf) . (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=i002176.pdf)
8- عمده التحقيق في بشائر ال الصديق: لابراهيم العبيدي المالكي , (وهو بهامش كتاب روض الرياحين في حكايات الصالحين: لعبد الله بن اسعد اليافعي اليمني) طبعة قديمة ( pdf ) . (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=i002795.pdf)
9- فضائل الصديق: لعبد الرحمن بن عبد الخالق ( pdf) . (http://www.salafi.net/zip/book45.zip)
10- أبو بكر الصديق أفضل الصحابة وأحقهم بالخلافة: لشيخ الإسلام وهو من بحث وإختصار الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن قاسم , وهو غير الكتاب الأول (وورد). ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/2943.zip)
11- أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره: للصلابي (وورد). ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/1231.zip)
12- سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه: للشيخ عبدالرحمن السحيم (وورد وهو مختصر نافع). ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/alsdek.zip)
13- الله أكبر , في الذب عن الصديق الأكبر: للشيخ عبد الرحمن بن سعد الشثري (وورد). ( http://www.saaid.net/book/8/1397.zip)
هذه الكتب أنتقيتها لك , و لم أذكر كل ما صنف في الباب , لأني لم أحط بها , أو لأني لا أعرف المصنف - فأنا لا أقرأ إلا لمن أعرف - , أو لأن المصنف غير مرضي الطريقة , والله أعلم.
ـ[فهد السند]ــــــــ[30 - 09 - 09, 05:29 م]ـ
وهناك كتاب للأديب الكبير على الطنطاوي [أبو بكر الصديق] وقد قال علي الطنطاوي أن العقاد وهيكل أخذوا الكثير من كتابه مع عدم الإشارة منهم إلى كتابه لا بالقريب ولا بالبعيد [وللأسف أن نص كلامه لم أحصل عليه لكن متأكد أنه في أحد أجزاء ذكرياته]
الجزء الاول من الذكريات
صفحة 76
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=70887&d=1254317360
ـ[سعد العجمي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 06:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا(150/43)
وفاة آخر ورثة امبراطور العثمانيين عن 97 عاماً، الذي اختار البقاء بدون جنسية لسنوات!!!
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[25 - 09 - 09, 11:35 م]ـ
إسطنبول - أ ف ب
توفي الأمير عثمان ارتوغرول، كبير السلالة العثمانية وآخر ورثة الامبراطورية العثمانية المندثرة، عن عمر ناهز 97 عاماً بعد معاناته من مرض طويل، حسب ما أفاد مسؤولون محليون اليوم الجمعة 25 - 9 - 2009.
وأرتوغرول كان أكبر أحفاد السلاطين العثمانيين الذين أخرجوا من تركيا عام 1924. وبعد ذلك بعام اعلنت الجمهورية التركية العلمانية على ما تبقى من أراضي الامبراطورية العثمانية.
ولو قدّر له ان يتولى السلطة في الامبراطورية التي استمرت اكثر من 600 عام، لأصبح يعرف باسم ارتوغرول الاول او عثمان الخامس.
ولد أرتوغرول في إسطنبول عام 1912 وهو حفيد السلطان عبدالحميد الثاني. وبعد طرد عائلته من تركيا عاش في النمسا ثم في الولايات المتحدة. وانتقل الى نيويورك في عام 1940 حيث عمل في قطاع النفط.
ورغم أن قانوناً صدر في عام 1973 يسمح للذكور من افراد العائلة الامبراطورية بالحصول على الجنسية التركية، الا انه اختار ان يبقى من دون جنسية عدة سنوات. وفي عام 2004 اصبح مواطناً تركياً.
وستتم مواراة جثمان ارتوغرول التراب يوم السبت المقبل في اسطنبول، عاصمة الامبراطورية العثمانية في ضريح عثماني يرقد فيه العديد من سلاطنة السلالة، حسب مسؤولين محليين.
=================
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[26 - 09 - 09, 12:49 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا صاحب الأخبار النادرة
نفع الله بك
ـ[السدوسي]ــــــــ[26 - 09 - 09, 01:29 ص]ـ
فائدة طيبة جزاك الله خيرا
ـ[أم شمس الدين بكر]ــــــــ[26 - 09 - 09, 04:56 ص]ـ
ما زالت جِراح الخلافة لم تندمل!
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[26 - 09 - 09, 01:05 م]ـ
إيييه
ـ[أبو أسامة الأزدي]ــــــــ[26 - 09 - 09, 03:17 م]ـ
تذكرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ارحموا عزيز قوم ذل)
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 12:15 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً،
تذكرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ارحموا عزيز قوم ذل)
الحديث لا يصح،
انظر الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=610596&postcount=1 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=610596&postcount=1)(150/44)
ضبط كنية أبي مجلز
ـ[أبو أنس الخليلي]ــــــــ[26 - 09 - 09, 01:05 م]ـ
السلام عليكم:
أرجو من المشايخ الفضلاء مساعدتي في ضبط كنية التابعي لاحق بن حميد "أبومجلز" من حيث الحركات, و جزاكم الله خيرا
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[26 - 09 - 09, 01:35 م]ـ
أبو مِجْلَزْ(150/45)
شذور العقود في تاريخ العهود
ـ[جابر بن محمد العرجاني]ــــــــ[27 - 09 - 09, 02:55 م]ـ
شذور العقود في تاريخ العهود لابن الجوزي
هل له رابط على النت
ـ[جابر بن محمد العرجاني]ــــــــ[28 - 09 - 09, 02:59 م]ـ
للرفع(150/46)
هل من ترجمة للفقيه ابراهيم بن عبد السميع الأشموني؟
ـ[أبوزكرياالمحمدى]ــــــــ[28 - 09 - 09, 12:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أحييكم إخوتي طلة العلم الكرام
لقد بحثت كثيرا عن ترجمة لهذا الفقيه الحنفي و لم أجد لها أثرا فعسى أخ كريم يساعدنا في ذلك و جزاكم الله خيرا.
العلومات المتوافرة عنه:
هو الفقيه ابراهيم ابن الشيخ عبد السميع الحنفي الأشموني.
و الظاهر أنه عاش مابين نهاية القرن العاشر و القرن الحادي عشر من الهجرة طبعا.
و بارك الله فيكم مسبقا.(150/47)
ترجمة القاضي الرواف، من لديه معلومات فليشارك
ـ[عبدالله علي القحطاني]ــــــــ[29 - 09 - 09, 10:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بحثت عن ترجمة للقاضي الشيخ عبدالله بن أحمد الرواف، من علماء بريدة، توفي سنة 1356هـ تقريبا، وكنت طالعت قبل مدة في كتاب عن أعلام بريدة ترجمته، ولم أتمكن حينها من شراء الكتاب .. فهل من الإخوة الكرام هنا من يفيدني عن هذا العالم الجليل.
ورأيت عند أحد الإخوة كتاب (الأجوبة السمعيات للأسئلة الروافيات)، التي أجابه عنها الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ ..
فدلوني على من يوزع هذه الكتب بارك الله فيكم ..
والله الموفق والمعين.
ـ[العابري]ــــــــ[30 - 09 - 09, 07:35 ص]ـ
ورأيت عند أحد الإخوة كتاب (الأجوبة السمعيات للأسئلة الروافيات)، التي أجابه عنها الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ ..
.
تصحيح / الكتاب من مؤلفات العلامة الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ
ومن أحسن طبعاته، طبعة دار أطلس الخضراء، بتحقيق عادل بن بادي المرشدي
للفائدة/ الكتاب من ضمن الرسائل الموجودة في الدرر السنية
ـ[عبدالله علي القحطاني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 12:42 م]ـ
شكرا أخي الكريم ..
هل من مزيد!!
ـ[أبو الطيب أحمد بن طراد]ــــــــ[26 - 11 - 09, 09:18 ص]ـ
هل من جواد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[الحارثي ابوسهل]ــــــــ[11 - 12 - 09, 12:31 ص]ـ
بارك الله فيك أين أنت عن كتاب علماء نجد لابن بسام (4/ 28 - 31) فقد ترجم له، وله كذلك ترجمة في غيره(150/48)
كلمة في التاريخ .. " الشخصية التاريخية "
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[29 - 09 - 09, 11:00 م]ـ
الخط صغير
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[29 - 09 - 09, 11:04 م]ـ
كلمة في التاريخ .. " الشخصية التاريخية "
بقلم: بهجت عبد الغني عبدالله - العراق
إنه لا قيمة للتاريخ عندما نتاوله تناولاً ميتاً، سرداً مملاً جافاً، وتجميعاً للنصوص من بطون الكتب .. تجميعاً فقط .. بعيداً عن الواقع، ومن غير إسقاطه على ساحته لاستخلاص الفائدة منه، وتجاوز أخطائه، وفهم دروسه وعبره ..
ومن ذلك تناولنا للشخصية التاريخية، فإننا نقع كثيراً في الأخطاء عندما نحاول تصوير الشخصية التاريخية تصويراً مجرداً .. مجرداً من بيئتها .. مجرداً من الظروف التي تحيط بها .. مجرداً من الحالات التي تعتري البشر .. مجرداً من تحليلاتها وفهمها للواقع والأحداث .. مجرداً من اجتهادها .. وكأن الشخصية هي عنصر فرد ومستقل عما حوله.
فبذلك نصدر على هذه الشخصية أو تلك حكماً سريعاً دون الإلمام بكثير من العوامل التي ترتبط بها .. العوامل التي تتأثر بها أو تؤثر هي فيها ..
ومن ثم فان الكلام عن شخصية تاريخية ما من غير الغوص في أعماقها وأعماق واقعها، من غير قتل لواقعها بحثاً وتحليلاً .. هذا الكلام يعتبر ناقصاً أبتر، ولربما يتحول فقط إلى تهم وأكاذيب وقصص تنسج حول الشخصية لا تمت بصلة إلى الواقع في شيء، لأن التاريخ لا يقف عند الظواهر فقط، بل يتعدى ذلك إلى الباطن حيث تكمن القوى الداخلية ..
ولأن التاريخ ـ كما يقول سيد قطب ـ ليس هو الحوادث، إنما هو تفسير هذه الحوادث، واهتداء إلى الروابط الظاهرة والخفية التي تجمع بين شتاتها، وتجعل منها وحدة واحدة متماسكة الحلقات، متفاعلةالجزئيات، ممتدة مع الزمن والبيئة امتداد الكائن الحي في الزمان والمكان (1).
فيا ترى .. كم من الأخطاء ارتكبنا، لعدم معرفتنا الطريقة الصحيحة لدراسة التاريخ أو كتابته؟ وكم من الشخصيات ظلمنا عبر التاريخ؟ لا لشيء، سوى لسوء فهم.
فلو أخذنا مثلاً في تاريخنا الإسلامي، ما وقع بين أمير المؤمنين علي ومعاوية (رضي الله عنهما)، من مواقف وحروب وأزمات، لرأينا مجالاً واسعاً وفسيحاً للطعن والاتهام واللعن .. لماذا؟
لأننا لم نعرف كيف نتناول التاريخ دراسة وتحليلاً، بل أخذنا الغث والسمين مما كتب .. هكذا .. كما هو، فيعني كتابة التاريخ حينها ببساطة أن تصفّ أمامك مجموعة من الكتب والمصنفات، ثم تأخذ من كلٍ فقرة، وتثبت على الهامش المصادر، ثم السلام ..
إن هؤلاء الكتّاب كمن يحكم على مباراة لكرة القدم، ولكن وهو جالس على المدرجات .. وما أسهل الحكم من المدرجات .. بل ينبغي للكاتب أن يقتحم صميم الأحداث، وأن يعيش مع الشخصيات بشعوره ووجدانه وفكره وخياله، وأن لا يقف هناك بعيداً خارج الأسوار ينظر، بل لا بد من تجاوز الجدار المنظور القاتم الذي يفصلنا عن تاريخنا الحقيقي، ويحصرنا في زاوية ضيقة حرجة ..
ولذلك فإن تاريخنا الإسلامي بحاجة ماسة إلى طبقة جديدة من المؤرخين، يعيدون تحليل هذا التاريخ وعرضه بكل حيويته وتدفقه، وعناصره الظاهرة والباطنة، مما سيتيح بلا شك، فهماً أعمق لهذا التاريخ (2).
وإذا وقفنا عند موقف تحدث القرآن الكريم عنه، لاكتشفنا أن الشخصية لا تتأتى تصرفاتها وأفعالها وأقوالها من فراغ .. وهي قصة نوح (عليه السلام) .. ودعنا نتساءل: ماذا لو أننا قرأنا السورة من الآية التي يدعو فيها نوح (عليه السلام) على قومه بالعذاب والهلاك؟ (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلا فَاجِرًا كَفَّارًا (27)).
لماذا يدعو نوح (عليه السلام) بهذا الدعاء على قومه؟ أليس هذا الدعاء فيه شدة وقسوة؟ ثم أليس من واجب الأنبياء دعوة الناس إلى التوحيد والإيمان وليس الدعاء عليهم بالعذاب والهلاك والدمار؟ ..
إن كل هذه التساؤلات تقفز إلى الذهن عندما لا نقرأ قصة نوح (عليه السلام) من البداية .. ولا ندرس أخلاق قومه وطبائعهم .. ولا نقف عند دعوة نوح (عليه السلام) لهم .. ومدى المعاناة والصعوبات التي واجهته في هذه الدعوة ..
إن الدارس الحقيقي لا يسأل لماذا دعا نوح (عليه السلام) على قومه، بل يكون سؤاله ما هي الأسباب التي أدت إلى هذه الدعوة؟ ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/49)
إن نوح (عليه السلام) لا ينظر إلى الواقع من فوق، فيرى كفراً وفسقاً وعصياناً، ومن ثَم يرفع يديه إلى السماء ويدعو على قومه ..
إن القرآن الكريم لا ينقل إلينا قصة نوح (عليه السلام) من الأخير، وإنما ينقل أولاً حالة القوم الذي عاش فيها، عاش بينهم، نزل إليهم، دعاهم إلى الله تعالى، ولنتدبر هذه الآيات الكريمات ..
(إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1) قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (4) قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنْ الأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلا فِجَاجًا (20) قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلا تَزِدْ الظَّالِمِينَ إِلا ضَلالا (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25)).
فنوح (عليه السلام) يدعو ها هنا من موقع الغضب والانفعال على قوم دعاهم للإيمان تسعمائة وخمسين سنة، فلم يستجيبوا .. ومن ثم جاء رد الفعل عنيفاً قاسياً .. وتعلم أن لكل فعل رد فعل يساويه في القوة، ويخالفه في الاتجاه .. وتصور كيف يكون غضب تسعمائة وخمسين سنة من دعوة أناس كانوا يضعون أصابعهم في آذانهم كي لا يتسرب إلى عقولهم، قبس من نور الكلمة التي جاء بها النبي الدؤوب .. (3).
ونحن إذ نتكلم عن النبي نوح (عليه السلام)، وعن دعوته على قومه (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلا فَاجِرًا كَفَّارًا (27))، رب سائل يسأل: ما الذي أعلم نوحاً (عليه السلام) بأن أولاد هؤلاء الكفار لن يؤمنوا مثل آبائهم، فجاء الدعاء عليهم جميعاً، وهل يحمل الأبناء وزر الآباء؟
ويذهب الأستاذ الدكتور عماد الدين خليل إلى ((إن نوحاً يدعو من موقف الانفعال، والقرآن يحدثنا بأمانة عن هذا الدعاء .. على سبيل الإخبار، دون أن يبين ولو تلميحاً، خطأ أو صواب هذا الدعاء، لأن هذه مسألة أخرى، ما دام القرآن الكريم في هذه السورة بصدد عرض تاريخي مكثف لنبوة نوح .. والإخبار شيء، واتخاذ موقف إزاء الحدث التاريخي، أو الرأي، شيء آخر)) (4).
وهذا تفسير عميق للأستاذ الدكتور، ولكن ألا يكون الجواب أن الله تعالى كان قد أوحى إلى نوح (عليه السلام) بأن الآباء من قومك وأبناءهم لن يؤمنوا لك (وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)) سورة هود. فجاء دعاء نوح متناسقاً ومتحداً مع الوحي الإلهي ..
وعلى كل، فإنه وجب علينا أن نعلم أن دراسة الشخصية مجرداً من العوامل الخارجية والداخلية التي تحيط بها خطأ كبير يجب تجنبه، ولذا لزم علينا الوقوف طويلاً، والتفكير ملياً، عندما نريد تناول شخصية تاريخية معينة، ووجب علينا التخلص كذلك من كافة الجواذب أياً كانت، ومن كل شد عصبي، ومن كل هوى، ومن كل حكم مسبق تفرضه العادة أو التقليد الأعمى ..
إذن .. لا بد من المضي قدماً نحو دراسة جديدة .. واقعية تحليلية .. متجردة .. للتاريخ، ولشخصيات التاريخ الإسلامي بشكل خاص.
منقول
http://www.altareekh.com/Pages/Subje...=643&cat_id=65 (http://www.altareekh.com/Pages/Subjects/Default.aspx?id=643&cat_id=65)
_________________________
الهوامش:
(1) سيد قطب، في التاريخ فكرة ومنهاج، ط3، بيروت، 1979، ص37.
(2) عماد الدين خليل، ملامح الانقلاب الإسلامي في خلافة عمر بن عبد العزيز، الطبعة الثانية، بيروت، 1391، ص14.
(3) الدكتور عماد الدين خليل، مؤشرات إسلامية في زمن السرعة (نوح عليه السلام .. وبداهات الوراثة)، ص 74.
(4) المصدر نفسه، ص76 ـ 76.(150/50)
عدالة القضاء ,,,, أيام الخلافة العثمانية
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[29 - 09 - 09, 11:08 م]ـ
عدالة القضاء أيام الخلافة العثمانية
أمر السلطان (محمد الفاتح) ببناء أحد الجوامع في مدينة (اسطنبول)، وكلف أحد المعمارين الروم واسمه (إبسلانتي) بالإشراف على بناء هذا الجامع، إذ كان هذا الرومي معمارياً بارعاً. وكان من بين أوامر السلطان: أن تكون أعمدة هذا الجامع من المرمر، وأن تكون هذه الأعمدة مرتفعة ليبدو الجامع فخماً، وحدد هذا الارتفاع لهذا المعماري.
ولكن هذا المعماري الرومي – لسبب من الأسباب – أمر بقص هذه الأعمدة، وتقصير طولها دون أن يخبر السلطان، أو يستشيره في ذلك، وعندما سمع السلطان (محمد الفاتح) بذلك، استشاط غضباً، إذ أن هذه الأعمدة التي جلبت من مكان بعيد، لم تعد ذات فائدة في نظره، وفي ثورة غضبه هذا، أمر بقطع يد هذا المعماري. ومع أنه ندم على ذلك إلا أنه كان ندماً بعد فوات الأوان.
http://img406.imageshack.us/img406/6954/ayasofyaf.jpg
جامع آيا صوفيا ... حوله محمد الفاتح الى مسجدا بعد دخوله القسطنطينية فاتحا
ولم يسكت المعماري عن الظلم الذي لحقه، بل راجع قاضي اسطنبول الشيخ (صاري خضر جلبي) الذي كان صيت عدالته قد ذاع وانتشر في جميع أنحاء الإمبراطورية، واشتكى إليه ما لحقه من ظلم من قبل السلطان (محمد الفاتح).
ولم يتردد القاضي في قبول هذه الشكوى، بل أرسل من فوره رسولاً إلى السلطان يستدعيه للمثول أمامه في المحكمة، لوجود شكوى ضده من أحد الرعايا.
ولم يتردد السلطان كذلك في قبول دعوة القاضي، فالحق والعدل يجب أن يكون فوق كل سلطان.
وفي اليوم المحدد حضر السلطان إلى المحكمة، وتوجه للجلوس على المقعد قال له القاضي: لا يجوز لك الجلوس يا سيدي … بل عليك الوقوف بجانب خصمك.
http://img183.imageshack.us/img183/9085/dardanellesgunturkishbr.png
المدفع السلطانى الذى بناه محمد الفاتح لتدمير أسوار القسطنطينية
وقف السلطان (محمد الفاتح) بجانب خصمه الرومي، الذي شرح مظلمته للقاضي، وعندما جاء دور السلطان في الكلام، أيد ما قاله الرومي.
وبعد انتهاء كلامه وقف ينتظر حكم القاضي، الذي فكر برهة ثم توجه إليه قائلاًَ: حسب الأوامر الشرعية، يجب قطع يدك أيها السلطان قصاصاً منك!!
ذهل المعماري الرومي، وارتجف دهشة من هذا الحكم الذي نطق به القاضي، والذي ما كان يدور بخلده، أو بخياله لا من قريب ولا من بعيد، فقد كان أقصى ما يتوقعه أن يحكم له القاضي بتعويض مالي. أما أن يحكم له القاضي بقطع يد السلطان (محمد الفاتح) فاتح (القسطنطينية) الذي كانت دول أوروبا كلها ترتجف منه رعباً، فكان أمراً وراء الخيال … وبصوت ذاهل، وبعبارات متعثرة قال الرومي للقاضي، بأنه يتنازل عن دعواه، وأن ما يرجوه منه هو الحكم له بتعويض مالي فقط، لأن قطع يد السلطان لن يفيده شيئاً، فحكم له القاضي بعشر قطع نقدية، لكل يوم طوال حياته، تعويضاً له عن الضرر البالغ الذي لحق به.
ولكن السلطان (محمد الفاتح) قرر أن يعطيه عشرين قطعة نقدية، كل يوم تعبيراً عن فرحه لخلاصه من حكم القصاص، وتعبيراً عن ندمه كذلك.
روائع من التاريخ العثماني، لأورخان محمد علي، ص48
منقول من موقع التاريخ
ـ[حسين القحطاني]ــــــــ[30 - 09 - 09, 09:52 ص]ـ
سبحان الله يوم كان هؤلاء القضاة وهؤلاء هم ولاة الأمر كان المسلمون سادة الدنيا
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[06 - 12 - 09, 04:38 م]ـ
نعم أخي , نسأل الله أن تعود هذه الأيام
ـ[شريف المنيري]ــــــــ[10 - 12 - 09, 02:20 ص]ـ
تربى هذا السلطان على يد فقيه ضربه وهو ولي العهد فكان محمد الفاتح مثالا للعدل والقوة والنزاهة اللهم ارزقنا مثلهم
ـ[أبو عبد الله المعتصم]ــــــــ[31 - 12 - 09, 09:15 م]ـ
ولكن هل يجوز للقاضي أن يعدل عن حكم القصاص؟!
نرجو الإفادة
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[01 - 07 - 10, 07:31 ص]ـ
لا أعرف أخي أبو عبدالله وجزاكم الله خيرًا على المرور(150/51)
ما عاشه الأندلسيون من أهوال في هجرتهم إلى أرض الإسلام
ـ[هشام زليم]ــــــــ[30 - 09 - 09, 01:41 ص]ـ
ما عاشه الأندلسيون من أهوال في هجرتهم إلى أرض الإسلام
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
الولاء للمسلمين و البراء من الكافرين
عبّر المورسكيون عن ارتباطهم الوثيق بالعالم الإسلامي عبر مواقفهم من المعارك التي دارت رحاها بين المسلمين و النصارى في البحر المتوسط , فكم آلمتهم هزائم الأتراك العثمانيين أمام الأسبان, و كم كانت سعادتهم كبيرة لانتكاسات النصارى أمام المسلمين.
ففي منطقة Carinena, لم يستطع المورسكيون إخفاء فرحتهم لما وصلهم سنة 1574م نبأ فتح العثمانيين لحلق الوادي و تونس. (1) كما أصيبوا قبل ذلك بنكسة كبيرة لمّا هُزِم الأسطول العثماني في معركة ليبانتو.
و في بداية القرن 17 احتفل المورسكيون البلنسيون علنا بانتصار مسلمي شمال إفريقيا على النصارى, كما أورد ذلك بامتعاض المؤرخ الإسباني داميان فونسيكا: ''كانوا يغتبطون أيّما اغتباط بنجاحات المسلمين الأفارقة و نكسة جيوشنا, كما حصل في شهري غشت و شتنبر 1601 لمّا أقاموا احتفالات ابتهاجا بفشل مخطط النصارى'' (2)
كلّما أثيرت نكسة الحملة الثانية للأسطول الملكي ''الراسي في الجزائر ضد الموروس, أعداء ديننا المقدس'' و تعزى تلك النكسة إلى رداءة الأحوال الجوية, كان المورسكي ألونسو دييغو دي سانتا كروث يظهر الفرح و يصيح: ''كيف لا يكون الطقس رديئا و هم عازمون بتحولهم إلى هناك على نهب هؤلاء المساكين و الشهداء الذين يعيشون في الجزائر, و قد صرحوا بذلك للمسلمين؟ '' (3) و كان هذا في سنة 2154, أي في السنة الموالية لنكسة أسطول شارل الخامس الموجه ضد الجزائر. و في قضية أخرى اتُّهم دييغو الطليطلي بالانحياز إلى الأتراك و الفرنسيين و التعبير عن ابتهاجه خلافا للمسيحيين: ''هذا بسبب الأهمية التي كان يوليها و لازال لدين محمد, و كلما كان الأمر يتعلق بانتصار يحققه الإمبراطور شارل الخامس على الأتراك و الموروس, كان يبدي كآبته و يُظهر غمّه و يقول أن ملك فرنسا سيتدارك ذلك, أما إذا تعلق الأمر بتسجيل الموروس انتصارا ضد الامبراطور فإنّه يعبر عن عميق سروره, و كان يُكثر الكلام بإعجاب عن الأتراك و الموروس, غير أنه عندما يُمنعُ من القيام بذلك يرجع إلى بيته في حالة هيجان كبير'' (4).
كذلك, في سنة 1601 أحيط مورسكيو بلنسية علما أن أسطول جلالة الملك, يتهيأ للقيام بحملة ضد الجزائر, و قد سارعوا بإخبار ''الأفارقة المغاربة''. و قد أقاموا بعد نكسة الحملة, حفلات كبيرة: '' و كانوا يشكّون أن أسطول جلالته قد اجتمع للهجوم على الجزائر و عليه قام المورسكيون بإرسال زورق لإحاطة الأفارقة علما بهذه الحملة. و عندما فشلت أقاموا جميعا في إسبانيا حفلات رقص كبيرة.’’ (5)
لكن محكمة التفتيش كانت لهم بالمرصاد و عاقبتهم كلما أبدوا مظهرا للتعاطف مع أعداء إسبانيا, و كانت بذلك تُكرّس إحساسهم بالانتماء إلى عالم آخر يختلف كل الاختلاف عن عالم النصارى القشتاليين, و تُقرّبهم إلى عدو إسبانيا الاستراتيجي: ''الدولة العثمانية''.
من خلال دراسة التقرير الذي كتبه Jean Thévenot عن رحلته إلى المشرق سنة 1656م, و وصفه الدقيق لعادات و تقاليد الترك بالقسطنطينية, نرى أنها هي نفسها تقريبا التي مارسها مورسكيو كوينكا Cuenca, بلنسية و أراغون 60 سنة قبل ذلك, على الأقل أولئك الذين لم يبغوا عن الثقافة القرآنية بديلا. إنه نفس الإسلام, نفس طقوس تجهيز الموتى, نفس الاحترام للتقليد الرمضاني بين ضفتي المتوسط, نفس الاهتمام الدقيق بالنظافة قبل أداء الصلاة. (6)
ابتداءا من منتصف القرن 16, استيقن المورسكيون أن سياسة الدمج القسري التي انتهجها الملك الفليب الثاني لا رجعة فيها, فاختار العديد منهم الهجرة على الارتداد عن دينهم الإسلامي. فبالرغم من أن عدد الذين هاجروا صعب التحديد , لكن يُمكن اعتباره كبيرا نظرا لاهتمام محكمة التفتيش بهم ابتداءا من 1544, حيث أدانت و حكمت بالموت حرقا, إما حضوريا أو غيابيا, على من حاول الفرار من رقابتها (7) , واعتبرت على لسان عدو المورسكيين المؤرخ فونسيكا أن:''أولئك الذين يفرون إلى الجزائر مسلمون أكثر من أبناء ذلك البلد'' (8) في إشارة إلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/52)
ارتدادهم عن الدين النصراني و استحلال دمهم.
في تلك الفترة, كان شأن الإمبراطورية العثمانية قد عظم و كانت قادرة على مناجزة الأسبان بالبحر المتوسط, و انتقمت للمورسكيين من الإهانات التي تعرّضوا لها بإسبانيا. فأضحت تركيا و بلاد البربر أرض الأندلسيين الموعودة.
التشوق للهجرة
إن إحساس المورسكيين بالانتماء ''للطرف المقابل'' المعادي لجلادهم, كان أكثر قوة خلال السنين التي سبقت الطرد النهائي. و يمكن أن نلمس ذلك في هذه الأنشودة التي انتشرت بأراغون ثم بقشتالة, و كان يلقيها أحد المورسكيين –و بالتحديد من أراغون- يُعلم فيها أحد أصدقائه الطليطليين, وهذا قبل عدة شهور من الطرد:
قالوا إنه وجب علينا أن نرحل
نحن أيضا من هذه الأرض
نحو تلك الأرض الطيبة
أين الذهب و الفضة الرقيقة
يوجدان من جبل إلى جبل
إنهم يهددوننا بالطرد
لنذهب كلنا إلى هناك
أين توجد جماعات الموروس
و أين توجد كل الخيرات هناك.'' (9)
تعبر هذه الأنشودة جيدا عن الأمل الذي كان يسكن قلوب المورسكيين: و هو ملاقاة إخوانهم ''الموروس Moros '' و الاكتفاء أخيرا بكونهم مجموعة تزينت في نظرهم بكل الأشكال العجيبة, فأرض الإسلام بالنسبة إليهم الأرض الموعودة و حيث ستكون لهم طيعة و طيبة و أنهم يفكرون في العثور عما كانوا محرومين منه في إسبانيا. (10)
و هذه الفكرة هي التي حددها مؤلف مخطوط (رقم 52) كتُب بعد الطرد, ورد فيه أن الرحيل من إسبانيا يوازي ما حصل لليهود لحظة مغادرتهم مصر للوصول إلى الأرض الموعودة: ''لنشكر العناية الربانية التي أعتقتنا من سلطة الفراعنة و من القائمين على محاكم دواوين التفتيش, أصحاب البدع الملعونين, و هذا دون أن يفتح في وجوهنا البحر, كنا قد وجدنا أنفسنا على هذه الأرض الموعودة حيث يحسن استقبالنا'' (10)
طرق الهجرة:
لمغادرة إسبانيا تعددت الطرق و تنوعت و كان بعضها معروفا. فحسب محاضر المورسكيين الذين أُدينوا, اتّسمت كل المسالك بالصعوبة و الخطورة. فللوصول إلى أرض المغرب, توجد ثلاث طرق. أولاها: هي تلك التي تمر من أراغون و فرنسا, و هو الطريق الذي رغب في توخيه ماتيو بريز Matheo Perez و أفراد عائلته: ''لقد قرروا جميعا أن يتحولوا إلى مملكة فرنسا و منها يذهبون للاستقرار في المغرب تحت ظل قانون محمد''. و هذا الطريق يؤدي عموما إلى البلاد التونسية (11). أما الطريق الثاني فيمر من قرطاجنة أين يتم الإبحار ليلا نحو الجزائر: و بيدرو مارتنيز و زوجته عبراه سنة 1567 عندما كانا على وشك الإبحار قرب قرطاجنة. أما إذا كان التوجه نحو المغرب الأقصى, فإن المسلك هو الطريق الثالث الذي يبدأ انطلاقا من الساحل الجنوبي لجزيرة الأندلس (12).
بالنسبة لأهل أراغون و نافارا مثلا كان المسلك صعبا, حيث كان عليهم الالتحاق أولا بفرنسا عبر تولوز و قرقشونة ليركبوا البحر بعد ذلك من منائي أكدي Agde أو مرسيليا (13) , و لا حاجة للتأكيد على وعورة جبال البرانس الفاصلة بين إسبانيا و فرنسا و تكوينها لحاجز طبيعي بين البلدين.
بيدرو الرويو Pedro El Royo, مورسكي من تورياس Torrellas تخصص منذ سنة 1551 في تهريب المورسكيين إلى تركيا. خلال خمس رحلات, نجح في تهريب أكثر من 40 رجلا و امرأة عبر جبال البرانس. لكنه اعتُقل سنة 1567م و حكمت عليه محكمة تفتيش سرقسطة بالموت (14).
في السنة الموالية, اعتُقل مكيل أراغونس Miguel Aragonés عندما كان يستعد لعبور الحدود, فلاقى نفس المصير, و جاء في محضره:''أُُسِر على الحدود مع فرنسا رفقة بعد المورسكيين حيث يذهبون إلى تركيا للعيش كمسلمين''. (15)
في طليطلة
و ما بين 1544 و 1561 حاول ثلاثة طليطليين العبور إلى المغرب. و رغم أن المصادر التفتيشية لم تذكر شيئا كثيرا عنهم, إلا أنها كانت كافية لتُبرز المصير الذي كان ينتظرهم لو بقوا في إسبانيا. و نجد بينهم مجدولينا لا ساستر Magdalena la Sastre التي حُكم عليها غيابيا بالموت حرقا. بعد وصولها إلى الجزائر شرعت في دعوة الأسرى النصارى إلى الإسلام.
في بطليوس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/53)
قيام الحروب مكن بعض سكان إسترامادورا Estramadura من الذهاب للعيش نهائيا ببلاد المسلمين '' en tierra de moros’’''. كما حصل لفرانسيسكو دي إيريديا Francisco de Heredia من سكان يرينا Llerena, الذي شارك سنة 1578 بالحملة الصليبية البائسة ضد المغرب و التي قادها ملك البرتغال دون سيبستيان: لقد اعتقله ملك فاس –في معركة واد المخازن المجيدة-, فتقبّل بسهولة وضعيته الجديدة, ف’’تسمى باسم إسلامي هو عبد الله كنفون Abdala Ganifon. و رآه شاهدان مسلما يمشي بزي المسلمين و يتواصل مع مسلمي مدينة فاس كعبد لملكها'' (16). سنوات بعد ذلك اعتُقل بالبحر المتوسط خوان من بطليوس Badajoz, أسره ريّس ريشان reachen و اقتيد إلى العرائش: هو الآخر قبِل بسرور حياته الجديدة و توعّد كل من ينعته بالنصراني, بل و أقنع العديد من الأسرى النصارى باعتناق الإسلام (17).
في أشبيلية
سنة 1583 و 1592, أحرقت محكمة تفتيش إشبيلية عبدين مورسكيين حاولا للمرّة الثانية الفرار من إسبانيا. فقد غادر ألونثو مارتن Alonso Martin بلدة مدينا سيدونيا Medina Sidonia , حيث يقطن سيده كريستوبال سانشيث أرويو Cristobal Sanchez Arroyo , للالتحاق بالبحر المتوسط ''للعبور إلى بلاد البربر و اعتناق الإسلام''. خلال التحقيق معه اتهمه أربعة شهود بحضوره إلى البحر و بحثه عن قارب رفقة رفيق له'' (18).
في غرناطة
في مناطق أخرى كللت محاولات البعض بالنجاح. كحال 3 مورسكيين من غرناطة, اثنان من متريل Motril و 10 من أورخيبا Orjiva نجحوا في العبور إلى بلاد البربر بفضل وصول قوارب لأصدقاء لهم جاءت للبحث عنهم. في هذه الأثناء كانت حرب البشرات قد حمي وطيسها, لهذا تشددت محاكم تفتيش غرناطة في معاقبة المورسكيين. فحُكِم غيابيا على بيدرو لوخي Pedro Lauxi بالموت حرقا رفقة 12 من أصحابه لأنهم ''غادروا إلى بلاد البربر سنة 1569م رفقة المسلمين الذين جاءوا لاصطحابهم'' (19). أما الذين اعتُقلوا فكان مصيرهم الموت حرقا جزاءا ''لخيانتهم'' (20).
في بلنسية
بالرغم من معاقبة محكمة التفتيش ببلنسية ''جريمة الفرار'' بالموت, فإنها لم تستطع منع مورسكيي منطقة غاندية Gandia, و خاصة وادي خالون Jalon, من إيجاد الوسائل اللازمة للهروب من سبانيا. ما بين 1587 و 1590, عبر 16 مورسكيا من أهل هذه المنطقة إلى شمال إفريقيا على متن قوارب جاءت لحملهم. بينما حطت فرقاطة قرب بولوب Polop و حملت 6 رجال من سنيخة Senija و أربعة من خالون Jalon. ملابسات هذه العملية كشف عنها محضر مكيل بابا من بني دوليغ Benidoleig الذي حُكم عليه غيابيا بالموت حرقا’ و جاء في محضر اتهامه: ''نزل ببلاد البربر بواسطة فرقاطة حطت قرب بولوب'' (21).
غير أن العبور لم يكن دائما مجانيا و قد كان الثمن مرتفعا أحيانا إلى حد منع البعض من مغادرة إسبانيا. سنة 1574, وقع اتفاق بين مورسكيي غاندية و أمير البحر بمدينة الجزائر مامي أرناؤوط Mami Arnaute, جهّز بموجبه مامي سبعة سفن كبرى استعداد لنقل جميع مورسكيي ربض غاندية (22). لكن المبلغ الذي أراد المورسكيون دفعه (24الف دوقية) لم يُقنع مامي الذي طالب ب 30 ألف دوقية, فأُلغيت العملية و أبحرت السفن في اتجاه آخر (23).
بعض الذين نجحوا في العبور إلى تركيا أو بلاد البربر عملوا كحلقة وصل بين المورسكيين و باقي العالم الإسلامي (24).
الهوامش:
(1) من كتاب الباحث الفرنسي لوي كاردياك ‘’ Morisques et chrétiens : un affrontement polémique’’ ص70.
(2) من كتاب المؤرخ الإسباني داميان فونسيكا ‘’ Justa expulsion de los moriscos de espana’’. ص 126.
(3) الأرشيف الوطني الإسباني AHN Inq leg 192 n°4. من كتاب ''المورسكيون الاندلسيون و المسيحيون: المجابهة الجدلية'' للباحث الفرنسي لوي كاردياك, تعريب د. عبد الجليل التميمي. ص 84.
(4) الأرشيف الوطني الإسباني AHN Inq leg 191 n°32. من كتاب ''المورسكيون الاندلسيون و المسيحيون: المجابهة الجدلية'' للباحث الفرنسي لوي كاردياك, تعريب د. عبد الجليل التميمي. ص 84.
(5) من كتاب ''المورسكيون الاندلسيون و المسيحيون: المجابهة الجدلية'' للباحث الفرنسي لوي كاردياك, تعريب د. عبد الجليل التميمي. ص 84.
(6) من كتاب جون تيفنو ‘’ Voyage du Levant’’ ص 89 - 131.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/54)
(7) 53 مورسكيا حٌكِم عليهم بالموت حرقا, 12 منهم نُفّذ فيهم و الباقي أُدينوا غيابيا.
(8) من كتاب المؤرخ الإسباني داميان فونسيكا ‘’ Justa expulsion de los moriscos de espana’’. ص 129.
(9) الأرشيف الوطني الإسباني AHN Inq leg 196 n°4. من كتاب ''المورسكيون الاندلسيون و المسيحيون: المجابهة الجدلية'' للباحث الفرنسي لوي كاردياك, تعريب د. عبد الجليل التميمي. ص 83.
(10) من كتاب ''المورسكيون الاندلسيون و المسيحيون: المجابهة الجدلية'' للباحث الفرنسي لوي كاردياك, تعريب د. عبد الجليل التميمي. ص 83.
(11) الأرشيف الوطني الإسباني AHN Inq leg 196 n°19. من كتاب ''المورسكيون الاندلسيون و المسيحيون: المجابهة الجدلية'' للباحث الفرنسي لوي كاردياك, تعريب د. عبد الجليل التميمي. ص 82.
(12) الأرشيف الوطني الإسباني AHN Inq leg 2603. من كتاب ''المورسكيون الاندلسيون و المسيحيون: المجابهة الجدلية'' للباحث الفرنسي لوي كاردياك, تعريب د. عبد الجليل التميمي. ص 82.
(13) للمزيد من المعلومات عن الطرق التي انتهجها المورسكبون بأراغون للهجرة يرجى مراجعة أطروحة الفرنسية Fournel-Guerin Jacqueline ( المورسكيون الأراغونيون) ص 281.283.
(14) الأرشيف الوطني الإسباني AHN Inq lib 988 f°119.
(15) الأرشيف الوطني الإسباني AHN Inq lib 988 f°261
(16) الأرشيف الوطني الإسباني AHN Inq lib1 988 f49
(17) الأرشيف الوطني الإسباني AHN Inq lib1 988 f°49
(18) الأرشيف الوطني الإسباني AHN Inq leg 2075/8 f°25
(19) الأرشيف الوطني الإسباني AHN Inq lib 1953/54
(20) نفس المصدر. يتعلق الأمر بألونسو فاسردو القاطن بمتريل.
(21) الأرشيف الوطني الإسباني AHN Inq lib 937 f°39.
(22) ) الأرشيف الوطني الإسباني AHN Inq lib 548/1 f°1.. و هو محضر عبد الله علي كشيت.
(23) نفس المصدر.
(24) يرجى مراجعة بحث الدكتور فرناند بروديل ''البحر المتوسط و العالم المتوسطي في فترة فليب الثاني. ص 582 - 583.
المراجع:
-''المورسكيون الاندلسيون و المسيحيون: المجابهة الجدلية'' للباحث الفرنسي لوي كاردياك, تعريب د. عبد الجليل التميمي.
-‘’ Quand on brûlait les morisques’’ للباحثة الفرنسية جان فيدال.
كتبه هشام بن محمد زليم المغربي.(150/55)
أريد كتاب (روائع من التاريخ العثماني)؟
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[30 - 09 - 09, 09:08 ص]ـ
روائع من التاريخ العثماني، لأورخان محمد علي
هل من رابط تحميل له؟(150/56)
ما أفضل الكتب في سيرة الصحابة؟
ـ[أسامة عبدالله]ــــــــ[01 - 10 - 09, 10:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
إخواني وأخواتي الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية اشكر المشرفين على اتاحة الفرصة للتسجيل بهذا المنتدى والإنتفاع به. نفعنا الله بكل مافيه صلاح.
أما بعد,
أرغب في قرائة كتاب عن سيرة الصحابة ووقع في يدي كتابين:
الأول: رجال حول الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لخالد محمد خالد
والثاني: صور من حياة الصحابة للدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا
ولا أدري أي الكتابين أنفع وأفضل
أو إن كنتم ترون غيرهما
آمل نصحي
وشكرا
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[08 - 10 - 09, 05:11 م]ـ
أما كتاب رجال حول الرسول لخالد محمد خالد فقد قرأته وهو رائع مع وجود بعض الأخطاء أما الكتاب الثاني فلا أعرفه.
و عن أفضل الكتب في بعض الصحابة كالخلفاء الأربعة و الحسن والحسين ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم فهي كتب الدكتور علي الصلابي حفظه الله.
والله أعلم.
ـ[أبو محمد البهجاتي]ــــــــ[16 - 10 - 09, 01:14 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على المجهود
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[16 - 10 - 09, 01:17 ص]ـ
حياة الصحابة للكاندهلوي رحمه الله تعالى ... ،،،
ـ[السليماني]ــــــــ[16 - 10 - 09, 03:49 م]ـ
أفضل الكتب في سير الصحابة كتب السلف ومنها:
1) الاستيعاب لابن عبد البر رحمه الله وهو من أفضلها وهو أربع مجلدات.
2) معرفة الصحابة لآبي نعيم الأصبهاني.
3) الإصابة. لابن حجر العسقلاني.
والله اعلم.
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[17 - 10 - 09, 09:43 م]ـ
وهناك كتاب مهم عن الخلفاء الراشدين على وجه الخصوص وهو عصر الخلافة الراشدة لاكرم العمري
ـ[مطلق الجاسر]ــــــــ[18 - 10 - 09, 10:07 ص]ـ
كتب الدكتور الصلابي جيدة ..
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[18 - 10 - 09, 08:51 م]ـ
الاصابة الأفضل على الاطلاق
ـ[هاني درغام]ــــــــ[20 - 10 - 09, 08:17 ص]ـ
أخي الفاضل ... هناك مجموعة كتب قيمة للدكتور أحمد خليل جمعة وهي:
1 - فرسان من عصر النبوة 880 صفحة
2 - رجال أهل البيت 800 صفحة
3 - علماء الصحابة 1024 صفحة
4 - رجال مبشرون بالجنة 493
والثلاث كتب الأوائل مطبوعة في دار اليمامة دمشق ... والكتاب الرابع مطبوع في دار ابن كثير دمشق
ـ[ابومالك السودانى]ــــــــ[24 - 10 - 09, 06:55 م]ـ
كتاب الدكتور الباشا يوصى به الشيخ عبدالله السعد والشيخ المقدم يسمع له وهو بالمناسبة احد الأربعة الذين يسمع لهم الشيخ فالشيخ لايسمع شرائط الا لأربعة الشيخ الباشا منهم وحدثنى ذلك شيخي عن شيخه الذي هو احد طلبة الشيخ المقربين وكتاب الشيخ محمود المصرى جيد مختصر وكتب الشيخ الصلابي ممتازة ثم المطولات كتابى ابن حجر وابن عبد البر
ـ[احمد بن احمد بن عبدالله]ــــــــ[28 - 10 - 09, 11:46 م]ـ
حياة الصحابة على ان يكون محققا ومخرج الاحاديث والاثار
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=187910)
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[29 - 10 - 09, 01:45 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(150/57)
من كان كاتب ميثاق المدينة
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[02 - 10 - 09, 08:26 م]ـ
من كتب ميثاق المدينة؟؟ Question(150/58)
موقف بني العباس من الشيعة بمختلف طوائفهم (راوندية وزيدية ورافضة)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 03:35 م]ـ
موقف بني العباس من الشيعة بمختلف طوائفهم (راوندية وزيدية ورافضة) وعقائدهم
جمعه وأعده
الشريف أبو العباس
عبدالإله بن حاتم بن أحمد العباسي
والشريف أبو عبدالرحمن
عبدالمحسن بن حاتم بن أحمد العباسي
a.h.a.abbasi @gmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , أما بعد:-
فإن بني العباس بن عبدالمطلب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعصبته أحد البيوت الأربعة من بيوت آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم , وهذا الأمر عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد روى مسلم أن زيد بن أرقم سئل عن آل البيت فقال هم آل العباس وآل عقيل وآل جعفر وآل علي , وهذا باتفاق أهل السنة والجماعة أيضا ولم يخالف في ذلك إلا المبتدعة فقد قال ابن تيمية في منهاج السنة (4\ 359):- (اتفق العلماء على أن بني العباس وبني الحارث بن عبدالمطلب من آل محمد الذين تحرم عليهم الصدقة ويدخلون في الصلاة ويستحقون من الخمس).
وقد كان موقف بني العباس من الشيعة موقفا سنيا سلفيا قويا , فكانوا كلهم على ذلك إلا شاذين اثنين المأمون والناصر , فكلما زاد ضلال الشيعة اشتدت العقوبة عليهم , حتى أصبح من شعارهم التبرؤ من بني العباس.
قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية (ص 490):-
قال القاضي أبو بكر ابن الطيب عن الباطنية وكيفية إفسادهم لدين الإسلام قال يقولون للداعي: يجب عليك إذا وجدت من تدعوه مسلما أن تجعل التشيع عنده دينه وشعاره واجعل المدخل من جهة ظلم السلف لعلي وقتلهم الحسين والتبري من تيم وعدي وبني أمية وبني العباس. انتهى.
وأصبح كل من أثنى على بني العباس وذكر أخبارهم ناصبيا مهددا من الروافض وغيرهم , كما حصل مع الخطيب البغدادي عندما أخرج من دمشق بسبب أنه ناصبي يروي فضائل الصحابة وأخبار خلفاء بني العباس في الجامع فكان ذلك سبب إخراج الخطيب من دمشق كما ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق (14\ 285).
وصار من علامات الشيعة ذم بني العباس بصفة عامة وخلفائهم بصفة خاصة فقد قال ابن تيمية - وهو من أعلم الناس بمذاهبهم - في منهاج السنة (4\ 358):-
آل محمد يدخل فيهم بنو هاشم وأزواجه وكذلك بنو المطلب على أحد القولين وأكثر هؤلاء تذمهم الإمامية فإنهم يذمون ولد العباس لا سيما خلفاؤهم وهم من آل محمد صلى الله عليه وسلم. انتهى.
وهذه العلامة موجودة إلى اليوم, فقد حدثنا أحد طلبة العلم في المدينة النبوية وهو من بلاد فارس أن الروافض في إيران لا يسبون في مناهجهم الدراسية الصحابة صراحة ولكن يسبونهم في الكتب المنشورة في المكتبات وغيرها ولكن خلفاء بني العباس وبالأخص المنصور والرشيد يسبون ويتنقصون حتى في المناهج الدراسية.
وكذلك ما يفعله المبتدع الضال حسن فرحان المالكي مع قناة الكوثر الإيرانية الرافضية الخبيثة من تخصيصهم حلقات في ذم بني العباس رفع الله قدرهم وأخزى عدوهم.
وهذه نصوص عن شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان مخالفة بني العباس للشيعة بصفة عامة:
قال ابن تيمية في منهاج السنة (6\ 225):-
وما زال بنو العباس مثبتين لخلافة الأربعة مقدمين لأبي بكر وعمر وعثمان على المنابر فلم يقاتل أحد من شيعتهم ولا من شيعة بني أمية قدحا في خلافة الثلاثة.
وقال في منهاج السنة (8\ 171):-
ثم كان من نعم الله سبحانه ورحمته بالإسلام أن الدولة لما انتقلت إلى بني هاشم صارت في بني العباس فإن الدولة الهاشمية أول ما ظهرت كانت الدعوة إلى الرضا من آل محمد وكانت شيعة الدولة محبين لبني هاشم وكان الذي تولى الخلافة من بني هاشم يعرف قدر الخلفاء الراشدين والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار فلم يظهر في دولتهم إلا تعظيم الخلفاء الراشدين وذكرهم على المنابر والثناء عليهم وتعظيم الصحابة وإلا فلو تولى والعياذ بالله رافضي يسب الخلفاء والسابقين الأولين لقلب الإسلام ولكن دخل في غمار الدولة من كانوا لا يرضون باطنه ومن كان لا يمكنهم دفعه كما لم يمكن عليا قمع الأمراء الذين هم أكابر عسكره كالأشعث بن قيس والأشتر النخعي وهاشم المرقال وأمثالهم ودخل من أبناء المجوس ومن في قلبه غل على الإسلام من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/59)
أهل البدع والزنادقة وتتبعهم المهدي بقتلهم حتى اندفع بذلك شر كبير وكان من خيار خلفاء بني العباس وكذلك الرشيد كان فيه من تعظيم العلم والجهاد والدين ما كانت به دولته من خيار دول بني العباس.
وهذه عقيدة وجهود بعض من الأفراد من بني العباس ضد الشيعة وعقائدهم:
1 - الصحابي الجليل عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب (68 هـ)
الثناء على أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وأم المؤمنين عائشة ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين:
1 - أخرج البخاري في صحيحه ج 3 ص 1375 أَنَّ عَائِشَةَ اشْتَكَتْ فَجَاءَ بن عَبَّاسٍ فقال يا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ تَقْدَمِينَ على فَرَطِ صِدْقٍ على رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى أبي بَكْرٍ.
قلنا: يعني أنهما ينتظرانك في الجنة، فيه الشهادة لها ولأبي بكر رضي الله عنهما بالجنة.
2 - أخرج البخاري في صحيحه ج 3 ص 1373 عن الْمِسْوَرِ بن مَخْرَمَةَ قال لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ جَعَلَ يَأْلَمُ فقال له بن عَبَّاسٍ وَكَأَنَّهُ يُجَزِّعُهُ يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَلَئِنْ كان ذَاكَ لقد صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ ثُمَّ فَارَقْتَهُ وهو عَنْكَ رَاضٍ ثُمَّ صَحِبْتَ أَبَا بَكْرٍ فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ ثُمَّ فَارَقْتَهُ وهو عَنْكَ رَاضٍ ثُمَّ صَحَبَتَهُمْ فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُمْ وَلَئِنْ فَارَقْتَهُمْ لَتُفَارِقَنَّهُمْ وَهُمْ عَنْكَ رَاضُونَ.
3 - أخرج الحاكم في مستدركه ج 3 / ص 98 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: دخلت على عمر حين طعن فقلت: ابشر بالجنة يا أمير المؤمنين أسلمت حين كفر الناس و جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خذله الناس و قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو عنك راض و لم يختلف في خلافتك اثنان وقتلت شهيدا.
4 - أخرج الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ج 1 ص 75 عنه دخوله على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وقوله لها: أبشري ما بَيْنَكِ وَبَيْنَ ان تَلْقَىْ مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم وَالأَحِبَّةَ الا ان تَخْرُجَ الرُّوحُ مِنَ الْجَسَدِ كُنْتِ أَحَبَّ نِسَاءِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى رسول اللَّهِ ولم يَكُنْ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ الا طَيِّباً وَسَقَطَتْ قِلاَدَتُكِ لَيْلَةَ الأَبْوَاءِ فَأَصْبَحَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حتى يُصْبِحَ في الْمَنْزِلِ وَأَصْبَحَ الناس ليس مَعَهُمْ مَاءٌ فَأَنْزَلَ الله عز وجل) فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً (فَكَانَ ذلك في سَبَبِكِ وما أَنْزَلَ الله عز وجل لِهَذِهِ الأُمَّةِ مِنَ الرُّخْصَةِ وَأَنْزَلَ الله بَرَاءَتَكِ من فَوْقِ سَبْعِ سماوات جاء بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ فَأَصْبَحَ ليس لِلَّهِ مَسْجِدٌ من مَسَاجِدِ اللَّهِ يُذْكَرُ الله الا يُتْلَى فيه أناء اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ.
5 - قال رضي الله عنه كما في المستدرك على الصحيحين للحاكم - (ج 10 / ص 228) في قوله عز وجل: (وشاورهم في الأمر)، قال: «أبو بكر وعمر رضي الله عنهما»، قال الحاكم «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين»، ووافقه الذهبي في التلخيص.
6 - قال رضي الله عنه كما في صحيح البخاري ج 3 ص 1373 لما قيل له: هل لك في أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُعَاوِيَةَ فإنه ما أَوْتَرَ إلا بِوَاحِدَةٍ قال أَصَابَ إنه فَقِيهٌ.
وقال أيضا كما في صحيح البخارى - (ج 13 / ص 53): دَعْهُ، فَإِنَّهُ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم.
موقفه من قتل ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه:
روى الإمام أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه - (ج 7 / ص 488) عنه رضي الله عنهما أنه قال: لو أن الناس أجمعوا على قتل عثمان لرجموا بالحجارة كما رجم قوم لوط.
النهي عن سب أحد من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين:
روى اللالكائي في اعتقاد أهل السنة - (ج 4 / ص 633):عن ميمون بن مهران قال قال لي ابن عباس احفظ عني ثلاثا إياك والنظر في النجوم فإنه يدعو إلى الكهانة وإياك والقدر فإنه يدعو إلى الزندقة وإياك وشتم أحد من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم فيكبك الله في النار على وجهك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/60)
روى البيهقي في الاعتقاد - (ج 1 / ص 331): عن عمرو بن ميمون، قال: كنا عند ابن عباس فقال: أخبرنا الله، في القرآن أنه قد رضي عن أصحاب الشجرة، فعلم ما في قلوبهم، فهل حدثنا أنه سخط عليهم بعد؟
2 - علي السجاد بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب (118هـ)
روى الخلال في السنة ج 2 ص 433 والآجري في الشريعة ج 5 ص 2448:-
عن عن عمر بن بُزَيْع قال: سمعني علي بن عبد الله بن عباس وأنا أريد أن أسب معاوية [رضي الله عنه] فقال: مهلا؛ لا تسبه، فإنه صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3 - أمير المؤمنين الخليفة أبو العباس عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب سفاح المال (136هـ)
قال ابن الجوزي في كشف المشكل من حديث الصحيحين (1\ 16):-
وقد روى أبو سليمان الخطابي عن أبي عمر الزاهد عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال أول خطبة خطبها السفاح في قرية يقال لها العباسية بالأنبار فلما افتتح الكلام وصار إلى ذكر الشهادة من الخطبة قام رجل من آل أبي طالب في عنقه مصحف فقال أذكرك الله الذي ذكرته إلا أنصفتني من خصمي وحكمت بيني وبينه بما في هذا المصحف , فقال له ومن ظالمك؟ فقال أبو بكر الذي منع فاطمة فدك , فقال له وهل كان بعده أحد؟ قال نعم , قال من؟ قال عمر , قال فأقام على ظلمك؟ قال نعم , قال وهل كان بعده أحد؟ قال نعم , قال من؟ قال عثمان , قال فأقام على ظلمك؟ قال نعم , قال وهل كان بعده أحد؟ قال نعم , قال من؟ قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب , قال وأقام على ظلمك؟ فأسكت الرجل وجعل يلتفت إلى ما وراءه يطلب مخلصا , فقال له والله الذي لا إله إلا هو لولا أنه أول مقام قمته ثم إني لم يكن تقدمت إليك في هذا قبل لأخذت الذي فيه عيناك , اقعد , وأقبل على الخطبة.
4 - أمير المؤمنين الخليفة أبو جعفر المنصور (158هـ)
قال ابن كثير في البداية والنهاية (13\ 336):-
ثم دخلت سنة إحدى وأربعين ومائة فيها خرجت طائفة يقال لها الراوندية على المنصور.
ذكر ابن جرير عن المدائني: أن أصلهم من خراسان، وهم على رأي أبي مسلم الخراساني، كانوا يقولون بالتناسخ، ويزعمون أن روح آدم انتقلت إلى عثمان بن نهيك، وأن ربهم الذي يطعمهم ويسقيهم أبو جعفر المنصور, وأن الهيثم بن معاوية جبريل، قبحهم الله.
قال ابن جرير: فأتوا يوما قصر المنصور فجعلوا يطوفون به ويقولون: هذا قصر ربنا، فأرسل المنصور إلى رؤسائهم فحبس منهم مائتين، فغضبوا من ذلك وقالوا: علام تحبسهم؟ ثم عمدوا إلى نعش فحملوه على كواهلهم وليس عليه أحد، واجتمعوا حوله كأنهم يشيعون جنازة، واجتازوا بباب السجن، فألقوا النعش ودخلوا السجن قهرا واستخرجوا من فيه من أصحابهم، وقصدوا نحو المنصور وهم في ستمائة، فتنادى الناس وغلقت أبواب البلد، وخرج المنصور من القصر ماشيا، لأنه لم يجد دابة يركبها، ثم جئ بدابة فركبها وقصد نحو الراوندية وجاء الناس من كل ناحية، وجاء معن بن زائدة، فلما رأى المنصور ترجل وأخذ بلجام دابة المنصور، وقال: يا أمير المؤمنين ارجع! نحن نكفيكهم , فأبى وقام أهل الأسواق إليهم فقاتلوهم، وجاءت الجيوش فالتفوا عليهم من كل ناحية فحصدوهم عن آخرهم، ولم يبق منهم بقية.
وقال أيضا في المجلد الثالث عشر في ترجمة جدنا المنصور:-
قال الربيع بن يونس الحاجب: سمعت المنصور يقول: الخلفاء أربعة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي.
وقال مالك: قال لي المنصور: من أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: أبو بكر وعمر.
فقال: أصبت وذلك رأي أمير المؤمنين.
يتبع ...
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 01:42 ص]ـ
5 - أمير المؤمنين الخليفة المهدي (169هـ)
قال الإسفراييني في التبصير في الدين (ص 35):-
الكاملية:- احداهما الكاملة وهم أتباع أبي كامل يقولون أن الصحابة كلهم كفروا بتركهم بيعة على وكفر علي أيضا بتركه قتالهم إذ كان واجبا عليه أن يقاتلهم كما قاتل أهل صفين والجمل , وكان بشار بن برد الشاعر منهم لما سئل عن الصحابة فقال كفروا فقيل له ما تقول في علي فأنشد قول الشاعر:-
وما شر الثلاثة أم عمرو ... بصاحبك الذي لا تصحبيا
وبشار هذا زاد على الكاملية بنوعين من البدعة
أحدهما أنه كان يقول بالرجعة قبل القيامة كما كان يقولها الرجعية من الروافض
والثاني انه كان يقول بتصويب إبليس في تفضيل النار على الأرض ولذلك قال:-
الأرض مظلمة والنار مشرقة ... والنار معبودة مذ كانت النار
ووفق الله سبحانه المهدي بن منصور الخليفة حتى غرقه وأتباعه في دجلة ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم.
6 - أمير المؤمنين الخليفة الرشيد (193هـ)
روى الخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث (1\ 55):-
عن هارون الرشيد أنه قال: طلبت أربعة فوجدتها في أربعة , طلبت الكفر فوجدته في الجهمية , وطلبت الكلام والشغب فوجدته في المعتزلة , وطلبت الكذب فوجدته عند الرافضة , وطلبت الحق فوجدته مع أصحاب الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/61)
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 02:40 م]ـ
جزاكما الله خيرا
هلا أكملتما؟!
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[13 - 10 - 09, 02:19 م]ـ
وإياك.
7 - أمير المؤمنين الخليفة المعتصم بالله (227هـ)
قال الخطيب في تاريخ بغداد (2\ 343):-
قال ابن عرفة: قتل المعتصم ثمانية أعداء بابك , ومازيار , وباطس , ورئيس الزنادقة , والافشين , وعجيفا , وقارن , وقائد الرافضة.
8 - أمير المؤمنين الخليفة المتوكل على الله (247هـ)
قال ابن كثير في البداية والنهاية (14\ 346):-
ثم دخلت سنة ست وثلاثين ومائتين فيها أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي بن أبي طالب وما حوله من المنازل والدور، ونودي في الناس من وجد هنا بعد ثلاثة أيام ذهبت به إلى المطبق.
وقال أيضا (14\ 375):-
وفيها أمر الخليفة المتوكل على الله بضرب رجل من أعيان أهل بغداد يقال له عيسى بن جعفر بن محمد بن عاصم، فضرب ضربا شديدا مبرحا، يقال إنه ضرب ألف سوط حتى مات.
وذلك أنه شهد عليه سبعة عشر رجلا عند قاضي الشرقية أبي حسان الزيادي أنه يشتم أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة رضي الله عنهم.
فرفع أمره إلى الخليفة فجاء كتاب الخليفة إلى محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين نائب بغداد يأمره أن يضربه بين الناس حد السب، ثم يضرب بالسياط حتى يموت ويلقى في دجلة ولا يصلى عليه، ليرتدع بذلك أهل الإلحاد والمعاندة.
ففعل معه ذلك قبحه الله ولعنه.
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (4\ 21):-
وكان في أيام المتوكل قد عز الإسلام، حتى ألزم أهل الذمة بالشروط العمرية، وألزموا الصغار، فعزت السنة والجماعة، وقمعت الجهمية والرافضة ونحوهم ففي عهده رفعت المحنة بخلق القرآن.
يتبع .....
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[14 - 10 - 09, 12:34 ص]ـ
اللهم من نصر السنة واهلها , وقمع البدعة واهلها ,, اللهم فارفع ذكره ووفقه وسدد خطاه
جزاك الله خيرا
اكمل بارك الله فيك
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[16 - 10 - 09, 02:39 م]ـ
احمد المزني المدني
بارك الله فيك وجزاك خيرا.
ـ[محمود المنصور]ــــــــ[18 - 10 - 09, 06:38 م]ـ
الله أكبر
مجهود رائع , اكمل أخى الحبيب
أُشهد الله أنى احبك فى الله
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[18 - 10 - 09, 11:16 م]ـ
أحبك الله الذي أحببتنا فيه، بارك الله فيك وجزاك خيرا.
9 - أمير المؤمنين الخليفة المعتز بالله (255هـ)
قال الطبري في التاريخ (5\ 419):-
وكان محمد بن عمران الضبي مؤدب المعتز قد سمى رجالا للمعتز للقضاء نحو ثمانية رجال فيهم الخلنجي والخصاف وكتب كتبهم , فوقع فيه شفيع الخادم ومحمد بن إبراهيم بن الكردية وعبدالسميع بن هارون بن سليمان بن أبي جعفر , وقالوا إنهم من أصحاب ابن أبي داود وهم رافضة وقدرية وزيدية وجهمية , فأمر المعتز بطردهم وإخراجهم إلى بغداد.
10 - أمير المؤمنين الخليفة المهتدي بالله بن الواثق بالله (256هـ)
قال الذهبي في السير (12\ 535):-
وكان قد اطرح الملاهي، وحرم الغناء، وحسم أصحاب السلطان عن الظلم، وكان شديد الإشراف على أمر الدواوين، يجلس بنفسه، ويجلس بين يديه الكتاب، يعملون الحساب، ويلزم الجلوس يومي الخميس والاثنين، وقد ضرب جماعة من الكبار، ونفى جعفر بن محمود إلى بغداد لرفض فيه.
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 09:45 م]ـ
جزاك الله خير
هلا أكملت حفظك الله.
ـ[عماد بن محمد الجنابي البغدادي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 12:19 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 01:37 ص]ـ
11 - أمير المؤمنين الخليفة المقتدر بالله (323هـ)
قال ابن كثير في البداية والنهاية (15\ 18):-
وفي صفر منها – أي سنة 313 هـ - بلغ الخليفة أن جماعة من الرافضة يجتمعون في مسجد براثا فينالون من الصحابة ولا يصلون الجمعة ويكاتبون القرامطة ويدعون إلى محمد بن إسماعيل الذي ظهر بين الكوفة وبغداد ويدعون أنه المهدي ويتبرأون من المقتدر وممن تبعه.
فأمر بالاحتياط عليهم واستفتى العلماء بالمسجد فأفتوا بأنه مسجد ضرار، فضرب من قدر عليه منهم الضرب المبرح، ونودي عليهم , وأمر بهدم ذلك المسجد المذكور فهدم.
12 - أمير المؤمنين الخليفة المتقي لله (357هـ)
قال ابن كثير في البداية والنهاية (15\ 151):-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/62)
وفيها (إحدى سنوات خلافة المتقي) كثر الرفض ببغداد فنودي بها من ذكر أحدا من الصحابة بسوء فقد برئت منه الذمة.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[26 - 10 - 09, 02:06 م]ـ
13 - أمير المؤمنين الخليفة أبو العباس القادر بالله (422هـ)
قال في عقيدته كما في المنتظم لابن الجوزي (4\ 384):-
ويجب أن يحب الصحابة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم ونعلم أنهم خير الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأن خيرهم كلهم وأفضلهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.
ويشهد للعشرة بالجنة ويترحم على أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن سب سيدتنا عائشة رضي الله عنها فلا حظ له في الإسلام.
ولا يقول في معاوية رضي الله عنه إلا خيراً.
ولا يدخل في شيء شجر بينهم ويترحم على جماعتهم، قال الله تعالى: " والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم " وقال فيهم: " ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين ".
قال ابن الجوزي في المنتظم (4\ 326):-
أخبرنا سعد الله بن علي البزار أنبأ أبو بكر الطريثيثي، أنبأ هبة الله بن الحسن الطبري قال: وفي سنة ثمان وأربعمائة استتاب القادر بالله الخليفة فقهاء المعتزلة، فأظهروا الرجوع وتبرأوا من الاعتزال والرفض والمقالات المخالفة للإسلام، وأخذت خطوطهم بذلك، وأنهم متى خالفوا أحل فيهم من النكال والعقوبة ما يتعظ به أمثالهم، وامتثل محمود بن سبكتكين أمر أمير المؤمنين في ذلك واستن بسنته في أعماله التي استخلفه عليها من بلاد خراسان وغيرها، في قتل المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والقرامطة والجهمية والمشبهة، وصلبهم وحبسهم ونفاهم، وأمر بلعنهم على المنابر، وأبعد جميع طوائف أهل البدع، ونفاهم عن ديارهم، وصار ذلك سنة في الإسلام.
قال في البداية والنهاية (15\ 519):-
وفي عاشر رجب - سنة 398 هـ - جرت فتنة بين السنة والرافضة، سببها أن بعض الهاشميين قصد أبا عبد الله محمد بن النعمان المعروف بابن المعلم - وكان فقيه الشيعة - في مسجده بدرب رباح، فعرض له بالسب فثار أصحابه له واستنفر أصحاب الكرخ وصاروا إلى دار القاضي أبي محمد الأكفاني والشيخ أبي حامد الإسفراييني، وجرت فتنة عظيمة طويلة، وأحضرت الشيعة مصحفا ذكروا أنه مصحف عبد الله بن مسعود، وهو مخالف للمصاحف كلها، فجمع الأشراف والقضاة والفقهاء في يوم جمعة لليلة بقيت من رجب، وعرض المصحف عليهم فأشار الشيخ أبو حامد الإسفراييني والفقهاء بتحريقه، ففعل ذلك بمحضر منهم، فغضب الشيعة من ذلك غضبا شديدا، وجعلوا يدعون ليلة النصف من شعبان على من فعل ذلك ويسبونه، وقصد جماعة من أحداثهم دار الشيخ أبي حامد ليؤذوه فانتقل منها إلى دار القطن، وصاحوا يا حاكم يا منصور، وبلغ ذلك الخليفة فغضب وبعث أعوانه لنصرة أهل السنة، فحرقت دور كثيرة من دور الشيعة، وجرت خطوب شديدة، وبعث عميد الجيوش إلى بغداد لينفي عنها ابن المعلم فقيه الشيعة، فأخرج منها ثم شفع فيه، ومنعت القصاص من التعرض للذكر والسؤال باسم الشيخين، وعلي رضي الله عنهم، وعاد الشيخ أبو حامد إلى داره على عادته.
وقال أيضا (15\ 626):-
وفي يوم الاثنين غرة ذي القعدة جمعوا أيضا كلهم وقرئ عليهم كتاب آخر طويل يتضمن بيان السنة والرد على أهل البدع ومناظرة بشر المرسي والكناني أيضا، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفضل الصحابة، وذكر فضائل أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ولم يفرغوا منه إلا بعد العتمة، وأخذت خطوطهم بموافقة ما سمعوه.
وعزل خطباء الشيعة، وولى خطباء السنة ولله الحمد والمنة على ذلك وغيره.
وجرت فتنة بمسجد براثا، وضربوا الخطيب السني بالآجر، حتى كسروا أنفه وخلعوا كتفه، فانتصر لهم الخليفة وأهان الشيعة وأذلهم، حتى جاؤوا يعتذرون مما صنعوا، وأن ذلك إنما تعاطاه السفهاء منهم.
وللدكتور عبدالعزيز آل عبد اللطيف مقال بعنوان (تشيع "لا قادر" له)، عن جهود هذا الخليفة،وهذا رابط المقال من موقع الدكتور:
http://www.alabdulltif.net/index.php?option=*******&task=view&id=13977&Itemid=5
وهذا رابط فيه نبذة عن هذا الإمام الهاشمي العباسي الشافعي السلفي سليل آل محمد صلى الله عليه وسلم وأمير المؤمنين وخليفة المسلمين لأكثر من أربعين سنة أبي العباس القادر بالله:
http://ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1068696&postcount=4
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[31 - 10 - 09, 07:25 م]ـ
14 - أمير المؤمنين الخليفة القائم بأمر الله (467هـ)
قال ابن كثير في البداية والنهاية (15\ 736):-
وفيها - أي سنة 448 هـ - ألزم الروافض بترك الأذان بحي على خير العمل، وأمروا أن ينادي مؤذنهم في أذان الصبح، وبعد حي على الفلاح: الصلاة خير من النوم، مرتين، وأزيل ما كان على أبواب المساجد ومساجدهم من كتابة: محمد وعلي خير البشر، ودخل المنشدون من باب البصرة إلى باب الكرخ، ينشدون بالقصائد التي فيها مدح الصحابة.
وأمر رئيس الرؤساء الوالي بقتل أبي عبد الله بن الجلاب شيخ الروافض، لما كان تظاهر به من الرفض والغلو فيه، فقتل على باب دكانه، وهرب أبو جعفر الطوسي ونهبت داره.
وقال أيضا (16\ 7):-
ثم دخلت سنة ثمان وخمسين وأربعمائة في يوم عاشوراء أغلق أهل الكرخ دكاكينهم وأحضروا نساء ينحن على الحسين، كما جرت به عادتهم السالفة في بدعتهم المتقدمة المخالفة، فحين وقع ذلك أنكرته العامة، وطلب الخليفة أبا الغنائم وأنكر عليه ذلك.
فاعتذر إليه بأنه لم يعلم به، وأنه حين علم أزاله، وتردد أهل الكرخ إلى الديوان يعتذرون من ذلك، وخرج التوقيع بكفر من سب الصحابة وأظهر البدع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/63)
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[01 - 11 - 09, 07:58 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[04 - 11 - 09, 10:46 ص]ـ
وإياك، بارك الله فيك.
15 - أمير المؤمنين الخليفة المقتدي بأمر الله (487هـ)
قال ابن الجوزي في المنتظم (5/ 8) نقلا عن ابن عقيل:-
وسب أهل الكرخ الصحابة وأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم على السطوح، وارتفعوا إلى سب النبي صلى الله عليه وسلم، ولم أجد من سكان الكرخ من الفقهاء والصلحاء من غضب ولا انزعج عن مساكنتهم، فنفر المقتدي إمام العصر نفرة قبض فيها على العوام، وأركب الأتراك، وألبس الأجناد الأسلحة، وحلق الجمم و الكلالجات، وضرب بالسياط، وحبسهم في البيوت تحت السقوف.
16 - أمير المؤمنين الخليفة المقتفي لأمر الله (555هـ)
1 - قال الذهبي في تاريخ الإسلام (8/ 474):-
قال ابن النجار: حكى ابن صفية أن المقتفي كان قد نزل يوما في المخيم بنهر عيسى والدنيا صيف فدخل إليه المستنجد وقد أثر الحر والعطش فيه
فقال: أيش بك
قال: أنا عطشان
قال: ولم تركت نفسك
قال: يا مولانا فإن الماء في الموكبيات قد حمي
فقال: أيش في فمك
قال: خاتم يزدن عليه مكتوب اثني عشر إمام وهو يسكن من العطش
فضحك المقتفي وقال: ويلك يريد يصيرك يزدن رافضيا , سيد هؤلاء الأئمة الحسين ومات عطشانا , أرمه من فمك.
2 - قال ابن الجوزي في المنتظم عن أيام المقتفي (5/ 172):-
في يوم السبت – سنة 547 هـ -: أخذ البديع صاحب ابي النجيب وكان متصوفاً يعظ الناس، فحمل إلى الديوان واخذ من عنده الواح من طين فيها قبل وعليها مكتوب، اسماء الائمة الاثنا عشر، فاتهموه بالرفض، فشهر بباب النوبي وكشف رأسه وأدب والزم بيته.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[08 - 11 - 09, 09:45 ص]ـ
17 - أمير المؤمنين الخليفة المستنجد بالله (566هـ)
قال ابن الأثير في الكامل في التاريخ - (ج 5 / ص 89):-
في هذه السنة أمر الخليفة المستنجد بالله بإهلاك بني أسد أهل الحلة المزيدية، لما ظهر من فسادهم، ولما كان في نفس الخليفة منهم من مساعدتهم السلطان محمداً لما حصر بغداد، فأمر يزدن بن قماج بقتالهم وإجلائهم عن البلاد، وكانوا منبسطين في البطائح، فلا يقدر عليهم، فتوجه يزدن إليهم، وجمع عساكر كثيرة من راجل وفارس، وأرسل إلى ابن معروف مقدم المنتفق، وهو بأرض البصرة، فجاء في خلق كثير فحصرهم وسد عليهم الماء، وصابرهم مدة، فأرسل الخليفة إلى يزدن يعتب عليه ويعجزه وينسبه إلى موافقتهم في التشيع، وكان يزدن يتشيع، فجد هو وابن معروف في قتالهم والتضييق عليهم، وسد مسالكهم في الماء، فاستسلموا حينئذ، فقتل منهم أربعة آلاف قتيل، ونادى فيمن بقي: من وجد بعد هذا في المزيدية فقد حل دمه؛ فتفرقوا في البلاد، ولم يبق منهم في العراق من يعرف، وسلمت بطائحهم وبلادهم إلى ابن معروف.
18 - أمير المؤمنين الخليفة المستضيء بالله (575هـ)
1 - قال الذهبي في السير عن المستضيء (21/ 70):-
ويميل إلى مذهب الحنابلة، وضعف بدولته الرفض ببغداد وبمصر وظهرت السنة، وحصل الامن، ولله المنة.
2 - قال ابن كثير في البداية والنهاية (16\ 530):-
وفيها - سنة 554 هـ - احتيط ببغداد على شاعر ينشد للروافض يقال له ابن قرايا , يقف في الأسواق ويذكر أشعارا يضمنها ذم الصحابة وسبهم و تجويرهم وتهجين من يحبهم، فعقد له مجلس بأمر الخليفة واستنطق فإذا هو رافضي جلد خبيث داعية إليه، فأفتى الفقهاء بقطع لسانه ويديه، ففعل به ذلك، ثم اختطفته العامة فما زالوا يرمونه بالآجر حتى ألقى نفسه في دجلة فاستخرجوه منها وقتلوه حتى مات، فأخذوا شريطا وربطوه في رجله وجروه على رجله حتى طافوا به البلد وجميع الأسواق، ثم ألقوه في بعض الأتونات مع الآجر والكلس، وعجز الشرط عن تخليصه منهم.
وقال ابن الجوزي عن هذه الحادثة في المنتظم (5/ 231):-
كبس بالكرخ على رجل يقال له أبا السعادات ابن قرايا كان ينشد على الدكاكين ويقال إنه كان يذكر على العوني وغيره من الرفض فوجدوا عنده كتباً كثيرة فيها سب الصحابة وتلقيفهم فأخذ فقطع لسانه بكرة الجمعة وقطعت يده ثم حط إلى الشط ليحمل إلى المارستان فضربه العوام بالآجر في الطريق فهرب إلى الشط فجعل يسبح وهم يضربونه حتى مات ثم أخرجوه وأحرقوه ثم رمي باقيه إلى الماء فطفا بعد أيام فقالت العامة مارضيته السمك وقالت العامة فيه الشعر الكثير المسمى بكان.
ثم تتبع جماعة من الروافض فجعلوا يحرقون كتباً عندهم من غير أن يطلع عليها مخافة أن ينم عليهم وخمدت جمرتهم بمرة وصاروا أذل من اليهود.
3 - قال ابن الجوزي عن أيام المستضيء (5/ 220):-
وكان الرفض في هذه الايام - سنة 571 - قد كثر فكتب صاحب المخزن إلى أمير المؤمنين إن لم تقوي يدي ابن الجوزي لم تطق على دفع البدع , فكتب أمير المؤمنين بتقوية يدي فأخبرت الناس بذلك على المنبر وقلت إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قد بلغه كثرة الرفض وقد خرج توقيعه بتقوية يدي في إزالة البدع فمن سمعتموه من العوام يتنقص بالصحابة فأخبروني حتى انقض داره واخلده الحبس وإن كان من الوعاظ حدرته المشان فانكف الناس.
4 - وقال أيضا عن أيام المستضيء (5/ 231):-
وفي ليلة السبت تاسع عشرين رمضان: حضر الجماعة على طبق صاحب المخزن فتكلم ابن البغدادي الفقيه فقال إن عائشة قاتلت علياً رضي الله عنه فصارت من جملة البغاة فتقدم صاحب المخزن بإقامته من مكانه ووكل به في المخزن وكتب إلى أمير المؤمنين بذلك فخرج التوقيع بتعزيره فجمع الفقهاء فقيل لهم ما تقولون فيما قال؟ وهل يجوز أن يترك تعزيره إذا أقر بالخطأ؟ فجعل هو يناظر على ما قال , والفقهاء يردون ما يقول , فقلت أنا من بين الجماعة هذا رجل ليس له علم بالنقل وقد سمع إنه جرى قتال , ولعمري لقد جرى قتال ولكن ما قصدته عائشة ولا علي إنما أثار الحرب سفهاء الفريقين ولولا علمنا بالسير لقلنا مثل ما قال , وتعزير مثل هذا إن يقر بالخطأ بين الجماعة ويصفح عنه، فكتب إلى أمير المؤمنين بذلك فوقع إذا كان قد أقر بالخطأ فيشترط عليه أن لا يعاود ثم أطلق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/64)
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[08 - 11 - 09, 05:55 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[10 - 11 - 09, 10:39 ص]ـ
وإياك، وبارك الله فيك.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[15 - 11 - 09, 01:42 م]ـ
19 - أمير المؤمنين الخليفة الظاهر بالله (623هـ)
قال القلقشندي في مآثر الإنافة في معالم الخلافة (1\ 199):-
لما ولي الخلافة أظهر العدل وأزال المكوس وأخرج المسجونين من السجن ومشى على مذهب أهل السنة وترك ما كان عليه أبوه من التشيع. اهـ.
قلنا: أبوه هو أمير المؤمنين الخليفة الناصر لدين الله، وقد قال ابن واصل في مفرج الكروب (4\ 166):- وكان الناصر لدين الله يتشيع ويميل إلى مذهب الامامية، وهو خلاف ما كان عليه آباؤه من القادر إلى المستضئ فإنهم كانوا يذهبون مذهب السلف، وللقادر عقيدة مشهورة في ذلك.
20 - أمير المؤمنين الخليفة المستنصر بالله (640هـ)
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء - (ج 23 / ص 379)
فقام الوجيه القيرواني ومدح الخليفة (يعني المستنصر) بأبيات منها: لو كنت في يوم السقيفة حاضرا * كنت المقدم والامام الاورعا فقال الناصر (أحد السلاطين): أخطأت، قد كان العباس جد أمير المؤمنين حاضرا ولم يكن المقدم إلا أبو بكر الصديق، فأمر (يعني الخليفة المستنصر) بنفي الوجيه.
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[15 - 11 - 09, 02:10 م]ـ
جهد تشكر عليه اخي الكريم
وهؤلاء الخلفاء كان منهم المحسن ومنهم المقتصد ومنهم الظالم لنفسه
ولا شك ان خلفاء بني امية على العموم افضل منهم
بل دولة بني امية افضل من دولة بني العباس
هذا والعلم عندالله تعالى
أكمل بارك الله فيك
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 09:25 ص]ـ
الأخ أحمد المزني المدني
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
لقد قلت
وهؤلاء الخلفاء كان منهم المحسن ومنهم المقتصد ومنهم الظالم لنفسه
فأقول
هذا خارج عن الموضوع ولا داع لذكره فلم ندع العصمة لأحد من بني العباس , فإن كل البشر منهم محسن ومقتصد وظالم , وهذا معلوم للجميع.
ولما قمنا بنشر هذا البحث وكتابنا (عقيدة بني العباس وحمايتهم للدين والعقيدة والسنة) على صفحات الإنترنت جاءت اعتراضات من بعض الناس بأن خلفاء بني العباس كانوا ظلمة وفسقة وأساءوا السيرة في الناس.
وهذا الاعتراض كما لا يخفى لا علاقة له بموضوع الكتاب والبحث فإن الرجل قد يكون ظالما فاسقا ومع ذلك عقيدته سلفية لكن خلقه ليس سلفيا بالطبع.
فلذلك جمعنا بحثا سوف يعرض لاحقا اسمه (إعلام الناس بحسن سيرة خلفاء بني العباس).
وكانت نتيجة هذا الجمع أن 27 خليفة من خلفاء بني العباس في بغداد كانت سيرتهم حسنة وكانوا من خيار الناس , وستة خلفاء لم يصفهم أحد بالظلم أو الفسق , وأربعة خلفاء نقل عنهم الظلم وسوء السيرة مع اختلاف المؤرخين في ثلاثة منهم.
وأما خلفاء بني العباس في مصر , فتسعة منهم كانوا معروفين بحسن السيرة , وسبعة خلفاء لم ينقل عنهم فسق أو ظلم.
وبهذا يتضح أن السمة العامة في خلفاء بني العباس هي حسن السيرة والديانة وتحري العدل والبعد عن الظلم , ولم يشذ في ذلك إلا قلة ولله الحمد.
وقلت أيضا
ولا شك ان خلفاء بني امية على العموم افضل منهم
بل دولة بني امية افضل من دولة بني العباس
فأقول
وهذا أيضا بعيد كل البعد عن الموضوع.
فلم نذكر شيئا في هذا البحث عن أبناء عمنا خلفاء بني أمية , ولم نذكر شيئا عن دولتهم.
ومادام أنك قد ذكرت ذلك فلا بأس من الرد والتبيين.
المقارنة بين دولة بني العباس وبني أمية لا تصح فهنالك فروق كبيرة تمنع المقارنة , منها:-
1 - المدة الزمنية للدولتين , فدولة بني أمية استمرت لمدة 92 سنة , وأما دولة بني العباس في العراق فاستمرت لمدة 524 سنة أي ستة أضعاف مدة دولة بني أمية.
2 - أن دولة بني أمية أدركت عصر الصحابة والتابعين , وأما دولة بني العباس فلم تدرك أحدا من الصحابة والتابعين , وهذا له دوره الكبير في فساد الزمان وصلاحه.
لكن مع ذلك كله فقد قتل في دولة بني أمية عدد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كالحسين بن علي وعبدالله بن الزبير وعبدالله بن زيد وغيرهم , وقتل أيضا من كبار التابعين سعيد بن جبير , وأذل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كأنس بن مالك وعائذ بن عمرو وغيرهم.
وقد وردت أحاديث صحيحة في ذمهم:-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/65)
1 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إني رأيت في منامي كأن بني الحكم بن أبي العاص ينزون على منبري كما تنزو القردة). (3940) (الصحيحة) وحسنه الوادعي.
2 - عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا بلغ بنوا أبي العاص ثلاثين رجلا اتخذوا عباد الله خولا و مال الله دولا و كتاب الله دغلا) صحيح الجامع (419).
ومع كون خلفاء بني أمية نواصب [ولا يدخل في ذلك الصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه وعمر بن عبدالعزيز].
- قال ابن حزم الأموي مولاهم في رسائله عن بني العباس (2\ 147):-
إلا أنهم لم يعلنوا بسب أحد من الصحابة، رضوان الله عليهم، بخلاف ما كان بنو أمية يستعملون من لعن عليّ بن أبي طالب رضوان الله عليه، ولعن بنيه الطاهرين من بني الزهراء؛ وكلهم كان على هذا حاشا عُمر بن عبد العزيز ويزيد بن الوليد رحمهما الله تعالى فإنهما لم يستجيزا ذلك.
- قال ابن تيمية في منهاج السنة (8\ 170):-
وأعظم ما نقمه الناس على بني أمية شيئان:- أحدهما تكلمهم في علي , والثاني تأخير الصلاة عن وقتها.
- قال ابن كثير في البداية والنهاية عن خلفاء بني أمية (13/ 210):-
وكلهم قد كان ناصبيا ... إلا الإمام عمر التقيا
- قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (5/ 113):-
في آل مروان نصب ظاهر سوى عمر بن عبد العزيز رحمه الله. انتهى.
قلنا: وقد وصلت البدع إلى قمتها في آخر دولتهم.
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (13/ 177):-
وهذا الجعد إليه ينسب مروان بن محمد الجعدي آخر خلفاء بنى أمية وكان شؤمه عاد عليه حتى زالت الدولة فإنه إذا ظهرت البدع التى تخالف دين الرسل انتقم الله ممن خالف الرسل وانتصر لهم.
- وقال أيضا في مجموع الفتاوى (13/ 182):-
والمقصود هنا أن دولة بني أمية كان انقراضها بسبب هذا الجعد المعطل وغيره من الأسباب التي أوجبت ادبارها.
- وقال أيضا في الفتاوى الكبرى (5/ 43):-
وهذا الجعد قد ذكروا أنه كان من أهل حران، وهو معلم مروان بن محمد، ولهذا يقال له: الجعدي، وكانت حران إذ ذاك دار الصائبة الفلاسفة الباقين على ملة سلفهم أعداء إبراهيم الخليل.
وقال تلميذه الإمام ابن قيم الجوزية في الصواعق المرسلة (3/ 1071):-
الجعد بن درهم وإنما نفق عند الناس بعض الشيء لأنه كان معلم مروان بن محمد وشيخه ولهذا كان يسمى مروان الجعدي وعلى رأسه سلب الله بني أمية الملك والخلافة وشتتهم في البلاد ومزقهم كل ممزق ببركة شيخ المعطلة النفاة. انتهى.
قلت: ومن أخطائهم أيضا تأخير الصلاة عن وقتها بل أحيانا إخراجها عن وقتها , وتقديم الخطبة على الصلاة في العيدين , والتأذين لصلاة العيدين , وأنهم كانوا يخطبون قعودا , واستمروا على هذا حتى أماتوا السنن وظن الناس أن البدع هي السنن.
قال أبو عبيد الآجري في السؤالات (1\ 290):-
حدثنا أبو داود حدثنا أحمد بن عبدة قال: سمعت معاذ بن معاذ قال لما قدم بنو العباس بدأوا بالصلاة قبل الخطبة، فانصرف الناس وهم يقولون: بدلت السنة بدلت السنة يوم العيد.
وقال في منهاج السنة (8\ 169):-
ولهذا لما تولى بنو العباس كانوا أحسن مراعاة للوقت من بني أمية.
قال الماوردي في الحاوي (2\ 489):-
وَقَدْ كَانَ بَعْضُ الْوُلَاةِ أَحْدَثَ الْأَذَانَ لِصَلَاةِ الْعِيدِ.
فَرَوَى أَبُو قِلَابَةَ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ أَذَّنَ لَهَا لصلاة العيد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ.
وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ أَذَّنَ لَهَا مُعَاوِيَةُ، وَخَطَبَ لَهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ.
وَكَانَ مَرْوَانُ مِنْ قِبَلِهِ عَلَى الْمَدِينَةِ فَقَامَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ إِلَى مَرْوَانَ وَقَالَ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ يُصَلُّونَ الْعِيدَ بِلَا أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ وَيَخْطُبُونَ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فقَالَ تِلْكَ سُنَّةٌ مَتْرُوكَةٌ، فَقَامَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ فَقَالَ: أَمَّا هَذَا فَقَدَ أَدَّى مَا عَلَيْهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَنْكِرِ الْمُنْكَرَ بِيَدِكَ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِكَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/66)
فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِكَ وَذَلِكَ لَضَعْفُ الْإِيْمَانِ.
ثُمَّ جَرَى عَلَيْهِ بَنُو أُمَيَّةَ أَيَّامَ مُلْكِهِمْ إِلَى أَنْ وَلِيَ بَنُو الْعَبَّاسِ وَرَدُّوا الْأَمْرَ إِلَى حَالِهِ.
قال في الوافي بالوفيات عن السفاح (1\ 2459):-
ولما صعد المنبر خطب قائماً، فقال الناس: يا ابن عم رسول الله أحييت السنة، وكانت بنو أمية يخطبون قعوداً. انتهى.
قلت: وأما موضوع الفتوحات فهذا تفصيله:-
1 - بنو أمية كانوا في القرون المفضلة، وكانت جيوشهم مكونة من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، فحق على الله سبحانه أن ينصر مثل هؤلاء الجنود الأخيار، وقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: يأتي على الناس زمان. يغزو فئام من الناس. فيقال لهم: فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم. فيفتح لهم. ثم يغزو فئام من الناس. فيقال لهم: فيكم من رأى من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم. فيفتح لهم. ثم يغزو فئام من الناس. فيقال لهم: هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم. فيفتح لهم.
وأما بنو العباس فوصلوا للخلافة بعد القرون المفضلة، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم كما في البخاري من حديث أنس: اصبروا، فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شرمنه.
2 - أن الفتوحات لا تكون إلا في زمن الاستقرار وعدم وجود الثورات والخروج على الدولة، والدولة العباسية كانت مبتلاة بهذا الشيء منذ بداية قيام الدولة والله المستعان.
وحتى بنو أمية في فترات الثورات والفتن لم تكن لهم فتوحات كما في فترة الاستقرار وهذا شيء بدهي، فخليفة مثل عبد الملك بن مروان الحازم القوي والذي يعتبر المؤسس الثاني للدولة الأموية، لم يكن في زمنه فتوحات تذكر، وذلك لانشغاله بالثورات والخروج، والسعي في استقرار الحكم.
وأيضا بعد موت الخليفة هشام بن عبد الملك توقفت الفتوحات الأموية إلى وقت سقوط الدولة في معركة الزاب، وذلك بسبب عدم الاستقرار والفتن والثورات كما ذكرنا.
ومما يصلح كمثال قوي على هذا ما حصل لجدنا المعتصم بعد فتح عمورية من إرادته التوجه للقسطنطينية لفتحها لولا ما حصل من تمرد العباس بن المأمون الذي اضطره للتوقف، وعمورية كما يقول المؤرخون كانت أحصن مدن البيزنطيين ذلك الوقت.
الثالث: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد قال كما في صحيح مسلم من حديث ثوبان رضي الله عنه: إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها.
قال أبو العباس القرطبي في المفهم شرح صحيح مسلم عند شرحه لهذا الحديث:"كان ذلك من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم، وذلكأن ملك أمته اتسع إلى أن بلغ أقصى بحر طنجة الذي هو منتهى عمارة المغرب، إلى أقصى المشرق مما وراء خراسان والنهر وكثير من بلاد الهند والسند والصغد، ولم يتسع ذلك الاتساع من جهة الجنوب و الشمال، ولذلك لم يذكر أنه أريه و لا أخبر أن ملك أمته يبلغه."
وبالتالي نقول إن أبناء عمنا من بني أمية رحمهم الله قد وصلوا لأقصى المغرب، وأقصى المشرق، فلم يبق لبني العباس إلا المحافظة على هذه الثغور ولذلك قاموا بتنظيم الصوائف والشواتي للمحافظة على هذه الثغور.
ومع هذا فقد تم فتح الهند العظيم في عصر بني العباس على يد السلطان العادل محمود بن سبكتكين الغزنوي والي الهند العباسي.
وأيضا قد تم فتح جزيرتي صقلية ومالطة على يد الأغالبة ولاة المغرب العباسيين.
وأيضا جدنا المعتصم قد فتح أنقرة بالإضافة إلى عمورية التي ذكرنا فتحها أعلاه.
وخلاصة الكلام
1 - أن زمان دولة بني أمية أفضل من زمان دولة بني العباس لوجود الصحابة التابعين فالبدع أقل والفساد أقل.
2 - أن عقيدة بني العباس أفضل من عقيدة خلفاء بني أمية وأكثر تمسكا بالسنة وهذا هو الأهم.
وأخيرا أرجو عدم إخراج الموضوع عن مساره , ومن أراد النقاش في أمور أخرى فليفتح موضوعا جديدا.
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[16 - 11 - 09, 12:06 م]ـ
اما قولك ان خلفاء بني أمية كان نواصب لا نسلم لك بهذا
بل ان خلفاء بني أمية عاملوا ال علي بن ابي طالب خيرا مما عاملهم به بني عمومتهم من بين العباس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/67)
وكانت هناك مصاهرات بين بين أمية وبين ال علي بن ابي طالب
والعجب ان الدراس للتاريخ الاسلامي يرى ان بني بني العباس رفعوا شعار الرضا من ال محمد واتبعهم الناس على انه من ال علي بن ابي طالب.
والاعجب منه ان بني العباس كانوا اشد تنكيلا وقتلا في ال علي بن ابي طالب من بني أمية
قولك
انقراض دولة بني امية بسب ظهور الجعد
لم تصب في قولك
فبالبدع في زمن بني امية اقل منها في زمن بني العباس , والاسلام كان ظاهرا اكثر منه في زمن بني امية
واما قولك ان زمان بني امية افضل ولا تجوز المقارنة بين الدولتين بسبب تقدم زمان بني امية وذكرك الحديث (لا ياتي على الناس زمان الا والذي بعده شرا منه)
اذا بمفهومك نلغي اي مقارنة بين اي دولتين لان احدهما سابقة على الاخرى في الزمان
يكفي بني امية فخرا وشرفا انهم كانوا في القرون المفضلة
ويكفيهم شرفا وفخرا انهم فتحوا من بلاد الاسلام ما لم تفتح دولة بني العباس ربعه
يكفي خلفاء بني امية شرفا وفخرا انهم حافظوا على دولة الاسلام من الانفصالات من جسد الدولة الاسلامية
يكفي بني امية شرفا وفخرا ان اصلاحاتهم الاقتصادية والعمرانية وفي شتى المجالات لم تستطع دولة بني العباس بلوغ نصفه
اما خلافة بني العباس فحدث ولا حرج من كم قطر اسلامي انفصل عنها
بل اقل الفتوحات كانت في زمن بني العباس (علما ان بني امية واجهتهم من الصعاب مالم تواجه بني امية)
بل ان بني العباس يقسم المؤرخون دولته الي قسمين اول وثاني
الاول استمر فترة زمنية بسيطة وبعد ذلك اصبحت سلطتهم فقط ع العراق بل جاءت فترات لم يكن للخليفة العباسي في القرون المتاخرة من دولتهم الا الرسم من اسمه
الم يتسلط العنصر الفارسي ويصبح هو المتسبد في الحكم في النصف الثاني من دولة بني العباس
واتركك مع بعض هذه النقول من كلام شيخ الاسلام في خلفاء بني امية
قال شيخ الاسلام (لَكِنْ كَانَ - قَدِيمًا لَمَّا كَانَ بَنُو أُمَيَّةَ وُلَاةَ الْبِلَادِ - بَعْضُ بَنِي أُمَيَّةَ يَنْصِبُ الْعَدَاوَةَ لِعَلِيِّ وَيَسُبُّهُ) مجموع الفتاوى
وقال (الآن فإن بني أمية تولوا على جميع أرض الإسلام وكانت الدولة في زمنهم عزيزة والخليفة يدعى باسمه عبد الملك وسليمان لا يعرفون عضد الدولة ولا عز الدين وبهاء الدين وفلان الدين وكان أحدهم هو الذي يصلي بالناس الصلوات الخمس وفي المسجد يعقد الرايات ويؤمر الأمراء وإنما يسكن داره لا يسكنون الحصون ولا يحتجبون عن الرعية) منهاج السنة
وقال (عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال هذا الأمر عزيزا إلى اثنى عشر خليفة كلهم من قريش ولفظ البخاري اثنى عشر أميرا وفي لفظ لا يزال أمر الناس ماضيا ولهم أثنا عشر رجلا وفي لفظ لا يزال الإسلام عزيزا إلى أثنى عشر خليفة كلهم من قريش وهكذا كان فكان الخلفاء أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ثم تولى من اجتمع الناس عليه وصار له عز ومنعة معاوية وابنه يزيد ثم عبد الملك وأولاده الأربعة وبينهم عمر بن عبد العزيز وبعد ذلك حصل في دولة الإسلام من النقص ما هو باق إلى الآن) منهاج السنة
وقال (فإن خلفاء بني أمية وبني العباس مسلمون ظاهرا وباطنا وذنوبهم من جنس ذنوب المسلمين ليسوا كفارا منافقين) منهاج السنة
.. تعرف اخي الكريم ما سبب شناعة تاريخ بني امية اقول لك ما يقوله المؤرخون وغيرهم
سبب تشويه تاريخ بني امية وتاريخ خلفائهم هو ان تاريخ بني امية كتب في زمن منافسيهم وهم بني العباس فكان ذلك سببا في دس الكثير من التشويه والتحريف في تاريخ بني امية
واعلم اخي ان دولة بني امية افضل وخيرا من دولة بني العباس وهذا مشهور ومعروف لكثير من العلماء ومؤرخي دول الاسلام
واعلم اخي ان الاسلام كان اكثر منعة وعزا في دولة بني العباس من بني امية
وكثير من المؤرخين يقولون ان تاريخ بني امية لابد ان يصاغ من جديد وبانصاف
ورايت العالم الصلابي قد خطوة جبارة في هذا الاتجاه في كتابه عن تاريخ بني امية
(علما اني لا انكر فضل دولة بني العباس وفضل خلفاءها , ولكن رايت منكم تفضيلا لهم على دولة بني امية فاريات ان الحق احق ان يتبع)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 01:32 م]ـ
ومع كون خلفاء بني أمية نواصب [ولا يدخل في ذلك الصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه وعمر بن عبدالعزيز].
- قال ابن حزم الأموي مولاهم في رسائله عن بني العباس (2\ 147):-
إلا أنهم لم يعلنوا بسب أحد من الصحابة، رضوان الله عليهم، بخلاف ما كان بنو أمية يستعملون من لعن عليّ بن أبي طالب رضوان الله عليه، ولعن بنيه الطاهرين من بني الزهراء؛ وكلهم كان على هذا حاشا عُمر بن عبد العزيز ويزيد بن الوليد رحمهما الله تعالى فإنهما لم يستجيزا ذلك.
- قال ابن تيمية في منهاج السنة (8\ 170):-
وأعظم ما نقمه الناس على بني أمية شيئان:- أحدهما تكلمهم في علي , والثاني تأخير الصلاة عن وقتها.
- قال ابن كثير في البداية والنهاية عن خلفاء بني أمية (13/ 210):-
وكلهم قد كان ناصبيا ... إلا الإمام عمر التقيا
- قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (5/ 113):-
في آل مروان نصب ظاهر سوى عمر بن عبد العزيز رحمه الله. انتهى.
ردنا كله نقولات، ليس فيه شيء من الكلام المجرد، كما هو ردك.
وقد ناقضت نفسك فبرأت بني أمية من النصب مخالفا لشيخ الإسلام ابن تيمية وابن كثير والذهبي وابن حزم، ثم نقلت هذا القول عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وهو يتحدث عن انقراض النصب وأنه كان في زمن بني أمية وهو ما ندين الله به:
قال شيخ الاسلام (لَكِنْ كَانَ - قَدِيمًا لَمَّا كَانَ بَنُو أُمَيَّةَ وُلَاةَ الْبِلَادِ - بَعْضُ بَنِي أُمَيَّةَ يَنْصِبُ الْعَدَاوَةَ لِعَلِيِّ وَيَسُبُّهُ) مجموع الفتاوى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/68)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 01:35 م]ـ
قولك
انقراض دولة بني امية بسب ظهور الجعد
لم تصب في قولك
غفر الله لك، يبدو أنك تتعجل في الرد، فتنسب أقوال أهل العلم لنا:
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (13/ 177):-
وهذا الجعد إليه ينسب مروان بن محمد الجعدي آخر خلفاء بنى أمية وكان شؤمه عاد عليه حتى زالت الدولة فإنه إذا ظهرت البدع التى تخالف دين الرسل انتقم الله ممن خالف الرسل وانتصر لهم.
- وقال أيضا في مجموع الفتاوى (13/ 182):-
والمقصود هنا أن دولة بني أمية كان انقراضها بسبب هذا الجعد المعطل وغيره من الأسباب التي أوجبت ادبارها.
- وقال أيضا في الفتاوى الكبرى (5/ 43):-
وهذا الجعد قد ذكروا أنه كان من أهل حران، وهو معلم مروان بن محمد، ولهذا يقال له: الجعدي، وكانت حران إذ ذاك دار الصائبة الفلاسفة الباقين على ملة سلفهم أعداء إبراهيم الخليل.
وقال تلميذه الإمام ابن قيم الجوزية في الصواعق المرسلة (3/ 1071):-
الجعد بن درهم وإنما نفق عند الناس بعض الشيء لأنه كان معلم مروان بن محمد وشيخه ولهذا كان يسمى مروان الجعدي وعلى رأسه سلب الله بني أمية الملك والخلافة وشتتهم في البلاد ومزقهم كل ممزق ببركة شيخ المعطلة النفاة. انتهى.
ويظهر بهذه النقولات أن الكلام الذي نسبته لنا إنما هو لشيخي الإسلام الإمامين ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 01:40 م]ـ
قلت: وأما موضوع الفتوحات فهذا تفصيله:-
1 - بنو أمية كانوا في القرون المفضلة، وكانت جيوشهم مكونة من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، فحق على الله سبحانه أن ينصر مثل هؤلاء الجنود الأخيار، وقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: يأتي على الناس زمان. يغزو فئام من الناس. فيقال لهم: فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم. فيفتح لهم. ثم يغزو فئام من الناس. فيقال لهم: فيكم من رأى من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم. فيفتح لهم. ثم يغزو فئام من الناس. فيقال لهم: هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم. فيفتح لهم.
وأما بنو العباس فوصلوا للخلافة بعد القرون المفضلة، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم كما في البخاري من حديث أنس: اصبروا، فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شرمنه.
2 - أن الفتوحات لا تكون إلا في زمن الاستقرار وعدم وجود الثورات والخروج على الدولة، والدولة العباسية كانت مبتلاة بهذا الشيء منذ بداية قيام الدولة والله المستعان.
وحتى بنو أمية في فترات الثورات والفتن لم تكن لهم فتوحات كما في فترة الاستقرار وهذا شيء بدهي، فخليفة مثل عبد الملك بن مروان الحازم القوي والذي يعتبر المؤسس الثاني للدولة الأموية، لم يكن في زمنه فتوحات تذكر، وذلك لانشغاله بالثورات والخروج، والسعي في استقرار الحكم.
وأيضا بعد موت الخليفة هشام بن عبد الملك توقفت الفتوحات الأموية إلى وقت سقوط الدولة في معركة الزاب، وذلك بسبب عدم الاستقرار والفتن والثورات كما ذكرنا.
ومما يصلح كمثال قوي على هذا ما حصل لجدنا المعتصم بعد فتح عمورية من إرادته التوجه للقسطنطينية لفتحها لولا ما حصل من تمرد العباس بن المأمون الذي اضطره للتوقف، وعمورية كما يقول المؤرخون كانت أحصن مدن البيزنطيين ذلك الوقت.
الثالث: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد قال كما في صحيح مسلم من حديث ثوبان رضي الله عنه: إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها.
قال أبو العباس القرطبي في المفهم شرح صحيح مسلم عند شرحه لهذا الحديث:"كان ذلك من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم، وذلكأن ملك أمته اتسع إلى أن بلغ أقصى بحر طنجة الذي هو منتهى عمارة المغرب، إلى أقصى المشرق مما وراء خراسان والنهر وكثير من بلاد الهند والسند والصغد، ولم يتسع ذلك الاتساع من جهة الجنوب و الشمال، ولذلك لم يذكر أنه أريه و لا أخبر أن ملك أمته يبلغه."
وبالتالي نقول إن أبناء عمنا من بني أمية رحمهم الله قد وصلوا لأقصى المغرب، وأقصى المشرق، فلم يبق لبني العباس إلا المحافظة على هذه الثغور ولذلك قاموا بتنظيم الصوائف والشواتي للمحافظة على هذه الثغور.
ومع هذا فقد تم فتح الهند العظيم في عصر بني العباس على يد السلطان العادل محمود بن سبكتكين الغزنوي والي الهند العباسي.
وأيضا قد تم فتح جزيرتي صقلية ومالطة على يد الأغالبة ولاة المغرب العباسيين.
وأيضا جدنا المعتصم قد فتح أنقرة بالإضافة إلى عمورية التي ذكرنا فتحها أعلاه.
هذا ما كتبناه سابقا، وقد ذكرنا جواب هذه الشبهة قبل أن تقولها، وها أنت قلتها، وهذا جوابها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/69)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 01:51 م]ـ
.. تعرف اخي الكريم ما سبب شناعة تاريخ بني امية اقول لك ما يقوله المؤرخون وغيرهم
سبب تشويه تاريخ بني امية وتاريخ خلفائهم هو ان تاريخ بني امية كتب في زمن منافسيهم وهم بني العباس فكان ذلك سببا في دس الكثير من التشويه والتحريف في تاريخ بني امية
والدعاوى ما لم تقيموا عليها بينات أصحابها أدعياء
الجواب على كلامك هذا من نواحي:
1 - أننا لسنا حطاب ليل فننقل الغث والسمين، وإنما ننقل ما صح في كتب السنة والحديث والعقيدة، وأما التاريخ فلا ننقل إلا أقوال الذهبي وابن كثير لا رواياتهم، وهناك فرق.
2 - أنه لو كان لبني العباس تدخل في كتابة التاريخ، فلماذا التاريخ مليء بذم بني العباس والكذب عليهم.
3 - أنه لو سلمنا بتدخل بني العباس في كتابة التاريخ، فما بال كتب الحديث كالصحاح والسنن، هل بني العباس أيضا هم من كتبوها ولعبوا فيها كما يقول الرافضة.
4 - ما هي المثالب التي ذكرناها، وهي من وضع بني العباس، كما تقول، وهل انطلت هذه الأكاذيب على أمثال الإمام أحمد بن حنبل وابن تيمية وابن القيم وابن كثير والذهبي وابن الجوزي وابن رجب الحنبلي وابن حجر العسقلاني، ولم يدركها إلا هؤلاء المعاصرون!!
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 02:07 م]ـ
وأما مسألة أبناء عمنا العلويين، فقد قال أحدهم في أحد المنتديات:
وأنت تعلم أن بني العباس ظلوا يدعون
كما قلت للرضا من آل محمد؟!! أربعين عاماً!!
ليستغلوا حب الناس للطالبين.
فقلت ردا عليه:
((هذا الكلام مليء بالمغالطات، فدعوة بني العباس بدأت عام 100 هـ سنة ولادة محمد بن عبد الله بن الحسن، وكانوا يدعون لأنفسهم، ونقباؤهم يعرفون هذا وعددهم 12، وكذلك دعاتهم 32 داعية، ودعاة دعاتهم 72 داعية، كلهم يدعون لجدنا محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب وأولاده من بعده، ولكن كانت الدعوة سرية حتى لا ينكشف الأمر ويقتل الإمام الذي يدعون إليه، ولذلك لم يكونوا يصرحون باسم الإمام، ولكن كانوا يقولون بأنهم يدعون إلى الرضا من آل محمد، أي الرجل المرضي في دينه من آل محمد، وليس في هذا كذب فبنو العباس من صميم آل محمد، فهم عصبته صلى الله عليه وآله وسلم، وجدهم العباس هو وريثه الوحيد من الذكور لو كان يورث.
وقد اكتشف بنو أمية بعد وفاة محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بأن الدعوة لإبراهيم ابنه ولذلك سجنوه ومات في حبسه، وانتقل الأمر بعده لأخيه بن الحارثية أبي العباس عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس، والذي بويع بالخلافة بعد ذلك.
وقد كان جعفر بن محمد الملقب بالصادق يعرف هذا أيضا، وإنما كان عبدالله بن الحسن بن الحسن هو الذي يعتقد أن ابنه هو المهدي ولذلك خرج ابنه محمد بعد قيام الدولة ولم يبايع أبا العباس ولا أبا جعفر.
وهذه نقول على ما قلت:
قال ابن كثير في البداية والنهاية ج 9 ص 189 في أحداث سنة مائة من الهجرة أي سنة ولادة محمد بن عبدالله المحض:
وفيها (أي سنة 100 هـ) كان بدو دعوة بني العباس
وذلك أن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وكان مقيما بأرض الشراة بعث من جهته رجلا يقال له ميسرة إلى العراق وأرسل طائفة أخرى وهم محمد بن خنيس وأبو عكرمة السراج وهو أبو محمد الصادق وحيان العطار خال إبراهيم بن سلمة إلى خراسان وعليها يومئذ الجراح ابن عبد الله الحكمي قبل أن يعزل في رمضان وأمرهم بالدعاء إليه وإلى أهل بيته فلقوا من لقوا ثم انصرفوا بكتب من استجاب منهم إلى ميسرة الذي بالعراق فبعث بها إلى محمد بن علي ففرح بها واستبشر وسره أن ذلك أول مبادئ أمر قد كتب الله إتمامه وأول رأي قد أحكم الله إبرامه أن دولة بني أمية قد بان عليها مخايل الوهن والضعف ولا سيما بعد موت عمر بن عبد العزيز كما سيأتي بيانه وقد اختار أبو محمد الصادق لمحمد بن علي اثنى عشر نقيبا وهم سليمان بن كثير الخزاعي ولا هز بن قريظ التميمي وقحطبة بن شبيب الطائي وموسى بن كعب التميمي وخالد بن إبراهيم أبو داود من بني عمرو بن شيبان بن ذهب والقاسم بن مجاشع التميمي وعمران بن إسماعيل أبو النجم مولى لآل أبي معيط ومالك بن الهيثم الخزاعي وطلحة بن زريق الخزاعي وعمرو ابن أعين أبو حمزة مولى لخزاعة وشبل بن طهمان أبو علي الهروي مولى لبني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/70)
حنيفة وعيسى ابن أعين مولى لخزاعة أيضا واختار سبعين رجلا أيضا وكتب إليهم محمد بن علي كتابا يكون مثالا وسيرة يقتدون بها ويسيرون بها. اهـ.
قال ابن كثير في البداية والنهاية وهو يتكلم عن علي بن عبدالله بن العباس: "وقد بايع كثير من الناس لابنه محمد بالخلافة قبل أن يموت علي هذا، وقال أيضا: ومات في هذه السنة محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وهو الذي يدعو إليه دعاة بني العباس، وقال أيضا في ترجمته: محمد بن علي ابن عبد الله بن عباس أبو عبد الله المدني، وهو أبو السفاح والمنصور، روى عن أبيه وجده وسعيد بن جبير وجماعة، وحدث عنه جماعة منهم ابناه الخليفتان، أبو العباس عبد الله السفاح، وأبو جعفر عبد الله المنصور، وقد كان عبد الله بن محمد بن الحنفية أوصى إليه بالامر من بعده وكان عنده علم بالاخبار، فبشره بأن الخلافة ستكون في ولدك، فدعا إلى نفسه في سنة سبع وثمانين، ولم يزل أمره يتزايد حتى توفي في هذه السنة، وقيل في التي قبلها، وقيل في التي بعدها، عن ثلاث وستين سنة، وكان من أحسن الناس شكلا، فأوصى بالامر من بعده لولده إبراهيم، فما أبرم الامر إلا لولده السفاح، فاستلب من بني أمية الامر في سنة ثنتين وثلاثين كما سيأتي".اهـ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية ج 6 ص 170 وكان جعفر ابن محمد وغيره قد علموا أن هذا الأمر لا يكون إلا في بني العباس. اهـ.
وقد قال جدنا محمد بن علي بن عبد الله بن العباس كما في كتاب أخبار الدولة العباسية - (ج 1 / ص 204):
"وإن دعوت أحدا من العامة فلتكن دعوتك إلى الرضا من آل محمد، فإذا وثقت بالرجل في عقله وبصيرته فاشرح له أمركم، وقل بحجتك التي لا يعقلها إلا أولو الالباب، وليكن اسمي مستورا عن كل أحد إلا عن رجل عدلك في نفسك في ثقتك به وقد وكدت عليه وتوثقت منه وأخذت بيعته. اهـ.
وقال البلاذري في أنساب الأشراف ج 1 ص 479:
"بعث رجلا إلى خراسان فأمره أن يدعوا إلى الرضا من آل محمد ولا يسمي أحدا".اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية ج 6 ص 170
: صار يدعو إلى الرضا من آل محمد ولا يعينه. اهـ.
ولما قال محمد بن جرير في " تاريخه ": كان بدو أمر بنى العباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قيل، أعلم العباس أن الخلافة تؤول إلى ولده، فلم يزل ولده يتوقعون ذلك.
قال الذهبي رادا عليه والحق مع الذهبي كما في سير أعلام النبلاء - (ج 6 / ص 58)
: لم يصح هذا الخبر، ولكن آل العباس، كان الناس يحبونهم، ويحبون آل علي، ويودون أن الامر يؤول إليهم، حبا لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبغضا في آل مروان بن الحكم فبقوا يعملون على ذلك زمانا حتى تهيأت لهم الاسباب، وأقبلت دولتهم وظهرت من خراسان. اهـ.
وفي كلام الذهبي هذا رد على زعمك أن الناس كانوا يحبون العلويين فقط.)).اهـ.
وقال أيضا:
ولما استتب لهم الأمر قتلوهم قتل عاد وإرم!!
ليستأثروا بالأمر دونهم ..
فقلت ردا عليه:
(((هذه أيضا مغالطة، بل قد أحسن بنو العباس لأبناء عمهم العلويين، فهذا أبو العباس سفاح المال أول خلفاء بني العباس أكرم شيخ بني الحسن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وأحسن إليه.
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء - (ج 6 / ص 79)
قال الصولي: أحضر السفاح جوهرا من جوهر بني أمية، فقسمه بينه وبين عبد الله بن حسن بن حسن. اهـ.
وقال الصولي أيضا كما في تاريخ الخلفاء - (ج 1 / ص 105)
وكان السفاح أسخى الناس ما وعد عدة فأخرها عن وقتها ولا قام من مجلسه حتى يقضيه وقال له عبد الله بن حسن مرة سمعت بألف ألف درهم وما رأيتها قط فأمر بها فأحضرت وأمر بحملها معه إلى منزله. اهـ.
قال ابن كثير في البداية والنهاية - (ج 10 / ص 63)
دخل عليه في أول ولايته عبد الله بن حسن بن حسن بن علي ومعه مصحف وعند السفاح وجوه بني هاشم من أهل بيته وغيرهم، فقال له: يا أمير المؤمنين أعطنا حقنا الذي جعله الله لنا في هذا المصحف.
قال: فأشفق عليه الحاضرون أن يعجل السفاح عليه بشئ أو يترك جوابه فيبقى ذلك مسبة عليه وعليهم.
فأقبل السفاح عليه غير مغضب ولا منزعج، فقال: إن جدك عليا، كان خيرا مني وأعدل، وقد ولي هذا الامر فأعطى جديك الحسن والحسين وكانا خيرا منك، شيئا قد أعطيتكه وزدتك عليه، فما كان هذا جزائي منك.
قال: فما رد عليه عبد الله بن حسن جوابا، وتعجب الناس من سرعة جوابه وجدته وجودته على البديهة. اهـ.
وأخيرا، قال ابن خلدون في تاريخه - (ج 7 / ص 10)
ثم نفس آل أبى طالب على آل العباس ما أكرمهم الله به من الخلافة والملك فخرج المهدى محمد بن عبد الله المدعو بالنفس الزكية في بنى أبى طالب على أبى جعفر المنصور وكان من أمرهم ما هو مذكور. اهـ.
وقال أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين - (ج 1 / ص 21): ثم خرج محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب بالمدينة وبويع له في الآفاق فبعث إليه أبو جعفر المنصور بعيسى بن موسى وحميد بن قحطبة فحارب محمد حتى قتل، ومات تحت الهدم أبوه عبد الله بن الحسن بن الحسن وعلي بن الحسن بن الحسن، وقتل بسببه رجال من أهل بيته ووجه محمد بن عبد الله أخاه إدريس بن عبد الله إلى المغرب ولولده هناك مملكة. اهـ.))) اهـ.
وأخيرا، لا ترد في هذا الموضوع الذي لم نكتبه إلا نصرة للسنة وقمعا للروافض الأنجاس والزيدية الضلال، وحياك الله في موضوع "إعلام الناس بحسن سيرة خلفاء بني العباس" على هذا الرابط:
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=193960
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/71)
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[16 - 11 - 09, 02:13 م]ـ
اما قولك ان خلفاء بني أمية كان نواصب لا نسلم لك بهذا
بل ان خلفاء بني أمية عاملوا ال علي بن ابي طالب خيرا مما عاملهم به بني عمومتهم من بين العباس
وكانت هناك مصاهرات بين بين أمية وبين ال علي بن ابي طالب
والعجب ان الدراس للتاريخ الاسلامي يرى ان بني بني العباس رفعوا شعار الرضا من ال محمد واتبعهم الناس على انه من ال علي بن ابي طالب.
والاعجب منه ان بني العباس كانوا اشد تنكيلا وقتلا في ال علي بن ابي طالب من بني أمية
قولك
انقراض دولة بني امية بسب ظهور الجعد
لم تصب في قولك
فبالبدع في زمن بني امية اقل منها في زمن بني العباس , والاسلام كان ظاهرا اكثر منه في زمن بني امية
واما قولك ان زمان بني امية افضل ولا تجوز المقارنة بين الدولتين بسبب تقدم زمان بني امية وذكرك الحديث (لا ياتي على الناس زمان الا والذي بعده شرا منه)
اذا بمفهومك نلغي اي مقارنة بين اي دولتين لان احدهما سابقة على الاخرى في الزمان
يكفي بني امية فخرا وشرفا انهم كانوا في القرون المفضلة
ويكفيهم شرفا وفخرا انهم فتحوا من بلاد الاسلام ما لم تفتح دولة بني العباس ربعه
يكفي خلفاء بني امية شرفا وفخرا انهم حافظوا على دولة الاسلام من الانفصالات من جسد الدولة الاسلامية
يكفي بني امية شرفا وفخرا ان اصلاحاتهم الاقتصادية والعمرانية وفي شتى المجالات لم تستطع دولة بني العباس بلوغ نصفه
اما خلافة بني العباس فحدث ولا حرج من كم قطر اسلامي انفصل عنها
بل اقل الفتوحات كانت في زمن بني العباس (علما ان بني امية واجهتهم من الصعاب مالم تواجه بني امية)
بل ان بني العباس يقسم المؤرخون دولته الي قسمين اول وثاني
الاول استمر فترة زمنية بسيطة وبعد ذلك اصبحت سلطتهم فقط ع العراق بل جاءت فترات لم يكن للخليفة العباسي في القرون المتاخرة من دولتهم الا الرسم من اسمه
الم يتسلط العنصر الفارسي ويصبح هو المتسبد في الحكم في النصف الثاني من دولة بني العباس
واتركك مع بعض هذه النقول من كلام شيخ الاسلام في خلفاء بني امية
قال شيخ الاسلام (لَكِنْ كَانَ - قَدِيمًا لَمَّا كَانَ بَنُو أُمَيَّةَ وُلَاةَ الْبِلَادِ - بَعْضُ بَنِي أُمَيَّةَ يَنْصِبُ الْعَدَاوَةَ لِعَلِيِّ وَيَسُبُّهُ) مجموع الفتاوى
وقال (الآن فإن بني أمية تولوا على جميع أرض الإسلام وكانت الدولة في زمنهم عزيزة والخليفة يدعى باسمه عبد الملك وسليمان لا يعرفون عضد الدولة ولا عز الدين وبهاء الدين وفلان الدين وكان أحدهم هو الذي يصلي بالناس الصلوات الخمس وفي المسجد يعقد الرايات ويؤمر الأمراء وإنما يسكن داره لا يسكنون الحصون ولا يحتجبون عن الرعية) منهاج السنة
وقال (عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال هذا الأمر عزيزا إلى اثنى عشر خليفة كلهم من قريش ولفظ البخاري اثنى عشر أميرا وفي لفظ لا يزال أمر الناس ماضيا ولهم أثنا عشر رجلا وفي لفظ لا يزال الإسلام عزيزا إلى أثنى عشر خليفة كلهم من قريش وهكذا كان فكان الخلفاء أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ثم تولى من اجتمع الناس عليه وصار له عز ومنعة معاوية وابنه يزيد ثم عبد الملك وأولاده الأربعة وبينهم عمر بن عبد العزيز وبعد ذلك حصل في دولة الإسلام من النقص ما هو باق إلى الآن) منهاج السنة
وقال (فإن خلفاء بني أمية وبني العباس مسلمون ظاهرا وباطنا وذنوبهم من جنس ذنوب المسلمين ليسوا كفارا منافقين) منهاج السنة
.. تعرف اخي الكريم ما سبب شناعة تاريخ بني امية اقول لك ما يقوله المؤرخون وغيرهم
سبب تشويه تاريخ بني امية وتاريخ خلفائهم هو ان تاريخ بني امية كتب في زمن منافسيهم وهم بني العباس فكان ذلك سببا في دس الكثير من التشويه والتحريف في تاريخ بني امية
واعلم اخي ان دولة بني امية افضل وخيرا من دولة بني العباس وهذا مشهور ومعروف لكثير من العلماء ومؤرخي دول الاسلام
واعلم اخي ان الاسلام كان اكثر منعة وعزا في دولة بني العباس من بني امية
وكثير من المؤرخين يقولون ان تاريخ بني امية لابد ان يصاغ من جديد وبانصاف
ورايت العالم الصلابي قد خطوة جبارة في هذا الاتجاه في كتابه عن تاريخ بني امية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/72)
(علما اني لا انكر فضل دولة بني العباس وفضل خلفاءها , ولكن رايت منكم تفضيلا لهم على دولة بني امية فاريات ان الحق احق ان يتبع)
هذا ردي عليك سابقا كله
لماذا اخذت بعضه وتركت بعضه
رد عليه كله جزئية جزئية
بل شيخ الاسلام قال (قال شيخ الاسلام (لَكِنْ كَانَ - قَدِيمًا لَمَّا كَانَ بَنُو أُمَيَّةَ وُلَاةَ الْبِلَادِ - بَعْضُ بَنِي أُمَيَّةَ يَنْصِبُ الْعَدَاوَةَ لِعَلِيِّ وَيَسُبُّهُ) مجموع الفتاوى
قال بعض فلماذا انت عممت على كل خلفاء بني امية واستثنيت فقط معاوية رضي الله عنه وعمر بن عبد العزيز
بل اقول لك ان سليمان بن عبد الملك كان من خيرة خلفاء بني امية كلك
اما مسألة الجعد
فانا فليست هي السبب لسقوط دولة بني امية وانما السبب هو ظهور البدع والبعد عن العدل
واتباع بعض الملوك للبدع , وهذا واضح من كلام شيخ الاسلام
او بربك من هو الجعد كي يسقط دولة بني امية
وظهور البدع والبعد عن العدل هو نفس السبب لسقوط دولة بني العباس
اما الفتوحات فكلامي ليس فيه شبهة
وكان لبني امية جهد كبير وتخطيط واضح مع صدق النية لله تعالى في نشر الاسلام وساعدهم في ذلك الله سبحانه وتعالى وعباده المؤمنين
وما زلت اكرر لك لم يصل بني العباس (مع ما ذكرته سابقا) ربع ما فعله بني امية من فتوحات ونصرة لدين الله تعالى
واني والله اقدر ائمة الاسلام واقوالهم , ولا اعارضها ولكن افهم منها ما قد يفهمه غيري بحكم دراستي التاريخية.
واني اكرر السؤال عليك مرة اخرى الم ينكل بني العباس ببني عمومتهم من بني علي بن ابي طالب اكثر من بني امية؟؟؟
واما قولك ان دولة بني العباس كان فيها الفتن والحروب الداخلية اكثر من بني امية
لم تصب فبني العباس مرت عليهم فترات استقرار لم تمر على بني امية
بل ان الدارس للتاريخ اذا قارن بين الدولتين
يرى ان عمر دولة بني امية اقصر من عمر بني العباس
واعمال وفتوحات وحضارة بني امية اكثر من بني العباس فسبحان الله
,,,
وخذ اقوال الائمة كاملة بمجموعها دون انتقاء لشي منها دون اخر
واذا اردت النقولات ممكن انقل لك
قال ابن القيم رحمه الله تعالى
(كل حديث في ذم بني امية فهو كذب) المنار المنيف
(كل حاديث ذم الوليد وذم مروان بن الحكم)
ومع ذلك لم اشتدت عليك كثيرا في مسالة النقولات
فاوصيك اخي الكريم ان تدرس التاريخ دراسة جيدة وان تعرف لدول الاسلام فضلها وتشكر لها جهدها
ورحم الله اقواما ان ناقشنهم لم يقولوا (لنا , وقولنا , وذكرنا) ومن تواضع لله رفعه
وليس داعي لان اكرر قولي سابقا لك ان اقر بفضل دولة بني العباس وفضل خلفائها , ولكن من الظلم والجهل بالتاريخ ان نفضلها على دولة بني امية وخلفائها
وغفر الله لك
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 02:14 م]ـ
21 - الأمير عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس
قال الشهرستاني في الملل والنحل (ص 52):-
الخطابية: أصحاب أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأسدي الأجدع مولى بني أسد، وهو الذي عزا نفسه إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنهم , فلما وقف الصادق على غلوه الباطل في حقه تبرأ منه ولعنه، وأمر أصحابه بالبراءة منه، وشدد القول في ذلك وبالغ في التبري منهم واللعن لهم؛ فلما اعتزل عنه ادعى الإمامة لنفسه.
زعم أبو الخطاب: أن الأئمة أنبياء ثم آلهة وقال بإلهية جعفر بن محمد وإلهية آبائه رضي الله عنهم؛ وهم أبناء الله وأحباؤه , والإلهية نور في النبوة، والنبوة نور في الإمانة، ولا يخلو العالم من هذه الآثار والأنوار , وزعم أن جعفراً هو الإله في زمانه، وليس هو المحسوس الذي يرونه؛ ولكن لما نزل إلى هذا العالم لبس تلك الصورة فرآه الناس فيها.
ولما توقف عيسى بن موسى صاحب المنصور على خبث دعوته قتله بسبخة الكوفة.
22 - الأمير موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس
قال في الشفا بتعريف بحقوق المصطفى (2\ 309):- وشتم رجل عائشة بالكوفة فقدم إلى موسى بن عيسى العباسي فقال من حضر هذا فقال ابن أبى ليلى أنا فجلد ثمانين وحلق رأسه وأسلمه للحجامين.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 02:17 م]ـ
23 - الشريف القاضي أبو علي محمد ابن أبي موسى الحنبلي العباسي (422 هـ)
قال في عقيدته كما في طبقات الحنابلة (253):-
وأن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وأفضل المرسلين.
وأمته خير الأمم أجمعين وأفضلهم القرن الذين شاهدوه وآمنوا به وصدقوه.
وأفضل القرن الذي صحبوه أربع عشرة مائة بايعوه بيعة الرضوان وأفضلهم أهل بدر إذ نصروه
وأفضلهم أربعون في الدار كنفوه , وأفضلهم عشرة عزروه ووقروه شهد لهم بالجنة وقبض وهو عنهم راض , وأفضل هؤلاء العشرة الأبرار الخلفاء الراشدون المهديون الأربعة الأخيار.
وأفضل الأربعة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي عليهم السلام.
وأفضل القرون القرن الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يتبعونهم.
وأن نتولى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بأسرهم ولا نبحث عن اختلافهم في أمرهم ونمسك عن الخوض في ذكرهم إلا بأحسن الذكر لهم.
وأن نتولى أهل القبلة ممن ولي حرب المسلمين على ما كان فيهم من علي وطلحة والزبير وعائشة ومعاوية رضوان الله عليهم ولا ندخل فيما شجر بينهم إتباعاً لقول رب العالمين والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.
قال ابن تيمية في الصارم المسلول على شاتم الرسول (1\ 570):-
قال ابن أبي موسى:- (و من سب السلف من الروافض فليس بكفؤ و لا يزوج , و من رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد مرق من الدين و لم ينعقد له نكاح على مسلمة إلا أن يتوب و يظهر توبته).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/73)
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[16 - 11 - 09, 02:26 م]ـ
ا ن تاريخ الدولة الأموية تعرض لهجمة شرسة من قبل خصومه وأعدائه، وحاولوا طمس كل ما لهم من فضائل وإيجابيات وتوسعوا في ذكر السلبيات وافترى عليهم الكذب فنسب لهم ما لم يكن منهم، ويعود ذلك إلى كتابة التاريخ إنما كانت في عهد خصومهم السياسيين من بني العباس هذا من جهة ومن جهة ثانية، فإن هذه الكتابة كانت بأيد شيعية حاقدة لا تعرف الإنصاف ولا العدل ولا تتكلم بعلم ولا معرفة وقد تحدث الدكتور حمدي شاهين في كتابه عن الدولة الأموية المفترى عليها عن أسباب تزوير التاريخ الأموي، ومناهج المؤرخين في كتابتها فمن أراد التوسع فليرجع إليه وأما عن منهجي في كتابة الدولة الأموية فقد التزمت بمنهج أهل السنة والجماعة في النقد والحكم على الآخرين والذي من قواعده، الخوف من الله عز وجل عند الكلام في الآخرين، وتقديم حسن الظن بالمسلم، والكلام في الناس يجب أن يكون بعلم وإنصاف لا بجهل وظلم، كحال أهل البدع، والعدل في وصف الآخرين والعبرة بكثرة الفضائل، والنظر في حال الجارح، والتثبت من الأخبار، وغير ذلك من القواعد المعروفة عند أهل السنة
الدكتور علي الصلابي كتاب الدولة الاموية
هذا نقل بسيط
اما قولك ان كتابة تاريخ بني امية لم تكن في عهد العباسيين وانهم لم يكن لهم تاثير في تشويه تاريخ بني
ارد عليك برد الدكتور علي سابقا
وثانيا هناك مسلمات في كل فن عندما تناقش فيها يعد غير مقبول اطلاقا
مثل المسلمات الاخرى في الفنون الاخرى سواء شرعية او غير شرعية (فتنبه لذلك)
لو جئت لطالب علم تاريخ مبتديء لذكر لك ام تاريخ بني امية كتب في عهد بني العباس وهذا من اسباب تشويه صورتهم الناصعة مع غيرها من الاسباب الاخرى
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 02:36 م]ـ
وأخيرا، لا ترد في هذا الموضوع الذي لم نكتبه إلا نصرة للسنة وقمعا للروافض الأنجاس والزيدية الضلال، وحياك الله في موضوع "إعلام الناس بحسن سيرة خلفاء بني العباس" على هذا الرابط:
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=193960
21- الأمير عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس
قال الشهرستاني في الملل والنحل (ص 52):-
الخطابية: أصحاب أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأسدي الأجدع مولى بني أسد، وهو الذي عزا نفسه إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنهم , فلما وقف الصادق على غلوه الباطل في حقه تبرأ منه ولعنه، وأمر أصحابه بالبراءة منه، وشدد القول في ذلك وبالغ في التبري منهم واللعن لهم؛ فلما اعتزل عنه ادعى الإمامة لنفسه.
زعم أبو الخطاب: أن الأئمة أنبياء ثم آلهة وقال بإلهية جعفر بن محمد وإلهية آبائه رضي الله عنهم؛ وهم أبناء الله وأحباؤه , والإلهية نور في النبوة، والنبوة نور في الإمانة، ولا يخلو العالم من هذه الآثار والأنوار , وزعم أن جعفراً هو الإله في زمانه، وليس هو المحسوس الذي يرونه؛ ولكن لما نزل إلى هذا العالم لبس تلك الصورة فرآه الناس فيها.
ولما توقف عيسى بن موسى صاحب المنصور على خبث دعوته قتله بسبخة الكوفة.
22 - الأمير موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس
قال في الشفا بتعريف بحقوق المصطفى (2\ 309):- وشتم رجل عائشة بالكوفة فقدم إلى موسى بن عيسى العباسي فقال من حضر هذا فقال ابن أبى ليلى أنا فجلد ثمانين وحلق رأسه وأسلمه للحجامين.
23 - الشريف القاضي أبو علي محمد ابن أبي موسى الحنبلي العباسي (422 هـ)
قال في عقيدته كما في طبقات الحنابلة (253):-
وأن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وأفضل المرسلين.
وأمته خير الأمم أجمعين وأفضلهم القرن الذين شاهدوه وآمنوا به وصدقوه.
وأفضل القرن الذي صحبوه أربع عشرة مائة بايعوه بيعة الرضوان وأفضلهم أهل بدر إذ نصروه
وأفضلهم أربعون في الدار كنفوه , وأفضلهم عشرة عزروه ووقروه شهد لهم بالجنة وقبض وهو عنهم راض , وأفضل هؤلاء العشرة الأبرار الخلفاء الراشدون المهديون الأربعة الأخيار.
وأفضل الأربعة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي عليهم السلام.
وأفضل القرون القرن الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يتبعونهم.
وأن نتولى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بأسرهم ولا نبحث عن اختلافهم في أمرهم ونمسك عن الخوض في ذكرهم إلا بأحسن الذكر لهم.
وأن نتولى أهل القبلة ممن ولي حرب المسلمين على ما كان فيهم من علي وطلحة والزبير وعائشة ومعاوية رضوان الله عليهم ولا ندخل فيما شجر بينهم إتباعاً لقول رب العالمين والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.
قال ابن تيمية في الصارم المسلول على شاتم الرسول (1\ 570):-
قال ابن أبي موسى:- (و من سب السلف من الروافض فليس بكفؤ و لا يزوج , و من رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد مرق من الدين و لم ينعقد له نكاح على مسلمة إلا أن يتوب و يظهر توبته).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/74)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 02:39 م]ـ
موقف بني العباس من الشيعة بمختلف طوائفهم (راوندية وزيدية ورافضة) وعقائدهم
جمعه وأعده
الشريف أبو العباس
عبدالإله بن حاتم بن أحمد العباسي
والشريف أبو عبدالرحمن
عبدالمحسن بن حاتم بن أحمد العباسي
a.h.a.abbasi @gmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , أما بعد:-
فإن بني العباس بن عبدالمطلب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعصبته أحد البيوت الأربعة من بيوت آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم , وهذا الأمر عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد روى مسلم أن زيد بن أرقم سئل عن آل البيت فقال هم آل العباس وآل عقيل وآل جعفر وآل علي , وهذا باتفاق أهل السنة والجماعة أيضا ولم يخالف في ذلك إلا المبتدعة فقد قال ابن تيمية في منهاج السنة (4\ 359):- (اتفق العلماء على أن بني العباس وبني الحارث بن عبدالمطلب من آل محمد الذين تحرم عليهم الصدقة ويدخلون في الصلاة ويستحقون من الخمس).
وقد كان موقف بني العباس من الشيعة موقفا سنيا سلفيا قويا , فكانوا كلهم على ذلك إلا شاذين اثنين المأمون والناصر , فكلما زاد ضلال الشيعة اشتدت العقوبة عليهم , حتى أصبح من شعارهم التبرؤ من بني العباس.
قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية (ص 490):-
قال القاضي أبو بكر ابن الطيب عن الباطنية وكيفية إفسادهم لدين الإسلام قال يقولون للداعي: يجب عليك إذا وجدت من تدعوه مسلما أن تجعل التشيع عنده دينه وشعاره واجعل المدخل من جهة ظلم السلف لعلي وقتلهم الحسين والتبري من تيم وعدي وبني أمية وبني العباس. انتهى.
وأصبح كل من أثنى على بني العباس وذكر أخبارهم ناصبيا مهددا من الروافض وغيرهم , كما حصل مع الخطيب البغدادي عندما أخرج من دمشق بسبب أنه ناصبي يروي فضائل الصحابة وأخبار خلفاء بني العباس في الجامع فكان ذلك سبب إخراج الخطيب من دمشق كما ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق (14\ 285).
وصار من علامات الشيعة ذم بني العباس بصفة عامة وخلفائهم بصفة خاصة فقد قال ابن تيمية - وهو من أعلم الناس بمذاهبهم - في منهاج السنة (4\ 358):-
آل محمد يدخل فيهم بنو هاشم وأزواجه وكذلك بنو المطلب على أحد القولين وأكثر هؤلاء تذمهم الإمامية فإنهم يذمون ولد العباس لا سيما خلفاؤهم وهم من آل محمد صلى الله عليه وسلم. انتهى.
وهذه العلامة موجودة إلى اليوم, فقد حدثنا أحد طلبة العلم في المدينة النبوية وهو من بلاد فارس أن الروافض في إيران لا يسبون في مناهجهم الدراسية الصحابة صراحة ولكن يسبونهم في الكتب المنشورة في المكتبات وغيرها ولكن خلفاء بني العباس وبالأخص المنصور والرشيد يسبون ويتنقصون حتى في المناهج الدراسية.
وكذلك ما يفعله المبتدع الضال حسن فرحان المالكي مع قناة الكوثر الإيرانية الرافضية الخبيثة من تخصيصهم حلقات في ذم بني العباس رفع الله قدرهم وأخزى عدوهم.
وهذه نصوص عن شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان مخالفة بني العباس للشيعة بصفة عامة:
قال ابن تيمية في منهاج السنة (6\ 225):-
وما زال بنو العباس مثبتين لخلافة الأربعة مقدمين لأبي بكر وعمر وعثمان على المنابر فلم يقاتل أحد من شيعتهم ولا من شيعة بني أمية قدحا في خلافة الثلاثة.
وقال في منهاج السنة (8\ 171):-
ثم كان من نعم الله سبحانه ورحمته بالإسلام أن الدولة لما انتقلت إلى بني هاشم صارت في بني العباس فإن الدولة الهاشمية أول ما ظهرت كانت الدعوة إلى الرضا من آل محمد وكانت شيعة الدولة محبين لبني هاشم وكان الذي تولى الخلافة من بني هاشم يعرف قدر الخلفاء الراشدين والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار فلم يظهر في دولتهم إلا تعظيم الخلفاء الراشدين وذكرهم على المنابر والثناء عليهم وتعظيم الصحابة وإلا فلو تولى والعياذ بالله رافضي يسب الخلفاء والسابقين الأولين لقلب الإسلام ولكن دخل في غمار الدولة من كانوا لا يرضون باطنه ومن كان لا يمكنهم دفعه كما لم يمكن عليا قمع الأمراء الذين هم أكابر عسكره كالأشعث بن قيس والأشتر النخعي وهاشم المرقال وأمثالهم ودخل من أبناء المجوس ومن في قلبه غل على الإسلام من أهل البدع والزنادقة وتتبعهم المهدي بقتلهم حتى اندفع بذلك شر كبير وكان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/75)
من خيار خلفاء بني العباس وكذلك الرشيد كان فيه من تعظيم العلم والجهاد والدين ما كانت به دولته من خيار دول بني العباس.
وهذه عقيدة وجهود بعض من الأفراد من بني العباس ضد الشيعة وعقائدهم:
1 - الصحابي الجليل عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب (68 هـ)
الثناء على أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وأم المؤمنين عائشة ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين:
1 - أخرج البخاري في صحيحه ج 3 ص 1375 أَنَّ عَائِشَةَ اشْتَكَتْ فَجَاءَ بن عَبَّاسٍ فقال يا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ تَقْدَمِينَ على فَرَطِ صِدْقٍ على رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى أبي بَكْرٍ.
قلنا: يعني أنهما ينتظرانك في الجنة، فيه الشهادة لها ولأبي بكر رضي الله عنهما بالجنة.
2 - أخرج البخاري في صحيحه ج 3 ص 1373 عن الْمِسْوَرِ بن مَخْرَمَةَ قال لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ جَعَلَ يَأْلَمُ فقال له بن عَبَّاسٍ وَكَأَنَّهُ يُجَزِّعُهُ يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَلَئِنْ كان ذَاكَ لقد صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ ثُمَّ فَارَقْتَهُ وهو عَنْكَ رَاضٍ ثُمَّ صَحِبْتَ أَبَا بَكْرٍ فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ ثُمَّ فَارَقْتَهُ وهو عَنْكَ رَاضٍ ثُمَّ صَحَبَتَهُمْ فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُمْ وَلَئِنْ فَارَقْتَهُمْ لَتُفَارِقَنَّهُمْ وَهُمْ عَنْكَ رَاضُونَ.
3 - أخرج الحاكم في مستدركه ج 3 / ص 98 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: دخلت على عمر حين طعن فقلت: ابشر بالجنة يا أمير المؤمنين أسلمت حين كفر الناس و جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خذله الناس و قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو عنك راض و لم يختلف في خلافتك اثنان وقتلت شهيدا.
4 - أخرج الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ج 1 ص 75 عنه دخوله على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وقوله لها: أبشري ما بَيْنَكِ وَبَيْنَ ان تَلْقَىْ مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم وَالأَحِبَّةَ الا ان تَخْرُجَ الرُّوحُ مِنَ الْجَسَدِ كُنْتِ أَحَبَّ نِسَاءِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى رسول اللَّهِ ولم يَكُنْ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ الا طَيِّباً وَسَقَطَتْ قِلاَدَتُكِ لَيْلَةَ الأَبْوَاءِ فَأَصْبَحَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حتى يُصْبِحَ في الْمَنْزِلِ وَأَصْبَحَ الناس ليس مَعَهُمْ مَاءٌ فَأَنْزَلَ الله عز وجل) فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً (فَكَانَ ذلك في سَبَبِكِ وما أَنْزَلَ الله عز وجل لِهَذِهِ الأُمَّةِ مِنَ الرُّخْصَةِ وَأَنْزَلَ الله بَرَاءَتَكِ من فَوْقِ سَبْعِ سماوات جاء بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ فَأَصْبَحَ ليس لِلَّهِ مَسْجِدٌ من مَسَاجِدِ اللَّهِ يُذْكَرُ الله الا يُتْلَى فيه أناء اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ.
5 - قال رضي الله عنه كما في المستدرك على الصحيحين للحاكم - (ج 10 / ص 228) في قوله عز وجل: (وشاورهم في الأمر)، قال: «أبو بكر وعمر رضي الله عنهما»، قال الحاكم «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين»، ووافقه الذهبي في التلخيص.
6 - قال رضي الله عنه كما في صحيح البخاري ج 3 ص 1373 لما قيل له: هل لك في أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُعَاوِيَةَ فإنه ما أَوْتَرَ إلا بِوَاحِدَةٍ قال أَصَابَ إنه فَقِيهٌ.
وقال أيضا كما في صحيح البخارى - (ج 13 / ص 53): دَعْهُ، فَإِنَّهُ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم.
موقفه من قتل ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه:
روى الإمام أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه - (ج 7 / ص 488) عنه رضي الله عنهما أنه قال: لو أن الناس أجمعوا على قتل عثمان لرجموا بالحجارة كما رجم قوم لوط.
النهي عن سب أحد من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين:
روى اللالكائي في اعتقاد أهل السنة - (ج 4 / ص 633):عن ميمون بن مهران قال قال لي ابن عباس احفظ عني ثلاثا إياك والنظر في النجوم فإنه يدعو إلى الكهانة وإياك والقدر فإنه يدعو إلى الزندقة وإياك وشتم أحد من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم فيكبك الله في النار على وجهك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/76)
روى البيهقي في الاعتقاد - (ج 1 / ص 331): عن عمرو بن ميمون، قال: كنا عند ابن عباس فقال: أخبرنا الله، في القرآن أنه قد رضي عن أصحاب الشجرة، فعلم ما في قلوبهم، فهل حدثنا أنه سخط عليهم بعد؟
2 - علي السجاد بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب (118هـ)
روى الخلال في السنة ج 2 ص 433 والآجري في الشريعة ج 5 ص 2448:-
عن عن عمر بن بُزَيْع قال: سمعني علي بن عبد الله بن عباس وأنا أريد أن أسب معاوية [رضي الله عنه] فقال: مهلا؛ لا تسبه، فإنه صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3 - أمير المؤمنين الخليفة أبو العباس عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب سفاح المال (136هـ)
قال ابن الجوزي في كشف المشكل من حديث الصحيحين (1\ 16):-
وقد روى أبو سليمان الخطابي عن أبي عمر الزاهد عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال أول خطبة خطبها السفاح في قرية يقال لها العباسية بالأنبار فلما افتتح الكلام وصار إلى ذكر الشهادة من الخطبة قام رجل من آل أبي طالب في عنقه مصحف فقال أذكرك الله الذي ذكرته إلا أنصفتني من خصمي وحكمت بيني وبينه بما في هذا المصحف , فقال له ومن ظالمك؟ فقال أبو بكر الذي منع فاطمة فدك , فقال له وهل كان بعده أحد؟ قال نعم , قال من؟ قال عمر , قال فأقام على ظلمك؟ قال نعم , قال وهل كان بعده أحد؟ قال نعم , قال من؟ قال عثمان , قال فأقام على ظلمك؟ قال نعم , قال وهل كان بعده أحد؟ قال نعم , قال من؟ قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب , قال وأقام على ظلمك؟ فأسكت الرجل وجعل يلتفت إلى ما وراءه يطلب مخلصا , فقال له والله الذي لا إله إلا هو لولا أنه أول مقام قمته ثم إني لم يكن تقدمت إليك في هذا قبل لأخذت الذي فيه عيناك , اقعد , وأقبل على الخطبة.
4 - أمير المؤمنين الخليفة أبو جعفر المنصور (158هـ)
قال ابن كثير في البداية والنهاية (13\ 336):-
ثم دخلت سنة إحدى وأربعين ومائة فيها خرجت طائفة يقال لها الراوندية على المنصور.
ذكر ابن جرير عن المدائني: أن أصلهم من خراسان، وهم على رأي أبي مسلم الخراساني، كانوا يقولون بالتناسخ، ويزعمون أن روح آدم انتقلت إلى عثمان بن نهيك، وأن ربهم الذي يطعمهم ويسقيهم أبو جعفر المنصور, وأن الهيثم بن معاوية جبريل، قبحهم الله.
قال ابن جرير: فأتوا يوما قصر المنصور فجعلوا يطوفون به ويقولون: هذا قصر ربنا، فأرسل المنصور إلى رؤسائهم فحبس منهم مائتين، فغضبوا من ذلك وقالوا: علام تحبسهم؟ ثم عمدوا إلى نعش فحملوه على كواهلهم وليس عليه أحد، واجتمعوا حوله كأنهم يشيعون جنازة، واجتازوا بباب السجن، فألقوا النعش ودخلوا السجن قهرا واستخرجوا من فيه من أصحابهم، وقصدوا نحو المنصور وهم في ستمائة، فتنادى الناس وغلقت أبواب البلد، وخرج المنصور من القصر ماشيا، لأنه لم يجد دابة يركبها، ثم جئ بدابة فركبها وقصد نحو الراوندية وجاء الناس من كل ناحية، وجاء معن بن زائدة، فلما رأى المنصور ترجل وأخذ بلجام دابة المنصور، وقال: يا أمير المؤمنين ارجع! نحن نكفيكهم , فأبى وقام أهل الأسواق إليهم فقاتلوهم، وجاءت الجيوش فالتفوا عليهم من كل ناحية فحصدوهم عن آخرهم، ولم يبق منهم بقية.
وقال أيضا في المجلد الثالث عشر في ترجمة جدنا المنصور:-
قال الربيع بن يونس الحاجب: سمعت المنصور يقول: الخلفاء أربعة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي.
وقال مالك: قال لي المنصور: من أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: أبو بكر وعمر.
فقال: أصبت وذلك رأي أمير المؤمنين.
يتبع ...
الرجاء عدم الخروج عن الموضوع، ومن أراد مناقشة شيء خارج عن موضوع موقف بني العباس من الشيعة، فليفتح موضوعا مستقلا، ونحن على أتم استعداد لذلك.
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[16 - 11 - 09, 03:16 م]ـ
اخي الكريم غفر الله لك
قيل من الف فقد استهدف (اي صار هدفا للناقدين)
وقيل من كتب فكانما قدم عقله للناس في طبق
, والصحيح ان من كتب موضوعا او كتابا ان يتقبل النقد والعصمة فقط للانبياء , وكل كتاب فيه صواب وفيه خطا الا كتاب الله تعالى
وقولك (وأخيرا، لا ترد في هذا الموضوع الذي لم نكتبه إلا نصرة للسنة وقمعا للروافض الأنجاس والزيدية الضلال)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/77)
وهل من نصرة السنة وقمع المبتدعة والروافض ان تحمل على بني امية وخلفائها وتطمس حقهم وفضلهم , ولا ترى لهم فضلا الا لخليفتين منهم معاوية رضي الله عنه وعمر بن عبد العزيز
قل لي بربك ما بها عقيدة خلفاء بني امية , وما نقمت عليهم من عقيدتهم؟؟؟
وهل من العدل ان تشن علينا هجمتك ان قلنا في موضوعك عبارة بسيطة هي:
(ولا شك ان خلفاء بني امية على العموم افضل منهم , بل دولة بني امية افضل من دولة بني العباس)
بل نرد عليك ونردك الى الحق باذن الله تعالى ونحن لك محبين شاكرين
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 03:19 م]ـ
اتق الله ولا تقولنا ما لم نقل، فليس في بحثنا هذا ذكر لبني أمية البتة، وهذا البحث مستل من كتابنا الأصل"عقيدة بني العباس".
وهذا جواب لنا متعلق بكتابنا الأصل "عقيدة بني العباس":
http://ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1165880&postcount=56
قلنا فيه:
فالكتاب عن عقيدة بني العباس وليس عن مآثر بني العباس فضلا عن أن يكون عن مآثر خلفاء بني أمية.
ولم نأتي لذكر بني أمية في مقدمتنا إلا عندما نقلنا عن القاضي أبي بكر ابن الطيب كلامه عن الباطنية وكيفية إفسادهم لدين الإسلام قال يقولون للداعي: يجب عليك إذا وجدت من تدعوه مسلما أن تجعل التشيع عنده دينه وشعاره واجعل المدخل من جهة ظلم السلف لعلي وقتلهم الحسين والتبري من تيم وعدي وبني أمية وبني العباس. اهـ، وهذا ليس فيه أي ذم لهم.
وفي الفصل الأول من الكتاب لم يأت ذكر لهم أبدا، وإنما جاء ذكرهم في الفصل الثاني، وذلك عند ذكرنا لثناء أهل العلم على بني العباس وأنهم رفعوا واجتنبوا أعظم ما نقمه الناس على بني أمية من سب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن تأخير الصلاة عن مواقيتها بل وإخراجها عن وقتها أحيانا.
فذكرنا لهذين الشيئين إنما جاء عرضا وليس قصدا، وذلك لتبيان أن دولة بني العباس أول قيامها أنهت هاتين العادتين الخبيثتين وقامت بنصرة الدين والسنة، وأيضا بدلت ما كان عليه بنو أمية من تقديم الخطبة على الصلاة والخطبة وهم قعود في العيدين والأذان لهما.
فيكونوا بهذا قد صححوا ما كان عليه بنو أمية، وقاموا بنصرة السنة أول توليهم للخلافة.
وقد قيل:
والضد يظهر حسنه الضد وبضدها تتبين الأشياء
ومما يدل على هذا (أي عدم قصدنا ثلب بني أمية) ابتداؤنا لهذا الفصل بهذا النقل عن بن كثير:
قال ابن كثير في البداية والنهاية (14\ 396):-
قال البيهقي ولم يكن في الخلفاء قبله - أي المأمون - من بني أمية وبني العباس خليفة إلا على مذهب السلف ومنهاجهم، فلما ولي هو الخلافة اجتمع به هؤلاء فحملوه على ذلك وزينوا له. اهـ.
فكأننا نقول لمن يمدح بني أمية ويثني عليهم في حسن عقيدتهم، أن بني العباس كانوا كذلك على عقيدة حسنة مثلهم وزادوا على ذلك أن أنهوا ما كان عليه بنو أمية من بدع.
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 05:40 م]ـ
قرأت ما كتب الأخ عبد الإله و الأخ أحمد و أقول وفقكما الله لا تخوضوا في هذه المسائل تحت هذا الموضوع و إن كنت في قرارت نفسي و أقول دوما إن الخلافة الأموية أفضل من الخلافة العباسية و قدمت للإسلام أكثر مما قدمه لها الدولة العباسية و هذا لا أقوله من أجل انتقاص الدولة العباسية و هم سابقين لنا فهم الأفضل و قد خدموا الإسلام في أزمنتهم و أقول للأخ أحمد المزني و الأخ عبد الإله العباسي ليحسن كل منكما الظن بأخيه و لا يتعصب لرأيه و قديما قالوا (رأيي صواب يحتمل الخطأ و رأي غيري خطأ يحتمل الصواب) و قال غيره (قد لا أوافقك على ما تقول و لكن سأقاتل من أجل أن تقول رأيك)
وفي الختام جزاكم الله خيرا و جزى الله أخينا عبد الإله لتكلمه في هذا الموضوع ونسأل الله أن يجعله في ميزان حسناته، وأطلب منه أن يكتب بعد الانتهاء من هذا الموضوع ما قدمه الأمويون و ما موقفهم من الرافضة و خلفاء الأمويين 14 بينما خلفاء العباسيين أكثر من 42 والله أعلم.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 08:42 م]ـ
أبا سليمان الجسمي وفقه الله
قد رأيت والقراء جميعا من أخرج الموضوع عن مساره، ومن الذي نسب لنا ما نحن بريئون منه، من طعن وذم في أبناء عمنا بني أمية في بحثنا هذا.
وقلتها مرارا نحن نرحب بأي رد وأي نقاش، ولكن دون إخراج للموضوع عن مساره، فإن أراد الأخ استمرار النقاش في المقارنة، فليفتح موضوعا جديدا.
ولا يفوتني أن أقول أن الذي يفضل زمن بني العباس على زمن بني أمية، فقد ابتدع وضل لا شك ولا ريب، بل أقول وفي صحة إسلامه نظر.
فقد أجمع أهل السنة والجماعة على تفضيل قرون الصحابة والتابعين وتابعيهم على جميع القرون التي بعدهم.
وإنما خلافنا مع الأخ ومع كل من يقول بقوله، هو في تفضيل خلفاء بني أمية حاشا معاوية وعمر على خلفاء بني العباس، وهذه التي نحن مستعدون لنقاشها مع أي أحد متسلحين بنقولاتنا عن أعلام أهل السنة والجماعة السائرين على طريق السلف الصالح، لا عن حطاب الليل أو الرافضة الأنجاس أو الزيدية المبتدعة أو الشعوبية أو المستشرقين.
والأفضلية والمقارنة تكون في التالي:
1 - حسن العقيدة والدفاع عنها.
2 - إحياء السنن وإماتة البدع.
3 - التدين ومظاهره.
4 - حسن السيرة.
5 - النسب والشرف.
6 - العلم ورواية الحديث والمشاركة في الأدب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/78)
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[18 - 11 - 09, 01:20 ص]ـ
نحن نعرف لدول الاسلام كلها فضلها وفضل خلفائها ولا نتعصب لطرف على حساب طرف اخر. ونذرنا انفسنا لتطهير تاريخ اهل الاسلام مما الصقه به الغير من تشويه
ولا نرضى ان يقال عن خلفاء بني امية نواصب ولا يستثنى منهم خليفة او اكثر فقط
ومن لم يعرف لهم فضلهم رددناه الى الصواب باذن الله تعالى
,,,,,,,,,,,,
واليك بعض نقولات اهل العلم خلافة بني امية وفيها دفاع عن بعض ما القيته في انهم نواصب
وأما قوله: ونشأ من هذا الافتراق الأمر العظيم، وهو استمرار لعن علي -عليه السلام- على المنابر حتى قطعه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه.
فيقال: أما لعن علي رضي الله عنه فإنما فعله طائفة قليلة من بني أمية، وهم عند أهل السنة ظلمة فسقة
راجع:
(جواب أهل السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والزيدية)
وقال الشيخ عثمان الخميس
(أن الأئمة كانوا يسبون عليا على المنابر في دولة بني أمية حتى منعهم عمر بن عبد العزيز لا يصح)
((وبنوا أمية كانوا عثمانية))، فكان الإسلام وشرائعه في زمنهم أظهر وأوسع مما كان بعدهم.
وفي الصحيحين عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزال هذا الأمر عزيزاً إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش)).
ولفظ البخاري: ((اثني عشر أميراً)). وفي لفظ: ((لا يزال أمر الناس ماضياً ولهم اثنا عشر رجلاً)). وفي لفظ: ((لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش)).
وهكذا كان، فكان الخلفاء: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، ثم تولى من اجتمع الناس عليه وصار له عزّ ومنعة: معاوية، وابنه يزيد، ثم عبد الملك وأولاده الأربعة، وبينهم عمر بن عبد العزيز. وبعد ذلك حصل في دولة الإسلام من النقص ما هو باق إلى الآن؛ فإن بني أمية تولوا على جميع أرض الإسلام، وكانت الدولة في زمنهم عزيزة، والخليفة يُدعى باسمه: عبد الملك، وسليمان، لا يعرفون عضد الدولة، ولا عزّ الدين وبهاء الدين، وفلان الدين وكان أحدهم هو الذي يصلِّي بالناس الصلوات الخمس، وفي المسجد يعقد الرايات، ويؤمّر الأمراء، وإنما يسكن داره، لا يسكنون الحصون، ولا يحتجبون عن الرعية)).
وقد تحامل أهل الأهواء والبدع من الشيعة والخوارج والقدرية والجهمية والمعتزلة ونحوهم على بني أمية وأشهروا أخطاءهم وأغمضوا عن حسناتهم، لأنهم كانوا (أعني بني أمية) يقفون ضد تيارات البدع والأهواء ودعاتها بقوة وحزم وهذا مما أغاظ المبتدعة وأهل الأهواء وأشياعهم، وأوغر صدورهم على بني أمية وعلى السلف الصالح الذين لا يؤيدون الظلم، لكنهم شكروا لبني أمية صنيعهم في نصرة السنة، وقمع البدعة وأهلها، وهم الذين نشروا الإسلام وواصلوا الجهاد وفتحوا الفتوح.
كما أن هذا لا يعني أن السلف سكتوا عما كان يحدث من بعض ولاة بني أمية من المظالم والفسوق والأثرة، بل كانوا ينكرون عليهم ويناصحونهم ولم يقروهم على ظلم ولا على باطل وهذا هو المنهج الحق.
(ينقل عن شيخ الاسلام)
موسوعة الرد على المذاهب الفكرية المعاصرة 1 - 29
جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
ما رايك هل ما زال خلفاء بني امية نواصب كما ذكرت سابقا
اخي الكريم ان الله يسالك عن قولك انت ولا يسالك عن قول غيرك فاعد العدة لهذا السؤال
عندما تتهم خلفاء بني امية بانهم نواصب
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[18 - 11 - 09, 09:14 ص]ـ
ما زلت مصرا على إفساد الموضوع، هداك الله وأصلح بالك.
يا أخي للأسف ردودك دائما إما خالية من النقولات أو تأتي بنقولات أجنبية عن الموضوع، أو نقولات متناقضة، أو نقولات عن المعاصرين.
جئنا أنت وجميع أهل عصرك، بأي نقل عن أحد من أعلام أهل السنة والجماعة وأئمتهم (قبل الألف الهجري)، يقول بما تقولونه وتفردتم به من نفي النصب والسب عن أبناء عمنا بني أمية جميعا، ونحن ولله الحمد سلفيون لا نقول قولا إلا ولنا فيه إمام فكيف بأئمة مثل من نقلنا كلامهم:
1 - شيخ الإسلام ابن تيمية.
2 - الإمام ابن كثير.
3 - الإمام ابن حزم.
4 - الإمام الذهبي.
والذين لم ننقل كلامهم، وإن صررت على هذا النقاش المفتعل العقيم الذي لا يعود على المرء المسلم بفائدة في دينه، نقلناه:
1 - الحافظ ابن رجب الحنبلي.
2 - الإمام ابن عبدالبر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/79)
3 - الحافظ ابن حجر العسقلاني.
4 - الإمام ابن الجوزي.
فهؤلاء ثمانية من أئمة الإسلام وحفاظهم ومحدثيهم، ليسوا بحطاب ليل، ولا شيعة، وهم أغير على التاريخ منا وأعلم به منا، وأغير على السنة وأعلم بها منا.
فهؤلاء سلفي فيما قلته، وقد اتفقت الأمة على أمانتهم وعدالتهم وقبول أخبارهم ونقلهم في علوم الشرع، فكيف بالتاريخ!!
هؤلاء سلفي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا مزني المجامع
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[18 - 11 - 09, 09:35 ص]ـ
نقلت قول ابن القيم:
(كل حديث في ذم بني امية فهو كذب) المنار المنيف
والأحاديث التي نقلناها في ذم بني الحكم وليس في ذم بني أمية فتنبه، فبنو أمية منهم عثمان بن عفان ومعاوية بن أبي سفيان وغيرهم من فضلاء الصحابة، ولذلك كل حديث في ذم بني أمية فهو كذب، أما الحديثين اللذين ذكرناهما فلا يدخلان في هذا الكلام، وأيضا لو سلمنا بدخولهما فما الذي يجعل كلام ابن القيم هذا حجة على أهل العلم بالحديث الذين خالفوه في كلامه، وهذا كلامنا الذي قلناه سابقا:
وقد وردت أحاديث صحيحة في ذمهم:-
1 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إني رأيت في منامي كأن بني الحكم بن أبي العاص ينزون على منبري كما تنزو القردة). (3940) (الصحيحة) وحسنه الوادعي.
2 - عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا بلغ بنوا أبي العاص ثلاثين رجلا اتخذوا عباد الله خولا و مال الله دولا و كتاب الله دغلا) صحيح الجامع (419).
وأما كلامك عن البدع فقدمنا كلام ابن تيمية وابن القيم في مروان بن محمد الحمار وتلقيبه بالجعدي نسبة للكافر الزنديق الجعد بن درهم، وخلافته كانت ست سنوات من سبعين سنة تقريبا هي مدة خلافة بني الحكم، فانظر كيف تجاهلت هذه الفترة، وعظمت فترة لم تتجاوز 14 سنة من عمر خلافتنا التي دامت 500 سنة، وما ذاك إلا لل .......
قال الإمام ابن قيم الجوزية في الصواعق المرسلة (3/ 1071):-
الجعد بن درهم وإنما نفق عند الناس بعض الشيء لأنه كان معلم مروان بن محمد وشيخه ولهذا كان يسمى مروان الجعدي وعلى رأسه سلب الله بني أمية الملك والخلافة وشتتهم في البلاد ومزقهم كل ممزق ببركة شيخ المعطلة النفاة. انتهى.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[18 - 11 - 09, 10:29 ص]ـ
أشهد الله وملائكته وجميع خلقه بأني أكتب في هذا الموضوع مضطرا لذلك كارها له، وذلك بعد مداخلة الأخ التي كانت بغير مناسبة وخارجة عن الموضوع.
أكره ذلك، لأن ليس فيه فائدة لدين المرء، والنصب ولله الحمد ليس موجودا.
وقد يستغل هذا الكلام أعداء الملة والدين من أعداء بني أمية وبني العباس من الزيدية والرافضة أخزاهم الله وأبعدهم ولعنهم.
ولكن ما يعزيني أني لست البادئ وأني مجرد ناقل عن أئمة أهل السنة والجماعة وأن الكتابة كانت في موضوع مليء بتكفير الروافض وقتلهم وقمع الزيدية ولعنهم ونفيهم.
ولا يفوتني أن أذكر هذه الفائدة حول النصب الخبيث النتن، حتى لا يفرح بكلامنا أهل البدع الخبثاء الغالون في بغض بني أمية رحمهم الله:
قال ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب - (ج 8 / ص 410)
"وقد كنت استشكل توثيقهم الناصبي غالبا وتوهينهم الشيعة مطلقا ولا سيما أن عليا ورد في حقه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلى منافق ثم ظهر لي في الجواب عن ذلك أن البغض ها هنا مقيد بسبب وهو كونه نصر النبي صلى الله عليه و سلم لأن من الطبع البشري بغض من وقعت منه إساءة في حق المبغض والحب بعكسه وذلك ما يرجع إلى أمور الدنيا غالبا والخبر في حب علي وبغضه ليس على العموم فقد أحبه من أفرط فيه حتى ادعى أنه نبي أو أنه إله تعالى الله عن إفكهم والذي ورد في حق علي من ذلك قد ورد مثله في حق الأنصار وأجاب عنه العلماء أن بغضهم لأجل النصر كان ذلك علامة نفاقه وبالعكس فكذا يقال في حق علي وأيضا فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهورا بصدق اللهجة والتمسك بأمور الديانة بخلاف من يوصف بالرفض فإن غالبهم كاذب ولا يتورع في الإخبار والأصل فيه أن الناصبة اعتقدوا أن عليا رضي الله عنه قتل عثمان أو كان أعان عليه فكان بغضهم له ديانة بزعمهم ثم انضاف إلى ذلك أن منهم من قتلت أقاربه في حروب علي".اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/80)
وفي النهاية لن يكون أحد أغير منا على أبناء عمنا أصحاب السؤدد والنسب والحسب بني أمية المنافيين القرشيين الملوك الفخام والخلفاء العظام، ولكن الحق أحق أن يتبع، فهذا ابن حزم الأموي مولاهم قد قال بقولنا.
وقلتها مرارا نحن نرحب بأي رد وأي نقاش، ولكن دون إخراج للموضوع عن مساره، فإن أراد الأخ استمرار النقاش خارج موضوع البحث، فليفتح موضوعا جديدا.
وإن عدتم عدنا ...
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[20 - 11 - 09, 08:35 م]ـ
اولا /حديث
((إذا بلغ بنوا أبي العاص ثلاثين رجلا اتخذوا عباد الله خولا و مال الله دولا و كتاب الله دغلا)
ضعيف
قال الامام الذهبي منقطع على ضعف رواته
قال ابن كثير: فيه غرابة ونكارة شديدة
قال الشيخ الحويني في تنبيه الهاجد: وهذا منكرٌ جداَّ، كأنه موضوعٌ
ثانيا / اانت من ينتقي من النصوص ما يشتهيه ويوافق هواه وليس انا , فتاخذ من كلام الائمة ما وافق مذهبك في التنقيص من بين امية والحط من قدرهم , اخذتك في ذلك عصبية قبلية مقيته
وتدع من كلام الائمة المدح الوارد في بني امية او كلمة حق قالها الائمة فيهم
ثالثا / انا خيرا منك في هذه المسالة , واتبعت منهج اهل السنة في الحكم على الناس والخلفاء
فانا لم افعل مثلك انتقصت بني امية ولم ارى لهم معروفا وفضلا (انا عرفت قدرهم وحقهم وجهودهم وهنا ادافع عنها امام من انكارها مثلك)
وعرفت لخلفاء بني العباس حقهم وقدرهم واعترفت به اما الملأ هنا (ولم تاخذني عصبية قبلية لهم او لان انحدلر من اصولهم)
وانا لم اتعرض لسيئات احدا من الدولتين بل غضضت الطرف عنها , واعترت لهم بجميل القول
رابعا / تناقضك الواضح في المنهج
فانت تعتذر وترى تبريرات بل وتجهد نفسك فيها لبني العباس في اي فعل انكره عليهم الائمة او اثبته التاريخ ضدهم
وتفعل العكس مع بني امية , فلا تعتذر لهم وتحاول جاهدا الصاق التهم بهم واثباتها
هنا التناقض في المنهج والبحث العلمي
خامسا / تقول جئني بامام قبل الالف الهجرية
ونقول لك
وهل الحق مختص بوقت زمني محدد (اذن وفق منطقك انا اقول لك لا اقبل الا ما كان خلال 300 سنة الاولى من الهجرة وغيره لا اقبله)
الحق يكون مع الدليل
والعلماء الذين جئت لك بهم ياخذون من الائمة بل كلنا ناخذ من ائمتنا ونعرف لهم قدرهم وحقهم
سادسا / نحن لا ننكر ان بعض بني امية كان فيهم نصب ظاهر ولكن لا نعمم هذا الحكم على جميعهم
(هذا الفارق بيني وبينك)
وذكرت لك نقولات عن شيخ الاسلام في قدرهم وفضلهم
سابعا / ليكن في معلومك ان الائمة عندما يقولون بني امية يدخلون معهم الحجاج
ولا انكر ان الحجاج قد اكثر من الظلم والنصب لال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والعياذ بالله
ثامنا /
انت استثنيت من تهمة النصب الموجهة لخلفاء بني امية اثنين فقط معاوية رضي الله عنه وعمر بن عبد العزيز رحمه الله
وهنا امام الكل (اتحداك ان تثبت ان الخليفة سليمان بن عبد الملك ناصبي)
تاسعا /
ما قولك في مسألة لعن ال البيت على المنابر في عهد بني أمية
اخيرا
وجه كلامك لي انا ولا عليك براي الاعضاء فان كنت قمت لله وقلت لله وتحريت الصواب وابتعدت عن هوى النفس والعصبية القبلية فان الناس لا يمكلون جنة او ناارا ولا يملكون القاء المحبة لاحد في قلب الغير او البغض
ملاحظة / انا لم اخرج الموضوع عن مساره ولكن انت من تعرضت لبني امية بلسانك وقلمك (واكن بامكانك التحدث كما تشاء عن بين العباس بدون التعرض لبني امية والحط من قدرهم وحقهم)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 10:33 م]ـ
رد إنشائي , فارغ من النقولات , مليء بالأغلاط والمغالطات والمكررات.
قال الحاكم في المستدرك (4/ 526):-
سمعت أبا ذر جندب بن جنادة الغفاري يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا اتخذوا مال الله دولا و عباد الله خولا و دين الله دغلا قال حلام فأنكر ذلك علي أبي ذر فشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: ما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر و أشهد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قاله
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
و شاهده حديث أبي سعيد الخدري
تعليق الذهبي قي التلخيص: على شرط مسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/81)
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 291):-
9232 - وعن أبي هريرة أنه قال: إذا بلغ بنو أبي العاصي ثلاثين كان دين الله دخلاً، ومال الله دولاً، وعباد الله خولاً.
رواه أبو يعلى من رواية إسماعيل ولم ينسبه عن ابن عجلان ولم أعرف إسماعيل، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قال البوصيري في إتحاف الخيرة (8/ 29):-
[7531] وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنه قال:"إذا بلغ بنو أبي العاصي ثلاثين كان دين الله دغلا، ومال الله دولا، وعباد الله خولا".
رواه أبويعلى بسند صحيح.
فهذا الحديث قد صححه جماعة من أهل العلم كالحاكم وأقره الذهبي والبوصيري , ومن المعاصرين حسين سليم أسد , وأمير المؤمنين في الحديث في هذا العصر الألباني.
وأما كلام الذهبي الذي نقلته فهو عن طريق من طرق الحديث الكثيرة , وكذلك كلام ابن كثير والحويني فهو عن لفظ آخر من ألفاظ هذا الحديث وليس عن الحديث المذكور.
فأنت في كلامك لا تنقل عن أهل العلم , وإن نقلت فإما أن تنقل كلاما ليس في الموضوع , أو تخطئ في النقل.
وأما قولك
فتاخذ من كلام الائمة ما وافق مذهبك في التنقيص من بين امية والحط من قدرهم , اخذتك في ذلك عصبية قبلية مقيته
وتدع من كلام الائمة المدح الوارد في بني امية او كلمة حق قالها الائمة فيهم
فأقول
هذا بهتان واضح
فقد نقلنا في كتابنا عقيدة بني العباس قال ابن كثير في البداية والنهاية (14\ 396):-
قال البيهقي ولم يكن في الخلفاء قبله - أي المأمون - من بني أمية وبني العباس خليفة إلا على مذهب السلف ومنهاجهم، فلما ولي هو الخلافة اجتمع به هؤلاء فحملوه على ذلك وزينوا له. اهـ.
وهذا فيه ثناء عليهم.
وأما رميك لنا بالعصبية المقيتة , فهذا جهل منك بنا , فنحن ولله الحمد لم نتعصب لقومنا في كتابنا عقيدة بني العباس فعقدنا فصلا عن بعض من شذ من بني العباس عن العقيدة الصحيحة , ونكره المبتدع والفاسق من بني العباس أكثر من المبتدع والفاسق من غير بني العباس ونعاديه معاداة شديدة أشد من غيره.
وليس بيننا وبين أبناء عمنا من بني أمية في العصر الحاضر أي عداوة بل معرفة وصداقة مع بعضهم.
وأما قولك
ما قولك في مسألة لعن ال البيت على المنابر في عهد بني أمية
فأقول
قال ابن حزم الأموي مولاهم في رسائله عن بني العباس (2\ 147):-
إلا أنهم لم يعلنوا بسب أحد من الصحابة، رضوان الله عليهم، بخلاف ما كان بنو أمية يستعملون من لعن عليّ بن أبي طالب رضوان الله عليه، ولعن بنيه الطاهرين من بني الزهراء؛ وكلهم كان على هذا حاشا عُمر بن عبد العزيز ويزيد بن الوليد رحمهما الله تعالى فإنهما لم يستجيزا ذلك.
وأما قولك
بامكانك التحدث كما تشاء عن بين العباس بدون التعرض لبني امية والحط من قدرهم وحقهم
فأقول
لا نحتاج لك حتى تعلمنا كيف نتعامل مع أبناء عمنا.
فليس في بحثنا هذا أي تنقص من بني أمية بل ذكرنا في المقدمة أن البراءة منهم من علامات الباطنية والشيعة.
وأما قولك
وهنا امام الكل (اتحداك ان تثبت ان الخليفة سليمان بن عبد الملك ناصبي)
فأقول نحن لسنا من المؤرخين , إنما نحن ناقلون عن المؤرخين من أهل السنة الذين عرفوا بتحري الصحة والعدل في الحكم على الأشخاص.
قال ابن حزم الأموي مولاهم في رسائله عن بني العباس (2\ 147):-
إلا أنهم لم يعلنوا بسب أحد من الصحابة، رضوان الله عليهم، بخلاف ما كان بنو أمية يستعملون من لعن عليّ بن أبي طالب رضوان الله عليه، ولعن بنيه الطاهرين من بني الزهراء؛ وكلهم كان على هذا حاشا عُمر بن عبد العزيز ويزيد بن الوليد رحمهما الله تعالى فإنهما لم يستجيزا ذلك.
قال ابن تيمية في منهاج السنة (8\ 170):-
وأعظم ما نقمه الناس على بني أمية شيئان:- أحدهما تكلمهم في علي , والثاني تأخير الصلاة عن وقتها.
قال ابن كثير في البداية والنهاية عن خلفاء بني أمية (13/ 210):-
وكلهم قد كان ناصبيا ... إلا الإمام عمر التقيا
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (5/ 113):-
في آل مروان نصب ظاهر سوى عمر بن عبد العزيز رحمه الله. انتهى.
فائتنا بأحد ينفي عن أحدهم النصب حتى نقول اختلفوا في نصب فلان.
فالحمد لله الذي جعلنا أشد أعداء الشيعة والنواصب.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 09:41 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/82)
أشهد الله وملائكته وجميع خلقه بأني أكتب في هذا الموضوع مضطرا لذلك كارها له، وذلك بعد مداخلة الأخ التي كانت بغير مناسبة وخارجة عن الموضوع.
أكره ذلك، لأن ليس فيه فائدة لدين المرء، والنصب ولله الحمد ليس موجودا.
وقد يستغل هذا الكلام أعداء الملة والدين من أعداء بني أمية وبني العباس من الزيدية والرافضة أخزاهم الله وأبعدهم ولعنهم.
ولكن ما يعزيني أني لست البادئ وأني مجرد ناقل عن أئمة أهل السنة والجماعة وأن الكتابة كانت في موضوع مليء بتكفير الروافض وقتلهم وقمع الزيدية ولعنهم ونفيهم.
ولا يفوتني أن أذكر هذه الفائدة حول النصب الخبيث النتن، حتى لا يفرح بكلامنا أهل البدع الخبثاء الغالون في بغض بني أمية رحمهم الله:
قال ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب - (ج 8 / ص 410)
"وقد كنت استشكل توثيقهم الناصبي غالبا وتوهينهم الشيعة مطلقا ولا سيما أن عليا ورد في حقه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلى منافق ثم ظهر لي في الجواب عن ذلك أن البغض ها هنا مقيد بسبب وهو كونه نصر النبي صلى الله عليه و سلم لأن من الطبع البشري بغض من وقعت منه إساءة في حق المبغض والحب بعكسه وذلك ما يرجع إلى أمور الدنيا غالبا والخبر في حب علي وبغضه ليس على العموم فقد أحبه من أفرط فيه حتى ادعى أنه نبي أو أنه إله تعالى الله عن إفكهم والذي ورد في حق علي من ذلك قد ورد مثله في حق الأنصار وأجاب عنه العلماء أن بغضهم لأجل النصر كان ذلك علامة نفاقه وبالعكس فكذا يقال في حق علي وأيضا فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهورا بصدق اللهجة والتمسك بأمور الديانة بخلاف من يوصف بالرفض فإن غالبهم كاذب ولا يتورع في الإخبار والأصل فيه أن الناصبة اعتقدوا أن عليا رضي الله عنه قتل عثمان أو كان أعان عليه فكان بغضهم له ديانة بزعمهم ثم انضاف إلى ذلك أن منهم من قتلت أقاربه في حروب علي".اهـ.
وفي النهاية لن يكون أحد أغير منا على أبناء عمنا أصحاب السؤدد والنسب والحسب بني أمية المنافيين القرشيين الملوك الفخام والخلفاء العظام، ولكن الحق أحق أن يتبع، فهذا ابن حزم الأموي مولاهم قد قال بقولنا.
وقلتها مرارا نحن نرحب بأي رد وأي نقاش، ولكن دون إخراج للموضوع عن مساره، فإن أراد الأخ استمرار النقاش خارج موضوع البحث، فليفتح موضوعا جديدا.
وإن عدتم عدنا ...
هذا ما كتبناه سابقا، ولا زلنا نؤكد عليه، ولكن يأبى البعض إلا أن ....
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[22 - 11 - 09, 07:35 ص]ـ
اولا هون عليك
عندما تقول (وان عدتم عدنا) فكلامنا هنا لا يعدوا مباحثة علمية وليس ساحة معركة , فمن نتكلم عنهم قد ذهبوا الى تعالى وذهبت ايامهم والله يفصل بينهم وهو عدل خبير.
ثانيا / الحديث
(اذا بلغ بنوا ابي العاص ,,,,,)
خذ كلام الشيخ الحويني عن كامل طرق الحديث وهذا من موقعه
حديث باطلٌ.
وقد ورد من حديث أبي هريرة ومعاوية بن أبي سفيان، وابن عباس وأبي ذر وأبي سعيد الخدري، رضي الله عنهم، وهاك تخريج أحاديثهم باختصار:
أمَّا حديث أبي هريرة، رضي الله عنه؛ فأخرجه البيهقي في (دلائل النبوة) (6/ 507) من طريق أبي بكر بن أبي أويس، قال: حدثني سليمان بن بلال، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا، وقد خولف سليمان بن بلال في رفعه، خالفه إسماعيلُ بن جعفرٍ، قال: أخبرني العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره موقوفًا.
أخرجه أبو يعلى في (المسند) (ج11 / رقم 6523)، قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وأخرجه الخطابي في (غريب الحديث) (2/ 436) من طريق علي بن حُجْر قالا: ثنا إسماعيل به.
وهذه الرواية أصحُّ، ورفع هذا الحديث عندي منكرٌ، وأبو بكر بن أبي أويس اسمه عبد الحميد بن عبد الله، وهو ثقةٌ، ولكن قال فيه النسائي: (ضعيف)، فلعلَّ هذا منه، وربما كان ذلك من العلاء، والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/83)
أما حديث معاوية وابن عباس، رضي الله عنهم؛ فأخرجه نعيم بن حماد في (الفتن) (316)، قال: حدثنا رشدين. وأخرجه البيهقي في (الدلائل) (6/ 507، 508) من طريق كامل بن طلحة كلاهما عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن ابن مَوْهب أن معاوية بينما هو جالسٌ وعنده ابنُ عباس، إذ دخل عليهم مروان بن الحكم في حاجةٍ، فلما أدبر قال معاوية لابن عباس: أما تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين رجلاً، اتخذوا مال الله تعالى بينهم دولاً، وعباده خولاً، وكتابه دغلاً).
قال ابن عباس: اللهم نعم! ثم إن مروان ردَّ عبد الملك إلى معاوية في حاجته، فلما أدبر عبدُ الملك قال معاوية: أنشدك بالله يابن عباس! أما تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر هذا فقال: (أبو الجبابرة الأربعة)! قال ابنُ عباس: اللهم نعم.
قُلْتُ: وهذا منكرٌ جدًّا، كأنه موضوع، فلعلَّ أحدًا كذبه وأدخله على ابن لهيعة، وليس بغريب أن يحدث مثله لابن لهيعة مع شدة غفلته في آخر عمره، رحمه الله.
وقد ذكر الحافظ ابنُ كثير هذه الرواية في (البداية والنهاية) (6/ 242)، ثم قال: (وفيه غرابةٌ ونكارة شديدةٌ).
أمَّا حديث أبي ذرٍ، رضي الله عنه؛ فأخرجه نعيم بن حماد في (الفتن) (314)، والحاكم في (المستدرك) (4/ 479، 480) من طريقين واهيين عن أبي ذر.
قال الذهبي في (تلخيص المستدرك) عن أحدهما: (على ضعف رواته منقطعٌ).
وقال ابن كثير في (البداية) (6/ 242): (منقطع بين راشد بن سعد وأبي ذر).
أمَّا حديث أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه؛ فأخرجه أبو يعلى في (المسند) (2/ 383، 384)، ومن طريقه ابن عساكر في (تاريخ دمشق) (ج16 / ق 254)، وأخرجه الطبراني في (الأوسط) (7785)، قال: حدثنا محمود بن محمد الواسطي قالا: ثنا زكريا بن يحيى بن المعروف بـ (زحمويه)، قال: ثنا صالح بن عمر، عن مطرف بن طريف، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا، فذكر مثله.
وأخرجه أحمد (3/ 80)، وإسحاق بن راهويه في (مسنده)، كما في (البداية) (6/ 242) لابن كثير، والبزار (1620)، والبيهقي في (الدلائل) (6/ 507) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد مرفوعًا مثله.
قال البزار: (لا نعلم رواه إلا أبو سعيد، ولا عنه إلا عطية).
وقال الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن مطرف، إلا صالح بن عمر، تفرد به: زحمويه).
قُلْتُ: أمَّا قول البزار فمتعقبٌ بما ذكرتُهُ قبل ذلك من أحاديث الصحابة الكرام، وأما قول الطبراني فمتعقبٌ بأن زحمويه لم يتفرد به، فتابعه سعدويه، واسمه سعيد بن سليمان الواسطي قال: ثنا صالح بن عمر بسنده سواء.
أخرجه البزار في (مسنده) (1621 - كشف الأستار)، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، ثنا سعيد بن سليمان بسنده سواء.
وسند هذا الحديث ضعيفٌ على أي حال، وعطية العوفي ضعَفه يحيى القطان وأحمد بن حنبل والنسائي وأبو حاتم والدارقطني، ولينه أبو زرعة، ومشاه آخرون.
والحديث باطلٌ على كل حال. والله أعلم.
والحمد لله رب العالمين.
انتهى
راجع موقع الشيخ الحويني
ثالثا / سألتك عن مسألة لعن بني أمية لال البيت على المنابر فرددت بقول الاما ابن حزم رحمه الله
أريد رأيك في الموضوع هل ترى ان هذا الامر قد ثبت او هل انت تعتقد بحصول هذاولا تتهرب من الاجابة
رابعا /
سألتك عن اثبات النصب على الخليفة الاموي سليمان بن عبد الملك فاجبت بنقول كثيرة , اغلبها عام في بني أمية
وليس احد ينكر هذا الامر ولكن نحن لا نعمم على كل خلفاء بني امية مثلك (خاصة اذا علمنا ان كثير من الائمة رحمهم الله تعالى يدخلون الحجاج ومثله في بني امية عندما يطلقون هذا الكلام)
وقد يؤتي الرجل من سوء فهمه للنص او تعميمه للنص على الكل
فمن الخطأ كمنهجية تاريخية ان ناخذ نصا عاما ونعممه على كل الاطراف
فمثلا استطيع ان اضع لك هنا اقوال كثير لائمة الاسلام تثني على اكثر من خليفة من خلفاء الخلافة الاموية
ولي عودة اكثر باذن الله تعالى للخليفة سليمان وقضية انه كان ناصبيا كما تقول
خامسا / لفتة
تقول لا نحتاج منك ان تعلمنا كيف نتعامل مع بني عمنا بني أمية
اقول لك كل الاحترام والتقدير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/84)
ولكن امام الهدى ابا حنيفة وهو خيرا منك تعلم من حجام (والحجام خيرا مني)
والانسان يبقى في تعلم حتى موته
ولكن ان اساءنا الادب معك لك ان تعتب علينا
علما اني اعترف قد استفدت منك في بعض المواضع
وانت تتعامل بميزان غير عادل مع الخلافة الاموية , عكس تعاملك مع الخلافة العباسية
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[22 - 11 - 09, 07:38 ص]ـ
اولا هون عليك
عندما تقول (وان عدتم عدنا) فكلامنا هنا لا يعدوا مباحثة علمية وليس ساحة معركة , فمن نتكلم عنهم قد ذهبوا الى تعالى وذهبت ايامهم والله يفصل بينهم وهو عدل خبير.
ثانيا / الحديث
(اذا بلغ بنوا ابي العاص ,,,,,)
خذ كلام الشيخ الحويني عن كامل طرق الحديث وهذا من موقعه
حديث باطلٌ.
وقد ورد من حديث أبي هريرة ومعاوية بن أبي سفيان، وابن عباس وأبي ذر وأبي سعيد الخدري، رضي الله عنهم، وهاك تخريج أحاديثهم باختصار:
أمَّا حديث أبي هريرة، رضي الله عنه؛ فأخرجه البيهقي في (دلائل النبوة) (6/ 507) من طريق أبي بكر بن أبي أويس، قال: حدثني سليمان بن بلال، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا، وقد خولف سليمان بن بلال في رفعه، خالفه إسماعيلُ بن جعفرٍ، قال: أخبرني العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره موقوفًا.
أخرجه أبو يعلى في (المسند) (ج11 / رقم 6523)، قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وأخرجه الخطابي في (غريب الحديث) (2/ 436) من طريق علي بن حُجْر قالا: ثنا إسماعيل به.
وهذه الرواية أصحُّ، ورفع هذا الحديث عندي منكرٌ، وأبو بكر بن أبي أويس اسمه عبد الحميد بن عبد الله، وهو ثقةٌ، ولكن قال فيه النسائي: (ضعيف)، فلعلَّ هذا منه، وربما كان ذلك من العلاء، والله أعلم
أما حديث معاوية وابن عباس، رضي الله عنهم؛ فأخرجه نعيم بن حماد في (الفتن) (316)، قال: حدثنا رشدين. وأخرجه البيهقي في (الدلائل) (6/ 507، 508) من طريق كامل بن طلحة كلاهما عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن ابن مَوْهب أن معاوية بينما هو جالسٌ وعنده ابنُ عباس، إذ دخل عليهم مروان بن الحكم في حاجةٍ، فلما أدبر قال معاوية لابن عباس: أما تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين رجلاً، اتخذوا مال الله تعالى بينهم دولاً، وعباده خولاً، وكتابه دغلاً).
قال ابن عباس: اللهم نعم! ثم إن مروان ردَّ عبد الملك إلى معاوية في حاجته، فلما أدبر عبدُ الملك قال معاوية: أنشدك بالله يابن عباس! أما تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر هذا فقال: (أبو الجبابرة الأربعة)! قال ابنُ عباس: اللهم نعم.
قُلْتُ: وهذا منكرٌ جدًّا، كأنه موضوع، فلعلَّ أحدًا كذبه وأدخله على ابن لهيعة، وليس بغريب أن يحدث مثله لابن لهيعة مع شدة غفلته في آخر عمره، رحمه الله.
وقد ذكر الحافظ ابنُ كثير هذه الرواية في (البداية والنهاية) (6/ 242)، ثم قال: (وفيه غرابةٌ ونكارة شديدةٌ).
أمَّا حديث أبي ذرٍ، رضي الله عنه؛ فأخرجه نعيم بن حماد في (الفتن) (314)، والحاكم في (المستدرك) (4/ 479، 480) من طريقين واهيين عن أبي ذر.
قال الذهبي في (تلخيص المستدرك) عن أحدهما: (على ضعف رواته منقطعٌ).
وقال ابن كثير في (البداية) (6/ 242): (منقطع بين راشد بن سعد وأبي ذر).
أمَّا حديث أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه؛ فأخرجه أبو يعلى في (المسند) (2/ 383، 384)، ومن طريقه ابن عساكر في (تاريخ دمشق) (ج16 / ق 254)، وأخرجه الطبراني في (الأوسط) (7785)، قال: حدثنا محمود بن محمد الواسطي قالا: ثنا زكريا بن يحيى بن المعروف بـ (زحمويه)، قال: ثنا صالح بن عمر، عن مطرف بن طريف، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا، فذكر مثله.
وأخرجه أحمد (3/ 80)، وإسحاق بن راهويه في (مسنده)، كما في (البداية) (6/ 242) لابن كثير، والبزار (1620)، والبيهقي في (الدلائل) (6/ 507) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد مرفوعًا مثله.
قال البزار: (لا نعلم رواه إلا أبو سعيد، ولا عنه إلا عطية).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/85)
وقال الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن مطرف، إلا صالح بن عمر، تفرد به: زحمويه).
قُلْتُ: أمَّا قول البزار فمتعقبٌ بما ذكرتُهُ قبل ذلك من أحاديث الصحابة الكرام، وأما قول الطبراني فمتعقبٌ بأن زحمويه لم يتفرد به، فتابعه سعدويه، واسمه سعيد بن سليمان الواسطي قال: ثنا صالح بن عمر بسنده سواء.
أخرجه البزار في (مسنده) (1621 - كشف الأستار)، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، ثنا سعيد بن سليمان بسنده سواء.
وسند هذا الحديث ضعيفٌ على أي حال، وعطية العوفي ضعَفه يحيى القطان وأحمد بن حنبل والنسائي وأبو حاتم والدارقطني، ولينه أبو زرعة، ومشاه آخرون.
والحديث باطلٌ على كل حال. والله أعلم.
والحمد لله رب العالمين.
انتهى
راجع موقع الشيخ الحويني
ثالثا / سألتك عن مسألة لعن بني أمية لال البيت على المنابر فرددت بقول الاما ابن حزم رحمه الله
أريد رأيك في الموضوع هل ترى ان هذا الامر قد ثبت او هل انت تعتقد بحصول هذا
ولا تتهرب من الاجابة
رابعا /
سألتك عن اثبات النصب على الخليفة الاموي سليمان بن عبد الملك فاجبت بنقول كثيرة , اغلبها عام في بني أمية
وليس احد ينكر هذا الامر ولكن نحن لا نعمم على كل خلفاء بني امية مثلك (خاصة اذا علمنا ان كثير من الائمة رحمهم الله تعالى يدخلون الحجاج ومثله في بني امية عندما يطلقون هذا الكلام)
وقد يؤتي الرجل من سوء فهمه للنص او تعميمه للنص على الكل
فمن الخطأ كمنهجية تاريخية ان ناخذ نصا عاما ونعممه على كل الاطراف
فمثلا استطيع ان اضع لك هنا اقوال كثير لائمة الاسلام تثني على اكثر من خليفة من خلفاء الخلافة الاموية
ولي عودة اكثر باذن الله تعالى للخليفة سليمان وقضية انه كان ناصبيا كما تقول
خامسا / لفتة
تقول لا نحتاج منك ان تعلمنا كيف نتعامل مع بني عمنا بني أمية
اقول لك كل الاحترام والتقدير
ولكن امام الهدى ابا حنيفة وهو خيرا منك تعلم من حجام (والحجام خيرا مني)
والانسان يبقى في تعلم حتى موته
ولكن ان اساءنا الادب معك لك ان تعتب علينا
وانت تتعامل بميزان غير عادل مع الخلافة الاموية , عكس تعاملك مع الخلافة العباسية
اسف على تكرار المشاركة كانت بغير قصد مني
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 09:47 ص]ـ
[ SIZE="4"][SIZE="5"] أمَّا حديث أبي هريرة، رضي الله عنه؛ فأخرجه البيهقي في (دلائل النبوة) (6/ 507) من طريق أبي بكر بن أبي أويس، قال: حدثني سليمان بن بلال، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا، وقد خولف سليمان بن بلال في رفعه، خالفه إسماعيلُ بن جعفرٍ، قال: أخبرني العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره موقوفًا.
أخرجه أبو يعلى في (المسند) (ج11 / رقم 6523)، قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وأخرجه الخطابي في (غريب الحديث) (2/ 436) من طريق علي بن حُجْر قالا: ثنا إسماعيل به.
وهذه الرواية أصحُّ، ورفع هذا الحديث عندي منكرٌ، وأبو بكر بن أبي أويس اسمه عبد الحميد بن عبد الله، وهو ثقةٌ، ولكن قال فيه النسائي: (ضعيف)، فلعلَّ هذا منه، وربما كان ذلك من العلاء، والله أعلم
هذا هو الحويني يصحح الحديث ولكن موقوفا على أبي هريرة، فهل هذا يقال من قبل الرأي، ولذلك من صحح الحديث موقوفا على أبي هريرة كما هو ظاهر كلام الحويني، لم يفعل شيئا، لأنه له حكم الرفع، لأنه إخبار عن أمر مستقبلي.
وما دام أنك نقلت كلام الحويني بطوله، فسننقل كلام الإمام الألباني بطوله في تخريج هذا الحديث من السلسلة الصحيحة 744، وتصحيحه مرفوعا وليس موقوفا فقط كما ترجح للحويني.
لكن ما بال هذا الحديث، لماذا لم تعرج عليه؟
أن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – رأى في المنام كأن بني الحكم ينزون على منبره وينزلون, فأصبح كالمتغيظ وقال: ما لي رأيت بني الحكم ينزون على منبري نزو القردة قال: فما رؤى رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – مستجمعا ضاحكا بعد ذلك حتى مات.
من حديث أبي هريرة وقد حسنه العلامة الوادعي في الصحيح المسند 1455، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 5/ 246 رجاله رجال الصحيح غير مصعب بن عبد الله بن الزبير وهو ثقة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/86)
وقد صححه الإمام الألباني في السلسلة الصحيحة 3940 إلى قوله القردة، كما ذكرنا سابقا.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 10:38 ص]ـ
قد يستغرب ويتعجب البعض لماذا هذين الحديثين من رواية أبي هريرة، يعني حديث إذا بلغ بنو أبي الحكم وحديث رأيت بني الحكم، فأقول:
أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة أنه قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين: فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم.
قال ابن حجر في فتح الباري: وحمل العلماء الوعاء الذي لم يبثه على الأحاديث التي فيها تبيين أسامي أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم، وقد كان أبو هريرة يكني عن بعضه ولا يصرح به خوفا على نفسه منهم. اهـ.
فلذلك لم يرو هذين الحديثين عن أبي هريرة وفيهما التصريح باسم الحكم إلا راو واحد، أما التي فيها التصريح، فمنها ما أخرجه البخاري عنه أنه قال في زمن الملك الحليم معاوية رضي الله عنه وأمام قاتل طلحة الملعون والده مروان بن الحكم:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش. فقال مروان: لعنة الله عليهم غلمة. فقال أبو هريرة: لو شئت أن أقول: بني فلان وبني فلان لفعلت. فكنت أخرج مع جدي إلى بني مروان حين ملكوا بالشأم، فإذا رآهم غلمانا أحداثا قال لنا: عسى هؤلاء أن يكونوا منهم؟ قلنا: أنت أعلم.
قال ابن حجر في فتح الباري: وقد يطلق الصبي والغليم بالتصغير على الضعيف العقل والتدبير والدين ولو كان محتلما وهو المراد هنا، فإن الخلفاء من بني أمية لم يكن فيهم من استخلف وهو دون البلوغ وكذلك من أمروه على الأعمال، إلا أن يكون المراد بالأغيلمة أولاد بعض من استخلف فوقع الفساد بسببهم فنسب إليهم، والأولى الحمل على أعم من ذلك.
وقال ابن حجر أيضا:
(تنبيه):
يتعجب من لعن مروان الغلمة المذكورين مع أن الظاهر أنهم من ولده فكأن الله تعالى أجرى ذلك على لسانه ليكون أشد في الحجة عليهم لعلهم يتعظون، وقد وردت أحاديث في لعن الحكم والد مروان وما ولد أخرجها الطبراني وغيره غالبها فيه مقال وبعضها جيد، ولعل المراد تخصيص الغلمة المذكورين بذلك. اهـ. (قلت العباسي: يعني تخصيص الملعون من ولد الحكم بالغلمة المذكورين وليس كل ولده فمعلوم أن منهم عمر بن عبدالعزيز).
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 10:48 ص]ـ
أشهد الله وملائكته وجميع خلقه بأني أكتب في هذا الموضوع مضطرا لذلك كارها له، وذلك بعد مداخلة الأخ التي كانت بغير مناسبة وخارجة عن الموضوع.
أكره ذلك، لأن ليس فيه فائدة لدين المرء، والنصب ولله الحمد ليس موجودا.
وقد يستغل هذا الكلام أعداء الملة والدين من أعداء بني أمية وبني العباس من الزيدية والرافضة أخزاهم الله وأبعدهم ولعنهم.
ولكن ما يعزيني أني لست البادئ وأني مجرد ناقل عن أئمة أهل السنة والجماعة وأن الكتابة كانت في موضوع مليء بتكفير الروافض وقتلهم وقمع الزيدية ولعنهم ونفيهم.
ولا يفوتني أن أذكر هذه الفائدة حول النصب الخبيث النتن، حتى لا يفرح بكلامنا أهل البدع الخبثاء الغالون في بغض بني أمية رحمهم الله:
قال ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب - (ج 8 / ص 410)
"وقد كنت استشكل توثيقهم الناصبي غالبا وتوهينهم الشيعة مطلقا ولا سيما أن عليا ورد في حقه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلى منافق ثم ظهر لي في الجواب عن ذلك أن البغض ها هنا مقيد بسبب وهو كونه نصر النبي صلى الله عليه و سلم لأن من الطبع البشري بغض من وقعت منه إساءة في حق المبغض والحب بعكسه وذلك ما يرجع إلى أمور الدنيا غالبا والخبر في حب علي وبغضه ليس على العموم فقد أحبه من أفرط فيه حتى ادعى أنه نبي أو أنه إله تعالى الله عن إفكهم والذي ورد في حق علي من ذلك قد ورد مثله في حق الأنصار وأجاب عنه العلماء أن بغضهم لأجل النصر كان ذلك علامة نفاقه وبالعكس فكذا يقال في حق علي وأيضا فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهورا بصدق اللهجة والتمسك بأمور الديانة بخلاف من يوصف بالرفض فإن غالبهم كاذب ولا يتورع في الإخبار والأصل فيه أن الناصبة اعتقدوا أن عليا رضي الله عنه قتل عثمان أو كان أعان عليه فكان بغضهم له ديانة بزعمهم ثم انضاف إلى ذلك أن منهم من قتلت أقاربه في حروب علي".اهـ.
وفي النهاية لن يكون أحد أغير منا على أبناء عمنا أصحاب السؤدد والنسب والحسب بني أمية المنافيين القرشيين الملوك الفخام والخلفاء العظام، ولكن الحق أحق أن يتبع، فهذا ابن حزم الأموي مولاهم قد قال بقولنا.
وقلتها مرارا نحن نرحب بأي رد وأي نقاش، ولكن دون إخراج للموضوع عن مساره، فإن أراد الأخ استمرار النقاش خارج موضوع البحث، فليفتح موضوعا جديدا.
وإن عدتم عدنا ...
هذا ما كتبناه مرارا، ولا زلنا نؤكد عليه، ولكن يأبى البعض إلا أن ....
ما أكبر فرحة الروافض والزيدية بما حصل، فبعد أن كان الموضوع عنهم، صار عن من لا يساوي الروافض نعالهم من أبناء عمنا بني أمية رحمهم الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/87)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 03:10 م]ـ
قلت
ثالثا / سألتك عن مسألة لعن بني أمية لال البيت على المنابر فرددت بقول الاما ابن حزم رحمه الله
أريد رأيك في الموضوع هل ترى ان هذا الامر قد ثبت او هل انت تعتقد بحصول هذا
ولا تتهرب من الاجابة
فأقول
قال ابن كثير في البداية والنهاية (9/ 262):-
وحج بالناس في هذه السنة أمير المؤمنين هشام بن الملك، وكتب إلى أبي الزناد قبل دخوله المدينة ليتلقاه ويكتب له مناسك الحج، ففعل، فتلقاه الناس من المدينة إلى أثناء الطريق، وفيهم أبو الزناد قد امتثل ما أمر به، وتلقاه فيمن تلقاه سعيد بن عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفان، فقال له: يا أمير المؤمنين إن أهل بيتك في مثل هذه المواطن الصالحة لم يزالوا يلعنون أبا تراب، فالعنه أنت أيضا، قال أبو الزناد: فشق ذلك على هشام واستثقله، وقال: ما قدمت لشتم أحد، ولا لعنة أحد، إنما قدمنا حجاجا. انتهى.
وقد سبق نقلنا عن مولى بني أمية ابن حزم.
ونحن لا نتعدى كلام الأئمة في هذه المسائل فلم نكن موجودين في ذلك الوقت , وهم أعلم بما حصل لسعة إطلاعهم.
قلت:-
رابعا/
سألتك عن اثبات النصب على الخليفة الاموي سليمان بن عبد الملك فاجبت بنقول كثيرة , اغلبها عام في بني أمية
وليس احد ينكر هذا الامر ولكن نحن لا نعمم على كل خلفاء بني امية مثلك (خاصة اذا علمنا ان كثير من الائمة رحمهم الله تعالى يدخلون الحجاج ومثله في بني امية عندما يطلقون هذا الكلام
وقد يؤتي الرجل من سوء فهمه للنص او تعميمه للنص على الكل
فمن الخطأ كمنهجية تاريخية ان ناخذ نصا عاما ونعممه على كل الاطراف
فأقول
قال ابن كثير في البداية والنهاية (13/ 210):-
وهكذا خلفاء بني أمية ... عدتهم كعدة الرافضية ... ولكن المدة كانت ناقصة ... عن مائة من السنين خالصة ... وكلهم قد كان ناصبيا ... إلا الامام عمر التقيا ... معاوية ثم ابنه يزيد ... وابن ابنه معاوية السديد ... مروان ثم ابن له عبد الملك ... منابذ لابن الزبير حتى هلك ... ثم استقل بعده بالملك ... في سائر الارض بغير شك ... ثم الوليد النجل باني الجامع ... وليس مثله بشكله من جامع ... ثم سليمان الجواد وعمر ... ثم يزيد وهشام وغدر ... أعني الوليد بن يزيد الفاسقا ... ثم يزيد بن الوليد فائقا ... يلقب الناقص وهو كامل ... ثم إبراهيم وهو عاقل ... ثم مروان الحمار الجعدي ... آخرهم فاظفر بذا من عندي ... والحمد لله على التمام ... كذاك نحمد على الانعام ... ثم الصلاة مع تمام العدد ... على النبي المصطفى محمد ... وآله وصحبه الاخيار ... في سائر الاوقات والاعصار. انتهى.
فابن كثير يقول كلهم قد كان ناصبيا ويذكرهم واحدا واحدا ويستثني عمر , وأنت تقول كلام عام!
وكذلك ابن حزم يقول كلهم كان على ذلك إلا عمر ويزيد بن الوليد , وأنت تقول كلام عام!
فاقرأ بارك الله فيك بتمعن وافهم الكلام جيدا قبل أن تكتب.
قلت:-
وانت تتعامل بميزان غير عادل مع الخلافة الاموية , عكس تعاملك مع الخلافة العباسية
فأقول
بين لنا ذلك بالأدلة والنقولات بالجزء والصفحة , وسنكون لك شاكرين.
.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 05:31 م]ـ
إضافة في مسألة اللعن على المنابر
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري (ج 10 / ص 499):
ثُمَّ كَانَ مِنْ أَمْر عَلِيّ مَا كَانَ فَنَجَمَتْ طَائِفَة أُخْرَى حَارَبُوهُ، ثُمَّ اِشْتَدَّ الْخَطْب فَتَنَقَّصُوهُ وَاِتَّخَذُوا لَعْنه عَلَى الْمَنَابِر سُنَّة، وَوَافَقَهُمْ الْخَوَارِج عَلَى بُغْضه وَزَادُوا حَتَّى كَفَّرُوهُ، مَضْمُومًا ذَلِكَ مِنْهُمْ إِلَى عُثْمَان، فَصَارَ النَّاس فِي حَقّ عَلِيّ ثَلَاثَة: أَهْل السُّنَّة وَالْمُبْتَدِعَة مِنْ الْخَوَارِج وَالْمُحَارِبِينَ لَهُ مِنْ بَنِي أُمَيَّة وَأَتْبَاعهمْ، فَاحْتَاجَ أَهْل السُّنَّة إِلَى بَثّ فَضَائِله فَكَثُرَ النَّاقِل لِذَلِكَ لِكَثْرَةِ مَنْ يُخَالِف ذَلِكَ.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 07:05 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية - (ج 6 / ص 102):
"وقد كان من شيعة عثمان من يسب عليا ويجهر بذلك على المنابر وغيرها لأجل القتال الذي كان بينهم وبينه وكان أهل السنة من جميع الطوائف تنكر ذلك عليهم وكان فيهم من يؤخر الصلاة عن وقتها فكان المتمسك بالسنة يظهر محبة علي وموالاته ويحافظ على الصلاة في مواقيتها حتى رئي عمرو بن مرة الجملي وهو من خيار أهل الكوفة شيخ الثوري وغيره بعد موته فقيل له ما فعل الله بك فقال غفر لي بحب علي بن أبي طالب ومحافظتي على الصلاة في مواقيتها".اهـ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية - (ج 8 / ص 125):
"وأعظم ما نقمه الناس على بني أمية شيئان أحدهما تكلمهم في علي والثاني تأخير الصلاة عن وقتها.
ولهذا رئي عمرو بن مرة الجملي بعد موته فقيل له ما فعل الله بك قال غفر لي بمحافظتي على الصلوات في مواقيتها وحبي علي بن أبي طالب فهذا حافظ على هاتين السنتين حين ظهر خلافهما فغفر الله له بذلك".اهـ.
دل على هذا على شيوع النصب وظهوره في عهد بني مروان، والنصب ليس فقط اللعن أو السب أو التنقص، وإنما أصله هو البغض والكراهية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (ج 1 / ص 389):
وَأَمَّا عَلِيٌّ فَأَبْغَضَهُ وَسَبَّهُ أَوْ كَفَّرَهُ الْخَوَارِجُ وَكَثِيرٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَشِيعَتِهِمْ الَّذِينَ قَاتَلُوهُ وَسَبُّوهُ.اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/88)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 07:13 م]ـ
قال الإمام المحقق المحدث العدل الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه فتح الباري ج 5 ص 503
"ولو شرع الإمام في خطبته في كلامٍ مباحٍ أو مستحب كالدعاء، فإنه يستمع له وينصت، وهذا قولُ جمهور العلماء، منهم: عطاءٌ وغيره.
ولأصحابنا ثلاثة أوجهٍ: أحدها: تحريم الكلام في الحالين. والثاني: لا يحرم. والثالث: أن كان مستحباً كالدعاء حرم الكلام معه، وإن كان مباحاً لم يحرم.
فأما أن تكلم بكلام محرم، كبدعةٍ أو كسب السلف، كما كان يفعله بنو أمية، سوى عمر بن عبد العزيز -رحمة الله عليه -، فقالت طائفةٌ: يلحق بالخطب وينصت لهُ، روي عن عمرو بن مرة وقتادة.
والأكثرون على خلاف ذلك، منهم: الشعبي وسعيد بن جبيرٍ وأبو بردة وعطاءٌ والنخعي والزهري وعروة والليث ابن سعدٍ.
وهو الصحيح؛ فإن الله تعالى يقول: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} [الأنعام:68] الآية، وما كانَ محرماً حرم استماعه والانصات إليه، ووجب التشاغل عنه كسماع الغناء والآت اللهو، ونحو ذلك. اهـ.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[01 - 12 - 09, 10:08 م]ـ
24 - الأمير أبو جعفر عبيد الله بن محمد المهتدي بالله بن هارون الواثق بالله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب
قال ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد - (ج 2 / ص 100):
أنبأنا الحسن بن محمد الكاتب عن أحمد بن أبي منصور الفقيه قال: أنبأنا جعفر بن أحمد الاديب إذنا عن أبي نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم الوائلي السجستاني قال: أنبأنا أبو الحسن بن فراش حدثنا أبو محمد إبراهيم بن محمد التيمي قال: سمعت أبا جعفر بن المهتدي بالله يقول: في جماعة كنت فيهم حاضرا ذكروا أنهم من حذاق المعتزلة فقال لهم أبو جعفر بن المهتدي:
طلب فاطمة والعباس مورثهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنع أبي بكر لهما، لا يخلو من منع أبي بكر حقا يجب لهما، أو يكونا طلبا ما لا يجب لهما، فليس يخلو أن يكون مع أحدهما الحق.
قال أبو محمد التيمي: ورأيتهم كانوا يحبون مناظرته على ذلك.
فقال لهم أبو جعفر بن المهتدي: الحق معهما فقالوا: كيف ذا؟
قال: ذا لا يشك أنهم علموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نحن معاشر الانبياء لا نورث ما تركناه فهو صدقة) فتأولت فاطمة والعباس أن ذلك في الكراع والسلاح وآلة الجهاد دون المال فهما طالبان لحق بتأويل تأولاه
ومنعهما أبو بكر لأن المراد من قول النبي صلى الله عليه وسلم من جميع ما يملكه من كراع وسلاح.
قال: ولم يجز لابي بكر بعد أن سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعطيهما من ذلك شيئا ومنع بحق وكان طلب فاطمة والعباس بحق.
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[02 - 12 - 09, 04:28 ص]ـ
قولك ان خلفاء بني أمية كلهم نواصب ما عدا عمر بن عبد العزيز رحمه الله
وذكرت نقولات عن بعض الائمة كابن كثير وابن حزم رحم الله الجميع فنحن لا ننكر هذه النقولات ولا ننكر وجودها في كتب التاريخ , ولا يلزمنا ذلك انها صواب ولا تستطيع ان تلزمنا بذلك
ونرد عليك بالتالي ,,,,
نرد عليك بقول شيخ الاسلام ابن تيمية ونرى انه الصواب وفصل الخطاب في هذه المسألة
(لَكِنْ كَانَ - قَدِيمًا لَمَّا كَانَ بَنُو أُمَيَّةَ وُلَاةَ الْبِلَادِ - بَعْضُ بَنِي أُمَيَّةَ يَنْصِبُ الْعَدَاوَةَ لِعَلِيِّ وَيَسُبُّهُ وَأَمَّا الْيَوْمُ فَمَا بَقِيَ مِنْ أُولَئِكَ أَحَدٌ). انتهى كلامه
راجع مجموع الفتاوى لابن تيمية
(باذن الله تعالى اي مسألة قمنا ببيانها هنا لن ارجع لمناقشتها معك مرة اخرى لتكمل ما بدأت به من بحثك , ولانه سيكون بحث عقيم طالما لم نلتقي معا واسال الله لي ولك ان نعرف لبني قدرهم وفضلهم على الاسلام واهله , ولا نكون كالرافضة الذين يذمونهم وينتقصونهم)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[02 - 12 - 09, 03:08 م]ـ
نحن لم نلزمك بشيء أبدا، وأنت الذي كنت تريد أن تلزمنا بقولك، ولكن الآن ولله الحمد أقررت أن المسألة اجتهادية، وهذا تقدم نحمد الله عليه، وقد مررت في هذه المناقشة بثلاث مراحل:
1 - تنكر وجود النصب بالكلية في بني مروان.
2 - تقر بوجود النصب في بعضهم مع إلزام المخالف لك بقولك.
3 - تقر بوجود النصب في بعضهم مع عدم إلزام أحد برأيك.
وهذه نقولات مهمة لشيخ الإسلام ابن تيمية غير النقل المهم الذي نقلته أنت:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية - (ج 6 / ص 102):
"وقد كان من شيعة عثمان من يسب عليا ويجهر بذلك على المنابر وغيرها لأجل القتال الذي كان بينهم وبينه وكان أهل السنة من جميع الطوائف تنكر ذلك عليهم وكان فيهم من يؤخر الصلاة عن وقتها فكان المتمسك بالسنة يظهر محبة علي وموالاته ويحافظ على الصلاة في مواقيتها حتى رئي عمرو بن مرة الجملي وهو من خيار أهل الكوفة شيخ الثوري وغيره بعد موته فقيل له ما فعل الله بك فقال غفر لي بحب علي بن أبي طالب ومحافظتي على الصلاة في مواقيتها".اهـ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية - (ج 8 / ص 125):
"وأعظم ما نقمه الناس على بني أمية شيئان أحدهما تكلمهم في علي والثاني تأخير الصلاة عن وقتها.
ولهذا رئي عمرو بن مرة الجملي بعد موته فقيل له ما فعل الله بك قال غفر لي بمحافظتي على الصلوات في مواقيتها وحبي علي بن أبي طالب فهذا حافظ على هاتين السنتين حين ظهر خلافهما فغفر الله له بذلك".اهـ.
دل على هذا على شيوع النصب وظهوره في عهد بني مروان، والنصب ليس فقط اللعن أو السب أو التنقص، وإنما أصله هو البغض والكراهية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (ج 1 / ص 389):
وَأَمَّا عَلِيٌّ فَأَبْغَضَهُ وَسَبَّهُ أَوْ كَفَّرَهُ الْخَوَارِجُ وَكَثِيرٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَشِيعَتِهِمْ الَّذِينَ قَاتَلُوهُ وَسَبُّوهُ.اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/89)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[07 - 12 - 09, 04:27 م]ـ
25 - أبو البركات عبدالله بن الحسين السويدي العباسي (1174هـ)
1 - قال محب الدين الخطيب عن مؤتمر النجف الذي كان رئيسه أبو البركات:-
مؤتمر النجف الذي انتهى بخضوع مجتهدي الشيعة لإمامة أبي بكر وعمر وإعلانهم ذلك على منبر الكوفة في خطبة الجمعة يوم 26 شوال سنة 1156 هـ.
2 - قال أبو البركات في كتابه مؤتمر النجف (ص 1):-
لما يسر الله لي نصرة الشريعه الغراء , وردع أهل البدع والإغراء عزمت على حج بيت الله الحرام , شكرا له على ما وفقني من نيل المرام , وما به إصلاح كافة أهل الإسلام , وإجراء الحق على يدي , وإخماد نار الباطل بمباحثتي وإرجاع الشيعة عما هم عليه من سب الصحابة وتكفيرهم , وإدعائهم الفضل والخلافة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وتجويزهم المتعة والمسح على الرجلين , وغير ذلك من قبائحهم وبدعهم وضلالتهم المشهوره المتواترة عنهم.
3 - وقال أيضا في كتابه مؤتمر النجف (ص 6):-
كيف تحصل المباحثة معهم وهم ينكرون كل حديث عندنا , فلا يقولون بصحة الكتب الستة ولا غيرها , وكل آيه أحتج بها يؤولونها ويقولون الدليل إذا تطرقه الأحتمال يبطل به الإستدلال , كما أنهم يقولون شرط الدليل أن يتفق عليه الخصمان. على أن الأمور الإجتهاديه تفيد الظن , فكيف أثبت لهم جواز المسح على الخفين وهو قد ثبت بالسنة؟ فإن قلت: روى حديث المسح على الخفين نحو سبعين صحابيا منهم الإمام علي، قالو: عندنا ثبت عدم جواز المسح بالرواية أكثر من مائة صحابي منهم أبو بكر وعمر؛فإن قلت: إن هذه الأحاديث التي توردونها في عدم صحة المسح موضوعة مفتراة. قالوا: الأحاديث التي توردونها في صحة المسح موضوعة. فما هو جوابهم هو جوابنا. فكيف يلزمون بمثل هذه الأحاديث؟
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[07 - 12 - 09, 05:23 م]ـ
جزاك الله خيرا.
هل تستطيع إتماما للفائدة وضع رابط لقراءة الكتاب أو تنزيله؟؟ و كنت قد قرأتُ الكتاب من نسخة لدى والدي في مكتبته.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[08 - 12 - 09, 02:22 م]ـ
عن قريب بإذن الله.
بارك الله فيك.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[19 - 12 - 09, 11:37 م]ـ
ونعود لأمير المؤمنين الخليفة أبي العباس سفاح المال فقد قال في أول خطبة له بالكوفة بعد بيعة الناس له كما في تاريخ الطبري - (ج 6 / ص 82) والبداية والنهاية لابن كثير - (ج 10 / ص 44):
فلما قبضه الله إليه (يعني النبي صلى الله عليه وآله وسلم) قام بذلك الأمر من بعده أصحابه وأمرهم شورى بينهم فحووا مواريث الأمم فعدلوا فيها ووضعوها مواضعها وأعطوها أهلها وخرجوا خماصا منها. اهـ.
فانظر رحمك الله إلى هذا الإمام الهاشمي العباسي أمير المؤمنين وخليفة المسلمين، في أول خطبة له وفي الكوفة كيف أثبت خلافة الأربعة وأثنى عليهم أعظم ثناء، وهو بهذا يقلع مذهب الزيدية والرافضة من أصوله، فرحمه الله وغفر له.
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[27 - 12 - 09, 02:29 م]ـ
اما المراحل التي جعلتني امر بها وقسمتها على ثلاث مراحل
فهذ كلام باطل وليس له وجود الا في خيالك وظنك
وقد خلصت الى امر واحد وهو انك تتحامل كثيرا على بني امية , ولا ترى لهم اي منقبة او فضيلة بل وتسعى الى تأكيد ما سطر في كتب التاريخ بغض النظر عن صحته من بطلانه وكأنه وحي منزل من السماء.
وكم تمنيت ارى فيك مثال للباحث في التاريخ الذي كما يستميت في الدفاع عن بني العباس يفعل ذلك مع بني امية ولكن خاب ظني
ونصيحتي لك دع بني امية عنك جابنا ولا تتكلم في تاريخهم , ويكفيك كلامك في تاريخ بني العباس
وهنا انتهين من هذا النقاش الغير مجدي معك وانطوت هذه الصفحات بالنسبة لي
ووفقك الله تعالى
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[27 - 12 - 09, 05:04 م]ـ
اتق الله ولا تقولنا ما لم نقل، فليس في بحثنا هذا ذكر لبني أمية البتة، وهذا البحث مستل من كتابنا الأصل"عقيدة بني العباس".
وهذا جواب لنا متعلق بكتابنا الأصل "عقيدة بني العباس":
http://ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1165880&postcount=56
قلنا فيه:
فالكتاب عن عقيدة بني العباس وليس عن مآثر بني العباس فضلا عن أن يكون عن مآثر خلفاء بني أمية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/90)
ولم نأتي لذكر بني أمية في مقدمتنا إلا عندما نقلنا عن القاضي أبي بكر ابن الطيب كلامه عن الباطنية وكيفية إفسادهم لدين الإسلام قال يقولون للداعي: يجب عليك إذا وجدت من تدعوه مسلما أن تجعل التشيع عنده دينه وشعاره واجعل المدخل من جهة ظلم السلف لعلي وقتلهم الحسين والتبري من تيم وعدي وبني أمية وبني العباس. اهـ، وهذا ليس فيه أي ذم لهم.
وفي الفصل الأول من الكتاب لم يأت ذكر لهم أبدا، وإنما جاء ذكرهم في الفصل الثاني، وذلك عند ذكرنا لثناء أهل العلم على بني العباس وأنهم رفعوا واجتنبوا أعظم ما نقمه الناس على بني أمية من سب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن تأخير الصلاة عن مواقيتها بل وإخراجها عن وقتها أحيانا.
فذكرنا لهذين الشيئين إنما جاء عرضا وليس قصدا، وذلك لتبيان أن دولة بني العباس أول قيامها أنهت هاتين العادتين الخبيثتين وقامت بنصرة الدين والسنة، وأيضا بدلت ما كان عليه بنو أمية من تقديم الخطبة على الصلاة والخطبة وهم قعود في العيدين والأذان لهما.
فيكونوا بهذا قد صححوا ما كان عليه بنو أمية، وقاموا بنصرة السنة أول توليهم للخلافة.
وقد قيل:
والضد يظهر حسنه الضد وبضدها تتبين الأشياء
ومما يدل على هذا (أي عدم قصدنا ثلب بني أمية) ابتداؤنا لهذا الفصل بهذا النقل عن ابن كثير:
قال ابن كثير في البداية والنهاية (14\ 396):-
قال البيهقي ولم يكن في الخلفاء قبله - أي المأمون - من بني أمية وبني العباس خليفة إلا على مذهب السلف ومنهاجهم، فلما ولي هو الخلافة اجتمع به هؤلاء فحملوه على ذلك وزينوا له. اهـ.
فكأننا نقول لمن يمدح بني أمية ويثني عليهم في حسن عقيدتهم، أن بني العباس كانوا كذلك على عقيدة حسنة مثلهم وزادوا على ذلك أن أنهوا ما كان عليه بنو أمية من بدع.
هذا كلامنا في السايق واللاحق، ونحن لم نكتب إلا عن تاريخنا، ولكنك أنت الذي أقحمت أبناء عمنا بني أمية رحمهم الله.
وأما قولك:
ولا ترى لهم اي منقبة او فضيلة
فهذا كلام من لا يخاف الله ولا يتقه، وهو افتراء محض وكذب بحت.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[31 - 12 - 09, 11:27 م]ـ
ونعود لأمير المؤمنين الخليفة أبي جعفر المنصور، فقد قال البلاذري في أنساب الأشراف - (ج 2 / ص 54):
وحدثني أبو مسعود، قال: أقدم المنصور، عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب من المدينة بسبب محمد بن عبد الله بن حسن، ويقال لأمر بلغه عنه غير ذلك، فلما أدخل إليه قال له: يا عدو الله، قال: لست بعدو الله، وليس الأمر على ما بلغك، واذكر إدناء أبي أباك وتقديمه إياه على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: قبحك الله، أفما كان لي عليك من الحق ما كان لأبي أبيك؟ ثم أمر به إلى المطبق،
فوقع بينه وبين قوم من الرافضة ملاحاة فوثب إلى خشبة فاقتلعها ثم ضربهم بها، فبلغ ذلك المنصور فأمر أن يؤتى به.
فلما وقف بين يديه قال له: أما نهتك أولاك عن أخراك؟
فقال: يا أمير المؤمنين إني كنت أسمع شيئا لو سمعته لأنكرته، سمعت هؤلاء يشتمون عمومتك من المهاجرين: أبا بكر، وعمر، وعثمان،
فقال: ردوه إلى المدينة. اهـ.
قلت: فانظر كيف عفا عنه وأطلق سراحه بعد أن كان غاضبا عليه جدا وذلك بفضل حسنة واحدة، اعتبرها المنصور جديرة بذلك ألا وهي ضربه للرافضة، وتم ذلك العفو فورا وفي نفس اللحظة.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[12 - 01 - 10, 08:51 ص]ـ
وهذا موقف آخر لأمير المؤمنين الخليفة أبي جعفر المنصور، قال البلاذري في أنساب الأشرف (2/ 58):-
وحدثني الحرمازي قال: لما قتل إبراهيم بن عبد الله وبعث عيسى بن موسى برأسه أمر المنصور أن يطاف به بالكوفة، ثم خطب المنصور بالكوفة فقال: يا أهل الكوفة عليكم لعنة الله وعلى بلد أنتم فيه، للعجب لبني أمية وصبرهم عليكم كيف لم يقتلوا مقاتلتكم ويسبوا ذراريكم ويخرجوا منازلكم، سبئية خشبية، قائل يقول: جاءت الملائكة، وقائل يقول: جاء جبريل، وهو يقول: أقدم حيزوم، ثم عمدتم إلى أهل هذا البيت وطاعتهم حسنة فأفسدتموهم وانغلتموهم، فالحمد لله الذي جعل دائرة السوء عليكم، أما والله يا أهل المدرة الخبيثة لئن فرغت لكم لأذلنكم.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[31 - 01 - 10, 09:47 م]ـ
وهذا موقف آخر لأمير المؤمنين الخليفة أبي جعفر المنصور، قال البلاذري في أنساب الأشرف (2/ 33):-
حدثني العمري عن الهيثم بن عدي وهشام بن محمد وغيرهما، قالوا: كان عيسى بن روضة - وهي أمة وأبوه نجيح - عبد لآل طلحة، فرآه المنصور بالكوفة في حلقة المسجد وذلك قبل خلافة أبي العباس، فقال: لئن ملكنا لنشترينه فإني لم أر ألسن ولا أظرف منه مع عقل كامل، فلما ولي أبو العباس سأله أن يشتريه فاشتراه بمائة ألف درهم، فكان حاجب المنصور حتى ظهر منه تشيع فعزله عن حجابته.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[14 - 02 - 10, 10:56 ص]ـ
ونعود لأمير المؤمنين الخليفة المهدي بن المنصور العباسي الهاشمي رحمهما الله، فقد قال اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (4/ 70):-
1951 - أنا أحمد بن عبيد، أنا محمد بن الحسين، نا أحمد بن زهير، أنا مصعب، قال: أخبرني أبي قال: سمعت المهدي، يقول: ما فتشت رافضيا إلا وجدته زنديقا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/91)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[27 - 02 - 10, 10:07 ص]ـ
ونعود لأمير المؤمنين الخليفة هارون الرشيد بن المهدي بن المنصور العباسي الهاشمي رحمهم الله، فقد قال اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (6/ 51):-
أنا محمد بن الحسين الفارسي، قال: نا أحمد بن محمد بن مخلد، قال: نا عبد الله بن شبيب بن خالد، قال: نا يحيى العتكي، قال: قال هارون الرشيد لمالك: كيف كان منزلة أبي بكر وعمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: كقرب قبرهما من قبره بعد وفاته. قال: شفيتني يا مالك. اهـ.
وقال الآجري في الشريعة (5/ 59) بعد أن روى القصة أعلاه:-
فلا الرشيد بحمد الله أنكر هذا من قول مالك، بل تلقاه من مالك بالتصديق والسرور، ومالك فقيه الحجاز أخبر الرشيد عن دفن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما مع النبي صلى الله عليه وسلم بما لا ينكره أحد، لا شريف ولا غيره. فلله الحمد. اهـ.
ـ[مكتبة الرضوان]ــــــــ[02 - 03 - 10, 04:18 ص]ـ
أخي الفاضل: عبد الإله العباسي حغظه الله
أولا: جزاك الله خيرا على ما تكتبه ضد الشيعة الرافضة المجوس ونقلك لسير وأقوال سلفنا الصالح من بني العباس.
ولكن إعلم رحمني الله وإياك أنك بهجومك علي بني أمية تفسد هذا البحث والذي للوهلة الأولى كنت سأراسلكم لأطلب الإذن في طباعته فيا أخي الكريم لا يأخذك التعصب لبني العباس للهجوم على بني أمية بغير حق والمستفيد الوحيد هم الرافضة المجوس الذين لو أنتبهوا لكتابك هذا لشنعوا على أهل السنة ولطاروا بكلامك هذا ليستخدموه ذريعة لسب الصحابة والتابعين لا سيما خال المؤمنين سيدنا معاوية بن أبي سفيان رصي الله عنه
وأنقل لك أخي الكريم نذرا يسيرا وقولا مختصرا مما قاله أهل العلم في بني أمية:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (منهاج السنةـ 347/ 8ـ239): «وبنو أمية كان الإسلام وشرائعه في زمنهم أظهر وأوسع مما كان بعدهم.
و يقول الإمام ابن القيم (ت 751هـ) في [المنار المنيفـ 117]:» وكل حديث في ذم بني أمية فهو كذب، وكل حديث في مدح المنصور والسفاح فهو كذب «.
وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ولى أبو سفيان على نجران حتى توفي بل كان الكثير من أمراء النبي صلى الله عليه وسلم من بني أمية ((فإنه استعمل على مكة عتّاب بن أسيد بن أبي العاص بن أمية، واستعمل خالد بن سعيد بن العاص بن أمية على صدقات مَذْحج وصنعاء اليمن، ولم يزل عليها حتى مات النبي صلى الله عليه وسلم، واستعمل عمرو على تيماء وخيبر وقرى عرينة، وأبان بن سعيد بن العاص استعمله على البحرين برها وبحرها حين عزل العلاء بن الحضرمي، فلم يزل عليها حتى مات النبي صلى الله عليه وسلم وأرسله قبل ذلك أميراً على سرايا منها سرية إلى نجد))
وأنظر معي إلى ما فاله بن عباس رضي الله عنهما في يزيد بن معاوية:
((وهو أنه لما قدم ابن عباس وافداً على معاوية رضي الله عنه، أمر معاوية ابنه يزيد أن يأتيه – أي أن يأتي ابن عباس -، فأتاه في منزله، فرحب به ابن عباس وحدثه، فلما خرج، قال ابن عباس: " إذا ذهب بنو حرب ذهب علماء الناس)).
[البداية والنهاية؛ (8/ 228 - 229)] و [تاريخ دمشق؛ (65/ 403 - 404)].
وتعال معي أخي الحبيب لأحصي لك إثنا عشر حالة مصاهرة بين بني أمية وبني هاشم وبني العباس
أولاً
الرسول صلى الله عليه وسلم ... النبي الامي سيد بني هاشم ... وسيد بني العباس ... وسيد ولد ادم ...
هو زوج ام المؤمنين ام حبيبة رملة بنت ابي سفيان سيد بني امية ...
ثانياً
عثمان بن عفان بن ابي العاص بن أمية رضي الله عنه ...
زوج رقية وأم كلثوم ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
ثالثاً
أبو العاص بن الربيع .. وهو من بني امية .. رضي الله عنه ..
هو زوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ... كما هو مشهور ...
رابعاً
لبابة بنت عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب ... رضي الله عنه ...
تزوجت العباس بن علي بن ابي طالب ... رضي الله عنه ..
ثم خلف عليها ..
الوليد بن عتبة بن ابي سفيان .. (ابن اخ معاوية) .. رضي الله عنه ..
المحبر .. ص 441 ...
نسب قريش ص 133 ...
عمدة الطالب .. هامش ص 43 ...
خامساً
نفيسة بنت زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب .. رضي الله عنه ..
تزوجها الوليد بن عبد الملك بن مروان ... فتوفيت عنده ...
وامها لبابة بنت عبد الله بن عباس .. رضي الله عنه ..
راجع ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/92)
طبقات ابن سعد .. ج 5 ص 234 ..
عمدة الطالب .. في انساب ال ابي طالب ص 70
سادساً
رملة بنت علي بن ابي طالب .. رضي الله عنه ..
كانت عند ابي الهياج ..
ثم خلف عليها .. معاوية بن مروان بن الحكم بن ابي العاص بن امية ...
راجع ..
الارشاد .. للمفيد ص 186 ...
نسب قريش ص 45 ...
جمهرة انساب العرب .. ص 87 ...
سابعاً
رملة بنت محمد بن جعفر -الطيار- بن ابي طالب .. رضي الله عنه ..
تزوجت .. سليمان بن هشام بن عبد الملك (الاموي) ...
ثم تزوجت .. ابا القاسم بن وليد بن عتبة بن ابي سفيان ...
كتاب المحبر .. ص 449 ..
ثامناً
أبان بن عثمان بن عفان رضي الله عنه ...
كانت عنده أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر (الطيار) بن ابي طالب شقيق علي رضي الله عنهما
المعارف للدنيوري ص 86
تاسعاً
سكينة بنت الحسين بن علي رضي الله عنهما ...
حفيدة علي رضي الله عنه ..
متزوجة من زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان رضي الله عنه ...
حفيد عثمان رضي الله عنه ..
راجع
- نسب قريش للزبيري 4/ 120
- المعارف لابن قتيبة ص 94
- جمهرة انساب العرب لابن حزم 1/ 86
- طبقات ابن سعد 6/ 349
عاشراً
.فاطمة بنت الحسين بن علي رضي الله عنهما ...
حفيدة علي رضي الله عنه الثانية ..
متزوجة من محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان رض الله عنه ..
حفيد عثمان رضي الله عنه الثاني ...
- مقاتل الطالبيين للاصفهاني 202
- ناسخ التواريخ 6/ 534
- نسب قريش 4/ 114
- المعارف 93
حادي عشر
أم القاسم بنت الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهما ... الحفيدة الثالثة ...
متزوجة من مروان بن ابان بن عثمان بن عفان رضي الله عنه ... الحفيد الثالث ...
فولدت له محمد بن مروان ...
- نسب قريش 2/ 53
- جمهرة انساب العرب 1/ 85
- المحبر للبغدادي 438
ثاني عشر
زينب بنت الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهما ..
متزوجة من الوليد بن عبد الملك بن مروان ..
- نسب قريش 52
- جمهرة انساب العرب 108
وخالد ابن يزيد ابن معاوية ابن ابي سفيان تزوج من رملة بنت الزبير بن العوام
فبني أمية أصهار بني هاشم وبني العباس فلا يمكنك الطعن فيهم هكذا بالجملة
فيا أخي الحبيب هذا فيض من غيض وكلام مختصر على عجالة وإلا فالأدلة كثيرة والبراهين ناصعة فإربا بنفسك عن الدخول في هذا الآتون ولا أقول لك إلا ما قاله شيخنا عبد المحسن العباد حفظه الله
((رفقا أهل السنة بأهل السنة))
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[02 - 03 - 10, 11:48 ص]ـ
أخي مكتبة الرضوان بارك الله فيك يبدو أنك لم تقرأ الموضوع كاملا وبتأن.
وهذا عيب كبير وقد ترتب عليه اتهام لأخيك بالباطل.
فأولا ليس في بحثنا هذا ذكر لبني أمية البتة، وهذا البحث مستل من كتابنا الأصل"عقيدة بني العباس" وقد عرضت علينا أكثر من دار نشر طباعة هذا الكتاب بل اتصل بنا صاحب دار معروفة وعرض علينا طبع الكتاب وتوزيعه بكميات كبيرة مجانا ولكننا فضلنا الانتظار حتى نزيد فيه وننقحه.
ثانيا: من ذم بني أمية عموما فهو ضال مضل فإن فيهم عددا من الصحابة والفضلاء, ولكن كلامنا عن يزيد وخلفاء بني مروان بالتحديد وقدجاء ردا على أحدهم وليس قصدا.
وقد قلنا سابقا
أشهد الله وملائكته وجميع خلقه بأني أكتب في هذا الموضوع مضطرا لذلك كارها له، وذلك بعد مداخلة الأخ التي كانت بغير مناسبة وخارجة عن الموضوع.
أكره ذلك، لأن ليس فيه فائدة لدين المرء، والنصب ولله الحمد ليس موجودا.
وقد يستغل هذا الكلام أعداء الملة والدين من أعداء بني أمية وبني العباس من الزيدية والرافضة أخزاهم الله وأبعدهم ولعنهم.
ولكن ما يعزيني أني لست البادئ وأني مجرد ناقل عن أئمة أهل السنة والجماعة وأن الكتابة كانت في موضوع مليء بتكفير الروافض وقتلهم وقمع الزيدية ولعنهم ونفيهم.
وقلنا أيضا
وإنما خلافنا مع الأخ ومع كل من يقول بقوله، هو في تفضيل خلفاء بني أمية -حاشا معاوية وعمر رضي الله عنهما- على خلفاء بني العباس، وهذه التي نحن مستعدون لنقاشها مع أي أحد متسلحين بنقولاتنا عن أعلام أهل السنة والجماعة السائرين على طريق السلف الصالح، لا عن حطاب الليل أو الرافضة الأنجاس أو الزيدية المبتدعة أو الشعوبية أو المستشرقين
وقلنا أيضا
ولا يفوتني أن أقول أن الذي يفضل زمن بني العباس على زمن بني أمية، فقد ابتدع وضل لا شك ولا ريب، بل أقول وفي صحة إسلامه نظر
فجميع الأمور التي ذكرتها قد تكلمنا عليها سابقا.
وبقي أن ننبيه إلى أمر وهو أن ثناء الحبر عبدالله بن عباس رضي الله عنهما على يزيد إنما كان قبل أن يرتكب الأفعال التي سوغت لعنه عند بعض أهل العلم وتفسيقه عند بقيتهم فيجب التنبه لهذا.
وأما نقلك للمصاهرات التي كانت بين بني هاشم وبني أمية فجزاك الله خيرا على نقلها وهي معلومة ولله الحمد فليس هذا الموضوع مكانا مناسبا لنقلها.
وما دام أنك حريص على جمع كلام أهل العلم في بني أمية ففرق بين صحابتهم وعلمائهم وفضلائهم وبين أكثر خلفاءهم واستفد من النقولات التي أتينا بها في هذا الموضوع حتى لا تنكر أمرا عند نقاشك مع شيعي يقر به أئمتنا وعلماؤنا.
تنبيه) الموضوع منشور في كثير من المنتديات وليس فيه ذكر لبني أمية البتة كما ذكرنا أعلاه، وهذا رابط الموضوع في شبكة الدفاع عن السنة وهو خال من النقاشات الموجودة هنا في ملتقى أهل الحديث:
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=87848
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/93)
ـ[مكتبة الرضوان]ــــــــ[02 - 03 - 10, 10:25 م]ـ
يا أخي الفاضل عبد الإله العباسي حفظه الله:
بل قرأته أخي الحبيب وما كنت لأكتب ما كتبته دون قراءة، و أنا لم أتهمك أخي بالباطل بل لأن ((المسلم مرآة أخيه)) و مع أني أراك تحمل علي أكثر ممن ذكرتهم من بني أميه إلا أنني سوف لا أتكلم إلا فيمن قلت إنك لا أتكلم إلا فيهم كيزيد رحمه الله
فقد ذكرت:
وبقي أن ننبيه إلى أمر وهو أن ثناء الحبر عبدالله بن عباس رضي الله عنهما على يزيد إنما كان قبل أن يرتكب الأفعال التي سوغت لعنه عند بعض أهل العلم وتفسيقه عند بقيتهم فيجب التنبه لهذا.
أخي الفاضل: ذكرت لك قولا لسيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فإما أن تأتي بأثر ينسخ ثناءه أو تكف عن لعنه،أما عن حرمة لعن المعين فلعلكم تعرفونه أكثر مني، فإن قلتم أن بن عباس لم يكن يعلم الغيب ويعرف أن يزيد سيتغير حاله كما تقول فماقولكم أخي الحبيب في قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " أول جيش من أمتي يغزُونَ البحرَ قد أَوجَبوا "، فقالت أمُّ حرام: قلت يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: أنت فيهم. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم "أول جيش من أمتي يغزُون مدينة قَيْصرَ مغفورٌ لهم"، فقلت: أنا فيهم قال: لا. " رواه البخاري.
ويروي الإمام أحمد بن حنبل عن يزيد بن معاوية في كتابه الزهد أنه كان يقول في خطبته: " إذا مرض أحدكم مرضاً فأشقى ثم تماثل،فلينظرإلى أفضل عمل عنده فليلزمه و لينظر إلى أسوأ عمل عنده فليدعه ". أنظر: [العواصم من القواصم؛ (ص245)].
ويعلِّق ابن العربي على قول الإمام أحمدفيقول:
وهذادليل على عظم منزلته – أي يزيد بن معاوية - عنده (أي عند أحمدبن حنبل) حتى يُدخله في جُملة الزهاد من الصحابة والتابعين الذين يُقتَدى بقولهم ويُرعوىمن وعظهم، و ما أدخله إلا َّ في جملة الصحابة قبل أن يَخرُج إلى ذكرالتابعين، فأين هذا من ذكر المؤرخين له في الخمر و أنواع الفجور، ألا يستحيون؟! وإذاسلبهم الله المروءة والحياء، ألا ترعوون أنتم وتزدجرون و تقتدون بفضلاء الأمة، و ترفضون الملحِدة و المُجّان من المنتمين إلى الملة. [العواصم من القواصم (ص246)].
وأقرأ ما قاله شيخ الإسلام بن تيمية بتجرد وإنصاف ففيه خلاصة القول في المسأله:
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ رَحِمَهُ اللَّهُ - فَصْلٌ. افْتَرَقَالنَّاسُ فِي " يَزِيدَ " بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ (ثَلَاثُ فِرَقٍ: طَرَفَانِ وَوَسَطٌ. (فَأَحَدُ الطَّرَفَيْنِ قَالُوا: إنَّهُ كَانَ كَافِرًامُنَافِقًا وَأَنَّهُ سَعَى فِي قَتْلِ سَبْطِ رَسُولِ اللَّهِ تَشَفِّيًا مِنْرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَانْتِقَامًا مِنْهُ وَأَخْذًابِثَأْرِ جَدِّهِ عتبة وَأَخِي جَدِّهِ شَيْبَةَ وَخَالِهِ الْوَلِيدِ بْنِ عتبةوَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ قَتَلَهُمْ أَصْحَابُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَغَيْرِهِ يَوْمَ بَدْرٍ وَغَيْرِهَا؛ وَقَالُوا: تِلْكَ أَحْقَادٌ بَدْرِيَّةٌ وَآثَارُ جَاهِلِيَّةٍ وَأَنْشَدُواعَنْهُ: لَمَّا بَدَتْ تِلْكَ الْحُمُولُ وَأَشْرَفَتْ تِلْكَ الرُّءُوسُ عَلَىرَبِّي جيروني نَعَقَ الْغُرَابُ فَقُلْت نُحْ أَوْ لَا تَنُحْ فَلَقَدْ قَضَيْتمِنْ النَّبِيِّ دُيُونِي وَقَالُوا: إنَّهُ تَمَثَّلَ بِشِعْرِ ابْنِ الزبعرىالَّذِي أَنْشَدَهُ يَوْمَ أُحُدٍ: - لَيْتَ أَشْيَاخِي بِبَدْرِ شَهِدُوا جَزَعَالْخَزْرَجِ مِنْ وَقْعِ الْأَسَلِ قَدْ قَتَلْنَا الْكَثِيرَ مِنْ أَشْيَاخِهِمْوَعَدَلْنَاهُ بِبَدْرِ فَاعْتَدَلَ وَأَشْيَاءَ مِنْ هَذَا النَّمَطِ. وَهَذَاالْقَوْلُ سَهْلٌ عَلَى الرَّافِضَةِ؟ الَّذِينَ يُكَفِّرُونَ أَبَا بَكْرٍوَعُمَرَ وَعُثْمَانَ؛ فَتَكْفِيرُ يَزِيدَ أَسْهَلُ بِكَثِيرِ. (وَالطَّرَفُالثَّانِي يَظُنُّونَ أَنَّهُ كَانَ رَجُلًا صَالِحًا وَإِمَامٌ عَدْلٌ وَأَنَّهُكَانَ مِنْ " الصَّحَابَةِ " الَّذِينَ وُلِدُوا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَمَلَهُ عَلَى يَدَيْهِ وَبَرَّكَ عَلَيْهِوَرُبَّمَا فَضَّلَهُ بَعْضُهُمْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. وَرُبَّمَاجَعَلَهُ بَعْضُهُمْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/94)
نَبِيًّا وَيَقُولُونَ عَنْ " الشَّيْخِ عَدِيٍّ " أَوْ حَسَنٍالْمَقْتُولِ - كَذِبًا عَلَيْهِ - إنَّ سَبْعِينَ وَلِيًّا صُرِفَتْ وُجُوهُهُمْعَنْ الْقِبْلَةِ لِتَوَقُّفِهِمْ فِي يَزِيدَ. وَهَذَا قَوْلُ غَالِيَةِ العدويةوَالْأَكْرَادِ وَنَحْوِهِمْ مِنْ الضُّلَّالِ. فَإِنَّ الشَّيْخَ عَدِيًّا كَانَمِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا عَابِدًا فَاضِلًا وَلَمْ يُحْفَظْعَنْهُ أَنَّهُ دَعَاهُمْ إلَّا إلَى السُّنَّةِ الَّتِي يَقُولُهَا غَيْرُهُكَالشَّيْخِ " أَبِي الْفَرَجِ " المقدسي فَإِنَّ عَقِيدَتَهُ مُوَافِقَةٌلِعَقِيدَتِهِ؛ لَكِنْ زَادُوا فِي السُّنَّةِ أَشْيَاءَ كَذِبٌ وَضَلَالٌ مِنْالْأَحَادِيثِ الْمَوْضُوعَةِ وَالتَّشْبِيهِ الْبَاطِلِ وَالْغُلُوِّ فِيالشَّيْخِ عَدِيٍّ وَفِي يَزِيدَ وَالْغُلُوَّ فِي ذَمِّ الرَّافِضَةِ بِأَنَّهُلَا تُقْبَلُ لَهُمْ تَوْبَةٌ وَأَشْيَاءَ أُخَرَ. وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ ظَاهِرُالْبُطْلَانِ عِنْدَ مَنْ لَهُ أَدْنَى عَقْلٍ وَعِلْمٌ بِالْأُمُورِ وَسَيْرُالْمُتَقَدِّمِينَ؛ وَلِهَذَا لَا يُنْسَبُ إلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِالْمَعْرُوفِينَ بِالسُّنَّةِ وَلَا إلَى ذِي عَقْلٍ مِنْ الْعُقَلَاءِ الَّذِينَلَهُمْ رَأْيٌ وَخِبْرَةٌ. (وَالْقَوْلُ الثَّالِثُ: أَنَّهُ كَانَ مَلِكًا مِنْمُلُوكِ الْمُسْلِمِينَ لَهُ حَسَنَاتٌ وَسَيِّئَاتٌ وَلَمْ يُولَدْ إلَّا فِيخِلَافَةِ عُثْمَانَ وَلَمْ يَكُنْ كَافِرًا؛ وَلَكِنْ جَرَى بِسَبَبِهِ مَا جَرَىمِنْ مَصْرَعِ " الْحُسَيْنِ " وَفِعْلِ مَا فُعِلَ بِأَهْلِ الْحَرَّةِ وَلَمْيَكُنْ صَاحِبًا وَلَا مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ وَهَذَا قَوْلُعَامَّةِ أَهْلِ الْعَقْلِ وَالْعِلْمِ وَالسُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ. ثُمَّافْتَرَقُوا (ثَلَاثَ فِرَقٍ: فِرْقَةٌ لَعَنَتْهُ وَفِرْقَةٌ أَحَبَّتْهُوَفِرْقَةٌ لَا تَسُبُّهُ وَلَا تُحِبُّهُوَهَذَا هُوَ الْمَنْصُوصُ عَنْالْإِمَامِ أَحْمَد وَعَلَيْهِ الْمُقْتَصِدُونَ مِنْ أَصْحَابِهِ وَغَيْرِهِمْمِنْ جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ. قَالَ صَالِحُ بْنُ أَحْمَد: قُلْت لِأَبِي إنَّقَوْمًا يَقُولُونَ إنَّهُمْ يُحِبُّونَ يَزِيدَ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ وَهَلْيُحِبُّ يَزِيدَ أَحَدٌ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ؟ فَقُلْت: يَاأَبَتِ فَلِمَاذَا لَا تَلْعَنُهُ؟ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ وَمَتَى رَأَيْت أَبَاكيَلْعَنُ أَحَدًا. وَقَالَ مُهَنَّا: سَأَلْت أَحْمَد عَنْ يَزِيدَ بْنِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. فَقَالَ: هُوَ الَّذِي فَعَلَ بِالْمَدِينَةِمَا فَعَلَ قُلْت: وَمَا فَعَلَ؟ قَالَ: قَتَلَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَعَلَ. قُلْت: وَمَا فَعَلَ؟ قَالَ: نَهَبَهَا قُلْت: فَيُذْكَرُ عَنْهُ الْحَدِيثُ؟ قَالَ: لَا يُذْكَرُ عَنْهُحَدِيثٌ. وَهَكَذَا ذَكَرَ الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى وَغَيْرُهُ. وَقَالَ أَبُومُحَمَّدٍ المقدسي لَمَّا سُئِلَ عَنْ يَزِيدَ: فِيمَا بَلَغَنِي لَا يُسَبُّوَلَا يُحَبُّ. وَبَلَغَنِي أَيْضًا أَنَّ جَدَّنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ابْنَتيمية سُئِلَ عَنْ يَزِيدَ. فَقَالَ: لَا تُنْقِصْ وَلَا تَزِدْ. وَهَذَاأَعْدَلُ الْأَقْوَالِ فِيهِ وَفِي أَمْثَالِهِ وَأَحْسَنِهَا. أَمَّا تَرْكُسَبِّهِ وَلَعْنَتِهِ فَبِنَاءً عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَثْبُتْ فِسْقُهُ الَّذِييَقْتَضِي لَعْنَهُ أَوْ بِنَاءً عَلَى أَنَّ الْفَاسِقَ الْمُعَيَّنَ لَا يُلْعَنُبِخُصُوصِهِ إمَّا تَحْرِيمًا وَإِمَّا تَنْزِيهًا. فَقَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيحِالْبُخَارِيِّ عَنْ عُمَر فِي قِصَّةِ " حِمَارٍ " الَّذِي تَكَرَّرَ مِنْهُ شُرْبُالْخَمْرِ وَجَلْدِهِ لَمَّا لَعَنَهُ بَعْضُ الصَّحَابَةِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" {لَا تَلْعَنْهُ فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَوَرَسُولَهُ} " وَقَالَ: " {لَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ} " مُتَّفَقٌعَلَيْهِ. هَذَا مَعَ أَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَعَنَ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّالنَّبِيَّ لَعَنَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/95)
عُمُومًا شَارِبَ الْخَمْرِ وَنَهَى فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِعَنْ لَعْنِ هَذَا الْمُعَيَّنِ. وَهَذَا كَمَا أَنَّ نُصُوصَ الْوَعِيدِ عَامَّةٌفِي أَكَلَ أَمْوَالِ الْيَتَامَى وَالزَّانِي وَالسَّارِقِ فَلَا نَشْهَدُ بِهَاعَامَّةً عَلَى مُعَيَّنٍ بِأَنَّهُ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ؛ لِجَوَازِ تَخَلُّفِالْمُقْتَضِي عَنْ الْمُقْتَضَى لِمُعَارِضِ رَاجِحٍ: إمَّا تَوْبَةٍ؛ وَإِمَّاحَسَنَاتٍ مَاحِيَةٍ؛ وَإِمَّا مَصَائِبَ مُكَفِّرَةٍ؛ وَإِمَّا شَفَاعَةٍمَقْبُولَةٍ؛ وَإِمَّا غَيْرِ ذَلِكَ كَمَا قَرَّرْنَاهُ فِي غَيْرِ هَذَاالْمَوْضِعِ. فَهَذِهِ ثَلَاثَةُ مَآخِذَ. وَمِنْ اللَّاعِنِينَ مَنْ يَرَى أَنَّتَرْكَ لَعْنَتِهِ مِثْلُ تَرْكِ سَائِرِ الْمُبَاحَاتِ مِنْ فُضُولِ الْقَوْلِ لَالِكَرَاهَةِ فِي اللَّعْنَةِ. وَأَمَّا تَرْكُ مَحَبَّتِهِ فَلِأَنَّ الْمَحَبَّةَالْخَاصَّةَ إنَّمَا تَكُونُ لِلنَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِوَالصَّالِحِينَ؛ وَلَيْسَ وَاحِدًا مِنْهُمْ وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " {الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ} " وَمَنْ آمَنَبِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ: لَا يَخْتَارُ أَنْ يَكُونَ مَعَ يَزِيدَ وَلَامَعَ أَمْثَالِهِ مِنْ الْمُلُوكِ؛ الَّذِينَ لَيْسُوا بِعَادِلِينَ. وَلِتَرْكِالْمَحَبَّةِ " مَأْخَذَانِ ": (أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ لَمْ يَصْدُرْ عَنْهُ مِنْالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ مَا يُوجِبُ مَحَبَّتَهُ فَبَقِيَ وَاحِدًا مِنْالْمُلُوكِ الْمُسَلَّطِينَ. وَمَحَبَّةُ أَشْخَاصِ هَذَا النَّوْعِ لَيْسَتْمَشْرُوعَةً؛ وَهَذَا الْمَأْخَذُ وَمَأْخَذُ مَنْ لَمْ يَثْبُتْ عِنْدَهُفِسْقُهُ اعْتَقَدَ تَأْوِيلًا. (وَالثَّانِي: أَنَّهُ صَدَرَ عَنْهُ مَايَقْتَضِي ظُلْمَهُ وَفِسْقَهُ فِي سِيرَتِهِ؛ وَأَمْرُ الْحُسَيْنِ وَأَمْرُأَهْلِ الْحَرَّةِ. وَأَمَّا الَّذِينَ لَعَنُوهُ مِنْ الْعُلَمَاءِ كَأَبِيالْفَرَجِ بْنِ الْجَوْزِيِّ وإلكيا الْهَرَّاسِ وَغَيْرِهِمَا: فَلَمَّا صَدَرَعَنْهُ مِنْ الْأَفْعَالِ الَّتِي تُبِيحُ لَعْنَتَهُ ثُمَّ قَدْ يَقُولُونَ هُوَفَاسِقٌ وَكُلُّ فَاسِقٍ يُلْعَنُ. وَقَدْ يَقُولُونَ بِلَعْنِ صَاحِبِالْمَعْصِيَةِ وَإِنْ لَمْ يَحْكُمْ بِفِسْقِهِ كَمَا لَعَنَ أَهْلُ صفينبَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي الْقُنُوتِ فَلَعَنَ عَلِيٌّ وَأَصْحَابُهُ فِي قُنُوتِالصَّلَاةِ رِجَالًا مُعَيَّنِينَ مَنْ أَهْلِ الشَّامِ؛ وَكَذَلِكَ أَهْلُالشَّامِ لَعَنُوا مَعَ أَنَّ الْمُقْتَتِلِينَ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِالسَّائِغِ: الْعَادِلِينَ وَالْبَاغِينَ: لَا يَفْسُقُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ. وَقَدْ يُلْعَنُ لِخُصُوصِ ذُنُوبِهِ الْكِبَارِ؛ وَإِنْ كَانَ لَا يُلْعَنُسَائِر الْفُسَّاقِ كَمَا لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ أَنْوَاعًا مِنْ أَهْلِ الْمَعَاصِي وَأَشْخَاصًا مِنْ الْعُصَاةِ؛وَإِنْ لَمْ يَلْعَنْ جَمِيعَهُمْ فَهَذِهِ (ثَلَاثَةُ مَآخِذَ لِلَعْنَتِهِ. وَأَمَّا الَّذِينَ سَوَّغُوا مَحَبَّتَهُ أَوْ أَحَبُّوهُ كَالْغَزَالِيِّ والدستيفَلَهُمْ مَأْخَذَانِ: (أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ مُسْلِمٌ وُلِّيَ أَمْرَالْأُمَّةِ عَلَى عَهْدِ الصَّحَابَةِ وَتَابَعَهُ بَقَايَاهُمْ وَكَانَتْ فِيهِخِصَالٌ مَحْمُودَةٌ وَكَانَ مُتَأَوِّلًا فِيمَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَمْرِالْحَرَّةِ وَغَيْرِهِ فَيَقُولُونَ: هُوَ مُجْتَهِدٌ مُخْطِئٌ وَيَقُولُونَ: إنَّ أَهْلَ الْحَرَّةِ هُمْ نَقَضُوا بَيْعَتَهُ أَوَّلًا وَأَنْكَرَ ذَلِكَعَلَيْهِمْ ابْنُ عُمَر وَغَيْرُهُ وَأَمَّا قَتْلُ الْحُسَيْنِ فَلَمْ يَأْمُرْبِهِ وَلَمْ يَرْضَ بِهِ بَلْ ظَهَرَ مِنْهُ التَّأَلُّمُ لِقَتْلِهِ وَذَمَّ مَنْقَتَلَهُ وَلَمْ يُحْمَلْ الرَّأْسُ إلَيْهِ وَإِنَّمَا حُمِلَ إلَى ابْنِ زِيَادٍ. (وَالْمَأْخَذُ الثَّانِي: أَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْابْنِ عُمَر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " {أَوَّلُ جَيْشٍ يَغْزُو الْقُسطَنْطينيّةَ مَغْفُورٌ لَهُ} " وَأَوَّلُ جَيْشٍغَزَاهَا كَانَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/96)
أَمِيرُهُ يَزِيدَ. " وَالتَّحْقِيقُ ". أَنَّ هَذَيْنِالْقَوْلَيْنِ يَسُوغُ فِيهِمَا الِاجْتِهَادُ؛ فَإِنَّ اللَّعْنَةَ لِمَنْيَعْمَلُ الْمَعَاصِيَ مِمَّا يَسُوغُ فِيهَا الِاجْتِهَادُ وَكَذَلِكَ مَحَبَّةُمَنْ يَعْمَلُ حَسَنَاتٍ وَسَيِّئَاتٍ بَلْ لَا يَتَنَافَى عِنْدَنَا أَنْيَجْتَمِعَ فِي الرَّجُلِ الْحَمْدُ وَالذَّمُّ وَالثَّوَابُ وَالْعِقَابُ؛كَذَلِكَ لَا يَتَنَافَى أَنْ يُصَلَّى عَلَيْهِ وَيُدْعَى لَهُ وَأَنَّ يُلْعَنَوَيُشْتَمَ أَيْضًا بِاعْتِبَارِ وَجْهَيْنِ. فَإِنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ: مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ فُسَّاقَ أَهْلِ الْمِلَّةِ - وَإِنْ دَخَلُوا النَّارَأَوْ اسْتَحَقُّوا دُخُولَهَا فَإِنَّهُمْ - لَا بُدَّ أَنْ يَدْخُلُوا الْجَنَّةَفَيَجْتَمِعُ فِيهِمْ الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ؛ وَلَكِنَّ الْخَوَارِجَوَالْمُعْتَزِلَةَ تُنْكِرُ ذَلِكَ وَتَرَى أَنَّ مَنْ اسْتَحَقَّ الثَّوَابَ لَايَسْتَحِقُّ الْعِقَابَ وَمَنْ اسْتَحَقَّ الْعِقَابَ لَا يَسْتَحِقُّ الثَّوَابَ. وَالْمَسْأَلَةُ مَشْهُورَةٌ؛ وَتَقْرِيرُهَا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ. وَأَمَّا جَوَازُ الدُّعَاءِ لِلرَّجُلِ وَعَلَيْهِ فَبَسْطُ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِفِي الْجَنَائِزِ فَإِنَّ مَوْتَى الْمُسْلِمِينَ يُصَلَّى عَلَيْهِمْ بَرُّهُمْوَفَاجِرُهُمْ وَإِنْ لُعِنَ الْفَاجِرُ مَعَ ذَلِكَ بِعَيْنِهِ أَوْ بِنَوْعِهِلَكِنَّ الْحَالَ الْأَوَّلَ أَوْسَطُ وَأَعْدَلُ؛ وَبِذَلِكَ أَجَبْت مقدم المغولبولاي؛ لَمَّا قَدِمُوا دِمَشْقَ فِي الْفِتْنَةِ الْكَبِيرَةِ وَجَرَتْ بَيْنِيوَبَيْنَهُ وَبَيْنَ غَيْرِهِ مُخَاطَبَاتٌ؛ فَسَأَلَنِي. فِيمَا سَأَلَنِي: مَاتَقُولُونَ فِي يَزِيدَ؟ فَقُلْت: لَا نَسُبُّهُ وَلَا نُحِبُّهُ فَإِنَّهُ لَمْيَكُنْ رَجُلًا صَالِحًا فَنُحِبُّهُ وَنَحْنُ لَا نَسُبُّ أَحَدًا مِنْالْمُسْلِمِينَ بِعَيْنِهِ. فَقَالَ: أَفَلَا تَلْعَنُونَهُ؟ أَمَا كَانَظَالِمًا؟ أَمَا قَتَلَ الْحُسَيْنَ؟. فَقُلْت لَهُ: نَحْنُ إذَا ذَكَرَالظَّالِمُونَ كَالْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ وَأَمْثَالِهِ: نَقُولُ كَمَا قَالَاللَّهُ فِي الْقُرْآنِ: أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ وَلَانُحِبُّ أَنْ نَلْعَنَ أَحَدًا بِعَيْنِهِ؛ وَقَدْ لَعَنَهُ قَوْمٌ مِنْالْعُلَمَاءِ؛ وَهَذَا مَذْهَبٌ يَسُوغُ فِيهِ الِاجْتِهَادُ؛ لَكِنَّ ذَلِكَالْقَوْلَ أَحَبُّ إلَيْنَا وَأَحْسَنُ. وَأَمَّا مَنْ قَتَلَ " الْحُسَيْنَ " أَوْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِهِ أَوْ رَضِيَ بِذَلِكَ فَعَلَيْهِلَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ؛ لَا يَقْبَلُ اللَّهُمِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا. قَالَ: فَمَا تُحِبُّونَ أَهْلَ الْبَيْتِ؟ قُلْت: مَحَبَّتُهُمْ عِنْدَنَا فَرْضٌ وَاجِبٌ يُؤْجَرُ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَعِنْدَنَا فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَم {قَالَ: خَطَبَنَارَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغَدِيرِ يُدْعَى خُمًّابَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إنِّي تَارِكٌ فِيكُمْالثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللَّهِ فَذَكَرَ كِتَابَ اللَّهِ وَحَضَّ عَلَيْهِ ثُمَّقَالَ: وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِيأُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي} " قُلْت لِمُقَدَّمٍ: وَنَحْنُنَقُولُ فِي صِلَاتِنَا كُلَّ يَوْمٍ: " اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَىآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْت عَلَى إبْرَاهِيمَ إنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ وَبَارِكْعَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْت عَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكحَمِيدٌ مَجِيدٌ " قَالَ مُقَدَّمٌ: فَمَنْ يُبْغِضُ أَهْلَ الْبَيْتِ؟ قُلْت: مَنْ أَبْغَضَهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِأَجْمَعِينَ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا. ثُمَّ قُلْتلِلْوَزِيرِ الْمَغُولِيِّ لِأَيِّ شَيْءٍ قَالَ عَنْ يَزِيدَ وَهَذَا تتري؟ قَالَ: قَدْ قَالُوا لَهُ إنَّ أَهْلَ دِمَشْقَ نَوَاصِبُ قُلْت بِصَوْتِ عَالٍ: يَكْذِبُ الَّذِي قَالَ هُنَا وَمَنْ قَالَ هَذَا: فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ،وَاَللَّهِ مَا فِي أَهْلِ دِمَشْقَ نَوَاصِبُ وَمَا عَلِمْت فِيهِمْ ناصبيا وَلَوْتَنَقَّصَ أَحَدٌ عَلِيًّا بِدِمَشْقَ لَقَامَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ.مجموعالفتاوى1/ 392
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[03 - 03 - 10, 08:53 ص]ـ
لم تعتذر عن اتهامك ولم تدافع عنه فبحثنا ليس فيه ولا كلمة عن أبناء عمنا بني أمية رحمهم الله، وها أنت الآن تخرج الموضوع عن مساره، وتضطرنا لنقاش أمور ليس لها فائدة.
أولا: اتهمتنا بلعن يزيد، وهذا لم يحصل منا، ولو حصل، لما ساغ لك أن تنكر علينا، لأن لعنه مذهب يسوغ فيه الاجتهاد، كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية فيما نقلت عنه، فقد قال محررا محققا بعد أن ذكر القول بلعنته والقول بمحبته:
" وَالتَّحْقِيقُ ". أَنَّ هَذَيْنِ الْقَوْلَيْنِ يَسُوغُ فِيهِمَا الِاجْتِهَادُ؛ فَإِنَّ اللَّعْنَةَ لِمَنْ يَعْمَلُ الْمَعَاصِيَ مِمَّا يَسُوغُ فِيهَا الِاجْتِهَادُ وَكَذَلِكَ مَحَبَّةُ مَنْ يَعْمَلُ حَسَنَاتٍ وَسَيِّئَاتٍ بَلْ لَا يَتَنَافَى عِنْدَنَا أَنْ يَجْتَمِعَ فِي الرَّجُلِ الْحَمْدُ وَالذَّمُّ وَالثَّوَابُ وَالْعِقَابُ؛كَذَلِكَ لَا يَتَنَافَى أَنْ يُصَلَّى عَلَيْهِ وَيُدْعَى لَهُ وَأَنَّ يُلْعَنَ وَيُشْتَمَ أَيْضًا بِاعْتِبَارِ وَجْهَيْنِ
وقال مخاطبا المغولي
وَقَدْ لَعَنَهُ قَوْمٌ مِنْ العلماء؛ وَهَذَا مَذْهَبٌ يَسُوغُ فِيهِ الِاجْتِهَادُ
ولي عودة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/97)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[03 - 03 - 10, 09:02 ص]ـ
وأما ما ذكرته عن ابن عباس فأقول لك ائتني بثناء منه على يزيد بعد مقتل الحسين ووقعة الحرة حتى يكون معتبرا.
وثناء الصحابة والأئمة على رجل يكون مأخوذا به إذا استمر الرجل على حاله الذي هو عليه ولم يحدث شيئا.
وقد أثنى عمر على ابن ملجم لعنه الله قبل أن يفعل ما فعل فهذا الثناء من عمر لم يأخذ أهل العلم به لأنه كان قبل فعلته وقبل أن يصبح خارجيا لعينا.
فكذلك ابن عباس أثنى على يزيد قبل أن يظهر منه ما ظهر فلا يوجد عاقل يأخذ به بعد أفعاله.
وأصلا لم يثبت هذا الثناء عن ابن عباس فإن في إسناده مجهولاً.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[03 - 03 - 10, 09:54 ص]ـ
وأما ما نقله الأشعري ابن العربي المالكي عن كتاب الزهد للإمام أحمد، فلم نره في كتابه المطبوع وأغلب الظن أنه اختلط عليه يزيد بن معاوية بيزيد بن أبي سفيان رضي الله عنهما وأرضاهما وخاصة مع قول ابن العربي وما أدخله إلا في جملة الصحابة قبل أن يخرج إلى ذكر التابعين.
ثم إن هذا مخالف لما ثبت عن الإمام أحمد رحمه الله من طريق ثقات أصحابه كابنه صالح ومهنا بن يحيى الشامي وغيرهما، فعن الإمام روايتان لا غير في الأولى يلعنه وفي الثانية يتوقف عن لعنه من باب عدم لعن المعين مع إثبات ما فعله من كبائر وعظائم.
وقد صرح الإمام أحمد بأنه لا يُذكر عن يزيد الحديث لما صدر عنه في أهل المدينة من قتل الصحابة ونهب المدينة، كما في رواية مهنا التي نقلتها أنت:
وَقَالَ مُهَنَّا: سَأَلْت أَحْمَد عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. فَقَالَ: هُوَ الَّذِي فَعَلَ بِالْمَدِينَةِ مَا فَعَلَ قُلْت: وَمَا فَعَلَ؟ قَالَ: قَتَلَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَعَلَ. قُلْت: وَمَا فَعَلَ؟ قَالَ نَهَبَهَا قُلْت: فَيُذْكَرُ عَنْهُ الْحَدِيثُ؟ قَالَ: لَا يُذْكَرُ عَنْهُ
وأما كلام الأشعري ابن العربي بأن يزيد عند الإمام أحمد له منزلة عظيمة وأنه من جملة الزهاد من الصحابة والتابعين الذين يقتدى بهم، فحكايته تغني عن رده، وهو مخالف "لقَوْلُ عَامَّةِ أَهْلِ الْعَقْلِ وَالْعِلْمِ وَالسُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ من أَنَّهُ كَانَ مَلِكًا مِنْ مُلُوكِ الْمُسْلِمِينَ لَهُ حَسَنَاتٌ وَسَيِّئَاتٌ وَلَمْ يُولَدْ إلَّا فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ وَلَمْ يَكُنْ كَافِرًا؛ وَلَكِنْ جَرَى بِسَبَبِهِ مَا جَرَى مِنْ مَصْرَعِ " الْحُسَيْنِ " وَفِعْلِ مَا فُعِلَ بِأَهْلِ الْحَرَّةِ وَلَمْ يَكُنْ صَاحِبًا وَلَا مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ". انتهى من كلام ابن تيمية الذي نقلته أنت.
ومخالف لرواية صالح ابن الإمام أحمد عن أبيه:
قَالَ صَالِحُ بْنُ أَحْمَد: قُلْت لِأَبِي إنَّ قَوْمًا يَقُولُونَ إنَّهُمْ يُحِبُّونَ يَزِيدَ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ وَهَلْ يُحِبُّ يَزِيدَ أَحَدٌ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ؟ فَقُلْت: يَا أَبَتِ فَلِمَاذَا لَا تَلْعَنُهُ؟ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ وَمَتَى رَأَيْت أَبَاك يَلْعَنُ أَحَدًا.
فالإمام أحمد رحمه الله ينكر على من يحب يزيد، بل ويقول هل يحبه أحد يؤمن بالله واليوم الآخر، وهذه لا تقال إلا في الفساق الذين يستحقون اللعنة، ولذلك قال له ولده فلماذا لا تلعنه؟ فلم يقل له أنه لا يستحق اللعنة وكان من الزهاد الذين يقتدى بهم، بل ذكر له مذهبه في عدم لعن المعين ولو كان فاسقا، ولا أنسى أن أذكر بوجود رواية قوية عنه في جواز لعن المعين.
وأخيرا، غفر الله لك فقد أدخلتنا في ما لا ينفعنا، بل قد يورث العداوة والبغضاء بين أهل السنة.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[14 - 03 - 10, 11:55 ص]ـ
ونعود إلى موضوعنا الذي أخرج عن مساره أكثر من مرة، والله المستعان:
ونعود لأمير المؤمنين الخليفة هارون الرشيد بن المهدي بن المنصور العباسي الهاشمي رحمهم الله، فقد قال اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (6/ 51):-
أنا محمد بن الحسين الفارسي، قال: نا أحمد بن محمد بن مخلد، قال: نا عبد الله بن شبيب بن خالد، قال: نا يحيى العتكي، قال: قال هارون الرشيد لمالك: كيف كان منزلة أبي بكر وعمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: كقرب قبرهما من قبره بعد وفاته. قال: شفيتني يا مالك. اهـ.
وقال الآجري في الشريعة (5/ 59) بعد أن روى القصة أعلاه:-
فلا الرشيد بحمد الله أنكر هذا من قول مالك، بل تلقاه من مالك بالتصديق والسرور، ومالك فقيه الحجاز أخبر الرشيد عن دفن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما مع النبي صلى الله عليه وسلم بما لا ينكره أحد، لا شريف ولا غيره. فلله الحمد. اهـ.
وهذا موقف آخر لأمير المؤمنين الخليفة هارون الرشيد، روى اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (6/ 179) بإسناده عنه أنه قال: لو أدركت عثمان رضي الله عنه ضربت بين يديه بالسيف. اهـ.(150/98)
من يعرف قبيلة بنى حشيش؟
ـ[أحمد بن عبد المنعم السكندرى]ــــــــ[04 - 10 - 09, 12:40 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أنتمى الى قبيلة بنى حشيش، و أبى ذكر لى أن أصلها من بلاد اليمن الشقيق، و لكن لا أعلم نسبها، و لا متى هاجرت الى مصر؟ و من هم أعلامها؟
فمن يعلم شيئا من ذلك فليفيدنى به، و جزاكم الله خيرا.
ـ[مهدي المشولي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 01:57 ص]ـ
هم من قبيلة حاشد، وحاشد قبيلة يمنية كبيرة ينتهي نسبها إلى: همدان بن مالك وهم من كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
وبنو حشيش يسكنون حالياً شرق صنعاء وهم مجاورون لقبيلتي سنحان وخولان (وسنحان قبيلة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح).(150/99)
المكتبة الوطنية المغربية تزدان بمصحف بلدة ''الكوثر''
ـ[هشام زليم]ــــــــ[04 - 10 - 09, 12:41 ص]ـ
المكتبة الوطنية المغربية تزدان بمصحف بلدة ''الكوثر''
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
غدا بإمكان الباحثين المنكبين على النهل من كتب المكتبة الوطنية بالمغرب مطالعة مصحف بلدة الكوثر الذي يعود للقرن الثالث عشر ميلادي, و الذي تمّ العثور عليه سنة 2003م بأحد المنازل القادمة بناحية الكوثر Cutar المالقية و تكفلت مؤسسة ''الأرشيف الإقليمي بمالقة'' بترميمه و الاعتناء به و كلّفها ذلك أكثر من أربعين ألف يورو. فخلال الزيارة الرسمية التي قام بها هذا الأسبوع رئيس جماعة أندلوثيا للمغرب خوثي أنطونيو كرينيان José Antonio Grinan أشرف هذا الأخير على مراسيم تسليم نسخة من القرآن العظيم -ذات 135 صفحة بالخط الأندلسي – للمكتبة المغربية.
عُثر على هذا المجلد إلى جانب مخطوطين ورقيين عُمرُهما أزيد من 500 سنة, يعالجان مسائل الفقه, التنجيم, الإرث, الحقوق الزوجية و صناعة الحرير. و يُعتقد أن هذا القرآن ظل مُتوارثا أبا عن جد حتى أُخفي أيام اضطهاد محاكم التفتيش للمورسكيين في بداية القرن 16.
مصحف الكوثر هو الوحيد من نوعه في إسبانيا من حيث خصائصه و يشابه تلك الموجودة في ''المكتبة الوطنية'' بباريس, ''المكتبة الوطنية'' بالقاهرة أو بالمكتبة البريطانية British Library. لكنه لا يحمل أية تعقيبات و ضاعت صفحاته الأخيرة, الشيء الذي يُفسّر غياب معلومات عن هوية الكاتب و عن مكان و تاريخ نسخه للقرآن.
و قد انبرت لجنة مكونة من ثلاث مؤسسات إسبانية لمهمة ترميم المصحف, إنشاء نسخة طبق الأصل له (و هي التي مُنحت للمكتبة المغربية) و وضع دراسة تقديمية له, و ذلك بموجب اتفاقية 23 مايو 2007 الموقعة بين ''مؤسسة الثقافات الثلاث'' Fundaci?n de las Tres Culturas, المستشارية الثقافية و مستشارية الأشغال العمومية لجماعة أندلوثيا. و دارت أشغال الترميم بالأرشيف الإقليمي لمالقة, و قام أربعة أساتذة جامعيين مختصين بإضافة دراسة تحليلية للمساعدة على استيعاب و فهم هذه الوثيقة التاريخية ذات الأهمية الدينية و التراثية القصوى.
هذه الدراسة التحليلية سُطِّرت في 170 صفحة و قُسّمت إلى ثلاث فقرات: ''الظرف الاجتماعي-الثقافي لقرآن الكوثر'', ''وضعية منطقة الشرقية بمالقة في عهد المدجنين'' و ''قرآن الكوثر'', إضافة لفهارس, ملاحق و جداول لتيسير مطالعة هذا الإرث الثمين.
بلدة الكوثر:
http://www.andalucia.cc/axarqiya/Cutar_archivos/image002.jpg
المصدر: الجريدة الالكترونية MALAGA HOY. '' مالقة اليوم'':تاريخ 1 أكتوبر 2009.
كتبه أبوتاشفين هشام بن محمد زليم المغربي(150/100)
انظروا في كتاب الزاهد إلى الملك .. وكتاب الملك إلى الزاهد
ـ[محمد الطنطاوي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 12:41 ص]ـ
يقول ابن قاضي شهبة:
(وحينما دخلت الموصل في طاعة نور الدين محمود -كمشتكين- شحنة الموصل (أي صاحب الشرطة) ألا يأخذ الناس إلا بما يحدده الشرع من إثبات البينة وتوفر الشهود، وأن يستعمل العقوبة الشرعية، وأن يتوقف عن اللجوء إلى أساليب القسوة والتجسس على الناس، وألا يعمل القاضي والنواب كلهم شيئاً إلا بعد مراجعة الشيخ عمر الملاء، وكان هذا عالماً زاهداً لا يملك من الدنيا شيئاً، وكان يزوره جميع الملوك والعلماء والأعيان ويتبركون به .. )
ويضيف ابن قاضي شهبة أن بعض القادة والجنود ضاقوا بغل أيديهم وفقد نفوذهم فجاءوا إلى كمشتكين وقالوا: (قد كثر الدعاء وأباب الفساد، ولاينجي من هذا شئ إلا بالقتل والصلب، فلو كتبت إلى نور الدين في ذلك، فقال: أنا لا أجسر على ذلك، ولكن قولوا للشيخ عمر، فحضروا عنده وذكروا له ذلك، فكتب إلى نور الدين وقال له: إن الدعار والمفسدين وقطاع الطرق قد كثروا ويحتاج إلى نوع سياسة، ومثل هذا لايجئ إلا بقتل وصلب وضرب، وإذا أخذ مال الناس في البرية من يجئ ليشهد له؟).
فلما وصل الكتاب لنور الدين قلَبَه وكتب على ظهره: (إن الله تعالى خلق الخلق وهو أعلم بمصلحتهم، وإن مصلحتهم تحصل فيما شرعه على وجه الكمال. ولو علم أن على الشريعة زيادة في المصلحة لشرعه لنا، فما لنا حاجة إلى زيادة على ماشرعه الله تعالى، فمن زاد فقد زعم أن الشريعة ناقصة فهو يكملها بزيادته، وهذا من الجرأة على الله وعلى شرعه، والعقول المظلمة لاتهتدى، فالله سبحانه يهدينا وإياك إلى الكتاب وإلى صراط مستقيم) اهـ.
من كتاب (هكذا ظهر جيل صلاح الدين) لماجد عرسان الكيلاني ص307، ط. دار القلم.(150/101)
احبتي في الله:: ماأفضل طبعات البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله؟
ـ[محمدالصغير]ــــــــ[04 - 10 - 09, 08:13 ص]ـ
احبتي في الله:: ماأفضل طبعات البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله؟
بوركتم
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 08:42 ص]ـ
طبعة عالم الكتب في 22 مجلدا
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[04 - 10 - 09, 08:52 ص]ـ
احبتي في الله:: ماأفضل طبعات البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله؟
بوركتم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=98925
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111592
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148777
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=77830
ـ[محمدالصغير]ــــــــ[05 - 10 - 09, 05:45 م]ـ
ابوالاشبال
ابوحاتم
لاحرمكم الله الاجر والدعاء الصالح
ـ[السليماني]ــــــــ[13 - 10 - 09, 12:24 م]ـ
لعلها طبعة دار هجر بإشراف عبد الله التركي
ـ[سفيان العباسي]ــــــــ[13 - 10 - 09, 01:36 م]ـ
تجنب الطبعات المصرية
و كذلك في جميع العناوين(150/102)
المورسكيون و المقاومة بالطرق القانونية
ـ[هشام زليم]ــــــــ[04 - 10 - 09, 09:14 م]ـ
المورسكيون و المقاومة بالطرق القانونية
http://www.andalucia.cc/abenhumeya/modules/My_eGallery/gallery/temp/eGruposDMime.gif
إن استمرار الإسلام بشبه الجزيرة الأيبرية لمدة تزيد عن القرن بعد سقوط غرناطة سنة 1492م كان بفضل الله عز و جل ثم بفضل المقاومة اليومية التي أبداها الأندلسيون أمام محاولات دمجهم في المجتمع النصراني و إجبارهم على التخلي عن دينهم الإسلامي. فقد استبسلوا في المقاومة و ضربوا أمثلة في التضحية بالغالي و النفيس فداءا للإسلام و استعملوا جميع الوسائل لمناورة تحركات محاكم التفتيش ضدهم, هذه المحاكم التي أضحى عملها هو التأكد من صدق إيمان المورسكيين بالنصرانية و نبذهم للإسلام. يقول الدكتور الفرنسي لويس كادرياك:''إن دور محكمة التفتيش بالأساس هو حماية وحدة العقيدة عبر محاربة كل أشكال الهرطقات. هكذا ستنظم نفسها ضد المورسكيين لمّا يُدعون للتحول للنصرانية و الإخلاص لها'' (1).
ناضلوا بالكلمة, بالكتابة بل و حملوا السلاح في وجه جلادهم كما حصل في حرب غرناطة الكبرى سنة 1568م (2) , و لجأ بعضهم إلى الوسائل القانونية لعله ينقد رقبته من نار محكمة التفتيش.
فما بين 1538 و 1542 التمست الطائفة المورسكية بدمييل Daimiel, المشدود أزرها بمورسكيي منطقة « Cinco Villas », سلطة المفتش العام مانريك لتعارض بالطرق القانونية سلطة المفتش المحلي يانيس Yanes. فقد جاءهم رجل المغرو Almagro الثري ألونسو الطيب Alonso el Bueno بنبإ صدور بيان بابوي يصب في صالحهم. و تجلت مطالبهم في:
-إلغاء الاحتفال بالسان بنيتو San benito.
- إلغاء مصادرة ممتلكاتهم.
-إصدار قانون لا يُحكم بموجبه على الفرد بالهرطقة إلا بشهادة ثلاثة أشخاص.
فحملوا هذه المطالب إلى محكمة التفتيش العليا و عرضوا قضيتهم على المسؤولين.
الطائفة المورسكية ببلنسية أبانت كذلك عن تضامن كبير فيما بينها حيث كانوا يدفعون الجزية مرتين في السنة للعرش القشتالي مقابل مهادنتهم نسبيا و ذلك بموجب ميثاق وقِّع سنة 1571م, و يقضي بإلغاء مصادرة محاكم التفتيش لممتلكات المهرطقين, على ألا تتجاوز الغرامات 10 دوقات (3).
أمّا على الصعيد الفردي فنجد أيضا هذه الإرادة القوية للمقاومة بالطرق القانونية و معارضة قرارات محاكم التفتيش. بل ذهب بعضهم لعرض قضيته على محكمة التفتيش العليا بروما, خاصة أولئك القاطنون قرب الحدود الفرنسية الذين قطعوا مسافات طويلة للوصول للبابا و الطعن في حكم محلي ضدهم, ككاتالينا مونتيرا (4) و خوان دي أريكلي (5) و المزارعين الأراغونيين اللذين يمموا تلقاء روما لتُحلّهم من تهمة الهرطقة التي لحقتهم بإسبانيا.
سنة 1608م قضى لوبي علج الملقب بالجندي ‘’ Lope Alax ‘’El soldado’’ في نفس النار التي أحرقت قبله كاتالينا و خوان. لقد أبدى مقاومة عجيبة و مثالية طيلة سنوات. فرغم إدانته للمرة الأولى سنة 1574 من طرف محكمة تفتيش سرقسطة بسبب''عيشه كمسلم و أدائه طقوس ملة محمد لمدة 22 سنة, و اعتقاده أنها كفيلة بإنقاذ روحه, و إيمانه بأن يسوع المسيح ليس ابنا لله و لا العذراء هي أمه بل ليست عذراء أصلا (*) '', رغم هذه الإدانة استمر في تعلقه بالدين الإسلام الحنيف و بدل جهده في اتباع تعاليم القرآن العظيم إلى حين إدانته للمرة الثانية في أواخر سنة 1607م, حيث خصص غرفة في بيته لأداء الصلاة, و جاء في محضر الاتهام: ''لمّا دخل الشاهد إلى منزل المتهم, رآه اتخذ في إحدى الغرف حمّاما, و فيها كان يتوضأ guadoc و يصلي Zala, و قد رآه يقوم بذلك عدة مرات'' (6). و كان لوبي يمتلك نسخة من القرآن ابتاعها بثلاثين أوقية من مورسكي بأراندا Aranda: " رأى (الشاهد) بحوزته كتابا كبيرا مكتوبا بحروف إسلامية فسأله إن كان هذا الكتاب هو القرآن الذي كتبه أحد المورسكيين بأراندا فقال له نعم و أنه أعطى مقابله 30 أوقية'' (7).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/103)
لم يشك قضاة محكمة التفتيش في دعوته الآخرين للإسلام, فقد حاول مرات عديدة استمالة أفراد عائلته و إعادتهم لرياض الإسلام النضرة, لكن المفاجأة كانت كبيرة لمّا شهدت أخته ضده, و جاء في محضر الاتهام: ''الشاهد الثالث هي أخته التي أفادت أن المتهم أقنعها في نونبر 1607م و عمرها آنذاك 12 سنة بالعيش كمسلمة و علّمها طقوس ملة محمد و قاما بها معا و أسرّا إلى بعضهما أنهما قاما بذلك اعتقادا بأنها سبيل النجاة (8). ''
أمام هذه الأدلة طالبت محكمة التفتيش بإيقافه, فأيقن لوبي أنها لا محال ستحرقه, فحاول و سنه 50 سنة لعب جميع الأوراق, فقصد هو الآخر روما و دافع عن نفسه هناك, دون أن يذكر أمامهم إدانته السابقة. فحصل على العفو للمرة الثانية و عاد إلى إسبانيا بالطعن البابوي في حكم محكمة تفتيش سرقسطة ضده.
لكن ما لبث لوبي أن اتُهم مرّة أخرى سنة 1608م بتهمة ''الإسلام'', و كانت هذه المرة الثالثة ثابتة حيث لم ترجئه محكم تفتيش سرقسطة لحظة و لم تمنحه فرصة للمناورة و قامت بحرقه في الحين بعد أن أعياها تشبثه بالإسلام.
الهوامش:
(*) فهذه قولة شنيعة في حق مريم البتول و ابنها المسيح عليهما السلام. فنحن نؤمن أن عيسى ليس ابنا لله و إنما عبد الله و رسوله آتاه الكتاب و جعله نبيا و بارا بوالدته التي حملت به بعد أن نُفخ فيها, كما نؤمن أنها بتول لم تكن امرأة سوء و لم يمسسها بشر و لم تكن بغيا. و ربما ما اعتقده لوبي رحمه الله هو من الاعتقادات الفاسدة التي تسربت للمورسكيين بسبب غياب تام لكل ما يمت للإسلام بصلة, و ما نسبته محكمة التفتيش له من أقوال شنيعة يشابه قول اليهود في المسيح و أمه.
(1) من كتاب ‘’ Morisques et chrétiens. Un affrontement polémique(1492-1640)’’ للباحث الفرنسي لوي كاردياك. ص 108.
(2) هذه الأنواع من المقاومة أبرزها الباحث كادرياك في كتابه المذكور أعلاه.
(3) الأرشيف الوطني الإسباني AHN, Inq leg 4671, I
(4) تفاصيل قضيتها على الرابط أدناه:
كاتلينا مونتيرا Catalina Montera (http://hicham84andalous.maktoobblog.com/1567187/%D9%83%D8%A7%D8%AA%D9%84%D9%8A%D9%86%D8%A7-%D9%85%D9%88%D9%86%D8%AA%D9%8A%D8%B1%D8%A7-catalina-montera/)
(5) تفاصيل قضيته على الرابط أدناه
خوان دي أريكلي Juan de Arricle (soro) (http://hicham84andalous.maktoobblog.com/1567181/1567181/)
(6) الأرشيف الوطني الإسباني AHN Inq lib 990 f° 488 r°
(7) نفس المصدر
(8) نفس المصدر
المصدر: من كتاب ‘’ Quand en brulait les morisques’’ للباحثة الفرنسية جان فيدال. ص15 - 18.
كتبه أبوتاشفين هشام بن محمد زليم المغربي
ـ[جمال عبد الرحمن]ــــــــ[05 - 10 - 09, 12:25 ص]ـ
لا نستبعد أن تكون التهمة التى ألصقتها محكمة التفتيش بالموريسكى ملفقة، فمن المعلوم أن الموريسكيين كانوا يجلون سيدنا عيسى وأمه السيدة مريم العذراء، بل ذهب بعضهم (لاجئ تونس صاحب المخطوطة 9654 وغيرها) إلى القول بأن السيدة مريم لم تفقد عذريتها حتى بعد أن وضعت سيدنا عيسى، وهو هنا يردد ما تقوله العقيدة الكاثوليكية فى هذا الشأن.
ـ[هشام زليم]ــــــــ[05 - 10 - 09, 02:31 ص]ـ
نعم, احتمال وارد أيضا. و كثيرا ما ترددت هذه التهمة في محاضر المورسكيين.(150/104)
كلام من ابن حزم بديع في صاحب المقام الرفيع
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 02:15 م]ـ
قال أبو محمد: قد كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - و هو القدوة في كل خير و الذي أثنى الله تعالى على خلقه و الذي جمع فيه تعالى أشتات الفضائل بتمامها و أبعده عن كل نقص, يعود المريض مع أصحابه راجلا في أقصى المدينة بلا خف و لا نعل و لا قلنسوة و لا عمامة, و يلبس الشعر إذا حضره, و يلبس الوشي من الحبرات إذا حضره, و لا يتكلف إلى ما لا يحتاج إليه, و يستغني بما وجد عما لا يجد, و مرة يمشي حافيا راجلا, و مرة يمشي بالخف, و يركب البغلة الرائعة الشهباء و مرة يركب الفرس عريا و مرة يركب الناقة و مرة يركب حمارا, و يردف عليه بعض أصحابه, و مرة يأكل التمر دون خبز, و الخبز يابسا, و مرة يأكل العناق المشوية, و البطيخ بالرطب و الحلوى, يأخذ القوت و يبذل الفضل و يترك ما لا يحتاج إليه, و لا يتكلف فوق مقدار الحاجة إليه, و لا يغضب لنفسه و لا يدع الغضب لربه عز و جل.
رسائل ابن حزم(150/105)
فتوى العالم الرباني محمد المختار الشنقيطي حول الفخر في الاحساب والطعن في الانساب
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[06 - 10 - 09, 03:00 ص]ـ
السؤال
إن من الأمور الجاهلية التي لا يزال بعض الناس عليها الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب، فهل من قابلها بهذا الأسلوب يلام على فعله؟
الجواب
التفاخر بالأحساب والأنساب من بقايا الجاهلية؛ لأن الله تعالى يقول في كتابه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:13]، الناس كلهم لآدم وحواء، وهذا يدل على أن الأصل واحد، فإذا كان الأصل واحداً فما الذي جعل بني فلان أفضل من بني فلان؟ وما الذي جعل بني فلان أزكى وأشرف وأكرم من بني فلان؟ حتى كانوا في الجاهلية يقتلون المائة بالواحد! وهذا كله من عمل الشيطان الذي أدخله على عصاة بني آدم، ولذلك قال بعض أئمة العلم رحمهم الله: من افتخر بأصله ففيه شبه من إبليس؛ لأن الله يقول حكاية عن إبليس: {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف:12]، فهذا التفاضل والتعالي على الناس من شأن الجاهلية، والإنسان عليه أن يتقي الله عز وجل، وأن يعلم أنه لو صعد بنسبه إلى السماء وهو عند الله وضيع فإنه لا ينفعه عند الله شيئاً، وأنه إذا اتقى ربه وخاف ربه رفع الله قدره، وزكى شأنه وأمره ولو كان عند الناس وضيعاً، فالعبرة كل العبرة بما بينك وبين الله عز وجل.
وفي تاريخ الإسلام من الأئمة الأعلام أصحاب دواوين العلم والعمل، والأئمة الذين قادوا الأمة، وسطروا في دواوين المجد الصفحات المشرقة المنيرة، لم يفتخر منهم أحد يوماً بنسبه وحسبه، فالعاقل الحكيم يعلم أنه لا وزن له عند الله إلا بتقوى الله عز وجل والخوف من الله سبحانه وتعالى.
ومن حكمة الله عز وجل أنه ما غيب عبدٌ خوفاً من الله في قلبه إلا أورثه الله محبة وعزة عند الناس، وكانوا يستدلون على خوف الإنسان من الله وخشيته لله فيما يوضع له من القبول، فإن كمل خوفه كمل القبول له من الله في الخلق، وإن عظم خوفه عظمت مكانته، وجلَّت منزلته.
هذا عطاء بن أبي رباح مولى من موالي العرب، أشل أفطس، ومع ذلك يدخل عليه سليمان بن عبد الملك أمير المؤمنين وخليفة المسلمين في زمانه وهو في المسجد الحرام، ويسأله ويقول له: يا عطاء! سلني حاجتك، فقال له: إني لأستحي أن أسأل أحداً في بيت الله عز وجل، فلما خرج من المسجد قال: يا عطاء! ها قد خرجنا فسلني حاجتك، فقال له عطاء: إني لأرجو الله أن يغفر لي ذنبي، قال: يا عطاء! ذلك ليس إلي، إنما أسألك أن تسألني حاجتك من الدنيا، فقال له: إني لم أسأل الدنيا من يملكها أفاسألها من لا يملكها؟! فقال سليمان بعد أن تولى لبنيه: يا بني! اطلبوا العلم فقد أذلنا العبد آنفاً بعلمه، قال: أذلنا، وهو في نظر الناس أعز! فلا ينفع الإنسان حسبه ونسبه إذا لم يقم أمره على تقوى الله عز وجل والخوف من الله سبحانه وتعالى.
ومن نظر إلى الناس بقلبٍ مليء بالاحتقار، ولو عاملهم معاملة حسنة في الظاهر؛ فإن الله لا يزكيه، ولا يعطيه السؤدد، ولا يبارك له فيما أعطاه في الناس، ومن صحب الناس سليم القلب نقي السريرة ولو كان من أوضع الناس منزلة فإن الله يورثه من المحبة والتقدير ما لم يخطر له على بال؛ ولذلك تجد بعض الناس لا يعرف بيته، ولا تعرف قبيلته، ولا جماعته، ولا يعرف نسبه، ولكن ما إن يدخل على إخوانه وأصحابه وزملائه وعلى الناس؛ إلا وجدت المحبة والتقدير والأنس به والرضا به، شيءٌ لا يملكه وإنما هو من الله عز وجل.
وتجد الآخر الذي يتعالى على الناس ويفتخر على الناس مع أنه معروف البيت ومعروف المكانة؛ ومع ذلك نسأل الله السلامة والعافية! تمله النفوس وتكرهه القلوب، ولا يرتاح أحدٌ لمجالسته، وإن جامله في الظاهر، فإنه لا يرتاح له في الباطن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/106)
فالإنسان العاقل ينبغي أن يعلم أنه لن يخفي سريرة إلا ويظهرها الله، فمن أخفى احتقار الناس رماه الله بالاحتقار في قلوب الناس، فكما أنه يحتقر أناساً في الغيبة، وإن جامله الناس في الظاهر، ولكنهم يحتقرونه في كل الظروف، وليجرب ذلك الإنسان وسيجد؛ لأن الله عدل ولا تخفى عليه خافية، ويجزي الإنسان بما في قلبه، فمن أسر سريرة الخير زكى الله له العلانية، ومن أسر سريرة الشر ابتلاه الله في علانيته.
الحسب لا يغني الإنسان عند الله شيئاً، إلا أن الإنسان الذي رزقه الله عز وجل حسباً مثل أن يكون من بيت معروف بالصلاح ومعروف بالعلم، أو من بيت معروف بالإمارة والوجاهة، وحافظ على هذه السمعة الطيبة آباء كرام من بيت عز وشرف وسؤدد، فحافظ على هذا المجد وسار على سيرة آبائه الطيبين، فأكرم الناس واحترمهم وقدرهم، واتخذ من هذا الحسب الطيب الكريم وسيلة لتربية أبنائه؛ لأن لهم عند الناس من المحبة والتقدير الشيء الكبير؛ ولأن آباءهم قد بنوا مجداً فلا يهدمونه، وأخذ من هذه المعاني ما يعين على التواضع، والحرص على مكارم الأخلاق ومحاسن العادات، فهذه نعمة من الله عز وجل على العبد، وهذا عصامي عظامي، عصامي حينما يبني مجده بنفسه بتوفيق الله عز وجل، وعظامي طاب معدنه، وإذا طابت الأصول طابت الفروع، إن الأصول الطيبات لها فروعٌ زاكية.
والله عز وجل إذا وضع البركة في بيت أو قبيلة أو جماعة أو أسرة في إمارة أو في علم في دين أو دنيا؛ وضع البركة فيها، وعرفت بالخير وعرفت باستقامة أمور الدين أو استقامة أمور الدنيا، فإذا حافظت هذه الأسر على هذه الأمجاد أبقى الله الخير فيها، وأبقى لها المحبة والتقدير وبارك فيها، وأورثها من حسن العاقبة ما لم يخطر لها على بال.
فلابد من المحافظة على الأصول الطيبة، وليس معنى كلامنا أن يضيع الإنسان نسبه أو يضيع حسبه، فهذه نعمة من الله أنعم بها عليه، لكن لا يتعالى على الناس، الذي يتعالى على الناس بنسبه فقد استذل الناس.
ولذلك في قصة عمر رضي الله عنه مع ابنٍ لـ عمرو بن العاص كان في مصر، وكان والده والياً على مصر، فذكروا في السير أنه أجرى سباقاً بين الناس، فكان فيهم ابن عمرو بن العاص، فسبق قبطيٌ ابن عمرو بن العاص، فأخذ ابن عمرو السوط وصار يضربه ويقول له: خذها وأنا ابن الأكرمين، حتى آذاه فأضره فسبقه، فجاء القبطي إلى عمر في الموسم واشتكى إليه، فسأل عمر الناس ووجده صادقاً فيما قال، فأمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه عمرو بن العاص وقال له: إذا كان الموسم فاقدم عليّ أنت وابنك فلان، فجاء عمرو ومعه ابنه ثم لما دخل عليه، قال عمر رضي الله للقبطي: أهذا هو الرجل؟ -يعني ابن عمرو - قال: نعم، قال: دونك الدرة، فقام وضربه وأمره أن يضربه مثلما ضربه، فلما ضربه وأتم ضربه، قال: وجهها إلى صلعة عمرو، فقال القبطي: أما إني قد ضربت من ضربني، ومراد عمر بقوله وجهها إلى صلعته تعزير ولاته إذا أساءوا للناس وأضروا بهم، فامتنع القبطي وكأنه يقول: هذا الأمر ليس إلي، هذا لك أنت، وأدب من وليت، فقال عمر رضي الله عنه لـ عمرو: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟! الناس لهم حق، ولا يظن أحد أنه إذا لقي شخصاً فكأنه مملوكٌ له، فيحتقره للونه، أو يحتقره لفقره، أو يحتقره لمنصبه، لا أبداً، أو أنه إذا أصبح من بني فلان فإن الناس أصبحت دونه، لا، هذا ينبغي أن يضعه المسلم نصب عينيه، ولذلك تضيع حقوق الناس وتعظم مظالمهم حينما ينظرون بهذه النظرات، فتجد المظلوم يؤخذ حقه ولا يستطيع أن يصل إلى حقه؛ لأن فلاناً الذي ظلمه هو فلان، وحينئذٍ يكون باطن الأرض خيراً من ظاهرها.
فعلى كل حال الشر العظيم، والحالقة -حالقة الدين وحالقة الشعر- أن يتفاخر بالأنساب على وجه تضيع فيه حقوق الناس، وتعظم به مظالمهم، وقد قال الله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوْنَ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوْنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر:1 - 8] {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التكاثر:1]؛ لأنهم كانوا يتكاثرون بأحسابهم وأنسابهم، وقال: {حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} [التكاثر:2] أحد الأوجه في تفسيرها أنه تفاخر بعضهم على بعض حتى عددوا الأموات، فذهبوا إلى المقابر، {حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} [التكاثر:2] يعني: وصل بكم التكاثر والتفاخر حتى بالأجداث والرمم وأموات الجاهلية، {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} [التكاثر:4] وهذا تهديد ووعيد من الله لكل من يتفاخر في بنسبه.
فعلى كل حال؛ على المسلم أن يتقي الله عز وجل وأن يحمد الله إذا رزقه الله بيتاً صالحاً وأسرة طيبة، فإن هذا لا يعني أننا ننسى البيوت التي لها فضل وشرف، خاصة إذا كانت عظيمة الخير على الإسلام، وعظيمة الخير على المسلمين، كالأسر التي عرفت بالآباء الكرام الذين كانوا بعد الله عز وجل آباءً للأيتام وللأرامل، سد الله بهم الحاجات، وفرج بهم الكربات، وأحسنوا إلى المؤمنين والمؤمنات، الآباء الذين أغلقت بهم أبواب الشرور، وفتحت بهم أبواب الرحمات، كانوا يسعون في الصلح بين الناس، وسد العوز والفقر وبذل الشفاعات الطيبات المباركات، ولا ينسى من كان من آبائه له مجد في الإسلام من إمارة وولاية، أو كان له مجد في الإسلام من نشر علم انتفع به المسلمون، فكل هؤلاء لا يذكرون إلا بالجميل، ويدعى لخلفهم أن يبارك الله فيه؛ لأن بقاء هذا الخير في هذه البيوت الطيبة فيه نفعٌ عظيم
راجع شرح المستنقع للشيخ
(نحو توجيه وترشيد قسم التاريخ والانساب نقلت لكم هذه الفتوى)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/107)
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[06 - 10 - 09, 04:01 ص]ـ
بارك الله فيك على هذا النقل الطيب و والله هذا العالم الرباني كل يوم ازداد في حبه وأحسبه من خيرة العلماء وفقنا الله وإياه للطاعة
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[06 - 10 - 09, 12:04 م]ـ
جزاكما الله خيرا وبارك فيكما
ومن نظر إلى الناس بقلبٍ مليء بالاحتقار، ولو عاملهم معاملة حسنة في الظاهر؛ فإن الله لا يزكيه، ولا يعطيه السؤدد، ولا يبارك له فيما أعطاه في الناس
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[09 - 10 - 09, 01:14 ص]ـ
بارك الله فيك على هذا النقل الطيب و والله هذا العالم الرباني كل يوم ازداد في حبه وأحسبه من خيرة العلماء وفقنا الله وإياه للطاعة
حياك الله اخي ابا انس
ولو عرفته من قرب اكثر , او جلست على يديه طلبا للعلم لزاد حبك له
اسال الله ان يجمعني فيه وفيك في مستقر رحمته وان لا يحرمنا علمه وادبه ومحاسنه
ـ[ابو العابد]ــــــــ[14 - 10 - 09, 03:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[15 - 10 - 09, 03:50 م]ـ
رفع الله قدر شيخنا محمد المختار ونفع بعلمه القاصي والداني ...
ـ[عادل الغانم]ــــــــ[18 - 10 - 09, 10:21 م]ـ
فتوى طيبة وشاملة
جزاك الله الجنة
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[18 - 10 - 09, 11:18 م]ـ
بارك الله فيك
اوصيك اخى المدنى اذا رأيت الشيخ حفظه الله وحصلت لك فرصه بالقرب منه
ان تخبره ان في هذا الملتقى وانا منهم من يحبه فى الله وان يجمعنا فى جنته
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[22 - 10 - 09, 01:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا , وبارك فيكم وزادكم من فضله وعلمه
الاخ ابا قتيبة
ابشر ايها الاخ الكريم
ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 03:16 م]ـ
جزى الله الشيخ خير الجزاء و قد قال الشاعر:
ليس بالآباء تدعى مفرداً * أو بخال ثم عم تسعدا * بل بنفس كنت منها مجهدا * لا تقل أصلي و فصلي أبدا * إنما أصل الفتى ما قد حصل
إنما المرء بخلق طيب * كيف ما كان بصدر رحب * باكتساب المجد أو في أدب * قد يسود المرء من غير أب * و بحسن السب كقد ينفى الزغل
إن يكن شخص على القوم سمى * فأبوه آدم ترب و ما * و كذا المسك دم علما * و كذا الورد من الشوك و ما * يطلع رجس إلا من بصل
قد بذلت النصح فاعلم و اعملا * و اقرأ القرآن تكسى الحلالا * و خبرت الدهر فاخترت العلا * مع أني أحمد الله على * نسبي إذ بأبي بكر اتصل
ـ[الشاوي ابو علوش]ــــــــ[22 - 10 - 09, 04:45 م]ـ
ان كان الافتخار بالانساب استعلاء وتكبرا على الاخرين وحطا منهم فهو عنصرية وتعصب نهانا عنه الاسلام
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[23 - 10 - 09, 03:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وقد أجاد وأفاد العالم الرباني في فتواه , وهي فتوى شاملة , وكعادته حفظه الله تعالى اخذ بالقلوب الى الله
ولم يدع شاردة او واردة الا ونبه عليها
ودائما أقول في كلام الشيخ وفتاويه
لا عطر بعد عروس
ـ[البركاتي الشريف]ــــــــ[24 - 10 - 09, 03:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[28 - 10 - 09, 12:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وجعلكم من اهل العلم النافع والعمل الصالح
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[28 - 10 - 09, 12:56 ص]ـ
أحسنت أخونا الحبيب أحمد وجزاك ربي خير الجزاء ..
وأبلغه بأننا نحبه في الله ولأجل الله ..
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[29 - 10 - 09, 11:11 م]ـ
وجزاك الله خيرا
اخي الكريم ابا راكان
واني اترقب الى الله تعالى بحبي للشيخ
ـ[السوادي]ــــــــ[29 - 10 - 09, 11:32 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[30 - 10 - 09, 04:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[تحسين الجبوري]ــــــــ[31 - 10 - 09, 06:33 ص]ـ
جزاكم انت والشيخ
اخي الفاضل كل خير
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[01 - 11 - 09, 09:34 م]ـ
جزاك الله خيرا
وسدد خطاك ورفع قدرك
ـ[فيصل الصاعدي]ــــــــ[07 - 12 - 09, 11:49 ص]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم.
نظر عمر إلى عمرو نظرة لوم وعتاب وقال له: منذ كم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟ فقال عمرو: يا أمير المؤمنين، لم أعلم، ولم يأتني.
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[27 - 12 - 09, 03:02 م]ـ
وبارك فيك ربي اخي فيصل(150/108)
كتاب الشجرة الزكية في أنساب بني هاشم
ـ[أبو أسامة الأزدي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 12:12 م]ـ
الشجرة الزكية في أنساب بني هاشم
http://www.dorar.net/files/f358.jpg
عنوان الكتاب
الشجرة الزكية في أنساب بني هاشم
اسم المؤلف
اللواء الركن / السيد يوسف بن عبد الله جمل الليل
تقديم
الشيخ عبد الله بن عبد العزيز عقيل العُقيل و الدكتور إبراهيم بن أحمد مسلم الطميسي الحارثي
الناشر
مكتبة جل المعرفة - الرياض – مكتبة التوبة - الرياض
سنة الطبع
1430هـ - الطبعة الأولى
عدد الأجزاء:
1
عدد الصفحات:
1207
التعريف بموضوع الكتاب:
يعتبر علم الأنساب من العلوم المهمة التي اشتغل بها علماء الإسلام قديماً وحديثاً, فدونوا فيها الكتب, وصنفوا فيها المصنفات, حرصا منهم على حفظ الأنساب, وخوفا من ضياعها، فتضيع معها الحقوق والواجبات, وتقطع باندثارها الأرحام والصلات.
وهذا الكتاب (الشجرة الزكية في أنساب بني هاشم) يعد الجزء الثاني في أنساب آل البيت للمؤلف نفسه, حيث سبقه كتاب تحدث فيه المؤلف عن أنساب آل بيت النبوة وسماه: (الشجرة الزكية في الأنساب وسير آل بيت النبوة).
الكتاب مطبوع في مجلد كبير, يحتوي على ثمانية فصول, جمع فيها المؤلف بين علم الأنساب, والسير والتاريخ, وتخلل بين ثنايا الكتاب الكثير من المشجرات المثبتة لأنساب الهاشميين.
في الفصل الأول تحدث عن هاشم بن عبد مناف, وعن نسبه, وسيرته معقبا بعقبه وذريته.
وفي الفصل ذاته ساق المؤلف ترجمة عن الإمام الشافعي رحمه الله, مبينا فيها نسبه, وشيوخه, وطلبه للعلم, ووفاته, وفضائله.
ثم تحدث المؤلف بعد ذلك عن عبد المطلب بن هاشم, ذاكرا شيئا من سيرته, معرجا على ذكر أبنائه وبناته.
وفي الفصل الثاني ساق المؤلف الحديث عن أبناء عبد المطلب بن هاشم, مبينا تراجمهم, وشيئا من أخبارهم, وأخبار أبنائهم.
والفصل الثالث كان الحديث فيه عن أصحاب الكساء, والمقصود بهم أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم, ذكر المؤلف فيه نسب الرسول صلى الله عليه وسلم, ودلائل نبوته, وفضائله, ومنزلته, ذاكرا أعلى مراتب كماله, والتأدب معه, والاقتداء بهديه, معرجا على شيء من سيرته العطرة, وصفاته, وأخلاقه الكريمة.
وفي نفس الفصل تحدث عن علي بن أبي طالب, وفاطمة الزهراء, وابنيهما سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين.
أما الفصل الرابع فتحدث فيه المؤلف عن العقيليين, وهم كل من انحدر من ذرية عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه.
فبدأ بالحديث عن عقيل رضي الله عنه, ثم تحدث عن أبنائه وما تفرع عنهم, ليتحدث بعد ذلك عن العقيليين في جزيرة العرب, فذكر العقيليين في مكة المكرمة, وفي الحجاز, وفي نجد الوسطى, وفي اليمن وحضرموت, ليختم الحديث عن العقيليين في مصر.
بعد ذلك تحدث المؤلف في الفصل الخامس من الكتاب عن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وذريته, ذاكرا بعض الشخصيات والأسر المنحدرة من ذريته, فمن الشخصيات ذكر إسحاق بن أبي علي محمد أمير المدينة النبوية وما تفرع من ذريته, ومن الأسر ذكر أسرة الطيار, وترجم لبعض فروعها وشخصياتها.
وأما الفصل السادس من الكتاب فقد أفرده المؤلف لذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه, مترجما له, وذاكرا فضائله, وصفاته, وأخلاقه, متحدثا بعد ذلك عن أبنائه وذريته.
وفي الفصل السابع كان الحديث فيه عن أبناء العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه, فبدأ الحديث عن العباس رضي الله عنه, ثم عقب بذكر بنيه وما تفرع عنهم.
ثم ترجم بعد ذلك لبعض الأسر من آل العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه.
وأما الفصل الأخير من الكتاب فأفرده المؤلف للحديث عن الخلافة العباسية وعن خلفائها.
وقد ألحق المؤلف في آخر الكتاب مجموعة من المشجرات لأنساب الهاشميين
(منقول من موقع الدرر السنية)(150/109)
هل هذه الروايات صحيحة؟
ـ[أبو عبدالملك السلفي]ــــــــ[07 - 10 - 09, 09:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: قرأت في الكامل في التاريخ لابن الأثير روايتين {أصابتني بالدهشة} وتكمن في الآتي:
- أن معاوية بن سفيان رضي الله عنه كان سببا في وفاة عبدالرحمن بن خالد بن الوليد , حينما أمر رجلا يقال له ابن أثال النصراني أن يحتال في قتله , وضمن له أن يضع عنه خراجه ما عاش وأن يوليه جباية خراج {حمص} , فلما قدم عبدالرحمن من الروم دس إليه ابن أثال شربة مسمومة مع بعض مماليكه فشربها فمات بحمص. {فوفى معاوية له بما ضمن له}
- أن زياد بن أبيه هو ابن أبي سفيان , وأن أبي سفيان لما كان في الجاهلية زنا بامرأة يقال لها سمية فولدت زيادا.
من الناحية الشرعية: ما واجب المسلم تجاه قراءة مثل هذه الروايات؟
ـ[أبو عبدالملك السلفي]ــــــــ[08 - 10 - 09, 02:19 م]ـ
أين أنتم؟
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[09 - 10 - 09, 01:29 ص]ـ
اجيبك عن السؤال الثاني
تكلم عن هذه النقطة الشيخ عثمان الخميس في دروسه بعنوان حقبة من التاريخ وذكر ما ملخصه
ان من عادة بعض اهل الجاهلية يزنون بالجواري (ولا تستغرب ذلك فقد كان الصحابة في الجاهلية قبل ان ياتيهم الاسلام يعبدون الاصنام , ولا شك ان عبادة غير الله اشد من الزنا , وهذا ليس بقادح فيهم اذ انهم كانوا في جاهلية ولم يبعث لهم رسول , فلما جاء الاسلام واسلموا اصبحوا خير الامة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم)
الشاهد ان هذه الجارية جاءها اكثر من رجل ولما وضعت الولد سئلت من اباه قالت ابا سفيان , فلما جاء الاسلام واسلم الناس وعرفوا الحق من الباطل قام ابا سفيان بنسبة زياد اليه لانه ابنه
فالصحابي الجليل ابا سفيان قام بفعل الحق والصحيح
وهذا يحسب لصالح ابا سفيان رضي الله عنه ودليل على ورعه وحبه لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وامرهما
ـ[أبو عبدالملك السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 01:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم , ولازلت انتظر إجابة بقية الأسئلة.
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 03:21 م]ـ
أما عن السؤال الأول فقد أجابك عنه الإمام ابن كثير في كتابه البداية والنهاية الجزء الثامن الصفحة 35 و 36
و هذا نصه ((وممن توفي في هذه السنة (أي سنة ست و أربعين للهجرة) عبد الرحمن بن خالد بن الوليد
القرشي المخزومي، وكان من الشجعان المعروفين، والأبطال المشهورين كأبيه، ومات وهو مسموم رحمه الله وأكرم مثواه.
قال ابن منده وأبو نعيم الأصبهاني: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الزبير بن بكار: كان عظيم القدر في أهل الشام، شهد صفين مع معاوية.
وقال ابن سميع: كان يلي الصوائف زمن معاوية، وقد حفظ عن معاوية.
وقد ذكر ابن جرير وغيره: أن رجلاً يقال له: ابن أثال - وكان رئيس الذمة بأرض حمص - سقاه شربة فيها سم فمات.
وزعم بعضهم أن ذلك عن أمر معاوية له في ذلك ولا يصح.
وقد ذكروا أن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد قدم المدينة، فقال له عروة بن الزبير: ما فعل ابن أثال؟
فسكت ثم رجع إلى حمص فثار على ابن أثال فقتله.
فقال: قد كفيتك إياه، ولكن ما فعل ابن جرموز؟ فسكت عروة ومحمد بن مسلمة في قول.))
و أما الرواية الثانية فأجابك عنها أخونا أحمد المزني المدني.
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 03:36 م]ـ
من الناحية الشرعية: ما واجب المسلم تجاه قراءة مثل هذه الروايات؟
أن يتثبت فيرجع لأكثر من مرجع و أن يرد كل القوادح التي تعرض عن الصحابة و خاصة خال المؤمنن معاوية بن أبي سفيان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - و عن أبيه.
ـ[أبو عبدالملك السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 04:08 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا سليمان , ونفع بك.
ـ[احمد بن خليل]ــــــــ[09 - 10 - 09, 06:17 م]ـ
ما اكثر الرويات المكذوبة على الخليفة العادل و الحليم الكريم معاوية ابن ابي سفيان و الواجب على المسلم رد هذه الروايات
ـ[أبو عبدالملك السلفي]ــــــــ[10 - 10 - 09, 12:36 ص]ـ
ما مغزى ذكر مثل هذه الروايات؟ وخصوصا من ابن الأثير العالم المعروف الذي أجده متحاملا على الأمويين؟!
هل منكم أحد يفيدني في ذلك؟ ففعلا قراءة التاريخ تحير؟
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[10 - 10 - 09, 01:29 م]ـ
افادك الاعضاء الكرام بكل ما هو مفيد وجيد في الموضوع
وبالنسبة لتاريخ الخلافة الاموية ساجيبك باختصار شديد (لضيق الوقت) ولعل بعض الاخوة يزيدك من علمه
لابد اخي الكريم ان اكث تاريخ ناله التشويه والتحريف هو تاريخ الخلافة الاموية
والسبب
ان كتابة تاريخ الاموين كان في عهد الخالفة العباسية والتي كنات على عداء مع الاموين
كذلك الرافضة لهم دور كبير في تشويه تاريخ الاموين بسبب ما حصل بين الخلافة الاموية وبعضا من ال البيت النبوي على نبيننا افضل الصلاة والسلام
والحقيقة ان تاريخ الاموين كثير من المؤرخين يفضلون اعادة كتابته بعد التمحيص والتنقية من كثير مما فيها من بهتان وظلم وافتراء على بني امية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/110)
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[11 - 10 - 09, 03:59 م]ـ
الواجب ابتداء أن تقتنع بضرورة تنزيه رجالات الإسلام عن مثل هذا الدنس، لأن المؤرخين شغلهم الشاغل هو النقل والجمع وإحصاء الروايات الواردة، دون تمحيص، وهم أعلم بقيمة ما يسوقون من الناحية العلمية، لذلك إذا قرأت شيئا مشبوها كهذا فلم تستسغه فاتهمه وليكن غالب ظنك عدم ثبوته، وتكون نسبة الصواب عالية، لأن الصحيح مما هذا حاله يسير جدا أو نادر، ويسهل تأويله. لكن الأصل ضعف الرواية فتبين هذا فهو عاصم لك،
وارجع إذا شئت التحري في هذه المسائل إلى الجزء المتعلق بالصحابة من كتاب العواصم من القواصم لأبي بكر بن العربي وتحقيق الأستاذ محب الدين الخطيب رحمة الله عليهما، ففي الكتاب شفاء.
والله أعلم
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[11 - 10 - 09, 04:02 م]ـ
الواجب ابتداء أن تقتنع بضرورة تنزيه رجالات الإسلام عن مثل هذا الدنس، لأن المؤرخين شغلهم الشاغل هو النقل والجمع وإحصاء الروايات الواردة، دون تمحيص، وهم أعلم بقيمة ما يسوقون من النحية العلمية، لذلك إذا قرأت شيئا مشبوها كهذا فلم تستسغه فاتهمه وليكن غالب ظنك عدم ثبوته، وتكون نسبة الصواب عالية، لأن الصحيح مما هذا حاله يسير جدا أو نادر، ويسهل تأويله. لكن الأصل ضعف الرواية فتبين هذا فهو عاصم لك،
وارجع إذا شئت التحري في هذه المسائل إلى الجزء المتعلق بالصحابة من كتاب العواصم من القواصم لأبي بكر بن العربي وتحقيق الأستاذ محب الدين الخطيب رحمة الله عليهما، ففي الكتاب شفاء.
والله أعلم
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[11 - 10 - 09, 11:22 م]ـ
[ QUOTE= احمد المزني المدني;1134973
... فالصحابي الجليل ابا سفيان قام بفعل الحق والصحيح
وهذا يحسب لصالح ابا سفيان رضي الله عنه ودليل على ورعه وحبه لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وامرهما [/ QUOTE]
ليتك سكت فسلمت.إليك هذا: [عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ لَمَّا ادُّعِيَ زِيَادٌ لَقِيتُ أَبَا بَكْرَةَ فَقُلْتُ لَهُ مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتُمْ إِنِّي سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُا
سَمِعَ أُذُنَايَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ مَنْ ادَّعَى أَبًا فِي الْإِسْلَامِ غَيْرَ أَبِيهِ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ
فَقَالَ أَبُو بَكْرَةَ وَأَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]
فهل أتاك أن هذا الذي فعله ابوسفيان وابنه معاوية مما تعلم حرمته بالاجماع؟ وهل اتاك أن أبابكرة (اخا زياد هذا لأمه) قد هجر زيادا بسبب فعلته هذه فلم يكلمه حتى مات؟ وهل أتاك أن أم المؤمنين ام حبيبة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أخت معاوية احتجبت من زياد لأنها اعتبرت استلحاقه زورا وافكا؟ فأين الورع واين حب الله ورسوله؟ سبحانك ربي هذا بهتان عظيم.وهذا ابن مفرغ اليماني يقول لمعاوية:
ألا ابلغ معاوية بن حرب ... مغلغلة من الرجل اليماني
أتغضب ان بقال ابوك عف ... وترضى ان يقال ابوك زان؟
فأشهد ان رحمك من زياد ... كرحم الفيل من ولد الأتان
ـ[أبو عبدالملك السلفي]ــــــــ[12 - 10 - 09, 12:37 ص]ـ
أشكر الجميع على المرور والإفادة.
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[12 - 10 - 09, 12:50 ص]ـ
بامكانك اخي الكريم الرجوع الى دروس الشيخ عثمان الخميس بعنوان حقبة من التاريخ ,, في هذه النقطة بالذات وبامكانك التأكد أكثر ,
ولا عليك ان لا تأخذ بكلامي وارجع الى هذه الدروس
ولو اردنا ان نعرض ما تعرض له امير المؤمنين وخال المؤمنين معاوية بن ابي سفيان , لاستهلكنا صفحات كثير في البحث
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[12 - 10 - 09, 03:10 م]ـ
ليتك سكت فسلمت.إليك هذا: [عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ لَمَّا ادُّعِيَ زِيَادٌ لَقِيتُ أَبَا بَكْرَةَ فَقُلْتُ لَهُ مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتُمْ إِنِّي سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُا
سَمِعَ أُذُنَايَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ مَنْ ادَّعَى أَبًا فِي الْإِسْلَامِ غَيْرَ أَبِيهِ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ
فَقَالَ أَبُو بَكْرَةَ وَأَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]
فهل أتاك أن هذا الذي فعله ابوسفيان وابنه معاوية مما تعلم حرمته بالاجماع؟ وهل اتاك أن أبابكرة (اخا زياد هذا لأمه) قد هجر زيادا بسبب فعلته هذه فلم يكلمه حتى مات؟ وهل أتاك أن أم المؤمنين ام حبيبة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أخت معاوية احتجبت من زياد لأنها اعتبرت استلحاقه زورا وافكا؟ فأين الورع واين حب الله ورسوله؟ سبحانك ربي هذا بهتان عظيم.وهذا ابن مفرغ اليماني يقول لمعاوية:
ألا ابلغ معاوية بن حرب ... مغلغلة من الرجل اليماني
أتغضب ان بقال ابوك عف ... وترضى ان يقال ابوك زان؟
فأشهد ان رحمك من زياد ... كرحم الفيل من ولد الأتان
هلا نقلت لنا ـ مأجورا ـ جواب الشيخ عثمان الخميس على ما ورد في هذا الحديث؟ فلا معنى للاحالة في حال المذاكرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/111)
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[12 - 10 - 09, 10:19 م]ـ
ليتك سكت فسلمت.إليك هذا: [عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ لَمَّا ادُّعِيَ زِيَادٌ لَقِيتُ أَبَا بَكْرَةَ فَقُلْتُ لَهُ مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتُمْ إِنِّي سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُا
سَمِعَ أُذُنَايَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ مَنْ ادَّعَى أَبًا فِي الْإِسْلَامِ غَيْرَ أَبِيهِ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ
فَقَالَ أَبُو بَكْرَةَ وَأَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]
أخي أبو العلياء الواحدي الحديث يقول فيمن ادّعى أباً غير أبيه و هو يعلم ذلك أما زياد بن أبي سفيان كان يسمى زياد بن أبيه و شهد على أن زياد ابن سمية هو ابن أبي سفيان صاحبه أبو ليلى اللذي جاء بسمية لأبي سفيان في الجاهلية و غيره كما ذكر ذلك ابن كثير في البداية فراجعه و ذكره غير واحد من المؤرخين العلماء فاعلم ذلك و راجعه.
فهل أتاك أن هذا الذي فعله ابوسفيان وابنه معاوية مما تعلم حرمته بالاجماع؟ وهل اتاك أن أبابكرة (اخا زياد هذا لأمه) قد هجر زيادا بسبب فعلته هذه فلم يكلمه حتى مات؟ وهل أتاك أن أم المؤمنين ام حبيبة رضي الله عنها أخت معاوية احتجبت من زياد لأنها اعتبرت استلحاقه زورا وافكا؟
المرجع أخي؟ الدليل؟ ليتك تذكره حتى نراجعه و نستفيد.
ثم تقول:
اخا زياد هذا لأمه
تقول زياد هذا أما تعلم بأن زيادا هذا 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - صحابي جليل صحب النبي صلى الله عليه و سلم بعد أن أسلم على يديه و روى عنه حديث الفتنة و قال كن مع عمار بن ياسر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -!!!
.وهذا ابن مفرغ اليماني يقول لمعاوية:
ألا ابلغ معاوية بن حرب ... مغلغلة من الرجل اليماني
أتغضب ان بقال ابوك عف ... وترضى ان يقال ابوك زان؟
فأشهد ان رحمك من زياد ... كرحم الفيل من ولد الأتان
ليس كل ما يقوله الشعراء يؤخذ به فقد شتم صلاح الدين و أمير المؤمنين عثمان و قيل في ابن عباس من الشعر ما قيل.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[13 - 10 - 09, 12:26 ص]ـ
أخي أبو العلياء الواحدي الحديث يقول فيمن ادّعى أباً غير أبيه و هو يعلم ذلك أما زياد بن أبي سفيان كان يسمى زياد بن أبيه
لو تأملت صدر الحديث الذي ذكرته لوجدت أن ابا عثمان وابابكرة قد اتفقا على انه وارد فيمن صنع مثل صنيع زياد.
وزياد كان يقال له زياد بن ابيه وزياد بن عبيد وزياد بن سمية، فلما استلحقه معاوية قيل زياد بن ابي سفيان.
و شهد على أن زياد ابن سمية هو ابن أبي سفيان صاحبه أبو ليلى اللذي جاء بسمية لأبي سفيان
لقد قدمها سيدها لأبي سفيان فعهر بها ليلته.فقيل قد احبلها بزياد هذا.
ذكره غير واحد من المؤرخين العلماء فاعلم ذلك و راجعه.
لو راجعت هذا الذي طلبت مني مراجعته ـ مع ما في اسلوبك من تعال فارغ ـ لما وقعت في هذه "المطبات"
المرجع أخي؟ الدليل؟ ليتك تذكره حتى نراجعه و نستفيد.
راجع الاستيعاب والاصابة وانظر فتح الباري تجد الحافظ يذكر ان كثيرا من الصحابة والتابعين كان ينكر على معاوية وزياد فريتهما هذه.
ورفع ابن تيمية ـ في رفع الملام ـ اللوم عنهما باحتمال ان النهي لم يبلغهما!!
[ QUOTE]
تقول زياد هذا أما تعلم بأن زيادا هذا صحابي جليل صحب النبي صلى الله عليه و سلم بعد أن أسلم على يديه
والله ما كنت أعلم هذا!!.والذي "كنت" أعرفه هو ان اهل العلم مجمعون على ان لا صحبة له ولا رواية.
و روى عنه حديث الفتنة و قال كن مع عمار بن ياسر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -!!!
ذاك زياد آخر.لعلك تقصد زياد بن ابي الغرد؟
ليس كل ما يقوله الشعراء يؤخذ به فقد شتم صلاح الدين و أمير المؤمنين عثمان و قيل في ابن عباس من الشعر ما قيل.
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[13 - 10 - 09, 01:06 ص]ـ
هلا نقلت لنا ـ مأجورا ـ جواب الشيخ عثمان الخميس على ما ورد في هذا الحديث؟ فلا معنى للاحالة في حال المذاكرة.
حياك الله اخي الكريم
يا أخي انا ذكرت لك ما قاله الشيخ عثمان ورددتك الى المصدر وهو حقبة من التاريخ واعتقد انه مفرغ على النت , وانا سمعته على كاسيت , (لكن مع ذلك ساحاول ان انقل لك كلام الشيخ نصا في فرصة مقبلة) فحاول اخي الكريم ان ترجع لهذا المرجع لعله يفيدك اكثر في الموضوع
قلت لك بالحرف الواحد ان الشيخ عثمان تعرض لهذه المسألة وناقشها وذكر خلاصة ذلك ان زياد هو ابن ابي سفيان
وممكن اردك الى مراجع اخرى كي تتوسع اكثر
لديك العواصم من القواصم ,, ارجع اليه
والمسألة التى نناقشها قديمة وليست جديدة وهي من الامور التي يرمون بها معاوية رضي الله عنه وهو منها براء
معاوية رضي الله عنه صحابي جليل وكاتب وحي النبي صلى الله عليه وسلم وخال المؤمنين ونحن ننزه هذا الصحابي الجليل عن اي اساءة يتعرض لها او تنقيص من قدره
ولي عودة للموضوع
وليتك اخي تصغر خط بشكل اكثر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/112)
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[14 - 10 - 09, 01:11 م]ـ
جـ ـ حول استلحاق معاوية زياد بن أبيه:
قال الطبري في عام 44هـ: في هذه السنة استلحق معاوية نسب زياد بن سمية بأبيه أبي سفيان فيما قيل (1)، وقال الطبري: ... زعموا أن رجلاً من عبد القيس كان مع زياد لما وفد على معاوية فقال لزياد: إن لابن عامر عندي يداً، فإن أذنت لي أتيته، قال: على أن تحدثني ما يجري بينك وبينه، قال: نعم، فإذن له فأتاه، فقال له ابن عامر: هيه هيه أو ابن سمية يقبح آثاري، ويعرض بعمالي، لقد هممت أن آتي بقسامه (2) من قريش يحلفون أن أبا سفيان لم ير سمية، قال: فلما رجع سأله زياد، فأبى أن يخبره، فلم يدعه حتى أخبره فأخبر ذلك زياد معاوية، فقال معاوية لحاجبه: إذا جاء ابن عامر فاضرب وجه دابته عن أقصى الأبواب، ففعل ذلك به، فأتى ابن عامر يزيداً، فشكا إليه ذلك، فقال له: هل ذكرت زياداً؟ قال: نعم، فركب معه يزيد حتى أدخله، فلما نظر إليه معاوية قام فدخل، فقال يزيد لابن عامر: أجلس فكم عسى أن تقعد في البيت عن مجلسه فلما أطال خرج معاوية، وفي يده قضيب يضرب به الأبواب، ويتمثل:
... ... ... لنا سياق (3) ولكم سياق
... ... ... ... ... ... قد علمت ذلكم الرفاق (4)
ثم قعد فقال: يا ابن عامر، أنت القائل في زياد ما قلت: أما والله لقد علمت العرب أني كنت أعزها في الجاهلية، وإن الإسلام لم يزدني إلا عزاً، وإني لم أتكثر بزياد من قلة، ولم أتعزز به من ذلة، ولكن عرفت حقاً له فوضعته موضعه (1)، وقد اتهم معاوية رضي الله عنه عندما استلحق زياد بن أبيه إلى أبيه بأنه خالف أحكام الإسلام لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: لا دعوة في الإسلام، ذهب أمر الجاهلية، الولد للفراش (2)، وللعاهر الحجر (3). وقد ردّ على هذا الاتهام الدكتور خالد الغيث في رسالته مرويات خلافة معاوية بقوله: .. أما اتهام معاوية رضي الله عنه باستلحاق نسب زياد، فإني لم أقف على رواية صحيحة صريحة العبارة تؤكد ذلك، هذا فضلاً عن أن صحبة معاوية رضي الله عنه، وعدالته ودينه وفقهه تمنعه من أن يرد قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لاسيما وأن معاوية أحد رواة حديث: الولد للفراش وللعاهر الحجر (4). ووجه التهمة إلى زياد بن أبيه بأنه هو الذي ألحق نسبه بنسب أبي سفيان واستدل برواية أخرجها مسلم في صحيحه من طريق أبي عثمان (5) قال: لما إدعى زياد لقيت أبا بكر فقلت له: ما هذا الذي صنعتم؟ إني سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: سمع أذناي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: من ادعى أباً في الإسلام غير أبيه، يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام. فقال أبو بكرة: وأنا سمعته من رسول
الله صلى الله عليه وسلم (1). قال النووي رحمه الله معلقاً على هذا الخبر: ... فمعنى هذا الكلام الإنكار على أبي بكرة، وذلك أن زياداً هذا المذكور هو المعروف بزياد بن أبي سفيان، ويقال فيه: زياد بن أبيه، ويقال: زياد بن أمه، وهو أخو أبي بكرة لأمه ... فلهذا قال ابو عثمان لأبي بكرة: ما هذا الذي صنعتم؟ وكان أبو بكرة رضي الله عنه ممن أنكر ذلك وهجر بسببه زياداً وحلف أن لا يكلمه أبداً، ولعل أبا عثمان لم يبلغه إنكار أبي بكرة حيث قال هذا الكلام، أو يكون مراده بقوله ما هذا الذي صنعتم؟ أي هذا الذي جرى من أخيك ما أقبحه وأعظم عقوبته فإن النبي صلى الله عليه وسلم حرم على فاعله الجنة (2). وبذلك يكون زيادا هو المدِّعي، وفي حقيقة الأمر فإن مسألة استلحاق معاوية زياد هي مسألة اجتهادية ويذهب الكثير من المؤرخين بأن هناك دلائل عديدة تثبت أن أبا سفيان قد باشر سمية ـ جارية الحارث بن كلدة الثقفي ـ وكانت من البغايا ذوات الرايات ـ في الجاهلية، فعلقت منه بزياد، وذكروا بأن أبا سفيان اعترف بنفسه بذلك أمام علي بن طالب رضي الله عنه وآخرين بعدما شب ونبغ في عهد عمر بن الخطاب (3)، وقال ابن تيمية بأن أبا سفيان كان يقول زياد من نطفته (4)، فلما كانت خلافة معاوية شهد لزياد بذلك النسب أبو مريم السلولي وهو صحابي كان يعمل في الجاهلية خماراً بالطائف، وهو الذي جمع بين أبي سفيان وسمية، وكان ذلك أمراً مألوفاً آنذاك (5)، ويبدو أن هذا النسب قد شاع أمره حتى لقد شهد بذلك أحد رجال البصرة لزياد قبل استلحاق معاوية أياه (6)، فهي دعوة قديمة إذن ولم تكن كما يزعم الرواة نتيجة مشورة المغيرة بن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/113)
شعبة على معاوية كجزء من صفقة متبادلة
ين معاوية وزياد أو غير ذلك من التفاصيل التي اخترعها الرواة (1). وبعد عقود من السنين نجد الإمام مالك بن أنس ـ إمام أهل المدينة ـ يذكر زياداً في كتابه الموطأ بأنه زياد بن أبي سفيان، ولم يقل زياد بن أبيه، وذلك في عصر بني العباس (2)، والدولة لهم والحكم بأيديهم فما غيروا عليه، ولا أنكروا ذلك منه، لفضل علومهم ومعرفتهم بأن مسألة زياد قد اختلف الناس فيها، فمنهم من جوزها، ومنهم من منعها، فلم يكن لاعتراضهم عليها سبيل (3)، وفي نسبة الإمام مالك لزياد إلى أبي سفيان فقه بديع لم يفطن له أحد، وهو أنها لما كانت مسألة خلاف ونقد الحكم فيها بأحد الوجهين لم يكن لها رجوع فإن حكم القاضي في مسائل الخلاف بأحد القولين يمضيها ويرفع الخلاف فيها والله أعلم (4). وأما تعارض هذا الاستلحاق مع نص الحديث الشريف، فمن اعتذر لمعاوية قال: إنما استلحق معاوية زياداً لأن أنكحت الجاهلية كانت أنواعاً، وكان منها أن الجماعة يجامعون البغي، فإذا حملت وولدت ألحقت الولد لمن شاءت منهم فيلحقه، فلمّا جاء الإسلام حرّم هذا النكاح، إلا أنّه أقر كل ولد كان يُنسب إلى أب من أي نكاح كان من أنكحتهم على نسبه، ولم يفرّق بين شيء منها، فتوهم معاوية أنّ ذلك جائز له ولم يفرّق بين استلحاق في الجاهلية، والإسلام (5) وأجاز الإمام مالك أن يستلحق الأخ أخا له ويقول: هو ابن أبي، ما دام ليس له منازع في ذلك النسب. فالحارث بن كلدة (الذي كانت سمية جارية له) لم ينازع زياداً، ولا كان إليه منسوباً، وإنما كان ابن أمة بغي ولد على فراشه ـ أي في داره ـ فكل من ادعاه فهو له، إلا أن يعارضه من هو أولى به منه، فلم يكن على معاوية في ذلك مغمز، بل فعل الحق على مذهب مالك، فإن قيل: فلم
أنكر عليه الصحابة؟ قلنا: لأنها مسألة اجتهاد (1) ....................... والحوادث تثبت أن معاوية كان مقتنعاً بحق زياد في ذلك، ولابد أنه كان قد سمع من أبيه ولهذا فإن معاوية كان مؤمناً بأن عمله لم يكن عملاً موضوعياً وواجباً ضرورياً من باب وضع الشيء في محله، ولا ريب أن هذا كان معروفاً عند الناس غير أن معاوية أراد أن يثبته (2).
راجع
كتاب: الدولة الأموية عوامل الإزدهار وتداعيات الإنهيار
علي محمد محمد الصًّلاَّبيَّ
لعل ما سبق يوضح الموضوع بشكل جيد
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[15 - 10 - 09, 01:31 ص]ـ
الحمد لله ...
الخبر الذي اورده الطبري ساقط اسنادا ومتنا. فأما سقوط اسناده فظاهر، وأما سقوط متنه ونكارة ما فيه فسأبينه لك في هذه النقاط:
1/ جاء في هذا الخبر أن ابن عامر قال: (لقد هممت أن آتي بقسامه من قريش يحلفون أن أبا سفيان لم ير سمية)
وابن عامر هذا هو عبد الله بن عامر بن كريز العبشمي،ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتي به فحنكه وسقاه من ريقه الطاهر، ورجل في مثل نسبه وشرفه (هو ابن خال عثمان بن عفان) لا يجوز عليه ان يهم بما ليس بحق، وإذا كان الذي هم به حق فلم يفعله، ألا يعتبر جرحة فيه؟
2/ ورد في هذا الخبر ان معاوية قال: ( ... ولكن عرفت حقاً له فوضعته موضعه) وهو صريح ـ لو صح ـ في ادعاء معاوية اخوة زياد. وهو الامر الذي حاولت نفيه عنه بعد ذلك!!
ــ ثم نقل الصلابي عن د. خالد الغيث قوله وهو يدفع تهمة الدعوة عن معاوية
: ( ... أما اتهام معاوية رضي الله عنه باستلحاق نسب زياد، فإني لم أقف على رواية صحيحة صريحة العبارة تؤكد ذلك، هذا فضلاً عن أن صحبة معاوية رضي الله عنه، وعدالته ودينه وفقهه تمنعه من أن يرد قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لاسيما وأن معاوية أحد رواة حديث: الولد للفراش وللعاهر الحجر ... )
يقول ابو العلياء: وهذا لعمري من الكلام السميج المريج،يقول:لم اجد رواية صحيحة صريحة تثبت أن معاوية قد استلحق زيادا!! أترى هذا الدكتور كان يجهل ـ وهو يكتب هذا الهذيان ـ أن هناك شيئا اسمه التواتر المعنوي؟ وان الحجة القاطعة تقوم به؟ ولم يزل الناس منذ زمن معاوية الى يوم الناس هذا يذكرون امر هذه الدعوة وينكرونها،وما كان احد زمن ملك بني امية يجرؤ على نسبة زباد الى غير ابي سفيان.
ألا يعلم هذا الدكتور أن معاوية قد صاهر زيادا وولاه العراقين وكان يكتب اليه فيقول: ... من زياد بن ابي سفيان ... ؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/114)
فلا يخرج الامر من خطتين، إما ان يقال إن معاوية لم يدع أخوة زياد، وانما زياد هو الذي انتسب وادعى الى ابي سفيان من غير رضى و لاموافقة من معاوية!! وهذا باطل من القول تكذبه الاخبار وتحيله العادة.
أو يقال: إن معاوية هو من استلحق زيادا بأبي سفيان،وهذا قول صحت به الرواية وثبتت به الجناية.
ثم قال خالد الغيث: ( ... هذا فضلاً عن أن صحبة معاوية رضي الله عنه، وعدالته ودينه وفقهه تمنعه من أن يرد قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لاسيما وأن معاوية أحد رواة حديث: الولد للفراش وللعاهر الحجر)
يقول ابو العلياء:وهذه دعوى فارغة وحجة عليه بالغة دامغة،أما فراغ دعواه وخلوها من الدليل في استبعاده رد معاوية لقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كفانا مؤنة تزييف قوله هذا وتضعيفه ما صح النقل به عن سعيد بن المسيب و عبد الله بن ابي نجيح انهما قالا: [أول قضية ردت من قضاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) علانية قضاء فلان ـ معاوية ـ في زياد]
وأما كون كلامه هذا حجة عليه لا له فهو من قوله: ( ... وأن معاوية أحد رواة حديث الولد للفراش). والحديث صحيح ولو درى المسكين ما فيه لما جعله دليلا يدعيه!! واليك نص الحديث.قال ابو يعلى الموصلي في مسنده: [حدثنا داود بن رشيد حدثنا أبو تميلة قال: سمعت محمد بن إسحاق قال: ادعى نصر بن الحجاج بن علاط السلمي عبد الله بن رباح مولى خالد بن الوليد فقام عبد الرحمن بن خالد بن الوليد فقال: مولاي ولد على فراش مولاي وقال نصر: أخي أوصاني بمنزله قال: فطالت خصومتهم فدخلوا معه على معاوية - وفهر تحت رأسه - فادعيا: فقال معاوية: سمعت رسول الله - صلى الله عليه و سلم - يقول: الولد للفراش وللعاهر الحجر فقال نصر: فأين فضاؤك هذا يا معاوية في زياد؟ فقال معاوية: قضاء رسول الله - صلى الله عليه و سلم - خير من قضاء معاوية ... ]
فهل يفقه هذا الدكتور ما ينقله فبل ان يكتبه؟
ثم يقول الدكتور الصلابي: ( .. وفي حقيقة الأمر فإن مسألة استلحاق معاوية زياد هي مسألة اجتهادية)
يقول ابو العلياء: لا اجتهاد مع النص.مع ما اثبتم من علم معاوية بقضاء رسول الله في هذه المسألة
يقول الصلابي: وبعد عقود من السنين نجد الإمام مالك بن أنس ـ إمام أهل المدينة ـ يذكر زياداً في كتابه الموطأ بأنه زياد بن أبي سفيان، ولم يقل زياد بن أبيه،
يقول ابو العلياء:قد بين الحافظ ابن عبد البر سبب ذكر الامام مالك لنسب زياد وهو ان شيخه كان قد حدثه بالحديث في زمن بني امية فرواه مالك كما سمعه.ومالك رحمه الله ممن يشدد في امر الرواية بالمعنى. فحاشاه ان يظن به ما اذكرته من السر الذي لم "يتفطن "اليه غيرك.
وكيف يظن به ذلك واهل المدينة من اشد الناس انكارا لصنيع معاوية هذا؟ بل قد ثبت أن عائشة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ابت ان تنسب زيادا الى ابي سفيان ـ كما كان يطمع اذ كاتبها بصفته زياد بن ابي سفيان ـ فاجابته بقولها:من عائشة الى ابنها زياد ..
وهذا ابن معين لا يزيد على قوله فيه هو زياد بن سمية او ابيه. ولاحظ كيف حلية الذهبي له في سيره إذ ترجم له بقوله:زياد بن أبيه وهو زياد بن عبيد الثقفي، وهو زياد ابن سمية، وهي أمه، وهو زياد بن أبي سفيان الذي استلحقه معاوية بأنه أخوه.
قال الصلابي: ومعرفتهم بأن مسألة زياد قد اختلف الناس فيها، فمنهم من جوزها، ومنهم من منعها، فلم يكن لاعتراضهم عليها سبيل
يقول ابو العلياء: هلم عالما من الصحابة والتابعين جوزها، فليس الى ذلك سبيل.
يقول الصلابي:وهو أنها لما كانت مسألة خلاف ونقد الحكم فيها بأحد الوجهين لم يكن لها رجوع فإن حكم القاضي في مسائل الخلاف بأحد القولين يمضيها ويرفع الخلاف فيها والله أعلم
يقول ابو العلياء:سبحان الله.ماذا يفعل التعصب بأهله.اتنصب الخلاف بين نص ورأي؟ اتنصب الخلاف بين قضاء رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقضاء معاوية؟ فلا وربك لا يؤمنون حتى يجكموك فيما شجر بينهم ...
وباقي ما ذكره من الكلام ملخصه ان زيادا كان مجهول النسب، وانه كان ابن بغي،وان ابا سفيان قد زنى بها. ثم يفتري على مالك فيدعي امه يجيز استلحاق من كانت هذه حاله!!
وجوابه هو ان اهل النسب مجمعون على ان سمية كانت فراشا لعبيد الرومي مولى الحارث فإن لم تكن له فهي فراش لسيدها الحارث فما جاء منها من ولد لم يجز ل (زان) ان يستلحقه ويدعيه،هذا مما لا يعرف فيه خلاف بين اهل الدين والتقوى.
ومن "تخبطاته وتخليطاته"التي ختم بها مبحثه قوله: تثبت أن معاوية كان مقتنعاً بحق زياد في ذلك، ولابد أنه كان قد سمع من أبيه
عجيب امرك! مرة تنكر ان يكون معاوية هو الذي استلحق زيادا وادعاه ومرة تغلو في اثبات الدعوى فتزعم ان ابا سفيان قد اخبر ابنه معاوية بأبوته لزياد!!
اما نحن فسواء اوصى ابوسفيان بذلك ام لم يوص لانرى لأحد قولا ولا قضاء مع قول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقضائه.والسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/115)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 10 - 09, 05:02 ص]ـ
الصواب ما فعله معاوية رضي الله عنه
والحديث هو عند التنازع فقط كما ذهب إليه جماعة من الففهاء وهو الحق الذي ندين به
أما قصة اتهام معاوية بقتل عبد الرحمن فهي قصة سمجة سبق وأن رددت عليها في موضوع آخر في ذرية خالد بن الوليد، فليراجع
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[15 - 10 - 09, 04:40 م]ـ
محمد الأمين;1141185] الصواب ما فعله معاوية رضي الله عنه
والحديث هو عند التنازع فقط كما ذهب إليه جماعة من الففهاء وهو الحق الذي ندين به
أما قصة اتهام معاوية بقتل عبد الرحمن فهي قصة سمجة سبق وأن رددت عليها في موضوع آخر في ذرية خالد بن الوليد، فليراجع
يا شيخ. الصواب ما قضى به رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا ما قضاه معاوية .. وحسبك في بطلان ما استصوبته أن معاوية نفسه لما اعترض عليه في حكمه بالولد للفراش في قصة مولى خالد،فال: (قضاء رسول الله خير من قضاء معاوية).
وادعاؤك ان الحديث وارد في حال التنازع فقط ونسبتك هذا القول لجماعة من الفقهاء دعوى باطلة كبطلان دعوى زياد في آل ابي سفيان. وهذا كلام يحتاج الى بيان فأقول والله المستعان:
أولا: أجمع كل من يحفظ عنه علم الاخبار ومعرفة الانساب أن سمية كانت أمة للحارث بن كلدة المتطبب المشهور و انه كان يلم بها أحيانا وقد انجبت منه نفيعاابابكرة ثم انه زوجها مولاه عبيد الرومي،فلا يخلو الحال من امرين اثنين، إما أن يكون ابو سفيان "زنى "بها قبل زواجها او بعده أو لم يعرفها ولا "زنى"به ولا شم ريحها كما زعمه ابو بكرة و عبد الله بن عامر بن كريز.
فإن قلنا بالأول فزياد لسيدها الحارث او لزوجها عبيد ولا يجوز لأحد ان يستلحقه باجماع. قال ابن قدامة المقدسي ـ رحمه الله ـ: ( ... وأجمعوا على أنه إذا ولد على فراش رجل فادعاه آخر أنه لا يلحقه، وإنما الخلاف إذا ولد على غير فراش)
ولأنه ـ كما يقول ابن حزم رحمه الله ـ ليس هناك الا عهر او فراش،فإذا ثبت الفراش فليس لأبي سفيان الا الأثلب ـ قضاء من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا يرده الا مخذول خائب؟
وإن لم يصبها ابو سفيان ولا عرفها فذلك ابعد له منه،ولولا الفراش لجازت فيه دعواه ويوكل امره الى مولاه،قضاء رسول الله وفتواه.
وزعمك أن حديث (الولد للفراش ... ) خاص بحال التنازع في النسب، زعم باطل من وجوه اكتفي بوجهين منها:
ـ الاول: هو ان الصحابة رضوان الله عليهم وهم اعلم بتنزيل ادلة الاحكام قد استعملوا هذا الحديث في الانكار على معاوية وزياد بل قد قضى به معاوية نفسه في قضية لا تختلف عن قضيته قيد انملة.يقول الحافظ ابن حجر في الفتح: ( ... فكان كثير من الصحابة والتابعين ينكرون على معاوية فعله محتجين بحديث الولد للفراش .. )
الوجه الثاني: ان لم نستعمل هذا الحديث في هذا الموضع و تنزلنا معك ووافقناك على دعواك، فما أنت قائل في حديث (من ادعى الى غير ابيه وهو يعلم انه غير ابيه فالجنة عليه حرام)؟؟
واما مسألة منازعة معاوية في استلحاقه زيادا،فمن أين لك أنها لم تقع وان سطوة السلطان حالت دون نفوذها. على ان ابن الاعرابي قد اسند حادثة منازعة يونس بن عبيد (اخا زياد) ومخاصمته له في ذلك.
ويدندن بعضهم ب"ان كل مجتهد مصيب "وان معاوية وزياد امجتهدان مأجوران مثابان على "فعلتهما" هذه.ولا يدرك هؤلاء المساكين أن الاجتهاد إنما يكون في فهم النص لا في رده وتركه والاعراض عنه. ولذلك لم يبريء ابوبكرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - زيادا اخاه وظل مخاصما له ومهاجرا حتى مات وهو على ذلك،و لم يكن ابو بكرة ـ وهو الصحابي الجليل ـ يستحل هجر اخيه الا لما رآه من اصراره على هذه الكبيرة، بل انه انكر على من اعتذر عنده لزياد بدعوى الاجتهاد. عن الحسن قال مر بي انس ابن مالك وقد بعثه زياد إلى أبي بكرة يعاتبه فانطلقت معه فدخلنا على الشيخ وهو مريض فأبلغه عنه فقال انه يقول ألم استعمل عبيد الله على فارس وروادا على دار الرزق وعبد
الرحمن على الديوان فقال أبو بكرة هل زاد على ان ادخلهم النار فقال له انس إني لا أعلمه إلا مجتهدا فقال الشيخ اقعدوني اني لا أعلمه إلا مجتهدا وأهل حروراء قد اجتهدوا فأصابوا أم أخطأوا قال انس فرجعنا مخصومين.
وأخيرا.ليس بيننا وبين هؤلاء خصومة ـ وقد افضوا الى ما قدموا ـ فإذا تكلمنا على مثل هذه المسائل فإنما غرضنا أن نرد الحق الى نصابه و ان نعطي كل ذي حق حقه وننزل كل شخص منزلته، فإنك ما أنزلت رجلا فوق منزلته الاغمطت حق غيره. والله من وراء القصد(150/116)
كتاب "الحرب ضد الموريسكيين" تأليف بيريث دى إيتا، ترجمة عائشة سويلم، مراجعة وتقديم جمال عبد الرحمن
ـ[جمال عبد الرحمن]ــــــــ[08 - 10 - 09, 01:14 ص]ـ
مقدمة المراجع
هذا الكتاب –وإن كان يحمل عنوانا مستقلا- هو الجزء الثانى من كتاب "الحروب الأهلية فى غرناطة" لبيريث دى إيتا الذى صدر عن المركز القومى للترجمة منذ أيام.
يتناول هذا الجزء الثانى وقائع الحرب التى دارت فى الجنوب الإسبانى بين الموريسكيين الذين ضاقت بهم الأحوال و بين السلطات الرسمية التى أرادت فرض المذهب الكاثوليكى على كل من يقيم فى شبه جزيرة إيبيريا. تقول بعض الروايات إن الثورة اندلعت عام 1568 إثر تجريد شريف مسلم من سلاحه فى غرناطة. من الصعب أن نتخيل أن حربا شاملة تستمر ثلاثة أعوام تنشب بسبب عابر مثل هذا، ونميل إلى الجزم بأن الواقعة المشار إليها كانت بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير، أو نقطة الماء التى ملأت الكوب كما يقول المثل الإسبانى. عموما فإن بيريث دى إيتا يتحدث عن اتصالات أجراها موريسكيو البشرات مع العثمانيين ومع ملك الجزائر فى وقت سابق على تلك الحادثة، ويرى أن الزعيم المسلم قد تعمد المخالفة حتى يجد مبررا للثورة. إن من يطالع القرارات المتلاحقة التى كانت السلطات المسيحية تصدرها لحرمان المسلمين من التحدث باللغة العربية ومن ارتداء لباسهم الطبيعى وغير ذلك، يدرك على الفور أن الوضع كان متأزما وأن الثورة كانت آتية لا محالة.
يثقل على المرء أحيانا أن يقرأ شيئا قرأه قبل ذلك. أضيف هنا أن هذا الأمر ثقيل على الكاتب أيضا. أشعر بذلك وأنا أشرع في تقديم هذا الكتاب، إذ أحتاج إلى تكرار بعض سطور كتبتها لتقديم كتاب “الحروب الأهلية فى غرناطة" الذى ذكرناه للتو، ذلك أن قارئ هذا الكتاب ربما لم يطلع على الجزء الأول، ولهذا يجب أن نشير إليه ولو بإيجاز.
عرضنا فى المقدمة السابقة مفهوم الرواية التاريخية، وعلى ضوء التوضيح طرحنا تساؤلا: هل "الحروب الأهلية فى غرناطة" رواية تاريخية؟ كانت إجابتنا بالنفى، إذ رأينا أن المؤلف تخلى تماما عن الدقة مما أدى إلى خلط الوقائع التاريخية، ونسب إلى شخصيات معينة ما فعلته شخصيات أخرى. إن بيريث دى إيتا يخلط بين ملكين تولى كل منهما عرش غرناطة، يجمع بينهما أن كلا منهما يدعى أبو عبد الله، وكلا منهما يلقب بالصغير. الملك الأول هو الذى اتهم أحد الفرسان بمغازلة زوجته –فهيمة-، لكن المؤلف ينسب القصة إلى زوجة أبى عبد الله الصغير –آخر ملوك غرناطة المسلمين- التى لا نعرف لها اسما. (وأغلب الظن أن قصة غرام الملكة بابن حامدى السراجى لم تقع أصلا، فلو كانت وقعت لأوردها المقرى صاحب نفح الطيب أو ابن خلدون). يقع تحت باب مخالفة التاريخ كذلك القول بأن الملك أبا الحسن قد أسر، والصحيح أن الذى أسر هو أبو عبد الله الصغير فى معركة اللسانة. صحيح أن الرواية التاريخية بالمعنى الذى أشرنا إليه لم تكن قد ولدت بعد، لكننا وجدنا من بين النقاد الإسبان من يتحدث عن "الحروب الأهلية فى غرناطة" على أنها رواية تاريخية فآثرنا أن نورد هذا التوضيح.
فى هذا الجزء الذى نقدم له يظهر ملك "صغير" آخر، لكنه هنا صغير الشأن، إذ لم يمارس سلطته إلا على رقعة صغيرة من التراب الإسبانى.
"الحروب الأهلية فى غرناطة" تجمع بين "التاريخ" والأدب، بل يغلب عليها الطابع الأدبى وإن كان أدبا دعائيا فيه حديث كثير عن دخول مسلمى غرناطة فى المسيحية جماعات وأفرادا. نحن نرى أن هذا من باب الأدب الدعائى الذى عهدناه فى أدب القرن السادس عشر الإسبانى، ودليلنا على ذلك فى غاية البساطة: لو كان الأمر كذلك فلماذا تمسك الموريسكيون بإسلامهم ما يزيد على قرن من الزمان رغم محاكم التفتيش وأهوالها ورغم الصعوبات وانقطاع الصلة مع بقية العالم الإسلامى؟ أورد هذه المعلومة حتى يدرك القارئ موقف المؤلف من رواية الأحداث فى الجزء الثانى الذى نقدم له الآن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/117)
ذكرنا فى المقدمة السابقة أن الكتاب يقع فى جزأين: تمثل"الحروب الأهلية فى غرناطة" جزأه الأول، وهذا هو الجزء الثانى من الكتاب الذى يتناول ثورة البشرات التى شارك بيريث دى إيتا نفسه فى إخمادها. لكن هناك من يتحدث عن جزء ثالث، فهناك وثيقة تعود إلى عام 1604 تتحدث عن ثلاثة أجزاء من "الحروب الأهلية في غرناطة ". لا ندرى ما الذي يمكن أن يتضمنه الجزء الثالث، ويبدو أن نجاح هذا الكتاب قد شجع بيريث دي إيتا على تأليف كتاب آخر غير معروف اليوم، ربما كان يشكل الجزء الأول من ثلاثية حول تاريخ غرناطة.
شخصية المؤلف:
قيل إن بيريث دى إيتا موريسكى، واستند من يتبنى هذا الرأى إلى أن المؤلف من مولا، وهى القرية التى ظل الموريسكيون يقيمون فيها إلى ما بعد الطرد، وإلى أن المؤلف اسمه خينيس، على اسم ولى مسلم زعموا أنه يمت بصلة قرابة إلى النبى (ص) (علينا أن ننبه إلى أن إيتا كتب روايته قبل الطرد، وإن روحها تبتعد كثيرا عن تمسك الموريسكى بهويته الإسلامية)، لكن الثابت بالفعل هو أن المؤلف كان إسكافياومن ورشته كانت تخرج عربات تحمل كل أنواع الزينات والاختراعات لاحتفال المدينة بالأعياد المختلفة. من الثابت كذلك تأثر الاسكافي بيريث دى إيتا والحرفيين أمثاله بالفن الموريسكى. لعل هذا يفسر لنا الوصف الدقيق للملابس الموريسكية ولاحتفالات أهل غرناطة التى يرد ذكرها كثيرا فى الجزء الأول.
كان إيتا على دراية بكتب الفروسية وبكتب الأخبار التي تتناول آخر سنوات مملكة غرناطة، وكانت له صلة بالأغنيات الشعبية القديمة والجديدة، وكان يصدق أية أخبار يراها مطبوعة. كان يخلط بين الحقيقة التاريخية والخيال الشعري، ويلغى الحدود الفاصلة بين الواقع والخيال. علينا أن نذكر هنا أن الأغنيات الشعبية الإسبانية تعرضت لتحريف شديد، ولا تعكس بحال من الأحوال حقيقة الأوضاع فى الفترة التى تعالجها. إن أغنية شعبية تتحدث عن فترة التفوق الإسلامى قد أدخلت عليها تعديلات بحيث يبدو الجانب الكاثوليكى هو الأقوى. ليس لدينا شك فى أن اعتماد المؤلف على الأغنيات الشعبية كمصدر لرواية التاريخ قد أبعده عن جادة الصواب، فالأغنيات –فى ثوبها الجديد- تتحدث عن عاطفة الشعب، لا عن حقائق تاريخية.
من نافلة القول كذلك أن المؤلف قد نسى "التأريخ" فى أحيان كثيرة وأطلق لخياله العنان، فأنت تراه فى بعض الأحيان يسهب فى ذكر ما يقوله الموريسكى لنفسه، وفى أحيان أخرى يحن إلى وصف المبارزات، فيفتعل مناسبة يتبارز فيها الأتراك والموريسكيون، ويكون النصر فيها حليف الطرف الإسبانى. وإذا تأملنا وصف المسابقات التى أجريت، سندرك بالحساب أن يوما واحدا لا يتسع لمسابقة حمل عمود الرخام بمفردها، فضلا عن بقية المسابقات.
فى أثناء الحرب ضد الموريسكيين كان بيريث دى إيتا جنديا حل محل احد الأغنياء عندما تلقت مدينة لورقة أو لوركا Lorca طلبا ثانيا لإرسال فرقة من الرجال للمشاركة فى الحرب. من بين أولئك الذين طردوا كان هناك أصدقاء ومعارف للمؤلف، ممن ذهب لزيارتهم فيما بعد من أجل كتابة تاريخ موثق لثورة الموريسكيين، وجدير بالذكر أن إيتا قد رأى فيرناندو دي بالور عندما كان هذا الأخير عضوا فى مجلس غرناطة. من الثابت كذلك أن إيتا كان مكلفا بحراسة بعض الأسرى الموريسكيين وأنه استمع إليهم وهم يعرضون قضيتهم. من الثابت كذلك أن إيتا كان مكلفا بحراسة بعض الأسرى الموريسكيين وأنه استمع إليهم وهم يعرضون قضيتهم. من الثابت كذلك أن إيتا كان مكلفا بحراسة بعض الأسرى الموريسكيين وأنه استمع إليهم وهم يعرضون قضيتهم.
يتحدث المؤلف إذن عن عالم يعرفه جيدا، وكان بإمكانه كتابة تاريخ موضوعى على غرار أورتادو دى مندوثا، لكنه سار وفق التيار العام السائد آنذاك، ولم يتفهم حق الإنسان الموريسكى فى حرية الاعتقاد. على أن بيريث دى إيتا لم يكن منحازا تمام الانحياز إلى الجانب المسيحى، فقد اعترف ببعض الحقائق، فقال إن جيش ماركيز مونديخار كان به ألف لص، وإن هؤلاء لم يكونوا يدافعون عن قضية، بل كان همهم الاستيلاء على ثروات الموريسكيين. فى معرض الحديث عن سوء تصرف الجنود يعترف بيريث دى إيتا أنه هو نفسه نهب متاع الموريسكيين. اعترف كذلك بشجاعة الجنود الموريسكيين. خلاصة القول هى أن إيتا لم يكن موضوعيا مثل أورتادو دى مندوثا، لكنه لم يكن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/118)
منحازا تماما مثل مارمول كارباخال الذى كتب أيضا عن حرب البشرات.
أما عن موقف المؤلف من تلك الحروب التى دارت على أرض إسبانيا قبيل سقوط غرناطة وبعده فإن عنوان الكتاب لا يدع مجالا للشك: كانت حروبا أهلية بين إسبان يعتنقون ديانتين. وللإنصاف نقول إن المؤلف يكتب فى بعض الأحيان عبارات يفهم منها أن الموريسكيين غرباء عن البلاد لأنهم أحفاد العرب الذين غزوا إسبانيا. موقف المؤلف المتردد هذا يذكرنا بموقف ثيربانتيس بالنسبة للمسلم: فمن ناحية كان قد عاش لسنوات أسيرا بين المسلمين وعرفهم عن قرب بحيث تعرف على صفاتهم الحميدة، ومن ناحية أخرى كان عليه أن يسير وفق التيار السائد وأن يلحق بهم كل نقيصة.
- أمة بلا وثائق:
يعترف محمد عبد الله عنان بأنه عند تأريخ الفترة الأخيرة لمملكة غرناطة الإسلامية اعتمد على الوثائق القشتالية حتى فى ذكر أسماء السلاطين الذين تولوا العرش. لا نظن أن المؤرخين العرب لم يكتبوا شيئاً، بل نذهب إلى أن كتاباتهم فقدت لأننا لا نهتم بالوثائق عادة. انظر مثلاً حالة كتاب المصرى عبد الباسط بن خليل الذى تناول تلك الفترة التاريخية فى كتابه "الروض الباسم فى حوادث العمر والتراجم"، فالكتاب موجود فى مكتبة الفاتيكان فقط. ومن يسعده الحظ بقضاء ساعات فى مكتبة إسبانيا الوطنية سيدرك على الفور مدى تقصيرنا فى المحافظة على تراثنا. إنك تجد فى هذه المكتبة كتب التراث فى صورة مخطوطات، وهذا يدل على أن إسبانيا –إدراكا منها لأهمية هذا التراث- اجتهدت فى الحصول على تلك المخطوطات. نحن لا نطمع فى الحصول على مخطوطات بلاد أخرى-وإن كان ذلك مهما- لكننا نأمل فى أن نحافظ على تراثنا فى بلادنا. هناك عامل آخر فى اختفاء وثائقنا، وهو حرص الدول التى احتلت منطقتنا على نهب ما تمكنت من نهبه. على أن وطننا العربى لم يكن الضحية الوحيدة لعملية سرقة الوثائق، فقد مارست دول أوروبية الجريمة نفسها ضد دول أوروبية أخرى. خلاصة القول فى هذا الشأن هى أن وثائقنا قد فقدت، إما لأن المستعمر قد حملها إلى بلاده، وإما لأننا أهملنا فى المحافظة عليها من الرطوبة ومن السرقة.
4 - أهمية الترجمة:
من الغريب أن قضية غرناطة الإسلامية برمتها لا نكاد تجد لها وثائق بالعربية، فمعاهدة التسليم نفسها حررت باللغتين العربية والإسبانية. واحتفظ الإسبان بوثيقتهم ولا تزال موجودة إلى اليوم، أما بالنسبة للنسخة العربية فقد ضاعت كما ضاعت وثائق أخرى كثيرة. و تعين على الباحث العربى أن يترجم الوثيقة الإسبانية تعويضا عن الأصل العربى المفقود. ولما كانت الوثيقة الإسبانية تحرف بعض الأسماء العربية فقد أدى ذلك إلى وجود أسماء شبه عربية استعملت بين المؤرخين العرب نتيجة محاولة التوصل إلى الأصل العربى للأسماء الواردة فى الوثيقة الإسبانية.
5 - أسماء الأعلام:
لعل الملاحظة الأولى التى سيتوقف عندها قارئ "الحروب الأهلية فى غرناطة" هو أننا اتبعنا فيه نظاماً جديداً فى كتابة الأسماء بل بالأحرى عدنا إلى النظام المعمول به فى الدراسات الأندلسية، ويتعين علينا توضيح هذا الأمر.
سعت الممالك المسيحية عند استيلائها على مدن إسلامية إلى تغيير أسمائها عمداً أو بسبب صعوبات لغوية، وهكذا أصبحت مجريط "مدريد" ووادى آش "أنداراكس" وهكذا. أحيانا يكون التغيير بسيطاً يمكن أن يتنبه إليه القارئ بسهولة، وفى أحيان أخرى يلزم التوضيح، وقد اتبعنا فى كتابة أسماء المدن والقرى الإسبانية نظامين:
- كتبنا الأسماء الأصلية التى كانت تسمى بها هذه المدن إبان الفترة الأندلسية عندما يتعلق الأمر بأحداث وقعت قبل سقوط غرناطة,
- وكتبنا الاسم الجديد الذى استقرت عليه السلطات المسيحية بعد استيلائها على تلك المدن عند رواية أحداث وقعت بعد عام 1492.
أما الشخصيات الواردة فى هذا الجزء الثانى فقد تناولناها بطريقتين:
- أسماء الشخصيات الحقيقية البارزة حاولنا التحرى عنها قدر جهدنا ونحسب أننا توصلنا إلى الكتابة الصحيحة للجزء الأغلب منها وفى كل الحالات تركنا الاسم بالإسبانية كما أورده المؤلف.
- الشخصيات الروائية أو الثانوية لم نبذل فيها جهداً مماثلاً، وقمنا بتعريب الأسماء على ضوء الأسماء التى كانت شائعة فى الفترة التاريخية التى تجرى فيها الأحداث.
هناك ملاحظة أخرى تتعلق بأسماء الأعلام، فالمؤلف نفسه كان يكتب الاسم بأكثر من طريقه، مما وضعنا فى حيرة، إذ كنا نخشى أن يتعلق الأمر بمكانين مختلفين، أحدهما قرية صغيرة غير مشهورة، وبالتالى فقد آثرنا أن نكتب الاسم كما ورد فى النص الأصلى، إيمانا منا بأن الباحث المدقق سيكون بإمكانه رصد أخطاء المؤلف الناتجة عن السهو.
سيلاحظ القارئ بونا شاسعا بين رواية الأحداث هنا، وبين رواية الأحداث عند أورتادو دى ميندوثا من حيث دقة العرض وموقف "المؤرخ". كان علينا أن نضع أمام القارئ العربى وجهة نظر أخرى حتى تتكون لديه صورة كاملة عن رؤية الإسبان لما حدث بعد سقوط غرناطة. نحن هنا إزاء "شأن داخلى" إسبانى، لا نملك وثائقه إلا فيما ندر، ولكى نعرف ما حدث ليس أمامنا سوى أن نقرأ ما كتبه مؤلفون اختلفت روايتهم للأحداث. لعل هذا يبرر صدور هذا الكتاب عن المركز القومى للترجمة.
والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
جمال عبد الرحمن
مدينة نصر فى بداية عام 1430/ 2009(150/119)
من أحزان الأندلس
ـ[هشام زليم]ــــــــ[08 - 10 - 09, 04:23 ص]ـ
من أحزان الأندلس
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
و أخيرا فُكّ الحصار عن غرناطة, لكن أهلها ظلوا على وجومهم و زادت حيرتهم و اشتد خوفهم مما هو آت, فقد فُكّ الحصار لأن غرناطة بيعت و كان النصراني الكاثوليكي الحاقد هو من اشترى, فيا لها من صفقة خاسرة و تجارة بائرة.
لم يكن أبو عبد الله رحمه الله هو من باعها, بل و ليس عمه الزغل رحمه الله و لا حتى يحي النيار و لا ابن كماشة ... فهؤلاء و إن ارتكبوا هفوات إلا أنهم في النهاية ليسوا سوى رجال كُتب عليهم العيش لحظة إتمام بيع و تحويل ملكية نوقشت تفاصيلها في أماكن أخرى و في عقود و قرون سابقة. كيف نتّهم أبا عبد الله رحمه الله بالخيانة و الجبن لأننا نراه السبب في ضياع 10 بالمئة من أراضي الأندلس و نسكت عمّن أضاع 90 بالمئة؛ نعم, فقد سقطت طليطلة, سرقسطة, بلنسية, إشبيلية, قرطبة, مرسية, الأشبونة ... قبل سقوط غرناطة بقرون و قبل أن يولد أبو عبد الله الصغير, بل سقطت هذه الحواضر الكبرى و حال المغرب أقوى بكثير من الحال التي كان عليها عند سقوط غرناطة بنفس القدر الذي كان فيه حال العدو القشتالي ضعيفا, فمن المسؤول؟ طبعا ليس أبا عبد الله, فهو له نصيب من المسؤولية, لكن حتما ليس أكبر من نصيب من أضاع طليطلة, بلنسية و قرطبة ...
عاشت مملكة غرناطة الصغيرة أكثر من قرنين و في شمالها, غربها و شرقها عدو قد أحاط بها و تربّص بها الدوائر, رغم ذلك عاشت المملكة المسلمة و قاومت تحرشات النصارى القشتاليين مستجيرة كلّما أحست بدنو الأجل بأهل المغرب, لكن مدد أهل العدوة انحصر بسقوط الجزيرة الخضراء و طريف بيد النصارى, ففُصل المغرب عن أندلسه و الأندلس عن مغربه لأول مرّة منذ الفتح الإسلامي؛ فبقيت غرناطة تنتظر مصيرها, لكنها ظلت تقاوم مقاومة العين للمخرز. و بينما كان الأعداء يتوحدون باندماج مملكتي قشتالة و أراغون, انقطع مدد المغاربة و حدثت الفرقة بين الأندلسيين. فكان كل شيء يوحي بأن مسلسل تساقط حواضر الإسلام بيد النصارى قد شارف على النهاية. فجاء نبأ سقوط وادي آش, ثم مالقة و هاهي غرناطة تُحاصر, ثم هاهي تستسلم بل ها هو الصليب يعلو فوق برج قمارش معلنا سقوط دولة الإسلام بالأندلس.
فجأة وجد المسلمون أنفسهم بلا دولة و لا أمير, و من فوقهم النصارى يحكمونهم و يسيرون شؤونهم. و لم تستطع معاهدة تسليم غرناطة رغم وعودها المعسولة إزالة الوجوم و الحيرة, و تبديد الخوف و الرعب من المستقبل. و لأنه لا حياة مع الحيات في سفط, سارع الأعيان و الفقهاء و العامة بالهجرة نحو المغرب فرارا بدينهم الذي تعهد ''الذئب'' القشتالي بحراسته و حمايته في غياب الراعي ''المسلم'' الذي مال إلى الدعة وراء البحر يبني سلطانه و عزه. و أثبت التاريخ مرّة أخرى خيانة الذئب (و كما يقول المثل المغربي: عمّر الذيب ما ينسى نفسه ذيب) الذي سرعان ما كشّر عن أنيابه. لتبدأ أكبر مأساة في تاريخ الإسلام, لمّا ارتدى ملايين المسلمين ثياب الذل و الهوان, و أُجبروا على اعتناق دين الصلبان الذي لو رأى راية التوحيد لفرّ مذموما و هو مُهان, فأصبح محمد يُدعى خوان, و غدا عمر إستبان, و مريم ماريان , و صارت المساجد كنائس معمورة بالرهبان, و غاب عن تلك البقاع نداء الأذان؛ و أُلقي مَن عبدَ الله سرا في النيران و عُذِِّب من أقرّ أنه إله واحد ليس اثنان؛ أما من نظف جسمه فهو في نظرهم مهرطق خسران, و من صام رمضان عوقب لارتكابه كبير إثم و بهتان فإلى الله المشتكى و عليه الثكلان.
فتنة لم يشهد لها التاريخ الإسلامي مثيلا: شعب بأكمله سُرقت هويته الإسلامية و ذاق جميع أنواع الذل و الهوان من تنصير و استرقاق و تقتيل و تعذيب و طرد و تشتيت. لقد سقطت بغداد بيد التتر, لكن الإسلام ظل عزيزا بها. بل و سقطت جل البلدان الإسلامية بيد الاستعمار الأوربي لكن لم يزد إسلامها إلا قوة و منعة.
فلتشدو البلابل وحدها اليوم, و لتغن ما شاءت فليس يسلو بها حزن الأندلس على إسلامها, مساجدها, رجالها, عِلمها, تسامحها و عمرانها. و لتردد العنادل ما شاءت من أشعار ابن زيدون و ابن عبدون و ابن عباد و أبي البقاء فليست سلوانا تسهّل مصيبة أنست ما تقدمها و ما لها مع طول الدهر نسيان.
مهلا فإني أرى الأندلس اليوم و قد ازداد حزنها و اكفهرّ وجهها, بل إنها تبكي و تذرف واديها الكبير دمعا. فما الذي أبكاها و زاد أساها؟
إنها رأت أختا لها في الشام تقاسي ظلم من آوته يوما, رأت أختها فلسطين المغتصبة تضم القدس و تصرخ واااااااااااااااااااا أقصاه.
كتبه أبو تاشفين هشام بن محمد زليم المغربي.
ـ[محمد يحيى الأثري]ــــــــ[19 - 11 - 09, 08:51 ص]ـ
الله المستعان
يا أرض أندلس عليك سلام
ـ[عبد العزيز ابن سليمان]ــــــــ[20 - 11 - 09, 01:05 ص]ـ
إنها رأت أختا لها في الشام تقاسي ظلم من آوته يوما, رأت أختها فلسطين المغتصبة تضم القدس و تصرخ واااااااااااااااااااا أقصاه.
الله المستعان الله المستعان
رويدا فوعد الله بالصدق وارد**بتجريع أهل الكفر طعم العلاقم
سنفتح قسطنطنية وذواتها**ونجعلكم قوت النسور القشاعم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/120)
ـ[محمود المنصور]ــــــــ[20 - 11 - 09, 08:53 ص]ـ
من أروع ما قرأت يا هشام .. جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
ـ[الحاج خليفة]ــــــــ[21 - 11 - 09, 06:54 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[21 - 11 - 09, 08:01 م]ـ
ليس اللزم على النصارى
إنما على مسلمي الأندلس الذين ضيعوا الدين قبل أن تضيع الأرض(150/121)
تاريخ الإسلام وسير أعلام النبلاء ... ؟
ـ[أبو مهاجر]ــــــــ[08 - 10 - 09, 07:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما هو معلوم أن كتاب تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام هو من أول مصنفات الإمام الذهبي رحمه الله وقد أكثر فيه من ذكر الرجال حتى أصبح إلى كتب الرجال أقرب منه إلى كتب التاريخ وخاصة مما يكثر فيه من النقل من كتب الرجال المطولة كتهذيب الكمال
ثم تتابعت بعد ذلك مؤلفاته العظام في الرجال وغيرها ومن أهمها سير أعلام النبلاء
والسؤال الذي يطرحه المبتدؤون في طلب العلم مثلي عندما يرون هذين المؤلفين العظيمين وما فيهما من تقارب في المواضيع فسير من ذكروا في السير هي موجودة في التاريخ
فنرجوا من الإخوة الكرام ممن كان لهم طول باع مع كتب الحافظ الذهبي أن يبينوا لنا الفرق بين ترجمة الرجل في هذا الكتاب وبين ترجمته في الكتاب الآخر
وخاصة أن كتب الحافظ الذهبي مما لابد لطالب العلم أن تكول له مسيرة معها(150/122)
- من المطبوعات النادرة -: كتاب الأيام لابن السائب الكلبي
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[08 - 10 - 09, 08:56 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=71031&stc=1&d=1255020567
الكتاب: الأيام
تأليف: هشام بن محمد الكلبي
الناشر: هيئة أبوظبي للثقافة والتراث
صنعه وجمعه: الباحث محمد أحمد عبيد
«كتاب الأيام»:
تاريخ وأخبار معارك العرب في الجاهلية؛ وما جرى فيها وأسبابها وما رافقها من شعر وحكايات وقصص مثيرة، تناولتها الكتب فأصبحت عناوين لمتونها إما إفراداً وهو ما ألف عن يوم واحد من حروب العرب: كيوم الكلاب ويوسف سيف أو جمعاً كما جاء في كتب «الأيام» لهشام بن محمد الكلبي (ت: 204هـ) الصادر عن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بتحقيق وتقديم الباحث والشاعر الإماراتي أحمد محمد عبيد الذي نحن بصدد الحديث عنه، هذا بالإضافة إلى «الأيام» لحماد الراوية «وأيام بني مازن وأخبارهم» لأبي عبيدة معمر بن المثنى «والأيام الصغيرة» لابن المثنى أيضاً وبه 75 يوماً «والأيام» للحسين بن أحمد الهمذاني، «وأيام العرب» لأبي الأصفهاني وفيه 70 يوماً.
المتداول المعرفي:
كتاب «الأيام» لهشام بن محمد الكلبي ضم 23 يوماً قسمت إلى 16 يوماً للعرب جميعاً في الجزيرة العربية وهي «يوم البردان» «ويوم الكلاب الأول» «ويوم مقتل حجر» «ويوم عين اباغ» «وأيام السلان؛ والكلاب؛ وذي أراط؛ وثنية الجبلين؛ وخزازي» «وحرب البسوس» «ويوسف السلف» «ويوم قضيب» «ويوم اوارة» «ويوم مقتل عمرو بن هند» «ويوم الصفقة (المشقر)» «ويوم الكلاب الثاني» «ويوم الرقم» «ويوم ثيل» «ويوم قيسبة» «ووقعة ذي قار».
أما أيام الأوس والخزرج فهي 7 تكمل أيام العرب وهي «حرب سمير» «ويوم خطمة» «ويوم الدرك» «ويوما الفضاء؛ والربيع» «ويوم السرارة» «ويوم بعاث» «ويوم البويلة».
وهذه المرويات ليست جديدة على المتداول المعرفي العربي في الجزيرة العربية أو لنقل بشكل آخر أن ابن الكلبي ليس هو أول من أتى بها بل هي متداولة في قراطيس العرب ومحفوظة في قلوبهم، ولكن فضيلة ابن الكلبي أنه نقلها أولاً من الشفاه وقارن بينها في القراطيس وأضاف لها ما سقط في يديه شعراً أو نثراً أو تعديلاً في الحكاية الأصل المروية. ولو دققنا النظر ملياً لوجدنا أن ابن الكلبي استخدم ما جاء عن العرب بخصوص التسميات التي أطلقها هؤلاء على نزاعاتهم فاستخدموا 3 مصطلحات وهي أولاً الحرب مثل «حرب البسوس وحرب سمير» وثانياً الوقعة مثل «وقعة ذي قار» وثالثاً «اليوم» مثل «يوم البردان ويوم الكلاب الأول ويوم مقتل حجر .. الخ». أما تفسير كلمة «وقعة» فهو حصول الأمر الذي لا راد له وهو أمر جلل وخطب، وفيه مبالغة بالقتال وبالاتفاق مع المعاجم فإنها أطلقته على المصادمة في الحرب أو النازلة من صنوف الدهر أو القيامة لأنها تقع في الخلق وتغشاهم. أما تفسير كلمة «حرب» فهي السلب وترك الرجل بلاشيء وتدمج الكلمتان معاً فيقال «وقعت بينهم الحرب» وهي مؤنثة في الغالب وسبب تأنيثها لأنها مغرية، مؤدية للتهلكة، وقيل قد تذكر وهو نادر ويأتي تصغيرها «حُريب» للاستهزاء بالأمر الذي لا يكون فيه خطب كبير، وصيغ منها «الحراب» و» الحربة» وهي آلة قصيرة تستخدم في القتال من دون الرمح طولاً. والكلمة الثالثة «اليوم» وتفسيرها لغة «الوقت من طلوع الفجر إلى غروب الشمس» وهو الزمن الذي يقوم فيه العربي بالقتال ولا يتقاتل العربي ليلاً إلا نادراً كما حدث في حرب البسوس في «ليلة اللمم» حيث حلق العرب رؤوسهم كي يعرف بعضهم بعضاً ليلاً، ومرد ذلك إلى أن الليل يختلط فيه المحاربون فلا يعرف أحدهم الآخر بسبب الظلمة التي تحجب الرؤية أما النهار فالأمر غير ذلك، إذ كل شيء مكشوف.
الشعر العربي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/123)
حافظ ابن الكلبي على التسميات تلك، التي أطلقها العرب ولم يعط تفسيراً لأسباب تسميتها بالحرب واليوم والوقعة، وربما نعطي نحن تفسيراً قد يتفق معنا القارئ أو لا يتفق في أن لفظة «اليوم» مشابهة مع النهار الذي تجري فيه القتال أما الحرب فهي الاسم الأكثر جللاً لقتال طويل لا نهاية له، أو لنقل قتالاً كبيراً في حجمه وعدته، حتى أن الحرب ضمّت أياماً وكأن الأيام أجزاء من الحرب، أما الوقعة فأظنها القتال بين جيشين والأول على ذلك توصيف العرب فيما بعد «وقعة عمورية» كما ورد في الشعر العربي» يا يوم وقعة عمورية انصرفت .. » في مقدمة الشاعر الباحث أحمد محمد عبيد جهد التقصي والمتابعة وخاصة لو عرفنا أن ابن الكلبي ألّف كتباً عديدة في الأيام والحروب التي خاضها العرب في جاهليتهم وكما يقول: «لقد فقدت هذه الكتب»، فكان رأيه أن يجمع ما تبقى من مرويات ابن الكلبي حول الأيام وتحقيقها في كتاب مستقل». ابن الكلبي كوفي حمل علماً غزيراً، فتبحّر في البحث والتأليف في أخبار العرب ومقالبها ونسبها، وهو غزير التأليف في هذه الموضوعات، وبالطبع كان هناك من يخالفه في كثير من الأمور لأن تلك الأمور تعتمد على الحفظ والسمع أولاً. قال عنه يحيى بن معين شاكاً بمروياته «انه غير ثقة وليس عن مثله يروى الحديث». وقال أحمد بن حنبل أيضاً: «هشام بن محمد من يحدث عنه؟ إنما هو صاحب سمر ونسب، ما ظننت أن أحداً يحدث عنه». ويعقب أحمد محمد عبيد «وربما كان الحق معهم لأنهم لم يجدوا فيه الصفات الواجب توافرها في عالم الحديث، لأنه كان يأتي بالحديث على طريقة أهل الأخبار حتى وإن كانت هذه الأحاديث صحيحة».
دائرة الصدقية:
وبلا شك أن رأي أحمد محمد عبيد هذا يضعه في دائرة الصدقية في التحليل كونه يورد آراء من يفهمون ابن الكلبي ولم يتعاطف مع الذي يكتب عنه ويدافع عنه صاحبه ابن الكلبي بالوقت نفسه كونه أي ابن الكلبي يخلط بين رواية الحديث النبوي التي لابد من احتياجها لسند يوثق المتن وبين أسلوب أهل الأخبار. يقول أحمد محمد عبيد إن «ابن الكلبي قد وجد معارضين من أهل الأخبار والأدب أيضاً» متفقاً مع الدكتور جواد علي على مواطن ضعف ابن الكلبي والتي يتصف بها الاخباريون عامة وهي سرعة التصديق ورواية الخبر على علاقة من دون نقد أو تمحيص.
اختلاف الأخبار:
ويوعز أيضاً أمراً ثالثاً هو نسبة اختلاق الأخبار ورواية الأخبار والعجائب التي لا أصول لها إلى ابن الكلبي، حيث كان أبو فرج الأصفهاني من أكثر ناقديه معلقاً على بعض رواياته «وهذا من أكاذيب ابن الكلبي». كان ابن الكلبي غزير التأليف في الأنساب والبلدان والأسماء والشعر والشعراء والمنافرات والبيوتات والمآثر وأخبار الجاهلية والإسلام وقيل أن كتبه بلغت 150 كتاباً وقد فقدت ولم يبق منها إلا القليل. كتاب «الأيام» لابن الكلبي قيمة علمية لأنه تفرد بأيام لم ينقلها غيره بينما اشترك بأيام أخرى مع كتاب «الأيام» لأبي عبيدة معمر بن المثنى، ولكن حتى الأيام التي انفرد بها ابن الكلبي فلابد أنها مروية من لسان آخر وبخاصة عالم جليل كأبيه محمد بن السائب الكلبي الذي كان المصدر الأول لأبي عبيدة وابن الكلبي معاً. ذلك هو كتاب «الأيام» من وجوه كثيرة.
ملاحظة: ذكر الباحث الأماراتي محمد عبيد في مقدمة كتاب الأيام أن علم عن نسخة مخطوطة لكتاب الأيام لابن الكلبي؛ فبحث عنها ولم يجدها.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[08 - 10 - 09, 09:13 م]ـ
للأمانة:
وصف الكتاب منقول بتصرف يسير مني(150/124)
عائلة غرناطة (( Granada))
ـ[هشام زليم]ــــــــ[09 - 10 - 09, 08:17 م]ـ
عائلة غرناطة Granada
بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.
بعد سقوط غرناطة من يد أهل التوحيد و تسليمها للملكين الكاثوليكيين إيزابيلا و فرناندو –جعل الله قبريهما حفرة من حفر النار- اختارت طائفة من المسلمين الهجرة إلى دار الإسلام بالعدوة, و رأت أخرى المكوث بالأندلس لعلّ النصارى يحترمون ما قطعوا من عهود باحترام الإسلام و أهله, بينما اختارت حفنة فليلة جدا اعتناق النصرانية طواعية كي تحفظ مكاسبها الاقتصادية و الاجتماعية التي ربما تفقدها لو هاجرت أو بقت على الإسلام.
كان من أوائل من ارتد–و العياذ بالله- ابني السلطان أبي الحسن من زوجه الثريا القشتالية و شقيقي السلطان أبي عبد الله, الأميران نصر و سعد (ما نُصروا و لا سعدوا) , كما عادت أمهما إلى ضلالها القديم. يقول مؤرخ الأندلس المصري محمد عبد الله عنان رحمه الله: ” و كان قد اعتنق النصرانية قبيل سقوط غرناطة و بعدها, جماعة من الأمراء و الوزراء, و في مقدمتهم الأميران سعد و نصر, ولدا السلطان أبي الحسن من زوجه النصرانية إليزابيث دي سوليس المعروفة باسم الثريا, فقد تنصّرا و مُنحا ضياعا في أرجبة, و تسمى أحدهما باسم ”الدوق فرناندو دي جرانادا” (أي صاحب غرناطة) , و خدم قائدا في الجيش القشتالي, و اشتهر بغيرته في خدمة العرش, و تسمى الثاني باسم ”دون خوان دي جرانادا” (1)
فكما ذكر الأستاذ عنان, مُنِح الأميران بعد تنصرهما ضياعا في أرجبة Orgiva و خبلين Jubliein إلى حدود ثورة البشرات الأولى في أواخر القرن 15 حيث نقلهما الملكان الكاثوليكيان إلى أقصى شمال مملكتهما و منحوهما قلعة مونليون Monleon و حُكم مملكة جليقية Galicia. أما والدتهما فاشتهرت ب دونيا إيسابيل ملكة غرناطة Dona Isabel, Reina de Granada و عاشت بقية عمرها في أشبيلية. (2)
ظلت ذرية الأميرين تتوارث إلى اليوم شعار العائلة الذي يحمل عبارة ‘’ Lagaleblila’’ التي ليست سوى شعار أمراء بني نصر ”لا غالب إلا الله”. و أكّد الباحث الأمريكي الذائع الصيت ”واشنطن إيرفنغ” (1783 - 1859م) و صاحب الكتب القيمة حول الحمراء و غرناطة, أن دوقات غرناطة آنذاك كانوا يقطنون ببلد الوليد, و ينحدرون من نسل الدون خوان (الأمير نصر) و شعارهم هو ‘’ Lagaleblila’’. (2)
كما تساءلت الباحثة الإسبانية كيم بريث فرنانديث إن كان دوق غرناطة دي إيغا Duque de Granada de Ega من نفس السلالة (عاش حتى خمسينات القرن العشرين). و أكّدت نفس الباحثة أن اسم عائلة ‘’ Granada’’ كان متداولا في مرسية سنة 1999م. (2).
و هناك عائلة أخرى اليوم تحمل اسم ”غرناطة بنيغش”’’ Granada Venegas’’ ينحدر أصحابها من نسل الوزير سيدي يحي النيار و زوجته مريم بنيغش اللذان تنصرا أيضا بعد سقوط غرناطة. (2)
الهوامش:
(1) من كتاب ”نهاية الأندلس” لمحمد عبد الله عنان. ص 299.
Hernando de Baeza, p 65 (Las cosas de Granada)
if !2 من بحث لأستاذة التاريخ بجامعة غرناطة كيم بريث فرناندث فيغارث, بعنوان Relacion de appelidos : Veintiseis linajes moridcos »
كتبه أبو تاشفين هشام بن محمد زليم المغربي.(150/125)
من ينسب لنا عائلة "دعبس"
ـ[محمد دعبس]ــــــــ[09 - 10 - 09, 10:36 م]ـ
من ينسب لنا عائلة "دعبس" وما هي جذورها
ـ[محمد دعبس]ــــــــ[12 - 10 - 09, 05:37 م]ـ
ألا يوجد من يعينني
ـ[عبدالعزيز العقيلي]ــــــــ[13 - 10 - 09, 08:38 ص]ـ
يحتاج الاخوة قليلا ً من المعلومات, مثل الموطن الحالي,
من الجزيرة ام خارجها؟ وغيرها مما يفيد.
واغلب البلدان العربية ألف عنها كتب خاصة بالقبائل والعشائر الساكنة بها.
لابد أن تعين الاخوة بقليل من المعلومات حتى يعيونك,
وفقك الله اخي لكل ما يحبه ويرضاه.
ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[13 - 10 - 09, 12:04 م]ـ
يا أخ ابن دعبس حفظك الله أصول علم النسب ثلاثة كما قال شيخ الإسلام:
1 - الموطن الذي يسكنون فيه يجب أن تذكره
2 - اللغة التي يتكلمون بها يجب ذكرها
3 - و نسيت الثالثة و الظاهر أنها الاسم الذي يجتمعون عليه مثل دعبس الذي ذكرت و إن كنت أخطأت في الثالثة فأتمنى ممن يعرف الثالثة أن يصحح لي
ـ[محمد دعبس]ــــــــ[29 - 10 - 09, 11:06 ص]ـ
جزاكم الله خيرا علي النصائح والتوجيهات
أما بالنسبة للموطن الحالي فهو مصر
وأما اللغة فهي العربية
وسامحوني علي قلة المعلومات لكن يقال أنها من بني قحطان
ـ[أم ديالى]ــــــــ[29 - 10 - 09, 12:53 م]ـ
يا اخي الكريم الان اصبح لا يحتاج للنسابة وتستطيع ان تعرف اصلك وجذورك وموطنك الاصلي عن طريق البصمة الوراثية خلال 3 اسابيع على حد اقصى .. والنتيجة مضمونة 100% وقد اتجه اليها كثير من الناس لاثبات نسبهم
بل انه حصل خلاف بين عائلة النمر الشيعية في السعودية فكبراؤهم يدعون انهم من ال البيت، وبعض افراد العائلة ينفون ذلك ... ولفض النزاع اقترح اناس ان يجرون فحص الحمض النووي DNA ... وبمقارنته مع الجين الهاشمي ثبت ان عائلة النمر كاذبة ولا تنتمي للنسب الهاشمي ...
وقد قرأت في المشروع نتيجة أخ هندي! طلعت جذورة من قبيلة عربية يمنية اصيلة! وقال فعلا كانوا يذكرون لنا ان اجدادنا هاجروا من اليمن الى الهند ..
هنا يا اخي اقرأ الموضوع بتمعن ثم ادخل رابط الموقع الذي وضعته لكم " الحمض النووي للعالم العربي) وستجد كثير من المشاركين.
ختم شيخ القبيلة والحمض النووي (اثبات النسب بالبصمة الوراثية) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=191105)
ـ[محمد دعبس]ــــــــ[30 - 10 - 09, 11:22 م]ـ
جزاكي الله خيرا(150/126)
أبحث في: موسوعة أعلام اليمن عبر التاريخ (تضم حوالي 20 ألف ترجمة)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[09 - 10 - 09, 11:28 م]ـ
موقع موسوعة أعلام اليمن:
http://www.al-aalam.com/index.asp
مقدمة ومعلومات عن موسوعة أعلام اليمن:
http://www.al-aalam.com/breaf.asp
مثال ترجمةٍ في موسوعة أعلام اليمن:
http://www.al-aalam.com/personinfo.asp?pid=9426
ـ[مهدي المشولي]ــــــــ[10 - 10 - 09, 12:29 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ما شاء الله موسوعة عظيمة،،،،
لك أجر الدلالة إن شاء الله ......
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[09 - 01 - 10, 09:50 م]ـ
حياك الله
ـ[المشعل]ــــــــ[29 - 01 - 10, 08:21 ص]ـ
موسوعة قيمة جدا
ـ[المشعل]ــــــــ[29 - 01 - 10, 08:22 ص]ـ
وهي مطبوعة على أقراص
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[23 - 02 - 10, 08:16 م]ـ
صحيح؛ بارك الله فيك.(150/127)
أي هذين الكتابين أفضل؟
ـ[أبو عبدالملك السلفي]ــــــــ[10 - 10 - 09, 12:57 ص]ـ
الكامل في التاريخ لابن الأثير , أم البداية والنهاية لابن كثير. والأفضلية تكمن من ناحية صحة الروايات وتسلسل الأحداث , ومذهب المؤلف {فمثلا أجد ابن الأثير متحاملا كثيرا على الأمويين}
ـ[أبو عبدالملك السلفي]ــــــــ[13 - 10 - 09, 01:38 م]ـ
أين أنتم؟
ـ[أبو محمد النفيعي]ــــــــ[15 - 10 - 09, 01:24 ص]ـ
لا شك البداية والنهاية
مع العلم بأن لكل من المؤلفين منهجه الخاص بكتابه
لكن إذا تريد اختيار أحدهما فالبداية والنهاية
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[17 - 10 - 09, 09:47 م]ـ
البداية والنهاية
ـ[ابومالك السودانى]ــــــــ[24 - 10 - 09, 06:57 م]ـ
البداية والنهاية من حيث الأختيار
ـ[محمد أبو عمر]ــــــــ[25 - 10 - 09, 10:16 م]ـ
ملاحظات سريعة:
ابن الأثير توفى حوالي 630هـ
وابن كثير توفي حوالي 774هـ
وابن كثير ينقل عن ابن الاثير ويختصر من تاريخه الكامل
وابن الأثير بدوره ينقل عمن سبقه وخاصة في القرون الأولى المتقدمة وإمامه في ذلك شيخ المؤرخين الإمام الطبري رحمه الله
ولكن ما يميز كل مؤرخ هو كتابته عن الاحداث التي عاصرها
وعلى أي حال
يعد كتاة البداية والنهاية افضل من حيث غزارة مادته العلمية وذلك بالنظر إلى سنة وفاة ابن كثير (فرق ما يقارب 140 سنة)
والأهم من ذلك انتقاده للأخبار التاريخية
ـ[احمد بن احمد بن عبدالله]ــــــــ[31 - 10 - 09, 09:21 ص]ـ
http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/hard/143/143982.gif
كتاب البداية والنهاية ( http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb143982-105216&search=books) اخى افضل لاسيمها طبعته المحققة الصادرة عن دار ابن كثير بتحقيق الارناووط وبشارعواد واخرون .. ويعد الكتاب
أحد اهم المراجع التاريخية الاسلامية المنتقاة .. والأكثر أمانه فى النقل والرواية ..
يقع فى أربعة عشر جزء .. يحتويها سبع مجلدات من القطع الكبير فى أغلب الطبعات ..
ويعالج فيه بن كثير كثير من الأمور المتعلقة بالتاريخ الاسلامى حتى عام وفاته فى القرن السابع الهجري
وبدأ الامام فيه بالحديث عن خلق العرش ..
مما يشي بحق بروعة العنوان الذى اختاره للكتاب فهو بداية ونهاية فعلا ..
ثم يتناول رحمه الله أحداث سيرة الأنبياء والرسل من آدم عليه السلام حتى محمد صلى الله عليه وسلم .. ويفرد فى الأجزاء جزءين للسيرة النبوية كاملة .. أحد هذين الجزءين مختص بوفاة الرسول عليه الصلاة والسلام وأحداث هذه الوفاة ..
ثم يتابع الامام بعد هذا رواية الأحداث بطريقة مختلفة منذ بدء التقويم الهجرى الاسلامى
حيث يتناول أحداث التاريخ الاسلامى عاما بعد عام عن طريق ذكر السنة الهجرية فيقول ..
" ودخلت سنة كذا من الهجرة .. وفيها حدث كذا وكذا .. "
وهى طريقة بديعة فى التناول الأمين للأحداث التاريخيية بكل تفاصيلها
ولا يكتفي فى ذكر أحداث العام الهجرى بالأحداث التاريخية فحسب .. بل يضيف فى نهاية الحديث عن كل سنة هجرية وفيات الأعيان فى تلك السنة وتراجمهم الكاملة ودورهم فى التاريخ الاسلامى
ويتميز. بدقته الرائعة فى تناول الأحداث ودقته فى ذكر التفاصيل ..
بل الأهم أمانه النقل البالغة من الامام بن كثير وحرصه على ذكر الروايات التاريخية كاملة وبسطها أمام القارئ بكل شهودها ثم يحرص على تفنيد تلك الروايات والتى تعد الدلائل الوحيدة لاستقاء التاريخ والمصدر الوحيد له فى عصر لم تعرف به الوثائق بالطبع
كان الامام يذكر الروايات جمنيعا ولكن ـ وهذا هو الأهم ـ يحرص كما قلت على تفنيدها وانتقاء الصحيح منها وعرضها أمام القارئ بيسر وسهوله
وهنا نذكر كتاب الامام الطبري رضي الله عنه .. وهوالعلامة لاسلامى الشهير صاحب كتاب تاريخ الأمم والملوك الشهير باسم " تاريخ الطبري " وهو مرجع هام جدا لا يقل عن ما سواه ويعتبر العمدة بين أمهات كتب التاريخ الاسلامى الا أن الامام الطبري كان يتناول التاريخ الاسلامى بذكر الروايات جميعها الا أنه لم يكن يفاضل بينها بل يكتفى بذكرها فقط ..
وكان حريصا للغاية على ذكر جميع اروايات بلا استثناء حتى المنكر منها
وان كان هذا من حرص وأمانه الامام الطبري ..
الا أن تتابع العهود أدى الى كارثة محققة لم ينتبه اليها الامام رحمه الله .. فعدمم اهتمامه بنقد الروايات تسبب فى بلبلة كبري حين استغل دعاة العلمانية وأعداء الاسلام ذكر الرويات المنكرة فى كتاب لأحد رؤوس الأئمة .. الطبري .. قاموا بنسبتها اليه باعتباره مؤيدا لها واستغلوا هذا لضرب التاريخ الاسلامى بوقائع زائفة جملة وتفصيلا ..
أى أنهم غضوا الطرف عن الروايات الأخري المعتمدة التى أوردها الامام الطبري واكتفوا بذكر منكر الروايات للوصول الى أغراضهم على طريقة " ولا تقربوا الصلاة "
وهنا تبرز أهمية مرجع الامام بن كثير
حيث حرص الامام بن كثير على ايضاح ما وقع فيه شيخه الطبري بحسن نية وتناول جميع الروايات المنكرة بالتفنيد والنقد والبيان والاشارة الى حقيقة منهج الامام الطبري فى كتابه دفاعا عنه
حقا يعد مرجع الامام بن كثير وثيقة دفاع عظمى عن التاريخ الاسلامى وسيرة أبطاله
ولا غنى لمهتم بتراث بلاده عن هذا المرجع العملاق
تعليق ل محمد جاد الزغبي بتصرف
اما عن الكامل
تفضل نظرة في كتاب (الكامل) لابن الأثير د. سليمان الدخيل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23958
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(150/128)