وقد كانا غنيين خبيرين أتيا بمجهزي السفن الذين ساعدوا على تنظيم استكشافية كولومبوس، وجهزا بارجته المسماة القديسة ماريا ( SANTA MARIA)، وقد ساعداه على نفقتهما الخاصة لأسبابهما التجارية والسياسية.
و عائلة البنزون ( Pinzon) كانت لها علاقة بأبي زيان محمد الثالث (1362 – 1366م) ملك الدولة المرينية في المغرب (1196 - 1465). (10).
-يتبع-
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[03 - 04 - 06, 05:40 ص]ـ
ج – النقوش والزخارف العربية (الإسلامية):
1 - الإنتروبولوجيون وجدوا أن الماندينكيين طبقا لتعليمات مانسا موسا ( Mansa Musa) اكتشفوا عدة مناطق في شمال أمريكا على طريق المسيسيبي وأنهار أخرى، وعلى الزوايا الأربع من (أريزونا) كتابات تدل كذلك على أنهم أحضرو فيلة من إفريقيا إلى تلك الناحية. (7).
2 - ذكر كلومبوس في أوراقه أن في الإثنين 21 من أكتوبر لعام (1492م) عندما كانت سفينة مبحرة قريبا من جيبارا ( Gibara) الساحل الشمالي الشرقي لكوبا، رأى مسجدا على قمة جبل جميل.
وأطلال المساجد والمآذن مع كتابات من القرآن الكريم وجدت في كوبا والمكسيك والتكساس ونيفادا (8).
3 - أثناء رحلة كولومبوس الثانية الثانية أخبره هنود إسبانولا (هايتي) ESPANOLA، أن أناسا "سودا" جاؤوا الى الجزيرة، قبل وصوله، ولإثبات ذلك أحضروا له رماحا لهؤلاء المسلمين السود.
تلك الرماح كانت رؤوسها مغطاة بمعدن أصفر كان يسميه الهنود الحمر (غواني) Guanin، وهي كلمة أتت من غرب إفريقيا تعني: الذهب المخلوط بمعادن أخرى، بل الأغرب أن لها علاقة بالكلمة العربية (غناء) الذي يعني كثرة المال و غزارته.
بعد ذلك أحضر كولومبوس عينة من "الغوانين" إلى إسبانيا، ففحصت ووجد أنها احتوت على 18 جزءا من الذهب (56,25%) وستة أجزاء من الفضة (18,75%) وثمانية أجزاء من النحاس (%15)، وهي نفس النسبة التي توجد في المعادن الإفريقية في غينيا (14).
4 - في عام (1498م) أثناء رحلة كلومبوس الثالثة إلى العالم الجديد، نزل في ترينيداد ( Trinidad)، ثم حل بقارة أمريكا الشمالية، حيث ذهبت ثلة من جماعته المسلحة عبر الساحل، ورأت نساء بلديات يلبسن أغطية للرأس ملونة ومنسوجة بالقطن المتناسق. وقد أشار كلوبوس الى أن تلك الأغطية تشبه في ألوانها أغطية الرأس والمأزر التي يرتديها الغينيون. بل كذلك في طريقة لباسها وأغراضها. وقد أسماها المايزرات ( AMAYZARS)، والميزار المأزر كلمة عربية تشير إلى التنانير والأغطية والفساتين التي كان يلبسها المورو ( Moros) ( وهم مسلوا إسبانيا وشمال إفريقيا) .. وقد جاءت من غرب إفريقيا (غينيا) إلى المغرب وإسبانيا والبرتغال.
أثناء هذه الرحلة اندهش كولومبوس عندما رآى البلديات المتزوجات يلبسن (سراويل قطنية قصيرة) البراكاس ( Bragas) واستغرب من أين تعلمن ذلك اللباس.
الفاتح الإسباني هرنان كورتس ( Hernan Cortes)، وصف لباس المرأة الهندية بأنه (مثل الحجاب الطويل، ولباس الرجل الهندي تشبه المئزر، مصبوغة على هيئة الألبسة المورية (المغربية) (الفضفاضة).
وقد وصف فردينادز كولومبوس الكساءات البلدية القطنية بقول: "بنطلونات واسعة على نفس هيئة ولباس الشالات الذي ترتديه النساء في غرناطة".
حتى الشبه كان خارقا بين أرجوحات الأطفال الشبكية هناك بتلكم في شمال إفريقيا. (15).
5 - ساق الدكتور باري فيل ( Barry Fell) في جامعة هارفرد في كتابه "القصة الأمريكية" 1980 ( Saga America) ، براهين علمية تدعم الوصول الإسلامي إلى أمريكا قرونا قبل كريستوف كولومبوس في شمال وغرب إفريقيا.
حيث اكتشف الدكتور فيل وجود مدارس إسلامية في فالي أف فاير ( Valley of Fire)، وألان سبرينغز ( Allan Springs)، ولوغومارسينو ( Logomarsino)، وكيهول (
قال الشيخ الألباني :
eyhole)، وكانيون ( Canyon)، وواشو ( Washoe) وهيكيسون سوميت باس ( Hickison Summit Pass) في نيفادا ( Nevada) ، وميسا فردي ( Mesa verde)، في كولورادو ( Colorado)، وميمبرز فالي ( Mimbers Vallez) في المكسيك الجديدة ( NewMexico)، وتيبير كانو ( Tipper Canoe) في ولاية إنديانا ( Indiana) ترجع الى تاريخ (700 –800) للميلاد وجد منقوشا في الصخور في الغرب الحار الجاف لأمريكا نصوصا ورسومات بيانية وخرائط تمثل أطلالا من مجموعة مدارس ابتدائية ودراسات عليا، ولغة النقوش كانت اللغة العربية لشمال إفريقيا منقوشة بالخط
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/350)
الكوفي القديم.
وقد تضمنت العلوم المنقوشة: الكتابة والقراءة والحساب، والدين والتاريخ والجغرافيا، والرياضيات والفلك وعلم الملاحة.
وأصول الزوار المسلمين في شمال أمريكا كانت: الإيروكويس Iroquois، والألغونكين Algonquin والأناسازيون Anasazi، والهو هوكام Hohokam ، وكذلك ذوو الأصول الأولميكية. (16) (
lmec)
6- هناك 565 إسم لمناطق (قرى ومدن وجبال وأنهار وبحار). في الولايات المتحدة الأمريكية يوجد (484)، وفي كندا (81)، وكلها ذوات أصول إسلامية وعربية.
هذه الأسماء كانت سميت أصلا من لدى البلدين قبل وصول كولومبوس، وبعض هذه الأسماء لها معان مقدسة، مثل: مكة ( Macca) ( وبها 720 من السكان في ولاية إنديانا، وقبيلة مكة الهندية Makka Indian tribe) في ولاية واشنطن. والمدينة ( Medina) بها 2100 من السكان في ولاية إداهو، والمدينة كذلك بها 8500 من السكان في ولاية نيويورك.
والمدينة بها 1100 من السكان، وحازن ( Hazen) بها 500 آلاف من السكان في نورث داكوتا ( North Dakota).
والمدينة أيضا وبها 17000 من السكان، والمدينة أخرى بها 120000 من السكان في آهيو ( Ohèo).
والمدينة أيضا بها 1100 من السكان في تينيسي ( Tonnesse) ، والمدينة بها 26000 من السكان في ولاية تكساس ( Texas)، والمدينة بها 1200 من السكان في أونتاريو ( Ontario)، وماحومت ( Mahomet) بها 3200 من السكان في إلينوتس ( ILLINOTS) ومنى ( Mona) بها ألف من السكان في أوتاه ( UTAH). وأرفا بها 700 من السكان في أونتاريو ( Ontario) ... إلخ.
وهناك دراسات متخصصة في أسماء القرى الهندية –الأمريكية- العتيقة أظهرت أسماء عديدة لها جذور وأصول عربية وإسلامية.
مثلا أناسازي ( Anasazi)، أباتشي ( Apache)، أراواك ( Arawak)، حوحوكام ( Hohokam)، حوبا ( Hopa)، حبي ( Hopi)، ملة ( Makkah)، محيقان ( Mohigan)، محوق ( Mhouk)، نازكا ( Nazca)، زولو ( Zulu)، زوني ( Zuni)، أريكانا ( Arikana)، شافين ( Chavin)، شيلوركي ( Chelorkee)، كري ( Cree)... إلخ.
واعتمادا على ما ذكرته في المعلومات التاريخية والجغرافية واللغوية، فإني أدعو إلى الاحتفال بالذكرى الألفية الأولى لدخول المسلمين إلى الأمريكيتين، خمسة قرون قبل كولومبوس، أدعو جميع الدول وكذلك الأقليات الإسلامية حول العالم، ونتمنى أن يجد هذا النداء فهما تاما وإدراكا كافيا، ويجذب دعما كاف منهم ....
الهوامش:
1 - أنظر المرجع (4).
2 - أنظر المرجع (9).
3 - أنظر المرجع (3).
4 - أنظر المراجع (1،2، 5).
5 - أنظر المرجع (6).
6 - أنظر المرجع (14).
7 - أنظر المرجع (21، 22).
8 - أنظر المرجع (15).
9 - أنظر المرجع (4).
10 - انظر المرجع (15).
11 - انظر المرجع (15).
12 – انظر المرجع (6).
13 - انظر المرجع (20).
14 - انظر المرجع (16).
15 - أنظر المرجع (7).
16 - أنظر المرجعين (12، 10).
المراجع:
1 - أغا حكيم الميرزا. "رياض العلماء"، ج2ص386، وج4 ص175.
2 - الأمين سعيد محسن. "أعيان الشيعة"، ج7 ص158، وج8 ص302، 303.
3 - الإدريسي. "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق".
4 - المسعودي. "مروج الذهب". ج1 ص138.
5 - الأصفهاني الراغب. "الداعية إلى محاسن الشيعة"، ج16 ص343.
6 - CAUVET, GILES les berbères de L’Amérique. Paris 1912,p.100-101.
7- COLOMBOS, FERDINAND The life of admiral Christopher Columbus, Rutgers university. P232.
8- DAVIES, NIGEL Voyagers to the new world. New York 1979.
9- ON MANUEL OSUNAY SAVINON. Resumen de la geografia fisica. Santa GUZZ de Tenerife. 1844.
10- FELL, BARRY. Saga America New York 1980.
11- FELL, BARRY.America New York 1976.
12- GORDON, CYRUS. Before Columbus. N.Y 1971.
13- GYR, DONAID. Exploring rock art. Santa Barbara. 1989.
14- HUYGHE, PATRIC
قال الشيخ الألباني :
. Columbus was last. New York. 1992.
15- OBREGON, MAURICIO. The Columbus papers. The Barcelona letter of 1493. The land fall controversy and the Indian guides. Mc Millen co. N.Y 1990.
16- THACHER, JOHN BOYD. Christopher Columbus. New York 1950. p380.
17- VAN SETIMA, IVAN. Africa presence in early America. New Brunswick, N.J 1987.
18- VAN SETIMA, IVAN. They came before Columbus. N.Y 1979.
19- VON WUTHENAU, ALEX. Unexpected facts in ancient America. New York. 1975.
20- WEINER. LEO. Africa and the discovery of America. Philadelphia. 1920. vol.2, p.365-6.
21- WIL
قال الشيخ الألباني :
INS. H. T. Mysteries of ancient South America. N.Y 1974.
22- WITERS, CLYDE Ahmad. Islam in early north and south America. Al-ittihad. July 1977.p.60…
- انتهى-
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[03 - 04 - 06, 05:43 ص]ـ
حمل الدراسة على ملف وورد، ولا تنس صاحب الدراسة، ومترجمها من الدعاء الصالح:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/351)
ـ[صلاح الدين عبد الهادي]ــــــــ[03 - 04 - 06, 10:52 م]ـ
جزاك الله خيراً.ذكرتنا بأيام كان لدين الله واهل دينه السيادة في البر والبحر وسبقوا به الدنيا كلها في كل علم وفن.نتعشم أن نرى المزيد من هذه الدراسات القيمة. بارك الله فيك.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[03 - 04 - 06, 11:31 م]ـ
غفر الله لهما، ووفقهما إلى كل خير.
شكرًا يا دكتور حمزة على جهدك المبارك.
كتاب الراغب دخله التصحيف كثيرًا، حتى صار من أهل البدع:)
الذريعة إلى مكارم الشريعة.
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[04 - 04 - 06, 01:41 ص]ـ
من محمود شوكت الى الشيخ حمزه انت كما وصفك طلعت رحمة الله فخر الكتانيين
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[04 - 04 - 06, 07:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[جمعه بن آل طاحون]ــــــــ[08 - 12 - 06, 05:22 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا حمزة
للعلم فقط الرسالة التى على الموقع الذى أشرت اليه مكتوبة باللغة الأسبانية و الترجمة العربية تحتاج لقليل من الضبط، وذلك فى الجزأ الذى وقع عليه بصرى و لم أطلع على البقية
و على كل فجزى الله كاتبها و مترجمها و ناشرها هنا خير الجزاء
ـ[أبو لجين]ــــــــ[19 - 02 - 10, 10:42 م]ـ
أخي الكريم
رجعت إلى أغلب المراجع العربية والأجنبية المذكورة أعلاه وقضيت ثلاثة أيام أبحث عن ما أشير إليه فوجدت أن أغلب ما ذكر ليس بصحيح البتة. وأن تلك المراجع لم تتحدث عن ما تم اقتباسه.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 02 - 10, 06:26 م]ـ
هلا ذكرت هذه المراجع؟(139/352)
أي المصطلحين أصح في وقتنا الراهن "بنو إسرائيل" أم "يهود"؟
ـ[أحمد بن عبداللطيف]ــــــــ[10 - 08 - 06, 05:47 م]ـ
السلام عليكم.
إخواني الكرام , دخلت في نقاش مع بعض الكفار حول عدة مواضيع , ومن ضمنها موضوع كلمة "اليهود" هل نطلقها على يهود اليوم كـ"عرق" أم شعب أم لمن يدين بالديانة اليهودية فقط؟ أعلم أن الله تعالى في كتابه قد ذكرهم بـ "بني إسرائيل" نسبة إلى النبي يعقوب عليه السلام, فهل لفظة "اليهود" يمكن إطلاقها على من عاش قبل رسالة نبينا موسى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أم أنها محصورة فقط على من آمن بموسى في زمانه؟ فهل "اليهود" إذن عرق وأصل أم أنها لفظة تُطلق على من يدين بالديانة اليهودية المحرفة؟
وإذا كان الله تعالى قد ذكرهم ببن إسرائيل, فهل يعني هذا أنه يجوز شرعاً أن نقول لليهودي الحالي "إسرائيلي"؟ لأنني حسب علمي القاصر أعلم أنه لا يجوز إطلاق هذه الكلمة عليهم وذلك لأننا ننسبهم بذلك إلى النبي يعقوب الذي كان نبياً من عند الله , فنسبتهم له باطلة كونهم بدلوا شرع الله وحرفوا كتابه .... أتمنى ممن لديه العلم إلقاء بعض من الضوء حول هذا الأمر المحير - بالنسبة لي - وأتمنى أن أجد رداً سريعاً من الأخوة الكرام , بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[10 - 08 - 06, 07:59 م]ـ
ما حكم تسمية دولة يهود بإسرائيل
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أمّا بعد: فهناك ظاهرة غريبة شائعة منتشرة في أوساط المسلمين، ألا هي تسمية الدولة اليهودية المغضوب عليها باسم إسرائيل!
ولم أر أحداً استنكر هذه الظاهرة الخطيرة! والتي تمس كرامة رسول كريم من سادة الرسل، ألا وهو يعقوب عليه الصلاة والسلام الذي أثنى الله عليه مع أبويه الكريمين: إبراهيم وإسحاق، في كتابه العزيز؛ فقال تبارك وتعالى: {واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار. إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار. وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار} [سورة ص:45ـ47].
فهذه منزلة هذا الرسول الكريم في الإسلام فكيف يلصق باليهود، ويلصقون به؟
ويسوق كثير من المسلمين اسمه في سياق ذم هذه الدولة فيقول: فعلت إسرائيل كذا، وفعلت كذا وكذا، وستفعل كذا!
وهذا في نظري أمر منكر لا يجوز مجرّد وجوده في أوساط المسلمين فضلاً عن أن يصبح ظاهرة متفشية تسري بينهم دون نكير!
من هنا وضعنا هذا السؤال والإجابة عنه فقلنا:
هل يجوز تسمية الدولة اليهودية الكافرة الخبيثة بإسرائيل أو دولة إسرائيل ثم توجيه الذم والطعن لها باسم إسرائيل؟
الحق أن ذلك لا يجوز!
ولقد مكرت اليهود مكراً كباراً حيث جعلت حقها حقاً شرعياً في إقامة دولة في قلب بلاد المسلمين باسم ميراث إبراهيم وإسرائيل!
ومكرت مكراً كباراً في تسمية دولتها الصهيونية باسم دولة إسرائيل!
وانطلت حيلتها على المسلمين ولا أقول على العامة فحسب بل على كثير من المثقفين فاصبحوا يطلقون دولة إسرائيل بل اسم إسرائيل في أخبارهم وفي صحفهم ومجلاتهم وفي أحاديثهم، سواء في سياق الأخبار المجردة أو في سياق الطعن والذم بل واللعن كل ذلك يقع في أوساط المسلمين و لا نسمع نكيراً مع الأسف الشديد!
لقد ذم الله اليهود ف القرآن كثيراً ولعنهم وحدثنا عن الغضب عليهم لكن باسم اليهود وباسم الذين كفروا من بني إسرائيل لا باسم اسرائيل النبي الكريم يعقوب ابن الكريم إسحاق نبي الله ابن الكريم إبراهيم خليل الله عليهم الصلاة والسلام!
ليس لهؤلاء اليهود أي علاقة دينية بنبي الله إسرائيل (يعقوب عليه السلام) و لا بإبراهيم خليل الله عليه الصلاة والسلام!
ولاحق لهم في وراثتهما الدينية إنما هي خاصة بالمؤمنين، قال تعالى {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين} [آل عمران:68].
وقال تعالى مبرئاً خليله إبراهيم من اليهود والنصارى والمشركين: {ما كان إبراهيم يهودياً و لا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين} [آل عمران:67].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/353)
المسلمون لا ينكرون أن اليهود من نسل إبراهيم وإسرائيل، ولكنهم يجزمون أن اليهود من أعداء الله وأعداء رسله ومنهم محمد وإبراهيم وإسرائيل ويقطعون أن لا توارث بين الأنبياء وبين أعدائهم من الكافرين؛ سواء كانوا يهوداً أو نصارى أو من مشركي العرب وغيرهم، وإن أولى الناس بإبراهيم وسائر الأنبياء هم المسلمون الذين آمنوا بهم وأحبوهم وأكرموهم وآمنوا بما أنزل عليهم من الكتب والصحف، واعتبروا ذلك من أصول دينهم؛ فهم ورثتهم وأولى الناس بهم!
وأرض الله إنما هي لعباده المؤمنين به، وبهؤلاء الرسل الكرام، قال تعالى: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون إن في هذا لبلاغاً لقوم عابدين وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} [الأنبياء:15ـ17].
فليس لأعداء الأنبياء وراثة في الأرض ـ و لا سيما اليهود ـ في هذه الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار المؤبد!
وإنه ليتعجب من حال كثير من المسلمين الذين سلموا لليهود بدعاوى وراثة أرض فلسطين والبحث عن هيكل سليمان الذي يكفرونه ويرمونه بالقبائح، وهم ألد أعداء سليمان وغيره من أنبياء بني إسرائيل، قال تعالى: {أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون}!
كيف يسلِّم لهم بعض المسلمين ـ على الأقل بلسان حالهم ـ بهذه الدعاوى الباطلة؟! ويسمونهم مع ذلك بإسرائيل وبدولة إسرائيل!
وإن لهم ـ والله ـ ليوماً من المؤمنين حقاً بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالرسل ورسالاتهم أولياء الله وأولياء أنبيائه ورسله!
فليعد المسلمون أنفسهم عقائدياً ومنهجياً انطلاقاً من كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وما كان عليه اتباعه بإحسان من خيار التابعين وأئمة الهدى والدين؛ فإن هذا هو أعظم وسيلة لنصرهم على أعدائهم ولعزتهم وسعادتهم وكرامتهم في الدنيا والآخرة!
ولينفضوا أيديهم من الأهواء والبدع والتعصب للباطل وأهله، ثم ليسعوا جادين في الإعداد المادي من الأسلحة بمختلف أشكالها وما يلزم لذلك من وعي وتدريب عسكري، كما أمر الله بذلك ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}
فالقوة في هذا النص تتناول كل قوة ترهب العدو من مختلف الأسلحة.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي" والرمي يتناول كل سلاح يرمى به، كل ذلك يجب تحصيله إمّا بالصناعة وإما بالشراء أو بغيرهما!
ولقد عجبت أشد العجب مرة أخرى من إطلاق هذا الاسم النبوي الشريف الكريم على دولة الخبث وأمة الغضب وأمة البهت، فيقال عنها وفي الإخبار عنها وفي ذمها: إسرائيل ودولة إسرائيل كأن لغة الإسلام العربية الواسعة قد ضاقت بهم فلم يجدوا إلا هذا الاسم!
ثم هل فكروا في أنفسهم في هذا الأمر هل هو يرضي الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم؟
وهل هو يرضي نبي الله إسرائيل أو هو يسوؤه لو كان حياً؟
ألا يعلمون أن الذم والطعن الذي يوجهونه لليهود باسمه ينصرف إليه من حيث لا يشعرون؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم يشتمون مذمماً ويلعنون مذمماً وأنا محمد" رواه أحمد والبخاري في صحيحه برقم (3533)، والنسائي.
فكيف تصرفون ذمكم ولعنكم وطعنكم لإعداء الله إلى اسم نبي كريم من أنبياء الله ورسله وأصفيائه؟
فإن قال قائل: يوجد مثل هذا الاطلاق في التوراة!
قلنا: لا يبعد أن يكون هذا من تحريفات أهل الكتاب كما شهد الله عليهم بأنهم يحرفون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله، بل في التوراة المحرفة رمي لأنبياء الله بالكفر، والقبائح فكيف يحتج بما في كتبهم وهذا حالها.
نسأل الله أن يوفق المسلمين جميعاً لما يحبه ويرضاه من الأقوال ولأعمال إن ربنا لسميع الدعاء.
وكتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
منقول من شبكة سحاب
ـ[أحمد بن عبداللطيف]ــــــــ[10 - 08 - 06, 08:20 م]ـ
جزاك الله خيراً على سرعة ردك , نعم هذا الأمر واضح جداً عندي وهو عدم جواز تسمية فلسطين المحتلة باسم "اسرائيل" النبي الذي هو بريء من أفعال اليهود.
لكن سؤالي كان منصباً حول تسميتهم باليهود هل هو متعلق باعتناقهم الديانة اليهودية المحرفة من دين الإسلام الذي نزلت شرائعه على نبينا موسى -عليه السلام- في ذلك الزمان فحرفوا شرائعه وكتابه وعقيدته ومن ثم صار دينهم المحرف باسم اليهودية؟ أم أن لفظ "اليهود" هو خاص بنسبتهم لعرق واحد ونسب واحد؟ فلو أطلقنا على هؤلاء القوم بـ"اليهود" فهل يلزم أنهم يتبعون دين اليهودية المحرفة من شرائع شريعة نبينا موسى -عليه السلام- أم أن اللفظ نفسه يمكن إطلاقه على مجرد القوم الذين هم من نسل نبينا يعقوب -عليه السلام-؟ فإذا كان الثاني هو الصحيح فمعنى هذا أن هؤلاء القوم من نسل يعقوب كان يُطلق عليهم "اليهود" أيضاً قبل رسالة نبينا موسى -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام-؟؟؟ ملخص سؤالي محصور حول اللفظ الصحيح للعرق أو النسب.
شاكر مرة أخرى لردك بجواب الشيخ ربيع -حفظه الباري-.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/354)
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[10 - 08 - 06, 08:48 م]ـ
جزاك الله خيرا ... جاء في غريب القرآن للأصفهاني: (هود: الهود الرجوع برفق ومنه التهويد وهو مشى كالدبيب وصار الهود في التعارف التوبة، قال تعالى: (إنا هدنا إليك) أي تبنا، قال بعضهم: يهود في الاصل من قولهم هدنا إليك، وكان اسم مدح ثم صار بعد نسخ شريعتهم لازما لهم وإن لم يكن فيه معنى المدح كما أن النصارى في الاصل من قوله (من أنصارى إلى الله) ثم صار لازما لهم بعد نسخ شريعتهم.)
وللمزيد راجع قواميس اللغة كالقاموس المحيط ومعجم مقاييس اللغة ومختار الصحاح فقد أشاروا إلى شيء من هذا
ـ[أحمد بن عبداللطيف]ــــــــ[10 - 08 - 06, 09:05 م]ـ
جزاك الله خيراً ... حقيقة لم يخطر على بالي مراجعة قواميس اللغة لإخراج الإجابة وكان ذلك بسبب ربطي لهذا الأمر بالحقائق التاريخية والمسائل الشرعية , لكن بعد جوابك الأمر تجلى لي بشكل أوضح ... لكن يبقى السؤال: هل كلمة "يهود" يصح ربطها بعرقهم أو نسبهم؟ سؤالي منصب على هذه الفقرة فقط. سأقوم -بمشيئة الله- بالبحث في قواميس اللغة لعلي أتبحر في هذا الأمر لكن أخشى أن لا أجد ضالتي بالتحديد.
والموضوع مفتوح أيضاً لمشاركات باقي الأحبة وطلبة العلم , شاكر للجميع جزاكم الله خيراً.
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[11 - 08 - 06, 01:45 ص]ـ
أرى أن اتسمية دولتهم الحالية الغاصبة باسم اللقيطة، أو الكيان الصهيوني هو المناسب على الصعيد الدولي أو السياسي عوضاً عن إطلاق كلمة إسرائيل لأننا بذلك نقر بشرعية دولتهم، فهذا هو الاسم المختار لديهم.
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[11 - 08 - 06, 01:57 ص]ـ
اليهودية ليست دين فقط بل هي نسب وعرق, فأي يهودي يجب أن يكون من سلالة يعقوب عليه السلام.
بحيث لا يستطيع أي أحد ممن لا ينتمي إلى هذا العرق أن يدخل في دين اليهود.
وحتى النصرانية نفس الشئ, عيسى عليه الصلاة والسلام لا يرسله الله تعالى إلا لبني إسرائيل فقط ورسالته محدودة في زمن محدد ولأناس محددين وهم بني إسرائيل (اليهود).
والآن تجد نصارى عرب وأقباط وأفارقه, ومن قال أن عيسى عليه السلام اتى من أجل العرب أو القبط أو الأفارقه, وهذا كله مثبت عندهم حتى في إنجيلهم المحرف.
ـ[أحمد بن عبداللطيف]ــــــــ[11 - 08 - 06, 02:18 ص]ـ
شاكر لكما مشاركتكما ...
لكن لي تعليق أخي أبو عبدالرحمن الشمري وهو قولك: "بحيث لا يستطيع أي أحد ممن لا ينتمي إلى هذا العرق أن يدخل في دين اليهود" , هل أنت متأكد من هذا الأمر أخي الحبيب؟ هل معنى ذلك أنه منذ عهد موسى -عليه السلام- وحتى عصرنا الحالي لم يتم قبول أي أحد من غير نسل بني إسرائيل لاعتناق دينهم المحرف؟ إذا صح هذا الأمر معنى ذلك لفظ "اليهودية" يشمل أيضاً عرقهم ونسلهم ولكن ابتداءً من نزول رسالة موسى -عليه السلام- استناداً إلى استشهاد الأخ أبو أيوب السليمان لمعنى كلمة "يهود" من كتاب غريب القرآن للأصفهاني بأن اصلها جاء من قول بني إسرائيل لموسى -عليه السلام-:"هدنا إليك" كما جاء في القرآن , لذا تبلور عرقهم بتسمية جديدة وهي: "اليهود" , هذا إذا صح قولك , أتمنى فقط التثبت ولو أحلت إلى مرجع معين لمثل هذا القول أكون شاكراً لك.
وجزاك وجزى الله الأخوة خيراً.
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[11 - 08 - 06, 04:04 ص]ـ
هو الأساس أن كل نبي غير نبينا صلى الله عليه وآله وسلم بعث لقومه فقط دون غيرهم.
وموسى وعيسى عليهما السلام لم يبعثوا إلا لبني إسرائيل, فرسالتهم محدودة وليست لكل أحد فبذلك لا يستطيع أحد من غير بني إسرائيل الدخول في دين موسى ولا عيسى عليهما السلام لأن الرسالة لا تشمل غير بني إسرائيل.
وتذكر أن اليهود يرون أنهم شعب الله المختار وأن غيرهم أنجاس, وإذا قرأت التلمود فستجد ذلك.
وكما أخبرتك فإن اليهودية عرق ونسب أكثر مما هي دين.
وأما يهود اليوم فأكثرهم غير ساميين أصلا.
ـ[أحمد بن عبداللطيف]ــــــــ[11 - 08 - 06, 09:32 ص]ـ
جزاك الله خيراً على الرد.
لكن أنا لم أقصد ذلك في سؤالي , قصدت هل اليهود أنفسهم يمنعون من دخول أحد لدينهم المحرف إذا لم يكن من عرقهم؟ هذا الذي استغربت منه , أما موضوع أن الأنبياء السابقين قد بُعث كل منهم إلى قومه فهذا أمر مفروغ منه ولم يبعث أحد إلى الناس كافة غير نبينا -عليه الصلاة والسلام-.
بمناسبة ذكر التلمود , هل أجد عندك أو عند أي أحد من الأخوة نسخة إلكترونية بالانجليزية والعربية؟ وذلك لأقتبس من نصوصها التي توضح عنصريتهم وعداوتهم لغير اليهود مهما كانت أجناسهم أثناء النقاشات الجارية بيني وبين الغربيين من يهود وغيرهم .. فبعض النصوص الواضحة باللغة العربية موجودة لدي لكن اود لو ان هناك نسخة الكترونية بالانجليزية واخرى تامة بالعربية.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[11 - 08 - 06, 10:07 ص]ـ
كل الكلام العنصري في التلمود تجده في أحد الكتب ولكني نسيت إسم الكتاب للاسف وسآتيك به إن شاء الله تعالى.
وللكتاب مؤلفين أحدهما الشيخ عبدالكريم بن ناصر العقل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/355)
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[11 - 08 - 06, 07:53 م]ـ
هم من سلالة يعقوب عليه السلام بلا شك، ولهذا خاطبهم الله بذلك فقال (يابني اسرائيل) لكن الخطأ فيما يظهر لي أن نقول لهذه الدولة الكافرة الظالمة المعتدية " اسرائيل " فننسبها إلى نبي من أنبياء الله ... والأصل أن نصفهم بالوصف الوارد بالكتاب والسنة وهو " بنو اسرائيل " أو " اليهود " فالأول من حيث النسب والثاني من حيث الدين.
والمشكلة كما ذكر الشيخ ربيع سلمه الله أن هذه الدولة تمكر حتى في المسميات ... فتنسب نفسها إلى نبي من أنبياء الله وهم أبعد الناس عن اتباع الرسل بل هم قتلة الأنبياء والرسل كما أخبر ربنا جل وعلا في كتابه العزيز
وقد حصل من هذا أن الناس اليوم ينسبون الأفعال إلى اسرائيل ... ولهذا لزم تحويل المسمى إلى الدولة اليهوية أو العبرية بعداً عن هذا الإشتباه
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[16 - 08 - 06, 05:38 م]ـ
إذا كان لا بد من تسمية لهذا الكيان فهي بني صهيون أو دولة اليهود
أما أنا شخصيا فأحب أن أنعتهم بنعت سعد بن معاذ رضي الله عنه
((إخوان القردة والخنازير))
ـ[زكريا أبو مسلم]ــــــــ[17 - 08 - 06, 09:34 ص]ـ
السّلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته.
ما ذكره الشّيخ ربيع في كون تسمية دولة يهود بإسرائيل إنّما يرجع إلى النّبيّ إسرائيل (يعقوب) فيه نظر وتفصيل.
فإنّ تسميتهم بإسرائيل حاليًّا ليست مأخوذة من نسبة النّبيّ عليه السّلام جزمًا, ولا أحد من اليهود يسلّم بهذا, وإن وقع هذا التّوافق عندنا نحن المسلمين, فإنّ هذه النّسبة مأخوذة من المملكة التي تشكّلت بعد موت سليمان عليه السّلام وتفرّق الأسباط الاثني عشر حسب روايات كتبهم, وشكّل عشرة منهم ممكلة الشّمال التي سمّيت ممكلة إسرائيل تحت ملك يربعام وشكّل سبط يهوذا في الجنوب ممكلة يهوذا تحت ملك رحبعام.
فدلالة تسمية إسرائيل أصبحت تاريخيًّا تطلق على نسل يعقوب جميعًا, أي جميع الأسباط الاثني عشر, بل إنّ الأسباط العشرة المنفصلين عن يهوذا وبينيامين كانوا يسمّون إسرائيل في الشّمال حتّى في حياة يعقوب عليه السّلام بنصّ كتبهم (انظر سفر التّكوين 34: 4)
أمّا تسمية اليهود فهي أيضًا مأخوذة من ممكلة يهوذا التي أسّست في الجنوب وإن كانت المملكة تحتوي على سبطين اثنين (يهوذا وبنيامين) , ويهوذا هو أحد أبناء يعقوب عليه السّلام.
وبعد الخلاف الطّويل الحاصل بين المملكتين بعد سلسلة طويلة من الحروب والاجتياحات من قبل أمم أخرى من آشوريين وبابليّين وغيرهم, زالت ممكلة إسرائيل ثمّ زالت بعدها ممكلة يهوذا.
والحاصل أن نسبة الدّولة اليهوديّة اليوم ليس إلى النّبيّ إسرائيل وإنّما إلى المملكة التي كانت قائمة, ونفس الأمر بالنّسبة إلى يهوذا, بل اليهود أنفسهم مع إقرارهم بهذا التّقسيم الحاصل في دولتهم يلجأون إلى نفي النّسبة المباشرة للرّجلين تفاديًا للخلاف, وهم - مقابل ذلك - تراهم يحرصون على السّعي نحو ممكلة دواد وذكر هذه المملكة في أدبيّاتهم سعيًا منهم إلى تجنّب الخلاف الحاصل بين الأسباط فيما بعد ممكلة داود عليه السّلام.
ونادرًَا ما يطلق اليهود اسم إسرائيل على يعقوب عليه السّلام إلاّ من حيث أنّه لقب له ظهر له الملاك الذي صارعه حتى مطلع الفجر في فنوئيل في مخاضة يبوق (انظر سفر التّكوين 32).
واللّه أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 08 - 06, 12:30 م]ـ
فائدة
ممن سبق الشيخ ربيع - وفقه الله - الى هذا الأستاذ سيد قطب الموشي المصري - رحمه الله-
ـ[عبد]ــــــــ[17 - 08 - 06, 01:07 م]ـ
هذا موضوع كنت قد نقلته وقرأته ورأيت تعلقه بموضوعك أخي. وفيه معلومات تاريخية تشير إلى ترجيح نسبة يهود اليوم إلى غير بني إسرائيل الأقحاح!
من كتاب: (القبيلة الثالثة عشر)
لمؤلفه: لكوستلر
وجدتُ ما قد تكلمت عليه منذ فترة: كتاب (القبيلة الثالثة عشر) للكاتب اليهودي آرثر كوستلر. والكاتب وليد محمد علي يتناول البحث والكلام عن الفصل الثاني من الكتاب وهو بعنوان: (التهود) من صفحة 58 إلى 82 من النسخة الإنجليزية.
التهود
خزر الأمس يهود اليوم
وليد محمد علي
التهود عبر التاريخ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/356)
يتفق الباحثون باستثناء الصهاينة والمتصهينين منهم، أن اليهود ليسوا عرقاً أو جنساً، وأن معظم من يطلق عليهم "يهودا" في هذه الأيام هم ممن تهوّد جدودهم (باب التهود لا زال مفتوحاً حتى اليوم وإن كان يتم الآن بشكل فردي) لأسباب مختلفة وعبر طرق عدة. يقول توينبي: "إنه من سخرية القدر أن شعب الجليل الذي تهود بالقوة أنجب يسوع المسيح الذي عارضه زعماء اليهود في ذلك العصر مما أضاع على اليهودية مستقبلها" (1).
من نماذج التهوّد البارزة كان تهوّد أنتي جونوس الذي قبل اليهودية مجبراً، بهدف استرضاء اليهود والاحتفاظ بحكم أورشليم، والذي كان قد تسلمه بمساعدة الفرس (43 - 40 ق. م.) (2) وبسقوط أنتي جونسون انتهت السيادة الاسمية لليهود على أورشليم وهي السيادة التي بدأت بعد مجيء اليهود من بابل بدعم وإشراف الملك أرتحششتا ملك الفرس (كما أشرنا سابقاً) وكانت سيادة منقوصة تابعة لدول أخرى (الفرس، اليونان، الهلينيين).
من نماذج التهود الجماعي كان نموذج التهود في اليمن كان ذلك في القرن الرابع ميلادي حيث الحياة الاقتصادية والتجارة رائجة في بلاد اليمن فحاول اليهود بحكم الحس التجاري عندهم التغلغل في تلك البلاد. فعملوا للتقرب من الملك (تبع بن أسعد كرب) ملك الحميريين، وبعد أن أوضح حبران من أحبار يثرب مدى الفوائد التي يمكن أن يحصل عليها من جرّاء تهوّده اعتنق تبع اليهودية. وأدخلها الى اليمن في القرن الرابع الميلادي بالقوة والإجبار. وكان جزاء كل من يعارض سياسة ذلك الملك ويرفض التهود، السجن والعذاب الشديد وصولاً الى حرق الأحياء وما قصة أصحاب الأخدود الواردة في القرآن الكريم إلا نموذجاً لذلك العذاب. وبفضل ذلك الملك الحميري انتشرت اليهودية في بلاد اليمن (3).
ويبقى تهوّد مملكة الخزر من أبرز حالات التهود في التاريخ، وكان لها الأثر البارز في مصير اليهود الى يومنا هذا. يقول بنيامين فريدمان:
"إن ما تفضحه أصول 327 مرجعاً ودراسة من حقائق عنا لخزر التي تضمها مكتبة نيويورك العامة، وغيرها من المراجع والدراسات ( ... ) مختصر في "الموسوعة اليهودية" طبعة 1903 تشير الى أن الخزر: شعب خليط تركي، فنلندي، مغولاني (شبيه بالغول) غامض الأصول بالنسبة لوجوده التاريخي في قلب آسيا، شق طريقه بحروب دموية في حوالي القرن الأول قبل الميلاد نحو أوروبا الشرقية، حيث أقام مملكة الخزر ... "وامتزحت حياته وتاريخه بالبداية الأولى لتاريخ يهود روسيا ... أكرهته القبائل البدوية في السهول من جهة، دفعه توقه الى السلب والانتقام من جهة أخرى ... على توطيد أسس مملكة الخزر في معظم أجزاء روسيا الجنوبية، قبل قيام الفارانجيين (سنة 855م) بتأسيس المملكة الروسية ... في هذا الوقت (855م) كانت مملكة الخزر في أوج قوتها تخوض غمار حروب دائمة ... وعند نهاية القرن الثامن .. تحول ملك الخزر ونبلاؤه وعدد كبير من شعبه الوثنيين الى الديانة اليهودية ... كان عدد السكان اليهود ضخماً في جميع أنحاء مقاطعة الخزر، خلال الفترة الواقعة بين القرن السابع والقرن العاشر ... بدا عند حوالي القرن التاسع، أن جميع الخزر أصبحوا يهوداً، وأنهم اعتنقوا اليهودية قبل وقت قصير فقط" (4).
ويقول المسعودي: "وقد كان تهود ملك الخزر في خلافة الرشيد، وقد انضاف إليه خلق من اليهود وردوا إليه من سائر أمصار المسلمين ومن بلاد الروم، وذلك أن ملك الروم في وقتنا هذا وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة (هجرية) وهو أرمنوس نقل من في ملكه من اليهود الى دين النصرانية وأكرههم" (5).
لقد أكد المؤرخون الحديثون وعلى اختلاف جنسياتهم - مع استقلالهم عن بعضهم - "أن الغالبية العظمى من اليهود المعاصرين ليسوا من أصل فلسطيني، وإنما هم من أصل قوقازي، وأن التيار الرئيسي للهجرات اليهودية لم ينبثق من حوض البحر المتوسط عبر فرنسا وألمانيا توجهاً نحو الشرق ثم عائداً أدراجه ثانية، ولكنه تحرك في اتجاه ثابت دائم نحو الغرب، بادئاً من القوقاز، عابراً أوكرانيا الى بولندا ومنها الى أوروبا ( ... ) وإذا كان عسيراً أن نحدد نسبة الخزر العددية الى العناصر السامية وغيرها، فإن الدلائل المتراكمة تجعل المرء ميالاً الى الأخذ بالإحصاء الموثوق الذي قدمه المؤرخون البولنديون، والدال على أن "الغالبية العظمى في العصور السابقة كان أصلها من بلاد الخزر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/357)
"ومن ثم الى قبول أن الخزر قد أسهموا في البنية التحتية السلالية لليهود إسهاماً جوهرياً بالضرورة وله السيادة والغلبة وفق أقوى الحالات" (6).
"والحقيقة أن من يزعمون أنفسهم "يهودا"، المتحدرين تاريخياً من سلالة الخزر، يشكلون أكثر من 92 بالمائة من جميع من يسمون أنفسهم "يهودا" في كل مكان من العالم اليوم ( ... ). ويؤيد أكثر مشاهير العالم وعلماء علم الإنسان وعلماء الآثار وعلماء اللاهوت والمؤرخون والعلماء عامة في كل حقل من حقول البحث العلمي. المختصون بموضوع خزر أمس "ويهود" اليوم، والمراجع والأسانيد التي تبرهن بدون أي شك عن حقائق وأرقام تظهر ما وراء هذه المسألة، مؤكدة على أن ما لا يقل عن 92 بالمائة من جميع من يزعمون أنفسهم "يهودا" في العالم اليوم، يتحدرون ممن عرفوا بـ "يهود" السلالة الخزرية تاريخياً.
وهؤلاء العلماء المشاهير يقدمون أيضاً حقائق وأرقاماً تؤكد على أن 8 بالمائة المتبقية ممن يزعمون أنفسهم "يهودا". يتحدرون من السكان الوثنيين البدو القدامى في أفريقيا وآسيا وحوض البحر المتوسط. الذين تحولوا الى عبادة يهوه، قبل تحول الخزر من عبادة قضيب الرجل الى عبادة يهوه" (7).
"وثمة مصدر مهم آخر لعملية التهود هو العدد الكبير من الناس الذين تحولوا الى اليهودية، وكانوا من أجناس شديدة الاختلاف، وممن يمثلون الهوس الديني لليهود في العصور القديمة: فلاشا الحبشة السود البشرة ويهود كاي - فنج الصينيون الذين يشبهون مواطنيهم، واليهود اليمنيون ببشرتهم الزيتونية الداكنة (كنا قد أشرنا الى كيفية تهودهم بالقوة) وقبائل برابرة الصحراء اليهود الذين يشبهون الطوارق" (8).
(1) جي نوبيرغر: الفرق بين اليهودية والصهيونية ضمن أبحاث ندوة طرابلس - ليبيا ص 192
(2) أرنولد تيبني -دراسة في التاريخ - مطبعة أكسفورد. 1960 نقلاً عن عبد الوهاب الكيالي تاريخ فلسطين الحديث ص 17
(3) للتوسع: ثريا منقوش - التوحد في تطوره التاريخي
(4) بنيامين فريدمان: يهود اليوم ليسوا يهوداً ص 19
(5) المسعودي: مروج الذهب الجزء الأول ص 212
(6) أرثر كوستلر: القبيلة الثالثة عشر ص 226
(7) بنيامين فريدمان - يهود اليوم ليسوا يهوداً ص 45
أسباب تهود الخزر
ونعود الى مناقشة الأسباب التي كانت وراء تهود أجداد من يشكلون الغالبية الساحقة من يهود اليوم وفق تواتر المصادر التاريخية.
وهناك عدة روايات حول تلك الأسباب:
فالمسعودي مثلاً يعيد ذلك الى هرب اليهود من الإمبراطورية الرومانية التي كانت ترغمهم على التحول الى الديانة اليهودية، فهرب هؤلاء الى بلاد الخزر الواقعة على مصب نهر الفولغا وجواره فوجدوا هناك جنساً ذكياً ولكنه غير متعلم وقد عرضوا عليه دينهم. فاقتنع أبناء الجنس بمحاسن الدين اليهودي وأنه أفضل من دينهم الوثني فاعتنقوه.
أما البكري في كتابه الممالك والمسالك فيقول ما ملخصه أن ملك الخزر (الخاقان بولان) كان قد اعتنق المسيحية ثم تخلى عنها بعد أن اكتشف زيفها. فطلب من أتباع الكتب المقدسة (التوراة - الإنجيل - القرآن) أن يرسلوا عنهم ممثلين ليشرحوا له حسنات كل من الديانات الثلاثة، وكان له أن اقتنع بالدين اليهودي، نتيجة لخدعة، وتلاعب على الحديث بطريقة تذكرنا برواية خداع عمرو بن العاص لأبي موسى الأشعري في التحيكم بين الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ومعاوية بن أبي سفيان.
إلا أننا إذا ما استعرضنا واقع مملكة الخزر بين بلاد المسلمين وبلاد المسيحيين وتذكرنا عقلية اليهود ودورهم في التجارة الدولية نستطيع أن نستنتج أن ملك الخزر في ذلك الزمان (الخاقان بولان) كان قد أدرك أن الوسيلة الأنجح التي تمكنه من التفلت من التبعية للإمبراطورية المسيحية أو الخلافة الإسلامية وبالتالي عدم دفع الضرائب لأي منهما، هو اعتناق دين ثالث يجعله مميزاً عن كل منهما ومقبولاً منهما في آن. خاصة وأن الوثنية التي كان عليها أبناء الخزر ممقوتة ومكروهة من المسيحيين والإسلام على حد سواء.
فكان التهود هو الخيار الثالث، فهو إضافة لما سبق يمنحهم فرصة ذهبية للدخول الى عالم التجارة الدولية التي كان يسيطر عليها اليهود ويمكنهم من لعب دور الوسيط التجاري بين الإمبراطوريتين المسيحية والإسلامية.
هذا الأمر تقاطع مع مصالح اليهود. فقد كانوا يبحثون عن بلاد يلجؤون إليها وتحقق لهم مصلحة مزدوجة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/358)
الخروج من كنف الإمبراطورية الرومانية حيث كان يفرض عليهم اعتناق المسيحية بالقوة.
يمكنهم من الركون الى دولة قوية يعتمدون عليها وتشكل قاعدة ارتكاز وحماية لهم وتساعدهم في فتح أسواق تجارية في العديد من البلدان التي تقيم علاقات مع تلك الدولة.
التهود في الإمبراطورية الرومانية
بلغ اعتناق اليهودية ذروته في الإمبراطورية الرومانية فيما بين سقوط الدولة اليهودية وظهور المسيحية، فقد تهودت كثير من العائلات النبيلة في إيطاليا ... ويتحدث فيلو عن التحول الضخم الى اليهودية في اليونان ... ويكتب المؤرخ اليهودي ريناك "لقد كان الهوس الديني حقاً إحدى أبرز سمات اليهودية خلال العصر الإغريقي - الروماني، ولا شك أن اليهودية حققت بهذه الطريقة تحولاً ضخماً إليها خلال قرنين أو ثلاثة ... ولا يمكن تفسير التزايد السريع لليهود في مصر وقبرص ... بدون افتراض امتصاص دماء غير يهودية وفيرة، وقد تماثلت سيطرة الهداية الدينية على كل الطبقات العليا والدنيا في المجتمع" (1).
واستمر التهود على هذه الوتيرة حتى ظهور الديانة المسيحية وتعاليمها ذات الطبيعة الإنسانية الحضارية المتناقضة مع تعاليم ديانة يهوه القبلية.
ثم كان الحظر الكنسي على الزيجات المختلطة مع اليهود "من قبيل ما أصدره مجمع طليطلة سنة 580 م، ومجمع روما سنة 743 م ومجمع لاتيران الأول والثاني سنتي 1123، 1139" وقد توقف الأمر تماماً مع بداية ظاهرة الغيتو وأسواره العالية وإن كان قد عاد بعد انهيار تلك الأسوار، عبر ظاهرة الزواج المختلط والتهود الفردي عن طريق الحاخامين وهذا الأمر مستمر الى يومنا هذا.
أخيراً:
"فمع أن اليهودية لا تبشر بالدين اليهودي ... فإن عدداً من أبرز الحاخامين وأكثرهم تمتعاً بالاحترام هم ممن اعتنقوا اليهودية. ومعروف أن الآباء والأمهات اليهود في العالم كله يباركون أبناءهم كل يوم سبت ومساء كل يوم عطلة. ولقد دأبوا على فعل ذلك طيلة الأعوام الألف الماضية بالطريقة نفسها.
فإذا كان الأبناء إناثاً كان نص المباركة "فليجعلك الله مثل سارة وربيكا وراشيل وليا" مع العلم أن أياً من هؤلاء النسوة لم تولد يهودية كلهن اعتنقن اليهودية اعتناقاً بعد مولدهن. أما إذا كان الأبناء ذكوراً فإن نص الدعوة يكون: "فليجعلك الله مثل أفرايم ومناشة"، مع العلم أن كل واحد منهما كانت أمه عند مولدها مصرية ثم اعتنقت اليهودية .... وأخيراً فإن - تيناح - كتاب اليهود المقدس، يضم سفر - روث - وأصلها من الموآبيين أعداء اليهود التقليديين، ولكنها اعتنقت اليهودية فيما بعد ... وفي نهاية هذا السفر - سفر روث يذكر صراحة أن روث هي الجدة الأولى لداود أعظم ملوك اليهود" (2).
إن ما ذكرنا يؤكد بلا شك أن الدين اليهودي شأنه شأن معظم الديانات مفتوح أمام من يريد أن يعتنقه. وأن أهم النساء فيما يسمى التاريخ اليهودي هن نساء غير يهوديات بالمولد. إذن أضفنا الى هذا أن الأم في الديانة اليهودية هي من تحدد النسب لعرفنا ضحالة وخف القول إن هناك شعب يهودي يعود بأصوله الى أولئك اليهود الذين أقاموا في فلسطين في فترة قصيرة عبر التاريخ القديم.
(1) كوستلر القبيلة الثالثة عشر ص 62
(2) كوستلر القبيلة الثالثة عشر ص 139
إشكنازيم - سفارديم - مزراحيم
يقول المؤرخ أرثر كوستلر: "ينقسم يهود عصرنا الى قسمين السفرديم والاشكنازي .. وفي سنة 1960 قدر عدد السفرديم بخمسمائة ألف. وبلغ عدد الأشكنازي في الفترة نفسها حوالي 11 مليوناً" (1).
هذا التقسيم صحيح بالنسبة لليهود الأوروبيين، ولكن لماذا تجاهل كوستلر الحديث عن "المزراحيم" وهم اليهود الشرقيين الذين عاشوا في البلدان العربية بشكل أساسي. هل لأنه يرى أن معظم هؤلاء جاءوا من إسبانيا إثر سقوط الخلافة الإسلامية هناك أم هناك أمر آخر.
على كل حال فإن واقع الحال يقول أن يهود اليوم ينقسمون الى: أشكناز - سفارديم - مزراحيم ومجموعات عرقية أخرى. الفلاشا على سبيل المثال.
الاشكناز:
ورد في سفر التكوين وفي سفر أحبار الأيام الأولى، أن أشكناز هو أحد أبناء جومر بن يافث. وورد أيضاً أنه أخ توجارما وابن أخ ماجوج. كما ورد في سفر أرميا الأصحاح 51 - 27 أن النبي يدعو شعبه وحلفاءهم بأن يهبوا ويدمروا بابل "نادوا عليها ممالك أراراط ومنى وأشكناز".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/359)
وقد فسر هذه العبارة الزعيم الروحي لليهود الشرقيين في القرن العاشر "سادية جاوون" حيث قال أنها نبوءة تخص عصره: فبابل رمزت الى الخلافة العباسية. وأن الأشكناز الذين فرض عليهم مهاجمتها، كانوا إما الخزر أنفسهم أو قبيلة حليفة. وبناء على ذلك يقول المؤرخ بولياك:
"إن بعض المثقفين من اليهود الخزر الذين سمعوا حجج جاوون البارعة أطلقوا على أنفسهم إسم الاشكناز حين هاجروا الى بولندا" (2).
وأصبح اسم "الاشكناز" هو الاسم البديل عن "الخزر" وعلى حد قول "كوستلر" فإن لفظ يهودي هو مرادف فعلا لليهودي الأشكنازي".
لغة الييدش: تستخدم لغة الييدش من قبل اليهود الأشكناز ذو الأصول الخزرية، دون غيرهم وهي لغة ملتبسة يعتقد الكثيرون بأصولها الألمانية وهذا اعتقاد خاطئ لا أساس له.
وتكتب لغة الييدش بأحرف عبرية وهي مزيج من السلافية والعبرية والكثير من المصطلحات التي كانت رائجة في المناطق الشرقية من ألمانيا الملاصقة للبلاد السلافية.
يقول آرثر كوستلر:
"إن تطور لغة الييدش كان عملية طويلة ومركبة، يحتمل أنها بدأت في القرن الخامس عشر، إن لم يكن قبل ذلك. إلا أنها بقيت لمدة طويلة لغة الكلام، أو قل نوعاً من اللغة المشتركة ولم تظهر مطبوعة إلا في القرن التاسع عشر" (3).
وقد تكونت تلك اللغة الهجين بفعل عدة عوامل متداخلة في الدولة البولندية التي كانت تنبعث، وكان حكامها يشجعون الهجرة اليها بهدف إعمارها وتطويرها فكان المهاجرون الألمان خير من يقوم بذلك "ويقال إن مجموع الألمان الذين هاجروا الى بولندا لم يقل عن أربعة ملايين" (4).
وقد شكل هؤلاء المهاجرون مدن حضارية، فيما تواجد اليهود الذين هاجروا من خازريا بعد إنهيار إمبراطوريتهم مدن صغيرة خاصة بهم أطلق عليها اسم "اشتتل". وبسبب سيادة الثقافة الألمانية في بولندا، ودخول نظام التعليم الألماني إليها "راح البولنديون يقدرون مزايا الثقافة العليا التي جلبها الألمان إليهم وأخذوا يحاكون أساليبهم الأجنبية كما ولع أفراد الأرستقراطية البولندية بالعادات الألمانية ووجدوا الجمال والمتعة في كل ما جاء من ألمانيا" (5).
إذا كان هذا حال البولنديين أبناء البلاد، فكيف يكون حال مهاجرين جدد اقتلعوا من ديارهم وقدموا الى مجتمع جديد؟! لم يجد هؤلاء الخزر أمامهم من سبيل إذا أرادوا النجاح في وطنهم الجديد، إلا تعلم اللغة الألمانية السائدة في بولندا، كما كان لزاماً عليهم أن يتعلموا لغة الشعوب السلافية التي كانوا يحتكون بها، ويعيشون بين ظهرانيا، ويتعاملون في حياتهم اليومية مع أبنائها.
أضف الى ذلك ما كانوا يتلقونه من دروس دينية على أيدي الحاخامات واستماعهم الى التوراة باللغة العبرية.
فتشكلت من كل هذا لغة هجين استخدمها هؤلاء المتهودون الخزر هي لغة "اليديش" التي تشكلت بطريقة فوضوية غير قائمة على قواعد محددة "يمكن بيان الفوضى التي شابت الهجاء بالرجوع الى القواعد التي جاءت في الدليل اليهودي للشعب والذي ينص على ما يلي:
اكتب ما تتكلم
اكتب بحيث يمكن لليهود البولنديين واللتوانيين أن يفهموك
راع اختلاف هجاء الكلمات المتحدة في الصوت والمختلفة في المعنى" (6).
لغة اليدييش إنتشرت في أوساط المتهودين الخزر (الاشكناز) وشكلت لغتهم الخاصة. بإستثناء جزء من طائفة القرائين الذين استمروا في التحدث بلغتهم الخزرية الأصلية. ذلك ما جاء في أول إحصاء روسي أجري سنة 1897 (7).
السفارد:
"من أصل لاتيني إسباني برتغالي (من نسل المادانوس - أي يهود شبه جزيرة أيبريا المتخفين الذين ارتدوا عن اليهودية في الظاهر، وإن كانوا قد استمروا في ممارسة عقيدتهم في الخفاء)، يتحدثون اللادينو (وهي لهجة إسبانية دخلت عليها مفردات عبرية وتركية وبرتغالية) (8).
وتعتبر اللادينو المعادل السفاردي للغة الييدش عند الأشكناز. وقد تشكلت بطريقة قريبة من الطريقة التي تشكلت بها الييدش. وكان متحدثو اللادينو يكتبونها بالخط "الراشي" الذي ابتدعه "ربى شلومو يريتسحات في القرن الحادي عشر. واستخدام لغة اللادينو نادراً الآن وتكتب بالحرف اللاتيني.
ويجب ألا نقع في التسرع والاعتقاد أن اليهود السفارديم يعودون الى أصل عرقي محدد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/360)
"فإن إقامتهم في إسبانيا لمدة تزيد على ألف سنة قد تركت عليهم وعلى مضيفهم بصماتها التي لا تمحى ... فقد كان والدا سبينوازا برتغاليين من المارانوس هاجرا الى أمستردام ثم أن الأسر اليهودية العريقة في إنجلترا (التي وصلت إليها منذ زمن طويل قبل التيار الذي تدفق إليها من الشرق في القرنين 19، 20) ومنها إسرة مونتيفيوري ولوسداس ... وساسون .. الخ جاءت كلها من الوعاء الايبيري الخليط ولا يمكنها الادعاء بالإنتساب الى أصل نقي أكثر نقاء من اليهود الأشكنازي" (9).
المزراحيم:
وهم اليهود الشرقيين الذين كانوا يقيمون في المغرب العربي والعراق وإيران وأفغانستان واليمن وكان هؤلاء يتحدثون كل بلغة بلده وموطنه.
ولا يمكن اعتبار كل اليهود الذين كانوا يقيمون في هذه البلدان من أبناء هذه البلاد أصلاً. بل أن أعدادا كبيرة منهم قدمت من بلاد الخزر "ففي العراق على سبيل المثال وصل تعداد اليهود في عام 1947 الى 18 ألف نسمة، بينما كان عددهم في النصف الثاني من القرن التاسع عشر حوالي 50 ألف نسمة. وفي وسط آسيا كان تعداد اليهود في عام 1856 يقدر بعشرة آلاف نسمة، ثم قدر في عام 1921 بـ 45 ألف نسمة، ولم تحدث هذه الزيادة نتيجة للعوامل الطبيعية وإنما نتيجة لهجرة الكثيرين من اليهود الاشكناز من روسيا" (10).
فأعداد اليهود الحقيقية في تلك البلدان كانت تتناقص في الواقع فـ "تغيير أعداد كبيرة من اليهود لديانتهم واعتناقهم للإسلام قد أديا الى تضاؤل تعدادهم في المجتمع علاوة على هذا فإن حرص اليهود على تحديد النسل .. لعب دوراً مهماً في تضاؤل تعدادهم" (11).
ويضاف الى ذلك تحول الكثير من يهود بعض البلدان الأسلامية الى الديانة المسيحية نتيجة للنشاط التبشيري خاصة في إيران "حقاً فقد كانت ظاهرة إعتناق اليهود للديانة المسيحية شائعة في إيران أكثر من أي بلد آخر" (12).
ولولا بروز الظاهرة الاستعمارية، والحركة الصهيونية في القرن التاسع لكانت حركة الاندماج الطبيعي لليهود في مجتمعاتهم العربية والإسلامية قد أخذت دورتها الطبيعية.
فعلى سبيل المثال فـ "صدور مرسوم كرسية - الذي منح حق المواطنة الفرنسية ليهود الجزائر - وإقامة مدارس جماعة "كل شعب إسرائيل أصدقاء" في المغرب قضت على إمكانات إندماج اليهود في مجتمعاتهم" (13).
لقد تآمر الاستعمار الغربي والحركة الصهيونية على اليهود الشرقيين (المزراحيم) لإقتطاعهم من مجتمعاتهم، لاستغلالهم أبشع استغلال في مشروع صهيونية الخزر كما سنرى لاحقاً.
===================================
(1) كوستلر: ص 148
(2) كوستلر: ص 236 - 237
(3) كوستلر القبيلة الثالثة عشر ص 179
(4) أنظر: المصدر السابق ص 180
(5) كوستلر: ص 172
(6) المرجع السابق ص 172 نقلاً عن كوتشلر
(7) المرجع السابق ص 173 نقلاً عن كوتشلر أيضاً
(8) كوستلر: ص 172 نقلاً عن مقال لـ سمث في مجلة جمعية الدراسات الشرقية لجامعة جلاسكو
(9) أنظر كوستر ص 174
(10) عبد الوهاب المسيري: الايديولوجية الصهيونية ص 61
(11) كوستلر: القبيلة الثالثة عشر ص 186 - 187
(12) تحرير: صموئيل أتينجر اليهود في البلدان الإسلامية ص 26
(13) المصدر السابق ص 27(139/361)
المنهج التاريخي عند البلاذري في كتابه فتوح البلدان
ـ[صالح العقل]ــــــــ[16 - 08 - 06, 08:16 ص]ـ
المنهج التاريخي عند البلاذري في كتابه فتوح البلدان
---------------------------------------------------------
أسس المنهجية التاريخية عند البلاذري:
أتناول أسس المنهج في تاريخ الفتوح عند البلاذري من خلال استعراض مصادر مادته و المنهجية التي اتبعها في تنظيمها و نقدها و من ثم أسلوبه في عرضها:
جمع البلاذري مادة كتابه من الروايات الشفوية المعتمدة على الإسناد، و ما جمعه من ملاحظات خلال زياراته للأمصار التي كتب عنها، فضلا عما نقله من كتب السابقين و أهمها كتاب الواقدي في المغازي.
و بعد أن تكونت لديه المادة التي سعى إلى تحصيلها، اخذ في تنظيمها و ترتيبها على المنهج الموضوعي، بحيث يتناول أحداث فتح كل بلد و بعض أخبارها الهامة و ما ارتبط بها من نواح ثقافية و حضارية، واضعا عناوين رئيسية و أخرى فرعية تيسر على القارئ إدراك الموضوع بمختلف جوانبه و مظاهره. و أهم ما يميز موضوعات هذا الكتاب هو التمهيد الذي يقدمه البلاذري في بعض الأحيان بذكر لمحة تاريخية عن المناطق في عصرها السابق للفتح الإسلامي، متتبعا بعض هذه الموضوعات حتى الفترة التي عاصرها مراعيا الترتيب الزمني و وحدة الموضوع التاريخي.
لم يفصح البلاذري صراحة عن منهجه في نقد المادة التي تشكل كتابه في فتوح البلدان، و لكن من خلال دراسته يمكن ملاحظة العناصر الأساسية التي تعبر عن توجهه في النقد التاريخي:
•يعلن بعض الأحيان عن تفضيله لبعض الروايات على غيرها وفق ما يراه فيها من جوانب جديرة بذلك، و أن كان يعبر عن رأيه مقتضبا.
•عدم الأخذ بالأحداث على علاتها، و إنما يستقرا الحوادث للكشف عن أسبابها و ربطها بما يترتب عليها من نتائج.
•ندرة ما يورده من أخبار الخوارق و الأساطير و المعجزات، و عندما يتعرض لها فانه ينقدها و ينفي وجودها.
•يكشف عن مواطن العبرة و العظة في الأحداث بما يمثل تقييما لها من وجهة نظره.
اعتمد البلاذري في عرضه للمادة السابقة على بساطة اللغة و قوة تعبيرها، مستشهدا بالآيات القرآنية و الأحاديث النبوية و الشعر للتدليل على صحة مضمون رواياته بلا مبالغة و لا إسراف. كما يدعم رواياته بما تحصل عليه من رسائل متبادلة بين الخلفاء و قادتهم و ما كتب من مواثيق صلح مع أهل البلاد المفتوحة، فاحتل كتابه قيمة عظيمة بين كتب عصره، و عد منهجا سار عليه من اخذ عنه.
نقل للفائدة.(139/362)
من حميّة بني أمية على (علي بن أبي طالب) رضي الله عنه.
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[01 - 09 - 06, 04:58 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
وقفتُ على هذه الحادثة - و ليست بمستغربة في الحقيقة - تبيّن حميّةَ بني أمية على الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه و أرضاه.
قال الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام (2/ 210) في ترجمة الخارجي (عمران بن حطّان السدوسي):
(ومن شعره في قاتل علي رضي الله عنه:
يا ضربةً من تقي ما أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره حيناً فأحسبه ... أوفى البرية عند الله ميزانا
أكرم بقومٍ بطون الطير أقبرهم ... لم يخلطوا دينهم بغياً وعدوانا
فبلغ شعره عبد الملك، فأدركته الحمية، فنذر دمه، ووضع عليه العيون، فلم تحمله أرضٌ حتى أتى روح بن زنباع، فأقام في ضيافته، فقال: ممن أنت - قال: من الأزد، فبقي عنده سنة، فأعجبه إعجاباً شديداً.
فسمر روح ليلةً عند عبد الملك، فتذاكرا شعر عمران بن حطان هذا، فلما انصرف روح تحدث مع عمران، وأخبره بالشعر الذي ذكره عبد الملك، فأنشده عمران بقيته، فلما أتى عبد الملك قال: إن في ضيافتي رجلاً ما سمعت منك حديثاً قط إلا حدثني به وبأحسن منه، ولقد أنشدته البارحة البيتين اللذين قالهما عمران في ابن ملجم، فأنشدني القصيدة كلها، فقال: صفه لي، فوصفه له، فقال: إنك لتصف صفة عمران بن حطان، اعرض عليه أن يلقاني، قال: نعم. فانصرف روح إلى منزله وقص على عمران الأمر، فهرب وأتى الجزيرة، ثم لحق بعمان، فأكرموه، فأقام بها حياته.) اهـ النقل بواسطة الشاملة.
جزاكم الله خيراً
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[01 - 09 - 06, 05:20 م]ـ
بارك الله فيك أخي
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[01 - 09 - 06, 05:27 م]ـ
و فيك بارك أخي الخليفي
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[01 - 09 - 06, 06:33 م]ـ
نص انتقاؤه يدل على الذكاء ليت الأخوة يرفدون الموضوع بما عندهم لتعزيزه.
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[01 - 09 - 06, 11:32 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضلي
و ليت الإخوة يزوّدونا بما لديهم في الموضوع من باب الإثراء.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[07 - 02 - 07, 06:04 م]ـ
سبحان الله وبحمده
بن حمد آل سيف
بارك الله فيك أخي الفاضلي
و ليت الإخوة يزوّدونا بما لديهم في الموضوع من باب الإثراء.
.
في الإنتظار.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[24 - 08 - 08, 01:14 ص]ـ
.....
هل من إضافة؟
فلقد طااال الإنتظار!
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[25 - 08 - 08, 03:21 ص]ـ
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في هدي الساري:
عمران بن حطان السدوسي الشاعر المشهور كان يرى أجرة الخوارج قال أبو العباس المبرد كان عمران رأس القعدية من الصفرية وخطيبهم وشاعرهم انتهى والقعدية قوم من الخوارج كانوا يقولون بقولهم ولا يرون الخروج بليزينونه وكان عمران داعية إلى مذهبه وهو الذي رثى عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي عليه السلام بتلك الأبيات السائرة وقد وثقه العجلي وقال قتادة كان لا يتهم في الحديث وقال أبو داود ليس في أهل الأهواء أصح حديثا من الخوارج ثم ذكر عمران هذا وغيره وقال يعقوب بن شيبة أدرك جماعة من الصحابة وصار في آخر أمره إلى أن رأى أجرة الخوارج وقال العقيلي حدث عن عائشة ولم يتبين سماعه منها.
قلت لم يخرج له البخاري سوى حديث واحد من رواية يحيى بن أبي كثير عنه قال سألت عائشة عن الحرير فقالت ائت بن عباس فسأله فقال ائت بن عمر فسأله فقال حدثني أبو حفص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة انتهى وهذا الحديث إنما أخرجه البخاري في المتابعات فللحديث عنده طرق غير هذه من رواية عمر وغيره وقد رواه مسلم من طريق أخرى عن بن عمرو وغيره وقد رواه مسلم من طريق أخرى عن بن عمر نحوه.
ورأيت بعض الأئمة يزعم أن البخاري إنما أخرج له ما حمل عنه قبل أن يرى أجرة الخوارج وليس ذلك الإعتذار بقوي لأن يحيى بن أبي كثير إنما سمع منه باليمامة في حال هروبه من الحجاج وكان الحجاج يطلبه ليقتله لرأيه أجرة الخوارج وقصته في ذلك مشهورة مبسوطة في الكامل للمبرد وفي غيره على أن أبا زكريا الآتي حكى في تاريخ الموصل عن غيره أن عمران هذا رجع في آخر عمره عن أجرة الخوارج فإن صح ذلك كان عذرا جيدا وإلا فلا يضر التخريج عمن هذا سبيله في المتابعات والله أعلم. اهـ(139/363)
فوائد من دروس السيرة للشيخ محمد حسان
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[03 - 09 - 06, 05:12 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
فهذه مجموعة من الفوائد التي استفدتُّها من دروس السيرة لفضيلة الشيخ محمد حسان - حفظه الله -
وسوف أقوم - إن شاء الله - بكتابة هذه الفوائد تباعاً.
بدأت هذه الدروس في الحادي عشر من ربيع الثاني عام 1424هـ (11/ربيع الثاني/1424هـ).
ولا زالت هذه الدروس مستمرة حتى الآن.
وعدد هذه الدروس حتى الآن = 121 درس.
[فوائد من الدرس الأول] (11/ربيع الثاني/1424هـ):
الفائدة رقم (1):
[معرفة أسماء بعض كتب مصادر السيرة النبوية المطبوعة التي اعتمد عليها الشيخ]، فقد ذكرها الشيخ وقمتُ بترتيبها على وفيات المؤلفين وهي كالتالي:
1 - السيرة والمغازي، لمحمد بن إسحاق، المتوفى سنة 150هـ.
2 - السيرة النبوية، لابن هشام (عبد الملك بن هشام)، المتوفى سنة 218هـ.
3 - تاريخ الأمم والملوك، للطبري (محمد بن جرير الطبري)، المتوفى سنة 310هـ.
4 - دلائل النبوة، لأبي نعيم (أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق)، المتوفى سنة 430هـ.
5 - دلائل النبوة، للبيهقي (أحمد بن الحسين بن علي)، المتوفى سنة 458هـ.
6 - الدرر في اختصار المغازي والسير، لابن عبد البر (يوسف بن عبد البر)، المتوفى سنة 463هـ.
7 - الشفا بتعريف حقوق المصطفى، للقاضي عياض (عياض بن موسى)، المتوفى سنة 544هـ.
8 - زاد المعاد في هدي خير العباد، لابن القيم (محمد بن أبي بكر بن أيوب)، المتوفى سنة 751 هـ.
9 - الفصول في سيرة الرسول لابن كثير (إسماعيل بن عمر بن كثير)، المتوفى سنة 774هـ.
10 - البداية والنهاية، لابن كثير (إسماعيل بن عمر بن كثير)، المتوفى سنة 774هـ.
11 - سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، للصالحي الشامي (محمد بن يوسف)، المتوفى سنة 942هـ.
12 - مختصر سيرة الرسول، لمحمد بن عبد الوهاب، المتوفى سنة 1206هـ.
13 - السيرة النبوية دروس وعبر، لمصطفى السباعي، المتوفى سنة 1384هـ.
14 - فقه السيرة، للغزالي (محمد الغزالي)، المتوفى سنة 1416هـ.
15 - الرسول القائد، لمحمود شيت خطاب، وقد توفي - رحمه الله – منذ سبع سنوات تقريباً.
16 - رحمة للعالمين، للمنصور فوري (محمد بن سليمان).
17 - الرحيق المختوم، للمبارَكفُوري (صفي الرحمن المباركفوري)، من المعاصرين.
18 - السيرة النبوية الصحيحة، لأكرم ضياء العُمَري، من المعاصرين.
19 - (السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة)، لمحمد الصوياني، من المعاصرين.
20 - صحيح السيرة النبوية، لإبراهيم العلي، من المعاصرين.
21 - فقه السيرة، للبوطي (محمد بن سعيد بن رمضان)، من المعاصرين.
22 - فقه السيرة، لمنير محمد الغضبان، من المعاصرين.
23 - نور اليقين في سيرة سيد المرسلين، لمحمد الخضري.
24 - هذا الحبيب محمد يا مُحِب، لأبي بكر الجزائري (جابر بن موسى)، من المعاصرين.
25 - وقفات تربوية مع السيرة النبوية، لأحمد فريد، من المعاصرين.
26 - السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية، لمهدي رزق الله أحمد، من المعاصرين.
ـ[حاتم حمزة]ــــــــ[03 - 09 - 06, 10:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي في الله
أحمد بن سالم المصري
جزاك الله خيراً
و جزي الله خيراً شخينا الحبيب محمد سحان (حفظه الله)
و في إنتظار المزيد من الفوائد
أخوكم في الله
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[03 - 09 - 06, 06:14 م]ـ
بارك الله فيك
وبانتظار البقية
((أخي الكريم هل الدروس موجودة صوتيا على قرص مضغوط أو ما شابه؟؟))
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[04 - 09 - 06, 03:42 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ونحن في انتظار البقية
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[04 - 09 - 06, 05:49 ص]ـ
تابع
[فوائد الدرس الأول] (11/ربيع الثاني/1424):
الدرس الأول: يتكلم عن بيان مكانة وقدر النبي صلى الله عليه وسلم.
الفائدة رقم (2):
[بيان قَدْر ومكانة النبي عند الربِّ العليّ]:
1 - إنَّ اللهَ أقسمَ بحياة النبي ولم يثبت هذا لغيره من الأنبياء، فقال الله: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُون).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/364)
قال ابن عباس: [ما خَلَقَ اللهُ وما ذرَأ وما برَأ نفساً أكرمَ على اللهِ من محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وما سمعتُ الله أقسمَ بحياةِ أحدٍ غيرِه، قال الله تعالى ذكره: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ)].
أخرجه الطبري (14/ 91 - 92 - ط. دار هجر) عن المثنى بن إبراهيم، عن مسلم بن إبراهيم، عن سعيد بن زيد، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس به.
قلت: هذا إسناد ضعيف جداً؛ فيه علتان:
الأولى: عمرو بن مالك، وهو النكري؛ قال ابن حبان في "المجروحين" - في ترجمة ابنه يحيى بن عمرو -: [كان منكر الرواية عن أبيه، ويحتمل أن يكون السبب في ذلك منه أو من أبيه أو منهما معا، ولا نستحل أن يطلق الجرح على مسلم قبل الاتضاح، بل الواجب تنكب كل رواية يرويها عن أبيه لما فيها من مخالفة الثقات والوجود من الاشياء المعضلات، فيكون هو وأبوه جميعا متروكين من غير أن يطلق وضعها على أحدهما ولا يقربهما من ذلك لأن هذا شيء قريب من الشبهة]، وذكره ابن حبان أيضاً في الثقات!!
الثانية: المثنى بن إبراهيم؛ لم أجد له ترجمة.
وقد وجدتُ طريقاً آخر لهذا الحديث، أخرجه الحارث بن أبي أسامة - كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (6/ 227/5746) - عن عبد العزيز بن أبان، عن سعيد بن زيد به.
قلت: هذا إسناد ضعيف جداً؛ فيه عبد العزيز بن أبان؛ قال الحافظ في "تقريب التهذيب": [متروك، وكذبه ابن معين وغيره].
ثم وجدت للحديث طريقاً ثالثاً، أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (5/ 487) أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري، أنبأنا جدي يحيى بن منصور القاضي، حدثنا أبو بكر محمد بن النضر الجارودي، حدثنا أبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي، وأنا سألته، قال: حدثنا أبو عباد يحيى بن عباد الضبعي، عن سعيد بن زيد، عن عمرو بن مالك النكري، عن أبي الجوزاء، قال: قال ابن عباس: ((ما خلق الله خلقا أحب إليه من محمد صلى الله عليه وسلم، وما سمعت الله عز وجل أقسم بحياة أحد إلا بحياته فقال: لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون وحياتك إنهم لفي سكرتهم يعمهون)).
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ في علتان:
الأولى: عمرو بن مالك النكري.
الثانية: شيخ البيهقي؛ لم أجد له ترجمة.
وقد وردت أسانيد أخرى إلى عمرو بن مالك، ولكن متنها مختصر جداً، وبالإضافة إلى ذلك لم يصح أيضاً إسناد واحد إلى عمرو بن مالك
[خلاصة البحث]: أن هذا الأثر ضعيف بمجموع طرقه؛ لضعف عمرو بن مالك، ولم يصح أيضاً أي إسناد إلى عمرو بن مالك؛ بل تحتوى جميع الطرق على المجاهيل أو المتروكين.
ومعذرة على الإطالة لكنها فوائد يذكرها الشيخ، وأعلقُ عليها، لكي يستفيد الجميع منها.
وإكمالاً للفائدة:
قال القاضي عياض في "الشفا": [اتفق أهل التفسير في هذا أنه قسم من الله جل جلاله بمدة حياة محمد صلى الله عليه وسلم]، ثم قال: [وهذه نهاية التعظيم، وغاية البر والتشريف].
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[04 - 09 - 06, 07:45 ص]ـ
تابع
[فوائد الدرس الأول] (11/ربيع الثاني/1424):
الفائدة رقم (3):
تابع: [بيان قَدْر ومكانة النبي عند الربِّ العليّ]:
2 - لم يقسمِ اللهُ لنبيٍّ من أنبيائه بصفة الرسالة إلا للنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم.
قال الله تعالى: {يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4)}.
وقال النَّقَّاش - كما في "تفسير القرطبي" (15/ 5) -: [لم يقسم الله تعالى لأحدٍ من أنبيائه بالرسالة في كتابه إلا لَهُ].
3 - أقسم الله تعالى (بالضحى والليل إذا سجى) ليُبَيّن مكانة نبيه وتعظيمه إياه.
قال القاضي عياض في "الشفا": [تضمنت هذه السورة من كرامة الله تعالى له، وتنويهه به، وتعظيمه إياه ستة وجوه].
وذكر أيضاً القاضي عياض الآيات الأخرى التي فيها القسم من الله ليبين مكانة النبي، مثل (والنجم)، و (والقلم وما يسطرون)، وغيرها من الآيات، فراجع كلام القاضي فإنه مفيد.
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[04 - 09 - 06, 04:26 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
في انتظار البقية ...
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[05 - 09 - 06, 02:53 ص]ـ
تابع
[فوائد الدرس الأول] (11/ربيع الثاني/1424هـ):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/365)
الفائدة رقم (4):
تابع: [بيان قَدْر ومكانة النبي عند الربِّ العليّ]:
4 - إنَّ الله لم يخاطبه في القرآن باسمه المجرد بخلاف سائر الأنبياء فإنه خاطبهم بأسمائهم.
قال تعالى: {يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّة}، وقال تعالى: {يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا}، وقال تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ}، وقال تعالى: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ}، وقال تعالى: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَاب بِقُوَّةٍ}، وقال تعالى: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْض}، وقال تعالى: {يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاس بِرِسَالاتِي وَبِكَلَامِي}، وقال تعالى: {يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيّ}.
وأما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فلم يخاطبه الله باسمه المجرد:
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِين}، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِم}، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}.
وقال العز بن عبد السلام في "بداية السُّول": [وهذه الخصيصة لم تثبت لغيره].
وقال أيضاً: [وهذا معلومٌ بالعرفِ أنَّ مَنْ دُعي بأفضل أوصافه وأخلاقه كان ذلك مبالغة في تعظيمه واحترامه].
[ولم يذكر الله اسم النبي مجرداً في القرآن قط إلا مقترناً بصفة النبوة والرسالة]:
قال تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُل}.
وقال تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّين}.
وقال تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}.
[تنبيه]: الدرس الأول يتكلم عن مكانة النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك أردتُ أن أقف عند كل كلمة في هذا الدرس، لأن حب نبينا يملأ قلوبنا، فأردتُ أن نزداد حباً له.
وأما باقي الدروس - إن شاء الله - فسنقوم بذكر أهم فوائدها والتعليق عليها بما يناسب المقام.
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[06 - 09 - 06, 03:02 ص]ـ
بارك الله فيك
وفي انتظار باقي الدروس والفوائد
ـ[ساعي]ــــــــ[14 - 04 - 08, 05:33 م]ـ
بارك الله فيك
وفي انتظار باقي الدروس والفوائد
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 08:00 م]ـ
اسال الله ان يرفع قدر شيخنا و حبيبنا محمد حسان
يا اخي
نحن في انتظار مزيد من الفوائد.
و
هنا رابط دروس السيرة:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2453
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[19 - 06 - 08, 04:11 ص]ـ
وإكمالاً للفائدة الرابعة:
يوجد موضع آخر ذُكِر فيه اسم النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ}
قال الإمام أبو نعيم - مُعلقاً على هذه الآية- في "دلائل النبوة" (ص41):
[فسمَّاه ليُعْلِم مَن جحده أنَّ أمرَه وكتابَه هو الحق، ولأنَّهم لم يعرفوه إلا بمحمد، ولو لم يُسمه لم يُعلم اسمه من الكتاب، وكذلك سائر الأنبياء لو لم يسموا في الكتاب ما عُرِفت أساميهم، كتسمية الله له محمداً، وذلك كله زيادة في جلالته ونبالته ونباهته وشرفه، لأنَّ اسمه مشتق من اسم الله، كما مدحه عمه فقال:
وشَقَّ له مِن اسمه ليُجِلَّه ** فذو العرشِ محمودٌ وهذا مُحمدُ].انتهى.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[13 - 11 - 08, 03:31 ص]ـ
[فوائد من الدرس الثالث والسبعين بعد المائة الأولى (173)] (8/ 11/1429):
الفائدة الأولى: ((من تواضع الشيخ الألباني - رحمه الله -)).
قال الشيخ محمد حسان - حفظه الله -:
[الشيخ الألباني - الله يرحمه رحمةً واسعة - في إحدى الدروس، - وهو يتكلم، ويشرح حديث أنس في "صحيح مسلم" (1)، حين جاء ضِمام بن ثعلبة، ونادى وقال: يا محمد ... وظلّ ينادي على النبي باسمه إلى آخر الحديث ...
فالشيخ الألباني - رحمه الله -، قال: "أنا أُمنيتي أنْ ينادي عليَّ أحدُ طُلابي، ويقول: يا محمد"].انتهى.
ـــــ حاشية ـــــ
(1) "صحيح مسلم" (12)، وليس فيه التصريح باسم ضمام، وإنما جاء هكذا: "فجاء رجل من أهل البادية"، وقال الإمام النووي في "شرح الصحيح" (1/ 169): [ثم اعلم أنَّ هذا الرجل الذي جاء من أهل البادية اسمه: ضمام بن ثعلبة، بكسر الضاد المعجمة، كذا جاء مسمى في رواية البخاري وغيره]. انتهى كلام النووي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/366)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[16 - 05 - 09, 08:08 ص]ـ
ماشاء الله تبارك الله
يرفع للنفع(139/367)
العلويون واغتيال ابن باديس
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[11 - 10 - 06, 12:12 ص]ـ
العلويون واغتيال ابن باديس
خلفيات الجريمة
بقلم عبد الحق عباس
كان الجزائريون بعد قرابة القرن من الاحتلال لا يرون الإسلام إلا الطُرقية، وقد زاد ضلالهم ما كانوا يرون من الجامدين والمغرورين من المنتسبين للعلم من التمسك بها والتأييد لشيوخها (1). وآل وضع الأمة إلى تخلف حضاري عام وشامل، لم يسلم من ذلك عالم أفكار الأمة ودينها ومعتقدتها، وأصبح الجانب التعبدي في أشكاله ومظاهره دون جوهره ومضامينه، وأخذ تَدين المجتمع عامة طابع الوراثة والتقليد والجمود لا أكثر، وتكلفت الزوايا والكتاتيب والمساجد في صورتها الموروثة بتقديم صورة معينة للإسلام، وفق وضع شيخ الطريقة المعينة.
ولما كان الإمام بن باديس يربط دائمًا بين الدين والأخلاق والعقل، ويرى أن قدرة المسلمين إنما تكون بالجمع بين العقائد الواضحة والأخلاق الطيبة والعلم، فإنه لم يتحرج من أن يقاوم الطُرق الصوفية في الجزائر، فكانت الحملات في دُروس التفسير والخُطب وفي مقالات الصحافة الإصلاحية بالأخص في الشهاب متوالية على الخرافات والأباطيل، وعلى المبتدعة والمضللين، وأيده في حملته فحول العلماء والمفكرين في الجزائر وتونس والمغرب وكان من أشدها عنفا على الطريقة العلوية وشيخها المتهم بالحلول ووحدة الوجود "أحمد بن عليوة" شيخ الطريقة العلوية في مستغانم، لسوء أدبه مع النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى بعض شطحاته الحلولية المنافية للعقيدة الإسلامية.
أحمد بن عليوة وطريقته:
لقد انتشرت الطرق الصوفية، وتعددت وتنوعت، وصارت تتحكم بزمام أوضاع الأمة، فلم يكن أحد أيًا كان يتجرأ على مواجهة شيوخ الطرق ومريديهم، ورَفض قبول كلامهم والانصياع لمطالبهم، والإذعان لأحكامهم وأوامرهم، فتفطن الاستعمار لما للطرقية من قوة ونفوذ، وعمل على احتوائها واستيعابها لاستخدامها وسيلة لبسط نفوذه وإحكام سيطرته، بتنصيبه من يضطلع لتشويه الدين عن طريق ضعاف النفوس من أمثال "أحمد بن عليوة" الذي تحدث عنه وعن طريقته الشيخ المجاهد "أحمد توفيق المدني" بما يلي:»
قال لي الأخ محمد رضا الأكحل – وكنا في أواخر شهر تموز/يوليو (جويلية) 1925 م -: لنا اليوم سهرة حافلة بمقبرة سيدي محمد بن عبد الرحمن، فلنستعد لها مبكرين حتى نكون في الصفوف الأولى. لم أفهم إطلاقًا. سيدي محمد .. مقبرة كبيرة وشهيرة بعاصمة الجزائر تعادل في أهميتها وفي قيمتها وفي علو كعب من دفن بها مقبرة الزلاج التونسية، وهي ذات أقسام ثلاث: المسجد والضريح، وساحة الضريح الفسيحة، وقبورها مسواة مع الأرض، ثم القسم الخلفي وقبوره عالية بارزة، فكيف تكون حفلة ساهرة فوق الأجداث؟ قال لي مؤكدًا أنها حفلة سنوية يقوم بها رجال الطريقة الرحمانية الذين يأتون في ركب عظيم من مدينة قسنطينة لزيارة شيخهم صاحب الطريقة. تقززت أولاً، هذه من أعظم البدع .. ويجب أن أرى ذلك رأي العين ...
وجاء الليل وذهبنا جماعة إلى المقبرة، فإذا بالساحة الفسيحة الموجودة أمام الضريح وقد أصبحت أشبه شيء ببهو فخم لقصر ثري، وقد فرشت أرضها بالبسط الثمينة، والزرابي المبثوثة، والمنابذ الصوفية الفارهة. وجلسنا، واستمر توارد القوم من حي "بلكور" ومن العاصمة وما يحيط بها، حتى لم يبق من مكان تطأه رجل إنسان.
وبعد صلاة العشاء، التأمت حلقة الذكر، وأخذ "الفقراء" يترنمون بأصوات هي البشاعة أقرب منها إلى الرخامة. وطال ذلك نحو ساعة. فبعض تلك الأناشيد والأذكار كان مستقيم المعنى صحيح المبنى، فيه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه الموعظة والذكرى، أما بعضها الآخر ففيه إشارات واضحة إلى مذهب "وحدة الوجود" يترنم بها القوم ولا يفهمون لها معنى، وخرجت من هناك آسفا حزينًا وأنا أتساءل: كيف تمكن أحمد بن عليوة المستغانمي من إنشاء طريقة صوفية وهو شبه أمّي؟ ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/368)
زارني – أحمد بن عليوة – يومًا، وسألته: ما هي الأسس التي بنيت عليها هذه الطريقة الجديدة؟ قال: سأبعث إليك بكتاب ألفته وطبعته ... وما هي إلا ساعة حتى جاءني أحد "الفقراء" يحمل إلي كتابًا، اسمه "المنهج القدوسية في شرح متن ابن عاشر على الطريقة الصوفية". وأخذت في الحين أقرأ الكتاب، ويا لهول ما قرأت: كلام أهوج، وخرافات لا تنطلي حتى على الأبله، وأباطيل وضلالات ما أنزل الله بها من سلطان. ودعوة سافرة غير حكيمة، لمذهب "وحدة الوجود" المنافي لعقيدتنا الإسلامية القرآنية الطاهرة على خط مستقيم. فاستعذت بالله من رجل اتخذ في ذهني صورة الشيطان في جسم إنسان ... «(2).
هذا ما جاء به "أحمد بن عليوة" (المتوفى سنة 1934 م) الذي كان يعمل حرازًا بمستغانم قبل أن آلت إليه مشيخة زاوية "درقاوة" بمستغانم بوصيّة من شيخه "محمّد بن الحبيب البوزيدي" (المتوفى عام 1909 م). ولكن الشيخ "ابن عليوة" كان طموحًا جدًّا فجدّد الطريقة وأدخل على نظامها وطقوسها ودعايتها تغييرًا شاملاً مِمّا جعلها تنتسب إليه بدلاً من نسبتها إلى "الدرقاوي" أو "الشاذلي"، وخرج بها من مستغانم لتنتشر في الآفاق، ونشطت على يده نشاطًا هائلاً، وامتدّت دعوتها باسمها الجديد: "الطريقة العليوية" في الوطن وخارج الوطن (3) ... وهكذا انتحل مذهبه - الذي نادى به محيى الدين بن عربي الأندلسي في كتابه (شجرة الكون) وعالجه اليهوي الهلاندي اسبينوزا، وتعرض له عمر بن الفارض – وهو مذهب "وحدة الوجود" الذي اشتهر به أيضًا شيخ الصوفية جلال الدين الرومي، أبعد الطرق عن الإسلام التي تدعو إلى الحلول صراحة، وهذا يتنافى تمامًا مع تعاليم الدين الإسلامي، ويصل بصاحبه إلى الكفر والإلحاد.
حملات ابن باديس على العلويين والطرق الصوفية الأخرى
رُفع نص سؤال إلى الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس يقول: "ما قول ساداتنا العلماء - رضي الله تعالى عنهم، وأدام النفع بهم - في رجلٍ يزعم أنّه قطب الزمان الفرد، وأنّ الكلّ دونه، وأنّه العارف الْمُسَلّك ... إلى غير ذلك من أعلى صفات العارفين، وأسمى درجات الكاملين، ثُمَّ يقول مخاطبًا للنبيّ صلى الله عليه وسلم بما نصّه:
إنْ مُتّ بالشَّوْق منكد
من هو بالملك موحّد
إن تبق في هجري زائد
عبس بالقول تساعد
ما عذر ينجيك للمولى ندعيك
ينظر في أمريك ما نرجوه فيك
ولَمّا قيل له في هذه الأبيات، قال: أَلسُنُ الْمُحِبِّين أعجمية!
فهل يُعَدُّ خِطابُه هذا سُوء أدب؟
وهل تجوز مخاطبة النبيّ صلى الله عليه وسلم بمثله؟
وهل صدور مثله من شأن العارفين الكاملين!؟
وهل يُقبل منه ما اعتذر به من عُجمة ألسن الْمُحبّين؟
أفيدونا مأجورين - إن شاء الله تعالى - من ربّ العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".
فانبرى الشيخ ابن باديس للجواب بعد أن استخار الله تعالى، فألف رسالة نافعة في الذب عن النبي صلى الله عليه وسلم موسومة ب: "رسالة جواب سؤال عن سوء مقال". ردّا على أحمد بن عليوة المستغانمي صاحب الطريقة العليوية، الذي تَجَرَّأَ على مقام النبوة الكريم فَفَاهَ بِجُمَلٍ سَخِيفَةِ الْمَعْنَى في أبيات باللّسان العَامِّيِّ الوارد في السؤال التي نشرها في ديوانه المطبوع في تونس عام 1920 م، المشحون بالدعوة إلى مبدأ الحلول وحدة الوجود (4).
رسالة جواب عن سوء مقال، عبارة عن رسالة صغيرة لا يزيد عددها عن سبع عشرة صفحة، تحتوي على مقدّمة وأربعة فصول وخاتمة، حَشَدَ فيها ابن باديس خير الأدلة، من الكتاب الكريم والسنّة الصحيحة وآثار السلف، بأسلوب علمي متين ولسان عربي مبين، وفرغ من تحريرها صبيحة الثلاثاء السابع والعشرين من ذي الحجة الحرام عام 1340ه الموافق لعام 1922 م، أرسل بها إلى كبار مشايخه بتونس وإلى أفاضل العلماء والمفتين بالجزائر والمغرب ومصر، فاطّلعوا عليها وقرّظوها وأرسلوا إليه بتقاريظهم تباعا فطبعها ونشرها في الجزء الأخير من الرسالة بأسماء العلماء المقرظين مع بيان وظائفهم وبلدانهم. واعتبروها من العمل المبرور والصنيع المشكور، وضلّلوا من فاه بتلك الأبيات، لما حوته من ترّهات"!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/369)
إنّ الرسالة - على صغر حجمها وما فيها من علم دسم – ساهمة بالقدر الممكن في الردّ على تحرّك أدعياء التصوّف الزائف في تلك الأيام، وتحذير الأمة من إفكهم وباطلهم، وكشف مخازيهم على ما أدخَلُهُ في القلوب من فساد العقائد، وعلى العقول من باطل الأوهام، وعلى الإسلام من زور وتحريف وتشويه، إلى ما صرفت من الأمّة عن خالقها بما نصبت من أنصاب، وشتّتت بكلمتها بما اختلقت من ألقاب، وقتلت من عزّتها بما اصطنعت من إرهاب، حتّى حقّت للحقّ على باطلها الغلبة (5)، واهتداءً بجنود الإصلاح من إخوانه المشايخ في جمعية العلماء المسلمين - التي أسسها ابن باديس سنة 1931 م – من أبرزهم: الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، والعربي التبسي، ومبارك الميلي، والطيب العقبي (رَحِمَ اللهُ الجميع) الذين "شنّوا الغارة على قلعة الضلال، وحملوا عليها حملةً صادقةً شعارُهم: لا صوفية في الإسلام، حتّى يدكّوها دكًّا وينسفوها نسفًا ويذروها خاوية على عروشها" (6).
وأمام الصعاب التي واجهها ابن باديس ورجال الإصلاح خاصة أن الطرق المنحرفة كانت تتلقى الدعم من سلطات الاحتلال، استعان ابن باديس بالصحافة الإصلاحية لكشف حقيقة تلك الطرق المنحرفة متبنيا منهج إصلاح عقائد الناس وأعمالهم، إذ يقول: "قمنا بالدعوة إلى ما كان عليه السلف الصالح من التمسك بالقرآن الشريف والصحيح من السنة الشريفة وقد عرف القائمون بتلك الدعوة ما يلاقونه من مصاعب وقحم في طريقهم من وضع الذين شبّوا على ما وجدوا عليه آباءهم من خلق التساهل في الزيادات والذيول التي ألصقها بالدين المغرضون أو أعداء الإسلام الألداء والغافلون من أبناء الإسلام".
فكانت الحملات متوالية منذ أول جريدة أنشأها الإمام، هي المنتقد (في 3 جويلية سنة 1925 م) وكان شعارها "الحق فوق كل أحد والوطن قبل كل شيء"، وكما يدل عليها اسمها فقد كانت ثورة على كل المظاهر المنحرفة في المجتمع الجزائري بهدف تنبيه المجتمع إلى مواطن الخلل والتركيز على نقض الطرق الصوفية المنحرفة التي كانت تمثل الإسلام بصورة مشوهة وكانت توجه أتباعها من خلال المقولة الخطيرة "اعتقد ولا تنتقد" فكان عبد الحميد بن باديس يردد عبارة "انتقد ولا تعتقد".
ولكن "المنتقد" لم تعش طويلا، نظرا للهجتها الحارة، وجملتها الصادقة، ضد الخرافات والبدع، والتي أثارت حفيظة الطرقيين عليها، وساندهم في ذلك بعض رجال الدين الرسميين. فأخذوا في الوشاية لدى السلطات الفرنسية ضدها، حتى عطلتها بأمر حكومي، بعد أن دامت أربعة أشهر أصدرت خلالها ثمانية عشر عددًا. ويقول الإمام فاضحًا وكاشفًا سبب سعي السعاة لتعطيلها: "ولكن أثار الذين اعتادوا التملق صدقها. وكبر على الذين تعودوا النفاق صراحتها. وهال الذين اعتادوا الجبن من الرؤساء، أو اعتادوا الجمود من الأتباع صرامتنا. فأجمعت هذه الطرائف أمرها، وأخذوا يسعون في الوشاية ضدها، وحمل الحطب للمراجع العليا لحرقها، حتى عطلت".
على إثر تعطيلها مباشرة، أصدر ابن باديس جريدة "الشهاب" (في 12 نوفمبر 1925 م) التي يوحي عنوانها "بالطموح إلى إضرام النار في القديم البالي الميت، الذي يريد أن يتحكم في الأحياء، وفي المستقبل. وإلى إنارة الطريق للجيل الصاعد، نظرا لما للشهاب من معاني النار والضوء" (7). وخوفًا من الإمام على الجريدة من التعطيل، وحذرًا منه على ذلك، اصطنع وانتهج – مداراة وتمويهًا – في تحريرها رؤية جديدة تتسم بعدم الصدام مع سلطات الاحتلال، والصبغة الدينية الغالبة في موضوعاتها، فقام الشيخ بشرح التفسير والأحاديث على صفحاتها، مع ربط المسائل الدينية بالواقع الجزائري، فراح يهاجم الدجاجلة فيقول على صفحاتها: "أحذر من دجال يتاجر بالطلاسم، ويتخذ آيات القران وأسماء الرحمن هزواً يستعملها في التمويه والتضليل".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/370)
واتهم المتصوفة الذين أخذوا أنفسهم وأتباعهم بنسك الأعاجم (يعتبر أحمد بن عليوة أنه واحد منهم) بأنهم اخترعوا أعملا وأوضاعًا وعقائد من عند أنفسهم وظنوا أنهم يتقربون بها إلى الله على غرار ما فعل المشركون من عبادة الأوثان والذبح عليها، "وكما اخترع طوائف من المسلمين الرقص والزمر والطواف حول القبور والنذر لها والذبح عندها ونداء أصحابها وتقبيل أحجارها ونصب التوابيت عليها، وحرق البخور عندها، وصب العطور عليها" وهو يدمغ ذلك كله بأنه مخالف لسنة رسول الله وأصحابه. وهو يظهر عجبه من حال المسلمين الجزائريين وغيرهم إذ "تجد السواد الأعظم من عامتنا غارقًا في هذا الضلال. فتراهم يدعون من يعتقدون فيهم الصلاح من الأحياء والأموات، يسألونهم حوائجهم من دفع الضر، وجلب النفع وتيسير الرزق وإعطاء النسل، وإنزال الغيث ويذهبون إلى الأضرحة ... ويدقون قبورهم وينذرون لهم ... وتراهم هناك في ذل وخضوع وتوجه، قد لا يكون في صلاة من يصلي منهم"، إنهم يدعون غير الله، ومن دعا غير الله، فهو إلى الشرك أقرب.
وإلى جانب هذا الشرك الخفي أو الصريح، ما عسى أن يقول المتصوفة عن الأنبياء وعن سيد الخلق نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وهم أكثر الخلق خوفًا من الله ونفورًا من عذابه؟ وهل يجهلون أن من دعاء القنوت الثابت المحفوظ "وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخاف عذابك الجد" ...
هذا وقد صرف الطرقية في الجزائر الناس عن العمل، وحببوا إليهم التواكل، وأنكروا عليهم حرية الإرادة، وكادوا يجردونهم من قيمهم الإنسانية، وشاعت المنكرات في الوالد "والزردات والوعدات"، واستغل أرباب الطرق الصوفية سذاجة العامة فهناك "نوع موجود في غالب القطر الجزائري، ويكثر في بعض الجبال وهو أن بعض المأمورين من بعض شيوخ الطوائف يأتون بثلة من أتباعهم، فينزلون على المنتمين إليهم من ضعفاء الناس فتدبح لهم الذبائح، ويكنس لهم ما في البيت .. وشر ما في هذا الشر أنه يرتكب باسم الدين وينسبه الجهال أنه قربة لرب العالمين".
ويعترف الإمام بن باديس أن الناس قبل نجاح حركة الإصلاح كانوا يظنون أن الإسلام ليس إلا ما تصوره الطرق الصوفية. ومما زاد في ترويج هذه الفكرة الضالة ما رأوه من مسلك علماء الدين ضيقي الأفق الذين ساندوا الطرقية، وأيدوا شيوخها. لهذا عمد لكشف أسمائهم وطرقهم المنحرفة عبر عديد المقالات الحادة باسمه أشهرها مقال "جواب صريح" في ذكر المشتهر بصلاة الفاتح لما أغلق من الأذكار المنتشرة عند الطريقة التيجانية، ونشره "الخطبة العصماء في التحذير من البدع والموالد" للسلطان سليمان بن سيدي محمد بن عبد الله، أحد مفاخر ملوك المسلمين في القرن الثاني عشر في المغرب الأقصى، ويعلل ذلك "ونحن نرجو من خطباء الجزائر أن يخطبوا بها على الناس إن كانوا لهم ناصحين". وللإمام مقالات أخرى كان يمضيها باسم "بيضاوي" في أغلبها كانت شديدة النقد للطريقة العلوية، فحاول العلويون معرفة هذا الكاتب، ولكن إدارة الشهاب أبت الكشف عنه، وما تحركهم لمعرفة الكتاب إلا غيضا، كون الله وفق الجزائريين إلى معرفة حقيقة هذه الطرق وإلى كشف عن أهدافها من إشاعة العقائد الباطلة وتحريف الإسلام وتشويهه، وتحطيم القيم الأخلاقية الإسلامية، ومن مساندة دولة الباطل.
تحرك غيض العلويين:
بعد قرابة العام من صدور الصحافة الإصلاحية التي تزعمتها صحف الشيخ ابن باديس وصمودها، واشتداد الحمالات على الطرقية خاصة على الطريقة العلوية واتباعها، تحرك غيض العلويين، فقرروا الفتك بابن باديس، لأن بموته تختفي الصحف وينطفئ نجم جمعية العلماء المسلمين اللتان كشفتا أفعالهم المنحرفة، وينتقمون لشيخهم أحمد بن عليوة الذي فضح أمره في رسالة جواب سؤال عن سوء مقال، وتنطفئ الصحوة والنهضة القائمة كون ابن باديس زعيمها الروحي الذي أخمد نار زرداتهم، وخلص البلاد من حمى دراويشهم، وحرر عقل الأمة من أضاليلهم وأحلامهم الممتعة المسكرة، التي يشعيها شيوخهم ومريدوهم. فعقدوا اجتماعا في مستغانم واتفقوا فيه أن يغتالوا الشيخ المصلح، وأرسلوا من ينفذ هذه الخطة.
- صورة الحادثة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/371)
في قسنطينة شرع هذا الشخص الموفد مع بعض مساعديه يترصدون الشيخ لمعرفة مسكنه وتحركاته وأوقاته، وفي يوم 9 جمادى الثانية 1341 هـ الموافق ليوم 14 ديسمبر 1926 م عندما كان ابن باديس عائد إلى بيته بعد منتصف الليل، كمن له الجاني في الطريق، وأقدم على تنفيذ محاولته الآثمة، ولما دنا منه هوى عليه بهراوة وأصابه بضربة على رأسه وصدعه، فشج رأسه وأدماه، لكن الشيخ أمسك به، وهو الضعيف النحيل، وصعد به في الدرج إلى الطريق العام، ويصيح مستغيثا فتبلغ صيحته جماعة كانت بمكان قريب منه، فيهرعون إليه ولما رأى المجرم إقبال الجماعة لاذ بالفرار، وإلى أين؟ إلى منزل الإمام حيث وقف ببابه ولعله كان ينتظر الإجهاز عليه بطعنة خنجرا من نوع "البوسعادي" كان يحمله، ولكن خاب ظنه، وخذلته بركة الشيخ والزاوية، فعثرة عليه جماعة النجدة هناك، وانقضوا عليه، وكادوا يفتكون به، لو لا تدخل الإمام بن باديس قائلا: "كفوا عنه فليس الذنب ذنبه، فما هو إلى صخرة مسخرة".
شاع خبر محاولة الاغتيال في المدينة فأقبلت الجموع تستطلع الخبر، وتتأكد من حياة الإمام بن باديس برؤيته، ومن القلة الذين أذن لهم الشيخ بدخول عليه الشيخ محمد الصالح بن عتيق أحد أبرز طلبته رفقة بعض زملائه، يتحدث عن حالة الإمام: "ولما دخلنا عليه رأينا ويا هول ما رأينا شخصا نحيلا علاه الاصفرار يصارع الألم الذي أصابه بصبر وثبات فأصابنا حزن عميق وقد أدرك ما نحن عليه فابتسم وقال لنا أتذكرون درس الليلة في تفسير قول تعالى: "لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون"، قلنا نعم نذكره جيدا، والحمد لله على سلامتكم. وقبل أن ننصرف سألناه عن الحادثة وكيف جرت بينه وبين المجرم قال: "بينما كنت عائدا من إدارة الشهاب ليلا، وقد تلفعت ببرنوسي من شدة البرد أفكر في أعمال الغد، وأنا ذاهب إلى المنزل، وعندما كنت على السلم الواصل إليه، لم أشعر إلا بضربة شديدة تهوي على رأسي، ولو لا العمامة التي وقتني لنالت مني هذه الضربة أكثر مما نالت، فاشتبكت مع المجرم، واستطعت أن أحمله بين يدي هاتين، مشيرا بيديه، وأصعد به في الدرج وبلغت به الطريق العام، ثم سكت قليلا، ثم قال: أتدرون كيف تغلب عليه؟ قلنا لا، والله الرجل بدوي يجهل السير على الدرج وخاصة الضيق منها، أما أننا فقد تعودت السير عليها، ولم أجد في ذلك حرجا". وأبي رحمة الله أن يجعلنا نعتقد أنها كرامة له من الله، وهي كذلك فمن عرف المكان الوعر والوحش الكاسر، وما معه من سلاح، ومن عرفه ما عليه الأستاذ من الضعف والهزال أيقن أن الله كان معه يدافع عنه" (10).
أما الجاني فقد أمسكت به جماعة النجدة وساقوه إلى الشرطة فأوقفته وفتشته فوجدت عنده سبحة وتذكرة ذهاب وإياب بتاريخ ذلك اليوم، (من مستغانم إلى قسنطينة) زيادة عن الخنجر والعصا، فأودعته السجن ثم قدمته للمحاكمة فنال جزاءه، وصدر في شأنه الحكم بخمس سنوات سجنا. رغم أن ابن باديس عفا عنه في المحكمة قائلا: "إن الرجل غرر به، لا يعرفني ولا أعرفه، فلا عداوة بيني وبينه .. أطلقوا سراحه"، ولكن الزبير بن باديس المحامي (شقيق الشيخ بن باديس) قام باسم العائلة يدافع عن شرفها، ويطالب بحقها في تنفيذ الحكم قائلا: "إن أخي بفعل الصدمة لم يعد يعي ما يقول إلى غير ذلك مما جرى في المحاكمة".
- صدى الحادث الأليم:
ما كاد خبر الحادثة يقع حتى انتشر الخبر في أنحاء البلاد وأرجاء الوطن العربي، فورد على مجلة الشهاب عشرات من القصائد والمقالات يستنكرون فيها محاولة اغتيال الإمام بن باديس من طرف دعاة البدعة بإيعاز الإدارة الاستعمارية، وانتقلت الطريقية العلوية واتباعها من مواقع الهجوم إلى مواقع الدفاع في محاولة للدفاع عن وجودها ومصالحها، غير مدركة في الحقيقة أين تكمن مصلحتها الحقيقة بعد أن فقدت شعبيتها وظهرت بمظهر الخيانة، ولم تعد ذات نفع للحكومة الفرنسية، بل غدت عبئاً عليها بسبب الحادث الأليم.
وفي هذه الحادثة فاضة المقالات بشعور الإعجاب بجهاد الإمام بن باديس وشجاعته، فمن ذلك القصيدة التي وردت من شاعر الشباب، وأمير شعراء الجزائر الشيخ محمد العيد آل خليفة الذي خاطب بها الشيخ بن باديس بعد الحادثة:
حَمتْك يَدُ المَوْلَى وكُنْتَ بِهَا أولَى
وأخطاك الموت الزؤام يقوده
وأهوى إلى نصل بكف لئمة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/372)
فأوسعها وهنا، وأوسعتها قوة
وكادت يد الجاني السخّر تعتلي
فَيَا لو ضِيع النّفْسِ كَيفَ تَطاولتْ
فَوَافَتكَ بالنَّصْر العَزِيزِ طَلائعٌ
وإنْ أنْسَ لا أنْسَى الذينَ تَظَافَرُوا
فيَالكَ مِنْ شَيخَ حَمََتْهُ يَدُ المَوْلَى
إليك أمرؤ أملي له الغي ما أملي
تعود أن ينضي بها ذلك النصلا
وأجهدتها عقدا، وأجهدها حلا
يد الشيخ لولا الله أدركه لولا
بِهِ نَفْسُه حتَّى أسرّ لَكَ القَتلاَ
مُبَاركةٌ تَتْرى من الْملأ الأعْلَى
عَلى الفَتْكِ بالجَاني فقلتَ لَهُم مَهْلاَ (11)
وجاءت من الشاعر الكبير السعيد الزاهري قصيدة ينوه فيها بشخصية الإمام بن باديس، ويستنكر فعل خصومه الأنذال ومطلعها:
لا تبلغ العلياء دون ثبات
يا وقفة لك في سبيل الله لم
بعثوا إليك منوما يعدو على
قطع الطريق عليك في غسق ولم
نهضوا لحرب المصلحين لعلهم
أذوك حين دعوت من ضلوا الـ
هيهات دون المجد كل أداة
نرهان لغيرك من ذوي الوقفات
ما فيك من جد ومن عزمات
تكن التّيوس لتقطع الطرقات
يقفون دون طريقة عشرات
ـدين النير بحكمة وعظات (12)
وجاء من الشاعر الوطني رمضان حمود قصيد مطلعه:
عِشْ سالما عبد الحميد من البلا
عش كالهلال سناؤه وعلوه
قد خابت الأنذال وهي كتائب
والكل نحوك أنجم وكواكب (13)
وكتب الشيخ العربي التبسي – وهو طالب بالأزهر الشريف بمصر – مقالا موسوم "أريد حياته ويريد قتلي" قال فيه بعد أن اثنى عل مجلة الشهاب: "وما قبل اليوم كاهن، ولا عراف، ولا زاحر، يقر إليه (في أذنيه) يظن أن هناك مخلوقًا من إنس، أو جن، تحدثه نفسه بأن يحمل المعول والفؤوس ليهد علمًا يزاحم الكواكب بالمناكب، من أعلام الإسلام في سبيل الشيطان، ومرضاة الطاغوت، ولكن من سبقت عليه الشقاوة، وجرى عليه القضاء، اتبع هواه فركبها عشواء مظلمة!
من ذا الذي لا ينفلق كبده أسفًا وغمًا لما أتاه هذا الأفاك الأثيم العليوي مما يغضب الرحمان، ويثير الأشجان؟
ألا فليعلم العليوي السفاك، ولي إبليس، أن فعلته التي فعل لم تكن مسددة إلى الأستاذ العظيم ابن باديس، وإنما رمى بسهمه نحر الإسلام، وأنه أراد هو وشيعته أن يأتوا بدين مزيج من معتقدات الآباء الكاثوليك، والرسل البروستانتيين، فليس له أن يرغم علماء الإسلام على قبول شنعه باسم دينهم وأن يكم أفواههم حذر أن يبينوا للناس ما أتيتم به مما ينقض الهيكل الإسلامي، ويحطمه لبنة لبنة، فدون وصولكم إلى غايتكم – والله – لمس السماء، ودك الشاخب (الجبال) " ... (14)
واستمرت الرسائل والقصائد تهنئ ابن باديس وتنعي باللائمة على المعتدي وحزبه، فكانت هذه الحادثة رغم فضاعتها وبشاعتها مباركة على المصلحين وأنصارهم، فقد تأهبوا للدفاع عن الفكرة الإصلاحية ورعايتها بينما باء أهل الزيغ والضلال بالهزيمة وسوء السمعة فانكشف حالهم وحيطت أعملهم فكانوا من الخاسرين.
موقف ابن باديس من الحادث وكلمته الصريحة:
بعدما تبين أن للعلويين والطرقية المنحرفة يد في الحادث، بين الإمام بن باديس موقفه من الحادث، موجها كلمة صريحة للطرقية، يقول: "لا يهمنا اليوم أن نجهز على الجريح المثخن الذي لم يبق منه إلا ذماء، وإنما يهمنا أن نبين موقفنا مع البقية من شيوخنا ونسمعهم صريح كلمتنا. حاربنا الطرقية لما عرفنا فيها – علم الله – من بلاء على الأمة من الداخل ومن الخارج، فعملنا على كشفها وهدمها مهما تحملنا في ذلك من صعاب. وقد بلغنا غايتنا والحمد لله، وقد عزمنا على أن نترك أمرها للأمة، هي التي تتولى القضاء عليها، ثم نمد يدنا لمن كان على بقية من نسبته إليها لنعمل معًا في ميادين الحياة على شريطة واحدة: وهي أن لا يكون آلة مسخرة في يد نواح اعتادت تسخيرهم، فكل طرقي مستقل في نفسه عن التسخير فنحن نمد يدنا له للعمل في الصالح العام، وله عقليته لا يسمع منا فيها كلمة، وكل طرقي – أو غير طرقي – يكون أذنًا سماعة وآلة مسخرة، فلا هوادة بيننا وبينه حتى يتوب إلى الله. قد نبذنا إليكم على سواء .. إن الله لا يحب الخائنين" (15).
--------------------------------------------------------------------------------
الهوامش:
1 - الشهاب، ج11، م14، محرم 1357 – مارس 1938، ص: 204.
2 - بسام العسلي: عبد الحميد بن باديس وبناء قاعدة الثورة الجزائرية، ط2، دار النفائس، بيروت، لبنان، 1403 هـ/1983 م، ص: 74 – 75 – 76.
3 - أنظر محمد الصالح رمضان (وهو من تلاميذ ابن باديس) في مقدمته على الرسالة المحققة "رسالة جواب سؤال عن سوء مقال".
4 - انظر الشواهد على ذلك في "صراع بين السنّة والبدعة" لأحمد حماني، ص: 201 - 223.
5 - أنظر آثار الإمام ابن باديس، ج5، ط1، من مطبوعات وزارة الشؤون الدينية، الجزائر 1985 م، ص: 587.
6 - أنظر سجل مؤتمر جمعية العلماء، ص 31.
9 - محمد الميلي: ابن باديس وعروبة الجزائر، ابن باديس وعروبة الجزائر، ط2، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، 1973، ص 12.
10 - محمد الصالح بن عتيق، أحداث ومواقف في مجال الدعوة الإصلاحية والحركة الوطنية بالجزائر، منشورات دحلب، ص: 60.
11 - محمد العيد آل خليفة: ديوان محمد العيد، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، ص: 122.
12 - محمد الصالح بن عتيق، نفس المرجع، ص: 62 - 63.
13 - محمد الصالح بن عتيق، نفس المرجع، ص: 63.
14 - محمد الصالح بن عتيق، نفس المرجع، ص: 64.
15 - الشهاب، ج11، م14، محرم 1357 – مارس 1938، ص: 204.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/373)
ـ[زكريا أبو مسلم]ــــــــ[11 - 10 - 06, 06:17 ص]ـ
جزاك اللّه خيرًا على هذا الموضوع.
ومن أحسن ما كتب في هذا الموضوع كتاب:"الصّراع بين السّنّة والبدعة" للشّيخ أحمد حمّاني رحمه اللّه
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[11 - 10 - 06, 02:37 م]ـ
جزاك الله خيرا
و الله ما يزال حقدهم ظاهرا في أعين و أفعال أفراخهم حتى اليوم
خابوا وخسروا
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[11 - 10 - 06, 05:29 م]ـ
السلام عليكم
إن من الأهمية بما كان أن نذكر في هذه الأيام بجهود علماء الإصلاح وعلى رأسهم ابن باديس رحمه الله تعالى الذي يتعرض لحملة شنعاء ليس من القبوريين والعلمانيين فحسب بل من أدعياء السلفية
ـ[أبو الفضل السلفي]ــــــــ[12 - 10 - 06, 04:06 م]ـ
للفائدة فان كتاب رسالة الشيخ المسماة رسالة جواب سؤال عن سوء مقال
قد حققها فضيلة الشيخ أبو عبد الرحمن المحمود الجزائري حفظه الله
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[20 - 11 - 06, 04:44 م]ـ
بارك الله فيكم يا إخوان ...
لكن لا بد من التنبه على بعض الأخطاء الغير هينة في الجانب العقدي و المنهجي لدى بعض رجال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين .. فمعرفتها و اجتنابها من باب الأصل المنهجي الدعوي الذي قرروه هم -رحمهم الله تعالى-[التخلية و التحلية] .. كما ذكره وقرره في غير ما مرة وكرة شيخنا العلامة محدث العصر محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- ألا وهو: [التصفية و التربية] .. فلنكن أتباع السلف الصالح علما و عملا ودعوة و صبرا ...
والله أعلم وهو وحده الموفق للصالحات ..
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[20 - 11 - 06, 04:49 م]ـ
للفائدة فان كتاب رسالة الشيخ المسماة رسالة جواب سؤال عن سوء مقال
قد حققها فضيلة الشيخ أبو عبد الرحمن المحمود الجزائري حفظه الله
بالمناسبة أخي الكريم يعجبني الشيخ الجزائري محمود-وفقه الله لمرضاته- عمله في كتاب الشيخ مبارك الميلي - رحمه الله تعالى - بعنوان [الشرك و مظاهره] ..
ولو أكمل على هذا المنوال و أبرز بعض المقالات العقدية في الرد على الطرق البدعية و الصوفية الموجودة في آثار الجمعية لكان فيها خير عظيم .. والله أعلم.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[20 - 11 - 06, 04:57 م]ـ
السلام عليكم
إن من الأهمية بما كان أن نذكر في هذه الأيام بجهود علماء الإصلاح وعلى رأسهم ابن باديس رحمه الله تعالى الذي يتعرض لحملة شنعاء ليس من القبوريين والعلمانيين فحسب بل من أدعياء السلفية
أخي مهدي لا تحزن-وفقنا الله لمرضاته- فما علينا إلا بلإخلاص في القول و العمل وعندها الله ينصر دينه و عقيدته، أما الصوفية و القبوريين-قاتلهم الله- فهم من أعداء العقيدة الصحيحة عقيدة التوحيد و لذا فهم يبغضون الكثير من رجال جمعية العلماء القدماء لوقوفهم في وجه الشرك و مظاهره ..
أما قولك بعض أدعياء السلفية فليس على اطلاقه أخي، ولتفصيل مطلوب لأن العدل مطلوب و الظلم محرم حتى مع الكفار فكيف بمن ينتسب إلى هذه العقيدة و المنهج المبارك .. ومقصودي أخي الفاضل أن هناك من إخواننا السلفيين-عفا الله عنهم- ينتقد بعض أخطاء رجال الجمعية وقد ردت على أخطاء الشيخ ابن باديس -رحمه الله تعالى-أحدى طالبات الشيخ ربيع كما علمت، وقد نشر رده في المواقع، كما أن بعض الإخوة-عفا الله عنه- قد بين أخطاء الكثير من رجال الجمعية و المتعلقة بمسائل عقدية و منهجية دعوية وقد اطلعت عليها و الخق أخحق أن يتبع أخطاء ليست هينة، وسأفيدك مستقبلا بها إن يسر الله لي .. والخق أخق أن يتبع أخي، وكل راد و مردود عليه .. والله أعلم.
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 03:46 م]ـ
ليس بغريب على أهل البدع هذا ..
الصوفية ومبدأ [تصفية الخصوم]
مبدأ [تصفية الخصوم] من أعظم المبادئ (الأخلاقية) التي تتعامل به معظم الصوفية مع الآخر، وخاصة إذا كان الآخر أقوى حجة ودليلاً .. فحيلة العاجز [تصفية الخصوم] .. وقد ذكرنا من قبل صور عديدة لتطبيق هذا المبدأ، سواءً بالقتل، أو بتشويه السمعة، أو بالكذب، وبجميع وسائل الترهيب والترغيب!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/374)
ونحن نقف الآن مع مثال لهذا التطبيق منذ عصور خلت، وعلى يد إمام لديهم متبع، وقائد مطاع .. وهي صورة تتوارث إلى هذا اليوم حين قتل الشيخ الشامي أسامة قصاص على يد حفنة من الصوفية الفجرة، الذين أعيتهم الحجة .. وذكرنا وسنذكر الكثير والكثير .. وأعتاهم وأشدهم هم الصوفية القبورية .. والأشاعرة منهم!! فهؤلاء هم من يطبق هذا المبدأ بحذافيره .. وإليك صورة تجلي لك شيئاً من هذا:
" قال الأفلاكي: ذهب مولانا ذات يوم إلى شيخ المشايخ، ونادرة العصر، وسلطان المحدثين، الشيخ صدر الدين (القونوي)، كي يزوره، فاستقبله الشيخ صدر الدين بكل تعظيم واحترام، وأجلسه على سُجَّادته، وجلس بأدب على ركبتيه أمامه، واستغرقا في مراقبة، سَبَحوا خلالها في بحر من النور والسكينة، وكان في خدمة الشيخ صدر الدين دراويش زار الكعبة عدة مِرَاراً، وحضر مجالس المشايخ يُسمى بالحاج كاشي، فسأل مولانا: ما الفقر؟ فلم يجبه مولانا بأي جواب، فتأثر الشيخ صدر الدين غاية التأثر، وكرَّر الدرويش سؤاله ثلاث مرات، كل ذلك ومولانا لا يجيب بشيء، ثم قام من فوره ورافقه الشيخ صدر الدين لوداعه إلى الباب الخارجي، ثم عاد وقد احتدَّ غضباً وقال: أيها الشاب الفِجُّ، أيها الطائر المُغرِّد في غير وقته ومكانه، أفكان ذاك الحين وقت سؤال وكلام؟ قد أجابك مولانا بالجواب الصحيح، وما عليك إلا أن تنتظر موتك المفاجئ، لأنك قد أُصبت من عالم الغيب بضربة!!
فقال صدر الدين: الفقير إذا عرف الله كَلَّ لسانه، يعني أن الدرويش الكامل لا يتكلم بلسان أو بقلب في حضرة الأولياء، لأن الفقر إذا كَمُل فهو الله!!
وبعد ثلاثة أيام قتله الطغام وهو في طريقه إلى بُسْتانه، واستولوا على كل ممتلكاته، نعوذ بالله من غضب الأولياء!! " [الأفلاكي مناقب العارفين ج1 ص475،477].
قال أبو الفضل:
فهذا الحاج الكاشي كان من خصوم الجلال متصوفاً، قرأت في كتاب الدكتور ميكائيل المؤرخ أنه على علاقة مع أهل الفتوة، بل إن شيخهم أخي أورن –خصم الجلال- قد أهدى إليه كتابه (تحفة الشكور)، وأنه كان من أثريا قونية، أما القتلة فهم بعض مريدي الجلال، فأين هو من قوله عليه الصلاة والسلام: ((الإيمان قيّد الفتك، لا يفتك مؤمن)) [صحيح الجامع] "
المرجع: [أخبار جلال الدين الرومي] ص240 - 241.
إعداد وجمع:
أبو عمر الدوسري
ـ[القباني]ــــــــ[08 - 05 - 07, 10:42 م]ـ
للرفع
ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 02:32 م]ـ
لا حول و لا قوة الا بالله ........................... للرفع
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[02 - 07 - 07, 12:19 م]ـ
بارك الله في الجميع وجزى الله خيرا صاحب الموضوع
ـ[الطيب العقبي]ــــــــ[26 - 07 - 07, 01:11 م]ـ
"في ذمة التاريخ أفظع حادث"
لشاعر السلفيين وخطيبهم الأستاذ الشيخ:
"الطيب العقبي"
ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ
هذه قصيدة نفيسة وهي من أطول القصائد التي قيلت في حادثة اغتيال العلامة عبد الحميد بن باديس ـ رحمه الله ـ وقائلها هو الشيخ الطيب العقبي ـ رحمه الله ـ وهو ـ كما يقول أحمد حماني رحمه الله ـ "شاعر فحل، وناثر قدير، وكاتب وخطيب وصحفي، لعب دورا هاما في النهضة الإصلاحية".
والآن إلى القصيدة (انقر على العنوان أسفله)
في ذمة التاريخ أفظع حادث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=107251)
تحياتي
الطيب العقبي(139/375)
معاويه رضي الله عنه وتوريث الحكم!!
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[28 - 10 - 06, 02:06 م]ـ
حصلت هناك مناقشه مع أحد طلبة العلم عن مسألة توريث الحكم ..
وكان كلامه شديد جدا على الصحابي الجليل (معاويه رضي الله عنه) ..
وأنه كان يطمع بأن يكون الحكم في أهله!! ... الخ من الكلام المعروف .. والذي
يردده دائما الروافض ..
اتمنى ان تدلوني على بحث ممتاز عن هذه المسأله ..
وأتمنى ان اسمع رأيكم في هذه المسأله ..
وجزاكم الله خيرا ..
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[28 - 10 - 06, 08:07 م]ـ
أول من تولى الحكم بعد أبيه في الإسلام هو أمير المؤمنين الحسن بن علي، رضي الله عنه وعن أبيه.
وأكثر من ولى أقرباءه إمرة الأمصار هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، فقد كان أمير مكة قثم بن العباس، وأمير المدينة تمام بن عباس، وأمير البصرة عبدالله بن عباس، وأمير اليمن عبيدالله بن عباس، رضي الله عنهم جميعا.
وأنا أعجب من تناقض الشيعة وتخبطهم فهم يعيبون على معاوية توريث الحكم وهم يزعمون وراثة النبوة لعلي وبنيه، كأن النبوة عندهم شركة تجارية يتوارثها الأبناء عن الآباء.
اللهم لك الحمد على الإسلام والسنة
ـ[وائل هادي]ــــــــ[28 - 10 - 06, 08:27 م]ـ
السلام عليكم
صدقت يا اخي فعلي رضي الله عنه استلم الخلافة بعده الحسن رضي الله عنه
ثم عند الشيعه الامامية الاثنى عشرية تورث الامامه من واحد الى ابنه وهكذا ثم يعيبون على من قال عنه النبي " اللهم اجعلة هاديا مهديا " تالله انها لاحدى الكبر
ـ[أسلم اليعربي]ــــــــ[28 - 10 - 06, 11:48 م]ـ
الشيعة لا يلتفت إليهم لكن عجبي من كثير من أهل السنة ممن ولغ في هذا المستنقع وعموما لعلك تجد في كتاب العواصم من القواصم لابن عربي بتحقيق محب الدين الخطيب ما يفيدك وأنا أذكر في هذا الباب كلاما حسنا لكن طالعته قبل قرابة العشر سنوات فلست أذكر مصدره ألخصه في نقاط
أن معاوية رضي الله عنه لم يكن يريد توريث ابنه ولكن مصلحة الاسلام والمسلمين دعت إلى ذلك وذلك أن بلاد العراق كان يكثر بها الفتانون من خوارج وشيعة ولهم شوكة ولن يكف شرهم عن الاسلام إلا بقوة وكانت القوة في بلاد الشام أما غيرها البلاد كالحجاز فلم يكن وصحة ذلك ماحل بالحجاز حينما وليها ابن الزبير رضي الله عنه
ثانيا أن القوة العظمى التي قامت عليها الدولة وجرت على يديها الفتوح هي قبائل العرب اليمانية
وهذه هي التي طالبت معاوية بتولية ابنه يزيد لأنهم أخواله فهو ابن ميسون الكلبية من قبيلة كلب
أقوى القبائل آنذاك ولو ولي غير يزيد خيفت الفتنة
ثالثا أنه مما علم الجاهلية وجرى في بعض المواطن في الإسلام تقديم بني أمية من قبل عموم العرب من الناحية السياسية ولا أقول الدينية ففي وفد أهل مكة إلى ملك اليمن سيف ابن ذي يزن قدموا حرب ابن أمية وفي حروب الفجار قدموه أيضا وفي غزوة الأحزاب أبو سفيان والنبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح اختص أبو سفيان بأن من دخل بيته فهو آمن
والذي يطالع التاريخ يعلم أنه لم يكن للعراق ند إلا أهل الشام وعموما ه9ذه أمور سلمنا منها فنؤمن بالمحكم فيها ونسأل الله العفو عنا وعن من سبقنا ورضي الله عن الصحابة أجمعين
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[29 - 10 - 06, 06:08 ص]ـ
دونك أخي هذا الكتاب وفيه الرد على كثير من شبه الروافض، لفضيلة الشيخ عثمان الخميس، وعنوان الكتاب: حقبة من التاريخ.
http://www.almanhaj.com/article212.htm
ـ[ابن تميم السلفي]ــــــــ[01 - 11 - 06, 08:56 ص]ـ
لاشك أن معاوية رضي الله عه أجتهد وأخطأ .. وأنتقده كثير من الصحابة وخرج على ((يزيد)) عبدالله بن الزبير ومن معه من أهل مكة وكذلك أهل المدينة والحسن رضي الله عنه وهذا كله يدل على عدم الرضى الناس ببيعة يزيد ..
ومن الخطأ مقارنة تصرف علي رضي الله عنه بمعاوية فليس ثم مقارنة بين الحسن رضي الله عنه ويزيد؟؟ ولا بين علي وبين معاوية في الفضل ..
وينبغي على العاقل اجتناب الجدال في مثل تلك المسائل التي قد توقع المرء في أعراض الصحابة أو حتى التابعين وغيرهم وليشغل المرء نفسه بما ينفعه.
والرد على الشيعة ليس بهذا الطريق فالخلل عندهم في باب الإيمان والإسلام ينبغي تذكيرهم بمدلول كلمة لاآله إلا الله وأن محمد رسول الله ولو تخلصوا مما عندم من الشرك والتكذيب لصفت قلوبهم ونفوسهم وعرفوا الحق من الباطل
ولشيخ الإسلام ابن تيمية عبارة جميلة عن الشيعة وهي أنهم يصدقون بالكذب ويكذبون بالصدق .. حسب ما أذكر والسبب في ذلك ضعف أيمانهم وتقواهم هداهم الله إلى الحق إلى والصراط المستقيم
ـ[عبداللطيف البراهيم]ــــــــ[01 - 11 - 06, 12:11 م]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن الناصر بورك فيك.
أصدقك القول أني ألاحظ على كثير من طلبة العلم الضعف في الجانب التاريخي والسياسي بخلاف أهل البدع من الروافض وغيرهم فهم يهتمون بذلك وإن كان تاريخهم غالبا محرفا والله المستعان.
والذي أنصحك به إحالة هذا الرجل على مرجعين مهمين جدا وهما:
1 - كتاب أثر العلماء في الحياة السياسية في الدولة الأموية رسالة دكتوراة مقدمة لجامعة الإمام جمع فيها مؤلفها جمع طيب وتحليل واقعي ونقولات مفيدة وفيها الشىء الكثير من مسألتك ومؤلفها هو الدكتور الخرعان وهي مطبوعة تجدها في أكثر المكتبات.
2 - كتاب معاوية بن أبي سفيان للدكتور المحقق علي الصلابي وبالمناسبة فإن كتب هذا الرجل مفيدة جدا وفيها تحرير ويهتم بجانب التصحيح والتضعيف معتمدا على تصحيحات العلماء المعاصرون كالشيخ ابن باز والألباني وغيرهم.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/376)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 11 - 06, 10:14 ص]ـ
الأخ أسلم والأخ الجبوري جزاكما الله خيراً فما ذكرتماه صحيح كله، وكذلك باقي الإخوة
لكن السؤال الذي لم أجد له جواباً، لماذا تنازل معاوية رضي الله عنه عن مسألة المطالبة بقتلة عثمان مع أن هذا كان سبب الحرب من أصله؟
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[02 - 11 - 06, 10:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
شيخنا محمد الأمين،
قد يكون السبب في ذلك أن علياً - رضي الله عنه - أباد الخوارج في النهروان، وفر من بقي منهم وهو أقل القليل.
فما رأيك في هذا القول؟
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[02 - 11 - 06, 01:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل محمد الأمين، وهذا سؤال كبير ومهم وقد كنت منذ مدة أتساءل عن ذلك ثم سألت أحد طلبة العلم فقال: إن معاوية، رضي الله عنه، لم يقتص من قتلة أمير المؤمنين عثمان، رضي الله عنه، حين أصبح خليفة واتبع طريقة أمير المؤمنين علي، رضي الله عنه، في العفو والصفح وجمع الكلمة مع أن ذلك كان سبب الخلاف بينهما، وأما علي فقد ندم أنه لم يقتص من قتلة عثمان وتمنى لو أنه قد فعل. فرجع إلى ما كان يريده معاوية في أول الأمر.
وهذه هي الفتنة، فقد يختلف الناس وربما يقتتلون على أمر ما ثم يعود كل واحد من المختلفين عند انجلاء الفتنة إلى رأي صاحبه، ولهذا كان اعتزال الفتنة أصوب الطرق.
ثم أني بحثت في ذلك الوقت عن صحة ندم أمير المؤمنين علي أنه لم يقتص من قتلة أمير المؤمنين عثمان ولم يتيسر لي العثور على شيء من المصادر يؤيد ذلك.
وأما تبرير معاوية فقد ذكره ابن كثير في البداية والنهاية كما هو معروف: " وقال الليث حدثنى علوان بن صالح بن كيسان أن معاوية قدم المدينة أول حجة حجها بعد اجتماع الناس عليه فليقيه؟؟ الحسن والحسين ورجال من قريش فتوجه إلى دار عثمان بن عفان فلما دنا إلى باب الدار صاحت عائشة بنت عثمان وندبت أباها فقال معاوية لمن معه انصرفوا إلى منازلكم فان لى حاجة فى هذه الدار فانصرفوا ودخل فسكن عائشة بنت عثمان وأمرها بالكف وقال لها يا بنت أخى إن الناس أعطونا سلطاننا فأظهرنا لهم حلما تحته غضب وأظهروا لنا طاعة تحتها حقد فبعناهم هذا بهذا وباعونا هذا بهذا فان أعطيناهم غير ما اشتروا منا شعوا علينا بحقنا وغمطناهم بحقهم ومع كل إنسان منهم شيعته وهو يرى مكان شيعته فان نكثناهم نكثوا بنا ثم لا ندرى أتكون لنا الدائرة أم علينا وأن تكونى ابنة عثمان أمير المؤمنين أحب إلى أن تكونى أمة من إماء المسلمين ونعم الخلف انا لك بعد أبيك " (1).
ولا أدري هل صح ذلك عنه أم لا.
والله أعلم
(1) http://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%A9_%D9%88_ %D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9_-_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1_8
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 11 - 06, 06:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
شيخنا محمد الأمين،
قد يكون السبب في ذلك أن علياً - رضي الله عنه - أباد الخوارج في النهروان، وفر من بقي منهم وهو أقل القليل.
فما رأيك في هذا القول؟
بارك الله بك لكن أصحاب النهروان هم الخوارج، أما قتلة عثمان فكانوا في جيش علي. فلا علاقة لهذا بذاك.
قتلة عثمان كانوا من ثلاثة أمصار: الكوفة والبصرة ومصر. الذين في البصرة أبادهم جيش طلحة والزبير قبل معركة الجمل. والذين في مصر أبادهم جيش الصحابة الذي ثار على واليها من قبل علي: محمد، ثم أجهز على من بقي منهم جيش عمرو بن العاص. أما الذين في الكوفة، ربما مات كثير منهم في المعارك مثل الأشتر، لكن بقي بعضهم حتى عاش آخرهم إلى زمن الحجاج فاقتص منه.
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[02 - 11 - 06, 11:05 م]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الأمين، فقد صححت فهمي ..
ما كنت أظنه هو:
أن قتلة عثمان - رضي الله عنه - هم أصل الخوارج، ثم انضموا إلى جيش علي - رضي الله عنه -، ثم خرجوا عليه، فقاتلهم بالنهروان وأبادهم.
ـ[الديولي]ــــــــ[03 - 11 - 06, 10:38 ص]ـ
السلام عليمكم
سؤال الأخ / عبدالرحمن الناصر عن توريث الحكم
فلماذا تكون الحيدة في إجابة كثير من الإخوة عن السؤال
حتى أحد الإخوه بقصد أو بغير قصد يفهم من كلامه ليس فقط معاوية فعل ذلك حتي علي رضي الله
عنه فعل ذلك! وكأنه يقول إسكتوا عن معاوية نسكت عن علي
فسؤال واضح عن توريث الحكم، وهل يزيد كف لهذا
فقل الحق ولا تخشى لومة لائم، ((وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد))
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[03 - 11 - 06, 08:16 م]ـ
حتى أحد الإخوه بقصد أو بغير قصد يفهم من كلامه ليس فقط معاوية فعل ذلك حتي علي رضي الله
لم يقل الأخ المشار إليه أن أمير المؤمنين علي ورّث الحسن وإنما ذكر أن أول من تولى بعد أبيه هو الحسن والثابت أن علي لم يوص وقال: أترككم كما تركنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لكن الذي حصل أن الناس اختاروا الحسن بعد أبيه، لأنه بنظرهم الشخص المؤهل والذي يجتمع حوله الناس، وهو أول من تولى بعد أبيه في الإسلام. فهذه إمرة حصلت بمجمع من الصحابة وكبار التابعين على تولية الابن بعد الوالد.
وهل يزيد كفء لهذا
ومسألة كفاءة يزيد قررها أمير المؤمنين معاوية، رضي الله عنه، وهو من أصحاب النبي وكتاب الوحي ومن أمراء الفاروق وحسبك بالفاروق ورعا ودقة في اختيار الامراء، وقد بايعه الصحابة لعلمهم بفضله وسابقته بما فيهم أمير المؤمنين الحسن ولو لم يعلموا منه القوة والأمانة لما اتفقت كلمتهم عليه، وقد قال ابن عباس عنه أنه فقيه كما هو ثابت في صحيح البخاري، هذه مقدمة في شأن معاوية.
وقد اختار ولده يزيد لأنه يعلم منه مالانعلمه ولانظن به إلا خيرا ونحسب أن اجتهاده كان سائغا وليست المشكلة في كيف نختار وإنما من نختار.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/377)
ـ[محمد السعيدي]ــــــــ[03 - 11 - 06, 10:58 م]ـ
السبب في تريث معاوية الحكم لابنه هو ما قال بعض الإخوة مصلحة الأمة ويوضح وجهة معاوية: أن أهل الشام الذين ساندوا معاوية رضي الله عنه كان لهم تعلق كبير ببني أمية ولا يقبلون حاكما من غيرهم ولو حكم من غير بني أمية لترتب على ذلك فتنة بين ركن الحكم في ذلك الوقت وهم أهل الشام.
يدلل على صحة ما ذكرت: أن معاوية بن يزيد رحمه الله عندما تنازل عن الحكم وترك الأمر للمسلمين اجتمع اليمانية على مروان ابن الحكم مع أن عبد الله بن الزبير قد نصب نفسه وهو صحابي جليل وأفضل من مروان بن الحكم بل جعل أهل الشام ولي عهد مروان بن الحكم خالد بن يزيد بن أبي سفيان ولما توفي مروان ابن الحكم رأى أهل الشام أن آل حرب لا يصلحون للحكم لأن شؤم قتل الحسين رضي الله عنه قد ألم بهم فاختاروا أن يلي الحكم بعد مروان وله عبد الملك وحاربوا معه مصعب بن الزبير في العراق كما حاربوا بعد ذلك عبدالله بن الزبير.
دل ما قدمته على صحة وجهة نظر معاوية رضي الله عنه في بيعة يزيد.
ومع ذلك فمعاوية على فضله ونباهته لا يعلم الغيب ولم يعلم ماذا سيحدث في عهد ابنه من مشكلات
أما قول بعض الإخوة ينبغي أن لا نخوض في هذا الأمر فيجاب عنه بسؤالهم كيف إذا لم نعلم جواب هذه الإشكالات نجيب الشيعة و غيرهم ممن يتربصون بنا أمثال هذه الشبه.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[04 - 11 - 06, 01:06 م]ـ
في الحقيقة هذه المسألة من المسائل المهمة هل معاوية رضي الله عنه أخطأ في توليته لابنه؟
وهل خالف ماتم الاتفاق بينه وبين الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه؟
#
ولي عودة إن شاء الله
ولي مشاركات قديمة حول هذا الجانب وكتاب العواصم لابن العربي لي عليه مؤاخذات كثيرة
ينبغي لمن قرأ هذا الكتاب أن يحذر والله الموفق
ـ[ابن السكندري]ــــــــ[04 - 11 - 06, 02:42 م]ـ
ما مدى صحة ما رواه ابن جرير الطبري عن الحسن البصري أنه قال: أربع خصال كن في معاوية لو لم تكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة له:
أخذه الأمر من غير مشورة وفيهم بقايا الصحابة ونور الفضيلة.
استخلافه بعده ابنه سكيراً خميراً يلبس الحرير ويضرب الطنابير.
ادعاءه زياداً وقد قال رسول الله الولد للفراش وللعاهر الحجر.
قتله حجراً وأصحاب حجر، فيا ويلا له من حجر ويا ويلا له من حجر وأصحاب حجر
ارى انه من الافضل ان نقر ان معاوية اخطأ واصاب فهو ليس معصوم وحسابه على الله
ولا شك انه ليس من الراشدين
و مذاهب اهل السنة في يزيد معروفة
وعلي لم يستخلف الحسن او يوصي له كما ادعت الرافضة بل ترك الامر شورى
فما معنى ان نقول انه لا عصمة الا للنبي
ثم ندافع و نبرر كل الاخطاء و ان كانت جلية
و ابوبكر بن العربي يبرر كل شيء حتى الحرة و قتل الحسين لعن الله من قتله و رضي بقتله
ارى ان نترضى عن جميع الصحابة وحسابهم على الله
و لا نساوي احدا بالمهاجرين والانصار
ولاشك ان بدعة توريث الابناء اموية وما زال المسلمون يعانون منها الى اليوم
بل التوريث و التأويل الكلامي والباطني هو ما افسد واضاع تللك الامة
ولن تصلح امورنا حتى نتخلص من تلك القواصم
و اظن ان هذه الحساسية الشديدة من بعض الاخوة سببها الرافضة الاثنى عشرية قاتلهم الله
و ما ابعد ابن حزم حين قال ان الشيعة ليسوا من المسلمين
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[04 - 11 - 06, 04:46 م]ـ
ما مدى صحة ما رواه ابن جرير الطبري عن الحسن البصري أنه قال: أربع خصال كن في معاوية لو لم تكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة له:
أخذه الأمر من غير مشورة وفيهم بقايا الصحابة ونور الفضيلة.
استخلافه بعده ابنه سكيراً خميراً يلبس الحرير ويضرب الطنابير.
ادعاءه زياداً وقد قال رسول الله الولد للفراش وللعاهر الحجر.
قتله حجراً وأصحاب حجر، فيا ويلا له من حجر ويا ويلا له من حجر وأصحاب حجر
ارى انه من الافضل ان نقر ان معاوية اخطأ واصاب فهو ليس معصوم وحسابه على الله
ولا شك انه ليس من الراشدين
و مذاهب اهل السنة في يزيد معروفة
وعلي لم يستخلف الحسن او يوصي له كما ادعت الرافضة بل ترك الامر شورى
فما معنى ان نقول انه لا عصمة الا للنبي
ثم ندافع و نبرر كل الاخطاء و ان كانت جلية
و ابوبكر بن العربي يبرر كل شيء حتى الحرة و قتل الحسين لعن الله من قتله و رضي بقتله
ارى ان نترضى عن جميع الصحابة وحسابهم على الله
و لا نساوي احدا بالمهاجرين والانصار
ولاشك ان بدعة توريث الابناء اموية وما زال المسلمون يعانون منها الى اليوم
بل التوريث و التأويل الكلامي والباطني هو ما افسد واضاع تللك الامة
ولن تصلح امورنا حتى نتخلص من تلك القواصم
و اظن ان هذه الحساسية الشديدة من بعض الاخوة سببها الرافضة الاثنى عشرية قاتلهم الله
و ما ابعد ابن حزم حين قال ان الشيعة ليسوا من المسلمين
هذه الرواية لا تصح ففي سندها لوط بن يحيى وهو رافضي كذاب
وهب أن معاوية ظن أن ابنه يزيد كفؤ
ثم لم يكن يزيد كذلك
فهل هذه معضلة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/378)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[04 - 11 - 06, 04:52 م]ـ
ابن تميم السلفي
لاشك أن معاوية رضي الله عه أجتهد وأخطأ .. وأنتقده كثير من الصحابة وخرج على ((يزيد)) عبدالله بن الزبير ومن معه من أهل مكة وكذلك أهل المدينة والحسن رضي الله عنه وهذا كله يدل على عدم الرضى الناس ببيعة يزيد ..
ومن الخطأ مقارنة تصرف علي رضي الله عنه بمعاوية فليس ثم مقارنة بين الحسن رضي الله عنه ويزيد؟؟ ولا بين علي وبين معاوية في الفضل ..
وينبغي على العاقل اجتناب الجدال في مثل تلك المسائل التي قد توقع المرء في أعراض الصحابة أو حتى التابعين وغيرهم وليشغل المرء نفسه بما ينفعه.
والرد على الشيعة ليس بهذا الطريق فالخلل عندهم في باب الإيمان والإسلام ينبغي تذكيرهم بمدلول كلمة لاآله إلا الله وأن محمد رسول الله ولو تخلصوا مما عندم من الشرك والتكذيب لصفت قلوبهم ونفوسهم وعرفوا الحق من الباطل
ولشيخ الإسلام ابن تيمية عبارة جميلة عن الشيعة وهي أنهم يصدقون بالكذب ويكذبون بالصدق .. حسب ما أذكر والسبب في ذلك ضعف أيمانهم وتقواهم هداهم الله إلى الحق إلى والصراط المستقيم
هذا كلام جيد وهذا الذي ينبغي أن نقول به وكما قال أحد الإخوة الكرام لدينا ضعف كبير في الجانب التاريخي ومن الخطأ ٌ الخلط بين المسائل التاريخية والمسائل العقدية
محمد الأمين
لكن السؤال الذي لم أجد له جواباً، لماذا تنازل معاوية رضي الله عنه عن مسألة المطالبة بقتلة عثمان مع أن هذا كان سبب الحرب من أصله؟
في الحقيقة ليس هذا الموضوع الذي يسأل عنه الأخ الكريم الناصر ولاينبغي تشتيتنا في مسائل أُخرى والله الموفق
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 11 - 06, 08:09 م]ـ
وهب أن معاوية ظن أن ابنه يزيد كفؤ
ثم لم يكن يزيد كذلك
فهل هذه معضلة؟
صدقت بارك الله بك.
يقول أبو عبد الرحمن بن خلدون في فصل ولاية العهد في مقدمته الماتعة: والذي دعا معاوية لإيثار ابنه يزيد بالعهد دون من سواه إنما هو مراعاة المصلحة في اجتماع الناس واتفاق أهوائهم باتفاق أهل الحل والعقد عليه حينئذ من بني أمية إذ بنو أمية يومئذ لا يرضون سواهم وهم عصابة قريش وأهل الملة أجمع وأهل الغلب منهم. فآثره بذلك دون غيره ممن يظن أنه أولى بها وعدل عن الفاضل إلى المفضول حرصاً على الاتفاق واجتماع الأهواء الذي شأنه أهم عند الشارع وإن كان لا يظن بمعاوية غير هذا فعدالته وصحبته مانعة من سوى ذلك. وحضور أكابر الصحابة لذلك وسكوتهم عنه دليل على انتفاء الريب فيه فليسوا ممن يأخذهم في الحق هوادة وليس معاوية ممن تأخذة العزة في قبول الحق فإنهم كلهم أجل من ذلك وعدالتهم مانعة منه. وفرار عبد الله بن عمر من ذلك إنما هو محمول على تورعه من الدخول في شيء من الأمور مباحاً كان أو محظوراً كما هو معروف عنه. ولم يبق في المخالفة لهذا العهد الذي اتفق عليه الجمهور إلا ابن الزبير وندور المخالف معروف
يستعرض ابن خلدون هذه القضية قائلاً: " ثم إنه وقع مثل ذلك من بعد معاوية من الخلفاء الذين كانوا يتحرون الحق ويعملون به مثل عبد الملك وسليمان من بني أمية والسفاح والمنصور والمهدي والرشيد من بني العباس وأمثالهم ممن عرفت عدالتهم وحسن رأيهم للمسلمين والنظر لهم ولا يعاب عليهم إيثار أبنائهم وإخوانهم وخروجهم عن سنن الخلفاء الأربعة في ذلك فشأنهم غير شأن أولئك الخلفاء فإنهم كانوا على حين لم تحدث طبيعة الملك وكان الوازع دينياً فعند كل أحد وازع من نفسه فعهدوا إلى من يرتضيه الدين فقط وآثروه على غيره ووكلوا كل من يسمو إلى ذلك إلى وازعه وأما من بعدهم من لدن معاوية فكانت العصبية قد أشرفت على غايتها من الملك والوازع الديني قد ضعف واحتيج إلى الوازع السلطاني والعصباني. فلو عهد إلى غير من ترتضيه العصبية لردت ذلك العهد وانتقض أمره سريعاً وصارت الجماعة إلى الفرقة والاختلاف سأل رجل علياً رضي الله عنه: ما بال المسلمين اختلفوا ا عليك ولم يختلفوا على أبي بكر وعمر فقال: لأن أبا بكر وعمر كانا واليين على مثلي وأنا اليوم وال على مثلك يشير إلى وازع الدين"
قول ابن خلدون: "أفلا ترى إلى المأمون لما عهد إلى علي بن موسى بن جعفر الصادق وسماه الرضا كيف أنكرت العباسية ذلك ونقضوا بيعته وبايعوا لعمه إبراهيم بن المهدي وظهر من الهرج والخلاف وانقطاع السبل وتعدد الثوار والخوارج ما كاد أن يصطلم الأمر حتى بادر المأمون من خراسان إلى بغداد ورد أمرهم لمعاهده فلا بد من اعتبار ذلك في العهد فالعصور تختلف باختلاف ما يحدث فيها من الأمور والقبائل والعصبيات وتختلف باختلاف المصالح ولكل واحد منها حكم يخصه لطفاً من الله بعباده. "
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[05 - 11 - 06, 05:27 م]ـ
هذا الموضوع (توريث الحكم) من المواضيع المفصلية وكان سبباً في الخلاف بين الصحابة
وتحول الخلافة إلى ملكية خاصة بقيت على مدار الأزمان مع ما صحب ذلك من حروب ونزاعات كان سببها هذا القرار المفصلي ونقول إن المفاسد التي طرأت من هذا القرار أعظم من مصالحه!
ونحن نناقش مسألة تاريخية وليست مسألة عقدية
فالحسن بن علي رضي الله عنه تنازل عن الخلافة بمحض إرادته وله أقوال مشهورة في ذلك
وكان له مناصرين أشداء ومع ذلك تنازل عن الخلافة حسماً لمادة الخلاف
والموضوع يحتاج إلى إشباع أكثر والنصوص الواردة في ذلك كثيرة ولنا عودة مرة أُخرى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/379)
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[06 - 11 - 06, 04:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأفاضل ... حياكم الله جميعا
هذه أول مداخلة لي منذ مدة بعد غياب للسفر
أبوحاتم الشريف
هذا الموضوع (توريث الحكم) من المواضيع المفصلية وكان سبباً في الخلاف بين الصحابة
وتحول الخلافة إلى ملكية خاصة بقيت على مدار الأزمان مع ما صحب ذلك من حروب ونزاعات كان سببها هذا القرار المفصلي ونقول إن المفاسد التي طرأت من هذا القرار أعظم من مصالحه!
ونحن نناقش مسألة تاريخية وليست مسألة عقدية
أبوحاتم الشريف
وفقكم الله ونفع بكم وبعلمكم
عند إستخلاف أبي بكر لعمر رضي الله عنهما:
قالت عائشة رضي الله عنها:
دخل ناسٌ على أبي بكر في مرضه، فقالوا: يَسَعُكَ أن تولِّي علينا عمر وأنت ذاهب إلى ربك فماذا تقول له؟ قال: أقول:ولِّيت عليهم خيرهم. (ابن سعد في الطبقات (3/ 274)
وعند إستخلاف عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:
يُلاحظ أن الذين جعل فيهم عمر الشورى، وهم الستة المبشرون بالجنة، وهم من المهاجرين السابقين، وهم الذين مات رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو عنهم راض، يلاحظ أن عمر لم يدخل فيهم سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، ومن السابقين الأولين، ومن الذين مات رسول الله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وهو عنهم راض.
قال الذهبي:
لم يكن سعيد متأخراً عن رتبة أهل الشورى في السابقة والجلالة، وإنما تركه عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لئلا يبقى له فيه شائبة حظ، لأنه ختنه وابن عمه، ولو ذكره في أهل الشورى لقال الرافضي: حابى ابن عمه، فأخرج منها ولده وعصبته، فكذلك فليكن العمل لله.ا. هـ (السير 1/ 138)
من مبحث للعبد الفقيربعنوان (الحكم في الإسلام بين الخلافة والملك)
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[08 - 11 - 06, 05:12 ص]ـ
أبوحاتم الشريف
وهل خالف ماتم الاتفاق بينه وبين الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه؟
وكذلك:
لماذا محا أهل الشام اسم " أمير المؤمنين " عند التحكيم؟
ولماذا ادعى معاوية الخلافة وتسمى بـ " أمير المؤمنين " بعد التحكيم؟
ومن هم أهل الحل والعقد الذين شاورهم معاوية رضى الله عنه فى البيعة لإبنه يزيد؟
ـ[الحسن بن عبد الله الصياغي]ــــــــ[08 - 11 - 06, 04:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أحبتي الكرام, لعل في الأحاديث الصحيحة الواردة عن سيدنا محمد صلى الله عليه والتي تصف الحالة التي ستؤول إليها الأمة من جهة الحكم جوابا عن تساؤلات الإخوة الكرام ,هذه الأحاديث التي لاتدع مجالا للشك في أن الحكم بعد الخلافة الراشدة كان فاسدا ,فوصفه صلى الله عليه وسلم بكونه ملكا عاضا, وإخباره صلى الله عليه وسلم عن الأغيلمة من قريش ,وتعوذ سيدنا أبي هريرة من رأس الستين وإمارة الصبيان وغير ذلك من الأثار الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام, كل هذا جدير بأن يجلي الصورة أمامنا, وحري بنا أن نقرأالتاريخ انطلاقا من الأحاديث النبوية الشريفةـ وهو المعصوم صلى الله عليه وسلم ـ قبل أن نحلل أو نخوض في أقوال من جاء بعد ذلك رغم أهميتها, فإخبار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بما سيقع هو الأصل وتأتي الكتب التاريخية مكملة إن وافقت الأحاديث الصحيحة.والله المستعان
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[09 - 11 - 06, 01:21 م]ـ
حياك الله أخي الكريم صلاح الشريف وعودا حميداً وما قلته أخي الحسن صحيح والنصوص واضحة
وسبق أن ذكرنا بعضها في مواضع متفرقة في المنتدى
قال الأمين
محمد الأمين
يقول أبو عبد الرحمن بن خلدون في فصل ولاية العهد في مقدمته الماتعة: والذي دعا معاوية لإيثار ابنه يزيد بالعهد دون من سواه إنما هو مراعاة المصلحة في اجتماع الناس واتفاق أهوائهم باتفاق أهل الحل والعقد عليه حينئذ من بني أمية إذ بنو أمية يومئذ لا يرضون سواهم وهم عصابة قريش وأهل الملة أجمع وأهل الغلب منهم. فآثره بذلك دون غيره ممن يظن أنه أولى بها وعدل عن الفاضل إلى المفضول حرصاً على الاتفاق واجتماع الأهواء الذي شأنه أهم عند الشارع وإن كان لا يظن بمعاوية غير هذا فعدالته وصحبته مانعة من سوى ذلك. وحضور أكابر الصحابة لذلك وسكوتهم عنه دليل على انتفاء الريب فيه فليسوا ممن يأخذهم في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/380)
الحق هوادة وليس معاوية ممن تأخذة العزة في قبول الحق فإنهم كلهم أجل من ذلك وعدالتهم مانعة منه. وفرار عبد الله بن عمر من ذلك إنما هو محمول على تورعه من الدخول في شيء من الأمور مباحاً كان أو محظوراً كما هو معروف عنه. ولم يبق في المخالفة لهذا العهد الذي اتفق عليه الجمهور إلا ابن الزبير وندور المخالف معروف
في الحقيقة هذا التحليل من ابن خلدون رحمه الله غريب وعجيب ومعاوية رضي الله عنه من الصحابة العدول الأجلاء وهو مجتهد لكنه أخطأ في اجتهاده عندما عين ابنه يزيد وترك من هو خيراً منه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش وهم كثر وكان الأحرى به ترك الأمر شورى بين المسلمين يختاروا الأصلح بينهم كما فعل فاروق هذه الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة أن عمر بن الخطاب خطب يوم جمعة فذكر نبي الله وذكر أبا بكر فقال إني رأيت كأن ديكا نقرني نقرة أو نقرتين وإني لا أراه إلا لحضور أجلي وإن أقواما يأمرونني أن أستخلف وإن الله لم يكن ليضيع دينه ولا خلافته ولا الذي بعث به نبيه صلى الله عليه وسلم وإني قد علمت أن أقواما سيطعنون في هذا الأمر أنا ضربتهم بيدي هذه على الإسلام فإن فعلوا فأولئك أعداء الله الكفار الضلال فإن عجل بي أمر فالخلافة شورى بين هؤلاء النفر الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض وإني لا أدع بعدي شيئا أهم إلي من الكلالة وما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ما راجعته في الكلالة وما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيه حتى طعن بإصبعه في صدري وقال لي يا عمر ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء وإني إن أعش أقض فيه بقضية يقضي بها من يقرأ القرآن ومن لا يقرأ القرآن ثم قال اللهم إني أشهدك على أمراء الأمصار فإنما بعثتهم ليعلموهم دينهم وسنة نبيهم ويعدلوا عليهم ويقسموا لهم فيئهم ويرفعوا إلي ما أشكل من أمرهم عليه. أخرجه مسلم في الصحيح وأحمد في المسند وغيرهم
وقال ابن عباس: قال لي عمر اعقل عني ثلاثا: الإمارة شورى 0000الخ مصنف عبد الرزاق بإسناد صحيح
قال أبو حاتم الشريف:والذين لم يرتضوا بيعة يزيد مجموعة من أهل المدينة ومكة وليس فقط ابن الزبير علما بأن ابن الزبي1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر كان من المطالبين بدم عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ومن القواد في معركة الجمل ومواقفه مشهورة ولذلك صار مذموماً عند الرافضة أخزاهم الله
وأما ابن عم1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر فله مواقف مشهورة مع معاوية 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - سوف نأتي عليها إن شاء الله وهي مهمة جدا
وهناك مشاركة للأخ سيف معقبا على كلام ابن خلدون ولم يحدده
[ quote]
سيف
ورضى الله عن الصحابة أجمعين. نعم أتفق معك بأن يزيد ليس هذا المتهوك الضال المستهتر الذي يصور في كثير من الروايات التاريخية.
ولكن ايضا الحق أحق بأن يتبع. فقد رد الصحابة على معاوية حينما أختلى بهم ليصارحهم بنيته في اسناد ولاية العهد لأبنه من بعده واحتج بفعل أبو بكر رضي الله عنه.فماذا ردوا عليه؟ قالوا:فافعل مثله , دفع بها الى رجل ليس من أهله ولا من عشيرته أي عمر.وأنت تدفعها لأبنك.
والقول بأن بني أمية لن يرضوا بخروجها من يديهم باطل وليس لأحد منهم حق فيها دون ارادة المسلمين كما كان الحال في عهدأبو بكر و عمر وعثمان وعلي رضي الله عليهم أجمعين.ولو عهد بها معاوية لأحد من المسلمين دون بني أمية واستوثق له من البيعة بعده لما نازعه أحد وبطون قريش كلها بايعته والصحابة عن قبول منهم.وهذا فعل أبوبكر من قبل وشورة عمر من بعده وبيعة علي رضوان الله عليهم.
وقصة ابن عمر رضي الله عنه في البخاري عندما خطب معاوية على المنبر وهم ابن عمر بالقيام والردعليه لولا انه خشي الفتنة والفرقة
قال الشريف ناجي: نحن نعلم أن معاوية 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لم يأخذ الحكم بقوة السيف وإنما بتنازل الحسن بن علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وحصل له لوم وعتاب من أنصاره لتركه الحكم وأقواله مشهورة
:وعن جبير بن نفير قال: قلت للحسن بن علي: إن الناس يقولون: إنك تريد الخلافة؟، قال: قد كان جماجم العرب في يدي يحاربون من حاربت، ويسالمون من سالمت؛ تركتُها ابتغاء وجه الله وحقن دماء أمة محمد صلى الله عليه وسلم ().
قال الحافظ ابن حجر عند شرح حديث أبي بكرة - رضي الله عنه -: ((في هذه القصة من الفوائد: علَم من أعلام النبوّة، ومنقبة للحسن بن علي؛ فإنه ترك الملك لا لقلّة ولا لذلّة ولا لعلّة، بل لرغبته فيما عند الله لما رآه من حقن دماء المسلمين؛ فراعى أمر الدين ومصلحة الأمة.
وفيه ردٌّ على الخوارج الذين كانوا يكفِّرون عليًّا ومن معه ومعاوية ومن معه بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم للطائفتين بأنهم من المسلمين.
وفيه: فضيلة الإصلاح بين الناس ولا سيّما في حقن دماء المسلمين)) ().
قال العجلي: ((الحسن بن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ، بايع الحسن بعد وفاة علي بن أبي طالب سبعون ألفًا ()، فزهد في الخلافة فلم يردها وسلّمها لمعاوية، وقال: (لا يهراق على يدي محجمة دم)، وكان الحسن حليمًا، سخيًّا، سيدًا؛ ومات بالمدينة)) ().
ولما سار الحسن بن علي ـ رضي الله عنه ـ إلى معاوية - رضي الله عنه - بالكتائب قال عمرو بن العاص لمعاوية: أرى كتيبة لا تُولَّي حتى تُدبر أُخراها، قال معاوية: مَن لذراري المسلين؟، فقال: أنا، فقال عبد الله بن عامر وعبد الرحمن
ابن سمرة: نلقاه، فنقول له الصلح ـ قال الحسن البصري: ولقد سمعت أبا بكرة
يقول: بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب جاء الحسن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ابني هذا سيد، ولعلّ الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين)) ().
قال ابن بطال: ((سلم الحسن لمعاوية الأمر وبايعه على إقامة كتاب الله وسنة نبيه، ودخل معاوية وبايعه الناس؛ فسُمِّيت سَنة الجماعة لاجتماع الناس وانقطاع الحرب)) ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/381)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[09 - 11 - 06, 01:25 م]ـ
عن الشعبي عن شقيق بن سلمة قال قيل لعلي رضى الله تعالى عنه استخلف علينا فقال ما استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستخلف ولكن إن يرد الله بالناس خيرا جمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم على خيرهم
الإمام الذهبي في السير (3/ 292):
بلغنا أن الحسين لم يعجبه ما عمل أخوه الحسن من تسليم الخلافة إلى معاوية بل كان رأيه القتال ولكنه كظم وأطاع أخاه وبايع وكان يقبل جوائز معاوية ومعاوية يرى له ويحترمه ويجعله فلما أن فعل معاوية ما فعل بعد وفاة السيد الحسن من العهد بالخلافة إلى ولده يزيد تألم الحسين وحق له وامتنع هو وابن أبي بكر وابن الزبير من المبايعة حتى قهرهم معاوية وأخذ بيعتهم مكرهين وغلبوا وعجزوا عن سلطان الوقت فلما مات معاوية تسلم الخلافة يزيد وبايعه أكثر الناس ولم يبايع له ابن الزبير ولاالحسين وأنفوا من ذلك ورام كل واحد منهما الأمر لنفسه وسارا في الليل من المدينة.
وهذه مجموعة من الآثار عن ابن عمر في هذا الشأن وموقفه من هذا الأمر وهذه الأسانيد أغلبها عند ابن سعد في الطبقات وقد صحح محقق السير كثيراً منها
العوام بن حوشب: عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر: قال يوم دومة جندل: جاء معاوية على بختي عظيم طويل، فقال: ومن الذي يطمع في هذا الأمر ويمد إليه عنقه؟ فما حدثت نفسي بالدنيا إلا يومئذ. هممت أن أقول: يطمع فيه من ضربك وأباك عليه، ثم ذكرت الجنة ونعيمها، فأعرضت عنه.
حماد بن زيد: عن أيوب، عن نافع ; أن معاوية بعث إلى ابن عمر بمائة ألف، فلما أراد أن يبايع ليزيد، قال: أرى ذاك أراد، إن ديني عندي إذا لرخيص.
وقال محمد بن المنكدر: بويع يزيد، فقال ابن عمر لما بلغه: إن كان خيرا رضينا، وإن كان بلاء صبرنا.
ابن علية: عن ابن عون، عن نافع، قال: حلف معاوية على منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليقتلن ابن عمر، يعني وكان ابن عمر بمكة. فجاء إليه عبد الله بن صفوان، فدخلا بيتا، وكنت على الباب، فجعل ابن صفوان يقول: أفتتركه حتى يقتلك؟! والله لو لم يكن إلا أنا وأهل بيتي، لقاتلته دونك.فقال: ألا أصير في حرم الله؟ وسمعت نحيبه مرتين، فلما دنا معاوية تلقاه ابن صفوان، فقال: إيها جئت لتقتل ابن عمر. قال: والله لا أقتله.
مسعر: عن أبي حصين: قال معاوية: من أحق بهذا الأمر منا؟ وابن عمر شاهد، قال: فأردت أن أقول: أحق به منك من ضربك عليه وأباك، فخفت الفساد.
معمر: عن الزهري، عن سالم، عن أبيه وابن طاوس، عن عكرمة بن خالد، عن ابن عمر، قال: دخلت على حفصة ونوساتها تنطف، فقلت: قد كان من الناس ما ترين، ولم يجعل لي من الأمر شيء. قالت: فالحق بهم، فإنهم ينتظرونك،. وإني أخشى أن يكون في احتباسك عنهم فرقة، فلم يرعه حتى ذهب. قال: فلما تفرق الحكمان، خطب معاوية، فقال: من كان يريد أن يتكلم في هذا الأمر، فليطلع إلي قرنه، فنحن أحق بذلك منه ومن أبيه ; يعرض بابن عمر.
قال حبيب بن مسلمة: فهلا أجبته فداك أبي وأمي؟ فقال ابن عمر: حللت حبوتي، فهممت أن أقول: أحق بذلك منك من قاتلك وأباك على الإسلام. فخشيت أن أقول كلمة تفرق الجمع، ويسفك فيها الدم، فذكرت ما أعد الله في الجنان.
وقال سلام بن مسكين: سمعت الحسن يقول: لما كان من أمر الناس ما كان زمن الفتنة، أتوا ابن عمر، فقالوا: أنت سيد الناس وابن سيدهم، والناس بك راضون، اخرج نبايعك. فقال: لا والله لا يهراق في محجمة من دم ولا في سببي ما كان في روح.
جرير بن حازم: عن يعلى، عن نافع، قال: قال أبو موسى يوم التحكيم: لا أرى لهذا الأمر غير عبد الله بن عمر. فقال عمرو بن العاص لابن عمر: إنا نريد أن نبايعك، فهل لك أن تعطى مالا عظيما على أن تدع هذا الأمر لمن هو أحرص عليه منك؟ فغضب، وقام. فأخذ ابن الزبير بطرف ثوبه، فقال: يا أبا عبد الرحمن إنما قال: تعطي مالا على أن أبايعك. فقال: والله لا أعطي عليها ولا أعطى ولا أقبلها إلا عن رضى من المسلمين.
قلت: كاد أن تنعقد البيعة له يومئذ، مع وجود مثل الإمام علي وسعد بن أبي وقاص، ولو بويع، لما اختلف عليه اثنان، ولكن الله حماه وخار له.
ونقول في الأخير رضي الله عن جميع الصحابة المصيب والمخطئ وهم إلى خير وما عملوه من الحسنات وتغبيرهم في سبيل الله وصحبتهم لرسول الله مكفر لجميع ماصدررمنهم من أخطاء وزلات وهم بشر غير معصومين والعصمة للأنبياء ونرفض الطعن في أي أحد منهم
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[09 - 11 - 06, 02:02 م]ـ
أبوحاتم الشريف
ونقول في الأخير رضي الله عن جميع الصحابة المصيب والمخطئ وهم إلى خير وما عملوه من الحسنات وتغبيرهم في سبيل الله وصحبتهم لرسول الله مكفر لجميع ماصدررمنهم من أخطاء وزلات وهم بشر غير معصومين والعصمة للأنبياء ونرفض الطعن في أي أحد منهم
صدقت ..... وهُديت وكُفيت ووقيت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/382)
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[11 - 11 - 06, 09:23 ص]ـ
لاشك أن معاوية رضي الله عه أجتهد وأخطأ .. وأنتقده كثير من الصحابة وخرج على ((يزيد)) عبدالله بن الزبير ومن معه من أهل مكة وكذلك أهل المدينة والحسن رضي الله عنه وهذا كله يدل على عدم الرضى الناس ببيعة يزيد ..
ابن الزبير لم يبايع يزيد الامكرها و لذلك لا يعتبر خارجا عليه.
و جمع من كبار الصحابه خالفوا البيعة ليزيد فمنهم من اعلن ذلك كابن الزبير و منهم من كتمه كابن عمر. لما يعلمونه من فسقه، وقد لعنه ـ اي يزيد ـ جمع من السلف لما علموا من طريقته السئة و استحلاله المدينه و اذلاله الصحابه و خصوصا انس ابن مالك و مشهورة الرساله التي ارسلها يطلب ان يكشف عنه ما لحق به من اذى، ولو لم يفعل الا انه وسم اصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
حتى يعرفوا لكفى، و الشيخ عبد الكريم الخضير تحدث عن هذه المسالة في شرحه لكتاب الفتن و ذكر ان الامام احمد كان يلعن يزيد.
و اعتقد انه لا يعيب ان اخطأ باستخلافه ليزيد و خصوصا و ان معاوية 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - رجل حكم، وكل ابن ادم خطاء، ولا يعيبه الخطأ فقد كان كاتب الوحي.
واذكر هنا رواية ذكرها الذهبي في ترجمته للمغيرة: ذكر انه كان بينه و بين معاوية شيء، وكان قد اشار على معاويه باستخلاف يزيد، فاستغرب الناس من ان المشير هو المغيرة على ما بينه وبين معاويه فلما سئل قال: اردت ان ادخله في دائرة ـ او قال كلمة نحوها ـ لا يخرج منها ابدا!! ..
و الله اعلم بصحة هذه الروايه فهي ـ بالنسبة لي غريبه.
ولذلك لما توفي يزيد بويع ابن الزبير بيعة عامه و عد جمع من المؤرخين مروان ابن الحكم خارجا على ابن الزبير و لا اعلم هل هناك من قدم امارة ابن الزبير على يزيد ام لا.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[12 - 11 - 06, 05:25 ص]ـ
عبد الرحمن النافع:
ابن الزبير لم يبايع يزيد الامكرها و لذلك لا يعتبر خارجا عليه.
ابن الزبير 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لم يبايع يزيد
ولم يدعي الخلافة في حياة يزيد
بل رفض البيعة له
وطلبه يزيد .... وقصة الجامعة الفضة والقيد الذهب معلومة!!!
ويزيد أمير من أمراء المسلمين مثله مثل بعض أمراء السوء في الدولتين الأموية والعباسيةومن جاء بعدهم من الملوك والأمراء والرؤساء.
وهو يأتي بعد الخلفاء الأربعة والحسن ومعاوية.
وقد بايع جيش الشام وقائده حصين بن نمير السكوني ابن الزبير بعد حصارهم للحرم وعلمهم بهلاك يزيد
وبايع لابن الزبير سائر الأمصار الحجاز ومصر والعراق وبعض الشام.
وخلافة ابن الزبير معتبرة عند الكثير من أهل العلم،فقد كانت خلافته تسع سنوات وأطاعته جُل الدولة الإسلامية وقد خرج عليه المروانية ومن سار على هواهم من أهل الشام.
ولو بايع مروان بن الحكم ولم يخرج عليه ودخل فيما دخل فيه الناس لعادت الخلافة شورى
فقد كان مروان هذا هو أول من عهد لإبنيه (عبد الملك وعبد العزيز) من بعده!!!
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[12 - 11 - 06, 12:41 م]ـ
صلاح الدين الشريف
اشكرك على تنبيهك، انا اقصد البيعه التي اخذت ليزيد في عهد معاويه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
هل كان ابن ابن الزبير ممن اكره على البيعه ام لا؟ ان كان لم يبايع في عهد معاويه ـ اجبارا ـ
فالوهم مني.
و قولك بان خلافة ابن الزبير كانت صحيحه، فهذا ذكرته، وكان بودي لو انقل كلام ابن كثير و ابن الجوزي الذين اعتبروا مروان خارجا على ابن الزبير الى ان قتل ابن الزبير ومن ثم اخذت البيعه لمروان فاصبح حكمه شرعيا ...
اكرر الشكر لك
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[12 - 11 - 06, 08:48 م]ـ
عن الشعبي عن شقيق بن سلمة قال قيل لعلي رضى الله تعالى عنه استخلف علينا فقال ما استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستخلف ولكن إن يرد الله بالناس خيرا جمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم على خيرهم
الإمام الذهبي في السير (3/ 292):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/383)
بلغنا أن الحسين لم يعجبه ما عمل أخوه الحسن من تسليم الخلافة إلى معاوية بل كان رأيه القتال ولكنه كظم وأطاع أخاه وبايع وكان يقبل جوائز معاوية ومعاوية يرى له ويحترمه ويجعله فلما أن فعل معاوية ما فعل بعد وفاة السيد الحسن من العهد بالخلافة إلى ولده يزيد تألم الحسين وحق له وامتنع هو وابن أبي بكر وابن الزبير من المبايعة حتى قهرهم معاوية وأخذ بيعتهم مكرهين وغلبوا وعجزوا عن سلطان الوقت فلما مات معاوية تسلم الخلافة يزيد وبايعه أكثر الناس ولم يبايع له ابن الزبير ولاالحسين وأنفوا من ذلك ورام كل واحد منهما الأمر لنفسه وسارا في الليل من المدينة.
وهذه مجموعة من الآثار عن ابن عمر في هذا الشأن وموقفه من هذا الأمر وهذه الأسانيد أغلبها عند ابن سعد في الطبقات وقد صحح محقق السير كثيراً منها
العوام بن حوشب: عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر: قال يوم دومة جندل: جاء معاوية على بختي عظيم طويل، فقال: ومن الذي يطمع في هذا الأمر ويمد إليه عنقه؟ فما حدثت نفسي بالدنيا إلا يومئذ. هممت أن أقول: يطمع فيه من ضربك وأباك عليه، ثم ذكرت الجنة ونعيمها، فأعرضت عنه.
حماد بن زيد: عن أيوب، عن نافع ; أن معاوية بعث إلى ابن عمر بمائة ألف، فلما أراد أن يبايع ليزيد، قال: أرى ذاك أراد، إن ديني عندي إذا لرخيص.
وقال محمد بن المنكدر: بويع يزيد، فقال ابن عمر لما بلغه: إن كان خيرا رضينا، وإن كان بلاء صبرنا.
ابن علية: عن ابن عون، عن نافع، قال: حلف معاوية على منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليقتلن ابن عمر، يعني وكان ابن عمر بمكة. فجاء إليه عبد الله بن صفوان، فدخلا بيتا، وكنت على الباب، فجعل ابن صفوان يقول: أفتتركه حتى يقتلك؟! والله لو لم يكن إلا أنا وأهل بيتي، لقاتلته دونك.فقال: ألا أصير في حرم الله؟ وسمعت نحيبه مرتين، فلما دنا معاوية تلقاه ابن صفوان، فقال: إيها جئت لتقتل ابن عمر. قال: والله لا أقتله.
مسعر: عن أبي حصين: قال معاوية: من أحق بهذا الأمر منا؟ وابن عمر شاهد، قال: فأردت أن أقول: أحق به منك من ضربك عليه وأباك، فخفت الفساد.
معمر: عن الزهري، عن سالم، عن أبيه وابن طاوس، عن عكرمة بن خالد، عن ابن عمر، قال: دخلت على حفصة ونوساتها تنطف، فقلت: قد كان من الناس ما ترين، ولم يجعل لي من الأمر شيء. قالت: فالحق بهم، فإنهم ينتظرونك،. وإني أخشى أن يكون في احتباسك عنهم فرقة، فلم يرعه حتى ذهب. قال: فلما تفرق الحكمان، خطب معاوية، فقال: من كان يريد أن يتكلم في هذا الأمر، فليطلع إلي قرنه، فنحن أحق بذلك منه ومن أبيه ; يعرض بابن عمر.
قال حبيب بن مسلمة: فهلا أجبته فداك أبي وأمي؟ فقال ابن عمر: حللت حبوتي، فهممت أن أقول: أحق بذلك منك من قاتلك وأباك على الإسلام. فخشيت أن أقول كلمة تفرق الجمع، ويسفك فيها الدم، فذكرت ما أعد الله في الجنان.
وقال سلام بن مسكين: سمعت الحسن يقول: لما كان من أمر الناس ما كان زمن الفتنة، أتوا ابن عمر، فقالوا: أنت سيد الناس وابن سيدهم، والناس بك راضون، اخرج نبايعك. فقال: لا والله لا يهراق في محجمة من دم ولا في سببي ما كان في روح.
جرير بن حازم: عن يعلى، عن نافع، قال: قال أبو موسى يوم التحكيم: لا أرى لهذا الأمر غير عبد الله بن عمر. فقال عمرو بن العاص لابن عمر: إنا نريد أن نبايعك، فهل لك أن تعطى مالا عظيما على أن تدع هذا الأمر لمن هو أحرص عليه منك؟ فغضب، وقام. فأخذ ابن الزبير بطرف ثوبه، فقال: يا أبا عبد الرحمن إنما قال: تعطي مالا على أن أبايعك. فقال: والله لا أعطي عليها ولا أعطى ولا أقبلها إلا عن رضى من المسلمين.
قلت: كاد أن تنعقد البيعة له يومئذ، مع وجود مثل الإمام علي وسعد بن أبي وقاص، ولو بويع، لما اختلف عليه اثنان، ولكن الله حماه وخار له.
ونقول في الأخير رضي الله عن جميع الصحابة المصيب والمخطئ وهم إلى خير وما عملوه من الحسنات وتغبيرهم في سبيل الله وصحبتهم لرسول الله مكفر لجميع ماصدررمنهم من أخطاء وزلات وهم بشر غير معصومين والعصمة للأنبياء ونرفض الطعن في أي أحد منهم
الخوض في هذه المسائل لا ينبغي لأن فيه فتح باب لأهل التشيع والفتن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/384)
وقد قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ((إِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا , وَإِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا))
رواه الطبراني في الكبير برقم 10297 بسندٍ فيه لين وله شواهد ترفعه إلى درجة الإحتجاج
من أقواها مرسل طاووس وهو ثابتٌ عنه بسندٍ صحيح في الأمالي لعبدالرزاق حديث رقم 51
ومعناه مجمعٌ عليه بين أهل السنة
وقولك ((وهذه الأسانيد أغلبها عند ابن سعد في الطبقات وقد صحح محقق السير كثيراً منها))
من أين نعرف ماذا صحح وماذا ضعف وانت تسردها سرداً
بل من هو محقق السير وكل مجلدٍ له محققه
أما قو الذهبي ((بلغنا .... )) إلى آخر كلامه
فلعلك توافقني في أنه يحتج إلى إثباتٍ بسندٍ صحيح
وأرجو أن تزودني بأسانيد الروايات كاملة فإني لم أقف على بعضها إلا معلقةً عند الذهبي في السير وفي تاريخ الإسلام
وليعلم أن ابن عمر قد بايع من أدرك من خلفاء بني أمية _ غير أنه لم يبايع يزيد في حياة معاوية _
مما يدل أنه يرى أن خلافتهم صحيحة وإن لم يكونوا هم الأولى
ووما يؤكد صحة خلافة خلفاء بني أمية
قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ((لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني خليفة كلهم من قريش))
وقوله ((لا يزال))
يفيد الإستمرار والتتابع
لهذا أفتى الإمام أحمد بأن الأمر المذكور في هذا الحديث قد تم _ كما في السنة للخلال واعتبر الخلال ذلك فضيلةً لمعاوية _
ولا يعارض هذا حديث ((الخلافة بعدي ثلاثون عاماً))
فالخلافة هي الخلافة الراشدة وخلافة بني أمية ملك عضوض _ لكن فيه العزة للإسلام وهو خير ملك مر على الإسلام على ما فيه من سقطات شنيعة ولكن الأمر لا يدرس بتعديد المثالب فقط وخلافة بني أمية ليست خلافة يزيد فقط_
ولو افترضنا التعارض لأسقطنا الحديث الثاني فالحديث الأول أقوى سنداً
وما جاء عن سفينة في أنهم شر ملوك الرض لا يثبت عنه
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[13 - 11 - 06, 01:15 م]ـ
[ quote] الخوض في هذه المسائل لا ينبغي لأن فيه فتح باب لأهل التشيع والفتن
أخي الكريم إن كنت ترى أن من نقل هذه الأسانيد فقد فتح باباً للتشيع فإذن الذهبي وابن الأثير وابن جرير وقبلهم ابن سعد والطبراني وابن أبي شيبة بالإضافة إلى بقية كتب السنة النبوية فقد فتحوا أبوابا للتشيع لإن مصادرنا نحن أهل السنة هي تلك المصادر التي أشرنا إليها ونحن نعزو إلى تلك المصادر وجميع الأبحات العلمية والرسائل الأكاديمية التي تناقش الخلافات بين الصحابة فقد فتحوا أبوابا للتشيع!!
ثم أقول لابد أن تعرف هذه الأحاديث والآثار إن كنت طالب علم حتى تستطيع أن تجيب عليها فالأمر الآن تجاوز الحدود وأصبحت للروافض قنوات فضائية متخصصة وهناك قنوات أخرى محايدة تناقش هذه المسائل
أما إن كنت ميتدئا في هذا العلم فأنا أنصحك بترك هذه الأمور وعدم إشغال النفس بها وعليك بحفظ
كتب السنة وقبل ذلك كتاب الله عز وجل وحفظ المتون العلمية في مختلف العلوم الشرعية
واحفظ فكل حافظ إمام!
أخي الكريم لو رأيتني انفردت برأي دون الصحابة الأجلاء أو أسقطت عدالة أحد من الصحابة فلك الحق أن تقول ما قلت!
واستداركات الصحابة بعضهم على بعض أمر شائع وذائع وهناك رسالة علمية سوف تناقش قريبا
عن هذا الموضوع (استداراكات الصحابة بعضهم على بعض) وقد جاوزت هذه المسائل مئة مسئلة
في العبادات والمعاملات
عبدالله الخليفي
وقولك ((وهذه الأسانيد أغلبها عند ابن سعد في الطبقات وقد صحح محقق السير كثيراً منها))
من أين نعرف ماذا صحح وماذا ضعف وانت تسردها سرداً
بل من هو محقق السير وكل مجلدٍ له محققه
قلت:لو راجعت طبقات ابن سعد لرأيت هذه الآثار
وهذا رقم الجزء والصفحة الطبقات الكبرى ج4/ص164
وإذا رأيت أسانيدها تالفة فناقشني بارك الله فيك
أما الكلام عن بني أمية فلن أكون في موقف الطاعن والقادح والجاحد فلهم حسنات كثيرة لا شك في ذلك ولا ريب ولهم مساوئ نسأل الله أن يغفر لهم ويتجاوز عنا وعنهم ولا نجعل لهم العصمة!
كما هو شأن الرافضة عند أئمتهم!
وأخيراً نحن هنا نناقش مسألة التوريث هل فيها إجماع من الصحابة رضوان الله عليهم أم فيها خلاف؟
وهل هذه مسألة عقدية لايجوز الأخذ فيها أم أنها مسألة سياسية الخلاف فيها يسع؟
وأنا لاأريد أن أستطرد كثيراً في مناقشة هذا الموضوع فما عندي قلته
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[13 - 11 - 06, 11:12 م]ـ
عبدالله الخليفي اقتباس:
وما جاء عن سفينة في أنهم شر ملوك الرض لا يثبت عنه
قال الشريف لا أدري من أين أتيت بهذه المعلومة الثمينة!
وهذا إسناد الرواية وهي عند الترمذي وغيره وإذا كان لديك إلمام بسيط بعلم الحديث سوف تعرف هل هذه الرواية صحيحة أم لا؟!
حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا سريح بن النعمان أخبرنا حشرج بن نباتة عن سعيد بن جمهان قال حدثني سفينة قال:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم ملكٌ بعد ذلك).
ثم قال لي سفينة أمسك عليك خلافة أبي بكر ثم قال وخلافة عمر وخلافة عثمان ثم قال أمسك خلافة علي فوجدناها ثلاثين سنة قال سعيدٌ فقلت له إن بني أمية يزعمون أن الخلافة فيهم قال كذب بنو الزرقا بل هم ملوكٌ من شر الملوك وفي الباب عن عمر وعلي قالا:
(لم يعهد النبي صلى الله عليه وسلم في الخلافة شيئا).سنن الترمذي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/385)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 11 - 06, 07:45 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أخي أبو حاتم
آلمتني كثيراً تلك الطريقة في الخطاب حينما تصف بعض ما انتهى إليه تحقيقي بالمعلومة الثمينة ثم تتبعها بعلامة التعجب إشارةً إلى السخرية
واعلم أننا لا نعجز عن مثل هذا ولكن أخلاقاً تعلمناها في بيوتنا قبل مساجدنا تمنعنا عن مثل هذا
ومع ذلك أنا شاكرٌ لك نصحك لأخيك
بارك الله فيك
أولاً قد أتيتك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يأمر بالسكوت عن ذكر مثالب أصحابه وما شجر بينهم فلم تجب
أما الرواية التي أتيت بها من سنن الترمذي
فقد نقل الذهبي في ترجمة حشرج بن نباتة في تاريخ الإسلام قول البخاري في الضعاء له ((روى عن ابن جمهان، عن سفينة، أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر، وعمر، وعثمان: "هؤلاء خلفاء بعدي"، ولم يتابع على هذا، لأنّ عمر وعليّاً قالا: لم يستخلف النبي صلى الله عليه وسلم))
وكذا نقله في الميزان
وليعلم أن حشرج قد وثقه أحمد وابن معين وضعفه أبو حاتم حيث قال ((صالح لا يحتج به)) والنسائي حيث قال ((ليس بالقوي)) وذكره البخاري في الضعفاء وكذلك فعل ابن عدي وذكر له عدة مناكير
وقد انفرد حشرج بن نباتة بقول سفينة ((هم شر ملوك))
فقد رواه عن سعيد العوام بن حوشب عند أبي داود وغيره ولم يذكر هذه الزيادة
وعبد الوارث بن سعيد ولم يذكرها عند الحاكم في المستدرك
وحماد بن سلمة عند الطبراني في الكبير _ السند إليه يحتاج إلى نظر _
بل إن حشرج نفسه اضطرب في هذه الزيادة فلم يذكرها
قال الطبراني في الكبير حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا حشرج بن نباتة حدثني سعيد بن جمهان حدثني سفينة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلافة بين أمتي ثلاثون سنة ثم ملك بعد ذلك ثم قال لي سفينة أمسك فأمسكت خلافة أبي بكر وخلافة عمر وخلافة عثمان وخلافة علي رضي الله تعالى عنهم فوجدتها ثلاثين
قلت وسنده إلى حشرج صحيح
كما أنه لم يذكرها في روايةٍ له عند أحمد في المسند
هذا ما انتهى إليه بحثي
فإن كان عندك مزيد علم في المسألة فأتحفني _ اقول هذا بلا سخرية فليس من عادتي الإستهانة بالعباد _
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[14 - 11 - 06, 10:18 م]ـ
أخي أبو حاتم
آلمتني كثيراً تلك الطريقة في الخطاب حينما تصف بعض ما انتهى إليه تحقيقي بالمعلومة الثمينة ثم تتبعها بعلامة التعجب إشارةً إلى السخرية
أخي الكريم أنا أيضاً لا أحسن أسلوب التهكم لكن الجزاء من جنس العمل ولو تأدبت مع أبي حاتم لتأدبت معك أصلحك الله ومع ذلك فان تخرج مني كلمة غير لائقة بإذن الله
أولاً قد أتيتك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يأمر بالسكوت عن ذكر مثالب أصحابه وما شجر بينهم فلم تجب
أخي الكريم إن صح الحديث فما معناه وهل هو كما فهمتَ؟
ونحن لا نذكر مثالب الصحابة معاذ الله ونحن ندافع عنهم ولو رأيتَ مشاركاتي فأغلبها هي من قبيل الرد وأنا لن أبدأ في طرح أي موضوع يخص الصحابة بإذن الله ونحن نجلهم ونقدرهم ونحفظ حقهم وصحبتهم لسيد الخلق - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فإن فهمت أن مشاركاتي فيها طعن فهذا فهمك ولا تلزمنا بفهمك بارك الله فيك وهداك للطريق المستقيم
أما الرواية التي أتيت بها من سنن الترمذي
فقد نقل الذهبي في ترجمة حشرج بن نباتة في تاريخ الإسلام قول البخاري في الضعاء له ((روى عن ابن جمهان، عن سفينة، أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر، وعمر، وعثمان: "هؤلاء خلفاء بعدي"، ولم يتابع على هذا، لأنّ عمر وعليّاً قالا: لم يستخلف النبي صلى الله عليه وسلم))
أخي الكريم يكفينا توثيق إمام أهل السنة أحمد بن حنبل له وأنا قبل أن أتكلم وأكتب فقد راجعت ترجمته وتبين لي صحة روايته وليس فيها شذوذ وحشرج روى عن سعيد أكثر من حديث وهذا منها وفيه زيادة صحيحة من قول سفينة ولذا أخرجها الترمذي رحمه الله
وهذا يرد كثيراً فليس الكل ينشط لنقل تعليقات الصحابة ولا أسباب إيراد الحديث
وللحديث بقية ولنا عودة
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 11 - 06, 11:29 م]ـ
كلامي كان في غاية الأدب
ولم اتهكم بك كما فعلت بي _ وهذا راجعٌ لحسن تربيتي كما قدمت سابقاً_
وإنما طابتك بالإيضاح ونصحتك بترك البحث في هذه المسائل
وأما قولك بأنك لا تجيد السخرية
فابشرك أنك كتبت في مشاركتك قبل السابقة بطريقةٍ مستفزةٍ جداً كادت تصيبني بالغثيان
ولكن لا أقول إلا
حسبنا ونعم الوكيل
وأرجو أن تدقق في كلامي حول الحديث فأنا لم أضعف حشرج بن نباتة مطلقاً
وإنما ذكرت أنه متكلمٌ
فتفرده بمثل هذه الزيادة من دون من هم أكثر وأوثق منه يجعلها محل نظر وهو صاحب مناكير _ وقد أورد البخاري أحد أحاديثه عن سعيد من مناكيره_
ثم إن إضطرابه فيها يؤكد ذلك
وقد يكون الحمل على سريج بن النعمان لأن الإمام أحمد وصفه بأنه غلط في أحاديث
وقد تفرد عن حشرج بهذه الزيادة من دون أبي النضر وابي نعيم _ وهما أوثق منه _ والأكثر أولى بالحفظ كما قال الإمام الشافعي
وقولك يكفينا قول الإمام أحمد
فأقول هذه انتقائية
فالبخاري والنسائي وأبو حاتم وابن عدي لم يتكلموا في الرواي تشهياً
فلا أقل من أن يعتبر كلامهم عند إصدار الحكم النهائي على الراوي وتصرفات الأكابر كالذهبي وابن حجر تدل على ذلك
وأما عن قصدك فهذا شأنك
ولكن كتم بعض العلم _ غير الضروري _ لئلا يتخذه أهل الأهواء مطيةً من الحكمة
وحديث معاذ في حق الله على العباد أصلٌ في هذا الباب
وأنا قد عطفت ذكر ما شجر بين الصحابة على الثلب
ولكنك ركزت على لفظة _ الثلب _ وأخذت تدافع عن نفسك ولم تعرج على اللفظة الأخرى وتصورني في صورة المضخم للمسائل المحمل لها أكثر مما تحتمل
وإيراد الترمذي للخبر ليس نصاً في تصحيح القصة بل قد يكون أورده لما للمتن من الشواهد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/386)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[15 - 11 - 06, 12:07 ص]ـ
أخي الكريم لا أريد أن يتحول الموضوع إلى موضوع شخصي فاترك شخصنة الموضوع ولا تزايد علينا في محبة الصحابة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وسبق أن قمتُ بتخريج هذا الحديث في مشاركة قديمة لي فراجعها أصلحك الله
ونحن نناقش مسائل ناقشها من قبلنا وهم خير منك!
ولي آراء جريئة لربما لاتتحملها لصغر سنك وقلة اطلاعك لكن الأيام حبلى بما هو جديد ومفيد
وإن شاء الله لن أخرج عن إجماع الصحابة ومنهجنا منهج أهل السنة عليه نحيا وعليه نموت
وليكن في علمك أن أول كتاب قرأته فيما يتعلق بالتاريخ هو كتاب العواصم لابن العربي!
ودرسنا على مشايخ كثر والحمد لله لكن والحمد لله لن أجعل منهجي العلمي أسيراً لأحد من المعاصرين وتخلصنا من تقليد الأحياء فضلاً عن الأموات وجعلنا منهجنا العلمي
(الحق أحق أن يتبع) وهذه قواعد بسيطة ستعرفها مستقبلاً
عنما تطلع كثيرا وتقرأ كتب أهل السنة كالمسند والسنن والمصنف لعبد الرزاق ولا تعتمد كثيراعلى كتب أبي مخنف الأزدي والتميمي والكلبي والواقدي
وأنت أصلحك الله حولتنا من موضوع علمي مفيد إلى موضوع شخصي عفا الله عنك
ولي عودة مرة أُخرى
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[15 - 11 - 06, 05:10 ص]ـ
فلنترك كل شيء شخصي جانباً _ مع أنك لم تفتأ تنتقصني_
واعلم أني لم أزايد على محبة أحد للصحابة
ولو كنت أظن فيك أنك لا تحب بعض الصحابة رضي الله عنهم وتتطلب مثالبهم وما شجر بينهم لكان خطابي معك غير ما تقدم
ملحوظة أرجو ألا تذكر في مشاركتك القادمة أموراً خارج الموضوع كالتي ذكرتها قبلاً فأنا لم أطلب سيرتك الذاتية حتى تذكر لي أول كتابٍ قرأته في التاريخ
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[15 - 11 - 06, 05:57 ص]ـ
قال ابن دقيق العيد ((ومن حكى عن أهل الحديث أو أكثرهم أنه إذا تعارض رواية مرسل ومسند أو رافع وواقف أو ناقص وزائد ان الحكم للزائد قلم يصب في هذا الإطلاق فإن ذلك ليس قانوناً مطرداً، وبمراجعة أحكامهم الجزئية يعرف الحق من الصواب))
نقله عنه الحافظ في النكت (2/ 604) ثم قال
((وبهذا جزم العلائي))
ثم قال الحافظ بعد كلامٍ في (2/ 613)
((والحق في هذا أن زيادة الثقة لا تقبل دائماً ومن أطلق ذلك من الفقهاء والأصوليين فلم يصب
وإنما يقبلون ذلك إذا استووا في الوصف ولم يتعرض بعضهم لنفيها لفظاً ومعنىً))
قلت تأمل القيد الأول ونزله على الحالة هنا فهل حشرج يستوي في الوصف مع بقية من روى الحديث عن سعيد فإذا أضفت لذلك اضطرابه ووجود المناكير في حديثه اتضحت لك الصورة
وقال الحافظ في ((جزء حديث ماء زمزم لما شرب له)) (31)
((وشرط قبول الزيادة أن لا يطرق السهو لمن لم يروها وقد قال الشافعي في حديثٍ رواه مالك خالفه ستة أو سبعة اتفقوا على ذلك ولم يزيدوا تلك الكلمة، والعدد الكثير أولى بالحفظ))
قلت فما بالك بمن هو دون مالك في الحفظ واضطرب في الزيادة وهو نفسه متكلمٌ فيه
وأما القول بأن الرواة لا ينشطون لذكر كلام الصحابي فليس بدقيق
فالمتتبع للسنة يجد شغف الرواة بنقل أسباب ورود الحديث وما علق الصحابي على الحديث لأن يساعد في معرفة فقه الحديث
ولذكر الكلمة المنسوبة لسفينة سبب آخر يجعلها مهمة عند الرواة
وهو أن فيها تحقيقاً لسماع سعيد من سفينة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
وسعيد سماعه من الصحابة نادر
ففي هذا نفيٌ للإنقطاع وتحقيقٌ للعلو _ الذي يتطلبه الرواة _
ولو نظر الباحث في رواية أبي النضر عن حشرج في المسند للإمام أحمد
لوجد أنه قد ذكر لقاء سعيد بسفينة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - تفصيلياً _ ومع ذلك فلم يذكر الزيادة المختلف عليها _
لما في ذلك من إثبات لسماع سعيد من سفينه وتحقيق العلو
وهذا والله الموفق
ملحوظة النقول عن النكت استفدتها من كشف المتواري للحلبي والنقل جزء الحافظ في حديث ماء زمزم استفدته طليعة صيانة الحديث وأهله لطارق عوض الله
ملحوظة أخرى الصحابة جمع لهذا يقال ((رضي الله عنهم)) ولا يقال ((الصحابة رضي الله عنه))
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[15 - 11 - 06, 01:07 م]ـ
يا أخي هذه الزيادة ليست في المتن المرفوع وإنما من قول الصحابي ولو لاحظت قول سفينة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/387)
لو وجدت أن الرواة عن ابن جمهان كل شخص له زيادة فانظر مثلاً رواية أبي داود
قلت لسفينة إن هؤلاء يزعمون أن عليا لم يكن بخليفة قال كذبت إستاه بني الزرقاء يعني بني مروان سنن أبي داود ج4/ص211
والشاهد قوله (إستاه)
وهي ليست من رواية حشرج بن نباتة بل من رواية عبد الوارث فهل نقول هذه الزيادة شاذة؟!
قال المزي:
رواه أبو داود عن سوار بن عبد الله العنبري عن عبد الوارث بن سعيد وعن عمرو بن عون عن هشيم عن العوام بن حوشب ورواه الترمذي عن أحمد بن منيع عن سريج بن النعمان عن حشرج بن نباتة ورواه النسائي عن أحمد بن سليمان عن يزيد بن هارون عن العوام بن حوشب جميعا عن سعيد بن جمهان نحوه فوقع لنا عاليا جدا وقال الترمذي حسن لا نعرفه إلا من حديث سعيد وليس له عند الترمذي غيره. تهذيب الكمال ج10/ص378
وهذه مشاركة قديمة لي في مبحث النواصب لا بأس أن أُعيده مرة أخرى
قال أبو حاتم الشريف
وسعيد بن جمهان راوي الحديث عن سفينة وثقه أحمد ويحي والفسوي وابن حبان وغيرهم
قال يحيى بن معين يقول سعيد بن جمهان بصري ثقة
قلت لأبي أحمد بن حنبل:سعيد بن جمهان هذا هو رجل مجهول قال لا روى عنه غير واحد حماد بن سلمة وحماد بن زيد والعوام بن حوشب وحشرج بن نباتة. العلل ومعرفة الرجال ج2/ص314
قلت له: يعني (أحمد بن حنبل) ما تقول في سعيد بن جمهان
فقال: ثقة روى عنه العوام بن حوشب وروى عنه حماد وأراه ذكر عبدالوارث وغيره قلت يروى عن يحيى القطان أنه سئل عنه فلم يرضه فقال باطل وغضب وقال ما قال هذا أحد غير علي بن المديني ما سمعت يحيى يتكلم فيه بشيء.
علل الحديث ومعرفة الرجال ج1/ص81
وقال ابن حجر صدوق له أفراد
قال ابن عدي: وقد روى حشرج أيضا بهذا الإسناد والخلافة بعدي ثلاثون وقد خرج حشرج عن عهدة هذا الحديث لأن هذا الحديث قد رواه معه عن سعيد بن جمهان حماد بن سلمة وعبد الوارث بن سعيد والعوام بن حوشب ويحيى بن طلحة بن أبي شهدة وغيرهم. الكامل في ضعفاء الرجال ج2/ص441
قال أبو حاتم الشريف: هذا الحديث يرويه عن سعيد بن جمهان مجموعة من الرواة:
1 - حشرج بن نباتة سنن الترمذي (ج4/ص503)
مسند الطيالسي (ج1/ص151) وغيرهم
2 - حماد بن سلمة عند أحمد في المسند
مسند الإمام أحمد بن حنبل (ج5/ص220)
مسند ابن الجعد (ج1/ص479)
والطبراني في المعجم الكبير (ج7/ص84)
3 - عبد الوارث بن سعيد في سنن أبي داود (ج/ص211) والحاكم في (المستدرك على الصحيحين (ج3/ص156)
وابن حبان في صحيحه (ج15/ص392)
4 - والعوام بن حوشب الآحاد والمثاني (ج1/ص129) وغيره
5 - يحيى بن طلحة مسند الروياني ج1/ص439
ويروي هذا الحديث أيضاً:
البزار (ج9/ص280)
السنن الكبرى ج5/ص47
تاريخ مدينة دمشق ج42/ص575
الفتن ج1/ص104
التدوين في أخبار قزوين ج2/ص474
الثقات لابن حبان ج2/ص304
المدخل إلى السنن الكبرى ج1/ص116
تاريخ أصبهان ج1/ص295
تهذيب الكمال ج6/ص509
ملحوظة أخرى الصحابة جمع لهذا يقال ((رضي الله عنهم)) ولا يقال ((الصحابة رضي الله عنه))
شكرا على هذه الفائدة ونريد المزيد بارك الله فيك
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[16 - 11 - 06, 01:19 ص]ـ
يا أخي هذه الزيادة ليست في المتن المرفوع وإنما من قول الصحابي ولو لاحظت قول سفينة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
لو وجدت أن الرواة عن ابن جمهان كل شخص له زيادة فانظر مثلاً رواية أبي داود
قلت لسفينة إن هؤلاء يزعمون أن عليا لم يكن بخليفة قال كذبت إستاه بني الزرقاء يعني بني مروان سنن أبي داود ج4/ص211
والشاهد قوله (إستاه)
وهي ليست من رواية حشرج بن نباتة بل من رواية عبد الوارث فهل نقول هذه الزيادة شاذة؟!
وهذه مشاركة قديمة لي في مبحث النواصب لا بأس أن أُعيده مرة أخرى
شكرا على هذه الفائدة ونريد المزيد بارك الله فيك
فكان ماذا؟
هل هؤلاء الذين زادوا في نفس مرتبة حشرج بن نباتة حتى تقاس زيادته على زياداتهم
ولنأخذ عبدالوارث بن سعيد
قال معاوية بن صالح قلت ليحيى بن معين من أثبت شيوخ البصريين فقال عبد الوارث مع جماعة سماهم
وقال أبو حاتم صدوق ممن يعد مع بن علية ووهيب وبشر بن المفضل يعد من الثقات هو أثبت من حماد بن سلمة
وقال النسائي ثقة ثبت
نقل هذا كله الحافظ في التهذيب
من هذا يتبين أن قياسه على حشرج قياس مع الفارق فرجلٌ هذا مقامه لا يصح تسويته مع حشرج
فسواءً قلنا هي شاذة أو ثابتة لم يؤثر ذلك على موقفي من زيادة حشرج _ للبون الشاسع بينه وبين عبدالوارث _
ثم هل اضطرب عبد الوارث في الزيادة كاضطراب حشرج؟!! _ سؤال مستفهم _
وزيادة عبد الوارث لا تشهد لزيادة حشرج فمحل الخلاف قوله ((هم شر ملوك الأرض))
وليعلم ان القواعد الحديثية تنطبق على الآثار الموقوفة كما تنطبق على المرفوعة فوهم الراوي فيما يروي عن الصحابي لا يمتنع
واعلم زادك الله علماً أن جمعاً من الأئمة الأكابر ذكروا من أصول اهل السنة _ كالطحاوي وابن قدامة_ ((السكوت عما شجر بين الصحابة))
وقل لي بربك أين نصنف تهديد معاوية لابن عمر بالقتل _ إن ثبت _ إن لم نصنفه فيما شجر بين الصحابة
والحمد لله معز الإسلام بنصره
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/388)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[16 - 11 - 06, 06:38 ص]ـ
] يظهر أن الأخ الخليفي راح يتعبني هدانا الله جميعاً لطريق الحق والصواب [/ QUOTE]
أما معنى كلام سفينة فالمقصود شر نسبي بالنسبة لعهد الخلفاء الراشدين فالمسألة نسبية
أبوحاتم الشريف [
ما رأيك بكتاب العواصم من القواصم لابن العربي وكتاب منهاج السنة النبوية وسير أعلام النبلاء وتهذيب التهذيب والإصابة والاستيعاب والمعرفة والتاريخ والطبقات لابن سعد000؟
وأنقل لك كلام الدكتور السعيدي وفقه الله لعلك تقتنع بكلامه
أما قول بعض الإخوة ينبغي أن لا نخوض في هذا الأمر فيجاب عنه بسؤالهم كيف إذا لم نعلم جواب هذه الإشكالات نجيب الشيعة و غيرهم ممن يتربصون بنا أمثال هذه الشبه.
وأخيراً أقول للخليفي أصلحه الله مافي مشكلة المسألة اجتهادية فلك وجهة نظر ولي وجهة نظر فكان ماذا؟ وليست هذه أول مسألة يحصل فيها الاختلاف ولا آخرها ولا أحب أن نقف عندها كثيراً فالعلم لم يقف عند هذه المسألة فالمنتدى فيه مسائل كثيرة تستحق النقاش والبحث
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[16 - 11 - 06, 04:42 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 11 - 06, 04:37 ص]ـ
وليست هذه أول مسألة يحصل فيها الاختلاف ولا آخرها ولا أحب أن نقف عندها كثيراً فالعلم لم يقف عند هذه المسألة فالمنتدى فيه مسائل كثيرة تستحق النقاش والبحث
لا أذكر للأخ أبي حاتم مشاركة عن غير هذه المواضيع: أهل البيت، والبراءة ممن حارب علي، والتحذير من النواصب ... إلخ. فهل سيتغير الحال؟ نرجو ذلك والله أعلم.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[17 - 11 - 06, 02:06 م]ـ
لا أذكر للأخ أبي حاتم مشاركة عن غير هذه المواضيع: أهل البيت، والبراءة ممن حارب علي، والتحذير من النواصب ... إلخ. فهل سيتغير الحال؟ نرجو ذلك والله أعلم.
الأخ الكريم محمد الأمين وفقه الله أظن أن الموضوع هو عن (معاوية 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وتوريث الحكم) وليس عن أبي حاتم الشريف ولا أريد شخصنة الموضوع كما قلت سابقا للأخ الفاضل الخليفي
ولا بأس أن أرد على ما طرحتَ من تساؤل
أما قولك لاتذكر 0000الخ فأقول عدم التذكر شيء والواقع شيء آخر ولو وضعت اصبعك على محرك البحث لعرفت الإجابة!
والنجم تستصغر الأبصار رؤيته والذنب للعين لا للنجم في الصغر
أما عن سبب كثرة مشاركاتي في المواضيع التي أنت مشارك فيها!
فأقول أعجبتني عبارة كان يرددها الشيخ الألباني رحمه الله كثيراً في أشرطته ومجالسه الكثيرة التي حضرناها عندما جاء إلى مدينة جدة!
قال الجدار للوتد: لم تشقني؟ قال: سل من يدقني!
وهو مثل شائع وذائع
أما عن منهجي فأقول كما قال البستي
يا أيها السائل عن مذهبي ** ليقتدي فيه بمنهاجي
منهاجي العدل وقمع الهوى** فهل لمنهاجي من هاج؟
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[17 - 11 - 06, 02:15 م]ـ
وهذا أحد المواضيع على هذا الرابط http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=499520#post499520
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[24 - 11 - 06, 04:16 م]ـ
في الحقيقة هذه المسألة من المسائل المهمة هل معاوية رضي الله عنه أخطأ في توليته لابنه؟
وهل خالف ماتم الاتفاق بينه وبين الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه؟
#
ولي عودة إن شاء الله
ولي مشاركات قديمة حول هذا الجانب وكتاب العواصم لابن العربي لي عليه مؤاخذات كثيرة
ينبغي لمن قرأ هذا الكتاب أن يحذر والله الموفق
هذا الإتفاق المذكور أين مصدره وما لفظه؟
إن كان المقصود بهذا الإتفاق ما ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما من أنه عهد إلى الحسن رضي الله عنه انه سيكون خليفته
فالرواية في هذا منقطعة لأن روايها عبدالله بن شوذب لم يسمع أحداً من الصحابة فهو من أتباع التابعين
وإن كان هناك مصدر آخر فلتتحفنا به
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[24 - 11 - 06, 10:44 م]ـ
في الحقيقة لايوجد لدينا أدنى شك في فضل معاوية بن أبي سفيان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وعظم منزلته وسوف أذكر بعض الآثار الدالة على مكانة معاوية1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لدى الصحابة الأجلاء وهي تذكرة وتبصرة لمن يحاول الطعن في هذا الصحابي الجليل من أمثال الرافضة والزيدية والخوارج وغيرهم ونقول إن معاوية كان حليما سخياً قارئا لكتاب الله تالياً له وقافا عند حدود الله عارفاً بحق قريش بالخلافة مستنكراً لمن يحاول أن يقلل من ذلك وكان أحد أمراء المسلمين العظام الذين نشروا الإسلام في مختلف بقاع الأرض وكان على ثغر من الثغور محافظا عليه من الدخلاء والعلوج واستطاع أن يحافظ على الشام من طمع الطامعين وبغي الباغين وإن أخطأ في مسألة أو مسألتين للاجتهاد فيها نصيب فهذا لايقلل من شأنه ولا ينقص من قدره ولا يكون وسيلة للنيل منه أو القدح فيه أو رميه بالفسق والعياذ بالله فضلاً عن اتهامه بالردة والمروق من الدين وهذا من العدوان والظلم الذي لايحبه الله وسوف لن يسلم صاحبه من العقاب وعند الله تجتمع الخصوم
وسوف أورد بعض الاثار الدالة على مكانة هذا الصحابي الجليل لدى بقية الصحابة
ونقول (إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/389)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[24 - 11 - 06, 11:08 م]ـ
1 - 408] أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أنبأنا عبد الله بن المبارك قال أنبأنا حيوة بن شريح قال حدثني الوليد بن أبي الوليد أبو عثمان المدني أن عقبة بن مسلم حدثه أن شفيا الأصبحي حدثه أنه دخل مسجد المدينة فإذا هو برجل قد اجتمع عليه الناس فقال من هذا قالوا أبو هريرة قال فدنوت منه حتى قعدت بين يديه وهو يحدث الناس فلما سكت وخلا قلت له أنشدك بحقي لما حدثتني حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم عقلته وعلمته
فقال أبو هريرة أفعل لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عقلته وعلمته ثم نشغ أبو هريرة نشغة فمكث قليلا ثم أفاق فقال لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول لله صلى الله عليه وسلم وأنا وهو في هذا البيت ما معنا أحد غيري وغيره ثم نشغ أبو هريرة نشغة أخرى فمكث كذلك ثم أفاق فمسح عن وجهه فقال أفعل لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا وهو في هذا البيت ما معه أحد غيري وغيره ثم نشغ نشغة شديدة ثم مال خارا على وجهه واشتد به طويلا ثم أفاق
فقال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل يقتل في سبيل الله ورجل كثير المال فيقول الله تبارك وتعالى للقارىء ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي صلى الله عليه وسلم قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما علمت قال كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار فيقول الله تبارك وتعالى له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان قارىء فقد قيل ذاك ويؤتى بصاحب المال فيقول الله له ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما آتيتك
قال كنت أصل الرحم وأتصدق
فيقول الله له كذبت
وتقول الملائكة له كذبت
ويقول الله بل إنما أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل ذاك
ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقال له في ماذا قتلت فيقول أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت
فيقول الله له كذبت
وتقول له الملائكة كذبت
ويقول الله بل أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ذاك ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ركبتي
فقال:يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة
قال الوليد بن أبي الوليد فأخبرني عقبة أن شفيا هو الذي دخل على معاوية فأخبره بهذا الخبر قال أبو عثمان الوليد وحدثني العلاء بن أبي حكيم أنه كان سيافا لمعاوية قال فدخل عليه رجل فحدثه بهذا عن أبي هريرة فقال معاوية قد فعل بهؤلاء مثل هذا فكيف بمن بقي من الناس ثم بكى معاوية بكاء شديدا حتى ظننا أنه هالك وقلنا قد جاءنا هذا الرجل بشر ثم أفاق معاوية ومسح عن وجهه فقال صدق الله ورسوله (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون)
سورة هود (11)
قال أبو حاتم (بن حبان): ألفاظ الوعيد في الكتاب والسنن كلها مقرونة بشرط وهو إلا أن يتفضل الله جل وعلا على مرتكب تلك الخصال بالعفو وغفران تلك الخصال دون العقوبة عليها وكل ما في الكتاب والسنن من ألفاظ الوعد مقرونة بشرط وهو إلا أن يرتكب عاملها ما يستوجب به العقوبة على ذلك الفعل حتى يعاقب إن لم يتفضل عليه بالعفو ثم يعطى ذلك الثواب الذي وعد به من أجل ذلك الفعل
أخرجه الترمذي (4/ 510) وقال حسن غريب وابن حبان في صحيحه
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[25 - 11 - 06, 12:35 ص]ـ
الحمد لله .. ووالصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى ..
وبعد
الذي أميل إليه أن حجة الأخ الخليفي أقوى .. في نفيه الزيادة .. سندا ..
بل المتن معارض باستقراء الواقع التاريخي ..
وأما مسألة النهي عما شجر بين الصحابة .. فالذي أراه والله أعلم أن الضابط في المسألة ..
هو معرفة الهدف من مناقشة هذه الأمور .. فإن كان الغرض سرد القصص والأحداث لا لشيء سوى
الخروج بنتيجة أن هذا أخطأ .. وهذا أصاب أو التسلية بذكر الوقائع .. إلخ .. فليس مما يحسن
وإن كان الهدف تنقية التاريخ من الكذب والذب عن الصحابة الكرام .. فهو أمر مشروع ..
وحيث كانت رواية فيها لبس أو خلاف .. فالمقدم هو الرجوع للمحكمات
وقد دلت الأحاديث الصحاح على فضل معاوية .. رضي الله عنه ..
وأقوال السلف في فضله ليس مما يسعها هذا المقام
حتى قال العلامة الشنقيطي لو استقصيتها لجمعت في مجلد
وإذا كان تقديم حسن الظن في آحاد المؤمنين هو المتعين شرعا ..
فإن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أليق أن نذب عنهم بنحو ما دافع الأخ الخليفي ..
فبين أن الزيادة مشكوك فيها .. على أقل تقدير ..
وما يرتاب عاقل أن معاوية رضي الله عنه هو خير ملوك الأرض .. فما جاء بعده ملك خير منه
ولو لم يصح فيه إلا دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بقوله" اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به " .. لكفاه شرفا
والله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/390)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - 08 - 07, 05:52 ص]ـ
للرفع(139/391)
دروس السيرة النبوية للشيخ صلاح عبد الموجود
ـ[أبو عبد الرحمن العامري]ــــــــ[28 - 10 - 06, 08:26 م]ـ
دروس السيرة النبوية التي ألقاها فضيلة الشيخ /صلاح الدين بن عبد الموجود في شهر رمضان المبارك
هنا ( http://www.salahmera.com/modules.php?name=IslamicMedia&choice=cat&catid=16)(139/392)
القصة بين ملك النصارى و الشيخ المسلم التي حرَّفها بابا الفاتيكان
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[04 - 11 - 06, 10:00 ص]ـ
منقول:
Subject: مع بابا الفاتيكان لعنه الله
Date: Mon, 2 Oct 2006
الدكتور محمد طرهوني يقلب الطاولة على بابا الفاتيكان ويذكر القصة الحقيقية بين الملك والرجل المسلم فجر الدكتور محمد طرهوني قنبلة في وجه بابا الفاتيكان حيث ذكر أن القصة التي ضمنها هذا العلج الكافر كلامه الذي تقيأه ولم يذكر مصدرها وتعمد ألا يعلق عليها والتي حاول كثير من الباحثين وأهل العلم الوصول لأصلها هي في حقيقة الأمر قصة محفوظة لدى التاريخ وهي بعكس ما ذكره لعنه الله وليس ذلك بغريب على من حرفوا دينهم وكتابهم فهل يتورعون من تحريف قصة تاريخية؟
وقد أفاد الدكتور الطرهوني أنه قد قام بتحقيق هذه القصة وهي من مروياته لتاريخ دمشق لابن عساكر وهي تنتظر الطبع وقد نشرها منذ سنوات بموقعه ولكنها مترجمة باللغة الإنجليزية وهذا رابطها بالموقع
http://www.tarhuni.com/story.doc
وها نحن نسوق القصة كاملة باللغة العربية ونتبعها بالنص المترجم لكي تنشر على أوسع نطاق ويصدق على البابا أنه رام ضرا فكان نفعا والحمد لله رب العالمين:
روى الحافظ ابن عساكر بإسناده إلى واصل الدمشقي قال: أسر غلام من بني بطارقة الروم وكان غلاما جميلا فلما صار إلى دار الإسلام وقع إلى الخليفة وكان ذلك في ولاية بني أمية فسماه بشيرا وأمر به إلى الكتاب فكتب وقرأ القرآن وروى الشعر وطلب الحديث وحج فلما بلغ واجتمع أتى الشيطان فوسوس إليه وذكره النصرانية دين آبائه فهرب مرتدا من دار الإسلام إلى أرض الروم والذي سبق له في أم الكتاب فأتي به ملك الطاغية فساءله عن حاله وما كان فيه وما الذي دعاه إلى الدخول في النصرانية فأخبره برغبته فيه فعظم في عين الملك فرأسه وصيره بطريقا من بطارقته وكان من قضاء الله وقدره أن اسر ثلاثون رجلا من المسلمين فلما دخلوا على بشير ساءلهم رجلا رجلا عن دينهم وكان فيهم شيخ من أهل دمشق يقال له واصل فسأله بشير وأبى الشيخ أن يرد عليه شيئا فقال بشير ما لك لا تجيبني قال الشيخ لست أجيبك اليوم بشيء قال بشير للشيخ إني مسائلك غدا فأعد جوابا وأمره بالانصراف
فلما كان من الغد بعث بشير وأقبل إليه الشيخ فقال بشير الحمد لله الذي كان قبل أن يكون شيء وخلق سبع سموات طباقا بلا عون كان معه من خلقه ثم دحا سبع أرضين طباقا بلا عون كان معه من خلقه فعجب لكم معاشر العرب حين تقولون إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون فسكت الشيخ فقال له بشير ما لك لا تجيبني قال كيف أجيبك وأنا أسير في يدك فإن أجبتك بما تهوى أسخطت علي ربي وهلكت في ديني وإن أجبتك بما لا تهوى خفت على نفسي فاعطني عهد الله وميثاقه وما أخذ الله على النبيين وما أخذ النبيون على الأمم أنك لا تغدر بي ولا تمحل بي ولا تبغي لي باغية سوء وإنك إذا سمعت الحق تنقاد له فقال بشير فلك علي عهد الله وميثاقه وما أخذ الله على النبيين وما أخذ النبيون على الأمم إني لا أغدر بك ولا أمحل بك ولا أبغي بك باغية سوء وإني إذا سمعت الحق انقدت له قال له الشيخ أما ما وصفت من صفة الله فقد أحسنت الصفة وما لم يبلغ علمك ولم تستحكم عليه رأيك أكثر والله أعظم وأكبر مما وصفت ولا يصف الواصفون صفته وأما ما ذكرت من هذين الرجلين فقد أسأت الصفة ألم يكونا يأكلان الطعام ويشربان ويبولان ويتغوطان وينامان ويستيقظان ويفرحان ويحزنان قال بشير بلى قال الشيخ فلم فرقت بينهما فقال بشير لأن عيسى ابن مريم كان له روحان اثنتان في جسد واحد روح يعلم بها الغيوب وما في قعر البحار وما يتحات من ورق الأشجار وروح يبرىء بها الأكمه والأبرص ويحيى الموتى قال الشيخ فهل كانت القوية تعرف موضع الضعيفة منهما قال بشير قاتلك الله ماذا تريد أن تقول إنها لا تعلم وماذا تريد أن تقول إن قلت إنها تعلم قال الشيخ إن قلت إنها تعلم قلت فما تغني قوتها حين لا تطرد هذه الآفات عنها وإن قلت إنها لا تعلم فكيف تعلم الغيوب ولا تعلم موضع روح معها في جسد واحد فسكت بشير فقال الشيخ أسألك بالله هل عبدتم الصليب مثلا لعيسى بن مريم أنه صلب قال بشير نعم قال الشيخ فبرضا كان منه أم بسخط قال بشير هذه أخت تلك ماذا تريد أن تقول إن قلت برضا منه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/393)
وماذا تريد أن تقول إن قلت بسخط قال الشيخ إن قلت برضا قلت لقد قلتم قولا عظيما فلم تلام اليهود إذا أعطوا ما سألوا وأرادوا وإن قلت بسخط قلت فلم تعبد ما لا يمنع نفسه ثم قال الشيخ بشير نشدتك بالله هل كان عيسى يأكل الطعام ويشرب ويصوم ويصلي ويبول ويتغوط وينام ويستيقظ ويفرح ويحزن قال نعم قال الشيخ نشدتك بالله لمن كان يصوم ويصلي قال لله عز وجل ثم قال بشير والضار النافع ما ينبغي لمثلك أن يعيش في النصرانية أراك رجلا قد تعلمت الكلام وأنا رجل صاحب سيف ولكن غدا نأتيك بمن يخزيك الله على يديه ثم أمره بالانصراف
فلما كان من الغد بعث بشير إلى الشيخ فلما دخل عليه إذا عنده قس عظيم اللحية قال له بشير إن هذا رجل من العرب له حلم وعقل وأصل في العرب وقد أحب الدخول في ديننا فكلمه حتى تنصره فسجد القس لبشير فقال قديما أتيت إلى الخير وهذا أفضل ما أتيت إلي ثم أقبل القس على الشيخ فقال أيها الشيخ ما أنت بالكبير الذي قد ذهب عنه عقله وتفرق عنه حلمه ولا أنت بالصغير الذي لم يستكمل عقله ولم يبلغ حلمه غدا أغطسك في المعمودية غطسة تخرج منها كيوم ولدتك أمك قال الشيخ وما هذه المعمودية قال القس ماء مقدس قال الشيخ من قدسه قال القس قدسته أنا والأساقفة قبلي قال الشيخ فهل يقدس الماء من لا يقدس نفسه قال فسكت القس ثم قال إني لم أقدسه أنا قال الشيخ فكيف كانت القصة إذا قال القس إنما كانت سنة من عيسى ابن مريم قال الشيخ فكيف كان الأمر قال القس إن يحيى بن زكريا أغطس عيسى ابن مريم بالأردن غطسة ومسح برأسه ودعا له بالبركة قال الشيخ واحتاج عيسى إلى يحيى يمسح رأسه ويدعو له بالبركة فاعبدوا يحيى يحيى خير لكم من عيسى إذا قال فسكت القس واستلقى بشير على فراشه وأدخل كمه في فيه وجعل يضحك وقال للقس قم أخزاك الله دعوتك لتنصرنه فإذا أنت قد أسلمت
ثم قال إن أمر الشيخ بلغ الملك فبعث إليه فقال ما هذا الذي قد بلغني عنك وعن تنقصك ديني ووقيعتك؟؟
قال الشيخ إن لي دينا كنت ساكتا عنه فلما سئلت عنه لم أجد بدا من الذب عنه قال الملك فهل في يديك حجج قال الشيخ نعم ادعوا لي من شئت يحاجني فإذا كان الحق في يدي فلم تلمني عن الذب عن الحق وإن كان الحق في يديك رجعت إلى الحق فدعا الملك بعظيم النصرانية فلما دخل عليه سجد له الملك ومن عنده أجمعون قال الشيخ أيها الملك ما هذا قال الملك هو رأس النصرانية هو الذي تأخذ النصرانية دينها عنه قال الشيخ فهل له من ولد أم هل له من امرأة أم هل له عقب قال الملك ما لك أخزاك الله هو أزكى وأطهر من أن يتدنس بالنساء هذا أزكى وأطهر من أن ينسب إليه ولد هذا أزكى وأطهر من أن يتدنس بالحيض هذا أزكى وأطهر من ذلك قال الشيخ فهل أنتم تكرهون لآدمي يكون فيه ما يكون من بني آدم من الغائط والبول والنوم والسهر وبأحدكم من ذكر النساء وتزعمون أن رب العالمين سكن في ظلمة البطن وضيق الرحم ودنس بالحيض قال القس هذا شيطان من شياطين العرب رمى به البحر إليكم فأخرجوه من حيث جاء
وأقبل الشيخ على القس فقال عبدتم عيسى ابن مريم إنه لا أب له فهذا آدم لا أب ولا أم خلقه الله بيده وأسجد له ملائكته فضموا آدم مع عيسى حتى يكون لكم آلهين اثنين وإن كنتم إنما عبدتموه لأنه أحيا الموتى فهذا حزقيل تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة والإنجيل لا ننكره نحن ولا أنتم مر بميت فدعا الله عز وجل فأحياه حتى كلمه فضموا حزقيل مع عيسى حتى يكون لكم ثالث ثلاثة وإن كنتم عبدتموه أنه أراكم العجب فهذا يوشع بن نون قاتل قومه حتى غربت الشمس فقال ارجعي بإذن الله فرجعت اثني عشر برجا فضموا يوشع بن نون مع عيسى ليكون لكم رابع أربعة وإن كنتم إنما عبدتموه لأنه عرج به إلى السماء فثم ملائكة مع كل نفس اثنين بالليل واثنين بالنهار يعرجون إلى السماء ما لو ذهبنا نعدهم لالتبس علينا عقولنا واختلط علينا ديننا وما ازددنا في ديننا إلا تحيرا ثم قال له أيها القس أخبرني عن رجل حل به الموت الموت أهون عليه أو القتل قال القس القتل قال فلم لم يقتل يعني مريم لم يقتلها فما بر أمه من عذبها بنزع النفس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/394)
قال القس اذهبوا به إلى الكنيسة العظمى فإنه لا يدخلها أحد إلا تنصر قال الملك اذهبوا به إلى الكنيسة قال الشيخ ماذا يراد بي يذهب بي ولا حجة علي دحضت حجتي قال الملك لن يضرك إنما هو بيت من بيوت ربك يذكر الله فيه قال الشيخ إن كان هذا فلا بأس قال فذهبوا به فلما دخل الكنيسة وضع أصبعيه في أذنيه ورفع صوته بالأذان فجزعوا لذلك جزعا شديدا وصرخوا ولببوه وجاءوا به إلى الملك فقال أيها الملك أين ذهب بي قال ذهبوا بك إلى بيت من بيوت الله لتذكر فيه ربك قال فقد دخلت وذكرت فيه ربي بلساني وعظمته بقلبي فإن كان كلما ذكر الله في كنائسكم يصغر دينكم فزادكم الله صغارا قال الملك صدق ولا سبيل لكم عليه
قالوا أيها الملك لا نرضى حتى تقتله قال الشيخ إنكم ما قتلتموني فبلغ ذلك ملكنا وضع يده في قتل القسيسين والأساقفة وخرب الكنائس وكسر الصلبان ومنع النواقيس قال فإنه يفعل قال نعم فلا تشكوا ففكروا في ذلك فتركوه
قال الشيخ أيها الملك ما عاب أهل الكتاب على أهل الأوثان قال بما عبدوا ما عملوه بأيديهم قال فهذا أنتم تعبدون ما عملتم بأيديكم هذا الذي في كنائسكم فإن كان في الإنجيل فلا كلام لنا فيه وإن لم يكن في الإنجيل فلا تشبه دينك بدين أهل الأوثان قال الملك صدق هل تجدونه في الإنجيل قال القس لا قال فلم تشبه ديني بدين الأوثان قال فانتقض الكنائس فجعلوا ينقضونها ويبكون قال القس إن هذا شيطان من شياطين العرب رمى به البحر إليكم فأخرجوه من حيث جاء ولا يقطر من دمه قطرة في بلادكم فيفسد عليكم دينكم فوكلوا به رجالا فأخرجوه إلى ديار دمشق
ووضع الملك يده في قتل القسيسين والأساقفة والبطارقة حتى هربوا إلى الشام لأنهم لم يجدوا أحدا يحاجه.
وهذه القصة مترجمة:
Basheer and The Shaikh
Prepared by Dr. Mohammad Ibn Rizq Tarhuni
Translated by Umar Salim (Andrew Hinds – formerly-) from Trinidad
Al-Hafidh Ibn Asaakir said in his book “ the greet history of Damascus city : Abu Muhammad Al-Akfaani and Abdul
قال الشيخ الألباني :
areem ibn Hamza and Abu Al-Hasan Ali Ibn Bakaat Al-
قال الشيخ الألباني :
hushu’iy said that Abu Bakr Al-
قال الشيخ الألباني :
hateeb said that Ibn Rizqawiegh said that Abu Amr ibn As-Samaak said that Ubaid ibn Muhammad Ibn
قال الشيخ الألباني :
halaf Al-Bazzaaz said that Al-Hasan ibn As-Sabah Al-Bazzaz said that Muhammad ibn
قال الشيخ الألباني :
atheer Al-Masisiy As-Sanaaniy said that Mukhalid ibn Al-Husain said that Wasil said:
“Once a young boy of the children of the roman generals was captured. He was a handsome boy and when he was brought to the land of the Muslims, he ended up in the court of the Caliph. This was during the reign of the Ommiad Caliphs. The lad was called Basheer. Instructions were given to have him sent to school. He therefore, soon learnt to write. He also read the Quran, recited poetry, and studied Hadeeth. He even performed Hajj. When Basheer grew up however, the devil whispered to him and misled him. He whispered to him that Christianity was the religion of his forefathers. Consequently, Basheer fled the Muslim lands, a renegade from Islam, bound for the land of the Romans and his destiny. When he got to the Roman lands, he was brought before the evil
قال الشيخ الألباني :
ing. The
قال الشيخ الألباني :
ing asked him about his present and former ways of life and about his reason for wanting to enter Christianity. Basheer explained to him, the reasons behind his wanting to become a Christian. This elevated him, somewhat, in the eyes of the
قال الشيخ الألباني :
ing. So the
قال الشيخ الألباني :
ing made him a general and gave him a leading role among his other generals. It was by the decree of Allah and His power, that the Romans captured thirty men, of the Muslim army. These men were brought before Basheer. He asked them, one by one, about their religion. It so happened, that among the men captured, was a Shaikh (scholar), from Damascus, called Wasil. When Basheer questioned him, he refused to answer. Basheer then asked him, “What is
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/395)
the matter with you?” Why don’t you answer me?” The Shaikh answered, “I am not going to answer you about any law, today.” “I am going to ask you tomorrow,” said Basheer to the Shaikh, “so prepare an answer for me!” He then ordered the Shaikh to leave. The next day, Basheer sent for the Shaikh. He came quickly, and Basheer said to him, “All praise be to Allah, who existed even before there was anything, and who created seven heavens, one above the other, without any assistance from His creations. It is, therefore surprising of you Arabs, when you claim that indeed the likeness of Jesus in the sight of Allah, is that of Adam. He created him from dust, then said to him, “Be and he was.” The Shaikh remained silent. Basheer then said to him, “Why don’t you answer me?” The Shaikh said: “How can I answer you when I am a prisoner in your hands? If I tell you what you want to hear, my Lord would be displeased with me, and I would be destroyed. If, on the other hand, I say to you with what you didn't want to hear, I fear for myself. Therefore, give me a covenant by Allah, like that which Allah took with His Prophets and which the Prophets in turn took with the people, that you would not deceive me nor trick me nor desire to oppress me, and if you hear the truth, you would submit to it.” Basheer then said to him, “You have, from me, Allah’s covenant, that which He took with the Prophets and that which they took with the people, that I would not doublecross you, nor trick you, nor desire to oppress you. If I hear the truth, I shall submit to it.” The Shaikh then said to him: “Your description of Allah, is a good one. What is beyond your knowledge however, is even greater and Allah is even greater than your description of Him. He also cannot ever be fully described. On the other hand, you have distorted the description of Jesus and Adam. Didn’t they eat food, drink, urinate, and go to the toilet? Didn’t they sleep and wake? Weren’t they happy and sad?” “Of course they did.” Basheer replied. The Shaikh then asked, “So what then, is the difference between the two?” “The difference is that Jesus, the son of Mary, had two souls in one body,” said Basheer. “He had one soul by which he knew the unseen and what is in the depths of the oceans and what leaves of trees fall off, and another soul by which he healed the blind and the leper and gave life to the dead,” remarked Basheer. The Shaikh then said: “Did the stronger soul know the position of the weaker soul in relation to it? “May Allah‘s curse be upon you!” replied Basheer.” What would you say, if I said that it did not know, and what would you say, if I said that it did?” “If you say that it knew,” replied the Shaikh, “I would say, wasn’t its strength enough to repel the danger and terrible afflictions that befell it? And if you say that it did not know, I would say, how can it know the unseen, when it did not even know the position of another soul sharing the same body with it?” Basheer was silent. The Shaikh then said, “I ask you sincerely. Do you people worship the cross as a symbol of Jesus the son of Mary, that he was crucified?” “Yes,” replied Basheer. “Was this on the approval of Jesus or by his disapproval?” asked the Shaikh. At this Basheer said, “This question is the sister or the first. What would you say, if I say it was by his approval and what would you say, if I say that it was by his disapproval?” The Shaikh said, “If you say that it was by his approval, then you have said a great
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/396)
thing. Why is it then, that you blame the Jews? They have merely done what was required of them, and more! And if you say that it was by his disapproval, I would say, why then do you worship what cannot protect itself.” By Allah!” continued the Shaikh, “Didn’t Jesus eat food and drink, and fast and pray, and urinate and defecate, and sleep and wake, and was happy and sad?” “Yes,” said Basheer. “By Allah! To whom did he fast and pray?” asked the Shaikh. “To Allah,” said Basheer. “I swear by the one who can harm or benefit (i.e Allah), it is not fitting that you live except in Christianity. I see that you are a man who has studied the art of debate, and I am only a fighting man. But tomorrow, we shall bring you someone through whom Allah would put you to shame!” With that Basheer ordered that the Shaikh be taken away. The following day, Basheer sent for the Shaikh. When he entered, to his surprise, he saw a priest, with a huge beard, in the room with Basheer. “Indeed this is an Arab,” said Basheer, “who is gentle, intelligent, and has roots with the Arabs. He has a desire to enter our religion. Speak to him, therefore, so that you may make him a Christian.” The priest then prostrated to Basheer, and said to him, “You always bring good things for me, but this is the best that you’ve ever brought.” Drawing closer the Shaikh, the priest said, “You’re not that old that you’ve lost your mind, nor do you have a distorted understanding. You’re not a young person whose mind has not yet fully developed, and has not yet reached a level of understanding. Tomorrow, I’ll dip you in baptism water and baptize you, so that you can emerge as the day you were born.” “And what is this baptism water?” asked the Shaikh? “I blessed it myself, to make it holy,” replied the priest. “What then is the tradition regarding this,?” asked the Skaikh. “This is the tradition of Jesus, the son of Mary!” said the priest. “So what’s the story!” asked the Shaikh. “Verily, John, the son of Zacharia, baptized Jesus, the Son of Mary in the Jordan River,” explained the priest. “He dipped him in the water, anointed his head and prayed for him to be blessed.” So Jesus needed .. John ..to anoint his head and pray for him to be blessed,? asked the Shaikh. At this, the priest fell silent. Basheer laid back, but could not contain his laughter. He put his hand over his mouth and burst out laughing. “Stand up!” said the priest, “may the curse of God be upon you! I invited you to Christianity, but instead you have already entered Islam!!” Soon the news of the Shaikh spread. News of him reached to the
قال الشيخ الألباني :
ing. He sent for the Shaikh and said to him, “What is this, that has reached me, about your belittling of my religion and status?” The Shaikh said, “Indeed, I have a religion, about which I was silent, until I was forced to defend it.” “And do you have proof?” asked the
قال الشيخ الألباني :
ing. “Yes! Bring anyone to debate me, and, if the truth is with me, do not blame me for defending the truth. And, if the truth is with him, I would return to the truth.” The
قال الشيخ الألباني :
ing then sent for the highest ranking Christian and a group of his associates. When the Christian entered, he prostrated to the
قال الشيخ الألباني :
ing. “Oh
قال الشيخ الألباني :
ing, who is this!?” asked the Shaikh.” “This is the leader of the Christians, through whom, you will accept Christianity,” said the
قال الشيخ الألباني :
ing. “Does he have any children?” asked the Shaikh. “Does he have a wife, or does he have grandchildren?” “May God’s be upon curse you!” said the
قال الشيخ الألباني :
ing. “He is wiser and purer, than
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/397)
to have a child associated to him. He is purer than to be stained by the impurity of menstruation. No! Indeed, he is purer than this!” The Shaikh said, “So, is it that you dislike what is natural for all people, like faces, urine, sleep and wake, and sexual relations with women, and yet you claim that the Lord of the Worlds lived in the darkness of the womb and was defiled by menstruation??! “This is a devil from the devils of the Arabs!” said the priest. “Throw him into the sea! Throw him back from whence he came!!” Moving closer to the priest, the Shaikh said, “If it is that you worship Jesus, the son of Mary, because he had no father, then look at Adam. He had no father, nor did he have a mother. Allah created him with His hands, and the Angels prostrated to him. So, worship Adam along with Jesus, so that you would have two gods! And, if it is that you have worshipped him, because he showed you miraculous things, then look at Joshua, the son of Noon, who fought a people until sunset, then he said to the sun, “By Allah’s grace, go back!” So, the sun went back to midday. Then include Joshua, that he may be the third god. And, if it is that you worship him, because he was taken up to the heavens, then there are two angels with each individual by night, and two others by day, going up to the heavens. Why then don’t we go and count them, that there is no mistake in our minds, and our religion in not mixed up and that we do not add any perplexity to our religion.” “Oh priest!” continued the Shaikh, “Tell me if someone has conquered death, which is easier for him, to die naturally or to be killed?” “To be killed,” said the priest. “Why then didn’t he kill his mother?” asked the Shaikh, as this would have been better for her. “In that case, he was not kind to his mother,” continued the Shaikh. The priest said, “Take him into the Grand Cathedral, for indeed, no one has ever entered it without becoming a Christian.” “Then, take him to the Grand Cathedral,” said the
قال الشيخ الألباني :
ing. “Indeed it is only one of the houses of your Lord, in which God’s name is mentioned.” “If that is the case,” said the Shaikh, “it’s alright.” The king said, “Then take him.” When the Shaikh entered the church, he placed his fingers in his ears, and, in a loud voice, began calling the Azan or Muslim call to prayer. This caused a great disturbance among the Christians. They started shouting. Then they took the Shaikh back to the
قال الشيخ الألباني :
ing. “Oh
قال الشيخ الألباني :
ing!” cried the Shaikh, “Where did they take me?!” “They took you to one of the houses of God,” said the
قال الشيخ الألباني :
ing, “so that you may praise your Lord.” The Shaikh then said, “I entered and praised Him with my tongue, and glorified Him with my heart. So, if it is that every time I mention Allah in your church, it belittles your religion, then may Allah increase your humiliation.” “That is true,” said the
قال الشيخ الألباني :
ing. Then ordering his officials he said, “Leave him alone!” “Oh
قال الشيخ الألباني :
ing!’ they cried, “We wouldn’t be satisfied until we kill him.” “Oh
قال الشيخ الألباني :
ing!” they cried, “We wouldn’t be satisfied until we kill him for you.” “If you all kill me,” protested the Shaikh, “and word of this gets back to our
قال الشيخ الألباني :
ing, he would start killing all the priests and bishops and destroying the churches. He would also break the cross and prevent the bells from being rung in the churches!’ “Would he do such a thing!” they asked. “Yes, “said the Shaikh. “So don’t complain when this happens,” he warned. The Christians thought about this for a while, then they released the Skaikh. The Shaikh then said, “Oh king! What is it that the people of the Jews and the Christians hold against the Polytheists. “The fact that they worship what they created with their own hands,” replied the
قال الشيخ الألباني :
ing. “And, likewise, you too worship what you created with your own hands,” said the Shaikh. “These statues that you have in your churches, if they can be found in the Bible, then we’ll have nothing to say about it. But, if not, then your religion is just like the religion of the Polytheists.” “That’s right,” said the
قال الشيخ الألباني :
ing. Turning to the priests, the king asked “Do you find these in the Bible?” “N…N …No,” replied the priest. “So why does my religion resemble the religion of the polytheists!?” asked the
قال الشيخ الألباني :
ing angrily. “Destroy the churches!” ordered the king. They started demolishing the churches and crying. The priest said, “Indeed this is a devil, form the devils of the Arabs, that the sea has thrown at you all. So, return him from whence he came, and don’t spill a drop of his blood on your land, because it would corrupt your religion!” Some men were then ordered to take him back o Damascus. The
قال الشيخ الألباني :
ing then started killing all the priests, bishops and generals, because none of them were able to successfully debate the Shaikh. So, they fled to Syria.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/398)
ـ[محمد بن صادق]ــــــــ[09 - 11 - 06, 02:22 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[صقر الشوا الفراتي]ــــــــ[09 - 11 - 06, 09:32 ص]ـ
جزاك الله كل الخير
ـ[عصام فرج محمد مدين]ــــــــ[11 - 11 - 06, 06:00 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونريد ان نرسلها الى اوروبا ليعلموا كذب احبارهم وبدأت بارسالها الى رجل سويدى وطلبت منه نشرها لاصدقائه هناك لعله يفعل
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 11 - 06, 09:20 م]ـ
لكن ما الدليل على أن هذه هي القصة التي يتكلم عنها بابا الفاتيكان؟
ـ[ابوخالد الكويتي]ــــــــ[13 - 11 - 06, 12:30 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ولكن كما قال الأخ محمد الأمين
فليس في هذه القصة شيء مما ذكره البابا لعنه الله
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[13 - 11 - 06, 03:22 ص]ـ
جزاك الله خيرا ...
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[13 - 11 - 06, 05:12 م]ـ
[لكن ما الدليل على أن هذه هي القصة التي يتكلم عنها بابا الفاتيكان؟]
الأخ محمد الأمين، شكرا على مرورك.
و بالنسبة للمقال فهو منقول، و تساؤلك في محله.
و ربما كان هذا هو أصل القصة كما ذكر الشيخ، إذ لا تنس أن أهل الباطل يحرفون الكلم عن مواضعه.
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[15 - 11 - 06, 12:28 ص]ـ
بارك الله فيك.
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[15 - 11 - 06, 12:31 ص]ـ
لكن أخي هل تثبت القصة
ـ[أبو الحارث الأثري]ــــــــ[16 - 11 - 06, 02:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه القصة الرائعة المفيدة , وحسبنا منها إفادتها لنا بحججها القوية على النصارى وإن لم تكن القصة صحيحة.
ولكن القصة رواها الحافظ ابن عساكر كما قال الأخ الفاضل محمد المبارك.
فما الدليل الذي تريدونه على صحة القصة؟
أرجو الإجابة.
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[16 - 11 - 06, 04:20 م]ـ
حتى تطمئن القلوب، مع أننا نعلم علم اليقين أن دين النصارى دين باطل
ـ[أبو أنس الطنطاوى]ــــــــ[07 - 02 - 07, 09:52 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[زكريا أبو مسلم]ــــــــ[09 - 02 - 07, 02:58 م]ـ
السّلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته ..
أخي الفاضل محمّد المبارك,
القصّة التي ذكرها العلج الكافر وقعت في زمن الدّولة العثمانيّة, والقصّة التي ذكرتَها أعلاه وقعت في زمن بني أميّة, فلا علاقة للقصّة أعلاه بما تضمّنّه قصّة البابا, وهي عن الإمبراطور البيزنطي مانويل الثّاني البلايلوغوسي المتوفّى سنة 1425م والذي كان معاصرًا للسّلاطين العثمانيّين بايزيد الأوّل ومحمّد الأوّل وسليم الثّاني, وهي موجودة في الموسوعة التي ألّفها الإمبراطور, وهي عبارة عن تقييدات لسلسلة من المناظرات وقعت بينه وبين عالم فارسيّ, وهو على الأرجح أحد قضاة أنقرة (أو هو كبير قضاتها) وعنوان السّلسلة: "ستّة وعشرون مناظرة مع فارسيّ",وما نقله البابا موجود في المناظرة السّابعة, والتي انتهى من تدوينها سنة 1399م, وتذكر المصادر أنّه اتّفق مع القاضي أن يأتي إلى القسطنطينيّة لبدء سلسلة مناظرات جديدة, لكن الأحداث التي تليت في تلك السّنوات وما أعقبها من حصار القسطنطينيّة ثمّ فتحها حال دون ذلك.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[12 - 02 - 07, 12:31 ص]ـ
شيخنا الفاضل بارك الله فيكم.
الموضوع كما ذكرتُ منقول برمَّته.
فليت أنكم تتحفوننا بنقل القصة ان امكن من الموسوعة المذكورة، و تحتسبون في ذلك.
لا حرمكم الله المثوبةو الاجر.
ـ[زكريا أبو مسلم]ــــــــ[12 - 02 - 07, 03:31 م]ـ
الأخ الفاضل محمّد المبارك بارك اللّه فيك ..
أمّا الموسوعة فلم تصلها يدي, والحصول عليها صعب اللّهم في المكتبات الكبرى كمكتبة لندن أو الكونغرس, وهي نادرة باللّغة اللاتينيّة.
حتّى البابا لم ينقل من الموسوعة مباشرة, بل نقل عن كتاب البروفسور الألماني اللّبناني الأصل ثيودر عادل خوري الذي حقّق جزءًا من الموسوعة في أطروحته للدّكتوراه عام 1966, وطبعتها دار نشر فرنسية, والجزء الذي حقّقه هو المناظرة السّابعة (حوار مع مسلم) , هذا الكتاب (الأطروحة) موجودة مطبوعة باللّغة الفرنسيّة وقد اطّلعتُ عليه سريعًا وتصفّحته, واسمه: Controverse Entretiens avec un Musulman "Manuel II Paléologue
الجدير بالذّكر أنّ ثيودور عادل خوري, وهو إلى كونه عالم ثيولوجيّ, فهو أيضًا مستشرق, وهو مترجم القرآن الكريم إلى الألمانية وأجزاء منه إلى الفرنسيّة , استغرب من إقحام البابا له والنّقل من كتابه.(139/399)
كفر (ملوك الطوائف) .. هل قال به أحد من الفقهاء؟
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[04 - 11 - 06, 06:11 م]ـ
أردت السؤال عن ملوك الطوائف .. هل هنالك من فقيه في عصرهم قال بكفر بعض ملوك الطوائف؟ فقد ذكر الشيخ علي الصلابي في كتابه (فقه التمكين عند دولة المرابطين) أن بعضا منهم استعان بالنصارى ضد جيرانه المسلمين؟؟
وسأورد يإذن الله ما اجتمع لدي من نصوص التي أحسبها ستفيد الباحثين من كتاب الصلابي.
بانتظار ما لديكم
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[04 - 11 - 06, 06:33 م]ـ
أخي الفاضل, أريد تنبيهك لأمر هام
وهو الفرق بين حالتين:
من يقاتل للدنيا ولتوسيع ملكه ويستعين بالكافر ليقوي شوكة المسلم على مسلم مثله, فتعلو كلمة مسلم على مسلم مع الاستعانة بكافر في ذلك
وبين من يناصر الكافر ويعينه على المسلم لتعلو بذلك كلمة الكافر وأحكامه على المسلم, وذلك هو الذي يوجب الكفر عافانا الله وإياكم
ففرق بين استعانة مسلم بكافر وبين إعانة مسلم لكافر في قتاله لتكون كلمة الكفر هي العليا, فتنبه ولا تقع في الخلط بين الأمرين
وحسب ما أذكر أن لابن حزم كلام في التفريق بين الحالين نحوا من هذا
طبعا هذا ليس جواب لسؤالك وإنما هو تنبيه تحتاجه إذا أردت أن تبني بعض التصورات على ما وقع في تلك الفترة بين ملوك الطوائف, فلا بد لك من استحضار هذا الفرق
والله أعلم
ـ[عصام البشير]ــــــــ[04 - 11 - 06, 09:13 م]ـ
فتوى المالكية في المعتمد بن عباد مشهورة.
والفتوى كما جاء في نوازل البرزلي: (أن المعتمد بن عباد استعان بهم في حرب المرابطين، فنصرهم الله عليه وهرب هو، ثم نزل على حكم يوسف بن تاشفين أمير صنهاجة. فاستفتى فيه الفقهاء خاصة مع بعضهم فأكثرهم أفتى أنها ردة، وقاضيه وبعض الفقهاء لم يرها ردة، ولم يبح دمه).
نقله في الدواهي المدهية للشيخ جعفر بن إدريس (ص 111).
(نقلته من رسالتي (شرع الله ليس غلوا)).
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[05 - 11 - 06, 04:30 ص]ـ
و ليس ملوك الطوائف فقط بل قد عمت البلوى بهذه الاستعانة عند كل الحكام -و الحال كذلك ان تاملت أحوال الأفراد- و الرعية تبع لهم: يؤول أمرها من فتوة القلوب و رقتها و قصد اعلاء كلمة الله و التوازن في القصد و الطلب الى التنافس على حلاوة الدنيا و الترف و البذخ و التنطع في ما لاعلم لهم به ... فمن الخوارزميين الى الأيوبيين الى المماليك الى المغول الى العثمانيين ..... و حال الحكام من حال رعيتهم فرجع الأمر الى الفرد
و الله اعلم بالحال و المآل
ـ[أبو الأم]ــــــــ[05 - 11 - 06, 07:43 ص]ـ
لم يكن هذا في ملوك الطوائف فقط ..
فقد فعلها غيرهم .. في فترات الحملات الصليبية ...
ـ[حارث همام]ــــــــ[05 - 11 - 06, 08:13 ص]ـ
كفر ملوك الطوائف قال به جل علماء ذلك الزمن، وأما قتالهم فيكاد أن يكون محل إجماع، وبهذا أفتى الفقهاء أمير المسلمين يوسف بن تاشفين بعد الزلاقة ومن أشهر هؤلاء أبو بكر الطرطوشي.
وللغزالي رسالة جوابية لابن العربي في قتالهم.
قال الكتاني: " وقد ذكر البرزلي في كتاب القضاء من نوازله أن أمير المؤمنين على بن يوسف بن تاشفين اللمتوني استفتى علماء زمانه وهم من هم في انتصار ابن عباد الأندلسي بالكتب إلى الإفرنج ليعينوه على المسلمين فأجابه جلهم بردته وكفره"، وقد نقل أبو المواهب جعفر الكتاني نقولاً أشد، ونقل نحواً من كلام الكتاني الأول ابن خلدون، وابن عاشور، وغيرهم من أهل العلم.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[05 - 11 - 06, 02:53 م]ـ
السلام عليكم أحببت أن أستفيد من إخواني طلبة العلم:
كفر ملوك الطوائف قال به جل علماء ذلك الزمن، وأما قتالهم فيكاد أن يكون محل إجماع،
أظنك أخي الكريم إما أن تكون قد أتيت بفائدة لم تسبق إليها أم أنك قد ارتقيت مرتقا صعبا أم أنك ناقل لم يحرر نقله؟ (والظن فيك الأول إن شاء الله)
فهلا عزوت الأجماع وقول جل العلماء
وللعلم أخي أبو مالك فإن الاستعانة بالكفار في الأندلس كان منذ القرن الثاني هجري حيث استعان حاكم سرقسطسه آنذاك بشارلمان ضد عبد الرحمن الداخل
ـ[محمد بن شاكر الشريف]ــــــــ[05 - 11 - 06, 08:42 م]ـ
التفريق بين الاستعانة بالكافر وبين إعانة الكافر فرق مهم (كما ذكر الأخ الفاضل أبو فاطمة الحسني)
فإعانة المسلم للكفار على المسلمين تختلف عن استعانة المسلم بالكافر على المسلمين إذا كانت يد المسلمين هي الأعلى والموضوع كبير ولا تكفي هذه الكتابات المختصرة لتغطيته والله تعالى أعلم
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[06 - 11 - 06, 02:43 ص]ـ
قال الكتاني: " وقد ذكر البرزلي في كتاب القضاء من نوازله أن أمير المؤمنين على بن يوسف بن تاشفين اللمتوني استفتى علماء زمانه وهم من هم في انتصار ابن عباد الأندلسي بالكتب إلى الإفرنج ليعينوه على المسلمين فأجابه جلهم بردته وكفره"، وقد نقل أبو المواهب جعفر الكتاني نقولاً أشد، ونقل نحواً من كلام الكتاني الأول ابن خلدون، وابن عاشور، وغيرهم من أهل العلم.
فتاوى البرزلي مطبوعة بدار الغرب، فليرجع إليها لتحقيق الصفحة والمصدر، والغالب أنها في كتاب الجهاد منها ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/400)
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[06 - 11 - 06, 03:50 ص]ـ
هل عند أحد منكم رسائل ابن حزم؟
أذكر أنه قال فيها عن حكام الطوائف: لو يعلم هؤلاء الحكام أن في عبادة الصليب مصلحة لهم لعبدوه، لعن الله جميعهم، وسلط عليهم سيفا من سيوفه.
والمشكلة أن الذي كان يستعين بملك من ملوك النصارى على أخيه، كان يتنازل له عن مدن إسلامية مقابل أن يعينه، فتتحول هذه المدن بعد ذلك إلى مدن نصرانية، وتحول المساجد إلى كنائس، وإنا لله وإنا إليه راجعون. وقد حدث في عصر ملوك الدولة السعدية في المغرب التي تزامنت مع سقوط الأندلس الكلي مواقف مخزية فيها إعانة للكفار الأسبان على المسلمين الأندلسيين. وأظن أن الشيخ حمزة لو أراد أن يفرد لهذا الموضوع بحثا، لفعل.
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[08 - 11 - 06, 12:24 ص]ـ
لقد غبت يومين في سفر مفاجئ، وعدت لأجد هذا العدد من الردود .. ولله الحمد. لكن المشكلة أنني مولع بأسماء الكتب مع أرقام الصفحات، وهو ما لم أجده إلا مع الأخ عصام البشير ... لذا أرجو أن نحاول توثيق ما نقول، حتى نفيد غيرنا من الباحثين.
سأبدأ بالرد والتعليق على ما ذكر فأقول:
أشكر الأخ أبو فاطمة الحسني على تفصيله .. وأقول إن ما فعله المعتمد بن عباد محير ... فهو الذي استنجد بالمرابطين ليحمي مملكته من النصارى. ثم يتحول إلى النصارى ويستنجد بهم عندما قرر يوسف بن تاشفين ضم مملكته إلى أرضه .. وهو يعلم أن النصارى على قوة وعدة .. لا بد لمن يستنجد بهم أن يحسب ألف حساب .. ولذلك فالأمر محير، فأي تفصيل مما ذكرته ينطبق عليه؟
الأخ عصام البشير ..
هل لك أن تذكر تفاصيل ما لديك؟ من هو الذي رأى ردته؟ ومن توقف عن ذلك؟ وهل هناك شخص آخر حكم عليه المالكية بالردة من ملوك الطوائف؟
الأخوان محب البويحياوي و أبو الأم
لعلكما تبحثان معنا، موقف الفقهاء في تلك العصور من مثل هذه المواقف، فهي مهمة، وتصب في موضوع البحث.
الأخ حارث .. كل ما أريده هو أن توثق كلامك بالمصادر .. جزاك الله خيرا
الأخ أبو الحسن
ألا تعلم عن موقف الفقهاء في عصر حاكم سرقسطة شيئاً؟
أما الباقين، فأشكرهم شكرا جزيلا على مساهماتهم القيمة ... وإليكم ما لدي حول هذا الموضوع.
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[08 - 11 - 06, 12:32 ص]ـ
1 - يقول الشيخ محمد الصلابي في ص145 - 146، في كتابه فقه التمكين عند دولة المرابطين:
"وشكى المعتمد بن عباد للأمير يوسف خروج ابن رشيق صاحب مرسية عن الطاعة ودفعه الأموال لألفونسو السادس تقرباً إليه، وظهرت المشاكل بين أبناء بلكين عبد الله وتميم للأمير يوسف ... "، ثم يقول: "وتضايق الأمير يوسف من خيانة ابن رشيق الذي دفع أموالاً طائلة لألفونسو وعرض الأمر على الفقهاء والعلماء الذين أفتوا بإزاحته من حكمه وتسليمه للمعتمد واستغاث ابن رشيق بالأمير يوسف الذي أجابه بأنها أحكام الدين ولا يستطيع مخالفتها" أ. هـ كلام الشيخ وقد عزاها إلى كتاب (مذكرات الأمير عبد الله، ص112).
من النص السابق لا يوجد كلام ظاهر في تكفير ابن رشيق.
2 - كلام ابن حزم الذي أشار إليه الأخ حسام الحفناوي فهو:
(لو وجدوا في اعتناق النصرانية وسيلة لتحقيق أهوائهم ومصالحهم لما ترددوا) .. نقلته من (فقه التمكين) ص147. وقد عزاه إلى كتاب دول الطوائف لمحمد عنان ص406.
3 - يقول الشيخ في ص155عن يوف بن تاشفين:
"واستطاع أن يفتح غرناطة بعد شهرين من حصارها واعتقل أميرها عبد الله ابن بلكين الصنهاجي الذي تحالف مع النصارى من أجل أملاكه، ثم أرسله أسيراً إلى المغرب، واستقر في أغمات بالقرب من مراكش".
يبدو أن فقهاء عصر ابن تاشفين لم يروا عبد الله الصنهاجي مرتداً، ولذلك لم يقيموا عليه حد الردة .. والله أعلم
وأخيراً .. قرأت في ص158، قصة وفاة المعتمد. يقول الشيخ: (وتوفي المعتمد بن عباد في أغمات سنة 488هـ رحمه الله تعالى. ومن النادر الغريب أنه نودي في جنازته بالصلاة على الغريب ... ). وهذه تؤكد توقف بعض الفقهاء في الحكم بردته.
هذا ما لدي الآن .. وسوف أعود بإذن الله وأنقل نصوصاً من رسالة الغزالي إلى ابن العربي، لعلها تفيد في البحث
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[08 - 11 - 06, 12:53 ص]ـ
يبدو أن فقهاء عصر ابن تاشفين لم يروا عبد الله الصنهاجي مرتداً، ولذلك لم يقيموا عليه حد الردة .. والله أعلم
وأخيراً .. قرأت في ص158، قصة وفاة المعتمد. يقول الشيخ: (وتوفي المعتمد بن عباد في أغمات سنة 488هـ رحمه الله تعالى. ومن النادر الغريب أنه نودي في جنازته بالصلاة على الغريب ... ). وهذه تؤكد توقف بعض الفقهاء في الحكم بردته.
أخي الكريم أبا مالك وفقك الله
لاحظت أنك تخلط في بحثك هذا بين أحكام النوع وأحكام المعين
فإذا كانت لديك نصوص تفيد أن الفقهاء أفتوا بردة من استعان بالنصارى من ملوك الطوائف على المسلمين، ثم وجدت أنهم لم يقيموا حد الردة على فلان أو صلوا الجنازة على فلان، فهنا يكون الجمع بأن فلانا هذا شخص معين ولعلهم استتابوه بعد أن قدروا عليه فتاب وهنا يسقط عنه حد الردة ويصلى عليه كما يصلى على المسلمين، ولعلهم لما قدروا عليه وجدوا لديه شيئا من موانع التكفير جعلتهم يتورعون عن تكفيره بعينه، وإن كانوا يكفرون على العموم من فعل مثل فعله.
وأما سؤالك عن مصدر فتوى الفقهاء بتكفيرهم فقد ورد في مشاركة الشيخ حمزة ما نصه: قال الكتاني: " وقد ذكر البرزلي في كتاب القضاء من نوازله أن أمير المؤمنين على بن يوسف بن تاشفين اللمتوني استفتى علماء زمانه وهم من هم في انتصار ابن عباد الأندلسي بالكتب إلى الإفرنج ليعينوه على المسلمين فأجابه جلهم بردته وكفره"، وقد نقل أبو المواهب جعفر الكتاني نقولاً أشد، ونقل نحواً من كلام الكتاني الأول ابن خلدون، وابن عاشور، وغيرهم من أهل العلم.
فتاوى البرزلي مطبوعة بدار الغرب، فليرجع إليها لتحقيق الصفحة والمصدر، والغالب أنها في كتاب الجهاد منها. اهـ
فالقصد أن الفرق بين تكفير النوع والمعين لابد أن يكون حاضرا في هذا البحث حتى تخرج بنتائج صحيحة، وبالله التوفيق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/401)
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[08 - 11 - 06, 03:13 ص]ـ
وكذلك، الصلاة على المعتمد لا حجة فيها، لأنه تاب ورجع، وبقي سنين قبل وفاته، حيث قيل بأنه توفي عن نحو 110 سنوات .. فليتنبه.
وقد نقل الفتوى الإمام محمد بن جعفر الكتاني في كتابه "نصيحة أهل الإسلام بما يدفع عنهم داء الكفرة اللئام" محتجا بها ..
وقبله اعتمدها فقهاء المغرب في خلع السلطان محمد الشيخ السعدي ونصرة عمه عبد الملك السعدي، نظرا لاستنجاد الأول بالنصارى البرتغال، وأفتوا بردته من أجل ذلك ... فلتراجع "نزهة الحادي بأخبار القرن الحادي" يعني الحادي عشر، لمحمد الصغير الإفراني فقد نقلها برمتها ..
وأخيرا استدل بها علماء المغرب في فتواهم الأخيرة سنة 2001 والتي أفتوا فيها بحرمة الدخول في الحلف العالمي ضد ما يسمى الإرهاب، إذ المقصود به المسلمون، واعتبروها حجة لهم ... فلتراجع.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[08 - 11 - 06, 06:49 ص]ـ
تفصيل الشيخ أبو خالد السلمي جيد فإنه لا ريب أن هناك فرق بين النوع والعين وبعض الأمور التي حصلت بين ملوك الطوائف قد يراها بعض أهل العلم مانع من التفكير فإنه و للأسف في بعض المعارك تم سبي نساء المسلمين من قبل البعض الآخر ومأسي يندى لها الجبين فالله المستعان و على كل حال فرق أهل العلم في هذه المسألة من أراد الدنيا ومن أراد الدين في استعانته بالكفار أو بإعانته إياهم فالمسألة إذا كانت من باب البحث التاريخي هل هناك من قال بكفرهم أم لا فهذا باب له جواب وإن كانت المسألة من باب هل هم مرتدون بالفعل فهذا أمر آخر؟؟؟
ـ[ابن نائلة]ــــــــ[08 - 11 - 06, 08:54 ص]ـ
كتبي بعيدة عني، ولكن ما يزال في الذاكرة شيء، وهو أن المعتمد بن عباد قد أفتى أكثر فقهاء الوقت بكفره وردته، عدى قاضي يوسف بن تاشفين لم يفت بردته بل، حكم بإسلامه مع فسقه، ولذا لم يقم عليه حد الردة، وقد كتبت في هذا الموضوع قديما.
وفيما أظن أن المرجع في ذلك كان كتاب نوازل البرزلي أو غيرها من كتب النوازل.
لعلي أراجع البحث
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[08 - 11 - 06, 11:38 ص]ـ
سأبدأ بالرد والتعليق على ما ذكر فأقول:
أشكر الأخ أبو فاطمة الحسني على تفصيله .. وأقول إن ما فعله المعتمد بن عباد محير ... فهو الذي استنجد بالمرابطين ليحمي مملكته من النصارى. ثم يتحول إلى النصارى ويستنجد بهم عندما قرر يوسف بن تاشفين ضم مملكته إلى أرضه .. وهو يعلم أن النصارى على قوة وعدة .. لا بد لمن يستنجد بهم أن يحسب ألف حساب .. ولذلك فالأمر محير، فأي تفصيل مما ذكرته ينطبق عليه؟
لذلك أخي أنا ذكرته لك كتقعيد فقط, وإلا فالظروف الواقعية يجب أن تدرس بدقة شديدة ليتحدد عند الفقيه هل وجد مناط التكفير في المعين أو لم يوجد, فإن كان قد وجد فهل هو ظاهر أم خفي يدخله التأويل والشبهة
دعوى الجهل بحرمة مظاهرة المشركين بعيدة, ولكن قد يكون الشخص متأولا ويرى أن فعله هذا من باب الاستعانة بهم على عدوه لا من باب إعانتهم, فيكون متأولا بهذا الاعتبار, وهل تأويله معتبر؟ يرجع ذلك للظروف الواقعية التي تظهر مدى إمكان اعتبار ذلك التأويل
وهذا قد يكون سبب عدم تكفير بعض الفقهاء لهذا الشخص المعين, لا سيما أن الحاكم بتكفير المعين تعتليه رهبة إذ الأمر ليس سهل, فقد يتوقف عن التكفير إذا لاحت له شبهة عند المعين ويكتفي بالتفسيق والتعزير
ومثل هذا يضعف اعتباره مع ظهور عداوة الشخص للدين, وحربه على شرع رب العالمين, لا سيما إذا انضمت لذلك نواقض أخر فتضيق مساحة التأويل حتى تنعدم مع زيادة ضراوة حرب الدين عند بعض هؤلاء
ـ[عصام البشير]ــــــــ[08 - 11 - 06, 11:43 ص]ـ
كتبي بعيدة عني، ولكن ما يزال في الذاكرة شيء، وهو أن المعتمد بن عباد قد أفتى أكثر فقهاء الوقت بكفره وردته، عدى قاضي يوسف بن تاشفين لم يفت بردته بل، حكم بإسلامه مع فسقه، ولذا لم يقم عليه حد الردة، وقد كتبت في هذا الموضوع قديما.
وفيما أظن أن المرجع في ذلك كان كتاب نوازل البرزلي أو غيرها من كتب النوازل.
لعلي أراجع البحث
ليتك أخي الكريم راجعت المشاركات السابقة قبل التعليق.
فكل ما ذكرتَه سبق نقله آنفا.
وما حدث في كائنة المعتمد بن عباد كله يدور على ما في فتاوى البرزلي، وهو ما نقلتُه في تعقيبي الأول.
فما فائدة التكرار؟
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[09 - 11 - 06, 12:36 ص]ـ
فتوى المالكية في المعتمد بن عباد مشهورة.
والفتوى كما جاء في نوازل البرزلي: (أن المعتمد بن عباد استعان بهم في حرب المرابطين، فنصرهم الله عليه وهرب هو، ثم نزل على حكم يوسف بن تاشفين أمير صنهاجة. فاستفتى فيه الفقهاء خاصة مع بعضهم فأكثرهم أفتى أنها ردة، وقاضيه وبعض الفقهاء لم يرها ردة، ولم يبح دمه).
نقله في الدواهي المدهية للشيخ جعفر بن إدريس (ص 111).
(نقلته من رسالتي (شرع الله ليس غلوا)).
وفقكم الله.
فتاوى البرزلي 4/ 22.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/402)
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[09 - 11 - 06, 07:06 م]ـ
وفقكم الله.
فتاوى البرزلي 4/ 22.
حبذا أن تنقلوا لنا لفظه مشكورين ...
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 11 - 06, 07:12 م]ـ
الذي أعلمه -وفوق كل ذي علم عليم- أن ما قام به ابن رشيق وابن بلكين هو دفع الجزية للألفونسو بهدف حفظ ملكهم التالف وليس الاستعانة بجيشه ضد حرب المرابطين، مع ما قيل من توبة ابن بلكين بعد أسره إن صح ذلك. فهذا كله يؤيد ما قاله الشيخ الفاضل وليد السلمي من التمييز بين أحكام النوع وأحكام المعين.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[10 - 11 - 06, 02:06 ص]ـ
حبذا أن تنقلوا لنا لفظه مشكورين ...
حبا وكرامة.
قال أبو القاسم البرزلي: ( ... ولم يتكلم في حكم الفئة التي وقعت استعانتها بالعدو، وأحفظ أني رأيت لابن الصيرفي في دولة لمتونة من صنهاجة أن المعتمد بن عباد استعان بهم في حرب المرابطين، فنصرهم الله عليه وهرب هو، ثم نزل على حكم يوسف بن تاشفين أمير صنهاجة، فاستفتى فيه الفقهاء فأكثرهم أفتى أنها ردة، وقاضيه مع بعض الفقهاء لم يرها ردة، ولم يبح دمه بالردة، فأمضى ذلك من فتواه، وأخذ بالأيسر، ونقله إلى أغمات، وسكنه بها إلى أن مات بها).
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[10 - 11 - 06, 03:19 ص]ـ
مع ما قيل من توبة ابن بلكين بعد أسره إن صح ذلك. .
كالشمس في رابعة النهار و يكفي قراءة مذكراته التي نشرت باسم مذكرات الأمير عبد الله للتيقن من ثبوتها فهو يقر فيها بوضوح بذنبه و يصوب أمر أمير المسلمين يوسف رحمه الله تعالى
و الله أعلم بالحال و المآل
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[10 - 11 - 06, 03:34 ص]ـ
لم يكن هذا حال كل ملوك الطوائف، فقد كان منهم من انشغل بإصلاح شؤونه الداخلية، ولم يتعرض لأحد، ومنهم من كان يجاهد ألفونسو كالملك الأديب المعروف بالمظفر، وليس تحت يدي الآن مصادر لتوثيق ذلك، ويبدو أن الإخوة ما شاء الله يتوفرعندهم الكثير من ذلك، فبإمكانهم سرد أمثلة أخرى، وأذكر أيضا أن الملك الذي نزل أبو عمرو الداني في مملكته بعد العودة من الرحلة كان خيرا محبا للعلماء.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 11 - 06, 04:27 ص]ـ
لا أظن أحدا منهم امتنع عن دفع الجزية للكفار في آخر الأمر إلا بنو الأفطس، والله أعلم.
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[12 - 11 - 06, 10:09 ص]ـ
كنت في أشغال وسفر وسررت للردود التي رأيتها .. أشكر الجميع على ذلك
الأخ السلمي ..
الأمر أبسط مما تتصور .. فقد افترض من عندي (ولا أدري كيف) أن المعتمد لم يتب!! .. على كل أشكر لك تعقيبك
انتقل إلى رسالة ابن العربي
يقول أبو بكر ابن العربي مخاطباً في رسالته أبي حامد الغزالي" ... واستنجدوا بالنصارى عندما اعتقد كل واحد منهم أنه أحق من صاحبه ..... وحين انكشف للنصارى ضعف المسلمين، وعلموا المداخل والمخارج إلى بلاد المسلمين، طلبوا المعاقل وأخذوا بالحرب كثيراً منها من غير مؤونة ولا مشقة. ثم لجأ الباقي من المسلمين إلى المرابطين واستصرخوهم ... ". إلى أن قال ابن العربي عن بعض ملوك المرابطين: " .. وعثر لأحدهم على خطاب يشجع العدو على اللقاء، واستولى على من قدر عليه من الرؤساء من البلاد والمعاقل، وبقيت طائفة من رؤساء الثغر الشرقي من جزيرة الأندلس، حالفوا النصارى أو صاروا لهم إلباً ودعاهم أمير المسلمين إلى الجهاد، والدخول في بيعة الجمهور، فقالوا لا جهاد إلا مع إمام من قريش، ولست به، أو مع نائب عن الإمام وما أنت ذلك، فقال: أنا خادم الإمام العباسي، فقالوا له: أظهر لنا تقديمه إليك. فقال: أو ليست الخطبة في جميع بلادي له؟ فقالوا: ذلك احتيال ... ". ثم قال ابن العربي سائلاً أبا حامد الغزالي: فهل يجب قتالهم؟ وإذا ظفر بهم كيف الحكم في أموالهم؟ وهل على المسلم حرج في قتالهم؟ إلخ هذه الأسئلة.
فقال أبو حامد الغزالي: " .... فيجب على الأمير وأشياعه قتال هؤلاء المتمردة عن طاعته، ولا سيما وقد استنجدوا بالنصارى المشركين وأوليائهم، وهم أعداء الله في مقابلة المسلمين الذين هم أولياء الله، فمن أعظم القربات قتالهم إلى أن يعودوا إلى طاعة الأمير العادل المتمسك بطاعة الخلافة العباسية ويتركوا المخالفة، وجب الكف عنهم، وإذا قاتلوا، لم يجز أن يتتبع مدبرهم، ولا أن يذفف [لا يجهر] على جريهم. بل متى سقطت شوكتهم وانهزموا، وجب الكف عنهم، أعني المسلمين منهم دون النصارى الذين لا يبقى لهم عهد مع التشاغل بقتال المسلمين، وأما ما يظفر به من أموالهم فمردود عليهم أو على وريثهم، وما يؤخذ من نسائهم وذراريهم في القتال مهدرة لا ضمان فيها، وحكمهم في الجملة في البغي على الأمير المتمسك بطاعة الخلافة، والمستولي على المنابر والبلاد بقوة الشوكة حكم الباغي على نائب الإمام .. ".
ما فهمته مما سبق أن أبا حامد الغزالي لا يرى كفر أيٍ من ملوك الطوائف .. فهل أنا مصيب فيما فهمته؟
سؤال آخر: كنت ارغب أن يتحول الموضوع من السرد ووالوصف التاريخي إلى المناقشة والبحث العلمي ... أريد أن عرف أي الفريقين كان محقاً .. الذي رأى كفر بعض ملوك الطوائف أم الذي رآه باغيا وعلى ملة الإسلام؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/403)
ـ[أبو خطاب زين]ــــــــ[31 - 03 - 07, 03:45 ص]ـ
جوزيت خيرا
لكن من قال أن الطرطوشي قال بكفرهم
أين أجد الدليل على ذلك
هدانا الله وإياكم إلى ما فيه الخير والصواب
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[26 - 05 - 07, 04:35 م]ـ
حوار رائع جدا و استفدت منه كثيرا، جزاكم الله كل الخير و اوفره
آمل استمراره(139/404)
منتدى السيرة والتاريخ
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[06 - 11 - 06, 06:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نسأل الله أن ينفع بها المنتدى الجديد الذي افتتح تلبية لرغبة ملحة من عدد من الأعضاء وفقهم الله.
وهو مختص بالسيرة العطرة لنبينا الرؤوف الرحيم صلى الله عليه وسلم، وكذلك ما يتعلق بالتاريخ الإسلامي المجيد.
وبالله التوفيق.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[06 - 11 - 06, 07:02 م]ـ
مبارك عليكم و علينا هذا المنتدى الجديد , و أسأل الله أن يجزكم عنا خير الجزاء و أن يبارك في هذا الملتقى المبارك ملتقى أهل الحديث و أن يجعلة شوكة في أعناق كل من سولت له نفسه الابتداع في دين الله عز و جل.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[06 - 11 - 06, 07:02 م]ـ
أحسنتم أحسن الله إليكم .. وأدام الله نعمة العلم عليكم ..
وأرى نقل هذا الموضوع إلى هذا المنتدى لأهميته:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84654
شكرا الله لكم
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[06 - 11 - 06, 07:22 م]ـ
نفع الله به
س/ هل ستنقل التراجم الموجودة في منتدى وسائل التحصيل إلى هنا أم إن هذا المنتدى لا يشملها؟
ـ[أبو محمد الأزهري الشافعي]ــــــــ[06 - 11 - 06, 07:56 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[06 - 11 - 06, 08:34 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[06 - 11 - 06, 08:38 م]ـ
جزاكم الله خير
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[06 - 11 - 06, 08:48 م]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
فأن افتتاح هذا المنتدي الجديد احد امنياتي السابقه في هذا الملتقي اسأل الله العظيم ان ينفعنا واياكم
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[06 - 11 - 06, 11:07 م]ـ
عقبال باقي الطلبات الملحة إن شاء الله:)
(سددكم الله وبارك فيكم)
ـ[ابوخالد الكويتي]ــــــــ[06 - 11 - 06, 11:38 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وبارك فيكم
فقد أثلجتم صدورنا
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[06 - 11 - 06, 11:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا على الاستجابة السريعة.
ـ[إسلام مصطفى محمد]ــــــــ[06 - 11 - 06, 11:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا و نفع بكم الإسلام و المسلمين.
ـ[محمد التلباني]ــــــــ[07 - 11 - 06, 12:21 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[07 - 11 - 06, 12:59 ص]ـ
خطوة مباركة، وانطلاقة متميزة بارك الله في خطواتكم، ونفع بانطلاقاتكم
أمر مهم جدا أن يوضع مثل هذا المنتدى هنا. لكم الشكر والتقدير
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - 11 - 06, 01:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وأرجو النظر في هذا الطلب الملح أيضا (ابتسامة):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84874
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[07 - 11 - 06, 02:34 ص]ـ
حبذا لو وضعتم اعلان على شكل شريط متحرك عن قسم السيرة والتاريخ ليعلم الزوار بوجود هذا القسم.
ـ[عمر رحال]ــــــــ[07 - 11 - 06, 03:11 م]ـ
وفقكم الباري لما فيه الصلاح.
ـ[أبوعبد الرحمن حسن بن محمد]ــــــــ[07 - 11 - 06, 03:51 م]ـ
أحسن الله إليكم وزادكم الله حرصاً في نفع الإسلام والمسلمين ...
ـ[أبو عبيد الله المصري]ــــــــ[07 - 11 - 06, 05:33 م]ـ
أحسن الله إليكم, ووفقكم لما فيه الخير.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[07 - 11 - 06, 05:55 م]ـ
بارك الله فيكم،،،
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[08 - 11 - 06, 12:56 ص]ـ
نشكر للمشرفين استجابتهم ...
ـ[السمرقنديه]ــــــــ[08 - 11 - 06, 01:21 ص]ـ
قسم مبارك
نفع الله به
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[09 - 11 - 06, 04:54 ص]ـ
أحسنتم أحسن الله إليكم .. وأدام الله نعمة العلم عليكم ..
ـ[عادل المامون]ــــــــ[11 - 11 - 06, 07:31 ص]ـ
بارك الله فيكم وجعله في ميزان حسناتكم وكم كنت اتمني ان يكون هناك قسم خاص للسيرة والتاريخ في ظل الهجمات والمهاترات التي يرويها اعداء الاسلام علي الناس فكان لابد من وجود مثل هذا المنتدي للرد عليهم واقتناء كل ماهو صحيح (ولو كره الكافرون)
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[11 - 11 - 06, 08:27 ص]ـ
لكم خالص الشكر و اوفره، ولا يملك المرء الا الدعاء لكم بظهر الغيب
و ان شاء الله سيكون لهذا المنتدى دور في تحريك الملتقى من جديد ـ للذين يشكون من ضعف الملتقى ـ (ابتسامه).
ـ[ابوعبدالله المغربي]ــــــــ[11 - 11 - 06, 11:01 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو معطي]ــــــــ[12 - 11 - 06, 10:40 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله كل خير(139/405)
سلسله ((حقبه من التاريخ)) لنحر شبهات الرافضه
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[06 - 11 - 06, 08:57 م]ـ
السلسله الرائعه ((حقبه من التاريخ)) للشيخ عثمان الخميس
وهي في الرد علي شبهات الرافضه الشيعه في نطاق علمي منهجي
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=203
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[06 - 11 - 06, 09:35 م]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=630
ـ[ابوخالد الكويتي]ــــــــ[06 - 11 - 06, 11:34 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي معمر، ومن المحزن أن هذه الأشرطة والكتاب الذي صدر بنفس العنوان ممنوعان عندنا في الكويت، وفي المقابل نجد كتب الرافضة قبحهم الله تباع جهارا نهارا،
فإلى الله المشتكى.
وقد اخبرني أحد طلبة الشيخ بأن الشيخ ذهب إلى وزارة الإعلام وطلب منهم إخباره عن العبارات التي أدت إلى منعه ليقوم باستبدالها بعبارات اخرى.
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[06 - 11 - 06, 11:56 م]ـ
لا حول ولا قوه الا بالله
هل للشيعه هذا النفوذ في الكويت!!!!!!!!!!!!!
علي العموم الحق ابلج فأن هذا الكتاب بحق من الكتب الماتعه وهذا الكتب يعتبر مرجع عندي في نحر شبهات الرافضه حيث قد تكلم الشيخ عن القضايا العظام مثل حوار السقيفه وحديث الغدير وغيرهم من شبهات الرافضه فالي الله المشتكي
ولكن اخي في الله اصبر فأن الله غالب علي امره
ـ[أبو عبيد الله المصري]ــــــــ[08 - 11 - 06, 01:52 ص]ـ
كتاب حقبة من التاريخ ( http://www.waqfeya.com/open.php?cat=20&book=82)
ـ[صادق صبور]ــــــــ[30 - 07 - 08, 10:05 ص]ـ
هل هذه النسخة من هذا الكتاب هي النسخة الأخيرة المنقحة والمزيدة أم هي القديمة؟؟؟
ـ[موسى بن نصير]ــــــــ[30 - 07 - 08, 07:14 م]ـ
الكتاب صادر عن اي دار واين يمكن ان نجده
ـ[صلاح السعيد]ــــــــ[03 - 08 - 08, 06:45 م]ـ
الكتاب منع لأنه أصاب الجرح_ولله الحمد_والشيخ لازال يجاهد في سبيل الله،في دروسه ومحاضراته ومناظراته في البالتوك وغيره.حفظه الله.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[04 - 08 - 08, 10:35 م]ـ
و بعد السؤال فإنه يباع في مكتبة خيطان.
ـ[عبدالرحمن مجاهد]ــــــــ[05 - 08 - 08, 10:45 ص]ـ
أنا اشتريت السلسلة من الكويت
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[15 - 08 - 08, 11:35 م]ـ
بورك فيكم وفي الشيخ الحبيب
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[23 - 08 - 08, 11:28 م]ـ
بارك الله فيكم
كتاب حقبة من التاريخ اجاد فيه الشيخ الخميس على الرد على شبهات الروافض، الا انه هناك بعض الملاحظات على الكتاب
منها قوله صـ 98 عن الوليد بن عقبة: اما شربه للخمر فهذه اولا علمها عند الله تبارك وتعالى، ...... ولكن شكك بعض اهل العلم فى شهادة الشاهدين لا فى صحة الحديث، نعم هو جلد كما فى صحيح مسلم ولكن هل كان الشاهدان صادقين او لا؟
من اراد التوسع فى هذه المسالة فليرجع الى كتاب العواصم من القواصم بتحقيق محب الدين الخطيب، فانه طعن على شهادة الشاهدين وبين انهما ليسا من الثقات. اهـ
وهذا الرابط يوضح هذه المسئلة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...F+%DA%DE%C8%C9
والملاحظة الثانية
قال الشيخ الخميس صـ88 متحدثا عن اسباب الفتنة؟ السبب الاول: وهو سبب رئيسى: رجل يهودى يقال له عبد الله بن سبا ... وعبد الله بن سبا هو يمانى يهودى اظهر الاسلام ثم انتهج التشيع لعلى رضى الله عنه وهو الذى تنسب اليه فرقة السبئية الذين قالوا بالوهية على رضى الله عنه .... وكان يقول: " كان فيما مضى الف نبى ولكل نبى وصى، وان عليا وصى محمد "، فاستجاب له ناس فى مختلف الطبقات فاتخذ بعضهم دعاة فهموا اغراضه ودعوا اليها، وبعضهم صدق قوله فصار يدعوا اليه عن عماية.
ومن دعاته الذين ساهموا فى نشر دعوته:
الغافقى بن حرب، عبد الرحمن بن عديس البلوى، كنانة بن بشر، سودان بن حمران، عبد الله [بن بديل] بن ورقاء، عمرو بن الحمق الخزاعى، حرقوص بن زهير، حكيم بن جبلة، قتيرة السكونى وغيرهم. اهـ
ان هؤلاء الذين وصفهم الشيخ الخميس بانهم دعاة لابن سبا فيهم ثلاثة من اصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:
اولهم: عبد الرحمن بن عديس البلوى:قال ابو حاتم فى مشاهيرعلماء الامصار الذين نزلوا مصر (ت 390): عبد الرحمن بن عديس البلوى له صحبة. اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/406)
ذكر ابن الاثير فى اسد الغابة (ت 3358): له صحبة وشهد بيعة الرضوان وبايع فيها. وكان امير الجيش القادمين من مصر لحصر عثمان بن عفان، رضى الله عنه لما قتلوه.
بن حجر فى الاصابة (ت 5179) قال ابن يونس بايع تحت الشجرة ....
واخرج ابن ابى شيبة فى المصنف رقم 33870 بسنده عن ابى ثور الفهمى قال: قدم علينا عبد الرحمن بن عديس البلوى وكان ممن بايع تحت الشجرة ....
قلت: لا خلاف على صحبته، ولكن الخلاف على انه كان ممن بايع تحت الشجرة ام لا.
الثانى عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعى:
ذكره ابن عمر فى الاستيعاب (ت 1489) قال اسلم مع ابيه قبل الفتح وشهد حنينا والطائف.
الذهبى فى سير اعلام النبلاء (3/ 23):
معمر عن الزهرى قال: كان دهاة الناس فى الفتنة خمس، فمن قريش، فمرو، معاوية. ومن الانصار: قيس بن سعد. ومن ثقيف: المغيرة. ومن المهاجرين: عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعى. فكان مع على قيس وابن بديل واعتزل المغيرة بن شعبة.
ابن الاثير فى اسد الغابة ترجمة (2834) قال: اسلم مع ابيه قبل الفتح، وقيل بل هو من مسلمة الفتح.
ذكر الحافظ ابن حجر فى الفتح (13/ 71) واخرج ابن ابى شيبة بسند جيد: عن عبد الرحمن بن ابزىقال: انتهى عبدالله بن بديل بن ورقاء الخزاعى الى عائشة يوم الجمل وهى فى الهودج فقال: يا ام المؤمنين اتعلمين انى اتيتك عندما قتل عثمان فقلت ما تامرنى، فقلت الزم عليا؟ فسكتت، فقال: اعقروا الجمل فعقروه، فنزلت انا واخوها محمد فاحتملنا هودجها فوضعناها بين يدى على، فامر بها فأدخلت بيتا.
والثالث: عمرو بن الحمق الخزاعى
وللمزيد من المعلوات عنه الرجوع لهذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...C7%E1%CD%E3%DE
وقد تاثر كل من الشيخ الخميس والشيخ محمد حسان بكتاب العواصم من القواصم على ما فيه من ملاحظات نبه عليه بعض الاخوة الفضلاء فى هذا المنتدى منها: مقتل طلحة بن عبيد الله رضى الله عنه
فقد ذكر القاضى ابن العربى فى العواصم من القواصم صـ 157 حيث قال: وقد روى ان مروان لما وقعت عينه فى الاصطفاف على طلحة قال: لا نطلب اثرا بعد عين، ورماه بسهم فقتله. ومن يعلم هذا الا علام الغيوب، ولم ينقله ثبت. اهـ
وذكر محب الدين الخطيب محقق الكتاب فى هامش (1) صـ (157) مؤيدا ابن العربى فى قوله هذا: افة الاخبار رواتها. وفى العلوم الاسلامية علاج افة الكذب الخبيثة، فان كل راوى خبر يطالبه الاسلام بان يعين مصدره على قاعدة " من اين لك هذا؟ " ..... ، وهذا الخبر عن طلحة ومروان لقيط لا يعرف ابوه ولا صاحبه. .... انتهى
وتمشيا مع هذه الاقوال ذكر الشيخ عثمان الخميس فى كتابه حقبة من التاريخ صـ 116: وقُتل طلحة بسهم غرب " بسهم غير مقصود " اصابه فى قدمه مكان اصابة قديمة فمات منها رضى الله تبارك وتعالى عنه وهو يحاول منع الناس من القتال.اهـ
قلت: حقيقة الامر ان الذى قتل طلحة بن عبيد الله هو مروان بن الحكم وقد بينت ذلك الكثير من الروايات الصحيحة منها ما ذكره الحاكم فى المستدرك (3/ 370) وصححه الذهبى: من طريق اسماعيل بن خالد عن قيس بن حازم قال: رايت مروان بن الحكم حين رمى طلحة بن عبيد الله يومئذ فوقع فى ركبته فما زال يسبح الى ان مات.
وللمزيد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...1&page=1&pp=40
وهناك العديد من الملاحظات على هذين الكتابين (العواصم من القواصم، وحقبة من التاريخ) سنبينها فيما بعد بإذن الله تعالى.
من مشاركة سابقة لنا على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=34561
فلينتبه.
ـ[النذير1]ــــــــ[24 - 08 - 08, 05:45 م]ـ
جزى الله الشيخ الخميس خيرا فقد ألقم الرافضة حجرا،
وبارك الله في الأخ صلاح الدين الشريف على ملاحظاته فالمؤمنون نصحة، وليتك توصل ملاحظاتك للشيخ الخميس حفظه الله فيستدرك في الطبعات القادمة،
ومما يستدرك على الشيخ الخميس في كتابه أيضا جزمه بأن الصحابة الذين اعتزلوا القتال هم الذين كانوا على الحق التام الكامل، وأن عليا وأصحابه كانوا أقرب إلى الحق من معاوية وأصحابه -رضي الله عن الجميع-، والصواب أن عليا وأصحابه كانوا أقرب الناس إلى الحق بنص الحديث، والله أعلم
ـ[بن نصار]ــــــــ[05 - 09 - 08, 07:37 ص]ـ
غريبة انا أشتريت الكتاب أكثر من مرة من الكويت. . فكيف يقال أنه منع؟؟!!
ـ[حمود بن يحيى]ــــــــ[10 - 09 - 08, 11:40 ص]ـ
أرجو من الإخوة أن يبينوا لنا هل النسخة في الموضوع الآتي سليمة أم أن فيها تحريفًا؟ أو بمعنى آخر: هل هي مجازة من الشيخ أم أن شخصًا آخر تصرف فيها؟ لأن مقدمة الشيخ إسماعيل والشيخ نوح محذوفتان .. مع أنهما موجودتان في الطبعة الثانية لدار الإيمان -موجودة لدي- .. والموجودة في الرابط الآتي أيضًا الطبعة الثانية لنفس الدار!! .. كما أن هناك أخطاء كثيرة جدًّا في التشكيل .. وقلما تخلو صفحة منه من عدة أخطاء في التشكيل ....
وأبشركم أني أوشكت من الانتهاء من كتابته على الوورد .. ربما الليلة أو غدًا أرفعه إن شاء الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=144397&highlight=%CD%DE%C8%C9+%C7%E1%CA%C7%D1%ED%CE
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/407)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 12 - 09, 02:58 م]ـ
أصاب الشيخ خميس في معظم ما ذكره. و قد ثبت يقيناً أن أحداً من الصحابة لم يرض بما حلّ لعثمان ?، فضلاً أن يكون قد أعان على قتله. فقد ثبت عن الحسن البصري رحمه الله –و هو شاهد عيان كان عمره وقتها أربع عشرة سنة– عندما سُئِل «أكان فيمن قتل عثمان أحد من المهاجرين و الأنصار؟». فقال: «لا! كانو أعلاجاً من أهل مصر» (تاريخ خليفة (ص 176) بسند صحيح). و كذلك الثابت الصحيح عن قيس بن أبي حازم أن الذين قتلو عثمان ليس فيهم من الصحابة أحد. أخرجه ابن عساكر في تاريخه، ترجمة عثمان (ص408). و لكن عثمان أمرهم بعدم القتال و شدّد عليهم في ذلك.
عمرو بن الحَمِق بن الكاهن الخزاعي: له صحبة، وقد اختلف في إسلامه فقيل بعد صلح الحديبية وقيل في حجة الوداع. له حديثين لم يصرح بهما في السماع. قال العجلي في معرفة الثقات (2|174): لم يرو عمرو بن الحمق عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا حديثين: حديث "إذا أراد الله بعبد خيرا عسله"، وحديث آخر "من ائتمن على نفسه رجلا فقتله". وسائر ما يروى عنه من أحاديث غير هذين لا يصحان عنه. ولم يأت أنه فيمن دخل على عثمان إلا من طريق الواقدي الكذاب والكلبي السبأي الكذاب وابن أَبي مِخْنَف الرافضي. وقد جاءت مرسلة عن رجل مجهول حدث عبد الكريم بن الحارث. وجاءت من مرسل صالح بن كيسان، ولا تصح فإن الراوي عنه عيسى بن يزيد لم يدركه. وجاءت من مرسل الزهري، ولا تصح فإن الراوي عنه عثمان بن عبد الرحمن ممن يضع الحديث. وقد أرسلوا رأسه إلى معاوية لأنه كان من أصحاب حجر بن عدي، وليس لأنه من قتلة عثمان. ولا يثبت أنه من أصحاب الشجرة.
عبد الرحمن بن عديس البلوي: له صحبة، ولم يثبت أنه من أصحاب الشجرة، إنما أتى ذلك الخبر عن ابن لهيعة وهو شيعي شديد الضعف. وخبر كونه من قتلة عثمان إنما جاء من طريق الواقدي. لكن جاء في الإكمال لابن ماكولا (6|150): وقد ذكر الدارقطني: عبد الرحمن بن عديس البلوي وأخاه عبد الله، قال: وعبد الرحمن أحد من سار إلى عثمان بن عفان رضى الله عنه فيمن سار إليه من أهل مصر. أقول: ولا نعلم ثبوت هذا الخبر عن الدراقطني، وعلى فرض ثبوته فيحتاج لمعرفة الإسناد الذي اعتمد عليه الدارقطني، فإن كان الواقدي فهو مردود. ثم ليس كل من ركب إلى عثمان كان يريد قتله، بل كثير منهم من كان يريد عزله فحسب.
عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي: له إدراك وليس له صحبة لصغر سنه، وكان ممن ولاه عثمان، ولم يثبت أنه من قتلته. نعم، شارك في الجمل وصفين وليس كل من شارك في هاتين كان من قتلة عثمان!!!
أما مروان رضي الله عنه فبريء من دم طلحة رضي الله عنه، براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام. وقد سبق تفصيل المرويات بالتفصيل ومناقشتها إسناداً ومتناً: http://www.ibnamin.com/Tarikh/marwan.htm
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[31 - 12 - 09, 06:32 م]ـ
الشيخ عثمان الخميس خنجر في صدور الرافضة
وسلسلته حقبة من التاريخ كتب الله لها القبول والانتشار , واسال الله ان يعينه على دفاعه عن الاسلام وجهاده للرافضة
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[31 - 12 - 09, 06:33 م]ـ
أصاب الشيخ خميس في معظم ما ذكره. و قد ثبت يقيناً أن أحداً من الصحابة لم يرض بما حلّ لعثمان ?، فضلاً أن يكون قد أعان على قتله. فقد ثبت عن الحسن البصري رحمه الله –و هو شاهد عيان كان عمره وقتها أربع عشرة سنة– عندما سُئِل «أكان فيمن قتل عثمان أحد من المهاجرين و الأنصار؟». فقال: «لا! كانو أعلاجاً من أهل مصر» (تاريخ خليفة (ص 176) بسند صحيح). و كذلك الثابت الصحيح عن قيس بن أبي حازم أن الذين قتلو عثمان ليس فيهم من الصحابة أحد. أخرجه ابن عساكر في تاريخه، ترجمة عثمان (ص408). و لكن عثمان أمرهم بعدم القتال و شدّد عليهم في ذلك.
عمرو بن الحَمِق بن الكاهن الخزاعي: له صحبة، وقد اختلف في إسلامه فقيل بعد صلح الحديبية وقيل في حجة الوداع. له حديثين لم يصرح بهما في السماع. قال العجلي في معرفة الثقات (2|174): لم يرو عمرو بن الحمق عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا حديثين: حديث "إذا أراد الله بعبد خيرا عسله"، وحديث آخر "من ائتمن على نفسه رجلا فقتله". وسائر ما يروى عنه من أحاديث غير هذين لا يصحان عنه. ولم يأت أنه فيمن دخل على عثمان إلا من طريق الواقدي الكذاب والكلبي السبأي الكذاب وابن أَبي مِخْنَف الرافضي. وقد جاءت مرسلة عن رجل مجهول حدث عبد الكريم بن الحارث. وجاءت من مرسل صالح بن كيسان، ولا تصح فإن الراوي عنه عيسى بن يزيد لم يدركه. وجاءت من مرسل الزهري، ولا تصح فإن الراوي عنه عثمان بن عبد الرحمن ممن يضع الحديث. وقد أرسلوا رأسه إلى معاوية لأنه كان من أصحاب حجر بن عدي، وليس لأنه من قتلة عثمان. ولا يثبت أنه من أصحاب الشجرة.
عبد الرحمن بن عديس البلوي: له صحبة، ولم يثبت أنه من أصحاب الشجرة، إنما أتى ذلك الخبر عن ابن لهيعة وهو شيعي شديد الضعف. وخبر كونه من قتلة عثمان إنما جاء من طريق الواقدي. لكن جاء في الإكمال لابن ماكولا (6|150): وقد ذكر الدارقطني: عبد الرحمن بن عديس البلوي وأخاه عبد الله، قال: وعبد الرحمن أحد من سار إلى عثمان بن عفان رضى الله عنه فيمن سار إليه من أهل مصر. أقول: ولا نعلم ثبوت هذا الخبر عن الدراقطني، وعلى فرض ثبوته فيحتاج لمعرفة الإسناد الذي اعتمد عليه الدارقطني، فإن كان الواقدي فهو مردود. ثم ليس كل من ركب إلى عثمان كان يريد قتله، بل كثير منهم من كان يريد عزله فحسب.
عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي: له إدراك وليس له صحبة لصغر سنه، وكان ممن ولاه عثمان، ولم يثبت أنه من قتلته. نعم، شارك في الجمل وصفين وليس كل من شارك في هاتين كان من قتلة عثمان!!!
أما مروان رضي الله عنه فبريء من دم طلحة رضي الله عنه، براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام. وقد سبق تفصيل المرويات بالتفصيل ومناقشتها إسناداً ومتناً: http://www.ibnamin.com/Tarikh/marwan.htm
بارك الله فيك الشيخ محمد الامين
ووفقك الله تعالى لبيان الحق(139/408)
كتب في تواريخ البلدان وحواضر الإسلام وبواديه
ـ[أبو عيسى الإلغي]ــــــــ[07 - 11 - 06, 03:39 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
فقد اعتنى المسلمون بعلم التاريخ لما ورد ذكر أخبار المم الغابرة في القرآن الكريم وذكرهم في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى كون التاريخ فرعا من فروع السيرة الشريفة، وقد ألف المسلمون في تواريخ البلدان واهتم المؤلفون ببيان الأحداث والوقائع في مختلف البقاع حتى إن الكتب في هذا الصنف من التأليف كثيرة جدا، ولعل أبرز فوائدها بيان إسهام كل بقعة من بقاع بلاد الإسلام في خدمة هذه العقيدة المطهرة والشريعة السمحة، لذلك ارتأيت أن نخصص ركنا في منتدى السيرة والتاريخ لحصر ما أمكن من عناوين هذه الكتب وأسماء مؤلفيها وبيان كونها مطبوعة أو مخطوطة وعدد صفحاتها وما امكن من معلومات عنها، وأبدأ بالله التوفيق بذكر كتب المغاربة منها وأهل مكة أدرى بشعابها، والله أعلم وبالله التوفيق:
- "الفنون الستة في أخبار سبتة" للقاضي عياض (ت544هـ) مجهول المصير، ذكره المنوني في المصادر العربية لتاريخ المغرب1/ 30.
- الدخيرة في محاسن اهل الجزيرة، لعلي بن بسام الشنتريني (ت552هـ) مطبوع في 8 أجزاء بتحقيق الدكتور إحسان عباس، حول تاريخ الأندلس.
- التبيان عن الحادثة الكائنة بدولة بني زيري في غرناطة" لعلد الله بن بلقين الصنهاجي (ت بعد 483) مطبوع
- المغرب في أخبار محاسن أهل المغرب، لليسع بن عيسى الجياني البلنسي (ت575) ألفه للسلطان صلاح الدين الأيوبي، ضائع.
-المعجي في تلخيص أخبار المغرب، لعبد الواحد المراكشي (ت625) ألفه ببغداد، مطبوع في جزء بسلا بالمغرب بتحقيق الأستاذ محمد الفاسيسنة 1938 ثم بمصر بتحقيق سعيد العريان ومحمد العربي العلمي سنة 1949.
- تاريخ المن بالإمامة على المستضعفين، لعبد الملك بن محمد الباجي الندلسي المعروف بابن صاحب الصلاة (ت549) يتعلق بعهد الموحدين مطبوع بتحقيق الدكتور عبد الهادي التازي سنة 1965 في 664 صفحة
- بغية الملتمس في تاريخ رجال الأندلس، لأحمد بت يحيى الضبي الأندلسي (ت599) مطبوع بمكتبة المثنى ببغداد مصورا عن طبعة مدريد سنة 1884.
الإكمال والاعلام في صلة الإعلام بمجالس الأعلام من أهل ملقة الكرام، لمحمد بن علي الغساني المالقي (ت636) وابن أخته محمد بن محمد بن خميس، مخطوطة مصورة بالخزانة الحسنية بالرباط.
رقم 26 ضمن جائزة الحسن الثاني للمخطوطات لسنة 1970. كما ذكر المنوني رحمه الله
- المستفاد في مناقب العباد بمدينة فاس وما يليها من البلاد، لمحمد بن قاسم التميمي الفاسي (ت603) مفقود.
- االبيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب، لأحمد بن محمد المراكشي المعروف بابن عذاري (ت بعد 712) مطبوع في 4 أجزاء.
- الأنيس المطرب بروض القرطاس، في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، لابن أبي زرع وحول مؤلف الكتاب نقاش وخلاف، وقد طبع الكتاب بعناية الأستاذ عبد الوهاب بن منصور بالرباط.1973
- المقصد الشريف والمنزع اللطيف في ذكر صلحاء الريف، لعبد الحق بن إسماعيل الخزرجي البادسي (ت722) مخطوط الخزانة العامة بالرباط د810 ود1419، وطبع بالمطبعة الملكية بتحقيق الأستاذ سعيد احمد أعراب رحمه الله.
- الإحاطة في أخبار غرناطة لمحمد بن عبد الله المعروف بابن الخطيب (ت776) طبع في 4 أجزاء بالقاهرة بتحقيق الأستاذ عبد الله عنان.
- بلغة الأمنية ومقصد اللبيب فيمن كان في الدولة المرينية من مدرس وأستاذ وطبيب، مجهول المؤلف، ألف سنة 820هـ، نشر بمجلة تطوان عدد9 سنة 1964 في 20 صفحة بتحقيق الأستاذ محمد بن تاويت التطواني.
- جنى زهرة الآس في بناء مدينة فاس، لعلي الجزنائي (ت بعد 766) مطبوع بتحقيق الأستاذ عبد الوهاب بن منصور بالمطبعة الملكية سنة 1387/ 1967 في 151 صفحة.
- اخبار الاختصار عما كان بثغر سبتة من سنى الآثار، لمحمد بن قاسم الأنصاري السبتي انتهى منه سنة 825، مطبوع بعناية المستشرق الفرنسي ليفي بروفنسال سنة 1940.
وللموضوع بقية
وعلى المحبة
والسلام
-
ـ[أبو عيسى الإلغي]ــــــــ[12 - 11 - 06, 03:12 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
عود إلى هذا الموضوع أسأل الله تعالى أن ينفع به:
واول ما نبدأ به تصحيح عنوان الكتاب الأخير كما يلي:
- اختصار الأخبار عما كان بثغر سبتة من سنى الآثار، لمحمد بن قاسم الأنصاري السبتي انتهى منه سنة 825، مطبوع بعناية المستشرق الفرنسي ليفي بروفنسال سنة 1940.
- الروض الهتون في أخبار مكناسة الزيتون، لمحمد بن احمد بن غازي المكناسي (ت919) طبع بالمطبعة الملكية بالرباط سنة 1384/ 1964 في 74 ص بإشراف عبد الوهاب بن منصور.
- جذوة الاقتباس في ذكر من حل من الأعلام مدينة فاس، لأحمد بن محمد ابن القاضي، طبعت بدار المنصور بالرباط في جزأين سنة 1974 بتحقيق الأستاذ عبد الوهاب بن منصور.
- نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين ابن الخطيب، لأحمد بن محمد المقري، (1041) طبع في 8 أجزاء بتحقيق الأستاذ إحسان عباس سنة 1388/ 1968.
- تأليف في التعريف ببعض رجال دكالة والدار البيضاء ومراكش وغيرها، لأبي العباس أحمد بن سليمان الأندلسي، مخطوطة خزانة القرويين رقم 641.
الروض العاطر الأنفاس في أخبار الصالحين من أهل فاس، لمحمد بن محمد بن عيشون الفاسي (ت1109) مخطوط خزانة عامة، د525 ود1246، ود1419 وك2401
- التنبيه على من لم يقع بع من فضلاء فاس التنويه، للمؤلف نفسه، مخطوط خزانة عامة د 1246و2409.
- الإحياء والانتعاش في تراجم سادات زاوية أيت عياش، لعبد الله بن عمر العياشي (ت1169) مخطوط الزاوية الحمزية، منها مصورة بالخزانة العامة د1433.
- الدرر المرصعة بأخبار أعيان درعة، لمحمد المكي الناصري (بعد 1170) حققه الأستاذ محمد الحبيب نوحي الأستاذ بكلية الآداب بأكادير، مرقون بخزانة الكلية وبكلية الآداب بالرباط.
- طليعة الدعة في تاريخ وادي درعة، له كذلك مخطوط الخزانة العامة: د3785 ود3786
- الأنيس المطرب فيمن لقيته من أدباء المغرب، لمحمد بن الطيب العلمي الفاسي (ت1134) المطبعة الحجرية عام 1315 في 360 ص.
وللموضوع بقية
وعلى المحبة
والسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/409)
ـ[محمد ابن ابى عامر]ــــــــ[14 - 11 - 06, 09:58 م]ـ
شكر الله لك أخى الفاضل
ـ[أبو عيسى الإلغي]ــــــــ[15 - 11 - 06, 12:12 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
جزى الله المشرف الكريم على تثبيت الموضوع، والدعوة إلى كافة الإخوة للإسهام في الموضوع لجمع فهرسة جامعة بمؤلفات المسلمين حول بلدانهم، ولعل من المناسب أن أذكر سبب وضع هذا الموضوع، ذلك أني كنت مسافر في الأيام الأولى من رمضان إلى الرباط لقضاء غرض، وعندما رجعت كان رفاقي في سيارة الأجرة طائفة من شباب الإسلام من غينيا كوناكري وهي بلاد تقع وسط غرب إفريقيا، فتحدث معهم فذكروا أنهم جاؤوا إلى المغرب للدراسة في المدارس القرآنية بسوس منذ 3 سنوات وصرت أسألهم عن علماء بلادهم ومشاهير المسلمين فيها، فذكروا بعضهم من علماء السنة، ثم سألتهم عن الكتب المؤلفة في تراجم علمائهم وبلادهم فلم يعرفوا منا شيئا وإن ذكر احدهم أنها موجودة، فتمنيت لو كان هناك فهرس جامع لكتب تاريخ بلا الإسلام وأعلامها يرجع إليه الباحث، ثم دخلت إلى الملتقى وفتحت هذا الموضوع تيمنا بافتتاح منتدى السيرة والتاريخ، لعله يكون واسطة لتحقيق بعض هذا الرجاء، فلو أن كل أهل بلد قيدوا المتاح من تاريخ بلادهم مخطوطا او مطبوعا لتجمع لنا ما لم يجمعه من قبل كتاب ولا ديوان .. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
وعلى المحبة
والسلام
ـ[أبو معطي]ــــــــ[18 - 11 - 06, 01:26 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا أبو عيسى على هذا الموضوع الرائع
وجزى الله المشرف خيراً على التثبيت
هناك أيضاً: معجم البلدان لياقوت الحموي
صفة جزيرة العرب للهمداني
معجم مااستعجم للبكري
صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار لمحمد بن بليهد
وجزاكم الله خيراً
ـ[احمد محمود محمد]ــــــــ[20 - 11 - 06, 02:04 ص]ـ
شكر الله لك أخى الفاضل
جزاك الله خير
هل يمكنك وضع روابط لهذه الكتب القيمة
فالكثير منا بحاجة إلى كتب التاريخ هذه
وليس كلنا يقدر على شراؤها
وأيضا الكثير لا يعرف كيف الوصول إليها على النت
بارك الله فيك
ـ[أبو عيسى الإلغي]ــــــــ[21 - 11 - 06, 02:45 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وبه نستعين
تتمة سرد كتب البلدان المتعلقة بالمغرب:
- رسالة في تاريخ سجلماسة، لمحمد الهاشمي العلوي المدغري، وهو مخطوط الخزانة الملكية رقم:11997.
- فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور، للطالب محمد بن أبي بكر الصديق البرتلّي (ت1219) مطبوع في بيروت سنة 1401 بتحقيق محمد إبراهيم الكتاني ومحمد حجي.
- الحلل السندسية في شأن وهران والجزيرة الأندلسية، منظومة، لمحمد بن احمد بن عبد القادر الجليلي الجزائري (ت1239)، مضمنة في شرحها التالي والمسمى:
- الخبر المعرب عن المر المغرب، الحال بالأندلس وثغور المغرب، مخطوط: الخزانة العامة: 2/ 2263 ك، 2273ك، المكتبة العامة بتطوان 559.
- إنفاق الميسور في تاريخ بلاد التكرور، للأمير محمد بيلو بن عثمان السوداني الفولاني المعروف بابن فوديو (ت1242 - 1243؟) طبع بلندن سنة 1951.
- الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى، لأحمد بن خالد الناصري (ت1315) نشر اولا بالقاهرة في 4 أجزاء سنة 1312 ثم بالدار البيضاء في 9 أجزاء سنة 1374 ثم أعيد طبعه من قبل وزارة الثقافة المغربية بزيادة فهرس عامة من إنجاز أستاذنا الدكتور محمد المغراوي حفظه الله.
- اللسان المعرب عن تهافت الأجنبي حول المغرب، لمحمد بن امحمد الغريسي السليماني (ت1344) مطبوع بالرباط سنة 1391 ومخطوطات أتم من المطبوع: الخازنة الملكية: 297 والخزانة العامة، شريط 1836 و2265.
- المناظر الجمالية في تاريخ إفريقية الشمالية، لمحمد بن الحسن الحجوي (ت1376) مخطوط الخزانة العامة: ح110 وعلى الشريط 921.
- مقدمة الفتح من تاريخ رباط الفتح، لمحمد بن المصطفى بوجندار (ت1345) مطبوع بالرباط سنة 1345.
-التعريف بالحضرة المراكشيةن وبمن وقفت عليه من الولياء والعلماء الأجلة، للحسن بن محمد الغسال الطنجي (ت1358) مخطوط الخزانة العامة: د 1496.
- إيضاح البرهان والحجة في تفضيل ثغر طنجة، للمؤلف نفسه، مخطوط الخزانة العامة: د1842.
- باكورة الزبدة من تاريخ آسفي وعبدة، لأحمد بن محمد السلوي الصبيحي (ت1363) مخطوط: الخزانة العامة د 1503 بخط المؤلف، وص 434 كذلك الخزانة الملكية 2423.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/410)
- إتحاف أشرف الملا ببعض أخبار الرباط وسلا، لمحمد بن علي الدكالي (ت1364) منظومة في 3000 بيت مخطوطة: الخزانة العامة د11،د383،ك 2391، الخزانة الملكية 227،1/ 12109.
- الغصن الهصور لمدينة المنصور، لمحمد بن عبد السلام بن السائح (ت1367) مخطوط خزانة علال الفاسي بالرباط.
- لسان القسطاس من تاريخ مدينة فاس للمؤلف نفسه، مخطوط أسرة المؤلف.
- المعرب عن مشاهير مدن المغرب، لمحمد بن محمد المسفيوي المراكشي المشهور بابن المؤقت (ت1369) منشور ضمن كتابه مجموعة اليواقيت العصرية بالقاهرة 1349.
- التعريف بالبلدة التنانية، لأحمد بن الحاج علي الكاشطي، (ت1374) منه نسخ كخطوطة واخرى مرقونة لدى أسباط المؤلف.
- موجز تاريخ شفشاون، للصادق بن المختار الحسني العلمي (ت1376) منشور بتطوان سنة 1407.
- شالة وآثارها، لمحمد بوجندار طبع بالرباط سنة 1340.
- بغية الأنفاس بمحاسن فاس، لعلي بن الطيب الشرقي (ت1358) مخطوط الخزانة العامة ح119، شريط 929.
- الدرة اليتيمة في وصف شالة الحديثة والقديمة، لمحمد بن علي الدكالي، مخطوط الخزانة العامة ك5/ 1249، شريط 41.
- تعطير البساط بذكر تراجم قضاة الرباط، لمحمد بوجندار، منشور بالرباط.
- الاغتباط بتراجم أعلام الرباط، للمؤلف نفسه، نشرا مصورا عن نسخة المؤلف الخطية بالرباط سنة 1407 في جزئين.
- سلوة الأنفاس ومحادثة الكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس، لمحمد بن جعفر الحسني (ت1345) نشرت على الحجر بفاس سنة 1316 ثم أعيد طبعها محققة بعناية حمزة الكتاني وأنجز فهرس عام لها بعناية أحمد السعيدي وجعفر بن الحاج السلمي.
- مجالس الانبساط بتراجم علماء وصلحاء الرباط، لمحمد بن علي دنية (ت1358) طبع بالرباط سنة 1406 في جزئين.
- الإتحاف الوجيز باخبار العدوتين لمولانا عبد العزيز، لمحمد بن علي الدكالي، منشور بسلا بتحقيق الأستاذ مصطفى بوشعراء.
- إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس، لعبد الرحمان بن زيدان العلوي (ت1365) طبع أولا بالرباط سنة 1347 ثم مرة ثانية قبل عقد من الزمن.
- السعادة الأبدية في التعريف بمشاهير الحضرة المراكشية، لابن المؤقت، طبع على الحجر ثم نشر بالدار البيضاء سنة 1342 ثم طبع مرارا.
- عمدة الراوين في تاريخ تطاوين (تطوان)، لأحمد بن محمد الرهوني التطواني (ت1373) في 10 أجزاء طبع منها 6 اجزاء بتحقيق جعفر ابن الحاج السلمي بتطوان.
- خلاصة عمدةالراوين في تاريخ تطاوين، للمؤلف نفسه، مخطوط الخزانة العامة: ص385 مصورة من تطوان.
- الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام، للعباس بن محمد السملالي المراكشي (ت1378) طبع في عشرة اجزاء بالمطبعة الملكية بالرباط سنة 1394/ 1403 ثم نشر فهرس عام له أنجزه الأستاذ حسن جلاب.
- روضة الأفنان في تراجم الأعيان وأخبار العين وما فيها من عجائب البنيان، لمحمد بن احمد أرفاك الإكراري (ت1358) منشورة بكلية الآداب بأكادير بتحقيق المرحوم بحول الله حمدي انوش سنة 1417.
- تحلية الطروس في ذكر رجالات سوس، لعلي بن الحبيب السكراتي السوسي (ت1379) مخطوط كان بحوزة العلامة محمد المختار السوسي.
- رياض البهجة في اخبار طنجة، لمحمد بن محمد سكيرج (ت1385) مرقون في 3 أجزاء ومخطوط الخزانة العامة شريط 1452.
- رسالة في علماء سجلماسة، لمحمد الهاشمي بن الغالي السجلماسي العلوي، مخطوط الخزانة الملكية: 3034.
- الوسيط في تراجم أدباء شنقيط، لأحمد بن الأمين العلوي الشنكيطي (ت1331) طبع مرات بمصر.
وهنا يقف النقر على لوحة المفاتيح، وللموضوع صلة إن شاء الله تعالى
وعلى المحبة
والسلام
ـ[أبو العباس السوسي]ــــــــ[22 - 11 - 06, 03:17 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا أبا عيسى وأثابكعلى صنيعك هذا خير الثواب.
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[19 - 12 - 06, 11:42 ص]ـ
جزاكم الله خيرا لو وجد من هذه الكتب ما هو إلكترونيًا أرسله أو رابطه وبارك الله فيكم(139/411)
بعض ملحوظاتي على كتاب (العواصم) لابن العربي المالكي رحمه الله
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[08 - 11 - 06, 12:26 ص]ـ
هذه مشاركة قديمة لأحد الإخوة الفضلاء ذكرتها للفائدة باقتباس
قال الشيخ الفاضل عبدالله الشنقيطي:
كتاب أبو بكر بن العربي كتاب جم الفائدة، مزيف لكثير من الهراء الذي افترته الرافضة على الصحابة، وبني أمية بالبرهان الناصع والحجة الدامغة، وهو كتاب يخرج مع كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية الذي احتفى به الكاتب من مشكاة واحدة، والكاتب لم يتعرض لفكرة الكتاب، وهذا جور في الحكم فكان ينبغي أن يبين فكرة الكتاب وهي دفع سهام التنقص عن الصحابة.
ولم نر في كتاب أبي بكر تأولا لأحد من الصحابة وغيرهم إلا ما أجمع عليه أهل السنة من التأول لأهل الجمل وصفين من الصحابة، وهو تأويل لم ينفرد به أبو بكر، بل يشاركه فيه جميع أهل العلم بمن فيهم شيخ الإسلام ابن تيمية الذي يمدح الكاتب منهج تناوله لقضية ما جرى بين الصحابة.
وأما القضيا الأخرى فهو قد أنكرها، وفرق كبير بين التأويل والإنكار، ولذلك لم يأت المؤلف بنص واحد لابن العربي تأول فيه لأحد ممن ذكر، وإنما أتى بإنكار لبعض القضايا التي يرى المؤلف أنه جانب الصواب في إنكارها.
قال أبو حاتم الشريف:
وأما كتاب ابن العربي المالكي الأندلسي (العواصم من القواصم) \
ففي الحقيقة لدي انتقادات عليه مع التسليم بأنه فيه الكثير من الفوائد العلمية
لكنه جانب الصواب في أكثر من مسألة وربما أذكر هذه الانتقادات قريباً
قال ابن العربي:
وما خرج اليه احد الا بتأويل ولا قاتلوه الا بما سمعوا من جده المهيمن على الرسل المخبر بفسادالحال المحذر عن الدخول في الفتن وأقواله في ذلك كثيرة منها ما روى مسلم عن زياد بن علاقة عن عرفجة بن شريح قوله صلى الله عليه وسلم إنه ستكون هنات وهنات فمن أراد ان يفرق أمر هذه الامة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان فما خرج الناس الا بهذا وأمثاله ولو ان عظيمها وابن عظيمها وشريفها وابن شريفها الحسين يسعه بيته او ضيعته او ابله ولو جاء الخلق يطلبونه ليقوم بالحق وفي جملتهم ابن عباس وابن عمر لم يلتفت اليهم وحضره ما أنذر به النبي صلى الله عليه وسلم وما قال في أخيه ورأى انها قد خرجت عن اخيه ومعه جيوش الارض وكبار الخلق يطلبونه فكيف ترجع اليه بأوباش الكوفة وكبار الصحابة ينهونه وينأون عنه و ما أدرى في هذا الا التسليم لقضاء الله والحزن على ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بقية الدهر ولولا معرفة اشياخ الصحابة وأعيان الامة بأنه أمر صرفه الل عن أهل البيت وحال من الفتنة لا ينبغي لاحد ان يدخلها ما أسلموه ابدا
وما خرج إليه (الحسين) إلا بتأويل ولا قاتلوه (الحسين) إلا بما سمعوا من جده المهيمن على الرسل!!!
قلت: وقد رد العلماء على هذا الكلام السخيف والذي لاينبغي أن يقال في سيد شباب أهل الجنة حب رسول وريحانته والكثير من المتأخرين تابعوا ابن العربي المالكي في هذا الكلام
وهذا أمر عجيب من أجل الدفاع عن يزيد بن معاوية الناصبي البغيض (كما وصفه الذهبي وابن كثير
وغيرهما) يطعنون في ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال شيخ الإسلام:والحسين رضي الله عنه قتل مظلوما شهيدا،وقتلَته ظالمون متعدون،وإن كان بعض الناس يقول: إنه قتل بحق،ويحتج بقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من جاءكم وأمركم على رجل واحد؛يريد أن يفرق بين جماعتكم: فاضربوا عنقه بالسيف كائنا من كان " رواه مسلم،فزعم هؤلاء أن الحسين أتى الأمة وهم مجتمعون؛فأراد أن يفرق الأمة،فوجب قتله،وهذا بخلاف من يتخلف عن بيعة الإمام،ولم يخرج عليه،فإنه لايجب قتله،كما لم يقتل الصحابة سعد بن عبادة مع تخلفه عن بيعة أبي بكر وعمر،وهذا كذب وجهل؛فإن الحسين رضي الله عنه لم يقتل حتى أقام الحجة على من قتله،وطلب أن يذهب إلى يزيد،أو يرجع إلى المدينة،أو يذهب إلى الثغر،وهذا لو طلبه آحاد الناس لوجب إجابته،فكيف لايجب إجابة الحسين رضي الله عنه إلى ذلك،وهو يطلب الكف والإمساك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/412)
وأما أصل مجيئه فإنما كان لأن قوما من أهل العراق من الشيعة كتبوا إليه كتبا كثيرة يشتكون فيها من تغير الشريعة،وظهور الظلم،وطلبوا منه أن يقدم؛ليبايعوه ويعاونوه على إقامة الشرع والعدل،وأشار عليه أهل الدين والعلم،كابن عباس،وابن عمر،وأبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام بأن لايذهب إليهم،وذكروا له أن هؤلاء يغرُّونه،وأنهم لايوفون بقولهم،ولايقدر على مطلوبه،وأن أباه كان أعظم حرمة منه وأتْباعا؛ولم يتمكن من مراده،فظن الحسين أنه يبلغ مراده،فأرسل ابن عمه: مسلم بن عقيل،فآووه أولا،ثم قتلوه ثانيا،فلما بلغ الحسين ذلك طلب الرجوع،فأدركته السرية الظالمة،فلم تمكنه من طاعة الله ورسوله،لا من ذهابه إلى يزيد،ولا من رجوعه إلى بلده،ولا إلى الثغر،وكان يزيد – لو يجتمع بالحسين – مِن أحرص الناس على إكرامه،وتعظيمه،ورعاية حقه،ولم يكن في المسلمين عنده أجلُّ من الحسين،فلما قتله أولئك الظلمة حملوا رأسه إلى قدّام عبيدالله بن زياد،فنكت بالقضيب على ثناياه،وكان في المجلس: أنس بن مالك،فقال: (إنك تنكت بالقضيب حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبّل)،هكذا ثبت في الصحيح،وفي المسند: أن أبا برزة الأسلمي كان – أيضا – شاهدا،فهذا كان بالعراق عند ابن زياد.
قال ابن خلدون:
قال ابن خلدون:
وقد غلط القاضي أبو بكر بن العربي المالكي في هذا فقال في كتابه الذي سماه بالعواصم والقواصم ما معناه إن الحسين قتل بشرع جده وهو غلط حملته عليه الغفلة عن اشتراط الإمام العادل ومن أعدل من الحسين في زمانه في إمامته وعدالته في قتال أهل الآراء؟!
قال السخاوي:
قال ابن حجر:وقد كان شيخنا الحافظ أبو الحسن يعني الهيثمي يبالغ في الغض منه (يعني ابن
خلدون) فلما سألته عن سبب ذلك ذكر لي أنه بلغه أنه ذكر الحسين بن علي رضي الله عنهما في تاريخه فقال قتل بسيف جده
ولما نطق شيخنا بهذه اللفظة أردفها بلعن ابن خلدون وسبه وهو يبكي قال شيخنا في رفع الأصر ولم توجد هذه الكلمة في التاريخ الموجود الآن وكأنه كان ذكرها في النسخة التي رجع عنها
قال أبو حاتم الشريف:
وفي الحقيقة أنا لا أُحب الخوض فيما جرى بين الصحابة الأجلاء وربما يظن بعض الناس أن هذا هو ديدني!! وأنا أقول هذا خلاف الواقع وأنا أتضايق عندما أتطرق لهذه الأمور بغض النظر عن المصيب والمخطئ ولكن أحيانا اضطر للرد على بعض الإخوة الذين لديهم بعض الأفكار المغلوطة
وكتاب ابن العربي المالكي هو عمدة كثير من المتأخرين وما قاله ابن العربي هو الصحيح وما خالفه غير صحيح وفيه دخن!!
والكثير من الإخوة من طلاب العلم مصدرهم واحد وليس عندهم تنوع في المصادر
وأقول أ خيراً ً أنا لا أحمل في نفسي تجاه إي أحد من الإخوة الكرام ممن يكتب في هذا المنتدى والكل مجتهد ويتوخى الحق
والحق أحق أن يتبع
اقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة أبوحاتم الشريف
وهذا أمر عجيب من أجل الدفاع عن يزيد بن معاوية الناصبي البغيض (كما وصفه الذهبي وابن كثير وغيرهما) يطعنون في ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولكنك أيضاً أخي نَقَلتَ عن ابن تيمية أنه قال: ((وكان يزيد – لو يجتمع بالحسين – مِن أحرص الناس على إكرامه،وتعظيمه،ورعاية حقه،ولم يكن في المسلمين عنده أجلُّ من الحسين)). أ. هـ.
عبد
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى عبد
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى عبد
البحث عن كافة المشاركات بواسطة عبد
إضافة عبد إلى قائمة الأصدقاء
ومن أين عرفنا أن يزيد كان حريصا على إكرام ريحانة رسول الله؟ 1
لو كان حريصا على إكرامه لما سمح بقتله وجز رأسه والتمثيل به والعبث برأسه!!
والقول بأن يزيد لم يكن يعلم بما جرى فأنا أظن أن هذا قول غير صحيح فهذه حرب ويزيد ليس مغفلاً وساذجاً يتصرف عبيدالله بن زياد بما شاء وكيف شاء
ومعلوم مذهب أهل الشام فكل من خالف الحاكم ولو بأمر يسير فالقتل جزاؤه
لو كان حريصا على إكرامه لعزل عبيدالله بن زياد وكل من شارك في قتل ابن رسول الله ولحاسبهم
وهذا أقل شيء يصنع بعبيدالله بن زياد وأعوانه أما أن يتركه من غير محاسبة فهذا يدل على أن يزيد بن معاوية شريك لعبيدالله بن زياد في قتل ريحانة رسول الله وراضٍ عما فعله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/413)
وهذا عمر يعزل الولاة لمجرد أن قيل في أحدهم شيئا يسيرا ولو كان غير صحيح فما بالك بأمر عظيم وشنيع مثل هذا
سئل الإمام أحمد بن حنبل: عن عمر بن سعد بن أبي وقاص قال: لا ينبغي أن يحدِّث عنه، قلت: مَن هو؟، قال: أخو عامر بن سعد وأخو مصعب بن سعد،
قلت: لِمَ، قال: لأنه صاحب الجيوش وصاحب الدماء ().
قال ابن عبد البر (): ((إنما نسب قتل الحسين إلى عمر بن سعد لأنه كان الأمير على الخيل التي أخرجها عبيد الله بن زياد إلى قتال الحسين، ووعدَه أن يوليَه الري إن ظفر بالحسين وقتله؛ وكان في تلك الخيل والله أعلم قوم من مضر واليمن)).
قال ابن كثير: ((فكلُّ مسلم ينبغي له أن يحزنه هذا الذي وقع من قتله ـ رضي الله عنه ـ؛ فإنه من سادات المسلمين وعلماء الصحابة، وابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي أفضلُ بناته، وقد كان عابدًا، شجاعًا، سخيًّا؛ ولكن لا يحسن ما يفعله الشيعة من إظهار الجزع والحزن الذي لعل أكثره تصنّع ورياء)) ().
وقال أحمد بن حنبل: ((يزيد بن معاوية فعل بالمدينة ما فعل))، قلت - يعني الراوي -: وما فعل؟، قال: قتل بالمدينة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفعل، وما فعل، قال: نهبها، قلت: فيذكر عنه الحديث؟، قال: لا يذكر عنه الحديث، ولا ينبغي لأحد أن يكتب عنه حديثًا)) ().
وعن أبي بكر بن عياش عن أبي إسحاق السبيعي قال: كان شمر بن ذي الجوشن الضبابي يصلِّي معنا الفجر، ثم يقعد حتى يصبح، ثم يصلِّي، ثم يقول: اللهم إنك شريف تحب الشرف، وإن لتعلم أني شريف فاغفر لي، قال: قلت: كيف يغفرُ الله لك وقد خرجت إلى ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعنتَ على قتله؟!،
قال: ويحك فكيف نصنعُ؟، إن إمراؤنا هؤلاء أمرونا بأمرٍ فلم نخالفهم ولو خالفناهم كنا شرًّا من هذه الحمر السقاءات)) ().
قال الذهبي: ((إن هذا لعذر قبيح؛ فإنما الطاعة في المعروف)).
وقال: ((ليس بأهلٍ للرواية فإنه أحد قتلة الحسين ـ رضي الله عنه ـ، وقد قتله أعوان المختار)) ().
والله المستعان
وللحديث بقية
قال ابن كثير رحمه الله:
قلت الناس في يزيد بن معاوية أقسام فمنهم من يحبه ويتولاه وهم طائفة من أهل الشام من النواصب
وأما الروافض فيشنعون عليه ويفترون عليه أشياء كثيرة ليست فيه ويتهمه كثير منهم بالزندقة ولم يكن كذلك
وطائفة أخرى لا يحبونه ولا يسبونه لما يعلمون من أنه لم يكن زنديقا كما تقوله الرافضة ولما وقع في زمانه من الحوادث الفظيعة والأمور المستنكرة البشعة الشنيعة فمن أنكرها قتل الحسين بن علي بكربلاء
ولكن لم يكن ذلك من علم منه ولعله لم يرض به ولم يسؤه وذلك من الأمور المنكرة جدا ووقعة الحرة كانت من الأمور القبيحة بالمدينة النبوية
وللحديث بقية
من أخطاء ابن العربي المالكي في كتابه العواصم تضعيفه لأثر عائشة رضي الله عنها
قال رحمه الله:
وأما الذي ذكرتم من الشهادة على ماء الحواب فقد بؤتم في ذكرها باعظم حوب ما كان قط شيء مما ذكرتم ولا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك الحديث ولا جرى ذلك الكلام ولا شهد احد
بشهادتهم وقد كتبت شهاداتكم بهذا الباطل وسوف تسألون
قال الشيخ عبدالله:وإنكار أبو بكر لكلاب الحوأب ليس فيه تأول الأحد بحق ولا باطل، فهو خارج عن موضع النقاش.
ثم هو لم ينفرد بإنكاره، فقد أنكره إمام أهل الحديث في زمانه يحي بن سعيد القطان، وطعن به في راويه قيس ابن حازم.
قال الذهبي:
" قيس بن أبي حازم أبو عبد الله البجلي تابعي كبير فاتته الصحبة بليال سمع أبا بكر وعمر وعنه بيان بن بشر وإسماعيل بن أبي خالد وخلق وثقوه وقال بن المديني عن يحيى بن سعيد منكر الحديث ثم ذكر له حديث كلاب الحوأب مات 98 ع "
الكاشف ج 2 ص 138
قال أبو حاتم: وحديث كلاب الحوأب من أصح الأحاديث وأحسنها وأجودها ولا يطعن فيه طاعن
وهو على شرط البخاري ومسلم وقد أخرج الحديث:أحمد في المسند ووغيره بهذا الإسناد
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن عائشة قالت لما أتت على الحوأب سمعت نباح الكلاب فقالت ما أظنني إلا راجعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب فقال لها الزبير ترجعين عسى الله عز وجل أن يصلح بك بين الناس 24812
مسند الإمام أحمد 6/ 97
وأخرجه أيضاً إسحاق عن جرير وأبو يعلى وابن حبان والحاكم وغيرهم وله شاهد من حديث ابن طاوس عن أبيه مرسلا يرويه عبد الرزاق وغيره
وقد جاوز قيس بن أبي حازم القنطرة ومن تكلم فيه فقد آذى نفسه وحديث محتج به في دوواين الإسلام وله في الصحيح أكثر من أربعين جديثاً فتضعيف ابن العربي في غير محله ولم يذكر وجهة نظر حديثية وجيهة وتبرير الأخ الشنقيطي غير صحيح وعليه أن ينتقد ابن العربي بدلاً من الدفاع عنه \
ومن يطعن في هذا الإسناد كمن يطعن في حديث مالك عن نافع عن ابن عمر
أو حماد عن أيوب عن ابن سيرين أو سفيان عن منصور عن النخعي
قال ابن حجر: ومراد القطان بالمنكر الفرد المطلق وقال الذهبي: اجمعوا على ا الاحتجاج به ومن تكلم فيه فقد آذى نفسه كذا قال
ولا ننكر فائدة كتاب العواصم ففيه فوائد كثيرة معروفة للقاصي والداني والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/414)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 11 - 06, 07:48 ص]ـ
1 - الحسين رضي الله عنه لم يخرج على يزيد رحمه الله، وإنما أراد الاعتصام بأهل الكوفة ليمتنع عن بيعة يزيد
2 - قول الأخ "لو كان حريصا على إكرامه لعزل عبيدالله بن زياد" بعيد. ويمكن أن يقال كذلك "لو كان علياً حريصاً على إكرام عثمان لما اتخذ من قتلته قادة لجنده".
3 - قيس ابن حازم لم يسمع من أمنا عائشة، ويحيى القطان أعلم من أخينا أبي حاتم، والله أعلم.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[09 - 11 - 06, 01:35 م]ـ
الحمد لله
قول:
1 - الحسين رضي الله عنه لم يخرج على يزيد رحمه الله، وإنما أراد الاعتصام بأهل الكوفة ليمتنع عن بيعة يزيد
هذا قول لادليل على صحته
وقول:
2 - قول الأخ "لو كان حريصا على إكرامه لعزل عبيدالله بن زياد" بعيد. ويمكن أن يقال كذلك "لو كان علياً حريصاً على إكرام عثمان لما اتخذ من قتلته قادة لجنده".
فيه مغالطات كثيرة منها
أن قاتل الحسين 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - والآمر بقتله متعين، في حين أن قاتل عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لم يتعين ...
أما القول:"إن علياً1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - اتخذ من قتلة عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قادة لجنده "
فإن كان يعني محمد بن أبي أبكر الصديق ومالك بن الأشتر، فعليه أن يثبت صحة ذلك!
وكذلك القول:"إن علياً1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - اتخذ من قتلة عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قادة لجنده "
فهذا القول صاحبه بين ضلالتين
فإما
* أن علياً كان يعلم قتلة عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وعينهم قادة لجنده، لأنهم كانوا يرون أن عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فعل ما يستحق القتل، وهذا إتهام لعثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وهذا قول الخوارج عليهم من الله ما يستحقون.
* أن علياً كان يعلم قتلة عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وأكرمهم وعينهم قادة لجنده، وهذا إتهام لعليّ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بالخيانة
وأنه تواطىء على قتل عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وهذا من قول النواصب أبعدهم الله.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[09 - 11 - 06, 01:41 م]ـ
الحمد لله
قول:
1 - الحسين رضي الله عنه لم يخرج على يزيد رحمه الله، وإنما أراد الاعتصام بأهل الكوفة ليمتنع عن بيعة يزيد
هذا قول لادليل على صحته
وقول:
2 - قول الأخ "لو كان حريصا على إكرامه لعزل عبيدالله بن زياد" بعيد. ويمكن أن يقال كذلك "لو كان علياً حريصاً على إكرام عثمان لما اتخذ من قتلته قادة لجنده".
فيه مغالطات كثيرة منها
أن قاتل الحسين 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - والآمر بقتله متعين، في حين أن قاتل عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لم يتعين ...
أما القول:"إن علياً1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - اتخذ من قتلة عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قادة لجنده "
فإن كان يعني محمد بن أبي أبكر الصديق ومالك بن الأشتر، فعليه أن يثبت صحة ذلك!
وكذلك القول:"إن علياً1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - اتخذ من قتلة عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قادة لجنده "
فهذا القول صاحبه بين ضلالتين
فإما
* أن علياً كان يعلم قتلة عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وعينهم قادة لجنده، لأنهم كانوا يرون أن عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فعل ما يستحق القتل، وهذا إتهام لعثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وهذا قول الخوارج عليهم من الله ما يستحقون.
*أو أن علياً كان يعلم قتلة عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وأكرمهم وعينهم قادة لجنده، وهذا إتهام لعليّ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بالخيانة
وأنه تواطىء على قتل عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وهذا من قول النواصب أبعدهم الله.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[09 - 11 - 06, 02:16 م]ـ
هذه مشاركة قديمة لأحد الإخوة الفضلاء ذكرتها للفائدة باقتباس
بارك الله فيكم ونفع بكم ..
الموضوع يحتاج إلى تمييز في الأقوال
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[09 - 11 - 06, 07:13 م]ـ
أحسنت أخي صلاح الشريف على ماذكرته
وفي الحقيقة رأيت لابن العربي المالكي كلاما مغايراً لما ذكره في العواصم
قال ابن العربي
(وأن لاننازع الأمر أهله)
فإن لم يكن أهلا للأمر فهل ينازع ويخرج عليه؟
اختلف الناس في ذلك فمنهم قال يخرج عليه لأن الذي لزمت فيه العهدة وانعقدت عليه البيعة أن لاننازع الأمر أهله فأما أن يترك بيد من ليس له بأهل يظلم ويجور ويعبث فلا وبهذا التأويل خرج الفاضلان الحسين بن علي وعبدالله بن الزبير على يزيد وخرج القراء على الحجاج ورأى بعضهم الصبر عليه والسكون تحت قضاء الله فيه كما قال عبدالله بن عمر إن كان خيرا رضينا، وإن كان بلاء صبرنا0000 الخ
عارضة الأحوذي
قلت هذا الكلام من المالكي أقل شدة وأخف حدة من الكلام السابق فلعله تراجع رحمه الله
قال الأمين
3 - قيس ابن حازم لم يسمع من أمنا عائشة، ويحيى القطان أعلم من أخينا أبي حاتم، والله أعلم
قلت: قيس بن أبي حازم من المخضرمين وسمع من العشرة خلا ابن عوف
فما المانع من أن يسمع من السيدة عائشة خاصة وأنه عثماني رحمه الله؟
وقد روى عنها أكثر من حديث
وقيس سمع من الزبير وطلحة بن عبيدالله وهو راوي مقتل طلحة على يد مروان بن الحكم وهذا كافي
كما سبق أن بحثناه على هذا الرابط
وهناك كلام لأحد الإخوة الكرام حول سماع قيس بن أبي حازم حبذا لو أسعفنا أحد الإخوة بالرابط
ثم من قال بأن قيس لم يسمع من السيدة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؟
وهناك أمور أخرى سوف نأأأأتي عليها قريباً إن شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/415)
ـ[ابن تميم السلفي]ــــــــ[10 - 11 - 06, 07:01 ص]ـ
أبا حاتم بن الشريف
السلام عليكم
بارك الله فيكم على تذكيرنا بهذه المعلومات القيمة ..
زادنا الله وإياكم علما وفقها ...
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[12 - 11 - 06, 10:37 ص]ـ
ابن تميم السلفي
أبا حاتم بن الشريف
السلام عليكم
بارك الله فيكم على تذكيرنا بهذه المعلومات القيمة ..
زادنا الله وإياكم علما وفقها ...
محمد الأمين
قيس ابن حازم لم يسمع من أمنا عائشة،
ليت الأمين يذكر لنا من نص على هذا من المحدثين؟
هذا جزء مما دار من حوار بيني وبين الأمين هداه الله حول مروان بن الحكم
[ quote] في الحقيقة الكلام حول مروان يطول ومع تسليمنا أنه ليس صحابيا على الراجح وتكلم على مروان جماعة من أهل السنة
قال مهنا سألت أحمد عن طلحة بن عبيد الله من قتله؟ قال: يقولون: مروان قلت كيف: قال إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: نظر مروان إلى طلحة بن عبيد الله يوم الجمل فقال: لاأطلب بثأري بعد اليوم قال: فرمى بسهم فقتله!! قلت من يقول هذا؟
فقال: وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد قلت: حدثوني عن عمرو بن مرزوق عن عمران القطان عن قتادة عن الجارود فقال: لاأطلب بثأري بعد اليوم فرماه بسهم فقتله فقال: ما أدري!!
وعن قرة بن خالد عن ابن سيرين أن مروان اعترف بقتل طلحة!
السنة للخلال (518)
قلت: علما بأن طلحة بن عبيد الله كان أصحاب الجمل وكذلك مروان بن الحكم.
وعاب الإسماعيلي على البخاري تخريج حديثه وعد من موبقاته أنه رمى طلحة أحد العشرة يوم الجمل وهما جميعا مع عائشة فقتل ثم وثب على الخلافة بالسيف 00. تهذيب التهذيب (4/ 50)
وعن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال: كان مروان يسب عليا رضي الله عنه في الجمع فعزل بسعيد بن العاص فكان لايسبه.
السير (ى 3: 447)
قال الذهبي: فقتل طلحة يوم الجمل ونجا (لانجي)!!
قال ابن الوزير اليماني:واعلم أنه لايصح الاعتراض على المحدثين حتى يعلم أنهم رووا عن مروان حديثا في الحلال والحرام وحكموا بصحته ولا طريق له عن سواه لا في الكتب الستة ولا غيرها
وقال ابن حزم:مروان بن الحكم أول من شقعصا المسلمين بلا تأويل ولا شبهة وقتل النعمان بن بشير أول مولود في الإسلام وخرج على ابن الزبير بعد أن بايعه بالطاعة 00الخ
قلت: وبهذا يعلم بأن من تكلم على مروان بن الحكم ليسوا فقط الشيعة بل من أهل السنة من تكلم فيه وأما حاله فعلمه عند الله
والله أعلم
--------------------------------------------------------------------------------
آخر تحرير بواسطة أبوحاتم الشريف: 14/ 09/03 الساعة 12:46 12:46:06 Pm.
أبوحاتم الشريف
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبوحاتم الشريف
البحث عن كافة المشاركات بواسطة أبوحاتم الشريف
إضافة أبوحاتم الشريف إلى قائمة الأصدقاء
#6 15/ 09/03, 03:43 03:43:54 Am
محمد الأمين
عضو مخضرم تاريخ الانضمام: 28/ 05/03
المشاركات: 1,926
--------------------------------------------------------------------------------
قصة رمي مروان لطلحة (رضي الله عنهما) يوم الجمل، مستنكرة. فكيف يقتل مروان صحابيا جليلا في صفه، ومروان صاحب عقل وفهم؟ لو كان طلحة في صف قتلة عثمان، لكان في قتله مبرر، لكن أن يكون واقفاً مع مروان في نفس الجيش مطالباً بقتلة عثمان، فقصة قتله مستبعدة.
قال ابن حزم في المحلى: مروان ما نعلم له جرحة قبل خروجه على أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما.
وهذا يدل على أن القصة لم تصح عند ابن حزم.
__________________
أَرى أُمَّتي لا يُشرِعونَ إِلى العِدا * رِماحَهُمُ وَالدِّينُ واهي الدَّعائِمِ
أَتَهويمَةً في ظِلِّ أَمنٍ وَغِبطَةٍ * وَعَيشٍ كَنُّوارِ الخَميلَةِ ناعِمِ؟!
محمد الأمين
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى محمد الأمين
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى محمد الأمين
زيارة الرئيسية للمستخدم محمد الأمين!
البحث عن كافة المشاركات بواسطة محمد الأمين
إضافة محمد الأمين إلى قائمة الأصدقاء
#7 15/ 09/03, 05:53 05:53:05 Am
السكري
عضو جديد تاريخ الانضمام: 27/ 04/03
المشاركات: 18
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/416)
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رفع الله ذكره: (وليس مروان أولى بالفتنة والشر من محمد بن أبي بكر ولا هو أشهر بالعلم والدين منه، بل أخرج أهل الصحاح عدة أحاديث عن مروان وله قول مع أهل الفتيا واختلف في صحبته). منهاج السنة 6/ 245
وقال عن رؤيته للنبي صلى الله عليه وسلم: (فلا يمكن الجزم بنفي رؤيته للنبي صلى الله عليه وسلم) المنهاج6/ 246
فقد روى الحديث عن مروان رحمه الله البخاري وأبوداود ومالك في الموطأ وعبد الرزاق والطبراني وغيرهم.
ويراجع منهاج السنة النبوية لشيخ الأسلام المجلد السادس في الموطن الذي ذكرته فوق، وكذلك الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم لابن الوزير اليماني رحمهم الله جميعا.
ويجب التحرز عند الكلام في الأعراض لا سيما في أهل القرون المفضلة خصوصا فيما لا يترتب عليه حلال ولا حرام.
__________________
وإذاخلوت بريبة في ظلمة
والنفس داعية إلى العصيان
فاستحيي من نظر الإله وقل لها
إن الذي خلق الظلام يراني
السكري
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى السكري
البحث عن كافة المشاركات بواسطة السكري
إضافة السكري إلى قائمة الأصدقاء
#8 15/ 09/03, 10:02 10:02:07 Am
راجي رحمة ربه
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 24/ 08/03
المشاركات: 427
--------------------------------------------------------------------------------
قال مهنا سألت أحمد عن طلحة بن عبيد الله من قتله؟
قال: يقولون: مروان
قلت كيف:
قال إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: نظر مروان إلى طلحة بن عبيد الله يوم الجمل فقال: لاأطلب بثأري بعد اليوم قال: فرمى بسهم فقتله!!
قلت من يقول هذا؟
فقال: وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد
قلت: حدثوني عن عمرو بن مرزوق عن عمران القطان عن قتادة عن الجارود فقال: لاأطلب بثأري بعد اليوم فرماه بسهم فقتله فقال: ما أدري!!
=========
قلت فليدرس الإسناد:
أحمد عن وكيع عن إسماعيل عن قيس
أما "حدثوني عن" يكون مجاهيل في طريق مهنا
راجي رحمة ربه
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى راجي رحمة ربه
البحث عن كافة المشاركات بواسطة راجي رحمة ربه
إضافة راجي رحمة ربه إلى قائمة الأصدقاء
#9 15/ 09/03, 12:33 12:33:51 Pm
أبوحاتم الشريف
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 13/ 03/03
المشاركات: 373
--------------------------------------------------------------------------------
قال خليفة بن خياط حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة عن الجارود بن أبي سبرة الهذلي قال: نظر مروان بن الحكم إلى طلحة بن عبيد الله يوم الجمل فقال: لاأطلب بثأري بعد اليوم فرماه بسهم فقتله.
وقال حدثني أبو عبد الرحمن القرشي عن حماد بن زيد عن قرة خالد عن ابن سيرين قال:: رمى طلحة بسهم فأصاب ثغرة نحره قال: فأقر مروان أنه رماه. تاريخ خليفة (185)
قال البخاري: لم ير مروان النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الترمذي: لم يسمع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو من التابعين.
تهذيب التهذيب (4/ 51)
ونقل ابن حجر عدة روايات تدل على أن مروان اعترف بقتل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه تهذيب التهذيب (2//241)
قال الذهبي: لم ير النبي صلى الله عليه وسلم لأنه خرج إلى الطائف مع أبيه وهو طفل. (تجريد أسماء الصحابة (69)
وورد في كتاب الفسوي: أخرج يعقوب بن سفيان بسند صحيح عن قيس بن أبي حازم أن مروان بن الحكم رأى طلحة بن عبيد الله في الخيل فقال: هذا أعان على قتل عثمان رضي الله عنه فرماه بسهم
في ركبته فما زال الدم يسيح حتى مات.
المعر6فة والتاريخ (3/ 402)
قال ابن عبد البر: مروان بن الحكم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان سنين أو نحوهاوقيل غير ذلك ولم يره لأنه خرج إلى الطائف طفلا لا يعقل وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد نفى أباه الحكم إليها فلم يزل بها حتى ولي عثمان 000الخ.
الاستيعاب (71)
قال الذهبي في الميزان روى عن بسرة وعن عثمان وله أعمال موبقة!! نسأل الله السلامة ورمى طلحة بسهم وفعل وفعل!!
(4/ 89)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/417)
وقال ابن حجر: روى ابن عساكر من طرق متعددة أن مروان هو الذي رماه فقتله منها وأخرجه أبو القاسم البغوي بسند صحيح عن الجارود بن أبي سبرة قال: لما كان يوم الجمل نظر مروان إلى طلحة فقال: لاأطلب بثأري بعد اليوم. .
وروى الطبراني من طريق يحي بن سليمان عن وكيع بهذا السند قال رأيت مروان 000الخ
الإصابة (5/ 235)
قال ابن عبد البر: لا يختلف العلماء الثقات في أن مروان قتل طلحة يومئذ وكان في حزبه!!. الاستيعاب (5/ 241)
--------------------------------------------------------------------------------
آخر تحرير بواسطة أبوحاتم الشريف: 15/ 09/03 الساعة 12:53 12:53:36 Pm.
أبوحاتم الشريف
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبوحاتم الشريف
البحث عن كافة المشاركات بواسطة أبوحاتم الشريف
إضافة أبوحاتم الشريف إلى قائمة الأصدقاء
#10 17/ 09/03, 02:05 02:05:10 Am
أبوحاتم الشريف
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 13/ 03/03
المشاركات: 373
--------------------------------------------------------------------------------
الأخ محمد الأمين قولك (لو كان طلحة في صف قتلة عثمان، لكان في قتله مبرر، لكن أن يكون واقفاً مع مروان في نفس الجيش مطالباً بقتلة عثمان، فقصة قتله مستبعدة.)
أخي الكريم كلامك لاينبغي.!!!
وهل ترى أن الذين وقفوا مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه هم قتلة عثمان رضي الله عنه؟!!
أم تقصد أن عليا هو من قتلة عثمان رضي الله عنه؟!!
والقصة كما ظهر لنا صحيحة ومشهورة وليس هناك داعي للتشكيك فيها
والكلام في مروان لايختلف عن الكلام في غيره من التابعين
ممن وقع في بدعة أو خطأ فادح أو سوء حفظ ولو كان صحابيا لما تجرأنا في الكلام عليه لكن صحبته لم تثبت وهو واضح لاشك فيه!
ومقتل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه لايقل شأنا عن مقتل الزبير بن العوام رضي الله عنه ورفيقه في المعركة!!
وكان الحسن بن علي بن أبي طالب ومحمد بن طلحة بن عبيد الله ممن
وقفا مع عثمان رضي الله عنه ويشتهر أن محمد بن طلحة كان يقول:
أنا ابن من حامي عليه بأحد ... ورد أحزابا على رغم معد.
وأما محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقد تضاربت الأخبار في تسببه في مقتل عثمان رضي الله عنه وإن كان
الصحيح هو عدم مشاركته في مقتل عثمان كما حقق ذلك صاحب كتاب
(مرويات أبي مخنف) الشيخ يحي اليحي
ورجح ذلك من المحققين ابن الأثير وابن عبد البر وغيرهم
--------------------------------------------------------------------------------
آخر تحرير بواسطة أبوحاتم الشريف: 17/ 09/03 الساعة 02:49 02:49:15 Am.
أبوحاتم الشريف
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبوحاتم الشريف
البحث عن كافة المشاركات بواسطة أبوحاتم الشريف
إضافة أبوحاتم الشريف إلى قائمة الأصدقاء
#11 17/ 09/03, 03:53 03:53:51 Pm
محمد الأمين
عضو مخضرم تاريخ الانضمام: 28/ 05/03
المشاركات: 1,926
--------------------------------------------------------------------------------
الأخ أبو حاتم
نعم، كان أهم قادة جيش علي في معركة صفين (وليس في معركة الجمل) هم قتلة عثمان. وحتى في معركة الجمل كانوا يشكلون قوة لا يستهان بها في جيشه. ولم يكن يرغب في وجودهم في تلك المعركة لكن عصيانهم له وعدم قدرته على ردعهم دليل على قوتهم ونسبتهم الكبيرة في جيشه.
أما محمد بن أبي بكر الصديق فقد أثبت الحسن البصري مساهمته في قتل عثمان، وإن لم يكن هو الذي قتل عثمان، لكنه من القتلة بلا ريب. ولذلك كان الحسن لا يسميه إلا الفاسق.
أما قصة قتل مروان لطلحة، فهي غير معقولة. وقصص التاريخ ينبغي أن توافق المعقول حتى نقبلها كما شرح ابن خلدون في مقدمته. وتأمل كلامي مرة أخرى: (لو كان طلحة في صف قتلة عثمان، لكان في قتله مبرر، لكن أن يكون واقفاً مع مروان في نفس الجيش مطالباً بقتلة عثمان، فقصة قتله مستبعدة.)
وقولك <<ولو كان صحابيا لما تجرأنا في الكلام عليه>> فيه نظر. فما رأيك بأن ابن معين وصف أحد الصحابة بأنه رجل سوء؟
__________________
أَرى أُمَّتي لا يُشرِعونَ إِلى العِدا * رِماحَهُمُ وَالدِّينُ واهي الدَّعائِمِ
أَتَهويمَةً في ظِلِّ أَمنٍ وَغِبطَةٍ * وَعَيشٍ كَنُّوارِ الخَميلَةِ ناعِمِ؟!
محمد الأمين
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى محمد الأمين
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى محمد الأمين
زيارة الرئيسية للمستخدم محمد الأمين!
البحث عن كافة المشاركات بواسطة محمد الأمين
إضافة محمد الأمين إلى قائمة الأصدقاء
#12 18/ 09/03, 02:38 02:38:12 Pm
أبوحاتم الشريف
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 13/ 03/03
المشاركات: 373
--------------------------------------------------------------------------------
الأخ الكريم محمد الأمين أود أن أسألك هل عقلك يصلح أن يكون ميزانا لجميع المرويات والقصص التاريخية؟!!
هناك عدة قصص مشهورة لايمكن أن تصدق ومع ذلك قبلناها لأنها مروية بأسانيد صحيحة!!
وأما بالنسبة لمحمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه واشتراكه في قتل عثمان فأطلب منك أن تنظر في مختلف الرويات المتضاربة حول هذا الموضوع وقد حققها صاحب كتاب (مرويات أبي مخنف) فراجعه غير مأمور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/418)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[14 - 11 - 06, 09:44 م]ـ
محمد الأمين
قيس ابن حازم لم يسمع من أمنا عائشة،
أتمنى لو يتكرم علينا الأخ الأمين ويذكر لنا من نص على هذا الكلام؟
والأخ الأمين بهذا الكلام يفتح الباب على مصراعيه للرافضة أخزاهم الله
وقد رأيُت في بعض مواقع الرافضة من يطعن في قيس بن أبي حازم مستدلا بكلام القطان رحمه الله
ولأن الطعن في السماع يلزم منه رد كثير من أحاديث قيس بن أبي حازم
قال الإمام مسلم في المقدمة
وأسند قيس بن أبي حازم، وقد أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي مسعود الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثلاثة أخبار.
وأسند عبدالرحمن بن أبي ليلى، وقد حفظ عن عمر بن الخطاب، وصحب عليا، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم، حديثا.
وأسند ربعي بن حراش عن عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم، حديثين. وعن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حديثا. وقد سمع ربعي من علي بن أبي طالب، وروى عنه.
فكل هؤلاء التابعين الذين نصبنا روايتهم عن الصحابة الذين سميناهم، لم يحفظ عنهم سماع علمناه منهم في رواية بعينها ولا أنهم لقوم في نفس خبر بعينه.
وهي أسانيد عند ذوي المعرفة بالأخبار والروايات من صحاح الأسانيد. لا نعلمهم وهنوا منها شيئا قط. ولا التمسوا فيها سماع بعضهم من بعض.
إذ السماع لكل واحد منهم ممكن من صاحبه غير مستنكر. لكونهم جميعا كانوا في العصر الذي اتفقوا فيه.
وكان هذا القول الذي أحدثه القائل الذي حكيناه في توهين الحديث، بالعلة التي وصف - أقل من أن يعرج عليه ويثار ذكره.
ومن أحاديث قيس عن السيد عائشة أم المؤمنين حبية رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
هذا الحديث
إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عائشة، قالت:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه: ((وددت أن عندي بعض أصحابي)) قلنا: يا رسول الله! ألا ندعو لك أبا بكر؟ فسكت. قلنا: ألا ندعو لك عمر؟ فسكت. قلنا: ألا ندعو لك عثمان؟ قال ((نعم)) فجاء، فخلا به، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يكلمه. ووجه عثمان يتغير. قال قيس: فحدثني أبو سهلة، مولى عثمان: أن عثمان بن عفان قال، يوم الدار: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا. فأنا صائر إليه.
وغيرها من الأحاديث
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[18 - 11 - 06, 05:56 م]ـ
فليسمح لي الأخوان الفاضلان أبو حاتم ومحمد الأمين بالمداخلة
أود في هذا المقام تحرير مسألة حديثية وهي سماع جرير من عائشة رضوان الله عليها _ وأما التفريع على هذه المسالة فليقم به غيري _
الناظر في ترجمة جرير بن أبي حازم يجد أن الصحابة الذين روى عنهم على قسمين
قسمٌ عاصره وسمع منه كالصديق والفاروق وغيرهما
ولا يمتنع أن تكون عائشة من هذا القسم
وقسمٌ عاصره ولم يسمع منه كبلال وسلمان وغيرهما
ولا يمتنع أن تكون عائشة من هذا القسم
وإعمال الخلاف في السند المعنعن هنا لا يجدي
لأننا حتى لو أخذنا بمذهب مسلم في الإكتفاء بالمعاصرة وإمكانية اللقاء لاضطررنا إلى استثناء جرير بن أبي حازم لمعاصرته لبعض الصحابة وعدم سماعه منهم
قال الخطيب في تاريخه أخبرنا الحسن بن علي الجوهري أخبرنا محمد بن المظفر أخبرنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قال: قال علي بن المديني: قيس بن أبي حازم سمع من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسعد بن أبي وقاص والزبير وطلحة وأبي شهم وجرير وأبي مسعود البدري وخباب والمغيرة بن شعبة ومرداس الأسلمي والمستورد بن شداد الفهري ودكين بن سعيد المزني ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وأبي سفيان بن حرب وخالد بن الوليد وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن مسعود وسعيد بن زيد وأبي جحيفة قال: هؤلاء الذين سمع منهم قيس بن أبي حازم قلت: شهد الجمل؟ قال: لا كان عثمانياً وروى أيضاً عن أبي هريرة عن قيس بن قهد وروى عن بلال ولم يلقه
قلت السؤال هنا لماذا لم يذكر ابن المديني عائشة رضي الله عنها؟!!
وإن لم يكن شهد الجمل فمن أين يأتي بتفاصيل قصة كلاب الحوأب؟
وهل احتج الشيخان برواية قيس عن عائشة؟
حتى يقال أن روايته عن عائشة على شرط الشيخين؟ _ هذا سؤال مستفهم _
فبناءً عليه حتى من يثبت سماع قيس من عائشة مطالبٌ بالدليل
فإن لم يجد فالجزم بعدم الثبوت والتوقف في قبول المرويات هو المتعين
ملحوظة أنا إلى الآن لم ينتهي بحثي هذه في المسألة ولهذا لا أجزم بشيءٍ فيها
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[19 - 11 - 06, 10:51 م]ـ
قال الخليفي
أود في هذا المقام تحرير مسألة حديثية وهي سماع جرير من عائشة رضوان الله عليها _ وأما التفريع على هذه المسالة فليقم به غيري _
الناظر في ترجمة جرير بن أبي حازم يجد أن الصحابة الذين روى عنهم على قسمين
قسمٌ عاصره وسمع منه كالصديق والفاروق وغيرهما
ولا يمتنع أن تكون عائشة من هذا القسم
وقسمٌ عاصره ولم يسمع منه كبلال وسلمان وغيرهما
ولا يمتنع أن تكون عائشة من هذا القسم
وإعمال الخلاف في السند المعنعن هنا لا يجدي
لأننا حتى لو أخذنا بمذهب مسلم في الإكتفاء بالمعاصرة وإمكانية اللقاء لاضطررنا إلى استثناء جرير بن أبي حازم لمعاصرته لبعض الصحابة وعدم سماعه منهم
لا أدري الأخ الفاضل الخليفي يكتب ولا يحرر ما يكتب فموضوعنا عن قيس بن أبي حازم وليس جرير بن حازم الأزدي ثم لعل الأخ قصد رواية قيس عن جرير بن عبدالله البجلي في حديث الرؤية فصار عنده عكس
في القراءة وربما حصل عنده سبق نظر فلم يقصد جرير بن حازم وإنما قصد قيس بن أبي حازم ولي عودة مرة أخرى إن كان قصد قيس بن أبي حازم والله الموفق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/419)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[21 - 11 - 06, 01:12 ص]ـ
جزاك الله خيراً
إنما أنا رجلٌ من بني آدم أخطيء كما يخطئون
والمتأمل في كلامي يعرف اني أقصد قيس بن أبي حازم
والأثر الذي نقلته عن علي بن المديني يبين لك
وأنا بانتظار عودتك
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[21 - 11 - 06, 08:00 م]ـ
لعل أقوى ما يحتج به مثبت سماع قيس من عائشة رضي الله عنها
احتجاج ابن حبان في صحيحه بمروياته عن عائشة رضي الله عنها
ولكن السؤال هنا
هل تساهل ابن حبان في إيراد بعض الروايات المنقطعة في صحيحه بحيث لا يكون احتجاجه بمرويات قيس عن عائشة رضي الله عنها حجة فاطعة؟
فائدة قد صحح الذهبي حديث كلاب الحوأب في ترجمة قيس من ميزان الإعتدال
بينما أورد ابن عدي حديث كلاب الحوأب في ترجمة عبد الرحمن بن صالح الأزدي من الكامل في الضعفاء
ـ[أحمد العسقلاني]ــــــــ[23 - 11 - 06, 02:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببتُ أن أشارك الإخوة ببعض الأمور حول حديث الحوأب:
1 - قال الذهبي في (السير ج2 ص177 - 178): قال أحمد في ((مسنده)): حدثنا يحيى القطَّان، عن إسماعيل: حدثنا قيس، قال: لما أقبلت عائشة، فلما بلغت مياه بني عامر ليلاً. نَبَحَت الكلابُ. فقالت: أيُّ ماء هذا؟ قالوا: ماءُ الحَوْأَب. قالت: ما أَظُنُّني إلا أنني راجعة. قال بعضُ من كان معها: بل تقدمين فيراكِ المسلمون، فيُصلحُ اللهُ ذاتَ بينهم. قالت: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذاتَ يوم: ((كَيْفَ بإحْدَاكُنَّ تَنْبَحُ عَلَيْها كِلابُ الحَوْأَبِ)). هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجوه.
2 - قال ابن كثير في (البداية والنهاية ج6 ص212): وقال الإمام أحمد: حدّثنا يحيى بن إسماعيل، ثنا قيس قال: ((لما أقبلت عائشة- يعني في مسيرها إلى وقعة الجمل- وبلغت مياه بني عامر ليلاً، نبحت الكلاب فقالت: أيُّ ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب، فقالت: ما أظنني إلا راجعة، فقال بعض من كان معها: بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم، قالت: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا ذات يوم: ((كَيْفَ بإحْدَاكُنَّ تَنْبَحُ عَلَيْهَا كلابُ الحَوْأبِ)).
ورواه نعيم بن حماد في الملاحم عن يزيد بن هارون عن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم به.
ثم رواه أحمد عن غندر عن شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن عائشة لما أتت على الحوأب فسمعت نباح الكلاب فقالت: ما أظنني إلا راجعة، إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: ((أيَّتُكُنَّ يَنْبَحُ عَلَيْهَا كِلابُ الحَوْأبِ))، فقال لها الزبير: ترجعين؟ عسى الله أنْ يُصْلِحَ بكِ بَيْنَ النَّاس. وهذا إسناد على شرط الصحيحين ولم يخرجوه.
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=251&CID=98&SW= الحواب# SR1
3- قال الحافظ في (الفتح ج13 ص96): ومن طريق قيس بن أبي حازم قال: لما أقبلت عائشة فنزلت بعض مياه بني عامر نبحت عليها الكلاب فقالت: أي ماء هذا؟ قالوا: الحوأب- بفتح الحاء المهملة وسكون الواو بعدها همزة ثم موحدة- قالت: ما أظنني إلا راجعة، فقال لها بعض من كان معها: بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم، فقالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنا ذات يوم: كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب. وأخرج هذا أحمد وأبو يعلى والبزار وصححه ابن حبان والحاكم وسنده على شرط الصحيح وعند أحمد: فقال لها الزبير: تقدمين فذكره.
وهو موجود في الباب18 من كتاب الفتن.
4 - ذكر هذا الخبر الشيخ الألباني رحمه الله في (السلسلة الصحيحة ج1 قسم2 ح474 ص846) وقال بعد إيراده: قلت: وإسناده صحيح جدّاً، رجاله ثقات أثبات من رجال الستة: الشيخين، والأربعة، رواه الثمانية من الثقات عن إسماعيل بن أبي خالد وهو ثقة ثبت كما في ((التقريب)).
وقيس بن أبي حازم مثله ....
إذاً هذا الخبر صحَّحه الذهبي وابن كثير والحافظ والألباني وأجمعوا على صحَّته على شرط الصحيحين.
وقد قال الشيخ الألباني بعد ذكر تصحيح ابن حبان والحاكم والذهبي وابن كثير والحافظ ابن حجر: فهؤلاء خمسة من كبار أئمة الحديث صرَّحوا بصحة هذا الحديث، وذلك مما يدل عليه النقد العلمي الحديثي، ولا أعلم أحداً خالفهم ممَّن يعتدُّ بعلمهم ومعرفتهم في هذا الميدان سوى يحيى بن سعيد القطان في كلمته المتقدمة، وقد عرفت جواب الحافظين الذهبي والعراقي عليه؛ فلانعيده.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 11 - 06, 03:04 ص]ـ
هل تساهل ابن حبان في إيراد بعض الروايات المنقطعة في صحيحه بحيث لا يكون احتجاجه بمرويات قيس عن عائشة رضي الله عنها حجة فاطعة؟
نعم، وقد ترى رواية تابعي عن صحابي توفي في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا يوجد دليل يثبت سماع قيس من أمنا عائشة، وإن ثبتت المعاصرة، فهي لا تقبل لوحدها عند وجود التنازع. كما أن رواية قيس ظاهرها الإرسال وليست الرواية عن أمنا عائشة. وهو لم يشهد تلك الحادثة بلا شك. وما تقدم هو علة للحديث طالما وجدت النكارة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/420)
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[24 - 11 - 06, 08:29 ص]ـ
هل طبعت الرسالة كتاب العواصم بتحقيق آخر غير تحقيق محب الدين الخطيب؟
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[24 - 11 - 06, 03:59 م]ـ
الأخ محمد الأمين لقد وقفت على أمثلة تدل على تساهل ابن حبان في إيراد الأحاديث المنقطعة في صحيحه
فمن ذلك إخراجه لرواية المطلب بن عبدالله بن حنطب عن أبي موسى الأشعري في حديث ((من أحب دنياه أضر آخرته)) الحديث
وهي رواية منقطعة
فعليه احتجاج ابن حبان برواية قيس بن أبي حازم عن عائشة ليست دليلاً قاطعاً على سماعه منها
وأما جتهادات المتأخرين فليست حجةً على المحققين وخصوصاً إذا خالفتها اجتهادات بعض المتقدمين
ومرسل طاوس لا يصلح للإعتبار إذا حكمنا على رواية قيس عن عائشة بالإنقطاع لاحتمال أن يكون الساقط في الروايتين واحد
وكذلك مرسل الزهري
وليس يحيى بن سعيد وحده من ضعف الحديث بل إن ابن عدي أورده في الكامل وتابعهم ابن العربي
ولكنه قد يتقوى بشاهد البزار الذي ذكره الحافظ في الفتح
والحديث محل اجتهاد فلا يثرب على المصحح والمضعف
غير أني على أجد دليلاً مقنعاً على إثبات سماع قيس بن أبي حازم من عائشة
وإعلال الخبر بالإنقطاع لا يلزم منه الطعن في قيس ولا فتح الباب للروافض
بل حتى جعل قيس هو العلة لا يلزم منه ذلك لأن الكثير من الثقات بل والأثبات
لهم أحاديث أنكرها عليهم الحفاظ لما ترجح للحفاظ انهم لم يحفوظها على وجهها
وأنها ليست كبقية أحاديثهم
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[24 - 11 - 06, 06:29 م]ـ
أحمد العسقلاني
وقد قال الشيخ الألباني بعد ذكر تصحيح ابن حبان والحاكم والذهبي وابن كثير والحافظ ابن حجر: فهؤلاء خمسة من كبار أئمة الحديث صرَّحوا بصحة هذا الحديث، وذلك مما يدل عليه النقد العلمي الحديثي، ولا أعلم أحداً خالفهم ممَّن يعتدُّ بعلمهم ومعرفتهم في هذا الميدان سوى يحيى بن سعيد القطان في كلمته المتقدمة، وقد عرفت جواب الحافظين الذهبي والعراقي عليه؛ فلانعيده.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم أحسنت في نقلك عن ابن كثير والذهبي و ابن حجر والألباني رحمهم لله وفيه كفاية لمن أراد العلم والمعرفة ولكن لابأس من نقاش بعض المتداخلين للفائدة والمعرفة وأرجو أن يستفيدوا من المداخلات والله الموفق
عبدالله الخليفي
أود في هذا المقام تحرير مسألة حديثية وهي سماع جرير (الصواب قيس) من عائشة رضوان الله عليها _ وأما التفريع على هذه المسالة فليقم به غيري _
الناظر في ترجمة جرير (الصواب قيس) بن أبي حازم يجد أن الصحابة الذين روى عنهم على قسمين
قسمٌ عاصره وسمع منه كالصديق والفاروق وغيرهما
ولا يمتنع أن تكون عائشة من هذا القسم
وقسمٌ عاصره ولم يسمع منه كبلال وسلمان وغيرهما
ولا يمتنع أن تكون عائشة من هذا القسم
وإعمال الخلاف في السند المعنعن هنا لا يجدي
لأننا حتى لو أخذنا بمذهب مسلم في الإكتفاء بالمعاصرة وإمكانية اللقاء لاضطررنا إلى استثناء جرير بن أبي حازم (الصواب قيس) لمعاصرته لبعض الصحابة وعدم سماعه منهم
أقول للأخ الكريم لابأس عدّلتُ بعض الأخطاء التي أوردتها في كلامك (بين قوسين) حتى لايحصل تشتيت للقارئ بسبب تشابه الأسماء
أتمنى من الأخ الخليفي أن يعدني أن لاتتكرر الأخطاء منه مرة أخرى!
ومناقشة لكلامه مرة أخرى
أما قولك (وإعمال الخلاف في السند المعنعن هنا لا يجدي
لأننا حتى لو أخذنا بمذهب مسلم في الإكتفاء بالمعاصرة وإمكانية اللقاء لاضطررنا إلى استثناء جرير بن أبي حازم (الصواب قيس) لمعاصرته لبعض الصحابة وعدم سماعه منهم) [/ quote]
أقول للخليفي أولاً: من أين أتيت بهذا الكلام؟! أرجو من الأخ الخليفي ان لايقتدي بسلفه الأخ الفاضل محمد الأمين الذي يلقي الكلام جزافا ولا يذكر مصادر لكلامه
من ذلك نقله عدم سماع قيس من عائشة ولم يذكر المصدر ولم يتراجع ولن يتراجع!!
ثانياً: علي بن المديني لم ينص على عدم سماعه من السيدة عائشة علماً بأنه هو الذي نقل لنا كلام القطان فقد يقال لوكان ثبت عنده عدم سماع قيس من السيدة لنص على ذلك فلما لم يذكره دل على أنه لم يثبت عنده نفي السماع وقيل تأخير البيان عن وقت الحاجة لايجوز!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/421)
ثالثاً: بالنسبة لسماع قيس من بلال 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وقد ذكر الأخ الخليفي ذلك من الأمثلة على المعاصرة وعدم السماع بناء على كلام المديني والرد عليه
أن رواية قيس عن بلال 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في صحيح البخاري في كتاب المناقب
قال البخاري
حدثنا ابن نمير، عن محمد بن عبيد: حدثنا إسماعيل، عن قيس:
أن بلالا قال لأبي بكر: إن كنت إنما اشتريتني لنفسك فأمسكني، وإن كنت إنما أشتريتني لله، فدعني وعملي لله.
فهل يرى الأخ الخليفي عدم صحة هذا الحديث أم أنها العجلة!
رابعاً: وقال العلائي ردا على كلام ابن المديني:في هذا القول نظر وقيس لم يكن مدلسا وقد ورد المدينة عقب وفاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والصحابة بها مجتمعونفإذا روى عن أحد فالظاهر سماعه منه!
وهذا أكبر رد على كلام الأخ الأمين وبعده الأخ الخليفي
خامسا: ذكر الإمام مسلم رواية قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود الأنصاري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - من ضمن الأمثلة على منهجه في إمكانية السماع بين الراوي والمروي عنه عند المعاصرة وقد سبق أن نقلتُ ذلك ولا بأس أن أعيده (اقتباس:
وأسند قيس بن أبي حازم، وقد أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي مسعود الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثلاثة أخبار.
وأسند عبدالرحمن بن أبي ليلى، وقد حفظ عن عمر بن الخطاب، وصحب عليا، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم، حديثا.
وأسند ربعي بن حراش عن عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم، حديثين. وعن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حديثا. وقد سمع ربعي من علي بن أبي طالب، وروى عنه.
فكل هؤلاء التابعين الذين نصبنا روايتهم عن الصحابة الذين سميناهم، لم يحفظ عنهم سماع علمناه منهم في رواية بعينها ولا أنهم لقوم في نفس خبر بعينه.
وهي أسانيد عند ذوي المعرفة بالأخبار والروايات من صحاح الأسانيد. لا نعلمهم وهنوا منها شيئا قط. ولا التمسوا فيها سماع بعضهم من بعض.
إذ السماع لكل واحد منهم ممكن من صاحبه غير مستنكر. لكونهم جميعا كانوا في العصر الذي اتفقوا فيه.
وكان هذا القول الذي أحدثه القائل الذي حكيناه في توهين الحديث، بالعلة التي وصف - أقل من أن يعرج عليه ويثار ذكره.)
قال الشريف:وكأن الإمام مسلم رحمه يرد عليك في هذا الكلام فهو قد ذكر قيس بن أبي حازم من ضمن الأمثلة التي أوردها في تطبيق منهجه بغض النظر عن صحة هذا المثال بعينه
هل سمع قيس من أبي مسعود أم لم يسمع؟
فهذه مسألة اخرى والصحيح أنه سمع منه كما ورد ذلك منصوصاً من كلام ابن المديني
وورد ذلك منصوصاً التصريح بالسماع
والكلام هنا عن القاعدة لا عن الأمثلة
فالقاعدة ثابتة لكن الأمثلة قد تختلف بين محدث وآخر
وللحديث بقية
ـ[أحمد العسقلاني]ــــــــ[25 - 11 - 06, 01:18 ص]ـ
أخي الكريم أحسنت في نقلك عن ابن كثير والذهبي و ابن حجر والألباني رحمهم لله وفيه كفاية لمن أراد العلم والمعرفة ولكن لابأس من نقاش بعض المتداخلين للفائدة والمعرفة وأرجو أن يستفيدوا من المداخلات والله الموفق
أخي الكريم أبو حاتم الشريف: أردتُّ المشاركة للإفادة والاستفادة، وأستغرب أنَّ الإخوة الكرام قد تجاهلوا نقلي عن هؤلاء العلماء، وأضيف إلى تصحيح الذهبي وابن كثير وابن حجر والألباني وابن حبان تصحيحات بعض المعاصرين:
1 - قال الشيخ شعيب الأرنؤوط محقق سير أعلام النبلاء تعليقاً على حديث الحوأب في الهامش: إسناده صحيح كما قال المؤلف. (السير ج2 ص177 مؤسسة الرسالة).
2 - قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في كتابه (الصحيح المسند من دلائل النبوة): ((قال الإمام أحمد رحمه (ج6 ص97): ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن عائشة قالت: لما أتت على الحوأب سمعت نباح الكلاب فقالت: ما أظنني إلا راجعة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب.
فقال لها الزبير: ترجعين عسى الله عز وجل أن يصلح بك بين الناس.
قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي معلقاً على الحديث: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. (الصحيح المسند من دلائل النبوة ص417، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، 1407هـ - 1987م).
3 - صحَّح الحديث حمزة أحمد الزين محقق مسند الإمام أحمد بن حنبل، حيث قال عنه في كلا الموضِعّين: إسناد صحيح.
الموضع الأول: مسند الإمام أحمد بن حنبل ج17 ص273 ح24135، دار الحديث- القاهرة.
الموضع الثاني: مسند الإمام أحمد بن حنبل ج17 ص395 ح24535، دار الحديث- القاهرة.
إذاً فمصححي حديث الحوأب الذين ذكرناهم إضافةً إلى من نقل الشيخ الألباني تصحيحهم هم:
1 - ابن حبان.
2 - الحاكم.
3 - الذهبي.
4 - ابن كثير.
5 - ابن حجر العسقلاني.
6 - الشيخ الألباني.
7 - الشيخ مقبل بن هادي الوادعي.
8 - الشيخ شعيب الأرنؤوط.
9 - الشيخ حمزة أحمد الزين.
وفي رأيي الشخصي، لا أعتقد أنَّ كل هؤلاء مشتبهون في تصحيح الحديث.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/422)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 11 - 06, 01:55 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
إذا ثبت عن أحد النقاد القدامى إعلال حديث معين
فحتى لو خالفه من تأخر وإن كثر عددهم
يظل إعلال الناقد المتقدم له قيمة
خصوصا إن كان ذا معرفة بحديث البصريين
ثم كلام الإمام الناقد يحيى بن سعيد القطان يحتاج إلى شرح وبيان
لعل الله يسر لي بيانه
ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 11 - 06, 02:34 ص]ـ
قلت بحديث البصريين
الصواب
حديث الكوفيين
وهذا الناقد يمشي وفق منهج البصريين
وهو يحيى بن سعيد القطان
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[25 - 11 - 06, 06:11 م]ـ
بارك الله في الأخ ابن وهب
الأخ أبو حاتم عفا الله عنك
عندما تكلمت على سماع قيس من بلال
كان قصدي إثبات أن قيس لم يسمع من صحابة عاصرهم
فهل تقر بهذا؟
قال علي بن المديني روى عن بلال ولم يلقه وعن عقبة بن عامر ولا أدري سمع منه أم لا ولم يسمع من أبي الدرداء ولا من سلمان
فما عساك تصنع بهؤلاء الذين عاصرهم ولم يسمع منهم
وأما قولك ((علي بن المديني لم ينص على عدم سماعه من السيدة عائشة علماً بأنه هو الذي نقل لنا كلام القطان فقد يقال لوكان ثبت عنده عدم سماع قيس من السيدة لنص على ذلك فلما لم يذكره دل على أنه لم يثبت عنده نفي السماع وقيل تأخير البيان عن وقت الحاجة لايجوز))
وهو لم ينص على ثبوته أيضاً
وعلي بن المديني ناقل لكلام يحيى بن سعيد القطان وليس مفسراً ولا متعقباً
وإذا كنا سنعتد بسكوته فسنقول هو يقر شيخه على حكمه
أما حديث ((إن كنت إنما اشتريتني لنفسك فأمسكني، وإن كنت إنما أشتريتني لله، فدعني وعملي لله))
فقد نص علي بن المديني على عدم سماع قيس من بلال ولا يلزم من ذلك تضعيف هذه الرواية لأن قيس قد يكون أخذها من الصديق
وأما كلام العلائي فمتعقب بأن من نفى سماع قيس من بعض الصحابة نفاه مطلقاً
أي أنه لم يسمع منه أصلاً ولا علاقة لهذا بالتدليس
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[26 - 11 - 06, 05:50 م]ـ
وأود التنبيه على أمرٍ وهو أن سماع قيس من أبي مسعود الأنصاري ثابت
قال البخاري في كتاب الجماعة والإمامة حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا زهير قال: حدثنا إسماعيل قال: سمعت قيسا قال: أخبرني أبو مسعود:
أن رجلا قال: والله يا رسول الله، إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان، مما يطيل بنا، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضبا منه يومئذ، ثم قال: (إن منكم منفرين، فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز، فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة).
قلت وقد رواه الحميدي في مسنده عن سفيان عن إسماعيل به مع إثبات السماع
من هذا يتبين خطأ الإمام مسلم _ ومن تابعه _ في إيراده لمرويات قيس عن أبي مسعود في المرويات التي لم يثبت فيها السماع وصححها العلماء
وعليه فلا يصح قياس مرويات قيس عن عائشة على مروياته عن أبي مسعود
وقولي سابقاً أن إعمال الخلاف في السند المعنعن لا يجدي
أتبعته بجملة مهمة تبين مقصدي
وهي أننا حتى لو رجحنا مذهب مسلم فإننا سنضطر إلى استثناء قيس لعدم سماعه من صحابة عاصرهم
ومثله هشام بن حسان البصري الذي طعنوا في سماعه من الحسن مع وجود المعاصرة
وسعيد بن المسيب الذي نفى الإمام مالك سماعه من زيد بن ثابت _ مع وجود المعاصرة والراجح ثبوت السماع _
وإذا ابى المعترض استثناء هؤلاء
وجعل الرواة كلهم طبقة واحدة
فسينتهي به الأمر إلى ترجيح مذهب ابن المديني في السند المعنعن
وفي الحالتين يطالب الباحث في التحقق من سماع قيس من عائشة
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[26 - 11 - 06, 08:41 م]ـ
1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
الرد على كلام الخليفي
أولا: قال
عبدالله الخليفي
وأود التنبيه على أمرٍ وهو أن سماع قيس من أبي مسعود الأنصاري ثابت
أخي الكريم أصلحك! لا أدري ألم تقرأ ماكتبته فقد أشرتُ "إلى سماع قيس من أبي مسعود
أو ربما عندك طول نظر!
أبوحاتم الشريف
قال الشريف:وكأن الإمام مسلم رحمه يرد عليك في هذا الكلام فهو قد ذكر قيس بن أبي حازم من ضمن الأمثلة التي أوردها في تطبيق منهجه بغض النظر عن صحة هذا المثال بعينه
هل سمع قيس من أبي مسعود (الأنصاري) أم لم يسمع؟
فهذه مسألة اخرى والصحيح أنه سمع منه كما ورد ذلك منصوصاً من كلام ابن المديني
وورد ذلك منصوصاً التصريح بالسماع
والكلام هنا عن القاعدة لا عن الأمثلة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/423)
فالقاعدة ثابتة لكن الأمثلة قد تختلف بين محدث وآخر
أرجو من الأخ الكريم الخليفي وفقه الله أن يستوعب ما أكتبُ فكلامي دقيق وإذا كان غير واضح فلا بأس نعيده (اللي ما يجي معك تعال معه)!
لخليفي
ثانياً: وقولي سابقاً أن إعمال الخلاف في السند المعنعن لا يجدي
أتبعته بجملة مهمة تبين مقصدي
وهي أننا حتى لو رجحنا مذهب مسلم فإننا سنضطر إلى استثناء قيس لعدم سماعه من صحابة عاصرهم [/ quot
أقول للأخ الكريم هذه العبارة تدل على عدم فهمك لكلام العلماء!
وإنما استثى العلماء السلامة من التدليس (الإسناد) فإن كان الراوي مدلساً كثير التدليس فنتوقف عن روايته عمن عاصره
وهناك أمور أخرى لاداعي للتفصيل فيها ومظانها كتب المصطلح وبإمكانه مراجعة كتاب الشريف العوني (المرسل الخفي) ففيه فوائد نفيسة إن أراد الفائدة بالإضافة إلى بقية كتب المصطلح
كالنكت
أما إذا كان من أجود التابعين إسنادًا مثل قيس فلا ينطبق عليه هذا الكلام
وتوضيح الصورة أكثر فالراوي إما أن يكون سمع من الصحابي مثلاً قيس سمع من أبي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - والبقية
وسماع الراوي التابعي عن الصحابي يكون على ثلاثة أحوال
1 - إ أن يكون هناك التصريح بالسماع من الراوي وهذا واضح مقبول كأن يقول سمعتُ أو غيرها من العبارات
2 - أن لاتوجد رواية التصريح بالسماع لكن هناك تنصيص من محدث بالتصريح بالسماع مثل ابن المديني أو القطان أو أحمد أو غيرهم
3 - لايوجد تصريح بالسماع ولم نجد تنصيصاً من أحد لكن وجدناه في كتاب التزم بالصحة
مثل البخاري فهنا الرواية مقبولة فلو روى قيس عن صحابي بالعنعنة فهنا نرجح السماع على تفصيل ذلك
وإما أن يكون التابعي لم يسمع من الصحابي مثل بعض من نص العلماء على أنه لم يسمع منهم مثل رواية الحسن البصري عن عبدالله بن عمرو بن العاص 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
وإما أن يكون الراوي قد روى عن الصحابي أو غيره بصيغة العنعنة ولم نجد تنصيصاً من أحد بالسماع أو
أو عدم السماع مثاله عندنا رواية قيس بن أبي حازم عن السيدة عائشة وقد روى عنها أكثر من حديث
فهنا هل نقبل الرواية أم نردها؟
الأخ الخليفي يقول نردها بناء على قاعدته التي لا أدري من أين أتى بها؟!
وأنا أقول نقبلها بناء على قاعدة مسلم بن الحجاج وهي إمكان السماع مع المعاصرة فإذا كان قيس (المعمر) وهو من غير المعروفين بالتدليس ولا كثرة الإرسال وهو مصنف من أجود التابعين إسناداً
لاتقبل روايته فمن نقبل؟!
[ quote] أما حديث ((إن كنت إنما اشتريتني لنفسك فأمسكني، وإن كنت إنما أشتريتني لله، فدعني وعملي لله))
فقد نص علي بن المديني على عدم سماع قيس من بلال ولا يلزم من ذلك تضعيف هذه الرواية لأن قيس قد يكون أخذها من الصديق
قال الدكتور الدريس (يحتمل أن البخاري أخرج الحديث اعتمادا على ثبوت سماع قيس من أبي بكر وله نظائر لكن العبارة برمتها لبلال وليس لأبي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فيها كلمة واحدة
ثم قال: احتمال سماع قيس من بلال أقوى بكثير من عدمه 0000الخ
االأخ الخليفي وأما كلام العلائي فمتعقب بأن من نفى سماع قيس من بعض الصحابة نفاه مطلقاً
أي أنه لم يسمع منه أصلاً ولا علاقة لهذا بالتدليس
ونقاشي معاك لم ينتهي
ابن وهب جزاكم الله خيرا
إذا ثبت عن أحد النقاد القدامى إعلال حديث معين
فحتى لو خالفه من تأخر وإن كثر عددهم
يظل إعلال الناقد المتقدم له قيمة
خصوصا إن كان ذا معرفة بحديث البصريين
ثم كلام الإمام الناقد يحيى بن سعيد القطان يحتاج إلى شرح وبيان
لعل الله يسر لي بيانه
أقول من حسن حظ (قيس بن أبي حازم) أنه لم يتهم بالتشيع وإلا كان قلنا قيس راح فيها!!
أقول لابن وهب ما رأيك بكلام يعقوب بن شيبة السدوسي (262) وهل هو متأخر أم متقدم؟!
وعليك سؤال الدكتور الصياح؟
وما هو مراد ابن القطان بالمنكر؟
والقطان نفسه قال عن جعفر الصادق في نفسي منه شيء فهل نقبل كلامه أيضاً؟
وهو من رجال الصحيح بلا ريب ومن تكلم فيه فقد آذى نفسه!
إذاً فمصححي حديث الحوأب الذين ذكرناهم إضافةً إلى من نقل الشيخ الألباني تصحيحهم هم:
1 - ابن حبان.
2 - الحاكم.
3 - الذهبي.
4 - ابن كثير.
5 - ابن حجر العسقلاني.
6 - الشيخ الألباني.
7 - الشيخ مقبل بن هادي الوادعي.
8 - الشيخ شعيب الأرنؤوط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/424)
9 - الشيخ حمزة أحمد الزين.
وفي رأيي الشخصي، لا أعتقد أنَّ كل هؤلاء مشتبهون في تصحيح الحديث.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم أفدتنا كثيراً والعدد مرشح للزيادة!
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[26 - 11 - 06, 09:19 م]ـ
1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
الرد على كلام الخليفي
أولا: قال
أخي الكريم أصلحك! لا أدري ألم تقرأ ماكتبته فقد أشرتُ "إلى سماع قيس من أبي مسعود
أو ربما عندك طول نظر!
أرجو من الأخ الكريم الخليفي وفقه الله أن يستوعب ما أكتبُ فكلامي دقيق وإذا كان غير واضح فلا بأس نعيده (اللي ما يجي معك تعال معه)!
ثانياً: [ quote] وقولي سابقاً أن إعمال الخلاف في السند المعنعن لا يجدي
أتبعته بجملة مهمة تبين مقصدي
وهي أننا حتى لو رجحنا مذهب مسلم فإننا سنضطر إلى استثناء قيس لعدم سماعه من صحابة عاصرهم [/ quot
أقول للأخ الكريم هذه العبارة تدل على عدم فهمك لكلام العلماء!
وإنما استثى العلماء السلامة من التدليس (الإسناد) فإن كان الراوي مدلساً كثير التدليس فنتوقف عن روايته عمن عاصره
وهناك أمور أخرى لاداعي للتفصيل فيها ومظانها كتب المصطلح وبإمكانه مراجعة كتاب الشريف العوني (المرسل الخفي) ففيه فوائد نفيسة إن أراد الفائدة بالإضافة إلى بقية كتب المصطلح
كالنكت
أما إذا كان من أجود التابعين إسنادًا مثل قيس فلا ينطبق عليه هذا الكلام
وتوضيح الصورة أكثر فالراوي إما أن يكون سمع من الصحابي مثلاً قيس سمع من أبي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - والبقية
وسماع الراوي التابعي عن الصحابي يكون على ثلاثة أحوال
1 - إ أن يكون هناك التصريح بالسماع من الراوي وهذا واضح مقبول كأن يقول سمعتُ أو غيرها من العبارات
2 - أن لاتوجد رواية التصريح بالسماع لكن هناك تنصيص من محدث بالتصريح بالسماع مثل ابن المديني أو القطان أو أحمد أو غيرهم
3 - لايوجد تصريح بالسماع ولم نجد تنصيصاً من أحد لكن وجدناه في كتاب التزم بالصحة
مثل البخاري فهنا الرواية مقبولة فلو روى قيس عن صحابي بالعنعنة فهنا نرجح السماع على تفصيل ذلك
وإما أن يكون التابعي لم يسمع من الصحابي مثل بعض من نص العلماء على أنه لم يسمع منهم مثل رواية الحسن البصري عن عبدالله بن عمرو بن العاص 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
وإما أن يكون الراوي قد روى عن الصحابي أو غيره بصيغة العنعنة ولم نجد تنصيصاً من أحد بالسماع أو
أو عدم السماع مثاله عندنا رواية قيس بن أبي حازم عن السيدة عائشة وقد روى عنها أكثر من حديث
فهنا هل نقبل الرواية أم نردها؟
الأخ الخليفي يقول نردها بناء على قاعدته التي لا أدري من أين أتى بها؟!
وأنا أقول نقبلها بناء على قاعدة مسلم بن الحجاج وهي إمكان السماع مع المعاصرة فإذا كان قيس (المعمر) وهو من غير المعروفين بالتدليس ولا كثرة الإرسال وهو مصنف من أجود التابعين إسناداً
لاتقبل روايته فمن نقبل؟!
قال الدكتور الدريس (يحتمل أن البخاري أخرج الحديث اعتمادا على ثبوت سماع قيس من أبي بكر وله نظائر لكن العبارة برمتها لبلال وليس لأبي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فيها كلمة واحدة
ثم قال: احتمال سماع قيس من بلال أقوى بكثير من عدمه 0000الخ
ونقاشي معاك لم ينتهي
أقول من حسن حظ (قيس بن أبي حازم) أنه لم يتهم بالتشيع وإلا كان قلنا قيس راح فيها!!
أقول لابن وهب ما رأيك بكلام يعقوب بن شيبة السدوسي (262) وهل هو متأخر أم متقدم؟!
وعليك سؤال الدكتور الصياح؟
وما هو مراد ابن القطان بالمنكر؟
والقطان نفسه قال عن جعفر الصادق في نفسي منه شيء فهل نقبل كلامه أيضاً؟
وهو من رجال الصحيح بلا ريب ومن تكلم فيه فقد آذى نفسه!
إذاً
أخي الكريم أفدتنا كثيراً والعدد مرشح للزيادة!
قال الأخ أبو حاتم الشريف ((أخي الكريم أصلحك! لا أدري ألم تقرأ ماكتبته فقد أشرتُ "إلى سماع قيس من أبي مسعود
أو ربما عندك طول نظر!))
قلت الأخ أبو حاتم عفا الله عنك
لست مضحكاً
وما يضر الأخوة القراء إذا رأوا الدليل على سماع قيس من أبي مسعود
ثم قال ((أقول للأخ الكريم هذه العبارة تدل على عدم فهمك لكلام العلماء!
وإنما استثى العلماء السلامة من التدليس (الإسناد) فإن كان الراوي مدلساً كثير التدليس فنتوقف عن روايته عمن عاصره
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/425)
وهناك أمور أخرى لاداعي للتفصيل فيها ومظانها كتب المصطلح وبإمكانه مراجعة كتاب الشريف العوني (المرسل الخفي) ففيه فوائد نفيسة إن أراد الفائدة بالإضافة إلى بقية كتب المصطلح
كالنكت))
الله المسعان
عدم فهمي لكلام العلماء
لو تركت الكلام بهذا الأسلوب المتشنج لكان أفضل
العلماء لم يشترطوا السلامة من التدليس فقط
بل إن هناك من اشترط إمكانية اللقيا
وأعلم أنك أشرت لهذا ولكن ليستفيد القارء أذكرها
وقد بينت لك أن قيس (استثناء) فهو لم يسمع من صحابةٍ عاصرهم
وهناك أمثلة أخرى على مثل هذا الإستثناء ذكرتها سابقاً
وأنا أقول استثناء وأبو حاتم يقول ((الأخ الخليفي يقول نردها بناء على قاعدته التي لا أدري من أين أتى بها؟))
سبحان الله لا يفرق بين القاعدة والإستثناء
وأقول لك أتيت بها من تتبع ابن المديني لسماع قيس من بعض الصحابة
وابن المديني لم يكن يعيش معهم
فمن أين يثبت السماع وينفيه؟!
ولا يوجد ما يثبت سماع قيس من عائشة
وأما مسألة كونه لا يرسل كثيراً وسلامته من التدليس
فهذا كله لم يمنع عدم سماعه من بعض الصحابة الذين عاصرهم
وأما قول الشريف ((أقول من حسن حظ (قيس بن أبي حازم) أنه لم يتهم بالتشيع وإلا كان قلنا قيس راح فيها))
فهذا رجم بالغيب والثقات الشيعة كثر
وتشدد يحيى بن سعيد في بعض الرواة لا يجعلنا نطرح كلامه مطلقاً
وقول الشريف ((الأخ الخليفي يقول نردها بناء على قاعدته التي لا أدري من أين أتى بها))
الله المستعان
من أين أتيت بهذا
إنما قلت نتوقف فإن وجدنا شواهد قوينا بها الحديث
وإن لم نجد فالجزم بعدم الثبوت
وتقويتي لقصة كلاب الحوأب بالشواهد سابقاً أدل دليل على ذلك _
فتضعيف أحد أسانيد الرواية لا يعني رد الرواية لاحتمال وجود الشواهد
هذا ما يعرفه من درس البيقونية
فكيف تنسب لي رد روايات قيس بن أبي حازم عن عائشة وقد نجد لبعضها شواهداً ثابتة كرواية ((من زعم أن محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رأى ربه فقد كذب))
التي أخرجها أبو عوانة في مستخرجه من طريق قيس عن عائشة رضي الله عنها
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[27 - 11 - 06, 07:48 م]ـ
[ QUOTE= أبوحاتم الشريف;503939] 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
الرد على كلام الخليفي
أولا: قال
أخي الكريم أصلحك! لا أدري ألم تقرأ ماكتبته فقد أشرتُ "إلى سماع قيس من أبي مسعود
أو ربما عندك طول نظر!
أرجو من الأخ الكريم الخليفي وفقه الله أن يستوعب ما أكتبُ فكلامي دقيق وإذا كان غير واضح فلا بأس نعيده (اللي ما يجي معك تعال معه)!
ثانياً:
قال الأخ أبو حاتم الشريف ((أخي الكريم أصلحك! لا أدري ألم تقرأ ماكتبته فقد أشرتُ "إلى سماع قيس من أبي مسعود
أو ربما عندك طول نظر!))
قلت الأخ أبو حاتم عفا الله عنك
لست مضحكاً
وما يضر الأخوة القراء إذا رأوا الدليل على سماع قيس من أبي مسعود
ثم قال ((أقول للأخ الكريم هذه العبارة تدل على عدم فهمك لكلام العلماء!
وإنما استثى العلماء السلامة من التدليس (الإسناد) فإن كان الراوي مدلساً كثير التدليس فنتوقف عن روايته عمن عاصره
وهناك أمور أخرى لاداعي للتفصيل فيها ومظانها كتب المصطلح وبإمكانه مراجعة كتاب الشريف العوني (المرسل الخفي) ففيه فوائد نفيسة إن أراد الفائدة بالإضافة إلى بقية كتب المصطلح
كالنكت))
الله المسعان
عدم فهمي لكلام العلماء
لو تركت الكلام بهذا الأسلوب المتشنج لكان أفضل
العلماء لم يشترطوا السلامة من التدليس فقط
بل إن هناك من اشترط إمكانية اللقيا
وأعلم أنك أشرت لهذا ولكن ليستفيد القارء أذكرها
وقد بينت لك أن قيس (استثناء) فهو لم يسمع من صحابةٍ عاصرهم
وهناك أمثلة أخرى على مثل هذا الإستثناء ذكرتها سابقاً
وأنا أقول استثناء وأبو حاتم يقول ((الأخ الخليفي يقول نردها بناء على قاعدته التي لا أدري من أين أتى بها؟))
سبحان الله لا يفرق بين القاعدة والإستثناء وأقول لك أتيت بها من تتبع ابن المديني لسماع قيس من بعض الصحابة
وابن المديني لم يكن يعيش معهم
فمن أين يثبت السماع وينفيه؟!
ولا يوجد ما يثبت سماع قيس من عائشة
وأما مسألة كونه لا يرسل كثيراً وسلامته من التدليس
فهذا كله لم يمنع عدم سماعه من بعض الصحابة الذين عاصرهم
وأما قول الشريف ((أقول من حسن حظ (قيس بن أبي حازم) أنه لم يتهم بالتشيع وإلا كان قلنا قيس راح فيها))
فهذا رجم بالغيب والثقات الشيعة كثر
وتشدد يحيى بن سعيد في بعض الرواة لا يجعلنا نطرح كلامه مطلقاً
وقول الشريف ((الأخ الخليفي يقول نردها بناء على قاعدته التي لا أدري من أين أتى بها))
الله المستعان
من أين أتيت بهذا
إنما قلت نتوقف فإن وجدنا شواهد قوينا بها الحديث
وإن لم نجد فالجزم بعدم الثبوت
وتقويتي لقصة كلاب الحوأب بالشواهد سابقاً أدل دليل على ذلك _
فتضعيف أحد أسانيد الرواية لا يعني رد الرواية لاحتمال وجود الشواهد
هذا ما يعرفه من درس البيقونية فكيف تنسب لي رد روايات قيس بن أبي حازم عن عائشة وقد نجد لبعضها شواهداً ثابتة كرواية ((من زعم أن محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رأى ربه فقد كذب))
التي أخرجها أبو عوانة في مستخرجه من طريق قيس عن عائشة رضي الله عنها
أعتذر للأخ الشريف عما لونته بالأحمر
فإن الحامل على هذه العبارات هو حظ النفس
وهذا مما لا يرجى أجره
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/426)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[29 - 11 - 06, 11:53 م]ـ
لقد رجعت إلى كتاب ((المرسل الخفي)) للدكتور الشريف حاتم بن عارف العوني _ وفقه الله _ عملاً بنصيحة أخي الكبير أبو حاتم الشريف _ وفقه الله _
فوجدت نصاً قد يخدمنا في بحثنا في هذه المسألة
وهو أن الشريف قد ذكر أن بعض العلماء قد توجس من سماع الحسن من بعض الصحابة الذين عاصرهم وأمكنه اللقيا بهم كعمران بن الحصين الذين ساكنه في البصرة أكثر من عشرة سنوات
فقد نفى سماع الحسن من عمران جماعة من العلماء
وبغض النظر عن القول الراجح في المسألة نجد أن الشريف أن حمل صنيع هؤلاء العلماء على أنه استثناءً معتبراً وجعل علته كثرة الإرسال الخفي عند الحسن
والشريف نضطر لحمل كلامهم على أنه استثناء فإن هؤلاء الذين ذكرهم داخلون في الإجماع الذي ادعاه في كتابه ((إجماع العلماء))
قد ذكر الشريف هذا في مقدمة المجلد الرابع أو الثالث لا أذكر فأنا أنقل من حفظي
هنا نجد أن الشريف قد وافق العبد الفقير في أصل الفكرة
وهو أن القاعدة العامة في السند المعنعن عند الإمام مسلم _ رحمه الله _ لها استثناءات
ولكن بقي التفريع
فإن قال قائل الحسن كثير الإرسال ليس كقيس بن أبي حازم
فأقول الكلام هنا على إمكانية الإرسال فالذي أرسل عن أريعة أو ثلاثة لا نستبعد أن يزيدهم واحداً
ثم كم هو عدد الصحابة الذين ساكنهم الحسن في البصرة ولم يسمع منهم؟!
فإن احتج محتج بكثرة الصحابة الذين سمع منهم قيس
فنقول هذه قد تكون حجةً لنا
إذ أنه صرح بالسماع من كل أولئك الصحابة فما الذي يمنعه من التصريح بالسماع من أم المؤمنين
ثم إن احتمال أن تكون عائشة ممن لم يسمع منهم وارد
وعندي ثلا ملحوظات قبل أن أختم
الأولى ذكر أحد الأفاضل المشاركين أنه لم يخالف العلماء الذين صححوا الحديث ممن يعتبر خلافه إلا يحيى القطان
فهل أبو بكر بن العربي ممن لا يعتد بخلافه؟
الثانية أن رواية قيس عن عائشة منقطعة يقيناً على مذهب علي بن المديني في اشتراط ثبوت اللقيا والسماع
فعليه كل العلماء الذين على مذهبه معنا
_ هذا مع اصراري على أن إعمال الخلاف في السند المعنعن لا يجدي كثيراً لوجود استثناءات يضطر إليها من يذهب لمذهب الإمام مسلم في السند المعنعن _
الثالثة هل يصح أن لعالمٍ يزعم أن البخاري على مذهب ابن المديني في السند المعنعن أن يزعم أن رواية قيس عن عائشة على شرطه مع عدم ثبوت التصريح بالسماع أو حتى اللقيا؟
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[29 - 11 - 06, 11:59 م]ـ
لقد رجعت إلى كتاب ((المرسل الخفي)) للدكتور الشريف حاتم بن عارف العوني _ وفقه الله _ عملاً بنصيحة أخي الكبير أبو حاتم الشريف _ وفقه الله _
فوجدت نصاً قد يخدمنا في بحثنا في هذه المسألة
وهو أن الشريف قد ذكر أن بعض العلماء توجس من سماع الحسن من بعض الصحابة الذين عاصرهم وأمكنه اللقيا بهم كعمران بن الحصين الذين ساكنه في البصرة أكثر من عشرة سنوات
فقد نفى سماع الحسن من عمران جماعة من العلماء
وبغض النظر عن القول الراجح في المسألة نجد أن الشريفقدحمل صنيع هؤلاء العلماء على أنه استثناء معتبرا وجعل علته كثرة الإرسال الخفي عند الحسن
والشريف مضطر لحمل كلامهم على أنه استثناء فإن هؤلاء الذين ذكرهم داخلون في الإجماع الذي ادعاه في كتابه ((إجماع العلماء))
قد ذكر الشريف هذا في مقدمة المجلد الرابع أو الثالث لا أذكر فأنا أنقل من حفظي
هنا نجد أن الشريف قد وافق العبد الفقير في أصل الفكرة
وهو أن القاعدة العامة في السند المعنعن عند الإمام مسلم _ رحمه الله _ لها استثناءات
ولكن بقي التفريع
فإن قال قائل الحسن كثير الإرسال ليس كقيس بن أبي حازم
فأقول الكلام هنا على إمكانية الإرسال فالذي أرسل عن أريعة أو ثلاثة لا نستبعد أن يزيدهم واحداً
ثم كم هو عدد الصحابة الذين ساكنهم الحسن في البصرة ولم يسمع منهم؟!
فإن احتج محتج بكثرة الصحابة الذين سمع منهم قيس
فنقول هذه قد تكون حجةً لنا
إذ أنه صرح بالسماع من كل أولئك الصحابة فما الذي يمنعه من التصريح بالسماع من أم المؤمنين
ثم إن احتمال أن تكون عائشة ممن لم يسمع منهم وارد
وعندي ثلا ملحوظات قبل أن أختم
الأولى ذكر أحد الأفاضل المشاركين أنه لم يخالف العلماء الذين صححوا الحديث ممن يعتبر خلافه إلا يحيى القطان
فهل أبو بكر بن العربي ممن لا يعتد بخلافه؟
الثانية أن رواية قيس عن عائشة منقطعة يقيناً على مذهب علي بن المديني في اشتراط ثبوت اللقيا والسماع
فعليه كل العلماء الذين على مذهبه معنا
_ هذا مع اصراري على أن إعمال الخلاف في السند المعنعن لا يجدي كثيراً لوجود استثناءات يضطر إليها من يذهب لمذهب الإمام مسلم في السند المعنعن _
الثالثة هل يصح أن لعالمٍ يزعم أن البخاري على مذهب ابن المديني في السند المعنعن أن يزعم أن رواية قيس عن عائشة على شرطه مع عدم ثبوت التصريح بالسماع أو حتى اللقيا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/427)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[30 - 11 - 06, 12:00 ص]ـ
اعتذر على التكرار فقد حاولت إصلاح الأخطاء في المشاركة الأولى ولكن تعذر ذلك
فاضطررت إلى وضع أخرى مصححة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 11 - 06, 05:46 ص]ـ
الأولى ذكر أحد الأفاضل المشاركين أنه لم يخالف العلماء الذين صححوا الحديث ممن يعتبر خلافه إلا يحيى القطان
فهل أبو بكر بن العربي ممن لا يعتد بخلافه؟
لا هذا ولا ذاك. أعني بكلامي أن المتقدمين لا يصح مقارنتهم مع المتأخرين بهذه الطريقة. ابن العربي يصلح كلامه عند المقارنة مع المتأخرين مثل الذهبي وابن حجر. فهؤلاء يمشون على قواعد مختلفة عن الأئمة المتقدمين. وهذا الموضوع قد تحدثنا عنه كثيراً فلا نعيد. وكذلك محب الدين الخطيب يقارن مع أهل عصره كالألباني وغيره. أما يحيى القطان فيقارن مع البخاري وأبي زرعة وأحمد وأمثال هؤلاء من المتقدمين، حتى تكون المقارنة عادلة.
لذلك أنا موافق تماماً لكلام أخي الحبيب ابن وهب حيث يقول وفقه الله:
إذا ثبت عن أحد النقاد القدامى إعلال حديث معين، فحتى لو خالفه من تأخر وإن كثر عددهم، يظل إعلال الناقد المتقدم له قيمة. خصوصا إن كان ذا معرفة بحديث الكوفيين.
وعلى التحقيق، ثبت تضعيف يحيى القطان لهذا الحديث، ولم يثبت عن أحد ممن في مرتبته تصحيحه قط. والحديث منكر.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[01 - 12 - 06, 02:40 ص]ـ
لا هذا ولا ذاك. أعني بكلامي أن المتقدمين لا يصح مقارنتهم مع المتأخرين بهذه الطريقة. ابن العربي يصلح كلامه عند المقارنة مع المتأخرين مثل الذهبي وابن حجر. فهؤلاء يمشون على قواعد مختلفة عن الأئمة المتقدمين. وهذا الموضوع قد تحدثنا عنه كثيراً فلا نعيد. وكذلك محب الدين الخطيب يقارن مع أهل عصره كالألباني وغيره. أما يحيى القطان فيقارن مع البخاري وأبي زرعة وأحمد وأمثال هؤلاء من المتقدمين، حتى تكون المقارنة عادلة.
لذلك أنا موافق تماماً لكلام أخي الحبيب ابن وهب حيث يقول وفقه الله:
إذا ثبت عن أحد النقاد القدامى إعلال حديث معين، فحتى لو خالفه من تأخر وإن كثر عددهم، يظل إعلال الناقد المتقدم له قيمة. خصوصا إن كان ذا معرفة بحديث الكوفيين.
وعلى التحقيق، ثبت تضعيف يحيى القطان لهذا الحديث، ولم يثبت عن أحد ممن في مرتبته تصحيحه قط. والحديث منكر.
أخي الكريم أنا لا أقصدك بل أقصد غيرك
ولكني سأقتنص الفرصة وأسألك
هل أنت على مذهب ابن المديني في السند المعنعن؟
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[03 - 12 - 06, 09:29 م]ـ
لقد رجعت إلى كتاب ((المرسل الخفي)) للدكتور الشريف حاتم بن عارف العوني _ وفقه الله _ عملاً بنصيحة أخي الكبير أبو حاتم الشريف _ وفقه الله _
فوجدت نصاً قد يخدمنا في بحثنا في هذه المسألة
وهو أن الشريف قد ذكر أن بعض العلماء توجس من سماع الحسن من بعض الصحابة الذين عاصرهم وأمكنه اللقيا بهم كعمران بن الحصين الذين ساكنه في البصرة أكثر من عشرة سنوات
فقد نفى سماع الحسن من عمران جماعة من العلماء
وبغض النظر عن القول الراجح في المسألة نجد أن الشريفقدحمل صنيع هؤلاء العلماء على أنه استثناء معتبرا وجعل علته كثرة الإرسال الخفي عند الحسن
والشريف مضطر لحمل كلامهم على أنه استثناء فإن هؤلاء الذين ذكرهم داخلون في الإجماع الذي ادعاه في كتابه ((إجماع العلماء))
في الحقيقة أنا مسرور برجوعك لكتاب الشريف ولكن أخي الكريم هناك فرق بين الراوي
كثير الإرسال والراوي قليل الإرسال كما أن هناك فرق بين الراوي كثير التدليس بالراوي قليل التدليس
وبين من يرسل عن الثقات ومن يرسل عن الضعفاء
لذا أقول من الظلم أن يقاس قيس بغيره من التابعين وهناك أمور أخرى سوف أجليها قريباً إن شاء الله
قال يعقوب السدوسي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/428)
أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال قال جدي يعقوب قال وقيس من قدماء التابعين يكنى أبا عبد الله وقد روى عن أبي بكر الصديق فمن دونه وأدركه وهو رجل كامل ويقال إنه ليس أحد من التابعين جمع أن روى عن العشرة مثله إلا عبد الرحمن بن عوف فإنا لا نعلمه روى عنه شيئا ثم قد روى بعد العشرة عن جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكبرائهم وهو متقن الرواية وقد تكلم أصحابنا فيه فمنهم من رفع قدره وعظمه وجعل الحديث عنه من أصح الإسناد ومنهم من حمل عليه وقال له أحاديث مناكير والذين أطروه يحملون هذه الأحاديث عنه على أنها عندهم غير مناكير وقالوا هي غرائب ومنهم من لم يحمل عليه في شيء من الحديث وحمل عليه في مذهبه وقالوا كان يحمل على علي رحمه الله وعلى جميع الصحابة والمشهور عنه أنه كان يقدم عثمان ولذلك تجنب كثير من قدماء الكوفيين الرواية عنه ومنهم من قال عنه إنه مع شهرته لم يرو عنه كبير أحد وليس الأمر عندنا كما قال هؤلاء وقد روى عنه جماعة منهم إسماعيل بن أبي خالد وهو أرواهم عنه وكان إسماعيل ثقة ثبتا وبيان بن بشر وكان ثقة ثبتا وطارق بن عبد الرحمن الأحمسي وإبراهيم بن المهاجر وإبراهيم بن جرير من ولد جرير بن عبد الله البجلي والحكم بن عتيبة وأبو إسحاق السبيعي والمسيب بن رافع والأعمش ومجالد بن سعيد وعمر بن أبي زائدة والمغيرة بن شبيل وسيار أبو حمزة وأبو حريز عبد الله بن حسين قاضي سجستان كل هؤلاء قد روى عنه وأبوه أبو حازم قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا
--------------------------------------------------------------------------------
تاريخ مدينة دمشق ج:49 ص:462
قد ذكر الشريف
هذا في مقدمة المجلد الرابع أو الثالث لا أذكر فأنا أنقل من حفظي
هنا نجد أن الشريف قد وافق العبد الفقير في أصل الفكرة
وهو أن القاعدة العامة في السند المعنعن عند الإمام مسلم _ رحمه الله _ لها استثناءات
ولكن بقي التفريع
فإن قال قائل الحسن كثير الإرسال ليس كقيس بن أبي حازم
فأقول الكلام هنا على إمكانية الإرسال فالذي أرسل عن أريعة أو ثلاثة لا نستبعد أن يزيدهم واحداً
ثم كم هو عدد الصحابة الذين ساكنهم الحسن في البصرة ولم يسمع منهم؟!
فإن احتج محتج بكثرة الصحابة الذين سمع منهم قيس
فنقول هذه قد تكون حجةً لنا
إذ أنه صرح بالسماع من كل أولئك الصحابة فما الذي يمنعه من التصريح بالسماع من أم المؤمنين
ثم إن احتمال أن تكون عائشة ممن لم يسمع منهم وارد
وعندي ثلا ملحوظات قبل أن أختم
الأولى ذكر أحد الأفاضل المشاركين أنه لم يخالف العلماء الذين صححوا الحديث ممن يعتبر خلافه إلا يحيى القطان
فهل أبو بكر بن العربي ممن لا يعتد بخلافه؟
الثانية أن رواية قيس عن عائشة منقطعة يقيناً على مذهب علي بن المديني في اشتراط ثبوت اللقيا والسماع
فعليه كل العلماء الذين على مذهبه معنا
_ هذا مع اصراري على أن إعمال الخلاف في السند المعنعن لا يجدي كثيراً لوجود استثناءات يضطر إليها من يذهب لمذهب الإمام مسلم في السند المعنعن _
الثالثة هل يصح أن لعالمٍ يزعم أن البخاري على مذهب ابن المديني في السند المعنعن أن يزعم أن رواية قيس عن عائشة على شرطه مع عدم ثبوت التصريح بالسماع أو حتى اللقيا
أخي الفاضل عبدالله من قال رواية قيس عن عائشة منقطعة يقيناً على مذهب المديني؟
هذه المسألة طرحت في كتب المصطلح هي قول الراوي أنه لم يلق دليل على الانقطاع؟
ثم علي لم ينص على عدم السماع ولا غيره فكيف تستدل على ذلك؟
وهنا عدة مسائل في مسألة العنعنة مظانمها كتب المصطلح ولن أطيل
والحديث لم ينتهي!(139/429)
كتاب جديد لشيخنا بوخبزة في السيرة
ـ[حميد الهلالي]ــــــــ[08 - 11 - 06, 03:44 ص]ـ
قريبا سيصدر كتاب ماتع في السيرة النبوية لشيخنا محمد بوخبزة التطواني واسمه " الشذرات الذهبية من السيرة النبوية" ولعله عن دار البشائر بالسعودية، وهو كتاب نفيس سلك فيه الشيخ حفظه الله نفس المحدثين في الحكم على الروايات
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[08 - 11 - 06, 03:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، وما أخبار مشيخة الشيخ حفظه الله، إننا في انتظارها بالشوق ...
ـ[حميد الهلالي]ــــــــ[08 - 11 - 06, 03:59 ص]ـ
مشيخة الشيخ يعمل عليها الأخ بدر العمراني في كتاب توسع فيه فيما يتعلق بترجمة الشيخ بوخبزة لكن لا أدري أين بلغ مشروعه وقد أراني نسخة منه الأخ الفاضل أبو عمار ياسر الشعيري التطواني
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[08 - 11 - 06, 04:47 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[09 - 11 - 06, 05:51 م]ـ
المشيخة جاهزة للطبع والمسؤول عن هذا أخونا بدر
أين أنت يا بدر, تختفي وأنت بدر؟
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[14 - 11 - 06, 11:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
الغريب في الأمر أنني سألت الشيخ حفظه الله تعالى ,عن الكتاب المشار إليه فأجاب أنه لا علم له بطباعة الكتاب.
فكيف صرح الإخوة حفظهم الله بطباعة الكتاب ومؤلفه لا علم له به.
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[15 - 11 - 06, 06:43 م]ـ
حقيقة أخي منير، فالشيخ حفظه الله لا علم له بما ذكر الأخ حميد الهلالي، و أرجو من الأخ المذكور ضاعف الله له الأجور أن يوثق خبره للتبيين و التوضيح.
و أما المشيخة فقريبا ستصدر عن دار ابن حزم ببيروت.
ـ[أبو هجير البيضاوي]ــــــــ[16 - 11 - 06, 09:19 ص]ـ
لعل الأمر اختلط على أخينا الهلالي بين الشيخين بوخبزة والمغراوي (ابتسامة)
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[17 - 11 - 06, 02:02 ص]ـ
الحقيقة المر أخي بدر البدر
أن الكثير من الإخوة بارك الله فيهم
يطلقون العنان بطباعة كتب الشيخ شفاه الله هنا وهناك والشيخ لا علم له بدلك. فكم سمعنا من كتاب للشيخ قد طبع وعند البحث والتدقيق لا نجد سوى مجرد كلام
ويعلم الله لهفنا لكتب الشيخ والله المستعان.
أما فيما يخص قول الأخ أبو هاجر أن الكتاب لعله للمدعو المغراوي فهدا أمر يستبعد ف-المغراوي -
لا نعلم له كتاب بهدا العنوان.
ونعم لو يطبع الكتاب عن دار الكتب العلمية أخي بدر العمراني.
ـ[حميد الهلالي]ــــــــ[21 - 11 - 06, 01:40 ص]ـ
قصدي كتاب المشيخة بارك الله فيكم
ـ[حميد الهلالي]ــــــــ[21 - 11 - 06, 01:41 ص]ـ
كتب الشيخ إما أن يتولى طبعها الشيخ أو أحد تلامذته.
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[23 - 11 - 06, 05:08 م]ـ
و للإعلام فقد كلفني مؤخرا شيخنا البركة أبو أويس بالإشراف على طباعة كتاب "الشذرات الذهبية في السيرة النبوية"، و قد دفعته للطبع بإحدى المطابع بطنجة، و للعلم فإن الكتاب سيطبع على نفقة محسنة في سبيل الله تعالى. و الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
ـ[أبو العباس السوسي]ــــــــ[27 - 11 - 06, 04:11 م]ـ
بارك الله أستاذنا العمراني وأعانك على ما أنت له منقطع
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[27 - 11 - 06, 04:38 م]ـ
قد دفعته للطبع بإحدى المطابع بطنجة، و للعلم فإن الكتاب سيطبع على نفقة محسنة في سبيل الله تعالى. و الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
حبذا لو طبع بمطابع شرقية، حتى يعم به النفع شرقا وغربا، فطبعات المغرب لا تصل المشرق إلا بكميات زهيدة ..
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[27 - 11 - 06, 04:39 م]ـ
و فيك البركة أخي، أسأل الله عز و جل أن أكون موفقا في تحمل المسؤولية.
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[16 - 12 - 06, 04:42 م]ـ
زادك الله حرصا يا أخي.
ـ[شمام الورداني]ــــــــ[18 - 12 - 06, 07:34 ص]ـ
من أكثر من سنة وقع بيدي ما سطره الشيخ بوخبزة في السيرة ولم أر فيه أي جديد أو فوائد يستحق من أجلها الإشادة به، وسترونه بعد الطبع
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[20 - 12 - 06, 02:52 م]ـ
نعم سترونه بعد الطبع
وبئس ما قلت يا شمام.
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[23 - 12 - 06, 10:29 م]ـ
إلى الأخ الفاضل الورداني:كيف حصلت على الكتاب والكتاب لا زال في المطبعة كما أخبرني بذلك مؤلفه حفظه الله.
ـ[شمام الورداني]ــــــــ[31 - 12 - 06, 05:13 م]ـ
إلى الأخ الفاضل الورداني:كيف حصلت على الكتاب والكتاب لا زال في المطبعة كما أخبرني بذلك مؤلفه حفظه الله.
عندي نسخة عن المخطوط بخط المؤلف نفسه الشيخ بوخبزة وأنا لم أحكم عليه مصرحا بأنني اطلعت عليه مطبوعا
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[01 - 01 - 07, 09:55 م]ـ
الكتاب مازال قيد اتنقيح وسيطبع في القريب إن شاء الله فلا تقلقوا أخوكم عادل خزرون أبو محمد التطواني من طلبة الشيخ.؟
ـ[حامد تميم]ــــــــ[05 - 01 - 07, 12:14 ص]ـ
ماهي طريقة الشيخ في تخريج الأحاديث؟
ـ[شمام الورداني]ــــــــ[05 - 01 - 07, 02:53 م]ـ
ماهي طريقة الشيخ في تخريج الأحاديث؟
عادية جدا، ولا جديد يذكر أخي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/430)
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[07 - 01 - 07, 10:28 م]ـ
هذا وإن دل على شيء فإنما يدل على نبوغك على ما أضن أو ما يقبض من قلبك نحو شيخ مما يثبث على أنك لم تطلع على محتوى الكتاب وشكرا
عادل خزرون
ـ[شمام الورداني]ــــــــ[07 - 01 - 07, 11:36 م]ـ
الأخ طارق الحمودي لاداعي للقول ب (نبوغي) من عدمه وخصوصا أنني لم أقل ذلك ولا خطر ببالي أبدا ولا تبنين ذلك على (ظنك) إذ لم يكن في كلامي ما يلمح إليه.
وكذلك الحال ما بنيته على (ظنك) مما (يقبض قلبي نحو الشيخ العلامة بوحبزة حفظه الله تعالى)!.
وإنما كل ما عنيته أن المسودة التي اطلعتُ عليها من الكتاب كانت دون مستوى الشيخ العلامة بوخبزة ولا تعبر عما أعلمه عنه وأعرفه جيدا من علو كعبه في العلم والبحث ...
فلعل أصل المسودة التي تحت يدي كان دروسا القاها في مجلس ثم تم تجميعها وكذلك الحال في العزو وتخريج الأحاديث.
أو ربما كر عليها الشيخ فبيضها وأضاف لها ما نرجوه من فوائد بحثه وغوصه في النوادر المخطوطة وكذلك الحال في العزو والتخريج مع عدم نسيان كبر عمر شيخنا ــ حفظه الله تعالى ــ مما قد يحول دون الاستيفاء والتوسع في التخريج ...
فكل ما كان مني هناك هو أنني حكمتُ على مخطوطة ومسودة كتاب ــ قد يكون حصل فيها تحسينات وتفرغا لها فيما بعد دون علمي ــ للشيخ العلامة بوخبزة أراها وهو رأيي الشخصي ولا الزم به أحدا أنها ــ كما هي بالمسودة عندي ــ دون مستوى علوم الشيخ العلامة البحاثة محمد بوخبزة حفظه الله تعالى.
وهو حكم على ما تحت يدي من مسودة كتاب أراه غير معبر عن سعة علومه وكثرة فوائده حفظه الله تعالى.
وليس من ديدني ولا من عادتي الغلو في المديح لشخص أو كتاب لا أراه قمة في العلم أو في الفوائد.
وبارك الله فيك أخي طارق وأعجبني فيك حميتك وانتصارك لشيخنا بوخبزة وأفادني هذا منك أيضا أن أعرض عما تحت يدي من مسودة ذاك الكتاب ما دمتم تشيدون به مما يعني أن ما تعرضونه للطبع قد تجاوز مسودته عندي وازدان فوائد أخرى كما نعلمه من شيخنا حفظه الله.
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[08 - 01 - 07, 02:21 م]ـ
أخي شمام لو قرأت توقيع من يكتب معي باسمي لوجدت: عادل خزرون فلست أنا الذي يرد عليك لاحظ مرة أحرى التوقيع
أما أنا فأقول لك: الشيخ لم يكتب الشذرات الذهبية للطبع فلا يهمه ذلك ,إنما كتبه لطلبة معهد الإمام أبي القاسم الشاطبي وهو رئيسه وقد درسهم السيرة من الكتاب وهي محاضرات كتبها للتدريس في المعهد ولم يخطر بباله أن يطبعه ولذلك سترى من خلال طريقة الشيخ في الكتاب أنه لم يعده للطبع ولكننا لما اطلعنا على كل الكتاب بعد تمامه أوعزنا إليه أن يراجعه ويصححه للطبع ولم يكن الشيخ متحمسا كعادته لكننا شجعناه فكان ما تسمع من محاولات طبعه لذلك ينبغي أن تحكم على الكتاب وأنت تستحضر ما أخبرتك به من أنه لم يكن ينوي طبعه. وقد سئل الشيخ مرارا لماذا لا تطبع كتبك فقال: لست شيخ طريقة صوفية
وأنت وتدري ما أريد قوله.
ولذلك قلت لك: بئس ما قلت, لأنك لا تعرف حقيقة المسألة وحكمت حكما فيه تسرع, لسنا ندعي أن كتاب الشيخ أحسن ما ألف بل نقول: هو كتاب أعد للتدريس لطلبة معهده فقط, ثم تطور الأمر فصار إلى ما ترى ولعله يستفيد منه الإخوان فإنه يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر, وعلى كل حال فكلامك الأخير يظهر حسن نيتك, لا عليك أخي شمام الأمر هين ولا يحتاج إلى كل هذا واعذر أخانا عادلا فعذره ما فهمه من قساوة كلامك
أرجو أن أكون استطعت أن أغير وجهة نظرك
أما عن التصحيح فقد وقع التصحيح والزيادة لكنها طفيفة , لكنها لا تخرج الكتاب عن مقصد الشيخ منه وهو أن يكون
شذرات لا شجرات
أخوك طارق الحمودي
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[08 - 02 - 07, 11:43 م]ـ
إخواني، قد تم طبع الكتاب و خرج من المطبعة، و هو عندي، و إن شاء الله تعالى، سأقوم بتنزيله هنا بهذا الموقع المبارك ليكون انتشاره واسعا و الاستفادة منه أوسع.
فترقبوا بعد أسبوع.
ـ[أبو محمد التطواني]ــــــــ[16 - 03 - 07, 08:21 م]ـ
المرجوا من الإخوة الذين توصلوا بالكتاب الشذارات أن ينتبهوا للأخطاء المطبعية التي وقعت في الكتاب وهي كثيرة جدا مع رداءة الخط ونرجوا من الله أن يوفقنا لإعادة طبعها مجددا أنا وأخي طارق الحمودي في أحسن حلة
أبومحمد عادل خزرون التطواني
ـ[محمدالمرنيسي]ــــــــ[23 - 03 - 07, 01:18 ص]ـ
رجائي إلى الإخوة المقربين من الشيخ محمد بوخبزة التطواني حفظه الله أن يحرصوا أشد الحرص على الاستفادة من الشيخ ومكتبته وخبرته في المخطوطات بحكم تمرسه بها في مسيرته العلمية.
أعانكم الله ووفقكم لخدمة العلم والعلماء.
ـ[محمدالمرنيسي]ــــــــ[23 - 03 - 07, 01:29 ص]ـ
رجائي إلى الإخوة المقربين من الشيخ محمد بوخبزة التطواني حفظه الله أن يحرصوا أشد الحرص على الاستفادة من الشيخ ومكتبته وخبرته في المخطوطات بحكم تمرسه بها في مسيرته العلمية.
أعانكم الله ووفقكم لخدمة العلم والعلماء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/431)
ـ[أبو محمد التطواني]ــــــــ[05 - 04 - 07, 05:32 م]ـ
بارك الله فيك أخي المرنيسي
ولله الحمد فقد نلنا من بحره الكثير ومازلنا فاطمئن.(139/432)
مارأيكم بهذا الكتاب (دولة الإسلام في الأندلس) لمحمد عنان ..
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[08 - 11 - 06, 10:29 ص]ـ
وهل تنصحون بقرأته؟
وهل يُعتبر مرجع في تاريخ الأندلس؟
وجزاكم الله خير ...
ـ[إسلام مصطفى محمد]ــــــــ[08 - 11 - 06, 05:01 م]ـ
نعم
نعم
جزاك الله خيرا
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[10 - 11 - 06, 01:17 م]ـ
نعم
نعم
جزاك الله خيرا
أخي الحبيب إسلام جزاك الله خير ونفع الله بك وجعلك مباركاً أينما كنت ...
ـ[وضاح اليمن]ــــــــ[11 - 11 - 06, 03:22 م]ـ
هو بمجلداته الستة وملاحقه من بديع التآليف , وهو في نظري أحد الكتب العشرة التي يصح أن يفاخر بها عصرنا العصور السابقة.
ـ[إسلام مصطفى محمد]ــــــــ[11 - 11 - 06, 07:22 م]ـ
أخي وضاح
بارك الله فيك، ما الكتب العشرة التي يصح أن يفاخر بها عصرنا العصور السابقة.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[11 - 11 - 06, 09:32 م]ـ
نعم ما هى مشاركة مميزة للاخ اسلام
ـ[وضاح اليمن]ــــــــ[12 - 11 - 06, 12:52 ص]ـ
هي مسألة اجتهادية.
وأصل الفكرة لأديب العصر أبي الهيثم الطنطاوي حين ذكر في «ذكرياته» كتاب «الأعلام» لأبي الغيث الزركلي , وقال: إنه أحد الكتب العشرة التي يفاخر بها هذا القرن القرون السابقة.
فبات الناس يدوكون: ما هي باقي العشرة؟!
ونظرت فاخترت عشرة كتب يصح أن يقال فيها ذلك .. وهي (مرتبة على حروف المعجم):
? إعلاء السنن للتهانوي.
? الأعلام للزركلي.
? التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور.
? التنكيل للمعلمي.
? دراسات لأسلوب القرآن لمحمد عبد الخالق عضيمة.
? دولة الإسلام في الأندلس لمحمد عبد الله عنان.
? الغرر وأثره في العقود للصديق الضرير.
? المتنبي لمحمود شاكر.
? المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها لعبد الله الطيب.
? وحي القلم للرافعي (وجلُّه من مقالاته التي كتبها لمجلة «الرسالة» في آخر حياته , ونُشِر جزآه الأولان في حياته).
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[12 - 11 - 06, 01:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا
واقترح فتح موضوع بهذا العنوان [الكتب التي يفاخر بها هذا القرن القرون السابقة (اقترح)] أو قريبا من ذلك فسيكون فيها نفع إن شاء الله ... ولي عود إن أذن الله
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[12 - 11 - 06, 02:03 ص]ـ
أظن أن هذا الموضوع طرح من قبل.
ـ[إسلام مصطفى محمد]ــــــــ[12 - 11 - 06, 06:55 م]ـ
نعم ما هى مشاركة مميزة للاخ اسلام
أخي مصطفى .... بارك الله فيك
لم أفهم قصدك.
ـ[الغدير]ــــــــ[12 - 11 - 06, 08:29 م]ـ
نعم الكتاب يعتبر من أهم المراجع في تاريخ الأندلس
وهو كتاب ممتع وشيق إلى درجة عالية جداً، ويمتاز بالتوثيق والبحث والتحري.
وهو كتاب يستحق القراءة والمطالعة واقتنائه فهو متميز في موضوعه متبحر فيه.
ولكن لاحظت عليه أنه يأخذ بعض الشبه كمسلمات تستحق المناقشة والتوقف عندها.
مثل قضية إحراق السفن وخطبة طارق ابن زياد يميل إلى التشكيك فيها مع أنه لم يأتي من شكك بها بسبب وجيه حتى نقتنع برأيه وإنما شكوك وتخمينات ......
كذلك لاحظت أنه يصف الإمام ابن حزم بالفيلسوف مع أنه اشتهر بالفقه.
عموماً الكتاب شيق جداً، بذل مؤلفه مجهوداً عظيماً في تأليفه حتى أنه زار الأندلس عدة مرات ووقف على بعض الآثار والشواهد التاريخية.
كذلك هناك كتاب آخر في تاريخ الأندلس بعنوان التاريخ الاندلسي: من الفتح الاسلامي حتى سقوط غرناطة / لمؤلفه عبد الرحمن الحجي وهو يقع في مجلد واحد مفيد هو الآخر في بابه وإن كان مختصراً.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[14 - 11 - 06, 06:00 ص]ـ
ويصفه د. الدعيج أنه أحسن أو من احسن - الشك مني - كتاب في تاريخ المغرب والأندلس
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[14 - 11 - 06, 07:43 ص]ـ
كذلك هناك كتاب آخر في تاريخ الأندلس بعنوان التاريخ الاندلسي: من الفتح الاسلامي حتى سقوط غرناطة / لمؤلفه عبد الرحمن الحجي وهو يقع في مجلد واحد مفيد هو الآخر في بابه وإن كان مختصراً.
واين طبع جزاك الله خيرا؟
ـ[محمد ابن ابى عامر]ــــــــ[14 - 11 - 06, 12:06 م]ـ
طبعات الكتاب بارك الله فيكم
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[14 - 11 - 06, 03:07 م]ـ
دولة الإسلام في الإندلس نشرته مكتبة الأسرة بمصر بسعر زهيد (4 جنيهات للمجلد).
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - 11 - 06, 06:30 م]ـ
والكتاب في الأصل من منشورات مكتبة الخانجي ... ومن أشد مميزاته مقارنت الائبة بين المؤرخين الإفرنج ونظائرهم العرب في محاولة لاستخلاص أقرب الروايات إلى الصحة ..
ـ[الغدير]ــــــــ[15 - 11 - 06, 08:37 م]ـ
أخي أبوعبدالرحمن الدرعمي
قسم المؤلف كتابه دولة الإسلام في الأندلس إلى أربعة عصور هي:
العصر الأول: القسم الأول (من الفتح إلى بداية عهد الناصر)
العصر الأول: القسم الثاني (الخلافة الأموية والدولة العامرية)
العصر الثاني: (دول الطوائف منذ قيامها حتى الفتح المرابطي)
العصر الثالث عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس: القسم الأول (عصر المرابطين وبداية الدولة الموحدية)
العصر الثالث عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس: القسم الثاني (عصر الموحدين وانهيار الأندلس الكبرى)
العصر الرابع: نهاية الأندلس وتاريخ العرب المتنصرين
والكتاب من منشورات مكتبة الخانجي بالقاهرة في ستة مجلدات وتاريخ طبعه ما بين 1408 و 1411 هـ حسب اختلاف طبعات كل مجلد.
==========
=======
====
أما كتاب:
التاريخ الأندلسي: من الفتح الاسلامي حتى سقوط غرناطة / لعبد الرحمن الحجي فهو من منشورات دار القلم بدمشق سنة 1407هـ في 603 صفحة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/433)
ـ[وضاح اليمن]ــــــــ[16 - 11 - 06, 04:46 ص]ـ
ومن بديع تصانيف هذا المؤرخ البارع رحمه الله (وقد توفي قبل نحو عشرين عامًا) كتاب: الآثار الأندلسية الباقية في أسبانيا والبرتغال. وهو كتاب رائع ماتع .. يستمطر الدمع من محاجرها.
والكتاب من منشورات مكتبة الخانجي.
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[16 - 11 - 06, 02:06 م]ـ
انا لم اقرأ الكتاب لكن د. احمد الدعيج يثني على الكتاب كثيرا
وقول انه افضل كتاب عن تاريخ الاندلس، واثنى عليه ثناء كثيرا ومما قال:
ان مؤلف الكتاب مكث سنوات يؤلف الكتاب ـ نسيت كم ـ وكان دوله على شكل المذكرات
حيث انه زار جمبع البلدان ووقف على اماكن المعارك، ووصفها، ولذلك لا تسغرب لو بكى وهو يكتب وهذا واضح من خلال الكتاب
حيث انك تجزم ان دمعه قد سال وهو يكتب و يرثي الاندلس
هذا بعضا مما قاله الدعيج نقلته بتصرف كثيييير، لاني بعيد العهد، لكنه ذكره في بدايه اشرطته عن الاندلس.
.
ـ[العوضي]ــــــــ[16 - 11 - 06, 05:54 م]ـ
وأيضا طبعات منها في المجمع الثقافي في أبوظبي
دولة الإسلام في الأندلس "أربعة أجزاء"
الآثار الأندلسية الباقية في إسبانيا والبرتغال
ـ[معاذ عبدالله]ــــــــ[23 - 11 - 06, 07:25 م]ـ
إخواني من أراد الكتاب فعليه بمعرض القاهرة إن شاء الله - مكتبة الأسرة - ... فالكتاب يباع فيها بسعر زهيد ... لكن الشرط أن يذهب في اليوم الأول ... لأنه في الغالب تنفذ نسخه في اليوم الأول ... هكذا فعلت
وهو بحق من أروع ما قرأت
ـ[إسلام مصطفى محمد]ــــــــ[24 - 11 - 06, 02:44 م]ـ
أخي معاذ بارك الله فيك
(لأنه في الغالب تنفذ نسخه في اليوم الأول)
تنفذ صوابها تنفد بالدال المهملة بمعنى تنتهي،أما تنفذ فبمعنى تخترق.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - 12 - 06, 07:55 م]ـ
من أفضل من كتب في التاريخ الأندلسي ثلاثة:
أولهم محمد عبدالله عنان
فعبدالرحمن الحجي
و حسين مؤنس
و كتاب شكيب أرسلان الحلل السندسية قيم و مفيد و لغته راقية، و لكن دونهم في التخصص لكونه من أقدمهم، و الله أعلم.
ـ[أحمد محمد أحمد بخيت]ــــــــ[27 - 12 - 06, 10:49 م]ـ
أوافقكم على قراءة الدكتور عنان رحمه الله ولم يتيسر لى أن أقرأ ما كتب الدكتور حجى، وأسأل الله لو أتمكن من القراءة له، أما الدكتور حسين مؤنس فقد كنت أظن من خلال ترجمته وتعليقاته على مؤلف جوزيف شاخت، وجماعة، والمعنون تراث الإسلام، فضلا عن بعض مقالات كانت تنشرها له فى حياته مجلة أكتوبر المصرية الأسبوعية، كنت أحسب أنه يقرأ الحدث التاريخى بنظرات متوازنة حتى تيسر لى منذ ست سنوات أن اطلعت على كتيب له نشرته مكتبة الأسرة بعنوان " دستور أمة الإسلام " وهى قراءة فى وثيقة المدينة المنورة، وكانت المفاجأة أن الدكتور مؤنس يؤكد فى يقين غريب على أفكار الشيخ على عبد الرازق التى بثها فى كتاب الإسلام وأصول الحكم، ومن فقراته نصا ما يلى، وقد كنت أرد عليه فى بحث لى بعنوان " الجنسية ودور الأم فى جنسية أولادها "، قال " ونريد أن نقف هنا عندما أسلفناه من الكلام فى هذه الصحيفة – يشير إلى دستور أمة المدينة – وما أردنا إلا أن نبين الأسس الأخلاقية الشورية التى قام عليها بناء أمة الإسلام، فهى أمة الضمير، أمة القلوب، أمة الإيمان.
إنها أمة وليست دولة، لأن الدولة تدول، أما الأمة فلا تدول ولا تزول.
إنها أمة المؤمنين، يحكمها الضمير، تحكمها القلوب، وتسير أمورها أحكام القرآن والسنة، وكلها أحكام قلوب وضمائر حية، ولا يحكمها قانون وضعى، لأن ذلك القانون الذى يضعه الناس يتغير ويتبدل.
ومن الخطأ أن يقال إن رسول الله ? كان رجل دولة، أو كان سياسيا، أو دبلوماسيا، أو قائدا عسكريا، فهذه كلها صفات دون رسول الله ?، فإن رجل الدولة يحتال ويدبر ويخفى الحقيقة إذا استدعى الأمر ذلك، وحاشا لرسول الله أن يصدر عنه من هذا شئ.
ورسول الله ? ليس رجل سياسة، لأن السياسة تبيح التظاهر والتخابث والغدر وما إلى ذلك، وما أبعد رسول الله ? من ذلك.
وأبعد من ذلك أن يوصف رسول الله ? بأنه دبلوماسى، وكلنا نعرف ما يمكن أن يدخل فى الدبلوماسية من احتيال وتظاهر وإخفاء للحقائق وكذب، إذا اقتضت مصالح دولته ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/434)
أما القول بأن رسول الله ? كان قائدا عسكريا فجرأة على رسول الله، يأباها إجلالنا له، وتوقيرنا إياه، فإن القائد العسكرى وظيفته كسب النصر على الأعداء بأى سبيل ولو أدى الأمر إلى قتل الألوف من الأبرياء …….
لم ينشئ محمد رسول الله ? دولة، ولكنه بنى أمة، وبث فى هذه الأمة القرآن، وفيما يتصل ببناء الأمة فإن القرآن إيقاظ للضمير الإنسانى، وإشعار له بقدره وبالقيمة الإنسانية للإنسان ضرب رسول الله ? بقوله وفعله المثل للأمة لتقتدى به …… وترك الأمة لتختار لنفسها الطريق، لكى تسير نفسها فى طريق النصر والإيمان والعزة والكرامة والخير، والأمة بعد ذلك حرة فى أن تصنع لنفسها الشكل الذى تحكم نفسها به، فهى أساسا أمة حرة أو اتحاد شعوب حرة" ().
هذا ما ختم به الأستاذ الدكتور حسين مؤنس كتابه "دستور أمة الإسلام دراسة فى أصول الحكم وطبيعته وغايته عند المسلمين" وقد تكفلت بدعمه الهيئات المضطلعة بتمويل مكتبة الأسرة، ونشر فى العام 2000 بثمن قدره مائة وخمسون قرشا.
وخلاصة كتاب الدكتور مؤنس أمران:
أحدهما: ما صرح به من نفى قيام الدولة فى الإسلام، وقد نقلناه عنه بنصه، مع أنه متناقض مع حرصه الشديد على إبراز أن كل خطوات النبى ? كانت تتم وفق حساب دقيق يقول " لم نعرف فى التاريخ رجلا بلغ إحكامه فى التوفيق، ودقته فى التقدير، وإقباله على العمل المضنى على خطة واضحة مثل محمد " () ويقول " مكث الرسول فى قباء أربعة أيام، وهى فى نظر الكثيرين فترة طويلة، ولكن الحقيقة أنه استوعب خلال هذه الأيام معلومات كثيرة عن الأحوال فى المدينة، ومن خصائص محمد- هكذا كان يكتب - أنه كان يجيد الإنصات وكان يعى ممن يحدثه كل شئ …… لهذا لم يغادر ديار بنى عمرو بن عوف إلا بعد أن عرف تماما ماذا سيعمل، وكيف سيعمله " ().
ويقول " ثم سار وهو على ناقته المشهورة المسماة بالقصواء … .. ثم عرض عليه بنو سالم أن يقيم عندهم … .. ويكون رد رسول الله ?: خلوا سبيلها، فإنها مأمورة، والإشارة هنا إلى القصواء.
وما معنى: أنها مأمورة؟
ألسنا جميعا مأمورين من الله سبحانه فى كل ما نفعله؟
ولماذا نفسرها على أنها مأمورة من الله سبحانه وتعالى؟ ولماذا لا نفسرها على أنها مأمورة من محمد!! لأنه بعد أن درس أحوال المدينة عرف أين يريد، فهو لا يريد أن ينزل فى العدد والعدة والمنعة، وليس هو برئيس دنيوى يبحث عن القوة، إنما هو نبى ورسول وشاهد ومبشر، وسنراه ينزل فى حيث ينبغى أن ينزل النبى الشاهد المبشر النذير، وأين يكون السراج المنير إلا وسط المدينة حيث يصل نوره إلى أطرافها جميعا على سواء؟ " ().
ويبلغ المعنى قمته بقوله " والجميل فى سيرة الرسول أننا نراه منذ وطئت قدماه قباء يتصرف كأنه يسير على خطة محكمة، وضعها بإحكام من قبل، وعندما جاءت الفرصة سار فى التنفيذ قدما كل خطوة تتبعها خطوة، والخطوات تتلاحق وتتكامل، وبناء الأمة يسير بترتيب وأحكام وتوفيق دقيق، كأنما كان محمد يعلم أنه لم تبق له من سنوات العمر إلا عشر سنوات وبضعة شهور هجرية ولا بد أن يتم رسالته كاملة خلال هذا الأمد القصير، فليست هناك ساعة واحدة للضياع " ().
ونحو هذا كلام كثير ينفى عن أقوال النبى ? وأفعاله سمة الوحى السماوى والتدبير الإلهى، ويصر على أنها من قبيل التدبير المحكم والبصيرة النفاذة، ومع كل هذا ينتهى إلى أن رسول الله ? لم يكن رجل دولة، ولا سياسيا، ولا قائد عسكريا، وما ذاك إلا لأن السياسى الذى يعرفه الدكتور مؤنس رجل مخادع، ولا يعرف عسكريا إلا سفاك دماء، ولا دبلوماسيا إلا كاذبا؟!!!.
فإن لم يكن ما أتاه النبى ? وحيا ولا سياسة ولا قيادة ولا دبلوماسية فماذا يكون إذن؟
الرأى عندى أن الدكتور مؤنس – ولا أحد ينكر قدره وفضله – فى زعمه " بأن هذا الذى يكتبه إنما هو تاريخ للإسلام جديد يقوم على منهج فى البحث والاستقراء جديد" () يشبه خطيبا من بعض المتصوفة سمعته يوما يخطب فى الناس بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج وقال: قال رسول الله ?: أعطيت ليلة أسرى بى ثلاثة علوم. علما أمرت بإبلاغه، وعلما أمرت بكتمانه وعلما خيرت فيه".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/435)
وبعد أن انتهت الصلاة جلست إلى الرجل أبصره بخطأ ما قال وأن رسول الله ? لم يقل هذا، ويستحيل أن يقوله، لأن الله سبحانه وتعالى يقول " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس " () فكتمان رسول الله ? شيئا من الرسالة يعنى أنه عصى ربه وخان الأمانة … وقلت كلاما كثيرا فى توضيح هذا المعنى. ولكن الرجل الذى لا يعرف إلا ما يمليه عليه شيخه – فى الطريقة – وهو على شاكلته جادلنى بقوله: أليس من الحكمة أن نخاطب الناس على قدر عقولهم؟ قلت: بلى، ولكن خطاب البشر شئ وإبلاغ الوحى شئ آخر، وقد كان رسول الله ? يدرك هذا، ولذا قال: من يرد الله به خيرا يفقه فى الدين ()، وقال " فرب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه " () وعبثا حاولت، والرجل السليب العقل ماض فى غيه.
الأمر الثانى: أن الدكتور مؤنس يحرص على أن يدخل على العامة أن كل فقهائنا سلطويون، وأن " الفكر السياسى الإسلامى كله انحصر فى موضوع الخلافة الملكية من يستحقها ومن لا يستحقها، وكيف يستطيع الخليفة الملك أن يكون رؤفا رحيما برعيته، وما الذى يصلح السلطان وما الذى يفسده، وما إلى ذلك من المباحث الفرعية البعيدة جدا عن طبيعة أمة الإسلام وغايتها " () " إنما غايتنا – واللفظ له – أن نبين للناس أهمية هذا الصحيفة، فهى بعد القرآن الكريم وبقية الأحاديث النبوية، تعطينا خطا جديدا واضحا فى الفكر السياسى الإسلامى الأصيل، بعيداً عما أدخل عليه، وأقحم فيه من آراء جاهلية، وأفكار غير إسلامية انحرفت بمسار الفكر السياسى عندنا انحرافا لم يجعل منه فكرا سياسيا أصيلا، إنما هو مواعظ وأمانى وتقسيمات وتقنينات هالكة لا يتحصل منها شئ، نجدها فى كتب الأحكام السلطانية، ومواعظ الملوك، ومرايا الأمراء، التى يسميها بعض الناس بالفكر السياسى الإسلامى ظلما وعدوانا " ().
أما السر فى إصرار الفقهاء على وجوب الخلافة، وهى فى النهاية – كما يقول – ملك دينى، وظيفته تنفيذ أحكام الشرع فلأن " الفقهاء هم الذين ينفذون أحكام الشريعة، ومعنى هذا فى النهاية أن الخلافة كلها فى خدمة الفقهاء، وهذا هو لباب الفكر السياسى للفقهاء جميعا، فما دام الحاكم يؤيدهم ويعطيهم درجاتهم ومراتبهم فهو عندهم حاكم مقبول، وطاعته واجبة، حتى لو كان فاسقا، قاتلا، وسفاكا " ().
هذا للأسف ما كتبه المؤرخ على أساس من البحث والاستقراء المزعومين، فيا ترى ماذا سيكتب من يبنى على أساس الحدس والتخمين ()؟ وهل يليق بمؤسسات الدولة أن تتكفل بأموال الدولة نشر أفكار وئدت منذ قرابة المائة سنة، ومن كثرة تمحيصها والرد عليها يكاد صاحبها – الشيخ على عبد الرازق – يعدم كل مترحم عليه؟.
وهل من قبيل التنوير نفى المتيقن، والواقع التاريخى، وتشويه تراث الأمة وأعلامها؟
وهل يتصور بعد حملة الاجتثاث هذه أن يكون لدى الأجيال القارئة لهذا الافتراء ولاء لأى شئ، وأى شخص؟ اللهم أهد قومى فإنهم لا يعلمون.
أخوانى: هذا ما وقفت عليه من أدوات القراءة التاريخية التى يتسلح بها الرجل، وهى تكشف عن غايته، فأحزموا أمركم. والسلام.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[28 - 12 - 06, 02:29 م]ـ
أنا أورد من اهتم بالكتابة في تاريخ الاندلس، و ابراز الحضارة الأندلسية،أمَّا منهج حسين مؤنس فتغريبي واضح و مكشوف، و له ولعٌ بالثقافة الفرنسية.(139/436)
يا اهل الكويت!! ... ما هي اخبار المؤرخ الحبر د. احمد الدعيج؟!! لا تبخل بالاجابه ..
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[11 - 11 - 06, 10:31 ص]ـ
د. احمد الدعيج من الناس الذين استمعت الى كل ما وقع في يدي من اشرطته
وانا معجب باسلوبه و غيرته التي تظهر من خلال استعراضه للتاريخ الاسلامي
كذلك مما يشدني اليه بساطته، والمامه بالتاريخ الذي يتحدث عنه.
التسجيلات التي وصلتنا هي من انتاج تسجيلات التقوى:
وهي:
التاريخ السياسي لكلا من: الدولة العباسيه، و المغرب و الاندلس، و العثمانيه.
و اعلن عن الدولة الامويه، ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومن خلال حديث الشيخ فهمت انه القاها، كما ان تاريخه هذا التسجيلات 94 م. ولا ادري ما هو سبب التاخير في نشرها
وكان الشيخ قد وعد بتالتاريخ السياسي لايران.
وسؤالي ماهي اخر اخبار الشيخ؟ .. و هل له دروس؟ وما هي؟
وهل هناك تسجيلات صوتيه له لم تصل الينا. وهل لها روابط من الممكن وضعها
بانتظار اجابه الاخوة
ـ[ابوخالد الكويتي]ــــــــ[11 - 11 - 06, 11:52 ص]ـ
آخر اصدار له حسب علمي (العرب حسب ونسب)
كما سمعت بأنه قد وعد بإصدار كتب في التاريخ، والله أعلم.
ـ[ابو سلطان البدري]ــــــــ[15 - 11 - 06, 02:13 م]ـ
اخي ابوخالد الكويتي سلمه الله ياليت لو تسأل عندكم في الكويت عن تاريخ ايران ومحمد بن عبالوهاب والسلاسل الاخري بارك الله فيك لنعرف الذي صدر منها نطلبه من عندهم وغير موجود لدينا.
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[17 - 11 - 06, 08:09 ص]ـ
اشكر لك مرورك ابو خالد
لكن هل له الان جهود، وماذا عن بقية المجموعه
وهل له دروس او سلاسل جديده
و ارجوا اذا كان له روابط لمجموعات جديده ارجوا وضعها
و هل له موقع خاص به
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 01:08 م]ـ
لله دره .. قابلته لما زارنا ببريدة، وقد أنست به، واستفدت منه كثيراً، وحافظته قوية -ما شاء الله- وخاصة في تذكر التواريخ ..
وطلبنا جميعاً له:
بأن يقوم بفتح موقع ينزل فيه جميع الاصدارات خاصة ما يتعلق بتاريخ دعوة الشيخ، لأن الإنترنت ساحة بعيدة عن مقص الرقيب ..
ـ[بويوسف76]ــــــــ[24 - 11 - 06, 04:46 ص]ـ
صفحة د. أحمد الدعيج في موقع طريق الإسلام ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=154)
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[25 - 11 - 06, 04:56 م]ـ
أنا متواصل مع الدكتور الدعيج منذ سنوات وقد زرناه في الكويت كما زارنا في المملكة والدكتور بخير وصحة ويعد بإكمال المشوار في سلاسل التاريخ
وفي الطريق سلسلة الدولة الأموية
ـ[أبو المعتز القرشي]ــــــــ[25 - 11 - 06, 09:10 م]ـ
خرج مؤخرا بالتسجيلات للدكتور احمد الدعيج:
التاريخ السياسي للدولة الأموية - الجزء الأول 10 أشرطة
وسيتلوها: الجزء الثاني للدولة الأموية 10 أشرطة
وقسمت على جزئين استعجالا لخروجها. والمادة كاملة في التسجيلات.
ـ[أبو المعتز القرشي]ــــــــ[25 - 11 - 06, 09:18 م]ـ
http://mojama.net/navigator.php?pname=topic&tid=242 وهذا رابط مجمع التسجيلات
http://mojama.net/navigator.php?pname=topic&tid=242
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[26 - 11 - 06, 01:06 ص]ـ
بشرك الله بالخير يا ابا معتز،
انا سمعت انها ستنزل، هل هي تباع الان
ـ[أبو المعتز القرشي]ــــــــ[26 - 11 - 06, 08:23 ص]ـ
نعم تباع وقيمة الألبوم 50 ريال
ـ[الرايه]ــــــــ[26 - 11 - 06, 04:17 م]ـ
جزاه الله خيرا وبارك فيه
هل يذكر الشيخ المصادر والمراجع عند كلامه على أي دولة؟
فهذه المسألة مهمة جداً
على سبيل المثال الدولة العثمانية، فجزء غير قليل من الكتب التي تتحدث عنها مشبوهة!
ـ[عبدالرحمن بن طالب]ــــــــ[29 - 11 - 06, 01:02 ص]ـ
الدكتور متبحر في هذا المجال ويزداد عجبك حين تعلم أنه رغم تبحره في علمي التاريخ و الأنساب هو مجرد هاو وإلا فتخصصه صيدلة والدكتوراة إن لم أخطيء في السموم ..
ومع هذا هو يستحضر تواريخ الأحداث بالهجري والميلادي ويربط ما يقرأه في كتب التاريخ الغربية الانجليزية بكتب التواريخ العربية كالمنتظم, فهو يثبت أن فلان المذكور هنا هو ذاته المذكور في تاريخنا ..
أسأل الله أن ينفع به ...
ـ[ابوموهاج]ــــــــ[09 - 12 - 06, 04:56 م]ـ
اخواني ماذا عن سيرة الإمام محمد ابن عبدالوهاب، هل يستطيع أحد رفعها، فهي عند تسجيلات التقوى، والله أعلم أن مقص الرقيب (له دور في تأخرها)
والله أعلم
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[09 - 12 - 06, 05:58 م]ـ
اخواني ماذا عن سيرة الإمام محمد ابن عبدالوهاب، هل يستطيع أحد رفعها، فهي عند تسجيلات التقوى، والله أعلم أن مقص الرقيب (له دور في تأخرها)
والله أعلم
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=30110
ـ[حيدره]ــــــــ[10 - 12 - 06, 12:47 ص]ـ
ما شاءلله تبارك الله على هذا الشيخ الماتع في سلوبه وطرحه وحرقته في سرد الاحداث في التاريخ فانسأل الله أن ينفع به الاسلام والمسلمين
وجزاك الله خير أخي عبد الرحمن على الأشاره الى هذا الشيخ الفاضل وياليت الأخوه يذكرو لنا ترجمة لشيخ حفظه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/437)
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[11 - 12 - 06, 01:19 ص]ـ
الاخ زكرياء توناني
لعل المراد هو التاريخ السياسي لدعوة الشيخ محمد و ليس ترجمته
اكرر شكري لك، و اذا كان يوجد رابط للمجموعه كامله فحسن.
الاخ حيدره و باقي الاخوة
اشكر لك دعائك.
انا استمعت لمجموعة الدوله الامويه ......
الحقيقه رائعه جدا كما هي عادة الشيخ، ولي عليها ملاحظات، او بمعنى اصح استفسارات
اتمنى من احد اهل الكويت طرحها على الشيخ و من ثم الرد
اولا: لاحظت ان الشيخ اهمل التفصيل في كثير من القضايا المهمه، و اطال في قضايا اخرى ارى انها اقل اهميه مثل: اطال كثيرا في مسأله الصراعات القبليه و فصل كثيرا، و اختصر كثيرا في قضايا اخرى مثل:
الفتنه التي بين الصحابه ـ اعجبني طرح الشيخ جدا و احترامه الكبير جدا للصحابه، لكن كان بودي لو انه فصل قليلا و رد على بعض الشبه المتعلقه بالتاريخ.
2: قضية ابن الزبير ـ رضي الله عنه ـ
3: اختصر كثيرا لما تحدث عن المختار، بينما ابن كثير تحدث عنه كثيرا و ذكر ان له عقيده و انه ادعى النبوة، كما لم يشر الى انه الكذاب الذي اخبر عنه الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
4: و اكثر شيء شد انتباهي ـ ليس في هذه المجموعه فقط ـ هو اهماله او اختصاره الشديد جدا في تناول العلاقات الخارجيه او السياسه الخارجية للدول الاسلاميه، كما انه في الدوله الامويه لم يتحدث عن الفتوحات الاسلاميه.مع انه ذكر في مقدمة الشريط لما قدم للدوله الامويه قال، بانها رمز الجهاد، و لكن لم يتحدث عنه
لكن المجموعه كانت رائعه و استمعت اليها مرتين و بدأت في الثالثه ...
اكثر شيء سائني ......... هو التسجيلات التي تتعامل مع الاشرطه بماديه عجيبه على عكس تسجيلات التقوى جزى الله القائمين كل خير
ـ[عبد الحميد الأثري الجزائري]ــــــــ[23 - 11 - 10, 04:26 م]ـ
للرفع
ما هو جديد الشيخ الدكتور أحمد الدعيج
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[23 - 11 - 10, 07:45 م]ـ
حقيقه الشيخ اشرطته ممتعه جدا
وأنا عن نفسي لا أمل من الإستماع في السيارة لسلسلة أشرطته الرائعة (العرب حسب ونسب) و (تاريخ الدولة الأموية)
والشيخ لديه قدرة عجيبة في سرد أحدث الدولة الأموية ولا يغفل أبدا من التطرق للأنساب في كل مناسبة؛ وأكثر ما يميزه نبرة صوته.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[24 - 11 - 10, 04:12 م]ـ
لا جديد
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[28 - 11 - 10, 05:09 ص]ـ
ننتظر من الشيخ تاريخ ايران ان شاء الله(139/438)
أين أجد كتب التاريخ لـ محمود شاكر
ـ[أسامة]ــــــــ[11 - 11 - 06, 11:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بحثت عن كتب التاريخ لـ محمود شاكر فلم أجد، فأين أجد كتبه
وفقكم الله
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[11 - 11 - 06, 11:16 م]ـ
هل تقصد بذلك كتاب التاريخ الاسلامى لمحمود شاكر (سورى) يقع فى 26 جزءا فهو طبعة
المكتب الاسلامى تجده فى دار السلام
ـ[أسامة]ــــــــ[12 - 11 - 06, 09:02 م]ـ
نعم، جزاك الله خير
هل هو موجود على الانترنت؟
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[12 - 11 - 06, 11:25 م]ـ
كتاب التاريخ الاسلامى لمحمود شاكر (سورى) يقع فى 26 جزءا فهو طبعة
المكتب الاسلامى تجده فى دار السلام
أخي الكريم أليس الكتاب 22 جزء فقط؟
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[14 - 11 - 06, 01:51 ص]ـ
لا هو 26 جزء ولا تسالنى عن ثمنه
ـ[محمد ابن ابى عامر]ــــــــ[14 - 11 - 06, 09:40 م]ـ
لما ...... ؟ (ابتسامة)
ـ[أسامة]ــــــــ[14 - 11 - 06, 10:12 م]ـ
أخي الكريم (علاء)
جزاك الله خير على مرورك
------------------
أخي الفاضل (محمود شوكت)
جزاك الله خير على التوضيح
--------------------
ـ[أسامة]ــــــــ[14 - 11 - 06, 10:14 م]ـ
أخي الحبيب (محمد)
(ابتسامة محب)
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[15 - 11 - 06, 01:13 ص]ـ
لن أسأل عن الثمن فقد اشتريته بسعره الباهظ منذ فترة من دار السلام، لكن أين أجد ما بعد الجزء 22؟ وهل استطعت الحصول على أي من الـ ج10 أو 12؟
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[15 - 11 - 06, 01:16 ص]ـ
نعم، جزاك الله خير
هل هو موجود على الانترنت؟
أخي الكريم
أحد الإخوة قام بالاتفاق مع مصفف على كتابته، ومن ثم سيرفعه في الملتقى وسألته فقال قريبًا إن شاء الله، فالله المستعان
ـ[أسامة]ــــــــ[20 - 11 - 06, 11:21 م]ـ
أخي علاء .. جزاك الله خير أخي الحبيب وأنا أنتظرها بشوق
ـ[إسلام مصطفى محمد]ــــــــ[21 - 11 - 06, 12:25 ص]ـ
سمعت عن طبعة للمكتبة التوفيقية -لكني لم أرها-،و أن بها الأجزاء 12،10
فهل رآها أحد من الأخوة؟
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[08 - 12 - 06, 05:01 م]ـ
لما ...... ؟ (ابتسامة)
لان ثمنه 770 جنيها!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[حامد ابراهيم]ــــــــ[15 - 01 - 07, 08:57 م]ـ
هل نطمع أن يقوم أحد الإخوة بتصويره pdf نظرا لأهميته الكبيرة ولأن البعض قد لا يتيسر له شراؤه لأن سعره باهظ فعلا جزاكم الله خيرا
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[24 - 01 - 07, 04:59 م]ـ
هل نطمع أن يقوم أحد الإخوة بتصويره pdf نظرا لأهميته الكبيرة ولأن البعض قد لا يتيسر له شراؤه لأن سعره باهظ فعلا جزاكم الله خيرا
من لها؟؟
ـ[سليمان المصرى]ــــــــ[30 - 01 - 07, 04:35 م]ـ
هذه الاجزاء المذكورة ممنوعه من دخول مصر اعنى 10.12 وقد اخبرنى مرة صاحب مكتبة فياض بالمنصورة انه يبيعهما ولكن هذا منذ زمن
ـ[أسامة]ــــــــ[11 - 02 - 07, 12:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ما هي الآخبار؟؟
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[11 - 02 - 07, 06:18 ص]ـ
هذه روابط لبعض أجزاء حملتها من قبل http://www.lisaanularab.com/osama/books/trikh/06_1.rar
http://www.lisaanularab.com/osama/books/trikh/06_2.rar
ـ[هشام الماسي]ــــــــ[13 - 02 - 07, 02:04 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أختر الاخوة الكرام أنني أملك الطبعة الثانية 1421/ 2000 للمكتب الاسلامي من كتاب التاريخ الاسلامي للاستاذ محمود شاكر في 22 جزءا، لكن تنقصها الاجزاء 10/ 12/15/ 19/20 فكيف الحصول عليها، و إذا كانت هناك إمكانية لتبادل الطبعات فأنا رهن إشارة الاخوة الكرام.
و فقكم الله لما فيه خير و صلاح لهذه الامة
ـ[أبو فهر السكندري]ــــــــ[17 - 02 - 07, 02:37 ص]ـ
لكن تنقصها الاجزاء 10/ 12/15/ 19/20 فكيف الحصول عليها،
الأجزاء 15، 19، 20 تباع مفردة وهي عند دار السلام
لان ثمنه 770 جنيها
عند دار العقيدة ب (580) على ما اتذكر، والله أعلم.
ـ[هشام الماسي]ــــــــ[17 - 02 - 07, 08:41 م]ـ
جزاك الله أخي أبو الأشبال السكندري.
ـ[أبو فهر السكندري]ــــــــ[17 - 02 - 07, 10:06 م]ـ
واياك أخي خيراً.
ـ[أبو أسامة الحنبلي]ــــــــ[14 - 04 - 07, 06:46 ص]ـ
نريد المجلدات 10 و 11 و 12
في الإنترنت بصيغة word أو أي شيء ..... ؟
ـ[أحمد علي البلوشي]ــــــــ[15 - 04 - 07, 07:32 م]ـ
الأخ أبو عمرو الروابط التي وضعتها لا تعمل فعند الضغط على (تحميل) تظهر هذه الرسالة:
لا تمك الصلاحية لتحميل هذا الملف
ـ[ابو الحمز]ــــــــ[23 - 11 - 08, 08:35 م]ـ
الموضوع قديم ولكنه متجدد وما زلنا نبحث عن الكتاب
ـ[أبو الحسن القاسم]ــــــــ[28 - 11 - 08, 09:12 ص]ـ
هل من مبين لأهمية هذا الكتاب فمن الواضح من خلال اهتمام الإخوة أن الكتاب له قدر جليل و من هو مؤلفه؟؟
ـ[عمرو عبدالحافظ]ــــــــ[29 - 11 - 08, 03:28 م]ـ
هذه الاجزاء المذكورة ممنوعه من دخول مصر اعنى 10.12 وقد اخبرنى مرة صاحب مكتبة فياض بالمنصورة انه يبيعهما ولكن هذا منذ زمن
لماذا منعت؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/439)
ـ[اسمير]ــــــــ[28 - 12 - 08, 07:05 م]ـ
وهل استطعت الحصول على أي من الـ ج10 أو 12 حتى انا قد فقد الامل وصليت صلاة الغاءب
ـ[اسمير]ــــــــ[28 - 12 - 08, 07:06 م]ـ
اي الجنازة منذ حوالي 10 سنوات
ـ[أبو عبد الرحمن النجدي السلفي]ــــــــ[15 - 07 - 10, 09:32 ص]ـ
الكتاب صور كما تعلمون على:
http://www.almaktabah.net/vb/showthread.php?t=27699
لكن يبقى النقص في الأجزاء:
العاشر
الثاني عشر
العشرون
من 23 إلى 26
فمن وصل إلى شيء من ذلك، فليدل عليه مأجوراً.
والدال على الخير كفاعله.(139/440)
تساؤلات حول كتاب العواصم من القواصم؟!!!
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[12 - 11 - 06, 04:42 ص]ـ
الحمد لله وحده وصلى الله على من لا نبي بعده وعلى آله وجميع صحبه
وبعد؛ فهذه تساؤلات حول بعض النقاط التي وردت في كتاب " العواصم من القواصم " لأبي بكر بن العربي بتحقيق محب الدين الخطيب.
(1):
قال القاضى ابن العربى فى (صـ93) فى دفاعه عن الوليد بن عقبة فى واقعة حده فى الخمر:
وأما حده فى الخمر، فقد حد عمر قدامة بن مظعون على الخمر وهو أمير وعزله، وقيل صالحه.
وليست الذنوب مسقطة للعدالة إذا وقعت منها التوبة. اهـ
ثم قال محقق الكتاب محب الخطيب مؤيداً ابن العربي (1) (صـ 94،93):
وقدكان من حسن حظ قدامة بن مظعون أنه قرشي من بنى جمح. ولو أنه كان قرشيا من بنى عبد شمس لانطلقت ألسنة السوء بالبذاءة عليه واختراع الأكاذيب فيه ما دام فى الدنيا كذب.اهـ
ولي تساؤلات حول هذا الكتاب وحول " المؤلف والمحقق " في هذه الجزئية:
* لماذا لم يذكر المؤلف ابن العربي والمحقق محب الخطيب ظروف وملابسات حد عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لقدامة1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في هذه الواقعة؟!
* و هل شرب قدامة بن مظعون الخمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قبل هذه الواقعة أو بعدها؟
ولماذا شرب؟.
هذا مالم يذكره المؤلف أو المحقق!
ولِمَ اقتطع الرواية؟!
ففي الرواية بعد أن شُهدَعلى قدامة بن مظعون، قال له عمر: إنى حادك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، فقال: لو شربت كما يقولون ما كان لكم أن تجلدونى، فقال عمر: لِمَ؟ قال قدامة: قال الله تعالى: {ليس على الذين أمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا أمنوا ….}
فقال عمر: أخطأت التأويل. إنك إذا اتقيت اجتنبت ما حرم الله عليك ……… ".
ومن هذا يتضح أن قدامة شرب الخمر مرة واحدة وكان متأولا،ولم ينقل لنا أنه عاد إليها مرة أخرى.
قال الذهبى () ولقدامة هجرة إلى الحبشة، وقد شرب الخمر مرة متأولا، مستدلا بقوله تعالى {ليس على الذين أمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وأمنوا ….} الآية (المائدة:93).
قال شيخ الإسلام بن تيمية:
" أنّا إذا قدرنا أنه يشترط العدل في كل متول فلا يطاع إلا من كان ذا عدل، لا من كان ظالما فمعلوم أن اشتراط العدل في الولاة ليس أعظم من اشترطه في الشهود، فان الشاهد قد يخبرنا بما لا يعلم فان لم يكن ذا عدل لم يعرف صدقه فيما اخبر به، وأما ولى الأمر فهو يأمر بأمر يعلم حكمه من غيره فليعلم هل هو طاعة لله أو معصية. ولهذا قال تعالى: {إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا} (الحجرات:6) فأمر بالتبين إذا جاء فاسق بنبأ، معلوم أن الظلم لا يمنع من فعل الطاعة ولا من الأمر بها (والمقصود هنا) أن الله جعل الفسق مانعا من قبول النبأ، والفسق ليس مانعا من فعل كل حسنة، وإذا كان كذلك. وقد ثبت بالكتاب والسنة والإجماع انه لا يشترط إلا ذوو العدل، ثم يكفى في ذلك الظاهر أولي، فعلم انه لا يشترط في الولاية من العلم والعدالة اكثر مما يشترط في الشهادة، يوضح ذلك أن الأئمة وجميع الناس يجوزون أن يكون نواب الإمام غير معصومين وان لا يكون الإمام عالما بعصمتهم بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ولى الوليد بن عقبة بن أبى معيط ثم اخبره بمحاربة الذين أرسل إليهم فانزل الله عز وجل {يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فاتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} {الحجرات: 6}. اهـ ()
ولعل هذا القول لابن تيمية يزيل العجب عند المحقق ـ رحمه الله ـ وعند كل من قرأ هذا الكتاب.
ولي أن أسأل:
إن شيخ الإسلام ابن تيمية استشهد فى هذا النص على أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل الوليد وأنه نزلت فيه الآية: {ان جاءكم فاسق} فهل يدخل شيخ الإسلام في جملة من وصفهم الكتاب بالذين يحملون الغل فى قلوبهم بالطعن على بنى أمية؟!
أم أنه فيه نزعة تشيع؟!
كما وصف ـ المحقق ـ الإمام عبد الرزاق الصنعانى في (صـ 89)!.
ثم إنني أتسائل:
إن هذا النص عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله منقول عنه ليس من رسالة من رسائله أو من مجموعة الفتاوى ـ إذ لو كان كذلك لوجدنا عذرا للمحقق ـ بل أن هذا النص المنقول من كتاب "منهاج السنة"! وهو ـ أي المحقق ـ قد استشهد بذات الكتاب مررا وتكرارا!
فهل لم يطلع عليه المحقق؟!!!
مما يجعلني أتسائل حول الأمانة العلمية للمحقق الخطيب!!!
وإلى لقاءآخر مع تساؤل آخر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 11 - 06, 05:38 ص]ـ
انتهيت من طعنك في الصحابة وابتدأت الآن بأئمة السنة مثل محب الدين الخطيب؟ قاتل الله التشيع.
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[12 - 11 - 06, 05:49 ص]ـ
واله فقط
___________________
اخ محمد الامين انت مؤدب معه زيادة عن الزوم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/441)
ـ[جلاء الأفهام]ــــــــ[12 - 11 - 06, 06:42 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي صلاح الدين ,
ومحب الخطيب يوصله الغلو في تعليقاته للرد على الرافضة إلى ما أشرت إليه.
وهو يفتح بذلك باباً واسعاً على أهل السنة.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[12 - 11 - 06, 07:32 م]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
محمد الأمين
انتهيت من طعنك في الصحابة وابتدأت الآن بأئمة السنة مثل محب الدين الخطيب؟ قاتل الله التشيع.
معاذ الله أن أطعن في صحابي رأى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فما بالك باتهامك لي بالصحابة رضوان الله عليهم!!!
و هل لك أخي الكريم أن تبين لي مفهوم التشيع؟
حتى لا أقع فيه!!!
وقبل أن تجيب إقرأ هذا الرابط:
وهو بعنوان خير الأمة بعد نبيها
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=77532
احمد الشمري
واله فقط
___________________
اخ محمد الامين انت مؤدب معه زيادة عن الزوم
أنت أخي أحمد في ملتقى أهل الحديث وهم أهل الأدب عالمهم ومتعلمهم ومحبهم
وأرجو منك أن تصوبني إن أخطأتُ وأكون لك من الشاكرين.
ويهمني رأيك ورأي الأخ محمد الأمين وجميع الإخوة في هذا المنتدى، سيما في التساؤل القادم إن شاء الله تعالى.
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[12 - 11 - 06, 07:35 م]ـ
أمين وشمري إما أن تتكلما بعلم أو تسكتا بحلم.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[12 - 11 - 06, 08:00 م]ـ
لماذا وضعت علامة تعجب بعد ذكرك لوصف محب الدين الخطيب لعبد الرزاق بالتشيع
هو حقاً كذلك
ونقل عنه انه تاب
ولكن له أحاديث في المناقب أو المثالب
متكرة كما وصفه بذلك ابن عدي في الكامل
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[13 - 11 - 06, 06:25 ص]ـ
بالنسبة للوليد بن عقبة فنزول الآية في حقه لا يعني مات فاسقاً
فقد أجمع أهل الحديث على قبول روايته
وقد ولاه كل من عمر وعثمان مما يدل على أنه قد حسن إسلامه لاحقاً
وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالإقتداء بأبي بكر وعمر وباتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين
وقريبٌ من ذلك تنزيل ثابت بن قيس الشماس قوله تعالى ((يا أيها آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي)) على نفسه وإحداثه التوبة والندم فبشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة
مما تقدم يعلم أن إلزام محب الخطيب باتهام ابن تيمية بالتشيع لا يلزمه _ بل لا يلزمه حتى بدون ذكر ما تقدم _
وقد ثبت في السنة أن الحد يكفر الذنب
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[13 - 11 - 06, 06:25 ص]ـ
وما الذي اغظبك ابو خشبة
ـ[جلاء الأفهام]ــــــــ[13 - 11 - 06, 06:43 ص]ـ
أخي عبد الله الخليفي ..
هل لي بمصدر الإجماع؟
الوليد بن عُقبة لم يروي من السنة ما يحتاج إليه أصلاً .. كما نص على ذلك ابن عبد البر وغيره ..
ومن قال إنه فاسق أراد حاله كما نص القرآن على ذلك .. ولم يرد البحث هل مات فاسقاً أم لا؟
ثم إن التولية لا تدل على العدالة بل على الأصلح للقيام .. وقد نص أهل العلم على دفع الفاسق الأصلح على غيره وإن كان صالحاً ..
والحمد لله ,,
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[13 - 11 - 06, 07:01 ص]ـ
أخي عبد الله الخليفي ..
هل لي بمصدر الإجماع؟
الوليد بن عُقبة لم يروي من السنة ما يحتاج إليه أصلاً .. كما نص على ذلك ابن عبد البر وغيره ..
ومن قال إنه فاسق أراد حاله كما نص القرآن على ذلك .. ولم يرد البحث هل مات فاسقاً أم لا؟
ثم إن التولية لا تدل على العدالة بل على الأصلح للقيام .. وقد نص أهل العلم على دفع الفاسق الأصلح على غيره وإن كان صالحاً ..
والحمد لله ,,
في زمن عمر وعثمان كان المهاجرون والأنصار متوافرين فأي فاسق لا يصلح هذا الذي سيدفع من أجل الفاسق الذي يصلح
ولا حاجة ملحة لتوليته مع توافر خيار الصحابة
وكونه كان فاسقاً حين نزل القرآن فلا ينكره مسلم وليس محل بحث وخلاف وإنما أردنا التنبيه والتوضيح لما قد يشكل
وهل تعرف صحابياً اختلفوا في روايته بين الأخذ والرد
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[13 - 11 - 06, 07:03 ص]ـ
تشيع عبدالرزاق ذكره العلماء فلماذا لايكلف الأخ صلاح الدين الشريف نفسه ويطالع في ترجمته قبل أن يعترض على محب الدين الخطيب!!
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[13 - 11 - 06, 07:18 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/442)
ونتمنى من الأخ صلاح الدين الشريف أن يضع لنا الرواية كاملة ويوضح قوله (((هذا مالم يذكره المؤلف أو المحقق!
ولِمَ اقتطع الرواية؟!)))
رجاء ضع الرواية ثم بين القطع؟
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[13 - 11 - 06, 01:23 م]ـ
محمد الأمين انتهيت من طعنك في الصحابة وابتدأت الآن بأئمة السنة مثل محب الدين الخطيب؟ قاتل الله التشيع.
أقول للأخ محمد الأمين أنا لدي ملحوظات على محب الدين الخطيب رحمه الله في تحقيق العواصم)
فكان ماذا؟ هل خرجنا من أهل السنة؟!
هل الخطيب القادري الجيلاني الحسني يُمنع الرد عليه؟!
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 11 - 06, 08:38 م]ـ
الأخ الكريم صلاح الدين الشريف - وفقه الله
لقد أخطأت في كتابة هذا الموضوع
محب الدين الخطيب - رحمه الله رجل له جهود كبيرة في الدفاع عن الإسلام والتصدي للمنافقين
وفي الدفاع عن السنة والتصدي للرافضة
وهو رجل مؤرخ وباحث كبير
إذا وقعت منه أخطاء علمية سواء في هذا الكتاب أوغيره
فهذا لايعني أن نعامله معاملة
(أين الأمانة العلمية) ونحو ذلك
وإلا لذهب آخر إلى القول
لابن تيمية وابن القيم وابن حجر والعيني والزيلعي والتقي الفاسي
وغيرهم
أين الإمانة العلمية
بل يذهب آخر ليقول للامام مالك
أين الإمانة العلمية
وكذا للامام الشافعي
والبخاري
ومسلم
رحمهم الله
فالخطأ وارد
والإنسان بشر يتأثر بالبيئة وبالعوامل الأخرى
وكونه أخطأ في مسألة أو حتى عدة مسائل تاريخية
لا يجيز لنا أن نقول (أين الامانة العلمية) الخ
ومحب الدين الخطيب صحافي يكتب بلغة الصحافة أحيانا
فأسلوبه هنا أسلوب الصحافيين
حمله على ذلك الانتصار لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فاللهم ارفع قدر كل من دافع عن خيرة خلق الله بعد رسل الله عليهم السلام
فهذه النية الحسنة يوجب علينا أن لانتكلم في محب الدين الخطيب في مثل هذه المسائل
بهذا الاسلوب
ثم في مسألتنا لمحب الدين الخطيب أن يقول والوليد بن عقبة شرب الخمر متأولا فكان ماذا
وحتى لو تكرر منه فلعله شرب النبيذوهو لايعرف أن النبيذ خمر فسكر منه
فحد
فكان ماذا
نعم الخلفاء لا يولون الفسقة
فالوليد بن عقبة صحابي مجاهد
ولا نسمع كلام الرافضة في حقه
ولا كلام جهال المؤرخين
و لا يلزم ابن العربي ولا محب الدين الخطيب ذكر ظروف وملابسات قصة قدامة رضي الله عنه
فضلا عن أن يقال عن الإمانة العلمية لمحب الدين - رحمه الله
فإن قلت وهل توافق محب الدين الخطيب فيما ذكر في التعليق على العواصم
فأقول أوافقه في الحق وأخالفه في غير الحق
وفي مسألة الوليد رضي الله عنه أوافقه في كونه كان من المجاهدين
وأخالفه فيما اعترض به في مسألة الحد وغيره
فإن قلت وهل توافق القاضي ابن العربي
فالجواب مثل الجواب في قضية الوليد
ثم وهذا جواب آخر عن القاضي ابن العربي - رحمه الله
في مسألة الزهد
فكتاب الزهد الموجودبيننا ناقص كما يقوله غير واحد من أهل العلم
ولعل ابن العربي وقف على مالم نقف عليه
وبالنسبة للاستنتاج فهذا اجتهاد منه - رحمه الله
ولعله لم يقف على كلام الإمام أحمد في يزيد بن معاوية
أو وقف عليه ولكنه اعتبر ذكر الإمام أحمد لزهد يزيد متأخر عن كلامه عنه
وابن العربي ليس من علماء الحنابلة وقد يخفى عليه الشيء الكثير من كلام الإمام أحمد
ثم وهذا احتمال لعل وقف على يزيد آخر فظنه يزيد بن معاوية بن أبي سفيان
فأخطأ
عموما الاعتذار عنه وارد ومحتمل
وهكذا
تنبيه:
المقصود أن لانكون عون للرافضة من حيث لا نشعر
ولابأس بعرض أخطأء محب الدين الخطيب التي نرى أنها أخطاء
وقد نوافق عليها أو لا نوافق
ولكن بأسلوب أحسن من هذا
وفق الله الجميع لكل خير
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[14 - 11 - 06, 09:26 م]ـ
ومحب الدين الخطيب صحافي يكتب بلغة الصحافة أحيانا
فأسلوبه هنا أسلوب الصحافيين
حمله على ذلك الانتصار لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فاللهم ارفع قدر كل من دافع عن خيرة خلق الله بعد رسل الله عليهم السلام
وكا قلت أخي الكريم له عبارات تمنيت لو لم يطلقها في كتابه العواصم ومختصر المنهاج وخااصة عن معارضة أهل المدينة في موقعة الحرة
وقد انتقده الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة في معرض حديثه عن حديث (الخلافة ثلاثون)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/443)
وهناك أمور أُخرى والرجل كان عملةنادرة في زمانه وله صحيفة كان ينشرها إبان النهضة العربية وله أمور أخرى جيدة رحمه الله ونحن نحسن الظن به ومن لنا مثل الخطيب في زماننا هذا؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 11 - 06, 06:03 ص]ـ
أبو حاتم هل أنت صلاح الدين نفسه؟ كلاكما يتلقب بالشريف لكن الغريب أن أتكلم مع واحد فيرد علي الثاني!
نعم لقد أصاب ابن العربي رحمه الله في تخطئة فتية أهل المدينة ويكفينا امتناع عامة الصحابة عن تأييد خروجهم على الخليفة ونقضهم للعهد.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[15 - 11 - 06, 07:14 م]ـ
محمد الأمينأبو حاتم هل أنت صلاح الدين نفسه؟ كلاكما يتلقب بالشريف لكن الغريب أن أتكلم مع واحد فيرد علي الثاني!
\
أخي االكريم تأكد أنه ليس بيني وبين الأخ الفاضل صلاح الشريف أي علاقة أو أي صلة!
ولا أعرفه ولا يعرفني! ولا أدري هل هو من المشرق أو من المغرب؟!
ولم يسبق لي أن راسلته أو راسلني!
كما أني لا أعرف من تكون أنت يا محمد الأمين؟
] محمد الأمين
نعم لقد أصاب ابن العربي رحمه الله في تخطئة فتية أهل المدينة ويكفينا امتناع عامة الصحابة عن تأييد خروجهم على الخليفة ونقضهم للعهد.
هناك الكثير من الصحابة من الأنصار كانوا في المدينة لم يبايعوا يزيد بن معاوية فإذن هم خوارج على كلامكم!
وأقو ل إن قتال أهل المدينة لم يكن له أي مبرر والأنفس الزكية التي ذهبت لم يكن لها أي داعي ولو تنازل يزيد بن معاوية عن الحكم وترك للصلح مجالاً واقتدى بالحسن بن علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
لكان أسلم والحرب والقتال مفاسده عظيمة جداً ورحم الله أهل المدينة
وعن جبير بن نفير قال: قلت للحسن بن علي: إن الناس يقولون: إنك تريد الخلافة؟، قال: قد كان جماجم العرب في يدي يحاربون من حاربت، ويسالمون من سالمت؛ تركتُها ابتغاء وجه الله وحقن دماء أمة محمد صلى الله عليه وسلم ().
ولا نريد أن نقلب المواجع ونعيد المآسي ونسأل الله أن يغفر للجميع
ونقول
(وعند الله تجتمع الخصوم)
قال تعالى (تلك أمة قد خلت، لها ما كسبت ولكم ما كسبتم، ولا تسئلون عما كانوا يعلمون) (، [البقرة: 134].
اقتباس:
قيس ابن حازم لم يسمع من أمنا عائشة،
أتمنى لو يتكرم علينا الأخ الأمين ويذكر لنا من نص على هذا الكلام؟
وجزاه الله خيرا
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[16 - 11 - 06, 01:32 م]ـ
من الأحاديث المهمة حديث أبي شريح الخزاعي العدوي
سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي شريح الخزاعي (صحابي) قال:
-لما بعث عمرو بن سعيد إلى مكة بعثه يغزو ابن الزبير أتاه أبو شريح فكلمه وأخبره بما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج إلى نادي قومه فجلس فيه فقمت إليه فجلست معه فحدث قومه كما حدث عمرو بن سعيد ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له عمرو بن سعيد قال قلت هذا إنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح مكة فلما كان الغد من يوم الفتح
عدت خزاعة على رجل من هذيل فقتلوه وهو مشرك فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيبا فقال يا أيها الناس إن الله عز وجل حرم مكة يوم خلق السموات والأرض فهي حرام من حرام الله تعالى إلى يوم القيامة لا يحل لإمرئ يؤمن بالله واليوم الآخر يسفك فيها دما ولا يعضد بها شجرا لم تحلل لأحد كان قبلي ولا تحل لأحد يكون بعدي ولم تحلل لي إلا هذه الساعة غضبا على أهلها ألا ثم قد رجعت كحرمتها بالأمس ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب فمن قال لكم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قاتل بها فقولوا إن الله عز وجل قد أحلها لرسوله ولم يحللها لكم يا معشر خزاعة وارفعوا أيديكم عن القتل فقد كثر أن يقع لئن قتلتم قتيلا لآذينه فمن قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين إن شاؤا فدم قاتله وإن شاؤا فعقله ثم ودى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل الذي قتلته خزاعة
فقال عمرو بن سعيد لأبي شريح انصرف أيها الشيخ فنحن أعلم بحرمتها منك إنها لا تمنع سافك دم ولا خالع طاعة ولا مانع خزية قال فقلت قد كنت شاهدا وكنت غائبا وقد بلغت وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ شاهدنا غائبنا وقد بلغتك فأنت وشأنك قال عبد الله وجدت في كتاب أبي بخط يده.
المسند
وهذا الحديث مهم جداً يؤكد أن الصحابة كانوا غير راضين عن عامله عمرو بن سعيد
] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي شريح العدوي أنه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة ائذن لي أيها الأمير أن أحدثك قولا قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن يوم الفتح سمعته أذناي ووعاه قلبي وبصرته عيناي حين تكلم أنه حمد الله وأثنى عليه ثم قال إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس فلم يحل لامرىء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ولا يعضد بها شجرة فإن أحد ترخص لقتال رسول الله فيها فقولوا له إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم وإنما أذن لي ساعة من نهار وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس فليبلغ الشاهد الغائب
فقيل لأبي شريح ماذا قال لك عمرو قال أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريح ان الحرم لا يعيذ عاصيا ولا فارا بدم ولا فارا بخربة رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة وغيره ورواه مسلم عن قتيبة عن الليث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/444)
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[18 - 11 - 06, 06:51 م]ـ
الحمد لله
محمد الأمين
أبو حاتم هل أنت صلاح الدين نفسه؟ كلاكما يتلقب بالشريف لكن الغريب أن أتكلم مع واحد فيرد علي الثاني!
أنار الله بصرك وبصيرتك ... وصدق الأخ الفاضل أبو حاتم فيما قال
فأنا لا أعرفه كما لا أعرفك وهو لا يعرفني كما لا يعرفك ... وإن كنت أحسبه من جزيرة العرب
وأنا أسكن قارة أخري ليست بعيدة عنها.
وبالمناسبة هناك بعض الإخوة في هذا الملتقى يعرفونني و يعرفون ذلك.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[18 - 11 - 06, 07:26 م]ـ
سبحان الله
محمد الأمين
نعم لقد أصاب ابن العربي رحمه الله في تخطئة فتية أهل المدينة ويكفينا امتناع عامة الصحابة عن تأييد خروجهم على الخليفة ونقضهم للعهد.
عبد الله بن زيد بن عاصم 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
معقل بن سنان الأشجعي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
أنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وولده وأهله رحمهم الله تعالى
أبو هريرة رضي الله عنه
جابر بن عبد الله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
هؤلاء ليسوا فتية!
بل هم أكابر الصحابة من أهل المدينة.
فهل خرجوا ونقضوا بيعة يزيد؟
بالطبع ستجيب: لا. لم يخرجوا ولم يؤيدوا الخروج على الخليفة.
فسؤالي لك: لماذا قُتِلَ هؤلاء الصحابة و نُهِبُوا؟!!
ولي مبحث في هذا الموضوع بعنوان:" وقعة الحرة ... ونهب المدينة ".
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 11 - 06, 08:49 م]ـ
فسؤالي لك: لماذا قُتِلَ هؤلاء الصحابة و نُهِبُوا؟!!. [/ left]
هل تستطيع أن تثبت أمر يزيد بقتل هؤلاء؟ لا شك بحدوث تجاوزات من الجيش الشامي، لكن لم يأمر يزيد بذلك وإنما أراد قمع التمرد الذي كان يهدد الخلافة الإسلامية.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[18 - 11 - 06, 09:04 م]ـ
الحمد لله
ابن وهب
محب الدين الخطيب - رحمه الله رجل له جهود كبيرة في الدفاع عن الإسلام والتصدي للمنافقين
وفي الدفاع عن السنة والتصدي للرافضة
وهو رجل مؤرخ وباحث كبير
ومحب الدين الخطيب صحافي يكتب بلغة الصحافة أحيانا
فأسلوبه هنا أسلوب الصحافيين
حمله على ذلك الانتصار لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أبوحاتم الشريف
في الحقيقة للخطيب جهود مشكورة في طباعة كتب السنة منها الفتح ومختصر المنهاج وكتب كثيرة معروفة وهو صاحب السلفية و الأستاذ الخطيب من أسرة علوية حسنية وهو من عقب عبد القادر الجيلاني كما قال عن نفسه في تعليقه على مختصر المنهاج
والرجل كان عملةنادرة في زمانه وله صحيفة كان ينشرها إبان النهضة العربية وله أمور أخرى جيدة رحمه الله ونحن نحسن الظن به ومن لنا مثل الخطيب في زماننا هذا؟
صدقتما وبررتما
فجهود محب الدين الخطيب ـ رحمه الله ـ لاتنكر، نسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناته
ولكنني أُنكر عليه بعض الأخطاء والتي شابتها غفلات منه وهي كثيرة
كذلك هناك عبارات وجمل له وللمؤلف رحمهما الله ليتهما لم يذكراها
وأرجو أن تتابعا الموضوع
وأرجو أن أكون مخطئا في ذلك
وفقنا الله إلى الحق واتباعه.
ابن وهب
فاللهم ارفع قدر كل من دافع عن خيرة خلق الله بعد رسل الله عليهم السلام
اللهمّ آمين
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[18 - 11 - 06, 09:48 م]ـ
الحمد لله وحده
محمد الأمين
هل تستطيع أن تثبت أمر يزيد بقتل هؤلاء؟ لاشك بحدوث تجاوزات من الجيش الشامي، لكن لم يأمر يزيد بذلك وإنما أراد قمع التمرد الذي كان يهدد الخلافة الإسلامية.
هذا ليس جيش الشام، بل هو جيش الدولة الإسلامية.
كذلك يقال:
إنه هناك إخوة للمسلمين يقبعون في سجون الأعداء يتعرضون من ذبانيتهم للتعذيب والقتل ....
وقيل أنهم انتحروووا!!!! (بالطبع هذا قول الأعداء)
ووالله لقد رأيت ـ على التلفاز ـ أمير الكفار وهو يبدي أسفه وحزنه عليهم ـ بل ساءه ذلك ولم يرض به! ـ وأمر بالتحقيق!!
فهل صدقته؟
وهل تستطيع أن تقول أنه ـ أو قائده ـ أمر بذلك؟ أو أنه ضالع في ذلك؟!!!
والمقصود
أن ولي الأمر مسئول عن تصرفات جيشه
وأن يختار القادة ممن يتصفون بالأخلاق الإسلامية
وليس من نوعية الحصين بن نمير السكوني أو بسر بن أبي أرطأة والتي تكررت منهم الإنتهاكات بالعراق ومصر والمدينة واليمن
وعليهم أن يوصوهم ـ سيما القادة ـ كما كان يوصي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ومن بعده الخلفاء رضوان الله عليهم.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[18 - 11 - 06, 10:26 م]ـ
1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - الحمد لله
عبدالله بن خميس
تشيع عبدالرزاق ذكره العلماء فلماذا لايكلف الأخ صلاح الدين الشريف نفسه ويطالع في ترجمته قبل أن يعترض على محب الدين الخطيب!!
اتهام عبد الرزاق بالتشيع معلوم
قال ابن عدى: حدث بأحاديث في الفضائل لم يوافقه عليها أحد، ومثالب لغيرهم مناكير، ونسبوه إلى التشيع.
عبدالله بن أحمد، سألت أبى: عبد الرزاق يفرط في التشيع؟ قال: أما أنا فلم أسمع منه في هذا شيئا، ولكن كان رجلا يعجبه أخبار الناس.
وقال سلمة بن شبيب: سمعت عبد الرزاق يقول: والله ما انشرح صدري قط أن أفضل عليا على أبى بكر وعمر.
قال أحمد بن الازهر: سمعت عبد الرزاق يقول: أفضل الشيخين بتفضيل علي إياهما على نفسه، ولو لم يفضلهما لم أفضلهما، كفى بى إزراء أن أحب عليا، ثم أخالف قوله.
عبدالله الخليفي
لماذا وضعت علامة تعجب بعد ذكرك لوصف محب الدين الخطيب لعبد الرزاق بالتشيع
هو حقاً كذلك
ونقل عنه انه تاب
لأنني رأيت محب الخطيب يكثر من استعمال هذه الألفاظ
فيقول مثلا:
عن حمران:" هو عبد من عبيد عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - "
وعن محمد بن حذيفة: ربيب عثمان الآبق
ومحمد بن أبي بكر: ربيب عليّ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وأنه زوج أمه
وقال عن أحدهم: أنه من رجال عليّ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
إلى غير ذلك من التعبيرات
ولعلك تلاحظها في التساؤلات القادمة إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/445)
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[19 - 11 - 06, 03:20 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده
التساؤل الثاني: وهو يتعلق بخبر " الحوأب"
ذكر القاضي ابن العربي فى القاصمة (ص 147):
روى قوم أن البيعة لما تمت لعليّ استأذن طلحة والزبير عليا فى الخروج إلى مكة فقال لهما عليّ: لعلكما تريدان البصرة والشام، فأقسما ألا يفعلا وكانت عائشة بمكة. وهرب عبد الله بن عامر عامل عثمان على البصرة إلى مكة، ويعلى بن أمية عامل عثمان على اليمن.
فاجتمعوا بمكة كلهم، ومعهم مروان بن الحكم. واجتمعت بنو أمية وحرضوا على دم عثمان وأعطى يعلى لطلحة والزبير وعائشة أربعمائة ألف درهم وأعطى لعائشة " عسكرا " جملا اشتراه باليمن بمائتي دينار فأرادوا الشام فصدهم ابن عامر وقال: لا ميعاد لكم بمعاوية، ولي بالبصرة صنائع ولكن اليهما.
فجاءوا إلى ماء الحوأب. ونبحت كلابه، فسألت عائشة، فقيل لها: هذا ماء الحوأب. فردت خطامها عنه، وذلك لما سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول " أيتكن صاحبة الجمل الأدبب التي تنبحها كلاب الحوأب؟ ".اهـ
ثم قال ابن العربي فى العاصمة (ص159) متسائلا ومجيبا لنفسه:
فإن قيل: لم خرجت عائشة رضى الله عنها وقد قال صلى الله عليه وسلم لهن فى حجة الوداع " هذه ثم ظهور الحصر " قلنا:حدث حديثين امرأة فإن أبت فأربعة. يا عقول النسوان ألم أعهد إليكم ألا ترووا أحاديث البهتان، وقدمنا لكم على صحة خروج عائشة البرهان، فلم تقولون ما لا تعلمون؟ وتكررون ما وقع الإنفصال عنه كأنكم لا تفهمون؟ {إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون}.
وأما الذي ذكرتم من الشهادة على ماء الحوأب، فقد بؤتم في ذكرها بأعظم حوب. ما كان قط شىء مما ذكرتم، ولا قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الحديث، ولا جرى ذلك الكلام.اهـ
وقال المحقق الخطيب صـ 148 هامش (3) مؤيداً ابن العربي:
لم يشهدوا،ولم تقل عائشة، ولم يقل صلى الله عليه وسلم. اهـ
ثم عاد المحقق ليؤكد ما يقول! فقال في ص161:
تقدم بيان موضع الحوأب. وأن الكلام الذي نسبوه إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلم وزعموا أن عائشة ذكرته عند وصولهم إلى ذلك الماء ليس له موضع فى دواوين السنة المعتبرة. اهـ
خبر ماء الحوأب
* الحاكم فى المستدرك ():
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، ثنا محمد بن عبد الوهاب العبدي، ثنا يعلى بن عبيد،ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبى حازم قال: لما بلغت عائشة رضي الله عنها بعض ديار بني عامر نبحت عليها الكلاب فقالت: أى ماء هذا؟ قالوا: الحوأب. قالت: ما أظنني إلا راجعة، فقال الزبير: لا بعد،تقدمى ويراك الناس ويصلح الله ذات بينهم، قالت: ما أظنني إلا راجعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " كيف بإحداكن إذ نبحتها كلاب الحوأب ".
*ابن كثير فى البداية والنهاية () ابتداء وقعة الجمل.
وبعد أن ذكر مسير عائشة رضي الله عنها ومن معها من مكة الى البصرة قال: وقد مروا فى مسيرهم ليلا بماء يقال له الحوأب فنبحتهم كلاب عنده فلما سمعت ذلك عائشة رضى الله عنها قالت: ما اسم هذا المكان قالوا الحوأب فضربت بإحدى يديها على الأخرى وقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ما أظننى إلا راجعة. قالوا:ولم؟ قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لنسائه: " ليت شعري أيتكن التى تنبحها كلاب الحوأب " ثم ضربت عضد بعيرها فأناخته وقالت ردوني ردوني أنا والله صاحبة الحوأب.
قال ابن كثير:
وقد أوردنا هذا الحديث بطرقه وألفاظه فى دلائل النبوة كما سبق. أهـ
* الذهبي في سير الأعلام ():
قال أحمد فى مسنده: حدثنا يحى بن قطان عن اسماعيل حدثنا قيس قال لما اقبلت عائشة فلما بلغت مياه بنى عامر ليلا فنبحت عليها الكلاب فقالت: أى ماء هذا قالوا ماء الحواب قالت ما اظننى إلا أننى راجعة قال بعض من كان معها بل تقدميين فيراكى المسلمون فيصلح الله ذات بينهم قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" كيف باحداكن تنبح عليها كلاب الحؤاب ".
قال الذهبى: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجوه.
* ابن عبد البر قي الإستيعاب () بسند له عن وكيع عن عصام بن قدامة عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/446)
" أيتكن صاحبة الجمل الأ دبب يقتل حولها قتلى كثير وتنجو بعدما كادت ".
قال ابن عبد البر: وهذا الحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وآله وسلم.
وعصام بن قدامة ثقة وسائر الإسناد أشهر من أن يحتاج لذكره.
* ابن أبى شيبة فى المصنف ():
حدثنا أبو أسامة قال حدثنا إسماعيل عن قيس قال: لما بلغت عائشة بعض مياه بنى عامر ليلا نبحت الكلاب عليها فقالت: أي ماء هذا؟ فقالوا:ماء، فوقفت، فقالت: ما أظنني إلا راجعة،فقال لها طلحة والزبير مهلا رحمك الله بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم، فقالت: ما أظنني إلا راجعة إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لنا ذات يوم: "كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب ".
* أبي يعلى الموصلي () في المسند:
عن محمد بن الفضيل عن إسماعيل بن أبى خالد عن قيس بن حازم قال: مرت عائشة بماء لبنى عامر يقال له الحوأب،فنبحت عليها الكلاب، فقالت: ما هذا؟ قالوا: ماء لبنى عامر، فقالت: ردوني، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "كيف بإحداكن إذا نبحت عليها كلاب الحوأب ".
* أحمد فى المسند (. و.):
عن يحيى عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن محمد بن جعفر عن شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبى حازم عن عائشة قالت: لما أتيت على الحوأب سمعت نباح الكلاب. فقالت:ما أظنني إلا راجعة، إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال لنا:" أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب"، فقال لها الزبير ترجعين عسى الله عز وجل أن يصلح بك ذات بين الناس.
*و عبد الرزاق فى المصنف ():
اخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه ان النبى صلى الله عليه واله وسلم قال لنسائه: " أيتكن تنبحها كلاب ماء كذا كذا " ـ يعنى الحوأب ـ فلما خرجت عائشة الى البصرة نبحتها الكلاب فقالت:ما اسم هذا الماء؟ فاخبروها فقالت: ردوني، فأبى عليها الزبير.
*
الطبراني في الأوسط ـ باب من اسمه محمد:
() ـ حدثنا محمد بن علي، نا يزيد بن موهب، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، قالت: كان يوم من السنة تجمع فيه نساء النبي صلى الله عليه وسلم عنده يوما إلى الليل، قالت: وفي ذلك اليوم قال: «أسرعكن لحوقا أطولكن يدا». قالت: فجعلنا نتذارع بيننا أينا أطول يدين، قالت: فكانت سودة أطولهن يدا، فلما توفيت زينب علمنا أنها كانت أطولهن يدا في الخير والصدقة، قالت: وكانت زينب تغزل الغزل، وتعطيه سرايا النبي صلى الله عليه وسلم يخيطون به، ويستعينون به في مغازيهم، قالت: وفي ذلك اليوم قال: «كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب».
لم يرو هذا الحديث عن مجالد إلا ابن أبي زائدة.
... صحيح ابن حبان:
ذكر الإخبار عن خروج عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، وعلي بن مسهر، عن إسماعيل، عن قيس، قال: لما أقبلت عائشة، مرت ببعض مياه بني عامر طرقتهم ليلا، فسمعت نباح الكلاب، فقالت: أي ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب، قالت: ما أظنني إلا راجعة، قالوا: مهلا يرحمك الله، تقدمين فيراك المسلمون، فيصلح الله بك، قالت: ما أظنني إلا راجعة، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب».
...
دلائل النبوة للبيهقي ():
جماع أبواب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بالكوائن بعده
باب ما جاء في إخباره بأن واحدة من أمهات المؤمنين تنبح عليها كلاب الحوأب وما روي في إشارته على علي رضي الله عنه بأن يرفق بها، وما روي في توبتها من خروجها وتلهفها على ما خفي عليها من ذلك، وكونها من أهل الجنة مع زوجها صلى الله عليه وسلم، ورضي عنها.
* أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا عبد الله الزبير بن عبد الواحد، يقول: سمعت عبدان الأهوازي، يقول: حدثنا عمرو بن العباس، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، أن عائشة، لما أتت على الحوأب سمعت نباح الكلاب، فقالت: ما أظنني إلا راجعة، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: «أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب؟» فقال الزبير: ترجعين، لعل الله أن يصلح بك بين الناس.
* وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، عاليا، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني، حدثنا محمد بن عبد الوهاب العبدي، حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: لما بلغت عائشة بعض ديار بني عامر نبحت عليها كلاب الحوأب، فقالت: أي ماء هذا؟ قالوا: الحوأب، قالت: ما أظنني إلا راجعة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كيف بإحداكن إذا نبحتها كلاب الحوأب؟» فقال الزبير: لا بعد، تقدمي ويراك الناس ويصلح الله ذات بينهم ".
== يتبع بإذن الله تعالى =
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/447)
ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[19 - 11 - 06, 05:35 م]ـ
لتكون المسألة مناقشة علمية لا رمي بنصب أو تشيع و لادارة المنتدى غلق الموضوع اذا وصل الى حد التطاول على مقام السلف
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 11 - 06, 08:04 م]ـ
لا يثبت خبر الحوأب ولا كان قيس بن أبي حازم في ذلك الجيش وهذا مما أنكره عليه الإمام يحيى القطان
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[20 - 11 - 06, 02:53 ص]ـ
الحمد لله
محمد الأمين
لا يثبت خبر الحوأب ولا كان قيس بن أبي حازم في ذلك الجيش وهذا مما أنكره عليه الإمام يحيى القطان
الموضوع لا يتعلق بصحة خبر الحوأب أو عدم صحته ـ مع علمي بصحته كما ستراه ـ ولا ما إذا كان قيس في الجيش أو لم يكن، بل يتعلق بأقوال المؤلف وإنكاره الحديث على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، و أقوال المحقق بأن هذا الخبر " خرافة " و " أسطورة " وأنه لم يرد في كتب السنة المعتمدة!!!
** أما القول بعدم ثبوت خبر الحوأب وإنكار القطان فقد أجاب عنه الشيخ الألباني في الصحيحة بعد أن ذكر حديث الحوأب بقوله:
و إسناده صحيح جدا , رجاله ثقات أثبات من رجال الستة: الشيخين و الأربعة رواه السبعة من الثقات عن إسماعيل بن أبي خالد و هو ثقة ثبت كما في "التقريب ". و قيس بن أبي حازم مثله , إلا أنه قد ذكر بعضهم فيه كلاما يفيد ظاهره أنه مجروح , فقال الذهبي في " الميزان ":
" ثقة حجة كاد أن يكون صحابيا , وثقه ابن معين و الناس.
و قال علي ابن عبد الله عن يحيى بن سعيد منكر الحديث , ثم سمى له أحاديث استنكرها , فلم يصنع شيئا , بل هي ثابتة , لا ينكر له التفرد في سعة ما روى , من ذلك حديث كلاب الحوأب , و قال يعقوب السدوسي: تكلم فيه أصحابنا , فمنهم من حمل عليه , و قال: له مناكير , و الذين أطروه عدوها غرائب , و قيل: كان يحمل على علي رضي الله عنه. إلى أن قال يعقوب: و المشهور أنه كان يقدم عثمان , و منهم من جعل الحديث عنه من أصح الأسانيد. و قال إسماعيل بن أبي خالد: كان ثبتا , قال: و قد كبر حتى جاوز المائة و خرف.
قلت (الألباني): أجمعوا على الإحتجاج به , و من تكلم فيه فقد آذى نفسه , نسأل الله
العافية و ترك الهوى , فقد قال معاوية بن صالح عن ابن معين: كان قيس أوثق من الزهري ".
قلت: و قد تأول الحافظ في " التهذيب " قول يحيى بن سعيد و هو القطان:
" منكر الحديث " بأن مراده الفرد المطلق.
قلت: فإن صح هذا التأويل فيه , و إلا فهو مردود لأنه جرح غير مفسر , لاسيما و هو معارض لإطباق الجميع على توثيقه و الإحتجاج به , و في مقدمتهم صاحبه إسماعيل بن أبي خالد , فقد وصفه بأنه ثبت كما تقدم و لا يضره وصفه إياه بأنه خرف , لأن الظاهر أنه لم يحدث في هذه الحالة , و لذلك احتجوا به مطلقا , و لئن كان حدث فيها , فإسماعيل أعرف الناس به , فلا يروي عنه و الحالة هذه , و على هذا فالحديث من أصح الأحاديث , و لذلك تتابع الأئمة على تصحيحه قديما و حديثا.
الأول: ابن حبان فقد أخرجه في صحيحه كما سبق.
الثاني: الحاكم بإخراجه إياه في " المستدرك " كما تقدم و لم يقع في المطبوع
منه التصريح بالتصحيح منه , و لا من الذهبي , فالظاهر أنه سقط من الطابع
أو الناسخ , فقد نقل الحافظ في " الفتح " (13/ 45) عن الحاكم أنه صححه ,
و هو اللائق به لوضوح صحته.
الثالث: الذهبي فقد قال في ترجمة السيدة عائشة من كتابه العظيم " سير النبلاء"
(ص 60 بتعليق الأستاذ الأفغاني):
" هذا حديث صحيح الإسناد , و لم يخرجوه ".
الرابع: الحافظ ابن كثير , فقال في " البداية " بعد أن عزاه كالذهبي لأحمد في
" المسند ": " و هذا إسناد على شرط الشيخين , و لم يخرجوه ".
الخامس: الحافظ ابن حجر فقد قال في " الفتح " بعد أن عزاه لأحمد و أبي يعلى
و البزار: " و صححه ابن حبان و الحاكم , و سنده على شرط الصحيح ".
فهؤلاء خمسة من كبار أئمة الحديث صرحوا بصحة هذا الحديث , و ذلك ما يدل عليه
النقد العلمي الحديثي كما سبق تحقيقه , و لا أعلم أحدا خالفهم ممن يعتد بعلمهم و معرفتهم في هذا الميدان سوى يحيى بن سعيد القطان في كلمته المتقدمة , و قد عرفت جواب الحافظين الذهبي و العسقلاني عليه , فلا نعيده. انتهى كلام الألباني رحمه الله
ونعود لورود " خبر الحوأب "في الكتب المعتمدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/448)
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[20 - 11 - 06, 03:22 ص]ـ
الحمد لله
قال المحقق تحت عنوان " نقض أسطورة الحوأب "
(2) تقدم في ص 148 بيان موضع الحوأب. وأن الكلام الذي نسبوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وزعموا أن عائشة ذكرته عند وصولهم إلى ذلك الماء ليس له موضع في دواوين السنة المعتبرة. وقد رأينا خبره عند الطبري (5: 170) فرأيناه يرويه عن إسماعيل بن موسى الفزاري (وهو رجل قال فيه ابن عدي: أنكروا منه الغلو في التشيع)، ويرويه هذا الشيعي عن علي بن عابس الأزرق (قال عنه النسائي: ضعيف) وهو يرويه عن أبي الخطاب الهجري (قال الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب: مجهول) وهذا الهجري المجهول يرويه عن صفوان بن قبيصة الأحمسي (قال عنه الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال: مجهول). هذا هو خبر الحوأب.اهـ
قلت (صلاح الدين):
هذه الرواية التي ذكرها المحقق في هامش (2) صـ161وذهب يفند سندها ليثبت أن خبر الحوأب لايصح سنداً وإن وجد في بعض المصادركالطبري، ذكرها الطبري في" المجلد الثالث ص 11" تحت عنوان:" شراء الجمل لعائشة رضي الله عنها، وخبرُ كلاب الحؤأب ".
إلا أنه هناك خبراً آخر ذكره الطبري
فقال حدثني أحمد بن زهير، قال:حدثنا أبى، قال:حدثني وهب بن جرير بن حازم، قال: سمعتُ يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، قال: بلغني أنه لما بلغ طلحة والزبير منزل عليّ بذي قار انصرفوا إلى البصرة، فأخذوا على المنكَدِر، فسمعت عائشة رضى الله عنها نُباح الكلاب، فقالت: أيّ ماء هذا؟ فقالوا:الحوأب، فقالت: إنالله وإنا إليه راجعون! إني لهَِيهْ، قد سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول وعنده نساؤه: " ليت شعري أيتكن تنبحها كلاب الحوأب " فأرادت الرجوع.
هذا الخبر يأتي بعد بضعة صفحات فقط من الخبر الذي ساقه المحقق، فقد ذكره الطبري في"المجلد الثالث ص18" ويبدو أن المحقق لم ينتبه إليه!
*كذلك قال الحافظ ابن حجر في الفتح (6/ 229) " ط. المطبعة السلفية" ـ كتاب فرض الخمس ـ في شرحه لصحيح البخاري رقم (3129):
قوله: (لما وقف الزبير يوم الجمل) يريد الوقعة المشهورة التي كانت بين علي بن أبي طالب ومن معه وبين عائشة رضي الله عنها ومن معها ومن جملتهم الزبير، ونسبت الوقعة إلى الجمل لأن يعلى بن أمية الصحابي المشهور كان معهم فأركب عائشة على جمل عظيم اشتراه بمائة دينار - وقيل ثمانين وقيل أكثر من ذلك - فوقفت به في الصف، فلم يزل الذين معها يقاتلون حول الجمل حتى عقر الجمل فوقعت عليهم الهزيمة، هذا ملخص القصة، وسيأتي الإلمام بشيء من سببها في كتاب الفتن إن شاء الله تعالى: وكان ذلك في جمادى الأولى أو الآخرة سنة ست وثلاثين.اهـ
*وأيضاً قال الحافظ ابن حجر في الفتح (13/ 53) " ط. المطبعة السلفية " في شرحه لصحيح البخاري ـ كتاب الفتن ـ حديث رقم (7099):
وقوله: (لقد نفعني الله بكلمة أيام الجمل)
في رواية حميد " عصمني الله بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم " وقد جمع عمر بن شبة في " كتاب أخبار البصرة " قصة الجمل مطولة، وها أنا ألخصها وأقتصر على ما أورده بسند صحيح أو حسن وأبين ما عداه، فذكر الحافظ بعض طرقها حتى قال:
ومن طريق عوف الأعرابي قال: استعمل عثمان يعلى بن أمية على صنعاء وكان عظيم الشأن عنده، فلما قتل عثمان وكان يعلى قدم حاجا فأعان طلحة والزبير بأربعمائة ألف، وحمل سبعين رجلا من قريش، واشترى لعائشة جملا يقال له عسكر بثمانين دينارا. ومن طريق عاصم بن كليب عن أبيه قال قال علي: أتدرون بمن بليت؟ أطوع الناس في الناس عائشة، وأشد الناس الزبير، وأدهى الناس طلحة، وأيسر الناس يعلى بن أمية. ومن طريق ابن أبي ليلى قال: خرج علي في آخر شهر ربيع الآخر سنة ست وثلاثين ومن طريق محمد بن علي بن أبي طالب قال: سار علي من المدينة ومعه تسعمائة راكب فنزل بذي قار.
ومن طريق قيس بن أبي حازم قال: لما أقبلت عائشة فنزلت بعض مياه بني عامر نبحت عليها الكلاب فقالت: أي ماء هذا؟ قالوا: الحوأب - بفتح الحاء المهملة وسكون الواو بعدها همزة ثم موحدة - قالت ما أظنني إلا راجعة، فقال لها بعض من كان معها: بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم، فقالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنا ذات يوم: كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب.
وأخرج هذا أحمد وأبو يعلى والبزار وصححه ابن حبان والحاكم وسنده على شرط الصحيح.
وعند أحمد: فقال لها الزبير، تقدمين فذكره.
ومن طريق عصام بن قدامة عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنسائه: أيتكن صاحبة الجمل الأدبب - بهمزة مفتوحة ودال ساكنة ثم موحدتين الأولى مفتوحة - تخرج حتى تنبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وعن شمالها قتلى كثيرة وتنجو من بعدما كادت. وهذا رواه البزار ورجاله ثقات. وأخرج البزار من طريق زيد بن وهب قال: بينا نحن حول حذيفة إذ قال: كيف أنتم وقد خرج أهل بيت نبيكم فرقتين يضرب بعضكم وجوه بعض بالسيف؟ قلنا: يا أبا عبد الله فكيف نصنع إذا أدركنا ذلك؟ قال: انظروا إلى الفرقة التي تدعو إلى أمر علي بن أبي طالب فإنها على الهدى.اهـ
ما ذكره الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ في شرحه لهذا الحديث، وذِكرِهِ لخبر الحوأب، وقوله بالنص:
" وأخرج هذا أحمد وأبو يعلى والبزار وصححه ابن حبان والحاكم وسنده على شرط الصحيح. وعند أحمد: فقال لها الزبير، تقدمين فذكره ".
فهذا القول لايدع مجالا لكل من قرأ شرح هذا الحديث إلا أن يعلم أن خبر الحوأب قد ورد في أمهات كتب السنة ورواه الأئمة الأعلام كأحمد وغيره.
وهذا القول إن خفى على القاضي ابن العربي، فلا أدري كيف لم ينتبه إليه المحقق محب الدين الخطيب ـ عفا الله عنه ـ وهوالذي قام بالإشتراك مع محمد فؤاد عبد الباقي بالإخراج وتصحيح التجارب والإشراف على طبع" فتح الباري " بشرح صحيح البخاري لابن حجر بالمطبعة السلفية!
والله الهادي إلى سبيل الرشاد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/449)
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[25 - 11 - 06, 07:30 م]ـ
بسم الله والحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
التساؤل الثالث:
ثابت مولى أم سلمة ... شخصية لم يخلقها الله!
قال المحقق محب الخطيب رحمه الله في (صـ 91) في تفنيده لسند الروايات التي جاءت في تفسير الآية {إن جاءكم فاسق بنبأ}:
وهنالك خبران موصولان أحدهما عن أم سلمى زعم موسى بن عبيدة أنه سمعه من ثابت مولى أم سلمة …….
وثابت المزعوم أنه مولى أم سلمة ليس له ذكر في كل ما رجعت إليه من كتب العلم.
فلم يذكر فى تهذيب التهذيب ولا فى تقريب التهذيب ولا فى خلاصة تهذيب الكمال،
بل لم أجده ولا فى قفص الاتهام أعني (ميزان الاعتدال) و (لسان الميزان).
وذهبت الى مجموعة أحاديث أم سلمة فى مسند الإمام أحمد فقراتها واحداً واحداً فلم أجد فيها هذا الخبر، بل لم أجد لأم سلمة أي خبر ذكر فيه اسم مولى لها يدعى ثابت.اهـ
ثم عاد ليؤكد ذلك وقال في هامش (4) صـ148:
(4) شهادة الزور تصدر عن رعاع لا يخافون الله كأبي زينب وأبي المورع كما تقدم في ص 96 - 97، وتصدر عمن يزعم لنفسه أنه قادر على خلق شخصية لم يخلقها الله كالذي اخترع اسم ثابت مولى أم سلمة كما تقدم في ص 91.انتهى النقل عن المحقق.
قلت (صلاح الدين):
يبدو أن المحقق محب الخطيب ـ غفر الله له ـ لم يطلع على الكثير من كتب التاريخ والتراجم أو الجرح والتعديل أو المسانيد والمصنفات.
ابن سعد في الطبقات () قال عنه:
ثابت مولى أم سلمة أم المؤمنين زوج النبى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو عبيدة قال: حدثني موسى بن عبيده الربذى قال: هلك ثابت مولى أم سلمة فى خلافة عمر بن عبد العزيز بالمدينة، وكان قليل الحديث. اهـ
ابن سعد في الطبقات الكبرى ():
ذكر لقاح رسول الله، صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عمر، حدثني موسى بن عبيدة عن ثابت مولى أم سلمة عن أم سلمة قالت: أهدى الضحاك بن سفيان الكلابي لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، لقحة تدعى بردة، لم أر من الإبل شيئا قط أحسن منها، وتحلب ما تحلب لقحتان غزيرتان، فكانت تروح على أبياتنا، يرعاها هند وأسماء، يعتقبانها بأحد مرة وبالجماء مرة، ثم يأوي بها إلى منزلنا معه ملء ثوبه مما يسقط من الشجر وما يهش من الشجر، فتبيت في علف حتى الصباح، فربما حلبت على أضيافه، فيشربون حتى ينهلوا غبوقا، ويفرق علينا بعدُ ما فضِل، وحلابها صَبوحاً حسنٌ.
**
والخبر في أنساب الأشراف للبلاذري ()
ذكر ما كان لرسول الله عليه السلام
حدثني محمد بن سعد، عن الواقدي، عن موسى بن عبيدة، عن ثابت مولى أم سلمة، عن أم سلمة قالت: أهدى الضحاك بن سفيان الكلابي للنبي صلى الله عليه وسلم لقحة تدعى بردة، لم أر من الإبل سنا كان أحسن منها ولا أغزر: كانت تحلب ما تحلب لقحتان، فربما حلبت لأضياف رسول الله صلى الله عليه وسلم غبوقا وصبوحا. اهـ
** ابن حبان فى الثقات () قال عنه:
ثابت مولى أم سلمة:
يروى عن عمر، روى عنه أهل المدينة، مات فى خلافة عمر بن الخطاب.اهـ
وهذا وهم منه رحمه الله أو تصحيف.
** وذكره بن أبى حاتم فى الجرح والتعديل ():
باب: (من يسمى ثابتا ولم ينسب)
ثابت مولى أم سلمة:
روى عن أم سلمة روى عنه موسى بن عبيده الربذى سمعت أبى يقول ذلك. اهـ
* الكامل لابن عدي ():
سليم بن مسلم الخشاب: مكي يكنى أبا مسلم ثنا بن ناجية ثنا محمد بن بكر القصير ثنا سليم بن مسلم الخشاب وثنا محمد بن أحمد بن عيسى الوراق ثنا محمد بن سليمان الجوهري ثنا سليم بن مسلم الجمحي من أهل مكة وثنا بن حماد ثنا العباس عن يحيى قال سليم بن مسلم الذي يقال له الخشاب ليس بثقة وقال مرة أخرى سليم بن مسلم الخشاب يقال كان ينزل مكة وهو جهمي خبيث وقال النسائي فيما أخبرني محمد بن العباس عنه قال سليم بن مسلم الخشاب متروك الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/450)
ثنا أبو يعلى ثنا جعفر بن مهران السباك ثنا سليم بن مسلم عن موسى بن عبيدة عن ثابت مولى أم سلمة عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال الرجل لأخيه جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء قال الشيخ وهذا حديث يرويه عبيد الله بن موسى وأبو عاصم وغيرهما عن موسى بن عبيدة عن محمد بن ثابت عن أبي هريرة وسليم بن مسلم هذا لم يضبط إسناده فأقلبها فقال عن ثابت وإنما هو عن محمد بن ثابت ونسب ثابت فقال مولى أم سلمة وقال عن أم سلمة وإنما هو عن أبي هريرة.اهـ
* مصنف ابن أبي شيبة ():
كتاب السير ـ (9) ما قالوا في الأجراس للدواب:
حدثنا وكيع قال ثنا عيسى بن عبيدة عن ثابت مولى أم سلمة عن أم سلمة قالت: " الملائكة لا تصحب رفقة فيها جلجل ".
*المعجم الكبير للطبراني
ثابِتٌ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ -
* حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن مَابَهْرَامَ الأَيْذَجِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بن مَرْزُوقٍ، ثنا بُهْلُولُ بن مُوَرِّقٍ، ثنا مُوسَى بن عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي ثَابِتٌ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَقُلْتُ: مَا هَاتَانِ الرَّكْعَتَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّيهُمَا قَبْلَ الْعَصْرِ، فَجَاءَنِي قَوْمٌ فَشَغَلُونِي فَصَلَّيْتُهُمَا الآنَ.
* حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ، ثنا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن مُحَمَّدٍ، عَنْ مُوسَى بن عُبَيْدَةَ بن نَشِيطٍ، عَنْ ثَابِتٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصَرَفَ إِلَى بَيْتِهَا، فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَأَرْسَلَتْ عَائِشَةُ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ: مَا هَذِهِ الصَّلاةُ الَّتِي صَلاهَا صَلاهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِكِ، فَقَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي بَعْدَ الظُّهْرِ رَكْعَتَيْنِ فَقَدِمَ عَلَيْهِ وَفْدُ بني الْمُصْطَلِقِ فِي شَأْنِ مَا صَنَعَ بِهِمْ عَامِلُهُمُ الْوَلِيدُ بن عُقْبَةَ، فَلَمْ يَزَالُوا يَعْتَذِرُونَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَاءَ الْمُؤَذِّنُ يَدْعُوهُ إِلَى صَلاةِ الْعَصْرِ، فَصَلَّى الْمَكْتُوبَةَ، ثُمَّ صَلَّى عِنْدِي فِي بَيْتِي تِلْكَ الرَّكْعَتَيْنِ مَا صَلاهُمَا قَبْلُ وَلا بَعْدُ.
* حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بن غَنَّامٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بن أَبِي شَيْبَةَ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ مُوسَى بن عُبَيْدَةَ، عَنْ ثَابِتٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَصْحَبُ الْمَلائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا جُلْجُلٌ.
** مسند أبو يعلى الموصلي ـ مسند أمّ سلمة رضي الله عنها:
* ـ حدثنا أبو خيثمة، حدثنا بُهْلُول بن مُوَرِّق الشامي، حدثنا موسى بن عبيدة قال: أخبرني ثابت مولى أم سلمة، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من بيته صلى قبل الظهر ركعتين، وصلى قبل العصر ركعتين، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعياً إلى قوم، فلما بلغهم أراد قوم منهم أن يعينوه وتهيئوا لذلك، فلما بلغ الساعي فرأى القومَ ظن أنهم سيقتلونه، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنهم منعوني صدقتهم، واحتبس الساعي على القوم، فجاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتذرون إليه، وقد قضى صلاة الظهر، فجعلوا يعتذرون إليه حتى صلَّى العصر، ونسي الركعتين التي كان يصليهما قبل العصر فأرسلت عائشة إلى أم سلمة يا أخيه، ما الركعتان التي صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرتك بعد العصر؟ فأخبرتها، وقالت: ما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى قبلها ولا بعدها.
فهل ثابت مولى أم سلمة زوج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شخصية مزعومة ... لم يخلقها الله تعالى!
والله الهادي إلى سبيل الرشاد.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[25 - 11 - 06, 07:57 م]ـ
لولا تحديد بعض العلماء لتاريخ وفاة ثابت لكان ما قاله الشيخ محب الدين محل بحث
فإن ثابت انفرد عنه موسى بن عبيده وهو متروك
فلا قيمة لرواياته
وسردك للمرويات تطويل وحشو لا داعي له
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[25 - 11 - 06, 08:56 م]ـ
الحمد لله
الأخ الخليفي
لو إن محب الخطيب تكلم بمثل كلامك لم يكن عليه مأخذ
ولو كان نقده بطريقة علمية حديثية ما وقع في هذه الأقوال
وقولكم:
فإن ثابت انفرد عنه موسى بن عبيده وهو متروك
فلا قيمة لرواياته
لا يعني أن ثابت شخصية لم يخلقها الله تعالى.
ويظل التساؤل:
هل ثابت مولى أم سلمة زوج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شخصية مزعومة ... لم يخلقها الله تعالى!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/451)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[26 - 11 - 06, 06:13 م]ـ
الحمد لله
الأخ الخليفي
لو إن محب الخطيب تكلم بمثل كلامك لم يكن عليه مأخذ
ولو كان نقده بطريقة علمية حديثية ما وقع في هذه الأقوال
وقولكم:
لا يعني أن ثابت شخصية لم يخلقها الله تعالى.
ويظل التساؤل:
هل ثابت مولى أم سلمة زوج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شخصية مزعومة ... لم يخلقها الله تعالى!
أنا لا أدافع عن الخطيب
وإنما أردت بيان ان الخلاف في هذه المسألة لا يترتب عليها كبير عمل
فمرويات ثابت وجودها كعدمه
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[26 - 11 - 06, 09:35 م]ـ
أنا لا أدافع عن الخطيب
وإنما أردت بيان ان الخلاف في هذه المسألة لا يترتب عليها كبير عمل
فمرويات ثابت وجودها كعدمه
وإن كنا سنصحح بعض التي يرويها ثابت
فإن سنصححها باعتبار الأسانيد الصحيحة التي جاءت بها
دون النظر إلى الروايات الساقطة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 11 - 06, 06:13 ص]ـ
الموضوع لا يتعلق بصحة خبر الحوأب أو عدم صحته ـ مع علمي بصحته كما ستراه ـ ولا ما إذا كان قيس في الجيش أو لم يكن، بل يتعلق بأقوال المؤلف وإنكاره الحديث على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، و أقوال المحقق بأن هذا الخبر " خرافة " و " أسطورة " وأنه لم يرد في كتب السنة المعتمدة!!!.
أرى الشيخ الخطيب قد أصاب كبد الحقيقة عندما وصف أسطورة الحوأب بأنها خرافة. نعم هي كذلك. ولم يصححها أحد من الأئمة الأعلام المتقدمين ولا يحفظ عن أحد منهم إلا يحيى القطان الذي جعلها من منكرات قيس. وليس معنى كلامه بالضرورة أن الحمل على قيس، إذ أن قيس لا يعرف له سماع من أمنا عائشة، وهو لم يكن في الجيش فيشهد. ومن قال أن حديثه على شرط الصحيحين فقد وهم وأبعد، لأن قيس عن عائشة ليس من شرطهما. على أنهما ينتقيان من حديث المليّن حديثه ما قد ثبت من غير نكارة، وهو غير الذي هنا. بمعنى أن ورود حديث خارج الصحيحين بإسناد احتج به الشيخان لا يعني البتة خلو الحديث من علة قادحة، وبالتالي لا يلزمهما إخراجه. و الأسطورة كذلك لم ترد في كتب السنة المعتمدة (الصحيحين والسنن والموطأ). أما استشهادك لها ببلاغ الزهري فلا يصح أن يكون استدراكاً على الشيخ الخطيب. إذ أن مراسيل الزهري ريح، فكيف ببلاغاته؟ لا شك أنها أولى سيما وأن الظاهر أن الانقطاع هو هو.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[30 - 11 - 06, 08:47 ص]ـ
الحمدلله
عبدالله الخليفي
وإنما أردت بيان ان الخلاف في هذه المسألة لا يترتب عليها كبير عمل
فمرويات ثابت وجودها كعدمه
وإن كنا سنصحح بعض التي يرويها ثابت
فإن سنصححها باعتبار الأسانيد الصحيحة التي جاءت بها
دون النظر إلى الروايات الساقطة
أوافقك في ذلك
عبدالله الخليفي
أنا لا أدافع عن الخطيب
غفر الله لك
فأنا لا أهاجمه ـ رحمه الله ـ بل أوافقه في الحق و أخالفه في غيره
كما في قوله:ثابت مولى أم سلمة زوج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شخصية مزعومة ... لم يخلقها الله تعالى!
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[01 - 12 - 06, 02:38 ص]ـ
الحمدلله
أوافقك في ذلك
غفر الله لك
فأنا لا أهاجمه ـ رحمه الله ـ بل أوافقه في الحق و أخالفه في غيره
كما في قوله:ثابت مولى أم سلمة زوج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شخصية مزعومة ... لم يخلقها الله تعالى!
عفا الله عنك
الدفاع لا يكون في مقابل الهجوم فقط
بل يكون في مقابل النقد أيضاً
وكلامك الآنف لا يمكنني تسميته إلا نقداً
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[06 - 12 - 06, 02:36 ص]ـ
الحمد لله
محمد الأمين:
أرى الشيخ الخطيب قد أصاب كبد الحقيقة عندما وصف أسطورة الحوأب بأنها خرافة. نعم هي كذلك. ولم يصححها أحد من الأئمة الأعلام المتقدمين ولا يحفظ عن أحد منهم إلا يحيى القطان الذي جعلها من منكرات قيس. وليس معنى كلامه بالضرورة أن الحمل على قيس، إذ أن قيس لا يعرف له سماع من أمنا عائشة، وهو لم يكن في الجيش فيشهد. ومن قال أن حديثه على شرط الصحيحين فقد وهم وأبعد، لأن قيس عن عائشة ليس من شرطهما. على أنهما ينتقيان من حديث المليّن حديثه ما قد ثبت من غير نكارة، وهو غير الذي هنا. بمعنى أن ورود حديث خارج الصحيحين بإسناد احتج به الشيخان لا يعني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/452)
البتة خلو الحديث من علة قادحة، وبالتالي لا يلزمهما إخراجه. و الأسطورة كذلك لم ترد في كتب السنة المعتمدة (الصحيحين والسنن والموطأ). أما استشهادك لها ببلاغ الزهري فلا يصح أن يكون استدراكاً على الشيخ الخطيب. إذ أن مراسيل الزهري ريح، فكيف ببلاغاته؟ لا شك أنها أولى سيما وأن الظاهر أن الانقطاع هو هو.
الأخ الأمين!!!
ذكرتُ آنفاً أن التساؤل لا يتعلق بتصحيح أو تضعيف خبر " الحوأب"
وإنما يتعلق بقول المحقق:
تقدم بيان موضع الحوأب. وأن الكلام الذي نسبوه إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلم وزعموا أن عائشة ذكرته عند وصولهم إلى ذلك الماء ليس له موضع فى دواوين السنة المعتبرة.
وقد تبين لك أن الخبر في
مسند أحمد
ومسند أبي يعلى الموصلي
مسند البزار
ومصنف عبد الرزاق
ومصنف ابن أبى شيبة
والمستدرك للحاكم
والطبراني في الأوسط
وصحيح ابن حبان
فهل هذه ليست دواوين معتبرة للسنة؟!!!!
وكذلك التساؤل يتعلق بقول ابن العربي:
ولا قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الحديث، ولا جرى ذلك الكلام.
فهو ـ رحمه الله ـ أنكر أن يكون النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال ذلك!
ولو اكتفى بتضعيف الحديث لاختلف الأمر.
وانظر لكلامه عن حديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" هذه ثم ظهور الحصر"، وهو حديث في الصحيحةللألباني.
فقد قال العاصمة ص159:
فإن قيل: لم خرجتْ عائشة رضي الله عنها وقد قال صلى الله عليه وسلم لهن في حجة الوداع «هذه ثم ظهور الحصر». قلنا: حدث حديثين امرأة، فإن أبت فأربعة. يا عقول النسوان ألم أعهد إليكم ألا ترووا أحاديث البهتان.
فهو يصف الحديث بالبهتان! رغم أنه لاينكره ويذهب إلى تضعيفه
فقد قال في أحكان القرآن (3/ 544):
المسألة الرابعة:
قوله تعالى: {وقرن في بيوتكن} يعني اسكن فيها ولا تتحركن، ولا تبرحن منها، حتى إنه روي ـ ولم يصح ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما انصرف من حجة الوداع قال لأزواجه هذه؛ ثم ظهور الحصر؛ إشارة إلى ما يلزم المرأة من لزوم بيتها، والإنكفاف عن الخروج منه، إلا لضرورة.اهـ
فهناك فارق بين تضعيف الحديث وقول:" لم يقل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذلك ".
وفقكم الله.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 12 - 06, 06:48 م]ـ
الحمد لله
أخي الكريم لعلك ظننت أن دواوين السنة المعتبرة هي أي كتاب سني؟ كلا دواوين السنة المعتبرة هي الصحيحين والسنن والموطأ.
كما أنه ليس فارق كبير بين تضعيف الحديث وقول:" لم يقل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذلك ". فالحديث الضعيف لا تثبت نسبته لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
والله الموفق
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[08 - 12 - 06, 01:56 م]ـ
أخي الكريم لعلك ظننت أن دواوين السنة المعتبرة هي أي كتاب سني؟ كلا دواوين السنة المعتبرة هي الصحيحين والسنن والموطأ.
كما أنه ليس فارق كبير بين تضعيف الحديث وقول:" لم يقل رسول الله ذلك ". فالحديث الضعيف لا تثبت نسبته لرسول الله
يظهر أن الأخ الأمين يرى أن مسند الإمام أحمد ليس من دوواين السنة المعتبرة!
هناك فرق بين الحديث الموضوع والحديث الضعيف
يظهر أن اللأخ الأمين لديه خلط!
والحديث الضعيف هل تجزم بعدم صحته خاصة في مثل هذا الحديث؟!
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[10 - 12 - 06, 12:08 م]ـ
الحمد لله وحده
الأخ الكريم أبو حاتم الشريف بارك الله فيكم ونفع بكم وبعلمكم
يبدو لي أن الأخ الأمين لن يقتنع بكلامكم، كما لم يقتنع بكل ما ذكرناه من تصحيح الأئمة للحديث، وورود الحديث في كتب السنة المعتبرة
وأذكر للأخ الأمين ـ ولغيره من الإخوة ممن يهتمون بهذه التساؤلات ـ ما قاله الشيخ الألباني في الصحيحة تعليقا على المؤلف القاضي ابن العربي والمحقق محب الخطيب:
قال الألبانى، رحمه الله، فى الصحيحة فى تعليقه على حديث الحوأب رقم (474):
إلا أن العلامة القاضي أبابكر بن العربي رحمه الله تعالى جاء فى كتابه ((العواصم من القوا صم)) كلام قد يدل ظاهره أنه يذهب الى إنكار هذا الحديث، ويبالغ فى ذلك أشد المبالغة، ...... ، فإننا ننكر عليه قوله: (ولا قال النبى صلى الله عليه واله وسلم ذلك الحديث)! كيف وهو قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم بالسند الصحيح في عدة مصادر من كتب السنة المعروفة عند أهل العلم؟!
ولعل عذره فى ذلك أنه حين قال ذلك لم يكن مستحضرا للحديث انه وارد فى شي من المصادر، بل لعله لم يكن قد اطلع عليها أصلا، فقد ثبت عن غير واحد من العلماء المغاربة إنه لم يكن عندهم علم ببعض الأصول الهامة من تأليف المشارقة، فهذا ابن حزم مثلا لا يعرف الترمذى وابن ماجه ولا كتابيهما! وقد تبين لى أن الحافظ عبد الحق الإشبيلى مثله فى ذلك، فانه لاعلم عنده أيضابـ (سنن ابن ماجه) ولا بـ (مسند الإمام أحمد)،فقد رأيته يكثر العزولأبي يعلى والبزار، ولا يعزو لأحمد ولابن ماجه إطلاقا، وذلك فى كتابه (الأحكام الكبرى) الذى أنا فى صدد تحقيقه بإذن الله تعالى، فليس من البعيد أن أبا بكر بن العربي مثلهما فى ذلك، وإن كان رحل الى المشرق.والله أعلم.
ولكن،إذا كان ما ذكرته من العذر محتملا بالنسبة إلى أبى بكر بن العربي،
فما هو عذر الكاتب الإسلامى الكبير محب الدين الخطيب الذى علق على كلمة بن العربي فى ((العاصم)) بقوله:
(( ... وإن كان الذى نسبوه إلى النبى صلى الله عليه وسلم وزعموا أن عائشة ذكرته عند وصولهم إلى ذلك الماء ليس له موضع فى دواوين السنة المعتبرة ... ))!
كذا قال! وكأنه عفا الله عنا وعنه لم يتعب نفسه فى البحث عن الحديث فى دواوين السنة المعتبرة، بل وفى بعض كتب التاريخ المعتمدة، مثل (البداية) لابن كثير، لو أنه فعل هذا على الأقل، لعرف موضوع الحديث فى تلك الدواوين المعتبرة، أو بعضها على الأقل، ولكنه أخذ يحسن الظن بابن العربي ويقلده، فوقع في إنكار هذا الحديث الصحيح، وذلك من شؤم التقليد بغير حجة ولا برهان. اهـ
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/453)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 12 - 06, 04:32 ص]ـ
يظهر أن الأخ الأمين يرى أن مسند الإمام أحمد ليس من دوواين السنة المعتبرة!
أخي الكريم لعلك ظننت أن دواوين السنة المعتبرة هي أي كتاب سني؟ كلا دواوين السنة المعتبرة هي الصحيحين والسنن الثلاثة.
هذه الكتب التي يعتبر عدم وجود الحديث فيها علة غالبا ما تكون قادحة. فكثيراً ما يقول العلماء: هذا الحديث ليس في الصحيحين، والمقصود أنه ليس على شرط الشيخين. هذه علة وإن كانت ليست قادحة في الغالب، أما إن لم يكن كذلك في السنن وبخاصة السنن الثلاثة، فهذه علة واضحة للحديث. نعم قد يكون هناك حديث صحيح أخرجه أحمد أو الطبراني وليس في دواوين السنة المذكورة، لكن هذا نادر. لأن الصحيحين وسنن النسائي وأبي داود والترمذي كادت تستوعب الصحيح كله. ولذلك يعلل العلماء خروج الحديث عنها بما سبق. فإذا علمت ذلك، عرفت أن تعليل الشيخ الألباني واه لا يقوم. فإنه ما فهم مراد الشيخ الخطيب
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[12 - 12 - 06, 09:17 م]ـ
الأخ الفاضل الأمين كل يوم يأتينا بجديد وهو يشطح وينطح!
ولن أخوض معه طويلاً ولكن سوف أرد عليك بكلام شيخ الإسلام رحمه الله وأترك الإطالة لهذا الرابط
- مُسنَد الإمام أحمد: دوَّنه في أول القرن الثالث هجري و يُعتبَر من أشهر دواوين السُنة المشهورة وأجمعها للأحاديث، فقد وضع فيه الإمام أحمد قُرابة ثلاثين ألف حديث، انتقاها من نحو سبعمائة وخمسين ألف حديث. ولقد راعى فيه تسلسل نظام الطبقات بالنسبة للصحابة الذين أسند إليهم الحديث، حيث قدَّم أولاً أحاديث العشرة المُبَشَّرين بالجنة وأولهم الخلفاء الأربعة ثم بعدهم أحاديث أهل البيت وأقدم الصحابة إسلاماً ...
أكثر أحاديث المسند صحيحة بل وفيه من الأحاديث الصحيحة زيادة على ما في الصحيحين بل والسنن الأربعة، وفيه الحديث الحسن والضعيف، ويُقال إنَّ فيه بعض الأحاديث الموضوعة ولكن ما وُجِدَ فيه لا يزيد عن أربعة أحاديث وقد اعتُذِرَ عنها بأن تركها الإمام أحمد سهواً، و قد عاجلته منيَّته قبل إتمام تنقيح المسند منها، و قيل هي من زيادة ابنه عبد الله بن أحمد.
ـ[محمد عبدو]ــــــــ[13 - 12 - 06, 01:43 ص]ـ
تلك فتنة عصم الله منها دماءكم فاعصموا منها ألسنتكم
مع احترامي للجميع
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[18 - 12 - 06, 08:08 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده
التساؤل الرابع
قال المحقق الخطيب في دفاعه عن مروان بن الحكم في هامش (1) ص157:
آفة الأخبار رواتها. وفي العلوم الإسلامية علاج آفة الكذب الخبيثة، فإن كل راوي خبر يطالبه الإسلام بأن يعين مصدره على قاعدة «من أين لك هذا؟». ولا تعرف أمة مثل هذه الدقة في المطالبة بمصادر الأخبار كما عرفه المسلمون، ولا سيما أهل السنة منهم. ...... اهـ
وهذه القاعدة أصل من الأصول المعمول بها في الدفاع عن الصحابة الذين هم أجلّ وأعلى قدراً من مروان وأمثاله، سيما إذا كان هؤلاء الصحابة مثل عمر وعثمان وابن مسعود رضي الله عنهم.
فقد قال القاضي ابن العربي في العاصمة ص75:
ومن العجب أن يُؤخد عليه في أمر فعله عمر، فقد رُوي أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سجن ابن مسعود في نفر من الصحابة سنة بالمدينة حتى استُشهد، فأطلقهم عثمان، وكان سجنهم لأن القوم أكثروا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. اهـ
فأين هذه الرواية التي حددت أن عمر سجنهم لمدة سنة؟!
وأين الرواية التي بينت أن عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أطلقهم بعد استشهاد عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -؟!
تساؤل مطروح منذ مدة ولم يجب عنه أحد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36144
والله الهادي إلى سبيل الرشاد.
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[21 - 12 - 06, 04:42 ص]ـ
سمعت أبي وحدثنا عن حرملة عن ابن وهب عن على بن عابس عن اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عبدالله قال كان على عائشة محرر من ولد اسماعيل فقدم عليه بسبي بلعنبر فأمرها النبي أن تعتق منهن وقال من كان عليه محرر من ولد اسماعيل فلا يعتق من حمير أحدا قال أبي هذا خطأ ليس فيه ابن مسعود انما هو مرسل
والله أعلم
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[25 - 12 - 06, 08:40 ص]ـ
انصح الاخوه الافاضل بمتابعه شرح الدكتور محمد اسماعيل لكتاب العواصم من القواصم
و الشح موجود على اسلام واى على صفحه الشيخ
و الشيخ يقول لا يصح ان يوجد واحد يدعى السلفيه و لا يقرء كتاب العواصم
كفى بهذه تزكيه للكتاب و للمعلق
و جزاكم الله خيرا
ـ[الخريبكي]ــــــــ[10 - 06 - 07, 03:20 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم. والشيخ الالباني رحمه الله كان يجل محب الدين الخطيب. وخصوصا أنه قدم للشيخ الالباني في كتابه"اداب الزفاف" فكفى بهذه أيضا تزكية. و لا نقول انه معصوم.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[20 - 10 - 08, 01:19 ص]ـ
الأخ الخريبكي جزاكم الله خيرا .. نعم الشيخ الألباني كان يُجِل الأستاذ الخطيب والقاضي ابن العربي رحمهما الله، ومع ذلك انتقدهما في غير ما موضع من السلسلة الصحيحة لبيان ما وقعا فيه من خطأ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/454)
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[20 - 10 - 08, 02:53 ص]ـ
محمد عمارة
انصح الاخوه الافاضل بمتابعه شرح الدكتور محمد اسماعيل لكتاب العواصم من القواصم
و الشيخ يقول لا يصح ان يوجد واحد يدعى السلفيه و لا يقرء كتاب العواصم
كفى بهذه تزكيه للكتاب و للمعلق
و جزاكم الله خيرا
هذا من المبالغات بارك الله فيك.
وهذا الرابط لكم أخي الفاضل تستشكل فيه عبارة لمحب الدين الخطيب في كتاب حملة الرسالة الأولون!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=140717
قال ابن العربي في العاصمة ص64:
وضربه لعمار إفك مثله، ولو فتق أمعاءه ما عاش أبداً. وقد اعتذر عن ذلك العلماء بوجوه لا ينبغي أن يشتغل بها لأنها مبنية على باطل. اهـ
ـــــــــــــــــــــــــ
قلت (صلاح الدين): وهذا كلام حسن من ابن العربي ـ رحمه الله ـ وهو حق، فلا يوجد دليل صحيح على ذلك، ويُنزه فيه الأكابر من الصحابة، فهذا ما يليق بعثمان وعمّار رضوان الله عليهما.
وكان على المحقق الخطيب أن يؤيد المؤلف ابن العربي في هذه الجزئية لأنها حق أو يكتفي بما ذكره المؤلف بعدم الإشتغال بها لأنها مبنية على باطل.
فماذا قال المحقق محب الخطيب غفر الله له؟
انظر هامش ص 64 وهامش (2) ص136!
ـ[أبو يوسف السلفى]ــــــــ[20 - 10 - 08, 06:32 ص]ـ
هذا من المبالغات بارك الله فيك.
أخي الفاضل بارك الله فيك
الشيخ محمد إسماعيل شيخ جليل، وعلى علم كبير، وهو معظم عندنا جداً في مصر.
ومن أكثر الناس المحذرين من الشيعة والتشيع، وهو عالم كبير بالعقيدة السلفية.
فرفقاً أخي الحبيب.
وأنا أعلم أن هذا ليس موضع مناسب لنقل كلام الشيخ، ولعل الأخ الفاضل الذي نقل كلام الشيخ فهم أنكم تحاولون التقليل من قيمة الكتاب، فدعاه ذلك لنقل كلمة الشيخ.
فغضبت أنت منه، وقلت ما قلت.
ولاشك أن الكتاب قيم في بابه، وكما قال الشيخ الفاضل/ ابن وهب من قبل أن الكتاب ومن علق عليه غير معصومين، و لكن أيضاً لا يوجد أحد ليس له أخطاء، فيجب التعامل مع الأخطاء بشيء من الهدوء.
وفقنا الله وإيك لما يحبه ويرضاه.(139/455)
اتهام شيخ الاسلام ابن تيمية بأنه رد أحاديث كثيرة فى منهاج السنة النبوية!
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[12 - 11 - 06, 07:26 ص]ـ
منتدى العلوم الشرعية التخصصي > اتهام شيخ الاسلام ابن تيمية بأنه رد أحاديث كثيرة فى منهاج السنة النبوية!
---
اتهام شيخ الاسلام ابن تيمية بأنه رد أحاديث كثيرة فى منهاج السنة النبوية!
---
أبوزكرياالمحمدى
17 - 08 - 2005, 03:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم:
اٍن كتابا يؤلفه شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- لاشك يجد فيه طالب العلم فوائد غالية وتحقيقات ممتعة نافعة،ومن الكتب التى استفدت منها كثيرا وهى شاهدة على علم واٍمامة هذا الطود الشامخ كتاب "منهاج السنة النبوية فى نقض كلام الشيعة والقدرية"ولكننى وأنا أتصفح بعض كتب الرجال والتراجم وجدت أن بعضهم نسب الشيخ الى التشدد فى رده لكثير من الاحاديث التى هى على رسم الحسن وبعضها على رسم الصحيح،ويحضرنى الان ما قاله الحافظ "رحمه الله"فى (الدرر الكامنة فى أعيان المئة الثامنة) فى ترجمة الحلّى الرافضى ما نصه"له كتاب فى الامامة رد عليه ابن تيمية بالكتاب المشهور المسمّى ب"الرد على الرافضى"وقد أطنب فيه وأجاد فى الرد،الا أنه تحامل فى مواضع كثيرة،وردَّ أحاديث موجودة واٍن كانت ضعيفة:بأنها مختلقة"هل هذا الامر على اطلاقه أم أنه فى بعض الاحاديث فقط،أرجو من عنده تحقيق فى هذه المسألة أن ينورنا بشرحها وله جزيل الشكر.
---
عبدالرحمن الفقيه
17 - 08 - 2005, 04:39 AM
دعوى رده الأحاديث الصحيحة لتوهين كلام الشيعة
د. عبد الله بن صالح بن عبد العزيز الغصن
المبحث الرابع
دعوى رد الأحاديث الصحيحة في مقام المبالغة في توهين كلام الشيعة ومناقشتها
المطلب الأول
دعوى رد الأحاديث الصحيحة في مقام المبالغة في توهين كلام الشيعة
يرى المناوئون لابن تيمية - رحمه الله رحمة واسعة - أن هواه هو المقدم في الحكم على الحديث صحة وضعفاً، فيطعن فيها إذا كانت تخالف هواه ومعتقده، وإذا لم يستطع أن يطعن في سند الحديث فإنه يلجأ إلى التأويل للأحاديث الدالة على فضل علي (ت - 40هـ) رضي الله عنه وآل البيت، حتى يخرجها عن معناها الذي أراده الرسول صلّى الله عليه وسلّم.
يقول أحد المناوئين - لا كثرهم الله -: (هذا شأن ابن تيمية فإنه يحتج بالحديث الموضوع الذي يوافق هواه، ويحاول أن يصححه، ويضعف الأحاديث، والأخبار الثابتة المتواترة التي تخالف رأيه وعقيدته .. وهذا لا يستغرب صدوره من رجل بلع سموم الفلاسفة ومصنفاتهم) (314).
وقال آخر: (ثم إنه يتناول الأحاديث الدالة على سعة علم علي عليه السلام .. بتأويلاته الباطلة حتى يكاد يخرجها عن معناها) (315).
وقال آخر: (صرح بكل جرأة ووقاحة، ولؤم ونذالة، ونفاق وجهالة أنه لم يصح في فضل علي عليه السلام حديث أصلاً، وأن ما ورد منها في الصحيحين لا يثبت له فضلاً ولا مزية على غيره) (316).
ويذكرون أمثلة للأحاديث الصحيحة التي يرون أن ابن تيمية رحمه الله قد ضعفها في رده على الشيعة منها ما يلي:
1 - حديث تحريم فاطمة وذريتها على النار (أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: إن فاطمة أحصنت فرجها، فحرم الله ذريتها على النار) (317).
2 - حديث: (علي مع الحق، والحق يدور معه حيث دار) (318).
3 - حديث سد الأبواب كلها إلا باب علي (319).
4 - حديث (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون وموسى) (320).
5 - حديث مؤاخاة علي (321).
6 - حديث أنت مني وأنا منك (322).
7 - حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها (323).
8 - حديث أنت ولي كل مؤمن بعدي (324).
9 - حديث رد الشمس لعلي (325).
10 - حديث: (من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه) (326).
11 - حديث تصدق علي بخاتمه (327).
إلى غير ذلك من الأحاديث التي يزعمون أنها تدل على فضل علي (ت - 40هـ) رضي الله عنه وأن شيخ الإسلام رحمه الله ينكرها ويردها (328).
المطلب الثاني
مناقشة الدعوى
يحذر ابن تيمية رحمه الله من اتباع الهوى، ويعتقد أن مبدأ أنواع الضلالات هو تقديم الهوى على الشرع، وأن أهل الأهواء أهون شيء عليهم هو الكذب المختلق، يقول رحمه الله: (فالحذر الحذر أيها الرجل من أن تكره شيئاً مما جاء به الرسول صلّى الله عليه وسلّم، أو ترده لأجل هواك، أو انتصاراً لمذهبك، أو لشيخك .. ) (329).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/456)
ويقول: (وصاحب الهوى يعميه الهوى ويصمه، فلا يستحضر ما لله ورسوله في ذلك، ولا يطلبه، ولا يرضى لرضا الله ورسوله، ولا يغضب لغضب الله ورسوله، بل يرضى إذا حصل ما يرضاه بهواه، ويغضب إذا حصل ما يغضب له بهواه) (330).
وقال: (ومبدأ هذا من أقوال الذين يعارضون النصوص بآرائهم) (331)، ثم نقل عن الشهرستاني (332) أن مبدأ أنواع كل الضلالات هو تقديم الرأي على النص، واختيار الهوى على الشرع (333).
وذكر عن أهل الأهواء أنهم يعتمدون على نصوص غير موثوقة وغير معتمدة، ولا يعرف لها قائل، وأن أهون شيء عندهم الكذب المختلق (334).
ويضرب مثالاً على هذه القاعدة بالرافضة وأنهم وضعوا في فضائل علي (ت - 40هـ) رضي الله عنه مالا يكاد يحصى مع أن في فضائله الصحيحة ما يغني عن هذا الباطل الذي يذكرونه، يقول رحمه الله: (والمقصود هنا أنه قد كذب على علي بن أبي طالب من أنواع الكذب الذي لا يجوز نسبته إلى أقل المؤمنين) (335).
ويذكر أن الذي ينكر فضائل أهل البيت ويعاديهم هم الرافضة فيقول: (الرافضة من أعظم الناس قدحاً وطعناً في أهل البيت، وأنهم الذين عادوا أهل البيت في نفس الأمر، ونسبوهم إلى أعظم المنكرات، التي من فعلها كان من الكفار، وليس هذا ببدع من جهل الرافضة وحماقاتهم) (336).
وفي مقابل اتهام ابن تيمية رحمه الله بأنه يخالف الأحاديث الصحيحة: ينبه إلى أن الحق دائماً مع الأحاديث والآثار الصحيحة، إلا أن بعض المصنفات تجمع بين الصحيح والضعيف بل والموضوع بدون تمييز أو تمحيص، ولذا يجب التنبيه على ما فيها من أحاديث غير صحيحة، يقول رحمه الله: (وبالجملة فما اختص به كل إمام من المحاسن والفضائل كثير ليس هذا موضع استقصائه، فإن المقصود أن الحق دائماً مع سنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وآثاره الصحيحة) (337).
وفي مقابل اتهام ابن تيمية رحمه الله برد الأحاديث الصحيحة؛ لأجل هوى في نفسه؛ أو لأجل المبالغة في توهين كلام الشيعة. ينبه رحمه الله على أن الكلام في الناس يجب أن يكون بعلم وعدل، لا بجهل وظلم (338).
وأما القول بأن ابن تيمية رحمه الله يرى أنه لا يصح في فضل علي (ت - 40هـ) رضي الله عنه - حديث أصلاً - فهذا غير صحيح بنص كلام ابن تيمية رحمه الله إذ يقول: (مجموع ما في الصحيح لعلي نحو عشرة أحاديث) (339).
ومما ورد في فضله من الأحاديث قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «لأعطين هذه الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله»، قال: فبات الناس يدوكون (340) ليلتهم أيهم يعطاها قال: فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: «أين علي بن أبي طالب؟»، فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال: «فأرسلوا إليه»، فأُتي به فبصق رسول الله في عينيه ودعا له فبرئ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا، فقال: «انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم» (341)
ومن فضائله: جعل محبته من علامات الإيمان لقوله رضي الله عنه: (والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلّى الله عليه وسلّم إليّ أنه لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق) (342).
وفي بيان علو منزلة علي (ت - 40هـ) رضي الله عنه عند النبي صلّى الله عليه وسلّم أن النبي صلّى الله عليه وسلّم جاء إلى بيت فاطمة، فلم يجد علياً في البيت فقال: «أين ابن عمك؟» قالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل عندي، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لإنسان: «انظر أين هو؟» فجاء فقال: يا رسول الله هو في المسجد راقد، فجاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو مضطجع، وقد سقط رداؤه عن شقه، وأصابه تراب، فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يمسحه عنه ويقول: «(قم أبا تراب، قم أبا تراب» (343).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/457)
وقد جاء النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى علي وفاطمة رضي الله عنهما وقد طلبت منه فاطمة خادماً لها فقال: «ألا أعلمكما خيراً مما سألتماني: إذا أخذتما مضاجعكما تكبرا أربعاً وثلاثين وتسبحا ثلاثاً وثلاثين، وتحمدا ثلاثاً وثلاثين فهو خير لكما من خادم» (344)، وغيرها من الأحاديث الصحيحة الدالة على فضله (345).
يقول ابن تيمية رحمه الله عن حديث الراية: (هو أصح حديث يروى في فضله) (346).
إن ابن تيمية رحمه الله من الأئمة في الحديث دراية ورواية، وهو ناقد لمتون الأحاديث الضعيفة والموضوعة، كما هو ناقد للأسانيد وبارع في معرفتها، وتمييز الضعيف منها عن الصحيح، ولما كان الروافض من أجهل الناس في العقليات، وأكذبهم في النقليات (347)، ولما كانت كتبهم مليئة بالأحاديث الموضوعة التي لا إسناد لها، أو الضعاف الواهيات: لم يركز ابن تيمية رحمه الله نقده على السند، لوضوح وضعه أو ضعفه عند المشتغلين بالفن، وركز على نقد المتن، ومخالفته للنصوص الأخرى الواردة في المسألة.
وقد وافق الحافظ ابن حجر (ت - 852هـ) رحمه الله ابن تيمية رحمه الله في أن معظم الأحاديث التي نقد ابن تيمية رحمه الله الرافضة فيها هي من قبيل الأحاديث الموضوعات والواهيات (348).
إن شيخ الإسلام رحمه الله كان يكتب كثيراً من مؤلفاته من حفظه، فقد لا تكون مراجعه قريبة منه إما لسفر، أو سجن أو غيره (349)، وقد اعتذر الحافظ ابن حجر (ت - 852هـ) رحمه الله - عنه لابن تيمية رحمه الله - في أخطائه على أنه يكتب من حفظه، والإنسان بشر طبيعته النسيان بقوله: (لكنه رد في رده كثيراً من الأحاديث الجياد التي لم يستحضر حالة التصنيف مظانها؛ لأنه كان لاتساعه في الحفظ يتكل على ما في صدره، والإنسان عامد للنسيان) (350).
إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مع إجماع أهل العلم على إمامته في كثير من العلوم والفنون، وتمكنه منها، لم يسلم من بعض الأوهام والأخطاء - كغيره من أهل العلم - وهذه الأوهام اليسيرة، والأخطاء القليلة لا تلغي إمامته، ولا تبعد به عن مصاف كبار العلماء المحدثين ونقاد الحديث، ولكنه نقص البشر الذي لا يسلم منه أحد. وقد نقل ابن ناصر الدين (ت - 842هـ) رحمه الله عن أحد تلامذة الشيخ قوله: (وحسب شيخنا مع اتساعه في كل العلوم إلى الغاية والنهاية، سمعاً وعقلاً، ونقلاً وبحثاً، أن يكون نادر الغلط) (351).
وأما الأحاديث المنتقدة على ابن تيمية رحمه الله التي مر ذكرها في المطلب الأول من هذا المبحث، فيحسن بي أن أبين رأي شيخ الإسلام فيها، وهل ادعاء المناوئين عليه صحيح أم هو جناية عليه؟، وذلك يتضح أثناء عرض موقف ابن تيمية رحمه الله من هذه الأحاديث.
الحديث الأول: أما حديث تحريم فاطمة (ت - 11هـ) رضي الله عنها وذريتها على النار، فيقول ابن تيمية رحمه الله عنه: (الحديث الذي ذكره (352) عن النبي صلّى الله عليه وسلّم عن فاطمة هو كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث، ويظهر كذبه لغير أهل الحديث - أيضاً - فإن قوله: إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار، يقتضي أن إحصان فرجها هو السبب لتحريم ذريتها على النار، وهذا باطل قطعاً) (353).
ويذكر مثالاً لذلك بـ سارَّة، فإنها أحصنت فرجها، ولم يحرم الله جميع ذريتها على النار، ودليل ذلك قوله - سبحانه -: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ {112} وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ} [الصافات: 112، 113].
وقال عزّ وجل: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد: 26].
ثم قال: (وفي الجملة فاللواتي أحصن فروجهن لا يحصى عددهن إلا الله عزّ وجل ومن ذريتهن البر والفاجر، والمؤمن والكافر) (354).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/458)
وينقد ابن تيمية رحمه الله المتن من جهة أخرى وهو أن إحصان فاطمة فرجها، ليس هو المزية والمنقبة لفاطمة التي فاقت فيها جمهور نساء المسلمين؛ لأن هذه الصفة يشترك معها جمع كبير من نساء المؤمنين فيقول: (وأيضاً: ففضيلة فاطمة ومزيتها ليست بمجرد إحصان فرجها، فإن هذا يشارك فيه فاطمة جمهور نساء المؤمنين، وفاطمة لم تكن سيدة نساء العالمين بهذا الوصف، بل بما هو أخص منه .. وأيضاً: فليست ذرية فاطمة كلهم محرّمين على النار، بل فيهم البر والفاجر) (355).
وأما الحديث الثاني: وهو حديث دوران الحق مع علي (ت - 40هـ) رضي الله عنه فقد قال ابن تيمية رحمه الله: (هذا الحديث لم يروه أحد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم لا بإسناد صحيح، ولا ضعيف) (356).
وقال: (وأما الحق الذي يدور مع شخص ويدور الشخص معه، فهو صفة لذلك الشخص لا يتعداه، ومعنى ذلك أن قوله صدق وعمله صالح، ليس المراد به أن غيره لا يكون معه شيء من الحق) (357).
وقال: (وأيضاً فالحق لا يدور مع شخص غير النبي صلّى الله عليه وسلّم، ولو دار الحق مع علي حيثما دار لوجب أن يكون معصوماً كالنبي صلّى الله عليه وسلّم ... ) (358).
وأما الحديث الثالث: وهو سد الأبواب إلا باب علي (ت - 40هـ) رضي الله عنه فقد قال ابن تيمية رحمه الله: (هذا مما وضعته الشيعة على طريق المقابلة، فإن الذي في الصحيح عن أبي سعيد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال في مرضه الذي مات فيه: «إن أمن الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لا تخذت أبا بكر خليلاً، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر» (359)) (360).
وقال رحمه الله حين ذكر الحديث الصحيح السابق: (وأراد بعض الكذابين أن يروي لعلي مثل ذلك، والصحيح لا يعارضه الموضوع) (361).
وأما الحديث الرابع وهو حديث: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى)، فقد قال عنه ابن تيمية رحمه الله: (الحديث ثبت في الصحيحين بلا ريب، وغيرهما، وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم قال له ذلك في غزوة تبوك) (362).
وقال رحمه الله: (كان النبي صلّى الله عليه وسلّم إذا غزا استخلف رجلاً من أمته، وكان بالمدينة رجال من المؤمنين القادرين، وفي غزوة تبوك لم يأذن لأحد فلم يتخلف أحد إلا لعذر أو عاصي، فكان ذلك الاستخلاف ضعيفاً، فطعن به المنافقون بهذا السبب، فبين له أني لم أستخلفك لنقص عندي، فإن موسى استخلف هارون، وهو شريكه في الرسالة، أفما ترضى بذلك؟) (363).
وكان هذا الحديث كأنه تسلية لعلي (ت - 40هـ) رضي الله عنه حين توهم أن الاستخلاف نقص بقوله: أتخلفني مع النساء والصبيان؟، وأما من استخلفه الرسول صلّى الله عليه وسلّم على المدينة غيره لما لم يتوهموا أن في الاستخلاف نقصاً لم يحتج أن يخبرهم بمثل هذا الكلام، وليس في الحديث دلالة على أن غيره لم يكن منه بمنزلة هارون من موسى (364).
وإن قيل: إن استخلافه صلّى الله عليه وسلّم لأحد يدل على أنه أفضل الصحابة بإطلاق، فيلزم من ذلك أن يكون علي (ت - 40هـ) رضي الله عنه مفضولاً في عامة الغزوات، وفي عمرته وحجته، لا سيما وكل مرة كان يكون الاستخلاف على رجال المؤمنين، وأما عام تبوك، فلم يكن الاستخلاف إلا على النساء والصبيان، ومن عذر الله، أو من هو متهم بنفاق (365).
يقول ابن تيمية رضي الله عنه: (فبين النبي صلّى الله عليه وسلّم أن الاستخلاف ليس نقصاً، ولا غضاضة، فإن موسى استخلف هارون على قومه لأمانته عنده، وكذلك أنت استخلفتك لأمانتك عندي، لكن موسى استخلف نبياً، وأنا لا نبي بعدي، وهذا تشبيه في أصل الاستخلاف .. ) (366).
وأما الحديث الخامس وهو حديث المؤاخاة: فيرى أنه باطل موضوع، وأن النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يؤاخ بين مهاجري ومهاجري، قال رحمه الله: (أما حديث المؤاخاة فباطل موضوع، فإن النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يؤاخ أحداً، ولا آخى بين المهاجرين بعضهم مع بعض، ولا بين الأنصار بعضهم مع بعض) (367).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/459)
وقال: (إن النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يؤاخ علياً ولا غيره، وحديث المؤاخاة لعلي، ومؤاخاة أبي بكر لعمر من الأكاذيب، وإنما آخى بين المهاجرين والأنصار، ولم يؤاخ بين مهاجري ومهاجري) (368). وقال: (أحاديث المؤاخاة بين المهاجرين بعضهم مع بعض، والأنصار بعضهم مع بعض كلها كذب، والنبي صلّى الله عليه وسلّم لم يؤاخ علياً، ولا آخى بين أبي بكر وعمر، ولا بين مهاجري ومهاجري) (369).
وأما الحديث السادس، وهو قوله: (أنت مني وأنا منك)، فيرى أن هذا الحديث صحيح، لكنه ليس خاصاً بعلي (ت - 40هـ) رضي الله عنه. وإنما شاركه في هذه المنقبة غيره، فأثبت صحة الحديث في مواضع متعددة (370). وأما استدلاله على أن هذه المنقبة ليست من خصائص علي (ت - 40هـ) رضي الله عنه فقد ذكر حديث الأشعريين (إن الأشعريين إذا أرملوا (371) في الغزو أو نفدت نفقة عيالهم بالمدينة، جمعوا ما كان معهم في ثوب واحد، ثم قسموه في إناء واحد بالسوية، فهم مني وأنا منهم) (372).
وقال صلّى الله عليه وسلّم لجليبيب (373): «هذا مني وأنا منه» (374) وكل مؤمن هو من النبي صلّى الله عليه وسلّم، كما قال الخليل: {فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} [إبراهيم: 36]، وقال سبحانه: {وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي} [البقرة: 249].
وأما الحديث السابع: أنا مدينة العلم وعلي بابها فيرى ابن تيمية رحمه الله أنه في عداد الأحاديث الموضوعة، فيقول عنه: (وأما حديث أنا مدينة العلم فأضعف وأوهى، ولهذا إنما يعد في الموضوعات المكذوبات، وإن كان الترمذي قد رواه، ولهذا ذكره ابن الجوزي في الموضوعات، وبين أنه موضوع من سائر طرقه) (375) وينقد المتن فيقول: (والكذب يعرف من نفس متنه، لا يحتاج إلى النظر في إسناده، فإن النبي صلّى الله عليه وسلّم إذا كان مدينة العلم لم يكن لهذه المدينة إلا باب واحد، ولا يجوز أن يكون المبلغ عنه واحداً، بل يجب أن يكون المبلغ عنه أهل التواتر الذين يحصل العلم بخبرهم للغائب .. وهذا الحديث إنما افتراه زنديق أو جاهل: ظنه مدحاً) (376).
وقال: (ثم إن هذا خلاف المعلوم بالتواتر: فإن جميع مدائن المسلمين بلغهم العلم عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من غير طريق علي رضي الله عنه ... ) (377).
وأما الحديث الثامن: أنت ولي كل مؤمن بعدي، فقد قال ابن تيمية رحمه الله عن هذا الحديث: (كذب على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، بل هو في حياته وبعد مماته ولي كل مؤمن، وكل مؤمن وليه في المحيا والممات، فالولاية التي هي ضد العداوة لا تختص بزمان ... فقول القائل: علي ولي كل مؤمن بعدي: كلام يمتنع نسبته إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، فإنه إن أراد الموالاة لم يحتج أن يقول: بعدي، وإن أراد الإمارة كان ينبغي أن يقول: والٍ على كل مؤمن) (378).
وأما الحديث التاسع: وهو رد الشمس لعلي (ت - 40هـ) رضي الله عنه فقد أطال ابن تيمية رحمه الله في بيان ضعف الحديث بل وضعه (379)، فقال عنه: (وليس هذا الحديث في شيء من كتب المسلمين التي يعتمدون على ما فيها من المنقولات لا الصحاح ولا المساند، ولا المغازي ولا السير، ولا غير ذلك، بل بين أهل العلم بالحديث أن هذا كذب، وليس له إسناد واحد صحيح متصل، بل غايته: أن يروى عمن لا يعرف صدقه، ولم يروه إلا هو، مع توفر الهمم والدواعي على نقله .. ) (380).
وقد أطال رحمه الله في نقد أسانيد الحديث، وبين أن كل أسانيد هذا الحديث لا تخلو من ضعف شديد: ذاكراً أحوال الرجال في كل سند من أسانيده (381) ومعقباً ذلك بذكر الاضطراب الحاصل بين الروايات المختلفة (382).
وفي نقده متن الحديث قال: (لا يعرف قط أن الشمس رجعت بعد غروبها ...
وإن كانت الشمس احتجبت بغيم، ثم ارتفع سحابها، فهذا من الأمور المعتادة، ولعلهم ظنوا أنها غربت، ثم كشف الغمام عنها) (383).
وقال: (النبي صلّى الله عليه وسلّم فاتته العصر يوم الخندق حتى غربت الشمس، ثم صلاها، ولم ترد عليه الشمس، وكذلك لم ترد لسليمان لما توارت بالحجاب، وقد نام النبي صلّى الله عليه وسلّم ومعه علي وسائر الصحابة عن الفجر حتى طلعت الشمس، ولم ترجع لهم إلى المشرق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/460)
وإن كان التفويت محرماً، فتفويت العصر من الكبائر، وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله» (384)، وعلي كان يعلم أنها الوسطى وهي صلاة العصر، وهو قد روى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم في الصحيحين لما قال: «شغلونا عن الصلاة الوسطى، صلاة العصر، حتى غربت الشمس، ملأ الله أجوافهم وبيوتهم ناراً» (385)، وهذا كان في الخندق، وخيبر بعد الخندق ... ) (386).
وقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه: لا يتبعني رجل قد ملك بضع امرأة يريد أن يبني بها ولما يبن، ولا آخر قد بنى بنياناً ولما يرفع سقفه، ولا آخر اشترى غنماً وهو ينتظر ولادها، قال: فغزوا، فدنا من القرية، حتى صلى العصر قريباً من ذلك، فقال للشمس: أنت مأمورة، وأنا مأمور، اللهم احبسها علي شيئاً، فحُبست عليه حتى فتح الله عليه» (387).
ويفرق ابن تيمية رحمه الله بين هذا الحديث، وحديث رد الشمس لعلي (ت - 40هـ) رضي الله عنه بعدة فروق منها:
أن يوشع لم تُرد له الشمس، ولكن تأخر غروبها: طُوِّل له النهار، وهذا قد لا يظهر للناس، فإن طول النهار وقصره لا يدرك، ونحن إنما علمنا وقوفها ليوشع بخبر النبي صلّى الله عليه وسلّم.
وأيضاً: لا مانع من طول النهار، لو شاء الله لفعل ذلك، ويوشع كان محتاجاً إلى ذلك؛ لأن القتال كان محرماً عليه بعد غروب الشمس؛ لأجل ما حرم الله عليهم من العمل ليلة السبت ويوم السبت، وأما أمة محمد صلّى الله عليه وسلّم فلا حاجة لهم إلى ذلك، ولا منفعة لهم فيه (388).
وأما الحديث العاشر: من كنت مولاه فعلي مولاه، فيرى شيخ الإسلام رحمه الله أن هذه اللفظة ليست في الصحاح، لكن هي مما رواه العلماء، وقد تنازع الناس في صحتها (389).
وأما زيادة (اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه)، فيرى أنها كذب بلا ريب (390)، وقد وافق في ذلك ابن حزم (ت - 456هـ) رحمه الله في تضعيفه هذا الحديث (391).
والواقع يدل على خلاف الحديث؛ فقوله: (اللهم انصر من نصره ... ) يدل الواقع على خلافه، فقد قاتل معه أقوام يوم صفين فما انتصروا، وأقوام لم يقاتلوا فما خذلوا كسعد (ت - 55هـ) رضي الله عنه الذي فتح العراق، ولم يقاتل معه، ومن جهة أخرى: أصحاب معاوية (ت - 60هـ) رضي الله عنه وبنو أمية الذين قاتلوه: فتحوا كثيراً من بلاد الكفار ونصرهم الله.
وأما قوله: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه: فهو مخالف لأصل الإسلام، فإن القرآن قد بين أن المؤمنين إخوة مع قتالهم، وبغي بعضهم على بعض (392).
وأما الحديث الحادي عشر: وهو تصدق علي بخاتمه في الصلاة: فقد ذكر ابن تيمية رحمه الله أنه حديث موضوع مكذوب على رسول الله، فقال: (وحديث التصدق بالخاتم بالصلاة كذب باتفاق أهل المعرفة) (393)، وقال رحمه الله: (وقد وضع بعض الكذابين حديثاً مفترى أن هذه الآية (394) نزلت في علي لما تصدق بخاتمه في الصلاة، وهذا كذب بإجماع أهل العلم بالنقل) (395).
ثم نقد المتن من وجوه كثيرة منها:
1 - أن قوله: (الذين) في الآية صيغة جمع، وعلي واحد.
2 - أن المدح إنما يكون بعمل واجب أو مستحب، وإيتاء الزكاة في نفس الصلاة ليس واجباً ولا مستحباً باتفاق علماء الملة، فإن في الصلاة شغلاً.
3 - لو كان إيتاء الزكاة في الصلاة حسناً لم يكن فرق بين حال الركوع، وغير حال الركوع، بل إيتاؤها في القيام والقعود أمكن.
4 - أن عليّاً (ت - 40هـ) رضي الله عنه لم يكن عليه زكاة على عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم.
5 - أن عليّاً (ت - 40هـ) رضي الله عنه لم يكن له خاتم، ولا كان الصحابة يلبسون الخواتم.
6 - أن الحديث فيه أنه أعطى الخاتم للسائل، والمدح في الزكاة أن يخرجها ابتداء، ويخرجها على الفور، لا ينتظر أن يسأله سائل (396).
وفي الجملة فإن الأحاديث التي يدعي المناوئون لابن تيمية رحمه الله أنه ضعفها تنقسم إلى أقسام: إما أحاديث صحيحة تثبت منقبة لعلي (ت - 40هـ) رضي الله عنه، منهم من يرى أنها خاصة به، وابن تيمية يرى أنه يشركه في هذه الصفة غيره، وإما أحاديث واهية موضوعة أو ضعيفة، أو ضعفها ابن تيمية رحمه الله وهم يرون تصحيحها وإما أحاديث صحيحة وهم ابن تيمية رحمه الله في تضعيفها بسبب اعتماده في تأليفه على الحفظ - وهي قليلة جدّاً - (397).
(نقلا عن كتاب " دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية " للدكتور عبدالله الغصن - وفقه الله، طبع دار ابن الجوزي بالدمام، ومن أراد الهوامش فعليه بالكتاب .. ).
http://saaid.net/monawein/taimiah/19.htm
http://saaid.net/monawein/taimiah/index.htm
---
أبوزكرياالمحمدى
17 - 08 - 2005, 11:53 AM
جزاكم الله خيرا و أحسن اٍليكم ورفع قدركم أخى الحبيب الاستاذ الشيخ "عبد الرحمن الفقيه" على هذه التوضيحات الطيبة والنقولات المباركة،ودمتم موفقين فى خدمة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم والذبّ عن أعراض العلماء الأعلام،والله الموفق لا رب سواه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/461)
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[12 - 11 - 06, 07:31 ص]ـ
---
صلاح الدين الشريف
17 - 08 - 2005, 07:36 PM
اللهم أرنا الحق حقا، وارزقنا اتّباعه
وأرناالباطل باطلا، وارزقنا اجتنابه.
---
عبدالرحمن الفقيه
17 - 08 - 2005, 09:08 PM
بارك الله فيكم جميعا، وكتاب منهاج السنة النبوية للإمام ابن تيمية رحمه الله جعله الله غضة في حلوق الرافضة / فجزاه الله خيرا على دفاعه عن السنة وردوده على أهل البدع.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=58160#post58160
---
عصام البشير
18 - 08 - 2005, 02:40 PM
الحمد لله
مثل هذه التهم نشرها أهل البدع أولا، ثم سرت إلى بعض أهل السنة للأسف الشديد.
وقد كنتُ - قبل قراءة هذا السفر الجليل - سمعت مثل هذا الكلام، فتوقفت في المسألة، وقلت: لعل شيخ الإسلام قد وقع فعلا في هذا الذي اتهموه به.
ولكني بعد أن قرأت الكتاب منذ فترة رأيت عجبا.
ووالله لم أجد في كلامه - رحمه الله - ما يمكن أن يُتعلق به.
بل أتى - عليه رحمة الله - بما يعجز اللسان عن وصفه من التبحر في العلم، وحدة الذهن، وقوة المناظرة، وحلاوة الإنصاف.
ولذلك، فأنا أنصح كل مريد للحق، أن يقرأ الكتاب بعين الإنصاف والتجرد، قبل أن يقلد غيره في الحكم.
والله أعلم.
---
أبو الزهراء الشافعي
18 - 08 - 2005, 05:36 PM
ليس شرطاً أن ينشرها أهل البدع أخي الكريم:
قال الحافظ في ((لسان الميزان)):
((طالعت الرد المذكور فوجدته كما قال السبكي في الاستيفاء, لكن وجدته كثير التحامل إلى الغاية في رد الأحاديث التي يوردها بن المطهر الحلي, وان كان معظم ذلك من الموضوعات والواهيات لكنه رد في رده كثيرا من الأحاديث الجياد التي لم يستحضر حالة التصنيف مظانها لأنه كان لاتساعه في الحفظ يتكل على ما في صدره والإنسان عائد للنسيان)).
ذكر ذلك في ترجمة يوسف بن الحسن بن المطهر الحلّي, في حين أنّ الحلي الذي رد عليه ابن تيمية اسمه ((الحسين وقيل الحسن يوسف بن المطهر الحلّي!!.
وقد ذكر الإمام اللكنوي في ((الأجوبة)) (174) الفاضلة شيخ الإسلام من المتشددين فقال:
((ومنهم (أي من المتشددين) ابن تيمية فإنه جعل بعض الأحاديث الحسنة مكذوبة, وكثيراً من الأخبار الضعيفة موضوعة تبعاً لابن الجوزي وغيره. بل ادعى في كثير من الموضوعة المختلف في وضعها والضعيفة المتفق على ضعفها الاتفاق على وضعها وضعفها)).
يراجع لزاماً.
---
صلاح الدين الشريف
18 - 08 - 2005, 06:44 PM
أخي الكريم/عبد الرحمن الفقيه
بارك الله فيك
قرأت هذه الروابط
ولكن هناك؟؟؟
أحاديث صحيحة .... بل بلغت حد التواتر!
وأيضا!
علّ الله تعالى ييسر لنا بحثها في هذا المنتدى مع الإخوة الأفاضل.
فنحن نحب شيخ الإسلام ــ رحمه الله رحمة واسعة ــ ولكنا لانغمط الحق أيضا.
---
عبدالرحمن الفقيه
18 - 08 - 2005, 07:56 PM
الأخ الشريف وفقه الله
وأنا لم أقصد الرد عليك وإنما ذكرت الرابط للفائدة فقط
وما ذكرته حول بعض الأحاديث فيمكنك طرحها حتى تتم مناقشتها بإذن الله تعالى.
وهذه روابط للفائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=47318#post47318
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=34820#post34820
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6841
وأما ما ذكره ابن حجر وكذلك اللكنوي ففيه نظر، ويكفي في الرد على ذلك المقال الذي في أو ل لالموضوع.
---
صلاح الدين الشريف
18 - 08 - 2005, 08:21 PM
الأخ الفقيه ... غفر الله لك ... ووالله لم اسئ الظن فيك.
ولكن هناك حقائق لا يمكن إغفالها
حتى يتم إزالة الإباس
علما بأنني ــ والله تعالى يعلم ـ شاركت في هذا المنتدى الطيب محبة في العلم وأهله وأحسبك منهم. وأنا متبع للحق وأهله.
---
عبدالرحمن الفقيه
18 - 08 - 2005, 08:38 PM
بارك الله فيكم، ولم أقصد بردي السابق أي شي وفقك الله
هات ما عندك حفظك الله حول ما ذكره الإمام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة، حتى يزال اللبس بإذن الله تعالى، ونسال الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.
---
أبوزكرياالمحمدى
19 - 08 - 2005, 01:56 AM
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/462)
جزى الله جميع من أثرى هذا الموضوع خيرا،واٍننى أعتقد أنه لم يؤلف فى الرد على الرافضة كتاب مثل "منهاج السنة النبوية" فأسأل الله تعالى أن يرحم شيخ الاسلام ابن تيمية ويرفع درجاته فى الجنان،ويحشره مع الاصحاب الاخيار الذين دافع عنهم خير دفاع،والله الموفق لا رب سواه.
---
أبو عمار المليباري
24 - 08 - 2005, 10:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
ما أودُّ أن أقوله حول هذا الموضوع:
1 - لا يُحكم على القضية بالصواب والخطأ إلا بعد البحث والتحري ليُعلم الحق. فيقوم أحد المتخصصين في الحديث بدراسة تلك الأحاديث الجياد التي اتُّهم شيخ الإسلام بأنه ردَّها. فإن وجدنا أن الحقيقة كما قال السبكي وابن حجر فنقول: إن هذا خطأ من شيخ الإسلام فهو بشر يخطئ ويصيب. ولكن هذا لا يقدح في الموضوعات التي طرحها ابن تيمية في الردِّ على الشيعي.
2 - ينبغي علينا أن نعرف أيضاً مع النقطة الأولى أن ابن حجر موافق للسبكي في مسائل الزيارة ونحوها. كما هو واضح من عباراته في الفتح حيث قال إن قول ابن تيمية في الزيارة من أبشع المسائل التي نسبت إليه. بل إن ابن حجر ذكر الطوام المنسوبة إلى ابن تيمية في الدرر الكامنة ولم يعقبها برأي.
3 - ثم إن المنهاج كتاب عظيم لم يؤلف مثله في بابه، ويا حبذا لو رجع القارئ إلى كتاب الشيخ الندوي في ترجمة شيخ الإسلام حينما وصف كتاب المنهاج لكي يعرِف قيمة هذا الكتاب.
---
ابن دحيان
25 - 08 - 2005, 04:59 PM
بعض من في قلبه دخن كان يقول: ابن تيمية أراد الرد على الرافضة فأخطأ في حق آل البيت وعلي رضي الله عنهم!!
فقلت له:هاتِ ما عندكِ هاتِ؟
وإلى يومنا هذا لا حس ولا خبر.
المشكلة يا أخوة أن هؤلاء لم يطالعوا منهاج السنة بل أخذوا هذه الشنشنة من كتب يكتبها بعض من ينطلقونا من نيات سيئة ضد شيخ الإسلام.
وهذا يذكرني بذلك الرافضي الذي قال أن هذا الأثر في صحيح البخاري وأنا اعلم جزما أنه ليس فيه فقلت له اأنت متأكد؟
فقال: نعم.
قلت له: أنت قرأته من صحيح البخاري أم قرأته من كتاب آخر يقول أنه في صحيح البخاري؟
فسكت قليلاً ثم قال: من كتاب آخر يقول أنه في صحيح البخاري!!
فقلت:إذن!!
---
أبو مشاري
26 - 08 - 2005, 02:19 AM
و قد جاء أيضا أن أحمد ابن عبدالهادي تلميذ شيخ الإسلام جاء في ترجمته أنه قد خرج أحاديث هذا الكتاب
بسبب بعض الخلل الذي وقع فيه شيخ الإسلام إلا أنه لم يكمله.
والله أعلم
---
أبو الزهراء الشافعي
26 - 08 - 2005, 04:40 AM
أخي الكريم العزيز أبو مشاري هلا ذكرت أين جاء هذا تتميما للفائدة؟
بارك الله فيكم.
---
أبو مشاري
26 - 08 - 2005, 08:15 AM
ذيل الطبقات لابن رجب، ط العثيمين (5/ 121) ذكر الدكتور العثيمين في الحاشية ما يلي:
"و من مؤلفاته ((رسالة خرج فيها أحاديث وردت في كتاب شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية ((منهاج السنة النبوية ... )) أثبت أنها موضوعة قال أولها: ((الحمد لله نستعينه ... أما بعد: فإني كنت أطالع في كتب شيخنا ... أحمد بن تيمية الذي رد فيه على الرافضي قرأيت فيه عدة أحاديث ... )) في مكتبة كوبرلي بـ ((تركيا)) رقم (1080) رقم (6) ضمن مجموع".ا. هـ
تصحيح: محمد بن أحمد بن عبدالهادي.
---
عصام البشير
26 - 08 - 2005, 12:08 PM
ذيل الطبقات لابن رجب، ط العثيمين (5/ 121) ذكر الدكتور العثيمين في الحاشية ما يلي:
"و من مؤلفاته ((رسالة خرج فيها أحاديث وردت في كتاب شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية ((منهاج السنة النبوية ... )) أثبت أنها موضوعة قال أولها: ((الحمد لله نستعينه ... أما بعد: فإني كنت أطالع في كتب شيخنا ... أحمد بن تيمية الذي رد فيه على الرافضي قرأيت فيه عدة أحاديث ... )) في مكتبة كوبرلي بـ ((تركيا)) رقم (1080) رقم (6) ضمن مجموع".ا. هـ
تصحيح: محمد بن أحمد بن عبدالهادي.
لم أر في هذا النقل لفظة الخلل الواردة في مشاركتكم الأولى.
فلو توضحون أكثر.
---
أبو مشاري
26 - 08 - 2005, 12:15 PM
أقصد أني كتبت في المشاركة الأولى أحمد ابن عبدالهادي ثم صححتها
لمحمد بن أحمد
و الله الموفق
---
عصام البشير
26 - 08 - 2005, 01:05 PM
وفقك الله
أرجو أن تتأمل المشاركتين، وتزيد توضيح الأمر.
فمثل هذا تطير به الركبان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/463)
و قد جاء أيضا أن أحمد ابن عبدالهادي تلميذ شيخ الإسلام جاء في ترجمته أنه قد خرج أحاديث هذا الكتاب
بسبب بعض الخلل الذي وقع فيه شيخ الإسلام إلا أنه لم يكمله.
ذيل الطبقات لابن رجب، ط العثيمين (5/ 121) ذكر الدكتور العثيمين في الحاشية ما يلي:
"و من مؤلفاته ((رسالة خرج فيها أحاديث وردت في كتاب شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية ((منهاج السنة النبوية ... )) أثبت أنها موضوعة قال أولها: ((الحمد لله نستعينه ... أما بعد: فإني كنت أطالع في كتب شيخنا ... أحمد بن تيمية الذي رد فيه على الرافضي قرأيت فيه عدة أحاديث ... )) في مكتبة كوبرلي بـ ((تركيا)) رقم (1080) رقم (6) ضمن مجموع".ا. هـ
---
العاصمي1
26 - 08 - 2005, 02:33 PM
ذيل الطبقات لابن رجب، ط العثيمين (5/ 121) ذكر الدكتور العثيمين في الحاشية ما يلي:
"و من مؤلفاته ((رسالة خرج فيها أحاديث وردت في كتاب شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية ((منهاج السنة النبوية ... )) أثبت أنها موضوعة قال أولها: ((الحمد لله نستعينه ... أما بعد: فإني كنت أطالع في كتب شيخنا ... أحمد بن تيمية الذي رد فيه على الرافضي قرأيت فيه عدة أحاديث ... )) في مكتبة كوبرلي بـ ((تركيا)) رقم (1080) رقم (6) ضمن مجموع".ا. هـ
هذا الجزء الصغير، قد نشره الشيخ الفاضل العيد العباسي - حفظه الله تعالى - مترجما باسم (رسالة لطيفة ... ).
---
صلاح الدين الشريف
29 - 08 - 2005, 01:09 PM
كتاب "منهاج السنة"لشيخ الإسلام أجاد وأبدع فيه في دفع شبهات الرافضة، فجزاه الله تعالى خير الجزاء.
إلا أنه هناك نقاط يقف أمامها ـ من هم من أمثالي الذين ليس لهم سعة في العلم ــ حائرا وأحيانا مستغربا.
وقد بحثت بعضا منهابقدر إستطاعتي وعلمي المتواضع، فإن كان فيه من صواب فمن الله وحده،وإن كان من خطأ أو نسيان فمني ومن الشيطان.
ومن هذه النقاط قوله ـرحمه الله ـفي المنهاج (4/ 99):
والمتواتر عنه ـ اى ابن عباس ـ أنه كان يفضل عليه أبا بكر وعمر، وله معايبات يعيب بها عليا، ويأخذ عليه فى أشياء من أموره، حتى انه لما حرق الزنادقة الذين ادعوا فيه الإلهية. قال لو كنت أنا لم احرقهم لنهى النبى صلى الله عليه وسلم أن يعذب بعذاب الله، ولضربت أعناقهم لقول النبى صلى الله عليه وسلم: " من بدل دينه فاقتلوه " رواه البخارى وغيره. ولما بلغ عليا ذلك قال ويح أم ابن عباس، ومن الثابت عن ابن عباس، انه كان يفتى إذا لم يكن معه نص، بقول ابى بكر وعمر، فهذا إتباعه لأبى بكر وعمر، وهذه معارضتة لعلى، وقد ذكر غير واحد منهم الزبير بن بكار مجاوبته لعلى لما أخذ ما أخذه من مال البصرة، فأرسل إليه رسالة فيها تغليظ عليه، فأجاب عليا بجواب يتضمن أن ما فعلته دون ما فعلته من سفك دماء المسلمين على الأمارة ونحو ذلك. اهـ
قلت (صلاح الدين):
قال القاضي ابن العربي فى أحكام القران (3/ 488) فى تفسير سورة العنكبوت:
الآية الثانية: قوله تعالى {ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من احد من العالمين}.
وقد روى ابن وهب وغيره أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال فيه:اقتلوا الفاعل والمفعول به.
ولقد كتب خالد بن الوليد في ذلك إلى أبي بكر الصديق،فكتب إليه أبو بكر:عليه الرجم.
وتابعه على ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال على بن ابى طالب:
إن العرب تأنف من العار وشهرته أنفا لا تانفه من الحدود التى تمضى فى الأحكام، فأرى ان تحرقه بالنار.
فقال أبو بكر: صدق أبو الحسن فكتب الى خالد أن احرقه بالنار، ففعل. فقال ابن وهب: لا أرى خالدا احرقه الا بعد قتله، لان النار لا يعذب بها الا الله تعالى.
قال القاضي: ليس كما زعم ابن وهب، كان على يرى الحرق بالنار عقوبة، ولذلك كان ما أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار البرقانى الحافظ، اخبرنا الاسماعيلى، حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوى، حدثنا محمد بن عباد، حدثنا إسماعيل، قال: رأيت عمرو بن دينار، وأيوب وعمارا الرهينى، اجتمعوا فتناكروا الذين حرقهم علىّ، فحدث أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه لما بلغه قال: لو كنت أنا ما احرقهم، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تعذبوا بعذاب الله ولقتلتهم، لقول النبى صلى الله عليه وسلم: من ترك دينه فقتلوه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/464)
فقال: عمار: لم يكن حرقهم، ولكنه حفر لهم حفائر، وخرق بعضها الى بعض، ثم دخن حتى ماتوا.
فقال عمار: قال الشاعر:
لترم بى المنايا حيث شاءت ***** إذا لم ترم بى فى الحفرتين
إذا ما أججوا حطبا ونارا ***** هناك الموت نقدا غير دين
ومن حديث يحيى بن بكير ما يصدق ذلك: عن على انه وجد فى ضواحي العرب رجلا ينكح كما تنكح المرأة كان اسمه الفجاءة، فاستشار أبو بكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيهم على بن ابى طالب، وكان يومئذ اشد فيهم قولا، فقال على: إن هذا الذنب لم تعص به أمة من الأمم، إلا أمة واحدة، صنع الله بها ما علمتم، أرى ان يحرق بالنار.
فاجتمع رأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يحرق بالنار، فكتب أبو بكر الى خالد بن الوليد ان يحرقهم بالنار، فأحرقهم بالنار، ثم أحرقهم ابن الزبير فى زمانه، ثم أحرقهم هشام بن عبد الملك، ثم أحرقهم خالد القسرى بالعراق.اهـ
وأخرج البخارى فى الصحيح ـ كتاب استتابة المرتدين ـ حديث رقم (6923)، وفيه لما قدم معاذ بن جبل على ابى موسى الاشعرى وهما باليمن: " فإذا رجل عنده موثق، قال ما هذا؟ قال: كان يهوديا فأسلم ثم تهود، قال: اجلس، قال: لا اجلس حتى يقتل، قضاء الله ورسوله (ثلاث مرات)، فأمر به فقتل، .... الحديث
وذكر الحافظ ابن حجر فى الفتح (12/ 329): وأخرج الطبرى من وجه أخر عن معاذ وابى موسى " ان النبى صلى الله عليه وسلم أمرهما ان يعلما الناس، فزار معاذا أبا موسى فإذا عنده رجل موثق بالحديد فقال: يا اخى أو بعثت تعذب الناس إنما بعثنا نعلمهم دينهم بما ينفعهم فقال انه اسلم ثم كفر، فقال: والذى بعث محمدا بالحق لا ابرح حتى احرقه بالنار " ........
قوله: " فأمربه فقتل " فى رواية أيوب " فقال والله لا اقعد حتى تضربوا عنقه " وفى رواية الطبرانى التى أشرت إليها " فأتى بحطب فألهب فيه النار فكتفه وطرحه فيها " ويمكن الجمع بأنه ضرب عنقه ثم ألقاه فى النار، ويؤخذ منه ان معاذا وأبا موسى كانا يريان التعذيب بالنار وإحراق الميت بالنار مبالغة فى إهانته وترهيبا عن الإقتداء به ..... اهـ
و أخرج البخارى كتاب الجهاد والسير حديث (3016):
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن بكير عن سليمان بن يسار عن ابى هريرة رضى الله عنه قال " بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بعث فقال: ان وجدتم فلانا وفلانا فأحرقوهما بالنار، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أردنا الخروج: انى أمرتكم ان تحرقوا فلانا وفلانا وان النار لا يعذب بها الا الله: فان وجدتموهما فاقتلوهما ".
قال الحافظ فى الفتح (6/ 183):
قوله (وان النار لا يعذب بها الا الله): واختلف السلف فى التحريق: فكره ذلك عمر وابن عباس وغيرهما مطلقا سواء كان ذلك بسبب كفر او فى حال مقاتلة او كان قصاصا، وأجازه على وخالد بن الوليد وغيرهما، وسيأتي ما يتعلق بالقصاص قريبا، وقال المهلب: ليس هذا النهى على التحريم بل على سبيل التواضع، ويدل على جواز التحريق فعل الصحابة، وقد سمل النبى صلى الله عليه وسلم أعين العرنيين بالحديد المحمى، وقد حرق أبو بكر البغاة بالنار بحضرة الصحابة، وحرق خالد بن الوليد بالنار ناسا من أهل الردة، وأكثر علماء المدينة يجيزون تحريق الحصون والمراكب على أهلها قاله النووى والاوزاعى، وقال ابن المنير وغيره لا حجة فيما ذكر للجواز، لأنه قصة العرنيين كانت قصاصا أو منسوخة كما تقدم، وتجويز الصحابي معارض بمنع صحابى آخر وقصة الحصون والمراكب مقيدة بالضرورة الى ذلك إذا تعين طريقا للظفر بالعدو، ومنهم من قيده بان لا يكون معهم نساء ولا صبيان كما تقدم، وأما حديث الباب فظاهر النهى فيه التحريم، وهو نسخ لأمره المتقدم سواء كان بوحي إليه أو باجتهاد منه، وهو محمول على من قصد الى ذلك فى شخص بعينه، وقد اختلف فى مذهب مالك فى اصل المسألة وفى التدخين وفى القصاص بالنار. اهـ
و ذكر الطبرى فى تاريخ الأمم والملوك (2/ 226) احداث سنة 11 هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/465)
قال أبو جعفر: وأما ابن حميد، فانه حدثنا فى شأن الفجاءة عن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن ابى بكر، قال: قدم على ابى بكر رجل من بنى سليم، يقال له الفجاءة، وهو إياس بن عبد الله بن عبد ياليل بن عميرة بن خفاف، فقال لأبى بكر: انى مسلم، وقد أردت جهاد من ارتد من الكفار، فاحملني وأعنى، فحمله أبو بكر على ظهر، وأعطاه سلاحا، فخرج يستعرض الناس: المسلم والمرتد يأخذ أموالهم، ويصيب من امتنع منهم، ........ ، فلما بلغ ابا بكر خبره كتب الى طريفة بن حاجز ـ ان سر إليه بمن معك من المسلمين حتى تقتله، أو تأخذه فتاتينى به، ............ فلما قدما عليه أمر أبو بكر طريفة بن حاجز، فقال: اخرج به الى هذا البقيع فحرقه بالنار، فخرج به طريفة الى المصلى فأوقد له نارا، فقذفه فيها. اهـ
فهل عاب أحد من الصحابة على ابى بكر رضى الله عنه عندما حرق الفجاءة، أو عاب على خالد بن الوليد عندما حرق المرتدين؟ وهما قد سبقاعليافي ذلك بمسمع ومرأى من الصحابة.!!!
---
عبدالرحمن الفقيه
29 - 08 - 2005, 04:38 PM
وفق الله الجميع
الروايات التي ذكرتها عن أبي بكر رضي الله عنه في إجازته للتحرق تحتاج منك إلى أن تثبت صحتها
وكذلك الرواية التي نقلتها عن الحافظ في الفتح في أن معاذا وأبا طلحة كانا يريان جواز ذلك
وبعد أن ثبت صحتها نكمل النقاش حول ما ذكرته بإذن الله تعالى.
---
ابن دحيان
30 - 08 - 2005, 08:49 PM
بورك فيك شيخنا عبدالرحمن
نعم اثبت الأصل ثم احكم من خلاله
---
صلاح الدين الشريف
-08 - 2005, 03:13 PM
الأخ الكريم/الفقيه
بارك الله فيك وفى الجميع
مشاركتي السابقة كانت في المنتدى العام، أي بعيدا عن هذا المنتدى وبعيدا عن هذا الموضوع والذي هو بعنوان " إتهام ابن تيمية بأنه رد أحاديث ........ "
وذلك حتى لا أتهم بأني من المناوئين لشيخ الإسلام رحمه الله تعالى
رغم أن الأخ ابن دحيان ـ غفر الله له ـ عرض بي
وأرجو أن أكون مخطئا فى ذلك.
فليس كل من صحح حديثا رده أو أنكره شيخ الإسلام أصبح متهما له أو متهما فيه
وإلا كان الشيخ الألباني ـأسكنه الله فسيح جناته ـ متهما لكل ومتهما في كل من صحح له أو حتى ضعف له.
فإنني ممن لا يتعصبون للأشخاص،تعصبا أعمى، على حساب الحق.
ولا أجد غضاضة في القول:إن شيخ الإسلام كسائر الأئمة يخطئ ويصيب
فهوـ رحمه الله تعالى ـ ليس بمعصوم
فنحن لا نقول بعصمة أحد إلا الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم
فلسنا من الإمامية حتى نقول هذا!
بل نقول نعم هناك أحاديث ردها شيخ الاسلام وانكرها ولم تكن كذلك
وليس فى هذا مطعنا أو تنقصا لشيخ الاسلام رحمه الله
ولكن المأخذ على من يتمسكون بالأحاديث التى ردها وهم يعلمون أنها ــ إن لم تصل الى مرتبة الصحيح ــ فهي من درجة الحسن، ويأخذون قول شيخ الاسلام أمرا مسلما به لا يحتمل الخطأ ويجادلون عن ذلك.
كما انه هناك كماـ ذكرت آنفا ـ عبارات يقف المرء أمامها حائرا أو مستغربا.
---
صلاح الدين الشريف
31 - 08 - 2005, 03:23 PM
اخى ابن دحيان:
ليس علينا إثبات صحة ما نقلناه عن ابن حجر وابن العربى
بل عليك إثبات بطلان ما ذكروه من أقوال.
---
ابن دحيان
31 - 08 - 2005, 11:07 PM
و أخرج البخارى كتاب الجهاد والسير حديث (3016):
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن بكير عن سليمان بن يسار عن ابى هريرة رضى الله عنه قال " بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بعث فقال: ان وجدتم فلانا وفلانا فأحرقوهما بالنار، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أردنا الخروج: انى أمرتكم ان تحرقوا فلانا وفلانا وان النار لا يعذب بها الا الله: فان وجدتموهما فاقتلوهما ".
هذا ما نقلته انت وهو في البخاري واضح كوضوح الشمس
وانا لم اعرض بك أخي وهل المطالبة بأن نثبت صحة النقل يعد تعريضا أو اتهاما!!!
المسألة ليست مجرد تصحيح حديث أو تضعيف .. لا ابدا.
هناك من يتربص بكتب وأقوال شيخ الإسلام ليخرج منها مطعنا أو ملمزا في آل البيت رضي الله عنهم .. وهذا ما لا يصح ولا يمكن أن يصح عن عالم مثل شيخ الإسلام رحمه الله ليس لأنه معصوم لا بل لأن هذا مخالف لأصل من أصول أهل السنة والجماعة وهي محبة آل البيت والترضي عنهم وقول الحسن فيهم لإيمانهم أولا ولقرابتهم من النبي صلى الله عليه وسلم ثانيا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/466)
ثناء ابن تيمية رحمه الله على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأهل البيت رحمهم الله
http://www.wylsh.com/contnent/articles.php?ID=105
---
عبدالرحمن الفقيه
01 - 09 - 2005, 01:19 AM
يقال لصلاح الدين الشريف
انت اعترضت على ابن تيمية بأنه ذكر أن عليا لم يوافقه أحد ثم ذكرت روايات تدل على أن غيره قال به ولم تستطع أن تثبت صحتها، فابن تيمية لم يصححها، فإذا كنت مقلدا لغيره فالمعترض يعترض عليك بأن ابن تيمية رحمه الله لم يصححها، وهو يقلد ابن تيمية
وإن كنت مجتهدا فبين صحة الروايات ولاتتهرب
ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه ولم يعترض على العلماء بروايات لايعرف صحتها ولم ينقل تصحيحها عن أحد من أهل العلم.
---
صلاح الدين الشريف
01 - 09 - 2005, 04:33 PM
اخرج عبد الرزاق فى المصنف (9475)
باب القتل بالنار
عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه قال:
حرق خالد بن الوليد ناساّ من أهل الردة،
فقال عمر لأبى بكر: أتدع هذا الذى يعذب بعذاب الله؟
فقال أبو بكر: لا أشيم سيفاً سله الله على المشركين.
---
صلاح الدين الشريف
01 - 09 - 2005, 04:40 PM
اخرج احمد فى المسند (1/ 93):
حدثنا أبو أحمد حدثنا شريك عن عمران بن أبى ظبيان عن أبى تحيى قال:
لما ضَرب ابن ملجم علياً الضربة قال علىّ:
افعلوا به كما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفعل برجل أراد قتله:
"اقتلوه ثم حرقوه ".
قال الشيخ شاكر فى الشرح:
إسناده صحيح، وهو مجمع الزوائد (9/ 145) وقال: " رواه احمد، وفيه عمران بن ظبيان، وثقه ابن حبان وغيره، وقيه ضعف، وبقية رجاله ثقات ".
---
صلاح الدين الشريف
01 - 09 - 2005, 04:51 PM
بارك الله فيك أخي/عبد الرحمن الفقيه
ونفعنا الله بعلمك
أعلم قدري جيدا
وإن كنت تجاوزته ـوأنا لا أدري ـ فأستغفر الله العظيم
وما أنا إلا طوييييلب علم
باحث عن الحق
وإن كان بحثي عن الحق ـ في مسألة ما ـ سينجم عنه شقاق أو خلاف قد يفضي إلى مالا نحبه،
فإنني أفضل التوقف فيها.
---
أبو المنذر النقاش
01 - 09 - 2005, 05:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيوخ الأفاضل: أحب أن أدلو بدلوي هنا فلتسمحوا لي: أما ما جاء عن ابن حجر وتبعه اللكنوي ثم نشره الكوثري وعبد الفتاح أبي غدة رحمة الله عليهم، فسأبين بطلانه من وجوه إن شاء الله ربي وتفضل:
أما بالنسبة لابن حجر فمردود من جهتين:
الجهة الأولى: أن أصول ابن حجر تخالف أصول ابن تيمية رحمه الله تعالى فابن حجر أشعري، وفيه نوع تصوف يظهر هذا لمن طالع كتابه الفتح ورأى تحريراته في مسائل التوسل ونحوها مما تعظم فيها المصائب فهو يرد على ابن تيمية لمعارضته لما تأصل عنده ويعتقده، وهو أقرب إلى مدرسة تقي الدين السبكي من جهة إجازة شد الرحال لزيارة القبور ومشاهد الصالحين وغيرهم.
الحاصل: أن ابن حجر مخالف لابن تيمية في باب العقائد سواء في باب الأسماء والصفات أو توحيد العبادة وما يتعلق به.
الجهة الثانية: ليس محل ابن حجر ولا اللكنوي أن ينكرا على ابن تيمية وأين الثرى من الثريا، نعم ابن حجر له مقام، لكن أن ينظر بابن تيمية فلا، وقد جعل الله لكل شيء قدرا.
والذهبي وهو أعلم من ابن حجر وأتقن للحديث ورجاله وعلله باعتراف ابن حجر نفسه قد أقر بأنه لم ير مثل ابن تيمية في الحديث، والمطالع لكلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في بعض مسائل أصول الحديث والتي يتكلم عنها يرى دقة عجيبة ونكتا فائقة، لا تراها كثيرا في كلام ابن حجر بل ولا في كلام من عاصر ابن تيمية ومن جاء بعده.
الجهة الثالثة: أما اللكنوي فنعم لا شك عنده اطلاع واسع، وتجميعات عجيبة، لكن هذا قصاراه أما التدقيق والتنقيح والإستقراء لكلام الأئمة ومعارضته على ما يؤصله هو أو يراه كفائدة، فلا، لم نر هذا في كتبه، إنما هي تجميعات وتلفيقات من كلام الناس - وهي مفيدة بلا شك - وفي أحيان كثيرة يدخل كلاما لأصوليين وفقهاء فيما هو من خصائض خصائص علوم أهل الحديث، وهذا لا يليق لكنه يفعله.
فالحاصل أن اللكنوي ليس من جمال المحامل في هذا العلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/467)
الجهة الرابعة: أما ما يتعلق بالكوثري وعبد الفتاح أبي غدة، فالأول معروف وحاله مشهور في معاداة أهل السنة وتلقف أي طعن يراه ولو كان باطلا لينشره عنهم وخصوصا ابن تيمية، ولا أحب الكلام عن هذا الرجل، وأما عبد الفتاح أبي غدة رحمه الله تعالى فقد كان أقل عدواة ومجاهرة لأهل السنة وخصوصا ابن تيمية والله أعلم بحاله، أما أن ينقد على ابن تيمية أو يصحح له فليس من هذا بسبيل.
وكما قلت:
فهم لهم يعني ابن حجر وغيره ممن اهتم لذكر تلك المسألة عن ابن تيمية فضل وعلم، لكن قد جعل الله لكل شيء قدرا.
أما من يزيع هذا الكلام فهم أصناف كثيرة من الناس:
- منهم من هو طالب علم فيه خير - مثلك ولا نزكي على الله أحدا -، لكنه ليس بذاك القوي في علوم الحديث وأصولها فيتكلم في هذا الباب بنوع تسرع وينقل كلام ابن حجر واللكنوي وذلك لما يراه في كتبهم من سعة اطلاع ونقول كثيرة متباعدة.
- ومنهم من هو لا طالب علم ولا غيره، ولكنه ممن يتكلمون بما لا يعرفون ويهرفون بما لا يتقنون وهؤلاء لا كلام معهم.
- ومنهم من هو من أهل البدع في باب العقائد قد تعنى دراسة علم الحديث مثل الكوثري وأبي غدة والسقاف وممدوح سعيد فيكررون هذا الكلام لموافقته لأصول اعتقادهم ومساعدته لهم في الرد على أكبر من رد عليهم وزيف أصولهم وبين ضلالهم.
أما ما ذكره الأخ صلاح الدين مستدلا به على صحة تقليده لابن حجر ومن تبعه فلا شيء فيه لو تدبره لأمور:
الأول: أما ما أورده ابن تيمية من أن ابن عباس كانت له معايبات يعيب بها عليا فلا شيء فيها، والمعايب هنا لا يقصد بها المثالب وإنما يقصد المخالفات أي أنه يرى بخلاف رأيه.
الثاني: أنه لو عابه بقوله فلا شيء أيضا فمن المعروف عند أهل العلم أنه قد يحدث نوع عيب لقول المخالف إذا كان القول المخالف فيه يراه شديدا على النفس ومن ذلك قول عبادة: كذب أبو محمد في حديث، والمجتهد لا يقال له كذب، وإنما يقصد المعنى اللغوي أي أخطأ، وكذا رؤي التسريب على المخالف في مواطن ليست بالقليلة، ويكفيك قول ابن أبي ذئب في مالك لما ترك حديث البيعان بالخيار: يستتاب مالك فإن تاب وإلا ضربت عنقه.
الثالث: أن غرض ابن تيمية أن يبين أن أبا بكر وعمر كانا أجل في نفس ابن عباس من علي وكان يراهما أكبر منه.
الرابع: أنك قلت: فهل عاب أحد من الصحابة على ابى بكر رضى الله عنه عندما حرق الفجاءة، أو عاب على خالد بن الوليد عندما حرق المرتدين؟ وهما قد سبقاعليافي ذلك بمسمع ومرأى من الصحابة.!!!
فنقول:
فهذا دليل عليك لا لك، لأن ابن تيمية يؤصل أن الشيخان كان أجل عند ابن عباس من علي رضي الله عن الجميع، ولو صح ما فعله أبو بكر ولم ينكر عليه ابن عباس فإن هذا دليل على ما يؤصل له ابن تيمية رحمه الله تعالى.
ومع ذلك فنقول:الحديث الذي أورده ابن العربي لا يصح فقد أخرجه ابن حزم في المحلى 11/ 380 من حديثه عن عبد الله بن ربيع نا ابن مفرج نا قاسم بن أصبغ نا ابن وضاح نا سحنون نا ابن وهب أخبرني ابن سمعان عن رجل أخبره قال جاء ناس إلى خالد بن الوليد فأخبروه عن رجل منهم أنهم ينكح كما توطأ المرأة وقد أحصن فقال أبو بكر عليه الرجم وتابعه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك من قوله فقال علي يا أمير المؤمنين إن العرب تأنف من عار المثل وشهرته أنفا لا تأنفه من الحدود التي تمضي في الأحكام فأرى أن تحرقه بالنار فقال أبو بكر صدق أبو الحسن وكتب إلى خالد بن الوليد أن أحرقه بالنار ففعل قالابن وهب لا أرى خالدا أحرقه بالنار إلا بعد أن قتله لأن النار لا يعذب بها إلا الله تعالى
فالحديث فيه علل:
أولا: ابن سمعان هو عبد الله متروك.
ثانيا: جهالة المخبر لابن سمعان.
ثالثا: انقطاعه بين هذا المجهول وبين الصحابة المذكورين في الخبر.
وساقه من طرق أخري وهي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/468)
ابن حبيب نا مطرف بن عبد الله عن عبد العزيز بن أبي حازم عن محمد بن المنكدر وموسى بن عقبة وصفوان بن سليم أن خالد بن الوليد كتب إلى أبي بكر الصديق أنه وجد في بعض سواحل البحر رجلا ينكح كما تنكح المرأة وقامت عليه بذلك البينة فاستشار أبو بكر في ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أشدهم فيه يومئذ قولا علي بن أبي طالب قال إن هذا ذنب لم يعص به من الأمم إلا أمة واحدة صنع الله بها ما قد علمتم أرى أن تحرقهما بالنار فاجتمع رأي صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يحرقه بالنار فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد أن أحرقه بالنار ثم حرقهما ابن الزبير في زمانه ثم حرقهما هشام بن عبد الملك ثم حرقهما القسري بالعراق.
وهذا أيضا فيه أمور:
أولاها: أن عبد العزيز بن أبي حازم متكلم فيه وضعفه بضعهم، ولا يحتمل مثل هذا، يحتاج لمن يتابعه في حادثة مثل تلك.
ثانيها: محمد بن المنكدر وموسى بن عقبة وصفوان بن سليم يحتاج إلى إثبات ثبوت سماعهم عمن ذكروا من الصحابة.
ثالثها: نقول مع التنزل أن الرواية صحيحة فكلام ابن وهب أكبر وأكثر وأجل من ابن العربي والثابت من طرق أخرى كثيرة أن عليا رضي الله عنه ما حرق من ادعوا فيه الإلهية بل قتلهم ثم حرقهم.
قال ابن عبد البر في التمهيد (5/ 317):
قد روينا من وجوه أن عليا إنما أحرقهم بعد قتلهم ... عن سلام بن أبي القاسم عن عثمان بن أبي عثمان الأنصاري قال جاء ناس من الشيعة إلى علي فقالوا يا أمير المؤمنين أنت هو قال من أنا قالوا أنت هو قال ويلكم من أنا قالوا أنت ربنا قال ويلكم ارجعوا فتوبوا فأبوا فضرب أعناقهم ثم قال يا قنبر ائتني بحزم الحطب فحفر لهم في الأرض اخدودا فأحرقهم بالنار ثم قال:
لما رأيت الأمر أمرا منكرا أججت ناري ودعوت قنبرا
بل الرواية التي أوردها ابن العربي أيضا بعد ذلك تفيد أنه ما حرقهم إنما دخن عليهم وهذا ليس بتحريق ولا أعلم لماذا لم يتلفت إليها.
وما استدل به ابن العربي كذلك من حديث يحيى بن بكير إنما هو من روايته عن صفوان بن سليم أن خالدا كتب، ويحتاج إلى إثبات السماع.
وما ما ذكره ابن العربي من رواية البخاري ورواية الطبري وتكلفه للجمع بينهما فلا داعي للجمع، وإنما يلجأ للجمع عند ثبوت الصحة للحديثين ومقتضى الصنعة أن ما رواه البخاري أوثق وأولى من رواية الطبري وكتب التواريح فيها ما فيها من المناكير والشواذ، فما بالك وقد خالفت رواية الصحيح، لكن ابن العربي فقيه والفقهاء عندهم إشكالية في قضية الشذوذ والنكارة يباينون بها مذهب أهل الحديث بحيث أنهم يتكلفون الجمع بين أحاديث كثيرة لو اعتمدوا فيها مذهب أهل الحديث ما احتاجوا لهذا الجمع ولتوجه صحة أحد الحديثين وعدم صحة الآخر وانتهت القضية.
وحديث البخاري قطعي الدلالة، فلا يعارض بتلك القصص التي تحتاج لأركان من آجر.
وما ذكرته أيضا من حديث ابن إسحاق فالرجل مدلس وقد عنعنه، ويحتاج إلى ثبوت السماع لعبد الله بن أبي بكر من الصحابة.
وأما ردك على أخينا في الله تعالى ابن دحيان وهو رد ضمني أيضا على أخينا في الله تعالى الفقيه بقولك:
ليس علينا إثبات صحة ما نقلناه عن ابن حجر وابن العربى
بل عليك إثبات بطلان ما ذكروه من أقوال.
فنقول لك: لا هذا خطأ منك فلابد أن تتأكد من صحة ما يستدل به ابن العربي وابن حجر، ولا يجوز لك الإحتجاج بحديث إلا إذا تأكدت صحته، فقول ابن دحيان لك لابد أن تثبت ما أوردته لا يريد إثبات النقل عن ابن حجر وابن العربي بل إثبات ما أورده ابن العربي وابن حجر من أدلة فتدبر الفرق ولا مناص لك عن ذلك - أن كنت تعرف أصول البحث والمناظرة - وقد بينت لك عدم صحة الإستدلال بها.
وردك بأنك ترى أن ابن تيمية بشر يخطيء ويصيب فهذا لا جديد فيه وكلنا قائل بذلك لكن ليس كل أحد يستطيع النقد أو النقض عليه، وكما بينت لك فلا ابن حجر ولا اللكنوي ولا من تبعهما بما فيهم أنت طبعا بأهل للتنظير على كلام ابن تيمية بله النقد أو النقض عليه.
فبان بما قدمته لك أمور:
أولا: ضعف بعض الأحاديث التي أوردتها عن ابن العربي.
ثانيا: أن الثابت عن علي في فعله هو أنه لم يحرقهم بل قتلهم ثم أحرقهم، وهذا لا ينزل تحت النهي، ومع ذلك فقد أنكر ابن عباس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/469)
ثالثا: لا تدخل علينا بهذه الأحاديث التي لا خطم لها ولا أزمة، إذا أردت أن تناقش في مسألة تخص رجل مثل ابن تيمية فلابد أن تكمل نواحي بحثك ولا ترسل الكلام جزافا، بل دقق النقول، واضبط مراتب ما تحتج به، ثم تكلم حتى لا يضيع الوقت والجهد في تزييف ما تقوله أو ما تستدل به، فاحرص على وقتك ووقت إخوانك.
واعذرني في كلامي إن ند مني حرف أو كلمة فيها إساءة لك فلا تؤاخذني، وكذا ليعذرني المشايخ على ضيق باعي في البحث والتقصي، فقد كتبت هذا الكلام الآن على عجلة، ولأخينا صلاح الدين مني تمام الدعاء بالتوفيق والسداد، ولأهل الحديث والأثر تمام الحب والموالاة والمؤازرة أسأله سبحانه أن يحشرنا وإياكم في جنات النعيم راضين مرضيين.
---
ابو الوفا العبدلي
01 - 09 - 2005, 08:51 PM
جزيت خيرا يا ابا المنذر.
---
ابو الوفا العبدلي
01 - 09 - 2005, 08:52 PM
جزيت خيرا يا ابا المنذر.
---
أبو المنذر النقاش
01 - 09 - 2005, 09:32 PM
وجزيت حبيبنا في الله تعالى بالغيب الفاضل المحترم العبدلي.
---
ابن دحيان
02 - 09 - 2005, 11:53 PM
بورك فيك يا ابا المنذر ونفع الله بك
وحقيقة يختلج في نفسي أمر أحب أن ابينه للأخ صلاح وليسمح لي الأخوة
إذا كان النقد الموجه لشيخ الإسلام بخصوص تضعيف بعض الأحاديث أو تصحيحها فهذه مسألة لا تعدو أن تكون مسألة اجتهادية ساغ فيها الخلاف ولكل عالم أدلته وما تبين له من طرق ومتابعات وشواهد ... إلخ
لكن أن نلوي بعض نصوص وكلام شيخ الإسلام بأنه اراد القدح في علي رضي الله عنه فهذا ما نستشنعه وما لايمكن أن يكون لأنه كما قلت هذه من المسائل التي اتفق عليها أهل السنة قاطبة ومن أول من ذكر ذلك شيخ الإسلام نفسه.
وكتاب منهاج السنة قد قرأته وطالعته عشرات المرات ومشكلة الكثير من قراء هذا الكتاب لا يفقهون المنهجية التي سار عليها شيخ الإسلام من الزام الخصوم والنواصب والرافضة بذكر القول ونقيضه، فهو يذكر كلام الرافضة ثم يتبعه بكلام النواصب ثم يبين أن أهل السنة واسط بين هؤلاء وهؤلاء.
ومن تأمل الكتاب بتجرد وتفحص وجد ذلك
---
صلاح الدين الشريف
03 - 09 - 2005, 03:31 PM
أخي /ابن دحيان
جزاك الله خيرا
أخي/ النقاش
بارك الله فيك ووفقك ونفعنا الله بك وبعلمك
وجزى الله خيرا كل من شارك
وأسأل الله جل وعلا أن يوفقني وإياكم لما يحبه ويرضاه.
---
أبو المنذر النقاش
03 - 09 - 2005, 06:27 PM
عندما كتبت كلامي السابق لم أر بعض مشاركاتك أيها المحترم صلاح الدين ولي عليه أمور:
1 - أما أثر عروة عن خالد وأبي بكر وعمر فعروة نفى الأئمة سماعه من أبي بكر وعمر ونفوه عن أناس ماتوا بعد خالد فأولى أن لا يكون سمع منه.
2 - لو ذكرت بقية الباب في مصنف عبد الرزاق لكان حسنا فإن فيه المنع من التحريق.
3 - وأما ما أوردته من مسند أحمد فإن صح ففيه أنه أمرهم بقتله ثم حرقه، وهذا ما برهنا أنه الثابت عن علي رضي الله عنه لا أنه حرقهم أحياء فهذا منهي عنه للحديث الثابت في البخاري.
لكنه لا يصح لأن عمران بن ظبيان قال فيه البخاري: فيه نظر، وإن مشاه غيره كما قال الذهبي، لكن الجرح مقدم لزيادة العلم.
والشيخ شاكر رحمه الله تعالى عنده نوع تساهل في التصحيح يعلم ذلك من مارس شرحه على مسند أحمد والترمذي سواء في الكلام على الرواة أو الأحاديث، وليس هذا موضعا للبرهنة على ذلك، والهيثمي على تساهله أيضا وعدم قعدده في التصحيح والتضعيف فكلامه هنا أولى من الشيخ شاكر رحمهما الله تعالى وحشرنا وإياهم في جنات النعيم.
وأما بحثك عن الحق وأنه قد يأتي بالشقاق فاطمئن أخي الحبيب، فإن بحثك عن الحق أو الصواب لا يأتي بالشقاق، لكن فرق بين التساؤل والتقرير، فرق بين التقعيد والتنظير، كلامك كان تقرير وتقعيد، أما الباحث عن الحق فله طريقة وصيغة لا أن يصف ما أتى به بأنه حقائق كما قلت أخي المحترم.
بل يسوقه على هيئة التساؤل أو المناقشة والمداولة التي لا يسبقها اعتقاد مسبق مكتوب أو مسموع، لأن القلب لا يخلو عن الميل إلى أحد الأقوال قبل المناقشة والمداولة، لكن إذا خرجت الكلمة من في المتكلم فقد ملكته.
وأما قدرك أخي فكبير عندنا ووالله إن الرجل من أهل السنة عندنا كأحد إخواننا أو أبنائنا إن لم يكن أكبر وأغلى، ورضي الله تعالى عن مصعب بن عمير.
وأكرر اعتذاري لك إن ند من حرف أو كلمة فيها نوع تجني عليك فاستغفر الله لي، ورحمني الله تعالى وإياك.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[12 - 11 - 06, 07:33 ص]ـ
عجبي من كلام صلاح الدين الشريف واتهامه لشيخ الاسلام ابن تيمية!!!!
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[12 - 11 - 06, 06:49 م]ـ
(والله المستعان على ما تصفون)
عبدالله بن خميس
عجبي من كلام صلاح الدين الشريف واتهامه لشيخ الاسلام ابن تيمية!!!!
والأعجب من ذلك
أنك تثير هذا الموضوع مرة أخرى محاولاً إلصاق هذه الفرية بي
إلا أنك خففت حدة إتهامك لي هذه المرة، فلم تزعم كما زعمتَ سابقاً ـ كذبا وزورا ـ أنني إتهمت ابن تيمية بأنه ناصبي!!!!
وقد رددت عليك وبينت لك!!!
وقامت الإدارة بحذف الموضوع.
وأنا أسألك مرة أخرى: أين قلتُ ـ كما زعمت َ ـ أن ابن تيمية ناصبي؟!!!!
وهل تهدف إلى شيء من وراء تكرار هذا الإتهام؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/470)
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[12 - 11 - 06, 07:31 م]ـ
ألم تتب هنا http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84285 من هذه الطريقة المثيرة للإشمئزاز؟!!(139/471)
تنوير السند بتراجم العلماء الأجِلاَّء من آل سند.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[12 - 11 - 06, 03:19 م]ـ
الشيخ عثمان بن سند الوائلي النجدي البصري:
(مؤرِّخُ الخليج العربي وعلاَّمة القطر العراقي)
الشيخ عثمان بن سند النجدي نسبةً، البصري مولداً، والوائلي نسباً، و المالكي مذهباً، ظاهرة موسوعيَّة نجدية من القرن الثالث عشر الهجري، بل لعلّه من العلماء القلائل الذين لا تتناسب شهرتهم الحاليَّة مع مكانتهم و آثارهم العلمية المرموقة.
و لعلَّ عِدَّةٌ من الاعتبارات و الظروف الخاصَّة و العامَّة ساعدت على غمط هذا العلَم الكثيرَ من سبقِهِ و تميُّزه العلمي.
نشأته:
هو العالم الجليل والأديب البارع العلامة بدر الدين عثمان بن محمد بن أحمد بن ابراهيم بن أحمد بن سند بن راشد بن علي بن سليمان بن عبدالله بن محمد بن حمد بن يعقوب بن حمد الرباعي العنزي الوائلي.
هاجر والده محمد السند من بلدة "حريملاء" بنجد إثر أحداثٍ وقعت في بلدته عام 1168 هـ إلى جزيرة "فيلكة" بالكويت لطلب الرزق، فولد له بِها المترجَم لهُ عام 1180هـ، ثم انتقلت أسرته بعد ذلك إلى الأحساء وهو في سن الصغَر.
طلبه للعلم:
طلب الشيخ عثمان العلم صغيراً على علماء الأحساء، فأخذ عن الشيخ محمد بن عبدالله بن فيروز الأحسائي، و "سيبويه" عصره الشيخ عبدالله البيتوشي الكردي الذي اختصَّ به.و ممَّن زامله في الطلب على الشيخ البيتوشي و غيره الشيخ عبدالله بن عثمان بن جامع، و الشيخ ناصر بن سليمان بن سحيم وغيرهما كثير.
و في عام 1204هـ انتقل للبصرة ـ و بالتحديد ناحية الزبير ـ للأخذ عن علمائها، فأخذ عن الشيخ محمد بن علي بن سلُّوم في علوم الهيئة و الفلك، و الشيخ محمد بن فيروز في الفقه، ثمَّ الشيخ ابراهيم بن جديد،و الشيخ عبدالله بن شارخ، و أخذ عن العالمين المشهورين علي بن محمد السويدي و زين العابدين المدني (جمل الليل) المحدِّث حين مرَّا بالبصرة.
و لمَّا حجَّ و جاور بمكَّة و المدينة المنوَّرة مُدَّة أخذ عن علماء الحرمين، و من يرِدُ إلى الديار المقدَّسة من العلماء.
و دخل عام 1214هـ بغداد حيث أكمل أخذه عن الشيخ السويدي، و أخذ عن الشيخ ابن سميكة، و الشيخ أحمد الحافظ، و الشيخ علي بن حسين بن كثير في علوم الحديث، و الشيخ أبي الحسن السندي، و الشيخ عبدالقادربن عبيدالله بن صبغة الله الحيدري، و أخيه الشيخ عبدالله، و الشيخ محمد أسعد الحيدري، و الشيخ محمد أمين، و الشيخ أحمد الحياني قاضي بغداد، و الشيخ خالد النقشبندي، ثمَّ صار يتردَّد على بغداد بين الحين و الحين للاستفادة من علمائها، و ارتحل بعد ذلك إلى الشام فأخذ عن علمائها.
و في عام 1232 هـ تمكَّن أحد الموظفين البارزين في بغداد و الذي كان من قبلُ مملوكاً من التمرُّد على والي بغداد و عزله، ومن ثمَّ تولِّي ولاية بغداد و اليصرة، و ما كان هذا الموظَّف إلاَّ زميلُه في الطلب على الشيخ "السويدي"، ذلك هو الشيخ العالم "داوود أفندي".
و أحدث "داوود" باشا نقلة حضاريَّة في العراق بِما ابتدع من تحديثٍ لآلات الحرب و معدَّاته، و من تطوير لشتَّى المرافق، حتَّى أنه أنشأ أول مطبعة باللغة العربية، و كان أوَّل ما نشره كتاب:" دوحة الوزراء" للكركوكي عام 1246هـ، ثمَّ ثنَّى بعد ذلك بكتاب الشيخ ابن سند الموسوم بـ: "مطالع السعود".
و في عام1334هـ وعَدَ ابنُ سند داودَ باشا أن يؤلِّف له تاريخا، إلاَّ أنَّ إقامة ابن سند في البصرة عطَّلت إخراج مثل هذا الكتاب.
ـ ثم إن الوجيه الكبير أحمد بن رزق طلب منه زيارة بلد "الزبارة" البلد المعروف في قطر، فاستأذن من الوالي داود فأذِن له في ذلك، فذهب فجعلهُ الصدرَ المقدَّم في بلده، و احتفى به احتفاءاً بالغاً، و اعتبر قدومه إليه زينةً لبلاده، و غنيمة في بساطه، و ألَّف له الشيخ عثمان كتابه المشهور (سبائك العسجد في أخبار أحمد بن رزق الأسعد)، و رغب منه دوام البقاء عنده، و لكنَّ الزبارة تضيق عن معلوماته، و تصغر في وجه نشاطه العلمي، فعاد الشيخ عثمان إلى بغداد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/472)
ـ و في عام 1241 هـ أرسل داود باشا إلى ابن سند يطلب منه القدوم إلى بغداد و يستعجله إتمامِ هذا التاريخِ في الثاني عشر من ذي الحجَّة عام 1241هـ،وأنزله في دار خاصة له، وشرعَ ابن سند في الكتاب في الحادي والعشرين من ذلك الشهر، وأرَّخَها بِقَوْلِهِ (داودُ يُمتثَلُ أمْرُهُ).
و أرَّخ لشروعه في تأليف تاريخه بنفس اسم كتابه (مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود)، و أتمَّ الشيخ عثمان كتابه في أوائل عام 1242هـ.
مكانته العلميَّة:
تصف المراجع الشيخ ابنَ سند بأنَّه الإمامُ العلامة، والرُّحَلَةُ الفَهَّامة صاحب البلاغة، حَسَّان زمانِه ونادرة أوانِه ونابغة البلغاء، علاَّمة الزمان و فريد الدهر و الأوان، مؤرِّخٌ أديبٌ من نوابغ المتأخرين.
كان مشائخ ابن سند منذ حداثته يتفرَّسون فيه العلم و النجابة، و لذلك لما أجازَهُ شيخُهُ السيِّدُ زَين العابدين جَمَلُ اللَّيل المدني حَرَّرَ له هذا البيت على طُرَّةِ الإجازة:
أنا الدخيلُ إذا عُدَّت أصولُ علا فكيف أذكُرُ إسنادي لدى ابن سند
وحين لمسَ شيخه الشيخ النحوي عبدالله البيتوشي الكردي نبوغه المبكر احتفلً به، و أقرأهُ دواوين العرب، و أشركه معه في تأليف شرحٍ لهما على (الشافية) لابن الحاجب في علمي الصرف و الخط، و رأى فيه خليفةً له في هذا الفن الذي قلَّ مرتادوه و ندُرَ طالبوه.
و حين ذكره الشرواني في حديقة الأفراح قال: (القول فيه أنه طُرفة الراغب وبغية المستفيد الطالب وجامع سور البيان ومفسر آياتها بألطف تبيان أفضل من أعربَ عن فنون لسان العرب، وهو إذانَظَمَ أعجَبَ، وإذا نثرَ أطربَ).
قالَ محمود شكري الألوسي: (إنَّ هذا الفاضل ممن شاعَ ذكرُه وملأَ الأسماعَ مدحُه و شكرُه، له اليدُ الطولى في العلوم العربية والفنون الأدبية، نظم غالب المتون من سائر الفنون، وقد اشتهرت في هذه الديار، و ظهَرَت ظُهورَ الشمسِ في رابعة النهار).
ويعدُّ ابنُ سندٍ من نوادرِ أعلامِ العِراق في القرن الثالث عشر، جامع بين العلم والفقه في الدين، متفوق في فنون الشعر والنثر حاد الذكاء مشبوبه، قوي الحافظة خصب القريحة سيَّال القلم، واسع الثقافة، له بصرٌ بالعلم الرياضي والتاريخ والنقد الأدبي وولعٌ بالتأليف في كل ما يتصل به من علم وأدب، وله طبيعة كالينبوع تتدفق بالخَصب ونفسٌ طُلَعَةٌ كَلِفَةٌ بالبحْثِ والدَّرسِ كَلَفاً يدعُو إلى الدهشةِ والإعجابِ، وكان مع ذلك شاعراً مكثِراً، قال عنه النبهاني: (هو آخر فضلاء البصريين).
ويعدُّ الشيخ ابن سند خاتمة النحاة البصريين المحققين المصنفين، و كان يلمسُ ذلك فيقول متحسِّراً على علم النحو في (البصرة) مدينة النحو:
قد كانت البصرة الفيحاءُ مِن قِدَمٍ مجرى لأبحر نحوٍ تقذف الدُّرَرا
فأصبحتْ وهيَ صفراءُ الوِشاحِ فما بها نُحَاةٌ سوى نزرٍ وهم فُقَرا.
قال الشيخ العلاَّمة عبدالله بن عبدالرحمن البسام حفظه الله عن الشيخ عثمان: (من النوابغ في سرعة الحفظ و جودة الفهم و بطء النسيان، و الرغبة العظيمة في العلم، و الجِدُّ في تحصيله، و هذه العوامل الهامَّة صيرت منه ـ مع توفيق الله تعالى ـ آيةً كبرى في المحصول العلمي، و بكونه موسوعةً كبرى في العلوم الشرعيَّة و العلوم العربيَّة و التاريخيَّة و غيرها).
وقال أيضاً: (إنَّ الشيخ عثمان بن سند من كبار العلماء، و نوابغ البلغاء، و فحول الشعراء، و إنَّه موسوعةٌ علميَّة في كل بابٍ من أبواب العلم، و في كلِّ فنٍّ من فنون الآداب، فهو عالم عصره، و علاَّمة مصره.
و حين كانت البصرة في أوج ازدهارها العلمي لمَّا كانت تغصُّ بالعلماء و تزدحم بالفضلاء في كلِّ فن قبل الطاعون الشهير عام 1247ه كان الشيخ ابن سند رئيس مدرِّسيها وعلمائها.
و يُؤخذ على الشيخ عثمان عفا الله عنه انحيازه مع المنحرفين عن الدعوة السلفيَّة الإصلاحية، و الذي يظهر أنَّ خصومته مع رموز الدعوة الإصلاحيَّة سياسيةٌ أكثر منها مذهبيَّة، إذ لا رَيبَ أنَّ لعلاقته بداوود باشا و كونه مؤرخ دولته أثرٌ قوي في إذكاء هذا التوجُّه.
(تلاميذه):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/473)
يعدُّ الشيخ عثمان شيخاً لجميع علماء البصرة تقريباً، حيث تولَّى التدريس في أغلب مدارسها، و ممَّن تخرَّج على يديه من العلماء الشيخ عبداللطيف بن سلُّوم، و الشيخ عبدالرزاق بن سلُّوم، و الشيخ عبدالوهاب بن محمد بن حميدان بن تركي، و الشيخ محمد بن تريك، و الشيخ عثمان المزيد، و الشيخ أحمد بن عبدالله بن عقيل و محمد أمين المدني و حسين الدوسري و أحمدنور أفندي الأنصاري وغيرهم كثير.
نماذج من أسلوبه ومحاوراتِه العِلميَّة:
يعدُّ الشيخ عثمان بن سند من الشعراء المطبوعين والنُظَّام المكثرين كما يتبين من خلال مؤلَّفاته، فلذلك انتدبَ نفسَه للردِّ على الشاعر العباسي دعبلٍ الخُزاعي الذي ملأَ ديوانَه بسبِّ أصحاب سيد الأنام عليه الصلاة والسلام، فألَّف كتابَه (الصارم القرضاب في نحر من سبَّ الأصحاب) بلغ به نحوَ ألفي بيتٍ أو أكثر، فمن ذلك قوله ردَّا على الرافضي:
ولقد هجوت المصطفى إذ قُلتَ قد سادت على السادات فيها الأعبدُ
إخسأ فما سادت عليهم أعبدٌ بل سادةٌ بهم الفِخارُ معمَّد
أسدٌ يخالون القنا يوم الوغى قُضبان بانٍ بالأكفِّ تأوَّدُ
إن كان عبداً من زعمت فَما له عبدُ يُصاهِره النبي محمَّد
قالَ الألوسي: (وكانَ رحمه الله سلفي الظاهر والباطن، مازالَ يصدعُ بالحق ويُعلِن، وقد أبطلَ الرابطة بقصيدةٍ طويلة، وبيَّن عَدمَ مشروعِيتها، يقول فِيها:
الشيخ يدعو لإخلاء الفُؤاد من الـ
أغيارِ طُرَّا ليصفو الذكر للفُقرا
فكيف يدعو إلى تصوير صورته
في خاطرٍ فيه نور الله قد سَفرا
فحسبُنا باتباع المصطفى شرفاً
إن مالَ نحو ابتداع غيرُنا وجَرى
فيامريدَ الهُدى استنسك بعِز تُقى
وقل إذا السالك استهداك معتبِرا
دع التَوجُّه إلاَّ للذي فَطرا
واسلك على الشرع واترك ما سواه ورا) انتهى.
قلت: قول الألوسي عن الشبخ عثمان بأنه سلفي الظاهر و الباطن فيه مبالغة، فالرجل كان أشعرياً بل قد ألف على مذهب الأشاعرةمنظومة أسماها: (هادي السعيد) ضمَّنها متن "جوهرة التوحيد" لابراهيم ابن اللقاني المالكي الأشعري، كما سيأتي.
و كذلك فقد كان الشيخ عثمان نقشبنديا، و قد ألف في ترجمة شيخة في الطريقة الشيخ خالد النقشبندي كتابه الشهير "أصفى الموارد في سلسال أحوال الإمام خالد" إلاَّ أنه انتقد بعض أحوال النقشبندية كما مرَّ بك في منظومته السابقة، و الله أعلم.
مؤلَّفاته:
كان ابنُ سندٍ مَعنياً بالنظم التعليميِّ عنايةً فائقةً فنظمَ غالبَ المُتونِ في العربية والفِقه والحديثِ والعقائدِ والعروض والقوافي والحساب ثم شرحها شروحاً جيِّدة، و مع كثرة كتبه رحمه الله إلاَّ أنها تمتاز بالنفاسة و التحقيق قال الشيخ البسام حفظه الله: (مؤلفاته كثيرة جداًّ و، و مفيدة لأنها ليست مجرَّد نقل، و إنما كتبها من علومٍ هضمها، و معارفَ شربها، فجاءت مؤلفاته بأفكارٍ حُرَّة من معارفه الخاصَّة، و صاغها بأسلوبه الأدبي و جُمَلِه البليغة).
فمن كُتبِه:
في الحديث:
1ـ بهجة النظر في نظم (نخبة الفِكر في اصطلاح أهل الأثر)، منه نسخة بخط عالم العراق أبي الثناء محمود الألوي.
2 ـ شرح نخبة الفكر، قال الشيخ محمود شكري الألوسي: (ما عليه مزيد)
3 ـ منظومة في مصطلح الحديث، لعلَّها (بهجة البصر).
4 ـ الغُرر في جبهة (بهجة البصر)، شرح المنظومة السابقة، منها نسخة في خزانة الرباط (كتاني).
ب ـ في العقائد:
5 ـ هادي السعيد، منظومة في العقائد ضمَّنها (جوهرة التوحيد) لابراهيم ابن اللقاني المالكي.
6 ـ منظومة في إبطال عقيدة الرابطة لدى بعض طرق الصوفيَّة و بيان عدم شرعيتها.
جـ في الفقه و أصوله:
7 ـ أوضح المسالك في فقه الإمام مالك، نظم فيه مختصر العمروسي، طبع في بومبي سنة 1315هـ.
8 ـ الدرَّة الثمينة و الواضحة المبينة في مذهب عالم المدينة، منظومة.
حاشية على شرح مختصر المنتهى.
9ـ تحفة التحقيق لمعرفة الصديق، في ألغاز الفرائض، منه مخطوطة في المكتبة العباسية في البصرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/474)
10 ـ (الشذرات الفاخِرة في نظم الورقات الناضِرة) للجويني، في أصول الفقه، و قد قرظها الشيخ محمد الرافعي أديب طرابلس الشام بقوله: (وقفتُ على هذه الشذرات ففضَّلتها على شذرات الذهب، و قلبتُ طرفي في تلك الزهرات التي أصابها صوبُ الأدب، فتصاعدت الزفرات إليها شوقاً إلى ناظمها، فكيف مثل هذه الدرَّة أن تُحرم منه الشام و تحظى به البصرة، و لعمري إنه لجديرٌ أن تُشدَّ إليه الرواحل، و يرفع مقامه على الرؤوس و الكواهل، و يفضَّل على أبناء عصره تفضيل الفروض على النوافل)، كتبه الفقير محمد الرافعي، و هو في حلب عام 1215هـ.
و قرَّظها الشيخ عبدالله العطاني فقال: (نظرتُ في هذه الشذرات التي هي كالزهرات، فلو رآها ابن الوردي لقال: هذا من بعض وِردي، و لا أظنُّ يبري الزمان أخاها، روماً يجري مجراها، كيف و ناظم عِقدها و ناسج بُردها الفاضل النبيل وارث سيبويه و الخليل عثمان بن سند، و لقد رأيته في حلب فرأيتُ منه العجب).
11ـ الفائض في علم الفرائض، منه نسخة في خزانة كتب العلامة نعمان الألوسي.
12 ـ منظومة في أصول الفقه.
13 ـ شرح منظومته السابقة.
د ـ في النحو و الصرف:
14 ـ نظم قواعد الإعراب، و الأصل لابن هشام النحوي.
15 ـ نظم الأزهريَّة في النحو، نظم فيه شرح الشيخ خالد الأزهري لقواعد الإعراب لابن هشام، وصفه مؤرخ البصرة الشيخ عبدالله باش أعيان بأنَّه: (يزري بالمقامات الحريريَّة).
16ـ نظم مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، ينوف على خمسة آلاف بيت، قال محمود شكري: (أتى فيه بالعجب)، و قال باش أعيان (هو في بابه عجيب)، و قال ابن جامع: (انّ هذا الفاضل الأديب أبدع في نظمه مغني اللبيب و أبرز أسرار البدائع بتصانيفه المشتملة على اللطائف و الروائع)، قال العزاوي عن الشيخ العسافي: (منه نسخة في الأحساء).
17 ـ هديَّة الحيران في نظم (عوامل جرجان)، نظم فيه العوامل لعبد القاهر الجرجاني، منه نسخة في خزانة الشيخ محمد العسافي بالبصرة.
18 ـ شرح (هداية الحيران)، منظومته السابقة.
19 ـ رسالة في إعراب اثني عشر، منه نسخة ضمن مجموع بخطِّه في المكتبة العباسية بالبصرة.
20 ـ منظومة في مسوغات الابتداء بالنكرة.
21 ـ شرح منظومته في مسوغات الابتداء بالنكرة، كانت منه نسخة لدى الشيخ عبدالله العوجان في الزبير.
22 ـ الغشيان عن مقلة الانسان، منه نسخة في المكتبة العباسية بالبصرة.
23 ـ تعليقات على شرح الكافية للرضي الاسترابادي، منه نسخة في كتب المرحوم عباس العزاوي.
24 ـ كشف الزبد عن سلسال المدد، بحث في تذكير الأعداد و تأنيثها.
25ـ منظومة في العدد.
26 ـ رسالة في كسر همزة (إنَّ).
27 ـ نظم الشافِية في علم التصريف
هـ ـ في البلاغة و العروض:
28 ـ جيد العَروض منظومة في علم العروض.
29 ـ الجوهر الفريد على الجيد، شرح للمنظومة السابقة، منه نسخة بخط المؤلف بمكتبة الأوقاف ببغداد.
30 ـ منظومة في البلاغة.
31 ـ الكافي في العروض و القوافي، و له كتاب باسم (السلسال الصافي في علم القوافي) فلعلَّه هذا النظم.
32ـ شرح (نظم الكافي)، شرح لمنظومته السابقة.
33 ـ نظم الاستعارة.
و ـ في الأدب:
34 ـ فكاهة السامِر و قُرَّة الناظر.
35 ـ نسمات السحر.
36 ـ روضة الفِكَر.
37 ـ نيل السعود، نشر منه كاظم الدجيلي في مجلَّة (لُغة العرب) و نوَّه به.
ز ــ في الردود:
38 ـ الصارم القرضاب في نحر من سبَّ الأصحاب، يزيد عدد أبياتها على ألفي بيت، ردَّ فيها قصيدة لدعبل الخزاعي الشاعر الشيعي، هجا فيهاقبحه الله صحابة أكرم الخلق عليه السلام، و هي ضمن مجموع في المكتبة العباسية.
ح ـ في الحساب:
39 ـ نظم (خلاصة الحساب) لبهاء الدين العاملي، ذكر في أولها أنه نظمها في مجلس واحِد، قال في أولها:
نظمتها في مجلسٍ و الحالُ حالت به الإحوال و الأهوال
40 ـ شرح نظم خلاصة الحِساب، منهما نسخة خطيَّة في مكتبة الحاج محمد العسافي الزبيري.
41ـ نظم النخبة في الحساب
42ـ شرح نظم النخبة.
ط ـ في آداب التعلُّم:
43 ـ تعليم المتعلِّم شرح (تفهيم المتفهِم) للبرهان الزرنوجي، طبع في قازان عام 1896م.
ي ـ في التاريخ و التراجم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/475)
44 ـ مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود، قال الشيخ محمد بهجة الأثري: (به خلُد ذكره و ذاع صيته)، قال الشطِّي: (جمع من وقائع القرن الثاني عشر و القرن الثالث عشر غرائب و فوائد أخنت عليها يد الزمان، و لولاه لما كانت هذه الوقائع إلاَّ في صندوق النسيان).
قلت: قد طُبع مؤخَّراً و لأوَّل مرَّة بتحقيق الدكتور عماد عبدالسلام رؤوف، و سهيلة القيسي، و قد طبع مختصر (مطالع السعود) للشيخ أمين الحلواني في الهند عام 1304 هـ بعناية المختصِر، ثم طبعته المكتبة السلفية بالقاهرة عام 1371هـ، بتحقيق الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله.
45 ـ تاريخ بغداد، لعلَّه المطالع، و ربَّما كان كتاباً مستقلاَّ.
46 ـ سبائك العسجد في أخبار أحمد نجل رزق الأسعد، ترجم لأحد الأعيان و هو أحمد بن رزق الوجيه المرموق و المحسن المعروف، و استطرد فيه بترجمة أربعين عالماً و أديباً ووجيها، و استطرد كذلك بذكر بعض الأحداث و الوقائع التاريخية، و قد طبع عام 1306هـ ثم َّ سنة 1315هـ في بمبي بالهند، و هو الآن قيد العِناية من محقِّقَي (المطالع).
47 ـ كتاب منظوم في مدح الإمام أحمد.
48 ـ نظم الجوهر في مدائح حِمير.
49 ـ أصفى الموارد في سلسال أحوال الإمام خالد، في سيرة الشيخ خالد النقشبندي مؤسس الطريقة، ترجم فيه لنحوٍ من ثلاثين من القُضاة و الفقهاء و الأدباء، و قد طبع في القاهرة عام 1313هـ في مائةٍ و عشرين صفحة، وهو كتابٌ نفيسٌ يحتوي على فَوائِدَ تاريخيَّة وفرائدَ أدبيَّة، قال بعض مترجميه: (من اطَّلَعَ عليه عَلِمَ ما للمترجَمِ لهُ من اليدِ الطولى في فنون الأدب نظماً ونثراً).
50 ـ الغُرر في وجوه القرن الثالث عشر، نحى فيه منحى سُلافة العصر، و سمَّاه اسماعيل باشا في (الهديَّة)، (الغُرر في وجوه القرنين الثاني عشر و الثالث عشر)، قال الشطي: (لم يتم و الله أعلم)، و هذا الكتاب لو وجِد لسدَّ ثغرةً ملحوظةً في تراجم وجوه تلك الحقبة الزمنيَّة لا سيَّمامن النجديين خاصَّة.
51 ـ وله أيضاً حاشية على (حِكمة العين)
52 ـ وهُناك بعض المُتَفّرِّقات والرسائل في الحِكمة والتربية والتعليم والأخلاق تفَرَّقَت في عَدَدٍ مِنَ الَمكتباتِ داخِلَ العِراق وخارجِهِ لم يَنْهَدْ أحَدٌ بِجِدِيَّة إلى اليوم لتحقيقِ بَعضِها أوطبعه.
قال الشيخ البسام حفظه الله: (ليت بعض الشباب الجاد حاول جمع تراثِه، و قدَّم فيه شهادةً، فإنَّها ستنال إعجاب الكثيرين).
قُلت: و بكتابي (المطالع) و (السبائك) حفظ لنا ابن سَند كثيراً من أحداث و وقائع منطقة الخليج العربي، و أسند لنا كثيراً من تاريخ المنطقة، مِمَّا كانت قد تخفى علينا لولا كتاباه المذكوران، فكان حقاً جديراً باسم "ابن سندٍ" لقباً و وصفاً.
أعماله:
درَّس الشيخ عثمان بالمدرسة (الرحمانية)، ثمَّ درَّسَ بالمدرسة (المغامسيَّة)، ثمَّ (بالكوازيَّة) مُدَّةَ أعوام،وبالمدرسة (المحمودية)، ثم جمع بين (المحموديَّة) و (الخليليَّة) عامَ 1227هـ فذاع صيتُه في البصرة (ونسب إليها) حتى عُدَّ عالمَها المقدَّم، بل و عدَّ رئيس مدرسيها و علمائها.
وكان بينه وبين العلاَّمة غنَّامٍ النجدي نزيلِ دمشق مراسلاتٌ وتعارُف، قال الشطِّي: (وقفتُ على كتابٍ بخطِّ ابنِ سند إلى الشيخ غنَّام النجدي نزيلِ دمشق طلبَ فيه منه إرسال ما يتيسر من تراجم أجِلاَّء دمشق).
ومن آثاره رحمه الله تعالى مدرسة (عثمان بن سند) بالبصرة، وكان رحِمه الله على جانبٍ كبير من الأخلاق العالية والصفات الحسنة والشِّيم المرضيَّة مستقيماً في دينهِ وخُلُقِه.
وفاته:
كانت وفاة ابن سند ف الساعة السابعة من ليلة الثلاثاء تاسع عشر من شهر شوال سنة 1242هـ.
قال عبدالله باش أعيان: (دُفن في الجانب الغربي بالقرب من مرقد الشيخ معروف الكرخي)، في بغداد قُربَ مرقد (زبيدة).
و قد خلَّف ابنُ سند ولدين عالمين ورعين تقيين هما:عبدالله وعبدالوهاب تُوفيا بالطاعون عام 1247هـ.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[12 - 11 - 06, 03:25 م]ـ
علي بن سليمان بن سند:
علي بن سليمان (المتوفي عام 1191هـ) بن محمد بن أحمد بن راشد بن سند بن راشد بن حمد بن ناصر بن راشد بن علي بن سليمان بن عبدالله بن محمد بن حمد بن يعقوب بن حمد الرباعي العنزي الوائلي.
و الشيخ علي ابن أخي الشيخ عثمان بن سند، أخذ عن عمَّه، ثم انتقل لدمشق للأخذ عن علمائها، و تخرَّج بهم. ثم تولَّى التدريس في المسجد الأموي بدمشق خمس عشرة سنة من 1229 إلى 1244هـ، توفي عام 1257هـ، وهو والد الشيخ عبدالرحمن السند رحمهما الله.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[12 - 11 - 06, 03:25 م]ـ
عبدالرحمن السند:
عبدالرحمن بن علي بن سليمان (أخي الشيخ عثمان) بن محمد بن أحمد بن راشد بن سند بن راشد بن حمد بن ناصر بن راشد بن علي بن سليمان بن عبدالله بن محمد بن حمد بن يعقوب بن حمد الرباعي العنزي الوائلي.
عالمٌ جليل ولد في الزبير، وطلب العلم على يد والده السابقة ترجمته وغيره من شيوخ البلدة.
وكان رحمه الله مشاركاً في الحياة السياسية، بل من أهل الحل والعقد في بلد الزبير، مسموع الكلمة لدى أبناء عمِّه شيوخ بلد الزبير.
أقرأ الكثير واستفاد منه الطلبة، توفي عام 1330هـ رحمه الله، وهو والد الشيخين الفاضلين محمد وعبدالله السند الآتية ترجمتهما رحمهم الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/476)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[12 - 11 - 06, 03:27 م]ـ
محمد عبدالرحمن السند (عالم مدينة الزبير):
محمد بن عبدالرحمن بن علي بن سليمان (أخي الشيخ عثمان) بن محمد بن أحمد بن راشد بن سند بن راشد بن حمد بن ناصر بن راشد بن علي بن سليمان بن عبدالله بن محمد بن حمد بن يعقوب بن حمد الرباعي العنزي الوائلي.
ولد في الزبير عام 1308هـ، ولمَّا بلغ من العمر ثلاث سنوات كُف بصره فأبدله الله ببصره نور البصيرة.
شيوخه:
تلقى علومه الأولى على يد مشائخ بلده:
1. كالشيخ محمد بن عوجان.
2. والشيخ محمد بن غنيم.
3. وحين قدم الشيخ المجاهدمحمد الأمين الشنقيطي إلى الزبير درس عليه تاريخ الأدب، وحفظ عليه المعلقات السبع.
مكانته العلمية:
أوتي الشيخ رحمه الله ملكة الحفظ، فكان يحفظ صحيح البخاري ويحفظ كثيرا من المتون الفقهية، بل كان يحفظ القصيدة بمجرد سماعها مرتين، وكان رحمه الله ذكيا قوي العارضة.
وللشيخ مجلس في بيته يدرس من عناه للدراسة أو لحل القضايا الفقهية المستعصية، ويعتبر الشيخ السند من مصادر تاريخ الزبير ونجد.
أعماله
تولى الخطابة في جامع "النجادة" إلى أن توفي، كما كان يرجع إليه في الأمور الجسام التي تحدث في البلد، فكان يهتم للأمر ولو يحمل نفسه السفر والشخوص إلى رئيس الوحدة الإدارية بالبصرة أو االحضور لبغداد لرفع الشكوى، وكان محترم الكلمة خطيبا مصقعا لا يهاب في قولة الحق أحدا.
ولما حدثت التعديات على مكتبة الزبير الأهلية والصيدلية التابعة لجمعية الإصلاح الإجتماعي سنة 1959م من وافدين غرباء سكنوا البلدة من عهد غير بعيد، وأوشكوا أن ينزلوا في البلد مزيدا من التعديات، خف الشيخ السند يقود وفدا من أهل الزبير وقابلوا قائد الجيش الذي يرجع إليه في الأمور الأمنية وكانت المنطقة آنذاك تحكم عسكريا، لكن ذلك القائد لم يسمع لمطالب الوفد بل على العكس فقد أغلظ القول للوفد، فما كان من الشيخ السند إلا أن قاد وفده لمواجهة رئيس الوزراء في بغداد عبدالكريم قاسم، وبسط له الحال في لقاء جاد باسم أهل الزبير وتفهم رئيس الجمهورية الأمر باقتناع، فماكان منه إلا أن أزاح آمر الموقع ونقله.
وكان الشيخ رحمه الله دائم البشر طلق المحيا مهيب الطلعة قوي الحافظة حاد الذكاء، وكان يقتات من من بستانٍ له في قرية المناوي إحدى قرى البصرة يقيم فيه أشهر الصيف إلى أن يصفي ثمرته ثم يعود للزبير.
وكان يقوم بصلاة الخسوف والكسوف والاستسقاء في مصلى العيد في الأيام الأخيرة من حياته
مؤلفاته:
ومن آثاره رحمه الله
1ــ الأجوبة المحمدية.
2ـ البراهين الإسلامية.
3ـ نبذة عن تاريخ البصرة.
4ــ مقالات ينشرها في الصحف المحلية كجريدة (السجل).
وفاته:
توفي رحمه الله عام 1398هـ عن عمر بلغ التسعين عاما، ومشى في جنازته جميع أهل الزبير إلى مثواه الأخير، وله من الأبناء يحيى رحمه الله وابراهيم وكان ولده الأكبر يحتفظ بتراث والده رحمه الله من كتب العلم.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[12 - 11 - 06, 03:28 م]ـ
عبدالله عبدالرحمن السند:
هو الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن علي بن سليمان بن محمد بن أحمد بن راشد بن سند بن راشد بن حمد بن ناصر بن راشد بن علي بن سليمان بن عبدالله بن محمد بن حمد بن يعقوب بن حمد الرباعي العنزي الوائلي.
ولد في الزبير رحمه الله من عائلةِ علمٍ، وذلك عام 1318هـ.
شيوخه:
تلقى مبادئ القراءة والكتابة في الكتاتيب، ثم رافقَ أخاه في تلقي العلم عند المشائخ:
1. كالشيخ محمد بن عوجان رحمه الله
2. والشيخ عبدالله بن حمود رحمه الله
3. والشيخ محمد العبدالجبار رحمه الله
4. و الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله
(وكان تلقي العلم في الزبير إما أن يكون في مدرسة الدويحس أولدى الشيوخ في المساجد)، ولما حفظ أطرافا من الفقه وفنونا من العربية درس التفسير في كتب التفسير.
أعماله:
1. بعد أن ترقَّى الشيخ عبدالله في مراتب العلم أسند إليه وظيفة التدريس في مدرسة (النجاة) أيامَ الشيخ الشنقيطي، فدرَّسَ الفِقه والقرآن كما أسندت إليه إمامة أحد المساجد.
2. ثم رأى أن يسافر إل الكويت فالتقى بعلمائها، و فتحت له المجلات الدينية في الكويت والعراق رحابها لنشر المقالات، وكان له نشاط واهتمام بعلم الحديث.
3. وقام بإمامة مسجد العثمان الكبير في النقرة، فقام بإمامته وقام بمجلس الحديث فيه أيام رمضان و ذلك لعدَّة سنوات.
4. ثمَّ تولى إمامة و خطابة مسجد الصانع.
5. ثمَّ تولى إمامة و خطابة مسجد القطان.
6. وفي السنوات الأخيرة من حياته ثمَّ تولى إمامة مسجد جمعية الإصلاح الاجتماعي مع خطابة جامع الروضة.
وحرص المترجم له على تنشئة أبنائه تنشئة إسلامية فوفق إلى ذلك، وبارك الله له في الذرية.
مؤلفاته:
عني الشيخ عبدالله بالتأليف، فمن آثاره رحمه الله:
1. الأحكام المفيدة.
2. (ذكرى)، و هو مجموعة من الخطب المنبرية.
3. منسك الحج و العمرة.
4. مجالس رمضان
5. المرأة المسلمة و الحجاب
6. من مائدة النبوَّة.
7. مجاميع في الأحاديث التي اتفق عليها البخاري ومسلم
وفاته:
توفي الشيخ عبدالله السند في الكويت، و ذلك يوم الأحد، الحادي عشر من ذي القعدة من عام 1397هـ رحمه الله.
فحزن الناس لفقدهم شيخاً جليلاً نذر نفسه لخدمة الإسلام و المسلمين، لا سيَّما و قد كان محبوباً من الخاص و العام وذلك لطلاقة وجهه و دماثة خلقه وحسن تأدبه.
رحم الله الشيخ عبدالله السند، فقد كان عالماً عاملاً داعيةً إلى الله عزو جل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/477)
ـ[أبو معطي]ــــــــ[13 - 11 - 06, 02:48 ص]ـ
شيخنا الفاضل محمد المبارك
بارك الله فيك وجزاك خيراً على هذه الدرر
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[13 - 11 - 06, 12:56 م]ـ
و اياكم يا شيخنا المفضال
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[13 - 11 - 06, 07:58 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيراً
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - 11 - 06, 11:22 ص]ـ
و اياكم يا شيخنا العزيز، و شكرا على تشجيعكم.
ـ[رائد محمد]ــــــــ[04 - 01 - 07, 01:20 ص]ـ
عثمان بن سند
ي ـ في التاريخ و التراجم:
بتحقيق الدكتور عماد عبدالسلام رؤوف، و سهيلة القيسي
46 ـ سبائك العسجد في أخبار أحمد نجل رزق الأسعد، ترجم لأحد الأعيان و هو أحمد بن رزق الوجيه المرموق و المحسن المعروف، و استطرد فيه بترجمة أربعين عالماً و أديباً ووجيها، و استطرد كذلك بذكر بعض الأحداث و الوقائع التاريخية، و قد طبع عام 1306هـ ثم َّ سنة 1315هـ في بمبي بالهند، و هو الآن قيد العِناية من محقِّقَي (المطالع).
سؤالي هل طبع الكتاب المحقق أم لا؟ وما هي دار النشر؟
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[04 - 01 - 07, 06:42 ص]ـ
الأخ رائد، هذا البحث قديم، و الكتاب المشار إليه كان بصدد التحقيق من قبل المحققَين المذكورين، و هما عراقيان، فلا أظن أن الكتاب طبع، أو أنه سيطبع.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[13 - 01 - 07, 10:09 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيراً
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[13 - 01 - 07, 03:09 م]ـ
الشيخ عثمان بن سند الوائلي النجدي البصري:
(مؤرِّخُ الخليج العربي وعلاَّمة القطر العراقي)
الشيخ عثمان بن سند النجدي نسبةً، البصري مولداً، والوائلي نسباً، و المالكي مذهباً،.
جزاكم الله خيراً يا أبا الحسن على هذا الجهد.
و للتصحيح: فإن عثمان بن سند مولود في (فيلكا أو فيلكه) جزيرةٌ معروفة من الجزر الكويتية.
راجع علماء نجد للشيخ البسام رحمه الله.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[13 - 01 - 07, 05:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا استاذنا على هذا الاستدراك، و هو سبق "كيبورد"
و الصحيح البصري نشأةً.
و قد ذكرت ُ بعدها بأسطر أنه ولد في فيلكة.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[13 - 01 - 07, 05:21 م]ـ
استاذنا أبا ابراهيم شكرا على مروركم و تشجيعكم.
ـ[أبو عيسى الشريف]ــــــــ[28 - 01 - 07, 01:18 ص]ـ
موضوع قيم
بارك الله فيكم
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[28 - 01 - 07, 05:34 ص]ـ
شيخنا أبا عيسى، شكرا على مروركم الكريم، و بارك الله فيكم
ـ[عبدالله الوشمي]ــــــــ[27 - 02 - 10, 02:19 م]ـ
المعذرة على المداخلة
الكتاب يباع مصوراً
تبيعه دار الوراق
وهي ضمن الدور المشاركة في معرض الرياض
ولكن
سعره غالي جداً
ـ[الفقير]ــــــــ[13 - 08 - 10, 03:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أشكرك أخي المبارك على معلوماتك المفيدة
وأود أن أسأل لو تكرمت
كيف أحصل على ترجمة موسعة لعلي بن سليمان الآنف ذكره وبالأخص توليه للتدريس هذه المدة الطويلة في الأموي بدمشق ففي أي كتاب لتراجم دمشق يمكنني أجده
وجزيت خيرا
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - 08 - 10, 09:45 م]ـ
و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
بالنسبة لعلي بن سليمان بن سند
فقد ذكره العلي و الصانع
في كتابهما عن تاريخ أمارة الزبير
و لم أبحث في كتب علماء الشام
بارك الله فيك
ـ[خالد العيسى]ــــــــ[17 - 08 - 10, 03:14 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيراً(139/478)
قصة مشهورة لكن منقطعة
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[13 - 11 - 06, 12:14 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
قرأت في ترجمة الوليد بن عقبة بن أبي معيط 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في الإستيعاب لابن عبد البر هذه القصة
قال ابن عبد البر ((ذكر عمر بن شبة قال حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب قال صلى الوليد ابن عقبة بأهل الكوفة صلاة الصبح أربع ركعات ثم التفت اليهم فقال: أزيدكم فقال عبد الله بن مسعود: ما زلنا معك في زيادة منذ اليوم))
قلت عبدالله بن شوذب لا يروي عن الصحابة فهو من أتباع التابعين فالقصة منقطعة
فهل وقف أحد الإخوة على سندٍ آخر لهذه القصة
وقد ذكر ابن عبد البر قصةً أخرى لا تثبت أيضاً
قال ابن عبد البر ((قال (يعني عمر بن شبة): وحدثنا محمد بن حميد قال حدثنا جرير عن الأجلح عن الشعبي في حديث الوليد بن عقبة حين شهدوا عليه فقال الحطيئة:
شهد الحطيئة يوم يلقى ربه ... أن الوليد أحق بالغدر
نادى وقد تمت صلاتهم ... أأزيدكم سكراً وما يدري
فأبوا أبا وهب ولو أذنوا ... لقرنت بين الشفع والوتر
كفوا عنانك إذ جريت ولو ... تركوا عنانك لم تزل تجري))
محمد بن حميد متهم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 11 - 06, 09:22 ص]ـ
قال الشيخ دمشقية عن تلك الروايات: وكلها روايات مرسلة وهذه المرسلات لا تصلح لإثبات تهمة الفسق على صحابي فإننا لا نقبلها في أحكام الطهارة ولا الصلاة. فكيف نقبلها في جرح خير هذه الأمة؟ فلم يثبت بحمد الله من هذه الروايات شيء ألبتة.(139/479)
قراقوش .. المظلوم حيّاً وميتاً
ـ[أبو معطي]ــــــــ[13 - 11 - 06, 01:17 ص]ـ
قراقوش .. المظلوم حيّاً وميتاً
عبدالله بن علي العسكر
إنّ من قرأ التاريخ عامة والعربي خاصة، وجد عبرة وعظة في حياته، كما أنّ من قرأه بتمعُّن وتجرُّد وجد أنّ هناك شخصيات ظُلمت من المؤرِّخين تارة ومن الرُّواة تارة أخرى، ومصدر الظلم من المؤرِّخين، هو أنّ المؤرِّخين لم يكتبوا لهذه الشخصيات أثناء وجودها أو بناءً على مقابلتها، أو أنّ بعضهم وإنْ كتب عن هذه الشخصية فقد كتب عن حقد في قلبه، إمّا لخلاف مذهبي أو خلاف عقدي أو لمخالفته سياسياً، فصبّ جام غضبه على هذه الشخصية المرموقة للحط من قدرها أو لإضعاف شأنها، وأتى من بعده ونقل عنه، كما نقل بعض المؤرِّخين عن الحكواتيين في سيرة (هارون الرشيد) - رحمه الله -، فدس بعضهم في سيرته ما ليس منها، وإن كنا لا نجزم له ولا لغيره بالعصمة، إلاّ أنّه قال فيه المنصفون:
فمن يطلب لقاءك أو يرده
ففي الحرمين أو أقصى الثغور
وقد يأتي ظلم الشخصية من المؤرِّخين والرواة من جهة مقابلة وذلك بكيل المديح الزائد والوصف العجيب لقوة ذلك الشخصية أو طوله أو أي صفة فيه حتى جعلوا منه شخصية خرافية، وذلك لوهم توهّمه أحدهم ونقل عنه من بعده، ولا غرو فإنّ هذه صفة تكاد في العرب بشيء أوسع، فلقد ذكر العالم النحرير عبد الرحمن بن خلدون في كتابه المسمى بالمقدمة حينما تكلم عن قوم عاد وثمود فقال:
(واعلم أنّ تلك الأفعال للأقدمين إنّما كانت بالهندام واجتماع الفعلة وكثرة الأيدي عليها، فبذلك شيّدت تلك الهياكل والمصانع، ولا تتوهّم ما تتوهّمه العامة أن ذلك لعظم أجسام الأقدمين عن أجسامنا في أطرافها وأقطارها، فليس بين البشر في ذلك كبير بون، كما تجد بين الهياكل والآثار، ولقد ولع القصاص بذلك وتغالوا فيه، وسطّروا عن عاد وثمود والعمالقة في ذلك أخباراً عريقة في الكذب، من أغربها ما يحكون عن عوج بن عنق رجل من الكنعانيين الذين قاتلهم بنو إسرائيل في الشام زعموا أنه كان لطوله يتناول السمك من البحر ويشويه إلى الشمس) (1).
ولعلِّي مما تقدّم توصّلت إلى ما أردت العرض له وهو عنوان هذا المقال، فإنني وإلى وقت قريب أعرف أنّ (قراقوش) شخص غبي مضيع لأمانته، فقد يشبه فيما سمعناه من الحكايات (كهبنقه) أو (باقل)، إلى أن قرأت كتاباً للأستاذ صالح بن محمد الجاسر، ألّفه عن شخصية (قراقوش) فأزال الغمامة التي كانت على عيني.
فلقد حوى الكتاب مائة وتسعاً وعشرين صفحة، تضمّن مقدمة ومدخلاً للموضوع، بين فيهما سبب تأليفه لهذا الكتاب وهو أنه ما يسمع عنه من فكاهة عند العرب كمثل (جحا، أشعب، الكندي) وأنّه دهش حينما وجد أمهات كتب السير والتراجم تنفي عنه كلّ الصفات السيئة التي اتهم بها وتجعل منه رجلاً مخلصاً وأميناً وأنّه كان ساعد صلاح الدين الأيوبي الأيمن في واحدة من أخطر الفترات التي مرت على الأُمّة الإسلامية، ثم قسّم الكتاب إلى ثلاثة فصول، الفصل الأول (بهاء الدين قراقوش الخادم الأمين) ذكر فيه عن المصادر: أنّ قراقوش فتى رومي خصي أبيض وُلد في بلاد آسيا - الأناضول - عاش فيها فترة طفولته ثم في ظروف غامضة اتصل هذا الفتى بأسد الدين شيركوه عم صلاح الدين، وفي دمشق عاش قراقوش في خدمة سيده أسد الدين شيركوه، وأصبح يُعرف بأبي سعيد قراقوش بن عبد الله الأسدي وتلقّب ببهاء الدين، فلما توفي أسد الدين شيركوه عام 564هـ التحق قراقوش بخدمة صلاح الدين الأيوبي فانصقلت مواهبه الإدارية والعسكرية وحاز على ثقة صلاح الدين، وقد بلغ إعجاب صلاح الدين بقراقوش أنّ جعله بعد نيله الوزارة، مدبراً أمور القصر الفاطمي.
ولقد بيّن المؤلف بعد ذلك أنّ صلاح الدين لما استولى على عكا سنة 583هـ رأى أنّها مدينة متخرمة وبيوتها متفرقة، فلم ير من يتولى مهمة تعمير عكا وتسويرها وتدبير أمورها إلاّ قراقوش فيصف العماد الصفهاني ذلك وهو معاصر لصلاح الدين ويذكر خطاب صلاح الدين الأيوبي لقراقوش (ما أرى لكفاية الأمر المهم، وكف الخطاب الملم، غير الشهم الماضي السهم والمضيء الفهم، الهمام المحرب النقاب المجرب، المهذب اللوذعي، المرجب الألمعي الراجح الرأي، الناجح السعي، الكافي بتذليل الجوامح وتعديل الجوانح، وهو الثبت الذي لا يتزلزل، والطود الذي لا يتحلحل بهاء الدين قراقوش، الذي يكفل جيشه بما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/480)
لا تكفل به الجيوش).
واستمر قراقوش بالبناء، حتى استطاع الفرنج السيطرة على عكا في 17 جمادى الآخرة سنة 587هـ فأخذ أسيراً مع الأسرى، حتى فداه صلاح الدين بعشرة آلاف دينار وقيل بستين ألف دينار، كما ذكر ابن تغري بردي.
وفي سنة 572هـ اختار صلاح الدين موقعاً في جبل المقطم يشرف على القاهرة وأمر بهاء الدين قراقوش أن يبني قلعة حصينة فوق رابية من روابي المقطم، وقد نقل المؤلِّف عن المقريزي أنّ من أعمال قراقوش بناء قناطر الجيزة التي وصفها المؤرِّخون بأنّها من عجائب البنيان ومن أعمال الجبارين وهي نيف وأربعون قنطرة.
وقد ذكر المؤلف أنّه بعد وفاة صلاح الدين أنّ قراقوش أصبح نائباً للملك العزيز على القاهرة، وكان الملك العزيز قبل وفاته قد أوصى لابنه محمد المنصور بالملك وعمره تسع سنين وأوصى بالإشراف عليه لبهاء الدين قراقوش، كما ذكر ذلك ابن خلكان، فاستمر على ذلك حتى توفي في مستهل رجب سنة 597هـ بالقاهرة بعد أن خدم صلاح الدين وابنيه أكثر من ثلاثة وثلاثين عاماً، وكان آخر عمل قام به تجديد بناء جامع قيدان خارج القاهرة في محرم سنة 597هـ كما جدد حوض السبيل الذي فيه.
أمّا في الفصل الثاني من الكتاب، فقد تطرّق إلى الأسباب التي جعلت الحكايات المشوّهة تلصق بشخصية قراقوش، وبيّن أنّ ذلك بسبب ما ألّفه أحد أقران قراقوش وهو: ابن مماتي في ذلك الكتاب المسمّى (الفاشوش في أحكام قراقوش) الذي نال فيه من قراقوش، وذلك لما يكنّه من حسد وحقد على قراقوش، لأنّه يرى أنّه أجدر من قراقوش لدى صلاح الدين، مما لقي رواجاً خاصة بين العامة الذين تداولوه وتناقلوا حكاياته، حتى صار اسم قراقوش مرادفاً للأحكام الجائرة والغباء والجهل والظلم، غير مدركين أنّها تنسب إلى رجل كان له دور كبير فيما تحقق على يدي صلاح الدين من إنجازات، أمّا ما سطّره المؤرِّخون المنصفون الثقاة عن مآثر هذا الرجل فقد نُسي، واكتفى الناس بما رسمه له ابن مماتي من سيرة سيئة يصعب محوها، ثم بحث المؤلِّف عن الأسباب التي جعلت ابن مماتي يؤِّلف هذا الكتاب ويبالغ في التشويه في سمعة قراقوش، وتوصّل إلى أنّه إضافة إلى حسد الأقران، يرى بعض الباحثين أنّ هذا الكتاب كان أثراً لأحداث سياسية تمثّلت في القضاء على الدولة الفاطمية التي كانت متسامحة مع النصارى الذين كان ابن مماتي وأُسرته ينتمون إليهم قبل أن يسلموا في زمن صلاح الدين في ظروف تدعو إلى الشك، ويذهب إلى هذا الرأي المستشرق الفرنسي بول كازانوفا الذي يصف كتاب الفاشوش بأنّه (يعتبر أثراً لحادث خطير، هو سقوط الفاطميين وأنّه يعتبر المظهر الأخير لبغض مصر وأهلها لكلِّ فاتح لبلادهم) إضافة إلى قيام قراقوش بتسخير الآلاف من الأسرى الصليبيين لتنفيذ الأعمال العمرانية التي كلفه صلاح الدين بها في مصر وما تطلبه ذلك من قوة وصرامة شديدة بسبب ظروف الحرب التي تعيشها البلاد آنذاك، إضافة إلى أنّ اتصاف قراقوش بالشدة والصرامة انعكس على تعامله مع الشعراء والأدباء وهم يمثلون رجال الإعلام في ذلك الوقت فكان تشويه سيرته جزاء عدم إحسانه التعامل معهم، ثم استعرض المؤلِّف حكايات (الفاشوش في أحكام قراقوش) وبيّن أنّها صيغت بأسلوب عامي ركيك أراد فيه ابن مماتي محاكاة العامة ليضمن لحكاياته الرواج والانتشار، وأنّ الناس لو محصوها في هذا الوقت لأدركوا أنّها لا يمكن أن تصدر عن رجل سوي فكيف برجل كان له دور مهم وبارز في الدفاع عن البلاد الإسلامية في وقت عصيب، ثم سرد المؤلِّف عشرين حكاية وردت في كتابه الفاشوش وبيّن ملحوظاته عليها:
1 - وجود تشابه كبير بين بعض الحكايات المنسوبة لقراقوش وبين ما يتداوله الناس من حكايات تنسب إلى جحا.
2 - تناقض بعض الحكايات مع ما اتفق عليه المؤرِّخون عن قراقوش ومنها حكاية تتحدث عن ابن لقراقوش مع أنّ المؤرِّخين مجمعون على أنّه خصي.
3 - أنّ ابن مماتي أقحم النصارى في بعض حكاياته وجعلهم الأذكى والأقوى والقادرين على الإنقاذ.
4 - يبدأ ابن مماتي حكاياته بكلمة حكي أو يحكى أنّ.
أمّا في الفصل الثالث فبيّن المؤلِّف كلام المؤرِّخين الثقات عن قراقوش ونقل كلام ابن خلكان في كتابه وفيات الأعيان وكلام العماد الأصفهاني (الفتح القسي في الفتح القدسي) ووصفه لقراقوش بأنّه قائد الجيوش.
ونقل كلاماً لابن العماد الحنبلي في كتابه شذرات الذهب ضمن وفيات سنة 597هـ وقال عنه: (قراقوش الأمير الكبير وقد وضعوا عليه خرافات لا تصح، ولولا وثوق صلاح الدين بعقله لما سلم إليه عكا وغيرها). كما أنّه نقل عن أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي في كتابه (النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة) في مواضع منها: (وفيها توفي قراقوش بن عبد الله الأسدي المنسوب إليه حارة بهاء الدين بالقاهرة داخل باب الفتوح) إلى آخره وشمس الدين الذهبي في كتابه العبر في خبر من غبر، وشهاب الدين أبو شامة المقدس في كتابه الروضتين في أخبار الدولتين والحافظ ابن كثير في البداية والنهاية، وكل هؤلاء المؤرِّخون الجهابزة كتبوا سيرته بصدق ودافعوا عنه مما ألصق به من حكايات مشبوهة.
وبعد أيّها القارئ الكريم فلقد أجاد المؤلِّف صالح محمد الجاسر في كتابه (قراقوش المظلوم حياً وميتاً) وفتح الطريق أمام المؤرِّخين والباحثين للحذو حذوه في تتبُّع التاريخ وتمييز صحيحه من سقيمه، وإنصاف الشخصيات التي لفق عليها بعض المغرضين خرافات وحكايات لا يصدِّقها من عنده أدنى عقل أو بصيرة في العالم بقصد تشويه المسلمين والعرب، وإظهارهم بأنّهم سذّج لا يقدرون على إدارة حكمهم، وفّق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
(1) مقدمة ابن خلدون طبعة دار الفجر للتراث. تحقيق د. حامد أحمد، الطاهر.
رابط المقال من صحيفة الجزيرة الأحد 14 شوال 1427 هـ
http://213.136.192.26/2006jaz/nov/5/wo3.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/481)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[13 - 11 - 06, 05:52 م]ـ
شكرا لكم ياشيخ ابو معطي على هذا الموضوع الشيق.
و لا ننس أن العظماء لا يختارون من الأعوان إلا الناجحين، فينجحون بنجاحهم، إذ أن المجد لَبنات.
فاذا نظرت الى رجال صلاح الدين و مستشاريه و كتبته وجدتهم في الطبقة العليا من ذلك كله.
كالقاضي الفاضل، و العماد الكاتب، و ابن سناء الملك، و بهاء الدين قراقوش، و غيرهم، و لعل
الاخوة يستحضرون اسماء بعضهم.
ـ[أبو معطي]ــــــــ[13 - 11 - 06, 07:39 م]ـ
أخي الفاضل الأستاذ محمد المبارك سلمه الله
بارك الله فيك يا أخي على حضورك وإضافتك
ـ[أبو معطي]ــــــــ[18 - 11 - 06, 03:04 ص]ـ
كتابة موضوع عن مثل هؤلاء الأعلام الذين ظلموا في بعض المصادر أرى أنه مهم
مثل ما كتب في بعض الروايات والكتب عن الخليفة هارون الرشيد وغيره من الأعلام
ألا تشاركوني الرأي؟؟
ـ[معاوية بن عبدالمحسن]ــــــــ[24 - 11 - 06, 09:26 م]ـ
مشكور اخي ابو معطي
وكتب الله لك الاجر
وبارك الله فيك
ـ[أبو معطي]ــــــــ[27 - 11 - 06, 04:20 م]ـ
العفو أخي الكريم معاوية بن عبدالمحسن
وبارك الله فيك وجزاك خيراً(139/482)
سلسلة تاريخ الـ 200 سنة
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[13 - 11 - 06, 02:50 ص]ـ
سلسلة تاريخ الـ 200 سنة
للشيخ: جمال عبد الهادي
نبذة عن السلسلة: في هذه السلسلة المُميّزة، يقوم فضيلة الشيخ – حفظه الله – بسرد وقائع و أحداث تاريخ الـ 200 سنة الماضية (بدءاً من الحملة الفرنسية عام 1798م- و انتهاءً بعام 1999م) ..
يستخلص فيها الدروس و العبر من تاريخ هذه الأُمة الإسلامية، و ذلك على جُزأين:
الجزء الأول: مرحلة ضعف و سقوط الخلافة التي ظلّت تحكم العالم 13 قرناً بعد بعثة محمدٍ – صلى الله عليه و سلم –.
و أمّا الجزء الثاني: فيُعاصر وقوع العالم الإسلامي في قبضة أعداء الإسلام.
و الهدف من اللقاءات هو التعرف على أسباب سقوط الخلافة و أسباب محنة العالم الإسلامي، بل الإنسانية كُلُّها، مع التعرُّف على الطريق الذي يجب أن نسلُكَه لإنهاء آلام البشرية و محنة العالم الإسلامي، في ضوء الكتاب و السنة و السُّنن الربّانية في التمكين و التنحية.
] .. وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالكُمْ [
و في الختام .. ] فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ بِالْعِبَادِ
رابط السلسلة:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2885
ملحوظة:
السلسلة غير تامة، و سيتم استكمال بقية أجزائها تباعا ..
ـ[عبدالحميد الشريف]ــــــــ[19 - 03 - 08, 02:22 ص]ـ
يرفع للفائدة
فما أحوجنا لها هذه الأيام
و الشيخ جمال عبد الهادى له دروس على قناة الناس هذه الأيام(139/483)
المواضيع التاريخية المنشورة في مجلة الأمة
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[13 - 11 - 06, 03:00 ص]ـ
المواضيع التاريخية المنشورة في مجلة الأمة
http://www.fustat.com/ummah_img/issue09.jpg
رابط المجلد الأول:
http://www.fustat.com/ummah/cont_v1.shtml
رابط المجلد الثاني:
http://www.fustat.com/ummah/cont_v2.shtml
رابط المجلد الثالث:
http://www.fustat.com/ummah/cont_v3.shtml
رابط المجلد الرابع:
http://www.fustat.com/ummah/cont_v4.shtml
رابط المجلد الخامس:
http://www.fustat.com/ummah/cont_v5.shtml
رابط المجلد السادس:
http://www.fustat.com/ummah/cont_v6.shtml(139/484)
موقع: منتديات التاريخ
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[13 - 11 - 06, 03:07 ص]ـ
موقع منتديات التاريخ
الذي يشرف عليه:
الدكتور محمد موسى الشريف
http://www.altareekh.com/ali/images/top_05.gif
http://www.altareekh.com/ali/images/top_02.gif
http://www.altareekh.com/ali/images/top_06.gif
رابطه:
http://www.altareekh.com/vb/
ـ[محمد ابن ابى عامر]ــــــــ[14 - 11 - 06, 10:01 م]ـ
بارك الله فيكم(139/485)
موقع الدكتور عبد الوهاب المسيري
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[13 - 11 - 06, 05:09 ص]ـ
موقع الدكتور عبد الوهاب المسيري
رابطه:
http://www.elmessiri.com/
سيرته الذاتية:
* ليسانس آداب- أدب إنجليزي- جامعة الإسكندرية (1959م).
* ماچستير في الأدب الإنجليزي والمقارن ـ جامعة كولومبيا Columbia University ـ الولايات المتحدة الأمريكية (1964).
* دكتوراه في الأدب الإنجليزي والأمريكي والمقارن ـ جامعة رتجرز Rutgers University ـ الولايات المتحدة الأمريكية (1969).
* رئيس وحدة الفكر الصهيوني وعضو مجلس الخبراء بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام (1970 ـ 1975).
* المستشار الثقافي للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدة بنيويورك (1975 ـ 1979).
* أستاذ الأدب الإنجليزي والمقارن ـ جامعة عين شمس (1979 ـ 1983)، وجامعة الملك سعود (1983 ـ 1988)، وجامعة الكويت (1988 ـ 1989). و يعمل أستاذاً غير متفرغ بجامعة عين شمس (1988 ـ حتى الآن). كما عمل أستاذاً زائراً بجامعة ماليزيا الإسلامية في كوالالامبور وبأكاديمية ناصر العسكرية.
* المستشار الأكاديمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن (1992 ـ حتى الآن).
* عضو مجلس الأمناء لجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية في ليسبرج في فيرچينيا بالولايات المتحدة الأمريكية (1993 ـ حتى الآن).
* عضو مجلس الأمناء لجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية -واشنطن- الولايات المتحدة الأمريكية (1997م-حتى الآن).
* مستشار تحرير عددٍ من الحَوْليات التي تصدر في مصر وماليزيا وإيران وأمريكا وإنجلترا وفرنسا.
الأعمال المنشورة بالعربية
* نهاية التاريخ: مقدمة لدراسة بنية الفكر الصهيوني (مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، القاهرة 1972؛ المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1979).
* موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية: رؤية نقدية (مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، القاهرة 1975).
* العنصرية الصهيونية (سلسلة الموسوعة الصغيرة، بغداد 1975).
* اليهودية والصهيونية وإسرائيل: دراسة في انتشار وانحسار الرؤية الصهيونية للواقع (المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1975).
* مختارات من الشعر الرومانتيكي الإنجليزي: النصوص الأساسية وبعض الدراسات التاريخية والنقدية (المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1979).
* الفردوس الأرضي: دراسات وانطباعات عن الحضارة الأمريكية (المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1979).
* الأيديولوجية الصهيونية: دراسة حالة في علم اجتماع المعرفة (جزءان، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، عالم المعرفة، الكويت 1981 ـ طبعة ثانية في جزء واحد 1988).
* الغرب والعالم: تأليف كافين رايلي (ترجمة بالاشتراك) (جزءان، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، عالم المعرفة، الكويت 1985).
* الانتفاضة الفلسطينية والأزمة الصهيونية: دراسة في الإدراك والكرامة (منظمة التحرير الفلسطينية، تونس 1987؛ المطبعة الفنية، القاهرة 1988؛ الهيئة العامة للكتاب، القاهرة 2000).
* افتتاحيات الهادئ: تأليف ستيفن سوندايم وجون ويدمان (ترجمة بالاشتراك) (وزارة الإعلام، سلسلة المسرح العالمي، الكويت 1988).
* * الاستعمار الصهيوني وتطبيع الشخصية اليهودية: دراسات في بعض المفاهيم الصهيونية والممارسات الإسرائيلية (مؤسسة الأبحاث العربية، بيروت 1990).
* هجرة اليهود السوفييت: منهج في الرصد وتحليل المعلومات (دار الهلال، كتاب الهلال، القاهرة 1990).
* الأميرة والشاعر: قصة للأطفال (الفتى العربي، القاهرة 1993).
* الجمعيات السرية في العالم: (دار الهلال، كتاب الهلال، القاهرة 1993).
* إشكالية التحيز: رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد (تأليف وتحرير) (جزءان، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، القاهرة 1993؛ جزءان، واشنطن 1996؛ سبعة أجزاء؛ القاهرة 1998).
* أسرار العقل الصهيوني: (دار الحسام، القاهرة 1996).
* * الصهيونية والنازية ونهاية التاريخ: رؤية حضارية جديدة (دار الشروق، القاهرة 1997 ـ 1998 ـ 2001).
* من هو اليهودي؟: (دار الشروق، القاهرة 1997 ـ 2001).
* موسوعة تاريخ الصهيونية: (ثلاثة أجزاء، دار الحسام، القاهرة 1997).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/486)
* اليهود في عقل هؤلاء: (دار المعارف، سلسلة اقرأ، القاهرة 1998).
* اليد الخفية: دراسة في الحركات اليهودية، الهدامة والسرية (دار الشروق، القاهرة 1998؛ الهيئة العامة للكتاب، القاهرة 2000؛ دار الشروق 2001).
* موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد (ثمانية مجلدات، دار الشروق، القاهرة 1999).
* فكر حركة الاستنارة وتناقضاته: (دار نهضة مصر، القاهرة 1999).
* قضية المرأة بين التحرر والتمركز حول الأنثى: (دار نهضة مصر، القاهرة 1999).
* نور والذئب الشهير بالمكار:] قصة للأطفال [(دار الشروق، القاهرة 1999).
* سندريلا وزينب هانم خاتون:] قصة للأطفال [(دار الشروق، القاهرة 1999).
* رحلة إلى جزيرة الدويشة:] قصة للأطفال [(دار الشروق، القاهرة 2000).
* معركة كبيرة صغيرة:] قصة للأطفال [(دار الشروق، القاهرة 2000).
* سر اختفاء الذئب الشهير بالمحتار:] قصة للأطفال [(دار الشروق، القاهرة 2000).
* العلمانية تحت المجهر:] بالاشتراك مع الدكتور عزيز العظمة [(دار الفكر، دمشق 2000).
* رحلتي الفكرية ـ في البذور والجذور والثمر: سيرة غير ذاتية غير موضوعية (الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة 2001).
* الأكاذيب الصهيونية من بداية الاستيطان حتى انتفاضة الأقصى: (دار المعارف، سلسلة اقرأ، القاهرة 2001).
* الصهيونية والعنف من بداية الاستيطان إلى انتفاضة الأقصى: (دار الشروق، القاهرة 2001).
* فلسطينيةً كانت ولم تَزَلِ: الموضوعات الكامنة المتواترة في شعر المقاومة الفلسطيني (نشر خاص، القاهرة 2001).
* قصة خيالية جداً:] قصة للأطفال [(دار الشروق، القاهرة 2001).
* العالم من منظور غربي: (دار الهلال، كتاب الهلال، القاهرة 2001).
* الجماعات الوظيفية اليهودية: نموذج تفسيري جديد (دار الشروق، القاهرة 2001).
* ما هي النهاية؟:] قصة للأطفال [] بالاشتراك مع الدكتوره جيهان فاروق [(دار الشروق، القاهرة 2001 (.
* قصص سريعة جداً:] قصة للأطفال [(دار الشروق، القاهرة 2001).
* من الانتفاضة إلي حرب التحرير الفلسطينية: أثر الانتفاضة على الكيان الإسرائيلي (عدة طبعات: القاهرة ـ دمشق ـ برلين ـ نيويورك ـ نشر إلكتروني، 2002م).
* أغنيات إلى الأشياء الجميلة:] ديوان شعر للأطفال [(دار الشروق، القاهرة 2002).
* انهيار إسرائيل من الداخل: (دار المعارف، القاهرة 2002).
* الإنسان والحضارة والنماذج المركبة: دراسات نظرية وتطبيقية (دار الهلال، كتاب الهلال، القاهرة 2002).
* مقدمة لدراسة الصراع العربي ـ الإسرائيلي: جذوره ومساره ومستقبله (دار الفكر، دمشق 2002).
* الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان: (دار الفكر، دمشق 2002).
* اللغة والمجاز: بين التوحيد ووحدة الوجود (دار الشروق، القاهرة 2002).
* العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة: (جزءان، دار الشروق، القاهرة 2002).
* أغاني الخبرة والحيرة والبراءة: سيرة شعرية، شبه ذاتية شبه موضوعية (دار الشروق، القاهرة 2003).
* الحداثة وما بعد الحداثة:] بالاشتراك مع الدكتور فتحي التريكي [(دار الفكر، دمشق 2003).
* البروتوكولات واليهودية والصهيونية: (دار الشروق، القاهرة 2003).
* الموسوعة الموجزة: (مجلدان، دار الشروق، القاهرة 2003).
الأعمال المنشورة باللغة الإنجليزية:
# A Lover from Palestine and Other Poems (Palestine Information Office, Washington D.C., 1972
# Israel and South Africa: The Progression of a Relationship (North American, New Brunswick, N.J., 1976; Second Edition 1977; Third Edition, 1980; Arabic Translation, 1980).
# The Land of Promise: A Critique of Political Zionism (North American, New Brunswick, N.J., 1977(.
# Three Studies in English Literature: (North American, New Brunswick, N.J., 1979(.
# The Palestinian Wedding: A Bilingual Anthology of Contemporary Palestinian Resistance Poetry (Three Continents Press, Washington D.C., 1983).
# A Land of Stone and Thyme: Palestinian Short Stories (Co-editor) (Quartet, London, 1996).
الأعمال المترجمة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/487)
# صهيونيسم: ترجمة لواء رودباري، ترجمة إلى اللغة الإيرانية لكتاب موسوعة تاريخ الصهيونية (طهران، مؤسسة جاب وانتشارات، جمهورية إيران الإسلامية، 1994).
# Israel-Africa Do Sul: A Marcha Deum Relacionamento ترجمة إلى اللغة البرتغالية لكتاب إسرائيل وجنوب أفريقيا: تطور العلاقة بينهما (ريو دي جانيرو، البرازيل، 1978).
# Daha kapsamli ve aciklazici bir sekularizm paradigmasina dogru: Modernite, ickinlik ve cozulme iliskisi uzerine bir calisma ترجمة إلى اللغة التركية لدراسة طويلة باللغة الإنجليزية بعنوان «نحو نموذج أكثر شمولية وتركيباً للعلمانية»، نُشرت موجزة في كتاب عن العلمانية في الشرق الأوسط Secularism in the Middle East, ed. John Esposito and Azzam al-Tamimi, (Hurst, London, 2000. ( استانبول، تركيا، 1997).
وقد تُرجمت العديد من المقالات التي كتبها الدكتور المسيري إلى لغات أخرى مثل الفرنسية والمالاوية.
دراسات عن أعمال المؤلف
# ندوة عن الكتابات الفكرية: (أي التي لا تتناول موضوع الصهيونية) في لندن (12 يناير 1998). * مجلة الجديد (عمان، ملف خاص، شتاء عام 1998 ـ العدد العشرين).
# ندوة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عن موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية (29 ـ 31 مارس 2000).
# فى عالم عبد الوهاب المسيرى كتاب حواري، قام بتحريره د. أحمد عبد الحليم عطية (أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة) حول أعمال المؤلف، اشترك فيه عدة مفكرين من بينهم: محمد حسنين هيكل ـ محمود أمين العالِم ـ محمد سيد أحمد ـ جلال أمين (سيصدر في يناير 2004).
# فى عالم عبد الوهاب المسيرى كتاب حواري، قام بتحريره د. أحمد عبد الحليم عطية (أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة) حول أعمال المؤلف، اشترك فيه عدة مفكرين من بينهم: محمد حسنين هيكل ـ محمود أمين العالِم ـ محمد سيد أحمد ـ جلال أمين (سيصدر في يناير 2004).
شهادات تقدير وجوائز محلية ودولية
# شهادة تقدير من رابطة المفكرين الإندونسيين (1994).
# شهادة تقدير من جامعة القدس بفلسطين المحتلة (1995).
# شهادة تقدير من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا (1996).
# International Educators' Hall of Fame (1996).
# شهادة تقدير من نقابة أطباء القاهرة (1997).
# شهادة تقدير من محافظة البحيرة (1998).
# شهادة تقدير من اتحاد الطلبة الإندونسيين (1999).
# شهادة تقدير من كلية الشريعة والقانون، جامعة الإمارات عن موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية (1999).
# شهادة تقدير من جريدة آفاق عربية بالقاهرة (1999).
# شهادة تقدير من مؤتمر أدباء البحيرة (1999).
# جائزة سوزان مبارك لأحسن كاتب لأدب الطفل (2000).
# جائزة أحسن كتاب، معرض القاهرة الدولي للكتاب: عن كتاب رحلتي الفكرية (2001).
# شهادة تقدير من منظمة فتح الفلسطينية (2001).
# جائزة سلطان العويس بالإمارات العربية المتحدة عن مجمل الإنتاج الفكري (2002).
# شهادة تقدير من مؤتمر أدباء مصر السابع عشر في الإسكندرية (2002).
# شهادة تقدير من نقابة الأطباء العرب (2003).
# جائزة سوزان مبارك أحسن كاتب لأدب الطفل (2003)
مقالات في الجرائد والمجلات والحوليات
# كتب الدكتور المسيري شتى المقالات باللغتين العربية والإنجليزية في المجلات التالية: الأهرام ـ الحياة ـ الشرق الأوسط ـ الشعب ـ منبر الشرق ـ الإنسان ـ قراءات سياسية ـ شئون فلسطينية ـ العربي ـ New York Times - Journal of Arabic Studies - Journal of Palestine Studies - Al-Ahram Weekly, etc.
وفي جرائد ومجلات وحوليات عربية وبريطانية وأمريكية أخرى.
المحاضرات والمؤتمرات
# محاضرات عن اليهود واليهودية والصهيونية وإسرائيل ـ الحضارة الغربية ـ الأدب الإنجليزي ـ الهوية العربية ـ العولمة ... إلخ (كل أنحاء العالم).
# حضر عدة مؤتمرات وكان المتحدث الرئيسي في بعضها.
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[21 - 07 - 08, 10:13 م]ـ
عبد الوهاب المسيري .. عالم يترجل
إلى الآن لم يذكر احد من أخوة الملتقى شيئا عن وفاة العالم الجليل عبد الوهاب المسيري
وتداركا لهذا الأمر إليكم هذا الرابط.
عبد الوهاب المسيري .. عالم يترجل
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/E0BAA41C-CA64-4C9D-89B9-8F33E0C86BA0.htm(139/488)
تاريخ أم تأريخ؟؟
ـ[أبو معطي]ــــــــ[13 - 11 - 06, 07:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دائماً يطرح هذا السؤال في المجالس والمنتديات: ما الأفصح في لغة العرب، تاريخ أم تأريخ؟؟
أردت الاستفادة من الأخوة الكرام في هذه المسألة
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبوعبدالعزيز الأثري]ــــــــ[14 - 11 - 06, 12:32 م]ـ
سلام عليكم ..
يمكنك الأستدلال في التفريق بين المبنى والمعنى في لفظي: التاريخ والتأريخ في رسالة السيوطي الشماريخ وكذا ما اشار له العدناني في معجمه فينظر هناك ..
مع تحياتي ..
ـ[أبو معطي]ــــــــ[18 - 11 - 06, 01:27 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الفاضل أبو عبدالعزيز الأثري على هذه الأفادة وجزاك خيراً
وبانتظار المزيد من الأخوة الكرام
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - 11 - 06, 02:27 ص]ـ
أيهما أفصح تأريخ, أو تاريخ .. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71314)
ـ[أبو معطي]ــــــــ[18 - 11 - 06, 03:02 ص]ـ
شيخنا أبو مالك العوضي بارك الله فيك
وجزاك الله خير الجزاء، الحقيقة أحلتني على موضوع مليء بالفوائد والدرر
أثابك الله أخي الفاضل
ـ[محمد السعيدي]ــــــــ[14 - 12 - 06, 09:35 م]ـ
أعتقد أن هناك بحثا في هذا في كتاب الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التوريخ
وأرجو من الأخ أبي معطي إفادتنا بما انتهى إليه
ـ[أبو طلحة العتيبي]ــــــــ[04 - 11 - 09, 07:36 ص]ـ
بارك الله فيك
وجزى الله شيخنا العوضي
وسؤال أيضا يطرح نفسه
ما الأصح شام أم شأم؟؟ نسبة إلى بلاد الشام
ـ[محمود المنصور]ــــــــ[05 - 11 - 09, 10:14 م]ـ
للحافظ السخاوى مبحث فى هذا الباب فى كتابه الماتع (الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التاريخ)
والكتاب ليس بحوذتى الآن فلا أستطيع النظر فيه
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[11 - 01 - 10, 01:29 ص]ـ
بارك الله فيكم
استفدنا جزيلا(139/489)
من يدلنا على منهج للقراءة في التاريخ الإسلامي؟
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[13 - 11 - 06, 08:24 م]ـ
السلام عليكم,
المشايخ والإخوة الأفاضل,
أريد منهجاً لدراسة التاريخ الإسلامي, مع التركيز على الأحداث لا الأشخاص. والغرض هو القراءة التثقيفية (مع التوسع) لا التخصص.
أرجو أن يكون مقسماً إلى مراحل مع مراعاة التدرج.
وياحبذا لو كان منهجاً مجرباً ومقراً من أهل الاختصاص. وياحبذا كذلك لو كان التركيز على تحليل الأحداث واستخراج الفوائد لا مجرد السرد.
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[21 - 11 - 06, 02:28 ص]ـ
للرفع وتجديد الطلب
ـ[أبو زهير المصري]ــــــــ[21 - 11 - 06, 10:01 م]ـ
المبحث الحادي عشر:
في التاريخ
التاريخ الإسلامي يتناول الأحوال والأحداث التي وقعت للمسلمين منذ مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وإلى يومنا هذا.
ولا يوجد مرجع واحد يفي بالتأريخ لهذه الفترة كلها، ولذك سوف نقسمها إلي قسمين:
القسم الأول: من مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وإلى انهيار الدولة العثمانية وإلغاء الخلافة فيها رسميا 1343 هـ ــ 1924م
والقسم الثاني: يتناول الفترة من قبيل سقوط الدولة العثمانية وإلى يومنا هذا، وتبلغ هذه الفترة نحو قرن من الزمان
أما فيما يتعلق بالقسم الأول فأوصي فيه بكتابين:
1 ــ (البداية والنهاية) للحافظ ابن كثير 774 هـ.
2 ــ و (التاريخ الإسلامي) لمحمود شاكر (معاصر).
وهذان الكتابان كبيران، ولاينبغي لطالب العلم أن يشغل نفسه بهما عن الأهم من العلوم الشرعية كالقرآن والحديث والفقه، وإنما يرجع إليهما عند الحاجة إلى دراسة موضوع معين، كما يطالع فيهما للترويح عن النفس إذا شعر بالملل أثناء دراسته للعلوم الشرعية المختلفة، وهكذا يمكن أن ينتهي من هذين الكتابين على مر السنين.
وبالإضافة إلى هذين الكتابين اللذين يذكران تاريخ المسلمين في مختلف البلدان هناك كتب تذكر تاريخ المسلمين في بلدان معينة بشئ من التفصيل، وهذه يحتاج إليها الباحث المتخصص، ومنها على سبيل المثال:
1 ــ في الفتوحات الإسلامية: كتاب (فتوح البلدان) للبلاذري 279 هـ، ط بيروت 1398 هـ.
2 ــ وفي تاريخ الحجاز: كتاب (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي) لعبدالملك العصامي المكي 1111 هـ، وهو في تاريخ الإسلام منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى حياة المؤلف، مع عنايته بأخبار الحجاز، ط السلفية بمصر في 4 أجزاء.
3 ــ في تاريخ مصر: هناك كتب كثيرة في تاريخ مصر الإسلامية جمعها وبيّن مزية كل منها محمد عبدالله عنان في كتابه (مؤرخو مصر الإسلامية) ط مؤسسة مختار للنشر 1991م. ومنها كتاب (النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة) لأبي المحاسن ابن تغري بردي 874هـ، أرخ لمصر منذ الفتح الإسلامي حتى عام 870هـ. ثم كتاب المقريزي (المواعظ والاعتبار) لتاريخ دولة المماليك في مصر، ثم كتاب ابن إياس (بدائع الزهور) لتاريخ الفتح العثماني لمصر، ثم كتاب الجبرتي (عجائب الآثار) لتاريخ الحملة الفرنسية على مصر وأوائل حكم محمد علي، وهو مايسميه البعض ببدء الدولة الحديثة في مصر، ويقصدون بالحديثة أي العلمانية، والتي نسميها نحن بالدولة الجاهلية.
4 ــ وفي تاريخ الأندلس: كتاب (نفخ الطيب من غصن الأندلس الرطيب) لأحمد بن محمد المقري التلمساني 1041 هـ، تناول فيه تاريخ الأندلس منذ الفتح الإسلامي وإلى خروج المسلمين منها واستيلاء الصليبيين عليها.
5 ــ في تاريخ الدولة العثمانية: كتاب (تاريخ الدولة العثمانية العلية) لمحمد فريد بك المحامي، وقد ذكر الاستاذ محمود شاكر تاريخ الدولة العثمانية في الجزء الثامن من كتابه (التاريخ الإسلامي).
6 ــ وفي معرفة مواضع البلدان الواردة في الكتب القديمة: كتاب (معجم مااستعجم من أسماء البلاد والمواضع) للبكري (أبو عبيد عبدالله بن عبدالعزيز البكري الأندلسي) 487هـ، مرتب على المعجم، ومطبوع في 4 أجزاء. وكتاب (معجم البلدان) لياقوت الحموي 626هـ، مرتب على المعجم ومطبوع في 5 مجلدات مع ذيله (منجم العمران) لمحمد أمين الخانجي.
فهذه بعض كتب التاريخ الإسلامي، ومن أراد المزيد فليراجع كتاب (مقدمة لدراسة التاريخ الإسلامي وتعريف بمصادره) للدكتور عبدالمنعم ماجد.
مصادر دراسة التاريخ الدولي الحديث:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/490)
1 ــ كتاب (التاريخ السياسي الحديث والعلاقات الدولية المعاصرة) للدكتور فايز صالح أبي جابر، ط دار البشير ــ بعمان الأردن.
2 ــ كتاب (العلاقات الدولية) لجوزيف فرانكل، ترجمة د. غازي القصيبي، ط مؤسسة تهامة.
3 ــ كتاب (1999 نصر بلا حرب) للرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، ترجمة محمد عبدالحليم أبي غزالة، ط مؤسسة الأهرام بمصر.
مصادر دراسة الواقع المعاصر:
1 ــ في معرفة مخططات الكافرين لمحاربة الإسلام وافساد المسلمين.
* (المخططات الاستعمارية لمكافحة الإسلام) لمحمد محمود الصواف.
* (الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر) للدكتور محمد محمد حسين.
* (الإسلام والحضارة الغربية) للدكتور محمد محمد حسين.
* (حصوننا مهددة من داخلها) للدكتور محمد محمد حسين.
* (الغارة على العالم الإسلامي) ترجمة محب الدين الخطيب ومساعد اليافي.
* (التبشير والاستعمار) لمصطفى خالدي وعمر فروخ.
* (وحي القلم) لمصطفى صادق الرافعي.
* (الغزو الفكري) لجلال كشك.
* (الإسلام والمدنية الحديثة) لأبي الأعلى المودودي.
وهذا على سبيل المثال، وإلا فالكتب في هذا الشأن كثيرة.
2 ــ واقع المسلمين.
بالإضافة إلى الكتب السابقة، نوصي بما يلي:
* (حاضر العالم الإسلامي) لمحمد جميل المصري. ط دار أم القرى.
* (معالم في الطريق) لسيد قطب.
* (جاهلية القرن العشرين) لمحمد قطب.
3 ــ نشوء الدول العربية الحديثة على انقاض الدولة العثمانية.
* (يقظة العرب، تاريخ حركة العرب القومية) لجورج انطونيوس، ط دار العلم للملايين.
* (تاريخ المجتمع العربي الحديث والمعاصر) لهند فتال ورفيق سكري، ط جروس برس.
4 ــ واقع العالم العربي ومشاكله.
* مذكرات الدكتور محمود رياض. أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق.
* كتب الصحافي محمد حسنين هيكل، ومنها (ملفات السويس)، و (الانفجار 1967)، و (خريف الغضب)، و (حرب الخليج).
* (القضية الفلسطينية) لمحمد عزة دروزة.
* (مأساة فلسطين) لمحمد عزة دروزة.
* (أهداف اسرائيل التوسعية في البلاد العربية) لمحمود شيت خطاب.
5 ــ خسارة العالم بانحطاط المسلمين.
* (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين) لأبي الحسن الندوي.
* (الاسلام والحضارة العربية) لمحمد كرد علي.
منقول من كتاب الجامع في طلب العلم الشريف للشيخ سيد إمام عبد العزيز، والذي نقله الأخ القصيمي ...
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84651
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[02 - 12 - 06, 10:20 م]ـ
الكتب التي تتحدث عن منهجية قراءة التاريخ وضرورة تصحيح ما وقع في كتب التاريخ من أخطاء كثيرة جداً
نذكر منها على سبيل المثال والمتعلقة بتاريخ الحقبة الأولى
1: «أحداث وأحاديث فتنة الهرج» الدكتور عبد العزيز دخان
2: «مرويات أبي مِخْنَفٍ (لُوطِ بنِ يَحْيَى الأَزْدِيِّ) في تاريخ الطَّبَرِيِّ عصر الخِلافةِ الرَّاشِدةِ» للدكتور يَحْيَى بن إبراهيم اليحيى
3: «المنهج في التعامل مع روايات ما شجر بين الصحابة» للدكتور محمد أبي الخيل
4: «تحقيقُ مواقفِ الصَّحابةِ في الفِتْنةِ مِنْ مروياتِ الإمامِ الطَّبَرِيِّ والمُحَدِّثينَ». تأليف: د. مُحَمّد أمحزون
5: «استشهاد عُثمان رَضِيَ اللهُ عنه ووقعة الجَمَلِ في مرويات سيف بن عُمرَ في تاريخِ الطَّبَرِيِّ دراسة نقدية». تأليف:الدكتور خالد بن مُحمد الغيث
6: «مرويات خلافة معاوية رَضِيَ اللهُ عنه في تاريخِ الطَّبَرِيِّ دراسة نقدية» تأليف:الدكتور خالد بن مُحمد الغيث.
7: «منهج كتابة التاريخ الإسلامي» لمحمد صامل السلمي
8: «حِقْبَة مِنَ التاريخ» للشيخ عثمان الخميس وهذا الكتاب طبع طبعة فاخرة ومميزة ومفيدة في مصر
9: «أخطاء يجب أن تصحح مِنَ التاريخ» للدكتور جمال عبدالهادي والدكتورة وفاء جمعة
10: «عبدالله بن سبأ وأثره في أحداث الفتنة في صدر الإسلام» للشيخ سليمان العودة
11: «لماذا يزيفون التاريخ ويعبثون بالحقائق» لإسماعيل الكيلاني
12: «أثر الحديث في نشأة التاريخ عند المسلمين» للدكتور بشار عواد معروف
13: «أبو مِخْنَفٍ ودوره في نشأة الكتابة التاريخية» لعليّ كامل القرعان
14: «المؤرخون العرب والفتنة الكبرى» للدكتور عدنان ملحم
15: «السيف اليماني في نحر الأصفهاني صاحب الأغاني» الدكتور وليدٌ الأعظميُّ
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[03 - 12 - 06, 01:12 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا الجهد الطيب .. ولكن هذه أبحاث وتحقيقات متخصصة, والمطلوب هو "منهجية" في قراءة كتب التاريخ.
بارك الله فيكم
ـ[أبو هياء]ــــــــ[05 - 02 - 07, 01:42 ص]ـ
تفضل أخي أبو داوود
http://www.almoslim.net/tarbawi/show_question_main.cfm?id=1025
ـ[صخر]ــــــــ[05 - 02 - 07, 08:22 ص]ـ
عرض علمي لدراسة التاريخ الإسلامي
أحمد عبد الرحمن النقيب
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=55829
ـ[أبوهمام الطائفي]ــــــــ[07 - 02 - 07, 09:40 م]ـ
سئل أحد الأخوة الشيخ سعد الموسى الدكتور بجامعة أم القرى بمكة هذا السؤال والمتخصص في علم التاريخ والسير وسأنقل لكم الإجابة قريبا إن شاء الله، لأني نسيت الشيء الكثير منها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/491)
ـ[عبدالحميد الشريف]ــــــــ[08 - 02 - 07, 03:07 ص]ـ
عرض علمي لدراسة التاريخ الإسلامي
أحمد عبد الرحمن النقيب
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=55829
وهذا رابط الحلقة مرئية ( http://www.islamgarden.com/IG/media/details.php?linkid=402)
ليكتمل الأمر
وهى خطيرة جدا
أنصح جدا جدا بسماعها
ولحسن الحظ فانها حازت لقب اول مادة صوتية او مرئية توضع للشيخ على الانترنت
http://www.islamgarden.com/IG/media/details.php?linkid=402
ـ[أبو محمد الشنقيطي]ــــــــ[08 - 02 - 07, 09:40 ص]ـ
للفائدة ...
المدخل إلى التاريخ "5 محاضرات" نفيسة
للشيخ أكرم بن محمد زيادة الفالوجي الأثري ...
والتي عقدت في الدورة السابعة لمركز الإمام الألباني، وقام الشيخ بطباعة مادة الدورة بعنوان "ترسيخ المدخل إلى علم التاريخ"
http://albanicenter.net/audio%20library_courses.htm
ـ[نياف]ــــــــ[08 - 02 - 07, 04:52 م]ـ
كيف تستفيد من قراءة كتب التاريخ؟ (تجربة ذاتية)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37694
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[10 - 02 - 07, 09:32 ص]ـ
جزاكم الله جميعاً خيراً. بارك الله فيكم
ـ[هشام الماسي]ــــــــ[16 - 02 - 07, 02:06 م]ـ
أقترح عليك أخي أبا داوود في شأن هذا الموضوع الرجوع إلى كتاب"الشرف و التسامي بحركة الفتح الاسلامي" للدكتور علي محمد محمد الصلابي و بالظبط إلى الباب الأول من الكتاب: قواعد في دراسة التاريخ، فقد تناول أربعة فصول:
1/ مفهوم التاريخ و ثمرته دراسته.
2/ أهمية المنهج في الدراسات التاريخية.
3/ قواعد في منهج كتابة التاريخ الإسلامي.
4/ قواعد في المصادر.
كما أنصحك أخي بقراءة مقدمة كتاب " حقبة من التاريخ " للشيخ عثمان الخميس.
وفقك الله.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[16 - 02 - 07, 11:38 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه النصائح النافعة.
جعلها الله في ميزان حسناتكم
ـ[أبو فهر السكندري]ــــــــ[17 - 02 - 07, 01:20 ص]ـ
قال العلامة محمود محمد الطناحي:
بعد أن فرغت من كتابة هذا الكلام، وأخذت أخرجه من المسودة، جاءتني من القاهرة غريبة من غرائب شيخنا محمود محمد شاكر، وعجيبة من عجائبه، رجت نفسي رجاً، ودلهت عقلي تدليهاً، وذلك ما كتبه حفظه الله عن هذه الحقبة من الزمان، في تاريخ أهل الإسلام وأهل مصر على وجه الخصوص، وقد ذكر – أمتع الله المسلمين ببقائه – كلاماً عالياً خطيراً، حدث به تحديثاً، ووفق له توفيقاً، كلام لا يعرفه المؤرخون ولا الأدباء، ولا أي صنف من حملة الأقلام: حقائق لا مرد لها ولا مدفع، ساقها في بيان آسر حلو النغم، هو أسلوب شيخنا الذي يجمع بين الفحولة والسهولة والعذوبة.
وذلك ما سماه (رسالة في الطريق إلى ثقافتنا) جعلها صدراً لنشرته الجديدة من كتابه العظيم (المتنبي) – نشر دار المدني بجدة ومكتبة الخانجي بمصر – مطبعة المدني بالقاهرة 1407 هـ = 1987 م.
وإنه لحتم واجب على كل عربي مسلم أن يقرأ (هذه الرسالة)؛ لأنها ترده إلى تاريخ أمته، وما أحاط بها من كيد ومكر، التقطته عين بصيرة مفتحة سريعة اللمح، ووعاه عقل مدرك محيط، يضم النظير إلى نظيره، والشبيه إلى شبيهه، وأداه لسان جرئ يصرح ولا يجمجم. أحسن الله إليه، وجزاه خير الجزاء الذي يجزى.
(كتاب الشعر أو شرح الأبيات المشكلة الإعراب) لأبي علي الفارسي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار، تحقيق وشرح: الدكتور محمود محمد الطناحي، مكتبة الخانجي، ج 1، ص 88، هامش (3).
ـ[هشام الماسي]ــــــــ[17 - 02 - 07, 08:53 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
معذرة أخي أبو الاشبال، لكن ما علاقة هذه الرسالة بمنهجية دراسه التاريخ الإسلامي؟
هل تتناول بحثا في هذا المجال؟
و جزاك الله عنا خيرا.
ـ[أبو فهر السكندري]ــــــــ[17 - 02 - 07, 09:45 م]ـ
الرسالة تتكلم بوجه عام عن الاستشراق وأفعال المستشرقين وخدعتهم الكبرى ألا وهي الثورة الفرنسية وجعلها بداية النهضة الحديثة فكشف الشيخ رحمه الله عن تلك الفترة المختلطة النقاب
وأظهر شخصية بائع الدخان محمد على باشا الكبير الذى قالوا أنه باني مصر الحديثة وأظهر مكره وجشعه
وأظهر جوانب شخصية الطهطاوي الذي جعلوه رمزاً للحضارة الحديثة ليخفوا به رواد النهضة الحقيقيين الذين جاءت تلك الحملة الغادرة إلى مصر لوأد نهضتهم حيث كان يعيش بها - أي بمصر - ثلاثة من خمستهم وهم:
1 - الجبرتي الكبير: رائد الهندسة والصناعات. وكان تلامذته في مصر.
2 - عبد القادر البغدادي صاحب (خزانة الأدب): رائد الأدب العرب الذي عمل على إحياء الأدب العربي الحق لا الأدب اللقيط المعتمد على الترجمة والسرقة من كتب الأجانب الذي سار عليه الطهطاوي ومن بعده. وكان وتلامذته بمصر.
3 - الزبيدي صاحب (تاج العروس شرح القاموس) و (إتحاف السادة المتقين شرح إحياء علوم الدين): الذي عمل على إحياء العلوم الدينية واللغوية بموساعته. وكان وتلامذته بمصر.
4 - الإمام محمد بن عبد الوهاب: الذي عمل وتلامذته على تطهير العقيدة الإسلامية من الشركيات. وكان وتلامذته بنجد.
5 - الإمام الشوكاني: الذي عمل على تجديد الفقه الإسلامي ونبذ التقليد. وكان وتلامذته باليمن.
فكشف الشيخ كيف تم إستبدال هؤلاء الرواد الحقيقيين لنهضتنا على أساس البناء على ما تركه لنا أسلافنا برواد مزيفيين ونهضة زائفة لننشغل عن طريق نهضتنا الحقيقي بمحاولة بناء نهضة مزيفة على أساسات غيرنا لسنا منها وليست منا.
وبين ذلك كثير مما لا يراه في التاريخ إلا أمثال الشيخ - رحمه الله -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/492)
ـ[هشام الماسي]ــــــــ[18 - 02 - 07, 03:02 م]ـ
جزاكم الله عنا خير الجزاء.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[21 - 02 - 10, 12:58 ص]ـ
للفائدة
ـ[همام النجدي]ــــــــ[21 - 02 - 10, 02:21 ص]ـ
جزاكم الله جميعاً خيراً
ـ[محمود المنصور]ــــــــ[14 - 11 - 10, 03:17 ص]ـ
للفائدة ...
المدخل إلى التاريخ "5 محاضرات" نفيسة
للشيخ أكرم بن محمد زيادة الفالوجي الأثري ...
والتي عقدت في الدورة السابعة لمركز الإمام الألباني، وقام الشيخ بطباعة مادة الدورة بعنوان "ترسيخ المدخل إلى علم التاريخ"
http://albanicenter.net/audio%20library_courses.htm
احتاج هذه المحاضرات جدا جدا .. انا عندي الكتاب ومازلت احتاج الى المحاضرات بارك الله فيك
الرابط لا يعمل!!(139/493)
حمل (سير اعلام النبلاء) من الوقفيه؟
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[14 - 11 - 06, 07:11 ص]ـ
السلام عليكم
الرابط http://www.waqfeya.com/open.php?cat=17&book=593(139/494)
دراسة تحليلية لبعض محاولات اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[14 - 11 - 06, 11:50 ص]ـ
محاولات من محاولات اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم
دراسة تحليلية
الملف المرفق
حفظكم الله
=(139/495)
حمل: المؤلفات التاريخية للشيخ علي بن محمد الصلابي
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[14 - 11 - 06, 08:06 م]ـ
http://slaaby.com/images/sallabi_07.jpg
ترجمة موجزة للشيخ:
علي محمد محمد الصلابي
ولد في مدينة بنغازي بليبيا عام 1383 هـ / 1963 م.
حصل على درجة الإجازة العالمية (الليسانس) من كلية الدعوة وأصول الدين من جامعة المدينة المنورة بتقدير ممتاز وكان الأول على دفعته عام 1413/ 1414 هـ الموافق 1992/ 1993م.
نال درجة الماجستير من جامعة أم درمان الإسلامية كلية أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن عام 1417 هـ / 1996 م.
نال درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بمؤلفه فقه التمكين في القرآن الكريم. جامعة أم درمان الإسلامية بالسودان عام 1999 م.
شيوخه:
من موقعه:
http://www.alsallaby.com/Authors.html
الشيخ محمد المهدي الحراثي من علماء ليبيا مقيم في مدينة طرابلس الغرب، ودرست عليه في المعتقل السياسي القرآن الكريم كاملا وسبل السلام وزاد الميعاد وغيرها من الكتب
الأستاذ راشد الزبير أحمد الشريف السنوسي من فحول الشعراء في ليبيا درست عليه اللغة العربية وبعض المقطوعات الأدبية والقصائد وله ديوان شعر باللغة العربية الفصحى
الأخ مسعود الشهيبي درست عليه أحكام التجويد في القرآن الكريم في بداية الطلب.
الحاج صالح الغول وهو من أصحاب والدي رحمه الله وقد تعرفت عليه من خلال المدارس الحركية في العالم الإسلامي وتعهد بي بالتوجيه والتربية وأمدني بكثير من الكتب النافعة وكان يناقشني في ما أقرأ في بداية حياتي ودراستي من رياض الصالحين
الشيخ أبو بكر الجزائري لازمته في حلقات المسجد النبوي لما كنت بالمدينة النبوية في السعودية.
الشيخ عبد المحسن العباد تتلمذت عليه في الجامعة الإسلامية ولازمته في درسه في المسجد النبوي في سنن النسائي ثم فتح البارئ
الشيخ محمد المختار الشنقيطي الواعظ والفقيه تتلمذت عليه في المدينة المنورة في الفقه وتحصلت منه على إجازة
الشيخ الدكتور سلمان العودة حيث حضرت له بعض الدورات العلمية في القصيم بالسعودية واستمعت لمعظم أشرطته وفرغتها وتواصلت مع الشيخ حفظه الله وتابعت معه سلسلة اشراقات قرآنية واعتبره مرجعية فكرية وفقهية بالنسبة لي
الدكتور محمد شعلان من علماء الأزهر الشريف درسني اللغة العربية بالمدينة المنورة
الدكتور عبد الرزاق عبد المحسن العباد درسني العقائد في الجامعة الإسلامية بالمدينة
الدكتور محمد الدهلوي درسني الفرائض وعلم الميراث بالجامعة الإسلامية بالمدينة
الدكتور محمد؟؟؟ درسني الحضارة الإسلامية وتاريخ الدولة الأموية والعباسية بالمدينة وهو من كبار مؤرخي العالم الإسلامي وهو من الأردن الشقيق
الدكتور محمد أبو بدر محمد آل عابد درسني مادة التفسير في القرآن الكريم بالمدينة المنورة في الجامعة الإسلامية
الدكتور مبارك محمد أحمد رحمه درسني في جامعة أم درمان الإسلامية بالسودان وأشرف على رسالة الماجستير والتي كان عنوانها الوسطية في القرآن الكريم
الدكتور محمد أحمد علي؟؟؟ والذي أشرف على رسالة الدكتوراه فقه التمكين في القرآن الكريم بجامعة أم دربان الإسلامية
الشيخ الأمين أحمد بلول الأستاذ المساعد بجامعة القرآن الكريم بالسودان درست عليه علم النحو والصرف على ألفية ابن مالك شرح ابن عقيل ودرست عليه كتاب البلاغة الواضحة
الشيخ الدكتور عبد الكريم زيدان العراقي والمقيم في صنعاء استفدت منه في كتاباتي في السيرة وعهد الخلافة الراشدة وأفادني عن كثير من التساؤلات والاستفسارات والفتاوى وكنت أزوره كثيرا في بيته بصنعاء للأستفاده منهم وأعتبره من كبار فقهاء العالم الإسلامي
الشيخ ياسين عبد العزيز من علماء اليمن السعيد. فقد تتلمذت عليه في علم المقاصد والمصالح والمفاسد وأفادني بكثير من الآراء؟؟؟ والمنهجية العلمية الرصينة في تناول التاريخ الإسلامي ويندر في العالم الإسلامي من هو في علم الشيخ ياسين حفظه الله في الجانب الدعوي والحركي وعلم المقاصد و؟؟؟ والمفاسد والسياسة الشرعية
الشيخ الدكتور أبو معاذ عبدو الحريري رحمه الله من علماء سوريا من مدينة حلب درست عليه في علوم التزكية كتابا من تأليفه اسمه إصلاح النفوس في القرآن الكريم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/496)
الشيخ محمد بحيري من مصر كبار المربين الذين استفدت منهم في معالجة أمراض النفوس وتزكية القلوب
وغيرهم من الشيوخ والعلماء والأخوة الأفاضل
صدرت له عدة كتب من أهمها:
عقيدة المسلمين في صفات رب العالمين.
الوسطية في القرآن الكريم.
السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث.
الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق شخصيته وعصره.
فصل الخطاب في سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان.
أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
سيرة أمير المؤمنين خامس الخلفاء الراشدين الحسن بن علي بن أبي طالب.
فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح.
روابط أبحاثه التاريخية:
http://www.alsallaby.com/bookimages/f84.jpg
http://slaaby.com/news/images/books33.rar
http://www.alsallaby.com/bookimages/abubaker.jpg
http://slaaby.com/news/images/books8.doc
http://www.alsallaby.com/bookimages/omarkhata2.jpg
http://slaaby.com/news/images/books9.doc
http://www.alsallaby.com/bookimages/f112.jpg
http://slaaby.com/news/images/books10.doc
http://www.alsallaby.com/bookimages/aliabi.jpg
http://slaaby.com/news/images/books38.rar
http://www.alsallaby.com/bookimages/f111.jpg
http://slaaby.com/news/images/books13.doc
http://www.alsallaby.com/bookimages/OmarBnAbdelAziz.jpg
http://slaaby.com/news/images/books12.rar
http://www.alsallaby.com/bookimages/oumawi.jpg
http://slaaby.com/images/disk.jpg
http://www.alsallaby.com/bookimages/dawwla.jpg
http://slaaby.com/news/images/books15.doc
http://www.alsallaby.com/bookimages/morabeteenweb.jpg
المرابطون:
http://slaaby.com/news/images/books18.doc
الموحدون:
http://slaaby.com/news/images/books17.doc
http://www.alsallaby.com/bookimages/sanoseyanet.jpg
http://slaaby.com/news/images/snosyah.rar
دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي
http://slaaby.com/news/images/slajeka.rar
خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير رضي الله عنه
http://slaaby.com/news/images/books19.doc
الدولة الفاطمية
http://slaaby.com/news/images/books16.doc
عمر بن عبد العزيز معالم التجديد والإصلاح على مناهج النبوة
http://slaaby.com/news/images/books12.rar
عمر المختار
http://slaaby.com/news/images/books7.doc
موقعا الشيخ علي بن محمد الصلابي:
http://ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=42293&stc=1&d=1163523818
http://slaaby.com/default.asp
http://ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=42294&stc=1&d=1163523818
http://www.alsallaby.com/index.aspx
ـ[أم مريم]ــــــــ[14 - 11 - 06, 09:54 م]ـ
بارك الله فيك.
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[15 - 11 - 06, 03:15 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[محمد خاطر]ــــــــ[28 - 11 - 06, 04:03 ص]ـ
بارك الله فيك:)
ـ[نور أبو مدين]ــــــــ[24 - 12 - 06, 03:40 م]ـ
جزاك الله خيرًا(139/497)
شذرات متناثرة من تاريخ المغرب
ـ[عصام البشير]ــــــــ[14 - 11 - 06, 08:26 م]ـ
الحمد لله
كم تمنيت أن أنثر بين أيديكم - أحبتي في الملتقى - شيئا متكاملا ومنسقا من تاريخ المغرب.
ولقد أعلم أن الغالب على إخواننا في المشرق عدم اعتنائهم بتاريخ إخوانهم في المغرب.
(تهمة أتحمل تكاليفها بين أيديكم مع ابتسامة ود ومحبة).
لكن كلفة ذلك من الجهد والوقت كبيرة مضنية، أسأل الله تعالى أن يقيض له مَن يحسن أداءه.
أما أنا فأجتزئ بهذه الشذرات المتفرقة التي أجتنيها من بعض كتب التاريخ والتراجم التي قرأتها.
وليس لي من شرط إلا أن تكون الفائدة متعلقة بتاريخ المغرب، ولو بنوع تكلف يستر عواره حب الإفادة، ونهمة الاطلاع.
أرجو الله تعالى أن ينفع بهذه الشذرات.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[14 - 11 - 06, 08:59 م]ـ
1 - بين المشارقة والمغاربة في فن التاريخ:
وقد ذكرني ما دبجتُه في المقدمة بعتاب لطيف كتبه العباس بن إبراهيم السملالي (التعارجي) في أوائل كتابه (الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام).
قال رحمه الله 1 - 139:
ثم اعلم أن الإمام ابن حجر العسقلاني يذكر في تاريخه (إنباء الغمر) كل حادثة كيف كانت قبيحة أو حسنة، وفي الأعيان يذكر كل أحد كانت له خصلة من الخصال ولو إمارة عشرة أو تدريس ألفية أو إنشاء بيت من النظم أو حصولا على ثروة وغير ذلك، ويحلي كل واحد بما فيه مصرحا ومكنيا حسنا أو قبيحا كرشوة القضاة وإعطائهم الدراهم على توليتهم، وتهافتهم على طلب الولاية وغير ذلك. وقد أرخ حتى وفاة أولاده وأولادهم ومواليدهم (ومواليهم؟) وإن لم يكن لبعضهم شيء.
فما بال مغاربتنا لا ينحون هذا المنحى وإنما يقتصرون على من سارت بمآثره الركبان، ولا يذكرون كل أحد. وإنما ذلك من ترفعهم وحصر الفضيلة في مشاهيرهم ورؤسائهم.
ما هكذا الإنصاف!
فرحم الله المشارقة، ووفق أهل مغربنا للاقتداء بهذه الطريقة.
وقد سلك نحوها أحمد بن القاضي في (درة الحجال) في ذكر كل من له خصلة من أهل عصره ولو سطر أو سطرين فأعلى، جزاه الله على نيته خيرا.
بل الحافظ ابن حجرترجم في تاريخه لبعض القينات، ولو ذكر هذا لأهل قطرنا لألبوا على فاعله ونسبوه لكل قبيح. وكذلك الحافظ السيوطي في بغية الوعاة، ربما عرف بمن لا يعرف إلا الألفية.
وقد نحا السيد مرتضى هذا المنحى في معجمه فذكر كل أحد لقيه أو كتب عنه أو سمع منه أو ناله منه فضل ولو تاجرا ..
ـ[محمد ابن ابى عامر]ــــــــ[14 - 11 - 06, 10:09 م]ـ
يسر الله لك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 11 - 06, 11:07 م]ـ
ما هكذا الإنصاف!
فرحم الله المشارقة، ووفق أهل مغربنا للاقتداء بهذه الطريقة.
أحسن الله إليك، وجزاك خير الجزاء
عندكم في المغرب نجوم بارقة وشموس ساطعة، ولكن عيبَها أن مطلَعها الغربُ كما قال ابن حزم رحمه الله:
أنا الشمس في جو العلوم منيرة ............ ولكن عيبي أن مطلعيَ الغربُ
ـ[عادل البيضاوي]ــــــــ[14 - 11 - 06, 11:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا ووفقكم لما أنتم بصدده
ـ[أبوصالح]ــــــــ[15 - 11 - 06, 12:15 ص]ـ
جزاك الله خيراً .. يا أبا محمد.
(مشتاقين بالزّاف) لمثل هذه المواضيع.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[15 - 11 - 06, 10:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم.
2 - من أحوال أمير المسلمين يوسف بن تاشفين:
قال أبو العباس الناصري في كتاب (الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى) 2/ 60 في وصف حال أمير المسلمين يوسف بن تاشفين:
(وكان رحمه الله زاهدا في زينة الدنيا وزهرتها، ورعا متقشفا، لباسه الصوف، لم يلبس قط غيره. ومأكله الشعير ولحوم الإبل وألبانها، مقتصرا على ذلك، لم ينتقل عنه مدة عمره – على ما منحه الله من سعة الملك وخوله من نعمة الدنيا. وقد رد أحكام البلاد إلى القضاة، وأسقط ما دون الأحكام الشرعية. وكان يسير في أعماله بنفسه، فيتفقد أحوال الرعية في كل سنة. وكان محبا للفقهاء وأهل العلم والفضل، مكرما لهم، صادرا عن رأيهم، يجري عليهم أرزاقهم من بيت المال. وكان مع ذلك حسن الأخلاق متواضعا، كثير الحياء جامعا لخصال الخير. رحمه الله تعالى ورضي عنه).
وقال في الصحيفة نفسها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/498)
(ولم ير في بلد من بلاده ولا عمل من أعماله على طول أيامه رسم مكس ولا خراج، لا في حاضرة ولا في بادية، إلا ما أمر الله به، وأوجبه حكم الكتاب والسنة من الزكوات والأعشار، وجزيات أهل الذمة، وأخماس الغنائم).
قلت: هذا الملك العادل المجاهد من مفاخر التاريخ الإسلامي كله، ولا يوازيه من الملوك بعد عصر التابعين إلا أفراد قلائل، هم أندر من الكبريت الأحمر.
فكيف إذا أضفت إلى ترجمته أنه كان - مثل المرابطين أجمعين - على عقيدة السلف الصالح – رضوان الله عليهم- ما عرف الكلام ولا أهله؟
ومن أعظم ما أتمناه أن يتصدى ذو قلم بليغ سيال لترجمة هذا الإمام، ليُعرف المعاصرين به، ويقرب صورته من أذهانهم.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[16 - 11 - 06, 09:33 م]ـ
3 - من عزة ملوك الإسلام في بلاد المغرب:
اشتهر جماعة من ملوك الإسلام في المغرب بعزة رفيعة، جعلتهم يزلزلون عروش الفرنجة بأوروبا، بكتبهم ورسائلهم قبل جيوشهم وعساكرهم.
منهم أمير المسلمين يوسف بن تاشفين، فقد قال ابن الأثير في (الكامل):
(ووصلت الأخبار إلى الأذفونش فجمع عساكره، وحشد جنوده، وسار من طليطلة، وكتب إلى أمير المسلمين يوسف بن تاشفين كتاباً كتبه له بعض غواة أدباء المسلمين يغلظ له في القول، ويصف ما معه من القوة والعدد والعدد، وبالغ في ذلك، فلما وصله وقرأه يوسف أمر كاتبه أبا بكر ابن القصيرة أن يجيبه، وكان كاتباً مفلقاً، فكتب وأجاد، فلما قرأه على أمير المسلمين قال: هذا كتاب طويل، أحضر كتاب الأذفونش واكتب في ظهره: (الذي يكون ستراه) وأرسله إليه، فلما وقف عليه الأذفونش ارتاع له، وعلم أنه بلي برجل لا طاقة له به).
وقال ابن خلكان في (وفيات الأعيان) ونقله صاحب الاستقصا بمعناه (2/ 41):
(فلما تكاملت العساكر بالجزيرة قصدت الأذفونش، وكان نازلاً بمكان أفيح من الأرض يسمى الزلاّقة بالقرب من بطليوس. قال البياسي: بين المكانين أربعة فراسخ؛ وقال أيضاً: إن يوسف بن تاشفين قدم بين يدي حربه كتاباً على مقتضى السنة يعرض عليه الدخول في الإسلام أو الحرب أو الجزية، ومن فصول كتابه: (وبلغنا يا أذفونش أنك دعوت في الاجتماع بك، وتمنيت أن يكون لك فلكٌ تعبر البحر عليها إلينا، فقد أجزناه إليك، وجمع الله في هذه العرصة بيننا وبينك، وسترى عاقبة دعائك (وما دعاء الكافرين إلا في ضلال). فلما سمع الأذفونش ما كتب إليه جاش بحر غيظه وزاد في ظغيانه وأقسم أنه لا يبرح من موضعه حتى يلقاه).
وكان هذا كله مقدمة لمعركة الزلاقة المجيدة.
ومنهم يعقوب المنصور الموحدي، فقد أرسل إليه الأذفونش رسالة طويلة من إنشاء وزير له من ضعفاء المسلمين يعرف بابن الفخار، تهدد فيها وتوعد. قال فيها (الاستقصا 2/ 186):
(باسمك اللهم فاطر السموات والأرض، وصلى الله على السيد المسيح روح الله وكلمته الفصيح، أما بعد فإنه لا يخفى على ذي ذهن ثاقب ولا ذي عقل لازب أنك أمير الملة الحنيفية، كما أني أمير الملة النصرانية، وقد علمت ما عليه رؤساء الأندلس من التخاذل والنكول والتكاسل، وإهمالهم أمر الرعية وإخلادهم إلى الراحة، وأنا أسوسهم بحكم القهر وإخلاء الديار وسبي الذراري، وأمثل بالرجل وأذيقهم عذاب الهوان، وشديد النكال، ولا عذر لك في التخلف عن نصرتهم، إذا مكنتك القدرة وساعدك من عساكرك وجنودك كل ذي رأي وخبرة، وأنتم تزعمون أن الله تعالى قد فرض عليكم قتال عشرة منا بواحد منكم، والآن خفف الله عنكم، وعلم أن فيكم ضعفاً، ونحن الآن نقاتل عشرة منكم بواحد منا لا تستطيعون دفاعاً، ولا تملكون امتناعاً، ولقد حكي عنك أنك أخذت في الاحتفال وأشرفت على ربوة القتال، وتماطل نفسك سنة بعد أخرى تقدم رجلاً وتؤخر أخرى، فلا ندري أكان الجبن قد أبطأ بك أم التكذيب بما وعد ربك؟، ثم قيل لي أنك لا تجد إلى الجواز سبيلاً، لعلة لا يسوغ لك التقحم معها، وها أنا أقول لك ما فيه الراحة لك وأعتذر لك وعنك، على أن تفي بالعهود والمواثيق والاستكثار من الرهان، وترسل إلى جملة من عبيدك بالمراكب والشواني والطرائد والمسطحات، وأجوز بجملتي إليك فأقاتلك في أعز الأماكن عليك، فإن كانت لك فغنيمة كبيرة جلبت إليك، وهدية عظيمة مثلت بين يديك، وإن كانت لي كانت يدي العليا عليك، واستحققت إمارة الملتين والحكم على البرين. والله تعالى يوفق للسعادة ويسهل الإرادة، لا رب غيره، ولا خير إلا خيره) (1).
فلما وصل كتابه إلى أمير المؤمنين يعقوب المنصور مزقه وكتب على ظهر قطعة منه – وكان المنصور يضرب به المثل في حسن التوقيع .. -: ((ارجع إليهم فلناتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون). ثم كتب: (الجواب ما ترى لا ما تسمع) فهو أول من تكلم به فأرسله مثلا، وأنشد متمثلا:
ولا كتب إلا المشرفية والقنا ** ولا رسل إلا الخميس العرمرم (2)).
ثم كانت معركة الأرك العظيمة ..
حاشيتان:
(1): ذكرني هذا الخطاب الطويل ببيانات الاستنكار في زمننا هذا، لكن بعد انقلاب الأدوار، بين المسلمين والكفار.
(2): البيت للمتنبي. والمشرفية هي السيوف، والقنا: الرماح، والخميس العرمرم: الجيش الكثيف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/499)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[17 - 11 - 06, 09:15 م]ـ
4 - مقاتلة بربرية مرابطية:
يروي أبو بكر بن علي الصنهاجي المعروف بالبيذق في كتابه الموسوم بـ (أخبار المهدي بن تومرت وبداية دولة الموحدين) واقعة دخول الموحدين مدينة مراكش، وهي عاصمة المرابطين، فيقول في الصحيفة 64:
( .. فاستفتحت مراكش ودخلت بالسيف، وكان القتال على القصر حتى إلى الظهر، ولم يدخل حتى ماتت فانو بنت عمر بن يينْتان، وكانت ذلك اليوم تقاتل الموحدين وهي في هيئة رجل، وكان الموحدون يتعجبون من قتالها ومن شدة ما أعطاها الله من الشجاعة وهي بكر، فلما ماتت حينئذ دُخل القصر؛ ولم يعرف الموحدون هل هي امرأة أم لا حتى ماتت).
قلت: كان سقوط مدينة مراكش بأيدي الموحدين سنة 541، وكان ذلك إعلانا لقيام دولة بني عبد المومن بن علي، وانتهاء عهد الدولة المرابطية السنية.
ـ[أبو العباس السوسي]ــــــــ[18 - 11 - 06, 03:53 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أم حنان]ــــــــ[18 - 11 - 06, 08:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا,,,وياليتكم تحدثونا عن مدينة سوس أو كما يسمونها سوس العالمة.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[18 - 11 - 06, 08:58 م]ـ
أحسن الله إليكم.
5 - سرقة علمية ثقيلة:
ينقل العلامة محمد المختار السوسي – رحمه الله تعالى – في كتابه (إيليغ قديما وحديثا) (ص 163) عن ''دوكاستري'' قوله:
(لما انتصر أبو محلى على مولاي زيدان (1) اضطر هذا إلى مغادرة آسفي والالتجاء إلى سوس، لسانت كروا – يعني أكادير – وقد اكترى في شهر جوان 1612م باخرة القبطان جان فيليب دوكاستيلان التي وردت أخيرا على المغرب حاملة إليه رسائل من لويس الثالث عشر، والدوق دوكيز، وقد اكترى تلك الباخرة لنقل أعز أمتعته؛ ولكن كاستيلان خان بعد ما وصل سانت كروا – أكادير – ففر ليلا على ظهر باخرته قاصدا فرانسة، ولكن اعتقله في شواطئ سلا ''ضون بضرون دولارا'' الاسباني وهو أحد أعوان الأمير ''فاجاردو''، فساقه إلى اسبانية، وأهم ما في الباخرة الخزانة الملوكية السعدية، فأهداها فيليب الثالث إلى خزانة الاسكوريال، فاستاء المولى زيدان من هذه الخيانة، فكانت سببا لفتور العلائق بين المغرب وفرنسة مدة طويلة).
وقد علق المؤلف (أي دوكاستري) على هذه الخزانة بقوله:
(عدد كتبها ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف، جمع معظمها في عهد مولاي أحمد الذهبي، فيها كتب فلسفة وطب وسياسة ونحو، وفيها جودة خط وزخرفة، وهي أهم ما تحتوي عليه خزانة الاسكوريال في القسم العربي، إلا أنها أصيبت يوم 7 جوان 1671م بحريق أذهب معظمها).
(1) هو زيدان بن أحمد المنصور الذهبي، من ملوك الدولة السعدية التي حكمت المغرب.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[18 - 11 - 06, 09:08 م]ـ
من عجيب الاتفاق أنني كتبت ما نقلته آنفا عن كتاب الشيخ المختار السوسي رحمه الله تعالى، قبل أن أطلع على كلام الأخت (أفنان).
لكن الكلام على سوس يطول جدا، ويحتاج إلى خبرة كافية، وجهد عظيم.
وفي الملتقى من أهل تلك الجهة من هو أعلم بذلك مني (فأنا من أهل مراكش الحمراء).
على أن الباحث في هذا الباب لن يخرج - فيما أحسب - عما كتبه العلامة المختار السوسي، فقد جمع فأوعى، وكل الصيد في جوف الفرا.
مما يجدر التنبيه عليه أن المناطق العلمية في المغرب كثيرة، أجلها حاضرتا العلم والمعارف: فاس ومراكش، وهما يقارنان بالحواضر العلمية الكبرى في العالم الإسلامي كله.
وسوس (في اصطلاح المتأخرين) منطقة توجد في الجنوب الغربي من مدينة مراكش، وحاضرتها الآن مدينة أكادير، ومن أشهر مدنها رودانة (تارودانت).
ـ[عصام البشير]ــــــــ[19 - 11 - 06, 09:28 م]ـ
6 - غلبة الجهل على قبائل كدالة ولمتونة قبيل دعوة المرابطين:
قال ابن أبي زرع في (الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس) في الصحيفة 157:
(لما وصل – يقصد الفقيهَ عبد الله بن ياسين الجزولي صاحب دعوة المرابطين – بلادَ كدالة مع إبراهيم بن يحيى الكدالي، فرح به قبائلُ كدالة ولمتونةَ وأكرموه وعظموه لما ذكر لهم يحيى عنه من العلم والفضل، وكان يحيى قد أنزله معه، فوجد عنده تسعَ نسوة، فسأله عنهن، فقال: هن زوجاتي؛ فقال له الفقيه: هذا شيء لا يجوز في دين الإسلام، وإنما يجوز لك أربع، ففارق خمسا، فأجابه بالسمع والطاعة وفارقهن.
ثم قال له: إن جميع الرؤساء من كدالة ولمتونة على مثل حالي، فأنذرهم وعرفهم حكم الله.
فخرج الفقيه عبد الله بن ياسين ويحيى معه وجمع الرؤساء فقال لهم: بلغني أنكم تتزوجون بما شئتم من النساء، حتى إن الشخص منكم يجمع بين العشرة، وليس هذا من السنة، وإنما السنة والإسلام أن يجمع الرجل بين أربع نسوة حرائر، وله سعة فيما شاء من ملك اليمين.
ثم جعل يعلمهم الدين ويبين لهم شرائع السنة ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، فلما رأوه قد شدد عليهم في ترك ما هم عليه من المنكرات تبرءوا منه وهجروه ونافروه وثقل ذلك عليهم، ومع ذلك فإنه وجد أكثرهم لا يصلون ولا يزكون وليس عندهم من الإسلام إلا الشهادة، وقد غلب عليهم الجهل .. )
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(139/500)
ـ[أبو عيسى الإلغي]ــــــــ[20 - 11 - 06, 03:09 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
بارك الله في الشيخ عصام وشذراته ..
من أفضل من كتب عن يوسف بن تاشفين رحمه الله، الكاتب المؤرخ المصري أحمد حسن محمود في كتابه القيم الغميس "قيام دولة المرابطين" فقد تتبع فيه قيام هذه الدولة وتأسيسها على يد عبد الله بن ياسين الجزولي التمنارتي السوسي، ثم خليفته من بعده أبي بكر اللمتوني فيوسف بن تاشفين معضدا كلامه بالمصادر التاريخية غير عابيء بما جاء به المستشرقون الحاقدون من تهم وتخرصات وكل ذلك منهم ناتج عن عمل المرابطين في الأندلس وحفظ الإسلام فيها وكسر شوكة الأدفونش وأتباعه، ومن أكثر المستشرقين حقدا الإسباني غارسيا غوميز والألماني يوسف أشباخ .. وغيرهم، وقد تبعهم للأسف بعض المعاصرين من أبناء المسلمين جهلا منهم بخلفية الأفكار التي بثها هؤلاء، فوالوا النقد للمرابطين وزادوا عليه التنقيص والتشهير، فالمرابطون ليسوا سوى جهال أعداء الحضارة ... وغير ذلك من الأوصاف الدنيئة- وسبحان الله ما أشبه اليوم بالبارحة- وقد عقد منذ سنوات مؤتمر بالمغرب حول المعتمد بن عباد الأمير المرابطي المعروف استدعي إليه الناس وخاصة المستشرقين منهم، فطبلوا وزمروا لهذا الأمير المأفون، ولم يقصروا في ثلب من سجنه واذهب ملكه - وهو يوسف بن تاشفين بالطبع- لا لشيء سوى أن المعتمد شاعر، وما كان لابن تاشفين - في نظرهم - أن يحرمه ملكه بل يذره ليبيع الأندلس للأدفونش .. كما فعل بنو الأحمر بعده بقرون .. قلت حين عقد ذلك المؤتمر: هذا احتفال المهزومين بالمهزوم في زمن الهزيمة ..
رحم الله يوسف ابن تاشفين، ولو أنصف الناس لعدوه سادس الخلفاء الراشدين إذ اعتبروا عمر بن عبد العزيز خامسهم؟؟
ـ[أبو عيسى الإلغي]ــــــــ[20 - 11 - 06, 12:55 م]ـ
ا
وقد عقد منذ سنوات مؤتمر بالمغرب حول المعتمد بن عباد الأمير المرابطي المعروف
عفوا على الغلط المقصود الأمير الأندلسي المعروف،
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو العباس السوسي]ــــــــ[20 - 11 - 06, 02:12 م]ـ
ايها الاخوة، فسوس ليس بمدينة كما ذكر بل هو إقليم أو منطقة بجنوب المغرب ولنتبينه هاكم خريطته المكبرة.
ـ[الداودي]ــــــــ[20 - 11 - 06, 05:07 م]ـ
شكر الله لكم جميعا أيها الإخوة ..
نتمنى من الأخ عصام أن يذكر في شذراته كل المغرب الاسلامي الكبير بدءا ببرقة ومرورا بالقيروان ثم بجاية وتلمسان وانتهاء بمراكش وفاس ..
فنحن نعاني في عصرنا هذا من جهل بعض إخواننا المشارقة وعقدة الاستعلاء عند البعض -حاشا الملتزمين- حتى أني مرة التقيت برجل مصري فوقع بيننا كلام طويل في مختلف الفنون فتعجب الرجل قلت مم العجب؟ قال:الأخ من اليمن؟ قلت لا قال من سوريا؟ قلت لا، قال ممن إذن؟ قلت من الجزائر فوجم مدهوشا، ظنه أن كل جزائري يتكلم معه فلا يكاد يبين .. قلت له يا أخي الاستدمار حاول طمس عربيتنا وهويتنا ولم يفلح وهو ماض في ذلك اليوم وأذنابه .. ولكن لا تزيدونا هما على هم، قلت له إن في ديار المغرب الكبير من الأفذاذ من يكاد يلامس الجوزاء علما وفقها ولكن .... وآه من لكن فوراءها يم من الهموم .. وبحر من السموم ..
ولكن هما واحدا لاحتملته ولكنه هم وثان وثالث
القصد يا إخوة أن نقرأ عن بعضنا البعض ولعل هذه الخطوة التى سلكها الأخ عصام -مشكورا- تدفع نحو معرفة بعضننا البعض ومن ثم الاحترام فالتعاون بإذن الله تعالى
وأنا هنا أقترح على هذا الملتقى الطيب أن تكون هناك نافذة "للتواصل بين جميع ديار الإسلام"
حقيقة أنا من فترة وجيزة تعرفت على هذا الملتقى الكريم وأعجبت به وبرواده أيما إعجاب
ولكن تبقى الفجوة أن البعض قد لايعرف إخوانه فلعله يكون دائما سباقا نحو العلى فيفتح باب التواصل أو التعارف أو التعريف بديار الاسلام، حتى تلك المناطق التي يجهلها الكثير في أقاصي آسيا وأدغال إفريقيا والتعرف عليهم وعلى علمهم وماعندهم من تراث مجيد، فمثل هذه الخطوة الطيبة تفتح آفاقا مشرقة للتعاون والإخاء الإسلامي الكبير (وأن هذه أمتكم أمة واحدة)
بورك فيكم فرسان الحديث في العصر الحديث ...
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[20 - 11 - 06, 11:34 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/1)
عتبكم في محله ولكن لعل من أعذارنا التي نرجوا من إخواننا المغاربة قبولها هو ندرة توفر الكتب المغربية لدينا في المشرق أضف إلى هذا عدم إهتمام بعض الطلبة بالتاريخ ويراه إضاعة وقت والله أعلم
ـ[عصام البشير]ــــــــ[21 - 11 - 06, 09:25 م]ـ
من أفضل من كتب عن يوسف بن تاشفين رحمه الله، الكاتب المؤرخ المصري أحمد حسن محمود في كتابه القيم الغميس "قيام دولة المرابطين" فقد تتبع فيه قيام هذه الدولة وتأسيسها على يد عبد الله بن ياسين الجزولي التمنارتي السوسي، ثم خليفته من بعده أبي بكر اللمتوني فيوسف بن تاشفين معضدا كلامه بالمصادر التاريخية غير عابيء بما جاء به المستشرقون الحاقدون من تهم وتخرصات وكل ذلك منهم ناتج عن عمل المرابطين في الأندلس وحفظ الإسلام فيها وكسر شوكة الأدفونش وأتباعه، ومن أكثر المستشرقين حقدا الإسباني غارسيا غوميز والألماني يوسف أشباخ .. وغيرهم، وقد تبعهم للأسف بعض المعاصرين من أبناء المسلمين جهلا منهم بخلفية الأفكار التي بثها هؤلاء، فوالوا النقد للمرابطين وزادوا عليه التنقيص والتشهير، فالمرابطون ليسوا سوى جهال أعداء الحضارة ... وغير ذلك من الأوصاف الدنيئة- وسبحان الله ما أشبه اليوم بالبارحة- وقد عقد منذ سنوات مؤتمر بالمغرب حول المعتمد بن عباد الأمير المرابطي المعروف استدعي إليه الناس وخاصة المستشرقين منهم، فطبلوا وزمروا لهذا الأمير المأفون، ولم يقصروا في ثلب من سجنه واذهب ملكه - وهو يوسف بن تاشفين بالطبع- لا لشيء سوى أن المعتمد شاعر، وما كان لابن تاشفين - في نظرهم - أن يحرمه ملكه بل يذره ليبيع الأندلس للأدفونش .. كما فعل بنو الأحمر بعده بقرون .. قلت حين عقد ذلك المؤتمر: هذا احتفال المهزومين بالمهزوم في زمن الهزيمة ..
رحم الله يوسف ابن تاشفين، ولو أنصف الناس لعدوه سادس الخلفاء الراشدين إذ اعتبروا عمر بن عبد العزيز خامسهم؟؟
جزاكم الله خيرا وبارك في علمكم.
لا شك أن دسائس المستشرقين وأذنابهم في هذا الباب خطيرة جدا.
ولكن قد يكون من أسباب ''تعاطف'' بعض الناس مع المعتمد بن عباد إنتاجه الشعري الجميل. فأنا أذكر أنني في صغري كنت أقرأ بعض شعره وهو في أغمات، يصف ما آل إليه أمره، فأجدني مشفقا عليه، مستنكفا من ''ظلم'' المرابطين له.
لكن اتضحت لي الأمور فيما بعد.
وهل كتاب ''قيام دولة المرابطين'' موجود في المكتبات المغربية - بحسب علمكم؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[21 - 11 - 06, 09:38 م]ـ
ايها الاخوة، فسوس ليس بمدينة كما ذكر بل هو إقليم أو منطقة بجنوب المغرب ولنتبينه هاكم خريطته المكبرة.
جزاك الله خيرا.
وكنتُ قد نبهت بقولي آنفا:
وسوس (في اصطلاح المتأخرين) منطقة توجد في الجنوب الغربي من مدينة مراكش، وحاضرتها الآن مدينة أكادير، ومن أشهر مدنها رودانة (تارودانت).
إلى أن كلمة سوس مما تغير معناه عبر العصور.
وقد كان في القديم يبدأ من نهر ملوية، وينقسم إلى قسمين: أدنى وأقصى.
يقول ابن أبي زرع في (الأنيس المطرب بروض القرطاس) في ذكر رحلة المولى إدريس مع مولاه راشد - ص 21:
( .. حتى عبرا وادي ملوية ودخلا السوسَ الأدنى، وحدّه من وادي ملوية إلى أم الربيع، وهو أخصب بلاد المغرب وأعظمها بركة، والسوسُ الأقصى من جبل درن إلى بلاد نول .. ).
جبل درن: هو الأطلس الكبير.
بلاد نول: تنطق اليوم (نون)، وتوجد في أرض سوس العصرية. وفيها وادي (نون)، ينبع قرب قرية تايدالت.
أما في العصر الحالي، فسوس إقليم جنوب الأطلس الكبير، عاصمته أكادير، ومن مدنه تارودانت وتزنيت.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[21 - 11 - 06, 09:43 م]ـ
نتمنى من الأخ عصام أن يذكر في شذراته كل المغرب الاسلامي الكبير بدءا ببرقة ومرورا بالقيروان ثم بجاية وتلمسان وانتهاء بمراكش وفاس ..
أخي الكريم
هذا هو الأصل عندي، بدون شك. ويدخل فيه الأندلس السليبة أيضا.
ولكن قد لا أجد في مكتبتي من المراجع ما يكفي ..
فالتقصير في تاريخ بعض المناطق متوقع مني لا محالة.
والباب مفتوح في (منتدى السيرة والتاريخ) للاستدراك والتذييل والتكميل.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[21 - 11 - 06, 09:47 م]ـ
عتبكم في محله ولكن لعل من أعذارنا التي نرجوا من إخواننا المغاربة قبولها هو ندرة توفر الكتب المغربية لدينا في المشرق أضف إلى هذا عدم إهتمام بعض الطلبة بالتاريخ ويراه إضاعة وقت والله أعلم
أخي الكريم
هي نادرة عندنا أيضا!
وهذا كتاب المعسول لمحمد المختار السوسي لا تكاد تجده عندنا إلا بالتصوير، وبثمن خيالي.
ولذلك ترى بعض الباحثين المغاربة أصبحوا يتوجهون إلى بعض دور النشر اللبنانية لطباعة ما يخرجونه من كنوز التراث المغربي.
ـ[أبو عيسى الإلغي]ــــــــ[21 - 11 - 06, 10:13 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
أخب الكريم الأستاذ عصام البشير، بالنسبة لكتاب قيام دولة المرابطين، اطلعت عليه في خزانة اإمام علي العامة بتارودانت، في طبعته المصرية بالقاهرة سنة 1957 ولم أقتنه، وعهدي به هناك محفوظا وقد أنسيت أمره إلى الآن وقد استعرته عندما كنت أشتغل بدارسة الأدب المرابطي منذ أزيد ما يقرب من عقدين من الزمن، وقررت أنذاك شراءه ولكن لم أفعل للأسف ولا أعرف إن كان موجودا بالمكتبات المغربية الآن .. وقد غلطت في اسم مؤلفه والصحيح: حسن أحمد محمود،
ويبدو لي من خلال بحثي في الفهرس المغاربي أن الكتاب لم يعد طبعه وهذه معلومات طبعه كما هي مسجلة في مؤسسة آل سعود بالدار البيضاء:
محمود، حسن محمد
قيام دولة المرابطين: صفحة مشرقة من تاريخ المغرب في العصور الوسطى / حسن أحمد محمود. - القاهرة: دار الفكر العربي, [1956؟]. - 492 ص.: غلاف مص.، خرائط؛ 25 سم
ولعل الله تعالى ييسر تصويره ليستفيد منه الإخوة رواد الملتقى.
وعلى المحبة
والسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/2)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[21 - 11 - 06, 10:18 م]ـ
7 - مارستان مراكش:
من عجيب ما شاده يعقوب المنصور الموحدي بمدينة مراكش البيمارستان، الذي كان تحفة في بابه.
قال صاحب الإعلام (1/ 59) نقلا عن المعجب (ص 190):
(وبنى بمدينة مراكش بيمارستان ما أظن أن في الدنيا مثله، وذلك أنه تخير ساحة فسيحة بأعدل موضع في البلد، وأمر البنائين بإتقانه على أحسن الوجوه، فأتقنوا فيه من النقوش البديعة والزخارف المحكمة ما زاد على الاقتراح، وأمر أن يغرس فيه مع ذلك من جميع الأشجار المشمومات والمأكولات، وأجرى فيه مياها كثيرة تدور على جميع البيوت زيادة على أربع برك في وسطه إحداها رخام أبيض، ثم أمر له من الفرش النفيسة من أنواع الصوف والكتان والحرير والأديم وغيره بما يزيد على الوصف، ويأتي فوق النعت، وأجرى له ثلاثين دينارا في كل يوم برسم الطعام، وما ينفق عليه خاصة خارجا عما جلب إليه من الأدوية، وأقام فيه من الصيادلة لعمل الأشربة والأدهان والأكحال، وأعد فيه للمرضى ثياب ليل ونهار للنوم من جهاز الصيف والشتاء، فإذا نقه المريض فإن كان فقيرا أمر له عند خروجه بمال يعيش به ريثما يستقل، وإن كان غنيا دفع له ماله وتركته وسببه، ولم يقصره على الفقراء دون الأغنياء، بل من مرض بمراكش من غريب حمل إليه وعولج إلى أن يستريح أو يموت، وكان في كل جمعة بعد صلاته يركب ويدخله يعود المرضى ويسأل عن أهل بيت يقول: كيف حالكم، وكيف القومة عليكم، إلى غير ذلك من السؤال، ثم يخرج. لم يزل مستمرا على هذا إلى أن مات رحمه الله اهـ).
ـ[أبو عيسى الإلغي]ــــــــ[22 - 11 - 06, 12:07 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
تنبهت بعد كتب ما حررت أعلاه أن كتاب قيام دولة المرابطين طبع منذ 50 سنة مما يعني أنه الآن أصبح ملكا عموميا يحق لكل ناشر طبعه، فلو تطوع بعض الإخوة لتنبيه الناشرين وأصحاب دور الطبع لهذا الأمر لكان خدمة للعلم وللتاريخ.
والسلام
ـ[أبوصالح]ــــــــ[23 - 11 - 06, 12:06 ص]ـ
فوائد وصورٌ تاريخيةٌ رائعة، وقد دوّنت بعض أسماء الكتب التي وردت لعلّ الله ييسر تحصيلها.
جزاك الله خيراً.
فائدة:
ممن رحل من الحجاز إلى المغرب بالتحديد (ليبيا) الشيخ فالح الظاهري المدني –رحمه الله- وهو من أعلام المدينة النبوية، وشارك في الجهاد ضد الطليان وله شعرٌ عذب.
وأيضاً الشيخ المجاهد زيد الشمّري – رحمه الله – وقد كان رفيقاً لمحمد أسد في رحلته لليبيا، وقد أتى ذكره في كتاب (الطريق إلى الإسلام) للأخير.
واصل نفع الله بك.
ـ[نبيل بن صالح]ــــــــ[24 - 11 - 06, 06:08 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الظاهر أن دار الفكر العربي قد طبعت كتاب قيام دولة المرابطين و هذا رابط الكتاب على موقع النيل و الفرات لبيع الكتب عبر الانترنت:
http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=egb48389-48395&search=books
ـ[عصام البشير]ــــــــ[24 - 11 - 06, 10:13 م]ـ
8 - قصيدة استغاثة من أهل الأندلس:
بعد سقوط آخر معاقل الإسلام بالأندلس، لم ينقرض الوجود الإسلامي في تلك البقاع. بل بقيت ثلة غير قليلة من المسلمين هناك، قابضين على دينهم كالقابض على الجمر.
وقد بذلوا جهدا عظيما في استثارة غيرة ملوك الإسلام لمساعدتهم في محنتهم.
من ذلك استغاثة شعرية حزينة ذكرها أستاذنا الباحث الداعية علي بن المنتصر الكتاني – رحمه الله – في كتابه المفيد (انبعاث الإسلام في الأندلس).
قال رحمه الله (ص 64):
(واستغاث الأندلسيون بالسلطان بايزيد مرة ثانية سنة 1502م، فلم تأت هذه الاستغاثة بنتيجة. وهذه الاستغاثة هي عبارة عن وثيقة شعرية من 103 بيت يصف فيها كاتبها المجهول وضع الأندلسيين وصفا مؤثرا، إذ يقول مستهلا بعد بضعة أبيات:
سلام عليكم من عبيد تخلفوا ... بأندلس الغرب في أرض غربةِ
أحاط بهم بحر من الروم زاخر ... وبحر عميق ذو ظلام ولجة
سلام عليكم من عبيد أصابهم ... مصاب عظيم يا لها من مصيبة
ثم يقول:
غدرنا ونصّرنا وبدل ديننا ... ظلمنا وعوملنا بكل قبيحةِ
وكنا على دين النبي محمد ... نقاتل عمال الصليب بنية
ثم يقول:
فلما دخلنا تحت عقد ذمامهم ... بدا غدرهم فينا بنقض العزيمة
وخان عهودا كان قد غرنا بها ... ونصّرنا كرها بعنف وسطوة
وأحرق ما كانت لنا من مصاحف ... وخلطها بالزبل أو بالنجاسةِ
وكل كتاب كان في أمر ديننا ... ففي النار ألقوه بهزء وحقرة
ثم يقول بعد وصفه لمنعهم كل شعائر الإسلام:
وقد أمرونا أن نسب نبينا ... ولا نذكره في رخاء وشدة
وقد سمعوا قوما يغنون باسمه ... فأدركتهم منهم أليم المضرة
ثم يقول:
وقد بدلت أسماؤنا وتحولت ... بغير رضا منا وغير إرادة
فآها على تبديل دين محمد ... بدين كلاب الروم شر البرية
ثم يختتم:
وصرنا عبيدا لا أسارى نفتدى (1) ... ولا مسلمين نطقهم بالشهادة
فلو أبصرت عيناك ما صار حالنا ... إليه لجادت بالدموع الغزيرة
فيا ويلنا يا بؤس ما أصابنا ... من الضر والبلوى وثوب المذلة).
1 - كذا، ولعلها: (فنفتدى).
ولم أغير شيئا من القصيدة، مع أن فيها أبياتا مكسورة الوزن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/3)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[27 - 11 - 06, 10:28 م]ـ
9 - نبذة من تاريخ مدينة تلمسان، وفائدة عن مدينة الجدار:
قال عبد الوهاب بنمنصور في تحقيقه لكتاب (روض القرطاس) ص 25:
(تلمسان: مدينة إسلامية شهيرة بغرب المغرب الأوسط (الجزائر) تبعد 138 كلم عن مرسى وهران جنوبا و80 كلم عن وجدة شرقا، تقع في السفح الشمالي للجبل المنسوب إليها على ارتفاع 800 متر فوق سطح البحر الأبيض، وتنبسط أمامها سهول خصبة جيدة التربة وتحيط بها الحدائق والجنات والغروس والمزارع من كل جهة.
يزعم كثير من المؤرخين أنها إحدى المدن السبع القديمة، وأنها مدينة الجدار المشار إليها في القرآن في قصة موسى والخضر. كانت في الأصل قرية بربرية تدعى أجدير، ثم احتلها الرومان وأنشأوا بها معسكرا سموه بومارية. ولما جاء الإسلام افتتحها أبو المهاجر دينار المخزومي سنة 55 هـ وهزم حولها الأمير البربري كسيلة البرنسي، ثم دخلها عقبة في ولايته الثانية للمغرب. ومر بها الإمام إدريس الأول في طريقه إلى المغرب الأقصى، ومن ذلك التاريخ علا صيتها وتبحر عمرانها وازدهرت الثقافة والعلم فيها، وأصبحت أهميتها الدينية والثقافية والسياسية بالنسبة إلى المغرب الأوسط مثل أهمية فاس ومراكش بالنسبة إلى المغرب الأقصى، والقيروان بالنسبة إلى المغرب الأدنى.
ولما انفرط عقد اتحاد أقطار المغرب العربي في القرن السابع الهجري على إثر ضعف أمر الموحدين بعد غزوة العقاب قصدها بنو عبد الوادي الزناتيون وأنشأوا بها دولة وجعلوها عاصمة ملكهم، وظلوا طوال ثلاثة قرون يتجاذبون حبل ملكها مع بني عمهم مرين ملوك المغرب الأقصى الذين أنشأوا فيها المباني الرفيعة؛ إلى أن استولى عليها الأتراك العثمانيون عام 952 هـ فظلت تحت حكمهم حتى انتزعها منهم الفرنسيون في فاتح سنة 1836 الميلادية، وبعد ذلك عمها ما عم سائر مدن القطر الجزائري وقراه من الاحتلال الفرنسي إلى أن تحرر منه ونال حريته سنة 1962).
(هذه الشذرة هدية لإخواننا من أهل الجزائر).
ـ[محمد البوخاري]ــــــــ[20 - 12 - 06, 03:41 م]ـ
عبد الوهاب بن منصور هو مؤرخ المغرب المعروف لكن هل هو من الشرفاء الداوديون الذي نص على شرفهم الشباني صاحب المصابيح
اذا كان هو فعلا فهو اذا تلمساني الاصل وما فر جده الحاج الداودي التلمساني الا من الاستعمار الى المغرب
للعلم ادريس لم يمر فقط بتلمسان بل حكم الجزء الغربي منها احد ابناءه كما حكم الجزء الشرقي منها ابناء اخيه سليمان وكانت تلمسان تمتد الى شلف اليوم وبرشك الى حدود شرشال وسط الجزائر في ذلك الوقت الا ان الكاتب عن تلمسان ينبغي ان يكتب عن علماء السنة بها عن دار الحديث وغيرها وخاصة في هذا الموقع
ـ[عصام البشير]ــــــــ[20 - 12 - 06, 07:28 م]ـ
الا ان الكاتب عن تلمسان ينبغي ان يكتب عن علماء السنة بها عن دار الحديث وغيرها وخاصة في هذا الموقع
لستُ ملزما بشيء من ذلك.
إن كان مقصودكم دراسة تاريخية عن علماء أهل السنة بتلمسان، فلا علم لي بالأمر. فليتك تفيدنا به بارك الله فيك.
وإن كان المقصود أهل السنة في عصرنا هذا، فليس محله في هذه الشذرات التاريخية، ولا في ملتقى (السيرة والتاريخ).
وليتك تلطف العبارة قليلا، فالباب مفتوح في الملتقى لكل من أراد الكتابة.
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[21 - 12 - 06, 11:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا
حبذا من استاذنا عصام البشير كلمة عن مدينة طربلس الغرب وعن علام فيها
بارك الله فيكم ووفقكم الله
ـ[عبد الرحمن البوصيري]ــــــــ[28 - 12 - 06, 02:11 ص]ـ
الأخ الترهوني
عن اي فترات تاريخ اطرابلس تريد؟
بالمناسبة ضبط كتابة مدينة اطرابلس هو بتقديم الأف قبل الطاء، هكذا كتبتها الصحابي عمرو بن العاص عندما بعث بخبر فتحها للخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وللعلم فالصحابي عمرو بن العاص هو أول من كتبها بالعربية.
الأخ أو صالح
الكثير جدا من أعلام المشرق جاءوا لليبيا وأقاموا فيها فترات متفاوتة من الزمن، ولأغراض عديدة علمي أو مرورا في رحلات الى المغرب.
وقد كان للزوايا والمعاهد الدور الكبير في الرحلة لليبيا، فمدرسة الشيخ عبد السلام الأسمر رحمه الله بمدينة زليتن أقبل عليها طلاب العلم من كل حدب وصوب، ويكفي أن يكون منهم: الشيخ سالم السنهوري صاحب شرخ خليل أحد أبرز رجال الأزهر، له ترجمة مقتضبة عند المحبي في تاريخه، والشيخ عبد الرحمن المكي من علماء الحرمين الشريفين وله تاريخ مخطوط في مناقب استاذه الأسمر يحقق الآن، وتاريخ آخر باسم الجرس هو الآخر مخطوط وإن كان يحوي الكثير من المغالطات التاريخية.
كذا مدارس الجنوب الليبي كمدرسة الشيخ حامد الحضيري في جديد سبها وأثرها العلمي الكبير جدا في جنوب ليبيا والسودان وتشاد والنيجر في اواخر القرن العاشر وبدايات الحادي عشر.
ومدرسة السادة السنوسية بأرض الجغبوب حدث عنها ولاحرج وهي السبب في وجود الاستاذ فالح الظاهري المهنوي في ليبيا، وغيره العشرات بل قل المئات في عهد المؤسس الأستاذ محمد بن علي السنوسي وخليفته ابنه السيد محمد المهدي، ثم الاستاذ الكبير السيد أحمد الشريف رحمات الله على الجميع ومغفرته ورضوانه
والكثير من الشخصيات الأخرى لا تحضرني الآن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/4)
ـ[أبوصالح]ــــــــ[05 - 01 - 07, 05:07 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي أبا محمد عصام البشير:
وهذه فائدة وفيه طرافة:
قال أستاذ المحققين عبدالسلام هارون في كناشة النوادر ص78:
أول جمال يراها الأوربي:
حينما عبر يوسف بن تاشفين من بلاد المغرب إلى بلاد الأندلس في سنة 479هـ، ورأى الأدفونش اجتماع العزائم على مناجزته، علم أنه عام نطاح، فاستنفر الفرنجة للخروج، فخرجوا في عدد لا يحصيه إلا الله تعالى. يقول ابن خلكان: ولم تزل الجموع تتألف وتتدارك، إلى أن امتلأت جزيرة الأندلس خيلاً ورجلاً من الفريقين، كلّ أناس قد التقوا على ملكهم، فلمّا عبرت جيوش يوسف بن تاشفين عَبَرَ في آخرهم، فأمر بعبور الجمال، فعبر، فعبر منها ما أغصّ الجزيرة، وارتفع رغاؤها إلى عنان السماء، ولم يكن أهل الجزيرة رأوا قط جملاً، ولا كانت خيلهم قد رأت صورها ولا سمعت أصواتها. وكان ليوسف بن تاشفين في عبورها رأيٌ مصيب، كان يُحدق بها عسكره، وكان يُحضرها الحرب، فكانت خيل الفرنج تحجم عنها. وكان ذلك في وقعة الزلاّقة التي هزم فيها الأدفونش في دون الثلاثين من أصحابه، وغنم المسلمون من أسلحته وخيله وأثاثه ما ملأ بلادهم خيراً. اهـ
ـ[عصام البشير]ــــــــ[11 - 01 - 07, 10:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
10 - موقعة الأرك:
هذا مقال نُشر في العدد السابع عشر من مجلة (المناهل) (جمادى الأولى 1400 هـ - مارس 1980م) التي كانت تصدرها وزارة الثقافة المغربية.
وفيه تلخيص لمعركة الأرك المجيدة التي انتصرت فيها عساكر الإسلام بالأندلس، وأذل فيها أهل الصلبان، واكتسوا سربال الصغار، مدة من الزمن غير يسيرة.
ويتميز المقال بأنه ينقل من المصادر العربية والأجنبية معا.
ولي مع هذا المقال قصة، فقد قرأته أيام الحداثة مرات عديدة لا أحصيها، وتمتعت بذلك الوصف العسكري الجميل لأحداث المعركة.
فأحببت الآن أن أشارككم هذه المتعة.
ـ[أبوصالح]ــــــــ[14 - 01 - 07, 01:19 ص]ـ
بارك الله فيكم وأحسن إليكم ..
كنت اقرأ في مقدمة تحقيق بيان الوهم والإيهام لابن القطّان الفاسي، فذكر المحقق في الترجمة كلاماً: عن المكتبة الموحدية ونفاستها وأنها انُتهبت ثم أُعيدت، ولا يوجد مصادر التي يرجع إليها المحقق مثل المعجب والمسالك والممالك ..
فماذا بقي من المكتبة الموحدية في هذه الأيام، بمعنى هل ما زالت موجودة؟ وهل توجد كتب كتبت عن تاريخها فقد قرأت أنّ فيها نفائس النفائس من كتب الحديث؟
غفر الله لمن يجيب ويفيد.
وسلمت شيخنا الكريم ابا محمد على موضوعك الرائع
محبكم
أبوصالح
ـ[أبو الجراج الحنبلي السلفي]ــــــــ[01 - 02 - 07, 06:34 ص]ـ
بارك الله في شيخنا الجليل و أرجوا أن يتوسع في ذكر أخبار المهدي بن تومرت حين يصل إليه فلقد قرأت له في كامل ابن الأثير أخبار عجيبة غريبة و كنت أود أن أجد له ترجمة أكثر توسعا.
ـ[صخر]ــــــــ[05 - 02 - 07, 08:24 ص]ـ
أحسن الله إليك، وجزاك خير الجزاء
عندكم في المغرب نجوم بارقة وشموس ساطعة، ولكن عيبَها أن مطلَعها الغربُ كما قال ابن حزم رحمه الله:
أنا الشمس في جو العلوم منيرة ............ ولكن عيبي أن مطلعيَ الغربُ
صدقت شيخنا أبامالك ..... ورحمة الله على الإمام ابن حزم
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[07 - 02 - 07, 04:58 م]ـ
"جهود المغاربة الأوائل في خدمة عقيدة السلف" مقال كتبه الشيخ جمال عزون في مجلة منابر الهدي التي كانت تصدر في الجزائر العدد الأول رمضان 1421 رأيت أنه من المناسب نشره ضمن هذا الموضوع المهم
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[07 - 02 - 07, 05:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
منابر الهدى –العدد الأول رمضان 1421
جهود المغاربة الأوائل في خدمة عقيدة السلف
ظل أهل المغرب طيلة القرون الخمسة الألى سعداء بعقيدة السلف الصالح لا يؤولون ولا يعرجون على ما أحدثه أهل الكلام والفلسفة من جوهر وعرض وغير ذلك مما عرف به الخلف ولم يؤثر عن أهل القرون الأخيرة.
قال الذهبي " كانت علماء المغرب لا يدخلون في الكلام،بل يتقنون الفقه أو الحديث أو العربية ولا يخوضون في المعقولات وعلى ذلك كان الأصيلي وأبو الوليد بن الفرضي وأبو عمر الطلمنكي ومكي القيسي وأبو عمرو الداني وأبو عمر بن عبد البر والعلماء (السير 17/ 558)
وقال اليسع بن حزم:"ما كان؟ أهل المغرب يدينون إلا بتنزيه الله تعالى مع ترك خوضهم عما تقصد العقول عن فهمه" (السير 26/ 550 - 551)
وقال عبد الواحد المراكشي:" وكان أهل المغرب ينافرون هذه العلوم" (السير 19/ 540)
فهذه شهادة بعض العلماء عن صفاء معتقد المغاربة الأوائل أمثال: الطلمنكي وابن عبد البر وغيرهم ممن يأتي إن شاء الله ذكرهم
وسأقتصر -إن شاء الله تعالى-في هذا المقال على خمسة نماذج:
1 - عبد الله بن أبي زيد القيراوني أبو محمد (ت/ 386 هـ)
2 - ابن أبي زمنين الألبيري أبو عبد الله (ت/399هـ)
3 - أحمد بن محمد الطلمنكي أبو عمر (ت/429هـ)
4 - عثمان بم سعيد الداني أبو عمرو (ت/444هـ)
5 - يوسف بن محمد بن عبد الله بن عبد البر أبو عمر (ت/463 هـ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/5)
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[07 - 02 - 07, 05:04 م]ـ
1 - عبد الله بن أبي زيد القيراوني أبو محمد (ت/ 386 هـ):
قال الذهبي هو الإمام العلامة القدوة الفقيه عالم المغرب يقال له مالك الصغير وكان أحد من برز في العلم والعمل
وقال القاضي عياض: حاز رئاسة الدين والدنيا ورحل إليه من الأقطار ونجب أصحابه وكثر الآخذون عنه وملأ البلاد من تواليفه.
عقيدته:
قال الذهبي: وكان رحمه الله على طريقة السلف في الأصول لا يدري الكلام ولا يتأول نسأل الله التوفيق (السير 12/ 17)
من آثاره:
-الثقة بالله والتوكل على الله (السير 11/ 17)
-إعجاز القرآن (السير 11/ 17)
-النهي عن الجدال (السير 11/ 17)
-رسالته في الرد على القدرية (السير 11/ 17)
-رسالته في الفقه بين –في مقدمتها-اعتقاد أهل السنة والجماعة وقد تولى الشيخ أحمد بن مشرف الأحسائي المالكي (ت/1285هـ) نظم عقيدة الرسالة ومن ذلك قوله:
إن العلو به الأخبار قد وردت ... عن الرسول فتابع من روى وقرا
فالله حقا على الملك احتوى وعلى العرش استوى وعن التكييف كن حذرا
فهاك في مذهب الأسلاف قافية ... نظما بديعا وجيز اللفظ مختصرا
وقد نشرته الجامعة الإسلامية سنة 1395هـ
-كتاب الاقتداء:بحث مسائل الإجماع عموما وإجماع أهل المدينة خصوصا.
ومما فيه قوله:" ليس لأحد أن يحدث قولا أو تأويلا لم يسبقه به سلف، وأنه إذا ثبت عن صاحب قول لا يحفظ عن غيره من الصحابة خلاف له ولا وفاق أنه لا يسمع خلافه " النوادر (1/ 1ب) مخطوط له أفاده محقق الجامع ص 47.
-مناقضة رسالة البغدادي المعتزلي (ابن فرحون:الديباج 1/ 429)
-رسالة في أصول التوحيد (ابن فرحون:الديباج 1/ 429)
-الرد على أبي مسرة المارق (ابن فرحون:الديباج 1/ 429)
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[07 - 02 - 07, 05:07 م]ـ
ابن أبي زمنين: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عيسى بن محمد المري الأندلسي الإلبيري، شيخ قرطبة (ت/399هـ)
قال الذهبي: الإمام القدوة الزاهد،تفنن واستبحر من العلم وصنف في الزهد والرقائق،وقال الشعر الرائق (السير17/ 188) قال: وكان من حملة الحجة (السير 17/ 189) وقال الصفدي: كان عارفا بمذهب مالك متفننا في الأدب والشعر مقتفيا لآثار السلف (الوافي بالوفيات 3/ 321).
من آثاره:
كتاب " أصول السنة" وقد حققه في رسالة "ماجستير" بالجامعة الإسلامية الطالب محمد إبراهيم محمد هارون الهندي عام 1404 هـ بإشراف عبد المحسن العباد حفظه الله تعالى وأطال في عمره
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[07 - 02 - 07, 05:08 م]ـ
2 - أبو عمر، أحمد بن محمد بن عبد الله المعافري الأندلسي الطلمنكي (ت/429هـ):
قال الذهبي: الإمام المقرئ المحقق المحدث الحافظ الأثري،كان من بحور العلم، حدث عنه أبو عمر بن عبد البر وأبو محمد بن حزم ... صنف كتبا كثيرة في السنة يلوح فيها فضله وإمامته واتباعه للأثر،كان فاضلا ضابطا شديدا في السنة (السير 17 - 566)
قال الصفدي: صنف كتبا حسانا نافعة على مذاهب السنة ظهر فيها علمه كان ذا عناية تامة بالأثر (الوافي 8/ 32)
وقال ابن بشكوال: وكان سيفا مجردا على أهل الأهواء والبدع،قامعا لهم غيورا على الشريعة شديدا في ذات الله تعالى. (الصلة 1/ 45)
من آثاره:
-الوصول إلى معرفة الأصول: ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في "درء تعارض والنقل" (568/ 17)، والذهبي في "العلو –مختصره" (ص464)، والكتاب مع الأسف مفقود لكن توجد منه بعض النقول في " الحموية " و"اجتماع الجيوش الإسلامية" و" العلو "
السنة: قال الذهبي: رأيت له كتابا في السنة في مجلدين عامته جيد (السير17/ 569)، وشيخ الإسلام يسميه في منهاجه (2/ 366):"أصول السنة وكأنه هو الكتاب الأول.
-الرد على الباطنية: قال الذهبي:وألف في الرد على الباطنية،فقال: ومنهم قوم تعبدوا بغير علم،وزعموا أنهم يرون الجنة كل ليلة ويأكلون من ثمارها وتنزل عليهم الحور العين، وأنهم يلوذون بالعرش ... " (السير 17/ 569)
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[10 - 02 - 07, 05:51 م]ـ
-أبو عمرو عثمان بن سعيد الأنداسي القرطبي ثم الداني (ت/444هـ):
قال الإمام الذهبي: الحافظ المجود المقرئ الحاذق،عالم الأندلس وإلى أبي عمرو المنتهى في تحرير علم القراءات،وعلم المصاحف مع البراعة في علم الحديث ... (السير 17/ 177).
وقال ابن بشكوال: وكان دينا فاضلا ورعا سنيا.
قال الذهبي: قد كان بين أبي عمرو،وبين أبي محمد بن حزم وحشة ومنافرة شديدة أفضت بهما إلى التهاجي وهذا مذموم من الأقران،موفور الوجود، نسأل الله الصفح.
وأبو عمرو أقوم قيلا وأتبع للسنة ولكن أبا محمد أوسع دائرة في العلوم (السير 18/ 81)
ومن شعر أبي عمرو في بعض أهل الزيغ والريب قوله:
قد قلت إذ ذكروا حال الزمان وما يجري على كل من يعزى إلى الأدب
لا شيء أبلغ من ذل يجرعه أهل الخساسة أهل الدين والحسب
القائمين بما جاء الرسول به والمبغضين لأهل الزيغ والريب
الصلة (2/ 408)
من آثاره:
-أرجوزة في أصول الديانة سماها: المنبهة.
والذهبي في السير ذكر منها 37 بيتا فمنها:
وحب أصحاب النبي فرض ومدحهم تزلف وفرض
وأفضل الصحابة الصديق وبعده المهذب الفاروق
ومن صحيح ما أتى به الخبر وشاع في الناس قديما وانتشر
نزول ربنا بلا امتراء في كل ليلة إلى السماء
من غير ما حد ولا تكييف سبحانه من قادر لطيف
ورؤية المهيمن الجبار وأننا نراه بالأبصار
يوم القيامة بال ازدحام كرؤية البدر بلا غمام
وضغطة القبر على المقبور وفتنة المنكر والنكير
فالحمد لله الذي هدانا لواضح السنة واجتبانا
قال الذهبي: (18/ 83):" وهي أرجوزة طويلة جدا"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/6)
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[10 - 02 - 07, 05:52 م]ـ
-أبو عمرو عثمان بن سعيد الأنداسي القرطبي ثم الداني (ت/444هـ):
قال الإمام الذهبي: الحافظ المجود المقرئ الحاذق،عالم الأندلس وإلى أبي عمرو المنتهى في تحرير علم القراءات،وعلم المصاحف مع البراعة في علم الحديث ... (السير 17/ 177).
وقال ابن بشكوال: وكان دينا فاضلا ورعا سنيا.
قال الذهبي: قد كان بين أبي عمرو،وبين أبي محمد بن حزم وحشة ومنافرة شديدة أفضت بهما إلى التهاجي وهذا مذموم من الأقران،موفور الوجود، نسأل الله الصفح.
وأبو عمرو أقوم قيلا وأتبع للسنة ولكن أبا محمد أوسع دائرة في العلوم (السير 18/ 81)
ومن شعر أبي عمرو في بعض أهل الزيغ والريب قوله:
قد قلت إذ ذكروا حال الزمان وما يجري على كل من يعزى إلى الأدب
لا شيء أبلغ من ذل يجرعه أهل الخساسة أهل الدين والحسب
القائمين بما جاء الرسول به والمبغضين لأهل الزيغ والريب
الصلة (2/ 408)
من آثاره:
-أرجوزة في أصول الديانة سماها: المنبهة.
والذهبي في السير ذكر منها 37 بيتا فمنها:
وحب أصحاب النبي فرض ومدحهم تزلف وفرض
وأفضل الصحابة الصديق وبعده المهذب الفاروق
ومن صحيح ما أتى به الخبر وشاع في الناس قديما وانتشر
نزول ربنا بلا امتراء في كل ليلة إلى السماء
من غير ما حد ولا تكييف سبحانه من قادر لطيف
ورؤية المهيمن الجبار وأننا نراه بالأبصار
يوم القيامة بال ازدحام كرؤية البدر بلا غمام
وضغطة القبر على المقبور وفتنة المنكر والنكير
فالحمد لله الذي هدانا لواضح السنة واجتبانا
قال الذهبي: (18/ 83):" وهي أرجوزة طويلة جدا"
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[13 - 02 - 07, 04:19 م]ـ
تابع للمقال- 6أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري الأندلسي (ت/463هـ)
قال الذهبي: الإمام العلامة،حافظ المغرب،كان إماما دينا ثقة متقنا علامة متبحرا صاحب سنة واتباع (السير 18/ 153 - 157)
قال الحميدي: أبو عمر فقيه حافظ مكثر عالم بالقراءات وبالخلاف وبعلوم الحديث والرجال قديم السماع (السير 18/ 153)
وهو صاحب الكتاب الجليل " التمهيد" الذي قال عنه ابن حزم: " لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله فكيف أحسن منه" (السير 18/ 157)
قال الذهبي: وقيل أن أبا عمر كان ينبسط إلى أبي محمد بن حزم ويؤانسه وعنه أخذ ابن حزم فن الحديث (السير 18/ 157)
عقيدته:
قال الذهبي: وكان في أصول الديانة على مذهب السلف لم يدخل في علم الكلام بل قفا آثار مشايخه رحمهم الله (السير 18/ 161)
آثاره:
وعلى كل حال فالرجل أجمع الناس على علمه وحفظه وتبحره في كل الفنون وأصبح مرجعا لمن جاء بعده وترك تراثا قيما علمه الأولون والآخرون لما فيه من جواهر غالية.
وركز في كتابين له على بيان عقيدة أهل السنة والجماعة:
-جامع بيان العلم وفضله: وهو من أحسن المراجع في هذا الباب.
ومما فيه: في الكلام على الصفات:" رواها السلف وسكتوا عنها وه كانوا أعمق فهما وأقلهم تكلفا ولم يكن سكوتهم عن عي فمن لم يسعه ما وسعهم فقد خاب وخسر " جامع بيان العلم (2/ 97)
-التمهيد: وقد جمع فيه أبو عمر عقيدة كاملة بحججها وبراهينها ودحض بقوة الشبه المثارة حولها ومما قال فيه:"أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز إلا أنهم لا يكيفون شيئا من ذلك ولا يحدون فيها صفة صفة محصورة ووأما أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلها والخوارج فكلهم ينكرها ولا يحمل شيئا منها على الحقيقة ويزعمون أن من أقر به مشبه، وهم عند من أثبتها نافون للمعبود والحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله وسنة رسوله وه أئمة الجماعة ولله الحمد " التمهيد 7/ 145 وانظر " العقيدة السلفبة في مسيرتها التاريخية وقدرتها على مواجهة التحديات" لمحمد عبد الرحمن المغراوي 2/ 269.
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[13 - 02 - 07, 04:20 م]ـ
تابع للمقال
فهذا كلام إمام مالكي بارع يقرر عقيدة السلف بالحجج ويرتضيها مذهبا وهو المالكي المغربي فيا ترى ماذا يقول الأشاعرة المنتسبون إلى المالكية في كلام أبي عمر؟ هل سيجدونه مشبها أو حنبليا متعصبا أو حشويا متبلداأو يرددون قول القائل:
وحذر الشيوخ من إجماع ... عن ابن عبد البر في السماع
وسيقولون إن ابن عبد البر أعلم الناس بمذاهب الناس وأكثرهم فهما لها فالحق معه وهذا هو الظن بهم إن شاء الله وبأمثالهم ممن يطلب الحق ويبحث عنه هذا وهناك العدد الجم من العلماء المغاربة والأندلسيين ممن درجوا على هذا المنهج وكانت لهم جهود طيبة في تقرير العقيدة السلفية: تأصيلا لقواعدها وردا عمن حاد عنها.
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[13 - 02 - 07, 04:20 م]ـ
تابع للمقال
ومن هؤلاء العلماء محمد بن وضاح القرطبي (ت/287هـ) صاحب "البدع والنهي عنها" و"النظر إلى الله تعالى" وسعيد بن محمد بن الحداد المغربي (ت/303هـ) الذي رد على المقلدة والمعتزلة والشيعة، وكان يشبه بالإمام أحمد رحمه الله ومنهم أبو القاسم الحسن بن مفرج القيرواني (ت/380هـ) الذي قتلته الروافض، وابن شعبان (ت/355هـ) شيخ المالكية الذي قال عنه الذهبي في السير 16/ 79: كان صاحب سنة واتباع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/7)
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[13 - 02 - 07, 04:22 م]ـ
ومحمد بن أحمد أبو علي الهاشمي الإمام الكبير الأندلسي (ت/428هـ) له عقيدة كاملة ذكرها صاحب " طبقات الحنابلة" (2/ 183 - 185) ومنهم الإمام المالكي أبو سعيد سحنون بن سعيد (ت/240هـ) القائل" من العلم بالله السكوت عن غير ما وصف به نفسه"
ومنهم محمد بن أحمد بن خويز منداد المالكي (ت/390هـ) القائل عند شرح قول الإمام مالك"" لا تجوز شهادة أهل الأهواء والبدع":" أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام فكل متكلم فهو من اهل الأهواء والبدع أشعريا كان أو غير أشعري ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبدا ويهجر ويؤدب على بدعته فإن تمادى عليه استتيب منها" جامع بيانا العلم وفضله 2/ 96 ومنهم بقي بن مخلد (ت/276هـ) صاحب "المسند " المفقود و"جزء الحوض "والأخير وجد ولله الحمد.
ـ[محمدالمرنيسي]ــــــــ[23 - 08 - 07, 01:34 م]ـ
اقتراح
هل بالإمكان فصل السيرة عن التاريخ؟
وهل بالإمكان نشر فهارس لكتب السيرة؟
ـ[خالد الأوربلي]ــــــــ[06 - 04 - 08, 08:09 م]ـ
إنه من الأهمية بما كان أن نبرز المكانة العلمية التي كان يتحلى بها علماءنا الأمجاد بالغرب الإسلامي، فأثارهم ولله الحمد لازالت على مر القرون المتوالية تشهد بذلك وأن بالغرب الإسلامي من النوادر التي يجب الإعتناء بها، فكما قدم المشرق طاقته لخدمة العلم فالمغرب كان كذلك إلى جانبه.
لذلك كله أقترح لأخواننا الكرام أ ان يحاولوا قدر المستطاع أن يبينوا تلك المجوداتهم، وأن يحيوها بعد أن كانت مغمورة، وأن لا تكون لنا التبعية الكاملة للشرق بما له وما عليه فلنبين ما لعلمائنا المغاربة من جهود في كل المجالات في مجال التراجم والفقه والتفسير والحديث ولا ننسى العقيدة والتوحيد ومحاربتهم للقبورية والصوفية الغلاة وغير ذلك(140/8)
سلسلة العرب .. حسب ونسب للشيخ: أحمد بن يوسف الدعيج
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[15 - 11 - 06, 03:04 ص]ـ
سلسلة العرب .. حسب ونسب
للشيخ: أحمد بن يوسف الدعيج
دروس صوتية
تصنيف: التاريخ والقصص
نبذة عن السلسلة:
العرب حسب ونسب .. مادة متميزة وفريدة من نوعها وطريقة عرضها وطرحها حيث أعدها الشيخ المحاضر ليتحدث فيها عن أنساب القبائل العربية القديمة في شبه الجزيرة العربية وعن اهتمام العرب بالحسب والنسب وتتضمن هذه المادة بالإضافة إلى ذلك ذكر بعض القصص والأحداث والمواقف التاريخية والبارزة والتي توضح بعض المفاهيم القبلية التي كانت سائدة لدى القبائل العربية
اهتمام العرب بالحسب والنسب – أقسام العرب – قبيلة الأوس
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325_Al3arabHasabWaNasab/01.rm
قبيلة الخزرج – قبائل بني مالك بن زيد كهلان القحطانية
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325_Al3arabHasabWaNasab/02.rm
قبائل بني عريب بن زيد بن كهلان القحطانية
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325_Al3arabHasabWaNasab/03.rm
قبائل قضاعة – القبائل العدنانية
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325_Al3arabHasabWaNasab/04.rm
بنو هاشم بن عبد مناف – بنو قصي بن كلاب
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325_Al3arabHasabWaNasab/05.rm
قبائل قريش – الأحلاف – بنو عامر بن لؤي
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325_Al3arabHasabWaNasab/06.rm
قبائل تميم الكبرى
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325_Al3arabHasabWaNasab/07.rm
قصة غالب بن صعصعة – أخبار وحوادث لشخصيات من بني تميم
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325_Al3arabHasabWaNasab/08.rm
قبائل بنو عامر بن صعصعة – قبائل هوازن وثقيف وسليم – قبائل بنو مرة بن عوف
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325_Al3arabHasabWaNasab/09.rm
قبائل بنو سعد بن قيس بن عيلان بن مضر – حرب داحس والغبراء
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325_Al3arabHasabWaNasab/10.rm
قبائل بنو بكر بن وائل – قبائل ربيعة بن نزار
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325_Al3arabHasabWaNasab/11.rm
حرب البسوس – معركة ذي قار
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325_Al3arabHasabWaNasab/12.rm(140/9)
سلسلة العرب .. حسب ونسب للشيخ: أحمد بن يوسف الدعيج
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[15 - 11 - 06, 03:06 ص]ـ
سلسلة العرب .. حسب ونسب
للشيخ: أحمد بن يوسف الدعيج
مواد صوتية
تصنيف: التاريخ والقصص
نبذة عن السلسلة:
العرب حسب ونسب .. مادة متميزة وفريدة من نوعها وطريقة عرضها وطرحها حيث أعدها الشيخ المحاضر ليتحدث فيها عن أنساب القبائل العربية القديمة في شبه الجزيرة العربية وعن اهتمام العرب بالحسب والنسب وتتضمن هذه المادة بالإضافة إلى ذلك ذكر بعض القصص والأحداث والمواقف التاريخية والبارزة والتي توضح بعض المفاهيم القبلية التي كانت سائدة لدى القبائل العربية
للتحميل:
اهتمام العرب بالحسب والنسب – أقسام العرب – قبيلة الأوس
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325_Al3arabHasabWaNasab/01.rm
قبيلة الخزرج – قبائل بني مالك بن زيد كهلان القحطانية
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325_Al3arabHasabWaNasab/02.rm
قبائل بني عريب بن زيد بن كهلان القحطانية
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325_Al3arabHasabWaNasab/03.rm
قبائل قضاعة – القبائل العدنانية
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325_Al3arabHasabWaNasab/04.rm
بنو هاشم بن عبد مناف – بنو قصي بن كلاب
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325_Al3arabHasabWaNasab/05.rm
قبائل قريش – الأحلاف – بنو عامر بن لؤي
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325_Al3arabHasabWaNasab/06.rm
قبائل تميم الكبرى
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325_Al3arabHasabWaNasab/07.rm
قصة غالب بن صعصعة – أخبار وحوادث لشخصيات من بني تميم
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325_Al3arabHasabWaNasab/08.rm
قبائل بنو عامر بن صعصعة – قبائل هوازن وثقيف وسليم – قبائل بنو مرة بن عوف
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325_Al3arabHasabWaNasab/09.rm
قبائل بنو سعد بن قيس بن عيلان بن مضر – حرب داحس والغبراء
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325_Al3arabHasabWaNasab/10.rm
قبائل بنو بكر بن وائل – قبائل ربيعة بن نزار
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325_Al3arabHasabWaNasab/11.rm
حرب البسوس – معركة ذي قار
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325_Al3arabHasabWaNasab/12.rm
ـ[عبد العلي]ــــــــ[15 - 11 - 06, 09:04 م]ـ
جزاك الله خيرا
هل هذه السلسلة وباقي السلاسل للشيخ مفرغة
ـ[أم مريم]ــــــــ[15 - 11 - 06, 11:35 م]ـ
دروس الشيخ: أحمد بن يوسف الدعيج التاريخية نافعة بإذن الله تعالى، و مفيدة للمتخصص و غير المتخصص ..
و لو تكرم طلبته بتفريغها لكان ذلك من أعظم الحقوق التي أدوها لشيخهم ...
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[06 - 12 - 06, 02:41 ص]ـ
جزاك الله خير أخي الطيب وشنان فقد كنت أبحث عن هذه السلسلة
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[10 - 03 - 10, 03:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا(140/10)
سلسلة التأريخ السياسي للمغرب والأندلس للشيخ أحمد بن يوسف الدعيج
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[15 - 11 - 06, 03:11 ص]ـ
سلسلة التأريخ السياسي للمغرب والأندلس للشيخ أحمد بن يوسف الدعيج
مواد صوتية
للتحميل:
الشريط الأول:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325-AlmaqrebWaAlandalos/01.rm
الشريط الثاني:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325-AlmaqrebWaAlandalos/02.rm
الشريط الثالث:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325-AlmaqrebWaAlandalos/03.rm
الشريط الرابع:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325-AlmaqrebWaAlandalos/04.rm
الشريط الخامس:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325-AlmaqrebWaAlandalos/05.rm
الشريط السادس:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325-AlmaqrebWaAlandalos/06.rm
الشريط السابع:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325-AlmaqrebWaAlandalos/07.rm
الشريط الثامن:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325-AlmaqrebWaAlandalos/08.rm
الشريط التاسع:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325-AlmaqrebWaAlandalos/09.rm
الشريط العاشر:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/325-AlmaqrebWaAlandalos/10.rm(140/11)
سلسلة التاريخ السياسي للدولة العباسية للشيخ أحمد بن يوسف الدعيج
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[15 - 11 - 06, 03:15 ص]ـ
سلسلة التاريخ السياسي للدولة العباسية للشيخ أحمد بن يوسف الدعيج
مواد صوتية.
للتحميل:
الشريط الأول:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/dawLaAbaseyya/01.rm
الشريط الثاني:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/dawLaAbaseyya/02.rm
الشريط الثالث:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/dawLaAbaseyya/03.rm
الشريط الرابع:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/dawLaAbaseyya/04.rm
الشريط الخامس:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/dawLaAbaseyya/05.rm
الشريط السادس:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/dawLaAbaseyya/06.rm
الشريط السابع:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/dawLaAbaseyya/07.rm
الشريط الثامن:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/dawLaAbaseyya/08.rm
الشريط التاسع:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej/dawLaAbaseyya/09.rm
ـ[أبو سلمه]ــــــــ[27 - 02 - 10, 09:01 م]ـ
ربنا يعطيك العافية يااخي لكن لو كان هناك بصغية mb3 كما في الدولة الأموية
ـ[محمود المنصور]ــــــــ[25 - 03 - 10, 02:57 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[22 - 04 - 10, 08:15 م]ـ
ربنا يعطيك العافية يااخي لكن لو كان هناك بصغية mb3 كما في الدولة الأموية
جدها هنا في موقع طريق الاسلام:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1433
ـ[أبو سلمه]ــــــــ[23 - 04 - 10, 08:48 ص]ـ
عافاك الله يااخي وجزيت خيرا
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[24 - 04 - 10, 02:33 ص]ـ
عافاك الله يااخي وجزيت خيرا
اللهم آمين
وإياكم(140/12)
سلسلة الحروب الصليبية للشيخ أحمد بن يوسف الدعيج
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[15 - 11 - 06, 03:20 ص]ـ
سلسلة الحروب الصليبية للشيخ أحمد بن يوسف الدعيج
دروس صوتية.
للتحميل:
الشريط الأول:
*********
الجزء 1:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej//Alsalebya/AlhroubAlsalebya01a.rm
الجزء 2:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej//Alsalebya/AlhroubAlsalebya01b.rm
الشريط الثاني:
**********
الجزء 1:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej//Alsalebya/AlhroubAlsalebya02a.rm
الجزء 2:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej//Alsalebya/AlhroubAlsalebya02b.rm
الشريط الثالث:
**********
الجزء 1:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej//Alsalebya/AlhroubAlsalebya03a.rm
الجزء 2:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej//Alsalebya/AlhroubAlsalebya03b.rm
الشريط الرابع:
*********
الجزء 1:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej//Alsalebya/AlhroubAlsalebya04a.rm
الجزء 2:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej//Alsalebya/AlhroubAlsalebya04b.rm
ـ[السمرقنديه]ــــــــ[20 - 11 - 06, 08:33 ص]ـ
بارك الله فيكم
من قرأ الماضي فهم الحاضر
ـ[صخر]ــــــــ[29 - 01 - 07, 10:52 م]ـ
اقرؤ التاريخ إذ فيه العبر ... ضل قوم ليس يدرون الخبر
ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[26 - 03 - 07, 04:21 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[محمود المنصور]ــــــــ[25 - 03 - 10, 02:57 ص]ـ
كيف الإتصال بالشيخ بارك الله فيكم!!!
هل الشيخ سياتى مصر قريبا؟
هل هناك إيميل للشيخ او رقم جواله؟(140/13)
سلسلة تاريخ الدولة العثمانية للشيخ أحمد بن يوسف الدعيج
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[15 - 11 - 06, 03:33 ص]ـ
سلسلة تاريخ الدولة العثمانية للشيخ أحمد بن يوسف الدعيج
دروس صوتية.
نبذة عن السلسلة:
الدولة العثمانية .. دولة الخلافة تاريخها عجيب, حافل بالأحداث استمرت أكثر من ستة قرون من عمر البشرية مابين نصر وهزيمة .. سيطرت على دول وممالك في أوربا وآسيا وأفريقيا كانت ندا عنيدا لأعدائها .. أثيرت حولها الإفتراءات .. هي ليست مبرأة من العيوب لكنها حكمت بإسم الإسلام .. لذلك تكالبت عليها قوى البغي والعدوان فأطاحت بها في أعقاب الحرب العالمية الأولى .. وستستمعون في هذه السلسلة لتاريخ تلك الدولة في جميع مراحلها بأسلوب شيق وممتع.
للتحميل:
الشريط الأول:
*********
الجزء 1:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej//othmanyyah/01a.rm
الجزء 2:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej//othmanyyah/01b.rm
الشريط الثاني:
**********
الجزء 1:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej//othmanyyah/02a.rm
الجزء 2:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej//othmanyyah/02b.rm
الشريط الثالث:
**********
الجزء 1:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej//othmanyyah/03a.rm
الجزء 2:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej//othmanyyah/03b.rm
الشريط الرابع:
**********
الجزء 1:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej//othmanyyah/04a.rm
الجزء 2:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej//othmanyyah/04b.rm
الشريط الخامس:
************
الجزء 1:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej//othmanyyah/05a.rm
الجزء 2:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej//othmanyyah/05b.rm
الشريط السادس:
************
الجزء 1:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej//othmanyyah/06a.rm
الجزء 2:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej//othmanyyah/06b.rm
الشريط السابع:
***********
الجزء 1:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej//othmanyyah/07a.rm
الجزء 2:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej//othmanyyah/07b.rm
الشريط الثامن:
***********
الجزء 1:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej//othmanyyah/08a.rm
الجزء 2:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej//othmanyyah/08b.rm
الشريط التاسع:
***********
الجزء 1:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej//othmanyyah/09a.rm
الجزء 2:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej//othmanyyah/09b.rm
الشريط العاشر:
***********
الجزء 1:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej//othmanyyah/10a.rm
الجزء 2:
http://media.islamway.com/lessons/d3eej//othmanyyah/10b.rm
و لا يفوتني الدعاء لمن يسر الله تعالى بمجهوده وصول هذه المادة و نشرها عبر الشبكة، و أعني الاخوة في موقع: طريق الاسلام ....
فجزاهم الله خيرا و بارك فيهم و نفع بهم الاسلام و المسلمين و جعل ذلك في موازين حسناتهم ...
و جزى الله خيرا من ساهم في هذا العمل .. حتى وصل الى المسلمين في أقطار الأرض ...
ـ[السمرقنديه]ــــــــ[20 - 11 - 06, 08:31 ص]ـ
جزاه الله واياكم خيرا
محاضرات الشيخ ماتعة نافعة بارك الله في علمه وعمله
ـ[أبو سليمان العسيلي]ــــــــ[24 - 12 - 06, 04:32 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي في الله
يا حبذا لو يتم نقل هذه المحاضرات إلى موقع آخر لأن موقع طريق الإسلام محجوب عندنا
نفع الله بعلمكم
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[24 - 12 - 06, 05:42 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[25 - 12 - 06, 08:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[صخر]ــــــــ[29 - 01 - 07, 10:53 م]ـ
جميلة جدا وقد استمعت إليها مرتين تقريبا(140/14)
سلسلة تاريخ الدولة الأموية للشيخ جمال عبد الهادي
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[15 - 11 - 06, 04:06 ص]ـ
سلسلة تاريخ الدولة الأموية للشيخ جمال عبد الهادي
نبذة عن السلسلة:
عشرة أشرطة يحكي لنا فيها الشيخ تاريخ الدولة الإسلامية في عهد بني أمية مخرجا منها دروسا نافعة لتستفيد بها الأمة في هذا العصر.
الشريط الأول (المقدمة):
****************
الجزء 1:
http://media.islamway.com/lessons/jamal/amaWeyya/ama01a.rm
الجزء 2:
http://media.islamway.com/lessons/jamal/amaWeyya/ama01b.rm
الشريط الثاني:
**********
الجزء 1:
http://media.islamway.com/lessons/jamal/amaWeyya/ama02a.rm
الجزء 2:
http://media.islamway.com/lessons/jamal/amaWeyya/ama02b.rm
الشريط الثالث:
**********
الجزء 1:
http://media.islamway.com/lessons/jamal/amaWeyya/ama03a.rm
الجزء 2:
http://media.islamway.com/lessons/jamal/amaWeyya/ama03b.rm
الشريط الرابع:
*********
الجزء 1:
http://media.islamway.com/lessons/jamal/amaWeyya/ama04a.rm
الجزء 2:
http://media.islamway.com/lessons/jamal/amaWeyya/ama04b.rm
الشريط الخامس:
************
الجزء 1:
http://media.islamway.com/lessons/jamal/amaWeyya/ama05a.rm
الجزء 2:
http://media.islamway.com/lessons/jamal/amaWeyya/ama05b.rm
الشريط السادس:
************
الجزء 1:
http://media.islamway.com/lessons/jamal/amaWeyya/ama06a.rm
الجزء 2:
http://media.islamway.com/lessons/jamal/amaWeyya/ama06b.rm
الشريط السابع:
***********
الجزء 1:
http://media.islamway.com/lessons/jamal/amaWeyya/ama07a.rm
الجزء 2:
http://media.islamway.com/lessons/jamal/amaWeyya/ama07b.rm
الشريط الثامن:
**********
الجزء 1:
http://media.islamway.com/lessons/jamal/amaWeyya/ama08a.rm
الجزء 2:
http://media.islamway.com/lessons/jamal/amaWeyya/ama08b.rm
الشريط التاسع:
***********
الجزء 1:
http://media.islamway.com/lessons/jamal/amaWeyya/ama09a.rm
الجزء 2:
http://media.islamway.com/lessons/jamal/amaWeyya/ama09b.rm
الشريط العاشر:
***********
الجزء 1:
http://media.islamway.com/lessons/jamal/amaWeyya/ama10a.rm
الجزء 2:
http://media.islamway.com/lessons/jamal/amaWeyya/ama10b.rm
ـ[أم حنان]ــــــــ[15 - 11 - 06, 08:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا ,,,,,,,وهل هناك تاريخ للدولة الأموية مقروءا على الشبكة؟(140/15)
سلسلة تاريخ بيت المقدس للشيخ جمال عبد الهادي
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[15 - 11 - 06, 04:12 ص]ـ
سلسلة تاريخ بيت المقدس للشيخ جمال عبد الهادي
للتحميل:
الشريط الأول:
*********
http://media.islamway.com/lessons/jamal//maqdis/01.rm
الشريط الثاني:
**********
http://media.islamway.com/lessons/jamal//maqdis/02.rm
الشريط الثالث:
**********
http://media.islamway.com/lessons/jamal//maqdis/03.rm
الشريط الرابع:
**********
http://media.islamway.com/lessons/jamal//maqdis/04.rm
الشريط الخامس:
************
http://media.islamway.com/lessons/jamal//maqdis/05.rm
الشريط السادس:
************
http://media.islamway.com/lessons/jamal//maqdis/06.rm
الشريط السابع:
***********
http://media.islamway.com/lessons/jamal//maqdis/07.rm
الشريط الثامن:
**********
http://media.islamway.com/lessons/jamal//maqdis/08.rm
الشريط التاسع:غير متوفر
الشريط العاشر:غير متوفر
الشريط الحادي عشر:
***************
http://media.islamway.com/lessons/jamal//maqdis/11.rm(140/16)
محاضرة: انهيار الدولة العثمانية للشيخ جمال عبد الهادي
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[15 - 11 - 06, 04:18 ص]ـ
محاضرة: انهيار الدولة العثمانية للشيخ جمال عبد الهادي
مادة صوتية.
للتحميل:
نبذة عن المحاضرة:
محاضرة عن الأحداث التي تسببت في انهيار الخلافة العثمانية والمؤامرات التي حيكت يومها للتخلص من الخليفة المسلم لإضعاف المسلمين.
http://media.islamway.com/lessons/jamal//inothmaneyyah.rm(140/17)
محاضرة: الاحتلال الفرنسي لمصر للشيخ جمال عبد الهادي
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[15 - 11 - 06, 04:20 ص]ـ
محاضرة: الاحتلال الفرنسي لمصر للشيخ جمال عبد الهادي
محاضرة صوتية.
نبذة عن المحاضرة:
حول تلك الحقبة من الزمن التي قام الكثير بتزوير تاريخها يحدثنا الشيخ عن المآسي التي خلفتها الصليبية في مصر متمثلة في العدوان الفرنسي.
للتحميل:
http://media.islamway.com/lessons/jamal//egyptfrance.rm(140/18)
سلسلة تاريخ الدولة العباسية للشيخ جمال عبد الهادي
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[15 - 11 - 06, 04:29 ص]ـ
سلسلة: تاريخ الدولة العباسية
*********************
من مجموعة: تاريخ الدولة الإسلاميّة على مر العصور
جمال عبد الهادي
مدخل إلى تاريخ الدولة العباسيّة
*********************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Abasia/01.rm
سقوط الخلافة الراشدة
***************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Abasia/02.rm
قواعد الخلافة الإسلاميّة و خصائصها
***********************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Abasia/03.rm
أهداف الدولة الإسلاميّة
***************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Abasia/04.rm
مبادئ و نُظُم الحكم في الإسلام
*********************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Abasia/05.rm
تابع اللقاء الخامس: بعض اللمحات عن اليمن و السودان
*************************************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Abasia/06.rm
العدل .. أساسُ الحُكم في الدولة الإسلاميّة
*****************************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Abasia/07.rm
عرض الملامح التاريخيّة في العصر العباسي
****************************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Abasia/08.rm
قاضي القُضاة في عصر هارون الرشيد
*************************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Abasia/09.rm
العصر العباسي الأول
**************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Abasia/10.rm
جوانب من حياة العلماء في ظل الدولة العباسيّة
********************************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Abasia/11.rm
الابتلاء في حياة أصحاب الدعوات
*********************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Abasia/12.rm
ـ[احمد محمود محمد]ــــــــ[08 - 01 - 07, 05:06 م]ـ
جزاك الله خير(140/19)
سلسلة تاريخ الدولة العثمانية للشيخ جمال عبد الهادي
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[15 - 11 - 06, 04:45 ص]ـ
سلسلة تاريخ الدولة العثمانية للشيخ جمال عبد الهادي
*************************************
نبذة عن السلسلة:
*************
الخلافة الإسلامية و الدولة العثمانية، كلمتان مترابطتان في أذهان الكثير من الناس .. فبضياع الدولة ضاعت الخلافة ..
و في هذه السلسلة النفيسة يقوم فضيلةُ الشيخ الدكتور جمال عبدالهادي – حفظه الله - بشرح تاريخ الدولة العثمانية (المُفترى عليها) شرحاً تأصيلياً و منهجياً متميزاً، منذ نشأتها بعد سقوط الخلافة العباسية، و حتى سقوطها في عهد السلطان عبدالحميد الثاني عام 1909م و ما ترتب على ذلك من تأثير عَصَفَ بالأمة الإسلامية بأكملها في ظل موجات التّغريب و الغزو الفكري الصليبي، و الذي ما زالت أُمّتُنا تُعاني ويلاتِهِ في العصر المُعاصر.
لعل الأمّة تعتبر بما جاء من تاريخ عِزِّهِم و مجدِ خلافتهم إلى أن يشاء الله أمرا كان مفعولا .. و صَدَقَ من قال:
اقرؤوا التاريخ إذ فيه العبر ** ضلّ قومُ ليسوا يدرون الخَبَر
***********
سلسلة: تاريخ الدولة العثمانية
من مجموعة: تاريخ الدولة الإسلاميّة على مر العصور
للتحميل:
نشأة و قيام الدولة العثمانية
******************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-01.rm
نظرة الأوروبيين إلى الدولة العثمانية
***********************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-02.rm
فتوحات محمد الفاتح
**************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-03.rm
تأسيس الدولة العُثمانية
****************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-04.rm
الحروب بين المسلمين و جيوش الصليبيين
****************************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-05.rm
السلطان سُليمان القانوني
*******************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-06.rm
عهد السلطان سليم الأول
*****************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-07.rm
ملامح تاريخ السلطان محمد الثالث
************************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-08.rm
الرّد على الافتراءات
************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-09.rm
المؤامرة على تفتيت العالم الإسلامي
*************************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-10.rm
الرّد على شُبُهات حول السُّلطان مُحمد الفاتح
********************************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-11.rm
الابتلاء في حياة أصحاب الدّعوات
**********************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-12.rm
السلطان عبدالحميد الأول
****************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-13.rm
الحملة الفرنسية
*************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-14.rm
الملامح الرئيسيّة للدولة العُثمانيّة
************************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-15.rm
غزو المصريين للحجاز
**************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-16.rm
سقوط مُحمد علي
************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-17.rm
السلطان عبدالعزيز، و حفر القناة، و عزله
****************************
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/20)
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-18.rm
سقوط الخلاف
**********
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-19.rm
المؤامرات الأوروبيّة لسقوط الخلافة
***********************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-20.rm
دخول العالم الإسلامي في فترة مُظلمة من التاريخ
**********************************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-21.rm
سقوط الخليفة السلطان عبدالحميد الثاني
****************************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-22.rm
الحرب العالمية الأولى
**************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-23.rm
تعليق المُعاصرين لسقوط الخلافة
***********************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-24.rm
موقف العالم الإسلامي بعد سقوط الخلاف
*****************************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-25.rm
الحرب العالمية و انقلاب كمال أتاتورك
*************************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-26.rm
الدروس المُستفادة
*************
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-27.rm
دروسٌ و عبر
*********
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-28.rm
جزى الله خيرا الاخوة في موقع طريق الاسلام على تيسيرهم لهذه المادة
ـ[احمد محمود محمد]ــــــــ[08 - 01 - 07, 05:03 م]ـ
جزاك الله كل خير ... يا اخى الطيب على هذه الكتب التاريخية
وشكر خاص مني لك لأني كنت أبحث عن هذه الكتب وكنت بحاجة ماسة لها
فكلمة شكر واحدة لا توفيك حقك
شكرا جزيلا
ـ[أحمد محمد أحمد بخيت]ــــــــ[11 - 01 - 07, 03:48 م]ـ
مما يؤسف له أننا نشئنا على فكر مغلوط تآمر على إشاعته فريقان: أذناب الاستعمار، وأبناء الصفويين، وكلاهما لم يرعيا فى دولة الخلافة إلا ولا ذمة، فنشئت كل الأجيال على أنها دولة احتلال وجباية وامتصاص رحيق البلاد وتسخير العباد،وسقطت الكثرة فى التسليم - أو على الأقل الاستكانة - بخبر الماضى، وهو مكذوب، ولم يكن مستغربا أن يحتفى بيوم الاستقلال من الاحتلال العثمانى كما يحتفل بأيام الاستقلال الأخرى، وأرى أن زحما من الصدق والبحث الجاد ينبغى أن يصرف وبقوة فى البرهنة على براءة دولة الخلافة من أكاذيب الروم وافتراءات الفرس، والفرصة اليوم مهيأة بعد أن قدم الفرس والروم الدليل العملى التجريببى الموثق صوتا وصورة على أنهم فى حربهم على أهل السنة أولياء بعض، أعنى أن قليلا من أثارة الأذهان وتجلية الغم عن الأبصار سيقق الهدف بإذن الله، فلنستعن بالله وليقدم كل منا ما ييسره الله له.
ـ[عبدالرحمن بن طالب]ــــــــ[30 - 01 - 07, 12:17 ص]ـ
للأسف أن أكثر من نصف الملفات معطوبة فهل من طريقة أخرى للحصول عليها من غير هذا الموقع ..
وبارك الله فيكم.
ـ[أسامة الشامي]ــــــــ[09 - 01 - 08, 12:58 م]ـ
جزاك الله كل خير
ـ[صخر]ــــــــ[09 - 01 - 08, 01:35 م]ـ
السلسلة موجودة في طريق الإسلام في هذا الرابط
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2065(140/21)
هل محمد الفاتح من المغول؟
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[15 - 11 - 06, 03:14 م]ـ
هل صحيح ان محمد الفاتح اصله من التتار المغول؟
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[16 - 11 - 06, 03:34 م]ـ
محمد الفاتح وفتح القسطنطينية
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
http://www.55a.net/firas/arabic/print_details.php?page=show_det&id=913
السلطان محمد الفاتح
للدكتور: محمد بن موسى الشريف
http://media.islamway.com/lessons/oqail//125-alFateh.rm
فتوحات محمد الفاتح
للشيخ جمال عبد الهادي
http://media.islamway.com/lessons/jamal/3osur_al-islam/191-Tareekh_Osmania/Osmania-03.rm
محمد الفاتح
وملحمة القسطنطينية الخالدة
بقلم: خليل حسن فخر الدين
http://www.fustat.com/I_hist/fatih.shtml
فتح القسطنطينية .. بشارة نبوية
http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/08/article10.shtml
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[17 - 11 - 06, 08:47 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد السعيدي]ــــــــ[14 - 12 - 06, 09:37 م]ـ
محمد الفاتح من نسل عثمان بن سليمان أرطغرل بيك من قبائل الترك وهم غير المغول والمغول غير التتار
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[21 - 12 - 06, 03:30 م]ـ
والمغول غير التتار
بارك الله في الشيخ محمد على هذه الفائدة
لكن ما الفرق؟؟
ـ[محمد السعيدي]ــــــــ[21 - 12 - 06, 07:24 م]ـ
الفرق أن المغول نسبة إلى هضبة منغوليا الواقعة حاليا في جمهورية الصين الشعبية والتتار نسبة إلى تتر استان وهي حاليا إحدى جمهوريات روسيا الاتحادية وكلا الشعبين التتار والمغول حاليا من القوميات الإسلامية في تلك البلاد الكافرة والحمد لله
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[21 - 12 - 06, 11:10 م]ـ
بارك الله فيك
وسكان منغوليا الحالية هل هم تتار أم مغول؟؟
نفع الله بك
ـ[محمد السعيدي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 01:13 ص]ـ
سكان منغوليا مغول وحسب وكان المؤرخون العرب يخلطون بين التتار والمغول لأن جيش جنكزخان كان مكونا من عدد من القوميات يغلب عليها المغول وهم قوم جنكز خان والتتار وهم مرتزقة في جيشه
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[22 - 12 - 06, 02:06 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 12 - 06, 06:55 م]ـ
الفرق أن المغول نسبة إلى هضبة منغوليا الواقعة حاليا في جمهورية الصين الشعبية والتتار نسبة إلى تتر استان وهي حاليا إحدى جمهوريات روسيا الاتحادية وكلا الشعبين التتار والمغول حاليا من القوميات الإسلامية في تلك البلاد الكافرة والحمد لله
هذا فيه نظر. التتار والمغول والأتراك كلهم ينتمون إلى منغوليا، لكنهم خرجوا على دفعات مختلفة. وتتارستان لم يسكنها التتار إلا بعد جنكيز خان.
ـ[الباحث]ــــــــ[25 - 01 - 07, 08:00 ص]ـ
بل الأتراك في الحقيقة لا يسكنون مع المغول والتتار بل هناك فرق بين هؤلاء الثلاثة.
والفرق أن المغول يسكنون في منغوليا والأتراك يسكنون في آسيا الوسطى وهي الجمهوريات الإسلامية (بلاد ما وراء النهر).
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 01 - 07, 11:45 ص]ـ
الأتراك اليوم لا يسكنون مع المغول والتتار. بل التتار اليوم لا يسكنون مع المغول بل يسكنون في روسيا وشرق أوربا. أما في الماضي فكانت تلك الشعوب الثلاثة تعيش في منغوليا، وهي الموطن الأصلي لها.
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[27 - 01 - 07, 04:08 م]ـ
التقيت مرة في مكة ببعض الاتراك المسلمين الباقين في الصين.
و ذكروا لي ان الشيوعيين يضطهدونهم صباح مساء
ـ[عبدالرحمن بن طالب]ــــــــ[29 - 01 - 07, 11:50 م]ـ
أيها الكرام نحتاج لحل إشكال الفرق بين هذه الطوائف مع إحالة على مصدر للتوثيق إن أمكن ..
بارك الله فيكم.
ـ[سليمان المصرى]ــــــــ[30 - 01 - 07, 04:31 م]ـ
الحقيقة ان القبائل التركية والمغولية هى فى الاصل من منشاء واحد ويمكن القول انهم ابناء عمومة ولكن الاتراك اتجهوا الى الغرب بينما ظل المغول منقسمين حتى تمكن جانكيز خان من توحيد كل القبائل تحت سيطرة القبيلة الذهبية كما سموها وقد اسلم التتار و المغول فى قسم منهم بينما تنصر بعضهم وللمغول دولة عظيمة فى الهند ظلت حتى الغزو الصليبى البغيض من انجلترا ولمراجعة معلومات اكثر يمكن العودة لكتاب "جانكيز خان: لثروت عكاشة ط دار الشروق" والكاتب ليس من ذوى الاتجاهات السلفية فليتنبه القارئ ولكنه نافع فى سرده التاريخى(140/22)
سلسلة مؤتمر التاريخ الإسلامي بين الحقيقة والتزييف
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[16 - 11 - 06, 01:52 ص]ـ
سلسلة مؤتمر التاريخ الإسلامي بين الحقيقة والتزييف
نبذة عن السلسلة:
*************
حاضر في هذا المؤتمر كل من:
د. عمر الاشقر - الشيخ عثمان الخميس - الشيخ محمد حسان - الشيخ عدنان عبدالقادر
1 الشريط الأول
************
http://media.islamway.com/lessons/several//Tareekh/Tareekh1.rm
2 الشريط الثاني
**************
http://media.islamway.com/lessons/several//Tareekh/Tareekh2.rm
3 الشريط الثالث
**************
http://media.islamway.com/lessons/several//Tareekh/Tareekh3.rm
4 الشريط الرابع
*************
http://media.islamway.com/lessons/several//Tareekh/Tareekh4.rm
5 الشريط الخامس
***************
http://media.islamway.com/lessons/several//Tareekh/Tareekh5.rm
6 الشريط السادس
***************
http://media.islamway.com/lessons/several//Tareekh/Tareekh6.rm
7 الشريط السابع
**************
http://media.islamway.com/lessons/several//Tareekh/Tareekh7.rm
ـ[معاذ جمال]ــــــــ[27 - 11 - 06, 12:45 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[26 - 03 - 07, 04:46 م]ـ
جزاكم الله خير(140/23)
سلسلة: الأيام النضرة في السيرة العطرة للشيخ صالح بن عواد المغامسي
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[16 - 11 - 06, 02:14 ص]ـ
سلسلة: الأيام النضرة في السيرة العطرة
صالح بن عواد المغامسي
شرح متن الدرة المضيئة للعلامة عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي / صوتي
نبذة عن الشرح:
***********
شرح متن الدرة المضيئة للعلامة عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي رحمه الله تعالى, وصاحب هذا التصنيف هوأحد أئمة المسلمين الذي عاشوا في القرن السادس الهجري، وكان ذا ورعٍ وعبادة، وممن اشتغل بطلب العلم وتعليمه، وممن عُرف عنهم كثرة التعبد والتماس الأثر، وكان فقيهًا حنبليًا رحمه الله تعالى.
الشريط الأول:
*********
المحتوى:
المقدمة - اسمه ونسبه - أبواه - مولده - مرضعاته - أسمائه - نشأته - رحلاته - زواجه من خديجة
الرابط:
http://media.islamway.com/lessons/smeghmasy/325-AlaiamAnazerah/01.rm
الشريط الثاني:
**********
المحتوى:
بعثته - هجرته - وفاته - أولاده
الرابط:
http://media.islamway.com/lessons/smeghmasy/325-AlaiamAnazerah/02.rm
الشريط الثالث:
**********
المحتوى:
حجه وعمرته - غزواته - كتابه - بعوثه إلى الملوك
الرابط:
http://media.islamway.com/lessons/smeghmasy/325-AlaiamAnazerah/03.rm
الشريط الرابع:
**********
المحتوى:
أعمامه و عماته - أزواجه - خدمه
الرابط:
http://media.islamway.com/lessons/smeghmasy/325-AlaiamAnazerah/04.rm
الشريط الخامس:
************
المحتوى:
مواليه - أفراسه - سلاحه - صفته الخلقية
الرابط:
http://media.islamway.com/lessons/smeghmasy/325-AlaiamAnazerah/05.rm
الشريط السادس:
************
المحتوى:
صفته الخلقية - معجزاته - خلفائه - الخاتمة
الرابط:
http://media.islamway.com/lessons/smeghmasy/325-AlaiamAnazerah/06.rm
ـ[القباني]ــــــــ[08 - 05 - 07, 10:44 م]ـ
للفائدة
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[09 - 05 - 07, 02:53 ص]ـ
بارك الله فيك , وشفى الله الشيخ المغامسي
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[26 - 05 - 07, 11:43 م]ـ
الله يمن على الشيخ صالح بالشفاء العاجل
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 05 - 07, 11:59 م]ـ
بارك الله فيك , وشفى الله الشيخ المغامسي
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[27 - 05 - 07, 06:49 م]ـ
هذا الشرح مختصر كما ذكر ذلك الشيخ في أحد أشرطته تأملات قرآنية وذكر الشيخ بانه سيشرحه مرة ثانية بتفصيل أطول ...
اسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه(140/24)
عنوان المجد في تاريخ نجد) من أوائل المؤلفات ذات العلاقة ببدء التدوين التاريخي المحلي
ـ[العوضي]ــــــــ[16 - 11 - 06, 06:05 م]ـ
هذا الكتاب من أهم كتب التاريخ التي دونت لتاريخ قيام الدولة السعودية الأولى ونموها واتساع مداها وبزوغ فجر الدعوة السلفية وانتشار شمسها وضحاها وهو للمؤرخ الشيخ عثمان بن عبدالله بن بشر المتوفى سنة 1290هـ وما زال من أغنى المصادر التاريخية عن الدولة السعودية الأولى من تحقيق الشيخ عبدالرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ، وأتى في جزأين، وتأتي أهمية الكتاب في أن المؤلف معاصر لمعظم الحوادث وهو سجل دقيق للمواقع والحروب، والكتاب موسوعة تاريخية محلية حافلة بأسماء القبائل والعشائر والأماكن التاريخية والجغرافية والمدن والعلماء في منطقة نجد، وقد نشأ المؤلف في بيئة علمية مكنته من الاطلاع والإلمام بالتاريخ مما أعانه على كتابه واستفاد من المؤرخين الذين سبقوه كابن غنام في تدوين كتابه وقامت الدارة بعمل العناوين والفهارس التفصيلية الشاملة وأتى في طبعة أنيقة منقحة وفي ثوب جذاب ومشوق مما يغري الكثيرين ويحفزهم على قراءته.
ولقد جاءت التعليقات ذات فائدة وجدوى والاشارة إلى المواقع والأحداث التاريخية والغزوات والوفيات وتوضيح بعض التراجم وقد استخدم أسلوب الحوليات في الأحداث التاريخية وركز على النواحي العسكرية والسياسية والاجتماعية وجعل بداية تاريخه من السنة التي اتفق فيها الشيخ محمد بن عبد الوهاب مع الأمير محمد بن سعود على نشر الدعوة، ولم يهمل ما وقع في نجد من احداث قبل ذلك فدون ذلك في تاريخه وقد بدأ بذكر تلك الأحداث منذ سنة 850هـ حتى أحداث سنة 1267هـ مضيفاً إلى هذا ما يحدث من حوادث معاصرة في بعض المناطق المجاورة.
لقد حظي تاريخ ابن بشر بعناية المؤرخين بالاعتماد عليه والنقل عنه وقد سبق طبعه عدة مرات وطبع مختصره في بغداد سنة 1328هـ ثم في الهند وطبع في سنة 1349هـ على نفقة الشيخ محمد نصيف في مكة المكرمة ثم طبع في مصر سنة 1373هـ على نفقة الأستاذ عبدالمحسن البابطين صاحب المكتبة الأهلية في الرياض، ثم قامت وزارة المعارف بطباعته في سنة 1387هـ ثم طبع عدة طبعات تجارية سنة 1385هـ - وسنة 1388هـ - وسنة 1389هـ وطرح للبيع في المكتبات التجارية حتى جاءت طباعة الدارة له فاخرة ودقيقة في جزأين الهدف منها الفائدة والبحث التاريخي، حيث إنه كتاب يجسد ويبحث صميم تراثنا وتاريخنا الذي يجب أن نأخذه بالعناية والاهتمام ونقدمه للقراء دقيقا وسليما على حقيقته واعطاء هذا الجانب ما يستحقه من التحقيق والرجوع إلى المصادر مما سيفيد القارئ والمتخصص في جانب من جوانب التاريخ ويوفر عليه عناء البحث ومشقة الوصول لبغيته بما اشتملت عليه هذه الطبعة من عناوين وفهارس وتبويب للكتاب.
ولعل أهمية هذا الكتاب التاريخي تتمثل في نواحي عدة اهتمامه بمؤلفات من سبقه من المؤرخين خاصة وأن جزءاً كبيراً منها مفقود وذكره للحوادث والأخبار على أسلوب الحوليات وذكر ما سبقه من أحداث حيث استعرض ما حدث في نجد من القرن التاسع الهجري إلى سنة 1157هـ.
ولقد اشار الدكتور عبدالعزيز الخويطر في كتابه (عثمان بن بشر منهجه ومصادره) إلى ان فائدة الحقائق التي أوردها ابن بشر عن هذه الفترة، تأتي من ناحيتين: الأولى انه ليس بين أيدينا ما هو أوفى منها عنها والثانية ان ابن بشر معاصر لمعظمها.
وبالجملة فهذا الكتاب من أوائل المؤلفات ذات العلاقة ببدء التدوين التاريخي المحلي. وفق الله الجميع لخدمة تاريخنا وتراثنا العربي الإسلامي والله ولي التوفيق.
عبدالله بن حمد الحقيل
http://www.al-jazirah.com/87018/wo4d.htm
ـ[نياف]ــــــــ[16 - 11 - 06, 06:14 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
والحمد لله على السلامة
ومن طول الغيبات جاب الغنايم
ـ[عصام البشير]ــــــــ[16 - 11 - 06, 07:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
[ center]
وجعل بداية تاريخه من السنة التي اتفق فيها الشيخ محمد بن عبد الوهاب مع الأمير محمد بن سعود على نشر الدعوة، ولم يهمل ما وقع في نجد من احداث قبل ذلك فدون ذلك في تاريخه
وهذا الترتيب العجيب لا أعلم له مثيلا في كتب التاريخ.
لكنه مرهق للقارئ، لأنه يقطع عليه التسلسل التاريخي للأحداث.
فهو يذكر مثلا أحداث سنة تسع وخمسين ومئة وألف، ثم يقول:
(سابقة) ويذكر أحداث سنة اثني عشر وتسع مئة.
وهكذا دواليك ..
فائدة جانبية:
قرأتُ الكتاب من طبعة دار الحبيب بتحقيق د. محمد بن ناصر الشثري، ولم يتطرق لها المقال المذكور في مشاركة الأخ العوضي.
وهي طبعة لا بأس بها، اعتمد فيها على أصل مطبوع وأصل خطي كما ذكر في المقدمة.
فليتكم تقارنون بين هذه الطبعة وتلك الأخرى المذكورة في المقال، ليعم النفع.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[16 - 11 - 06, 07:52 م]ـ
ومن الفوائد التي علقتها من الكتاب، قوله في ترجمة الشيخ منصور البهوتي (1/ 97):
(وأخبرني شيخنا الشيخ القاضي عثمان بن منصور الحنبلي الناصري - متع الله به - قال: أخبرني بعض مشايخي، عن أشياخهم قالوا: كل ما وضعه متأخرو الحنابلة من الحواشي على أولئك المتون ليس عليه معول، إلا ما وضعه الشيخ منصور، لأنه هو المحقق لذلك، إلا حاشية الخلوتي، لأن فيها فوائد جليلة).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/25)
ـ[أبو معطي]ــــــــ[18 - 11 - 06, 01:13 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا العوضي سلمك الله
وبارك الله في الأستاذ عبدالله الحقيل
سبق أن كتبت نبذة مختصرة عن حياة المؤرخ عثمان بن عبدالله بن بشر الزيدي نسباً، أضيفها هنا لعلاقتها بالموضوع
هو الشيخ عثمان بن عبدالله بن عثمان بن أحمد بن بشر، من فخذ (الحراقيص) من قبيلة بني زيد، انتقل جده من (شقراء) الى (عودة سدير) وتملك هناك ثم انتقل الى (جلاجل)، وقد توفي والد الشيخ في جلاجل سنة 1215 هـ، بينما ولد الشيخ عثمان في جلاجل سنة 1210 هـ، ونشأ فيها يتيماً، وتعلم مبادىء القراءة والكتابة، ثم انتقل الى الدرعية سنة 1224 هـ، وتلقى العلم على علمائها ثم رجع الى جلاجل.
ومن أبرز مشائخه: الشيخ إبراهيم بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب، والشيخ إبراهيم بن سيف، والشيخ المؤرخ عثمان بن منصور، والشيخ عبدالكريم بن معيقل، والشيخ غنيم بن سيف، والشيخ علي بن ساعد، قرأ عليهم حتى أدرك، وتوجه الى علم التاريخ وبالذات تاريخ نجد، وقد عاش في الدولتين السعوديتين الأولى والثانية.
ألف كتباً منها:
1 - كتاب عن الخيل سماه (سهيل في ذكر الخيل) وقد عثر مؤخراً على هذا الكتاب، وتوجد الآن منه نسخة مخطوطة في دارة الملك عبدالعزيز بالرياض
2 - (الإشارة في معرفة منازل السبع السيارة) وأيضاً توجد نسخة خطيّة من هذا الكتاب في دارة الملك عبدالعزيز وسمعت أنها في طور التحقيق.
3 - (بغية الحاسب)
4 - (الخصائص ومبدأ النقائص في الطفيليين والثقلاء)
5 - (فهرس طبقات بن رجب على حروف المعجم)
6 - (عنوان المجد في تاريخ نجد) وهو من أشمل وأجمع تواريخ نجد، وقد طبع عدة طبعات، وحقق مرات عدة.
توفي رحمه الله في التاسع عشر من جمادى الآخرة عام 1290 هـ في جلاجل
كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد:
بالنسبة لكتاب (عنوان المجد في تاريخ نجد) للشيخ بن بشر، يوجد منه أكثر من نسخة خطية ربما أربع نسخ على الأقل (وربما أكثر)
أما عن طبعاته فقد طبع مختصر عنوان المجد سنة 1328 هـ، بعناية الشيخ محمد بن مانع، وسليمان الدخيّل، في مطبعة الشاه بندر ببغداد.
وذكر أمين الريحاني في كتابه (تاريخ نجد وملحقاته) أنه طبع في الهند بعنوان (علو المجد) تصحيف (عنوان المجد).
أما أول طبعة كاملة لتاريخ بن بشر سنة 1351، وقد طبعت على نفقة الوجيه الحجازي الشهير محمد بن حسين نصيف رحمه الله، وشركاه محمد صالح نصيف، وعبدالفتاح قتلان، في المطبعة السلفية في مكة المكرمة، وللأسف طبعت على نسخة فيها نقص وتحريف وتبديل، كما كان هناك أخطاء في ترجمة الشيخ بن بشر ونسبه، وقد أشار الى ذلك التحريف والتبديل الشيخ إبراهيم بن عبيد أل عبد المحسن في تاريخه (تذكرة أولي النهى والعرفان) في حوادث سنة 1351.
وللأسف طبع الكتاب مرة أخرى سنة 1373، في مصر، على نفقة الشيخ عبدالمحسن أبابطين، صاحب المكتبة الأهلية بمدينة الرياض أنذاك، ولكن على نفس النسخة الخطية التي طبعت عليها الطبعة الأولى في مكة.
ثم بعد ذلك نفد الكتاب من المكتبات وأصبح في حكم النادر، فطبعت وزارة المعارف الكتاب ووقعت في نفس الخطأ فقد اعتمدت على الطبعتين السابقتين ولم تعتمد حتى على المخطوط، كان ذلك في سنة 1389، ثم خرجت نسخة مصورة منها بدون تاريخ عن طريق مكتبة الرياض الحديثة ....... كل هذه النسخ تحمل نسخة واحدة وهي كما ذكرت نسخة اتضح نقصها وتحريفها فيما بعد.
ثم بعد ذلك يسّر الله العثور على نسخة خطية جيدة أشمل من تلك النسخة وأقل أخطاء في المتحف البريطاني بلندن، نسخت سنة 1270، وعليها تملك (علي أبو نيان) ووكيله (ناصر بن عبدان)، فطبع اعتمادا على هذه النسخة الطبعة المشهورة التي حققها الشيخ عبدالرحمن بن عبداللطيف أل الشيخ، وطبعتها دارة الملك عبدالعزيز، وفي مقدمة هذا المخطوط كتب (مصنف هذا الكتاب عثمان بن عبدالله بن بشر، النجدي مسكنا الحنبلي مذهبا السلفي اعتقادا، ونسبا من رؤساء بني زيد القبيلة المعروفة المشهورة أهل شقراء وغيرها .... الخ)، وعلى جودة هذه النسخة الخطية إلا أن تحقيقها فيه شيء من الأستعجال في تحري الألفاظ والكلمات
كما وجدت نسخة أخرى عليها ختم الأمام عبدالله بن فيصل بن تركي (وقف) وهي موجودة لدى مكتبة الملك فهد الوطنية، وقد صورت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة هذه النسخة وأخرجتها في كتاب (مخطوطة مصورة وملونة).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبه: زكي بن سعد أبومعطي
http://www.fatabanyzaid.com/abnbasher.htm
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[25 - 11 - 06, 10:23 م]ـ
وفي حائل نسخة غير مكتملة لعنوان المجد ..
وعليها تعليقات، ويقال إن هذه التعليقات من تعليقات ابن بشر .. وقد صورتها الدارة ..
ومرفق صورة الغلاف ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/26)
ـ[أبو عيسى الإلغي]ــــــــ[26 - 11 - 06, 09:43 م]ـ
الحمد لله
بارك الله في الأخ العوضي وفي تعريفه بكتاب: عنوان المجد في تاريخ نجد، وليتك تتبع ما كتب عن بلاد الحرمين كلها من كتب كما فعلت هنا وإن باختصار وتتحفنا بها في هذا الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85319
جزاك الله خيرا ومتع بك.
والسلام
ـ[العوضي]ــــــــ[02 - 12 - 06, 09:30 ص]ـ
بارك الله فيكم اخواني على ردودكم الطيبة
ولكن الموضوع لست أنا من كتبه فقد ذكرت اسم الكاتب والرابط أعلاه
وفقكم الله لما فيه الخير والصلاح
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[03 - 12 - 06, 12:25 ص]ـ
جزى الله الجميع خيرا
ـ[أبو معطي]ــــــــ[03 - 12 - 06, 08:00 م]ـ
السلام عليكم
ذريّة الشيخ هي الآن أسرة (البشر) أهل جلاجل بسدير والأسياح بالقصيم والكويت، والذين كانوا منهم في الزبير بعضهم سكن الكويت وبعضهم سكن الرياض، ويجمعهم الشيخ المؤرخ عثمان رحمه الله
ـ[العوضي]ــــــــ[03 - 12 - 06, 09:33 م]ـ
عنوان المجد في طبعته الجديدة
بقلم: إبراهيم بن عبدالله السماري
يعد كتاب «عنوان المجد في تاريخ نجد» من أشهر الكتب التي أرخت لهذه المنطقة في حقبة تاريخية معينة، وبرغم ما لوحظ على هذا الكتاب وغيره من أخطاء تاريخية عند تسجيل الأحداث، وما نبه إليه من أغلاط في تفسير تلك الأحداث لغلبة وجهة النظر الشخصية على ذلك التفسير، إلا أنه يظل من أهم التواريخ النجدية، ولاسيما في ظل ندرة التوثيق المكتوب لأحداث هذه المنطقة من أبنائها. وقد تعددت الطبعات المنشورة في تحقيق هذا الكتاب، إلا أن طبعة دارة الملك عبدالعزيز تعد أفضل الطبعات المتداولة على الإطلاق بالنظر إلى ما قدمته من خدمة علمية ومهنية.
والملحوظ أن عدداً من طبعات الكتاب تعتمد على المخطوطة ذاتها، إلا أنها تختلف في جودتها وإتقانها لعدة أسباب، أولها مدى كفاءة المحقق، والثاني اختلاف طريقة ومنهج التحقيق، والثالث: الهدف من نشر الكتاب، حيث يغلب الهدف التجاري على كثير من طبعات الكتب ومنها هذا الكتاب، بل إن غلبة هذا الطابع على كثير ممن عني بنشر هذا الكتاب تسبب في طمس أو تشويه المحتوى العلمي له.
ومن المعروف عند المهتمين بكتب التراث وتحقيق نفائسه أن التحقيق له مدارس مشهورة وكل مدرسة لها خصائصها ولها أشخاصها كذلك، فهناك مدرسة تعتمد على ملء الحواشي بالإسهاب والإطالة والاستطرادات التي غالباً ما تخرج عن خط سير موضوع الكتاب بقصد الإفادة ولو على حساب مقصود المؤلف، فكأنهم أرادوا أن يكون المطبوع جامعاً بين تحقيق النص الأصلي «المخطوط» وبين التأليف «الحواشي» في آن واحد، والمدرسة الأخرى تركز على إخراج نص المؤلف كما أراده هو وعدم التدخل فيه إلا بتصحيح ما لا يصح تركه دون تصحيح أو تعليق ونحو ذلك، بقصد أن المؤلف ينسب لصاحبه وليس إلى محققه، وربما عمد بعض أنصار هذه المدرسة وكثيراً ما يفعلون إلى الإعراض عن صحة نسبة الكتاب إلى مؤلفه وصحة عنوانه ونحو ذلك من أدبيات الدراسات التي يعتمد عليها التحقيق.
والمدرسة الثالثة عنيت بالموازنة بين ذا وذاك بحيث تتم المحافظة على نص المؤلف كما أراده وعدم التدخل لتصحيحه أو شرحه إلا عند الضرورة، مع العناية بصنع دراسة تحليلية للكتاب وتعقب موارده ومع الحرص على وضع فهارس متنوعة لتعم فائدته وتسهل مراجعته.
وقد صدر عام 1423/ 2002م عن «مكتبة الملك عبدالعزيز العامة» بالرياض طبعة جديدة من طبعات كتاب «عنوان المجد في تاريخ نجد» لمؤلفه عثمان بن عبدالله بن بشر، بتقديم الأستاذ عبدالله بن محمد المنيف المتخصص في المخطوطات دراسة وممارسة، وهذه الطبعة تتبع في منهجها المدرسة الثالثة من مدارس التحقيق التي أشرت إليها مع قربها الشديد من المدرسة الثانية، حيث اعتمدت هذه الطبعة على نشر الكتاب مصوراً من نسخة مخطوطة مكتوبة بخط واضح وجميل، مع شيء من الأدبيات المعتادة لتتميم الفائدة بالتعريفات الضرورية وتتبع ظروف التأليف ومنهجه، مما يجعل اقتناءها متعة لا تعدلها متعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/27)
أشارت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في تقديم الكتاب إلى أنه من المصادر الأساس لتاريخنا الوطني، ويعد سجلاً دقيقاً لكثير من المواقع والحروب التي عاصرها المؤلف، فوق كونه حافلاً بأسماء كثير من القبائل والمدن والعلماء، وفي كلمته الأولى أشار الأستاذ عبدالله المنيف إلى أن أهمية هذه المخطوطة تنبع من كون المؤلف قرأها وأكثر من نسخها، ونهج في ترتيبها نهجاً يخالف غيرها من النسخ وذلك بجعل السوابق في أول الكتاب بعد أن كانت في النسخ الأخرى مبثوثة في ثناياه، ثم قام الأستاذ المنيف بالتعريف بالمؤلف، والتعريف بالكتاب، وذكر أن من أهم مصادر ابن بشر التي لم ينص عليها صراحة تاريخ ابن لعبون في السوابق، وتاريخ ابن غنام في ما بعد ذلك، وأوضح أنه استفاد منهما في تصحيح بعض المعلومات في عنوان المجد وسوابقه، ثم تتبع مصادر ابن بشر في عنوان المجد مسحاً إحصائياً وتتبعاً تحليلياً، كما أشار الأستاذ المنيف إلي طبعات الكتاب وأنها وصلت إلى أكثر من عشر طبعات ولعدة مرات في كل طبعة، وأبدى مرئياته حيال كل طبعة، منوهاً بطبعة دارة الملك عبدالعزيز من حيث الفهارس والكشافات وجودة الطباعة، ثم قام بوصف المنهج الشكلي في النسخ الخطية والمطبوعة، وأعطى معلومات مفصلة عن الوصف الاكتناهي للمخطوطة التي اعتمدت عليها هذه الطبعة من حيث مسطرتها وعدد صفحاتها وألوان الحبر وطريقة التنقيط ونوع الخط ونحو ذلك، مما أعطى لهذه الطبعة شخصية علمية تخصصية تفتقدها مهنة الوراقة في كثير من تحقيقات ونشر المخطوطات، وأتمنى أن يكمل الأستاذ المنيف ما بدأه في هذه الطبعة، وما وعد به في مناسبة سابقة من تتبع خصائص الكتابة في المخطوطات النجدية من حيث رسم الخط وطريقة الكتابة والحبر ومسطرة السطر وغير ذلك من المداخل المهمة للتعريف بتلك المخطوطات، فالموضوع يستحق الجهد، والباحث أهلٌ له.
وختم الأستاذ المنيف مقدمته بذكر مسوغات نشر هذه النسخة من وجهة نظره مشيراً إلى جملة أسباب تتعلق بالمؤلف ابن بشر من حيث خلفيته العلمية وقدراته الفكرية، وتميزه مع ابن غنام في ذكر تفاصيل الأحداث التي عاصرها.
استغرقت المقدمة بما فيها تصدير المكتبة وكلمة المعلق ثلاثين صفحة، منها صفحتان خصصتا لفهرس زمني بتواريخ أحداث السنوات التي تناولها ابن بشر من عام 850هـ حتى عام 1268هـ والصفحة التي ورد فيها تاريخ كل سنة في هذه الطبعة، فكان فهرس السنوات هذا بديلاً عن فهرس الموضوعات، كما تضمنت المقدمة صورة لوقفية الكتاب.
وفي نهاية هذه الطبعة أُلحق كشاف هجائي معجمي للأعلام والقبائل والأماكن والوقائع في ثمان وسبعين صفحة، ولقد لحظت أنه بالنظر إلى ما ذكره ابن بشر في كتابه من كُتُبٍ كان الأولى أن يشمل التكشيف سجلاً بتلك الكتب المذكورة في الكتاب لما في ذلك من فائدة.
كتاب «عنوان المجد في تاريخ نجد» لمؤلفه عثمان بن بشر بدراسة وتقديم الأستاذ عبدالله بن محمد المنيف تجربة فريدة حيث لم يسبق في حدود علمي أن صدر من كتب التاريخ الوطني كتاب عن تحقيق مخطوطة مصوراً عن تلك المخطوطة بإخراج ملون جميل، وزاده جمالاً حسن طباعته، وجودة تجليده ونوعية ورقه، مما يسر طبعه في مجلد واحد في خمسمائة وخمس وثلاثين صفحة تضاف إلى المقدمة التي جاءت في قرابة ثلاثين صفحة ليصبح مجموع صفحاته خمسمائة وخمساً و ستين صفحة.
الأمر المستغرب في هذه الطبعة هو عدم ذكر اسم المقدم للكتاب الأستاذ عبدالله بن محمد المنيف في الغلاف الخارجي للكتاب ولا في الورقة المعدة فوق الغلاف الخارجي، وكذلك تَجاهُل ذكر اسمه في نهاية كلمته التي صدر بها دراسته للكتاب، والأمر المستغرب الآخر أن فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية المطبوعة خلت من اسم المقدم، برغم أن ذلك حق من حقوقه، وبرغم أن الناشر جهة علمية على اطلاع بحقوق النشر وتبعاته، والاكتفاء بالإشارة إلى المعلق في العنوان الداخلي للكتاب لا يكفي في رأيي للتعبير عن حقوقه.
هذا وبالله التوفيق.
alsmariibrahim@hotmail.com
* ملاحظة: سأضع في هذا الموضوع جميع المقالات التي سأحصل عليها حول كتاب (عنوان المجد) لكي أثري الموضوع وبالله التوفيق
ـ[ابن الحميدي الشمري]ــــــــ[03 - 12 - 06, 11:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
.
كان بودي أن أنتقد هذا المؤلَّف، أو أرى من ينتقده؛ إلا أني أخشى الطرد و الإبعاد من هذا الملتقى الذي علمني كثيرًا!!
.
و بالتالي سأظل صامتًا!!
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[03 - 12 - 06, 11:45 م]ـ
إذا كان ثم نقد علمي مستند على أدلة فحيهلا بالفائدة فأهل الحديث كما نحسبهم (ولا نزكي على الله أحداً) لا يعظمون الرجال على حساب الحق
فإن كان نقدك مبني على غير أساس علمي فوفر على نفسك!!!!
ـ[أبو معطي]ــــــــ[05 - 12 - 06, 01:20 م]ـ
هناك وثائق (مراسلات ومبايعات وقسّاميات وماشابه ذلك) ظهرت مؤخراً بخط الشيخ عثمان بن بشر وابنه الشيخ محمد، وعددها لا بأس به مع العلم أنه في السابق يقلّ أن توجد وثائق أصليّة بخطه رحمه الله وغفر له، ومن هذه الوثائق مراسلات بينه وبين بعض العلماء مثل الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ وغيره رحمهم الله تعالى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/28)
ـ[السلامي]ــــــــ[11 - 12 - 06, 08:56 م]ـ
رأيتك يا أبا معطي شددت الياء من اسم الدخيل سليمان والصحيح عدم التشديد بل السكون على زنة فعيل .........
ـ[أبو معطي]ــــــــ[11 - 12 - 06, 11:28 م]ـ
رأيتك يا أبا معطي شددت الياء من اسم الدخيل سليمان والصحيح عدم التشديد بل السكون على زنة فعيل .........
أخي الكريم السلامي
أشكرك على التصحيح بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء، وفعلاً الصحيح (سليمان الدخيل) بدون تشديد الياء
ـ[أبو معطي]ــــــــ[04 - 01 - 07, 08:53 م]ـ
السلام عليكم
هذه صورة من غلاف مختصر عنوان المجد الذي طبع في بغداد سنة 1328 لسليمان الدخيل والشيخ محمد المانع حصلت عليها من الباحث راشد العساكر جزاه الله خيراً
http://www.mkalat.com/upload/files/1/binbisher/binbisher%2001.jpg
وفي مقدمة الكتاب توجد ترجمة للشيخ عثمان بن بشر رحمه الله وجدها الشيخ محمد بن مانع على ظهر النسخة المخطوطة فنشرها وتعد أقدم ترجمة مطبوعة للشيخ عثمان بن بشر، قال الشيخ محمد المانع رحمه الله في آخر الترجمة: (هكذا وجدت هذه الترجمة مكتوبة على ظهر النسخة التي طبعتها عليها ولم يذكر كاتبها زمن ولادة المصنف ولا فاته ويظهر لي أنها مكتوبة في حياته وأنه رآها قدس الله سره، محمد بن مانع) وهذه صورة من الترجمة
http://www.mkalat.com/upload/files/1/binbisher/binbisher%2002.jpg(140/29)
روايات تاريخية باطلة / الكاتب: سليمان الخراشي
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[16 - 11 - 06, 08:39 م]ـ
روايات تاريخية باطلة / الكاتب: سليمان الخراشي
هذه أربع روايات تاريخية مشتهرة في الكتب، ولكنها -عند التحقيق- باطلة لاتثبت، أنقلها مع القول فيها من بعض الرسائل العلمية، وأتمنى من إخواني نشرها في المنتديات، لتستقر في الأذهان، وتمحو ما يذيعه الرافضة على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من البهتان.
(1) تهديد عمر -رضي الله عنه- أهل الشورى بالقتل!!
************************************
تضمنت الروايات الشيعية لقصة الشورى وتولية عثمان -رضي الله عنه- عدة أمور غريبة، منها:
زعمهم أن عمر أمر صهيباً أن يقتل من يخالف من الستة -الذين أمر أن لا تخرج الخلافة عنهم بعد وفاته- إذا اتفق خمسة أو أربعة منهم على رجل. وهذه رواية باطلة؛ لأنها وردت في رواية أبي مخنف، (عند الطبري 4/ 229) وأبومخنف شيعي هالك. وقد وردت مثل هذه الرواية عند ابن سعد وهي ضعيفة أيضًا لأنها منقطعة؛ فقد رواها سماك بن حرب ت 123هـ. ومما يزيد الرواية ضعفًا مخالفتها لرواية عبيد الله بن موسى التي فيها أن عمر أمر صهيباً إذا اجتمع أهل الشورى على رجل فإذا خالفهم أحد تُضرب عنقه. (الطبقات الكبرى 3/ 342، ورجالها ثقات).
(أثر التشيّع على الروايات التاريخية في القرن الأول الهجري، د. عبدالعزيز محمد نور ولي، 320 - 323 بتصرف).
(2) زعم الشيعة ومن تابعهم أن عليًا لم يبايع أبابكر -رضي الله عنهما-!
***********************************************
أخرج البيهقي في كتابه (الاعتقاد) -بسنده- عن أبي سعيد الخدري قال: "لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطباء الأنصار، فجعل الرجل منهم يقول: يا معشر المهاجرين، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استعمل رجلاً منكم قرن معه رجلاً منا، فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان، أحدهما منكم والآخر منا. قال: فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك، فقام زيد بن ثابت فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين، وإن الإمام يكون من المهاجرين، ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام أبو بكر فقال: جزاكم الله خيراً يا معشر الأنصار، وثبَّتَ قائلكم. ثم قال: أما لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم. ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبي بكر فقال: هذا صاحبكم فبايعوه، ثم انطلقوا، فلما قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم، فلم ير علياً، فسأل عنه، فقام ناس من الأنصار فأتوا به، فقال أبو بكر: ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وخَتْنَه أردت أن تشق عصا المسلمين؟! فقال: لا تثريب يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعه" .. (أخرجه أحمد 5/ 185 - 186، والطبراني في الكبير 4785، وقال الهيثمي في الزوائد 5/ 8938: رواه الطبراني وأحمد ورجاله رجال الصحيح).
وعن سعد بن إبراهيم قال: حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف في هذه القصة قال: ثم قام أبو بكر فخطب الناس واعتذر إليهم -يعني: إلى علي والزبير ومن تخلف- وقال: والله ما كنت حريصاً على الإمارة يوماً وليلة قط، ولا كنت فيها راغباً، ولا سألتها الله في سر ولا علانية، ولكني أشفقت من الفتنة، ومالي في الإمارة من راحة، ولكن قُلِّدتُ أمراً عظيماً، مالي به طاقة ولا يدان إلا بتقوية الله، ولوددتُ أن أُقوِّي الناس عليها مكاني عليها اليوم، فقبل المهاجرون منه ما قال وما اعتذر به، وقال علي والزبير: ما غضبنا إلا أنا أُخِّرنا عن المشاورة، وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه لصاحب الغار، وثاني اثنين، وإنا لنعرف شرفه وكِبرَه، ولقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة بالناس، وهو حيٌّ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/30)
وكذلك رواه إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة، وكذلك ذكره محمد بن إسحاق بن يسار في المغازي، وقال في اعتذار أبي بكر إلى علي وغيره ممن تخلف عن بيعته: أما والله ما حملنا على إبرام ذلك دون من غاب عنه إلا مخافة الفتنة، وتفاقُم الحدثان، وإن كنتُ لها لكارهاً، لولا ذلك ما شهدها أحد كان أحب إليّ أن يشهدها منك إلا من هو بمثل منزلتك، ثم أشرف على الناس فقال: أيها الناس، هذا علي بن أبي طالب فلا بيعة لي في عنقه، وهو بالخيار من أمره، ألا وأنتم بالخيار جميعاً في بيعتكم أياي، فإن رأيتم لها غيري فأنا أول من يبايعه، فلما سمع ذلك علي من قوله، تحلل عنه ما كان قد دخله، فقال: لا حِلّ، لا نرى لها أحداً غيرك، فمدّ يده فبايعه هو والنفر الذين كانوا معه، وقال جميع الناس مثل ذلك، فردُّوا الأمر إلى أبي بكر، وقالوا: خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك لأنه استخلفه على الصلاة بعده، فكانوا يسمّونه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى هلك.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبدالجبار، حدثنا يونس بن بُكَير، عن محمد بن إسحاق، فذكر قصة السقيفة، ثم ذكر بيعة العامة من غَدِ السقيفة، ثم ذكر ما نقلناه.
وأبو بكر الصديق رضي الله عنه ذهب فيما خيّرهم فيه من مبايعةٍ مذهب التواضع، واستبرأ قلوبهم في استخلافه، حتى إذا عرف منهم الصدق سكن إلى اجتماعهم على ذلك في السر والعلانية.
وقد صحَّ بما ذكرنا اجتماعهم على بيعته مع علي بن أبي طالب، ولا يجوز لقائل أن يقول: كان باطن علي أو غيره بخلاف ظاهره، فكان علي أكبر محلاً وأجلّ قدراً من أن يُقدم على هذا الأمر العظيم بغير حق، أو يُظهر للناس خلاف ما في ضميره، ولو جاز ادعاء هذا في إجماعهم على خلافة أبي بكر، لم يصح إجماع قط، والإجماع أحد حجج الشريعة، ولا يجوز تعطيله بالتوهم.
والذي روي أن علياً لم يبايع أبا بكر ستة أشهر، ليس من قول عائشة، إنما هو من قول الزهري، فأدرجه بعض الرواة في الحديث عن عائشة في قصة فاطمة رضي الله عنهما، وحفظه معمر بن راشد، فرواه مفصّلاً وجعله من قول الزهري منقطعاً من الحديث.
وقد روينا في الحديث الموصول عن أبي سعيد الخدري ومن تابعه من أهل المغازي: أن علياً بايعه في بيعة العامة بعد البيعة التي جرت في السقيفة.
ويحتمل أن علياً بايعه بيعة العامة، كما روينا في حديث أبي سعيد الخدري وغيره. ثم شجر بين فاطمة وأبي بكر كلام بسبب الميراث، إذ لم تسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم في باب الميراث ما سمعه أبو بكر وغيره، فكانت معذورة فيما طلبته، وكان أبو بكر معذوراً فيما منع، فتخلّف علي عن حضور أبي بكر حتى توفّيت، ثم كان منه تجديد البيعة والقيام بواجباتها، كما قال الزهري، ولا يجوز أن يكون قعود علي في بيته على وجه الكراهية لإمارته، ففي رواية الزهري أنه بايعه بعدُ، وعظّم حقه، ولو كان الأمر على غير ما قلنا، لكانت بيعته آخراً خطأ.
ومن زعم أن علياً بايعه ظاهراً، وخالفه باطناً، فقد أساء الثناء على عليّ، وقال فيه أقبح القول، وقد قال علي في إمارته وهو على المنبر: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: بلى، قال: أبو بكر، ثم عمر.
ونحن نزعم أن علياً كان لا يفعل إلا ما هو حق، ولا يقول إلا ما هو صدق، وقد فعل في مبايعة أبي بكر ومؤازرة عمر ما يليق بفضله، وعلمه، وسابقته، وحسن عقيدته، وجميل نيته في أداء النصح للراعي والرعية وقال في فضلهما ما نقلناه في كتاب الفضائل، فلا معنى لقول من قال بخلاف ما قال وفعل.
وقد دخل أبو بكر الصديق على فاطمة في مرض موتها وترضَّاها حتى رضيت عنه، فلا طائل لسخط غيرها ممن يدّعي موالاة أهل البيت، ثم يطعن على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويُهَجِّن من يواليه، ويرميه بالضعف والعجز، واختلاف السّرّ والعلانية في القول والفعل، وبالله العصمة والتوفيق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/31)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا محمد بن عبدالوهاب، حدثنا عبدان بن عثمان العتكي بنيسابور، أخبرنا أبو حمزة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال: لما مرضت فاطمة أتاها أبو بكر الصديق، فاستأذن عليها، فقال علي: يا فاطمة، هذا أبو بكر يستأذن عليك، فقالت: أتحبّ أن آذن له؟ قال: نعم. فأذنت له، فدخل عليها يترضّاها وقال: والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله، ومرضاة رسوله ومرضاتكم أهل البيت، ثم ترضاها حتى رضيت. (الاعتقاد للبيهقي، ص 472 - 477 تحقيق عبدالله الدرويش).
قلتُ: وبما سبق من كلام البيهقي -رحمه الله- يُفهم ما أخرجه البخاري عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: " ... كان لعلي من الناس وجهٌ حياةَ فاطمة، فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس، فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته- ولم يكن يبايع تلك الأشهر- فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا، ولا يأتنا أحد معك، كراهة لمحضر عمر، فقال عمر: لا والله لا تدخل عليهم وحدك. فقال أبو بكر: وما عسيتهم أن يفعلوا بي؟ والله لآتينهم. فدخل عليهم أبو بكر، فتشهد علي فقال: إنا قد عرفنا فضلك وما أعطاك الله، ولم ننفس عليك خيراً ساقه الله إليك. ولكنك استبددت علينا بالأمر، وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيباً، حتى فاضت عينا أبي بكر. فلما تكلم أبو بكر قال: والذي نفسي بيده، لقرابة رسول الله أحب إلي أن أصل من قرابتي. وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فلم آل فيه عن الخير، ولم أترك أمراً رأيت رسول الله يصنعه فيها إلا صنعته. فقال علي لأبي بكر: موعدك العشية للبيعة. فلما صلى أبو بكر الظهر رقى على المنبر فتشهد، وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه، ثم استغفر. وتشهّد علي فعظم حق أبي بكر، وحدث أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر، ولا إنكاراً للذي فضله الله به، ولكنا نرى لنا في هذا الأمر نصيباً فاستبد علينا، فوجدنا في أنفسنا، فسر بذلك المسلمون وقالوا: أصبت، وكان المسلمون إلى علي قريباً حين راجع الأمر بالمعروف. (الفتح 7/ 564).
وما أجمل ما أخرجه البخاري عن عقبة بن الحارث قال: "صلى أبو بكر رضي الله عنه العصر ثم خرج يمشي، فرأى الحسن يلعب مع الصبيان، فحمله على عاتقه وقال: بأبي شبيه بالنبي، لا شبيه بعلي، وعلي يضحك" (الفتح 6/ 651، 7/ 119). زاد الإسماعيلي في روايته "بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بليال، وعلي يمشي إلى جانبه" (الفتح 6/ 656). (وانظر: الخلافة الراشدة والدلة الأموية، د. يحيى اليحيى، ص 186 - 188).
(3) هل كان معاوية يرى أنه أفضل من علي -رضي الله عنهما- ولهذا نازعه الخلافة؟!
************************************************** *****
(ذكر يحيى بن سليمان الجعفي –أحد شيوخ البخاري- في (كتاب صفين) من تأليفه - بسند جيد - عن أبي مسلم الخولاني أنه قال لمعاوية: "أنت تنازع علياً في الخلافة أو أنت مثله؟ قال: لا، وإني لأعلم أنه أفضل مني وأحق بالأمر، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قُتل مظلوماً وأنا ابن عمه ووليه أطلب بدمه؟ فأتوا علياً فقولوا له يدفع لنا قتلة عثمان، فأتَوْه فكلّموه فقال: يدخل في البيعة ويحاكمهم إلي". (الخلافة الراشدة والدلة الأموية، د. يحيى اليحيى، ص 525 - 526).
يقول الدكتور محمد أمحزون: "شاع بين الناس قديماً وحديثاً أن الخلاف بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، كان سببه طمع معاوية في الخلافة، وأن خروج هذا الأخير على علي وامتناعه عن بيعته كان بسبب عزله عن ولاية الشام، فقد جاء في كتاب (الإمامة والسياسة) -المنسوب زورًا- لابن قتيبة الدينوري، رواية تذكر أن معاوية ادّعى الخلافة، وذلك من خلال الرواية التي ورد فيها ما قاله ابن الكواء لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه: "اعلم أن معاوية طليق الإسلام، وأن أباه رأس الأحزاب، وأنه ادّعى الخلافة من غير مشورة، فإن صدقك فقد حلّ خلعه، وإن كذبك فقد حرم عليك كلامه".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/32)
وجاء في تاريخ الإمام الطبري عن سيف أن المغيرة بن شعبة جاء إلى عليّ وأشار عليه أن يقرّ معاوية في عمله، حتى إذا ضمن طاعته استبدله بغيره أو أبقاه، وأورد رواية أخرى من طريق الواقدي على نسق الرواية السابقة، لكن زاد فيها: أن علياً قال لابن عباس: سر إلى الشام فقد ولّيتكَهَا، وأن ابن عباس لم يوافقه على ذلك، وأشار عليه أن يكتب إلى معاوية يمنّيه ويعده -أي بالولاية-، فرفض علي بقوله: "والله لا كان هذا أبداً".
ونقل الحافظ الذهبي أن معاوية قال لجرير بن عبد الله رضي الله عنهما: "اكتب إلى عليّ أن يجعل لي الشام، وأنا أبايع له".
لكن الصحيح أن الخلاف بين عليّ ومعاوية رضي الله عنهما، كان حول مدى وجوب بيعة معاوية وأصحابه لعلي قبل توقيع القصاص على قتلة عثمان أو بعده، وليس هذا من أمر الخلافة في شيء.
فقد كان رأي معاوية رضي الله عنه ومن حوله من أهل الشام أن يقتص علي رضي الله عنه من قتلة عثمان ثم يدخلون بعد ذلك في البيعة، وقد تحدد موقفهم منذ اللحظة التي حمل فيها النعمان بن بشير رضي الله عنه قميص عثمان، وهو ملطّخ بدمائه، ومعه أصابع نائلة -زوجة عثمان-، فوضع القميص على المنبر في الشام ليراه الناس والأصابع معلقة في كم القميص، وندب معاوية الناس للأخذ بثأر عثمان والقصاص من قتلته، وقد قام مع معاوية جماعة من الصحابة في هذا الشأن.
ويروي الإمام الطبري أن معاوية أرسل رسولاً إلى علي بن أبي طالب، فلمّا دخل عليه واستأمن لنفسه قال: "لقد تركت ورائي ستين ألف شيخ يبكون على قميص عثمان، وهو منصوب لهم، وقد ألبسوه منبر دمشق، قال علي: مني يطلبون دم عثمان! ثم قال: اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان، نجا والله قتلة عثمان إلا أن يشاء الله".
وحين عسكر علي رضي الله عنه بصفين سلك مع أهل الشام نفس الأسلوب الذي سلكه مع أهل الجمل، فأرسل وفداً إلى معاوية فيهم بشير بن أبي مسعود الأنصاري الذي بدأ بالحديث فقال لمعاوية: "أدعوك إلى تقوى ربك وإجابة ابن عمك إلى ما يدعوك إليه من الحق، فإنه أسلم في دينك وخير لك في عاقبة أمرك، فقال معاوية: ويطلّ دم عثمان؟ لا والرحمن لا أفعل ذلك أبداً .... ".
وروى ابن مزاحم في كتابه: "وقعة صفين" أن أبا مسلم الخولاني قال لمعاوية: يا معاوية! قد بلغنا أنك تهمّ بمحاربة علي بن أبي طالب، فكيف تناوئه وليست لك سابقته؟! فقال معاوية: لست أدّعي أني مثله في الفضل، ولكن هل تعلمون أن عثمان قُتل مظلوماً قالوا: نعم، قال: فليدفع لنا قتلته حتى نسلم له هذا الأمر.
وذكر القاضي ابن العربي أن سبب القتال بين أهل الشام وأهل العراق يرجع إلى تباين المواقف بينهما: "فهؤلاء -أي أهل العراق- يدعون إلى علي بالبيعة وتأليف الكلمة على الإمام، وهؤلاء -أي أهل الشام- يدعون إلى التمكين من قتلة عثمان ويقولون: لا نبايع من يؤوي القتلة".
ويقول إمام الحرمين الجويني في "لمع الأدلة" إن معاوية وإن قاتل علياً، فإنه لا ينكر إمامته ولا يدّعيها لنفسه، وإنما كان يطلب قتلة عثمان ظاناً منه أنه مصيب، وكان مخطئاً.
أما شيخ الإسلام ابن تيمية فيقول بأن معاوية لم يدّع الخلافة ولم يبايع له بها حتى قُتل علي، فلم يقاتل على أنه خليفة، ولا أنه يستحقها، وكان يقرّ بذلك لم يسأله.
ويورد ابن كثير روايتين في هذا الموضوع: الأولى: عن ابن ديزيل بإسناده إلى أبي الدرداء وأبي أمامة رضي الله عنهما، أنهما دخلا على معاوية فقالا له: يا معاوية! علام تقاتل هذا الرجل؟ فوالله إنه أقدم منك ومن أبيك إسلاماً، وأقرب منك إلى رسول الله صلى الله عليه سلم وأحق بهذا الأمر منك، فقال: أقاتله على دم عثمان، وأنه آوى قتلة عثمان، فاذهبا إليه، فقولا: فليقدنا من قتلة عثمان، ثم أنا أول من أبايعه من أهل الشام".
وفي رواية ابن أعثم: "ولكني أقاتله حتى يدفع إليَّ قتلة عثمان، فإذا فعل ذلك كنت أنا رجلاً من المسلمين أدخل فيما دخل فيه الناس".
أما الرواية الثانية فتذكر أن علياً بعث إلى معاوية يدعوه إلى بيعته وأعطاه كتاباً بذلك، فاستشار معاوية عمرو بن العاص ورؤوس أهل الشام، فكان أن أبوا أن يبايعوا حتى يقتل قتلة عثمان أو يسلمهم إليهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/33)
وروى الحافظ الذهبي عن يعلى بن عبيد عن أبيه أنه قال: قال أبو مسلم الخولاني وجماعة لمعاوية: "أنت تنازع علياً؟ هل أنت مثله؟ فقال: لا، والله إني لأعلم أن علياً أفضل مني وأحق بالأمر، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قُتل مظلوماً، وأنا ابن عمه، وأنا أطلب بدمه؟ فأتوا علياً فقولوا له: فليدفع إليّ قتلة عثمان وأسلم له ... ".
ويقول ابن حجر في (الإصابة): "ثم قام معاوية في أهل الشام، وكان أميرها لعثمان ولعمر من قبله، فدعا إلى الطلب بدم عثمان ... ".
ويقول الهيثمي: "ومن اعتقاد أهل السنة والجماعة أن ما جرى بين معاوية وعلي رضي الله عنهما من الحروب، فلم يكن لمنازعة معاوية لعلي في الخلافة للإجماع على أحقيّتها لعلي ... فلم تهج الفتنة بسببها، وإنما هاجت بسبب أن معاوية ومن معه طلبوا من علي تسليم قتلة عثمان إليهم لكون معاوية ابن عمه، فامتنع علي ... ".
وهكذا تتضافر الروايات وتشير إلى أن معاوية رضي الله عنه خرج للمطالبة بدم عثمان، وأنه صرح بدخوله في طاعة علي رضي الله عنه إذا أقيم الحدّ على قتلة عثمان، ولو افترض أنه اتخذ قضية القصاص والثأر لعثمان ذريعة لقتال علي طمعاً في السلطان، فماذا سيحدث لو تمكن علي من إقامة الحدّ على قتلة عثمان.
حتماً ستكون النتيجة خضوع معاوية لعلي ومبايعته له، لأنه التزم بذلك في موقفه من تلك الفتنة، كما أن كل من حارب معه كانوا يقاتلون على أساس إقامة الحد على قتلة عثمان، على أن معاوية إذا كان يخفي في نفسه شيئاً آخر لم يعلن عنه، سيكون هذا الموقف بالتالي مغامرة، ولا يمكن أن يقدم عليه إذا كان ذا أطماع.
إن معاوية رضي الله عنه كان من كتّاب الوحي، ومن أفاضل الصحابة، وأصدقهم لهجة، وأكثرهم حلماً، فكيف يُعتقد أن يقاتل الخليفة الشرعي ويهرق دماء المسلمين من أجل مُلْك زائل، وهو القائل: "والله لا أخير بين أمرين، بين الله وبين غيره إلا اخترت الله على ما سواه". وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال فيه: «اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به»، وقال: «اللهم علّمه الكتاب وقِه العذاب».
أما وجه الخطأ في موقفه من مقتل عثمان رضي الله عنه فيظهر في رفضه أن يبايع لعلي رضي الله عنه قبل مبادرته إلى الاقتصاص من قتلة عثمان، بل ويلتمس منه أن يمكّنه منهم، مع العلم أن الطالب للدم لا يصح أن يحكم، بل يدخل في الطاعة، ويرفع دعواه إلى الحاكم، ويطلب الحق عنده.
ويمكن القول إن معاوية رضي الله عنه كان مجتهداً متأولاً يغلب على ظنه أن الحق معه، فقد قام خطيباً في أهل الشام بعد أن جمعهم وذكّرهم أنه ولي عثمان -ابن عمه- وقد قُتل مظلوماً، وقرأ عليهم الآية الكريمة {وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا} [الإسراء:33]، ثم قال: أنا أحب أن تعلموني ذات أنفسكم في قتل عثمان، فقام أهل الشام جميعهم وأجابوا إلى الطلب بدم عثمان، وبايعوه على ذلك، وأعطوه العهود والمواثيق على أن يبذلوا أنفسهم وأموالهم حتى يدركوا ثأرهم أو يفني الله أرواحهم.
وهذا الخطأ في التأويل يبرهن عليه ما قاله عمار بن ياسر رضي الله عنه في موقعة صفين، فعن زياد بن الحارث -له صحبة- قال: كنت إلى جنب عمار بن ياسر بصفين، وركبتي تمس ركبته، فقال رجل: كفر أهل الشام، فقال عمار: "لا تقولوا ذلك، نبينا ونبيهم واحد، وقبلتنا وقبلتهم واحدة، ولكنهم قوم مفتونون جاروا عن الحق، علينا أن نقاتلهم حتى يرجعوا إليه". (تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة، د محمد أمحزون، 2/ 143 - 152، وانظر للزيادة: مرويات خلافة معاوية في تاريخ الطبري، للدكتور خالد الغيث، ص 35 - 40).
قلتُ: ومما يوهن هذا الباطل أن معاوية رضي الله عنه لم يعلن خلافته إلا بعد وفاة علي رضي الله عنه. (انظر: تاريخ خليفة بن خياط، ص 192).
(4) قضية التحكيم بين علي ومعاوية، والزعم بأن عمرو بن العاص خدع أبا موسى الأشعري، رضي الله عن جميع الصحابة.
************************************************** ***************
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/34)
"لم يرد إلينا عن قضية التحكيم إلا روايات ضعيفة جداً مع أنها تعتبر من أخطر الموضوعات في تاريخ الخلافة الراشدة، وقد تاه فيها كثير من الكتاب، وتخبط فيها آخرون وسطروها في كتبهم ومؤلفاتهم، وكأنها حقيقة من أكبر حقائق التاريخ، وقد تلقاها الناس منهم بالقبول دون تمحيص لها وكأنها صحيحة لا مرية فيها؛ وقد يكون لصياغتها القصصية المثيرة وما زعم فيها من خداع ومكر أثر في اهتمام الناس بها وعناية المؤرخين بتدوينها، وليعلم أن كلامنا هذا ينصب على التفصيلات لا على أصل التحكيم؛ حيث إن أصله حق لا شك فيه". ص 378
"لقد كثر الكلام حول قصة التحكيم، وتداولها المؤرخون والكتاب على أنها حقيقة ثابتة لا مرية فيها، فهم ما بين مطيل في سياقها ومختصر وشارح ومستنبط للدروس وبان للأحكام على مضامينها، وقلما تجد أحداً وقف عندها فاحصاً محققاً، وقد أحسن ابن العربي في ردها إجمالاً وإن كان غير مفصِّل، وفي هذا دلالة على قوة حاسته النقدية للنصوص، إذ إن جميع متون قصة التحكيم لا يمكن أن تقوم أمام معيار النقد العلمي، بل هي باطلة من عدة وجوه:
الأول: أن جميع طرقها ضعيفة، وأقوى طريق وردت فيه هو ما أخرجه عبدالرزاق والطبري بسند رجاله ثقات عن الزهري مرسلاً قال: "قال الزهري: فأصبح أهل الشام قد نشروا مصاحفهم، ودعوا إلى ما فيها، فهاب أهل العراقين، فعند ذلك حكموا الحكمين، فاختار أهل العراق أبا موسى الأشعري، واختار أهل الشام عمرو بن العاص فتفرّق أهل صفين حين حكم الحكمان، فاشترطا أن يرفعا ما رفع القرآن ويخفضا ما خفض القرآن، وأن يختارا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأنهما يجتمعان بدومة الجندل، فإن لم يجتمعا لذلك اجتمعا من العام المقبل بأذرح.
فلما انصرف عليّ خالفت الحرورية وخرجت -وكان ذلك أول ما ظهرت- فآذنوه بالحرب، وردوا عليه: أن حكم بني آدم في حكم الله عز وجل، وقالوا: لا حكم إلا لله سبحانه! وقاتلوا، فلما اجتمع الحكمان بأذرح، وافاهم المغيرة بن شعبة فيمن حضر من الناس، فأرسل الحكمان إلى عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبدالله بن الزبير في إقبالهم في رجال كثير، ووافى معاوية بأهل الشام، وأبى علي وأهل العراق أن يوافوا، فقال المغيرة بن شعبة لرجال من ذوي الرأي من قريش: أترون أحداً من الناس برأي يبتدعه يستطيع أن يعلم أيجتمع الحكمان أم يتفرقان؟ قالوا: لا نرى أحداً يعلم ذلك، قال: فو الله إني لأظن أني سأعلمه منهما حين أخلو بهما وأراجعهما، فدخل على عمرو بن العاص وبدأ به فقال: يا أبا عبدالله، أخبرني عما أسألك عنه، كيف ترانا معشر المعتزلة، فإنا قد شككنا في الأمر الذي تبين لكم من هذا القتال، ورأينا أن سنتأنى ونتثبت حتى تجتمع الأمة!
قال: أراكم معشر المعتزلة خلف الأبرار، وأمام الفجار! فانصرف المغيرة ولم يسأله عن غير ذلك، حتى دخل على أبي موسى فقال له مثل ما قال لعمرو فقال أبو موسى: أراكم أثبت الناس رأياً، فيكم بقية المسلمين، فانصرف المغيرة ولم يسأله عن غير ذلك، فلقي الذين قال لهم ما قال من ذوي الرأي من قريش، فقال: لا يجتمع هذان على أمر واحد، فلما اجتمع الحكمان وتكلما قال عمرو بن العاص: يا أبا موسى، رأيت أول ما تقضي به من الحق أن تقضي لأهل الوفاء بوفائهم، وعلى أهل الغدر بغدرهم، قال أبو موسى: وما ذاك؟ قال: ألست تعلم أن معاوية وأهل الشام قد وفوا، وقدموا للموعد الذي واعدناهم إياه؟ قال: بلى، قال عمرو: اكتبها فكتبها أبو موسى، قال عمرو: يا أبا موسى، أأنت على أن نسمّي رجلاً يلي أمر هذه الأمة؟
فسمّه لي، فإن أقدر على أن أتابعك فلك عليّ أن أتابعك وإلا فلي عليك أن تتابعني! قال أبا موسى: أسمي لك عبد الله بن عمر وكان ابن عمر فيمن اعتزل، قال عمرو: إني أسمّي لك معاوية بن أبي سفيان، فلم يبرحا مجلسهما حتى استبّا، ثم خرجا إلى الناس، فقال أبو موسى: إني وجدت مثل عمرو مثل الذين قال الله عز وجل: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا} [الأعراف:175].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/35)
فلما سكت أبو موسى تكلم عمرو فقال: أيها الناس وجدت مثل أبي موسى كمثل الذي قال عز وجل: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [الجمعة:5]، وكتب كل واحد منهما مثله الذي ضرب لصاحبه إلى الأمصار". انتهى.
والزهري لم يُدرك الحادثة فهي مرسلة، ومراسيله كأدراج الرياح لا تقوم بها حجة.
الطريق الثاني: ما أخرجه ابن عساكر بسنده عن عمر بن الحكم بنحو رواية أبي مخنف رقم (107) وفيها العلل التالية:
1 - أنها مرسلة، فعمر بن الحكم لم يُدرك القصة فقد ولد سنة 37هـ.
2 - وفيها أبو بكر بن أبي سبرة قال عنه الإمام أحمد "كان يضع الحديث".
3 - وفيها أيضاً الواقدي وإسحاق بن عبدالله بن أبي فروة وكلاهما متروك.
الطريق الثالث: ما أخرجه ابن عساكر بسنده إلى الزهري، وهي مرسلة، وفيها أبو بكر بن أبي سبرة والواقدي. وهذا نصها: " ... رفع أهل الشام المصاحف وقالوا: ندعوكم إلى كتاب الله والحكم بما فيه، وكان ذلك مكيدة من عمرو بن العاص، فاصطلحوا وكتبوا بينهم كتاباً على أن يوافقوا رأس الحول أذرح، وحكموا حكمين ينظران في أمور الناس فيرضوا بحكمهما، فحكّم علي أبا موسى الأشعري، وحكّم معاوية عمرو بن العاص، وتفرق الناس فرجع علي إلى الكوفة بالاختلاف والدغل، واختلف عليه أصحابه فخرج عليه الخوارج من أصحابه ممن كان معه، وأنكروا تحكيمه وقالوا: لا حكم إلا الله. ورجع معاوية إلى الشام بالألفة واجتماع الكلمة عليه، ووافى الحكمان بعد الحول بأذرح في شعبان سنة ثمان وثلاثين، واجتمع الناس إليهما وكان بينهما كلام اجتمعا عليه في السر خالفه عمرو بن العاص في العلانية، فقدم أبا موسى فتكلم وخلع علياً ومعاوية، ثم تكلم عمرو بن العاص فخلع علياً وأقر معاوية، فتفرق الحكمان ومن كان اجتمع إليهما، وبايع أهل الشام معاوية في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين".
أما طرق أبي مخنف فهي معلولة بغيره؛ ففي رواية رقم (103) زياد بن النضر الحارثي وهو مجهول، ورواية رقم (107) من طريق أبي جناب الكلبي وهو ضعيف ولم يدرك الحادثة أيضاً.
هذه مجموع طرق هذه القصة فيما وقفت عليه.
وبعد: أفبمثل هذا تقوم حجة، أو يعول على مثل ذلك في تاريخ الصحابة الكرام وعصر الخلفاء الراشدين عصر القدوة والأسوة؟! ولو لم يكن في هذه الروايات إلا الاضطراب في متونها لكفاها ضعفاً فكيف إذا أضيف إلى ذلك ضعف أسانيدها؟!
الثاني: أهمية هذه القضية في جانب الاعتقاد والتشريع، ومع ذلك لم تُنقل لنا بسند صحيح، ومن المحال أن يُطبق العلماء على إهمالها مع أهميتها وشدة الحاجة إليها.
الثالث: وردت رواية تناقض تلك الروايات تماماً، وذلك فيما أخرجه البخاري في تاريخه مختصراً بسند رجاله ثقات، وأخرجه ابن عساكر مطولاً، عن الحصين بن المنذر أن معاوية أرسله إلى عمرو بن العاص فقال له: "إنه بلغني عن عمرو بعض ما أكره فأته فاسأله عن الأمر الذي اجتمع عمرو وأبو موسى فيه كيف صنعتما فيه؟ قال: قد قال الناس وقالوا، ولا والله ما كان ما قالوا ولكن لما اجتمعت أنا وأبو موسى قلت له: ما ترى في هذا الأمر؟ قال: أرى أنه في النفر الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض. قال: فقلت: أين تجعلني من هذا الأمر أنا ومعاوية؟ قال: إن يستعن بكما ففيكما معونة، وإن يستغن عنكما فطالما استغنى أمر الله عنكما".
فهذه الرواية لم تذكر خدعة ولا مكراً، ولا تولية ولا عزلاً، وقول أبي موسى هذا القول وهو يعلم أنه لم يبق من العشرة المبشرين بالجنة إلا سعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد، وعلي بن أبي طالب، وهو أفضلهم وأجلّهم، وقد اعتزلا الفتنة ولم يرغبا في ولاية ولا إمارة، فلم يبق إذاً إلا علي رضي الله عنه.
الرابع: أن معاوية كان يقرّ بفضل علي عليه، وأنه أحق بالخلافة منه، فلم ينازعه الخلافة ولا طلبها لنفسه في حياة علي، فقد أخرج يحيى بن سليمان الجعفي بسند جيد عن أبي مسلم الخولاني أنه قال لمعاوية: "أنت تنازع علياً في الخلافة أو أنت مثله؟ قال: لا وإني لأعلم أنه أفضل مني وأحق بالأمر، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قُتل مظلوماً وأنا ابن عمه ووليه أطلب بدمه؟ فأتوا علياً فقولوا له يدفع لنا قتلة عثمان وأسلم له، فأتوا علياً فكلموه فلم يدفعهم إليه".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/36)
فهذا هو أصل النزاع بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، فالتحكيم من أجل حل هذه القضية المتنازع عليها لا لاختيار خليفة أو عزله.
الخامس: أن الشروط التي يجب توفرها في الخليفة هي العدالة والعلم، والرأي المفضي إلى سياسة الرعية وتدبير المصالح، وأن يكون قرشياً.
وقد توفرت هذه الشروط في علي رضي الله عنه فهل بيعته منعقدة أم لا؟ فإن كانت منعقدة -ولا شك في ذلك وقد بايعه المهاجرون والأنصار أهل الحل والعقد، وخصومه يقرون له بذلك، فقول معاوية السابق يدل عليه- فمن يحل هذا العقد ومتى يحل وتنقض البيعة؟ أجيب عن ذلك بأن "الإمام إذا لم يَخْل عن صفات الأئمة، فرام العاقدون له عقد الإمامة أن يخلعوه، لم يجدوا إلى ذلك سبيلاً باتفاق الأئمة، فإن عقد الإمام لازم، لا اختيار في حله من غير سبب يقضيه، ولا تنتظم الإمامة ولا تفيد الغرض المقصود منها إلا مع القطع بلزومها، ولو تخير الرعايا في خلع إمام الخلق على حكم الإيثار والاختيار لما استتب للإمام طاعة ولما استمرت له قدرة واستطاعة ولما صح لمنصب الإمام معنى". (غياث الأمم، للجويني).
وإذاً فليس الأمر بهذه الصورة التي تحكيها الروايات: كل من لم يرض بإمامة خلعه! فعقد الإمامة لا يحله إلا من عقده، وهم أهل الحل والعقد وبشرط إخلال الإمام بشروط الإمامة، وهل علي رضي الله عنه فعل ذلك واتفق أهل الحل والعقد على عزله عن الخلافة حتى يقال إن الحكمين اتفقا على ذلك؟! "فما ظهر منه قط إلى أن مات رضي الله عنه شيء يوجب نقض بيعته، وما ظهر منه قط إلا العدل، والجد، والبر والتقوى والخير".
السادس: أن الزمان الذي قام فيه التحكيم زمان فتنة، وحالة المسلمين مضطربة مع وجود خليفة لهم، فكيف تنتظم حالتهم مع عزل الخليفة؟! لا شك أن الأحوال ستزداد سوءاً، والصحابة الكرام أحذق وأعقل من أن يقدموا على هذا.
السابع: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حصر الخلافة في أهل الشورى، وهم الستة، وقد رضي المهاجرون والأنصار بذلك، فكان ذلك إذناً في أن الخلافة لا تعدو هؤلاء إلى غيرهم ما بقي منهم واحد، ولم يبق منهم في زمان التحكيم إلا سعد بن أبي وقاص وقد اعتزل الأمر ورغب عن الولاية والإمارة، وعلي بن أبي طالب القائم بأمر الخلافة وهو أفضل الستة بعد عثمان فكيف يتخطى بالأمر إلى غيره؟!
الثامن: أوضحت الروايات أن أهل الشام بايعوا معاوية بعد التحكيم، والسؤال ما المسوغ الذي جعل أهل الشام يبايعون معاوية؟ إن كان من أجل التحكيم، فالحكمان لم يتفقا ولم يكن ثمة مبرر آخر حتى ينسب عنهم ذلك، مع أن ابن عساكر نقل بسند رجاله ثقات عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي أعلم الناس بأمر الشام أنه قال: "كان علي بالعراق يدعى أمير المؤمنين وكان معاوية بالشام يدعى الأمير فلما مات علي دعي معاوية بالشام أمير المؤمنين"، فهذا النص يبين أن معاوية لم يبايع بالخلافة إلا بعد وفاة علي، وإلى هذا ذهب الطبري. فقد قال في آخر حوادث سنة أربعين: "وفي هذه السنة بويع لمعاوية بالخلافة بإيليا" وعلق على هذا ابن كثير بقوله: "يعني لما مات علي قام أهل الشام فبايعوا معاوية على إمرة المؤمنين لأنه لم يبق له عندهم منازع".
وكان أهل الشام يعلمون بأن معاوية ليس "كفئاً لعلي بالخلافة، ولا يجوز أن يكون خليفة مع إمكان استخلاف علي رضي الله عنه، فإن فضل علي وسابقته، وعلمه، ودينه، وشجاعته، وسائر فضائله: كانت عندهم ظاهرة معروفة، كفضل إخوانه: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وغيرهم رضي الله عنهم"، وإضافة إلى ذلك فإن النصوص تمنع من مبايعة خليفة مع وجود الأول، فقد أخرج مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما" والنصوص في هذا المعنى كثيرة، ومن المحال أن يطبق الصحابة على مخالفة ذلك.
الغرائب التي اشتملت عليها روايات التحكيم عند أبي مخنف
وقد سجلتُ بعض الغرائب على روايات أبي مخنف هذه أهمها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/37)
1 - أخرج أحمد وابن زنجويه عن أبي وائل قال: "كنا بصفين، فلما استحر القتل بأهل الشام اعصتموا بتل، فقال عمرو بن العاص لمعاوية: أرسل إلى علي بمصحف وادعه إلى كتاب الله فإنه لن يأبى عليك، فجاء به رجل فقال: بيننا وبينكم كتاب الله {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ} [آل عمران:23]، فقال علي: نعم، أنا أولى بذلك، بيننا وبينكم كتاب الله، قال فجاءته الخوارج -ونحن ندعوهم يومئذ القرّاء وسيوفهم على عواتقهم- فقالوا: يا أمير المؤمنين ما ننتظر بهؤلاء القوم الذين على التل؟
ألا نمشي إليهم بسيوفنا حتى يحكم الله بيننا وبينهم، فتكلم سهل بن حنيف فقال: يا أيها الناس اتهموا أنفسكم، فلقد رأيتنا يوم الحديبية -يعني الصلح الذي كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين- ولو نرى قتالاً لقاتلنا، فجاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ألسنا على الحق وهم على باطل؟ أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟
قال: بلى، قال: ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال: يا ابن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني أبداً، قال: فرجع وهو متغيظ، فلم يصبر حتى أتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر ألسنا على حق وهم على باطل؟ أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى، قال: ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال: يا ابن الخطاب إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولن يضيعه أبداً، قال: فنزلت سورة الفتح، قال: فأرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمر فاقرأها إياه، قال: يا رسول الله وفتح هو قال: نعم".
2 - رواية رقم (98)، قول علي في الوليد بن عقبة وعبد الله بن أبي السرح -وقد مضى كلامنا على ذلك وأنهما اعتزلا الفتنة-، وقول علي أيضاً أنه صحب عمراً بن العاص طفلاً. هذا لا يصح من علي؛ حيث أن عمراً كان رجلاً يوم ولادة علي، فهو أسنّ منه بما يزيد على عشرين سنة، فقد توفي عمرو سنة 44هـ، وعمره يناهز التسعين، وتوفي علي سنة 40 هـ وعمره 63 سنة، وقيل 58 سنة.
3 - روايات رقم (99، 100، 101، 102، 105) وفيها المبالغة برفع منزلة الأشتر كما أوضحنا ذلك في روايات سابقة.
4 - ما أورده في رواية (106) من قول علي رضي الله عنه: "إن المرض لا أجر فيه". فلا أظنه يصحّ عن علي رضي الله عنه، إذ أن الأدلة متظافرة على ثبوت الأجر للمريض، فقد أخرج مسلم في صحيحه ثلاثة أحاديث تدل على ذلك:
الأول: عن عائشة رضي الله عنها قالت «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة، ومحيت عنه بها خطيئة».
الثاني: عنها بمعناه.
الثالث: عنها أيضاً «ما من شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة تصيبه، إلا كتب الله له بها حسنة، أو حطت عنه بها سيئة».
5 - قوله في رواية (110) "وكان في ابن عمر غفلة". كيف يستقيم هذا الوصف وقد جعله عمر مع أهل الشورى يستأنس برأيه؟ وكان يعد بعد العشرة من أرفع الناس علماً وفقهاً، وكان الناس يوازونه بعمر، وقد انتهت إليه الفتيا في زمانه، ومن الدلائل على اختلاق هذه الكلمة كون الراوي لها مولاه نافع أشد الناس ملازمة ورواية وحباً له.
6 - رواية (111) عن شريح بن هانيء أنه قال لعمرو "ما يمنعك أن تقبل من مولاك وسيد المسلمين بعد نبيهم". وقد وضّحت فيما سبق أنه نقل عنه قوله "من فضلني على أبي بكر وعمر جلدته حد المفتري"، وقوله: "أفضل الناس بعد نبيهم أبو بكر ثم عمر"، وغير ذلك من أقواله، وأن جيشه وأتباعه أعلم الناس بذلك، فكيف بعمرو بن العاص! ولماذا إن كان قد قال هذا القول لعمرو لم ينقل لنا رد عمرو عليه؟
7 - في رواية رقم (112) قول عمرو بن العاص لأبي موسى: "أنت أسن مني". فهذا لا يصح؛ ذلك أن أبا موسى توفي هو وعمرو في سنة واحدة وكان عمره 63 سنة، وعمرو يناهز التسعين كما مضى بيان ذلك.
8 - من العجيب اشتهار أبي موسى بالذكاء، والفطنة، والعلم، مع التقوى والبر والصلاح، وقد ولاّه النبي صلى الله عليه وسلم أشد الأعمال حاجة إلى هذه الصفات وهو القضاء، وكان عمر من أشد الخلفاء تحرّياً في اختيار عماله، وقد ولّى أبا موسى إمرة الكوفة والبصرة، وولي البصرة لعثمان أيضاً. وبعد هذا كله نجد في رواية رقم (112) قوله "وكان أبو موسى مغفلاً" فهذا ليس قدحاً في أبي موسى فحسب، بل في رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر وعثمان حيث ولّوا من كان بهذه الصفة مشتملاً.
9 - في نفس رواية (112) قول أبي موسى الأشعري: "نخلع علياً ومعاوية". وهل كان معاوية خليفة حتى يخلع؟ وإذا كان المقصود من إمارة الشام، فهذا راجع إلى الخليفة الذي يلي أمر المسلمين!
10 - علّق ابن كثير على ما ورد في آخر رواية رقم (112) من القنوت واللعن بقوله "ولا يصح هذا".
(مرويّات أبي مخنف في تاريخ الطبري، للدكتور يحيى اليحيى، ص 403 - 418).
(وانظر: وقفات هادئة مع أشرطة قصص من التاريخ الإسلامي، للدكتور خالد الغيث، ص 30 – 35).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/38)
ـ[أبو أنس الطنطاوى]ــــــــ[07 - 02 - 07, 09:48 ص]ـ
بارك الله فيك أخى الطيب وحفظ الكاتب سليمان الخراشى
ـ[أحمد محمد أحمد بخيت]ــــــــ[07 - 02 - 07, 07:36 م]ـ
بحث ماتع، ورد قوى نفع الله به وغفر لكاتبه.
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[17 - 02 - 07, 02:10 ص]ـ
جهد مبارك بارك الله في صاحبه
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[17 - 03 - 07, 03:32 م]ـ
شفاك الله وعافاك من كل سوء يا شيخ سليمان
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[17 - 03 - 07, 05:02 م]ـ
شفاك الله وعافاك من كل سوء يا شيخ سليمان
آمين
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 05 - 07, 09:09 م]ـ
بارك الله بالشيخ
ـ[سلمان الصيعري]ــــــــ[08 - 06 - 07, 03:43 م]ـ
جهد مبارك بارك الله في صاحبه
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[02 - 07 - 07, 12:24 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابن الحميدي الشمري]ــــــــ[02 - 07 - 07, 12:48 م]ـ
ألنا أن نجهر بما نعتقده في هذا الباب أم أن الأمر لا يحتمل؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 08 - 08, 01:16 ص]ـ
وما المانع؟
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[19 - 08 - 08, 04:20 ص]ـ
إخوتى أرجو منكم و من كل من ينقل روايات تاريخية سواءً من كتب السنة أو التاريخ .. التعامل مع تلك الروايات مثل ما يجب فعله مع الحديث من تحقق من صحة تلك الروايات وتخريجها و تحليل أسانيدها وطرقها و رواتهاو البحث عن العلل فيها لإثبات أنها حقاً باطلة - إن كانت كذلك - بالدليل المادى العلمى و ليس فقط بالإكتفاء بالقول المطلق بأنها من وضع الروافض أو الزنادقة
أعلم أن هذا أمر يطول و لكن مَن مِن طلبة العلم المجدين لم يمضى شهراً أو أكثر فى محاولة الحكم على حديث متتبعاً طرقه و أسانيده و متونه؟ , ثم يفوز بالثواب العظيم من الله عز و جل بعد الوصول للحق و إعلانه للجميع.
ولمعرفة اهمية بل و خطورة تلك الخطوة و الفكرة يرجى مراجعة الموضوع التالى:
:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=145972
أرجو الإهتمام للأهمية فالتاريخ الإسلامى و السيرة من نفس المشكاة الهامة الجليلة التى أنجبت السُنَّة المطهرة و تفسير القرآن الكريم
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[21 - 08 - 08, 12:00 ص]ـ
ألنا أن نجهر بما نعتقده في هذا الباب أم أن الأمر لا يحتمل؟
.
.
.
ألست أنت المدعو الحميدي المطيري , أم أنك في كل منتدى لك أسم!!
إتقوا الله وهؤلاء خير البشر بعد الأنبياء!!
والشيخ الأمين قد أعطاكم حرية لاتستحقونها في منتداه الخاص , فلا تأتونا بالغث هنا.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[28 - 08 - 08, 03:19 م]ـ
بارك الله فيكم
روايات تاريخية باطلة / الكاتب: سليمان الخراشي
أما شيخ الإسلام ابن تيمية فيقول بأن معاوية لم يدّع الخلافة ولم يبايع له بها حتى قُتل علي، فلم يقاتل على أنه خليفة، ولا أنه يستحقها، وكان يقرّ بذلك لم يسأله.
أين ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ هذا القول!
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[30 - 11 - 08, 12:07 م]ـ
روعة ياشيخ سليمان. نفع الله بك.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[03 - 12 - 08, 05:53 م]ـ
28 - 08 - 08 04:19 Pm
صلاح الدين الشريف
بارك الله فيكم
اقتباس:
روايات تاريخية باطلة / الكاتب: سليمان الخراشي
أما شيخ الإسلام ابن تيمية فيقول بأن معاوية لم يدّع الخلافة ولم يبايع له بها حتى قُتل علي، فلم يقاتل على أنه خليفة، ولا أنه يستحقها، وكان يقرّ بذلك لم يسأله.
أين ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ هذا القول!
المعلوم عن شيخ الإسلام رحمه الله غير ما ذُكِرَ هنا؛ فقد قال في منهاج السنة (4/ 217):
وعلى أفضل منه وأعلى درجة وهو أولى بالحق منه باتفاق الناس،وعسكر معاوية يعلمون أن عليا أفضل منه واحق بالأمر ولا ينكر ذلك منهم إلا معاند أو من أعمى الهوى قلبه، ولم يكن معاوية قبل تحكيم الحكمين يدعى الأمر لنفسه ولا يتسمى بأمير المؤمنين بل إنما ادعى ذلك بعد حكم الحكمين. ا.هـ
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 12 - 08, 06:04 م]ـ
ليس بين القولين اختلاف
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[07 - 12 - 08, 01:42 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مختصر الفتاوى المصرية (1/ 448):
ومعاوية لم يدع الخلافة ولم يبايع له بها حين قاتل عليا ولم يقاتل عليا على أنه خليفة ولا أنه يستحق الخلافة ولا كان هو وأصحابه يرون ابتداء على القتال بل لما رأى على أنه يجب عليهم مبايعته وطاعته إذا لا يكون للناس خليفتان وأن هؤلاء خارجون عن طاعته رأى أن يقاتلهم حتى يؤدوا الواجب وتحصل الطاعة والجماعة. ا.هـ
وقال في الفتاوى (3/ 456):
" وَمُعَاوِيَةُ " لَمْ يَدَّعِ الْخِلَافَةَ؛ وَلَمْ يُبَايَعْ لَهُ بِهَا حِينَ قَاتَلَ عَلِيًّا، وَلَمْ يُقَاتِلْ عَلَى أَنَّهُ خَلِيفَةٌ، وَلَا أَنَّهُ يَسْتَحِقُّ الْخِلَافَةَ، وَيُقِرُّونَ لَهُ بِذَلِكَ، وَقَدْ كَانَ مُعَاوِيَةُ يُقِرُّ بِذَلِكَ لِمَنْ سَأَلَهُ عَنْهُ، وَلَا كَانَ مُعَاوِيَةُ وَأَصْحَابُهُ يَرَوْنَ أَنْ يَبْتَدِئُوا عَلِيًّا وَأَصْحَابَهُ بِالْقِتَالِ، وَلَا يَعْلُوا. بَلْ لَمَّا رَأَى عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَصْحَابُهُ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِمْ طَاعَتُهُ وَمُبَايَعَتُهُ، إذْ لَا يَكُونُ لِلْمُسْلِمِينَ إلَّا خَلِيفَةٌ وَاحِدٌ، وَأَنَّهُمْ خَارِجُونَ عَنْ طَاعَتِهِ يَمْتَنِعُونَ عَنْ هَذَا الْوَاجِبِ. ا.هـ
روايات تاريخية باطلة / الكاتب: سليمان الخراشي
أما شيخ الإسلام ابن تيمية فيقول بأن معاوية لم يدّع الخلافة ولم يبايع له بها حتى قُتل علي،
ولم يبايع له بها حتى قُتل علي،؟! هذا القول لم يقله شيخ الإسلام، بل صرح في غير موضع أنّ معاوية تسمى بأمير المؤمنين بعد التحكيم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/39)
ـ[عدي الخطاب]ــــــــ[14 - 12 - 08, 06:26 ص]ـ
بارك الله فيكم
وجزيتم خيرا(140/40)
طلب اليهود من المسلمين فتح الأندلس: حقيقة أم ادعاء؟
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[16 - 11 - 06, 09:47 م]ـ
طلب اليهود من المسلمين فتح الأندلس: حقيقة أم ادعاء؟
د. خالد يونس الخالدي
باحث من الجامعة الإسلامية في غزة
الموضوع منقول:
***********
طلب اليهود من المسلمين فتح الأندلس: حقيقة أم ادعاء؟ .. ـــ د. خالد يونس الخالدي (*)
مقدمة:
بالرغم من أن موضوع رسالتي لنيل درجة الدكتوراه كان بعنوان: "اليهود في الدولة العربية الإسلامية في الأندلس، (92 ـ 897 هـ = 711 ـ 1492م)، إلا أن سؤالاً مهماً حول هذا الموضوع لم يتيسر لي الإجابة عنه في أثناء إعداد الرسالة وهو: "هل طلب اليهود من المسلمين فتح الأندلس"؟ ...
وقد استطاع الباحث بعد مزيد من البحث والتفكير والتأمل الإجابة عن هذا السؤال، ورأى أن يخرج هذه الإجابة في بحث مستقل وذلك للأسباب الآتية:
1 ـ لم أجد فيما اطلعت عليه من مصادر ومراجع جواباً حاسماً مدعوماً بالأدلة العقلية والتاريخية لهذا السؤال بالرغم من كثرة ما قرأت حول الموضوع.
2 ـ أنّ الإسبان لا زالوا منذ نحو أربعة عشر قرناً يرددون هذا الاتهام بهدف تسويغ هزيمتهم أمام المسلمين الفاتحين للأندلس، وتسويغ اضطهادهم الشديد لليهود قبل الفتح الإسلامي.
3 ـ أنّ بقاء هذه التهمة التي وجهت إلى اليهود دون دحض علمي حاسم، يشوه صورة الفتح الإسلامي للأندلس، إذ يجعل سببه الرئيس هو الاستجابة لمطلب يهود الأندلس، وليس لتحقيق أهداف الفتح الإسلامي السامقة.
4 ـ أنّ بقاء هذه الشبهة، يعزز ما يروج له بعض الكتاب اليهود الذين يحاولون زوراً أن يجعلوا لليهود دوراً في فتح الأندلس.
وقد بدأتِ الدراسة بمقدمة تضمنتْ أهم مسَوِّغاتها، وناقشت الروايات التي ورد فيها هذا الاتهام، ثم ساقت مجموعة من البراهين التي تنفي قيام يهود الأندلس بمطالبة المسلمين بفتحها. وانتهت بقائمة للمصادر والمراجع التي أفادت منها.
وقد اعتمد الباحث المنهج التاريخي التحليلي.
وجه الإسبان إلى يهود الأندلس تهمة الاتصال بالمسلمين، ومطالبتهم بفتح الأندلس، ووعدهم بتقديم المساعدة لهم مقابل تخليصهم من حكم القوط. وقد أُعلن عن هذا الاتهام لأول مرة من قبل الملك القوطي إجيكا، وذلك في مجلس طليطلة الكنسي المنعقد سنة (75 هـ =894م) (1)
وتوجد ثلاث روايات تتحدث عن هذا الاتهام، فالرواية الأولى تذكر أن يهود الأندلس قد دخلوا في مفاوضات مع يهود أجانب في البلاد التي وراء البحر، لغرض التقدم نحو الشعب النصراني (2). والرواية الثانية تبين أن يهود الأندلس قد تفاوضوا مع الأفارقة (3). أما الرواية الثالثة فتسمي الذين تم معهم التفاوض بـ"القوم الذين وراء البحر" (4).
ويلاحظ عند التأمل في هذه الروايات أن الغموض يكتنفها جميعاً. فالرواية الأولى قد حددت أن التفاوض قد تم مع يهود، إلا أنها لم تشر إلى المكان الذي يعيش فيه هؤلاء اليهود، واكتفت بتسميتهم "يهود أجانب في البلاد التي وراء البحر". (5)
والرواية الثانية تجعل الأفارقة هم الذين تم معهم التفاوض، ولم وتوضح ما تقصده بهذه الكلمة، التي يمكن أن تعني يهود أفريقيا أو مسلميها (6). أما الرواية الثالثة فكانت الأكثرغموضاً، إذ اكتفت بالقول إن التفاوض كان مع القوم الذين وراء البحر (7)
لكننا نستطيع الاستنتاج من خلال هذه الروايات، أن الاتهام قد وجه إلى يهود الأندلس بأنهم قد تفاوضوا مع المسلمين في الشمال الأفريقي، إما مباشرة أو عبر يهود تلك المنطقة، وأن هدف المفاوضات هو تشجيع المسلمين على غزو الأندلس من أجل رفع الظلم عن يهودها.
ولا يمكن أن يكون المقصود من الاتهام بالتفاوض مع يهود الشمال الإفريقي هو أن هؤلاء هم الذين سيتولون مهمة غزو الأندلس، وإنقاذ يهودها، لأنهم كانوا أقل من أن يشك بهم القوط، ويتّهموهم بالعزم على القيام بهذا العمل الكبير، إذ كانوا يخضعون لحكم المسلمين، وليس لهم كيان مستقل، أو جيش يُخشى منه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/41)
وأرى أن عدم ذكر كلمة المسلمين في خطاب إجيكا، وكذلك في الروايتين الإسبانيتين الأخريين، يرجع إلى قلة المعلومات المتوفرة عنهم لدى الإسبان، يؤكد ذلك رسالة "تدمير" إلى "لذريق" التي بعثها يستحثه على القدوم بجيشه لمواجهة الجيش الذي قاده طارق، إذ لم يسمهم المسلمين، بل قال: إن قوماً لا يُدرى أمن أهل الأرض، أم من أهل السماء، قد وطئوا بلادنا، وقد لقيتهم فلتنهض إلي بنفسك. (8)
وفي اعتقادي أنه لم يحدث أي اتفاق بين المسلمين واليهود على فتح الأندلس للأسباب الآتية:
ـ أولاً: لا توجد أية إشارة إلى هذا الاتفاق في المصادر الإسلامية التي تحدثت بإسهاب عن فتح الأندلس، ولاشك أن هذا الحدث الكبير المرتبط بالفتح ارتباطاً وثيقاً لا يمكن أن تجمع المصادر الإسلامية على إهماله، لو أنه وقع فعلاً.
ـ ثانياً: لو صح وقوع هذا الحدث، لتفاخر به يهود الأندلس، ولنشروه بشكل واسع يوصله إلى كتب المؤرخين الأندلسيين، لأنه يجعل لهم دوراً مهماً في الفتح، ويظهرهم بمظهر الأبطال الذين نجحوا في الانتقام من ظالميهم القوط. لكن مؤرخي اليهود أ نفسهم يرفضون هذا الاتهام، ويعدونه مختلقاً. (9)
ـ ثالثاً: اختلاف المؤرخين الإسبان في تعيين الجهة التي تم معها الاتفاق يدل على أنه محض اتهام، لا يقوم على دليل واضح أو معلومات موثقة. وقد كان هذا الاتهام ضعيفاً منذ أن أعلن عنه إجيكا لأول مرة، إذ لم يقدم الأدلة عليه. وقد يكون مصدره وشاية مغرضة من أعداء اليهود الكثيرين في ذلك الوقت. وقد يكون هدف إجيكا من توجيهه لليهود هو الرغبة في استعادة ثقة رجال الدين به، التي اهتزت بسبب سياسة تخفيف الضغوط عن اليهود، التي انتهجها في بداية حكمه، وكذلك للظهور بمظهر الوطني الحريص على مصلحة البلاد (10).
ـ رابعاً: لم يكن المسلمون زمن انعقاد مجلس طليطلة الكنسي سنة (75 هـ = 694م) الذي أُعلن فيه عن هذا الاتهام قد أتموا فتح بلاد المغرب، حتى يفكروا بفتح الأندلس، ويحضِّروا له بعقد الاتفاقيات المسبقة مع اليهود هناك كي يحصلوا على مساعدتهم، بل كان المسلمون منشغلين حينئذٍ بحرب كسيلة بن لمزم البرنسي الذي خرج عليهم وتحالف مع الروم، ووقف في وجه جهادهم وفتحهم للبلاد. وقد ولًَّى عبد الملك بن مروان سنة (65 هـ = 684م) على إفريقية والمغرب زهير بن قيس البلوي، وكلفه بالقضاء على كسيلة، فتمكن من ذلك، لكن الروم هاجموا جيشه في برقة، فاستشهد زهير وعدد من أصحابه (11). ولم تخضع بلاد المغرب للمسلمين إلا بعد جهود جهيدة وطويلة بذلها المسلمون تحت قيادة حسان بن النعمان الذي ولي أفريقية والمغرب سنة (78 هـ =697م) (12)، وموسى بن نصير الذي تولاها سنة (86 هـ = 705م) (13).
ـ خامساً: لا يدل التعاون الذي أظهره اليهود مع المسلمين الفاتحين على اتفاق مسبق بينهم، لأن يهود الأندلس كانوا على استعداد للتعاون مع كل من يمكن أن يرفع الظلم عنهم، كما أنهم في حالة ضعف واستعباد (14)، لا تُطمع المسلمين في التعويل عليهم وعقد الاتفاقيات المسبقة معهم، ثم إنه ليس اليهود وحدهم هم الذين تعاونوا مع المسلمين، فقد تعاون معهم أبناء الملك غيطشة وأنصارهم، رغبة في الانتقام من لذريق الذي اغتصب حقهم في العرش (15)، وكذلك فعل العديد من الإسبان المظلومين (16)، عندما شاهدوا بأنفسهم سماحة الفاتحين وسمو أخلاقهم وعظمة دينهم. يقول صاحب كتاب أخبار مجموعة في فتح الأندلس متحدثاً عن الخدمات التي قدمها بعض الإسبان لموسى بن نصير: "فلما نزل الجزيرة، قيل له: اسلك طريقه، قال: ماكنت لأسلك طريقه. قال له العلوج الأدلاء: نحن ندلك على طريق هو أشرف من طريقه، ومدائن هي أعظم خطباً من مدائنه، لم تُفتح بعد، يفتحها الله عليك إن شاء الله" (17). وعن ذلك يقول أيضاً: "ثم سار إلى مدينة قرمونة فقدَّم إليها العلوج الذين معه، وهي مدينة ليس بالأندلس أحصن منها، ولا أبعد من أن ترجى بقتال أو حصار، وقد قيل له حين دنا منها: ليست تُؤخذ إلا باللطف، فقدَّم إليها علوجاً ممن قد أمنه واستأمن إليه، مثل "يليان"، ولعلهم أصحاب "يليان"، فأتوهم على حال الأفلال، معهم السلاح، فأدخلوهم مدينتهم، فلما دخلوها بعث إليهم الخيل ليلاً، وفتحوا لهم باب قرطبة، فوثبوا على حراسه، ودخل المسلمون قرمونة" (18)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/42)
ـ سادساً: لم تكن المعاملة الحسنة التي عومل بها اليهود في أثناء الفتح وبعده، مكافأة لهم على ما قدموه للمسلمين كما يتصور البعض (19)، كما أنها ليست دليلاً على وجود اتفاق مسبق بينهما يقضي بحسن معاملتهم مقابل الخدمات التي يؤدونها للمسلمين. لأن المسلمين قدموا المعاملة نفسها للنصارى وأحسنوا إليهم، وهذا الإحسان هو الذي جذبهم إلى الإسلام، وجعلهم يدخلون في دين الله أفواجاً (20)، وقد انطلق المسلمون في إحسانهم لليهود والنصارى من مبادئ دينهم الذي يوصي خيراً بأهل الذمة (21).
ولو مُيِّز اليهود عن النصارى في المعاملة و الحقوق والواجبات لسجلت كتب التاريخ ذلك، لكنهم كانوا متساوين دائماً في القانون الإسلامي.
وقد ظل هذا التساوي سائداً بين اليهود والنصارى في الأندلس، منذ فتحها وحتى زمن سقوطها، حيث يقول الفقيه المالكي المعروف محمد بن القاسم: "اليهود والنصارى عند مالك سواء". (22).
وفي اعتقادي أن أعظم مكافأة كان اليهود يرجونها من وراء خدماتهم، هو تخليصهم من ظلم واستعبادهم القوط، وقد تحقق لهم أكثر من ذلك، حيث لم يتحرروا من الظلم والاستعباد فحسب، بل فازوا بعدل الحكم الإسلامي وتسامحه.
وقد شهد اليهود أنفسهم بذلك حيث يقول حاييم الزعفراني: "لقد عرفت اليهودية الأندلسية في مجموعها حياة أكثر رخاء، وأكثر اطمئناناً، كما لم تعرفها في مكان آخر" (23).ويقول نسيم رجوان (رئيس تحرير جريدة اليوم الإسرائيلية): "كان اليهود قد عانوا خلال قرون، الكثير من الشقاء والبؤس، حيث كان الملوك الإسبان القساة الغلاظ، بعيدين كل البعد عن الشفقة والرحمة. وعندما دخل المسلمون إسبانيا لم يكتفوا بتحرير اليهود من الاضطهاد، ولكنهم شجَّعوا بينهم نشر حضارة كانت توازي بخصبها وعمقها أشهر الحضارات في مختلف العصور" (24).
ـ سابعاً: هناك إشارات إلى حدوث تعاون يهودي مع المسلمين في أثناء جهادهم في مناطق الشمال الأندلسي بعد مدة طويلة من فتح الأندلس، ومن ذلك تعاون يهود برشلونة مع المسلمين عندما غزوها سنة (235 هـ = 850م)، وقد عاقبهم الإسبان على ذلك بمصادرة أراضيهم (25).
كما جاء في سيرة القديس سانت ثيودارد ( Saint theodard)، رئيس أساقفة أربونة، الذي عاش حوالي سنة (266 هـ = 880م)، أنه لما دخل المسلمون لأول مرة إلى لانجدوك، انحاز اليهود إليهم، وفتحوا لهم أبواب مدينة طولوشة ( Toulouse)، ويضيف كاتب السيرة أن شارمان عاقبهم على خيانتهم، فأمر أن يؤتى كل سنة بمناسبة أعياد اليهود بيهودي، ويصفع أمام الملأ على باب الكاتدرائية (26).
إن حدوث هذا التعاون بعد مضي نحو قرن ونصف على الفتح الإسلامي للأندلس مع عدم ورود إشارة إلى وجود اتفاق مسبق عليه بين المسلمين واليهود، يؤكد إمكانية حدوث التعاون اليهودي مع فاتحي الأندلس الأوائل دون اتفاق مسبق بينهما.
وأعتقد أن الأسباب التي دفعت اليهود للتعاون مع المسلمين بعد مضي مدة كبيرة على الفتح تتشابه مع تلك التي جعلتهم يتعاونون مع الفاتحين الأوائل (27).
- ثامناً: إن فكرة فتح الأندلس، فكرة إسلامية بحتة غير مرتبطة بتشجيع أو وعود من اليهود أو غيرهم، إذ رُوي أن محاولات لفتحها جرت في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه. حيث يقول البكري: "وروي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه كتب إلى من انتدب إلى غزو الأندلس: أما بعد فإن القسطنطينية إنما تفتح من قِبَلِ الأندلس، وإنكم إن استفتحتموها كنتم شركاء من يفتحها في الأجر، والسلام" (28)، ويقول ابن عذاري: "أما دخول المسلمين لها فذكر فيه أربعة أقوال: أحدها أن الأندلس أول من دخلها عبد الله بن نافع بن عبد القيس وعبد الله بن الحصين الفهريّان من جهة البحر في زمن عثمان رضي الله عنه ... ". (29)
كما شهدت الشواطئ الشرقية للأندلس نشاطاً للسفن الحربية الإسلامية، وتمكنت من الوصول إلى جزيرتي ميورقة ( Mayorca) ومنورقة ( Manorca) سنة (89 هـ = 707هـ)، وذلك في الحملة التي جهزها موسى بن نصير، وقادها ولده عبد الله (30).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/43)
- تاسعاً: يفهم من الروايات التي تحدثت عن عمليات الفتح، أن وجود اليهود في المناطق والمدن الأندلسية كان مفاجئاً بالنسبة للمسلمين، وغير معلوم لهم مسبقاً، حيث إن جميع الروايات استخدمت الفعل "ألفى" الذي يدل كثيراً على المصادفة ووجود شيء غير متوقع (31)، فصاحب كتاب أخبار مجموعة في فتح الأندلس يقول عن فتح إلبيرة: "فألفوا بها يومئذ يهوداً" (32)، وابن الخطيب يقول عن فتح غرناطة: "وألفوا بها يهوداً" (33)، وابن عذاري يقول عن فتح طليطلة: "وألفى طارق طليطلة خالية ليس فيها إلا اليهود (34) وذلك يؤكد على عدم وجود اتفاق مسبق بين المسلمين واليهود.
ـ عاشراً: يبدو أن تركيز المصادر الإسبانية على تعاون اليهود مع المسلمين، جاء من أجل تحميل اليهود سبب الهزيمة المخزية والسريعة التي مني بها الإسبان (35)، بالرغم من قوة جيشهم وكثرة أعدادهم (36)، وقتالهم على أرضهم، واتساع بلادهم، وبالرغم من قلة عدد الفاتحين (37)، وعدم معرفتهم بطبيعة البلاد.
قائمة المصادر والمراجع
أولاً: القرآن الكريم.
ثانياً: المصادر:
* البكري، أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز، (ت: 987 هـ = 1094م).
1 المسالك والممالك، (الجزء الخاص بالأندلس وأوروبا)، تحقيق: عبد الرحمن الحجي، (بيروت، دار الإرشاد، ط1، 1968م).
*الحميري، محمد بن عبد المنعم، (ت: بعد 866 هـ = 1461م).
2 ـ الروض المعطار في خبر الأقطار، تحقيق: إحسان عباس، (القاهرة، مؤسسة ناصر للثقافة، ط2، 1980م).
*ابن الخطيب، لسان الدين محمد بن عبد الله التلمساني، (ت: 776هـ = 1374م).
3 ـ الإحاطة في أخبار غرناطة، ج4، تحقيق: محمد عبد الله عنان، (القاهرة، الشركة المصرية للطباعة والنشر، ط2، 1393 هـ ـ 1973م).
*ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد، (ت: 808 هـ = 1406م).
4 ـ العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، ج7، (طبعة 1391 هـ ـ 1971م).
*الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان، (ت: 748 هـ = 1347م).
5 ـ العبر في خبر من غبر، تحقيق: صلاح الدين المنجد، (الكويت، 1960م).
*ابن سعيد الأندلسي، أبو الحسن علي بن موسى بن عبد الملك، (ت: 685 هـ = 1286م).
6 ـ المغرب في حلى المغرب، جزءان، تحقيق وتعليق: شوقي ضيف، (مصر، دار المعارف، تط 2، 1964م).
*الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير، (ت: 310هـ = 922م).
7 ـ جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ج30، بيروت، دار الفكر، 1405 هـ.
*ابن عذاري، أبو عبد الله محمد المراكشي، (ت: بعد 712هـ = 1312م).
8 ـ البيان المغرب في أخبار أهل الأندلس والمغرب، ج4، تحقيق ومراجعة: ج. س. كولان، وإ. ليفي بروفنسال، (بيروت، دار الثقافة، د. ت).
*الفخر الرازي.
9 ـ التفسير الكبير، ج17، (المطبعة البهية العربية، ط1357، 1هـ ـ 1938م).
*ابن الكردبوس، أبو مروان بن عبد الملك بن الكردبوس التوزري، (ت: بعد 713 هـ = 1313م).
10 ـ الاكتفاء في أخبار الخلفاء، (قطعة منه)، نشر تحت عنوان: "تاريخ الأندلس، لابن الكردبوس ووصفه لابن الشباط".
*مالك بن أنس، الأصبحي، (ت: 179 هـ = 795م).
11 ـ المدونة الكبرى، ج16، في 8م (مصر، مطبعة السعادة، بغداد، مكتبة المثنى، 1323هـ).
*مجهول المؤلف، (من أهل القرن الرابع أو الخامس الهجري/ العاشر أو الحادي عشر الميلادي).
12 ـ أخبار مجموعة في فتح الأندلس، تحقيق: إبراهيم الأبياري، دار الكتاب المصري، بيروت، دار الكتاب اللبناني، ط1، 1401 هـ ـ 1981م.
*المقري، شهاب الدين أحمد التلمساني، (ت: 1041 هـ = 1631م).
13 ـ نفح الطيب، من غصن الأندلس الرطيب، وذكر وزيرها لسان الدين بن الخطيب 8م، تحقيق: إحسان عباس، (بيروت، دار صادر، 1408 هـ = 1988م).
*ابن منظور، أبي الفضل جمال الدين محمد بن محمد، (ت: 711 هـ= 1310م).
14 ـ لسان العرب، (بيروت، دار صادر، د. ت).
*ابن هذيل، أبو الحسن علي بن عبد الرحمن الفزاري الأندلسي الغرناطي (ت: في القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي).
15 ـ تحفة الأنفس وشعار سكان الأندلس، (نشر لأول مرة بوسيلة البوتوغرافية بالمطبعة الشرقية لبولس غوتنهير بباريس، موجود في مكتبة المتحف العراقي، كتب بباريس أواخر سنة 1932م.
ثالثاً: المراجع العربية:
*بدر، أحمد.
1 ـ دراسات في تاريخ الأندلس وحضارتها من الفتح حتى الخلافة، (دمشق، 1972م).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/44)
*الحجي، عبد الرحمن علي.
2 ـ التاريخ الأندلسي، من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطه (92 ـ 897 م = 711 ـ 1492م)، (دمشق، دار القلم، بيروت، دار المنارة، ط3، 107).
*الخالدي، خالد يونس.
3 ـ اليهود تحت حكم المسلمين في الأندلس، (غزة، دار الأرقم للطباعة والنشر، 1421 هـ=2000م).
*الزعفراني، حاييم.
4 ـ ألف سنة من حياة اليهود في المغرب، تاريخ، ثقافة، دين، ترجمة: أحمد شعلان، وعبد الغني أبو العزم، (الدار البيضاء، مطبعة دار قرطبة، 1987م).
*الزين، حسن.
5 ـ أهل الكتاب في المجتمع الإسلامي، (بيروت، ط1، 1402 هـ ـ 1982م).
*الصابوني، محمد علي.
6 ـ صفوة التفاسير، م2، (بيروت، دار القلم، ط5، 1406هـ ـ 1986م).
*قطب، سيد.
7 ـ في ظلال القرآن، (بيروت، دار الشروق، ط10، 1402 هـ ـ 1982م).
*كحيلة، عبادة.
8 ـ تاريخ النصارى في الأندلس، (القاهرة، ط1، 1414 هـ ـ 1993م).
*مؤنس، حسين.
9 ـ فجر الأندلس، (القاهرة، ط1، 1959م).
رابعاً: المراجع الأجنبية:
* ASHTOR, ELIYAHU.
1- The Jews of Moslem Spain, 3 volumes, (Philadelphia, 1979)
*BARON, SALO
2-Asocial and religious history of the Jews, (Columbia, 1957).
*BEAR, YITZHAR.
3-History of the Jews in Christian Spain, (Philadelphia, 1966).
*DUBNOV, SEMON, MAR
قال الشيخ الألباني :
OVICH.
4- History of the Jews from the Roman Empire to the early medieval Period, 5 volumes, (New York, 1973).
*LEVI PROVENCAL.
5 – Histoire de musulmane, (Paris, 1950-1953).
(*) باحث من الجامعة الإسلامية في غزة.
(1) Dubnov, History of the Jews, vol, 2, p. 526.
(2) Ibid , vol , 2, p.526
(3)Ashtor, The Jews , vol, 1, p.22.
(4) مؤنس، فجر الأندلس، ص14.
(5) Dubnov, The Jews, vol , 2,p.526.
(6) ينظر:
Ashtor, The Jews, vol ,1,p.22.
(7) ينظر: مؤنس، فجر الأندلس، ص14.
(8) ابن هذيل، أبي الحسن علي بن عبد الرحمن بن هذيل الفزاري الأندلسي الغرناطي، تحفة الأنفس وشعار سكان الأندلس (نشر لأول مرة بوسيلة البوتوغرافية بالمطبعة الشرقية ليولس غوتنهر بباريس، موجود في مكتبة المتحف العراقي، كتب بباريس أواخر سنة 1932م)، ص 70.
(9) Ashtor, The Jews, vol , 1p.22, Levi provencal, Histoire de musulmane , (Paris, 1950 –53) , Vol .1,p.80, Bear, A history of the Jews in I’spagne christien spain , vol , 1, p.23.
(10) ينظر:
Dubnov, History of the Jews , vol , 2, p.526.
(11) ابن عذاري، البيان، ج1، ص 30 ـ 32.
(12) م. ن، ج1، ص 34 ـ 39.
(13) م. ن، ج1، ص 41 ـ 42.
(14) Lindo, The Jews of spain, p.26.
(15) مجهول، أخبار مجموعة، ص 18؛ رينو، الفتوحات الإسلامية، ص 43 ـ 219.
(16) مجهول، أخبار مجموعة، ص 16، 19؛ ابن عذاري، البيان، المغرب، ج2، ص 9، 6، 5؛
Ashtor, The Jews, vol, 1,p.22.
(17) مجهول، أخبار مجموعة، ص 24.
(18) م. ن، ص 24؛ قارن: ابن عذاري، البيان، المغرب، ج2، ص14.
(19) من الذين تصوروا ذلك، بدر، أحمد، دراسات في تاريخ الأندلس وحضاراتها من الفتح حتى الخلافة (دمشق، ط1972م، 2م)، ص110.
(20) ينظر: مؤنس، فجر الأندلس، ص 424؛ الحجي، التاريخ الأندلسي، ص 162 ـ 172.
(21) ينظر: القرضاوي، غير المسلمين في المجتمع الإسلامي، ص 9 ـ 30.
(22) مالك، وآخرون، المدونة، م5، ج12، ص 35؛ ج13، ص201.
(23) الزعفراني، حاييم، ألف سنة من حياة اليهود في المغرب، (تاريخ، ثقافة، دين)، ترجمة: أحمد شحلان، وعبد الغني أبو العزم؛ (الدار البيضاء،) مطبعة دار قرطبة، 1987م)، ص13.
(24) ينظر: الزين، حسن، أهل الكتاب في المجتمع الإسلامي، (بيروت، ط1، 1402هـ ـ 1982م)، ص 49 ـ 50؛ نقلاً: عن مجلة الأزمنة الحديثة الفرنسية، (عدد 253، سنة 1967م)، ص 823
(25) Baron, Salo, Asocial and religious history of the jews, (Columbia, 1957)., vol, 1.p.34.
(26) نقلاً عن: كحيلة، تاريخ النصارى في الأندلس، ص 45؛ ينظر: رينو، الفتوحات الإسلامية، ص 218.
(27) ينظر: الخالدي، خالد يونس، اليهود تحت حكم المسلمين في الأندلس، غزة، دار الأرقم للطباعة والنشر، ص 118.
(28) البكري، المسالك والممالك، "الجزء الخاص بالأندلس"، ص 130.
(29) ابن عذاري، البيان المغرب، ج2، ص4.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/45)
(30) ابن سعيد الأندلسي، أبو الحسن علي بن موسى بن عبد الملك، المغرب في حلي المغرب، ج2 تحقيق: شوقي ضيف، (القاهرة، 1964م)، ص 466؛ الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان، العبر في خبر من عبر، ج1، تحقيق: صلاح الدين المنجد، (الكويت، 1960م)، ص 104؛ ابن خلدون، العبر، ج4، ص 402.
(31) ذكر ابن منظور: ألفيتُ الشيء إلفاء إذا وجدته وصادفته ولقيته. ابن منظور، أبي الفضل جمال الدين محمد بن محمد، لسان العرب: "مادة لفى"، م15 (بيروت، دار صادر، د. ت)، ص 252.
ويقول الفجر الرازي في تفسيره لقوله تعالى: (وألفيا سيدها لدى الباب (: "أي صادفا بعلها" الفجر الرازي، التفسير الكبير، ج17، (المطبعة البهية العربية، ط1، 1357هـ ـ 1938م)، ص 122.
ويقول الطبري في تفسير الآية نفسها: "وصادفا سيدها". الطبري، محمد بن جرير، جامع البيان عن تأويل القرآن، (ط2 ..... )، ص192.
ويقول محمد الصابوني في تفسير الآية: (وألفيا سيدها لدى الباب (، أي وجدا العزيز عند باب القصر فجأة، وقد حضر في غير أوان حضوره". الصابوني، محمد علي، صفوة التفاسير، م2 (بيروت، دار القلم، ط5، 1406 هـ ـ 1986م)، ص 48.
ويقول سيد قطب في تفسيره الآية: "وتقع المفاجأة، (وألفيا سيدها لدى الباب ("، سيد قطب، في ظلال القرآن، م4، (بيروت، دار الشروق، ط10، 1402هـ ـ 1982م)، ص 1982.
(32) مجهول، أخبار مجموعة، ص 21 ـ 22.
(33) ابن الخطيب، الإحاطة، ص 17.
(34) ابن عذاري، البيان المغرب، ج2، ص12.
(35) عن تلك الهزيمة، ينظر: ابن الكرديوس، الاكتفاء، ص 135؛ المقري، نفح الطيب، ج1، ص 259.
(36) ينظر: ابن الكرديوس، الاكتفاء، ص47؛ ابن خلدون، العبر، ج4، ص 254؛ المقري، نفح الطيب، ج1، ص 231.
(37) ابن خلدون، العبر، ج4، ص 254، المقري، نفح الطيب، ج1، ص 233، ص 239.
المصدر:
مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 97 - السنة الرابعة والعشرون - آذار 2005 - آذار 1425
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[16 - 11 - 06, 10:55 م]ـ
نقل طيب يا أخ طيب
جزاك الله خيرا(140/46)
لماذا عزل عمر بن الخطاب خالد بن الوليد رضي الله عنهما؟ (بحث مهم)
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[17 - 11 - 06, 08:04 م]ـ
دراسات في السيرة والتاريخ
لماذا عزل عمر خالداً
رضي الله عنهما
إبراهيم بن محمد الحقيل
مقام الصحابة - رضي الله عنهم - مقام جليل عند الله تعالى؛ فقد اختارهم
من بين العالمين لصحبة أفضل المرسلين، وخاتم النبيين عليه الصلاة والسلام،
وأقام الله تعالى على أيديهم الدين الحنيف في ربوع الأرض؛ فلهم من المنزلة عند
الله تعالى ما ليس لغيرهم - خلا النبيين والمرسلين عليهم السلام -، فرضي الله
عنهم ورضوا عنه؛ كما قال الله سبحانه:] وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ
وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ [(التوبة: 100).
ولهم من المنزلة عند الموحدين من المسلمين ما ليس لغيرهم؛ فهم يعرفون لهم
فضلهم ومكانتهم التي بوَّأهم الله تعالى إياها، فيحبونهم ويوالونهم، ويبغضون من
أبغضهم، ويعادون من عاداهم.
ومحبة المؤمنين للصحابة - رضي الله عنهم - هي جزء من محبتهم للرسول
صلى الله عليه وسلم، كما أن بغض أهل الضلال من الكفار والمنافقين والمبتدعة
للصحابة - رضي الله عنهم - هو جزء من بغضهم للنبي صلى الله عليه وسلم
قصدوا ذلك أم لم يقصدوه، علموه أم جهلوه. قال ابن مسعود - رضي الله عنه -:
«اعتبروا الناس بأخدانهم» [1]، وقال الإمام مالك - رحمه الله تعالى -: «إنما
هؤلاء قوم أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم فلم يمكنهم ذلك؛ فقدحوا في
أصحابه حتى يقال: رجل سوء؛ ولو كان رجلاً صالحاً لكان أصحابه صالحين»
[2].
وبغض الصحابة - رضي الله عنهم - وانتقاصهم هو في واقع الأمر بغض
للدين وانتقاص له من وجهين:
الوجه الأول: أنهم على دين النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهم أصحابه
وأخلاؤه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «المرء على دين خليله فلينظر
أحدكم من يخالل» [3]؛ فدينهم هو دين النبي صلى الله عليه وسلم، وانتقاصهم هو
انتقاص لدينهم.
الوجه الثاني: أنهم حَمَلَةُ الدين وناقلوه إلينا. قال أبو زرعة الرازي - رحمه
الله تعالى -: «إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم فاعلم أنه زنديق؛ وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق،
والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح أوْلى بهم
وهم زنادقة» [4].
ومن أعظم ما يزهِّد الناس في شريعة الله تعالى القدح في نَقَلَتها، وقد رأينا
كيف أن أعداء الإسلام من مستشرقين حاقدين، ومنافقين مندسين لا يجترئون على
القدح المباشر في الشريعة؛ لئلا يثيروا الناس، ولكيلا ينفِّروا من أقوالهم
وطروحاتهم المتزندقة، يعمدون إلى غمز الصحابة - رضي الله عنهم - ولمزهم،
وإبراز الروايات المنكرة والموضوعة، واختزال التاريخ الإسلامي كله فيها، ومن
ثم تقديمها للناس على أنها خلاصة تاريخ المسلمين، وواقع السابقين من الصحابة
والتابعين، والأئمة المهديين، والقادة المجاهدين، على شكل قصص أو روايات،
أو دراسات تاريخية، أو ما أشبه ذلك. وكثيراً ما تُقَدَّم هذه الكتابات الطاعنة في
الصحابة - رضي الله عنهم - في قالب يزعم أصحابه الحيادية والموضوعية
التاريخية، ويدَّعون أنهم ينطلقون في كتاباتهم عن الصحابة - رضي الله عنهم -
من فراغ عن أي خلفيات فكرية مترسبة قد تؤثر بالحكم سلباً أو إيجاباً على
الروايات المنقولة عنهم. والمقصود من هذه المقدمات التي يقدمونها في كتاباتهم
الطاعنة في خير البشر بعد النبيين إكساب القارئ الطمأنينة فيما يكتبون، وجعل
أنفسهم محل ثقته وقبوله.
ولا خير فيمن يكتب عن رجالات الأمة الفضلاء وهو يعلن عدم انحيازه لهذه
الأمة؛ بل اتخذ بديلاً عنهم أعداء الإسلام من المستشرقين والمبتدعة، فانحاز إليهم
بفكره وقلمه، ثم إذا هو يزعم الموضوعية والحياد فيما يكتب، وكاد المريب أن
يقول: خذوني!!
وخلال سنوات مضت وقفت على كتابات عدة من مقالات ودراسات وقصص
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/47)
تبرز مسألة عزل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لخالد بن الوليد - رضي الله
عنهما - عن قيادة الجيوش، وتُسلِّط الأضواء على روايات ونقول لا تليق بمقام
الصحابة الجليل، وتتغافل عن المتواتر من المنقول الذي يُظهر حقيقة ما كانوا عليه
من الإيمان والتقوى والورع والتجرد في أقوالهم وأفعالهم؛ رضي الله عنهم
وأرضاهم.
وراح كثير منهم ينسج جملة من الأوهام والترهات المستندة إلى روايات منكرة
باطلة، ويزيدون عليها ألف كذبة من ترهات عقولهم المريضة، وأحقادهم الدفينة،
شأنهم شأن الكهان، ثم سمعت عمن يتناقل شيئاً من ذلك عبر الفضائيات في
حوارات وندوات. وليس الأمر كما ذكر المفتونون في دينهم، المخذولون بالقَدْح في الصحابة
- رضي الله عنهم -؛ إذ إن الأمر لا يعدو أن يكون اجتهاداً رأى فيه الفاروق مصلحة
المسلمين، وكان هذا الاجتهاد من عمر - رضي الله عنه - نتيجة لأعمال عملها
خالد - رضي الله عنه - كان مجتهداً فيها أيضاً، أصاب في بعضها وأخطأ في
بعضها، وكلاهما - رضي الله عنهما - بين أجر وأجرين.
* أسباب عزل عمر لخالد - رضي الله عنهما -:
اختلف أهل السير والمغازي في السبب الذي جعل عمر يعزل خالداً عن قيادة
الجيوش، وحاصل ما ذكروا أسباب ثلاثة:
السبب الأول: أن عزله كان بسبب شدته، وكان عمر - رضي الله عنه -
شديداً؛ فما أراد أن يكون الخليفة شديداً وقائد الجيوش كذلك. وكان أبو بكر
- رضي الله عنه - ليناً فناسب أن يكون قائد جنده شديداً، فلما ولي عمر عزل
خالداً وولَّى أبا عبيدة، وكان أبو عبيدة ليناً، فناسب مع أبي بكر ولينه خالد وشدته،
وناسب مع عمر وشدته أبو عبيدة ولينه، رضي الله عنهم.
قال ابن كثير - رحمه الله تعالى -: «فلما انتهت الخلافة إلى عمر عزل
خالداً وولَّى أبا عبيدة بن الجراح، وأمره أن يستشير خالداً؛ فجمع للأمة بين أمانة
أبي عبيدة وشجاعة خالد» [5].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: «وهكذا أبو بكر خليفة
رسول الله صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنه - ما زال يستعمل خالداً في حرب
أهل الردة، وفي فتوح العراق و الشام، وبدت منه هفوات كان له فيها تأويل، وقد
ذكر له عنه أنه كان له فيها هوى، فلم يعزله من أجلها بل عاتبه عليها؛ لرجحان
المصلحة على المفسدة في بقائه، وأن غيره لم يكن يقوم مقامه؛ لأن المتولي الكبير
- أي الخليفة - إذا كان خُلُقه يميل إلى اللين فينبغي أن يكون خُلُق نائبه يميل إلى
الشدة، وإذا كان خلقه يميل إلى الشدة فينبغي أن يكون خلق نائبه يميل إلى اللين؛
ليعتدل الأمر؛ ولهذا كان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - يُؤثر استنابة خالد،
وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يؤثر عزل خالد واستنابة أبي عبيدة بن
الجراح - رضي الله عنه -؛ لأن خالداً كان شديداً كعمر بن الخطاب، وأبا عبيدة
كان ليناً كأبي بكر، وكان الأصلح لكل منهما أن يتولى من ولاه ليكون أمره معتدلاً»
[6].
ويؤيد ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية أن عمر - رضي الله عنه - لما كان
يسعى إلى عزل خالد أيام أبي بكر - رضي الله عنه - كان يقول: «اعزله؛ فإن
في سيفه رهقاً، فقال أبو بكر: لا أشيم - أي لا أغمد - سيفاً سلَّه الله على الكفار»
[7].
قال ابن كثير - رحمه الله تعالى -: «والمقصود أنه لم يزل عمر بن
الخطاب - رضي الله عنه - يحرِّض الصديق ويذمِّره [**] على عزل خالد عن
الإمرة، ويقول: إن في سيفه لرهقاً؛ حتى بعث الصديق إلى خالد بن الوليد فقدم
عليه المدينة، وقد لبس درعه التي من حديد، وقد صدئ من كثرة الدماء .... »
إلخ [8].
ويشهد لشدة خالد أيضاً قتله للأسرى لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى
بني جذيمة؛ فقتل الأسرى الذين قالوا: صبأنا صبأنا، ولم يحسنوا أن يقولوا:
أسلمنا. فَوَدَاهم النبي صلى الله عليه وسلم حتى رد إليهم ميلغة الكلب [9]، ورفع
يديه، وقال: «اللهم! إني أبرأ إليك مما صنع خالد» [10].
قال الخطابي - رحمه الله تعالى -: «الحكمة في تبرُّئه صلى الله عليه وسلم
من فعل خالد مع كونه لم يعاقبه على ذلك لكونه مجتهداً أن يعرف أنه لم يأذن له في
ذلك، خشية أن يعتقد أحد أنه كان بإذنه، ولينزجر غير خالد بعد ذلك عن مثل فعله»
ا هـ. ملخصاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/48)
وقال ابن بطال - رحمه الله تعالى -: «الإثم وإن كان ساقطاً عن المجتهد
في الحكم إذا تبين أنه بخلاف جماعة أهل العلم، لكن الضمان لازم للمخطئ عند
الأكثر؛ مع الاختلاف: هل يلزم ذلك عاقلة الحاكم أم بيت المال؟»، قال الحافظ
ابن حجر متعقباً قول ابن بطال - رحمهما الله تعالى -: «والذي يظهر أن التبرؤ
من الفعل لا يستلزم إثم فاعله ولا إلزامه الغرامة؛ فإن إثم المخطئ مرفوع وإن كان
فعله ليس بمحمود» [11].
وكذلك قتله - رضي الله عنه - لمالك بن نويرة اليربوعي، وملخص خبره:
أن مالكاً صانع سَجَاحاً التميمية التي ادعت النبوة، ثم ندم مالك على ما كان منه،
وقصد خالد البطاح وعليها مالك، فبث خالد السرايا في البطاح يدعون الناس،
فاستقبله أمراء بني تميم بالسمع والطاعة، وبذلوا الزكوات، إلا ما كان من مالك بن
نويرة فإنه متحير في أمره، متنحٍّ عن الناس، فجاءته السرايا فأسروه وأسروا معه
أصحابه، واختلفت فيهم السرية؛ فشهد أبو قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري أنهم
أقاموا الصلاة، وقال آخرون: إنهم لم يؤذِّنوا ولا صلوا، فيقال: إن الأسارى باتوا
في كبولهم في ليلة باردة شديدة البرد، فنادى منادي خالد أن دفئوا أسراكم، فظن
القوم أنه أراد القتل فقتلوهم ... فلما بلغ ذلك خالداً قال: إذا أراد الله أمراً أصابه.
وقيل: إن خالداً استدعى مالك بن نويرة فأنبه على ما صدر منه من متابعة سجاح،
وعلى منعه الزكاة، وقال: ألم تعلم أنها قرينة الصلاة؟ فقال مالك: إن صاحبكم
كان يزعم ذلك. فقال: أهو صاحبنا وليس بصاحبك؟! يا ضرار! اضرب عنقه،
فضُربت عنقه، وأمر برأسه فجعل مع حجرين وطبخ على الثلاثة قدراً، فأكل خالد
من القدر تلك الليلة؛ ليرهب بذلك الأعراب من المرتدة وغيرهم. واعتذر خالد من
فعلته تلك بمالك لأبي بكر لما استدعاه، فعذره أبو بكر، وتجاوز عنه ما كان منه
في ذلك، وودى مالك بن نويرة [12].
السبب الثاني: أن عمر - رضي الله عنه - عزل خالداً - رضي الله عنه -
لما كان ينفق من أموال الغنائم دون الرجوع إلى الخليفة، كما روى الزبير بن بكار
- رحمه الله تعالى - قال: «كان خالد إذا صار إليه المال قسمه في أهل الغنائم،
ولم يرفع إلى أبي بكر حساباً، وكان فيه تَقَدُّمٌ على أبي بكر، يفعل أشياء لا يراها
أبو بكر».
ونقل الزبير بن بكار عن مالك بن أنس قوله: «قال عمر لأبي بكر: اكتب
إلى خالد لا يعطي شيئاً إلا بأمرك. فكتب إليه بذلك، فأجابه خالد: إما أن تدعني
وعملي، وإلا فشأنك بعملك. فأشار عليه عمر بعزله، فقال أبو بكر: فمن يجزئ
عني جزاء خالد؟ قال عمر: أنا. قال: فأنت. فتجهز عمر حتى أنيخ الظهر في
الدار، فمشى أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أبي بكر فقالوا: ما شأن
عمر يخرج وأنت محتاج إليه؟ وما بالك عزلت خالداً وقد كفاك؟ قال: فما أصنع؟
قالوا: تعزم على عمر فيقيم، وتكتب إلى خالد فيقيم على عمله. ففعل، فلما
تولّى عمر كتب إلى خالد أن لا تعطِ شاة ولا بعيراً إلا بأمري، فكتب إليه خالد بمثل
ما كتب إلى أبي بكر. فقال عمر: ما صدقتُ اللهَ إن كنت أشرت على أبي بكر
بأمر فلم أنفذه. فعزله، ثم كان يدعوه إلى أن يعمل فيأبى إلا أن يخليه يفعل ما يشاء،
فيأبى عمر» [13].
ويؤيد ذلك ما نُقل عن عمر من قوله: «إني ما عتبت على خالد إلا في تقدمه،
وما كان يصنع في المال» [14].
وذكر الحافظ ابن كثير ذلك فقال: «وقيل: عزله؛ لأنه أجاز الأشعث بن
قيس بعشرة آلاف، حتى إن خالداً لما عُزل ودخل على عمر سأله: من أين لك هذا
اليسار الذي تجيز منه بعشرة آلاف؟ فقال: من الأنفال والسهمان» [15].
ويؤيده ما رواه الإمام أحمد بسند جيد، أن عمر - رضي الله عنه - اعتذر
من الناس في الجابية فقال: «وإني أعتذر إليكم من خالد بن الوليد: إني أمرته أن
يحبس هذا المال على ضَعَفَة المهاجرين فأعطاه ذا البأس وذا الشرف وذا اللَّسَانة،
فنزعته وأمَّرت أبا عبيدة» [16].
السبب الثالث: أن عمر عزل خالداً - رضي الله عنهما - خشية افتتان الناس
به؛ فإن خالداً - رضي الله عنه - ما هُزم له جيش لا في الجاهلية ولا في الإسلام،
وقد جمع الله تعالى له بين الشجاعة والقوة والرأي والمكيدة في الحرب، وحسن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/49)
التخطيط والتدبير والعمل فيها، وقلَّ أن تجتمع هذه الصفات في شخص واحد.
ويدل على ذلك ما يلي:
1 - أن عمر - رضي الله عنه - كتب إلى الأمصار: «إني لم أعزل خالداً
عن سخطة ولا خيانة، ولكن الناس فُتنوا به فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع»
[17].
2 - ما رواه سيف بن عمر أن عمر - رضي الله عنه - قال حين عزل
خالداً عن الشام، و المثنى بن الحارثة عن العراق: «إنما عزلتهما ليعلم الناس أن
الله تعالى نصر الدين لا بنصرهما، وأن القوة لله جميعاً» [18].
3 - قول ابن عون: «ولي عمر فقال: لأنزعنَّ خالداً حتى يُعلم أن الله
تعالى إنما ينصر دينه. يعني بغير خالد» [19].
فقد يكون عزله لسبب من هذه الأسباب، أو لها مجتمعة، ورأى عمر
- رضي الله عنه - المصلحة في عزله.
وأما تَقَدُّمُ خالدٍ على الخليفة، ودفعه للأموال دون مراجعته فقد كان اجتهاداً منه
- رضي الله عنه -، ولعله رأى تأليف قلوب من يعطيهم، ولا سيما أنه كان
- رضي الله عنه - خبيراً بالحرب، عارفاً بمكايد عدوه، فلا يُظن به إلا أن يعطي
من ينتفع الإسلام بإعطائه، أو يكفي الإسلام شره. وكذلك شدته كانت للإسلام
ونصرته، أراد أن يُرهب أعداء الله تعالى من المشركين والمرتدين، وقد أخطأ في
بعض اجتهاداته؛ فهو معذور مأجور، لا يُقر على خطئه، ولا يؤثّم في اجتهاده؛
وهذا عين ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنه لم يقره على فعله ببني جذيمة،
ولم يؤثمه أو يعاقبه، وكذلك فعل الصديق - رضي الله عنه -؛ فإنه عاتبه على
اجتهاداته الخاطئة لكنه لم يعزله أو يؤثمه؛ بخلاف عمر - رضي الله عنه - الذي
أداه اجتهاده في خالد إلى عزله وتولية أبي عبيدة، رضي الله عنهم أجمعين.
شبهٌ والرد عليها:
وقد نقل بعض المؤرخين بعض الروايات التي يُشم منها رائحة اتهام الصحابة
- رضي الله عنهم - بالهوى، وأن عزل عمر لخالد - رضي الله عنهما - كان
لهوى في نفسه، وكراهية لخالد، ويذكرون قصة مصارعة قديمة بين خالد وعمر
- رضي الله عنهما - وفيها: أن خالداً صرع عمر وكسر رجله، فحملها عمر في
نفسه، فلما تولى الخلافة عزله ... إلخ.
وهذه النقول وما أشبهها باطلة من وجوه عدة، منها:
أولاً: أن الأصل في الصحابة - رضي الله عنهم - سلامة صدور بعضهم
على بعض؛ كما وصفهم الله تعالى بذلك في قوله سبحانه في وصف أهل الحديبية:
] أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ [(الفتح: 29)، وعمر - رضي الله عنه -
من أهل الحديبية؛ فكيف يكون في صدره شيء على مؤمن مجاهد كخالد - رضي
الله عنه -؟
وقال سبحانه في وصف التابعين للصحابة بإحسان:] وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ
بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ
لِّلَّذِينَ آمَنُوا [(الحشر: 10)، فإذا كان هذا الوصف في التابعين فالصحابة أوْلى
به، ولا سيما مَنْ كان من المهاجرين السابقين كعمر بن الخطاب - رضي الله
عنه -، والقادة المجاهدين كخالد بن الوليد - رضي الله عنه -.
فلا يُترك هذا الأصل المتين لمجرد روايات تاريخية يتناقلها القصاص
والإخباريون ليس لها خطام ولا زمام.
قال ابن حزم - رحمه الله تعالى -: «فمن أخبرنا الله عز وجل أنه علم ما
في قلوبهم، ورضي الله عنهم، وأنزل السكينة عليهم؛ فلا يحل لأحد التوقف في
أمرهم أو الشك فيهم البتة» [20].
ثانياً: أن من المستفيض المتواتر أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -
من أنصح الناس للأمة، وزهده وعدله وسيرته تنضح بالأمثلة والشواهد الكثيرة
على ذلك، وليس هذا مقام عرضها وسردها، فلا يُظن به وهو الناصح الأمين الذي
كان يتفقد أحوال الرعية أن يغش الأمة، ويعزل قائداً هي محتاجة إليه لولا أنه رأى
المصلحة تقتضي ذلك، وليس لنفسه أي حظ من ذلك.
ثالثاً: أن عمر - رضي الله عنه - من كبار الصحابة، ومن الخلفاء
الراشدين المهديين الذين أُمرت الأمّة كلها على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم
باتباع سُنَّتهم، واقتفاء سيرتهم؛ وذلك في قوله عليه الصلاة والسَّلام: «فعليكم
بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ» [21].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/50)
فلو كان عمر - رضي الله عنه - صاحب هوى، يقدّم هواه على مصلحة
الأمة؛ فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يزكيه، ويأمر الأمة باتباع سنته؟!
وهل يقره الله تعالى على هذه التزكية؟! فهذا مما يدل على بطلان هذه الروايات
التاريخية التي فيها نيل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وينبغي لكل مسلم قرأ قصة، أو اطلع على خبر لا يليق بالصحابة - رضي
الله عنهم - أن لا يقبله ويسلِّم به ابتداءً؛ بل يرجع إلى النصوص الثابتة في الكتاب
والسنة ويقضي بها على هذه الروايات التي غالباً ما تكون منقولة عن أهل البدع
والضلالات، أو في أسانيدها مجاهيل لا يُعرفون، أو مناكير لا يُقبَلون، أو كانت
بلا أسانيد. فمن سار على هذه الطريقة كان منهجه صواباً؛ لأنه قدَّم الثابت من
المنقول على غير الثابت.
ولا يلزم من هذا التأصيل الحكم بعصمة الصحابة - رضي الله عنهم -؛ بل
هم بشر يجتهدون فيصيبون ويخطئون، وهم أقرب إلى الصواب من غيرهم، ولا
سيما مَنْ كان من السابقين منهم إلى الإسلام. بيدَ أن تلك التهمة التي اتهم بها عمر
- رضي الله عنه - يلزم منها خيانة الأمة، وتقديم هوى النفس على المصلحة
العامة، وحرمان المسلمين من قائد ما نُكِّست له راية!! وهذا الاتهام غير مقبول في
الخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.
رابعاً: أن الروايات التاريخية المستفيضة تدل على أن خالداً - رضي الله
عنه - كان مجتهداً في أفعاله التي لم يرضها الصديق ولا الفاروق - رضي الله
عنهما -، كما تدل على اجتهاد عمر في عزله لتحقيق مصلحة أكبر من مصلحة
بقائه قائداً. وتدل أيضاً على دوام المحبة بينهما حتى بعد العزل، وهذه الروايات
تدحض كل ما ينقل مما فيه اتهام لعمر - رضي الله عنه - بالهوى.
ومن تلكم الروايات سوى ما ذكرته سابقاً ما يلي:
1 - أن عمر - رضي الله عنه - كان عازماً على تولية خالد - رضي الله
عنه - الخلافة من بعده، ومعلوم أن منصب الخلافة أعظم من مجرد قيادة الجيوش
في الشام؛ ولكن خالداً - رضي الله عنه - توفي قبل وفاة عمر - رضي الله عنه -؛
ودليل ذلك ما رواه الشاسي في مسنده عن أبي العجفاء السلمي قال: (قيل لعمر:
لو عهدتَ يا أمير المؤمنين! قال: لو أدركت أبا عبيدة ثم وليته ثم قدمت على ربي
فقال لي: لِمَ استخلفته؟ لقلت: سمعت عبدك وخليلك يقول: «لكل أمة أمين،
وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة» ولو أدركت خالد بن الوليد ثم وليته، فقدمت على
ربي لقلت: سمعت عبدك وخليلك يقول: «خالد سيف من سيوف الله سلَّه الله على
المشركين») [22].
2 - ما ذكره سيف بن عمر من أن عمر - رضي الله عنه - لما رأى زوال
ما كان يخشاه من افتتان الناس بخالد - رضي الله عنه -؛ عزم على أن يوليه بعد
أن يرجع من الحج، ولكن القدر سبق إلى خالد - رضي الله عنه - فتوفي قبل ذلك
[23].
3 - أن عمر أمر أبا عبيدة أن يستشير خالداً - رضي الله عنهم أجمعين -
في أمور الحرب حتى بعد عزله [24]؛ فلو كان في نفس عمر شيء على خالد -
رضي الله عنهما - لما جعله مستشاراً لأبي عبيدة - رضي الله عنه -.
4 - أن خالداً لما حضرته الوفاة أوصى لعمر - رضي الله عنهما -، وتولى
عمر وصيته [25]، وهذا يدل على المحبة بينهما؛ لأن الشخص لا يوصي إلا لمن
يحب ويثق في أمانته وحزمه وورعه، والوصي لا يقبل تولي وصية إلا من يحب؛
لأن في تنفيذها جهداً ومشقة.
5 - تزكية خالد لعمر عند أبي الدرداء - رضي الله عنهم - وإخباره بأن
عمر باب مغلق دون الفتن والمنكرات؛ فقد قال خالد لأبي الدرداء - رضي الله
عنهما -: «والله يا أبا الدرداء! لئن مات عمر لترين أموراً تنكرها» [26].
وفي المسند أن رجلاً قال لخالد - رضي الله عنه -: «يا أبا سليمان! اتق
الله؛ فإن الفتن قد ظهرت. فقال: وابن الخطاب حي؟ إنما تكون بعده» [27].
فلو كان خالد يعلم أن عمر إنما عزله لهوى في نفسه وليس لمصلحة رآها؛ فهل
كان سيزكيه هذه التزكية العظيمة؟!
6 - تأثر عمر بموت خالد - رضي الله عنهما - ورثاؤه له، ومدحه بما
يستحقه، ومن كان في نفسه شيء لا يفعل ذلك. روى ثعلبة بن أبي مالك: أن
خالداً لما مات، استرجع عمر مراراً ونكس، وأكثر الترحم عليه، وقال: «كان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/51)
والله سدَّاداً لنحر العدو، ميمون النقيبة، فقال علي: لِمَ عزلته؟ قال: عزلته لبذله
المال لأهل الشرف وذوي اللسان. قال: فكنت عزلته عن المال، وتتركه على
الجند! قال: لم يكن ليرضى! قال: فهلاَّ بلوته!» [28].
ونقل الحافظ عن محمد بن إسحاق قال: «لما مات خالد بن الوليد خرج عمر
في جنازته فإذا أمه تندبه وتقول:
أنت خير من ألف ألف من القوم إذا ما كنتَ في وجوه الرجال
قال: فقال عمر: صدقتِ والله، إن كان كذلك!» [29].
وروى إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمه موسى قال: «خرجت مع أبي
طلحة إلى مكة مع عمر، فبينا نحن نحط رواحلنا إذ أتى الخبر بوفاة خالد، فصاح
عمر: يا أبا محمد! يا طلحة! هلك أبو سليمان، هلك خالد بن الوليد ... » [30].
ونقل الحافظ أن خالداً - رضي الله عنه - لما جُهِّزَ بكته البواكي، فقيل لعمر:
«ألا تنهاهن؟ فقال: وما على نساء قريش أن يبكين أبا سليمان ما لم يكن نقعاً
ولا لقلقة» [31].
فهذه الروايات الكثيرة تثبت مدى محبة الصحابة بعضهم لبعض - رضي الله
عنهم -، كما تثبت أن عزل عمر لخالد - رضي الله عنهما - كان اجتهاداً رأى فيه
عمر مصلحة الأمة، ولم يكن لهذا العزل تأثير على بقاء المحبة والألفة بينهما إلى
أن مات خالد فتولى عمر وصيته، والله أعلم.
________________________ (*) رئيس تحرير مجلة الجندي المسلم.
(1) الصارم المسلول (3/ 1087 - 1088).
(2) المصدر السابق.
(3) رواه أبو داود، رقم (4833)، والترمذي، رقم (2379)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(4) الكفاية للخطيب (49)، وتهذيب الكمال (19/ 96).
(5) البداية والنهاية (7/ 76).
(6) السياسة الشرعية (1/ 18)، وانظر: مجموع الفتاوى (28/ 258).
(7) انظر: البداية والنهاية (6/ 241).
(**) ذمَّره: حضه وشجعه.
(8) البداية والنهاية: (6/ 242).
(9) قال ابن قتيبة: (ميلغة الكلب: الظرف الذي يلغ فيه الكلب إذا شرب، وأراد: أنه أعطاهم قيمة
كل ما ذهب لهم حتى ميلغة الكلب التي لا قدر لها ولا ثمن؛ لأن الكلب إنما يولغ في قطعة من صحفة
أو جفنة قد انكسرت) اهـ، غريب الحديث، لابن قتيبة (2/ 142)، وانظر: النهاية، لابن الأثير (5/
225).
(10) انظر: سيرة ابن هشام (5/ 95 - 96)، والاستيعاب (2/ 428)، وطبقات ابن سعد (2/ 148)،
والحديث أخرجه البخاري، رقم (7189) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
(11) فتح الباري (13/ 193 - 194).
(12) انظر: البداية والنهاية (6/ 241 - 242).
(13) الإصابة (3/ 73).
(14) الإصابة (3/ 74).
(15) البداية والنهاية (7/ 80).
(16) المسند (375/ 3)، ورواه النسائي في السنن الكبرى، رقم (8283)، و البيهقي (3/ 475)،
و الطبراني في الكبير (22/ 298 - 299) برقم: (760 - 761)، قال الهيثمي في الزوائد (9/ 349):
(رواه أحمد والطبراني بنحوه، ورجالهما ثقات).
(17) البداية والنهاية (7/ 81).
(18) البداية والنهاية (7/ 93).
(19) سير أعلام النبلاء (1/ 378).
(20) الفصل في الملل والنحل (4/ 148).
(21) رواه أحمد (4/ 126 - 127)، و أبو داود، رقم (4607)، و الترمذي وقال: حسن صحيح،
رقم (2676)، و ابن ماجه، رقم (44)، وصححه ابن حبان، رقم 5، و الحاكم ووافقه الذهبي (1/
95).
(22) سير أعلام النبلاء (1/ 373).
(23) انظر: الإصابة (8/ 98).
(24) انظر: البداية والنهاية (7/ 67).
(25) انظر: السير (1/ 382)، والإصابة (3/ 74).
(26) السير (1/ 382).
(27) رواه أحمد (90/ 4)، والطبراني في الكبير (3841)، والأوسط (8474).
(28) السير (1/ 383)، والبداية والنهاية (7/ 117).
(29) الإصابة (13/ 112).
(30) السير (1/ 382)، والإصابة بنحوه (3/ 47).
(31) الإصابة (13/ 112) النقع: وضع التراب على الرؤوس، واللقلقة: رفع الصوت بالبكاء،
وورد بنحوه عن أبي وائل عند الحاكم (3/ 297)، و ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 169)، وعلقه
البخاري في صحيحه، وقال الحافظ في الفتح (1/ 161): (وصله المصنف في التاريخ الأوسط)،
وانظر: التاريخ الأوسط (33)، والتاريخ الصغير (1/ 46).
((مجلة البيان ـ العدد [198] صـ 102 صفر 1425 ـ أبريل 2004))
ـ[ابو ياسر المصرى]ــــــــ[14 - 04 - 07, 02:20 م]ـ
الأخ الفاضل إبن المبارك بارك الله فيك ونفعك بدعاء إخوانك عن ظهر الغيب لك بكل خير وإن مثل تلك الموضعات الهامة الخاصة بالذات بلأصحاب رضوان الله عليهم جميعا لهو أصوب وأنسب وقت تذكر فيه خاصة مع تلك الهجمة الشرسة من الرافضة أهلكهم الله لسبهم الأصحاب رضى الله عنهم مع بقية شناعات دين المجوس عليهم من الله ما يستحقون وخاصة وهى تأتى وقد مكن لكثير منهم فى بلاد المسلمين وأصبح تهاب شوكتهم وإن لله وإن إليه راجعون
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[14 - 04 - 07, 03:01 م]ـ
جزاكم الله خيراً
وأحيلكم إلى ما خطته يراع المحدث أحمد شاكر ـ رحمه الله تعالى ـ حول هذا الموضوع في مجلة المقتطف الجزء الثالث من المجلد 107 فقد أتى بما لامزيد عليه.
وتجدونها في كتاب " جمهرة مقالات العلامة أحمد شاكر " جمع الشيخ عبد الرحمن العقل 1/ 238
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/52)
ـ[محمد االعنزي]ــــــــ[16 - 04 - 07, 11:36 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
وأحيلكم إلى ما خطته يراع المحدث أحمد شاكر ـ رحمه الله تعالى ـ حول هذا الموضوع في مجلة المقتطف الجزء الثالث من المجلد 107 فقد أتى بما لامزيد عليه.
وتجدونها في كتاب " جمهرة مقالات العلامة أحمد شاكر " جمع الشيخ عبد الرحمن العقل 1/ 238
جزاك الله خير
أذكر أني قرأت رد الشيخ أحمد
ولقد كان جميلا
ـ[أبو أحمد الصافوطي]ــــــــ[01 - 05 - 07, 09:25 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك(140/53)
موقع مجلة: الفسطاط التاريخية
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[18 - 11 - 06, 02:58 ص]ـ
موقع مجلة: الفسطاط التاريخية
http://www.fustat.com/images4/bannar1.jpg
الرابط:
الفسطاط ( http://www.fustat.com/)
و هذا مسرد بحوثها التاريخية:
مرتب على الحروف الهجائية
ألف
- ابن الأثير الجرزي وكتابه (التاريخ الباهر في تاريخ الأتابكية بالموصل) - عبد القادر طليمات
- ابن تيمية ودوره في إصلاح السجون - أحمد علي المجذوب
- ابن تيمية وموقفه البطول في معركة المسلمين ضد التتار - سعد صادق محمد
- ابن خلكان ووفيات الأعيان - محمد عبده الحجاجي
- ابن دقيق العيد - محمد عبده الحجاجي
- أبو جعفر النحاس وكتابه: القطع والائتناف - د. أحمد محمد الخراط
- أبو هريرة -رضي الله عنه- حبيب المؤمنين - إسماعيل الكيلاني
- أثر الإسلام في انتشار اللغة العربية - د. سعد أبو الرضا
- أجنحة للسماء - قصة قصيرة: السيد محمد حموية
- أحداث الحرب العالمية الثانية: عام 1939 - 1945 - إعداد: عبد الرحمن كيلاني
- إحلال العامية في محل العربية الفصحى أمنية كل من يتمنى هدم الإسلام - محب الدين الخطيب
- إذا ضاع الإيمان
- أرملة الشهيد تهدهد طفلها (شعر)
- استشهاد مؤمن (مسرحية قصيرة) - محمد علي ضناوي
- استنهاض حركة فتح بين الضرورة الوطنية والإعاقات التنظيمية - د. إبراهيم أبراش
- أسد بن الفرات: قاضي القضاة وشيخ الفتيا المجاهد الشهيد - سيد ناجي
- إسرائيل التوسعية ومؤرخوها الجدد - د. أسامة محمد أبو نحل
- أسماء الأسد - أحمد بن خالويه
- أصبتَ هذه المرة يا صائب! د. إبراهيم حمامي
- اصقل سيفك يا عباس - د. إبراهيم حمامي
- أصول الفقه وتأثير علم الكلام والفلسفة عليه - عبد الرحمن كيلاني
- إطلالة على قلعة الناصر صلاح الدين - سليمان سيد قناوي
- إعادة قراءة التاريخ: سياسة الولايات المتحدة الأمريكية التوسعية في الشرق الأوسط بين الجراحة التقليدية والمنظار الطبي المريح - د. أسامة أبو نحل
- إعادة كتابة التاريخ الإسلامي من جديد - محمد علي الضناوي
- إعادة كتابة المعارك العسكرية العربية الإسلامية - محمود شيت خطاب
- إعداد الأمة لمواجهة العدوان - اللواء الركن محمد جمال الدين محفوظ
- اغتيال عرفات: الملف الكامل لاغتياله السياسي والجسدي ... - تجميع وإعداد د. إبراهيم حمامي
- أفغانستان المسلمة: من سقوط بخارى إلى الغزو السوفييتي - حوار مع عبد رب الرسول سياف
- أكاذيب الحرب - بيتر بينارت
- ألا يخجل هؤلاء من أنفسهم؟ د. إبراهيم حمامي
- الاحتفال بالمولد - علي الطنطاوي
- الاستشراق الروسي - محمد أسد شهاب
- الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري
- الاستعمار يُرى في إسرائيل: قاعدة لاستمرار سيطرته على البلاد العربية
- الأسرار الكامنة وراء السياسة التركية - إبراهيم بوعزي / تركيا
- الإسلام في تاريخ الفلبين (1) - أحمد د. ألونتو
- الإسلام في تاريخ الفلبين (2) - أحمد د. ألونتو
- الإسلام في ظل المستعمرات الفرنسية في غربي أفريقيا - الشيخ التيجاني أندوي
- الإسلام في ليثوانيا: التغييرات في الحياة الدينية والاجتماعية للمسلمين الليثوانيين - غدوناس راكيوس
- الإسلام .. والغرب في مؤتمر باريس - أحمد العناني
- الإشكالات القانونية الدولية لوضع قطاع غزة والدور المصري المرتقب - د. إبراهيم أبراش
- الإصلاح العقابي في الدولة الإسلامية - د. أحمد علي المجذوب
- الإصلاح في فكر محب الدين الخطيب - أ. رغداء زيدان
- الإعلام العربي مطالب بتوخي الدقة - عادل سالم
- الإمام شامل: بطل حرب التحرير القفقاسية - عبد الكريم مشهداني
- الإمام محمد رشيد رضا والصهيونية - أنيس مصطفى الأبيض
- الانتخابات النيابية اللبنانية وإحياء الصراع القيسي- اليمني من جديد - د. أسامة أبو نحل
- الانفلات الأمني بين شرعية ومشروعية السلطة - د. ناجي شراب
- أمانة إعداد القوة بين السلف والخلف - اللواء الركن محمد جمال الدين محفوظ
- إلى مقام الصدارة السامية: وثيقة عثمانية تكشف محاولة اليهودية العالمية في وقت مبكر للسيطرة على المنطقة العربية بالمال ...
- أماه .. أين أبي؟ (شعر) - عبد الله وعد الله
- أمجاد الأسطول الإسلامي في معركة ذات الصواري - محمد جمال الدين محفوظ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/54)
- أمير البحر العثماني بيري رئيس: (1) حياته وأعماله - عفت إينان
- أمير البحر العثماني بيري رئيس: (2) خريطة القارة الأمريكية – ترجمة إعداد: عبد الرحمن كيلاني
- انتصار محمد بن عبد الله - سيد قطب
- إنجاز دحلان المزعوم ودوره المرسوم - د. إبراهيم حمامي
- انفلات المرجعيات أخطر من الانفلات الأمني - د. إبراهيم أبراش
- إنها تذكرة - محمد أديب الصالح
- أهداف العدو الإسرائيلي من انتاج السلاح النووي - محمود شيت خطاب
- أهداف الفتوحات الإسلامية - د. وهبي الزحيلي
- أوزارة لداخليتنا أم داخليتهم؟ د. إبراهيم حمّامي
- أين الجريمة ومن المجرم؟ د. إبراهيم حمامي
- أيها المؤرخون .. لا تظلموا العثمانيين المسلمين! - زياد محمود أبو غنيمة
باء
- البخاري في ذكراه - د. محمد علي ضناوي
- بحثاً عن السعادة الوطنية - د. ناجي صادق شراب
- بغداد يا قبلة الشهداء - محمود سيد الدغيم
- بيان من مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا حول إمامة المرأة لصلاة الجمعة وإلقائها لخطبتها
- بين جمعيتين: جمعيَّة الشبَّان المسلمين وجمعيَّة الطلبة الجزائريين الزيتونيين - رغدة زيدان
تاء
- التاريخ وصناعة المستقبل - إسماعيل الكيلاني
- التبشير النصراني في غربي افريقيا - بابكر حسن محمد قدر ماري
- التعليم والنهضة - أ. رغداء زيدان
- التوجهات الإسلامية في تاريخ الخليج الحديث - أحمد العناني
- تاتار القرم: شعب أهمله التاريخ
- تأثير الإسلام والأدب العربي في الثقافة الإسبانية - محمد القاضي
- تاريخ الأمم والملوك للطبري - محب الدين الخطيب
- تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية
- تاريخ حرب المحرِقات ونتائجها - اللواء الركن محمود شيت خطاب
- تأملات في مسيرة "التعريب" بالجزائر - عبد المنعم خلف الله
- تأمين قاعدة الإسلام بالمدينة بعد الهجرة - اللواء الركن جمال الدين محفوظ
- تجفيف منابع استنبات القادة - سيد يوسف
- تحليل نوعي وكمي لغزوات الرسول صلى الله عليه وسلم - محمد جمال الدين محفوظ
- تخريب منظم لعقول الناشئة في المجتمعات الإسلامية - د. نبيل صبحي
- تراثنا الإسلامي، إلى أين؟ محمد عبد الله السمان
- تطوير جيوش المسلمين - محمد جمال الدين محفوظ
- تعليمنا الابتدائي والثانوي فاسد، وتعليمنا الجامعي أشد فساداً - محب الدين الخطيب
- تغطية الإعلام الأمريكي للإسلام - د. إدوارد سعيد
- تفسير الآيات الأخيرة من سورة البقرة - شيخ الإسلام ابن تيمية
- تقرير خاص حول العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي: مَن منهما بحاجة إلى الآخر؟ - مجلة الإيكونومست
- تقييم التحركات الإسلامية في دوائر النشر الغربية (1) - إبراهيم البشير عثمان
- تقييم التحركات الإسلامية في دوائر النشر الغربية (2) - إبراهيم البشير عثمان
- تقييم التحركات الإسلامية في دوائر النشر الغربية (3) - إبراهيم البشير عثمان
- تنصير قبيلة الفولاني في غربي إفريقيا - عبد الرحمن أحمد عثمان
ثاء
- الثائر على العصر وأهله: عمر راسم - رغداء زيدان
جيم
- الجدول الزمني للحروب الصليبية في المشرق - الجزء الأول - إعداد: عبد الرحمن كيلاني
- الجدول الزمني للحروب الصليبية في المشرق - الجزء الثاني - إعداد: عبد الرحمن كيلاني
- الجريمة بالصوت والصورة - د. إبراهيم الحمامي
- الجهاد الإسلامي والسلام العالمي - بدر الحسن القاسمي
- جاء العيد
- جامع شاه زاده في إستانبول - استطلاع مصور
- جان بردي الغزالي المملوكي والدولة العثمانية: رؤية تاريخية جديدة - د. أسامة محمد أبو نحل
- جامع عمرو بن العاص: أول العمائر الإسلامية في أفريقيا - استطلاع: عبد الغني محمد عبد الله
- جداول الدول الإسلامية: الجزء الأول - إعداد: عبد الرحمن كيلاني
- جداول الدول الإسلامية: الجزء الثالث - إعداد: عبد الرحمن كيلاني
- جداول الدول الإسلامية: الجزء الثاني - إعداد: عبد الرحمن كيلاني
- جذور النظرة الغربية إلينا - أحمد فال بن الدين
- جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، أبو عبد الله (3)
- جمعية العلماء ومكانها في تاريخ الجزائر الحديث - محمد المبارك
- جمهورية أوزبكستان الاتحادية - مصطفى محمد الطحان
- جنة الله (شعر) - قصي أحمد محمد
- جِنين
- جهاد عمر المختار في أفريقيا - محمد علي داهش
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/55)
- جولة في المكتبة السليمانية في إستانبول - استطلاع
حاء
- الحافظ عبد الغني المقدسي
- الحركة الحضارية وغياب المشاركة الإسلامية المعاصرة - عبد القادر عبار
- الحسن البصري: ضمير القرن الأول الهجري - محمد بدر الدين بن حسن
- الحصار الاقتصادي الأوروبي لمصر: الوجه الآخر للحروب الصليبية - فاطمة حافظ
- الحلفاء الآخرون: روسيا، الهند، والجبهة المتحدة لأفغانستان - ثوماس وثينغتون
- الحمد لله الذي أحيانا - أنس إبراهيم الدغيم
- الحملة الصليبية الأولى على الشرق الإسلامي - محمود شاكر
- الحوار الأخير مع الدكتور محمد محمد حسين (رحمه الله) - أنور الجندي
- الحوار الفلسطيني والسير على طريقة السلحفاة - د. ناجي شراب
- الحياة الاجتماعية في اليمن القديم: المجتمع القبلي - أ. بتار ولد العربي
- حاجة العصر ومسؤولية الأمة - أبو الحسن علي الحسني الندوي
- حاجتنا اللغوية إلى مجمع يُوثق به - محب الدين الخطيب
- حامد أيتاش الآمدي: شيخ الخطاطين المبدعين في تركيا - د. حسن المعايرجي
- حتى لا تُغيب غزة الوطن - د. إبراهيم أبراش
- حتى نهزم اليأس في واقعنا المسلم - د. محمد أحمد العزب
- حرب 5 حزيران/يونيو 1967، الحلقة (1) - مصطفى الطحان
- حركات التمرد في مصر في بداية العهد العثماني (1517 - 1524م) والنتائج المترتبة عليها -
- حركة حماس وسياسة "ألا حرب وألا سلم" - أ. د. إبراهيم أبراش
- حركة فتح في مهب الريح - د. إبراهيم أبراش
- حصاد المسلمين (خطبة جمعة) د. علاء الدين الزعتري
- حضارة العرب في صقلية وأثرها في النهضة الأوروبية - د. عبد الجليل شلبي
- حضارة الفكر الإسلامي لا حضارة الاجترار - د. محمد أحمد العزب
- حضارة .. وحضارة - شعر: محمد التهامي
- حق الابن البكر في وراثة عهد أبيه - البروفسور عبد الأحد داود
- حكومات تذهب وتأتي ولا تغيير - د. ناجي شراب
- حكومة فلسطينية برؤية جديدة - د. ناجي شراب
- حملة الرئاسة الأمريكية لا تقدم سوى القليل للسلام العربي-الإسرائيلي - ستيفن زونس
- حول الإسلام في أفريقيا - د. عبد العلي عبد الحميد
- حول المعجم العربي - م. د. الخطيب
خاء
- الخروج من غزة والتباس مفاهيم النصر والهزيمة - د. إبراهيم أبراش
- الخزانة الملكية في المغرب: عشرون ألف مخطوط ينتظرون التحقيق
- الخطاب الدعوي السياسي عند الإمام ابن تيمية في نصحه لملك قبرص - د. حسن بن محمد سفر
- الخطاط حامد أيتاش الآمدي - د. حسن المعايرجي
- الخطيب البغدادي علم من أعلام العلم والأدب - د. محمود السيد الدغيم
- خسرناك يا ابن نحف - د. إبراهيم حمامي
دال
- الدر النفيس في إنجازات الرئيس - د. إبراهيم حمامي
- الدراسات الأدبية واحدة من أخطر وسائل تشويه التاريخ الإسلامي - د. عبد العظيم الديب
- الدول العربية في مجابهة التحدي الصهيوني النووي - محمود شيت خطاب
- الدين ضرورة للحضارات - د. عبد الستار فتح الله سعيد
- درس في اختيار القادة من النبي (صلى الله عليه وسلم) - محمود شيث خطاب
- درسان حيويان مقتبسان من قادة النبي (صلى الله عليه وسلم) لحاضر المسلمين ومستقبلهم (1) - -محمود شيث خطاب
- درسان حيويان مقتبسان من قادة النبي (صلى الله عليه وسلم) لحاضر المسلمين ومستقبلهم (2) - محمود شيث خطاب
- دروس مستفادة من القرن الماضي - د. أحمد العسال
- دعائم الأمن والسلام في الإسلام - د. وهبي الزحيلي
- الدعاية المعادية للإسلام - مريم جميلة
- دعه يغرق .. فإنه عربي! - طارق حميدة
- دعوا الأوهام - محمود سيد الدغيم
- دولة وجواز سفر - د. ناجي شراب
- دور الإسلام والنصرانية في أفريقية في نظر الكتّاب الغربيين - د. محمد سلام زناتي
- دولة المرابطين بالمغرب: مجد إسلامي وحضارة مغربية أصيلة - محمد القاضي المغربي
- دير ياسين: قراءة جديدة - د. شريف كناعنة
ذال
-
راء
- الرافعي: أديب الإسلام والمسلمين
- الرجراجي وكتابه: هداية من تولى غير الرب المولى - د. محمد عبد الحميد عيسى
- الردع الإسلامي في غزوتي بدر والفتح - محمد جمال الدين محفوظ
- الرَّاحلونَ - محمود مفلح
- الرسالة القبرصية - شيخ الإسلام أحمد بن تيمية
- الرسول (صلى الله عليه وسلم) ينتزع المبادرة من يد أعدائه - محمد جمال الدين محفوظ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/56)
- الرق والتسرّي في الإسلام - عبد القادر السبسبي المحامي
- الرملة .. عاصمة فلسطين المنسية - أندرو بترسون
- الرياضيات الإسلامية والفلك بين الاهتمام العالمي والإهمال العربي - بقلم د. محمود السيد الدغيم
- رابط ترجمة بحث (لوبي إسرائيل والسياسة الخارجية للولايات المتحدة) -/ رابط آخر لنفس البحث: الجزء الأول، الجزء الثاني
- رأي فلاسفة الغرب في الحروب الصليبية ونتائجها: رأي جاك ريزلر - شوكت الشطي
- رأي فلاسفة الغرب في الحروب الصليبية ونتائجها: رأي غوستاف لوبون - شوكت الشطي
- رثاء الأندلس - أبو البقاء الرندي
- رثاء المدن خلال الغزو المغولي: رثاء حلب - مأمون فريز جرار
- رثاء المدن خلال الغزو المغولي: سعدي الشيرازي يرثي بغداد - مأمون فريز جرار
- رجاء بن حيوه: عالم مسلم غيّر نظام الحكم الأموي في دمشق - صلاح عبد الفتاح الخالدي
- رسالة القائد ناجي باشا (وكيل والي بيروت) إلى وزارة الداخلية بإستانبول فيما يتعلق بأراضي بيسان والغور
- رسالة إلى بلال الحبشي (رضي الله عنه) - محمود سيد الدغيم
- رسالة عتاب - شعر عبد الله وعد الله نجم / العراق
- رسالة في ليلة التنفيذ - هاشم الرفاعي
- رسالة نائب عكا السابق أسعد شقير إلى وزارة الداخلية بإستانبول (36)
زاي
- الزلاقة: معركة كسبها الإيمان وضيّع ثمارها الخلاف - د. محمد عبد الحميد عيسى
سين
- السفسطائيون الجدد - د. إبراهيم أبراش
- السلاح البحري في الاستراتيجية العسكرية الإسلامية لأول مرة في التاريخ - محمد جمال الدين محفوظ
- السموأل بين الحقيقة والأسطورة - صدقي البيك
- السنن في القرآن - حنان لحام
- السياسة العثمانية تجاه الاحتلال الفرنسي للجزائر - لمياء قاسمي
- السيرة النبوية .. والنقل الحضاري بين الأجيال - د. عبد العزيز شرف
- سبتة: ثغر إسلامي عريق - استطلاع
- سريلانكا أو جزيرة الياقوت - مطصفى الطحان
- سكان البلاد العربية الأقدمون واللغة التي كانوا يتكلمون بها وتطوراتها - م. د. الخطيب
- سلطان العلماء .. العز بن عبد السلام - على سالم النباهين
- سليمان والمرأتان - طارق حميدة
- سمية: أول شهيدة في الإسلام، وعبرتها لحاضر المسلمين ومستقبلهم - محمود شيت خطاب
- سميّتُك الشعر الحنيف - أنس إبراهيم الدغيم
- سياسات الفرس الاحتلالية في عربستان ... - الشيخ حامد الدليمي (صوت وصورة) (من موقع عربستان)
- سورة الانشقاق
- سورة الانفطار
- سورة البروج
- سورة التكوير
- سورة المطففين
- سورة النازعات
- سورة النبأ
- سورة عبس
- سيناء وأصل الأبجديات - درويش مصطفى الفار
شين
- الشاعر التنوخي يرثي بغداد - مأمون فريز جرار
- الشخصية الإسلامية لمدينة الإسكندرية - محمد سعيد
- الشخصية المتميزة للإسلام - د. وهبي الزحيلي
- الشرق الأوسط حتى عام 2020
- الشهيد د. عبد العزيز الرنتسي (شعر) - محمود السيد الدغيم
- الشيخ المجاهد: عز الدين القسام - أدهم آل الجندي
- الشيخ عثمان دان فوديو: أبو حركة الإصلاح الديني في غرب افريقيا 1754 - 1802 - الشيخ التيجاني أندوي
- شاهد التاريخ - د. عماد الدين خليل
- شركات التمويل الإسلامية العاملة على الساحة الأمريكية - د. معن خالد القضاة
- شيخ الإسلام أحمد بن تيمية - الصفدي
- شيخ الشهداء - أنس إبراهيم الدغيم
- شيخو دان فوديو - ف. دانييل
صاد
- الصحافة الخائنة - محمود سيد الدغيم
- الصحافة اليهودية في مصر دعت لقيام إسرائيل - سهام نصار
- الصليبية مستمرة - د. جابر أبو فايز/ترجمة د. محمود النحاس
- الصهيونية، كيف تسخر الأدب لخدمتها - حسني محمد البدوي
- صغيرتي - عصام الدين هنداوي غريب
- صفحات مجهولة من تاريخ الحروب الصليبية - د. عماد الدين خليل
- صوم يوم السبت: جائز أم لا؟ عبد الرحمن كيلاني
- صور بعض قضايا المرأة في الأدب النبوي - د. محمود السيد الدغيم
ضاد
-
طاء
- طبقة الفرسان كعائق أمام إصلاح النظام السياسي الفلسطيني - د. إبراهيم أبراش
- طرد المسلمين من إسبانيا - روجر بواس
ظاء
- الظاهرة الحضارية في القرآن والسنة - د. عبد الحليم عويس
عين
- العار وأهله - د. إبراهيم حمامي
- العالم الثالث وانتهاب الإنسان - د. نعمان عبد الرزاق السامرائي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/57)
- العالم الكلاسيكي: 500 ق. م - 600 م أعلام وأماكن (1) - ترجمة: عبد الرحمن كيلاني
- العالم النحوي: ابن الحاجب الإسنائي - محمد عبده الحجاجي
- العدو الصهيوني والأسلحة الكيماوية - محمود شيت خطاب
- العربية .. لغة الدين والدنيا - عيسى أمين صبري
- العقل العربى ومنهج التعاطي مع الحضارة: عقل استنباطي أم قياسي أم انبهار المغلوب بالغالب؟ سيّد يوسف
- العقم السياسي - د. ناجي شراب
- العقيدة العسكرية الإسلامية - محمد جمال الدين محفوظ
- العلاقات الخطيرة - مجلة الإيكونومست
- العلاقة الملتبسة بين المنظمة والسلطة وحركة حماس - د. إبراهيم أبراش
- العلاقة ما بين رجل الفكر ورجل السلطة في التجربة الفلسطينية - د. إبراهيم أبراش
- العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي من خلال مقالاته - د. أكرم حمدان
- العلامة المجاهد: الشيخ محمد البشير الإبراهيمي - ابن الريف
- العمل الإسلامي ومعركة التحدي الحضاري - د. أحمد عسال
- عالم وكتاب: ابن حزم وجمهرة أنساب العرب - محمد القاضي
- عالم وكتاب: الشريف الإدريسي وكتابه: نزهة المشتاق في اختراق الآفاق - د. أنور عبد العليم
- عباس ومنظمة التحرير، إصلاح أم تدمير (1/ 3) - د. إبراهيم حمامي
- عباس ومنظمة التحرير، إصلاح أم تدمير (2/ 3) - د. إبراهيم حمامي
- عباس ومنظمة التحرير، إصلاح أم تدمير (3/ 3) - د. إبراهيم حمامي
- عبد الحميد بن باديس - حمرة بوكوشة
- عبد الرحمن الأوزاعي: العالم المرابط - إسماعيل الكيلاني
- عبد الرحمن الجبرتي في تاريخه الكبير: عجائب الآثار في التراجم والأخبار - عودة أبو عودة
- عذراً فلسطين - أحمد حسن القضاة
- عرض مصور للمسجد الأقصى - أمير أبو خلف
- عظيم من عظماء حضارتنا: خالد بن الوليد - علي الهاشمي
- عظيم من عظماء حضارتنا: نور الدين الشهيد - عبد القادر طليمات
- عقدة النقص - د. مصطفى السباعي
- علاقة الأمير فخر الدين المعني الثاني بالزعامات المحلية الفلسطينية وموقف الدولة العثمانية منه - د. أسامة محمد أبو نحل
- علي بن يوسف القفطي - محمد عيد الحاجي
- علي زين العابدين بن الحسين بن علي (رضي الله عنهم) - للحافظ شمس الدين الذهبي (1)
- على نهر تاجة بين الخواطر والأطلال - أحمد العناني
- عن البطولة والبطل من المنظور الإسلامي - د. محمد أحمد العزب
- عندما أعلن المسلمون الجهاد في البرازيل - د. أنس الشيخ علي
- عندما تفقد الأمة ذاكرتها - د. السيد رزق الطويل
- عودة العيد - محمود سيد الدغيم
- عودوا إلى الدين - قصي أحمد محمد
- عودي - شعر: د. أكرم حمدان
- عيد الأضحى المبارك وصداه في الرسائل والقصائد وما فيها من التهاني والتعازي - د. محمود السيد الدغيم -[القسم الأول] [القسم الثاني]
- عين جالوت: الواقعة والمغزى - د. عماد الدين خليل
غين
- غداً نلتقي في القدس - نبيه عبد ربه
- الغزو الفكري ودوره في تدمير ديار المسلمين (حوار مع د. عمر فروخ) - أجراه: علي عبد الرحمن عطية
- غياب العقيدة العسكرية الإسلامية - محمود شيث خطاب
- غياب المنهج في التفسير المذهبي للتاريخ - إسماعيل الكيلاني
فاء
- الفقيه المحدث الفاضل بكار بن قتيبة - سيد ناجي
- الفكر الاقتصادي عند مالك بن نبي - د. أمين محمد الإدريسي
- الفوضى الأمنية في مناطق السلطة: دعوة للوصاية الخارجية - د. إبراهيم الأبراش / فلسطين
- فاطمة نسومر اللبؤة الجزائرية: أسطورة الكفاح النسوي الجزائري - لمياء قاسمي
- فاعلية الأمة الإسلامية - د. عبد العظيم بسيوني
- فألقيه في اليمّ - طارق حميدة
- فتاوى الأبوات في تأجيل الانتخابات - د. إبراهيم حمامي
- فتاوى في الردة والمرتدين
- فتح كاشغر - اللواء الركن محمد شيت خطاب
- فتح مكة وعبرته لحاضر المسلمين ومستقبلهم - محمود شيث خطاب
- فتح والسلطة .. جدلية الثورة والسياسة - د. ناجي شراب / فلسطين
- فصل من كتاب: العرب والغرب - بيتر مانسفيلد، ترجمة عارف عطاري
- فلنتعظ من تجربة الانتخابات - د. إبراهيم أبراش
- فن البناء وتخطيط المساجد عند المسلمين - د. عمر عبد السلام التدمري
- فن الخط العربي .. واحة المبدعين المسلمين من جميع الأجناس
- فهل ثبت أنه ليست من وضعهم (برتوكولات حكماء صهيون) - د. عماد الدين خليل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/58)
- فوضى السلاح .. وفوضى السلام! طارق حميدة
- في أفغانستان: محاولة الحسم العسكري ومأزق الحرب الطويلة - أكثر من حوار
- في التاريخ الإسلامي: لماذا المنهج؟ - د. عماد الدين خليل
- في رحاب الخالدين: يوسف بن يحيى البويطي - بقلم الفضيل
- في رحاب ليلة القدر - الشيخ علاء الدين الزعتري
- في كشمير .. الوجود الإسلامي بين محاولات التذويب والمحافظة على الذات - استطلاع
- في مدرسة السيرة - د. صالح الأشتر
- في وجه التبسيط 1/ 2 د. عبد الكريم بكار
- في وجه التبسيط 2/ 2 د. عبد الكريم بكار
قاف
- القاديانية عميلة الاستعمار - إحسان ظهير
- القاديانية والمسلمون - إحسان ظهير
- القاضي عياض وكتاب: الشفا - لكطيف أحمد
- القدس: مفتاح السلام - مجلة الإيكونومست
- القدس .. الرؤية الإسلامية والتحدي الحضاري - حوار مع الشيخ عبد الحميد السائح
- القفطي وإخبار العلماء بأخبار الحكماء وإنباه الرواة على أنباه النحاة - محمد عبده الحجاجي
- القنبلة النيوترونية والعدو الصهيوني - اللواء الركن محمود شيث خطاب
- القومية عند العرب - محب الدين الخطيب
- قاضي القضاة وشيخ الفتيا المجاهد الشهيد: أسد بن الفرات - سيد ناجي
- قاضي الكوفة العالم الفقيه شريك بن عبد الله النخعي - عماد عبد الحميد نصار
- قاضي جبلة - عبد القادر طليمات
- قاضي قضاة المسلمين في عصر المماليك: ابن دقيق العيد - محمد عبده الحجاجي
- قبيلة السادة الغوالب الرضوية الحسينية في العراق - مجاهد الخفاجي
- قدرة الأمة على الحركة السريعة لردّ العدوان - محمد جمال الدين محفوظ
- قراءة في ثلاث أوراق تاريخية
- قراءة مبكره لخريطة القوى السياسية في البرلمان الفلسطينى المقبل - د. ناجي شراب
- قراءة موضوعية في نتائج الدورة الثانية لانتخابات المجالس البلدية الفلسطينية - د. أسامة أبو نحل
- قرنان على "وعود" بلفور - د. إبراهيم حمامي
- قضية التحكيم في موقعة صفين بين الحقائق والأباطيل - د. خالد كبير علال
- قطز قاهر التتار في معركة عين جالوت - محمود شيت خطاب
- قلعة الحصن (حصن الأكراد) قرب مدينة حمص - استطلاع مصور
- قلعة دمشق - استطلاع مصور
- قمة البحث عن الذات - د. ناجي شراب
- قنبلة الارتجاج والعدو الصهيوني - اللواء الركن محمود شيث خطاب
- قيادة يشوع بن نون لبني إسرائيل: بين الواقع والأسطورة - د. أسامة محمد أبو نحل
كاف
- كتاب في مقال: "دراسات إسلامية" - أبو حازم
- كتاب في مقال: الاعتبار لأسامة بن منقذ
- كتاب في مقال: الحروب العربية الإسرائيلية، الحرب والسلام في الشرق الأوسط - حاييم هيروتزوغ/عرض: عارض عطاري
- كتاب في مقال: الغرب والشرق الأوسط
- كتاب في مقال: المسيحية نشأتها وتطورها - تشارل جينيبير - عرض وتحليل محمد شلبي
- كتاب في مقال: مأساة كشمير المسلمة، إحسان حقي - عرض وتحليل محمود بيومي
- كسوف الشمس: رؤية حديثية - طارق حميدة
- كسوف الشمس وكفران العشير - طارق حميدة
- كل الرجال ينزلوا .. - طارق حميدة
- كلام في الغزو الفكري - إبراهيم النعمة
- كلمات في كتابة البحوث (1) - أكرم حمدان
- كهوف (ماريانا) في فلوريدا - استطلاع مصور
- كلمة الأمة: إسرائيل تستقبل الهجرة الرابعة - عمر عبيد حسنة
- كلمة الأمة: المسلمون في الغرب: لمحات وآفاق (1) - عمر عبيد حسنة
- كلمة الأمة: المسلمون في الغرب: لمحات وآفاق (2) - عمر عبيد حسنة
- كلمة الأمة: أنتم كثير .. ولكن كغثاء السيل - عمر عبيد حسنة
- كلمة الأمة: حتى لا تعود الشعوبية من جديد - عمر عبيد حسنة
- كلمة الأمة: حتى لا نهزَم حضارياً - عمر عبيد حسنة
- كلمة الأمة: حتى يتوقف الخداع للذين آمنوا - عمر عبيد حسنة
- كلمة الأمة: في الهجرة والدعوة: محاولة لقراءة جديدة - عمر عبيد حسنة
- كلمة الأمة: قبسات من موقع القدوة (1) - عمر عبيد حسنة
- كلمة الأمة: قبسات من موقع القدوة (2) - عمر عبيد حسنة
- كلمة الأمة: قراءة في غزوة الفتح المبين - عمر عبيد حسنة
- كلمة الأمة: قيادة البشرية والشهادة عليها: تكليف وتشريف - عمر عبيد حسنة
- كلمة الأمة: ما أشبه الليلة بالبارحة! - عمر عبيد حسنة
- كلمة الأمة: ما ظننتم أن يخرجوا - عمر عبيد حسنة
- كلمة الأمة: مواقف في غزوة الأحزاب - عمر عبيد حسنة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/59)
- كلمة الأمة: مواقف في مواجهة الهزيمة - عمر عبيد حسنة
- كلمة الأمة: هل يحقق القياصرة الجدد الحلم القديم - عمر عبيد حسنة
- كلمة الأمة: وراثة الأرض .. والصلاح المطلوب - عمر عبيد حسنة
- كيف دخلت العربية إلى المغرب العربي؟ د. عبد العزيز بن عبد الله
لام
- لا تسقطوا حكومة حماس! د. ناجي شراب
- لبنان مرة أخرى .. وبداية السقوط نحو الهاوية - د. أسامة أبو نحل
- لقاء الرئيس - د. ناجي شراب
- لقاء دولي حول: حوار العلم والدين في الإسلام - إعداد د. حسن المصدق - فرنسا
- لقاء دولي للبحث حول كيف نتحدث عن العلم للجمهور العربي
- لماذ يجب أن ننصر فلسطين؟ رغداء زيدان
- لماذا الانتخابات إذن إن لم تؤدِ إلى حكومة ائتلافية؟ د. إبراهيم أبراش
- لماذا رؤية جديدة للتاريخ الإسلامي (1) - د. عبد العظيم ديب
- لماذا رؤية جديدة للتاريخ الإسلامي؟ وهكذا يحرفون ويشوهون تاريخنا (2) - عبد العظيم ديب
- لماذا رؤية جديدة للتاريخ الإسلامي؟ وهكذا يحرفون ويشوهون تاريخنا (3) - عبد العظيم ديب
- لماذا قامت روسيا بغزو أفغانستان - محمد علي البار
- لمحات من عصر القرطبي في تفسيره - د. محمد الدسوقي
- لمحة تاريخية عن الدولة العبيدية - عبد الرحمن كيلاني
- ليس فارساً .. بل قاطع طريق - د. محمد رجب البيومي
ميم
- المتاجرون بالقدس - د. إبراهيم حمامي
- المجاهد البحاثة: محمد عزة دروزة (رحمه الله) - إسماعيل الكيلاني
- المخطط والسقوط - د. إبراهيم حمامي
- المخطوط الإسلامي في خزائن مكتبة برلين .. من الاقتناء إلى النشر
- المستشرقون بين الحقائق .. والأوهام - د. محمود بن الشريف
- المستشرقون وتشويه الحقائق التاريخية - محمد خالد ثابت
- المسجد الأقصى .. والشاة القاصية - طارق حميدة
- المسلمون في الاتحاد السوفياتي - ترجمة أحمد العناني
- المسلمون في الاتحاد السوفياتي - هارولد ويلسون - ترجمة وإعداد عبد القادر ياسين
- المسلمون وضرورة الوعي التاريخي - عبد القادر عبار
- المطلوب حتى يكون الحوار الفلسطيني مجدياً - عدنان أبو عامر
- المطمئنات المعرفية في رحاب القرآن - سيد يوسف
- المنطلق الأساسي في التاريخ الإسلامي - محمود شاكر
- المواجهة مع الفكر الغربي - أنور الجندي
- مؤامرة على الأقصى
- مؤتمر دولي حول آفاق العلوم المعاصرة في العالم العربي والإسلامي من وجهة نظر أوروبية وعربية إعداد د. حسن المصدق - فرنسا
- ما علاقة يهود بيعقوب (عليهالسلام)؟ - مصطفى فهمي أبوالمجد
- ما نريده من المتحاورين في القاهرة ... - د. إبراهيم أبراش
- ماذا لو فازت حماس في الانتخابات - د. ناجي شراب
- مجابهة الإنجليز للأفغان في القرن التاسع عشر - بروس كولينز
- مجتمعنا الإسلامي كيف بدأ وكيف تحول وما السبيل إلى تصحيح مسيرته؟ محمد المجذوب
- محاذير في ترجمة الفكر الغربي (1) - نازك الملائكة
- محاذير في ترجمة الفكر الغربي (2) - نازك الملائكة
- محاولة مستمرة لتعطيل روح الجهاد - عمر عبيد حسنة
- محب الدين الخطيب: لمحات من حياته وقبسات من أفكاره - الشيخ ممدوح فخري
- محمد (صلى الله عليه وسلم) الرسول الإنسان - صلاح أحمد الطنوبي
- محمد الفاتح وملحمة القسطنطينية الخالدة - خليل حسن فخر الدين
- محمد بن المنذر النيسابوري - د. فؤاد عبد المنعم أحمد
- محمد بن علي بن الحسين، أبو جعفر (2)
- محمد خاتم النبيين والتخطيط الإنساني في الإسلام - محمد المبارك
- محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) محرر الإنسان والزمان والمكان - د. محمد أحمد العزب
- محنة المسلمين بين اليأس والأمل - حلمي محمد القاعود
- مدينة دمشق الشام .. صور وذكريات: القسم [1] القسم [2] القسم [3] القسم [4]
- مذكرات مجاهد الخفاجي عن رئيس قبيلة خفاجة وأسرته في العراق - مجاهد الخفاجي
- مذكرة في اللغة العربية: أهميتها وقواعدها: د. محمد بن خالد الفاضل: الجزء الأول - الجزء الثاني - الجزء الثالث
- مزاعم العهد القديم (2): حدود مملكة داود - د. أسامة محمد أبو نحل
- مزاعم العهد القديم (3): فترة حكم سليمان عليه السلام - د. أسامة محمد أبو نحل
- مزايا السيرة النبوية - د. مصطفى السباعي
- مستقبل السلاح الفلسطيني - د. ناجي صادق شراب
- مسجد الإيمان - خالد البيطار
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/60)
- مسلمو الأندلس: المحنة والمأساة - عبد الكريم أحمد المشهداني
- مصدر العنف العنصري عند اليهود - كاميل حسن
- مصطلحات عربية تهم كل مسلم - إعداد: عبد الرحمن كيلاني
- مع إمام النحو: ابن مالك الأندلسي - د. حسن موسى الشاعر
- معالم نظرة إسلامية للتاريخ - عبد الوهاب أحمد الأفندي
- معتقدات توراتية في مسيرة الكيان اليهودي وبنيته السياسية - يوسف العظم
- معجزة القيادة النبوية: شخصية الرسول (ص) القيادية وأبعاد النبوة فيها - محمد رشدي عبيد عقراوي
- معركة شقحب (أو المرج الأصفر) - د. محمد لطفي الصباغ
- معلم اللغة العربية - أكرم حمدان
- مفهوم الأخوة في الإسلام - عبد الرحمن كيلاني
- مقتطفات من تاريخ البعثات التبشيرية النصرانية - تعريب وعرض د. نبيل صبحي
- مقتطفات من تاريخ البعثات التنصيرية - د. نبيل صبحي
- مقدمة سورة الزمر من كتاب "في ظلال القرآن
- ملحمة القصر الكبير - أنور عبد العزيز الحمدوني
- مليلة: الجوهرة المسلوبة - بيجو فريد
- مملكة موريطانيا: الواحات المصرية (1) - الشاطر بصيلي عبد الجليل
- من أعلام الإسلام في الهند: الأمير السيد صديق حسن خان
- من أعلام الطب الإسلامي: خلف بن عباس الزهراوي - د. غريب جمعة
- من بطولات المدرسة الأولى: الأمير عبد الكريم الخطابي - عدنان زرزور
- من تاريخ الطب الإسلامي - د. غازي الحاجم
- من حديث الأندلس: العاصمة الإسبانية - د. شوكت الشطي
- من حيل الحروب في المعارك الإسلامية: "البط الآدمي" - عبد القادر طليمات
- من حيل الحروب في المعارك الإسلامية: "البطيخة البشرية" - عبد القادر طليمات
- من رواد البحث الإسلامي الحديث: وحيد الدين خان - محمد بدر الدين بن حسن
- من عباقرة المسلمين: الحسن بن الهيثم - محمد سيد بركة
- من عطاء الإسلام للبشرية (وثائق تاريخية وعلمية) - أنور الجندي
- من كتاتيب "ابن باديس" إلى جامعة "الأمير عبد القادر" الإسلامية - استطلاع
- مَن لتاريخ هذه الأمة؟ ع. م
- من مآثر الهجرة - د. وهبة الزحيلي
- من محاولات الإصلاح في التاريخ الإسلامي - د. عماد الدين خليل
- من مذكرات طفل فلسطيني: صرخة القدس - مجدي عبد الغني خليفة
- من معطيات الإسلام للحضارة الإنسانية ( PDF): الأستاذ ياسر نديم الديوبندي- الهند: القسم الأول / القسم الثاني
- من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري: استمرار العالم الإسلامي على خريطة مناطق النفوذ -1 -
- من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري: استمرار العالم الإسلامي على خريطة مناطق النفوذ -2 -
- من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري: الاحتلال الإنجليزي لمصر وانفصالها عن الخلافة
- من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري: الإنجليز وراء تمزيق دولة الخلافة
- من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري: البعثات التعليمية والتضليل الثقافي
- من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري: الجديد القديم في أسلوب الاستعمار
- من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري: الخارجون عن الإسلام هم جسور الجريمة
- من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري: الصليبية مستمرة
- من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري: الطائفية سلاح قديم جديد
- من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري: القضاء على تركية الإسلامية
- من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري: المؤتمر السوري العام وجدوى المؤتمرات
- من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري: النفط يدخل ميدان المساومة
- من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري: بدايات الدولة اليهودية
- من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري: جرائم يهودية على طريق تشكيل الدولة
- من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري: خدعة التفريق بين اليهودية والصهيونية
- من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري: سياسة المراحل ليست جديدة
- من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري: عندما يكون الإسلام هو البديل
- من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري: فيصل وانكشاف المؤامرة
- من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري: مؤتمر فرساي: مصالح دائمة
- من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري: وثائق
- من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري: طريق اليهود إلى فلسطين
- من مفكرة فلسطين - إسماعيل الكيلاني
- من مفكرة فلسطين: في الفكر اليهودي (1) - إسماعيل الكيلاني
- من مفكرة فلسطين: في الفكر اليهودي (2) - إسماعيل الكيلاني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/61)
- مناظرات بين النصرانية والإسلام - عبد الجليل شلبي
- مناقب الشام وأهله - شيخ الإسلام ابن تيمية
- منطلقات جديدة لحركة إحياء تراثنا المخطوط - د. ناصر الدين الأسد
- منظمة التحرير .. جدلية التمثيل وحتمية التغيير - إبراهيم حمامي
- منظمة التحرير الفلسطينية الحالية لا تمثلنا
- منهج استشراقي في تزييف حقائق التاريخ الإسلامي - إسماعيل الكيلاني
- منهج التوثيق وإثبات الحقائق في دراسة التاريخ الإسلامي - د. محمد أمحزون
- مواقف لعلماء السلف الصالح من الحكام الظلمة - شفيق محمد الرقب
- موسم الهجرة إلى البرلمان - د. إبراهيم أبراش
- موسى الكاظم بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين
- موقع المسلمين في محيط الصراع الدولي - د. عمارة نجيب
نون
- النبي العربي: رسول الإنسانية الخالد - محمد المبارك
- النكتة الفلسطينية وعمل المرأة - طارق حميدة
- نماذج تطبيقية في مناهج الترجمة والتحقيق - د. إبراهيم السامرائي
- نبذة تاريخية عن الإمام أحمد بن حنبل - عبد الله عبد المحسن التركي
- نبوة وقيادة - مصطفى السباعي
- نحن نثق بآل سعود: كيف استطاع الحكم في الرياض تجنب أخطاء الشاه - نواف عبيد
- نحو خطة واعية لإحياء التراث الإسلامي - عبد العظيم الديب
- نساء الإسلام (1) - سليمان الندوي
- نساء الإسلام (2) - سليمان الندوي
- نشأة التاريخ عند العرب المسلمين - بتار العربي
- نصرُنا - محمد عبد العزيز صادق
- نظرات في الفكر المنهجي عند ابن خلدون (1) - علال البوزيدي
- نظرات في الفكر المنهجي عند ابن خلدون (2) - علال البوزيدي
- نظرية الدكتور كمال الصليبي وتاريخ فلسطين القديم - د. أسامة أبو نحل
- نفحات قدسية - شعر د. وليد قصاب
- النقد الأدبي في صدر الإسلام - سعد صادق محمد
- نُكات ما بعد فوز حماس - طارق مصطفى حميدة
- نماذج من سياسة رسول الله -صلى الله عليه وسلم - محمد الشريف الرحموني
- نيسان الكرامة - جميل الصالح (شعر)
هاء
- الهجرة النبوية: معناها وأهدافها - نبيه زكريا عبد ربه
- الهجرة إلى الحبشة - دراسة نقدية - عبد الرحمن كيلاني
- الهجرة في نظام الإسلام - محب الدين الخطيب
- هُبل - سيد قطب
- هذا ما فعلوه، فماذا فعلنا؟ - د. عبد المنعم النمر
- هل إسرائيل متكالبة على التطبيع مع الأنظمة العربية؟ د. إبراهيم أبراش
- هل أسلم بابا روما زمن هرقل؟ - الأثيري
- هل تحقق مشروعات الإصلاح أهداف الغرب؟ مصطفى الطحان
- هل يقبل جورج جالوي أن يكون منا بني يَعرُب؟ د. أسامة أبو نحل
- همّ العالمين - عمر بهاء الدين الأميري
واو
- و اقع التجزئة العربية وانعكاساته على فهرسة التراث العربي والإسلامي - د. محمود السيد الدغيم
- والتين والزيتون - أنس إبراهيم الدغيم
- وثيقة اعتراض بيع أراض فلسطينية موقعة من أعيان رؤساء العشائر
- وثيقة عثمانية عن تآمر وبيع أراض فلسطينية لليهود - ترجمة كمال أحمد خوجة
- وجهة العالم الإسلامي في القرن الخامس عشر الهجري - د. عماد الدين خليل
- وحدانية السلطة السياسية ووحدانية القوة - د. ناجي شراب
- وسقط القناع - د. إبراهيم حمامي
- وصف بلاد الروس من رسالة أحمد بن فضلان (سنة 309هـ/921م) - أحمد بن فضلان
- وظلم أولي القربى والأعزة من المطار إلى غزة
- وقفة المؤمن - عدنان النحوي
- وقفة في قرطبة (شعر) - د. إبراهيم زيد الكيلاني
- ولاية المظالم في التاريخ الإسلامي - د. محمد فاروق النبهان
- ومن دخله كان آمنا - استطلاع
ياء
- يا بغداد! شعر: د. محمود السيد غنيم
- يا راحلين - مروان حديد
- يا شاعر العشق: إلى شاعر الإسلام محمد إقبال - أنس إبراهيم الدغيم
- يا قادسية أشواقي (شعر) - أنس إبراهيم الدغيم
- يحكون في بلادنا ... قصة قصيرة من واقع الأسرى الفلسطينيين - عادل سالم
- يحللون البول .. ويحرمون البيرة: الواقع في عيون مخمورة - طارق حميدة
- اليهود وطبيعتهم في ضوء حقائق القرآن وتقريراته - صلاح عبد الفتاح الخالدي
- اليوم عيد - شعر إبراهيم عزت
آخر تحديث للفهرس 1 حزيران / يونيو، 2006
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[07 - 12 - 06, 01:33 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الطيب
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[11 - 12 - 06, 12:58 ص]ـ
اشكرك اخي
موقع رااااائع و فيه اشياء نادره
ـ[أبو عبد الله ابراهيم]ــــــــ[12 - 02 - 08, 04:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله المعدي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 11:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[إكرام شقرون]ــــــــ[06 - 06 - 10, 11:19 م]ـ
بارك الله فيك(140/62)
مصادر التاريخ الإسلامي، ونقد الروايات
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[18 - 11 - 06, 03:10 ص]ـ
بقلم الدكتور: عبد الرحمن الفريح.
التعريف بالتأريخ والمعنى الأوليّ له:
يقوم موضوع التاريخ على الإنسان والزمان بمسائل قوامها أحوالهما المفصلة للجزئيات تحت دائرة الأحوال العارضة الموجودة للإنسان وفي الزمان.
وبمعنى آخر، هو دراسة العناصر الحركية في المجتمع. ومن هذه التعريفات في المراجع التاريخية الحديثة، وهي مستقاة مما أشار إليه القدماء، فإن كتب السيرة والمغازي والأنساب تدخل في عداد الكتب التاريخية.
وفكرة الوقت وتحديده هي المعنى الأوّلي للتاريخ، وقد أرّخ (أو ورّخ) المسلمون- على اختلاف في اللغة المُضرية (1) - في خلافة عمر رضي الله عنه. وورد أن أصل التاريخ الإسلامي مأخوذ من العربية الجنوبية، وأنَّ يعلى بن أُميّة الحنظلي، عامل عمر على اليمن، كتب إليه كتاباً مؤرخًا. ومع وجود آراء أخرى بخلاف هذا فقد أُيد هذا القول بكون أولئك القوم ذوي اهتمام بأمر التوقيت لعامل الاشتهار بالزراعة وعامل الشعائر الدينية، وأيضًا عامل التجارة في البر والبحر (2).
وإذا كان تدوين الدواوين ووضع الأخرجة وسن القوانين احتاج إلى تأريخ في الإسلام، فإن كلمة تأريخ تطورت من التقويم والتوقيت إلى تسجيل الحوادث على أساس الزمن، ثم حلت محل الخبر بعد أن كان يقوم مقامها بمعنى العملية التاريخية، وصارت تطلق على عملية التدوين التاريخي وحفظ الأخبار، فالعلم بحوادث التاريخ وأخبار الرجال والكتب التي تبحث في ذلك. وورد في النقوش الجنوبية "ورّخ" وجمعها "أورخم" بمعنى "الشهر القمري". وبظهور الكتب التاريخية، وأقدمها تلك الكتب التي تتعرض لسنوات الميلاد والوفاة لبعض الشخصيات، أصبح التاريخ فناً يُبحث فيه عن وقائع الزمن من حيثية التعيين والتوقيت.
كيف كان يؤرخ العرب:
وكانت حمْير وكهلان تؤرخ بالتبابعة وسيل العرم وظهور الحبشة وإزالتها وغلبة الفرس. وتؤرخ العدنانية بهلاك جُرهم بالحرم وبتفرق ولد نزار، وبمأقط (3)، وبحجة الغدر بين يربوع بن حنظلة واليمن قبل الإسلام بـ 150 عاماً، وبأيام البسوس (4)، وجبلة، والكُلاب (5).
والكُلاب بين أبناء آكل المرار بعضهم البعض والكُلاب الثاني بين تميم واليمن.
وباستعمال كتب الحوليات لكلمة "تأريخ" تطور معناه إلى ما سلف الإبانة عنه. ومن هذه الكتب تأريخ الأمم والملوك للطبري، وتأريخ سني ملوك الأرض والأنبياء لحمزة الأصبهاني.
أما البداية التدوينية فقد اهتمت بالسيرة النبوية في موضوعاتها وبالمغازي ونسب قريش وتراجم رجال الفقه والحديث. فارتباط التاريخ الوثيق بالعلوم الدينية تفصح عنة تلك الاهتمامات الأولى. وكان من رأي كثير من علماء المسلمين أن العناية بالتأريخ ضرورة لخدمة العلوم الدينية. وعُرفت الدراسات المتقدمة لحياة الرسول، صلى الله عليه وسلم، بـ "المغازي" وتعني لغويًا دراسة أعماله الحربية.
وبهذا الإلماح الموجز مما ورد في البحوث العلمية عن التاريخ وأنه تحقيق عبرة تختزل لنا التجربة، وميدان تطبيق القيم على الواقع، وما يتطلبه من قدرة على الفهم والتحليل والتعليل والموازنة والمقارنة؛ فإن هذا الوعاء للفعل الحضاري، أحد موارد التكوين الثقافي، قد نظر فيه أهل الاختصاص قديما على أنه موطن الاستقراء والاستنتاج ومعرفة سنن السقوط والنهوض والتعرف على القوانين التي تنظم الحركة التاريخية للإفادة من التجارب. فعند السَّخاوي في كتابه الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التاريخ أنه غزير النفع كثير الفائدة بحيث يكون من عرفه كمن عاش الدهر كله وجرب الأمور بأسرها وباشر تلك الأحوال بنفسه، وأن حوادث التاريخ عبرة وموعظة ودرس وتجربة توقف الدارس على عثرات الماضين وأسباب انقراض الدول والحضارات وتدفع أصحاب المثل إلى الإقتداء بالشخصيات. والتاريخ لسان يخبر به الزمان عن عجائب الوقائع، بل أستاذ يقرر الحوادث ليعيها السامع.
ابن خلدون ورؤيته النقدية للتاريخ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/63)
اقترن حديث ابن خلدون عن علم التاريخ برؤية نقدية لمغالط وأخطاء المؤرخين بعد أن ذكر فن التاريخ، وفضائله، وتحقيق مذاهبه وأنه عزيز المذاهب، وجم الفوائد، وشريف الغاية. على إن تعميمه في اقتصار المؤرخين على سرد أسماء الملوك، ووصف المعارك، وإهمال الأحوال الاجتماعية الفاعلة في سير التاريخ ليس على إطلاقه؛ إذ أن جمهرة من المؤرخين كتبوا في جوانب الحياة الدينية والثقافية، والاقتصادية، والاجتماعية، وهذا ما يعد توجها حضاريا لم يقف عند حد السياسة والحروب، ومعرفة تاريخية في ممارسة التدوين.
وفي منهج ابن خلدون أن من الأخطاء والمآخذ أن أئمة النقل لم يعرضوا الحكايات والوقائع على أصولها، ولا قاسوها بأشباهها، ولا سبروها بمعيار الحكمة والوقوف على طبائع الكائنات وتحكيم البصر والبصيرة. وضرب مثلا في البعد عن الواقعية في سرد الحقائق التاريخية والإغراب في الخيال إلى حد تزييف الخبر وتشويهه بما يذكر في أخبار التبابعة وخروجهم من قراهم باليمن إلى بلاد المغرب وأن أفريقيش من أعاظم ملوكهم الأُوَل في عهد موسى، على حد قول المؤرخين، وأنه غزا أفريقيّة، وبه سمّيت. وأنه أثخن في البربر، وأنه هو الذي سماهم بهذا الاسم وأبقى جماعة من حمْير تنتمي إليها صنهاجة (6).
وعرض ابن خلدون للطبري وسيف بن عمر والواقدي والمسعودي، وانتقد الواقدي والمسعودي، وساق شواهد تاريخية من أخبار المسعودي ظهر فيها الاعتماد على النقل دون تحكيم العقل، كبناء الإسكندرية، وكخبر تمثال الزرازير في روما، ورّد ما ذكره المسعودي عن عدد جيش بني إسرائيل وكثرته مستشهداً بما ذكره سيف عن جيش الفرس في القادسية وان بني إسرائيل لم يصلوا في يوم من الأيام إلى حجم دولة فارس التي حشدت أكبر قوة لها في تلك المعركة، ولم يصل عدد جيشها إلى نصف ما ذكره المسعودي عن جيش بني إسرائيل.
والتاريخ عند ابن خلدون علم من علوم الفلسفة موضوعه الاجتماع الإنساني؛ فهو يقتضي تعليل الحوادث وربط بعضها ببعض مع تمييز الخبر الصادق من الخبر الكاذب مع الترجيح بين الأسباب. وهو يصف التطور في البيئة الاجتماعية بكل ما فيها من سياسة وحرب وصناعة وتجارة وعلم وفن وحركات اجتماعية عامة أو دينية أو اقتصادية أو فكرية. ويتساوى في فهمه العلماء والجهال من حيث ظاهره، لكنه في باطنه نظر وتحقيق، وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق، وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق، فهو لذلك أصيل في الحكمة وعريق، وجدير بأن يعد في علومها وخليق.
والكذب متطرق للخبر بطبيعته بسبب التشيعات للآراء والمذاهب، وإذا كانت النفس على حالة من الاعتدال في قبول الخبر أعطته حقه من التمحيص والنظر حتى تتبين صدقه من كذبه وإذا خامرها تشيع لرأى أو نحلة قبلت ما يوافقها من الأخبار لأول وهلة. وكثير من الناس يقبلون الأخبار المستحيلة ولم ينقدوها بمعرفة طبائع العمران، وهو أحسن الوجوه في تمحيص الأخبار وتمييز صدقها من كذبها، وهو سابق على التمحيص بتعديل الرواة حتى يعلم أن ذلك الخبر في نفسه ممكن أو ممتنع؛ فإذا كان الخبر في نفسه مستحيلا فلا فائدة للنظر في الجرح والتعديل.
وكثيرون من سامعي أخبار الماضين لا يفطنون لما وقع من تغير الأحوال وانقلابها، وأنها لا تدوم على وتيرة واحدة، فيجرونها على أول وهلة على ما عرفوا ويقيسونها بما شهدوا؛ وهذا من الجهل بالقوانين التي تخضع لها الظواهر الطبيعية- كما سلف- وعدم مراعاة البيئة الزمنية والتطور في الأشخاص والأوقات والأمصار (7).
المصادر والمراجع:
والمصادر التاريخية هي المصنفات القديمة في هذا المجال، أما الكتب الحديثة فهي مراجع. وهناك من يرى أن كلا النوعين مراجع، وأن المصادر هي الوثائق الرسمية والأوراق البردية والوقفية والنقوش والآثار المعمارية. ويرى الدكتور السيد عبد العزيز سالم أن المصادر إما مصادر أثرية كالمتقدمة الإشارة إليها، وإما مصادر مكتوبة كالقرآن الكريم والسنة النبوية وكتب الطبقات والأنساب وكتب الجغرافية وكتب الرحلات وكتب الخراج والحسبة والخطط والكتب الأدبية والشعر العربي.
أهم المآخذ على الكتابة التاريخية المبكرة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/64)
ومن أهم المآخذ على الكتابة العربية المبكرة للتاريخ الإسلامي هو أن بعض الروايات نحت منحى التأكيد على الحط من شأن العرب إمّا مبالغة في محاولة إبراز محاسن الحياة الإسلامية المغايرة لما قبلها في كثير من مناحيها، وإما للوقوع تحت تأثير العصبية الجنسية. فامتلأت كتب التاريخ بقبائح العصر الجاهلي، وظهر في جانب آخر في الروايات الأولى منذ عبيد بن شريَّة الجرهمي ولع بتقسيم العرب في جاهليتهم إلى عاربة ومستعربة (8) ونسبة المحامد إلى الأولى، لغةً وتاريخاً وأدباً وحضارة، فيما يشبه الردة في عصر بني أمية إلى الحياة القديمة كأثر من آثار التمايز العربي الذي عرفه ذلك العصر لدواعي سياسية اجتماعية، أو نفره من استمرارية الخلافة بعد النبوة في قريش أو في المُضرية بوجه عام.
ويأتي في سياق ابن شريَّة، وهو أول القصاصين الكتبة، كعب الأحبار المتقدم عليه، ومن بعده وهب بن منبّه، وإلى الهَمْداني، ثم نشوان الحمْيري.
وأمر ثالث اعترى عملية التدوين التاريخي المتقدم وهو احتضان كثير من الرواة وأهل التصنيف للقصص الإسرائيلي وهذا ما ألقى ظلالاً كثيفة من الأساطير على التاريخ الإسلامي بصفة عامة والسيرة النبوية بصفة خاصة. وأغلب الروايات التي يتصل سندها بكعب الأحبار أو محمد بن كعب أو النعمان السبائي تحمل طابع القصص الإسرائيلي، وفي أغلبه دسٌّ على الرسول، صلى الله عليه وسلم، وعلى الإسلام.
وفي المأخذ الأول اشتدت القسوة على أمة العرب حتى ليكاد الرواة يخرجون بالعرب في جاهليتهم عن الآدمية ولا يعدونهم في بني الإنسان، وظهرت الأمة بلا وزن في الأخلاق، حقيرة منذ بدايتها، جاهلة في نشأتها، ملطخ ماضيها بالسيئات. وللدكتور إبراهيم شعوط معالجة جيدة لدفع هذا الافتراء. وفي المأخذ الأخير اعتمدت أخبار السيرة على الخوارق غير الاعتيادية وضُخّمت صورتها قبل البعثة بحشد عدد من الإسرائيليات، مع أن كثيراً من وقائع السيرة وأخبارها ليست بحاجة إلى أن تُتَكلف فيها الشروح والتفاسير والتعليقات إذ هي أوضح من ذلك. وقد تناول هذا الموضوع الدكتور عماد الدين خليل في دراسة عن السيرة مشيراً إلى أن حاجة بعض المؤرخين إلى التكلف تناقض ما في آيات القرآن مما يكفي لرسم صورة صادقة لشخصية النبي، صلى الله عليه وسلم، وفيها قرائن وإشارات ودلالات عديدة تساعد على التعرف على نشأته وسيرته.
الإسرائيليات والدراسات الحديثة:
وإذا كانت النظرة المادية تقتل في السيرة روحها وتطمس شخصيتها فإن الواقعة التاريخية تتطلب دراستها بذاتها بعيداً عن الانسياق وراء الخيال القصصي الإسرائيلي والتهويل الأسطوري. على أن قطع الصلة بالغيب يجب توقيه عند رفض الإسرائيليات وأكثر الخوارق، وحتى لا ينزلق الباحث إلى التفسير المادي للتاريخ. وفي السيرة تطبيق لمبادئ الحرب في الغزوات ومراعاة لأسباب الحيطة والحذر والاستعداد وهو ما ينأى بها عن أن تكون بمجملها من الخوارق غير الاعتيادية.
هذا وفي مقابل تهاويل القصص الإسرائيلي قديما اشتطت الكتابات الاستشراقية حديثاً بالشاذ والغريب من الروايات لإثارة الشك. قال دوزي: إن محمداً كان يشاطر بني جلدته نظرتهم القائمة على احتقار اليمنيين والزراعيين، وأنه سمع رجلاً ينشد بيتاً يشير فيه إلى أنه حمْيري وليس أسلافه من ربيعة ولا مضر فقال: إن هذا نسب يبعدك عن الله ورسوله. فلما يئس من حمل أهل جنسه من التجار والبدو على اعتناق مبادئه، ورأى أنه مهدد في حياته منذ مات عمه، اضطر لتناسي هذه النظرة فرحب بوفد عرب المدينة الذين عطفوا عليه وأكرموه بعد اضطهاد المكيين، بمعنى أنه تناسى نظرته وقبل المساعدة من أي طريق! وهكذا بنى دوزي حكماً على خبر شاذ غريب.
ومستشرق آخر يشكك في اسم النبي، صلى الله عليه وسلم، ويقول: إن اسمه ورد في أربع سور من القرآن هي: آل عمران، والأحزاب، ومحمد، والفتح، وكلها سور مدنية. ومن ثم فإن لفظة محمد لم تكن اسم علم للرسول قبل الهجرة، وإنما اتخذه بتأثير قراءاته للإنجيل واتصاله بالنصارى، بمعنى أنه التقط هذا الاسم واصطفاه لنفسه (9)!
ردة العرب والحكم المسبق:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/65)
وإذا أنكر أحد أخبار ردة العرب بعد وفاة النبي، صلى الله عليه وسلم، وقال إنها مصنوعة الحوادث، موضوعة الوقائع (10)، اختُلقت لغرض سياسي، وإنها من صنع مؤرخ الهيئة السياسية الحاكمة، سيف بن عمر، فإنه لا يمكن مناقشته في أمر الروايات التاريخية ونقدها! لأن من قال بهذا مدفوع بهوى عقدي يدعوك إلى أن تقر بردة حقيقية يراها هو وهي ردة أبي بكر وعمر وعثمان، رضي الله عنهم، واغتصابهم الحق الشرعي والاستيلاء على كرسي الحكم، أما ردة الأعراب فهي من افتراءات سيف على حد زعمه.
وبمثل هذا المثال تبدو فرصة دراسة الروايات التاريخية غير متاحة لأن الحكم المسبق أو نزعة الهوى تقضى عليها تماماً. ومهما بلغ الناقد من قوة البحث والتمحيص فإنه سيدور في فلك البحوث التاريخية المحكوم عليها بالعقم. وحتى المنهج العلمي لا يشفع لمن يدعيه إذا اتخذه وسيلة للانتقاء والاختيار لتأكيد أحكام مسبقة. وفي دراسة في السيرة كان كيتاني ذا رأي وفكرة، استعان بكل خبر ضعيف لتأكيد حجته! قال الدكتور عماد الدين خليل إنه يذكرنا بكثير من المختصين الجدد في حقل التاريخ الإسلامي الذين يعملون وفق منهج خاطئ من أساسه؛ إذ هم يتبنون فكرة مسبقة ثم يجيئون إلى وقائع التاريخ فيستلون منها ما يؤيد فكرتهم ويستبعدون ما دون ذلك.
أخبار الجاهلية ومدرسة المدينة التاريخية:
وقد اعتمد التدوين التاريخي في بدايته على أخبار الجاهلية إضافة إلى الأحاديث التي رواها الصحابة والتابعون عن حياة النبي، صلى الله عليه وسلم، وبدأ تأثر أخبار سيرته قبل الإسلام بما يروى عن أيام العرب، أما الأخبار الإسلامية عنه فتأثرت بنمط الحديث.
وفي مرحلة تالية تم ترتيب الأحاديث في أبواب فانفصل عنها ما يتعلق بالتاريخ تحت اسم المغازي والسيرة في أبواب ثم كتب، مع إفراد المحدثين، أو استمرارهم في إفراد، أبواب خاصة بها في مصنفاتهم، البخاري ومسلم وأحمد (11).
أما ملامح النشأة التاريخية المنتظمة فتبدو فيما يمكن أن يطلق عليه اسم المدرسة المدنية، وطبقتها الأولى أبان بن عثمان بن عفان (ت 105هـ) وعُروة بن الزبير (ت 92هـ) وشرحبيل بن سعد (123هـ) ووهب بن منبه (ت 110هـ). وهؤلاء الأربعة دعامة أولى في كتابة المغازي، وما كتبه أبان صحف عن أحاديث أفاد منها من أتى بعده.
كما نقل ابن هشام وابن سعد مما جمع عروة من أحاديث، وأخذ ابن إسحاق والواقدي ثم الطبري من أخباره التي ضمت المغازي وأخبار الردة في روايات قصيرة موجزة. ولشرحبيل أخبار عن أسماء من هاجر إلى المدينة ومن اشترك في غزوة أحد. وجمع وهب تصانيف عروة في المغازي.
ويتبع هؤلاء طبقة ثانية يمثلها عبد الله بن أبي بكر بن حزم (ت 135هـ) وعاصم بن عمرو بن قتادة (ت 120هـ) ومحمد بن شهاب الزُّهري (124هـ). وللأول تسجيل لبدء حياة الرسول، صلى الله عليه وسلم، وأخبار الوفود ووقائع الردة وأحاديث متصلة بالمغازي. وتميز الزهري بإيضاح ملامح مدرسة التاريخ بالمدينة معتمداً على روايات عروة، وبأن كتابته تطرقت لموضوعات تتصل بظهور الأحزاب السياسية والجدل بينها حول الفتنة والخلافة.
وتُختم مدرسة المدينة التاريخية بطبقة ثالثة فيها موسى بن عقبة ومعمر بن راشد ومحمد بن إسحاق؛ وهؤلاء الثلاثة تلاميذ للزُّهري. وعن محمد ابن إسحاق (ت 152هـ) نقل زياد البكائي (183هـ) أخبار السيرة، وعن زياد هذا نقل السيرة ابن هشام (182هـ) بعد أن نقحها واختصرها ودفع منها ما شك فيه من الأخبار ومنحول الشعر.
لم يتقيد ابن إسحاق بما تقيد به ثقات المحدثين في التدوين ونحى في تاريخه منحى وهب بن منبه في تقسيمه إلى ثلاثة أقسام:
مبتدأ منذ بدء الخليفة، ومبعث يختص بحياة الرسول، صلى الله عليه وسلم، حتى السنة الأولى من الهجرة، ومغازي. وانفرد عن سابقيه بجمع الحوادث وترتيبها وتبويبها في مصنفه، وأخذ عليه أنه شحن تاريخه بشعر منحول انتقده عليه ابن سلام الجمحي، صاحب طبقات فحول الشعراء، وأن له أخطاء في الأنساب، إضافة إلى كثرة النقل عن أهل الكتاب، الذين يسميهم أهل العلم الأول، وأنه مالأ الخليفة المنصور في أخبار تتعلق بالعباس.
على أن كتابه يعد مع ذلك مادة أساسية لسيرة ابن هشام، وعنده وعند الواقدي من بعده بدأت مرحلة جديدة متميزة في التدوين التاريخي العربي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/66)
والواقدي واسع العلم بالمغازي والسير والتاريخ، ولعله يتفوق على ابن إسحاق بدقة في المادة والأسلوب وبالربط بين المادة التاريخية وإطارها البلداني، غير أن ابن إسحاق يبزّه في الموضوعات الجاهلية.
وإذا كان القرآن الكريم هو المصدر الأول لدراسة التاريخ يليه الحديث، وكانت بداية التأليف وثيقة الصلة بهذين المصدرين، فإن الحركة التاريخية التي نشأت في المدينة قد اعتمدت على الرواية الشفوية كرواة الحديث. والخبر التاريخي عمدته السماع من الموثوق بهم من الحفاظ، وهذه هي طريقة الإسناد، وكل جيل يستمد من الذي قبله. والأسانيد مبالغة عند الباحثين تاريخياً، ومنهم من يراها مبالغة محمودة. ورواة الخبر على التتابع أو السند عنصر الخبر الأول، وعنصره الثاني النص أو المتن الذي يرى ابن خلدون أن ينصب عليه النقد.
عبيد بن شريه الجرهمي وأخبار العربية الجنوبية:
ومع أن وهب بن منبه يدرج في طبقة من طبقات مدرسة المدينة التاريخية عند الباحثين، واعتمد عليه كثير من القدماء أشهرهم ابن إسحاق، فإن هناك من يدرجه في سلسلة عبيد بن شريَّة كتصنيف موضوعي لاهتمامات إخبارية بعينها. وكتابه التيجان يعالج موضوعات ابن شريَّة الثلاث: بداية عمران العالم، والعربية البائدة، وملوك اليمن من لدن يعرب بن قحطان، مع زيادة في الإسرائيليات وأخبار الجزيرة.
والإسرائيليات روايات شعبية في أغلبها، وكان ابن شريَّة يحدث بها في عهد معاوية بمثل حديث كعب الأحبار عنها وعن العربية الجنوبية بقصص أسطوري وشعر منحول على لسان عاد وثمود أصبح من المصادر الأولية للباحثين في التاريخ اليمني. قال الزركلي: إن كرنكو، المستشرق الألماني، كتب له إنه لم يكن في يوم من الأيام هناك شخص اسمه عبيد بن شريَّة، بمعنى أنه هو وأقاصيصه المتأثرة بالإسرائيليات من اختراع القصاصين على حد رأيه.
على أن ما نسب إليه بداية لا تنكر، ذات اتجاه نحو الحياة الجاهلية القديمة وتمجيدها مع اختراعات كثيرة نمت بمرور الزمن وبجهد من أتى بعده، أما التيجان فقد نقله الهَمْداني، صاحب الإكليل، والهَمْداني (ت 334هـ) عالم في اللغة والرياضيات والشعر والأنساب، أفاد البلدانيون، كالبكري وياقوت، من كتابه صفة جزيرة العرب. وتضمن الجزء الثاني من إكليله أحاديث عن آثار اليمن وكنوزها وملوكها، مع إشارة إلى بعض ملاحيات عرب الجنوب ومضر في عهد بني أمية، أما الجزء الأول فاحتوى على قصيدة لنشوان الحمْيري قدم فيها الإكليل بعد أن نقحه.
لم يسلم الإكليل من حشد من الأخبار الأسطورية، وتميزت روح صاحبه بالمباهاة والمفاخرة في نسب اليمن وسلطانها قبل الإسلام. وألمح بعض الباحثين إلى أن يكون ذلك من رد الفعل على مجد النزارية في الإسلام وقريش على وجه الخصوص (12).
ويعد ابن الكلبي من مصادر الهَمْداني في هذه السلسلة التي قد تحسب في تصنيف التاريخ المحلي، أو ذلك الذي ينزع إلى إبراز الهيمنة القديمة للأذواء والأقيال والتبابعة، ودعم ذلك بالمبالغات الإخبارية في مجالات الحياة السياسية والاجتماعية وظواهر اللغة بالرغم من أن التكتل الكبير للعربية الجنوبية ربما لم يعرف إلا في الإسلام (12).
ولابن الكلبي اهتمام بالأحلاف الجاهلية والمآثر والبيوتات والألقاب والأصنام والأيام والمثالب والبلدانيات. ومع إيغاله في القصص الخيالي وما اتهم به من الكذب والوضع فإن استفادة المصادر منه على اختلاف مشاربها كبيرة جداً، إلا أن الاحتراس من رواياته ينصب على أخباره عن صدر الإسلام، وبخاصة عن الفتنة، لما اشتهر به وأبوه من قبله من نزعة ملِّيّة متطرفة، ولذا قال ابن تيميه: إن ابن الكلبي وأبا مخنف من أهل الوضع والإلحاد، وعنهما نُقل الطعن في الصحابة.
مدرسة العراق التاريخية والإخباريون القدماء:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/67)
وإذا كانت قد برزت مرحلة جديدة عند ابن إسحاق والواقدي في التدوين التاريخي فإن مدرسة العراق التاريخية قد تلت المدرسة الأولى في المدينة، وعرف الإخباريون الأوائل في الكوفة والبصرة، كأبي مخنف لوط بن يحيى (ت 147هـ) وهو إخباري من أهل الكوفة واضح النزعة العقدية وله تأليف عن مقتل الحسين، وآخذ الثأر ويقصد به المختار صاحب الكيسانية الخشبية، وتآليف في الردة والفتوح والجمل وصفين ومقتل حجر بن عدي، وكعوانة بن الحكم وهو إخباري كوفي (ت 147هـ) كان على دراية بأخبار الفتوح مع علم بالشعر والأنساب، وقيل أن موقفه كان حيادياً بين الأمويين والعلويين، وتتلمذ على يديه الهيثم بن عدي وهو إخباري مثله لم تهمله المصادر مع ما قيل من ولعه بالمعايب والتأليف بالمثالب. وتتلمذ على يدي عوانة المدائني (ت 225هـ) وهو إخباري أيضا اقترب من أسلوب المحدثين في نقد الروايات.
ومن إخباريي الكوفة محمد بن السائب الكلبي (ت 146هـ) اختص بدراسة الأنساب، وورث عنه ابنه هشام ابن الكلبي (204هـ) المتقدم ذكره هذا الاهتمام. وظهر من أهل هذا العلم الزبير بن بكار وأبو اليقظان النسابة.
وعرف من بين الإخباريين في الكوفة سيف بن عمر (180هـ) وهو عراقي معتدل، كما يقول محب الدين الخطيب، وقد أخذ عن شيوخ الكوفة كما أفاد من الروايات المدينة، وله كتاب عن الفتوح والردة ومسير على وعائشة حققه الدكتور قاسم السامرائي وظهر بطبعته الثانية حديثا.
المؤرخون:
ويأتي بعد الإخباريين الأوائل المؤرخون، وقد اهتم الطبري منهم بالإسناد وتسلسل الرواة شأن الإخباريين. ثم تحررت الكتابة التاريخية من هذه الطريقة إلى الكتابة المرسلة، وظهر هذا واضحاً جليا عند اليعقوبي (ت 284هـ) والمسعودي (346هـ) اللذين اكتفيا بالإشارة إلى المصادر مع دراسة نقدية في بعض الأحيان كما فعل المسعودي في مروج الذهب.
طريقة التأليف وصور المادة التأريخية:
على أن التحرر من الإسناد قد رافقه وأتى بعده تطور في الطريقة والأسلوب في فن الكتابة التاريخية. وحتى منهج الكتابة الذي كان يعتمد على ذكر الأخبار حسب السنين، وهو ما يعرف بالحوليات، اتجه إلى التأكيد على أهمية القيمة الخبرية للحادثة ومراعاة تتابع عناصرها لاستيعاب الموضوع بعدم تجزئة الواقعة. وكان الطبري في مقدمة أصحاب الحوليات. أما ابن الأثير، وهو ممن أفاد منه، فقد حاول التخلص من ربط الحوادث بالسنيين، وإن كان قد سار عليه بأن عنون للموضوعات وتخلص من الإسناد محافظة على وحدة الحادثة الواحدة.
وفي هذا المنهج أيضا طريقة أخرى وهي التأليف حسب الموضوعات، وعلى هذا النويري (732هـ). والتاريخ حسب الموضوعات إمّا تاريخ للأسر الحاكمة والدول والعهود كما فعل الدينوري في الأخبار الطوال، أو تاريخ حسب الطبقات مثل تصنيف ابن سعد وأبي يعلى.
والمادة التاريخية تتنوع صورها بين تاريخ عالمي عام كالطبري واليعقوبي وآخرين كمسكوية وابن العبري والثعالبي، وبين تاريخ محلي وطني كتأريخ السلامي عن ولاة خراسان وتأريخ طيفور عن بغداد وابن حيان عن الأندلس وابن العديم عن حلب.
علاقة الحديث بالتأريخ:
وفي علاقة الحديث بالتأريخ يلاحظ أن على رواية الحديث تبنى الأحكام وتقام الحدود، فهي تتصل مباشرة بأصل من أصول التشريع وهو السنة النبوية. ولذلك فإن ثقات المحدثين وضعوا رواة الحديث في موازين دقيقة بقدر الإمكان وعرفوا كل راوٍ: تاريخه وسيرته، ووضعوا من أجل هذا قواعد للجرح والتعديل.
وبحث المحدثون كيحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي وابن أبي حاتم الحنظلي في الرواة وهل تلاقى الراوي والمروى عنه، وبينوا مقدار درجة كل راوٍ من الثقة. وليس الأمر في التاريخ كشأن الحديث، وموضوعاتهما مختلفة. وكما نظر ابن خلدون في النقد التاريخي وأن التمحيص يجب أن ينصب على نص الحادثة فإن المتكلمين بالغوا في محاولة إخضاع الحديث لحكم العقل وعرضه بالعلل الكلامية.
والإخباريون ضعفاء في مجملهم عند المحدثين منذ محمد ابن إسحاق، وللمحدثين شروطهم في المجال المشار إليه، وقواعدهم في مجال النقد الحديثي لازمة لدقته، ومع قرب الإمام الشافعي منهم فقد انتقده بعضهم كابن معين وابن عبد الحكم في طريقة الرواية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/68)
على أن المحدثين أنفسهم زكوا كثيراً من الإخباريين في مجال التاريخ ونقلوا من أخبارهم. وما يظهر من اتباع منهج المحدثين في النقل عن الإخباريين لم يلتزم به من يدعي اتباعه، وإنما أراده للتأكيد على جزئية خاصة وليس منهجاً عاماً. وإذا خدم غرضه بهذا المنهج اعرض عما سواه، ومن يشنع على سيف بن عمر، على سبيل المثال، لا يطلب في أبي مخنف وابن الكلبي جرحاً ولا تعديلاً ولا يسأل عن رواة ولا إسناد.
تحدث باحث عن شبث بن ربعي فحمل عليه بشدة ولم يكلف نفسه عناء النظر في طرق الرواية وصاحبها. وشبث معدّل عند المحدثين. وخبر هذا الباحث عن شبث عن طريق ابن الكلبي، وبهذا تفضح الازدواجية في التطبيق كثيراً من أساليب من يطلبون الجرح والتعديل في سيف وحسب.
سيف بن عمر أحد الإخباريين الأوائل:
وسيف اعتَمَد عليه، كما يقول محقق كتابه، الدكتور السامرائي، كثيرٌ من المؤلفين سواء كانوا من المؤرخين أو أصحاب المعاجم. بل وحتى أصحاب كتب الحديث، كالذهبي وابن حجر وابن عساكر والطبري، وهو عند الذهبي وابن حجر عمدة في التاريخ وإخباري عارف. واعتمد الطبري على روايته في الفتنه مستشنعاً رواية الواقدي، وكذا فضلها ابن كثير وهو من أصحاب الأثر، وترحم على سيف صاحبها.
وسيف من رجال الترمذي، وفضلاً عن رواية الترمذي عنه ورواية ابن حزم عنه أيضا فإن كثيراً من المحدثين رووا أحاديث تتشابه مع أحاديث سيف في النص وتختلف معها في الإسناد، وردت هذه عند البخاري ومسلم والدارمي وأحمد بن حنبل وابن ماجة والنسائى، وضرب الدكتور السامرائى لهذا أمثله كثيرة. وصحح الدارقطني اسم زهرة بن حوّية السعدي قاتل الجالينوس في القادسية نقلاً عن سيف وقال: إن قول سيف أصح. وقد ورد في بعض المصادر جوية بالجيم المعجمة.
وقال السامرائى، بعد أن أشار إلى عدد من المصادر والمراجع عن سيف منها بحث لأحمد عادل كمال بعنوان "سيف بن عمر الراوية الأشهر للفتوحات الإسلامية"، أن ابن قانع وابن شاهين وابن ماكولا وابن عبد البر وابن حجر صححوا مراراً وتكراراً أسماء أصحاب الفتوح اعتمادا على مرويات سيف، وأن جل الأحاديث النبوية التي وردت عند سيف موجودة بأسانيد مختلفة وطرق متشعبة في كتب الحديث المختلفة، وأن على الباحث الجاد أن يستقصي دون هوى يعمي أو رأي مذهبي يغوي.
سبب الحملة على سيف:
ومما تشير إليه بعض الدراسات أن سبب الحملة على سيف من بعض المتأخرين هو حديث سيف عن السبئية. وقد يكون هذا حقاً لو كان سيف لم يُسبق إلى الإعلان عنها. والذي سبقه هو أبو مخنف الذي أفصح فيما نقل عنه البلاذري عن أن ابن سبأ هو عبد الله بن وهب الهَمْداني الذي كان يناقش عليا في أصعب أيام حياته عن رأيه في أبي بكر وعمر وأن عليا كتب كتاباً بقيت منه نسخة عند هذا الهَمْداني فحرفها.
وإلى هذه الرواية أشار طه حسين ونايف معروف وسليمان العودة وجميل المصري نقلاً عن البلاذري، ومصدرها الأول هو أبو مخنف وهو متقدم على سيف.
وأشار أبو مخنف قبل سيف، فيما نقل عنه الطبري، إلى السبئية تاريخاً ومعتقداً؛ فقال عن الكيسانية أنها السبئية، وذكر قول شبث عنها وتشنيع المغيرة بن شعبة عليها في ثورة حجر منسوبة إلى رائدها وعقلها المدبر الذي عرّف أبو مخنف باسمه واسم أبيه وكنيته ومعتقده. وفيما عدا خبر أبي مخنف عن السبئية وسدنة كرسيها أيام المختار فإن المصادر التي أشارت إليها منذ أيام الفتنة على اختلاف مشاربها المذهبية أشهر من أن تذكر.
ومن الدارسات الحديثة قام الدكتور يوسف العش بإعداد بحوث في محاضرات وكتب عن الفتنة؛ ففحص الروايات الواردة عنها فحصاً علمياً دقيقاً خرج منه بأن سيفاً أتى بقصة الفتنة من مصدر حيادي مطلع فجاءت قصة منسجمة مع الروايات الموثوقة فدخلت في عدادها مفسرة موضحة مفصلة مقبولة، وأنها رواية تاريخية بما للكلمة من معنى. واستبعد العش روايتي أبي مخنف والواقدي بعد بحث ودراسة ونظر في سبع روايات أخرى من الأخبار المقطعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/69)
وأشار إلى نتيجة العش، وأفاد منها، وربما أضاف إليها آخرون من الباحثين، كنايف معروف الذي قارن بين الهَمْداني رأس النحلة السبئية وابن وهب الراسبي الزعيم الأول للخوارج، وكأحمد عرموش والعودة وخالد الغيث. ونشر السامرائى عنه وعن سيف بحثاً باللغة الإنجليزية، وستصدر دار أمية دراسة متكاملة في ضوء المصادر التاريخية وكتب الفرق والملل والأهواء والنحل خاصة بسيف الذي هو عند المتحاملين عليه خارقة عظمى من الخوارق العجيبة، ركبوا عليه مجموعة من الأهواء والميول المتناقضة التي من المحال أن تستقيم في شخص رجل واحد.
وعمد أشد المتحاملين عليه فجعل بني أُسيِّد قومه كلهم مختلقين مع آخرين، وصدّر بأسمائهم كتاباً عن الاختلاق والانتحال. وصدر بعده كتاب عن الشعراء الإسلاميين للدكتورين القيسي وحاتم الضامن افتتحاه ببني أُسيِّد الذي يزعم المتحامل وهو الكشميري العسكري أن لا وجود لهم.
وورد في كتاب الفتنة لسيف، جمع أحمد عرموش "أنه كان للفتنة ووقعة الجمل أعمق الأثر، بدأ الخلاف سياسياً وانتهى مذهبياً فانقسمت الأمة إلى فئات بأسها بينها شديد تتبادل الطعون حتى التكفير ... وأدى التعصب إلى ندرة الروايات الصحيحة لتاريخ تلك الحقبة ... وهذا الكتاب، كتاب سيف، من أقدم الكتب التي تناولت هذه الموضوعات ومؤلفه أكثر مؤرخي تلك الحوادث حياداً وموضوعية."
الهوامش:
1) تميم تقول: ورّخ، وقيس تقول أرّخ.
2) السيد عبد العزيز سالم، التأريخ والمؤرخون العرب.
3) مأقط يوم لبني أسد على كندة اليمانية قتلوا فيه حَجْرا والد امرئ القيس الشاعر.
4) البسوس بنت منقد السعدية خالة جساس قاتل كليب، وإليها تنسب وقائع الحرب بين ابني وائل: بكر وتغلب.
5) جبلة في عالية نجد بين تميم وذبيان من جهة وبني عامر وعبس من جهة أخرى.
6) وفي مقابل هذا النقد التاريخي من ابن خلدون لأخبار اليمن فإنَّ ابن سلاّم الجمحي في كتابه طبقات فحول الشعراء أهمل جميع ما ينسب إلى اليمن من الشعر على اعتبار أنه من المصنوع المنحول.
7) عمر فروُخ، تاريخ العلوم عند العرب.
8) تقسيم العرب إلى عاربة ومستعربة فرية مبتدعة، وقد بينت هذا في موضوع "فَدَك وأمكنة أخرى"، المنشور في هذه المجلة في عددها الثالث.
9) عماد الدين خليل، دراسة في السيرة النبوية.
10) يذهب أصحاب هذا الرأي إلى أن قبائل العرب لم ترتد بعد وفاة النبي، صلى الله عليه وسلم، وإنَّما الذي ارتد هم الصحابة!
11) أحمد أمين، ضحى الإسلام.
12) سالم محل، المنظور التاريخي.
13) إحسان النص، العصبية القبلية.
أهم المراجع الحديثة (1)
د. إبراهيم شعوط، أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ.
د. إحسان النص، العصبية القبلية وأثرها في الشعر الأموي.
أحمد أمين، ضحى الإسلام.
أحمد عرموش، مقدمة كتاب "الفتنة ووقعة الجمل" لسيف بن عمر.
د. خالد الغيث، مرويات سيف بن عمر.
د. سالم محل، المنظور الحضاري.
د. سعد زغلول عبد الحميد، في تاريخ العرب قبل الإسلام.
د. سليمان العودة، عبد الله بن سبأ.
د. السيد عبد العزيز سالم، تاريخ الدولة العربية.
د. طه حسين، الفتنة الكبرى.
د. عبد العزيز الدوري، التاريخ والمؤرخون العرب.
د. عماد الدين خليل، دراسة في السيرة النبوية.
د. عمر فروخ، تاريخ العلوم عند العرب.
د. قاسم السامرائي، مقدمة كتاب الفتوح والردة ومسير علي وعائشة لسيف بن عمر.
د. نايف معروف، الخوارج.
د. نوري القيسي وحاتم الضامن، شعراء إسلاميون.
د. يوسف العش، الدولة الأموية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) أثبتنا هنا أسماء أهم المراجع الحديثة، أماّ المصادر القديمة فقد وردت الإشارة إليها في صلب الموضوع.
مصدر المقال:
من هنا ( http://www.altareekh.com/doc/article.php?sid=845&mode=&order=0)(140/70)
حوار مع الدكتور علي محمد الصلابي
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[18 - 11 - 06, 03:23 ص]ـ
حوار مع الدكتور علي محمد الصلابي
قال الخبير في التاريخ الإسلامي وتاريخ شمال إفريقيا الليبي الدكتور علي محمد الصلابي إن الحضارة والثقافة الإسلامية فيها من الفكر الإصلاحي الذي يمكن أن يتعلم منه الآخرون، وإنه لا ينبغي أن نكون منهزمين أمام الصراع مع ما يسمى الطرح الإصلاحي الغربي، مشيرا إلى أن هناك خلافا كبيرا بينهما لأن الفكر الإصلاحي الغربي ينبثق من قيم وعقائد وثقافة فيها شيء نتفق معهم فيه وأشياء كثيرة نخالفهم فيها في ثقافتنا وعقيدتنا.
وشدد علي الصلابي على أن المشاريع الإصلاحية يجب أن تنبثق من عقيدتنا وحضارتنا وتجاربنا ومن القيم الإنسانية المحضة، مشيرا إلى أن الأنظمة لها الأثر الواضح على المشاريع الإصلاحية التي قال إنها متنوعة ومتغيرة ولها علاقة بالنظام الحاكم وبطبيعة الناس وبعلاقتهم بهذا النظام.
وقال مؤلف كتاب "فقه النصر والتمكين في القرآن الكريم" إن عموم الحركات الإسلامية وصلت إلى نوع من النضج في مسألة التعامل مع الأنظمة، لكن "هناك بعض الأنظمة لا تزال متصلبة"، مؤكدا أن الإسلاميين ليس لديهم مشكلة في التعامل مع الحكام الذين لديها نوع من المرونة والأخذ والعطاء، مشيرا إلى تجربة عمر بن عبد العزيز الإصلاحية الذي لم يهجر السلطة الحاكمة بل كان قريبا منها ويصلح بقدر المستطاع في قربه من عبد الملك والوليد وسليمان، وأن وصول عبد العزيز رضي الله عنه للحكم لم يكن من فراغ وإنما من خبرة كافية في إدارة الدولة بحكم قربه من الحكام وإشرافه على بعض الأقاليم.
وأوضح مؤلف كتاب "تاريخ الخلفاء الراشدين" أن احترام الإنسان وكرامته وحقوق المرأة والحريات وغيرها تدخل ضمن فقه الخلافة الراشدة، التي قال إن الناس يفهمونها على أنها خليفة يملك الأرض ومن عليها فقط وأن هذا المعنى مخالف للحقيقة التاريخية والدينية.
وأشار الدكتور الصلابي إلى أن الجانب التاريخي أو فقه الحضارات يحتاج إلى اهتمام وعمق ثم تبسيط للمعلومة لأن "الموجود تناول التاريخ بأسلوب نخبوي يصعب على كثير من الناس فهمه"، موضحا أن حركة القادة السياسيين الإسلاميين ممتازة ولديهم قدرة على الاجتهاد، لكن قادة الفكر والقادة الشرعيين لديهم ضعف، منبها إلى أن هناك إشكالية في الجانب الفكري والجانب التأصيلي لاجتهادات العاملين في الميدان السياسي. وأضاف أن المرحلة الحالية تحتاج لقدرات وإمكانيات أكبر وأضخم في التأصيل، وأنه لا يوجد في الفضائيات شخص تميز بالعمق الفكري والقدرة على حل الإشكاليات الحالية بتأصيل شرعي عميق إلا القليل.
وقال صاحب "الوسطية في القرآن" إن تنظيم القاعدة لا يملك مشروعا حضاريا أو نهضويا وإنما هو ردة فعل على الظلم الواقع على الأمة الإسلامية، وأن اجتهاداتهم أربكت أصحاب المشاريع الحضارية الإسلامية الوسطية المعتدلة وفيها حدة في مخاطبة الحكومات والمخالف لها.
وقال مؤلف كتاب "دولتي المرابطين والموحدين في الشمال الإفريقي" بأن تاريخ المغرب يشهد إشكالية والدليل على ذلك أنني أبحث منذ سنتين عن كتاب شامل عن محمد عبد الكريم الخطابي فلم أجده، متسائلا عن سر عدم ترجمة نحو 90 كتابا عن محمد عبد الكريم الخطابي كتبت بالفرنسية والإسبانية. وأضاف أن دولة المغرب بدون إسلام لا قيمة لها تاريخيا، مشيرا إلى أن دولة المرابطين قامت على أكتاف البرابرة الذين حملوا الدين الإسلامي إلى الأندلس وإفريقيا.
وتاليا نص الحوار الذي أجرته التجديد مع الدكتور علي محمد الصلابي بمقر إقامته بالعاصمة القطرية الدوحة:
لماذا اخترت التاريخ الإسلامي؟ وما علاقتك به؟
علاقتي بالتاريخ الإسلامي كانت في المعتقل بليبيا حيث احتككت بسياسيين ومثقفين كبار واكتشفت بالنسبة لنا نحن الشباب أن هناك حلقات مفقودة خصوصا فيما يتعلق بتاريخ البلاد وما يتعلق بشخصية محمد علي السنوسي وأحمد الشريف وعمر المختار ومحمد المهدي. كما وجدت أن السيرة النبوية تحتاج إلى دراسة خصوصا فيما يتعلق بالسنن التي تعامل معها النبي صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/71)
كما أن اهتمامي بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم وأنواعه وأسبابه وشروطه ومراحله وأهدافه، دفعني للرجوع إلى المادة التاريخية لاستخلاص فقه التمكين في القرآن الكريم وعند النبي صلى الله عليه وسلم وكيف اهتم بالجماعة؟ كيف واكب المجتمع؟ كيف أقام الدولة؟ كيف دخل في صراع مع اليهود مع النصارى؟ كيف صنع الحضارة؟ وبعد ذلك اهتممت بعصر الخلافة الراشدة وكيف دخلت فيه أياد خبيثة في تحريفه في رواياته التاريخية والموضوعية شوهت شخصيات خصوصا في بعض المحطات الرئيسية في التاريخ مثل سقيفة بني ساعدة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من الأمور.
لماذا تناولت الخلافة الراشدة بشكل مفصل في كتاباتك؟ وعن أي جانب ركزت؟
اهتممت في هذا الجانب بالفقه السياسي وما يتعلق بحركة الفتوحات في هذا العهد والنوازل التي حدثت في عهد أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وكيف تعامل معهما الخلفاء الراشدون لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بإتباع سنتهم أيضا. ثم إن الرسول صلى الله عليه وسلم تحدث عن عودة الخلافة الراشدة بعد المُلك الجبري والعضوض، فلابد من فهم ما هي الخلافة الراشدة؟ ما هي معانيها وصفاتها؟ ما هي طبيعتها؟ ففقهها في حد ذاته خطوة نحو الخلافة الراشدة ولابد أن يكون هذا الفقه أو ثقافة الخلافة الراشدة سائدة بين الناس. من هذا المنطلق اهتممت بعهد الخلافة الراشدة واكتشفت أن هناك خليفة خامسا هو الحسن بن علي رضي الله عنهما.
وسيدنا الحسن قدم للأمة مشروعا إسلاميا إصلاحيا ضخما هائلا وقاد مشروعا تُوج بوحدة الأمة وانطلاق حركة الفتوحات من جديد. ومن خلال مشروع الحسن الإصلاحي يمكن فهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين عظيمتين، ومن معاني السيادة في شخصية الحسن رضي الله عنه حرصه على وحدة الصف وحقن الدماء وعلى انطلاق حركة الفتوحات.
أي من المناهج تقيدت بها في كتابة التاريخ الإسلامي؟
لم أتقيد بالمناهج المعروفة عند المؤرخين كالاهتمام بالجانب السردي أو بالمادة التاريخية المحضة، بالنسبة لي التاريخ وسيلة إلى الدعوة لله سبحانه وتعالى. والمادة التاريخية التي أعتمدها أدونها بمنهج قريب من منهج القرآن الكريم في سرد قصص الأنبياء.
هذه القصص تركز على صفات الأنبياء وعلى مناهجهم وعقائدهم وعلى خطورة الشرك وأهمية الإيمان بالله واليوم الآخر. وعندما أتحدث عن الشخصيات الإسلامية مثل أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم تكون الفكرة المركزية عندي هي كيف فهم أحدهم الإسلام؟ وكيف عاش به في حياته؟ وما هي علاقته بالقرآن؟ أي نظرته إلى الله وإلى الكون والحياة وإلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى، فبالتالي لا أهتم بالجانب التاريخي المحض فقط وإنما أهتم بالجانب العقائدي وأثره أيضا، وباستخراج ما يسمى بالدروس والعبر، لقد كان في قصصهم عبرة، العبرة هي الهدف من دراسة التاريخ ومحاولة التركيز على السنن، لأن السنن تتكرر، وكيف نتعامل معها.
يتهمك البعض بأنك تطنب في تناول التاريخ وتحشر العقيدة في كل شيء؟
أنا عندي قناعة هي أن الجمهور الذي يقرأ التاريخ أوسع من الجمهور الذي يقرأ كتب العقائد أو كتب التفسير أو الحديث أو الفقه لأن التاريخ يمكن أن يقرأه السياسي والمفكر ومخرج المسلسلات بمعنى يقرؤه جمهور عريض وضخم، وبالتالي أسمح لنفسي من خلال المادة التاريخية أن أوصل شيئا من العقائد والأخلاق والأحكام الشرعية تكون لها علاقة بالمادة التاريخية، فهذه وسيلة دعوية. كما أنني أضع النقاط على الحروف ولدي نوع من الصراحة في مسألة الخلط في الإسلام حيث يدعي الكل وصلا بالإسلام هذه قضية غير صحيحة في وجهة نظري. غير أنني أتقيد بالأدب ولا أشتم ولا أسب لكن في نفس الوقت أناقش القضايا مناقشة موضوعية تبحث عن الحقيقة حتى أنني تناولت مسألة الفتنة في كتاب سيدنا علي رضي الله عنه، ومعروف أن علماء السنة يقولون لا تدخل في الفتنة لأن الله سلمنا منها بأيدينا فلا نلوث ألسنتنا بحديث عنها، هذه العقلية جعلت فرقا ضالة يدخلون روايات ضعيفة مزيفة ويشوهون هذه المرحلة ثم جاء المستشرقون اتبعوا مواقف هذه الفرق، لهذا أجتهد في مناقشة هؤلاء الناس لكن بأدب والحجة بالحجة والفكرة بالفكرة والدليل بالدليل وبيان حقيقة ما حدث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/72)
قلتم إنكم ستتحدثون عن الصفحات البيضاء في التاريخ الإسلامي فهل يدخل هذا في إطار القراءة الموضوعية للتاريخ؟
أهتم بالنقاط البيضاء من حيث تسليط الأضواء عليها وكيفية التعامل معها، فهي بطبيعتها تؤثر في النفس تأثيرا إيجابيا ويحيي الله بها القلب وينور بها العقل. ثم إن النقاط البيضاء فيها مجال للاقتداء، إلا أنني أهتم أيضا بالنقاط السوداء لكن من حيث الدرس والعبرة والاتعاظ وكيف نبتعد عنها. فبعد الصراع الفكري وخاصة بعد سقوط بغداد وظهور المد الشيعي الرافضي بقوة واضحة بدأت تثار شبهات كثيرة خصوصا حول عهد الخلافة الراشدة أو حول التاريخ الإسلامي عموما، لهذا اهتم ببيان الحقائق، فأطرح منهج الرؤية الإسلامية السنية الصحيحة وأهتم أيضا بالأخطاء التي وقع فيها الصحابة رضي الله عنهم فأذكرها وأبين الصواب فيها، فسيدنا معاوية رضي الله عنه مثلا شخصية دار حولها جدل خاصة فيما يتعلق بقضية توريث يزيد، فأحافظ على مقام الصحابي الجليل وعلى أعماله وماذا قدم للأمة، لكن في نفس الوقت لا أدافع عن الخطأ الذي وقع فيه عند توريثه ليزيد وأحاكم اختيارات معاوية في عهد الخلافة الراشدة وكيف اختير أبو بكر وعمر وعثمان وعلي؟ وكيف اختير معاوية نفسه؟ رضي الله عنهم جميعا، لهذا أعتبر توريث يزيد من الأخطاء التي وقع فيها سيدنا معاوية ولكن في نفس الوقت أعطيها حجمها الطبيعي لأن الصحابي بالنسبة لنا ليس معصوما.
إن ما يهمني هو الحقيقة والشبهة الموجه للحقيقة، ومعالجة الخطأ بطريقة نستخرج منها بعض العبر ونتفادى الأخطاء.
هل تكتبون للحركة الإسلامية فقط؟
طبعا أكتب للأمة عموما ومن ضمنها الطلائع التي تمثلها الحركة الإسلامية ولسان الحال يقول للآخرين سواء كانوا يهودا أو نصارى هذا تاريخنا من منظورنا، لأن تاريخنا للأسف الشديد الذي تُرجم إلى الإنجليزي أو الفرنساوي كله كتب بأيدي المستشرقين تختلف عن الرؤية الإسلامية السنية الصحيحة.
التاريخ يتم تناوله حاليا بمناهج حديثة فكيف سيتفاعل معك الآخرون؟
لم أتقيد بالمناهج السائدة لأن قضية المنهج قضية اجتهادية ومن حقي أن أجتهد، كما أنه كلما ظهرت في الساحة كتب خصوصا المراجع العلمية في مجال التاريخ أستفيد منها ومن طريقة ما وصلت إليه من حقائق سواء من السعودية أو المغرب أو مصر، هذا التراث جُله أهتم به وأهتم بالاستفادة من قضية الجرح والتعديل في الأساليب التي وصل إليها هذا العلم، وبالتالي نحن جزء من هذا التقدم، لكن تهمنا الرؤيا الإسلامية الصحيحة.
ما هي ملامح المشروع الذي تقدمونه للقراء والأمة الإسلامية في كتاباتكم؟ وكيف نصنع نهضة في زماننا؟
مشروع النهضة مشروع ضخم لا يستطيع أن يساهم فيه فرد بل يساهم فيه عشرات بل مئات من المفكرين في مجالات متعددة، لكن أقول إن حسن قراءة التاريخ تساعد على استيعاب الحركة التاريخية للأمم والشعوب لإقامة الدول وزوالها وسقوطها، كما نستطيع من خلالها توحيد ما يسمى ثقافة النهوض الصحيحة من خلال دراسة حركات نهوض كالعثمانيين أو الزنكيين أو الأيوبيين أو الخلافة الراشدة، كحركات نهوض ضخمة من معالمها صفاء العقيدة وصفاء المنهج، فهناك صفات معينة تمثلت في أبو بكر الصديق وعثمان وعمر وسيدنا علي رضي الله عنهم جميعا، كما نلاحظ أن محمد الفاتح أو يوسف بن تاشفين وصلاح الدين مثلا كقادة عسكريين كان بجانبهم قادة فكر وعلماء دين.
فيوسف بن تاشفين مثلا كان بجانبه عبد الله بن ياسين الذي أسس الدولة ومهد له، ومحمد الفاتح كان بجانب آق شمس الدين أحد العلماء الأتراك، أما صلاح الدين فكان يقول ما فتحت بلدا بسيفي ولكن بقلم القاضي الفاضل. فالقيادة العسكرية تحتاج إلى قيادة فكرية لها رؤى ولها نقطة بداية لها ونقطة نهاية، وبالتالي قضية النهوض هي خلطة بين الجانب الفكري والسياسي والعقائدي وجوانب أخرى لا تأتي بسهولة وبتسطيح الأمور. ومن الأمور التي تؤهلنا إلى فقه النهوض الدراسة العميقة المتأنية في التراث التاريخي الضخم الذي أكرمنا الله به نحن الأمة الإسلامية.
قلتم إن الأمام الحسن بن علي رضي الله عنهما قدم مشروعا إصلاحيا ضخما رغم أنه قتل، فعلى ماذا كان يرتكز مشروعه؟ وما هي ملامح الإصلاح من خلال الحكم في التاريخ الإسلامي؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/73)
بالنسبة للحسن بن علي رضي الله عنهما قام بمشروع إصلاحي ضخم إذ استطاع أن يقنع المتخاصمين في عهده بأهمية الصلح لصالح الأمة ولصالح الدين. فمشروع الحسن رضي الله عنه قطع عدة مراحل واعترضت طريقه عدة عوائق حتى قام الصلح الذي نجح بشروط معينة وعلى مقاصد الشريعة من حفظ الدماء ووحدة الصف من أجل الدعوة إلى الله والفتوحات، فسيدنا الحسن أصل هذا الصلح على فقه الخلاف وفقه مقاصد الشريعة، وبالتالي أعتبرها تجربة إصلاحية ضخمة قائدة بالنسبة لوقتها وقد كتبت فيه كتابا سميته خامس الخلفاء الراشدين الحسن بن علي.
أما بالنسبة إلى عمر بن عبد العزيز فهذه دعوة إصلاحية من داخل الأسرة الحاكمة حيث أن الأمويين انحرفوا بطريقة أو بأخرى في جوانب متعددة وجاء هذا الرجل المصلح والمجدد العظيم فقام بحركة إصلاحية ضخمة عبر الحكم حيث كان في فترة قريبا من عمه عبد الملك الذي كان فيه ظلم وجور وفيه عدل يعني ملَكَ في فترة الحكم العضوض، فلم يهجر السلطة الحاكمة بل كان قريبا منها ويصلح بقدر المستطاع في قربه من عبد الملك والوليد وسليمان، ثم جاءت الفترة الذهبية بالنسبة حيث وصل للحكم وعنده خبرة كافية في إدارة الدولة بحكم قربه من الحكام وإشرافه على بعض الأقاليم، فحكمه لم يأت من فراغ وإنما من ثقافة وفقه في إدارة الدولة بحيث كان يعرف أين الخلل والانحراف في المجال الإداري وفي المجال الاقتصادي والسياسي .. وفي الجانب العقائدي اهتم بالحوار وناقش الخوارج والفُرُق المنحرفة، واهتم بالجانب الدعوي .. وهذا دليل آخر على أن حضارتنا وثقافتنا وفكرنا فيه من الفكر الإصلاحي الذي يمكن أن يتعلم منه الآخرون، ولا ينبغي أن نكون منهزمين أمام الصراع مع ما يسمى بالطرح الإصلاحي المعاصر الذي تتبناه أمريكا أو الغرب، وعلينا أن نستوعب التاريخ والفكر الإصلاحي الذي عندنا ونقدمه للآخرين للاستفادة منه. وقد ألفت كتابا عن عمر بن عبد العزيز ومعالم التجديد والإصلاح الراشدي.
توجد طوائف كثيرة في الأمة الإسلامية، ألا تشكل قراءتكم السنية إقصاء للطوائف الأخرى؟
عندما أقول أهل السنة المقصود بها هو دين الله الحق الذي كان عليه رسول الله وأصحابه في الفهم لهذا الدين في الجانب العقائدي والفكري والأخلاقي والمعاملات والعبادة .. وبالتالي الإسلام الصحيح عندي هو المدرسة السنية التي تمثلت فيها علوم الصحابة وأخذها التابعون ثم جاءت بعدها مذاهب الإمام مالك وأحمد والشافعي غيرها من المذاهب السنية التي حافظت على أصول الفهم للقرآن والسنة من خلال علماء الصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم.
أما الآخرون مثل الاثنى عشرية فإنهم خرجوا عن كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم في فهم العقائد وفي تفسير القرآن وفي النظر لكثير من القضايا الفكرية التي أصل لها الصحابة أخذوها من الرسول.
فأنا ضد الخلط لابد أن تتمايز الأمور، الحق حق والباطل باطل ونتعامل مع الأخطاء والانحرافات بنصح، فلن تحدث نهضة للأمة إلا إذا صفت الأمور وعرفنا من هو على الإسلام الصحيح ومن هو المبتدع ومن هو المنحرف. فهذا أصل من أصول النهوض لهذه الأمة.
في هذا السياق ألا تعتبر مبادرة أمريكا وأوروبا فرصة بالنسبة للشعوب العربية والإسلامية يجب استغلالها؟
هناك خلاف هائل بيننا وبين الغرب، لأن الفكر الإصلاحي الغربي ينبثق من قيم وعقائد وثقافة، هذه القيم والعقائد والثقافة فيها شيء نتفق معهم فيه وأشياء كثيرة نخالفهم فيها في ثقافتنا وعقيدتنا وفكرنا. فالمشاريع الإصلاحية يجب أن تنبثق من عقيدتنا ومن ثقافتنا وحضارتنا وتجاربنا ومن القيم الإنسانية المحضة، وفي عالم الأفكار الأمة الإسلامية تستطيع أن تعلم الآخرين، ربما الفائدة الأكبر لدى الغرب هي الجانب التكنولوجي، أما جانب القيم فهم -لو أحسنا طرح ما عندنا- سيتتلمذون علينا.
إذا عدنا لمسألة المنهج، في العراق مثلا هناك جماعات تتبنى خطابا سنيا متشددا كما يصفه المراقبون فكيف تستقيم دعوتكم للمنهج السني الموحد في ظل وجود مذاهب مخالفة؟
المذهب السني تجربته في المشاريع النهضوية كانت حاضرة وكانت ناجحة سواء في عهد نورالدين زكي أو عهد محمد الفاتح أو صلاح الدين أو يوسف بن تاشفين في المغرب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/74)
أما الانحرافات التي تحسب على أهل السنة وعلى منهج بعضهم فهذا يقوّم ونحن لا نرضى إلا بالحق وما وافق الصواب، أما مصلحة العراق ففي الإسلام، فإذا قلنا إن الخطاب السني سبب إشكالية نكون قلنا إن الإسلام لا يستطيع حل مشكلة العراق وهذا لا يقول به عاقل من أبناء المسلمين فالمصلحة الوطنية لكل العراقيين تحقق بالمشروع الإسلامي الأصيل الذي يحافظ على حقوق الأقليات والأعراق ويبسط العدل الشامل على الجميع ويضبط العلاقات بين الحاكم والمحكوم ويحترم الحريات والمساواة والعدالة.
هناك من يقول بضرورة قراءة التراث الإسلامي من فوق وليس من الداخل حتى تكون قراءة الحدث التاريخي موضوعية، ما وجهة نظرك؟
التراث الإسلامي تراث ضخم، تراث تجربة إنسانية ولا نقول إنها كلها صحيحة لكن نحن عندنا ميزان العدل هو الكتاب والسنة التي حفظها الله بحفظه (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) اللذين نزن بهما هذا التراث، فما وافق هذا الميزان نأخذ به، وما خالفه نزيحه من طريقنا. وأي أمة تريد أن تنهض لابد أن تلتفت إلى تراثها حتى تستفيد منه في حاضرها وتستشرفه في مستقبلها سواء كانت هذه الأمة أوروبيين أو يابانيين أو صينيين أو مسلمين، ونحن عندنا كما قلت الميزان الذي نزن به الأمور وبالتالي أنا مع النظرة الفاحصة والاستفادة من التراث دون أن ننظر له بمنظار أسود أو أبيض ولكن نأخذ منه ما يفيدنا ونترك الباقي.
ما هو المنهج الأقوم من أجل الإصلاح والتغيير في العالم العربي والإسلامي؟
التجارب متعددة ومتنوعة، وكل قٌطر يلائمه مشروع إصلاحي يختلف عن الآخر وعندما يكون من طبيعة الحكم الدكتاتورية والظلم فيصعب الأخذ والحوار مع مثل هذا النظام مثلما قال فرعون لقومه (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) فكان مشروع سيدنا موسى الخروج بقومه إلى منطقة ومكان ليس تحت سيطرة وقبضة فرعون السياسية، لكن عندما يكون هناك ملك يأخذ ويعطي فيسهل التعامل معه، فسيدنا يوسف عليه السلام كان في زمانه ملك يستمع للآخرين ولهذا قال (آتوني به أستخلصه لنفسي) فلما كلمه عرف إمكانيات وقدرات ومؤهلات سيدنا يوسف عليه السلام قال (إنك اليوم لدينا مكين أمين) فسيدنا يوسف جعل المُلك جزءا من المشروع، إذا المشروع الذي قدمه سيدنا يوسف ما كان ينجح لولا الله ثم وجود هذا الملك العاقل الذي يقدر الملكات والإمكانيات والقدرات، وبالتالي أقول إن المشاريع الإصلاحية متنوعة ومتغيرة ولها علاقة بالنظام الحاكم وبطبيعة الناس وبعلاقتهم بهذا النظام، إن الأنظمة لها الأثر في المشاريع الإصلاحية.
ألا تعتبر مسألة التعامل مع السلطة من القضايا التي يجب إعادة النظر فيها خاصة إذا استحضرنا ما تتعرض له الشعوب الإسلامية من ضغوط دولية من أجل إفراغ هذه الشعوب من محتواها الثقافي والحضاري؟
لا شك أن قضية التعامل مع الحكومات من القضايا التي أعيد النظر فيها وأظن أن قيادات الحركات الإسلامية عمومها وصلت إلى نوع من النضج في هذه القضية، لكن هناك بعض الأنظمة لا تزال متصلبة، وفي الأنظمة التي نجد فيها نوعا من المرونة والأخذ والعطاء نجد أن الإسلاميين ليس لديهم أي إشكالية في التعامل معها. القيادة الإسلامية أظن أنها أعادت النظر بشكل صحيح وقطعت أشواطا ممتازة، ونحن نطلب من الحكومات أن تبدي نوعا من المرونة لإيجاد قواسم مشتركة بينها وبين الحركات الإسلامية وتفسح مجالا للانفتاح على المجتمع وعلى الشعوب، خاصة أن الحركات الإسلامية جزء من هذه الشعوب.
هناك من يقول بأن طرح قضية الخلافة الإسلامية لا يتلاءم مع الواقع الحالي، ألا يعد هذا من إعادة النظر؟
من الناحية الفكرية والنظرية أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم أنه سوف تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة ولم ينكرها عليه الصلاة والسلام، ولكن من حيث الواقع الذي نحن فيه هل بالفعل يمكن أن تقوم الخلافة في المنظور الواقعي، لا أظن. إذ لابد أن يكون المد الإسلامي وفق الأقطار ثم يحدث التطور المنشود نحو الخلافة، وعادة هذا التطور يأخذ زمنا طويلا وأجيالا عدة، وهذا من طبيعة الحضارات. لكن ما هو حكم الخلافة الراشدة؟ فالقيم في الخلافة الراشدة قيم راقية حتى الغرب لم يصل إليها إلى يومنا هذا سواء في جانب الحريات أو في جانب العدالة أو المساواة أو الدستور أو مراقبة الحكام،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/75)
وبالتالي من حيث القيم الخلافة الراشدة هذه نحن نطرحها بقوة بل قابلة للتطبيق على بعض الأقطار التي تتاح لها الفرصة في هذا الجانب على اعتبار أن احترام الإنسان وكرامته وحقوق المرأة والحريات وغيرها تدخل ضمن فقه الخلافة الراشدة أصلا.
أما من الناحية السياسية بمعنى الدولة الواحدة الكبرى هذه القضية في تصوري الواقع بعيد عنها، لكن لا بد على الأمة أن تعمل من أجل تحقيقها ولو بعد أجيال لأنها قضية ربانية، نحن علينا أن نبذل الجهد أما تحقيقها ربما يأخذ أجيالا. على أن نتذكر أن الخلافة الراشدة من ناحية الفكر الإنساني فهي فكر راق جدا ويرتكز على أصول من كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن لا بد أن نوضح معنى ملامح الخلافة ومعالمها ومنهجيتها ومؤسسات دولة الخلافة.
هذه المعاني لا بد أن نوضحها للناس حتى يفهموا معنى الخلافة الراشدة لأن في ذهن كثير منهم أن الخلافة ما هي إلا خليفة يملك الأرض ومن عليها فقط وطبعا هذا ليس صحيحا أصلا.
ما هو اللقب المناسب لمن يحكم المسلمين؟
في تصوري بالنسبة للوقت الحاضر ليس مهما إطلاق كلمة خليفة أو رئيس دولة أو رئيس جمهورية أو ملك أو أي لقب آخر، إن ما يهمني هو قرب هذا الشخص أو بعده من الشريعة، أما المصطلحات فلا تهمني، فلو جاء ملك مثلاً وجعل أو زعيما أو قائدا المرجعية الكبرى له كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدي الخلافة الراشدة فلن تكن لدي مشكلة معه.
في إطار التجربة الإسلامية هل ترى أنها حققت المستوى المطلوب من التطبيق؟
الأتراك في الفقه السياسي قطعوا مسافات كبيرة وهم من التجارب الرائدة التي تحتاج إلى الدراسة والاستفادة منها. والنقطة المهمة جدا أن الإنسان البعيد عن الحدث وعن المعترك يحسن تصيد الأخطاء، وأظن أن المسلمين الأتراك يستحقون الاحترام والتقدير خصوصا في ظل قيادة رجب أردوغان فهو رجل انتماؤه واضح للأمة وللإسلام وعبر عن ذلك بزيارة باكستان أو مساعدة ضحايا الزلزال بمائة وخمسين مليون دولار ففي هذا رسالة واضحة على عكس باقي العالم الذي لم يهتم كما ينبغي بزلزال باكستان بعكس عاصفة كاترينا التي قلبت الدنيا والشعوب العربية والإسلامية.
والحدث الثاني لما اشتد النقاش حول الحجاب فقال أوردغان إن الحجاب لا يحكم فيه لا الساسة الأتراك ولا الساسة الأوروبيون وإنما يحكم فيه علماء الإسلام، أظن أن الرجل عنده ملفات إسلامية ساخنة بين كل الحين والحين يخرج للناس ملفا. في أحداث العراق أيضا الدولة الوحيدة التي أتعبت أمريكا هي تركيا إذا قارناها بأي دولة إسلامية أو عربية أخرى، والبعد الإسلامي كان حاضرا في هذه القضية وأظن هذا شيء رائع أن القيادة الإسلامية السياسية تصل إلى هذا المستوى.
تثار قضية تجديد الخطاب الديني بشكل قوي جدا، السؤال كيف نجدد الخطاب الديني؟
التجديد أو الإصلاح فيه ثوابت تحتاج إعادة طرح في أسلوب يلائم العصر، ففي جانب العقيدة مثلا الإيمان بالله واليوم الآخر هذا ثابت من الثوابت يحتاج بعض المنظرين في هذا الجانب أقوياء مثل ابن تيمية رحمة الله الذي أعاد مثلما قلنا نحن للعقيدة وهجها من حيث الطرح بالنسبة للأمة وكذلك فعل الغزالي وعبد القادر الجيلاني. الأمة تحتاج بين الحين والحين من ينظر ويحيي العقيدة الموجودة الكامنة ويلائمها مع العصر.
وفي الجانب الأخلاقي يحتاج إلى تمازج وعملية يحدث فيها نوع من التجديد ومحاربة الأخلاق السيئة. في الجانب العلمي أيضا يحتاج إلى تجديد لكن باعتباره حقا للإنسانية كلها تستفيد الأمة الإسلامية منه.
كيف تنظر إلى الثقافة التاريخية لدى الحركة الإسلامية؟
الثقافة التاريخية وفقه النهوض في الحركة الإسلامية وفي عموم الأمة ضعيف ويحتاج من أبناء الحركة أن يهتموا به حتى يدخل ضمن المناهج التي لا تزال تعاني من نوع من الركود لدى الحركات الإسلامية. في فترة معينة نوعا ما سدت ثغرة ضخمة عندما كان الإسلام هو الحل أمام المد الاشتراكي أو المد العلماني في الستينيات وفي غيرها حيث الكتابات كانت نافعة، أما الآن فالأمة ليست لديها مشكلة في كون أن الإسلام هو الحل ولكن كيف يمكن تطبيق هذا الحل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/76)
لهذا بدأت بالاهتمام بالجانب التاريخي أو فقه النهوض أو فقه الحضارات والذي يحتاج إلى اهتمام وعمق ثم تبسيط للمعلومة لأن الموجود تناول التاريخ بأسلوب نخبوي يصعب على كثير من الناس فهمه.
الحل هو الإسلام، هل هذا الشعار يتوافق مع سنة التغيير والإصلاح؟
لا شك أن فكرة "الحل هو الإسلام" فكرة مركزية تلتقي عليها الأمة يعني أي حركة نهوض تحتاج إلى فكرة مركزية، فبالنسبة لنا نحن الفكرة المركزية هي عقيدتنا وديننا (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء) التبيان لكل شيء يعني برامج منبثقة من ديننا تكون واضحة من حيث الأهداف والوسائل والقدرة على التنفيذ سواء في المجال الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي أو القضائي أو مؤسسات الدولة.
هناك من يقول إن الحركة الإسلامية تعيش في مثالية أي أنها لا تملك برامج سياسية واقتصادية؟
إذا نظرنا للحركة الإسلامية في عمومها فهي قفز قفزات كبيرة مثلا في تركيا واضح أن الحركة هناك تملك برامج سياسية واقتصادية واجتماعية ونجحت إلى حد كبير باعتراف الخصوم والأعداء.
إذا نظرنا إلى المغرب أيضا هناك قفزات واضحة المعالم سواء في الجانب السياسي حيث توجد للإسلاميين برامج واستطاعوا أن يتفاهموا مع الشعب والحكومة ومع الدولة بطريقة أو أخرى.
كما أثبتت الانتخابات الأخيرة في مصر أن الأخوان قوة لا يستهان بها وعندهم قدرة على تحريك الناس ومنظمين وعندهم أهداف ورؤى وحركت سكونا استمر فترات طويلة. أظن أن الحركة الإسلامية خصوصا في المعترك السياسي خطت خطوات نحو النهوض لكن لا تزال هناك إشكالية في الجانب الفكري والجانب التأصيلي لاجتهادات العاملين في الميدان، بحيث يكون المفكرون والعلماء مساندين للحركة الإسلامية من حيث التأصيل والفكر يلائم المستجدات. أشعر أن حركة القادة السياسيين ممتازة ولديهم قدرة على الاجتهاد، لكن قادة الفكر والقادة الشرعيين لديهم ضعف، وجمال الإسلام يكون في الانسجام بين القادة السياسيين والقادة الفكريين والشرعيين، فالأمة تحتاج الآن إلى شخصيات نيرة ذلك أن الخطاب الديني الذي يطرح من خلال الفضائيات مثلا خطاب عام وليس فيه عمق فكري يصنع حضارة مطلوبة خاصة الذي تجسده شخصيات تبرز على الفضائيات الحالية.
هل ظاهرة الفضائيات ودعاتها إيجابية تخدم مسيرة التغيير في الأمة الإسلامية أم أنها تشكل محطة للمراجعة؟
نعم هو شيء إيجابي وممتاز، لكن لابد أن يوضع في محله ويعطى قيمته الطبيعية مثلا عمرو خالد أو طارق سويدان أو غيرهما ممن يتكلمون في الفضائيات هؤلاء يضيفون شيئا جديدا ويكسبون جمهورا آخر في الأمة ولكن الذي يستطيع أن يقوم بالحركة النهضوية الفعلية هم الذين في الميدان، لكن الحركات المنظمة داخل الميدان تستفيد من جهود هؤلاء، أما أن يتصور شخص في فضائية ما أنه يستطيع تحريك الأمة يمينا وشمالا، هذا الكلام لا يخضع للسنن التي تقول إن الذين يؤثرون في المجتمعات هم الذين يملكون القوة التنظيمية والجانب القيادي المشروع والرؤية والتحرك في أوساط المجتمع.
كيف تنظر لظاهرة القاعدة؟
القاعدة لا تملك مشروعا حضاريا أو نهضويا وإنما هي ردة فعل على الظلم الواقع على هذه الأمة توجت بهذه الأعمال والكثير من اجتهاداتهم أربكت أصحاب المشاريع الحضارية الإسلامية الوسطية المعتدلة، وفيها حدة في مخاطبة الحكومات والمخالف لها.
هل استوعبت الحركات الإسلامية المغربية تاريخ المغرب؟
بحكم قراءتي لتاريخ المغرب والمرابطين والموحدين، هناك إشكالية في تاريخ المغرب والدليل على ذلك أنني أبحث منذ سنتين عن كتاب شامل عن محمد عبد الكريم الخطابي فلم أجده في دور النشر أو حركة المطابع، أنا أهتم بشخصية محمد عبد الكريم الخطابي لأنه قاتل فرنسا وإسبانيا والمعارك التي خاضها هذا الرجل تدرس في إسبانيا وفرنسا، ويقولون أنه كُتب عنه أكثر من 90 كتابا وكلها بالفرنسية والإسبانية فلماذا لا تترجم هذه الكتب ويستفاد منها، كما أنني وجدت كتبا عن محمد عبد الكريم الخطابي وعن حركة الجهاد المعاصر لاستقلال المغرب التي كانت تملك رؤية إسلامية واضحة ويفترض أن يكتب الكتاب المغاربة هذا التاريخ لأن هؤلاء أجدادنا من حق الأمة علينا أن يعرف بهم، وهي تمدنا ثقافة المقاومة الواعية والمحتسبة عند الله الأجر والمثوبة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/77)
من هي الدولة المغربية من وجهة نظر تاريخية؟
هوية الدولة المغربية هي التي تحمل الإسلام لا قيمة للمغرب بدون إسلام هذه هي الحقيقة لمن يدرس التاريخ المغربي حيث انصهر الأمازيغ والعرب في بوتقة الإسلام العظيم والحضارة الإسلامية حتى وصل الإسلام عبر المغرب إلى الأندلس وغرب إفريقيا كالسنغال وغيرها وإلى يومنا هذا ينظر الأفارقة إلى علماء المغرب كمرجعية لهم.
كيف كان يعيش الأمازيغ في الدولة المغربية؟
المغرب جزء من الأمازيغ أو البرابرة المسلمين يكفينا في التاريخ يوسف بن تاشفين أو دولة المرابطين التي قامت على أكتاف البرابرة الذين حملوا هذا الدين إلى الأندلس في الفتوحات، وفي الجزائر نجد مثلا أن عبد الحميد بن بديس كان بربريا صنهاجيا وجميع المسلمين في المشارق والمغارب يحبون هذه الشخصيات العظيمة وأصبحوا جزءا لا يتجزأ من تاريخ الأمة لما قدمته لدين الله.
هل ترون أن القيادات الإسلامية الحالية تواكب المستجدات في الساحة الفكرية والثقافية؟
هناك مستجدات كثيرة ومعقدة ومتداخلة تحتاج لجهود فكرية مؤصلة بالشريعة، حيث هناك علماء يطرحون حلولا لقضايا في فترة الثمانينات والسبعينات والتسعينات، وأعتقد أن المرحلة الحالية تحتاج لقدرات وإمكانيات أكبر وأضخم ففي الفضائيات لا يوجد شخص تميز بالعمق الفكري والقدرة على حل الإشكاليات القائمة الحالية بتأصيل شرعي عميق إلا القليل، أظن أن هذا التحدي ضخم خصوصاً مع وجود الشخصيات التي خرجت على الفضائيات وبرزوا كدعاة إلى الله تعالى كثير من الإخوة الإعلاميين الذين برزوا كدعاة إلى الله سبحانه لاشك أن جهودهم عظيمة وسدوا ثغرة وقاموا بدور كبير لكن نطالب بشخصيات أعمق من حيث الفكر ومن حيث الشريعة ومن حيث طرح حلول للنوازل الحالية.
هل يعيد التاريخ نفسه؟
إذا أحسنا التعامل مع السنن، بمعنى أن هناك سننا ضابطة لحركة المجتمعات في الصراع وفي قيام الدول وسننا أخرى في سقوط الدول، فالذي يفيدنا في الدراسة التاريخية استيعاب هذه السنن وكيف ننزلها في عصرنا وواقعنا، أما الإعادة الكلية فهذا صعب المنال.
البعض يقول إن انتشار كتاباتكم لا يعود إلى محتواها الموجود لكن يعود لتنازلكم عن بعض حقوقكم حيث نشرت لكم أكثر 14 دار نشر الكتاب الواحد؟
لقد شهد عدد من العلماء والدعاة والأكاديميين بقيمة الذي أنتجته وأن فيه شيئا جديدا وهناك عدد من الجامعات والمعاهد تعتمد بعض كتبي كمادة تدرس. أما قضية القبول وعدمها فهذه قضية ربانية وإن كان تنازلي عن حقوقي عامل من عوامل الانتشار. لكنني أقول لو كنت أملك أموالا سأصرفها على إيصال ما أومن به من فكر يخدم أمتي إلى كل بيت من بيوت المسلمين، ومن هذا المنطلق أتنازل عن حقوقي وأشعر أيضا أن دور النشر لها فضل علي بعد الله سبحانه لأنهم نشروا ما أنا مؤمن به في المشارق والمغارب.
مصدر النقل: من هنا ( http://www.altareekh.com/doc/article.php?sid=1120&mode=&order=0)
و موجود: هنا ( http://www.alsallaby.com/hewar1.html)(140/78)
بصائر لكل من يحب التاريخ
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[18 - 11 - 06, 03:31 ص]ـ
منقول
هذه كلمات صاغها قلم المفكر الإسلامي الأستاذ الدكتور عبد الكريم بكار حفظه الله تعالى، و قد وضعها في كتابه المسمى 149 بصيرة في التراث والماضي والتاريخ والمستقبل و طبائع الأشياء .. وهو عبارة عن كتيب ضمن سلسلة من الكتيبات عددها ثلاثةعشر كتيباً تناول فيها شتى المواضيع من دعوة و تربية و تعليم ....
و قد تولى أمر طباعتها و نشرها دار الأعلام في الأردن، فقمت بنقل ما كتبه عن التاريخ، و أحلت كل مقولة إلى الصفحة الموجودة فيها .. أرجو منكم قراءتها بتمعن لتجدوا أنها فعلاً بصائر تشكل زاداً مهماً لكل من يرغب بدراسة التاريخ و التبحر فيه و تشكل منطلقاً هاماً بمشيئة الله تعالى للعودة إلى دينه العظيم.
1 - التاريخ: في جوهره ليس أكثر من جملة من المبادرات الفذة استتبعت عدداً كبيراً من الاقتداءات و بذلك تشكلت تيارات من الفعل الإنساني المتميز. (الصفحة 21).
2 - شفافية: الذين يقرؤون التاريخ كثيرون و الذين يقرؤونه بطريقة جيدة أقل من القليل و أكثرهم سوءاً هم الذين يفهمون التاريخ عبر آلية تشبه المعادلات الرياضية في صلابتها و ما هكذا يُفهم الإنسان و لا هكذا يقرأ مسجل نشاطاته و إنما يفهم من خلال الشفافية و الخيال و قراءة ما بين السطور و و فق ما نعرفه من سنن الله تعالى في الأنفس و المجتمعات. (الصفحة 29).
3 - غلوّ: يملك التاريخ بوصفه سجلاً للكثير من الأنشطة المتقاطعة و المتباينة قابلية للتجزئة و التوظيف السيئ و المبالغ فيه و قد صار بعض الناس إلى أسوأ ما في تاريخنا من أحداث و وقائع ـ يدينها الإسلام نفسه ـ فأبرزوها على أنها من نتاج الإسلام و معطياته. و كان من جملة ردود الفعل على ذلك أن عمد بعض أهل الغيرة على هذا الدين إلى خير ما في تراثنا فأخرجوه للناس على أنه يمثل التراث كله و ما زال كثيرون ينتظرون القراءة الموضوعية و المتزنة و ربما سيطول انتظارهم. (الصفحة 29 ـ 30).
4 - استخراج صعب: لا تأتي قراءة التاريخ من أجل استخراج النواميس و السنن الكونية منه إلا بالظنون و ذلك لأن معرفتنا بالأسباب الحقيقية التي أدّت إلى ولادة الأحداث الكبرى تظل معرفة ناقصة و جزئية و حين نوفق إلى معرفة ذلك فإن المشكلة التي تواجهنا تكمن في تحديد وزن كل سبب و حجم تأثيره في وقوع تلك الحوادث. (الصفحة 30).
5 - في المنهج: من غير المنهجي أن نتعرف على عظمة أمة من خلال نتائج معركة أو من خلال وقف أوقفه بعض الناس أو من خلال جامعة أو مدرسة محترمة إن هذه الأمور و الأشياء و أشباهها ليست أكثر من مؤشرات محدودة و إن كثيراً من الذين يدرسون تاريخ الأمة على أنه كتل ممزقة يعمدون إلى توظيفه توظيفاً خاطئاً عن قصد و عن غير قصد و نحن نريد دائماً أن نصل إلى الحقيقة كما هي عليه و أن نوظفها التوظيف الذي ينسجم مع باقي الحقائق و المعطيات المتوفرة. (الصفحة 31).
6 - اكتشاف مزدوج: علينا أن نعترف أننا لم نكمل قراءة تاريخنا الإسلامي على النحو المنشود و قد يكون ذلك غير ممكن كما أن اكتشافنا للعوامل الفعالة في بناء حركته لم ينضج بعد. فإذا أضفنا على ذلك أن الوعي البشري لا يكتمل أبداً أدركنا طبيعة العلاقة بين معطيات التاريخ و بين ما يطرحه وعينا من مقولات و فرضيات مما يجعلنا نسعى دائماً إلى اكتشاف مزدوج للتاريخ و بغيتنا الفكرية في آن واحد. (الصفحة 31).
7 - تحديات: كثيراً ما يقع الخلط و التحريف و الوهم و المبالغة في التفاصيل الدقيقة و في الجزئيات و الحيثيات التي يسوقها المؤرخ و ليس في الخطوط العريضة للوقائع و المشكل أن كثيراً من الوعاظ و التربويين و أولئك الذين يعتمدون أسلوب الحرفية في فهم التاريخ يهتمون اهتماماً مبالغاً فيه بتلك التفاصيل و الجزئيات مما يجعل الوهم و الإيهام من أوثق حلفائهم. (الصفحة 32).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/79)
8 - أسير: كثير من الناس لا يملك بنية عقلية جيدة و من ثم فإنه يقع أسيرا للأخبار و الروايات التاريخية و يحاول فهمها على نحو حرفي و كأن الذي صاغها يملك فيها الكلمة النهائية كما يملك التعبير عنها على أعلى مستوى من الوضوح و القطعية مع أن القرآن الكريم يوجهنا إلى أن نجعل من المعطيات التاريخية أدوات نفتح بها حقولاً جديدة للفهم و بذلك نتجاوزها بدل أن نقع أسرى لها. (الصفحة32).
9 - فراغ: قد لا يستطيع المؤرخ الحصول على كل المواد و المعلومات و المعطيات التي تمكنه من بناء صورة كاملة لواقعة من الوقائع فيجد نفسه مضطراً إلى تكميلها من خلال روايات لا يرضى عنها تمام الرضا أو من خلال معرفته بطبائع الأشياء و مجريات الأحداث. (الصفحة 33).
10 - عمل الإنسان: الأخبار التاريخية تنقل صوراً مقتبسة لما حدث أو قد كتبتها يد إنسان و يدرسها أيضا إنسان له عواطفه و معاييره و مسلماته و مصالحه و هذا كله يجعل من غير الحكمة إسلاس القيادة للمؤرخ دون أي تحفظ أو نظر أو مراجعة. (الصفحة 33).
11 - زيادة وعي: نحن بحاجة ماسّة إلى أن نزيد درجة وعينا بتاريخنا كما أننا في حاجة إلى أن نُدخل في ثقافتنا العامة بعض المستخلصات المركّزة عن المنعطفات الكبرى في ذلك التاريخ و ذلك لأننا إذا لم نستطع أن نقارب بين رؤانا للماضي لم نستطع أن نقارب في فهم الحاضر و إذا لم تتقارب رؤانا للحاضر لم نستطع التخطيط لشأننا العام في المستقبل. (الصفحة 33).
12 - طرفان: أفرط قوم في تقدير التاريخ حتى صار عندهم علم العلوم و ليس أي علم آخر في نظرهم سوى ظاهرة تاريخية و قال قوم آخرون: إنه لا يصلح أن يكون علماً كما لا يصلح للعمل و التطبيق و لذا فإنه لا شيء. (الصفحة 34).
13 - مجتهد: المؤرخ إذ يرسم صورة لحادثة تاريخية مجتهد يستخدم كل مركّبه العقلي العام و مزاجه و خياله و منهجيته و كل ما يريد من وسائط و أدوات معرفية، و لهذا فإن عمله بالتالي يحتمل الصواب و الخطأ. (الصفحة 34).
14 - بناء انتقائي: من أخطر ما يتعرض له العمل التاريخي هو الانتقائية فالروايات المتعددة و المتضاربة أحياناً حول حادثة من الحوادث تملي على المؤرخ أن يختار منها ما يتناسب مع رؤيته العامة لتلك الحادثة و حين تتوفر معلومات كثيرة حول واقعة ما فإن المشكلة لا تزول و لكن تتبدى في ثوب آخر و سيظل على المؤرخ أن يقوم بالترجيح و إلا خنقه سيل الأخبار المجدبة التي لا يربط بينها أي رابط. (الصفحة 34).
15 - تعليل و تعميم: من المعلوم جيداً أن اليونان اخترعوا (التعاليل) من أجل تلافي الثغرات التي يتركها الاستقراء الناقص و ما يستخدمه المؤرخ من تفسير و تعليل و تأويل في تشخيص الحدث التاريخي قد يعتمد على بعض الحقائق التاريخية لكن المؤرخ يحتاج إلى تعميم المفاهيم المتعلقة بطبيعة الناس و ميولهم و سلوكهم من أجل تمليك القارئ رؤية متماسكة و منطقية للحادثة التاريخية و هذا يجعل المؤرخ في دائرة المجازفة و سوء التقدير.
16 - تساؤل: يحتاج فهم ما يكتبه المؤرخ أن نحاول قراءة ما بين السطور و طرح عدد من الأسئلة المتعلقة بعمله و سيكون في إمكاننا أن نتساءل عن مدى قدرة المؤرخ على ترك مسافة واعية بين رأيه الشخصي و بين الأحداث التي يؤرخ لها أي محاولة تجنب الدمج بين رؤيته الشخصية للحدث و بين المعطيات و الحيثيات المكونة له. (الصفحة 36).
17 - التباس: مهما بذل المؤرخ من جهد من أجل تعريفنا بالماضي فإنه لن يستطيع إلا أن ينقل لنا صورة غامضة و ملتبسة و ذلك لأن الأحداث المحكية هي في الغالب على صلة بالإنسان و ما كان كذلك فإنه سيظل بينه و بين الوضوح مسافات طويلة و لا أذكر أنني في يوم من الأيام قرأت معناً تاريخياً يقدم إجابات شافية على كل التساؤلات التي تثور في ذهن القارئ و الحقيقة أن المؤرخ ليس مطالباً بذلك و لا يستطيع تقديمه. (الصفحة 36).
18 - صناعة دقيقة: صناعة التأريخ صناعة دقيقة للغاية والعمل فيها يتطلب شفافية عالية و خبرات متنوعة في عدد من العلوم الاجتماعية كالسياسة و الاجتماع و الاقتصاد و الحقيقة أن الماضي الذي نسرد أخباره و وقائعه يملك على نحو استثنائي أن يكون مصدراً لتجديد وعينا كما يمكن له أن يكون مصدراً لبلبلته و إرباكه. (الصفحة 36).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/80)
19 - صياغة جديدة: مهما أتقن المؤرخ عمله فسيظل يحتوي على بعض الثغرات و سيظل هناك ما يمكن استدراكه عليه أو مناقشته فيه و أتصور أنه لا بد للقارئ إذا ما أراد أن يتجاوز عقابيل عمل المؤرخ من أن يكون له دورٌ ما في إعادة صياغة الواقعة التاريخية. (الصفحة 37).
20 - من غير إطار: مهما حاول المؤرخ أن يشرح لنا ملابسات الوقائع و مناسباتها و أسبابها فإنه لن يستطيع توفية ذلك حقه لأسباب تتعلق بالصياغة الفنية و بطبيعة العمل التأريخي و لهذا فإننا سنظل نشعر بنوع من استغلاق الوقائع على أفهامنا كما يستغلق فهم رقم لا نعرف موقعه من المنظومة العددية. (الصفحة 37).
21 - منسيون: يعيش معظم الناس على هذه الأرض و يغادرونها دون أن يتركوا وراءهم أي شيء يثير اهتمام المؤرخ و ذلك لأن التاريخ يصنع من وراء التصدي للمهمات الجليلة و من وراء التغيرات الأساسية التي يدخلها المرء على حياته الشخصية و السواد الأعظم من الناس غير مستعدين لا لهذا و لا لذاك. (الصفحة 38).
22 - صنع التاريخ: لا يكتب التاريخ و لا تعمر الحياة بالخير و النبل و لا يعيش الناس أعزة كراماً من خلال المزيد من الأخذ و الاستحواذ و الكنز و إنما من خلال المزيد من البذل و العطاء و التضحية و إنكار الذات و من أولى من المؤمن الملتزم بهذه المعاني؟ (الصفحة 38).
23 - بعيون الحاضر: رؤيتنا للماضي بعيون الحاضر تساعدنا على رؤية الأحداث التاريخية من أفق ما كان ينبغي أن تجري عليه و إذا فعلنا ذلك نكون قد طورنا الماضي و زودناه ثراء و جعلناه أكثر قابلية للشرح و الفهم. و لكن علينا أن نتذكر أن رؤية الماضي من أفق ثقافة الحاضر لا تكون منصفة و لا عميقة بالقدر الكافي نظراً لاختلاف المفاهيم و الظروف المنتجة لرؤيتنا الحاضرة عن المفاهيم و الظروف التي اكتنفت الأحداث الماضية. (الصفحة 38).
24 - نفور: إن الذين يتخذون من نظرية المؤامرة أداة في فهم التاريخ ينفرون من الرؤية الكلية و التقييم الجامع حيث يمكّنهم الانتقاء للحوادث و الوقائع من إبراز ما يريدون إبرازه و طمس ما يريدون طمسه. (الصفحة 39).
25 - منظار خاص: لعقيدة المؤرخ و تجاربه و انتماءاته و عواطفه و انطباعاته تأثير لا يستهان به في تكوين المنظار الذي يرى من خلاله الأحداث و لهذا فإن من غير الممكن أن ينظر المسلم إلى العصور الوسطى الأوروبية من عين المنظار الذي ينظر منه المؤرخ الأمريكي أو الأوروبي. (الصفحة 39).
26 - برمجة: البيئات الجغرافية و الاجتماعية و الثقافية بكل ما تحمله من ثوابت و ملامح و معطيات و تقاليد و مفاهيم و أفكار ... تبرمج آلية التفكير و التحليل و التفسير لدى المؤرخ و هو لا يستطيع أن يتخلص من تلك البرمجة لأنها تشكل النافذة التي يعقل من خلالها الأشياء. (الصفحة 39).
27 - موضوعية خاصة: الذي ينتهي إليه من يمعن النظر في أعمال المؤرخين هو أنه ليس في أعمال المؤرخين موضوعية مطلقة و نحن بين خيارين مؤداهما واحد و هو: إما أن نعتقد أن للتاريخ موضوعيته الخاصة به و التي تختلف عن الموضوعية العلمية و إما أن نقول بموضوعية منقوصة. (الصفحة 40).
28 - انقطاع: من المؤسف أن جهود ابن خلدون في نقد الأخبار التاريخية لم تتابع من قبل الذين جاؤوا بعده و لم يجر تطوير قيّم بها بل إن ابن خلدون نفسه لم يستفد كما كان مأمولاً ـ مما سطره في مقدمته ـ من أصول نقدية رائعة حين كتب تاريخه! (الصفحة 40).
29 - مطواع: التاريخ بنية قابلة للاستخدام و التوظيف المتعدد فكما أنه صالح لأن يكون أداة تحفيز و توجيه نحو الخير و الصلاح و النجاح فإنه كذلك يصلح لأن يستخدم أداة إفساد و تخريب و من المؤسف القول إن معظم استخدامات الناس له استخدامات خاطئة و الذين يقعون في الخطأ يفعلون ذلك غالباً عن حسن نية أي أنهم غير قابلين للتصحيح لأنهم لا يشعرون أنهم يفعلون ما يستلزم التراجع! (الصفحة 40). تمت بفضل الله عز و جل و عونه.
مصدر النقل: هنا ( http://www.altareekh.com/doc/article.php?sid=929&mode=&order=0)(140/81)
عندى سؤال فى التاريخ
ـ[ايمان إمام]ــــــــ[18 - 11 - 06, 05:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندى سؤال لعله غريب لكنى احتاج لإجابته لانى وجدت من تكلم عن هذا الأمر فى الصحف.
وهو مادام النحت والتماثيل محرمة بالأدلة الكثيرة فلماذا لم يقم عمرو بن العاص (رضى الله عنه) حين فتح مصر بهدم المعابد والتماثيل الفرعونية.
ارجو الرد وجزاكم الله خيرا
ـ[أم مريم]ــــــــ[18 - 11 - 06, 07:48 ص]ـ
أظن أن السبب راجع لأحد أمرين:
الأول: و هو مستبعد، و يتعلق الأمر بوقوع الحدث فعلا لكن لم ينقل ... !؟
و قد استبعدته لأن المصادر التاريخية التي أرخت لتاريخ الفتوحات الاسلامية لمصر ذكرت تفاصيل كثيرة عن مراحل الفتوحات و الحصار و ما كان في شأن أهل مصر بعد الفتح ... و لو وقع شيء مما ذكرت أختي لنقل الينا لتوفر الدواعي لنقله ...
الثاني: و هو الذي أرجحه، و هو عدم وقوع شيء مما ذكرت في شأن عدم قيام الخليفة عمرو بن العاص رضي الله عنه بتكسير بقايا التماثيل الفرعونية و المعابد التي كانت موجودة في مصر لأنها لم تكن تُعبد، فهي آثار قديمة تعود لعهود الفراعنة الغابرة، و شأنها كشأن آثار ديار عاد و ثمود التي بقيت شاهدة على هلاكهم، و لو كان من الواجب هدمها و طمسها لهدمت بقايا ديار ثمود و هي باقية في حين أمر النبي صلى الله عليه و سلم بهدم ما كان يعبد من الأصنام مما كانت قلوب أهل الجزيرة متعلقة به، و في ذاكرتي ما يفيد أننا مأمورون بالاعتبار عند المرور بآثار هؤلاء القوم ....
و هو السبب الذي أرجحه،
ثم إن غالبية ساكني مصر كانوا من الأقباط، و هؤلاء لم يكونوا قطعا من الوثنيين، و الدليل ما ورد في الروايات من تخييرهم بين الاسلام و البقاء على دينهم مع الجزية ... كما نستحضر وصية النبي بأهل مصر من الأقباط فلو كانوا مشركين وثنيين ما كان ليوصي بهم النبي صلى الله عليه و سلم في حديث أبي ذر رضي الله عنه - إن صح - " إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما " ...
و بقية ساكنتها من اليهود فقد وردت روايات تفيد أن الكثيرين منهم فروا في مراكب في عرض البحر ..
و مع ذلك وردت رواية في كتاب:
فتوح مصر وأخبارها
لأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله عبد الحكم بن أعين القرشي المصري، تفيد أن حادثة كسر صنم وقعت في في أيام عبد العزيز بن مروان .. و هي حادثة عين،قال و هو يتحدث عن بعض أهل مصر الذي كان يملك حماما:
" وكان فيه صنم من رخام على خلقة المرأة عجب من العجب حتى كسرت في السنة التي أمر يزيد بن عبد الملك فيها بكسر الأصنام وكان أمر بكسرها في سنة اثنتين ومائة "
و الله أعلم.
ـ[ايمان إمام]ــــــــ[18 - 11 - 06, 08:56 م]ـ
اختى انا لا اقصد بقايا المساكن والبيوت التى كانوا يعيشون فيها ولا اقصد الأهرامات ونحوها لان ذلك غير محرم ولا يهدم.
انا اقصد تمثال ابو الهول والتماثيل الاخرى التى على هيئة تمثيل للهيئة البشرية من التحنيط والتماثيل ونحوها التى هى محرمة شرعا.
وجزاكم الله خيرا
ـ[أم حنان]ــــــــ[18 - 11 - 06, 09:00 م]ـ
جزاك الله خيرا أختى ايمان على طرح هذا السؤال ,,,,,ولكن هل قال أحد من العلماء بجواز ابقاء الأصنام إذا كانت لاتعبد؟
ـ[ايمان إمام]ــــــــ[18 - 11 - 06, 09:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا اختى افنان بارك الله فيكى فهناك ادلة كثيرة على تحريم جميع التماثيل بلا تخصيص اذا كانت تعبد او لا بل ان فى احاديث صحيحة ان من علامات الساعة ان تعبد الأصنام مرة اخرى وهذا يدل على تحريمها.
وجزاكى الله خيرا اختى
ـ[أم مريم]ــــــــ[18 - 11 - 06, 11:52 م]ـ
الأخت إيمان:
أرى و الله أعلم أن السبب إن لم يكن ما ذُكر أعلاه في تدخلي،
فلعل هذه الأصنام الفرعونية لم تكن بادية بمعنى ظاهرة، فقد كانت مغمورة بالرمال، و إن كنت من أهل مصر، فلا شك أنك تعلمين أن الكثير من المعابد و الآثار الفرعونية تم حفرهاو التنقيب عنها منذ 3 أو 4 قرون من الزمن من طرف البعثات التي قادها المستشرقون و سراق الآثار ....
... و غالبها لم يكن معلوما قبل هذه الفترة .. باستثناء الأهرامات و بعض بقايا المعابد ...
و إن قمت بتحقيق في تاريخ ظهور هذه التماثيل فستصلين الى النتيجة نفسها ...
و الله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/82)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[19 - 11 - 06, 12:24 ص]ـ
يضاف إلى ما تفضلتم سبب آخر و هو الانشغال في ما هو أولى من تجيش الجيوش وبناء القلاع وما إلى ذلك تصبح الصورة واضحة وجلية فإن مثل تلك التماثيل تحتاج إلى وقت وجهد كبير فليست المسألة وسائل حديثة وجرافات وما حدث في عصرنا بل المسألة يدويه والله أعلم
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 06:09 ص]ـ
ذكر لنا أحد الدكاترة حينما كنا ندرس في كلية الآثار، قسم الآثار الإسلامية، واسمه الدكتور مختار الكسباني ـ وقد سمعت أن هذا الدكتور أصبح مشهورا اليوم بعض الشيء لظهوره في القنوات ـ أن نصوصا تاريخية عُثر عليها تؤكد أن أكثر المصريين لم يكونوا من النصارى كما يروج لذلك النصارى، وإنما كانوا على ديانة آمون رع، أي كانوا وثنيين.
وقد ذكر ابن تغري بردي في كتابه (النجوم الزاهرة في تاريخ ملوك مصر والقاهرة) اختلافا كثيرا في فتح مصر، هل كان صلحا أم عنوة، أم بعضها صلحا وبعضها عنوة؟
أما عن تكسير أبي الهول، فليس الأمر على ما يظن الناس، إذ من المعروف أن جزءا من أنفه قد كسر، واختلف المؤرخون فيمن فعل ذلك، فذكر بعضهم أنه أحد العباد المسلمين، وأطلقوا عليه اسم صائم الدهر، وذكر بعضهم أنه كسر إبان الحملة الفرنسية، وأن نابليون ضربه بالقذائف، فأطارت جزءا من أنفه، هذا ما أذكره عن بعض دكاترة اللآثار الفرعونية عندنا بالكلية، وليس تحت يدي الآن توثيق تاريخي له.
فإن كان الأول هو الصحيح، فهذا يدل على استنكار المسلمين لوجوده، وإن كان الثاني هو الصحيح، فهذا يبين لك صعوبة تحقيق هذا الأمر، أعني هدم التمثال، وفيما فعله بعض المعاصرون من تحطيم صنم بوذا عبرة، فقد دمروه بالديناميت، ولعله لم يتحطم كاملا.
ثم إن أكثر الآثار الفرعونية إنما نقب عنها متأخرا على أيدي المستشرقين، ثم على أيدي من دعا بدعوى الجاهلية، وعظم أولئك الوثنيين، رغبة في إحياء النعرات الجاهلية التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: دعوها، فإنها منتنة. ولا أظن أ، الجثث المحنطة عرف عنها شيء في العصور السالفة، إلا قصة قرأتها مرة، وكانت حادثة شاذة، ولا أذكر المصدر الذي قرأتها فيه.
ثم إن العبرة بالنصوص الشرعية، لاحتمال عدم بلوغ العلم، أو بلوغه للبعض دون أن يقف هذا البعض على تلك التماثيل.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[12 - 04 - 08, 05:22 م]ـ
لقد نوقش هذا الموضوع من قبل في هذا المنتدى، ومن الممكن الوصول إليه من خلال خاصية البحث
ـ[أم حنان]ــــــــ[14 - 04 - 08, 10:48 م]ـ
يقول العلامة ابن خلدون في كتابه المقدمة مايلي:
ويشهد لذلك أيضاً أنا نجد آثاراً كثيرة من المباني العظيمة تعجز الدول عن هدمها وتخريبها مع أن الهدم أيسرمن البناء بكثير لأن الهدم رجوع إلى الأصل الذي هو العدم والبناء على خلاف الأصل. فإذا وجدنا بناء تضعف قوتنا البشرية عن هدمه مع سهولة الهدم علمنا أن القدرة التي أسسته مفرطة القوة وأنها ليست أثر دولة واحدة. وهذا مثل ماوقع للعرب في إيوان كسرى لما اعتزم الرشيد على هدمه وبعث إلى يحيى بن خالد وهو في مجلسه يستشيره في ذلك فقال: يا أمير المومنين لا تفعل واتركه ماثلاً يستدل به على عظيم ملك آبائك الذين سلبوا الملك لأهل ذلك الهيكل فاتهمه في النصيحة وقال: أخذته النعرة للعجم. والله لأصرعنه. وشرع في هدمه وجمع الأيدي عليه واتخذ له الفؤوس وحماه بالنار وصب عليه الخل حتى إذا أدركه العجز بعد ذلك كله وخاف الفضيحة بعث إلى يحيى يستشيره ثانياً في التجافي عن الهدم فقال: يا أمير المؤمنين لا تفعل واستمر على ذلك لئلا يقال: عجز أمير المؤمنين وملك العرب عن هدم مصنع من مصانع العجم فعرفها الرشيد وأقصر عن هدمه. وكذلك اتفق للمأمون في هدم الأهرام التي بمصر وجمع الفعلة لهدمها فلم يحل بطائل. وشرعوا في نقبه فانتهوا إلى جو بين الحائط الظل وما بعده من الحيطان وهنالك كان منتهى هدمهم. وهو إلي اليوم فيما يقال منفذ ظاهر. وبزعم الزاعمون أنه وجد ركازاً بين تلك الحيطان. والله أعلم. وكذلك حنايا المعلقة إلى هذا العهد تحتاج أهل مدينة تونس إلى انتخاب الحجارة لبنائهم وتستجيد الصناع حجارة تلك الحنايا فيحاولون على هدمها الأيام العديدة. ولا يسقط الصغير من جدرانها إلا بعد عصب الريق وتجتمع له المحافل المشهورة. شهدت منها فى أيام صباي كثيراً. " والله خلقكم وما تعملون ".
موقع نداء الايمان
ـ[ايمان إمام]ــــــــ[15 - 04 - 08, 01:31 ص]ـ
جزاكم الله كل خير وبارك فيكم وزادكم علما
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[19 - 08 - 09, 02:10 ص]ـ
بالنسبة لأبى الهول فالغالب أنه كان مدفونا فى الرمال
فهذه صورة له فى القرن العشرين تقريبا فى بدايته ولا يظهر منه إلا الرأس
####
وهذه محاضرة الشيخ ### محمد إسماعيل المقدم الإسلام عدو الأصنام مفرغة ومع رابط الاستماع بجانب عنوان المحاضرة
جزء1
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=162679
جزء2
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=162687(140/83)
فتوح مصر وأخبارها لعبد الرحمن بن عبد الله القرشي
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[18 - 11 - 06, 07:29 ص]ـ
فتوح مصر وأخبارها
المؤلف: عبد الرحمن بن عبد الله القرشي
نبذه عن الكتاب:
فتوح مصر وأخبارها" كتاب يروي جزءاً من تاريخ مصر منذ نزول إبراهيم عليه السلام مروراً إلى الفتوحات الإسلامية. وهو العاشر من سلسلة "صفحات من تاريخ مصر".
والكتاب هو واحد من المصادر التاريخية الهامة التي إليها يعود الباحث والدارس في المجالي التاريخ المصري قبل وإبان الفتح الإسلامي والأحداث التاريخية التي تعاقبت على مصر ..
وهذه لمحة عن أهم الأحداث التاريخية والمنعطفات التاريخية الهامة التي تمّ سردها في هذا الكتاب:
وصية وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقبط، بعض فضائل مصر، نزول القبط بمصر وسكناهم بها، دخول إبراهيم مصر، ظفر العمالقة بمصر وأمر يوسف، ذكر استنباط الفيّوم، دخول أهل يوسف مصر ووفاة يعقوب عليه السلام ودفنه، ملوك مصر بعد زمن يوسف عليه السلام، خروج بني إسرائيل من مصر ... بناء الإسكندرية، كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس، سبب دخول عمرو بن العاص مصر، فتح مصر، مقاسمة عمر بن الخطاب العمال، ذكر الجزية، ذكر استبطاء عمر بن الخطاب عمرو بن العاص في "الخراج"، حفر خليج أمير المؤمنين، فتح الفيوم، فتح برقة ... ، استئذان عمرو بن العاص عمر بن الخطاب في غزو أفريقية، عزل عمرو بن العاص ... وصية عمرو بن العاص عند موته، فتح أفريقية، قضاة مصر ... إلى ما هنالك من الأحداث التي سردها المؤلف والتي شملت أيضاً، بالإضافة إلى ما يتعلق بمصر من أحداث، فتح الأندلس. بالإضافة إلى ذلك فقد احتوى الكتاب على تراجم وجداول ببليوغرافية لأهم الأعلام والرجال الذين اقترنت أسماءهم بتلك الفترات التاريخية من تاريخ مصر.
دار النشر / دار الفكر - بيروت - 1416هـ/ 1996م
عدد الأجزاء / 1
الطبعة: الأولى
تحقيق: محمد الحجيري
لتحميل الكتاب،
اضغط: هنا ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/ftooh%20mesr.zip)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[18 - 11 - 06, 12:12 م]ـ
كان ينبغي ذكر المؤلف بلقبه المشهور (ابن عبدالحكم)
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[18 - 11 - 06, 04:03 م]ـ
بارك الله فيك، فاتني ذلك.(140/84)
منتدى السيرة والتاريخ
ـ[فتح الرحمن بن محمد عثمان]ــــــــ[18 - 11 - 06, 02:08 م]ـ
إخوتي الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد،
فعسى أن يكون إخوة االمنتدى بخير وعافية. وأنا اليوم أحضر الندوة بباقة من أسئلة واستفسارات حول السيرة النبوية – على صاحبها أفضل الصلاة و التسليم -، حيث إن أحد تلامذتي هنا يحاول أن يعدّ السيرة في صورة مختصرة بشكل شامل لجميع نقاط السيرة وتطوراتها صغيرها وكبيرها. وهي الآن على وشك الانتهاء، غير أنه يحتاج إلى من يساعده ببيان هذه الأمور، وها هي تلك النقاط، فهل من متعاون على هذا البر؟ والدال على الخير كفاعله:
? تطالعنا عامة كتب السيرة أن سفر العمرة الذي انتهى إلى عقد صلح الحديبية لم يحمل فيه النبي – صلى الله عليه وسلم – أسلحة الحرب وإنما حمل هو ومن معه سلاح المسافر فقط، ولكن بعض المدونات في السيرة تصرح بأنهم حملوا معهم الأسلحة حتى إن هؤلاء الكتاب يسمون هذا السفر بغزوة الحديبية مشيرين إلى الحديث رقم 4178،4179 من صحيح البخاري في فتح الباري. ولم يتضح لنا الأمر رغم مراجعة الحديث، فما مدى صحة هذا القول؟
? معلوم أن غزوة بدر وقعت في رمضان السنة الثانية – السنة التي فرض الصوم في شعبانها -، و الظاهر من سرد أحداث الغزوة أن الصحابة كانوا مفطرين عند اندلاع الحرب، ولكن هل هناك نص في مراجع السيرة حول هذه النقطة؟
? صلى أبو بكر – رضي الله عنه – بالناس إماما في أواخر أيام مرض النبي قبل وفاته ابتداء من عشاء ليلة الجمعة إلى صبح يوم الاثنين، مما يدل اندراج صلاة الجمعة فيها، و هل هنا نقل عن مدى إقامة صلاة الجمعة في ذلك الأسبوع وعن إمام الجمعة وخطيبها؟
? ما هو الشكل التقليدي في الحروب الميدانية عند العرب قديما؟
? تجدون أدناه قائمة لأسماء الأماكن التي تأتي في السيرة، أرجو الإفادة بالأسماء الجديدة الحالية لهذه الأماكن مع تفصيل جغرافية عنها، كما أرجو أن تزودونا بخرائط جغرافية على الواقع الحالي عن أماكن المغازي و الأحداث المشهورة في السيرة:
أسماء الأماكن:
أذرعات الشام، ودان، الأبواء، ذو قرد، الرجيع، بئر معونة، مواقع بني أسد وعضل وقارة، مؤتة، بلاد قضاعة، الحجون، كدى، كداء، حنين، الجعرانة، الكدر، ذو أمرّ، الفرع من بحران، أوطاس، البقيع، بدر، بيزانطا، بحرين، بصرى، بلقاء، وادي نخلة، تهامة، تبوك، تيماء، جرف، حبشة، حمراء الأسد، حديبية، حمير، دار النابغة، دومة الجندل، ذو الحليفة، ذوطوى
، سوق بدر، شعب بني هاشم، شعب أبي طالب،غار ثورغار، حراء، فدك، قباء، قعيقعان، قضاعة، الكدر، كرك، مريسيع، مؤتة، معان، مر الظهران، نجد، نمرة، وادي القرى،اليمامة.
و لعل الله يصرف إلىّ يدا مساعدة توفر المعلومات عن هذه النقاط في أقرب غد قادم.
سائلا الله تعالى لنا جميعا حسن التوفيق و السداد.
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[18 - 11 - 06, 04:01 م]ـ
أما عن سؤالك الأخير، عن جغرافية الغزوات و أماكن أحداث السيرة فقم بتحميل كتاب:
أطلس السيرة النبوية لشوقي أبو خليل، و هو نسخة مصورة من المكتبة الوقفية و ستجد فيها بغيتك بخصوص هذا الموضوع، من خرائط ملونة و بيانات و رسوم توضيحية لجل أحداص السيرة النبوية و أماكنها ...
و هذا رابط التحميل:
هنا ( http://www.waqfeya.com/books/07/0604/kalil/0604_04.rar)
فإن لم تتمكن من استخلاص مرادك منه فأعلمني و أنا أقوم بإعداد ملف عن طلبك.
و بقية أطاليس المؤلف كالآتي:
أطلس التاريخ العربي الاسلامي ( http://www.waqfeya.com/books/07/0604/kalil/0604_01.rar)
أطلس دول العالم الإسلامي ( http://www.waqfeya.com/books/07/0604/kalil/0604_02.rar)
أطلس الحديث النبوي: أماكن - أقوام ( http://www.waqfeya.com/books/07/0604/kalil/0604_05.rar)
أطلس القرآن: أماكن - أقوام - أعلام ( http://www.waqfeya.com/books/07/0604/kalil/0604_03.rar)
و بقية الأسئلة سيتيسر الجواب عنها إن شاء الله تعالى.
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[18 - 11 - 06, 08:27 م]ـ
بخصوص "غزوة الحديبية" التي انتهت بالصلح المشهور بين المسلمين و أهل مكة ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/85)
فالذي يظهر - والله أعلم - أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج لا يريد قتالا، و لكن هذا لم يمنع من حملهم السلاح ... و هو ما يوافق ما جاء في صحيح البخاري، و من ذلك:
حديث المسور قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه، فلما أتى ذا الحليفة، قلد الهدي وأشعره وأحرم منها بعمرة، وبعث عينا له من خزاعة، وسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان بغدير الأشطاط أتاه عينه، قال: إن قريشا جمعوا لك جموعا، وقد جمعوا لك الأحابيش، وهم مقاتلوك، وصادوك عن البيت، ومانعوك. قال: (أشيروا أيها الناس علي، أترون أن أميل إلى عيالهم وذراري هؤلاء الذين يريدون أن يصدونا عن البيت، فإن يأتونا كان الله عز وجل قد قطع عينا من المشركين وإلا تركناهم محروبين). قال أبو بكر: يا رسول الله، خرجت عامدا لهذا البيت، لا تريد قتل أحد، ولا حرب أحد، فتوجه له، فمن صدنا عنه قاتلناه. قال: (امضوا على اسم الله) 4178
و من حديث نافع:
إن الناس يتحدثون أن ابن عمر أسلم قبل عمر، وليس كذلك، ولكن عمر يوم الحديبية أرسل عبد الله إلى فرس له عند رجل من الأنصار، يأتي به ليقاتل عليه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع عند الشجرة، وعمر لا يدري بذلك، فبايعه عبد الله ثم ذهب إلى الفرس، فجاء به إلى عمر، وعمر يستلئم للقتال، فأخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع تحت الشجرة، قال: فانطلق، فذهب معه حتى بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي التي يتحدث الناس أن ابن عمرأسلم قبل عمر. 4186
فتبين من هذا و غيره أن المسلمين حملوا معهم السلاح احتياطا و أنهم ما قصدوا القتال، بل الاعتمار ...
و أما الرواية التي تفيد أنهم لم يحملوا السلاح فهي مذكورة في مغازي الواقدي: 2/ 573
و الواقدي معلوم شأنه، و عبارة الحافظ في التقريب: " متروك مع سعة علمه "
و ما في الصحيح أولى أن يقدم على ما ورد في غيره، خصوصا إن كان في درجة الواقدي
و الخلاصة:
أن المسلمين خرجوا للإعتمار و حملوا معهم السلاح خوفا من غدر قريش
و الله تعالى أعلم.
ـ[فتح الرحمن بن محمد عثمان]ــــــــ[28 - 11 - 06, 03:20 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخانا في الله الشيخ الطيب وشنان وبارك في جهودك ونرجو الإجابة عن الاستفسارات الأخرى في أسرع وقت
ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[26 - 03 - 07, 04:41 م]ـ
جزاك الله خيرا(140/86)
بحوث الدكتور سليمان بن حمد العودة التاريخية من ينقلها للمنتدى
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[20 - 11 - 06, 12:20 ص]ـ
هناك بحوث تاريخية قوية أنشأها عدة من خيرة الباحثين في علم التاريخ، و لا ننسى ما سطره يراع الدكتور الشيخ سليمان بن حمد العودة من الردود العلمية القوية و المفحمة لبعض المتعلمين ممن يقتاتون على موائد أهل البدع، و يجترُّون مقالاتهم و أكاذيبهم و افتراءاتهم.
فمن يتصدَّى لنقل مقالات الدكتور سليمان المهمة، ومواضيعها كما يلي:
اثبات وجود ابن سبأ و الرد على من أنكر وجوده.
إثبات و جود الصحابي الجليل القعقاع ابن عمرو.
توثيق سيف بن عمر الراوية المؤرخ؟
وقد نشرت تلك المقالات في جريدة الرياض منذ خمسة سنوات تقريبا.
وكذلك بحوث غيره من المؤرخين المعاصرين المطبوعة في الصحف و المجلات، فمن ينهدُ لذلك لا حرمه الله الأجر.
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[20 - 11 - 06, 01:39 ص]ـ
اليك رابط:
نزعة التشيع وأثرها في الكتابة التاريخية .... هنا ( http://aloadah.islamlight.net/index.php?option=com_remository&Itemid=56&func=counter&filecatid=222)
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[20 - 11 - 06, 01:41 ص]ـ
و هذا رابط موقعه لتحميل المزيد من بحوثه و مقالاته و خطبه:
هنا ( http://aloadah.islamlight.net/index.php?option=com_frontpage&Itemid=1)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[20 - 11 - 06, 04:22 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخنا الطيب، و نفع بجهودك.
ـ[الداودي]ــــــــ[20 - 11 - 06, 05:12 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ مبارك في كل مرة تتحفنا بالجميل ... جملك الله بالتقوى ..
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[21 - 11 - 06, 10:43 ص]ـ
نحن نفتح مثل هذه المواضيع لنستفيد من مشائخنا الكرام في الملتقى، من أمثالكم و أمثال الشيخ الطيب، نفع الله بجهودكم.(140/87)
الإنقاذ من دعاوى الإنقاذ للتاريخ الإسلامي!!
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[20 - 11 - 06, 01:31 ص]ـ
الإنقاذ من دعاوى الإنقاذ للتاريخ الإسلامي!!
د. سليمان بن حمد العودة
هذا الكتاب رد على حسن المالكي
حمل من:
هنا ( http://www.saaid.net/book/24.zip)
ـ[أم مريم]ــــــــ[22 - 11 - 06, 12:07 ص]ـ
بارك الله فيك(140/88)
كيف دخل التتر بلاد المسلمين؟ (الأدوار الخفية في سقوط الخلافة العباسية)
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[20 - 11 - 06, 01:34 ص]ـ
كيف دخل التتر بلاد المسلمين؟
(الأدوار الخفية في سقوط الخلافة العباسية)
د. سليمان بن حمد العودة
حمل من:
هنا ( http://www.saaid.net/book/2/490.zip)
ـ[معاوية بن عبدالمحسن]ــــــــ[24 - 11 - 06, 09:44 م]ـ
مشكور اخي الكريم
وبارك الله فيك
ـ[أبو ميسان]ــــــــ[27 - 11 - 06, 08:06 م]ـ
بارك الله فيك(140/89)
مكان استشهاد و دفن الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[20 - 11 - 06, 02:09 ص]ـ
سؤال وجه للشيخ سليمان بن حمد العودة.
نص السؤال:
أرغب في معرفة مكان وكيفية وفاة الخليفة علي بن أبي طالب-رضي الله عنه-، والمكان الذي دفن فيه. وجزاكم الله خيراً.
نص الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
كان مقتل الخليفة علي واستشهاده- رضي الله عنه-، على أثر وقعة (النهروان) تلك التي التقى فيها علي – رضي الله عنه- مع (الخوارج) فهزمهم، وقتل عدداً منهم، وكسر شوكتهم، وعلى إثر هذه الوقعة، اجتمع ثلاثة من الخوارج، وتشاوروا واتفقوا على قتل كل من علي ومعاوية وعمرو بن العاص – رضي الله عنهم أجمعين- وتبيتهم في ليلة واحدة، وكان المسؤول عن قتل علي – رضي الله عنه- عبد الرحمن بن ملجم المرادي (أحد الخوارج)، الذي شحذ سيفه وسمّه، ثم ترصد لعلي – رضي الله عنه- حين خروجه لصلاة (الغداة) في مسجد الكوفة، فلما خرج ضربه بالسيف، فكانت الضربة استشهاداً لعلي –رضي الله عنه-، وذلك في رمضان عام أربعين للهجرة، أما المكان الذي دُفن فيه علي –رضي الله عنه-، فقد اُختلف فيه، ومع أن ابن الجوزي – رحمه الله- ذكر عددًا من الروايات في ذلك، فقد قال: (والله أعلم أي الأقوال أصح) (المنتظم 5/ 178)، ومما ينبغي أن يعلم أن طائفة من أهل العلم أنكروا أن يكون المشهد الذي بـ (النجف) مكان قبر علي –رضي الله عنه-، وممن أنكر ذلك شريك النخعي (قاضي الكوفة) والمتوفى في سنة
178هـ، ومحمد بن سليمان الحضرمي، المتوفى سنة 297هـ (الصلابي/ علي بن أبي طالب/ 903)، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأما المشهد الذي بالنجف، فأهل المعرفة يتفقون على أنه ليس بقبر علي، بل قيل: إنه قبر المغيرة بن شعبة، وإنما أتُّخذ هذا المشهد في دولة بني بويه (وهم من الرافضة)، وذلك بعد نحو من ثلاثمائة سنة من موت علي –رضي الله عنه-". [الفتاوى (4/ 446 - 502)]. والله أعلم.
المصدر:
هنا ( http://aloadah.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=12877&Itemid=7)
ـ[أبو أبي]ــــــــ[02 - 02 - 07, 11:37 ص]ـ
اللهم لا تفتنا وجعلنا ممن يحشر مع النبي وصحبه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه
ـ[أحمد السيد محمد حسن]ــــــــ[11 - 11 - 10, 10:57 ص]ـ
طيب انا عندي فكرة خطرت في بالي:
س: اليس ضريح الامام علي بالنجف؟
و النجف كانت في السابق تسمى الكوفة او ظهر الكوفة اي انها كانت من ضمن الكوفة
فلماذا لا نقول ان ضريحه هذا هو الحقيقي؟
لكن هناك امرين لابد من التنبه لهما: ذكر العلماء ان ضريح علي بالنجف حقيقته ضريح المغيرة بن شعبة، و ان الامام علي دفن عند قصر امارته، فأين يقع قصر الامارة هذا؟ بمنطقة الكوفة التاريخية حاليا ام بالنجف؟(140/90)
الرقابة على التاريخ ... !!!
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[20 - 11 - 06, 02:22 ص]ـ
الرقابة على التاريخ
###
ملحوظة: الموضوع يضم فقرتين، و كل فقرة مذيلة بهوامشها.
الفقرة الأولى:
**********
الحمدُ لله الذي جعلَ تاريخَ المسلمينَ الأوائلَ مُشرقًا نَاصعًا، والصلاةُ والسلامُ على رَسُولِ الله أولًا وآخرًا، وعلى آلهِ وصَحبِهِ ومَنْ والاهُ إلى يَومِ الدينِ والآخرة.
أمَّا بَعْدُ: فإنَّ صِيَانةَ تَاريخنِا الإسلاميِّ المَجيدِ، واستنقاذَهُ مِنْ أيدي العَابثِينَ؛ مِنْ واجِبَاتِ أهلِ العِلْمِ والمعرفةِ، فلا يتركُ بأيدي المستشرقينَ يَتخذونَهُ غَرَضًا، ولا بأيدي المتغافلينَ - سهوًا أو عمدًا - لينتقوا منه ما يشينُ الأجْدَادَ والأمجادَ، فيأخذونَ هذا ويتركونَ ذاكَ، لحاجةٍ في نُفوسِهم، وَاللهُ مُخْرِجٌ مَا يَكْتُمُونَ.
وفي هذا العصرِ؛ نجدُ شُعوبًا وأُمَمًا تحاولُ أنْ تصنعَ لها تاريخًا، فتجمعُ الأحجارَ والأوراقَ، وتحفرُ الأنفاقَ، وتَهدمُ المنازلَ، وتخربُ المساجدَ ... بزعمِ أنَّ هنالكَ لهم تاريخًا وتراثًا، مما حَملَهُم على التَّنقيبِ والبحثِ والتَّخريبِ على أَمَلِ العثورِ على هذا التاريخِ الموهومِ.
وليس هذا حال تلك الأمة فقط، بل هو حالُ الكثيرِ مِنَ الشعوبِ في هذا العصرِ. فما بالُ أُمَّتِنَا؛ لديها هذا التاريخُ المشرقُ مخطوطًا ومطبوعًا ولا يُولُونَه اهتمامًا؟!
مِنْ هذا المنطلقِ كان لِزَامًا علينا قراءةُ تاريخِنا قراءةَ تَمحيصٍ وتحقيقٍ، وغربلتُه مما يَشُوبُهُ، وتَنقيتُهُ مما اختلطَ به، وصَهْرُهُ لِيَخرجَ مُشرقًا نَاصعًا نَقيًّا، فينفعَ الناسَ، ويكون كما قال ربُّنَا عز وجل "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ " [سورة الرعد]
لذا كانت هذه الوريقاتُ، التي أردنا أن تكونَ نِبراسًا وطَريقًا مُمَهدًا لِمَنْ أرادَ أنْ يُطالعَ تاريخَنا مِنْ مَصادرِهِ ومَظَانِّهِ الصَّحِيحَةِ لِيطمئنَ قَلْبُهُ، ويَزولَ عنه ما أُشْكِلَ عليهِ وأُبْهمَ.
أسبابُ القُصُورِ في قِرَاءَةِ التَّاريخِ
يمكنُ أنْ نُرجعَ التقصيرَ الموجودَ في الكثيرِ مِنَ الدراساتِ التَّاريخيةِ المعاصرةِ إلى ثلاثةِ أسبابٍ:
(السبب الأول)
أنَّ كثيرًا مِنْ أبناءِ المسلمينَ وقَعُوا ضَحايا لِمَا كَتَبَهُ بَعضُ المستشرقينَ والمتأثِّرينَ بهم من بني جِلدتِنَا، وغيرهم مِنَ الكَتَبةِ المُرتزقةِ؛ الذين يَتلقَّفونَ الأكاذيبَ والتّرّهاتِ المُختلقة في تَاريخِنا الإسلاميِّ على وَجْهِ العُمومِ، وما يَتعلَّقُ بآلِ البَيْتِ النَّبَويِّ الأطهارِ والصَّحَابَةِ الكِرَامِ |رَضِيَ اللهُ عنهم|على وَجْهِ الخصوصِ.
ثُمَّ يَجعلونَ هذه الأباطيلَ عُمدةً فيما يكتبونَ، وكأنها مِنَ المُسَلَّماتِ، مُروجينَ لها على السُّذَّجِ مِنَ القُرَّاءِ والدَّهماءِ، معتمدينَ على كَونها مُسَطَّرةً في ثنايا الكُتُبِ التاريخيةِ، وكأنَّ وجودَها في بطونِ الكُتُبِ كَافٍ في إسباغِ الأكاذيبِ صِفَةَ الصِّدقِ والثبوتِ، متغافلينَ عن تطبيقِ وإعمالِ قَواعدِ البحثِ العلميِّ والتحقيقِ التي يُدندنونَ بها ليلَ نهارَ؟!
على الرغمِ مِنْ أنَّ الكثيرَ مما ينقلونَهُ ويذكرونَهُ؛ إمَّا أنْ يكونَ ضَعيفَ السَّنَدِ، أو موضوعًا مكذوبًا، أو ليسَ له أصلٌ (1).
والكثيرُ منهم يَعلمُ هذه الحقيقةَ ويتغافلُ عنها؛ مِنْ أجلِ الطَّعنِ في تاريخِنا العظيمِ وإسقاطِهِ، فهم ينطلقون عندَ الكتابةِ مِنْ نوايا سَيئةٍ، ومقاصدَ عَدائيةٍ، تَرمي إلى الطَّعْنِ والتشكيكِ في ثوابتِ هذه الأُمَّةِ، وإثارةِ الفِتَنِ والاستعداءِ بين أبنائها، فكيف يجوزُ لِمُسلمٍ أنْ يجعلَ هؤلاء وما يسطرونَ الواسطةَ بينه وبينَ تُراثِهِ ودينهِ وتاريخهِ؟!
وهذا لا يَعْنِي أنَّ كُلَّ المستشرقينَ سواء، فهم أصنافٌ شَتَّى:
- فمنهم مَنْ تعَمَّدَ التَّحريفَ والطَّعْنَ والتَّشْكيكَ؛ حِقْدًا وحَسَدًا، وكانتْ دَوافعُهُ الاستشراقيةُ عَدائيّةً احتلاليةً؛ لِنَهْبِ البلادِ وقَتْلِ العِبَادِ، وإيقافِ المَدِّ الإسلاميِّ الحضاريِّ (2)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/91)
- ومنهم ـ وهم قِلَّةٌ ـ مَنْ تعرَّضَ لتُراثِنا بشيءٍ مِنَ الموضوعيَّةِ الحياديّةِ والحرفةِ الأكاديمية، على إِعْوازٍ وقُصورٍ يَظهرُ عندَ أَدْنَى تَأمُّلٍ؛ لغربتِهم عن هذا الدينِ، وجَهلهم بلُغَتِهِ التي هي (أُسُّ هذا التُّراثِ ومحوره)، فمن هذا: طباعة كتاب «الوافي بالوفيات» لصلاحِ الدينِ الصّفديِّ، وتأليفِ «المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي الشريف».
(السبب الثاني)
غيابُ العِلْمِ الشَّرْعِيُّ، وقِلَّةُ الوَعي والمعرفةِ، والجهلُ بمناهجِ عُلماءِ التَّاريخِ وقواعدِهم ذاتِ الصِّلةِ بتدوينِ وسَرْدِ الرواياتِ التاريخيةِ.
فبعضُ العُلماءِ مثلَ الإمامينِ: (الطَّبَرِيِّ وابنِ كثيرٍ) لم يَشْتَرِطوا في كِتَابَيْهِما إيرادَ الصَّحيحِ والإعراضِ عَنِ السَّقيمِ مِنَ المروياتِ والقَصَصِ والوقائعِ والأحْداثِ، بل سَلكوا مَسلكًا وانتهجوا مَنهجًا مُحَدَّدًا أشاروا إليه في مُقدِّماتِ كُتُبِهم؛ ليكونَ القارئُ على بَيِّنَةٍ مِنَ الأمرِ.
لكنَّ الكثيرَ مِنَ المفكرينَ والكَتبَةِ والمُثقّفينِ على وَجْهِ العمومِ؛ كانوا في مَعْزلٍ وما زالوا عن تلكم القواعد والمقدمات، فكان الجهلُ بها وإهمالها سببًا لفقدانِ بحوثهم وكتاباتهم الكثيرَ مِنَ الموضوعيةِ والمصداقية ..
إذن؛ مِنْ الأهميةِ بمكانٍ أنْ نقرأَ مقدمةَ أيِّ كتابٍ ليتضحَ لنا منهجُ كاتبهِ، ولبيانِ حقيقةِ ما أسلَفْنا؛ نسوقُ إليك أخي القارئ مثالًا على أهميةِ الوقوفِ على قواعدِ ومناهجِ كَتَبةِ التاريخِ، وهو: منهج الإمام ابن جَريرٍ الطَّبَريِّ رحمه الله في تاريخه
هوامش الفقرة الأولى
::::::::::::::::::::::::
(1) هذه الأصنافُ الثلاثةُ لا تقومُ بها الحُجَّةُ ولا تفضي إلى التَّصديقِ: -
أخطرُها: (المروياتُ التي لا أصلَ لها): وهي التي ليسَ لها إسنادٌ بمرةٍ، وإنما هو قولٌ يُذكرُ أو يُنسبَ لفلانٍ فيتلقَّفهُ عامّةُ النَّاسِ ويتداولونه.
يليها في الخطورة: (المرويات الموضوعة)؛ وهي التي في أَحدِ رواتِها كَذَّابٌ ثَبَتَ عليهِ الكَذِبُ، فهو يركبُّ الأسانيدَ ويَختلقُ الأحاديثَ والأخبارَ والقصصَ؛ لأسبابٍ شَتَّى ليس هذا موضعَ بسطِها، ولكنَّ أهمها نصرة مذهبهِ، أو يكون فيها راوٍ مَتروكٌ مُتَّهَمٌ بالكَذِبِ؛ لأنَّ أكثر ما يرويه يُشْبِهُ مروياتِ الوضَّاعينَ، ومِن سِمَاتِ هذينِ الصِّنفينِ: أنَّ ما يروونه يكونُ غَريبًا مُنكرًا مُخالِفًا لكتابِ اللهِ الكريمِ والسُّنَّةِ الصَّحِيحَةِ، وأنهم ينفردُونَ بهذه الأخبار دونَ أنْ يُتَابِعَهُم عليها الرّواةُ الثِّقَاتُ العدولُ، وأنهم أصحابُ بدعٍ وخرافات.
ثُمَّ (المرويات الضعيفة)؛ وهي التي في أحدِ رواتِها ضَعفٌ لأسبابٍ معروفة عندَ أئِمَّةِ الجَرحِ والتعديل، تَمنعُ مِن تصديق ما يرويه أو يُخبرُ به هذا الصِّنفُ إلاَّ إذا تابعَهُ أحدُ الرواةِ الثقاتِ.
(2) ذكرَ العلاَّمةُ بكرُ بنُ عبدِ اللهِ أبو زيدٍ أَوْجُهَ العَبَثِ بالتُّراثِ في كتابهِ الفَذِّ - «الرقابةُ على التُّراثِ دعوةٌ إلى حمايتهِ مِنَ الجنايةِ عليه»، فاسترسلَ في ذكرِها وقال:
«16 - المُتَابَعَةُ لِلَفِيفٍ مِنَ الكُّفَّارِ «المستشرقينَ» بطبعِ كُتُبِ السِّحْرِ، والكَهانَةِ، والتَّنجيمِ، والقَصَصِ الكَاذِبِ، والأَدَبِ المكشوفِ، وكُتُبِ أَهلِ البِدَعِ والأَهواءِ المُضِلَّةِ، كُلٌّ بقَدَرِ ما استنبطَهُ مِنَ الأَهواءِ والشَّهواتِ التي تُضِرُّ الخَلْقَ، وتُغضِبُ الخَالِقَ سُبحانَهُ، وهذا مِنَ الدعوةِ إلى الضلالِ، وفي الحديثِ: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يُنْقِصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يُنْقِصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا» رواه أحمدُ ومُسلمٌ وأصحابُ السُّنَنِ». اه (ص 16 - 17 دار العاصمة).
وأشار - وفقه الله - في الحاشية لشيءٍ مِنْ كَيْدِ «المستشرقينَ»؛ حيثُ قامتْ (جامعةُ السربون) بتبنِّي طباعة كتابِ «الفتوحاتِ المَكِّيّة» لابنِ عَربيٍّ المُلحدِ.
************************************************** ***************
الفقرة الثانية:
*********
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/92)
بيانُ مَنهجِ الإمامِ ابنِ جَريرٍ الطَّبَريِّ في كِتَابهِ التاريخيِّ «تاريخِ الأُمَمِ والمُلُوكِ» (1).
ها هو الإمامُ ابنُ جَريرٍ الطَّبَرِيُّ يكشفُ لنا عن منهجِهِ في مُقَدِّمَةِ كتابهِ «تاريخِ الأُمَمِ والمُلُوكِ» (1/ 52) فيقولُ:
« .. ما يَكُنْ في كِتَابي هذا مِنْ خَبَرٍ ذَكرنَاه عَنْ بعضِ الماضينَ، مما يَستنكِرُهُ قَارئُهُ، أو يَستشنِعُهُ سَامِعُهُ، مِنْ أجْلِ أنه لم يَعرفْ له وجهًا في الصِّحَّةِ، ولا معنًى في الحقيقةِ؛ فليعلمْ أنه لم يُؤتَ في ذلك مِنْ قِبَلِنَا، وإنما أُتى مِنْ قِبَلِ بعضِ نَاقليهِ، وأنَّا إنما أَدَّيْنَا ذلك على نَحوِ ما أُدِّيَ إلينا». اه
إذن؛ الإمامُ الطَّبَرِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ - يُبَيِّنُ للقارئِ بوضوحٍ وجَلاءٍ أنه لَمْ يَشْتَرطِ الصِّحَّةَ فيما يَسوقُهُ مِنْ مَروياتٍ في كتابهِ هذا، وأنَّ العُهْدَةَ فيما يَنقلُهُ إنَّما هي على الرّواةِ النَّقَلَةِ، وأنه في هذا الكتابِ كان نَاقلاً أَمينًا، لا مُحققًا فاحصًا.
فبعضُ مَنْ روَى عنهمُ الطَّبَرِيُّ جَمَعَ بين الكَذِبِ وكَثْرةِ الروايةِ، من هؤلاءِ: -
? مُحَمَّدُ بنُ حميدٍ الرَّازِيُّ شَيْخُ الطَّبَرِيِّ؛ فقد أكثرَ الطَّبَرِيُّ مِنَ الروايةِ عنه في كِتَابَيْهِ: «التَّاريخِ» و «التَّفسيرِ» على الرغم مِنْ أنَّ مُحَمَّدًا هذا قد رُمِيَ بالكَذِبِ والوَضْعِ، وهو ضَعيفٌ سَاقطُ الحديثِ عندَ السَّوادِ الأعظمِ مِنْ عُلماءِ الجَرْحِ والتَّعديلِ (2).
? لُوطُ بنُ يَحْيَى أبو مِخْنَفٍ؛ له رواياتٌ كثيرةٌ في «تاريخِ الطَّبَرِيِّ» بلغت (585) روايةً، تعرَّضَ فيها لأحداثٍ ووقائعَ مُهمةٍ مِنَ التاريخِ الإسلاميِّ ابتدأتْ مِنْ وَفَاةِ الرَّسُولِ |صلى الله عليه وآله وسلم| إلى سُقوطِ الدولةِ الأُمَوِيَّةِ، ولُوطٌ هذا مَقدوحٌ فيه عندَ عُلَماءِ الحديثِ؛
- قال ابنُ مَعِينٍ: «ليسَ بشيءٍ».
- وقال ابنُ حِبَّانَ: «يَروي الموضوعاتِ عَنِ الثِّقَاتِ».
- وقال الذَّهَبِيُّ: «إِخْبَارِيٌّ تَالِفٌ» (3).
فظهرَ بهذا المثالِ أهميةُ الاطلاعِ على مَناهجِ وشُروطِ العُلَماءِ في كتابتهم للتاريخِ وفهمها، وضرورةُ استحضارِها أثناءَ مطالعةِ كتابِ هذا الإمامِ أو ذاك. والأمرُ نفسُه ينسحبُ على باقي كُتُبِ الأخبارِ والتاريخِ، بل على سائرِ كُتُبِ التُّراثِ وفنونِهِ المتنوعة.
وبعضُ هؤلاءِ المؤرِّخينَ كان مَنهجُهم نقلَ هذه الروايات والأخبارِ مُسندةً بغضِّ النَّظَرِ عن حالِ رجالِ أسَانيدِها، سيرًا على القولِ الشَّائعِ: «مَنْ أسندَ فقد أحالَ»، تَقليدًا منهم ومُحاكاةً لبعَضِ عُلَماءِ الحديثِ في تدوينِ الحديثِ، إذْ إنهم يكتبونَ كُلَّ المروياتِ المُسندَةِ كمرحلة أولية، ثُمَّ تأتي المرحلةُ التاليةُ ـ وهي الفَارقُ بينَ المؤرِّخينَ والمُحَدِّثينَ ـ حيثُ يقومون بالتنقيحِ والتفتيشِ والتحقيقِ وتمييزِ الصَّحيحِ مِنَ الضَّعيفِ.
وقد أشار إلى هذا المنهجِ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانيُّ - رَحِمَهُ اللهُ - مُبينًا طريقةَ ومنهج أكثرِ الأقدمين في الروايةِ، فيقولُ: «أكثرُ المُحَدِّثينَ في الأعصارِ الماضيةِ مِنْ سَنةِ مئتين وهلم جرّا إذا ساقوا الحديثَ بإسنادِه؛ اعتقدوا أنهم بَرئوا مِنْ عُهدَتِهِ». اه (4)
وبالطبعِ يقصدُ الحافظُ الرواةَ النَّقَلَةَ، لا الأئمةَ النُّقَّادَ عُلَماءَ الروايةِ والجَرحِ والتعديلِ، حُرَّاسَ الدين مِنَ التَّحويرِ والتَّبديلِ، الذينَ يُطبِّقونَ على الرَّاويِ والمَرويِّ قواعدَ وقوانينَ القَبولِ والرَّدِّ الصَّارمةَ، تلك القواعدُ التي لا يوجدُ لها شَبيهٌ ولا مَثيلٌ في التجربة الإنسانية وأطوارها الحضارية.
فالواجب على القارئ - إن كان مؤهلاً - أن يَتحقّقَ مِنْ مرويَّاتِ هذا الكتابِ أو ذاك على ضوءِ قواعدِ المُحدِّثينَ النُّقَّادِ، وهو ما يُطلقُ عليه: علمُ «مصطلح الحديث» المخولُ بالكشفِ عن حالِ المروياتِ والأخبارِ وناقليها مِنْ حيثُ القبولُ والرَّدُّ،
بواسطة أمرين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/93)
* الأولُ: البحثُ والتفتيشُ عن حالِ الرواةِ النَّقَلَةِ لهذه المروياتِ، اعتمادًا على أقوالِ الجَهابذةِ النُّقَّادِ مِنْ أئمَّةِ الجرحِ والتعديلِ (5)، فمَنْ كان صالحًا ثقةً؛ قُبلتْ مَروياتُهُ. ومَنْ كان طالحًا ضَعيفًا، رُدَّتْ مروياتُهُ ولا كرامةَ.
* الثاني: النّظرُ في مُتونِ هذه المروياتِ ونقْدُها بمطابقتها على كِتابِ اللهِ تعالى والسُّنَّةِ الصَّحِيحَةِ الثابتةِ والأصولِ العامةِ المستنبطةِ مِنهما؛ لمعرفة المُنكرِ منها مِنَ المحفوظِ، والنّاسخِ مِنَ المنسوخ.
هذا إن كان القارئُ مؤهلاً لإجراءِ هذه البحوثِ وتحقيقها، مطلعًا ذا دربةٍ وممارسة لهذا العلمِ الشَّريفِ الدَّقيقِ؛ وإلاَّ فعليه أنْ يتقيَ اللهَ تعالى ويُحيلَ الأمرَ إلى أَهلهِ أصحابِ الاختصاصِ مِنْ أهلِ البحثِ والمعرفةِ العدولِ الثِّقاتِ.
(السبب الثالث)
ما يُدندنُ به بعضُ الكَتَبةِ مِنْ إمكانيةِ التَّساهلِ في روايةِ التاريخِ، مقارنةً بالتَّشَدُّدِ في روايةِ الحديثِ النَّبَويِّ الشريفِ وهو لعمر الله؛ مِنْ أكبرِ الأخطاءِ التي يَقعُ فيها مُثَقَّفُونا؛ إِذْ إِنَّهُ لَونٌ مِنْ أَلوانِ التّأثُّرِ بالمنهجِ التاريخيِّ الغربيِّ، الذي لا يهتمُ بنقلِ الأسانيدِ، وأكبرُ مثالٍ على ذلكَ؛ أنَّ الإسنادَ بينهم وبين (الإنجيل)؛ منقطعٌ بمئات السنين وهو كتابهم المقدس فما بالك بغيره!
إنَّ تاريخَ آلِ البَيْتِ والصَّحَابَةِ |رَضِيَ اللهُ عنهم| هو جزءٌ مِنْ ديننا، لا يصحُّ بحال أن نسوّيَ بينه وبين تاريخٍ آخرَ، أو أن نتساهلَ في أَخذْهِ وروايتِهِ، فأيُّ إجحافٍ أو تَمييعٍ في حَقِّ هذا التاريخِ وتوثيقهِ؛ سوف يَعودُ أَثَرُهُ حَتْمًا على الدينِ، وعلى صِحَّةِ الأحاديثِ وسَلامتِها مِنَ التغييرِ والتبديلِ.
ولنا في طُعونِ بعضِ مَنْ في قَلْبِهِ دَخَنٌ في رَاوِيَةِ الإسلامِ أبي هُرَيْرَةَ (6) ذلك الصَّحَابيُّ الكبيرُ رَضِيَ اللهُ عنه أوضحُ مثالٍ.
إنّ بعضَ الباحثينَ يصولونَ ويجولون في مناقشةِ بعضِ الوقائع والأحداثِ التاريخية القديمة والحادثة، ما بين مُثبتٍ ونافٍ، ويقدمُ كُلُّ طَرفٍ دَليلَهُ وحُجَّتَهُ على ما ذهبَ إليهِ، على الرغم مِنْ أنَّ بعض هذه الأحداثِ لا يَترتبُ عليها كبيرُ فائدةٍ أو عملٍ، فما بالك بتاريخِ آلِ البَيْتِ والصَّحَابَةِ |رَضِيَ اللهُ عنهم| حَمَلَةِ الشَّريعَةِ وحصونه المنيعةِ؟!
وهذا لا يَعنِي وجُوبَ مُعَامَلةِ جَميعِ أخبارِ (الحِقْبَة الأولى) مِنْ تاريخِنا معاملةَ الأحاديثِ مِنْ حيثُ القَبولُ والرَّدُّ، بل يَجبُ التفريقُ بين الأخبارِ والرواياتِ؛ فإن كانتْ هذه الأخبارُ والآثارُ عن الآلِ والأَصْحَابِ تَحكي زُهْدَهُمْ وشَجاعتَهم وكَرمَهُم وتَضحيتَهم وحُسْنَ خُلُقِهِم وجَمَالَ طَبَائِعِهِم ولُطْفَ سَجَاياهُم، ولم تكنْ خارجةً عَنِ الأُصُولِ العامَّةِ للشَّريعةِ، ولا هي مِمَّا تَأْبَاهُ الفِطْرةُ السَّليمةُ؛ فلا مَانِعَ مِنْ ذِكْرِها ورُوايَتِها وكِتَابَتِها؛ لأنها لا تَمَسُّ أو تَخدشُ أَصْلاً شَرعيًّا، ولا يوجدُ في روايتها ضَررٌ أو مَسَاسٌ لمقامِ الآلِ والأَصْحَابِ |رَضِيَ اللهُ عنهم|.
أَمَّا إنْ كانت تلك الأخبارُ تَتناولُ الفِتَنَ، أو بعضَ المواقفِ الحاسمةِ، أو بعضَ ما يُسيءُ إلى مَقامِ الآلِ والأَصْحَابِ، أو فيها شَيءٌ مِنَ المخالفةِ لأصولِ الشَّريعَةِ العامَّةِ، أو تَخلَّلَها بعضُ الشَّوائبِ التي تَمُجُّهَا وتأباها الفِطْرُة السَّويَّةُ؛ فهذا النوعُ مِنَ الأخبارِ لابدَّ مِنَ النَّظَرِ في أسانيدِها نَظرًا دَقيقًا، ومُحاكمَتِها مُحاكمةً عَادلةً. هذه هي الأسبابُ الثلاثةُ الجوهريةُ التي دَخلَ مِنْ خلالِها التقصيرُ في قِرَاءةِ وعَرْضِ ونَقْلِ التاريخِ الإسلاميِّ.
هوامش الفقرة الثانية
:::::::::::::::::::::::
(1) الطَّبَرِيُّ: مُحَمَّدُ بنُ جَريرِ بنِ يَزِيدَ أبو جَعْفَرٍ الطَّبَرِيُّ. مُفَسِّرٌ وَمُحَدِّثٌ ومُؤرِّخٌ وفَقِيهٌ وأُصُولِيٌّ، إِمَامٌ مُجْتَهِدٌ. وُلِدَ بآمل طبرستانَ سنة (224ه وتوفي سنة (310ه، مِنْ تصانيفه: «تاريخُ الأُمَمِ والمُلُوكِ» و «جَامِعُ البَيَانِ في تَأْويلِ القُرْآنِ».
(2) انظر: «ميزان الاعتدال» (3/ 530 - 531).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/94)
(3) انظر كتابَ: «مرويات أبي مِخْنَفٍ (لُوطِ بنِ يَحْيَى الأَزْدِيِّ) في تاريخ الطَّبَرِيِّ =: عصر الخِلافةِ الرَّاشِدةِ» (ص 487 - الخاتمة). للدكتور يَحْيَى بن إبراهيم اليحيى. (ط1 دار العاصمة/الرياض - 1410ه.
(4) «لسان الميزان» (3/ 75 - ط المعارف النظامية): ترجمة الإمامِ سُليمانَ بنِ أحمدَ الطبراني صاحب «المعاجم الثلاثة»: (الكبير والأوسط والصغير).
(5) كالإمام أحمد وابن معين والرازي أو ابن حجر والذهبي وغيرهم من فحول هذا العلم المبارك ورجاله، وأقوال هؤلاء الأئمة موجودة في كتب مخصصة تسمى كتب الرجال مثل كتاب الجرح والتعديل للرازي وتهذيب الكمال للمزي واختصره الإمام ابن حجر في كتاب اسماه تهذيب التهذيب ثم اختصر هذا في كتابه القيم تقريب التهذيب، وللذهبي كذلك كتب كثيرة من أهمها ميزان الاعتدال وهناك أصناف غير هذه كثيرة منها ما يهتم بالضعفاء ومنها ما يختص بالثقات وهلم جرا.
(6) أبو هُرَيْرَةَ بنُ عَامِرِ بنِ عبد ذي الشري، مِنْ دَوْسٍ، صَحَابيٌّ جَلِيلٌ، اُختُلِفَ في اسمهِ، وله روايةٌ عن رَسُولِ الله |صلى الله عليه وآله وسلم|، وكان آيةً في الحفْظِ، وقد دَعَا رَسُولُ الله |صلى الله عليه وآله وسلم| لَهُ ولِأُمِّهِ، تُوِفِّيَ سنةَ (57ه، أكثرَ مِنْ الروايةِ عن رَسُولِ الله |صلى الله عليه وآله وسلم| حتَّى بلغتْ رواياتُهُ في كُتُبِ الحديثِ (5374) روايةً على ما ذَكَرَ الإمامُ ابنُ حَزمٍ في كتابه «جوامع السِّيرة»، انظر ترجمتَه في «الإِصَابَةِ في تَمييزِ الصَّحَابَةِ» للحافظِ ابنِ حَجَرٍ.
وقد وجِّهتْ سهامُ النَّقدِ مِنْ قبلِ أُولي الأهواءِ إلى هذا الصَّحَابيِّ الجَلِيلِ (أبي هُرَيْرَةَ) =رضوانُ الله عليه؛ تعجبًا مِنْ كَثرةِ رواياتِهِ عن رَسُولِ الله |صلى الله عليه وآله وسلم|؛
- فصنَّفَ محمود أبو رية كتابَهُ: «أبو هريرة شيخ المضيرة» متطاولًا على شخصِ هذا الصَّحَابيِّ الجَلِيلِ، وصنف عبد الحسن شرف الدين العامليّ كتابَهُ «أبو هريرة» وتعجب مِنْ كثرةِ رواياتهِ، مع أنّ هناك من روى أضعافَ أضعاف مرويات (الصَّحَابيِّ الجَلِيلِ أبي هُرَيْرَةَ |رَضِيَ اللهُ عنه|)، فمثلاً عبد الحسين شرف الدين العاملي يقولُ في كتابهِ «المراجعات» (ص308 ط مكتبة الألفين): «وقال (عليه السلام) لأبانَ بنِ عثمان: إنّ أبان بن تغلب روى عني ثلاثين ألف حديثا، فاروها عنه». اه. وهذا النَّصُّ في «رجال النجاشي» (1/ 78 - 79، ط1: دار الأضواء، تحقيق: مُحمد جواد النائيني).
وكذلك (جابر الجعفيّ): - أحد الرواةِ الذين يجلهم صاحب المراجعات -؛ بلغتْ رواياتُهُ (210) ألف رواية، أي ما يقرب مِنْ ربع مليون رواية! أليس هذا العدد الضخم مِنَ هذا الراوي أولَى بالتعجب والدهشة مِنْ عدد مرويات الصَّحَابيِّ الجَلِيلِ أبي هُرَيْرَةَ |رَضِيَ اللهُ عنه|؟ وقد ذكر الدكتور محمد الأعظمي أن أحاديث أبي هريرة هي (1336) حديثاً فقط وذلك بعد حذف الأسانيد المكررة «أبو هريرة في ضوء مروياته» (ص76) وقد تكفل بالرد على شبهات أبي رية غير واحد من العلماء مثل العلامة المعلمي رحمه الله في كتابه «الأنوار الكاشفة» والدكتور محمد أبو شهبة رحمه الله في «دفاع عن السنة» وعبد المنعم العزي في كتابه «دفاع عن أبي هريرة»، وأما في الرد على شبهات عبد الحسن شرف الدين العاملي فقد أجاد الشيخ الفاضل عبد الله الناصر في الرد عليه في «البرهان في تبرئة أبي هريرة من البهتان»
المصدر:
هنا ( http://www.altareekh.com/vb/showthread.php?threadid=40217)(140/95)
خصائص التاريخ الإسلامي
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[20 - 11 - 06, 02:29 ص]ـ
خصائص التاريخ الإسلامي
للدكتور محمد موسى الشريف
إن لكل أمة تاريخها التي تعتز به وتدرسه للأجيال، وتتناقله الألسن والدواوين، وتهفو إليه القلوب والأفئدة.
وإن أمة الإسلام ليست ببدع من الأمم في هذا الباب بل تاريخها عظيم وجليل لا يدانيه تاريخ أمة من الأمم الأخرى ولا يضارعه، فهو قد امتاز عن غيره بجملة خصائص وضعته في الصدارة بين تواريخ الأمم، فمن هذه الخصائص الجليلة:
أولاً: تاريخنا موصول بالرسل والأنبياء:
ينبغي أن يعلم أن تاريخ هذه الأمة الإسلامية العظيمة لا يبدأ ببعثة أعظم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم إنما يبدأ منذ بداية الرسالة والنبوة على هذه الأرض، إذ كل الأنبياء والرسل مسلمون جاؤوا برسالة خالدة تداولها الأنبياء حتى وصلت إلى سيدهم وعظيمهم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد قال تعالى: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى).
وقال تعالى: (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحداً ونحن له مسلمون).
وقال تعالى قاصاً حال إبراهيم عليه أفضل الصلوات والتسليم: (إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين).
فهو إذاً تاريخ موغل في القدم، تحفه الرسالات والرسل العظام الكرام، وهو ليس تاريخاً خاصاً بجنس أو شعب بل كل من أسلم لله تعالى على مدار التاريخ فهو من هذه الأمة المسلمة الراشدة، وهذا يرتقى بتاريخنا إلى الشمول والعالمية التي تحتاجها الحضارات التي تبنى على أساس سليم.
ثانياً: تاريخنا منضبط دقيق:
ليس لأمة من الأمم تواريخ صحيحة منضبطة دقيقة مثل ما لأمتنا، بل ليس عندهم عشر معشار ما عندنا (أي واحدة بالمئة)، فهذا تاريخنا يتناقل معظمه بالسند، وليس لأمة من أمم الأرض اليوم سند لا صحيح ولا موضوع، وتاريخنا يمكن أن يحاكمه أي ناقد مدقق إذ هو مؤسس على قواعد دقيقة منضبطة، أما الأمم الأخرى فهم لم يضبطوا تواريخ أنبيائهم فضلاً عن عظمائهم وفضلائهم، ولم يصح منها إلا شيء يسير ولا نستطيع أن نعينه غالباً، وكثير من الحوادث التاريخية في هذه الأمة الإسلامية مذكور في كتاب الله تعالى وهو أصح نص في دنيا الناس وبين أيديهم، ومذكور كذلك في صحيح السنة، ومعلوم كم من الجهود بذلت لضبطها وتدقيقها وتصحيحها.
ثالثاً: تاريخنا مليء بالحيوية والتجدد:
إذ كلما خبا ضوء الأمة في مكان سطع في مكان آخر، فسقوط الأندلس عوّض بفتح القسطنطينية، ويبعث الله تعالى في كل زمان ومكان من يرتقي بهذه الأمة ويصلها بأمجاد تاريخها وروعة ماضيها، ويتكئ على موروثها العظيم لصنع حاضر مضيء ومستقبل مشرق رائع.
رابعاً: تاريخنا مليء بالتفاصيل المهمة الرائعة:
وهذه ميزة ليست لغيرنا من الأمم، فنحن نعرف من تواريخ عظمائنا وأبطالنا وفضلائنا الكثير الكثير، وننهل من تجارب من مات منذ أكثر من ألف سنة وأحواله ودقائق حياته، ما يعيننا على إصلاح عيوبنا والارتقاء بأحوالنا، وهناك كتب كثيرة تكفلت بعرض هذه الروائع، وضبط هذه الدقائق والرقائق، وحفظ تلك الكنوز والوثائق.
خامساً: تاريخنا يحمل البشرى لمستقبلنا:
في ثنايا تاريخنا مبشرات رائعات منقولات ومعقولات تبشر بمستقبل رائع مشرق، وأعني بالمنقولات ما جاء من بشريات في كتب السنة بالنصر والتمكين، وأعني بالمعقولات ما يفهمه قارئ التاريخ استئصالاً وزوالاً، وأنه على مدار تاريخ هذه الأمة الرائع حصلت أحوال وحوادث كان يخشى فيها على هذه الأمة من الزوال لكن نورها أشرق من جديد، وضياؤها انتشر بعد ظلام مديد، وهذا من فضل الله علينا، ودليل واحد من أدلة كثيرة أننا على الحق، وأن الله تعالى لن يخذلنا ولن يسلمنا سبحانه وتعالى، والله الموفق.
__________________
المصدر:
هنا ( http://www.altareekh.com/vb/showthread.php?threadid=34992)(140/96)
مقال والرد عليه حول ردة بعض القبائل، وعن خالد بن الوليد
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[20 - 11 - 06, 06:20 م]ـ
مسلسل خالد بن الوليد ووقفة مع تاريخ صدر الإسلام
د. عبد الرحمن الفريح (*)
ما كاد مسلسل خالد بن الوليد يتجاوز حلقاته الأولى حتى ظهر واضحاً أن أخبار القصاصين وأهل الوضع في عصور مضت ستطغى على ما في كتب الصحاح ومصادر التاريخ الإسلامي من حقائق، وقبل أن أدون هذا الرد بعد متابعتي لمعظم حلقات المسلسل بدا لي أن أدعم وقفتي مع التاريخ والمسلسل برأي بعض أهل العلم من ذوي الإحاطة الدينية والتاريخية بأخبار صدر الإسلام، فكان أن توجهت بسؤال لفضيلة الشيخ الدكتور عبد العزيز بن محمد الفريح الأستاذ بالجامعة الإسلامية نصه هو هل ارتد بنو تميم بعد وفاة النبي- صلى الله عليه وسلم-؟ ذلك أن المسلسل قد أبرزهم بصورة مزرية تغاير ما ورد عنهم في الأحاديث النبوية، وما نسب إليهم وسُجّل لهم من رصيد المآثر الحميدة في صدر الإسلام وبعده.
جاءت إفادة الدكتور الفريح إن بني تميم لم يرتدوا فيمن ارتد من القبائل بعد وفاة الرسول- صلى الله عليه وسلم- وإن ما ذُكر عن ردة بني تميم ليس له أساس من الصحة وذلك للأمور التالية:
1 - أن الطبري قال (ذِكْر خبر بني تميم) فلو كانت تميم ارتدت لذكر ذلك وقال ردة بني تميم.
2 - أن كثيراً من بني تميم اشتركوا في الجهاد في عهد أبي بكر وأبو بكر كان يمنع المرتدين من الجهاد حتى ظهرت توبتهم في عهد عمر فعفا عنهم.
3 - ذكر ابن إسحاق ونقله البيهقي أن أول صدقة وردت إلى المدينة بعد وفاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- هي صدقة الزَّبرقان بن بدر بن خلف مما يدل على ثباتهم والزبرقان من سادات تميم.
4 - كان قيس بن عاصم وهو من سادات تميم وكبارهم يقاتل المرتدين مع العلاء بن الحضرمي في البحرين ... وقد استخلف خالد بن الوليد على اليمامة سمرة بن عمرو التميمي، فكيف يقال ارتد بنو تميم، وهؤلاء أعلامهم وساداتهم في الجهاد!
5 - إن الذي كثر عليه الكلام في الرَّدة هو مالك بن نويرة وأصح الطرق التي وردت في حقه تشير إلى أنَّ الصديق وداه أي دفع ديته مما يدل على أنه لم يرتد قال خليفة حدثنا علي بن محمد ابن أبي ذئب عن الزهري .. إلى قوله فكتب أبو بكر إلى خالد فقدم عليه ... فقال أبو بكر هل يزيد خالد على أن يكون تأوَّل فأخطأ وردّ أبو بكر خالداً وودى مالكاً، فهذا النص يفيد أن الصديق دفع ديته ولو كان غير مسلم لما فعل ذلك. قال الإمام ابن عبد البر: (فقتل خالد مالكاً يظن أنه ارتد حين وجهه لقتال أهل الرِّدة واختلف فيه هل قتله مسلماً أو مرتداً وأراه والله أعلم قتله خطأ).
6 - إن تميماً لو ارتدت لحصل قتال بينها وبين المسلمين كما حصل مع (أسد وغطفان وبكر وسليم وحنيفة) وتميم من أكبر القبائل وأشدها فلا يعقل أن ينصرف عنها خالد أو العلاء بن الحضرمي وهي مرتدة! كما لا يعقل أن يقال إن تميماً ارتدت وساداتها وأعلامها في الجهاد، أمّا ما يقال عن مالك بن نويرة فقد بينّاه وخالد- رضي الله عنه- اجتهد وهو مأجور على اجتهاده والزمن كان زمن فتنة.
هذا ما أفاد به فضيلة الشيخ عبد العزيز والناظر في أمر الردّة يلحظ أن بواكيرها قد ظهرت في عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- وأنه قبيل وفاته -عليه الصلاة والسلام- بعث رجلاً إلى الزبرقان وقيس بن عاصم يستنهضهما على قتال مسيلمة وطليحة كما في أخبار السيرة (1) وكان الزبرقان معدوداً في وفد أشراف تميم إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- مع القعقاع والأقرع وقيس بن عاصم وغيرهم، وينظر هذا عند البخاري وفي أخبار السيرة وكتب التاريخ والأدب (2).
دوَّن أصحاب السيرة والصحاح كالبخاري وأهل الأثر أخبار الوفد وهي من أشهر أخبار الوفود وذكروا أن النبي عليه الصلاة والسلام بعث القعقاع عيناً له في حنين ليأتيه بالخبر، وأنه أعطى الأقرع الذي كان الرسول- صلى الله عليه وسلم- يتألفه لشرفه وسؤدده مائة من الإبل وبعد وفاته- عليه الصلاة والسلام- ثبت هذان العلمان من أعلام العرب على الإسلام وسخرا من أهل الردّة، كما كانت نبوأة مسيلمة في اليمامة محل سخرية شيخ من أشياخ نجد هو الأحنف بن قيس التميمي فاتح المشرق الإسلامي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/97)
لما مات الرسول- عليه الصلاة والسلام- ضاقت الدنيا بأهل المدينة الذين بلغتهم أخبار ردة العرب قالت المصادر عن طريق عدد من الأسانيد ولم يفرح أهل المدينة كفرحهم بمقدم الزبرقان بصدقة قومه فقبض أبو بكر الصدقة وضم الزبرقان إلى خالد السائر لحرب طليحة، وكان مسير الزبرقان بصدقة قومه إلى المدينة من اليمامة، وله في ذلك شعر ذكر فيه حفر بني سعد (حفر العتك) ومنه قوله (3):
من مبلغ قيساً وخندف أنني
وفيت إذا ما فارس الحرب أحجما
وله أيضاً يذكر وفاءه وثبات قومه:
وفيت بأذواد الرسول وقد أبت
سعاة فلم يردد بعيراً مجيرها
وقيس وخندف هما عماد المضرية، وكان يقال لتميم على وجه الدهر هامة مضر ولم تزل تميم تذكر تلك الواقعة دهراً طويلاً وتذكر قول الفرزدق.
وهم لرسول الله أوفى مجيرهم
وعمّوا بفضل يوم بسر مجلل
قال ذو الرمة:
لنا الهامة الكبرى التي كل هامة
وإن عظمت منها أذل وأصغر
أما ما ورد في أن استفحال أمر الردة في اليمامة كان مرده للعصبية القبلية وقول القائل: (كذاب ربيعة خير من صادق مضر) فلا يؤخذ به وهو كقول أحد بني يربوع:
أمسلمة الكذاب قال لكم
لن تبلغوا المجد حتى تغضبوا مُضرا
تطلق العرب على الزبرقان لقب قمر نجد، وأكثر إقامته كانت في اليمامة في بنبان ووسيع (4). وهناك في اليمامة كان يُنصب له بيت يقصده قومه، وقيل إن اسم الرياض إنما هو في الأصل صنم لسعد هو رُضا ويكتب بضم الرّاء، ولذا وجد في أولئك القوم من اسمه عبد رضا ومنهم عرّاف اليمامة.
قال الحافظ ابن حجر، وكان في تميم في الجاهلية وصدر الإسلام جماعة من الأشراف والرؤساء، وأشار الشيخ عبد اللطيف بن حسن آل الشيخ إلى ثباتهم في الرّدة. نقلاً عن المصادر القديمة فقال: إنّ شيخنا من رؤوس تميم وأعيانها وتميم قبل الإسلام وبعده هم رؤوس نجد وسادته، وقد أبلوا في حروب الرّدة بلاء حسناً يقصد بالشيخ محمد بن عبد الوهاب إمام الدعوة في نجد (5).
مضى آل الشيخ بعد أن ذكر بلاءهم في قمع الردّة إلى الحديث عن الاقطاعات التي حصلوا عليها أيام الصديق من أودية نجد لقاء وفائهم وثباتهم في إخماد ردة اليمامة. عرفت اليمامة التي ظهرت فيها حركة من أعنف حركات الردة عدداً من وقائع العرب قُتل فيها بسطام وابن الجزور ومسلمة بن قتادة وعلي الحنفي وأسر هوذه والهذيل الأكبر أسره صياد الفوارس، وفي اليمامة ظهرت بطولة صياد الفوارس لأول مرة وفي وقعة مَلْهم تحديداً ووقعة ملهم حلقة في سلسلة وقعات أبرزها تعشار وشقيقة الحسن والمرّوت والسلي وآراب.
قضى الجيش الإسلامي بقيادة خالد بن الوليد على الردة في اليمامة، وكان قد سبقه إليها جيش بقيادة شرحبيل بن حسنة التميمي (6) ولم يبرح خالد أرضها حتى توّلى عليها رجل من أهلها من الذين أسهموا في إخماد حركة الردة (7) وكان والي اليمامة هو سمرة بن عمرو التميمي وهو أول حاكم في نجد بعد الإسلام.
من أرض اليمامة أراد خالد التحرك إلى العراق فكان أن قدّم بين يديه الزبرقان بن بدر وسار الزبرقان أمام الجيش فيما بين نجد إلى السواد وفي ذلك قيل:
من مبلغ قيساً وخندف أننا
عزم الإله لنا ودين محمد
قاد الجياد من اليمامة قاصداً
سلس قلائدها تروح وتغتدي
حتى رأى أهل اليمامة فعله
يوم الهياج أشمَّ غير معرد
تمَّ إخماد فتنة مسيلمة في نجد قال محمد كمال:
(كان بنو تميم يفخرون بالأحنف وبآبائه لما كانوا عليه من رجاحة العقل وسداد الرأي وحرص على وحدة القبيلة .. ولما ارتدّت بعض القبائل عن الإسلام لم يرتدِّ حتى إنه جاء هو وعمّه المتشمِّس بن معاوية إلى مسيلمة الكذاب ليسمعا منه فلما خرجا قال الأحنف:
كيف تراه يا عماه؟ فقال المتشمس: أراه كاذباً.
وهكذا انطلق الأحنف متمسكاً بإسلامه ساخراً من مسيلمة الكذّاب فكان ثباته على عقيدته في محنة الرَّدة ذا تأثير حاسم أمام تيار الردّة الجارف ممَّا سهل على المسلمين القضاء على المرتدين وإعادة شبه الجزيرة العربية إلى ما كانت عليه أيام الرسول الكريم- صلى الله عليه سلم- من وحدة وتماسك (8).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/98)
ظهرت ردّة أخرى في البحرين لبني بكر بدعم فارسي ومساندة النعمان أحد أمراء الحيرة، وما كان لجيش المسلمين بقيادة العلاء بن الحضرمي أن يصل إلى البحرين إلاّ بخفارة ممن يقطنون فيما بينها وبين نجد ... وهنا قال قيس بن عاصم للعلاء إنمّا آتيك الآن لأخفرك وأسير معك حتى تخرج من أرض سعد فأكون قد قضيت حق مسيرك.
سار العلاء ومعه قيس في فرسان من تميم، فكان لا ينتهي إلى ماء من مياههم إلاَ وتتلقاه تميم بالقرى والإنزال والعلوفة وفي ذلك ورد قولهم:
ألم تر أنّا أجرنا العلا
على كل من جاره من مضر
تضمَّن قيس له ذمّة
فحط بها رحله في هَجَر
كانت البحرين وهي شرق الجزيرة تحت حكم ملك من بني عبد الله بن دارم هو المنذر بن ساوى التميمي، وقد كاتبه النبي- صلى الله عليه وسلم- فأسلم وحسن إسلامه ومات رضوان الله عليه قبل ظهور الردّة، ولّما دنا جيش المسلمين من البحرين التقى بالمرتدين في موقع يقال له الردّم، وهناك قتل قيس بن عاصم أحد رؤوس الردّة أبجر بن بجير من ربيعة وفي ذلك قال:
ألم ترني أدنيت رمحي وأنني
ضربت بحد السيف يأفوخ أبجر
انهزم المرتدون بعد مقتل أبجر وكان رئيسهم الأعلى هو الحطم بن ضبيعة شيخ ربيعة، وقد بصر به قيس بن عاصم منهزماً فحمل عليه وقتله وفي ذلك قال:
لما انثنى وثنى رجله
عممته بالمرهف القاصل
سيفاً حساماً فوق يأفوخه
فخرَّ مثل الجمل البازل
أعظم به رزءاً على قومه .... لا بل على الحيين من وائل
فرَّ بنو بكر إلى البراري، ولحق النعمان بآل جفنة بالشام، وانهزم الفرس فسار بعضهم إلى الزَّارة والقطيف، ومضى بعضهم حتى لحق بكسرى فخبّره بما كان منهم فاغتمَّ لذلك غماً كثيراً (9).
لم يقف دعم الفرس للرّدة عند هذا الحد بل هم جندوا حملة من أرضهم آنذاك ومن دار تغلب في الجزيرة الفراتية تحديداً مع امرأة. ونقل الحافظ ابن كثير قول الشاعر: (أتتنا أخت تغلب) وهي سجاح التغلبية، كما عند ابن كثير، وكما في كتاب نجد لمحمود شاكر وأوضح البلاذري تصدي الرّباب من تميم لهذه الحملة كما أورد الطبري محاربة بني الهجيم لها، وفي معالجة علمية ذكر فضيلة الشيخ عبد العزيز أن أتباعها كانوا من النمر، وتغلب وإياد، وأن تميماً قد حاربت هذه الحملة (10).
قال أحد أعلام الثقافة العربية وهو خير الدين الزركلي: إن أخبار هذه المرأة إنما هي (من مجون القصاصين اخترعت للتندر والتشهير) وما درى الزركلي -رحمه الله- أن أناساً سيأتون من بعده، وفي بلاده ليجعلوا الأخبار الماجنة من أبرز دعائم مسلسل خالد بن الوليد يشنعون بها على أعلام المجاهدين من تميم من أحلاس الخيل ومساعير الحرب الذين أسهموا في الجهاد الأول مع الرسول- صلى الله عليه وسلم- ورفعوا رايات قمع الفتنة التي كادت تؤدي ببنيان دولة الإسلام الأولى بعد وفاته عليه الصلاة والسلام.
وإذا قلنا الجهاد الأول فيكفي الإشارة إلى مثل واحد هو واقد بن عبد الله التميمي من يربوع عشيرة مالك بن نويرة الذي شهد المشاهد كلها مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وقتل ابن الحضرمي بنخلة وكانت وقعة نخلة من الأسباب الرئيسية لوقعة بدر، وفي وقعة واقد نزل قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ} (217) سورة البقرة .. ومثل آخر هو الصحابي يعلى بن أمية التميمي الذي سار للقضاء على ردة خولان في اليمن فأخمدهما وولي اليمن بعد الردّة للخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان- رضي الله عنهم- وكانت أخته نفيسة صاحبة إسهام حميد في الاقتران المبارك بين النبي- صلى الله عليه وسلم- وأم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضى الله عنها.
كانت خديجة متزوجة في بني تميم ولها أولاد من زوجها الأول واسمه أبو هالة وكان الحسن- رضي الله عنه- يروي أوصاف جده النبي عليه الصلاة و السلام عن خاله هند بن أبي هالة- رضي الله عنه- ... وبيت أبي هالة بيت سيادة وشرف ينتمي إليه حنظلة بن الربيع كاتب الوحي وأكثم بن صيفي حكيم العرب ومستشار قومه الأعلى في وقعة الكلاب الثاني في عالية نجد (11) وهو الذي نزل فيه قوله تعالى: {وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ} (100) سورة النساء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/99)
هذا جانب من صورة أولئك القوم تتضح من عرض بعض الأحاديث النبوية وأخبار التاريخ الإسلامي في وقت أعرض المسلسل فيه عن خبر وفد أشرافهم إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- وذهب إلى أبعد من ذلك حين صورهم بصورة مشوهة تتنافى مع شدتهم ومع وقفتهم الصادقة لإخماد فتنة الردة قال الباحث السوري الدكتور يوسف العش- رحمه الله- (ومن مُضر قبائل بدوية من أولها تميم وهي قبيلة ذات شأن وقوة وبأس أقامت وسط الجزيرة واعتمدت على الرحلات والغزوات فدفعت بني بكر وتغلب دفعتهما واستولت على أراضيهما فنزحتا إلى العراق وأقامتا فيه) (12). وقال باحث سوري آخر هو محمود شاكر: (إنهم ذوو بأس وقوة وفيهم قالت العرب: لو تأخر الإسلام لأكلت بنو تميم الناس) (13).
وختاماً فإن كانت مآثرهم في قمع فتنة الردة ظاهرة فما أظهر وأبين قول الرسول- صلى الله عليه وسلم- حين جاءته زكاتهم (هذه صدقة قومي) وقوله إنهم (أشد أمته على الدجال)، وقوله: إنهم من ولد إسماعيل (14) قال الشيخ عبد العزيز شارحاً (أثبت الرسول عليه الصلاة والسلام نسبهم إلى إسماعيل وأضافهم إلى نفسه تشريفاً لهم وذكر أنهم أشد الأمة على الدجال وأشد الناس قتالاً في الملاحم) (16) فأي مدخل لأصحاب المسلسل على هؤلاء القوم إلاّ أن يكون التعامي عن الحق ومحاولة التشويه.
(*) باحث في التاريخ والحضارة
المصادر والمراجع:
1 - الطبري.
2 - البخاري .. مسلم .. فضائل الصحابة.
3 - ابن أعثم ... الواقدي .. ابن خميس .. معجم اليمامة.
4 - ابن خميس ... معجم اليمامة.
5 - ابن حجر .. فتح الباري في شرح صحيح البخاري .. عبد اللطيف آل الشيخ .. مصباح الظلام.
6 - من ولد الغوث بن مر دخلوا في عداد تميم بن مر.
7 - استشهد منهم عبد الله بن المنذر.
8 - محمد كمال .. الأحنف بن قيس، ص 3، 4.
9 - الطبري ... ابن أعثم .. الواقدي.
10 - البلاذري .. فتوح البلدان .. د. عبد العزيز .. فضائل بني تميم في السنة النبوية.
11 - د. الغزي .. الكلاُب الثاني .. الزركلي .. الأعلام.
12 - د. العش .. الدولة الأموية.
13 - شاكر: نجد.
14 - البخاري .. مسلم .. فضائل الصحابة.
15 - د. عبد العزيز .. فضائل بني تميم في السنة النبوية.
16 - وفي هذا المعنى قال شاعر معاصر:
إلى الكبراء من أبناء نجدٍ
إلى أبناء الأشاوس من تميم
وأثقل أمةٍ عند التحدي
على الدجال في اليوم الخصيم
http://213.136.192.26/2006jaz/nov/11/ar1.htm
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[20 - 11 - 06, 07:51 م]ـ
الرد على هذا المقال:
وغابت عنك أشياء .. يا دكتور عبدالرحمن الفريح!!!
أخذت بأطراف الحديث مع الأستاذ عبدالرحمن بن سليم حتى سالت بأعناق المطي الأباطح حول مقالة الدكتور عبدالرحمن الفريح المنشورة في صحيفة الجزيرة عدد 12462 يوم السبت 20 شوال 1427 هـ (مقالات)، ومفادها اعتراضه الشديد على مسلسل خالد بن الوليد الذي ذكرت أحداثه أنّ بعض بني تميم قد ارتدوا عن الإسلام بعد وفاة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقد طال حديثه في نفي هذا الخبر، وكنت عرفت الدكتور الفاضل عبدالرحمن الفريح من خلال كتابه بكر بن وائل ومقدمة الشيخ أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري له التي عليها ما عليها بيْد أنّ المقام ليس مقامها. وأحب أن أقول للدكتور عبدالرحمن لقد ذكرتني الطعن وكنت ناسياً حينما قلت في مقدمة مقال (مسلسل خالد بن الوليد ووقفة مع تاريخ صدر الإسلام): (ما كاد مسلسل خالد بن الوليد يتجاوز - حلقاته الأولى حتى ظهر واضحاً أن أخبار القصاصين وأهل الوضع في عصور مضت ستطغى على ما في كتب الصحاح ومصادر التاريخ الإسلامي من حقائق) فتذكرت مسلسل الزير سالم وما فيه من أغاليط بحق شخصيات ربيعة ومن أبرزها تصوير جحدر بن ضبيعة من قيس بن ثعلبة بصورة مهرج، بهلواني، يحمل سيفاً من سيوف الساموراي اليابانيين وكأنه اختطاف له من رحم عروبته ونسي ممدوح عدوان أن جحدرا كان شيخ بكر بن وائل ثم جاء بعده عوف بن مالك وأخوه سعد بن مالك صاحب القصيدة المشهورة في حرب البسوس، وهما ابنا أخي جحدر الذي ينسب إليه المسامعة رؤساء بكر في العصر الأموي بزعيمهم المشهور مالك بن مسمع، وكانت أغاليط ممدوح عدوان بحجة الفنتازيا وكأن التاريخين العربي والإسلامي أصبحا مشاعا يعبث فيهما من شاء وكيفما شاء؟؟ ولي وقفات مع المقال السالف:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/100)
1 - ابتداءً لا تعني الوقفات الإساءة لقبيلة تميم العربية الكبيرة فأنا أبرأ إلى الله جل وعلا من ذلك وحظي لا يتحمل ركوب أسنتها، ولكن نفي الدكتور عبدالعزيز بن محمد الفريح الأستاذ بالجامعة الإسلامية ردة بعض بني تميم وإثباته لبقية قبائل العرب، تعميم تنفث منه رائحة العصبية المنهي عنها شرعاً ولا يمكن أن يقبل لأنه غير معتمد على نصوص متقدمة، كما أن استدلال الدكتور الفريح بكلام معاصرين مثل الدكتور الفريح والزركلي والعش ومحمود شاكر السوري ومحمد كمال لا يقبل من مؤرخ مثله، ويكفي أن قولهم يسقط أمام نصوص علماء القرن الثاني والثالث الهجري بحكم القرب من أحداث تلك الفترة، وقد افتتح احتجاجه بنص للطبري ذكر فيه خبر بني تميم وقال (لو ارتدت بنو تميم لذكر ذلك وقال ردة بني تميم) وأحب أن أؤكد أن الأحداث في تلك الفترة مختلف فيها فقد قال الطبري نفسه في تاريخ الرسل والملوك عند حديثه عن سجاح: (قال: وكان من أصحابها الزبرقان بن بدر وعطارد بن حاجب ونظراؤهم. وذكر الكلبي أن مشيخة بني تميم حدثوه أن عامة بني تميم بالرمل لا يصلونهما - فانصرفت ومعها أصحابها، فيهم الزبرقان، وعطارد بن حاجب، وعمرو بن الأهتم، وغيلان بن خرشة، وشبث ابن ربعي، فقال عطارد بن حاجب:
أمست نبيتنا أنثى نطيف بها
وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا
وقال أيضاً: (ولم يبق في بلاد بني حنظلة شيء يكره إلا ما كان من مالك بن نويرة ومن تأشب إليه بالبطاح؛ فهو على حاله متحير شج). وقد أثبت تلك حوادث ردة بعض بني تميم مصادر متقدمة ومتأخرة ومؤرخون كبار كابن سعد في طبقاته وابن سلام الجمحي في طبقات الفحول وابن كثير في البداية والنهاية وابن خلدون والبلاذري في فتوح البلدان وابن عبدالبر في الاستيعاب والمسعودي في التنبيه والإشراف وبعضهم قد رجع إليه، وقد أثبتوا قصة متمم بن نويرة حين قال عمر بن الخطاب له فيما نقلته المصادر، قال البلاذري في أنساب الأشراف ما يؤكد ذلك: (لو أحسنت قول الشعر لرثيت زيداً أخي، فقال متمم: ولا سواء يا أمير المؤمنين، قتل أخي كافراً، وقتل أخوك مسلماً مجاهداً، ولو صرع أخي مصرع أخيك ما رثيته ولا بكيته. فقال عمر: ما عزاني أحد عن أخي بأحسن مما عزيتني به). فالتواتر وسكوت عمر بن الخطاب دليل على ثباتها وبخاصة بعد مناقشة الخليفة أبوبكر له في الحادثة المشهورة وخروجه راضياً عنه إذ لا يمكن لأبي بكر أن يمرر جريمة كهذه لا لخالد ولا لمن هو أكبر من خالد فهذا شرع الله. فالقول بالقتل خطأ مردود فمالك لم يقتل في معركة بل قتل صبرا وفي هذه الحالة إمّا أن يكون قتله على وجه حق أو يكون باطلاً يستوجب حداً وكان يملك وقتاً يدفع به الريبة عن نفسه، كما أن خالداً حوله من الصحابة كثير ولا يسكتون عن قتل روح بريئة، ولعل خالداً شعر من خلال نقاشه لمالك، قال ابن سلام الجمحي في طبقات فحول الشعراء: (والمجتمع عليه أن خالداً حاوره وراده، وأن مالكاً سمح بالصلاة والتوى بالزكاة. فقال خالد: أما علمت أن الصلاة والزكاة معاً، لا تقبل واحدة دون الأخرى؟ قال: قد كان يقول ذلك صاحبكم! قال: وما تراه لك صاحباً؟ والله لقد هممت أن أضرب عنقك. ثم تحاولا، فقال له خالد: إني قاتلك. قال: وبذا أمرك صاحبك؟ قال: وهذه بعد! والله لا أقيلك. فيقول من عذر مالكاً: إنه أراد بقوله: (صاحبك) أنه أراد القرشية. وتأول خالد غير ذلك فقال: إنه إنكار منه للنبوة). وإذا ثبت أنه دفع ديته فلماذا لم تحفظ لنا المصادر أنه دفع ديات من معه من بني يربوع من تميم كما فعل علي رضي الله عنه حينما قتل خالد رجالاً خطأ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم (اللهم إني أبرأ إليك مما فعل خالد) وليت الدكتور الفريح بيّن لنا ما أصح الطرق في نفي ردة مالك وبعض بني تميم والمصادر تثبتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/101)
2 - قال الفريح: (إن كثيراً من بني تميم اشتركوا في الجهاد في عهد أبي بكر، وأبو بكر كان يمنع المرتدين من الجهاد حتى ظهرت توبتهم في عهد عمر فعفا عنهم) هذا لا يمنع ردة بعضهم فكما ارتد أناس من ربيعة فهناك من وقف مع المدينة ولم يذكرهم الدكتور منهم الجارود بن المعلى (عبد القيس) والمثنى بن حارثة (من شيبان بكر) وثمامة ابن أثال (بني حنيفة من بكر) والمصادر تؤكد ذلك، منها مجمع الزوائد للهيثمي: (وارتدت ربيعة بالبحرين فيمن ارتد من العرب إلا الجارود بن عمرو فإنه ثبت على الإسلام ومن تبعه من قومه) وقال ابن حزم في الفصل في الملل والأهواء والنحل: (إن في كل قبيل من المؤمنين من يقاوم المرتدين فقد كان باليمامة تمامة بن أثال الحنفي في طوايف من المسلمين محاربين لمسيلمة).
3 - قال الفريح: (ذكر ابن إسحاق ونقله البيهقي أن أول صدقة وردت إلى المدينة بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هي صدقة الزَّبرقان بن بدر بن خلف مما يدل على ثباتهم والزبرقان من سادات تميم). نصت بعض المصادر على ردة الزبرقان بن بدر قال المسعودي في التنبيه والإشراف: (ولم يزل خالد يطأ فرقة فرقة ممن ارتد حتى رجعوا عن ردتهم وكانت سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان التميمية اليربوعية يربوع ابن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم قد تنبت وتبعها نفر كثير منهم الزبرقان بن بدر، وعطارد بن حاجب بن زرارة، وشبث بن ربعي وكان مؤذنها، وعمرو ابن الهتم التميميون).
4 - قال الفريح: (كما كانت نبوأة مسيلمة في اليمامة محل سخرية شيخ من أشياخ نجد هو الأحنف بن قيس التميمي فاتح المشرق الإسلامي). وماذا على الدكتور الفريح لو عرف أن عمر الأحنف في تلك الفترة صغير جداً لا يتجاوز الخامسة عشرة إذ قال المقريزي وُلد الأحنف عام 3 قبل الهجرة وتوفي بالكوفة عام 72 هـ. والعجب استدلاله بكلام محمد كمال وهو معاصر على موقف الأحنف: (وهكذا انطلق الأحنف متمسكاً بإسلامه ساخراً من مسيلمة الكذّاب فكان ثباته على عقيدته في محنة الردَّة ذا تأثير حاسم أمام تيار الردّة الجارف مما سهل على المسلمين القضاء على المرتدين وإعادة شبه الجزيرة العربية إلى ما كانت عليه أيام الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - من وحدة وتماسك).
5 - ذكر في ثنايا مقاله حشواً يتعلق بأمجاد قبيلة بني تميم لا علاقة له بالردة ولم أكن أتوقع أن يقرأ التاريخ بعصبية قبلية من طرف خفي كما حاول آخرون أن ينظروا إلى أحداثه وشخصياته بمعايرة شعوبية وتورط آخرون في نظرات أخرى .....
6 - يتكلم عن تميم في اليمامة وكأنها كتلة واحدة وهذا غير صحيح وفات عليه أن مساكنها أيضاً في القصيم والدهناء والصمان إلى عمان وكل فرع له رئاسته والزعامة العامة لآل دارم التي امتدت إلى العصر الأموي وانقطعت بوفاة محمد بن عطارد دون أن يعقب، وقد قال عنه عبدالملك إنه ممن لا تنساهم العرب أبداً والزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم المنقري من بني سعد ومالك بن نويرة وسجاح من بني يربوع .. وكانت السلطة الفارسية وغيرها تحرص على تقسيم تميم ولا أدل على ذلك من توزيع قبائل تميم بين أبناء آكل المرار الخمسة.
7 - ذكر في مقاله حديثاً عن النعمان بن المنذر وهو بالحيرة ولا علاقة له بالردة والذي لحق بآل جفنة ابنه وما علاقة الفرس بالردة في اليمامة وكيف يساعد الفرس البكريين ولا تزال آثار سيوفهم بذي قار في ظهور علوجهم ... وأظن السياق خاص بمعركة ذي قار المجيدة.
8 - ادعى أن سجاحاً تغلبية من ربيعة والثابت أنها تميمية من بني يربوع وأثبتت ذلك مصادر التاريخ منها الكامل للمبرد والأغاني لأبي فرج الأصفهاني، وتاريخ الملوك والرسل للطبري، وفتوح البلدان للبلاذري وغيرها من المصادر الكثيرة. وأما قول الفريح نقلاً عن معاصر حديث وكما: (في كتاب نجد لمحمود شاكر وأوضح البلاذري تصدي الرّباب من تميم لهذه الحملة كما أورد الطبري محاربة بني الهجيم لها، وفي معالجة علمية ذكر فضيلة الشيخ عبدالعزيز أن اتباعها كانوا من النمر، وتغلب وإياد، وأن تميماً قد حاربت هذه الحملة) فمردود بقول البلاذري نفسه في فتوح البلدان إذ يقول: (وتنبأت أم صادرٍ سجاح بنت أوس بن حق بن أسامة ابن الغنيز بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، ويقال هي سجاح بنت الحارث بن عقفان بن سويد بن خالد بن أسامة، وتكهنت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/102)
فاتبعها قوم من بني تميم وقوم من أخوالها بني تغلب).
وكانت سجاح من بني تميم وأخوالها تغلب ولذلك قيل لها أخت بني تغلب قال ابن الأثير في الكامل في التاريخ: (فبينما الناس ببلاد تميم مسلمهم بإزاء من أراد الردة وارتاب إذ جاءتهم سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان التميمية قد أقبلت من الجزيرة وادعت النبوة. وكانت ورهطها في أخوالها من تغلب تقود أفناء ربيعة معها الهذيل بن عمران في بني تغلب، وكان نصرانياً، فترك دينه وتبعها، وعقة بن هلال في النمر، وزياد بن فلان في إياد، والسليل بن قيس في شيبان، فأتاهم أمر أعظم مما هم فيه لاختلافهم والتشاغل فيما بينهم). وأما إياد فقبيلة لحقت بالأراضي التركية قرب أنقرة منذ القرن الثاني قبل الهجرة قال الشاعر:
حلوا بأنقرة يفيض عليهم
ماء الفرات يفيض من أطواد
وتغلب كانت على النصرانية ولم تسلم حتى أن عمر بن الخطاب أخذ منهم صدقة مضاعفة وليست جزية خشية أن يلحقوا بالفرس فعن أي ردة يتحدث.
9 - نقل الفريح عن الزركلي قائلاً: (قال أحد أعلام الثقافة العربية وهو خير الدين الزركلي: إن أخبار هذه المرأة إنما هي (من مجون القصاصين اخترعت للتندر والتشهير) وسؤالي هل سلمت شخصيات ربيعة أيضاً من هذا التشويه؟ وهل يجد لي تفسيراً لقبول العرب أمة البلاغة والفصاحة لنصوص مسيلمة السخيفة في حين تحفظ لنا المصادر شعرا في غاية البلاغة ضمن منطقة جغرافية واحدة وفترة زمانية واحدة.
10 - قال الفريح نقلاً عن الباحث السوري الدكتور يوسف العش - رحمه الله - (ومن مضر قبائل بدوية من أولها تميم وهي قبيلة ذات شأن وقوة وبأس أقامت وسط الجزيرة واعتمدت على الرحلات والغزوات فدفعت بني بكر وتغلب دفعتهما واستولت على أراضيهما فنزحتا إلى العراق وأقامتا فيه) ولا يقبل هذا الكلام من الدكتور الفريح وبخاصة أنه مؤلف كتاب بكر بن وائل ويعرف جيداً قوتها، بل إن هذا يتنافى مع الأحداث التاريخية في وسط الجزيرة وشاهد ذلك معلقة الحارث بن حلزة اليشكري من بكر بن وائل التي ذكر فيها انتصارهم على تميم لا يسمح المقام بنقلها، وكيف تكون تميم دفعت بكراً وتغلب من الجزيرة وبنو حنيفة لا يزالون في اليمامة وظل عبدالقيس في البحرين إلى القرن الرابع الهجري والأمر برمته أن قبائل ربيعة اتخذت من الفرات والجزيرة العليا مصايف، وكانت تعود في الشتاء إلى مواقعها وارتبطوا بمياههم ومواردهم في الوسط كشبيث والأحص والذنائب ولم نسمع أحداً أجلاهم عنها، والسبب الأكبر في التفرق الربعي حرب البسوس ولم تكن بسبب خارجي البتة، وكيف غاب عن الدكتور يوم ذي قار وكان في بعثة الرسول وهو يوم انتصرت به ربيعة على مملكة الفرس أقوى سلطة، وكيف غاب عنه قول الرسول في فتح مكة عن كتيبة بني سليم وقد أعجبوه في الحديد: (لو لقيت بكم الزرق من قيس بن ثعلبة لهزمتهم) أو كما قال، وأين هو عن مواقف ربيعة مع الإمام علي بن أبي طالب ويوم صفين خير شاهد على قوتهم حتى أنشد علي فيهم شعرا مشهورا، بيْد أني أظن أن الباحث لا تخفى عليه قصة قوس حاجب بن زرارة من سادات تميم وهم مما تفتخر به تميم عندما رهن قوسه لدى كسرى ليفي له بخفارته لقوافل كسرى المتجهة إلى اليمن فمدح أبو تمام أبا دلف العجلي قائلاً:
إذا افتخرت يوما تميم بقوسها
وزادت على ما وطدت من مناقب
فأنتم بذي قار أمالت سيوفكم
عروش الذين استرهنوا قوس حاجب
11 - قال الفريح: (وقوله: إنهم من ولد إسماعيل (14) قال الشيخ عبدالعزيز شارحاً (أثبت الرسول عليه الصلاة والسلام نسبهم إلى إسماعيل وأضافهم إلى نفسه تشريفاً لهم وذكر أنهم أشد الأمة على الدجال وأشد الناس قتالاً في الملاحم) هذا الكلام يخص بني العنبر وقصتهم معروفة وهم من قضاعة دخلوا في تميم، ذكر المبرد ذلك في الكامل (وإنما قال جرير لبني العنبر: (هل أنتم غير أوشاب زعانفة)، لأنّ النسابة يزعمون أن العنبر بن عمرو بن تميم إنما هو ابن عمرو بن بهراء، وأمهم أم خارجة البجلية .. التي يقال لها في المثل أسرع من نكاح أم خارجة، فكانت قد ولدت في العرب في نيف وعشرين حياً من آباء متفرقين، وكان يقول لها الرجل خطب فتقول نكح كذلك قال يونس بن حبيب، فنظر بنوها على عمرو بن تميم قد ورد بلادهم، فأحسوا بأنه أراد أمهم فبادروا إليه ليمنعوه من تزوجها، وسبقهم لأنه كان راكباً، فجاؤوا وقد بنى عليها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/103)
ثم نقلها بعد إلى بلده، وتزعم الرواة أنها جاءت بالعنبر معها صغيراً وأولدها عمرو بن تميم أسيداً والجهيم والقليب فخرجوا ذات يوم يستقون فقلّ عليهم الماء، فأنزلوا مائحاً من تميم، فجعل المائح يملأ الدلو إذا كانت للجهيم وأسيد والقليب، فإذا وردت دلو العنبر تركها تضطرب فقال العنبر:
قد رابني من دلوي اضطرابها
والنأي عن بهراء واغترابها
ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً لعائشة رحمها الله وقد كانت نذرت أن تعتق قوماً من ولد إسماعيل، فسبي قوم من بني العنبر فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم من بني العنبر: إن سرك أن تعتقي الصميم من ولد اسماعيل فاعتقي من هؤلاء. فقال النسابون بهراء من قضاعة القحطانية، قال القلقشندي في صبح الأعشى وبهراء بن عمرو بن الحافي بن قضاعة.
وقد قيل قضاعة من بني معد فقد رجعوا إلى إسماعيل ومن زعم أن قضاعة من بني مالك بن حمير وهو الحق قال فالنسب الصحيح في قحطان الرجوع إلى إسماعيل وهو الحق وقول المبرزين من العلماء وقال: وأما قحطان عند أهل العلم فهو ابن الهميسع بن يمن بن نبت بن قيدار بن إسماعيل عليه السلام، فقد رجعوا إلى إسماعيل وأورد ابن حزم في جمهرة النسب هذا واحتج بأنه لو كان من ولد إسماعيل لما خص رسول الله بني العنبر بن عمرو بن تميم .. فصح أن في العرب من ليس من ولد إسماعيل، ولا يحتج بكلامه هذا من وجهين: أحدهما أنه قال فآباؤه بلاشك من ولد إسماعيل فلم يبق إلا قحطان وقضاعة). فجعل قضاعة وقحطان وإسماعيل ثم قال وأما قضاعة فمختلف فيه بين قحطان وعدنان .. والآخر قال وقد أتى إلى بني العنبر رجل شاعر من بهراء اسمه الحكم بن عمرو يمت إليهم بهذا النسب فطردوه من جميع بلادهم حتى خرج منها ورحل عنهم. وهذه الحجة عليه ولا تتفق مع قصة المبرد في الكامل عن ذلك الشاعر (قد رابني ... ) وقد أكد نسبة قضاعة في حمير من قحطان بن اسحاق والكلبي وطائفة، ويؤيد ذلك ما رواه ابن لهيعة عن عقبة بن عامر الجهني (وجهينة من قضاعة) وقال يا رسول الله ممن نحن، قال: أنتم من قضاعة بن مالك، وقال عمرو بن مرة وهو من الصحابة:
نحن بنو الشيخ العجاز الأزهري
قضاعة بن مالك من حمير
النسب المعروف غير المنكر
ومما يذكر في هذا المقام أنه قد نقل عن زهير قوله قضاعية وأختها مضرية فجعلهما أخوين وقال إنهما من حمير بن معد بن عدنان، وقال ابن عبد البر وعليه الأكثرون، ويروى عن ابن عباس وابن عمرو وجبير بن مطعم وهو اختيار الزبير بن بكار وابن مصعب والزبير وابن هشام.
وقال السهيلي والصحيح أن أم قضاعة وهي عبكرة مات عنها مالك بن حمير وهي حامل بقضاعة فتزوجها معد وولدت قضاعة، فتكنى به ونسب إليه وهو قول الزبير، وهذا يدل على أن قضاعة قحطانية .. وذكر أبو الفداء في المختصر في أخبار البشر أن قضاعة بن مالك بن حمير بن سبأ وجعل العزاوي في عشائر العراق قضاعة قحطانية وذكر القلقشندي في صبح الأعشى أن قضاعة من بقايا حمير وهو قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير، وقيل قضاعة بن مالك بن حمير، وذكر أيضاً أن بعض النسابة يذهبون إلى أن قضاعة من العدنانية ولا يستدل بهذه الرواية على ما ذهبت إليه، ورده برأي السهيلي السالف ثم ذكر أن الحمداني يرى أن قضاعة من حمير بن سبأ من القحطانية.
عبدالله بن ثاني - الرياض
http://www.al-jazirah.com/125682/rv1d.htm
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[21 - 11 - 06, 03:25 م]ـ
كلاهما متعصب لقومه!
والرادّ أكثر عصبية وأقلّ إنصافاً من المردود عليه!
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[21 - 11 - 06, 07:33 م]ـ
أخي خزانة الأدب الذي عرفته من خلال المقالين:
أن صاحب المقال في أصله يقرر عدم ردة بني تميم ومعها أشياء أخرى كتشكيكه بنسبة سجاح إلى تميم ..
والراد ينفي ذلك.
هل من مزيد لديك حفظك الله؟
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[25 - 11 - 06, 10:46 م]ـ
نشكر الأخ الحائلي على هذا الرابط الي أتحفنا فيه د / الفريح وفي الحقيقة الدكتور الفريح لاتمل مجالسته فهو على اطلاع واسع في أنساب نجد عامة وتميم خاصة وهو رجل فاضل نحسبه كذلك
لكن استغرب إنكاره ماهو مشهور عند المؤرخين وما سجاح التميمية عنا ببعيد ولي عودة
وهناك روابط في الجزيرة وردود أخرى حبذا لو نقلها لنا بعض الإخوة
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[28 - 11 - 06, 01:43 م]ـ
أخي الكريم أبا إبراهيم
الذي قصدته أن الرادّ جمع جراميزه للدفاع عن ربيعة، كما جمع المردود عليه جراميزه للدفاع عن تميم، وزاد الرادّ على المردود عليه في درجة التعصّب، كصرفه حديث الدجال من مضر إلى ربيعة بتأويل غريب!
ولا شكّ أن التاريخ لا يكتب بأسلوب النقائض، وإنما يجب أن تُطرح الفرضية ويستدلّ عليها بالطريقة العلمية المنهجية. ومن حق الدكتور عبدالرحمن الفريح أن يشكّك في ردّة بني تميم، لأنها من أقوى قبائل الجزيرة أو أقواها مطلقاً، فهل يعقل أن تسير في ركب سجاح لتصبح تابعة لمتبئ بني حنيفة؟ وأين أسماء زعمائها وفرسانها وشعرائها في معركة اليمامة؟ المعقول أن سجاحاً حين جاءت من العراق انضم إليها جزء من بني تميم، وبقيت جمهرة القبيبلة على إسلامها. وأما ردة بني يربوع فالأظهر أنها كانت بجحد الزكاة لا بجحد الرسالة، ولم يكونوا أتباعاً لسجاح ولا مسيلمة، وفي ذلك دليل ظاهر على أن شمول بني تميم بوصمة الردة قد لا يكون صحيحاً.
ولست أقرّر التاريخ الصحيح ههنا، بل أؤيد الفرضية التي طرحها الدكتور الفريح، وينبغي أن يدرسها أهل هذا الفن، بعيداً عن طريقة تعداد المناقب أو تعداد المثالب (وأنا لست مختصاً بتاريخ تلك الفترة).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/104)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[28 - 11 - 06, 01:55 م]ـ
أخي الشريف هذا أحد الردود:
وقفة مع الدكتور الفريح وكلامه عن بني تميم!!
--------------------------------------------------------------------------------
ثمة كثير من الكتابات تتطلب القراءة فقط، وثمة كتابات أخرى تستحق القراءة والتمعن، ولكن القليل ربما يستوجب القراءة والتمعن والرد أيضاً، خصوصاً عندما تصدر هذه الكتابات عن أشخاص لهم ثقلهم وأسماؤهم في الساحة الأدبية والثقافية، مما يجعلنا نحمل إليهم حُفناً من علامات الاستفهام والتعجب التي لا تكاد تُرى في بحر العرفان الذي غمرونا فيه والود الذي نجازيهم به.
وما دفعني للرد هو ما قرأته للدكتور الفاضل عبدالرحمن الفريح بعنوان: (مسلسل خالد بن الوليد ووقفة مع تاريخ صدر الإسلام - جريدة الجزيرة العدد 12462) وكان المقال يتكلم عن بني تميم، وهل ارتدوا فيمن ارتد من القبائل العربية بعد وفاة - الرسول صلى الله عليه وسلم - فقال الدكتور في سؤال وجهه لفضيلة الشيخ عبدالعزيز الفريح: هل ارتد بنو تميم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم؟
فكان جواب الشيخ: إن بني تميم لم يرتدوا فيمن ارتد من القبائل بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن ما ذكر عن ردة بني تميم ليس له أساس من الصحة، وذكر الشيخ مجموعة من النقاط الافتراضية والمبنية على التأويل، فكانت النتيجة أن بني تميم لم يرتدوا، ثم تابع الدكتور الفريح المقال الذي أكد فيه أن بني تميم لم يرتدوا مستدلاً ببعض القصائد والمعارك التي تدل على مشاركة بعض قادة تميم وبطونها في حروب الردة وناسياً أن جميع القبائل - بمن فيها تغلب وبكر وحنيفة وغطفان - كان لها قادة ومقاتلون في حروب الردة ولا ينفي ذلك ارتداد قبائلها، أي إنه عندما يشارك شرحبيل بن حسنة التميمي وقيس بن عاصم في معارك الردة لا يعني أن تميم لم ترتد وما أشبه هذا بأن نقول إن الفرس لم يكفروا بالله ويكذبوا نبيه، ونستدل على ذلك بأن سلمان الفارسي شارك في معارك المسلمين ضد الفرس.
والمستغرب من الدكتور الفريح أن يكون باحثاً في التاريخ والحضارة ويصدر عنه هذا الكلام الذي قد يكون مبعثه عاطفة خفية أكثر منه حقيقة علمية، وإلا أين هو من كتب التاريخ التي تجمع على ارتداد بني تميم - ولا ينقص ذلك من شأنها وفضلها - مع من ارتد من قبائل نجد، وهذه بعض المصادر التي غابت عن الدكتور أو أنه أنكر الثقة عن أصحابها:
1 - ابن كثير (البداية والنهاية):
وقال محمد بن إسحاق: ارتدت العرب عند وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما خلا أهل المسجدين مكة والمدينة، وارتدت أسد، وغطفان، وعليهم طليحة بن خويلد الأسدي الكاهن. وارتدت كندة ومن يليها وعليهم الأشعث بن قيس الكندي. وارتدت مذحج ومن يليها وعليهم الأسود بن كعب العنسي الكاهن. وارتدت ربيعة مع المعرور ابن النُّعمان بن المنذر. وكانت حنيفة مقيمة على أمرها مع مسيلمة بن حبيب الكذّاب. وارتدت سليم مع الفجأة واسمه أنس بن عبد ياليل. وارتدت بنو تميم مع سجاح الكاهنة.
2 - ابن خلدون (تاريخ ابن خلدون) - فصل قصة سجاح وبني تميم:
كان بنو تميم قد اختلفت آراؤهم أيام الردة، فمنهم من ارتدّ ومنع الزكاة، ومنهم من بعث بأموال الصدقات إلى الصديق، ومنهم من توقف لينظر في أمره.
3 - البلاذري (الفتوح) 1 - 42:
وعقب وفاته - أي الرسول صلى الله عليه وسلم - ارتد أهل اليمامة والبحرين، واستعانوا بالفرس، وارتدت ربيعة وحنيفة وسليم وبنو تميم وحضرموت، واجتمعت غطفان وأسد على الردة. وكان على رأس بني أسد طلحة بن خويلد المتنبي، وعلى رأي بني تميم الكاهنة سجاح، وعلى رأس بني حنيفة مسيلمة الكذاب، وعلى كندة الأشعث بن قيس.
4 - د. توفيق محمد برو (التاريخ السياسي والحضاري لصدر الإسلام والخلافة الأموية) (ص 98 - 99):
ومنهم مسيلمة الكذاب من بني حنيفة الذي انضمت إليه قبيلته وقبيلة تميم بعد أن تزوج الكاهنة سجاح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/105)
ولم يكن نفي ارتداد بني تميم هي المغالطة الوحيدة في مقال الدكتور الفريح، بل تبعها بأخت لها عندما جعل سجاح التميمية تغلبية لإثبات نفي الردة عن بني تميم قاطبة مستدلاً بكتاب ابن كثير دون ذكر اسم الكتاب، وهذا يؤخذ على الدكتور الفريح الباحث في التاريخ والحضارة بعدم ذكره لاسم الكتاب، وهنا سنورد بعض الأدلة وسنذكر بدورنا أسماء الكتب والمراجع التي تناولت سجاح ونسبها:
1 - وقد ذكر ابن جرير الطبري في كتابه (تاريخ الأمم والملوك):
وكانت تقول لهم، والكلام عائد إلى سجاح: (إنما أنا امرأة من يربوع، وإن كان ملك، فالملك ملككم) - مع العلم أن بني يربوع أحد بطون تميم - وسارت بجيشها تريد قتال أبي بكر، وقد سمعت بقوة مسيلمة، فسارت إليه، وتزوجته. فقال مسيلمة: لنأكل بقومي، وقومها العرب. وأنه عندما عادت إلى قبيلتها سألها قومها: هل أصدقك شيئاً؟ قالت: لا. قالوا: ارجعي إليه، فقبيح بمثلك أن ترجع بغير صداق. فرجعت، فقالت له: أصدقني صداقاً. قال: من مؤذنك؟ قالت: شبث بن ربعي الرياحي. قال: عليَّ به. فجاء، فقال: نادِ في أصحابك، إن مسيلمة بن حبيب رسول الله. وقد وضع عنكم صلاتين مما أتاكم به محمد: صلاة العشاء الآخرة، وصلاة الفجر. وقد ذكر الكلبي أن مشيخة بني تميم حدثوهم أن عامة بني تميم لا يصلونها، وقالوا له: هذا حق لنا، ومهر كريمة منا لا نرده.
2 - ابن الأثير (الكامل في التاريخ) في ذكر بني تميم وسجاح:
وكان ثمامة بن أثال الحنفي تأتيه أمداد تميم، فلما حدث هذا الحدث أضر ذلك بثمامة وكان مقاتلاً لمسيلمة الكذاب حتى قدم عليه عكرمة بن أبي جهل، فبينما الناس ببلاد تميم مسلمهم بإزاء من أراد الردة وارتاب، إذ جاءتهم سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان التميمية قد أقبلت من الجزيرة وادعت النبوة. وكانت ورهطها في أخوالها من تغلب تقود أفناء ربيعة معها الهذيل بن عمران في بني تغلب، وكان نصرانياً، فترك دينه وتبعها وعقة بن هلال في النمر وزيادة بن فلان في إياد والسليل بن قيس في شيبان، فأتاهم أمر أعظم مما هم فيه لاختلافهم والتشاغل فيما بينهم. وكانت سجاح تريد غزو أبي بكر، فأرسلت إلى مالك بن نويرة تطلب الموادعة، فأجابها وردها عن غزوها وحملها على أحياء من بني تميم فأجابته وقالت: (أنا امرأة من بني يربوع، فإن كان ملك فهو لكم). ويقول ابن الأثير في آخر الفصل، وقيل: إنها لما قتل مسيلمة سارت إلى أخوالها تغلب بالجزيرة فماتت عندهم ولم يسمع لها بذكر.
3 - ابن حجر العسقلاني (الإصابة في تمييز الصحابة) الجزء السابع (11361):
سجاح بنت الحارث التميمية التي ادعت النبوة في الردة وتبعها قوم ثم صالحت مسيلمة وتزوجته ثم بعد قتله عادت إلى الإسلام، فأسلمت وعاشت إلى خلافة معاوية ذكر ذلك صاحب التاريخ المظفري.
إن هذا غيض من فيض الشواهد والأدلة والبراهين التي غصت بها كتب الثقاة من الرواة والمؤرخين عن ارتداد كثير من قبائل العرب بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن بينها بنو تميم وكاهنتهم سجاح التميمية.
ولقد كان ليكفينا في الرد على ما زعمه الدكتور الفريح هو ما ذكره في كتابه الذي ألفه هو وأسماه (بنو بكر بن وائل) ص 276 - 277 ولقد ذكر فيه الدكتور الفريح:
(وسجاح من بني يربوع عاشت في الجزيرة مع أخوالها من بني تغلب بن وائل بن ربيعة، وهي كاهنة كانت تجيد سجع الكهان .. وأقبلت من الجزيرة بجيوش جرارة، فمرت على بلاد قومها تميم رغبة في انضمامهم إليها، فكان أول من بادرها مالك بن نويرة مانع الزكاة في بني يربوع) فماذا يُسمى هذا التناقض - يا دكتور - في ما كتبت في مقالك السابق وما كتبت في كتابك (بنو بكر بن وائل)؟
وكل ما ذكرت في الأعلى قد لا يكون هو دافعي الرئيس للرد على مقال الدكتور، فسجاح ونسبها وتميم وردتها ظاهرة جلية في كتب التاريخ والسيرة ولا تتطلب من المهتم إلا فتح الكتب والمراجع، وستتجلى له دون عناء وتأويل، ولكن ما قادني للرد هنا هو ما ذكرته في مقدمة هذا المقال بأن الدكتور لم يتحرَّ الدقة والموضوعية فيما تفضل به من ذكر لحروب الردة وتبعاتها ودليلنا على ذلك أن الكاتب لم يذكر إلا المصادر التي تتناسب وطرحه متغافلاً عن كثير وكثير من المراجع - وأولها كتابه - التي تعارض وتدحض نظريته التي بناها على الافتراضات وليس الحقائق، مع العلم أن الافتراضات لا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/106)
مكان لها في حضرة الحقائق، فبالعودة إلى مقال الدكتور الفريح سنجد أنه اتبع نهج (لو أنه كذا لكان كذا)، ولم يكتف الدكتور بإهمال كثير من المصادر، بل شحن المقال بقصائد وأسماء وأحداث تدل على أن هناك محركاً عاطفياً كان له تأثيره في الضمير الأدبي، ونجد ذلك جلياً في آخر المقال عندما أورد الدكتور الفريح شاهداً من كتاب الباحث السوري يوسف العش يقول فيه: (ومن مضر قبائل بدوية من أولها تميم وهي قبيلة ذات شأن وقوة وبأس أقامت وسط الجزيرة واعتمدت على الرحلات والغزوات، فدفعت بني بكر وتغلب دفعتهما واستولت على أراضيهما فنزحتا إلى العراق وأقامتا فيه).
فإذا قبلنا أن جميع الشواهد التي ذكرها الدكتور الفريح تؤيد الطرح الأساسي وهو (هل ارتدت بنو تميم مع غيرها من القبائل أم لا؟).
فما هو الداعي والمبرر لذكر هذا الشاهد في ختام المقال السابق؟
هي يعني أن بني تميم إذا كانت من أقوى القبائل وطردت تغلب وبكر - كما يزعم - أنها لم ترتد؟
وما هي صلة الوصل بين ارتداد بني تميم - لب الموضوع - وطردها المزعوم لتغلب وبكر؟
لا أجد مبرراً لهذا الشاهد المقحم دون لزوم أو حاجة إلا أن يكون هو لب المقال وما سبق التمهيد والمقدمة، فهل يجوز أن يطلب من كاتب ما أن يكتب مقالاً عن نباتات الجزيرة العربية ومراعيها، فيقول إن أكثر ما اعتمد عليه قبائل الجزيرة في رعي إبلهم نبات (الرمث) الذي ترعاه إبل تغلب بن وائل؟ التي قال شاعرها عمرو بن كلثوم:
إذا بلغ الفطام لنا رضيع
تخر له الجبابر ساجدينا
وكذلك قال شاعرهم الفارس الأمير أبو فراس الحمداني التغلبي الوائلي:
نحن قوم لا توسط بيننا
لنا الصدر دون العالمين أو القبر
فهنا سيكون إقحاماً غير مناسب متعمداً كان أو غير متعمد وما أشبه ما ذكر الدكتور الفريح في مقاله السابق بهذا المقال، أضف إلى ذلك أن من يبحث في علم الحضارة سيجد أن شبه الجزيرة العربية لم تفتأ عن ضخ موجات القبائل والأمم منذ بداية التاريخ، فكانت الخزان الذي لم تتوقف الهجرة منه بسبب سنين الجدب والجفاف بداية من الآشوريين ومروراً بالكنعانيين والآراميين وانتهاء بالقبائل العربية التي تبعث الإبل والكلأ، فلا يجوز - يا دكتور - دس البُندق في العسل ولا يجوز الانتقاص من قدر القبائل الأخرى؟ فإن كانت تميم قد ارتدت في حقبة من الزمن فهذا الشيء لا ينقص من قدرها وعلو شأنها وبسطة نفوذها، ويكفيهم فخراً قول الشاعر:
إذا غضبت عليك بنو تميم
حسبت الناس كلهم غضابا
وتأكد أن الإسلام قد جَبَّ ما قبله من جاهلية والتوبة محت ما قبلها من ردة، وتأكد أن قبائل العرب أعزها الإسلام وأن لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، وأن مَنْ قال فيهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد الإسلام: (أشد أمته على الدجال) قد قال الله في زعاماتهم قبل الإسلام - وهم سادة بني تميم عطارد بن حاجب والزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم والأقرع بن حابس وقيس بن الحارث ونعيم بن سعد ورياح بن الحارث - في كتابه الحكيم: {إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون} (الحجرات 4) كتاب الطبقات لابن سعد. وأخيراً أتمنى من الدكتور عبدالرحمن ألا يضرب بالمصادر الموثقة عرض الحائط لأهداف غير علمية وربما تكون آثارها سلبية وتزع التشكيك في كثير من مصادر تاريخنا الإسلامي والعربي، كما أن الانتصار لقبيلة ما لا يعني الانتقاص من غيرها، فكما أنه قد أثارك تشويه مسلسل لقبيلة عربية، فإنه هناك من يثيرهم تشويه مقال لقبيلة أخرى.
د. صالح عبود العنزي -الرياض
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[28 - 11 - 06, 01:56 م]ـ
وهذا آخر:
____________
لا يا دكتور عبدالرحمن الفريح
نشر في صحيفة الجزيرة الغراء العدد رقم 12462 الصادر يوم السبت المصادف العشرين من شهر شوال لعام 1427هـ في الصحفة الثانية والثلاثين مقال بقلم الدكتور المؤرخ عبدالرحمن الفريح العفنان التميمي تحت عنوان (مسلسل خالد بن الوليد ووقفة مع تاريخ صدر الإسلام). وقد تطرق الدكتور إلى حرب الردة بحيث نفى الردة عن قبائل بني تميم وألصقها في قبائل ربيعة، وأنكر نسب سجاح من تميم واثبته في قبيلة تغلب الربعية، وأخذ في بعض أقوال المؤرخين وأهمل البعض الآخر، وتجاهل دور قبائل ربيعة في محاربة المرتدين مثل قبيلة عبدالقيس الربعية، وغيرها من قادة الإسلام. ولذلك لا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/107)
يخفى على الدكتور عبدالرحمن الفريح أن التاريخ أمانة ويجب أن يذكر في ايجابياته وسلبياته لأخذ العبر من الماضي وما كان يحدث بين القبائل العربية من تقاتل قبل الإسلام في أيام العرب في الجاهلية خصوصاً بين قبيلتين من عتاة العرب وهما ربيعة وتميم مثل (يوم الوقيط وثيتل وجدود وزرود وذي طلح والأياد والغبيط وقشاوة وزبالة ومبايض والزورين وعاقل والشيطين والوقبي والشباك)، كما أن لربيعة أياماً بينها وكذلك أيام العرب في الإسلام منذ بداية فتنة عبدالله بن سبأ في مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه ومروراً بالجمل وصفين وحروب الردة ثم موقعة الجحاف بالبشر حروب القيسية واليمانية وظهور الفرق في عهد الدولة الأموية والعباسية وغزو التتار وغيرها من الأحداث الأليمة والمحن التي مرت بالمسلمين. ولسيت بمعرض التحدث عن تلك الأحداث فقد كتب عنها في مصادر كثيرة منها: تاريخ الرسل والملوك للطبري والكامل في التاريخ لابن الأثير وجمهرة النسب لابن هشام الكلبي ومروج الذهب للمسعودي وأيام العرب في الجاهلية والإسلام تأليف محمد أبو الفضل ابراهيم وعلي محمد البجاوي. والمصادر التي ذكرت حروب الردة كثيرة. وإنني على ثقة بأن الدكتور يعرف تمام المعرفة أن سجاح هي بنت الحارث بن سويد بن عقفان من بني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وهي من قبيلة بني تميم صليبة، وليس من تغلب كما ذكر الدكتور في مقاله، وإنما كانت متزوجة في تغلب وكانت تغلب أخوالها كما أن رهطها بنو عقفان كانوا مع تغلب حلفاً، وهذا لا ينكر، فلماذا سعادته ينسبها لتغلب بن وائل؟ وقد قال عطارد بن حاجب التميمي عندما تنبأت سجاح:
اضحت نبيتنا انثى نطيف بها
وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا
وقد جاء في خبر يوم البطاح سنة 11هـ وهو من أيام العرب لخالد بن الوليد على نبي تميم حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر على بطون بني تميم أمراء فرقهم فيهم، فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم وتولى أبوبكر اختلف هؤلاء أيؤدون الزكاة لأبي بكر أم يقسمونها في الناس. وكان فيمن أدى الزكاة صفوان بن صفوان التميمي، وفيمن منعها مالك بن نويرة التميمي في قومه بني يربوع وهم بطن من بني حنظلة من تميم. وبينما القوم في اختلافهم قدمت إليهم سجاح بنت الحارث من الجزيرة بالعراق، فأقبلت ومعها الهذيل بن عمران في بني تغلب بن وائل وعقة بن هلال في بني النمر بن قاسط وتاد ابن فلان في أياد والسليل بن قيس في بني شيبان، فأتى بني تميم أمر دهي هو اعظم مما فيه الناس لهجوم سجاح عليهم ولما هم فيه من اختلاف الكلمة والتشاغل بما بينهم قال عفيف بن المنذر في ذلك:
ألم يأتيك والأنباء تسري
بما لاقت سراة بني تميم
تداعى من سراتهم رجالاً
وكانوا في الذوائب والصميم
والجوهم وكان لهم جناب
إلى أحياء خالية وخيم
وكانت سجاح قد تنبأت بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجزيرة فأقبلوا معها هؤلاء الرؤساء لتغزو المدينة وأن تقاتل أبا بكر. فلما رأى بنو تميم وهم على اختلافهم عزمها على قتال أبي بكر أزدادوا اضطراباً بين الردة والإسلام ووقف سجاح في جندها على حدود بني يربوع وأرسلت إلى زعيهم مالك بن نويرة تطلب الموادعة وأنبأته بعزمها على غزو المدينة فأجابها مالك بالموادعة ولكنه صرفها عن غزو المدينة إلى اليمامة وحرضها على قتال من اختلف معه من أحياء بني تميم واقتنعت سجاح برأيه وقالت: نعم فشأنك بمن رأيت فإني إنما أنا امرأة من بني يربوع وإن كان ملكاً فالملك ملككم ثم أرسلت إلى بني مالك بن حنظلة تدعوهم إلى الموادعة فأبوا ثم أرسلت إلى وكيع بن مالك فأجاب إلى ما أجاب به مالك بن نويرة واجتمع مالك ووكيع وسجاح فسجعت لهم وقالت: أعدوا الركاب، واستعدوا للنهاب، ثم أغيروا على الرباب، فليس دونهم حجاب. فاستعرت الحرب بين بني تميم واقتتل القوم ومات من الجانبين خلق كثير، ثم أنهم تصالحوا وعاد السلام إلى بني تميم. ولما رأت أن أمرها لم يتم في بني تميم قالت لجندها من ربيعة وأياد وسواهم: عليكم باليمامة ودفوا دفيف الحمامة فإنها غزوة صرامة لا تلحقهم فيها ملامة. ثم نهدت بمن معها إلى بني حنيفة وبلغ ذلك مسيلمة فهابها وخاف أن هو شغل بها أن يغلبه ثمامة على حجر أو شرحبيل بن حسنة أو القبائل التي حولهم فأهدى لها ثم أرسل إليها يستأمنها على نفسه حتى يأتيها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/108)
فنزلت الجنود على الأمواء وأذنت له وآمنته فجاءها وافداً في أربعين من بني حنيفة وكانت راسخة في النصرانية قد علمت من علم نصارى تغلب، فقال مسيلمة لنا نصف الأرض وكان لقريش نصفها لو عدلت وقد رد الله عليك النصف الذي ردت قريش فحباك به وكان لها لو قبلت فقالت: لا يرد النصف إلا من حنف فأحمل النصف إلى خيل تراها كالسهف ثم تزوجته ولما رأى مالك بن نويرة ما صنعت سجاح ندم وتحير في أمره وعرف وكيع وغيره من رؤساء بني تميم قبح ما صنعوا فرجعوا رجوعاً حسناً واخرجوا الصدقات واستقبلوا بها خالد بن الوليد ولم يبق من بني تميم إلا مالك بن نويرة فقد اعتصم بالبطاح وعلم خالد بأمره فعزم على المسير إليه فترددت الأنصار وتخلفت عنه ولم يلبث أن جاءت الخيل بمالك بن نويرة فقتل ضرار بن الأزور مالكاً. ولأخيه متمم بن نويرة مراثي من الشعر به، أما سجاح فإنها بعد أن تزوجت مسليمة وأقامت عنده ثلاثة ثم انصرفت إلى قومها، فقالوا ما عندك؟ قالت: وجدت مسليمة على الحق فاتبعته فتزوجته، قالوا: ارجعي إليه فقبيح بمثلك أن ترجع بغير صداق. فرجعت فلما رآها مسليمة أغلق الحصن وقال: مالك؟ قالت: أصدقني صداقاً، قال: من مؤذنك، قالت: شبيث بن ربعي الرياحي، قال: عليَّ به فجاء فقال: ناد في أصحابك أن مسيلمة بن حبيب قد وضع عنكم صلاتين مما أتاكم بها محمد وهي: صلاة العشاء وصلاة الفجر، قال: وكان من أصحابها الزبرقان بن بدر وعطارد بن حاجب وعمرو بن الأهتم وغيلان بن خرشة وشبيب بن ربعي ونظراؤهم من تميم، قال حكيم بن عياش الأعور الكلبي وهو يعيّر مضر ويذكر ربيعة:
أتوكم بدين قائم وأتيتم
بمنتسخ الآيات في مصحف طب
ثم إن سجاح خرجت في جنود الجزيرة بعد أن صالحها مسيلمة على أن يحمل إليها نصف غلات اليمامة فاحتملته وأنصرفت به إلى الجزيرة فلم تزل في بني تغلب حتى نقلهم معاوية عام الجماعة في زمانه وكان معاوية حين أجمع عليه أهل العراق بعد علي أخرج من الكوفة المستغرب في أمر علي وينزل داره المستغرب في أمر نفسه من أهل الشام وأهل البصرة وأهل الجزيرة وهم الذين يقال لهم النوافل في الأمصار فأخرج من الكوفة القعقاع بن عمرو بن مالك إلى إيليا بفلسطين فطلب إليه أن ينزل منازل بني عقفان وينقلهم إلى بني تميم فنقلهم من الجزيرة إلى الكوفة وأنزلهم منازل القعقاع وبني أبيه وجاءت معه سجاح وحسن إسلامها. انتهى
عبدالله بن عبار العنزي
جريدة الجزيرة
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[28 - 11 - 06, 01:58 م]ـ
أخي خزانة الأدب بالنسبة لعبد الله بن ثاني هو تميمي فيما أعلم ..
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[29 - 11 - 06, 04:14 م]ـ
جائز، ولكن مقالته تدل على أنه ليس من بني تميم، وربما يكون قد اختلط عليك بآل ثاني حكام قطر
ـ[أبو معطي]ــــــــ[03 - 12 - 06, 08:01 م]ـ
أخي خزانة الأدب بالنسبة لعبد الله بن ثاني هو تميمي فيما أعلم ..
أخي الفاضل أبو ابراهيم الحائلي سلمك الله
عبدالله بن ثاني عنزي وليس تميمي
وجزاك الله خيراً على هذا الموضوع والردود وبارك فيك
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[03 - 12 - 06, 11:41 م]ـ
أخي الفاضل أبو ابراهيم الحائلي سلمك الله
عبدالله بن ثاني عنزي وليس تميمي
وجزاك الله خيراً على هذا الموضوع والردود وبارك فيك
نفع الله بك وبارك فيك أيها الحبيب .. لقد أُخبرت أنه تميمي لذا قلت أنه تميمي ..
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[04 - 12 - 06, 07:17 م]ـ
قصة سجاح التميمية مشهورة لكن هناك إسناد لهذه القصة ولوكان ضعيفا؟
وأنا أظن أن قصة سجاح ملفقة من بعض أعداء قبيلة تميم المضرية! وأنا لم أتصور كيف ترضى قبيلة تميم القوية الأبية برجالها بأن يسمحوا لامرأة كاهنة تقودهم؟!
وفي الحقيقة نجد على مدار التاريخ أن قبيلة تميم لها أدوار قوية ومؤثرة على جميع القبائل في الخير والشر وفي الحق والباطل في السنة والبدعة ومعلوم أن ذو الخويصرة تميمي لكن أيضا الأحنف تميمي والقعقاع تميمي
وكثير ممن خرجوا على علي من تميم ولكن أيضا كثير ممن معه من تميم
وقد يكون حصلت ردة لبعض الأشخاص من بني تميم لكن الجمهور العام لم يرتد وكانوا على الإسلام والله أعلم(140/109)
موسوعة الصحابة
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - 11 - 06, 10:04 م]ـ
السلام عليكم
موسوعة الصحابة
http://www.al-sahaba.net/index.php
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[02 - 12 - 06, 10:46 م]ـ
بارك الله بيك
لكن هل هو برنامج يباع أم يستفاد من المعلومات التي بيه عن طريق الاشتراك والتسجيل
أم هناك طريقة اخرى للاستفادة منه
وشكرا
ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[26 - 03 - 07, 04:25 م]ـ
بارك الله بيك
ـ[حفيدة بني عامر]ــــــــ[03 - 12 - 10, 05:56 م]ـ
بارك الله فيكِ ياأخيتي .. لكن الرابط لايعمل للأسف ..
أتمنى يجدد الرابط أختي أويجدده أحد الإخوة والأخوات بارك الله فيكم ..
ـ[خالد عمار شهاب]ــــــــ[04 - 12 - 10, 12:01 ص]ـ
أخي العزيز الرابط لا يعمل
جزاك الله خيراً
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[08 - 12 - 10, 05:48 م]ـ
السلام عليكم
الحقيقة لا أذكر الموقع فمشاركتي تلك كانت قبل حوالي 4 سنين
لكن يظهر أنه هذا (تغير من ".نت" إلى ".كوم"):
http://www.al-sahabah.com/index.php
والله أعلم(140/110)
إيمان أبي طالب
ـ[سعود بن صالح]ــــــــ[20 - 11 - 06, 11:47 م]ـ
عندي بعض الاعتراضات على قصة وفاة أبي طالب على الشرك
1 - أن زوجته فاطمة بنت أسد رضي الله عنها وهي من السابقات إلى الاسلام
2 - قول أبي طالب ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا
3 - دفاع أبي طالب المستميت عن النبي صلى الله عليه وسلم
4 - حزن النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته
أرجو الاجابة على هذه التساؤلات وعدم إسائة الظن بي فأنا سني ومدرس مادة التوحيد بالسعودية وهذه الاعتراضات من طالب شيعي في درس باب قوله تعالى إنك لاتهدي من أحببت
وجزاكم الله خيرا
ـ[حسام الحفناوي]ــــــــ[21 - 11 - 06, 03:29 ص]ـ
أحب أن أنبهكم أولا إلى كون عبارة (عندي بعض الاعتراضات) غير مستساغة، لكونها تشعر بالرد، وعدم القبول لحديث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرجه البخاري في صحيحه، ولم يطعن في صحته أحد من علماء الحديث، بل لم يعرف عن أحد من أهل السنة أنه أنكر مضمونه، ولم يفعل ذلك سوى الرافضة الذين عدوه من كبار الصحابة، وتابعهم على إثبات إسلامه الزين دحلان، وصنف في ذلك توليفا، و لم يسبقه أحد إلى ذلك، وأنكره عليه من وقف على كتابه، بما فيهم صوفية زمانه، وذكروا انفراده به. كما لا يخفى ما كان عند الرجل من عقائد منحرفة، وقد تولى الرد عليه بما ألجمه وأتباعه، وأنصاره علامة الهند في زمانه الشيخ محمد بشير السهسواني رحمة الله عليه، وكتابه مطبوع، ومُعَنْوَن بصيانة الإنسان من وساوس الشيخ دحلان، وهو مطبوع مع مقدمة ماتعة للشيخ محمد رشيد رضا رحمة الله عليه. كما أنه لا يجوز في المنطق السليم والعقل المستقيم ـ إذا سلمنا أن صحة الحديث محل اجتهاد بين المحدثين أو كان المرء على غير دراية بمنهج المحدثين أو بحجية السنة النبوية أو فقد الثقة في مرجعية أهل الحديث العلمية عياذا بالله ـ أن يرد امرؤ خبرا، أو حكما، أو عقيدة، اختلف فيها، أو تنوزع حولها إلا بعد سؤال من ينتحلونها، ويدينون الله تعالى بها عما عرض له من إشكالات، أو حاك بصدره من وساوس، ليحلوها له، ويقيموا البرهان على صحتها، وعدم نكارتها.
أقول هذا مع كوني أُحَسِّن الظن بمراد الأخ منها، ولو تَخَيَّر الأخ اللفظ، لكان في قول المرء: عرض لي إشكال ما يعين به إخوانه على إحسان الظن.
أما عن الإشكالات لا الاعتراضات ـ فحلها سهل يسير بفضل الله العلي الكبير، وإليك البيان والتفصيل:
والجواب عن الإشكال الأول أن غير واحد من الصحابة والصحابيات أسلم وحده دون زوجه، وإنما نزل النهي عن الزواج بالمشركين في المدينة في قوله تعالى (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمنوا ... ) الآية
وقال تعالى (لا هن حل لهم ولاهم يحلون لهن)
وإنما مات أبو طالب قبل الهجرة، وقيل: إن فاطمة بنت أسد رضي الله عنها توفيت قبل الهجرة، وصحح غير واحد من العلماء إنها إنما توفيت بعد الهجرة.
وأما الإشكال الثاني، فغير خاف أن مجرد المعرفة والعلم بصدق الرسالة، دون متابعتها والإنقياد لها والدينونة بها لا تنفع صاحبها، ولا تغني عنه شيئا، وكم من الكفار على مدار العصور صرحوا بأفضلية دين الإسلام، ومنهم من دافع عنه، ولكنهم لم يسلموا، ومن المستشرقين الذين عرف عنهم ذلك من سمى النبي صلى الله عليه وسلم بالنبي البطل، وكان يرد على الطاعنين فيه من المنصرين وغيرهم، ولا يحضرني اسمه الآن، وقد قرأته في بعض مؤلفات الشيخ أحمد ديدات قديما.
قال البغوي في تفسيره (1/ 64) والكفر على أربعة أنحاء: كفر إنكار وكفر جحود وكفر عناد وكفر نفاق فكفر الإنكار: أن لا يعرف الله أصلا ولا يعترف به وكفر الجحود هو: أن يعرف الله تعالى بقلبه ولا يقر بلسانه ككفر إبليس (وكفر) اليهود قال الله تعالى: {فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به} (89 - البقرة) وكفر العناد هو: أن يعرف الله بقلبه ويعترف بلسانه ولا يدين به ككفر أبي طالب حيث يقول:
(ولقد علمت بأن دين محمد ... من خير أديان البرية دينا)
(لولا الملامة أو حذار مسبة ... لوجدتني سمحا بذاك مبينا)
وأما كفر النفاق: فهو أن يقر بلسانه ولا يعتقد بالقلب وجميع هذه الأنواع سواء في أن من لقي الله تعالى بواحد منها لا يغفر له
وهذا على التسليم بصحة تلك الأبيات المروية عنه، وليس عندي في ذلك بحث، ولعل الإخوة يفيدوننا إن شاء الله حول ذلك.
وأما دفاعه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكان دافعه كما هو معروف عند العرب، وعند غيرهم من الأمم التي تشاركهم في بعض الطباع ما جبلوا عليه من العصبية للنسب والقبيلة، فهذا لا يحتاج إلى استقصاء في رده، لا سيما أن أبا طالب كان قد ربى النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة أبي طالب، فأي عجب في دفاعه عنه مع بقاءه على الكفر، بل العجب كل العجب أ، لا يدافع عنه إلى آخر رمق، وهو ابن أخيه وربيبه.
وأما الرابع، فهذا لنا، وليست للمخالفين، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد حزن عليه لوفاته على الكفر، وعدم استجابته لما طلبه النبي صلى الله عليه وسلم منه من التلفظ بالشهادتين قبل الموت، ولهذا نزل القرآن مواسيا له، فقال تعالى (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) فهذا ظاهر في بيان السبب الرئيس في حزن النبي صلى الله عليه وسلم عليه، فضلا عن فقدانه لمناصرته وحمايته، وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم، وصححه بعض أهل العلم أنه قال حينما لقي أذي من المشركين بعد وفاته: ما أسرع ما وجدت فقدك يا عم.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحزن على من لم يؤمن به من الكفار عموما، فكيف بعمه؟ قال تعالى (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا)
وقال تعالى (لعلك باخع نفسك أن لا يكونوا مؤمنين)
وبه يتبين أن لا مستمسك لأحد في التشبث بما ذكر للطعن في حديث البخاري عن سعيد بن المسيب بن حزن عن أبيه رضي الله عنه.
وأما ما يدعيه الرافضة من أن الحديث ابتكره بنو أمية، فمن المضحكاتـ لأنه مروي من طريق سعيد بن المسيب، ومعلوم ما كان من إنكاره الشديد على عبد الملك بن مروان، وابنه الوليد، لشدته في الحق، مع عدم الخروج عليهما، أو الدعوة لذلك.
والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/111)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[21 - 11 - 06, 10:40 ص]ـ
فتح الله عليك يا شيخ حسام.
و شكرا ياشيخ سعود على فتح هذا الموضوع ليتنبه من يغتر بدعاوى الرافضة.
ـ[سعود بن صالح]ــــــــ[26 - 11 - 06, 12:14 ص]ـ
شكر الله سعيك وجزاك خيرا على هذا الرد المفيد ياشيخنا حسام الحفناوي فقد كنت في حيرة من أمري في الرد على هذا الطالب هداه الله للحق آمين
وكذلك شكري موصول لأخينا الشيخ محمد المبارك
أعاننا الله على التواصي بالحق والصبر عليه
آمين
ـ[أبو المعتز القرشي]ــــــــ[26 - 11 - 06, 08:29 ص]ـ
هناك كتاب مفيد في الموضوع بعنوان (المواهب في الرد على من قال بإسلام إبي طالب) لأبي عبد الله قاسم بن أحمد اليماني، راجعه وقدم له الشيخ مقبل الوادعي
ويقع في 319 صفحة، مطبوع بدار الحرمين - القاهرة
وممن تكلم في الموضوع بإسهاب ورد على حجج الصوفية والرافضة:
ابن كثير في البداية والنهاية (4/ 307 - 315)
الإصابة لابن حجر (7/ 198 - 203)
روح المعاني للألوسي (6/ 32) وقال: " والآية دليل على أن أبا طالب مات كافراً وهو المعروف من مذهب أهل السنة والجماعة ".
--(140/112)
أين أجد هذين الكتابين
ـ[أحمد العسقلاني]ــــــــ[21 - 11 - 06, 06:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام في ملتقى أهل الحديث، أرجو منكم المساعدة للضرورة
منذ مدة طويلة وأنا أبحث عن بعض كتب الشريف أنس الكتبي الحسني، والكتب التي أبحث عنها هي:
1 - الأصول في ذرية البضعة البتول، تأليف أنس الكتبي.
2 - تحفة الطالب بمعرفة من ينتسب لعبد الله وأبي طالب، تأليف محمد بن الحسين بن عبد الله السمرقندي، تحقيق أنس الكتبي.
وهي من طباعة دار المجتبى.
لقد اطَّلعتُ على مشاركة قديمةٍ في بعض المنتديات فيها أرقام هواتف ورقم فاكس ورقم جوال وكلها لم توصلني إلى شيء، فكلما اتَّصلتُ عليها يكون الرقم غير مستعمل، واتصلت بقسم الاستعلامات للمكالمات الدولية وسألته عن رقم هاتف أنس بن يعقوب الكتبي واتصلتُ على الرقم الذي حصلتُ عليه ولكن لم أجد من يرد على الهاتف، وذهبتُ إلى المدينة المنورة وسألتُ بعض المكتبات وكل ما حصلتُ عليه من معلومات أن دار المجتبى التي طبعتْ كتب أنس الكتبي تقع في مخطط الأمير نايف في طريق الهجرة، ولكنهم لا يعرفون شيئاً عن عنوانه ولا عن موقع المكتبة، فأرجو مساعدتي من قِبَلِ أحد الإخوان للوصول إلى موقع دار المجتبى وعنوانها لكي أتمكَّنَ من شراء الكتابَيْن المذكورَيْن، أو إعطائي عنوان المؤلف أنس الكتبي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أحمد العسقلاني]ــــــــ[23 - 11 - 06, 12:16 ص]ـ
أخوتي الكرام، ألا يوجد من يستطيع مساعدتي؟؟؟
ـ[أحمد العسقلاني]ــــــــ[23 - 11 - 06, 12:55 م]ـ
أكرَّر طلبي من الإخوة الكرام بالمساعدة(140/113)
تنبيهات وضوابط لقراء السّّير
ـ[الرايه]ــــــــ[21 - 11 - 06, 06:23 ص]ـ
تنبيهات وضوابط لقراء السّّير
د. عمر المقبل
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد:
فإن قراءة السير والأخبار متعة لدى كثير من الناس، لما فيها من عرض للأحداث في غابر الزمان،وأخبار أمم وقرون انقرضت،وفيها من الوقوف على أخبار عقلاء الناس وتجاربهم الشيء الكثير.
ولما كانت كتب السير تجمع في طياتها أخبارا وسيرا لم تمحص،ونقولات لم تعرض على ميزان النقد العلمي ـ لأن غرض المؤلف (غالبا) هو الجمع المحض من غير نقد ولا تمحيص ـ نشأ عن ذلك وجود عدد ليس بالقليل من الأخبار المردودة شرعا،أو المواقف التي تنسب إلى أعيان من الفضلاء ـ قد يعتذر لهم عنها ـ ولكن لا يتابعون عليها؛لكون ذلك العمل اجتهاد مطروح؛ لمصادمته للنص ـ مثلاً ـ.
من هنا أحببت المشاركة بالإشارة إلى بعض الضوابط والتنبيهات التي ينبغي مراعاتها عند قراءة كتب السير والتراجم،لما يُلحظ من أخطاء في التعامل مع هذه السير والأخبار،ستتبين من خلال هذه التنبيهات والضوابط التنبه لها:
التنبيه الأول:
السير والأخبار فيها الصحيح والضعيف بل والمكذوب،وإذا كان حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أدخل فيه ما ليس منه من الضعاف والموضوعات،فما بالك بأخبار الرجال وسيرهم؟!
ولهذا فإن التثبت واجب فيما ينقل من أخبارهم، خاصة تلك التي يترتب عليها استدلال ـ وهذا فيما يتعلق بالصحابة بالذات وغيرهم على وجه العموم ـ لأن أقوال الصحابة رضي الله عنهم حجة إذا لم يُخالف أحدهم والمسألة مبحوثة في أصول الفقه،والمقصود التثبت فيما يروى من قدح أو ذم،يجب أن ينظر في ثبوته عنهم،فإن الخطأ والتحريف،والكذب فيما ينقل عمن اشتهر فضلهم،وورعهم،وصدقهم،وبلاؤهم في الإسلام ـ وعلى رأسهم الصحابة – رضوان الله عليهم ـ الخطأ والكذب على هؤلاء كثير.
ولما تكلم شيخ الإسلام ـ رحمه الله تعالى ـ في "الواسطية " عن منهج أهل السنة والجماعة في التعامل مع ما روي عن الصحابة – رضوان الله عليهم ـ،وعن الفرق بينهم وبين الرافضة،قال رحمه الله تعالى: ص (36):
" ويتبرءون من طريقة الروافض،الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم،وطريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقولٍ أو عمل،ويمسكون عما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم، ويقولون: إن هذه الآثار المروية في مساويهم،منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد فيه ونقص، وغُيِّر عن وجهه، والصحيح منه هم فيه معذورون: إما مجتهدون مصيبون،وإما مجتهدون مخطئون " ا. هـ كلامه ـ رحمه الله تعالى ـ.
فإذا كان الكذب والخطأ فيما يروى عن الصحابة – رضوان الله عليهم ـ، فغيرهم من باب أولى، ولذلك كان مما اختص الله به أمة الإسلام من بين سائر الأمم: الإسناد،إذْ لولا الإسناد لقال في الدين من شاء أن يقول، كما قال الإمام عبد الله بن المبارك ـ فيما رواه مسلم في مقدمة صحيحه ـ بل لقد بلغ الأئمة في هذا الباب مبلغا عظيما من الاحتياط،فصاروا ينقلون أقوال أئمة الجرح والتعديل بالأسانيد،وهذا ظاهر جلي في كتاب "الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم " أو "المعرفة والتاريخ" ليعقوب بن سفيان وغيرها من الكتب.
ويلحظ الناظر في كتاب الحافظ الذهبي ـ رحمه الله تعالى ـ "سير أعلام النبلاء " تطبيقا عمليا لهذا المنهج،فكم حكم على قصص رويت،أو أخبار ذكرت بالبطلان!!.
ومن عباراته ـ رحمه الله تعالى ـ: " إسنادها مظلم، إسنادها تالف،لا تصح، حكاية منقطعة .. الخ تلك العبارات التي ينقد بها ما يورده من أخبار وحكايات.
التنبيه الثاني:
بعد التحقق والتثبت من ذلك المروي عن بعض السلف من قول أو فعل،سواء كان من الصحابة – رضوان الله عليهم ـ أو غيرهم، فينبغي أن يعذر ذلك الشخص فيما نقل عنه إن تبين خطؤه فيه، وأن يعلم أنه لا يمكن أن يصدر تعمد مخالفة السنة ممن عرف بالفضل والعلم والصلاح،كما نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه القيم: "رفع الملام عن الأئمة الأعلام "،يقول رحمه الله تعالى في مقدمة هذا الكتاب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/114)
" وليعلم أنه ليس أحدٌ من الأئمة ـ المقبولين عند الأمة قبولا عاماً ـ يتعمد مخالفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شيء من سنته دقيقٍ ولا جليل،فإنهم متفقون اتفاقا على وجوب اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم -،وعلى أن كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك،إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،ولكن إذا وجد لواحد منهم قول قد جاء حديث صحيح بخلافه،فلا بد له من عذر في تركه،وجميع الأعذار ثلاثة أصناف:
أحدها: عدم اعتقاده أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله.
والثاني: عدم اعتقاده إرادة تلك المسألة بذلك القول.
والثالث: اعتقاده أن ذلك الحكم منسوخ.
وهذه الأصناف الثلاثة، تتفرع إلى أسباب متعددة ... " ثم ذكرها ـ رحمه الله تعالى ـ وهي جديرة بالمراجعة لأهميتها،والمقصود هنا،وجوب التماس العذر لمن هذه صفته والله المستعان.
التنبيه الثالث:
أن الشخص قد يقرأ في بعض السير ـ وأعني بذلك سير التابعين ومن بعدهم ـ أخباراً عن أحوال وأقوال زائدة عن الأحوال التي كان عليها الصحابة رضي الله عنهم،فبالإضافة إلى ما سبق من التنبيهين السابقين: [وهما: التثبت في النقل،والتماس العذر لمن ثبتت عنه المخالفة] فلا بد من الوقوف مع هذه المسألة لكثرة ما يعرض لقراء السير من ذل.
وأكتفي في التنبيه على هذه القضية بذكر كلام متين لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ في الفتاوى" 11/ 13 - 14 حينما تكلم عن بعض الأحوال التي تذكر عن بعض الصالحين من الزهاد والعباد والتي وقع فيها زيادة في العبادة والأحوال،قال ـ رحمه الله تعالى ـ:
" وكذلك ما يذكر عن أمثال هؤلاء من الأحوال من الزهد والورع والعبادة،وأمثال ذلك،قد ينقل فيها من الزيادة على حال الصحابة رضي الله عنهم،وعلى ما سنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمور توجب أن يصير الناس على طرفين:
قومٌ يذمون هؤلاء وينتقدونهم وربما أسرفوا في ذلك، وقومٌ يغلون فيهم ويجعلون هذا الطريق من أكمل الطرق وأعلاها،والتحقيق أنهم في هذه العبادات والأحوال مجتهدون ... إلى أن قال: والصواب للمسلم: أن يعلم أن خير الكلام كلام الله،وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -،وخير القرون القرن الذي بُعث فيهم، وأن أفضل الطرق والسبل إلى الله ما كان عليه هو وأصحابه،ويُعْلم من ذلك أن على المؤمنين أن يتقوا الله بحسب اجتهادهم ووسعهم،كما قال تعالى: "فاتقوا الله ما استطعتم " وقال - صلى الله عليه وسلم -:"إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم "،وقال تعالى:" لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " وإن كثيرا من المؤمنين ـ المتقين أولياء الله ـ قد لا يحصل لهم من كمال العلم والإيمان ما حصل للصحابة،فيتقي الله ما استطاع،ويطيعه بحسب اجتهاده،فلا بد أن يصدر منه خطأ: إما في علومه وأقواله،وإما في أعماله وأحواله،ويثابون على طاعتهم،ويُغفر لهم خطاياهم،فإن الله تعالى قال: " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون،كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، ... إلى قوله: ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " قال الله تعالى: قد فعلت،فمن جعل طريق أحد من العلماء والفقهاء أو طريق أحد من العباد والنساك أفضل من طريق الصحابة فهو مخطئ ضال مبتدع، ومن جعل كل مجتهد في طاعةٍ أخطأ في بعض الأمور مذموما معيبا ممقوتا،فهو مخطئ ضال مبتدع ... ".
ولعلي أضرب لذلك مثلاً يمر كثيرا بقراء بعض سير العباد،فمثلاً: قد يقرأ أحدنا في ترجمة رجلٍ ما: أنه كان يقوم الليل كله، أو كان يختم القرآن كل يوم، أو كان يصوم الدهر،فإذا عرضنا هذه الأعمال على السنة وجدنا بعضها مخالف صراحةً للسنة كقيام الليل كله كما قالت عائشة رضي الله عنها،وبعضها الراجح فيها من حيث الدليل ـ أيضا ـ أنها مخالفة للسنة كختم القرآن في أقل من ثلاث، أو صيام الدهر.
التنبيه الرابع:
أنه ينبغي ـ بعد التثبت ـ من صحة ما قرأ، أن يسأل عن سبب هذا النقد؛ أو ذاك الذم، فقد يكون الدافع لذلك النقد الذي وُجِّه إلى ذلك الشخص هو الحسد، أو هو من قبيل التنافس بين الأقران، وما أعظم أثر هذا السبب!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/115)
ولهذا لما أورد الحافظ الذهبي ـ رحمه الله تعالى ـ بعض الحكايات وكلام الأقران بعضهم في بعض في كتابه " سير أعلام النبلاء " قال ـ رحمه الله تعالى ـ: 5/ 275: " كلام الأقران يطوى ولا يروى، فإن ذُكر، تأمله المحدّث فإن وجد له متابعا وإلا أعرض عنه " وقال مرةً (10/ 92): " كلام الأقران إذا تبرهن لنا أنه بهوى وعصبية، لا يلتفت إليه، بل يطوى ولا يروى ... " ا. هـ.
والإنسان بشر، يغضب وتعتريه حِدّة نفَس،ويغلط في بعض الأحيان، فتصدر منه بعض الكلمات التي قد يتراجع عنها فيما بعد.
وقد يكون ذلك النقد وهماً من أحد النقاد بحيث يريد شخصا فيقع النقد على آخر، وهذا كثير في كتب الرجال والتراجم.
ومن الأمثلة على ذلك ـ وهو محل تأمل ـ أن ابن حبان جزم في أن النسائي أنما تكلم في أحمد بن صالح الشمومي، لا في أحمد بن صالح المصري الإمام الحافظ المشهور ـ كما في التقريب (48) ـ وهذا مبحث معروف عند أهل العلم، وهو مبحث: الرواة الذين يقع الاشتباه في أسمائهم، ولا يكاد يسلم من الوهم فيه إمام من الأئمة، رحمة الله على الجميع.
التنبيه الخامس:
أن ما ذكر من التنبيهات،ينبغي ألا يحدث ردة فعل عكسية،بحيث يبدأ الإنسان لا يقبل ثناءً ولا مدحا قيل في فلان إلا بعد التثبت والنظر، كلا، فجانب المدح والثناء على الشخص الأمر فيه أسهل، والخطب فيه أيسر، اللهم إلا إذا ترتب على توثيقه وتعديله أثراً في الحكم على الأحاديث النبوية، فهنا يأتي مجال الجرح والتعديل لرواة الحديث النبوي، ولهذا الميدان رجاله وفرسانه.
أما إذا كان المدح والثناء على شخص بكثرة التعبد، وبالزهد،وببر الوالدين، وصلة الأرحام، فلا حاجة هنا للبحث والتفتيش، إذْ الأصل في المسلم عموماً هو الخير والصلاح، فكيف إذا نقل هذا عن أهل علم وفضل وصلاح؟!.
وعلى كل حال: فإن الإنسان إذا اشتهر فضله،وذاع في الخير صيته، وعُرِف صلاحه عند صلحاء الأمة، كان ذلك برهانا على صلاحه،وأمر السرائر إلى الله تعالى، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ـ كما في الصحيحين ـ من حديث أنس – رصي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنتم شهداء الله في الأرض،أنتم شهداء الله في الأرض،أنتم شهداء الله في الأرض ".
التنبيه السادس والأخير:
يقف بعض قراء السير على مواقف لبعض السلف – رضوان الله عليهم ـ، سواء كان ذلك الموقف في التعامل مع الأهل، أو مع الوالدين، أو مع الأصحاب، أو حتى مع السلاطين والحكام، فيتخذ من ذلك الموقف أو تلك القصة منهجا يتعامل به، وقد يكون ذلك الموقف غير صحيح من الناحية الشرعية،وهو إما اجتهاد مرجوح، أو غلط صدر منه وهو معذور فيه، لكنه لا يتابع عليه.
ومكمن الخطأ الذي قد يقع فيه البعض هنا، أنه يبدأ يتحاكم إلى هذا الموقف، فيصوب ما وافقه، ويخطّئ ما خالفه،وأشد من ذلك أن يجعل هذا الفعل منهجاً،فيقول: منهج السلف هكذا، وهذه طريقة السلف، وهو حينما يتحدث، ربما ليس في ذهنه إلا هذا المثال،مع أنه قد يتبين من خلال البحث أن ذلك الإمام مخالف من قِبَل آخرين من ممن شهدت لهم الأمة بالإمامة.
إن من الخطأ البين أن يختصر منهج السلف كله في منهج رجل أو رجلين، أصاب أو أخطأ!! إن منهج السلف – رضوان الله عليهم ـ يتشكل من النظر في سيرة عشرات بل مئات من الأئمة الذين عاشوا في تلك الحقبة المباركة من عمر هذه الأمة، فبمجموع ما ينقل عنهم ويُسْتقرأ من أحوالهم ـ إما كلُهم أو أغلبُهم على الأقل ـ يمكن أن يصف الإنسان ذلك المنهج بأنه منهج السلف أو بعبارة أدق: منهج كثير من السلف.
ومما ينبغي التنبه له أيضاً، معرفة منازل أولئك الأئمة،ومقدار بلائهم في الدين، علما وعملاً ودعوة،ولكل منهم قدره وفضله،لكن: " ولكل درجات مما عملوا ".
هذا ما أحببت الإشارة إليه في هذه العجالة، وفي اعتقادي أن الموضوع يحتاج إلى بسط ومزيد أمثلة، ولعل فيما تقدم تنبيه على ما لم يذكر،
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[21 - 11 - 06, 06:33 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[الرايه]ــــــــ[26 - 11 - 06, 04:11 م]ـ
جزاك الله خير
وإياك
وهذا ملف به تفريغ محاضرة لوزير الشؤن الاسلامية الشيخ صالح ال الشيخ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/116)
وهي جيدة في الجملة
عنوانها ((ضوابط في معرفة السيرة))
ـ[الرايه]ــــــــ[11 - 12 - 06, 06:38 م]ـ
مراجعات في السيرة والتاريخ
ضوابط استخراج الدروس والفوائد التربوية من السيرة
د. محمد بن صامل السلمي
الأستاذ المشارك بقسم التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية الشريعة بجامعة ام القرى
((نشر هذا المقال في مجلة البيان العدد 159، ذو القعدة 1421هـ))
إن استخراج الدروس والعبر والأحكام من حوادث السيرة النبوية من أهم أهداف الدراسة لها وأعظم فوائدها؛ لكن هذا الأمر لا يستطيعه كل باحث أو قارئ للسيرة؛ لأنه يحتاج إلى مرجعية شرعية، وإلى ضوابط تضبط طريقة الاستنتاج، وبالنظر إلى مناهج الاستدلال والاستنباط عند علماء المسلمين؛ فإنه يمكن معرفة ضوابط استخراج الدروس والفوائد التربوية من خلال طريقهم في البحث والاستدلال وفقاً للخطوات الآتية:
1 - التأكد من صحة الحدث أو الواقعة التاريخية حتى يصح الاستدلال بها: وذلك أن السيرة النبوية جزء من السنة النبوية التي هي أحد مصادر الأحكام الشرعية؛ فلا بد من التثبت من صحة الحادثة. ونجد أن العلماء يسلكون في منهج التوثيق لأحداث السيرة منهج علماء الحديث النبوي، لكنهم يفرِّقون في النتيجة بين الأحداث والوقائع التي تبنى عليها أحكام شرعية واعتقادية، وبين الأحداث التي لا تؤخذ منها الأحكام مثل الفضائل، وأخبار الحضارة والعمران، فيتشددون في الأولى ويتساهلون في النوع الثاني من الأخبار، كما رُوي ذلك عن الإمام أحمد، و ابن مهدي، و ابن المبارك [1]، وأمثالهم.
2 - بذل الجهد في جمع الأخبار الواردة في الموضوع الواحد: وهذه هي الطريقة العلمية الصحيحة حيث يحيط الباحث بجميع الأخبار الواردة في الموضوع، بل يجمع الطرق والألفاظ لكل نص حتى يستطيع أن يخرج بحكم صحيح وتصور واضح، ويَعْرف المتقدم من المتأخر، والعام من الخاص، والألفاظ يفسر بعضها بعضاًَ، وبهذا يتمكن من الجمع بين النصوص والأخبار المتعارضة، أو ترجيح أحدهما على الآخر على وجه صحيح. مثال ذلك: لو احتج بعض الباحثين أنه لا يجوز الدعاء على الكفار؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما قال له بعض الصحابة رضي الله عنهم: ادع الله على ثقيف؛ قال: «اللهم اهدِ ثقيفاً» [2]. واحتج آخر بأنه لا يجوز الدعاء للكفار بل يدعى عليهم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم كسني يوسف» [3]، فكيف العمل؟ نقول: إن الحديث الأول ضَعّف بعض أهل العلم إسناده، لكن لمعناه شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم قال: قدم الطفيل وأصحابه، فقالوا: يا رسول الله! إن دوساً قد كفرت وأبت، فادع الله عليها، فقيل: هلكت دوس. فقال: «اللهم اهد دوساً وائت بهم» [4]. وبهذا نلجأ إلى الجمع بين الخبرين، فيقال: إنه يجوز في بعض الأحوال الدعاء للكفار الذين ترجى هدايتهم، ومن لا ترجى هدايته مع كثرة أذاه للمسلمين فيدعى عليه.
3 - معرفة حدود العقل في نقد الأخبار: المنهج النقدي الذي اتبعه العلماء المسلمون في نقد الأحاديث والأخبار النبوية يتناول نقد السند ونقد المتن، فلم يكتفوا بالنقد الخارجي للنص (نقد السند) وإنما نظروا إلى داخل النص، وقرروا ضوابط في نقد المتون منها: سلامة النص من التناقض، وعدم مخالفته للوقائع والمعلومات التاريخية الثابتة، وانتفاء مخالفته للأصول الشرعية، وعدم اشتماله على أمر منكر أو مستحيل ... إلخ [5].
ورغم تطبيقهم لمثل هذه المقاييس الدقيقة إلا أنهم يحترمون النصوص الثابتة سنداً، ويعرفون حدود العقل في نقد الأخبار، ويبتعدون عن المجازفات العقلية؛ فإن في أمور الشرع ما لا يستقل العقل بإدراكه؛ بل هو فوق طاقته؛ وذلك مثل البحث في كيفية الصفات الإلهية، وأمور الغيب، ودلائل النبوة ومعجزاتها؛ ولهذا يجب الوقوف عند النصوص الثابتة وعدم معارضتها بالمقولات العقلية، أو متابعة الفكر المادي والفلسفات الوضعية التي أشاعها المستشرقون ومن تأثر بهم؛ فقد أنكر بعضهم حادثة شق صدره صلى الله عليه وسلم وهو شاب في بادية بني سعد، بينما الخبر ثابت في صحيح مسلم [6]، وقد أفادنا راوي الحديث أنس بن مالك رضي الله عنه الذي خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة، ودخول الرسول صلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/117)
الله عليه وسلم العقد السادس من عمره أنه رأى أثر المِخْيَطِ في صدره صلى الله عليه وسلم. وهذا نص واضح يلغي أي محاولة لتأويل النص والقول بأنه تطهير معنوي.
4 - أحكام الدعوة خاضعة للنصوص الشرعية في الكتاب والسنة وليست خاضعة للتجارب:
وهذا أمر له أهميته؛ إذ إن الوسائل وإن كانت غير محدودة لها أحكام المقاصد؛ فكل وسيلة أفضت إلى محرم أو خالفت نصاً شرعياً فإنها محرمة. مثال ذلك:
لو استدل بعضهم بجواز زيارة كنائس النصارى ومشاركتهم في أعيادهم واحتفالاتهم وذلك من باب التأليف والدعوة لهم، أو إعطاء صورة حسنة عن تسامح المسلمين ونفي التشدد عنهم، وقال: هذه وسيلة مجربة ووجدت ناجحة؛ فهل هذا يكفي للاستدلال؟ وهل استدلاله صحيح؟
نقول: هذا لا يكفي في الاستدلال؛ وذلك أن تلك الوسيلة التي يقول إنها مجربة وناجحة وسيلة غير شرعية؛ لأنها أفضت إلى مخالفة نصوص شرعية تنهى عن الدخول على الكفار في أماكن عبادتهم التي يشركون فيها بالله، كما تنهى عن تهنئتهم بأعيادهم فضلاً عن مشاركتهم فيها [7].
5 - ملاحظة المراحل التي مرت بها السيرة النبوية ونزول التشريع:
فمن المعروف أن الأحكام والتشريعات قد نزلت على مراحل وبالتدريج حتى استقرت واكتمل التشريع، وبوفاته صلى الله عليه وسلم انقطع الوحي وثبتت الأحكام؛ فمثلاً تحريم الخمر جاء على مراحل،
أولاً: بيان أن فيها إثماً كبيراً كما قال تعالى: [يَسْأَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا] (البقرة: 219)،
ثم في مرحلة ثانية جاء النهي عن شربها قرب أوقات الصلوات، كما قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ] (النساء: 43)،
وثالثاً: جاء الأمر بتحريمها نهائياً وفي كل وقت، كما قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] (المائدة: 90). وهذا هو الحكم الثابت والمستقر، وهو تحريم الخمر وأنها من الكبائر وأمُّ الخبائث.
ومن الأمثلة التي قد يطرحها بعض الناس ويجادل فيها: مسألة تغيير المنكر باليد، وأن النبي صلى الله عليه وسلم في العهد المكي لم يغير المنكر باليد، ولم يكسر شيئاً من أصنام المشركين في مكة؛ وحيث إن الدعوة قد يأتي عليها زمان وحالة من الضعف تشبه الحالة المكية؛ ولهذا فإنه يترك تغيير المنكر بحجة مشابهة الحال للحال.
نقول: إن هذا الاستدلال غير صحيح، ومعارض لنصوص شرعية مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» [8].
فتغيير المنكر كما نص عليه الحديث هو بحسب القدرة والتمكن من التغيير، ونص أهل العلم على ضابط في ذلك وهو ألاّ يترتب على تغيير المنكر المحدد منكراً أعظم منه [9]؛ فليست العلة في ترك تغيير المنكر لأجل النظر إلى المرحلية ودعوى مشابهة الحال بالعهد المكي، ولكنها عدم التمكن، ومن تمكن من تغيير المنكر بضابطه الذي ذكره أهل العلم فالواجب عليه القيام بذلك.
وكذلك الجهاد في سبيل الله قد جاء تشريعه على مراحل، واستقر الحكم على المرحلة الأخيرة وهي وجوب قتال الكفار كافة ابتداءاً وطلباً، ولكن هذا منوط بالقدرة عليه والتمكن منه، فلا يجوز إيقاف الجهاد وتعطيله بدعوى مشابهة الحال للعهد المكي الذي كان الجهاد فيه ممنوعاً كما قال تعالى: [أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ القِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا القِتَالَ] (النساء: 77).
بل يجب على المسلمين الاستعداد وتكوين القدرة على الجهاد التي يحصل بها النكاية في العدو وحماية المسلمين من شره، وتتحقق بها أهداف الجهاد وغاياته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/118)
وبهذا يتضح الفرق بين المرحلية في التشريع وسير الدعوة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وبين المرحلية في اكتساب القدرة والاستعداد للجهاد بما يستطاع من عُدته، ومن ثمّ البدء بالمواجهة وتغيير المنكر.
6 - ملاحظة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد اتخذ بعض المواقف، وعقد بعض المعاهدات بموجب ما أوحى الله إليه: الدارس للسيرة النبوية يجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أُمِرَ من الله باتخاذ موقف محدد في بعض الحالات، وقد أُعْلِم صلى الله عليه وسلم بأن مآل هذا سيكون خيراً على المسلمين في حين أن ظاهره غير ذلك، مثل قبوله صلى الله عليه وسلم بعض الشروط في صلح الحديبية التي ظاهرها الحيف على المسلمين [10]؛ ولذلك أنكر بعض الصحابة القبول بها وجاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مستغربين ومستفسرين، فلما علموا أنه قد أُلْهِم فيها وحياً من الله رضوا، ثم تحقق بعد الصلح والانصراف من الحديبية أن هذا الأمر كان فتحاً عظيماً بتقدير الله سبحانه وتعالى حيث نزلت سورة الفتح وسمَّت صلح الحديبية فتحاً مبيناً، ثم صار الأمر أن تنازل المشركون عن شرطهم الظالم؛ حيث انقلب ضد مصلحتهم وجاؤوا إلى رسول الله يطلبون موافقته على ذلك [11].
وبهذا يتضح أن قبول الرسول صلى الله عليه وسلم لشرط قريش الجائر وغير المكافئ كان بوحي من الله، وأن الله قدر أن مآله إلى خير للمسلمين.
ولكن هذا خاص برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يوحى إليه، أما والي أمر المسلمين وخليفتهم فيجب عليه الاجتهاد في مصلحة المسلمين وعدم مهادنة العدو أو عقد الصلح معهم على شروط فيها ذلّ للمسلمين أو تفريط بحقوقهم وقضاياهم، أو قبول شروط فيها ضياع دينهم وعقيدتهم كما يحدث الآن في فلسطين؛ حيث إن من أسس المصالحة المقترحة نبذ الدين والاحتكام إلى القوانين الوضعية، وقيام نظام علماني يحكم المسلمين في فلسطين.
7 - هناك أمور في السيرة النبوية وقع تحديدها قدراً واتفاقاً فلا يقاس عليها: مثال ذلك: كون الفترة المكية ثلاث عشرة سنة، وهي فترة الإعداد والتربية والصبر على الأذى وعدم المواجهة، فلا يُلتزم بالمدة في الإعداد والتربية؛ لأنها ليست شرطاً ولا مقصودة وإنما هذا يختلف بحسب الأزمنة والأمكنة والأحوال المحيطة. ومثل الاستدلال بإنزال النبي صلى الله عليه وسلم طائفة من أصحابه الغرباء والفقراء في صُفَّة المسجد على مشروعية بناء الزوايا الصوفية.
وهذا استدلال غير صحيح، والغرباء الذين نزلوا الصُّفَّةَ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا من العزَّاب والفقراء الذين لا يستطيعون تدبير سكن لهم، ولم يكن عند النبي صلى الله عليه وسلم في أول الأمر دار ضيافة ولا نُزُل، ولذا كان إنزالهم في المسجد حلاً لمشكلة، وتوظيفاً لمكان موجود، وبياناً لبعض وظائف المسجد، وهم ليسوا منقطعين عن العمل بل يعملون إذا تيسر لهم ذلك، ويبادرون إلى الخروج في السرايا والغزوات، ويتعلمون القرآن والأحكام طيلة مكثهم في المسجد، ومجرد نزولهم الصفة لا يعطيهم فضيلة أو منزلة يتميزون بها عن بقية الصحابة؛ فليس منقبة لأحدهم أنه نزل في الصُّفَّة كما يقال في مناقب الصحابة: مهاجري، بدري، عَقَبي بايع تحت الشجرة ... إلخ من المناقب والمشاهد العظيمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبهذا يتضح الفرق بين الصُّفَّة النبوية ومن نزلها، وبين الزوايا الصوفية البدعية؛ في الأصل والهدف والغاية [12]، وأنه لا يمكن الاستدلال بالصُّفَّة النبوية على جواز بناء الزوايا الصوفية التي تُمثِّل انحرافاً عن المنهج النبوي في التعبد والسلوك والجهاد والدعوة.
_____________
(1) الكفاية في علم الرواية، الخطيب البغدادي، ص 212.
(2) أخرجه الترمذي في سننه، كتاب المناقب، ح/ 3942، وقال: «حسن صحيح غريب»، قال الشيخ الألباني في دفاع عن السيرة، ص 7، رواية الترمذي ضعيفة لعنعنة أبي الزبير، وأخرجه أحمد في المسند، 3/ 343، وانظر احتجاج البوطي به في فقه السيرة له، ص 395.
(3) متفق عليه من حديث أبي هريرة.
(4) صحيح مسلم، كتاب الفضائل، حديث رقم 2524.
(5) انظر: مقاييس نقد متون السنة، مسفر الدميني، ومنهج نقد الروايات التاريخية، محمد السلمي، ص 64 70.
(6) كتاب الإيمان، حديث رقم 261.
(7) راجع أحكام أهل الذمة، ابن القيم، (1/ 205 وما بعدها).
(8) رواه مسلم، ح/ 49.
(9) انظر: ابن تيمية، مجموع الفتاوى (28/ 129).
(10) ابن هشام، السيرة النبوية (2/ 316 320).
(11) المصدر السابق (2/ 324).
(12) انظر: مجموع الفتاوى (11/ 40 41، 44، 56)، وانظر بحثاً لطيفاً للأستاذ صالح الشامي بعنوان: (أهل الصُّفَّة بعيداً عن الوهم والخيال).
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[12 - 12 - 06, 09:08 م]ـ
بارك الله فيك وجعل ذلك في ميزان حسناتك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/119)
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[13 - 12 - 06, 01:47 م]ـ
صدر حديثاً
السيرة النبوية .. أهميتها، أقسامها، مقاصد دراستها
د. محمد بن صامل السلمي
دار ابن الجوزي – سلسلة بحوث محكمة (12)
غلاف – 64صفحة
سلسلة بحوث محكمة (11)
مسائل في منهج دراسة السيرة النبوية
د. محمد بن صامل السلمي
دار ابن الجوزي
48 صفحة
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[03 - 11 - 07, 12:47 ص]ـ
اُكرمتم يا أكارم
ـ[الكاتب عبدالله]ــــــــ[03 - 11 - 07, 08:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد الرشدان]ــــــــ[01 - 01 - 08, 09:14 ص]ـ
منقول من صفحة الشيخ ابو عبدالله الذهبي
بسم الله الرحمن الرحيم
منهج كتابة التاريخ الاسلامي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد:-
لاشك أن رواية الخبر التاريخي يختلف عن رواية الحديث النبوي، ولكل فن منهج خاص به، وإن كانا يشتركان في بعض الأصول ..
وهنا لابد أن نتنبه إلى شيء مهم وهو: أنه يجب أن نفرق بين رواية (الحديث) و رواية (الأخبار الأخرى)، فعلى الأولى تبنى الأحكام و تقام الحدود، فهي تتصل مباشرة بأصل من أصول التشريع، و من هنا تحرز العلماء –رحمهم الله – في شروط من تأخذ عنه الرواية.
لكن يختلف الأمر بالنسبة لرواية الأخبار، فهي وإن كانت مهمة – لا سيما حينما يكون مجالها الإخبار عن الصحابة – إلا أنها لا تمحص كما يمحص الحديث، و من هنا فلا بد من مراعاة هذا القياس و تطبيقه على الإخباريين.
و من درس مناهج دراسة التاريخ الإسلامي عرف هذا، لكن من لم يدرس تخبط و أخذ يهرف بما لا يعرف، وإليك تفصيل ذلك:-
شروط الرواية المقبولة: من العسير تطبيق منهج النقد عند المحدثين بكل خطواته على جميع الأخبار التاريخية، وإن اشتراط العلماء في المؤرخ ما اشترطوه في راوي الحديث من أربعة أمور: العقل و الضبط و الإسلام والعدالة، لأن الأخبار التاريخية لا تصل في ثبوتها وعدالة رواتها واتصال أسانيدها إلى درجة الأحاديث النبوية إلا فيما يتعلق ببعض المرويات في السيرة والخلافة الراشدة مما تأكدت صحته عن طريق مصنفات السنة، أما أكثرها فمحمول عن الإخباريين بأسانيد منقطعة يكثر فيها المجاهيل والضعفاء والمتروكين.
و لهذا فرق العلماء بين ما يتشدد فيه من الأخبار و بين ما يتساهل فيه تبعاً لطبيعة ما يروى، على أن تطبيق قواعد نقد الحديث في التاريخ أمر نسبي تحدده طبيعة الروايات.
فإذا كان المروي متعلقاً بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بأحد من الصحابة رضي الله عنهم، فإنه يجب التدقيق في رواته والاعتناء بنقدهم.
و يلحق بهذا ما إذا كان الأمر متعلقاً بثلب أحد من العلماء والأئمة ممن ثبتت عدالته أو تنقصهم و تدليس حالهم على الناس – لأن كل من ثبتت عدالته لا يقبل جرحه حتى يتبين ذلك عليه بأمر لا يحتمل غير جرحه، كما قال ابن حجر في التهذيب (7/ 273) -.
و كذلك إذا كان الأمر يتعلق بقضية في العقيدة أو موضوع شرعي كتحليل و تحريم، فإنه لابد من التثبت من حال رواته ومعرفة نقلته، ولا يؤخذ من هذا الباب إلا من الثقات الضابطين.
أما إذا كان الخبر المروي لا يتعلق بشيء من الأحكام الشرعية – وإن كان الواجب التثبت في الكل – فإنه يتساهل فيه قياساً على ما اصطلح عليه علماء الحديث في باب التشدد في أحاديث الأحكام والتساهل في فضائل الأعمال.
ومما تجدر الإشارة إليه أن هذا التساهل لا يعني الرواية عن المعروفين بالكذب و ساقطي العدالة، لأن ساقط العدالة لا يحمل عنه أصلاً، و إنما قصد العلماء بالتساهل إمرار أو قبول رواية من ضعف ضبطه بسبب الغفلة أو كثرة الغلط، أو التغّير والاختلاط، و نحو ذلك، أو عدم اتصال السند كالرواية المرسلة أو المنقطعة، و وفق هذه القاعدة جوّز بعض الفقهاء العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال والترغيب والترهيب – مع التنبيه على ضعف الحديث -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/120)
وبناء على ذلك إذا كانت الرواية التاريخية لا تتعلق بإثبات أمر شرعي أو نفيه سواء كان لذلك صلة بالأشخاص – كالصحابة رضوان الله عليهم – أو الأحكام – كالحلال والحرام – فإن الأمر عندئذ يختلف، فيقبل في هذا الباب من الروايات الضعيفة ما يقبل في سابقه، فيستشهد بها، لأنها قد تشترك مع الروايات الصحيحة في أصل الحادثة، و ربما يُستدل بها على بعض التفصيلات و يُحاول الجمع بينها و بين الروايات الأخرى التي هي أوثق سنداً.
يقول الكافيجي – هو محمد بن سليمان بن سعد الرومي الحنفي الكافيجي (ت 879 هـ) له معرفة باللغة والتاريخ والتفسير وعلوم أخرى – في هذا الصدد: يجوز للمؤرخ أن يروي في تاريخه قولاً ضعيفاً في باب الترغيب و الترهيب والاعتبار مع التنبيه على ضعفه، و لكن لا يجوز له ذلك في ذات الباري عز وجل و في صفاته ولا في الأحكام، و هكذا جوز رواية الحديث الضعيف على ما ذكر من التفصيل المذكور. المختصر في علوم التاريخ (ص 326).
و يقول الدكتور أكرم ضياء العمري في كتابه دراسات تاريخية (ص 27): أما اشتراط الصحة الحديثية في قبول الأخبار التاريخية التي لا تمس العقيدة والشريعة ففيه تعسف كثير، و الخطر الناجم عنه كبير، لأن الروايات التاريخية التي دونها أسلافنا المؤرخون لم تُعامل معاملة الأحاديث، بل تم التساهل فيها، و إذا رفضنا منهجهم فإن الحلقات الفارغة في تاريخنا ستمثل هوّة سحيقة بيننا، و بين ماضينا مما يولد الحيرة والضياع والتمزق والانقطاع .. لكن ذلك لا يعني التخلي عن منهج المحدثين في نقد أسانيد الروايات التاريخية، فهي وسيلتنا إلى الترجيح بين الروايات المتعارضة، كما أنها خير معين في قبول أو رفض بعض المتون المضطربة أو الشاذة عن الإطار العام لتاريخ أمتنا، و لكن الإفادة منها ينبغي أن تتم بمرونة آخذين بعين الاعتبار أن الأحاديث غير الروايات التاريخية، وأن الأولى نالت من العناية ما يمكنها من الصمود أمام قواعد النقد الصارمة.
و هذا التفريق بين ما يتشدد فيه من الأخبار و يتساهل فيه نلحظه بوضوح في تصرف الحافظ ابن حجر في جمعه بين الروايات في كتابه الفتح، ففي الوقت الذي يقرر فيه رفض رواية محمد بن إسحاق إذا عنعن و لم يصرح بالتحديث، و رفض رواية الواقدي، لأنه متروك عند علماء الجرح والتعديل فضلاً عن غيرهما من الإخباريين الذي ليس لهم رواية في كتب السنة من أمثال عوانة والمدائني، فإنه يستشهد برواياتهم، و يستدل بها على بعض التفصيلات، و يحاول الجمع بينها و بين الروايات الأخرى التي هي أوثق إسناداً.
و هذا يدل على قبوله لأخبارهم فيما تخصصوا فيه من العناية بالسير والأخبار، و هو منهج معتبر عند العلماء المحققين وإن لم يقبلوا روايتهم في الأحكام الشرعية، فنجد ابن حجر يقول في محمد بن إسحاق: إمام في المغازي صدوق يدلس.طبقات المدلسين (ص 51). و يقول عن الواقدي: متروك مع سعة علمه. التقريب (2/ 194). و يقول في سيف بن عمر: ضعيف في الحديث، عمد في التاريخ. التقريب (1/ 344).
هذا مختصر ما يمكن أن يقال في الحكم على الروايات التاريخية والفرق بينها وبين رواية الحديث.
القواعد التي تتبع في قبول أو رد الروايات التاريخية ..
القاعدة الأولى: اعتماد المصادر الشرعية وتقديمها على كل مصدر.
لأنها أصدق من كل وثيقة تاريخية فيما ورد فيها من أخبار، كما أنها وصلتنا بأوثق منهج علمي، ولئن كانت المادة التاريخية في كتب السنة ليست بنفس المقدار الموجود في المصادر التاريخية، إلا أنها لها أهميتها لعدة اعتبارات منها:-
1 – أن معظم مؤلفيها عاشوا في فترة مبكرة، وأغلبهم من رجالات القرن الثاني والثالث الهجري، مما يميز مصادرهم بأنها كانت متقدمة.
2 – ثم إن المحدثين يتحرون الدقة في النقل، الأمر الذي يجعل الباحث يطمئن إلى رواياتهم أكثر من روايات الإخباريين.
القاعدة الثانية: الفهم الصحيح للإيمان، و دوره في تفسير الأحداث.
إن دارس التاريخ الإسلامي إن لم يكن مدركاً للدور الذي يلعبه الإيمان في حياة المسلمين، فإنه لا يستطيع أن يعطي تقييماً علمياً وواقعياً لأحداث التاريخ الإسلامي.
القاعدة الثالثة: أثر العقيدة في دوافع السلوك لدى المسلمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/121)
إن منهج كتابة التاريخ الإسلامي وتفسير حوادثه يعتمد في أصوله على التصور الإسلامي، ويجعل العقيدة الإسلامية ومقتضياتها هي الأساس في منطلقاته المنهجية، وفي تفسير حوادثه والحكم عليها.
وإن معرفة أثر الإسلام في تربية أتباعه في صدر الإسلام وتزكية أرواحهم، والتوجه إلى الله وحده بالعبادة والمجاهدة، يجعل من البديهي التسليم بأن الدافع لهم في تصرفاتهم وسلوكهم لم يكن دافعاً دنيوياً بقدر ما كان وازعاً دينياً وأخلاقياً.
ولأجل ذلك يجب استعمال الأسلوب النقدي في التعامل مع المصادر التاريخية، وعدم التسليم بكل ما تطرحه من أخبار، فتوضع الوجهة العامة للمجتمع الإسلامي وطبيعته وخصوصيته في الحسبان، وينظر إلى تعصب الراوي أو الإخباري أو المؤرخ من عدمه، فمن لاحت عليه أمارات التعصب والتحيز بطعن أو لمز في أهل العدالة والثقة من الصحابة، أو مخالفة لأمر معلوم من الشريعة أو عند الناس، أو معاكسة طبيعة المجتمع وأعرافه وقيمه الثابتة، ففي هذه الأحوال لا يؤخذ منه ولا يؤبه بأخباره؛ لأن التحيز والتعصب حجاب ساتر عن رؤية الحقيقة التاريخية.
القاعدة الرابعة: العوامل المؤثرة في حركة التاريخ.
إن المنهج الإسلامي لدراسة التاريخ منهج شامل لكل الدوافع والقيم التي تصنع التاريخ، غير واقف أما حدود الواقع المادي المحدود الظاهر للعيان فقط، بل إنه يتيح فرصة لرؤية بعيدة يستطيع المؤرخ معها أن يقدم تقييماً حقيقياً وشاملاً أكثر التحاماً مع الواقع لأحداث التاريخ الإنساني، وهذا سر المفارقة بين المنهج الإسلامي وبقية المناهج الأخرى الوضعية التي تفسر التاريخ تفسيراً عرقياً أو جغرافياً أو اقتصادياً.
القاعدة الخامسة: العلم بمقادير الناس وأحوالهم ومنازلهم والتثبت فيما يقال عنهم.
قال ابن تيمية رحمه الله: إن الحكم على أي طائفة أو قوم، يقوم على أصلين، أحدهما: المعرفة بحالهم، و الثاني: معرفة حكم الله في أمثالهم. مجموع الفتاوى (28/ 510).
وهذان الأصلان يقومان على العلم المنافي للجهل، والعدل المنافي للظلم؛ إذ الكلام في الناس لا يجوز بغير علم وبصيرة.
وعلى هذا الأساس ينبغي التحري فيما يروى عن الوقائع التي كانت بين أعيان الصدر الأول من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، فالمعرفة بحالهم تدل على كمال إيمانهم، وصدقهم وحسن سريرتهم، إذ توافرت النصوص الشرعية في تزكيتهم وتعديلهم.
وبناء على هذا لابد من الرجوع إلى المصادر الأصلية الموثوقة لمعرفة الحقيقة، فلا يؤخذ من الكذابين والفاسقين وأصحاب الأهواء؛ لأن فسقهم وهواهم يدفعهم إلى تصوير الأمر على خلاف حقيقته.
وهنا مجموعة من المقاييس ينبغي الأخذ بها في هذا الشأن، و هي:-
1 – عدم إقحام الحكم على عقائد ومواقف الرجال بغير دليل في ثنايا سرد الأعمال، إذ أن الحكم على أقدار الناس يجب أن يكون قائماً على حسن الظن حتى يثبت خلاف ذلك.
2 – عدم تجاوز النقل الثابت إلى إيراد الظنون والفرضيات، فهذا من فضل الدين أن حجزنا عنه، ولم يفعل هذا مؤرخ فاضل، ولم يقل أحد أن حسن الأدب هو السكوت عن الذنوب، وإنما حسن الأدب هو رده وتنقية سيرة الصدر الأول منه، كما أن حسن الأدب يقتضي السكوت عن الظنون والكف عن اقتفاء مالا علم لنا به يقيناً، وكثيراً ما تلحّ على المرء في هذا شهوة الاستنتاج ودعوى التحليل، وقد أمرنا الشرع أن تكون شهادتنا يقينية لا استنتاجية فيما نشهد من حاضرنا، ففي الآية {إلا من شهد بالحلق وهم يعلمون}، فكيف بمن يشهد بالظن والهوى فيمن أدبر من القرون؟؟!
3 – إن الإسلام له منهجه في الحكم على الرجال والأعمال، فهو يأمر بالشهادة بالقسط وعدم مسايرة الهوى في شنآن أو في محبة، ويأمر باتباع العلم لا الظن، وتمحيص الخبر والتثبت فيه لئلا يصاب قوم بجهالة، وهذا في حق كل الناس، فكيف بخير القرون؟؟!
القاعدة السادسة: الكلام في الناس يجب أن يكون بعلم وعدل وإنصاف.
الأصل في هذه القاعدة قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى، واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/122)
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في منهاج السنة (4/ 337): والكلام في الناس يجب أن يكون بعلم وعدل، لا بجهل وظلم كحال أهل البدع.
ويدخل ضمن هذه القاعدة، العدل في وصف الآخرين، والمقصود به هو العدل في ذكر المساوئ والمحاسن والموازنة بينهما.
فمن المعلوم أن أحداً لا يسلم من الخطأ لقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في المسند (3/ 198): كل بني آدم خطّاء. ولذلك ينبغي للمسلم إذا وصف غيره ألا يغفل المحاسن لوجود بعض المساوئ، كما لا ينبغي أن يدفن المحاسن ويذكر المساوئ لوجود عداوة أو شحناء بينه وبين من يصفه، فالله عز وجل أدبنا بأحسن الأدب وأكمله بقوله {ولا بخسوا الناس أشياءهم}.
وحين نجد من يذم غيره بذكر مساوئه فقط، ويغض النظر عن محاسنه، فإن ذلك يرجع في العادة إلى الحسد والبغضاء، أو إلى الظنون والخلفيات والآراء المسبقة، أو إلى التنافس المذموم، ولكن المنصفين هم الذين يذكرون المرء بما فيه من خير أو شر ولا يبخسونه حقه، ولو كان الموصوف مخالفاً لهم في الدين والاعتقاد أو في المذهب والانتماء.
القاعدة السابعة: العبرة بكثرة الفضائل.
فإن الماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث، وكذلك من غلبت فضائله هفواته اغتفر له ذلك، وفي هذا الصدد يقول الحافظ الذهبي رحمه الله: وإنما العبرة بكثرة المحاسن. السير (20/ 46).
وهذه قاعدة جليلة تعد بمثابة منهج صحيح في الحكم على الناس، لأن كل إنسان لا يسلم من الخطأ، لكن من قل خطؤه وكثر صوابه فهو على خير كثير، والإنصاف يقتضي أن يغتفر للمرء الخطأ القليل في كثير صوابه.
ومنهج أهل السنة هو اعتبار الغالب على المرء من الصواب أو الخطأ والنظر إليه بعين الإنصاف، وهناك قاعدة أخرى يمكن اعتبارها في هذا الباب وهي كما ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (8/ 412): العبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية.
القاعدة الثامنة: إحالة الحوادث على الخطأ في الاجتهاد.
نحن لا نعصم فرداً أو مجتمعاً، إلا أن يكون نبياً أو رسولاً، ومن هنا يجب أن نعلم أن الذين صنعوا التاريخ رجال من البشر، يجوز عليهم الخطأ والسهو والنسيان، وإن كانوا من كبار الصحابة وأجلائهم، إلا أنه ينبغي إحالة الحوادث إلى الخطأ في الاجتهاد.
القاعدة التاسعة: الطريقة المثلى في معالجة القضايا والأخطاء.
يلزم دارس التاريخ أن يدرس الظروف التي وقعت فيها أحداثه، والحالة الاجتماعية والاقتصادية التي اكتنفت تلك الأحداث، حتى يكون حكمه أقرب إلى الصواب.
القاعدة العاشرة: الاستعانة بعلم الجرح والتعديل للترجيح بين الروايات المتعارضة وبناء الصورة التاريخية الصحيحة.
ينبغي الاستعانة بمنهج المحدثين في نقد أسانيد الروايات، فهو الوسيلة المثلى للترجيح بين الروايات المتعارضة، كما أنه خير معين على رفض بعض المتون المضطربة أو الشاذة عن الإطار العام لتاريخ صدر الإسلام.
وعلى هذا الأساس يتم اعتماد الروايات الصحيحة ثم الحسنة لبناء الصورة التاريخية لأحداث المجتمع الإسلامي في عصر صدر الإسلام، وعند التعارض يقدم الأقوى دائماً، أما الروايات الضعيفة التي لا تقوى، فيمكن الإفادة منها في إكمال الفراغ الذي لا تسده الروايات الصحيحة والحسنة، على شرط أن تتماشى مع روح المجتمع الإسلامي، ولا تناقض جانباً عقدياً أو شرعياً، لأن القاعدة: التشدد فيما يتعلق بالعقيدة والشريعة، كما قال الدكتور أكرم ضياء العمري في المجتمع المدني (ص 25).
ومن ناحية ثانية إذا كان أهل الحديث يتساهلون في الرواية عن الضعفاء إن كانت رواياتهم تؤيد أحاديث صحيحة موثقة: فلا بأس إذاً من الأخذ بهذا الجانب في التاريخ، وجعله معياراً ومقياساً إلى تحري الحقائق التاريخية ومعرفتها.
ومن هذا المنطلق تتخذ الأخبار الصحيحة قاعدة يقاس عليها ما ورد عند الإخباريين مثل سيف بن عمر والواقدي وأبي مخنف .. وغيرهم، فما اتفق معها مما أورده هؤلاء تلقيناه بالقبول، وما خالفها تركناه ونبذناه.
القاعدة الحادية عشر: الرجوع إلى كتب السنة كمصدر مهم لأخبار صدر الإسلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/123)
إن من المفيد جداً في كتابة التاريخ الإسلامي الرجوع إلى كتب السنة كمصدر موثوق وراجح لأخبار الصدر الأول، لوجود روايات تاريخية كثيرة فيها على درجة عالية من الصحة، ونظراً لأن كتب الحديث خُدمت أكثر من كتب التاريخ من قبل النقاد.
وتتضاعف كمية هذه الأخبار الموثوقة بالرجوع إلى كتب السنن والمسانيد والمصنفات ومعاجم الصحابة وكتب الفضائل والطبقات والتواريخ التي صنفها المحدثون، وكتابات العلماء الذين كانت لهم عناية بشرح كتب الحديث، وذلك أن ثقافتهم الحديثية الممحصة واقتباساتهم من كتب التاريخ المفقودة التي دونها المحدثون الأولون جعلت شروحهم غنية بنصوص تاريخية.
فعلى سبيل المثال يعتبر كتاب: فتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر رحمه الله مثلاً واضحاً لهذه الكتب وهؤلاء العلماء، إذ يشمل من الفوائد التاريخية كمية لا يستهان بها كما هو كتاب حديث.
القاعدة الثانية عشر: معرفة حدود الأخذ من كتب أصحاب الأهواء والفرق.
اعتنى أهل السنة بضبط مذهب الفرق وأقوالهم لتعرف أحوالهم ومواقفهم ويكون المسلم على بينة منها، فلا يخدع من قبلهم، ولأجل هذا لابد للمؤرخ المسلم من التعرف على اتجاهات هؤلاء وعقائدهم، لأن ذلك يمكنه من التعامل مع النصوص التي وأوردوها بما لديه من خلفية عن اتجاهاتهم وآرائهم ومواقفهم، ثم يقارنها بغيرها من الآراء التي عند المؤرخين أو العلماء العدول الثقات.
وعلى ضوء المقابلة والمقارنة بين النصوص ينظر إلى تعصب الراوي من عدمه، فمن لاحت عليه أمارات التحزب أو التحيز لنحلة أو طائفة أو مذهب لا يؤخذ منه في هذه الحال، أما من لا يلحظ عليه التعصب – وإن كان من أهل البدع – وكان صدوقاً في نفسه معروفاً بالورع والتقوى والضبط تقبل روايته.
القاعدة الثالثة عشر: معرفة ضوابط الأخذ من كتب غير المسلمين.
إذا كان للتاريخ الإسلامي قواعد وأصول وضوابط شرعية يجب على المؤرخ المسلم أن يلتزم بها، فذلك يعني الاحتياط عند الأخذ من كتب غير المسلمين، خصوصاً وأن الحرية بلا قيود وبلا ضوابط تلقاها العلمانيون في الغرب أو الشرق، وطبقوها على التاريخ الإسلامي بسبب الاختلاف في التصورات والمفاهيم والمبادئ، مما جعل نتائج أبحاثهم ودراساتهم مناقضة للأحكام الإسلامية، وواقع المجتمع الإسلامي، لهذا فإن القضايا التي تطرحها كتب غير المسلمين من يهود ونصارى وغيرهم، والتي تعالج التاريخ الإسلامي – خصوصاً الصدر الإسلامي الأول – ينبغي أن تدرس بعناية وحذر شديدين، لأنهم لا يصدقون في كثير مما يقولونه عن الإسلام ونظمه ورجاله، ولا يحل وفق ذلك لمسلم أن يروي عنهم أو يأخذ منهم، لا سيما وأن من شروط البحث في هذه القضايا عرض الأقوال والأعمال على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ثم إذا كان علماء الإسلام لا يثبتون الأحكام بما يرويه المسلم الضعيف الضبط، فكيف يحق لقوم مؤمنين أن يحملوا عن كافر ساقط العدالة ! ويضمر من الحقد والبغضاء لهذا الدين مالا يعلمه إلى الله.
القاعدة الرابعة عشر: مراعاة ظروف العصر الذي وقعت فيه الحادثة.
ينبغي أن نعلم أن بعض تلك الأحداث الواقعة في صدر الإسلام لا يبررها غير ظروفها التي وقعت فيها، فلا نحكم عليها بالعقلية أو الظروف التي نعيش فيها نحن أو بأية ظروف يعيش فيها أصحاب تلك الأحداث، لأن الحكم حينئذ لن يستند إلى مبررات موضوعية، وبالتالي تكون نظرة الحاكم إلى هذه الوقائع غير مطابقة للواقع.
ومن الملاحظ أن الخلط بين الواقع المأساوي الذي يعيشه المسلمون في هذا العصر، وبين واقع المجتمع الإسلامي في صدر الإسلام يرجع إلى الخطأ في الفهم الناتج في الغالب عن الصورة القاتمة والمغرضة التي يتلقاها النشء عن تاريخ الإسلام وحضارته بواسطة المناهج المحرفة التي تعمم الأحكام وتشوه بذلك التاريخ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/124)
ولاشك أن مصدر الخطأ في هذه المنهاج هو تدخل أصحابه بالتفسير الخاطئ للأحداث التاريخية وفق مقتضيات وأحوال عصرهم الذي يعيشون فيه، دون أن يراعوا ظروف العصر الذي وقعت فيه الحادثة، وأحوال الناس وتوجهاتهم في ذلك الوقت، والعقيدة التي تحكمهم ويدينون بها، أو بعبارة أخرى إن مصدر الخطأ في منهجهم هو تطبيق واقع العصر الحاضر ومفاهيمه على العصور السابقة، مع أن لكل عصر مميزاته الواضحة التي تسمى في منهج البحث العلمي (روح العصر).
القاعدة الخامسة عشر: استعمال المصطلحات الإسلامية.
تعد قضية المصطلحات من أشد العناصر أثراً وأهمية وخطورة في ثقافة الشعوب، لأنه عن طريقها يتم تثبيت المفاهيم والأفكار، ولأن المصطلحات بهذا القدر من الأهمية فإنه منذ أن تقرر في أوكار الصهيونية والصليبية تدمير الخلافة الإسلامية، وأعداء الأمة الإسلامية يحرصون على تخريب الفكر الإسلامي وتشويه العقل المسلم من باب المصطلحات والمفاهيم.
فقد كان من تأثير الغزو الثقافي الأوربي للمسلمين أن شاعت بينهم مصطلحات ومفاهيم غريبة عن عقيدتهم وثقافتهم حتى كادت أن تختفي المصطلحات الإسلامية.
على أن هذا المنزلق يتمثل في عدم وعي الباحثين المعاصرين بأن المصطلحات الحديثة إنما تنبثق من رؤية خاصة للفكر الغربي .. فالمثقفون في العالم الإسلامي كانوا إلى مشارف الخمسينيات لا يدركون أن المصطلح جزء لا يتجزأ من التركيبة أو البنية الحضارية لأي مجتمع، و كانوا في حالة الدفاع عن الذات، يحاولون أن يوجدوا لكل عنوان برّاق في المدنية الغربية مثيله في الإسلام.
ولنذكر على سبيل المثال مصطلح: اليمين و اليسار و الاشتراكية و الديمقراطية و الرأسمالية .. الخ، و رغم أن هذه المصطلحات لعبة صهيونية، إلا أن بعض الباحثين مع الأسف وظفوها بصورة آلية، حتى أن بعضهم ألفوا كتباً يصنفون فيها الصحابة رضي الله عنهم إلى يمين و يسار و اشتراكي و رأسمالي. فيجب الحذر من التقليد الأعمى، و في ذلك يكمن خطر الذوبان في الفكر الجاهلي الغربي، والضياع وسط مصطلحاته الكثيرة التي تفقدنا ذاتيتنا المستقلة، و ينبغي استعمال المصطلحات الإسلامية؛ لأنها ذات دلالة واضحة و محددة، ولأنها معايير شرعية لها قيمتها في وزن الأشخاص والأحداث.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد:-
إن دراسة التاريخ بحاجة إلى منهجية في معرفة الضوابط .. وهذه الضوابط لا تتأتى من فراغ .. بل بالممارسة والتجربة والتحليل والنقد ..
ولعل هذه الدراسات – التي سأذكرها بعد قليل – قد حاولت الالتزام بالمنهج الصحيح في نقد بعض النصوص التاريخية وتأصيل المنهج الإسلامي للتفسير التاريخي، ذلك المنهج الذي يعتمد التصور الإسلامي للتاريخ، ويفيد من منهج المحدثين في التعامل مع الرواية التاريخية ..
ولعلها أيضاً بما قدمته من حقائق تاريخية مستندة إلى هذا المنهج أن تكون لبنة من لبنات الجهود الجادة في بناء علم إسلامي قائم على تجربة تاريخية صحيحة وموثقة ..
وقد بدأت محاولات التنظير الحديثة لبناء منهج إسلامي في تفسير التاريخ الإسلامي – حسبما أعلم – من خلال مجموعة من العلماء الجادين، من أمثال الشيخ محب الدين الخطيب في تعليقاته على العواصم من القواصم لابن العربي، ومن خلال مقاله عن المراجع الأولى في تاريخنا، في مجلة الأزهر (المجلد 24 / جزء / 2 ص 210 / صفر 1372هـ)، ومن أمثال الشيخ محمد قطب و محمد الصادق عرجون، والدكتور أكرم ضياء العمري، وقد قام – وهو رئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية – بتوجيه عدد من الرسائل التي سجلت في قسم الدراسات العليا لنيل درجتي الماجتسير والدكتوراه نحو نقد المرويات التي احتوتها كتب الحديث والمغازي والتواريخ عن السيرة النبوية بهدف توثيق المعلومات عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين ..
وحلقة اليوم تتعلق بذكر عدد من الكتب القيمة و المفيدة في هذا الباب والتي تعين على معرفة المناهج و الأصول والضوابط لقراءة وكتابة التاريخ الإسلامي، والتي أنصح باقتنائها ..
1 – منهج كتابة التاريخ الإسلامي، للدكتور محمد بن صامل السلمي.
2 – منهج دراسة التاريخ الإسلامي، للدكتور محمد أمحزون.
3 – كيف نكتب التاريخ الإسلامي، للأستاذ محمد قطب.
4 – فقه التاريخ، للأستاذ عبد الحميد بن عبد الرحمن السحيباني.
5 – في أصول تاريخ العرب الإسلامي، للأستاذ محمد محمد حسن شُرّاب.
6 – التاريخ الإسلامي بين الحقيقة والتزييف، للدكتور عمر سليمان الأشقر.
7 – نزعة التشيع وأثرها في الكتابة التاريخية، للدكتور سليمان بن حمد العودة.
8 – قضايا ومباحث في السيرة النبوية، للدكتور سليمان بن حمد العودة.
9 – المنهج الإسلامي لدراسة التاريخ وتفسيره، للدكتور محمد رشاد خليل.
10 – نحو رؤية جديدة للتاريخ الإسلامي، نظرات و تصويبات، للدكتور عبد العظيم محمود الديب.
11 – تاريخنا من يكتبه؟ للدكتور عبد الرحمن علي الحجي.
12 – حول إعادة كتابة التاريخ الإسلامي، للدكتور عماد الدين خليل.
13 – قضايا كتابة التاريخ الإسلامي وحلولها، للدكتور محمد ياسين مظهر الصديقي.
14 – منهج كتابة التاريخ الإسلامي لماذا وكيف؟، للدكتور جمال عبد الهادي و الدكتورة وفاء محمد.
15 – دراسة وثيقة للتاريخ الإسلامي ومصادره، من عهد بين أمية حتى الفتح العثماني لسورية ومصر (40 – 922هـ / 661 – 1516م)، للدكتور محمد ماهر حمادة.
16 - المدخل إلى علم التاريخ، للدكتور: محمد بن صامل السلمي.
والله أعلم والحمد لله رب العالمين
http://saaid.net/Doat/Althahabi/35.htm (http://saaid.net/Doat/Althahabi/35.htm)(140/125)
للتحميل: شذرات عن واقع العالم الاسلامي في القرن التاسع عشر
ـ[أبو العباس السوسي]ــــــــ[22 - 11 - 06, 02:41 م]ـ
اليكم أيها الكرام محاضرة قيمة بعنوان:"شذرات عن واقع العالم الاسلامي في القرن التاسع عشر" للعلامة محمد المنوني ألقاها قبل وفاته بحوالي سنة في نطاق الدروس الافتتاحية بكلية الاداب بأكادير جنوب المغرب سنة 1998 رحمه الله وغفر له.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84383
ـ[أبو العباس السوسي]ــــــــ[22 - 02 - 07, 02:30 ص]ـ
للرفع(140/126)
محاضرة النقوش الآثارية كمصدر للتاريخ الإسلامي
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[23 - 11 - 06, 05:41 ص]ـ
محاضرة النقوش الآثارية كمصدر للتاريخ الإسلامي
الكويت في: 26/ 11 / 2002
الدكتور محمد حمزة الحداد
للتحميل، إضغط:
هنا ( http://www.islamichistory.net/meetings/arch.mp3)(140/127)
هل صحيح أن: العرب فكوا رموز الهيروغليفية قبل شامبليون بألف عام؟
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[23 - 11 - 06, 05:47 ص]ـ
العرب فكوا رموز الهيروغليفية قبل شامبليون بألف عام
دمشق في 5 أكتوبر 2004:
أكدت دراسة أجريت حول مخطوطة "شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام" لابن وحشية النبطي تقدم بها الباحث السوري يحيى مير علم، أكدت أن العرب كانوا أول من فك رموز الهيروغليفية قبل عالم المصريات الفرنسي جان فرانسوا شامبليون بما يقارب الألف عام.
وتركزت الدراسة على العالم العربي أبو بكر احمد بن علي بن قيس بن المختار المعروف بابن وحشية النبطي والكلداني الذي يرجح العلماء ولادته في منتصف القرن الثالث الهجري ويعيد البعض ولادته في القرن الرابع الهجري.
وقال الباحث إن ابن وحشية كان أول من فك رموز اللغة المصرية القديمة وميز أنواعها، وتابع في خلاصة دراسته أن المخطوطة تم نسخها عام 241 هجري، وكان أول من كشف عنها المستشرق النمساوي جوزيف همر وقام بطبعها في لندن عام 1806 وهذا ما دفع مير علم إلى التأكيد على أن شامبليون لا بد وان يكون قد اطلع على هذه المخطوطة قبل قيامه بفك رموز حجر رشيد الذي عثر عليه بالقرب من مدينة رشيد شمال مصر.
والعالم العربي كان مطلا على العديد من اللغات القديمة المعروفة بزمنه ومن بينها الكردية والنبطية والفارسية والهندية وبلغ عدد الأقلام التي يعرفها 89 قلما بينها الهيروغليفية التي تضمنتها المخطوطة المعنية بالدراسة.
ويشير مير علم إلى أن ابن وحشية "وضع في مخطوطته الأقلام القديمة وحروفها وما يقابلها من حروف باللغة العربية" ومن بين هذه اللغات إلى جانب الهيروغليفية اللغات المصرية القديمة مثل الديموطيقية والهيروطيقية والقبطية القديمة إلى جانب الآشورية والكلدانية والنبطية.
وابن وحشية مولود في ضواحي الكوفة وقد ورث عن والده ثروة كبيرة حرم منها وكان شديد الذكاء فاتجه إلى العلوم ومن بينها علوم اللغات القديمة وله العديد من الكتب، ووصفه من جاء بعده مثل ابن النديم بالساحر لعلمه بالطلسمات والصنعة وكتب عن حياته في تراجم أصحاب السحر والعزائم بسبب معرفته بالحروف القديمة إلى جانب كتب عنه في "الكيمياء" التي ترك فيها ما يقارب الثلاثين مصنفا إلى جانب ترجمته لكتب "عن الفلاحة النبطية" وكتاب عن المياه ترجمه عن الكردية إلى جانب عشرات الكتب الأخرى التي تشمل علوما أخرى مختلفة.
المصدر: شبكة نسيج الإخبارية
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[23 - 11 - 06, 03:15 م]ـ
ليس هذا بأول سرقات لصوص الغرب الذين تسلوا على مخطوطات سرقوها من بلادنا فالقائمة طويلة وكبيرة وفي كل العلوم واقرأ إذا أردت كتابا المستشرقة الألمانية زيغريد هونكة " شمس العرب تسطع على الغرب" و "الله ليس كذلك" فإنها ممن أنصف ونسب العلوم إلى أهلها.
ـ[عمرو الأمير]ــــــــ[20 - 09 - 08, 12:26 ص]ـ
يمكن تنزيل الكتاب من هذا الرابط
http://www.wadod.net/open.php?cat=4&book=265
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[20 - 09 - 08, 01:51 ص]ـ
قرأت طرفاُ من الكتاب ولم أجد فيه أدنى دليل على هذه الدعوى العريضة!!
ومولف الكتاب إياد الطباع ليست له يد باسطة في علم التحقيق، ومع ذلك يريد أن يعلِّمه للناس!
وقد ذكر في جملة قصيرة - على عادة الناشرين في تعظيم الكتب التي ينشرونها - أن باحثاً سورياً يرى أن شامبليون استفاد من كتاب ابن وحشية، وذكر اسمه في الحاشية (بهجت قبيسي)، ولم يزد على ذلك!
السؤال: هل بهجت قبيسي يعرف الهيروغليفية؟ وهل في كتاب ابن وحشية رموز هيروغليفية أصلاً؟
أما إذا قرأت في كتاب ابن وحشية فستضحك من الأكاذيب المحشودة!! وأترك لكم اكتشاف بعضها من خلال قراءة الكتاب أو مقدمة ناشره!!
وقد نظر المستشرقون في كتب الرجل وانتهوا إلى أنه رجل مجهول يكتب أساطير لا حقيقة لها لأغراض شعوبية (انظر كتاب علم الفلك للمستشرق نالينو)(140/128)
موقع منتديات التاريخ الاسلامي
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[23 - 11 - 06, 05:52 ص]ـ
موقع منتديات التاريخ الاسلامي
http://www.islamichistory.net/forum/SandMagic/SandMagic/sm_3.gif
اضغط .... هنا ( http://www.islamichistory.net/forum/)
.
ـ[العتيق]ــــــــ[23 - 11 - 06, 05:46 م]ـ
جزاكم الله خير وبارك فيكم
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[28 - 11 - 06, 01:58 ص]ـ
هذا المنتدى أشارك فيه منذ زمن وهو تحت إشراف أخ عزيز على قلبي هو الأخ عبد العلي من فاس المغربية الحبيبة، وفعلا موقع يستحق أن يدعم.
ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[26 - 03 - 07, 04:43 م]ـ
جزاكم الله خير
ـ[محمد بن الطاهر]ــــــــ[27 - 03 - 07, 05:22 م]ـ
يا أخي مشكور وجزاك الله عنا ألف خير(140/129)
موقع: التاريخ الإسلامي
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[23 - 11 - 06, 05:57 ص]ـ
موقع: التاريخ الإسلامي
http://www.islamichistory.net/indexfiles/banner.jpg
اضغط ........ هنا ( http://www.islamichistory.net/main.htm)
و هذا رابط:
مركز الأخبار التاريخية و الآثارية في موقع التاريخ الإسلامي ( http://www.islamichistory.net/news/news.htm)
ـ[العتيق]ــــــــ[23 - 11 - 06, 05:46 م]ـ
جزاكم الله خير وبارك فيكم
ـ[احمد محمود محمد]ــــــــ[03 - 12 - 06, 12:13 ص]ـ
جزاكم الله خير وبارك فيكم(140/130)
موقع: تاريخ الحكام و السلالات الحاكمة / موقع مميز
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[23 - 11 - 06, 06:03 ص]ـ
موقع: تاريخ الحكام و السلالات الحاكمة
http://www.hukam.net/images/nav/titel-1.gif
هنا ( http://www.hukam.net/)
.
ـ[العتيق]ــــــــ[23 - 11 - 06, 05:47 م]ـ
جزاكم الله خير وبارك فيكم
ـ[الباحث]ــــــــ[25 - 11 - 06, 02:45 ص]ـ
بارك الله فيك.
موقع أكثر من رائع.
كنت أتمنى لو أن المواقع العلمية العربية تقتدي بهذا الموقع من حيث جمال التصميم ووفرة المعلومة وحُسْن الترتيب.
ـ[أبو عيسى الشريف]ــــــــ[28 - 01 - 07, 01:58 ص]ـ
بارك الله فيك.
موقع أكثر من رائع.
كنت أتمنى لو أن المواقع العلمية العربية تقتدي بهذا الموقع من حيث جمال التصميم ووفرة المعلومة وحُسْن الترتيب.
نعم صدقتم
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[28 - 01 - 07, 03:27 ص]ـ
جزاكم الله خير وبارك فيكم
ـ[شبيب القحطاني]ــــــــ[19 - 04 - 08, 06:49 م]ـ
الموقع لا يمكن فتحه عندنا في السعودية
ـ[شبيب القحطاني]ــــــــ[19 - 04 - 08, 06:53 م]ـ
تظهر هذه الرسالة
Forbidden
You don't have permission to access / on this server.
Additionally, a 403 Forbidden error was encountered while trying to use an ErrorDocument to handle the request.
--------------------------------------------------------------------------------
Apache/1.3.37 Server at www.hukam.net Port 80
ـ[شبيب القحطاني]ــــــــ[04 - 05 - 08, 06:25 ص]ـ
ألا أحد يساعدنا على إعادة فتحه من الإخوة
ـ[سليمان إبراهيم الأسعدي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 04:24 م]ـ
ألا أحد يساعدنا على إعادة فتحه من الإخوة
يبدو أن الخلل من عندك أخي
الموقع مفتوح
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[13 - 05 - 08, 10:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا.(140/131)
أطلس التاريخ الإسلامي
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[23 - 11 - 06, 06:11 ص]ـ
أطلس التاريخ الإسلامي
http://ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=42487&stc=1&d=1164251410
هنا ( http://www.hukam.net/essay/maps.htm)
.
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[04 - 12 - 06, 02:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد تيرو]ــــــــ[10 - 02 - 07, 01:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[جابر بن حمد]ــــــــ[06 - 03 - 07, 05:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وبارك الله فيكم
ـ[أبو معاذ الأثري]ــــــــ[07 - 03 - 07, 10:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[خالد الاطلسي]ــــــــ[10 - 03 - 07, 12:11 ص]ـ
جازاك الله خير الجزاء الاخ الطيب.
ـ[محمد بن الطاهر]ــــــــ[27 - 03 - 07, 05:26 م]ـ
يا أخي الطيب بارك الله فيك وجزاك عنا خيرا كثبرا
ـ[ابونواس الروداني]ــــــــ[29 - 03 - 07, 05:35 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء وأحسن اليك
ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[30 - 03 - 07, 07:45 م]ـ
جزاك الله خيرا(140/132)
موقع: تاريخ الاسلام و الحضارة
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[23 - 11 - 06, 06:16 ص]ـ
موقع: تاريخ الاسلام و الحضارة
http://ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=42488&stc=1&d=1164251758
هنا ( http://www.attarikh.tk/)
.
ـ[أم حنان]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:52 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[العتيق]ــــــــ[23 - 11 - 06, 05:47 م]ـ
جزاكم الله خير وبارك فيكم(140/133)
هل ثبت أن عمر أمر المقداد بضرب رؤوس الصحابة الستة أهل الشورى إن لم يتفقوا على واحد؟
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[25 - 11 - 06, 10:44 ص]ـ
هل ثبت أن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أمر المقداد 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بضرب رؤوس الصحابة الستة أهل الشورى إن لم يتفقوا على واحد منهم؟
تنبيه: المقداد، وليس مصعب.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85952
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[25 - 11 - 06, 12:57 م]ـ
هل من مجيب؟
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[25 - 11 - 06, 11:36 م]ـ
هل من مجييييييييييييييييييييييييييب؟
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[02 - 12 - 06, 10:31 م]ـ
لم يثبت أخي الكريم
والوراية التي تذكر هذه الفرية العظيمة من استهتار كبار الصحابة بقطع رؤوس كبار الصحابة رضي الله عنهم
هي من طريق لوط بن يحيى الأزدبي المعروف بأبي مخنف وهو كذوب دجال بين حاله أهل العلم
وانظر في تقصي حاله ومروياته كتاب
مرويات أبي مِخْنَفٍ (لُوطِ بنِ يَحْيَى الأَزْدِيِّ) في تاريخ الطَّبَرِيِّ عصر الخِلافةِ الرَّاشِدةِ» للدكتور يَحْيَى بن إبراهيم اليحيى
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[03 - 12 - 06, 08:24 ص]ـ
أخي الفاضل ابن دحيان:
أين سند الرواية؟ وما الدليل على أن فيها أبي مخنف، ثم إني لست معك في أن متن الرواية فيها الإشكال الذي ذكرت، ولكن إن ثبت ضعف إسناد الرواية فهي ضعيفة، ولقد ذكرها الشيخ محمود شاكر في كتابه التاريخ، وكذلك الخالدي في كتابة الخلفاء ارلراشدون وهما مما اشترطا على أنفسهما صحة ما ينقلون.
ولكن أريد أن أقف على سند الرواية للمقداد رضي الله عنه، فهل من مجيب؟
ـ[خادم أهل الحديث]ــــــــ[03 - 12 - 06, 05:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في"منهاج السنة ج6ص173":
وأما قوله_الرافضي_:"ثم أمر بضرب أعناقهم إن تأخروا عن البيعة ثلاثة أيام"
فيقال أولا: من قال إن هذا صحيح؟ وأين النقل الثابت بهذا؟ وإنما المعروف أنه أمر الانصار أن لايفارقهم حتى يبايعوا واحدا منهم.
ثم يقال ثانيا: هذا من الكذب على عمر ولم ينقل هذا أحد من أهل العلم بإسناد يعرف ...................
وجزيتم خيرا
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[21 - 12 - 06, 04:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا خادم أهل الحديث بارك الله فيك
ـ[أبو أشبال]ــــــــ[14 - 07 - 07, 01:53 ص]ـ
ذكر الشيخ عبد السلام آل عيسى في كتابه ((دراسات نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب، ص 1112 - 1116)) عدة الروايات في أمر الخليفة عمر رضي الله عنه بضرب عنق من امتنع عن مبايعة من اجتمع عليه المسلمون، وهي:
1 - رواية ابن عمر رضي الله عنهما وفيه: ((فقال عمر: امهلوا فإن حدث بي حدث فليصل لكم صهيب ثلاثا، ثم أجمعوا امركم، فمن تأمر منكم على غير مشورة من المسلمين فاضربوا عنقه))
قال صاحب الكتاب: رواه ابن سعد/الطبقات 3/ 344، وسنده متصل ورجاله ثقات، فالأثر صحيح.
قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن كيسان، قال ابن شهاب أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال: ... الأثر
2 - وروي أن عمر رضي الله عنه بعد أن رشح الستة، أوصاهم واحدا واحدا بتقوى الله إن هم ولوا الخلافة، ثم دعا ضهيبا فقال: ((صل بالناس ثلاثا، ليخل هؤلاء القوم في بيت فإذا اجتمعوا على رجل فمن خالفهم فاضربوا رأسه))
قال صاحب الكتاب: رواه ابن سعد/الطبقات 3/ 340، وابن شبه/تاريخ المدينة 3/ 140،141، والطبري/التاريخ 2/ 580، الخلال/السنة، ص:278، ورجال إسناده عند ابن سعد ثقات
قال: أخبرنا عبيد الله بت موسى، قال: أخبرنا إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون، قال: شهدت عمر حين طعن ... الأثر.
ورواه الخلال من طريق إسرئايل به مثله. وفيه تدليس أبي إسحاق السبيعي مدلس من الثالثة ولم يصرح بالسماع. وهو عند ابن سبه من غير إسناد. وفي إسناده عند الطبري قتادة بن دعامة مدلس ولم يصرح بالسماع. وفيه يوسف بن يزيد عن عباس بن سهل لم أعرفهما. وفيه انقطاع يونس بن أبي إسحاق لم يرو عن عمرو بن ميمون وإنما روى عنه أبوه كما في رواية ابن سعد والخلال. فالأثر ضعيف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/134)
3 - وروي أن عمر رضي الله عنه قال للستة من أهل الشورى: ((بايعوا لمن بايع له عبد الرحمن بن عوف، فإذا بايعتم لمن بايع له عبد الرحمن فمن أبى فاضربوا عنقه))
قال صاحب الكتاب: رواه الطبراني/مجمع البحرين 4/ 302، وفي إسناده عبد الله زيد بن أسلم، صدوق فيه لين، التقريب 304، وهو منقطع من رواية زيد بن أسلم عن عمر، وهو ثقة من الثالثة، التقريب 202 فالرواية ضعيفة.
4 - وروي أنه رضي الله عنه قال للأنصار بعد أن رشح الستة نفر من أهل الشورى: ((أدخلوهم بيتا ثلاثة ايام، فإن استقاموا وغلا فادخلوا عليهم فاضربوا أعناقهم))
قال صاحب الكتاب: رواه ابن سعد/الطبقات 3/ 342، وابن شبه/تاريخ المدينة 3/ 140،141، والطبري/التاريخ 2/ 580
وإسناده عند ابن سعد رجاله ثقات سوى سماك بن حرب فهو صدوق تغير بآخره فكان ربما يتلقن من الرابعة. يروي عن عمر وروايته عنه منقطعة.
ورواه ابن شبه من غير إسناد، ورواه الطبري من طريق ابن شبه، فقال: حدثنا عمر بن شبه، قال: حدثنا علي بن محمد عن وكيع عن الأعمش عن إبراهيم ومحمد بن عبد الله الأنصاري عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن شهر بن حوشب وأبي مخنف عن يوسف بن يزيد عن عباس بن شهل ومبارك بن فضالة عن عبيد الله بن عمر ويونس بن إبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي أن عمر لما طعن ... الأثر
قال صاحب الكتاب: الأعمش سليمان بن مهران ثقة، التقريب 254، وهو مدلس من الثالثة ولم يصرح بالسماع.
إبراهيم؛ لم أعرفه.
وقتادة هو ابن دعامة ثقة التقريب 453، مدلس من الثالثة ولم يصرح بالسماع.
وشهر بن حوشب صدوق كثير الإرسال والأوهام، التقريب 269.
وأبو مخنف لوط بن يحيى إضباري تالف لا يوثق به، ميزان الاعتدال 3/ 419.
يوسف بن يزيد لم أعرفه وكذلك عباس بن سهل،
ومبارك بن فضالة صدوق يدلس ويسوي، التقريب 519، مدلس من الثالثة ولم يصرح بالسماع.
عبيد الله بن عمر هو العمري ثقة لم تذكر له رواية عن عمرو بن ميمون
ويونس بن أبي إسحاق السبعي صدوق يهم قليلا، التقريب 613، ولم تذكر له رواية عن عمرو بن ميمون، وإنما الذي يروي عن عمرو هو أبوه عمرو بن أبي إسحاق السبعي، فالأثر ضعيف
وقال بعد ذلك: وفي الرواية الثانية الصحيحة زيادة تفصيل وهو أن عمر أوصى الستة الذين رشحهم للخلافة بعده أن يتقي الله كل منهم إن اختاره المسلمون خليفة لهم ولا يحملون قرابته على رقاب الناس وحذرهم من الانشقاق، وأمرهم بصرب عنق من يريد أن يشق عصا المسلمين ويبايع بالخلافة من لم يبايعوه، أو من يتأمر من غير مشورة منهم كائنا من كان هذا الخارج والمنشق. وهذا هو الذي ندل عليه الرواية الثالثة.
أما الروايتان الأخيرتان فإنهما لم تثبتا ويبعد أ نيأمر عمر الستة بمبايعة من بايعه عبد الرحمن بن عوف وهو قد جعل الأمر للمسلمين يختارون أحد الستة.
وكذا يستحيل أن يأمر عمر الأنصار بإمهال هؤلاء النفر الستة وهو من خيرة صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ثىثة أيام ليختاروا أحدهم، فإن فعلوا وغلا ضربوا أعناقهم. وكيف يكون حال المسلمين بعد ضرب أعناق جميع من هم أهل للخلافة من التفرق والخلاف والشقاق والفتنة. والله أعلم(140/135)
سؤال: أين أجد عندما فقد أبو طالب النبي صلى الله عليه وسلم؟
ـ[أبو المعتز القرشي]ــــــــ[25 - 11 - 06, 09:22 م]ـ
ابحث عن قصة فقد أبي طالب للنبي صلى الله عليه وسلم، فأين أجدها مسندة أو غير ذلك؟
وهل القصة لأبي طالب أو عبد المطلب؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[05 - 12 - 06, 11:52 م]ـ
الحمد لله
أبو المعتز القرشي
ابحث عن قصة فقد أبي طالب للنبي صلى الله عليه وسلم، فأين أجدها مسندة أو غير ذلك؟
وهل القصة لأبي طالب أو عبد المطلب؟
القصة لعبد المطلب
وذكرها ابن سعد في الطبقات (1/ 112):
قال: أخبرنا محمد بن عمر عن أصحابه قال: مكث عندهم سنتين حتى فطم، وكأنه ابن أربع سنين، فقدموا به على أمه زائرين لها، وأخبرتها حليمة خبره وما رأوا من بركته، فقالت آمنة: أرجعي بابني فإني أخاف عليه وباء مكة، فوالله ليكونن له شأن! فرجعت به، ولما بلغ أربع سنين كان يغدو مع أخيه وأخته في البَهْمِ قريباً من الحي، فأتاه الملكان هناك فشقا بطنه واستخرجا علقةً سوداء فطرحاها وغسلا بطنه بماء الثلج في طست من ذهب، ثم وزن بألف من أمته فوزنهم، فقال أحدهما للآخر: دعه، فلو وزن بأمته كلها لوزنهم! وجاء أخوه يصيح بأمه: أدركي أخي القرشي! فخرجت أمه تعدو ومعها أبوه فيجدان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، منتقع اللون، فنزلت به إلى آمنة بنت وهب وأخبرتها خبره وقالت: أنا لا نرده الا على جذع آنفنا، ثم رجعت به أيضاً فكان عندها سنةً أو نحوها لا تدعه يذهب مكاناً بعيداً، ثم رأت غمامةً تظله إذا وقف وقفت، وإذا سار سارت، فأفزعها ذلك أيضاً من أمره، فقدمت به إلى أمه لترده وهو ابن خمس سنين فأضَلَّها في الناس فالتمسته فلم تجده، فأتت عبد المطلب فأخبرته، فالتمسه عبد المطلب فلم يجده، فقام عند الكعبة فقال:
لاهُمّ أدّ راكبي مُحَمّدَا ... أدّهْ اليّ وَاصْطَنِعْ عندي يدَا
أنت الذي جعلته لي عَضُدَا ... لا يُبعدِ الدهرُ به فَيَبْعَدَا
أنت الذي سَمّيتهُ مُحَمّدَا
قال: أخبرنا سعيد بن سليمان الواسطيّ، أخبرنا خالد بن عبد الله عن داود بن أبي هند عن العباس بن عبد الرحمن عن كِنْدير بن سعيد عن أبيه قال: كنت أطوف بالبيت فإذا رجل يقول:
ربّ رُدّ اليَّ رَاكبي محمّدَا ... رُدّهْ اليّ وَاصْطَنِعْ عندي يدَا
قال قلت: من هذا؟ قالوا: عبد المطلب بن هاشم بعث بابن ابن له في طلب إبل له ولم يبعث به في حاجة إلا نجح، فما لبثنا أن جاء فضمّه إليه وقال: لا أبعث بك في حاجة. اهـ
وفقكم الله.
ـ[أبو المعتز القرشي]ــــــــ[09 - 12 - 06, 07:03 م]ـ
أخي الكريم صلاح الدين الشريف
جزاك الله خيرا.(140/136)
الإعلام بمن لقِّب بشيخ الإسلام
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - 11 - 06, 08:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد لقِّب كثير من أئمة السلام بلقب شيخ الإسلام كابن تيمية و النواوي و ابن حجر و زكريا الأنصاري و غيرهم، و في عهد الدولة العثمانية كان هذا اللقب يطلق على المفتي الرسمي للدولة.
و أحببت أن أرصد مع اخواني من المشائخ في هذا الملتقى أسماء من استحقُّوا لقب هذا اللقب بعلمهم و فضلهم، و أما قضاة الدول الذين تلقبوا به وظيفة فإن كانوا يستحقَّون ذلك اللقب فكذلك، و بالله المستعان و عليه التكلان.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - 11 - 06, 08:20 م]ـ
1ـ شيخ الإسلام و علم الأعلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبدالحليم بن تيمية.
2ـ أبو علي الهروي صاحب ذم الكلام.
3ـ أبو عثمان الصابوني.
4ـ ابو زكريا يحيى بن شرف النواوي.
5ـ الحافظ أبو الفضل شهاب الدين ابن حجر الشافعي.
6ـ زكريا الأنصاري الشافعي.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[26 - 11 - 06, 08:30 م]ـ
7 - الإمام الحافظ شيخ الإسلام أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق البغدادي (طبقات الحفاظ للسيوطي).
8 - الإمام شيخ الاسلام أبو عبد الله المروزي الفقيه (المرجع السابق).
9 - إمام الأئمة شيخ الإسلام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر السلمي النيسابوري (المرجع السابق).
10 - الإمام العلامة شيخ الإسلام القاضي أبو العباس أحمد ابن عمربن سريج البغدادي (المرجع السابق).
11 - الإمام الحافظ الناقد شيخ الإسلام أبو محمد عبد الرحمن ابن الحافظ الكبير محمد بن إدريس بن المنذر التميمي الحنظلي الرازي (طبقات الحفاظ للسيوطي).
12 - أبو النضر الإمام الحافظ شيخ الإسلام محمد بن محمد بن يوسف الطوسي (المرجع السابق).
13 - الإمام الحافظ الثبت شيخ الإسلام أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس الجرجاني (المرجع السابق).
14 - الحافظ الإمام الزاهد القدوة شيخ الإسلام أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران البغدادي (المرجع السابق).
15 - أبو عمرو الداني الحافظ الإمام شيخ الإسلام عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي مولاهم القرطبي المقرئ (المرجع السابق).
16 - الحافظ الكبير شيخ الإسلام إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي القرشي الطلحي الأصبهاني (طبقات الحفاظ للسيوطي).
17 - أبو العلاء الهمذاني الحافظ العلامة المقرئ شيخ الإسلام الحسن ابن أحمد بن الحسن بن أحمد بن سهل العطار (المرجع السابق).
18 - ابن الصلاح، الإمام الحافظ شيخ الإسلام تقي الدين أبو عمرو عثمان ابن الشيخ صلاح الدين عبد الرحمن بن عثمان بن موسى الكردي الشهرزوري الشافعي (المرجع السابق).
19 - ابن دقيق العيد الإمام الفقيه الحافظ المحدث العلامة المجتهد شيخ الإسلام تقي الدين أبو الفتح محمد بن علي بن وهب بن مطيع القشيري المنفلوطي (المرجع السابق).
20 - البلقيني، الإمام العلامة شيخ الإسلام الحافظ الفقيه ذو الفنون المجتهد سراج الدين أبو حفص عمر بن رسلان بن نصير بن صالح بن شهاب بن عبد الخالق بن محمد بن مسافر الكناني الشافعي (المرجع السابق).
21 - شيخ الإسلام علاء الدين سديد بن محمد الخياطي الخوارزمي (تبصير المنتبه بتحرير المشتبه) للحافظ ابن حجر.
22 - العلامة الهمام والنحرير الإمام شيخ الإسلام وبركة الأنام، علامة مصر والشام، مرجع الخاص والعام، المفسر المحدث الفقيه اللغوي الصرفي النحوي البياني، العروضي المعمر الشيخ خير الدين بن الشيخ أحمد بن الشيخ نور الدين علي بن زين الدين بن بن عبد الوهاب الأيوبي العليمي الفاروقي الرملي (مشيخة أبي المواهب الحنبلي، لابن عبد الباقي الحنبلي).
23 - محمد بن محمد بن محمد بن عرفة الورغمي التونسي المالكي أبو عبد الله شيخ الإسلام بالمغرب (: إنباء الغمر بأبناء العمر للحافظ ابن حجر العسقلاني).
24 - عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار بن إبراهيم ابن جبريل بن محمد بن علي بن سليمان أبو الفضل الرازي العجلي الإمام المقرىء شيخ الإسلام الثقة الورع الكامل مؤلف كتاب جامع الوقوف وغيره (غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري).
25 - عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن علي، الإمام شيخ الإسلام مجد الدين أبو البركات ابن تيمية الحراني، جد تقي الدين ابن تيمية (الوافي بالوفيات للصفدي).
26 - شيخ الإسلام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى البهيقي، المتوفى سنة 458 هـ رحمه الله تعالى (طبقات النسابين لبكر أبو زيد).
27 - محمد بن سيرين، الامام، شيخ الاسلام، أبو بكر الانصاري، الانسي البصري، مولى أنس بن مالك، خادم رسول الله صلى الله عليه و سلم (سير أعلام النبلاء للذهبي).
28 - عطاء بن أبي رباح،الامام شيخ الاسلام، مفتي الحرم، أبو محمد القرشي مولاهم (السير للذهبي).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/137)
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[26 - 11 - 06, 09:53 م]ـ
[ quote= محمد المبارك;503930.
2ـ أبو علي الهروي صاحب ذم الكلام. [/ quote]
الهروي صاحب ذم الكلام اسمه: عبدالله بن محمد الانصاري, وكنيته ((ابو اسماعيل))
اما ابو علي الهروي فهو محدث ولكن شهرته لاتقاس بأبي اسماعيل.
==============
وانظر معجم المناهي اللفظية ص199 (شيخ الاسلام) ففيه مزيد فائدة في هذا الموضوع.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - 11 - 06, 10:45 م]ـ
شيخنا زكريا توناني شكرا على مشاركاتكم القيمة و المثرية.
شيخنا عبدالمصور.
نعم الهروي شيخ الاسلام هو أبو اسماعيل صاحب ذم الكلام، و هذا سبق "كيبورد" شكراً على التصحيح.
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[27 - 11 - 06, 04:48 م]ـ
ولا ننسى أن أول من لقب بشيخ الإسلام هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، كما في "التراتيب الإدارية" ..
29 - شيخ الإسلام رضوان بن عبد الله الجنوي الفاسي، من أهل القرن العاشر ..
30 - محمد بن قاسم القصار القيسي. إمام المغرب في وقته نهاية القرن العاشر ..
31 - عبد القادر بن علي الفاسي إمام المغرب في القرن الحادي عشر.
32 - محمد بن أبي بكر الدلائي. إمام المغرب في القرن الحادي عشر.
33 - محمد بن عبد القادر الفاسي الفهري .. بداية الثاني عشر.
34 - محمد بن قاسم جسوس. الثاني عشر.
35 - محمد بن عبد السلام بناني النفزي. الثاني عشر.
36 - محمد بن ناصر الدرعي. الحادي عشر.
37 - محمد التاودي ابن سودة المري. الثالث عشر.
38 - حمدون ابن الحاج السلمي المرداسي. الثالث عشر.
39 - جعفر بن إدريس الكتاني. 1323.
40 - محمد بن جعفر الكتاني. 1345.
41 - عبد الكبير بن محمد الكتاني. 1333.
42 - محمد بن عبد الكبير الكتاني. 1327.
43 - المهدي بن محمد الوزاني. 1341.
44 - أبو شعيب الدكالي. 1354 تقريبا.
45 - عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني. 1382.
... وغيرهم، ومن وصف بذلك كثير سابقا ولاحقا ...
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[27 - 11 - 06, 05:02 م]ـ
ولا ننسى أن أول من لقب بشيخ الإسلام هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، كما في "التراتيب الإدارية" ..
فائدة جليلة .........
ماذا عن محمد المنتصر الكتاني؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[27 - 11 - 06, 05:05 م]ـ
46 - شيخ الإسلام تقي الدين أبو عبد الله محمد بن أبي الحسين أحمد بن عبد الله ابن عيسى اليونيني الحنبلي (السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي).
47 - شيخ الإسلام عز الدين أبو محمد عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم ابن الحسن المهذب السلبي الشافعي (السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي).
48 - شيخ الإسلام شرف الدين هبة الله ابن قاضي حماة نجم الدين عبد الرحيم بن أبي الطاهر إبراهيم بن المسلم بن هبة الله بن حسان بن محمد بن منصور بن أحمد المعروف بابن البارزي الشافعي قاضي حماة (السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي).
49 - شيخ الإسلام جمال الدين بن جماعة الكناني المقدسي الشافعي (الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة للنجم الغزي).
----------
-------------
-----------
53 - عبد الملك بن عبد الله بن يوسف. الشيخ الإمام العلامة الحبر البحر المحقق المدقق النظار شيخ الإسلام أبو المعالي الجويني النيسابوري الفقيه الشافعي = إمام الحرمين (ديوان الإسلام لابن الغزي).
54 - الإمام الحبر البحر الفقيه الكبير شيخ الإسلام أبو إسحاق الفيروز آبادي الشافعي (ديوان الإسلام لابن الغزي).
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[27 - 11 - 06, 05:06 م]ـ
سبحان الله، البارحة فقط وأنا أقرأ الرد الوفر لابن ناصر الدين
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[27 - 11 - 06, 05:20 م]ـ
ماذا عن محمد المنتصر الكتاني؟
لم نصل للخامس عشر، فيضاف إلى أهل الخامس عشر ...
55 - محمد المنتصر بالله بن محمد الزمزمي الكتاني.1420
56 - محمد المكي بن محمد الكتاني. 1393 ..
57 - عبد الله بن الصديق الغماري. الخامس عشر.
58 - أشرف علي التهانوي. الخامس عشر.
59 - أنور شاه الكشميري .. الرابع عشر ..
60 - حسين بن محسن الأنصاري السبعي. الرابع عشر.
61 - محمد بن علي الشوكاني، الثالث عشر.
62 - أبو إسحاق إبراهيم التادلي .. الرابع عشر.
63 - أحمد بن محمد ابن الخياط الزكاري.1342.
64 - بدر الدين بن يوسف البيباني .. الرابع عشر.
65 - الشاه ولي الله الدهلوي. الثاني عشر ..
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[27 - 11 - 06, 05:21 م]ـ
66 - الإسبيجابي: علي بن محمد بن إسماعيل، الإمام الحبر الفقيه شيخ الإسلام أبو الحسن الحنفي المتوفى سنة 535 (ديوان الإسلام لابن الغزي).
ـ[محمد محمود الحنبلي]ــــــــ[27 - 11 - 06, 05:55 م]ـ
وقد أُطلق لفظ شيخ الإسلام على الشيخ ابن باز - رحمه الله - تعالى ..
لست أنا من أطلق وإنما هو فضيلة الشيخ عبد العزيز السدحان في برنامج (سمعت ورأيت) في قناة المجد العلمية ..
على رابط http://www.al-sunna.net/main.html
بعد العودة إن شاء الله ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/138)
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[27 - 11 - 06, 06:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا
كثير ممن ذكر لا يستحق هذا اللقب
وإن كان جمع من لقب بهذا اللقب فيه فائدة
إلا أنه ليس من شرط صاحب الموضوع
والأمر فى هذا سهل
ولكى نعلم من يستحق هذا اللقب ينبغى أن نعلم معنى هذا اللقب وشروط من يستحقه
فليرجع فى ذلك لكتاب الشيخ بكر
وقرأت فى موضع لايحضرنى الآن أن الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ
تكلم عن هذا اللقب واشترط فيمن يستحقه شروط منها
الذب عن السنة والعقيدة السلفية والرد على أهل البدع
وهذا الشرط مهم
والله أعلم
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[27 - 11 - 06, 07:00 م]ـ
وقرأت فى موضع لايحضرنى الآن أن الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ
تكلم عن هذا اللقب واشترط فيمن يستحقه شروط منها
الذب عن السنة والعقيدة السلفية والرد على أهل البدع
وهذا الشرط مهم
والله أعلم
ماذا عن الحافظ ابن حجر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[27 - 11 - 06, 07:28 م]ـ
ما لكم؟ أذهلتم!!
إن كان يصح اطلاق هذا اللقب فلا أحق به بعد الامام ابن تيمية -رحمه الله- من الامام المجدد
محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله-
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[28 - 11 - 06, 01:25 م]ـ
68 ـ إمام أهل السنة و الجماعة شيخ الإسلام و علم الأعلام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، رحمه الله.
69 ـ إمام دار أهل الهجرة مالك بن أنس الأصبحي التيمي رحمه الله.
70ـ الإمام محمد بن ادريس الشافعي رحمه الله.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[28 - 11 - 06, 01:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
71 - أحمد بن عبد الله بن يونس، من شيوخ البخاري و مسلم، سماه الإمام أحمد"شيخ الإسلام" (تحقيق تفسير ابن جرير للعلامة أحمد شاكر).
71 - شيخ الإسلام و علم الأعلام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي.
و شكرا للأخ عبد المصور، و لا أدري كيف غاب عن ذهني مع أنه في رأس قائمة شيوخ الإسلام
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[29 - 11 - 06, 07:32 ص]ـ
الردود رقم 28، 29، 30 تظهر هكذا: (--------------)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[29 - 11 - 06, 01:27 م]ـ
مشاركة الشيخ زكريا:
[54 - الإمام الحبر البحر الفقيه الكبير شيخ الإسلام أبو إسحاق الفيروز آبادي الشافعي (ديوان الإسلام لابن الغزي).]
قلت: هو الإمام المعروف بأبي اسحاق الشيرازي صاحب المهذب في الفقه الشافعي.
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[01 - 12 - 06, 09:30 ص]ـ
ممن لقب بشيخ الاسلام
أبو الوليد الطيالسي
لقبه بهذا الامام أحمد بن حنبل
كذا في ترجمة أبي الوليد الطيالسي
في تهذيب الكمال للمزي ....
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[03 - 12 - 06, 08:08 م]ـ
هل ذكر أحد من الاخوة أبا عبدالله محمد بن اسماعيل البخاري؟
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[08 - 12 - 06, 05:27 ص]ـ
شيخ الإسلام: هو من بلغ الإمامة في سائر العلوم الاثني عشر من علوم الشريعة، وتصدر للتدريس والتصنيف والإفادة، وعرف بالجهر بالحق وإحياء السنن ... وقد يطلق تجوزا على من برع في الفقهيات خاصة، وأفاد ونشر وصار متبوعا ... أو من أحاط بالعلوم وزاد عليها بإحياء السنن التي أميتت بحيث يرجع له الفضل في زمنه في ذلك ... أو كان له يد في نشر الإسلام في صقع بحيث جل أهله أسلم على يديه أو بفضله ... وقد يطلق على من له يد بيضاء في الإسلام بحيث لا ينكر فضله العظيم ...
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[12 - 03 - 07, 12:57 ص]ـ
للرفع
ـ[أحمد الشهاب]ــــــــ[10 - 04 - 07, 12:24 م]ـ
ولعل آخر من لقب به هو شيخ شيوخنا العلامة الشيخ مصطفى صبري
آخر شيوخ الإسلام بالدولة العثمانية
رحمه الله تعالى
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[29 - 04 - 07, 03:08 ص]ـ
هل ذكر أحد الإخوة (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه - ثاني شيوخ الإسلام على الإطلاق؟
ـ[أبو عاصم الليث]ــــــــ[30 - 04 - 07, 03:51 م]ـ
الإخوة الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لا أدري حقا كيف لم يُذكر الشيخ الإمام العلامة الفقيه المحدِّث المفسر، إمام التابعين سعيد بن المسيب؟! وهل بعد الصحابة مثله علما وقوة في الحق؟!
ولا أدري كيف لم يُذكر طبيب علل الحديث (مطلقا) علي بن المديني؟! الذي يقول البخاري "ما اسصغرت نفسي في الحديث أمام أحد كما استصغرتها أمام ابن المديني". (أو كما قال).
ولا أدري كيف لم يُذكر الإمام الفقيه المحدث شيخ الإسلام بحق الليث بن سعد؟! الذي يرى الإمام محمد بن إدريس الشافعي أنه أفقه من الإمام مالك بن أنس رحمه الله!!!!
وكيف لم يُذكر شيخ الإسلام الأوزاعي الذي كان يخشاه الأمراء أكثر من خشيتهم للخليفة! والذي قيل أن أفتي في سبعين ألف مسألة بـ "حدثنا" و "أخبرنا"!!!!
وأين إمام أئمة الأندلس الفقيه المحدِّث أبو عمر بن عبد البر؟! وشيخ النقاد والمحدِّثين و مؤرخ الإسلام شمس الدين الذهبي؟! وأين شيخ الإسلام المجتهد مُعلِّم المغرب العربي وفاتح صقلية (!) أسد بن الفرات؟!
ملاحظة: لم ألتزم أعلاه بطبقة من ذكرت، وإنما ذكرتهم بشكل عشوائي، حسبما جاء على بالي.
وسؤال (أرجو الإجابة فقط ممن لديه علم) ألا يستحق أي من محمد بن إسماعيل الصنعاني و محمد بن علي الشوكاني هذا اللقب؟ وأرجو أن يتحفنا الإخوة (في موضوع مستقل) بما يعرفونه عنهما، وخاصة من حيث العقيدة والمنهج الفقهي والمصنفات.
سؤال آخر، ألا يستحق الأمام سعيد بن جبير لقب شيخ الإسلام.
###
حُرر
## المشرف ##
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/139)
ـ[أبوعبدالرحمان المهدي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 04:58 م]ـ
وجدت مرة في مقدمة حاشية البناني على شرح جمع الجوامع مع تقريرات شيخ الإسلام الخطيب الشربيني فهل تصح هاته النسبة للخطيب(140/140)
هل يثبت ان عبد الله بن سبأ هو مؤسس المذهب الشيعي
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[01 - 12 - 06, 08:39 ص]ـ
فلقد سمعت من يشكك في ثبوت ذلك فأرجو إثبات ذلك علميا جزاكم الله خير
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[02 - 12 - 06, 09:48 م]ـ
ابن سبأ أول من أظهر البراءة من أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة رضي الله عنهم، كما نص على ذلك كبار علماء الشيعة المتقدمين كالأشعري القمي والكشي والنوبختي فقد نقلوا في كتبهم هذا النص:
> وحكى جماعة من أهل العلم من أصحاب علي عليه السلام أن عبدالله بن سبأ كان يهوديا فأسلم ووالى عليا عليه السلام وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى عليه السلام بهذه المقالة فقال في إسلامه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمثل ذلك وهو أول من أشهر القول بفرض إمامة علي عليه السلام وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه فمن هناك قال من خالف الشيعة إن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية
مناقشة أدلة المنكرين وجود ابن سبأ
أولا: وأما دعواهم أن سيف بن عمر التميمي هو المصدر الوحيد لأخبار عبدالله بن سبأ فهذا غير صحيح.
1 - فقد روى ابن عساكر عن عمار الدهني قال: <سمعت أبا الطفيل يقول رأيت المسيب بن نجية أتى به ملببه، يعني ابن السوداء، وعلي على المنبر. فقال علي: ما شأنه؟ فقال يكذب على الله وعلى رسوله. (1)
وروى أيضا من طريق يزيد بن وهب عن سلمة عن شعبة قال علي ابن أبي طالب: <ما لي ولهذا الحميت الأسود، يعني عبدالله بن سبأ، وكان يقع في أبي بكر وعمر> (2).
2 - ترجم كثير من علماء الشيعة القدامى والمتأخرين لعبدالله بن سبأ في كتبهم ولم يكن سيف بن عمر من ضمن الأسانيد التي رويت في اثبات شخصية عبدالله بن سبأ اليهودي (3).
3 - لم ينف علماء الشيعة القدامى حقيقة وجود عبدالله بن سبأ بل أثبتوه في كتب الرجال والفرق ولكن طعنوا في غلوه في أمير المؤمنين وأثبتوا ان أمير المؤمنين أحرق فرقة (السبئية) في النار. كما أثبت هذه الحقيقة أحمد السيد الحسيني محقق (رجال الكشي) فقال: <لم يترجم أحد من علماء الشيعة القدامى عبدالله ابن سبأ إلا وأعقبها بجملة تدل على كفره وإلحاده وزندقته وانحرافه عن الإسلام، فقال الطوسي في رجاله <عبد الله بن سبأ> الذي رجع الى الكفر وأظهر الغلو، وقال في الخلاصة: <عبد الله بن سبأ> غال ملعون حرقه أمير المؤمنين بالنار، كان يزعم أن عليا إله وانه نبي لعنه الله. وأمثال هذه العبارات (1).
4 - أثبت النوبختي في كتابه (فرق الشيعة) حقيقة وجود ابن سبأ عن طريق جماعة من أهل العلم ومن أقرب الناس للإمام علي عليه السلام فقال: <وحكى جماعة من أهل العلم من أصحاب علي عليه السلام أن عبدالله بن سبأ كان يهوديا فأسلم ووالى عليا عليه السلام وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى عليه السلام بهذه المقالة فقال في إسلامه بعد وفاة النبي _ بمثل ذلك وهو أول من أشهر القول بفرض إمامة علي عليه السلام وأظهر البراءة من أعداءه وكاشف مخالفيه فمن هناك قال من خالف الشيعة ان أصل الرفض مأخوذ من اليهودية (2).
ثانيا: قولهم: إن عبد الله بن سبأ إنما هو رمز لشخصية عمار بن ياسر.
فنقول: هذا باطل، يدل على جهل صاحبه، وبطلانُه يعرف من أوجه:
الوجه الأول: إن المؤرخين الذين ذكروا أخبار ابن سبأ أثبتوا شخصية عمار بن ياسر على أنها شخصية مستقلة عن شخصية ابن سبأ.
فهذا الطبري: وهو من أقدم المصادر التي ذكرت أخبار ابن سبأ يذكر في ضمن قصة ابن سبأ وما قام به من مؤامرات في عهد عثمان، من بث العقائد الفاسدة بين المسلمين، وتأليب الناس في الأمصار على الخليفة والأمراء، يذكر أنه لماجاءت أخبار ابن سبأ وما قام به من بث الفتن في الأمصار: أن عثمان بعث إلى الأمصار من يستطلع أخبار الناس فبعث محمد بن مسلمة إلى الكوفة، وعماراً إلى مصر، وعبدالله بن عمر إلى الشام> (1).
وبمثل ذلك قال ابن كثير (2) وابن الأثير (3).
فالطبري، وابن كثير، وابن الأثير، أثبتوا الشخصيتين شخصية ابن سبأ وشخصية عمار بن ياسر.
وكذلك ابن خلدون يثبت ذلك فيقول: <إن عبد الله بن سبأ يعرف بابن السوداء كان يهوديا فهاجر أيام عثمان فلم يحسن إسلامه ... إلى أن قال: وكان معه خالد بن ملجم، وسودان بن حمران، وكنانة بن بشر فثبطوا عمارا عن المسير إلى المدينة> (1).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/141)
فهؤلاء هم كبار المؤرخين، يثبتون الشخصيتين، ابن سبأ الذي كان له نشاط في إفساد المسلمين، وتأليبهم على عثمان بن عفان رضي الله عنه، وشخصية عمار بن ياسر رضي الله عنه، مبعوث عثمان إلى مصر لاستطلاع أخبار ابن سبأ ومن استفسده من الناس.
فكيف لعاقل بعد ذلك أن يقول إنهما شخص واحد.
الوجه الثاني: أن كتب الجرح والتعديل والرجال الموثقة عند الشيعة ترد هذا القول، وذلك أن كتبهم ذكرت ترجمة عمار بن ياسر في أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والرواة عنه، وتعده من الأركان الأربعة (2)، وذكرت ترجمة عبدالله بن سبأ ووصفته: بأنه زنديق ملعون، كان يكذب على أمير المؤمنين، فكيف نجمع بين هاتين الترجمتين؟ (3).
الوجه الثالث: أن كل ما ذكره الوردي والشيبي وغيرهما، من أدلة للدلالة على أن ابن سبأ هو عمار بن ياسر، أدلة غير صحيحة بل باطلة.
فقولهما إن ابن سبأ يعرف بابن السوداء، وكذلك عمار يكنى بابن السوداء: فالاتفاق في الكنية: إن صحت هذه الكنية لعمار -: لا يدل على أنهما شخص واحد، ولو رجع الوردي ومن انخدع بآرائه، إلى كتب التراجم، لوجدوا كثيرين متشابهين في الكنى، والأسماء، مما جعل بعض المؤرخين يؤلفون في المتشابه من الأسماء والكنى.
وكذلك قولهم إن عمارا كان يمانيا فكل يماني يصح أن يقال له ابن سبأ: فهذا غير صحيح، فليست سبأ إلا جزءاً من بلاد اليمن قال ياقوت: <سبأ أرض اليمن مدينتها مأرب. بينها وبين صنعاء مسيرة ثلاثة أيام (1). فلا يجوز أن ينسب كل يمني إلى سبأ، والعكس صحيح.
أما قولهم: إن عمارا كان شديد الحب لعلي، ويدعو له، ويحرض الناس على بيعته، فهذا لا يختص بعمار وحده، فكل الصحابة كانوا يحبون علياًً رضي الله عنه وكانوا جميعا متحابين في الله، والصحابة هم الذين بايعوا عليا رضي الله عنه بعد مقتل الشهيد عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم إن هناك فرقا بين حب عمار لعلي رضي الله عنهما، وغلو ابن سبأ فابن سبأ هو الذي قال لعلي: أنت أنت - يعني بذلك ألوهية علي رضي الله عنه - وهو الذي لم يصدق بموته عندما نُعي إليه وهو بالمدائن، وهو الذي اعتقد رجعة علي بعد موته فأين هذا من ذاك.
أما قولهم إن عمارا رضي الله عنه ذهب إلى مصر وحرض الناس على عثمان فهذا تحريف لما جاء في كتب التاريخ، وقلب للحقائق، سيجازيهم الله تعالى عليه، فعمار رضي الله عنه لم يذهب إلى مصر لتأليب الناس على عثمان، وإنما الذي بعثه هو عثمان لاستطلاع أخبار مصر لما جاءته الأخبار بما أفسده ابن سبأ فيها.
وقد نقلت قبل قليل ما ذكره الطبري، وابن كثير، وابن الأثير، وغيرهم من المؤرخين في ذلك. (2).
ثالثا: وهو قولهم إن إعراض المؤرخين عن ذكر ابن سبأ في حرب صفين دليل على عدم وجود ابن سبأ، فيقال لهم: المؤرخون لم يلتزموا بذكر كل تفاصيل ما جرى في الأحداث والوقائع التي ذكروها في كتبهم. هذا على افتراض مشاركة ابن سبأ في حرب صفين.
وعلى افتراض عدم مشاركته في حرب صفين هل يُعد ذلك دليلا على عدم وجوده، فيعارض به ما أثبته المؤرخون من وجود ابن سبأ، وما كان له من دور فعال في إثارة الفتنة في عهد عثمان رضي الله عنه، في اعتقادي أن ذلك لا يصلح أن يكون دليلاً يقوى على ما أثبته المؤرخون والمحققون من سنة وشيعة من وجود ابن سبأ (1). بل هناك من ذكر أن ابن سبأ قتله علي رضي الله عنه لما قال بألوهيته (2).
رابعاً: وهو زعمهم أنه لم يكن لابن سبأ وجود في الحقيقة وإنما هو شخصية وهمية انتحلها أعداء الشيعة للطعن في مذهبهم بنسبته إلى رجل يهودي.
فيقال لهم إنّ هذه دعوى لا تقوم عليها حجة، فكما أنكم ادعيتم هذا فلغيركم أيضا أن يدعي ما شاء ولكن العبرة بالحجة والدليل.
وشخصية ابن سبأ حقيقية قد أثبتها المؤرخون والمحققون من السنة والشيعة قديما ولم ينكرها أحد من الأقدمين، ولا زال أهل السنة والمنصفون من شيعة اليوم وطائفة كبيرة من المستشرقين يثبتون وجودها.
فكيف يقال بعد ذلك إنها شخصية وهمية ألصقها أعداء الشيعة بالشيعة ليطعنوا في مذهبهم.
وسأورد فيما يلي أسماء من أثبت وجود ابن سبأ من السنة والشيعة من الأقدمين والمعاصرين لإثبات حقيقة شخصية ابن سبأ واشتهارها بين العلماء والمحققين قديما وحديثا: -
أولا: المثبتون وجود ابن سبأ من علماء السنة:
1 - ابن حبيب البغدادي (542 هـ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/142)
ذكر ابن حبيب البغدادي ابن سبأ وعده من أبناء الحبشيات (1).
2 - ابن قتيبة (672هـ).
ذكر السبئية وأخبر أنها تنسب إلى ابن سبأ قال: <السبئية من الرافضة ينسبون إلى عبدالله بن سبأ وكان أول من كفر من الرافضة وقال علي رب العالمين فأحرقه علي وأصحابه بالنار> (2).
3 - الطبري (013 هـ).
ذكر قصة ابن سبأ مطولة وإثارته للفتن في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه وقد سبق أن أوردت نص الطبري في ذلك فليراجع في موضعه (3).
4 - الشهرستاني (845 هـ).
ذكر السبئية وقال: <أصحاب عبدالله بن سبأ الذي قال لعلي كرم الله وجهه: أنت أنت .. يعني أنت الإله فنفاه إلى المدائن> (4).
5 - ابن عساكر (175 هـ).
ذكر عدة روايات عن عبد الله بن سبأ وأخباره، بعضها من طريق سيف بن عمر، وبعضها من طرق أخرى غير طريق سيف. وقد سبق أن أوردت بعضها (5).
6 - ابن الأثير (036 هـ).
نقل بعض روايات الطبري عن عبد الله بن سبأ بعد حذف أسانيدها (1).
7 - ابن كثير (477 هـ).
ذكر ابن سبأ ودوره في تأليب الناس على عثمان رضي الله عنه فقال: <وذكر سيف بن عمر أن سبب تألب الأحزاب على عثمان أن رجلا يقال له: عبدالله بن سبأ، كان يهوديا فأظهر الإسلام ... > (2).
8 - ابن جحر (258 هـ).
نقل روايات ابن عساكر في أخبار ابن سبأ ثم قال: وأخبار عبدالله ابن سبأ شهيرة في التواريخ، وليست له رواية ولله الحمد، وله أتباع يقال لهم السبئية معتقدون إلهية علي بن أبي طالب، وقد أحرقهم علي بالنار في خلافته (3). وغيرهم كثير (4).
ثانيا: المثبتون وجود ابن سبأ من علماء الشيعة:
1 - الناشيء الأكبر (392 هـ).
قال: <وفرقة زعموا أن علياً عليه السلام حي لم يمت، وأنه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه، وهؤلاء هم السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ، وكان عبدالله ابن سبأ رجلا من أهل صنعاء يهوديا> (1).
2 - الأشعري سعد بن عبد الله القمي (103 هـ).
قال: <هذه الفرقة تسمى السبئية أصحاب عبدالله بن سبأ وهو عبدالله بن وهب الراسبي الهمداني، وساعده على ذلك عبد الله بن حرسي وابن أسود وهما من أجلة أصحابه، وكان أول من أظهر الطعن على أبي بكر، وعمر، وعثمان، والصحابة، وتبرأ منهم> (2).
3 - الحسن بن موسى النوبختي (013 هـ).
قال: (السبئية) أصحاب عبدالله بن سبأ وكان ممن أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم وقال ان عليا عليه السلام أمر بذلك فأخذه علي فسأله عن قوله هذا فأقر به فأمر بقتله فصاح الناس اليه ياأمير المؤمنين أتقتل رجلا يدعو الى حبكم أهل البيت وإلى ولايتك والبراءة من أعدائك فصيره الى المدائن ... الى ان قال ... ولما بلغ عبد الله بن سبأ نعي (3) علي بالمدائن قال للذي نعاه: كذبت لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة وأقمت على قتله سبعين عدلاً لعلمنا أنه لم يمت ولم يقتل ولا يموت حتى يملك الأرض (4).
4 - الكشي (963) هـ.
ذكر عبد الله بن سبأ، وأورد خمس روايات يسندها الى أئمتهم، في البراءة من عبدالله بن سبأ ولعنه وذمه أورد منها:.
حدثني محمد بن قولويه: قال: حدثني سعد بن عبدالله قال: حدثنا يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسي عن ابن عمير عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول - وهو يحدث أصحابه بحديث عبدالله بن سبأ وما ادعى من الربوبية في أمير المؤمنين عليه السلام فأبى أن يتوب فأحرقه بالنار.
حدثني محمد بن قولويه: قال: حدثني سعد بن عبدالله قال: حدثنا يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى عن علي بن مهزيار عن فضالة بن أيوب الأزدي عن أبان بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لعن الله عبدالله بن سبأ انه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين عليه السلام، وكان والله أمير المؤمنين عليه السلام عبداً لله طائعاً، الويل لمن كذب علينا، وأن قوماً يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا، نبرأ إلى الله منهم، نبرأ الى الله منهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/143)
وبهذا الاسناد عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير وأحمد بن محمد بن عيسي عن أبيه والحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي حمزة الثمالى قال: قال علي بن الحسين صلوات الله عليهما: لعن الله من كذب علينا إني ذكرت عبدالله بن سبأ فقامت كل شعرة في جسدي، لقد ادعى أمراً عظيما ماله لعنه الله، كان علي عليه السلام والله عبداً لله صالحاً أخا رسول الله، مانال الكرامة من الله إلا بطاعته لله ولرسوله، وما نال رسول الله صلى الله عليه وآله الكرامة من الله إلا بطاعته لله.
وبهذا الإسناد: عن محمد بن خالد الطيالسي عن ابن أبي نجران عن عبدالله (بن سنان) قال: قال أبو عبدالله عليه السلام: إنا أهل بيت صديقون لا نخلو من كذاب يكذب علينا ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس. كان رسول الله صلى الله عليه وآله أصدق الناس لهجة وأصدق البرية كلها وكان مسيلمة يكذب عليه، وكان أمير المؤمنين عليه السلام أصدق من برأ الله بعد رسول الله وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه ويفترى على الله الكذب عبدالله بن سبأ.
قال الكشي: وذكر بعض أهل العلم أن عبدالله بن سبأ كان يهوديا فأسلم ووالى علياً عليه السلام، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصى موسى بالغلو فقال في اسلامه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام مثل ذلك. وكان أول من أشهر القول بفرض امامة علي وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه وكفرهم، فمن هنا قال من خالف الشيعة ان أصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهودية (1).
5 - الصدوق (183 هـ).
أورد حديثاً في صفة الدعاء، جاء فيه ذكر ابن سبأ، قال في (باب التعقيب) من (كتاب من لا يحضره الفقيه) رواية رقم (559). وقال أمير المؤمنين عليه السلام: >إذا فرغ أحدكم من الصلاة فليرفع يديه الى السماء، وينصب في الدعاء فقال ابن سبأ: ياأمير المؤمنين أليس الله عز وجل بكل مكان (1)؟ قال: بلى، قال: فلم يرفع يديه إلى السماء؟ فقال: أو ما تقرأ {وفي السماء رزقكم وما توعدون} (2) فمن أين يطلب الرزق إلا من موضعه وموضع الرزق ما وعد الله عز وجل السماء< (3).
وأورد هذه الرواية في ضمن رواية طويلة في كتاب (الخصال) (4).
6 - أبو جعفر محمد بن الحسن الملقب بشيخ الطائفة المتوفى (064هـ).
ترجم شيخ الطائفة الطوسي عن حقيقة عبد الله بن سبأ في كتابه (رجال الطوسي) في باب (اصحاب علي رضي الله عنه) وقال: عبد الله بن سبأ الذي رجع الى الكفر وأظهر الغلو.
وذُكر في حاشية كتابه: (عبد الله بن سبأ - بالسين المهملة المفتوحة والباء المنقطعة تحتها نقطة - غال ملعون حرقه أمير المؤمنين علي عليه السلام بالنار، وكان يزعم ان عليا عليه السلام إله وأنه نبي. ثم ذكر رواية للكشي في عبد الله بن سبأ فقال: وقد ألفت في ترجمة عبدالله بن سبأ مؤلفات عديدة (5).
7 - ابن أبي الحديد (656 هـ).
ذكر أن ابن سبأ أول من أظهر الغلو في زمن علي رضي الله عنه قال:> وأول من جهر بالغلو في أيامه عبدالله بن سبأ، قام إليه وهو يخطب فقال له: أنت أنت، وجعل يكررها، فقال له ويلك من أنا؟ فقال: أنت الله، فأمر بأخذه، وأخذ قوم كانوا معه على رأيه< (1).
8 - الحسن بن علي الحلى (627هـ).
ذكر الحسن بن الحلي في رجاله عبدالله بن سبأ وذكره ضمن أصناف الضعفاء (2).
9 - يحيى بن حمزة الزيدي (947 هـ).
وجاء في كتاب (طوق الحمام) ليحيى بن حمزة الزيدي عن سويد بن غفلة أنه قال: مررت بقوم ينتقصون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، فأخبرت عليا كرم الله وجهه وقلت: >لولا انهم يرون انك تضمر ما أعلنوا ما أجترأوا على ذلك، منهم عبدالله بن سبأ ... < (3).
10 - المرتضى أحمد بن يحيى (048 هـ).
أما ابن المرتضى (أحمد بن يحىى) وهو معتزلي ينتسب لآل البيت. ومن أئمة الشيعة الزيدية فهو لا يؤكد وجود ابن سبأ فحسب، وإنما يؤكد أن أصل التشيع منسوب إليه، فهو أول من أحدث القول بالنص، وبإمامة أثنى عشر إماما (4).
11 - علي القهبائي (6101هـ).
ذكر العلامة البحّاثة الرجالي علي القهبائي عبدالله بن سبأ في كتابه مجمع الرجال فقال: عبد الله بن سبأ، الذي رجع إلي الكفر وأظهر الغلو. ثم ذكر روايات الكشي منها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/144)
عن عبدالله بن سنان قال: حدثني (هـ) أبي عن أبي جعفر عليهما السلام إن عبد الله بن سبأ كان يدعي النبوة ويزعم أن أمير المؤمنين عليه السلام هو الله تعالى عن ذلك فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام فدعاه وسأله فأقر بذلك وقال نعم أنت هو وقد كان ألقى في روعى إنك أنت الله وأني نبي فقال له أمير المؤمنين >ويلك قد سخر منك الشيطان فارجع عن هذا ثكلتك أمك وتب< فأبى فحبسه واستتابه ثلاثة أيام فلم يتب فأحرقه بالنار وقال >إن الشيطان استهواه وكان يأتيه ويلقى في روعه ذلك> (1).
12 - الأردبيلي (1011هـ).
ذكر الأردبيلي عبدالله بن سبأ في كتابه جامع الرواة فقال عنه غال ملعون ... وإن كان يزعم ألوهية علي ونبوته (2).
13 - محمد باقر المجلسي (1111هـ).
ذكر المجلسي في (بحاره) (3) أن السبائية ممن تقول: بأن المهدي هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأنه لم يمت.
وذكر المجلسي في كتابه بحار الأنوار في باب (الفتن الحادثة بمصر) ما رواه عن ابراهيم (الثقفي) عن رجاله عن عبدالرحمن بن جندب عن أبيه قال: دخل عمرو بن الحمق وحجر بن عدي وحبّة العرفي والحارث الأعور وعبدالله بن سبأ على أمير المؤمنين بعدما افتتحت مصر وهو مغموم حزين فقالوا له: بين لنا ما قولك في أبي بكر وعمر؟ فقال لهم علي عليه السلام: هل فرغتم لهذا؟! وهذه مصر قد أفتتحت وشيعتي بها قد قتلت، أنا مخرج إليكم كتاباً أخبركم فيه عما سألتم وأسألكم أن تحفظوا من حقي ما ضيعتم فاقرؤه على شيعتي وكونوا على الحق أعوانا (1).
ونقل العلامة محمد باقر المجلسي أيضاً في كتابه بحار الأنوار في باب (أحوال سائر أصحابه عليه السلام) رواية نقلها عن طريق الشيخ المفيد:
عن عمار الدهني قال: سمعت أبا الطفيل يقول: جاء المسيب بن نجية إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام متلبلباً (2) بعبدالله بن سبأ فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ما شأنك؟ فقال: يكذب على الله وعلى رسوله، فقال: ما يقول؟ قال: (3) فلم أسمع مقالة المسيب وسمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول هيهات هيهات الغضب، ولكن يأتيكم راكب الدغيلة يشد حقوها بوضينها، لم يقض تفثا من حج ولا عمرة فيقتلوه. يريد بذلك الحسين بن علي عليهما السلام (4).
وروى عن زرارة أنه قال: قلت للصادق عليه السلام: إن رجلا من ولد عبدالله بن سبأ يقول بالتفويض، فقال: وما التفويض؟ قلت: ان الله تبارك وتعالى خلق محمدا وعليا صلوات الله عليهما ففوض إليهما فخلقا ورزقا وأماتا وأحييا فقال عليه السلام: كذب عدو الله إذا انصرفت اليه فاتل عليه هذه الآية التي في سورة الرعد: {أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء. وهو الواحد القهار} (1).
فانصرفت الى الرجل فأخبرته فكأني ألقمته حجرا، أو قال: فكأنما خرس (2).
14 - نعمة الله الجزائري (2111 هـ).
يقول نعمة الله الجزائري، في كتابه الأنوار النعمانية >قال عبد الله بن سبأ لعلي عليه السلام: أنت الإله حقا. فنفاه علي عليه السلام إلى المدائن، وقيل إنه كان يهوديا فأسلم، وكان في اليهودية يقول في يوشع بن نون، وفي موسى، مثل ما قال في علي ... > (3).
15 - محمد باقر الخونساري (3131هـ).
وأما محمد باقر الخونساري فقد جاء ذكر ابن سبأ عنده على لسان الصادق المصدوق الذي لعن ابن سبأ، لاتهامه بالكذب والتزوير، واذاعة الأسرار والتأويل (4).
16 - ميرزا النوري الطبرسي (0231 هـ).
ذكر النوري الطبرسي في كتابه مستدرك الوسائل في باب (حكم الغلاة والقدرية) رواية عن عمار الساباطي، قال: قدم أمير المؤمنين (عليه السلام) المدائن، فنزل بايوان كسرى، وكان معه دلف بن مجير منجم كسرى فلما زال الزوال، قال لدلف: <قم معي> الى - أن قال - ثم نظر الى جمجمة نخرة، فقال لبعض أصحابه: <خذ هذه الجمجمة> وكانت مطروحة، وجاء الى الأيوان وجلس فيه، ودعا بطست وصب فيه ماء، وقال له: <دع هذه الجمجمة في الطست>، ثم قال (عليه السلام): <أقسمت عليك ياجمجمة، أخبريني من أنا؟ ومن أنت؟ > فنطقت الجمجمة بلسان فصيح، وقالت: أما أنت، فأمير المؤمنين، وسيد الوصيين (1)، وأما أنا، فعبدالله وابن أمة الله كسرى أنو شيروان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/145)
فانصرف القوم الذين كانوا معه من أهل ساباط، إلى أهاليهم، وأخبروهم بما كان وبما سمعوه من الجمجمة، فاضطربوا واختلفوا في معنى أمير المؤمنين (عليه السلام) وحضروه وقال بعضهم فيه مثل ما قال النصارى في المسيح، ومثل ما قال عبدالله بن سبأ وأصحابه. فقال له أصحابه: فإن تركتم على هذا كفر الناس، فلما سمع ذلك منهم، قال لهم: <ما تحبون ان اصنع بهم؟ > قال: تحرقهم بالنار، كما أحرقت عبدالله بن سبأ وأصحابه (2).
17 - المامقاني (1531هـ).
ترجم لابن سبأ في تنقيح المقال وذكر أنه جاء ذكره في (كتاب من لا يحضره الفقيه) في (باب التعقيب) وفي (باب أصحاب أمير المؤمنين) نقل قول الصدوق: <عبد الله بن سبأ الذي رجع إلى الكفر، وأظهر الغلو> وقال: <غال ملعون، حرقه أمير المؤمنين بالنار، وكان يزعم أن عليا إله، وأنه نبي>.
ثم ذكر روايات الكشي في عبد الله بن سبأ (1).
18 - محمد حسين المظفري (9631هـ).
أما محمد حسين المظفري، وهو من الشيعة المعاصرين فإنه لا ينكر وجود ابن سبأ، وإن كان ينفي أن يكون للشيعة به أي اتصال فيقول: <وأما ما ذهب إليه بعض الكتاب، من أن أصل مذهب التشيع من بدعة عبدالله بن سبأ، المعروف بابن السوداء فهو وهم، وقلة معرفة بحقيقة مذهبهم، ومن علم منزلة هذا الرجل عند الشيعة، وبراءتهم منه، ومن أقواله وأعماله، وكلام علمائهم في الطعن فيه بلا خلاف بينهم، علم مبلغ هذا القول من الصواب> (2)، (3).
19 - شريف يحيى الأمين.
ترجم لابن سبأ في كتابه معجم الفرق الاسلامية وقال:
السَّبائِيَّة: أصحاب عبدالله بن سبأ الذي غلا في علي عليه السلام، وزعم أنه كان نبيا، ثم غلا فيه حتى زعم أنه إله، قائلا له: >أنت الاله حقا< فنفاه علي الى المدائن.
فلما قتل علي عليه السلام. قال ابن سبأ: لم يمت ولم يقتل وإنما قتل ابن ملجم شيطاناً تصور بصورة علي، وعلي في السحاب، والرعد صوته والبرق سوطه، وأنه ينزل بعد هذا الى الارض ويملؤها عدلا، وهؤلاء يقولون عند سماع الرعد: <وعليك السلام ياأمير المؤمنين>.
وقال ابن سبأ ان عليا صعد الى السماء كما صعد عيسى بن مريم عليه السلام وقال: كما كذبت اليهود والنصارى في دعواها قتل عيسى عليه السلام كذلك كذبت النواصب والخوارج، في دعواها قتل علي وإنما رأت اليهود والنصارى شخصا مصلوبا شبهوه بعيسى عليه السلام كذلك القائلون بقتل علي رضي الله عنه رأوا قتيلا يشبه عليا فظنوا أنه علي.
وقالوا: هدينا لوحي ضل عنه الناس، وعلم خفي عليهم وزعموا ان رسول الله _ كتم تسعة أعشار الوحي، وهي أول من قالت بالتوقف والغيبة والرجعة وهي من الفرق البائدة (انظر الغلاة) (1).
20 - الدكتور محمد جواد مشكور.
ذكر الدكتور محمد جواد مشكور السبائية في كتابه (موسوعة الفرق الإسلامية) وقال:
السّبائية:
وهم من غلاة الشيعة. أصحاب عبدالله بن سبأ المسمى بابن سبأ أباً، وابن السوداء أما. وينحدر من أصل يمني، من يهود صنعاء، وكان يتظاهر بالإسلام. سافر إلى الحجاز والبصرة والكوفة، وفي عصر عثمان سافر إلى دمشق، ولكن أهلها طردوه فتوجه إلى مصر. وكان من رؤوس المعارضة في الثورة التي قامت ضد عثمان. مات بعد سنة 04هـ.
كان أصحاب ابن سبأ أول من قالوا بغيبة علي - عليه السلام - ورجعته إلى الدنيا، وزعموا أنه لم يقتل ولم يمت حتى يسوق العرب بعصاه، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً (2).
21 - صائب عبد الحميد:
قال: (أما الشيعة فقد رووا بالأسانيد الصحاح عن ثلاثة من الأئمة: زين العابدين والباقر والصادق (ع) انهم لعنوا عبدالله بن سبأ وأصحابه).
وقال أيضا ... فإن أراد (ابن تيمية) أن يعرف حقيقة هذا اليهودي المحترق (ابن سبأ) فعليه أن يرجع إلى كتب الشيعة وحدهم (1).
[انظر كتاب كتاب عبد الله بن سبأ وإمامة علي رضي الله عنه]
بقلم
علي عبد الرحمن السلمان
http://www.ansar.org/arabic/books.htm
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[02 - 12 - 06, 10:10 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[02 - 12 - 06, 10:33 م]ـ
بورك فيكم
وانظر كذلك في بيان أمر ابن سبأ كتاب [عبدالله بن سبأ وأثره في أحداث الفتنة في صدر الإسلام] للشيخ سليمان العودة
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[14 - 09 - 10, 06:47 ص]ـ
الملة الإثنا عشرية أسسها عبد الله بن سبأ وأصله يهودي من الأبناء أبناء فارس الذين كانوا باليمن قبل الإسلام؛ لأن اليهودية دخلت اليمن قبل الإسلام عن طريق يهود يثرب في قصة معروفة؛ ولا يزال باليمن يهود حتى اليوم؛ وابن سبأ هو الذي أشعل الفتنة التي أدت إلى مقتل عثمان؛ ثم لما تولى علي بن ابي طالب الخلافة زعم بأن علي الوصي والإله؛ فلما سمع علي بهذا الدعي صمم على قتله وقال بيته الشهير:
لما رأيت الأمر أمراً منكرا **** أججت ناري ودعوت قنبرا
ولكنه هرب منه؛ وقنبر: غلام علي.
وابن سبأ ذكره أيضا الجاحظ المتوفى سنة 255هـ في كتاب العصا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/146)
ـ[أدهم سيد]ــــــــ[14 - 09 - 10, 11:02 ص]ـ
بارك الله فيكم(140/147)
هل تلقب فاطمة بنت الرسول بالزهراء؟؟ ..
ـ[أم مالك]ــــــــ[03 - 12 - 06, 05:01 م]ـ
السلام عليكم
هل ورد عن أهل السنة أن لقبت فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم بالزهراء؟
أم هذا اللقب من غلو الروافض
حيث وجدت هذه الفتوى
http://www.islamweb.net/ver2/Istisharat/ShowFatwa.php?lang=A&Id=77970&Option=FatwaId
السؤال
لماذا سميت فاطمة الزهراء بالزهراء؟
جزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي وقفنا عليه في كتب السير والتراجم أن فاطمة رضي الله عنها تلقب بالزهراء، قال الحافظ بن حجر في كتابه الإصابة: فاطمة الزهراء بنت إمام المتقين رسول الله ...... وتلقب بالزهراء. اهـ.
ولم نقف على كلام لأهل العلم في سبب تلقيبها بهذا رضي الله عنها وصلى الله وسلم على أبيها، ومن حيث اللغة فإن الزهراء مؤنث الأزهر وهما صفتان مشتقتان من الزهر أو الزهرة أي البياض النير وحسن اللون.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
****************
وذكر الشيخ بكر أبو زيد في معجم المناهي ..
" ولم أقف على تاريخ لهذا اللقب لدى أهل السنة، فالله أعلم. " ا. هـ
من كان له علم بالمسألة فليفيدنا جزاكم الله خيرا ..
..
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[04 - 12 - 06, 06:29 م]ـ
لقب الزهراء هو لقب اطلق على فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم ورضي الله عنها
وخير منه بنت أبيها
وحسب علمي وهو قليل وحسب اطلاعي وهو قاصر أن هذا اللقب اطلق عليها من قبل بعض المرويات الشيعية كما ورد عن زين العابدين قال ": سألت ابا عبد الله عليه السلام (أي الحسين رضي الله عنه) عن فاطمة، لم سميت الزهراء؟ فقال: لأنها كانت إذا قامت في محرابها يزهو نورها لأهل السماء كما يزهو نور الكواكب لأهل الأرض).
[علل الشرائع1/ 180]
[دلائل الإمامة 149 /حديث59]
[فائدة: إذا اطلق في كتب الشيعة " أبا عبدالله " فالمراد به جعفر الصادق بن محمد الباقر رحمه الله افاده الأردبيلي
ونظرا لاستحقاق فاطمة رضي الله عنها هذا اللقب لجمالها وحسن سمتها رضي الله عنها انتشر بين عامة الناس خاصة لمن تكلم حول حياتها وأيامها.
ومعروف أن باب الألقاب واسع ويسع فيه ما لايسع في غيره ولو تفحصنا ألقاب بعض الصحابة أو القرابة لوجدنا أنها مستنبطة من حادثة ما أو صفة اتصفوا بها، لذا لا يتشدد أهل السنة في باب الألقاب إن كان لا يخالف الأصول الشرعية، ولا هو مما تمجه العقول وترفضه كتلك الألفاظ التي يطلقها الشيعة على بعض الصحابة قدحا فيهم أو يطلقونها لبعض القرابة مدحا لهم وغلوا فيهم.
ومن صور غلو الشيعة في باب الألقاب:
1: قالوا أن بعض الألقاب آل البيت وردت التسمية بها من الله سبحانه كما قالو أن لفاطمة تسعة أسماء عند الله انظر [الخصال للصدوق414، وعلل الشرائع 178]
ولذا عقد بعض كتاب الشيعة الفصول في هذا الباب وقالوا: ليس للناس دور في ألقابهم بتاتا. كما قال هاشم الهاشمي.
2: قالو أن لهذه الألقاب أسرار وخفايا لا يعلمها إلا الله فهي توقيفية.
3: قالوا أن بعض الألقاب لها معان روحانية وكمالية ولاهوتية كما في لقب الزهراء ولقب الرضا ولقب القسيم والبتول وغيرها.
4: جعلوا باب الألقاب من أبواب العقائد ويبنون عليها اعتقاداتهم كما في أبواب الإمامة والعصمة والولاية التكوينية وغيرها.
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 12 - 06, 09:18 م]ـ
رابط قد يفيد:
تسمية فاطمة رضي الله عنها ب (الزهراء)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=74110
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[04 - 12 - 06, 09:30 م]ـ
نحن أولى بفاطمة من الروافض، وليس في قولنا لها الزهراء أو الحوراء، أو البتول أية مبالغة، من حيث الشريعة، وقد تواتر في كتب السنة وصفها بالزهراء سلام الله عليها وعلى ذريتها ...
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[05 - 12 - 06, 10:30 ص]ـ
الشيخ حمزة وفقه الله
هذا ما قلناه ولم نقل غير الذي قلت فقولك قولي وقولي قولك والأقوال متطابقة على قول وأحد
فالذي قلناه هو
"ونظرا لاستحقاق فاطمة رضي الله عنها هذا اللقب لجمالها وحسن سمتها رضي الله عنها انتشر بين عامة الناس خاصة لمن تكلم حول حياتها وأيامها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/148)
ومعروف أن باب الألقاب واسع ويسع فيه ما لايسع في غيره ولو تفحصنا ألقاب بعض الصحابة أو القرابة لوجدنا أنها مستنبطة من حادثة ما أو صفة اتصفوا بها، لذا لا يتشدد أهل السنة في باب الألقاب إن كان لا يخالف الأصول الشرعية، ولا هو مما تمجه العقول وترفضه كتلك الألفاظ التي يطلقها الشيعة على بعض الصحابة قدحا فيهم أو يطلقونها لبعض القرابة مدحا لهم وغلوا فيهم."
وفقكم الله
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[05 - 12 - 06, 10:00 م]ـ
ا
حياك الله أخي الفاضل ابن دحيانوسددك الله ولا ننسى الأخ الفاضل حمزة الكتاني وممن وقفت عليه أطلق لقب الزهراء لسيدة نساء أهل الجنة الخطيب وابن حجر والسخاوي وان كثير والذهبي وغيرهم
لبداية والنهاية ج7/ص223بن كثير
والحسين ويكنى بأبي تراب وأبي القسم الهاشمي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه على ابنته فاطمة الزهراء وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ويقال إنها أول هاشمية ولدت هاشميا وكان له من الاخوة طالب وعقيل وجعفر وكانوا أكبر منه بين كل واحد منهم وبين الاخر عشر سنين وله أختان أم هانىء وجمانة وكلهم من فاطمة
التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة ج1/ص26
على السيدة فاطمة الزهراء أم الحسنين وابنة سيد الأولين من باب جبريل للسلام على السيدة فاطمة الزهراء أم الحسنين وابنة سيد الأولين والآخرين
في تاريخ حلب ج5/ص2384
فلان بن وفاطمة الزهراء ابنته والحسن والحسين
--------------------------------------------------------------------------------اعين فأزيد كنت تجاه وجهها
وأبوابه أربعة باب السلام
تاريخ بغداد ج1/ص138
وسيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين عليهما السلام أبناء علي بن أبي طالب وأمهما فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر هلال بن خباب أن عليا لما قتل توجه الحسن والحسين الى المدائن فلحقهما الناس بساباط فحمل على الحسن رجل فطعنه في خاصرته فسبقهم حتى دخل قصر المدائن فأقام فيه
الإصابة في تمييز الصحابة ج7/ص684
زينب بنت على بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمية سبطة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمها فاطمة الزهراء قال بن الأثير إنها ولدت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وكانت عاقلة لبيبة جزلة زوجها أبوها بن أخيه عبد الله بن جعفر فولدت له أولادا وكانت مع أخيها لما قتل فحملت إلى دمشق وحضرت عند يزيد بن معاوية وكلامها ليزيد بن معاوية حين طلب الشامي أختها فاطمة مشهور يدل على عقل وقوة جنان
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[05 - 12 - 06, 10:19 م]ـ
ونشكر الأخ المسيطير على الرابط فلم أطلع إلا هذه الساعة وأظن أن من ذكرناهم هم من أهل السنة وليسوا من الرافضة ولو اطلع الشيخ بكر أبو زيد على كلامهم لغير رأيه
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[05 - 12 - 06, 11:33 م]ـ
قول الأخ حمزة تواتر هذا الأمر إطلاق غير صحيح فممكن القول بأنه لابأس بإطلاق هذا الاسم ولكن لانقول تواتر
وما ذكره ألأخ أبو حاتم من أن الشيخ بكر لو اطلع على هذا لرجع عن قوله لا أظنه يسلم له لأن الشيخ يقصد المتقدمين وإلا فلا أظنه يخفى عليه على الأقل كلام الحافظ ابن حجر في الإصابة
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[05 - 12 - 06, 11:38 م]ـ
لو سلمنا أن الشيعة هم أول من أطلق هذا اللقب .. فاستعمال أهل السنة له .. يدل على عدالتهم
حيث يقبلون من المخالف ما كان حقا .. ولايجدون غضاضة في ذلك ..
وباب الألقاب واسع ..
وهذا بخلاف "كرم الله وجهه" التي يردفونها بعد اسم علي رضي الله عنه .. فهذا تخصيص لا مسوغ له .. وقد نفى هو نفسه رضي الله عنه ذلك بالقسم المغلظ .. فقال"لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة"
وقد يفهم منهم تفضيل علي على سائر الصحابة كلهم ..
ثم إن ما يعللونه .. من أنه لم يسجد لصنم .. فهناك من الصحابة غيره من لم يسجد لصنم ..
وكذلك من قال إنه لم ينظر لعورته قط .. فلا يصح ..
والله تعلى أعلم
والله أعلم
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[06 - 12 - 06, 12:49 ص]ـ
الحمد لله
أبو القاسم المقدسي
لو سلمنا أن الشيعة هم أول من أطلق هذا اللقب .. فاستعمال أهل السنة له .. يدل على عدالتهم
حيث يقبلون من المخالف ما كان حقا .. ولايجدون غضاضة في ذلك ..
وباب الألقاب واسع ..
وهذا بخلاف "كرم الله وجهه" التي يردفونها بعد اسم علي رضي الله عنه .. فهذا تخصيص لا مسوغ له .. وقد نفى هو نفسه رضي الله عنه ذلك بالقسم المغلظ .. فقال"لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة"
وقد يفهم منهم تفضيل علي على سائر الصحابة كلهم ..
هذا الرابط قد يفيدك:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22133
وقد نفى هو نفسه رضي الله عنه ذلك بالقسم المغلظ .. فقال"لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة"
نفى ماذا؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[06 - 12 - 06, 12:06 م]ـ
ما أجمل أن يقال: فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تلك العزة القعساء التي لا يرام حِماها، ولا يدرك مداها.
(مع أنني لا أرى باللقب بأسا - إن كان قد اشتهر وليس فيه محذور شرعي)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/149)
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[07 - 12 - 06, 12:31 ص]ـ
نفى أن يكون خصه رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء ..
ففي الصحيح عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: سألت عليا هل عندكم شيء ليس في القرآن؟ فقال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما عندنا إلا ما في القرآن إلا فهما يعطيه الله الرجل في كتابه وما في هذه الصحيفة. قلت: وما في الصحيفة؟ قال: العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر ولفظ البخاري " هل عندكم شيء من الوحي غير ما في كتاب الله؟ قال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن "
ولست أفهم سبب تزويدي بالرابط .. فإني لا أرى تخصيص علي رضي الله عنه بهذا الدعاء دون غيره من الصحابة .. ولعله أشكل عليك فهم مرادي .. فاقرأ إن شئت ردي مرة أخرى
أما اللقب فالأمر فيه واسع وهي حقا زهراء خلقا وخلقة .. فنسأل المعترضين .. ما رأيكم لو قلنا: حافظ الصحابة أبو هريرة .. فلقبناه بالحافظ؟
هل تجدون في هذا بأسا؟
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[08 - 12 - 06, 01:43 م]ـ
أجمل أن يقال: فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تلك العزة القعساء التي لا يرام حِماها، ولا يدرك مداها.
(مع أنني لا أرى باللقب بأسا - إن كان قد اشتهر وليس فيه محذور شرعي)
05/ 12/06 09:49 09:49:59 Pm [/quote
أحسنت أخي الشيخ عصام ومثله سيدة نساء أهل الجنة
وما [ quote] ذكره ألأخ أبو حاتم من أن الشيخ بكر لو اطلع على هذا لرجع عن قوله لا أظنه يسلم له لأن الشيخ يقصد المتقدمين وإلا فلا أظنه يخفى عليه على الأقل كلام الحافظ ابن حجر في الإصابة
أخي الفاضل عبدالله لا أدري من تقصد بالمتقدمين؟
هل الآجري منهم والبغدادي الخطيب منهم؟!
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[08 - 12 - 06, 11:51 م]ـ
تلقيب السيدة فاطمة عليها السلام بالزهراء، أمر ترادف عليه السلف والخلف، والقول بأنه من فعل الشيعة فيه من الجفاء ما لا يكيف، فهب أنهم أول من قالها؛ فسيكونون سبقونا لفضل نحن أولى به ...
أما قول "علي كرم الله وجهه" فوجهه أنه أول من أسلم من الصبيان، ولم يسجد لصنم قط، وأول من أسلم ممن لم يسجد لصنم قط ...
ثم هناك حكمة أخرى تُميزه بذلك اللقب عن غيره؛ وهو: أن النبي صلى الله عليه وسلم تفل على عينه في خيبر فشفاه الله تعالى من الرمد في حينه، وقرن صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، أو يحبه الله ورسوله، حتى اشرأب ابن الخطاب وابن أبي قحافة رضي الله عنهما لذلك، فاستأثر النبي صلى الله عليه وسلم أبا تراب به ... فكانت ميزة ومناسبة لأن يقال له: "كرم الله وجهه"، إذ العين من الوجه كما لا يخفى ...
ولم ينكر أحد من سلف الأمة هذين اللقبين الطاهرين، فلا وجه لإنكارهما إلا الجفاء، أو التقديم بين يدي علمائنا، وقد نهانا الله تعالى عن التقديم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، والعلماء ورثته كما هو معلوم ...
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[10 - 12 - 06, 11:39 ص]ـ
الحمد لله
الأخ الكريم أبو القاسم المقدسي ... جزاكم الله خيرا
أوافقك في عدم "التخصيص" لعليّ بقول:"كرَّم الله وجهه" دون بقيةالصحابة عليهم السلام
ولكن هناك من أراد المنع بحجة الغلو ... وأن هذا شعارا للمبتدعة! ويقصد منه الحط من بقية الصحابة!
لذلك زودتك بالرابط
كما أنه لا يخفى علينا أننا نطلق لقب " الصِّدِّيقة" على أُمنا عائشة رضي الله عنها وهي الصديقة بنت الصدبق 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وزجة نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الدنيا والآخرة، وصار هذا اللقب عند إطلاقه يُصْرَف إليها مباشرة دون سائر نساء أهل البيت
ولم يقل أحد ـ بل ولم يجول بخاطره ـ من أهل السنة بالطبع ـ إن إطلاق هذا اللقب أو تخصيصه فيه إنتقاص لبقية نساء أهل البيت
كما لم يقل أحد إن خديجة و فاطمة أولى منها بهذا اللقب.
أما القول:
.. ما رأيكم لو قلنا: حافظ الصحابة أبو هريرة .. فلقبناه بالحافظ؟
هل تجدون في هذا بأسا؟
ليس حافظاً فحسب رضي الله عنه، بل هو أحد أوعية العلم لحديثه رضى الله عنه أنه قال: قلت:يا رسول الله انى اسمع منك حديثا كثيرا انساه. فقال: «ابسط رداءك» فبسطه فغرف بيديه ثم قال: «ضمه» فضممته فما نسيت شيأ بعده.
محبكم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 12 - 06, 04:48 ص]ـ
أما قول "علي كرم الله وجهه" فوجهه أنه أول من أسلم من الصبيان، ولم يسجد لصنم قط، وأول من أسلم ممن لم يسجد لصنم قط ......
فلماذا لم ينتبه هو لأن هذا الفضل يقتض هذا اللقب؟ وما فطن إلى ذلك أحد من بنيه كذلك وهم أشد الناس حباً له؟ صدق من قال أن الصوفية جسر للتشيع
ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[11 - 12 - 06, 04:59 ص]ـ
أين التصوف في هذا الموضوع يا شيخ محمد أكل ما فتح موضوع عن آل البيت أتهمت من يخالفك في الرأي بالتصوف و التشيع و الله ما كنت أحب أن أقول هذا الكلام و لكن ذلك ما لاحظته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/150)
ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[11 - 12 - 06, 05:03 ص]ـ
سؤال واضح هل تلقيب السيدة عائشة رضي الله عنها بالصديقة فيه إنتقاص للسيدة خديجة رضي الله عنها, هل تلقيب عثمان رضي الله عنه بذي النورين فيه إنتقاص لعمر رضي الله عنه.(140/151)
عبد الله بن سبأ في ميزان البحث العلمي
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[04 - 12 - 06, 03:35 ص]ـ
عبد الله بن سبأ في ميزان البحث العلمي -1
منقول
المقدمة
عبد الله بن سبأ والسبئية «أحد الأبحاث التي تطرق إليها بالدراسة الكثير من الباحثين من المسلمين والمستشرقين، ومن أهم الدراسات في هذا الباب بحث الدكتور سليمان بن حمد العودة بعنوان» عبد الله بن سبأ وأثره في إحداث الفتنة في صدر الإسلام «وبحث» عبد الله بن سبأ بين الحقيقة والخيال «د. سعدي الهاشمي، وبحث الأستاذ أحمد عرفات القاضي بعنوان» إنكار ابن سبأ نقش على الماء «(1). وهذه الدراسة للدكتور (محمد أمحزون) مناقشة بحث جديد حول الموضوع نفسه لباحث لم يأت بجديد وإنما هو نقل عن الباحثين حول تلك الشخصية، والناقد (الكاتب) أحد المتخصصين في دراسة التاريخ، وعضو هيئة التدريس في جامعة» مكناس «بالمغرب (قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية.
دراسات تاريخية
عبد الله بن سبأ في ميزان البحث العلمي -1 -
د. محمد أمحزون
تمهيد:
موضوع» عبد الله بن سبأ والسبئية «أحد الأبحاث التي تطرق إليها بالدراسة الكثير من الباحثين من المسلمين والمستشرقين، ومن أهم الدراسات في هذا الباب بحث الدكتور سليمان بن حمد العودة بعنوان» عبد الله بن سبأ وأثره في إحداث الفتنة في صدر الإسلام «وبحث» عبد الله بن سبأ بين الحقيقة والخيال «د. سعدي الهاشمي، وبحث الأستاذ أحمد عرفات القاضي بعنوان» إنكار ابن سبأ نقش على الماء «(1).
وهذه الدراسة للدكتور (محمد أمحزون) مناقشة بحث جديد حول الموضوع نفسه لباحث لم يأت بجديد وإنما هو نقل عن الباحثين حول تلك الشخصية، والناقد (الكاتب) أحد المتخصصين في دراسة التاريخ، وعضو هيئة التدريس في جامعة» مكناس «بالمغرب (قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية.
-البيان-
هذه الدراسة نقد للبحث الذي نشره د. عبد العزيز الهلابي أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة الملك سعود، في حوليات كلية الآداب الكويتية عن عبد الله بن سبأ، تدخل في مجال اهتمامات التاريخ الإسلامي، وقد قام فيه المؤلف بتحليل روايات الإخباري سيف بن عمر التميمي عن دور عبد الله بن سبأ في أحداث الفتنة الواقعة في خلافة عثمان وعلي رضي الله عنهما حيث انتهى بحثه إلى أن تلك الروايات مختلقة ولا أساس لها من الصحة!! ثم أورد النصوص عن» السبئية «في بعض المصادر المتقدمة فأوضح أنه من خلال استخدامها في تلك المصادر لا تعني جماعة لها عقيدة دينية أو مذهب سياسي محدد، وأنها أطلقت على أناس مختلفين، وكان يقصد بها في كل الأحوال الذم والتعيير، وبعد أن ناقش أقوال الباحثين المعاصرين وآراءهم من عرب ومستشرقين خلص في بحثه إلى أن ابن سبأ شخصية وهمية، وأن الدور المنسوب إليه في إثارة الأحداث وتسييرها دور مزعوم.
إن هذا البحث الذي كتبه د. الهلابي يعتبر أحدث دراسة مستقلة أفردت عن عبد الله بن سبأ ولذلك أحببت إبداء بعض الملحوظات حول الآراء التي تبناها حيث نفى في بحثه وجود تلك الشخصية، وأن ابن سبأ في رأيه لا يعدو أن يكون مجرد خرافة سطرتها كتب التاريخ والفرق!!
ومن الملحوظات على هذه الدراسة ما يلي:
أولاً سيف بن عمر لم ينفرد بالرواية:
يقول د. الهلابي في ص (13) من بحثه:» ينفرد الإخباري سيف بن عمر التميمي من بين قدامى الإخباريين والمؤرخين بذكر تلك الشخصية في رواياته، ويجعل له دوراً رئيساً في التحريض على الفتنة، وقتل الخليفة عثمان وإنشاب القتال في معركة الجمل في البصرة «(2).
في الواقع أن سيف بن عمر لم يكن المصدر الوحيد الذي استأثر بأخبار عبد الله بن سبأ، بل ورد ذكر أخبار ابن سبأ وطائفته منقولة عن علماء متقدمين ورواة غير سيف بن عمر مثل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/152)
* سويد بن غفلة أبو أمينة الجعفي الكوفي المتوفى عام (80 هـ/ 699م)، مخضرم ثقة، من أصحاب علي رضي الله عنه (3) جاء في» طوق الحمامة «لحيي بن حمزة الزيدي وفي» اللفظ «للبرقاني أنه دخل على علي في إمارته فقال:» إني مررت بنفر يذكرون أبا بكر وعمر، يرون أنك تضمر لهما مثل ذلك، منهم عبد الله بن سبأ، فقال علي: مالي ولهذا الخبيث الأسود، ثم قال: معاذ الله أن أضمر لهما إلا الحسن الجميل، ثم أرسل إلى ابن سبأ فسيّره إلى المدائن، ونهض إلى المنبر حتى إذا اجتمع الناس أثنى عليهما خيراً، ثم قال: أو لا يبلغني عن أحد يفضلني عليهما إلا جلدته حد المفتري (4).
* زيد بن وهب الجهني أبو سليمان الكوفي المتوفى قبل عام (90هـ/709م)، روى عن علي بن أبي طالب، وهو من جلة التابعين، متفق على الاحتجاج به، أخرج ابن عساكر في» تاريخ دمشق «عنه قال:» قال علي بن أبي طالب: مالي ولهذا الخبيث الأسود، يعني عبد الله بن سبأ، وكان يقع في أبي بكر وعمر «(5).
* إبراهيم بن يزيد النخعي أبو عمران الكوفي الفقيه الثقة المتوفى عام (96 هـ / 714 م) (6). روى ابن سعد في» طبقاته «أن رجلاً كان يأتيه فيتعلم منه، فيسمع قوماً يذكرون أمر علي وعثمان، فقال: أنا أتعلم من هذا الرجل وأرى الناس مختلفين في أمر علي وعثمان، فسأل إبراهيم النخعي عن ذلك فقال:» ما أنا بسبأي ولا مرجئ «(7).
* الشعبي عمر بن شراحيل الحميري اليمني المتوفى عام (103هـ/721م)، من رواة الأنساب والأخبار الثقات (8). أخرج عنه ابن عساكر في» تاريخ دمشق «قال:» أول من كذب عبد الله بن سبأ «(9).
*سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي المدني المتوفى عام (106هـ/721م)، كان أحد فقهاء التابعين، ثبتاً فاضلاً (10)، روى يعقوب بن سفيان الفسوي في كتابه» المعرفة والتاريخ «قال:» قال أبو الوليد: سألني سالم بن عبد الله بن عمر: ممن أنت؟ فقلت: من أهل الكوفة، فقال: بئس القوم بين سبأي وحروري «(11).
* أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي الصحابي المعمر المتوفى عام (110هـ/728م)، روى عن علي بن أبي طالب، قال فيه الحافظ الذهبي: وبه ختم الصحابة في الدنيا (12). أخرج ابن عساكر عنه قال:» رأيت المسيب بن نجبة أتى به ملببه، يعني ابن السوداء، وعلي على المنبر، فقال علي: ما شأنه؟ فقال: يكذب على الله ورسوله (13).
* حُجيّة بن عدي الكندي أبو الزعراء الكوفي، روى عن علي وجابر وهو من الطبقة الثالثة (14). ذكر ابن عساكر عنه أنه رأى علياً على المنبر، وهو يقول: من يعذرني من هذا الحميت الأسود الذي يكذب على الله ورسوله يعني ابن السوداء (15).
* أبو الجلاس الكوفي، روى عن علي بن أبي طالب، من الطبقة الثالثة (16). نقل ابن عساكر عنه قال:» سمعت علياً يقول لعبد الله بن سبأ: ويلك! والله ما أفضي إليّ بشيء كتمته أحداً من الناس، ولقد سمعته يقول: إن بين يدي الساعة ثلاثين كذاباً وإنك لأحدهم (17).
* قتادة بن دعامة السدوسي المتوفى عام (117هـ/735م)، من ثقات التابعين وحفاظهم، روى عن أبي الطفيل وأنس بن مالك، كان آية في الحفظ والرواية (18). نقل الإمام الطبري في تفسير قوله:» وكان قتادة إذا قرأ هذه الآية ((فأما الذين في قلوبهم زيغ ... )) قال: إن لم يكونوا الحرورية والسبئية فلا أدري «(19).
* أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي المتوفى عام (157هـ/773م) (20). نقل الإمام الطبري عنه في» تاريخه «رواية يصف فيها أشراف أهل الكوفة لخصومهم من أصحاب المختار بالسبئية (21).
ثانياً الموهوم لا يدفع المعلوم:
يقول المؤلف:» لا أعلم فيما اطلعت عليه من المصادر المتقدمة أي ذكر لعبد الله بن سبأ عند غير سيف بن عمر سوى رواية عند البلاذري «(22).
إن المصادر المتقدمة التي اطلع عليها د. الهلابي إذا كانت أغفلت موضوع ابن سبأ والسبئية، فلا يعني ذلك بالضرورة أنه شخصية خرافية، إذ إن عدم ذكرها له لا يقوم دليلاً على الإنكار أو التشكيك، فهل استوعَبَت تلك المصادر كل أحداث التاريخ الإسلامي حتى نقف وقفة المنكر أو المتشكك إذا لم تذكر شيئاً عن ابن سبأ؟! وهل من شروط صحة الرواية التاريخية تضافر كل كتب التاريخ على ذكرها؟! ثم هل نسي د. الهلابي أن المصادر القديمة ضاع كثير منها فأصبحت مفقودة أو في حكم المفقود، حيث ضاع كثير من مؤلفات الزهري وابن إسحاق والواقدي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/153)
والمدائني وابن شبّه والأصمعي والهيثم بن عدي وعروة بن الزبير وغيرهم، إلا ما استوعبته بعض المصنفات الموسوعية كتاريخ الطبري مثلاً؟
ومن هنا ينبغي الرجوع إلى الأمر المعلوم المحقق للخروج من الشبهات والتوهمات، إذ إن الموهوم لا يدفع المعلوم، و المجهول لا يعارض المحقق فشخصية ابن سبأ وجماعته حقيقة تاريخية يتفق عليها كثير من المصادر المتقدمة غير البلاذري.
جاء ذكر السبئية على لسان أعشى همذان المتوفى عام (83هـ/702م) وقد هجى المختار وأنصاره من أهل الكوفة بقوله:
شهدت عليكم أنكم سبئية وأني بكم يا شرطة الكفر عارف (23)
وجاء ذكر السبئية في كتاب» الإرجاء «للحسن بن محمد بن الحنفية المتوفى عام (95هـ/713م)، الذي أمر بقراءته على الناس وفيه:» ... ومن خصومة هذه السبئية التي أدركنا، إذ يقولون هدينا لوحي ضل عنه الناس «(24).
وفي الطبقات لابن سعد المتوفى عام (230هـ/844م) ورد ذكر معتقدات السبئية وأفكار زعيمها، فعن عمرو بن الأصم قال: قيل للحسن بن علي: إن أناساً من شيعة أبي الحسن علي عليه السلام يزعمون أنه دابة الأرض، وأنه سيبعث قبل يوم القيامة، فقال كذبوا، ليس أولئك شيعته أولئك أعداؤه، لو علمنا ذلك ما قسمنا ميراثه ولا أنكحنا نساءه ... «(25). علماً بأن ما ذكر في هذا النص لا يخرج عما جاء به ابن سبأ من آراء، وأكده علماء الفرق والنحل والمؤرخون في كتبهم (26).
وتحدث ابن حبيب المتوفى عام (245هـ/860م) عن ابن سبأ حينما اعتبره أحد أبناء الحبشيات (27)، كما روى أبو عاصم خُشيش بن أصرم المتوفى عام (253هـ/859م) خبر إحراق علي رضي الله عنه لجماعة من أصحاب ابن سبأ في كتابه» الاستقامة «(28).
وفي» البيان والتبيين «للجاحظ المتوفى عام (255هـ/868م) رواية تشير إلى عبد الله بن سبأ (29)، كما ذكر الجوزجاني المتوفى عام (259هـ/873م) وهو من علماء الجرح والتعديل، أن من مزاعم عبد الله ادعاءه أن القرآن جزء من تسعة أجزاء، وعلمه عند علي، وأن علياً نفاه بعد ما كان هم به «(30).
ويقول ابن قتيبة المتوفى عام (276هـ/889م) في» المعارف «:» السبئية من الرافضة ينسبون إلى عبد الله بن سبأ «(31).
ويذكر البلاذري المتوفى عام (279هـ/892م) ابن سبأ في جملة من أتوا إلى علي رضي الله عنه يسألونه عن رأيه في أبي بكر وعمر، فقال لهم: أوتفرغتم لهذا؟ وحينما كتب علي الكتاب الذي أمر بقراءته على أنصاره كان منه عند عبد الله بن سبأ نسخة عنه فحّرفها «(32).
وأورد الناشيء الأكبر المتوفى عام (293هـ/905م) عن ابن سبأ وطائفته ما يلي:» وفرقة زعموا أن علياً عليه السلام حي لم يمت، وأنه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه، وهؤلاء هم السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ، وكان عبد الله بن سبأ رجلاً من أهل صنعاء، يهودياً ... وسكن المدائن «(33).
ثالثاً السبئية في المصادر وليست للذم والتعيير فقط:
بعد أن ذكر المؤلف نصوصاً نثرية وشعرية ورد فيها ذكر السبئية، قال:» وبناءً على هذا فلا يمكن الاستنتاج من النصوص السابقة أن السبئية تعني فئة لها هوية سياسية معينة، أو مذهب عقائدي محدد، ولكن المؤكد أنها عندما تطلق على قوم يقصد بها الذم والتعيير «(34).
إن هذا الاستنتاج للباحث لا يخلو من المغالطة والتمويه، فهو يحاول جاهداً التشكيك في السبئية إلى حد جعله يتأولها مجرد كلمة تستعمل للسب والذم!!
إني لأكاد أدهش حين يقول ذلك، وهو نفسه يذكر نصاً شعرياً للفرزدق (35) فيه إشارة واضحة إلى ابن سبأ اليهودي الأصل، الهمداني اليمني المنشأة.
تعرف همدانية سبئية وتكره عينيها على ما تنكرا
ولو أنهم إذا نافقوا كان منهم يهوديهم كانوا بذلك أعذرا
على أن وجود عبد الله بن سبأ وارتباط السبئية به مما أطبقت عليه المصادر، فذكرته كتب التاريخ والحديث والطبقات والرجال والأنساب والأدب واللغة، وجزم بذلك علماء الفرق والمقالات.
فقد نقل القمي المتوفى عام (301هـ/913م) أن عبد الله بن سبأ أول من أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة، وتبرأ منهم وادعى أن علياً أمره بذلك (36).
وأما الإمام الطبري المتوفى عام (310هـ/922م) فقد أفاض في تاريخه في ذكر أخبار ابن سبأ ومكائده معتمداً على روايات الإخباري سيف بن عمر التميمي عن شيوخه (37).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/154)
ويتحدث النوبختي المتوفى عام (310هـ/922م) عن أخبار ابن سبأ فيذكر أنه لما بلغ نعي علي بالمدائن قال للذي فعله: كذبت لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة، وأقمت على قتله سبعين عدلاً لعلمنا أنه لم يمت ولم يقتل، ولا يموت حتى يملك الأرض (38).
ويقول أبو حاتم الرازي المتوفى عام (322هـ/933م) أن عبد الله بن سبأ ومن قال بقوله من السبئية كانوا يزعمون أن علياً هو الإله، وأنه يحيى الموتى وادعوا غيبته بعد موته (39).
وأكد ابن عبد ربه المتوفى عام (328هـ/939م) أن ابن سبأ وطائفته السبئية قد سلكوا مسلك الغلو في علي حينما قالوا هو الله خالقنا، كما غلت النصارى في المسيح بن مريم (40).
ويذكر أبو الحسن الأشعري المتوفى عام (330هـ/941م) عبد الله بن سبأ وطائفته من ضمن أصناف الغلاة، إذ يزعمون أن علياً لم يمت، وأنه سيرجع إلى الدنيا فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً (41).
وروى الكشي المتوفى عام 340هـ/951م) بسنده إلى أبي جعفر محمد الباقر قوله: إن عبد الله بن سبأ كان يدعي النبوة، ويزعم أن أمير المؤمنين عليه السلام هو الله تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، كما روى بسنده إلى علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب:» لعن الله من كذب عليناً، إني ذكرت عبد الله بن سبأ فقامت كل شعرة في جسدي، لقد ادعى أمراً عظيماً، ماله لعنه الله «(42).
ويقول ابن حبان المتوفى عام (354هـ/965م):» وكان الكلبي محمد ابن السائب الإخباري سبئياً من أصحاب عبد الله بن سبأ، من أولئك الذين يقولون: إن علياً لم يمت، وإنه راجع إلى الدنيا قبل قيام الساعة، وإن رأوا سحابة قالوا: أمير المؤمنين فيها «(43).
ويقول المقدسي المتوفى عام (355هـ/965م) في كتابه» البدء والتاريخ «: إن عبد الله بن سبأ قال عندما بلغه موت علي بن أبي طالب: لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه (44).
ويكشف الملطي المتوفى عام (377هـ/989م) عن عقيدة السبئية فيقول:» ففي عهد علي رضي الله عنه جاءت السبئية إليه وقالوا: أنت أنت! قال: من أنا؟ قالوا: الخالق الباريء، فاستتابهم فلم يرجعوا فأوقد لهم ناراً عظيمة فأحرقهم (45).
ويذكر كبير محدثي الشيعة ابن بابويه القمي المتوفى عام (381هـ/991م) موقف ابن سبأ وهو يعترض على علي رضي الله عنه في رفع اليدين إلى السماء أثناء الدعاء (46).
وفي» مفتاح العلوم «للخوارزمي المتوفى عام (387هـ/997م):» السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ «(47).
وذكر البغدادي المتوفى عام (499هـ/1037م) أن فرقة السبئية أظهروا دعوتهم في زمان علي رضي الله عنه فأحرق قوماً منهم، ونفى ابن سبأ إلى سباط المدائن، إذ نهاه ابن عباس رضي الله عنهما عن قتله حينما بلغه غلوه فيه، وأشار عليه بنفيه إلى المدائن حتى لا يختلف عليه أصحابه، لاسيما وهو عازم على العود إلى قتال أهل الشام (48).
وقال أبو جعفر الطوسي المتوفى عام (460هـ/1067م) إن ابن سبأ رجع إلى الكفر وأظهر الغلو (49).
ويقول الاسفراييني المتوفى عام (471هـ/1078م) إن ابن سبأ قال بنبوة علي في أول أمره، ثم دعا إلى ألوهيته، ودعا الخلق إلى ذلك، فأجابته جماعة إلى ذلك في وقت علي (50).
ويتحدث الشهرستاني المتوفى عام (548هـ/1153م) عن ابن سبأ فيقول» ومنه انشعبت أصناف الغلاة «(51). ويقول أيضاً: إن ابن سبأ أول من أظهر القول بالنص بإمامة علي «(52).
كما أن كتب الأنساب هي الأخرى تؤكد نسبة السبئية إلى عبد الله بن سبأ، ومنها كتاب الأنساب للسمعاني المتوفى عام (562هـ/1167م) (53).
وعرّف ابن عساكر المتوفى عام (571هـ/1176م) ابن سبأ بقوله:» عبد الله بن سبأ الذي تنسب إليه السبئية، وهم الغلاة من الرافضة، أصله من اليمن، كان يهودياً وأظهر الإسلام «(54).
وفي اللباب في تهذيب الأنساب» يذكر ابن الأثير المتوفى عام (630هـ/1232م) ارتباط السبئية من حيث النسبة بعبد الله بن سبأ «(55).
وذكر ابن أبي الحديد المتوفى عام (655هـ/1257م) في» شرح نهج البلاغة ما نصه:» فلما قتل أمير المؤمنين عليه السلام أظهر ابن سبأ مقالته وصارت له طائفة وفرقة يصدقونه ويتبعونه «(56).
وذكر السكسكي المتوفى عام (683هـ/1284م) أن ابن سبأ وجماعته أول من قالوا بالرجعة إلى الدنيا بعد الموت (57).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/155)
ويذكر شيخ الإسلام ابن تيمية المتوفى عام (728هـ/1327م) أن أصل الرفض من المنافقين الزنادقة، فإنه ابتدعه ابن سبأ الزنديق، وأظهر الغلو في علي بدعوى الإمامة والنص عليه، وادعى العصمة له «(58).
وأشار الحسن الحلبي المتوفى عام (740هـ/1339م) إلى أن ابن سبأ ضمن أصناف الضعفاء (59).
وعند الحافظ الذهبي المتوفى عام (748هـ/1347م):» عبد الله بن سبأ من غلاة الشيعة، ضال مضل «(60).
أما الصفدي المتوفى عام (764هـ/1363م) فقد قال في ترجمته:» عبد الله بن سبأ رأس الطائفة السبئية ... فلما قتل علي زعم ابن سبأ أنه لم يمت لأن فيه جزءاً إلهياً، وابن ملجم إنما قتل شيطاناً تصور بصورة علي، وأن علياً في السحاب، والرعد صوته، والبرق صوته، وأنه سينزل إلى الأرض «(61).
ويشير الشاطبي المتوفى عام (790هـ/1388م) إلى أن بدعة السبئية من البدع الاعتقادية المتعلقة بوجود إله مع الله تعالى الله وهي بدعة تختلف عن غيرها من المقالات (62).
ويعرف الجرجاني المتوفى عام (816هـ/1413م) عبد الله بن سبأ بأنه رأس الطائفة السبئية ... وأن أصحابه عندما يستمعون الرعد يقولون: عليك السلام يا أمير المؤمنين «(63).
وفي خطط المقريزي المتوفى عام (845هـ/1441م) أن عبد الله بن سبأ قام في زمن علي رضي الله عنه مُحدثاً القول بالوصية والرجعة والتناسخ (64).
وسرد الحافظ ابن حجر المتوفى عام (852هـ/1448م) في كتابه:» لسان الميزان «عن ابن سبأ أخباراً غير روايات سيف بن عمر، ثم قال في النهاية:» وأخبار عبد الله بن سبأ شهيرة في التواريخ، وليس له رواية والحمد لله «(65).
وفي عقد الجمان للعيني المتوفى عام (855هـ/1451م) أن ابن سبأ دخل مصر وطاف في كورها، وأظهر الأمر بالمعروف، وتكلم في الرجعة، وقررها في قلوب المصريين (66).
وأكد السيوطي المتوفى عام (911هـ/1505م) في كتاب» لب الألباب في تحرير الأنساب «نسبة السبئية إلى عبد الله بن سبأ (67).
وتحسن الإشارة إلى أنه لا ينبغي الغض من قيمة المصادر المتأخرة التي ذكرت السبئية، ذلك أن أصحابها كابن كثير والذهبي وابن حجر والسيوطي وغيرهم من الأئمة الحفاظ، كانوا يستقون معلوماتهم من مصادر قديمة وقيمة بعضها الآن في عداد المفقود، كما عرفوا بسعة اطلاعهم، وغزارة معارفهم وتقصيهم الدقيق للأخبار، حتى إن الباحث يندهش مثلاً عندما يطلع على كثرة الطرق وتنوعها في رواية ابن حجر لأحداث تاريخية، ومن مصادر متقدمة كأخبار البصرة لابن شبه، وكتاب صفين لحيي بن سليمان الجعفي، والمعرفة والتاريخ للفسوي، وتاريخ أبي زُرعة الدمشقي، وغيرها من كتب التاريخ.
الهوامش:
* دورية علمية تصدر عن جامعة الكويت.
(1) المنشور في مجلة الأزهر بدءاً من العدد (5 السنة 63) الصادر في جمادى الأولى عام 1411 هـ.
(2) الهلابي: عبد الله بن سبأ: دراسة للروايات التاريخية عن دوره في الفتنة، ص 13.
(3) انظر: العجلي: الثقات، ص 212، وابن حجر: تقريب التهذيب، ج1، ص341.
(4) يحيى بن حمزة الزيدي: طوق الحمامة (نقلاً عن إحسان إلهي ظهير: السنة والشيعة، ص 8)، وابن حجر: لسان الميزان، ج3، ص 280، وتهذيب التهذيب، ج2، ص 214، قال: (رواه البرقاني في اللفظ).
(5) ابن عساكر: تاريخ دمشق (المخطوط) ج9، ص 331.
(6) الذهبي: الكاشف، ج1، ص51، وابن حجر: التهذيب، ج1، ص 177.
(7) ابن سعد: الطبقات، ج6، ص 192.
(8) انظر: الفسوي: المعرفة والتاريخ، ج2 ص 592، والخطيب: تاريخ بغداد ج12، ص 227.
(9) ابن عساكر: المصدر السابق (المخطوط)، ج9 ص 331.
(10) انظر: ابن سعد: المصدر السابق، ج5 ص195، وخليفة: الطبقات، ص 246.
(11) الفسوي: المصدر السابق، ج2 ص7658.
(12) انظر: الذهبي: الكاشف، ج2، ص52 وابن حجر: التقريب، ج1، ص389.
(13) ابن عساكر: المصدر السابق (المخطوط) ج9، ص331.
(14) انظر: العجلي: المصدر السابق ص110 وابن حبان: الثقات، ج4 ص92.
(15) ابن عساكر: المصدر السابق (المخطوط) ج9، ص 331.
(16) انظر: ابن حجر: لسان الميزان، ج3 ص289.
(17) ابن عساكر: المصدر السابق (المخطوط) ج9، ص331.
(18) انظر: العجلي: المصدر السابق ص389، وابن معين: التاريخ، ج2.
(19) الطبري: جامع البيان عن تأويل آي القرآن 3/ 3/119.
(20) انظر: ابن قيتبة: المعارف، ص234 وابن النديم: الفهرست، ص 105.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(140/156)